الانساب - السمعاني ج 1
الانساب
السمعاني ج 1(1/)
الانساب(1/1)
الانساب للامام ابي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المتوفى سنة 562 ه تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي مركز الخدمات والابحاث الثقافية الجزء الاول دار الجنان(1/3)
ملتزم الطبع والنشر والتوزيع دار الجنان الطبعة الاولى 1408 ه - 1988 م الصنائع - شارع اميل اده سنتر لطيف - الطابق الثالث - شقة 305 هاتف: 348252 tLX.
: mobacoLE 61534.
aTTN.
csrc ص.
ب.
5279 / 14 بيروت - لبنان(1/4)
تعريف بعلم الانساب النسب لغة كما في لسان العرب (1): نسب القرابات وهو واحد الانساب.
ابن سيده: النسبة والنسبة والنسب القرابة، وقيل: هو في الآباء خاصة وقيل: النسبة مصدر الانتساب، والنسبة: الاسم.
التهذيب النسب يكون بالآباء ويكون إلى البلاد ويكون في الصناعة.
وجمع النسب أنساب.
والنسب اصطلاحا كما في ابجد العلوم (2): هو علم يتعرف منه أنساب الناس، وقواعده الكلية والجزئية والغرض منه الاحتراز عن الخطأ في نسب شخص، وهو علم عظيم النفع جليل القدر أشار الكتاب العظيم في * (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) * (3) إلى تفهمه.
وحث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في: " تعلموا أنسابكم تصلوا ارحامكم " على تعلمه، والعرب قد اعتنى في ضبط نسبه إلى أن كثر أهل الاسلام واختلط أنسابهم بالاعجام فتعذر ضبطه بالآباء، فانتسب كل مجهول النسب إلى بلده أو حرفته أو نحو ذلك حتى غلب هذا النوع.
والذي فتح هذا الباب وضبط علم الانساب هو الامام النسابة: هشام بن محمد بن السائب الكلبى المتوفى سنة أربع ومائتين فإنه صنف فيه خمسة كتب: المنزلة والجمهرة والوجيز والفريد والملوك.
ثم اقتفى أثره جماعة نذكرهم لاحقا إن شاء الله.
ومن أكثر الصحابة علما بالانساب الخليفة الراشد الاول أبو بكر الصديق رضي الله عنه حيث أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت الانصاري شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستعين بأبى بكر ليرد على كفار قريش لعلمه بأنسابهم، وفي حديث أبى بكر " وكان رجلا نسابة " النسابة: البليغ العلم بالانساب والهاء فيه للمبالغة مثلها في العلامة (4).
__________
(1) أنظر لسان العرب لابن منظور 1 / 755 مادة (نسب).
(2) وهو كتاب في فنون العلوم والتعريف بها ومن صنف في تلك الفنون لصديق بن حسن القنوجى المتوفى سنة 1307 ه.
(3) الآية 49 من سورة الحجرات.
(4) كذا ذكر في ابن الاثير في النهاية، 5 / 46.
(*)(1/5)
أشهر من صنف فيه مع تصانيفهم مر أن الذي فتح هذا الباب وضبط علم الانساب هو الامام النسابة هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى سنة أربع ومائتين، فإنه صنف فيه خمسة كتب: المنزلة والجمهرة والوجيز والفريد والملوك.
ثم تبعه بعد ذلك جماعة أوردنا آثارهم منها: - أنساب الاشراف: لابي الحسن أحمد بن يحيى البلاذري المتوفي سنة 279 ه وهو كتاب كبير كثير الفائدة كتب منه عشرين مجلدا ولم يتم.
- أنساب حمير وملوكها: عبد الملك بن هشام صاحب السيرة المتوفى سنة ثلاث عشرة ومائتين.
- أنساب الرشاطي: وهو اقتباس الانوار والتماس الازهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار، لابي محمد بن عبد الله بن علي اللخمي الشهير بالرشاطي المتوفي سنة اثنتين وأربعين واربعمائة وهو من الكتب القديمة في الانساب، لخصه مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم البلبيسي المتوفى سنة اثنتين وثمانمائة، وأضاف إليه زيادات ابن الاثير على أنساب السمعاني وسماه القبس أوله الحمد لله الذي خلق صنف البشر إلخ...- الانساب: لابي محمد الحسن بن علي المعروف بالقاضي المهذب المتوفى سنة إحدى وستين وخمسمائة وهو كبير في نحو عشرين مجلدا.
ولابن مهمندار يوسف بن أبي المعالي المتوفى سنة سبعمائة ولابي محمد عبد الله بن محمد المعروف بابن السيد البطليوسي المتوفي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ولابي محمد قاسم بن أصبع النحوي المتوفي سنة أربعين وثلاثمائة وللفقيه جمال الدين محمد بن علي
المدهجن القرشى نسابة عصره الذي ألفه سنة تسع وثمانين وثمانمائة.
- بغية ذوى الهمم في معرفة أنساب العرب والعجم: للملك الافضل عباس بن الملك المجاهد علي صاحب اليمن المتوفى سنة ثمان وسبعين وسبعمائة وهو كتاب مختصر مفيد.
- تاج الانساب: لمحمد بن أسعد الحسيني المتوفى سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
- الجوهرة في نسب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه العشرة: لكمال الدين عبد الرحمن بن محمد الانباري المتوفي سنة سبع وسبعين وخمسمائة.(1/6)
- ديوان العرب وجوهر الأدب في إيضاح النسب: لمحمد بن أحمد بن عبد الله الاسدي النسابة.
- الشجرة في الانساب: لمحمد بن رضوان المتوفي سنة سبع وخمسين وستمائة.
- الاكليل في أنساب حمير وأيام ملوكها: لابي محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني المتوفى سنة أربع وثلاثين وثلثمائة، وهو كتاب كبير عظيم الفائدة يتم في عشر مجلدات ويشتمل على عشرة فنون وفي أثنائه جمل من حساب القرانات وأوقاتها ونبذ عن علم الطبيعة وأصول أحكام النجوم وآراء الاوائل في القدم والادوار وتناسل الناس ومقادير أعمارهم وغير ذلك.
- عجالة المبتدي: في الانساب لزين الدين أبي بكر محمد بن موسى الحازمي الهمداني المتوفى سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
- القصد والامم إلى أنساب العرب والعجم: لابن عبد البر يوسف بن عبد الله الحافظ القرطبي المتوفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
- اللباب إلى معرفة الانساب: مختصر لابي الحسن أحمد بن محمد بن ابراهيم الاشعري المتوفى سنة...ذكر فيه جملة مصنفات في هذا الفن ثم قال قد استخرجت من هذه كتابا مختصرا سميته التعريف بالانساب توسطت فيه بين الاكثار والاقلال ثم عملت اللباب
أذكر فيه أمهات القبائل وبطونها وجعلته مدخلا إلى علم النسب.
- نسب عبد الشمس: لابي الفرج علي بن حسين الاصبهاني المتوفي سنة...وله نسب بني شيبان وبني تغلب وبني كلاب.
- نسب عدنان وقحطان: لابي العباس محمد بن يزيد المبرد النحوي المتوفى سنة خمس وثمانين ومائتن.
- نهاية الارب في معرفة أنساب العرب: وهو مجلد متوسط أوله الحمد لله الذي جعل للعرب ركنا تتهافت عليه سائر الامم إلخ...ألفه لابي الجود بقر بن راشد أمير العربان بالبلاد الشرقية والغربية ورتب كل قبيلة على حروف المعجم وجعله على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة وذكر فيه أنه أوضح من قلائد الجمان لوالده.
- أنساب الشعراء: لابي جعفر محمد بن حبيب البغدادي النحوي المتوفى سنة خمس وأربعين ومائتين.(1/7)
- أنساب قريش: لابي عبد الله زبير بن بكار القرشي المتوفى سنة ست وخمسين ومائتين ومختصره لابي فيد مورج ابن عمر البصري النحوي المتوفى سنة أربع وسبعين وثلثمائة وفيه التبيين لابن قدامة.
- أنساب المحديثين: للحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي المتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة، وصنف فيه أبو الفضل محمد بن طاهر المعروف بابن القيسراني المقدسي ثم ذيله تلميذه أبو موسى محمد بن عمر الاصبهاني المتوفى سنة إحدى وثمانين وخمسمائة في جزء ذكر فيه ما أهمله.
والذيل على الذيل المذكور للحافظ محمد بن محمد بن نقطة الحنبلي المتوفى سنة تسع وعشرين وستمائة.
- أنساب آل أبي طالب: لابي جعفر الطبرسي محمد صاحب الاسباب والنزول.
- أنساب الطالبيين والعلويين القادمين إلى المغرب: لامير المؤمنين المستنصر بالله
الحكم الاموي المتوفي سنة ست وستين وثلاثمائة.
- نسب القطب النبوي والشريف العلوي: لشهاب الدين أبي العباس أحمد بن علي بن إبراهيم البدوي المتوفى سنة خمس وسبعين وستمائة.
ومن علماء الانساب محمد بن إسحاق وأبو عبيدة ومصعب بن عبد الله الزبيري وعلي بن كيسان الكوفي ودعبل بن حنظلة ومن المتأخرين الهمداني صاحب الاكليل والبلاذري وأبو الحسن أحمد بن محمد الاشعري صاحب اللباب.(1/8)
التعريف بالكتاب ومن أشهر كتب هذا الفن وأهمها أنساب السمعاني: وهو هذا الكتاب الذي بين أيدينا.
قال صاحب كشف الظنون: وهو كتاب عظيم في هذا الفن وتمامه يكون في ثماني مجلدات لكنه قليل الوجود، ولما كان كبير الحجم لخصه عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن الاثير الجزري المتوفى سنة ثلاثين وستمائة زاد فيه أشياء واستدرك على ما فاته وسماه اللباب وهو في ثلاث مجلدات وفرغ في جمادي الاولى سنة خمس عشرة وستمائة وهو أحسن من الاصل على قول ابن خلكان.
أقول ان الذي دفع ابن خلكان إلى هذا القول هو أن ابن الاثير رحمه الله استدرك على السمعاني ما فاته وأحسن الاختصار.
إلا أن العالم المتبحر والباحث المدقق لا يسعهما إلا اللجوء إليه لكثرة الاسامي والاعلام المذكورين فيه.
ثم لخصه السيوطي وجرده عن المنتسبين وزاد عليه أشياء وسماه لب اللباب، أوله: الحمد لله المنزه عن الاشباه إلخ...قال وقد استقصيت كثيرا مما فاتهما واستدركت منه جميعا غالبه من معجم البلدان لياقوت وهو في مجلد صغير الحجم فرغ منه في صفر سنة ثلاث وسبعين وثمانمائة.
أقول (1) قد أوردت كتاب اللب جميعا في القسم الثاني من سلم الوصول إلى طبقات الفحول واستدركت عليهم كثيرا من الانساب ولله الحمد.
ولخص أيضا القاضي قطب الدين محمد بن محمد الخيضري الشافعي المتوفى سنة أربع وتسعين وثمانمائة أنساب السمعاني وضم إليه ما عند ابن الاثير والرشاطي وغيرهما من الزيادات وسماه الاكتساب.
__________
(1) القائل هو السيوطي رحمه الله.
(*)(1/9)
ترجمة المؤلف: اسمه ونسبه وكنيته ولقبه: هو الحافظ البارع العلامة تاج الاسلام أبو سعد عبد الكريم بن الحافظ تاج الاسلام معين الدين أبي بكر محمد بن العلامة المجتهد أبي المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد محمد بن جعفر التميمي السمعاني المروزي.
والسمعاني: كما ذكر المؤلف في حرف السين من هذا الكتاب، بفتح السين المهملة وسكون الميم وفتح العين المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سمعان، وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وأما سمعان الذي ننتسب إليه فهو بطن من تميم، هكذا سمعت سلفي يذكر ذلك.
مولده ونشأته: ولد في شعبان سنة ست وخمس مائة وحمله والده إلى نيسابور في آخر سنة تسع فلحق بحضوره المعمر عبد الغفار بن محمد الشيرازي وعبيد بن محمد القشيري وعده، وحضر بمرو على أبي منصور محمد بن علي نافلة الكراعي، فمات أبوه سنة عشر وتربى مع أعمامه وأهله، وحفظ القرآن والفقه ثم حبب إليه هذا الشأن وعني به ورحل إلى الاقاليم النائية.
وجملة الامر فإن أهله وعائلته بجملتهم كانوا من العلماء والفضلاء مما أتاح للسمعاني أن
يسلك طريقهم ويتلقى عنهم ويستفيد منهم وهذا الذي شجعه فكان عالما متبحرا قطع المسافات والآفاق والتقى بالعلماء وسمع عن الكثير حتى قال ابن النجار: سمعت من يذكر أن عدد شيوخه سبعة آلاف شيخ وهذا شئ لم يبلغه أحد.
مشايخه: مر أنه سمع من الكثير الكثير وأول من تلقى منهم أعمامه وأهله منهم: عمه الاكبر أبو محمد الحسن بن أبي المظفر السمعاني تفقه على والد المؤلف.
سمع منه الكثير وكان يكرمه ويحبه وقرأ عليه الكتب المصنفة مثل كتاب الجامع لمعمر بن راشد وكتاب التاريخ لاحمد بن سيار، والامالي والانتصار والاحاديث الالف لجده بروايته عنه وأمالي أبي زكريا المزكي وأبو القاسم السراج بروايته عن أبي الحسن المديني وأبي العباس بن عبد الصمد وغير ذلك من الاجزاء والفوائد.
وسمع من ابن عمه الاكبر محمد بن الحسن السمعاني الكثير من شعره، غير أن(1/10)
ابن عمه هذا لم يشتغل بما اشتغل به سلفه حيث كان كثير الجلوس مع الشبان والجري في ميدانهم وموافقتهم فيما هم فيه.
وسمع من عمه الاصغر أستاذه الذي أخذ عنه الفقه وعلق عليه الخلاف وبعض المذهب وهو أبو القاسم أحمد بن منصور السمعاني.
تفقه على والد المؤلف وأخذ عنه العلم وخلفه بعده فيما كان مفوضا إليه.
انتخب عليه أوراقا وقرأ عليه عن شيوخه وخرج معه إلى سرخس وانصرفا إلى مرو، وخرجا في شوال سنة تسع وعشرين إلى نيسابور لرغبة المؤلف سماع حديث مسلم بن الحجاج القشيري.
فسمع معه الصحيح.
وسمع من أخته أمة الله حرة، كانت امراة صالحة عفيفة كثيرة الدرس للقرآن.
حصلت على إجازة عن أبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني البغدادي، قرأت عليها أحاديث وحكايات بإجازتها عنه.
وسمع من المشاهير منهم: أبي عبد الله الفراوي وزاهر الشحامي وطبقتهما بنيسابور،
والحسين بن عبد الملك الخلال وسعيد بن أبي الرجاء وطبقتهما بأصبهان وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وطبقته ببغداد وعمر بن إبراهيم العلوي بالكوفة وأبي الفتح المصيصي بدمشق وببخارى وسمرقند وبلخ وسمع من خلائق يطول سردهم وألف معجم البلدان التي سمع بها.
ذكر من سمع منه وتلقى وروى عنه: منهم ولده عبد الرحيم مفتي مرو وأبو القاسم بن عساكر وابنه القاسم وعبد الوهاب سكينة وعبد الغفار بن منينا وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروي وأبو الضوء شهاب الشذباني والافتخار عبد المطلب الحلبي وأبو الفتح محمد بن محمد الصائغ وخلق.
رحلاته: قال السبكي عني بالحديث والسماع واتسعت رحلته فعمت بلاد خراسان وأصبهان وما وراء النهر والعراق والحجاز والشام واتسعت رحلته فعمت بلاد خراسان وأصبهان وما وراء النهر والعراق والحجاز والشام وطبرستان وزار بيت المقدس وهو بأيدي النصارى وحج مرتين.
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ أنه ذكر في كتاب التحبير تراجم شيوخه فأفاد وأجاد.
مصنفاته: نقل أسماءها ابن النجار من خطه، منها " الذيل " على تاريخ الخطيب أربع مائة طاقة، " تاريخ مرو " خمس مائة طاقة، " أدب الطلب " مائة وخمسون طاقة، " الاسفار عن الاسفار " خمس وعشرون طاقة، " الاملاء والاستملاء " خمس عشرة طاقة، " معجم البلدان " خمسون طاقة، " معجم الشيوخ " ثمانون طاقة، " تحفة المسافر " مائة وخمسون(1/11)
طاقة، " الهداية " خمس وعشرون طاقة، " عز العزلة " سبعون طاقة، " الادب واستعمال الحسب " خمس طاقات، " المناسك " ستون طاقة، " الدعوات " أربعون طاقة، " الدعوات النبوية " خمس عشرة طاقة، " غسل اليدين " خمس طاقات، " أفانين البساتين " خمس عشرة طاقة، " دخول الحمام " خمس عشرة طاقة، " صلاة التسبيح " عشر طاقات، " التحايا " ست طاقان، " تحفة العيد " ثلاثون طاقة، " فضل الديك " خمس طاقات،
" الرسائل والوسائل " خمس عشرة طاقة، " صوم البيض " خمس عشرة طاقة، " سلوة الاحباب " خمس طاقات، " التحبير في المعجمر الكبير " ثلاث مائة طاقة، " فرط الغرام إلى ساكني الشام " خمس عشرة طاقة، " مقام العلماء بين يدي الامراء " إحدى عشرة طاقة، " المسارات والمصافحة " ثلاث عشرة طاقة، " ذكرى حبيب رحل، وبشرى منيب ينزل " عشرون طاقة، " الامالي الخمس مائة " مائتا طاقة، " فوائد الموائد " مائتا طاقة، " فضل الهر " ثلاث طاقات، " ركوب البحر " سبع طاقات، " الهريسة " ثلاث طاقات ] " وفيات المتأخرين " خمس عشرة طاقة، " الانساب " ثلاث مائة وخمسون طاقة ]، " الامالي " ستون طاقة، " بخار بخور البخاري " عشرون طاقة، " تقديم الجفان إلى الضيفان " سبعون طاقة، " صلاة الضحى " عشر طاقات، " الصدق في الصداقة "، " الريح في التجارة "، " رفع الارتياب عن كتابة الكتاب " أربع طاقات، " النزوع إلى الاوطان " خمس وثلاثون طاقة، " تخفيف الصلاة " في طاقتين، " لفتة المشتاق إلى ساكن العراق " أربع طاقات، " من كنيته أبو سعد " ثلاثون طاقة، " فضائل الشام " في طاقتين، " فضل ياسين " في طاقتين.
عودته إلى مرو ووفاته: قال السبكي: عاد إلى وطنه بمرو سنة ثمان وثلاثين فتزوج وولد له أبو المظفر عبد الرحيم فرحل به إلى نيسابور ونواحيها وهراة ونواحيها وبلخ وسمرقند وبخارا وخرج له معجما ثم عاد به إلى مرو وألقى عصا السفر بعدما شق الارض شقا وأقبل على التصنيف والوعظ والتدريس.
قال ابن النجار: عاد بعدما دوخ الارض سفرا إلى بلده مرو وأقام مشتغلا بالجمع والتصنيف والتحديث والتدريس بالمدرسة العميدية ونشر العلم إلى أن توفي إماما من أئمة المسلمين في كثير من العلوم لا سيما الحديث على اختلاف فنونه.(1/12)
النسخة التي اعتمدت في تحقيق هذه الطبعة:
إعتمد في تحقيق وإخراج هذه النسخة على النسخة التي قام بطبعها محمد أمين دمج ببيروت باعتبارها أضبط النسخ المطبوعة ولاعتماده أربع نسخ من الكتاب: وأنقل وصف النسخ كما هي من النسخة المطبوعة.
1 - ك - وهي فلم مأخوذ من نسخة محفوظة بمكتبة كوبريلي باستانبول ذكرت في فهرس المخطوطات المصورة لجامعة الدول العربية ج 2 رقم 68 بما يأتي " نسخة كتبت سنة 915 بخط نسخ جميل كتبه عبد المجيد بن محمد الكرماني العباسي، 482 ق، مكتبة كوبريلي 1010 ".
وهي نسخة كاملة سوى سقطات يسيرة في أثناء الكتاب كما سينبه عليها، وفي خاتمتها بخط كاتبها ما صورته " تممت كتابة هذا الكتاب المشهور عند أرباب الالباب بالانساب للنحرير المحقق...الامام السمعاني،...لاجل حضرت (كذا) من خصه الله من حقائق المعارف...اللهم كما نظمت عقود الملك يعلو شأنه وكمال سيادته أحمد نظام فاحرسه عن مكايد الاعادي...في بلدة طيبة هي بلدة الهراة (كذا)...بتاريخ شهر مولد النبي الاكمل أعني ربيع الاول سنة خمس عشر (كذا) وتسعمائة، وأنا تراب أقدام العلماء...عبد المحيد بن محمد الكرماني العباسي...من كرمهم مسؤول..." وهي الاصل المعتمد عليه لهذا المطبوع.
2 - س - وهي فيلم مأخوذ من نسخة محفوظة بمكتبة غوث أكبر في روسيا برقم (ج 361 -) OR وهي نسخة تامة إلا أنه سقط منها عشرة أوراق بعد الاولى وسقطات عديدة في الاثناء سينبه عليها، وعدد أوراقها 470.
3 - م - وهي النسخة التي طبعها المستشرق مرجليوث بالزنكو غراف في ليدن سنة 1912 عن نسخة المتحف البريطاني المحفوظة تحت رقم 255، 23.(1/13)
الانساب
للامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي السمعاني المتوفي سنة 562 ه تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي مركز الخدمات والابحاث الثقافية(1/15)
بسم الله الرحمن الريحم الحمد لله الذي فتح أبواب الرغائب، ومنح أسباب المواهب، زين الدنيا بمتاعها، ثم زهد فيها بانقطاعها، لا فرار منه لخائف، ولا قرار عنه لعارف، نحمده ونؤمله تأميلا، ونسأله ونتخذه وكيلا، ولا نبتغي عن طاعته مميلا، ولا نهتدي إلى غيره سبيلا، ونصلي على محمد عبده ورسوله المبعوث وغصن الدين يابس، ورسم اليقين دارس، فعاد به عود الدين أخضر ناضرا، ووجه اليقين أزهر زاهرا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين ازداد بهم الحق إشراقا، والخير انتظاما واتساقا، وسلم تسليما كثيرا كثيرا.
أما بعد فإن الله عزوجل وعلا اختار محمدا صلى الله عليه وسلم من عباده، واستخلصه لنفسه من بلاده، فبعثه إلى خلقه بالحق بشيرا، ومن النار لمن راغ عن سبيله نذيرا، ليدعو الخلق من عبادة عباده إلى عبادته، ومن اتباع السبل إلى لزوم طاعته، ثم لم يجعل الفزع عند وقوع كل حادثة، ولا الهرب عند وجود كل نازلة، إلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فسنته الفاصلة بين المتنازعين، وآثاره القاطعة بنى الخصمين، وشرف شريعته وعظمها، ورفع خطرها على ما سواها من الملل وكرمها، وقيض لها من الحفاظ والوعاة، ويسر من النقلة والرواة، طائفة أذهبوا في تقييد شواردها أعمارهم، وأجالوا في نظم قلائدهم أفكارهم.
1 - أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي المدير وأبو الحسن محمد بن أحمد الدقيقي (1)
ببغداد قالا أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب إجازة أنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الاستر اباذي ببيت المقدس ثنا محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور انا حسان بن محمد قال قال شيخ من أهل العلم لابي العباس بن سريج: أبشر أيها القاضي ؟ فإن الله بعث عمر بن عبد العزيز على رأس المائة فأظهر كل سنة وأمات كل بدعة ومن الله تعالى علينا على رأس المائتين بالشافعي حتى أظهر السنة وأخفى البدعة ومن الله تعالى علينا على رأس الثلاثمائة بك حتى قويت كل سنة وضعفت كل بدعة، وقد قيل في ذلك شعر:
__________
(1) في نسخة: الرقيقي.
(*)(1/17)
اثنان قد مضيا فبورك فيهما * عمر الخليفة ثم خلف السودد الشافعي الالمعي المرتضى * خير البرية وابن عم محمد أرجو أبا العباس أنك ثالث * من بعدهم سقيا لتربة أحمد فعظمت منهم الفائدة، وتوفرت لديهم العائدة، وتكاملت إليهم النعمة، وترادفت عليهم المنة، ونسأل الله إيزاع الشكر على ما خصنا به، وإدامة التوفيق فيما أهلنا له، فهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكان علم المعارف والانساب لهذه الامة من أهم العلوم التي وضعها الله سبحانه وتعالى فيهم على ما قال الله تعالى: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) * (1).
2 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد هبة الله بن سهل السيدي وأبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن القاري وأم الخير فاطمة بنت علي بن المظفر بن زعبل بن عجلان البغدادي بقراءتي عليهم بنيسابور قالوا أنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي أنا أبو العباس إسماعيل بن عبد الله الميكالي أنا عبدان بن أحمد بن موسى الاهوازي، ثنا زيد بن الحريش عن أبي همام ثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار عن ابن
عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف يوم فتح مكة على ناقته القصواء ليستلم الاركان كلها بمحجنه فما وجد لها مناخا في المسجد حتى نزل على أيدي الرجال، ثم أخرجوها إلى بطن الوادي فأناخوها ثمة، ثم خطب الناس على راحلته فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أما بعد ! فإن الله عزوجل قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، إنما الناس رجلان: بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، ثم قال: إن الله عزوجل يقول: * (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) *، ثم قال: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم " (2).
ومعرفة الانساب من أعظم النعم التي أكرم الله تعالى بها عباده لان تشعب الانساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الاسباب الممهدة لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الالسنة والصور وتباين الالوان والفطر على ما قال تعالى: * (واختلاف ألسنتكم وألوانكم) * (3)، وكنت في رحلتي أتتبع ذلك وأسأل الحفاظ عن الانساب وكيفيتها وإلى أي شئ نسب كل أحد
__________
(1) 13 - الحجرات.
(2) رواها الترمذي من طريق عبد الله بن جعفر عن عبد الله بن دينار...رقم (3324).
(3) 22 - الروم.
(*)(1/18)
وأثبت ما كنت أسمعه، ولما اتفق الاجتماع مع شيخنا وإمامنا أبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي ذكره الله بالخير بما وراء النهر فكان يحثني على نظم مجموع في الانساب وكل نسبة إلى أي قبيلة أو بطن أو ولاء أو بلدة أو قرية أو جد أو حرفة أو لقب لبعض أجداده فإن الانساب لا تخلوا عن واحد من هذه الاشياء، فشرعت في جمعه بسمرقند في سنة خمسين وخمسمائة وكنت أكتب الحكايات والجرح والتعديل بأسانيدها ثم حذفت الاسانيد لكي لا يطول وملت إلى الاختصار ليسهل على الفقهاء حفظها ولا يصعب على الحفاظ ضبطها وأوردت النسبة على حروف المعجم وراعيت فيها الحرف الثاني والثالث إلى آخر الحروف فابتدأت بالالف
الممدوة لانها بمنزلة الالفين، وذكرت الابري في الالفين وهي قرية من سجستان والابري بالالف مع الباء الموحدة وهذه النسبة إلى عمل الابرة، وأذكر نسب الرجل الذي أذكره في الترجمة وسيرته وما قال الناس فيه وإسناده وأذكر شيوخه ومن حدث عنهم ومن روى عنه ومولده ووفاته إن كان بلغني ذلك، وقدمت فصولا فيها أحاديث مسندة في الحث على تحصيل هذا النوع من العلم ونسب جماعة من أصول العرب وورد في الحديث ذكرهم وقد أذكر البلاد المعروفة والنسبة إليها لفائدة تكون في ذكرها والله تعالى ينفع الناظر فيه والمتأمل له بفضله وسعة رحمته.
فصل في الحث على تعلم الانساب ومعرفتها.
3 - أخبرنا أبو حفص عمر بن عثمان بن شعيب الاديب الجنزي بمرو أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني بهمذان أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد القاضي أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ بالدينور أخبرني علي بن أحمد بن سليمان ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا شعيب بن يحيى ثنا يحيى بن أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة أن عبد الملك بن عيسى بن عبد الرحمن بن العلاء بن جارية، حدثه عن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث أنه أخبره عن أبيه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الاهل مثراة في المال منسأة في الاثر " (1).
4 - أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي الحافظ ببغداد أنا أبو الفضل
__________
(1) رواه الطبراني في الاوسط والحاكم في مستدركه كتاب العلم بطريقة مختلفة.
ورواه الترمذي في جامعه كتاب البر والصلة باب ما جاء في تعليم النسب وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
ومعنى قوله: " منسأة في الاثر " يعني به الزيادة في العمر.
(*)(1/19)
حمد بن أحمد بن الحسن الحداد أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا حرملة بن يحيى ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ابن حرملة عن عبد الملك بن عيسى أن عبد الله بن يزيد مولى المنبعث حدثه عن أبيه أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الاهل مثراة في المال منسأة في الاثر " (1).
5 - أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقري كتابة أنا أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني ثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا يزيد بن صالح اليشكري ثنا الحكم بن عبد الله عن عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الملك بن عيسى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صله الرحم منجاة في الاهل منسأة في الاجل مثراة في المال "، هكذا في هذه الرواية عن عبد الملك عن أبي هريرة رضي الله عنه، هكذا ذكره أبو نعيم الحافظ الاصبهاني في كتاب العلم، وكذلك رواه أبو مطيع.
6 - أخبرنا أبو الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري من بخارا وأبو الفضل محمد بن علي بن سعيد المطهري من بلخ في كتابهما إلي قالا أنا أبو محمد عبد الملك بن عبد الرحمن الاسبيري (2) أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن حرب ثنا أبو علي الحسين بن حاجب بن إسماعيل ابن أخي حاشد بن إسماعيل ثنا أبو حكيم شداد بن سعيد الشرغي ثنا كعب بن سعيد ثنا أبو مطيع عبد الرحمن بن حرملة عن عبد الملك بن عيسى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الاهل منسأة في الاثر مثراة في المال " (3).
7 - أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان أنا أبو بكر
محمد بن علي بن خولة الابهري أنا أبو بكر بن مردويه الحافظ ثنا محمد بن محمد بن مالك ثنا محمد بن شاذان الجوهري (ح) وأخبرنا أبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي قراءة عليه
__________
(1) رواه الحاكم في مستدركه كتاب البر والصلة.
(2) وأثبته المصنف في ترجمة السباري.
نسبه إلى قرية يقال لها سبيري، قال: خرج منها الامام أبو محمد، عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن حسين السباري من أهل بخارا.
(3) رواه الحاكم في مستدركه في كتاب العلم من هذا الوجه.
(*)(1/20)
بنيسابور وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بقراءتي عليه بمرو وغيرهما وقالوا أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي أنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه الجلاب ثنا أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري ثنا يوسف بن سليمان ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا أبو الأسباط الحارثي اليماني عن يحيى بن أبي كثير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلموا أنسابكم تصلوا أرحاكم ".
8 - أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي بمرو قالا أنا أبو سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز بأصبهان أنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال أنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس (ح) وأنا أبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي وأبو علي الحسن بن أحمد الحداد في كتابيهما من أصبهان قالا أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ أخبرنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إسحاق بن سعيد حدثني أبي قال: كنت عند ابن عباس فأتاه رجل فسأله من أنت ؟ قال: فمت له برحم بعيدة، فألان له القول، وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اعرفوا أنسابكم تصلوا به أرحامكم فإنه لا قرب بالرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدة " (1).
9 - أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الاسدي بأصبهان أبا أبو بكر
أحمد بن الفضل الباطرقاني أنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ ثنا بن محمد بن إسحاق السوسي ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان ثنا أبو بكر الخباز الواسطي ثنا هانئ بن يحيى ثنا مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلموا من الانساب ما تصلون به أرحامكم ".
10 - أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد في كتابه (إلي) من أصبهان أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا عمر بن نوح البجلي ثنا علي بن الحسن بن سليمان ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الواسطي ثنا هانئ بن يحيى ثنا مبارك بن فضالة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلموا من الانساب ما تصلون به أرحامكم ".
11 - أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل / الحافظ بأصبهان وأبو حفص
__________
(1) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده عن سعيد عن ابن عباس رضي الله عنهم.
رقم (2757) كما رواه الحاكم في مستدركه من طريق أبي داود الطيالسي.
كتاب البر والصلة.
(*)(1/21)
عمر بن محمد بن الحسن الجرجاني بمرو بقراءتي عليهما وأبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي من لفظه بنيسابور قالوا أنا أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الفارسي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان الفارسي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمارة بن غزية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لحسان بن ثابت: " لا تعجل وأت أبا بكر الصديق فإنه أعلم قريش بأنسابها حتى يلخص لك نسبي ".
12 - أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع بن محمد بن إبراهيم اللفتواني الحافظ بأصبهان أنا أبو بكر محمد بن علي الاصبهاني أنا أحمد بن موسى الحافظ ثنا محمد بن علي هو ابن دحيم
ثنا أحمد بن حازم ثنا الحكم بن سليمان الجبلي ثنا إسحاق بن نجيح عن عطاء الخراساني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا جماعة فقال: " ما هذا ؟ " قالوا: رجل علامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " وما العلامة ؟ " قالوا: رجل عالم بأيام الناس وعالم بالعربية وعالم بالاشعار وعالم بأنساب العرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا علم لا يضر أهله ".
13 - أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد الله المصري بأصبهان في داره أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني أنا أبو بكر أحمد بن موسى الاصبهاني ثنا محمد بن معمر ثنا محمد بن أحمد بن داود المؤدب ثنا هشام بن خالد الازرق ثنا بقية عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى جمعا من الناس على رجل فقال: " ما هذا ؟ " فقالوا: يا رسول الله ! رجل علامة، قال: " وما العلامة ؟ " قالوا: يا رسول الله ! أعلم الناس بأنساب العرب وأعلم الناس بالشعر وأعلم الناس بما اختلفت فيه العرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا علم لا ينفع وجهل لا يضر ".
14 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي الحافظ بأصبهان أنا أبو بكر محمد بن علي بن خولة الابهري أنا أبو بكر مردويه الاصبهاني ثنا عبد الله بن جعفر ثنا هارون بن سليمان ثنا أبو عامر العقدي ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال قيل: يا رسول الله ! ما أعلم فلانا، قال: " بم ؟ " قيل: بأنساب الناس، فقال: " علم لا ينفع وجهل لا يضر ".
15 - حدثنا أبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي من لفظه وأبو القاسم محمود بن عبد الرحمن البستي قراءة عليه بنيسابور قالا أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف(1/22)
الشيرازي أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن الحسن السمسار ثنا هارون بن يوسف ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن ابن جدعان عن سعيد بن المسيب عن سعد رضي الله عنه أنه قال
للنبي صلى الله عليه وسلم: من أنا يا رسول الله ؟ قال: " أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة، من قال غير هذا فعليه لعنة الله ".
16 - أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي قراءة عليه بنيسابور أنا أبو محمد عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد البحيري أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع أنا أبو محمد عبد العزيز بن عبد الرحمن الدباس بمكة ثنا أبو محمد عبد الرحمن بن إسحاق الكاتب ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني محمد بن فليح عن أبيه عن إسماعيل بن محمد بن سعد عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة قال: جاء عبد الرحمن بن الحارث بن هشام إلى سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ونحن عنده بالعقيق فسأله عن سامة بن لؤي فقال سعيد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله ! سامة منا أم نحن منه ؟ فقال: " بل هو منا، ألم تسمعوا قول شاعر الناقة "، قال ابن إسحاق: فظننت أنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد بقوله قول شاعر الناقة: أبلغا عامرا وسعدا رسولا * ن نفسي إليكما مشتاقة إن تكن في عمان داري فإني * ماجد ما خرجت من غير فاقه رب كأس هرقت بابن لؤي * حذر الموت لم يكن مهراقه لا أرى مثل سامة بن لؤي * يوم حلوا به قتيل الناقه 17 - أخبرنا أبو الفتح أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن الفرابي الاديب بسمرقند أنا أبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ في كتابه أنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الحافظ في كتابه ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ثنا محمد بن أحمد بن أبي شيبة ثنا علي بن الحسين ثنا ابن نمير ثنا عبيدالله عن سيار قال قال عمر رضي الله عنه: تعلموا من النجوم ما تهتدون به في البر والبحر ثم انتهوا، وتعلموا من الانساب ما تصلون به أرحامكم وتعرفون به ما يحل لكم مما حرم عليكم من النساء ثم انتهوا.
18 - أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيد الله الخطيبي بأصبهان أنا أبو بكر
أحمد بن الفضل الباطرقاني أنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر ثنا محمد بن محمد بن صخر ثنا خلاد بن يحيى ثنا مسعر عن أبي عون الثقفي عن عمر رضي الله عنه قال: تعلموا من الانساب ما تعلمون به ما أحل لكم مما حرم عليكم ثم انتهوا.(1/23)
19 - أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الانماطي الحافظ ببغداد أنا أبو الخطاب إبراهيم بن عبد الواحد القطان أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني قال: قرئ على أبي علي بن الصواف وأنا أسمع حدثكم جعفر بن محمد الفريابي ثنا مزاحم أنا أبو إسحاق الطالقاني أنا بشر بن السري عن محمد بن مسلم عن ابن بريدة قال سأل معاوية دغفلا عن أنساب العرب وعن النجوم وعن العربية وعن أنساب قريش فإذا رجل عالم قال فقال معاوية: من أين حفظت هذا ؟ فقال: بلسان سؤول وقلب عقول وإن غائلة العلم النسيان.
قال فقال معاوية: قم يا يزيد ! فتعلم، ثم أنشأ يقول: العلم زين ومنجاة لصاحبه * من المهالك والآفات والعطب والجهل أعدى عدو الجاهلين به * وقد يسود الفتى بالعلم والادب والعقل أفضل شئ ناله بشر * والحلم زين لذي علم وذي حسب 20 - أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وأبو سعد محمد بن الهيثم بن محمد السلمي وأبو محمد سفيان بن إبراهيم بن منده التككي وأبو علي شرف بن عبد المطلب بن جعفر الحسيني بقراءتي عليهم بأصبهان فالوا أنا أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني أنا أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن شاذان ثنا حسين بن فهم سمعت ابن أخي الاصمعي يقول سمعت الاصمعي يقول: استعيذوا بالله من شر عجائز الحي فإنهن يعرفن الآباء.
فصل في نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم
21 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد بن محمد الحداد بأصبهان أنا أبو القاسم الفضل بن عبد الواحد بن محمد بن قدامة التاجر أنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة الشاهد بهمذان أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مت الاشتيخني بصغد ثنا الحسن بن صاحب الشاشي ثنا عمران بن موسى النصيبي ثنا أبي موسى بن أيوب ثنا إسماعيل بن يحيى عن سفيان الثوري عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن ابن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن أد بن(1/24)
أدد بن الهميسع بن عابر بن صلح بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم بن ازر وهو تارح بن ناحور بن شاروغ بن فالغ بن عابر وهو هود النبي صلى الله عليه وسلم ابن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس بن برد بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم صلوات الله على الانبياء أجمعين، رواه الهيثم بن خالد عن موسى بن أيوب.
22 - أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بمرو بقراءتي عليهم وأبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي من لفظه بنيسابور قالوا أبا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي أنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنا محمد بن سعيد بن بكر القاضي بعسقلان ثنا صالح بن علي النوفلي ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجالا من كندة يزعمون أنه منهم فقال: إنما كان يقول ذاك العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدما اليمن ليأمنا بذلك وإننا لا ننتفي من آبائنا.
نحن بنو النضر بن كنانة، قال وخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال: " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار، وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في الخير منهما حتى خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نسبا وخيركم أبا "، صلى الله عليه وسلم.
23 - أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن محمد بن محمد بن البيضاوي ببغداد أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة العدل أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي حدثني نصر بن علي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن أبي وداعة رضي الله عنه قال قام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: " من أنا ؟ " فقالوا: أنت رسول الله، فقال: " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله تبارك وتعالى خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا ".
24 - أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي الحافظ ببغداد أنا أبو(1/25)
الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الوزير أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ثنا عبد الله بن عمر ثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن المطلب بن ربيعة أن ناسا من الانصار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل: إنما مثل محمد كمثل نخلة نبتت في كبا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس من أنا ؟ " فقالوا: أنت رسول الله، فقال: " أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ".
قال فما سمعناه انتمى قبلها قط، قال ثم قال: " إن الله تعالى خلق خلقه فجعلني في خير خلقه، ففرقهم فريقين فجعلني في خير الفريقين، ثم جعلهم قبائل فجعلني من خيرهم قبيلة، ثم فرقهم بيوتا فجعلني من خيرهم بينا، فأنا خيركم بيتا
وخيركم نفسا ".
عبد المطلب - ويقال المطلب - بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، كان من أهل المدينة تحول إلى دمشق ومات بها.
فصل في نسب بني هاشم 25 - أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي الحافظ ببغداد أنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا سليمان بن أحمد ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ثنا أبو المغيرة ثنا الاوزاعي ثنا شداد أبو عمار عن واثلة بن الاسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ".
26 - أخبرنا أبو حفص عمر بن عثمان الجنزي بمرو أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني أنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني أنا أبو يعلى (ح) وأخبرناه عاليا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي بأصبهان أنا أبو العباس أحمد بن النعمان الفضاض وغيره قالوا أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثني الموصلي ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا يزيد بن يوسف عن الاوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن الاسقع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عزوجل اصطفى كنانة من بني إسماعيل واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ".
27 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري أنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز أنا أبو الحسن أحمد بن(1/26)
معروف بن بشر بن موسى الخشاب أنا أبو محمد الحارث بن محمد التميمي أنا أبو عبد الله محمد بن سعد الزهري أنا محمد بن مصعب ثنا الاوزاعي عن شداد أبي عمار عن واثلة بن
الاسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله عزوجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة واصطفى من بني كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ".
28 - أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الدوري بأصبهان أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد الاصبهاني وأبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي وأبو جعفر محمد بن علي الحموشي قالوا أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الانطاكي ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن عمرو الاوزاعي عن أبي عمار عن واثلة بن الاسقع الليثي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى من كنانة قريشا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم ".
فصل في نسب قريش 29 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي بمرو أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني أنا أبو نصر أحمد بن الحسين الدينوري أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الحافظ أنا أبو خليفة ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة ثنا حماد بن سلمة عن عقيل بن طلحة عن مسلم بن هيصم عن الاشعث بن قيس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا ".
30 - أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي ببغداد أنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله حافظ ثنا أبو بكر بن خلاد الحارث بن أبي أسامة ثنا الاسود بن عامر شاذان قال أبو نعيم: وحدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي قالا: حدثنا حماد بن سلمة عن عقيل بن طلحة السلمي عن مسلم بن هيصم عن الاشعث بن قيس رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من
كندة لا يروني أفضلهم قال فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا نزعم أنك منا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا ".
قال الاشعث: والله لا أسمع أحدا نفى قريشا من النضر بن كنانة إلا جلدته.(1/27)
31 - أخبرنا أبو حفص عمر بن عثمان بن شعيب الجنزي بمرو أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني أنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري أنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني ثنا عبد الوهاب بن الضحاك ثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن يزيد مولي المنبعث عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس إن صريح ولد آدم (1) عليه السلام من الاولين والآخرين أبناء كلاب بن مرة بن قصي، وزهرة لفاطمة بنت سعد بن سيل الازدي وهو أول من جدد البيت بعد كلاب بن مرة ".
32 - أخبرنا الامام والدي رحمه الله إجازة قال سمعت أبا المعالي ثابت بن بندار بن ابراهيم البقال ببغداد سمعت أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي سمعت أبا الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني يقول: وما كان من فوق بطون العرب ودون قبائلهم فهم عمارة - بكسر العين - قال الزبير ابن بكار: العرب على ست طبقات: شعب، وقبيلة، وعمارة، وبطن، وفخذ، وفصيلة، وما بينهما من الآباء فإنما يعرفها أهلها، فمضر شعب، وكنانة قبيلة، وقريش عمارة، وقصي بطن، وهاشم فخذ، وبنو العباس فصيلة.
فصل في نسب العرب وأصلهم 33 - أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي بأصبهان أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي وأبو العباس أحمد بن محمد بن النعمان الفضاض قالا: أنا أبو بكر محمد بن
إبراهيم ابن المقري أنا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبو أسامة حدثني الحسن بن الحكم النخعي ثنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك الغطيفي ثم المرادي رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله ألا أقاتل بمن أقبل من قومي من أدبر منهم وأبلي ؟ ثم بدا لي فقلت: يا رسول الله لا، بل سبأ أعز وأشد قوة، قال: فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن لي في قتال سبأ، فلما هاجرت من عنده أنزل عليه في سبأ ما أنزل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما فعل الغطيفي ؟ " فأرسل إلى منزلي فوجدني قد سرت فردني فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدته قاعدا وأصحابه، قال: " ادع القوم فمن أجابك فاقبل منهم ومن أبى فلا تعجل عليه حتى تحدث إلي "، فقال رجل من القوم، ما سبأ يا رسول الله أرض هي أم
__________
(1) كذا والمناسب " إبراهيم " لكن عبد الوهاب بن الضحاك كذاب وضاع.
(*)(1/28)
امرأة ؟ قال: " ليست بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فأما ستة فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان، وأما الذين تيامنوا، فالازد وكندة وحمير والاشعريون (1) وأنمار ومذحج "، قال رجل: يا رسول الله ما أنمار قال: " هم الذين منهم خثعم وبجيلة ".
34 - أخبرنا أبو حفص عمر بن عثمان بن شعيب الجنزي بمرو أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني بهمذان أنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ أخبرني أبو عروبة ثنا محمد بن المصفي ثنا عثمان بن سعيد عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب حدثه عن عبد الله بن راشد عن ربيعة بن قيس سمع عليا رضي الله عنه يقول: ثلاث قبائل يقولون أنهم من العرب وهم أقدم من العرب، جرهم وهم بقية عاد، وثقيف وهم بقية ثمود، قال: وأقبل أبو شمر بن أبرهة الحميري فقال: وقوم هذا وهم بقية تبع.
فقال ربيعة بن قيس وإلى جنبي رجل من بني ثقيف فقلت: ما تسمع ما يقول أمير المؤمنين فيكم ؟ فقال: ما تريد أن أراد عليه حديثا سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
35 - أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العباس الحيوي الضرير ببغداد أخبرنا أبو القاسم الفضل بن أحمد بن محمد الزجاجي أنا الحاكم أبو الحسن علي بن محمد بن علي المهرجاني أنا أبو بكر الفسوي أنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ثنا محمد بن يزيد بن سنان ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ولد نوح ثلاثة حام وسام ويافث، فولد سام العرب والروم وفارس والخير فيهم، وولد يافث يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة ولا خير فيهم، وولد حام القبط والبربر والسودان ".
36 - أخبرنا أبو الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري وأبو الفضل محمد بن علي بن سعيد المطهري في كتابهما إلي من بلخ وبخارا قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الملك بن عبد الرحمن الاسبيري أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الحافظ أنا خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ثنا الفرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد حدثني عمي ثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال عن أبيه سعيد بن أبيض أن فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه حدثه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
__________
(1) في ك: " الاشعريين ".
(*)(1/29)
سبأ فقال: يا رسول الله ! ما سبأ أرجل أم جبل أم واد ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا، بل رجل ولد عشرة فتشاءم أربعة وتيامن ستة فتشاءم لخم وجذام وعاملة وغسان وتيامن حمير ومذحج والازد وكندة والاشعريون وأنمار التي فيها بجيلة وخثعم ".
فصل في نسب مضر 37 - أخبرنا أبو حفص عمر بن عثمان بن شعيب الجنزي وأبو طاهر محمد بن محمد بن
عبد الله السنجي بمرو قالا أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني أنا أبو نصر أحمد بن الحسين الدينوري أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق.
السني بالدينور ثنا عبد الله بن عبد الله بن حمد بن عبدان ثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم ثنا عبد الرحمن بن بشير عن محمد بن إسحاق عن نافع وزيد بن أسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما وسعيد المقبري ومحمد بن المنكدر عن أبي هريرة وعمار بن ياسر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أيها الناس ! مالي أوذي في أهلي والله إن شفاعتي لتنال حاء وحكم وسلهب وصداء، تنالها يوم القيامة، وسلهب في نسب اليمن من دوس ".
قال ابن إسحاق هذا مما يصدق نسابة مضر أن هذه القبائل من معد.
38 - أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي الحافظ ببغداد أنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ببغداد أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ ثنا الحسن بن عمر ثنا علي بن المديني ثنا أبي أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تغني شيئا والذي نفسي بيده أنه لترجو شفاعتي صداء وسلهب ".
قال علي: سألت أبا عبيدة عن صداء وسلهب فقال: حيان من اليمن.
وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نزار بن معد بن عدنان لما حضره الموت أوصى بنيه وهم أربعة مضر بن نزار وربيعة بن نزار وإياد بن نزار وأنمار بن نزار وقسم ماله بينهم في حياته فقال: يا بني هذه القبة الحمراء وما أشبهها من مال لمضر - فسمى بذلك مضر الحمراء - وهذا الخباء الاسود وما أشبهها من مال لربيعة وكان له فرس أدهم فأخذه فسمي ربيعة الفرس، وهذه الخادم وما أشبهها لاياد - وكانت الخادم شمطاء - فأخذ الخيل البلق وما أشبه ذلك، وهذه البدرة والمجلس لانمار.
وذكر بعض العلماء أن نزار بن معد أوصى بهذه الوصية وقال: إن أشكل عليكم شئ فتحاكموا إلى أفعى نجران، وقالت ربيعة: لم تكن الوصية كذلك بل إنما أوصى لمضر بالحمار، ولربيعة بالفرس والبدر، ولانمار بالخباء والخرثي، ولاياد بالنعم.(1/30)
فصل في العرب التي كانت باليمن منهم ولد قحطان 39 - أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي ببغداد أنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الاصبهاني ثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا يعقوب بن سفيان ثنا يزيد بن خالد الرملي ثنا عيسى بن طارق البلقائي ذكره عن عيسى بن يونس أنا مجالد عن الشعبي عن خفاف بن عرابة العنسي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الايمان يمان ورحى الاسلام في قحطان والقسوة والجفاء فيما ولد عدنان، حمير رأس العرب ونابها، ومذحج هامتها وغلصمتها، والازد كاهلها وجمجمتها، وهمدان غاربها وذروتها، اللهم أعز الانصار الذين أقام الله بهم الدين والايمان - أو قال الاسلام - هم الذين آووني ونصروني وآزروني وحموني هم أصحابي في الدنيا وشيعتي في الآخرة وأول من يدخل بحبوحة الجنة من أمتي ".
فصل في نسب كهلان وسبأ 40 - أخبرنا أبو حفص عمر بن عثمان بن شعيب الجنزي وأبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي بمرو قالا أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الصيرفي أنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد الكسار أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق الدينوري أنا أبو يحيى الساجي ثنا محمد بن محمد البحراني قال الدينوري: وحدثني سالم بن معاذ ثنا حاجب بن سليمان قالا ثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي حدثني أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من القوم: يا رسول الله ! ما سبأ أرض هي أم امرأة ؟ قال: " ليست بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فأما ستة فتيامنوا وأما أربعة فتشاءموا، فأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان،
وأما الذين تيامنوا فالاسد وكندة وحمير والاشعريون وأنمار ومذحج "، فقال رجل: يا رسول الله ! وما أنمار ؟ قال: " هم الذين منهم بجيلة وخثعم ".
41 - أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي الحافظ ببغداد أنا أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد أنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ثنا محمد بن أحمد بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ثنا عبد الله بن الاجلح الكندي حدثني الحسن بن الحكم النخعي عن ابن عباس عن فروة بن مسيك المرادي رضي الله عنه قال: أسلمت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فجلست معه يوما واحدا فسأله رجل عن سبأ أرجل هو أم(1/31)
امرأة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس بامرأة ولا أرض ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة وتشاءم منهم أربعة، فأما الذين تيامنوا فكندة وأنمار وهو الذي منه بجيلة وخثعم والازد وحمير وعك والاشعريون، وأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان ".
فصل في قضاعة 42 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن أبي سهل الوراق وأبو حفص عمر بن عثمان بن شعيب الجنزي بمرو قالا: أنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الصوفي أنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن اسحاق السني الحافظ بالدينور حدثني أحمد بن يحيى بن زهير ثنا عبد الرحمن بن عيينة بن مالك بن سارية ثنا عبد الله بن معاوية أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قضاعة من (1) معد وكان به يكنى ".
فصل في نسب جماعة من القبائل المتفرقة 43 - أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي بأصبهان أنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن أحمد بن النعمان الفضاض أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري أنا أبو يعلى أحمد بن علي التيمي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرأيتم لو كانت جهينة وأسلم وغفار خيرا من بني تميم وبني عبد الله بن غطفان وعامر بن صعصعة ؟ " - ومد بها صوته - فقالوا: يا رسول الله قد خابوا وخسروا، قال: " فإنهم خير ".
44 - أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الاصبهاني بها أنا سبط بحرويه إبراهيم بن منصور الكراني أنا أبو بكر بن المقري أنا أبو يعلي الموصلي ثنا أبو بكر ثنا غندر عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه أن الاقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وجهينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة - أحسب وجهينة - خيرا من بني تميم ومن بني عامر وأسد وغطفان أخابوا وخسروا ؟ " قالوا: نعم قال: " فو الذي نفسي بيده إنهم
__________
(1) من م، وفي ك " بن ".
(*)(1/32)
لخير (1) منهم ".
45 - أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الدوري بأصبهان في جامعها الكبير أنا أبو القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم السلمي أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الزاذاني الحافظ أنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي ثنا زهير ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا شعبة ثنا أبو بشر سمع عبد الرحمن بن أبي بكرة يحدث عن أبيه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلم وغفار وجهينة ومزينة خير من بني تميم وأسد وغطفان وبني عامر بن صعصعة أخبوا وخسروا ؟ " قالوا: نعم، قال: " فوالذي نفسي بيده أنهم خير منهم ".
فصل فيمن ينسب من قبائل العرب إلى اللؤم والدناءة
46 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي بمرو أنا أبو الفتح الهشامي أنا جدي أبو العباس أنا أبو العباس المعداني أنا البسطامي أبو بكر ثنا أحمد بن سيار قال قرأت على الحسن بن إسحاق عن أبي صالح سلمويه بن صالح قال كان حاتم بن النعمان الباهلي رجلا من أهل البصرة وهو الذي ساب أبا موسى الاشعري وذلك أن أبا موسى الاشعري قال له في أمر جرى بينهما: أيما ألام العرب وهل تدري أي العرب ألام ؟ قال: لا، قال: غني وباهلة، قال: إن شئت أخبرتك بألام منهم، قال: ومن ؟ قال: عك والاشعريون، قال: أولئك الاعمام والاخوال - وكانت أم أبي موسى عكية - فقال: يا ساب أميره، قال أبو صالح وحدثني عبد الله بن المبارك قال قال أبو موسى الاشعري: ألا إن باهلة كانوا كراعا فجعلناهم ذراعا، قال: فقال رجل من باهلة: تلك عك وأخلاطها، فقال: أولئك آبائي يا ساب أميره، قال: فحبس الباهلي، قال: فجعل تغدو عليه قصعة وتروح أخرى ثم خلى سبيله.
47 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي سعيد القصاري بمرو أنا عبيد الله بن محمد المروزي أنا أردشير بن محمد أنا أحمد بن سعيد الشافسقي سمعت أبا بكر البسطامي سمعت أحمد بن سيار يقول سمعت الحسن بن إسحاق بن موسى يقول: قال قتيبة ههنا يعني بمرو لرجل: نعم الحي حيك لو لا أخوالك محارب فتأذى بهم، فقال له الرجل: جنبني غنيا وباهلة وضعني حيث شئت.
48 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله الخطيب بمرو أنا أبو الفتح الهشامي
__________
(1) في نسخة: " لا خير منهم ".
(*)(1/33)
أنا أبو المروزي أنا أبو العباس المعداني أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر ثنا أحمد بن سيار ثنا علي بن خشرم أبو الحسن سمعت سعيد بن سلم بن قتيبة وأخبرني بعض أهله عنه قال: خرجت حاجا فنزلت عن محملي وركبت حمارا أخرته خلف القطارات فإذا أنا بأعرابي فلما انتهيت إليه قال: يا هذا ! لمن هذه القباب والكنائس ؟ قلت: لرجل من باهلة، قال: ما
ظننت أن الله يعطي باهليا كل ما أرى، قال: فلما رأيت ازراءه بباهلة قلت: يا أعرابي ! أيسرك أنك باهلي وأن هذه القطارات بمن عليها لك ؟ قال: لا ها الله قلت: أفيسرك أنك خليفة وأنك باهلي ؟ قال: لا ها الله، فقلت: فيسرك أنك من أهل الجنة وأنك باهلي ؟ قال: بشرط، قلت وما ذاك الشرط ؟ قال: لا يعلم أهل الجنة أني من باهلة، قال: فأعجبني ظرفه وكانت معه صرة من دراهم فقلت: يا أعرابي هذه لك، فقال: جزاك الله خيرا لقد وافقت مني حاجة، قال فقلت له: هذه القطارات لي وأنا رجل من باهلة، قال: فنثر الصرة: قلت: ويحك ! هي لك قد ذكرت حاجة، قال: ما أحب أن ألقى الله ولباهلي عندي يد، قال سعيد: فحدثت به أمير المؤمنين هارون فقال: يا سعيد ! أنت أصبر الناس، وأمر لي بمائة ألف درهم.
49 - أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد أنا أبو يعلي محمد بن الحسين بن الفراء أنا أبو القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد المعدل أنا أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني يحيى الاحول قال قال أبو الصلت: روى لنا أنه حمل إلى أمير المؤمنين مال من مال المومسات فقال: والله ! ما أدري أين أضع هذا المال إلا أن أفرقه في غنى وباهلة.
وقال أبو الصلت: وروى لنا أن أمير المؤمنين خطب فقال في خطبته: يا معاشر بني أسد ! اغدوا على أعطياتكم فخذوها فوالله إن نساءكم أسرع إلى الخير من رجالكم، يا معاشر غنى وباهلة ! اغدوا على أعطياتكم فخذوها فإني شاهد لكم غدا في المقام المحمود أنكم براء من الله ورسوله.
قال الكوكبي الحسين بن القاسم بن جعفر: حدثني يحيى الاحول قال قال أبو الصلت الهروي: سمعت الرضا علي بن موسى يقول: لا تركن إلى باهلة فإنها لا تنجب.
أردشير بن محمد أنا جدي أنا أحمد بن سعيد الفقيه سمعت أبا عمر محمد بن أحمد بن إسماعيل الفقيه يحكي عن بعضهم قال: العرب كلها تنتسب طولا إلا باهلة فإنها تنتسب عرضا، تقول: أخوالنا كذا وخالاتنا كذا - أو كما قال.
51 - أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي بمرو أنا أبو الفتح الهشامي أنا أبو العباس المروزي أنا أبو العباس المعداني أنا البسطامي أبو بكر أنا أحمد بن سيار حدثني(1/34)
الشاه بن عمار حدثني أبو صالح سلمويه بن صالح عن بعض رجاله قال: لقي رجل من العرب باهليا فقال: ممن أنت ؟ قال: من باهلة، قال: فكما أنت أخبرك ممن أنت منهم ؟ قال: فلعلك من أهل الكأس والبأس، قال: ومن هم ؟ قال: بنو قتيبة، قال: لا، قال: فلعلك من الاكثرين خيارا، قال: ومن هم ؟ قال: بنو وائل، قال: لا، قال: فلعلك من الجور الحور (؟) الضراب بالسيوف، قال: ومن هم ؟ قال: بنو عامر، قال: لا، قال: فلعلك من فرسان الصباح، قال: ومن هم ؟ قال: بنو فراص، قال: لا، قال: تبا لك سائر اليوم لا أراك إلا من است باهلة التي يخرؤن بها وهم بنو أود وجوه لم تلد باهلة غيرها (1).
وإنما نسبت باهلة إلى باهلة وغلبت عليها لانها كانت آخر نساء معن بن مالك، ومعن أبوهم.
52 - أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي سعيد القصاري الفقيه بمرو أنا عبيد الله بن محمد بن أردشير بن محمد أنا جدي أنا أحمد بن سعيد الفقيه أنا أبو بكر البسطامي أنا أحمد بن سيار سمعت الشاه بن عمار يقول: وكان أولاد معن من غيرها تسعة بنين قتيبة وقعنبا - وأمهما السوداء ابنة عمرو بن تميم - وزيدا ووائلا والحارث وشيبان وفراصا (2) وحربا ووهيبا - وأمهم جميعا أرنب بنت شمخ بن فزارة، فكانت باهلة إنما كانت ابنة صعب بن سعد العشيرة بن مذحج وكانت أم أود وجوه ابني معن بن مالك بن أعصر فكان أولاد معن هؤلاء الذين سميناهم من غيرها، فكانت باهلة حضنتهم جميعا فغلبت عليهم فنسبوا إليها.
فصل في ذكر جماعة لم يعرفوا الانساب وقبحها 53 - أخبرنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح المدير بقراءتي عليه ببغداد عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ ثنا منصور بن ربيعة الزهري بالدينور قال: سمعت
بعض القضاة يحكي أن رجلا قال: دخلت حمص وفي فمي درهم لعلي أرى شيئا فأشتريه به فإذا رجل جالس بباب الجامع على كرسي وعلى رأسه عمامة متحنك بها وقد ترك فوقها قلنسوة وقد لبس فروة مقلوبة بلا سراويل وقد تقلد بسيف وفي حجره مصحف يقرأ منه وعنده كلب رابض وقد تمسك بمقوده فسلمت عليه فرد السلام فقلت: أترى القوم قد صلوا ؟ قال: أفأنت أعمى ما تراني قاعدا ؟ قلت: من أنت ؟ فقال: أنا أبو خالد إمام الجامع وكلبي أبو جعفر، قلت: أتحفظ القرآن ؟ ؟ قال: نعم، قلت: ما هذه الضوضاء والجلبة ؟ قال: قد ورد رجل
__________
(1) سوف يأتي بعد هذا أن: أود وجوه اسم لابن آخر والواو هي واو العطف.
(2) في سبائك الذهب وغيرها أن شيبان وفراص واحد، شيبان اسم وفراص لقبه.
(*)(1/35)
زنديق يقرأ السبع الطوال ويشتم أبا بكر الصناديقي وعمر القواريري وعثمان بن أبي شيبة ومعاوية بن غسان الذي هو من حملة العرش وزوجة النبي صلى الله عليه وسلم ابنته عائشة في زمن الحجاج بن يوسف فاستولدها الحسن والحسين، فقلت: ما أسخن عينك ! ما أعرفك بالمقالات والانساب ! قال: وما خفي عليك أكثر، قلت: فاقرأ شيئا من القرآن، فقال: بسم الله الرحمن الرحيم وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تقصص رؤياك عن إخوتك فيكيدوا لك كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلم رويدا، فرفعت يدي وصفعته صفعة سقطت عمامته وبقي التحنك في عنقة، فصاح بالناس فلببوني وقال: احملوه إلى المحتسب، فكل من لقيني قال: ما فعل ؟ قالوا: صفع امام الجامع، قال: يا مسكين أهلكت نفسك، فقلت: كذا حكم الله فصبرا عليه ويزمعون هم أيضا (؟) حتى وصل بي إلى المحتسب فإذا رجل حاسر حاف قد لبس دراعة بلا سراويل فقدمت إليه فقالوا: هذا صفع امام الجامع، فقلت: نعم، قال: يا مسكين أهلكت نفسك، قلت: كذا حكم الله فصبرا عليه، قال: إيما أحب إليك: سمل العين أو قطع اليد أو أن تدفع نصف درهم ؟ فرفعت يدي وصفعت المحتسب صفعة ثم أخرجت الدرهم من فمي وقلت: خذ يا سيدي ! نصف درهم لك ونصف درهم لامامك
وانصرفت.
فصل في معرفة العرب بالانساب وفيه ذكر نسب عدة من القبائل 54 - أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري ببغداد قالت أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفضل الشاعر أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب أنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني الزبير بن بكار القاضي حدثني أبو الحسن المدائني عن عوانة أن صعصعة بن ناجية المجاشعي وهو جد الفرزدق دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف علمك بمضر ؟ " قال: يا رسول الله ؟ أنا أعلم الناس بها، تميم هامتها وكاهلها الشديد الذي يوثق به ويحمل عليه، وكنانة وجهها الذي فيه السمع والبصر، وقيس فرسانها ونجومها، وأسد لسانها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " صدقت ".
55 - أخبرنا أبو البركات إسماعيل بن أبي سعيد الصوفي ببغداد أنا أبو روح ياسين بن سهل القاضي أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقري أخبرني عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني حدثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي أنا أبي ثنا عبد الكريم بن الهيثم بن العاقولي وأحمد بن السري بن سنان وهذا لفظ أحمد قالا ثنا إسماعيل بن مهران السكوني حدثني أحمد بن محمد بن أبي نصر السكوني حدثني أبان بن(1/36)
عثمان الاحمر عن ابن تغلب عن عكرمة عن عبد الله بن عباس حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يعرض نفسه على القبائل من العرب خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر وكان رجلا نسابة فسلم فردوا عليه فقال: ممن القوم ؟ قالوا: من ربيعة، قال: من هامتها أم من لهازمها ؟ قالوا: بل من هامتها العظمى، قال: وأي هامتها العظمى أنتم ؟ قالوا: ذهل
الاكبر، أفمنكم عوف الذي كان يقال لا حر بوادي عوف ؟ قالوا: لا، قال: أفمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالو: لا، قال: أفمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا: لا، قال: أفأنتم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا: لا، قال: أفأنتم أصهار الملوك من لخم ؟ قالوا: لا.
قال: فلستم ذهلا الاكبر أنتم ذهل الاصغر، فقام إليه غلام من شيبان حين بقل وجهه يقال له دغفل فقال: إن على سائلنا أن نسأله * والعبء لا تعرفه أو تحمله يا هذا إنك سألتنا فلم نكتمك شيئا، ممن الرجل ؟ قال: رجل من قريش، قال: بخ بخ أهل الشرف والرئاسة ! فمن أي قريش أنت ؟ قال: من تيم بن مرة، قال: أمكنت والله الرامي من صفاء الثغرة، أفمنكم قصي بن كلاب الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى مجمعا ؟ قال: لا، قال: أفمنكم هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ؟ قال: لا، قال: أفمنكم شيبة الحمد مطعم طير السماء الذي كأن وجهه قمر يضئ ليل الظلام الداجلي ؟ قال: لا، قال: أفمن المفيضين أنت ؟ قال: لا، قال: أفمن أهل الندوة أنت ؟ قال: لا، قال: أفمن أهل الرفادة أنت ؟ قال: لا، قال: أفمن أهل الحجابة أنت ؟ قال: لا، قال: أفمن أهل السقاية أنت ؟ يسأل عنهما قال: لا، قال: واجتذب أبو بكر زمام ناقته فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقا دغفل: صادف درء السيل يدفعه * يهيضه طورا وطورا يصدعه والله لو ثبت لاخبرتك أنك من زمعات قريش أو ما أنا بدغفل، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم، قال علي رضي الله عنه فقلت له: يا أبا بكر ! لقد وقعت من الاعرابي على باقعة، قال: أجل يا أبا الحسن ! إن لكل طامة طامة والبلاء موكل بالمنطق.
قال علي رضي الله عنه: ثم دفعنا إلى مجلس آخر - وذكر قصة عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل.
56 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي بنيسابور أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي أنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنا أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل
الفقيه الشاشي حدثني عبد الجبار بن كثير الرقي ثنا محمد بن بشر عن أبان بن تغلب عن(1/37)
عكرمة عن ابن عباس حدثني علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فيه قال: لما أمر الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم أن يعرض نفسه على قبائل العرب خرج وأنا معه وأبو بكر رضي الله عنه فدفعنا إلى مجلس من مجالس العرب فتقدم أبو بكر وكان مقدما في كل خير وكان رجلا نسابة فسلم وقال: ممن القوم ؟ قالوا: من ربيعة، قال: وأي ربيعة أنتم أمن هامتها أم من لهازمها ؟ فقالوا: بل من الهامة العظمى، فقال أبو بكر: وأي هامتها العظمى أنتم ؟ قالوا: من ذهل الاكبر، قال: منكم عوف الذي يقال لا حر بوادي عوف ؟ قالوا: لا، قال: فمنكم جساس بن مرة حامي الذمار ومانع الجار ؟ قالوا: لا، قال: فمنكم بسطام بن قيس أبو اللواء ومنتهى الاحياء قالوا: لا، قال: فمنكم الحوفزان قاتل الملوك وسالبها أنفسها ؟ قالوا: لا، قال: فمنكم المزدلف صاحب العمامة الفردة ؟ قالوا: لا، قال: فمنكم أخوال الملوك من كندة ؟ قالوا: لا، قال: فمنكم أصهار الملوك من لخم ؟ قالوا: لا، قال أبو بكر رضي الله عنه: فلستم ذهلا الاكبر أنتم ذهل الاصغر، قال: فقام إليه غلام من بني شيبان يقال له دغفل حين بقل وجهه فقال: إن على سائلنا أن نسأله * والعبء لا تعرفه أو تحمله يا هذا إنك سألتنا فأخبرناك ولم نكتمك شيئا، فممن الرجل ؟ قال أبو بكر: أنا من قريش، فقال الفتى: بخ بخ أهل الشرف والرئاسة ! فمن أي القرشيين أنت ؟ قال: من ولد تيم بن مرة، فقال الفتى: أمكنت والله من سواء الثغرة، أفمنكم قصي الذي جمع القبائل من فهر فكان يدعى في قريش مجمعا ؟ قال: لا، قال: فمنكم - أظنه قال - هاشم الذي هشم الثريد لقومه ورجال مكة مسنتون عجاف ؟ قال: لا، قال: فمنكم شيبة الحمد عبد المطلب مطعم طير السماء الذي كأنه القمر في وجهه يضئ في الليلة الداجية الظلماء ؟ قال: لا، قال: فمن أهل الافاضة بالناس أنت ؟ قال: لا، فمن أهل الحجابة أنت ؟ قال: لا، قال:
فمن أهل السقاية أنت ؟ قال: لا، قال: فمن أهل الندوة أنت ؟ قال: لا، قال: فمن أهل الرفادة أنت ؟ قال: لا، قال: واجتذب أبو بكر زمام الناقة راجعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الغلام: صادف درء السيل درءا يدفعه * يهيضه حينا وحينا يصدعه أما والله لو ثبت لاخبرتك من أي قريش أنت.
قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال علي رضي الله عنه فقلت: يا أبا بكر ! لقد وقعت من الاعرابي على باقعة، قال: أجل يا أبا الحسن ! ما من طامة إلا وفوقها طامة والبلاء موكل بالمنطق، قال: ثم دفعنا إلى مجلس آخر عليهم السكينة والوقار، فتقدم أبو بكر رضي الله عنه فسلم فقال: ممن القوم ؟ قالوا: من(1/38)
شيبان بن ثعلبة، فالتفت أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي وأمي ! هؤلاء غرر الناس، وفيهم مفروق بن عمرو وهانئ بن قبيصة والمثنى بن حارثة والنعمان بن شريك، وكان مفروق قد غلبهم جمالا ولسانا وكانت له غديرتان تسقطان على تريبته وكان أدنى القوم مجلسا فقال أبو بكر: كيف العدد فيكم ؟ فقال مفروق: أنا لنزيد على ألف ولن يغلب ألف من قلة، فقال أبو بكر: وكيف المنعة فيكم ؟ فقال المفروق: علينا الجهد ولكل قوم جد، فقال أبو بكر: كيف الحرب بينكم وبين عدوكم ؟ فقال مفروق: أنا لاشد ما نكون غضبا حين نلقى وإنا لاشد ما نكون لقاء حين نغضب، وإنا لنؤثر الجياد على الاولاد، والسلاح على اللقاح، والنصر من عند الله، يديلنا مرة ويديل علينا أخرى، لعلك أخو قريش، فقال أبو بكر: قد بلغكم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا هوذا، فقال مفروق: بلغنا أنه يذكر ذلك، فإلى ما تدعو يا أخا قريش ؟ فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس وقام أبو بكر رضي الله عنه يظله بثوبه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وإلى أن تؤوني وتنصروني فإن قريشا قد ظاهرت على أمر الله وكذبت رسله واستغنت بالباطل عن الحق والله هو الغني الحميد "، فقال مفروق بن عمرو: إلى م تدعونا يا أخا قريش فوالله ما سمعت كلاما
أحسن من هذا، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم) * (1) إلى قوله: * (فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصكم به لعلكم تتقون) * (2)، فقال مفروق: إلى م تدعونا يا أخا قريش - زاد فيه غيره - فوالله ما هذا من كلام أهل الارض - ثم رجعنا إلى روايتنا - فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: * (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) * (3)، فقال مفروق بن عمرو: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الاخلاق ومحاسن الاعمال ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك، وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال: وهذا هانئ شيخنا وصاحب ديننا فقال هانئ: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش وإني أرى إن تركنا ديننا واتبعناك على دينك لمجلس جلسته إلينا له أول وآخر انه زلل في الرأي وقلة نظر في العاقبة وإنما تكون الزلة مع العجلة ومن ورائنا قوم نكره أن نعقد عليهم عقدا ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر، وكأنه أحب أن يشركه المثنى بن حارثة فقال: وهذا المثنى بن حارثة شيخنا وصاحب حربنا، فقال المثنى بن حارثة: قد سمعت مقالتك يا أخا قريش والجواب فيه جواب هانئ بن قبيصة في تركنا ديننا ومتابعتك على دينك وإنا إنما نزلنا
__________
(1) 151 - الانعام.
(2) 153 - الانعام.
(3) 90 - النحل.
(*)(1/39)
بين ضرتي اليمامة والشامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما هاتان الضرتان ؟ " فقال: أنهار كسرى ومياه العرب، فأما ما كان من أنهار كسرى فذنب صاحبه غير مغفور وعذره غير مقبول، وأما ما كان مما يلي مياه العرب فذنب صاحبه مغفور وعذره مقبول، وإنا إنما نزلنا على عهد أخذه علينا أن لا نحدث حدثا ولا نؤوي محدثا وإني أرى أن هذا الامر الذي تدعونا إليه يا قرشي مما تكره الملوك، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب فعلنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من
جميع جوانبه، أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلا حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم تسبحون الله وتقدسونه ؟ " فقال النعمان بن شريك: اللهم ذاك ! قال: فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: * (إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا) * (1) ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا على يد أبي بكر وهو يقول: " يا أبا بكر ! أية أخلاق في الجاهلية ما أشرفها بها يدفع الله عزوجل بأس بعضهم عن بعض وبها يتحاجزون فيما بينهم "، قال: فدفعنا إلى مجلس الاوس والخزرج فما نهضنا حتى بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سر بما كان من أبي بكر ومعرفته بأنسابهم.
57 - أخبرنا أبو اليمان يحيى بن عبد الرحمن الصوفي ببغداد أنا أبو روح ياسين بن سهل بن محمد الخشاب أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله الدمشقي أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني ثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي أنا أبي ثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن شهاب العكبري حدثنا أحمد بن يحيى التميمي الكوفي ثنا علقمة بن الحصين حدثني بجال بن حاجب بن زرارة عن أبيه قال: خرج يزيد بن شيبان بن علقمة بن زرارة حاجا قال: فبينما هو يسير في ليلة حجيل يعني المقمرة فإذا هو بركب منجدين متحلقين حول رجل يحدثهم بفصاحة لسان وحسن بيان فمال إليهم يزيد فسلم فقال: ممن القوم ؟ قالوا: قوم من مهرة من أهل الشحر بين عدن وعمان، قال يزيد: فضربت راحلتي منصرفا وقلت: قوم شطر الدار بعيدو الارحام لا أعرفهم ولا يعرفوني، فقال صاحبهم: من هذا الذي أتاكم فشامكم مشامة الذئب الغنم ثم انصرف عنكم كأنه لم يركم من جذم العرب ؟ علي به ! فقال: فلحقني غلامان مع أحدهما محجن فأهوى به إلى زمام ناقتي فإذا بي مع القوم، فقال لي صاحبهم: مالك أتيتنا فشاممتنا مشامة الذئب الغنم ثم انصرفت عنا كأنك لم ترنا من جذم العرب، قال فقلت: لا والله ما كان ذلك بي ولكني نسبتكم فانتسبتم إلى قوم
__________
(1) 45 - 46 - الاحزاب.
(*)(1/40)
شطر الدار بعيدي الارحام لا أعرفهم، ولا يعرفونني، فقال: والله لئن كنت من العرب لاعرفنك، وأيم الله تعالى لا توهنك في مثل لج البحر الليلة، إن العرب، بنيت على أربع دعائم: مضر وربيعة وقضاعة واليمن، فمن أيهم أنت ؟ قال قلت: من مضر، قال: أفمن الجماجم أنت أم من الفرسان ؟ قال: فعرفت أن الجماجم خندف والفرسان قيس قلت: من الجماجم أنا، قال: فإذا أنت امرؤ من خندف، قال قلت: كذلك أنا، قال: أفمن الازمة أنت أم من الارحاء ؟ قال: فعرفت أن الازمة خزيمة والارحاء أد بن طابخة قلت: من الارحاء أنا، قال: أفمن الصميم أنت أم من الوشيظ ؟ قال: فعرفت أن الصميم تميم والوشيظ وشائظ أد قلت: من الصميم أنا، قال: فأنت إذا امرؤ من تميم، قلت: كذلك أنا، قال: أفمن الاكثرين أم من الاقلين أم من إخوانهم الآخرين ؟ قال: فعرفت أن الاكثرين زيد مناة والاقلين الحارث وإخوانهم الآخرين عمرو، قلت: من الاكثرين أنا، قال: أنت إذا امرؤ من زيد مناة، فقلت: كذلك أنا، قال: أفمن البحور أنت أم من الجدود أم من الثماد ؟ قال: فعرفت أن البحور مالك والجدود سعد (1) والثماد امرؤ القيس فقلت: من البحور أنا، قال: فأنت إذا امرؤ من بني مالك الحمق، قلت: كذلك أنا، قال: أفمن الانف أم اللحيين أم من القفا ؟ فعرفت أن الانف حنظلة واللحيين الكردوسان قيس ومعاوية والقفا ربيعة الجوع فقلت: من الانف أنا، قال فقال: والله ما زلت منذ الليلة تنتمي إلى العلياء، قال: فأنت إذا امرؤ من حنظلة، فقلت: كذلك أنا، فقال: أفمن البيوت أم من الفرسان أم من الجراثيم ؟ فعرفت أن البيوت في بني مالك والفرسان بنو يربوع والجراثيم البراجم فقلت: من البيوت أنا، قال: فأنت إذا امرؤ من بني مالك، قلت: كذلك أنا، قال: أفمن البدور أم من النجوم أم من السحاب ؟ قال: فعرفت أن البدور بنو دارم والنجوم بنو طهية والسحاب بنو العدوية فقلت: من البدور أنا، فقال: والله إنك مذ الليلة ما تألو أن تختار فأنت امرؤ من بني دارم، قلت: كذلك أنا، قال: أفمن اللباب أم من السهاب أم من الهضاب ؟ قال: فعرفت أن اللباب بنو عبد الله والسهاب بنو نهشل والهضاب بنو مجاشع فقلت: من اللباب أنا، قال: بخ أنت إذا
امرؤ من بني عبد الله، فقلت: كذلك أنا، قال: أفمن البيت أم من الزوافر ؟ فعرفت أن البيت زرارة وأن الزوافر أحلاف عبد الله فقلت: من البيت أنا، فقال: أنت إذا امرؤ من ولد زرارة، قلت: كذلك أنا، قال: فإن زرارة ولد عشرة فابن أيهم أنت ؟ قال: ابن علقمة، قال: ابن الذي قال فيه الشاعر:
__________
(1) وفي رواية تأتي عكس هذا.
(*)(1/41)
قتلت به خير الضبيعات كلها * ضبيعة قيس لا ضبيعة أضجما قال قلت: نعم، قال: فإن علقمة ولد شيبان ولست أظنه هلك، قال قلت: نعم أنا ابنه، قال فإن شيبان كان عنده ثلاث نسوة ابنة حاجب بن زرارة وعمرة ابنة بشر بن عمرو بن عدس ومهدد ابنة حمران بن بشر بن عمرو، فابن أيتهن أنت ؟ قال قلت: ابن ابنة حمران فقال: والله مازلت مذ الليلة تنتمي إلى العلياء وتختار لنفسك حتى زاحمك على المجد ابن بنت حاجب فزحمك وغلبك، ولقد جهدت الليلة أن أتوهك فما رأيت أحدا أعلم منك.
58 - أخبرنا أبو البركات إسماعيل بن أحمد بن محمد النيسابوري ببغداد أنا أبو روح ياسين بن سهل الصوفي أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف المقري أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني ثنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الربعي أنا أبي ثنا أحمد بن الخليل بن الحارث القومسي ثنا عبد الله بن يزيد المقري ثنا سعيد أبو عثمان قال: ذكروا أن يزيد بن شيبان بن علقمة بن زرارة بن عدس قال: خرجت حاجا حتى إذا كنت بالمحصب إذا رجل على راحلة ومعه عشرة من الشبان ومع كل رجل محجن ينحون الناس ويوسعون له الطريق فلما رآني الرجال الذين معه قالوا لي: أدن ! فدنوت منه فقلت: ممن الرجل ؟ فقال: رجل من مهرة ممن يسكن الشحر، قال: فوليت عنه وكرهته قال: فناداني من ورائي، قال قلت: لست من قومي ولست تعرفني ولا أعرفك، قال: إن كنت من كرام العرب فسأعرفك، قال: فكررت عليه راحلتي، فقلت: إني من كرام العرب، قال: فممن أنت ؟ قلت: رجل من
مضر، قال: أفمن الفرسان أنت أم من الارجاء ؟ قال: فعلمت أنه أراد بالفرسان قيسا وبالارحاء خندفا فقلت: أنا من الارحاء، قال: فإذا أنت امرؤ من خندف، قلت: أجل، قال: أفمن الازمة أم من الجماجم، قال: فعلمت أنه أراد بالازمة أسد بن خزيمة وبالجماجم أد بن طابخة قلت: أنا من الجماجم، قال: فأنت إذا امرؤ من أد بن طابخة، قلت: أجل، قال: أفمن الروابي أم من الصميم ؟ قال: فعلمت أنه أراد بالروابي الرباب ومزينة وبالصميم بني تميم قلت: بل من الصميم، قال: فأنت إذا امرؤ من بني تميم، قلت: أجل، قال: أفمن الاكثرين أم من الاقلين أم من إخوانهم الآخرين ؟ قال: فعلمت أنه أراد بالاكثرين ولد زيد وبالاقلين ولد الحارث وبالآخرين بني عمرو بن تميم قلت: أنا من الاكثرين، قال: فأنت إذا امرؤ من ولد زيد، قلت: أجل، قال: من البحر أم من الذرى أم من الثماد ؟ فعلمت أنه أراد بالبحر بني سعد وبالذرى بني مالك بن حنظلة بن مالك وبالثماد امرأ القيس بن زيد فقلت: أنا من الذرى، قال: فأنت إذا امرؤ من بني مالك بن حنظلة بن مالك، قلت: أجل، قال: أفمن السحاب أنت أم من السهاب أم من اللباب ؟ فعلمت أنه أراد بالسحاب(1/42)
طهية وبالسهاب نهشلا وباللباب بني عبد الله بن دارم قلت: بل من اللباب، قال: فأنت امرؤ من بني عبد الله بن دارم، قلت: أجل، قال: أفمن البيوت أم من الزوافر ؟ فعلمت أنه أراد بالبيوت ولد زرارة وبالزوافر الاحلاف قلت: من البيوت، قال فأنت يزيد بن شيبان بن علقمة بن زرارة بن عدس، وقد كان لابيك امرأتان فأيتهما أمك.
59 - أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري ببغداد بقراءتي عليها قالت أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفضل الصيرفي أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن خالد الكاتب أنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي أنا الزبير بن بكار قاضي مكة حدثني مصعب بن عبد الله عن بجال عن أبيه قال: خرج يزيد بن شيبان بن علقمة حاجا فإذا هو بشيخ يحفه ركب على إبل عتاق
ورحال ملبسة أدما قال: فعدلت فسلمت عليهم وعليه ثم قلت: ممن الرجل وممن القوم ؟ فقال الشيخ: من مهرة بن حيدان، فقلت: حياكم الله، وانصرفت فقال لي: قف أيها الرجل نسبتنا فلما انتسبنا انصرفت عنا، قال: ظننتكم من قومي أو تعرفون قومي، فقلت: أناسبهم ويناسبوني فلما انتسبتم قلت: لا أعرفهم ولا يعرفوني، فحدر الشيخ لثامه عن فمه وحسر عن رأسه ثم قال: لعمري لئن كنت من جذم من أجذام العرب لاعرفنك، قلت: فإني من جذم من أجذام العرب، قال: فإن العرب بنيت على أربعة أركان: ربيعة ومضر وقضاعة واليمن، فمن أيها أنت ؟ قال قلت: من مضر، قال: أفمن الارحاء أم من الفرسان ؟ قال: فعرفت أن الارحاء خندف وأن الفرسان قيس فقلت: من الارحاء، قال: فأنت إذا من خندف، قال قلت: أجل، قال: أفمن الازمة أم من الجمجمة ؟ قال: فعرفت أن الازمة مدركة وأن الجمجمة طابخة قال قلت: من الجمجمة، قال: فأنت إذا من طابخة، قال قلت: أجل قال: أفمن الصميم أنت أم من الوشيظ ؟ فعرفت أن الصميم تميم وأن الوشيظ الرباب فقلت: من الصميم، قال: فأنت إذا من تميم، قال قلت: أجل، قال: أفمن الاكثرين أم من الاقلين أم من الا حملين ؟ قال: فعرفت أن الاكثرين زيد مناة وأن الا حملين عمرو بن تميم وأن الاقلين الحراث بن تميم فقلت: من الاكثرين قال: فأنت إذا من زيد مناة: أجل، قال: أفمن الجدود أم من البحور أم من الثماد ؟ قال: فعرفت أن الجدود مالك وأن البحور سعد وأن الثماد امرؤ القيس قال قلت: من الجدود، قال: فأنت إذا من بني مالك بن زيد مناة، قال قلت: أجل، قال: أفمن الذرى أم من الجراثيم ؟ قال: فعرفت أن الذرى حنظلة وأن الجراثيم ربيعة ومعاوية وقيس قال فقلت: من الذرى، قال: فأنت إذا من بني حنظلة، قال قلت: أجل، قال: أفمن البدور أم من الفرسان أم من الجراثيم ؟ قال:(1/43)
فعرفت أن البدور مالك وأن الفرسان يربوع وأن الجراثيم البراجم قال قلت: من البدور، قال: فأنت إذا امرؤ من بني مالك بن حنظلة، قال قلت: أجل، قال: أفمن الارنبة (1) أم
من اللحيين أم من القفا ؟ قال: فعرفت أن الارنبة دارم والقفا ربيعة واللحيين طهية والعدوية قال قلت: من الارنبة، قال: فأنت إذا من بني دارم، قال قلت: أجل، قال: أفمن اللباب أم من السهاب أم الهضاب ؟ فعرفت أن اللباب عبد الله وأن السهاب نهشل وأن الهضاب مجاشع قال قلت: من اللباب، قال: فأنت إذا من بني عبد الله، قال قلت: أجل، قال: أفمن البيت أم من الزوافر ؟ فعرفت أن البيت عدس بن زيد وأن الزوافر الاحلاف، قال فقلت: من البيت، قال: فأنت إذا من بني زرارة بن عدس، قلت: أجل قال: فإن زرارة ولد عشرة: حاجبا ولقيطا وعلقمة ومعبدا وخزيمة والحارث ولبيدا وعمرا وعبد مناة ومالكا، فمن أيهم أنت ؟ قلت: من علقمة، قال: فإن علقمة ولد رجلا واحدا يقال له شيبان بن علقمة فتزوج شيبان ثلاث نسوة: مهدد ابنة حمران بن بشر بن عمرو بن مرثد فولدت له يزيد، وعكرشة ابنة حاجب بن زرارة فولدت له حنظلة المأموم، وعمرة بنت بشر بن عمرو بن عدس فولدت له المقعد، فلايتهن أنت ؟ قال قلت: لمهدد، قال: يا ابن أخي ! ما افترقت فرقتان بعد طابخة إلا كنت في أفضلهما حتى زاحمك أخواك، قال: فإن أميهما أحب إلي أن تلداني من أمك، يا ابن أخي ! أترى أني عرفتك ؟ قلت: نعم معرفة العم العالم.
60 - أخبرنا أبو اليمان يحيى بن عبد الرحمن الناجي ببغداد أنا أبو روح ياسين بن سهل المدائني قدم علينا من بيت المقدس أنا أبو الحسن رشا بن نظيف بن ما شاء الله المقري أنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي الميداني أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر الدمشقي الربعي أنا أبي أنا الحسن بن عليل العنزي ثنا عبيدالله بن معاذ العنبري ثنا أبو قرة بن خالد عن قتادة عن مضارب العجلي قال: التقى رجلان من بكر بن وائل أحدهما من بني شيبان بن ثعلبة والاخر من بني ذهل بن ثعلبة فقال الشيباني: أنا أفضل منك وقال الذهلي: بل أنا أفضل منك فتحاكما إلى رجل من همدان فقال: لست مفضلا واحدا منكما على صاحبه ولكن إسمعا ما أقول لكما، من أيكما كان عمران بن مرة الذي ساد في الجاهلية والاسلام ؟ قال الشيباني: كان مني، قال: فمن أيكما كان عوف بن النعمان الذي كان يأخذ في الاسلام ألفين
وخمسمائة ؟ قال الشيباني: كان مني، قال: فمن أيكما كان المثنى بن حارثة (1) الذي كان
__________
(1) مر من " الازمة " و " الارومة ".
(2) سعد بن أبي الوقاص هو الذي بنى الكوفة وخطب على منبرها وليس المثنى بن الحارثة.
(*)(1/44)
فتح الكوفة وخطب على منبرها ؟ قال الشيباني: كان مني، قال: فمن أيكما كان مصقلة بن هبيرة الذي أعتق خمسمائة أهل بيت من بني ناجية ؟ قال الشيباني: كان مني، قال: فمن أيكما كان يزيد بن رويم الذي كان يقود الجيش ؟ قال الشيباني: كان مني، قال: فمن أيكما كان بشير بن الخصاصية الذي هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان اسمه زحما فسماه رسول الله بشيرا ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان عبد الله بن الاسود الذي هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان مرثد بن ظبيان الذي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهب له سبي بكر بن وائل وأسلمت بكر بن وائل على يديه وكتب معه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بكر بن وائل أن " أسلموا تسلموا " فلم يجدوا من يقرأه لهم حتى قرأه رجل من بني ضبيعة بن ربيعة ؟ قال قتادة: فولده اليوم يسمون بني الكاتب، قال الهمذاني: وكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردين - يعني مرثدا، قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان قطبة بن قتادة الذي كان أول من بصر البصرة وفتح الابلة ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان مجزأة بن ثور الذي شرى نفسه يوم تستر ودخل السرب ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان علباء بن الهيثم الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكان يأخذ في الاسلام ألفين وخمسمائة ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان حسان بن محدوج الذي قتل يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكندة فنزع منه الاشعث بن قيس ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان خالد بن معمر الذي بايعته ربيعة بصفين على الموت حتى اعتقد لاهل الوبر منها ولاهل المدر ونجى الله تعالى به أهل اليمامة ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان حضين بن منذر صاحب الراية السوداء الذي قيل فيه:
لمن راية سوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما ويدنو بها للموت حتى يزيرها * جمام المنايا تمطر الموت والدما جزى الله صدرا من ربيعة صابروا * لدى البأس خيرا ما أعف وأكرما قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان القعقاع بن شور الذي كان أحسن الناس وجها وأكرمه طروقة ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان شقيق بن ثور الذي ساد قومه أربعين سنة وكان أول وافد قوم يوفد به ؟ قال الذهلي: كان مني، قال: فمن أيكما كان سويد بن منجوف الذي كان خير شريف قوم قط رأيناه ليتيم قومه وأرملتهم ؟ قال الذهلي: كان مني، قال قرة: فتادة هو الذي أنشد البيت يعني شعر حضين بن المنذر.
[ قال ابن زبر: ] هكذا حدثنا العنزي بهذا الخبر ولم يتممه ولم يسم الهمداني الذي تحاكما إليه.(1/45)
61 - فأخبرني أحمد بن عبد الله أبو علي العبدي عن أبي العلاء المنقري حدثني معمر بن المثنى قال: حدثني رجل من أهل الطائف من بني سدوس وكان عالما عن أبيه قال: حضرت أعشى همدان وتنافر إليه رجلان رجل من ذهل بن ثعلبة ورجل من بني شيبان فقال: لست منفرا أحدا منكما على صاحبه ولكني سائلكما فقولا لي في ذلك ما يبين لكما، من أيكما كان المثنى بن حارثة الذي افتتح من السواد ما افتتح وساد في الجاهلية فوصلها بالاسلام وبلغ عطاؤه ألفين وخمسمائة ؟ قال الشيباني: مني، قال: فمن أيكما كان عوف بن النعمان الذي كان يدعى الخيار في الجاهلية لوفائه ثم ساد في الاسلام وبلغ عطاؤه ألفين وخمسمائة ؟ قال الشيباني: مني، قال: فمن أيكما كان مصقلة بن هبيرة الذي أعتق في غداة واحدة سبعمائة أهل بيت من بني ناجية ؟ قال الشيباني: مني، قال: فمن أيكما كان قطبة بن قتادة الذي أغار على البصرة والابلة ووليهما ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما كان علباء بن الهيثم صاحب لواء ربيعة وكندة يوم الجمل وعزل عنه الاشعث بن قيس ؟ قال الذهلي: مني،
قال: فمن أيكما حسان بن محدوج الذي قتل يوم الجمل ومعه لواء ربيعة وكندة ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما كان مجزأة بن ثور الذي شري للمسلمين بنفسه وفتح الله على وجهه الاهواز ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما شقيق بن ثور الذي ساد قومه ورأسهم أربعين سنة ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما كان سود بن منجوف الذي كان أعظم الناس وفادة وأكثرهم شفاعة وخير شريف قوم ليتيم وأرملة ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما كان بشير بن الخصاصية الذي هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما كان مرثد بن ظبيان الذي هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهب له أسرى بكر بن وائل وكتب معه إلى بكر بن وائل كتابا أن " أسلموا تسلموا " ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما كان الحضين بمن المنذر وصاحب راية ربيعة يوم صفين ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما كان عبد الله بن الاسود الذي هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب القرون باليمامة ؟ قال الذهلي: مني، قال: فمن أيكما القعقاع بن شور الذي كان أكرم العرب مجالسة وأفصحهم لسانا وأحسنهم وجها وأكرمهم طروقة ؟ قال الذهلي: مني، قال: فهذا الذي أقول لكما، فضج الشيباني وقال: حفت علي، قال: فإن كنت حفت عليك فأخرجوا صاحبكم من حيث طرحه صاحبهم - يعني الحارث بن وعلة وقيس بن مسعود، كان كسرى أطعم قيسا السواد على أن يكفيه بكر بن وائل فأتاه الحارث بن وعلة فاستجداه فلم يعطه شيئا فأغار على شئ من بعض السواد فانتهبه، فكتب كسرى إلى قيس: زعمت أنك تكفيني العرب جئني بهذا الرجل، فلم يقدر عليه، فألقاه كسرى في السجن.(1/46)
62 - أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري ببغداد قالت أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفضل الصيرفي أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أنا أبو الحسن أحمد بن سعيد الدمشقي أنا أبو عبد الله الزبير بن بكار القاضي حدثني علي بن المغيرة عن معمر بن المثنى أبي عبيدة
حدثني أبو جعفر الكوفي وغيره: أن حمادا الراوية كان ذات يوم قاعدا في نفر من بكر وتميم فتنازعوا الحديث، فقال: هؤلاء قتلنا منكم، وقال: هؤلاء قتلنا، فأطرق حماد ثم قال لبني تميم: أتجيئون بقتل ثلاثة أسميهم لكم من فرسان مضر قتلتهم بكر بن وائل منهم زيد الفوارس الضبي قتيل التيمليين (1) من بني تيم الله بن ثعلبة، والثاني طريف ابن تميم العنبري قتله حمصيصة الشيباني، والثالث علقمة بن زرارة قتله أشيم بن شراحيل أخو بني عوف بن مالك بن سعد بن قيس بن ثعلبة، قال: وكان من حديث طريف بن تميم العنبري فيما ذكره أبو عبيدة أن فرسان العرب كانت تضع بسوق عكاظ فكان أول من وضع قناعه طريف وكان فارسا شاعرا وكان أتاه حمصيصة فجعل يتأمله فقال له طريف: مالك شديد النظر إلي ؟ قال: إني أرجو أن أقتلك، وكانت العرب لا تقتل في الشهر الحرام فتعاهدا أن التقيا بعد يومهما في غير أشهر الحرم أن لا يفترقا حتى يقتل أحدهما صاحبه أو يقتل دونه، فالتقيا يوم منابض فقتله حمصيصة، وليوم منابض حديث طويل في كتاب ربيعة فقال طريف يوم عكاظ: أو كلما وردت عكاظ قبيلة * بعثوا إلي عريفهم يتوسم وهي طويلة ولها نقيضة بعد قتل طريف.
وأما زيد فهو زيد بن حصين بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن بجالة بن ذهل بن بكر بن سعد بن ضبة فانة غزا بكر بن وائل في الرباب وسعد ومعه وفد فدكي بن أعبد.
قال: وكان من حديث علقمة بن زرارة أنه غزا بكر بن وائل فغلبوه وهزموا جيشه فقتله أشيم بن شراحيل أخو بني عوف بن مالك وقتل معه يومئذ خماص ورجل من بني ضبة ثم مر أشيم ببني تميم في أشهر الحرم حاجا فقتلوه، فقال لقيط في ذلك: إن تقتلوا منا كريما فإننا * أبأنا به مأوى الصعاليك أشيما قتلت به خير الضبيعات كلها * ضبيعة قيس لا ضبيعة أضجما وآليت لا آسي على رزء هالك * ولا فقد مال بعدك الدهر علقما
__________
(1) في نسخ أخرى " المسلمين ".
(*)(1/47)
فأجابه عمرو بن شراحيل - وذكر أبياتا على الوزن والروي.
63 - أخبرتنا فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم المعلم ببغداد قالت أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الفضل الشاعر أنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن خالد الكاتب أنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أنا أحمد بن سعيد الدمشقي حدثني الزبير بن بكار سمعت أبا الحسن المدائني يقول قال جويرية - يعني ابن أسماء - عن هشام بن عبد الاعلى قال: أرسل إلي عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أن عندنا رجلا يفخر علينا فأتنا، فأتيته فإذا عنده رجل عليه مقطعات خز وهو يفخر ويقول: عدد نزار في مضر ومن مضر في خندف ومن خندف في تميم ومن تميم في سعد ومن سعد في منقر ومن منقر فينا ففينا عدد العرب وشوكة العرب وبأس العرب، فقلت له: أتعرف طلبة بن قيس بن عاصم ؟ قال: نعم ! كان سيدنا، قلت: فإن طلبة بن قيس بن عاصم قال لقومه: البسوا جياد حللكم واركبوا خيار إبلكم واخرجوا حتى نقف موقفا تسمع بنا العرب، فرحلوا المهارى برحال الميس ولبسوا الحلل وركبوا رواحلهم وساروا حتى وقفوا بذي قار فلقيهم دغفل فقال: ممن القوم قالوا: سادة مضر، قال: أفمن أهل النبوة والحرم والخلافة والكرم قريش ؟ قالوا: لا، قال: أفمن أحسنها خدودا وأعظمها جدودا وأكرمهم وفودا حنظلة ؟ قالوا: لا، قال: أفمن أوسعها مجالس وأكرمها محابس عامر بن صعصعة ؟ قالوا: لا، قال: أفمن فرسان عراضها وسداد فراضها وذادة حياضها سليم ؟ قالوا: لا، قال: فمن أنتم ؟ قالوا: سعد بن زيد مناة، قال: ضع، بأسفل الرمل عدد كثير ليس بشئ.
قال أبو عبد الله الزبير: العدد من تميم في بني سعد، والبيت في بني دارم، والفرسان في بني يربوع، والبيت من قيس في غطفان ثم في بني فزارة ثم في بني بدر، والعدد في بني عامر، والفرسان في بني سليم، والعدد من ربيعة والبيت والفرسان في بني شيبان.
قال: أبو عبد الله الزبير بن بكار: وسأل معاوية دغفل النسابة أخو بني شيبان بن ذهل ثم من بني عمرو بن شيبان: كم بيتا في غطفان ؟
فقال معاوية: فيها بيتان، فقال النسابة: فيهم بيتان وبيتان وبيتان، يعني بيت آل زبان بن منظور وبيت حذيفة بن بدر فزاريان، وبيت سنان بن أبي حارثة وبيت الحارث بن ظالم مريان، وبيت الربيع بن زياد وبيت زهير بن حذيفة عبسيان، قال: وبعد هؤلاء بيت مروان بن زنباع، قال: وكان لمروان ثلاثة أسماء: مروان الحجاز ومروان القرظ ومروان بن زنباع، وسمي مروان الحجاز لانه أكرم أهل الحجاز، وسمي مروان القرظ لانه سيد من دبغ بالقرظ.
64 - أخبرنا أبو المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي بجامع دمشق أنا أبو الفرج سهل بن بشر بن أحمد الاسفرائني أنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الطفيل بمصر أنا أبو(1/48)
محمد الحسن بن رشيق العسكري أنا أبو بكر يموت بن المزرع البصري ثنا رفيع بن سلمة ودماذ عن أبي عبيدة معمر بن المثني قال: جاء قوم من بني سعد بن زيد مناة بن تميم إلى دغفل النسابة فسلموا عليه وهو مولي ظهره الشمس في مشرقة له فرد عليهم من غير أن يلتفت إليهم ثم قال لهم: من القوم ؟ قالوا: نحن سادة مضر، قال: أنتم إذا قريش الحرم أهل العز والقدم والفضل والكرم والرأي في البهم، قالوا: لسنا منهم، قال: لا ؟ قالوا: لا، قال: فأنتم إذا " سليم فوارس عضاضها ومناع أعراضها " (1) قالوا: لسنا بهم، قال: لا ؟ قالوا: لا، قال: فأنتم إذا غطفان أعظمها أحلاما وأسرعها إقداما، قالوا: لسنا بهم، قال: لا ؟ قالوا: لا، قال: فأنتم إذا بنو حنظلة أكرمها جدودا وأسهلها خدودا وألينها جلودا، قالوا: لسنا بهم، قال: لا ؟ قالوا: لا، قال: فلا أراكم إلا من زمعات مضر وأنتم تأبون إلا أن تترقوا في الغلاصم منهم أذهبوا لا كثر الله بكم من قلة ولا أعز بكم من ذلة.
65 - أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري بقراءتي عليه في داره ثنا القاضي أبو الحسين محمد بن علي بن محمد بن المهتدي بالله الهاشمي أنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن المأمون الهاشمي ثنا أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري إملاء قال حدثني أبي ثنا أحمد بن عبيد عن الزيادي والهيثم بن عدي قالا: نزلا بامرأة رجل من العرب
والمرأة من بني عامر فأكرمته وأحسنت قراه فلما أراد الرحيل تمثل ببيت يهجوها فيه: لعمرك ما تبلي سرابيل عامر * من اللؤم ما دامت عليها جلودها فلما أنشد قالت لجاريتها: قولي له: ألم نحسن إليك ونفعل ونفعل ؟ هل رأيت تقصيرا بأمرك ؟ قال: لا، قالت: فما حملك على البيت ؟ قال: جرى على لساني، فأبداه وأعاده مرارا، فخرجت إليه جارية من بعض الاخبية فحدثته حتى أنس واطمأن ثم قالت: ممن أنت يا ابن عم ؟ قال رجل من بني تميم، قالت: أتعرف الذي يقول: تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا * ولو سلكت سبل المكارم ضلت أرى الليل يجلوه النهار ولا أرى * خلال المخازي عن تميم تجلت تميم كجحش السوء يرضع أمه * ويتبعها ينزو إذا هي ولت ولو أن برغوثا على ظهر قملة * يكر على صفي تميم لولت ذبحنا فسمينا على ما ذبحنا * وما ذبحت يوما تميم فسمت
__________
(1) وقع في نسخة أخرى: " هوازن أجزؤها فوارسا وأحلمها مجلسا ".
(*)(1/49)
قال: لا والله ما أنا من تميم، قالت: ما أقبح الكذب بأهله، فممن أنت ؟ قال: رجل من بني ضبة، قالت: أتعرف الذي يقول: لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر * كما كل ضبي من اللؤم أزرق قال: لا والله ما أنا من بني ضبة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني عجل، قالت: أفعترف الذي يقول: أرى الناس يعطون الجزيل وإنما * عطاء بني عجل ثلاث وأربع إذا مات عجلي بأرض فإنما * يخط له فيها ذراع وأصبع قال: لا والله ما أنا من بني عجل، قالت: فممن أنت ؟ قال: من الازد، قالت: أفتعرف الذي يقول:
فما جزعت أزدية من ختانها * ولا أكلت لحم القنيص المعقب ولا جاءها القناص بالصيد في الخبا * ولا شربت في جلد خور معلب قال: لا والله ما أنا من الازد، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني عبس، قالت: أفتعرف الذي يقول: إذا عبسية ولدت غلاما * فبشرها بلؤم مستفاد قال: لا والله أنا من بني عبس، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني فزارة، قالت: أفتعرف الذي يقول: لا تأمنن فزاريا خلوت به * على قلوصك، واكتبها بأسيار قال: لا والله ما أنا من بني فزارة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بجيلة، قالت: أفتعرف الذي يقول: سألنا عن بجيلة حين جاءت * لنخبر أين قربها القرار فما تدري بجيلة إذ سألنا * أقحطان أبوها أم نزار فقد وقعت بجيلة بين بين * وقد خلعت كما خلع العذار قال: لا والله ما أنا من بجيلة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني نمير، قالت: أفتعرف الذي يقول:(1/50)
فغض الطرف إنك من نمير * فلا كعبا بلغت ولا كلابا فلو وضعت فقاح بني نمير * على خبث الحديد إذا لذابا قال: فو الله ما أنا من نمير، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من باهلة، قالت: أفتعرف الذي يقول: إذا نص الكرام إلى المعالي * تنحى الباهلي عن الزحام إذا ولدت حليلة باهلي * غلاما زيد في عدد اللئام
ولو كان الخليفة باهليا * لقصر عن مساماة الكرام وعرض الباهلي وإن توقى * عليه مثل منديل الطعام قال: لا والله ما أنا من باهلة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من ثقيف، قالت: أفتعرف الذي يقول: أضل الناسبون أبا ثقيف * فما لهم أب إلا الضلال فإن نسبت أو انتسبت ثقيف * إلى أحد فذاك هو المحال خنازير الحشوش فقتلوهم * فإن دماءهم لك حلال فقال: لا والله ما أنا من ثقيف، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من سليح، قالت: أفتعرف الذي يقول: فإن سليحا شتت الله شملها * تنيك بأيديها وتعفي أيورها قال: لا والله ما أنا من سليح، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من خزاعة، قالت: أفتعرف الذي يقول: إذا فخرت خزاعة في ندى * وجدنا فخرها شرب الخمور وباعت كعبة الرحمن جهلا * بزق بئس مفتخر الفخور قال: لا والله ما أنا من خزاعة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني يشكر، قالت: أفتعرف الذي يقول: ويشكر لا تستطيع الوفاء * ولو رامت الغدر لم تقدر قبيلية عيشها في الكرى * لئام المناخر والعنصر قال: لا والله ما أنا من يشكر، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني أمية، قالت:(1/51)
أفتعرف الذي يقول: وهي بأمية بنيانها * فهان على الناس فقدانها
وكانت أمية فيما مضى * جريا على الله سلطانها فلا آل حرب أطاعوا الاله * ولم يتق الله مروانها قال: لا والله ما أنا من بني أمية، قال: فممن أنت ؟ قال: رجل من عنزة، قالت: أفتعرف الذي يقول: ما كنت أخشى وإن كان الزمان لنا * زمان سوء بأن تغتابني عنزه فلست من وائل إن كنت ذا حذر * ممن يضل كما قد ضلت الخرزه قال: لا والله ما أنا من عنزة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من كندة، قالت: أفتعرف الذي يقول: إذ ما افتخر الكند * ي ذو البهجة بالطره وبالنيزك والخف * وبالاشباح والحفره (؟) فدع كندة للشيخ * فأعلى فخرها عره قال: لا والله ما أنا من كندة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني أسد، قالت: أتعرف الذي يقول: إذا أسدية بلغت ذراعا * فزوجها ولا تأمن زنارها وإن أسدية خضت يديها * ولما تزن أشرك والداها قال: لا والله ما أنا من بني أسد، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من همدان، قالت: أتعرف الذي يقول: إذا همدان دارت يوم حرب * رحاها فوق هامات الرجال رأيتهم يحثون المطايا * سراعا هاربين من القتال قال: لا والله ما أنا من همدان، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من نهد، قالت: أتعرف الذي يقول: نهد لئام إذا ما حل ضيفهم * سود وجوههم كالزفت والقار
والمستغيث بنهد عند كربته * كالمستغيث من الرمضاء بالنار(1/52)
قال: لا والله ما أنا من نهد، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من قضاعة، قالت: أتعرف الذي يقول: لا يفخرن قضاعي بأسرته * فليس من يمن محضا ولا مضر مذبذبين فلا قحطان والدهم * ولا نزار فسيبهم إلى سقر قال: لا والله ما أنا من قضاعة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني شيبان، قالت: أتعرف الذي يقول: شيبان رهط لهم عديد * وكلهم معرق لئيم شربهم من فضول ماء * يفضل عن أسره الصميم قال: لا والله ما أنا من شيبان ؟ قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من تنوخ، قالت: أتعرف الذي يقول: إذا تنوخ قطعت منهلا * في طلب الغارات والثار أتت بخزي من آله العلى * وشهرة في الاهل والجار قال: لا والله ما أنا من تنوخ، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من ذهل، قالت: أتعرف الذي يقول: إن ذهلا لا يسعد الله ذهلا * شر خيل تظل تحت المساء طيبهم في الشتاء ما يبعر الابل * وفي صيفهم عجاج الفساء قال: لا والله ما أنا من ذهل، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من مزينة، قالت: أتعرف الذي يقول: وهل مزينة إلا من قبيلة * لا يرتجى كرم فيها ولا دين فقال: لا والله ما أنا من مزينة، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من النخع، قالت:
أتعرف الذي يقول: إذا النخع اللئام غدوا جميعا * تدكدكت الجبال من الزحام وما تغنى إذا صدقت فتيلا * ولا هي في الصميم من الكرام قال: لا والله ما أنا من النخع، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من طيئ، قالت: أتعرف الذي يقول:(1/53)
وما طيئ إلا نبيط تجمعت * فقالوا طيانا كلمة فاستمرت ولو أن عصفورا يمد جناحه * على دور طي كلها لاستظلت قال: لا والله ما أنا من طي، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من عك، قالت: أتعرف الذي يقول: عك لئام كلهم أنك * ليس لهم من الملام فك قال: لا والله ما أنا من عك، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من لخم، قالت: أتعرف الذي يقول: إذا ما اجتبى قوم لفضل قديمهم * تباعد فخر الجود عن لخم أجمعا قال: لا والله ما أنا من لخم، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من جذام، قالت: أتعرف الذي يقول: إذا كأس المدام أدير يوما * لمكرمة تنحى عن جذام قال: لا والله ما أنا من جذام، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من كلب، قالت: أتعرف الذي يقول: فلا يقرين كلبا ولا تأت دارها * ولا يطمعن سار يرى ضوء نارها قال: لا والله ما أنا من كلب، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بلقين، قالت: أتعرف الذي يقول:
إذا ما سألت اللؤم أين محله * يصب عند بلقين له طرفان قال: لا والله ما أنا من بلقين، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني الحارث بن كعب، قالت: أتعرف الذي يقول: حار بن كعب إلا أحلام تحجزكم * عنا وأنتم من الجوف الجماخير لا عيب في القوم من طول ومن عظم * جسم البغال وأحلام العصافير قال: لا والله ما أنا من بني الحارث بن كعب، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من بني سليم، قالت: أتعرف الذي يقول: إذا ما سليم جئتها في ملمة * رجعت كما قد جئت خزيان نادما قال: لا والله ما أنا من سليم، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من أهل فارس، قالت: أتعرف الذي يقول: ألا قل لمعتر وطالب حاجة * يريد لنجح نفعها وقضاءها(1/54)
فلا يقرب الفرس اللئام فإنهم * يردون مولاهم بخبث جزاءها قال: لا والله ما أنا من أهل فارس، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من الموالي، قالت: أتعرف الذي يقول: ألا من أراد اللؤم والفحش والخنا * فعند الموالي الجيد والكتفان قال: لا والله ما أنا من الموالي، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من ولد حام بن نوح، قالت: أتعرف الذي يقول: ولا تنكحوا أولاد حام فإنهم * مشاويه خلق الله حاشى ابن أكوع قال: لا والله ما أنا من ولد حام، قالت: فممن أنت ؟ قال: رجل من ولد الشيطان الرجيم، قالت: فعليك لعنة الله وعلى الشيطان الرجيم أتعرف الذي يقول: ألا يا عباد الله هذا عدوكم * وذا ابن عدو الله إبليس خاسئا
قال: الله الله ! اقيليني العثرة وانعشيني من الصرعة ! فوالله ما ابتليت بمثلك قط، قالت: انطلق إلى بعيرك لا صحبك الله ! فإذا نزلت بعدها بقوم فلا تعجل بإنشاد الشعر حتى تعلم من هم، اذهب لا في حفظ الله ولا في كنفه.
قال أبو بكر قال أبي قال أحمد بن عبيد وزادني غير الزيادي والهيثم بن عدي قال: أنا رجل من بني هاشم، قالت: أتعرف الذي يقول: بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم * فقد قام سعر التمر صاعا بدرهم فإن قلتم رهط النبي صدقتم * كذاك النصارى رهط عيسى بن مريم قال: أنا من جرم، قالت: أتعرف الذي يقول: إذا ما اتقى الله الفتى وأطاعه * فليس به بأس وإن كان من جرم قال: أنا من تيم، قالت: أتعرف الذي يقول: ترى التيمي يزحف كالقرنبي * إلى تيمية كعصا المليل(1/55)
باب الالفين وما يثلثهما الآبجي (1): بفتح الالف المدودة وفتح الباء الموحدة ثم جيم هذه النسبة إلى آبج (2) موضع ببلاد العجم، منه أبو عبد الله محمد بن محمويه الآبجي روى عن أبيه وعنه أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه، أخرج حديثه الحاكم في أماليه.
الآبري: بفتح الالف الممدودة وضم الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى ابر وهي قرية من قرى سجستان، والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم بن عبد الله الآبري السجستاني، رحل وطوف في الحديث إلى خراسان والجبال والعراق والجزيرة والشام ومصر، وحدث عن أبي العباس السراج وأبي بكر بن خزيمة النيسابوريين (3) وأبي نعيم بن عدي الاسترابادي وأحمد بن محمد بن الازهر الازهري السجزي ومحمد بن يوسف بن النضر الهروي وأبي عبيدالله
محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي ومكحول البيروتي ومحمد بن سهل القهستاني، وله كتاب كبير مصنف في مناقب الشافعي وأخباره، روى عنه علي بن بشرى الليثي أبو الحسن، ولي إجازة عالية بكتاب المناقب عن أبي عبد الله عيسى بن شعيب السجزي إلا جزءا واحدا فاته، وهو يرويه عن الليثي عن الآبري.
الآبسكوني: بفتح الالف الممدودة وضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وضم الكاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية أو بليدة على ساحل البحر بنواحي طبرستان وإليها ينسب بحر آبسكون، اشتهر بهذه النسبة أبو العلاء أحمد بن صالح بن محمد التميمي الآبسكوني كان ينزل بصور - بلدة على ساحل بحر الروم مما يلي الشام - وكان بنى بها محرسا، سمع محمد بن حميد وأبا زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازيين، وكان كثير
__________
(1) انظر اللباب 1 / 17.
(2) لم أقف على هذه البلدة في كتب البلدان ولعل أصل هذه الكلمة بالفارسية (آبه) أبدلت الجيم هاء بعد تعريبها وقد ذكر ياقوت (آبه) والنسبة إليها (آبي).
(3) في نسخة النيسابوري.
(*)(1/56)
الحديث، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ في معجم شيوخه.
وأبو علي الحسين بن محمد الآبسكونسي يروي عن أبي عبد الله بن بندار السباك صاحب أحمد بن أبي طيبة، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ على سبيل الاجازة والكتابة.
وموسى بن يوسف بن موسى الآبسكوني المؤذن المعروف بولي من أهل جرجان سكن آبسكون فنسب إليها، يروي عن عمار بن محمد الدينوري (1).
الآبندوني: بفتح الالف الممدودة والباء الموحدة وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى آبندون وهي قرية من قرى جرجان، منها أبو بكر أحمد بن محمد بن علي بن إبراهيم بن يوسف بن سعيد الجرجاني الآبندوني، قدم بغداد وحدث بها
عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وعبد الله بن محمد بن مسلم الجوربذي ومحمد بن قارن الرازي وإسحاق بن إبراهيم البحري وغيرهم، روى عنه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبو القاسم عبيدالله بن أحمد الازهري، وقال الازهري: قدم علينا الآبندوني في سنة ثمانين وثلاثمائة فسمعنا منه وسمع معنا أبو الحسن الدارقطني.
وأبو القاسم عبد الله بن إبراهيم بن يوسف الآبندوني الجرجاني كان إماما حافظا زاهدا ثقة مأمونا ورعا مكثرا من الحديث وكان من أقران أبي بكر الاسماعيلي وأبي أحمد بن عدي الحافظ ورفيقهما إن شاء الله، سمع بجرجان عمران بن موسى وببغداد أبا عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وبالموصل أبا يعلي أحمد بن علي بن المثني التميمي روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو نصر الاسماعيلي وأبو بكر الشالنجي القاضي وأبو بكر البرقاني الخوارزمي، وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو القاسم الآبندوني نزل نيسابور في كهولته غير مرة وسكنها وكان مع أبي عبد الله وأبي نصر أيضا لما أقام بنيسابور وهو كهل ثم جاءنا فأقام بنيسابور في سنة سبع أو ثمان وأربعين وثلاثمائة وحدت ثم خرج إلى جرجان وخرج إلى بغداد سنة خمسين وثلاثمائة وسكنها ولم يخرج منها إلى أن مات بها، فإني دخلت بغداد في الكرة الثالثة سنة سبع وستين وثلاثمائة وهو بها وقد ضعف وهو ابن أربع وسبعين سنة، وكان أبو الحسن الحافظ الدارقطني ينتقي عليه من مسند الحسن بن سفيان ولا يقرأ إلا له وحده، ولغيره بعد الجهد فقرأت عليه شيئا من كتاب المجروحين لابي بشر الدولابي وعرضت عليه الباقي بحضرة شيخنا أبي الحسن، وكان أبو القاسم أحد أركان
__________
(1) يستدرك من التعليق على تاريخ البخاري.
(1 - الآبلي) بكسر الباء، و (2 - الآبلي) بضمها.
(*)(1/57)
الحديث ورفيق أبي أحمد بن عدي الحافظ بالشام ومصر وكثير السماع، فارقته في رجب من سنة ثمان وستين وثلاثمائة وجاءنا نعيه في كتب أصحابنا (سنة) تسع وستين وثلاثمائة.
وقال
غيره (1): الآبندوني سكن الحربية ببغداد وحدث بجرجان وبغداد عن جماعة من أهل العراق والشام ومصر.
وقال أبو بكر البرقاني: كنت أختلف إلى أبي قاسم الآبندوني الجرجاني مع أبي منصور الكرجي (2) وكان لا يحدثنا جميعا وكان يجلس أحدنا على باب داره ويدخل الآخر ويسمع منه ما أحب ثم إذا خرج دخل الآخر، فكان سماعنا منه على هذا، وقد كان حلف أن لا يحدث إلا واحدا واحدا وكان في خلقه شئ، ومات ببغداد في سنة ثمان أو سبع (3) وستين وثلاثمائة قال حمزة السهمي: وسمعت أبا بكر الاسماعيلي حين بلغه نعيه ترحم عليه وأثنى عليه خيرا.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن يوسف الآبندوني يروي عن عمران بن موسى السختياني، روى عنه أبو بكر الآبندوني وأبو بكر بن السباك وغيرهما، وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
الآبنوسي: بمد الالف وفتح الباء أو سكونها وضم النون وفي آخرها السين المهملة بعد الواو، هذه النسبة إلى آبنوس وهو نوع من الخشب البحري يعمل منه أشياء، وانتسبت جماعة إلى تجارتها ونجارتها، منهم أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي ابن الآبنوسي الصيرفي من أهل بغداد، سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأبا القاسم عبيدالله بن محمد بن حامد المتولي وأبا حفص عمر بن إبراهيم بن كثير الكتاني وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وأبا بكر أحمد بن عبيد بن بيري الواسطي وأبا الحسن محمد بن جعفر بن النجار الكوفي، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ فقال: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، وكانت ولادته في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ومات في شوال سنة سبع وخمسين وأربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب.
وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد بن الآبنوسي، سمع أبا عبد الله بن العسكري وأبا حفص بن الزيات والحسين بن أحمد بن فهد الموصلي وأبا بكر بن شاذان، سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ وقال: كتبت عنه أحاديث عن الدارقطني خاصة وكان يتمنع من التحديث ويأباه فألححت عليه حتى حدثني ولا أحسب سمع
__________
(1) كذا ولعله " وقال حمزة " راجع تاريخ جرجان رقم 444.
(2) هكذا في ك وتاريخ جرجان، ووقع في م " الكرخي ".
(3) هكذا في ك وتاريخ جرجان، ووقع في م " تسع " وكلاهما وهم والصحيح سنة ثماني وستين وثلاثمائة، راجع تاريخ بغداد / 408 وتاريخ جرجان.
(*)(1/58)
منه غيري، وكانت ولادته في جمادى الآخرة سنة تسع وستين وثلاثمائة وأول سماعه في سنة أربع وسبعين، ومات في شهر ربيع الاول سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
الآبي: بالالف الممدودة بعدها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى آبه وهي قرية من قرى أصبهان، هكذا ذكره أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وسمعت غيره أن آبه قرية من ساوة، خرج منها جماعة من المشاهير، منهم أبو عبد الله جرير بن عبد الحميد الآبي الضبي سكن الري وكان يقول: ولدت بآبه قرية من قرى أصبهان، وكان أحد أيمة الدنيا، سمع منصور بن المعتمر والاعمش.
الآجري: بفتح الالف وضم الجيم وتشديد الراء المهملة، هذه النسبة إلى عمل الآجر وبيعه، ونسبة إلى درب الآجر أيضا، والمشهور بهذا الانتساب من القدماء أبو بكر محمد بن خالد بن يزيد الآجري، حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين وسعيد بن داود الزنبري وسريج بن النعمان وعفان، روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو عمرو بن السماك وأبو سهل بن زياد وكان ثقة، وربما سماه أبو بكر الشافعي أحمد بن خالد.
وإبراهيم الآجري، يعد في الزهاد وله كرامات مأثورة.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري ساكن مكة، له مصنفات كثيرة وروايات عن أبي شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني وغيرهما، روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقري والاخوان أبو الحسين علي وأبو القاسم عبد الملك ابنا محمد بن عبد الله بن بشران السكري وأبو النعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الاصبهاني، وكان الآجري ثقة صدوقا دينا وله تصانيف كثيرة، وحدث ببغداد قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة ثم
انتقل إلى مكة فسكنها حتى توفي بها في المحرم سنة ستين وثلاثمائة.
وأبو حفص عمر بن أحمد بن هارون بن الفرج بن الربيع المقري المعروف بابن الآجري من أهل بغداد، سمع أبا عمر محمد بن يوسف بن يعقوب القاضي وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري وأبا نصر محمد بن حمدويه المروزي وأبا عبد الله بن المحاملي وابن مخلد وغيرهم، روى عنه الازهري والخلال والتنوخي وغيرهم، وكان ثقة صالحا دينا أمينا، ومات في رجب سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وأبو حفص عمر بن أحمد بن هارون بن الآجري المقري (1)، روى عنه عبيدالله بن أحمد بن بكير التميمي وجماعة سواه.
وأبو حفص عمر بن أحمد بن عبد الله الآجري البصري، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وزكريا بن يحيي الساجي ومحمد بن الحسين بن مكرم وأقرانهم ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: كان
__________
(1) هو الذي قبله، راجع تاريخ بغداد 11 / 264.
(*)(1/59)
سمع معنا من الشيوخ، سكن نيسابور سنين ثم خرج على أن ينصرب إلى العراق فجاءنا نعيه من الري سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وأما أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن الروز بهان الآجري البغدادي كان ينزل درب الآجر ناحية نهر طابق كان صدوقا، سمع أبا عمر وعثمان بن أحمد بن السماك وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي وعلي بن الفضل السامري وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وكان أبو القاسم اللالكائي يثني عليه إذا ذكره، ومات في رجب سنة ثمان عشرة وأربعمائة ودفن في مقبرة باب الدير بالقرب من قبر معروف الكرخي.
ومحمد بن خالد الآجري شيخ يحكي عنه جعفر بن محمد الخلدي كثيرا، وكان عبدا صالحا متصوفا، وحكي عنه أنه قال: كنت أعمل الآجر فبينما أنا أمشي بين أشراج الآجر المضروبة إذ سمعت شرجا يقول لشرج: عليك السلام، الليلة أدخل النار، قال: فنهيت الاجراء أن يطرحوه في النار وصارت الكتل باقية على حالها وما عملت يعني طبخ الآجر بعد ذلك (1).
الآجنقاني: بالالف الممدودة وكسر الجيم وسكون النون وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى آجنقان وهي قرية من قرى سرخس يقال لها آجنكان، منها أبو الفضل محمد بن عبد الواحد الآجنقاني، كان من المناظرين المبرزين، تفقه على جماعة من العلماء وتخرجوا عليه.
الآخرى: بفتح الالف الممدودة وضم الخاء المعجمة وفي آخرها الراء المهملة هذه النسبة إلى آخر وهي قصبة دهستان بين جرجان وبلاد خراسان هكذا ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في كتاب المؤتنف وأظن أني قرأت بخط أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ الاصبهاني ان آخر قرية بدهستان وهو دخل تلك البلاد وعرف المواضع، فحصل من القولين أن آخر اسم قصبة دهستان أو قرية بها، والمشهور بهذا الانتساب أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن عمر الآخري، كانت له رحلة، حدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص سمع منه بآمد، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي وأثنى عليه وقال: كان ثقة، وقال الامير ابن ماكولا: أبو القاسم الآخري من أهل آخر وهي قصبة دهستان يروى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الخواص بربض آمد عن الحسن بن الصباح الزعفراني حديثا منكرا الحمل فيه على الخواص لان رجاله ثقات، وروى
__________
(1) بهامش ك: قال ابن الغراب مات محمد بن خالد الاجري أبو بكر سنة تسعين ومائتين من أقران سهل بن عبد الله ومن كبار مشايخهم.
(*)(1/60)
عن أحمد بن بهزاد السيرافي وأبي الفوارس الصابوني وأبي الفضل الدهان المصري.
وأبو الفضل خزيمة بن علي بن عبد الرحمن الآخري أديب فاضل من أهل دهستان اسمه محمد وعرف بخزيمة، سمع من أبي الفتيان عمر بن عبد الكريم الرؤاسي بدهستان، كتبت عنه أحاديث يسيرة بمرو، وكان معتزليا مصرحا به، وتوفي بمرو في (صفر سنة ثمان) وأربعين وخمسمائة وصلى عليه بالمصلى ودفن بباب فيروزي.
ومن القدماء أبو الفضل العباس بن
أحمد بن الفضل الزاهد الآخري كان إمان المسجد العتيق برباط دهستان، يروي عن عبد الرحمن بن أبي حاتم وأبي بكر الشعراني وموسى بن العباس الآزاذ واري وغيرهم، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي.
وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن عمر الآخري من رباط دهستان، كانت له رحلة إلى مصر، كان يروي عن أحمد بن بهزاذ السيرافي وأبي الفوارس الصابوني وأبي الفضل الدهان المصري وغيرهم، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي.
(الآدمي): بمد الالف وفتحها وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم هذه النسبة إلى آدم وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وإن كانت هذه النسبة لجميع ولد آدم عليه السلام عامة ولكن اختص بهذه النسبة رجل وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن آدم بن عبد الله الآدمي الشاشي من أهل الشاش، نسب إلى جده آدم، كانت له رحلة إلى العراق والحجاز، سمع حبيب بن المغيرة وحامد بن داود الشاشيين وعبيدالله بن واصل البخاري وأبا حاتم محمد بن إدريس الرازي ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ وغيرهم، روى عنه أبو الفضل محمد بن محمد الشاشي وأبو جعفر محمد بن علي بن سعدان الغزال وأبو بكر محمد بن أحمد بن مت الاشتيخني وطبقتهم، حدث بالشاش ونواحيها (1).
(الآذرمي): بمد الالف وفتح الذال المعجمة وسكون الراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى آذرم، وظني أنها من قرى أذنة بلدة من الثغر (2)، منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن إسحاق الآذرمي، سمع سفيان بن عيينة وغندرا وعبيدة بن حميد وأبا خالد الاحمر وزياد بن عبد الله البكائي وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية وإسحاق بن يوسف الازرق وقاسم بن يزيد الجرمي وغيرهم، روى عنه أبو حاتم الرازي وأثنى عليه قال: وكان ثقة، وأبو
__________
(1) في اللباب " فاته نسب أبي القاسم علي بن عمر بن إسحاق يلقب بآدم ويعرف بالآدمي، وهو أسد اباذي، ويقال له الهمذاني أيضا، رحل في طلب الحديث فسمع فاروقا الخطابي وأبا بكر القطيعي وغيرهما " وذكره صاحب التوضيح وقال " الاسد اباذي المهراني نزيل أصبهان...حدث عن ابن عدي وابن السني ".
(2) وقيل في (أذرمة) " بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الراء والميم "..: انظر اللباب 1 / 31.
(*)(1/61)
داود السجستاني ومحمد بن عبيدالله بن المنادي و عبد الله بن أحمد بن حنبل ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، وكان الواثق أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة وناظر بن أبي دؤاد (1) بحضرته واستعلى عليه الشيخ بالحجة فأطلقه الواثق ورده إلى وطنه، ويقال: إنه كان أبا عبد الرحمن الآذرمي وأثنى عليه أبو عبد الرحمن النسائي فقال: عبد الله بن محمد بن إسحاق اذرمي ثقة.
(الآذيني): بالالف الممدودة والذال المعجمة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف الساكنة والنون، هذه النسبة إلى آذينوه وهو اسم لجد أحمد بن الحسن بن آذينوه الاصبهاني الآذيني من أهل أصبهان، نزل نصيبين، يروي عن أبي بكر أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي الخشاب التنيسي، روى عنه إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ الاصبهاني وكتب عنه في رحلته إلى نصيبين.
(الآذيوخاني): بمد الالف وكسر الذال المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو (2) وفتح الخاء المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى آذيوخان، وظني أنها من قرى نهاوند، منها أبو سعد الفضل بن عبد الله بن علي بن عمر بن عبد الله بن يوسف الآذيوخاني كان شيخا ثقة صدوقا، له أصول حسنة مضبوطة مقيدة بخط أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وغيره من أهل الحديث والحافظ، وكان من مشاهير المحدثين، سمع ببغداد أبا القاسم عبيدالله بن عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ وأبا محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر بالله وأبا منصور محمد بن محمد بن السواق وأبا محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال الحافظ وأبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وأبا الطيب طاهر عبد الله الطبري وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي الحافظ بنهاوند، وتوفي ببغداد سنة سبعين
وأربعمائة (3).
(الآرهني): بمد الالف وسكون الراء أو كسرها وفتح الهاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى آرهن وهي من مدن طخارستان بلخ، خرج منها جماعة من العلماء، منهم
__________
(1) في ك " ناظر بن داود ".
(2) في اللباب " وضم الياء...وسكون الواو..." وفي معجم البلدان "...وياء ساكنة وواو مفتوحة ".
(3) يستدرك (3 - الآرمي) بهامش مخطوطة من اللباب ما صورته " الآرمي (شكل بسكر الراء) ".
(*)(1/62)
أبو...الآرهني كان إماما مفتيا مناظرا وصار شيخ الاسلام ببلخ وكان له بها التقدم على العلماء.
(الآزاذاني): بالالف الممدودة والزاي المفتوحة والذال المعجمة بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى آزاذان وهي قرية من قرى أصبهان إن شاء الله، منها أبو عبد الرحمن قتيبة بن مهران الآزاذاني المقرئ كبير الشأن في علم القراءات والقرآن، يروي عن علي بن حمزة الكسائي وقرأ عليه القرآن وسمع الليث بن سعد وشعبة وأبا معشر وشريك بن عبد الله وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم، وكان يقول: قرأت القرآن كله من أوله إلى آخره على الكسائي وقرأ علي الكسائي القرآن من أوله إلى آخره، وروى عنه أبو بشر يونس بن حبيب ثم قال: وما رأيت خيرا منه.
(الآزاذواري): بمد الالف وفتح الزاي وسكون الذال المعجمة وفي آخر الراء، هذه النسبة إلى آزاذوار وهي قرية معروفة من قرى جوين من نواحي نيسابور، منها إبراهيم بن عبد الرحمن بن سهل الآزاذواري (1)، يروي عن أبي حذافة السهمي.
وأبو موسى هارون بن محمد الآزاذواري الجويني كان أديبا فقيها، سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وإبراهيم بن عبد الرحمن بن سهل الآزاذواري وغيرهما روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو موسى الآزاذواري الجويني الفقيه الاديب سمع بنيسابور وكتب بالري وبغداد
قبل العشر والثلاثمائة وكان إذا ورد البلد يهش مشايخنا بوروده.
وأبو عبد الله محمد بن حفص بن محمد بن يزيد الشعراني الآزاذواري شيخ ثقة، سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وبالعراق نصر بن علي الجهضمي وأبا كريب وبالحجاز عبد الله بن محمد الزهري و عبد الجبار بن العلاء، روى عنه يحيى بن منصور القاضي وأبو علي الحافظ، وذكر أبو أحمد التميمي أنهم انصرفوا من قريته سنة اثنتي عشرة وتوفي هو سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة (2).
(الآسى): بمد الالف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى الآس وهو أبو محمد
__________
(1) زاد في اللباب " أبو موسى " وفي معجم البلدان " يكنى أبا موسى " ولم يذكر الآتي وهو أبو موسى هارون بن محمد - فالله أعلم.
(2) ذكر ياقوت في الالف الممدودة (آزاذوار) وذكر فيها إبراهيم بن عبد الرحمن بن سهل ثم ذكرها في الالف مع الزاي - بغير مد، وذكر محمد بن حفص الشعراني، وزاد.
(*)(1/63)
علي (1) بن عبدالقاهر بن الخضر بن علي بن محمد الفرضي الآسي المعروف بابن آسة (2) وإنما عرف بهذا لان جده ولد تحت آسة يعني شجرة الآس فنسب إلى ذلك، وهو من أهل بغداد كان يعرف الفرائض والحساب معرفة تامة وكان شيخا صالحا لازما بيته، سمع الشريفين أبا الحسين (3) محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وغيرهم، روى لنا عنه جماعة من أصحابنا وكتب لي الاجازة بجميع مسموعاته، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة خمس وأربعين، وتوفي في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة (4) ببغداد.
(الآغزوني): بمد الالف وفتح الغين المعجمة وضم الزاي وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى آغزون (5) وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله بن مرة بن الاحنف بن قيس (6) التميمي الآغزوني من الائمة
القدماء، سمع سفيان بن عينية وشريك بن عبد الله النخعي ويزيد بن عطاء ومحمد بن مسلم الطائفي وحماد بن سلمة وقيس بن الربيع وغيرهم، روى عنه محمد بن سلام البيكندي وكعب بن سعيد القاضي (7) وغيرهما.
الآفراني: بمد الالف وضم الفاء والراء وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى قرية بنسف يقال لها آفران على فرسخ منها، كان بها جماعة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا، فمنهم أبو موسى الوثير بن المنذر بن جنك بن زمانة الآفراني النسفي، كان يروي كلام الزهاد، هكذا ذكره أبو كامل البصيري في المضافات.
ووثير بن منير الآفراني هو الاول، وظني أن هذا من
__________
(1) ووقع في م واللباب " وهو محمد بن علي " وسماه في المنتظم " علي بن الخضر " نسبة إلى جده.
(2) في المنتظم والتوضيح والتبصير " اسا " وفي نسخة الاستدراك " آسا " وعبارته لا تدل على المد ونص في التبصير على عدم المد وكذا في التوضيح لكن قال " وقيده بعضهم بمد أوله ".
(3) م " الحسن ".
(4) في المنتظم والاستدراك أنه توفي يوم الاربعاء ثالث شهر ربيع الاول من سنة ثلاثين وخمسمائة.
(5) اضطرب كلام المؤلف في اسم القرية فسيذكرها بلفظ (الاغزوني) بدون مد وبلفظ (الاغذوني) بدون مد وبالذال المعجمة بدل الزاي وذكر في التي بالذال حفيد عبد الواحد هذا حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد ونبه صاحب اللباب على هذا الاضطراب وكذا ياقوت ولم يبينا ما هو الصواب.
(6) اعترضه ابن الاثير وياقوت بأن المدائني ذكر أن عقب الاحنف انقرض البتة - انظر فيما يأتي (الاحنفي).
هذا ومن هنا شرعت المقابلة على نسخة س.
(7) هكذا يأتي في رسم (الاغزوني) بلا مد، ووقع هنا في م " كعب بن سعد بن القاضي " وفي ك وس " كعب بن سعيد العاص ".
(*)(1/64)
تصحيفات أبي كامل البصيري فقال: وثير بن المنذر يحكي حكايات لحاتم بن عنوان الاصم البلخي حكاها عنه أبو جعفر محمد بن محمد الذهبي (1) السمرقندي.
وأبو بكر محمد بن
إبراهيم بن سمعان الآفراني الفقيه كان مقيما ببخارا، سمع أبا بكر أحمد بن سعد الستمني (2) وأبا صالح خلف بن محمد الخيام وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وغيرهم، مات ببخارا في شوال سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وقد جاوز الثمانين سنة.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن عمرو بن نصر بن حامد الآفراني، سمع الليث بن نصر الكاجري وروى عنه الموطا، مات بآفران سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
وأبو الفضل الشعبي بن عبد الله بن منصور بن نصر بن فارس الآفراني الملقب بالشاه، يروي عن أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف ومحمد بن محمود بن عتيق ومحمد بن زكريا بن الحسين وأبي الحسن محمد بن عمرو بن محمد بن بجير الهمداني وكان جماعا للعلم بندارا من البنادرة مكثرا من الحديث، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري وغيره، مات في غرة المحرم سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
ومن القدماء أبو محمد جبرئيل بن عوف الآفراني يروى عن قتيبة بن سعيد والاجلة، وكان رفيق محمد بن إسماعيل البخاري ووراقه أيام مقامه بنسف، روى عنه عبد العزيز بن حاتم الآفراني.
وأبو الطيب عبد الملك بن اسحاق بن المهتدي الآفراني الاديب الشاعر، سمع أحمد بن حامد المقري وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة والليث بن نصر الكاجري النسفيين، وكان ارتحل إلى مرو وتفقه بها، وسمع أبا العباس المعداني وأبا الحسن المحمودي وأبا زيد الفقيه المروزي وغيرهم، ومات في العشر الاواسط من شعبان سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وأخوه أبو تمام عبد السلام بن إسحاق بن المهتدي الحامدي الآفراني الفقيه الاديب الشاعر.
سمع شيوخ أخيه الثلاثة السابق ذكرهم وكان فقيها شافعي المذهب أدرك أصحابه وتفقه عليهم، ومات في شوال سنة أربعمائة.
(الآلوزاني): بفتح الالف واللام وضم الواو (3) وفتح الزاي وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الوزان وهي قرية من قرى سرخس، منها سورة بن الحسن الآلوزاني، كان يروي عن محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة رحمهما الله.
(الآليني): بمد الالف وكسر اللام وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى آلين وهي إحدى قرى مرو من من أسفل نهر خارقان، منها فرات بن النضر
__________
* (1) هكذا في م وس.
(2) كذا في م، ووقع في ك " الشميتني " وفي س " السمتني ".
(3) مثله في اللباب وقال ياقوت " بضم اللام وسكون الواو.
(*)(1/65)
الآليني، كان يلزم عبد الله بن المبارك وكان له سن وقدم وفضل.
ومن القدماء من هذه القرية أحد النقباء الاثني عشر أبو منصور طلحة بن رزيق بن أسد الآليني مولي طلحة الطلحات.
وأخوه مصعب بن رزيق وأبو الطاهرية أخوه وكان أبو مسلم يستشيره في الامور فحكى عنه أنه قال لابي مسلم: اجعل سوطك السيف وسجنك القبر، ولما مات طلحة جاء أبو مسلم إلى آلين معزيا لمصعب به وكان طلحة يتولى قراءة كتب محمد بن علي الامام ثم كتب إبراهيم بن محمد ويتولى الجواب عنها، ويقال: إنه مولى طلحة الطلحات وإنه سمي طلحة به، وينكر كثير من الطاهرية ذلك، وولاه أبو مسلم خراج هراة فقتلته الخوارج بها، وكتب أبو مسلم إلى شبل بن طهمان بأن اقتل بأبي منصور سبعين رجلا من الخوارج، ويقال: إن رزيقا هو الذي تولى عمارة نهر رزيق فنسب إليه بعد إشرافه على الخراب في أيام الفتن.
وطاهر بن محمد بن سليمان الآليني كان شاعرا كثير الادب وكان أبو واثلة إذا شك في حرف سأله، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
(الآمدي): بمد الالف وكسر الميم وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى آمد وهي بليدة قديمة حصينة حسنة البناء من الجزيرة من ديار بكر، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن، منهم أبو بكر محمد بن عثمان الآمدي، حدث عن عثمان بن الخطاب المعروف بأبي الدنيا، حدث عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي وذكر أنه سمع منه ببغداد في سوق الجلود حديثا واحدا.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن تغلب بن إبراهيم الآمدي شاب فاضل له معرفة باللغة، لقيته ببغداد وكان يسمع معنا بها عن أبي منصور بن خيرون وأبي منصور بن
الجواليقي وسعد الخير بن محمد الاندلسي وغيرهم وكان سمع قبلنا ببغداد عن أبي القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وقدم دمشق وكنت بها فحمل إلي جزءا من حديثه عن ابن بيان فكتبت عنه أحاديث وخرجنا صحبة واحدة إلى فلسطين فلما وصلنا إلى بلاد الغور خرج هو إلى عسقلان وأنا إلى عكا وبلاد الساحل وكان آخر عهدي به، وسمعت أنه رجع إلى بغداد بعد سنة أربعين وخمسمائة ولقيته وقت خروجه إلى عسقلان وديار مصر بجامع دمشق وأنشدني لبعضهم في حسب الحال: ومضى وخلف في فؤادي لوعة * تركته موقوفا على أوجاعه لم أستتم عناقه لقدومه * حتى ابتدأت عناقه لوداعه (الآمري): بفتح الهمزة ومدها وكسر الميم وفي آخرها الراء على وزن العامري، هذه اللفظة تشبه النسبة وهو الآمري بن مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة من ولده المهلب بن العبيثر من بني القمر بن يلطوي بن الآمري، قاله ابن ماكولا، وقال: قائد لابي جعفر نقلت(1/66)
ذلك من كتاب أحمد بن محمد بن سعيد بجمهرة حمير.
(الآملي): بمد الالف المفتوحة وضم الميم، هذه النسبة إلى موضعين، أحدهما آمل طبرستان وهي القصبة للناحية، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن وأكثر من ينسب إليها يعرف بالطبري وطبرستان اسم للناحية وأكثر أهل العلم من أهل طبرستان من آمل، والثاني آمل جيحون ويقول لها الناس: آمويه، ويقال لها: آمل الشط آيضا، وآمل المفازة لانها على طرف البرية حتى قال قائلهم: قطعت من آمل المفازه * قطعا به آمل المفازه فالمنسوب إلى الاول من أهل العلم قديما وحديثا، دخلتها وأقمت بها قريبا من أربعين يوما فكتبت الحديث بها عن جماعة.
والثانية بليدة فيها حصن حصين على جيحون أقمت بها ليلتين منصرفي من بخارا، والمشهور بالنسبة إليها عبد الله بن حماد الآملي، روى عن
يحيى بن معين وسليمان بن عبد الرحمن وغيرهما وكان من العلماء الثقات، روى عنه البخاري في صحيحه.
وأحمد بن عبدة الآملي، يروي عن عبدان عبد الله بن عثمان، روى عنه أبو داود السجستاني وأبو عمران موسى بن الحسن بن هابيل بن هشام الآملي الضرير، يروي عن قتيبة بن سعيد وعبد الله بن محمود المروزي وعبد الله بن محمد البغوي (1) وأبي بكر بن أبي الدنيا (1)، روى عنه عمرو بن إسحاق البخاري، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين.
وأبو محمد عبيد الله (2) بن علي الآملي ذكر أبو القاسم ابن الثلاج أنه حدثهم ببغداد.
وأبو سعيد محمد بن أحمد بن علويه الآملي.
وأحمد بن محمد بن إسحاق بن هارون الآملي.
وأبو نصر الليث بن جعفر بن الليث البخاري الآملي سكن آمل، روي عن علي بن خشرم وأبي عبد الرحمن الفرياناني، روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
وأبو العباس الفضل بن أحمد بن سهل بن سعيد بن تميم الآملي من آمل جيحون، حدث ببخارا، يروي عن أبي نعيم والفضل بن دكين وعلي بن عبد الحميد الغضائري وعبدان بن عثمان، روى عنه أبو عمرو سعيد بن محمد بن الاحنف البخاري.
(الآموي): بالالف الممدودة والميم المضمومة والياء المعجمة بنقطتين من تحتها، بلدة على طرف جيحون مما يلي مرو واشتهر هذا الاسم والصحيح انها آمل جيحون، والنسبة إليها آملي على ما ذكرنا غير أني رأيت في تصنيف الحافظ البصيري المسمى بكتاب
__________
(1 - 1) ك " وأبي بكر بن أبي داود ".
(2) م " عبد الله ".
(*)(1/67)
المضاهات (1) ذكرها مكررا ورتبها (2) الاموي المنسوب إلى بني أمية، فذكرتها ههنا وذكر فئة منهم قال: شيخ فاضل ورد بخارا وأملى علينا بدار حنش يقال له أبو نصر أحمد بن علي الحنفي، يروي عن مشايخ مرو كأبي العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن البصري حاكم مور ومشايخ بخارا خلف بن محمد الخيام، هو أيضا من أهل هذه البلدة كذا وجدت بخط
جدي الامام أبي الحسن البوزجاني أن خلف بن محمد الخيام من آمل جيحون.
وجماعة أخرى من الثقات (3).
__________
(1) لعلها المضافات.
(2) وبدلها في ك " مكرور منها ".
(3) راجع تعليق الاكمال 1 / 144، ويستدرك (7 - الآهلي) راجع تعليق الاكمال 1 / 133.
(*)(1/68)
باب الالف والباء (الاباحتي): بالباء الموحدة المفتوحة بين الالفين وفتح الحاء المهملة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى طائفة من الكفرة الملعونة لان هذه النسبة إلى إباحة الاشياء التي حرمها الشرع، ويقولون: اعملوا ما شئتم ولا جناح عليكم، واعتقادهم الخبيث أن الدنيا كانت لآدم عليه السلام وآدم تركها ميراثا لاولاده فمن الذي شرع الحلال والحرام وحلل شيئا وحرم شيئا الاشياء كلها لاولاد آدم، والغنم والخنزير ولحمهما سواء، واستدلوا بهذه الآية وحملوا معناها على رأيهم الخبيث: * (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) * والام والزوجة في إباحة الوطئ سواء، * (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) * حتى قال بعضهم: قامر ولط واشرط جهارا واحتجج * في كل مسألة بقول إمام رد في هذا البيت على أئمة المسلمين يعني أن الشافعي يجوز اللعب بالشطرنج، ومالكا يجوز إتيان النساء في أدبارهن، وأبا حنيفة يجوز شرب النبيذ رحمة الله عليهم أجمعين، وحالهم كما قال الله تعالى: * (والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام والنار مثوى لهم) * والبهائم خير منهم فإن لها غيرة على إناثها وليس لهؤلاء غيرة، نعوذ بالله من الخذلان.
27 - (الابار): بفتح الالف وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى عمل الابر وهي جمع الابرة التي يخاط بها الثياب، سمعت أستاذي الامام إسماعيل بن
محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان يقول: كنت أستفيد من أبي سهل غانم بن محمد بن عبد الواحد الحافظ وأتردد إليه في صغري فلما كبرت وسافرت علمت أن بعض ما استفدت وتعلمت من أبي سهل كان خطأ، منها أني سألته عن نسبة أحمد بن علي الابار الذي يروي عنه دعلج بن أحمد السجزي، فقال لي: هذه النسبة إلى ابار النخل فإنه كان يؤبر النخل، ثم عرفت بعد ذلك أنه كان ينسب إلى عمل الابر، فالمنتسب إلى هذا العمل أبو حفص عمر بن عبد الرحمن بن قيس الابار القرشي من أهل الكوفة، يروي عن الاعمش وابن أبي خالد وحميد الطويل ومنصور بن المعتمر وليث بن أبي سليم ومحمد بن جحادة، روى عنه يحيى بن معين وأبو الربيع الزهراني وسريج بن يونس والحسن بن عرفة، وكان قد انتقل عن الكوفة فسكن بغداد وحدث بها إلى حين وفاته، قال يحيى بن معين: كان له غلمان يعملون(1/69)
الابر ويبيعونها فنسب إلى الابر، وقيل ليحيى بن معين: لم سمي الابار ؟ قال: كان يعمل الابر يضرب بمطرقته وكان كوفيا وعمي بعد، وكان ثقة أثنى عليه يحيى بن معين.
(الاباضي): بكسر الالف وفتح الباء الموحدة في آخره الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى جماعة من الخوارج يقال لهم الاباضية، وهم أصحاب الحارث (1) الاباضي ويقال لهذه الفرقة الحارثية أيضا، وخالف الاباضية في قوله بالقدر على مذهب المعتزلة وفي دعواه أن الاستطاعة قبل الفعل، وأكفرته الاباضية في ذلك، والاباضية جماعة وفرق مختلفة العقائد يكفر بعضهم بعضا.
(الاباوردي): بفتح الباء الموحدة بين الالفين بعدها الواو المفتوحة وسكون الراء وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى بليدة بخراسان يقال لها باورد ويلحق في أولها الالف، ويقال لها: أبيورد أيضا وهو الاشهر وقد ذكر على الوجوه الثلاثة، واشتهر بهذه النسبة التي وضعنا الترجمة له وهو أبو طاهر محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن موسى بن إبراهيم الوراق الاباوردي المعروف بابن أبي القطري وقيل: يكنى أبا بكر، قدم بغداد وحدث بها عن
عبد الله بن محمد بن خلاد القطان البصري، روي عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور فذكر أنه سمع منه بقصر وضاح قريبا من الشرقية، قال: وكان ثقة.
(الابح): بفتح الالف والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الحاء المشددة المهملة والبحح تغير في الصوت، وعرف بهذه الصفة عمر حماد بن سعيد الابح عداده في أهل البصرة، يروي عن سعيد بن أبي عروبة، روى عنه أهل البصرة، كان ممن يخطئ ولم يكثر خطأه حتى استحق الترك ولا اقتصر منه على ما لم ينج منه البشر حتى لا يعد به عن العدالة، قاله أبو حاتم بن حبان ثم قال: فهو عندي ساقط الاحتجاج فيما انفرد به، وقد روى عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه نسخة لم يتابع عليها (2).
الا بذوي: بفتح الالف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الذال المعجمة، هذه النسبة
__________
(1) هم أتباع عبد الله بن إباض.
(2) وحماد بن يحيى الابح من رجال التهذيب.
والحسن بن علي الخزاز الابح قارئ روى القراءة عن إسحاق بن يوسف الازرق كما في غاية النهاية رقم 1026.
والحسن بن إبراهيم البغدادي الابح رياضي في عهد المأمون كما في فهرس ابن النديم ص 384 وفي اللباب " قلت فاته (8 - الابدي) بضم الهمزة وتشديد الباء الموحدة وبعدها دال مهملة، نسبة ألى أبدة مدينة بالاندلس من كورة جيان بناها عبد الرحمن بن الحكم وجددها ابنه محمد، ينسب إليها أبو العباس أحمد بن البني الابدي روى عنه أبو محمد عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد الاموي شيخ الحافظ أبي طاهر السلفي ".
(*)(1/70)
إلى بذي وهو بطن من تجيب إن شاء الله، والمشهور بهذه النسبة حيوة بن مرثد ثم الا بذوي شهد فتح مصر، ذكره ابن يونس وقال: لا أعلم له رواية (1).
الابرجي: بفتح الالف وسكون الباء الموحدة والراء المفتوحة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى أبرجه (2) وهو اسم لجد (3) أحمد بن إبراهيم بن أبي يحيى ابرجة بن (4) المديني الابرجي من أهل أصبهان، يروي عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس، روى عنه أبو بكر
محمد بن إبراهيم بن المقرئ (5).
الا بردي (6): بفتح الالف وسكون الباء الموحدة وضم الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الابرد وهو بطن من الصدف، والمشهور به أحمد بن يونس بن سويد الصدفي الا بردي له ذكر في الاخبار ولم تقع إلي له رواية قاله أبو سعيد بن يونس المصري.
الابرص: بفتح الالف وسكون الباء الموحدة وفتح الراء وفي آخرها الصاد المهملة، عرف بها عبد الرحيم بن سعيد الابرص الشامي أخو محمد بن سعيد المصلوب، قدم بغداد وحدث بها عن ابن شهاب الزهري، سمع منه يحيى بن معين وأخوه محمد بن سعيد كان صلبا في الزندقة ولكنه منكر الحديث.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن قريش بن يحيى الكاتب الابرص النيسابوري من أهل نيسابور كان من أهل الصدق، سمع محمد بن يحيى الذهلي وأبا الازهر وأحمد بن ويسف السلمي، روى عنه الحاكم أبو أحمد الحافظ، وتوفي في المحرم
__________
(1) استدركه اللباب وقال: " نسبة إلى الجد وعرف بها أبو محمد عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن بن إبراهيم الابراهيمي الخباز الهروي الواعظ سمع شيخ الاسلام عبد الله بن محمد الانصاري وأبا الحسن الداودي وغيرهما.
روى عنه زاهر بن طاهر النيسابوري وشيرويه الديلمي وغيرهما وتوفي سنة ست وسبعين وأربعمائة ".
(2) ويقال (أفرجه) كما يأتي.
(3) بل لوالد كما يأتي.
(4) ويظهر أن أصل الكلمة (ابرجه) وهذا الحرف يعرب تارة باء صريحة وتارة فاء صريحة، قالوا: أصبهان وأصفهان.
(5) أحمد هذا ذكره المؤلف يكنى أبا العباس وتوفي سنة 304 كما في تاريخ أصبهان 1 / 14 وقد عرفت نسبه، وثم آخر يقال له (ابن أبرجه) و (ابن أفرجه) وهو أبو علي محمد بن إبراهيم بن يوسف الاصبهاني، ذكره أبوه فيمن لقبه (أبرجه) بالباء الموحدة من النزهة والتبصير والتوضيح وقالوا: " روى عنه ابنه أبو علي " زاد في التوضيح " محمد بن أبرجه " ثم قال " وبفاء بدل الموحدة أبو علي محمد بن إبراهيم بن يوسف بن أفرجه الاصبهاني..." فأوهم أنه آخر، والصواب أنه الذي سبق أنه يروي عن أبيه وليس في تاريخ أصبهان من يقال له أبو علي محمد بن إبراهيم بن يوسف الاصبهاني
إلا واحد.
(6) ويأتي أن الصواب (الا بودي) بعد الموحدة واو فدال مهملة.
(*)(1/71)
سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
الابرقوهي: بفتح الالف والباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى أبرقوه وهي بليدة بنواحي أصبهان على عشرين فرسخا منها (1)، والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن هبة الله بن الحسن بن محمد الابرقوهي الفقيه كان فقيها فاضلا حسن السيرة، سمع الحديث الكثير من الشيوخ وتفقه على عبد الله بن محمد الكروني وسمع الحديث بإفادة عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ من أبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب وغيره، سمع منه والدي رحمه الله وروى لي عنه أبو طاهر السنجي وغيره، وذكره يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ في تاريخ أصبهان وقال: أبو الحسن الابرقوهي الفقيه قدم أصبهان لطلب الحديث ونزل دارنا مع عبد العزيز النخشبي وصحبه سنين ثم خرج عبد العزيز وهو عندنا أياما، ثم ترك الحديث واشتغل بالفقه وأخذه عن الكروني وآخر قدمة نزل في دار أبي الفتح السقاء العميد بأصبهان، وجاء نعيه يوم الجمعة السادس عشر من شعبان سنة ثمان وخمسمائة.
وأبو بكر (2) محمد بن أحمد الابرقوهي خرج إلى مكة وجاور بها وحدث عن أبي علي بن أحمد بن علي التستري وأبي الخير محمد بن أحمد بن هارون بن ررا الامام وغيرهما، روى لي عنه أبو العز محمد بن أبي الحسن البستي، وكانت وفاته في حدود سنة عشر وخمسمائة.
وأبو نصر (3) الحسين بن محمد الابرقوهي، حدث بقرية تيم عن أبي علي الحسن بن العباس، روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن موسى الصوفي شيخ أبي القاسم الشيرازي، نقلت من معجم شيوخه.
الابريسمي: بفتح الالف وسكون الباء وكسر الراء وسكون الياء وفتح السين وفي آخرها الميم، هذه اللفظة لمن يعمل الابريسم والثياب منه ويبيعها ويشتغل بها وفيهم كثرة، منهم أبو
نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين (4) الابريسمي هو ابن أبي بكر من أهل نيسابور وكان أبوه من أثرى التجار عندنا وأبو نصر كان مولعا بصحبة الصالحين، سمع مكي بن عبدان وأبا حامد الشرقي وأقرانهما، وقد كان كتب أيضا ببغداد في خرجاته إليها: خرج إلى الحج
__________
(1) اعترضه ياقوت بأن أبرقوه المعروفة من كورة اصطخر قرب يزيد، قال " وإلى أبرقوه هذه ينسب الوزير أبو القاسم علي بن أحمد الابرقوهي وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه ".
(2) م وس " أحمد بن محمد ".
(3) م وس " أبو نصير ".
(4) في اللباب بنسخة والقبس " الحسن ".
(*)(1/72)
- وهي حجته الرابعة - فحج وانصرف إلى بغداد فتوفي بها في شهر ربيع الاول من سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
الابرينقي: بكسر الالف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى إبرينق وهي قرية من قرى مرو يقال لها ابرينة (1)، خرج منها جماعة، منهم أبو الحسن علي بن محمد...(2) الدهان الابرينقي كان فقيها صالحا مليح الشيبة كثير المحفوظ حسن المحاورة، سمع أبا بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي وأبا الحسن عبد الوهاب بن محمد الكسائي وأبا عبد الله عبد الرحمن بن أبي بكر القفال وغيرهم، لقيته غير مرة وما وجدت لي عنه شيئا وأرجو أن يظهر لي شئ وأجاز لي جميع مسموعاته، وكانت ولادته في حدود سنة أربعين وأربعمائة أو قبلها، وتوفي بالقرينين ويقال لها برقدن (3) بليدة على طرف وادي مرو في شوال سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
ومن القدماء أبو علي الحسن بن أحمد الطائي الابرينقي، قال أبو زرعة السنجي: أبو علي الطائي صاحب عربية ونحو وفصاحة من قرية ابرينة.
وأبو عبد الرحمن الحصين بن المثنى الابرينقي المروزي، سمع المعتمر بن سليمان وجرير بن عبد الحميد
والفضل بن موسى السيناني وغيرهم، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في كتابه.
الابري: بكسر الالف وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى بيع الابر وعملها وهي جمع إبرة وهي التي يخاط بها، والمشهور بهذا الانتساب أبو القاسم عمر بن منصور بن محمد بن بريد الابري بغدادي، سمع أبا القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وغيرهما.
وأبو علي الحسن بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن بندار المعبر الاصبهاني المعروف بالابري، حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن سهل الغزال، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأثنى عليه قال: وكان ثقة.
وأبو نصر أحمد بن الفرج بن عمر الدينوري الابري كان من مشاهير بغداد ومحدثيها، روى عن أبي يعلي محمد بن الحسين بن الفراء وأبي الحسين بن المهتدي بالله وأبي الغنائم بن المأمون الهاشميين وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وغيرهم، روى لي عنه أبو طاهر السنجي وعبد الله بن أحمد الحلواني، وسمع منه والدي أجزاء من تاريخ الخطيب، وتوفي
__________
(1) بهاء ساكنة جعلت في التعريب قافا، راجع المقدمة.
(2) في ك هنا بياض قدر كلمتين وسمي هذا الرجل في اللباب والقبس ومعجم البلدان " علي بن محمد الدهان ".
(3) كذا يظهر من م وس، وفي ك: تركدر، وفي رسم (القرينين) من القبس: بركديز، وشكل بفتح الموحدة وسكون الراء المهملة وفتح الكاف.
(*)(1/73)
في جمادى الاولى سنة ست وخمسمائة، ودفن بباب أبرز.
وأما ابنته شهدة بنت الابري فهي صاحبة الخط الحسن وكانت لها قربة إلى أمير المؤمنين المقتفي لامر الله وكان يقال لها الكاتبة، سمعت أباها وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، كتبت عنها أوراقا يسيرة في دارها برحبة الجامع.
الابزاري: بفتح الالف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الزاي وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما إلى بيع الابزار وهي أشياء تتعلق بالقدر، والمشهور بهذه النسبة
أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد بن مروان بن راشد الابزاري مولى معاوية بن إسحاق الانصاري من أهل بغداد، يروي عن عبد الله بن محمد بن ناجية وعبد الله بن الصقر وأحمد بن الممتنع القرشي وأبي حازم إبراهيم بن محمد الحضرمي وأحمد بن عمر بن زنجويه وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ومحمد بن محمد بن عقبة الشيباني ومحمد بن الحسين الاشناني وانتقى عليه الدارقطني ببغداد، روى عنه محمد بن الفرج بن علي البزار وأبو الفرج الطناجيري وأبو القاسم الازهري وعلي بن المحسن التنوخي والحسن بن علي الجوهري، وسئل أبو بكر البرقاني عنه فقال: ثقة نبيل، وسألته مرة أخرى فقال: ثقة أمين، وقال أبو القاسم الازهري: قدم علينا أبو عبد الله بن مروان بغداد وحدث بها وكان ثقة جميل الظاهر، ومولده ومنشأه ببغداد ثم خرج إلى الكوفة وأقام بها، واتصل بنا أنه توفي في صفر سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
ومثل هذه النسبة إلى قرية بالقرب من نيسابور على فرسخين منها يقال لها ابزار، خرج منها حامد بن موسى الابزاري، يروي عن إسحاق بن راهويه، روى عنه محمد بن صالح بن هانئ.
وأبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد بن موسى بن منصور المذكر الابزاري كرامي المذهب وكان من مذكريهم، يروي عن السري بن خزيمة ومحمد بن أشرس، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ (ابن) البيع ولم يرضه، وتوفي في صفر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله (1) الحسين بن عبيد الله (1) بن الخصيب الابزاري يلقب بمنقار من أهل بغداد لعله ينسب إلى غير القرية التي بنيسابور، وحدث عن داود بن رشيد الخوارزمي وعبيد الله بن عمر القواريري وهناد بن السري التميمي وأحمد بن إبراهيم الموصلي وإبراهيم بن سعيد الجوهري، روى عنه جعفر بن محمد الخلدي وإسماعيل بن علي الخطبي وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وذكره القاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف فقال: كان الابزاري ماجنا نادرا كذابا في تلك الاحاديث التي
__________
(1) وللحسين ترجمة في تاريخ بغداد 8 / 56 والميزان واللسان وفيها كلها " عبيد الله ".
(*)(1/74)
حدث بها من الاحاديث المسندة عن الخلفاء قال: ولم أكتبها عنه لهذه العلة، وقال غيره: مات في جمادى الاولى سنة خمس وتسعين ومائتين، كتب عنه فريق من الناس وأبى ذلك الاكثرون.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء الابزاري الوراق من أهل نيسابور من هذه القرية التي يقال لها ابزار، وكان شيخا صالحا سديد السيرة مكثرا من الحديث، له رحلة إلى العراق والشام وعرف بالزاري وسأذكره في حرف الباء (1).
الابغري: بفتح الالف وسكون الباء المعجمة بواحدة وفتح الغين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ابغر وهي ناحية بسمرقند فيها قرى متصلة، منها أبو يزيد خالد بن كردة الابغري السمرقندي من قرية من قراها يقال لها تخسيج، قلت وذكرته في حرف التاء.
الابلي: هذه النسبة إلى الابلة بلدة قديمة على أربعة فراسخ من البصرة وهي أقدم من البصرة، أقمت بها ساعة في انصرافي من البصرة، وقيل: إنها من جنان الدنيا، وممن اشتهر بالانتساب إليها أبو هاشم كثير بن سليم الابلي من أهلها، وهو الذي يقال له: كثير بن عبد الله، يروي عن أنس رضي الله عنه، روى عنه قتيبة بن سعيد، كان يروي عن أنس ما ليس من حديثه من غير روايته ويضع عليه ثم يحدث به، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاختبار.
وأبو محمد شيبان بن أبي شيبة الابلي الحبطي - واسم أبي شيبة فروخ - من ثقات أهل الابلة، يروي عن حماد بن سلمة وداود بن أبي الفرات وأبي هلال الراسبي، ورأى شعبة بن الحجاج روى عنه مسلم بن الحجاج وأبو عيسى الترمذي وأبو يعلى الموصلي وأبو بكر بن الباغندي وأبو القاسم البغوي والحسن بن سفيان وغيرهم، مات سنة ست وثلاثين ومائتين.
وأبو الحسن (أحمد بن الحسن) بن أبان المضري الابلي، قال أبو حاتم بن حبان: كذاب دجال يضع الحديث على الثقات وضعا، كتب عنه أصحابنا، كان قد مات قبل دخولي الابلة، لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي عن أبي عاصم النبيل وغيره.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل القيسي الابلي سكن جنديسابور إحدى كور الاهواز قال أبو حاتم بن حبان: أبو بكر الابلي سكن قرية من قرب جنديسابور يقال لها نوكول فكتبت عنه
شبيها بخمسمائة حديث كلها موضوعة بضعها نسخة على الثقات، كان يروي عن نصر بن علي الجهضمي.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن إسماعيل بن الفضل الابلي الحافظ سكن بغداد وله رحلة إلى مصر، حدث عن عبد الله بن روح المدائني ويحيى بن نافع بن خالد ويحيى بن عثمان بن صالح ويحيى بن أيوب العلاف وأزهر بن زفر الحضرمي المصريين
__________
(1) راجع تعليق الاكمال 1 / 145 - 146، وفي غاية النهاية رقم 59 " إبراهيم بن سليمان بن عبد الحميد أبو إسحاق الابزاري يعرف بابن الفراني مقرئ حاذق عرض على عبيد الله بن موسى العبسي بحرف حمزة...".
(*)(1/75)
وبكر بن سهل الدمياطي وأحمد بن إبرهيم البسري، روى عنه أبو عمر بن حيويه وأبو الحسن الدارقطني وأبو بكر بن شاذان وأبو حفص بن شاهين وأبو حفص الكتاني، وكان ثقة، ومات في شوال من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
42 - الا بناوي (1): يقال في التعريف: فلان من الابناء، والنسبة إليه أبناوي، وكل من ولد باليمن من أبناء الفرس وليس بعربي يسمونهم الابناء، هكذا ذكره أبو حاتم محمد بن حبان البستي، وقال أبو علي الغساني: الا بناوي منسوب إلى الابناء وهم قوم يكونون باليمن من ولد الفرس الذين وجههم كسرى مع سيف بن ذي يزن إلى ملك الحبشة باليمن فغلبوا الحبشة وأقاموا باليمن فولدهم يقال لهم الابناء، ومن جملتهم أبو يوسف محمد بن وهب اليماني الا بناوي، روى عنه أحمد بن حنبل، مات قريبا من سنة ثمانين وكان قد رأى همام بن منبه ولم يسمع منه.
ووهب بن منبه الا بناوي.
وأخوه همام بن منبه أبناوي أيضا.
وأبو عبد الرحمن طاوس بن كيسان الهمداني اليماني الا بناوي الخولاني (2)، أمه من أبناء فارس وأبوه من النمر بن قاسط، يروي عن ابن عمر وابن عباس، وكان من عباد أهل اليمن وفقهائهم ومن سادات التابعين، روى عنه عمرو بن دينار، مرض بمنى ومات بمكة سنة إحدى ومائة قبل مجاهد بسنتين، وصلى عليه هشام بن عبد الملك بين الركن والمقام، وقد قيل: إنه مات سنة ست ومائة.
وليث بن أبي سليم بن زنيم الليثي من الابناء أصله من أبناء فارس، واسم
أبي سليم أنس، كان مولده بالكوفة وكان معلما بها، يروي عن مجاهد وطاوس، روى عنه الثوري وأهل الكوفة، وكان من العباد ولكنه اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به وكان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، كل ذلك كان منه في اختلاطه، تركه يحيى القطان وابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، ومات ليث سنة ثلاث وأربعين ومائة، قال عيسى بن يونس: ليث بن أبي سليم كان قد اختلط ربما مررت به ارتفاع النهار وهو على المنارة يؤذن، ذكر محمد بن خلف العسقلاني أنه رأى مجاهدا في النوم فقال له: يا أبا الحجاج ! أي شئ حال ليث بن أبي سليم عندكم ؟ قال: مثل حاله عندكم.
وأبو وائل عوف بن عيسى بن ينفرن بن يرت بن شفردان الفرغاني من الابناء (3) مولى بني هاشم من سكان بغداد قدم مصر وكان يتفقه ويناظر على مذهب الشافعي،
__________
(1) ك " الابنا ".
(2) لعل الصواب الجندي كما في تهذيب التهذيب.
(3) الابناء هنا من كان بالعراق من أبناء الخراسانيين الناهضين بدعوة بني العباس، ومنهم شعيب بن حرب المدائني ترجمته في تاريخ بغداد 9 / 239 وفيها أنه " من أبناء خراسان ".
(*)(1/76)
وذكب أنه جالس ابن سريج وكتب الحديث وكتب عنه عن أبي مسلم الكجي وطبقة بعده، وتوفي بمصر وله بها عقب.
وأبو (محمد) عبد الاعلى بن محمد بن الحسن بن عبد الاعلى بن إبراهيم بن عبد الله الا بناوي من أهل صنعاء اليمن، يروي عن عبد الرزاق بن همام وهو من أقران الدبري، روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن عبد الاعلى الا بناوي.
وابنه أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الاعلى الا بناوي روى عنه حفيده أبو الحسن وهو القاضي أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الاعلى بن محمد بن الحسن بن عبد الاعلى بن إبراهيم بن عبد الله الا بناوي، يروي عن جده أبي عبد الله، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وذكره في معجم شيوخه فقال: أنا القاضي أبو الحسن
الا بناوي من لفظه وحفظه بصنعاء اليمن في جامعها حديث أيمن بن نابل عن قدامة بن عبد الله الكلابي، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقة صهباء (1).
الا بوذي: بضم الالف والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى أبوذ وهو بطن من الصدف، منهم أحمد بن يونس بن سويد الا بوذي له ذكر في الاخبار، قال ابن يونس: ولم يقع إلي له رواية (2).
الابهري: بفتح الالف وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الهاء وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى موضعين أحدهما إلى أبهر وهي بلدة بالقرب من زنجان، خرج منها جماعة كثيرة من الفقهاء المالكية والمحدثين والصوفية والادباء وفيهم كثرة، منهم الامام أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح بن عمر بن حفص بن عمر بن مصعب بن الزبير بن سعد بن كعب بن عباد بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم المالكي الابهري صاحب التصانيف على مذهب مالك بن أنس، مكثر من الحديث، فقيه فاضل، له تصانيف في شرح مذهب مالك بن أنس والاحتجاج له والرد على
__________
(1) في اللباب ما ملخصه: والابناء أيضا عوانة وجشم وعبشمس ومالك وعوف والحارث وهبيرة ونجدة بنو سعد بن زيد مناة بن تميم، وقيل الخمسة الاولون فقط.
ومنهم اياس بن قتادة، وعبدة بن الطبيب، والابناء أيضا بطن من بني سعد بن بكر أباهم فيما قيل عني عبدة بن الطبيب بقوله: لو أن حيا من الابناء إذا فزعوا * رأوا سبيلا إلى طيرورة طاروا والظاهر أنه عنى قومه.
قال المعلمي: البيت يحتمل المدح ويحتمل الهجو.
والابناء أيضا أبناء الخراسانيين بالعراق كما مر.
(2) في اللباب بعد حكاية ما هنا " قلت هذا أحمد بن يونس جعفر المذكور في (الا بردي)...وأحدهما تصحيف...والصحيح بالواو والدال المهملة ".
(*)(1/77)
من خالفه، وكان إمام أصحابه في وقته، سمع بحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر
السلمي وببغداد أبا بكر محمد بن محمد بن الباغندي وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وبالكوفة عبد الله بن زيدان الكوفي وأبا جعفر محمد بن الحسين الاشناني وخلقا سواهم من البغداديين والغرباء وله تصانيف، روى عنه إبراهيم بن مخلد وابنه إسحاق بن إبراهيم وأحمد بن علي البادا وأبو بكر أحمد بن محمد البرقاني ومحمد بن المؤمل الانباري والقاضي أبو القاسم التنوخي وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري وغيرهم، وذكره محمد بن أبي الفوارس الحافظ فقال: كان ثقة أمينا مستورا وانتهت إليه الرئاسة في مذهب مالك، وقال القاضي أبو العلاء الواسطي: كان أبو بكر الابهري معظما عند سائر علماء وقته لا يشهد محضرا إلا كان هو المقدم فيه، وإذا جلس قاضي القضاة الحسن ابن أم شيبان أقعده عن يمينه والخلق كلهم من القضاة والشهود والفقهاء وغيرهم دونه، وسئل أن يلي القضاء فامتنع، واستشير فيمن يصلح لذلك فقال: أبو بكر أحمد بن علي الرازي - وكانت تزيد حالة الرازي على منزلة الرهبان في العبادة - فأريد للقضاء فامتنع وأشار بأن يولى الابهري.
فلما لم يجب (واحد (1)) منهما إلى القضاء ولي غيرهما، وكانت ولادته في سنة تسع وثمانين ومائتين، ومات في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ببغداد.
وأبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن علوية الابهري القاضي كان على قضاء الشاش، روى عن أحمد بن محمد بن غالب البصري غلام الخليل وعبد الصمد بن الفضل البلخي، وحدث بأحاديث مناكير عن إسماعيل بن أحمد والي خرسان وكان يتهم بوضعها، ذكره غنجار فقال: الابهري سكن بخارا وكان يتولى عمل المظالم بخراسان وكان كذابا ومات على باب الشاش في سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
وأبو المكارم عبد الوارث بن عبد المنعم الابهري أحد الادباء الفضلاء، تلمذ لابي العلاء المعري وقرأ عليه الادب، روى لنا عنه أبو عبد الله الخلال الاديب بأصبهان وقرامز بن ميشه (2) بن فيروز الديلمي بآمل (3).
والثاني منسوب إلى قرية من قرى أصبهان اسمها أبهر خرج منها جماعة من المحدثين، منهم إبراهيم بن الحجاج الابهري جد محمد بن يونس الابهري الغزال، سمع من أبي داود.
وإبراهيم بن عثمان بن عمير
الابهري منها، روى عن أبي سلمة التبوذكي.
والحسن بن محمد بن أسيد الابهري منها سمع
__________
(1) من نسخ أخرى.
(2) هكذا يظهر من ك هنا وفي موضع آخر يأتي قريبا.
(3) وفي معجم البلدان ممن ينسب إلى أبهرزنجان: أبو بكر عبد الله - ويقال محمد - بن طاهر صوفي في أيام الشبلي / = (*)(1/78)
لوين وعمرو بن علي وعن (1) الرازيين أيضا.
وإبراهيم بن يحيى بن الحزور الابهري مولى السائب بن الاقرع والد محمد بن إبراهيم، روى عن أبي داود وبكر بن بكار، روى عنه ابنه.
وأبو علي أحمد بن عثمان بن أحمد الابهري الخصيب (2) من أبهر أصبهان كثير الحديث عن العراقيين والاصبهانيين، له مصنفات وهو من ولد أبي الشعثاء جابر بن زيد، حدث عن إبراهيم بن اسباط بن السكن، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، ومات في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو الحسن سهل بن أحمد بن العباس الابهري من قرية أبهر أصبهان، يروي عن عبد الله بن محمد بن النعمان، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وأبو المظفر قرامز بن ميشه بن فيروز لشكوسا (3) الابهري من أبهر زنجان فقيه فاضل، قرأ الادب بأبهر على الاديب أبي المكارم عبد الوارث بن عبد المنعم الابهري، وتفقه ببغداد على أسعد بن أبي نصر الميهني، رأيته بآمل طبرستان وكتبت عنه من شعره وشعر غيره، وكان كثير المحفوظ تركته حيا سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وأبو الشيخ محمد بن الحسين بن إبراهيم بن زياد بن عجلان الاصبهاني الابهري أبهري الاصل، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى الحرشي وأبي بكر الاثرم والحسن بن محمد الزعفراني، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي غير أنه قال: حدثنا محمد بن الحسن أبو جعفر ويعرف بأبي الشيخ، وقال غيره: مات في سنة تسعين ومائتين.
وأبو يعقوب يوسف بن محمد بن سعيد بن موسى المنادي الابهري كان يسكن قرية أبهر أصبهان، ويروي عن أبي الشيخ الابهري، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ (4).
الآبيوردي: بفتح الالف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أبيورد وهي بلدة من بلاد خراسان، وقد ينسب إليها الباوردي وسأذكرها في الباء أيضا (5)، والمشهور بهذه النسبة وهي الصحيحة أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد الابيوردي أحد الفقهاء الشافعيين من أصحاب أبي حامد الاسفرائني، سكن بغداد وولي بها القضاء على الجانب
__________
وسعيد بن جابر صوفي صحب الجنيد.
ومحمد بن عيسى أبو عبد الله الصفار صوفي صحب الزراد.
(1) راجع تعليق الاكمال 1 / 66 والرازيان أبو زرعة وأبو حاتم.
(2) في معجم البلدان (أبهر) " محمد بن عثمان بن أحمد بن الخصيب أبو سهل...".
(3) أما في ك " فيروز بن لشكوستان ".
(4) في معجم البلدان 1 / 98 سطر 12 - 99 سطر 21 عدد آخر.
ويستدرك (16 - الابياري) استدركه اللباب.
(5) وينسب إليها (الاباوردي) أيضا تقدمت في موضعها.
(*)(1/79)
الشرقي بأسره ومدينة المنصور في أيام ابن الاكفاني ثم عزل ورد ابن الاكفاني إلى عمله وكان يدرس في قطيعة الربيع وله حلقة للفتوى في جامع المنصور ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في تاريخه وقال: أبو العباس الابيوردي الفقيه ذكر لي أنه سمع الحديث ببلاد خراسان ولم يكن معه من مسموعاته غير شئ يسير كتبه بالري وبمهذان عن علي بن القاسم بن شاذان القاضي وجعفر بن عبد الله الفناكي وصالح بن أحمد بن محمد التميمي، وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة ثابت القدم في العلم فصيح اللسان يقول الشعر، وذكر لي عبيد الله بن أحمد الصيرفي عمن حدثه أن القاضي أبا العباس الابيوردي كان يصوم الدهر وأن غالب إفطاره كان على الخبز والملح وكان فقيرا يظهر المروءة، قال: ومكث شتوة كاملة لا يملك جبة يلبسها، وكان يقول لاصحابه: بي علة تمنعني عن لبس المحشو، فكانوا يظنونه يعني المرض وإنما كان يعني بذلك الفقر ولا يظهره تصونا ومروءة، وكانت ولادته في سنة تسع
وخمسين وثلاثمائة، ومات في جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
(الابي): بفتح الالف (2) والباء الموحدة مشددة، هذه النسبة إلى أب وهي مدينة باليمن، منها أبو محمد عبد الله بن الحسن بن الفياض بن علي بن محمد بن الفياض الابي الهاشمي، كان من الفضلاء، قرأت بخط أبي (القاسم) هبة الله بن عبد الوارث بن علي الشيرازي في معجم شيوخه، أنشدني عبد الله بن الحسن بن الفياض لنفسه بمدينة أب باليمن: وعد الكريم رهينة بمقاله * فإذا تأخر عقه (3) بمطاله ولقد وعدت بما وعدت فجد به * فالمال ينفد والثناء بحاله أظن أن الصواب: عدة الكريم رهينة (4).
__________
(2) بل بكسره قال السلفي وغيره وإياه يعرف أهل اليمن.
(3) في نسخ أخرى " عنقه ".
(4) وعمر بن عبد الخالق الابي ذكر في معجم البلدان.
وفي اللباب " فاته (19 - الابي) بضم الهمزة وتشديد الباء نسبة إلى أبة قرية من أعمال تونس بإفريقية منها أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد المعطي الانصاري الابي.
(*)(1/80)
باب الالف والتاء (1) (الاتشندي): بضم الالف وسكون التاء المنقوطة من فوقها باثنتين (وضم الشين المعجمة) وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى اتشند وهي قرية من أعمال نسف، منها أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن حامد بن نعيم بن الفضل بن سهل بن فرخان الكاتب الاتشندي النسفي، ولي عمل البريد على كس ونسف، وكان مشهورا بالفصاحة والبيان والشعر والادب، وكان كتب الحديث عن أبي بكر وأبي الفضل العاصميين ببخارا، وذكر صاحب المذيل أنه كان يتفقه لابي حنيفة ويتكلم للاعتزال وهو صاحب حديث
الرباعيات، ما رواه أحد غيره.
وأبو بكر محمد بن جعفر الاتشندي النسفي، يروي عن أبي سعيد محمد بن إسحاق بن إبراهيم الفاريابي أحاديث مناكير من موضوعات محمد بن تميم الفاريابي وأحمد بن عبد الله الجويباري ونحوهما، روى عنه أحمد بن (2) الربيع بن شافع السنكباثي (3).
__________
(1) انظر اللباب 1 / 28.
(2) زاد في ك " أحمد بن ".
(3) بهامش ك " (22 - الاتقاني) هو الامام العلامة قوام الدين أمير كاتب بن أمير عمر العميد بن الفارابي.
(*)(1/81)
باب الالف والثاء (الاثار بي): بفتح الالف والثاء المثلثة وكسر الراء في آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى أثارب وهي قلعة حصينة بين حلب وأنطاكية كان يستولي عليها الافرنج، والمسلمون يستردون منهم، بينها وبين حلب ثلاثة أيام، وفيها يقول محمد بن نصر القيسراني: عرجا بالاثارب * كي أقضي مأربي واسرقا نوم مقلتي * من جفون الكواعب واعجبا من ضلالتي * بين عين وحاجب رب كأس حبابها * من ثغور الحبائب أسكرتني فبث ملق * - ى بأعلى الترائب لي إجازة وسماع من أبي عبد الله القيسراني قائل الابيات منها أبو المعالي محمد بن هياج بن مبادر بن علي الاثار بي الانصاري التاجر، كان شابا كيسا خفيفا خدم العلماء واختلط بهم وكان كثير المحفوظ، سافر الكثير، ودخل ديار مصر والعراق والسواحل ودخل خراسان ووصل إلى أقصى بلاد الهند، لقيته ببغداد أولا ثم بنيسابور ثم بمرو وهراة وبلخ وكتبت عنه إقطاعا من الشعر، ومما أنشدني إملاء من حفظه ببلخ قال: أنشدني هبة لله بن أبي نصر
الشيرازي الواعظ بدمشق لغيره: ولما غرد الحادي * وناخو جانب الوادي وراح القلب يتبعهم * بلا ماء ولا زاد رأيت قتيلا بينهم * صريعا ماله فادي وأنشدني محمد بن هياج الاثار بي ببلخ أنشدنا أبو معتمر بن أبي الحسن بن أبي الفضل الجوهري الواعظ بتنيس لبعضهم: عكفت على البرحاء من أشجانها * فطوى عنان الشوق في كتمانها نفس على مضض السقام شحيحة * من شأنها أن لا تبوح بشأنها ومات بهراة في الحادي والعشرين من جمادي الآخرة سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
ومن القدماء أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم الاثار بي، يروي عن محمد بن دليل،(1/82)
روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن عجيف الرسعني وذكر أنه سمع منه بالاثارب (1).
(الاثرم): بفتح الالف وسكون الثاء المثلثة وفتح الراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة لمن كانت سنة مفتتة، وعرف به بعض أجداد المنتسب وهو أبو العباس محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد بن إبراهيم بن تغلب بن الشد الاثرم من أهل البصرة ومن ساكنيها، سمع الحسن بن عرفة وحميد بن الربيع وعمر بن شبة وبشر بن مطر وعلي بن حرب الطائي وسعدان بن يزيد وأحمد بن منصور المرادي وعباس بن عبد الله الترقفي وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن يحيى السوسي وعلي بن داود القنطري، كتب الناس عنه بانتفاء عمر البصري، وحدث عنه محمد بن المظفر وأحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وعمر بن إبراهيم الكتاني وغيرهم، انتقل إلى البصرة وسكنها حتى مات بها، روى عنه من البصريين القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وأبو الحسن علي بن القاسم النجاد المعدل وأبو محمد الحسن بن علي بن بشار السابوري وغيرهم، ذكره أبو علي
المحسن بن محمد التنوخي فقال: ثنا أبو العباس الاثرم بالبصرة في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، ومولده بسر من رأى سنة أربعين ومائتين، أثنى عليه أبو الحسن الدارقطني وقال: الاثرم الخياط المقرئ شيخ ثقة فاضل، وقال غيره: توفي بالبصرة في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو سعيد محمد بن سعيد بن زياد القرشي البصري الاثرم المعروف بالكريزي من أهل البصرة سكن بغداد، وحدث عن حماد بن سلمة وهمام بن يحيى وأبان العطار وربيعة بن كلثوم وأبي هلال الراسبي وأبي الاشهب وأبي عوانة وغيرهم، روى عنه عبد الرحمن بن الازهر ويعقوب بن سفيان ومحمد بن غالب التمتام، قال أبو عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمع منه أبي ولم يحدث عنه، سمعته يقول: هو منكر الحديث مضطرب الحديث ضعيف، كان عفان اتكأ عليه، وقال ابن أبي حاتم أيضا: سألت أبا زرعة عن محمد بن سعيد بن زياد البصري فقال: ضعيف الحديث كتبت عنه بالبصرة وكتب عنه أبو خاتم ببغداد وليس بشئ، وترك حديثه ولم يقرأ علينا، قال أبو الحسن بن قانع: مات الاثرم محمد بن سعيد البصري بالبصرة في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن مغيرة الاثرم صاحب النحو والغريب واللغة، سمع أبا عبيدة معمر بن المثنى وأبا سعيد الاصمعي، روى عنه الزبير بن بكار والحسن بن مكرم وأحمد بن أبي خيثمة وأبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب وغيرهم، قال أبو بكر ابن الانباري: كان ببغداد من رواة اللغة اللحياني والاصمعي والاثرم، ومات في
__________
(1) ويستدرك (- الاثبج) و (- الاثبجي) راجع التعليق على الاكمال 1 / 17.
(*)(1/83)
جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
(الاثري): بفتح الالف والثاء المثلثة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الاثر يعني الحديث وطلبه واتباعه، واشتهر بهذه النسبة أبو بكر سعد بن عبد الله بن علي الاثري الطوسي من أهل طوس كان رجلا سنيا حسن السيرة مواظبا على العبادات وحضور مجالس الخير، سمع بنيسابور أبا سعيد عبد الرحمن بن حمدان النصروي وأبا حسان محمد بن أحمد بن جعفر
المزكي وأبا سعيد فضل الله بن أبي الخير الميهني وببغداد أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وغيرهم، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، وكانت ولادته في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، وتوفي في رجب سنة تسعين وأربعمائة بنيسابور، وكانت إصابته سقطة في آخر عمره واختل بعض أعضائه حتى كان يمشي بجهد ويتعارج.
(الاثط) (1): بفتح الالف والثاء المثلثة والطاء المهملة المشددة في آخرها، هذه النسبة إلى الصفة، والمشهور بها أبو العلاء أحمد بن صالح الاثط الصوري من أهل صور، يروي عن الحسن بن علي المناطقي وغيره، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ الاصبهاني.
(الاثنا عشري): بالالف المكسورة وسكون الثاء المثلثة والنون المفتوحة بعدها الالف والعين المهملة والشين المعجمة المفتوحتين والراء المهملة المكسورة وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى طائفة يقال لهم الاثنا عشرية من الرافضة وهم يعتقدون في إثني عشر إماما كما أن السبعية يبنون قاعدتهم على السبعة يتمسكون في إثبات إثني عشر إماما ويستدلون بالآية قال الله تعالى: * (وبعثنا منهم إثني عشر نقيبا) * وقال عز من قائل: * (وقطعناهم إثنتي عشرة أسباطا أمما) * وقال عزوجل: * (إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهرا في كتاب الله) * وقالوا: السنة إثنا عشر شهرا، وكلمة لا إله إلا الله إثنا عشر حرفا، ومحمد رسول الله إثنا عشر حرفا، وعلي بن أبي طالب إثنا عشر حرفا، وأمير المؤمنين اثنا عشر حرفا، فليرد عليهم على هذا اللفظ لم لا يقولون: عمر بن الخطاب اثنا عشر حرفا وعثمان بن عفان اثنا عشر حرفا ويزيد بن معاوية اثنا عشر حرفا والحجاج بن يوسف اثنا عشر حرفا ! فيدل هذا على أنهم أئمة أيضا، فالائمة الاثنا عشر الذين يعتقدون فيهم: علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين زين العابدين ومحمد بن علي الباقر وجعفر بن
__________
(1) يقال رجل أثط أي كوسج.
(*)(1/84)
محمد الصادق وموسى بن جعفر الكاظم وعلي بن موسى الرضا وابنه محمد بن علي بن موسى وابنه أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى المعروف بالعسكري وابنه الحسن بن علي والمهدي المنتظر، وهم على اعتقاد الواقفية الكفرة وبعضهم يقولون: هو الله، ويقولون: إن المهدي المنتظر إذا خرج فمن لم يؤمن به قبل خروجه إذا آمن وقت خروجه لا يقبل منه ويتلون على هذا كتاب الله تعالى: * (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل) *.(1/85)
باب الالف والجيم (1) الاجير: بفتح الالف وكسر الجيم بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، ما عرفت بهذا الوصف أحدا إلا في تاريخ نسف من جمع أبي العباس المستغفري قال: أحيد الاجير غير منسوب أراه أنه كان أجير طفيل بن زيد التميمي في بيته أدرك محمد بن إسماعيل البخاري حين قدم نسف، روى عنه أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف حكايات عن طفيل بن زيد، منها ما وجدت بخط أبي يعلى على ظهر كتاب الجامع الذي كان عنده بخط حماد بن شاكر، سمعت أحيد الاجير يقول: سمعت جدك طفيل بن زيد يقول قلت لمحمد بن إسماعيل كان البيكندي محمد بن سلام يقول: ينبغي ثلاث تسبيحات في الصلاة - يعني في الركوع والسجود -، فقال محمد: عندي حديث: إذا وضع رأسه للسجود واستمكن جاز.
__________
(1) يستدرك (25 - الاجدابي) بفتح فسكون ذكره في القبس وقال " أجد ابية بينها وبين برقة أربع مراحل، منها علي بن عبد الله بن عبد الرحمن الاجدابي أحد فقهاء القيروان الجلة ".
(*)(1/86)
باب الالف والحاء الاحتياطي: بكسر الالف وسكون الحاء المهملة وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين
وبعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة عرف بها أبو علي (1) الحسن (2) بن عبد الرحمن بن عباد بن الهيثم بن الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، حدث عن جرير بن عبد الحميد ويوسف بن أسباط وسفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب وغيرهم، روى عنه الهيثم بن خلف الدوري والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي وغيرهما وكان أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني يقول: الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي يسرق الحديث منكر عن الثقات ولا يشبه حديثه حديث أهل الصدق، وقال أبو بكر الخطيب: روى عنه غير واحد فسماه الحسين.
الا حجني: بفتح الالف والحاء المهملة الساكنة وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أحجن وهو بطن من الازد، قال أحمد بن الحباب لهب بن أحجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد.
الاحدب: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وفتح الدال المهملة أيضا وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، اشتهر به أبو محمد الربيع بن عبد الله بن خطاف الاحدب لحدب في ظهره وهو الانحناء والنتو من أهل البصرة، يروي عن الحسن وابن سيرين، روى عنه موسى بن إسماعيل.
وعبد ربه بن موسى الاحدب من أهل اليمامة، يروي عن أمه، روى عنه (3) عكرمة بن عمار.
وأبو العباس عمر بن عبد الله بن محمد الارغياني الاحدب كان شيخا حسن السيرة كثير العبادة تفقه على أبي المعالي الجويني وكان أكبر من أخيه أبي نصر الارغياني، سمع أبا الحسن علي بن أحمد الواحدي وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وأبا سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامش وغيرهم، سمعت منه بنيسابور وتوفي.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد القرشي المؤدب الاحدب من أهل بغداد كان شيخا صالحا حسن السيرة وله معرفة بالادب، سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا الفوارس طراد بن
__________
(1) مثله في اللباب والقبس وتاريخ بغداد وغيرها.
(2) في نسخ أخرى " الحسين ".
(3) هكذا في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم.
(*)(1/87)
محمد بن علي الزينبي وغيرهما، سمعت منه، وكانت ولادته في صفر سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وتوفي في شعبان سنة خمس وأربعين وخمسمائة، ودفن بالجديدة (1).
الاحدبي: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وضم الدال المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى أحدب - بالضم - وهو بطن من غافق، والمنتسب إليه ولاء أبو موسى عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن مثرود الاحدبي مولى غافق، ثم لبطن منهم يقال له أحدب - بضم الدال - هكذا ذكره ابن ماكولا، يروي عن رشدين بن سعد وعبد الله بن وهب وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن القاسم وحجاج بن سليمان وغيرهم، توفي يوم الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من صفر سنة إحدى وستين ومائتين، كان مولده سنة سبعين ومائة، كذلك وجدته بخط الصوري مخففا بضم الدال وسكون الحاء مجودا.
الاحدوثي: بضم الالف وسكون الحاء وضم الدال المهملتين وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى الاحدوث وهو بطن من ناهض من حضرموت، والمنتسب إليه أبو نعيم خير بن نعيم بن مرة بن كريب الحضرمي الاحدوثي، وقد قيل يكنى أبا إسماعيل، قاضي مصر ولي القضاء والقصص في آخر خلافة بني أمية وأول خلافة بني هاشم، وقبل أن يلي القضاء بمصر لبني أمية كان ولي قضاء برقة، روى عنه يزيد بن أبي حبيب وبكر بن عمرو وعمرو بن الحارث وحيوة بن شريح والليث بن سعد وابن لهيعة، وكان يزيد بن أبي حبيب يقول: ما أدركت من قضاة مصر أفقه من خير بن نعيم، وكان يقضي بين المسلمين في المسجد، فإذا كان بعد العصر خرج على باب المسجد فقعد على المعاريج يقضي بين النصاري، توفي سنة سبع وثلاثين ومائة.
الاحروجي: بضم الالف وسكون الحاء المهملة وضم الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى الاحروج وهو بطن من همدان، والمنتسب إليه أبو علي ثمامة بن شفي الاحروجي
الهمداني، يحدث عن فضالة بن عبيد وعقبة بن عامر وغيرهما وهو من أهل مصر، روى عنه يزيد بن أبي حبيب والحارث بن يعقوب وعبد الرحمن بن حرملة وبكر بن عمرو وعمرو بن الحارث ومحمد بن إسحاق وغيرهم، توفي في خلافة هشام بن عبد الملك قبل العشرين والمائة (2).
__________
(1) ومنصور بن الخير بن يعقوب بن يملي المغراوي المالقي مقرئ مشهور يعرف بالاحدب توفي سنة 526 كما في غاية النهاية رقم 3653.
(2) يستدرك (32 - الاحسائي) نسبة إلى الاحساء وكانت تعرف بهجر راجع تاريخ الاحساء ص 275.
(*)(1/88)
الاحسبيني: بفتح الالف والسين المهملة بينهما الحاء الساكنة المهملة والباء الموحدة المفتوحة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الاحسبين وهي قبيلة من حضرموت، منها سلمة بن كهيل بن الحصين بن تمارح بن أسد بن مالك بن أحسبين وهو عقبة بن أسد بن دهنة بن أكلب بن خزيمة بن عمرو بن ربيعة بن شرحبيل بن الحارث بن مالك بن كعب الاحسبيني من حضرموت، ويقال: إن أحسبين هو عقبة بن شهاب بن نمر بن كلب بن ضمعج (1) الشاعر والله أعلم، قال ذلك كله محمد بن حبيب عن ابن الكلبي، قال أيضا: ولد محمد بن سلمة بن كهيل خمسة نفر وخمس نسوة: سلمة والحصين وقيسا والقاسم ويزيد وخمس بنات.
الا ؟ صبي: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة إن شاء الله أو الخاء المعجمة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الاحصبين وهو موضع ببلاد اليمن، منها أبو الفتح أحمد بن عبد الرحمن بن الحسين الاحصبي الوراق من الاحصبين، قرأت بخط أبي القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في معجم شيوخه: أنشدنا أبو الفتح الوراق بالاحصبين باليمن قال: أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن علي الفقيه لنفسه: مال إليه بالهوى * قلبي المعنى وصبا
فبت ألقى فيه من * حر اشتياقي وصبا أعاد لي ميعاده * أحلام نوم وهبا أليس هذا عجبا * يرجع فيما وهبا فلم تذق عيني الكرى * مذ صدعني وأبى بذلت في فدائه * نفسا وأما وأبا لما بدا في قرطق * يختال فيه وقبا عوذته بربه * غاسق ليل وقبا (2).
(الاحمدي): بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم وفي آخرها الدال المهملة، والمشهور بهذه النسبة أبو عيسى العباس بن أحمد بن مطروح بن سراج بن محمد بن عبد الله الازدي النحوي (3) الخصيب الاحمدي من أهل مصر، كان ثقة ثبتا،
__________
(1) في اللباب " عقبة بن شهاب بن نمر بن نمير بن ضمعج ".
(2) يستدرك (33 - الاحصى) بفتح الهمزة والحاء المهملة وتشديد الصاد المهملة نسبة الاحص من بلاد الشام نسب إليها شاعر في عهد سيف الدولة يقال له الناشئ الاصغر.
(3) كأنها نسبة إلى بني نحو من الازد.
(*)(1/89)
حدث وسمع منه (وتوفي) في جمادى الاولى سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة.
(الاحمر): بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم وفي آخرها الراء، هذه اللفظة صفة للرجل الذي فيه الحمرة وهي من الالوان، واشتهر بها جماعة، منهم أبو خالد الاحمر.
وأبو عبد الله جعفر بن زياد الاحمر من أهل الكوفة، يروي عن بيان بن بشر ومنصور بن المعتمر، روى عنه ابن عيينة وعبد الرزاق أكثر الرواية عن الضعفاء، وإذا روى عن الثقات تفرد عنهم بأشياء مقلوبة، مات سنة سبع وستين ومائة.
وأبو إسحاق سلمة بن صالح الاحمر الجعفي قاضي واسط، يروي عن حماد بن أبي سليمان ومحمد بن المنكدر،
روى عنه علي بن حجر، كان ممن يروي عن الاثبات الاشياء الموضوعة لا يحل ذكر أحاديثه خاصة ولا كتبها إلا على جهة التعجب.
وعيسى بن مسلم الصفار يعرف بالاحمر من أهل سر من رأى، حدث عن مالك بن أنس وحماد بن زيد وإسماعيل بن عياش أحاديث منكرة يروي عنه ابنه مسلم ومطين الكوفي.
وعلي بن المبارك الاحمر النحوي صاحب علي بن حمزة الكسائي كان مؤدب الامين بن الرشيد وهو أحد من اشتهر بالتقدم في النحو واتساع الحفظ وجرت بينه وبين سيبويه مناظره لما قدم بغداد، وقال ثعلب: كان علي الاحمر مؤدب الامين يحفظ أربعين ألف بيت شاهد في النحو سوى ما كان يحفظ من القصائد وأبيات الغريب، ومناظرته مع سيبويه بحضرة الكسائي مذكورة في تاريخ بغداد (1).
الاحمري: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى أحمر وظني أنه بطن من الازد، والمشهور بالانتساب إليه أبو ظلال هلال بن أبي مالك الاعمى الاحمري القسملي من أهل البصرة واسم أبيه سويد الازدي الاحمري، وقد قيل: إنه هلال بن أبي هلال، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه جعفر بن سليمان الضبعي ومروان بن معاوية وسلام بن مسكين كان شيخا مغفلا، يروي عن أنس ما ليس من حديثه لا يجوز الاحتجاج به بحال، وسئل يحيى بن معين عن أبي ظلال فقال: اسمه هلال، لا شئ.
وأبو بشر عبد الرحمن بن الجارود بن عبد الله بن زاذان الاحمري من أهل الكوفة سكن مصر وحدث بها عن خلف بن تميم ومحمد بن الحجاج المصفر وسعيد بن عفير ويحيى بن عبد الله بن بكير المصريين، روى عنه أبو غسان عبد الله بن محمد القلزمي وجماعة من أهل مصر في ذي القعدة سنة إحدى وستين ومائتين.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن أحمر
__________
(1) وعنبسة بن النضر، ويقال عنبسة بن عمرو الاحمر أبو عبد الرحمن اليشكري المقرئ النحوي ذكر في غاية النهاية رقم 2476 قال: " وهذا غير جعفر بن عنبسة وقد وهم أن جعلهما واحدا "، وخلف الاحمر مشهور.
(*)(1/90)
الاحمري المروزي ينسب إلى جده من أهل مرو، ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخ مرو قال:
كان نحويا حافظا لمعاني القرآن من السنج.
الاحمسي: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى أحمس وهي طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة، وقيل: إن أحمس بميم هو أحمس بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان من ولده جماعة من العلماء، وفي اليمن أحمس بن الغوث (1) بن انمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن زيد بن كهلان روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك على خيل أحمس ورجالها، والمنتسب إليها جماعة منهم حكيم بن جابر بن طارق بن عوف الاحمسي الكوفي، يروي عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، مات في آخر إمارة الحجاج بن يوسف وأبو عمرو حصين بن عمر الاحمسي من أهل الكوفة.
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه مسدد ومحمد بن مقاتل، يروي الموضوعات عن الاثبات، وسئل يحيى بن معين عنه فقال: ليس بشئ.
والصباح بن محمد بن أبي حازم البجلي الاحمسي من أهل الكوفة، قال أبو حاتم بن حبان: وأحسبه ابن أخي قيس بن أبي حازم، يروي عن مرة الهمداني والكوفيين، روى عند ابان بن إسحاق وأهل الكوفة، وكان ممن يروي عن الثقات الموضوعات، وهو الذي روى عن مرة عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: استحيوا من الله حق الحياء.
الاحنف: بفتح الالف والنون بينهما الحاء المهملة الساكنة وفي آخرها الفاء، هذا لقب جماعة من المحدثين لحنف بهم، منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليفة بن الجارود الاحنف من أهل نيسابور كثير الحديث والتصنيف معروف بالطلب إلا أن المشايخ سكتوا عنه، سمع السري ابن خزيمة والحسين بن الفضل ومحمد بن أشرس، روى عنه الحاكم أبو أحمد الحافظ وكان يوثقه ويذكر فضله ومعرفته، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ الثقة المأمون - وكان الاحنف هذا جاره في سكة واحدة - قال: رافقني أبو أحمد في السماع والطلب فما رأيت منه إلا كل ما يحمد، وقد تكلم في جماعة من
مشايخنا ووجدت له عن الثقات حديثا منكرا، وتوفي في صفر سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
الاحنفي: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وفتح النون وفي آخرها الفاء، هذه النسبة
__________
(1) أحمس اثنان أحدهما في اليمن ثم في بجيلة وهو أحمس بن الغوث - إلخ، والثاني في عدنان ثم في ربيعة وهو أحمس بن ضبيعة بن ربيعة.
(*)(1/91)
إلى الاحنف وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو إسحاق بن يعقوب بن إسحاق الاحنفي الجوزجاني من ولد الاحنف بن قيس التميمي (1) فنسب إليه، كان جوالا في الآفاق دخل ما وراء النهر وحدث في بلادها وهو صاحب كتاب الامارات، يروي عن جعفر بن عون وأبي النعيم الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة وأبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل وأبي عتاب سهل بن حماد وعثمان بن عمر بن فارس وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن معقل ومحمود بن عنبر وأحمد بن هارون بن حبش ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الماستيني وعبد الله بن محمود السعدي المروزي وغيرهم، وانصرف إلى العراق والشام، ومات بدمشق في سنة ست وخمسين ومائتين.
الاحوصي: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وفتح الواو وبعده الصاد المهملة، هذه النسبة إلى الاحوص وهو اسم لوالد المنتسب إليه وهو أبو محمد عبد الله بن الاحوص بن عمار بن عبد الله الاحوصي، كان عالما مشهورا مذكورا بالخير والعلم، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق الصنعاني (2) وأبا محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وأبا الفضل العباس بن محمد الدوري وأبا حاتم محمد بن إدريس الرازي والحسن بن علي بن عفان العامري وأبا محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري القتبي وروى عنه عامة مصنفاته، روى عنه محمد بن زكريا النسفي وغيره.
الاحول: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة، هذا من الحول في العين واشتهر به جماعة، منهم عامر بن عبد الواحد الاحول من أهل البصرة، يروي عن عطاء ونافع وابن بريدة
وعمرو بن شعيب، روى عنه شعبة وعبد الوارث بن سعيد وابن شوذب، مات سنة ثلاثين ومائة.
وأبو العباس محمد بن الحسن بن دينار الاحول، حدث عن محمد بن زياد الاعرابي، روى عنه نفطويه النحوي وغيره، وكان ثقة أديبا عالما بالعربية وله مصنفات منها كتاب الدواهي وكتاب الاشباه وغيرهما.
وأبو عبد الرحمن عاصم بن سليمان الاحول البصري مولى بني تميم، ويقال: مولى عثمان بن عفان، ويقال: مولى آل زياد، سمع أنس بن مالك وعبد الله بن سرجس وصفان بن محرز وأبا عثمان النهدي والحسن البصري ومحمد بن سيرين وأبا المتوكل الناجي، روى عنه قتادة وسليمان وداود بن أبي هند وخالد الحذاء وليث بن أبي
__________
(1) في معجم البلدان (إغزون) ما لفظه " قال المدائني إن الاحنف لم يكن له ولد إلا بحر، وبه كان يكنى، وبنت، فولد بحر ولدا ذكرا ودرج ولم يعقب، وانقرض عقبه من ابنته أيضا " ونحوه في رسم (الاغدوني) من اللباب.
(3) لعل الصواب الصاغاني.
(*)(1/92)
سليم والثوري وشبعة وأبو عوانة وابن المبارك ويزيد بن هارون وكان قد ولى القضاء بالمدائن في خلافة المنصور وحمل عنه حديث كثير، قال يحيى بن معين: عاصم الاحول كوفي وكان بالمدائن على الموازين والمكاييل - يعني يحيى - كأنه كان محتسبا، وإنما قال يحيى بن معين: كوفي - يعني كونه من الكوفة وأما أصله فكان بصريا وكان من الحفاظ، وقيل له: إن أيوب السختياني يروي عنك، فقال: ما زال أصحابي لي مكرمين، ومات عاصم سنة إثنتين أو ثلاث وأربعين ومائة.
الاحلافي: بفتح الالف وسكون الحاء المهملة وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى الاحلاف وهي بطن من كلب فإني سمعت جماعة من الكلبيين في برية السماوة وكنت إذا سألتهم عن أنسابهم يقول كل واحد منهم: فلان الاجلافي، وهم كانوا من كلب، والمشهور بهذه النسبة يعقوب الاحلافي المؤذن العجلي من أهل الكوفة، يروي عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه سفيان الثوري.
وأبو سلامة الفرات بن مليك الاحلافي كان دليلنا في برية السماوة
وخفيرنا من كلب صحبته في تلك البرية ذات الطول والعرض فرأيت منه أشياء أعجبتني منها حسن أخلاقه وخدمته لنا ولاصحابه وكان يقطع تلك البرية في الليلة المظلمة ونزلنا يوما في موضع فقام ومضى إلى رمال قريبة منا وكان يرجع وفي حجره شئ فإذا هو أمناء من الشعير فسألناه عنها فقال: اجتزت بهذا الموضع عام أول أو شهر كذا فثقل علي الشعير لفرسي فخبأته ههنا، سمعت أبا سلامة ينشد لبعضهم ونحن في السماوة: قد كيف شئت وسر على مهل * كل الجمال عليك يا جمل ولو أن ناقة صالح حملت * ما قد حملت لفاتها الاجل وعلي أن لا أشتكي كللا * ما دام فوقي ذلك الكلل (1)
__________
(1) في اللباب ما حاصله أن في قريش الاحلاف أيضا وهم عبدالدار ومخزوم وسهم وجمح وعدي، وكذا في ثقيف الاحلاف وهم ولد عوف منهم عروة بن مسعود والمغيرة بن شعبة والحجاج.
(*)(1/93)
باب الالف والخاء الاخباري: بفتح الالف وسكون الخاء المعجمة وفتح الباء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الاخبار ويقال لمن يروي الحكايات والقصص والنوادر الاخباري، اشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الطائي الكوفي الاخباري، هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء وقال: قدم مصر وحدث بها عن حيوة بن شريح ويونس بن يزيد الايلي وغيرهما وخرج عنها فتوفي بفم الصلح سنة ست ومائتين.
وأبو بكر يموت بن المزرع بن يموت البصري الاخباري، ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ الغرباء وقال: بصري قدم مصر مرارا آخر قدومه في سنة ثلاث وثلاثمائة وخرج في سنة أربعة وثلاثمائة وسار إلى دمشق فتوفي بها وكان مليح الاخبار وحسن الآداب.
وأبو بكر أحمد بن حجر بن الحسن بن مؤمل الاخباري، حدث عن قاسم بن محمد الانباري، روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي وقال: حدثنا في جامع مدينة المنصور وما علمت من أمره إلا
خيرا.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن العباس بن عبيدالله بن حفص بن عمر بن بيان الاخباري من أهل بغداد، حدث عن عبد الملك بن أحمد الزيات وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي وأبي بكر محمد بن القاسم بن الانباري ونصر بن أحمد الخبز أرزي ومحمد بن يحيى الصولي، روى عنه القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وحدث في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة فتكون وفاته بعد هذه السنة.
وأبو الحسين علي بن أحمد بن أسد التميمي الاخباري من أهل سهرزور نزل نيسابور، كان من الادباء الحفاظ الشعراء المتقدمين والمتأخرين، ومن العلماء بأيام الناس وأنساب العرب، قد كان سكن قديما بنيسابور ثم دخل بلاد خراسان وانصرف إلى نيسابور وسكنها، مولده بشهرزور، وسمع الحديث بالعراق من القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الشيباني وأبي عبد الله محمد بن خالد الدوري وأقرانهما.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن طالب الاخباري سكن الشام وحدث بطرابلس الشام عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبي بكر عبد الله بن أبي داود وحرمي بن أبي العلاء وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد وإبراهيم بن محمد بن عرفة وأبي علي الحسين بن القاسم الكوكبي ومحمد بن القاسم بن الانباري، روى عنه عبيدالله بن القاسم الاطرابلسي، وتوفي بعد سنة سبعين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن أبي سعد وهو عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن بن بشر بن هلال الانصاري الوراق البلخي(1/94)
الاخباري، بلخي الاصل سكن بغداد، وكان ثقة إخباريا صاحب أدب وملح وطرف، سمع الحسين بن محمد المروزي ومعاوية بن عمرو وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب وسريج بن النعمان وهوذة بن خليفة وعلي بن الجعد وغيرهم، روى عنه عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا وعبد الله بن محمد البغوي ومحمد بن خلف بن المرزبان وعبيدالله بن عبد الرحمن السكري والحسين بن القاسم الكوكبي والقاضي أبو عبد الله المحاملي وجماعة آخرهم أبو عمرو بن السماك، وكانت ولادته سنة سبع وتسعين ومائة، ومات بسامراء سنة أربع وسبعين ومائتين في
جمادى الآخرة.
اخدري: هذا اسم يشبه النسبة وهو أسامة بن اخدري له صبحة وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما، هكذا ذكره أبو حاتم البستي.
الاخسيكثي: بفتح الالف وسكون الخاء المعجمة وكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى اخسيكث وهى من بلاد فرغانة وكانت من أنزه بلادها وأحسنها، خرج منها جماعة من العلماء قديما وحديثا، منهم الاخوان أبو الوفاء محمد بن محمد بن القاسم الاخسيكثي، كان إماما في اللغة متقنا حسن الشعر متينه وكان ورعا وقورا حسن السيرة، صنف التصانيف وكانت له يد باسطة في التواريخ ومعرفتها، سمع بأخسيكث أبا القاسم محمود بن محمد الصوفي، لقيته غير مرة ولم يتفق لي السماع منه، وتوفي سنة نيف وعشرين وخمسمائة بأقصى سحدان.
وأخوه أبو رشاد أحمد بن محمد بن القاسم الاخسيكثي كان أديبا فاضلا حسن الشعر مليح القول تلمذ له أكثر الفضلاء بخلاسان وتخرجوا عليه، سمع الحديث من أبي القاسم محمود بن محمد الاخسيكثي الصوفي وجدي الامام أبي المظفر السمعاني، سمعت منه كتاب الآداب للخليل بن أحمد بروايته عن الصوفي عن أبي عبيد الفرغاني عنه وكتبت عنه من شعره، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة، ودفن بجنب أخيه.
ونوح ابن أبي زينب واسمه نصر الفرغاني الاخسيكثي، قال أبو العباس المستغفري: هو شاب فرغاني دخل نسف مرارا فكتب عني وأنا حرضته على طلب الحديث حتى رحل إلى أبي الفضل السليماني فكتب عنه وعن أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الحافظ وعن شيوخ بخارا ثم ارتحل عنها ودخل العراق في طلب الحديث ولم أقف على خبره بعد ذلك.
الاخفش: بفتح الالف وسكون الخاء المعجمة وفتح الفاء في آخرها شين معجمة، ومعناه صغير العين مع سوء بصر فيها، والمشهور بهذه الصفة أحمد بن عمران بن سلامة الاخفش المعروف بالالهاني من أهل العراق سكن مكة، يروي عن يزيد بن هارون(1/95)
وزيد بن الحباب، روى عنه عبد الله بن محمود السعدي وجماعة من الحجازيين، وذكره أبو محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل فزعم أنه بغدادي نزل مكة وروى عن ابن علية ووكيع بن الجراح وعبد الله بن بكر السهمي، وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كتبت عنه بمكة وهو صدوق.
وأبو الحسن علي بن سليمان بن الفضل الاخفش النحوي، سمع أبا العباس ثعلبا والمبرد وفضلا اليزيدي وأبا العيناء الضرير، روى عنه علي بن هارون القرميسيني وأبو عبيدالله المرزباني والمعافى بن زكريا الجريري وكان ثقة، وتوفي في ذي القعدة سنة خمس عشرة وثلاثمائة (1).
الاخموري: بضم الالف وسكون الخاء المنقوطة وضم الميم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الاخمور وهم بطن من المعافر (2) نزلت مصر، وزين بن شعيب بن كليب الاخموري يقال له الخامري وهو منسوب إلى هذا البطن من المصريين.
الاخميمي: بكسر الالف وسكون الخاء المعجمة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الميمين المكسورتين، هذه النسبة إلى اخميم وهي بلدة من ديار مصر من الصعيد على طريق الحاج، منها أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم الاخميمي الزاهد، كان زاهدا صاحب كرامات وآيات وكان فصيحا ذا حكمة ولسان، توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين وكلماته وأحواله مدونة في الكتب.
وأبو زيد سهل بن الربيع بن سليمان الاخميمي مولى جهينة كان مقبولا عند القضاة وكانت في لسانه تمتمة، حدث عنه ابنه أحمد بن سهل ويحيى بن عثمان بن صالح، توفي بمصر في المحرم سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو جعفر أحمد بن يحيى بن الحارث الاخميمي ينسب إلى ولاء الحسن بن ابان مولى بني سعد بن تميم، حدث وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ثمانين ومائتين.
وأحمد بن سهل بن الربيع بن سليمان الاخميمي مولى جهينة كان مقبولا عند القضاة بكار بن قتيبة وغيره وكان أبوه أيضا مقبولا عند هارون الزهري، يروى عن إبراهيم بن عمر بن يحيى بن بكير وزيد بن بشر ويحيى بن سليمان
الحنفي وغيرهم، قال أبو سعيد بن يونس المصري: وقد كتبت عنه الحديث، وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن سليمان بن بشر الاخميمي نسبوه في موالي مراد يعرف بابن أبي الرقاع من أهل مصر، كان قد رحل وكتب عن عبد الرزاق وغيره، وآخر من
__________
(1) في بغية الوعاة ص 436 " الاخفش أحد عشر، أشهرهم ثلاثة، 1 - الاكبر عبد الحميد بن عبد المجيد [ أبو الخطاب ] و 2 - الاوسط سعيد بن مسعدة، و 3 - الاصغر علي بن سليمان.
(2) بهامش ك المعافر: القرافة الصغرى بمصر.
(*)(1/96)
حدث عنه بمصر أحمد بن حماد زغبة، توفي يوم الثلاثاء لست خلون من رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وأبو المؤمل محمد بن عيسى بن عيسى بن تميم المصيصي ثم الاخميمي، ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وقال: كان من سكان المصيصة قدم مصر وخرج إلى إخميم من صعيد مصر، يروى عن لوين وابن ناصح وكان منكر الحديث ولم يكن بشئ وكان عند أصحاب الحديث يكذب، كتبنا عنه سنة تسع وتسعين ومائتين، ورجع إلى إخميم فبلغني انه توفي سنة ثلاثمائة.
وأبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري الاخميمي النوبي كان أصله من النوبة وكان من قرية إخميم فنزل مصر وكان حكيما فصيحا زاهدا، وجه إليه جعفر المتوكل على الله فحمل إلى حضرته بسر من رأى حتى رآه وسمع كلامه ثم انحدر إلى بغداد فأقام بها مديدة وعاد إلى مصر، وقيل: إن اسمه ثوبان وذو النون لقب له، وقد أسند عنه أحاديث غير ثابتة والحمل فيها على من دونه، وحكى عنه من البغداديين سعيد بن عثمان بن عياش الخياط وأبو العباس بن مسروق الطوسي، قال أبو الحسن الدارقطني: ذو النون المصري روى عنه عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر فكان واعظا، وقال في موضع آخر: إذا صح السند إليه فأحاديثه مستقيمة وهو ثقة، وقال ابن الجلاء: لقيت ستمائة شيخ ما لقيت فيهم مثل أربعة أحدهم ذو النون، ومات ذو النون في سنة خمس وأربعين ومائتين بالجيزة وحمل في مركب حتى عدى به إلى الفسطاط خوفا عليه من
زحمة الناس على الجسر، ودفن في مقابر أهل المعافر وذلك في يوم الاثنين لليلتين خلتا من ذي القعدة من سنة ست وأربعين ومائتين.
الاخنسي: بفتح الالف وسكون الخاء المعجمة وكسر السين المهملة، هذه النسبة إلى الاخنس بن شريق وهو من ثقيف، منهم أبو يسار عبد الله بن أبي نجيح واسمه يسار الثقفي الاخنس هو مولى لآل الاخنسي، يروي عن عطاء وطاوس، روى عنه ورقاء بن عمر اليشكري وأهل الحجاز، مات سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة، قال يحيى القطان: لم يسمع ابن أبي نجيح التفسير من مجاهد، وقال أبو حاتم بن حبان: ابن أبي نجيح وابن جريج نظرا في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير فرويا عن مجاهد من غير سماع.
وعبد الله بن أبي لبابة الثقفي الاخنسي منسوب إلى ولاء الاخنس بن شريق.
وعمر بن عبد الرحمن بن مهرب بن دريه الاخنسي مولى الاخنس بن شريق حليف لقريش عداده في أهل اليمن، يروي عن وهب بن منبه، وروى عنه ابن المبارك وعبد الرزاق.
وعثمان بن محمد بن المغيرة بن الاخنس بن شريق الثقفي الاخنسي منسوب إلى الجد الاعلى، يروي عن سعيد المقبري والزهري، روى عنه محمد بن عمرو بن علقمة وعبد الله بن جعفر المخرمي يعتبر(1/97)
حديثه من غير رواية المخرمي عنه.
وسليمان بن أسيد بن عبد الله بن أسيد بن الاخنس بن شريق الاخنسي هو من ثقيف، روى عنه هشام بن عروة، روى عنه إسحاق بن محمد الخطمي الانصاري.
وأبو عبد الله - وقيل: أبو جعفر - أحمد بن عمران بن عبد الملك الاخنسي كوفي، سكن بغداد وحدث بها عن أبي بكر بن عياش وعبد السلام بن حرب وأبي خالد الاحمر ويحيى بن يمان وحفص بن غياث ومحمد بن فضيل، روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وأبو بكر بن أبي خيثمة وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي وغيرهم، ومن الناس من يسميه محمدا، وقال محمد بن إسماعيل البخاري: محمد بن عمران الاخنسي كان ببغداد، يتكلم فيه، منكر الحديث عن أبي بكر بن
عياش، وقال البغوي: مات ببغداد سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن عمران الاخنسي من أهل الكوفة نزل بغداد، وقد قيل: اسمه أحمد بن عمران، وذلك أشهر وقد سبق ذكره.
وأما الاخنسية فهم طائفة من الخوارج انتسبوا إلى رجل اسمه أخنس، وهم كانوا من جملة الثعالبة أصحاب ثعلبة الذي قال في الاطفال بغير حكم ولاية ولا عداوة حتى يدركوا ويدعوا فإن قبلوا فذاك وإن أنكروا كفروا، فالاخنسية خالفوا جمهور الثعالبة.(1/98)
باب الالف والدال الادرعي: بفتح الالف وسكون الدال المهملة وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة لجماعة من العلويين ينسبون إلى الادرع وهو لقب أبي جعفر محمد بن الامير عبيدالله الكوفي المعروف بالطبيب بن عبد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال ابن ماكولا: منهم نقيب خجندة أبو أحمد محمد بن أبي عبد الله الحسين (1) المعروف بالشعراني ابن أبي عبد الله محمد الواعظ بخراسان بن أبي محمد القاسم يعرف بابن ناحل بن الادرع والادرعي وجماعة بمرو من الادرعيين، فممن سمعت منه الحديث وهو منهم السيد...(2).
الادريسي: بكسر الالف وسكون الدال المهملة وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى إدريس وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن الحسن بن منويه الاستراباذي من أهل استراباذ، سكن سمرقند إلى حين وفاته وهو صاحب تاريخهما أعني سمرقند واستراباذ، كان حافظا جليل القدر كثير الحديث، طلب العلم بنفسه إلى خراسان والعراق وشاهد الحفاظ وارتضوه وكتب الحديث الكثير على اتقان ومعرفة تامة وصنف الكتب، سمع بجرجان أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبا أحمد
عبد الله بن عدي الحافظ وببغداد أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ وبنيسابور أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم وبمرو أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن علك الجوهري وأبا الحارث علي بن القاسم الخطابي وجماعة كثيرة سواهم، روى عنه أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب المقرئ الواسطي وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي وأبو القاسم عبيدالله بن أحمد بن عثمان الازهري البغداديون وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني وأبو بشر عبد الله بن محمد بن هارون الوراق في جماعة كثيرة، آخرهم أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، وتوفي في
__________
(1) اللباب " بن الحسن ".
(2) في اللباب " فاته (35 - الادرمي) بفتح الهمزة وسكون الدال المهملة وفتح الراء وبعدها ميم، هذه النسبة إلى الادرم وهو تيم بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة، وإنما قيل له الادرم لانه كان ناقص الذقن.
(*)(1/99)
سلخ ذي الحجة سنة خمس وأربعمائة بسمرقند.
وأبو القاسم محمود بن إسماعيل الادريسي الطرابلسي، إمام فاضل مفتي مناظر أصولي حسن السيرة، أفتى عمره في الوحدة والقنوع ونشر العلم وطلبه، تفقه على والدي رحمه الله، وسمع الحديث من أبي بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي وغيره، كتبت عنه شيئا يسيرا بمرو ونيسابور، وكانت ولادته بعد سنة سبعين وأربعمائة، وتوفي...(1).
(الادمي): بفتح الالف والدال المهملة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى من يبيع الادم وفيهم كثرة، منهم أبو علي الحسن بن الفضل بن الحسن بن الفضل الادمي.
وأبو نصر غالب بن أحمد بن المسلم الادمي الدمشقي من أهل دمشق، كان شيخا صالحا، سمع أبا الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار بن الكريدي الدمشقي وأبا الفضل أحمد بن علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات، كتبت عنه جزءا بدمشق، وتوفي...ومن القدماء أبو قتيبة سلم بن الفضل بن سهل بن الفضل الادمي، نزل مصر وحدث بها عن محمد بن
يونس الكديمي وأبي علي المعمري وموسى بن هارون ومحمد بن حبان البصري وجعفر الفريابي وإبراهيم بن هاشم البغوي وهارون بن يوسف بن زياد، روى عنه جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء المصري، ومات سلخ ذي الحجة سنة خمسين وثلاثمائة بمصر.
وأبو منصور محمد بن أبي الربيع سليمان بن أحمد بن محمد السرقسطي الادمي، شيخ يبيع الادم ببغداد عند باب النوبي من أولاد المحدثين، سمع أباه أبا الربيع، سمعت منه أحاديث، وكانت ولادته في سنة وستين وأربعمائة، وتوفي...وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الملك الادمي من أهل بغداد، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في تاريخ بغداد وقال: أبو الحسن الادمي حدثنا أبو بكر البرقاني عنه عن محمد بن علي بن أبي داود بكتاب العلل لزكريا الساجي، وقال لي أبو طاهر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق: لم يكن الادمي هذا صدوقا في الحديث، كان يسمع لنفسه في كتب لم يسمعها، فسألت البرقاني عن الادمي فقال: ما علمت منه إلا خيرا، وكان شيخا قديما، أظن سماعه من إسماعيل الصفار ونحوه غير أنه كان يطلق لسانه في الناس يتكلم في ابن مظفر الدارقطني، وقال لي البرقاني أيضا: كان القاضي الجراحي رجلا كريما سخيا يدعو أصحاب الحديث وينفق عليهم ويبرهم وإذا لم يكن معه شئ باع ثيابه وأنفق عليهم، فكان أبو بكر
__________
(1) يستدرك (36 - الادفوي) في معجم البلدان " أدفو - بضم الهمزة وسكون الدال وضم الفاء وسكون الواو اسم قرية بصعيد مصر الاعلى.
(*)(1/100)
البقاق وغيره من كتبة الحديث يحضرون عنده لذلك ويسمعون منه وينتخبون عليه وكان محمد بن أحمد بن عبد الملك الادمي يذكرهم ويقول: سماعون للكذب أكالون للسحت، وقال: وحدثني عبد العزيز الازجي عن الادمي عن أبي سهل بن زياد.
وأبو الحسين أحمد بن يحيى بن عثمان الادمي العطشي سأذكره في العين.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك الادمي القاري الشاهد من أهل بغداد صاحب الالحان، كان من
أحسن الناس صوتا بالقرآن وأجهرهم بالقراءة، وحدث عن أحمد بن عبيد بن ناصح وعبد الله بن الحسن الهاشمي ومحمد بن يوسف بن الطباع وأحمد بن عبيدالله النرسي وأحمد بن موسى الشطوي والحارث بن محمد بن أبي أسامة وعبد الله بن أحمد الدورقي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وأبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي وأبو الحسين علي بن محمد بن بشران وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وغيرهم، وحكى القاضي أبو محمد بن الاكفاني سمعت أبي يقول: حججت في بعض السنين وحج في تلك السنة أبو القاسم البغوي وأبو بكر الادمي القارئ فلما صرنا بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جاءني أبو القاسم البغوي فقال لي: يا أبا بكر ! ههنا رجل ضرير قد جمع حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقعد يقص ويروي الكذب من الاحاديث الموضوعة والاخبار المفتعلة فإن رأيت أن تمضي بنا إليه لننكر عليه ذلك ونمنعه منه، فقلت: يا أبا القاسم ! إن كلامنا لا يؤثر مع هذا الجمع الكثير والخلق العظيم ولسنا ببغداد فيعرف لنا موضعنا وننزل منازلنا ولكن ههنا أمر آخر هو الصواب، وأقبلت على أبي بكر الادمي فقلت له: استعذ واقرأ، فما هو إلا أن ابتدأ بالقراءة حتى انفلت الحلقة وانفض الناس جميعا فأحاطوا بنا يسمعون قراءة أبي بكر وتركوا الضرير وحده فسمعته يقول لقائده: خذ بيدي ! فهكذا تزول النعم، وحكى ذرة الصوفي قال: كنت بت ليلة بكلواذا على سطح عال فلما هدأ الليل قمت لاصلي فسمعت صوتا ضعيفا فإذا هو صوت أبي بكر الادمي القاري فبكرت من الغد إلى بغداد فرأيته خارجا من دار أبي عبد الله الموسائي فقلت له: قرأت البارحة ؟ فقال: بلى ! فقلت: سمعت صوتك بكلواذا ولولا أنك أخبرتني الساعة بهذا على غير اتفاق ما صدقت، وحكى أبو جعفر بن بريه الهاشمي الامام يقول: رأيت أبا بكر الادمي في النوم بعد موته بمديدة فقلت له: ما فعل الله بك ؟ فقال: أوقفني بين يديه وقاسيت شدائد وأمورا صعبة، فقلت له: فتلك الليالي والمواقف والقرآن ؟ فقال: ما كان شئ أضر علي منها لانها كانت للدنيا، فقلت له: فإلى أي شئ انتهى أمرك ؟
قال: قال لي تعالى: آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم بن يحيى بن زكريا(1/101)
الادمي، سمع عبيدالله بن عثمان العثماني وعبد الله بن إسحاق المدائني ومحمد بن محمد بن الباغندي والحسن بن محمد بن شعبة الانصاري وأبا القاسم البغوي وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم، روى عنه أبو الحسن العتيقي ومحمد بن الحسين بن سعدون وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران وأبو الحسين محمد بن أبي نصر بن النرسي والحسين بن محمد بن طاهر الدقاق، وآخر من روى عنه أبو جعفر ابن المسلمة وكان ثقة، ووفاته قبل سنة تسعين وثلاثمائة (1).
(الادوي): بضم الالف وفتح الدال المهملة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى أدى وهو بطن من الخزرج من الانصار وهو أدى بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، منها معاذ بن جبل بن عمرو بن عوف بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أدى بن سعد الادوي الانصاري الخزرجي من علماء الصحابة أسند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(الاديمي): بفتح الالف وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الاديم وهو بطن من خولان، والمنتسب إليه أبو القاسم سعيد بن عبد العزيز بن أبان بن أبي حيان الاديمي، يروي عن عثمان بن الحكم الجذامي، روى عنه عمرو بن خالد وابن عفير، وكان قاسم أهل مصر في أيامه وكان مقبولا عند العمري القاضي، توفي يوم الاربعاء لاحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة ثمان وثمانين ومائتين.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي رفاعة الاسكندراني الاديمي الخولاني مولى خولان ثم لبطن منهم يقال له الاديم واسم أبي رفاعة راشد وكان روميا وكان من أفاضل الناس من أهل الاسكندرية ويقال ولد هو وعبد الرحمن بن القاسم الفقيه في سنة واحدة سنة المسودة وهي سنة
اثنتين وثلاثين ومائة، يروي عن سليمان بن القاسم والليث بن سعد، روى عنه محمد بن داود بن أبي ناجية وابن أبي رومان، وفي حديثه مناكير، والظن أن ذلك من قبل ابن أبي رومان، وتوفي بالاسكندرية سنة مائتين.
__________
(1) في اللباب " فاته (37 - الادومي) بفتح الهمزة ودال مهملة وواو وميم، هذه النسبة إلى الادوم بن السكسك، منهم معاوية بن عبد الاعلى كان أشد العرب أيام مروان الحمار " وقع في اللباب بين الادرمي والادريسي.
(*)(1/102)
باب الالف والذال المعجمة الاذرعي: بفتح الالف وسكون الذال المعجمة وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى أذرعات وهي ناحية بالشام ولها ذكر في الشعر.
أخبرنا يوسف بن أيوب الهمذاني الامام بمرو وعبد الله بن يوسف الحربي ببغداد قالا ثنا محمد بن علي الهاشمي ثنا...: ألا أيها البرق الذي بات يرتقي * ويجلو دجى الظلماء ذكرتني نجدا وهيجتني من أذرعات على الحمى (1) * بنجد على ذي حاجة طرب بعدا ألم تر أن الليل يقصر طوله * ينجد وتزداد الرياح به بردا والمشهور بالنسبة إليها محمد بن أبي الزعيزعة الاذرعي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من أهل أذرعات من ناحية الشام، يروي عن نافع وابن المنكدر، روى عنه أهل الشام ومحمد بن عيسى بن سميع وغيره، وكان ممن يروي المناكير عن المشاهير حتى إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به.
وإسحاق بن إبراهيم الاذرعي، حدث عن محمد بن الخضر بن علي الرافقي، قال ابن ماكولا: أظنه نسبة إلى أذرعات الشام (2).
الاذني: بفتح الالف والذال المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أذنة وهي من مشاهير البلدان بساحل الشام عند طرسوس، وكان جماعة من العلماء انتقلوا إليها للمرابطة بها طلبا للاجر والثواب، منها أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود الكتاني الاذني، يروي
عن محمد بن سليمان لوين المصيصي ولوين هذا هو أبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي وكان ممن سكن أذنة مرابطا، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقري.
وأبو المجاهد محمد بن يونس بن خالد الاذني، يروي عن علي بن صدقة، روى عنه أبو بكر بن المقري.
وأبو محمد مضاء بن عبد الباقي الازدي الاذني من أهل أذنة، يروي عن لوين محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي، روى عنه أبو بكر بن المقري (3).
__________
(1) في المعجم "...أذرعات وما أرى " وهو الظاهر.
(2) راجع تعليق الاكمال 1 / 137، وأبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمران الاذرعي أو ابن الاذرعي - سأذكره في رسم (الجبان) إن شاء الله والصدر سليمان بن أبي العز وهيب بن عطاء الاذرعي فقيه حنفي تولى القضاء بمصر توفي سنة 677.
(3) وفي استدراك ابن نقطة " ويحيى بن عبد الباقي الاذني حدث عن محمد بن مصفى وأبي أحمد الخشاب التميمي ولوين حدث عنه أبو القاسم الطبراني.
(*)(1/103)
باب الالف والراء (1) الاربنجني: بفتح الالف وسكون الراء وكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح الجيم وكسر النون الاخيرة، هذه النسبة إلى بليدة من بليدات السغد بسمرقند يقال لها أربنجن وبعضهم يسقطون الالف ويقولون: ربنجن، وقد ذكرتها في الالف والراء لهذا المعنى، أقمت بها يوما في توجهي إلى سمرقند من بخارا وسمعت من خطيبها الحديث، والمشهور بالانتسباب إليها جماعة، منهم أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الاربنجني من سغد سمرقند، يروي عن أبيه، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد.
وأبو العباس عطاء بن أحمد بن إدريس الاربنجني، كان على قضاء أربنجن لا بأس به وبروايته، كان فقيها من أصحاب الرأي، يروي عن هارون بن صاحب الاربنجني، روى عنه أبو سعد الادريسي، ومات في سنة تسع وستين وثلاثمائة في شهر ربيع الآخر.
وأبو مسلم عامر بن مكامل بن
محمد بن قطن بن عثمان بن عبد الله بن عاصم بن خالد بن قرة بن مشرف الهمداني الاربنجني، يروي عن أبي سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي وهاشم بن القاسم الحراني وهارون بن موسى الفروي وسلمة بن شبيب وغيرهم، روى عنه محمد بن أحمد بن هاشم الذهبي وعبد الرحمن بن الفتح السراج ومحمد بن زكريا بن الحسين النسفي، وكان فاضلا خيرا حسن الرواية كتب الكثير، مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
الاربنجي: بفتح الالف وسكون الراء وكسر الباء الموحدة وسكون النون والجيم في آخرها، رأيت هذه النسبة في تاريخ مدينة السلام بغداد، وظني أنه أسقط النون من أخرها وهي اربنجن بليدة من بلاد السغد بسمرقند (2) وإن لم يكن ذلك فالله أعلم، وهو ابن جميل (3) بن الفضل الاربنجي، قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الفضل بن العباس بن
__________
(1) في القبس " (الاراشي) في بلى أرشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلى، قال ابن الكلبي: هذا بطن لهم شرف بالبلقاء، وذكر منهم سعدا وقال هو رهط وحوح بن ثابت المصري - انتهى.
منهم من الصحابة رضي الله عنهم سهل بن رافع بن خديج بن مالك بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف بن جشم بن تميم بن عوذ مناة بن تاج بن تيم بن أراشة ".
(2) يظن أبو سعد أن ما رآه في تاريخ بغداد بشكل (الاربنجي) أصله (الاربنجني) نسبة إلى تلك البلدة فسقطت النون الاخيرة خطأ.
(3) وقع في تاريخ بغداد " حميل " بإهمال أوله، وكذلك ذكر أثناء الترجمة مع شكله بضم ففتح فسكون - كذا.
(*)(1/104)
عبد الله البلخي، روى عنه أبو الحسن بن الجندي.
وأبو موسى هارون بن صاحب الاربنجي ذكره في التاريخ لبغداد أيضا، حدث عن محمد بن موسى صاحب يحيى ابن أكثم القاضي، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي.
(الاربقي): بفتح الالف وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى أربق وهي قرية من قرى رامهرمز فيما أظن إحدى كور الاهواز وبلاد الخوز، منها
أبو طاهر علي بن أحمد بن الفضل الرامهرمزي الاربقي، ورد بخارا وحدث بها عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن إسحاق الاهوازي وأبي الحسن محمد بن محفوظ الجهني وغيرهما، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري (1).
(الاربلي): بكسر الالف وسكون الراء وكسر الباء الموحدة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى إربل وهي قلعة على مرحلة (2) من الموصل، كان منها جماعة من العلماء، منهم أبو أحمد القاسم بن المظفر الشهرزوري الشيباني الاربلي.
وأبو سليمان داود بن محمد بن الحسن بن أبي خالد الاربلي الموصلي، شاب فاضل ورد مرو متفقها ونزل المدرسة الحورانية في حدود العشرين والخمسمائة وكان يشتغل بالحديث وطلبه سمع معنا حديث الحارث ابن أبي أسامة من أبي منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي وخرج إلى ما وراء النهر بعد أن أقام عندنا مدة ثم رأيت جزءا مع الحسن بن شافع الدمشقي - شاب سمع معنا الحديث بمرو وسمرقند - أنه كتب عنه شيئا يسيرا في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة بحدود الموصل (3).
(الارتياني): بفتح الالف وسكون الراء وكسر التاء ثالث الحروف وفتح الياء آخر الحروف بعد الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ارتيان وهي قرية من قرى أستوا بنواحي نيسابور، منها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن علي الارتياني النيسابوري كانت له رحلة إلى العراق، سمع بالبصرة أبا بكر محمد بن بشار بندار وأبا موسى محمد بن المثنى الزمن ونصر بن علي الجهضمي البصريين وغيرهم، روى عنه أبو الحسين محمد بن محمد الحجاجي والحسن بن محمد بن إسحاق النيسابوريان، وتوفي بعد العشر والثلاثمائة (4).
__________
(1) والقاضي أبو الحسن أحمد بن الحسن الاربقي قاضيها وخطيبها وإمامها حكى عنه أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب في كتاب المفاوضة له - راجع معجم البلدان (اربق).
(2) في اللباب " مرحلتين ".
(3) انظر اللباب 1 / 40.
(4) يستدرك (الارجالشي) في تاريخ ابن الفرضي رقم 1412 " محفوظ بن سعيد بن نمر من أهل أرجالش يكنى أبا
مروان حج مع أبيه سمع بمصر من ابن رشيق وبمكة من البلخي وكان فقيها حافظا للمسائل توفي يوم السبت في المحرم سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة ".
(*)(1/105)
(الارجاني): بفتح الالف وسكون الراء وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أرجان وهي من كور الاهواز من بلاد خوزستان ويقال لها أرغان بالغين وهي أرجان، وكان الصاحب إسماعيل بن عباد ينزل بها في بعض الاوقات، وقال أبو بكر الخوارزمي في أول شعر له: فلو أبصرت في أرجان نفسي * عليها من أبي يحيى ذمام والمشهور بالانتساب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يزيد الارجاني، سمع ببلاده عبد الله بن محمد بن عبدان العسكري وبمكة أبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري وبالجزيرة أبا علي محمد بن سعيد الحراني وغيرهم، حدث بأرجان وبشيراز، وروى عنه جماعة من أهل فارس ومات بأرجان.
وابو بكر أحمد بن محمد بن الحسين الارجاني القاضي بتستر من أفاضل عصره، وكان مليح الشعر رقيق الطبع سار ديوان شعره في الآفاق، وسمع الحديث بأصبهان من أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الابهري، كتب إلي الاجازة بجميع مسموعاته ومقولاته، وتوفي بتستر في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
وجده من قبل أمه أبو عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن ماسك الارجاني أحد المشايخ المشهورين بالزهد والورع ودقائق الحقائق، سمع أبا بكر محمد بن الحسن البغدادي، روى عنه أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي وغيره، وتوفي بعد سنة أربعمائة أو في حدودها والله أعلم.
وأبو بكر محمد بن القاسم بن زهير الارجاني، حدث عن أبي علي محمد بن سليمان بن علي بن أيوب المالكي البصري، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن عقبة بن المضرس الارجاني هو ابن أخي عبيدالله بن أحمد بن عقبة، كان مقيما بأرجان مدة بعد أن رحل إلى
بغداد وسمع بها أبا صالح عبد الرحمن بن سعيد بن هارون الاصبهاني ثم رجع إلى أرجان بعد أن أقام بأصبهان مدة وحدث بها، سمع منه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وحسن بن محمد بن الحسن بن يزداد بن مهران الارجاني، سمع أباه محمد بن الحسن، ومحمد سمع أباه الحسن، والحسن يروي عن يحيى بن معين والحسن الثاني (2)، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم ابن المقري (2).
(الارحبي): بفتح الهمزة وسكون الراء المهملة وفتح الحاء المهملة أيضا وفي آخرها
__________
(1) ليس في ك ولكن فيها آخر الترجمة " أي عن الحسن الثاني ".
(2) وفي استدراك ابن نقطة " أبو سهل أحمد بن سهل الارجاني، حدث عن أبي محمد زهير بن محمد البغدادي حدث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد الاصطخري.
(*)(1/106)
الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى بني أرحب وهو بطن من همدان، وأرحب ومرهبة اخوان ابنا دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان، والمشهور بهذه النسبة أبو حذيفة سلمة بن صهيبة الارحبي من التابعين، يروي عن حذيفة بن اليمان، روى عنه خيثمة بن عبد الرحمن، حديثه في صحيح مسلم في كتاب الاطعمة (1).
(الارخسي): بضم (2) الالف والراء وسكون الخاء المعجمة وكسر السين المهملة، هذه النسبة إلى أرخس من قرى سمرقند من ناحية شاوذار عند الجبال على أربعة فراسخ من سمرقند، ويقال في النسبة إليها الرخسي أيضا، ومنها العباس بن عبد الله (الارخسي، ويقال:) الرخسي، قال أبو سعد الادريسي الحافظ: من قرية أرخس، يروي عن بشر بن عبيد الدارسي ومحمد بن عبيد بن حساب وغيرهما، روى عنه إبراهيم بن حمدويه.
الاردبيلي: بفتح الالف وسكون الراء وضم الدال المهملة وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بلدة يقال لها أردبيل مما يلي أذربيجان لعله بناها
أردبيل بن ارميني بن لنطي بن يونان فنسبت إليه، خرج منها جماعة من المحدثين والعلماء، منهم أبو الحسين يعقوب بن موسى الاردبيلي، سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي عن سعيد بن عمرو البرذعي سؤالات وتعاليق عن أبي زرعة الرازي ولم يكن عنده شئ يرويه غير ذلك، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر البرقاني، وكان ثقة أمينا فاضلا فقيها على مذهب الشافعي وثقه البرقاني، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
ومنهم أبو زرعة عبد الوهاب بن محمد بن أيوب الاردبيلي، كان شيخا زاهدا، مات بفارس يوم الاحد الخامس من رجب سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن جعفر الاردبيلي، حدث عن نصر الاردبيلي الحافظ معيدا ببغداد وقدم أصبهان طالبا للحديث سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وكتب عنه في هذه الرحلة أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
__________
(1) راجع لنسب أرحب والارحبيين الاكليل 10 / 158 فما بعدها.
(2) مثله في اللباب وغيره.
(3) في نسخ أخرى " أبو هشيم ".
(*)(1/107)
الاردستاني: بفتح الالف وسكون الراء وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية عند أزوارة بينهما وهي على ثمانية عشر فرسخا من أصبهان، ورأيت بخط والدي رحمه الله وكان ضبطها عن الحافظ الدقاق بكسر الالف والدال، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مامويه الاردستاني المعروف بالاصبهاني نزيل نيسابور، كان أحد الثقات المكثرين، رحل إلى العراق والحجاز وآدرك الشيوخ، وكان له قدم ثابت في التصوف، صحب بمكة أبا سعيد ابن الاعرابي وبنيسابور أبا الحسن البوشنجي، وعاش حتى صارت إليه الرحلة، وانتخب عليه الحفاظ مثل ابن بكير
البغدادي ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور وروى عنه، وآخر من روى عنه في الدنيا أبو بكر بن علي بن خلف الشيرازي الاديب، وكانت ولادته سنة خمس عشرة وثلاثمائة، ووفاته في شهر رمضان سنة تسع وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب معمر بنيسابور.
وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن داود بن سليمان الاديب الاردستاني، كانت له رحلة إلى العراق والحجاز والشام، سمع أبا الشيخ الحافظ وأحمد بن عبيدالله النهرديري البصري وابن فناكي الرازي وأبا القاسم ابن حبابة البزاز وأبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن غيلان الشيرازي وأبا بكر بن جشنس وأبا الحسين الكلابي الدمشقي وطبقتهم، روى عنه عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده وأبو الفتح الحداد الاصبهانيان، وتوفي في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد الاردستاني الحافظ، كان حافظا متدينا مكثرا من الحديث، رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر وخرج إلى خراسان وبلغ إلى ما وراء النهر وكتب الكثير، سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبا الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف وأبا بكر أحمد بن عبدان الشيرازي وأبا حفص بن ابن شاهين وأبا الفتح القواس وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وغيرهم، ذكره أحمد بن محمد بن ماما الحافظ وقال: شاب مفيد حسن العشرة كان جهد في تتبع الآثار وجد في جمع الاخبار بالعراق وبخراسان وما وراء النهر، وأقام ببخارا سنين يكتب معنا فحصل أكثر حديث بخارا ثم رجع فوجدت خبره في سنة أربع وأربعمائة عند الحافظ الجليل أبي عبد الله بن البيع بنيسابور ثم خرج إلى مصر فلم أسمع بخبره بعد ذلك، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في تاريخ بغداد فقال: أبو بكر الاردستاني ساكن أصبهان كان رجلا صالحا يكثر السفر إلى مكة ويحج ماشيا، كتبت عنه وكان ثقة يفهم الحديث، وذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده في كتاب أصبهان فقال: أبو بكر محمد بن إبراهيم الاردستاني أحد الحفاظ كان متقيا متدينا سافر إلى خراسان وبغداد ومات بهمذان يوم عاشوراء سنة سبع وعشرين وأربعمائة يوم(1/108)
الثلاثاء.
وأبو الفتح الجبار ابن عبد الله بن إبراهيم بن برزة الاردستاني الجوهري ثم الرازي، كان من الثقات سافر إلى العراق والشام وحدث بهما، سمع بالري أبا الحسن علي بن عمر القصار وبنيسابور أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وبحران أبا القاسم علي بن محمد بن علي العلوي وطبقتهم، سمع منه من الحفاظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وروى لي عنه أبو منصور محمود بن أحمد بن ماشاذه الواعظ بأصبهان وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد البغدادي بالحجاز وجماعة سواهما، وكانت ولادته في شهر ربيع الاول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ومات في المحرم من سنة ثمان وستين وأربعمائة بأصبهان.
وأبو الحسن علي بن محمد بن الحسين الاردستاني الفقيه، كان سمع أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم بخراسان وغيره، هكذا ذكره أبو بكر بن مردويه الحافظ في تاريخه لاصبهان.
وعبد الله بن شعيب بن أحمد بن محمد بن مهران الاردستاني التاجر، يروي عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، روى عنه أبو بكر بن موسى الحافظ الاصبهاني.
وأبو عبد الله عبيدالله بن أحمد بن الفضل بن شهريار الاردستاني التاجر من أهل أصبهان، حدث عن الرازيين، يروي عن عبد الرحمن بن محمد بن حماد، روى عنه أبو بكر أحمد بن مومسى بن مردويه الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ثمانين وثلاثمائة.
وكثير بن زر الاردستاني، يروي عن إسماعيل بن آدم الجرجاني عن فرج بن فضالة عن لقمان عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يشتري العصافير من الصبيان فيرسلها، روى عنه ابنه يحيى بن كثير الاردستاني.
الاردني: هذه النسبة إلى أردن بضم الالف وسكون الراء المهملة وضم الدال المهملة وتشديد النون في آخرها، وهي من بلاد الغور قريبة من ساحل الشام وبها نهر كبير من بحيرة طبرية، وطبرية من الاردن، خرج منها جماعة من العلماء قديما وحديثا، والساعة هي في يد الفرنج، فمنهم أبو سلمة الحكم بن عبد الله بن خطاف الاردني، يروي عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
ويحيى بن عبد العزيز الاردني، روى عنه الوليد بن مسلم.
وعبادة بن نسي الاردني.
ومحمد بن سعيد الاردني المصلوب.
وإبراهيم بن سليمان بن رزين
الشامي الاردني المؤدب كنيته أبو إسماعيل مؤدب آل أبي عبيدالله أصله من الاردن سكن العراق، يروي عن عبد الملك بن عمير وعاصم الاحول، روى عنه العراقيون أبو عمر الدوري وغيره، وقد قيل إبراهيم بن إسماعيل بن رزين.
وأما محمد بن سعيد بن أبي قيس الشامي الاردني من أهل الاردن قتل في الزندقة وصلب قتله أبو جعفر وهو الذي يروى عنه ابن عجلان وسيعد بن أبي هلال، ويقال له: أبو عبد الرحمن الشامي الاردني، كان يضع(1/109)
الحديث على الثقات ويروي عن الاثبات ما لا أصل له لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه ولا الرواية عنه بحال من الاحوال (1).
الارزكياني: بفتح الالف وسكون الراء وفتح الزاي وكسر الكاف بعدها الياء آخر الحروف (2)، وهو اسم جد المنتسب إليه وهو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن نصر بن باباج بن الارزكيان الارزكياني البخاري من أهل بخارا، خرج الارزكيان إلى الصين ومنها ركب البحر إلى البصرة وأسلم على يدي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبو عبد الله هذا رحل إلى خراسان والعراق وأدرك الشيوخ، سمع ببخارا سهل بن المتوكل وسهل بن بشر الكندي وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل وبشر بن موسى الاسدي وبالري أبا عبد الله محمد بن أيوب الرازي وغيرهم، روى عنه ابنه، وتوفي في شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
الارزناني: بفتح الالف وسكون الراء وضم الزاي والالف بين النونين وهذه النسبة إلى أرزنان وهي من قرى أصبهان هكذا سمعت شيخنا أبا سعد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ بأصبهان يقول: أرزنان قرية على باب بلدنا، والمنتسب بهذه النسبة أبو القاسم الحسن ابن أحمد بن محمد بن دلير الارزناني المعلم الاعمى الربضي، ذكره يحيى بن أبي عمرو بن منده في كتاب أصبهان وقال: نزيل شميكان - محلة بأصبهان - كثير السماع قليل الرواية، مات في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
ومن القدماء أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن زياد الاصبهاني
الارزناني الحافظ من الحفاظ الاثبات الجوالين في طلب الحديث إلى الشام ومصر وخراسان، وكان حافظا عالما، سمع ببلده أحمد بن مهران بن خالد وإسماعيل بن عبد الله سمويه وإبراهيم بن معدان وبالاهواز عبد الوارث بن إبراهيم والسري بن سهل وبالري الحسن بن علي بن زياد وبالبصرة هشام بن علي ومحمد بن يحيى القزاز وببغداد محمد بن غالب بن حرب وأحمد بن علي الابار وبالكوفة مطين محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وبالحجاز علي بن عبد العزيز وبمصر يحيى بن عثمان بن صالح وبكر بن سهل الدمياطي وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو أحمد الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ، وذكر الحاكم أبو أحمد وروده نيسابور سنة خمس عشرة وثلاثمائة ووصف حفظه وإتقانه ومعرفته وحسن
__________
(1) راجع الاكمال بتعليقه 1 / 138 - 139.
ويستدرك (الاردي) بفتح الهمزة.
(2) يأتي في باب الالف والزاي رسم (الازركياني) بتقديم الزاي على الراء وذكر هذا الرجل بتفصيل آخر يدل على اختلاف المصدر.
(*)(1/110)
حديثه وأخرج إلي (1) انتخابه عليه بنيسابور خمسة أجزاء وفيها غرائبه ثم خرج من نيسابور إلى هراة، وكان أبو عبد الله محمد بن العباس الشهيد يقول: ما قدم علينا هراة مثل أبي جعفر الارزناني زهدا وورعا وحفظا وإتقانا، وتوفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة (2) وهو ابن نيف وستين سنة، وذكره أبو بكر بن مردويه الحافظ فقال: أبو جعفر الارزناني كان يحفظ ويذاكر، وقال عبد الله بن أبي القاسم: رأيت الارزناني في المنام فقلت: ما فعل الله بك ؟ قال أعطاني مناي أعطاني مناي، فقال: توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
الارزني: بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الزاي وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أرزن وهو موضع بديار بكر مدينة، والمشهور بهذه النسبة أبو غسان عياش بن إبراهيم الارزني، حدث عن الهيثم بن عدي ومنصور بن إسماعيل الحراني وعبد الله بن نمير وحماد بن عمرو النصيبي وعبد الخالق بن عبد الواحد الدمشقي، حدث عنه إبراهيم بن موسى
الخوزي.
وأبو محمد يحيى بن محمد بن عبد الله الارزني شاعر متأدب مليح الخط كثير النسخ هكذا قاله ابن ماكولا.
وأبو القاسم عبد الوارث بن موسى الارزني، قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن حمدان بن وهب الدينوري، وروى عنه أبو الفتح يوسف بن عمر القواس (3).
الارزي: بفتح الالف وبضم الراء وكسر الزاي وتشديدها، والمشهور بهذه النسبة محمد بن عبد الله الارزي - وبعضهم يقول الرزي بحذف الهمزة - وهو منسوب إلى طبخ الرز أو الارز، ورأيت في كتاب تقييد المهمل وتمييز المشكل لابي علي الغساني: محمد بن عبد الله الارزي والرزي - لانه يقال له أرز ورز - من شيوخ مسلم بن الحجاج، حدث عنه في غير موضع من كتابه تفرد به وقد حدث عنه أبو داود السجستاني، سمع عبد الوهاب بن عطاء وخالد بن الحارث، ومات ببغداد في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن الحسين الارزي الزاغولي، فقيه فاضل حسن السيرة سكن مرو وذكرته في حرف الزاي.
الارسابندي: ارسابند بالفتح ثم السكون وسين مهملة وألف وباء موحدة مفتوحة ونون ساكنة ودال مهملة من قرى مرو على فرسخين منها، كان بها جماعة من المحدثين والعلماء * (هامس) * (1) الظاهر أن قائل هذا هو الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور، نقل المؤلف عبارته، ولذلك نظائر في كتابه.
(2) انظر اللباب 1 / 42.
(3) ويستدرك (54 - الارزوني) قال ياقوت " أرزونا من قرى دمشق خرج منها أحمد بن يحيى بن أحمد بن زيد بن الحكم الحجوري الارزوني.
(*)(1/111)
قديما وحديثا، فمن القدماء محمد بن عمران الارسابندي، سمع علي بن حجر وهو ثقة مستقيم الحديث.
وأبو الفضل محمد بن الفضل الارسابندي، روى عن أبي عمرو القنطري حدثنا عنه شيوخنا.
والقاضي أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد الارسابندي كان منها، وهو إمام فاضل مناظر انتهت إليه رئاسة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله بمرو، وكان كريما سخيا
حسن الاخلاق متواضعا، أملى وحدت عن أبي عبد الله البرقي وأبي بكر بن خنب البخاري وأبي الحسن السغدي والسيد أبي بكر بن حيدر الجعفري وغيرهم، وروى لنا عنه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد الكرماني بمرو وأبو عبد الله محمد بن الحسين السرفقاني الازهري وأبو القاسم سعد بن الحسين النسفي بترمذ وغيرهم، وأذكر وفاته وأنا صغير في شهر ربيع الاول من سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، ودفن بمقبرة حصين.
ومن القدماء أبو عبد الله محمد بن عمران بن جعفر بن موسى بن فيروز الارسابندي، يروي عن علي بن حجر ومحمد بن يحيى القصري وغيرهما، روى عنه عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد الانماطي وهو راوي كتاب السنن للحسن بن علي الحلواني عنه.
وهدية بن عبد الوهاب الارسابندي جاور بمكة أكثر من ثلاثين سنة، سمع الفضل بن موسى والنضر بن شميل وغيرهما، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الارسوفي: هذه النسبة إلى أرسوف بضم الالف وسكون الراء المهملة وضم السين المهملة في آخرها فاء، وهي مدينة على ساحل بحر الشام وبها كان جماعة من العلماء والمرابطين، منهم أبويحيى زكريا بن نافع الارسوفي يروي عن سفيان بن عيينة وعباد بن عباد، روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي (1).
الارغياني: بفتح الالف وسكون الراء وكسر الغين المعجمة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أرغيان وهي اسم لناحية من نواحي نيسابور بها عدة من قرى مثل نسح وبان وراونير وغيرها اجتزت بها منصرفي من العراق، خرج من قراها جماعة من أهل العلم عرفوا بهذه النسبة، منهم الحاكم أبو الفتح سهل بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن الارغياني من قرية بان، إمام فاضل حسن السيرة، وتفقه على القاضي الحسين بن محمد المروزي وأقام عنده حتى حصل طريقته، وذكر أنه ما علق شيئا من المذهب إلا على الطهارة ودخل طوس وحصل التفسير والاصول من شهفور
__________
(1) يستدرك (55 - الارضيطي) قال ياقوت " أرضيط بالفتح ثم السكون والضاد معجمة مكسورة وياء ساكنة وطا - كذا وجدته بخط الاندلسيين، وأنا من الضاد في ريب لانها ليست من لغة غير العرب، وهي من قرى مالقة ولد بها أبو الحسن
سليمان بن محمد بن الطراوة السبأي النحوي المالقي الارضيطي شيخ الاندلسيين في زمانه " أرخ وفاته في البغية سنة 528.
(*)(1/112)
الاسفرايني، ثم دخل نيسابور وقرأ الكلام على أبي المعالي الجويني وعاد إلى ناحيته وولى القضاء بها وحمدت سيرته في ولايته، ثم ترك القضاء وانزوى بعد أن حج واشتغل بالعبادة، سمع بنيسابور أبا عثمان الصابوني وأبا حفص بن مسرور وأبا سعد بن الكنجرودي وطبقتهم وأكثر من الحديث وببوشنج أبا الحسن الداودي وبهراة أبا عمر المليحي، روى لنا عنه أبو طاهر السنجي، وكانت ولادته سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفي أول يوم من المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة ببان، وأوصى أن يدفن في الصحراء.
وأما ابنه أحمد بن سهل فقد ذكرته في حرف الباء فيما بعد.
وأبو نصر محمد بن عبد الله الارغياني.
وأخوه أبو العباس عمر ذكرتهما في حرف الراء في ترجمة راونير (1) وجميعهم من أرغيان وعرفوا بهذه النسبة.
ومن القدماء أبو عمرو محمد بن أحمد بن جعفر بن أحمد بن سيار المؤذن الاغياني، كان فاضلا ثقة في الحديث صحيح السماعات، سكن سمرقند وحدث بها عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج وعلي بن الفضل بن طاهر البلخي وغيرهما، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي، قال: ومات بسمرقند في ذي القعدة سنة تسع وستين وثلاثمائة.
وأبو عمرو المسيب بن محمد بن المسيب بن محمد بن المسيب بن إسحاق الارغياني، شيخ صالح عفيف متدين من بيت العلم، رحل إلى العراق وسمع ببغداد أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وبالبصرة أبا عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي وغيرهما، روى لنا عنه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وكانت ولادته في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وتوفي في سند إحدى وستين وأربعمائة.
وجده أبو عمرو المسيب بن أبي عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله بن إسماعيل بن إدريس الارغياني، كان أبو محمد بن المسيب محدث عصره وزاهد وقته، وأبو عمرو مكاتب (؟) الناحية، سمع أباه وأقرانه من الشيوخ،
وتوفي قبل سنة أربعمائة بمدة، وسمع أبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأحمد بن محمد بن الازهر وغيرهما، وأما أبو عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق بن عبد الله بن إسماعيل بن إدريس الارغياني النيسابوري كان من العباد المجتهدين ومن الجوالين في طلب الحديث على الصدق والورع، سمع بخراسان محمد بن رافع وإسحاق بن منصور وبالبصرة بندار بن بشار وبالكوفة أبا سعيد الاشج وبالحجاز عبد الجبار بن العلاء العطار وبمصر يونس بن عبد الاعلى وبالشام محمد بن هاشم البعلبكي وغيرهم، روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو حامد بن الشرقي وغيرهما، وكان يقول: ما أعلم منبرا من منابر الاسلام بقي علي لم أدخله لسماع الحديث، وحكى أبو علي الحافظ قال: كان محمد بن المسيب الارغياني
__________
(1) يعني (الراونيري).
(*)(1/113)
يمشي بمصر وفي كمه مائة ألف حديث، فقيل لابي علي: فكيف يمكن هذا ؟ قال: كانت أجزاؤه صغارا بخط دقيق في كل جزئه ألف حديث معدودة، وكان يحمل معه مائة جزء فصار هذا كالمشهور من شأنه، وكان إذا قرأ الحديث وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه وعمي من كثرة البكاء، وكانت ولادته سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ومات في جمادى الاولى سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
الارفودي: بفتح الالف وسكون الراء وضم الفاء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أرفود وهي قرية من قرى كرمينية (1) بالقرب منها، منها أبو أحمد أحمد بن محمد (2) بن محفوظ الارفودي كان رحل إلى أبي حفص البجيري بخشوفغن سنة عشر وثلاثمائة وكان شيخا فاضلا سمعنا منه كتاب التاريخ الاوسط لمحمد بن إسماعيل البخاري حدثنا به عن جعفر بن نذير الكرميني عنه ولم تكن الرواية من صنعته، كان شيخا فاضلا إلا أني لم أرض بعض أصوله ولم يكن به في نفسه وديانته بأس، مات بقرب الثمانين والثلا ثمائة.
الارقمي: بفتح الالف وسكون الراء والقاف المفتوحة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الارقم وهو اسم رجل، والمشهور بهذه النسبة غرير بن طلحة بن عبد الله بن عثمان بن الارقم الارقمي من أهل مكة، يروي عن الزبير بن موسى بن عبد الله المخزومي، روى عنه إسحاق بن إبراهيم، وروى غرير الارقمي قال أنشدنا عطاء بن أبي رباح: عوجي علينا ربة الهودج * إنك إن لم تفعلي تحرجي نلبث حولا كاملا كله * ما نلتقي إلا على منهج في الحج إن حجت وماذا منى * وأهله إن هي لم تحجج فقال عطاء: كثير طيب إذا غيب الله وجهها عن الحجاج (3).
الارمنازي: أرمناز قرية من قرى بلدة صور (4) من بلاد ساحل الشام، ومن هذه القرية
__________
(1) نحوه في اللباب والقبس ومعجم البلدان.
(2) هكذا في نسخ أخرى.
(3) في اللباب " فاته الارقمي - نسبة إلى الاراقم وهم جشم ومالك وعمرو وثعلبة ومعاوية والحارث أولاد بكر بن حبيب بن عمرو بن تغلب بن وائل فيهم يقول مهلهل: زوجها فقدها الاراقم في * جنب وكان الحباء من أدم.
(4) قال ياقوت بليدة قديمة من نواحي حلب، كما نقل ياقوت كلام السمعاني أنها من قرى صور أنظر معجم البلدان 1 / 158.
(*)(1/114)
أبو الحسن علي بن عبد السلام الارمنازي من الفضلاء المشهورين والشعراء.
وابنه أبو الفرج غيث ممن سمع الحديث الكثير وجمع وأنس به، سمع أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ من أبي الحسن الارمنازي بصور، وروى لنا عن ابنه غيث صاحبنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ.
الارمني: بفتح الالف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بلاد
الارمن وهي طائفة من الروم، خرج منها جماعة من الموالي وسمعوا مع ساداتهم الحديث وحمل عنهم، منهم أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي الارمني غلام عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر نشأ ببغداد وتوفي بها، وسمع الحديث الكثير مع سيده من أبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن (1) المأمون الهاشمي وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز وأبي محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني الخطيب وطبقتهم، سمعت منه ببغداد وكان قد جاوز الثمانين سنة، وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وأبو عبد الله لؤلؤ بن عبد الله الارمني مولى ابن مساور من أهل بغداد، سمع أبا محمد عبد الله بن هزار مرد الصريفييني، روى لنا عنه أبو المعمر الانصاري الحافظ وأبو الحسن الدقاق المقري وغيرهما.
الارموي: بضم الالف وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى أرمية وهي من بلاد أذربيجان، والمشهور بالنسبة إليها جماعة من أهل العلم، منهم أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن الشويخ (2) الارموي الشافعي من أهل أرمية نزل مصر وسكنها وحدث بها، سمع ببغداد أبا محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى بن البيع وبالبصرة أبا عمرو محمد بن محمد بن محمد بن (3) بكر الهزاني (2) وغيرهما، روى عنه الحافظان أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي، وتوفي بمصر بعد سنة ستين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن (عمر أبو بكر) الارموي، فقيه فاضل سديد السيرة، تفقه على الامام أبي إسحاق الشيرازي وحفظ المذهب وعمر ودرس الفقه في النظامية ببغداد، سمع أبا الحسين بن المهتدي بالله وأبا الحسين بن النقور وأستاذه وجماعة غير أنه تحرج عن الرواية لانه
__________
(1) من نسخ أخرى.
(2) انظر اللباب 1 / 44.
(3) في نسخه أخرى " الهذاني ".
(*)(1/115)
كان معه بلدي له يقال له " أبو بكر محمد بن الحسن (1) الارموي واختلط اسمه باسمه فلم يكن يروي شيئا، كتبت عنه بيتين من إنشاد الامام أبي إسحاق الشيرازي أنشدناهما من حفظه إملاء بداره بدرب السلسلة انشدني أستاذي أبو إسحاق لنفسه: سألت الناس عن خل وفي * فقالوا ما إلى هذا سبيل تمسك إن ظفرت بود حر * فإن الحر في الدنيا قليل وتوفي أبو بكر الارموي في سنة ست وثلاثين وخمسمائة ببغداد.
وأبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف بن محمد الارموي من أهل أرمية أيضا، تفقه على الامام أبي إسحاق الشيرازي ببغداد وكان قدمها مع والده وبقي ببغداد إلى أن توفي وأخذ الفقه وكان يناظر ويحفظ المذهب، ولي القضاء بدير العاقول مدة، وسمع الحديث من أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشميين وأبي جعفر بن المسلمة (2) المعدل وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وطبقتهم، وعمر العمر الطويل حتى مات أقرانه وصار آخر من روى عن هؤلاء الشيوخ، سمعت منه الكثير ببغداد، وكانت ولادته سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وتوفي سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وجماعة من أهل هذه البلدة سمعوا معنا الحديث، منهم أبو الفتح نصر بن أحمد بن سناط الارموي، كان فقيها فاضلا ورد مرو وسمع معنا الكثير من يوسف بن أيوب الهمذاني وأبي منصور الكراعي ومن دونهما، وخرج إلى بلاده وولي القضاء بها ولا أدري متى توفي، سمعت منه أقطاعا من الشعر كتبها لي بخطه.
وأبو الروح الفرج بن أبي بكر بن الفرج الارموي من أهل أرمية، فقيه فاضل صالح سديد السيرة، تفقه بنوقان طوس على شيخنا محمد بن أبي العباس ولقيته بها، وسمع معي التفسير للثعالبي (3) عن أبي سعد ناصر بن سهل البغدادي ومحمد بن أبي سعد بن حفص نوقاني بروايتهما عن أبي سعيد الفرخزاذي عن المصنف، ثم قدم مرو وأنا غائب عنها في رحلة العراق وبقي عندنا إلى الساعة وأسكنته خانقاه عن (4) عبد الله بن
الحلواني، كتب عني الكثير في الاملاء والسماع وكتبت عنه أقطاعا من الشعر.
وأبو عبد الله محمد بن قحطان بن أبي عبد الله الارموي، شيخ صالح ذو ثروة وجدة، ركب البحر في التجارة وكسر به المركب، ثم جمع بعد ذلك شيئا كثيرا، ذهب عنه في غارة الغز بنيسابور،
__________
(1) في المنتظم والطبقات أن وفاته " في محرم سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ".
(2) كذا أطلق في المنتظم 10 / 149 وطبقات الشافعية 4 / 92، ونسخ أخرى.
(3) الصواب للثعلبي.
(4) من نسخ أخرى.
(*)(1/116)
سمع مني الكثير ومعي ببخارا ومرو وسرخس وهو مقيم عندنا، وهو سديد السيرة كثير التلاوة والتهجد ولنا به أنس.
ومن القدماء أبو الطيب نعيم بن مسافر بن جعفر الارموي قاضي أرمية، ورد بغداد وسمع بها أبا القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن شاهين، سمع منه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي بأرمية، وكانت وفاته بعد سنة ستين وأربعمائة إن شاء الله (1).
(الارميني): بفتح الالف وسكون الراء وكسر الميم وبعدها الياء، المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى إرمينية وهي من بلاد الروم ويضرب بحسنها وطيب هوائها وكثرة مائها وشجرها المثل، منها أبو عبد الله عيسى بن مالك بن بشر الارميني أصله من أرمينية إن شاء الله قال أبو سعيد بن يونس الصدفي: قدم أبو عبد الله الارميني مصر وكتب بها (الحديث (وسافر) إلى القيروان وكتب بها (2))، وكتبت عنه نسخة من حديث شجرة بن عيسى سمعها بالمغرب (3).
(الارنبوي): بفتح الالف والراء وسكون النون وضم الباء الموحدة والواو، هذه النسبة رأيتها في تاريخ نيسابور للحاكم في الطبقة الاخيرة، وظني أنها إلى بعض قرى نيسابور (4) وهو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن نصر الارنبوي نزيل نيسابور رأى أبا أحمد الدرسيني بالري وأبا بكر الشبلي ببغداد، وذكره الحاكم أبو عبد الله فقال: أبو عبد الله الارنبوي نزيل نيسابور كان
من أحفظ الناس للاخبار وأيام الناس، سكن نيسابور إلى أن توفي بها، وكان يكثر الكون بحضرة السيد أبي جعفر الموسائي، سمع محمد بن أيوب الرازي وأقرانه ولم يحدث قط بعد أن سألته غير مرة، وتوفي بنيسابور سنة ستين وثلاثمائة.
الاروائي: بفتح الالف وسكون الراء وفتح الواو وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى أروى وهي قرية من قرى مرو على فرسخين منها، والمشهور بالنسبة إليها أبو العباس أحمد بن محمد بن عميرة بن عمر (5) بن يحيى بن سليم الاروائي المروزي، كان ينزل سكة هاروناباذ وكان له حظ من الادب واللغة، وكان فاضلا عالما حسن الخط
__________
(1) وفي معجم البلدان " ومظفر بن يوسف الارموي المؤدب حدث عن أبي القاسم بن الحصين وأمثاله ".
(2) من نسخ أخرى.
(3) يستدرك (الارميوني) أرميون من قرى غربية مصر ينسب إليها الجمال يوسف بن عبد الله بن سعيد الحسيني الارميوني الشافعي توفي سنة 951 - راجع معجم المؤلفين 13 / 313.
(4) قال ياقوت " أرنبويه بفتح أوله وثانيه وسكون النون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وياء مفتوحة وهاء مضمومة في حال الرفع من قرى الري ".
(5) مثله في اللباب والقبس.
(*)(1/117)
صاحب أخبار ونوادر وطرف وملح وحكايات، صنف الكتب منها كتاب السمير والنديم، وكان عريض الدعوى في الطب، قيل إنه عالج نفسه بطبه فكان في ذلك حتفه، رحل إلى العراق والحجاز وكتب الحديث الكثير، سمع سعيد بن مسعود السلمي ومحمد بن عبدة ومحمد بن حاتم بن المظفر المروزيين وعبد المجيد بن إبراهيم البوشنجي ومحمد بن إسحاق بن راهويه وأبا يحيى محمد بن يحيى بن خالد المير ماهاني وببغداد أبا بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي وأبا محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي وعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري وبمكة أبا الحسن علي بن عبد العزيز المكي وغيرهم سمع منه أبو العباس أحمد بن
سعد المعداني وقال: لم أكتب عنه إلا حديثا واحدا في الوراقين، قال: وبلغني أنه كان يقول: كل يوم ما لم أعمل بدرهم لا أخرج من الدار (1).
وأبو الفضل أحمد بن محمد بن يعقوب الاروائي، سمع عثمان بن سعيد ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخ مرو (2).
__________
(1) كذا في نسخ أخرى.
(2) ويستدرك (الاروشي) ذكره في القبس وقال: " بفتح الهمزة والراء وبعد الواو شين معجمة، أروش مدينة بكورة باجة...غرب الاندلس ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن حيان بن فرحون بن عمر بن عبد الله بن موسى بن مالك بن حمدون بن حيان الانصاري نزيل بلنسية ولد سنة تسع وأربعمائة.
(*)(1/118)
باب الالف والزاي الازجاهي: بفتح الالف وسكون الزاي وفتح الجيم وآخرها الهاء، هذه النسبة إلى أزجاه وهي إحدى قرى خابران من خراسان وهي بليدة حسنة دخلتها غير مرة وأقمت بها أياما، خرج منها جماعة من الائمة قديما وحديثا، منهم أبو الفضل عبد الكريم بن يونس بن محمد بن المنصور الازجاهي، إمام فاضل ورع متقن حافظ لمذهب الشافعي رحمة الله عليه متصرف فيه، تفقه أولا بنيسابور على أبي محمد الجويني ثم بمرو على أبي طاهر السنجي وبمرو الروذ على القاضي حسين بن محمد، وسمع الحديث وأملى، روى لي عنه أبو الفتح محمد بن أحمد بن معاوية الازجاهي الخطيب إمام جامع أزجاه بها وأبو بكر محمد بن أحمد بن الجنيد الخطيب بميهنة، وتوفي في سنة ست وثمانين وأربعمائة وزرت قبره بأزجاه.
وأبو بكر عبد الجبار بن علي بن سعيد بن محمد بن سعيد بن أحمد بن حرب بن أحمد بن حرب الازجاهي الحربي تلميذ عبد الكريم السابق ذكره، إمام فاضل وسأذكره في (الحربي) مع ابنه أبي الفضائل محمد بن عبد الجبار الازجاهي سمعت منه بسرخس (1).
الازجي: بفتح الالف والزاي وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى باب الازج وهي محلة كبيرة ببغداد، قيل كان بها أربعة آلاف طاحونة، وكان منها جماعة كثيرة من العلماء والزهاد
والصالحين وكلهم إلا ما شاء الله على مذهب أحمد بن حنبل رحمه الله، وكتبت عن جماعة كثيرة منهم، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر بن بكران الازجي الخياط من أهل باب الازج، كان ثقة صدوقا مكثرا صاحب كتاب، سمع أباه وأبا الحسن علي بن محمد بن كيسان النحوي وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي وأبا عبد الله الحسين بن علي بن العسكري وأبا حفص عمر بن أحمد بن الزيات وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجرائي، سمع منه جماعة كثيرة منهم أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري وكانت ولادته في شعبان سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ومات في المحرم سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
__________
(1) وفي معجم البلدان " أبو بكر أصرم بن محمد بن أصرم الازجاهي المقرئ كان صالحا ورعا، سمع الحديث من أبي طاهر أحمد بن محمد بن علي المالكي وأبي نصر أحمد بن محمد بن سعيد القرشي ومولده في حدود سنة 470 ".
(*)(1/119)
الازدي: هذه النسبة إلى أزدشنوءة بفتح الالف وسكون الزاي وكسر الدال المهملة، وهو أزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن وكهلان بن سبأ، والمشهور بهذا الانتساب أبو معمر عبد الله بن سخبرة الازدي، يروي عن ابن مسعود وخباب، عداده في أهل الكوفة، روى عنه إبراهيم النخعي.
وأبو حوالة عبد الله بن حوالة الازدي من الازد بن غوث له صحبة.
والمهلب بن أبي صفرة الازدي أمير خراسان وأولاده، منسوب إلى الازد بن عمران بن عامر (1)، والنسبة إليها بالسين أكثر (2).
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الفقيه الطحاوي الازدي، وطحا مدينة من ديار مصر، وهو منسوب إلى أزد الحجر (3)، صنف الآثار والسنن، كان على مذهب الشافعي فانتقل إلى مذهب أبي حنيفة رحمهما الله، وتوفي بمصر في سنة نيف وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي بن سعيد بن بشر بن مروان بن عبد العزيز الازدي الحجري ثم العامري الحافظ المعدل، قال أبو عبد الله
الصوري: وما رأت عيناي مثله، صنف التصانيف، يروي عنه جماعة، وتوفي سنة نيف عشرة وأربعمائة بمصر.
وأبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن حسين بن عبد الله بن يزيد بن النعمان الازدي الموصلي، كان من أهل العلم والفضل من أهل الموصل، سكن بغداد وبها حدث وانتشرت الروايات عنه، حدث عن أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي والهيثم بن خلف الدوري وعلي بن سراج المصري ومحمد بن جرير الطبري وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبي عروبة الحراني وأبي بكر ابن الباغندي، روى عنه محمد بن جعفر بن علان الشروطي وعبد الغفار بن محمد المؤدب وأبو طالب محمد بن الحسين بن بكير وإبراهيم بن عمر البرمكي وغيرهم، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ فقال: أبو الفتح الازدي في حديثه غرائب ومناكير، وكان حافظا صنف كتابا في علوم الحديث، وسألت محمد بن جعفر بن علان عنه فذكره بالحفظ وحسن المعرفة بالحديث وأثنى إليه، قال أبو النجيب الارموي: رأيت أهل الموصل يوهنون أبا الفتح الازدي جدا ولا يعدونه شيئا، قال: وحدثني محمد بن صدقة الموصلي إن أبا الفتح قدم بغداد على الامير يعني ابن بويه ووضع له حديثا أن جبرائيل عليه السلام كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في صورته، قال: فأجازه وأعطاه دراهم كثيرة، قال: وسألت أبا بكر البرقاني عن أبي الفتح الازدي فأشار إلي أنه كان
__________
(1) وهو من ذرية أزد بن الغوث الذي تقدم.
(2) المعروف أن النسبة هي إلى أزد بن الغوث، والاسد لغة فيه قليلة، راجع الاكمال 1 / 85 و 153.
(3) هو الحجر بن عمران بن عامر وعمران من ذرية الازد بن الغوث كما مر.
وأز ؟ شنوءة وأزد عمان كلاهما من ذرية أزد بن الغوث، والنسبة إليه.
(*)(1/120)
ضعيفا وقال: رأيته في جامع المدينة وأصحاب الحديث لا يرفعون به رأسا ويتجنبونه، ومات بالموصل في سنة تسع وستين وثلاثمائة، وقيل: سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
الازرق: بفتح الالف وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها القاف، هذه الصفة كان
يعرف بها الامام أبو إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الازدي البصري المعروف بالازرق، هكذا رأيت في كتاب الثقات لابي حاتم البستي، قال: وهو مولى آل جرير بن حازم الجهضمي من أهل البصرة، يروي عن ثابت البناني، روى عنه أهل البصرة، وكان مولده في ولاية سليمان بن عبد الملك سنة ثمان وتسعين، ومات يوم الجمعة في شهر رمضان لتسع عشر مضت من سنة سبع وسبعين ومائة، وقد قيل سنة (1) تسع وسبعين، ودفن بعد العصر يوم الجمعة، وكان ضريرا (2) يحفظ حديثه كله وكان درهم جده من سبي سجستان، وما كان حماد بن زيد يحدث إلا من حفظه، وقد وهم من زعم أن بينهما - يعني بينه وبين ابن سلمة بن دينار - كما بين الدينار والدرهم لان حماد بن زيد كان أحفظ وأتقن وأضبط من حماد بن سلمة اللهم إلا أن يكون القائل بهذا أراد فضل ما بينهما مثل الدينار والدرهم في الفضل والدين لان حماد بن سلمة كان أفضل وأدين وأورع من حماد بن زيد ولسنا ممن يطلق الكلام على أحد بالجزاف بل نعطي كل شيخ قسطه وكل راو حظه والله الموفق لذلك والمان بما يجب من القول والفعل معا.
وعبد الملك بن وهيب الازرق مولى زيد بن ثابت الانصاري، يروي المراسيل، روى عنه عبد الرحمن بن أبي الموال.
ومن التابعين إسماعيل بن سلمان بن أبي المغيرة وعبيد الله بن موسى والتبوذكي، يخطئ.
وعبد الصمد بن سليمان الازرق، يروي عن خصيب بن جحدر، روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي، منكر الحديث جدا لا يحتج بخبر رواه إلا من غير رواية خصيب بن جحدر، وكذلك التنكب عما انفرد بما لم يتابع عليه.
وأبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان الازرق التنوخي الكاتب الانباري، سمع جده إسحاق بن البهلول ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي والزبير بن بكار والحسن بن عرفة وحميد بن الربيع، روى عنه محمد بن المظفر والدارقطني وابن شاهين، وآخر من روى عنه أبو الحسين بن المتيم وكان ثقة، وولد بالانبار في رجب سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وكان أزرق العين وكان كاتبا جليلا قديم التصرف مع السلطان عفيفا فيما تصرف فيه وكان عريض النعمة متخشنا في دينه
كثير الصدقة أمارا بالمعروف، ومات عن اثنتين وتسعين سنة في ذي الحجة سنة تسع وعشرين
__________
(1) من نسخ أخرى.
(2) كذا قال ابن حبان وتبعه ابن منجويه والمؤلف.
(*)(1/121)
وثلاثمائة ودفن بباب الكوفة.
الازرقي: بفتح الالف وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الحد الاعلى وهو أبو محمد أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة بن الازرق بن عمرو بن الحراث بن أبي شمر الغساني المكي المعروف بازرقي، يروي عن داود بن عبد الرحمن العطار وسفيان بن عيينة، روى عنه حفيده ويعقوب بن سفيان، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين.
وحفيده هو أبو الوليد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الوليد الازرقي صاحب كتاب أخبار مكة وقد أحسن في تصنيف ذلك الكتابة غاية الاحسان، روى عن جده ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وغيرهما، روى عنه أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي، مات...ومائتين.
وجماعة من الخوارج يقال لهم الازارقة النافعية فهم أصحاب نافع بن الازرق الذين خرجوا مع نافع من البصرة إلى الاهواز فغلبوا عليها وعلى كورها وما وراءها من بلدان فارس وكرمان في أيام عبد الله بن الزبير وقتلوا عماله بهذه النواحي، وكان مع نافع من أمراء الخوارج عطية بن الاسود الحنفي وعبيد الله وعثمان والزبير أولاد ماحوز وعمرو بن عبيد العنبري وقطري بن فجاءة المازني وعبد ربه الكبير وعبد ربه الصغير في زهاء ثلاثين ألفا ممن يرى رأيهم وأنفذ إليهم والي البصرة عبد الله بن الحارث النوفلي صاحب جيشه مسلم بن عبيس بن كريز بن حبيب فقتلوه وهزموا أصحابه فأخرج إليهم أيضا عثمان بن عبيد الله بن معمر التيمي فهزموه، فأخرج إليهم حارثة بن بدر الغداني في جيش كثيف فهزموه أيضا وخشي أهل البصرة على بلدهم من الخوارج، فأخرجوا إليهم المهلب بن أبي صفرة فبقي في حرب الازارقة تسع عشرة سنة إلى أن فرغ من أمرهم في أيام الحجاج، ومات نافع
قبل وقائع المهلب مع الازارقة وبايعوا بعده قطري بن الفجاءة وسموه أمير المؤمنين، وكان نافع أول من أحدث الخلاف بين الخوارج وذلك أنه أظهر البراءة من القعدة عن اللحوق بعكسره وإن كان موافقا له على دينه وأكفر من لم يهاجر إليه وأوجب على أصحابه امتحان من قصد عسكره، وقيل: إنه أخذ هذا القول عن رجل من أصحابه يقال له عبد الله بن الوضين وكان نافع قد خالفه وبرئ منه، فلما مات ابن الوضين صار نافع إلى قوله وزعم أن الحق كان معه ولم يكفر نفسه بخلافه إياه حين خالفه وأكفر من يخالفه فيما بعده وهذا من أعجب بدع الازارقة أن يكون قول في وقت كفرا وفي وقت آخر لم يكن كفرا، ولما انتشرت الازارقة أظهرت في اتباعها أن عليا رضي الله عنه هو الذي أنزل الله فيه: * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام) * (1) وأن ابن ملجم هو الذي أنزل الله فيه:
__________
(1) البقرة: 204.
(*)(1/122)
* (ومن الناس من يشتري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد) * (1) وقال عمران بن حطان وهو مفتي الخوارج وزاهدها وشاعرها الاكبر في ضربته عليا رضي الله عنه هذين البيتين: يا ضربة من منيب ما أراد بها * إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا إني لاذكره يوما فأحسبه * أوفى البرية عند الله ميزانا وعلى هذا العقيدة مضى أسلاف الازارقة.
الازركاني:..(2) أبو عبد الرحمن عبد الله بن جعفر الازركاني ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس وقال يروي عن شاذان والزياد أباذي، روى عنه جماعة من أهل شيراز أبو بكر بن إسحاق وأبو عبد الله بن خفيف وأبو بكر العلاف وأحمد بن جعفر الصوفي وأحمد بن عبدان الحافظ، وتوفي لسبع ليال خلت من ذي الحجة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
الازركياني: بفتح الالف وسكون الزاي وفتح الراء وسكون الكاف وفتح الياء آخر
الحروف ثم الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أزركيان وهو اسم مجوسي من أهل بخارا كان تاجرا خرج بخارا في التجارة إلى الصين ثم خرج من الصين إلى البصرة ثم ذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأسلم على يديه، ومن أولاده أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن باباج بن الازركيان من أهل بخارا، له رحلة إلى العراق، سمع ببخارا سهل بن المتوكل وأبا سهيل سهل بن بشر الكندي وأحمد بن رضوان الخشاب وسعيد بن ذاكر الاسدي وموسى بن أفلح والليث بن حبرويه وببغداد معاذ بن المثنى العنبري وبشر بن موسى الاسدي وغيرهم، وتوفي في شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
الازري: بضم الالف والزاي وكسر الراء، هذه النسبة إلى الازر وهي جمع إزار، ولعل هذا الرجل كان يبيعها، والمنتسب إليه أبو الحسين سعد الله (3) بن علي بن محمد الازري الحنفي من أهل بغداد، حدث عن أبي الفضل عبد الملك بن إبراهيم الفرضي وأبي يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف الفزويني وأبي القاسم علي بن محمد السمناني وغيرهم، سمع منه صاحبنا ورفيقنا أبو حفص عمر بن المبارك بن سهلان النعالي، ذكر أنه
__________
(1) البقرة: 207.
(2) انظر اللباب 1 / 47.
(3) مثله في اللباب وغيره.
(*)(1/123)
كان شروطيا بالجانب الغربي وكان به طرش وما كان له كثير معرفة (1).
الازمي: بفتح الالف والزاي وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الازم، والمنتسب إليها أبو سعيد الحسن بن علي بن عبد الصمد بن يونس بن مهران البصري يعرف بالازمي، سكن بغداد وحدث بها عن صهيب بن محمد بن عباد بن صهيب وبحر بن الحكم الكسائي وغيرهما، روى عنه محمد بن مخلد وأبو بكر بن الجعابي ومحمد بن حميد المخرمي ومحمد بن المظفر وعلي بن عمر السكري، ومات بواسط في آخر جمعة من رجب سنة ثمان
وثلاثمائة.
الازناوي: بفتح الالف وسكون الزاء وفتح النون وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى أزناوة وهي قلعة من ناحية الاجم بهمذان، منها أبو الفضل عبد الكريم بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي الازناوي المعروف بالبياري، فقيه صالح سديد السيرة مشتغل بالعلم، سكن بغداد وتفقه على أسعد بن أبي نصر الميهني ثم خرج إلى الموصل ولازم علي بن سعادة بن السراج وعلق المذهب عليه، وسمع ببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وأبا طالب الحسين بن محمد بن علي الذهبي وبالموصل أبا البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد، وكانت ولادته بأزناوة في ذي الحجة سنة ست وسبعين وأربعمائة (2).
الازهري: بفتح الالف وسكون الزاي وفتح الهاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الازهر وهو اسم لجد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق بن الازهر الاسفرايني الازهري ابن أخت أبي عوانة الحافظ من أهل أسفراين، كان محدث عصره وكان من أحسن الناس سماعا وأصولا بفائدة خاله فإنه رحل به سنة سبع وثمانين ومائتين بعد أن سمعه بأسفراين عن أبي بكر بن رجاء وأحمد بن سهل بن مالك وبنسا وعن الحسن بن سفيان والفر هاذاني وسمع بالري محمد بن أيوب وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبا مسلم وإبراهيم بن عبد الله الكجي وبالبصرة الحسن بن سهل المجوز وبالاهواز أحمد بن سهل بن أيوب والحسين بن داود الصواف وجماعة كثيرة سواهم
__________
(1) ويستدرك (الازموري) قال منصور بن سليم بعد ذكر الارمور ما لفظه " الثاني نسبة إلى أزمور بزاي وقبل الياء (يعني ياء النسب) راء من قبائل المغرب منهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الازموري قدم علينا بغداد وسمع معنا الحديث وتوفي بالموصل في سنة تسع وثلاثين وستمائة ".
(2) يستدرك (الازنري) قال ياقوت: " أزنري بالفتح ثم السكون وفتح النون وكسر الراء من قرى نهاوند، قال أبو طاهر بن سلفة: محمد بن إبراهيم الازنري النهاوندي رأيته بأزنرى من قرى نهاوند، علقنا عنه حكايات ".
(*)(1/124)
مثل أبي خليفة القاضي وعبدان الاهوازي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أبو محمد الاسفرايني جمع له خاله حديث مالك بن أنس وغيره، كتبنا عنه من سنة خمس وثلاثين إلى نيف وأربعين، كان يقدم البلد - يعني نيسابور (1) - في كل سنة قدمة لا تخطئه ويحمل إلينا من أصوله ما نستفيده، وتوفي في شعبان سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان بن الفرج بن الازهر الازهري المعروف بابن السوادي سأذكره في السين لانه عرف بذلك وأخوه أبو طالب محمد بن أحمد الازهري المعروف بابن السوادي أخو أبي القاسم وكان الاصغر، سمع أبا حفص عمر بن محمد الزيات وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق ومحمد بن إسحاق القطيعي ومحمد بن المظفر الحافظ وأبا بكر أحمد بن شاذان البزاز، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وسمع منه وحدث وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا، وقال أبو القاسم الازهري: ولد أخي أبو طالب في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وأنا أكبر منه بثمان سنين - ولدت في سنة خمس وخمسين -، وقال أبو طالب: ولدت في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وستين، وتوفي بواسط في ذي الحجة سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
__________
(1) زاد في ك " وكنت إذ ذاك بمكة " وهي من كلام الخطيب، والمؤلف لم يلتزم نقل عبارته بنصها.
(*)(1/125)
باب الالف والسين الاسامي: بضم الالف وفتح السين المهملة بعدها الالف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمشهور بالانتساب إليه أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن مالك بن زيد بن أسامة ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ بن حارثة الكلبي الاسامي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة، سكن بغداد ثم انتقل إلى خراسان وسكن بخارا وحدث بها عن مالك بن أنس وحماد بن زيد وعطاف بن خالد وأبي الاحوص سلام بن سليم وهشيم بن
بشير وأبي بكر بن عياش وعبد الله بن المبارك وغيرهم، روى عنه محمد بن عثمان بن إسحاق السمسار وإسحاق بن محمود الخزاعي البخاريان، ولما قدم عبد الله الاسامي المديني بخارا كنا (1) نختلف إليه وهو يحدثنا فحدثنا يوما بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحتجم يوم السبت ثم قال: رأيت سفيان بن عيينة يحتجم يوم السبت غير مرة، قال محمد بن يوسف بن الحكم: فأتينا أبا جعفر المسندي فذكرنا له ذلك فقال: أقيموني أقيموني سمعت سفيان بن عيينة يقول: ما احتجمت قط إلا مرة واحدة، فغشي علي قال: فعلمنا حينئذ أنه كذاب، وكان يأخذ كتاب القعنبي (2) وكتاب قتيبة بن سعيد فينظر فيه فيروي لهم عن الليث بن سعد وغيره.
وقال صالح بن محمد جزرة: عبد الله بن عبد الرحمن الاسامي زعم أنه من ولد أسامة بن زيد، من أكذب خلق الله دخل بخارا وحدث بها.
وقال: عامة أحاديثه بواطيل.
وكانت وفاته بعد سنة خمس وعشرين ومائتين.
ومحمد بن عبد الملك الاسامي البصري من ولد أسامة بن زيد، يروي عن بقية بن الوليد، روى عنه أبو سعيد الحسن بن خلف بن سليمان الخلقاني (3) الاستر اباذي، ذكره في تاريخ جرجان في ترجمة الحسن بن خلف.
الاسباري: بفتح الالف إن شاء الله وسكون السين المهملة وفتح الباء الموحدة بعدها الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قرية على باب مدينة أصبهان التي يقال لها جي.
وهذه القرية يقال لها أسبار ديس، منها أبو طاهر بن عبد الله بن الفرخان الاسباري الزاهد كان
__________
(1) القصة في تاريخ بغداد من طريق " حمدويه بن الخطاب يقول سمعت محمد بن إسماعيل ومحمد بن يوسف بن الحكم يقولان لما قدم عبد الله بن عبد الرحمن الاسامي المديني بخارا كنا نختلف إليه...".
(2) هكذا في تاريخ بغداد ولسان الميزان وهو الصواب.
(3) مثله في تاريخ جرجان رقم 247 وهكذا ضبطه المؤلف في رسمه (الخلقاني).
(*)(1/126)
مستجاب الدعوة من عباد الله الصالحين، يروي عن سليمان بن شرحبيل وعمرو بن عثمان وغيرهما، روى عنه أحمد بن محمد بن نصر (1) المديني وعبد الله بن محمد بن عيسى
وأحمد بن إبراهيم بن بندار الاصبهانيون، قيل إن أبا طاهر بن الفرخان دخل خلوة الحمام يوما ليتنور فدخل عليه رجل فجاءة فاغتم لذلك فلما خرج دعا الله فقال: اللهم ! إنك قادر على أن تكفيني أمر الحمام، فلم ينبت له شعر بعد ذلك، توفي سنة ست وسبعين ومائتين.
الاسباطي: بفتح الالف وسكون السين وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى أسباط وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة القاضي أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى الاسباطي البروجردي من أهل بروجرد، كان فاضلا عالما فهما زاهدا متعبدا متقللا من الدنيا، خرج من الدنيا كما دخلها فقيرا، وأجبر على تقلد القضاء ببروجرد من قبل الامير فرهاد بن مرداويج وأملى الحديث، سمع أبا سعيد أحمد بن محمد بن الفضل الكرابيسي وأبا عبد الله محمد بن الحسين الكرابيسي، روى عنه أبو القاسم بن عباد البروجري وأبو عمرو أحمد بن محمد القاضي وجماعة، وكانت وفاته (2) في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
الاسبانيكثي: بضم (3) الالف وسكون السين المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى اسبانيكث وهي من مدن اسبيجاب على مرحلة كبيرة، منها أبو نصر أحمد بن زاهر بن حاتم بن رستم الاديب الاسبانيكثي، كان فاضلا ثقة مائلا إلى الخيرات، يروي عن عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الاستاذ، روى عنه أبو سعد الادريسي الحافظ، وقال: سكن سمرقند ومات بها بعد الستين والثلاثمائة.
وأبو علي الحسين بن محمد بن زاهر بن حاتم الفقيه الاسبانيكثي هو ابن أخي أبي نصر السابق ذكره، تفقه بسمرقند وانصرف إلى اسبانيكث (4) وكان فقيها (4) وكان يتجر إلى سمرقند قاله أبو سعد الادريسي، ثم قال: وكان يختلف إلينا ويكتب عنا، وكان فاضلا حاذقا بالحساب والفرائض، وانصرف من سمرقند إلى اسبانيكث ومات بها بأخرة بعد التسعين والثلاثمائة، كان كتب بباراب عن صديق بن سعيد
__________
(1) في نسخ أخرى " نصير ".
(2) هكذا في ك ووقع في م وس " ولادته " وفي اللباب " مولده " ويظهر أن الصواب ما في ك.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان ووقع في م وس " بفتح ".
زاد ياقوت: مدينة بما وراء النهر.
(4 - 4) ثبت في الاصل (ك) فقط.
(*)(1/127)
الصوناخي وباسفيجاب (1) عن أبي أحمد الحزام المروزي وغيرهما، كتبنا عنه بسمرقند.
وأبو الحسن سعيد بن حاتم بن عدي الفقيه الاسبانيكثي، من ساكني سمرقند، الشيخ الفاضل الورع، سكن سمرقند مدة طويلة وتفقه بها على أبي الحسن الرحبي الفقيه الشافعي وولد بها ابنه الحسن ثم خرج إلى بلاد الترك قبل الثمانين والثلاثمائة وانصرف منها إلى اسبانيكث ومات بها في تلك الايام، وكان يروي عن عبد الله بن محمد بن محمود السمرقندي شيخ من ساكني اسبيجاب، سمع منه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي الحافظ.
وظفر بن الليث بن فل الثغري الاسبانيكثي من بلاد أسفيجاب، يروى عن محمد بن أسلم القاضي، كان فقيها لا بأس بروايته عن الثقات، مات بعد العشرين والثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن سفيان الاسبانيكثي الفقيه الشافعي، كان على حكومة نسف مدة وكان من أورع الحكام وأفضلهم وأنزههم، هكذا ذكره أبو العباس المستغفري في تاريخ نسف وقال: كان درس الفقه على أبي بكر أحمد بن الحسن الفارسي وكان من أجلة أصحاب الشافعي رحمه الله وكان قليل الحديث لم يحدث ببلدنا، وقال: سمعت الحاكم أبا محمد (2) عبد الله بن أبي شجاع الاسبانيكثي يقول: سمعت أبا الحسن علي بن زكريا الفقيه المفتي بالشاش وكان من أصحاب أبي بكر الفارسي يقول: لم يكن أحد من أصحاب أبي بكر الفارسي أخذ منه فقهه وكلامه وتدقيقه كما أخذ أبو بكر الاسبانيكثي ولو أن إنسانا سمعه يتكلم من وراء جدار ما شك أنه أبو بكر الفارسي، مات في سنة خمس أو ست وسبعين وثلاثمائة بالسغد، سمعت عبد الله بن أبي شجاع الاسبانيكثي يقول: ذكر هذا كله أبو العباس المستغفري الحافظ فيما أنا أبو الفضائل محمد بن عبد الله الكسي بسمرقند أنا أبو علي الحسن بن عبد الملك النسفي كتابة المستغفري
يقوله.
الاسبذي: بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الباء المعجمة بواحدة وفي آخرها الذال المعجمة المكسورة، والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الاسبذي، قال هشام بن الكلبي: إنما قيل لهم - يعني لولده -: اسبذيون انهم كان يعبدون فرسا، ويقال بل هي مدينة يقال لها أسبذ كان نزلها فنسب إليها، وقال الهيثم بن عدي: إنما قيل لهم الاسبذيون أي الجماع وهم من بني زيد بن عبد الله بن دارم، ومنهم المنذر بن ساوي صاحب هجر كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال
__________
(1) في نسخ أخرى " باسبيجاب " وهو صحيح أيضا.
(2) ثبت في ك ويأتي ما يوافقه.
(*)(1/128)
ذلك ابن الكلبي (1).
الاسبسكثي: بكسر الالف والباء المكسورة المنقوطة بواحدة من تحتها بين السينين المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى اسبسكث وهي قرية على فرسخين من سمرقند، منها أبو حامد أحمد بن حامد بن بكر الاسبسكثي، يروي عن الفتح بن محمد الجوهري، روى عنه محمد بن إبراهيم التوذي.
الاستاذ: بضم الالف وسكون السين المهملة وفتح التاء ثالث الحروف بعدها الالف وفي آخرها الذال المعجمة، هذا لقب أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن الخليل البخاري السبذموني من أهل بخارا، عرف بالاستاذ لانه كان يختص بدار الامير الجليل إسماعيل بن أحمد الساماني ويسألونه فيها عن أشياء فيجيب، عرف بالاستاذ ولم يكن موثوقا به فيما ينقله، وله رحلة إلى العراق وخراسان، ثم خرج إليها على كبر السن، وذكره الحفاظ في تواريخهم ووصفوه برواية المناكير والاباطيل، روى عنه علي بن موسى القمي في كتاب أحكام القرآن وأبو بكر المنكدري وأبو العباس بن عقدة الحافظ، وكانت ولادته ليلة الاربعاء غرة ربيع
الآخر سنة ثمان وخمسين ومائتين، ومات ليلة الجمعة لخمس مضين من شوال سنة أربعين وثلاثمائة ببخاري.
الاستاذ براني: بضم الالف إن شاء الله وسكون السين المهملة والتاء المفتوحة ثالث الحروف وبعدها الذال المعجمة والباء المفتوحة والراء المفتوحة وبعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى استاذبران وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الاستاذ براني، يروي عن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار، روى عنه أبو بكر من مردويه الحافظ (2).
الاستاني: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى إستا (3) وهي قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها، كان من هذه القرية أبو شعيب صالح بن عمر بن العباس بن حمزة بن عمرو (4) بن أعين الخزاعي الاستاني، وهو أخو عيسى بن عمر الاستاني وهو أصغر منه، يروي عن إسحاق بن إبراهيم
__________
(1) راجع الاكمال مع التعليق 1 / 120 ومعجم البلدان (اسبذ).
(2) يستدرك هنا (الاستار قيني) في معجم البلدان (استارقين) أظنه من قرى همذان ".
(3) وزيدت نونا في النسبة - قاله ياقوت.
(4) في نسخ أخرى " عمر ".
(*)(1/129)
الدبري وأبي يحيى زكريا بن يحيى الناقد ومحمد بن نصر المروزي الامام وغيرهم، روى عنه أبو الحسن محمد بن الحسين الخياطي الجرجاني الحافظ (1).
الاستر اباذي: بكسر الالف وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الراء والباء الموحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى استراباذ وقد يلحقون فيه ألفا أخرى بين التاء والراء فيقولون استاراباذ إلا أن الاشهر هذا وهي بلدة من بلاد مازندران بين سارية وجرجان أقمت بها قريبا من عشرة أيام فكتبت بها عن جماعة منهم وكتبت
تاريخ إستراباذ من تصنيف أبي سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الاستراباذي المعروف بالادريسي، وقد ذكرته في الالف مع الدال وفي هذا التاريخ جماعة كثيرة من محدثي هذه البلدة استغنينا عن ذكرهم، ومن مشاهيرهم أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي بن زيد الاستراباذي، أحد أئمة المسلمين، رحل إلى العراق والشام وديار مصر وأكثر عن الشيوخ وانصرف إلى بلاده وكثرت الرحلة إليه وكتبوا عنه ودخل بلاد ما وراء النهر وسكن جرجان، وكان مقدما في الفقه والحديث وكانت الرحلة إليه في أيامه، وحدث عن عمار بن رجاء وإسحاق بن إبراهيم الطلقي وعمر بن شبة والحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن منصور الرمادي وعلي بن حرب الطائي والربيع بن سليمان، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي ومحمد بن عثمان بن ثابت الصيدلاني وابنه نعيم بن أبي نعيم وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وكان من الحفاظ لشرائع الدين مع صدق وتورع وضبط وتيقظ، وكان أبو علي الحافظ النيسابوري يقول: أبو نعيم الجرجاني أحد الائمة، ما رأيت بخراسان بعد أبي بكر (2) بن خزيمة مثله أو أفضل منه، كان يحفظ الموقوفات والمراسيل كما نحفظ نحن المسانيد، توفي أبو نعيم في ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وكان ابن ثلاث وثمانين سنة، وأبو حاجب محمد بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم بن كبير (3) الاستراباذي، كان إماما فاضلا مفتيا مناظرا ورعا تقيا صدوقا ثقة، سمع ببلده استراباذ أبا الحسن بن محمد بن أبي نعيم بن أحمد بن أبي نعيم الاستراباذي، وأبا الحسن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الاستراباذي وأبا عبد الله محمد بن سعيد (4) الاستراباذي، وبجرجان أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وببسطام
__________
(1) في اللباب قلت: فاته (الاستاني) مثل ما قبله إلا أنه بضم الهمزة، وهو نسبة إلى أستان من قرى بغداد منها أبو السعادات هبة الله بن عبد الصمد بن عبد المحسن الاستاني حدث عن علي بن أحمد البسري ولقي أبا إسحاق الشيرازي روى عنه الحافظ أبو طاهر السلفي، وهو ضبطه ".
(2) من هنا يبتدئ الموجود من نسخة الجامعة العثمانية ورمزها (ع).
(3) كذا في ك، والذي في بقية النسخ " كثير " وصنيع كتب المشتبه يقتضي أنه كثير - والله أعلم.
(4) وقع في ك بعد هذا " عامر بن محمد البسطامي " وهذه القطعة طائشة هنا وستأتي في موضعها قريبا.
(*)(1/130)
أبا سعيد عامر بن محمد البسطامي، وببغداد أبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت المجبر والقاضي أبا محمد عبد الله بن محمد بن الاكفاني وأبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وطبقتهم، سمع منه جدي الامام أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني رحمه الله وجماعة من القدماء، روى لنا عنه أبو محمد الحسن بن محمد بن أحمد الاستراباذي القاضي بالري ولم يحدثنا أحد عنه سواه: وتوفي في سنة ثمان وستين وأربعمائة بإستراباذ.
وأبو سهل هارون بن أحمد بن هارون بن بندار بن حريش بن الحكم (1) الاستراباذي - وقال الحاكم أبو عبد الله في نسبه: بندار بن خداش، ولم يزد على هذا، كان شيخا فاضلا صالحا مكثرا من الحديث له رحلة إلى العراق والحجاز، سمع بالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبا زكريا يحيى بن محمد الساجي (2)، وبواسط محمود بن محمد الواسطي، وببغداد أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وبمكة المفضل بن محمد الجندي وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وبالري أبا العباس الطهراني وطبقتهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله الغنجار البخاري (3) وأبو العباس جعفر بن محمد الحافظ المستغفري لانه حدث في بلاد ما وراء النهر، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: أبو سهل الاستراباذي المحدث كان صحيح الاصول كثير الحديث ورد نيسابور سنة ثلاث وخمسين وأقام بها سنين (4) ثم جاءنا إلى بخارا وأنا بها فحدث بها سنين (4) فرأيت له بها مجالس حسنة.
وقال المستغفري في تاريخ نسف: هارون الاستراباذي دخل نسف في رجب سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وعقد له مجلس الاملاء على باب المقصورة كل يوم بعد صلاة الظهر وكان يشهد مجلسه عامة أهل العلم من الفريقين وأولاد أرباب النعم شهدت أنا مجالسه وأنا يومئذ ابن عشر سنين مع أخوي وعمي عبد الملك بن المعتز ومع غلماننا ومؤدبنا أبي علي منصور بن محمد بن إسماعيل وهو أول
شيخ سمعت منه الحديث، شهدت من مجالسه أكثر من عشرة مجالس ولا أروي منها إلا ثلاثة مجالس التي أحفظ تلك الاحاديث التي أملاها بأعيانها وتركت باقي المجالس لانها ضاعت من عمي ومن المؤدب، فقرئ عليه أحاديث أبي خليفة عن أبي الوليد الطيالسي وإبراهيم بن بشار وغيرهما وأخبار مكة وشئ كثير من فوائده في المسجد الجامع وفي دار أبي القاسم
__________
(1) في النسخ هنا " حكيم " وفيها في ذكر أخي هذا الرجل كما يأتي " الحكم " وفي تاريخ جرجان في الموضعين " الحكم " وهو الصواب إن شاء الله.
(2) كذا وفي تاريخ جرجان رقم 575 " روى عن أبي خليفة وزكريا الساجي " والمعروف بهذا الاسم أبويحيى زكريا بن يحيى الساجي وهو حافظ مشهور من أقران أبي خليفة وكلاهما من أهل البصرة.
(3) في نسخ أخرى " ببخارى " كذا.
(4 - 4) في نسخ أخرى " سنتين ".
(*)(1/131)
عبد الله بن أحمد بن إدريس فهو الذي حمله من بخارا من أجل أبنه أبي نصر ثم احترق عامة ما سمعوا وحصلوا من سماعاته في خان البزارين (1) في الفتنة في صفر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ولم يبق من المسموعات منه إلا القليل في أيدي الناس، ومات هارون ببخارا وقت الظهر يوم الثلاثاء لاربع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة أربع وستين وثلاثمائة.
وأخوه أبو أحمد محمد بن أحمد بن هارون بن بندار بن الحريش بن الحكم الاستراباذي أخو هارون كان أكبر منه سنا، روى عن أبي شعيب الحراني، روى عنه ابنه أحمد بن محمد، ومات في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو نعيم محمد بن بندار بن إبراهيم بن عمرو بن عيسى الاستراباذي الفقيه من أهل إستراباذ، جمع بين الفقه ومعرفة الحديث، كان رفيق أبي أحمد بن عدي الحافظ إلى الشام ومصر، روى عن أبي خليفة الفضل بن الحباب وعبدان بن أحمد بن موسى الجواليقي وغيرهما، روى عنه عبدوس بن علي الجرجاني بسمرقند.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن الحسن بن حمويه بن ابران الاستراباذي المعروف بابن أبي نعيم، كان
مولده بجرجان في محلة مسجد دينار في سكة الفرس ثم انتقل إلى بخارا وكان يتجر من بخارا إلى مصر، روى عن أبيه وأبي النضر محمد بن عبد الله بن المنذر وبكر بن محمد بن حمدان وأبي جعفر محمد بن محمد بن جميل وأبي بكر محمد بن أحمد بن خنب، ومات في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وله نيف وستون سنة.
وأبو نعيم عبد الملك بن أحمد بن نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي بن زيد الاستراباذي حفيد أبي نعيم السابق ذكره، ولي قضاء جرجان سنة أربعمائة، ولاه الامير قابوس بن وشمكير وكان يحكم إلى سلخ ذي الحجة سنة إحدى وأربعمائة ثم استأذن في الرجوع إلى إستراباذ فأذن له وأمره أن يخلف عليه ابنه أبا الحسن ثم جاءنا نعيه أنه توفي في الخامس من ذي الحجة سنة إحدى وأربعمائة هكذا ذكره حمزة بن يوسف، روى عن جده نعيم بن أبي نعيم الاستراباذي وأبي أحمد بن عدي الحافظ وابن ماجه القزويني.
وجده أبو الحسن نعيم بن عبد الملك بن محمد بن عدي بن زيد الاستراباذي، سكن جرجان وله بها عقار، وقف على أولاده من بعده في محلة دينار، يروي عن بكر بن سهل الدمياطي المصري سمع منه بمكة وعن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد إبراهيم بن ملحان وطبقتهم، روى عنه جماعة، ومات عن اثنتين وثمانين سنة في ذي العقدة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة بإستراباذ (2).
__________
(1) في نسخ أخرى " البزازين ".
(2) يستدرك (الاسترسني) في معجم البلدان " أسترسن بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة وسكون الراء وفتح السين الاخرى ونون، بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك ينسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن علي الاسترسني البازكندي قدم بغداد في سنة 498 فيما ذكر القاضي أبو المحاسن عمر بن أبي الحسن الدمشقي.
(*)(1/132)
الاستغداد يزي: بضم الالف وسكون السين المهملة وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الغين المعجمة والالف بين الدالين المهملتين وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى استغداد يزة وهي إحدى قرى نسف على أربعة
فراسخ منها، اجتزت بها في توجهي إلى بخارا من نسف، خرج منها جماعة، منهم أبو بكر محمد بن عاصم بن رمضان بن علي بن أفلح بن كاسمانه الاستغدا ديزي الفقيه من أهل نسف، كان فقيها فاضلا صالحا، سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب وأبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وأبا عبد الله محمد بن موسى الضرير الرازي وأبا بكر أحمد بن سعد بن بكار السمنتي (1) حدث بشئ يسير، سمع منه أبو طاهر النسفي وابنه، ومات في النصف من ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وابنه أبو جعفر محمد بن محمد بن عاصم الاستغدا ديزي، سمع أباه وأبا محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد وجماعة من البخاريين، روى عنه ابنه عبد العزيز، ومات في سنة خمس وعشرين وأربعمائة شابا.
وابنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد الاستغدا ديزي المعروف بالنخشبي، كان أحد الحفاظ ممن رحل إلى العراق والحجاز والشام ومصر وأدرك الاسانيد ونسخ بخطه الكثير وبقي في الرحلة مدة وانصرف إلى وطنه ولم يحدث إلا بالقليل وكان قد أكثر المقام بأصبهان، سمع بنسف أباه وأبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وبسمرقند أبا طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن مهران الجرجاني، وببخارا أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن صالح ابن خلف الوراق، وبأصبهان أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وبمرو أبا القاسم الحسن بن إسماعيل المحمودي، وبالدندا نقان أبا طاهر محمد بن عبد الملك الدندا نقاني، وببلخ أبا القاسم عبيد الله بن محمد بن أبي القصر السجزي، وبنيسابور أبا عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي، وبسرخس أبا الفضل محمد بن أحمد الحارثي، وبمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر الازدي، وبالبصرد أبا إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان الحافظ، وبالكوفة السيد أبا عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن الحسني، وببغداد أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، وبشيراز أبا بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن الليث الصفار، وبالرملة أبا الحسن (2) محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان الغزي،
__________
(1) كذا، وفي م " السمتني ".
(2) وقع في ك " أبا الحسين " والصواب أبا الحسن " كما في بقية النسخ وكما يأتي في رسم الترجماني وهكذا في اللباب وغيره.
(*)(1/133)
وببيت المقدس أبا عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عمر البيهقي، وبصور أبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن برهان الغزال، وبمصر أبا الفضل محمد بن أحمد بن عيسى السعدي، وبالاسكندرية أبا علي الحسن بن القاسم بن عيسى الغساني، وبتنيس أبا الحسين عبد الوهاب بن علي بن أحمد السيرافي (1)، روى عنه أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري وأبو بكر محمد بن محمد بن أحمد البلدي وجماعة، ولد سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي بنخشب سنة ست وخمسين وأربعمائة، هكذا قال أبو عبد الله الكشي الهروي، وقال أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الاصبهاني، مات عبد العزيز النخشبي في جمادى الآخرة سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن أبي النضر أحمد بن أبي القاسم (2) حمدان الاستغدا ديزي هو خال الحاكم الاديب أبي نصر أحمد بن إبراهيم بن عبد العزيز، كان شيخا صالحا صامتا عالما بالادب، خرج إلى غزنة وكان يؤدب بعض ولد السلطان محمود بن سبكتكين ثم انصرف إلى وطنه وبقي بها منزويا ليس له شغل إلا العبادة، سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الرازي وجماعة سواهما، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن أبي بكر النخشبي، ومات في شهر ربيع الاول سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وشهد جنازته عدد كثير من قرى نسف وقصبتها.
الاستوائي: بضم الالف وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين أو ضمها وبعدها الواو والالف وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى أستوا وهي ناحية بنيسابور كثيرة القرى والخير وتقرن بخوجان فيقال أستوا وخوجان وهي من عيون ناحية نيسابور وأكثرها قرى ورجالا وحدودها متصلة بحدود نسا، خرج منها جماعة كثيرة، منهم أبو جعفر محمد بن بسطام بن الحسن الاستوائي، كان أديبا فاضلا، سمع
عمران بن موسى السختياني والحسن بن سفيان الشيباني وأقرانهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ذكره في التاريخ فقال: كان من الادباء.
والقاضي أبو العلاء صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الاستوائي من أهل أستوا، كان من أهل العلم والفضل وولي القضاء بنيسابور مدة ثم صرف عنها وولي مكانه أبو الهيثم عتبة بن خيثمة وكان أحد شيوخه، سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد وأبا عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي وأبا سهل بشر بن أحمد الاسفرايني وأبا الحسن علي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي وجماعة،
__________
(1) راجع رسم (السيرافي) ووقع نسخ أخرى " الشدائي " كذا.
(2) كذا في ك، ووقع في بقية النسخ " أبي الهيثم ".
(*)(1/134)
روى عنه جماعة من العلماء وحدثني عنه أبو الحسن علي بن محمد بن علي الشعري ولم يحدثنا عنه سواه، والقضاء بنيسابور إلى الساعة في أولاده والصاعدية بنيسابور، ومات بنيسابور في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
وأبو أحمد محمد بن روح الاستوائي، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: شيخ لنا قديم من الزهاد من رستاق استوا، سمع بنيسابور محمد بن يحيى فطبقته وبالعراق الحسن بن محمد الزعفراني ومحمد بن إسماعيل الاحمسي، روى عنه أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل وأبو بكر بن أحمد بن بالويه وأبو سعيد عمرو بن محمد النيسابوري.
وأبو موسى هارون بن هشام الاستوائي، سمع بخراسان عبد الله بن الجراح والحسن بن عيسى وأبا معمر القطيعي وأبا كريب الكوفي، روى عنه مكي بن عبدان ومحمد بن الحسين بن الخليل القطان.
وأبو الفضل داود بن عبد الله (1) بن الفضل الاستوائي، سمع أبا الاشعث أحمد بن المقدام العجلي وعمر بن شبة النميري، روى عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي.
وعمرويه بن عصام الاستوائي، سمع عبيد الله بن موسى وأبا نعيم، سمع منه أبو عمرو المستملي وروى عنه أبو الفضل سفيان بن محمد الجوهري، وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وستين ومائتين (2).
الاسحاقي: بكسر الالف وسكون السين وفتح الحاء المهملتين وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى إسحاق وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة أبو العلاء صاعد بن سيار بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الدهان الاسحاق الحافظ، من أهل هراة، وكان حافظا متقنا مكثرا من الحديث، رحل إلى العراق والحجاز وحدث بها، وكان سمع أبا سعيد عبد الرحمن بن أبي عاصم الاحنفي وأبا إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري وأبا الحسن علي بن فضال (3) المجاشعي وغيرهم، كتب إلي الاجازة بجميع مسموعاته وحدثني عنه أبو بكر عبيدالله بن إبراهيم التفتازاني بنسا وأبو محمد المبارك بن أحمد البرداني ببغداد وأبو المعالي عبد الملك بن عمر الراونيري (4) بنيسابور وأبو طاهر أحمد بن حامد الثقفي بأصبهان وأبو القاسم محمود بن إسماعيل الطريثيثي بمرو وأبو جعفر محمد بن إبراهيم الزبيري بترنجة وأبو بكر محمد بن الحسين الطبري بأهلم وجماعة سواهم، وتوفي في ذي القعدة سنة
__________
(1) في نسخ أخرى " عبيدالله ".
(2) وفي معجم البلدان " وعمر بن عقبة الاستوائي النيسابوري من أصحاب عبد الله بن المبارك وقد روى عن أصحاب ابن المبارك مثل وهب بن زمعة وسلمة بن سليمان حدث عنه محمد بن عبد الوهاب الفراء ومحمد بن أشرس السلمي، قاله الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور ".
(3) هكذا في ترجمة علي في عدة مراجع وضبط بفتح الفاء وتشديد الضاد المعجمة راجع أنباه الرواة رقم 479.
(4) اضطربت النسخ في هذه الكلمة ويأتي رسم (الراونيري) في موضعه وفيه ذكر عبد الملك هذا.
(*)(1/135)
عشرين وخمسمائة وكان منصرفا من جنازة جابر بن عبد الله الانصاري من كازياركاه فمات بغورج قرية على الطريق.
وجماعة من غلاة الشيعة يقال لهم الاسحاقية نسبوا إلى إسحاق بن محمد النخعي الاحمر الكوفي وهؤلاء الملاعين يعتقدون في علي رضي الله عنه الالهية.
الاسد اباذي: بفتح الالف والسين والدال المهملتين والباء المنقوطة بواحدة بين الالفين وفي آخرها الذال، هذه النسبة إلى أسد اباذ وهي بليدة على منزل من همذان إذا خرجت إلى
العراق، وطئتها نوبتين وأقمت بها ليالي، خرج منها جماعة من مشاهير العلماء والمحدثين، منهم (1) أبو عبد الله الزبير بن (1) عبد الواحد بن محمد بن زكريا بن صالح بن إبراهيم الاسد اباذي الحافظ، كان حافظا عالما متقنا مكثرا رحالا إلى العراق والشام وديار مصر، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب والحسن بن سفيان النسوي وعمران بن موسى السختياني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن إسحاق السراج وعبد الله بن شيرويه وعبدان الاهوازي وأبا يعلى الموصلي وعلان بن أحمد المصري وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار الدوري وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع الحافظ وأبو الحسن محمد بن الحسين الآبري السجزي وغيرهم، قال صالح بن أحمد الحافظ: الزبير بن عبد الواحد عنى بهذا الشأن وجمع وعاجله الموت، كتبت عنه وكان صدوقا، وقال أبو بكر الخطيب: سمع منه ببغداد محمد بن مخلد الدوري وكان الزبير إذ ذاك حدثا وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: زبير بن عبد الواحد كان من الصالحين المستورين (2) الثقات الحفاظ صنف الشيوخ والابواب كتبت عنه في سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وثلاثمائة ثم دخلت اسداباذ في سنة سبع وستين وثلاثمائة فحضرني أخوه عثمان بن عبد الواحد فسألته عن وفاة الزبير فذكر أنه توفي بأسداباذ في ذي الحجة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
والقاضي أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن أحمد بن (3) الخليل بن عبد الله الاسد اباذي المعروف بالهمذاني صاحب مذهب المعتزلة وله التصانيف المشهورة، سمع الحديث وعمر العمر الطويل حتى ظهر له الاصحاب، سمع عبد الرحمن بن حمدان الجلاب (4) وعلي بن إبراهيم بن سلمة القزويني (5) وعبد الله بن جعفر بن أحمد الاصبهاني والقاسم بن أبي صالح الهمذاني
__________
(1 - 1) مثله في اللباب ومعجم البلدان وتاريخ بغداد ج 8 رقم 4588 وتذكرة الحفاظ رقم 867.
(2) في نسخ أخرى " المشهورين ".
(3) من م وس وهو صحيح والترجمة في تاريخ بغداد 11 رقم 5806.
(4) هكذا في ك وتاريخ بغداد.
(5) ثبت في ك فقط وهو صحيح.
(*)(1/136)
والزبير بن عبد الواحد الاسد اباذي، روى عنه القاضي أبو يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني وأبو عبد الله الحسين (1) بن علي الصيمري (2) وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي وغيرهم، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخه وقال: عبد الجبار بن أحمد الاسد اباذي كان ينتحل مذهب الشافعي في الفروع ومذاهب المعتزلة في الاصول، وله في ذلك مصنفات، وولي القضاء بالري: ومات قبل دخولي الري في رحلتي إلى خراسان وذلك في سنة (2) خمس عشرة (2) وأربعمائة وأحسب أن وفاته كانت في أول السنة - هكذا ذكره الخطيب، وقال عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني: توفي القاضي عبد الجبار في ذي القعدة سنة خمس عشرة وأربعمائة بالري ودفن في داره.
وأبو القاسم علي بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن معمر الاسد اباذي الادمي الهمذاني، رحل إلى خراسان وما وراء النهر، وسمع ببغداد أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان وبجرجان أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وبالدينور أبا بكر أحمد بن محمد السني وبأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم ابن المقرئ وبهراة أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه (3) وطبقتهم، روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني وجماعة سواهما، توفي في حدود سنة أربعمائة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الاسد اباذي الحافظ، كان حافظا مكثرا من الحديث، حدث عن أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأخيه طراد بن محمد وغيرهما ولم يرضه جماعة من شيوخنا، وتوفي قبل دخولي اسداباذ بأشهر (4) ولم أسمع منه، وكانت وفاته في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة (5).
وأسداباذ قرية ببيهق بناها أسد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز القسري في حدود سنة عشرين ومائة (5).
الاسدي: بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وبعدها الدال المهملة، هذه النسبة إلى
الازد فيبدلون السين من الزاي، والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن مالك بن القشب ويعرف بابن بحينة الاسدي.
وابن اللتبية.
وأبو معمر عبد الله بن سخبرة (6) وغيرهم، وقليلا ما تجئ
__________
(1) هكذا في تاريخ بغداد ويأتي ضبطه هكذا في حرف الصاد من هذا الكتاب وتحرفت الكلمة هنا في النسخ.
(2 - 2) مثله في تاريخ بغداد ووقع في نسخ أخرى " عشر " كذا.
(3) يأتي ضبطه في رسم (الخميروي) حيث نسب إلى جده.
(4) في نسخ أخرى " بشهر ".
(5 - 5) ثبت في ك فقط ووقع فيها تحريف في الاسماء والنسبة صححتها من معجم البلدان وترجمة أسد وهو مشهور.
(6) هكذا في ك وهو الصواب وتحرف الاسم في بقية النسخ.
(*)(1/137)
نسبتهم كذاك، هكذا ذكره الامير ابن ماكولا في كتاب الاكمال، وقال أبو علي الغساني: الاسديون جماعة ينسبون إلى الاسد وهي جرثومة من جراثيم قحطان وهو الازد بن غوث بن نبت من مالك (1) بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرق بن قحطان، قال أبو عبيد القاسم بن سلام ويعقوب بن السكيت يقال لهم الاسد بالسين والازد بالزاي وهم أزد شنوءة وهي أفصح من الازد، ذكر أبو بكر بن أبي خيثمة عن وهب بن جرير أنه قلما ذكر الازد إلا قال: الاسد - بالسين، وكان فصيحا، قال يحيى بن معين: الازد والاسد سواء، قال ابن الكلبي: كان الازد بن الغوث واسمه دراء - بكسر الدال والمد - رجلا كثير المعروف وكان الرجل يلقى الرجل فيقول: أسدي ألي دراء يدا وأزدي إلي يدا - مبدل، فكثر هذا حتى سمى به فقالوا: الاسد والازد.
الاسدي: بفتح الالف والسين المهملة وبعدها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أسد وهو اسم عدة من القبائل، منهم أسد بن عبدالعزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب من قريش، وإلى أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، وإلى أسد بن ربيعة بن نزار، وإلى أسد بن دودان (2)، وفي الازد بطن يقال لهم بنو أسد - محرك السين -
وهو أسد بن شريك - بضم الشين المعجمة - بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم لهم خطة بالبصرة يقال لها خطة بني أسد، وليست بالبصرة خطة لبني أسد بن خزيمة.
وأبو خالد حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب الاسدي القرشي، من الصحابة عداده في أهل الحجاز عاش في الجاهلية ستين سنة وفي الاسلام ستين سنة، ومات سنة خمسين وقبيل سنة ستين وهو ابن عشرين ومائة سنة، وقد قيل مات سنة أربع وخمسين، وكان مولده قبل الفيل بثلاث عشرة سنة، دخلت أمه الكعبة فمخضت به فولدت حكيم بن حزام في جوف الكعبة - هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات (3) جابر بن قبيصة (4) الاسدي من التابعين، قال أبو حاتم بن حبان: هو من بني أسد بن خزيمة، يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، روى عنه محمد بن عبيدالله
__________
(1) هذا هو المعروف ووقع في القبس " ملكان " وكذا وقع فيه في نسب الازد في (الازدي).
(2) هذا وهم كما في اللباب، إنما ذكر لدودان ولدان غنم وثعلبة، وإنما أسد أبوه فهو دودان بن أسد بن خزيمة وقد مر.
(3) زاد في نسخ أخرى هنا " ومن أسد قريش أيضا " وجزم في اللباب بخلافها وانتظر.
(4) كذا في النسخ واللباب وأراه مقلوبا إنما المعروف قبيصة بن جابر بن وهب الاسدي تابعي يروي عن عمر وهو من أسد بن خزيمة قطعا.
(*)(1/138)
العرزمي.
وأبو وهب عبيدالله بن عمرو الاسدي من أهل الرقة، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد والاعمش، روى عنه حكيم بن سيف وأهل الجزيرة، مات سنة ثمانين ومائة وهو ابن ست وسبعين سنة.
ومن أسد قريش أيضا عباس بن عبد الله بن عثمان بن حميد الاسدي القرشي من أسد بن عبدالعزي بن قصي من أهل مكة، يروي عن عمرو بن دينار، روى عنه أبو عاصم النبيل.
ومن أسد بن خزيمة عكاشة بن محصن الاسدي من أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر، وهو أخو كنانة بن خزيمة.
وكذلك أهل بيته.
وزر بن حبيش الاسدي منهم.
وسهل بن أبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب الاسدي الانصاري
مديني منسوب إلى أسد الانصار (1).
ومن بني أسد بن شريك أبو الحسن مسدد بن مسرهد الاسدي المحدث بالبصرة، قال عمرو بن علي وكذلك أبو بكر بن دريد هو من بني أسد بن شريك وهو مسدد بن مسرهد بن مسربل بن ماسك بن جرو بن يزيد بن شبيب بن الصلت بن مالك بن أسد بن شريك، كذا نسبه أبو بكر، ورأيت بعضهم ينسبه مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مغربل بن مرعبل بن أرندل بن شرندل بن عرندل بن ماسك بن مستورد الاسدي البصري، قاله أبو علي الحسين بن محمد الغساني الحافظ وقال: لست من هذا النسب الثاني على ثقة، وكان يحيى بن معين إذا ذكر نسب مسدد قال: هذه رقية العقرب (2).
ومن أسد قريش ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو عبد الله الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الاسدي، أمه صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، وكان رجلا ليس بالقصير ولا بالطويل نحيف الجسم خفيف اللحية أسمر اللون أشعر، شهد بدر وهو ابن تسع وعشرين سنة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل نبي حواري وحواري الزبير، قال عبد الله بن الزبير قلت لابي يوم الاحزاب: قد رأيتك يا أبة وأنت تحمل على فرس لك أشقر، فقال: يا بني رأيتني ؟ فقلت: نعم، فقال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ فجمع لي أبويه يقول: فداك أبي وأمي ! وكان علي رضي الله عنه يقول: بليت بأطوع الناس وأشجع الناس، أراد بالاول عائشة رضي الله عنها وبالثاني الزبير، وقتل يوم الجمل في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وهو يومئذ ابن أربع وستين سنة قتله عمرو بن جرموز بوادي السباع من البصرة وزرت قبره بها.
وابنه أبو عبد الله
__________
* (1) في نسخ أخرى متصلا بهذا " محرك السين ومنهم وهو أسدي بسكونها وهو أزدي من شيوخ البخاري حدث عنه في الجامع كثيرا تفرد به " وهذه صفة مسدد الآتي عقب هذا ولكنها في النسخ بعيدة عنه ويليها قوله " معقل بن أبي معقل " كما يأتي.
(3) راجع الاكمال بتعليقه 1 / 153 - 154.
(*)(1/139)
عروة بن الزبير الاسدي أخو أبي خبيب عبد الله بن الزبير وأمهما كانت ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم، وكان عروة من فقهاء أهل المدينة وأفاضل التابعين وعباد قريش، كان يقرأ كل يوم ربع القرآن في المصحف نظرا بالتدبر والتفكر حتى يذهب عامة يومه به، ثم يقوم تلك الليلة بذلك الربع من القرآن على التدبر والتفكر حتى يذهب عامة ليلته به، وما ترك ورده من الليل إلا ليلة قطعت رجله، وذلك أن الآكلة وقعت فيها فنشرت فما زاد على أن قال: الحمد لله، ورجع من الشام، فلما دخل عليه الناس قال: * (لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا) *، وتوفي بالمدينة سنة تسع وتسعين، وقيل مات سنة خمس وتسعين، وقيل سنة أربع وتسعين وقيل مات سنة مائة، وقيل سنة إحدى ومائة.
وابنه أبو المنذر هشام بن عروة الاسدي وقيل أبو بكر، جالس عمه ابن الزبير ورأى جابرا وابن عمر، وكان من حفاظ أهل المدينة ومتقنيهم وفقهاء أهلها ومتورعيهم، روى عنه حديث قبض العلم ستون شيخا من مشايخ أهل العلم من أهل المدينة وغيرها، وكانت ولادته بالمدينة سنة ستين أو إحدى وستين، ووفاته ببغداد سنة خمس أو ست وأربعين ومائة (1).
ومعقل بن أبي معقل الاسدي من أسد خزيمة وزر بن حبيش الاسدي أسد خزيمة من أنفسهم.
ومخرمة بن سليمان الاسدي أسد خزيمة.
وصالح بن محمد بن عمرو بن حبيب الحافظ أبو الفضل الاسدي مولى أسد بن خزيمة، أحد أركان الحديث وحفاظه ممن يرجع إليه في علمه.
وإسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب الاسدي من بني أسد بن خزيمة.
وجماعة غير من ذكرنا (2).
وممن انتسب إلى جده الاعلى أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن يوسف بن إبراهيم بن أسد الاعرج الاسدي ينسب إلى جده الاعلى.
وأبو القاسم عبد الملك بن عبدالقاهر بن أسد بن مسلم الاسدي صاحب أبي بكر بن هشام من أهل بغداد، سمع أبا طاهر المخلص وأبا المفضل (3) الشيباني، سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: كتبت عنه وكان صدوقا ينزل نهر القلائين وسألته عن مولده فقال: ولدت بنصيبين في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الاول من سنة تسع
__________
* (1) في نسخ أخرى هنا " وأبو خالد حكيم بن حزام...أسد الانصار " وهي العبارة التي أثبتناها فيما تقدم.
(2) منهم من الصحابة كما في القبس عبد الله بن جحش وأخته أم المؤمنين زينب.
ووهب أخو عكاشة وطليحة بن خويلد.
ووابصة بن معبد.
والمسور بن يزيد المالكي.
وبشر بن معاذ الكوفي.
وأبو مكعت واسمه عرفطة بن نضلة وقيل الحارث بن عمرو.
ومن التابعين يحيى بن وثاب.
وسالم وعمرو ابنا وابصة بن معبد.
وممن بعدهم من ذرية وابصة عبد الرحمن بن صخر قاضي الرقة أيام الرشيد.
(3) هكذا في ك وهو الصواب وترجمة أبي المفضل هذا في تاريخ بغداد ج 5 رقم 3010 وفيها رواية عبد الملك هذا عنه وكنيته هذه ثابتة في موضعها من كنى اللسان.
(*)(1/140)
وثلاثين وأربعمائة، ودفن في مقربة الشونيزي وابنه أبو سعد محمد بن عبد الملك بن عبدالقاهر بن أسد بن مسلم المؤدب الاسدي من أهل بغداد، شيخ فيه لين وضعف، حدث عن أبي علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، سمع منه والدي وروى لي عنه أبو طاهر السنجي بمرو وأبو المظفر البغدادي ببلخ وعبد الخالق بن يوسف ببغداد، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وخمسون وخمسمائة بمرو.
وابنه أبو نصر أحمد بن محمد الاسدي، شيخ مشهور، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبا الفرج أحمد بن عثمان المخبري، دخلت عليه داره ببغداد وكان مريضا ولم يكن أصل فأقرأ عليه منه فاستجزت منه، وتوفي في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
الاسرائيلي: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفتح الراء بعدها الالف ثم اليائين آخر الحروف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى إسرائيل وهو اسم الجد أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن إسرائيل الاسرائيلي من أهل جرجان سكن بكر اباذ إحدى محال جرجان، يروي عن موسى بن العباس وجعفر بن حبان وجعفر بن محمد بن عبد الكريم وغيرهم.
الاسروشني: بضم الالف وسكون السين المهملة وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى " أسروشنة (1) " وهي بلدة كبيرة وراء سمرقند دون
سيحون وقد يزاد فيها التاء فنسب إليها بالاسرو شنتي غير أن الصحيح هو الاول، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن وكان يتردد إلي من أهلها ببخارا فقيهان فاضلان وسمعا وكتبا الكثير، ومن القدماء منها أبو طلحة (2) حكيم بن نصر (2) بن خانج (3) بن خندبك (4) وقد قيل أيضا ابن خندلك الاسروشني من أهل أسروشنة يروي عن محمد بن الفضل بن حراش (5) البلخي وهلال بن العلاء الرقي ومحمد بن مسلمة الواسطي والقاسم بن عباد الترمذي وابن ذهل عبيد بن الغاز العسقلاني وعبيدالله (6) بن محمد البرقي (7) وأبي زرعة عبد الرحمن بن
__________
(1) في معجم البلدان أن المشهور (أشر وسنة) ثانيه معجمة وخامسه مهملة.
(2 - 2) ك " حليم بن نضر " كذا، وفي سائر النسخ كما أثبتناه ومثله في اللباب مطبوعة ومخطوطة والقبس ومعجم البلدان، وصنيع أصحاب المشتبه يقتضيه.
(3) هكذا في ك لكن بدون نقط في الحرفين الاخيرين، وهكذا بالنقط في اللباب المطبوعة والمخطوطة والقبس، وفي سائر النسخ كأنه " خريج ".
(4) هكذا في ك واللباب والقبس.
(5) كذا في ك.
(6) هكذا في أكثر النسخ والاكمال 1 / 481.
(7) هكذا في ك والاكمال.
(*)(1/141)
عمرو الدمشقي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي وعبد الله بن زاهر بن عبد الله المغكاني وأبو ذر عمار بن محمد التميمي البغدادي وغيرهم.
وأبو سعيد يونس بن الفضل الاسروشني، يقال إنه كان فاضلا خيرا وله عقب أفاضل بأسروشنة، دخل سمرقند وحدث بها عن عبد الله بن أيوب المخرمي، روى عنه أبو نصر محمد بن عبيدالله الفقيه السمرقندي.
وأبو جعفر محمد بن عمرو بن الشعبي بن سليمان الاسروشني، كان على قضاء بخارا وكان عالما مميزا، روى عن عمه لقمان بن الشعبي الاسروشني وأبي سهل هارون بن أحمد الاستراباذي وأبي عمرو بن محمد بن محمد بن صابر وأبي سعيد
الخليل بن أحمد اليجزي وأبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري وأبي الحسين محمد بن المظفر الحافظ البغدادي وأبي العباس أحمد بن سعيد المعداني وأبي على زاهر بن أحمد السرخسي وجماعة من هذه الطبقة، روى عنه أبو ذر محمد بن جعفر بن محمد المستغفري الخطيب، وولي القضاء بسمرقند ومات بها وهو على القضاء في صفر سنة أربع وأربعمائة.
وأبو بكر مطرف بن جمهور بن الفضل الاسروشني، قدم بغداد حاجا وحدث بها عن حمدان بن ذي النون وعبد الصمد بن الفضل البلخيين، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري.
وحامد بن أبي حامد الاسروشني، ورد خراسان حاجا، وحدث بنيسابور عن عبد العزيز بن حاتم، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري.
الا سعدي: بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح العين المهملة وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى أسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان، وهم جماعة كثيرة لهم الآن بقية صالحة، منهم الغضبان القبعثري بن هودة بن عباد بن عمرو بن ثعلبة بن أسيد بن همام.
ومنهم الخوار بن سويد بن خالد بن عباد بن عمرو بن ثعلبة بن أسعد.
ومنهم ذو الكعب وهو النعمان بن عمرو بن ثعلبة بن أسعد كان شريفا.
ومنهم أبوثبيت وهو يزيد بن مسهر بن أصرم بن ثعلبة بن أسعد، هو الذي يقول فيه الاعشى يهجوه: أبلغ يزيد بني شيبان مالكة * أبا ثبيت أما تنفك يا رجل وله: يزيد يغض الطرف دوني كأنما * زوى بين عينيه علي المحاجم قال ابن ماكولا في الاكمال، ثم قال: والاسعدي لا أعلم إلى من ينسب وهو أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي الا سعدي (1)، روى عن إبراهيم بن موسى الفراء، روى عنه أبو
__________
(1) راجع التعليق على الاكمال 1 / 156.
(*)(1/142)
القاسم الطبراني (1).
الاسفذني: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والذال المعجمة وفي آخرها النون (1)، هذه النسبة إلى إسفذن وهي من قرى الري، ومن هذه القرية علي بن أبي بكر الاسفذني، يروي عن همام بن يحيى العوذي ومحمد بن إسحاق بن يسار، روى عنه محمد بن عبيد الهمداني ومحمد بن حميد الرازي ومخلد بن مالك، قال أبو حاتم بن حبان: علي بن أبي بكر الاسفذني من أهل الري.
وأبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن سليمان بن نفيع بن عبد الله الكندي مولاهم يعرف بالاسفذني من أهل الري، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخه وقال: قدم بغداد حاجا، وحدث عن عم أبيه عمر بن علي بن أبي بكر ومحمد بن مهران الجمال وسهل بن عثمان وإبراهيم بن موسى الرازيين، روى عنه عبد الرحمن بن سيما المجبر وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وغيرهما، وكان ثقة، وذكر أبو العباس بن سعيد أن أبا العباس الاسفذني توفي ببغداد راجعا من الحج في صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين.
الاسفراييني: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى إسفرايين وهي بليدة بنواحي نيسابور على منتصب الطريق من جرجان، وقيل إن نسا وأبيورد وإسفريين عرائس ينشزن على المبتدعين، وقيل لها المهرجان وذكرت قصتها في حرف الميم، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن قديما وحديثا، فمن مشاهير المحدثين أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الاسفراييني الحافظ، أحد حفاظ الدنيا ومن رحل في طلب الحديث وعني بجمعه وتعب في كتابته، وكانت له رحل عدة إلى العراق والشام والحجاز وديار مصر وفارس [ واليمن ]، وصنف المسند الصحيح على صحيح مسلم بن الحجاج القشيري وأحسن، وكان زاهدا عفيفا متعبدا متقللا، ذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو عوانة من علماء الحديث وأثباتهم ومن الرحالة في أقطار الارض لطلب الحديث.
قلت: سمع بمرو محمد بن عبد الله بن قهزاذ، وبنيسابور محمد بن يحيى الذهلي، وبالري أبا زرعة وأبا حاتم الرازيين، وبفارس يعقوب بن سفيان
الفسوي، وببغداد سعدان بن نصر البزاز، وبالبصرة عمر بن شبة النميري، وبالكوفة محمد بن إسماعيل الاحمسي، وبمكة محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، وبمصر يونس بن
__________
(1) راجع التعليق على الاكمال 1 / 154 - 155 وفي اللباب " قلت فاته (الاسفاطي) بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الفاء وبعد الالف الساكنة طاء مهملة - هذه النسبة إلى بيع الاسفاط وعملها.
(2) راجع التعليق على الاكمال 1 / 156.
(*)(1/143)
عبد الاعلى الصدفي، وبالرملة موهب بن يزيد الرملي، وبدمشق شعيب بن عمرو، وبالمصيصة يوسف بن سعيد بن مسلم، وبحمص عطية بن بقية بن الوليد، وبالرها عبد السلام بن أبي فروة الرهاوي، وبالموصل علي بن حرب الطائي، وبصنعاء اليمن إبراهيم بن برة الصنعاني وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وبواسط أحمد بن سنان القطان، وبالاهواز موسى بن سفيان الجند يسابوري، وبأصبهان يونس بن حبيب، وبجرجان أحمد بن يحيى السابري وجماعة كثيرة وفيمن ذكرنا غنية، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو بكر أحمد بن علي بن منجويه الاصبهاني الحافظ وجماعة كثيرة آخرهم أبو نعيم عبد الملك بن الحسن الازهري، وكانت وفاته سنة ست (1) عشرة وثلاثمائة.
وحفيده..سمع جده أبا عوانة وأبا عبد الله...وأبا الحسين بن جوصا وعلي بن عبد الله بن مبشر وأحمد بن عبد الوارث المصري، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: رأيت سماعاته التي نظرت فيها صحيحة وقد خرجت عنه في الصحيح، قلت: وآخر من روى عنه أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي.
ومن الائمة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مهران الاسفراييني الاستاذ الامام، أحد من بلغ حد الاجتهاد من العلماء المتبحرة في العلوم واستجماعه شرائط الامامة من العربية والفقه والكلام والاصول ومعرفة الكتاب والسنة، رحل إلى العرق في طلب العلم وحصل ما لم يحصل غيره وأخذ في التصنيف والافادة والتدريس مدة مديدة، سمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي
وأبا بكر محمد بن يزداد بن مسعود وأبا جعفر محمد بن علي الجوسقاني وأبا أحمد محمد بن أحمد الغطريفي وأبا محمد دعلج بن أحمد السجزي وطبقتهم، انتخب عليه الحاكم أبو عبد الله الحافظ عشرة أجزاء، وخرج له أبو بكر بن منجويه الحافظ الاصبهاني ألف حديث، وعقد له مجلس الاملاء بنيسابور بمسجد عقيل وكان يقول: اشتهى أن يكون موتى بنيسابور حتى يصلى على جميع نيسابور، فتوفي بعد هذا الكلام بنحو من خمسة أشهر يوم عاشوراء سنة ثمان عشرة وأربعمائة وكان يوما مطيرا ثم طلعت الشمس بعد الظهر وحمل إلى المقبرة الحرة، ودفن في مشهد أبي بكر الطرسوسي، ثم ورد ابنه في خلق عظيم من أهل إسفرايين ونقلوه بعد ثلاث، وصلوا عليه في ميدان الحسين وحملوه إلى إسفرايين، ودفن في مشهده وهو اليوم ظاهر، والناس يتبركون به ويزورونه ويستجاب عنده الدعوة، زرت قبره بإسفرايين وذكرته في (الاصولي).
وأبو حامد أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الفقيه الاسفراييني ساكن بغداد، قدمها وهو حدث فدرس فقه الشافعي على أبي الحسن بن المرزبان ثم على
__________
(1) ثبت في ك واللباب وغيره.
(*)(1/144)
أبي القاسم الداركي وأقام ببغداد مشغولا بالعلم حتى صار أوحد وقته، وانتهت إليه الرياسة، وعظم جاهه عند الملوك والعوام، وحدث بشئ يسير عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجانيين وإبراهيم بن محمد بن عبدك الاسفراييني، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال وأبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي وأبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني وأبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور، قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: وقد رأيته غير مرة وحضرت تدريسه في مسجد عبد الله بن المبارك وهو المسجد الذي في صدر قطيعة الربيع وسمعت من يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة متفقه، وكان الناس يقولون: لو رآه الشافعي لفرح به، وكان أبو الحسين ابن القدوري يقول: ما رأيت في الشافعيين أفقه من أبي حامد، وقال أبو
إسحاق الشيرازي: سألت أبا عبد الله الصميري: من أنظر من رأيت من الفقهاء ؟ فقال: أبو حامد الاسفراييني، ومرض أبو الفرج الدارمي فعاده أبو حامد فقال فيه: مرضت فارتحت إلى عائد * فعادني العالم في واحد ذاك الامام ابن أبي طاهر * أحمد ذو الفضل أبو حامد ولد أبو حامد الاسفراييني بها في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وقدم بغداد سنة أربع وستين وثلاثمائة، ودرس الفقه من سنة سبعين إلى أن مات ببغداد في شوال سنة ست وأربعمائة، ودفن في داره ثم نقل إلى باب حرب في سنة عشر وأربعمائة، وكان يوم جنازته يوما مشهودا بكثرة الناس وعظم الحزن وشدة البكاء.
أبو سهل بن بشر بن أحمد الاسفراييني، سأذكره (الدهقان).
وأبو بكر محمد بن أبي سعيد بن سختويه الاسفراييني، أقام بجرجان مدة وحدث بها عن أبي سهل بشر بن أحمد الاسفراييني ثم خرج منها إلى مكة وأقام بها.
الاسفرنجي: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى إسفرنج إحدى قرى السغد من نواحي سمرقند، منها أبو زيد (1) محمد بن محمد بن إسماعيل الاسفرنجي، كان شابا فاضلا عالما فقيها عارفا بالفقه من بيت العلم، ورد علينا سمرقند وزارني وصادفته فاضلا حسن المحاورة كثير المحفوظ مليح الشعر، دخل علي واعتذر عن تأخره ببيتين أنشدناهما لنفسه: من حق عبدك أن يمشي إليك كما * يمشي العبيد إلى أبواب سادات لكنني حائف أن لا أعوقك عن * ورد العبادات أو ورد الافادات
__________
(1) مثله في اللباب المطبوعة ومخطوطتين والقبس، ووقع في معجم البلدان " أبو قيد ".
(*)(1/145)
وكان اجتماعي معه في سنة خمسين وخمسمائة، وانصرف إلى ناحيته بعد أن أقام بسمرقند أياما قلائل.
الاسفزاري: بكسر الالف وسكون السين المهملة وكسر الفاء وفتح الزاي وفي آخرها
الراء بعد الالف، هذه النسبة إلى إسفزار وهي مدينة بين هراة وسجستان، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو القاسم نمصور بن أحمد بن الفضل بن نصر بن عصام المنهاجي الاسفزاري، كان فقيها ورعا حسن السيرة، من أصحاب جدي الامام أبى المظفر السمعاني، خرج إلى العراق وسكن بناحية الجبال عند همذان وظهر له القبول التام وازدحم الناس عليه وكثر أصحابه لديه، سمع ببغشور أبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح القاضي البغوي، ورأيت سماعاته في جميع الجامع لابي عيسى الترمذي برواية أبي سعيد عن الجراحي عن المحبوبي عنه، وقتل على باب جامع همذان فتكا في سنة نيف عشرة وخمسمائة.
وأبو العز محمد بن علي بن محمد الاسفزاري المعروف بالبستي ابن أبي الحسن، ولد بإسفزار ونشأ ببلاد خراسان، وكان أحد المشاهير فصيح اللهجة حلو الكلام، لم يكن في مقدمي الصوفية أحسن وجها ولا أحلى كلاما منه، وكان جواد النفس بذولا لما يملك، سافر إلى العراق والحجاز ولقي الخفض والرفع، سكن في آخر عمره بنج ديه وتوفي بها، سمع بنيسابور أبا المظفر موسى بن عمران الانصاري وببغداد أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري وبمكة أبا الحسن علي بن عطية القيرواني وبميا فارقين أبا طاهر أحمد بن سلفة الاصفهاني وغيرهم، سمعت منه بنيسابور ثم ببنج ديه، وتوفي...وأربعين وخمسمائة ببنج ديه.
الاسفسي: بكسر الالف وفتح الفاء بين السينين المهملتين، وهذه النسبة إلى قرية إسفس وهي قرية بأعلى بلدة مرو عند فاز يقال لها سبس (1) والقن منها خالد بن رقاد بن إبراهيم الذهلى الاسفسى، كان أديبا شاعرا فاضلا كاتبا عالما، روى عن أبيه رقاد بن إبراهيم، وقال رقاد: مرض الحجاج بن يوسف مرضا شديدا أشرف منه على الموت فدخل عليه يعلى بن مملك فقال: كيف ترى نفسك يا حجاج ؟ فقال: جهد جهيد، ونزع شديد، وزاد غير سديد، وسفر بعيد، فويل لي إن لم تنلني رحمة ربي ! فقال يعلى: ما أبعدها منك بل هي للرحماء الكرماء، فقال: أنها ليست بيدك إنها بيد رؤوف رحيم، ثم أنشد:
__________
(1) لعل أصله بالفارسية " سبس " بسكون أوله، وبالباء الفارسية فعربت إلى (إسفس).
(*)(1/146)
رب إن العباد قد أيسوني - الابيات.
الاسفنجي: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والنون الساكنة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى إسفنج وهي قرية من ارغيان بناحية نيسابور يقال لها سبنج (1)، منها عامر بن شعيب الاسفنجي، يروي عن سفيان بن عيينة وعبد الوهاب الثقفي وعيسى بن يونس ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وغيرهم من طبقتهم أحاديث منكرة بل أكثرها موضوعة، روى عنه محمد بن المسيب بن إسحاق الارغياني الزاهد ومحمد بن حفص الجويني وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفراييني.
الاسفيجابي: بكسر الالف وسكون السين وكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الجيم وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى إسفيجاب وهي بلدة كبيرة من بلاد المشرق من ثغور الترك، منها جماعة كثيرة من المحدثين والعلماء، منهم أبو علي الحسن بن منصور بن عبد الله بن أحمد المؤدب المقرئ الاسفيجاني، حدث عن الحسن بن علي الميداني ومحمد بن يوسف الفقيه الشافعي السمرقنديين، وقال أبو سعد الادريسي: كان الحسن بن منصور هذا راغبا في طلب الحديث كتب الكثير وأخبرني أصحابنا أنه كان يزيد في الرقم ويسرق الاحاديث ويحدث عمن لم يرهم، كان يروي عن ظفر بن الليث الاسفيجابي ومجاهد بن أعين الفرغاني وجماعة من أهل العراق وخراسان، مات بعد الثمانين والثلاثمائة فيما أظن رحمه الله.
الاسفيذباني: بفتح الالف وسكون السين المهملة وكسر الفاء بعدها الياء آخر الحروف ثم الذال المعجمة والباء الموحدة المفتوحة وفي آخرها الالف والنون، هذه النسبة إلى أسفيذبان وهي قرية من قرى أصبهان، هو عبد الله بن الوليد القسام الاسفيذباني، يروي عن
محمد بن بكر وعلي بن قرين، روى عنه ابنه أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن الوليد الاسفيذباني.
الاسفيذ دشتي: بكسر الالف وسكون السين المهملة وكسر الفاء بعدها الياء آخر الحروف ثم الذال المعجمة بعدها الدال المهملة المفتوحة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى إسفيذدشت وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو حامد
__________
(1) يعني (سبنج) بسكون السين تليها باء فارسية.
(*)(1/147)
أحمد بن موسى بن الصباح الخزاعي الاسفيذ دشتي من أهل أصبهان، يروي عن ابن أبي بزة وعبد الله بن هاشم الطوسي، روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب الاصفهاني، ومات في سنة سبع وتسعين ومائتين (1).
الاسفينقاني: بكسر الالف وسكون السين المهملة وكسر الفاء وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون النون وفتح القاف وبعدها الالف والنون، هذه النسبة إلى إسفينقان وهي بليدة بناحية نيسابور، منها أبو الفتح مسعود بن أحمد الاسفينقاني، روى عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي وأبي الحسن الليث بن الحسن بن أبي عبد الله الليثي وغيرهما، روى عنه أبو القاسم علي بن محمد بن أردشير الصدفي.
وأبو علي الحسين بن يحيى بن زكريا بن يحيى الواعظ الاسفينقاني الشافعي، من أهل إسفينقان إلا أن منشأه ومستقره كان بنيسابور وردها سنة إحدى وأربعين متفقها وملازما لمدرسة الاستاذ أبي الوليد - هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ ثم قال: إلى أن خرج معنا سنة خمس وأربعين إلى بغداد وحج معنا فولع به الشيخ جعفر بن محمد بن نصير رضي الله عنه حتى كان لا يصبر عنه ساعة وأقام عنده ببغداد، وتقدم في الوعظ والذكر حتى صار أوحد وقته، وأقام على الشيخ إلى أن توفي (بمصر) ثم انصرف إلى أصبهان مدة يعظ بها ثم انصرف إلى نيسابور بعد الخمسين وهو أوحد المزكيين في صفته واجتمع عليه الخلق إلى
أن اقتنى ضيعة بشعبان وقصده زعيم الناحية، وكان يرمى بالالحاد فقتله صبرا، قال فحدثني من كان معه أنهم كبسوا عليه الدار وقد أفطر في تلك الساعة وهو يصلي وهو ساجد فلما سمعت أمه صوت السلاح عدت إليه وطرحت نفسها عليه فأدخل واحد منهم يده تحت أمه وشق بطنه، واستشهد رضي الله عنه ولعن قاتله.
ثم قال: استشهد أنار الله برهانه وأخزى قاتله ليلة الجمعة الرابع عشر من ربيع الاول سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وهو ابن خمسين سنة (2).
الاسكارني: بكسر الالف وسكون السين وفتح الكاف والراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى إسكارن وهي قرية من سغد سمرقند بقرب الدبوسية على فرسخ أو على فرسخين منها وهي من قرى كشانية، منها بكر بن حنظلة بن أنو مرد الاسكارني السغدي، يروي عن شعيب بن الليث الكاغذي وعبد بن سهل الزاهد السمرقندي ويحيى بن بدر القرشي وأبي
__________
(1) (الاسفيذني) تقدم (الاسفذني) وهي نسبة إلى إسفيذن ويقال (سفذن).
(2) ويستدرك (الاسقبي) في معجم البلدان " أسقب بالضم ثم بالسكون وضم القاف والباء موحدة خفيفة بلدة من عمل برقة ينسب إليها أبو الحسن يحيى بن عبد الله بن علي اللخمي الراشدي الاسقبي كتب عنه السلفي حكايات وأخبارا عن أبي الفضل عبد الله بن الحسين بن بشر بن الجوهري الواعظ وغيره، وقال مات في رمضان سنة 535 وله ثمانون سنة ".
(*)(1/148)
حفص عمرو (1) بن أسلم البخاري، روى عنه ابنه محمد بن بكر بن حنظلة الاسكارني وسمع أبو سعد الادريسي الحافظ من محمد بن بكر بن حنظلة الاسكارني بها قال: وكان يروي عن أبيه وأبي القاسم أحمد بن حم الفقيه البلخي، ومات بعد السبعين وثلاثمائة.
ويوسف بن خلف بن هارون بن حاتم الاسكارني [ السغدي، يروي عن عبد بن سهل الزاهد، روى عنه حافده أبو حنيفة محمد بن زكريا الاسكارني ] وغيره.
الاسكاف: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفي آخرها الفاء، هذه لمن يعمل اللوالك والشمشكات (2)، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم سعد بن طريف الاسكاف من
أهل الكوفة، يروي عن الاصبغ بن نباتة وعكرمة، روى عن أهل الكوفة، كان يضع الحديث على الفور، روى عنه مروان بن معاوية.
وصدقة بن رستم الاسكاف، يروي عن المسيب بن رافع، عداده في أهل الكوفة، روى عنه عبيد بن إسحاق العطار والكوفيون، يروي عن الاثبات ما لا يشبه حديث الثقات توهما لا تعمدا.
وأبو خالد مطر بن ميمون الاسكاف المحاربي، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه وعكرمة، روى عنه يونس بن بكير وعبيدالله بن موسى، كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، وأبو الفتح عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل الاسكاف المقري من أهل هراة، كان صالحا صدوقا سديد السيرة كثيرة الرغبة إلى الخير من أهل القرآن والدين، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي وأبا القاسم الفضيل بن...الفضيلي وأبا المظفر عبد الله بن عطاء البغا ورداني، كتب عنه أحاديث يحيى بن صاعد بهراة في عشرة أجزاء وقرأت عليه في النوبتين جميعا، وكان قد أناف على الثمانين وكف بصره في آخر عمره، وتوفي في سنة...وأربعين وخمسمائة بهراة.
الاسكافي: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى إسكاف وهي ناحية ببغداد على صوب النهروان وهي من سواد العراق (3)، والمشهور بالانتساب إليها أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الاسكافي، سمع موسى بن سهل الوشاء وجعفر بن محمد الصائغ والحارث بن أبي أسامة وأبا قلابة الرقاشي وأبا الاحوص محمد بن الهيثم القاضي وعبيد بن شريك البزار، وكان ثقة، حدث ببغداد، وكتب عنه الدارقطني أبو الحسن علي بن عمر الحافظ وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبو علي
__________
(1) كذا في ك.
(2) اللولك ضرب من الخفاف التي تلبس في الرجال وكذا الشمشك وكلاهما غير عربي.
(3) نزلها قوم يقال لهم (بنو الجنيد) فأضيفت إليهم فيقال لها (إسكاف بني الجنيد).
(*)(1/149)
الحسن بن أحمد بن شاذان وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين المحاملي وغيرهم،
مات بإسكاف في ذي القعدة سنة إثنتين وخمسين وثلاثمائة، ومولده سنة ثلاث وستين ومائتين وكان ثقة.
وأبو جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي، أحد المتكلمين من معتزلة البغداديين، له تصانيف معروفة، وكان الحسين بن علي الكرابيسي يتكلم معه ويناظره وبلغني أنه مات في سنة أربعين ومائتين.
وأبو إسحاق محمد بن عبد المؤمن بن أحمد الاسكافي، كان خطيب إسكاف بني الجنيد وقاضيها، وحدث عن الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ومحمد بن المظفر وأبي بكر الابهري ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتب عنه أصحابنا بإسكاف وببغداد، وكان ثقة، يتفقه على مذهب مالك بن أنس، وكانت ولادته في النصف من رجب سنة ستين وثلاثمائة، ومات بإسكاف في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
وأبو الحسن علي بن أبي علي بن أبي الحسين بن شيرويه الخياط الاسكافي، من أهل إسكاف سكن البصلية ببغداد، كان شيخا صالحا خيرا، سمع أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي الحافظ، قرأت عليه كتاب العلم لابي العباس المرهبي.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن سعدان الاسكافي، حدث عن أحمد بن هشام بن بهرام المدائني، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وذكر أنه سمع منه باسكاف (1).
وأما الاسكافية فهم طائفة من المعتزلة وهم أصحاب أبي جعفر الاسكافي الذي زعم أن الله تعالى لا يقدر على ظلم العقلاء وإنما يقدر على ظلم المجانين والاطفال، وهذا تدقيق منه في الكفر بديع (2).
الاسكلكندي: بكسر الالف وسكون السين المهملة واللام بين الكافين وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى إسكلكند وهي مدينة صغيرة من مدن طخارستان بلخ وهي كثيرة الخير ولها رساتيق وبها منبر، وقد يسقط الالف عنها فيقال: سكلكند، وقد ذكرتها في حرف السين.
الاسكندراني: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفتح الكاف وسكون النون وفتح الدال والراء المهملتين في آخرها النون، هذه النسبة إلى الاسكندرية وهي بلدة على طرف بحر المغرب من آخر حد ديار مصر، بناها ذو القرنين الاسكندر وإليه نسب البلدة، خرج منها
__________
(1) وفي معجم البلدان (إسكاف) آخرون ثم قال " وغير هؤلاء مذكورون في تاريخ بغداد "، وفي اللباب " قلت فاته (الاسكافي) نسبة إلى الاسكفة منهم جماعة من الاصبهانيين منهم أحمد بن محمد بن جعفر بن علي أبو العباس - وقيل أبو بكر - الاسكافي روى عن ابن المقري وغيره روى عنه سعيد بن محمد ومحمد بن خالد الخباز وغيرهما ومات في صفر سنة أربع وعشرين وأربعمائة.
(*)(1/150)
جماعة من العلماء وسكنها جماعة أيضا، والمشهور بالنسبة إليها بسكناها أبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبدالقاري الاسكندراني حليف بني زهرة، أصله من المدينة سكن الاسكندرية، وهو الذي يقال له يعقوب الاسكندراني، يروي عن أبي حازم وأبي سهيل بن مالك، روى عنه قتيبة بن سعيد وأهل مصر.
وأبو هاشم هانئ بن المتوكل الاسكندراني، يروي عن حيوة بن شريح والمصريين، روى عنه أهل مصر والغرباء، يعقوب بن سفيان وغيره كان يدخل عليه لما كبر فيجيب (1) فكثر المناكير في روايته فلا يجوز الاحتجاج به بحال.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن ميمون الاسكندراني، بغدادي الاصل سكن الاسكندرية فنسب إليها وليس منها، سمع الوليد بن مسلم وغيره، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وجماعة وأبو بكر محمد بن دليل بن بشر بن سابق الاسكندراني، كان ثقة، قدم العراق وحدث بها عن عبد الله بن خبيق (2) الانطاكي ومحمد بن سنجر، روى عنه عبد الرحمن بن العباس المخلص وأبو الحسن أحمد بن الفرج بن الخلال ومحمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي وغيرهم.
وأما أبو بكر أحمد بن المختار بن منتشر (3) بن محمد بن أحمد بن علي بن المظفر الاسكندراني، من أهل قرية يقال لها الاسكندرية على الدجلة بإزاء الجامدة بينها وبين واسط العراق خمسة عشر فرسخا، وأبو بكر هذا كان أديبا فاضلا شاعرا مفلقا، ورد بغداد متظلما، وروى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ أقطاعا من شعره.
ونزلت بقرية بين حلب وحماة يقال لها الاسكندرية، وكتب بها عن شيخ اسمه المنذر الحلبي (4) شيئا يسيرا.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن ميمون الاسكندراني، بغدادي
الاصل سكن الاسكندرية فنسب إليها، وحدث عن الوليد بن مسلم وسلم بن ميمون الخواص مؤمل بن عبد الرحمن الثقفي، روى عنه محمد بن هارون بن المجدر ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو بكر بن أبي داود، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه بالاسكندرية وهو صدوق ثقة، وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر سنة إثنتين وستين ومائتين.
الاسلمي: بفتح الالف وسكون السين المهملة وفتح اللام وكسر الميم، هذه النسبة إلى أسلم بن أقصى بن حارثة بن عمرو وهما إخوان خزاعة وأسلم، ومنها (5) أبو فراس ربيعة بن
__________
(1) يعني يقبل ما يدخله عليه الفجار من الحديث وليس من حديثه فيحدث به على أنه من حديثه.
(2) هكذا ضبطه ابن نقطة وغيره.
(3) ومثله في اللباب ومعجم البلدان.
(4) هكذا في ك واللباب وغيره.
(5) كذا في سائر النسخ.
(*)(1/151)
كعب الاسلمي، له صحبة.
وحمزة بن عمرو الاسلمي.
وأبو برزة الاسلمي.
وعطاء بن أبي مروان الاسلمي من أسلم بن جمح وإليه ينسب.
وأما أبو محمد القاسم بن محمد بن الحسين بن زياد بن أسلم الاسلمي النيسابوري نسب إلى جده الاعلى من أهل نيسابور سمع أبا الازهر العبدي ومحمد بن يزيد السلمي، روى عنه أبو الطيب المذكر، ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة بنيسابور (1).
الاسماعيلي: بكسر الالف وسكون السين المهملة وفتح الميم وكسر العين الهملة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى جماعة اسمهم إسماعيل، منهم أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس بن مرداس الاسماعيلي - وليس بالسلمي - إمام أهل جرجان والمرجوع إليه في الحديث والفقه، رحل إلى العراق والحجاز، وصنف التصانيف، وهو أشهر من أن يذكر وكذلك أولاده وأحفاده، وله وجوه في المذهب مذكورة مسطورة، سمع
بجرجان عمران بن موسى السختياني، وبنسا الحسن بن سفيان الشيباني، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي، وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وبالكوفة أبا جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وبالجزيرة أبا يعلى أحمد بن علي بن المثني الموصلي، وبالاهواز عبدان بن أحمد العسكري وطبقتهم، روى عنه الائمة والحفاظ مثل أبي الحسين محمد بن محمد الحجاجي وأبي علي محمد بن علي بن سهل الماسرجسي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبي بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني فمن بعدهم، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: الامام أبو بكر الاسماعيلي واحد عصره وشيخ الفقهاء والمحدثين وأجلهم في الرياسة والمروءة والسخاء بلا خلاف بين عقلاء الفريقين من أهل العلم فيه، وقد كان أقام بنيسابور لسماع الحديث غير مرة وقدمها وهو رئيس جرجان سنة سبع عشرة وثلاثمائة، ثم قدم علينا في ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة على صاحب الجيش أبي نصر منصور بن قراتكين فسأله الامام أبو بكر أحمد بن إسحاق - يعني الصبغي - النزول عنده في منزله مراسلة وهو في الطريق فأجابه إلى ذلك، ثم إن الشيخ أبا نصر العبدوسي استقبله بنفسه وسأله النزول عنده فنزل عنده إيثارا للتخفيف عن الامام أبي بكر، فعقد له المجالس بالعشيات كل يوم إلا يوم الجمعة يومين للاملاء ويوما للنظر ويومين للقراءة ويوما للكلام، وكان لا يتخلف عن مجلسه كل يوم من المذكورين في هذه العلوم أحد
__________
(1) استدراك، في القبس (79 - الاسلي) جبل أسل بخراسان ينسب كذلك محمد بن يزيد قال ابن أبي حاتم: نزل طرسوس روى عن الاسود بن عامر وعبد الصمد بن عبد الوارث روى عنه أبي وقال كتب حديثا ثم خلط.
(*)(1/152)
إلا لعذر.
وقال إبراهيم بن موسى جد حمزة السهمي: كان أبو بكر الاسماعيلي برا بوالديه فلحقته بركة دعائهما وقال: لما ورد نعي محمد بن أيوب الرازي دخلت الدار وبكيت وخرجت (1) ومزقت على نفسي القميص ووضعت التراب على رأسي فاستجمع علي أهلي ومن في منزلي وقالوا: ما أصابك ؟ فقلت: منعتموني الارتحال إلى محمد بن أيوب فسلوا
قلبي وأذنوا لي بالخروج عند ذلك وأصحبوني خالي إلى نسا إلى الحسن بن سفيان - وأشار إلى وجهه وقال: لم يكن لي ههنا طاقة - فقدمت عليه وسألته أن أقرأ عليه المسند فأذن لي وقرأت عليه جميع المسند وغيره من الكتب وكان ذلك أول رحلتي في طلب الحديث ورجعت إلى وطني ثم خرجت إلى بغداد في سنة ست وتسعين ومائتين.
وحكى حمزة بن يوسف السهمي عن أبي الحسن الدارقطني قال: كنت عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الاسماعيلي فلم أرزق.
وكان الحسن بن علي الحافظ المعروف بابن غلام الزهري بالبصرة يقول: كان من الواجب للشيخ أبي بكر أن يصنف لنفسه شيئا ويختار على حسب اجتهاده فإنه كان يقدر عليه لكثرج ما كان كتب ولغزارة علمه وفهمه وجلالته وما كان له أن يتبع كتاب البخاري فإنه كان أجل من أن يتبع غيره.
قال السهمي: وكان أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ يحكي جودة قراءته وقال: كان مقدما في جميع المجالس وكان إذا حضر مجلسا لا يقرأ غيره.
وكان أبو القاسم البغوي يقول: ما رأيت أقرأ من أبي بكر الجرجاني.
وقال السهمي: ما من يوم يمر إلا وكان يحضر الاسماعيلي من الغرباء الجوالين ممن يفهم ويحفظ مقدار أربعين أو خمسين.
توفي أبو بكر الاسماعيلي بجرجان يوم السبت غرة رجب سنة إحدث وسبعين وثلاثمائة ودفن يوم الاحد، وصلى عليه ابنه أبو نصر، وهو ابن أربع وتسعين سنة وأشهر.
قلت: وزرت قبره وقبور أولاده بجرجان في حظيرة لهم.
ومن أولاد الامام أبي بكر الاسماعيل الجرجاني جماعة، منهم أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس الاسماعيلي، ترأس في حياة والده أبي بكر وبعد وفاته إلى أن توفي، وكان له جاه عظيم وقبول عند الخاص والعام في كثير من البلدان ويحل بكتابه العقد، وكان كتب الحديث الكثير عن أبي يعقوب النحوي وأبي العباس الاصم وبالعراق ومكة والري وهمذان، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي، وكان يعرف الحديث ويدري، وأول ما جلس للاملاء في حياة والده أبي بكر الاسماعيلي في سنة ست وستين في مسجد الصفارين إلى أن توفي والده ثم انتقل إلى المسجد الذي كان يملي والده فيه ويملي كل سبت إلى أن توفي لثلاث بقين من سهر ربيع
الآخر سنة خمس وأربعمائة، وصلى عليه أبو معمر الاسماعيلي.
وابن أخيه أبو معمر
__________
(1) في نسخ أخرى " صرخت ".
(*)(1/153)
المفضل بن إسماعيل بن أحمد الاسماعيلي، كان فقيها فاضلا، سمع جده وبممة أبا زرعة محمد بن يوسف الكشي وببغداد أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين وغيرهم، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي وأبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي، وروى عن جده الكتب الكثيرة وسمع كتابه الجامع المخرج على الصحيح وغيره من المجموعات والتصانيف والمشايخ والامالي، وقد ضبط له والده الامام أبو سعد وحمله إلى بغداد ومكة في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وبقي هناك إلى أن حج في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ورجع في سنة ست وثمانين إلى جرجان، وكان سمع بمكة من يوسف بن الدخيل وجماعة، وجلس للاملاء بعد موت عمه أبي نصر.
قال حمزة السهمي: سمعت أبا بكر الاسماعيلي يقول: ابني هذا أبو معمر له سبع سنين يحفظ القرآن ويعلم الفرائض وأصاب في مسألة أخطأ فيها بعض قضاتنا.
وقد كان وهب له ما كان عنده من مسند (1) محمد بن عثمان بن أبي شيبة لم يقرأ بعد ذلك لاحد وآخر ما حدث به أبو معمر وأبو العلاء ثم لم يقدر أحد على جميعه إلا أحاديث أخرجها في مواضع، وكان إليه الفتيا منذ مات والده، وتوفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وصلى عليه أخوه أبو الفضل.
وأخوه أبو الفضل مسعدة بن إسماعيل بن أحمد الاسماعيلي وهو الرابع من أولاد أبي سعد، وأخوه أبو الحسن مبشر، سمعا جميعا أبا يعقوب يوسف بن إبراهيم السهمي سنة أربع وثمانين قبل خروج والده (2) إلى مكة، وسمع (3) من أبي بكر الآبندوني وأبي العباس أحمد بن موسى الباغشي وعن عمهما أبي نصر الاسماعيلي وغيرهم من المشايخ.
أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة بن أبي بكر الاسماعيلي، سمع حمزة بن يوسف السهمي وغيره، روى لي عنه جماعة كثيرة، وتوفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن
إسحاق بن إبراهيم بن إسرائيل الاسماعيلي، من أهل بخارا من بيت مشهور، وكان فقيها عالما، سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وأبا بكر المنكدري ومحمد بن يوسف بن عاصم وغيرهم، وكانت ولادته في سنة إحدث وثلاثمائة ووفاته في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، والائمة الاسماعيلية ببخارا معروفة، حدث أبو بكر عن جماعة، وروى عنه العلماء، وقبورهم زرتها بمقبربة على طريق خراسان.
وحفيده الرئيس أبو طاهر محمد بن علي بن أحمد بن محمد الاسماعيلي، يروي عن أبي علي إسماعيل بن
__________
(1) لفظ حمزة في تاريخ جرجان " ما كان عنده عن ".
(2) الصواب " والدهما " راجع تاريخ جرجان رقم 928 و 170.
(3) الصواب " وسمعا " راجع تاريخ جرجان رقم 928 و 929.
(*)(1/154)
محمد صاحب الكسائي، سمع منه المتأخرون، ومن القدماء أبو العباس المستغفري.
أبو حامد أحمد بن محمد بن إسماعيل بن نعيم الاسماعيلي الطوسي صاحب أبي العباس بن سريج، سمع أبا عبد الله البوشنجي وأبا خليفة البصري وأبا يعلى الموصلي.
وابنه إسماعيل بن أحمد الاسماعيلي حدث أيضا، ونسبا إلى جدهما.
وأما أبو عبد الله أحمد بن المبارك الاسماعيلي سكن الرقة وهو بغدادي حدث عن عبيدالله بن عمر القواريري فإنما قيل له الاسماعيلي لانه كان يعتني بجمع حديث إسماعيل بن أبي خالد.
وأما أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن إسرائيل القاضي الاسماعيلي البخاري ابن السابق ذكره وأبو الذي يليه سمع أباه وأبا بكر محمد بن أحمد بن خنب وأبا بكر محمد بن عبد الله بن يزداذ الرازي وأبا بكر أحمد بن سعد الزاهد وأبا صالح خلف بن محمد الخيام وغيرهم، عقد له مجلس الاملاء على باب داره عشيات (1) الجمعة، روى عنه جماعة منهم أبو ذر محمد بن جعفر بن محمد الخطيب، وتوفي في شعبان سنة إحدى وأربعمائة، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو الحسن بن أبي بكر بن إسماعيل البخاري
- يعني الاسماعيلي - كان أبوه شيخ عصره بما وراء النهر وصارت الرياسة والحكم بها بعد التسعين وثلاثمائة إلى أبي الحسن وكان يستأهل ذلك لعقله وفضله، سمع أبا بكر بن خنب وأقرانه ببخارا وحدث بها وبالعراق والجبال سنة حج وهي سنة خمس وتسعين، وقد كتبت عن أبيه وجده من قبل أمه أبي بكر بن سعد الزاهد رضي الله عنهم أجمعين.
وأبو الحسن أحمد بن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن مهران الاسماعيلي الشاهد من أهل نيسابور، كان أبوه أبو بكر الاسماعيلي محدث عصره بنيسابور، وأبو الحسن كان كثير السماع من أبيه، سمع أباه وأبا عبد الله البوشنجي وأقرانهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ ولم يذكر وفاته، لعله مات قبل الاربعمائة.
وأبو حامد أحمد بن محمد بن إسماعيل بن نعيم الفقيه الطوسي الاسماعيلي صاحب أبي العباس بن سريج من أهل طوس، كان إماما ورعا مصيبا زاهدا، رحل إلى العراق وأدرك الاسانيد، سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وبالبصرة أبا خليفة الجمحي، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثني الموصلي، وبالكوفة أبا جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وبالاهواز أبا محمد عبد الله بن أحمد بن موسى العسكري عبدان وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو حامد الطوسي الاسماعيلي صاحب أبي العباس بن سريج ومفتي
__________
(1) في نسخ أخرى " غداة ".
(*)(1/155)
الناحية وزاهدها كان يرد نيسابور قديما ويحدث بها، فأما أنا فإنما كتبت عنه بالطابران.
ثم قال: سألت إسماعيل بن أبي حامد الاسماعيلي ونحن ببخارا عن وفاة أبيه فذكر أنه توفي في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وابنه أبو محمد إسماعيل [ بن أحمد ] بن محمد الاسماعيلي الطوسي، سمع أباه وأبا الحسن محمد بن محمد بن علي الانصاري، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: إسماعيل الاسماعيلي سمع الحديث قبلنا أو معنا وتقلد القضاء بخراسان غير مرة، وكان أكثر مقامه وسماعاته بنيسابور، وتوفي ببخارا سنة سبع
وستين وثلاثمائة ونسبا إلى جدهما.
والفرقة الاسماعيلية جماعة من الباطنية ينتسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق لانتساب زعيمهم المغربي إلى محمد بن إسماعيل وفي كتاب الشجرة انه لم يعقب.
الاسمندي: بضم الالف وسكون السين المهملة وفتح الميم وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى اسمند وهي قرية من قرى سمرقند، منها أبو الفتح محمد بن عبد الحميد بن الحسين بن الحسن بن حمزة الاسمندي يعرف بالعلاء العالم من أهل سمرقند، كان فقيها فاضلا ومناظرا فحلا، تفقه على السيد الامام أشرف العلوي، وكانت له عبارة حسنة، وصنف تصنيفا في الخلاف، سمع أبا الحسن علي بن عمر الخراط، لقيته بسمرقند غير مرة وقال لي: وردت مرو قاصدا إلى القاضي الارسابندي ولم يكن حاضرا فحضرت درس والدك رحمه الله وعلقت عنه مسألة بيع اللحم بالشاة وانصرفت من مرو، ولم أسمع منه شيئا من الحديث لانه كان متظاهرا بشرب الخمر، وسمع ولدي أبو المظفر منه أحاديث، ولما وافى مرو منصرفا من الحجاز والحج (والزيارة) سنة ثلاث وخمسين قرأت عليه أحاديث بقرية سيد على طرف البرية.
الاسميثني: بكسر الالف وسكون السين المهملة وبعدها الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والثاء المثلثة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى إسميثن وهي من قرى الكشانية، والمشهور بهذه النسبة منها أبو بكر محمد بن النضر الاسميثني، يروي عن عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي وأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي وغيرهما، كأنه مات قديما قبل سنة عشرين وثلاثمائة (1).
__________
(1) ويستدرك (80 - الاسناني) بكسر الهمزة فيما يظهر وسكون السين المهملة بعدها نونان بينهما الالف، في التبصير " أحمد بن أبي عدنان بن الليث الاسناني الهروي شيخ لابي سعد الماليني ".
و (81 - الاسنائي - والاسنوي) كلاهما نسبة إلى إسنا بكسر الهمزة وقد تفتح وسكون السين المهملة فنون تليها ألف مقصورة مدينة بصعيد مصر.
(*)(1/156)
الاسواري: بفتح الالف وسكون السين وفتح الواو وبعدها الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى أسواري (1) وهي قرية من قرى أصبهان، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو علي الحسين بن علي بن زيد الاسواري من أهل أصبهان، يروي عن أبي جعفر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي لوين، يروي عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهاني.
وأبو عبد الله الحسين بن علي الاسواري القماط من أهل أصبهان سمع ابن أخي أبي زرعة وأحمد بن موسى بن إسحاق وغيرهما.
وأبو الحسن علي بن محمد بن المرزبان الاسواري من أهل اصبهان، كان أحد الزهاد المشهورين بالصلاح والزهد والعفاف، وكان الناس يعتقدون فيه وحق له ذلك، سمع أحمد بن مهدي وأبا بكر بن النعمان الاصبهانيين، ولم يخرج من حديثه شئ، وتوفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة بأصبهان وزرت قبره بها.
وأبو بكر محمد بن سهل بن المرزبان بن منده الاسواري من أهل أصبهان، يروي عن أحمد بن يونس الضبي وغيره، وتوفي في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن شابور الاسواري من أهل أصبهان، كان ثقة مأمونا صاحب أصول كثير الحديث عن العراقيين، يروي عن ابن أبي مسرة وأبي إسماعيل الترمذي وعلي بن عبد العزيز وأبي حاتم الرازي وغيرهم حدث عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ وأبو الشيخ وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وأبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، وتوفي سنة إثنتين وأربعين وثلاثمائة بأصبهان.
واما الاسوارية فهم طائفة من المعتزلة وهم أصحاب الاسواري، وكان في أول أمره على قول النظام في أن الله عز وجل لا يأمر أحدا إلا بالارادة ولم ينه إلا عنها، وزاد الاسواري على النظام بفضيحة لم يسبق إليها فزعم أن الله تعالى غير قادر أن يفعل ما قد علم أنه لا يفعله ولا يقدر أن يفعل ما أخبر أنه لا يفعله هذا مع قوله إن الانسان قادر على فعل ما علم أنه لا يفعله لان قدرة الانسان عنده صالحة للضدين فالانسان عنده أقدر من ربه عزوجل.
الاسواري: بضم الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الواو وفي آخرها الراء المهملة،
والمشهور بهذه النسبة أبو عيسى الاسواري، يروي عن أبي سعيد الخدري، يروي عنه قتادة، لا يوقف على اسمه قاله أبو علي الغساني.
وموسى بن سنان الاسواري، يروي عن عطية، روى عنه عبد الواحد بن واصل، منكر الحديث عن عطية فلست أدري وقع المناكير في حديثه منه أو عن عطية، فإذا اجتمع في إسناد خبر رواية من لا يعرف بالعدالة عن إنسان
__________
(1) مثله في اللباب والذي في معجم البلدان " أسوارية " وقال في ضبطها "...وراء مكسورة وياء مشددة وهاء ".
(*)(1/157)
ضعيف لا يتهيأ إلزاق الوهن بأحدهما دون الآخر ولا يجوز القدح في هذا الراوي إلا بعد السير والاعتبار بروايته عن الثقات غير ذلك الضعيف، فإن وجد في روايته المناكير ويرويها عن الثقات ألزق الوهن به لمخالفته الاثبات في الروايات، هذا حكم الاعتبار بين النقلة في الاخبار.
الاسواني: بفتح الالف وسكون السين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أسوان وهي بلدة بصعيد مصر، والمنتسبون إليها أبو يعقوب إسحاق بن إدريس الاسواني من أهل البصرة، يروي عن همام بن يحيى والكوفيين والبصريين، روى عنه نصر بن علي الجهضمي وأهل البصرة، وكان يسرق الحديث، وكان يحيى بن معين يرميه بالكذب.
وأبو بكر (1) أحمد بن معاوية بن عبد الله الاسواني (2)، توفي في رمضان سنة أربع وعشرين ومائتين.
وأبو بكر أحمد (3) بن عبد الوارث بن حرير بن عيسى الاسواني العسال، من أهل مصر، دعوتهم في موالي عثمان بن عفان، وكان آخر من حدث عن محمد بن رمح بمصره، وتوفي في جمادي الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وكان ثقة احترقت كتبه وبقي منها أربعة أجزاء وعاش بعد احتراقها نحو سنة واحدة.
وأبو حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الاسواني، يروي عن الشافعي، قال أبو رجاء الاسواني: توفي أبو حنيفة الاسواني في جمادي الاولى سنة إحدى وسبعين ومأتين.
وابو الحسن فقير بن الاسواني المصري، يروى عن محمد بن سليمان بن أبي فاطمة المصري وأبي حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم
المصري، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري (4).
الاسيدي: هذه النسبة بفتح الالف وكسر السين المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحت وبعدها الدال المهملة، فهي إلى أسيد وهم آل أسيد بن أبي العيص من ولد عتاب وخالد، منهم أبو خالد عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز بن أمية بن خالد بن
__________
(1) ترجمته في الطالع السعيد رقم 57 وفيها أن ابن يونس كناه بأبي عبد الله وأن ابن زبر كناه بأبي بكر.
(2) زاد في الطالع " مولى بني أمية قال أبو عمر بن يوسف الكندي في كتابه في الموالي: كان من أصحاب الحارث بن مسكين وبكار بن قتيبة روى عنه ابن قديد ".
(3) ووقع في بقية النسخ " محمد " وهما أخوان لكن الصفة الآتية صفة أحمد كما في ترجمته في الطالع رقم 49 أما محمد فسأذكره بعد إن شاء الله.
(4) في معجم البلدان " أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب بن أبي حاتم الاسواني حدث عن محمد بن المتوكل بن أبي السري روى عنه أبو عوانة الاسفراييني،...والقاضي أبو الحسن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الزبير الغساني.
(*)(1/158)
عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد بن أبي العيص الاسيدي، روى عن محمد بن عبد الله الانصاري وأبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل البصريين وغيرهما، روى عنه أبو عمرو بن السماك وأبو علي الصفار وأبو جعفر الرزاز البغداديون.
وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد الاسيدي، من أهل مكة ومن أمرائها، ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه مكة على صغر سنه وكان عليها لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل عبد الرحمن هذا يوم الجمل مع طلحة والزبير رضي الله عنهم، فقيل إن أبا لبابة السلمي مر يوم الجمل بعبد الرحمن في يد أعلاج يدفنونه فبكى وقال: يرحمك الله ابن عتاب لكم بمكة باك وابكية، ثم قال: كأن عتيقا من مهارة تغلب * بأيدي الرجال الدافنين ابن عتاب فما زودوه زاد من كان مثله * سوى أحجر سود وأدراس أثواب الاسيدي: بضم الالف وفتح السين المهملة وكسر الياء المشددة المنقوطة بنقطتين من
تحتها والدال المهملة بعدها، هذه النسبة إلى أسيد وهو بطن من تميم يقال له أسيد بن عمرو بن تميم، منها حنظلة بن الربيع الكاتب وأخوه رباح لهما صحبة.
وهارون بن رئاب الاسيدي.
ويزيد بن عمير الاسيدي.
وسيف بن عمر الاسيدي التميمي صاحب كتاب الفتوح.
وأبو محمد قيس بن حفص الدارمي الاسيدي البصري حدث عن عبد الوارث بن سعيد وفضل بن سليمان، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ويعقوب بن سفيان الفسوي ومحمد بن غالب بن حرب التمتام.
ومن المتقدمين أكثم بن صيفي الاسيدي حكيم العرب.
الاسيوطي: بضم الالف وسكون السين المهملة وضم الياء المنقوطة بنقطتين من تحت في آخرها طاء مهملة بعد الواو، وهذه النسبة إلى أسيوط وهي بليدة بديار مصر من الريف الاعلى بالصعيد، ومنهم من يسقط الالف ويقول: سيوط، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسن بن علي بن الخضر (1) بن عبد الله الاسيوطي، يروي عن إسحاق بن إبراهيم بن يونس المصري، روى عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء، ومنهم من يخففه ويقول: السيوطي، توفي في جمادي الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة حدث بمكة.
وبقاء بن الاسيوطي، كان إمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، حدث وسمع منه أبو علي
__________
(1) في حسن المحاضرة 1 / 174 " أبو علي الحسن بن الخضر الاسيوطي عن النسائي والمنجنيقي مات في ربيع الاول سنة إحدى وستين وثلاثمائة " وأشار إلى هذا في القبس نقلا عن ابن خلكان عن ابن الفرات وتردد فيه ابن خلكان أهذا هو أم أبوه.
(*)(1/159)
حسان بن سعيد المنيعي وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وغيرهما.
وأبو بشر أحمد بن الوليد بن عيسى الاسيوطي، يروي عن أبي الزنباع، توفي بسيوط سنة خمس وثلاثين أو أول سنة ست وثلاثين.
وأبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن ميمون الاسيوطي قاضي أسيوط، حدث عن عبد الرحمن بن داود الاسكندراني
ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبكير بن يحيى وعلي بن عبد العزيز ومحمد بن إدريس وراق الحميدي وغيرهم، توفي بسيوط في المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان مولده بسيوط سنة خمس وعشرين ومائتين.(1/160)
باب الالف والشين (1) الاشبيلي: بكسر الالف وسكون الشين المعجمة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد الاندلس من المغرب يقال لها إشبيلية وهي من أمهات البلدان بالاندلس، منها سيد أبيه (2) الزاهد الاشبيلي نسبه في مراد أندلسي من أهل إشبيلية، يروي عن ابن وضاح، توفي بالاندلس سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وعبد الله بن عمر بن الخطاب الاشبيلي الاندلسي قاضي إشبيلية معروف ببلده، توفي سنة ست وسبعين ومائتين.
الاشتى: بفتح الالف وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى أشتة وهو اسم لجد المنتسب إليه وهم جماعة، منهم أبو مسلم عبد الرحمن بن بشير (3) بن نمير بن أشتة المؤدب الاشتي من أهل أصبهان، نسب إلى جده الاعلى وهو شيخ ثقة صاحب أصول كتب بخراسان وسجستان، كان يروي عن القاضي أبي محمد إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل البستي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
الاشتاب ديزكي: بضم الالف وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الباء المنقوطة بواحدة وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الزاي والكاف، هذه النسبة إلى أشتابديزة محلة متصلة بباب دستان وهي محلة كبيرة من حائط سمرقند، منها أبو محمد سيحان بن الحسين بن حازم المؤدب السمرقندي الاشتاب ديزكي، يروي عن أبي عوسجة توبة بن قتيبة الاعرابي، روى عن أبو جعفر محمد بن عيسى بن الشعبي الوراق، قال أبو سعد الادريسي الحافظ: حدثنا أبو محمد
الباهلي عن أبي جعفر الوراق عن سيحان بن الحسين عن أبي عوسجة بحديث منكر مع قصة
__________
(1) يستدرك هنا (82 - الاشبوني) في معجم البلدان " أشبونة...(بالضم ثم السكون وضم الباء الموحدة وواو ساكنة ونون وهاء) وهي مدينة بالاندلس أيضا يقال لها شبونة...وينسب إليها جماعة منهم أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المصمودي من البربر ويعرف بالزاهد الاشبوني سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن وقاسم بن أصبغ وغيرهما وكان ضابطا لما كتب ثقة توفي سنة - 36 ".
(2) التصويب من تاريخ ابن الفرضي رقم 579 والجذوة رقم 500 ولفظ ابن الفرضي " سيد أبيه بن العاصي المرادي الزاهد من أهل اشبيلية يكنى أبا عمر "...(3) في اللباب المطبوعة ومخطوطتين والقبس " بشر، "...(*)(1/161)
طويلة يسبق إلى القلب أنه وضعها ولا أثق به يعني الباهلي.
وصالح بن محمود (1) بن الهيثم الاشتاب ديزكي والد محمد بن صالح، كتب عن عبد الرحيم بن حبيب البغدادي وأبي الليث عبيد الله (1) بن سريج (2) البخاري الشيباني، روى محمد بن صالح بن محمود الاشتاب ديزكي من كتاب أبيه بالوجادة.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن يونس الدارمي السمرقندي الاشتاب ديزكي، يروي عن عبد الله بن حماد الآملي وحاتم بن منصور الشاشي، روى عنه عبد الواحد بن محمد الكاغذي وغيره.
وأبو الفضل محمد بن صالح بن محمود بن الهيثم الكرابيسي الاشتاب ديزكي من أهل سمرقند.
كان فاضلا ثقة كثير الحديث، يروي عن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وأبي حفص عمر بن حذيفة الكرابيسي الباهلي وشعيب بن الليث الكاغذي ويعقوب بن يوسف اللؤلؤي وعلي ابن داود القنطري والعباس بن محمد الدوري ومحمد بن إسحاق الصغاني وغيرهم من أهل سمرقند والعراق يكثر عددهم، روى عنه جماعة كثيرة، وتوفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
الاشتاخوستي: بضم الالف وسكون الشين المعجمة والتاء المفتوحة ثالث الحروف بعدها الالف والخاء المعجمة والواو المفتوحة والسين المهملة الساكنة ثم التاء ثالث
الحروف، هذه النسبة إلى اشتاخوست وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ، منها أبو عبد الله محمد بن عبد الله الاشتاخوستي كان صاحب صلاح وعبادة.
الاشتري: بفتح الالف وسكون الشين المعجمة وفتح التاء ثالث الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى رجل اسمه الاشتر وأشتر بلدة من بلاد الجبل عند همذان ونهاوند يقال ليشتر ورأيت منها جماعة كثيرة من الفقهاء والصوفية، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد بن أحمد بن مهران الاشتري البصري، هكذا ذكره أبو بكر بن مردويه في تاريخ أصبهان، وروى عنه حديثا من حفظه عن محمد بن أحمد بن أبي رسالة البصري.
قلت: ومن الممكن أنه اشتري من البلدة ثم صار بصريا، أو جده اسمه اشتر - والله أعلم.
الاشترجي: بضم الالف وسكون الشين المعجمة وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى أشترج وهي قرية بمرو من أعاليها: أشترج بالا، منها أبو القاسم شاه بن النزال بن الشاه السعدي الاشترجي، وقيل: إنه ابن النزال بن
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان " محمد ".
(2) وقع في النسخ " شريح ".
(*)(1/162)
عبدة بن حذيفة الاشترجي، كان أعقب بها، يروي عن علي بن حجر السعدي وغيره، روى عنه أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد الانماطي، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة.
وأبو نعيم عمير بن محمد بن سختويه الاشترجي، كان حافظا، ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو الحسن الفضل بن عمير بن عثم بن المنتجع بن عمرو السعدي المروزي العثمي من اشترج بالا من مرو، رحل إلى العراق والحجاز، وكان ثقة صدوقا صاحب أدب وبلاغة، سمع أبا الوليد الطيالسي وإسماعيل بن أبي أويس، وسأذكره في العثمي (1).
الاشتيخني: بكسر الالف وسكون الشين المعجمة وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها ساكنة وفتح الخاء المنقوطة وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى إشتيخن وهي قرية من قرى السغد بسمرقند على سبعة فراسخ منها، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن أحمد بن مت الاشتيخني، كان من فقهاء أصحاب الشافعي رحمه الله وحدث بالحديث أيضا، ومن جملة ما حدث الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري رواه عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، روى عنه أبو نصر الداودي، وتوفي في رجب سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، قال أبو كامل البصري: سمعت الفقيه أبا نصر الداودي يقول: دخلت إلى شيخ أبي بكر بن مت إلى إشتيخن للسماع فقال لي: أسمعت جامع البخاري ؟ قلت: سمعت، فقال: ممن ؟ فقلت: من إسماعيل الحاجبي، فقال: أسمعه مني فإنه أثبت لك فإني كنت أدرس المتفقهة وكنت فقيها كبيرا حين سمعته من الفربري وإسماعيل الحاجبي كان صغيرا يحمل على العاتق ولا يقدر على المشي فسماعي وسماعه يستويان ؟ فابتدأت الكتاب وسمعت منه، قال: وصدق الشيخ أبو بكر بن مت كان سماع الحاجبي في وقت صغره وسماعنا من الحاجبي كان في وقت كبره وضعفه، كان ضعيفا وقت السماع وضعيفا وقت الاسماع.
قلت: يريد ضعف البدن لا أنه ضعيف السماع، وأبو بكر بن مت ذكره أبو سعد الادريسي في تاريخ سمرقند وقال: أبو بكر بن مت الاشتيخني الشيخ الفاضل الزاهد كان من أئمة أصحاب الشافعي رحمه الله في الفقه، كتبنا عنه باشتيخن مرات، يروي عن محمد بن يوسف الفربري والحسن بن صاحب الشاشي وغيرهما، مات
__________
(1) يستدكر هنا (الاشتركوني) بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الفوقية وضم الكاف بعدها واو ونون، في الاعلام 8 / 22 " محمد بن يوسف بن عبد الله بن يوسف التميمي المازني السرقسطي الاندلسي أبو الطاهر المعروف بابن الاشتركوني "...(*)(1/163)
باشتيخن غرة رجب سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وأبو الليث نصر بن الفتح بن أحمد الاشتيخني، يروي عن أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي وأبي موسى عمران بن إدريس الخثعمي وغيرهما، روي عنه أبو نصر الملاحمي.
الاشج: بفتح الالف والشين المعجمة وفي آخرها الجيم، هذا اللقب عرف به أبو عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن عوام البلوي الاشج المغربي المعروف بأبي الدنيا هو من مدينة بالمغرب يقال لها: رندة (1): كان يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعاش دهرا طويلا، والعلماء من أهل النقل لا يثبتون قوله ولا يحتجون بحديثه، وقيل: إنه قدم بغداد بعد سنة ثلاثمائة وحدث بالبواطيل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، روى عنه الحسن بن محمد بن ابن أخي طاهر العلوي وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد وغيرهما، وكان يقول: إنه ولد في أول خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فلما كان في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرجت أنا وأبي نريد لقاءه فلما صرنا قريبا من الكوفة لحقنا عطش شديد وكان أبي شيخا كبيرا فقلت له: إجلس حتى أدور أنا في الصحراء فلعلي أقدر على ماء، فجلس ومضيت أطلب فلما كنت منه غير بعيد لاح لي ماء فصرت إليه فإذا بعين ماء وبين يديها شبيه بالبركة أو الوادي من مائها فنزعت ثيابي واغتسلت من ذلك الماء وشربت ثم قلت: أمضي وأجئ بأبي فهو غير بعيد، فجئت وقلت له: قم ! فقام ومضينا نحو العين والماء فلم نر شيئا فلم يقدر أبي على النهوض فلم يزل يضطرب حتى مات، فواريته وجئت ولقيت أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه وهو خارج إلى صفين وقد أسرجت له بغلة فجئت وتمسكت بالركاب ليركب وانكببت أقبل فخذه فنفحني بالركاب فشجني في وجهي شجة، قال أبو بكر المفيد: ورأيت الشجة في وجهه واضحة، قال: ثم أخبرته بقصتي وقصة أبي والعين فقال: هذه عين لم يشرب منها أحد إلا عمر عمرا طويلا فأبشر فإنك تعمر عمرا طويلا: قال المفيد: فحدثنا عن علي رضي الله عنه بأحاديث ثم لم أزل أتبعه في الاوقات وألح عليه حتى يملي علي حديثا بعد حديث حتى جمعت خمسة عشر حديثا، وكان معه شيوخ من بلده فسألتهم عنه فقالوا: هو مشهور عندنا بطول العمر، حتى حدثنا بذلك آباؤنا عن آبائهم عن أجدادهم وأن قوله في لقيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه معلوم عندهم أنه كذلك.
وقيل: إن الاشج هذا مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة وهو راجع إلى بلده.
وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الكوفي الاشج، أحد أئمة الكوفة وكان من الثقات المتقنين.
__________
(1) مثله في تاريخ بغداد ج 11 رقم 6081.
(*)(1/164)
الاشجعي: هذه النسبة إلى قبيلة هي أشجع، وجعفر بن ميسرة الاشجعي، يروي عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال أبو حاتم بن حبان: احسب أباه ميسرة مولى موسى بن باذان من أهل مكة، روى عن ميسرة هذا عطاء وحميد بن قيس، أبوه مستقيم الحديث وأما ابنه جعفر هذا فعنده مناكير كثيرة لا تشبه حديث الثقات عن أبيه، والمنتسب إليها ولاء أبو يحيى معن بن عيسى بن دينار القزاز الاشجعي مولى أشجع من أهل المدينة، يروي عن ابن أبي ذئب ومالك بن أنس، وكان يتولى القراءة على مالك، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي، مات سنة ثمان وتسعين ومائة.
وجعفر بن أبي جعفر الاشجعي الرازي، يروي عن أبيه عن أبي جعفر السائح المعجزات عن الزهاد والعجائب عن العباد، وكان صاحب رقائق وفضل، لا أعلم له حديثا مسندا، روى عنه محمد بن يحيى الازدي وقد أكثر فيما روى حتى صار من لا يعتمد عليه.
وعبد العزيز بن عاصم (1) بن عبد العزيز بن عاصم الاشجعي من أهل المدينة، يروي عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذياب، روى عنه العراقيون وأهل المدينة، كان ممن يخطئ كثيرا فبطل الاحتجاج به إذا انفرد، روى عنه إسحاق بن موسى الانصاري.
وأبو عبد الرحمن عبيد الله بن عبيد الرحمن الاشجعي - وقيل ابن عبد الرحمن - سمع إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة ومالك بن مغول وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج وهارون بن عنترة، روى عنه عبد الله بن المبارك ويحيى بن آدم وقراد أبو نوح ويحيى بن معين ويحيى الحماني وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو كريب الهمداني ويعقوب الدورقي والوليد بن شجاع السكوني، وكان من أهل الكوفة سكن بغداد وبها حدث، وكان ثقة صالحا، وكان من أعلم أهل الكوفة بحديث سفيان الثوري وروى كتبه على وجهها وروى عنه الجامع، وببغدا مات (2).
الاشعثي: هذه النسبة إلى الاشعث بفتح الالف وسكون الشين المعجمة وفتح العين
__________
(1) لم أجد عبد العزيز هذا ووجدت أباه عاصم بن عبد العزيز بن عاصم والصفة الآتية تنطبق عليه وترجمته في التهذيب ج 4 رقم 78 وفيها ان كنيته أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد العزيز فتأمل وراجع ثقات ابن حبان.
(2) يستدرك هنا (84 - الاشجي) ذكر في القبس وقال " بالشين المكسورة و (هي نسبة إلى قرية) يقال لها: يشك نوبمرو منها أبو عبد الله محمد بن أيوب (الاشجي) روى له الماليني حديثا طويلا في فضل الصحابة " وفي التبصير بعد ذكر الاسجي أو الآسجي الذي تقدم في موضعه ما لفظه " وبالشين المعجمة من عمل مرو محمد بن أيوب الاشجي سمع أبا علي الزعفراني وعنه أحمد بن محمد بن القاسم الكرابيسي.
قال الماليني: هو بكسر الشين المعجمة منسوب إلى قرية يقال لها...(بياض) على غير قياس ".
و (85 الاشراقي) في معجم المؤلفين 11 / 320 " محمد بن محمود الشهرزوري الاشراقي حكيم من آثاره مدينة الحكماء، نزهة الارواح وروضة الافراح..." وذكر أنه كان حيا سنة 687.
(*)(1/165)
المهملة وفي آخرها الثاء المنقوطة بثلاث، والمشهور بهذه النسبة وهي إلى الجد الاعلى أبو (عثمان) سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الاشعث الكوفي الاشعثي من أهل الكوفة يروي عن أبي زبيد عبثر وسفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح، روى عنه محمد بن عثمان بن كرامة، مات سنة ثلاث ومائتين (1).
الاشعري: بفتح الالف وسكون الشين المعجمة وفتح العين المهملة وكسر الراء، هذه النسبة إلى أشعر وهي قبيلة مشهورة من اليمن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لاعرف منزل الاشعرين بالليل لقراءتهم القرآن.
والاشعر هو نبت بن ادد، قال ابن الكلبي: إنما سمي نبت بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ الاشعر لان أمه ولدته وهو أشعر، والشعر على كل شئ منه فسمي الاشعر، منهم أبو موسى عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار الاشعري، من فقهاء الصحابة وقرائهم.
ومن التابعين بلال بن سعد بن تميم السكوني (2) الاشعري العابد من أهل الشام، يروي عن أبيه وله صحبة، روى عنه الاوزاعي
وعمرو بن شراحيل، وكان عابدا زاهدا يقص، وكان أهل الشام يكتبون كلامه كما يفعل أهل العراق بكلام الحسن البصري، توفي بلال في ولاية هشام بن عبد الملك.
وتميم (3) بن أوس الاشعري، يروي عن عبد الله بن بسر، روى عنه أهل الشام مات في خلافة هشام بن عبد الملك.
وجماعة نسبوا إلى مذهب أبي الحسن علي بن إسماعيل الاشعري المتكلم البصري، منهم القاضي أبو بكر أحمد بن الطيب الاشعري المتكلم البغدادي، وحيد عصره وفريد دهره في الذكاء والحفظ وقهر الخصوم، وسأذكر القاضي أبا بكر في حرف الميم.
فأما أبو الحسن إنما قيل له الاشعري لانه من ولد أبي موسى رضي الله عنه، وهو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر، واسمه إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الاشعري المتكلم، صاحب الكتب والتصانيف في الرد على مخاليفه، وهو بصري سكن بغداد إلى أن توفي بها، وكان يجلس أيام الجمعات في حلقة أبي إسحاق المروزي الفقيه من جامع المنصور، وقيل: إنه كان يأكل من غلة ضيعة وقفها جده بلاب بن أبي بردة بن أبي موسى الاشعري على عقبه وكانت نفقته في كل سنة سبعة عشر
__________
(1) وفي اللباب " إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عقيل بن الاشعث الاشعثي السمرقندي روى عن الامام أبي علي اللامشي (في النسخة: الدومشي) روى عنه أبو سعد ولم يذكره.
وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الاشعث السمرقندي الاشعثي أحد المكثرين من المتأخرين...".
(2) السكون من كندة وهم غير الاشعريين وفي تهذيب التهذيب في ترجمة بلال بن سعد الاشعري وقيل الكندري.
(3) كذا ولم أجده وإنما الموجود نمير بن أوس الاشعري وهو من رجال التهذيب.
(*)(1/166)
درهما.
وكان بكر الصيرفي يقول: كانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله الاشعري فحجزهم في أقماع السمسم، وكانت له خمسة وخمسون مصنفا في الاصول، وكان ولادته في سنة ستين ومائتين، ومات سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: مات ببغداد بعد سنة عشرين، وقيل: سنة ثلاثين وثلاثمائة، ودفن في مشرعة الروايا.
الاشفندي: بضم الالف إن شاء الله وسكون الشين المعجمة وفتح الفاء وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أشفند وهي ناحية كبيرة بنيسابور عامرة كثيرة القرى والخير أول حدودها مرج الغضا إلى حدود الزوزن والبوزجان، ونزل بها عبد الله بن عامر في توجهه إلى هراة وكان قد كلب الشتاء فأشار عليهم منقذ بن عمرو رضي الله عنه وهو من الصحابة بالانصراف إلى نيسابور لخروج الشتاء وانقضائه ففعلوا فقال شاعرهم: بالمرج إذ مرجوا وارتج أمرهم * حتى إذا أنقذوها منقذا نقذوا (1) الاشقر: بالشين المعجمة المسكونة بعدها قاف وفي آخرها راء مهملة، والمشهور بهذه الصفة أبو عبد الله الحسين بن الحسن الفزاري الاشقر من أهل البصرة، يروي عن زهير بن معاوية وعبد الله بن عون وغيرهما، روى عنه محمد بن المثنى البصري الزمن، مات سنة ثمان وثمانين ومائة.
وأحمد بن عبد الله الازدي الاشقر، يروي عن عبيد الله بن موسى ويونس بن بكير، روى عنه الحضرمي.
وأبو سليمان داود بن نوح الاشقر السمسار من أهل بغداد، حدث عن عبد الوارث بن سعيد وحماد بن زيد، روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني والحارث بن محمد بن أبي أسامة، ومات ببغداد في شعبان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وأبو الطيب محمد بن أسد بن الحارث بن كثير بن غزوان الكاتب الاشقر من أهل بغداد، حدث عن عمير بن مرداس الدونقي، روى عنه أبو حفص بن شاهين وأبو القاسم بن الثلاج.
وأبو حامد أحمد بن يوسف بن عبد الرحمن الصوفي المعروف بالاشقر من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: أحد الفقراء المجردين ممن صحب المشايخ القدماء بخراسان والعراق وكان يكثر الجوار بمكة وطالت عشرتنا له وآخر ما فارقته ببخارا فإنا اجتمعنا بها سنة خمس أو ست وخمسين ثم خرج منها إلى الحج سنة سبع وخمسين وأنا بها، أدرك أبا
__________
(1) يستدرك هنا (89 - الاشفورقاني) في معجم البلدان " أشفورقان من قرى مرو الروذ والطالقان فيما أحسب منهما عثمان بن أحمد بن أبي الفضل أبو عمر الاشفورقاني كان إماما فاضلا حسن السيرة جميل الامر وكان إمام جامع أشفورقان سمع أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب السجزي وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني الفقيه وأبا
جعفر محمد بن محمد بن الحسن الشرابي قال أبو سعد قرأت عليه بأشفورقان عند منصرفي من بلخ وكانت ولادته تقديرا سنة 471 ووفاته في سنة 549 ".
(*)(1/167)
عثمان سعيد بن إسماعيل وصحب زكريا السختياني ورافق شيخنا أبا عمرو بن نجيد، ورأيته يجله ويعظم حقه، وسمع الحديث من الحسن بن سفيان بخراسان وبالعراق من عبد الله بن محمد بن ناجية وأقرانهما، وتوفي بمكة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
والقاضي أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل الاشقر، كان شيخا صالحا من أهل بغداد، راوية التاريخ الصغير عن البخاري، سمع لوينا محمد بن سليمان والحسين بن مهدي الابلي وزيد بن أخزم الطائي والحسن بن عرفة ويوسف بن موسى ورجاء بن مرجي ومحمد بن عثمان بن كرامة وغيرهم، روى عنه محمد بن المظفر وأبو عمر بن حيويه وأبو حفص بن شاهين، وقال أبو نعيم الحافظ: عبد الله بن الاشقر بغدادي، حدث بأصبهان وكان إليه قضاء الكرخ، وقال صالح بن أحمد الحافظ: عبد الله بن الاشقر أدركته ولم يقض لي السماع منه ويدل حديثه على الصدق.
الاشقري: بالشين والقاف والراء، والمنتسب بهذه النسبة أحمد بن يحيى الاحول الكوفي الاشقري مولى الاشقريين، يروي عن مالك بن أنس، روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي مطين، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات (1).
الاشكربي: بكسر الالف وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف وسكون الراء وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى إشكرب وهي مدينة من شرقي بلاد الاندلس من المغرب، منها أبو الحجاج يوسف بن محمد بن فارو الاندلسي الاشكربي، شاب صالح فاضل حسن السيرة عارف بالحديث واللغة وشئ من الفقه، ولد بإشكرب ونشأ بجيان وانتسب إليها، خرج في طلب العلم من بلاد المغرب وورد العراق، وسمع ببغداد ممن سمعنا منه وممن لم نسمع، وورد نيسابور ومرو وهراة وسمع الحديث الكثير، وسكن في آخر عمره ببلخ وفوض إليه الامامة
بمسجد راعوم، سمع بقراءتي الكثير وسمعت بقراءته أيضا وكتبت عني وكتب عنه، وتوفي ببله سلخ ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (2).
__________
(1) راجع الاكمال 1 / 154.
ويستدرك (90 - الاشكابي) قال في اللباب " بكسر الهمزة وسكون الشين وفتح الكاف وبعد الالف باء بوحدة هذه النسبة إلى اشكاب البخاري، ينسب إليه جماعة من ولده وهم ببغداد وبخارا.
وإلى اشكاب وهو جد أبي عثمان سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم بن اشكاب الاشكابي المعروف بالعيار راوية كتاب صحيح البخاري ".
(2) ويستدرك (91 - الاشكوراني) راجع معجم البلدان (أشكوران).
و (92 - الاشكيذباني) في معجم البلدان " إشكيذبان بكسر أوله والكاف وياء ساكنة وفتح الذال المعجمة وباء موحدة وألف ونون قرية بين هراة وبوشنج ينسب إليها الامام أبو العباس الاشكيذباني.
(*)(1/168)
الاشموسي: بضم الالف وسكون الشين المعجمة وضم الميم وفي آخرها السين المهملة (1)، هذه النسبة إلى أشموس وهي قرية من صعيد مصر، منها هجنع بن قيس بن الحارث الاشموسي هو من ناحية الكوفة سكن الاشموس، يروي عن حوثرة بن مسهر، روى عنه سعيد بن راشد وعبد العزيز بن صالح المصريان (2).
الاشموني: بفتح الالف (3) وسكون الشين المعجمة وضم الميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أشمون، وهي بليدة من صعيد مصر، منها أبو إسماعيل بن مالك المعافري ثم الناشري الاشموني، ولد بأشمون سنة سبع وتسعين: وتوفي بالاسكندرية سنة خمس وثمانين ومائة.
الاشميوني: بضم الالف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية أشميون وهي من قرى بخارا وقيل: إنها محلة بها، منها أبو عبد الله حاتم بن قديد البخاري الاشميوني، يروي عن الحسن بن جعفر بن غزوان وإبراهيم بن الاشعث وغيرهما، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري
وعبيد الله بن واصل البخاري.
وأبو أحمد نوح بن منصور الاشميوني البخاري، يروي عن المكي بن إبراهيم وإبراهيم بن سليمان الزيات، روى عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن يوسف البخاري (4).
الاشناسي: بفتح الالف وسكون الشين المعجمة وفتح النون وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى أشناس وهو غلام المتوكل، والمنتسب إليه أبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس بن الحمامي البزار مولى جعفر المتوكل، سمع أبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري وعمر بن محمد بن سبنك وعبيد الله بن محمد بن عابد الخلال وخلقا من هذه الطبقة، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه شيئا يسيرا، كان سماعه صحيحا إلا أنه كان رافضيا خبيث المذهب، وكان له مجلس في داره بالكرخ يحضره الشيعة ويقرأ عليهم مثالب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والطعن على السلف، سألته عن مولده فقال: في شوال سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، ومات في الثالث من ذي القعدة سنة
__________
(1) تبعه في اللباب واعترضه ياقوت في معجم البلدان بأن الصواب " الاشموتي " ونقل شاهد ذلك من تاريخ ابن يونس.
(2) زاد في معجم البلدان " وعبد الرحمن بن رزين وخلاد بن سليمان ".
وقد يستدرك (الاشمومي) وقد ذكرت أشموم في معجم البلدان وأنها اسم لبلدتين بمصر ولم يذكر من ينسب إليها.
(3) في اللباب " بضم الالف ".
(*)(1/169)
تسع وثلاثين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب الكناس (1).
الاشناني: بضم الالف وسكون الشين المنقوطة وفتح النون الاولى وكسر الثانية، هذه النسبة إلى بيع الاشنان وشرائه، والمشهور بهذه النسبة إليها أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت الاشناني، حدث عن علي بن الجعد وإسحاق بن راهويه ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وهشام بن عمار وغيرهم أحاديث باطلة، كان يضع الحديث ولم يكن يحسن الوضع، روى عنه أبو عمرو بن السماك الدقاق والقاضي أبو الحسن الجراحي وأبو بكر بن
شاذان البزاز، وذكره الدارقطني فقال: كذاب دجال.
وأبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص بن عمر الاشناني الخثعمي الكوفي، ثقة صالح مأمون، قيل: إنه مولى الاشناني، سمع عباد بن يعقوب الرواجني وعباد بن أحمد العرزمي وأبا كريب محمد بن العلاء وموسى بن عبد الرحمن المسروقي وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر النجار النحوي وأبو بكر محمد بن محمد الباغندي وأبو عبد الله بن المحاملي وأبو عمرو بن السماك وأبو بكر بن الجعابي ومحمد بن المظفر وأبو الحسين بن البواب وغيرهم، وكان تقوم به الحجة، وكانت ولادته سنة إحدى وعشرين ومائتين، ووفاته في صفر سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأبو الحسن يوسف بن محمد بن عبد الله بن يزداذ الاشناني، سمع جماعة من النيسابوريين، روى عنه أبو سعد الصفار الرازي، وكان قدم عليهم الري.
وأبو محمد الحسن بن علي بن مالك بن أشرس بن عبد الله بن منجاب الشيباني المعروف بالاشناني من أهل بغداد، حدث عن عمرو بن عون ويحيى بن معين ومؤمل بن الفضل الحراني وسويد بن سعيد الحدثاني وغيرهم، روى عنه ابنه عمر ومحمد بن مخلد ومحمد بن أحمد الحكيمي وأحمد بن الفضل بن خزيمة.
وابنه محمد بن الحسن بن علي بن مالك بن أشرس بن عبد الله بن منجاب الشيباني يعرف بابن الاشناني، حدث عن علي بن سهل بن المغيرة البزاز، روى عنه أخوه القاضي أبو الحسين الاشناني.
وأخوه أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي بن مالك بن أشرس بن عبد الله بن منجاب الشيباني المعروف بابن الاشناني من أهل بغداد، كان صاحب حديث مجودا حسن العلم به، حدث بالكثير وأخذوا عنه، سمع أباه ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني وموسى بن سهل الوشاء ومحمد بن شداد المسمعي ومحمد بن مسلمة الواسطي وأبا بكر بن أبي الدنيا وغيرهم، روى عنه أبو العباس بن عقدة الحافظ وأبو عمرو بن السماك
__________
(1) (الاشنانداني) استدركه اللباب وقال " بضم الهمزة وسكون الشين وبعد الالف نون ساكنة ودال مهملة وبعد الالف نون أخرى، هذه النسبة إلى أشناندان ومعناه بالفارسية موضع الاشنان عرف بهذه النسبة أبو عثمان (سعيد بن هارون) الاشنانداني صاحب كتاب المعاني أخذ العلم عن أبي محمد التوزي روى عنه أبو بكر بن دريد ".
(*)(1/170)
ومحمد بن المظفر وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو القاسم بن حبابة والمعافى بن زكريا وغيرهم من المتقدمين ومن بعدهم، ولي القضاء بنواحي الشام مدة وولى قضاء بغداد ثلاثة أيام ثم عزل، صرفه المقتدر بالله وذلك أن المقتدر صرف أبا جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول يوم الخميس لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وثلاثمائة عن القضاء بمدينة المنصور واستقضى في هذا اليوم أبا الحسين ابن الاشناني وخلع عليه ثم جلس يوم السبت لثمان بقين من هذا الشهر للحكم وصرف من غد في يوم الاحد وكانت ولايته ثلاثة...وهذا رجل من جلة الناس ومن أصحاب الحديث المجودين وأحد الحفاظ له وحسن المذاكرة بالاخبار وكان قبل هذا يتولى القضاء بنواحي الشام ويستخلف الكفاة ولم يخرج عن الحضرة، وتقلد الحسبة ببغداد وقد حدث حديثا كثيرا وحمل الناس عنه قديما وحديثا، تكلم فيه الدارقطني وغيره بما يقتضي ضعفه، وتوفي آخر ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة (1).
الاشنهي: بضم الالف وسكون الشين المعجمة وضم النون وكسر الهاء، هذه النسبة إلى قرية أشنة وظني أنها بليدة بأذربيجان وأبو جعفر محمد بن حفص الاشناني، روى عنه أبو عبد الله الغنجار، قال محمد بن طاهر المقدسي: هو من قرية أشنة ورأيتهم يكتبون في النسبة إلى هذه القرية الاشنهي ولكن هكذا نسبه أبو سعد الماليني في بعض تخاريجه، قال وربما قرئ بالهمز أيضا الاشنائي كما ينسب إلى قرية أنس الانسائي على غير قياس.
الاشهبي: بفتح الالف وسكون الشين المعجمة وفتح الهاء وفي آخرها باء منقوطة بواحدة، هو أبو المكارم محمد بن عمر بن أميرجه بن أبي القاسم بن أبي سهل بن أبي سعد (2) المهاد (2) الاشهبي نزيل بلخ، كان فاضلا حافظا، سافر إلى بلاد الهند وجال في أطراف خراسان وأكثر من سماع الحديث وركب البحر وكان ظريف الجملة والتفصيل، اشتهر بهذه النسبة لانه بات ليلة في شبيبته مع جماعة في دار السيد شرف الدين البلخي العلوي وكانوا
يلعبون ووضعوا كلمات مشكلة يسردها كل واحد ممن اجتمع فمن لم يقدر على أن يذكرها على الهذرمة وتلعثم أو غلط فكان يلزمه غرامة وكان في هذه الالفاظ: اسب أشهب درراه
__________
(1) في اللباب " فاته (الاشناني) ينسب إلى قنطرة الاشنان موضع ببغداد وهو محمد بن يحيى الاشناني روى عن يحيى بن معين روى عنه سعيد بن أحمد الانماطي وغيره وهو في عداد المجهولين ".
(2) مثله في اللباب والقبس.
(3) وقع في بقية النسخ " المياد " والله أعلم.
(*)(1/171)
نخشب، بالعجمية فغلط الاشهبي في هذه اللفظة ولزمته الغرامة فبقي طول ليلته يكرر هذه اللفظة: اسب أشهب درراه نخشب، فلقبوه بالاشهبي وبقي هذا الاسم عليه واشتهر بذلك، سمع الاشهبي بهراة أبا عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عمير العميري وأبا عطاء عبد الاعلى بن عبد الواحد المليحي وبنيسابور أبا تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي وأبا الحسين (1) المبارك بن عبد الله (2) بن محمد الواسطي وببلخ أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي نصر محمد بن إبراهيم التاجر الاصبهاني وطبقتهم، وأكثر عمن دون هؤلاء ونسخ بخطه شيئا خارجا عن الحد، وكانت ولادته في سنة ست وستين وأربعمائة ببلخ، ووفاته في شوال سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ودفن بمقربة باب نوبهار.
الاشهلي: بفتح الالف وسكون الشين المعجمة وفتح الهاء وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بني عبد الاشهل من الانصار أسلم منهم جماعة كثيرة، من جملتهم أسيد بن سماك بن عبيد بن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الاشهل الاشهلي عداده في أهل المدينة وكنيته أبويحيى، وقد قيل: أبو عتيق، ويقال: أبو حضير، من الانصار، مات في خلافة عمر رضي الله عنه في سنة عشرين، وكان نقيبا قد شهد العقبة وصلى عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ودفن بالبقيع، هكذا ذكره حاتم في كتاب الثقات في الصحابة.
والمنتسب إليها ولاء إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الاشهلي مولى بني عبد الاشهل من الانصار من أهل المدينة، كان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل، يروي عن داود بن الحصين وعمر بن سعيد بن شريح، روى عنه أبو عامر العقدي وابن أبي أويس، مات سنة ستين ومائة.
وأبو سعد محمد بن سعد الانصاري الاشهلي من أهل المدينة، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن عجلان، روى عنه محمد بن عبد الله المخرمي، وكان ثقة، مات قبل المائتين.
وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد الرحمن بن زيد بن ثابت بن الضحاك بن خليفة الاشهلي المديني، وخليفة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاشهلي هذا سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك وعبد الله بن نمير وغيرهما، روى عنه ابنه العباس وأبو العباس بن مسروق في كتاب أخبار عقلاء المجانين (3).
__________
(1) في نسخ أخرى " الحسن ".
(2) في نسخ أخرى " عبيد الله ".
(3) يستدرك هنا (الاشوقي) في معجم البلدان " أشوقة بالضم ثم الضم وسكون الواو وقاف وهاء بلدة بالاندلس = (*)(1/172)
الاشيب: بفتح الالف وسكون الشين المعجمة وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الباء الموحدة، هذا لقب لابي علي الحسن بن موسى الاشيب، كان خراساني الاصل أقام ببغداد، وولي القضاء بعدة من بلاد الشام والجزيرة ومات بالري، سمع محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب وشيبان بن عبد الرحمن المؤدب وشعبة بن الحجاج وورقاء بن عمر وحماد بن سلمة وعبد الله بن لهيعة، روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وأحمد بن منيع والرمادي وبشر بن موسى الاسدي، حدث ببغداد بحديث كثير، وولي القضاء بالموصل وبحمص لهارون ثم قدم بغداد في خلافة المأمون فلم يزل بها إلى أن ولاه المأمون قضاء طبرستان فتوجه إليها فمات بالري في شهر ربيع سنة تسع ومائتين، ضعفه علي بن المديني ووثقه يحيى بن معين وغيره.
وحفيد ابنه أبوعمران موسى بن القاسم بن موسى بن الحسن بن
موسى بن الاشيب البغدادي، سمع عباس بن محمد الدوري ومحمد بن خلف بن عبد السلام المروزي وأبا بكر بن أبي الدنيا وطبقتهم، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وذكر أنه سمع منه ببغداد، وكان ابن الاشيب قد نزل في آخر عمره إنطاكية ومات بها، ويقال بطرطوس، وكان ثقة، توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة (1).
__________
(1) ينسب إليها أحمد بن محمد بن مرحب أبو بكر الاشوقي فقيه مفت وله سماع من أبي عبد الله بن دليم وأحمد بن سعيد.
(1) واستدرك هنا (الاشيري) استدركه اللباب وقال: " بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها راء هذه النسبة إلى أشير حصن بالمغرب ينسب إليه عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو محمد الصنهاجي المغربي المعروف بابن الاشيري سمع بالاندلس أبا جعفر بن غزلون وأبا بكر محمد بن عبد الله بن العربي الاشبيلي وغيرهما وقدم الشام بأهله وكان أديبا فاضلا توفي بالشام في سنة إحدى وستين وخمسمائة ودفن ببعلبك " وذكره ياقوت في معجم البلدان وقال " إمام أهل الحديث بحلب خاصة وبالشام عامة...".
(*)(1/173)
باب الالف والصاد الاصبحي: بفتح الالف وسكون الصاد المهملة وفتح الباء المنقوطة بنقطة في آخرها حاء مهملة، هذه النسبة إلى أصبح واسمه الحارث بن عوف بن مالك بن زيد بن سداد بن زرعة وهو من يعرب بن قحطان، وأصبح صارت قبيلة، والمشهور بهذه النسبة إمام دار الهجرة، أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن جثيل بن عمرو بن الحارث الاصبحي، أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث، ولم يكن يروي إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك، ضربه سليمان بن جعفر بن سليمان بن علي سبعين سوطا وكان على المدينة لفتياه في يمين المكره فمسح مالك ظهره عن الدم ودخل المسجد وصلى وقال: لما ضرب سعيد بن المسيب فعل مثل ذلك.
ويروي عن الزهري ونافع وعبد الله بن دينار، روى عنه شعبة
والثوري والاوزاعي والليث بن سعد والحمادان بن زيد وابن سلمة وابن عيينة وعالم لا يحصى، كان مولده سنة ثلاث أو أربع وتسعين، ومات سنة تسع وسبعين ومائة.
وأبو أنس مالك بن أبي عامر الاصبحي جد مالك أنس هو حليف عثمان بن عبيد الله التيمي القرشي من أهل المدينة، يروي عن عمر وعثمان رضي الله عنهما، روى عنه سليمان بن يسار وابنه نافع بن مالك.
وأبو علي ثمامة بن شفي الهمذاني الاصبحي (1)، يروي عن عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد، عداده في أهل مصر، روى عنه ابن إسحاق وعبد الرحمن بن حرملة.
وأبو مالك الربيع بن أبي عامر الاصبحي منهم وهو عم مالك بن أنس الفقيه، يروي عن المدنيين روى عنه أهلها، وكان قليل الحديث، مات سنة ستين ومائة.
وكان أكبر ولد مالك بن أبي عامر أنس والد مالك بن أنس ثم أويس جد إسماعيل بن أبي أويس ثم نافع وهو أبو سهيل بن مالك ثم الربيع.
وابن أخيه الامام أبو عبد الله مالك بن أنس ذكرته في الورقة الاخرى.
وأبو أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس بن أبي عامر الاصبحي المدني حليف بني تيم من قريش، يروي عن الزهري، روى عنه ابنه إسماعيل بن أبي أويس: مات سنة تسع وستين ومائة، وكان ممن يخطئ كثيرا لم يفحش خطاؤه حتى استحق الترك ولا هو سلك سنن الثقات فيسلك به مسلكهم، والذي أرى في أمره تنكب ما خالف الثقات في أخباره والاحتجاج بما وافق
__________
(1) لفظ البخاري في التاريخ " الهمداني ويقال الاصبحي " وهو الصواب.
(*)(1/174)
الاثبات منها، وكان يحيى بن معين يوثقه مرة ويضعفه مرة.
وأبو خالد يزيد بن سعيد بن يزيد الاصبحي الاسكندراني منسوب إلى أصبح، يروي عن الليث بن سعد ومالك بن أنس، روى عنه عمر بن محمد بن بجير (1) وقال: سمعت يقول: حضرت الليث بن سعد في مؤخر مسجد الجامع بالاسكندرية وهو رافع صوته يقول: لا ينظر الله إلى الذين يأتون النساء في أدبارهن.
وكان مولده سنة اثنتين وخمسين ومائة في أولها، ومات وهو ابن قريب من مائة سنة.
فأما البجيري فقال: سمعته يقول: أنا في سبعة وتسعين سنة وأسأل الله تعالى إتمام
نعمته.
الاصبهاني: بكسر الالف أو فتحها وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة (2) والهاء وفي آخرها النون بعد الالف، هذه النسبة إلى أشهر بلدة بالجبال، وإنما قيل له بهذا الاسم على ما سمعت بعضهم انها تسمى بالعجمية سباهان وسباه العسكر وهان الجمع وكان جموع عساكر الاكاسرة تجتمع إذا وقعت لهم واقعة في هذا الموضع مثل عسكر فارس وكرمان وكور الاهواز والجبال فعرب وقيل أصبهان، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن قديما وحديثا وصنف في تاريخها كتب عدة قديما وحديثا، والمشهور من هذه البلدة داود بن علي الاصبهاني أصحاب الظاهر وسأذكره في الظاء إن شاء الله.
و عبد الرحمن بن عبد الله بن الاصبهاني ليس من أهل أصبهان ونسب إليها وهو من أهل الكوفة مولى لجديلة بن قيس، عداده في أهل الكوفة، يروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، روى عنه شعبة بن الحجاج، مات في إمارة خالد على العراق.
وأبو عبد الله حمزة بن الحسين المؤدب الاصبهاني يقال له حمزة الاصبهاني، كان من فضلاء الادباء وكان صاحب التاريخ الكبير لاصبهان، وله مصنفات في اللغة والاخبار، يروي عن محمود بن محمد الواسطي وعبدان بن أحمد الجواليقي وعبد الله بن قحطبة الصالحي (3) وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ، وتوفي قبل الستين والثلاثمائة.
ومن مشاهير المحدثين بها أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس بن الفرج الاصبهاني، كان من الثقات المعمرين المكثرين، سمع هارون بن سليمان الخزاز وأبا مسعود أحمد بن الفرات الرازي ومحمد بن عاصم ويونس بن حبيب والخليل بن محمد وأحمد بن عصام وأحمد بن يونس، روى عنه أبو بكر بن المقرئ وأبو بكر بن مردويه
__________
(1) في بقية النسخ " يحيى ".
(2) وقد تجعل فاء فيقال للبلد أصفهان وفي النسبة الاصفهاني وذلك أن اسم البلدة بالعجمية (أسبهان) بباء فارسية تعرب تارة باء خالصة وتارة فاء كنظائرها.
(3) في بقية النسخ " النالحي ".
(*)(1/175)
وأبو نعيم الحافظ وغيرهم، وقال ابن المقرئ: رأيت عبد الله بن جعفر سنة سبع وثلاثمائة بمكة يحدث والمفضل الجندي وإسحاق الخزاعي حيان.
وحكى أبو جعفر الخياط المذكر قال: حضر موت عبد الله بن جعفر ونحن جلوس عنده فقال: هذا ملك الموت قد جاء، فقال بالفارسية: اقبض روحي كما تقبض روح رجل يقول تسعين سنة أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
وكانت ولادته سنة ثمان وأربعين ومائتين، وتوفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
الاصطخري: بكسر الالف وسكون الصاد وفتح الطاء المهملتين وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى إصطخر وهي من كور فارس والقلعة التي بها معروفة، وكان للاكاسرة بها آثار وأموال في أيام ملكهم ولها ذكر في الفتوح، والمشهور بالانتساب إليها أبو سعيد عبد الكريم بن ثابت (1) الاصطخري ثم الجزري مولى بني أمية وهو ابن خصيف (2)، أصله من إصطخر سكن حران، يروي عن سعيد بن جبير ومجاهد، روى عنه الثوري ومالك وأهل بلده، مات سنة سبع وعشرين ومائة، كان صدوقا ولكنه كان يتفرد عن الثقات بالاشياء المناكير فلا يعجبني بما انفرد من الاخبار وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير وهو ممن أستخير الله فيه - قاله أبو حاتم بن حبان.
وأبو سعيد الحسن أحمد بن يزيد بن عيسى بن الفضل بن يسار بن عبد الحميد بن عبد الله هانئ بن قبيصة بن عمرو بن عامر الاصطخري قاضي قم، يروي عن سعدان بن نصر وابن أبي غزوة وحنبل بن إسحاق، وكان دينا فاضلا ورعا متقللا، وكان أحد الائمة المذكورين من شيوخ الفقهاء الشافعيين ويدل كتابه الذي ألفه على سعة فقهه ومعرفته، حدث بشئ يسير عمن ذكرنا وعن أحمد بن منصور الرمادي وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن سعيد الزهري وغيرهم، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وأبو الحسن [ علي بن عمر الدارقطني، وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأبو الفتح يوسف بن عمر القواس وأبو الحسن ] أحمد بن محمد بن
الجندي، وكان أبو إسحاق المروزي لا يفتي بحضرة أبي سعيد الاصطخري إلا بإذنه، وكانت ولادته في سنة أربع وأربعين ومائتين، ووفاته في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين ببغداد،
__________
* (1) كذا في النسخ وتبعه في اللباب ومعجم البلدان والقبس، وإنما هو عبد الكريم بن مالك باتفاقهم وترجمته في تاريخ البخاري ج 3 ق 2 رقم 1794 " عبد الكريم بن مالك الجزري أبو سعيد سمع سعيد بن جبير ومجاهدا روى عنه الثوري ومالك...أصله من إصطخر تحول إلى حران ابن عم خصيف لحا مات سنة سبع وعشرين ومائة " وهو مشهور ترجمته في كتب كثيرة كلها تسمي أباه مالكا.
(2) كذا في النسخ واللباب والقبس ومعجم البلدان.
(*)(1/176)
ودفن بباب حرب.
وأبو عمرو عبيد الله بن موسى بن صالح بن راشد الاصطخري، يروي عن الحجاج بن نصير الفساطيطي وعباد بن صهيب، وكان خيرا فاضلا، وكان الشيخ أبو بكر بن عبيد الله يثني عليه خيرا، مات لاثنتي عشرة خلت من شوال سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن محارب بن عمرو بن عامر بن لاحق بن شهاب الانصاري الاصطخري سكن بغداد، حدث بأحاديث مقلوبة عن الثقات مثل أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وزكريا بن يحيى الساجي وعبد الله بن آذران الشيرازي وخلق كثير من الغرباء، وروى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي وأبو القاسم التنوخي وأبو عبد الله الصيمري وأبو الفتح قطيط العطار وأبو منصور محمد بن عيسى الهمذاني، ذكره أبو الخطيب في التاريخ وقال: أبو محمد الانصاري الاصطخري أكثر من يروي عنهم مجهولون لا يعرفون وأحاديثه عن أبي خليفة مقلوبة وهي بروايات ابن دريد أشبه.
قال أبو عبد الله الصيمري: أبو محمد الاصطخري أظنهم تكلموا فيه وقد حدثنا عن أبي خليفة بأحاديث كأنها مقلوبة.
وقال القاضي أبو القاسم التنوخي: حدثنا أبو محمد الاصطخري في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وقال: ولدت بإصطخر سنة إحدى وتسعين ومائتين وسمعت من أبي خليفة وزكرياء الساجي وغيرهما بالبصرة في سنتي ثلاث وأربع وثلاثمائة وسمعت بفارس وكرمان والاهواز وأرجان
والساحل والبصرة واسط وبغداد والشام ومكة ودخلت مصر فسمعت بها وخلفت أكثر كتبي السماعات بمصر مودعة هناك.
ومحمد بن الاشعث الاصطخري أخو أبي داود سليمان بن الاشعث السجستاني صاحب السنن، يروي عن عصمة بن المتوكل ويحيى بن حماد، روى عنه محمد بن أحمد بن زيرك (1).
الاصمعي: بفتح الالف وسكون الصاد المهملة وفتح الميم والعين المهملة في آخره، هذه النسبة إلى الجد وهو الامام المشهور أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي الاصمعي من أهل البصرة، كان من أئمة أهل اللغة سلك البراري والبوادي وصحب الاعراب وأخذ الادب من معدنه، قال أبو حاتم بن حبان: الاصمعي يروي عن ابن عون، روى عنه الناس، مات سنة خمس عشرة ومائتين، ليس فيما يروي من الحديث عن الثقات إذا كان دونه ثقة تخليط وإن كان ممن أكثر الحكايات عن الاعراب، وقد روى عنه مالك ويقول: حدثني عبد العزيز بن قرير - لم يحفظ اسمه ولا اسم أبيه - هذا كلام أبي حاتم بن حبان، وظني أنه وهم فيه فإنه ذكر في الطبقة الثالثة من الثقات أن مالك بن أنس مات سنة تسع وسبعين ومائة قبل الاصمعي بست وثلاثين سنة ومالك ما كان يروي إلا عن الاكابر من العلماء فكيف
__________
(1) قد يستدرك (الاصفهاني) وهو الاصبهاني يقال بالباء وبالفاء كما تقدم.
(*)(1/177)
روى عن الاصمعي وهو دون مالك في العلم والسن مع أن جماعة اختلفوا على مالك في روايته عن عبد العزيز بن قرير وقالوا: هو قريب وهو من أهل المدينة، وقد ذكر الحافظ ابن عبد البر في كتابه فصلا في ذلك.
وذكر أبو حاتم السجستاني نسب الاصمعي فقال: عبد الملك قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان.
قلت: وهو أبو سعيد الاصمعي البصري صاحب اللغة والنحو والعربية والاخبار والملح، سمع عبد الله بن عون الخزاز وشعبة بن الحجاج والحمادين ويعقوب بن محمد بن طحلاء ومسعر بن كدام
وسليمان بن المغيرة وقرة بن خالد، روى عنه ابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله وأبو عبيد القاسم بن سلام وأبو حاتم السجستاني وأبو الفضل الرياشي وأحمد بن محمد اليزيدي ونصر بن علي الجهضمي ورجاء بن الجارود ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه ومحمد بن إسحاق الصغاني وبشر بن موسى الاسدي وأبو العباس الكديمي في آخرين، وكان من أحفظ أهل عصره حتى حكى عنه أنه قال: أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة.
وكان الاصمعي بحرا في اللغة وأبو عبيدة أعلم منه بالانساب والايام والاخبار واجتمعا في مجلس الفضل بن الربيع فسأل الفضل الاصمعي فقال: كم كتابك في الخيل ؟ قال قلت: جلد، قال: فسأل أبا عبيدة عن ذلك فقال: خمسون جلدا، قال: فأمر بإحضار الكتابين ثم أمر بإحضار فرس فقال لابي عبيدة: اقرأ كتابك حرفا حرفا وضع يدك على موضع موضع ! فقال أبو عبيدة: ليس أنا بيطارا إنما ذا شئ أخذته وسمعته من العرب وألفته، فقال لي: يا أصمعي ! قم فضع يدك على موضع موضع من الفرس ! فقمت فحسرت عن ذراعي وساقي ثم وثبت فأخذت بأذني الفرس ثم وضعت يدي على ناصيته فجعلت أقبض منه على شئ شئ وأقول هذا اسمه كذا وأنشد فيه حتى بلغت حافره.
قال: فأمر لي بالفرس فكنت إذا أردت أن أغيظ أبا عبيدة ركبت الفرس وأتيه.
وكان أحمد بن حنبل يثني على الاصمعي في السنة وعلى ابن المديني كان يثني عليه أيضا، وكذلك يحيى بن معين.
وقد ذكرنا وفاته وقيل: إنه مات سنة ست عشرة ومائتين، وقيل: سنة سبع عشرة، وكان قد بلغ ثمانيا وثمانين سنة ومات بالبصرة.
الاصم: بفتح الالف وصاد المهملة وتشديد الميم في آخر الكلمة، هذه صفة من كان لا يسمع من الصمم، والمشهور به في الشرق والغرب أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد الله الاموي مولاهم المعروف بالاصم، وإنما ظهر به الصمم بعد انصرافه من الرحلة فاستحكم فيه حتى أنه كان لا يسمع نهيق الحمار، وكان أبو العباس محدث عصره بلا مدافعة فإنه حدث في الاسلام ستا وسبعين سنة وسنأتي على ذكره(1/178)
بالتفصيل، ولم يختلف قط في صدقه وصحة سماعه وضبط أبيه يعقوب الوراق لها، وكان مع ذلك يرجع إلى حسن المذهب والتدين، يصلي خمس صلوات في الجماعة، وبلغني أنه أذن سبعين سنة في مسجده وكان حسن الخلق سخي النفس لا يبخل بكل ما يقدر عليه، وربما كان في قديم الايام يحتاج إلى الشئ لمعاشه فيورق ويأكل من كسب يده، وهذا الذي يعاب به أنه كان يأخذ على التحديث إنما يعيبه به من كان لا يعرفه فإنه كان يكره ذلك أشد الكراهة ولا يناقش أحدا فيه إنما كان وراقه وابنه أبو سعيد يطلبان الناس بذلك وقد كان يعلم به فيكرهه ثم لا يقدر على مخالفتهم، سمع منه الآباء والابناء والاحفاد وأولادهم كالحسن بن الحسين بن منصور سمع منه كتاب الرسالة فسمع منه ابنه أبو الحسن بن الحسن في ذلك الكتاب ثم سمعه أبو نصر بن أبي الحسن في ذلك الكتاب ثم سمع منه عمر بن أبي نصر في ذلك الكتاب ومثل هذا كثير كفاه شرفا أن يحدث طول تلك السنين فلا يجد أحد من الناس فيه مغمزا بحجة.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ما رأينا الرحالة في بلد من بلاد الاسلام أكثر منها إليه يعني أبا العباس الاصم فقد رأيت جماعة من أهل الاندلس والقيروان وبلاد المغرب على بابه، وكذلك رأيت جماعة من أهل طرار وإسفيجاب وأهل المشرق على بابه، وكذلك رأيت في عرض الدنيا من أهل المنصورة ومولتان وبلاد بست وسجستان على بابه، وكذلك رأيت جماعة من أهل فارس وشيراز وخوزستان على بابه فناهيك بهذا شرفا واشتهارا وعلوا في الدين وقبولا في بلاد المسلمين بطول الدنيا وعرضها.
قال: سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب غير مرة يقول: ولدت سنة سبع وأربعين ومائتين، رأى محمد بن يحيى الذهلي ولم يسمع منه، ثم سمع من أحمد بن يوسف السلمي وأبي الازهر أحمد بن الازهر العبدي وفقد سماعه عند منصرفه من مصر، ثم رحل به أبوه سنة خمس وستين على طريق أصبهان فسمع هارون بن سليمان وأسيد بن عاصم ولم يسمع بالاهواز ولا البصرة حرفا واحدا، ثم أن أباه حج به في تلك السند وسمع بمكة من أحمد بن شيبان الرملي فقط، ثم أخرجه إلى مصر فسمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ويحيى بن نصر الخولاني والربيع بن سليمان المرادي وبكار بن قتيبة
القاضي وأقام بمصر على سماع الامهات كتاب المبسوط للشافعي إلى أن استوفى سماعه، ثم دخل الشام فسمع بعسقلان من أحمد بن الفضل، وببيروت من العباس بن الوليد بن مزيد أقام عليه حتى سمع منه مسائل الاوزاعي، ثم دخل دمشق فسمع من محمد بن هشام بن ملاس النميري أحاديث مروان بن معاوية وسمع من يزيد بن عبد الصمد وغيره، ثم دخل دمياط فسمع من بكر بن سهل وغيره وأقام بطرسوس وسمع الكثير من أبي أمية وذهب بعض سماعاته منه، ثم انحدر إلى حمص فسمع من محمد بن عوف الطائي الكبير وذهب بعض سماعاته منه، ثم دخل الجزيرة فكتب بالرقة عن محمد بن علي بن ميمون وهو إذ ذاك أمام الجزيرة،(1/179)
ودخل من الموصل على طريق الجزائر إلى الكوفة فسمع من الحسن بن علي بن عفلان العامري وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وأحمد بن عبد الحميد الحارثي، ثم دخل بغداد سنة تسع وستين بعد وفاة سعدان بن نصر ومحمد بن سعيد بن غالب فسمع المسند من العباس بن محمد الدوري والمبسوط من محمد بن إسحاق الصغاني والتاريخ من الدوري وسمع من محمد بن سنان القزاز، والعلل من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلل علي بن المديني من حنبل بن إسحاق، ثم انصرف إلى خراسان وهو ابن ثلاثين سنة وهو محدث كبير، ثم ذكر الحاكم في وفاته: خرج علينا أبو العباس محمد بن يعقوب رحمه الله ونحن في مسجده وقد امتلات السكة من أولها إلى آخرها من الناس وهو عشية يوم الاثنين الثالث من شهر ربيع الاول من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وكان يملي عشية كل اثنين من أصوله مما ليس في الفوائد أحاديث فلما نظر إلى كثرة الناس والغرباء من كل فج عميق وقد قاموا يطرقون له ويحملونه على عواتقهم من باب داره إلى مسجده فلما بلغ المسجد جلس على جدار المسجد وبكى طويلا ثم نظر إلى المستملي فقال: أكتب ! سمعت محمد بن إسحاق الصغاني يقول سمعت أبا سعيد الاشج يقول سمعت عبد الله بن إدريس يقول: أتيت يوما باب الاعمش بعد موته فدفعت الباب فقيل: من هذا ؟ فقال: ابن إدريس، فأجابتني امرأة يقال لها بره: هاي هاي يا
عبد الله بن إدريس ! ما فعل جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب ؟ ثم بكى الكثير ثم قال: كأني بهذه السكة ولا يدخلها أحد منكم فإني لا أسمع وقد ضعف البصر وحان الرحيل وانقضى الاجل.
فما كان إلا بعد شهر أو أقل منه حتى كف بصره وانقطعت الرحلة وانصرف الغرباء إلى أوطانهم ورجع أمر أبي العباس إلى أنه كان يناول قلما فإذا أخذه بيده علم أنهم يطلبون الرواية فيقول: حدثنا الربيع بن سليمان، ويقرأ الاحاديث التي كان يحفظها وهي رأبعة عشر حديثا وسبع حكايات وصار بأسوأ حال إلى شهر ربيع الآخر سنة ست وأربعين، فتوفي أبو العباس رحمه الله ليلة الاثنين، ودفن عشية الاثنين الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة ست وأربعين وثلاثمائة، ومن القدماء أبو علقمة عبد الله بن عيسى الفروي الاصم من أهل المدينة، يروي عن ابن نافع ومطرف بن عبد الله الاصم العجائب ويقلب على الثقات الاخبار، روى عنه محمد بن المنذر الهروي شكر.
وعقبة بن عبد الله الاصم من أهل البصرة، يروي عن عطاء وابن بريدة، روى عنه الهيثم بن خارجة والعراقيون، كان ممن يتفرد بالمناكير عن الثقات المشاهير حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد لها بالوضع.
وكثير بن حمير الاصم، شيخ يروي عن الشاميين ما لم يتابع عليه، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، يروي عن سالم أبي المهاجر، روى عنه موسى بن أيوب.
واشتهر بهذا الاسم اثنان: واحد من الصوفية، والآخر من المحدثين، أما المحدث(1/180)
فقد بدأنا به وهو أبو العباس الاصم، ومن الصوفية أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان الاصم من أهل بلخ، كان أحد من عرف بالزهد والتقلل واشتهر بالورع والتقشف، وله كلام مدون في الزهد والحكم، وأسند الحديث عن شقيق بن إبراهيم وشداد بن حكيم البلخيين وعبد الله بن المقدام ورجاء بن المقدام الصغاني، روى عنه أبو عبد الله الخواص وأبو جعفر الهروي وجماعة، وقال رجل لحاتم الاصم: بلغني أنك تجوز المفاوز من غير زاد ؟ فقال حاتم: بل أجوزها بالزاد وإنما زادي فيها أربعة أشياء، قال: ما هي ؟ قال: أرى الدنيا كلها ملكا لله،
وأرى الخلق كلهم عباد الله وعياله، وأرى الاسباب والارزاق كلها بيد الله، وأرى قضاء الله نافذا في كل أرض الله، فقال له الرجل: نعم الزاد زادك يا حاتم ! أنت تجوز به مفاوز الآخرة فكيف مفاوز الدنيا.
وقيل له: من أين تأكل ؟ فقال: * (ولله خزائن السموات والارض ولكن المنافقين لا يفقهون) *.
وكان أبو بكر الوراق يقول: حاتم الاصم لقمان هذه الامة.
وسئل حاتم: أي شئ رأس الزهد ؟ قال: الثقة بالله وأوسطه الصبر وآخره الاخلاص (1).
وأما مالك بن جناب بن هبل الكلبي الشاعر يعرف بالاصم سمي الاصم بقوله: أصم عن الخنا إن قيل يوما * وفي غير الخنا ألفي سميعا (2).
الاصولي: بضم الالف والصاد المهملة وسكون الواو وفي آخره اللام، هذه النسبة إلى الاصول، وإنما تقال هذه اللفظة لعلم الكلام ولمن يعرف هذا النوع من العلم الاصولي، واشتهر بهذه النسبة الاستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الفقيه الاصولي المتكلم، كان إماما فاضلا عالما ذكيا آية في هذا الفن، سمع بخراسان أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبا بكر محمد بن يزداذ الاسفراييني وببغداد أبا محمد دعلج بن أحمد السجزي وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في جماعة كثيرة آخرهم أبو الحسن علي بن أحمد المديني المؤدب، وذكره الحاكم في التاريخ فقال: إبراهيم بن محمد الفقيه الاصولي المتكلم المقدم
__________
(1) ومن المشهورين جدا في الكلام والاصول والفقه (الاصم) وهو أبو بكر عبد الرحمن بن كيسان.
(2) وفي النزهة الاصم جماعة...وعبد الله بن ربعي شاعر جاهلي.
ومطرف صاحب مالك...وإبراهيم بن حبره الاسدي.
(*)(1/181)
في هذه العلوم أبو إسحاق الاسفراييني الزاهد انصرف من العراق بعد المقام بها وقد أقر له أهل العلم وخراسان بالتقدم والفضل واختار الوطن إلى أن جر بعد الجهد إلى نيسابور وبنى له المدرسة التي لم يبن بنيسابور مثلها ودرس فيها وحدث.
وقد ذكرته في (الاسفراييني) وذكرت
وفاته (1).
__________
(1) استدرك صاحب اللباب هنا " (الاصهبي) بفتح الهمزة وبعد الصاد هاء وباء موحدة نسبة إلى الاصهب واسمه عوف بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي بن سعد - بطن من جعفي ينسب إليه كثير منهم شراحيل بن الشيطان بن الحارث بن الاصهب الجعفي الاصهي من ولده قيس بن سلمة بن شراحيل له صحبة ".
(*)(1/182)
باب الالف والطاء الاطرابلسي: بفتح الالف وسكون الطاء وفتح الراء وضم الباء المنقوطة بواحدة واللام وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى أطرابلس، وهذا الاسم لبلدتين كبيرتين: إحداهما على ساحل الشام مما يلي دمشق، والاخرى من بلاد المغرب، وقد يسقط الالف عن التي بالشام، قال أبو الطيب: وقصرت كل مصر عن طرابلس.
والمشهور بإثبات الالف فأما من كان من التي على ساحل بحر الشام فأبو مطيع (1) معاوية بن يحيى الصدفي الاطرابلسي، مولده بأطرابلس من سواحل دمشق، يروي عن الزهري، كان على بيت المال بالري انتقل إليها، وكان كنيته أبو روح ثم غيرها، روى عنه عيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان، منكر الحديث جدا، كان يشتري الكتب ويحدث بها ثم تغير حفظه فكان يحدث بالوهم فيما سمع من الزهري وغيره فجاءت رواية الرازيين عنه إسحاق بن سليمان وذويه كأنها مقلوبة، وفي رواية الشاميين عنه الهقل بن زياد وغيره أشياء مستقيمة تشبه حديث الثقات.
وسعيد بن عجلان الاطرابلسي، سمع محمد بن شعيب بن شابور، روى عنه أحمد بن محمد بن حجاج بن رشدين.
وأبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة القرشي الاطرابلسي، من الائمة الثقات المشهورين بالرحلة والكثرة عن أهل العراق واليمن الحجاز، سمع محمد بن عيسى بن حيان المدائني وإسحاق بن إبراهيم الدبري وطبقتهما، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ، توفي في حدود سنة خمسين وثلاثمائة.
وأخوه محمد بن سليمان الاطرابلسي، سمع محمد بن يوسف بن بحر بن عبد الرحمن.
وابن أخته
أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي كامل الاطرابلسي، سمع خاله خيثمة بن سليمان، روى عنه أبو علي الحسن بن علي الوخشي الحافظ وأبو محمد الحسن بن علي الشيرازي نزيل حلب وغيرهما.
وأبو الحسين أحمد بن منير بن مفلح الاطرابلسي، شاعر مفلق فاضل مليح الشعر حسن الطبع، أدركته حيا بالشام وكان قد نزل شيراز في آخر عمره ولم يتفق أني لقيته، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
ومن شعره ما أنشدني الحسن بن علي بن عبد الله الحلبي في داره بباب انطاكية لابي الحسين بن منير الاطرابلسي: أهتوف بان في سرار الوادي * هل كنت من بين على ميعاد
__________
(1) المعروف " أبو روح ".
(*)(1/183)
أم قد شجاك على قضيبك انتى * لنوى قضيب البانة المياد وأراك يا غصن الاراك مرنحا * ألزم عير أم ترنح حادي ما كنت أحسب أن طارقة النوي * شحذت أسنتها لغير فؤادي يا صاح يا صاحي الفؤاد أنخ ولو * رجع الصدى لتبل غلة صادي وأحبس فإن وراء هاتيك الربي * أربى وفي ذاك المراد مرادي وأما المنسوب إلى أطرابلس المغرب فخرج منها جماعة أيضا، منهم عبد الله بن ميمون الاطرابلسي، روى عن سليمان بن داود بن سلمون القيرواني، روى عنه أبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن المروزي، وكان سليمان قدم مدينة مرو وحدث بها.
والقاضي أبو الأسود موسى بن عبد الرحمن بن حبيب العطار الاطرابلسي قاضي أطرابلس، روى عن محمد بن سحنون وشجرة بن عيسى وغيرهما.
وعبد الله بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، كان أبوه من أهل الكوفة، نزل أطرابلس المغرب فنسب إليها، وولد عبد الله وأخوه صالح بأطرابلس فنسبا إليها.
وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي، كوفي الاصل، نشأ ببغداد وسمع بها وبالكوفة والبصرة، وحدث عن شبابة بن سوار ومحمد بن
جعفر غندر والحسين بن علي الجعفي وأبي داود الحفري وأبي عامر العقدي ومحمد ويعلى ابني عبيد وجماعة نحوهم، وكان حافظا دينا صالحا، انتقل إلى بلاد المغرب فسكن اطرابلس - يعني المغرب - وانتشر حديثه هناك، روى عنه ابنه أبو مسلم صالح وذكر أنه سمع منه في سنة سبع وخمسين ومائتين وكان يشبه بأحمد بن حنبل، وكان خروجه إلى المغرب أيام محنة أحمد بن حنبل، وكانت ولادته بالكوفة سنة اثنتين وثمانين ومائة، ومات في سنة إحدى وستين ومائتين، وقبره على الساحل بأطرابلس وقبر ابنه صالح إلى جنبه.
وأبو مطيع معاوية بن يحيى الاطرابلسي وليس بالصدفي (1) (2).
الاطروش: بضم الالف وسكون الطاء المهملة وضم الراء وفي آخرها الشين المعجمة، هذه اللفظة لمن بأذنه أدنى صمم، واشتهر بها جماعة منهم أبو جعفر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن محمد بن زكريا بن ميمون الازدي الكوفي الاطروش من أهل الكوفة، نزل بغداد وحدث بها عن سعيد بن يحيى الاموي وغيره، روى عنه أبو الحسين محمد بن
__________
(1) من أطرابلس الشام ترى إيضاح ذلك في اللباب ومجعم البلدان.
(2) وقع في النسخ بعد هذا ما لفظه " وسعيد بن عجلان...وأبو الحسن خيثمة بن سليمان...وأبو عبد الله الحسن بن عبد الله...سمع خاله خيثمة...".
(*)(1/184)
المظفر الحافظ، وأبو بكر محمد بن عثمان بن محمد البناء المعروف بابن السقاء الاطروش من أهل بغداد، حدث عن محمد بن إسماعيل الوراق ومحمد بن الحسن بن جعفر بن حفص الكاتب، سمع منه أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الامين، وكان رجلا صالحا، مات سنة ثلاثين وأربعمائة، هكذا ذكره الخطيب في التاريخ عن ابن خيرون (1).
الاطهري: بفتح الالف وسكون الطاء المهملة وفتح الهاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى أطهر وهو بعض السادة العلوية ببغداد، نسب إليه حاجب له وهو أبو الحسن علي بن مقلد بن عبد الله بن كرامة البواب الحاجب الاطهري من أهل بغداد، كان شيخا صالحا صدوقا
مأمونا، سمع محمد بن محمد بن أحمد بن الروزبهان وأبا عبد الله الحسين بن الحسن العصاري (1) وغيرهما، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبو القاسم علي بن هبة الله الكاتب، وكان مقللا من الحديث وكان ولادته في محرم سنة أربعمائة، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
__________
(1) والناصر الاطروش أحد أئمة آل الحسين وهو أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ولد سنة 230 وتوفي سنة 304.
(2) لعله " الغضائري " على ما يأتي في رسمه.
(*)(1/185)
باب الالف والعين (1) الاعجمي: بفتح الالف وسكون العين المهملة وفتح الجيم وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى العجم، والمشهور بهذه النسبة عبد العزيز بن سويد التجيبي ثم الاعجمي من الموالي فقيل له الاعجمي، كان على شرط مصر وكان شريفا، ذكره يحيى بن عثمان بن صالح، وتوفي في شوال سنة أربع ومائتين.
وعبد رب بن خالد بن أبي عودة التجيبي الاعجمي من موالي بني الاعجم من أهل مصر، يروي عن ابن وهب وابن عفير، توفي يوم النصف من جمادى الاولى سنة تسع وخمسين ومائتين.
الاعدولي: بضم الالف وسكون العين (2) وضم الدال والواو المهملتين (3) وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى أعدول وهو بطن من الحضارمة، منهم أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان الحضرمي الاعدولي من أنفسهم قاضي مصر، روى عنه عمرو بن الحارث والليث بن سعد وعثمان بن الحكم الجذامي وعبد الله بن المبارك، وكان ابن لهيعة يقول: كنت إذا أتيت يزيد بن أبي حبيب يقول لي: كأني بك قد قعدت على الوسادة - يعني وسادة القضاء، فما مات ابن لهيعة حتى ولى القضاء، وكانت ولادته سنة سبع وتسعين، وكان في ديوان حضرموت في من دعي به سنة ست وعشرين ومائة
في أربعين من العطاء، وتوفي يوم الاحد للنصف من شهر ربيع الاول سنة أربع وسبعين ومائة، وصلى عليه داود بن يزيد بن حاتم الامير.
وأبو أبو عكرمة لهيعة بن عقبة الاعدولي، يروي عن سفيان بن وهب.
روى عنه يزيد بن أبي حبيب وزبان بن فائد ومحمد بن عبيد الله التميمي، توفي سنة مائة فيما يقال.
وحافده أبو عكرمة لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الاعدولي، يروي عن عمه عبد الله بن لهيعة، روى عنه ابن عفير وابن بكير، وتوفي يوم الاربعاء أول يوم من ذي القعدة سنة أربع ومائتين.
وأما أبوه أبو محمد عيسى بن لهيعة بن عقبة بن فرعان الحضرمي الاعدولي، يروي عن عكرمة، روى عنه أخوه عبد الله وربيعة بن الوليد الحضرمي، توفي في شوال سنة خمس وأربعين ومائة، يقال أصابه سهم ليلة نزوة خالد بن
__________
(1) استدرك اللباب " (الاعبودي) بضم الهمزة وسكون العين وضم الموحدة وبعد الواو دال مهملة نسبة إلى الاعبود بن السكسك، منهم القيل ذو عبدان وغيره ".
(2 - 2) وفي اللباب: وضم الدال المهملتين وسكون الواو.
(*)(1/186)
سعيد بن ربيعة بن حبيش الصدفي بمصر فمات منه.
وحفيده أبو محمد عيسى بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الاعدولي من أهل مصر، حدث، وتوفي يوم الاربعاء لست خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين.
وأخوه أبو عقبة عياش (1) بن لهيعة بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الاعدولي الحضرمي من أهل مصر، حدث، وروى عنه ابن عفير، وتوفي أول يوم من ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين.
ومحمد بن عيسى بن لهيعة بن عقبة الحضرمي: توفي في المحرم سنة ثمان وسبعين ومائة.
الاعرابي: بفتح الالف وسكون العين المهملة وفتح الراء وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة معروفة إلى الاعراب، والمشهور بهذا الانتساب من بين سائر الاعراب السكن بن أبي خالد الاعرابي صاحب الغنم، يروي عن الحسن وأبي نعامة، روى عنه هشام بن حسان، وقد بقي إلى أن كتب عنه قتيبة بن سعيد (2).
وشعيث بن عبد الله بن زبيب
العنبري التميمي الاعرابي، يروي عن أبيه عن جده، روى عنه موسى بن إسماعيل وأحمد بن عبدة.
وأبو سهل عوف بن أبي جميلة يقال رزينة الاعرابي العبدي الهجري ممن سكن البصرة، يروي عن الحسن وابن سيرين، روى عنه شعبة وسعيد والنضر بن شميل وأهل البصرة، كان مولده سنة تسع وخمسين، ومات سنة ست وأربعين ومائة، وكان أكبر من قتادة بسنتين ومات أشعث قبله بقليل في تلك السنة.
وأبو جعفر محمد بن الحسين بن المبارك البغدادي ويعرف بالاعرابي ويقال: عرابي، سمع أسود بن عامر شاذان ويونس بن محمد المؤدب وعمرو بن حماد بن طلحة وأبا غسان مالك بن إسماعيل وجماعة من هذه الطبقة، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وغيرهما، وكان ثقة، قال أبو الحسين بن المنادي: توفي محمد بن الحسين الاعرابي لعشر بقين من شهر رمضان سنة سبعين ومائتين، وكان كثير السماع، كتب الناس عنه على سداد، ثم توفي ابنه وكان شابا نفيسا يحفظ الحديث فتغير لذلك إلى أن مات.
وأبو عبد الله محمد بن زياد الاعرابي (3) مولي بن هاشم، صاحب اللغة من أهل الكوفة، وكان أحد العالمين باللغة والمشار إليهم في
__________
(1) في نسخ أخرى " عباس ".
(2) هذا قول ابن حبان، أما البخاري وغيره ففرقوا بين الاعرابي الذي روى عنه هشام بن حسان وبين أبي ابن خالد الذي أدركه قتيبة راجع تاريخ البخاري بتعليقه ج 2 ق 2 رقم 9408 و 9409، وجمع البخاري الترجمتين لاحتمال أن يكونا واحدا.
(3) في تاريخ بغداد وغيره " يعرف بابن الاعرابي " وهذا هو الواقع الشهرة لمحمد هذا اشتهر بابن الاعرابي أما أبوه فلا يكاد يذكر.
(*)(1/187)
معرفتها كثير الحفظ لها، ويقال: لم يكن في الكوفيين أشبه برواية البصريين منه، وكان يزعم أن الاصمعي وأبا عبيدة لا يحسنان قليلا ولا كثيرا، وحدث بالحديث عن أبي معاوية محمد بن خازم الضرير، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو العباس ثعلب وأبو عكرمة
الضبي وأبو شعيب الحراني، وكان ثقة، قال أبو جعفر أحمد بن يعقوب بن يوسف الاصبهاني النحوي: فأما عبد الله محمد بن زياد الاعرابي فكانت طرائقه طرائق الفقهاء والعلماء ومذاهب جلة شيوخ المحدثين وأحفظ الناس للغات والايام والانساب.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب: قال لي ابن الاعرابي أمللت عليهم قبل أن تجيئني يا أحمد حمل جمل.
وقال ثعلب: انتهى علم اللغة والحفظ إلى ابن الاعرابي.
وقال ثعلب: سمعت ابن الاعرابي يقول في كلمة رواها الاصمعي: سمعته من ألف أعرابي خلاف ما قاله الاصمعي.
وقال أبو جعفر القحطبي: لما مات ابن الاعرابي ذهبنا لنشتري كتبه فوجدنا كتبه رقاقا وأوراقا ورقاعا ولم أر في كتبه شكلة إلا الفتحات، قال: وما رئي في يد ابن الاعرابي كتاب قط وكان من أوثق الناس.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: كان للناس رؤوسا، كان سفيان الثوري رأسا في الحديث، وأبو حنيفة رأسا في القياس، والكسائي رأسا في القرآن فلم يبق اليوم رأس في فن من الفنون أكبر من ابن الاعرابي فإنه رأس في كلام العرب.
وأبو الحسن علي بن الحسن بن عبيد بن محمد بن سعد بن اياس الشياني المعروف بابن الاعرابي من أهل بغداد، حدث عن علي بن عمروس الانصاري وأبي خالد يزيد بن يحيى الخزاعي وعبد الله بن الغمر البجلي وأبي العتاهية الشاعر وغيرهم، وكان صاحب أدب ورواية للاخبار، روى عنه عبد الله بن أبي سعد الوراق والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي، وسعد بن اياس الذي سقنا نسبه إليه هو أبو عمرو الشيباني صاحب عبد الله بن مسعود.
وأبو عمرو أحمد بن إبراهيم بن محمد بن العباس بن الاعرابي التميمي من أهل جرجان، رحل إلى بغداد، روى عن عبد الملك بن أحمد الزيات ومحمد بن عبد الله بن العلاء وأبي عبد الله بن مخلد والحسين بن إسماعيل القاضي وغيرهم، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ وهو أخو أبي العباس بن الاعرابي، وكان ثقة: توفي في سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة (1).
الاعرج: بفتح الالف وسكون العين المهملة وفتح الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى العرج، والمشهور بها أبو حازم سلمة بن دينار الاعرج مولى الاسود بن سفيان المخزومي
__________
(1) وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري المعروف بابن الاعرابي أحد رواة السنن عن أبي داود، ترجمته في تذكرة الحفاظ رقم 830.
(*)(1/188)
من أهل المدينة، كان أشقر أحول، أصله من فارس وكانت أمه رومية، وكان قاص أهل المدينة من عبادهم وزهادهم، يروي عن سهل بن سعد رضي الله عنه، روى عنه مالك والثوري، مات سنة خمس وثلاثين ومائة وقيل: سنة أربعين ومائة.
وأبو حازم الاعرج غير الذي تقدم نسبه اسمه سلمان (1) الاشجعي مولى عزة الاشجعية عداده في أهل الكوفة، يروي عن أبي هريرة وسهل بن سعد، روى عنه الاعمش ومنصور، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.
وأبو حازم عبد الرحمن بن هرمز بن كيسان الاعرج مولى محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وقد قيل كنيته أبو داود، يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه الزهري وأبو الزناد والناس، مات بالاسكندرية سنة سبع عشرة ومائة، وكان يكتب المصاحب.
وعبد الله بن يسار الاعرج مولى ابن عمر رضي الله عنه من أهل المدينة من الاتباع، يروي عن سالم بن عبد الله، روى عنه عمر بن محمد العمري وسليمان بن بلال.
وأبو العباس الفضل بن سهل بن إبراهيم الاعرج البغدادي مولى بني هاشم، سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد والحسين بن علي الجعفي وشبابة بن سوار وأبا النضر هاشم بن القاسم وغيرهم، روى عنه البخاري ومسلم في صحيحهما وأبو حاتم الرازي قال: وهو صدوق، وكان أحمد بن الحسين الصوفي يقول: فضل الاعرج كان أحد الدواهي - يعني في الذكاء والمعرفة وجودة الاحاديث والله أعلم، ومات عن نيف وسبعين سنة في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين (2).
الاعسم: بفتح الالف وسكون العين المهملة وفتح السين وفي آخرها الميم، وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يزيد بن حيان الاعسم مولى بني هاشم ويعرف بالمنتوف، سمع شبابة بن سوار وعلي بن عاصم وروح بن عبادة وعبد العزيز بن ابان، روى عنه أحمد بن
هارون البريجي والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي ومحمد بن مخلد، وكان ثقة، ومات في المحرم سنة أربع وستين ومائتين.
الاعصري: بفتح الالف وسكون العين وضم الصاد المهملتين وفي آخرها الراء، هذه
__________
(1) وسلمان هذا كنيته أبو حازم فأما وصفه بالاعرج فلم أجده إلا هنا.
(2) في النزهة " الاعرج جماعة أشهرهم عبد الرحمن بن هرمز...وثابت بن عياض...، والاعرج الطائي مخضرم اسمه عدي وقيل سويد.
ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن شاذان بعد الثلاثمائة،...، عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الذي ولي إمرة البصرة الصواب الكوفة لعمر بن عبد العزيز.
وإسحاق بن الحسن شاعر في الدولة الاموية.
(*)(1/189)
النسبة إلى أعصر وهو لقب منبه بن سعد بن قيس بن عيلان، قال ابن الكلبي: إنما سمي أعصر لقوله: قالت عميرة ما لرأسك بعدما * نفذ الشباب أتى بلون منكر أعمير إن أباك غير رأسه * مر الليالي واختلاف الاعصر ويقال لبني باهلة باهلة بن أعصر أيضا وسنذكره في حرف الباء.
الاعمشي: بفتح الالف وسكون العين المهملة وفتح الميم وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى الاعمش، والمشهور بهذا الانتساب أبو حامد (1) أحمد بن حمدون بن أحمد بن رستم الاعمشي النيسابوري المعروف بابن أبي صالح من أهل نيسابور، وإنما قيل له الاعمشي لانه كان يحفظ حديث الاعمش أبي محمد سليمان بن مهران الكاهلي المعروف بالاعمش إمام أهل الكوفة، وأبو حامد بن أبي صالح كان طاف في البلاد بخراسان ورحل إلى العراق وأدرك الناس والشيوخ وكتب عنهم، سمع بنيسابور محمد بن رافع القشيري وإسحاق بن منصور الكوسج، وبمرو علي بن خشرم، وبسرخس محمد بن...ومحمد بن المهلب السرخسيين، وبهراة محمد بن معاذ، وبجرجان عمار بن رجاء، وبالري أبا زرعة
الرازي، وببغداد محمد بن عثمان بن كرامة والحسن بن محمد بن الصباح، وبالكوفة سلم بن جنادة وأبا سعيد عبد الله بن سعيد الاشج، وبالبصرة يحيى بن حكيم المقوم وأبا الخطاب زياد بن يحيى البصريين، روى عنه أبو الوليد حسان بن محمد القرشي الفقيه وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وعبد الله بن سعد الحافظ النيسابوريون وغيرهم، وكان أبو تراب كثير المزاح وكان موثوقا به فيما سمع، حكي عن إمام الائمة محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه قال: استقبلني أبو تراب الاعمشي وأنا منصرف من البصرة إلى بغداد وهو متوجه إليها فنظرت في مفازة واسط فإذا أنا برجل في بعض الليل عريان فقلت في نفسي أجني أم أنسي ؟ فجعل يقرب فإذا أبو تراب فقال لي: ما فعل بندار ؟ قلت: توفي، قال: فأبو موسى ؟ قلت: توفي، قال: فما فعل أبو الخطاب (2) ؟ قال: حي، فزعق زعقة وعدا وأخذ الطريق.
وذكر أبو أحمد محمد بن محمد الحافظ قال: حضرت مجلس محمد بن إسحاق بن خزيمة إذ دخل أبو تراب الاعمشي فقال له أبو بكر: يا أبا حامد ! كم روى الاعمش عن أبي صالح عن
__________
(1) هذه كنيته ويقال له أيضا أبو تراب كما يأتي آخر التزجمة وهو لقب له كما في ترجمته من تذكرة الحفاظ رقم 795 وكنى النزهة.
(2) أراه أبا الخطاب زياد بن يحيى الحساني البصري، مات سنة 254، ومات بندار وأبو موسى سنة 252.
(*)(1/190)
أبي سعيد ؟ فانحدر أبو حامد يذكر الترجمة حتى فرغ منها وأبو بكر محمد بن إسحاق يتعجب من مذاكرته.
ذكر محمد بن حامد البزاز قال: دخلنا على أبي حامد الاعمشي وهو عليل فقلنا: كيف تجدك ؟ قال: أنا بخير لولا هذا الجار - يعني أبا أحمد الجلودي راوية أحمد بن حفص، ثم قال: يدعي أنه محدث عالم ولا يحفظ إلا ثلاث كتب كتاب عمي القلب وكتاب النسيان وكتاب الجهل، دخل علي أمس وقد اشتدت بي العلة فقال: يا أبا حامد ! علمت أن ابن زنجويه قد مات ؟ فقلت: رحمه الله ! فقال: دخلت اليوم على المؤمل بن الحسن وهو في النزع، ثم قال لي: أبا حامد ! ابن كم أنت ؟ فقلت: أنا في السادسة والثمانين، قال:
فأنت إذا أكبر من أبيك يوم مات، فقلت: أنا بحمد الله في عافية جامعت البارحة - مرتين واليوم فعلت كذا، قال: فخجل وقام من عندي.
وقال أبو حامد أحمد بن محمد المقري الواعظ: جئت مع أبي تراب الاعمشي من ناحية مقبرة الحسين فإذا نحن برجل يصيح ويبكي على رأس قبر ليلة الخميس وهو يقول: أي ليلة أدركت ؟ أي ليلة أدركت ؟ فتقدم إليه أبو تراب فقال: يا هذا ! أقل من صياحك هذا فإن ليلة غد خير من هذه الليلة وأرجو أن لا تفوتك.
وتوفي أبو حامد الاعمشي المعروف بأبي تراب في شهر ربيع الاول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
الاعموقي: بضم الالف وسكون العين المهملة وضم الميم وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الاعموق وهو بطن من المعافر، منهم أبو عبد الرحمن عقبة بن نافع المعافري الاعموقي يقال مولى بني لبوان من المعافر ثم من الاعموق، كان ممن سكن الاسكندرية، وكان فقيها، يروي عن عبد المؤمن بن عبد الله بن هبيرة السبأي وربيعة بن أبي عبد الرحمن وخالد بن يزيد، روى عنه ابن وهب، وتوفي بالاسكندرية سنة ست وتسعين ومائة.
الاعمى: هو عبد الله بن أم مكتوم، وقال بعضهم: هو عمرو وهو ابن قيس من بني عامر بن لؤي وأم مكتوم - واسمها عاتكة - مخزومية، قدم المدينة بعد بدر وقد ذهب بصره وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة يصلي بالناس في عامة غزواته ويؤذن في مسجد رسول الله في بعض أوقاته، وقال عليه السلام: إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن مكتوم، وفيه نزل * (عبس وتولى أن جاءه الاعمى) * وكلما دخل على النبي صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، وروى: مرحبا برجل عاتبني فيه ربي، والقصة بتمامها مذكورة في تفسير هذه الآية، وشهد ابن أم مكتوم القادسية ومعه راية(1/191)
سوداء وعليه درع ثم رجع إلى المدينة فمات بها (1).
الاعور: بفتح الالف وسكون العين المهملة وفتح الواو وفي آخرها الراء، هذه اللفظة
إنما تقال للممتع بإحدى عينيه، والمشهور به الحارث الاعور راوي أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله المستملي المقري الهمذاني الاعور، سمع عبد الرحمن بن حمدان الجلاب وغيره، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو إسحاق الهمذاني الاعور ورد نيسابور غير مرة ثم سكنها بعد وفاة الاصم ثم انتقل في آخر عمره إلى همذان وتوفي بها سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، كتب بالعراق وخراسان بعد الثلاثين وثلاثمائة، وكان أعور صالحا ثبتا في الحديث.
وأبو الفتح محمد بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي السرخسي الاعور صاحبنا، كان ممتعا بإحدى عينيه، وكان فقيها فاضلا ورعا حافظا للقرآن كثير التلاوة، وهو ابن شيخنا عمر السرخسي، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق وأبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرازي وغيرهما، كتبت عنه وسمعت عنه من شعره أشياء، وقتل صبرا في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمرو قتله الغز.
الاعين: بفتح الالف وسكون العين المهملة وفتح الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه الصفة لمن في عينيه سعة، اشتهر بها أبو بكر محمد بن أبي عتاب الحسن بن طريف الاعين من أهل بغداد، واختلف في نسبه، حدث عن روح بن عبادة ووهب بن جرير وأسود بن عامر شاذان ومؤمل بن إسماعيل وزيد بن الحباب وعبد الصمد بن النعمان وغيرهم، روى عنه عباس بن محمد الدوري وأبو شعيب الحراني، وكان ثقة، وسئل يحيى بن معين عنه فقال: وليس من أصحاب الحديث، قال أبو بكر بن ثابت الخطيب الحافظ: عقبه عني يحيى بذلك أنه لم يكن من الحفاظ لعله لطرقه مثل علي بن المديني ونحوه وأما الصدق والضبط لما سمعه فلم يكن مدفوعا عنه، ومات ببغداد في جمادى الاولى سنة أربعين ومائتين.
الاعيني: بفتح الالف وسكون العين المهملة وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أعين وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو علي محمد بن علي بن أحمد بن محمد الاعيني الطالقاني، ولد بمرو ونشأ بها وأدرك جدي الامام
__________
(1) يستدرك (الاعناقي) ذكره في القبس ولخص ما في تاريخ ابن الفرضي رقم 486 " سعيد بن عثمان بن سليمان بن محمد بن مالك بن عبد الله التجيبي مولى لهم يقال له الاعناقي من أهل قرطبة يكنى أبا عثمان سمع محمد بن وضاح وصحبه..." ثم ذكر وفاته سنة خمس وثلاثمائة.
(*)(1/192)
- ووالده علي بن أحمد الاعيني من أصحاب جدي - وأبو علي هذا كان فقيها واعظا مناظرا، سمع جدي بمرو وأبا علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي بنيسابور، لقيته بأصبهان وسمعت منه أحاديث يسيرة وخرج بعد خروجي من أصبهان إلى كرمان، وتوفي بقم في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة (1).
__________
(1) يستدرك (الاعيوي) في القبس " الاعيوي: قال ابن الكلبي: في أسد بن خزيمة: أعيا - وهو الحارث بن عمرو بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
(*)(1/193)
باب الالف والغين الاغذوني: بفتح الالف وسكون الغين المعجمة وضم الذال المعجمة بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أغذون وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو عبد الرحمن حاشد بن عبد الله القصير وهو ابن عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله بن مرة بن الاحنف بن قيس السعدي الاغذوني من قرية أغذون، يروي عن عبد الله بن موسى وأبي نعيم الفضل بن موسى وطلق بن غنام، روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد البخاري، وتوفي سنة خمسين (1) ومائتين.
الاغر: بفتح الالف والغين المعجمة وفي آخرها راء مشددة وعرف به عبيد الله بن أبي عبد الله الاغر، واسم أبيه سلمان، وإنما قيل له الاغر لغرة في وجهه أي بياض، وهو من أهل المدينة وكان أصله من أصبهان، يروي عن أبيه، روى عنه مالك وسليمان بن بلال.
الاغروني: بفتح الالف وسكون الغين المعجمة وضم الزاي وفي آخرها النون، هذه
النسبة إلى أغزون وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو عبد الله عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن أيمن بن عبد الله بن مرة بن الاحنف بن قيس التميمي الاغزوني جد أبي عبد الرحمن حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد البخاري، سكن قرية أغزون، يروي عن إبراهيم بن سعد الزهري وحماد بن سلمة وقيس بن الربيع ومحمد بن مسلم الطائفي وشريك بن عبد الله النخعي وسفيان بن عيينة وغيرهم، روى عنه محمد بن سلام البيكندي وكعب بن سعيد القاضي وجماعة، وكانت وفاته إن شاء الله في حدود سنة مائتين.
الاغماتي: بفتح الالف وسكون الغين المعجمة وفتح الميم وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى أغمات، وهي بلدة بأقصى بلاد المغرب قريبة من بحر الظلمة وهي عند سوس الاقصى، والمشهور بالنسبة إليها أبو هارون موسى بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن سنان بن عطاء بن عبد العزيز بن عطية بن ياسين بن عبد الوهاب بن
__________
(1) هكذا في اللباب ومعجم البلدان كلاهما عن هذا الكتاب وهذا هو الظاهر.
(*)(1/194)
سحبان (1) بن عاصم القحطاني الاغماتي المغربي، كان فاضلا عالما فقيها مناظرا، رحل من بلاد المغرب إلى بلاد المشرق ووصل إلى سمرقند، وتفقه على أبي نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم القشيري بنيسابور وعبد العزيز بن عمر بن مازة البرهان (؟) ببخارا، ذكره أبو حفص عمر بن محمد النسفي في كتاب " القندفي ذكر علماء سمرقند " وقال: موسى بن عبد الله الاغماتي قدم علينا سنة ست عشرة وخمسمائة وهو شاب فاضل فقيه مناظر بليغ شاعر محدث محاضر، وأخبر أنه فارق بلاده وبقي في بلاد العراق وخراسان وبخارا ثلاث عشرة سنة يقتبس الفقه والنظر والحديث والكلام وبقي عندي أياما وكتب عني الكثير ولاجله جمعت كتابا لقبته بهذا اللقب (عجالة النخشبي لضيفه المغربي) وفيه قلت: لقد طلع الشمس من غربها * على خافقيها وأوساطها فقلنا القيامة قد أقبلت * فقد جاء أول أشراطها
وأنشدني موسى الاغماتي لنفسه: لعمر الهوى إني وإن شطت النوى * لذو كبد حرى وذو مدمع سكب فإن كنت في أقصى خراسان نازحا * فجسمي في شرق وقلبي في غرب توفي المغربي هذا بعد سنة ست عشرة وخمسمائة.
الاغلاقي: بفتح الالف وسكون الغين المعجمة بعدها اللام ألف وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الغلق وعمله، ولعل بعض أجداد المنتسب يعمله وهو أبو الحسين أحمد بن عبيد الله (2) بن الحسين بن الآمدي المعروف بابن الاغلاقي من أهل واسط والده آمدي سكن واسط فولد الاولاد له بها، شيخ فاضل عالم نظيف من أهل العلم والقرآن لقيته ببغداد أولا في رباط أبي النجيب السهروردي وسألته عن شيوخ واسط فذكر لي ابن الجلخت وعلو سنده وابن المغازلي وكثرته ورغبني في الانحدار إلى واسط، وكان عارفا بحديث أهلها، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القاري، سمعت منه ببغداد أولا ثم بواسط.
وأخوه أبو الرضا المبارك (3) بن عبيد الله بن الاغلاقي، شيخ صالح صدوق أمين مشتغل بنفسه، سمع ببغداد أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ وغيره، كتبت عنه في رحلتي الاولى إلى واسط (4).
__________
(1) في نسخ أخرى " سخنان " كذا.
(2) في اللباب " عبد الله ".
(3) في نسخ أخرى زيادة " بن الحسين ".
(4) وفي حسن المحاضرة 1 / 180 " ابن الاغلاقي أبو العباس أحمد بن عبد الكريم بن غازي الواسطي ثم المصري عن عبد القوي بن الجباب وابن باقا، مات في صفر سنة ست وتسعين وستمائة ".
(*)(1/195)
باب الالف والفاء (1) الافرجي: بفتح الالف والراء بينهما الفاء الساكنة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى
أفرجة، وهو لقب بعض أجداد أبي جعفر أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن يزيد بن بندار التميمي الافرجي الضرير من أهل أصبهان يعرف بابن أفرجه.
وأخوه أبو علي بن أفرجه، كان من الحفاظ، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وأبو جعفر، حدث عن إبراهيم بن فهد وأحمد بن مهدي وأبي بكر بن النعمان وإبراهيم بن إسحاق الحربي البغدادي وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وأخوه أبو علي محمد بن إبراهيم بن يوسف الافرجي من أهل أصبهان، روى عن محمد بن الحارث المخزومي المديني، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الافرخشي: بفتح الالف وسكون الفاء وفتح الراء وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الشين المعجمة أيضا، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها فرخشي تخفيفا وهي أفرخش - على أربعة فراسخ، منها أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم بن إسرائيل بن مستاجر الافرخشي البخاري من أهل بخارا، كان رئيس العلماء ومقدمهم وعرف بالاسماعيلي وقد ذكرته قبل هذا، سمع محمد بن يوسف بن عاصم ومحمد بن صابر بن كاتب وعبد الرحمن بن محمد بن حريث وأحمد بن خالد بن الخليل ومحمد بن يوسف بن مطر الفربري وأحمد بن محمد بن عمر المنكدري وأبا عثمان سعيد بن إبراهيم بن معقل وطبقتهم من أهل خراسان والعراق، سمع منه جماعة منهم أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، ومات في شهر رمضان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وكانت ولادته سنة إحدى وثلاثمائة، عاش أربعا وثمانين سنة.
وأبو بكر محمد بن حاتم بن أذكر الافرخشي المعروف بابن حيت، شيخ من شيوخ بخارا حدث.
الافريقي: بفتح الالف وسكون الفاء وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر القاف، هذه النسبة إلى إفريقية وهي بلدة كبيرة (2) معروفة من بلاد المغرب عند
__________
(1) في اللباب " قلت فاته (116 - الافراني) بفتح الهمزة وسكون الفاء وفتح الراء وبعد الالف نون هذه النسبة إلى أفران إحدى قرى نسف ينسب إليها أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن يوسف الفراوي الافراني ".
(2) اعترضه في اللباب بأنه اسمه للقطر كله أو بلسان العصر للقارة كلها.
(*)(1/196)
الاندلس فتحت في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه وقدم في فتحها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما وقصة فتحها في الصحيح لابي حفص عمر بن محمد بن بجير البجيري كتبناها بنسف، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن وجنس، منهم أبو سعيد سحنون بن سعيد التنوخي الافريقي، من فقهاء أصحاب مالك رحمه الله ممن جالسه مدة (1)، وروى عنه أكثر من ثلاثين ألف مسألة وحفظ مذهبه وفرع عليه، وهو الذي أظهر مذهب مالك بالمغرب وبلادها، وكان يروي عن عبد الرحمن بن القاسم وعبد الله بن وهب، ودخل الشام والعراق وحمل عنه الحديث والفقه، توفي يوم الثلاثاء لتسع ليال خلون من رجب سنة أربعين ومائتين، وكان مولده في شهر رمضان سنة ستين أو إحدى وستين ومائة.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن غانم الرعيني الافريقي (من) إفريقية، يروي عن مالك بن أنس وداود بن قيس وإسرائيل ونظرائهم، وقد دخل الشام والعراق في طلب العلم، وكان فقيها أحد الثقات الاثبات، وكان مولده سنة ثمان وعشرين ومائة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسعين ومائة.
وإبراهيم بن عمار الافريقي صاحب عبد الله بن فروخ، توفي بالمغرب سنة أربع وعشرين ومائتين.
وإبراهيم بن المضعاء بن طارق الافريقي، يروي عن محمد بن علي الرعيني، روى عنه يحيى بن محمد بن خشيش، توفي بإفريقية في صفر سنة خمسين ومائتين وقيل سنة ثلاث، وهو رجل معروف.
وعبد الله بن عمر بن غانم الافريقي قاضي إفريقية، يروي عن مالك ما لم يحدث به مالك قط، لا يحل ذكر حديثه قط ولا الرواية عنه في الكتب إلا على سبيل الاعتبار.
قال أبو حاتم بن حبان: روى عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشيخ في بيته كالنبي في قومه.
وذكر حديثا آخر أنه قال: ما من شجرة أحب إلى الله من الحنا.
قال حدثنا بالحديثين علي بن محمد بن حاتم القومسي ثنا عثمان بن محمد بن خشيش القيرواني ثنا عبد الله بن عمر بن غانم عن مالك في نسخة كتبناها عنه بهذا
الاسناد أنا أصون البياض عن ذكرها فكيف الاشتغال بوصفها (2).
وأبو خالد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي الشعباني المعافري من أهل مصر، يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي وبكر بن سوادة، روى عنه الثوري، مات سنة ست وخمسين ومائة وقد جاوز المائة، كان
__________
(1) تبعه في اللباب والقبس ومعجم البلدان وفي ترتيب المدارك 1 / 585 روايتان الاولى أنه لقيه والثانية لم يلقاه.
(2) لعبد الله بن عمر بن غانم ترجمة في التهذيب ج 5 رقم 567 فيها توثيق جماعة له، وذكر نحو ما تقدم عن ابن حبان ثم قال: " لعل البلاء في الاحاديث التي أنكرها ابن حبان ممن هو دونه " وله ترجمة في الميزان ج 2 رقم 428 وقال: " لعل الآفة من عثمان صاحبه " ولم يترجم عثمان وترجم في اللسان ج 4 رقم 356 اقتصر على قوله " له ذكر في ترجمة عبد الله بن عمر بن غانم ".
(*)(1/197)
يروي الموضوعات عن الثقات ويأتي عن الاثبات بما ليس من أحاديثهم، وكان يدلس عن محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب.
الافشواني (1): بفتح الالف وسكون الفاء وفتح الشين المنقوطة في آخرها النون، هذه النسبة إلى أفشوان وهي من قرى بخارا (1) على أربعة فراسخ منها، والمشهور منها أبو نصر أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أسد بن كامل بن خالد بن ننك بن أمانة - وفي موضع آخر قال: ننك بن قطيفة - الافشواني، يروي عن أبي بكر محمد بن يوسف الغجدواني نسخة دينار عن أنس رضي الله عنه، روى عنه أبو كامل البصيري.
وأبو أحمد خال (2) ابن أبي كرامة الافشواني البخاري ولقبه خالان، يروي عن بحير بن النضر وعبد الله بن عثمان الدبوسي وغيرهما، روى عنه أحمد بن حاتم بن حماد البخاري (3).
الافشيرقاني: بكسر الالف وسكون الفاء وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وبعدها الراء ثم القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أفشيرقان وهي قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ عند نشك من أعالي البلد، منها أبو الفضل العباس بن عبد الرحيم الافشيرقاني، كان من أعالي البلد، منها أبو الفضل العباس بن عبد الرحيم
الافشيرقاني، كان فقيها أديبا فاضلا، رحل إلى محمد بن صر المروزي بسمرقند وإلى الحسن بن سفيان بنسا وكتب عنهما الحديث والفقه، ذكره أبو زرعة السنجي في التاريخ وقال: عباس بن عبد الرحيم من قرية إفشيرقان، كان فقيها كاتبا عالما بأنساب العرب.
الافطس: بفتح الالف وسكون الفاء وفتح الطاء المهملة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة من عيوب الانف وهو الانف الذي لا يكون مرتفعا مثل أنوف الاتراك، والمشهور بهذه الصفة عبد الله بن سلمة الافطس، وهو شيخ يروي عن يحيى بن سعيد وهشام بن عروة، روى عنه العراقيون وأهل الحجاز: كان سيئ الحفظ فاحش الخطأ وكثير الوهم، تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو يعقوب يوسف بن يونس الافطس، شيخ يروي عن سليمان بن بلال ما ليس من حديثه، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، روى عنه أحمد بن خليد وهو أخو أبي مسلم عبد الرحمن بن يونس المستملي، سمع مالك بن أنس وشريك بن عبد الله
__________
(1) كذا وقع هذا الرسم (الافشواني) بالفاء في الانساب واللباب والقبس ومعجم البلدان (أفشوان).
(2) مثله في النزهة ووقع في نسخة أخرى " خالد ".
(3) يستدرك (الافشولي في معجم البلدان " الافشولية بفتح الهمزة وسكون الفاء وضم الشين وسكون الواو وكسر اللام وياء مشددة قرية في غربي واسط.
(*)(1/198)
وهشيم بن بشير، روى عنه أحمد بن أبي يحيى المعروف بكرنيب ومحمد بن عوف الحمصي (1).
الافواهي: بفتح الالف وسكون الفاء وفتح الواو (2) بعدها الالف وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى...، والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر بن عيسى بن أبي موسى العطار الافواهي الابرش من أهل بغداد، سمع يزيد بن هارون ونصر بن حماد الوراق وإسحاق بن منصور السلولي وعبد الله بن عمرو البصري وأبا عاصم النبيل ويحيى بن أبي بكير وكثير بن هشام وعبد العزيز بن ابان، روى عنه محمد بن مخلد الدوري ومحمد بن جعفر المطيري
وإسماعيل بن محمد الصفار، وقال الدارقطني: كان ثقة، ومات في سنة ثمان وستين ومائتين.
__________
(1) يستدرك (الافليلي) في معجم البلدان " أفليلاء - بفتح الهمزة قال ابن بشكوال: قرية من قرى الشام ينسب إليها أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا بن مفرج بن يحيى بن زياد بن عبد الله بن خالد بن سعد بن أبي وقاص الوزير الاديب الفاضل الاندلسي شرح ديوان أبي الطيب المتنبي مات في ذي العقدة سنة 441 ومولده في شوال سنة 352 ".
(2) وقع هذا الرسم في اللباب المطبوع قبل (الافطس).
(*)(1/199)
باب الالف والقاف الاقريطشي: بفتح الالف وسكون القاف وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر الطاء المهملة وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى أقريطش وهي جزيرة ببلاد المغرب، خرج منها جماعة من العلماء، والمشهورين منهم أبو عمر (1) شعيب بن عمر بن عيسى الاقريطشي صاحب جزيرة أقريطش، كان تولى فتحها بعد سنة عشرين ومائتين، وقد كان كتب قديما بالعراق وكتب عن يونس بن عبد الاعلى وغيره بمصر (2).
الاقساسي: بفتح الالف وسكون القاف والالف بين السينين المهملتين، هذه النسبة إلى الاقساس وهي قرية كبيرة بالكوفة، نزلت في صحرائها منصرفي من الكوفة في النوبة الخامسة وقرأت بها جزءا على شيخنا أبي سعد بن البغدادي الحافظ، انتسب إليها أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الاقساسي - وعرف بهذا النسب من أهل الكوفة، كان ثقة نبيلا، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الله القاضي الجعفي، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي وأبو الفضل محمد بن عمر الارموي ببغداد وأبو البركات عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة، وكانت ولادته في شوال سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة.
ومن القدماء طاهر بن أحمد بن محمد بن علي العلوي
الاقساسي، أظن أنه قرابة هذا السابق ذكره وكان يلقب بصعوة، وكان دينا ثقة، يروي عن أبي علي الحسن بن محمد بن سليمان (3) السلمي عن أبي سعيد (3) العدوي عن خراش عن أنس رضي الله عنه.
الاقعسي: بفتح الالف وسكون القاف وفتح العين المهملة وفي آخرها السين المهملة أيضا، هذه النسبة إلى أبي الاقعس وهو من ولد عامر بن حنيفة، والمنتسب إليها (4) أبو بشر صالح بن بشير المري القاري الاقعسي من أهل البصرة، لم يشتهر بهذه وسأذكره في القاف
__________
(1) ووقع في بقية النسخ واللباب " أبو عمرو ".
(2) هذا قول ابن يونس كما في الجذوة رقم 688 ذكره بعد أن نقل عن ابن حزم أن عمر بن شعيب أبا حفص المعروف بالغليظ هو الذي غزا إقريطش وافتتحها بعد الثلاثين ومائتين، ثم أشار الحميدي إلى احتمال أن يكون الرجلان أبا وابنا اشتركا في الفتح أو يكون الاسم انقلب على أحد الحافظين.
(3 - 3) وفي بقية النسخ بدلها " عربي " كذا.
(4) وفي بقية النسخ " إليه ".
(*)(1/200)
والميم، وذكرته لتعرف هذه النسبة، واختلفوا في نسبه بعضهم قال: هو ينتسب إلى مرة ولاء، وبعضهم قال: هو عربي عريق، وقال عبد الله بن علي بن المديني: وجدت في كتاب لي بخط أبي: صالح المري هو صالح بن بشير وادع بن أبي بن أبي الاقعس من الاقاعسة من ولد عامر بن حنيفة واعتقت صالحا المري امرأة من بني حنيفة بن حارثة بن مرة وأم صالح ميمونة امرأة خراسانية وإنما صار صالح بن بشير لانه في كتاب رجل من كندة فكانت ميمونة أم صالح أمة للمرأة المرية تزوجها بشير بن وادع وهو عربي حنفي فولدت له صالحا فكان مملوكا لهذه المرأة فقاتل (1) صالح وهو صبي في الكتاب له ذؤابة فجاء أبو الصبي (2) فعقده وقال لصالح: يا عبد الخبيث ! فمد ذؤابته حتى أدماها فدخل وهو يبكي فأخبر مولاته فقالت: إذهب أنت وأخوك حرين لوجه الله ! فصار ولاؤه للمرأة
المرية، فقدم بشير أبوه فاشتد عليه حين صار ابنه مولى المرأة المرية وطلب ميمونة أراه قال ليشتريها فأبت المرأة أراه قال فقالت: لا يملكها أحد غيري فأعتقها فصالح مولى للمرية وأبوه بشر عربي.
قال عفان بن مسلم: كنا نأتي مجلس صالح المري وهو يقص، وكان إذا أخذ في قصصه كأنه رجل مذعور يفزعك أمره من حزنه وكثرة بكائه كأنه ثكلى، وكان صالح شديد الخوف من الله كثير البكاء، وسأذكر بعض أحواله في القاف والميم (3).
الاقليدسي: بكسر الالف وسكون القاف وكسر اللام بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وكسر الدال المهملة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى إقليدس وهو...(4)، المشهور بهذه النسبة أبو يوسف يعقوب بن محمد بن يعقوب الرازي المعروف بالاقليدسي، لعله كان يعرف هذا الكتاب أو ينسخه فنسب إلى ذلك، وهو شيخ ثقة صدوق، قدم أصبهان سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وحدث عن أبي عبد الله محمد بن أيوب الرازي روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ (5).
__________
(1) مثله في تاريخ بغداد وهو الصواب.
(2) يعني أبو الصبي الذي قاتله صالح كما يفهم من السياق لان قتال صبي في الكتاب إنما يكون لصبي آخر.
(3) يستدرك (119 - الاقلامي) في معجم البلدان " الاقلام بلفظ جمع قلم الذي يكتب به..قال ابن رشيق في الانموذج: محمد بن سلطان الاقلامي من جبل ببادية فاس يعرف بالاقلام وهو إلى مدينة سبتة أقرب وتأدب بالاندلس وهو شاعر مضبوط الكلام ".
(4) وموضعه في اللباب ما لفظه " من الحكماء اليونانيين وله كتاب يعرف به وهو معروف أيضا ".
(5) في القبس " (121 - الاقليشي) أقليش [ بضم الهمزة وسكون القاف وكسر اللام وياء ساكنة وشين معجمة ] مدينة لها حصن بثغر الاندلس الجوفي منها أبو المطرف عبد الرحمن بن خلف بن سدمون التجيبي عن أبي عثمان سعيد بن سالم المجريطي وأبي ميمونة دراس بن إسماعيل وسمع بمكة أبا بكر الاجري وبمصر أبا إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان كتابه الزاهي.
(*)(1/201)
باب الالف والكاف الاكارعي: بفتح الالف والكاف بعدها الالف وبعدها الراء وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الاكارع وبيعها، واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن إبراهيم بن شاذان بن عقيل المذكر الاكارعي الشعراني، سمع محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي ومحمد بن يزيد السلمي وأبا الازهر العبدي ومحمد بن حيويه الاسفراييني وغيرهم، روى عنه عبد الله بن أحمد العافي.
الاكاف: بفتح الالف والكاف المشددة، هذه اللفظة لمن يعمل أكاف البهائم ولعل واحدا من أجداد المنتسب كان يعمل هذا العمل، وأبو عمر حفص بن حميد الاكاف الزاهد المروزي، كان من أصحاب عبد الله بن المبارك، وكان له كلام واستقصاء على العلماء، حدث عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري، وكان حفص يتحفظ على عبد الله بن المبارك عيوبه فيخبره بها حتى يكون عبد الله منزها من العيب، وكان حفص عند عبد الله بن المباك بهذه المثابة، وقال عبد الله بن المبارك: خردبيش حفص باي كوازي كند.
وقال حفص لابن المبارك يوما: لا أرى معك سواكا أتحفظ عليه ؟ فقال ابن المبارك: هذا هو السواك في حجزتي، فأراني ذلك، قال وقال لي ابن المبارك يوما: هؤلاء الذين يسمعون قد آذوني فلا أدري ما أصنع، قال حفص: تقول لي هذا ؟ فتحت بابك ووسعت دارك وألفت الكتب واختلف إليك الناس، لو لم تحب لم يجئك أحد، ثم قلت: اجعلني بوابا لك وقل لي: لا تأذن لاحد ! فانظر متى يجيئك أحد ؟ قال ابن المبارك لا يمكنني هذا، فقال حفص: قد أخبرتك أنك تريد الاختلاف إليك.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الصمد الاكاف من أهل نيسابور، كان إماما زاهدا ورعا من صغره إلى حين وفاته لم تعرف له هفوة أو زلة، رباه أبوه بالحلال، وتفقه على أبي نصر بن القشيري وبرع في المتفق والمختلف والاصول واشتغل بالعمل، سمع الحديث من أبي سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري وأبي بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي (1) ومن
بعدهما، سمعت منه أحاديث يسيرة، وتوفي في وقعة الغز بعد أن قبض عليه بمدينة نيسابور
__________
(1) وقع في بقية النسخ " الشيرري " كذا.
(*)(1/202)
في شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر محمد بن عبد الله الاديب الاكاف مؤدبي وأول من قرأت عليه شيئا من الادب، وكان يعرف الفلسفة والعلوم المهجورة ولكنه كان ساكتا وقورا لطيفا، وكان ينظم الشعر المتوسط، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة، وكان من أهل مرو.
ووالده أبو بكر الاكاف حدث وكان من أصحاب أبي القاسم الفوراني الفقيه (1).
الاكفاني: بفتح الالف وسكون الكاف وفتح الفاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع الاكفان، والمشهور بهذه النسبة القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن الحسين بن علي بن جعفر بن عامر بن الاكفاني الاسدي، من أهل بغداد ولي القضاء بها، وكان حسن السيرة محمودا في ولايته غير أنه ضعيفا في الحديث، حدث عن أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وأحمد بن علي الجوزجاني ومحمد بن مخلد العطار وأبي عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان وعبد الغافر بن سلامة الحمصي وأبي العباس بن عقدة الحافظ وإسماعيل بن محمد الصفار، روى عنه أبو بكر البرقاني ومحمد بن طلحة النعالي وعبد العزيز بن علي الازجي وأبو القاسم التنوخي وعبد الكريم بن علي السني، وقال أبو إسحاق الطبري: من قال إن أحدا أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار غير أبي محمد الاكفاني فقد كذب، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة ست عشرة وثلاثمائة، ومات في صفر سنة خمس وأربعمائة ببغداد (2).
__________
(1) يستدرك (123 - الاكشوني) في معجم البلدان " أكشونية بفتح الهمزة وسكون الكاف وضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر النون وياء خفيفة مدينة بالاندلس...".
(2) في اللباب (124 - الاكلبي) بفتح الهمزة وسكون الكاف وضم اللام وفي آخرها باء موحدة هذه النسبة إلى أكلب بن
ربيعة بن عفرس بن حلف بن أفتل - وهو خثعم - ابن أنمار، بطن كبير من خثعم منهم عبد الله بن الدمينة الشاعر - والدمينة أمه -، كان أول الدولة العباسية ".
و (125 - الاكلي) في معجم البلدان " أكل من قرى ماردين ينسب إليها أبو بكر بن قاضي أكل شاعر عصري مدح الملك المنصور صاحب حماة بقصيدة أولها: ما بال سلمى بخلت بالسلام * ما ضرها لو حيث المستهام (*)(1/203)
باب الالف واللام (1) الالحي: بفتح الالف وسكون اللام وفي آخرها الحاء المهملة، هذه اللفظة للرجل الكبير اللحية، واشتهر بها أبو الحسن علي بن أبي طالب الالحي من أهل جرجان، قدم بغداد وحدث بها عن عمار بن رجاء وإسحاق بن إبراهيم الطلقي، روى عنه أبو سهل بن زياد القطان المتوثي.
الالواحي: بفتح الالف وسكون اللام وفتح الواو وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى ألواح وهي بلدة بنواحي مصر مما يلي برية طريق المغرب، منها أبو محمد عبد الغني بن بازل بن يحيى بن الحسن بن يحيى الالواحي المصري، شيخ فاضل متدين صالح جميل الامر، تفقه على مذهب الشافعي رحمه الله، سمع ببغداد أبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي وأبا الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، وبواسط أحمد بن المظفر العطار، وبنيسابور أبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبا سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي وغيرهم، روى لنا عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الرافعي ببغداد، وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ بالحجاز، وأبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي (2) بأصبهان، وتوفي بعد صفر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
فإني رأيت خطه في هذا التاريخ (3).
الالوسي: بضم الالف إن شاء الله (4) واللام بعدهما الواو وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى ألوس وهو موضع بالشام في الساحل عند طرسوس (5)، منها أبو عبد الله
.
__________
(1) في القبس (127 - الالبيري) إلبيرة كورة بالاندلس..منها أبو إسحاق إبراهيم بن خالد عن يحيى بن يحيى وسعيد بن حسان ورحل فسمع سحنون توفي سنة ثمان وستين ومائتين ذكره ابن الفرضي " وفي معجم البلدان " البيرة - الالف فيه ألف قطع...فهو بوزن إخريطة..وبعضهم يقول بلبيرة وربما قالوا لبيرة...".
(2) في بقية النسخ " الجمامي " كذا.
(3) في اللباب المطبوعة والمخطوطتين والقبس عنه " ومائتين وهي زلة ".
(4) اشتهرت هذه النسبة أخيرا بالمد " الآلوسي " ويقال فيها أيضا (آلوسة) بالمد فلم يضبط.
(5) استنبط أبو سعد هذا من جمعهم النسبتين للرجل الذي ذكره قالوا " الالوسي الطرسوسي " كما يأتي، واعترضه صاحب اللباب وصاحب معجم البلدان فذكر أن ألوس على الفرات قرب عانات والحديثة.
(*)(1/204)
محمد بن حصن الالوسي الطرسوسي، يروي عن نصر بن علي الجهضمي البصري، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري (1).
الالهاني: بفتح الالف وسكون اللام وفتح الهاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ألهان بن مالك أخي همدان بن مالك، والمشهور بهذا الانتساب من التابعين الازهر بن الالهاني، يروي عن ثوبان رضي الله عنه، روى عنه ثور بن يزيد.
وأبو عبد الله رزيق الالهاني الشامي، يروي عن أبي امامة رضي الله عنه، روى عنه أرطاة بن المنذر السكري (2).
ورزيق بن عبد الله (3) الالهاني من أهل الشام، يروي عن عمرو بن الاسود، روى عنه ارطاة بن المنذر السكوني، ينفرد بالاشياء التي لا تشبه حديث الاثبات لا يجوز الاحتجاج به إلا عند الوفاق.
وأبو عبد الملك علي بن يزيد الالهاني الدمشقي، يروي عن القاسم أبي عبد الرحمن، روى عنه عبيد الله بن زحر ومطرح بن يزيد، منكر الحديث جدا فلا أدري التخليط في روايته ممن هو ؟ لان في إسناده ثلاثة ضعفاء سواه، وأكثر روايته عن القاسم وهو ضعيف في الحديث جدا، وأكثر ما رواه عنه عبيد الله بن زحر ومطرح بن يزيد وهما ضعيفان واهيان فلا يتهيأ إلزاق الجرح بعلي بن يزيد وحده.
وأبو سفيان محمد بن يزيد
الالهاني الحمصي، يروي عن أبي أمامة الباهلي، روى عنه عبد الله بن سالم الحمصي، روى له البخاري في الصحيح.
__________
(1) جاء في اللباب أن " منها المؤيد الاولسي الشاعر المشهور ومن جيد قوله في صديق له تاب عن شرب الخمر - ابتداء قصيدة: قامت لتوبتك الدنيا على ساق * والخمر قد أصبحت غضبى على الساق (2) كذا، والصواب " السكوني " أو " الشامي ".
(3) كذا، والصواب " أبو عبد الله ".
وهو من الضعفاء ومنه أخذ المؤلف راجع التهذيب ج 3 رقم 519.
(*)(1/205)
باب الالف والميم الامام: بكسر الالف وألف أخرى بين الميمين، هذا إنما يقال لمن يؤم بالناس، واشتهر بهذا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن حفص بن عمر بن راشد الربعي الحنفي يعرف بابن الامام، بغدادي سكن دمياط، صالح ثقة، سمع إسماعيل بن أبي أويس وأحمد بن يونس ويحيى بن عبد الحميد الحماني وعلي بن المديني ومؤمل بن إهاب، روى عنه البصريون، ومن الغرباء أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الحافظ، وثقه أبو عبد الرحمن النسائي، وذكر أن أبا بكر ابن الامام الدمياطي قال لابي عبد الرحمن النسائي: ولدت في سنة أربع عشرة - يعني ومائتين ففي أي سنة ولدت يا أبا عبد الرحمن ؟ فقال: يشبه أن يكون في سنة خمس عشرة ومائتين لان رحلتي الاولى إلى قتيبة كانت في سنة ثلاثين ومائتين، أقمت عنده سنة وشهرين، وذكره أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخ المصريين فقال: أبو بكر ابن الامام مولي بني حنيفة بغدادي قدم مصر وكان تاجرا سكن دمياط وحدث وكان ثقة، وتوفي فيها يوم الاربعاء لعشر خلون من ذي الحجة سنة ثلاثمائة.
الامامتي: بكسر الالف وألف أخرى بين الميمين المفتوحين وفي آخرها التاء ثالث الحروف مثل الامامي ولكن بزيادة حرف التاء، وهم طائفة من الشيعة (1) على ما سنذكرهم
في الامامية وبعضهم يقول لهذه الطائفة الامامية فذكرنا لتعرف.
الامامي: بفتح الميم بين الالفين وألف بين الميمين، هذه النسبة إلى (بيت بمرو الروذ نسبوا إلى) الامام (على ما سنذكر).
فأما الفرقة الامامية - جماعة من غلاة الشيعة - فإنما لقبوا بهذا اللقب لانهم يردن الامامة لعلي رضي الله عنه ولاولاده من بعده (ويعتقدون أن لا بد للناس من الامام) وينتظرون الامام الذي يخرج (في) آخر الزمان (يملا الارض عدلا كما ملت جورا)، وقد اختلفت الشيعة في الامام المنتظر فالكيسانية تزعم أنه محمد بن الحنفية وأنه بجبل رضوي، وقال طائفة منهم:
__________
(1) ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟(1/206)
إنه توفي ويعود إلى الدنيا ويبعث معه الاموات ثم يموتون ثم يبعثون يوم القيامة، قال شاعرهم: إلى يوم يؤب الناس فيه * إلى دنياهم قبل الحساب وطائفة تقول: إنه موسى بن جعفر، وطائفة تقول: إنه إسماعيل أخوه، وأخرى تقول: إنه محمد بن الحسن بن علي الذي بمشهد سامرا، وعلى هذه الطائفة يطلق الآن الامامية، واختلاف المنتظرية في المنتظر كثير (1)، (وفي الامامية فرق منهم من يميل إلى قول أصحاب الحلول أو إلى التشبيه، فحكمه حكم الحلولية والمشبهة، ومنهم من قال بالنص على الامام وأكفر الذين تركوا بيعة علي رضي الله عنه.
ونحن نكفرهم لتكفيرهم الصحابة الاخيار ويقال لهم: لو كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كافرين لكان علي بتزويجه أم كلثوم الكبرى من عمر رضي الله عنه كافرا أو فاسقا معرضا بنته للزنا، لان وطئ الكافر للمسلمة زنا محض.
ثم إنهم في انتظارهم الامام الذي انتظروه مختلفون اختلافا يلوح عليه حمق بليغ، وذلك أن أكثر الكيسانية ينتظرون محمد بن الحنفية ويزعمون أنه في جبل رضوي بين أسد ونمر يحفظانه وعنده عينان إحداهما من الماء والاخرى من العسل، وكان كثير الشاعر على هذا
المذهب حتى قال في شعر له: إلا أن الائمة من قريش * ولاة تلحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه * هم الاسباط ليس لهم خفاء فسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء تغيب لا يرى فيهم زمانا * برضوي عنده عسل وماء وكذلك السيد الحميري على هذا المذهب ولذلك قال في شعره: ألا قل للوصي فدتك نفسي * أطلت بذلك الجبل المقاما أضر بمعشر والوك منا * وسموك الخليفة والاماما وعادوا فيك أهل الارض طرا * مقامك عنهم ستين عاما وقال في الرد عليه مروان بن أبي حفصة: وقائله تقول بشعب رضوي * إمام خاب ذلك من إمام
__________
(1) جاء في اللباب.
(*)(1/207)
إمامي من له سبعون ألفا * من الاتراك مشرعة اللجام وزعم قوم من الامامية أن محمد بن الحنفية قد مات غير أنه يرجع إلى الدنيا ويرجع الاموات معه قبل القيامة ثم يموتون بعده ثم يرجعون في القيامة لهذا قال شاعرهم: إلى يوم يؤب الناس فيه * إلى دنياهم قبل الحساب (1) الامديزي: بفتح الالف والميم الساكنة والدال المهملة المكسورة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى أمديزة وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو بشر بشار (2) بن عبد الله الامديزي البخاري من قرية أمديزة، يروي عن محمد بن فضيل بن غزوان ووكيع بن الجراح وعيسى بن موسى الغنجار وغيرهم، روى عنه سهل بن ابن شاذويه.
الامشاطي: بفتح الالف وسكون الميم بعدها شين معجمة وفي آخرها طاء مهملة بعد الالف، هذه النسبة إلى عمل الامشاط وبيعها وهي جمع مشط، والمشهور بها أبويحيى زكريا بن زياد الامشاطي من أهل البصرة، يروي عن أبي هلال الراسبي والبصريين، روى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي.
الاملوكي: بضم الالف وسكون الميم وضم اللام وفي آخرها كاف، هذه النسبة إلى أملوك وهو بطن من ردمان وردمان بطن من رعين وهو ردمان بن وائل بن رعين، ومنها جماعة، والمشهور بهذه النسبة الضحاك بن زميل الاملوكي، يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى عنه عياش بن عباس القتباني.
وأبو المثنى ضمضم الاملوكي الحمصي من أهل الشام، يروي عن عتبة بن عبد السلمي وهو الذي يقال له المليكي، روى عنه صفوان بن عمرو.
والضحاك بن حمرة الاملوكي من أهل الشام، يروي عن الشاميين، روى عنه أبو بكر بن أبي مريم الغساني.
الاملي: بكسر (3) الالف وسكون الميم واللام المكسورة، هذه النسبة إلى أمله، وبلغة أهل خوي يقال للتمتام أمله، واشتهر بهذه النسبة الفقيه أبو الوفاء بديل بن أبي القاسم بن بديل الاملي الخويي، قال: كان جدي تمتاما ويقال له أمله بلغتنا واشتهر بهذه
__________
(1) في اللباب من زيادته (129 - " الامامي) مثل ما قبله إلا أنه بضم الهمزة نسبة إلى أبي أمامة بن سهل بن حنيف الانصاري ينسب إليه عبد الرحمن بن عبد العزيز الامامي روى عن الزهري وروى عنه خالد بن مخلد القطواني وسعيد بن أبي مريم وغيرهما ".
(2) هكذا في ك واللباب والقبس ومعجم البلدان.
(3) كذا في ك ومثله في اللباب.
(*)(1/208)
النسبة، حدث نحوي (حدث) عن القاضي أبي الفتح ناصر بن أحمد بن بكران الخويي، روى لنا عنه صاحبنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ بدمشق، ومات
بعد سنة ثلاثين وخمسمائة.
الاموي: بفتح الهمزة والميم، هذه النسبة إلى أمة بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان من ولده علقمة بن عبيد بن عبد بن فتية بن أمة، قال ابن حبيب قال هشام عن أبيه قول الشماخ: ألا تلك ابنة الاموي قالت * أراك اليوم جسمك كالصنيع يريد بني أمة هؤلاء.
قال ابن ماكولا: ومنهم مالك بن سبيع بن عمرو بن فتية بن أمة، كان شريفا وهو صاحب الرهن التي وضعت على يديه في حرب عبس وذبيان.
الاموي: بضم الالف وفتح الميم وكسر الواو، هذه النسبة إلى أمية، والمشهور بهذه النسبة جموع كثيرة، منهم بنو أمية بن عبدشمس بن عبدمناف بن قصي الذين ولوا الخلافة وهم ينتسبون إلى أمية بن عبدشمس مناف، وفيهم كثرة من الخلفاء والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين، فمنهم أبو أمية عمرو بن سعيد بن العاص الاموي القرشي أخو عنبسة بن سعيد، يروي عن أبيه عن عمر رضي الله عنه، ومن زعم أن عبد الملك بن مروان قتله بيده فقد وهم الذي قتله بيده هو عمرو بن سعيد الاشدق.
وسعيد بن مسلمة بن هشام بن عبد الملك بن مروان الاموي القرشي، يروي عن إسماعيل بن أمية وجعفر بن محمد، روى عنه العراقيون والشاميون، منكر الحديث جدا فاحش الخطأ في الاخبار.
وأبو عثمان سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص (2) بن سعيد بن العاص (2) الاموي، سمع أباه وعمه عبد الملك بن سعيد وعبد الله بن المبارك وعيسى بن يونس وأبا القاسم بن أبي الزناد وأبا بكر بن عياش وجماعة، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ويعقوب بن سفيان وإبراهيم الحربي وصالح جزرة وأبو القاسم البغوي ويحيى بن صاعد، وآخر من روى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي، وأبوه من الثقات والابن أثبت من أبيه - وكذلك عيسى بن يونس بن أبي إسحاق أوثق من أبيه - ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائة.
وقرابته أبو عبد الله محمد بن سعيد بن أبان بن سعيد بن
__________
(1 - 1) ثبت في ك، وهو صحيح ليس بصحيح فإن أبان بن سعيد بن العاص بن أمية.
(*)(1/209)
العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبدمناف القرشي الاموي، كوفي سكن بغداد وحدث بها عن عبد الملك بن عمير وهشام بن عروة وإسماعيل بن ابن أبي خالد وأبي إسحاق الشيباني وسليمان التيمي وعبد العزيز بن رفيع وغيرهم، روى عنه ابن أخيه سعيد بن يحيى الاموي، وقال يحيى بن معين: بنو سعيد الاموي خمسة: عنبسة بن سعيد ويحيى بن سعيد وعبيد بن سعيد ومحمد بن سعيد وعبد الله بن سعيد كانوا ببغداد كلهم إلا عبيد بن سعيد، وكان محمد أكبرهم، روى عن عبد الملك بن عمير ولم يكتب عنه كثير أحد كان صاحب سلطان هو وأخوه عبد الله.
قال أبو بكر الخطيب: وقد كان لهم أخ سادس يقال له أبان أخل بذكره يحيى بن معين، قال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني: بنو سعيد بن أبان بن سعيد الاموي ستة رووا الحديث كلهم، أكبرهم محمد بن سعيد ويحيى بن سعيد وعبيد بن سعيد وعبد الله بن سعيد، وكان نحويا عالما باللغة، يحكي عنه أبو عبيد وعنسبة بن سعيد وأبان بن سعيد، كلهم ثقات، فأما محمد بن سعيد فيحدث عن داود بن أبي هند وسليمان التيمي وإسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وأبي إسحاق الشيباني وغيرهم، وأما يحيى بن سعيد فيحدث عن يحيى بن سعيد الانصاري ومحمد بن عمرو والاعمش وهشام بن عروة ومحمد بن إسحاق، وأما عبيد بن سعيد فيروي عن إسرائيل ونظرائه، وأما عبد الله بن سعيد فتحقق باللغة والشعر، وأما عنبسة بن سعيد فيروي عن ابن المبارك ونظرائه، وأما أبان بن سعيد فيروي عن زهير ومفضل بن صدقة ونظرائهما.
وقال يحيى بن سعيد: محمد أخي أكبر مني بعشر سنين.
وقال سعيد بن يحيى بن سعيد الاموي: أنا أبو بكر بن عياش وجاء إلى أبي يعزيه عن أخيه محمد بن سعيد وكان أكبر منه فقال لابي: متى ولد ؟ فقال: مقتل الجراح، فقال أبو بكر: ذاك محتلمي.
وكان الجراح بن عبد الله من الغزاة قتله الترك بأذربيجان غازيا في سنة اثنتي عشرة ومائة.
قال سعيد بن يحيى بن سعيد:
مات أبي سنة أربع وتسعين ومائة ومات عمي - يعني محمدا - قبله بسنة فكانت وفاته سنة ثلاث وتسعين.
وأما شعيب بن عمرو الاموي من بني أمية بن زيد الانصاري، يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه عبد العزيز الدراوردي.
ورافع بن عنجدة - ويقال: عنترة - الاموي الانصاري، شهد بدرا.
وسعيد بن عبيد بن النعمان بن قيس القاري الانصاري من بني أمية بن زيد أيضا (1).
__________
(1) يستدرك (الاميري) في معجم البلدان " الاميرية منسوبة إلى الامير من قرى النيل من أرض باب ينسب إليها أبو النجم بدر بن جعفر الضرير الشاعر دخل واسطا في صباه وحفظ بها القرآن المجيد وتأدب ثم قدم بغداد فصار من شعراء الديوان وجعل له على ذلك رزق دار وأقام بها إلى أن مات في رمضان سنة 611.
(*)(1/210)
الامين: بفتح الالف وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحت والنون في آخرها، من الامانة، اشتهر بهذه الصفة جماعة من المحدثين منهم أبو سهل إسحاق بن محمد بن إسحاق الامين المروزي، حدث ببخارا بكتب عبد الرزاق، قال أبو كامل البصيري: حدثونا عنه وفاتني السماع منه.
وشيخنا أبو منصور علي (1) بن علي (1) بن عبيدالله الامين المعروف بابن سكينة، كان أمين قاضي القضاة الزيني على أموال الايتام، وكان من خير الرجال، سمع أبا محمد بن هزار مرد الصريفيني، قرأت عليه جميع أحاديث علي بن الجعد ببغداد وكان من خمسين سنة يصوم صوم داود، وتوفي في أول ذي القعدة سنة إثنتين وثلاثين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية على باب الرباط.
وأبو العباس محمد بن رجاء بن سعيد بن بشير الامين الفتي من أهل نيسابور، سمع السري بن خزيمة الابيوردي وغيره، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي سنة أربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن لؤلؤ السمسار الامين من أهل بغداد، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي ومحمد بن إسماعيل الوراق ومحمد بن الخضر بن أبي خزام وإدريس بن علي المؤدب وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن علي بن ثابت الخطيب، وكانت ولادته في شهر
رمضان سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ومات في شوال سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
__________
(1 - 1) ثبت في ك وهو صحيح.
(*)(1/211)
باب الالف والنون الانباري: بفتح الالف وسكون النون بعده وفتح الباء المنقوطة بنقطة من تحتها والراء بعد الالف، هذه النسبة إلى بلدة قديمة على الفرات بينها وبين بغداد عشرة فراسخ وكان السفاح أول خليفة من بني العباس يجلس بها ويسكنها وبها مات ثم لما انتقلت الخلافة إلى أبي جعفر المنصور بنى بغداد وصارت دار الخلافة.
وخرج من الانبار جماعة من الفضلاء والعلماء في كل فن ورحلت إليها نوبتين وكتبت بها عن جماعة، وقد ذكر أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني في كتاب المصاحف أن أول من وضع الخط العربي رجل من أهل الانبار ثم تعلمت قريش منه وانتشر في البلاد، وإنما سميت هذه البلدة الانبار لان كسرى كان يتخذ فيها أنابير الطعام وهي التي تسميها العرب الاهراء يعني موضعا يجمع فيه الطعام، وإنما نزلها جماعة من بني إسماعيل عليه السلام وبني معد بن عدنان، والمنتسب إلى هذه البلدة أبو يعقوب بن بهلول بن حسان الانباري، يروي عن يزيد بن هارون ويحيى بن سعيد القطان، روى عنه ابنه وجماعة من العراقيين والغرباء.
وأبو الحارث سريج بن يونس بن الحارث البغدادي الانباري، يروي عن هشيم وإسماعيل بن جعفر، وكان ممن جمع وصنف، روى عنه أبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي، مات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وأبو الحسن أحمد بن يوسف الازرق بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول التنوخي الانباري، حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي الليث الفرائضي، روت عنه ابنته الطاهرة وأبو القاسم التنوخي، وكان صحيح السماع غير أنه كان داعية إلى الاعتزال، ومات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد (1) بن القاسم بن محمد (1) بن بشار بن الحسن بن بيان بن سماعة بن فروة بن قطن بن دعامة الانباري النحوي صاحب التصانيف، كان من أعلم الناس بالنحو والادب وأكثرهم
حفظا، سمع إسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن الهيثم بن خالد البزاز ومحمد بن يونس الكديمي وأبا العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوي ومحمد بن أحمد بن النضر وأباه القاسم بن محمد بن بشار الانباري وغيرهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو عمر بن حيوية الخزاز وأبو الحسين (2) بن البواب وطبقتهم، وكان صدوقا فاضلا دينا خيرا من أهل
__________
(1 - 1) ثبت في ك وهو صحيح.
(2) هكذا في ك وهو الصواب.
(*)(1/212)
السنة، وصنف كتبا كثيرة في علم القرآن وغريب الحديث والمشكل والوقف والابتداء والرد على من خالف مصحف العامة، وكان يملي وأبوه حي، يملي هو في ناحية من المسجد وأبوه في ناحية أخرى، وكان يحفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهد في القرآن، وكان يملي من حفظه وما كتب عنه الاملاء قط إلا من حفظه، وكانت ولادته في رجب سنة إحدى وسبعين ومائتين، وتوفي ليلة النحر من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وأبو طاهر محمد بن علي بن عبد الله بن مهدي بن سهل بن الفضيل الانباري، سمع بمصر ونواحيها من أبي طاهر أحمد بن عمرو الخامي وعلي بن عبد الله بن أبي مطر الاسكندراني وأبي حفص بن الحداد، وكان ثقة، روى عنه أبو الفرج بن علي الطناجيري، ومات في سنة اثنتين وأربعمائة.
وبهذه النسبة شيخ من أهل مرو يقال له أبو بكر محمد بن الحسين بن عبدويه (1) الانباري المروزي، حدث عن أبي العباس عبد الله بن الحسين النضري، روى عنه أبو القاسم الزاهري، وكتب والدي رحمه الله عن أصحابه وليس ينسب إلى بلدة الانبار بل بمرو سكة بأعلى البلد إذا خرجت من الباب وجاوزت ماهناباذ يقال لها سكة الانبار، وهذا الشيخ من هذه السكة ووهم أبو كامل البصيري في نسبة هذا الشيخ فنسبه إلى الانبار وهي بلدة على الفرات وقال سمعت منه ببخارا (2).
الانبردواني: بفتح الالف وسكون النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم
الدال المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أنبردوان وهي قرية من قرى بخارا، والمشهور بالنسبة إليها أبو كامل أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن بصير بن أحمد بن الحسين الانبردواني المعروف بالبصيري وسنذكره في ترجمة " البصيري "، وأبو كامل حفدة أبي الحسن البوزجاني، كان قد سمع الحديث الكثير واشتغل به ولم يرحل، وجمع كتابا سماه " المضاهاة والمضافاة في الاسماء والانساب " ونقل فيه تصحيفا كثيرا من كتاب الدارقطني وعبد الغني، رأيت ذلك الكتاب ببخارا وأصلحت فيه مواضع على الحاشية ظنا مني أنه يقبل الاصلاح فلما كثر تركت الاصلاح، وكان شديد التعصب في مذهبه متحاملا على أصحاب الشافعي رحمهم الله، سمع أبا بكر محمد بن إدريس الجرجرائي وأبا الحسين أحمد بن محمد بن القاسم الفارسي وأبا طاهر محمد بن يعقوب الديمسي وغيرهم، روى عنه نفر يسير، قرأت بخط أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ الرحال
__________
(1) كذا في بقية النسخ واللباب.
(2) يستدرك (134 - الانباري) كسابقه لكن بكسر الهمزة، الانبار بكسر الهمزة مدينة بجوزجان - ويقال جوزجانان - منها محمد بن عيسى الانباري عن أبي شعيب الحراني.
(*)(1/213)
المتقن، قال: أبو كامل الانبردواني حفدة أبي الحسن البوزجاني رحل إلى سمرقند إلى أبي الفضل الكاغذي فلما علم أنه صاحب رأي امتنع عليه في الحديث بعد ما سمع منه شيئا، مات في الوباء في أول سنة تسع وأربعين وأربعمائة، لم يكن متقنا ولا ثقة بل مجازفا في الرواية والسماع.
قرأت في كتاب المضافاة والمضاهاة لابي كامل البصيري: سمعت والدي أبا نصر محمد بن علي بن محمد بن بصير بن محمد الانبردواني يقول سمعت المشايخ يقول (؟) قدفي الكلام كالملح في الطعام (1).
الانجا فريني: بفتح الالف وسكون النون وفتح الجيم بعدها الالف ثم الفاء والراء المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف، هذه النسبة إلى أنجافرين وهي قرية من قرى
بخارا، منها أبو حفص عمر بن حرير بن داود بن خيدم الانجا فيريني البخاري، يروي عن سعيد بن مسعود وأبي صفوان إسحاق بن أحمد السلمي وعبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي، روى عنه أبو الفضل العباس بن أحمد بن محمد بن الفضل الراوادي، وتوفي في سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
الانجذاني: بفتح الالف وسكون النون وضم الجيم وفتح الذال المعجمة وفي آخرها النون بعد الالف، هذه النسبة إلى الانجذان وظني أنه نوع من البزور، والمشهور بهذه النسبة أبو عثمان سعيد بن محمد بن سعيد الانجذاني من أهل بغداد، من أهل الصدق، سمع أبا عمر الحوضي وعمرو بن مرزوق وإبراهيم بن أبي سويد، روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي (2) والقضاة أحمد بن كامل بن خلف وعبد الباقي بن قانع الحافظ ومكرم بن أحمد وأبو بكر الشافعي، وقال الدارقطني لا بأس به، ومات في شوال من سنة خمس وثمانين ومائتين، ويعقوب بن صالح الانجذاني، قال أبو بكر بن مردويه هو من محلة جوبارة، يروي عن محمد بن إبراهيم عن مسعر ويوسف وسعر بن الحسن عن أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر، حدث عن رعية (3) الابل.
__________
(1) يستدرك (135 - الانتقيري) في معجم البلدان " أنتقيرة بفتح التاء فوقها نقطتان والقاف وياء ساكنة وراء حصن بين مالقة وغرناطة، قال أبو طاهر: منها أبو بكر يحيى بن محمد بن يحيى الانصاري الحكيم الانتقيري من أصحاب غانم روى عنه إبراهيم بن عبد القادر بن شفيع إنشادات...".
(2) ويأتي رسم (الطستي) في موضعه وفيه عبد الصمد هذا.
(3) في نسخ أخرى " حديث رعيه ".
(*)(1/214)
الانجفاريني (1): بفتح الالف والنون الساكنة وضم الجيم وفتح الفاء وكسر الراء بعد الالف ثم الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى أنجفارين وهي قرية من سواد بخارا، والمشهور بهذه النسبة أبو حفص عمر بن جرير بن خيدم ششبل خمارشير الاديب
الانجفاريني، يروي عن أبي صفوان السلمي وسعيد بن مسعود - قاله ابن ماكولا.
الانداقي: بفتح الالف وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى أنداق وهي من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها، وبمرو قرية على فرسخين منها يقال لها أنداق، وبالعجمية يقال لها آنداك، لنا بها ضيعة.
ومن انداق سمرقند أبو علي الحسن بن علي بن سباع بن النضر بن مسعدة بن بحير البكري السمرقندي يعرف بابن أبي الحسن الانداقي ويعرف بالسباعي وسأذكره في السين.
وأبو منصور محمد بن الحسن بن محمد بن نصر بن سباع الدهقاني الانداقي، كان من أصحاب الحديث جيد السماعات صحيح الاصول، يروي عن نصر بن الفتح بن حمد بن الاشتيخني وغيره - قاله أبو سعد الادريسي، ثم قال: كتبنا عنه قبل السبعين والثلاثمائة ومات بعد ذلك.
الاندائي: بفتح الالف وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه إلى أندا بن عدي بن تجيب وهو بطن من تجيب، [ والمنتسب إليه أبو عمرو سالم بن غيلان الاندائي مولى لبني أندا من تجيب ]، وكان يعقد له على مراكب دمياط في الغزو زمن المروانية وكان قد غزا، حدث عن ابن لهيعة والليث وحيوة بن شريح، وآخر من حدث عنه ابن وهب، ويقال توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقيل توفي سنة إحدى وخمسين ومائة.
وسويد بن قيس التجيبي الاندائي، يروي عن ابن عمر ومعاوية بن حديج، وكانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة.
وعبد الرحمن بن محسن الاندائي مولى بني أندا، كان عريفا على موالي تجيب، وكان في شرف العطاء في ديوان مصر وهو الذي تولى قتل ابن الزبير بيده وكان في جيش مالك بن شراحيل الخولاني حيث بعث به عبد العزيز ابن مروان مددا إلى الحجاج على قتال ابن الزبير رضي الله عنهما، وكان عبد الرحمن تولى قتل ابن الزبير بيده وأخذ سيفه - وكان عند ولده يفتخرون به، ويقال إنه كان قضيبا لم ير مثله.
الاندخوذي: بفتح الالف وسكون النون وفتح الدال المهملة والخاء المعجمة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى اندخوذ وهي بلدة بنواحي بلخ مما يلي مرو علي طرف
البرية، وينسبون إليها بالنخذي وقد ذكرتها في حرف النون.
__________
(1) كما تقدم (الانجافريني) وذكر فيه الرجل الآتي عينه فكأن المنسوب إليه موضع واحد اختلف في اسمه وقد نبه على ذلك في معجم البلدان.
(*)(1/215)
الانددي: بفتح الالف وسكون النون والدالين المهملتين الاولى مفتوحة، هذه النسبة إلى أنددي وهي قرية من قرى نسف، منها محمد بن الفضل بن عمار بن ساكن (1) بن عاصم الانددي، روى عن محمد بن محمود بن عنبر النسفي وأبي علي الحافظ السمرقندي وغيرهما، روى عنه ابنه أو حفيده.
الاندارابي: بفتح الالف وسكون النون وفتح الدال والراء المهملتين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى اندراب ويقال لها اندرابة، وقرية بمرو ويقال لها اندرابة ينزل بها العسكر، فأما اندراب بلخ فهي مدينة حسنة بنواحي بلخ وبها تذاب الفضة التي تنقل من جبل الفضة، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو ذر أحمد بن عبد الله بن مالك بن إسماعيل الترمذي الاندرابي من أهل الترمذ (2)، ولي القضاء بأندراب فنسب إليها، له رحلة إلى العراق وسمع فيها محمد بن بشار ومحمد بن المثني وعمرو بن علي الصيرفي ونصر بن علي الجهضمي وحوثرة بن محمد المنقري وزياد بن يحيى الحساني وغيرهم، روى عنه أبو علي أحمد بن إبراهيم بن معاذ السيرواني وأبو الحسين محمد بن طالب وأبو بكر محمد بن زكرياء بن الحسين السفياني وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وغيرهم، حدث ببخارا ونسف، روى عنه جماعة في طبقة من ذكرنا.
وأما من اندرابة مرو (فهو) حمد الكرابيسي الاندرابي، سمع أبا مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري وأبا كريب محمد بن العلاء الهمداني وغيرهما، قال أبو زرعة السنجي: حمد الكرابيسي من قرية أندراب (3).
الاندغني: بفتح الالف وسكون النون وفتح الدال المهملة وسكون الغين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أندغن وهي قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ بأعالي البلد، منها عباد
ابن أسيد الاندغني كان زاهدا وجالس ابن المبارك.
وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن الاندغني، فقيه فاضل مناظر تقي، تفقه على منصور السرخسي وكان يدرس الفقه بالعجمية بالجامع برأس الصيارفة ويعظ، قتل في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة في وقعة الغز.
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان شاكر.
(2) في اللباب " ترمذ " وهو المعروف.
(3) يستدرك (137 - الاندرشي) في الدرر الكامنة ج 1 رقم 379 " أحمد بن سعد بن عبد الله العسكري الاندرشي النحوي ولد بعد التسعين وقدم المشرق فحج واستوطن دمشق...وكانت وفاته في ذي القعدة سنة 750 " وله ترجمة في بغية الوعاة ص 133 ووقع هناك " أحمد بن سعد بن محمد " وفي غاية النهاية رقم 239 " أحمد بن سعد بن محمد بن أحمد ".
(*)(1/216)
الاندقي: بفتح الالف وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى أندقي (1) وهي قرية من قرى بخارا على عشرة فراسخ، منها أبو المظفر عبد الكريم بن أبي حنيفة بن العباس الاندقي، وقيل: أبو المظفر من أهل أندقي، كان إماما فاضلا زاهدا ورعا حسن السيرة متواضعا، تفقه على الامام أبي محمد (2) عبد العزيز بن أحمد الحلواني وبرع في الفقه وسمع منه الحديث ومن أبي طاهر محمد بن علي بن أحمد الاسماعيلي وأبي إبراهيم إسماعيل بن محمد بن عبد الله المزكي وأبي نصر أحمد بن علي بن منصور السني وأبي حامد أحمد بن محمد بن عبد الله بن ماما الاصبهاني وغيرهم، روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ببخارا ولم يحدثنا عنه سواه، ولد بعد الاربعمائة، وتوفي في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وأما سبطه أبو محمد الحسن بن الحسين الاندقي، شيخ وقته، وصاحب الطريقة الحسنة في تربية المريدين ودعاء الخلق إلى الله مع ما رزقه الله تعالى من صفاء الوقت ودوام العبادة وملازمة الرياضة واتباع الاثر واستعمال السنة والآداب المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم، صحب الامام يوسف بن أيوب الهمداني وكان من خواص
مريديه وصحبه في السفر إلى خوارزم وبغداد، لقيته أولا بمرو في خانقاه الشيخ ولم أكن عرفته ثم لقيته ببخارا وترددت إليه وتبركت به وكان يكرمني غاية الاكرام والله تعالى يرحمه ويجزيه أحسن الجزاء، سمعت منه أحاديث يسيرة بروايته عن شيخنا يوسف الهمذاني متبركا به، وكانت ولادته سنة نيف وستين وأربعمائة، وتوفي في السادس والعشرين من شهر رمضان سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة، وكانت الليلة السابعة والعشرين (ليلة نزوله) في المنزل المبارك (3) جعلنا الله تعالى ممن يستعد لذلك المنزل.
الاندكاني: بفتح الالف وسكون النون وضم الدال المهملة وفتح الكاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أندكان وهي قرية من قرى فرغانة، وأندكان قرية من قرى سرخس أيضا وبها قبر الشيخ أحمد الحمادي (4).
وأما التي من قرى فرغانة هو أبو حفص عمر بن محمد بن طاهر الاندكاني المقرئ الفرغاني الصوفي، شيخ صالح سديد السيرة كثير التلاوة للقرآن والدرس له، ورد خراسان قديما وأقام بها في ربط الصوفية وكان يخدمهم ويقوم بمصالحهم، سمع أبا الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري وأبا الرجاء المؤمل بن مسرور
__________
(1) مثله في القبس ومخطوطتي اللباب.
(2) ثبتت في ك وهي صحيحة لكن سقط منها لفظ الآتي " عبد ".
(3) في نسخ أخرى " الجامع ".
(4) هكذا في ك ومثله في اللباب ومعجم البلدان.
(*)(1/217)
الشاشي وغيرهما، سمعت منه شيئا يسيرا، وتوفي بقرية فاشان من قرى مرو في جمادى الاولى سنة خمس وأربعين وخمسمائة وصليت عليه.
الاندلسي: بفتح الالف وفتح الدال المهملة وضم اللام وفي آخرها السين المهملة المخففة، هذه النسبة إلى أندلس وهي إقليم من بلاد المغرب مشتملة على بلاد كثيرة، خرج منها جماعة من العلماء والائمة والحفاظ في كل فن، ووصل إلى العراق وخراسان منهم
جماعة كثيرة، منهم أبو الأصبغ عبد العزيز بن عبد الملك بن نصر الاندلسي الحافظ الاموي مولاهم، كان من أهل العلم والفضل، سمع الحديث ببلاد المغرب والمشرق سمع بمكة أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن (1) الاعرابي، وببغداد أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، وبأصبهان أبا محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ، وبدمشق أبا الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الاطرابلسي، وبمرو أبا علي الحسين بن محمد بن عمران الصغاني وغيرهم، روى عنه أحمد بن عبد العزيز المكي وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو الأصبغ الاندلسي أحد المذكورين في الدنيا من الرحالة في طلب الحديث، سمع بالاندلس سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ثم رحل في طلب الحديث فأدرك بمصر أصحاب يونس بن عبد الاعلى وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، وأدرك بالشام أصحاب هشام بن عمار ومحمد بن عزيز الايلي وأكثر بها عن خيثمة بن سليمان، ثم جاءنا من أصبهان في شهر رمضان من سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة بعد أن كان وافقني بالكوفة سنة إحدى وأربعين وسألني عن أبي العباس الاصم فأخبرته بسلامته فقال: قد نعي إلينا منذ أشهر، فقلت: وبعثته على ورود خراسان فسمع من أبي العباس أكثر حديثه، وبقي بنيسابور إلى سنة خمس وأربعين، ثم خرج إلى مرو، وإلى ابن خنب ببخارا، ثم إلى كشانية إلى علي بن محتاج وأبي يعلي النسفي، ودخل الشاش، ومنها إلى أسبيجاب وكتب بها الكثير، ثم انصرف إلى بخارا واستوطنها وتسرى بها ولم يدنس نفسه بشئ قط مما يشين العلم وأهله، ولد بقرطبة وهي أقصى المغرب، وتوفي ببخارا من أرض المشرق في رجب من سنة خمس وستين وثلاثمائة (2).
الانشميثني: بفتح الالف وسكون النون وفتح الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء
__________
(1) ثبت في ك، وهو صحيح.
(2) يستدرك (139 - الاندي) في اللباب - الاندي - بعد الالف المضمومة نون ساكنة ودال مهملة نسبة إلى أندة مدينة بالاندلس منها أبو عمر يوسف بن عبد الله بن خيرون القضاعي الاندي وذكره أبو الوليد روى عن أبي عمر بن عبد البر
الموطأ وروى عن غيره أيضا ".
(*)(1/218)
المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الثاء المثلثة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أنشميثن وهي إحدى قرى نسف، منها أبو الحسن حميد بن نعيم الفقيه الانشميثني، كان رجلا صالحا، سمع أسد بن حمدويه النسفي، ذكره المستغفري وقال: شهد مجلسي حيث أجلست في مسجد الزهاد يوما واحدا وكان أول جلوسي فيه في شوال سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
الانصاري: بفتح الالف وسكون النون وفتح الصاد المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الانصار، وهم جماعة من أهل المدينة من الصحابة من أولاد الاوس والخزرج، قيل لهم الانصار لنصرتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: * (والذين آووا ونصروا) * وقال عز من قائل: * (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة) * - الآية، وقال الله تعالى: * (والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) *.
وفيهم كثرة وشهرة على اختلاف بطونها وأفخاذها ومن أولادهم إلى الساعة جماعة ينسبون إليهم، وأما عيسى بن حفص الانصاري، هكذا نسبه القعنبي وغيره من المحدثين وإنما هو عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأمه ميمونة بنت داود الخزرجية فنسب إلى أخواله.
ومنهم محمد بن عبد الله بن المحبر الانصاري وإنما هو محمد بن عبد الله بن محبر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما (1) وكانت جدته عائشة بنت أسد الانصارية فعرف بقبيلة أخواله.
وأما أبو الحسين إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن الحسن بن علي بن حارثة بن علي بن حارثة بن أسامة بن قيس بن ملك بن كعب بن حريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك الانصاري الاوسي، سكن مصر وحدث بها عن الحسن بن محمد بن شعبة، كتب عنه
أبو الفتح بن مسرور في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وقيل الانصاري لانه من أولاد الانصار ولانه ولد ببغداد في ربض الانصار في شعبان سنة أربع وثمانين ومائتين، وكان ثقة، فتكون وفاته بعد سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
الانضناوي: بفتح الالف وسكون النون والضاد المعجمة إن شاء الله (2) بين النونين وفي
__________
(1) المعروف في عمر رضي الله عنه (المجبر) بالجيم والموحدة المفتوحة المشددة وهو عبد الرحمن بن عبد الرحمن بن عمر وذكروا من ذريته جماعة ليس فيهم من يقال له " محمد بن عبد الله " وإنما وجدت محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، راجع لسان الميزان ج 5 رقم 850.
(2) في اللباب " المعروف انصنا بالصاد المهملة " وضبطها ياقوت كذلك وذكر أن الصاد مكسورة ووقعت النسبة فيهما بواو قبل الياء الاخيرة كما هنا.
(*)(1/219)
آخرها الواو، هذه النسبة إلى أنضنا وهي قرية من صعيد مصر، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو طاهر الحسين بن أحمد بن حيون الانضناوي مولى خولان من أهل مصر، يروي عن حرملة بن يحيى وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وكان ثقة حسن الحديث، توفي يوم الثلاثاء لثمان خلون من رجب سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن حيون الانضناوي يقال مولي خولان، يروي عن محمد بن رمح وحرملة بن يحيى، توفي في رمضان سنة سبع وثمانين ومائتين وأبو العباس رجاء بن عيسى بن محمد الانضناوي، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ وقال: سمع أبا العباس أحمد بن الحسن الرازي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أبي التمام وحمزة بن محمد الكناني الحافظ والقاضي أبا الطاهر محمد بن أحمد الذهلي والحسن بن رشيق العسكري المصري وغيرهم من شيوخ مصر، وقدم بغداد وحدث بها، فسمع منه أبو عبد الله بن بكير وحدثني عنه عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي وأحمد بن محمد العتيقي، وقال لي العتيقي: سمعت منه ببغداد بعد سنة ثمانين وثلاثمائة، وقال لي محمد بن علي (1) الصوري: كان مولده في سنة سبع وعشرين
وثلاثمائة، ومات بمصر بين سنة خمس وست عشرة وأربعمائة، قال: وكان فقيها مالكيا فرضيا ثقة في الحديث متحريا في الرواية مقبول الشهادة عند القضاة.
قال الخطيب: ذكر إبراهيم بن سعيد الحبال المصري أنه مات في سنة تسع وأربعمائة.
وعلي بن محمد الانضناوي (2) من أهل مصر، يروي عن حرملة بن يحيى التجيبي، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ذكره في معجم شيوخه (3).
الانطاكي: بفتح الالف وسكون النون وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى بلدة يقال لها أنطاكية وهي من أحسن البلاد في تلك الناحية وأكثرها خيرا، استولى عليها الافرنج وهي في أيديهم الساعة وهي دار مملكتهم، والدواء المسهل الذي يقال له الانطاكي منسوب إلى هذه البلدة المعروف بالسقمونيا ولا يكون ببلدة إلا بهذه البلدة، قيل إن هذه الآية نزلت في أنطاكية: * (واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون) *.
وبها قبر حبيب النجار في السوق كان بها، ومنها جماعة من العلماء المشهورين قديما
__________
(1) هكذا في نسخ أخرى وتاريخ بغداد وهو الصواب.
(2) تقدم أن الصواب بالصاد المهملة.
(3) في معجم البلدان " وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان بن هاشم الانصناوي المعروف بابن الطبري روى عن أبي علي هارون بن عبد العزيز الانباري المعروف بالاوارجي روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عمر الناقد بمصر.
(*)(1/220)
وحديثا، فالمنتسب إليها أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن الوليد بن برد بن يزيد بن سخت الانطاكي من أهل أنطاكية، سمع أباه ورواد بن الجراح ومحمد بن كثير الصنعاني والهيثم بن جميل وأبا توبة الربيع بن نافع وموسى بن داود ومحمد بن عيسى بن الطباع وقدم بغداد وحدث بها، فروى عنه القاضي أبو عبد الله بن المحاملي ومحمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الانطاكي وأبو الحسين بن المنادي وإسماعيل بن محمد الصفار ومكرم بن أحمد
القاضي وأبو بكر الشافعي وغيرهم، وذكره أبو عبد الرحمن النسائي فقال: أبو الوليد بن برد الانطاكي صالح.
وقال الدارقطني: هو ثقة، وذكر ابن المنادي قال: جاءنا الخبر بموت أبي الوليد بن برد الانطاكي من أنطاكية مع الرحالين - يعني سنة ثماني وسبعين ومائتين.
وكذا قال أبو العباس بن عقدة: إنه توفي في سنة ثماني وسبعين ومائتين راجعا من مكة.
وأبو...(1) محمد بن عبد الرحمن بن سهم الانطاكي، قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن المبارك وأبي إسحاق الفزاري وبقية بن الوليد، روى عنه محمد بن الفضل بن جابر السقطي وعلي بن أحمد بن النضر الازدي وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وكان ثقة.
وجعفر بن محمد الانطاكي، شيخ يروي عن زهير بن معاوية الموضوعات وعن غيره من الاثبات المقلوبات لا يحل الاحتجاج بخبره، روى عنه محمد بن عبيد الحماني.
ومحمد بن أحمد بن يحيى بن صفوان الانطاكي، كان إمام الجامع بأنطاكية، يروي عن أبي أيوب سليمان بن عبد الحميد البهراني ومحمد بن أحمد بن الوليد بن برد الانطاكي وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني وقال: ثنا محمد بن يحيى بن صفوان الانطاكي إمام الجامع، كان والله ثقيل الروح رحمه الله.
قلت: ومات سنة ست عشرة وثلاثمائة.
أبو الفضل عبد الله بن إبراهيم بن العباس الانطاكي المعدل من أهل أنطاكية، يروي عن محمد بن أحمد بن الوليد بن برد، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ في معجم شيوخه وقال: ثنا أبو الفضل المعدل بأنطاكية وكان قليل الرحمة رحمه الله.
وأبو عبد الله مهدي بن ميمون بن محمد بن عبد الرحمن بن سهم الانطاكي من أهل أنطاكية، يروي عن سهل بن صالح، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وذكر أنه كتب عنه بإفادة أبي علي الحسين بن علي الحافظ النيسابوري، ثم قال أبو بكر بن المقرئ: لم نسمع من مهدي غير هذا الحديث الواحد بعد جهد.
وعثمان بن خرزاد (2) الانطاكي من مشاهير
__________
(1) فإن اسم الرجل محمد بن عبد الرحمن وترجمته في تاريخ بغداد ج 2 رقم 792.
(2) في معجم البلدان (أنطاكية) " عثمان بن عبد الله بن محمد بن خرزاذ (في النسخة: خرداذ) الانطاكي أبو عمرو محدث
مشهور له رحلة سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى = (*)(1/221)
المحدثين، يروي سعد بن محمد العوفي، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني على سبيل الاجازة وقال: حدثنا عثمان بن خرزاذ في كتابه وقد رأيته دخلت أنطاكية فدخلنا عليه وهو عليل مسبوت فلم أسمع منه وعاش بعد خروجي من أنطاكية ثلاث سنين ونيفا (1).
الانطرطوسي: بفتح الالف وسكون النون وفتح الطاء وسكون الراء وضم طاء أخرى بعدها الواو وفي آخرها السين، هذه النسبة إلى أنطرطوس وهي بلدة من بلاد الشام، منها أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن رجاء السجستاني الانطرطوسي، حدث عن أبي عقيل أنس بن سليمان - وقيل سلم - الخولاني، روى عنه القاضي أبو القاسم مزاحم بن عميرة الانطرطوسي.
هذا كان تولى القضاء بها، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
وأبو عقيل أنس بن سلم الخولاني الانطرطوسي، يروي عن معلل بن نفيل الحراني وغيره، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وسمع منه بأنطرطوس.
وأبو الدرداء عبد الله بن محمد بن الاشعث الانطرطوسي، يروي عن إبراهيم بن محمد بن عبيدة، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وسمع فيها (2).
الانقلقاني: بفتح الالف وسكون النون واللام بين القافين المضمومة والمفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها أنكلكان، منها أبو عبد الله مطهر بن الحكم البيع الانقلقاني، كان من أهل القرآن والعلم راويا لتفسير مقاتل ولكتب علي بن الحسين بن واقد، روى عن عبد الله بن يزيد المقرئ وأضرابه، كتب عنه مسلم بن الحجاج القشيري صاحب الصحيح ومقبل بن رجاء الطوسي وعبد الله بن محمود السعدي وأبو جعفر محمد بن محمد بن الحسن بن بشار المروزي وغيرهم.
الانماري: بفتح الالف وسكون النون وفتح الميم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى
__________
= ودحيما وهشام بن عمار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فروخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة
وعفان بن مسلم وعلي بن الجعد.
(1) وفي معجم البلدان " عمر بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف بن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران بن عتيك بن الازد، أبو حفص العتكي الانطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن علي بن روح الكفرطابي ومحمد بن خريم وأبا الحسن بن جوصا.
(2) وفي معجم البلدان " عمر بن داود بن سلمون بن داود أبو حفص الانطرطوسي قدم دمشق وحدث عن خيثمة بن سليمان والحسين بن محمد بن داود مأمون ومحمد بن عبيدالله الرفاعي وأبي بكر محمد بن الحسن بن أبي الذيال الجوازي الاصبهاني.
(*)(1/222)
أنمار...(1)، والمشهور بالانتساب إليها أبو سفيان الانماري، يروي الطامات في الروايات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، يروي عن حبيب بن [ عبد الله بن ] أبي كبشة، روى عنه بقية بن الوليد حديث يعجبه النظر إلى الاترنج والحمام الاحمر.
وأبو الحسن أحمد بن الخضر بن أحمد بن محمد بن عبد الله (2) بن نهيك بن عبد المطلب بن منصور بن طلحة بن زهير الانماري (3) صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نيسابور، كان إماما حافظا فاضلا، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي وأبا الحسن أحمد بن النضر بن عبد الوهاب وأبا إسحاق إبراهيم بن علي الذهلي، روى عنه الاستاذ أبو الوليد القرشي وأبو علي الحسين بن علي الحافظ والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وكان أبو علي الحافظ يقول: ما لاحد علي في العلم من المنة ما لابي الحسن الشافعي فإنه حملني إلى مجلس إبراهيم بن أبي طالب وحثني على سماع الحديث، وكان أبو بكر بن إسحاق الصبغي يقول: ما نعلم لابي الحسن الشافعي جرما إلا فقره، وتوفي أبو الحسن الانماري الشافعي في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة (4).
الانماطي: بفتح الالف وسكون النون وفتح الميم وكسر الطاء المهملة، هذه النسبة إلى
بيع الانماط وهي الفرش التي تبسط، والمشهور بهذه النسبة حبيب بن أبي حبيب الجرمي الانماطي صاحب الانماط من أهل البصرة، يروي عن الحسن وابن سيرين وهو جد عبد الرحمن بن محمد بن حبيب بن أبي حبيب، روى عنه موسى بن إسماعيل.
وحيان بن سليمان الجعفي الانماطي [ من أهل الكوفة بياع الانماط، يروي عن سويد بن غفلة (5)، روى عنه منصور بن المعتمر والثوري.
وأبو الحسين زيد بن الحسن القرشي الكوفي الانماطي ]، صاحب الانماط هو كوفي منكر الحديث، حدث عن معروف بن خربوذ وعلي بن المبارك وجعفر بن محمد بن علي، روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي ونصر بن عبد الرحمن الوشاء وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وغيرهم.
وأبو العباس محمد بن الحسين بن عبد الرحمن الانماطي من أهل بغداد، سمع سعيد بن سليمان الواسطي
__________
(1) بياض في الاصل نحو ثلاث كلمات وفي اللباب " أنمار عدة بطون من العرب منهم أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت أبو بجيلة وخثعم...ومنهم أنمار مذحج..ومنهم أنمار بن بغيض بن ريث بن غطفان...ومنهم أنمار بن مازن بن عمرو بن تميم ".
(2) مثله في اللباب.
(3) في اللباب: انه من أنمار مذحج.
(4) ومن أنمار بن مازن بن عمرو بن تميم عبيدالله بن العيزار الانماري، قاله خليفة ونقله صاحب اللباب.
(5) في النسخ " علقمة " خطأ.
(*)(1/223)
ويحيى بن يوسف الزمي وداود بن عمرو الضبي وعبد الرحمن بن صالح الازدي ومحمد بن عبد الله الازدي (1) ويحيى بن معين وهارون بن عبد الله البزاز، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وعلي بن محمد المصري وعبد الباقي بن قانع وإسماعيل بن علي الخطبي وأبو بكر بن خلاد.
وكان ثقة، وقال أبو الحسين بن المنادي: أبو العباس الانماطي حمل الناس عنه لثقته وصلاحه، توفي لايام مضت من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين
ومائتين (2).
الانيسوني: بفتح الالف والنون المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف ثم السين المهملة المضمومة بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أنيسون وهي قرية من قرى بخارا، ومنها أبو الليث نصر بن زاهر بن عمير بن حمزة الانيسوني البخاري، يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص وأسباط بن اليسع، روى عنه جماعة (3).
__________
(1) في تاريخ بغداد ج 2 رقم 678 " الارزي " وهو الصواب وقد تقدم في رسم (الارزي).
(2) يستدرك (الانوفاري) هو أبو نصر أحمد بن علي بن خلف بن الياس بن حموي بن خناش بن جكان بن حيدن الانوفاري البخاري.
(3) يستدرك (الانيفي) أورده في القبس وقال: " وفي أشجع أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع، منهم جبيلة بن عامر بن أنيف صاحب حلف النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن الكلبي ولم يذكره أبو عمر ولا ابن فتحون " وانظر الاصابة رقم 1096.
(*)(1/224)
باب الالف والواو الاوابي: بفتح الهمزة وتشديد الواو وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى بني الاواب وهو بطن من تجيب، والمشهور بهذه النسبة زياد (1) بن نافع الاوابي، يروي عن كعب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه بكر بن سوادة (2).
الاواني: بفتح الهمزة والواو المخففة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أوانا وهي قرية على عشرة فراسخ من بغداد عند صريفين على الدجلة، مضيت إليها غير مرة مجتازا وقاصدا وبها قبر مصعب بن الزبير رضي الله عنهما، حدث من أهلها جماعة، منهم يحيى بن عبد الله الاواني، يروي عن إبراهيم بن أبي يحيى وابن أبي عصمة وأبي زيد ثابت بن يزيد الاحول، روى عنه أحمد بن أبي يحيى الاحول.
وسماعة بن حماد بن عبيد الله الاواني من أهل أوانا، حدث عن عيسى بن يونس وسفيان بن عيينة، روى عنه موسى بن حمدون
ومحمد بن صالح بن ذريح العكبريان أحاديث مستقيمة.
وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الاواني الضرير المعروف بالموصلي شيخ مستور، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن محمد الانباري، كتبت عنه ببغداد وسألته عن ولادته فما عرف غير أنه قال: ولدت بأوانا، وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
الاوبري: بضم الالف وفتح الباء المعجمة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى أوبر وهي إحدى قرى بلخ، والمشهور بالنسبة إليها أبو حامد أحمد بن يحيى بن هشام الاوبري، يروي عن أحمد بن منصور الرمادي ومحمد بن علي بن أبي حسان وإسماعيل بن مجمع بن خالد الكلبي وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق، وتوفي في شوال سنة خمس وثلاثمائة، وهو ابن أربع وسبعين سنة (4).
__________
(1) في التوضيح " أم يونس بن عبد الاعلى فليحة بنت أبان بن زياد هذا فيما ذكره ابن يونس ".
(2) ومنهم مخيس بن ظبيان الاوابي راجع التعليق على الاكمال 1 / 121.
ويستدرك (153 - الاوارجي) وهو أبو علي هارون بن عبد العزيز الانباري المعروف بالاوارجي روى عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن سليمان بن هاشم الانصناوي المعروف بإبن الطبري - كما تقدم في التعليق على (الانضناوي) رقم (260).
(3) يستدرك (الاواسي) في القبس بالضم في الازد و (الاواسي) في التبصير وقد تقدم أبو محمد الاواسي.
(4) يستدرك (- الاوبهي) في معجم البلدان " أو به بالفتح ثم السكون قرية من أعمال هراة قرية منها ينسب إليها الفقيه عبد العزيز الاوبهي مات سنة 428.
وأبو منصور الاوبهي مات سنة 403.
(*)(1/225)
الاودني: بفتح الالف وسكون الواو وفتح الدال المهملة والنون، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها أودنه بناحية ختفر وهو نهر بتلك الناحية، والمشهور بهذه النسبة إمام أصحاب الحديث أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن بصير بن ورقة الاودني، إمام أصحاب الشافعي في عصره، وكان حريصا على طلب العلم راغبا في نشره لم يترك طلبه إلى آخر عمره وما خرج من بيته إلا والدفتر في كمه، يروي عن الهيثم بن كليب الشاشي وأبي بشر
أحمد بن محمد بن عمرو المصعبي ومحمد بن صابر بن كاتب وأبي يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، روى عنه غنجار وأبو عبد الله الحليمي وأبو العباس المستغفري، ومات ببخارا في شهر ربيع الاول سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقبره مشهور بكلاباذ - هكذا سمعت أبا الرضى محمد بن محمود الطرازي يقوله ببخارا ومن هذه القرية من أصحاب الرأي الفقيه أبو سليمان داود بن محمد بن موسى بن هارون الاودني، يروي عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث كتبه: كتاب ذكر الصالحين، وكتاب أحداث الزمان، وكتاب رحمة البهائم، وكتاب فضائل القرآن وغيرها، صحب صالح بن محمد البغدادي الحافظ.
وابناه الفقيه أبو سلمة عبد الصمد والحافظ أبو سهل عبد الحميد، سمعا من أبي الفضل بن أبي حفص الترمذي بترمذ كتب الطحاوي عنه، وسمعا من الفقيه أبي القاسم عبد الله بن أحمد النسوي مسند الحسن بن سفيان، وسمعا من أبي جعفر الزجاج وكيل أبي علي بن سمو حادل بمرو كتاب مناقب أبي حنيفة رحمه الله كتاب جليل، هكذا ذكره الحاكم البصيري في كتاب المضاهاة قال البصيري: سمعت الفقيه أبا سلمة عبد الصمد بن محمد بن داود يقول سمعت جدي يقول خرج صالح بن محمد أبو علي الحافظ البغدادي إلينا بقرية أودنة وجلس مجلسا إذ أطلع ابنه فقال: دعوت الله أن يرزقني ولدا فرزقني حملا - وأشار إلى ابنه علي.
وأحمد بن محمد بن نصر الاودني حدث عنه غنجار الحافظ وأبو بكر أحمد بن علي بن محمد اليزدي ثم النيسابوري.
ومن القدماء أبو منصور أحمد بن محمد بن نصر الاودني، حدث عن عبد الرحمن بن صالح المصري ويحيى بن محمد اللؤلؤي وموسى بن قريش التميمي وسفيان بن عبد الحكيم وغيرهم، روى عنه داود بن محمد بن موسى الاودني، وتوفي سنة ثلاث وثلاثمائة.
الاودي: بفتح الالف وسكون الواو وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أود بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج، والمشهور بهذه النسبة أبو إدريس إبراهيم بن أبي حديد الاودي - ويقال ابن حديد - يروي عن علي رضي الله عنه، عداده في الكوفيين، روى عنه(1/226)
إسماعيل بن سالم.
وربيعة بن ناجذ (1) الاسدي الاودي من أهل الكوفة، يروي عن علي رضي الله عنه، روى عنه أبو صادق.
وأبو الهذيل غالب بن الهذيل الاودي من أهل الكوفة، يروي عن إبراهيم النخعي، روى عنه سفيان الثوري.
وعمرو بن ميمون الاودي الكوفي، يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل رضوان الله عليهم.
وهزيل - بالزاي - بن شرحبيل الاودي، عن ابن مسعود وأبي موسى الاشعري، روى له البخاري في الصحيح حديثا في الفرائض.
وأبو قيس الاودي اسمه عبد الرحمن بن ثروان، يروي عن هزيل الاودي.
وأبو عبد الله إدريس بن يزيد الاودي والد عبد الله بن إدريس الاودي، فقيه أهل الكوفة في عصره.
وأحمد بن عثمان بن حكيم الاودي، من شيوخ البخاري ومسلم، يروي عن شريح بن مسلمة وغيره، توفي سنة ستين ومائتين.
وعلي بن حكيم الاودي، من شيوخ مسلم تفرد به (2).
الاوزاعي: بفتح الالف وسكون الواو وفتح الزاي في آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الاوزاع وهي قرى متفرقة فيما أظن بالشام فجمعت وقيل لها الاوزاع، وقيل إنها قرية تلي باب دمشق يقال لها الاوزاع وهو الصحيح ينسب إليها أبو أيوب مغيث بن سمي الاوزاعي، يقال إنه أدرك زهاء ألف من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه زيد بن واقد وأهل الشام.
وأبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو بن محمد بن عمرو الاوزاعي، قال أبو حاتم بن حبان البستي: من حمير الاوزاع التي نسب إليها قرية بدمشق خارج باب الفراديس، يروي عن عطاء والزهري، روى عنه مالك والثوري وأهل الشام، مات سنة سبع وخمسين ومائة، وكان محتلما في خلافة عمر بن عبد العزيز، وكان من فقهاء أهل الشام وقرائهم وزهادهم ومرابطيهم، وكان السبب، في موته أنه كان مرابطا ببيروت ودخل الحمام فزلق فسقط وغشي عليه ولم يعلم به حتى مات فيه، وقبره ببيروت مشهور يزار، وكان مولده سنة ثمانين، وقد روى عن ابن سيرين نسخة، روى عنه بشر بن بكر التنيسي، ولم يسمع الاوزاعي من ابن
سيرين شيئا، قال الاوزاعي: قدمت البصرة بعد موت الحسن بنحو من أربعين يوما ودخلت
__________
(1) وجدت في استدراك ابن نقطة ما لفظة: " باب ناجذ وماجد - أما ناجذ بفتح النون وكسر الجيم وآخره ذال معجمة فهو ربيعة بن ناجذ..." فلله الحمد.
(2) يستدرك (الاوربي) في معجم البلدان " أوربة - بالفتح ثم السكون وفتح الراء والباء الموحدة وهاء...قال أبو طاهر الاصبهاني: أو ربه من قرى دانية بالاندلس منها أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن غالب الحضرمي الاوربي حج وسمع بمكة زاهر بن طاهر الشحامي وعاد إلى الاسكندرية وحدث بها عنه، وقد كتبت عنه أناشيد عن أبيه ".
(3) والصواب أنه في الاصل اسم لقوم أصلهم من حمير ودخلوا في همدان نزلوا تلك القرية فسميت باسمهم.
(*)(1/227)
على محمد بن سيرين فاشترط علينا ان لا نجلس فسلمنا عليه قياما (1).
الاوسي: بفتح الالف وسكون الواو وفي آخرها سين مهملة، هذه النسبة إلى الاوس وهو بطن من الانصار وأبو عمرو سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الاشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الاسد بن الغوث الاوسي الانصاري، بدرى، مات بالمدينة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بعد قريظة وقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ - رضي الله عنه.
وأبو الحسين إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل الانصاري الاوسي، ذكرته في الانصاري.
وأوس اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو الحسن أحمد بن محمد بن أوس بن أصرم البلخي الاوسي الصوفي يعرف بابن أوس، كان من أهل بلخ كتب الكثير، وكان ثقة متيقظا في أمر الدين والرواية، روى عن محفوظ بن سهل الفارسي وجماعة من البلخيين، قال أبو سعد الادريسي: قدم سمرقند وكتب عنا وكتبنا عنه وكان يختلف معنا ببخارا إلى خلف (2) بن محمد الخيام وسمع معنا عن مشايخنا وانصرف منها إلى بلخ ومات بها بعد السبعين والثلاثمائة فيما أظن (3).
الاوشي: بضم الالف والشين المعجمة المكسورة، هذه النسبة إلى أوش من بلاد
فرغانة معروفة، وعمران بن موسى الاوشي منها، قرأت في كتاب المضاهاة من تصانيف أبي كامل البصيري: أجاز لنا الحافظ أبو بكر الجرجائي، قال رأيت أبا الحسن علي بن الحسن الحافظ وبزق في ثوبه، قال رأيت عمران بن موسى الاوشي بفرغانة بزق في ثوبه، قال رأيت أبا عدي عبد الله بن عبد الرحمن بزق في ثوبه، قال رأيت سويد بن عبد العزيز بزق في ثوبه، قال رأيت حميد بن زاذويه الطويل بزق في ثوبه، قال رأيت أنس بن مالك رضي الله عنه بزق في ثوبه، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بزق في ثوبه.
ومسعود بن منصور [ بن مرسل (3) ] الاوشي
__________
(1) يستدرك (الاوزكندي) في معجم البلدان " أوزكند - بالضم والواو والزاي ساكنان - بلد بما وراء النهر...ينسب إليها جماعة منهم علي بن سليمان بن داود الخطيبي أبو الحسن الاوزكندي، قال شيرويه قدم همذان سنة 405 روى عن أبي سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي وأبي الحسن محمد بن القاسم الفارسي وأبي سعد الخركوشي وأبي عبد الرحمن الشامي وغيرهم ".
(2) يستدرك (الاوشدي) أورده القبس وقال: " أو شد موضع بساحل القيروان سكنه محمد بن سليمان الاوشدي شيخ من أهل الادب والظرف، ذكره أبو علي الحسن بن أبي سعيد وذكر له أشعارا توفي سنة تسع وتسعين ومائتين.
(3) الصواب " مرسل " ففي كتاب ابن نقطة والتوضيح " مسعود بن منصور بن مرسل " وقال ابن نقطة في حرف الميم " باب مرشل ومرسل ".
(*)(1/228)
سكن سمرقند، كان فقيها فاضلا وكان يدرس في رباط حمزة، حدث عن أبي جعفر محمد بن علي العرفي السمناني، وذكر عمر بن أحمد النسفي أن مسعود بن منصور الاوشي وأهله وولده ماتوا كلهم في ليلة واحدة منتصب ذي الحجة سنة تسع عشرة وخمسمائة (1).
الاوصابي: بفتح الالف وسكون الواو وفتح الصاد المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى أوصاب وهي قبيلة من حمير، والمنتسب إليها أم الدرداء امرأة أبي الدرداء اسمها هجيمة بنت حيي الاوصابية، قال أبو حاتم بن حبان: كانت تقيم ستة أشهر ببيت المقدس وستة أشهر بدمشق، وليست هذه بأم الدرداء الكبرى تلك كريمة (2) ينت أبي
حدرد، والصغرى ماتت بعد سنة إحدى وثمانين وهي تروي عن زوجها أبي الدرداء وكعب بن عاصم الاشعري رضي الله عنهما، وكانت من العابدات، روى عنها أهل الشام.
الاوفاضي: بفتح الالف وسكون الواو والفاء المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها الضاد المعجمة، ذكر أبو الحسن الدارقطني في باب الاوفاض قال: الاوفاض من أهل الصفة وكان أبو هريرة منهم، والاوفاض الضعفاء والمرضى، وقال أبو رافع: إن الحسن بن علي رضي الله عنه حين ولد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احلقي شعر رأسه ثم تصدقي بوزنه من الورق في سبيل الله على الاوفاض ! ثم ولد حسين فصنعت به كذلك - فسألت عن الاوفاض فقيل: المرضى (3).
الاولومي: بفتح الالف وسكون الواو وضم اللام وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى أولوم وهو بطن من الصدف، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد أبيض بن محمد بن أبيض الصدفي الاولومي، يروي عن أبي عبد الرحمن المقري.
الاولاسي: بالواو الساكنة بين اللام ألفين وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى أولاس وهى بلدة على ساحل بحر الشام، منها أبو الحارث الاولاسي، كان من المشايخ الكبار وله آيات وكرامات وعجائب (4).
__________
(1) في استدراك ابن نقطة " ومحمد بن أحمد بن علي بن خالد الاوشي أبو عبد الله سكن بخارا ثم قدم بغداد حاجا سنة إحدى عشرة وستمائة وحدث بها عن أبي حفص عمر بن محمد الزرنجري سمع منه بعض أصحابنا ".
(2) هذا قول ابن حبان والمعروف أن اسم أم الدرداء الكبرى خيرة بنت أبي حدرد.
(3) في اللباب - المطبوعة - وإحدى مخطوطتي مكتبة الحرم " قلت فاته الاوفى " ولم يزد على ذلك.
(4) يستدرك (الاويزي) أورده القبس وقال " أويز قرية بمروروذ منها أبو محمد جعفر بن محمد روى له الماليني عن بشر بن سحيم: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق فقال لا يدخل الجنة إلا مؤمن وأن هذه الايام أيام أكل وشرب ".
(*)(1/229)
الاويسي: بضم الالف وفتح الواو وسكون الباء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى أويس وهو اسم رجل وهو أويس بن سعد بن أبي سرح العامري أخو عبد الله بن سعد شهد فتح مصر، ومن ولده أبو جعفر الاويسي، من ساكني مكة قدم مصر ونزل خطة جده، وكان رجلا صالحا قاله ابن يونس (1).
__________
(1) وذكر صاحب اللباب إسماعيل بن أبي أويس عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الاصبحي وهو من رجال التهذيب.
(*)(1/230)
باب الالف والهاء (1) الاهجوري: بضم الالف وسكون الهاء وضم الجيم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الاهجور وهو بطن من المعافر، منها أبو الفرج نهر بن منصور المعافري الاهجوري، قال أبو سعيد بن يونس: حدث في مسجد الاهجور من المعافر، روى عنه موسى بن سلمة وابن وهب ورأيته في ديوان المعافر بمصر في بني حارف، يقال: توفي سنة ثمان وأربعين ومائة (2).
الاهناسي: بفتح الالف وسكون الهاء وفتح النون وفي آخرها السين المهملة، هذه بالنسبة إلى أهناس وهي بليدة بصعيد مصر، نسب إليها دحية بن المغصب بن الاصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الاهناسي لانه خرج منها، قال أبو سعيد بن يونس: دحية المغصب (3) كان قد ثار من صعيد مصر بناحية أهناس ودخل ألواح من غربي مصر، قتل بمصر سنة تسع وستين ومائة وله أخبار.
الاهوازي: بفتح الالف وسكون الهاء وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى الاهواز وهى من بلاد خوزستان، وتنسب جميع بلاد الخوز إلى الاهواز يقال لها كور الاهواز، والبلدة هي الاهواز الساعة يقال لها سوق الاهواز وهي على قرب من أربعين فرسخا من البصرة وكانت إحدى البلاد المشهورة المشحونة بالعلماء والائمة والتجار والمتمولين من أهل البلد والغرباء وقد
خربت أكثرها وبقيت التلال، ولم يبق منها إلا جماعة قليلة، والمشهور بالنسبة إليها من القدماء الضحاك بن زيد الاهوازي، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه عبد الملك بن مروان الاهوازي، وكان ممن يرفع المراسيل ويسند الموقوف لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر.
ومنها أبو الطيب محمد بن أحمد بن موسى بن هارون بن الصلت
__________
(1) يستدرك (165 - الاهتمي) أورده القبس وقال " في تميم الاهتم، هو سنان بن سمي بن الاشد سنان بن خالد بن منقر سمي الاهتم لان قيس بن عاصم ضربه بقوس فهتم فمه يوم الكلاب الاول وهم أهل بلاغة.
(2) يستدرك (166 - الاهلمي) في معجم البلدان " أهلم بضم اللام بليدة بساحل بحر آبسكون من نواحي طبرستان ينسب إليها إبراهيم بن أحمد الاهلمي روى عن أحمد بن يوسف روى عنه باكويه ".
(3) هكذا (المعصب) في خطط المقريزي 1 / 307، آخر الصفحة وهكذا في النجوم الزاهرة 2 / 49 وفي حاشيته أنه كذلك في أصليه المخطوطين، وأراه الصواب.
(*)(1/231)
الاهوازي، سكن بغداد وحدث بها عن أبي خليفة الفضل بن حباب الجمحي ومحمد بن جعفر القتات وإبراهيم بن شريك الكوفيين وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وحامد بن محمد بن شعيب البلخي وأحمد بن محمد البراثي، روى عنه ابنه أبو الحسن أحمد وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبيدالله الحرفي، ومات في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وزيد ابن الحريش الاهوازي، يروي عن عمران بن عيينة، روى عنه عبدان بن أحمد بن موسى الاهوازي.
وابنه أحمد بن زيد بن الحريش الاهوازي، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن موسى بن عمران الاهوازي المعروف بابن أبي علي الاصبهاني، قدم بغداد من الاهواز وحدث بها عن محمد بن إسحاق بن دارا وأحمد بن محمود بن خرزاذ ومحمد بن أحمد بن إسحاق الشاهد الاهوازيين وعن أبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الامين وغيرهما، ذكره الخطيب الحافظ
في التاريخ وقال قدم علينا من الاهواز، وخرج له أبو الحسن النعيمي أجزاء من حديثه، وسمع منه شيخنا أبو بكر البرقاني، وكان قد أخرج إلينا فروعا بخطه قد كتبها من حديث شيوخه المتأخرين عن متقدمي البغداديين الذين في طبقة عباس الدوري ونحوه، فظننت أن الغفلة غلبت عليه فإنه لم يكن يحسن شيئا من صناعة الحديث حتى حدثني عبد السلام بن الحسين الدباس وكان لا بأس به معروفا بالستر والصيانة، قال: دخلت على الاهوازي يوما وبين يديه كتاب في أخبار مجموعة وهو صحيفة لا يوجد سماعا فرأيت الاهوازي قد نقل منه أخبارا عدة إلى مواضع متفرقة من كتبه وأنشأ لكل خبر منها إسنادا - أو كما قال.
وقال أبو نصر أحمد بن علي بن عبدوس الخصاص: كنا نسمي ابن أبي على الاصبهاني خزان الكذب.
أقام الاهوازي ببغداد سبع سنين ثم خرج إلى الاهواز وبلغنا وفاته في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.(1/232)
باب الالف والياء الايادي: بكسر الالف وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى إياد بن نزار بن معد بن عدنان وتشعبت منه القبائل، وأبو القاسم علي بن محمد بن علي بن يعقوب ين يوسف بن يعقوب [ بن ] الزائد (1) بن علي بن إسحاق بن زيد بن حبيب بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن عمرو بن عوف بن الهون بن وائلة (2) بن الطمثان بن عوف بن مناة بن يقدم بن أفصى بن دعمي بن إياد بن نزار بن معد بن عدنان الايادي، من أهل بغداد، شيخ معروف ثقة فقيه صالح، سمع أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وحبيب بن الحسن القزاز وأبا بكر بن خلاد، ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وقال: كتبنا عنه وكان ثقة دينا يتفقه على مذهب مالك ويسكن نهر الدجاج، وولد في جمادى الاولى سنة سبع وثلاثين (3)، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع عشرة وأربعمائة ببغداد.
وأبو سليمان زافر بن سليمان الايادي
القوهستاني، ذكرته في حرف القاف مع الواو.
وأبو قدامة الحارث بن عبيد الايادي من أهل البصرة، موذن مسجد البري (4)، يروي عن البصريين أبي عمران الجوني وغيره، روى عنه أهلها، كان شيخا صالحا ممن كثر وهمه حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا.
الايامي: بكسر الالف وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى أيام وقيل لهؤلاء (5) البطن: يام، أيضا - بغير الالف، والمشهور بالانتساب إليها أبو عبد الرحمن زبيد بن الحارث الايامي من أهل الكوفة، يروي عن أبي وائل ومرة، روى عنه منصور والثوري، مات سنة اثنتين وعشرين ومائة.
قال أبو حاتم بن حبان: زبيد كان من العباد الخشن مع الفقه في الدين ولزوم الورع الشديد.
وابنه عبد الله بن زبيد بن الحارث اليامي من أهل الكوفة أيضا، يروي عن أبيه وعبد الملك بن عمير، روى عنه أهل الكوفة.
وابو الاشعث
__________
(1) في تاريخ بغداد " الرائد ".
(2) الصواب " وائلة " ضبطه ابن ماكولا وغيره وهكذا هو في كتاب ابن حبيب ص 47.
(3) يعني سبع وثلاثين وثلاثمائة، ووقع في تاريخ بغداد " سنة سبع وثلاثمائة " كذا.
(4) في نسخ أخرى " البرتي ".
(5) في نسخ أخرى " لهذا ".
(*)(1/233)
عبد الرحمن بن زبيد بن الحارث اليامي أخوه من أهل الكوفة أيضا، يروي عن أبي العالية وأبيه، روى عنه يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، ومن زعم أنه عبد الرحمن بن زيد بن الحارث فقد وهم، مات سنة سبع وأربعين ومائة.
وجحادة الايامي والد محمد بن جحادة كوفي، يروي عن عائشة رضي الله عنها، مات في طريق مكة، روى عنه ابنه محمد بن جحادة.
وأبو عون العلاء بن عبد الكريم الايامي من أهل الكوفة، يروي عن مجاهد، روى عنه الثوري ووكيع.
وأبو محمد إسماعيل بن محمد بن جحادة اليامي المكفوف من أهل الكوفة وكان عطارا بها، يروي عن عبد الملك بن أبجر، كان يحيى بن معين سيئي الرأي فيه وقد رآه،
كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
الايبسني: ايبسن بكسر الالف وسكون الياء والباء والسين المفتوحة والنون، قرية بنسف على فرسخ، منها شيخنا المقرئ أبو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن أحمد بن يعقوب بن الحسن بن الحسين بن محمد بن وصاف الايبسني، ينتسب إليها وهكذا أثبتوا له في السماع، شيخ فاضل مقرئ حسن السيرة كثير العبادة، سمع أبا بكر محمد بن محمد البلدي، سمعت منه كتاب أخبار مكة للازرقي بنسف، وكانت ولادته في صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وتوفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وابن أخيه أبو المعين ميمون بن أحمد بن أبي بكر الايبسني أيضا، سمعت منه أحد عشر جزءا من كتاب الجامع الصحيح للبجيري بروايته عن أبي بكر البلدي أيضا.
ومن القدماء أبو جعفر محمد بن غانم الايبسني، سمع محمد بن مسعود بن الربيع بن حسان الكسي نسخة خراش عن أنس ورواها عنه، مات ليلة السبت التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
الايتاخي: بكسر الالف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى إيتاخ وهو غلام، والمنتسب إليه أحمد بن محمد بن يزيد الوراق ويعرف بالايتاخي من أهل سر من رأى قدم بغداد وحدث بها عن هانئ بن يحيى وشبابة بن سوار ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل، روى عنه أبو بكر محمد بن القاسم بن الانباري النحوي ومحمد بن جعفر المطيري وأحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري وعلي بن الفضل الستوري وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وقال الدارقطني: هو ليس بالقوي.
ووثقه غيره - وهو أبو بكر الخلال فقال: قدم علينا من سر من رأى وسمعنا منه وكان شيخا كبيرا ثقة (1).
__________
(1) يستدرك (الايجي) استدركه اللباب قال " الايجي بعد الهمزة الممالة ياء تحتها نقطتان ساكنة نسبة إلى ايج بلد بفارس من كورة دار ابجرد ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن محمد الايجي النحوي روى عن ابن دريد فأكثر ".
(*)(1/234)
الا يدعاني: بفتح الالف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الدال والعين المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ايدعان وهو بطن من تجيب وهو أيدعان بن سعد بن تجيب، وأيدعان بطن من الصدف وهو أيدعان بن خريم بن الصدف، وفي حضرموت ايدعان بن الحارث بن زيد بن حضرموت، والاشهر ايدعان تجيب.
والمشهور بهذه النسبة أبو محمد وفاء بن سهيل بن عبد الرحمن بن سليمان بن خيثمة بن وفاء التجيبي الا يدعاني ويكنى سهيل أبا شجرة، توفي سنة ثمان وستين ومائتين، آخر من حدث عنه بمصر ابن أبي الحديد وأبو بردة أحمد بن سليمان بن برد بن نجيع الا يدعاني من موالي بني ايدعان من تجيب، كان مقبولا عند القضاة حارث بن مسكين وبكار بن قتيبة، وتوفي سنة سبع وخمسين ومائتين في ذي الحجة، وأبو الحسن بن الرواغ بن برد بن نجيح الا يدعاني، يروي عن عمرو بن خالد ويحيى بن بكير، وكان كريما موثقا، توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
وأبو الربيع سليمان بن برد بن نجيح الا يدعاني في موالي بني ايدعان، يروي عن مالك والليث وابن لهيعة والدرا وردي، وكان فقيها عالما، وكان مقدم بن داود يقول: ما رأيت أحدا كان أعلم بالقضاء من سليمان بن برد، وتوفي يوم الاربعاء لعشر بقين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين.
وعبد الله [ بن ] نجي الخضرمي هو نجي بن سلمة بن حشم (1) بن مالك بن أسد بن نجي بن لعس بن كنهس بن اختش بن ايدعان بن حريم بن الصدف وهو شهال (2) بن دعمي بن زياد بن حضرموت.
ونجي روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، روى عن ابنه عبد الله، وأولاد نجي: مسلم والحسين وعمران والاسقع - وهو عقبة - ونعيم وعلي وحمزة بنو نجي، قتلوا كلهم مع علي رضي الله عنه بصفين وهم سبعة، وكثير بن نجي (3) وإبراهيم بن نجي (3) درجا، ومن ولد عبد الله محمد بن عبد الله بن نجي.
الايذجي: بكسر الالف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الذال المعجمة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى إيذج وهو موضعان أحدهما بلدة من كور الاهواز وبلاد الخوز، والمنتسب إليها جماعة وولد أمير المؤمنين المهدي بها (4) وهو أبو عبد الله محمد بن
__________
(1) الصواب " حشم " كما يأتي في رسم (الحشمي) وهو بفتح الحاء المهملة فيما ذكره المؤلف والمعروف كسرها - وبسكون الشين المعجمة تليها الميم وسيأتي ذكره أيضا في رسم (الحريمي).
(2) في رسم (الصدفي) من اللباب.
(3 - 3) ثبت في ك ومثله في الاكمال في رسم (نجي) وبمعناه في رسم (حريم).
(4) قوله في أول هذه الجملة " ولد " فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله يعني أن بايذج كانت ولادة المهدي كما سيعيده فيما يأتي ولولادته بها استساغ المؤلف أن يذكره هنا ويقول في نسبته " الايذجي " كما يأتي، وهذا واضح لكن وقع في هذا وهم عجيب لصاحب اللباب تبعه فيه صاحب معجم البلدان وغيره ففي اللباب " هذه النسبة إلى ايذج وهو موضعان = (*)(1/235)
أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الايذجي، امه أم موسى بنت منصور الحميرية، ولد بايذج في سنة سبع وعشرين ومائة، واستخلف يوم مات المنصور بمكة وقام بأمر بيعة الربيع بن يونس، وأتاه بالخبر منارة البريدي مولاه يوم الثلاثاء لست عشرة ليلة خلت من ذي الحجة والمهدي إذ ذاك ببغداد فأقام بعد قدوم منارة يومين لم يظهر الخبر ثم خطب الناس يوم الخميس ونعى لهم المنصور وبويع بيعة العامة وذلك في سنة ثمان وخمسين ومائة.
وأمه بربرية يقال لها أرومي وتكنى أم موسى بنت منصور بن عبد الله بن شهر من حمير، وكان طويلا أسمر جعدا بعينه اليمنى نكتة بياض، وكان جوادا حسن السيرة عادلا مرضيا ودخل عليه ابن الخياط المكي يوما ومدحه بقصيدة فأمر له بخمسين ألف درهم فلما قبضها فرقها على الناس وقال: أخذت بكفي كفه أبتغي الغنى * ولم أدر أن الجود من كفه يعدي فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى * أفدت وأعداني فبددت ما عندي فنمي إلى المهدي فأعطاه بدل كل درهم دينارا.
ودخل عليه مروان بن أبي حفصة وعنده جماعة فأنشده: صحا بعد جهل واستراحت عواذله
فقال له: ويلك كم هي ؟ قال: سبعون بيتا، فأمر له بسبعين ألف درهم، قال مروان فقلت في نفسي: بالنسيئة (1) إنا لله وإنا إليه راجعون، ثم قلت: يا أمير المؤمنين ! اسمع مني أبياتا حضرت واندفعت فأنشدته: إليك قصرنا النصف من صلواتنا * مسيرة شهر بعد شهر نواصله فلا نحن نخشى أن يخيب رجاؤنا * لديك ولكن أهنأ البر عاجله قال فتبسم وقال: عجلوها له ! فحملت إلي من وقتها، توفي المهدي بقرية يقال لها الرذ من ماسبذان في المحرم سنة تسع وستين ومائة وصلى عليه الرشيد ومات وله ثلاث وأربعون سنة.
وأبو محمد يحيى بن أحمد بن الحسن بن فرزك الايذجي من أهل إيذج الاهواز، يروي عن أبي بشر مكي بن مردك الاهوازي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
__________
= أحدهما بلدة من كور الاهواز وبلاد الخوز والمنتسب إليها جماعة من ولد المهدي بن المنصور منهم أبو محمد يحيى بن أحمد...".
(1) إنما وعده وعدا نسيئه أي " متأخرا ".
(*)(1/236)
المقرئ.
وأبو عبد الله أحمد بن الحسين بن مابهرام (1) الايذجي، يروي عن محمد بن مرزوق البصري، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وسمع منه بايذج.
والثاني ينسب إلى ايذج قرية من قرى سمرقند بناحية شاوذار عند الجبل، منها أبو الحسين محمد بن الحسين الايذجي المذكر، كان يجالس أبا القاسم الحكيم وأخذ عنه من كلامه وحكمته الكثير وحدث عن أبيه أيضا، روى عنه أبو سعد الادريسي قال: وتوفي فيما أظن سنة سبع وثمانين وثلاثمائة (2).
الايذوخي: بكسر الالف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الذال المعجمة وبعدها الواو وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى إيذوخ وهي قرية على ثلاث (3) فراسخ من سمرقند بقرب جبل شاوذار، منها [ أبو (4) ] الحسين الايذوخي الشاوذاري، يروي
عن أبي يعقوب يوسف بن علي الابار السمرقندي وأحمد بن محمد بن الفضل البلخي القاضي بسمرقند، قال أبو سعيد الادريسي الحافظ: سمعت محمد بن الحسين الايذوخي المذكر السمرقندي يقول سمعت من أبي أحاديث أحمد بن محمد بن الفضل البلخي القاضي وسألته أن يخرجها إلي فذكر أنها غائبة عنه (5) (6).
الايلي: بفتح الالف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام، هذه بلدة على ساحل بحر القلزم مما يلي ديار مصر، خرج منها جماعة من العلماء والفضلاء في كل نوع، وقد مات أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري إمام أهل المدينة بنواحي ايلة بموضع يقال له بدا وشغب وهما واديان عن مرحلة من أيلة، وممن روى عن الزهري بأيلة أبو يزيد يونس بن يزيد بن أبي النجاد الايلي نسبوه في موالي بني أمية، يروي عن الزهري وغيره، توفي بصعيد مصر سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وابن أخيه أبو عثمان عنبسة بن خالد بن
__________
(1) هكذا في النسخ وهكذا في المعجم الصغير للطبراني ص 15، ويأتي في التعليق عن الحازمي ذكر أحمد بن بهرام الايذجي فالله أعلم.
(2) في معجم البلدان عن الحازمي " ايذج من بلاد خوزستان ينسب إليها أبو القاسم الحسين بن أحمد بن الحسن الايذجي روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الاسفاطي روى عنه ابنه أبو العباس.
(3) كذا، وفي اللباب ومعجم البلدان عن هذا الكتاب " ثلاثة ".
(4) هو ثابت في بقية النسخ وفي اللباب ومعجم البلدان عن هذا الكتاب ويأتي في السياق ما يوافقه.
(5) في اللباب بعد تلخيص ما مر " قلت أبو الحسن أظنه الذي في الترجمة التي قبلها، ويكون قد غلط في إحدى الترجمتين ".
(6) يستدرك (الايراباذي) في معجم البلدان " إيراباذ...قرية بينها وبين طبس خمسة عشر فرسخا...فيها قبر الشيخ أبي نصر الزاهد الايراباذي وكانت وفاته بعد الخمسمائة ".
(*)(1/237)
يزيد بن أبي النجاد الايلي مولى بني أمية من أهل أيلة أيضا، روى عن عمه، روى عنه
أحمد بن صالح المصري، مات عنبسة بأيلة سنة سبع وتسعين ومائة، وقيل سنة ثمان وتسعين.
ومحمد بن سلام بن عبد الله بن عقيل بن خالد الايلي، يروي عن يونس بن يزيد الايلي أيضا، روى عنه أبو بكر محمد بن يزيد الطرسوسي.
وخالد بن نزار الايلي، يروي عن سفيان بن عيينة وإبراهيم بن طهمان، روى عنه ابنه أبو الطيب طاهر بن خالد بن نزار بن سليم الغساني الايلي، نزل بسر من رأى وحدث بها عن أبيه وآدم بن أبي أياس، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد والحسن بن محمد بن سعيد وإسماعيل بن العباس الوراق ومحمد بن مخلد العطار ومحمد بن جعفر المطيري، وهو ثقة، وقال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بسامرا وهو صدوق.
ومات بسامرا في شعبان سنة ثلاث وستين ومائتين.
وأقدم منهم أبو خالد عقيل بن خالد بن عقيل الايلي القرشي والاموي مولى آل عثمان بن عفان رضي الله عنه، يروي عن الزهري وعكرمة ومكحول، روى عنه الليث بن سعد ويونس بن يزيد الايلي، مات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين ومائة، وقال أبو سعيد بن يونس: توفي بفسطاطا مصر فجاءة بالمعافر في قصر عمار بن يونس بن أبي سعيد سنة أربع وأربعين ومائة.
وأبو محمد عبد الرحمن بن هارون بن سعيد بن الهيثم الايلي، حدث، وتوفي في شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين (1).
الايلاقي: بكسر الالف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى إيلاق وهي بلاد الشاش المتصلة بالترك على عشرة فراسخ من الشاش وهذه الناحية من حد نوبخت إلى فرغانة، وذكر من دخلها أنه لم يرد بلادا أحسن ولا أنزه منها، وسقيها من واد ربما بلغ عرضه نحو فرسخين، وجبالها فيها الذهب والفضة، وقراها وعماراتها من المياه المطردة والخضرة، كان منها جماعة من الائمة، أشهرهم أبو الربيع طاهر بن عبد الله الايلاقي، كان إماما في الفقه بارعا فيه، تفقه بمرو على أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي وبنيسابور على أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وببخارا على أبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي وأخذ الاصول عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الاسفراييني، تفقه عليه أهل الشاش، وروى الحديث عن أستاذيه وأبي نعيم عبد الملك بن
الحسن الازهري وغيرهم، وتوفي عن ست وتسعين سنة في سنة خمس وستين وأربعمائة.
والفقيه أبو عبد الله محمد بن داود بن رضوان الايلاقي من أهل إيلاق، ورد خراسان وتفقه على
__________
(1) راجع الاكمال بتعليقه 1 / 126 - 130.
ويستدرك (173 - الايواني) في التبصير بعد الابوابي ما لفظه والايواني بالكسر وياء وبعد الالف نون، نسبة إلى الايوان أظنه إيوان كسرى - مليح بن رقبة الايواني، ذكره أبو سعد الماليني، وأما ابن ماكولا فذكر مليح بن رقبة فيمن ينسب إلى إيوانا.
(*)(1/238)
الحسن بن مسعود بن الفراء بمرو الروذ وبنيسابور على محمد بن يحيى، وكان حسن السيرة سديدا جميل الامر راغبا في قضاء حوائج الاخوان، سمع الكثير بنيسابور معي عن أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وطبقته، قدم علينا بمرو وأقام عندي في مدرستي مدة، وسمعت منه أحاديث، وتوفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
ودفن بسنجدان.
ومن القدماء أبو سلمة نصر بن محمد بن غريب الشاشي القائد الصوفي الايلاقي.
كان من قواد إيلاق سكن الشاش، كان فاضلا خيرا، حج وحدث وكتب عنه الناس، يروي عن عبد الرحمن بن محمد بن سابق البخاري صاحب محمد بن إسماعيل والهيثم بن كليب الشاشي، قال أبو سعد الادريسي: قدم القائد الايلاقي سمرقند حاجا ونزل رباط الامير بباب دستان وكتب عنه أصحابنا بها وأنا كتبت عنه بالشاش قبل السبعين والثلاثمائة، ومات بعد السبعين والثلاثمائة (1).
__________
(1) يستدرك الايي) أورده في القبس وقال " أية من قرى الري منها عيسى بن ماهان روى له أبو سعد الماليني عن أبي هريرة...".
(*)(1/239)
حرف الباء باب الباء والالف الباباني: بفتح الباء الموحدة ولكن لها ميل إلى أن تحتها ثلاث نقط وباء أخرى بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى محلة كبيرة بأسفل مرو ويقال لها باي بابان، منها
أبو سعيد (2) عبدة بن عبد الرحيم بن حسان المروزي الباباني مروزي، خرج إلى العراق والحجاز وسكن ديار مصر وحدث بها عن سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح وبقية بن الوليد الحمصي وغيرهم، روى عنه الحسن بن سفيان النسوي وعمر بن سنان المنبجي ومحمد بن المعافي الصيداوي ومحمد بن عمران الارسابندي وغيرهم، وتوفي بدمشق سنة أربع وأربعين ومائتين (1).
البابدستاني: بالالف بين الباءين المنقوطتين وفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى باب دستان وهي معروفة بسمرقند سمعت من شيخ من أهل هذه المحلة، ومنها أبو الحسن علي بن الحسن بن نصر بن خراسان بن عبد الله بن طلحة بن قيس بن ثعلبة بن - مالك بن خويشان القيسي البابدستاني، كان فاضلا ثقة صدوقا من فقهاء أصحاب الرأي راغبا في طلب العلم والحديث وكتبة الآثار حاذقا بالحساب والفقه والشروط جيد الاصول صحيح السماعات، يروي عن محمد بن صالح بن محمود الكرابيسي وبكر بن أحمد الفقيه الحيدي وإبراهيم بن حمدويه السمرقنديين وزاهر بن عبد الله المغكاني، سمع منه أبو سعد الادريسي وقال: كنا عقدنا له مجلس الاملاء ببابدستان أياما طويلة، مات بسمرقند سنة ثمان وستين وثلاثمائة في صفر، وصلى عليه عبد الكريم بن محمد الفقيه.
البابرتي (3): بفتح الباء المنقوطة بواحدة والالف بين الباءين المفتوحتين وسكون الراء وفي آخرها التاء الثالثة (4) هذه النسبة إلى بابرتي وهي قرية من أعمال الدجيل بنواحي بغداد،
__________
(1) كذا في نسخ الانساب واللباب، والباء التي تمتاز بثلاث نقط تحتها هي المائلة إلى الفاء، تعرف تارة باء خالصة وتارة فاء.
(2) هكذا في ك واللباب وغيره.
(3) أنظر اللباب 1 / 99.
(4) أنظر اللباب 1 / 99.
(*)(1/240)
منها أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسن بن أبي الاصابع الحربي البابرتي المقرئ، ولد بقرية بابرتي ونشأ بالحربية إحدى محال بغداد، كان شيخا صالحا فقيرا مستورا ضريرا، سمع أبا الفتح عبد الواحد بن علوان بن قيس الشيباني، كتبت عنه شيئا يسيرا بإفادة عمر بن علي الحربي المقرئ بالحربية.
البابسيري: هذه النسبة إلى بلدة من كور الاهواز، ومنها أبو الحسن علي بن بحر بن بري البابسيري، يروي عن سفيان بن عيينة، روى عنه ابنه الحسن بن علي وجماعة، قال أبو حاتم بن حبان: علي بن بحر بن بري من أهل بابسير من كور الاهواز: مات سنة أربع وثلاثين ومائتين، وكان من أقران أحمد بن حنبل في الفضل والصلاح، وابن ابنه أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي بن بحر بن البري الباسيري، يروي عن يوسف بن حماد وعبد الواحد بن غياث، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وسمع منه ببابسير، وطاهر بن عبد الله البابسيري، يروي عن علي بن موسى بن مروان الرازي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (1).
البابشامي: بالالف بين الباءين المنقطوتين بواحدة وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى باب الشام وهي إحدى المحال الاربعة المشهورة القديمة بالجانب الغربي من بغداد التي وضعها المنصور أبو جعفر الدوانيقي، خرج منها جماعة من أهل العلم واشتهر بالانتساب إليها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي البابشامي، قال الخطيب نسب إلى نزوله باب الشام ويقال له أستاذ ليث، روى عن أبي نواس الشاعر الحسن بن هانئ حديثان مسندان.
البابسيري: بالالف بين الباءين ثاني الحروف وكسر السين المهملة والراء بين الياءين آخر الحروف، هذه النسبة إلى بابسير وهي قرية من قرى واسط وقيل من قرى الاهواز، خرج منها أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري، حدث بتاريخ المفضل بن غسان الغلابي عن أبي أمية الاحوص بن المفضل عن أبيه، روى عنه القاضي أبو العلاء محمد بن
علي بن أحمد بن يعقوب الواسطي المقرئ، سمعت هذا التاريخ من أبي طاهر محمد بن أبي بكر السنجي بمرو عن أبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني بعضه وعن أبي المعالي ثابت بن بندار البقال بعضه، كلاهما عن القاضي أبي العلاء الواسطي.
البابشيري: بالالف بين الباءين وكسر الشين المعجمة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من
__________
(1) أنظر اللباب 1 / 100.
(*)(1/241)
تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بابشير وهي قرية من قرى مرو على فرسخ منها عند الدروازق، منها إبراهيم بن أحمد بن علي البابشيري، سمع...مات سنة ست وثلاثمائة.
البابشي: بالالف بين الباءين المنقوطتين بواحدة وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا فيما أظن، والمشهور بالنسبة إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن حدير بن ذراع (1) الاسدي البابشي، يروي عن أحمد بن إسحاق السرماري ونصر بن الحسين ومحمد بن المهلب بن كثير الازدي، روى عنه خلف بن محمد الخيام، توفي سنة ثلاث وثلاثمائة.
البابقراني: بالالف بين الباءين المنقوطتين بواحدة وفتح القاف والراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بابقران وهي قرية من قرى مرو بأعالي البلد، منها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى البابقراني، رحل إلى العراق، سمع ببغداد أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي، روى عنه أبو علي الحسين بن علي البردعي السمرقندي.
البابكسي: بفتح الباء والالف بين الباءين المنقوطتين بواحدة وكسر الكاف وتشديد السين المهملة، هذه النسبة إلى باب كس وهي محلة حسنة بسمرقند، مضيت إليها غير مرة ويقال لها بالعجمية دروازه كس، منها أبو إبراهيم اسحاق بن اسماعيل بن جعفر بن داود بن يوسف - وقد قيل ابن سيف - بن جبلة بن الحسين بن معبد الزاهد البابكسي السمرقندي المذكر، هو الذي تولى بناء رباط المربعة بسمرقند، قال أبو سعد الادريسي الحافظ: يقع
في أحاديثه المناكير أرجو أنها تكون من جهة مشايخه فإنه كان على ما حكي عنه من الفضل والزهد بمكان لا يظن به ذلك.
يروي عن معروف بن حسان ومسعدة بن شاهين ومسعود بن بحيرة وسلم وعمر ابني أبي مقاتل الفزاري وأحمد بن معاوية وعيسى بن يزيد الفراء وقبيصة بن عقبة وغيرهم، روى عنه العباس بن الفضل بن يحيى ومسعود بن كامل ونصر بن الفتح بن يزيد وغيرهم، مات يوم الجمعة بعد العصر ودفن من الغد لاحدى عشرة بقيت من رمضان سنة تسع وخمسين ومائتين، وصلى عليه الامير اسماعيل بن أحمد.
البابكوشكي: بالالف بين الباءين الموحدتين بعدها الكاف والواو ثم الشين المعجمة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى محلة كبيرة بأصبهان يقال لها باب كوشك، وسمعت بها عن جماعة كثيرة من الشيوخ، ورأيت في تاريخ أصبهان بهذه النسبة أحمد بن
__________
(1) هذا هو المعروف في الاسماء كما في كتب المشتبه، ووقع في الاصل " دراع " كذا.
(*)(1/242)
إبراهيم البابكوشكي، قال أبو نعيم: ذكره الغزال، توفي سنة ثمان وسبعين ومائتين، يروي عن الحسين بن حفص.
البابكي: بالالف بين الباءين الموحدتين المفتوحتين وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى البابكية وهم طائفة من أتباع بابك خرم دين رجل خرج في زمان المأمون ببلاد الاذربيجان واشتدت شوكتهم في أيام المعتصم وكسر جيوش المسلمين عدة نوب إلى أن كفى الله المسلمين شره وظفر به أفشين صاحب جيش المعتصم وحمله إلى سامراء وأمر المعتصم بصلبه حيا، فقال فيه البحتري في قصيدته التي أولها: زعم العرب منبئ الانباء * ان الاحبة آذنوا بتنائي [ يقول فيها ] ما زلت تقرع باب بابك بالقنا * وتزوره في غارة شعواء حتى أخذت بنصل سيفك عنوة * منه الذي أعيا على الخلفاء
أخليت منه البذ وهي قراره * ونصبته علما بسامراء وبقي من البابكية اليوم جماعة بجبال البذامة مقهورة لامراء أذربيجان وهم خرمية ولهم ليلة في كل سنة يجتمع فيها رجالهم ونساؤهم ويطفئون فيها سرجهم وشموعهم ويثبت فيها كل رجل منهم على من ظفر بها من نسائهم ويدعون مع هذا الخزي نبوة رجل كان من ملوكهم قبل الاسلام يقال له شروين ويزعمون أنه كان أفضل من محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ومن سائر الانبياء عليهم السلام، وهم إلى هذا الزمان ينوحون عليه في محافلهم وخلواتهم ومناجاتهم، وغثاء بجبال همذان يقال لها الشروينيه نسبت إلى هذه النحلة.
البابلتي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الباء الثانية وضم اللام وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها في الآخر مع التشديد، هذه النسبة إلى بابلت وظني أنه موضع بالجزيرة والله أعلم (1)، والمشهور بالانتساب إليه أبو سعيد يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي من أهل الجزيرة مولى بني أمية، مات سنة ثماني عشرة ومائتين وكان ينزل حران، يروي عن صفوان بن عمرو والاوزاعي، روى عنه العراقيون وأهل بلده، كان كثير الخطأ لا يدفع عن السماع ولكنه يأتي عن الثقات بأشياء معضلات ممن كان يهم فيها حتى ذهبت حلاوته عن القلوب لما شاب أحاديثه المناكير فهو عندي فيما انفرد به ساقط الاحتجاج وفيما لم
__________
(1) قال ياقوت " قرية بالجزيرة بين حران والرقة ".
(*)(1/243)
يخالف الثقات يعتبر به وفيما وافق الثقات يحتج به.
البابنائي: بالالف بين الباءين الموحدتين والنون بعدها ثم الالف وفي آخرها الياء آخر الحروف، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر عمر بن روح بن علي بن عباد النهرواني المعروف بابن البابنائي من أهل بغداد، كان صدوقا يذهب إلى الاعتزال، وكان والده يعتقد مذهب الحنبلية حتى وقع إليه مصنف في الكلام لبعض المعتزلة فنظر فيه فاستصوبه وانتقل عن اعتقاده إلى الاعتزال، هكذا ذكره ابنه أحمد بن عمر بن روح، سمع أبا عبد الله بن المحاملي
وأبا نصر محمد بن حمدويه المروزي ومحمد بن مخلد العطار وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ، روى عنه ابنه أحمد: وكانت ولادته في المحرم من سنة خمس عشرة وثلاثمائة، وتوفي في جمادى الاولى من سنة أربع وأربعمائة ببغداد إن شاء الله (1).
البابي: بالالف بين الباءين الموحدتين، هذه النسبة إلى باب الابواب موضع بالثغور وهي مدينة دربند المعروفة، فالمنتسب بهذه النسبة زهير بن نعيم البابي، والحسين بن إبراهيم البابي من أهل باب الابواب، حدث عن حميد عن أنس حديث تختموا بالعقيق، روى عنه عيسى بن محمد بن عبد الله البغدادي، وأبو بكر جعفر البابي، كان يفيد بمصر الغرباء عن الشيوخ، أدركه عبد الغني بن سعيد الازدي، وورد في هذا الباب النسبة إلى الجد أيضا، والمشهور به أبو حرب البابي البصري من ولد الحجاج بن باب الحميري، حدث عن يونس بن حبيب النحوي، روى عنه عمر بن شبة النميري، وأما أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن دريد البابي الاسدي، فهو منسوب إلى قرية من قرى بخارا يقال لها بابه، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري ونسبه، ويروي أبو إسحاق عن أبي إسحاق أحمد بن اسحاق السرماري ومحمد بن المهلب بن كثير الازدي ونصر بن الحسين ومحمد بن بور بن هانئ، والبابي هذا حج ثلاث حجات وقال: لقيت عبد الجبار بن العلاء بمكة وسمعت منه، وقال إبراهيم: كان نصر بن الحسين ومحمد بن المهلب يقدمان علي ببابه.
البابي: بتشديد الباء الاولى المهملة، قال أبو كامل أحمد بن محمد البصري، هو من أصدقاء يوسف بن أبي صالح البابي المعروف بروش، من أهل قرية بابه من رستاق بخارا،
__________
(1) (البابوني) في معجم البلدان ما لفظه " بابونيا بضم الباء الثانية وسكون الواو وكسر النون وياء وألف من قرى بغداد منها أبو الفضل موسى بن سلطان بن علي المقرئ الضرير البابوني دخل بغداد فسمع بها وقرأ القرآن بالروايات روى عن أبي الوقت السجزي وغيره مات سنة 599 ".
(*)(1/244)
سمع معي الحديث - هكذا ذكره أبو كامل، وذكره ابن ماكولا في كتاب الاكمال ولم يذكر التشديد وذكره مخففا كالترجمة السابقة وقال فيها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق الاسدي البخاري البابي من قرية تسمى بابه، حدث عن نصر بن الحسين البخاري، حدث عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام (1).
الباجخوستي: بفتح الباء الموحدة وبعد الالف الجيم الساكنة والخاء المعجمة المضمومة وسكون السين المهملة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها باجخوست على أربعة فراسخ، منها أبو سهل النعمان بن محمد بن النعمان الاكار الباجخوستي، كان شيخا صالحا كثير العبادة والتهجد، أفنى عمره في الكد والكسب باليمين وعرق الجبين، سمع الاديب أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي، كتبت عنه أوراقا من امالي أبي بكر الصدفي القاضي، وكانت وفاته في رمضان سنة 548.
الباجدائي: بفتح الباء الموحدة والجيم وبينهما الالف والدال المشددة المهملة، هذه النسبة إلى باجدا وهي قرية من نواحي بغداد، منها أبو الحسين سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون السلمي المقرئ الباجدائي، قدم بغداد وحدث بها عن أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي وعلي بن عبد الحميد الغضائري وأبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني وغيرهم، قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه وما علمت من حاله إلا خيرا (2).
الباجرائي: هذه النسبة إلى قرية من الجزيرة يقال لها باجرا، ومن المحدثين من هذه القرية أبو شهاب عبد القدوس بن عبدالقاهر الباجرائي، يروي عن سفيان بن عيينة، قال أبو حاتم بن حبان: حدثنا عنه - يعني عن أبي شهاب الباجرائي - الحسين بن عبد الله القطان بنسخة حسنة.
الباجسرائي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الجيم وسكون السين المهملة وفتح الراء وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى باجسرا وهي قرية كبيرة
__________
(1) وفي معجم البلدان " ذكره أبو سعد في شيوخه وقال أنه مات في رمضان سنة 548 ".
(2) (الباجدي) نسبة إلى باجدا أخرى قال ياقوت " قرية كبيرة بين رأس عين والرقة...منها محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد الحراني يعرف بابن تيمية وهو إسم لجدته وكانت واعظة البلد، يعرف بالباجدي وكان شيخا معظما بحران وخطيبها وواعظها ومفتيها ولاهل حران فيه اعتقاد طاهر صالح وكان نافذ الامر فيهم مطاعا سمع الحديث ورواه ولي منه إجازة ورأيته غير مرة ومات سنة 621.
(*)(1/245)
بنواحي بغداد على عشرة فراسخ منها قريبة من بعقوبا وظني أني بت بها ليلة أول ما وردت العراق، والمشهور بالنسبة إليها جماعة، منهم أبو القاسم عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن محمد حنيفة الباجسرائي، كان صالحا فاضلا متميزا من تناء بعقوبا وكان له شعر حسن، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا نصر بن محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهما، روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي وأبو معمر المبارك بن أحمد الانصاري وجماعة، وتوفي في شعبان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ببعقوبا، وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن المعمر بن جعفر بن الباجسرائي، كان وزير الامير بهروز والي بغداد وكان الناس يشكرونه ويحمدونه في ولايته وكان كثير الرغبة إلى الخير وأهله، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز، قرأت عليه نسخة الحسن بن عرفة بالنهروان وكان قد نزلها مع أميره لسد بثق، وكانت ولادته في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
الباجي: بالباء المفتوحة المنقوطة بنقطة من تحتها والجيم المكسورة بعد الالف، هذه النسبة إلى ثلاثة مواضع أحدها إلى باجة وهي بلدة من بلاد الاندلس (1)، وقال قائلهم: من ينصرني يا أهل باجة على بحر أكابد أمواجه، هكذا سمعت أبا بكر بن القطان الجيان يقوله ببخارا، والمشهور بهذه النسبة أبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الاندلسي، من أهل العلم والفضل، ففيه محدث، سمع أباه وجماعة، وروى عنه أبو عمر بن عبد البر، مات قريبا من
سنة أربعمائة، ووالد أبي عمر هذا من جملة المحدثين وكان يسكن إشبيلية وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي الاندلسي، أصله من باجة وسكن إشبيلية، وهو فقيه محدث مكثر، سمع محمد بن عمر بن لبابة ومحمد بن قاسم وأحمد بن خالد وعبد الله بن يونس المرادي ومحمد بن عبد الملك بن أيمن والحسن بن عبد الله الزبيدي صاحب أبي محمد بن الجارود وأبا سعيد عثمان بن جرير صاحب محمد بن سحنون وغيرهم، روى عنه ابنه أحمد وأحمد بن عمر بن عبد الله بن عصفور وخلف بن أحمد المعروف بابن المنفوح وأبو عثمان سعيد بن سيد، وأبو عمرو البراء بن عبد الجليل الباجي الوزير، أديب فاضل، روى عنه أبو محمد بن حزم الاندلسي حكايات وأخبارا، وأبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الباجي، أديب شاعر فقيه متكلم، رحل إلى المشرق وسمع بمكة من أبي ذر عبد بن أحمد الهروي، وبالعراقين من جماعة ودرس الكلام على القاضي أبي جعفر بن السمناني ورجع إلى الاندلس ودرس وألف، ومن شعره ما أنشدنا أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب القزاز
__________
(1) راجع الاكمال تعليقاته - 1 / 467 (رسم الباجي) " باجة مدينة بالبرتغال تبعد عن الابشلونة 154 كلم ".
(*)(1/246)
ببغداد قال أنشدنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قال: أنشدني أبو الوليد سليمان بن خلف الباجي الاندلسي لنفسه: إذا كنت أعلم علما يقينا * بأن جميع حياتي كساعة فلم لا أكون ضنينا بها * وأجعلها في صلاح وطاعة.
وأما أبو صالح محمد بن الحسن بن بونة المديني الباجي، شيخ من أهل أصبهان من قرية باجة وهي إحدى قرى أصبهان، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق الصغاني وطبقته، روى عنه السرنجاني، كتبت هذه الترجمة بعضها من كتاب الانساب المتفقة في الخط لابي الفضل محمد بن طاهر المقدسي، ولما طالع الكتاب صاحبنا وشيخنا أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الحافظ الاشبيلي وكان من أهل الصنعة لم ير في المغاربة مثله قال: أخطأ المقدسي في هذا، أما باجة فهي
قرية بنواحي إفريقية على مرحلتين أو ثلاثة من تونس مررت قريبا منها، وأبو عمر أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي الباجي منها سكن إشبيلية، وأما باجة الاندلس فهي مدينة من غربي الاندلس بينها وبين شلب خمسة أيام منها أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب الباجي المشهور صاحب التصانيف وهي بين إشبيلية وشنترين من بلاد الاندلس - إمام كبير ورد العراق وقرأ الفقه وأحكم الاصول وسمع صحيح البخاري بمكة عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي ورجع إلى بلاده وصنف التصانيف في الفقه والاصول، وتوفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة إن شاء الله، قال لي ابن أبي حبيب دخلت باجة الاندلس وصهري منها.
وباجة الثالثة من قرى أصبهان فهي ثلاث باجات والله أعلم.
وأما أبو الحسن إسماعيل بن إبراهيم بن أحمد بن موسى الفارسي القاضي الباجي عرف بابن باجة فقيل له الباجي من أهل فارس ولي القضاء بها، له رحلة إلى العراق والشام ومصر، وسمع أبا مسعود أحمد بن الفرات الرازي والربيع بن سليمان وسليمان بن يوسف وأحمد بن سليمان الرهاوي ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وأحمد بن منصور الرمادي والعباس بن محمد الدوري ومحمد بن إسحاق الصغاني، روى عنه محمد بن يوسف العلوي وأبو الخير بندار بن يعقوب وأبو العباس الوزان وغيرهم، ومات سنة أربع وتسعين ومائتين (1).
__________
(1) (الباحمشي) في معجم البلدان " باحمشا بسكن الميم والشين معجمة - قرية بين أوانا والحظيرة وكانت بها وقعة للمطلب في أيام الرشيد وهو المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي.
ينسب إليها من المتأخرين أحمد بن علي الضرير المقرئ الباحمشي سمع أبا محمد عبد الله بن هزامرد الصريفيني وحدث عنه ومات في العشرين من ذي الحجة سنة 525.
وروى محمد بن الجهم السمري عن الفراء أن أبا الحسن علي بن حمزة الكسائي المقري النحوي الامام كان أصله من باحمشا هذه، وأنه رحل إلى الكوفة وهو غلام.
(*)(1/247)
الباخرزي: بفتح الباء الموحدة وفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى باخرز وهي ناحية من نواحي نيسابور مشتملة على قرى ومزارع وللامراء
الطاهرية بها ضياع وآثار مما يلي هراة، خرج منها جماعة كثيرة من الفضلاء وأئمة الدين، فمن الادباء أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي واحد عصره وعلامة دهره ساحر زمانه في ذهنه وقريحته، وكان في شبابه يتردد إلى الامام أبي محمد الجويني ولازمه حتى انخرط في سلك أصحابه ثم ترك ذلك وشرع في الكتابة واختلف إلى ديوان الرسائل وسافر وكانت أحواله تتغير خفضا ورفعا ودخل العراق مع أبيه واتصل بأبي نصر الكندري ثم عاد إلى خراسان، وقتل في بعض مجالس الانس على يدي واحد من الاتراك في أثناء الدولة النظامية وظل دمه هدرا، صنف التصانيف منها دمية القصر، وديوان شعره سائر مشهور في الافاق، وكان قتله في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة بباخرز، وأبو العباس محمد بن إبراهيم بن علي الباخرزي، وأبو العباس محمد بن إبراهيم بن علي الباخرزي، سمع بنيسابور وبسرخس وهراة وبلخ، هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: كتبنا عنه في مدرسة الاستاذ أبي الوليد، وذكر عنه حديثا عن أبي أحمد بن محمود بن علي البلخي صاحب عيسى بن أحمد العسقلاني.
البادا: بفتح الباء الموحدة والدال المهملة بين الالفين عرف به رجل من أجداد المنتسب إليه وهو أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم بن طهمان البغدادي المعروف بابن البادا، كان من أهل بغداد وكان ثقة فاضلا من أهل القرآن والادب وينتحل في الفقه مذهب مالك ومنزله في درب يعقوب آخر شارع دار الرقيق، سمع أبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وأبا محمد دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبا الحسين عبد الباقي بن قانع الحافظ وأبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن توبة الهاشمي وأبا بكر أحمد بن علي بن عبد الرحمن بن خلاد النصيبي وغيرهم من هذه الطبقة، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المقري وجماعة آخرهم إن شاء الله تعالى أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب ولي عنه إجازة، مات في ذي الحجة سنة عشرين
وأربعمائة، وجده أبو عبد الله الحسن بن علي بن البادا الشاهد، كان ثقة، سمع أبا شعيب الحراني والحسن بن علوية القطان وشعيب بن محمد الذراع، روى عنه ابن ابنه أحمد بن علي بن الحسن البادا والقاضي أبو الفرج بن سميكة ومحمد بن الحسين بن الجراحي، وكانت ولادته في سنة أربع وسبعين ومائتين، ومات في رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة،(1/248)
عمر سبعا وتسعين سنة مكث منها في آخر عمره خمس عشرة سنة مقعدا أعمى.
البادراني: بفتح الباء الموحدة والدال والراء المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى نائين يقال لها بادران، ونائين من ناحية أصبهان، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي البادراني، سمع أبا عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار الصوفي وغيره وحدث عنه، ولد في صفر سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وتوفي في آخر ذي الحجة سنة ست عشرة وخمسمائة.
البادرائي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والدال المهملة بعد الالف وبعدها الراء، هذه النسبة إلى بادرايا وهي قرية أظنها من أعمال واسط، والمشهور بالانتساب إليها يوسف بن سهل البادرائي، روى عنه أبو الفرج أحمد بن علي الخيوطي القاضي شيخ القاضي أبي العلاء الواسطي، وأبو الوفاء كامل بن أحمد بن علي بن محمد البادرائي الانصاري، كان شافعي المذهب، سمع أبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي الجرجاني وحدث عنه بشئ يسير، ذكره هبة الله بن المبارك السقطي وذكر أنه سمع منه ببغداد وخرج عنه حديثا واحدا في معجم شيوخه (1).
البادني: بفتح الباء الموحدة والدال المهملة بينهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بادن وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو عبد الله محمد بن الحسين بن جعفر بن غزوان البادني (2) البخاري من قرية بادن، له رحلة إلى العراق أدرك فيها القدماء منهم يزيد بن هارون وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهما، روى عنه أبو عصمة أحمد بن محمد السكري،
وتوفي في صفر سنة سبع وستين ومائة (3).
البادوبي: بفتح الباء الموحدة وضم الدال بينهما الالف بعدها الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بادويه وهو لقب رجل وهو أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد البادويي القزويني المعروف ببادويه (1)، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن أيوب ويوسف بن عاصم ومحمد بن العباس بن بسام والحسن بن الليث الرازيين ومحمد بن صالح الكيلاني
__________
(1) يستدرك (الباديسي) وقع في اللباب: أبا محمد عبد الله البادسي الفقيه وهو من بادس فاس لا من بادس الزاب قال: سألني أبو إسحاق الحبال بمصر أن أسمع عليه وقال اغتنم حياتي فإني كبير السن كثير السماع عالي الاسناد.
(2) سيعيده المؤلف في حرف التاء الفوقية في رسم " التادني " فانظره وراجع الاكمال بتعليقه 1 / 408 - 409.
(3) (السبادوري) في معجم البلدان " بادوريا (كذا ويظهر من أثناء كلامه أن الصواب: بادورا) بالواو والراء والالف طسوج...بالجانب الغربي من بغداد.
(*)(1/249)
وعلي بن أبي طاهر القزويني والحسين بن علي بن محمد الطنافسي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه وإبراهيم بن مخلد وأبو الفرج بن المسلمة وأبو عمرو بن دوست وغيرهم، وكان ثقة وكان قدومه بغداد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
البادي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المهملة بعد الالف، المشهور به أبو الحسن أحمد بن علي البادي، قال شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ في الحاقة على كتاب ابن ماكولا: أحمد بن علي البادي، روى عن دعلج بن أحمد السجزي وغيره، آخر من حدث عنه أبو الفوارس طراد الزينبي، ويعرفه العامة بابن البادا، وأخبرني بعض الشيوخ أنه البادي وقال: سألته عن ذاك فقال: ولدت أنا وأخي توأمان وخرجت أولا فسميت البادي ووجدت خطه وقد نسب نفسه فقال: البادي بالياء وهذا يدل على صحة الحكاية عنه وثبتني فيه الانصاري (2).
الباذغيسي: هذه النسبة إلى باذغيس بفتح الباء المنقوطة بنقطة والذال المنقوطة وكسر
الغين المعجمة بعدها ياء منقوطة بنقطتين وفي آخرها سين مهملة وهي بليدات وقرى كثيرة ومزارع بنواحي هراة ومرو الروذ وقصبتها بامئين وبون، وقيل إنها كانت دار مملكة الهياطلة، وقيل هي بالعجمية باذخيز لكثرة الرياح بها فعرب وقيل باذغيس، فتحها خليد بن عبد الله الحنفي من جهة عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، والمشهور بالانتساب إليها أحمد بن عمرو الباذغيسي، يروى عن سفيان بن عيينة ووكيع بن الجراح، روى عنه محمد بن نصر المروزي، وكان يقيم بنيسابور، قال أبو حاتم بن حبان: لست أدري أحمد بن عمرو هذا هو أحمد بن حريش أو آخر ؟ ويشبه أن يكون هذا أحمد بن حريش بن عمرو كان أبو عبد الله محمد بن نصر يسقط اسم أبيه، فإن لم يكن كذلك فهو شيخ آخر مستقيم الحديث (1).
الباذني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة بعد الالف ذال معجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى خابران بنواحي سرخس يقال لها باذنه وذكر هذه النسبة الامير
__________
(1) بادويه لقب لهذا الرجل نفسه كما هو صريح عبارة المؤلف ومثله في تاريخ بغداد ج 11 رقم 6138 في ترجمة هذا الرجل.
(2) (الباذبيني) قال ابن نقطة " أما الباذبين بفتح الذال المعجمة وكسر الباء المعجمة بواحدة وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين وكسر النون فهو أبو الرضا أحمد بن مسعود بن الزقطر الباذبيني سمع من أبي البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد البزاز توفي يوم الخميس رابع ربيع الآخر من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
(*)(1/250)
ابن ماكولا فقال: أبو عبد الله الباذني نيسابوري شاعر ضرير مجود كان يمدح البلعمي وغيره، ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور، والحسين الباذني النائب في الخطابة بميهنة، شاب صالح، سمع معنا الحديث من أبي بكر محمد بن أحمد بن الجنيد الخطيب الميهني وغيره، قتله الغز في شهر رمضان سنة تسع وأربعين وخمسمائة (2).
البارابي: بفتح الباء الموحدة والراء بين الالفين وفي آخرها الباء الاخرى، هذه النسبة إلى باراب ويقال بالفاء يبدل الباء الاولى بالفاء وسأذكره في الفاء أيضا وهي ناحية وراء نهر سيحون من بلاد المشرق، منها أبو زكريا يحيى بن أحمد الاديب البارابي، كان أحد الائمة المتبعين في اللغة تخرج به جماعة من أهل باراب وما وراء النهر، صنف كتاب المصادر في اللغة، يروي الحديث عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عبيدالله بن شريح البخاري، روى عنه الحسن بن منصور المقرئ باسبيجاب.
الباراني: بالباء الموحدة المفتوحة والراء بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى باران وهي قرية من قرى مرو يقال لها ذره باران، منها حاتم بن محمد بن حاتم الباراني، سمع عمرو بن شبل (3) وإسحاق بن منصور وعقبة بن عبد الله - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخ مرو.
الباار: بفتح الباء وتشديد الالف بعده وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى حفر البئر وعملها، والمشهور بهذه النسبة أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم الباار الاصبهاني الحافظ من أهل أصبهان، كان ممن رحل في طلب الحديث وجال في الاقاليم ورأى الشيوخ المسندين وحفظ الحديث ونسخ بخطه الكثير غير انه كان كذابا غير موثوق به، وسمعت أنه يضع الحديث ويركب المتون على الاسانيد ولما دخلت أصبهان وجدت الالسنة كلها متفقة على جرحه وطرحه وكان قد مات من شهرين فقال لي أستاذي أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ: أشكر الله أنك ما أدركت إبراهيم الباأر ولا لحقته، وأساء القول فيه، سمع بأصبهان أبا القاسم عبد الرحمن وأبا عمرو عبد الوهاب ابني أبي عبد الله بن منده،
__________
(1) (الباذنجاني) في معجم البلدان: " الباذنجانية بلفظ الباذنجان الذي يطبخ، قرية من قرى مصر من كورة قوسنيا وإليها فيما أحسب ينسب محمد بن الحسن الباذنجاني النحوي المصري كان في أيام كافور ".
(2) (الباذي) بالموحدة والذال المعجمة بعد الالف ثم ياء النسبة في التوضيح بهذا الضبط " أبو عبد الله الحسين بن أبي سعد الحسن بن علي الباذي الصوفي سمع منه ابن نقطة بجرباذقان " وانظر معجم البلدان (باذ).
(3) في نسخ أخرى " شرسبل " كذا.
(*)(1/251)
وببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الانماطي، وبمكة أبا معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري، وبواسط أبا المفضل (1) هبة الله بن محمد بن محمد الازدي، وبنيسابور أبا القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب، وبهراة أبا عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي وبمرو أبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار وطبقتهم، سمع منه جماعة كثيرة من الاصبهانيين والغرباء، ومات إما في أواخر سنة ثلاثين أو أوائل سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بأصبهان.
البارد: بفتح الباء الموحدة وكسر الراء بعد الالف وفي آخرها الدال المهملة، هذا لقب أبي محمد جعفر بن أحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الجبار بن عبد الرحمن القاري المؤذن، مروزي الاصل ويعرف بالبارد من أهل بغداد، يحدث عن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل مولى بني هاشم وعن السري بن يحيى بن السري التميمي وجماعة من أهل الكوفة، روى عنه محمد بن المظفر الحافظ وأبو الحسن محمد بن أحمد بن جميع الغساني وأبو بكر بن شاذان وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو عبيد الله المرزباني، وثقه الدارقطني، ومات في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وأبو الفرج محمد بن عبيدالله الشاعر البغدادي المعروف بالبارد، يروي عن أبي بكر الشبلي حكايات، روى عنه أبو الحسين أحمد بن علي التوزي، وأبو أحمد القاسم بن علي بن جعفر البزاز الدوري يعرف بالبارد من أهل بغداد، يروي عن حاجب بن اركين الضرير، روى عنه علي بن محمد بن عبد الله المقرئ الحافظ والقاضي أبو العلاء الواسطي وأبو القاسم بن شيطا البزاز، ومات في شهر ربيع الاول في سنة سبع وستين وثلاثمائة، وكان صالح الامر في الحديث وكان ردئ المذهب معتزليا، وكتب عنه شئ يسير.
البارديزي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء بعد الالف وكسر الدال المهملة
وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى بارديزه، وهي قرية من سواد بخارا، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسن بن الضحاك بن مطر بن هناد البارديزي البخاري، يروي عن علي بن النضر الطواويسي، روى عنه محمد بن يوسف بن ريحان وأبو بكر سهل بن عثمان بن سعيد السلمي، توفي في شعبان سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وأبو إسحاق يعقوب بن إسرائيل بن أبي السميدع السعدي البارديزي من قرية
__________
(1) في نسخ أخرى " أبا الفضل ".
(*)(1/252)
بارديزه، له رحلة إلى خراسان، سمع علي بن خشرم وأبا داود سليمان بن معبد السنجي، روى عنه أبو بكر أحمد بن معبد (1) بن نصر بن بكار الزاهد البخاري: وتوفي في جمادي الاولى سنة تسع وثلاثمائة (1).
البارسكثي: بفتح الباء المنقوطة وكسر الراء وسكون السين المهملة وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى بارسكث وهي من مدن الشاش، والمشهور منها أبو أحمد أحمد بن حماد الشاشي البارسكثي، يروي عن عبد بن حميد الكسي (2)، روى عنه أبو الفضل بن محمد بن مجاهد الشاشي.
البارع: بفتح الباء الموحدة وكسر الراء وفي آخرها العين المهملة، هذا لقب لمن برع في نوع من العلم، واختص به جماعة من الشعراء، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الاديب اللغوي الضرير البارع من أهل نيسابور، سمع أبا القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني وأحمد بن الحسين البصري المعروف بشعبة وغيرهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ لنيسابور فقال: أبو إسحاق الضرير البارع، سمع الحديث بالبصرة والاهواز وببغداد بعد الاربعين والثلاثمائة، وكان من الشعراء المجودين وممن تعلم الفقه والكلام، طاف بعض الدنيا ثم استوطن نيسابور إلى أن توفي بها سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ثم قال الحاكم: وقد أنشدني أبو إسحاق الكثير من شعره ولم يحتمل الكتاب ذكر
قريضه، وأبو القاسم أسعد بن علي بن أحمد الزوزني البارع، من أهل زوزن سكن نيسابور، كان فاضلا حسن الشعر سار شعره في الآفاق، وكان يكتب الحديث على كبر سنه ويحضر مجالس الاملاء بنيسابور وهراة، حدث عن أبي محمد عبد الله بن محمد الزوزني، روى لي عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان وأبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي بنيسابور وأبو الفضل جعفر بن الحسن بن منصور الكثيري بسمرقند وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بمرو وأبو سعد محمد بن أبي العباس الحافظ بنوقان وغيرهم، وكانت وفاته بنيسابور في يوم الاضحى من سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، والرئيس أبو العلاء الحسن بن كوشاذ الاديب البارع، من أهل أصبهان سكن نيسابور، سمع بالبصرة
__________
(1) في نسخ أخرى " سعيد ".
(البارزي) بن نقطة:..أبو سعد محمد بن شاكر البارزي...وأبو محمد عبد الواحد بن الحسين بن عبد الواحد البارزي البزاز.
(2) في م وس " عبد بن حميد الليثي.
وفي تهذيب التهذيب ذكره: الكسي بالمهملة أو الكشي.
(*)(1/253)
أبا روق أحمد بن بكر الهزاني وببغداد أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: الاديب البارع الرئيس العالم أبو العلاء الاصبهاني من أجل أهل أصبهان أبوة وأقدمهم نعمة ورياسة وكان إذا رآه الانسان يملا العين فإذا نطق فكأنه ينثر الدر، فارق رياسته ونعمته ووطنه واستوطن نيسابور سنين إلى أن دفن بها، وكان الاستاذ أبو سهل الصعلوكي يقول: رأيت بأصبهان بقرب البلد لابي العلاء أربعمائة جريب باقلي مزروعا في قراح واحد، قال الحاكم: حدث بنيسابور سنين، وتوفي في شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
البارقي: بفتح الباء المعجمة بنقطة واحدة وكسر الراء المهملة وفي آخرها قاف، هذه النسبة إلى بارق وهو جبل ينزله الازد (1) فيما أظن ببلاد اليمن، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله علي بن عبد الله بن سعيد بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن امرئ
القيس بن مازن بن الازد البارقي الازدي، قال أبو حاتم بن حبان: علي بن عبد الله البارقي - بارق جبل كان ينزله الازد فنسب إليه - وهو من رهط محمد بن واسع، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما، روى عنه قتادة ويعلى بن عطاء، قال مجاهد كان على الازدي أن يختم القرآن في رمضان في كل ليلة.
وعمرو بن نعجة اليشكري البارقي، نسب إلى هذا الجبل الذي ينزله الازد أيضا، يروي عن علي رضي الله عنه، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، ومن الصحابة عروة بن الجعد بن أبي الجعد (2) البارقي، منسوب إلى هذا الجبل، سكن الكوفة، حديثه عند أهلها (3)، وحيان بن أياس البارقي الازدي، يروي عن أبي عمر رضي الله عنهما، روى عنه شعبة.
وأبو النضر عاصم بن هلال البارقي إمام مسجد أيوب السختياني، يروي عن أيوب وغاضرة بن عروة، روى عنه أهل البصرة، كان ممن يقلب الاسانيد توهما لا تعمدا حتى بطل الاحتجاج به (4).
الباركثي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه
__________
(1) معجم البلدان 1 / 319 " بارق بالقاف موضع بالعراق...وبارق أيضا في قول مؤرخ السودسي جبل نزله سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد ".
(2) كذا والمشهور أنه عروة بن الجعد ويقال عروة بن أبي الجعد، وفي الاستيعاب لابن عبد البر أنه عروة بن عياض بن أبي الجعد ثم روي بسند قوي عن " مجالد عن الشعبي عن عروة بن عياض عن أبي الجعد البارقي ".
(3) وفي القبس " منهم من الصحابة رضي الله عنهم أبو عزيز أبيض بن عبد الرحمن بن النعمان بن الحارث بن عوف بن كنانة بن بارق وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم قاله الطبري.
(4) ومنهم كما في اللباب عن ابن البرقي فيما يظهر " سراقة من مرداس البارقي " وفي اللباب " فاته البارقي نسبة إلى ذي بارق ".
(*)(1/254)
النسبة إلى باركث وهي قرية من قرى اسروشنة ثم حولت إلى سمرقند، منها أبو سعيد احيد بن الحكم (1) بن خداش بن عرفج المعلم الباركثي انتقل عنها وسكن ورسنين محلة من محال
سمرقند، سمع موسى بن هارون الفروي وأبا القاسم حماد بن أحمد بن حماد السلمي و عبد الله بن سهل الورسنيني وإبراهيم بن نصر الكبو ذنجكثي وغيرهم، روى عنه أبو نصر أحمد بن محمد بن منصور المزاحمي والحسن بن محمد بن الحسن بن سهل الفارسي وجماعة سواهما.
البار باباذي: بفتح الباء الموحدة وبعد الالف الراء وبعدها باء أخرى ثم بعد الالف باء ثالثة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى محلة بمرو عند باب شارستان يقال لها بارباباذ (2)، منها أبو الهيثم - وقيل أبو القاسم - بزيع بن الهيثم البار باباذي، كان إمام محلته، وقال عبد الله بن محمود: كان بزيع بن الهيثم مؤذن مسجدي ومنزله ههنا كما يدخل الدرب وكان مولى الضحاك بن مزاحم، حدث عن عكرمة وعمرو بن دينار وأبي الزبير المكي وأبي مجلز وغيرهم، روى عنه مصعب بن بشر ومنصور بن عبد الحميد الملقب بعبدويه وعلي بن الحسن بن شقيق وطبقتهم.
الباروذي: بفتح الباء الموحدة وضم الراء وسكون الواو ثم الذال المعجمة في آخرها، هذه النسبة إلى باروذ وهي قرية من قرى فلسطين عند الرملة، منها أبو بكر أحمد بن محمد (3) بن بكر الباروذي الازدي، يروي عن أبي الحسن حميد بن عياش السافري (4)، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصبهاني.
الباروسي: هذه النسبة إلى باروس بالباء والراء المهملة والسين المهملة في آخرها، هذه قرية من قرى نيسابور على بابها قريبة من البلد، منها أبو الحسن سلم بن الحسن الباروسي، ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية وقال: من قدماء مشايخ نيسابور وكان أستاذ حمدون القصار وكان مجاب الدعوة، وحكى السلمي عن جده أبي عمرو بن محمد أنه قال دخل سلم بن الحسن على محمد بن الكرام فقال له: كيف رأيت أصحابي ؟ فقال: لو كانت الرغبة التي في بواطنهم على ظواهرهم والزهد الذي على ظواهرهم في
__________
(1) مثله في اللباب وفي نسخ أخرى ومعجم البلدان.
(2) في معجم البلدان ان اسم هذه المحلة " بارناباذ بسكون الراء ونون وبين الالفين باء موحدة وذال معجمة " ويشهد له وضع المؤلف هذا الرسم هنا.
(3) أنظر الباب 1 / 108.
(4) أراه نسبة إلى السافرية قرية إلى جانب الرملة كما في معجم البلدان.
(*)(1/255)
بواطنهم لكانوا رجالا، ثم قال: أرى صلاة كثيرة وصوما كثيرا وخشوعا كثيرا ولا أرى عليهم نور الاسلام.
الباري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بار وهي قرية من قرى نيسابور، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسين بن نصر الباري محدث، يروي عن الفضل بن أحمد الرازي عن سليمان بن سلمة الحمصي، روى عنه أبو بكر بن أبي الحسين بن الحيري، وكانت وفاته بعد سنة ثلاثين وثلاثمائة إن شاء الله (1).
البازبدائي: بفتح الباء الموحدة بعدها الالف والزاي المفتوحة وسكون الباء الموحدة وفتح الدال المهملة بعدها الالف وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بازبدا وظني أنها قرية من قرى الموصل أو الجزيرة، والمشهور بهذه النسبة أبو علي المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي المعروف بالبازبدائي جد أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، سكن بغداد وحدث بها عن أبي شهاب الخياط وعلي بن مسهر، روى عنه أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ومحمد بن غالب التمتام وحدث وكتب الناس عنه، وتوفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين، ورحل عن الموصل فأوطن مدينة السلام للتجارة وكان له هناك قدر.
البازكلي: بفتح الباء وسكون الزاي وبضم الكاف وتشديد اللام، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد البحر يقال لها بازكل وهي بلدة من بلاد البحر بأسفل أرض البصرة - هكذا سمعت أبا محمد جابر بن محمد بن جابر المالكي العدل الحافظ بالبصرة يقول ذلك لما سألته، منها
أبو الحسين محمد بن يحيى البازكلي المعروف بهلال الصيرفي، من المتأخرين، ووفاته بعد سنة عشرين وأربعمائة، روى عنه محمد بن محمد بن إبراهيم البصري الشيخ الصالح، وأبو الحسين محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى البازكلي الصيرفي البصري، من أهل البصرة، ابن أخي السابق ذكره، سمع أبا الطيب عبد الرحمن بن محمد بن شيب وأبا بكر الاسفاطي وأبا بكر أحمد بن نصر بن منصور الشذائي وجماعة، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وقال: أبو الحسين البازكلي لا بأس به في الرواية،
__________
(1) راجع التعليق على الاكمال 1 / 407 (190 - البازبازي) في استدراك ابن نقطة " أما (البازبازي) بالباء المفتوحة المكررة والزاي المكسورة المكررة فهو أبو الفائز المظفر بن داود بن بركة البازبازي النهرواني حدث عن أبي القاسم صدقة بن المحلبان وأبي المعمر المبارك بن أحمد وأبي الفضل الارموي.
(*)(1/256)
لا أعلم من مذهبه إلا خيرا (1).
البازيار: بفتح الباء الموحدة والزاي الساكنة والياء المفتوحة آخر الحروف بين الالفين وفي آخرها الراء، هذه اللفظة لمن يحفظ الباز وهو من الجوارح التي يصطاد بها، والمشهور بها عبد الله بن عمر بن البازيار البغدادي، حدث عن نجيح بن إبراهيم الكوفي، روى عنه أبو الحسن الدارقطني ووثقه، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى البازيار من أهل أصبهان، يروي عن أشعث بن شداد السجستاني، روى عنه محمد بن جعفر المؤدب.
البازياري: بفتح الباء الموحدة وكسر الزاي وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين والراء بعد الالف، هذه النسبة إلى الباز، والبازيار اسم لمن يحفظ الباز ويتعهده، والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن نصر بن محمد الكاتب البازياري المعروف بابن البازيار من أهل بغداد، حدث عن أبي القاسم البغوي ويزداذ بن عبد الرحمن الكاتب، روى عنه أبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين التوزي.
البازي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الزاي، والعوام يقولون بالزاي
المنقوطة بثلاث من فوقها، وهي قرية من قرى مرو على سبعة فراسخ يقال لها باز (2).
والمشهور بالنسبة إليها أبو إبراهيم رقاد (3) بن إبراهيم الذهلي الفازي المروزي، قال أبو نصر بن ماكولا: من قرية فاز (4)، حدث عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم وأبي حمزة السكري، حدث عنه محمد بن علي بن حمزة المروزي الفراهيناني الحافظ ومحمد بن يحيى القصري وغيرهما.
قلت وهذا الرجل من هذه القرية وقال لها باثر ويعرب ويقال الفازي.
وباز بالزاي من قرى طوس ويكتب بالفاء أيضا وقد ذكرته في الفاء، والنسبة إلى القريتين جميعا بازي وفازي.
ومن القرية التي بمرو وأبو المنذر سلام بن سليمان البازي، من قرية سديور، أدرك التابعين وروى عنهم.
وأبو العباس محمد بن الفضل بن العباس الفازي المروزي، يروي عن علي بن حجر، روى عنه أبو سوار محمد بن أحمد بن عاصم المروزي الشابرنجي.
__________
(1) (191 - البازكندي) في معجم البلدان " بازكند - بسكون الزاي وفتح الكاف وسكون النون بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك.
(2) ويقال لها (فاز) بالفاء وينسب إليها كذلك وهو الاكثر كان أولها الحرف الذي بين الباء والفاء ويميزه بعضهم بثلاث نقط من تحت، ويعرب تارة باء خالصة وتارة فاء، أنظر رسم (الفازي) وراجع الاكمال 1 / 407.
(3) أنظر اللباب 1 / 110.
(4) هذه الكلمة " من قرية فاز " وقعت في الاكمال بعد ذكر " محمد بن إبراهيم بن أبي يونس الفازي المروزي " ولم أجد زيادا فيه.
(*)(1/257)
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل الفازي التجيبي كان أديبا تأدب به أبو عصمة العبادي وغيره، روى عنه محمد بن بكار ومحمود بن آدم والحسين بن الفرج وغيرهم، كتب عنه أحمد بن سعيد بن أبي معدان المروزي، وأبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل الفازي المطوعي، يروي عن أبي داود السنجي ومحمود بن آدم وعبد الله بن عبد الوهاب الخوازمي وأبي الموجه وغيرهم، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو إسحاق المزكي والدارقطني وأبو عمر بن
حيويه وغيرهم، توفي في رجب سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، قلت هكذا ذكره أبو نصر بن ماكولا.
الباشاني: بفتح الباء الموحدة والشين المعجمة بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى باشان وهي قرية من قرى هراة، خرج منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، فمن القدماء أبو سعيد إبراهيم بن طهمان الخراساني، من أهل هراة من قرية باشان، ولد بهراة ونشأ بنيسابور ورحل في طلب العلم، فلقي جماعة من التابعين وأخذ عنهم مثل عبد الله بن دينار مولى ابن عمر رضي الله عنهما وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي وعمرو بن دينار وأبي حازم الاعرج وأبي إسحاق السبيعي ويحيى بن سعيد الانصاري وسماك بن حرب وثابت البناني وموسى بن عقبة، وأخذ عن خلق كثير ممن بعد هؤلاء، روى عنه صفوان بن سليم وأبو حنيفة النعمان بن ثابت و عبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة وخالد بن نزار ووكيع بن الجراح وأبو معاوية الضرير وعبد الرحمن بن مهدي، وانتقل إلى مكة وسكنها إلى آخر عمره، وحكى غسان قال: كان إبراهيم بن طهمان حسن الخلق واسع الامر سخي النفس يطعم الناس يصلهم ولا يرضى من أصحابه حتى ينالوا من طعامه، وقال غسان بن سليمان: كنا نختلف إلى إبراهيم بن طهمان إلى القرية وكان لا يرضى منا حتى يطعمنا وكان شيخا واسع القلب وكانت قريته باشان من القصبة على فرسخ، وقال عثمان بن سعيد: كان إبراهيم بن طهمان معروفا ثقة في الحديث لم يزل الائمة يشتهون حديثه ويرغبون فيه ويوثقونه، وحكى أحمد بن سيار قال سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: لو عرفت من إبراهيم بن طهمان بمرو ما عرفت منه بنيسابور ما استحللت - أن أروي عنه - يعني من رأى الارجاء، وروى عن أبي زرعة الرازي سمعت أحمد بن حنبل وذكر عنده إبراهيم بن طهمان وكان متكئا من علة فاستوى جالسا وقال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فتنكئ، ثم قال أحمد بن حنبل حدثني رجل من أصحاب ابن المبارك وقال: رأيت ابن المبارك في المنام ومعه شيخ مهيب، فقلت: من هذا معك ؟ قال: أما تعرف هذا ؟ هذا سفيان الثوري، قلت: من أين أقبلتم ؟ قال:
نحن نزور كل يوم إبراهيم بن طهمان، قلت: وأين تزورونه ؟ قال: دار الصديقين دار (*)(1/258)
يحيى بن زكريا: وقيل مات في سنة ثلاث وستين بمكة (1).
الباطرقاني: بفتح الباء وكسر الطاء المهملة وسكون الراء وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى باطرقان وهي إحدى قرى أصبهان، كان منها جماعة من القراء والمحدثين، منهم أبو بكر عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن العباس الباطرقاني، كان أحد القراء المجودين وكان من أهل العبادة والعلم والخير، ذكره يحيى بن أبي عمرو بن منده في كتاب أصبهان فقال: عبد الواحد الباطرقاني كان إماما في القراءات حافظا للروايات، قتل في الجامع أيام مسعود سنة إحدى وعشرين وأربعمائة في جمادي الآخرة وقيل في رجب وقيل قتل في داره وهو ساجد في فتنة الخراسانية.
قلت وكانت هذه فتنة عظيمة بأصبهان قتل فيها جماعة من العلماء والصلحاء وأهل الخير مثل ما كانت بخراسان في فتنة الغز، وسمعت الاديب أبا عبد الله الخلال بأصبهان في داره مذاكرة يقول: رأى بعض الصالحين في المنام أن رجلا صعد المنارة بجامع جورجير أحد الجوامع بأصبهان ونادى بأعلى صوته ثلاث مرات: سكت، نطق، فلما انتبه فزعا سأل أهل العلم فما عبر أحد هذه الرؤيا فوصل هذا الخبر إلى بلد الكرج فقال بعض العلماء بها: ينبغي أن يصيب أهل أصبهان بلاء وفتنة فإن هذه اللفظة في شعر أبي العتاهية: سكت الدهر زمانا عنهم * ثم أبكاهم دما حين نطق قال: فلم يكن بعد إلا القليل حتى وافى مسعود أصبهان وأغار عليها وقتل الناس، ومن جملتهم عبد الواحد الباطرقاني إمام جامع جورجير، وأبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الباطرقاني، كان مقرئا فاضلا ومحدثا مكثرا من الحديث، كتب بنفسه الكثير وكان حسن الخط دقيقه، قرأ القرآن على جماعة من مشاهير القدماء بالروايات وصنف التصانيف فيه، منها كتاب طبقات القراء وكتاب الشواذ وصلى بالناس إماما بالجامع
الكبير سنين بعد أبي المظفر بن شبيب، سمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ وأبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خورشيد قوله التاجر وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي وأبي بكر الطاهري (2) وأبي عمر بن عبد الوهاب (2) وابن شهدل الاصبهانيين وجماعة كثيرة سواهم، روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ بمرو وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الاديب وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الاصبهاني الدوري وأبو المظفر شبيب بن محمد بن خورة المارباناني وأبو الخير
__________
(1) وفي رسم (باشان) من معجم البلدان " منها أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب كتاب " الغريبيين ".
(2 - 2) في نسخ أخرى " وأبي عمرو عبد الوهاب ".
(*)(1/259)
عبد السلام بن محمد بن أحمد الحسناباذي وأبو العباس أحمد بن الفضل المهاد وجماعة سواهم، حدث عنه القدماء مثل أبي علي الحسن بن علي الوخشي الحافظ وأبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشي الحافظ، وكانت ولادته في سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، ومات يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من صفر سنة ستين وأربعمائة بأصبهان، وأبو منصور محمد بن الحسين بن محمد بن عبيدالله الباطرقاني، من أهل أصبهان، حدث عن أبي بكر محمد بن علي بن أحمد المعدل، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، ومن القدماء أبو إسحاق إبراهيم بن بندار بن عبدة القطان الباطرقاني، من أهل أصبهان، يروي عن جماعة مثل محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وعمرو بن علي الفلاس وسلمة بن شبيب وغيرهم، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهانيان، وأبو إسحاق إبراهيم بن القاسم بن يونس الباطرقاني الوراق الشيباني، كان أحد الثقات، حدث عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي وسعيد الكريزي، روى عنه إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ، وأبو محمد عبد الله بن الضريس الباطرقاني، يروى عن الحسين بن حفص، روى عنه أحمد بن محمود بن صبيح
الاصبهاني، وأبو محمد عبد الله بن بندار بن إبراهيم بن المحتضر بن عتاب بن خليفة بن اياد بن عبيدالله الضبي الباطرقاني، حدث عن محمد بن المغيرة وإسماعيل بن عمرو، روى عنه أبو بكر بن ابرويه الصوفي وأبو عمرو بن حكيم وغيرهما، وتوفي سنة أربع وتسعين ومائتين، وأبو عمر ويوسف بن إبراهيم بن يوسف الباطرقاني المؤدب، يروي عن أبي خالد يزيد بن خالد بن يزيد الرملي، سمع منه بمكة على الصفا سنة إحدى وثلاثين ومائتين، روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب الاصبهاني.
الباطني: بفتح الباء الموحدة وكسر الطاء المهملة وفي آخرها النون هذه النسبة إلى فرقة يقال لهم الباطنية وإنما لقبوا بهذا اللقب لدعواهم أن لظواهر الآيات من القرآن بواطن وهي المراد بها دون ما عرف من معانيها في اللغة، وإذا فسروا ما أرادوه بالبواطن كان تفسيرها رفعا لاصولها وأصول الشرائع كلها وربما موهوا على الطغام من اتباعهم بأن منزلة الظاهر من الباطن منزلة القشر من اللب وخرقوا باستدلالهم بقوله عزوجل: * (فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب) * (1) يوهمون أن المتمسكين بظواهر الآيات والاخبار في أحكام الشريعة مقرون بالمشقة في اكتسابها، وباطنها يؤدي إلى ترك العمل بها فيستريح تاركها من التعب فيها، وهذا القول مسروق من قول الجناحية والمنصورية من غلاة الروافض الذين
__________
(1) سورة 57 آية 13.
(*)(1/260)
كفروا بالجنة والنار والقيامة وأسقطوا الفرائض واستحلوا المحرمات.
الباعقوبي: بفتح الباء الموحدة والعين المهملة بينهما الالف وضم القاف بعدها الواو وفي آخرها الباء الموحدة أيضا، هذه النسبة إلى باعقوبا وهي قرية بأعلى النهروان، منها أبو هاشم الباعقوبي - هكذا ذكر الخطيب ان باعقوبا قرية على النهروان، وظني أنها غير بعقوبا القرية المشهورة التي على عشر فراسخ من بغداد، وإن كانت تلك فلعله الحق فيها الالف - وأبو هشام حدث عن عبد الله بن داود الخريبي، روى عنه يعقوب بن إسحاق بن
إبراهيم المؤدب (1).
الباغبان: بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة وباء أخرى في آخرها النون، هذه النسبة إلى حفظ الباغ وهو البستان، وعرف به جماعة، منهم أبو القاسم أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن القاسم بن إسحاق بن الباغبان الاصبهاني، وقيل كنيته أبو العباس شيخ صالح من أهل أصبهان راغب في طلب الحديث، سمع أولاده الثلاثة أبا بكر وأبا الخير وأبا داود وورد هو مرو وحدث بها بأحاديث من كتاب الخصال والخلال لابي القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده الحافظ بروايته عنه، روى لي عنه أبو طاهر السنجي وأبو بكر محمد بن أبي سعيد الدرغاني، وتوفي ببغداد في شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
وأما إبنه الاكبر محمد بن أحمد الباغبان الصوفي، شيخ سديد مكثر من الحديث، سمع أبا القاسم عبد الرحمن وأبا عمرو عبد الوهاب ابني أبي عبد الله بن منده، سمعت منه كتاب معرفة الصحابة لابي عبد الله بن منده عنه.
الباغشي: بفتح الباء الموحدة والغين المعجمة المفتوحة بينهما الالف وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى باغش وهي فيما أظن قرية من قرى جرجان، منها أبو العباس أحمد بن موسى بن عمران المستملي الباغشي الجرجاني عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ.
__________
(1) (200 - الباغايي) في معجم البلدان " باغية - الغين معجمة وألف وياء، مدينة كبيرة في أقصى أفريقية بين مجانة وقسنطينة الهواء ينسب إليها أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي الباغايي المقري يكنى أبا العباس دخل الاندلس 376 وقدم للاقراء بالمسجد الجامع بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن ثم عتب عليه فأقصاه ثم رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم بن دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الاشبيلي الفقيه وكان من أهل العلم والفهم والذكاء لا نظير له في علوم القرآن والفقه.
(*)(1/261)
الباغكي: بفتح الباء الموحدة والغين المعجمة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى باغك
وهي محلة بنيسابور، منها أبو علي الحسين بن عبد الله بن محمد بن مخلد الباغكي الحافظ من أهل نيسابور، سمع أبا سعيد الاشج الكوفي وإسحاق بن منصور والحسين بن الحسن المروزي وأقرانهم، روى عنه عبد الله بن سعد وأبو الحسن بن صبيح وغيرهما (1).
الباغندي: بفتح الباء الموحدة والغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى باغند، وظني أنها قرية من قرى واسط منها أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن الازدي الواسطي المعروف بابن الباغندي، كان حافظا عارفا بالحديث، رحل إلى الامصار البعيدة وعني به العناية العظيمة وأخذ عن الحفاظ والائمة وسكن بغداد، سمع محمد بن عبد الله بن نمير وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وشيبان ابن فروخ وعلي بن عبد الله بن المديني ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وسويد بن سعيد الحدثاني ودحيم بن اليتيم الدمشقي وهشام بن عمار والحارث بن مسكين المصري وغيرهم من أهل الشام ومصر وبغداد والكوفة والبصرة، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وأبو بكر الشافعي وأبو حفص بن شاهين وخلق يطول ذكرهم، ومات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وأخوه أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدث عن شعيب بن أيوب الصريفيني، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وذكر أنه سمع منه بالموصل، وابنه أبو ذر أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، سمع عبيدالله بن سعد الزهري ومحمد بن علي بن خلف العطار وعمر بن شبة النميري وعلي بن حرب الطائي وسعدان بن نصر المخرمي وإسحاق بن سيار النصيبي، روى عنه محمد بن عبيدالله بن الشخير وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأبو الفتح يوسف بن عمر القواس والمعافى بن زكريا الجريري، وقال فيه الدارقطني: ما علمت فيه إلا خيرا وكان أصحابه يؤثرونه على أبيه، وذكر ابن أبي الفوارس الحافظ محمد بن سليمان الباغندي وابنه أبا بكر وابنه أبا ذر فقال: أوثقهم أبو ذر، ومات سلخ المحرم أو غرة صفر من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن
سليمان بن الحارث الواسطي الباغندي جد أبي ذر، ذكر أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي أن جده الحارث بن منصور كان صاحب سفيان الثوري، قال أبو بكر الخطيب: فأنكرت ذلك
__________
(1) (201 - الباغناباذي) في معجم البلدان " باغناباذ - الغين ساكنة والنون وبين الالفين باء موحدة احسبها من قرى مرو منها أبو عمرو محمد بن عبد العزيز بن محمد الباغناباذي الزاهد ".
(*)(1/262)
لاني لا أعلم للحارث بن منصور ولدا، ثم رأيت بعض أهل العلم قد نسب الباغندي فقال: محمد بن سليمان بن الحارث بن عبد الرحمن الازدي، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الله الانصاري وعبيدالله بن موسى العبسي وثابت بن محمد الزاهد وخلاد بن يحيى وعارم بن الفضل وأبي نعيم الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة وأبي غسان مالك بن إسماعيل وأبي الوليد الطيالسي، روى عنه ابنه محمد بن محمد والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي وأبو عمرو بن السماك وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وغيرهم، وقال أبو جعفر الارزناني: رأيت أبا داود السجستاني جاثيا بين يدي محمد بن سليمان الباغندي يسأله عن الحديث، والعجب أن أبا بكر الباغندي هذا يقول: ابني كذاب، والابن محمد بن محمد يقول: أبي كذاب، وقال أبو الفتح بن أبي الفوارس: محمد بن سليمان الباغندي ضعيف الحديث، وذكر أبو عبد الرحمن السلمي أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عن محمد بن سليمان الباغندي الكبير فقال: لا بأس به، قال أبو بكر الخطيب الحافظ: والباغندي مذكور بالضعف ولا أعلم لاية علة ضعف فإن رواياته كلها مستقيمة، ولا أعلم في حديثه منكرا، ومات في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
الباغي: بفتح الباء الموحدة بعدها الالف وفي آخرها الغين المعجمة، هذه النسبة إلى باغ وهي قرية على فرسخين من مرو يقال لها باغ وبرزن، منها إسماعيل الباغي، من أهل هذه القرية وكان من القدماء، يروي عن الفضل بن موسى (1).
البافدي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الفاء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بافد وهي بلدة من بلاد كرمان من البلاد الحارة على طريق شيراز وفارس، دخلها أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي في طلب الحديث وسمع بها جماعة وروى عنهم في الاربعين التي له عن المشايخ الصوفية، خرج له تلك الاربعين أبو صالح المؤذن الحافظ رحمهم الله.
البافي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة في آخرها الفاء، هذه النسبة إلى باف وهي إحدى
__________
(1) وفي معجم البلدان " باغة مدينة بالاندلس...منها عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن قاضي الجماعة بقرطبة، قال ابن بشكوال أصله من باغة استقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية سنة 402 وكان من أفاضل الرجال وكان قد عمل القضاء على عدة كور من كور الاندلس وكان محمود السيرة جميل الطريقة وكان الاغلب عليه الادب والرواية وكان قليل الفقه ثم واصل الاستعفاء حتى أعفاه السلطان في رجب سنة 403 ولزم العبادة حتى مات للنصف من صفر سنة 407 ".
(*)(1/263)
قرى خوارزم، منها أبو محمد عبد الله بن محمد البخاري المعروف بالبافي، سكن بغداد وكان من أفقه أهل وقته على مذهب الشافعي وله معرفة بالنحو والادب مع عارضة وفصاحة، وكان حسن المحاضرة بليغ العبارة حاضر البديهة يقول الشعر المطبوع من غير كلفة ويعمل الخطب ويكتب الكتب الطويلة من غير روية وتفكر، وقصد يوما صديقا له ليزوره فلم يجده في داره فاستدعى بياضا ودواة وكتب إليه: كم حضرنا فليس يقضي التلاقي * نسأل الله خير هذا الفراق ان أغلب لم تغب وإن لم تغب * غبت كأن افتراقنا باتفاق ومات في المحرم سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة (1).
الباقرحي: بفتح الباء والقاف وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى باقرح وهي قرية من نواحي بغداد، خرج منها جماعة، منهم أبو الحسن محمد بن إسحاق بن
إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران بن الباقرحي الناقد الصيرفي من أهل بغداد، كان من بيت العلم والحديث والقضاء والعدالة، وكان من ملاح البغداديين، سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد المتيم الواعظ وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وغيرهم، روى لنا عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ بمكة وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي بأصبهان وأبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي ببغداد وجماعة كثيرة سواهم، وكانت ولادته في شعبان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وجده أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران بن مافنا حسنس بن فيروز بن كسري قباذ الباقرحي، كان صدوقا صحيح الكتاب حسن النقل جيد الضبط ومن أهل العلم والمعرفة بالادب، واستخلفه القاضي أبو بكر بن صبر على الفرض وشهد عنده بعد سنة سبعين وثلاثمائة، وشهد أيضا عند أبي عبد الله الضبي وأبي محمد بن الاكفاني وغيرهم، وكان ينتحل في الفقه مذهب محمد بن جرير الطبري، ومسكنه في مربعة أبي عبيدالله من الجانب الشرقي، سمع الحسين بن يحيى بن عياش القطان وحمزة بن القاسم الهاشمي وأبا عبد الله الحكيمي وعلي بن محمد المصري وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي
__________
(1) (الباقداري) في معجم البلدان " باقداري بكسر القاف ودال مهملة وألف وراء مفتوحة مقصور، من قرى بغداد قرب أوانا بينها وبين بغداد أربعون ميلا...ينسب إليها أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد الباقداري الضرير أحد الحفاظ قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى أن مات بها ".
(*)(1/264)
وأحمد بن كامل القاضي وعبد الله بن إسحاق الخراساني وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وقال: كان مولده في شعبان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في ذي الحجة سنة عشر وأربعمائة.
وابنه أبو الفضل إسحاق بن إبراهيم بن الباقرحي، قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا، سمع إسحاق بن سعد بن
الحسن بن سفيان وأبا بكر محمد بن عبد الله الابهري، وكان مولده في شهر ربيع الاول سنة خمس وستين وثلاثمائة، ووفاته في شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
وأبو علي مخلد بن جعفر بن مخلد بن سهل بن حمران الدقاق الفارسي الباقرحي، سمع يحيى بن محمد بن البختري الحنائي ويوسف بن يعقوب القاضي وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي والحسن بن علوية القطان وجعفر بن محمد الفيريابي ومحمد بن جرير الطبري، روى عنه محمد بن أبي الفوارس وأبو نعيم الحافظ والقاضي أبو العلاء الواسطي وأبو طالب بن بكير وغيرهم، قال أبو بكر الخطيب سألت أبا نعيم الحافظ عن مخلد بن جعفر فقال: لما سمعنا منه كان أمره مستقيما ثم لما خرجنا من بغداد بلغنا أنه خلط وحدث عن أحمد بن يحيى الحلواني وغيره، قال أحمد بن علي بن البادا: مخلد بن جعفر فقال: لما سمعنا منه كان ثقة صحيح السماع غير أنه لم يكن يعرف شيئا من الحديث، وقال أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات: كان مخلد بن جعفر في ابتداء ما حدث ثقة على حال جميلة وأصول حسنة صحيحة جيدة رأيت منها شيئا كثيرا، هذه سبيله، ثم أن ابنه حمله في آخر أمره على ادعاء أشياء كثيرة منها المغازي عن المروزي والمبتدأ عن ابن علوية وتاريخ الطبري الكبير والطهارة لابي عبيد وأشياء غير ذلك فشرهت نفسه إلى ذلك وقبل منه، واشترى له هذه الكتب من السوق فحدث بها دفعات فانهتك وافتضح.
ومات في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم نصر بن محمد بن عبد العزيز بن شيرزاذ الدلال المعروف بالباقر حي من أهل بغداد، حدث عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وأحمد بن منصور الرمادي، روى عنه محمد بن المظفر الحافظ وأبو الحسن بن الجندي وأبو القاسم بن الثلاج، ومات في رجب سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة (1).
الباقلاني: بفتح الباء الموحدة وكسر القاف بعد الالف واللام ألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى باقلا وبيعه، والمشهور بهذه النسبة القاضي أبو بكر محمد بن
__________
(1) يستدرك (الباقطايي) معجم البلدان.
باقطايا ويقال باقطيا من قرى بغداد على ثلا ؟ فراسخ من ناحية قطربل، ينسب
إليها احسين بن علي الكاتب الاديب.
(*)(1/265)
الطيب بن محمد الباقلاني البصري المتكلم، من أهل البصرة، سكن بغداد، وكان متكلما على مذهب الاشعري، كان أعرف الناس بالكلام وأحسنهم خاطرا وأجودهم لسانا وأوضحهم بيانا وأصحهم عبارة، وله التصانيف الكثيرة المنتشرة في الرد على المخالفين من الرافضة والمعتزلة والجهمية والخوارج وغيرهم، سمع الحديث ببغداد من أبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي وأبي أحمد الحسين بن علي التميمي النيسابوري، خرج له الفوائد أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ، وروى عنه أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني، وكان ثقة صدوقا، وحكي أن ابن المعلم شيخ الرافضة ومتكلمها حضر بعض مجالس النظر مع أصحاب له إذ أقبل القاضي أبو بكر الاشعري فالتفت ابن المعلم إلى أصحابه وقال لهم: قد جاءكم الشيطان، فسمع القاضي كلامه وكان بعيدا من القوم، فلما جلس أقبل على ابن المعلم وأصحابه وقال لهم قال الله تعالى: * (انا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا) * (1) أي إن كنت شيطانا فأنتم كفار وقد أرسلت إليكم، وكان الملك عضد الدولة بعث القاضي أبا بكر الباقلاني في رسالة إلى ملك الروم، فلما ورد مدينته أخبر الملك بتبحره في العلم فعلم الملك أنه لا يخدمه إذا دخل عليه ولا ينحني له فأمر الملك أن يوضع سريره في موضع وجعل للموضع في مقابلة بابا لطيفا صغيرا يحتاج الداخل فيه إلى الانحناء، فلما وصل القاضي أبو بكر إلى الباب فكر فعرف القصة فأدار وجهه عن الباب ودخله معكوسا وجعل ظهره في ناحية الملك فوقعت الهيبة للملك، وكان ورده كل ليلة عشرين ترويحة ما تركها في حضر ولا سفر، قال وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضى ورده وضع الدواة بين يديه وكتب خمسا وثلاثين ورقة نصفا من حفظه، وكان يذكر أن كتبه بالمداد أسهل عليه من الكتب بالحبر فإذا صلى الفجر دفع إلى بعض أصحابه ما صنفه في ليله فأمره بقراءته عليه وأملى عليه الزيادات فيه، وكان أبو بكر الخوارزمي يقول: كل مصنف إنما ينقل من كتب
الناس إلى تصنيفه سوى القاضي أبي بكر فإن صدره يحوي علمه وعلم الناس، وكان أبو محمد البافي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أفصح الناس لوجب أن يدفع إلى أبي بكر الاشعري.
ومات ببغداد لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة، ودفن في داره ثم نقل إلى مقبرة باب حرب، ورثاه بعض الناس فقال: أنظر إلى جبل يمشي الرجال به * وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلف وانظر إلى صارم الاسلام منغمدا * وانظر إلى درة الاسلام في الصدف
__________
(1) سورة 19 آية 83.
(*)(1/266)
قال أبو الفضل المقري: مضيت أنا وأبو علي بن شاذان وأبو القاسم الازهري إلى قبر القاضي أبي بكر الاشعري لنترحم عليه وذلك بعد موته بشهر فرفعت مصحفا كان موضوعا على قبره فقلت: اللهم بين لي حال القاضي أبي بكر وما الذي آل إليه أمره، ثم فتحت المصحف فوجدت مكتوبا فيه * (يا قولم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عندي فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) * (1).
الباكسايي: بفتح الباء الموحدة بعدها الالف وضم الكاف وفتح السين المهملة والياء آخر الحروف بعد الالف، هذه النسبة إلى باكسايا وهي من نواحي بغداد، منها أبو محمد العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الباكسايي ويعرف بالترقفي، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن يوسف الفريابي ورواد بن الجراح العسقلاني ومروان بن محمد الطاطري وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي وحفص بن عمر العدني وأبي عبد الرحمن المقري وموسى بن مسعود الهندي وعبد الاعلى بن مسهر الغساني وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ويحيى بن محمد بن صاعد وعلي بن محمد بن أحمد بن الجهم الكاتب وأبو عبد الله بن المحاملي وغيرهم، وكان ثقة دينا صالحا عابدا، وقال ابن مخلد: ما رأيته ضحك ولا تبسم، ومات في المحرم سنة ثمان وستين ومائتين (2).
الباكويي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وضم الكاف وفي آخرها ياآن منقوطتان باثنتين من تحتهما، هذه النسبة إلى باكو (3) وهي إحدى بلاد دربند خزران عند شروان، والمشهور بالانتساب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي الباكويي منسوب إلى جده، كان من الصوفية العلماء المكثرين من الحديث وجمع حكايات الصوفية، رأى أبا عبد الله بن خفيف الشيرازي وجماعة، روى عنه أبو سعد بن أبي صادق الحيري والاستاذ الامام أبو القاسم القشيري وابنه أبو سعيد وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن وجماعة كثيرة آخرهم أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي: وتوفي بعد سنة عشرين وأربعمائة.
البالسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر اللام والسين المهملة، هذه النسبة إلى
__________
(1) سورة 11، آية: 28.
(2) (الباكلبي) في معجم البلدان " باكلبا - من قرى اربل منها صديقنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن شروين بن أبي بشر الجلالي الباكلبي تفقه للشافعي وأعاد في عدة مدارس من الموصل وحلب وسمع الحديث من جماعة وهو شاب فاضل مناظر ".
(3) في معجم البلدان " باكويه " كذا.
(*)(1/267)
بالس وهي مدينة مشهورة بين الرقة وحلب على عشرين فرسخا من حلب أقمت بها يوما في توجهي إلى حلب وكانت الروم قد نزلت بها وخربتها ومع ذلك فهي مسكونة فيها جماعة من المعروفين، والفقيه معدان بن كثير البالسي أبو المجد من الفضلاء والعلماء المشهورين، تفقه على الامام أبي بكر الشاشي ببغداد وبرع في الفقه، ولما نزلت بالس كان في الاحياء ولم أعرف ذلك إلا بعد نزولي بحلب وانفصالي عنها.
ومن القدماء المنتسبين إلى هذه البلدة عبد العزيز بن عبد الرحمن البالسي الجزري، مولى مسلمة بن عبد الملك، من أهل بالس، يروي عن حبيب بن أبي مرزوق وخصيف وعبد الكريم الجزري، يأتي بالمقلوبات عن الثقات
فيكثر، والملزقات بالاثبات فيفحش، روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي الملقب بلوين.
والحسن بن عبد الله بن منصور البالسي، سكن أنطاكية، قال أبو سعيد بن يونس: أصله من بالس، سكن بأنطاكية وقدم إلى مصر سنة ثمان وخمسين ومائتين، حدث عن الهيثم بن جميل وغيره.
وأحمد بن بكر البالسي، يروي عن خالد بن يزيد البجلي، روى عنه ابن أبي ثابت البغدادي.
وأحمد بن علي بن عياش البالسي المؤدب، حدث بالرقة عن أحمد بن بكر البالسي وأبي الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
وأبو بكر عبد الله بن محمد بن حميد بن سنان البالسي، يروي عن أبي محمد العباس بن داود بن الكناني، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ وسمع منه ببالس.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن بكر البالسي المعروف بابن حمدان، يروي عن أبي سعيد أحمد بن بكر البالسي في إملائه، روى عنه أبو الحسين بن جميع الصيدائي (1).
وأبو الورد شراحيل بن العلاء البالسي القاضي، يروي عن عبيد بن هشام الحلبي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وإسحاق بن خالد البالسي الذي يقال له ابن خلدون، يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين ومحمد بن مصعب، يروي عنه عمر بن سعيد بن سنان المنبجي الحافظ.
وأبو الطاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي، أصله من الكوفة وكان ينتقل في بلاد الشام، سكن بالس مدة وأنطاكية مدة حتى سكن قرقيسيا، روى عنه أبو حاتم بن حبان وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر بن المقرئ وغيرهم، وتوفي بعد سنة عشر وثلاثمائة، وسأعيد ذكره في الفاء وأذكر بعض شيوخه (2).
__________
(1) في نسخ أخرى " الصيداوي ".
(2) اقتصر في الاكمال على أحمد بن بكر وأشرت في التعليق عليه إلى من في الانساب، ووقع في الطبع تقصير فيتمم مما هنا.
(*)(1/268)
البالقاني: بفتح الباء المثلثة (1) من تحتها وفتح اللام والقاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بالقان وهي قرية من قرى مرو خربت واندرست وبقي النهر مضافا إليها، منها أبو الفتح محمد بن أبي حنيفة النعمان بن محمد بن أبي عاصم البالقاني المعروف بأبي حنيفة، كان شيخا عالما بالتواريخ والوقائع تاليا لكتاب الله مواظبا عليه غير أنه كان يعرف علم النجوم ويشرب المسكر على ما سمعت جدي الامام أبا المظفر السمعاني وأبا أحمد عبد الرحمن بن أحمد السفديحي وغيرهما، لقيته بمرو وسمعت منه الكثير وسمعت منه بنيسابور ولقيته بهراة ومرغابها (2) - قرية من مالين، وكانت ولادته سنة ثمان وسبعين، ومات بهراة سنة سبع وخمسين وخمسمائة -.
البالكي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام، هذه النسبة إلى بالك وظني أنها قرية من قرى هراة ونواحيها، والمشهور بالنسبة إليها أبو معمر أحمد بن عبد الواحد البالكي الهروي الفقيه المزكي، حدث عن أبي محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الانصاري بحديث علي بن الجعد - كذا ذكره ابن ماكولا.
وأبو عمر إلياس بن مضر بن الياس البالكي، كان من الفضلاء المبرزين والمحدثين بهراة، روى عن إسحاق بن أبي إسحاق القراب الحافظ وغيره، روى لنا عنه جماعة بهراة منهم أبو الحسن محمد بن إسماعيل الموسوي وأبو صابر عبدالصبور بن عبد السلام التاجر وجوهر ناز (3) بنت مضر بن إلياس البالكي وغيرهم، وتوفي في...وثمانين وأربعمائة.
البالوجي: بفتح الباء الموحدة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية من قرى سرخس يقال لها بالجوزجان على صوب هراة بينها وبين سرخس خمسة فراسخ، منها أبو الحجاج خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي البالوجي، من أهل هذه القرية أبوه مصعب، شهد مع علي رضي الله عنه صفين، وسمي خارجة لانه أخرج من بطنه أمه بعد موتها، أدرك خارجة قتادة بن دعامة السودسي بالبصرة فلم يكتب عنه ثم كتب عن يونس ابن يزيد الايلي عن الزهري، قدم مرو واستوطنها، وكان عبد الله بن المبارك معظما له
ويحسن القول فيه، قال عبد الله بن عثمان المعروف بعبدان: رأيت ابن المبارك مع
__________
(1) يعني التي ينطقها العجم بين الباء والفاء.
(2) يعني مرغاب هراة، راجع معجم البلدن (مرغاب).
(3) في استدراك ابن نقطة " كوهر ناز " أصل الاسم " كوهر ناز " أوله الحرف الاعجمي الذي يعرب تارة جيما وتارة كافا وتارة قافا، وجوهر ناز هذه هي حفيدة شيخها ذكرها ابن نقطة فقال: " وكوهرناز بنت أبي طاهر مضر بن الياس بن مضر بن الياس البالكي حدثت عن أبي إسماعيل الانصاري وعن جدها أبي عمرو سمع منها السمعاني بهراة ".
(*)(1/269)
خارجة بن مصعب في جنازة فسئل ابن المبارك عن مسألة فاشار إلى خارجة وقال: عليكم بالشيخ، حدث عن أبيه وعبد الله بن عون وعمرو بن دينار وأيوب السختياني وجعفر بن محمد الصادق ويونس بن عبيد وداود بن أبي هند وعطاء بن السائب وإسماعيل بن أبي خالد وسفيان الثوري والاعمش وروح بن القاسم وغيرهم، روى عنه عبد الله بن المبارك وعبدان عبد الله بن عثمان.
البالوزي: بفتح الباء الموحدة بعدها الالف واللام والواو وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى بالوز وهي قرية من قرى نسا على ثلاثة أو أربعة فراسخ منها، خرجت إليها لزيارة قبر أبي العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني البالوزي النسوي من قرية بالوز، كان محدث خراسان في عصره، وكان مقدما في الفقه والعلم والادب، وله الرحلة إلى العراق والشام ومصر والكثرة والجمع، تفقه على أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي وكان يفتي على مذهبه، سمع بمرو حبان بن موسى، وبنيسابور إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وببلخ قتيبة بن سعيد، وببغداد أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وبالبصرة إبراهيم بن الحجاج السامي وهدبة بن خالد، وبالكوفة أبا بكر بن أبي شيبة وأبا كريب محمد بن العلاء، وبمكة إبراهيم بن المنذر الحزامي، وبالمدينة أبا مصعب الزهري، وبمصر حرملة بن يحيى ومحمد بن رمح، وبدمشق هشام بن عمار، وصنف
المسند الكبير والجامع والمعجم وهو الراوية بخراسان لمصنفات الائمة، وكتب الامهات بالكوفة عن آخرها من أبي بكر بن أبي شيبة، ومصنفات ابن المبارك عن حبان بن موسى الكشميهني، والموطأ الكبير من حرملة بن يحيى، والسنن من المسيب بن واضح، والتفسير من محمد بن أبي بكر المقدمي، وكانت إليه الرحلة بخراسان من أقطار الارض، سمع منه أبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وإمام الائمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة - وكان من أقرانه - وأبو حامد أحمد بن محمد بن الشرقي وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، وكان قرأ الادب على النضر بن شميل، وكناه علي بن حجر بأبي العباس، وقرأ الحديث بين يديه، ومات في سنة ثلاث وثلاثمائة، وقبره بقرية بالوز مشهور يزار زرته.
البالوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام بعد الالف وفي آخرها ياء منقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى بالويه وهو إسم لبعض أجداد المحدثين، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسين عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن بالويه البالوي الحيري من أهل نيسابور، سمع محمد بن عبد الوهاب الفراء وعلي بن الحسن وأقرانهما، روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر(1/270)
وغيره.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن بالويه البالوي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو محمد البالوي بقية مشايخ أهل بيته ومن الصالحين المجتهدين المؤثرين صحبة مشايخ التصوف على غيرهم من طبقات الناس، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأقرانه، قال وسمعته يقول: دخلت بغداد وأبو بكر بن أبي داود وأبو القاسم بن منيع في الاحياء لم أسمع منهما، فقلت له: أسمعت من محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبي العباس السراج ؟ قال: نعم، وسمعته يقول سمعت أبا علي الثقفي يقول لعبدالله بن المبارك: يا أبا محمد إنا إذا رأيناك ننتبه من رقدتنا فقال عبد الله: يا أبا علي من لا ينبه العلم لا ينبه رؤية من هو مثله.
ومات في رجب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ودفن
في مقبرة أخيه أبي الحسين البالوي ولم يحدث قط.
وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكي البالوي من بيت العدالة، اختلف معنا متفقها سنة ثلاثمائة وأربعين ورأيته يناظر في مجلس الامام أبي بكر بن إسحاق، سمع أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وكتب بالعراق والحجاز.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه الجلاب البالوي المحدث، كان من أعيان مشايخنا من أهل البيوتات والثروة القديمة، رحل به أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد اباذي وصحح كتبه وسماعاته ببغداد، سمع أبا جعفر محمد بن غالب بن حرب الضبي وأبا محمد بن ربح البزاز صاحب يزيد بن هارون وأبا علي بشر بن موسى الاسدي، سمع منه أبو علي الحسين بن علي الحافظ والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، ومات في رجب سنة أربعين وثلاثمائة، وكان ابن أربع وسبعين سنة وثلاثة أشهر.
وأخوه أبو نصر محمد بن أحمد بن بالويه بن الجلاب البالوي، سمع مع أخيه ببغداد سنة خمس وثمانين إلى سنة تسعين ومائتين غير أن الحديث لم يكن من شأنه، كان يجالس السلاطين ويتعاطى ما يقرب منهم، ثم أنه ترك ذلك كله وقعد في مسجد أخيه أبي بكر إلى أن توفي، وكان أولاده يتعاطون ما تعاطى أبوهم، ولد له بعد الثمانين أبو سعيد وهو أصغر أولاده، حدث عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: توفي في شهر رمضان من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وصلى عليه أخوه أبو بكر.
وأبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن حامد بن محمود بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص الزهري النيسابوري يعرف بالبالوي، سكن بخارا، وكان يتولى عمل المظالم، يروي عن أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ومحمد بن الحسين القطان، وتوفي وهو على مظالم اشتيخن في شهور سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
البامياني: باميان بالباء المنطوقة من تحتها بنقطة وكسر الميم بعدها الياء المنقوطة من(1/271)
تحتها بنقطتين والنون في آخره، بلدة بين بلخ وغزنة، بها قلعة حصينة والقصبة صغيرة
والمملكة واسعة جدا وبها بيت ذاهب في الهواء بأساطين مرفوع منقوش فيه كل طير وخلق على وجه الارض ينتابه الدعار وفيه صنمان عظيمان نقرا في الجبل من أسفله إلى أعلاه، أحدهما يسمى سرخ بت (1) والآخر خنك بت (2)، قيل ليس في الدنيا مثلهما، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم أبو محمد أحيد بن الحسين بن علي بن سليمان السلمي البامياني، سكن بلخ، يروي عن مكي بن إبراهيم وعلي بن الحسن الرازي المعروف بكراع ومقاتل بن إبراهيم والليث بن مساور وغيرهم من البلخيين، روى عنه محمد بن محمد بن يحيى وعبد الله بن محمد بن طرخان، وهو مستقيم الحديث من الثقات.
وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد البامياني، شيخ مكثر ثقة، رحل إلى العراق والشام وما وراء النهر وأكثر من الحديث، سمع السيد أبا الحسن عمران بن موسى بن الحسن الحسني وأبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السلمي وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وغيرهم، روى لنا عنه أبو الفتح محمد بن أبي الحسن البسطامي ببلخ وأبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله الامام بعسقلان، وتوفي في حدود سنة تسعين وأربعمائة (3) ببلخ.
البانبي: بباء منقوطة بواحدة وبنون مفتوحة بعد الالف وفي آخرها باء أخرى، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها بانب، والمشهور بالنسبة إليها أبو الطيب جلوان بن سمرة بن ماهان البانبي، يروي عن أبي مقاتل عصام النحوي وعبد الله بن يزيد المقري وسعيد بن منصور والقعنبي وخاقان السلمي وأحمد بن حفص، كان زاهدا ورعا عابدا، وكان من زهده أنه كان واقفا على باب مسجده يؤذن وكان يوم طين ووحل فلما فرغ من الاذان أتاه رجل وناوله كتابا مختوما فنظر في عنوانه وكان عليه إسم الامير فرمى ذلك في الطين وقال: متى كنت أنا من عمال الامير ؟ فلما بلغ الخبر الامير قال: الحمد لله الذي جعل في رعيتي من لا يقرأ كتابي.
وهو صاحب حديث: انزعوا الطسوس وخالفوا المجوس.
وأبو سفيان وأبو جعفر محمد بن يوسف الاسكاف الباوردي، نزل بغداد وحدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي وأحمد بن عيسى الخشاب التنيسي وسليمان بن
عبد الحميد البهراني، روى عنه محمد بن مخلد الدوري وأبو طالب عبد الله بن
__________
(1) مثله في معجم البلدان إلا أنه وصل الكلمتين قال " سرخبت " و (سرخ) كلمة فارسية معناها أحمر و (بت) الصنم فالمعنى: الصنم الاحمر.
(2) في معجم البلدان " خنكبت " و (خنك) فارسية تطلق على الفرس الاشهب فكأن المعنى: الصنم الاشهب.
(3) جزم في اللباب قال: " توفي سنة تسعين وأربعمائة في رجب ".
(*)(1/272)
وكيع بن أحمد بن المنذر الهمداني البانبي، من أهل هذه القرية أيضا، يروي عن أبي يعقوب إسرائيل بن السميدع، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وأبو بكر أحمد بن سهل بن عبد الرحمن بن معبد بن طرخون البانبي، حدث عن جلوان بن سمرة ويعقوب بن غرمل، روى عنه سهل بن عثمان بن سعيد ومحمد بن أحمد بن موسى البزاز البخاريان.
وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن قريش البانبي، حدث عن قتيبة بن سعيد، روى عنه أحمد بن سهل بن حمدويه البخاري.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن زكريا بن قطن الانصاري البانبي.
وأبو علي الحسن بن محمد بن معروف البانبي، حدث عن علي بن خشرم وأبي داود السنجي وغيرهما، روى عنه أبو حفص أحمد بن أحيد بن حمدان، توفي في سنة ست وتسعين ومائتين.
وأبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل البانبي، حدث عن أبي خليفة الجمحي وزكريا بن يحيى الساجي والهيثم بن أحمد البصري صاحب دينار وأحمد بن الحسن الصوفي وعمر بن أبي غيلان، وتوفي في ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة - وأبو علي الحسين بن حمدان بن خشويه البانبي، روى عن صالح بن محمد وحامد بن سهل وأبي بكر بن حريث وأبي حفص أحمد بن يونس وغيرهم، توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
وأبو سعيد سعيد بن عصمة بن عمر بن رجاء بن سمرة بن ماهان البانبي، ورجاء أخو جلوان بن سمرة، وسعيد هذا يروي عن عبد الصمد بن الفضل البلخي وإسماعيل بن بشر وأحمد بن جرير البلخي، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن جعفر
المقرئ البخاري، ومات في شوال سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
البانياسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر النون بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها في آخرها سين مهملة، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين وهي في يد الافرنج يقال لها بانياس، والمشهور بالنسبة إليها من المتأخرين أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن الفراء البانياسي المالكي، والده من بانياس وولد هو ببغداد، كان شيخا صالحا معمرا، سمع الحديث من أبي الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي وأبي الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان وأبي الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ، روى لنا عنه جماعة كثيرة بأصبهان وببغداد، منهم أبو سعد بن البغدادي بأصبهان وإسماعيل بن أبي سعد الصوفي ببغداد وقريبا من عشرين نفسا، ووقع الحريق ببغدا في سوق الريحانين وكان أبو عبد الله يسكنه في جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وأربعمائة فعجز مالك عن النزول عن غرفته فاحترق رحمه الله.(1/273)
الباني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بان وهي شجرة، قال أبو الشيص: أشاقك والليل ملقي الجران * غراب ينوح على غصن بان وإلى قرية من قرى أرغيان بنواحي نيسابور يقال لها بان رأيتها من بعيد، قال ابن ماكولا: محمد بن إسحاق الباني مدني، يحدث عن عيسى بن ميناقالون.
وموسى بن عبد الملك القرشي الباني، حدث عن إسحاق بن نجيح الملطي، روى عنه أحمد بن أبي موسى الكوفي.
وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد الباني القاضي، كان مقدما على الشهود بمصر بعد القضاعي، حدث عن ابن يزيد الحلبي وأبي مسلم الكاتب، سمعت منه بمصر وكان ثقة.
هكذا كله كلامه.
وأما بان ارغيان كان بها فقيه فاضل ورع يقال له سهل بن أحمد بن علي بن الحسن الباني الارغياني، حدث عن أبي الحسين عبد الغافر بن
محمد الفارسي.
وذكرته في حرف الالف.
وابنه أبو بكر أحمد بن سهل الباني، كان مثل والده في الفضل والسيرة، وكان في عصرنا ولم ألقه، سمع مسند الشافعي عن أبي علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي.
الباوردي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والواو وسكون الراء وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى بلدة بنواحي خراسان يقال لها ابيورد وتخفف ويقال باورد (1)، خرج منها جماعة من الائمة والعلماء والمحدثين، والمشهور بهذه النسبة المذكورة أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي، نزل أصبهان، وكان يميل إلى مذهب الاعتزال بل ويغلو فيه، حدث عن أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد البغدادي، روى عنه جماعة، وذكر أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ في كتاب أصبهان، سمعت عمي أبا القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن منده يقول: كتبت عن عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي جزءين من حديث أحمد بن سلمان فقال لي يوما: من لم يكن على مذهب الاعتزال فليس بمسلم، فلما سمعت منه هذا القول مزقت الجزءين وتركت الرواية عنه، وتوفي بعد سنة عشر وأربعمائة.
وأبو أحمد الغمر بن محمد بن عبد الرحمن بن الغمر بن عباد بن النعمان الباوردي، قدم بغداد وحدث بها عن حامد بن بلال البخاري، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز.
وأبو سهل محمد بن محمد بن إسحاق الفقيه الباوردي، ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا وحدثهم بسوق يحيى عن محمد بن عبد الرحمن الدغولي في سنة خمسين وثلاثمائة.
__________
(1) ويقال (أبا ورد) كما تقدم في رسم الاباوردي).
(*)(1/274)
محمد بن عبد الله بن شهاب العكبري، ومات في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي، قدم بغداد وحدث بها عن علي بن حجر السعدي وعلي بن سلمة اللبقي وعمار بن الحسن النسائي وأحمد بن سعيد الدارمي، روى عنه أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ وأبو بكر الشافعي ومحمد بن عمر الجعابي وأبو الفتح
محمد بن الحسين الازدي وغيرهم.
وأبو عبد الله مسلم بن عبد الله بن مكرم المؤدب خراساني الاصل يعرف بالباوردي، حدث عن يحيى بن هاشم السمسار وعمرو بن مرزوق وحاتم بن عباد وأبي بلال الاشعري، روى عنه أحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني وإسحاق بن محمد بن الفضل الزيات وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وإسماعيل بن علي الخطبي، ومات في المحرم من سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
الباهلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الهاء واللام، هذه النسبة إلى باهلة وهي باهلة بن أعصر وكان العرب يستنكفون من الانتساب إلى باهلة كأنها ليست فيما بينهم من الاشراف حتى قال قائلهم: وما ينفع الاصل من هاشم * إذا كانت النفس من باهلة والمشهور بالانتساب إليها جماعة من القدماء والمتأخرين، منهم أمير خراسان أبو حفص قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد بن أسيد الخير بن قضاعي بن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الباهلي، والي خراسان زمن عبد الملك بن مروان من جهة الحجاج بن يوسف، من شجعان العرب ورجالاتهم حزما ورأيا ونبلا وفصاحة، وكان أكثر فتوح بلاد ما وراء النهر بسببه مثل سمرقند ونسف وكش وخوارزم وغيرها من البلاد، وقتل بفرغانة.
وحفيده أبو محمد سعيد بن سلم بن قتيبة بن مسلم الباهلي، كان ولي الاعمال بمرو وكان عالما بالحديث والعربية ألا أنه كان لا يبذل نفسه للناس ليقرأوا عليه، روى عن محمد بن زياد بن الاعرابي وعلي بن خشرم وغيرهما.
وأبو محمد العلاء بن هلال بن عمرو بن هلال بن أبي عطية الباهلي مولى عامر بن عمرو بن قتيبة من أهل الرقة والد هلال بن العلاء، ولد سنة خمسين ومائة، ومات سنة خمس عشرة ومائتين، يروي عن عبيدالله بن عمرو والبصريين، روى عنه ابنه، كان ممن يقلب الاسانيد ويغير الاسماء لا يجوز الاحتجاج به بحال، روى عن يزيد بن زريع عن أيوب عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من
قلم أظفاره يوم الجمعة عافاه الله من السوء كله إلى الجمعة الاخرى.
وأبو حبيب علي بن(1/275)
مسعدة الباهلي، ومن أهل البصرة، يروي عن قتادة، روى عنه مسلم بن إبراهيم، كان ممن يخطئ على قلة روايته ويتفرد بما لا يتابع عليه فاستحق ترك الاحتجاج به بما لا يوافق الثقات من الاخبار، روى عنه زيد بن الحباب.
وأبو القاسم بشر بن محمد بن أحمد بن ياسين بن النضر بن سليمان بن سلمان بن ربيعة الباهلي القاضي ابن القضاة بنيسابور، كانت خطته لآبائه الواردين عند فتح نيسابور وأقدم بيت للفتوى على مذهب أهل النظر، وكان الحاكم أبو القاسم هذا رحمه الله حسن الوجه والخلق طلق الوجه كثير الذكر والصلاة بالليل والنهار شديد الميل إلى الصالحين والفقراء والمتصوفة، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي وأبا الحسن بن إسحاق بن مزيد، وببلخ أبا بكر محمد بن علي بن طرخان وأبا القاسم بن حم الفقيه وغيرهم، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: القاضي ابن ياسين الباهلي كان كثير السماع إلا أنه ضيع كتبه وسماعاته فلما حدث لم يجد منها إلا القليل، وأول مجلس جلس للاملاء في مسجد أبيه في المربعة يوم الثلاثاء الخامس من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، ثم مرض فأملى المجلس الثاني في داره، توفي صبيحة يوم السبت الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن حبان بن الازهر الباهلي البصري من أهل البصرة، سكن بغداد وحدث بها عن أبي عاصم النبيل وعمرو بن مرزوق وأبي معمر الضرير الباهلي وحدث بها عن أبي عاصم النبيل وعمرو بن مرزوق وأبي معمر الضرير الباهلي وعمرو بن الحصين، روى عنه أبو طاهر الذهلي وأبو بكر بن الجعابي وعمر بن محمد بن سبنك، تكلموا فيه، قال عبد الغني بن سعيد: محمد بن حبان بصري، يحدث بمناكير، حدث عنه أبو قتيبة سلم بن الفضل.
وقال الآبندوني: محمد بن حبان كان لا بأس به إن شاء الله.
البالائي: بفتح الباء الموحدة، هذه النسبة إلى قرية بالا وهي من قرى مرو يقال لها بالعجمية كوالا، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن عمارة بن عتاب البالائي صحب عبد الله بن المبارك.
الباياني: بالباء الموحدة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الالفين، هذه النسبة إلى سكة بنسف يقال لها سكة بايان وهي محلة معروفة نزلها الامام محمد بن إسماعيل البخاري، مضيت إليها قاصدا وصليت في المسجد الذي كان يصلي فيه البخاري، خرج منها جماعة من العلماء، منهم أبو يعلى محمد بن أبي الطيب أحمد بن نصر الباياني، كان إماما عارفا باللغة(1/276)
والادب، سمع جماعة وكان فيه مزاح ودعابة، وكانت وفاته في صفر سنة سبع وستين وثلاثمائة.(1/277)
باب الباء مع الباء الببغا: بالباءين الموحدتين أولاهما مفتوحة والاخرى ساكنة وفي آخرها الغين المعجمة، هذا لقب أبي الفرج الشاعر المعروف، وقيل له الببغا لنطقه وفصاحته، وهو أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد المخزومي الحنطبي الببغا وقد ذكرت نسبه في الحاء المهملة، وهو من أهل بغداد، كان شاعرا مجودا كاتبا مترسلا مليح الالفاظ جيد المعاني حسن القول في المديح والغزل والتشبيه والاوصاف وغير ذلك، روى عنه جماعة من شعره، منهم القاضي أبو القاسم التنوخي وأبو نصر أحمد بن عبد الله الثابتي، ومن شعره قوله: أكل وميض بارقة كذوب * أما في الدهر شئ لا يريب تشابهت الطباع فلا دنئ * يحن إلى الثناء ولا حسيب وشاع البخل في الاشياء حتى * يكاد يشح بالريح الجنوب وكيف أخص باسم العيب شيئا * وأكثر ما تشاهده معيب
وتوفي في شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
الببني: بفتح الباء الاولى المنقوطة بواحدة وسكون الثانية وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ببنة وهي مدينة عند بامئين قصبة باذغيس هراة يقال لها بون دخلتها غير مرة، فالنسبة المشهورة إليها بوني وسأذكره في موضعه غير إن الببني اشتهر به غير واحد فذكرته ليزول الاشكال، منهم أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن يحيى الهروي الببني، ذكره أبو سعد الادريسي في التاريخ لمدينة سمرقند قبل الاربعين وثلاثمائة وحدثهم بها عن الحسن بن سفيان النسوي على ما ذكر لي عنه عبد الواحد بن محمد بن عبد الله الكاغذي أنه حدثهم بسمرقند قبل الاربعين والثلاثمائة (1).
__________
(1) وفي استدراك ابن نقطة " وأما الببني بالباء المكررة المعجمة بواحدة الاولى مفتوحة والثانية ساكنة بعدهما نون مكسورة فهو أبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر الببني حدث عن أبي بكر أحمد بن الفضل، نقلته من خط عبد الله بن أحمد بن السمرقندي مجودا، وقال: هي ناحية بقرب بامنجه " كذا وقع في النسخة وكذا وقع في المشتبه طبع أوروبا وطبع مصر.
(*)(1/278)
باب الباء والتاء البتاني: بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح التاء المخففة المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بتان وهي قرية من أعمال طريثيث وهي من نواحي نيسابور، والمشهور بالانتساب إليها محمد بن عبد الرحمن البتاني من آل يحيى بن أكثم، يروي عن علي بن إبراهيم البتاني (1)، روى عنه عبد الله بن محمود السعدي المروزي.
وأبو الفضل البتاني ساكن طريثيث، أحد الزهاد والفضلاء من فقهاء أصحاب الشافعي - قاله ابن ماكولا، وقال: يحدث عن علي بن إبراهيم البتاني (1) من أصحاب عبد الله بن المبارك - روى عنه محمد بن عبد الرحمن البتاني (2).
البتخداني: بفتح الباء الموحدة وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وضم الخاء
المعجمة وفتح الدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بتخدان وهي قرية من قرى نسف قريبة منها، خرج منها أبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن معدل الغويديني البتخداني المقري النسفي، شيخ فاضل صالح حسن السيرة عفيف نظيف، سمع أجزاء من أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النضر البلدي من كتاب الجامع الصحيح لابي حفص عمر بن محمد البجيري، قرأت عليه أجزاء من القدر الذي سمع بنسف، وكانت ولادته ببتخدان أول يوم من المحرم من سنة إحدى وتسعين وأربعمائة، ووفاته بعد سنة إحدى
__________
(1) علي بن إبراهيم هذا مختلف في نسبته قيل هكذا وقيل اللبناني بنون بدل الفوقية وسيذكره المؤلف في رسم (البناني) وراجع الاكمال بتعليقه 1 / 446.
(2) (البتاني - أبو البتاني) في الاكمال 1 / 447 " وأما البتاني فهو أحمد بن جابر الحراني صاحب الزيج المشهور في علم النجوم، ذكره ابن الاكفاني بكسر الباء " ثبت هذا في بعض نسخ الاكمال وراجع التعليق عليه.
وفي التوضيح ان ابن الجوزي وغيره ذكروه بفتح أوله، وقال " وهو مشكوك في إسلامه كان هلاكه في سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وزيجه نسختان أولى وثانية، وكان ابتداء رصده في سنة أربع وستين ومائتين إلى سنة ست وثلاثمائة فأثبت الكواكب في زيجه لهذه المدة " وفي معجم البلدان " بتان من نواحي حران ينسب إليها محمد بن جابر البتاني صاحب الزيج ذكره ابن الاكفاني بكسر الباء " كذا قال في اسمه (محمد) وكذا وقع في المشتبه وهو المشهور.
(211 - البتتي) " بضم الباء الموحدة وبعدها تاء مفتوحة معجمة باثنتين من فوقها وتاء مثلها مكسورة بعدها ياء آخر الحروف معجمة باثنتين من تحتها " ذكره ابن الصابوني في تكملته وبعد ضبطه كما مر قال " فهو (رقم 42) أبو الحسن علي بن أبي الازهر المقرئ يعرف بابن البتتي من ساكني المحلة المعروفة بالاجمة كان حافظا للقرآن المجيد حسن القراءة له سريع التلاوة ".
(*)(1/279)
وخمسين وخمسمائة بنسف إن شاء الله.
البتري: بفتح الباء الموحدة وسكون التاء ثالث الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة لجماعة من الشيعة من الفرقة الزيدية وهي إحدى الفرق الثلاث من الزيدية وفي الجارودية
والسليمانية والبترية، أما البترية فهم أصحاب كثير النواء والحسن بن صالح بن حي، وقولهم كقول السليمانية غير أنهم توقفوا في عثمان رضي الله عنه وأمره وحاله، وأضللنا هذه الطائفة لانهم إذا شكوا في إيمان عثمان رضي الله عنه وأجازوا كونه كافرا من أهل النار ومن شك في إيمان من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة فقد شك في صحة خبره والشاك في خبره كافر، وهذه الفرق الثلاثة من الزيدية يكفر بعضهم بعضا لان الجارودية اكفرت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما والسليمانية والبترية اكفرت من اكفرهما (1).
البتري: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بتر، وظني أنه موضع بالمغرب من بلاد الاندلس (2)، والمشهور بالنسبة إليه أبو محمد مسلمة بن محمد بن البتري من أهل الاندلس، حدث عن أبي الحسن علي بن أحمد المقدسي وعبد السلام بن محمد لقيهما بمكة، روى عنه يوسف بن عبد الله بن عبد البر الحافظ الاندلسي (3).
البتماري: بفتح الباء وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد الميم المفتوحة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بتمار وهي قرية من قرى النهروان ببغداد، منها أبو إبراهيم نصر الله بن أبي غالب بن أبي الحسن (4) بن المحولي البتماري، وهو ابن أخت شيخنا أحمد بن مطر النجار، شاب صالح من أهل باب الازج ببغداد، سمع أبا عبد الله الحسين بن أبي القاسم البسري البندار، سمعت منه بإفادة مذكور بن أرنب اللكاف الفارسي وتركته حيا ببغداد في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
__________
(1) الذي ورد في التبصير في الدين للاسفراييني أنهم توقفوا في عثمان ولا يقولون فيه خيرا ولا شرا.
وفي الفرق بين الفرق، عن البترية: أنهم توقفوا في عثمان ولم يقدموا على ذمة ولا على مدحه، وهؤلاء أحسن حالا عند أهل السنة من أصحاب سليمان بن جرير.
قلت: ولم يرد عن أحد تكفير البترية وللحسن بن صالح بن حي، حديث في صحيح مسلم وعند البخاري في كتاب الشهادات تعليقا وهو بالجملة موثق مقبول عند الجمهور ولو كان غير ذلك لما خرج له أكثر من واحد من أئمة الحديث.
(2) أنظر اللباب 1 / 118.
(3) (البتلي) استدركه اللباب وقال " بفتح الباء والتاء فوقها نقطتان وتسكين اللام ثم بالهاء نسبة إلى بيت لهيا من أعمال دمشق بالغوطة ينسب إليها أبو الحسن محمد بن بكار بن يزيد بن بكار البتلهي الدمشقي.
(4) أنظر اللباب: 1 / 119.
(*)(1/280)
البتنيني (1): بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح التاء المعجمة من فوقها باثنتين وكسر النون وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بتنين وهي من قرى سغد سمرقند من ناحية دبوسية، منها جعفر بن محمد بن بحر البتنيني، حدث عن حاتم بن هاشم الكشاني والمنذر بن يحيى وحاضر بن الليث الدبوسيين وعمران بن عبد الله النوري وجبرئيل بن سهل السمرقندي وغيرهم، روى عنه ابنه القاسم بن جعفر بن محمد بن بحر البتنيني قال أبو سعد الادريسي حدثني ابنه القاسم بن جعفر البتنيني الدبوسي بدبوسية في قريته (2).
البتيتني: بضم الباء الواحدة إن شاء الله وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها والياء المنقوطة من تحتها باثنتين بين التاءين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بتين وهي من قرى دبوسية على نصف فرسخ منها من قرى السغد وهي بين اربنجن والدبوسية، خرج منها القاسم بن جعفر بن محمد بن بحر البتيتني، يروي عن أبيه جعفر بن محمد، ذكره أبو سعد الادريسي في تاريخ سمرقند وقال: كتبنا عنه في قريته ولم أرض بعض أصوله.
البتي: لا بفتح الباء الموحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى البت وهو موضع أظن بنواحي البصرة، وحكي أن أهله أصيبوا بسنة لحقهم فيها العطش والجراد فصار منهم جماعة إلى محمد بن عبد الملك بن الزيات يتظلمون فوجه برجل يقف على مظالمهم وكان الرجل ضعيف البصر فكتب إليه محمد بن علي البتي: أتيت أمرا يا أبا جعفر * لم يأته بر ولا فاجر
اغثت أهل البت إذ أهلكو * بناظر ليس له ناظر والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن أحمد بن علي الكاتب البتي، كان كاتب القادر بالله أمير المؤمنين مدة وكان أديبا شاعرا خطيبا فصيحا، حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقري، روى عنه محمد بن محمد بن علي الشروطي وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي وغيرهما، وذكر أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي أنه مات في شعبان سنة خمس وأربعمائة، قال: وكان رجلا ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ وكانت فيه دعابة.
ومن القدماء عثمان البتي هو عثمان بن
__________
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ أنظر اللباب: 1 / 119.
(3) (البتوري) في استدراك ابن نقطة " وأما البتوري بضم الباء المعجمة بواحدة والتاء المعجمة باثنتين من فوقها فهو عبد الوهاب بن فتوح البتوري قال لي عبد الرحمن بن شحانة الحراني أنه طالب كان يسمع معه الحديث بمصر أو قال بالاسكندرية ".
(*)(1/281)
مسلم بن هرمز من أهل البصرة، رأى أنس بن مالك رضي الله عنه وروى عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم والحسن وغيرهما، روى عنه شعبة والثوري وجماعة، وقال شعبة: دخلنا على البتي نعوده - وذكر قصة ذكرها الدارقطني في المختلف.
وكان البتي يقول: ما رأيت بهذه البصرة أعلم بالقضاء من محمد بن سيرين (1).
البتيري: بضم الباء الموحدة وفتح التاء ثالث الحروف وسكون الياء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بتيرة بطن من نهد بن زيد وهو الحارث بن مالك بن نهد - قاله ابن حبيب، وقال: بتيرة بن الحارث بن فهر في قريش، وبتيرة في نهد (2).
__________
(1) وأبو الحسن أحمد بن علي البتي بغدادي كاتب شاعر كتب للقادر بالله وتوفي سنة 405 وابنه أبو علي كاتب الخليفة القائم بأمر الله له ترسل وشعر، وأحمد بن محمد بن عبد الله البتي عن يزيد بن زريع، وأبو غالب أحمد بن عبد الرحمن بن البتى عن أبي البتي بكر محمد بن بشران، وبالاندلس قرية يقال لها بته منها أبو جعفر أحمد بن
عبدالولي البتي أديب شاعر، راجع الاكمال بتعليقه 1 / 478.
(2) باب الباء والثاء المثلثة (البثروني) أورده القبس وقال: " بثرون (في معجم البلدان: بالتحريك والراء) قرية بجبيل من أعمال طرابلس الشام منها أبو القاسم عبد الله بن مفرج بن عبد الله بن مضر بن قيس، روى له أبو سعد الماليني بسنده عن حذيفة...".
(*)(1/282)
باب الباء والجيم البجادي: بكسر الباء الموحدة وفتح الجيم بعدها الالف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بجاد وهو من ولد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وهذا النسب لابي طالب (1) عمر بن إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن محمد بن بجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص الزهري الفقيه الشافعي البجادي المعروف بابن حمامة، وقد ذكرت والده في الحمامي المخففة، وأبو طالب هذا كان يقول: أهل المعرفة بالنسب يقولون في نسبي: نجاد بن موسى - بالنون (2)، وأصحاب الحديث يقولون: بجاد - بالباء، كان فقيها من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي وعيسى بن حامد الرخجي وأبا بكر محمد بن عبد الله الابهري وأبا عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وكان ثقة، وكانت ولادته في سنة ثمان وقيل سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وبكروا به في سماع الحديث، ومات في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ودفن بباب الدير.
وقال الدارقطني: بجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص، عن عامر بن سعد، روى حديثه حاتم بن إسماعيل عن حمزة بن أبي محمد عنه، ومحمد بن بجاد بن موسى، يروي عن عائشة بنت سعد عن أبيها، روى عنه معن بن عيسى، وثمامة بن بجاد، روى عنه أبو إسحاق: أنذركم سوف، وقال إسرائيل عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث عن ثمامة بن بجاد بهذا، قال: وذو البجاد الشاعر سمي ببيت قاله:
فويل الركب إذ آبوا جياعا * ولا يدرون ما تحت البجاد (3).
البجاوي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وفتح الجيم وفي آخرها الواو، وهذه النسبة إلى
__________
(1) في نسخ أخرى " لقب أبي طالب ".
(2) بني المؤلف على هذا فأعاده في رسم (النجادي) لكن قال هناك " النجادي بفتح النون والجيم المشددة وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى خياطة اللحف..وهذه النسبة إلى نجاد وهم إسم جد المنتسب إليه وهو أبو طالب عمر بن إبراهيم...".
(3) في الاكمال 1 / 450 " طفيل بن راشد العبسي ثم البجادي، شاعر " (البجاني) استدركه اللباب وقال " البجاني بفتح الباء وتشديد الجيم وبعد الالف نون - عرف بها أبو الفضل مسعود بن علي بن الفضل البجاني روى عن أبي عبد الرحمن النسائي السنن له.
(*)(1/283)
بجاية وهي من بلاد المغرب وإليها ينسب الجمال البجاوية قال شيخنا شبيب بن الحين بن شباب يصف ناقة: ربيبة نجد في بجاوي ارومها منها أبو عبد الله ضمام بن عبد الله بن نجبة (1) العامري البجاوي مولى بني عامر، أندلسي معروف ببلاد بجاية، حدث وروى وتوفي نحو العشرين والثلاثمائة.
وأبو سلمة فضل بن سلمة بن حريز بن منخل الجهني مولاهم البجاوي، وقال أبو سعيد بن يونس: هو أندلسي فقيه بجاية (2)، توفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
وأبو لواء (3) ياسين بن محمد بن عبد الرحيم الانصاري البجاوي، أندلسي من أهل بجاية - كذا قال أبو سعيد بن يونس، وقال ذكره لي عيسى بن محمد الاندلسي وزعم أنه سمع منه وهو مشهور ببلده، يروي عن داود العطار الافريقي عن يحيى بن سلام التفسير، توفي نحو سنة عشرين وثلاثمائة.
البجستاني: بكسر الباء والجيم وسكون السين وبعدها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بجستان وهي من قرى نواحي نيسابور، منها أبو القاسم
الموفق بن محمد بن أحمد البجستاني الميداني من أهل نيسابور، شيخ صالح سديد السيرة من أصحاب أبي عبد الله بن كرام، وكان له قبول عند العوام ونفق سوقه عندهم، لقيته أولا ببغداد منصرفا من الشام ثم بنيسابور، وكتبت عنه شيئا يسيرا عن أبي القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني، سمع منه ببغداد في حدود سنة عشرين.
البجلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والجيم، هذه النسبة إلى قبيلة بجيلة وهو ابن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث أخي الاسد بن الغوث، وقيل ان بجيلة اسم أمهم وهي من سعد العشيرة وأختها باهلة ولدتا قبيلتين عظيمتين، نزلت بالكوفة منهم أبو عمرو جرير بن عبد الله البجلي - وقد قيل كنيته أبو عبد الله - وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنا من المدينة أناخ راحلته وحل عيبته ولبس حلته فأقبل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب وقد قال لهم: يطلع عليكم رجل من اليمن به مسحة ملك، وألقى له رداءه وقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه، ما حجبه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم ولا رآه إلا تبسم في وجهه، خرج إلى قرقيسيا من الكوفة وسكنها، وتوفي بها سنة إحدى وخمسين.
وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد
__________
(1) بلا نقط واضح في النسخ، وفي تاريخ ابن الفرضي " نجية " وفي الجذوة " نجبة " وأراه الصواب.
(2) الصواب (بجانة).
(3) ويقال أبولوي ويقال أبو المغراء كما مر عن الجذوة.
(*)(1/284)
ابن حبتة البجلي صاحب أبي حنيفة رحمهما الله، من أهل الكوفة، كان قاضي القضاة، يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري، روى عنه بشر بن الوليد وعامة أهل العراق وكان متقنا، مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين ومائة ببغداد.
وأبو علي الحسين بن الفضل البجلي بغدادي، سكن نيسابور، وهو صاحب التفسير والعالم بأصول الكلام.
ومن المتأخرين أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن أبي عمر بن شاذان البجلي الرازي الحافظ، رحل إلى العراق والحجاز وطاف في أكناف الجبال وطبرستان وخراسان، وكان
حافظا جليل القدر خرج إلى ما وراء النهر، ومات بتلك الديار وكثرت الرواية عنه لاهلها، سمع أبا عمرو بن حمدان وأبا بكر الجوزقي وزاهر بن أحمد السرخسي وشافع بن محمد بن أبي عونة الاسفراييني وأبا النصر محمد بن أحمد بن سليمان الشر مغولي وغيرهم، روى عنه جماعة، مات في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
ومن المنتسبين إلى بجيلة ولاء الفيض بن الفضل البجلي، يروي عن السري بن إسماعيل ومسعر بن كدام، روى عنه يعقوب بن سفيان، قال أبو حاتم بن حبان: الفيض بن الفضل من أهل الكوفة مولى بجيلة.
ويحيى بن ضريس البجلي، مولى بجيلة من أهل الري، كان قاضيا بها، ومحمد بن أيوب الرازي من أولاده، يروي عن الثوري والكوفيين، روى عنه ابن حميد الرازي، مات في شهر ربيع الاول سنة ثلاث ومائتين.
وعيسى بن عبد الرحمن البجلي، قال أبو حاتم بن حبان: وبجيلة حي من سليم، يروي عن أبي عمرو الشيباني والشعبي، روى عنه أبو غسان وأبو نعيم الكوفيان، عداده في أهل الكوفة.
والمنتسب إلى بجيلة ولاء أبو محمد الحسن بن عمارة بن مضرس البجلي، مولى بجيلة من أهل الكوفة، وكان عابدا، يروي عن الزهري وعمرو بن دينار والمنهال بن عمرو والحكم وذويهم، وكان ابن عيينة إذا سمعه يروي عن الزهري وعمرو بن دينار جعل إصبعيه في أذنيه، ومات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وكان شعبة يقول: ما أبالي حدثت عن الحسن بن عمارة بحديث أو زنيت زنية في الاسلام، وكان الحسن بن عمارة يقول: الناس كلهم مني في حل خلا شعبة فإني لا أجعله في حل حتى أقف أنا وهو بين يدي الله فيحكم بيني وبينه.
وأما المهيمن بن عبد الرحمن البجلي منسوب إلى بجيلة عك.
ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة السادسة من الشاميين، وعك هذا هو ابن عدنان أخو معد بن عدنان، وبعضهم نسبه إلى الازد فقال: عك بن عدثان - بالثاء المعجمة بثلاث، والصحيح القول الاول، قال العباس بن مرداس السلمي: وعك بن عدنان الذين تلعبوا * بغسان حتى طردوا كل مطرد وجماعة نسبوا إلى بجيلة احمس منهم إسماعيل بن أبي خالد الاحمسي البجلي وينظر.(1/285)
البجلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الجيم، هذه النسبة إلى بجلة وهم رهط من سليم بن منصور يقال لهم بنو بجلة نسبوا إلى أمهم بجلة بنت هناءة بن مالك بن فهم الازدي فمنهم أبو نجيح عمرو بن عبسة بن بجلة بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان - البجلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومازن أمه بجلة بنت هناءة، وعمرو بن عبسة هذا من قدماء الصحابة يقال انه كان ربع الاسلام.
وعيسى بن عبد الرحمن السلمي البجلي الكوفي، حدث عنه سفيان الثوري وأبو نعيم الكوفي وجماعة، والمتنكب البجلي شاعر فارس ذكره الآمدي - قاله ابن ماكولا في الاكمال (1).
البجواري: بفتح الباء الموحدة والواو بينهما الجيم الساكنة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بجوار وهي محلة كبيرة بمرو بأسفل البلد وإنما قيل لها سكة بجوار لان على رأس السكة بجوارا للماء يعني مقسما للماء فنسب السكة إليه منها أبو علي الحسن بن محمد بن مهران (2) الخياط البجواري، ذكره أبو زرعة السنجي وقال: أبو علي الخياط الرجل الصالح، سمع إسحاق بن إبراهيم الخمقاباذي، سكن بجوار (3).
البجيري: بضم الباء المنقوطة بنقطة وفتح الجيم وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والراء المهملة، هذه النسبة إلى الجد وهو بجير، المشهور منهم أبو حفص عمر بن محمد بن بجير بن خازم بن راشد الهمداني الخشوفغني السغدي المعروف بالبجيري صاحب كتاب الجامع الصحيح، من قرية خشوفغن، ويقال لها رأس القنطرة الساعة، سمعت جامعه الصحيح بنسف، وولد أبو حفص سنة ثلاث وعشري ومائتين.
ومات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، يروي عن أبيه ومحمد بن عبد الاعلى الصنعاني ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى البصريين وغيرهم، روى عنه أبو نصر الكرميني محمد بن أحمد بن علي بن حيويه وأبو حاتم محمد بن حبان البستي.
وأبوه أبو عمر محمد بن بجير.
سمع مسدد بن مسرهد والقعنبي
وجماعة سواهما، روى عنه ابنه، ومات في شعبان سنة ثمان وستين ومائتين.
وابنه أبو الحسن محمد بن عمر البجيري، روى عن أبيه وإسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن
__________
(1) في التوضيح " وورد ابن خالد بن حذيفة السلمي البجلي الصحابي، كان على ميمنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح.
(2) أنظر اللباب: 1 / 122.
(3) (221 - البجي) في معجم البلدان " بج حوران الجيم مشددة - من أعمال دمشق قال الحافظ أبو القاسم العساكري: محمد بن عبد الله أبو عبد الله البجي من بج حوران - قرية كانت على باب دمشق حكى عن الاوزاعي روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد، ومنها أبو عبد الله جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب بن عبد الله بن عبد الغفار.
(*)(1/286)
عبد العزيز البغوي وبشر بن موسى الاسدي ويعقوب بن يوسف القاضي وعمر بن حفص السدوسي، توفي في شهر ربيع الاول سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وحفيده أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر البجيري، يروي عن جيده.
وهو راوي الجامع والسفينة عن جده، ويروي عن الحسن بن صاحب الشاشي وأحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي وغيرهم، روى عنه غنجار والمستغفري، توفي في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
وأبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة الذهلي البجيري، نسب إلى جده الاعلى بجير، من أهل بغداد.
كان من أهل العلم والفضل، ولي القضاء ببغداد مدة، وبمصر مدة، وكان ذكيا متقنا، سمع أبا شعيب الحراني ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن عبدوس بن كامل وأحمد بن يحيى ثعلب وموسى بن هارون الحافظ وجماعة من طبقتهم، وولي القضاء بمدينة المنصور وبالشرقية وحدث ببغداد شيئا يسيرا، ونزل مصر وحدث بها فأكثر وكتب عنه عامة أهلها، وسمع منه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو محمد عبد الغني بن سعيد الازدي الحافظان وكان ثقة وآخر من حدث عنه أبو الحسن محمد بن الحسين بن الطفال المصري، وتوفي في سنة سبع وستين وثلاثمائة بمصر، وكانت ولادته في سنة تسع وسبعين ومائتين.(1/287)
باب الباء والحاء البحاثي: بفتح الباء الموحدة والحاء المهملة المشددة وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى البحاث وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وفيهم كثرة، منهم أبو جعفر محمد بن إسحاق بن علي بن (1) البحاثي الزوزني، كان فاضلا عالما صنف التصانيف والكتب منها كتاب نحو القلوب، سمع أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم، روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني وأبو الفضل محمد بن أحمد الزاهري وأبو أحمد عبد الرحمن بن أحمد الشير نخشيري وغيرهم من المراوزة.
وبحاث بن ثعلبة بن خزمة الانصاري، وقال ابن إسحاق: نجاب بن ثعلبة بن خزمة شهد بدرا، من الانصار - كذا قال - وعبد الله بن ثعلبة بن خزمة، قال ابن الكلبي: بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء من بني فران بن بلي، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه عبد الله بن ثعلبة وحلفهم في بني عوف بن الخزرج (2).
البحراني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الحاء المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى البحر أو إلى الجزائر والسكون فيها (3) واستدامة ركوب البحار أو كان ملاح السفن (4)، والمشهور بها أبو عبد الله محمد بن معمر القيسي البحراني، بصري ثقة، حدث عنه البخاري، وقال الدارقطني: محمد بن معمر البحراني كان بالبصرة، هو الذي روى التفسير عن روح بن عبادة، وصنف مسندا سمع منه، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا.
وأبو الفضل العباس بن يزيد بن أبي حبيب البحراني معروف بعباسويه، يحدث عن محمد بن جعفر غندر وسفيان بن حبيب ويحيى بن سعيد القطان وخالد بن الحارث وابن عيينة ويزيد بن هارون ومروان بن معاوية وعبد الرزاق ويزيد بن زريع وغيرهم، روى عنه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد العطار وغيرهم، قال أبو الفضل صالح بن أحمد التميمي: العباس بن يزيد البحراني قدم همذان وحدث بها
كتبا كثيرة من مصنفاته وغيرها، حدثنا عنه أبو محمد بن أبي حاتم، وقال: كتبت عنه بسامراء مع أبي، وأفادنا عنه إبراهيم بن أورمة وكتبه لنا بخطه وقال: محله الصدق: قال محمد بن
__________
(1) أنظر اللباب: 1 / 123.
(3) أنظر اللباب: 1 / 123.
(2) وفي استدراك ابن نقطة " أبو الحسن علي بن محمد بن علي البحاثي حدث عن أبي الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبي الحسن محمد بن محمد الزوزني حدث عنه إسماعيل بن أحمد البيهقي وزاهر بن طاهر الشحامي.
(4) إنما البحراني منسوب إلى البحرين راجع اللباب 1 / 124.
(*)(1/288)
إسحاق المسوحي الحافظ الاصبهاني: وافيت البصرة فقال لي المحدثون بها: فيم جئت ؟ قلت: طلب الحديث فقالوا: عندكم العباس بن يزيد البحراني ؟ قلت: نعم، فقالوا: ما تصنع عندنا ؟ وسئل الدارقطني عنه فقال: ثقة مأمون (1)، ومات سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وزكريا بن عطية البحراني، سمع زكريا بن سليم وسلاما أبا المنذر.
ويعقوب بن يوسف بن أبي عيسى البحراني، يحدث عن روح بن عبادة، روى عنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني.
البحتري: بضم الباء المنقوطة وسكون الحاء المهملة وضم التاء المنقوطة بنقطتين من فوق والراء المهملة بعده، هذه النسبة إلى بحتر وهو بطن من طيئ وهو بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة - وهو طيئ، والمشهور بهذه النسبة الشاعر المعروف أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى البحتري، مداح المتوكل، وكان من منبج الشام، ونسبته: الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن خيثم (2) بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود البحتري الطائي، ولد بمنبج وبها نشأ وتأدب، وخرج إلى العراق ومدح بها المتوكل على الله ووزيره الفتح بن خاقان وسائر الاكابر وعاد إلى بلده منبج ومات بها، روى عنه أشياء من شعره محمد بن يزيد المبرد ومحمد بن خلف من المرزبان وأبو عبد الله بن المحاملي ومحمد بن يحيى الصولي
وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وديوان شعره سائر مشهور، كنت حفظت منه أكثر من ألف بيت، قال البحتري: أنشدت أبا تمام يوما شيئا من شعري فأنشد بيت أوس بن حجر: إذا مقرم منا ذرا حدنا به * تخمط فينا ناب آخر مقرم وقال نعيت إلى نفسي، فقلت: أعيذك بالله من هذا، فقال: إن عمري ليس يطول وقد نشأ مثلك لطيئ، أما علمت أن خالد بن صفوان المنقري رأى شبيب بن شيبة وهو من رهطه يتكلم فقال: يا بني نعي نفسي إلي إحسانك في كلامك لانا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله، قال: فمات أبو تمام بعد سنة من قوله هذا.
وكانت ولادة البحتري في سنة
__________
(1) هذا حكاه السلمي - وفيه ما فيه - عن الدارقطني.
وقال أبو القاسم الازهري: " سئل عنه الدارقطني فقال: تكلموا فيه " راجع ترجمة عباس في التهذيب.
(3) كذا في ك هنا وفي نسب الهيثم الآتي قريبا وفي م هنا " الخيثم " وفيما يأتي خيثم وفي تاريخ بغداد في نسب الشاعر " خيثم " وفي نسب الهيثم " خيثم " وفي تاريخ ابن خلكان في نسب الشاعر " جشم " وفي نسب الهيثم " خيثم " وفي الاسماء (خيثمة) كحيدرة كثير و (خثيم) كزبير قليل فيكثر تحريفه إلى (خيثم) كحيدر وربما حرف إلى (جشم) مع أن الظاهر أنه لا يوجد (خيثم) كحيدر في الاسماء.
(*)(1/289)
مائتين، وقيل سنة ست ومائتين، ومات بمنبج سنة خمس وثمانين ومائتين.
وأبو عبد الرحمن الهيثم بن عدى بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد بن جابر بن عدي بن خالد بن خيثم بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود البحتري الطائي من أهل الكوفة، كان أبوه واسطيا وأمه من سبي منبج وأما الهيثم فمن أهل الكوفة بها ولد ونشأ ثم انتقل إلى بغداد وسكنها، حدث عن هشام بن عروة ومحمد بن إسحاق ومجالد بن سعيد ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن أبي عروبة وشعبة بن الحجاج وغيرهم، روى عنه العلاء بن موسى ومحمد بن سعد كاتب الواقدي والقاسم بن سعيد بن المسيب بن شريك وأحمد بن عبيد بن ناصح، ورماه يحيى بن معين بالكذب وقال: الهيثم بن عدي كوفي ليس
بثقة كان يكذب.
وقال علي بن المديني: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي ولا أرضاه في الحديث ولا في الانساب ولا في شئ.
كان مولاي يقوم عامة الليل يصلي فإذا أصبح جلس يكذب، ومات بفم الصلح في أول المحرم من سنة سبع ومائتين، وبلغ ثلاثا وتسعين سنة وصحبني أعرابي من بحتر من حوران إلى بيت المقدس يقال له أبو منيع شافع بن منيع البحتري الطائي وترافقنا في بلاد الساحل وكتبت عنه إقطاعا من الشعر بها وببيت المقدس.
ومن الصحابة الوليد بن جابر بن ظالم البحتري، قال الدارقطني: هو من بني بحتر بن عتود وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم، وقال الدارقطني: جدي بن بحتر الطائي شاعر هو الذي يقول: طرقنا أخا داود نلتمس الغنى * فعبس لما أن رآنا وقطبا قال ذلك لكلفة بن قعين الاسدي فسمي كلفة عبسا بذلك.
البحرويي: بفتح الباء الموحدة وسكون الحاء المهملة وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بحرويه وهو لقب لجد أبي عبد الله محمد بن يحيى بن محمد بن بحر الشروطي البحرويي المعروف بابن بحرويه، من أهل أصبهان، كان كاتب القضاة، يروي عن أحمد بن مهدي وعبد الله بن محمد بن النعمان وغيرهما، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، ومات في المحرم سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم إبراهيم بن منصور.
البحري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الحاء المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى البحر، والمشهور بهذه النسبة أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن يوسف البحري الحافظ الجرجاني، ظني أنه قيل له البحري لانه كان يسافر إلى البحر، سمع(1/290)
أبا إسماعيل السلمي وإسماعيل القاضي ومحمد بن مسلمة الواسطي والحارث بن أبي أسامة وهلال بن العلاء الرقي وأكثر عن الدبري، حدث عنه أبو بكر الاسماعيلي وابنه أو نصر
الاسماعيلي وأبو أحمد بن عدي الحافظ ويوسف بن إبراهيم والد حمزة السهمي وأسهم بن إبراهيم، وتوفي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة (1).
البحيري: بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بحير وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منه أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح بن حيان (2) بن المختار البحيري العدل من أهل نيسابور كان أحد العدول الاثبات ومن بيت التزكية والعدالة، له رحلة إلى العراق، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وببغداد أبا بكر محمد بن محمد بن الباغندي وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأملى وحدث بنيسابور، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وحفيده أبو عثمان البحيري وأبو سعد الكنجروذي، وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو الحسين البحيري سمع بنيسابور أحمد بن إبراهيم في طبقة قبل أبي بكر محمد بن إسحاق، وبالعراق، وعقدت له المجلس في دار السنة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وتوفي في المحرم سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وصلى عليه ابنه أبو عمرو.
وابنه أبو عمرو محمد بن أبي الحسين البحيري، من حفاظ الحديث المبرزين في المذاكرة - هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: سمع يحيى بن منصور القاضي وأبا بكر وأبا القاسم ابني المؤمل بن الحسن بن عيسى وأبا محمد الكعبي وأقرانهم وسمع بالعراق والحجاز بعد الستين والثلاثمائة، ثم قال: سمعت أبا عمرو يقول: لما ابتدأت في طلب الحديث كنت أكتب عن إبراهيم بن أحمد البزاري الكثير لقربه مني وكنت أتتبع أحاديث كثير بن سليمان وغيره ممن يقرب الاسانيد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام كأنه يقول لي: لا تشتغل بكثير بن سليمان وأقرانه - هذا أو نحوه، ثم قال: توفي أبو عمرو في شعبان سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وصلى عليه ابنه أبو حفص، ودفن بمقبرة ملقاباذ (3).
وحفيده أبو عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري، كان شيخا جليلا ثقة صدوقا من بيت التزكية، رحل إلى العراق والحجاز وأدرك الاسانيد العالية وعمر العمر الطويل حتى حدث
__________
(1) في اللباب " فاته - البحري - نسبة إلى الجد وهو أبو بكر عبد الله بن علي بن بحر البحري البلخي الامام الفقيه روى عن أبي جعفر محمد بن أحمد المذكر البلخي روى عنه إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك المؤذن ".
(2) في م وس " حباب " وفي استدراك ابن نقطة " حيان " لكنه أخره عن مختار قال "...نوح ابن مختار بن حيان ".
(3) هذا نص على أن ملقاباذ بنيسابور، وفي معجم البلدان " محلة بأصبهان، وقيل بنيسابور ".
(*)(1/291)
بالكثير وأملى، سمع بنيسابور أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري والحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ، وبسرخس أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي، وبمرو أبا الهيثم محمد بن مكي الكشميهني، وببغداد أبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وبالكوفة أبا الفضل محمد بن الحسن بن أحمد بن جعفر بن حطيط الاسدي، وبمكة أبا الحسين أحمد بن عبد الله بن رزيق البغدادي وجماعة، روى لي عنه أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي وأبو المظفر بن القشيري وأبو القاسم الشحامي وأبو بكر يحيى بن عبد الرحيم اللسكي (؟) ولم يحدثنا عنه سوى هؤلاء، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة أربع وستين وثلاثمائة بنيسابور، ووفاته في ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
ومحمد بن الحسن بن جعفر بن محمد بن البحيري، من أهل نيسابور، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن محمد بن سعيد البحيري، روى عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي.(1/292)
باب الباء والخاء البخاري: بضم الباء الموحدة وفتح الخاء المعجمة والراء بعد الالف، هذه النسبة إلى البلد المعروف بما وراء النهر يقال لها بخارا، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن يجاوزون الحد، وصنف تاريخها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغنجار الحافظ البخاري، وأحسن في ذلك.
وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة
الجعفي البخاري المعروف في الشرق والغرب صاحب كتاب الجامع الصحيح.
وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن (1) بن محمد بن حمدون بن بخار البخاري، نسب إلى جده الاعلى، من أهل نيسابور، كان من أعيان أصحاب أبي الوليد القدماء منهم وصحب الصالحين والمستورين سنين وعقد له أبو الوليد التدريس في حياته، وذكر أبو إسحاق المزكي قال قلت لابي الوليد سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة: يخرج معنا السنة جماعة من الفقهاء من أصحابك وإن وقعت لي مسألة في الدين إلى من أرجع منهم ؟ فقال: إلى أبي الفضل بن بخار، سمع بنيسابور أبا محمد وأبا حامد ابني الشرقي ومكي بن عبدان، وبسرخس أبا العباس الدغولي، وببغداد إسماعيل بن محمد الصفار، وبمكة أبا سعيد أحمد بن محمد بن الاعرابي وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: اعتل أبو الفضل بن بخار قبل موته بسنين علة من الرطوبة فعمي وصم وزال عقله وبقي على ذلك قريبا من ثلاث سنين ثم توفي في جمادى الاولى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
وأما أبوه أبو بكر محمد بن حمدون بن بخار المعدل البخاري كان من المعدلين بنيسابور وكان من الملازمين للشيخين أبي علي الثقفي وأبي بكر بن إسحاق، سمع أبا عبد الله الفوشنجي وإبراهيم بن أبي طالب وأقرانهما سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي في شهر رمضان من سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة (2).
إنما قيل له البخاري لانه كان يحرق البخور في جامع بغداد حسبة فجعل عوام بغداد البخوري بخاريا وعرف بيته ببيت ابن (3) البخاري.
__________
(1) أنظر اللباب 1 / 125.
(2) هنا سقط والعبارة الآتية تتعلق برجل آخر ذكره في اللباب قال فأما أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد أبو المعالي البغدادي البخاري فإنما - إلخ، وترجمة أبي المعالي هذا في المنتظم ج 9 رقم 367 وفيها " ولد سنة ثلاثين وأربعمائة...وتوفي في هذه السنة أربع عشرة وخمسمائة...".
(3) ثبت في كل ومثله في اللباب وفي التوضيح عن عبد الرزاق الجيلي أن كلمة (البخاري) لقب بها محمد بن علي والد أبي المعالي هذا وذكر أن سبب ذلك أنه " كان يبخر البخور في الحانات ".
(*)(1/293)
البختري: بالباء المنقوطة من تحتها بنقطة والخاء المنقوطة الساكنة وبعدها التاء المفتوحة المنقوطة من فوقها بنقطتين بعدها راء مهملة، وهذا إسم يشبه النسبة، منهم البختري بن عزرة المصري، يروي عن عمر رضي الله عنه.
وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز من محدثي بغداد، يروي عن سعدان بن نصر البزاز، روى عنه أبو الحسن بن مخلد البزاز.
وأبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي، إمام أهل البصرة ممن رحل وجمع، روى عنه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وأبو الحسن علي بن القاسم بن النجاد البصريان وغيرهما.
البختي: بضم الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه اللفظة تشبه النسبة وهو بختي بن كرار (1)، ذكره أبو فراس في نسب بني سامة بن لؤي ذكره أبو فراس فقال: بختي بن كرار بن كعب بن مالك بن عتبة بن جابر بن الحارث بن عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤي.
وبختي بن عمر الثقفي، كوفي، يروي عن محمد بن النضر الحارثي، وكان من الزهاد العباد، روى عنه الحسين بن علي الجعفي.
البخجرماني (2): بفتح الباء الموحدة والخاء المعجمة الساكنة والجيم المفتوحة والراء الساكنة والميم المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو عند اندرابة يقال لها بخجرمان كان ينزل عسكر بلخ بها، سمعت بهذه القرية جزءا من حديث الهيثم بن كليب عن محمد بن محمد الصلواتي بروايته عن الخليلي عن الخزاعي عنه، ورأيت في كتاب أبي زرعة السنجي أن اسم هذه القرية بفجرمان - بالغين المعجمة، منها حصن بن عبد الحليم البفجرماني، له رحلة إلى العراق والحجاز، سمع المقرئ وأبا قدامة الضبي ومؤملا وغيرهم، قال أبو زرعة السنجي: هو من قرية بغجرمان.
__________
(1) في النسخ " كران " والصواب " كرار " راجع الاكمال بتعليقه 1 / 504.
(2) مثله في اللباب وذكرا أنها نسبة إلى رقة (بخجرمان)، وفي معجم البلدان أن القرية (بخجرميان) والنسبة إليها
(بخجرمياني).
(*)(1/294)
باب الباء مع الدال البداكري: هذه النسبة إلى بداكري وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو جعفر رضوان بن سالم البداكري البخاري، يروي عن أبي حفص الكبير ومسيب بن إسحاق، روى عنه مكي بن خلف بن عثمان وأبو بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد البخاريان.
البدائي: بفتح الباء الموحدة والدال المهملة وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى البدائية وهم جماعة من غلاة الروافض وهم الذين أجازوا البداء على الله عزوجل وزعموا أنه يريد الشئ ثم يبدو له، وأول ظهور هذا القول من جهة المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي غلب على الكوفة وأعمالها وقتل قتلة الحسين رضي الله عنه، وقيل إن المختار أخذ هذا القول عن مولى لعلي رضي الله عنه يقال له كيسان، وفي إجاز البداء على الله تعالى إجازة الندم عليه، وهذا كفر.
البدخكثي: بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الدال المهملة وسكون الخاء المعجمة وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى بدخكث وظني أنها من بلاد اسفيجاب أو الشاش، منها أبو سعيد ميكائيل بن حنيفة البدخكثي، يروي عن صالح بن محمد الترمذي، روى عنه الحسن بن منصور المقرئ الاسفيجابي، وقتل شهيدا سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
البدري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الدال المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بدر وهي إسم بئر بين مكة والمدينة كانت بها الوقعة المشهورة للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالي: * (لقد نصركم الله ببدر وانتم أذلة) * وهذه البئر تنسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، وجماعة من الصحابة حضروا هذه الوقعة يقال لهم فلان البدري وفيهم كثرة وشهرة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم، لقد اطلع الله على أهل بدر وقال لهم اعملوا ما شئتم.
والعشرة المبشرة منهم
إلا عثمان بن عفان رضي الله عنه فإنه تأخر بسبب تمريض رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذنه.
وأما أبو مسعود عقبة بن عمرو البدري من الصحابة نزل بدر يعني هذه البئر فنسب إلى هذا الموضع ولم يكن شهد هذه الوقعة.
وكذلك أبو حبة ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس البدري، نزل آبار بدر فنسب إليها.
وأما أحمد بن موسى بن نصر بن الجهضم البدري - هو ابن عم يحيى بن بدر القرشي البغدادي، نسب إلى بعض أجداده واسمه بدر فاشتهر بهذه(1/295)
النسبة والله أعلم.
وببغداد محلة يقال لها البدرية من محال نهر المعلي وجماعة من أهل العلم كانوا قد سكنوها، منهم أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عبيدالله بن القاسم بن عبيدالله بن سليمان بن وهب البدري الدباس الاديب المعروف بالبارع، كان فاضلا حسن الشعر، قرأ القرآن بروايات على جماعة وسمع الحديث عن أبي علي الحسن بن غالب بن علي المقرئ وأبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة المعدل وغيرهما، روى عنه جماعة كثيرة، أنشدني أبو المعمر الانصاري من لفظه ببغداد، أنشدني أبو عبد الله البارع الاديب البدري لنفسه: ذكر الاحباب والوطنا * والصبي والالف والسكنا فبكى شجوا وحق له * مدنف بالشوق حلف ضنا وهي طويلة، وكانت ولادته في صفر سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، وتوفي في جمادي الآخرة سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وكان قد أضر في آخر عمره.
وبنو بدر بطن من حجر رعين، منهم أبويحيى عميرة بن أبي ناجية البدري - قال أبو سعيد بن يونس: هو مولى حجر من رعين ثم لبني بدر، كان ناسكا متعبدا يقال أن أباه أبا ناجية كان روميا يدعى حريثا، روى عنه عبد الرحمن بن شريح وحيوة بن شريح وبكر بن مضر ويحيى بن أيوب ورشدين بن سعد وابن وهب، قال أحمد بن يحيى بن وزير: توفي عميرة بن أبي ناجية البدري سنة ثلاث وخمسين ومائة ببطن بحر منصرفا من الحج، قال: وكانت له عبادة وفضل.
البدني: بفتح الباء الموحدة والدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى البدن وهو إسم جماعة، قال ابن الكلبي: إنما سمي امرئ القيس بن عمرو بن عبدي بن نصر من بني نمارة بن لخم البدن لانه كان عظيما في أمره كبيرا، والبدن في كلام العرب الكبير العظيم.
قال محمد بن إسحاق: أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة بن البدن - بالباء والنون - شهد بدرا، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صالحة.
وقال ابن إسحاق فيمن قتل يوم أحد من بني ساعدة: ثقيب بن فروة بن البدن، وتابعه إبراهيم بن سعد على النسب وخالفه في اسمه فقال: ثقيف بن فروة بن البدن، وقال الزهري: أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدن والله أعلم، هكذا كان في أصل الدارقطني مضببا على الشك في ثلاث مواضع.
وبدن بطن من كلب وهو بدن بن عامر بن زهير بن جناب بن هبل من بني كلب بن وبرة، بطن - هكذا قال الدارقطني.(1/296)
البدوي: بفتح الباء الموحدة والدال المهملة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى البادية، ورأيت بهذا الانتساب عصام بن الليث البدوي الليثي، ذكره في تاريخ نيسابور، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ثنا أبو الحسن محمد بن الحسين الجرجاني ثنا علي بن داود الجرجاني وكان قد أتى عليه مائة وخمس وعشرون سنة، سمعت عصام بن الليث الليثي البدوي من بني فزارة في البادية يقول: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقول الله عزوجل: من لم يرض بقضائي وقدري فليلتمس ربا غيري.
أخبرناه أبو القاسم الشحامي بنيسابور أنا أبو بكر أحمد بن الحسين الحافظ إجازة أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ - الحديث وهو إسناد مظلم لا أصل له.
البديانوي: بفتح الباء الموحدة ولكن تحتها ثلاثة (1) وسكون الدال المهملة وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف يقال لها بديانة، منها أبو سلمة البديانوي، كان أحد الزهاد وكان له كلام في الزهد والمعرفة، روى عنه
أبو العباس المهدي بن سمعان بن حامد الاباعري.
البديحي: بضم الباء الموحدة وفتح الدال والحاء المهملتين بينهما الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، هذه النسبة إلى بديح وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وبديح هذا هو مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط بن عبد الله بن إبراهيم بن بديح السني البديحي الدينوري، من أهل الدينور، كان إماما حافظا فاضلا ثقة صدوقا ورعا زاهدا مكثرا من الحديث، رحل إلى العراقين [ والحجاز - (2) ] والشام وديار مصر وأدرك جماعة كثيرة من العلماء وكتب عنهم، ثم رجع واشتغل بالجمع والتصنيف وانتشرت كتبه في الآفاق، سمع ببغداد أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وبالكوفة أبا محمد بن زيدان البجلي، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي (3)، وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، وخلقا يطول ذكرهم من هذه الطبقة، روى عنه أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد الكسار وأبو الحسن علي بن عمر
__________
(1) والصواب " ثلاث " أي ثلاث نقط أي أنها التي بين الباء والفاء.
(2) ليس في ك.
(3) ثبت في ك فقط.
(*)(1/297)
الهمذاني الاسد اباذي (1) وأبو بكر (2) أحمد بن عبد الله بن علي بن شاذان الدينوري وغيرهم وحفيده أبو زرعة روح بن محمد بن أبي بكر السني البديحي، كان فقيها عارفا بالفقه أديبا، ولي القضاء بأصبهان مدة، سمع أبا الفضل العباس بن الحسين الصفار وجعفر بن عبد الله بن يعقوب بن الفناكي وأبا الحسين أحمد بن فارس اللغوي وعلي بن محمد بن عمر القصار وأبا زرعة أحمد بن الحسين الرازي وأبا أحمد الحسين بن علي التميمي وإسحاق بن سعد بن
الحسن بن سفيان النسوي وأبا الهيثم أحمد بن عمر بن شبويه وأبا حامد أحمد بن الحسين المروزيين وأبا منصور محمد بن أحمد بن شبويه الابيوردي، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت في تاريخ بغداد وقال: أبو زرعة الرازي جده أبو بكر السني الدينوري الحافظ، قدم بغداد علينا حاجا وحدث بها فكتبنا عنه في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة، ولقيته أيضا بالكرج في سنة إحدى وعشرين وكتبت عنه هناك وكان صدوقا فهما أديبا تفقه على مذهب الشافعي وولي القضاء بأصبهان وبلغني أنه مات بالكرج في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
البديلي: بضم الباء الموحدة وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بديل وهو إسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو بكر عبد الله بن محمد بن بديل الاشقر البديلي، شيخ أهل الرأي في عصره ومقدمهم ببخارا وأكثرهم تعصبا في المذهب، وكان كثير الحديث صحيح السماع، سمع ببخارا أبا عبد الرحمن بن أبي الليث، وبمرو عبد الله بن محمود السعدي، وبالري أحمد بن جعفر بن نصر - سمع منه مسنده، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الفضل محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل بن ورقاء الخزاعي البديلي المقرئ الجرجاني، من أهل جرجان.
لم يكن بموثوق به فيما ينقله، وكان يعرف القراءات وصنف في علومها كتبا، وحدث في الغربة عن يوسف (3) بن يعقوب النجيرمي البصري وأحمد بن عبيدالله النهرديري ومحمد بن أحمد بن إسحاق الاهوازي والحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وغيرهم، كتب عنه أحمد بن عمر بن البقال الحافظ، روى عنه أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن
__________
(1) هكذا في تذكرة الحفاظ رقم 892 وراجع ما تقدم في رسم (الاسد اباذي)، والكلمة هنا في ك بلا نقط والتصق الدال بالالف التي تليه، ووقع في م وس " الاستراباذي ".
(2) في م وس " وأبو نصر ".
(3) مثله في تاريخ بغداد وهو الصواب.
(*)(1/298)
العلوي الكوفي وطبقتهم، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخ بغداد فقال: أبو الفضل الخزاعي كان شديد العناية بعلم القراءات ورأيت له مصنفا يشتمل على أسانيد القراءات المذكورة - فيه: عدة من الاجزاء فأعظمت ذلك واستنكرته حتى ذكر لي بعض من يعتني بعلوم القراءات أنه كان يخلط تخليطا قبيحا ولم يكن على ما يرويه مأمونا، وحكى القاضي أبو العلاء الواسطي عنه أنه وضع كتابا في الحروف ونسبه إلى أبي حنيفة رحمه الله، قال أبو العلاء فأخذت خط الدارقطني وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له، فكبر عليه ذلك وخرج عن بغداد إلى الجبل ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل وسقطت هناك منزلته، وقال أبو العلاء الواسطي: كتبت عن أبي الفضل الخزاعي بواسط وذكر لي هو أن اسمه كميل ثم غير اسمه بعد وتسمى محمدا.
قلت: ووفاته كانت قبل الاربعمائة بقريب.
البديهي: بفتح الباء الموحدة وكسر الدال المهملة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الهاء، هذه النسبة لابي الحسن علي بن محمد البديهي الشاعر، من أهل بغداد، لقب بذلك لسرعة نظمه على البديهة إن شاء الله، سمع أبا بكر بن دريد وأبا عبد الله بن عرفة نفطويه وأبا بكر بن الانباري وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبي علي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن - ذكره أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الاصبهاني وقال: قدم أصبهان في غيبتي عنها ولقيته ببغداد، وروى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ ببغداد.
ومن شعره قوله: لا تحفلن بما تشاهده * لذوي الغني من زهرة النعم والحظ عواقبها فإن لها * عند التنقل وحشة النقم والمرء من عدم تكونه * ومصيره أيضا إلى عدم فليأت أجمل ما يحاوله * ولينف عنه وساوس الهمم
صن ماء وجهك عن إراقته * إن القناعة عمدة الكرم البدي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وتشديد الدال المهملة، هذه النسبة إلى بني بدا وهو بطن من حمير نزل الكوفة، والمشهور بالنسبة إليه زكريا بن يحيى بن خالد البدي، يروي عن الشعبي وهو كوفي عزيز الحديث، ويروي عن إبراهيم النخعي أيضا.
وحبيب بن سيار البدي مولى بني بدا، روى عن زيد بن أرقم رضي الله عنه - في كتاب الدارقطني وابن ماكولا حبيب بن يسار، وهو الصواب، روى عنه يوسف ين صهيب وغيره.
وزكريا بن حكيم الحبطي البدي، يروي عن أهل الكوفة، روى عنه العراقيون، يروي عن الاثبات ما لا يشبه(1/299)
أحاديثهم حتى يسبق إلى القلب أنه المعتمد لها لا يجوز الاحتجاج بخبره - هكذا قال أبو حاتم بن حبان.
وعمرو بن عبيدالله البدي الكندي الكوفي، رأى حجر بن عدي.
وابنه محمد بن عمرو، يروي عن أبيه عمرو.
وزكريا بن يحيى البدي يروي عن همام بن الحارث وإبراهيم النخعي، روى عنه غسان بن الربيع (1).
__________
(1) في اللباب " فاته البدي نسبة إلى بدا (هكذا في المواضع كلها في المخطوطتين، ووقع في المطبوعة: بداء) بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية - بطن بن كندة - منهم الاسود بن ربيعة بن مالك بن ذي العنيني واسمه معاوية بن مالك بن الحارث بن بدا الذي تصدق بماله يوم عين الوردة مع التوابين.
(*)(1/300)
باب الباء والذال البذخشاني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والذال وسكون الخاء وفتح الشين المعجمات وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بذخشان وهي في أعلى طخارستان وهي متاخمة لبلاد الترك وبها رباط، بنت زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور بها حصنا عجيبا قل ما رأى الناس مثله، ومنها يحمل البجاذي (1) واللازورد والبلور وحجر الفتيلة وهو شئ يشبه حشو البردي والحجر الذي يسمى البازهر (2)، خرج منها جماعة من أهل العلم منهم...البذشي: بفتح الباء والذال المعجمتين بواحدة وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى بذش وهي قرية على فرسخين من بسطام وهي من قومس نزلت بها مع القافلة وخرجت منها إلى بسطام ورجعت إليها، والامام المعروف من هذه القرية أبو محمد نوح بن حبيب البذشي، من أهل قومس، يروي عن أبي بكر بن عياش وعبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل ويزيد بن هارون وعبد الرزاق بن همام ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم، روى عنه جماعة من الغرباء مثل أبي بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد بن حنبل وموسى بن هارون وأبي برزة الحاسب، وكان ثقة صاحب سنة اثنى عليه أحمد بن حنبل وأحمد بن سيار، ومات في رجب سنة اثنتين وأربعين ومائتين قبل الرجفة بأربعة عشر يوما بقومس.
وأبو ذر أحمد بن أيوب البذشي، سكن سمنان، يروي عن الحسن بن الربيع ووكيع بن الجراح وكأنه ينزل ويرتفع - يعني في الاسناد، روى عنه يحيى بن بدر القرشي البغدادي.
البذيخوني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الذال المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الخاء المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بذيخون وهي قرية ببخارا على أربعة فراسخ منها، اجتزت بهذه القرية في رجوعي من سرماري (3) من زيارة أحمد بن إسحاق السرماري إلى مغكان (4) وهذه القرية قريبة من مغكان وكان لاصحاب
__________
(1) في معجم البلدان " البجادي " وقال أنه " حجر كالياقوت غير البلخش " يراجع الجماهر للبيروني.
(2) في اللباب " الباذزهر ".
(3) يأتي ذكرها في رسم (السرماري).
(4) يأتي ذكرها في رسم (المغكاني).
(*)(1/301)
الحديث قديما والساعة قد صار لاصحاب أبي حنيفة رحمه الله وبقي بها جمع يسير من أصحابنا، والمشهور بالنسبة إلى هذه القرية أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن
محمد المكتب البذيخوني، كان يحفظ القرآن، سمع إسماعيل [ بن محمد - (1) ] بن أحمد بن حاجب الكشاني أبا علي وأبا الفضل أحمد بن علي السليماني البيكندي وجماعة سواهم، سمع منه ببخارا أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ شيخ عامي يعلم القرآن، سمعت منه ومن أبيه.
البذيسي: بفتح الباء الموحدة وكسر الذال المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها بذيس على خمسة فراسخ، منها أبو عبد الله عبد الصمد بن أحمد بن محمد (2) البذيسي، إمام مسجد الصاغة بمرو، وكان شيخا ظاهره الخير والصلاح، وسمعت من يوثق به أنه كان يشهد بالزور، سمع أبا الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي الجرجاني، قرأت عليه جزءا من حديث أبي أحمد بن عدي الحافظ، وتوفي يوم الاربعاء التاسع عشر من شعبان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، ودفن بسجدان.
البذيلي: بضم الباء الموحدة وفتح الذال المعجمة وسكون الياء آخر الحروف آخرها اللام -، هذه النسبة إلى بذيل وهو بطن من جهينة، قال ابن حبيب: في جهينة بذيل بن سعد بن عدي.
منها عدي بن أبي الزغباء بن سبيع بن ربيعة بن زهرة بن بذيل بن سعد بن عدي بن كاهل بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهني البذيلي، له صحبة هو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر هو وبسبس بن عمرو يتجسسان له الاخبار عن عير قريش.
قال الدارقطني: يقال إسم أبي الزغباء سنان.
__________
(1) مما يأتي في رسمي (الحاجبي) و (الكشاني) ومثله في رسم (الكشاني) من الاكمال واللباب وغيرهما، ووقع في رسم (الحاجبي) من اللباب " إسماعيل بن أحمد بن محمد " كذا.
(2) أنظر اللباب 1 / 130.
(*)(1/302)
باب الباء والراء
البراء: بفتح الباء المنقوطة بنقطة وتشديد الراء المهملة، وهذه النسبة إلى بري الاشياء، والمشهور بها أبو معشر يوسف بن يزيد البراء العطار من أهل البصرة، قال أبو حاتم بن حبان: كان يبري المغازل بها - يعني بالبصرة، هذا قول أبي حاتم، وسمعت أبا القاسم علي بن الحسن الدمشقي الحافظ يقول: كان يبري العود وهو الخشب الذي يتبخر به، قلت: وهذا أشبه لانه كان عطارا، يروي عن موسى بن دهقان، روى عنه محمد بن أبي بكر المقدمي وأهل البصرة.
وأبو العالية زياد بن فيروز البصري البراء من أهل البصرة، يروي عن ابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم، روى عنه عاصم الاحول ويقال إسم أبي العالية البراء: أذينة، وقد قيل اسمه كلثوم، مولى قريش، مات يوم الاثنين في شهر شوال سنة تسعين (1).
البراثي: بفتح الباء الموحدة والراء وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى براثا وهو موضع ببغداد متصل بالكرخ وبه جامع إلى الساعة بقي حيطانه غير أن أمير المؤمنين أمر بسد أبوابه وأن لا يصلى فيه أيام الجمعات فإن جماعة من الشيعة كانوا يجتمعون فيه ويشتمون الصحابة، وقال أبو بكر الخطيب الحافظ: أبو بكر بن البراثي قرية ببغداد من سواد نهر الملك.
والمنتسب إلى هذه القرية جماعة منهم أبو العباس أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد بن غزوان البراثي، يروي عن علي بن الجعد وعبد الله بن عون الخراز ويحيى بن عبد الحميد الحماني وكامل بن طلحة وسريج بن يونس، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي الجرجاني الامام وأبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ وأبو حفص عمر بن علي الزيات.
ووالده أبو عبد الله محمد بن خالد البراثي، كان من أهل الدين والفضل والجلالة والنبل ذا حال من الدنيا حسنة معروفا بالبر واصطناع الخير، وكان صديقا لبشر بن الحارث الحافي يأنس إليه في أموره ويقبل منه ما يهدي إليه وكان يجهز إلى الثغر وكان موسرا، وأسند الحديث عن هشيم بن بشير وسفيان بن عيينة، روى عنه ابنه أبو العباس البراثي.
وأبو عبد الله البراثي العابد، يحكى عنه حكايات في الزهد.
وأبو بكر أحمد بن المبارك بن أحمد يعرف بأبي الرجال البراثي، كتب بالبصرة عن أبي الحسن علي بن
__________
(1) (البراءاني) في معجم " براءان (في نسخة: بران) بالفتح وألف وهمزة وألف أخرى ونون قرية من نواحي أصبهان.
منها أبو بكر ذاكر بن عمر بن سهل الجاري البراءاني.
والجار أيضا من قرى أصبهان ".
(*)(1/303)
محمد بن موسى التمار الامالي (1)، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وقال: كتبت عنه في قريته وكان فاضلا صالحا من أهل القرآن كثير التعبد وكان له بيت ينفرد فيه ولا يخرج منه إلا في أوقات الصلوات ويشتغل فيه بالعبادة، ومات ببراثا في سنة ثلاثين وأربعمائة.
وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن عبدويه المروزي المعروف بالبراثي، حدث عن حفص بن عمرو الربالي ومحمد بن الوليد البسري وإسماعيل بن أبي الحارث وزيد بن إسماعيل الصائغ وعلي بن عبدة التميمي، روى عنه أبو حفص بن شاهين والمعافى بن زكريا الجريري وجماعة، وكان ثقة، مات سلخ جمادى الاولى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة (2).
البراد: بفتح الباء المعجمة بواحدة وتشديد الراء المهملة في آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما لمن يبرد الماء في الكيزان والجرار، والمشهور بهذه النسبة سالم أبو عبد الله البراد، يروي عن ابن عمر وأبي هريرة وأبي مسعود رضي الله عنهم، روى عنه إسماعيل بن خالد وعبد الملك بن عمير.
وصالح البراد من أهل البصرة، يروي عن أبي الاسود الديلي روى عنه أبو هلال الراسبي.
وأما أبو شعيب إسماعيل بن مخلد البراد السمرقندي كان يبيع البرود وهي جمع البرد من الثياب التي تلبس، من أهل سمرقند، يروي عن أبي عصمة أحمد بن معاوية خال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وعمر (3) بن أبي مقاتل الفزاري القاضي وعلي بن إبراهيم البكا وبرد بن أصرم المروزيين، روى عنه عبد بن سهل الزاهد ومسعود بن كامل السمرقنديان.
البراذقي: بفتح الباء الموحدة والراء بعدها الالف وضم الذال المعجمة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى براذق وهو جد أبي البركات يحيى بن محمد بن الحسين (4) بن إسحاق بن براذق المؤدب البراذقي البغدادي من أهل بغداد، سمع أبا المفضل محمد بن
عبد الله بن المطلب الشيباني، ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد فقال: كتبنا عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا، قال فقال: ولدت في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وجدي براذق كان مجوسيا، قال: وسمعت من محمد بن إسماعيل الوراق وضاع كتابي، ومات في السابع من جمادى الآخرة من سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
__________
(1) يعني ما أملاه، وفي تاريخ بغداد عن أبي الرجال هذا " حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن موسى التمار بالبصرة - املاء...".
(2) يستدرك (البراجلي) في تاريخ ابن الفرضي رقم 423 خضر بن شامخ من البراجلة من عمل بجانة.
(3) كذا في ك، وفي نسخ أخرى " وعمران ".
(4) أنظر اللباب 1 / 131.
(*)(1/304)
البرازجاني (1): بفتح الباء الموحدة والراء المهملة والزاي المفتوحة بعد الالف وفتح الجيم ويقال بالقاف أيضا، هذه النسبة إلى برازجان (2) وهي سكة كبيرة بأعلى الماجان بمرو، كان فيها جماعة من العلماء، منهم أبو محمد القاسم بن محمد بن علي بن حمزة الفراهيناني البرازجاني، كان إماما حافظا عارفا بالحديث، وأبوه من مشاهير المحدثين والقاسم هذا كان له مجلس للمذاكرة في المسجد الجامع بباب المدينة يحضره الحفاظ والعلماء ويتذاكرون فيه طرق الحديث، سمع بالعراق القاضي إسماعيل بن إسحاق وأبا بكر عبد الله بن أبي شيبة الكوفي وغيرهما، سمع منه أحمد بن سيار كتاب التاريخ لابيه لجلالته وحسن الكتاب، وكانت وفاته في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
البراكدي: بفتح الباء الموحدة والراء بعدهما الالف والكاف المفتوحة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى براكد وهي قرية من قرى بخارا ويقال لها براكدي (3)، منها أبو العباس الفضل بن محمد بن سون البراكدي البخاري، يروى عن بحير بن النضر ومحمد بن سهل السمرقندي وعلي بن إسحاق الحنظلي، روى عنه أبو الحسين منصور بن
صالح بن حاشد بن سعيد الدهقان (4).
البراني: بفتح الباء المعجمة بنقطة وبتشديد الراء المهملة منسوب إلى قرية فراني (5) ببخارا على خمسة فراسخ منها، بت بها ليلة، فمنهم أبو بكر محمد بن إسماعيل البراني، كان فقيها ثقة مأمونا - هكذا ذكره البصيري في المضافاة (6).
وابن أبو سهل محمود بن محمد بن إسماعيل البراني، يروي عن أبي الفضل الكاغذي، روى لنا عنه أبو البدر صاعد بن عبد الرحمن بن مسلم الخيزراني بسارية مازندران.
وابنه الخطيب أبو المعالي سهل بن محمود، من العلماء العاملين بعلمه، جاور بمكة مدة وكان كثير العبادة والاجتهاد (7).
وابنه أبو الفضل محمد بن سهل البراني الخطيب، سمعت منه بالبرانية بهذه
__________
(1) في اللباب " البرارجاني " وانتظر.
(2) أنظر اللباب 1 / 132.
(3) في نسخ أخرى " براكدان ".
(4) (البرامي) في استدراك ابن نقطة ما لفظة " وأما البرامي بكسر الباء المعجمة بواحدة وفتح الراء الخفيفة وبعد الالف ميم فهو أبو محمد عبد الله بن الفرج بن عبد الله القرشي البرامي، حدث بدمشق عن القاسم بن عثمان الجوعي، حدث عنه أبو بكر بن المقري في معجمه.
(5) ووقع هنا في م وس " بوراني " وفي اللباب ومعجم البلدان.
(6) كذا، والظاهر " المضافات ".
(7) في معجم البلدن " كان إماما فاضلا واعظا اشتغل بالعلم وحصل منه الكثير ثم انقطع إلى العبادة وتلاوة القرآن (*)(1/305)
القرية، روى عن أبيه.
وأبو بكر محمد وأبو محمد عبد الحليم ابنا محمد بن أبي بكر البراني، أما أبو بكر يعرف بالنجيب، كان فقيها فاضلا صالحا، سمعت منه ببنج ديه، وأبو محمد الاديب الحليمي كان أديبا مقرئا، سمعت منه ببخارا.
والاديب أبو نصر - محمد بن أبي أسامة زيد بن محمد بن سعيد بن حمدان بن إسحاق البراني، وبرانة من قراها،
سمع أبا ذر البغدادي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن سليمان الحوري (1) وغيرهما، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وقال: لا بأس به فيما أرى، مطلبي المذهب.
البربري: بفتح الباءين المنقوطتين بنقطتين بينهما راء ممهملة بعد الباء راء أخرى، هذه النسبة إلى بلاد البربر وهي ناحية كبيرة من بلاد المغرب، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد هارون بن أبي إبراهيم البربري (2) من أهل الاهواز واسم أبيه محمد وقيل إن إسم أبي إبراهيم ميمون بن أيمن مولى عقار بن المغيرة بن شعبة، يروي عن عطاء وابن سيرين، روى عنه أبو عامر العقدي.
وهانئ بن سعيد (3) البربري مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه يروي عن عثمان، روى عنه عبد الله بن بحير.
وأبو سعيد سابق بن عبد الله البربر (4)، من أهل حران سكن الرقة، يروي عن مكحول وعمرو بن أبي عمرو، روى عنه الاوزاعي وأهل الجزيرة، وهو الذي يروي عن سعيد بن سمعان.
وأبو أحمد بن موسى بن حماد البربري، حدث عن علي بن الجعد وعبيدالله بن عمر القواريري، وكان إخباريا له معرفة بأيام الناس، يروي عنه القاضيان أحمد بن كامل وعبد الباقي بن قانع وإسماعيل الخطبي وغيرهم.
وعمير بن مدرك بن أبي مدرك (5) واسم أبي مدرك أوس، ويقال أسامة، ويقال نقيع البربري، مولى عياش بن الحارث الخولاني ثم السعدي، وأصله من البربر، يروي عن سفيان بن وهب، روى عنه حرملة بن عمران.
وقد ولى بعض العمالات (6) بمصر لعبد العزيز بن مروان وكان يكتب له، وولد بمصر اليوم ولهم دور بخولان ولهم جنات عمير الذي بالحيرة، قال
__________
وسمع...وغيرهما روى عنه ابنه وحمزة بن إبراهيم الخداباذي وغيرهما ومات ببخارا في جماد الاولى سنة 524.
كله عن أبي سعد ".
(1) في نسخ أخرى " الحوراني ".
(2) لم يكن من البربر وإنما كان يشبههم، قال ابن أبي حاتم.
(3) كذا، والمعروف " هانئ أبو سعيد " ولم يسم أبوه كما في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم وغيرهما.
(4) قال اللباب " الصحيح أن سابقا ليس منسوبا إلى البربر وإنما هو لقب له ".
(5) الصحيح أن من قال " عمير بن أبي مدرك " نسبة إلى جده.
(6) في نسخ أخرى " المعاملات " وكذا.
(*)(1/306)
ابن بكير: توفي عمير بن أبي مدرك سنة سبع وعشرين ومائة.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن ناجية بن نجبة البربري، سمع أبا معمر الهذلي ومجاهد بن موسى وسويد بن سعيد وعبد الله بن معاوية الجمحي وأبا بكر بن أبي شيبة وعبد الواحد بن غياث البصري وعبد الله بن محمد بن أبان الكوفي وعبد الاعلى بن حماد ومحمد بن ميمون الخياط ونصر بن علي الجهضمي، روى عنه أبو بكر بن الانباري وأبو بكر بن مقسم المقري وأبو بكر الشافعي وأبو علي بن الصواف وأبو بكر محمد بن عمر الجعابي وغيرهم، وكان ثقة ثبتا صدوقا، وقال أبو بكر بن كامل القاضي: كان عبد الله بن ناجية ممتعا بإحدى عينيه وغير شيبة بصفرة، وكان من أصحاب الحديث الاكياس المكثرين إلا أنه كان مشهورا بصحبة الكرابيسي، ومات في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة (1).
البربهاري: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة وفتح الباء الثانية أيضا والراء المهملة أيضا بعد الهاء والالف، هذه النسبة إلى بربهار وهي الادوية التي تجلب من الهند من الحشيش والعقاقير والفلوس وغيرها، يقول البحرية، وأهل البصرة لها البربهار ومن يجلبها يقال له البربهاري، والمشهور بهذه النسبة أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر بن علي البربهاري من المحدثين المشهورين، حدث عن أبي العباس محمد بن يونس الكديمي ومحمد بن الفرج الازرق ومحمد بن غالب التمتام وإسماعيل بن إسحاق القاضي وإبراهيم بن إسحاق الحربي ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وغيرهم.
انتخب عليه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وروى عنه أبو الحسن ابن رزقويه وأبو بكر البرقاني وعبيدالله (2) بن عمر بن شاهين وأبو نعيم الحافظ الاصبهاني (3) قال أبو بكر الخطيب: وسألت أبا نعيم الحافظ عنه فقال: كان الدارقطني يقول لنا اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبه حسب (4)
وسئل مرة عنه فقال: كان له أصل صحيح وسماع صحيح وأصل ردئ فحدث بذا وبذاك فأفسده.
وقال محمد بن أبي الفوارس: أبو بحر بن كوثر شيخ فيه نظر.
قال البرقاني: حضرت عند أبي بحر يوما فقال لنا ابن السرخسي: سأريكم أن الشيخ كذاب، وقال لابي بحر: أيها الشيخ فلان بن فلان بن فلان كان ينزل في الموضع الفلاني هل سمعت منه ؟ فقال
__________
(1) (226 - في معجم البلدان " بربشتر - بضم الباء الثانية وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق مدينة عظيمة في شرقي الاندلس...وينسب إليها خلف بن يوسف المقري البربشتري أبو القاسم روى عن أبي عمرو المقري وأجاز له وكان من أهل القرآن والحديث والبراعة والفهم وتوفي في شهر رمضان سنة 451.
(2) مثله في تاريخ بغداد ج 4 رقم 642 وهو الصواب.
(3) ثبت في ك فقط وهو صحيح.
(4) هكذا في تاريخ بغداد وهو الصواب.
(*)(1/307)
أبو بحر: نعم قد سمعت منه.
قال أبو بكر: وكان ابن السرخسي قد اختلق ما سأله عنه ولم يكن للمسألة أصل.
قال أبو بكر الخطيب: قرأت على أبي بكر البرقاني حديثا عن أبي بحر، فقال: خرج عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس في الصحيح، قلت له: وكذلك فعل أبو نعيم الاصبهاني، فقال: لا يسوى أبو بحر عندي كعبا، ثم سمعته ذكره مرة أخرى فقال: كان كذابا.
قال محمد بن أبي الفوارس: مولد أبي بحر في سنة ست وستين ومائتين، وكان مخلطا وله أصول جياد وله أشياء ردية، ومات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
وقال أبو الحسن بن الفرات كان أبو بحر البربهاري مخلطا وظهر منه في آخر عمره أشياء منكرة منها أنه حدث عن يحيى بن أبي طالب وعبدوس المدائني تغفله قوم من أصحاب الحديث وقرأوا عليه ذلك وكانت له أصول كثيرة جيدة فخلط ذلك بغيره وغلبت الغفلة عليه.
وأبو بكر محمد بن موسى بن سهل العطار البربهاري، حدث عن إسحاق بن البهلول الانباري والحسن بن عرفة العبدي، روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي وأبو الحسن الدارقطني
وغيرهما، وكان بغداديا ثقة، ومات في ذي القعدة سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
البرتي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، هذه النسبة إلى برت وهي مدينة بنواحي بغداد، والمشهور بهذه النسبة القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى البرتي.
وابنه أبو خبيب العباس بن أحمد.
وأبو الحسن علي بن عبد الله البرتي واسطي، حدث عن أبي القاسم البغوي ويحيى بن صاعد، روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي.
وأبو الحسن بيان بن أحمد بن بيان بن عبد الله الصارفي الخطيب البرتي، حدث عن أبي بكر محمد بن جعفر بن رميس القصري، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
البرجمي: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم الجيم، هذه النسبة إلى البراجم وهي قبيلة من تميم بن مر، واتفق أن رجلا من العرب قتل واحد من البرجميين أخا له فحلف أن يقتل مائة، منهم فظفر بتسعة وتسعين منهم وقتلهم فبقي واحد، واتفق أن رجلا من برجم كان يسيح في الارض فوقع إلى حي هذا الرجل فنزل به ليضيفه، فقال له: ممن الرجل ؟ فقال: وافد البرجميين فأخذ الرجل السيف وقال: إن الشقي وافد البراجم - وقتله وأبر قسمه وذهبت كلمته مثلا (1).
وذكر ابن الكلبي في الالقاب، قال: إنما سموا البراجم من
__________
(1) أنظر القصة على وجهها في كتب الامثال والقاموس مع شرحه (ب ر ج م).
(*)(1/308)
بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وهم خمسة: عمرو والظليم وقيس وكلفة (1) وغالب بنو حنظلة لانه قال لهم رجل منهم يقال له حارثة بن عامر بن عمرو بن حنظلة: أيتها القبائل التي قد ذهب عددها تعالوا فلنجتمع (2) فلنكن مثل براجم يدي هذه، ففعلوا، فسموا البراجم، والمشهور بالانتساب إليها السكن بن أبي السكن البرجمي واسم أبي السكن سليمان من أهل البصرة، يروي عن حميد الطويل ويونس بن عبيد، روى عنه أزهر بن جميل والبصريون.
وأبو موسى عبد الرحمن بن عجلان البرجمي الطحان من أهل الكوفة، يروي
عن إبراهيم النخعي، روى عنه أهل الكوفة.
وعصمة بن بشير البرجمي، يروي عن الفزع، روى عنه سيف بن هارون وسيف بن هارون البرجمي من أهل الكوفة، يروي عن إسماعيل بن ابى خالد وسليمان التيمي، روى عنه مالك بن إسماعيل وسعيد بن سليمان، يروي عن الاثبات الموضوعات.
وأخوه سنان بن هارون البرجمي، يروي عن حميد الطويل ويزيد بن زياد بن أبي الجعد، عداده في أهل الكوفة، روى عنه رحمويه والعراقيون، منكر الحديث جدا، يروي المناكير عن المشاهير، وكان يحيى بن معين يقول: سنان بن هارون البرجمي ليس حديثه بشئ.
وجعفر بن محمد بن عمار البرجمي من أهل الكوفة، ولي قضاء القضاة بسر من رأى وولي قضاء الكوفة أيضا، ومات بسر من رأى.
وأبو السكن مكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد البرجمي الحنظلي التميمي من أهل بلخ، سمع يزيد بن أبي عبيد وبهز بن حكيم وابن جريج ومالك بن أنس وعبد الله بن سعيد بن أبي هند وهشام بن حسان، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأحمد بن حنبل وعبيدالله بن عمر القواريري والحسن بن عرفة، وكان مكي بن إبراهيم يقول: حججت ستين حجة وتزوجت ستين امرأة وجاورت بالبيت عشر سنين وكتبت عن سبعة عشر نفسا من التابعين، ولو علمت أن الناس يحتاجون إلي لما كتبت دون التابعين عن أحد، وكان مكي يقول: قطعت البادية من بلخ خمسين مرة حاجا، ودفعت في كراء بيوت مكة ألف دينار ومائتي دينار ونيفا، ومات وقد قارب المائة سنة ببلخ في النصف من شعبان سنة خمس عشرة ومائتين.
البرجميني: بضم الباء الموحدة وسكون الراء وضم الجيم وكسر الميم وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى برجمين وهي قرية من قرى بلخ فيما أظن، منها أبو محمد الازهر بن بلخ (2) البرجميني ورد بلاد خراسان وخرج إلى العراق
__________
(1) في نسخ أخرى " وفتن وطلقه ".
(2) أنظر اللباب: 1 / 133.
(3) كذا في ك ومطبوعة اللباب ومعجم البلدان وكذا في القبس وضبب عليه وفي أجود مخطوطتي اللباب " بلج " وهو
مقتضى صنيع أصحاب المشتبه، وفي م وغيرها بلا نقط.
(*)(1/309)
والحجاز في طلب العلم ثلاثين سنة، وكان عالما مكثرا، يروي عن وكيع بن الجراح وإسحاق بن عمرو وغيرهما، روى عنه علي بن الحسن ومحمد بن الحسن وطبقتهما، وله إخوة ثلاثة: إلياس ومكتوم وسعيد أربعتهم بنو بلخ البرجميني (1).
البرجلاني: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى واسط يقال لها برجلان بضم الباء - هكذا ذكر أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، والمشهور من هذه القرية محمد بن الحسين البرجلاني ساكن بغداد، وكان صاحب رقائق وحكايات، روى عن أبي عاصم البصري النبيل وأبي نعيم الكوفي الملائي، روى عن أبي عاصم البصري النبيل وأبي نعيم الكوفي الملائي، روى عنه أبو يعلى الموصلي، وقال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخه لمدينة السلام بغداد: محمد بن الحسين أبو جعفر ويعرف بأبي شيخ البرجلاني ينسب إلى محلة البرجلانية، وهو صاحب كتب الزهد والرقائق، سمع الحسين بن علي الجعفي وزيد بن الحباب وسعيد بن عامر وأزهر بن سعد السمان، روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وأبو بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وسئل أحمد بن حنبل عن شئ من حديث الزهد فقال: عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني، وقال إبراهيم بن إسحاق الحربي لما سئل عن محمد بن الحسين البرجلاني فقال: ما علمت إلا خيرا.
ومات في سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وأما أبو جعفر أحمد بن الخليل (2) بن ثابت البرجلاني كان يسكن (3) محلة البرجلانية فنسب إليها، سمع محمد بن عمر الواقدي وأبا النضر هاشم بن القاسم ويونس بن محمد المؤدب والحسن بن موسى الاشيب والاسود بن عامر شاذان وخلف بن تميم، روى عنه محمد بن عمرو بن البختري الرزاز وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد وعبد الله بن إسحاق البغوي وجماعة آخرهم محمد بن جعفر بن الهيثم البندار،
وكان ثقة، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة سبع وسبعين ومائتين (4).
__________
(1) (البرجوني) قال منصور: " باب البرجوني والمرجوني وكلاهما بالراء والجيم والنون، أما الاول بموحدة مفتوحة قبل الراء فهو أبو العباس أحمد بن عبد الباقي بن مقلة بن دردانة الواسطي البرجوني كتب إلي بالاجازة من واسط، روى عن أبي عبد الله الحسين بن مسلم الواسطي.
والفقيه البرجوني الشافعي كان معيدا لمدرسة الاصحاب ببغداد، وكلاهما منسوب إلى برجونة من بلاد واسط ".
(2) وأحمد هذا في تاريخ بغداد ج 4 رقم 1809 والتهذيب وغيرهما فيمن أول اسم أبيه خاء معجمة " أحمد بن الخليل ".
(3) في نسخ أخرى " سكن " كذا.
(4) (راجع التعليق على الاكمال 1 / 421 فهو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الجذامي، قال أبو الوليد يوسف بن = (*)(1/310)
البرجي: بضم الباء المعجمة بنقطة وسكون الراء المهملة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية برج وهي من قرى أصبهان، والمشهور بها أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار البرجي من أهل أصبهان، كان ثقة، يروي عن أبي جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري، روى عنه أبو عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وغيرهما، وتوفي ليلة الفطر من سنة ست وأربعمائة، وكانت ولادته سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
وأبو القاسم غانم بن أبي نصر محمد بن عبيدالله بن عمر بن أيوب بن زياد كان ثقة مكثرا، روى الكثير عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وأبي الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه الاصبهاني، سمع عنه والدي رحمهما الله، وروى لي عنه جماعة من شيوخي بخراسان والعراق مثل أبي طاهر السنجي بمرو وأبي بكر بن سعد البخاري بهراة، وكتب لي الاجازة بجميع مسموعاته، ومات سنة إحدى عشرة وخمسمائة، وكانت ولادته سنة سبع عشرة وأربعمائة.
وأبو طاهر محمد بن أبي الوفاء الفضل بن أبي سهل محمد بن منصور العروضي البرجي أحد الائمة المشهورين بعلم النظر والاصول، وله براعة في اللغة والشعر، سمع أباه أبا الوفاء البرجي العروضي وغيره، كتبت عنه ببلخ وبخارا، وذكرته مع جده
أبي سهل في العروضي.
البرحي: بفتح الباء والراء وبالحاء المهملة في آخرها، هذه النسبة إلى بريح وهو بطن من كندة من بني الحارث بن معاوية (1)، والمشهور بهذا الانتساب أبو القاسم القاسم (2) بن عبد الله بن ثعلبة التجيبي ثم البرجي (3)، من أهل مصر من التابعين، أدرك عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما روى عنه جعفر بن ربيعة وسلمة بن اكسوم - هكذا ذكر أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخه.
البرحي: بالباء المضمومة المنقوطة بواحدة وفتح الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه
__________
= عبد العزيز الاندي: هو منسوب إلى برجة، بلد من أعمال الرمية، سمع من شيخنا أبي علي وقرأ القرآن على أصحاب أبي عمرو عثمان بن سعيد المقري، توفى بالمرية بعد سنة ست وخمسمائة ".
(1) اعترضه القبس بما حاصله أنه بريح بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون بن أشرس بن كندة، فكيف يقال إنه من بني الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة ؟ وقد يقال لعل هذا بريح آخر وانتظر.
(3) ثبت في ك والذي في اللباب والاكمال وفروعه وتاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم والثقات ذكر اسمه (القاسم) ولم يذكروا له كنية.
(3) اعترضه القبس بما حاصله وزيادة أن قبيلة تجيب هم بنو عدي وسعد ابن أشرس بن شبيب بن السكون وليس بريح منهم ولا الحارث بن معاوية.
(*)(1/311)
النسبة إلى...(1)، والمشهور بها سوادة بن زياد البرحي الحمصي، كتب عن خالد بن معدان، حدث عنه إسماعيل بن عياش (2).
البرخواري: بضم الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الخاء المعجمة بعدها الواو والالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى برخوار وهي من ناحية أصبهان وهي مشتملة على عدة قرى، منها أبو سعيد عصام بن يوسف (3) بن عجلان البرخواري البلومي المعروف بجبر وسأذكره في البلومي.
البردادي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء والالف بين الدالين المهملتين إن شاء الله تعالى، هذه النسبة إلى برداد وهي قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها على طريق اشتيخن، منها أبو سلمة النضر بن رسول (4) البردادي السمرقندي، يروي عن أحمد بن الحنري الزاهد وسعيد بن خشنام (5) والعباس بن محمد بن أسامة العلوي وصالح بن سعيد الترمذي وأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي وأحيد بن الحسين البامياني وعبد الصمد بن الفضل البلخي وغيرهم، روى عنه محمد بن علي بن النعمان الكبوذنجكثي.
البرداني: بفتح الباء الموحدة والراء والدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بردان وهي قرية من قرى بغداد، خرج منها جماعة من العلماء المحدثين، منهم أبو الحسن محمد بن أحمد بن (6) محمد بن الحسن بن (6) الحسين بن علي بن هارون البرداني من أهل درب الشوا إحدى محال شارع دار الرقيق أحد المتميزين، وكان عالما بكتاب الله وبالفرائض، ولد ببردان وسكن بغداد، وسمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبا الحسين عليا وأبا القاسم عبد الملك ابني محمد بن بشران وغيرهم، سمع منه ابنه
__________
(1) بياض في النسخ واللباب ثم قال في اللباب " الذي أظنه أنه مثل الاول بفتحها (يعني الموحدة) ولعله من قضاعة وأن فيها بريح أيضا وهو بريح بن خزيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
(2) (البرخشاني) في معجم البلدان ما لفظه " برخشان - بالفتح وخاء معجمة مضمومة وشين معجمة من قرى ما وراء النهر منها عبد الله بن علي الفرغاني المرغيناني ولد ببرخشان " ذكر هذه القرية عقب برخوار وقيل برخو لعله نظر إلى نطق العجم ببرخوار فإنهم لا يظهرون الواو.
(3) كذا وقع في النسخ واللباب والقبس ومعجم البلدان في رسم (برخوار).
(4) مثله في اللباب بنسخه ومعجم البلدان، ووقع في ك " سول " كذا.
(5) في نسخ أخرى " الخشام " كذا.
(6 - 6) ثبت في ك ومثله في اللباب ومعجم البلدان وغيرهما.
(*)(1/312)
أبو علي أحمد بن محمد البرداني، وروى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي البزاز ولم يحدثنا عنه سواه، وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وستين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
وابنه أبو علي أحمد بن محمد بن البرداني، كان حافظا ثقة صدوقا خيرا ثبتا طلب الحديث نفسه، كان مكثرا حسن الخط، كان صحيح النقل والسماع كثير الضبط، سمع أبا القاسم عبد العزيز بن علي الازجي وأبا الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز وأبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران القندي وغيرهم من بعدهم وكان يستملي لابي يعلى محمد بن الحسين بن الفراء القاضي، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان وأبو القاسم علي بن طراد الزينبي وراشد بن مليك البورائي ببغداد، وكانت ولادته في جمادى...سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وأبو الحسن علي بن محمد بن علي البرداني البقال من أهل بغداد، شيخ صالح، سمع أبا علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني، وقيل سمع أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي ولم يظهر له عنه شئ، كتبت عنه حديثين بإفادة المبارك بن سعد بن عين البقرة، وتركته حيا ببغداد في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
البردسيري: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الدال وكسر السين المهملتين وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بردسير وهي بلدة من بلاد كرمان يقال لها كواشير، خرج منها جماعة من أهل العلم، وأبو بكر عبد الرزاق بن علي بن الحسين بن عبد الرزاق بن الحسين (1) بن محمد بن عبد الله بن حمدان (2) البردسيري الكرماني، من أهل بردسير سكن همذان، وكان إماما فاضلا حسن السيرة عارفا بالفقه واللغة كثير المحفوظ، سمع ببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وأبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب البغداديين، سمعت منه نسخة الحسن بن عرفة
بهمذان في النوبة الثانية، وسألته عن ولادته فقال: ولدت غرة جمادي الآخرة سنة ثمانين وأربعمائة ببردسير كرمان.
وتركته حيا في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
البردعي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بدرعة وهي بلدة من أقصى بلاد أذربيجان، والمنتسب إليها
__________
(1) في نسخ أخرى " الحسن ".
(2) في نسخ أخرى " أحمد ".
(3) ثبت في ك، ويقال لهذه البلدة (برذعة) بالذال المعجمة وهو الاكثر فالنسبة إليها تصح على الوجهين (البرذعي) أنظر التعليق على الاكمال 1 / 479 - 480 وما نأتي في رسم (البرذعي).
(*)(1/313)
جماعة منهم أبو بكر محمد بن يحيى بن هلال البردعي، سكن بغداد، كان أديبا فاضلا شاعرا، قدم علينا سمرقند سنة خمسين وثلاثمائة وكتبنا عنه بها، يروي عن أبي بكر محمد بن الفضل بن حاتم الطبري وأبي الحسين محمد بن إبراهيم بن شغيب الغازي الطبري وغيرهما، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي.
وأبو بكر مكي بن أحمد بن سعدويه البردعي، حدث بسمرقند وعقد له مجلس الاملاء بها، وروى عن أبي القاسم البغوي وسعيد بن عبد العزيز الحلبي (1) والعباس بن جابر الحمصي وطبقتهم، روى عنه جماعة، وقال الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور: أبو بكر بن سعدويه البردعي نزيل نيسابور، أحد الرحالة المشهورين بطلب الحديث، ورد نيسابور سنة اثنتين وثلاثمائة وأقام بها، ثم أنه خرج إلى ما وراء النهر سنة خمسين وثلاثمائة، وكتب بخراسان ما يتحير فيه الانسان كثرة، وتوفي بالشاش سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وأبو أحمد منبه بن عبد المجيد بن عبيدالله بن أحمد بن محمد بن موسى بن أحمد بن محمد بن بهزاز بن بهبود البردعي سكن سمرقند، وكان فاضلا من أهل السنة، يروي عن أبي نعيم الاستراباذي وأبي بكر محمد بن مهدي الاخميمي وغيرهما، قال أبو سعد الادريسي: كتبنا عنه بسمرقند قبل السبعين والثلاثمائة.
وأبو علي الحسين بن علي بن محمد بن الحسين بن طاهر بن خالد بن إدريس بن بكر بن حبيب بن زهير بن يغلب بن عاصم بن مدرك البردعي الحافظ، من ساكني سمرقند ونشأ بها، وكان حافظا مكثرا، رحل إلى العراق وخراسان، وسمع جماعة مثل أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبي عمرو المسيب بن محمد بن المسيب الارغياني وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبي عمرو سعيد بن القاسم البرذعي وغيرهم، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وكانت ولادته في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ووفاته بسمرقند في شهر رمضان سنة ست وأربعمائة.
البرديجي: بفتح الباء المنطوقة (بواحدة) وسكون الراء وبعدها الدال المهملة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى برديج وهي بليدة بأقصى أذربيجان بينها وبين بردعة أربعة عشر فرسخا والماء يدور حوالي برديج في نهر يقال له الكر كبير مثل الدجلة ببغداد، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البردعي
__________
(1) في نسخ أخرى " الحلي " كذا.
(*)(1/314)
البرديجي الحافظ النيسابوري، سمع نصر بن علي الجهضمي ويحيى بن عبد الله الكرابيسي وأبا سعيد الاشج وهارون بن إسحاق الهمداني ويوسف بن سعيد بن مسلم وإسحاق بن سيار النصيبي (1) وعمرو بن عبد الله الاودي ومحمد بن إسحاق الصغاني وبحر بن نصر المصري وأبا زرعة الرازي، روى عنه جعفر بن أحمد بن سنان القطان وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبو علي محمد بن أحمد بن (2) الصواف وعلي بن محمد بن لؤلؤ وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وغيرهم، وكان ثقة فاضلا فهما حافظا من المذكورين بالفقه والحفظ، مات في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور وقال أبو بكر البرديجي الحافظ ورد نيسابور على محمد بن يحيى الذهلي واستفاد وأفاد وكتب عنه مشايخنا في ذلك العصر، وقد سمع شيخنا أبو علي - يعني الحافظ - من
أبي بكر البرديجي بمكة سنة ثلاث وثلاثمائة (3) وأظنه جاور بمكة وبها مات (4) فإني لا أعرف إماما من أئمة عصره في الآفاق إلا وله عليه انتخاب يستفاد.
حكى أبو العباس الوليد بن بكر الاندلسي عن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير الحافظ: قال: عرفت أن بعض الحفاظ أنكر أن يكون أحمد بن هارون بردعيا وهو بردعي برديجي حدث عنه جماعة فقالوا: البردعي، منهم أبو شيخ الاصبهاني وغيره.
وسمعت أبا بكر محمد بن علي الصابوني البردعي يقول - وسألته عن بردعة وبرديج فقال: من بردعة إلى برديج أربعة عشر فرسخا وبرديج حواليها الماء يدور في نهر يقال له الكر الكبير مثل الدجلة ببغداد.
البردي (5): قال أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتاب الثقات: موسى بن هارون البردي من أهل المدينة كان يبيع التمر البردي فنسب إليه، كان يروي عن ابن عيينة وكان راويا للوليد بن مسلم، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، هذا كلام أبي حاتم ولا أعرف هذه النسبة ولا هذا النوع من التمر والتمر المعروف هو البرني بالنون (6).
__________
(1) مثله في اللباب ونسخ أخرى.
(2) من جده نسخ وهو صحيح.
(3) وهم الحاكم في هذا، فإما أن يكون أبو علي روى عن رجل آخر يشتبه اسمه باسم البرديجي فظن الحاكم أنه هو، وإما أن يكون الخطأ في التاريخ كأن يكون أبو علي حج قبل الثلاثمائة ثم حج سنة 303 ثم ذكر أنه سمع من البرديجي بمكة فظن الحاكم أنه في حجة أبي علي سنة 303 والله أعلم.
(4) بل مات ببغداد في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة راجع تاريخ بغداد ج 5 رقم 2661.
(5) شكل بفتح أوله وسياق المؤلف يشعر بأنه عنده بفتح فسكون لكن المعروف (البردي) بضم فسكون في موسى وفي التمر أيضا يأتي.
(6) اعترضه اللباب بأن التمر البردي معروف وهو من أجود أنواع التمر بالمدينة وهو بضم فسكون، وهكذا نسبة موسى بن هارون كما يأتي.
(*)(1/315)
البردي: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى البرد وهو نوع من الثياب، والمشهور بهذه النسبة موسى بن هارون البردي وإنما قيل له البردي لبردة لبسها (1)، روى عنه عبد الله بن حماد الاملي (2).
وأما أبو القاسم حبيش بن سليمان بن برد بن نجيح البردي المصري مولى تجيب ثم لبني ايدعان ينسب إلى أبيه (3) برد، يروي عن أبي ضمرة عاصم بن أبي بكر الزهري، وتوفي في المحرم سنة خمس وأربعين ومائتين.
وحفيده أبو الربيع سليمان بن محمد بن أحمد بن سليمان بن برد بن نجيح البردي، سمع منه أبو سعيد بن يونس المصري الحافظ، ولد سنة تسع وسبعين ومائتين، وتوفي في صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة (4).
البرذعي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الذال المعجمة وفي آخرها العين، ظني أن هذه النسبة إلى براذ الحمير (4) وعملها وإلى بلدة بأقصى أذربيجان (5)، والمشهور بهذه النسبة أبو عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء بن خالد البرذعي - هكذا رأيت مقيدا بخط شجاع بن فارس الذهلي في تاريخ بغداد لابي بكر الخطيب، وقال سكن طراز قدم بغداد حاجا في سنة خمسين وثلاثمائة، وحدث بها عن عبد الله بن الحسين بن بحر الشاماتي (6) النيسابوري ومحمد بن جعفر الكرابيسي ومحمد بن حبان بن الازهر البصري، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسن الدارقطني وابن الثلاج وأبو علي بن فضالة نزيل الري وجماعة من أهل ما وراء النهر، وتوفي باسبيجاب سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم البرذعي - هكذا رأيت بالذال المعجمة مضبوطا بخط شجاع الذهلي، من أهل بغداد، كان صدوقا، روى عن أبي بكر بن أبي الدنيا كتبه ومصنفاته، سمع محمد بن الفرج الازرق ومحمد بن شداد المسمعي وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، روى عنه محمد بن عبد الله ابن أخي ميمي وأبو عبد الله بن دوست العلاف
__________
(1) زعم صاحب اللباب أن هذا لظن من المؤلف واعتمد ما مر في الرسم السابق عن ابن حبان.
والخطب هين.
(2) في الاكمال 1 / 454 " وعبد الله بن محمد بن مسلم أبو محمد المصري يعرف بالبردي..." وفي التوضيح أن عبد الله هذا
مدني الاصل.
(3) أي جده.
(4) ك " الحمار " كذا.
(5) في معجم البلدان وغيره ان هذه البلدة هي التي ذكرت في الرسم السابق بلفظ (بردعة) تقال بإهمال الدال وتقال بإعجامهما وهو الاكثر فعلى هذا كل من صح أن يقال فيه (بردعي) بالاهمال الافصح أن يقال (برذعي) بالاعجام، وثم من يقال فيه (برذعي) بالاعجام ولا يقال بالاهمال فكأنه منسوب إلى عمل البراذع.
(6) مثله في تاريخ بغداد، والشامات بنيسابور كما يأتي في رسم (الشاماتي)، ووقع هنا في وغ س " الساماني " كذا.
(*)(1/316)
وأبو الحسين بن بشران السكري وغيرهم، ومات في شعبان سنة أربعين وثلاثمائة.
وأما أبو الحسين محمد بن جعفر بن عبد الله المقرئ البرذعي - بالذال المعجمة - يعرف بابن الصابوني من أهل برذعة، هكذا رأيت بخط شجاع بن فارس الذهلي في تاريخ بغداد مقيدا، قدم بغداد حاجا وحدث بها عن محمد بن أحمد بن أسد بن حرارة البرذعي نسخة بشر بن عمرو بن سام، قال أبو القاسم الازهري: قرئ عليه في جامع المنصور في أيام الدارقطني وكنت إذ ذاك عليلا فلم أسمع منه وأخذ لي أبو عبد الله بن بكير إجازته، وقال الخطيب: روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
وأبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن جعفر بن محمد البرذعي المعروف بمكي، من أهل برذعة حمل منها إلى بغداد وله سنتان، فنشأ ببغداد وسمع علي بن محمد بن محمد بن قزقز ومحمد بن عبيد الله ابن الشخير وعلي بن إبراهيم بن أبي عزة العطار وأبا بكر محمد بن عبد الله الابهري وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا الحسن بن الجندي وأبا المفضل الشيباني، طمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ فقال: كتبت عنه فكان فيه نظر مع أنه لم يخرج عنه من الحديث كبير شئ وحدثني أخوه عبيد الله بن عبد العزيز، قال: ولد أخي ببرذعة في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وجئ به إلى بغداد وله سنتان، وتوفي في الحادي والعشرين من
جمادي الاولى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وصليت على جنازته في جامع المدينة.
وأخوه أبو القاسم عبيد الله بن عبد العزيز بن جعفر البرذعي، سمع محمد بن عبيد الله بن الشخير الصيرفي ومحمد بن المظفر الحافظ وأبا المفضل الشيباني وغيرهم روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وولد في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
وأبو بكر عبد العزيز بن الحسن البرذعي العابد، وهو من الغرباء الرحالة الذين وردوا على أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فأتمنه أبو بكر على حديثه لزهده وورعه وصار المفيد بنيسابور في حياة أبي بكر محمد بن إسحاق وبعد وفاته ثم خرج سنة ثماني عشرة وثلاثمائة من نيسابور إلى رباط فراوة وأقام بها مدة ثم سكن نسا إلى أن توفي بها سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
البرز اباذاني: بضم الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الزاي ثم الباء الموحدة بين الالفين والذال المعجمة بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى برزاباذان وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو العباس الفضل بن أحمد القرشي البرز اباذاني من أهل هذه القرية، يروى عن إسماعيل بن عمرو البجلي، روى عنه أبو بكر عبد العزيز بن محمد بن(1/317)
إبراهيم الخفاف (1) ومحمد بن أحمد بن يعقوب، قال أبو بكر بن مردويه: هو ضعيف جدا.
البرزاطي: بضم الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الزاي بعدها الالف وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى برزاط وظني بها من قرى (2) بغداد، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن أحمد البرزاطي من أهل بغداد، حدث عن الحسن بن عرفة وأبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وعلي بن حرب الطائي، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز (3).
البرزبيني: بفتح الباء وسكون الراء وفتح الزاي وكسر الباء الاخرى وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى برزبين وهي قرية كبيرة من قرى
بغداد على خمسة فراسخ منها، اجتزت بطرف منها وقت خروجي إلى أوانا وعكبرا، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم القاضي أبو علي يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن سطور العكبري البرزبيني، وكان فقيها فاضلا بارعا، تفقه على القاضي أبي يعلى بن الفراء الحنبلي، وكانت له يد قوية في القرآن والحديث والفقه والمحاضرة، قرأ (4) عليه عامة أصحاب أحمد وتلمذوا له، ولي القضاء بباب الازج وجرت أموره في أحكامه على السداد والاستقامة، سمع أحمد بن عمر بن ميخائيل العكبري وغيره، سمع منه شيخنا الجنيد بن يعقوب الجيلي الازجي وتفقه عليه، وتوفي في شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة عن ثمانين سنة.
وأبو الحارث محمد بن الحسين بن عبد الله القاضي البرزبيني أحد الفضلاء، سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز وغيرهم، روى لنا عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الانصاري، وتوفي في جمادي الاولى سنة تسع وخمسمائة، ودفن بباب حرب (5).
__________
(1) في النسخ " الحفاف " كذا، وانظر لسان الميزان ج 4 رقم 1336 وتاريخ أصبهان.
(2) في نسخ أخرى " قرية " كذا.
(3) (235 - البرزبي) في التوضيح بعد البرزي بفتح الموحدة ما لفظه " وبزيادة موحدة بعد الزاي الساكنة والراء قبلها مكسورة الامام أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمود بن البرزبي الحنبلي مدرس المستنصرية بأهل مذهبه متأخر سمع من العماد إسماعيل بن الطبال وخرج عنه عبد العزيز بن الموذن البغدادي في معجمه، توفي سنة خمس وثلاثين وسبعمائة ببغداد.
(4) في نسخ أخرى " وقرأ ".
(5) 236 - البرزنجي) في معجم البلدان ما لفظه " برزنج بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وسكون النون وجيم مدينة من نواحي اران بينها وبين برذعة ثمانية عشر فرسخا، منها محمد بن عبد الرسول بن عبد السيد البرزنجي المتوفى بالمدينة النبوية سنة 1103 له مصنفات وانظر معجم المؤلفين.
(*)(1/318)
البرزني: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الزاي وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى برزن وهي قرية من قرى مرو متصلة ببزماقان، قال وبرزن ناحية قريبة من دهستان، وأما برزن مرو منها أبو إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب من برزن برماقان ذكرته في الباء مع الزاي.
وقرية أخرى بمرو يقال لها باغ وبرزن قريتان متصلتان على فرسخين من مرو منها إسماعيل البرزني، يروي عن الفضل بن موسى السيناني المروزي.
البرزندي: بفتح الباء المعجمة بواحدة وسكون الراء وفتح الزاي وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى برزند وهي بليدة من ديار أذربيجان وظني أنها من نواحي تفليس، والمنتسب إليها أبو منصور صالح بن بديل بن علي البرزندي، ورد بغداد وسمع مع والده أبا الغنائم عبد الصمد بن علي المأموم وأبا منصور بكر بن محمد بن جند التاجر وطبقتهما، وظني أن والده أبا محمد ممن سكن بغداد، وولد صالح ببغداد، كتب عنه أبو القاسم الرويدشتي (1) الاصبهاني، وتوفي ببغداد في شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
وأبو القاسم محمود (2) بن يوسف بن الحسين البرزندي التفليسي، ورد بغداد وأقام بها يتفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وسمع الحديث من الشريفين أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشميين ورجع إلى بلده وحدث بها عنهما، روى لي عنه أبو بكر الطيب بن أحمد الغضائري الابيوردي بمرو، وتوفي بعد سنة خمس وخمسمائة، ومن القدماء أبو علي الحسن بن أبي الحسن البرزندي، حدث بآمل طبرستان عن عبد الرحمن بن قريش االهروي، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ (3).
__________
(1) هكذا في ك ومعجم البلدان ويأتي رسم (الرويدشتي) في موضعه، ووقع في نسخ أخرى " الرويديحي " كذا.
(2) في نسخ أخرى " محمد ".
(3) وفي معجم البلدان " وبديل بن علي بن بديل البرزندي أبو القاسم الفقيه روى عن أبي طالب العشاري وأبي إسحاق البرمكي وكان صدوقا - قاله شيرويه ".
(*)(1/319)
البرزي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى برزة وهي ضيعة من سواد دمشق، مضيت إليها يوما مع جماعة من أصحابنا متفرجين، والمشهور بالنسبة إليها أبو القاسم عبد العزيز بن محمد البرزي، يروي عن أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي - هكذا ذكره ابن ماكولا الحافظ.
البرزي: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وبعدها الزاي، هذه النسبة إلى برز وهي قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها عند كمسان، والمشهور بالنسبة إليها سليمان بن عامر بن عمير الكندي البرزي، حدث عن الربيع بن أنس الخراساني، روى عنه أبويحيى القصري المروزي، وقال البرزي هذا: سمعت الربيع بن أنس يقول: من استطاع منكم أن يكون له في مدينة مرو دار فيها بئر وصحانة (1) فليفعل روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
ومحمد بن الفضل البرزي، حدث عن شيبان بن أبي شيبان المطوعي، روى عنه عبد الله بن محمد بن رجاء المروزي، وقيل ان محمد بن فضل هذا لم يكن من قرية برز وإنما لقبه برزي - هكذا ذكره أبو رجاء محمد بن حمدويه بن أحمد الهورقاني في تاريخ المراوزة وقال: محمد بن فضل لقبه برزي حدث عن عبد الله بن المبارك ومات بعد الثلاثين ومائتين وكان ثقة.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن برزة التاجر البرزي، نسب إلى جده برزة، من أهل الري،، نزل نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، وكان من أمناء (2) التجار ومن المتعصبين لاهل السنة، ورأيت الاستاذ أبا الوليد يميل إليه ويعتمده في مهماته، سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأحمد بن خالد وأبا بكر بن جورويه (3) وأقرانهم من الرازيين، قال الحاكم أبو عبد الله: واستشارني غير مرة في الرواية فأشرت عليه بذلك فحدث، وتوفي بنيسابور سنة سبعين وثلاثمائة.
وأبو الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن برزة الجوهري الاردستاني الرازي البرزي نسب إلى جده الاعلى، من أهل الري، أحد التجار المعروفين من أهل الصدق والامانة، سمع بالري أبا الحسن علي بن محمد بن عمر القصار، وببغداد أبا الفرج محمد بن أحمد الغوري، وبحران أبا القاسم
علي بن محمد بن علي الزيدي، وبنيسابور أبا محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه الاصبهاني وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وأدركت من أصحابه جماعة بأصبهان ومكة، وكانت ولادته في شهر ربيع الاول سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وتوفي
__________
(1) وفي نسخ أخرى " طلحانة ".
(2) في نسخ أخر ومعجم البلدان " أبناء " كذا.
(3) هكذا لكن بلا نقط في ك وهو الصواب يأتي ذكره في رسم (الجوروبي).
(*)(1/320)
في المحرم سنة ثمان وستين وأربعمائة بأصبهان.
ومن قرية برز من قرى مرو إسحاق بن أنيس بن منصور بن عبد الله الكندي البرزي، روى عن عمار بن عبد الجبار.
البرسانجردي: بضم الباء الموحدة وسكون الراء وفتح السين المهملة وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى برسانجرد وهي إحدى قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها، خرج منها جماعة منهم خالد بن أبي برزة الاسلمي البرسانجردي، من علماء التابعين ممن سكن هذه القرية فنسب إليها.
البرساني: بضم الباء الموحدة وسكون الراء وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بني برسان وهو بطن من الازد (1)، والمشهور بالانتساب إليه أبو عثمان محمد بن بكر بن عثمان البرساني البصري ويقال: أبو عبد الله، سمع ابن جريج وشعبة بن الحجاج وسعيد بن أبي عروبة، سمع منه علي بن المديني وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين، يقال من الازد، ومات بالبصرة في ذي الحجة سنة ثلاث ومائتين - قال ذلك البخاري.
وعقبة بن وساج البرساني، يروي عن أنس بن مالك، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة وأبو عبيد مولى سليمان بن عبد الملك.
أبو سهل كثير بن زياد السلمي البرساني الازدي من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وقع إلى بلخ وسمرقند فحدثهم بها وبما وراء النهر، وروى عنه البصريون وأهل خراسان، وكان يخطئ، قال أبو حاتم بن حبان البستي، أبو سهل البرساني
الخرساني أصله من البصرة سكن بلخ ثم سكن سمرقند، يروي عن الحسن وأهل العراق بالاشياء المقلوبات، استحب مجانية ما انفرد من الروايات، روى عنه أهل بلخ وسمرقند (2).
البرسخي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفتح السين المهملة وكسر الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها برسخان، وهي على فرسخين من بخارا، أقمت بها ساعة في انصرافي من البرانية، والمشهور بالنسبة إليها أبو بكر منصور
__________
(1) في اللباب " وهو برسان بن عمرو بن كعب بن الغطريف الاصغر وهو الحارث بن عبد الله بن الغطريف الاكبر وهو عامر بن بكر بن يشكر بن مبشر بن مصعب بن دهمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد " والزيادتان الاوليان من القبس والاخيرة من اللباب نفسه رسم (الزهراني) ومراجع آخر.
(2) في اللباب فاته النسبة إلى برسان واسمه الحارث بن عمرو بن ربيعة بن عبد الله (في الاكليل 10 / 80: عبدود) بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشح بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان، نسب إليه كثير من الفرسان ولا أعلم نسب إليه محدث، وقيل أن بوسان بالواو إسم عبد حضن ولد الحارث بن عمرو فقيل لولده بوسان والله أعلم.
وإلى برسان قرية من نواحي سمرقند ينسب إليها أحمد بن خلف بن الحسين البرساني روى عن أحمد بن محمد بن شاهويه البلخي روى عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن سليمان العدوي وغيره ".
(*)(1/321)
البرسخي صاحب تاريخ بخارا وابنه أبو رافع العلاء بن منصور البرسخي، كان أصم شافعي المذهب - هكذا ذكره أبو كامل البصيري.
يروي عن أبي صالح خلف بن محمد الخيام وأبي حامد الكرميني صاحب محمد بن الضوء، ويروي عن أبي نصر أحمد بن سهل البخاري أحاديث سهل بن المتوكل، سمع منه البصيري (1).
(2).
البرسيمي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الميم مع ياء ساكنة، والمشهور بهذه النسبة أبو زيد عبد العزيز بن قيس بن حفص البرسيمي من أهل مصر، كان أبوه بصريا وولد هو بمصر، حدث عن يزيد بن سنان وبكار بن قتيبة وغيرهما، وكان ثقة ولكن لم يكن من أهل
المعرفة بالحديث، توفي ليلة الجمعة سلخ ربيع الاول سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (3).
البرطقي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الطاء المهملة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى برطق وهو إسم لجد أبي عمران موسى بن هارون بن برطق المكاري البرطقي من أهل بغداد، حدث عن محمد بن بكار ابن الريان، روى عنه علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي - وسأذكره في الميم (4).
البرفشخي: بفتح الباء الموحدة والفاء بينهما الراء الساكنة والشين المعجمة الساكنة وفي
__________
(1) هكذا في ك وهو الصواب كما مر، ووقع في م وس " البصري ".
(2) (البرسخي) أورده القبس وقال " بضم السين أبو يعلى منصور بن محمد بن جعفر روى له أبو سعد الماليني بسنده عن أنس...، وقال أبو سعد سألت أبا رافع العلاء بن منصور عن نسبته فقال كان جدي كاتبا لبعض حجاب ولاة خراسان يقال له برسخ فنسب إليه " و (البرسقي) أنظر المشتبه والتوضيح و (البرسقي) أنظر المشتبه و (البرسمي) استدركه اللباب و (البرسي) ذكره في المشتبه (البيرسي) أيضا في المشتبه و (البرسي) في التوضيح ومعجم البلدان: برس.
(3) في معحم البلدان " برسيم...زقاق بمصر ينسب إليه عبد الله بن الحسن، وفي كتاب أبي سعد (في النسخة: سعيد) عبد العزيز بن قيس...".
(البرشاني) أورده التوضيح عقب (البرساني) وقال " بفتح الموحدة وشين معجمة والباقي سواء أبو الحسين علي بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن محمد الكندي البرشاني - وبرشانة قرية من قرى إشبيلية - سمع منه الزكي أبو محمد المنذري شيئا من شعره وسمع هو من بعض شيوخ المنذري مات بحماة سنة سبع وثلاثين وستمائة ".
(4) (البرعشي) في معجم البلدان " برعش - العين مهملة مفتوحة والشين معجمة قرية قرب طليطلة بالاندلس قال ابن بشكوال سكنها صادق بن خلف بن صادق بن كنيل الانصاري الطليطلي له رحلة إلى الشرق وسمع وروى ومات بعد سنة 740 " (البرعي) في معجم البلدان: برع: جبل بناحية زبيد بليمن ينسب إليه عبد الرحيم أحمد بن علي البرعي.
(*)(1/322)
آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى برفشخ وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو حاتم فرينام بن جماهر البرفشخي البخاري، يروي عن محمد بن بور بن هانئ وعلي بن خشرم المروزي وأبي طاهر اسباط بن اليسع، روى عنه عبد الله بن محمد بن يعقوب الاستاذ السبذموني.
البرقاني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء المهملة وفتح القاف، هذه النسبة إلى قرية من قرى كاث بنواحي خوارزم وخربت أكثرها وصارت مزرعة، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني الخوارزمي الفقيه الحافظ الاديب الشاعر له كانت معرفة تامة بالحديث، جمع الجموع وتلمذ في الحديث لابي الحسن الدارقطني ببغداد ولابي بكر الاسماعيلي بجرجان، وكان سمع بخوارزم أبا العباس أحمد بن محمد بن حمدان النيسابوري، وبمرو عبد الله بن عمر بن علك الجوهري، وبهراة أبا الفضل بن خميرويه الهروي، وبنيسابور أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، وباسفراين أبا سهل بشر بن أحمد الاسفراييني، وبجرجان أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وببغداد أبا علي محمد بن أحمد بن الحسن بن الصواف، وغيرهم من الشيوخ وغيرها من البلاد، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو يعلى محمد بن أحمد العبدي البصري وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي وأبو الفضل محمد بن عبد السلام الانصاري وأبو المعالي ثابت بن بندار المقري وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وخلق يطول ذكرهم، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في تاريخ بغداد وقال: سمع ببلده وورد بغداد وسمع بها ثم خرج إلى جرجان وكتب باسفراين وسمع في بلاد آخر من خلق يطول ذكرهم، ثم عاد إلى بغداد فاستوطنها وحدث بها وكتبنا عنه، وكان ثقة ورعا متقنا مثبتا فهما لم نر في شيوخنا أثبت منه حافظا للقرآن عارفا بالفقه، له حظ من علم العربية، كثير الحديث حسن الفهم له والبصيرة (1) فيه، وصنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم، وجمع ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، وكان حريصا على
العلم منصرف الهمة إليه.
وسمعته يوما يقول لرجل من الفقهاء معروف بالصلاح وقد حضر عنده: أدع الله أن ينزع شهوة الحديث من قلبي فإن حبه قد غلب علي فليس لي اهتمام في الليل والنهار إلا به.
وكانت ولادته في آخر سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ووفاته في أول يوم من رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة ببغداد، ودفن في مقبرة الجامع.
__________
(1) هكذا في ك وتاريخ بغداد ج 4 رقم 2247، ووقع في م وس " والبصر ".
(*)(1/323)
البرقاني (1): هذه صورته رأيته في تاريخ جرجان ولم يكن مقيدا ولا مضبوطا، قال حمزة بن يوسف السهمي: داود بن قتيبة البرقاني - وهي قرية من قرى جرجان - ويقال له الوزنجي - جميعا من ضياع جرجان، روى عن يوسف بن خالد السمتي ومحمد [ بن فضيل (2) - ] وغيرهما، وروى عنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن وأحمد بن حفص وغيرهما، حكي أبو بكر الاسماعيلي قال سمعت أبا عمران بن هانئ يقول - وذكر داود بن قتيبة فقال: كان من خيار عباد الله (3).
البرقي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء، هذه النسبة إلى برقة وهي بلدة تقارب تروحة من أعمال المغرب، وخرج منها جماعة كثيرة من العلماء والمحدثين ذكرهم أبو سعيد بن يونس في كتاب تاريخ المصريين ومن دخلها.
ومنها (4) أبو خزيمة إبراهيم بن حماد بن عبد الملك بن أبي العوام الخولاني البرقي من أهل برقة، يروي عن أبي يونس البرقي (5)، روى عنه أبو الربيع سليمان بن داود المهري، وبقيتهم ببرقة معروفون فيهم فقهاء.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفياض عبد الرحمن بن عمرو البرقي مولى سبأ ويقال مولى رعين، من أصحاب عبد الله بن وهب، وحدث عن أشهب بن عبد العزيز مناكير، توفي بمصر يوم الاثنين لست خلون من شعبان سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عروة بن يزيد بن السحوح التجيبي البرقي وله ببرقة بقية، توفي في شوال سنة ستين ومائتين.
والمشهور بالنسبة إليها ولاء (6) إبراهيم بن حماد بن عبد الملك بن أبي العوام
الخولاني البرقي مولى ينسب إلى ولاء زياد بن خنيس بن برقة يكنى أبا خزيمة، روى عنه أبو الربيع سليمان بن داود المهري (7) وغيره، وهو يروي عن أبي يونس البرقي.
وإبراهيم بن
__________
(1) هكذا في ك، وترك موضع العنوان بياضا في م وس، والرسم في اللباب في هذا الموضع ولكنه وقع فيه " البرواني " كذا في المطبوعة والمخطوطتين وجرى صاحب البلدان على ما في ك فذكر برقان المتقدمة في الرسم السابق ثم قال " وبرقان أيضا من قرى جرجان نسب إليها حمزة بن يوسف السهمي بعض الرواة ولست منها على ثقة ".
(2) وهكذا يأتي في رسم (الورنجي) وهو الصواب.
(3) (البرقعيدي) في معجم البلدان " برقعيد - بالفتح وكسر العين وياء ساكنة ودال بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين...وقد نسب إليها قوم من الرواة منهم الحسن بن علي بن موسى بن الخليل البرقعيدي سمع ببيروت أحمد بن محمد بن مكحول البيروتي، وبالطرابلس خيثمة بن سليمان وعبد الله بن إسماعيل، وبالرملة زيد بن الهيثم الرملي.
(4) في نسخ أخرى " ومن برقة ".
(5) ويأتي فيما بعد " البرقي " وهو الصواب راجع إكمال ابن ماكولا 1 / 481 و 482.
(6) من م وس، والعبارة من هنا تساوق عبارة الاكمال في بعض نسخه.
(7) في م وس " المصري " كذا، وفي ك والاكمال " المهري " وهكذا تقدم في أوائل هذا الرسم.
(*)(1/324)
أبي الفياض البرقي واسمه عبد الرحمن بن عمرو مولى سبأ، ويقال مولى رعين يكنى أبا إسحاق، من أصحاب عبد الله بن وهب حدث عنه وعن أشهب بن عبد العزيز، روى عنه محمد بن داود بن أسلم وغيره.
وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن أبي زرعة البرقي مولى بني زهرة، حدث عن عبد الملك بن هشام بالمغازي، وحدث عن عمرو بن أبي سلمة وسعيد بن أبي مريم وأسد بن موسى وأبي صالح كاتب الليث وغيرهم، وكان ثقة ثبتا، توفي في شهر رمضان سنة سبعين ومائتين فجأة ضربته دابة في سوق الدواب، قيل ان أخاه كان صنفه (1) ولم يتمه فأتمه وحدث به وكان إسنادهما واحدا.
البرقي: بفتح الباء والراء، والقاف بعدهما، هذه النسبة إلى برق وهو بيت كبير من خوارزم انتقلوا إلى بخارا وسكنوها، وهذه النسبة إلى برق يعني بالفارسية بره ولد الشاة لانه كان في آبائه من يبيع الحملان فعرب الفارسي، قال أبو الحسن بن ماكولا: هكذا ذكر لي ابن ابنه أبو عبد الله بن أبي بكر البرقي، وأصلهم الامام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن شاه الخوارزمي البرقي، سافر إلى العراق وحج واستوطن بخارا، وكان أحد الادباء والخطباء الفصحاء وابناه الفقيه الزكي (2) أبو بكر أحمد والفقيه العارف أبو حفص عمر ابنا أبي عبد الله وكانا يتزهدان، وهما من أهل العلم ويقولان الشعر، قال ابن ماكولا: أبو بكر أحمد بن محمد أحد الفضلاء المتقدمين في الادب وفي علم التصوف (3) والكلام على طريقهم وله كرامات (4) وله شعر كثير جيد فيه معان حسان مبتكرة، قال ابن ماكولا: ورأيت ديوان شعره وأكثره بخط تلميذه ابن سينا الفيلسوف، وسمع أبو بكر البرقي الحديث من أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر البجيري ومحمد بن محمد بن صابر الكاتب والخليل بن أحمد السجزي، سمع منه ابنه أبو عبد الله وواصل بن حمزة البخاري وغيرهما، وروى أبو عبد الله عن أبي موسى هارون بن أحمد الرازي، ومات في المحرم سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو بكر محمد بن الفضل وهو ابن ثلاث وستين سنة.
وأما أبو عبد الله والدهما كان إماما في الفقه والشعر واللغة والنحو وعلم المعرفة، ذكر أبو كامل البصيري في كتاب المضافات فقال سمعت أحمد بن علي الاستاذ يقول سمعت أبا عبد الله
__________
(1) في المنتظم " صنف التاريخ " وبه يتضح المراد.
(2) في م وس " الزنجي " بلا نقط كذا.
(3) في م وس " التصرف " خطأ.
(4) في م وس " كلام مستوره " والعبارة هنا فيها مخالفة لعبارة الاكمال والذي في الاكمال في هذه الكلمة " وكان يدعي له كرامات ".
(*)(1/325)
البرقي يقول: دخلت بغداد فألفينا بها أبا عبد الله البصري الملقب بجعل وكان له صيت ومنزلة فقال لي يوما: أيها الفتى ألا أرشدك إلى كتاب المرشد الذي صنفته تهتدي به ؟ فقلت له: إني رجل حنفي المذهب سني الاعتقاد خوارزمي الاصل بخاري المنشأ فلا أميل إلى بدعتك ولا أصغي إلى دعوتك، فأذاني بلسانه وسبني، فقلت: ما أليق هذا اللقب بك وإن الالقاب تنزل من السماء.
قال البصيري: وكنت أقرأ يوما الحديث على أبي بكر أحمد بن محمد البرقي في آخر عمره أيام اعتقال لسانه حديث الخليل بن أحمد القاضي فجرى على لساني في ذكر علي بن أبي طالب: كرم الله وجهه، فمنعني بيده عن هذا الثناء وأشار إلى بويه (1) لسانه وجعل يتلو * (رضي الله عنهم ورضوا عنه) * (2) فعلمت أنه يأمرني بأن أقول: رضي الله عنه، ولا أقول: كرم الله وجهه.
وأما أبو عبد الله بن أبي بكر هو محمد بن أحمد بن محمد البرقي، نشأ مقدما وولي قضاء بخارا ثم وزارة طمغاج خان ثم صارت إليه رياسة بخارا، وكان مفتيا مدرسا مقدما، سمع الحديث الكثير والكتب الكبار، ولقبه شرف الرؤساء، قال ابن ماكولا: سمعت منه جامع أبي عيسى الترمذي عن أبي القاسم الخزاعي عن الهيثم بن كليب عنه، وسمعت منه غريب الحديث لابي محمد بن قتيبة عن الحصري عن الهيثم عنه، وغير ذلك، وكان ثقة مأمونا فاضلا أديبا له شعر.
البركدي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الكاف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بركد وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام القاضي البركدي، كان على مظالم بخارا، سمع من أهل بلده والمراوزة، روى عن أبيه وسعيد بن أيوب والوليد بن إسماعيل وأبي عصمة سعد بن معاذ وأبي عبد الله بن أبي حفص وغيرهم، روى عنه أبو حفص أحمد بن أحمد بن حمدان وأبو بكر أحمد بن سعد بن نصر وسعيدة بنت حفص بن المهتدي وغيرهم، ومات في ذي الحجة سنة تسع وثمانين ومائتين في ولاية الامير أبي إبراهيم إسماعيل بن أحمد وجناح بن عبد الله البركدي والد الضحاك بن جناح المؤدب، يروي عن عيسى بن موسى الغنجار، روى عنه ابنه
الضحاك بن جناح بن عبد الله البركدي، وروى عن الضحاك سهل بن شاذويه.
وأبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام القاضي البركدي، من قرية بركد وكان على مظالم بخارا، كان يروي عن أبيه أحمد بن موسى وسعيد بن أيوب وأبي إبراهيم إسحاق بن عبد الله، روى عنه أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر بن بكار الزاهد.
__________
(1) كذا ولعله " يريد ".
(2) سورة 5 آية 119 و 9 / 100، 58 / 22، 98 / 8.
(*)(1/326)
البركوتي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وضم الكاف وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى بركوت وهي قرية من شرقية أرض مصر، منها رباح بن قصير (1) اللخمي البركوتي هومن ازدة ثم - من بني القشيب (2) كان ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين قدم حاطب بن أبي بلتعة رسولا من أبي بكر إلى المقوقس نزل عليهم ببركوت وهو أبو علي رباح جد موسى بن علي بن رباح، وما علمت له صحبة ولا رواية - قاله أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين، ثم قال: وإنما أخرجناه في كتابنا لان مطهر بن الهيثم روى عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن جده حديثا منكرا وهو " إن مصر ستفتح بعدي فافزعوا خيرها ولا تتخذوها قرارا فإنه يساق إليها أقل الناس إعمارا " قال ابن يونس: وهذا حديث منكر جدا، وقد أعاذ الله أبا عبدالرحن موسى بن علي بن رباح ان يحدث بمثل هذا، وهو كان أتقى لله من ذلك، ولم يحدث به إلا مطهر بن الهيثم، ومطهر هذا مترك الحديث.
وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن كعب بن سلمة الخولاني البركوتي من أهل مصر، يروي عن يونس بن عبد الاعلى ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وتوفي ببركوت في رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وكان صالحا ثقة أمينا - قاله ابن يونس.
البركي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى البرك بن
وبرة أخوة كلب بن وبرة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وقيل ان الدراوردي المحدث الذي سنذكره في الدال مولى البرك بن وبرة اخوة كلب، والبرك بن وبرة دخل في جهينة، منهم عبد الله بن أنيس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، هو بركي، قال ابن الكلبي هو عبد الله بن أنيس بن أسعد (3) بن حرام بن حبيب بن مالك بن غنم بن كعب بن تمي بن نفاثة بن أياس بن يربوع بن البرك بن وبرة، مهاجري أنصاري عقبي.
البركي: بضم الباء الموحدة والراء المفتوحة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى البرك وهو (4) إسم لجد أبي ضياع النعمان بن ثابت بن النعمان بن أمية بن البرك البركي، من
__________
(1) هكذا في اللباب والقبس وعدة مراجع.
(2) هكذا في ك ويأتي في باب القاف والشين رسم " القشيبي - بفتح القاف وكسر الشين المعجمة وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها باء موحدة، هذه النسبة إلى بني القشيب وهو بطن من لجم ينسب إليه أبو عبد الله علي بن رباح بن قصير اللخمي القشيبي..." هذا لفظ اللباب.
(3) هكذا في م وس وطبقات خليفة ص 61 والاكمال 1 / 248 وغيرها.
(4) في نسخ أخرى " برك ".
(*)(1/327)
الصحابة شهد بدرا وأحدا والخندق وقتل بخيبر، قال ابن إسحاق فيمن قتل بخيبر: أبو الضياع بن ثابت بن النعمان بن ثابت بن امرئ القيس.
وقال في موضع آخر فيمن قتل بخيبر من بني عمرو بن عوف: أبو ضياح بن ثابت بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن عمرو بن عوف.
البركي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وفتح الراء، هذه النسبة إلى البرك وهي سكة معروفة بالبصرة - قاله أبو علي الغساني الحافظ، والمشهور بهذه النسبة عيسى بن إبراهيم البركي، كان ينزل سكة (1) البرك بالبصرة، يروي عنه سعيد بن عبد الله بن أبي المغلس (2)، روى عنه أبو داود سليمان بن الاشعث السجستاني.
وذكر لي صاحبنا أبو القاسم علي بن
الحسن الدمشقي الحافظ ان هذه النسبة إلى البرك وهي جمع بركة وهي بالبصرة - هذا إنما أقوله على الظن لانه ذكر لي بنيسابور وغاب عني واشتبه (3).
البرلسي: بضم الباء المنقوطة بواحدة والراء واللام المشددة ثلاثتها مضمومة وفي آخرها السين، هذه النسبة إلى البرلس وهي بليدة من سواحل مصر، قال أبو سعيد بن يونس هو ماحوز من مواحيز (4) رشيد - ناحية بمصر مما يلي الاسكندرية، سمعت أبا الحسين إبراهيم بن مهدي قلبنا الاسكندراني بسمرقند مذاكرة يقول كل من ولي قضاء البرلس ولي قضاء مصر عندنا حتى أن القاضي إذا ولي البرلس صار الناس يهنئونه بقضاء مصر وهي بليدة على الساحل بها بطيخ ليس في ديار مصر مثله، والمشهور بالانتساب إليها جماعة، عبد الله بن يحيى المعافري البرلسي، يروي عن حيوة بن شريح.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن داود يعرف بابن أبي داود البرلسي الاسدي أسد خزيمة من أهل العلم والحديث، كان لزم البرلس مولده بصور، وأبوه أبو داود كوفي، وكان ثقة من حفاظ الحديث، توفي بمصر لست عشرة ليلة خلت من شعبان سنة اثنتين وسبعين (5) ومائتين.
وأبو يحيى عبد الله بن يحيى المعافري
__________
(1) في نسخ أخرى " بسكة ".
(2) إن الصواب ما في الاكمال 1 / 540 " سعيد بن عبد الله أبي المغلس ".
(3) في نسخ أخرى " وأنسيته ".
(4) هكذا في ك والمنتظم ج 5 رقم 186 وأراه الصواب وفي النهاية (م ح ز) " أهل الشام يسمون المكان الذي بينهم وبين العدو فيه أساميهم ومكاتبهم ماحوزا ".
(5) هكذا في ك ومعجم البلدان وذكرت وفاة هذا الرجل في وفيات سنة اثنتين وسبعين ومائتين من المنتظم والشذرات، ووقع في م وس " وتسعين " وكذا وقع في اللباب المطبوعة والمخطوطتين وعنه القبس - كذا.
(*)(1/328)
البرلسي، يروي عن حيوة بن شريح وموسى بن علي وحرملة بن عمران ومعاوية بن صالح، توفي بالبرلس سنة اثنتي عشرة ومائتين.
البرمكي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى اسم وموضع، أما المنتسب إلى الاسم فجماعة من أولاد أبي علي يحيى بن خالد بن برمك، وفيهم كثرة، وحدث منهم أبو محمد عبد الله بن جعفر بن خالد البرمكي، يروي عن معن بن عيسى القزاز وعبد الله بن نمير، روى عنه أبو داود السجستاني في السنن ومسلم بن الحجاج القشيري وغيرهما.
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد بن إبراهيم ابن إسماعيل بن مهران البرمكي البغدادي، قال أبو بكر الخطيب: سمعت من يذكر أن سلفه كانوا يسكنون قديما ببغداد في محلة تعرف بالبرامكة، وقيل بل كانوا يسكنون قرية يقال لها البرمكية (1) فنسبوا إليها، سمع البرمكي أبا أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا محمد عبد الله بن أيوب بن ماسي البزاز وغيرهما، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وكان صدوقا ثقة، روى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري البزاز، وتوفي سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
وأخوه أبو العباس أحمد بن عمر بن أحمد بن إبراهيم البرمكي، سمع أبا حفص بن شاهين وأبا القاسم بن حبابة، كتب عنه أبو بكر الخطيب وأثنى عليه، ومات في جمادي الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
وأخوهما أبو الحسن علي بن عمر البرمكي وكان أصغر الثلاثة، كان ثقة وكان يتفقه على أبي حامد الاسفراييني مذهب الشافعي، سمع أبا القاسم بن حبابة ويوسف بن عمر القواس ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي والمعافى بن زكريا الجريري وأبا الحسين بن سمعون، ذكره أبو بكر الخطيب وكتب عنه وأثنى عليه، روى لي عنه محمد بن عبد الباقي، وكانت ولادته في سنة ثلاث وسبعين (2) وثلاثمائة ومات في ذي الحجة سنة خمسين وأربعمائة.
وأبو المحاسن نصر بن المظفر بن الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن يحيى بن خالد بن برمك بن آذر بندار البرمكي - هكذا أملي علي نسبه، كان شيخا مسنا يصلي ببعض الاتراك، سكن همذان وهو من أهل بغداد، سمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز وأبا القاسم إسماعيل بن مسعدة
الاسماعيلي وبأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده الحافظ
__________
(1) مثله في تاريخ بغداد ج 6 رقم 3180 ولفظه " قرية تسمى البرمكية " ونحوه في اللباب وغيره.
(2) ووقع في نسخ أخرى " وتسعين ".
(*)(1/329)
وأبا عيسى عبد الرحمن بن محمد بن زياد التأني (1) وغيرهم، سمع منه جماعة، وسمعت منه بهمذان في النوبة الثانية، قرأت عليه كتاب الاستئذان لابن المبارك من نسخة شهر دار الديلمي، وكانت ولادته ببغداد في حدود سنة خمسين وأربعمائة أو قبلها، وتوفي بهمذان في شهر ربيع الآخر سنة خمسين وخمسمائة.
وأخوه أبو الفتوح الفتح ابن المظفر بن الحسين البرمكي، قيل ان جده الحسين هو أبو عبد الله الامير شمس المعالي قابوس بن وشمكير من أولاد الرؤساء البغدادية الكبار، وكان شيخا نبيلا ظريفا متميزا، سافر عن بغداد وجال في الآفاق ورحل إلى البصرة وخراسان وأصبهان، سمع ببغداد أبا الحسين بن النقور وأبا محمد بن هزار مرد الصريفيني، وبأصبهان أبا عمرو بن أبي عبد الله بن منده، وبعبادان القاضي أبا الحسن عبد الوهاب بن عبد المنعم المالكي وجماعة كثيرة سواهم، وكانت ولادته سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، وتوفي ببون بنواحي هراة في شهور سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
ومن القدماء أبو الحسن أحمد بن جعغر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك النديم المعروف بجحظة البرمكي، كان حسب الادب كثير الرواية للاخبار، متصرفا في فنون جمة من العلوم، عارفا بصناعة النجوم، حافظا لاطراف من النحو واللغة مليح الشعر مقبول الالفاظ حاضر النادرة، وأما صنعته في القناء فلم يلحقه فيها أحد، روى عنه شيئا من أخباره وبعض شعره أبو الفرج علي بن الحسين الاصبهاني وأبو عمر بن حيويه وأبو الحسن بن الجندي والقاضي المعافي بن زكريا الجريري وغيرهم، وكانت ولادة جحظة في شعبان سنة أربع وعشرين ومائتين، ووفاته سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
البرمويي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وضم الميم وفي آخرها الياء، هذه
النسبة لابي الفضل محمد بن علي بن حيذر البرمويي، وسمعت بعضهم يقول أنه كان يدقق في الامور الشرعية ويبالغ في الاحتياط حتى كأنه على الشعر، وهذه اللفظة بالعجمية برموي (2) فاشتهر بذلك ونسب إليه، وكان حسن السيرة جميل الظاهر والباطن، خدم المشايخ الكبار، وله أحوال سنية، سمع المشايخ المتأخرين وسمع أولاده مثل أبي الخير محمد بن أبي عمران الصفار وأبي عبد الله محمد بن الحسن المهر بندقشايي وغيرهما، سمعت بعضهم يقول ان ختنا له - وكان منبسطا - واجهه بكلام خشن وخرج إلى حد الوحشة وكان الشيخ أبو الفضل ساكتا لا يجيبه بكلمة، فغضب الختن وقال: لا تجيبني بحرف ولا تنبس بكلمة، فقال
__________
(1) هكذا في ك وأراه الصواب، ووقع في م وس " الشاشي " كذا وراجع التعليق على الاكمال 1 / 76 - 578.
(2) الفارسية - بر: علي، موي، شعر، ووقع في ك " يرمويي ".
(*)(1/330)
أبو الفضل: لا لان شيخي قال لي لا يكلم (1) الاحمق، فقال له ختنه: أتحمقني ؟ الاحمق أنت، فقال: إذا كنت أنا كذلك فقال لك لا تكلمني.
وانقطع الكلام بينهما على هذا.
وابنه أبو حفص عمر بن محمد بن علي بن حيذر البرمويي وكان يقول: اسم جدنا حيذر بالذال المعجمة، وعمر هذا كان دينا خيرا جواد النفس راغبا في إيصال النفع إلى المسلمين وكان أميا لا يعرف (2) القراءة ولا يحسن الخط غير أن له كلاما حسنا في علم التصوف وعلى لسان القوم وله إسارات مليحة وجوابات مستحسنة في الاسئلة وما رأيت في فنه مثله، سمع أبا الخير بن أبي عمران وأبا عبد الله المهربند قشايي بمرو وأبا شاكر أحمد بن علي بن محمد العثماني وغيرهم، قرأت عليه جميع الجامع الصحيح للبخاري وسمعت منه غير ذلك، وكنت أكثر من زيارته وأنتفع بها وأتبرك بذلك، وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بمرو، ودفن بسجدان ووصل إلي نعيه وأنا ببغداد (3).
البرنوذي: بضم الباء الموحدة وسكون الراء وفتح النون والواو وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى برنوذ وهي قرية من قرى نيسابور، منها أبو علي محمد بن علي بن
عمر المذكر البرنوذي، كان مذاكرا واعظا حسن التذكير، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو علي البرنوذي كان يذكر في مواضع من البلد ويجتمع عليه الخلق وعمر وكان أبوه علي بن عمر من الثقات، وسمع ابنه أبا علي من أبي الازهر أحمد بن الازهر ومحمد بن يزيد السلمي وإسحاق بن عبد الله بن رزين السلمي، ولو اقتصر أبو علي على هؤلاء الشيوخ لصار محدث عصره ولكنه أبى إلا أن يحدث عن جماعة من شيوخ أبيه لم يسمع منهم مثل محمد بن رافع وعلي بن سلمة اللبقي وعلي بن الحسن الافطسي وعتيق بن محمد الحرشي (4) وأقرانهم، ثم لم يقتصر على ذلك أيضا حتى حدث عن هؤلاء الشيوخ بما لم يتابع عليه (هذه) حاله، والشره يحملنا على الرواية عن أمثاله، فقد روى السلف عنهم.
قلت: والعجب أن الحاكم رحمه الله ذكر في حقه هذا الفصل ثم أخرج عنه حديثا كثيرا عن عوالي سفيان بن عيينة عنه عن عتيق عن سفيان.
ثم قال الحاكم: توفي أبو علي البرنوذي في شعبان
__________
(1) في نسخ أخرى " لا تكلم ".
(2) في نسخ أخرى " لا يحسن ".
(3) (252 - البرنكي) في القبس " البرنكي بموحدة وراء مكسورتان وكاف، برنك بليدة منها تاج الدين محمد بن أبي الفضل (البرنكي) الحنفي المفتي كان بخراسان في حدود سنة سبعين وستمائة واشتغل مع الفرضي ببخارا " وذكر في المشتبه.
(4) وفي نسخ أخرى " الحديثي ".
(*)(1/331)
من سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وهو يوم مات ابن مائة وسبع سنين.
وأبوه أبو الحسن البرنوذي، ثقة صدوق، سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وعلي بن سلمة اللبقي، روي عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل وعلي بن عيسى وغيرهما من الشيوخ.
وأبو محمد حوثرة بن محمد البرنوذي النيسابوري، سمع محمد بن يزيد السلمي وإسحاق بن عبد الله الخشك، روى عنه أبو سعيد المقري، وتوفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وأبو يحيى
زكريا بن يحيى بن حوثرة البرنوذي الدهقان، من أهل نيسابور، سمع إسحاق بن منصور وعلي بن الحسن الذهلي، روى عنه أبو علي الحافظ وعلي بن عيسى وهو حبر ولد أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي، ومات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة (1).
البرنيلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى برنيل وهي كورة بشرقي أرض مصر، قال أبو سعيد بن يونس: هي من كورة الشرقية بمصر، منها أبو زرعة بلال التجيبي البرنيلي، وكان ينزل البرنيل وهو مولى لبني سوم بن عدي، حدث، وروى عنه إبراهيم بن نشيط، قيل انه قتل في فتنة القراء بمصر سنة سبع عشرة ومائتين - قال أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر.
البروجردي: بضم الباء والراء بعدها الواو وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بروجرد وهي بلدة حسنة كثيرة الاشجار والانهار من بلاد الجبل على ثمانية عشر فرسخا من همذان، أقمت بها قريبا من خمسين يوما، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن، منهم أبو بكر أحمد بن محمد بن خالد البروجردي، قدم بغداد وحدث بها عن أبي الحسن علي بن محمد بن عامر النهاوندي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور العتيقي، وكانت وفاته في حدود الاربعمائة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن صالح الخطيب البروجردي، سكن بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني، روى عنه أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وأبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار ومحمد بن محمد بن عثمان السواق، توفي بعد شوال سنة ثمان وستين وثلاثمائة فإنه حدث في هذه السنة.
وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن ديزك البروجردي، سكن بغداد وحدث بها عن عمير بن مرداس الدونقي ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي كتب الناس عنه بانتخاب محمد بن المظفر، وروى عنه سلامة بن عمر النصيبي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وكان ثقة معلما لابن الخليفة، يقال ان أبا سعيد السيرافي درس عليه الادب وكان مستورا جميل المذهب من أهل القرآن وكان يتلوه إلى أن
خرجت نفسه في جمادي الآخرة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وأبو الحسن عبيد الله بن(1/332)
سعيد بن عبد الله القاضي البروجردي، سكن بغداد، وكان صدوقا، سمع عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي والحسين محمد بن عفير الانصاري ومحمد بن عمران بن هارون الدينوري ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق الاصبهاني شيخا، يروى عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي، روى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي وأبو منصور محمد بن عيسى بن عبد العزيز الهمذاني وعبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز وغيرهم، مات بعد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وجماعة أكثر من اثني عشر نفسا من شيوخ بروجرد كتبت عنهم بها.
البروقاني: بضم الباء المنقوطة بواحدة والراء وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بروقان وهي من نواحي بلخ، المشهور بالنسبة إليها محمد بن خاقان البروقاني، يروى عن هشام بن الكلبي، روى عنه عبد الله بن محمد بن الحسين (1) الكسائي.
البرونجردي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وفتح الواو وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى برونجرد وهي قرية كبيرة بمرو عند الرمل خربت الساعة، منها أبو محمد بن طاهر بن العباس البرونجردي، حدث عن أبي مسلم غالب بن علي الرازي الحافظ، سمع منه أبو الحسن علي بن محمد بن أردشير الصدفي.
البرويزي: بفتح الباء الموحدة وسكون الراء وكسر الواو وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى برويز الملك ولعله من أولاده، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الفضل البرويزي السرخسي، سكن مرو وهو سرخسي المولد، كتب لابي صالح منصور بن إسحاق بن أحمد وهو والي الري كثير الحكايات واسع الحفظ فاستوطنها سنة خمس عشرة وثلاثمائة، ثم ولي البريد وولاه
أبو الفضل البلعمي، ثم ولي البريد بخوارزم ثم انصرف إلى مرو ومات بها.
البرويي: بفتح الباء الموحدة وضم الراء المشددة بعدهما الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى برويه وهو إسم لرجل اشتهر من أولاده جماعة وأصلهم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد بن قطبة القيسي النيسابوري، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: هذا محمد بن برويه جد الرويين من محلة باب عزرة (2) الذي كان إبراهيم بن أبي طالب
__________
(1) في نسخ أخرى " الحسن ".
(2) هكذا في ك في الموضعين وهو الصواب يأتي ضبطه في رسم (العزري).
(*)(1/333)
يصلي في مسجده، وهو من بيت كبير فإن سعدا جده صاحب خان سعد وعزرة اخوان، سمع بن برويه يحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حرب، روى عنه أحمد بن أبي عثمان الزاهد وابنه أبو علي بن برويه، وكان محمد بن برويه يقول: كان أبي إبراهيم بن سعد يبعث بي كل يوم إلى مجلس يحيى بن يحيى وأهرب وأذهب إلى مجلس أحمد بن سرب، فقيل له لم ؟ قال: لانه كان أزهد الرجلين، وكان يمتنع من الرواية فسأله أبو عثمان الحيري حتى حدث أولاده فأجاب، وكان يؤذن في مسجد إبراهيم بن أبي طالب وكان يقيم مثنى مثنى وإبراهيم بن أبي طالب يصبر على ذلك لزهده وصلاحه، ومات بنيسابور في شهر رمضان سنة إحدى وتسعين ومائتين (1).
البريدي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الراء وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى البريد وهو الذي ينفذ بالسرعة من بلد إلى بلد والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله الحسن بن عبد الله بن أحمد البريدي، يروي عن أبي العباس المبرد وعيسى بن إسماعيل تينة وغيرهما، حدث عنه محمد بن جعفر النجار الكوفي.
وسرخاب بن يوسف بن محمد بن يوسف الرازي البريدي، قدم بغداد وسمع أبا القاسم بن بشران القندي وأبا عبد الله أحمد بن عبد الله المحاملي ومن بعدهما، وقد كان
سمع أبا نعيم الحافظ الاصبهاني وغيره - قاله ابن ماكولا.
وأبو القاسم المظفر بن محمد بن زيتون البريدي، ذكره أبو القاسم بن الثلاج البغدادي أنه حدثه عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي.
البريدي: بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أبي سهل بريدة بن الحصيب الاسلمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه المدفون بمرو، والمنتسب إليه أبو الطاهر (2) البريدي، قال ابن ماكولا هو من ولد بريدة بن الحصيب، لم يقع إلي اسمه، روى عن الحسن (3) بن عنبسة الوراق، روى عنه محمد بن الفضل بن جعفر العبدي وذكر أنه من ولد بريدة (4).
__________
(1) (البرياني) أورده القبس وقال " بريان قرية ببلخ منها أبو علي التياس (بلا نقط) روى له أبو سعد الماليني بسنده عن عباد بن كثير: لو عرف الاحمق أنه أحمق لكان عاقلا ولكنه يظن أنه عاقل من كل أحد ".
(2) هكذا في الاكمال 1 / 548 وغيره، وفي نسخ أخرى (أبو طاهر).
(3) هكذا في م وس، ومثله في الاكمال واللباب.
(4) للزيادة راجع التعليق على الاكمال.
(البريلي) في معجم البلدان " بريل - بالكسر ثم السكون وياء خفيفة ولام مشددة احسبها مدينة بالاندلس، ينسب إليها خلف مولي يوسف بن البهلول سكن بلنسية يكني أبا القاسم، وكان = (*)(1/334)
البريهي: بضم الباء الموحدة وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى بريهة أم المنتسب إليها وهو إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور الهاشمي البريهي، وبريهة بنت إبراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وإبراهيم كان يصلي بالناس في الجامع المنسوب إلى المنصور الجمعات وغيرها حتى مات، وكان صاحب علم وتنسك.
وأبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور البريهي يعرف بابن بريه (1)، حدث عن السري بن عاصم ومحمد بن مهاجر أخي حنيف بن منصور الرمادي وغيرهم وفي حديثه مناكير
كثيرة، روى عنه ابن أخيه علي بن محمد بن هارون وإسماعيل بن علي الخطبي وسئل عنه الدارقطني فقال: لا شئ.
البري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وتشديد الراء، هذه اللفظة تشبه النسبة وهو إسم جد أبي الحسن علي بن بحر بن بري.
وابنه أبو (2) عيسى بن علي بن بحر بن بري.
البري: بضم الباء المنقوطة من تحت بنقطة وكسر الراء المهملة المشددة، هذه النسبة إلى البر وهو الحنطة، وهذه النسبة إلى بيعه، والمشهور بهذا الانتساب أبو سلمة عثمان بن مقسم البري الكندي مولى لهم من أهل الكوفة، يروي عن قتادة وأبي إسحاق وحماد بن أبي سليمان وجابر وعاصم بن أبي النجود ونافع مولى بن عمر ويحيى بن سعيد الانصاري، روى عنه البصريون وأهل الكوفة، كان ممن يروي المقلوبات عن الاثبات، تركه أحمد ويحيى بن معين، وقال يحيى بن سعيد: كنت جالسا مع سفيان الثوري وقلت: حدثنا البري عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه - في المسح على الخفين، فقال: كذب.
وأبو ثمامة البري، يقال له القماح، سمع كعب بن عجزة، حدث عنه سعيد المقبري.
وسلمة بن عثمان (3) البري، حدث عن محمد بن المغيرة، روى عنه عيسى بن إبراهيم البركي.
__________
= فقيها، له كتاب اختصر فيه المدونة وقربه على طالبه فقيل: من أراد أن يكون فقيها من ليلته فعليه بكتاب البريلي، توفي سنة 443.
(1) في نسخ أخرى " بريهة ".
(2) كذا في النسخ، بعد كلمة " أبو " بياض وبعده " عيسى بن علي " وقضيته أن الاسم عيسى ولم يعرف الكنية وعلى هذا جرى صاحب اللباب فقال " وابنه عيسى بن علي ".
(3) هو سلمة بن عثمان بن مقسم وله حفيد هو عمرو بن عثمان بن سعيد بن سلمة بن عثمان بن مقسم البري وراجع التعليق على الاكمال 1 / 400.
(*)(1/335)
باب الباء مع الزاي البزار: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والزاي المشددة وفي آخرها الراء، هذا اسم لمن يخرج الدهن من البزر أو يبعيه، واشتهر به جماعة من الائمة والعلماء قديما وحديثا، منهم أبو عمر دينار البزار.
وبشر بن ثابت البزار، بصري، حدث عنه العباس الدوري وإبراهيم بن مرزوق.
وخلف بن هشام بن ثعلب البزار المقري، روى عنه أبو القاسم البغوي، ومن الائمة مسلم بن الحجاج القشيري والحسن بن الصباح البزار.
وأبو عبيد الله يحيى بن محمد بن السكن البزار.
وأحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار أبو بكر البصري الحافظ العتكي، كان حافظا من أهل البصرة، سمع هدبة بن خالد وعمر بن موسى الحادي وإسماعيل بن سيف والحسن بن علي بن راشد الواسطي وإبراهيم بن سعيد الجوهري، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد المصري ومحمد بن العباس بن نجيح وعبد الباقي بن قانع وأبو بكر بن سلم وغيرهم، وكان ثقة صنف المسند وتكلم على الاحاديث وبين عللها، وقال الدارقطني في حقه: كان ثقة يخطئ كثيرا ويتكل على حفظه، وقال في موضع آخر: يخطئ في الاسناد والمتن، حدث بالمسند بمصر حفظا ينظر في كتب الناس ويحدث من حفظه ولم يكن معه كتب فأخطأ في أحاديث كثيرة، يتكلمون فيه، جرحه النسائي، مات بالرملة سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وابنه أبو العباس محمد بن أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله العتكي البزار، سمع أبا علاثة (1) محمد بن عمرو بن خالد المصري والحسين بن حميد بن موسى العتكي وإسحاق بن إبراهيم بن جابر وعبيد الله بن محمد بن عبد العزيز العمري وأحمد بن محمد بن رشدين والقاسم بن الليث الرسعني والحسين بن إسحاق التستري وأبا الاحوص محمد بن الهيثم القاضي، روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي وأبو الحسن الدارقطني الحافظ وعمر بن أحمد بن شاهين وغيرهم، وكان ثقة، ومات في شعبان من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وجعفر بن أحمد بن سلم العبدي البزاز ينتسب في عبد القيس، يكنى أبا الفضل، توفي في شوال سنة ثمان وثمانين ومائتين - قاله ابن يونس، حدث عنه أبو أحمد الزيات.
وأبو محمد عبيد بن عبد الواحد بن شريك البزار من أهل بغداد، حدث عن آدم بن أبي أياس العسقلاني وسعيد بن أبي مريم ويحيى بن بكير المصريين ونعيم بن حماد المروزي
__________
(1) في نسخ أخرى " العلاء " كذا.
(*)(1/336)
وأبي الجماهر محمد بن عثمان وسليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار الدمشقيين وجماعة سواهم من هذه الطبقة، روى عنه القاضي المحاملي وأبو مزاحم الخاقاني وأبو عمرو بن السماك وعبد الصمد بن علي الطستي وأحمد بن سلمان النجاد وهو صدوق أحد الثقات، وقيل انه تغير في آخر عمره، ومات في رجب سنة خمس وثمانين ومائتين.
وأبو محمد خلف بن هشام البزار من أهل بغداد، يروي عن مالك بن أنس وأبي عوانة الوضاح، روى عنه أبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي، قال أبو حاتم بن حبان: خلف البزار كان خيرا فاضلا عالما بالقراءات كتب عنه أحمد بن حنبل، ومات ببغداد يوم السبت لسبع مضين من جمادي الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين.
وأبو علي الحسن بن الصباح بن محمد البزار من أهل بغداد، سمع سفيان بن عيينة ومعن بن عيسى وأبا معاوية الضرير وروح بن عبادة وجعفر بن عون وحجاج بن محمد الاعور وشبابة بن سوار وغيرهم، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن إسحاق الصاغاني وأبو بكر بن أبي الدنيا وجعفر الفريابي وأبو القاسم البغوي ويحيى بن صاعد، وآخر من حدث عنه القاضي أبو عبد الله بن المحاملي، وقال ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال: صدوق وكان له جلالة عجيبة ببغداد وكان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين، وقيل في ربيع الاول.
البزاري: بضم الباء الموحدة وبعدها الزاي المنقوطة بثلاث وقيل الزاي وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ابزار وهي قرية على فرسخين من نيسابور ويقول لها العامة: بزارة (1)، والمشهور بالنسبة إليها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجاء الوراق الابزاري الذي
يقال له البزاري من هذه القرية، كان شيخا صالحا سديد السيرة مكثرا من الحديث، له رحلة إلى الشام والعراق، وعمر حتى أملى وحدث، سمع بنيسابور مسدد بن قطن القشيري وجعفر بن أحمد الحافظ، وبنسا الحسن بن سفيان، وببغداد أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، وببيروت مكحول بن عبد السلام البيروتي، وبحمص أحمد بن محمد بن حفص بن عمر الرصافي، وبحلب أبا بكر أحمد بن جعفر بن محمد الحلبي وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج وغيرهم وذكره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ نيسابور فقال: الابزاري أبو إسحاق الوراق كان من المسلمين الذين سلم المسلمون من
__________
(1) في نسخ أخرى واللباب ومعجم البلدان " بزار ".
(*)(1/337)
لسانه ويده، طلب الحديث على كبر السن وخرج إلى نسا وسمع من الحسن بن سفيان مسند بن المبارك ومسند أبي بكر بن أبي شيبة وانتخاب أبي بكر بن علي من المسند الكبير وكتب بالعراق وبالجزيرة وبالشام وجمع الحديث الكثير وعمر حتى احتاج الناس إليه وأدى ما عنده على القبول وعقدنا له مجلس الاملاء في دار السنة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وكان يحضر الخلق قال وسمعت أبا علي الحافظ يقول لابي إسحاق: أنت بهر بن سأد، لثقته وإتقانه، قال وسمعت أبا علي غير مرة يمازح أبا إسحاق فيقول: ترون هذا الشيخ ما اغتسل من حلال قط، فيقول أبو إسحاق: ولا من حرام يا أبا علي، وذاك أن أبا إسحاق لم يتزوج قط، قال: وتوفي يوم الاثنين الخامس من رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة وهو ابن ست أو سبع وتسعين سنة، وشهدت جنازته.
البزاز: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والزايين المعجمتين بينهما ألف، هذه اللفظة تقال لمن يبيع البز وهو الثياب واشتهر جماعة بها من المتقدمين والمتأخرين (1).
البزاني: بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الزاي وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى
بزان وهي قرية من أصبهان، والمشهور بالانتساب إليها أبو الفرج عبد الوهاب (2) بن محمد بن عبد الله الاصبهاني البزاني، سمع عبد الله بن الحسن بن بندار المديني، كتب عنه الاصبهانيون، وروى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو الفضل المطهر بن عبد الواحد بن البزاني، يروي عن أبي عمر عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الاصبهاني وأبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ وغيرهما، روى لي عنه أحفاده ست العراق وعين الشمس (3) بأصبهان وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ ببغداد، وتوفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة، قال ابن ماكولا وولده العميد أبو مضر عبد الواحد
__________
(1) (البزاعي) في معجم البلدان " بزاعة - سمعت من أهل حلب من يقوله بالضم.
وبالكسر، ومنهم من يقول: بزاعا - بالقصر...وهي بلدة من أعمال حلب...خرج منها بعض أهل الادب، منهم أبو خليفة يحيى بن خليفة بن علي بن عيسى بن عامر بن أحمد بن المحسن بن المغيث التنوخي البزاعي يعرف بابن الفرس، له شعر جيد...، وأبو فراس بن أبي الفر ج البزاعي ذكرنا له شعرا في دير سمعان ودير عمان.
وحماد البزاعي شاعر عصري...".
(2) مثله في اللباب والقبس ومعجم البلدان، كأنهما تبعوا المؤلف والمؤلف تبع ابن ماكولا فإنه كذا ذكره في الاكمال 1 / 536 وقد تعقبه ابن نقطة بأن الصواب (عبد الواحد) وأنه والد المطهر الآتي، ويأتي ما يوافقه.
(3) وفي استدراك ابن نقطة " عين الشمس بنت المفضل بن المطهر بن عبد الواحد بن محمد البزاني سمعت من المطهر يروي عنها الحافظ أبو القاسم بن عساكر بالاجازة في معجمه ".
(*)(1/338)
ابن المطهر البراني تميمي لم يصل إلى بغداد أحد يجري مجراه كتابة ومعرفة، سمع بأصبهان غير واحد من أصحاب الطبراني وغيره، قلت سمعت من بنته ست العراق.
ومن القدماء أبو الهذيل زفر بن الهذيل بن قيس بن سلم بن قيس بن مكمل بن ذهل بن ذؤيب بن عمرو البزاني، أحد الفقهاء من أصحاب أبي حنيفة وكان من أعرفهم بالاقيسة، قدم أصبهان على أخيه الكوثر بن الهذيل بقرية بزان، روى عن إسماعيل بن أبي خالد، وهو من بني العنبر،
توفي سنة ثمان وخمسين ومائة بالبصرة.
البزدوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى بزدة (1) وهي قلعة حصينة عى ستة فراسخ من نسف على طريق بخارا، والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي، فقيه ما وراء النهر وأستاذ الائمة وصاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، سمع الحديث من...، روى لنا عنه صاحبه أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني الخطيب بسمرقند ولم يحدثنا عنه سواه، وكتبت عن ابنه أبي ثابت الحسن بن علي كتاب المسند لعلي بن عبد العزيز البغوي وكان يرويه عن أبي الحسن علي بن محمد بن خدام (2) البخاري، وروى لنا عن أبي علي الحسن بن عبد الملك النسفي أيضا.
وأخو علي أبو اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي المعروف بالقاضي الصدر، أملى ببخارا الكثير ودرس الفقه وكان من فحول المناظرين، روى لنا عنه ابنه أبو المعالي أحمد بن محمد بن محمد بن الحسين البزدوي القاضي بمرو - قدمها (3) حاجا - وأبو البدر صاعد بن مسلم الخيزراني بسارية مازندران وأبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ببخارا وجماعة كثيرة سواهم.
ومن القدماء أبو عبد الله عبيدالله بن عمرو بن حفص بن إبراهيم البزدوي، روى عن كعب بن سعيد وأحمد بن حفص العجلي وأبي وهب محمد بن مزاحم، روى عنه أبو سليمان داود بن نصير بن سهيل البخاري.
وأبو محمد عبد الله بن نصر بن سهيل بن عبدويه بن يزداذ
__________
(1) في معجم البلدان " ويقال بزدوة " وبهذا عرف وجه النسبة.
(2) هكذا في ك وقد يقرأ " حذام "، ووقع في م وس " حرام " ويأتي في رسم (الخدامي) بالخاء المعجمة والدال المهملة ما لفظه " وأبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن خدام الخدامي ينسب إلى جده...حدث عن جده لامه أبي علي الحسين بن الخضر النسفي وأبي الفضل الكاغذي وغيرهما توفي سنة 493 " لكن في استدراك ابن نقطة " باب الجذامي والخذامي - أما الاول بضم الجيم وفتح الذال المعجمة فهو...وأما الخذامي بكسر الخاء المعجمة والباقي مثله فهو أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن حذام الجذامي (كذا) بخاري حدث عن
أبي الفضل منصور نضر بن عبد الرحيم بن مت الكاغذي...".
(3) في نسخ أخرى " بمرو وقدمها " وعلى كل حال فالمعنى أن أبا المعالي حج بمرو فروى بها.
(*)(1/339)
البزدوي، حدث عن عبيدالله بن عمرو وعيسى العسقلاني وأبي عيسى الترمذي.
وأخوه أبو سليمان داود بن نصر البزدوي، حدث عن عيسى العسقلاني ومحمد بن الفضل بن خداش، وعبيدالله بن عمرو مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي جد أبي الحسن السابق ذكره، روى عنه أبو عبد الله الغنجار.
وأما أبو مسلم يوسف بن محمد بن آدم بن عيسى بن بزدويه القصار البزدوي نسب إلى جده الاعلى، كان من المحدثين، روى عن أحمد بن محمد بن السكن البغدادي وغيره.
البزديغري: بضم الباء الموحدة وسكون الزاي وكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الغين المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بزديغر ويقال لها بزديغر بالزاي وهي قرية من قرى نيسابور، منها الفقيه أبو عبد الله محمد بن زياد بن يزيد النيسابوري الزديغري، وكان من الزهاد من الفقهاء الكوفيين (1)، سمع محمد بن رافع وأيوب بن الحسن وأحمد بن حرب، روى عنه أبو عبد الله بن دينار ومحمد بن يزيد، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وتسعين ومائتين، وحكي عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: كتب إلى أحمد بن إسماعيل بن أحمد باختيار قاضي نيسابور ووقع (2) اختياري بعد الاجتهاد على أربعة أحدهم محمد بن زياد البزديغري، وكان فقيها على مذهب الكوفيين زاهدا في الدنيا فحضرني محمد بن زياد كئيبا قلقا من ذلك وعاتبني فيه فقال: ما الذي ظهر لك مني ؟ ما الذي جنيت حتى عاملتني بمثل هذا ؟ فقلت: يا أبا عبد الله ما أردت إلا الخير، فلم يزل يبكي حتى رحمته وضربت على اسمه.
وأبو محمد عبد الله بن دلشاد (3) البزديغري، سمع محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن يوسف ومحمد بن يزيد السلميين، روى عنه أبو محمد عبد الله بن أبي طاهر (4) الشيباني وذكر وفاته سنة ست عشرة وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن رجاء
البزديغري من أهل نيسابور، فقيه لاهل الرأي، من الصالحين ومن كبار أصحاب أيوب بن الحسن وأحمد بن حرب، وسمع من عمرو بن زارة ومحمد بن رافع، روى عنه أبو العباس أحمد بن هارون وأبو عبد الله بن دينار، وتوفي سنة تسعين ومائتين.
البردي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاي وفي آخرها الدال المهملة، هذه
__________
(1) في نسخ أخرى " المحدثين ".
(2) في نسخ أخرى " فوقع ".
(3) في نسخ أخرى " دلسان ".
(4) في نسخ أخرى " ابن أبي حامد ".
(*)(1/340)
النسبة إلى بزدة وهي من أعمال نسف من بلاد ما وراء النهر، قال الامير ابن ماكولا أبو الفضل عزير (1) بن سليم بن منصور البزدي المعافري (2)، وكان سليم بن منصور من أهل البصرة، قدم خراسان مع قتيبة بن مسلم وسكن بزدة من أعمال نسف - هكذا ذكره الامير، وعلى ما سمعت النسبة الصحيحة إلى هذه القرية البزدوي على ما ذكرته فيما تقدم.
البزري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاي بعدها راء، هذه النسبة إلى البزر وهو حب يعصر ويخرج منه الدهن للسراج ويقال لمن يبيع هذا الدهن: البزري، والمشهور بالانتساب إليها أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي بن جعفر الصيرفي الاصم البغدادي المعروف بابن البزري، حدث عن أبي الفرج علي بن الحسين الاصبهاني وأحمد بن نصر النهرواني الذراع وأبي الفتح محمد بن الحسين الازدي ومنصور بن ملاعب الصيرفي وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، قال الخطيب: وكان غير ثقة.
وقال أبو الفتح المصري: لم أكتب ببغداد عمن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة، منهم الحسين بن محمد البزري، وقال الخطيب: كان شديد الصمم.
وقال أبو عبد الله الصوري: ابن البزري قدم علينا مصر فخلط تخليطا قبيحا وادعى
أشياء بان فيها كذبه واشتهر بمصر بالتهتك في الدين والدخول في الفساد، انتهى إلينا الخبر بوفاته بمصر في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
وأبو...(3) البزري، أحد الفضلاء المعروفين وكان فقيها مفتيا، تفقه ببغداد وبرع في الفقه، وسكن مدة جزيرة ابن عمر ومدة رحبة مالك بن طوق، وأظن أنه كان يلي القضاء ببعض بلاد الجزيرة، سمع ببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهما، سمع منه صاحبنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ، وأما أنا فلم ألقه، توفي بعد سنة ثلاثين وخمسمائة (4).
__________
(1) ضبطه ابن ماكولا في بابه بضم العين المهملة وفتح الزاي وآخره راء، ووقع هنا في النسخ " عزيز " وكذا وقع في نسخ الاكمال في رسم البزدي وكذا طبع فينبغي إصلاحه.
(2) كذا والذي في الاكمال المطبوع " العامري " وهكذا هو في أصول المخطوطة في الموضعين وهكذا في المشتبه وغيره فهو الصواب.
(3) بياض، وقد ذكر ابن نقطة أبا القاسم عمر بن محمد بن عكرمة بن البزري الجزري العلامة أحد كبار الشافعية، وقد نقلت عبارة ابن نقطة في التعليق على الاكمال 1 / 428 - 429 ولابي القاسم ترجمة في طبقات الشافعية 4 / 288 وقال مولده سنة إحدى وسبعين وأربعمائة وتفقه على الغزالي والشاشي وأبي الغنائم الفارقي...توفي في الثالث عشر من ربيع الاول سنة ستين وخمسمائة ".
(4) وفي المشتبه " أبو الحسن علي بن فضلان البزري الجرجاني نزيل سمرقند سمع ابن الاعرابي وأبا الفوارس السندي = (*)(1/341)
البزغامي: بضم الباء الموحدة وسكون الزاي وفتح الغين المعجمة، هذه النسبة إلى بزغام وهي من قرى نسف (1)، والمشهور بالنسبة إليها أبو طاهر حمزة بن محمد بن أسد البزغامي السوائي (2)، سمع الفقهاء أبا طاهر القلانسي وأبا محمد جعفر بن محمد البريني وأبا بكر محمد بن عبد الله الاودني وأبا بكر محمد بن الفضل البخاري وطبقتهم، مات شابا في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة (3).
البز ماقاني: بضم الباء الموحدة وسكون الزاي وفتح الميم والقاف بينهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بزماقان وهي من قرى مرو، منها أبو...إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب البز ماقاني، من برزن بزماقان قرية متصلة بها، سمع أبا الحسن علي بن خشرم وأبا عصمة سعد بن معاذ وأحمد بن منصور زاج المروزيين وغيرهم، روى عنه أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي وأبو العباس أحمد بن سعيد المعداني وطبقتهما، وتوفي بعد سنة ثلاثمائة.
البزناني: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الزاي وبعدها النون المفتوحة وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى بزنان، قال ابن ماكولا: فلان من محلة بزنان.
قلت: وهي قرية بمرو قريبة من البلد حتى صارت محلة منها خربت الساعة، والمشهور بالنسبة إليها جماعة منهم أحمد بن بندون (4) بن سليمان البزناني، روى الحديث فأحسن إلا أن الادب كان غالبا عليه، يروي عن الاصمعي وأبي معاذ النحوي.
وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن
__________
= وعنه حمزة السهمي (البزري) في الاكمال 1 / 428 " أما البزري بفتح الباء والزاي وكسر الرء فهو أبو البزري يزيد بن عطارد بصري روى عن ابن عمر، حدث عنه عمران بن حدير ".
(1) في نسخ أخرى " وهي قرية من نسف ".
(2) في ك كأنها " السوابني " في نسخ أخرى " السواي " وانظر ما يأتي في رسم (السوادي) بضم أوله.
(3) (- البزلياني) ذكره في القبس وشكلة بكسر فكسر أيضا فسكون ففتح وقال " بزليانة قرية بساحل البحر من كورة رية بالاندلس منها أبو عبد الله محمد بن أبي نصر أحمد الحميدي شاعر ذكره أبو الخطاب العلاء بن أبي المغيرة عبد الوهاب بن أحمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حزم فيمن ألف من أهل الاندلس وأنشد له في مطر أتى قبل غروب الشمس: كأن الاصيل سقيم بكت * جفون السحاب على سقمه رأى الشمس تؤذنه بالفراق * ففاض دجى الليل من غمه " وهذا الشاعر في الجذوة رقم 976 بهذه النسبة فقط قال " البزلياني شاعر مشهور أنشدني له أبو الحسن
إبراهيم بن خلف المتطبب بالاندلس في مطراتي قبيل الغروب..." ذكر البيتين.
(4) هكذا في ك ومعجم البلدان واللباب المطبوعة وأجود المخطوطتين وشكل فيها بفتح فسكون فضم، ووقع في القبس " مندون " كذا.
(*)(1/342)
أحمد البزناني، كتب الكثير عن أبي العباس أحمد بن سعيد المعداني وغيره، وكان حسن الخط.
ومحمد بن أيوب بن سليمان البزناني، روى عن علي بن يحيى، روى عنه عبد الله بن محمود السعدي، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي (1) (2).
البزوري: بضم الباء الموحدة والزاي والراء بعد الواو، هذه النسبة إلى البزور وهي جمع البزر، وعندنا يقال هذا لمن يبيع البزور للبقول وغيرها، اشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية البزوري المعروف بابن أبي عوف من أهل بغداد، كان ثقة نبيلا رفيعا جليلا، له منزلة من السلطان ومودة في أنفس العوام وحال من الدنيا واسعة وطريقة في الخير محمودة، سمع سويد بن سعيد الحدثاني وعثمان بن أبي شيبة وعمرو بن محمد الناقد ومحمود بن غيلان وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وخلقا كثيرا أمثال هؤلاء، روى عنه محمد بن مخلد وأبو بكر الشافعي وأبو علي بن الصواف وحبيب بن الحسن القزاز وغيرهم، وكانت ولادته في سنة أربع عشرة ومائتين، ومات في شوال سنة سبع وتسعين ومائتين.
وأبو القاسم المبارك وأبو الفائز أحمد ابنا محمد بن الحسين بن البزوري من أهل بغداد، أما أبو القاسم كان يعرف بالدواني وسأذكره في حرف الدال إن شاء الله تعالى، شيخ صالح سديد، سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وغيرهما، كتبت عنه ببغداد في دار ابن الظاهر وكانت له إجازة صحيحة عن أبي بكر الخطيب الحافظ.
وأما أخوه أبو الفائز أحمد بن محمد بن الحسين البزوري الشطرنجي...وأبو عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى بن سعيد بن يحيى بن سعيد البزوري كوفي الاصل، حدث عن عمر بن شبة وعلي بن حرب وعباس بن محمد الدوري، روى عنه
أبو الحسين بن المنادي ومحمد بن جعفر زوج الحرة وأبو بكر بن شاذان ومحمد بن عبيد الله بن الشخير وأبو حفص بن شاهين.
ووالد السابق ذكره (3) أبو عوف عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية البزوري، سمع روح بن عبادة وزكريا بن عدي وشبابة بن سوار، وكثير بن هشام ومكي بن إبراهيم وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن أبي بكير وأبا نعيم الملائي وعاصم بن علي، روى عنه ابنه أبو عبد الله ويحيى بن محمد بن صاعد وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز وأبو عمرو بن السماك الدقاق وأبو سهل بن زياد
__________
(1) في م وس " المسيحي " وهكذا في عدة مواضع في رسم (السنجي).
وغيره.
(2) (البزندي) في تاريخ ابن الفرضي رقم 570 " سلمة بن خالد التنوخي من أهل البيرة يكنى أبا الفضل كان ينزل قرية بزند، سمع من عبيدالله بن يحيى ومحمد بن فطيس، حدث، وكان رجلا صالحا، وله بالبيرة عقب ".
(3) يعني أول مذكور في هذا الرسم وهو أبو عبد الله أحمد بن عبد الرحمن بن مرزوق بن عطية.
(*)(1/343)
القطان، وكان ثقة، ومات في رجب سنة خمس وسبعين ومائتين، وكان قد بلغ ثلاثا وتسعين سنة.
البزوغابي: بضم الباء الموحدة والزاي وفتح الغين المعجمة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى بزوغي وهي قرية من قرى بغداد، خرج منها جماعة منهم أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل البزوغاني المديني، كان مديني الاصل وكان ينزل قرية بزوغي ثم انتقل إلى عكبرا، وكان خطيب دور عرمابا (1)، وهو ابن بنت أبي موسى محمد بن المثنى العنزي، وجده حاتم بن إسماعيل صاحب جعفر بن محمد بن علي، حدث عن جده لامه محمد بن المثنى وعن أبي سعيد الاشج والزبير بن بكار وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد والحسن بن عرفة وعمر بن شبة وعباس الترقفي وعباس الدوري وأبي عمر العطاردي روى عنه محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق كتابا صنفه وسماه المنير يذكر فيه أشياء من أخبار الاوائل وأيام الجاهلية وطرفا من الانساب وقطعة من المعارف.
البزياني: بضم الباء الموحدة وسكون الزاي وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بزيان وهي من قرى هراة، كان منها أبو بكر عبيدالله بن محمد البزياني، شيخ من أصحاب أبي عبد الله بن كرام، مات ليلة الخميس السابع عشر من جمادي الآخرة سنة ست وعشرين وخمسمائة.
البزيذي: بكسر الباء الموحدة والزاي وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى قرية من قرى بغداد يقال لها بزيذي (2)، وأبو مسلم جعفر بن باي الجيلي البزيذي سكن هذه القرية فنسب إليها، سمع بأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وبعكبرا أبا عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة (3) العكبري وغيرهما، ورد بغداد ودرس بها فقه الشافعي على أبي حامد الاسفراييني، ثم نزل قرية بزيذي وبنى بها، وكان يقدم في الاوقات إلى بغداد ويحدث، قال أبو بكر الخطيب الحافط: سمعنا منه في جامع المدينة، وكان ثقة فاضلا دينا عالما، ومات في شهر رمضان من سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكانت وفاته ببزيذي، ودفن في تلك القرية.
البزيعي: هذه النسبة إلى الجد وهو هارون بن داود بن الفضل بن بزيع البزيعي من أهل
__________
(1) وقع في نسخة اخرى " دوعن مابا ".
(2) هكذا في م وس واللباب بنسخه والقبس ومعجم البلدان.
(3) هكذا في م وس واللباب وتاريخ بغداد وهو الصواب.
(*)(1/344)
البصرة سكن الثغر، يروي عن أبي عاصم والبصريين، روى عنه عمر بن سعيد بن سنان (1) المنبجي الحافظ.
البزي: بفتح الباء المنقوطة من تحت بنقطة وكسر الزاي المشددة فهذه النسبة إلى كنية جده الاعلى وهو أبو بزة، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة المكي مقرئ أهل مكة، وهو صاحب قراءة عبد الله بن كثير فإنه
قرأ على عكرمة وهو على شبل وإسماعيل وهما علي بن كثير، يروي عنه أبو محمد إسحاق بن أحمد بن نافع بن إسحاق الخزاعي وأبو علي الحسين بن محمد الحداد المكي وأبو ربيعة محمد بن إسحاق الخزاعي، قال الدارقطني: البزي الذي ينسب إليه قراءة أهل مكة.
__________
(1) وهو صحيح وقد جاء في نسخ أخرى.
(*)(1/345)
باب الباء والسين البساسيري: بفتح الباء الموحدة والالف بين السينين المهملتين أولاهما مفتوحة والاخرى مكسورة بعدها ياء ساكنة آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه نسبة واحد من الاتراك يقال له أبو الحارث ارسلان البساسيري وكان رأس الاتراك البغدادية وكان يتحكم على القائم بأمر الله إلى أن خرج عليه وقصته مشهورة في التواريخ ومقصودنا النسبة، هذه النسبة إلى بلدة بفارس يقال لها بسا وبالعربية فسا والنسبة بالعربية إليها فسوي وأهل فارس ينسبون إليها: البساسيري، وهكذا يكتبون، وسيد أرسلان التركي كان من بسا فنسب الغلام إليه، واشتهر بالبساسيري - هكذا ذكر الاديب أبو العباس أحمد بن علي بن بابه القاشي فيما حكي عنه الاديب ذو المناقب أبو الوفاء الاخسيكثي في تاريخه، وقتل طغرل بك ارسلان البساسيري في الحادي عشر من ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وببغداد محلة كبيرة وراء باب الازج ودار الخليفة، يقال لها دار البساسيري، ولعل هذا التركي نزل بها فنسبت المحلة إليه، كان بها جماعة من المحدثين وكتبت عنهم منهم (1).
البسامي: بفتح الباء الموحدة والسين المهملة المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بسام، وهو اسم لجد أبي الحسن علي بن محمد بن منصور بن نصر بن بسام الشاعر البسامي، من أهل بغداد سائر الشعر مشهور عند أهل الادب، روى عنه محمد بن يحيى الصولي وأبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان وغيرهما، وقيل طلب البسامي من بعض جيرانه دابة عارية فمنعها (2) فكتب إليه:
بخلت عنا بأدهم عجف * لست تراني ما عشت أطلبه فلا تقل صنته فما خلق الل * - ه مصونا وانت تركبه مات البسامي في صفر سنة اثنتين وثلاثمائة.
__________
(1) (البساطي) في التاج (ب س ط) أن في السمنوويه من بلاد مصر قرية تعرف ببساط قروص قال.
" وإلى هذه نسب عالم الديار المصرية الشمس محمد بن أحمد بن عثمان بن نعيم بن مقدم البساطي المالكي ولد سنة 760 وتوفي سنة 843.
وابن عمه العلم سليمان بن خالد بن نعيم.
وولده الزين عبد الغني بن محمد...وولده البدر محمد بن عبد الغني...وعمه عبد العزيز بن محمد أخذ عن أبيه ومات سنة 881 وهم بيت علم وحديث.
(2) في نسخ أخرى " فمنعه ".
(*)(1/346)
البسبي: بسكون السين المهملة بين الباءين الموحدتين (1) أولاهما مفتوحة والاخرى مكسورة وهي منسوبة إلى قرية من قرى بخارا يقال لها بسبه، ومن هذه القرية أحمد بن محمد بن أبي نصر البسبي - هكذا ذكره أبو كامل البصيري (2).
البستنبان: بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وسكون النون وفتح الباء الموحدة وفي آخرها النون بعد الالف، هذه الكلمة إنما يقال بوستان بان (3) يعني الذي يحفظ البستان والكرم، وعرف بهذا جماعة منهم أبو بكر محمد بن أحمد بن أسد بن البستنبان الحافظ، وقيل له بإثبات الالف البستان بان، من أهل بغداد هروي الاصل، سمع الزبير بن بكار وإبراهيم بن زياد المؤدب وعيسى بن أبي حرب الصفار وعبد الله بن شبيب الربعي وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي وعلي بن عمر الدارقطني وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري والمعافي بن زكريا الجريري، وكان ثقة ويلقب بكزاز، وكانت ولادته سنة إحدى وأربعين ومائتين، ومات في رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن الحسين بن سعيد بن البستنبان، كان يسكن سر من رأى وحدث بها عن الحسن بن بشر البجلي وهشام بن بهرام المدائني،
روى عنه محمد بن مخلد الدوري ومحمد بن جعفر المطيري ومحمد بن أحمد بن المحرم وعبد الباقي بن قانع، وكان ثقة، مات بسر من رأى في سنة تسع وثمانين ومائتين.
البستيغي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الغين المعجمة، هذه النسبة إلى بستيغ وهي قرية بسواد نيسابور، والمشهور بالانتساب إليها - قال الامير ابن ماكولا: هو
__________
(1) في ك " المهملتين " وقد وقع مثل هذا في مواضع من النسخة وكنت أحسبه من سهو الناسخ ثم ظهر لي أنه قد يطلق ذلك ويراد به الحرف الاعجمي الذي بين الباء والفاء، وذكر في بعض المواضع مميزا بأن تحته ثلاث نقط وهذا أولى فإن الاعاجم الذين يكتبون بالكتابة العربية يكتبونه كذلك.
(2) (البستاني) استدركه اللباب وقال: " بضم الباء وسكون السين وبعدها تاء فوقها نقطتان وبعد الالف نون نسبة إلى البستان وعرف بها علي بن زياد البستاني روى عن حفص بن غياث روى عنه عبد الله بن زيدان البجلي، ذكره ابن النرسي " قال المعلمي سقط قوله: " ذكره إلخ " من مخطوطتي اللباب ووقع في المطبوعة " ذكره ابن النرسي " وفي القبس عن اللباب كما أثبته وهو الصواب.
(3) هكذا يعلم مما يأتي وهكذا في اللباب في نسخة الثلاث والقبس، ووقع في ك " البستنباني " وفي م وس " البستنبني " كذا.
(*)(1/347)
شيخنا أبو سعيد (1) شبيب بن أحمد بن خشنام أحمد البستيغي، منسوب إلى قرية من أعمال نيسابور، سألته عن مولده فقال: في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
قلت وكان من أصحاب أبي عبد الله بن كرام (2)، سمع السيد أبا الحسن محمد بن الحسين العلوي وغيره، روى لي عنه محمد بن الفضل الفراوي بنيسابور وزاهر بن طاهر الشحامي بأصبهان وجماعة سواهما، وتوفي في...(3) وسبعين وأربعمائة (4).
البستي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين وفي آخرها التاء المعجمة، هذه النسبة إلى بست ولعله كان قصير القامة فقيل له بالعجمية بست، وهو أبو نصر أحمد بن
محمد بن أحمد بن زياد بن الفضل بن مجاهد بن تميم الزراد البستي الدهقان يعرف بابن أبي سعيد من أهل سمرقند، قال أبو سعد الادريسي سمع منه محمد بن جعفر الكبوذنجكثي الكثير مع أبيه، كان صحيح السماعات، سماعاته كانت بخط أبيه إلا أنه لم يكن يعرف من أمر الحديث شيئا، كتبنا عنه، مات بأخرة.
البستي: هذه النسبة إلى بست بضم الباء المعجمة الموحدة وسكون السين المهملة والتاء المنقوطة بنقطتين في آخرها، وهي بلدة من بلاد كابل بين هراة وغزنة، وهي بلدة حسنة كثيرة الخضر والانهار والبستاني، سمعت أبا زيد محمد بن علي القزازي بآمل طبرستان وأبا الفضل جعفر بن الكثري (5) السباري ببخارا يقولان: سئل بعض الفضلاء عن بست ووصفها فقال: هي كتثنيتها يعني بستان.
خرج منها جماعة من الائمة والعلماء، منهم القاضي أبو محمد إسحاق بن إبراهيم البستي صاحب السنن، أدرك جماعة كثيرة من شيوخ البخاري ومسلم (6) وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان التميمي البستي، إمام عصره
__________
(1) في النسخ " أبو سعد " وكذا في معجم البلدان والقبس ومطبوعة اللباب، والذي في مخطوطتينه " أبو سعيد " وهو الذي في الاكمال راجعت عدة نسخ منه.
(2) في التوضيح " ذكر أبو القاسم زاهر بن أحمد الشحامي أنه سمع منه وأنه لم يكن يعرف بالحديث وكان كراميا مغاليا في معتقده ".
(3) أنظر اللباب 1 / 151.
(4) وأخو هذا الرجل ذكره ابن نقطة بقوله: " أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن خشنام أخو شبيب بن أحمد الذي ذكره الامير حدث عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي حدث عنه عبد الغافر بن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي...قال عبد الغافر: شيخنا أبو الحسن بن خشنام شيخ معروف معتمد صالح سمع الحديث عاليا وهو من جملة الامناء توفي في المحرم من سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
(5) هكذا في س وأراه الصواب راجع رسم (السباري) ورسم الكثيري، وفي م مثله لكن بلا نقط، وفي ك " السادي " كذا.
(6) في معجم البلدان ونسخ أخرى " عبد الله ".
(*)(1/348)
صنف تصانيف لم يسبق إلى مثلها، رحل فيما بين الشاش إلى الاسكندرية، وتلمذ في الفقه لابي بكر بن خزيمة نيسابور، وكتب بالبصرة عن أبي خليفة الجمحي، وبالشام عن محمد بن عبيد الله الكلاعي وعالم لا يحصون، سمع منه أبو عبد الله بن منده وأبو عبد الله بن البيع الحافظان وغيرهما، وذكره الحاكم أبو عبد الله فقال: أبو حاتم البستي القاضي كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ وكان من عقلاء الرجال، صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يستبق إليه، وولي القضاء بسمرقند وغيرها من المدن بخراسان.
ثم ورد نيسابور سنة أربع وثلاثين وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة فلما سألناه الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغرهم سنا فقال: استمل، فقلت: نعم، فاستمليت ثم أقام عندنا وخرج إلى القضاء إلى نسا أو غيرها، وانصرف إلينا سنة سبع وثلاثين فبنى الخانقاه في باب الرازيين وقرئ عليه جملة من مصنفاته، ثم خرج من نيسابور سنة أربعين وانصرف إلى وطنه ببست وكانت الرحلة بخراسان إلى مصنفاته، ومات في شوال سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ودفن ببست في الصفة التي ابتناها بقرب داره التي هي اليوم مدرسة لاصحابه، ولهم جرايات يستنفقونها.
وأبو سليمان حمد بن محمد إبراهيم الخطابي، صاحب كتاب اعلام الحديث ومعالم السنن وغريب الحديث والعزلة وغيرها، أدرك أبا سعيد بن الاعرابي بمكة وأبا بكر بن داسة بالبصرة، روى عنه عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي وجماعة سواهما.
والعميد أبو الفتح علي بن محمد البستي، أوحد عصره جودة الشعر وحسن المحاورة، صحب الاكابر وشعره مدون مشهور.
وأبو الفتح علي بن محمد البستي الاديب الكاتب النحرير، وهو أوحد عصره في الفضل والعلم والشعر والكتابة، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخه وقال: ذكر لي سماعه بتلك الديار من أصحاب علي بن عبد العزيز وأقرانه وأكثر عن أبي حاتم وأهل عصره، ورد نيسابور غير مرة وأفاد حتى أقر له
جماعة بالفضل، وتوفي ببخارا في سنة إحدى وأربعمائة.
البسري: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بسر بن ارطاة وقيل: ابن أبي ارطاة، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن الوليد بن عبد الحميد البسري القرشي، وهو من ولد بسر بن أبي ارطاة، أحد الثقات المشهورين من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن جعفر غندر وعبد الاعلى بن عبد الاعلى السامي ويحيى بن سعيد القطان ووهب بن جرير ومحمد بن عبيد الطنافسي ومروان بن معاوية الفزاري وغيرهم، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه(1/349)
وكذلك مسلم بن الحجاج القشيري وقاسم بن زكريا المطرز وعبد الله بن محمد بن ناجية ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو عمر محمد بن يوسف القاضي والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد العطار وجماعة سواهم، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن الوليد بصري ثقة.
وجماعة من أهل العراق نسبوا إلى بيع البسر وشرائه وفيهم كثرة، وظني (1) أن أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري البندار منهم وهو شيخ بغداد في عصره، سمع أبا طاهر المخلص وأبا الحسن بن الصلت وأبا أحمد الفرضي، روى عنه يوسف بن أيوب الهمذاني بمرو، وأبو المظفر بن القشيري بنيسابور، وأبو نصر بن الغازي بأصبهان، وعمر بن إبراهيم العلوي بالكوفة، وأبو السعادات بن نغوبا بواسط وفم الصلح، وأبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ ببغداد، في جماعة أكثر من ثلاثين نفسا: وتوفي في سنة أربع وسبعين وأربعمائة، وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة.
وأما ابنه أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري فصار من محدثي بغداد لكبر سنه وعلو (2) سنده (في عصره)، سمع أبا محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري وغيره، روى لنا عنه أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي ببغداد، وأبو المظفر عبد الله ابن طاهر بن فارس الخياط بالترمذ وغيرهما، وكانت ولادته في سنة تسع أو عشر وأربعمائة،
وتوفي في جمادي الآخرة سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
وأما أبو عبيد البسري الصوفي من مشاهير الصوفية فهو منسوب إلى بصرى قرية من قرى الشام فأبدل الصاد بالسين وقيل البسري على قياس قولهم في السويق الصويق وفي السراط الصراط وفي السقر الصقر وأخواتها (3).
حدثنا أبو العلاء أحمد بن الفضل الحافظ من لفظه بجامع أصبهان وكتب لي بخطه أنا أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي أنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي بمكة أنا أبو الحسن علي بن عبد الله الهمذاني سمعت محمد بن داود سمعت أبا بكر بن معمر سمعت ابن أبي عبيد البسري يحدث عن أبيه أنه غزا سنة من السنين فخرج في السرية فمات المهر الذي كان تحته فقال أبو عبيد فقلت: يا رب اعرنيها حتى أرجع إلى بصرى - يعني قريته، فإذا المهر قائم فلما غزونا ورجعت (4) إلى بصرى قال أبو عبيد لابنه:
__________
(1) حكى ابن نقطة نحو هذا عن أبي طاهر ثم أنكر هذا القول وقال عندي "...أنها إلى البسرية على فرسخين من بغداد " وأنكر الكثرة وقال: " إنما هو أبو القاسم (يعني الآتي) وابنه " راجع التعليق على الاكمال 486 - 487.
(2) في نسخ أخرى " كبر سنه وعلاء ".
(3) أنكر ابن الاثير وياقوت وغيرهما هذا القول وذكروا أن بحوران قرية اسمها (بسر) إليها ينسب أبو عبيد هذا.
(4) يحتج المؤلف بهذه الحكاية لان فيها أن قرية أبي عبيد البسري هي (بصرى) ويجاب بأنه على فرض صحة الحكاية وأنه لا تحريف فيها لا مانع من سكناه بصرى وهو من بسر.
(*)(1/350)
يا بني خذ السرج عن المهر، فقلت له: يا ابه هو عرق فإن أخذنا عنه السرج داخله الريح، فقال: يا بني هو عارية، فكما أخذت عنه السرج وقع فمات.
ومن القدماء أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن ارطاة القرشي البصري الدمشقي من أهل دمشق، سكن بغداد وحدث بها عن الوليد بن مسلم ومروان بن معاوية، روى عنه علي بن عبد العزيز البغوي وابن أخيه عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وعبد الله بن محمد بن ناجية وعمر بن محمد بن نصر الكاغذي وغيرهم، وكان
أبو عبد الرحمن النسائي يقول: هو دمشقي صالح.
ومات في سنة ست وأربعين ومائتين.
البسطامي: بالباء المفتوحة المنقوطة بواحدة (1) وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة، هذه النسبة إلى بسطام وهي بلدة بقومس مشهورة أقمت بها ليلة في توجهي إلى العراق، والمشهور بهذه النسبة أبو يزيد البسطامي الاكبر المشهور، اسمه طيفور بن عيسى بن سروشان وكان سروشان مجوسيا فأسلم وحسن إسلامه، له حديث واحد لم يصح عنه غيره، يروي عن أبي عبد الرحمن السري عن عمرو بن قيس، روى عنه علي بن جعفر البغدادي.
وأبو يزيد البسطامي الزاهد الاصغر طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى بن علي الزاهد، يروي عن صالح بن يونس وعلي بن الحسن الترمذي وعبد الله بن عبد الوهاب وأبي مصعب الزهري ومحمد بن يوسف الفريابي وغيرهم، روى عنه أبو يعقوب يوسف بن محمد بن بندار الولائي.
وجماعة كثيرة من رواة العلم بسطاميون، قال ابن ماكولا: وقد لحقنا ببسطام الشيخ أبا الفضل محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي وكان أوحد وقته مفننا في العلوم، وله تصانيف كثيرة، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن منصور وأبا عبد الله محمد بن عبد الله الرازي وبهرام بن أبي الفضل بن شاه المروزي وأبا سهل محمد بن أحمد بن عبد الله الاستراباذي وأبا عبد الله محمد بن علي الداستاني، وكان يسميه شيخ المشايخ، وسمع أبا بكر الحيري وأبا سعيد الصيرفي وغيرهما من أصحاب الحديث، ورحل وسمع الكثير، وكان إمام أهل التصوف في وقته.
قلت وتوفي في جمادي الآخرة سنة ست وسبعين وأربعمائة عن سبع وتسعين سنة، وكانت ولادته تقديرا سنة تسع وثمانين (2) *
__________
(1) في م وس " بفتح الباء الموحدة " وفي معجم البلدان أن اسم البلدة بسطام بالكسر، وكذا في اللباب وجزم بأن الصواب (البسطامي) بالكسر مطلقا سواء أكان نسبه إلى البلد أم إلى الجد، وجرى في المشتبه على التفرقة وتبعه التبصير، أما التوضيح فتعقبه بأنه تبع شيخه الفرضي التابع لابن السمعاني، وذكر تعقب اللباب ثم قال " ولهذا لم يذكره الامير في الاكمال ولا استدركه ابن نقطة عليه لان النسبتين واحدة " قال المعلمي بلى ذكره الامير لكن لم يفرق.
(2) كذا والصواب " تسع وسبعين " كما لا يخفى.
(*)(1/351)
وثلاثمائة.
وإمامنا وشيخنا أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر البسطامي ثم البلخي، جده الاعلى من بسطام، سكن بلخ وولد هو بها وكان إماما متفننا (1) فقيها حافظا محدثا مفسرا أديبا شاعرا كاتبا حسن الاخلاق ظريف الجملة والتفصيل، سمع أبا القاسم أحمد بن أبي منصور الخليلي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي نصر الاصبهاني البلخيين وغيرهما، أكثرت عنه وسمعت منه بمرو وبلخ وهراة وبخارا وسمرقند، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة خمس وسبعين وأربعمائة (2) ببلخ.
وأما أخوه أبو الفتح محمد بن أبي الحسن محمد بن عبد الله، شيخ سديد السيرة كثير العبادة مشتغل بما يعنيه، سمع الكثير من البلخيين مثل أبي هريرة القلانسي وأبي القاسم الخليلي وأبي إسحاق الاصبهاني وأبي علي الوزير نظام الملك وحمد بن أحمد الزبيري الطبري، وكانت له إجازة عن أبي علي الوخشي، وتوفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ببلخ وكان قد جاوز الثمانين.
وابنه أبو القاسم أحمد بن محمد البسطامي، سمع أبا سعد أسعد بن محمد بن ظهير البلخي، كتبت عنه أحاديث ببلخ.
وجماعة كثيرة من البسطاميين كتبت عنهم ببسطام ونيسابور ودمشق وفيهم كثرة.
وأما أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام والمروزي البسطامي نسب إلى جده الاعلى محدث مرو في عصره، وهو ثقة صدوق مكثر، سمع علي بن الحسين بن واقد وأبا صالح أحمد بن منصور زاج وطبقتهما، روى عنه أبو العباس المعداني وأبو علي زاهر بن أحمد الفقيه، وتوفي بعد سنة ثلاثمائة بمرو.
والقاضي أبو عمر محمد بن الحسين بن محمد بن الهيثم البسطامي الواعظ الفقيه على مذهب الشافعي، ولي قضاء نيسابور وقدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي وسليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأحمد بن محمود بن خرزاد الاهوازي وجماعة سواهم، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال البغدادي وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن وأبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي وأبو سعيد محمد بن سعيد الفرخزاذي وأبو المعالي عمر بن أبي عمر البسطامي ابنه وجماعة كثيرة
سواهم، وظني ان آخر من روى عنه أبو عطاء عبد الاعلى بن عبد الواحد المليحي.
قدم بغداد في حياة أبي حامد الاسفراييني وكان أبو حامد يعظمه ويجله، وكان إماما نظارا فحلا، وكانت وفاته بنيسابور في سنة سبع وأربعمائة.
وأما أبو الحسن علي بن أحمد بن هارون بن عبد الرحمن بن يوسف بن محمد بن بسطام المعدل البسطامي المعروف بابن كردي نسب إلى
__________
(1) في نسخ أخرى " متقنا ".
(2) في م وس " 474 " كان أبو شجاع حيا حين كتب أبو سعد هذا فلذلك لم يذكر وفاته وإنما توفي سنة 562 وهي السنة التي توفي بها أبو سعد كما في التوضيح.
(*)(1/352)
جده الاعلى، وهو من أهل النهروان، سمع أبا جعفر محمد بن يحيى بن علي بن حرب الطائي، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وكانت ولادته في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شعبان سنة سبع عشرة وأربعمائة.
البسطامي: بكسر الباء الموحدة والسين الساكنة والطاء المفتوحة المهملتين بعدها الالف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بسطام وهو اسم رجل وهو أبو عبد الله محمد بن عبيد الله (1) بن محمد بن عبدوس بن سوار بن إبراهيم بن بسطام الدقاق الحراني البسطامي، هكذا رأيت مقيدا مضبوطا بكسر الباء، من أهل حران، حدث بحلب عن الحسن بن هاشم، روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني (2).
البسكاسي: بفتح الباء وبكاف وألف بين السينين المهملتين، هذه النسبة إلى بسكاس، والمشهور بالانتساب إليها أبو أحمد نبهان بن إسحاق بن مقداس البسكاسي البخاري من قرية بسكاس، يروي عن أبي عصمة سعد بن معاذ وأبي عبد الله بن أبي حفص، ورحل إلى مصر وسمع الربيع بن سليمان صاحب الشافعي وأحمد بن عبد الله البرقي وبكار بن قتيبة القاضي وفهد بن سليمان، وبالشام العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، روى عنه محمد بن محمد بن الحسن القاضي وأبو بكر بن محمد بن داود بن عصام البخاريان، توفي
في المحرم سنة عشر (3) وثلاثمائة.
البسكايري: بفتح الباء الموحدة وسكون (4) السين المهملة وفتح الكاف والياء المسكورة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بسكاير وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو المشهر (5) أحمد بن علي بن طاهر بن محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن ويرنك بن تازدار بن هرمز بن شهريار بن يزدجرد بن بهرام البسكايري من أهل هذه القرية، كان فاضلا عالما عارفا بالادب واللغة ورحل إلى خراسان والعراق والحجاز، وأدرك
__________
(1) في اللباب المطبوعة والمخطوطتين والقبس والتبصير " عبد الله ".
(2) (البسطي) أورده القبس وقال " بسطة من كورة جيان، منها أبو عبد الله محمد بن عيسى بن محمد الوراق قرطبي عن (فوقها علامة التأخير) أحمد بن محمد بن ميسار (في ترجمة أحمد من تاريخ ابن الفرضي رقم 121: مسور) ومحمد بن معاوية، شيخ صالح ثقة معتن بالآثار وجمعها، حسن (فوقها علامة التقديم) المعرفة بها، توفي ليلة الخميس لاربع عشرة خلت من ربيع الآخر سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في م وس " عشرين " وانظر آخر الرسم الآتي.
(4) مثله في اللباب، ووقع في م وس " وكسر ".
(5) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(*)(1/353)
الشيوخ، ورأيت له مجموعا بخطه بنسف (1) حدث فيه عن جماعة من الشيوخ فاستحسنته جدا وكان يملي ببخارا، سمع السيد أبا الحسن محمد بن علي الهمذاني وأبا سعيد الخليل بن أحمد السجزي، وبترمذ أبا منصور الحسين بن علي بن يوسف الزاهد، وبامل أبا سعيد أحمد بن محمد بن فضلويه الآملي، وبالدامغان أبا محمد الحسن بن محمد بن عتاب الخطيب، وبسمنان أبا القاسم عبد الله بن عمر بن محمد بن الداية الكلوذاني، وبالري أبا عبد الله الحسين بن جعفر الجرجاني الحافظ، وببغداد أبا القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وطبقتهم، روى عنه أبو العباس
جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن العاصمي وغيرهما، وذكر العاصمي ان أبا المشهر كان يتكلم في بعض سماعه ولم تكن أصوله صحيحة ولم أكثر منه.
وأبو أحمد نبهان بن إسحاق بن مقداس الدهقان الفقيه الزاهد البسكايري سمع ببخارا من أبي عصمة سعد بن معاذ المروزي وسفيان بن عبد الحكم وأبي طاهر اسباط بن اليسع وأبي عبد الله بن أبي حفص ورحل إلى الشام ومصر وسمع ربيع بن سليمان المرادي وبكار بن قتيبة والعباس بن الوليد البيروتي، وتوفي في المحرم سنة عشرين وثلاثمائة.
البسكتي: بكسر الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفتح الكاف وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى بسكت بلدة من بلاد الشاش معروفة، خرج منها جماعة من أهل العلم، ولقيت منهم غير واحد من الفقهاء وأبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن النجم بن ولاية (2) البسكتي الشاشي، ورد مرو وسمع أبا نصر أحمد بن عبد الله (3) بن أحمد بن سعيد الانماطي المروزي، وروى عنه بنسف، سمع منه أبو تراب إسماعيل بن طاهر الحافظ النسفي، وكانت وفاته بعد سنة أربعمائة.
البسكري: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بسكرة، وهي بلدة من بلاد المغرب، وقد علينا فقيه فاضل سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة من هذه البلدة مرو عندنا وتوفي (4) في هذه السنة وكان يذكر نسبته البسكري - بفتح الباء، وأما الامير ابن ماكولا ذكره بالكسر، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم يوسف بن علي
__________
(1) في نسخ أخرى " بنسق ".
(2) كذا في النسخ، ووقع في إحدى مخطوطتي اللباب " وثلاثة " بدون نقط وفي الاخرى وهي أجودهما " ولاثة " وشكل بفتح الواو وفي المطبوعة ومعجم البلدان أيضا " ولاثة " وكذا في القبس وشكل بكسر الواو.
(3) في نسخ أخرى " أحمد بن عبد الواحد " والله أعلم.
(4) في نسخ أخرى " مروه وعندنا توفي ".
(*)(1/354)
جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس بن هديد بن جمح بن حبا بن مستملح (1) بن عكرمة بن خالد وهو أبو ذؤيب الهذلي بن خويلد بن محرث بن زبيد بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل البسكري من أهل بسكرة بلد في المغرب، ورد بغداد وقرأ على أبي العلاء الواسطي وسافر كثيرا وعاد إلى بغداد، وحدث عن أبي نعيم الاصبهاني وعن غيره من النيسابوريين، وعمل اختيارا في القراءات وكان يدرس النحو ويفهم الكلام والفقه - هذا كله ذكره ابن ماكولا في كتابه المسمى بالاكمال.
البسلي: بفتح الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بسل وكانت قريش الظواهر يدين، فبنو عامر بن لؤي يد، وهم يدعون البسل، والباقون يدعون اليسل يعني الباقين من قريش الظواهر - قاله الزبير بن بكار.
البسيني: بفتح الباء الموحدة وكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بسينة وهي قرية من قرى مرو على فرسخين، منها أبو داود سليمان بن أياس البسيني المروزي، رحل إلى العراق وكتب الحديث بواسط عن أبي خالد يزيد بن هارون الواسطي وعبد الرحمن بن مهدي اللؤلؤي وغيرهما.
وأبو عبد الرحمن أحمد بن مصعب البسيني من قرية بسينة من العلماء.
وأبو علي الحسين بن زياد البسيني، سمع أبا علي الفضيل بن عياض، ومات بطرسوس سنة عشرين ومائتين.
البسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها السين المهملة المشددة، هذه النسبة إلى بس وهو بطن من حمير، والمشهور بهذه النسبة أبو محجن توبة بن نمر البسي قاضي مصر.
__________
(1) في الاكمال " مستلمخ " بتقديم اللام على الميم وإعجام آخره، وفي القبس " مستملخ " بتقديم الميم وأشار إلى نسخة أخرى بتقديم اللام.
(*)(1/355)
باب الباء والشين
البشاري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وتشديد الشين المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجد، والمنتسب إليه أبو الحسن علي بن الحسين بن بشار البشاري النيسابوري، حدث عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني، روى عنه أبو عمرو بن حمدان المقري.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن مسلم بن بشار القوشنجي (1)، كان يكتب لنفسه البشاري نسبة إلى الجد، أمام ورع فاضل كثير العبادة لازم منزله بنيسابور، تفقه على أبي بكر محمد بن علي الشاشي وجدي الامام أبي المظفر السمعاني وعبد الرحمن بن أحمد السرخسي وسمع منهم الحديث وغيرهم، كتبت عنه الكثير بنيسابور، وتوفي بها في يوم الخميس السابع من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ودفن بشاهنبر.
وأبو الحسن (2) أحمد بن علي بن أحمد بن أبي الفرج بن أحمد بن الفضل بن الوازع البشاري الرفاء شيخ من أهل بغداد، يروي عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن المسرقندي.
البشاني: بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بشان وهي قرية من قرى مرو بأعالي البلد عند ادنغن، وقيل هي على فرسخين من مرو، منها إسحاق بن إبراهيم بن جرير البشاني، وكان شيخا صالحا، يرجع إلى سلامة الصدر يؤدي ما سمعه، حدث وروى كتب عبد الله بن المبارك عن عبدان بن عثمان عنه، ومات قبل الثمانين ومائتين.
البشبقي: بالشين الساكنة المعجمة بين البائين وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بشبة وهذه قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها، منها أبو الحسن علي بن محمد بن العباس بن أحمد بن الحسن بن علي البشبقي، كان شيخا صالحا زاهدا يكتب الرقي والتعاويذ، سمع أبا عبد الله محمد بن الفضل بن جعفر الخرقي وأبا الفضل محمد بن
__________
(1) في نسخ أخرى " البوشنجي " وكلاهما يقال.
(2) مثله في اللباب والاكمال والمشتبه وغيرها، ووقع في ك " المحسن " كذا.
(*)(1/356)
أحمد بن أبي الحسن العارف وأبا محمد كامكار بن عبد الرزاق الاديب وغيرهم، قرأت عليه كتاب الزهد لهناد بن السري بقرية كمسان وقرأت عليه أحاديث بقرية بشبق، ومات في المحرم سنة أربع وأربعين وخمسمائة بقريته، وكان قد جاوز المائة.
البشتاني: بفتح الباء وسكون الشين المعجمة وبعدها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بشتان وهي قرية من قرى نسف، خرج منها جماعة من العلماء، منهم بشر بن عمران البشتاني، يروي عن المكي بن إبراهيم البلخي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عصمة المكتب البشتاني وغيره.
وأبو عبد الله البشتاني هذا يروي عن بشر (1) وعبيد الله بن عمرو البزوري، روى عنه محمد بن زكريا بن الحسين النسفي.
وأبو أحمد محمد بن عوض البشتاني وكان يعرف بالظريف سمع القاضي أبا سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبا بكر محمد بن الفضل وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاريين، مات قبل أن يحدث في رجب سنة إحدى وأربعمائة في البلد، وحمل إلى قريته بشتان ودفن بها، وكان حسن الصوت بالقرآن وكان ذا دعابة ومزاح.
البشتنقاني: بضم الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وكسر النون وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية على فرسخ من نيسابور يقال لها بشتنقان وهي إحدى منتزهات نيسابور، وفيها يقول أبو نصر بن أبي القاسم القشيري: يا غرمة الايك سلام عليك * سلام صب مستهام إليك ثلاثة ليس لها رابع * بشتنقان وفرخك وأيك منها أبو الحسن علي بن الفضل بن إسماعيل بن علي البشتنقاني، كان أحد المعروفين، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، سمعت منه أحاديث يسيرة.
ومن القدماء أبو يعقوب إسماعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن السلمي الزاهد البشتنقاني، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وهي قرية على نصف فرسخ من البلد وكان أكثر ما يحدث ببشتنقان، وله منزل في البلد في محلة الرمجار، كان يدخلها يوم الخميس فيحدث عشية الخميس وغداة الجمعة في البلد ثم يشهد الجمعة وينصرف إلى بشتنقان، سمع بنيسابور يحيى بن يحيى وعبد الله بن محمد المسندي وأبا خالد يزيد بن صالح وسعد بن يزيد، وسمع
__________
(1) يعني المتقدم ووقع في نسخ أخرى " بشير ".
(*)(1/357)
بالعراق أحمد بن حنبل وأبا بكر وعثمان بن أبي شيبة ويحيى بن عبد الحميد الحماني وأبا خيثمة زهير بن حرب وعبيد الله بن عمر القواريري،، وقرأ المصنفات كلها على أبي بكر بن أبي شيبة، وهي أجل رواية عندنا لابي بكر بن أبي شيبة، روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو العباس محمد بن إسحاق السراج وإبراهيم بن أبي طالب، وأكثر أبو حامد الشرقي في الطبقة الثانية الرواية عنه، وقال الامام أبو بكر بن إسحاق الصبغي: أول من اختلفت إليه في سماع الحديث إسماعيل بن قتيبة، وذلك سنة ثمانين ومائتين، وكان الانسان إذا رآه يذكر السلف لسمته وزهده وورعه، كنا نختلف إلى بشتنقان فيخرج إلينا فيقعد على حصباء النهر والكتاب بيده فيحدثنا وهو يبكي، وإذا قال حدثنا يحيى بن يحيى يقول: رحم الله أبا زكريا، وتوفي في رجب من سنة أربع وثمانين ومائتين وشهدت جنازته ببشتنقان وخرج أكثر أهل البلد إليها، وصلى عليه الحسين بن محمد بن زياد القباني.
البشتني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الشين المعجمة وبعدها التاء المفتوحة المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون، هذه النسبة...(1)، والمشهور بهذه النسبة هشام بن محمد بن عثمان بن البشتني من آل الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي، روى حكاية عن الوزير أحمد بن سعيد بن حزم، رواها عنه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم.
البشتي: هذه النسبة إلى بشت بضم الباء الموحدة والشين المعجمة والتاء المنقوطة من فوقها بنقطتين، وهي ناحية بنيسابور كثيرة الخير، وقيل: بشت عرب خراسان (2) لكثرة أدبائها (3) وفضلائها، وقيل ان الوقعة التي كانت بين منوجهر وأفراسياب التركي كانت بها، وكان بها زاهد يقال له عبيد الله بن محمد بن نافع البشتي النيسابوري سأذكره.
وأبو علي الحسن بن علي بن العلاء بن عبدويه بن محمد بن يزدجرد البشتي، روى عن أبي عبد الرحمن السلمي الاربعين التي جمعها، وسمع أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وأبا زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي وغيرهم، روى لي عنه عمر بن محمد الفرغولي بمرو وشريفة بنت محمد بن الفضل الفراوي بنيسابور وغيرهما، وكان شيخا فاضلا فصالا متكلما واعظا من بيت العلم، وتوفي في شهر
__________
(1) بياض في النسخ، وفي معجم البلدان " بشتن " بالفتح وتشديد النون من قرى قرطبة...وذكر الرجل الآتي.
(3) مثله في اللباب ومعناه في معجم البلدان.
(4) هكذا في اللباب ومعجم البلدان وهو واضح.
(*)(1/358)
رمضان سنة ثمانين وأربعمائة، وكانت ولادته في سنة خمس وأربعمائة.
ومن القدماء أبو يعقوب إسحاق إبراهيم بن نصر البشتي، سمع إسحاق الحنظلي ومحمد بن رافع وقتيبة بن سعيد وأبا كريب الهمداني ومحمد بن أبي عمر العدني ومحمد بن المصفي وهشام بن عمار وغيرهما، روى عنه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي - ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور.
وأحمد بن الخليل بن محمد البشتي، روى عن الليث بن محمد، روى عنه أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري.
وسعيد بن أبي سعيد شاذان ابن محمد البشتي سمع محمد بن رافع وإسحاق بن منصور وحم بن نوح وعيسى بن أحمد العسقلاني روى عنه أبو القاسم بن يعقوب وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان.
وأبو العباس موسى بن عبد الرحمن البشتي، حدث عن الحسن بن علي الحلواني وأبي عمار الحسين بن
حريث وعبيد الله بن عمر القواريري وسويد بن سعيد الحدثاني وإسماعيل بن موسى السدي وخالد بن يوسف السمتي وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري والمسيب بن واضح وطبقتهم، وله رحلة إلى الحجاز والشام، روى عنه أبو عبد الله بن الاخرم، ومات ببشت في صفر سنة ست وتسعين ومائتين.
وأبو سعيد أحمد بن شاذان بن المهند البشتي، حدث عن الحسن بن سفيان وأحمد بن نصر الخفاف وابن أبي غيلان، روى عنه أبو سعيد الادريسي.
وأبو بكر محمد بن يحيى بن سعدان البشتي المؤدب، يروي عن عبد الله بن الحارث الصنعاني، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وأبو سعيد محمد بن إبراهيم بن عبد الله البشتي، يروي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الاصبهاني روى عنه أبو القاسم القشيري.
وأبو صالح محمد بن المؤمل بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم البشتي، كان حسن الخلق خيرا كثير العبادة والصلاة، لم يكثر من الحديث لاشتغاله بالقرآن، سمع أبا زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وأبا سعيد محمد موسى بن الفضل الصيرفي وطبقتهم، خرج إلى العراق وحدث بالري، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وأبو محمد سفيان بن إبراهيم بن منده بأصبهان، وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الحافظ بمكة، وأبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي بنيسابور، وأبو العلاء صاعد بن أبي الفضل الشعيبي بمرغاب هراة وغيرهم، مات بأصبهان سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ودفن بدولكاباد حذاء قبر عبد الرحمن بن منده.
وعبد الله بن سعيد الاديب البشتي مؤدب المعاوية، سمع أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين الحاكم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وأما أحمد بن صاحب البشتي منسوب إلى بشت باذغيس وهو موضع بها من نواحي هراة، حدث عن أبي عبد الله المحاملي، روى عنه أبو سعد الماليني الصوفي الحافظ ونسبه هكذا.
وأخوه(1/359)
محمد بن صاحب البشتي الباذغيسي أيضا.
وأما أبو العباس عبيد الله بن محمد بن نافع بن
مكرم بن حفص الزاهد العابد البشتي من بشت نيسابور، كان من الورعين الزاهدين المحققين، سافر الكثير ودوخ البلاد، وسمع أبا زكريا يحيى بن محمد الكرميني وأبا محمد أحمد بن السري بن صالح الشيرازي وغيرهما، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في تاريخ نيسابور فقال: أبو العباس العابد البشتي كان من الابدال وجرب مرة بعد أخرى أنه كان مجاب الدعوة، ورث عن آبائه أموالا طاهرة جمة فأنفقها كلها في أعمال البر وسبل الخير، ولم يستند إلى حائط ولم يتك على وسادة سبعين سنة، ولما تخلى عن أملاكه خرج من نيسابور راجلا حافيا فحج ودخل الشام والرملة وأقام ببيت المقدس أشهرا ثم خرج منها إلى مصر وخرج إلى بلاد المغرب ثم حج من المغرب ثانيا ثم انحدر من مكه إلى اليمن فبقي بها مدة وله بها عجائب حدثني بها، ثم انصرف في الموسم وحج ثالثا وخرج إلى طرسوس، ثم انصرف إلى العراق ودخل البصره وخرج في البحر إلى عمان فانصرف إلى فارس وأصبهان ثم انصرف بعد سبع عشرة سنة إلى بشت فتصدق ببقية أملاكه ودخل البلدة يعني نيسابور لازما لابي علي الثقفي وكان الاستاذ أبو الوليد القرشي يقول: لو أن التابعين والسلف رأوا عبيد الله الزاهد فرحوا، وكان أبو علي الثقفي يقول: عبيد الله الزاهد من المجتهدين.
وذكر الحاكم سمعت الامير أبا القاسم علي بن ناصر الدولة يقول: دخل علي عبيد الله الزاهد فاستقبلته ثم قبلت وجهه وأجلسته وجلست بين يديه فبت تلك الليله فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يستقبلني إلى الموضع الذي استقبلت عبيد الله ثم قبل من وجهي الموضع الذي قبلته من وجه عبيد الله ثم قال: هذا بذاك.
وكانت وفاته صبيحة يوم الاحد الثالث من المحرم سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وكان يذكر على التخمين أنه ابن خمس وثمانين سنة، وأكثر أصحابه يذكرون أنه فوق التسعين.
وعمرو بن سعيد البشتي من القدماء، سمع حفص بن عبد الله السلمي، روى عنه محمد بن سفيان النيسابوري.
البشري: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بشر وهو اسم رجل، والمشهور بها أبو جعفر محمد بن يزيد الاموي من ولد بشر بن
مروان فيما يظنه بن ماكولا، قال: شاعر مليح كان يكون ببغداد وسر من رأى، وكان كالمنقطع إلى عيسى ابن كرمانشاه.
أخبرنا أبو بكر محمد بن طرخان بن يلتكين بن بحكم التركي الوراق في كتابه قال سمعت الامير أبا نصر علي بن هبة الله بن ماكولا الحافظ ينشد من شعر أبي جعفر البشري هذا (1):
__________
(1) في نسخ أخرى " هكذا ".
(*)(1/360)
ليمض بك الصنع الجميل مصاحبا * فإن دخيل الهم منصرف معي ومن أعظم الاشياء أن قلوبنا * صحاح سخت بالبين لم تتقطع ولو أن مجرى الدمع كان مشاكلا * لمعزى الاسى لا رفض من كل مدمع وأما البشرية فهم جماعة من المعتزلة وهم ينتمون إلى بشر بن المعتمر الذي أفرط في القول بالتولد وزعم أن الانسان يصح أن يكون قادار على أن يفعل غيره لونا وطعما ورائحة وإدراكا وسمعا ورؤية بالتولد إذا فعل أسبابها: وقد تحامق في سبب التعديل والتجوير وزعم أن الله قادر على تعذيب الطفل ظالما في تعذيبه إياه، ولو فعل ذلك لكان الطفل بالغا عاقلا عاصيا مستحقا للعقاب، وهذا في التحقيق كأنه يقول إن الله يقدر أن يظلم ولو ظلم لكان عادلا فيكون أول كلامه منقوضا بآخره.
البشكاني: بكسر الباء الموحدة وسكون الشين وفتح الكاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بشكان وهي قرية من قرى هراة، منها القاضي أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي البشكاني من أهل هذه القرية، كان رجلا من الرجال في الامور الدنياوية، وكان في ابتداء أمره من النازلين في الدرجة مختلفا إلى الدروس للارتفاق بالجراية والنفقة مكتسبا بالوراقة وتزجية الوقت في ضيق من المعيشة إلى أن تنبه له الجد النائم، وكان ذا حظ من العربية ومعرفة بشئ من الاصول وخط حسن فتسبب بمجموعها إلى بعض المتصرفين في الاعمال حتى حصل من خدمته على شئ يسير من التجمل ولم يزل يسافر ويحتمل المشاق
إلى أن أتصل بخدمة دار الخلافة وأقام بها مدة من الزمان حتى عرف بالكفاية، ثم صار رسولا من تلك الحضرة إلى ملوك الاطراف بخراسان والشام ومصر وأعد أنواع الاهب والخدم والحشم وتولى قضاء الممالك وخص بطومار من الالقاب، ولم يزل في الذهاب والاياب والسفارة بين السلاطين بالركض بالسير الحثيث إلى الآفاق إلى أن قتل شهيدا بهمذان، وكان ممتعا بإحدى عينيه، حدث بشئ يسير عن أبي سعد (1) حمد بن علي الرهاوي، وذكر أنه سمع منه ببيت المقدس، روى لي عنه أبو العز لامع بن عبد الكريم بن سلامة الرحبي (2) بجامع داريا إحدى قرى دمشق، وقتل بجامع همذان مع ابنه (3) في شعبان سنة ثماني عشرة وخمسمائة (4).
__________
(1) في نسخ أخرى " أسعد ".
(2) في نسخ أخرى " المرحي ".
(3) في نسخ أخرى " أبيه ".
(4) (البشكلاري) أورده القبس وقال " بشكلار واد بقنبانية قرطبة عليه قرى، منه أبو محمد عبد الله بن سعيد شيخ = (*)(1/361)
البشواذقي: بضم الباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وفتح الذال المعجمة بعد الالف والواو وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بشواذق وهي قرية بأعلى بلد مرو على خمسة فراسخ، كان بها جماعة من أهل العلم، منهم سلمة بن بشار البشواذقي أخو القاضي محمد بن بشار البشواذقي وعبد الله بن بشار أخوهما.
وعبد الله بن صبيح البشواذقي، وفد إلى عمر بن عبد العزيز من قرية بشواذق - هكذا ذكر أبو زرعة السنجي (1) في كتابه.
البشيتي: بفتح الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى بشيت وهي ضيعة بأرض فلسطين بظاهر الرملة - هكذا قرأت بخط الرواسي، منها أبو القاسم خلف بن هبة الله بن قاسم بن سماج بن عمرو البشيتي من أهل مكة، شيخ صالح صدوق من أهل العلم، سمع أبا محمد الحسن بن
أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي وأبا بكر محمد بن أبي سعيد بن سختويه الاسفراييني صاحب أبي بكر الاسماعيلي الجرجاني، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل العراقي وأبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي وغيرهم، ومات أبو القاسم بعد سنة ثلاث وستين وأربعمائة بمكة (2).
__________
= أبي علي الغساني " وفي معجم البلدان " بشكلار بالضم، قال خلف بن عبد الملك بن بشكوال: عبد الله بن محمد بن سعيد الاموي يعرف بالبشكلاري وهي من قرى جيان سكن قرطبة يكنى أبا محمد روى عن الاصيلي وجماعة سواه ومات بقرطبة في شهر رمضان سنة 461 ومولده سنة 377 وكان شافعي المذهب ".
(البشنوي) استدركه اللباب وقال " بفتح الباء وسكون الشين المعجمة وفتح النون وفي آخره واو عرف بهذه النسبة طائفة كبيرة من الاكراد بنواحي جزيرة ابن عمر ولهم قلعة تسمى فنك مشهورة، وممن ينسب هذه النسبة محمد - ويعرف بممك - البشنوي الصوفي الشيخ الصالح كان قبيل سنة أربعمائة.
ومنها أبو عبد الله الحسين بن داود الشاعر.
له ديوان.
وغيرهما ".
(1) وقع في نسخ أخرى " المسيحي " وكذا وقع فيهما في مواضع كثيرة.
(2) (البشيري) استدركه اللباب وقال " بفتح الباء وكسر الشين ثم ياء تحتها نقطتان ثم راء، عرف بهذا النسب أحمد بن محمد بن عبد الله البشيري روى عن علي بن خشرم روى عنه عبد الله بن جعفر بن الورد وغيره ".
(*)(1/362)
باب الباء والصاد البصاري: بكسر الباء الموحدة وفتح الصاد المهملة بعدهما الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة بصار وهو بطن من أشجع وهو بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع، من ولده جارية بن جميل بن نشبة بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان بن بصار، أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو بصاري (1).
البصروي: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الصاد المهملة وفتح الراء وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى بصري وهي قرية دون عكبرا وحربي، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف البصروي، شاعر مجود مليح الشعر مطبوعا (2) مليح العارضة مستجاد النادرة سريع الجواب، قرأ الكلام على المرتضى الموسوي
ولازمه مدة مديدة، روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ وذكره في تاريخ بغداد وقال: توفي في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
البصري: بفتح الباء الموحدة وسكون الصاد المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى البصرة وشهرتها أغنتني عن ذكرها لكن ذكرتها لكي لا يخلو الكتاب عنها، يقال لها قبة الاسلام وخزانة العرب، وقد ذكرت نبذا من فضائلها في كتاب الاسفار عن الاسفار، وفي كتاب النزوع عن الاوطان والنزاع إلى الاخوان، وإنما بناها عتبة بن غزوان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وكان بناؤها في سنة سبع عشرة من الهجرة، وسكنها الناس سنة ثماني عشرة، ولم يعبد الصنم قط على أرضها - هكذا كان يقول لي أبو الفضل عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية الواعظ بالبصرة.
البصلاني: بفتح الباء الموحدة والصاد المهملة واللام ألف وبعدها النون، هذه النسبة إلى البصلية وهي محلة على طرف بغداد، خرج منها جماعة من مشاهير العلماء، منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار البصلاني، كان شيخا ثقة من
__________
(1) (البصرائي) أورده القبس وذكر أنه عند الرشاطي نسبة إلى بصري كالبصروي المذكور في الاصل وقال " منها أبو علي الحسن بن الفضل البصرائي - ولو قيل بصراوي لكان أشبه في القياس لانهم قالوا دنياوي ".
(2) في نسخ أخرى " مطبوع "، وعبارة الاكمال " وكان شاعرا مطبوعا مليح العارضة...".
(*)(1/363)
أهل بغداد، سمع علي بن الحسين الدرهمي ومحمد بن معاوية الانماطي وخالد بن يوسف السمتي ومحمد بن بشار بندار، روى عنه عبد الخالق بن الحسين بن أبي رويا وعبد العزيز بن جعفر الخرقي وأبو القاسم بن النخاس المقري وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق وغيرهم، ومات في شعبان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وثقه أبو الحسن الدارقطني.
وأبو سعيد عبد الواحد بن الحسن بن أحمد البندار، ويعرف بالبصلاني، حدث عن محمد بن طاهر بن أبي الدميك وعبد الله بن إبراهيم الاكفاني وجعفر بن إدريس القزويني، روى عنه أبو الحسن
علي بن عمر الدارقطني وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز.
وأبو بكر أحمد بن نصر بن سندويه البندار يعرف بحبشون البصلاني صدوق.
كتب عن يوسف القطان وعلي بن شعيب وأبي نشيط محمد بن هارون ومحمد بن عبد الله المخرمي وإبراهيم بن مجشر وغيرهم، قال أبو الحسن الدارقطني: كتبنا عنه في دار البطيخ وفي منزله.
البصيدائي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الصاد المهملة بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الدال المهملة وفي آخرها ياء أخرى، هذه النسبة إلى بصيدا وهي قرية من قرى بغداد، والمشهور بالنسبة إليها أبو محمد الحسن بن عبد الله بن الحسين (1) البصيدائي من أهل باب الازج ببغداد، كان جنديا من التناء، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، روى لنا عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الانصاري، وكانت ولادته في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وتوفي في جمادى الاولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
وأبو البقاء هبة الله بن عبد الله (2) بن الحسن بن أحمد البصيدائي، كان من الرؤساء المعروفين ببغداد، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، روى لنا عنه المبارك بن أحمد الازجي ببغداد، وعلي ابن الحسن الحافظ بدمشق، وتوفي في صفر سنة إحدى وعشرين وخمسمائة.
وابنه أبو علي محمد بن هبة الله البصيدائي، شيخ صالح لا بأس به، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد.
البصيري: بفتح الباء المنقوطة بنقطة (3) وكسر الصاد المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحت بنقطتين وكسر الراء المهملة، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو كامل أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن بصير البخاري، صنف وجمع، وكان كثير الوهم والخطأ، سمع أبا مسعود
__________
(1) في معجم البلدان واللباب المطبوعة والمخطوطتين والقبس " الحسن ".
(2) في بقية النسخ " عبيد الله ".
(3) في بقية النسخ " بواحدة ".
(*)(1/364)
البجلي وأبا بكر الجرجرائي والحسين بن سنان (1) وغيرهم، وذكر في كتاب المضاهات له قال: كنت في ابتداء شأني (2) أكتب في سماعاتي اسمي وأنتمي إلى جدي لامي الامام أبي الحسن محمد بن الحسن البوزجاني فعيرني الحافظ أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي فقال: لم لا تنتمي إلى والدك فإنه أصدق وأحسن، وليس في أسماء سلفك أحد تنتسب إليه بالعلامة ؟ فقلت: بلى أنا أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن بصير بالباء والصاد المهملة، فقال: الله أكبر، أنتم إليه وقل: البصيري، فأنت البصيري، ودعا لي بالخير، استجاب الله دعاءه فينا وفي المسلمين، وكنت أواظب مجالسه وكان مجلس السماع يوم الاثنين ويوم الخميس بعد الظهيرة فقصدته يوما من الايام وكان يوما مطيرا ولم يحضره أحد من الكتبة فخرج إلينا ووجدني وحدي حضرت فأخرج كتبه وجلس في المجلس حتى قضيت حاجتي منه وقال: لا يصبر (3) في الخل إلا دوده، ودعا لي وانصرفت إلى منزلي فرحا، فرحمة الله عليه رحمة واسعة.
__________
(1) في نسخ أخرى " الحسين بن سان الحافظ ".
(2) في نسخ أخرى " شبابي " - (3) تقدم ذكر البصيري هذا في رسم (الانبردواني) فراجعه، وفي معجم البلدان " بصير الجيدور...قرية من نواحي دمشق منها ضحاك بن أحمد بن محمد البصيري كتب عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة بن أحمد بن أبي الصقر القرشي الدمشقي بيتي شعر لغيره وأورده في معجمه ونسبه كذلك ".
(*)(1/365)
باب الباء والطاء البطالي: بفتح الباء الموحدة وتشديد الطاء المهملة، هذه النسبة إلى البطال وهو إسم لجد أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن البطال اليماني البطالي نزيل المصيصة وهو من صعدة اليمن، قدم بغداد وحدث بها عن علي بن مسلم الهاشمي وأحمد بن عبيد الله العنبري والعباس بن محمد الدوري روى عنه حبيب بن الحسن القزاز وأبو بكر محمد بن
إبراهيم بن المقري وغيرهما سمع منه ابن المقري بالمصيصة بعد سنة عشر وثلاثمائة.
البطايحي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد الالف وفي آخرها الحاء، هذه النسبة إلى البطائح وهي موضع بين واسط والبصرة وهي عدة قرى مجتمعة في وسط الماء، بت بها ليلتين في انحداري إلى البصرة وإصعادي منها وآذانا البق، والمنتيب إليها أبو الحسن محمد بن عبد الكريم بن علي بن بشر البطائحي، كتب بالبصرة عن أبي إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمد بن غسان البصري الحافظ إملاء، روى لنا عنه أبو الفرج العلاء بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن عبيد الله بن السوادي ببغداد، وكانت وفاته في حدود سنة تسعين وأربعمائة بواسط.
وأبو بكر حذيفة بن يحيى بن محمد البطائحي، شاب صالح سديد من أهل القرآن، سمع معي وبقراءتي الكثير من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، وكان سمع قبلنا من أبي طالب الحسين بن محمد بن علي الزيني وأبي الخير المبارك بن الحسين الغسال وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد، وكانت ولادته في سنة تسعين وأربعمائة، وتوفي...البطائني: بفتح الباء الموحدة والطاء المهملة والياء آخر الحروف بعد الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى البطائن (1)، والمشهور بهذه النسبة أبو عيسى عبد الله بن أحمد بن عيسى البطائني من أهل بغداد، حدث عن الحسن بن عرفة، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن الثلاج، ومات في جمادي الاولى من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة (2).
__________
(1) والبطائن جمع بطانة ما تبطن به اللحف ونحوها وفي القرآن (بطائنها من استبرق) فكأن هذا الرجل كان يعمل البطائن أو يخيطها.
(2) (البطروجي - أو البطروشي) في معجم البلدان " بطروش - بالكسر ثم السكون وفتح الراء وسكون الواو وشين = (*)(1/366)
البطليوسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والطاء المهملة وسكون اللام وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى بطليوس
وهي مدينة من مدن الاندلس من بلاد المغرب، خرج منها جماعة من العلماء، والذي قد رأيناه وشاهدناه صاحبنا ورفيقنا أبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسن البطليوسي الاندلسي من أهل هذه المدينة، ورد نيسابور وأقام بها وتفقه على أبي نصر الارغياني وعمر بن أحمد الصفار، وأدرك بها جماعة ممن لم ندركهم، وكان فقيها متكلما حريصا على طلب الحديث، ورد مرو سنة نيف وعشرين ولقيته بها وأقام عندنا مدة، ثم لقيته بنيسابور، وكان خرج إلى الحجاز وانصرف إلى نيسابور، سمع معنا الكثير بمرو ونيسابور، وكان سمع قبل ذلك من أبي نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم القشيري وأبي القاسم سهل بن إبراهيم المسجدي وأبي عبد الله أحمد بن محمد الميداني الاديب وطبقتهم، وكان سمع بالاسكندرية أبا بكر محمد بن الوليد الفقيه الطرطوشي وأبا طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الاصبهاني وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة وسمع بقراءتي من الشيوخ وسمعت بقراءته أيضا، وتوفي بنيسابور في سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة.
ومن القدماء سليمان بن قريش الاندلسي البطليوسي، ولي القضاء ببطليوس، يروي عن علي بن عبد العزيز المكي، وتوفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
(1).
البطيخي: بكسر الباء الموحدة وتشديد الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف والخاء المعجمة في آخرها، هذه النسبة لى البطيخ، والمشهور بهذه النسبة أبو إسماعيل محمد بن صالح الواسطي مولى ثقيف ويعرف بالبطيخي، سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس وعبد الرحمن بن إسحاق الواسطي والعباس بن الفضل الانصاري والحجاج بن دينار، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي والحسن بن عرفة العبدي، قال البخاري في تاريخه ومسلم بن الحجاج في الكني محمد بن صالح البطيخي أصله واسطي سكن بغداد.
وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله بن منصور الشيباني العسكري الفقيه صاحب الرأي يعرف بالبطيخي حدث عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ومحمد بن
__________
= معجمة بلدة بالاندلس وهي مدينة فحص البلوط فيما حكاه عنهم السلفي، منها أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروشي
فقيه كبير حافظ لمذهب مالك قرأ على أبي الحسن أحمد بن محمد وغيره الفقه وروى الحديث عن محمد بن فروخ بن الطلاع وطبقته وأخذ كتب ابن حزم عن ابنه أبي رافع أسامة بن علي بن حزم الظاهري.
(1) ومن أهل بطليوس جماعة كثيرة في تاريخ ابن الفرضي راجع كلمة (بطليوس) في فهارسه وأشهر منسوب إليها ابن السيد وأسمه عبد الله بن محمد ترجمته في تاريخ ابن خلكان وغيره.
(*)(1/367)
أبي السري العسقلاني وسفيان بن بشر الكوفي، روى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي وعبد الله بن إسحاق الخراساني وعبد الباقي بن قانع القاضي، وكان ثقة، ومات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
البطي: بفتح الباء الموحدة والطاء المشددة المكسورة، هذه النسبة إلى البطة، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وإلى بيع البط، فأما الاول فهو أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري البطي من أهل عكبرا، كان إماما فاضلا عالما بالحديث وفقهه، أكثر من الحديث وسمع جماعة من أهل العراق، وكان من فقهاء الحنابلة، صنف التصانيف الحسنة المفيدة، حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي محمد بن صاعد وأبي بكر عبد الله بن زياد النيسابوري وأبي طالب أحمد بن نصر الحافظ وأبي ذر بن الباغندي وجماعة كثيرة من العراقيين والغرباء، وسافر الكثير إلى البصرة والشام وغيرهما من البلاد، روى عنه أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ وأبو علي الحسن بن شهاب العكبري وعبد العزيز بن علي الازجي وإبراهيم بن عمر البرمكي وجماعة سواهم من أهل بلده والغرباء، وحكي عنه أنه لما رجع من الرحلة لزم بيته أربعين سنة فلم ير يوما منها في سوق ولا رئي مفطرا إلا في يوم الاضحى والفطر، وكان أمارا بالمعروف ولم يبلغه خبر منكر إلا غيره.
وتكلم أبو الحسن الدارقطني وغيره في سماعه كتاب السنن لرجاء بن المرجا فإن ابن بطة كان يرويها عن حفص بن عمر الاردبيلي، وحكى ابن حفص أن أباه لم يسمع من رجاء شيئا وكان يصغر عن السماع عنه، وتكلموا في روايته عن أبي القاسم البغوي المعجم
أيضا، ومات بعكبرا في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ودفن يوم عاشوراء.
قلت وزرت قبره بعكبرا.
وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان بن البطي البغدادي، شيخ صالح متميز من أهل بغداد ولعل واحدا من أجداده كان يبيع البط فنسب إلى ذلك، سمع ببغداد أبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون المقري وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وأبا الفضل حمد بن (1) أحمد بن الحسن الحداد الاصبهاني وجماعة سواهم، سمعت منه ببغداد ثم في طريق الحجاز ذاهبا وجائيا وبمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ولادته...(2)، ووالده كان قد سمعه رحمه الله.
__________
(1) في رسم (البتي) من التوضيح " وبت قرية قرب بعقوبا من نواحي بغداد، وقرية أخرى من قرى بغداد قرب الراذان لكن المشهور في هذه أنها بالطاء المهملة وإليها ينسب أبو الفتح بن البطي " وفي رسم (البطي) من المشتبه " قرية بط على طريق دقوقا فأبو الفتح محمد بن عبد الباقي نسيب إنسان من القرية فعرف به ".
(2) بياض، وفي تقييد ابن نقطة " مولده في سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وتوفي في ثامن عشرين.
(في النسخة: عشر) = (*)(1/368)
البطي: بضم الباء الموحدة وبعدها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى بطة وهو إسم لبعض أجداد أبي عبد الله محمد بن أحمد بن بطة بن إسحاق بن الوليد بن عبد الله البزاز الاصبهاني البطي من أهل أصبهان، نزل (1) نيسابور ووردها سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وخرج من نيسابور منصرفا إلى وطنه بأصبهان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، وكان من أكثر المشايخ حديثا وسماعا ومن بيت الحديث فإنه كان يحدث عن أبيه وعمه وكان بطة بن إسحاق محدثا، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال سمعت أبا عبد الله - يعني ابن بطة - وسئل عن بطة لقب أو إسم ؟ فقال: بطة اسمه وكنيته أبو سعيد، وهو بطة بن إسحاق بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الله البزاز الاصبهاني قرأ أبو عبد الله بنيسابور (2) كتب الواقدي في روايات شتى فسمعها منه الاستاذ أبو الوليد وأبو أحمد الحافظ ومشايخنا، وقد حدثنا عنه أبو علي الحافظ وجماعة من مشايخنا، وسماعه القديم بأصبهان من عبد الله بن محمد بن زكريا وإبراهيم بن
محمد بن الحارث وجعفر بن أحمد بن فارس والفضل بن أحمد بن اردشير الاصبهانيين، ومات بأصبهان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وأبو بكر أحمد بن بطة بن إسحاق بن إبراهيم بن الوليد المديني البزاز البطي: ثقة، وبطة يكنى أبا إسحاق، حدث عن يحيى بن حكيم بن إبراهيم الشهيدي ومحمد بن عاصم وأبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي، روى عنه إبراهيم بن محمد بن حمزة الاصبهاني، وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
__________
= جمادي الاولى من سنة أربع وستين وخمسمائة (في النسخة: وأربعمائة) " وفي استدراك ابن نقطة " توفي في سابع (في النسخة: تاسع) عشرين جمادي الاولى من سنة أربع وستين وخمسمائة، ودفن يوم الجمعة ثامن عشرين الشهر المذكور.
" (1) في نسخ أخرى " نزيل ".
(2) في نسخ أخرى " قل أبو عبد الله نيسابور ".
(*)(1/369)
باب الباء والعين البعراني (1): بفتح الباء الموحدة وسكون العين المهملة وفتح الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة...(2)، والمشهور بها أبو حامد محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد بن سليمان بن مياح الحضرمي المعروف بالبعراني من أهل بغداد، سمع خالد بن يوسف السمتي ونصر بن علي الجهضمي والوليد بن شجاع السكوني وعمرو بن علي وإسحاق بن أبي إسرائيل وغيرهم، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمرو القواس وغيرهم، وذكره يوسف في شيوخ الثقات، وقال الدارقطني: هو ثقة.
وولد سنة خمس وعشرين ومائتين، ووفاته أول يوم من المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
البعقوبي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون العين المهملة وضم القاف وفي آخرها باء أخرى هذه النسبة إلى بعقوبا وهي قرية كبيرة على عشرة فراسخ من بغداد يقول لها العوام
بايعقوبا، والمنتسب إليها جماعة منهم أبو الحسن محمد بن الحسين بن علي بن حمدون البعقوبي قاضي بعقوبا، كان من أهل الفضل، سمع أبا القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني روى عنه، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو الحسن البعقوبي من أهل بعقوبا، ولي الحسبة ببغداد، وولي القضاء ببعقوبا، حدث عن أبي القاسم الصيدلاني وكان يذكر أنه سمع من عيسى بن علي بن عيسى، كتبت عنه ببعقوبا، وكان صدوقا، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة (3)، وقتل بحلوان في شهر ربيع الاول من سنة ثلاثين وأربعمائة، قتله أبو الشوك أمير الاكراد.
البعلبكي: بفتح الباء الموحدة واللام بينهما عين ساكنة وباء أخرى وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى بعلبك مدينة من مدن الشام على اثني عشر فرسخا من دمشق مبنية من الحجارة
__________
(1) (288 - البعداني) في معجم البلدان " بعدان بالفتح ثم السكون ودال مهملة والف ونون مخلاف باليمن..." وفي التبصير " البعداني بالدال والنون إبراهيم بن أبي عمران، ويعقوب بن أحمد، ومحمد بن سالم، فقهاء من أهل اليمن ترجم لهم الجندي ".
(2) بياض، وفي اللسان (ب ع ر) " بنو بعران حي " فلعل هذا الرجل ينتسب إليهم.
(3) توفي الصيدلاني سنة 398 وعيسى بن علي سنة 391.
(*)(1/370)
لم يتفق لي دخولها، كان منها جماعة من المحدثين وقد ذكرها امرؤ القيس في شعره.
لقد أنكرتني بعلبك وأهلها * ولابن جريج كان في حمص أنكرا وقيل أنها كانت مهر بلقيس وبها قصر سليمان بن داود صلوات الله عليهما في السوق نحو المسجد الجامع، وقد يقال لها باعلبك أيضا، ومن محدثيها محمد بن هاشم بن سعيد البعلبكي، يروي عن محمد بن حمير عن إبراهيم بن أبي علبة، حدثنا عنه أحمد بن عمير بن جوصا - قاله أبو حاتم بن حبان البستي.
وابنه أحمد بن محمد بن هاشم البعلبكي، يروي عن أبيه، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وابن بنته أبو جعفر أحمد بن
هاشم بن عمرو بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله الحميري البعلبكي، يروي عن جده محمد بن هشام البعلبكي عن سويد بن عبد العزيز، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصبهاني وغيره، وتوفي بعد سنة عشر وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن رزين بن يحيى بن سحيم البعلبكي، يروي عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري.
وأبو طاهر محمد بن سليمان بن أحمد بن ذكوان البعلبكي، حدث عن محمد بن سليمان بن داود المنقري البصري، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
وأبو صالح محمد بن عمر بن عبد الله بن رستم بن سنان الفارسي البعلبكي المعلم، يروي عن محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
__________
(1) (البعلاني) يأتي ذكره في رسم (البغلاني) في الاصل (290 و 291 - البعلي والبعلي) في التوضيح " البعلي بفتح أوله وسكون العين المهملة وكسر اللام جماعة من أهل بعلبك منهم محمد بن هاشم بن سعيد البعلي حدث عنه أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي وغيره.
و (البعلي) بضم الموحدة الحاج حسن بن قاسم بن عبد الملك بن البعلي، متأخر، سمع مع الشيخ علي بن البناء وبخطه وجدته منسوبا كما ذكرته ".
(*)(1/371)
باب الباء والغين البغانخذي: بضم الباء الموحدة وفتح الغين المعجمة بعدهما الالف والنون المكسورة وفتح الخاء (1) المعجمة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى بغانجذ، وظني أنها قرية من قرى نيسابور، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هاشم البغانخذي النيسابوري، سمع الزبير بن بكار القاضي، روى عنه محمد بن صالح بن هانئ النيسابوري.
وأبو يعقوب إسماعيل بن عبد الله البغانخذي النيسابوري من أهل بغانجذ، سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، روى عنه أحمد بن إسحاق الصيدلاني.
البغا ورجاني: بضم الباء الموحدة أو فتحها وفتح الغين المعجمة وكسر الواو وسكون
الزاي وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بغاوزجان وهي قرية من قرى سرخس على أربعة فراسخ منها، ويقال لها غاوزغان (2)، خرج منها جماعة من الفضلاء، منهم أبو الحسن علي بن علي البغا وزجاني، كان عاقلا فاضلا كيسا ظريفا.
البغداذي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الغين المعجمة وفتح الدال المهملة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى بغداد، وإنما سمي البلد المشهور بهذا الاسم لان كسرى أهدي إليه خصي من المشرق فأقطعه بغداد، وكان لهم صنم يعبدونه بالمشرق يقال له البغ، فقال بغ داذ يقول أعطاني الصنم، والفقهاء يكرهون هذا الاسم من أجل هذا، وسماها أبو جعفر المنصور مدينة السلام لان دجلة كان يقال لها وادي السلام، وروي أن رجلا ذكر عنه عبد العزيز بن أبي رواد بغداد فسأله عن معنى هذا الاسم فقال: بغ بالفارسية: صنم، وداذ: عطية.
وكان عبد الله بن المبارك يقول: لا يقال بغداذ بالذال - يعني المعجمة - فإن بغ شيطان وداذ عطية، وإنها شرك، ولكن يقول بغداد: يعني بالدالين المهملتين - وبغدان كما يقول العرب.
وكان الاصمعي لا يقول: بغداد، وينهي عن ذلك ويقول: مدينة السلام، لانه سمع في الحديث أن بغ صنم وداذ عطية بالفارسية كأنها عطية الصنم، وكان أبو عبيدة وأبو زيد يقولان: بغداد وبغداذ وبغدان، وجميعها راجع إلى أنها عطية الصنم وقيل عطية الملك،
__________
(1) (البغال) في التوضيح بعد ذكر النعال " يلتبس بالبغال بموحدة ومعجمة وهو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عثمان البصري البغال يروي عن المؤتمن الساجي ".
(2) وفي اللباب والقبس " غاورغان " وفي معجم البلدان " غاوزجان ".
(*)(1/372)
وبعضهم قال أن بغ بالعجمية بستان وداذ اسم رجل - يعني بستان داذ والله أعلم.
وفي المنتسبين إليها كثرة من كل جنس وفن.
وأما أبو أحمد محمد بن محمد بن علي بن سعيد بن جرير النسوي المعروف بالبغدادي قيل له البغدادي لكثرة مقامه ببغداد، سمع الحسن بن سفيان النسوي وأقرانه، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وأما
أبو عبد الله محمد بن نصرويه بن عيسى البغدادي البزاز نزيل نيسابور، قال الحاكم أبو عبد الله، لم يكن من أهل بغداد ولكن أكثر المقام بها، سمع محمد بن أيوب الرازي ويوسف بن يعقوب القاضي وأقرانهما، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ أيضا (1).
البغد خزرقندي: بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة وفتح الدال المهملة والخاء المعجمة والزاي وسكون الراء وفتح القاف وسكون النون وفي آخرها دال أخرى، هذه النسبة لابن أبي الحسن السلامي البغدادي وهو أبو روح عبد الحي بن عبد الله بن موسى بن الحسين (2) بن إبراهيم بن كريد السلامي البغد خزرقندي.
وكان أبوه يقول إنما قيل لابني أبي روح: البغد خزرقندي - لان أباه كان بغداديا وأمه خزرية وولد بسمرقند، سمع أباه وأبا العباس النقبوني وأبا حامد الصائغ وغيرهم، روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ، وتوفي بنسف في التاسع من صفر سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ودفن من يومه بمقبرة كس.
البغدلي: بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة والدال المهملة المفتوحة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى باغ عبد الله وهي محلة بأصبهان، منها أبو عبد الله محمد بن سعيد بن إسحاق القطان البغدلي من أهل أصبهان، يروي عن يحيى بن أبي طالب وأبي قلابة الرقاشي وابن أبي غرزة وغيرهم، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ.
البغراسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكن الغين المعجمة بعدها الراء وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى بغراس وهي من بلاد الشام وأظن انها على الساحل، كتب بها الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ، والمشهور بالانتساب إليها أبو عثمان سعيد بن حزب البغراسي، يروي عن عثمان بن خرزاذ الانطاكي، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله الشيباني الكوفي، وذكر أنه سمع منه ببغراس وأنه كان حافظا.
وأبو حفص عمر بن محمد بن عثمان البغراسي، سمع أبا عمر سلامة بن سعيد بن زياد الداري، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن الفتح السامري نزيل دمشق.
__________
(1) (البغداني) نسبة إلى بغدان وهي بغداذ، ذكره صاحب التبصير ولم يذكر أحدا عرف به.
(2) ويقال " الحسن " كما في ترجمة عبد الله بن موسى والد أبي روح هذا من تاريخ بغداد ج 10 رقم 5299.
(*)(1/373)
البغلي: بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى البغل، وعرف بعض أجداد المنتسب إليه به، وهو أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان بن أحمد بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن يحيى بن الحسين البغلي الغضاري (1) المعروف بابن البغل، من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي، وكان صدوقا، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، ومات في ذي الحجة سنة خمس عشرة وأربعمائة، قال الخطيب: وكنت إذ ذاك بنيسابور.
البغوخكي: بفتح الباء الموحدة وضم الغين المعجمة بعدها الواو والخاء المعجمة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى بغوخك وهي قرية بنيسابور، منها أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان البغوخكي النيسابوري سمع بخراسان الحسين بن الفضل وأقرانه، وبالعراق أبا جعفر الحضرمي وأقرانه، روى عنه أبو عمرو بن إسماعيل وذكر لي وفاته سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
البغولني: بفتح الباء الموحدة وضم الغين المعجمة وفتح اللام - إن شاء الله - وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بغولن، وظني أنها من قرى نيسابور، والمشهور بهذه النسبة أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد البغولني، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو حامد البغولني شيخ أهل الرأي في عصره وزاهدهم، درس بنيسابور فقه أبي حنيفة رحمه الله نيفا وستين سنة وأفتى قريبا من هذا، سمع بنيسابور والعراق وكتب تلك العجائب ببلخ وبترمذ عن صالح بن أبي رميح، وحدث سنين.
ثم قال: توفي أبو حامد البغولني يوم السبت وقت الظهر ودفن عشية يوم الاحد السابع عشر من شهر رمضان من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وصلى عليه في مصلى العيد واجتمع الخلق الكثير.
البغوي: هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان بين مرو وهراة يقال لها بغ وبغشور
دخلتها غير مرة ونزلت بها، وكان بها جماعة من الائمة والعلماء قديما وحديثا فمن القدماء أبو الأحوص محمد بن حيان البغوي سكن بغداد، روى عن مالك وهشيم و عبد العزيز بن أبي حازم وإسماعيل بن علية وحميد بن عبد الرحمن الرواسي، روى عنه أحمد بن حنبل وأحمد بن منيع وعباس الدوري وإبراهيم الحربي، وآخر من روى عنه عبد الله بن محمد البغوي، وسئل يحيى بن معين عنه فقال: ليته حدث بما سمع فكيف يكذب ؟ وقال في
__________
(1) في النسخ " العصاري " وفي اللباب المطبوعة والمخطوطتين والقبس " العطري " وفي تاريخ بغداد " الغضاري " كما مر وهو الصواب هكذا ضبطه ابن نقطة.
(*)(1/374)
موضع آخر: هو ثقة.
ومات في ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين.
وأبو جعفر أحمد بن منيع البغدادي أصله من بغشور وهو جد أبي القاسم البغوي، يروى عن ابن المبارك وهشيم بن بشير، وجمع المسند وحدث، سمع منه أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي وأبو القاسم البغوي وغيرهما، ومات في يوم الاحد لثلاث بقين من شوال سنة أربع وأربعين ومائتين.
وأبو جعفر محمد بن حيويه بن سلمويه بن النضر بن مرداس البغوي، أقام بنيسابور وحضر مجلس أبي أحمد التميمي وكتب عنه الكثير، وحدث عن أبي جعفر محمد بن الحسين الخثعمي بالكوفة ومحمد بن صالح السروي بالري وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ.
والفقيه وأبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إبراهيم البغوي، يروي عن المسيب بن مسلم البغوي عن أحمد بن جعفر البغوي حديثا، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: قدم علينا بنيسابور حاجا سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن شابور بن شاهنشاه البغوي ابن بنت أحمد بن منيع البغوي، وإنما قيل له البغوي لان جده أحمد بن منيع أصله من بغ وهو ولد ببغداد وبها نشأ، وكان محدث العراق في عصره، عمر العمر الطويل حتى رحل الناس إليه وكتب عنه الاجداد والاحفاد والآباء والاولاد، وكان ثقة مكثرا فهما عارفا بالحديث، وكان يورق أولا ثم
جمع وصنف المعجم الكبير للصحابة وجمع حديث علي بن الجعد وغيره، سمع أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وعلي بن الجعد وخلف بن هشام ومحمد بن عبد الوهاب الحارثي وأبا نصر التمار وداود بن عمرو الضبي وداود بن رشيد وشيبان بن فروخ وأبا بكر بن أبي شيبة ويحيى بن عبد الحميد الحماني وخلقا يطول ذكرهم من شيوخ البخاري ومسلم سوى هؤلاء، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وعلي بن حبيب إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي وعبد الباقي بن قانع وحبيب بن الحسن القزاز وأبو بكر محمد بن عمر بن الجعابي وأبو حاتم بن حبان البستي وأبو أحمد بن عدي الحافظ وأبو بكر الاسماعيلي وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وأبو بكر بن المقرئ وأبو الحسن الدارقطني ومحمد بن المظفر وخلق كثير سوى هؤلاء، وحكى أحمد بن عبدان الشيرازي قال اجتاز أبو القاسم البغوي بنهر طابق على باب مسجد فسمع صوت مستمل فقال: من هذا ؟ فقالوا: ابن صاعد، فقال: ذاك الصبي ؟ فقالوا: نعم، قال: والله لا أبرح من موضعي حتى أملي ها هنا، قال فصعد الدكة وجلس فرآه أصحاب الحديث فقاموا وتركوا ابن صاعد ثم قال: حدثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل الشيباني قبل أن يولد المحدثون، وحدثنا طالوت بن عباد قبل أن يولد المحدثون، حدثنا أبو نصر التمار قبل أن يولد المحدثون، فأملى ستة عشر حديثا من ستة عشر شيخا ما كان في الدنيا من يروي عنهم غيره.
قال أبو الحسن الدارقطني: كان(1/375)
أبو القاسم بن منيع قلما يتكلم على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج.
وكانت ولادته سنة ثلاث عشرة ومائتين، ومات في ليلة عيد الفطر من سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
والقاضي أبو سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي الدباس من أهل البليدة، وكان عالما فاضلا عمر حتى حدث بالكثير، وكان آخر من روى في الدنيا جامع أبي عيسى الترمذي عاليا عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد الجراحي عن المحبوبي عنه، وسمع أيضا أبا صالح مسعود بن محمد بن أحمد البغوي والحاكم أبا الحسن علي بن أحمد الاستراباذي
وطبقتهما، روى لي عنه جماعة كثيرة منهم ابنه أبو عمرو عثمان بن محمد بن علي البغوي ببغشور وأبو الفتح محمد بن عبد الله الشيرازي بنباذان، وأبو عبد الله أحمد بن ياسر المقري بالدزق السفلى، وأبو الفتح محمد بن أبي علي الحسن بن محمد البلدي ببنج ديه، وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الحمدويي بمرو، وجماعة قريبة من عشرين نفسا، وكانت ولادته في حدود سنة أربعمائة أو قبلها، ومات ببغشور في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
البغلاني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الغين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بغلان وهي بلدة بنواحي بلخ وظني أنها من طخارستان وهي العليا والسفلى وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل، وللعليا خاصة شعب حسن عامر بكثرة الاهل ملتف الاشجار يمنة ويسرة يخرج منها طرق النواحي - هكذا ذكره أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي في كتاب مفاخر خراسان اشتهرت بنسب أبي رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريفة بن عبد الله البغلاني المحدث المشهور في الشرق والغرب، وله رحلة إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر، وعمر العمر الطويل حتى كتب عنه البطون، ورحل إليه أئمة الدنيا من الامصار، سمع مالك بن أنس والليث بن سعد وأقرانهما، روى عنه الائمة الخمسة البخاري ومسلم وأبو داود وأبو عيسى وأبو عبد الرحمن النسائي ومن لا يحصى كثرة، وتوفي ببغلان مستهل شعبان سنة أربعين ومائتين عن اثنتين وتسعين سنة، لان ولادته كانت في رجب سنة ثمان وأربعين ومائة.
وأخوه صدقة بن سعيد البغلاني.
وعبد الله بن حمويه البغلاني.
وشداد بن معاذ البغلاني.
حدثوا جميعا، وكانوا من أهل بغلان.
وأما أبو سهل بشر بن محمد الاسفراييني المعروف بالبغلاني، قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي في كتاب الانساب في ترجمة البغلاني بالغين المعجمة: أبو سهل بشر بن محمد الاسفراييني البغلاني، حدث عن الحسن بن محمد الازهري، عرفه بهذه النسبة أبو سعد الماليني.
قلت: وظني أنه البعلاني بالعين المهملة وبعلان إسم بعض أجداده، نسب إليه والله أعلم بذلك.(1/376)
البغياني: بفتح الباء الموحدة وسكون الغين المعجمة والياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بغيان وهو إسم لمولى أبي خرقا السلمي، وأبو زكريا العنبري من أولاده وسأذكره في العين لانه اشتهر بذلك، وهو أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بغيان العنبري البغياني مولى أبي خرقاء السلمي من أهل نيسابور، وكان أديبا فاضلا عارفا بالتفسير واللغة، وكان أبو علي الحافظ يقول: الناس يتعجبون من حفظنا لهذه الاسانيد وأبو زكريا العنبري يحفظ من العلوم ما لو كلفنا حفظ شئ منها لعجزنا عنه، وما أعلم أني رأيت مثله.
وكان القاضي عبد الحميد بن عبد الرحمن يقول: ذهبت الفوائد من مجالسنا بعلة أبي زكريا العنبري وذلك أن أبا زكريا اعتزل الناس وقعد عن حضور المحافل بضع عشرة سنة.
سمع أبا علي محمد بن عمرو الحرشي والحسين بن محمد بن زياد القباني وأحمد بن سلمة وإبراهيم بن أبي طالب وأكثر عنهما، روى عنه أبو بكر بن عيوس المفسر وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو الحسين محمد بن محمد الحجاجي والمشايخ، وحكي عن أبي زكريا أنه قال: دخلت مع والدي على أبي عبد الله البوشنجي فقال لابي: يا أبا عبد الله بلغني أن ابنك هذا قد تأدب، قال: نعم، قال: إيش علمته من الكتب ؟ قال: قد قرأ جملة من الكتب، فالتفت إلي فقال: يا بني ما العقرب ؟ قلت: عقرب الميزان، قال: ما العقرب ؟ قلت: دابة تلدغ، قال: ما العقرب ؟ قلت: عقرب الصدغين، فقال: أحسنت.
توفي أبو زكريا في شوال سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وهو ابن ست وسبعين سنة.(1/377)
باب الباء والقاف (1) البقار (2): بفتح الباء الموحدة والقاف المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى البقر وحفظها، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها يعملها، منهم أبو عبد الله
الحسين بن إسماعيل بن حبان (3) البقار الرملي من أهل الرملة، يروي عن علي بن سهل وعبيد الله بن محمد الفريابي (4) روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري (5).
البقاطري: بضم الباء الموحدة وفتح القاف وكسر الطاء المهملة وفتحها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجد لابي بكر أحمد بن يعقوب بن بقاطر بن عبد الجبار القرشي الجرجاني البقاطري، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: كان يصنع الحديث، قدم علينا سنة سبع وستين، وكان يحدث عن أبي خليفة وغيره من الائمة بالمناكير (6) وأكثر حديثه عن قوم لا يعرفون، قصدته وكاشفته ونصحته فرأيت من فصاحته وبراعته ما منع عن الزيادة في المكاشفة، ثم خرج من عندنا إلى طوس، ثم قال فحدثني أبو الفضل العطار أن أبا بكر بن بقاطر توفي عندهم بالطابران سنة سبع وستين وثلاثمائة (7) (8).
البقال: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وتشديد القاف وفي آخرها اللام، هذه الحرفة لمن
__________
(1) (البقابوسي) في معجم البلدان " بقابوس - بالفتح وبعد الالف باء أخرى مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة: من قرى بغداد ثم من نهر الملك، منها أبو بكر عبد الله بن مبادر بن عبد الله الضرير البقابوسي إمام مسجد يانس بالريحانيين ببغداد، سمع عبد الخالق بن يوسف وسعيد بن البناء وأبا بكر الزعفراني، سمع منه أقرانه ومات سنة 604 وقد نيف على السبعين ".
(2) مثله في اللباب وغيره.
(3) كذا في النسخ وإحدى مخطوطتي اللباب، وفي الاخرى " حسان "، وفي مطبوعته والقبس " حيان " وصنيع أصحاب المشتبه يقتضيه وزاد في م واللباب بعد هذا الاسم كلمة " بن ".
(4) في م وس " الفريانى " كذا.
(5) وفي المشتبه " أبو بكر محمد بن إبراهيم الاصبهاني الباقر مقرئ أصبهان مات سنة 423 ".
(6) في نسخ أخرى " المناكير ".
(7) مثله في اللباب والقبس والميزان واللسان.
(8) (الب قاعي) بكسر الموحدة وفتح القاف مخففة وبعد الالف عين مهملة بلد معروف بالشام ينسب إليه جماعة
أشهرهم الامام المفسر إبراهيم بن عمر بن حسن الرباط بن علي بن أبي بكر البقاعي أبو الحسن برهان الدين من أجلة أهل القرن التاسع له عدة مؤلفات ولد سنة 809 توفي سنة 885.
(*)(1/378)
يبيع الاشياء المتفرقة من الفواكه اليابسة وغيرها والمشهور بالنسبة إليها أبو سعد بن المرزبان البقال مولى حذيفة بن اليمان، وكان أعور من أهل الكوفة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه وأبي وائل، كثير الوهم فاحش الخطأ ضعفه يحيى بن معين، وقال أبو إسحاق الطالقاني يقول: سألت عبد الله بن المبارك عن أبي سعد البقال فقال: كان قريب الاسناد، قال أبو حاتم بن حبان: يريد بقوله: كان قريب الاسناد، أي أنا كتبنا عنه لقرب إسناده، ولولا ذاك لم يكتب عنه شيئا، وأبو القاسم سعيد بن محمد بن أحمد بن سعيد بن صالح بن سويد بن عبد الله بن معدان البقال الاصبهاني، يروي عن أحمد بن محمد بن المرزبان الابهري، ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وقال: كتبت عنه في مجلس أبي عمر بن مهدي عند رجوعه من الحج في سنة تسع وأربعمائة وهو إذ ذاك شاب، وكان صدوقا، ومات في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
وابنه أبو رجاء قتيبة بن سعيد البقال، يروي عن أبي نعيم الاصبهاني، روى لنا عنه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال بأصبهان.
وأخته لامعة بنت سعيد البقال حدثونا عنها.
وأبو القاسم الحسن بن محمد بن عبد الله اليشكري البقال كوفي، سكن بغداد وحدث بها عن أبي الحسن بن أبي السري.
وأبو بكر أحمد بن عمر البقال الوراق، كان ببغداد يفيد الناس.
وأبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن محمد البقال بصري يعرف بالطيوري، حدث عن الهجيمي، سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ.
البقري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والقاف وكسر الراء، هذه النسبة إلى البقر، وهو لقب لبعض الناس، والمشهور بالانتساب إلى هذه النسبة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن حكيم بن البقري ذكر الحميدي عن أبي الحسن (1) بن حزم: محمد بن عبد الله هذا يعرف بابن البقري، وهو ثقة جارنا في الجانب الغربي - يعني من قرطبة - لم آخذ عنه شيئا له رحلة
لقي فيها محمد بن محمد بن بدر وأبا بكر محمد بن معاوية الاموي المعروف بابن الاحمر، سمع منه الفقيه أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي (2).
البقشلامي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون القاف وفتح الشين وفي آخرها الميم، هذه النسبة لابي الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن عبد الباقي (3) الموحد البقشلامي، وإنما
__________
(1) الصواب " عن أبي محمد " راجع التعليق على الاكمال.
(2) في التعليق على الاكمال زيادة جماعة يقال لكل منهم " البقري " فراجعه.
(البقري) استدركه اللباب وقال " بضم الباء والقاف وقيل بفتح القاف - وبالراء وهو أخنس بن عبد الله الخولاني ثم البقري شهد فتح مصر - قاله ابن يونس " راجع الاكمال وتعليقه 1 / 180 - 181 وتجد هناك زيادة رجل آخر.
(3) زاد في ك " بن " وكذا في اللباب والذي في المنتظم ج 10 رقم 69 "...بن عبد الباقي أبو الحسن الموحد ".
(*)(1/379)
عرف بهذا لان جده أو أباه خرج إلى قرية من قرى بغداد يقال لها: شلام وبات بها ليالي وكان بها بق كثير آذته فلما انصرف منها كان يذكر كثيرا بق شلام وما قاسى منها فبقي هذا الاسم عليه، وقيل له: البقشلامي: وأبو الحسن كان من أهل بغداد ثقة صالحا، سمع أبا الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن الآبنوسي وأبا المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وأبا بكر أحمد بن محمد بن سياوس الكازروني وغيرهم، لم ألحقه، وحدثنا عنه أصحابنا ورفقاؤنا، وكانت ولادته في شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة، وتوفي في أواخر شهر رمضان سنة ثلاثين وخمسمائة ودفن بمقبرة باببرز (1).
البقلي: بفتح الباء الموحدة وسكون القاف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى البقل وبيعه وزراعته، اشتهر بهذه النسبة جماعة منهم أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عبد الواحد - وقيل ابن عبد الكريم - بن عبد المغيث البقلي من أهل بغداد حدث عن محمد وعلي ابني الحسين بن اشكاب وأحمد بن إبراهيم البوسنجي ومحمد بن مهاجر أخي حنيف، روى عنه محمد بن إبراهيم بن نيظر العاقولي النيظري (2) ومحمد بن المظفر الحافظ وأبو بكر الابهري
الفقيه والمعافي بن زكريا الجريري، ومات في ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة (3).
البقيلي: بضم الباء الموحدة وفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بقيل وبقيلة، وأما بقيل فهو بقيل الاصغر بن أسلم بن ذهل بن نمر بن بقيل الاكبر البقيلي وهو تنعة بن هانئ بن عمرو بن ذهل بن شرحبيل بن حبيب بن عمير بن الاسود بن الضبيب بن عمرو بن عبد سلامان بن الحارث بن حضرموت، من ولده أوس بن ضمعج بن بقيل البقيلي، وقال ابن حبيب عن ابن الكلبي: هو أوس بن شداد بن ضمعج، ومن ولده أيضا عياض بن عياض البقيلي، وسأذكره في التنعي.
__________
(1) (البقشي) بموحدة مفتوحة وقاف ساكنة وشين معجمة تليها تاء النسبة، في المشتبه " شجاع بن بركة بن البقشية عن عبد الوهاب الانماطي " وضبطه في التوضيح بمعنى ما مر.
(2) بلا نقط في م وس، وفي ك " النيطري " ولم تذكر هذه الكلمة في تاريخ بغداد.
(3) وفي التوضيح بهذا الضبط أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب البقلي الحربي البغدادي حدث عن أبي العزيز كاوش وعنه النجيب عبد اللطيف الحراني.
وأبو المعالي المبارك بن الحسين البقلي، شيخ لابن الجوزي.
(*)(1/380)
باب الباء والكاف البكاء: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وتشديد الكاف، عرف بهذا الاسم الهيثم بن جماز الحنفي البكاء من أهل الكوفة، عرف بالبكاء لكثرة بكائه وعبادته، يروي عن يزيد الرقاشي ويحيى بن أبي كثير، روى عنه هشيم ووكيع وآدم بن أبي أياس، قال أبو حاتم بن حبان: الهيثم بن جماز كان من العباد البكائين ممن غفل عن الحديث والحفظ واشتغل بالعبادة حتى كان يروي المعضلات عن الثقات توهما فلما ظهر ذلك منه بطل الاحتجاج به.
وأبو سليم يحيى بن أبي خليد البكاء مولى القاسم بن الفضل الازدي، واسم أبي خليد سليمان، من أهل البصرة، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما والحسن البصري، روى عنه حماد بن زيد والبصريون، كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير ويروي المعضلات عن الثقات، لا يجوز
الاحتجاج به، مات سنة ثلاثين ومائة، وقال يحيى بن معين: يحيى البكاء ليس بذلك.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن حسنويه الزاهد الوراق الحسنويي (1) البكاء من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وجعفر بن محمد بن سوار وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو بكر البكاء الوراق كان من البكائين من خشية الله حتى عمي من كثرة البكاء، عهدته ولا يذكر بين يديه شئ من الرقاق إلا والدموع تسيل على لحيته البيضاء، وكان عاشر أفاضل شيوخ أهل علوم الحقائق، وتوفي في الثاني من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وشهدت جنازته ودفن في مقبرة حمر كاباذ وهو ابن خمس وتسعين سنة.
البكاري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وتشديد الكاف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بكار، وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو العباس عبد الله بن محمد بن سليمان بن بكار الوزان البكاري الشيرازي، يروي عن إبراهيم بن صالح الشيرازي وحمزة بن جعفر وأحمد بن عمرو البزاز والفضل بن معمر، توفي يوم الاربعاء لاربع خلون من شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن يوسف بن بكار البكاري الشاهد، شيخ فاضل، عنده أبو بكر بن سعدان الفارسي، قليل الرواية، مات سنة نيف وسبعين وثلاثمائة.
وابنه أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن بكار البكاري، كان ثقة (2)
__________
(1) يأتي ضبطه في رسم (الحسنويي).
(2) مثله في اللباب، وفي نسخ أخرى " وكان فقيها ".
(*)(1/381)
نبيلا، يروي عن أبي رجاء أحمد بن عفوا الله وأبي الحسن عبد الرحمن بن محمود ومحمد بن إسحاق بن إسماعيل وطبقتهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ، ومات في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
وأبو العباس عبد الملك بن الحسن بن
محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن يوسف بن يوسف بن بكار البكاري، شيخ صدوق لا بأس به، عنده القاضي أبو محمد بن خلاد الرامهرمزي وجماعة، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي، ومات يوم الثلاثاء الرابع من شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
البكالي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة والكاف المخففة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بني بكال وهو بطن من حمير، والمشهور بهذه النسبة أبو يزيد نوف بن فضالة البكالي ويقال أبو عمرو - وقد قيل أبو رشيد - أمه كانت امرأة كعب الاحبار، يروي القصص، وهو من التابعين، روى عنه أبوعمران الجوني والناس.
وأبو الوداك جبر بن نوف البكالي، يروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، يروي عنه أبو إسحاق وأبو التياح، وقد قيل أبو الوداك البكيلي (1).
البكائي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وتشديد الكاف وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين، هذه النسبة إلى بني البكاء وهم من بني عامر بن صعصعة، والمشهور بهذه النسبة وهب بن عقبة بن وهب البكائي العجلي من أهل الكوفة، ولد في خلافة عثمان رضي الله عنه، يروي عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما وأبيه، روى عنه الناس.
وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي.
وأبو محمد زياد بن عبد الله بن الطفيل البكائي العامري من أهل الكوفة، يروي عن ابن إسحاق وإدريس الاودي والاعمش ومغيرة بن مقسم وإسماعيل بن أبي خالد، روى عنه عمرو بن زرارة وأحمد بن حنبل ومحمود بن خداش والحسن بن عرفة، وكان فاحشا كثير الوهم لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وأما فيما وافق الثقات في الروايات فإن اعتبر بها معتبر فلا ضير، وكان وكيع يقول: هو أشرف من أن يكذب، وكان يحيى بن معين يسئ الرأي فيه، وقدم بغداد وحدث بها بالمغازي عن محمد بن إسحاق وبالفرائض عن محمد بن سالم، ثم رجع إلى الكوفة فمات بها سنة ثلاث وثمانين ومائة في خلافة هارون، وكان عندهم ضعيفا، ذكر سليمان بن الاشعث قال قلت لاحمد بن حنبل: زياد يعني صاحب
__________
(1) في القبس: بكال بن دغمي بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الاصغر قاله الهمداني.
(*)(1/382)
المغازي البكائي ؟ قال: ما أرى كان به بأس، كان ابن إدريس حسن الرأي فيه، وسمعت أحمد مرة أخرى سئل عن زياد البكائي فقال: كان صدوقا.
البكبوني (1):...هو أبو زكريا يحيى بن جعفر بن أعين الازدي البيكندي البكبوني، سكن قرية بكبون، صاحب كتاب التفسير وله كتب مصنفة الصوم والصلاة والمناسك والبيوع، سمع سفيان بن عيينة ومحمد بن فضيل بن غزوان ووكيع بن الجراح وأبا معاوية الضرير، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وعبيد الله بن واصل وخلف بن عامر (2).
البكر اباذي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الكاف وفتح الراء والباء المعجمة بواحدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى محلة معروفة بجرجان يقال لها بكراباذ دخلتها وسمعت بها، وقد ينسب إليها البكراوي أيضا والمشهور ما ذكرنا، فأما سعيد بن محمد (3) البكراوي منسوب إلى هذه المحلة - وقيل له البكر اباذي من أهل جرجان، سمع يعقوب بن حميد بن كاسب، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، حدث بمكة، سمع منه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي الحافظ وذكره في معجم شيوخه.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن يحيى البكر اباذي المعروف بالمستأجر من أهل جرجان، روى عن أبي نعيم عبد الملك بن عدي وموسى بن العباس وعلي بن محمد بن حاتم الجرجانيين، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ.
وأبو عمرو أحمد بن جعفر بن أحمد بن مدرك البكر اباذي المعروف بالكوسج، كان حنيفيا من أهل جرجان، يروي عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمر التاجر الجرجاني وعمران بن موسى السختياني، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ.
وأبو عمرو أحمد بن عمر بن أحمد المطرز البكر اباذي من أهل جرجان، ذكره حمزة بن يوسف السهمي في تاريخه فقال: كان
كتب الكثير وأنفق مالا عظيما في الحديث وسافر إلى سجستان وبست وهراه ونيسابور وأصبهان والعراق والبصرة وبغداد واليمن، كتب عن أبي عبد الله النقوي باليمن بصنعاء وحمل لي عنه
__________
(1) كذا في ك هنا وفي الموضع الآتي، وذكر اسم القرية (بكبون) والبياض بعد الاولى في ك فقط، ووقع في م وس " البكيوتي " في الموضعين وفي إسم القرية (بكيوت) ولا بياض، وفي اللباب المطبوعة والخطوطتين " البكيوني " وفي إسم القرية " بكيون ".
(2) (البكتمري) لم أتحققه راجع معجم المؤلفين 8 / 225.
(البكتوتي) دكره التبصير قال: " النكبوتي بالفتح...والبكتوني بموحدة ثم كاف ساكنة ثم بمثناتين بينهما واو سنقر البكتوني أحد أمراء الناصر يعرف بالمشاح.
وآخرون (3) كذا في النسخ، ووقع في اللباب والقبس " أبو سعيد بن محمد ".
(*)(1/383)
إجازة، مات يوم الاحد النصف من جمادي الاولى سنة إحدى وأربعمائة.
وأبو القاسم الحسن بن الحسين بن محمد بن مهرويه الفارسي البكر اباذي، يروي أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي.
وأبو جعفر كميل بن جعفر بن كميل الفقيه الجرجاني البكر اباذي من أهل جرجان، من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله ترأس على أصحابه في زمانه، يروي عن أحمد بن يوسف البحيري ومحمد بن بسام، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن هارون المذكر، وتوفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
البكراوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الكاف بعدها راء مهملة، هذه النسبة إلى أبي بكرة الثقفي، وهو من الصحابة الذين نزلوا البصرة رضي الله عنهم، والمشهور بهذه النسبة جماعة منهم أبو بكرة بكار بن قتيبة بن أسد (1) بن عبيد الله (2) بن بشر بن عبيد الله (2) بن أبي بكرة البكراوي الثقفي من أهل البصرة، كان على قضاء مصر، يروي عن يزيد بن هارون وأهل البصرة، روى عنه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري وجماعة سواه، وكان ينتحل مذهب أبي حنيفة رحمه الله في الفقه، وتوفي في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين بمصر.
وأبو عبد الرحمن حامد بن عمر بن حفص بن عمر بن عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي
البكراوي من أهل البصرة أيضا، كان على قضاء كرمان، يروي عن أبي عوانة الوضاح الواسطي، روى عنه إبراهيم بن أبي طالب النيسابوري، استقدمه عبد الله بن طاهر نيسابور فكتب عنه أهلها، مات أول سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وأبو الاشهب هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة البكراوي الثقفي، من أهل البصرة سكن بغداد، يروي عن سليمان التيمي، روى عنه يعقوب الدورقي وأهل العراق، مات ببغداد في شهر رمضان أو شوال سنة خمس عشرة ومائتين وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
وابنه عبد الملك بن هوذة البكراوي، حدث عن عمه عمرو بن خليفة وزيد بن الحباب، روى عنه علي بن الحسين بن سليمان القافلاني (3) وأبو روق أحمد بن بكر الهزاني.
وبكار بن عبد الرحمن بن أبي بكرة البكراوي من أهل البصرة، يروي عن الحسن، روى عنه موسى بن إسماعيل.
وأبو يحيى عبد الرحمن بن عثمان البكراوي البصري، وفيه ضعف، يروي عن عزرة بن ثابت، روى عنه محمد بن عبد الله بن بزيع.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن رواد بن أبي بكرة البكراوي البصري، من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث
__________
(1) في تاريخ ابن خلكان "...قتيبة بن أبي بردعة " وفي الجواهر المضيئة " بن أسد بن أبي بردعة ".
(2 - 2) في نسخ أخرى " عبد الله " كذا.
(3) والكلمة محرفة في نسخ أخرى، وفي تاريخ بغداد " القافلائي " في الترجمتين وانظر ما يأتي في رسم (القافلاني).
(*)(1/384)
بها عن عبد الله بن رجاء الغداتي ومحمد بن كثير العبدي وسهل بن بكار وغيرهم، روى عنه أبو أحمد محمد بن محمد المطرز ومحمد بن مخلد الدوري ومحمد بن جعفر المطيري وأبو ذر القاسم بن داود الكاتب.
وأبو همام سعيد بن محمد بن سعيد بن سلم بن عبيد الله بن أبي بكرة البكراوي، يروي عن عبد الله بن عمر الخطابي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
البكردي: بفتح الباء الموحدة وكسر الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة،
هذه النسبة إلى بكرد وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها، خرج منها جماعة من العلماء، منهم سلام البكردي، كان يختلف إلى بزنان إلى هشام بن فرخسري، توارى يزيد النحوي في داره فأخرجه أبو مسلم من داره وأمر بضرب عنقه مع يزيد النحوي.
البكري: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الكاف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جماعة ممن اسمهم أبو بكر وبكر، فأما الاول فجماعة انتسبوا إلى أبي بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه، وفيهم كثرة من أولاده وأولاد أولاده.
والثاني منسوب إلى بكر بن وائل، منهم الاسود بن عامر البكري، له صحبة وقيل عمرو بن الاسود.
وأبو عمرو سعد بن أياس البكري الشيباني.
والقاسم بن عوف الشيباني البكري.
وسماك بن حرب بن أوس الذهلي البكري.
وأخواه محمد وإبراهيم ابنا حرب.
وأحمد بن حاتم بن عبد الحيمد بن عبد الملك البكري من أولاد بكر بن وائل يعد في أهل سمرقند، يروي عن مطرف بن حسان الضبي وسلم بن أبي مقاتل وغيره، ذكره أبو سعد الادريسي في كتاب الكمال للسمرقنديين (1).
والثالث منسوب إلى بكر بن عبد منافة بن كنانة بن خزيمة، منها عامر بن واثلة الليثي البكري وغيره.
والرابع منسوب إلى بكر بن عوف بن النخع، منهم علقمة بن قيس (2) بن علقمة بن عبد الله بن سلامان بن كهيل بن بكر بن عوف بن النخع البكري الكوفي عم الاسود بن يزيد وعم إبراهيم بن يزيد النخعيين.
والقاضي أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أفلح بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق البكري، حدث عن هلال بن العلاء الرقي روى عنه أبو الفتح يوسف بن عمر القواس، والمنتسب إلى بكر بن وائل أبو محمد عبد الله بن بشير بن عميرة بن الصدى بن
__________
(1) في نسخ أخرى " السمرقندي " كذا.
(2) يأتي في رسم (النخعي) بزيادة " بن يزيد بن قيس وتبعه اللباب وهو غريب إنما ذكروا أن لعلقمة أخا اسمه " يزيد بن قيس ".
(*)(1/385)
حمل بن شرحبيل بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن الصعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار البكري الطالقاني، سكن نيسابور ومات بها، سمع أحمد بن حنبل وعلي بن حجر ونصر بن علي الجهضمي، وهو صاحب حديث مجود (1) عن الشاميين، روى عنه أبو عمرو المستملي وأبو بكر الجارودي وإبراهيم بن علي الذهلي، وتوفي في رجب سنة خمس وسبعين ومائتين (2).
البكيلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الكاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى بكيل وهو بطن من همدان وهو خمر بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان (3) بن نوف بن همذان، قال ابن ماكولا: وهم رهط أبي كريب محمد بن العلاء البكيلي.
وأبو الوداك جبر بن نوف البكيلي، سمع أبا سعيد الخدري.
وأبو السفر سعيد بن محمد الثوري والد عبد الله بن أبي السفر البكيلي وثور همدان بن بكيل.
وصالح بن صالح بن مسلم بن حيان الثوري ثم البكيلي الهمداني، سمع الشعبي.
وابنه الحسن بن صالح كان ناسكا، يروي عن عاصم الاحول والسدي، روى عنه يحيى بن آدم.
ومن حاشد وبكيل ابني جشم تفرقت همدان والارحبيون والمرهبيون كلهم بكيليون، منهم أبو حذيفة الارحبي وعمر بن ذر المرهبي.
__________
(1) في نسخ أخرى " محمود " كذا.
(2) في اللباب " فاته النسبة إلى أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة واسمه عبيد ينسب إليه كثير، منهم المحلق وهو عبد العزيز.
(كذا وأصل اسمه عبد العزي) بن حنتم (ضبطه الامير في رسمه، وذكر في رسم جزء عن الشريف النسابة عن ابن أخي اللبن أنه المحلق بن جزء) بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب وهو الذي مدحه الاعشى.
(3) في م وس " حيران " والصواب (خيران) يقال (خيوان) بالواو، ويقال (خيران) بالراء كما في الاكمال.
(*)(1/386)
باب الباء واللام
البلبلي: بسكون اللام (1) بين الباءين المضمومتين المنقوطتين بواحدة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بني بلبلة وهو بطن من فهم، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد (2) عبد الله بن محمد بن إسحاق بن عبيد الله بن سويد البلبلي، ويعرف بالبيطاري أيضا، وسنذكره في الباء مع الياء، هو مولى بني بلبلة، يروي عن ابن لهيعة وسليمان بن بلال ومالك بن أنس الامام وغيره.
ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وقال: توفي في صفر سنة إحدى وثلاثين ومائتين (3).
البلجاني: بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بلجان وهي قرية (4) عند كمسان اجتزت بها، منها أبو يعقوب يوسف بن أبي سهل بن أبي سعيد بن محمود بن أبي سعيد البلجاني، كان فقيها واعظا صوفيا ظريفا لطيفا صحب أبا الحسن البستي مدة وخدمه واشتهر به وبصحبته، وكان حسن الوعظ، وكلامه كان كثير النكت والاشارة، سمع جدي أبا المظفر السمعاني وأبا الفضل محمد بن أحمد العارف وأبا...محمد بن الفضل الخرقي (5) وغيرهم، كتبت عنه بقرية كمسان وفي البلد، وكانت ولادته تقديرا سنة ست وخمسين وأربعمائة، ومات في جمادي الاولى سنة ست وثلاثين وخمسمائة بقرية كمسان.
ومن القدماء محمد بن عبد الله البلجاني من قرية بلجان، مات سنة ست وسبعين ومائتين هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
البلجي: بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بلج،
__________
(1) في اللباب " الاولى " وهو الصواب.
(2) قوله: " أبو محمد هكذا في ك وهكذا يأتي في رسم البيطاري باتفاق النسخ وهكذا في اللباب في الرسمين ".
(3) (البلبياني) في تاريخ ابن الفرضي رقم 1642 ما لفظه " يونس بن أمية بن مالك بن صالح بن برد بن الياس بن برد الزفات من أهل قرطبة يكنى أبا الوليد، رحل إلى المشرق وسمع من غير واحد، وسمع بقرطبة من أبي جعفر بن عو الله ومن نظرائه كثيرا، وكان رجلا صالحا، حدث وكتب عنه، توفي رحمه الله بقرية بلبيانة وهي من قرى أولبة في شهر ؟ رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ودفن بها ".
(4) من قرى مرو.
(5) في بقية النسخ " وأبا محمد الفضل الحرفي ".
(*)(1/387)
وهو إسم لجد أبي عمرو عثمان بن عبد الله بن محمد بن بلج البرجمي البلجي الضائع (1) البصري من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الله البصري الانصاري وأبي الوليد الطيالسي وعمرو بن مرزوق ومحمد بن حفص العطار وإبراهيم بن بشار وغيرهم، روى عنه أبو الحسن أحمد بن الحسين الصوفي وأبو طالب أحمد بن نصر بن طالب الحافظ وغيرهما.
البلخي: بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد خراسان يقال لها بلخ فتحها الاحنف بن قيس التميمي من جهة عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه، خرج منها عالم لا يحصى من العلماء والائمة والمحدثين والصلحاء قديما وحديثا، والمشهور منها عصام بن يوسف بن ميمون بن قدامة البلخي أخو إبراهيم بن يوسف، يروي عن ابن المبارك، روى عنه أهل بلده، وكان صاحب حديث ثبتا في الرواية ربما أخطأ، وكنيته أبو عصمة وكان يرفع يديه عند الركوع وعند رفع الرأس منه وأخوه إبراهيم بن يوسف كان لا يرفع، ومات عصام سنة عشر ومائتين هكذا ذكرهما أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات.
ومنها أبو السكن المكي بن إبراهيم بن بشير بن فرقد الحنظلي البلخي التميمي البرجمي، من أئمة بلخ وعلمائها، يروي عن يزيد بن أبي عبيد، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وأهل بلده، كان مولده سنة ست وعشرين ومائة، ومات ليلة الاربعاء للنصف من شعبان سنة 214، وقد ذكرته في البرجمي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور الزاهد البلخي، يروي عن أبي إسحاق السبيعي، روى عنه الثوري وبقية بن الوليد، أصله من بلخ ثم انتقل بعد أن تاب وترك الامارة إلى الشام طلبا للحلال فأقام بها مرابطا غازيا، يصبر على الجهد الجهيد والفقر الشديد والورع الدائم
والسخاء الوافر إلى أن مات في بلاد الروم غازيا سنة إحدى وستين ومائة.
وعبد الرحمن بن محمد بن الحسين البلخي، يضع الحديث على قتيبة بن سعيد، حدث بالشام، لا يحل ذكره
__________
(1) " الصائغ " ويأتي في حرف الضاد المعجمة رسم (الضائع) وفيه " وعثمان بن بلج (في النسخة: بلغ) الضائع يروي عن عمرو بن مرزوق روى عنه محمد بن بكر بن داسة البصري وهذا منقول عن الاكمال في رسم (الضائع) وفيه 1 / 351 في رسم (بلج) " وعثمان بن بلج البصري عن عمرو بن عاصم بن معتمر بن سليمان...روى عنه عبد الله بن زبير القاضي " وليس في رسمي (بلج) و (البلجي) من المشتبه والتوضيح والتبصير ما يتعلق بهذا وفيها في رسم (الضائع) كما في الاكمال فيه.
والذي يتبين لي أنه رجل واحد هو صاحبنا هذا وهو عثمان بن بلج الضائع المذكور في رسم (الضائع) وهو عثمان بن بلج المذكور في الاكمال في رسم (بلج) وإنما نسب إلى جد أبيه، وقد وقع أثناء الترجمة في تاريخ بغداد " عثمان بن محمد بن بلج، راجع التعليق على الاكمال 1 / 453.
(*)(1/388)
في الكتب إلا على سبيل القدح.
وأما أبو علي الحسن بن عمر بن شقيق بن أسماء البلخي هو جرمي من أهل البصرة، كان يتجر إلى بلخ فعرف بالبلخي، سمع أباه وعبد الوارث بن سعيد وجعفر بن سليمان، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وغيرهما.
وأما أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن بلخ الارجاني البلخي نسب إلى جده الاعلى، روى عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن بانيك، وكان يكتب في نسبته البلخي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ من أهل أرجان إحدى بلاد الخوز (1).
البلدي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى موضعين، أحدهما البلد إسم بلدة تقارب الموصل يقال لها بلد الحطب، وبها كان يونس بن متى عليه الصلاة والسلام، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم علي بن الحسن بن هارون بن عبد الجبار بن زيد البلدي، قال أبو سعيد بن يونس: هو من أهل بلد، قدم علينا مصر وكتبنا عنه، حدث عن علي بن حرب الموصلي.
وأبو منصور محمد وأبو عبد الله أحمد ابنا الحسين بن سهل بن خليفة البلديان يعرفان بابني الصياح، هكذا ذكره ابن ماكولا في
الصياح - بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وقال: حدثا عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم البلدي صاحب علي بن حرب، وروى أبو منصور وحده عن محمد بن العباس بن الفضل الحناط الموصلي، روى عنهما أبو محمد عبد العزيز بن علي الكتاني الحافظ وأبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي وغيرهما، وكانت وفاتهما بعد سنة وأربعمائة (2).
والثاني منسوب إلى بلد الكرج التي بناها أبو دلف وسماها البلد وأهلها ينتسبون بهذه النسبة، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن البلدي
__________
(1) في اللباب " فاته (بلخي) إسم رجل وهو أبو صخر بلخي بن اياس المروزي، وقيل هو من أهل بلخ، والاول أصح، يروي عن عكرمة وعبد الله بن بريدة، روى عنه الفضل بن موسى السيناني ".
(2) في معجم البلدان ذكر حفيد لابي منصور المذكور وهو " أبو منصور محمد بن علي بن محمد بن الحسين (في النسخة: الحسن) بن سهل بن خليفة بن الصباح البلدي، حدث عن جده، روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري القرشي " وفي بقية النسخ هنا " وأبو العباس أحمد بن عيسى...وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن الهيثم...بوضع الحديث " العبارة الآتية بعد ذكر الكرج وموضعها هنا لان أحمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم من أهل (بلد) البلدة التي تقارب الموصل لكن تأخرت العبارة في الاصل (ك) فتبعناها ونبهنا.
ومن أهل (بلد) أيضا أبو العباس أحمد بن إبراهيم البلدي صاحب علي بن حرب، يقال له الامام، تقدم ذكره تبعا ومنهم أيضا الحسن بن السكين بن عيسى سأذكره مع ابن أخيه أحمد بن عيسى بن السكين بن عيسى وفي معجم البلدان مع هؤلاء محمد بن فروة البلدي سمع أبا شهاب الحناط وغيره، روي عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي.
(*)(1/389)
المعروف بعلان الكرجي، روى عن الحسين بن إسحاق العجلي التستري وعبدان بن أحمد الجواليقي وغيرهما، روى عنه جماعة من أهل بلد همذان، وأقمت بهذه المدينة قريبا من عشرين يوما وكتبت عن جماعة من أهلها الكثير، وفي سائر البلدان أيضا، وفيهم كثرة، وأكثر من ينسب إليها إنما ينتسب بالكرجي والله أعلم.
وأبو العباس أحمد بن عيسى بن السكين ابن عيسى بن فيروز البلدي (1) الشيباني، كان ثقة، سكن بغداد، وحدث بها عن هاشم بن
القاسم ومحمد بن معدان وسليمان بن سيف الحرانيين وإسحاق بن زريق الرسعني والزبير بن محمد الرهاوي، روى عنه أبو بكر الشافعي ومحمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس، وخرج إلى واسط في حاجة فمات بها في رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة (2).
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن الهيثم بن مهلب البلدي من بلد الحطب فوق الموصل.
قدم بغداد وحدث بها عن أبيه وعن أبي موسى محمد بن المثنى وشعيب بن أيوب الصريفيني وإبراهيم بن مرزوق البصري وحميد بن عياش الرملي وغيرهم، روى عنه علي بن الحسن بن عبد العزيز الهاشمي وأبو الفتح محمد بن الحسين الازدي الموصلي، وكان يتهم بوضع الحديث.
وأما أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النضر البلدي الامام المحدث المشهور من أهل نسف، كان فاضلا من أولاد الائمة والمحدثين، سمع أبا العباس جعفر بن محمد المستغفري وابنه أبا ذر محمد بن جعفر وأبا نصر أحمد بن علي المايمرغي وأباه أبا نصر البلدي وجماعة من هذه الطبقة، روى لنا عنه أكثر من عشرين نفسا ببخارى وسمرقند ونسف وما يمرغ، وحدث بالكتب الكبار مثل الجامع الصحيح لابي حفص عمر بن محمد البجيري، سألت حفيده أبا نصر أحمد بن عبد الجبار بن أبي بكر بن أبي نصر البلدي عن هذه النسبة فقال: كانت العلماء في زمان جدي الاعلى أبو نصر أكثرهم بنسف من القرى والناحية وكان جدي من أهل البلد فعرف بالبلدي فبقي علينا هذا الاسم، توفي سنة أربع وخمسمائة.
وأبو نصر أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن أحمد البلدي، كان شيخا صالحا سديد السيرة من وجوه نسف والمعروفين بها، سمعت منه جامع البجيري ورحلت إليه بسبب هذا الكتاب وسمعت ابني أبا المظفر منه الكتاب وغيره من الاجزاء، وتركته حيا في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
__________
(1) من أهل بلدة (البلدة التي قرب الموصل).
(2) في معجم البلدان " والحسن - وقيل الحسين، والاول أصح - ابن السكين بن عيسى بن فيروز أبو منصور البلدي حدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد ومحمد بن بشر العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي و ؟ سود بن عامر شاذان، روى عنه يحيى بن
صاعد والحسين (في النسخة: والحسن) المحاملي وعمر بن يوسف الزعفراني وجماعة سواهم ".
(*)(1/390)
وجده القاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن أبي النضر بن موسى بن معبد بن منذر بن صاحب بن كان بن رخ البلدي، سمع أبا محمد الطرسوسي وضاع سماعه منه، وسمع أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن خلف وأبا عبد الله محمد بن أحمد غنجار الحافظ وأبا بكر بن إدريس الجرجرائي وغيرهم، سمع منه ابنه وأبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وذكره في معجم شيوخه فقال: قضى بنخشب أيام غيبتي سنين كثيرة وحمدت سيرته، ولم يتهم أنه أخذ الرشوة أو أحد من حاشيته، محب للحديث وأهل الحديث، يقضي على مذهب الكوفيين، سمعتهم يذكرون أنه كان ربما يشفع أصحاب السلطان والاتراك في بعض ما يقضي ويعجل بشفاعتهم القضاء والله أعلم.
وأما أبو عبد الله محمد بن أبي علي الحسن بن محمد البلدي، شيخ صالح من أهل بنج ديه وقيل لوالده: البلدي لانه كان من بلد مرو الروذ، وأهل بنج ديه يعني القرى الخمس، قيل له البلدي لهذا المعنى يعني ليس هو من بنج ديه وإنما هو من البلد - يعني مرو الروذ، فبقي عليه، سمع محمد هذا الجامع الصحيح لابي عيسى الترمذي عن القاضي أبي سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي، سمعت منه أورقا من الكتاب، وتوفي في حدود سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة بمرو الروذ (1).
البلعمي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون اللام وفتح العين المهملة وفي آخرها الميم، هذه النسبة نسب الوزير (2) أبي الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن رجاء بن معبد بن علوان بن زياد بن غالب بن قيس بن المندر بن حرب بن حسان بن هشام بن مغيث بن الحارث بن زيد مناة بن تميم البلعمي التميمي، قال ابن ماكولا: وكان رجاء بن معبد استولى على بلعم - وهو بلد من ديار الروم - حين دخلها مسلمة بن عبد الملك، وأقام بها وكثر نسله فيها، فنسب ولده إليها.
وقرأت بخط أبي سعد محمد بن عبد الحميد العبداني، قال أبو العباس المعداني: أبو الفضل البلعمي
- وساق نسبه إلى علوان، ثم قال: كان جده بهار (3) بن خالد بن مغيث بن الحارث بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة، وكان بهار (3) من فرسان تميم من المعدودين، قدم مرو في
__________
(1) (البلستي) ذكره منصول وقال " بضم الباء واللام وبسين مهملة ساكنة وتاء مثناة فوق نسبة إلى موضع في المغرب - فهو أبو الحباب رضوان بن مخلوف بن عبد الله التميمي الاسكندراني البلستي، حدث بكفاية المتحفظ عن أبي الحسن علي بن الحسن بن علي بن معبد، روى لنا عنه بالثغر أبو علي حسين بن يوسف ".
(2) في بقية النسخ " نسبة للوزير ".
(3) في م وس " بهاز " في الموضعين وفي اللباب المطبوعة " نهار " وفي إحدى مخطوطتين " يمان " وكذا كان في الاخرى وعليه محاولة وقبالته بالهامش " نهار ".
(*)(1/391)
جيش قتيبة بن مسلم ونزل أسفل قرية بلا شجرة في موضع يقال له بلعمان فنسب البلعمي إليه.
وكان أبو الفضل وزيرا لاسماعيل بن أحمد أمير خراسان، سمع محمد بن جابر بمرو ومحمد بن حاتم بن المظفر وأبي الموجه محمد بن عمرو وصالح بن محمد جزرة وإسماعيل بن أحمد وغيرهم، وكان واحد عصره في العقل والرأي وإجلال العلم وأهله، سمع المصنفات من أبي عبد الله محمد بن نصر الفقيه، وأخباره مدونة محفوظة في الكتب، ومات ليلة العاشر من صفر من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وهو من أهل بخارا وله عقب بها إلى اليوم (1).
البلقاوي: بفتح الباء المنقوطة بنقطة واحدة وسكون اللام والقاف، هذه النسبة إلى " البلقاء " وهي مدينة الشراة (2) بناحية الشام، والمشهور منها حفص بن عمر بن حفص البلقاوي القاضي، يروي عن عامر بن يحيى، روى عن الهيثم بن خارجة، وكان على قضاء البلقاء.
وأبو الطاهر موسى بن محمد الدمياطي البلقاوي، قال أبو حاتم بن حبان، يروي عن مالك والموقري وذويهما، روى عنه أهل الشام والعراقيون، أصله من المدينة سكن ناحية بالشام يقال لها بلقاء، وكان يدور بالشام ويضع الحديث على الثقات، ويروي ما لا أصل له
عن الاثبات، لا يحل الرواية عنه ولا كتبة حديثه إلا على سبيل الاعتبار للخواص.
وأبو طاهر محمد بن عطاء بن أيوب البلقاوي من أهل الشام، متروك الحديث، قدم مصر وحدث بالموضوعات عن الثقات مثل مالك بن أنس الامام وغيره، وكان ينزل تنيس، ذكر إبراهيم بن سليمان بن داود الاسدي قال: جئت أبا طاهر البلقاوي وكان ينزل تنيس فقلت له: أمل علي شيئا من حديثك، فقال: أكتب، حدثني مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع إلى معاوية سفرجلة وقال ألقني بها في الجنة.
فانصرفت ولم أعد إليه.
__________
(1) (البلغاري) في هدية العارفين 2 / 183 " محمد بن محمود البلغاري الحنفي المتوفى سنة إحدى وعشرين وثمانمائة له خزينة العلماء وزينة الفقهاء ".
(البلغي) رسمه القبس " وقال بلغي مدينة بثغر الاندلس الشرقي، منها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي كان معتنيا بمعرفة الاوقات وسمع بدمشق كتاب رواة مالك للخطيب على الشريف أبي القاسم علي بن أبي...عرف بابن أبي الجن عن المؤلف وتوفي بالمرية نصف رمضان سنة خمس عشرة وخمسمائية ".
(2) في نسخ أخرى " البراة " خطأ ولفظ البخاري في التاريخ ج 1 ق 2 رقم 2784 في ترجمة حفص بن عمر الآتي " قاضي البلقاء مدينة الشراة " واعترض صاحب اللباب كلام المؤلف في هذا الرسم وتاليه وقال: " إنما البلقاء إسم ولاية تشتمل على عدة كثيرة من القرى ومدينتها عمان " ولم يعرض لمدينة الشراة، وفي رسم (البلقاء) من معجم البلدان " وبالبلقاء مدينة الشراة " ولم يفسر هذا بل قال في رسم (الشراة) أنه صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فيظهر من هذا أن الشراة أعم من البلقاء والبلقاء أعم من عمان فيمكن على هذا أن يقال في عمان أنها مدينة البلقاء وأنها أيضا مدينة الشراة ويحمل لفظ " مدينة " في عبارة البخاري على أنه بدل بعض والله أعلم.
(*)(1/392)
البلقائي: بفتح الباء الموحدة واللام الساكنة والقاف المفتوحة بعدها الالف، هذه النسبة إلى البلقاء وهي مدينة من مدن دمشق بناها بالق بن صفر من بني عمان بن لوط وعمان هي مدينة البلقاء، وقال البخاري البلقاء مدينة الشراة (1)، منها حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب قاضي البلقاء مدينة الشراة، سمع عامر بن يحيى، سمع منه الهيثم بن خارجة، منقطع.
البلقي: بفتح الباء الموحدة واللام وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بلق وهي من نواحي غزنة، والمنتسب إليها أبو علي عالي بن إبراهيم بن إسماعيل الغزنوي البلقي، كان من أهل الفضل والعلم، قرأ طرفا من الادب والنحو وجالس العلماء وذاكرهم، وكان يعظ ويحفظ منه جملة كافية.
ورد مرو وكتب عني كتاب " أدب الاملاء والاستملاء " وسمع جميعه مني، وكان نزل بمرو عند الامير قزل ابه وأظهر الزهد والتقشف والتخشن وامتنع من أكل طعامهم وأخذ مالهم ظاهرا (2)، وانقطع عني خبره حتى بلغني أنه نزل ترمذ وسكنها (3).
البلكياني: بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وكسر الكاف وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بلكيان وهي قرية من قرى مرو على فرسخ منها، منها أحمد بن عتاب (4) البلكياني، كان شيخا صالحا، روى الفضائل والمناكير عن نوح بن أبي مريم الجامع وعبد الرحيم بن زيد العمي وإسماعيل بن نوح وغيرهم، روى عنه يعلى بن حمزة وليث بن آدم ومحمد بن عبد الله بن أبي داود الشافسقي (5).
البلنجري: بفتح الباء الموحدة واللام وسكون النون وضم الجيم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بلنجر وهو إسم لجد أبي جعفر أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر النحوي
__________
(1) اعترضه اللباب كما أشرت إليه في الرسم السابق واستظهرت ما حاصله أن عمان هي المدينة التي في ناحية البلقاء والبلقاء ناحية من صقع الشراة فالبلقاء في هذا الرسم هي البلقاء المذكورة في الرسم السابق وحفص الآتي هنا هو أول مذكور هناك.
(2) يعني ان كان متحققا بذلك فلم نزل عند الامير ؟ وقد تكون للمسكين نية حسنة.
(3) (البلقيني) قال في التوضيح بضم أوله وسكون اللام وفتح القاف وسكون المثناة تحت وكسر النون نسبة إلى بلقين من قرى مصر، منها شيخنا شيخ الاسلام مجتهد العصر نادرة الوقت سراج الدين أبو حفص عمر بن رسلان بن النصير أبي المظفر نصر بن أبي البقاء صالح بن أحمد بن محمد بن أبي المعالي عبد الحق بن أبي الخير مسافر الكناني - ساق نسبه بنحوه ابن عمه أبوالنجا عبد السلام بن أبي البركات مظفر ابن النصير أبي المظفر نصر البلقيني وذكر أن أصلهم من عسقلان.
(4) مثله في اللباب ومعجم البلدان ولسان الميزان ج 1 رقم 683، ووقع في نسخ أخرى " عقاب ".
(5) يأتي رسم الشافسقي 8 بموضع، ووقع هنا في نسخ أخرى " السامقي " كذا.
(*)(1/393)
البلنجري مولى بني هاشم ويعرف بأبي عصيدة وهو ديلمي الاصل، حدث عن الواقدي والاصمعي والحسين بن علوان الكلبي وعلي بن عاصم وأبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون وأبي عامر العقدي ومحمد بن زياد بن زبار الزباري ومحمد بن مصعب القرقساني، روى عنه القاسم بن محمد الانباري أبو أبي بكر وأحمد بن الحسن بن شقير وعلي بن محمد المصري ومحمد بن جعفر الادمي القاري وعبد الله بن إسحاق الخراساني.
البلنجري: بفتح الباء الموحدة واللام والنون الساكنة والجيم المفتوحة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بلنجر وهي مدينة بدربند خرزان قيل تنسب إلى بلنجر بن يافث، وهي داخل الباب والابواب، منها...البلنسي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام وسكون النون وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى بلدة بشرق الاندلس من بلاد المغرب يقال لها بلنسية، خرج منها جماعة من العلماء منهم شيخنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد الانصاري البلنسي، فقيه صالح سافر عن بلاده وأقام في الغربة سنين وقاسى الاخطار واحتمل المشاق إلى أن وصل في البحر إلى الصين، وحصل الاموال، سمع ببغداد أبا الخطاب بن البطر القاري وأبا عبد الله بن طلحة النعالي وأبا الفوارس الزيني، وبأصبهان أبا سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز، وبهمذان أبا محمد الدوني وجماعة سواهم من هذه الطبقة، سمعت منه كتاب لابي عبد الرحمن النسائي وغيره من الاجزاء، وكان حريصا على طلب الحديث، وولد له بنات، وكان يسمعهن الحديث إلى أن رزق ابنا فسماه جابرا وكان يسمعه بقراءتي الحديث، واتفق أنه حمل إلى القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري شيئا يسيرا من العود بعد أن وجد الشيخ منه رائحته وقال ذا عود طيب، فحمل إليه منه شيئا نزرا ودفعه إلى جارية الشيخ
فاستحيت الجارية لقلته أن تدفع إلى الشيخ فلما دخل على الشيخ قال: يا سيدنا وصل العود فقال الشيخ: وأي عود ؟ فقال دفعته إلى الجارية، فزعق الشيخ بالجارية وقال: دفع إليك فلان شيئا ؟ قالت: بلى، قال: فلم ما دفعته إلي ؟ قالت: لانه كان شيئا يسيرا فاستحييت أن أضعه بين يديك، وأحضرت ذلك القدر، فقال الشيخ لسعد الخير: هذا هو ؟ قال: نعم ! فأخذ الشيخ ذلك ورماه وقال: لا حاجة لي فيه، ثم طلب سعد الخير أن يسمع لابنه جابر جزء محمد بن عبد الله الانصاري فحلف الشيخ أن لا يحدثه بالجزء إلا أن يحمل إليه سعد الخير خمسة أمناء عودا جيدا سرايا فامتنع سعد الخير وألح على أن يكفر اليمين فما فعل ولا حمل هو، ومات الشيخ ولم يحدث ابنه بالجزء، ومات سعد الخير ببغداد في المحرم من سنة(1/394)
إحدى وأربعين (1) وخمسمائة.
البلوطي: بفتح الباء الموحدة وضم اللام المشددة وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى البلوط وهو شجر يحمل شيئا يأكله الزهاد فنسب إلى بيعه أو اجتنائه وحمله، واشتهر بهذه النسبة أبو الفرج محمد بن الطيب بن محمد الحافظ المعروف بالبلوطي، من أهل بغداد سكن كور الاهواز وانتشر حديثه عند أهلها، سمع أبا بكر عبد الله أبي داود السجستاني ومحمد بن سليمان النعماني وأحمد بن محمد بن الجراح الضراب وجبير بن محمد الواسطي ومحمد بن أحمد بن البستنبان وأبا ذر بن الباغندي، روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني وأبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس وأبو الفتح محمد بن الحسين العطار ومحمد بن أبي علي الاصبهاني، وكان ثقة، انتقل إلى الاهواز فسكنها إلى حين وفاته (2).
البلومي: بفتح الباء الموحدة وضم اللام بعدهما الواو وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى " بلومية " وهي قرية من قرى برخوار من نواحي أصبهان، منها أبو سعيد عصام بن يزيد بن عجلان البلومي المعروف بجبر الاصبهاني مولى مرة الطيب الهمداني، وعجلان جده من سبي بلومية سباه الديلم ولما وقع أصحاب أبي موسى على الديلم فسبوهم سبوا هؤلاء معهم فوقع
في سهم مرة الهمداني فأسلم معهم وبنيك بالكوفة أي أقام فولد يزيد ومزيد جميعا بالكوفة، ثم رجع بعد مدة طويلة إلى بلده.
وعصام جبر روى عن الثوري وشعبة ومالك بن أنس وشريك بن عبد الله وسفيان بن عيينة ويعقوب القمي وحمزة الزيات وطبقتهم، روى عنه النعمان بن عبد السلام وتوفي قبله.
وابناه محمد وروح ابنا عصام - وروح اسن من محمد - وسمع روح من هشيم وابن علية وعباد بن عباد وغيرهم.
البلوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة واللام وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى " بلي " وهي قبيلة من قضاعة، وهو بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة منها جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من حلفاء الانصار من أهل بدر وغيرهم، منهم كعب بن عجرة.
وأبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الاشهل.
ومعن وعاصم ابنا عدي بن الجد بن عجلان شهدا بدرا.
__________
(1) مثله في اللباب وتقييد ابن نقطة والشذرات وغيرها.
(2) في اللباب " قلت فاته النسبة إلى فحص البلوط موضع قريب من قرطبة من بلاد الاندلس ينسب إليه منذر بن سعيد أبو الحكم البلوطي القاضي المشهور بالدين والعلم، كان قاضي الجماعة بالاندلس، توفي..." في تاريخ ابن الفرضي 2 رقع 1454 " توفي يوم الخميس لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة خمس وخمسين وثلاثمائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة وسبعة أشهر.
(*)(1/395)
وطلحة بن البراء.
والمجذر بن ذياد وأبو بردة بن نيار وعبادة بن الخشخاش وغيرهم، كل هؤلاء من بني بلي بن عمرو، قال ذلك أبو سعيد السكري نزل أكثرهم مصر، والمهشور بهذه النسبة زياد بن عبد الله البلوي، يروي عن ابن سندر، روى عنه سعيد بن أبي أيوب.
وزهير بن قيس البلوي، من أهل مصر، يروي عن علقمة بن رمثة، روى عنه سويد بن قيس.
وعبد الله بن الحكم البلوي، يروي عن علي بن رباح اللخمي، روى عنه الليث بن سعد.
ومن الصحابة أبو عمر وعبد الرحمن بن عديس بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو البلوي، بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة
وشهد فتح مصر واختط بها، وكان أحد فرسان بلي المعدودين بمصر ورئيس الخيل التي سارت من مصر إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان ممن أخرجه معاوية رضي الله عنه من مصر في الرهن، روى عنه أبو ثور الفهمي وكلاهما صحابي، والهيثم بن شفي وسبيع الحجري، وكلهم شهد فتح مصر، وقتل بفلسطين سنة ست وثلاثين، وكان سبب قتله ان ابن عديس ممن أخذه معاوية في الرهن فسجنهم بفلسطين وهربوا من السجن فأتبعوا حتى أدركوا فأدرك فارس بن عديس فقال له ابن عديس: ويحك اتق الله في دمي فإني من أصحاب الشجرة، فقال: الشجر بالجبل كثير، فقتله.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن عمرو بن عثمان بن سعيد البلوي من أهل الاسكندرية يعرف بابن العلاء، يروي عن عبد الرحمن بن أبي الخطاب ومحمد بن ميمون الفاخوري ومطروح بن محمد بن ساكن.
وأبو عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد الله البلوي الاشج - ذكرته في الالف (1).
البلي: بضم الباء الموحدة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى أبي " بلي " وهو كنية جد عمرو بن شاس أبي بلي واسمه عبيد بن ثعلبة البلي من بني مجاشع بن دارم، كان في وفد تميم الذين قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم، وله صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من آذى عليا فقد آذاني روى عنه عمرو بن شاس (2).
__________
(1) (البلوي) في القبس " بلى قرية ببلخ منها أحمد بن أبي سعد روى له الماليني: كان أبو قيس أكبر من كل جبل..." ذكره في القبس تحت عنوان " البلي " كما يأتي، والاقيس (البلوي) وقد يقال (البلائي) كما يأتي في رسم (الجبائي) ثم رأيت في التاج (ب ل ى) ما لفظه " بلى كغني قرية ببلخ منها أحمد بن أبي سعيد البلوي روى له الماليني " كذا.
(2) كذا وهو يعطي أن الذي كان في الوفد والذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أبوبلي عبيد بن ثعلبة، وهذا خطأ، أبوبلي جاهلي وإنما الوافد والراوي حفيده عمرو بن شاس، وروى عن عمرو بن شاس عبد الله بن نيار.
راجع ترجمة عمرو في كتب الصحابة وتاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم وغيرها.
(*)(1/396)
البلي: بكسر الباء الموحدة واللام المشددة، هذا في حديث أبي وائل عن عزرة بن قيس عن خالد بن الوليد: بعثني عمر - رضي الله عنهما - إلى الشام وفي آخر الحديث حتى إذا كان بذي بلي وذي بليان وقد فسره أبو عبيد في غريب حديث عمر رضي الله عنه (1).
__________
(1) (البلى) بالفتح وتشديد اللام رسمه القبس وقال " بلى قرية ببلخ..." كما في (البلوي) ويصح أن تستعمل هذه النسبة إلى (البل) بالفتح فالتشديد وقد ذكر ابن نقطة وغيره في رسم (البل) جماعة منهم " أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الاسود المعروف بابن البل...".
(*)(1/397)
باب الباء والميم (1) البمجكشي: بفتح الباء الموحدة وسكر الميم وسكون الجيم وفتح الكافي وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى بمجكث وهي من قرى بخارا، منها أبو الحسن علي بن الحسين بن شعيب بن وثاج البمجكثي الاديب، كان خطيب هذه القرية، سمع أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم وأبا الطيب طاهر بن محمد بن حمويه وسعيد بن محمد بن خزيمة وعبد الصمد بن علي بن مكرم وغيرهم، سمع منه غنجار أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري، وتوفي ليلة عيد الفطر من سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
وأبو جميل عباد بن هشام الشامي البمجكثي سكن قرية بمجكث، يروي عن الاسود بن خازم بن صفوان، روى عنه بحير بن النضر، قال بحير: وكان رجلا مخضوبا يؤذن في المسجد ببمجكث، سمعته يقول: رأيت رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له الاسود بن حازم بن صفوان.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن قصي البكر البمجكثي المقري صاحب بحير بن النضر، روى عنه وعن أبي غسان محمد بن عمرو التميمي، روى عنه سفيان بن أحمد الوراق وأبو إسحاق إبراهيم بن عجيف بن خازم، وتوفي بقريته في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائتين وذلك يوم سوق بمجكث فاجتمع عليه خلق لا يعلم عددهم إلا الله.
البملاني: بفتح الباء الموحدة وسكون الميم بعدها اللام والالف وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو على فرسخ منها يقال لها بملان (2)، خرج منها جماعة، منهم أبو حامد أحمد بن محمد بن حيويه (3) الانماطي البملاني، سكن بالبلد سكة أبي معاذ النحوي، وكان جار أبي النضر البزاز، وكان ثقة أكثر عن أبي زرعة عبيدالله بن عبد الكريم الرازي، روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني الحافظ (4).
__________
(1) (البمباني) في الطالع ص 10 في قرى الكورة الغربية من صعيد مصر " بمبان - بباء وميم وباء موحدة وألف ونون " وفيه رقم 241 " عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن علي المخزومي التقي البمناوي (كذا) الخطيب خطيب بمبان...توفي بأسوان في سنة خمس أو ست وسبعمائة، وبمبان قرية من قرى أسوان وأصله من اسنا وولد بأسوان ونشأ بها وأقام ببمبان ".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في نسخ أخرى " غلامان " كذا.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان ووقع في بقيه النسخ " حمويه ".
(4) (البمي) استدركه اللباب وقال " بفتح الباء وتشديد الميم نسبة إلى بم مدينة بكرمان، منها إسماعيل بن إبراهيم وزير سبكري صاحب فارس أيام المقتدر وغيره ".
(*)(1/398)
باب الباء والنون (1) البناني: بضم الباء المنقوطة من تحتها بنقطة والنون المفتوحة فهذه النسبة إلى بنانة وهو بنانة بن سعد بن لؤي بن غالب هكذا قال أبو حاتم بن حبان البستي، قلت: وصارت بنانة محلة بالبصرة لنزول هذه القبيلة بها، وقال أبو بكر الخطيب في المؤتنف ان بنانة الذين منهم ثابت هم بنو سعد بن لؤي بن غالب، وأم سعد بنانة، وقيل بل هم بنو سعد بن ضبيعة بن نزار والله أعلم، فقال الزبير بن بكار: أما بنانة فقبيلة منهم ثابت البناني وغيره، وبنانة كانت أمة لسعد بن لؤي حضنت بنيه عمارا وعمارة ومخزوما بعد أمهم فغلبت عليهم فسموا بها.
ومنها أبو محمد ثابت بن أسلم البناني من تابعي أهل البصرة، يروي عن ابن عمر وابن الزبير وصحب أنسا رضي الله عنهم أربعين سنة، وكان من أعبد أهل البصرة، روى عنه الناس،
مات سنة سبع وعشرين ومائة، وهو ابن ست وثمانين سنة، وقد قيل أنه مات سنة ثلاث وعشرين ومائة، ويقال سنة ست وعشرين.
وابنه محمد بن ثابت، يروي عن أبيه ومحمد بن المنكدر...أهل البصرة، روى عنه أبو داود وعبد الصمد، يروي عن أبيه ما ليس من حديثه كأنه ثابت آخر، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه على قلته.
وأبو الحكم علي بن الحكم البناني من أهل البصرة، يروي عن عطاء ونافع وأبي نضرة، روى عنه معمر وأهل البصرة، مات سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين ومائة بالبصرة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن عيسى البناني المعروف بالطالقاني، قال أبو حاتم بن حبان: مولى بنانة، يروي عن ابن المبارك، روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي، مات سنة أربع عشرة ومائتين.
وأما علي بن إبراهيم البناني صاحب عبد الله بن المبارك قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ: هو منسوب إلى ناحية بنان من نواحي مرو.
قلت ولا أعرف هذه الناحية وقد اختلفوا في نسبه.
بعضهم قال (هكذا) وقال بعضهم: البتاني - بالتاء ثالث الحروف.
وأبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان البناني البصري، يروي عن أبي الاشعث أحمد بن المقدام العجلي وزهير بن
__________
(1) (البنارقي) في معجم البلدان " البنارق بالفتح وكسر الراء وقاف قرية بين بغداد والنعمانية...حدثني صديقنا أبو بكر عتيق بن أبي بكر مظفر بن علي البنارقي المقري النحوي...".
(البناري) في المعجم أيضا " بنار - بكسر أوله وآخره راء من قرى بغداد مما يلي طريق خراسان...ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن بدر البناري حدث عن سعد الخير الانصاري وسمع من أبي الوقت السجزي وأبي المعمر الانصاري حدث عنه محمد بن أبي المكارم اليعقوبي وكان سماعه (منه فيما ذكر) في سنة 560 ".
(*)(1/399)
محمد بن قمير وحفص بن عمرو الربالي وغيرهم، روى عنه جماعة كثيرة منهم أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الحافظ وقال في معجم شيوخه حدثنا أبو عبد الله القطان بالبصرة في بنانة عند مسجد ثابت البناني.
البنجخيني: بفتح الباء وسكون النون والجيم وكسر الخاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين
من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بنجخين وهي محلة كبيرة من محال سمرقند، مضيت إليها غير مرة، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم علي بن محمد بن محمد بن حامد الكرابيسي الفقيه البنجخيني، يروي عن عبد الله بن محمد بن الحسن القسام السمرقندي وغيره، روى عنه أبو سعد الادريسي وقال: كتبنا عنه سنة ستين وثلاثمائة، مات بعد ذلك بأيام، لم يكن به بأس وأبو بكر محمد بن يحيى بن علي بن معاذ بن عبد الله بن محمد بن سليمان البنجخيني، كان يؤدب بسمرقند وكان كذابا يضع على الثقات روايات لم يلحقوها ويروي أيضا عمن لم يره ولم يلحقه، يروى عن أبي شعيب أحمد بن محمد بن جماهر الازدي وأبي العباس محمد بن إسحاق السراج وحامد بن أحمد بن زراة وغيرهم ممن لم يلحقهم ويكذب عليهم، وفي الرواية عنهم كان يقول كتبت من أبي العباس السراج بنيسابور سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة، فقلنا له: مات السراج في بضع عشرة وثلاثمائة كيف كتبت عنه بعد الثلاثين فقال: لعل هذا أبا العباس السراج آخر غيره ! فقلنا: سراجا يكنى بأبي العباس (1) محمد بن إسحاق الثقفي يحدث بعد الثلاثين والثلاثمائة عن قتيبة بن سعيد ؟ إن ذا لعظيم ! فتركناه، مات في ربيع الاول سنة تسع وخمسين وثلاثمائة (2).
البنجهيري: بفتح الباء الموحدة وسكون النون والجيم وكسر الهاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بنجهير، وهي مدينة بنواحي بلخ بها جبل الفضة، وأهلها أخلاط وبينهم عصبية وشر وقتل، والدراهم بها كثيرة واسعة، لا يكاد أحد منهم يشتري شيئا وإن كان باقة بقل بأقل من درهم صحيح، والفضة في أعلى جبل مشرف على الكورة والسوق، قد جعل كالغربال لكثرة الحفر، وإنما يتبعون عروقا يجدونها
__________
(1) كأن المعنى أتدعي سراجا يكنى أبا العباس غير أبي العباس السراج المعروف ؟ وفي اللسان " فقلنا السراج يكنى أبا العباس ".
(2) (البنجديهي) نسبة إلى بنجديه وكثيرا ما تكتب منفصلة هكذا (بنج دية) أو (بنج ده) و (بنج) بفتح الحرف الذي بين الباء الموحدة والفاء وسكون النون ثم جيم كلمة فارسية بمعنى خمسة أو خمس.
و (ديه) فارسية أيضا بمعنى قرية
فالمعنى إذا خمس قرى وعرب اللفظ على القياس تارة (بنجديه) وتارة (فنجديه) وزاد المؤلف فترجمتها (خمس قرى) ثم نسب إليها بطريق النحت (الخمقري) كما يأتي في رسمه.
(*)(1/400)
ندلهم على أنها تقضي إلى الجوهر، وهم إذا وجدوا عرقا حفروا أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة، فينفق الرجل منهم في حفرة ثلاثمائة (1) ألف درهم أو خمسمائة، فربما استغنى هو وعقبه، وربما خرج وحصل له مقدار نفقته، وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك، وربما وقف الرجل على العرق ووقف آخر عليه بعينه في موضع آخر فيأخذان جميعا في الحفر، والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق ذلك العرق وما يفضي إليه فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا يعمله الشياطين ويجتهدون فإذا سبق أحد الرجلين بقي الآخر وقد ذهبت نفقته هدرا، وإن استويا اشتركا وهم يحفرون أبدا ما حييت السرج واتقدت فإذا صاروا في البعد إلى موضع لا يحيا السراج لم يتقدموا، لان من صار في ذلك الموضع مات في أسرع من اللحظة، وترى الرجل منهم يصبح وهو رب ألف ألف فما زاد ويمسي ولا شئ عنده، ويصبح وهو فقير ويمسي وهو يملك ما لا يضبط حسابه، منها الشاعر البنجهيري المعروف يقول الشعر.
البنجي: بفتح الباء الموحدة وضم النون في آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية من قرى روذك بنواحي سمرقند يقال لها بنج روذك وهي قطب روذك، ومن هذه القرية كان الشاعر المعروف أبو عبد الله الروذكي، سأذكره في الراء لانه اشتهر بذلك كان من بنج، قال أبو سعد الادريسي الحافظ: قبر أبي عبد الله الروذكي مشهور بها هو خلف بستان بنج روذك يزار، وقد زرته.
البنجيكثي: بضم (2) الباء الموحدة وسكون النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى بنجيكث، وهي قرية من قرى سمرقند على ستة فراسخ، منها أبو مسلم مؤمن بن عبد الله بن يونس البنجيكثي،
يروي عن محمد بن نصر البلخي، كتب عنه محمد بن حمدان المروزي.
البندار: بضم الباء الموحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى من يكون مكثرا من شئ يشتري منه من هو أسفل منه أو أخف (3) حالا وأقل مالا منه ثم يبيع ما يشتري منه من غيره، وهذه لفظة عجمية، واشتهر به (4) جماعة، منهم محمد بن
__________
(1) أنظر اللباب 1 / 179.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(3) في م وس واللباب " وأخف ".
(4) في بقية النسخ " بها ".
(*)(1/401)
دبيس بن بكار المقرئ البندار من أهل بغداد، سمع أبا همام الوليد بن شجاع ومحمد بن رزق الله الكلوذاني وأبا هشام الرفاعي، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن النحاس وعمر بن بشران السكري، وكان ثقة من أهل الكرخ، مات سنة اثنتي عشرة (1) وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الرزاق بن منصور بن ابان البندار من أهل بغداد، حدث عن يزيد بن هارون وأسباط بن محمد و عبد الله بن بكر السهمي وعبيد الله بن موسى والمغيرة بن عبد الله الجرجرائي، روى عنه الحسن بن إدريس القافلائي والحسين والقاسم ابنا إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد العطار، وكان ثقة.
وأبو الحسن علي بن محمد المروزي البنداري، يروي عن أحيد بن الحسين البامياني، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، وقال: أنا علي بن محمد أبو الحسن المروزي بندار ترمذ بمكة في المسجد الحرام.
البندكاني: بضم الباء الموحدة وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بندكان وهي إحدى قرى مرو على خمسة فراسخ بت بها ليلتين، منها أبو طاهر محمد بن عبد العزيز البندكاني، كان إماما فاضلا مناظرا عارفا بالتواريخ، تفقه على الامام
أبي القاسم الفوراني، سمع أبا الحسن عبد الوهاب بن محمد الكسائي الخطيب.
وابنه أبو القاسم علي (2) بن محمد بن عبد العزيز البندكاني، كان يدخل البلد أحيانا، وكان مليح الشيبة جميل الظاهر، سمع الامام أبا المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني وغيره، سمعت منه مجالس من أماليه.
البندنيجي: بفتح (3) الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الجيم، هذه النبسة إلى بندنيجين وهي بلدة قريبة من بغداد بينهما دون عشرين فرسخا، خرج منها جماعة من الفقهاء والفضلاء، منهم الخطيب بن الخلوقي البندنيجي، كان شيخا صالحا.
وأبو طاهر بن محمد بن أبي سهل أحمد بن جعفر البندنيجي، يروي عن ابن الخلوقي الخطيب، سمع منه هبة الله بن المبارك السقطي.
وأبو الوفاء طاهر بن الحسين بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن الهمذاني البندنيجي، شاعر مجود له طريقة بعيدة المنال في الشعر، سمع الحديث من
__________
(1) مثله في تاريخ بغداد، ووقع في نسخ أخرى " سنة اثنين ".
(2) (البنداري) بزيادة ياء النسبة، الفتح بن علي بن محمد البنداري الاصفهاني أبو إبراهيم مترجم الشهنامه وله تاريخ لبغداد وغيره توفي سنة 643.
عن اعلام الزركلي 5 / 332.
(3) مثله في اللباب ووقع في نسخ أخرى " بضم " كذا.
(*)(1/402)
ابن الخلوقي وطبقته، روى عنه حفيد أخيه علي بن حمد بن جعفر بن الحسين بن أحمد بن البندنيجي.
وأبو السعادات علي بن حمد بن جعفر البندنيجي، أحد الفضلاء المعروفين بها.
وابنه أبو البندر محمد بن علي بن حمد بن جعفر البندنيجي، شاب فقيه مناظر فاضل كثير المحفوظ، كتبت عنه بقرميسين منصرفي من العراق، أنشدني أبو البدر محمد بن علي بن حمد البندنيجي إملاء من لفظه بقرميسين أنشدني أبو السعادات علي بن حمد بن جعفر بن الحسين البندنيجي بها أنشدني عم أبي الطاهر بن الحسين البندنيجي لنفسه:
ألما نقبل مسرح الشادن الالمي * ونسقيه من ماء الجفوان وإن ظمئ ولا تعدلا بي في الرسوم فإنها * تغادرني من حب ساكنها رسما رعى الله أيامي بأسلمة النقا * وعهدا مضى كالحلم واها له حلما فلو عاد ذاك الدهر شخصا ممثلا * لاتعبته ضما وأفنيته لثما وهي طويلة.
وأبو نصر محمد بن هبة الله بن البندنيجي نزيل مكة، إمام فاضل كثير الورع والعبادة، تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وكان أستاذه مع جلالة قدره يتبرك به.
ومن القدماء أبو علي الحسن بن عبيد الله البندنيجي الفقيه القاضي، سكن بغداد ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الاسفراييني، وكان له حلقة في جامع المنصور للفتوى، وكان صالحا دنيا ورعا زاهدا، وخرج إلى بندنيجين بالاخرة ومات بها في جمادى الاولى من سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن حمد بن خلف بن أبي المني البندنيجي المعروف بحنفش تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وبقي في المدرسة من وقت بنائها إلى أن أدركته، وكان شيخا عسرا سيئ الخلق والمعتقد، سمع أبا الحسين بن النقور وأبا القاسم بن البسري وأبا علي بن البناء وغيرهم، سمعت منه بجهد جهيد بعد تردد كثير وتعب شديد، وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وأخوه أبو حفص عمر بن محمد بن خلف البندنيجي، شيخ عامي مستور صالح، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا القاسم عبد الله بن الحسن الخلال، كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن عسكر البندنيجي، كان قاضي باب الطاق وكان مختصا بقاضي القضاة الزينبي وسمع معه الحديث من عمه أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي، سمعت منه أحاديث بباب الطاق ببغداد.
البنديمشي: بفتح الباء الموحدة وسكون النون وكسر الدال المهملة والياء الساكنة آخر الحروف والميم المفتوحة ثم آخرها الشين المعجمة (1) هذه النسبة إلى بنديمش، وهي قرية
__________
(1) من اللباب، ونحوه في معجم البلدان.
(*)(1/403)
من قرى سمرقند فيما أظن، منها القاضي الامام أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم العصار، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفي في شعبان سنة 524 وكان يسكن سكة سلم.
البنردي: بكسر الباء الموحدة والنون وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بنرد، وهو جد عبد العزيز بن إبراهيم بن بنرد الادمي البنردي من أهل شيراز، يروي عن الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ومحمد بن أحمد بن حكيم الحكيمي وغيرهما ومات في شهر (1) ربيع الآخر سنة ثمان وأربعمائة.
وبندار بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن بنرد الشيرازي من أهل شيراز، يروي عن الحسن بن عبد الله بن جبغويه وبكر بن أحمد وغيرهما.
البنسارقاني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح السين والراء المهملتين بينهما ألف وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بنسارقان وهي إحدى قرى مرو على فرسخين منها بين ارسابند والنوس يقول لها الناس كوسارقان (2)، خرج منها أبو منصور الطيب بن أبي سعيد الطيب الخلال (3) البنسارقاني، كان يسكن البلد في سكة صدقة ابن الفضل، وكان شيخا صالحا سديد السيرة مليح الشيبة متوددا، سمع جدي الامام وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري، وكانت له إجازة عن أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيرهما، سمعت منه بمرو، وخرج إلى الحجاز، وتوفي في الطريق، وكانت ولادته في سنة ست وستين وأربعمائة بمرو، وتوفي بهمذان في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وصل إلي نعيه وأنا ببغداد رحمه الله تعالى.
البنكتي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى بنكت وهي قرية من عمل اشتيخن، وهي من سغد سمرقند، منها أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد البنكتي، كان فقيها صالحا، حج
بيت الله تعالى وسمع بمكة أبا محمد الملك بن محمد بن عبيد الله الزبيدي المقري، سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ.
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في ك " عشر " كذا.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(*)(1/404)
البنكثي: بكسر الباء وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى بنكث وهي قصبة الشاش، منها أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل الشاشي البنكثي وكان أصله من ترمذ، سكن بنكث ونسب إليها، كان درس الادب على أبي محمد عبد الله بن محمد بن قتيبة القتبي وسمع منه كتبه، وكان صحيح الاسمعة والاصول، جمع المسند الكبير، وروى عن أهل خراسان والعراق مثل أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي والعباس بن محمد الدوري وعيسى بن أحمد العسقلاني وأبي حاتم محمد بن إدريس الرازي وأبي بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب وغيرهم، روى عنه أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي وأبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم الكاغذي وجماعة، وكانت وفاته (1) في حدود سنة خمسين وثلاثمائة أو قبلها إن شاء الله تعالى.
البنيرقاني: بفتح الباء الموحدة والنون المكسورة والياء آخر الحروف والراء الساكنتين والقاف المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بنيرقان وهي قرية من قرى مرو، منها عبد الله بن الوليد بن عفان البنيرقاني، سمع قتيبة (2) بن سعيد البغلاني، قال أبو زرعة السنجي قريته بنيرقان.
البني: بضم الباء الموحدة وفي آخرها النون المشددة، هذه النسبة إلى البن وهو شئ من الكوامخ، والمشهور بهذه النسبة أبو هارون موسى بن زياد البني الكوفي من أهل الكوفة، يروي عن...(3)، روى عنه محمد بن عبيد بن عتبة وغيره.
__________
(1) في ك " ولادته " خطأ إلا أن يكون سقط منها شئ، ولم يذكر في اللباب ومعجم البلدان إلا الوفاة قال الاول " نحو سنة خمسين وثلاثمائة " وقال الثاني " سنة 335 " وفي سنة 335 أرخه ابن ماكولا في الاكمال وغيره.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(3) بياض قدر ثلاث كلمات، وفي كتاب ابن أبي حاتم ج 4 ق 1 رقم 646 " موسى بن زياد الزيات الذهلي روى عن الوليد بن مسلم، وعن أسماعيل بن عبد الجبار (في نسخة إسماعيل بن عبد الله) عن إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه محمد بن عبيد بن عتبة الكندي.
(*)(1/405)
باب الباء والواو البواب: بفتح الباء والواو المشددة والالف بين الواو والباء المنقوطة بواحدة، هذا إسم لمن يقعد على الباب ويمنع الناس من الدخول والخروج، اشتهر بهذا جماعة، منهم أبو الحسين عبيد الله بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن عبيد الله بن البواب المقرئ من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا مأمونا سمع الحسن بن الحسين الصواف ومحمد بن الحسين بن حفص الاشناني وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق وأبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وغيرهم، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال وأبو القاسم الازهري وأبو الحسن العتيقي وأبو القاسم التنوخي وأبو القاسم الازجي وأحمد بن عمر بن روح النهرواني وأبو محمد الجوهري، ومات في شهر رمضان سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
وأبو الثناء محمود بن أبي السعادات بن (1) المبارك بن أبي غالب البواب بواب باب الدوامات إحدى أبواب دار الخلافة شيخ لا بأس به، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن العلاف وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وغيرهما، كتبت عنه أحاديث ببغداد.
البوازيجي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وفتح الواو وكسر الزاي بعد الالف وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى البوازيج وهي بلدة
قديمة على الدجلة فوق بغداد دون سر من رأى وورد ذكرها في حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، خرج منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، منهم أبو الفرج منصور بن الحسن بن علي بن عاذل بن يحيى البوازيجي البجلي، كان فقيها فاضلا حسن السيرة مكثرا من الحديث، انحدر إلى بغداد وتفقه بها على الامام أبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، وسمع الحديث من الشريف أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي وغيره، روى لنا عنه أبو الخير محمد بن أبي الغنائم التكريتي الصوفي وأبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمويه البردي ببغداد، وكان ولي القضاء بالبوازيج، وتوفي بعد سنة إحدى وخمسمائة فإنه حدث في هذه السنة (2).
__________
(1) من م وس واللباب.
من اللباب وبقية النسخ.
(2) في المشتبه " وعز الدين محمد بن عبد الكريم البوازيجي ثم الموصلي ابن حرمية، قرأ بالسبع على يحيى بن سعدون، كذا = (*)(1/406)
البواني: بفتح الباء الموحدة وتشديد الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى موضعين أحدهما إلى شعب بوان وهو موضع بين شيراز ونوبنجان ويضرب به المثل في النزهة والحسن وكثرة الاشجار والمياه والرياض وذكره أبو الطيب في شعره وقال: يقول لشعب بوان حصاني * أمن هذا أرد إلى الطعان أبوكم آدم سن المعاصي * وعلمكم مفارقة الجنان ولعل جماعة ينسبون إلى هذا الموضع، قال الدارقطني: وأما بوان فهو شعب يعرف بشعب بوان وفيه يقول الشاعر: فبالله يا ريح الشمال تحملي * إلى شعب بوان سلام فتى صب في أبيات طويلة وفيها: فإن تبغني يوما ببوان تلفني * لدى الشعب مشدود الركاب إلى الدلب قلت وقد ذكرت هذه الابيات في النزوع إلى الاوطان، وبأصبهان قرية على باب مدينتها
يقال لها بوان، منها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الله بن مصعب بن سلم بن كيسان الثقفي البواني من أهل هذه القرية، يروي عن سهل بن عثمان وغيره.
والقاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليم البواني المعلم، كان شيخا فاضلا صالحا حسن السيرة كثير السماع واسع الرواية، ولي القضاء ببعض نواحي أصبهان وكان رحل إلى العراق والحجاز، سمع ببلده أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني وأبا سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش، وببغداد أبا بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي، وبواسط أبا الحسن أحمد بن محمد بن سنان المقري النسائي وطبقتهم، سمع منه جماعة من القدماء والحفاظ، روى لنا عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن البغدادي بمكة وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وأبو نصر أحمد بن عمر بن محمد الغازي وأبو بكر محمد بن
__________
= قال الفرضي (في التوضيح أن لفظ الفرضي: قرأ القرآن بالروايات) وإنما الذي قرأ على ابن سعدون والده أبو الفضل عبد الكريم بن أحمد القرشي الضرير وتفقه على يونس بن منعة الشافعي وسمع المقامات من أبي سعد الحلي صاحب الحريري ومات بالموصل سنة 611، فأما عز الدين فأدركه الشيخ محمد بن محمد الكنجي في حدود سنة خمسين، وسمع منه عن منصور بن أبي الحسن الطبري ".
(*)(1/407)
شجاع بن محمد بن اللفتواني الحافظ وأبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذه الامام وجماعة كثيرة سواهم، وكانت ولادته في صفر سنة إحدى وأربعمائة، وتوفي في ذي القعدة سنة أربع وثمانين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باغ سلم.
البوبي: بالواو بين الباءين الموحدتين، هذه النبسة إلى بوبه وهو إسم لجد الحسن بن محمد بن بوبه الاصبهاني البوبي، نسب إلى جده، يروي عن أبيه محمد بن بوبه، روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم.
البوتقي: بضم الباء الموحدة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى البوتق وهي قرية من قرى مرو يقال لها بوته عند قرية كمسان، والمشهور بهذه النسبة أبو الفضل أسلم بن أحمد بن محمد بن فراشة البوتقي من أهل مرو، يروى عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر المحبوبي وأحمد بن عبد الرحمن الكازكي (1) وغيرهما، روى عنه جماعة منهم أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الاصبهاني، ووفاته بعد سنة خمسين وثلاثمائة.
البوراني: بالباء المنقوطة بواحدة والراء المهملة والنون بعد الالف، هذه النسبة إلى عمل البواري التي تبسط في الدور ويجلس عليها ويقال بالعراق له: البورائي أيضا، والمشهور بها أبو علي الحسن بن ربيع البوراني البجلي من أهل الكوفة، يروي عن عبد الله بن المبارك وأبي إسحاق الفزاري، روى عنه أهل العراق، قال أبو حاتم بن حبان: وهو الذي غمض ابن المبارك ودفنه، ومات سنة عشرين ومائتين، وكان من بجيلة، قال أبو علي الغساني الحافظ: الحسن بن ربيع شيخ للبخاري ومسلم، يروي عن حماد بن زيد وأبي الاحوص وفضيل بن غزوان، وذكر أبو حاتم قال: كنت أحسب أن الحسن بن الربيع مكسور العنق لانحنائه حتى قيل إنه لا ينظر إلى السماء.
وقال أبو حاتم الرازي سمعت الحسن بن الربيع يقول قال لي ابن المبارك: يا حسن ما حرفتك ؟ قال: أنا بوراني، قال: ما بوراني ؟ قلت: لي غلمان يصنعون البواري، قال: لو لم يكن لك صناعة ما صحبتني.
وهذا كما قال أبو قلابة لايوب السختياني: يا أيوب الزم سوقك فإن الغنى من العافية.
وقال أيوب لاصحابه: لو علمت أن أهلي يحتاجون إلى دستجة بقل ما جلست معكم.
وقال
__________
(1) ويقال أيضا (الكازقي) لانها نسبة إلى كازه كما في معجم البلدان وذكر هذا الرجل.
(*)(1/408)
عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: الحسن بن الربيع كوفي ثقة (1)، يقال له الخشاب، ويقال له البورائي، يبيع القصب.
وقال محمد بن إسماعيل البخاري: الحسن بن الربيع
أبو علي الكوفي مات سنة عشرين ومائتين أو نحوها (1).
وأبو بكر أحمد بن محمد بن خالد بن شيرزاذ البوراني قاضي تكريت، ويسمي محمدا أيضا، ورد بغداد وحدث عن أبي عمار المروزي ولوين محمد بن سليمان والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي، روى عنه أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وسماه أحمد، وروى عنه محمد بن المظفر الحافظ ومحمد بن زيد بن مروان وغيرهما فسموه محمدا، وسئل أبو الحسن الدارقطني عنه فقال: لا بأس به ولكنه حدث عن شيوخ ضعفاء، مات في صفر سنة أربع وثلاثمائة، ودفن في مقابر القطيعة ببغداد.
وأحمد بن محمد البوراني الحديثي من أهل الحديثة من الجزيرة، يروي عن جعفر بن محمد المدائني، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
البورائي: بضم الباء المنقوطة بواحدة والراء المفتوحة بعد الواو وبعدها الالف وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى عمل البواري من الحلفاء والقصب، ويقال لمن يعملها ببغداد البورائي بالياء، والبوراني بالنون أيضا، وعرف جماعة بهذه النسبة منهم أبو عبد الله راشد بن مليك بن حمائل البورائي من أهل شارع دار الرقيق بغربي بغداد، شيخ صالح مستور مسن، سمع أبا علي أحمد بن محمد بن أحمد البرداني الحافظ، سمعت منه حديثين وتركته حيا في سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وبلغني أنه توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، ودفن بمقبرة باب الشام.
وأبو عبد الرحمن سلمان بن حروان (2) الماكسيني البورائي، كان يعمل البواري ببغداد بناحية باب الشام، سنذكره في باب الميم في الماكسيني إن شاء تعالى.
وأبو أحمد محمد بن إبراهيم بن إدريس بن جامع البورائي، حدث عن محمد بن الحسين بن اشكاب، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر بن محمد السكري.
__________
(1 - 1) هذه العبارة وقعت هنا في ك وهو صواب، أما في م وس فترك هنا بياض ثم أدرجت في آخر ترجمة الرجل الآتي كما سننبه عليه.
(2) في بقية النسخ " جروان ".
(*)(1/409)
البورقي: بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بورق وهو شئ يقال له بوره، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن سعيد بن عمرو بن سعيد البورقي، وقال أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد: هو أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد بن عمرو البورقي من أهل مرو، وكان وضاعا يضع الحديث ويكذب كذبا فاحشا، حدث عن أبي عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق ومطر (1) بن الحكم ومحمد بن عبد الله بن قهزاذ وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وعيسى بن حامد الرخجي، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: أبو عبد الله البورقي حدث بنيسابور جملة من المناكير عن قوم مجهولين فروى عنه جماعة من مشايخنا وأمسك جماعة من الزواية عنه، وقال مسلم بن الحسن الحافظ المروزي: أبو عبد الله البورقي كان فقيها صاحب أحاديث مناكير، صحبته في طريق مكة فلما دخلنا الكوفة حضر أبو العباس بن عقدة الحافظ في جماعة وطالبوه بفوائد فذكر أنه خلفها ببغداد فسألوه حتى كتب إلى من أنفذ إليه الفوائد فحمل لوقت الانصراف من الحج فانتخبوا عليه بحضرتنا سنة تسع وثلاثمائة.
سمعت عبد الرحمن بن أبي غالب الطاهري ببغداد يقول سمعت أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ يقول قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ: أبو عبد الله محمد بن سعيد البزرقي قد وضع من المناكير على الثقات ما لا يحصى، وأفحشها روايته عن بعض مشايخه عن الفضل بن موسى السيناني عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - كما زعم - أنه قال سيكون في أمتي رجل يقال له أبو حنيفة هو سراج أمتي.
هكذا حدث به في بلاد خراسان ثم حدث بالعراق بإسناده وزاد فيه أنه قال: وسيكون في أمتي رجل يقال له محمد بن إدريس فتنته على أمتي أضر من فتنة إبليس.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ عقيب هذا: ما كان أجرا هذا الرجل على الكذب كأنه لم يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار " نعوذ بالله من غلبة الهوى ونسأله التوفيق لما يحب ويرضى.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ: أبو عبد الله البورقي حدث بنيسابور بجملة من المناكير عن قوم مجهولين فروى عنه جماعة من مشايخنا وأمسك جماعة عن الرواية عنه، وتوفي بمرو في شهر ربيع الاول سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
__________
(1) في نسخ أخرى " ومظهر ".
(*)(1/410)
البورنمذي: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الواو والراء وفتح النون والميم وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى بورنمذ وهي قرية من أعمال سمرقند بينها وبين أسروشنة، منها أبو أحمد عبد الله بن عبد الرحمن البورنمذي، يروي عن أبيه، روى عنه علي بن النعمان الكبوذنجكثي.
وأبو محمد عبد الرحمن بن معاذ بن الحسين البورنمذي الزاهد، سمع يحيى بن معاذ الرازي وجبرئيل بن سهل السمرقندي وصاحب بن سلم الزاهد البلخي، كان ينتحل مذهب الزهد والتقشف قديم الموت، روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي وغيره (1).
البوزاني: بضم الباء الموحدة وسكون الواو والزاي المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بوزانة وهي قرية من قرى إسفراين منها أبو محمد عبد الله بن الحارث بن حفص بن الحارث بن عقبة القرشي الصنعاني ثم البوزاني، من أهل صنعاء سكن بوزانة، وكان دجالا وضاعا للحديث، يروي عن الائمة مثل عبد الرزاق وأحمد بن حنبل ويحيى بن يحيى وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه وغيرهم أحاديث موضوعة.
وسأذكره في الصنعاني.
البوزجاني: بضم الباء الموحدة وسكون الزاي بعد الواو وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بوزجان وهي بليدة بين نيسابور وهراة من بلاد خراسان، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: بوزجان من رساتيق نيسابور.
خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم
أبو الحسن محمد بن الحسن بن عنبسة بن إبراهيم بن علويه بن نعيم البوزجاني المذكر، ذكره أبو سعد الادريسي وقال: أبو الحسن البوزجاني الفقيه المذكر قدم علينا سمرقند سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وكتب عنا وكتبنا عنه، كان الغالب عليه التذكير لم تكن الرواية من صنعته، يروى عن محمد بن علي بن دحيم الشيباني وأبي سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان وأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبي عمرو محمد بن جعفر بن مطر المقرئ وأبي محمد دعلج بن أحمد بن دعلج السجزي وأبي الحسين عبد الباقي بن قانع الحافظ وأبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وأبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم
__________
(1) (البوري) استدركه اللباب وقال: بضم الباء وسكون الواو، وفي آخرها راء نسبة إلى بورة مدينة بمصر ينسب إليها محمد بن عمر بن حفص البوري، قال عبد الغني بن سعيد: حدثونا عنه.
وهو (أيضا) نسبة إلى بوري قرية قرب عكبرا ينسب إليها جماعة ببغداد وإياها عني أبو نواس بقوله: ولا تركت المدام بين قرى الكرخ فبوري فالجوسق الخرب " وراجع التعليق على الاكمال 1 / 587 - 588.
(*)(1/411)
المقرئ وجماعة سواهم من أهل العراق وخراسان، روى عنه أبو سعد الادريسي وأبو العباس المستغفري وغيرهما من الحفاظ، وكانت ولادته سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، ومات ببخارا في أواخر شهر رمضان سنة سبع وأربعمائة.
وأبو منصور حمد بن محمد بن حمدون بن مرداس الفقيه البوزجاني من أهل البوزجان، تفقه ببلخ عند أبي القاسم الصفار ثم سكن نيسابور خمسين سنة إلى أن مات بها في ذي القعدة سنة ست وثمانين وثلاثمائة وهو ابن نيف وتسعين سنة.
البوزنجردي: بضم الباء الموحدة وفتح الزاي والنون وكسر الجيم وسكون الراء في آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بوزنجرد من قرى همذان على مرحلة منها مما يلي ساوة، منها أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسين بن وهرة الهمذاني البوزنجردي، كان إماما ورعا عاملا بعلمه حجة على المسلمين صاحب الاحوال والمقامات الجلية، وله
كلام على الخواطر وإليه انتهت تربية المريدين الصادقين بمرو، واجتمع عنده في رباطه من الصلحاء والعلماء ما لم يجتمع في غيره من البقاع، وكان من صغره إلى حين وفاته لازما لطريقه المستقيمة والعبادة والخلوة والاشتغال بالعلم والعمل، تفقه على الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي وسمع منه الحديث ومن أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشميين وأبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وجماعة كثيرة سواهم، سمعت منه الكثير ونسخت عنه بخطي أكثر من عشرين جزءا، وكانت ولادته ببوزنجرد في سنة أربعين أو إحدى وأربعين وأربعمائة، ووفاته ببامئين قصبة باذغيس في شهر ربيع الاول سنة 535 وحمل إلى مرو ودفن بها.
البوزنجردي: بضم الباء الموحدة وفتح الزاي وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، والفرق بين هذه النسبة والسابقة النون من قرية همذان مفتوحة، والنون من هذه النسبة ساكنة، وهذه قرية من قرى مرو على طرف البرية، منها أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن عمر بن ساوش الهاشمي البوزنجردي - وقيل ابن زاذان بدل ساوش (1)، سمع علي بن الحسن بن شقيق وعلي بن إبراهيم البناني - وقيل البتاني - وغيرهما، روى عنه أبو العباس القاسم بن القاسم السياري وأحمد بن محمد بن العباس السوسقاني وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي وأبو علي الحسين بن علي بن أحمد بن عيسى المكتب وجماعة، ومات سنة تسع وثمانين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن محمود البوزنجردي.
وأخوه
__________
(1) في س وم " شاوش في الموضع الاول وكذا في م الثاني.
وفي معجم البلدان واللباب المخطوطتين والمطبوعة والقبس = (*)(1/412)
أبو الحسن بمحمد بن محمود البوزنجردي أيضا، وأبو بكر كان فقيها حافظا كثير السماع، مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
البوزنشاهي: بضم الباء الموحدة وفتح الزاي وسكون النون وفتح الشين المعجمة وفي
آخرها الهاء، هذه النسبة إلى بوزنشاه وهي قرية على أربعة فراسخ من مرو، بت بها ليالي وهي قديمة خربت فانتقل الناس إلى الحديثة، خرج منها جماعة قديما وحديثا، منهم من التابعين ضرار بن عمرو بن عبد الرحمن البوزنشاهي، لقي عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وروى عنه وغيره وهو من التابعين (1).
البوسي: بفتح الباء الموحدة والواو الساكنة ثم السين المهملة في آخرها، هذه النسبة إلى بوس...(2)، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن بن عبد الاعلى بن إبراهيم بن عبيد الله البوسي الصنعاني الا بناوي - وقد ذكرته في الالف مع الباء، يروي عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني، روى عنه جماعة مثل أحمد بن شعيب بن عبد الاكرم الانطاكي وأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وابنه أبو بكر محمد بن علي الاعلى البوسي، وكذلك حفيده ذكرتهم في الالف مع الباء.
البوشنجي: بضم الباء الموحدة وفتح الشين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بوشنج وهي بلدة على سبعة فراسخ من هراة يقال لها بوشنك وروى أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه كان ينزل في الجاهلية تحت شجرة ببوشنج (3) وقد تعرب فيقال فوشنج وسأذكرها في الفاء، خرج منها جماعة كثيرة في كل فن من العلوم، منهم أبو غانم محمد بن سعيد بن هناد الخزاعي البوشنجي، نزل بغداد وحدث بها عن سفيان بن عيينة وشيبان بن فروخ وعن أبي الوليد الطيالسي وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد ويحيى بن
__________
= " سياوش ".
(1) (البوزوزي) في معجم البلدان " بوزوز بالفتح ثم السكون وزايين بينهما واو ساكنة مدينة في شرقي الاندلس منها أبو القاسم محمد بن عبد الله بن محمد الكلبي المقري الاشبيلي يعرف بابن البوزوزي كتب عنه السلفي شيئا من شعره...".
(2) بياض في ك قدر ست كلمات، وفي رسم (بوس) من معجم البلدان إنها إلى قرية بصنعاء يقال لها ببت بوس.
(3) كذا وأحسبني رأيته بلفظ شجرة بوشنج على أن (بوشنج) ضرب من الشجر والله أعلم.
(*)(1/413)
خلف الطرسوسي وعبد الرحمن بن المبارك العيشي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار الدوري.
البوصرائي: بضم الباء الموحدة وفتح الصاد المهملة والراء وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، هذه النسبة إلى بوصرا وهي قرية من قرى بغداد - هكذا ذكره أبو بكر بن بردويه، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسن بن الفضل بن السمح الزعفراني المعروف بالبوصرائي، حدث عن مسلم بن إبراهيم وأبي معمر المنقري ومحمد بن ابان الواسطي ومنصور بن أبي مزاحم وعبد الحميد بن صالح وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن محمد بن الباغندي وميمون بن إسحاق بن الحسن الحنفي ويحيى بن صاعد وإسماعيل بن محمد الصفار وأحمد بن عثمان بن يحيى الادمي وجماعة، وذكر أبو الحسين بن المنادي قال: مات البوصرائي في أول جمادي الآخرة سنة ثمانين - يعني ومائتين إن شاء الله، كان ينزل بالجانب الشرقي قرب المزوقين، أكثر الناس عنه ثم انكشف ستره فتركوه وخرق أخي كل شئ كتب عنه لانه تبين له أمره وكذلك تبين محمد بن خزر (1) الحلواني - وكان هذا أحد الاثبات - فرمى كل حديث كتبه عنه.
ومحمد بن داود بن ميمون البوصرائي، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن الصباح الجرجرائي، روى عنه مخلد بن جعفر الدقاق.
وأخو السابق ذكره أبو خيثمة العباس بن الفضل بن السمح البوصرائي، حدث عن هشام بن عبيد الله الرازي وإسحاق بن بشر الكاهلي ووهب بن منصور الوراق، روى عنه محمد بن جعفر المطيري ومحمد بن موسى بن علي الدولابي وغيرهما.
البوصيري: بضم الباء الموحدة بعدها الواو والصاد المهملة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بوصير وهي بلدة بصعيد مصر، بها قتل مروان الحمار آخر خليفة لبني مروان، منها أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عيسى المالكي البوصيري، كان فقيها مالكي المذهب، حدث ببوصير عن القاضي أبي الحسن علي بن
الحسين بن بندار الانطاكي قاضي أذنة، روى عنه أبو علي الحسن بن منصور بن عبد الكريم المقرئ الطوسي.
__________
(1) هكذا يظهر من م ونحوه في س وهكذا هو في تاريخ بغداد، ووقع في ك " ضرير " وفي الاكمال 2 / 456 ذكر محمد بن عمر بن خرز - بفتح المعجمة والزاي وآخره راء وفيه ص 457 ذكره " محمد بن خزز " بضم المعجمة وزايين أولاهما مفتوحة والله أعلم.
(*)(1/414)
البوغي: بضم الباء الموحدة وسكون الواو وفي آخرها الغين المعجمة، هذه النسبة إلى بوغ وهي قرية من قرى الترمذ على ستة فراسخ، منها أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن شداد البوغي الترمذي الضرير إمام عصره بلا مدافعة صاحب التصانيف إما إنه كان من هذه القرية أو سكن هذه القرية إلى حين وفاته وسأذكره في حرف التاء وأذكر شيوخه، ومن سعة حفظه أنه حكي عنه قال: كنت في طريق الحجاز فاستعرت جزءين من شيخ كان معنا في الطريق لاكتب وأقرأ عليه فحملت الجزءين إلى الرحل ونسختهما وأخذت الوعد من الشيخ لاقرأ عليه، فلما قعد الشيخ لاسمع مضيت إلى الرحل وأخذت الجزءين من الكراس وجزءين من البياض عوض الفرع الذي نسخته، فلما قعدت بين يدي الشيخ لاقرأ وجعل الشيخ ينظر في أصله قلبت الورقة لاقرأ من فرعي فإذا أنا غلطت وتركت الجزء المكتوب في الرحل وأخذت البياض، فاستحيت فشرعت أقرأ الجزءين من الحفظ وأقلب الورقة بعد الورقة حتى أتيت على الكل، وما اتفق أني غلطت في شئ وكان قد حفظ الجزءين حالة النسخ، مات بقرية بوغ في سنة خمس وسبعين ومائتين (1).
البوني: بفتح الباء الموحدة وسكون الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بون وهي بليدة من باذغيس هراة عند بامئين ويقال لها ببنة أيضا دخلتها غير مرة وبت بها ليلة واحدة وسمعت بها الحديث من قاضيها، وأبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر (2) البوني الفقيه من بون، يروي عن أبي جعفر محمد بن طريف البوني وأبي جعفر الماليني وأبي يزيد وأقرانهم،
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، وقال: الفقيه أبو عبد الله البوني، سمع معنا جملة من الاصم، وحدثنا عن أبي جعفر الماليني.
البوني: بضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بونة وهي مدينة بساحل إفريقية يقال لها بونة كذا سمعت من أبي محمد بن أبي حبيب الاندلسي الحافظ يقول.
وأبو عبد الملك مروان بن محمد الاسدي البوني فقيه مالكي من كبار (3)
__________
(1) (البوقاني) في معجم البلدان " بوقان آخره نون - قال الحازمي: بوقان بالباء من نواحي سجستان بنسب إليها أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البوقاني صاحب التصانيف المشهور روي عن أبي حاتم بن حبان وأبي يعلى النسفي وأبي علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبي سليمان الخطابي، روى عنه ابنه أبو سعيد عثمان وغيره.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان واستدراك ابن نقطة كما تقدم في التعليق على رسم 370.
(3) مثله في اللباب ومعناه في معجم البلدان وهو ظاهر.
(*)(1/415)
أصحاب أبي الحسن القابسي، له شرح للموطأ مشهور بالغرب (1)، كان من أهل الاندلس وانتقل إلى إفريقية وأقام ببونة إلى أن مات بها قبل سنة أربعين وأربعمائة.
وأما الوليد بن ابان بن بونة الاصبهاني البوني نسب إلى جده من أهل أصبهان، يروي عن يونس بن حبيب بن عبد القاهر وحسين بن علي بن مهران الاصبهانيين، روى عنه أبو الحسن بن شنبوذ المقري وهو معروف عند الاصبهانيين هكذا ذكره أبو الحسن الدارقطني، وقال أبو بكر بن مردويه الحافظ: أبو العباس الوليد بن ابان بن بونة الاصبهاني هو البوني صاحب كتاب التفسير، صنف المسند والشيوخ، كتب بالعراق عن عباس بن محمد الدوري وبالري عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، وبأصبهان عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن محمد بن يزيد: وتوفي سنة عشر وثلاثمائة (2).
البوياني: بضم الباء الموحدة والياء المفتوحة آخر الحروف بعد الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بويان وهو إسم رجل وهو جد أبي الحسين أحمد بن عثمان بن بويان
المقرئ البوياني، قال أبو الحسن الدارقطني: هو شيخنا أبو الحسين المقرئ حدثنا عن محمد بن علي الوراق حمدان وغيره وقرأت عليه القرآن بحرف نافع وبحرف حمزة، وأخبرني (3) أنه قرأ على أبي حسان أحمد بن محمد بن الاشعث عن أبي نشيط عن قالون عن نافع، وقرأ أيضا على أبي العباس بن واصل وحيون المزوق وغيرهما.
البويبي: بضم الباء الموحدة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها باء أخرى، هذه النسبة إلى بويب وهو إسم لجد عيسى بن خلاد بن بويب البويبي من أهل بغداد، حدث عن عتاب بن بشير وبقية بن الوليد، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي ومحمد بن عبدوس بن كامل.
البويطي: بضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى بويط وهي قرية من صعيد مصر الادنى كان
__________
(1) في نسخ أخرى " بالمغرب ".
(2) (البولاني) استدركه اللباب وقال " بفتح الباء وسكون الواو وبعدها لام ألف ونون، هذه النسبة إلى بولان واسمه غصين حصنه بولان - عبد - فغلب عليه، وهو غصين بن عمرو بن الغوث بن طيئ ينسب إليه كثير منهم خالد بن عنمة، شاعر جاهلي.
ومنهم عبد الله بن خليفة الطائي شهد صفين مع علي وكان شاعرا شجاعا.
عنمة بفتح العين المهملة والنون ".
(3) في م وس " اني " كذا.
(*)(1/416)
منها الامام الصابر في المحنة الباذل روحه في السنة أبو يعقوب يوسف بن يحيى المصري البويطي صاحب يسأله الشافعي رحمه الله وخليفته بعده، حمل إلى بغداد مقيدا في فتنة خلق القرآن، ومات في السجن مقيدا، ودفن كذلك، سمع عبد الله بن وهب وأستاذه محمد بن إدريس الشافعي، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وإبراهيم بن إسحاق الحربي وقاسم بن المغيرة وأحمد بن منصور الرمادي، وكان متعبدا صالحا زاهدا، وكان أبو الوليد بن
أبي الجارود يقول: كان أبو يعقوب البويطى جاري، قال فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي، قال الربيع: كان أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر الله، قال الربيع كان لابي يعقوب البويطي من الشافعي منزلة، وكان الرجل ربما يسأله عن المسألة فيقول سل أبا يعقوب، فإذا أجابه أخبره فيقول: هو كما قال، قال وربما جاء إلى الشافعي رسول صاحب الشرط فيوجه الشافعي البويطي ويقول: هذا لساني، وقال الشافعي: البويطي يموت في الحديد، قال الربيع دخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه مغلولة يداه إلى عنقه، ومات في رجب سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
والبويطي أيضا لقب محمد بن عمر بن عبد الله بن الليث الشيرازي أبي عبد الله الفقيه البويطي، ذكره أبو القاسم الشيرازي في تاريخ شيراز.
وأبو الحسين تميم بن أحمد بن تميم بن ثابت البويطي الصعيدي، ذكره أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحان المصري فقال: حدثونا عنه، ولد ببويط سنة تسع وسبعين ومائتين، وتوفي في رجب سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
البوينجي: بضم الباء الموحدة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون النون (1) وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية بمرو على فرسخين منها يقال لها بوينه، وبوينك يقال أيضا، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو عبد الرحمن الحسين بن المثنى بن عبد الكريم بن راشد البوينجي المروزي من قرية بوينه، رحل إلى العراق وكتب بالري عن جرير بن عبد الحميد وبالكوفة عن وكيع بن الجراح واختص برواية كتاب الزكاة عن وكيع وسمع بمرو أباه والفضل بن موسى السيناني، روى عنه عبد الله بن محمود السعدي وأبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي وأبو عبد الله محمد بن علي الحافظ الهرمز فرهي وغيرهم من الائمة والحفاظ، وكانت وفاته قبل سنة ثلاثمائة في حدود سنة خمسين ومائتين.
وأبو سعيد البوينجي صاحب ابن المبارك في قرية بوينه هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
__________
(1) لم يذكر في معجم البلدان حال النون وأحسبها في إسم القرية مفتوحة بدليل قلب الهاء في التعريب كافا أو جيما، وذلك إنما عرف حيث تكون الهاء الاخيرة ساكنة بعد فتحة، ولا مانع أن تكون كذلك ثم يقع التخفيف في النسبة بإسكان النون.
(*)(1/417)
البويي: بضم الباء الموحدة والياء آخر الحروف في آخرها، هذه النسبة إلى بويه وهو لقب الحسين بن يزيد الاشعري، قيل له الاشعري لانه أول من أسلم على يدي أبي موسى الاشعري رضي الله عنه من أهل أصبهان وهو والده يزيد ويقال له يزيد بن هزاري، وابنه الحسين يلقب بويه، ومن أولاده أبو علي الحسن بن محمد بن الحسين بويه بن يزيد بن هزاري الاشعري البويي (1)، يروي عن أبيه محمد بن بويه وعمه حمزة بن الحسين، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ.
__________
(1) (البويي) بضم الموحدة وفتح الواو وتشديد التحتية تليها ياء النسبة، في الاكمال 1 / 374 " بوي بضم الباء المعجمة بواحدة وتشديد الياء في كنانة بوي بن ملكان.
وحبان بن يوسف الصدفي شهر فتح مصر وهو من بني سيف بن بوي من الاجذوم بن الصدف ".
(*)(1/418)
باب الباء والهاء البهارزي: من قرى بلخ (1) يقال لها بهارزه، والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله بكر بن محمد بن بكر بن عطاء البهارزي البلخي، يروي عن قتيبة بن سعيد وإبراهيم بن يوسف البخليين وغيرهما، روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر الوراق، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائتين.
البهاري: بفتح الباء الموحدة والهاء بعدهما الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بهارة وهو إسم لبعض أجداد أبي نصر أحمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن بهارة البكر اباذي البهاري، من أهل جرجان، يروي عن جماعة من أهل بغداد وحدث بجرجان وتوفي هو وابنه أبو محمد البهاري في الثاني والعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة وقد كان قارب الاربعين.
ورقاد (2) بن إبراهيم البهاري نسب إلى بهار وهي قرية من قرى مرو يقال لها بهارين، يروى عنه عبد الكريم، مات سنة أربعين.
البهامذي: بكسر الباء الموحدة والهاء المفتوحة والميم بينهما الالف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى به آمذ وهو لقب بعض أجداد أبي الفضل بن منصور بن ميمون بن الحسن بن عيسى الحنفي من بني حنيفة المعروف بابن به آمذ من أهل شيراز يميل إلى مذهب الاعتزال عنده أبو بكر بن سعدان والزبير الحافظ وعثمان بن محمد الراسبي وطبقتهم، مات في شهر رمضان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
البهتي: بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى الجد وهو بهتة، وهو أبو الحسن محمد بن عمر بن محمد بن حميد بن بهتة البزاز البهتي البابطاقي من أهل باب الطاق ببغداد، سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي والحسين بن محمد بن سعيد المطبقي والقاضي أبا عبد الله بن المحاملي ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي وأبا عبد الله محمد بن مخلد الدوري، روى عنه حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق وأبو بكر البرقاني والقاضي أبو عبد الله الصيمري وعبد العزيز الازجي وأحمد بن محمد العتيقي في جماعة آخرهم أبو جعفر بن المسلمة، قال أبو بكر الخطيب سألت البرقاني عنه
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(*)(1/419)
فقال: لا بأس به إلا أنه كان يذكر أن في مذهبه شئ، ويقولون: هو بابطاقي (1)، قلت للبرقاني: يعني بذلك أنه شيعي ؟ فقال: نعم، وتوفي في رجب سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
البهثي: بضم الباء الموحدة وسكون الهاء وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى بهثة وهو بطن من قيس عيلان وهو الذي ينسب إليه بنو سليم وهم بنو بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر منهم عمرو بن عبسة السلمي، وهو بهثي كذلك العرباض بن سارية والعباس بن مرداس السلميان، وهما بهيثان أيضا، وفيهم كثرة.
وبنو
بهثة بن حرب بن وهب بن جلي بن أحمس بن ضبيعة.
وفي العرب بنو بهثة جماعة.
البهدلي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الهاء وفتح الدال المهملة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بهدلة، وهي قبيلة نزل أكثرهم البصرة (2)، والمنتسب إليها الجارود بن أبي سبرة البهدلي من التابعين، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه ربعي بن عبد الله أو عمرو بن أبي الحجاج وربعي عن عمرو (3).
البهدي: بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى بهد وهو بطن من بني سعد بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، منها سالم بن وابصة بن عقبة بن قيس بن كعب بن بهد بن سعد البهدي الشاعر، ذكره أبو الحسن الدارقطني في كتابه.
البهراني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الهاء وفتح الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بهراء (4) وهي قبيلة من قضاعة نزلت أكثرها بلدة حمص مدينة بالشام، والمشهور بالنسبة إليها عبد الله بن دينار البهراني الشامي من أهل حمص وقيل إنه من أهل دمشق، يروي عن عطاء ونافع، روى عنه الجراح بن مليح ومعاوية بن صالح وإسماعيل بن عياش.
__________
(1) نسبة إلى محلة باب الطاق ببغداد كان يكثر فيها الشيعة، وقد فاتتنا هذه النسبة.
ووقع في تاريخ بغداد " يقولون هو طالبي " كذا.
(2) في اللباب " هو بهدلة بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم رهط الزبرقان بن بدر، ويقال بهدلة وجشم وبرنيق بني عوف بن كعب: الاجذاع ".
(3) في اللباب " فاته النسبة إلى بهدلة بن المثل بن معاوية الاكرمين، بطن من كندة، منهم زياد بن يزيد بن مهاصر بن النعمان بن سلمة بن شجار بن بهدلة الكندي البهدلي قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما ".
(4) في اللباب " هو بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة أخو ابن عمرو، منهم المقداد بن عمرو البهراني، المعروف بابن الاسود الزهري كان له فيهم خلف فنسب إليهم ".
(*)(1/420)
وعبد الرحمن بن عدي البهراني من أهل حمص، يروي عن يزيد بن ميسرة، روى عنه صفوان بن عمرو وابن عياش (1).
البهشمي: بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وفتح الشين المعجمة، هذه النسبة إلى طائفة من المعتزلة يقال لهم البهشمية ينتمون إلى أبي هاشم بن أبي علي الجبائي وهو زعيم أكثر المعتزلة وقد تفرد بفضائح لم يسبق إليها، منها قوله باستحقاق الذم والعقاب لا على معصية، وزعم أن التوبة لا تصح من كبيرة مع الاصرار على غيرها مع علمه بقبح ما أصر عليه أو اعتقاده قبحها وإن كان حسنا، وله فضائح سوى هذا يطول ذكرها، ومقصودنا النسبة إليه لتعرف (2).
البهنسي: بفتح الباء الموحدة وسكون النون وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى بهنسا وهي بليدة بصعيد مصر الاعلى (3) خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد العطار البهنسي وهو ابن عم بكر بن عبد الرحمن الخلال المحدث حدث عن بحر بن نصر الخولاني قال أبو سعيد بن يونس: ما علمت إلا خيرا، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
وأبو جوين زبان بن محمد البهنسي، يروي عن سفيان بن عيينة وعبد الله بن وهب، وكان رجلا حافظا، وله بالبهنسا حبس ومصحف إلى اليوم - قاله أبو سعيد ابن يونس.
البهيشي: بضم الباء الموحدة وفتح الهاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى الجد والاب وهو علي بن بهيش بن عبد الرحمن الكوفي البهيشي من أهل الكوفة، يروي عن مصعب بن سلام وغيره، حدث عنه يحيى بن زكريا بن شيبان، عنده نسخة عن مصعب عن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن أبي رافع.
والشاعر المعروف بذي الرمة هو غيلان بن عقبة بن بهيش العدوي البهيشي من
__________
(1) (البهزي) استدركه اللباب وقال " بفتح الباء الموحدة وسكون الهاء وبعدها زاي نسبة إلى بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة، ينسب إليهم كثير، منهم الحجاج بن علاط بن خالد بن نويرة بن حنثر بن هلال بن
عبد بن ظفر له صحبة.
وابنه نصر بن الحجاج الجميل ".
(2) (البهندفي) في معجم البلدان " بهندف - بفتحتين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة - وتكسر - وفاء: بليدة من نواحي بغداد...ينسب إليها أحمد بن محمد بن إبراهيم البهندفي يروي عن علي بن عثمان الحراني، روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ ".
(3) بل من الصعيد الادنى كما في اللباب ومعجم البلدان وغيرهما، ضبطها المؤلف هنا بفتح الهاء وسكون النون ومثله في اللباب، والذي في معجم البلدان والقاموس وغيرهما إنها بسكون الهاء وفتح النون.
(*)(1/421)
بني عدي بن عبد مناة (1).
البهي بفتح الباء الموحدة وفي آخرها الهاء، هذه النسبة لابي بكر أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عطية بن زياد بن مزيد (2) بن بلال بن عبد الله الاسدي البهي، وعبد الله يعرف بالبهي لبهائه وجماله وأبو بكر بن البهي هذا يعرف بابن الحداد، ولد بتنيس ونشأ ببغداد وأبوه بغدادي، ونزل أبو بكر بتنيس وحدث بها وبمصر عن يوسف بن يعقوب القاضي وبهلول بن إسحاق الانباري وإبراهيم بن شريك الكوفي وبكر بن سهل الدمياطي وجماعة سواهم، حدث عنه عبد الغني بن سعيد وأبو محمد بن النحاس المصريان، وكان ثقة، وروى عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة سبعين ومائتين، ومات بتنيس سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وأخوه أبو علي الحسين بن إبراهيم البهي أخو أبي بكر أحمد وأبي يعقوب إسحاق، سكن الرملة وحدث بها عن أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وإسحاق بن إبراهيم المنجنيفي، روى عنه شيخ يعرف بأبي علي المقدسي وتمام بن محمد الرازي.
__________
(1) (- البهيلي) رسمه القبس وقال " في حمير: بهيل بن عريب بن حيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير منهم جبر بن يهني بن ذي العقافة بن ذي شمر، شهد فتح مصر..." وراجع الاكمال 2 / 14 - 15 ذكر جبرا هذا وقال: " البهيلي " وفيه 1 / 380 ذكر بهيل المذكور وضبطه " بفتح الباء المعجمة بواحدة وكسر الهاء ".
(2) كذا ويتبين مما يأتي أن مقصود المؤلف أن هذه النسبة إلى لقب الجد وهو البهي على حذف الياء المشددة من المنسوب إليه وهذا لا تقره العربية إذ ليس هذا مما تحذف فيه الياء المشددة في المنسوب إليه وإنما القياس في هذا أن تبقى الياء المشددة وتلحقها مشددة أخرى للنسبة كما يقال في النسبة إلى (عدي): (العديي) هذا أحد وجهين وهو قليل والغالب ان تحذف ياء فعيل ويفتح ما قبلها وتقلب الياء الباقية وهي لام الكلمة واوا فيقال (العدوي) وذكر المؤلف رجلين ولهما أخ كلهم في تاريخ بغداد أحمد فيه ج 4 رقم 1610 وحسين ج 8 رقم 4063 والاخ الثالث إسحاق ج 6 رقم 3451 ولم يذكر في واحد منهم أنه يقال له (البهي) فكأن المؤلف استنبط أو تقدم له نحو هذا في (البلى) والله المستعان.
(*)(1/422)
باب الباء واللام ألف البلاذري: بفتح الباء الموحدة وبعدها اللام ألف وضم الذال المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلبى البلاذر وهو معروف، والمشهور بهذا الانتساب أبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم المذكر الطوسي البلاذري الحافظ الواعظ من أهل طوس، كان حافظا فاضلا فهما عارفا بالحديث، سمع بطوس إبراهيم بن إسماعيل العنبري وتميم بن محمد الطوسي، وبنيسابور عبد الله بن شيرويه وجعفر بن أحمد الحافظ، وبالري محمد بن أيوب والحسن بن أحمد بن الليث، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي، وبالكوفة محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال الحافظ أبو عبد الله: أبو محمد البلاذري الواعظ الطوسي، كان واحد عصره في الحفظ والوعظ ومن أحسن الناس عشرة وأكثرهم فائدة، وكان يكثر المقام بنيسابور ويكون له في كل أسبوع مجلسان عند شيخي البلد أبي الحسن المحمي وأبي نصر العبدوي، وكان أبو علي الحافظ ومشايخنا يحضرون مجالسه ويفرحون بما يذكره على رؤوس الملا من الاسانيد، ولم أرهم قط غمزوه في إسناد أو إسم أو حديث، وكتب بمكة عن إمام أهل البيت أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا، وذكر أبو الوليد الفقيه قال: كان أبو محمد البلاذري يسمع كتاب الجهاد من محمد بن إسحاق وأمه عليلة بطوس وكان المجلس غداة الخميس
وكان أبو محمد يخرج من الطبران غداة الاربعاء فيحضر غداة الخميس المجلس، ثم ينصرف إلى الطابران فيشهد الجمعة بها.
وحكي عن أبي محمد البلاذري أنه قال: لم تكن لي همة في سماع الحديث أكبر من التخريج على كتاب مسلم فلما انصرفت من الرحلة أخذت في التخريج عليه وأفنيت عمري في جمعه، قال الحاكم: واستشهد بالطابران سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وابنه أبو زكريا يحيى بن أبي محمد البلاذري، سمع بطوس أبا عبد الله بن أيوب وأبا محمد الحسن بن أبي خراسان، وبنيسابور أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: توفي بالنوقان في شهر رمضان سنة سبع وثمانين وثلاثمائة (1).
__________
(1) وأحمد بن يحيى بن جابر بن داود البلاذري صاحب المؤلفات الممتعة فتوح البلدان وأنساب الاشراف، وغيرهما توفي سنة 279.
(*)(1/423)
البلاساغوني: بفتح الباء الموحدة والسين المهملة بين اللام ألف والالف وضم الغين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بلاساغون وهي بلدة من ثغور الترك وراء نهر سيحون قريبة من كاشغر، خرج منها جماعة من الائمة والعلماء، منهم أبو عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني المعروف بالترك، تفقه ببغداد على القاضي أبي عبد الله الدامغاني وقرأ عليه فقه أبي حنيفة رحمه الله، ثم خرج إلى الشام وولي القضاة بدمشق ولم تحمد سيرته في ولايته، قيل أنه كان يأخذ الرشي، حدث بدمشق عن أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني، وتوفي بها في جمادي الآخرة سنة ست وخمسمائة.
البلاطي: بكسر الباء الموحدة وبعدها اللام ألف وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى البلاط وهي قرية من غوطة دمشق، منها أبو سعيد مسلمة بن علي البلاطي المعروف بالخشني من أهل البلاط، قدم مصر وسكنها هكذا قال أبو سعيد بن يونس في كتاب الغرباء الذين قدموا مصر، ثم قال: وحدث بها فلم يكن عندهم بذاك في الحديث، توفي
بمصر قبل سنة تسعين ومائة، آخر من حدث عنه بمصر محمد بن رمح، وداره بمصر عند مسجد العيثم (1) معروف.
البلالي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وتشديد اللام ألف، هذه النسبة إلى بني بلال وهم رهط من ازد السراة ثم من بني ثمالة، وهم الذين غدروا باخي أبي خراش الهذلي الشاعر واسمه خويلد بن مرة القردي فقتلوه فقال أبوخراش: لعن الاله ولا أحاشي معشرا * غدروا بعروة ممن بني بلال.
البلالي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة واللام ألف المخففة، هذه النسبة إلى بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمشهور بالانتساب إليه أبو صالح بن يوسف بن صالح البلالي قاضي خوارزم، تفقه بمرو على القاضي محمد بن الحسين الارسابندي، وولي القضاء بخوارزم، وكان من رجال الدنيا جلادة وشهامة، لقيته بخوارزم، وقال: سمعت من والدي بخوارزم ومن أستاذي بمرو، وكانت ولادته في حدود سنة سبعين وأربعمائة، وكنت بخوارزم نزلت في دار أبيه أبي يعقوب يوسف بن صالح وكان كريما سخيا ذا مروءة مائلا إلى الخير أقمت في داره أربعة عشر يوما وسمع مني الحديث وسمع ولده أبا مسعود أحمد بن يوسف البلالي.
__________
(1) بلا نقط واضح، وفي رسم (عيثم) من الاكمال "...مسجد يعرف بمسجد العيثم بفسطاط مصر قريب من جامعها فالظاهر أنه هذا.
(*)(1/424)
باب الباء والياء (1) البياسي: بفتح الباء الموحدة والياء المشددة آخر الحروف والسين المهملة في آخرها بعد الالف، هذه النسبة إلى بياس وهي بلدة من بلاد الشام، وهي من أرض فلسطين فيما أظن (2)، منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دينار الشيرازي ثم البياسي، يروي عن الحسين بن أبي الحسن الاصبهاني، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي وذكره في معجم شيوخه، سمع منه ببياس (3).
البياضي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى أشياء منها إلى بياضة الانصار وهم بطن منه، منهم سلمة بن صخر البياضي له صحبة.
وزياد بن لبيد البياضي الانصاري وأبو السري محمد بن نعيم البياضي.
وعمه عبد الله بن محمد البياضي.
وزرعة بن عبد الله البياضي.
ويقال زرعة بن عبد الرحمن الانصاري، يروي عن مولى لمعمر التيمي عن أسماء بنت عميس، روى عنه يزيد بن زياد القرظي، من الثقات.
وأبو جابر محمد بن عبد الرحمن البياضي من أهل المدينة، يروي عن سعيد بن المسيب، روى عنه أهل بلده، كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، قال الشافعي رضي الله عنه من حدث عن أبي جابر البياضي بيض الله عينيه، وقال يحيى بن معين: كان أبو جابر البياضي كذابا.
وأبو السري محمد بن نعيم بن محمد بن عبد الله بن عمار بن عمران بن نعيم الانصاري البياضي ولنعيم الذي سقنا نسبه إليه صحبة، حدث عن عمه أبي نعيم عبد الله بن محمد البياضي وعن أبي هشام الرفاعي، روى عنه محمد بن مخلد ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب وأحمد بن محمد بن أحمد بن سهل المعروف ببكير الحداد.
وجماعة نسبوا إلى لبس الثياب البيض ببغداد والمشهور بذلك
__________
(1) (البياتي) في المشتبه " من قلعة بيات (في التوضيح، بفتح الموحدة والمثناة تحت المخففة وبعد الالف مثناة فوق) بين واسط وخوزستان: عز الدين حسن بن أبي العشائر بن محمود البياتي الواسطي المقرئ..." راجع التعليق على الاكمال 1 / 447.
(2) في معجم البلدان " مدينة صغيرة شرقي أنطاكية وغربي المصيصة بينهما قريبة من البحر...".
(3) في اللباب " فاته النسبة إلى بياسة من بلاد الاندلس، منها كثير من العلماء " وفي معجم البلدان " بياسة - ياء مشددة مدينة كبيرة بالاندلس معدودة في كورة جيان بينها وبين ابذة فرسخان...نسب إليها الحافظ أبو طاهر أبا العباس أحمد بن يوسف بن نام اليعمري البياسي وقال هو شاعر مفلق وأديب محقق.
(*)(1/425)
أبو علي محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن
العباس بن عبد المطلب الهاشمي المعروف بالبياضي، روى عن محمد بن يحيى القطيعي كتاب القراءات، روى عنه أبو بكر الانباري ومحمد بن الحسن بن مقسم البغداديان، وكان ثقة، قال أبو بكر الخطيب سمعت أبا القاسم التنوخي يسأل بعض ولد البياضي عن سبب هذه النسبة، فقال: كان جدي حضر مع جماعة من العباسيين يوما مجلس الخليفة وكانوا كلهم قد لبسوا سوادا غير جدي فإن لباسه كان بياضا، فلما رآه الخليفة قال: من ذاك البياضي ؟ فثبت الاسم ولم يعرف بعد إلا به.
قال أبو الحسين بن قانع: محمد بن عيسى البياضي الهاشمي قتلته القرامطة في سنة أربع وتسعين ومائتين، وقال غيره، قتل في المحرم من السنة.
وأخوه أبو الطيب أحمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى الهاشمي أخو أبي علي، حدث عن سعيد بن يحيى الاموي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري وكان ثقة.
والنسبة الثالثة هي النسبة إلى بيع الثياب البياض وهو نوع من الثياب القطنية يكون بالري يقال لها النصافية.
والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد البياضي البزاز، قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: هو أحد عدول القاضي بالري، سمع أبا طاهر بن حمدان وغيره، وكان شيخا صالحا.
قلت: روى لنا عنه أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله الحصيري بالري وغيره.
وابنه أبو العلاء عبد الكريم بن علي البياضي من أهل الري أيضا، حدث عن أبيه سماعا وعن أبي طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان الرازي إجازة، سمع منه الامام والدي رحمه الله، وروى لي عنه أبو طاهر السنجي وأبو محمد الحسين بن الحسن الصائغ وغيرهما بمرو، وكانت وفاته في حدود سنة خمسمائة - والله أعلم.
البياع: بفتح الباء الموحدة والياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها العين المهملة، هذه اللفظة للبياعة ومن يتوسط بين المتبايعين، والمشهور بهذه النسبة عروة بن شييم (1) بن البياع أحد رؤساء المصريين الذين ساروا إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وجماعة.
وأكثر من ينسب بهذه النسبة يقال له البيع.
والذي يشتبه بهذه النسبة البياغ - المعجمة وهو البياغ بن قيس بن عبد مالك بن مخزوم بن سفيان بن المشظ، وسأذكره في الميم (2).
__________
(1) هكذا في اللباب والاكمال وغيرهما.
(2) (البياعي) رسمه القبس وقال: " الياء فيه زائدة لتأكيد الصفة - لا للنسبة - كأحمري، قال أبو سعد الماليني أنشدني أبو طالب عمر بن أحمد البياعي الطبري بجرجان لبعضهم: شكرناك للمعروف والشكر واجب * ومن يشكر المعروف فالله زائده لكل زمان واحد يقتدي به * وهذا زمان أنت لا شك واحده " (*)(1/426)
البياني: بفتح الباء الموحدة والياء آخر الحروف وفي آخرها النون بعد الالف، هذه النسبة إلى بيان بن سمعان التميمي الذي ادعى الالاهية لعلي رضي الله عنه والائمة من ولده ثم أدعاها لنفسه، وهذه الطائفة يقال لهم البيانية، وهم جماعة من غلاة الشيعة.
البيجانيني: بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الجيم وفتح النون بعد الالف وياء أخرى ساكنة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيجانين إحدى قرى نهاوند، منها أبو العلاء عيسى بن محمد بن علي بن منصور (1) الصوفي البيجانيني، هذا الشيخ من أهل يزدجرد وسكن ببيجانين فنسب إليها، واتفق اني دخلت هذه القرية في انصرافي من نهاوند إلى يزدجرد فرأينا شيخا صوفيا مليح الشيبة حسن الوجه خفيف الحركات نظيف الثياب فسألنا حضور داره أو خانقاهه فاعتذرنا فأقعدنا في موضع وقدم بين أيدينا ما حضر، وكان حلو الكلام فسألته: هل سمعت شيئا من الحديث ؟ فقال: بلى من شيخي أبي ثابت بنجير بن منصور الصوفي الهمذاني، فطالبته بأصل يخرجه لاسمعه فقال: ما يحضرني الساعة، وأملي علي حكاية عجيبة من حفظه بالاسناد أنكرتها في نفسي غاية الانكار غير أني كتبتها ثم وجدت الحكاية بالاسناد واللفظ الذي أملاها علي في كتاب آداب الفقراء لابي محمد جعفر بن محمد بن الحسين الابهري وهو رواها عن بنجير عنه، وقد ذكرت الحكاية في ترجمته في كتاب المذيل ففارقته في المحرم من سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة والله تعالى يرحمه حيا وميتا (2).
البيدري: بفتح الباء الموحدة والياء الساكنة والدال المهملة المفتوحة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بيدرة وهي قرية من قرى بخارا، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن (3) مقاتل بن سعد الزاهد البيدري من أهل بخارا من أهل هذه القرية، يروى عن عيسى بن موسى وأحمد بن حفص وغيرهما، روى عنه سهل بن شاذويه البخاري (4).
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) (البيجوري) بيجور قرية بمصر بالمنوفية خرج منها جماعة من أهل العلم أشهرهم البرهان أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن سليمان البيجوري الفقيه الشافعي له ترجمة حسنة في الضوء اللامع 1 / 17 وفيها عظم الثناء عليه بالمعرفة البالغة للمذهب وحسن الاخلاق وذكر وقائع جرت له مع الفقهاء وفي الترجمة إشارة إلى ابنه وإلى علماء آخرين من البيجوريين وتوفي سنة 825.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(4) (البيراني) في معجم البلدان " بيران بالراء قرية من نظر دانية بالاندلس ينسب إليها أبو حفص عمر بن الحسن بن عبد الرزاق البيراني النفزي قدم الشرق حاجا ولقي السلفي وأنشده...".
(*)(1/427)
البيرمسي: بكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف بعدها الراء والميم المفتوحة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى بيرمس وهي من قرى بخارا، منها أبو محمد حمد (1) بن عمرو البخاري البيرمسي من أهل بخارا، يروي عن محمد بن إبراهيم بن أبي الليث البخاري، روى عنه إبراهيم بن نوح بن صديق البخاري.
البيروتي: هذه النسبة إلى بلدة من بلاد ساحل الشام يقال لها بيروت وكان الاوزاعي يسكن بها، والظاهر أن قبره كان بها، والساعة هي في يد الافرنج، والكيزان البيروتية الحمر منسوبة إليها تجلب إلى جميع الشام، والمنسوب إلى هذه البلدة من العلماء والفضلاء جماعة، منهم أبو الفضل العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي العذري، وكان من خيار عباد الله ومن المتقنين في الرواية، كانت ولادته في رجب سنة تسع وستين ومائة، ومات سنة
سبعين ومائتين.
وابنه عبد الله بن العباس، يروي عن أبيه، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
ومكحول أبو عبد الرحمن (2) محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي أيضا من بيروت، وهو من ثقات المشايخ، يروي عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وأحمد بن سليمان بن أبي شيبة الرهاوي، سمع منه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم بن حبان وأبو أحمد بن عدي وأبو بكر بن المقرئ وغيرهم.
وابنه أبو علي أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد السلام بن مكحول البيروتي، يروي عن أبي علاثة محمد بن عمرو، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني.
وعبد الحميد بن بكار البيروتي السلمي من أهل الشام، يروي عن شعيب بن إسحاق، يروي عنه يعقوب بن سفيان الفارسي.
وأبو الحارث محمد بن عمرو بن مسعدة البيروتي، يروي عن محمد بن وزير الدمشقي والعباس بن الوليد البيروتي، روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم الختلي وذكر أنه سمع منه في سنة خمس وتسعين ومائتين.
وأبو عمران موسى بن عبد الرحمن المقرئ البيروتي المعروف بابن الصباغ، وكان إمام بيروت، يروي عن أبي عامر محمد بن إبراهيم بن أبي عامر السلمي النحوي والحسن بن جرير الصوري سمع منه بصور، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ وذكر أنه سمع منه ببيروت، وروى عنه أيضا أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي.
البيروذي: بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الراء
__________
(1) هكذا في اللباب المطبوعة والمخطوطتين والقبس.
(2) من تذكرة الحفاظ رقم 801 وغيرها، وموضعه في النسخ بياض، ومكحول لقب.
(*)(1/428)
والذال المعجمة في آخرها، هذه النسبة إلى بيروذ وهي من نواحي أهواز، منها أبو عبد الله الحسين بن بحر بن يزيد البيروذي من نواحي الاهواز، قدم بغداد وحدث بها عن أبي زيد الهروي وغالب بن حبس الكلبي وعون بن عمارة بن وعمرو بن عاصم وحجاج بن نصير وجبارة بن
مغلس، روى عنه أبو عروبة الحراني ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، وكان ثقة، وخرج إلى الغزو في آخر عمره في النفير فأدركه أجله مرابطا بملطية في شهر رمضان سنة إحدى وستين ومائتين.
البيروني: بكسر (1) الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خارج خوارزم فإن بها من يكون من خارج البلد ولا يكون من نفسها يقال له: فلان بيروني هست، ويقال بلغتهم انبيذك هست، والمشهور بهذه النسبة أبو ريحان المنجم البيرو ؟ ي (2).
البيري: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى البيرة وهي من بلاد المغرب (3)، والمشهور بهذه النسبة أسد بن عبد الرحمن السبأي البيري (4) الاندلسي، قال ابن ماكولا يروي عن مكحول والاوزاعي ذكره الخثني في كتابه، وقال ولي قضاء كورة البيرة، كان حيا بعد سنة خمسين ومائة.
وسعيد بن نمر بن سليمان بن الحسين الغافقي بيري من أهل بيرة، توفي بالاندلس سنة تسع وستين ومائتين.
حي بن مطهر الاندلسي البيري، سمع سعيد بن نمرو محمود (5) بن قطن وغيرهما، توفي سنة ست وثلاثمائة.
__________
(1) هكذا ومثله في اللباب وغيره وهو المعروف.
(2) (البيري) رسمه صاحب التوضيح وقال " بيرة بفتح الموحدة بليدة من شرق الاندلس قريبة من ساحل البحر بين مرسية ومرية منها سعيد بن نمر بن سليمان بن الحسن الغافقي البيري سمع عبد الملك بن حبيب السلمي وسحنون بن سعيد وغيرهما، وعنه حي بن مطهر وغيره، مات بالاندلس سنة تسع وتسعين (كذا) ومائتين، ذكره الحميدي في تاريخ الاندلس ".
(3) ليس في المغرب بما فيه الاندلس (بيرة) بالكسر ينسب إليها إنما في الاندلس (بيرة) بالفتح وقد مرت و (إلبيرة) بهمزة أصلية مكسورة ويقال لها (لبيرة) وينسب إليها (الالبيري) أو (اللبيري).
(4) كذا، وأسد هذا ذكر في الاكمال في رسم (السبأي) ولم ينسب إلى بلدة وإنما قال فيه " ولي قضاء كورة البيرة " ومثله في
الجذوة رقم 319 وتاريخ ابن الفرضي ج 1 رقم 239 وقال أيضا " من أهل البيرة " وتبع صاحب اللباب المؤلف في رسمه هذا وحكى ذلك صاحب القبس ثم قال: " قلت ليس هذه النسبة إلى البيرة، والنسب إليها: إلالبيري لا البيري ".
(5) كذا، والصواب " محبوب " كما في الاكمال وتاريخ ابن الفرضي، ولمحبوب ترجمة عنده ج 2 رقم 1409 وفي الجذوة رقم 816.
(*)(1/429)
بيري: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء المهملة، هذه اللفظة لها صورة النسبة، وهو إسم جد أبي بكر أحمد بن عبيد (1) بن الفضل بن سهل بن بيري الواسطي، ثقة صدوق من أهل واسط، روى مسند أحمد بن علي بن سنان القطان عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي وعن أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن الحسن الزعفراني، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري وأبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد الازدي الواسطي وغيرهما، وكانت وفاته قبل الاربعمائة في حدود سنة تسعين وثلاثمائة.
البيزاني: بكسر الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وبعدها الزاي وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيزان وهو إسم لجد أبي علي محمد بن همام بن سهل بن بيزان الكاتب البيزاني الاسكافي من أهل بغداد، أحد شيوخ الشيعة، حدث عن محمد بن موسى بن حماد البربري وأحمد بن رستم النحوي، روى عنه المعافي بن زكريا الجريري وأبو بكر أحمد بن عبد الله الوراق الدوري، ومات في جمادي الآخرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
البيساني: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح السين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيسان من بلاد الغور من الاردن بين الشام وفلسطين، ويقال هي لسان الارض، وبها عين الفلوس من الجنة، وهي بلدة حسنة بها نخل كثيرة أقمت بها يوما في منصرفي من بيت المقدس، وقد ورد ذكرها في حديث الجساسة حيث
قال لبني عم تميم الداري: وما فعلت نخل بيسان ؟ والمشهور بالنسبة إليها سارية البيساني.
وعبد الوارث بن الحسن البيساني، يروي عن عبد الغفار بن الحسن، روى عنه أبو الدحداح (2).
وأبو بكر أحمد بن موسى بن محمد الخطيب البيساني، كان يملي بجامع بيسان، حدث عن أحمد بن الحسن بن عبد الله، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ المقيم بجنوجرد إحدى قرى مرز، وذكر أنه سمع منه ببيسان، أملى في المسجد الجامع.
__________
(1) مثله في اللباب والاكمال 1 / 521 والمشتبه وغيرها.
ووقع في م وس " عبد الله " كذا.
(2) في معجم البلدان " عبد الوارث بن الحسن بن عمر القرشي يعرف بالترجمان البيساني قدم دمشق وسمع بها أبا أيوب سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار ثم قدمها وحدث بها عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وأبي حازم عبد الغفار بن الحسن وإسحاق بن بشر الكاهلي وإسماعيل بن (أبي) أويس وعطاء بن همام الكندي ومحمد بن المبارك الصوري.
(*)(1/430)
البيستي: بكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف والسين المهملة الساكنة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى بيستي وهي قرية من قرى الري فيما أظن، منها أبو عبد الله أحمد بن مدرك البيستي، ذكره أبو محمد بن أبي حاتم الرازي فقال: أبو عبد الله من قرية بيستي، روى عن عطاف بن قيس الزاهد ودحيم بن اليتيم وعبد الله بن ذكوان، روى عنه الفضل بن شاذان ومحمد بن عباس بن بسام.
البيضاوي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الضاد المعجمة وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى بيضاء وهي بلدة من بلاد فارس، والمنتسب إليها جماعة كثيرة، منهم أبو الأزهر عبد الواحد بن محمد بن حيان الاصطخري البيضاوي الصوفي، هو صاحب الرباط بالبيضاء وبالمائين، وكان ممن يرحل إليه من الآفاق، مات في حدود سنة أربعمائة.
وأبو الحسن محمد بن القاضي أبي عبد الله محمد بن
عبد الله بن أحمد بن محمد بن البيضاوي جد شيخنا أبي الفتح عبد الله بن محمد البيضاوي، سمع أبا الحسن (1) أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي وأبا القاسم إسماعيل بن الحسن الصرصري وغيرهما، قال أبو بكر الخطيب: كتبت عنه، وكان صدوقا، وهو ختن القاضي أبي الطيب الطبري على ابنته، وولي القضاء بربع الكرخ، وكان فقيها على مذهب الشافعي رحمه الله.
قلت روى لنا عنه أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح وأبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي وغيرهما، وكانت ولادته في شعبان سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ووفاته في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمائة، ودفن من الغد في داره بقطيعة الربيع، ثم نقل إلى باب حرب.
وأبوه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد البيضاوي الفقيه، سكن بغداد في درب السلولي، وكان يدرس الفقه ويفتي على مذهب الشافعي رحمه الله، وولي القضاء بربع الكرخ، وحدث شيئا يسيرا عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه وكان صدوقا ثقة دينا سديدا، ومات فجأة في ليلة الجمعة الرابع عشر من رجب سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
وابن ابنه أبو الفتح عبد الله بن محمد بن عبد الله البيضاوي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد البيضاوي أخو أبي طالب محمد بن علي البيضاوي، وكان الاكبر من أهل بغداد، سمع محمد بن المظفر وأبا عمر بن حيويه وأبا بكر بن شاذان وطبقتهم، وحدث في الغربة، ذكر عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنه كتب
__________
(1) مثله في تاريخ بغداد ج 5 رقم 2464 والاكمال 2 / 223 وغيرهما، ووقع في م وس " ابا الحسين " كذا.
(*)(1/431)
عنه بدمشق في سنة عشرين وأربعمائة وكان صدوقا صالحا، مات بمصر.
وأبو طالب محمد بن أبي الحسين علي بن إبراهيم بن أحمد البيضاوي، ولد ببغداد وبكر به أبوه في سماع الحديث من محمد بن المظفر الحافظ وأبي عمر بن حيويه وسليمان بن محمد بن أبي أيوب الشاهد وموسى بن جعفر بن محمد بن عرفة، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت
عنه وكان صدوقا، وكانت ولادته في سنة نيف وسبعين وثلاثمائة، ومات في شهر رمضان سنة ست وأربعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة الشونيزي (1).
البيطاري: بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى البيطار، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق بن عبيد بن سويد البيطاري من أهل مصر، وإنما قيل له البيطاري لانه كان ينزل بمصر في الموضع المعروف ببلال البيطار فنسب ألى ذلك، يروي عن سليمان بن بلال وابن لهيعة ومالك، توفي في صفر سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
البيع: بفتح الباء الموحدة وكسر الياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها العين المهملة، هذه اللفظة لمن يتولى البياعة والتوسط في الخانات بين البائع والمشتري من التجار للامتعة، واشتهر بهذه النسبة الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم الضبي النيسابوري المعروف بابن البيع.
من أهل نيسابور، كان من أهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ والفهم، وله في علوم الحديث وغيرها مصنفات حسان، له رحلة إلى العراق والحجاز ومرو وما وراء النهر، سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن يعقوب بن الاخرم الشيباني وأبا العباس محمد بن يعقوب الاصم وأبا علي الحسين بن علي الحافظ ومحمد بن صالح بن هانئ، وببغداد أبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا محمد دعلج بن أحمد السجزي وأبا سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، وبالكوفة أبا جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، وبمكة بن أبي مسرة، وبهمذان أبا محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وبمرو أبا العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر المحبوبي، وببخارا أبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وجماعة كثيرة سواهم، روى عنه جماعة كثيرة من أهل العراق وخراسان، منهم أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ وأبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ البغدادي
__________
(1) في معجم البلدان " وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسحاق المقرئ أحد قراء فارس سمع من أبي الشيخ الحافظ
وأبي بكر الجعابي وعبد الله بن محمد القتات، مات في سنة 393، وهو ثقة.
(*)(1/432)
وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد الازهري وأبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وجماعة آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي الاديب، وكان أبو الفضل بن الفلكي الهمذاني يقول: كان كتاب تاريخ النيسابوريين الذي صنفه الحاكم أبو عبد الله بن البيع أحد ما رحلت إلى نيسابور بسببه، وبلغني أنه شرب ماء زمزم بنية التصنيف والجمع فرزق حسن التصنيف.
وكان فيه تشيع.
ذكر أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافط قال: حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الارموي بنيسابور، وكان شيخا صالحا فاضلا عالما، قال: جمع الحاكم أبو عبد الله الحافظ أحاديث زعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم يلزمهما إخراجها في صحيحيهما منها حديث الطائر، و " من كنت مولاه فعلي مولاه " فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا فيه إلى قوله ولا صوبوه في فعله، وكانت ولادته في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وأول سماعه الحديث ثلاثين وثلاثمائة، ومات بنيسابور في صفر سنة خمس وأربعمائة.
وأبو طاهر محمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن جعفر البيع المعروف بابن الصباغ من أهل بغداد، كان فقيها ثقة فاضلا، سمع الحديث وحدث عن أبي حفص بن شاهين وموسى السراج وأبي القاسم بن حبابة وعلي بن عبد العزيز بن مردك وأبي الطيب بن المنتاب وعدة من هذه الطبقة، كتب عنه أبو بكر الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو طاهر البيع كتبنا عنه وكان ثقة فاضلا، درس فقه الشافعي رحمه الله على أبي حامد الاسفراييني، وكان له حلقة الفتوى في جامع المدينة، وشهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني وقال: سألته عن مولده فقال: في شهر رمضان من سنة ست وستين وثلاثمائة، ومات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ودفن من يومه بمقبرة باب الدير.
وأبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن عبد الله البيع من أهل بيع السمك، سمع
أبا الفضل محمد بن الحسين بن المأمون والحسن بن الحسين النوبختي ومحمد بن بكران الرازي وابن الصلت المجبر، ذكره أبو بكر الخطيب قال: وكان صدوقا وسألته عن ولادته فقال: في صفر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ومات في سلخ ربيع الآخر من سنة خمسين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
البيفاريني (1): منها أبوعمران موسى بن أفلح بن خالد بن شريك البيفاريني البخاري
__________
(1) كذا في ك والموقع يبين أن الحرف الاول موحدة والثاني تحتية فأما الثالث فلم ينقط في ك، ونقط في م وس باثنتين على أنه قاف، وفي اللباب المخطوطتين والمطبوعة والقبس بنقطة واحدة على أنه فاء، وبعده ألف ثم راء اتفاقا وبعد الراء في م وس ياء النسبة وقع فيهما (البيقاري) وبعد الراء في اللباب والقبس ياء ثم نون ثم ياء النسبة وهكذا هو في ك إلا أن (*)(1/433)
كان من المعمرين، يروي عن كعب بن سعيد المعروف بكعبان وأبي حذيفة إسحاق بن بشر القرشي وأحمد بن حفص ومحمد بن سلام والمسيب بن إسحاق وأبي جعفر المسندي وأحمد بن إسحاق السرماري وغيرهم، روى عنه أبو نصر أحمد بن سهل البخاري وأبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، ومات في جمادي الآخرة سنة إحدى وتسعين ومائتين.
البيكندي (1): من بلاد ما وراء النهر على مرحلة من بخارا إذا عبرت النهر، لها ذكر في الفتوح، وكانت بلدة حسنة كبيرة كثيرة العلماء، خربت الساعة، ولما قصدت إليها لزيارة الشهداء ما وجدت بها إلا نفرا يسيرا من التراكمة في رباطها، خرج منها جماعة من العلماء، وسمعت ان بها ثلاثة آلاف رباط للغزاة وقد رأيت بها آثارها والاطلال المندرسة، كان منها أبو أحمد بن يوسف البيكندي، يروي عن أبي اسكامة وعبد الاعلى بن مسهر وابن عيينة، روى عنه البخاري.
وأبو زكريا يحيى بن جعفر بن أعين البيكندي، يروي عنه البخاري أيضا.
وأبو عبد الله محمد بن سلام بن الفرج البيكندي مولى بني سليم، يروي عن سفيان بن عيينة وأبي الاحوص محمد بن حيان البغوي، وكان فقيها محدثا ثقة، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه ومحمد بن إبراهيم البكري، واسم والده سلام على التخفيف
هكذا ذكره غنجار في تاريخه، مات محمد بن سلام يوم الاحد لسبع مضين من صفر سنة خمس وعشرين ومائتين (2).
ومن أولاده أبو نصر محمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سلام بن الفرج البيكندي، سمع أبا الفضل أحمد بن علي السليماني، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وقال: صاحب حديث لا بأس به إن شاء الله.
ومحمد بن جعفر البيكندي، يروي عن أبي عاصم وعبد الرزاق وغيرهما.
وأبو الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي من الحفاظ المكثرين، رحل إلى العراق والشام وديار مصر وله أكثر من أربعمائة مصنف صغار على ما سمعت، وكان يصنف كل أسبوع مجموعا في الجامع ويحضره في الجامع يوم الجمعة ويحدث به، وتوفي في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
والذي سمعنا منه
__________
= النون لم ينقط فأما الحركات فانفردت بها أجود مخطوطتي اللباب ففيها فتح الموحدة وإسكان التحتية ثم بعد الفاء والالف كسر الراء وإسكان التحتية التي تليها.
ولم يتعرض لها في معجم البلدان.
(1) في معجم البلدان " بيكد بالكسر وفتح الكاف وسكون النون بلدة بين بخارا وجيحون على مرحلة من بخارا ".
(2) قدم في م وس هنا " ومحمد بن جعفر البيكندي يروي عن أبي عاصم وعبد الرزاق وغيرهما " والصواب تأخيرها كما في ك وستأتي.
(*)(1/434)
أبو عمرو عثمان بن علي بن محمد بن علي البيكندي الامام الصالح الثقة، ولد ببخارا في شوال سنة خمس وستين وأربعمائة ووالده بيكندي، تفقه على إمام سرخس محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي، وسمع الحديث منه ومن القاضي أبي الخطاب الطبري وأبي محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري وجماعة كثيرة سواهم، سمعت منه الكثير ببخارا، وتوفي في شوال سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وأبو جعفر محمد بن أحمد بن خالد بن موسى بن زياد بن فروخان البيكندي، يروي عن رجاء بن أبي الرجاء المروزي الحافظ ويحيى بن محمد بن السكن البزاز، وقدم بغداد وحدث بها، روى عنه أبو علي
محمد بن أحمد بن الحسن الصواف.
وأبو يحيى أحمد بن يونس بن النضر بن شميل البيكندي الخطيب ولي الخطابة ببيكند، يروي عن أبي بشر أحمد بن محمد بن عمرو المصعبي وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي، وتوفي ببيكند سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة (1).
البيلبردي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح اللام وضم الباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى " بيلبرد " وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو الطيب أحمد بن إبراهيم بن بيلبرد المصري وهو ابن أخي طخشي عداده في موالي بني هاشم، كان يكتب الحديث ويحفظ وحدث، قال أبو سعيد بن يونس أنا أعرفه كان يغشى والدي، وتوفي في رجب سنة تسع وتسعين ومائتين.
البيلقاني: بفتح الباء المنقوطة بنقطة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحت وفتح اللام والقاف، وهذه النسبة إلى البيلقان وهي مدينة بدر بند خزران عند شروان وباكو لعله بناها بيلقان بن ارميني بن لنطي بن يونان فنسب إليه، خرج منها أبو المعالي عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عبد كان البيلقاني رحل إلى نيسابور وأدرك جماعة من الشيوخ الذين حدثونا عنهم مشايخنا، وكان حسن الخط صحيح النقل، سمع ببغداد أبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة العدل، وبجرجان أبا تميم كامل بن إبراهيم الخندقي، وبهراة
__________
(1) وفي معجم البلدان " وإسماعيل بن حمدويه أبو سعيد البيكندي، قال أبو القاسم (ابن عساكر): قدم دمشق سنة 229 روى عن أبي عبد الله عبد الله بن يزيد المقرئ وقبيصة بن عقبة وأبي جابر محمد بن عبد الملك الواسطي وعبد الله بن الزبير الحميدي ومحمد بن سلام البيكندي وعبد الله بن مسلمة القعنبي ومسدد وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم، روى عنه أبو الحسن بن جوصا وأبو الميمون بن راشد البجلي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني وأحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي، وغير هؤلاء كثير، قال ابن يونس: مات في سنة 273 ".
(*)(1/435)
أبا عطاء عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الازدي، وبالدزق العليا أبا بكر محمد بن أحمد بن علي القاضي، وبنيسابور أبا بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، وجماعة كثيرة سواهم وحدث بشئ يسير بجرجان، وتوفي ببيلقان بعد سنة ست وتسعين وأربعمائة (1).
البيلي: بكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى البيل وظني أنها من قرى الري والله أعلم أو موضع بها، والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن الحسن بن أيوب البيلي الرازي كان من الزهاد، سمع سهل بن زنجلة وغيره، روى عنه أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرويه الشاهد البيلي النيسابوري المعدل، سمع علي بن الحسن الداربجردي ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهما، روى عنه أبو أحمد بن الفضل وغيره، وهو صهر أبي الحسن بن سهلويه المزكي وكان يسكن بقرية بالسنجور، وتوفي سنة ثلاثين وثلاثمائة - هكذا ذكر ابن ماكولا عن تاريخ الحاكم.
وقال: عبد الله بن الحسين بن خالد البيلي حدث عنه أبو منصور الابيوردي.
وأما عصام بن الوضاع الزبيري البيلي من أهل سرخس منسوب إلى قرية بها يقال لها بيل، كان جليل القدر كبير الشأن كثير الشيوخ، يروي عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وفضيل بن عياض وإسماعيل بن عياش وغيرهم، روى عنه ابنه أبو القاسم الوضاح بن عصام بن الوضاح البيلي ومحمد بن المهلب وإسحاق بن إبراهيم المزيزي السرخسيون، توفي قبل سنة ثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد النيسابوري البيلي المعروف بابن أبي حاتم من أعيان المحدثين الثقات الاثبات الجوالين في أقطار الارض، سمع بخراسان محمد بن يحيى الذهلي، وبالري أبا زرعة الرازي ومحمد بن مسلم بن وارة، وببغداد أبا بكر محمد بن إسحاق الصغاني وأبا الفضل العباس بن محمد الدوري، وبالحجاز محمد بن إسماعيل بن سالم وأبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، وبالجزيرة إسحاق بن سيار وسليمان بن سيف، وغيرهم، روى عنه علي بن حمشاذ
ومحمد بن صالح بن هانئ وأبو علي الحافظ ومحمد بن إسماعيل بن مهران وأبو علي الثقفي، ومات في شهر بيع الآخر سنة عشرين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة الحيرة وصلى عليه الامام أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب.
__________
(1) (البيلماني) في رجال التهذيب عبد الرحمن بن البيلماني.
وابنه محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني وهما تالفان.
وفي كتاب فتوح البلدان للبلاذري: البيلماني (كذا) من بلاد السند والهند تنسب إليها السيوف البيلمانية ".
(*)(1/436)
الپيماني: بالباء المنقوطة بثلاث من تحتها لا الباء الموحدة الخالصة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى " بيمان " وهي قرية من قرى مرو عند خوخان، منها صالح بن يحيى البيماني يعرف بصالح بن حيويه وهو من أقران أبي داود سليمان بن معبد السنجي، وكان عارفا بالنحو واللغة فاضلا.
البينوني: بفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وضم النون وفي آخرها نون أخرى بعد الواو، هذه النسبة إلى بينون وهي فيما أظن من قرى البصرة، ومنها أبو عبد الله محمد بن عبد الله البينوني البصري، سكن بغداد وحدث بها عن فضالة، روى عنه الحسن بن الصباح البزار ومحمد بن عبيد بن أبي الاسد الضرير وعثمان بن معبد بن نوح المقرئ ومحمد بن غالب التمتام.
البيني: بفتح الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى...(1)، والمشهور بهذه النسبة أحمد بن علي بن إسحاق الدلال المعروف بالبيني - هكذا ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وقال: حدث عن أبي بكر بن أبي داود حدثني عنه عبد العزيز الازجي.
البيوردي: بكسر الباء المنقوطة بنقطة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفتح الواو وسكون الراء وكسر الدال المهملتين، هذه النسبة إلى ابيورد وهي بلدة من بلاد خراسان، والنسبة الصحيحة إليه ابيوردي، وكذا يكتب إلى الساعة، وجماعة خففوا وكتبوا
بإسقاط الالف وقالوا بيوردي (2)، والمشهور بهذه النسبة أبو أحمد شعثم (3) بن أصيل العجلي البيوردي، يروي عن محمد بن بشر العبدي وعبد الرزاق بن همام، روى عنه أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة، مات بعد الاربعين ومائتين.
البيوقاني: بكسر الباء الموحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيوقان وهي قرية من قرى سرخس، منها أبو نصر أحمد بن أبي علي (4) عبد الكريم البيوقاني السرخسي كان شيخا صائنا (5)، سمع الحاكم أبا عبد الله
__________
(1) بياض.
(2) وقد قيل (الاباوردي) و (الباوردي).
(3) هكذا في النسخ والاكمال 1 / 112 والقبس ومخطوطتي اللباب، ووقع في مطبوعته " شييم " خطأ.
(4) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(5) في بقية النسخ " صالحا ".
(*)(1/437)
أحمد بن علي بن سعدويه النسوي، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن على الشيرزي بمرو وأبو البدر هلال بن الحسن السعيدي بسرخس، وتوفي بعد شهر رمضان سنة ست وستين وأربعمائة.
البيهسي: بفتح الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الهاء وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى بيهس والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم الضبي المعروف بالبيهسي من أهل بغداد، حدث عن عفان بن مسلم والربيع بن يحيى الاشناني وأبي الوليد الطيالسي ومسلم بن إبراهيم ومحمد بن كثير العبدي وشاذ بن فياض وغيرهم، روى عنه محمد بن مخلد العطار ومحمد بن الفتح القلانسي وأبو سهل بن زياد القطان، وقال الدارقطني: هو ضعيف، قال أبو الحسين بن المنادي: البيهسي كان في ربضنا ثم انتقل إلى المخرم ثم خرج إلى البصرة فتوفي بها سنة تسعين، كتبنا
عنه في حياة جدي ثم ظهر لنا من انبساطه في تصريح الكذب ما أوجب التحذير عنه وذلك بعد معاينة وتوقيف متواتر فرمينا كل ما كتبنا عنه نحن وعدة من أهل الحديث.
البيهقي: بفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الهاء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بيهق وهي قرى مجتمعة بنواحي نيسابور على عشرين فرسخا منها وكانت قصبتها خسروجرد فصارت سبزوار ويقال لها سابزوار (1) وحد هذه الناحية من آخر حدود الريوند إلى حد الدامغان، وهو خمسة وعشرون فرسخا، وعرضها قريب من هذا، والمشهور بالانتساب إلى هذه الناحية جماعة قديما وحديثا، ومن المصنفين المشهورين أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى بن عبد الله البيهقي الحافظ، كان إماما فقيها حافظا جمع بين معرفة الحديث وفقهه وكان تتبع نصوص الشافعي وجمع كتابا فيها سماه كتاب المبسوط، وكان أستاذه في الحديث الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وتفقه على أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، وسمع الحديث الكثير وصنف فيه التصانيف التي لم يسبق إليها، وهي مشهورة موجودة في أيدي الناس، سمعت منها كتاب السنن الكبير، وكتاب السنن الصغير، وكتاب معرفة الآثار والسنن، وكتاب دلائل النبوة، وكتاب شعب الايمان وكتاب الاسماء والصفات، وكتاب البعث والنشور، وكتاب الزهد الكبير، وكتاب الدعوات الكبيرة والدعوات الصغيرة، وكتاب القدر، وكتاب الاعتقاد،
__________
(1) في ك " سانزوار " كذا وأظن النقطة التي وقعت على الحرف الثالث أصلها علامة السكون، ووقع في م وس "...فصارت سذواب لها بزوار " كذا، وفي معجم البلدان " ثم صارت سابزوار والعامة تقول سبروز ".
(*)(1/438)
وكتاب فضائل الاوقات، وغيرها من الكتب، وأدركت عشرة نفر من أصحابه الذين حدثوني عنه، وكانت ولادته في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة في شعبان، ووفاته في...(1) سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وأبو علي الحسين بن أحمد بن الحسن بن موسى البيهقي القاضي الاديب الفقيه، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن
إسحاق السراج وببغداد أبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: القاضي أبو علي البيهقي الاديب الفقيه، كان من أعيان فقهائنا، ولي قضاء نيسابور وغيرها من المدن بخراسان، وكان إخباريا، وتوفي ببيهق في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
والفقيه أبو الحسن محمد بن شعيب بن إبراهيم بن شعيب البيهقي العجلي مفتي الشافعيين بنيسابور ومناظرهم ومدرسهم في عصره وأحد المذكورين في أقطار الارض بالفصاحة والبراعة، كان اختلافه بنيسابور إلى أبي بكر بن خزيمة ثم خرج إلى أبي العباس بن سريج ولزمه إلى أن تقدم في العلم سمع بخراسان أبا عبد الله البوشنجي وأبا بكر الجارودي وداود بن الحسين وبالعراق أبا جعفر محمد بن جرير الطبري وأبا الحسن أحمد بن الحسين الصوفي، روى عنه الاستاذ أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه القرشي، ذكر أبو سهل الصعلوكي قال: حضرت مجلس الوزير أبي الفضل البلعمي فلما فرغ من المجلس دعا بأبي الحسن البيهقي فخيره بين قضاء الري والشاش فامتنع أبو الحسن أشد الامتناع وتضرع إليه في الاستعفاء آخر كلمة تكلم بها أن قال له الوزير استشر (2) واستخر واقترح ولا تخالف.
ومات في أول سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، وصلى عليه الحاكم أبو الحسن السنجاني.
وأبو علي حمدان بن محمد بن رجاء البيهقي، سمع أحمد بن حنبل الامام وهدبة بن خالد القيسي، روى عنه أبو الحسن الشعراني وغيره.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن عمر البيهقي نزيل بيت المقدس وكان يتولى الاوقاف بها، سمع بسامرة أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن يوسف البزاز المعروف بابن الوفاء وغيره، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ.
__________
(1) بياض في ك وفي تقيد ابن نقطة في ترجمة البيهقي ذكر أبو سعد السمعاني رحمه الله أن مولده كان سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، وتوفي بنيسابور في عاشر جمادي الاولى من سنة ثمان وخمسين (وأربعمائة).
(2) هكذا في الطبقات وهو الصواب، ووقع في النسخ " استبشر ".
(*)(1/439)
حرف التاء باب التاء مع الالف التابشي: بفتح التاء ثالث الحروف بعدها الالف والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الشين المعجمة، وهذه النسبة إلى تابشة، وهو جد أبي الفضل عبد الرحمن بن زرنك (1) بن تابشة البخاري التابشي والد أبي بكر بن محمد بن عبد الرحمن التابشي من أهل بخارا، يروي عن محمد بن سلام البيكندي وأبي جعفر عبد الله بن محمد المسندي وبكر بن خلف، روى عنه ابنه بن محمد عبد الرحمن.
وابنه محمد هذا يروي عن أبيه.
أبو محمد الحسن بن محمد بن عبد الرحمن وتوفي أبو الفضل عبد الرحمن ليلة الخميس لاربع بقين من ربيع الآخر سنة سبع وخمسين ومائتين.
التابوتي: بالالف والباء الموحدة والواو بين التاءين ثالث الحروف أولاهما مفتوحة، هذه النسبة إلى عمل التابوت، والمشهور بهذه النسبة أشعث بن سوار الكوفي، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أشعث بن سوار الاثرم مولي ثقيف، ويقال له أشعث الساجي والتابوتي والنجار والافرق والنقاش، روى عن الشعبي ونافع والحسن، روى عنه الثوري وشعبه، يعد في الكوفيين - سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك.
وقال عمرو بن علي كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عن أشعث بن سوار، ورأيت عبد الرحمن يخط على حديثه، وقال يحيى بن معين: أشعث بن سوار الاثرم كوفي لا شئ ضعيف، وقال أبو زرعة: هو لين.
التاجر: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوق وكسر الجيم وفي آخرها الراء، اشتهر بهذه النسبة جماعة كثيرة واشتغلوا بالتجارة غير أن جمعا عرفوا (2) منهم بهذا الاسم، فمنهم أبو علي أحمد بن الخليل التاجر كان يتجر في البز، وسكن نيسابور، وهو من أهل بغداد، وحدث عن يزيد بن هارون وقراد أبي نوح وروح بن عبادة وأبي النضر هاشم بن القاسم وعلي بن عاصم
__________
(1) في بعض النسخ " زريك " وفي بعضها بلا نقط، والصواب (زرنك) كما في الاكمال وغيره وقد ضبطته في
التعليق على الاكمال 1 / 375 وزرنك لقب واسمه حفص كما في الاكمال.
(2) في نسخ أخرى " جماعة ".
(*)(1/440)
وحجاج بن محمد الاعور ونحوهم، روى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي ومحمد بن عبد الله بن سليمان (1) الحضرمي مطين وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم، وهو ثقة مأمون، ومات بنيسابور في شهر ربيع الاول سنة ثمان وأربعين ومائتين.
والحسن بن مسلم التاجر من أهل مرو، يروي عن الحسين بن واقد، روى عنه عبد الكريم بن عبد الله (1) السكري المروزي، منكر الحديث، قليل الرواية، روى عن الحسين بن واقد أحرفا منكرة لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وأبو منصور بكر بن محمد بن علي بن محمد بن جيد بن عبد الجبار بن النضر بن مسافر بن قصي التاجر النيسابوري، سكن بغداد، وكان ثقة حسن الاعتقاد صحيح المذهب كثير الدرس للقرآن محبا لاهل الخير معتقدا للفقراء بالبر والارفاق، حدث عن أبيه وعن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي والسيد أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وروى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد وأبو بكر هبة الله بن الفرج الظفراباذي بهمذان وأبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي بأصبهان وغيرهم، وكانت ولادته في سنة ست وثمانين وثلاثمائة، مات من سنة خمس وستين وأربعمائة.
وأبو طالب محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير التاجر من أهل بغداد، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي وأبا مالك السبيعي وأبا محمد بن ماسي ومخلد بن جعفر الدقاق وأبا الفتح محمد بن الحسين الازدي وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا وسماعاته كلها بخط أبيه.
وكانت ولادته في ذي القعدة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، ومات في جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين وأربعمائة (2).
التاديزي: بفتح التاء ثالث الحروف وبالالف (3) بعدها والدال المهملة المكسورة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى تاديزة وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو علي الحسن بن الضحاك بن مطر بن هناد التاديزي البخاري من أهل بخارا، يروي عن عجيف بن آدم وأبي عبد الله بن أبي حفص البخاريين وأسباط بن اليسع، روى عنه
__________
(1) من ك وهو صحيح.
(2) (التاجري) في معجم البلدان " تاجرة بفتح الجيم والراء بلدة صغيرة بالمغرب من ناحية هنين من سواحل تلمسان بها كان مولد عبد المؤمن بن علي صاحب المغرب " فيصح أن ينسب إليها فيقال (التاجري).
(3) من اللباب.
(*)(1/441)
أبو بكر محمد بن الحسين (1) المقرئ، وتوفي في شعبان سنة ست وعشرين وثلاثمائة (2).
التاذني: بفتح التاء والدال أو الذال وفي آخرها النون هذه النسبة إلى تأذن (3) وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو محمد الحسن بن جعفر بن غزوان السلمي التاذني من أهل قرية تأذن، يروي عن مالك بن أنس والمنذر بن محمد وأبي حمزة السكري وعبد العزيز بن أبي حازم وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البمجكثي وحاشد بن مالك البخاري.
التاريخي: بفتح التاء ثالث الحروف وكسر الراء بعد الالف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى التاريخ، واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي السراج من أهل بغداد، حدث عن الحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن منصور الرمادي وعبد الله بن شبيب البصري وأبي بكر بن أبي خيثمة وعباس بن محمد الدوري وعبد الله بن أبي سعد وزكريا بن يحيى المنقري وأبي العيناء محمد بن القاسم وأحمد بن يحيى ثعلب النحوي وغيرهم، كان فاضلا أديبا حسن الاخبار مليح الروايات، روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد القاضي الذهلي، ولقب بالتاريخي لانه كان يعني بالتواريخ
وجمعها (4).
التاكرني: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وضم الكاف والراء وفي آخرها نون مشددة، هذه النسبة إلى تاكرنا، وهذه بلدة من بلاد الاندلس، والمشهور بالانتساب إليها أبو عامر محمد بن سعيد التاكرني الكاتب الاندلسي، كان من الشعراء والكتاب البلغاء، ذكره أبو عامر بن شهيد، قال ابن ماكولا: قاله لنا أبو عبد الله الحميدي، وذكر هذه الترجمة
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان " الحسن ".
(2) (التاذفي) في معجم البلدان " تاذف - بالذال المعجمة مكسورة وفاء قرية بين حلب وبينها أربعة فراسخ...ينسب إليها أبو الماضي خليفة بن مدرك بن خليفة التميمي التاذفي كتب عنه السلفي بالرحبة شعرا وكان من أهل الادب ".
(3) تقدم رقم 317 " والبادني...هذه النسبة إلى بادن وهي قرية من قرى بخارا منها أبو عبد الله محمد بن الحسن..." ذكر الرجل الآتي، وكذا في اللباب في الموضعين وكذا في معجم البلدان ونبه صاحب التوضيح على القضية: وقال " والمعروف بالموحدة مع الدال المهملة " راجع الاكمال بتعليقه 1 / 409.
(4) (التازي) في التوضيح " ونسبة إلى رباط تازا من أعمال فاس بالمغرب بمثناة فوق وبين الالفين زاي - عيسى بن عمران التازي القاضي الخطيب البليغ الشاعر المفلق، ولي القضاء في دولة أبي يعقوب يوسف بن عبد المؤمن بن علي ونال حظوة في أيامه ".
(*)(1/442)
ابن ماكولا في موضع آخر من كتاب الاكمال فقال: التاكوني بالواو.
التأني: بالتاء المشددة المعجمة من فوقها بنقطتين والنون بعد الالف، هذه النسبة إلى " التناية " (1) وهي الدهنقة ويقال لصاحب الضياع والعقار التأني والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة التانئ الضبي من ثقات أصبهان ومشاهير المحدثين بها، روى المعجم الكبير والصغير لابي القاسم الطبراني عنه، روى عنه جماعة كثيرة لي عنهم إجازة مثل أبي علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد وأبي الخير عبد الكريم بن علي بن فورجه
(الاصبهاني) وأبي محمد شيرزاذ بن نوشيروان الديلمي وغيرهم، وتوفي في سنة أربعين وأربعمائة.
وأبو نصر محمد بن عمر بن محمد بن عبد الرحمن التأني الاصبهاني يعرف بابن تانة وقيل له التأني لهذا، وهو كان شيخا صالحا مقرنا سديد السيرة مكثرا من الحديث، سمع بأصبهان أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وببغداد أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وبالكوفة أبا الحسين محمد بن علي بن خشيش الكوفي وطبقتهم، روى لنا عنه الحفاظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل وأبو نصر أحمد بن عمر بن محمد وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد الاصبهانيون وغيرهم، ولد سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وتوفي في رجب سنة خمس وسبعين وأربعمائة بأصبهان.
التاهرتي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها والهاء وسكون الراء وفي آخرها تاء أخرى، هذه النسبة إلى تاهرت وهو موضع بإفريقية، ولعل بها تاهرت العليا وتاهرت السفلى والمشهور بالنسبة إليه أبو الفضل أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن التاهرتي، روى عنه أبو عمر بن عبد البر الحافظ.
والقاسم بن عبد الله التاهرتي من مشايخ الصوفية، أخبرنا نصر محمد بن منصور الحوصي بنيسابور أنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي إجازة سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: القاسم بن عبد الله التاهرتي، صحب بن عمرو عثمان المكي.
وبكر بن حماد التاهرتي كان شاعرا وقد كان دخل المشرق وكتب عن مسدد بن مسرهد مسنده (2) ورواه عنه بتاهرت وتوفي بها، وكتب القاسم بن الاصبغ مسند مسدد عن بكر بن حماد التاهرتي.
وأبو زيد عبد الرحمن بن بكر التاهرتي، يروي عن أبي بكر بن حماد، روى عنه أبو زكريا يحيى بن مالك الاندلسي شيخ أبي محمد بن رشيق المصري.
وأبو عمران المزين ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية وقال: هو أقدم
__________
(1) كذا في س فيما يظهر ومثله في اللباب.
(2) هكذا في ك وهو الصواب والكلمة محرفة في نسخ أخرى.
(*)(1/443)
المزينين، من تاهرت العليا صحب أبا حمزة.
وذكر في تاريخ الصوفية أيضا علي بن موسى التاهرتي قال: من كبار أصحاب الشبلي وفتيانهم، كنيته أبو عبد الله، مات بمصر سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
والتاهرتي رجل من دعاة المصريين، كان فصيحا عارفا بعلومهم، قدم خراسان من جهة الحاكم لدعوة السلطان محمود إلى الالحاد ففوض محمود أمره ومناظرته إلى أهل نيسابور واجتمع في محفل أئمة الفرق وكلمه الاستاذ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي ثم النيسابوري وقطعه وألزمه الحجة بحيث سكت ولم يظهر له جواب وأفتي الائمة بقتله فرفع الحال بأمر محمود إلى القادر بالله فأمر بقتله فقتل بنواحي بست بعد الاربعمائة.
التاياباذي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الالفين والباء الموحدة بين الالفين أيضا وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى تاياباذ وهي من قرى فوشنج هراة، والمنتسب إليها أبو العلاء إبراهيم بن محمد التاياباذي، كان فقيه الكرامية ومقدمهم، حدث بقصبة البوزجان، لم أسمع منه، سمع منه رفيقنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ سنة إحدى وثلاثين.
(*)(1/444)
باب التاء والباء (1) التبالي: بفتح التاء والباء الموحدة ثم الالف وفي آخرها اللام، هذه النسبة تبالة وهو موضع بنواحي مكة وفي المثل المعروف " ما نزلت بطن تبالة لتحرم الاضياف "، منها أبو أيوب سليمان بن داود بن سالم بن زياد التبالي، قال ابن أبي حاتم (2) عقيب ذكره: من أهل تبالة من مخاليف مكة، روى عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن مقلاص الثقفي الطائفي، كتب عنه أبي في الرحلة الاولى.
التبان: بفتح التاء المنقوطة من فوق بنقطتين وتشديد الباء الموحدة، والنون بعد الالف، هذه النسبة إلى بيع التبن، والمنسوب إليها أبو العباس التبان إمام أهل الرأي بنيسابور.
ومن القدماء موسى بن أبي عثمان التبان مولى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه،
يروي عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه أبو الزناد.
وعبد الله بن محمد بن إسماعيل التبان البصري من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها عن عمرو بن مرزوق وعمرو بن الحصين ومحمد بن أبي بكر المقدمي، روى عنه أبو عمرو بن السماك الدقاق.
وأبو العباس محمد بن أحمد بن عبد الله التبان الفارسي، حدث بالكوفة عن أبي عبيدة بن أبي السفر، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
التبان: مثل الاول غير أنه بالتاء المضمومة وهو في اللغة إسم سراويل لا ساق له يلبسها الملاحون، والمنسوب إلى هذه النسبة والمشهور بها أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن يعقوب الواسطي يعرف بابن التبان، روى عنه أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي الحافظ.
التباني: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وبعدها الياء المخففة المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون هذه النسبة ظني إلى موضع بواسط، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله
__________
(1) (التباعي) رسمه القبس وشكله بضم ففتح بدون تشديد وقال " في همدان تباع (شكله بضم فتخيف) بن زيد بن عمرو بن يريم بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان ويقال له: تباع (شكل بفتح أوله) بن زيد بن أو سلة، ومنازلهم بالسحول من بلد الكلاع بعلقان - كذا للهمداني - منهم عبد الله بن محمد روى له أبو مسعود الماليني بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما...".
(2) سقط من م وس ووقع في ك أول كلمة منه " فتحرم " خطأ والصواب في مجمع الامثال أوائل باب الميم.
(*)(1/445)
الحسين بن أحمد بن علي بن محمد التباني (1) حدث عن أبي الفتح أحمد بن الحسن بن سهل المالكي المصري الواعظ وأبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الرحمن الغزال وأبي محمد بن السقاء وغيرهم، روى عنه أبو البركات إبراهيم بن محمد بن خلف الجماري.
التباني: بضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الباء المخففة الموحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى تبان (2) وهي قرية عند سوبخ من ناحية خزار من بلاد ما وراء النهر،
منها أبو هارون موسى بن حفص بن نوح بن محمد بن موسى التباني الكسي، له رحلة إلى العراق والحجاز، روى عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ومحمد بن زنبور وأحمد بن صالح المكيين والحسين بن الحسن بن حبيب وغيرهم، روى عنه حماد بن شاكر ومحمد بن زكريا بن الحسين النسفيان وغيرهما، وكان قديم الوفاة.
التبريزي: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الباء الموحدة وكسر الراء وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى تبريز وهي من بلاد أذربيجان أشهر بلدة بها، والمنتسب إليها جماعة كثيرة منهم القاضي أبو صالح شعيب بن صالح بن شعيب التبريزي، حدث عن أبي عمران موسى بن عمران بن هلال عن أبيه عن محمد بن محمد بن حيان، قال ابن مأكولا حدثنا عنه خذاداذ بن عاصم بن بكران النشوي.
وأبو زكريا يحيى بن علي بن محمد بن الحسن بن بسطام الشيباني التبريزي قاطن بغداد أحد أئمة اللغة وكانت له معرفة تامة - بالادب والنحو، قرأ على أبي العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المقرئ وغيره من الشاميين، وسمع بالشام أبا الفتح سليم بن أيوب الرازي وأبا القاسم عبيد الله بن علي الرقي وأبا القاسم عبد الكريم بن محمد السياري، وحدث عنه الامام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وغيره، روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي وأبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي، وأبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل الاندلسي ببغداد، وأبو طاهر بن محمد بن عبد الله السنجي بمرو،
__________
(1) هو المذكور في الرسم السابق وتقدم الكلام فيه وأن المرجح أنه (التباني) بالضم وتخفيف الموحدة.
(2) في نسخ أخرى واللباب " توبن " وفي معجم البلدان " تبان " بالضم والتخفيف ويقال لها " توبن " وسيأتي رسم (التوبني) وذكر هذه القرية وذكر جماعة من أهلها بنسبة (التوبني) وقضية ذلك أن الاكثر في إسم القرية توبن وينسب إليها (التوبني) وقد يقال لها تبان، وينسب إليها التباني، وعلى هذا فيصح أن يقال في نسبة الرجل المذكور هنا (التوبني) ويسوغ أن يقال في المذكورين في رسم (التوبني): التباني، والله أعلم وقد فاتني هذا في الاكمال فنبه عليه في حاشية نسختك منه 1 / 444.
(*)(1/446)
ومات في جمادي الآخرة سنة اثنتين وخمسمائة ببغداد ودفن بباب أبرز (1).
التبعي: بضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الباء الموحدة المشددة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى تبع، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبان بن صالح بن قيس القرشي مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويعرف بالتبعي من أهل همذان، قدم بغداد وحدث بها عن أصرم بن حوشب والقاسم بن الحكم العرني والحسن بن موسى الاشيب والعلاء بن عمرو الحنفي وغيرهم، حدث عنه محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي مطين ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وعبد الله بن محمد بن ناجية ويحيى بن محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد وغيرهم، وكان ثقة وقال ابن أبي حاتم: هو صدوق، ومات بهمذان في سنة سبع وستين ومائتين.
التبوذكي: بفتح التاء المعجمة بنقطتين من فوق وضم الباء المنقوطة بواحدة والذال المعجمة المفتوحة بعد الواو، هذه النسبة إلى بيع السماد قرأت بخط الامام أبي بكر الاودني ببخارا سمعت أبا سليمان حمد بن إبراهيم الخطابي يقول سمعت ابن داسة يقول: أبو سلمة التبوذكي: أي بياع السماد، ويقول البصريون لبياع السماد تبوذكيون، وسمعت أبا الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ ببغداد إن شاء الله تعالى يقول: التبوذكي عندنا الذي يبيع ما في بطون الدجاج والطيور من الكبد والقلب والقانصة.
والمشهور بهذه النسبة أبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي المنقري من أهل البصرة، يروي عن همام بن يحيى وحماد بن سلمة والبصريين، حدث عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وكان من المتقنين الثقات (2).
__________
(1) توفي ببغداد كما في اللباب وغيرها ومحلة باب أبرز من محال بغداد بها مقبرة دفن بها جماعة من أهل العلم ثم رأيت ابن خلكان صرح بما قلت فقال: " مقبرة باب أبرز ".
(2) (التتائي) في معجم البلدان " تتا - كل واحد من التاءين مفتوح وفوق كل واحد نقطتان بليد بمصر " وفي نيل
الابتهاج المطبوع على هامش الديباج ص 335 " محمد بن إبراهيم التتائي بتائين فوقيتين مخففتين أبو عبد الله شمس الدين المصري قاضي القضاة بها، قال البدر القرافي كان موصوفا بدين وعفة وصيانة وفضل وتواضع تولى القضاء ثم تركه وأقبل على الاشتغال والتصنيف..." استفدته من اعلام الزركلي ونقل تاريخ وفاته سنة 942 " وتتا المنسوب إليها كلمة أعجمية وهم كثيرا ما ينسبون إلى الثلاثي المقصور الاعجمي بزيادة حمزة قبل ياء النسبة.
(التتشي) خمارتكين التتشي مولى الملك تا الدولة تتش بن ألب أرسلان بن داود بن سلجوق يأتي البيارستان التتشي بباب الازج من بغداد والمدرسة التشتية وغير ذلك، مات في رابع صفر سنة 508 ه " أخذته مما في معجم البلدان رسم (تتش).
(*)(1/447)
باب التاء والجيم (1) التجيبي: بضم التاء المعجمة بنقطتين من فوق وكسر الجيم وسكون المنقوطة باثنتين من تحتها في آخرها باء منقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى تجيب وهي قبيلة وهو إسم امرأة وهي أم عدي وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون، قال ذلك أحمد بن الحباب النسابة، وروى يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن ابن سندر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: غفار غفر لها وأسلم سالمها الله وتجيب أجابت الله ورسوله.
وهذه القبيلة نزلت مصر وبالفسطاط محلة تنسب إليهم، يقال لها: تجيب، منها مالك بن سعد التجيبي، يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى عنه مالك بن خير الزبادي، وقد قيل إنه مالك بن ربيعة التجيبي.
وأبو حفص حرملة بن عمران التجيبي من أهل مصر جد حرملة بن يحيى التجيبي صاحب الشافعي رحمه الله، يروي عن أبي الاسود وعقبة بن مسلم، روى عنه ابن المبارك وعبد الله بن يزيد المقرئ، كان مولده سنة ثمان وسبعين، ومات يوم الخميس في شهر شعبان سنة ستين ومائة وهو ابن ثنتين وثمانين سنة ودفن يوم الجمعة.
ومن الاتباع أبو السمح دراج بن السمح (2) بن التجيبي بن أسامة التجيبي من أهل مصر، ودراج لقب واسمه عبد الله وقيل إن اسمه عبد الرحمن، يروي عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه،
روى عنه عمرو بن الحارث وأهل مصر، كان مولده سنة خمس وعشرين ومائة، ومات سنة ثنتين وثمانين ومائة.
وأبو عبد الله محمد بن رمح بن مهاجر التجيبي، كان يسكن بمحلة تجيب بمصر فنسب إليها، وكان من ثقات المصريين ومقتنيهم، سمع الليث بن سعد وغيره، روى عنه البخاري ومسلم والحسن بن سفيان ومحمد بن زبان بن حبيب المصري وغيرهم، مات في أول سنة ثلاث وأربعين ومائتين (3).
__________
(1) (التجنبي) في معجم البلدان " تجنية بضم أوله وثانيه وسكون النون وياء مفتوحة وهاء بلد بالاندلس ينسب إليه قاسم بن أحمد بن أبي شجاع أبو محمد التجنبي، له رحلة إلى المشرق كتب فيها عن أحمد بن سهل العطار وغيره، حدث عنه أبو محمد بن ديني (كذا) وقال توفي في شهر ربيع الاول سنة 308 ه قاله ابن بشكوال ".
(2) كذا وإنما قيل في إسم أبيه " سمعان " ذكره ابن أبي حاتم كذلك ولكنه روى بسنده عن أحمد بن صالح قال " دراج مصري ولا يعرف إسم أبيه ".
(3) في باب التاء والحاء (400 - التحتاني) هذه نسبة إلى كلمة تحت كما يقال الفوقاني نسبة إلى كلمة فوق اشتهر بها القطب الرازي مؤلف المحاكمات وشرح الشمسية وغيرهما واسمه محمد - أو محمود - بن محمد كان يقيم بالمدرسة الظاهرية بدمشق بأسفلها وقال معه بالمدرسة عالم آخر لقبه القطب أيضا يقيم بأعلى المدرسة فقيل لهذا القطب التحتاني توفي سنة 766 - أنظر الدر الكامنة ج 4 رقم 923.
(*)(1/448)
باب التاء والخاء التخاري: بضم التاء ثالث الحروف وفتح الخاء المعجمة والراء بعد الالف، هذه النسبة إلى تخار، ولا أدري هو منسوب إلى طخارستان فأبدل من الطاء والله أعلم، والمشهور بهذه النسبة أبو عيسى محمد بن علي بن الحسين البزاز يعرف بالتخاري، حدث عن أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وابن دنوقا وأحمد بن ملاعب ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني وأحمد بن حازم بن أبي غرزة الكوفي ونحوهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأحمد بن الفرج بن الحجاج وقال أبو الحسن الدارقطني: التخاري شيخ كتبنا عنه بباب
الطاق.
وحماد بن أحمد بن حماد بن أبي رجاء العطاردي التخاري ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه، وقال: سمع داود بن رشيد سكن سكة تخاران به.
قلت: هذه النسبة إلى سكة معروفة بمرو برأس الماجان يقال لها تخاران به وطخاران به ويقال الساعة تخرانبار.
التخاوي: بضم (1) التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الخاء المنقوطة المخففة، قال الامير ابن مأكولا: أبو علي الحسن بن أبي الطاهر عبد الاعلى بن أحمد السعدي سعد بن مالك التخاوي منسوب إلى قرية من داروم غزة الشام، شاعر أمي يرتجل الشعر، لقيته بالمحلة من ريف مصر وكان سريع الخاطر كثير الاصابة.
التخسانجكثي: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وسكون الخاء المعجمة وفتح السين المهملة وسكون النون والجيم وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى التخسانجكث وهي قرية من قرى سغد سمرقند منها أبو جعفر محمد التخسانجكثي غير منسوب، يروي عن أبي نصر منصور بن شيرذاز المروزي وأبي سعيد عبد الرحمن بن سعيد الحنفي الجرجاني، روى عنه زاهر بن عبد الله السغدي.
التخسيجي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الخاء المعجمة وكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى
__________
(1) مثله في اللباب والذي في الاكمال 1 / 449 انها " مفتوحة " وفي معجم البلدان " ضبطه الامير بالفتح وضبطه أبو سعد بالضم " وأبو سعد إنما يستند في هذا الفصل إلى الامير فالمعتمد الفتح.
(*)(1/449)
تخسيجة (1) وهي على خمسة فراسخ من سمرقند من ناحية ابغر، منها أبو يزيد خالد بن كزدة (2) السمرقندي التخسيجي الابغري كان عالما حافظا، يروي عن عبد الكريم بن حبيب البغدادي وإسحاق بن يعقوب السمرقندي وغيرهما، روى عنه الحسين بن يوسف بن الخضر الطواويسي وجماعة، وكان يقول إذا روى عنه: حدثني أبو يزيد خالد بن كزدة من قرية تخسيجة بأبغر صاحب حديث حافظ.
والرسول بن زيد بن سعدان التخسيجي السمرقندي،
يروي عن عمه عطاء بن سعدان التخسيجي السمرقندي شيخ الصالح، روى عنه أبو إبراهيم إسحاق بن محمد المهلبي البخاري خطيب بخارا.
وعمه عطاء بن سعدان التخسيجي يحكي عن أبي علي الحسين بن عبد الله الربنجني السغدي حكايات لحاتم الاصم الزاهد البلخي، روى عنه الرسول بن زيد بن سعدان التخسيجي.
__________
(1) كذا وفي اللباب ومعجم البلدان " تخسيج ".
(2) في اللباب ومعجم البلدان " كردة ".
(*)(1/450)
باب التاء والدال التدؤلي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الدال المهملة وهمزة الواو المضمومة (1) في آخرها اللام، هذه النسبة إلى تدؤل وهو بطن من مراد من جملتهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي التدؤلي أحد بني تدؤل شهد فتح مصر واختط بها وخطته بالراية مع الاشراف وله خطة أيضا مع قومه بمراد، وله مسجد هنالك معروف، يقال إن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه لانه كان من قراء القرآن وأهل الفقه، وكان فارس تدؤل المعدود فيهم بمصر وكان قرأ القرآن على معاذ بن جبل، وكان من العباد، ويقال هو الذي كان أرسل صبيغ بن عسل التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأله عما سأله من معجم القرآن، وقيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمرو بن العاص أن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه فوسع له مكان داره التي في الراية في الزيارتين إلى جانب دار ابن عديس البلوي قاتل عثمان رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن ملجم هو الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتل ابن ملجم لعنه الله بالكوفة سنة أربعين وكان من شيعة علي رضي الله عنه وخرج إليه إلى الكوفة ليبايعه ويكون معه وشهد صفين معه، وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعا الناس إلى البيعة فجاء ابن ملجم فرده ثم جاء فرده ثم جاء فبايعه ثم قال علي رضي الله عنه ما يحبس
أشقاها ؟ ما يحبس أشقاها ؟ أما والذي نفسي بيده لتخضبن هذه - وأخذ بلحيته من هذا - وأخذ برأسه ثم تمثل: أشدد (2).
حيازيمك للموت فإن * الموت آتيك ولا تجزع من الموت إذا * حل بواديك
__________
(1) ينظر في صحة هذا الضبط، وفي طئ تدول بن بحتر، من ذريته من الصحابة جابر بن ظالم وفي ترجمته من أسد الغابة ضبط اسم جده تدول " بفتح التاء فوقها نقطتان وضم الدال المهملة وبعد الواو لام " وكذا في رسم (البحتري) من القبس والظاهر أن (تدول) هذا الذي في مراد موافق في الضبط لذلك الذي في طئ إذ يبعد أن يكونا مختلفين يهمل ذلك أرباب المؤتلف والمختلف والله أعلم.
(2) كلمة " اشدد " من الكلام وليست من تركيب البيت.
(*)(1/451)
التدمري: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الدال المهملة وضم الميم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى تدمر وهي مدينة على طرف البرية بالشام، وهي كثيرة الاحجار، مما يلي دمشق، وكنت رأيت بمرو عجوزا كبيرة دخلت مكتبنا فسألها المؤدب: من أين أنت ؟ قالت أنا من تدمر.
وسميت بتدمر بنت حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر العاملي من عاملة العماليق، كان بها جماعة من العلماء منهم...(1).
التدميري: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الدال المهملة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى تدمير، وهي من بلاد الاندلس من المغرب منها أبو القاسم طيب بن محمد بن هارون بن عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة الكناني التدميري يروي عن الصباح بن عبد الرحمن ويحيى بن عون بن يوسف الخزاعي وغيرهما، توفي بالاندلس سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة (2).
وأبو الادهم متوكل بن يوسف الاندلسي التدميري ذكره الخشني في أهل تدمير، توفي بالاندلس، روى
عنه سعيد بن كثير بن عفير.
التدياني: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الدال المهملة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذن النسبة إلى تديانة وهي قرية من قرى نسف، منها أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة بن السكن بن أمية بن رزين بن عبد الله النسفي التدياني من أهل قرية تديانة، يروي عن محمد بن إبراهيم البوشنجي وإبراهيم بن معقل وأحمد بن محمد بن العجنس وطاهر بن محمود بن النضر وزكريا بن الحسين بن يزيد النسفيين، روى عنه أهل بلده وشيوخ بخارا أبو بكر محمد بن الفضل الامام وفائق بن عبد الله الاندلسي وأبو أحمد خلف بن أحمد السجزي، مات في المحرم سنة ست وستين وثلاثمائة.
وإبراهيم بن نبهان التدياني من هذه القرية، قال أبو العباس المستغفري: تفقه ببلخ وكتب بها عن أهلها وقبل خروجه كان كتب عني، مات شابا قبل أن يحدث بقرية تديانة يوم الاحد لسبع خلون من شهر ربيع الاول سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
وأبو محمد
__________
(1) لم يذكر أحدا، وفي الضوء اللامع ج 2 رقم 870 " إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن كامل التاج التدمري خطيب بلد الخليل " وذكر وفاته سنة 833 وفيه ج 7 رقم 165 " محمد بن أحمد بن محمد بن كامل بن محمد بن تمام بن شعبان بن معالي بن سالم الشمس أبو عبد الله بن الشهاب بن الشمس التدمري...الخليلي الشافعي..." وأرخ وفاته سنة 838.
(2) في تاريخ ابن الفرضي وجذوة الحميدي جماعة آخرون يمكن الاهتداء إليهم بتتبع موقع كلمة (تدمير) المبينة في فهرس الاماكن فيهما (التدؤلي) تقدم رقم (695) راجعه مع التعليق.
(*)(1/452)
القاسم بن الحسن بن حمد بن توبة بن حريس التدياني الكاتب من قرية تديانة روى عن أبي العباس الوليد بن أحمد الزوزني المذكر وغيره، وكان يزعم أنه سمع من خلف بن محمد الخيام وشيوخ بخارا فإذا طلب بكتاب السماع أخرج أجزاء غير مسموعة له وادعى أنه سمع من خلف وغيره، قال أبو العباس المستغفري أستحب مجانبة حديثه لاني جربته فوجدته غير
صدوق، وكان يروي عن الوليد بن أحمد الزوزني من غير سماع، وكان كتب عنه كتبه ولم يقرأ عليه فلعله أجازها إياه فكان يقول: حدثنا الوليد بن أحمد، فلم يفرق بين السماع والاجازة سألته عن سنه فقال ولدت سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ومات ليلة الجمعة ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة لثمان بقين من شوال سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، عاش ثمانيا وثمانين سنة أو نحوها، ولم يكن له أسناد.(1/453)
باب التاء والراء الترابي: بضم التاء المعجمة بنقطتين من فوق والراء المهملة المخففة، فهم جماعة بمرو ينتسبون بهذه النسبة يقال له خاك فروشان (1) ولهم سوق ينسب إليهم، يبيعون فيه البزور والحبوب، والمنتسب بهذه الصنعة جماعة من العلماء ذكر الامير ابن مأكولا قال: وأبو بكر محمد بن أبي الهيثم عبد الصمد بن علي الترابي المروزي حدث عن أبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السجزي نزيل مرو المعروف بالرازي، عن محمد بن أيوب وطبقته، وحدث أيضا عن الحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وكان يروي عن أبي يزيد محمد بن يحيى بن خالد المهر ماهاني عن ابن راهوية قطعة من تفسيره، وحدث أيضا عن أبي أحمد محمد بن أحمد بن يعقوب الزرقي: عن أبي أحمد بن علي الكشميهني عن علي بن حجر كتاب الاحكام وتأخر موته وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وأربعمائة وله ست وتسعون سنة - أخبرني بجميع ذلك العبداني قلت سمع من أبي بكر الترابي جدي أبو المظفر (السمعاني والحسين بن محمد بن الفراء البغوي وأبو المحاسن علي بن الفضل الفارمذي وغيرهم، وكان يروي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسين الترابي، حدث عن أحمد بن محمد بن عمر البسطامي، روى عنه أبو سعد الادريسي الحافظ) وأبو بكر عبد الله بن عبد الصمد بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن جعفر بن إسحاق بن أحمد بن شرحبيل بن سراقة بن مالك بن جعشم
الترابي من أهل مرو، كان شيخا صالحا، سمع أبا أحمد عبد الرحمن بن أحمد بن إسحاق الشيرنخشري، روى لنا عنه أبو طاهر السنجي وأبو بكر الكركانجي وغيرهما، توفي بعد سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
وابنه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله الترابي، شيخ سديد صالح عفيف من أهل العلم، سمع أبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله بن عبد الصفار، قرأت عليه أجزاء، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
وعلي بن محمد الترابي ذكره أبو الحسن البيهقي في كتاب الوشاح وقال: هو من ترابة وهي بلدة بلاد اليمن مر بسابزوار ونزل علي كما نزل على المجدب العطشان القطر وحل لدي كما حل عند الصائم الفطر، وأنشدني من أشعاره في الاهاجي ما قاله في محمد بن مسلم أمير ترابة - أنا تركتها.
__________
(1) أي باعة التراب.
(*)(1/454)
التراخي: بفتح التاء ثالث الحروف والراء بعدهما الالف وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى تراخي وهي قرية من قرى بخارا منها أبو عبد الله محمد بن موسى بن حليم بن عطية بن عبد الرحمن التراخي البخاري، يروي عن علي بن الحسين بن عاصم البيكندي ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وأبي شعيب الحراني، وتوفي آخر يوم من ذي الحجة ودفن أول يوم من المحرم سنة خمسين وثلاثمائة.
التراس: بفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها وتشديد الراء المهملة وفي آخرها السسين المهملة أيضا، هذه النسبة إلى عمل الترسة وهي الحجفة والدرق وبيعها، والمشهور بهذه النسبة واقد التراس، يروي عن عكرمة وأبان بن عثمان، روى عنه عبد الرحمن بن أبي الموالي.
التراغمي: بفتح التاء ثالث الحروف والراء والغين المعجمة (1) المكسورة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى التراغم (بطن من السكون وهو تراغم واسمه مالك بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون من كندة - (2)) والمشهور بهذه النسبة سلمة بن نفيل السكوني
التراغمي، سكن الشام، له صحبة، روى عنه جبير (3) بن نفير وضمرة بن حبيب.
الترباني: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الراء وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى تربان وهي قرية من قرى فرنكد على خمسة فراسخ من سمرقند في السغد بناحية سمرقند، والمشهور منها أبو علي محمد بن يوسف بن إبراهيم الترباني أحد الفقهاء، وكان من مشاهير المحدثين أيضا يروي عن أبي بكر محمد بن إسحاق الصغاني وأبي القاسم سعد بن سعيد الخاخسري خال أمه وغيرهما، روى عنه محمد بن جعفر بن جابر الرزماذي، وتوفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة (4).
الترجماني: بفتح التاء ثالث الحروف وضم الجيم بينهما الراء الساكنة والميم المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الترجمان وهو إسم لجد أبي الحسن (5)
__________
(1) من اللباب.
(2) من اللباب وصنيعه يقتضي أنها من الانساب.
(3) هكذا في الاصابة وهو الصواب وتحرف الاسم في النسخ.
(4) (التربي) بضم ففتح الحسين بن مقبل بن أحمد الازجي، كان مقيما بتربة الامير فيران.
كذا في مشتبه الذهبي وقال " احسبه كان يقرأ على الترب " وضبطه في التوضيح.
(5) مثله في اللباب والقبس.
(*)(1/455)
محمد بن الحسين (1) بن علي بن الترجماني الغزي (2) - ثم العسقلاني الترجماني الصوفي، ولد بغزة من بلاد فلسطين، وسكن عسقلان، وكان شيخ الفقراء والصوفية بها، وقيل لجده الترجمان لانه كان ترجمان سيف الدولة، وكان صالحا عفيفا متواضعا مكثرا من الحديث، سمع بعسقلان أبا بكر محمدا وأبا الحسن عليا ابني أحمد بن يوسف الحندريين، وبقيسارية أبا إسحاق إبراهيم بن عطية الفيسراني صاحب الحسن بن الفرج الغزي، وبمنبج أبا الحسين محمد بن جعفر بن أبي الزبير المنبجي، وبالرقة أبا الحسين بن المعتمر الرقي، وبدمشق
أبا الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وبالطرابلس أبا جعفر عمر بن داود بن سلمون الاطرابلسي، وطبقتهم، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد (3) النخشبي وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر اللخمي وأبو نصر محمد بن محمد بن همياه (4) الرامشي المقرئ وأبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن يوسف البغدادي التاجر وأبو محمد كامل بن ديسم بن مجاهد العسقلاني وغيرهم، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ في معجم شيوخه وقال: أبو الحسين بن الترجماني الغزي، شيخ صالح، كان شيخ الفقراء بالشام، خدمهم ستين سنة، وهو بعد كان يخدمهم بنفسه وأنفق جميع ما ورث من أبيه عليهم، وكان جده ترجمان سيف الدولة عللى ما سمعتهم يذكرون، سمعته يقول: كنت عند أبي جعفر بن سلمون بأطرابلس نازلا في مسجد فجاء شيوخ عسقلان إلى أطرابلس فسمعوا بي فجاؤا إلي فدخل علي رسولهم فقال ندخل عندك أو تخرج إلي عندنا ؟ فقلت: أما أنا فليس لي عند، بل أخرج إليكم - تواضعا لله وقلة نظر إلى ما هو فيه من التجريد، وكان علي تواضعه ذلك إلى أن رأيناه في أول سنة تسع وثلاثين، وكرة أخرى في سنة أربعين في رمضان، وكان ثقة في الرواية، أصول صحاح (5) بخطه، وكانت وفاته بعد سنة أربعين وأربعمائة.
وأبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم بن بسام الترجماني، شيخ يروي عن حديج بن معاوية وشعيب بن صفوان ويحيى بن سعيد الاموي، روى عنه أبو زرعة الرازي كتب عنه يحيى بن معين أحاديث.
الترخمي: بفتح التاء المنقوطة من فوق وسكون الراء المهملة وضم الخاء
__________
(1) هكذا في النسخ وإحدى مخطوطتي اللباب وفي الاخرى والمطبوعة والقبس " الحسن ".
(2) من ك ومثله في اللباب وغيره ووقع في م بدلها " عبد الرحمن المعري " كذا.
(3) من ك وهو الصحيح.
(4) كذا وفي رسم (الرامشي) من اللباب المطبوعة والمخطوطة والقبس " همياه ".
(5) في م وك " صحيح " كذا.
(*)(1/456)
المنقوطة، وهذه النسبة إلى التراخمة وهي بطن من يحصب نزلت بحمص هكذا قال أبو سعيد بن يونس، وقال الدارقطني منسوب إلى ذي ترخم بن (1) وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن حمير في نسخة سهل بن حمير (2)، منهم المحدث ابن المحدث محمد بن سعيد بن محمد الترخمي الحمصي، يروي عن ربيعة بن الحارث ومحمد بن عمرو بن يونس السوسي، روى عنه أحمد بن محمد بن عمرو الفرضي.
وعمرو بن يهن بن عمير الترخمي، وبعضهم قال أبهز بالزاي والباء والله أعلم والصواب الاول، وكذا قاله ابن يونس المصري.
الترسخي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الراء وفتح السين المهملة وفي آخرها الخاء هذه النسخة إلى ترسخ وهي قرية من نواحي بندنيجين من أعمال بغداد، منها أبو عبد الله عناز بن مدلل بن خلف الترسخي، شيخ ضرير صالح يؤذن في مسجد أبي عبد الله بن جردة، جهوري الصوت ويبلغ تكبيرات الامام عنه، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي وأبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط المقرئين، كتبت عنه أحاديث يسيرة ببغداد، وتوفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة (3).
الترقفي: بفتح التاء ثالث الحروف وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى ترقف وظني أنها من أعمال واسط والله أعلم.
منها أبو محمد العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الترقفي الباكسائي، واسم أبي عيسى ازداذ بنداذ، وكان والده عبد الله كاتبا لمحمد بن زهرة الحارثي على ماسبذان ومهرجان قذف وكان عاملا بهذه الناحية في عهد الرشيد، وكان ثقة صدوقا مأمونا حافظا عارفا بالحديث له رحلة إلى الشام سمع فيها (4) محمد بن يوسف الفريابي ورواد بن الجراح العسقلاني ومروان بن محمد الطاطري وعبد الاعلى بن مسهر الغساني، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن أحمد الاثرم وإسماعيل بن محمد الصفار، وكان ورعا زاهدا، وثقه أبو الحسن الدارقطني وأثنى عليه،
__________
(1) وهو في اللباب والاكمال 1 / 417.
(2) والصواب في أحد الموضعين " سهل بن حمير " وهكذا هو في الاكمال وهو الاصوب لان بين سهل وحمير عدة آباء - أنظر التعليق على الاكمال 1 / 417.
(2) (الترسي) قال ابن نقطة " أما الترسي بفتح التاء المعجمة من فوقها باثنتين والراء وتشديدها فهو ابن إدريس الترسي، قال أبو طاهر السلفي: يعرف بابن القطاع من ترسة قرنة من قرى ألش (بالاندلس) قال لي ذلك يوسف بن عبد الله الالشي اللخمي.
نقلته من خط السلفي ".
(4) ليس في ك ؟ ؟ ؟ صحيح.
(*)(1/457)
وكانت وفاته في سنة سبع - وقيل في المحرم سنة ثمان وستين ومائتين والله أعلم.
التركاتي: بفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوق وكسر الراء المهملة والتاء، هذه النسبة لابي القاسم علي بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم التركاتي البخاري، كان على التركات من جهة ديوان السلطان على ما قيل فنسب إليها، يروى عن أبي عبد الله محمد بن موسى بن علي بن عيسى الرازي وأبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون بن حمد بن سلمة البخاري الخوارزمي وأبي محمد أحمد بن عبد الله المزني الهروي وجماعة سواهم، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري وأبو علي الحسن بن علي بن محمد الوخشي الحافظان، ومات ببلخ في سنة تسع وأربعمائة.
التركاني: بضم التاء المنقوطة بنقطتين من فوق وسكون الراء المهملة والنون بعد الكاف والالف، منسوب إلى تركان وهو إسم لجد أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن تركان بن جامع بن الحسين الخفاف التميمي الهمذاني التركاني، من محدثي همذان ومشاهيرهم سمع علي بن إبراهيم بن عبد الله الهمذاني، روى عنه أبو الحسين بن الحاكم أبي الحسن الاسماعيلي البخاري وأبو العباس أحمد بن الحسين الغضائري وتركان قرية بمرو
كان الامام أبو القاسم الحسن بن أبي هاشم المروزي له بها ضيعة يمكن أن ينسب إليها غير أنه ما اشتهر بهذه النسبة وإنما ذكرت إسم القرية لتعرف لاني سمعت بها الحديث مجتازا وبت بها ليلتين وقت نزول عسكر الغز تحت حصن فاشان للمحاربة وكانوا قد أحضروني للمصالحة (1).
التركي: بضم التاء المنقوطة بنقطتين من فوق وسكون الراء المهملة والكاف، هذه النسبة إلى الترك وهم طائفة من قبل المشرق من الكفار أسلم جماعة منهم وقد ورد في الحديث ذكرهم ويقال لهم بنو قنطورا ووصفهم: كأن وجوههم المجان المطرقة، والنسبة إليهم، فمنهم أبو عبد الله منصور بن أبي مزاحم التركي واسم أبي مزاحم بشير.
وبشار الخادم التركي، حدث عن محمد بن كثير القصاب عن عمرو بن قيس الملائي، حدث عنه محمد بن إدريس بن أبي عنبة.
وبشار بن عبد الله التركي، يروي عن أبي معاوية الضرير،
__________
(1) (التركماني) في الدرر الكامنة ج 3 رقم 179 " علي بن عثمان بن مصطفى المارديني الاصل علاء الدين بن التركماني..." وهذا هو علاء الدين مؤلف الجوهر النقي في الرد على البيهقي توفي سنة 750 وله أخ اسمه أحمد وهو من كبار أهل العلم ترجمته في الدرر الكامنة ج 1 رقم 511 وكان أبوهما أيضا من كبار الحنفية وتراجمهم وبعض أولادهم في الجواهر المضيئة.
(*)(1/458)
روى عنه عمر بن سعيد بن سنان المنبجي الحافظ، قال ابن مأكولا: ولعله الذي قبله والله أعلم.
ومحمد بن يونس بن مبارك التركي أبو عبد الله ومحمد بن يوسف بن التركي، روى عن محمد بن الحسن بن يسار وعن عيسى بن إبراهيم البركي حدث عنه عمر بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي.
وأبو موسى عيسى بن كوخ البغدادي التركي - ذكره أبو سعيد بن يونس وقال: قدم مصر وكتب عنه، توفي بمصر في جمادي الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة.
وأما أبو العباس أحمد بن عبيدالله بن أحمد بن محمد بن سلمة بن تركة البغدادي التركي نسب إلى جده تركة، وهو بغدادي حدث بمصر عن عبد الله بن الصقر السكري وأحمد بن سليمان الطوسي، وذكر عبد الغني بن سعيد الحافظ أنه كتب عنه وقال: ثقة مأمون.
وأبو صالح
منصور بن ايتمش التركي مولى الامير أبي الحسن نصر بن أحمد الساماني، يروي عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي وأبي حامد أحمد بن محمد بن بلال البزاز وغيرهما، حدث وروى عنه جماعة، وتوفي في شعبان سنة سبعين وثلاثمائة.
الترمذي: هذه النسبة إلى مدينة قديمة على طرف نهر بلخ الذي يقال له جيحون، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والمشايخ والفضلاء، والناس مختلفون في كيفية هذه النسبة بعضهم يقولون بفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوق، وبعضهم يقولون بضمها، وبعضهم يقولون بكسرها، والمتداول على لسان أهل تلك البلدة - وكنت أقمت بها اثني عشر يوما - بفتح التاء وكسر الميم، والذي كنا نعرفه قديما فيه كسر التاء والميم جميعا، والذي يقوله المتوقون (1) وأهل المعرفة بضم التاء والميم، وكل واحد يقول معنى لما يدعيه، والمشهور من أهل هذه البلدة من العلماء إسحاق بن إبراهيم بن جبلة بن باجويه الترمذي.
وأبو أحمد بن الحسن الترمذي.
ومن المشايخ أبو عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي.
وأبو بكر الوراق الترمذي، وجماعة كثيرة سواهم.
ومن القدماء خالد بن زياد بن جرو الازدي من أهل ترمذ، يروي عن نافع صحيفة مستقيمة هكذا قال أبو حاتم بن حبان، روى عنه قتيبة بن سعيد وحبش بن حرب البيكندي وأهل بلده، مات وهو ابن مائة سنة وكان على القضاء بترمذ.
وابنه عبد العزيز بن خالد كان على القضاء بمرو.
وأبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن شداد الترمذي الضرير أحد الائمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف كتاب الجامع والتواريخ والعلل تصنيف رجل عالم متقن، وكان يضرب به المثل في الحفظ والضبط، تلمذ لابي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وشارك معه في شيوخه مثل
__________
(1) في م وس " المفتون " وفي اللباب " المتنوقون " وفي معجم البلدان " المتأنقون ".
(*)(1/459)
قتيبة بن سعيد البغلاني وعلي بن حجر المروزي وهناد بن السري وأبي كريب محمد بن العلاء الكوفيين، ومحمد بن بشار ومحمد بن موسى الزمن البصريين، وعبد الله بن عبد الرحمن
الدارمي السمرقندي، وجماعة كثيرة من أهل العراقيين والحجاز، روى عنه محمد بن سهل الغزال وبكر بن محمد الدهقان وأبو النضر الرشادي وأبو علي بن الحرب (1) الحافظ وحماد بن شاكر النسفي وأبو العباس المحبوبي المروزي والهيثم بن كليب الشاشي، وتوفي بقرية بوغ سنة نيف وسبعين ومائتين إحدى قرى ترمذ.
وأبو عثمان سعيد بن خالد بن محمد بن مخلد بن خالد الترمذي، قدم بغداد حاجا وحدث بها عن عيسى بن أحمد العسقلاني، روى عنه أحمد بن جعفر بن الخلال ومحمد بن المظفر الحافظ.
وأبو محمد صالح بن محمد بن داود الترمذي العابد، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو محمد الترمذي العابد قدم نيسابور سنة خمس وأربعين وثلاثمائة فحدث عندنا مدة، ثم خرجنا إلى الحج فوجدته معنا في الطريق وأخذت عنه.
ثم مرض بمنى ولما ورد إلى مكة توفي بها ودفن بالطحاء وصليت عليه.
وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الفقيه الشافعي الترمذي من أهل ترمذ، كان فقيها فاضلا ورعا سديد السيرة، سكن بغداد وحدث بها عن يحيى بن بكير المصري ويوسف بن عدي وكثير بن يحيى وإبراهيم بن المنذر الحزامي ويعقوب بن حميد بن كاسب، روى عنه أحمد بن كامل القاضي وعبد الباقي بن قانع القاضي وعبد الرحمن بن سيما المجبر وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، وكان ثقة من أهل الفضل والعلم والزهد في الدنيا، وقال الدارقطني: هو ثقة مأمون ناسك، وروى عن محمد بن نصر الترمذي يقول: كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة وسمعت مسائل مالك وقوله ولم يكن لي حسن رأي في الشافعي، فبينا أنا قاعد في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة إذ غفوت غفوة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسألته عن الائمة إلى أن قلت يا رسول الله أكتب رأي مالك ؟ قال: ما وافق حديثي، قلت له: أكتب رأي الشافعي ؟ فطأطأ رأسه شبه الغضبان لقولي وقال: ليس هذا بالرأي، هذا رد على من خالف سنتي، فخرجت في إثر هذه الرؤيا إلى مصر فكتبت كتب الشافعي.
ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال: توفي أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي لاحدى عشرة ليلة خلت من المحرم سنة خمس وتسعين، وقيل كان مولده في ذي الحجة سنة مائتين، ولم يغير شيبه،
وكان قد اختلط في آخر عمره اختلاطا عظيما، ولم يكن للشافعيين بالعراق اريس منه ولا أشد ورعا وكان من أهل التقلل في المطعم على حال عظيمة فقرا وورعا وصبرا على الفقر، أخبرني
__________
(1) كذا ولم أعرفه وفي الرواة عن الترمذي كما في تهذيب المزي " أبو علي محمد بن محمد بن ابن يحيى القراب الهروي " فالله أعلم.
(*)(1/460)
إبراهيم بن السري الزجاج أنه كان يجري عليه أربعة دراهم في الشهر، وكان لا يسأل أحدا شيئا، وأخبرني محمد بن موسى بن حماد أنه أخبره أنه تقوت في بضعة عشر يوما أراه قال سبعة عشر يوما خمس حبات أو قال ثلاث حبات، قال قلت كيف عملت ؟ فقال لم يكن عندي غيرها فاشتريت بها لفتا فكنت آكل كل يوم واحدة.
وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن محمد بن يوسف السلمي الترمذي من أهل بغداد، ترمذي الاصل، فقيه عالم ثقة صدوق مكثر من الحديث مشهور بالطلب، رحل إلى الحجاز ومصر، سمع محمد بن عبد الله الانصاري وأبا نعيم الفضل بن دكين وقبيصة بن عقبة وإسحاق بن محمد الفروي وأيوب بن سليمان بن بلال وعبد العزيز بن عبد الله الاويسي وعبد الله بن مسلمة القعنبي وعارم بن الفضل وأبا صالح كاتب الليث ويحيى بن عبد الله بن بكير وأبا بكر عبد الله بن الزبير الحميدي، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وموسى بن هارون وجعفر بن محمد الفريابي وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي وأخرجا عنه في كتابيهما وأثنى عليه النسائي وقال: محمد بن إسماعيل الترمذي خراساني ثقة.
وقال غيره كان فهما متقنا مشهورا بمذهب السنة، ومات في شهر رمضان سنة ثمانين ومائتين ودفن عند قبر أحمد بن حنبل.
الترناوذي: بضم التاء ثالث الحروف وسكون الراء وفتح النون والواو وبينهما الالف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى ترناوذ وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو حامد بن عيسى المؤدب الترناوذي من هذه القرية، يروي عن أبي الليث نصر (1) بن الحسين ومحمد بن المهلب ويحيى بن جعفر، روى عنه أبو محمد عبد الله بن عامر بن أسد المستملي.
الترمساني: بضم التاء ثالث الحروف والميم، بينهما الراء الساكنة ثم السين المهملة المفتوحة وفي آخرها الالف والنون، هذه النسبة إلى ترمسان وظني أنها قرية من قرى حمص، منها أبو محمد القاسم بن يونس الترمساني الحمصي يروي عن عصام بن خالد وأبي المغيرة وعبد العزيز بن موسى البهراني وجنادة بن مروان، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بحمص وكان صدوقا (2).
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) قال المعلمي ترجمه هذا الرجل في كتاب ابن أبي حاتم ج 2 ق 2 رقم 1803 ووقع هناك " النرمقي " بالنون بدل الفوقية وكذا ضبط في التقريب ويشهد له أنه رازي وبالري قرية يقال لها (نرمه) وينسب إليها (النرمقي) راجع الاكمال بتعليقه 1 / 547 وعلق على نسختك منه هذه الفائدة.
على أنه لا مانع من أن يكون الصواب ما في القبس ويكون أصل هذا الرجل من ترمقان، ولا يدفع ذلك أنه كما في التهذيب قرشي لاحتمال أن يكون قرشيا بالولاء، والاشبه أنه بالنون والله أعلم.
(*)(1/461)
التروغبذي: بضم التاء والراء وسكون الواو والغين المعجمة وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى تروغبذ وهي قرية من قرى طوس على أربعة فراسخ، خرج منها جماعة من الزهاد والمحدثين، منهم أبو الحسن النعمان بن محمد بن أحمد بن الحسين بن النعمان الطوسي التروغبذي، كان ممن كتب الحديث الكثير بخراسان والعراق، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وببغداد أبا بكر محمد بن محمد بن الناغندي وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأقرانهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ: توفي قبل الخمسين والثلاثمائة.
الترياقي: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الراء وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما إلى عمل الترياق وهو شئ
ينفع من السموم ويدفعها، ومنهم سلامة بن ناهض المقدسي الترياقي، قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ فيما سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يذكر عنه وقال وبيتهم - يعني الترياقيين وسكتهم معروفة عندنا، منهم سلامة بن ناهض الترياقي، حدث عنه أبو القاسم الطبراني فقال: حدثنا سلامة بن ناهض المقدسي الترياقي.
وسلامة يروي عن هشام بن عمار الدمشقي.
والثاني ينسب إلى ترياق وهي قرية من قرى هراة، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن ثمامة الترياقي من أهلها، كان شيخا سديد السيرة يروي عن أبي القاسم إبراهيم بن علي بن عنبر الهروي وأبي محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي المروزي وغيرهما، كان شيخا سديد السيرة يروي عن أبي القاسم إبراهيم بن علي بن عنبر الهروي وأبي محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي المروزي وغيرهما، روى لنا عنه أبو الفتح (1) عبد الملك بن عبد الله الكروخي ببغداد وأبو جعفر حنبل بن علي السجزي بهراة، حدث بكتاب الجامع لابي عيسى إلا الجزء الاخير فإنه فاته وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة بهراة ودفن بباب خشك.
التريكي: بضم التاء وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الكاف هذه اللفظة تصغير الترك، وعرف بهذه النسبة أبو علي الحسن بن نصر بن الحسن الحنبلي الحربي يعرف بابن التريكي، سمع موسى بن عيسى السراج ومحمد بن محمد بن
__________
(1) في ك " أبو القاسم " ويأتي في رسم (الكروخي) " أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبد الله...".
(*)(1/462)
معاذ المقري ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي الدقاق، ذكره أبو بكر الخطيب وقال كتبت عنه شيئا يسيرا وكان صدوقا.
وأبو المظفر محمد بن أحمد الهاشمي الخطيب المعروف بابن التريكي (1).
__________
(1) (الترئي) في التوضيح عقب (التربي) بضم ففتح ما لفظه " والتربي بهمزة مكسورة بدل الموحدة والباقي كالذي قبله، نسبة إلى قرية قرب الكرخ، منها الفقيه أبو بكر محمد بن سعد بن أحمد بن تركان الترئي، تفقه ببغداد
على مذهب الشافعي، وروى عن نصر بن أحمد عن ابن البيع، وعنه أبو موسى المديني في معجمه، وكان شيخا يحكى من ورعه شئ عجب رحمه الله ".
(*)(1/463)
باب التاء والزاي التزيدي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وكسر الزاي بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى تزيد وهي بلدة باليمن ينسج فيها البرود، أنشدني أبو علي الحسن بن علي الآبي إملاء من حفظه لنفسه بمرو: أفي الحق أن ساد الورى سود خصية * يرون المعالي لبس كل جديد خنافس في وشى العراق فأنهم * قرود يزيد (1) في برود تزيد والمشهور بالانتساب إليها عمرو بن مالك التزيدي شاعر مجود وهو الذي يقول: وليلتنا بآمد لم ننمها * كليلتنا بميا فارقينا وأما أبو الحسن الدارقطني ذكر في كتاب المؤتلف في باب تزيد بالتاء في نسب الانصار تزيد بن جشم بن الخزرج منهم بنو سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد، منهم كعب بن مالك وجابر بن عبد الله وغيرهما ومعاذ بن جبل من بني أدي بن سعد أخي سلمة بن سعد.
قلت ويمكن أن ينسب لكل واحد منهم بالتزيدي.
قال الدارقطني: وفي قضاة تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، إليهم تنسب الثياب التزيدية، ويقال تنسب إلى تزيد بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وقيل تزيد بن عمران بن الحاف وهم حي في تنوخ لهم بأس (2).
__________
(1) أحسبه أراد يزيد بن معاوية لما اشتهر أنه كان له قرود.
(2) في اللباب " الحق بيد الدارقطني.
والقول ما قاله وقد وافقه على ذلك أئمة النسب كابن الكلبي وأبي عبيد وغيرهما من المتأخرين الامير أبو نصر بن ماكولا وغيره والله أعلم " قال المعلمي ولم يذكر (تزيد) على أنه اسم مكان لا في معجم البكري ولا معجم ياقوت.
(*)(1/464)
باب التاء والسين (1) التستري: بالتاء المضمومة المنقوطة من فوق بنقطتين وسكون السين المهملة وفتح التاء المعجمة أيضا بنقطتين من فوق والراء المهملة، هذه النسبة إلى تستر بلدة من كور الاهواز من بلاد خوزستان يقولها الناس شوشتر (2) وبها قبر البراء بن مالك رضي الله عنه الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لابره " منهم البارء بن مالك.
والمشهور بهذه النسبة من المشايخ الكبار أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله بن رفيع التستري الساكن بالبصرة صاحب كرامات وآيات صحب ذا النون المصري توفي سنة ثلاث وثلاثين (3) ومائتين وقيل سنة ثلاث وسبعين والله أعلم.
ومن المحدثين جماعة بهذه النسبة منهم أبو جعفر أحمد بن يحيى بن زهير التستري، كان مكثرا من الحديث معروفا مشهورا بالطلب سمع الحسن بن يونس بن مهران وأبا كريب محمد بن العلاء الهمداني وغيرهما، روى عنه أبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري - وقال في معجم شيوخه: أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الشيخ الصالح الحافظ تاج المحدثين: توفي بعد سنة عشر وثلاثمائة.
وأما أبو عبد الله أحمد بن عيسى بن حسان التستري من أهل مصر، نسب إلى تستر لانه كان يتجر إليها، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ومسلم بن الحجاج القشيري وغيرهم، وآخر من حدث عنه أبو القاسم البغوي ببغداد، وكان يروي الحديث عن مفضل بن فضالة المصري وضمام بن إسماعيل المعافري ورشدين بن سعد المهري وعبد الله بن وهب القرشي وأزهر بن سعد السمان وغيرهم، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وأبو سهل زياد بن الخليل التستري، قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن المنذر الحزامي ومسدد بن مسرهد وإبراهيم بن بشار وهارون بن سعيد الايلي،
__________
(1) (التسارسي) في معجم البلدان " تسارس بالفتح والسينان مهملتان، اخبرني الحافظ أبو عبد الله بن النجار قال
ذكر لي أبو البركات محمد بن أبي الحسن علي بن عبد الوهاب بن حليف (كذا) ان تسارس قصر ببرقة وأن أصل أجداده منه، روى أبو البركات عن السلفي، وكان أبوه أبو الحسن من الاعيان، مدحه ابن قلاقس، وله أيضا شعر، وهو الذي جمع شعر ابن قلاقس - واسمه أبو الفتح نصر الله بن قلاقس.
(2) في اللباب " ششتر ".
(3) كذا ومثله في اللباب والصواب " وثمانين ".
(*)(1/465)
روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، ومات بعسقلان في طريق المدينة قبل أن يدخل مكة في ذي القعدة سنة تسعين ومائتين.(1/466)
باب التاء والطاء التطيلي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى تطيلة وهي بلدة بالاندلس منها أبو مروان إسماعيل بن مؤمل (1) بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان بن داود بن نافع التطيلي اليحصبي، من أهل تطيلة من الاندلس من أهل العلم.
وأبو مروان عامر بن مؤمل (2) بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان بن داود بن نافع اليحصبي الاندلسي التطيلي حدث وتوفي في أيام عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بالاندلس.
__________
(1) كذا والصواب " موصل " كما في تاريخ ابن الفرضي ج 1 رقم 212 والجذوة رقم 304، وفي الاكمال " باب مؤمل وموصل - أما مؤمل بالميم بعد الواو فكثير، وأما موصل بالصاد المهملة فهو أبو مروان إسماعيل بن موصل بن إسماعيل...قاله ابن يونس...كذلك هو بخط الصوري - موصل - بصاد محققة مشددة مبهمة فالله أعلم ".
(2) في تاريخ ابن الفرضي ج 1 رقم 631 " عامر بن موصل بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان بن داود بن نافع اليحصبي من أهل تطيلة يكنى أبا مروان، سمع من يحيى بن عمر وغيره، وكان من أهل الزهد، توفي رحمه الله في صفر سنة
إحدى وتسعين ومائتين.
(*)(1/467)
باب التاء والعين التعاري: بفتح التاء ثالث الحروف والعين المهملة بعدها الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى تعار وهو إسم رجل نسب إليه سالم مولى أبي حذيفة وهو سالم مولي - بنت تعار قال ابن شهاب: سالم بن معقل مولي سلمى بنت تعار - قاله بالتاء، وقال إبراهيم بن المنذر إنما هو يعار، وقال مصعب بن الزبير: سالم مولى أبي حذيفة، وهو سالم بن معقل مولي ثبيتة بنت يعار الانصارية، وقال أبو طوالة: أعتقت سالما عمرة بنت يعار، وقال ابن إسحاق: سالم مولي امرأة من الانصار تدعى سلمى.
التعاويذي: بفتح التاء والعين المهملة وكسر الواو بعد الالف بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى " كتابة " التعاويذ، واشتهر بهذه النسبة أبو محمد المبارك بن المبارك السراج البغدادي المعروف بابن (1) التعاويذي، كان شيخا صالحا سديد السيرة يقعد في سوق الجوهريين ببغداد، وكان الناس يتبركون به، ولعل والده كان يرقي ويكتب التعاويذ، وهو من أصحاب الشيخ حماد الدباس سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القاري كتبت عنه أحاديث يسيرة وعلقت عنه بيتين من شعره أنشدناهما من لفظه لنفسه (2).
التعلمي: بفتح التاء ثالث الحروف وسكون العين المهملة واللام المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى التعليم وهم جماعة من الفرق النابغة المعروف بالباطنية والاسماعيلية، وإنما قيل لهم التعليمية لانهم يقولون في الوقائع التي لهم: الرجوع إلى التعليم من الامام، ويقولون لا حجة في العقليات ولابد من التعليم من المعلم المعصوم، ولا بد أن يكون في كل عصر إمام معصوم بحيث لا يجوز عليه الخطأ والزلة، يعلم غيره ما بلغه من العلم فقيل له التعليمي أو التعلمي لهذا والله أعلم.
__________
(1) من نسخ أخرى.
(2) في ك بياض نحو سطر، وإلى ابن التعاويذي هذا ينسب سبط ابن التعاويذي الساعر المشهور، وهو أبو الفتح محمد بن عبيد الله بن عبد الله الكاتب قال ابن خلكان في ترجمته " وهو سبط أبي محمد المبارك بن المبارك بن علي بن نصر السراج الجوهري الزاهد المعروف بابن التعاويذي، وإنما نسب إلى جده المذكور لانه كفله صغيرا ونشأ في حجره ".
(*)(1/468)
باب التاء والغين التغلبي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين وسكون الغين المعجمة وكسر اللام والباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى تغلب وهي قبيلة معروفة، وهي تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، وقيل إن بعض العرب نزل على رجل فقال للمضيف: من تكون ؟ قال: رجل من تغلب، فبعد ساعة تمثل الضيف بهذا البيت وكان غافلا: والتغلبي إذا تنحنح للقرى * حك استه وتمثل الامثالا فلما تنبه أن مضيفه من تغلب سقط في يده، فقال له التغلبي يا أخي لا تحزن، قد قلت كلمة مقولة.
والمشهور بهذه النسبة عبد الملك بن راشد التغلبي يروي عن المقدام (1) عن عائشة رضي الله عنها، روى عنه محمد بن حرب الابرش وأهل الشام.
وأوس بن ثريب التغلبي من التابعين، يروي عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، روى عنه حنظلة والد أبي طلق ويقال أوس بن ثويب.
وأبو الحسن علي بن عبد الاعلى بن عامر التغلبي (2) الاحوال من أهل الكوفة، يروي عن كثير بن زياد، روى عنه أبو بدر والكوفيون.
وسعيد بن زون التغلبي من أهل البصرة، يروي عن أنس رضي الله عنه، روى عنه محمد بن سعيد الاصبهاني يروي عن أنس رضي الله عنه الموضوعات التي لا أصول لها من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يحيى بن معين سعيد بن زون ليس بشئ.
والمسيب بن رافع التغلبي ويقال له الكاهلي
الاسدي، ذكر الغلابي عن ابن معين عن أبي بكر بن عياش قال: المسيب بن رافع من بني تغلب تزوج أبوه أمة من بني أسد فولدته فأعتقته بنو أسد.
وابنه العلاء بن المسيب يروي عن أبيه، روى عنه محمد بن فضيل وعبد الواحد بن زياد.
أبو عبد الله أحمد بن يوسف بن
__________
(1) هو المقدام بن معد يكرب، صرح به ابن أبي حاتم، واشتبه الحرف في الاستدراك فطبع في التعليق على الاكمال 1 / 530: " المقداد " كما وقع هناك " التعلبي " فأصلح ذلك في نسختك، وقد سقط هنا بعد المقدام " وعن أمه " وهو ثابت في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم وغيرهما، روى عبد الملك عن المقدام والمقدام صحابي، وروى عبد الملك أيضا عن أمه عن عائشة.
(2) الصواب في هذا أنه (ثعلبي) بالمثلثة والمهملة - راجع التعليق على الاكمال 1 / 528 ويأتي في هذا الكتاب ذكر أبيه عبد الاعلى في رسم (الثعلبي) وإثبات أنه ثعلبي نسبة إلى موضع اسمه الثعلبية.
(*)(1/469)
خالد بن سليمان بن يزيد بن دارة بن سنان بن طارق بن شهاب بن حنيف بن النعمان بن زيد بن مالك بن حرقة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل التغلبي، من أهل بغداد، حدث عن سليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم وعفان بن مسلم ومحمد بن سابق ورويم بن يزيد وأبي عبيد القاسم بن سلام والمسيب بن واضح وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ومكرم بن أحمد القاضي وجماعة، ومات في رجب سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن نصر بن الصباح بن عبد الله بن مالك بن طوق التغلبي البغدادي، سكن مصر وحدث بها عن أبي بكر بن مقسم النحوي وأحمد بن يوسف بن خلاد وأبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي شيئا يسيرا، وكان يذكر أنه سمع من أبي سهل بن زياد القطان وأبي بكر النقاش المقري ودعلج بن أحمد السجزي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وأبو عبد الله محمد بن ابن علي الصوري الحافظ، وقال حكي لنا من حفظه حكايات، قال: وكان شيخا حافظا للادب وتفقه على مذهب داود،
وكانت كتبه التي سمع منها ببغداد، فلم يحصل لنا عنه حديث مسند غير أحاديث يسيرة عن أبي بكر بن خلاد من مسند الحارث بن أبي أسامة.(1/470)
باب التاء والفاء التفاحي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد الفاء المفتوحة وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى تفاحة وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه وهو شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد العزيز بن إبراهيم بن تفاحة الازجي التفاحي من أهل بغداد، كان قد ناهز المائة سنة على ذميم الافعال وسوء السيرة، ذكره بعض أصحاب الحديث وقال: كان عشارا لا يحضر جمعة ولا جماعة مشتهرا بارتكاب المحظورات والكبائر، ذكر أنه سمع إسماعيل بن الحسن الصرصري وهلال بن محمد بن جعفر الحفار وغيرهما، وكان يذكر أيضا أنه سمع أبا القاسم عبيد الله بن أحمد بن علي الصيدلاني، وما كان له به أصل، سمع منه أبو القاسم مكي بن عبد السلام الرميلي وأبو محمد عبد الله أحمد السمرقندي الحافظ.
التفتازاني: بالتائين المنقوطتين باثنتين من فوقهما وبينهما الفاء والزاي بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى تفتازان وهي قرية كبيرة بنواحي نسا - في الجبل، خرج منها جماعة من العلماء قديما وحديثا، منهم أبو بكر عبيد الله بن إبراهيم التفتازاني، إمام فاضل عارف بالتفسير والقراآت والمذهب والاصول حسن الوعظ (مجموع له الفنون سمع بنيسابور أبا سعيد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي وغيرهما، سمعت منه أجزاء انتخبتها عليه بنسا وكانت ولادته.
وأبو إبراهيم محمد بن إبراهيم بن العلاء التفتازاني المعروف بالمقري النسوي، كان شيخ الصوفية ببلخ، وكان حسن الاخلاق متواضعا عفيفا سخي النفس، صحب الاكابر والمشايخ، سمع الحديث ببغداد من أبي علي بن البناء الحافظ، لقيته بمرو أولا ثم ببلخ، وكتبت عنه بها، وتوفي بها في أواخر سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
التفليسي: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وسكون الفاء وكسر اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى تفليس وهي آخر بلدة من بلاد أذربيجان مما يلي الثغر، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل بن بتون بن السري التفليسي، والده ممن سكن نيسابور، وولد أبو بكر بها، وكان ثقة صدوقا مكثرا من الحديث، سمع الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وأبا يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي(1/471)
وغيرهم، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، وأبو القاسم أحمد بن إبراهيم المقري بنيسابور، وأبو علي الحسين بن علي الشحامي بمرو، وجماعة كثيرة سواهم.
وأبو أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التفليسي من أهل تفليس، ورد بغداد وسمع بها وبغيرها من البلاد، وكان يرجع إلى فضل وتمييز، سمع أبا عبد الله محمد بن علي بن أحمد البيهقي ببيت المقدس، وأبا الحسن علي بن إبراهيم العاقولي بمكة، سمع منه علي بن محمد الساوي.
والحسين بن علي الفرضي، وروى لنا عنه أبو الحسن علي بن عبد الله (1) بن أبي جرادة الانطاكي بحلب وكانت وفاته بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
ومحمد بن بيان بن حمران المدائني التفليسي، أصله من تفليس، سكن بغداد، حدث عن أبيه وحماد بن زيد وعثمان البري ومروان بن شجاع الجزري وسعيد بن مسلمة الاموي وعبد الله بن حماد التفليسي والمعافي بن عمران وعبد العزيز بن خالد ويحيى بن نصر بن حاجب وأبي عبد الرحمن المقري، روى عنه أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي الكوفي.
__________
(1) مثله في رسم (جرادة) من الاستدراك كما نقلته في التعليق على الاكمال 1 / 73 وفيه النقل عن المؤلف ووقع هنا في م وس " عبيد الله ".
(*)(1/472)
باب التاء والكاف التكريتي: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الكاف وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها تاء أخرى مثل الاولى، هذه النسبة إلى تكريت، وهي بلدة كبيرة فيها قلعة حصينة على الدجلة على ثلاثين فرسخا من بغداد أقمت بها يوما واحدا في رحلتي إلى الموصل وسميت تكريت بهذا الاسم بتكريت بنت وائل أخت بكر بن وائل والقلعة التي بهذا الموضع بناها سابور بن اردشير بن بابك، ولما نزلت بها أردت أن أدخل القلعة فمنعت من دخولها، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم ميسور بن محمد بن ميسور التكريتي، حدث عن موسى بن إسحاق القاضي، روى عنه أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي وذكر أنه سمع منه بعكبرا.
ومنها أبو تمام كامل بن سالم بن الحسين بن محمد التكريتي الصوفي شيخ رباط الزوزني ببغداد، شيخ صالح كثير الخير قليل الاختلاط بالناس، صحب الشيخ أبا الوفاء أحمد بن علي الفيروزآبادي مدة، سمع معنا من مشايخنا، وكان سمع أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين الشيباني، سمعت منه شيئا يسيرا، وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، ودفن حذاء جامع المنصور.
التككي: بكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفتح الكاف وفي آخرها كاف أخرى، هذه النسبة إلى تكك وهي جمع تكة، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو عبد الله محمد بن حمدون بن مالك البغدادي التككي نزيل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ببغداد، وعلي بن العباس البجلي ومحمد بن الحسين الخثعمي بالكوفة، وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وكان من المشهورين بطلب الحديث والسماع ببغداد بالثروة واليسار، ثم إنه احتاج في هذه الديار وتغير فكان يورق في آخر عمره إلى أن توفي بنيسابور سنة خمسين وثلاثمائة.
وأبو محمد الحسن بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل التككي الازجي من أهل بغداد، شيخ صالح، سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز انتقاء عبد العزيز بن علي الازجي عليه، سمع منه جماعة وروى لي
عنه أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي بمرو.
والده أبو الحسن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل الكاتب يعرف بابن التككي سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا بكر محمد بن إسماعيل الوراق وأبا العباس بن مكرم العدل، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ فقال: كتبت عنه وكان ثقة، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ومات في أحد الربيعين من سنة أربعين وأربعمائة.(1/473)
باب التاء واللام (1) التلعفري: بفتح التاء المنقوطة باثنتين واللام وسكون العين المهملة وفتح الفاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى موضع بنواحي الموصل دخلتها في رحلتي إلى الشام وبت بها ليلة، وظني أنها كانت التل الاعفر (2) فخففوها وقالوا تلعفر (3).
التلعكبري: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون اللام وقيل بتشديدها فهو الاصح وضم العين المهملة وسكون الكاف وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى موضع عند عكبرا يقال له التل، والنسبة إليه التلعكبري، والمشهور بهذه النسبة أبو حفص عمر بن محمد التلعكبري، حدث بعكبرا عن هلال بن العلاء الرقي وغيره، قال أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخه: يعرف بالتلي، وكان ضريرا غير ثقة، بلغني عن الدارقطني أنه قال هذا.
قال الخطيب: مشهور بوضع الحديث.
وإنما كان هذا من تل محرى (4) وسكن عكبرا فنسب إليها جميعا له رواية عن هلال بن العلاء والله أعلم، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال: حدث عن الحسين بن السميدع الانطاكي، روى عنه أبو سهل محمود بن عمر العكبري (5).
التلمساني: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وكسر اللام وسكون الميم وفتح السين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى تلمسان وظني أنها من نواحي الشام (6) منها
__________
(1) (التلجي) ذكر في القبس رسم (التلي) بالفتح وقال تل عود قرية ببلخ..." ثم قال: " التلي بضم التاء قرية
ببلخ (منها) الحسن بن العلاء بن القاسم الدهقان روى له الماليني...ثم قال " التلجي - هذا والذي قبله سواء قال أبو سعد (الماليني) ينسب إلى تل: تلى، وتلجي، وإنما ذكرناه تنبيها عليه ".
(2) في معجم البلدان أن العامة تقول: تل أعفر، والخاصة تقول: تل يعفر.
كلمة تل مضافة إلى ما بعدها في الحالين.
(3) في معجم البلدان " ينسب إليها شاعر عصري مجيد مدح الملك الاشرف موسى بن أبي بكر " قال المعملي: الشاعر هو الشهاب أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مسعود الشيباني التلعفري، له ترجمة في فوات الوفيات 2 / 277 وغيره.
(4) تل مجرى موضع آخر ذكر في معجم البلدان وستأتي النسبة إليه.
ولم يذكر الخطيب تل عكبرا ولا تل محرى بل قال في نسب الرجل " التلعكبري " وأنه قدم عكبرا فيظهر من فحوى كلام أبي سعد هنا أنه لا يوجد موضع يقال له (تل عكبرا) وإنما يوجد في جهة عكبرا (تل محرى) فحدث أن هذا الرجل منه ثم سكن عكبرا فأخذت نسبته من إسمي البلدتين.
(5) (التلفيتي) ذكر في التوضيح وقال " بمثناة فوق مفتوحة وفاء مكسورة بعد اللام ثم مثناة تحت ساكنة ثم مثناة فوق مكسورة نسبة إلى قرية تلفيتا من قرى دمشق منها أبو بكر وعمر ابنا محمد بن أحمد التلقيتي الفامي.
(6) في نسخ أخرى بدلها " وهي مدينة كبيرة من مدن المغرب مشهورة " وفي اللباب كما في ك تم اعتراضه بقوله: " ليست = (*)(1/474)
أبو الحسين (1) خطاب بن أحمد بن خطاب بن خليفة بن عبد الله بن وليد بن أبي الوليد التلمساني كان شاعرا جيد الشعر، ورد بغداد في حدود سنة عشرين وخمسمائة (2).
التلهواري: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون اللام وفتح الهاء والواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مدينة بالعراق يقال لها تلهوارة، وما سمعت بهذه المدينة إلا في كتب أبي بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ الساكن بجنوجرد مرو، وقال: تلهوارة مدينة بالعراق، وقال: حدثنا أبو الحسين علي بن جامع الديباجي الخطيب بتلهوارة قال ثنا إسماعيل بن العباس بن محمد الوراق وأحمد بن حمران بن عبد العزيز بن حكيم بن شنيف بن عامر (3).
التلياني: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها واللام وفتح الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى تليان وهي من قرى مرو، منها حامد بن آدم التلياني المروزي، كان من أهل العلم نظر في الرأي وأسرف في الرواية عن عبد الله بن المبارك وغيره فاتهم - مع حفظه - فيه، وتبين غلطه فيها، وتكلموا فيه، وحدث عن الفضل بن موسى السيناني وأبي غانم يونس بن نافع المروزي أيضا، روى عنه يحيى بن ساسويه ومحمود بن محمد المروزي ومحمد بن عبدة ومحمد بن عصام وأحمد بن تميم المروزيون، ومات في سنة تسع وثلاثين ومائتين (4).
__________
= تلمسان من نواحي الشام وإنما (هي) من افريقية بين بجاية وفاس ".
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) (التلمسني) في معجم البلدان " تل منس - بفتح الميم وتشديد النون وفتحها وسين مهملة حصن قرب معرة النعمان بالشام...، وقال الحافظ أبو القاسم (بن عساكر): تل منس قرية من قرى حمص وينسب إليها المسيب بن واضح بن سرحان أبو محمد السلمي التل منسى الحمصي...، وقال أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي المهذب المعري في تاريخه: سنة 247 فيها قتل المتوكل ومات المسيب بن واضح التلمسني غرة محرم وعمره تسع وثمانون سنة ودفن في تل منس وكان مسندا وله عقب نحاس " والمسيب مشهور مترجم في كتاب ابن أبي حاتم ولسان الميزان وغيرهما.
(3) (التلوخي) رسمه القبس وقال " تلوخ من قرى جرجان منها محمد بن حماد المتطبب، روى له أبو سعد الماليني إجازة (بسنده) عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شهادة أفضل من عسقلان وقزوين وأوداجهم تقطر دما ".
(4) (التليدي) استدركه اللباب وقال: " بفتح التاء وبعد اللام ياء تحتها نقطتان ثم دال مهملة نسبة إلى تليد بن اليحمد بن حمي بن عثمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد - بطن من الازد ينسب إليهم السيد بن أنس...الازدي التليدي أمير الموصل أيام المأمون.
(*)(1/475)
التلي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد اللام، هذه النسبة إلى موضع
اسمها التل منها تل ماسح والمنتسب إليه القاسم بن عبد الله المكفوف من تل ماسح، يروي عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ حديث الرديف وذكر فيه قصة الاملاك (1) السبعة، قال أبو حاتم على الحديث، حدثناه عمر بن سعيد بن سنان بمنج ثنا القاسم بن عبد الله المكفوف، ولست أدري الحمل في هذا على القاسم هذا أو على سلم الخواص، على أني لست أشك أن ابن عيينة ما حدث بهذا في الدنيا قط وهذه قصة مشهورة لاحمد بن عبد الله الجويباري عن يحيى بن سلام الافريقي عن ثور بن يزيد، وقد سرقه من الجويباري عبد الله بن وهب النسوي فحدث به عن محمد بن القاسم الاسدي عن ثور بن يزيد قال حدثنيه محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل بنسا ثنا عبد الله بن وهب النسوي.
ومنصور بن إسماعيل الحراني التلي.
وابنه أحمد بن منصور حدثا جميعا عن مالك بن أنس وغيره، وهو منسوب إلى تل، قرية من قرى حران.
وأيوب بن سليمان الاسدي من أهل البليخ من تل محري وظني أنه من نواحي الرقة ذكر أن أيوب التلي سأل عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني - هكذا ذكره أبو علي محمد بن سعيد الحافظ في تاريخ الرقة، وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن زبير التلي الاسدي المعروف بابن التل الكوفي من أهل الكوفة نسب إلى جده، قدم بغداد وحدث بها عن أبيه، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وأبو حاتم الرازي وإبراهيم الحربي وموسى بن إسحاق الانصاري ومحمد بن إسحاق بن خزيمة والحسن بن عليل العنزي وعبد الله بن إسحاق المدائني وعلي بن العباس المقانعي ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن هارون بن المجدر.
والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي وأخوه أبو عبد الله القاسم وغيرهم، وقال النسائي: هو صدوق.
وقال أبو حاتم الرازي: عمر بن محمد بن الحسن يصحف فيقول: معاذ بن جبل، وحجاج بن فرافصة، وعلقمة بن مرثد (2) فقلت له أبوك لم يسلمك إلى الكتاب ؟ فقال كان لنا ضبنة اشغلنا عن الحديث.
وقال البخاري مات عمر بن محمد بن الحسن الاسدي الكوفي في شوال سنة خمسين ومائتين (3).
__________
(1) جمع ملك واحد الملائكة ولفظ الخبر " ان الله خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السماوات لكل سماء ملك قد جللها
تعظيما وجعل على باب كل سماء منهم بوابا يكتب الحفظة عمل العبد...حتى إذا بلغ سماء الدنيا فيقول الملك البواب...أنا ملك صاحب الغيبة...".
(2) والصواب معاذ بن جبل وحجاج بن فرافضة وعلقمة بن مرثد.
(3) (التلى) رسمه القبس وقال " التلي بضم التاء - تل قرية ببلخ (منها) الحسن بن العلاء بن القاسم الدهقان روى له الماليني (بسنده) عن أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في آخر الزمان أظهروا الزنا (بلا نقط) والبدعة، والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية لان من المعصية توبة وليس من البدعة توبة.
(*)(1/476)
باب التاء والميم التمار: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد الميم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بيع التمر، وكان جماعة يبيعونه، والمشهور به داود بن صالح التمار مولى الانصار، ويقال مولى أبي قتادة، يروي عن سالم بن عبد الله وأمه وأبيه، روى عنه أهل المدينة، وليس هو الذي يقال له داود بن أبي صالح أحسبه الذي روى عنه أبو عبد الله الشقري.
وأبو سعيد سفيان بن دينار الاحمري التمار العصفري كنية دينار أبو الورقاء يروي عن الشعبي ومصعب بن سعد، روى عنه عبد الرحمن بن مغراء وأبو أسامة.
وأبو حازم دينار التمار مولي بني رهم، وقد قيل مولي بني غفار، يروي عن البياضي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه محمد بن إبراهيم التميمي ومحمد بن عمرو بن علقمة.
وأبو بكر إسماعيل بن صالح الحلواني التمار يروي عن إسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن منصور وعلي بن بحر بن بري وأبي الربيع الزهراني وعبد الاعلى النرسي قال ابن أبي حاتم سمعت منه بحلوان، وهو صدوق.
وأبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار، كان أصله من نسا، سكن بغداد إلى حين وفاته، وكان يتجر في التمر، وكان متعبدا زاهد ورعا يعد من الابدال، سمع مالك بن أنس وسعيد بن عبد العزيز والحمادين وعبيد الله بن عمرو الرقي وكوثر بن حكيم وغيرهم، روى عنه أحمد بن منيع وأبو قدامة السرخسي وأبو حفص عمرو بن علي الفلاس ومحمد بن
المثني الزمن ومحمد بن إسحاق الصغاني وأبو زرعة وأبو حاتم الرازي ومسلم بن الحجاج القشيري في صحيحه وأبو القاسم البغوي وجماعة كثيرة، وكان ممن امتحن في فتنة خلق القرآن فأجاب فلما مات لم يصل عليه أحمد بن حنبل، وكان ذهب بصره في آخر عمره، ومات عن إحدى وتسعين سنة أول يوم من المحرم من سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وأبو علي محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن التمار الرازي، ورد بلاد ما وراء النهر، وكان يتولى عمل المظالم أيام الامير نوح بن نصر، يروي عن أبي شعيب الحراني ويوسف بن يعقوب القاضي وغيرهما، ومات بالشاش في ذي الحجة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
التمتامي: بفتح التاء وسكون الميم بين التاءين المنقوطتين على فوقهما باثنتين والالف بين الميمين، هذه النسبة إلى تمتام، وهو لقب محمد بن غالب البغدادي، والمنتسب إليه أبو محمد الحسن بن عثمان بن محمد بن عثمان التمتامي البغدادي ذكره أبو سعد الادريسي(1/477)
الحافظ في تاريخ سمرقند وقال: أبو محمد التمتامي البغدادي كان يحفظ، يذكر أنه حافد (1) محمد بن غالب بن حرب التمتام، كان يكتب في عصرنا عن شيخنا أبي جعفر البغدادي وأحمد بن محمد بن عبد الرزاق وغيرهما جماعة من أهل العراق، لم أرزق السماع منه وكتبت حديثه ممن هو أسند منه محمد بن أبي سعيد الحافظ السرخسي، وقال كتب عني أبو محمد التمتامي أحاديث بهز بن حكيم ثم ذهب فحدث بها عن مشايخي، وكان يخلط.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: أبو محمد التمتامي البغدادي، كان يحفظ وليس بالمعتمد في المذاكرة والتحديث، فإنه حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن الباغندي وعبد الله بن إسحاق المدائني وعبد الله بن زيدان البجلي بأحاديث منكرة لا يتابع عليها، قدم علينا نيسابور سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة فبقي عندنا يحدث ويسمع إلى سنة ثلاث وأربعين ثم خرج إلى ما وراء النهر وبلغني أنه توفي باسبيجاب سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وقال أبو سعد الادريسي أنه مات بالشاش سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وتمتام الذي نسب إليه هو أبو جعفر محمد بن
غالب بن حرب الضبي التمار من أهل البصرة المعروف بالتمتام، سكن بغداد وحدث بها عن عفان بن مسلم وعبد الله بن مسلمة القعنبي ومسلم بن إبراهيم وقبيصة بن عقبة وأبي نعيم الفضل بن دكين وأبي غسان النهدي وغيرهم من العراقيين، وكان كثير الحديث صدوقا حافظا ثقة، روى عنه أبو بكر بن الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو عمرو بن السماك وأبو جعفر بن البختري وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبو سهل بن زياد القطان وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وخلق سواهم، وكانت ولادته في سنة ثلاث وتسعين ومائة، ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
التميمي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الميمين المكسورتين، هذه النسبة إلى تميم، والمنتسب إليها جماعة من الصحابة والتابعين وإلى زماننا هذا، وسمعان الذي ننتسب نحن إليه بطن من تميم أيضا (2) وثم تميم آخر وهو تميم بن مرة (3) والمشهور بالانتساب إليه أبو الفضل ورقاء (بن أحمد بن ورقاء) بن مبشر بن
__________
(1) في نسخ أخرى " حدفد " كذا.
(2) في نسخ أخرى " من تميم الانصار " وربما كان كذا في نسخة المؤلف لانه رحمه الله لم يتقن هذا الفصل.
وفي اللباب قال وسمعان الذي ننتسب نحن إليه بطن منهم وممن ينسب إليهم أبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن عبد الله التميمي المعروف بحسينك...سمع منه الحاكم أبو عبد الله.
(3) كذا، وكذا حكاه اللباب عن هذا الكتاب ثم حقق ذلك بقوله: " قال (السمعاني): وثم تميم آخر وهو تميم بن مرة - بإثبات الهاء -.
وذكر ذلك عن أبي نعيم وابن مردويه، وهما إمامان فاضلان، ولا أشك أن النسخة كان فيها غلط من الناسخ فظنه السمعاني تميما آخر " وسيأتي " النقل عن أبي نعيم وابن مردويه.
(*)(1/478)
عتيق التميمي، قال أبو نعيم الاصبهاني وذكره في كتابه: هو من ولد تميم بن مرة، أصبهاني.
وذكر بعض الناس أنه من ولد مبشر بن ورقاء الذي كان قاضي أصبهان وروى عنه محمد بن بكير وعامر بن إبراهيم وأبو محمد بن حيان إن شاء الله، قلت وهو تميم بن مرة (1) بن
اد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وذكره أبو بكر بن مردويه فقال هو (2) من ولد تميم بن مر يكنى أبا الفضل، روى عن أحمد بن يونس الضبي.
وأبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة واسمه زاهر بن يزيد بن عدي بن السائب بن شماس بن حنظلة بن عامر بن الحارث بن مرة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مرة بن اد بن طابخة التميمي من أهل بغداد، سمع علي بن عاصم ويزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء وهاشم بن القاسم وروح بن عبادة ومحمد بن عمر الواقدي وهوذة بن خليفة وعفان بن مسلم وعبيد الله بن موسى وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن جرير الطبري وأبو بكر بن سلمان النجاد وأبو بكر الشافعي وأبو بكر بن خلاد وأبو العباس النضري المروزي، وكان ثقة، ولد في شوال سنة ست وثمانين ومائة، ومات يوم عرفة من سنة ثنتين وثمانين ومائتين.
وأما تميم مجاشع فمنهم أبو العلاء الخصيب بن المؤمل بن محمد بن سلم بن علي بن سلم بن العباس بن الخصيب التميمي، من أهل بغداد، كان فاضلا مليح الشعر غير أنه كان متشعيا غاليا فيه، سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز وغيره، قرأت عليه جزءا من حديث أبي حفص الكتاني بروايته عن أبي النقور عنه، وكانت ولادته في شوال سنة تسع وخمسين وأربعمائة وتوفي ببغداد في المحرم سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وأبو أحمد الحسين بن علي بن محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن الفضل بن عبد الله بن قطاف بن حبيب بن خديج بن قيس بن نهشل بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم التميمي المعروف بحسينك بن أبي الحسن بن أبي عبد الرحمن، ومن قال حسينك بن منينة فإن منينة أم أبي عبد الرحمن وهي منينة بنت رجاء بن معاذ، ومن قال: حسينك بن متكان فإن متكان كانت أم أبيه أبي الحسن وهي متكان بنت سليمان بن سليط، وقيل لم يعرف بنيسابور مثل
__________
(1) كذا، وكذا في ظن المؤلف كما مر والصواب (مر) وهو بغاية الشهرة قال امرؤ القيس: تميم بن مر وأشياعها * وكندة حولي جميعا صبر وقال آخر:
فأما تميم تميم بن مر * فألفاهم القوم روبى نياما وأمثال ذلك كثير وإلى تميم بن مر هذا ينسب التميميون من الصحابة والتابعين.
وإلى زماننا هذا الا ما شذ كما يأتي فهو الذي بدأ به المؤلف وهو الذي زعم أنه آخر.
(2) هكذا في النسخ وهو الموافق للصواب كما مر لكن في اللباب أن المؤلف حكى عن ابن مندويه (مرة) كما سبق.
(*)(1/479)
منية ومتكان من النساء في النسب والثروة والمروة، وأكثر آثار نيسابور منوطة بأبي منينة.
وكان حسينك تربية أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وجاره الادنى وفي حجره من حين ولد إلى أن توفي الامام أبو بكر، وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وكان الامام إذا تخلف عن مجالس السلاطين بعث بالحسين نائبا عنه، وكان يقدمه على جميع أولاده ويقرأ له وحده ما لا يقرؤه لغيره، سمع بنيسابور أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج، وببغداد عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وبالكوفة عبد الله بن زيدان البجلي ومحمد بن الحسين الخثعمي، وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو عثمان سعيد بن محمد (1) وجماعة آخرهم أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور، وقال: حسينك التميمي، كان يحكي الامام أبا بكر بن خزيمة في وضوئه وصلاته فإني ما رأيت من الاغنياء أحسن طهارة وصلاة منه، ولقد صحبته قريبا من ثلاثين سنة في الحضر والسفر وفي الحر والبر (2) وما رأيته ترك صلاة الليل، وكان يقرأ كل ليلة سبعا من القرآن ولا يفوته ذلك، وكانت صدقاته دائمة في السر والعلانية فيعيش بمعروفه جماعة من أهل العلم والستر، ولما وقع الاستنفار لطرسوس دخلت عليه وهو يبكي ويقول: قد دخل الطاغي ثغر المسلمين طرسوس وليس في الخزانة ذهب ولا فضة، ثم باع ضيعتين نفيستين من أجل ضياعه بخمسين ألف درهم وأخرج عشرة من الغزاة المطوعة الا جلاد بدلا عن نفسه، وما أعلم أنه خلا رباط فراوة قط عن بديل له بها فارس شهم للنيابة عن نفسه.
ولد أبو أحمد التميمي
سنة ثمان وثمانين ومائتين، وتوفي صبيحة يوم الاحد الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وأوصي أن يغسله أبو الحسن الفقيه الحاتمي ويصلي عليه أبو أحمد الحافظ وأن يلحد له لحدا وينصب عليه اللبن نصبا، وأن لا يبني فوق قبره.
وأبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثني التميمي الاستراباذي العنبري من أهل إستراباذ، قيل هو كذاب يروى عن أبيه، وأبوه أبو الحسن من الكذابين أيضا، له رحلة إلى الشام والعراق والحجاز، ويروي عن شيوخ كثيرة مثل أبي عبد الله محمد بن إسحاق الرملي وابن كرمون الانطاكي، روى عنه ابنه أبو سعد وأبو حاجب محمد بن إسماعيل بن كثير الاستراباذي وهو آخر من روى عنه فيما أظن، قال أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي:
__________
(1) في م وس " سعيد بن عثمان البحري " كذا والصواب إن شاء الله " سعيد بن عثمان البحيري " أنظر التعليق على الاكمال 1 / 465.
(2) مثله في تاريخ بغداد وهو المناسب للحال ووقع في م وس " البحر والبر ".
(*)(1/480)
أبو سعد الاستراباذي التميمي كذاب، وأبوه كذاب أيضا، يروي عن أبي بكر الجارودي، وكان هذا الجارودي يروي عن يونس بن عبد الاعلى وطبقته الذين ماتوا بعد الستين ومائتين، فروى أبو الحسن بن المثني عنه عن هشام بن عمار فكذب عليه ما لم يكن يجترئ أن يكذب هو بنفسه، ولا يحل الرواية عنه إلا على وجه التعجب.
قال أبو سعد: ولد والدي بآمل وأصله من البصرة، عاش أظنه مائة وإحدى عشرة سنة كما سمعت، قرأ الفقه على أبي إسحاق المروزي وشاهد أبا بكر بن مجاهد المقري وأبا الحسن الاشعري ونفطويه وغلام ثعلب وأبا بكر الشبلي وغيرهم من أئمة العلماء، وتوفي باستراباذ في رجب سنة أربعمائة.
وابنه أبو سعد التميمي حدث عن أبيه وشافع بن محمد بن أبي عوانة الاسفرايني وأبي العباس الضرير الرازي وأبي سعد بن أبي بكر الاسماعيلي وأبي عبد الله بن البيع الحافظ وأبي عبد الرحمن السلمي وأبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي وغيرهم، روى عنه
عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وأحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظان، قال الخطيب: قدم علينا بغداد حاجا سمعت منه بها حديثا واحدا مسندا منكرا.
وذكره النخشبي في معجم شيوخه فقال: أبو سعد بن المثني التميمي، وفي التميمي نظر، شيخ كذاب بن كذاب يقص ويكذب على الله وعلى رسوله ويجمع الذهب والفضة، لم يكن علي وجهه سيما الاسلام، دخلت على الشيخ أبي نصر عبيد الله بن سعيد السجزي العالم بمكة فسألته: عنه فقال هذا كذاب ابن كذاب، لا يكتب عنه ولا كرامة، تبينت ذلك في حديثه وحديث أبيه يركب المتون الموضوعة على الاسانيد الصحاح، ونعوذ بالله من الخوذلان.
وقال أبو بكر الخطيب بعد أن روى حديثا وبيتين من الشعر عنه عن طاهر الخثعمي عن الشبلي ثم قال: هذا جميع ما سمعت من أبي سعد ببغداد، ولم يكن موثوقا به في الرواية ثم لقيته ببيت المقدس عند عودي من الحج في سنة ست وأربعين وأربعمائة فحدثني عن جماعة وسألته عن مولده فقال: ولدت باسفراين في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
ومات ببيت المقدس في المحرم سنة ثمان وأربعين وأربعمائة (1).
__________
(1) وفي هذيل تميم بن سعد بن هذيل من ولده جماعة من الصحابة وغيرهم منهم عبد الله بن مسعود وأهل بيته، ولا أحسبه يقال في واحد من ولد تميم هذا (التميمي) والله أعلم.
وفي اللباب " فاته نسب أبي عبد الله محمد بن زكريا بن تميم التميمي النيسابوري نسب إلى جده سمع محمد بن رافع وأبا سعيد الاشج وغيرهما، سمع منه أبو عمرو المستملي وغيره.
وفاته أيضا نسب أبي الفضل عبد الملك بن سعد بن تميم التميمي الاسد اباذي، سمع أبا عثمان المحتسب الاصبهاني وغيره.
وفاته نسب عبد الخالق بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر بن تميم بن عنبر التميمي الهمذاني - كل هؤلاء ينسبون إلى أجدادهم ".
(*)(1/481)
باب التاء والنون التنبوكي: بفتح التاء وسكون النون وضم الباء الموحدة في آخرها الكاف بعد الواو، هذه النسبة إلى تنبوك، وظني أنها قرية بنواحي عكبرا من العراق منها أبو القاسم نصر بن علي
التنبوكي العكبري كان من الوعاظ سمع أبا علي الحسن بن شهاب العكبري، سمع منه هبة الله بن المبارك السقطي (1).
التنجي: بضم التاء ثالث الحروف وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى تنج، هو إسم لبعض أجداد أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن القاسم الوراق التنجي من أهل بغداد يعرف بابن تنج حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ روى عنه أبو الحسين أحمد بن علي بن التوزي وكان وراقا بباب الطاق يبيع الكتب ولم يكن عنده إلا شئ يسير عن ابن عقدة، ومات في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة (2).
التنعي: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون النون وفي آخرها العين، هذه النسبة إلى بني تنع وهم بطن من همدان أكثرهم نزلوا الكوفة قاله أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ شيخنا والمشهور بالنسبة إليهم أبو قيلة (3) عياض بن عياض بن عمرو بن جبلة بن هانئ بن بقيل البقيلي التنعي، يروي عن أبيه عن أبي مسعود رضي الله عنه، حديثه
__________
(1) (التنبي) رسمه القبس وقال: " تنب قرية بحلب منها الحسين بن يزيد المفسر (التنبي) روى له الماليني (في التبصير: روى عنه أبو طاهر الكرماني شيخ أبي سعد الماليني): كنت بالمسجد..." ذكر حكاية.
وفي معجم البلدان " تنب بالكسر ثم الفتح (وفي تكملة الصابوني وتبعه التوضيح أن النون مكسورة أيضا) والتشديد وباء موحدة، قرية كبيرة من قرى حلب منها أبو محمد عبد الله بن شافع بن مروان بن القاسم المقري التنبي العابد، سمع بحلب مشرف بن عبد الله الزاهد وأبا طاهر عبد الرزاق بن إبراهيم بن قاسم الرقي وأبا أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التفليسي، روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن (أبي) جرادة الحلبي أفادنيه هكذا القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة.
(2) (التنسي) رسمه القبس وقال " تنس (بفتح أوله وثانيه مخففا كما يعلم من معجم البلدان وغيره) مدينة على البحر بساحل إفريقية، منها أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن [ التنسي دخل الاندلس وسكن مدينة الزهراء يروي ] عن وهب بن مسرة الحجاري (من أهل وادي الحجارة) وأبي علي البغدادي (القالي) وكان يفتي بجامع الزهراء، وتوفي صدر شوال سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ".
(3) مثله في اللباب وغيره وضبطه ابن ماكولا وغيره.
(*)(1/482)
عند سلمة بن كهيل.
وأبو السكن حجر بن عنبس التنعي، حدث عن علي رضي الله عنه، روى عنه سلمة بن كهيل.
والعيزار بن جرول التنعي.
وعمير بن سويد التنعي الحضرمي الكوفي، يروى عن زيد بن أرقم.
وأخوه عامر بن سويد التنعي، يروي عن (عبد الله بن عمر، روى عنه جابر الجعفي.
ومحمد بن عمير بن سويد التنعي، يروي عن أبيه.
وسلمة بن كهيل التنعي.
قال أبو علي الغساني: هو منسوب إلى تنعة وقال أبو علي الغساني الحافظ: تنعة قرية فيها برهوت وبرهوت بئر حكاه أبو عبيد عن الكلبي، وقال أبو الحسن الدارقطني: تنعة هو بقيل الاكبر بن هانئ بن عمرو بن ذهل بن شرحبيل بن حبيب بن عمير بن الاسود بن الضبيب بن عمرو بن عبد بن سلامان بن الحارث من حضرموت.
التنكتي: بضم التاء وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها تاء أخرى، هذه النسبة إلى تنكت ! وهي مدينة من مدن الشاش من وراء نهر جيحون وسيحون، خرج منها جماعة من أهل العلم مثل أبي الليث نصر بن الحسن بن القاسم بن الفضل التنكتي، ويقال له أبو الفتح أيضا، من أهل تنكت، رحل إلى بلاد المغرب وأقام ببلاد الاندلس مدة يسمع ويسمع (1) وكان من مشاهير التجار المؤثرين (2) المشهورين بفعل الخير وأعمال البر، اشتهر برواية كتاب الصحيح لمسلم بن الحجاج بالعراق ومصر والاندلس عن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي ورأى العز ولقي بالاكرام مورده من بلاد الغرب سمع بنيسابور أبا الفتح ناصر بن الحسن بن محمد العمري (3) وأبا حفص عمر بن مسرور الماوردي وأبا بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي وبمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطفال وأبا إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني، وبالاسكندرية أبا علي الحسين بن محمد بن عمرو بن المعافي وأبا محمد عبد الواحد بن الحسين بن علي بن أبي مطر المعافريين، وبتنيس أبا محمد عبد الشاكر بن عبيد الله بن علي الزيادي وأبا الحسين أحمد بن محمد بن
أحمد بن الوراق، وببلنسية المغرب أبا العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري وبصور أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وبالطرابلس أبا منصور عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر، وبالاهواز أبا نصر أحمد بن سلام الشيرازي وطبقتهم، سمع منه جماعة من القدماء، وسكن في آخر عمره بنيسابور، وله في الجامع خيرات من السقاية وغيرها (4) روى
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) في اللباب والمعجم " المكثرين ".
(3) والذي في اللباب النسخ الثلاث والقبس ومعجم البلدان " ناصر بن الحسن بن محمد العمري ".
(4) في م وس " السقاية لابن نغويا العدل بواسط وأبو منصور أبي وغيرهما " وهذا من جنس ما تقدم أعني أن ناسخا قديما = (*)(1/483)
لنا عنه أبو القاسم (بن السمرقندي وأبو القاسم العكبري و عبد الخالق بن يوسف ببغداد وأبو السعادات بن نغوبا العدل بواسط وأبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي بنيسابور وسمعت أبا البركات عبد الله بن محمد الفراوي يقول سمعت والدي يقول سمعت نصر بن الحسن الشاشي يقول: ركبت البحار إلى أن وصلت إلى موضع في البحر فرأيت صورة من الحجر أو غيره مرتفعة عن الماء وله يد معوجة مكتوب عليها: لا تجاوزني فإن النمل تأكلك.
وكانت ولادته التنكتي في سنة ست وأربعمائة وتوفي في ذي القعدة سنة ست وثمانين وأربعمائة بنيسابور ودفن بمقبرة الحيرة.
التنوخي: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وضم النون المخففة وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى تنوخ وهو إسم لعدة قبائل اجتمعوا قديما بالبحرين وتحالفوا على التوارز والتناصر وأقاموا هناك فسمعوا تنوخا، والتنوخ الاقامة، وقال أبو العلاء المعري يصف الثلج: أتانا في الولادة وهو شيخ * فأزرى بالشباب وبالشيوخ وقال أريد عندكم تنوخا * فقلت أصبت أنا من تنوخ
وجماعة منهم نزلت معرة النعمان وأكثرهم كانوا فضلاء علماء، وأبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أسحم بن أرقم بن النعمان بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم الله - وهو تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان ابن عمران بن إلحاف بن قضاعة التنوخي المعري من أهل معرة النعمان، كان حسن الشعر، جزل الكلام، فصيح اللسان، غزير الادب، عالما باللغة حافظا لها، صنف التصانيف الكبار وأملاها من حفظه، وكان ضريرا عمي في صباه، وكان يتزهد ولا يأكل اللحم ويلبس خشن الثياب، وصنف كتاب في اللغة وقيل أنه عارض سورا من القرآن، وحكي عنه حكايات مختلفة في اعتقاده حتى رماه بعض الناس بالالحاد وشعره المعروف بسقط الزند سائر مشهور، سمع الحديث اليسير وحدث به، روى عنه أبو القاسم علي بن بن المحسن التنوخي القاضي وأبو الخطاب العلاء بن حزم الاندلسي وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الانباري وأبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي وجماعة كثيرة سواهم وحكي تلميذه
__________
= سبق نظره إلى ما يأتي فأدرج قوله ابن نغوبا العدل بواسط وأبو منصور " هنا خطأ ثم علم عليها العلامة المعروفة (لا - إلى) فجاء الناسخ الآخر فكان غاية فهمه أن غير كلمة (وغيرها).
(*)(1/484)
أبو زكريا التبريزي أنه كان قاعدا في مسجده بمعرة النعمان بين يديه يقرأ عليه شيئا من تصانيفه قال: وكنت قد أقمت عنده سنين ولم أر واحدا من أهل بلدي فدخل معنا صفة المسجد بعض جيراننا للصلاة فرأيته وعرفته وتغيرت من الفرح، فقال لي أبو العلاء أي شئ أصابك (1) فحكيت له أني رأيت جارا لي بعد أن لم ألق أحدا أهل بلدي منذ سنين، فقال لي قم وكلمه، فقلت له حتى أتمم السبق، فقال: قم، أنا أنتظرك، فقمت وكلمته بلسان الاذربية شيئا كثيرا إلى أن سألت عن كل ما أردت، فلما رجعت وقعدت بين يديه قال لي: أي لسان هذا ؟ قلت: هذا لسان أهل أذربيجان، فقال: ما عرفت اللسان ولا فهمته غير أني حفظت
ما قلتما، ثم أعاد علي لفظا بلفظ ما قلنا، وجعل جاري يتعجب غاية العجب ويقول: كيف حفظ شيئا لم يفهمه ! وكانت ولادته في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ومات يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر ربيع الاول سنة تسع وأربعين وأربعمائة بمعرة النعمان.
وأبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي - واسم أبي الفهم داود بن إبراهيم بن تميم بن جابر بن هانئ بن زيد بن عبيد بن مالك بن مريط بن سرح بن نزار بن عمرو بن الحارث بن صبيح بن عمرو بن الحارث بن عمرو - وهو أحد ملوك تنوخ الاقدمين - بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن إلحاق بن قضاعة التنوخي، ولد أبو القاسم هذا بأنطاكية في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ومائتين وقدم بغداد في حداثته وتفقه بها على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، وكان قد سمع الحديث من الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني صاحب مسدد ومن أحمد بن خليد الحلبي صاحب أبي اليمان الحمصي والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الانطاكي والحسين بن عبد الله القطان الرقي ومحمد بن حصن الالوسي وأبي بكر بن الباغندي وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ونحوهم، وكان يعرف الكلام في الاصول على مذاهب المعتزلة، ويعرف النجوم وأحكامها معرفة ثاقبة، ويقول الشعر الجيد وله ديوان مجموع، وولي القضاء بالاهواز وسائر كورها وتقلد قضاء ايذج وجند حمص من قبل المطيع لله وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها أبو حفص بن الآجري وأبو القاسم بن الثلاج، ومات بالبصرة في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، ودفن في الغد في تربة اشتريت له بشارع المربد.
وحفيده أبو القاسم علي بن المحسن بن علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن كيسان النحوي وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وأبا القاسم
__________
(1) في نسخ أخرى " ما أصابك ".
(*)(1/485)
عبد الله بن إبراهيم الزبيبي وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز وخلقا كثيرا من طبقتهم، ذكره
أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وقال: كتبت عنه وسمعته يقول: ولدت بالبصرة في النصف من شعبان سنة سبعين وثلاثمائة، وكان قد قبلت شهادته عند الحكام (1) في حداثته، ولم يزل على ذلك مقبولا إلى آخر عمره، وكان متحفظا في الشهادة محتاطا صدوقا في الحديث، وتقلد قضاء نواح عدة منها المدائن وأعمالها ودرزنجان والبردان وقرميسين، قلت: روى لنا عنه أبو محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد الكثير، وكانت له عن التنوخي إجازة صحيحة، مات في المحرم سنة سبع وأربعين وأربعمائة ببغداد.
والقاضي أبو البيان محمد بن أبي غانم عبد الرزاق بن عبد الله بن المحسن بن عبد الله بن محمد بن عمرو بن سعيد بن محمد بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحارث بن ربيعة بن أنور بن أرقم بن أسحم (2) بن الساطع وهو النعمان بن عدي بن عبد غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم الله وهو تنوخ بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن إلحاق بن قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قطحان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح النبي صلوات الله عليه، التنوخي المعري قاضي حمص، كان فاضلا عالما من بيت العلم والحديث، أبوه وجده وجد أبيه وعمه وعم أبيه كلهم فضلاء شعراء من مفاخر الشام، سمع أباه أبا غانم، لقيته بحمص وكتبت عنه الحديث والشعر الكثير لسلفه إملاء وقراءة، وكانت ولادته بعد سنة سبعين وأربعمائة ومات بعد سنة أربعين وخمسمائة إن شاء الله.
ومن القدماء أبو محمد بن عبد العزيز التنوخي الدمشقي من أهل دمشق، كان من العلماء الثقات المكثرين، يروي عن الزهري ومكحول، روى عنه الثوري والوليد بن مسلم ومحمد بن ربيعة وغيرهم، وكان أبو مسهر الغساني يقدم سعيد بن عبد العزيز على الاوزاعي، وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالشام رجل أصح حديثا من سعيد بن عبد العزيز، وسعيد والاوزاعي عندي سواء وقال الوليد بن مزيد البيروتي، كان الاوزاعي إذا سئل عن مسألة وسعيد بن عبد العزيز حاضر قال سلوا أبا محمد، قال العباس فظننا إنما كان يفعل ذلك لسن سعيد بن عبد العزيز حتى سألت أبا مسهر عن سنهما فقال سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول: ولد الاوزاعي قبل أن
يجتمع أبواي، قال العباس إنما فعله تعظيما.
قال أبو حاتم فيما حكي ابنه عنه: لا أقدم بالشام بعد الاوزاعي على سعيد بن عبد العزيز أحدا، والاوزاعي أكبر منه.
__________
(1) في نسخ أخرى " الحاكم " كذا.
(2) في نسخ أخرى.
" اثور بن أسحم بن أرقم " وكذا تقدم في نسب أبي العلاء، وتقدم عن بعض المراجع خلافه.
(*)(1/486)
التنوري: بفتح التاء ثالث الحروف وضم النون بعدهما الواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى " التنور " وعملها وبيعها، والمشهور بهذه النسبة أبو معاذ أحمد بن إبراهيم الحمري الجرجاني يعرف بالتنوري من أهل جرجان حدث عن إسماعيل بن إبراهيم الجرجاني، روى عنه الامام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وقال كتبت عنه في الصغر ولم أدخل عنه في المصنفات، ولم يكن بشئ.
ومحمد بن عمرو التنوري بن بنت عبد الوارث، يروي عن محمد بن فضيل وعبد الله بن إدريس وعبد الله بن داود الخريبي وروح بن عبادة، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: لا بأس به.
التنيسي: تنيس بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوق وكسر النون المشددة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين غير المعجمة، بلدة من بلاد ديار مصر في وسط البحر والماء بها محيط، وهي كور من الخليج، وسميت بتنيس بن حام بن نوح، وهي من كور الريف، كان بها ومنها جماعة من المحدثين والعلماء، منهم أبو زكريا يحيى بن حسان التنيسي الشامي، أصله من دمشق، سكن تنيس، يروي عن سليمان بن بلال والليث بن سعد، روى عنه الامام الشافعي وأهل الشام ومصر، ومات سنة ثمان ومائتين وأحمد بن عيسى الخشاب التنيسي يروي عن عمرو بن أبي سلمة وعبد الله بن يوسف، روى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، يروي عن المجاهيل الاشياء المناكير وعن المشاهير الاشياء المقلوبة، لا يجوز الاحتجاج بما انفرد به من الاخبار.
وعبد الله بن يوسف التنيسي هو كلاعي من أهل دمشق روى الموطأ عن مالك، وكان من العلماء، روى عنه البخاري في الصحيح.
وعمرو بن أبي سلمة أبو حفص
التنيسي مولى بني هاشم، قال أبو سعيد بن يونس صاحب تاريخ المصريين: هو من أهل دمشق، قدم مصر الحديث ورحل إلى خراسان وأدرك بعض مشايخنا، لقيته بهراة وسمع مني وسمعت منه حديثين أو ثلاثة، وخرج هاربا من فتنة الغز، وتوفي بآمل طبرستان في سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة.
وأما أبو عمرو عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي التنيسي، أصله من سمرقند وهو وأهل بيته كلهم يسكنون بتنيس، حدث عن أحمد بن شيبان الرملي ومحمد بن عبد الحكم القطري وأبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي ونحوهم، وكانت له سماعات صحاح في كتب أبيه، وكان ثقة وعلت سنه، توفي بتنيس في شعبان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وبشر بن بكر التنيسي من القدماء يروي عن الاوزاعي وجرير وأبي بكر بن أبي مريم، روى عنه عبد الله بن وهب والحميدي ودحيم وسعيد بن أسد، قال ابن أبي حاتم سئل أبي عنه فقال: ما به بأس، وسئل أبو زرعة عنه فقال: ثقة.
التنين: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد النون المكسورة وبعدها الياء(1/487)
المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذا لقب أبي إسحاق إبراهيم بن المهدي بن المنصور أمير المؤمنين، أمه شكلة نسب إليها، وكانت سوداء، وكان شديد السواد عظيم الجسم يلقب التنين لذلك، ولد في سنة اثنتين وستين ومائة وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين وقيل في سنة ثلاث وعشرين بسر من رأى، كان من أحس الناس غناء وأعلمهم به، وهو شاعر مطبوع مكثر - قال ذلك المرزباني (1).
__________
(1) (باب التاء والهاء) (428 - التهامي) رسمه في القبس وقال " ينسب كذلك أبو الحسن علي بن محمد (التهامي) شاعر مجيد ومحسن فريد جزل المعاني سهل المباني، له في رثاء ابنه قصيدان مشهوران، يتداولهما أهل الآداب ويتذا كرهما أولو الالباب إحداهما أولها: أبا الفضل طال الليل أم خانني صبري ؟ * فخيل لي أن الكواكب لا تسري قصيد حسن نحو ثمانين بيتا، والثانية أولها:
حكم المنية في البرية جاري * ما هذه الدنيا بدار قرار (*)(1/488)
باب التاء والواو التواسي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها السين المهملة، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه التواسي يروي عن خلف بن عمرو العكبري روى عنه أبو الحسن يحيد بن محمد بن يحيد قال أبو عبد الله الحميدي الحافظ، قال لنا القاضي أبو طاهر السلماسي إن الصواب النواسي بفتح النون وتشديد الواو وهم مشهورون بناحية نشوى ينسبون إلى جد لهم يقال له أبو نواس بفتح النون، وهو من شيوخ أبي الحسن يوسف القاضي.
التوبني: بضم التاء وفتح الباء الموحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى توبن وهي قرية من قرى نسف، منها الامير (1) الدهقان أبو بكر محمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر بن محمد بن العباس بن عبد الله بن العباس بن أسيد التوبني من أهل هذه القرية، سمع أبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي وغيره، مات في المحنة بكمسرة (2) قرية عند خزار وحمل إلى توبن فدفن بها في سنة ثمانين وثلاثمائة.
وأبو الفضل جعفر بن محمد بن العباس التوبني دهقان توبن مولي أمير المؤمنين، يقال له جعفر الكبير، هو الذي نزل قرية توبن فأعقب بها، سمع أبا عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري الجامع الصحيح، ووجدوا سماع أبي طلحة منصور بن علي بن مزبنة دهقان بزدة بخط جعفر بن محمد الكبير على ظهر الجامع، وبذلك صح عند بعضهم سماعه حتى صارت إليه الرحلة وهو آخر من روى عنه الجامع.
قال أبو العباس المستغفري رأيت صك جعفر بن محمد الدهقان بإيقافه سك ديزه على أولاده، وتاريخ الصك في سنة ثمان وسبعين ومائتين فعلمت أن وفاته كانت بعد هذا التاريخ.
التوثي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الثاء المنقوطة بثلاث، هذه
النسبة إلى توث وهي قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها، خرجت إليها مرارا عدة وبت بها ليالي، والمشهور بالانتساب إليها أبو الفيض بحر بن عبد الله بن بحر التوثي، قال
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان وغيرهما ووقع في ك " الامين ".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان ووقع في م وس " ثمان ".
(*)(1/489)
ابن ماكولا مروزي من قرية التوث من تلامذة أبي داود سليمان بن معبد السنجي كان كثير الادب.
وأبو الفيض كان كثيرا في الادب والعلم.
وأبو الصلت جابر بن يزيد التوثي من قرية التوث ممن له معرفة، ولي الوادي أيام عمر بن عبد العزيز وكان له ابن يقال له الصلت، روى عن الصلت ابنه العلاء ورافع بن أشرس، روى عن العلاء الحسين بن حريث (1) ومحمد بن أحمد بن حباب التوثي من قرية التوث.
وأبو يوسف أحمد بن محمد بن يوسف التوثي ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه، وقال: كان أحد الصالحين والعباد.
وقد يقال لهذه القرية توذ بالذال أيضا.
وقرية أخرى من قرى إسفراين على منزل منها إذا خرجت إلى جرجان يقال لها التوث أيضا بت بها ليلة منصرفي من العراق، وكان بها شيخ كبير يقال له أبو القاسم علي بن طاهر بن محمد التوثي، كان حسن السيرة جميل الامر، سمع ببغداد من أبي محمد الحسن بن علي الجوهري، روى عنه أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمداني الحافظ، توفي بتوث إسفراين في جمادى الآخرة سنة ثمانين وأربعمائة، ولقيت ابن بنته أبا يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى التوثي بهذه القرية، وكان فقيها صالحا ورعا، روى لنا عن أبي علي نصر الله بن أحمد الخشامي وأبي بكر عبد الغافر بن محمد بن الحسين الشيرويي، كتبت عنه، قدم علينا مرو في سنة ثمان وثلاثين وتوفي بتوث في سنة نيف وأربعين وخمسمائة.
والتوثة محلة كبيرة بالجانب الغربي من بغداد منها أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زيد الانماطي التوثي كان يسكن محلة التوثة، سمع أبا القاسم عمر بن جعفر بن أسلم الختلي، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: كتبت عنه شيئا
يسيرا، وكان صدوقا، ومات في سنة سبع عشرة وأربعمائة.
التوجي: بفتح التاء ثالث الحروف والواو المشددة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى " توج "، وهو موضع عند بحر الهند مما يلي فارس، ويقولون لها توز، والثياب التورية نسبت إليها، منها أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد بن مردشاذ (2) السيرافي ثم التوجي، كان معلم الصبيان، سمع أبا بكر حميد بن محمد بن أحمد بن (3) خراذرخت السيرافي، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وقال كان يعلم بسيف توج ساحل بحر فارس، وقال سمعت منه بفرضة سيف توج.
__________
(1) هكذا في الاكمال وهو الصواب ووقع في ك " حرب " وفي م وس " حرث ".
(2) مثله في اللباب وغيره وتحرف الاسم في م وس.
(3) من ك ومثله في اللباب وغيره.
(*)(1/490)
التوذيجي: بضم التاء ثالث الحروف ثم الذال المعجمة المكسورة بعد الواو وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى " توذيج " وهي قرية من نواحي الروذبار من وراء نهر سيحون، منها أبو حامد أحمد بن حمزة بن محمد بن إسحاق بن أحمد المطوعي الروذباري، سكن سمرقند، حدث عن أبيه حمزة بن محمد التوذيجي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ وأبو بكر محمد بن محمد بن علي الزهري وغيرهما، خرج إلى باتكر قلعة على طرف جيحون مما يلي ترمذ وتوفي بها في الثاني عشر من شهر رمضان سنة ست وعشرين وخمسمائة.
التوذي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى توذ، وهي قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها بقرب وذار، ومن هذه القرية محمد بن إبراهيم بن الخطاب التوذي الورسنيني، كان يسكن ورسنين قرية بمسرقند أيضا فانتقل عنها إلى توذ وسكنها، يروي عن العباس بن الفضل بن يحيى الندبي ومحمد بن غالب
وأحمد بن بكر السمرقنديين، روى عنه أبو جعفر محمد بن المكي النوائي.
وابنه أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم التوذي، كان من فقهاء أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وكان مشهورا بالمناظرة معروفا بالجدل، سكن سمرقند ومات بها بأخرة، يروي عن أبي إبراهيم الترمذي، روى عنه محمد بن محمد بن سعيد السمرقندي النوائي (1).
التوركي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى تورك وهي سكة ببلخ، والمنتسب إليه يوسف بن مسلم التوركي الكوسج، رأى سفيان الثوري، روى عنه أبو مقاتل وخلف بن أيوب.
التوزي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وتشديد الواو وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى بعض بلاد " فارس " وقد خففها الناس ويقولون: الثياب التوزية، وهو مشدد، وهو توج، والمشهور بهذه النسبة جماعة كثيرة.
وأبو يعلى محمد بن الصلت التوزي من أهل البصرة، يروي عن ابن عيينة والدراوردي حدثنا عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، قال أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات: أبو يعلى التوزي من أهل البصرة، أصله من توز من فارس.
وأبو حفص عمر بن موسى البغدادي التوزي حدث عن عفان وعاصم بن علي
__________
(1) (التوراني) ذكره ابن نقطة وقال " بضم التاء وسكون الواو وفتح الراء وبعد الالف نون فهو سعد بن الحسن أبو محمد التوراني القروضي الحراني، له شعر حسن، دخل إلى خراسان سمع منه السمعاني أبو سعد والعليمي وتأخرت وفاته فتوفي ببغداد في ذي القعدة من سنة ثمانين وخمسمائة.
(*)(1/491)
ونعيم بن حماد، روى عنه ابن مخلد وأبو بكر الشافعي وعمر بن جعفر بن سلم.
ومحمد بن يزداذ التوزي، حدث عن لوين، حدث عنه أبو القاسم الطبراني.
وأبو إسحاق إبراهيم بن موسى صاحب التوزي، يعرف بالجوزي، حدث عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وبشر بن الوليد الكندي وعبد الاعلى النرسي ونحوهم، روى عنه أبو علي بن الصواف وغيره.
وموسى بن هارون التوزي، حدث بسر من رأى عن إسحاق بن أبي إسرائيل وعبد الوارث،
روى عنه ابن لؤلؤ.
وأبو الحسين أحمد بن علي بن الحسن بن التوزي القاضي، سمع أبا الحسين بن المظفر الحافظ وخلقا كثيرا بعده، وكان مكثرا ثقة.
وأبو بكر أحمد بن العباس بن مرداس التوزي الخطيب بشيراز عن أبي حفص عمر بن داود التوزي وهو شيخ نبيل ورع من أهل السنة والجماعة، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن الشيرازي، ومات في صفر سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
التوسكاسي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الواو والسين المهملة وفتح الكاف وفي آخرها السين الاخرى، هذه النسبة إلى توسكاس، وهي على فرسخ من سمرقند، منها أبو عبد الله التوسكاسي السمرقندي، يروي عن يحيى بن يزيد السمرقندي، روى عنه بكر بن محمد الفقيه الورسيني (1).
التوماثي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الميم بعد الواو الساكنة وفي آخرها الثاء المنقوطة بثلاث، هذه النسبة إلى توماثا، وهي قرية عند برقعيد، وهي من الجزيرة من ديار بكر، والمشهور بالانتساب إليها صاحبنا ورفيقنا أبو العباس الخضر بن ثروان بن أحمد بن أبي عبد الله التغلبي التوماثي، مقرئ فاضل وأديب مفلق حسن الشعر كثير المحفوظ عالم بالنحو ضرير البصر، لقيته أولا ببغداد في المسجد المعلق وسمعنا غريب الحديث لابي عبيد عن الشيخ أبي منصور بن الجواليقي والامام أبي الحسن بن الآبنوسي، ثم لقيته بنيسابور ومرو غير مرة وسرخس وبلخ، وكتبت عنه من شعره وشعر غيره شيئا كثيرا، أنشدني الخضر بن ثروان التوماثي إملاء بنيسابور لنفسه: وذي سكر نبهت للشرب بعد ما * جرى النوم في أعطافه وعظامه
__________
(1) (التوقاتي) ذكره الذهبي في المشتبه قال " والتوقاتي - بمثناتين " (بينهما الواو والقاف والالف) نسبة إلى توقات مدينة من أرض الروم " زاد في التبصير " قال الذهبي: إنسان صوفي أم بالسمساطية مدة كنت أراه " وفي المتأخرين " لطف الله بن حسن التوقاتي الرومي له مؤلفات توفي سنة 904 " راجع أعلام الزركلي 6 / 107.
(*)(1/492)
فهب وفي أجفانه وصب الكرى * وقد لبست عيناه ثوب مدامة (1) التوءمة: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وهمز الواو (2) وفي آخرها تاء أخرى بعد الميم المعروف بها صالح مولى التوءمة وهي بنت أمية بن خلف الجمحي لها صحبة، وهي التي نسب صالح مولى التوءمة إليها، والتوءمة كانت معها أخت لها في بطن فسميت تلك باسم وسميت هذه التوءمة، قال أبو حاتم بن حبان: صالح بن نبهان مولى التوءمة، والتوءمة بنت أمية بن خلف القرشي، عداده في أهل المدينة والتوءمة هي أخت ربيعة بن أمية بن خلف، وهو الذي يقال له صالح بن أبي صالح مولى أم سلمة، يروي عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم، روى عنه ابن أبي ذئب والناس، تغير في سنة خمس وعشرين ومائة - جعل يأتي بالاشياء التي تشبه الموضوعات عن الائمة الثقات، واختلط حديثه الاخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك، وتكلم فيه مالك بن أنس، وكان يحيى بن معين يقول: صالح مولى التوءمة قد كان خرف قبل أن يموت فمن سمع منه قبل أن يختلط فهو ثبت، قال أبو زرعة الرازي: هو صالح بن أبي صالح نبهان وكنية نبهان أبو صالح، مولى التوءمة ويكنى هو بأبي محمد، مولى بنت أمية بن خلف القرشي، روى عن أبي هريرة وابن عباس وزيد بن خالد، روى عنه عمارة بن غزية وأبو الرباب وزياد بن سعد وسفيان الثوري وابن جريج وابن أبي ذئب وعمر بن صالح، وسئل مالك عن صالح مولى التوءمة فقال: ليس بثقة، وسئل سفيان بن عيينة: هل سمعت من صالح مولى التوءمة شيئا ؟ فقال: نعم هكذا وهكذا وهكذا وأشار بيديه وسمعت منه ولعابه يسيل - يعني من الكبر - وما علمت أحدا من أصحابنا يحدث عنه لا مالك بن أنس ولا غيره: قال ابن عيينة: لقيته وهو مختلط.
التومني: بضم التاء ثالث الحروف وسكون الواو وفتح الميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى تؤمن، وظني أنها من قرى مصر والله أعلم، منها أبو معاذ التومني، وهو رأس الطائفة المعروفة بالتومنية، وهم فرقة من المرجئة زعموا أن الايمان ما عصم من الكفر وهو إسم لخصال إذا تركها التارك أو ترك خصلة منها كان كافرا، فتلك الخصال التي يكفر بتركها أو
ترك خصلة منها إيمان ولا يقال للخصلة منها إيمان ولا بعض إيمان، وكل كبيرة لم يجمع المسلمون على أنها كفر يقال لصاحبها فسق ولا يقال له فاسق على الاطلاق.
التونسي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوق وضم النون وفي آخرها السين المهملة،
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان " مرامه ".
(2) الصواب: وسكون الواو تليها همزة مفتوحة.
(*)(1/493)
هذه النسبة إلى تونس وهي مدينة بالمغرب من بلاد إفريقية والمشهور بالنسبة إليها أبو يزيد شجرة بن عيسى - وقيل ابن عبد الله - المغربي التونسي قاضي تونس، روى عن مالك بن أنس، ولا يصح ذلك، وإنما يحدث عن عبد الملك بن أبي كريمة ونحوه، حدث عنه أحمد بن إسحاق الخناصري وذابل بن شداخ الوعلاني الاخميمي وعبد الرحمن بن الخليل التونسي وغيرهم، توفي بالمغرب في جمادي الاولى سنة اثنتين.
وستين ومائتين هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس.
وعثمان بن أيوب المعافري التونسي، حدث عن بهلول بن عبيدة التجيبي، روى عنه يحيى بن محمد بن خشيش.
وحاتم بن عثمان المعافري التونسي أبو طالوت، يحدث عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ومالك بن أنس - قاله أبو سعيد بن يونس، روى عنه داود بن يحيى.
وعلي بن زياد العبسي التونسي من أهل تونس، يكني أبا الحسن، يروي عن الثوري ومالك، وهو الذي أدخل المغرب موطأ مالك وجامع الثوري، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
التونكثي: بضم التاء ثالث الحروف بعدها الواو ثم النون الساكنة وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى تونكث، وهي قرية من قرى الشاش، منها أبو جعفر حم بن عمر البخاري التونكثي من أهل بخارا سكن تونكث، يروي عن أبي عبد الرحمن حذيفة بن النضر ومحمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو منصور محمد بن جعفر بن محمد بن حنيفة الايلاقي التونكثي، ومات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
التوني: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى " تون " وهي بليدة عند قاين يقال لها تون قهستان، خرج منها جماعة من الائمة والعلماء، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد التوني القايني، وكان فقيها مدرسا مناظرا تفقه بأصبهان على عبد الله بن أبي الرجاء وعلق التعليقة على ناصر المروزي وورد خراسان وسكن هراة، وتوفي بهراة في رجب سنة تسع وخمسين وأربعمائة.
وأحمد بن العباس التوني، حدث عن إسحاق بن أبي إسحاق التوني وغيره.
وأبو طاهر إسماعيل بن عبد الله بن أبي سعد التوني خادم مسجد عقيل شيخ جلد مستور، سمع أبا علي الخشنامي وإسماعيل بن عبد الغافر وغيرهما، سمعت منه وقتله الغز بنيسابور في شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وثم توني آخر وهو إلى تونة، وهي جزيرة في بحر تنيس منها سالم بن عبد الله التوني، يروي عن عبد الله بن لهيعة - قاله أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخ المصريين، وقال: له أهل بيت يعرفون بتنيس، وقد رأيت من حديثه.
وعمر بن أحمد التوني، حدث عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ الاصبهاني.(1/494)
التويكي: بضم التاء ثالث الحروف وكسر الواو وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى " تويك " وهي سكة معروفة بمرو وقيل إن أول مقبرة دفن فيها المسلمون بمرو مقبرة سكة تويك، منها أبو محمد أحمد بن إسحاق السكري التويكي كان رجلا صالحا (1).
التويي: بضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفتح الواو والياء المشددة المنقوطة باثنتين من تحتها بعدها، هذه النسبة إلى قرية من قرى همذان يقال لها توي، والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر الفقيه التويي من أهل همذان، حدث عن أبي عمر بن حيويه البغدادي وأبي الحسين الخفاف النيسابوري وأبي عمرو أحمد بن أبي الفراتي وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ.
__________
(1) (التويلي) استدركه اللباب وقال " بضم التاء وفتح الواو وبعدها ياء تحتها نقطتان وآخره لام، هذه النسبة إلى توبل بن عدي بن جناب بن هبل - بطن من كلب بن وبرة، منهم الربيع بن زياد بن سلامة بن قيس بن تويل الكلبي التويلي، كان فارسا شاعرا، وهو فارس العرادة كان ينيخها فيركبها مثل البعير، وقتل في خلافة عثمان رضي الله عنه ".
(*)(1/495)
باب التاء والياء (1) التيركاني: بكسر التاء ثالث الحروف والياء الساكنة والراء (والكاف المفتوحتين ثم النون في آخرها هذه النسبة إلى " تيزكان " وهي قرية من قرى مرو منها أبو عبد الله محمد بن عبد ربه بن سليمان بن نميلة المروزي التيركاني)، يروي عن محمد بن شجاع والحسن بن محمد البلخي، روى عنه عبد الله بن محمود وأبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي، ومات سنة خمس ومائتين (2).
التيماوي: بفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوق بعدها ياء ساكنة منقوطة بنقطتين من تحتها والميم والالف بعدها واو، هذه النسبة إلى " تيماء " وهي بليدة في بادية تبوك (3) إذا خرجت من خيبر إليها وهي على منتصف الطريق من الشام، قال أبو محمد الخازن من قصيدة: وتارة تنتحي نجدا وآونة * شعب العقيق (4) وطورا قصر تيماء ومنها حسين بن إسماعيل التيماوي، يروي عن درباس، روى عنه أحمد بن سليمان، وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
التيمكي: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الميم وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى تيم (5) وهو خان في صف الكرابيسين بسمرقند، فاشتهر بهذه النسبة أبو عبد الرحمن محمد بن إبراهيم بن مردويه بن الحسين
__________
(1) (التيتي) بفوقيتين مكسورتين بينهما تحتية ساكنة، ذكر في المشتبه وقال " الامير شمس الدين محمد بن
الصاحب شرف الدين ابن التيتي الاديب، حدثنا عن ابن المقير والنشتبري، وزر أبوه بماردين، وله النظم والنثر.
ومنصور بن أبي جعفر الكشمهيني يلقب بالتيتي، كتب عنه أبو سعد السمعاني ".
(2) (التيرمرداني) في معجم البلدان " تيرمردان بليد بنواحي فارس...، ومنها كان الظهير الفارسي وهو أبو المعالي عبد السلام بن محمود بن أحمد (التيرمرداني) كان فقيها مجودا وحكيما معروفا وفيلسوفا ولي التدريس في المصؤل..." ذكر موته سنة 526.
(3) في نسخ أخرى " بلده من بلاد تبوك ".
(4) في حفظي " الغوير " وذكر العقيق في البيت الذي قبله: يوم بجزوي ويوم بالعقيق وبال * عذيب يوم ويوم بالخلبصاء (5) مثله في اللباب وغيره.
(*)(1/496)
الكرابيسي التيمكي، يروي عن يعقوب بن يوسف اللؤلؤي وجابر بن مقاتل بن حكيم الازدي وأبي عبد الله محمد بن الوضاح البزاز وأحمد بن عبيدالله النرسي ومحمد بن يونس الكديمي ومحمد بن سليمان الباغندي الواسطي وغيرهم، روى عنه روى الله بن إبراهيم القهستاني وعمر بن عبد الرحمن بن محمد الخرططي المروزي، وغيرهما ومات في ربيع الاول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
التيملي: بفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الميم وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى " تيم الله (1) بن ثعلبة "، وهذه قبيلة مشهورة، منها جماعة منهم أبو الحسن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال بن غياث بن مشرفة بن منيح بن غياث بن طحن التيملي البغدادي من أهل مصر، سمع القاضي أبا عبد الله بن المحاملي ومحمد بن مخلد وإبراهيم بن محمد بن بطحا وعمر بن محمد بن أحمد بن هارون العسكري وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي الصوري والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة جعفر القضاعي وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال
المصريان وغيرهم، وجميع ما حدث بمصر جزء واحد فيه أربعة مجالس عن المحاملي وابن مخلد وإبراهيم بن محمد بن بطحا وشيخ آخر وأوراق من حديث المحاملي عن يوسف بن موسى، وكانت وفاته بمصر في ذي القعدة سنة ثمان وأربعمائة.
وأبو الطيب محمد بن الحسين بن جعفر بن المفضل بن أدهم بن بكير بن سعد بن سعيد بن الحارث التيملي النخاس الكوفي، قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن زيدان البجلي وعلي بن العباس المقانعي وإسحاق بن محمد بن مروان وغيرهم، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد الازهري وقال: قدم التيملي بغداد في سنة ست وسبعين وثلاثمائة فكتب الناس عنه ثم رجع إلى الكوفة، وكان ثقة يتشيع: قال العتيقي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو الطيب بن النخاس بالكوفة في شهر ربيع الآخر، ثقة مأمون صاحب أصول حسان.
ووالد السابق ذكره أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد التيملي من تيم الله بن ثعلبة، ولد ببغداد وأقام بها دهرا طويلا، ثم انتقل إلى مصر فسكنها آخر عمره، وحدث بها عن محمد بن عيسى بن هارون الجسار وغيره، روى عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي وكان ثقة، وذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وأبو محمد هشام بن
__________
(1) في اللباب أنه يقال أيضا تيم اللات وهو ابن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفضى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
وانظر ما يأتي في رسم (التيمي).
(*)(1/497)
محمد بن أحمد بن علي بن هشام التميلي الكوفي من أهل الكوفة، سمع ببغداد أبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وذكره في التاريخ فقال: أبو محمد التيملي الكوفي، قدم بغداد عدة دفعات وآخر ما دخلها قبل سنة عشر وأربعمائة، وكان يسمع معنا في ذلك الوقت من أبي الحسن بن الصلت وابن رزقويه وأبي الحسين بن بشران، ثم خرج إلى الكوفة وأقام بها دهرا طويلا إلى أن علت سنه وحدث، وكان قد سمع الكثير وكتب وله أدني فهم وتصور،
وكنت قد سمعت منه ببغداد حديثا واحدا، ومات في جمادي الاولى من سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة بالكوفة.
التيمي: بفتح التاء المنقوطة من فوق بنقطتين وفتح الياء المنقوطة من تحت بنقطتين والميم بعدها بتحريك الحرفين الاولين، وهذه النسبة إلى تيم، وهو بطن من غافق ممن كان بمصر، والمشهور بهذه النسبة أبو مسعود الماضي بن محمد بن مسعود التيمي الغافقي، يروي الموطأ عن مالك، روى عنه أبو محمد عبد الله بن وهب المصري.
أخبرنا أبو الخير الاصبهاني إجازة مشافهة أنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني إذنا أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ سمعت أبا سعيد عبد الرحمن بن يونس المصري يقول: كان الماضي بن محمد وراقا يكتب المصاحف، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة.
التيمي: هذه النسبة إلى " قبائل " اسمها تيم وهم تيم اللات بن ثعلبة، وتيم الرباب وهم من بني عبد مناة بن اد بن طابخة، وتيم ربيعة (1)، وتيم بن مرة (2)، فأما تيم اللات يقال لهم تيم الله، والمشهور بالنسبة إليها حجاج بن حسان التيمي من تيم الله بن ثعلبة من ربيعة، وهو الذي يقال له العائشي والعيشي، من أهل البصرة، يروي عن عكرمة و عبد الله بن بريدة،
__________
(1) في ربيعة تيم الله - ويقال تيم اللات بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفعى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وقد تقدم هنا وفي (التيميلي).
وابن أخيه تيم بن شيبان بن ثعلبة، منهم كما في اللباب الاخضر وشميط ابنا عجلان التيميان الشيبانيان، وابن أخيه الآخر تيم بن قيس بن ثعلبة، ذكر في القاموس وجمهرة ابن حزم ص 300 وذكر من ذريته بني مطروح بقرطبة وساق نسبهم.
(2) وفي اللباب أيضا تيم بن النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة ينسب إليه الافلج - أو الاقلح - أنظره في الاكمال 1 / 103.
وفي اللباب تيم بن ثعلبة بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن قطرة بن طئ إياهم عني امرؤ القيس بقوله: آخر حشا امرئ القيس بن حجر * بنو تيم مصابيح الظلام منهم الحارث بن النعمان بن قيس بن تيم له بلاء عظيم في قتال المرتدين ".
(*)(1/498)
روى عنه يحيى بن سعيد القطان ويزيد بن هارون والبصريون.
ومن تيم الله ولاء أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات مولي بني تيم الله من ربيعة، من أهل الكوفة، يروي عن حمران بن أعين عن أبي الطفيل، روى عنه وكيع وأهل الكوفة، وكان من علماء أهل زمانه بالقراءات، وكان من خيار عباد الله عبادة وفضلا وورعا ونسكا، مات سنة ست وخمسين ومائة.
وأما تيم الرباب فمنها وائل بن مهانة التيمي من أهل الكوفة، قال ابن حبان: هو من تيم الرباب من أهل الكوفة، يروى عن ابن مسعود رضي الله عنه، روى عنه ذر الهمداني.
وأبو إبراهيم يزيد بن شريك بن طارق التيمي من تيم الرباب، وهو والد إبراهيم من التابعين أيضا، يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عداده في أهل الكوفة، روى عنه جواب بن عبد الله التيمي.
وابنه أبو أسماء إبراهيم بن يزيد، يروي عن أنس رضي الله عنه روى عنه الحكم وسلمة بن كهيل، مات سنة ثنتين وتسعين، وكان عابدا صابرا على الجوع الدائم، وقيل مات في حبس الحجاج بواسط سنة ثلاث، وكان قد طرح عليه الكلاب تنهشه.
وأما تيم بن مرة فهو أبو عبد الله وقيل أبو بكر محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبدالعزي بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، التيمي القرشي المدني، كان من سادات القراء لا يتمالك البكاء إذا قرأ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم إخوة ثلاثة أبو بكر ومحمد وعمر، يروي محمد عن جابر وابن الزبير رضي الله عنهم، روى عنه مالك والثوري وشعبة والناس، مات في ولاية مروان بن محمد سنة ثلاثين ومائة وقد نيف على السبعين، وكان يصفر لحيته ورأسه بالحناء.
ومنها تيم ربيعة منهم أبو بشر يحيى بن حفص بن عمر بن عباد التيمي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من تيم ربيعة من أهل سرخس، يروي عن ابن عون، روى عنه ابن المبارك وأبو عاصم النبيل، مات بسرخس قبل ابن المبارك وزار ابن المبارك قبره.
والمنتسب إلى تيم ولاء أبو محمد معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي مولى بني مرة، من أهل البصرة، يروي عن أبيه وحميد وعاصم، روى عنه ابن المبارك وأهل
العراق، وكان مولده سنة ست أو سبع ومائة ومات في المحرم سنة سبع وثمانين ومائة.
وأبوه أبو المعتمر سليمان بن طرخان التيمي مولى بني مرة، وقد قيل إنه مولى لقيس كان ينزل في بني تيم فنسب إليهم، كان من عباد أهل البصرة وصالحيهم، ثقة وإتقانا وحفظا وسنه، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه الثوري وشعبة، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة، قرأت بخط أبي بكر الاودني ببخارا سمعت الشيخ أبا سليمان - يعني الخطابي - يقول سمعت ابن داسة يقول سمعت ابن أبي قماش يقول قال معتمر بن سليمان التيمي قلت لابي يا أبت أنت تكتب: التيمي، ولست من تيم ؟ قال يا بني تيمي الدار.
سمعت أبا العلاء(1/499)
الحافظ من لفظه بأصبهان سمعت أبا الفضل المقدسي أنا أبو عمرو ابن الامام أبي عبد الله بن منده أنا أبي أنا أحمد بن محمد بن زياد ثنا محمد بن عيسى الواسطي سمعت ابن عائشة يقول قال معتمر بن سليمان قلت لابي يا أبت تكتب التيمي ولست بتيمي ؟ قال: تيمي الدار.
ومن تيم الله بن ثعلبة أبويحيى إسماعيل بن إبراهيم التيمي من أهل الكوفة، يروي عن الاعمش ومطرف، روى عنه أهل الكوفة، يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد كان ابن نمير شديد الحمل عليه.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيدالله التيمي من أهل المدينة من تيم بن مرة، ولاه هارون الرشيد قضاء المدينة ومكة ثم عزله، قدم بغداد وأقام في ناحية الرشيد وسافر معه إلى الري فمات بها في سنة تسع وثمانين ومائة.
وعلي بن حرملة التيمي من تيم الرباب كوفي ولي قضاء القضاة ببغداد في أيام هارون الرشيد بعد موت محمد بن الحسن، وكان من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله وأبي يوسف، وقد حدث عن أبي يوسف، روى عنه علي بن مكنف الكوفي، وكان مقدما في العلم حسن المعرفة وقد حمل عنه علم كثير وحديث صالح وأخبار، وتقلد قضاء القضاة وكان مع هارون الرشيد بعد محمد بن الحسن.
ويزيد بن شريك بن طارق التيمي تيم الرباب وهو والد إبراهيم التيمي، روى عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبي ذر وحذيفة بن
اليمان، حدث عنه إبراهيم وجواب التيمي والحكم بن عتيبة، وكان ثقة يسكن الكوفة.
وأبو المنذر النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة بن خيثم بن ابن وائل بن مهانة بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل التيمي من تيم الله بن ثعلبة، كان من كبار أصحاب الثوري، وذكر أنه ابن عم يزيد بن زريع، حدث بالبصرة وكتب عنه عبد الرحمن بن مهدي وحدث عنه وأبو عمر الضرير ومحمد بن المنهال وإبراهيم بن أبي سويد والشاذكوني، توفي سنة ثمان وثمانين ومائة وقيل: وسبعين، روى عن جماعة من التابعين، منهم داود بن قيس وأبو خلدة وعمران بن حديد وسلمة بن وردان ورباح ابن أبي معروف، وسمع من مالك بن أنس وابن أبي ذئب وعلي بن صالح المكي وعاصم العمري وسفيان الثوري ومالك بن مغول وإسرائيل وورقاء ومسعر وشعبة وعمران القطان وغيرهم، روى عنه من أهل أصبهان عامر بن إبراهيم وإبراهيم بن أيوب الفرساني وعبد الرحمن بن خالد وصالح بن مهران وحماد بن زيد المكتب ومحمد بن المغيرة وحجاج بن يوسف بن قتيبة، قال بعض شيوخ أصبهان أتيت سفيان بن عيينة فسألته عن مسألة فقال من أين أنت ؟ قلت: من أصبهان، فقال هلا سألت النعمان بن عبد السلام.
ومن تيم الرباب جساس بن نشبة بن ربيع بن عمرو التيمي من تيم الرباب، قال السكري عن ابن حبيب كل(1/500)
شئ في العرب جساس مشدد وفي تيم الرباب جساس - خفيف مسكور - بن نشبة بن ربيع ابن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم الله بن عبدمناة بن أد.
ومن ولده مزاحم بن زفر بن علاج بن مالك بن الحارث بن عامر بن جساس التيمي، يروي عن شعبة وعن الكوفيين.
وأخوه عثمان بن زفر التيمي، حدث عنه يوسف القطان وغيره، وحدث عن أخيه مزاحم أبو الربيع الزهراني وأبو كريب.
التناتي: بكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوق وجزم الياء آخر الحروف وفتح النون وفي آخرها تاء أخرى بعد الالف، هذه النسبة إلى تينات وهي قرية على أميال من المصيصة، منها
أبو الخير التيناتي المعروف بالاقطع، سكن جبل لبنان وكان أصله من المغرب، كانت له آيات وكرامات وكان ينسج الخوص بإحدى يديه لا يدري كيف ينسجه وكان يأوي إليه السباع ويأنسون به، ولم تزل الثغور الشامية محفوظة أيام حياته إلى أن مضى لسبيله، وكان يقول من أنس بالله لم يستوحش منه شئ.
وقال: من أحب أن يطلع الناس على عمله فهو مراء، ومن أحب أن يطلع الناس على عمله فهو مراء، ومن أحب أن يطلع الناس على حاله فهو مدع كذاب.
ومضى جماعة من البغداديين إلى أبي الخير فقعدوا يتفلمون بشحطهم بين يديه، فضاق صدره فخرج، فلما خرج جاء السبع فدخل البيت، فسكتوا وانضم بعضهم إلى بعض وتغيرت ألوانهم، فدخل عليهم أبو الخير وقال: يا سادتي أين تلك الدعاوي ؟ فذلك إذن السبع فصار يبصبص، وقال: ألم أقل لك لا تتعرض لاضيافي، فانصرف السبع (1).
__________
(1) (التيوري) رسمه القبس وقال: " قرية بجرجان منها أبو نصر محمد بن أحمد بن أبي علي الحاجي، روى له الماليني (بسنده) عن علي رضي الله عنه..." وفي تاريخ جرجان رقم 818 " أبو نصر محمد بن أحمد الجرجاني يعرف بالغناجي..." يأتي في الانساب في رسم (الغناجي) وفي تاريخ جرجان أيضا رقم 1181 " محمد بن أحمد بن علي المعروف بأبي بكر الحاجي..." فالله أعلم.
(*)(1/501)
حرف الثاء باب الثاء والالف الثابتي: بفتح الثاء المنقوطة بثلاث وبعد الالف باء منقوطة بواحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوق، هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بهذه النسبة أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ثابت، البخاري الثابتي، فقيه من أهل بخارا إن شاء الله، سكن بغداد وحدث عن الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي وأبي القاسم بن حبابة البزاز وأبي طاهر المخلص ومحمد بن عبد الله بن أخي ميمي البغداديين، قال أبو بكر الخطيب: لم يزل أبو نصر الثابتي قاطنا ببغداد يدرس الفقه ويفتي إلى حين وفاته، وكتبت عنه من الحديث شيئا
يسيرا - هكذا ذكره في كتاب المؤتنف، وكان يدرس الفقه على أبي حامد الاسفراييني وقال في تاريخ بغداد: قدمها وهو حدث، ودرس على أبي حامد ولم يزل قاطنا ببغداد إلى آخر عمره يدرس فقه الشافعي ويفتي، وله حلقة في جامع المنصور، وحدث شيئا يسيرا عن زاهر بن أحمد السرخسي والقوم الذين ذكرتهم، كتبت عنه، وكان لينا في الرواية، ومات في رجب سنة تسع وأربعين وأربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب.
والامام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب الحافظ الثابتي البغدادي صاحب التصانيف في الحديث، منها كتاب تاريخ مدينة السلام بغداد أشهر من أن يذكر، رحل إلى العراقين والحجاز وأصبهان وخراسان والشام، وشيوخه تفوت الاحصاء أدركت قريبا من خمسة عشر نفسا من أصحابه، وتوفي ببغداد في شوال سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
وأبو سعد أسعد بن محمد بن أحمد بن أبي سعد بن علي الثابتي، قيل إنه من أولاد زيد بن ثابت الانصاري، فقيه ساكن من أهل بنج ديه، تفقه على والدي وحصل كتب أبي حامد الغزالي ونسخها بخطه، كتبت عنه شيئا يسيرا من كتاب الجامع لابي عيسى الترمذي بروايته عن القاضي أبي سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة خمس وأربعين وخمسمائة ببنج ديه.
وقرابته أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن بن أحمد الثابتي، متصوف، سمع الحديث الكثير معنا بنيسابور وقبلنا عن جماعة يسيرة لم نلحقهم، لقيته أولا بنيسابور ثم بآمل طبرستان ثم صحبني منها إلى جرجان (وانصرف عنها ثم قدم علينا خراسان وأظهر التزهد والتقشف، وورد مرو قدمتين، وقتل بالدواليب بدولاب الخازن على وادي مرو في وقعة الغز في سنة ثمان(1/502)
وأربعين وخمسمائة، وقبره بها.
وأبو طاهر محمد بن أحمد بن علي (1) بن الحسين الانصاري الثابتي، ذكر أنه من ولد ثابت بن قيس بن شماس خطيب الانصار، كان شريفا صالحا مستورا من أهل بغداد، سمع أبا طاهر عبد الكريم بن الحسن بن رزمة الخباز الكرخي السعري، سمعت منه كتاب مداراة الناس لابي بكر بن أبي الدنيا ببغداد، وكانت ولادته سنة إحدى
أو اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي في آخر ذي الحجة سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
الثاتي: بالثاء المنقوطة من فوق بثلاث والتاء المنقوطة بعد الالف بنقطتين من فوقها، وهي منسوبة إلى ثات قبيلة بن حمير وهو ثات بن زيد بن رعين، والمشهور بهذه النسبة أبو خزيمة إبراهيم بن يزيد بن مرة بن شرحبيل بن حمية بن زكة بن عمرو بن شرحبيل بن هرم بن ازاذ بن شرحبيل بن حمرة بن ذي بكلان بن ثاث الرعيني الثاتي من أهل مصر، ولي القضاء بها بعد أن عرضه الامير أبو عون عبد الملك بن يزيد على السيف وقبل ذلك كان يعمل الارسان، وكان يعمل الارسان، وكان من العابدين الزاهدين، وروى أنه دخل على ابن جزء (2)، يروي عن يزيد بن أبي حبيب، روى عنه المفضل بن فضالة وخالد بن حميد وجرير بن حازم والصباح بن أبان الحضرمي ورشدين بن سعد، توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
__________
(1) في نسخ أخرى وفي اللباب " محمد بن علي بن أحمد ".
(2) يعني عبد الله بن الحارث بن جزء كما يعلم من الاكمال 3 / 514 ووقع في ك " ابن خير ".
(*)(1/503)
باب الثاء والباء الثبيتي: بضم الثاء المثلثة والباء الموحدة المفتوحة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى ثبيت وهو جد أبي الحسن أحمد بن عمر بن أحمد بن محمد بن ثبيت القاضي الشيرازي الثبيتي، من أهل شيراز، له روايات عن أبي بكر بن سعدان ومحمد بن علان وغيرهما.
وأبو حفص الثبيتي أبوه كان شاهدا وكان رئيسا، ومات في جمادي الاولى سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
الثبيري: بفتح الثاء المثلثة والباء الموحدة المسكورة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى " جبل اسمه ثبير "، والمرقع ابن قمامة بن خويلد بن عصم بن
أوس بن عبد ثبير بن محلم بن غنم بن سواءة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الثبيري، وقيل لجده: عبد ثبير، لانه ولد في أصل ثبير فسمي عبد ثبير، أصاب المرقع جراحة مع الحسين بن علي رضي الله عنهما ثم مات بالكوفة بعد.
والمجذر بن ذياد بن عثمان (1) بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن ثبير (2)، شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه عبد الله، وكان مجذر الخلق، وهو الغليظ.
__________
(1) كذا وفي في النسخ واللباب والمعروف " عمرو " كما في رسم (بثيرة) من الاكمال 1 / 184 وكتب الصحابة وغيرها.
(2) اعترضه في اللباب بقوله: " قوله: عمرو بن ثبير بتقديم الثاء المثلثة وهم منه فإن ابن ماكولا ذكره بتقديم الباء الموحدة المفتوحة ثم بالثاء المثلثة المكسورة والباقي كما تقدم، وهو أعلم.
قال المعلمي: وفي هذا وهم أيضا إنما ذكره ابن ماكولا بلفظ (بثيرة) بزيادة تاء التأنيث ذكر ذلك في باب بتيرة وبتيرة وبثيرة) ولم يذكره في (باب بنين وبثير - بالضم - وثبير).
(*)(1/504)
باب الثاء والعين الثعالبي: بفتح الثاء المثلثة والعين المهملة وفي آخرها الباء الموحدة بين (1) الالف واللام، هذه النسبة إلى " خياطة " جلود الثعالب وعمل الفراء منها وفيهم كثرة، ويقال له الفراء أيضا، اشتهر جماعة من المحدثين والفضلاء به منهم أبو بكر محمد بن بكر بن الفضل بن موسى بن مطرح الثعالبي الفقيه من أهل مصر، كان فقيها، روى الحديث عن سعيد بن هاشم الطبراني وأبي جعفر بن سلامة الطحاوي والمهراني وغيرهم، سمع منه أبو زكريا يحيى بن علي الطحان وقال توفي شيخنا أبو بكر يوم الجمعة ودفن يوم السبت مستهل رمضان سنة ثمانين وثلاثمائة وصلينا عليه في مصلى الاندلس صلى عليه أخوه.
الثعلبي: بفتح الثاء المنقوطة بثلاث وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى " القبائل وإلى الصنعة " (فالمنتسب إلى قبيلة أسامة بن شريك الثعلبي من الصحابة الذين نزلوا الكوفة فإنما قيل له هذا لانه أحد بني ثعلبة بن سعد روى عنه
أهل الكوفة ذكره أبو حاتم بن حبان البستي).
فأما إلى القبيلة فنسب إلى بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، لا ومنهم قطبة بن مالك الثعلبي، له صحبة.
وابن أخيه زياد بن علاقة بن مالك الثعلبي، يروي عن عمه قطبة وجرير بن عبد الله والمغيرة بن شعبة، روى عنه الثوري وشعبة ومسعر وأبو عوانة، وقال أبو العباس بن عقدة: قطبة بن مالك من بني ثعل، قال ابن السكن: والناس يخالفونه ويقولون: الثعلبي، وهو الصواب وأبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نطاس الثعلبي - قاله ابن نمير، وقال ابن حنبل: هو البكائي.
والمنتسب إلى ثعلبة ولاء أبويحيى محمد بن عبد الوهاب القناد الثعلبي، هو أخو فضيل بن عبد الوهاب، كان أصله من أصبهان وولاؤه لآل ثعلبة بن قيس، سكن الكوفة يروي عن إسماعيل أبي خالد والشيباني روى عنه هارون بن إسحاق الهمداني وأهل العراق، مات سنة ثنتى عشرة ومائتين (2) وعبد الاعلى بن عامر الثعلبي وهو منسوب إلى الثعلبية إحدى
__________
(1) في اللباب " بعد " وهو الصواب.
(2) في اللباب 1 / 193 - 195 ما لفظه " قلت فاته النسبة إلى ثعلبة بن بكر بن وائل منهم أسامة بن شريك المقدم ذكره وقيل هو من ثعلبة بن سعد وقيل بن ثعلبة بن بكر.
(وفاته) النسب إلى ثعلبة بن سدوس بن ذهل بن ثعلبة بن عكاية منهم قطبة بن قتادة بن جرير السدوسي الثعلبي = (*)(1/505)
منازل البادية، قال أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء عبد الاعلى بن عامر الثعلبي من أهل الثعلبية والله أعلم.
وفي قضاعة ثعلب وهو ابن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، قال الدارقطني هو قبيلة أخو كلب بن وبرة وأسد بن وبرة والنمر بن وبرة.
وفي ربيعة ثعلب وهو ابن علقمة الزمام بن وائل بن معشر بن وائل بن ربيعة بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زرعة بن وائل بن ربيعة بن شبيب بن زيد بن حضرموت - قاله ابن الكلبي (1).
__________
= وقيل هو أول من فتح الابلة.
(وفاته) النسب إلى ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان منهم المثلم بن عطاء بن قطبة الفزاري ثم الثعلبي شاعر مذكور
وكان قد عمي فقال: ألم تريا أن المنايا محيطة * بكل ثنايا الارض أصبحن رصدا لعمري لئن أصبحت أعمى لقد أرى * بصيرا ولكن ليس شئ مخلدا وما زال صرف الدهر يوما وليلة * يكران لي حتى مسيت مقيدا (وفاته) النسبة إلى ثعلبة بن ثور بن هدبة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بطن من مزينة منهم بشر بن عصمة المزني الثعلبي أحد سمار معاوية فارس شاعر.
(وفاته) ذكر أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي ويقال الثعالبي المفسر المشهور النيسابوري له تصانيف مشهورة منها التفسير الذي فاق غيره من التصانيف فيه قيل إنما قيل له الثعلبي لقب له وليس ينسب قاله بعض العلماء.
توفي في المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
(وفاته) النسبة إلى ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بطن كبير من تميم ينسب إليه خلق كثير منهم واقد بن عبد الله بن عبدمناف بن عرين بن ثعلبة بن يربوع له صحبة وشهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي قتل ابن الحضرمي يوم نخلة.
(1) (الثعلبي) في الاكمال 1 / 531 " وأما الثعلبي بثاء معجمة بثلاث مضمومة..." وبيض وفي طيئ: ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ قبيل ضخم يشتمل على عدة بطون وإليه يعود نسب حاتم والبحتري الشاعر ومالك بن أبي السمح المغني وغيرهم ومنهم عمرو بن المسبح ذكر في مواضع من الاكمال منها 1 / 567 ورفع نسبه إلى ثعل وذكروا أنه هو الذي عناه امرؤ القيس بقوله: رب رام من بني ثعل * مخرج كفيه من ستره وله ترجمة في أسد الغابة وفيها " الثعلي منسوب إلى ثعل بن عمرو...".
(*)(1/506)
باب الثاء والغين الثغري: بفتح الثاء المنقوطة بثلاث من فوقها وسكون الغين المعجمة والراء المهملة، هذه النسبة إلى الثغر " وهو المواضع القريبة من الكفار يرابط المسلمون بها أو يكون من بلدة
هي آخر بلاد المسلمين فيقال: الثغري، فمنهم أبو أمية محمد بن إبراهيم بن (مسلم بن سالم) البغدادي الثغري المعروف بالطرسوسي قيل له: الثغري، لانه سكن ثغر طرسوس.
وأبو القاسم يحيى بن عبد الباقي بن يحيى بن يزيد بن إبراهيم بن عبد الله الثغري من أهل أذنة إحدى ثغور الشام، حدث عن محمد بن سليمان لوين وإبراهيم بن سعيد الجوهري وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي وأبي عمير بن النحاس الرملي وإسماعيل بن أبي خالد المقدسي وغيرهم، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأبو عمرو بن السماك الدقاق، وكان ثقة وكتب عنه الناس فأكثروا لثقته وضبطه، وكانت وفاته بطرسوس في سنة ثلاث وتسعين ومائتين.(1/507)
باب الثاء والقاف الثقاب: بفتح الثاء المثلثة وتشديد القاف وفي آخرها الباء الموحدة، وهذه اللفظة لمن يثقب حب اللؤلؤ، واشتهر بها أبو حمدون الثقاب ويقال اللآل والفصاص، وهو أبو محمد الطيب بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي التراب الذهلي، ويعرف بأبي حمدون الثقاب من أهل بغداد وهو أحد القراء المشهورين وكان صالحا زاهدا ورعا روى حروف القرآن عن علي بن حمزة الكسائي ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وحدث عن المسيب بن شريك وسفيان بن عيينة وشعيب بن حرب، روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي وسليمان بن يحيى الضبي وأبو العباس بن مسروق الطوسي والحسن بن الحسين الصواف وجماعة، وحكي عن أبي حمدون المقرئ أنه قال صليت ليلة فقرأت فأدغمت حرفا فحملتني عيني فرأيت كأن نورا قد تلبب بي وهو يقول: بيني وبينك الله، قال قلت: من أنت ؟ قال أنا الحرف الذي أدغمتني، قال قلت لا أعود فانتبهت فما عدت أدغم حرفا وحكي أن أبا حمدون كف بصره فقاده قائد له ليدخله المسجد فلما بلغ إلى المسجد قال له قائده يا أستاذ أخلع نعلك، قال لم يا بني أخلعها ؟ قال لان فيها أذى، فاغتم أبو حمدون وكان من عباد الله الصالحين فرفع يديه ودعا بدعوات ومسح بها وجهه فرد الله إليه بصره ومشى.
وحكي أنه كان لابي حمدون صحيفة
فيها مكتوب ثلاثمائة من أصدقائه، قال وكان يدعو لهم كل ليلة فتركهم ليلة فنام فقيل له في نومه يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك الليلة ! قال فقعد فاسرج وأخذ الصحيفة فدعا لواحد واحد حتى فرغ، وقال أبو الحسين بن المنادي أبو حمدون الذهلي المقرئ كان من الخيار الزهاد المشتهرين بالقرآن، كان يقصد المواضع التي ليس فيها أحد يقرئ الناس فيقرئهم حتى إذا حفظوا انتقل إلى قوم آخرين بهذا النعت، وكان يتلقط المنبوذ كثيرا.
وأبو يحيى عباد بن علي بن مرزوق الثقاب السيريني من ولد خالد بن سيرين من أهل البصرة سكن بغداد وحدث عن محمد بن جعفر المدائني وبكار بن محمد السيريني، روى عنه محمد بن عمرو الرزاز وأبو بكر الشافعي ومحمد بن حميد المخرمي وأبو حفص بن الزيات وعلي بن عمر السكري ومحمد بن الحسين الازدي وغيرهم، وكانت ولادته في سنة أربع ومائتين، ومات في شهر رمضان سنة تسع وثلاثمائة.
الثقفي: بفتح الثاء المثلثة والقاف والفاء، هذه النسبة إلى ثقيف، وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر وقيل ان اسم(1/508)
ثقيف قسي، ونزلت أكثر هذه القبيلة بالطائف وانتشرت منها في البلاد، وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يخرج من ثقيف كذاب ومبير " وأولت أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أن الكذاب مختار بن أبي عبيد الثقفي والمبير حجاج بن يوسف هكذا قالت أسماء في وجه الحجاج لما قتل ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، ومن مشهوري العلماء أبو محمد عبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت بن عبيدالله بن الحكم بن أبي العاص بن بشر بن عبيد بن دهمان بن عبد الله بن همان بن أبان بن يسار بن مالك بن حطيط بن جشم بن قسي الثقفي البصري، سمع أيوب بن أبي تميمة السجستاني يحيى بن سعيد الانصاري وخالدا الحذاء وعبيدالله بن عمر العمري وسعيد بن أبي عروبة، روى عنه محمد بن إدريس الشافعي وأبو النضر هاشم بن القاسم وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وإسحاق بن
راهويه ومحمد بن بشار ومحمد بن المثني وعمرو بن علي والحسن بن عرفة وحفص بن عمرو الربالي وكان من الثقات، وكان صحيح الكتاب ثقة صدوقا، قيل إنه اختلط في آخر عمره قبل موته بثلاث سنين، وكانت ولادته في سنة عشر ومائة، ومات سنة أربع وتسعين ومائة.
وأبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله السراج الثقفي، هو مولى ثقيف وهو أخو إبراهيم وإسماعيل بني إسحاق من أهل نيسابور، سمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه والحسن بن عيسى الماسرجسي وعمرو بن زرارة ومحمد بن أبان البلخي وهناد بن السري ومحمد بن أبي عمر العدني وخلقا كثيرا من أهل خراسان وبغداد والكوفة والبصرة والحجاز، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري كلاهما خارج الصحيح وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وهؤلاء في طبقته، وكان من المكثرين الثقات الصادقين الاثبات، عني بالحديث وصنف كتبا كثيرة وهي معروفة مشهورة مثل المسند والتاريخ، وكان يقول: كتبوا عني سنة ثلاث وثلاثمائة في مجلس محمد بن يحيى الذهلي منذ نيف وستين سنة.
وقال أبو العباس الثقفي يوما لبعض من حضر وأشار إلى كتب منضدة عنده فقال: هذه سبعون ألف مسألة لمالك ما نفضت التراب عنها منذ كتبتها.
وكان مجاب الدعوة، وكانت ولادته في سنة ثمان عشرة ومائتين، ومات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
والامام أبو علي محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن عبدالاحد بن أبي كعب وهو محمد بن الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل واسمه عمرو بن مسعود بن سعد بن عمرو بن عوف بن ثقيف الثقفي من أهل نيسابور، كان أبوه عبد الوهاب والد أبي علي ورد خراسان مع عبد الله بن طاهر من البصرة فولاه إمارة قهستان على كبر سنه فولد أبو علي بها سنة أربع وأربعين ومائتين، وكان عمه محمد بن عبد الرحمن(1/509)
يكنى بأبي العباس الحميري قاضي (1) نسيابور أيام الطاهرية ثلاث عشرة سنة، وطلب أبو علي الثقفي العلم على كبر السن فإن ابتداء أمره كان التصوف والتجريد والزهد، سمع بنيسابور
محمد بن عبد الوهاب العبدي وبالري موسى بن نصر، وببغداد أحمد بن حيان بن ملاعب ومحمد بن الجهم السمري وأقرانهم، روى عنه الامامان أبو بكر محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي وأبو الوليد حسان بن محمد الفقيه وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو الحسين محمد بن محمد الحجاجي وغيرهم، وكان من أقران الشبلي ونفذ الشبلي رجلا من أهل العلم قاصدا من بغداد إلى نيسابور ليقيم سنة ويثبت مجالس أبي علي الثقفي ففعل وحمل إليه ونظر إليه فرأى مجالسه بالغدوات أصلح من مجالس العشيات فقال الشبلي: كلام هذا الرجل بالغدوات في الحقائق معجز وذلك أنه يخلو ليلة بسره فيصفو كلامه بالغدو.
وقال أبو عمرو بن علي بن حامد كنت مع أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بطوس فلما أصبح من الليلة التي دخلها اجتمع أصحاب المسائل على الباب وصاحب له واقف يأخذ المسائل ويضعها بين يديه حتى اجتمع تل عظيم من الكواغذ فدعا بدواة ثم قال لابي علي الثقفي أجب عن هذه المسائل فأخذ أبو علي القلم وجعل يكتب تلك الاجوبة ويضعها بين يدي محمد بن إسحاق وهو ينظر فيها ويتأمل مسألة مسألة فلما فرغ منها قال له أبو بكر: يا أبا علي ما يحل لاحد منا بخراسان يفتي وأنت حي.
وقال أبو الوليد القرشي دخلت على القاضي أبي العباس بن سريج أول ما دخلت بغداد متفقها فسألني على من درست علم الشافعي بخراسان ؟ قلت على أبي علي الثقفي، فقال لعلك تعني الحجاجي الازرق ؟ قلت: بلى، قال: ما جاءنا من خراسان أفقه منه، ودخل بعض الصوفية على الشبلي منصرفا من خراسان فقال له بلغني إن أبا علي الثقفي اشتغل بالدنيا ؟ قال له: بلى، فأخذ الشللي يلطم وجهه ينتف شعره، قال فلما انصرفت إلى خراسان أخبرت الشيخ أبا علي بذلك فبكي ثم قال لو وجدني أبو بكر الشبلي لكان يلطم وجهي ولا يلطم وجه نفسه، ثم سأل الشبلي ذلك الرجل وهو أبو الحسين الصوفي: ما أكثر ما يجري على لسانه ؟ فقلت: الوهاب الوهاب، فصاح الشبلي صيحة ثم قال والله ما استبدع مع هذه الكلمة أن يعطيه الدنيا بما فيها.
ومات في جمادي الاولى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ودفن بمقبرة مر قلت وزرت قبره غير مرة.
وأبو علي الحسن بن أحمد بن يحيى بن المغيرة
الثقفي الجرجاني، يروي عن عمران ب موسى السختياني وأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبي العباس محمد بن إسحاق السراج وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبي
__________
(1) كذا ولا وجه له فإنه ثقفي، وفي م " الحمير " وهو محتمل على أن يكون لقبا له، أو لعله " الحيري " نسبة إلى الحيرة موضع بنيسابور.
(*)(1/510)
محمد يحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم، وكان قد كتب الكثير، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، ومات في سنة سبعين وثلاثمائة.
وإبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي الكوفي، قدم أصبهان وأقام بها، وكان يغلو في الترفض، هو أخو علي بن محمد الثقفي وكان علي قد هجره وباينه، وله مصنفات في التشيع، يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين وإسماعيل بن أبان.(1/511)
باب الثاء اللام الثلجي: بفتح الثاء المثلثة وسكون اللام وفي آخرها الجيم، قال ابن حبيب عن ابن الكلبي: بنو ثلج بن عمرو بن مالك بن عبد مناة بن هبل بن عبد الله ابن كنانة بن بكر بنقضاعة، لهم عدد وفيهم كثرة.
وجماعة نسبوا إلى الجد - إلى الثلج أو أبي الثلج، والمعروف بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن شجاع يعرف بابن الثلجي، كان فقيه العراق في وقته وكان من أصحاب الحسن بن زياد اللؤلؤي، وحدث عن يحيى بن آدم وإسماعيل بن علية ووكيع وأبي أسامة وعبيد الله بن موسى ومحمد بن عمر الواقدي، روى عنه يعقوب بن شيبة وابن ابنه محمد بن أحمد بن يعقوب وعبد الوهاب بن أبي حية وعبد الله بن أحمد بن ثابت البزاز في آخرين، قال أبو الحسن بن حبيش البغوي قال وكان ينزل في درب يعقوب الحسين بن أبي مالك، وكان ينزل فيه أيضا محمد بن شجاع الثلجي، ودرب يعقوب منسوب إلى يعقوب بن سوار أحد قواد المهدي.
قال والدرجة إليه منسوبة وقد رأيت من ولده
عدة، قال ومن ولده المعروف بعبد الله بن يعقوب الثلجي الذي تنصر ببلاد الروم وليس بينه وبين محمد بن شجاع قرابة.
وكان يذهب إلى الوقف في القرآن وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال مبتدع صاحب هوي، وبعث المتوكل إلى أحمد بن حنبل يسأله عن ابن الثلجي ويحيى بن أكثم في ولاية القضاء، فقال: أما ابن الثلجي فلا ولا على حارس.
وقال زكريا بن يحيى الساجي فأما محمد بن شجاع الثلجي فكان كذابا، احتال في إبطال الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورده نصرة لابي حنيفة رحمه الله ورأيه.
حكى أبو عبد الله الهروي صاحب الثلجي سمعت أبا عبد الله محمد بن شجاع الثلجي يقول ولدت في ثلاثة وعشرين يوما من شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائة، وتوفي وهو في صلاة العصر ساجدا لاربع ليال خلون من ذي الحجة وسنة ست وستين ومائتين ودفن في بيت من داره ملاصقا للمسجد، وكان يقول ادفنوني في هذا البيت فإنه لم يبق فيه طابق إلا ختمت عليه القرآن.
ومحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن الثلج (1) البغدادي الثلجي (1) يروي عن أبي الجواب وروح بن عبادة وخلف بن الوليد وغيرهم، حدث عنه محمد بن إسماعيل البخاري.
وابن ابنه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي الثلج الثلجي، حدث عن جده، روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
__________
(1 - 1) في التوضيح عن ابن عساكر أنه: محمد بن أبي الثلج عبد الله بن إسماعيل، فأبو الثلج كنية عبد الله.
(*)(1/512)
باب الثاء والميم الثمالي: بضم الثاء المنقوطة بثلاث وفتح الميم وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى ثمالة وهي من الازد وهو ثمالة بن أسلم بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد بن الغوث، منها أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الاكبر بن عمير بن حسان بن سليم بن سعد بن عبد الله بن زيد بن مالك بن الحارث بن عامر بن عبد الله بن بلال بن عوف وهو ثمالة، الازدي ثم الثمالي المعروف بالمبرد من أهل البصرة نزيل بغداد شيخ أهل النحو وحافظ علم العربية صاحب كتاب الكامل، روى عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم
السجستاني وغيرهما من الادباء، وكان عالما فاضلا موثوقا به في الرواية حسن المحاضرة مليح الاخبار كثير النوادر، حدث عن نفطويه وإسماعيل الصفار وأبو بكر الصولي وأبو سهل بن زياد القطان وجماعة يتسع ذكرهم، وله يقول عبد الصمد بن المعدل: سألنا عن ثمالة كل حي * فقال القائلون ومن ثماله ؟ فقلت: محمد بن يزيد منهم * فقالوا زدتنا بهم جهالة فقال لي المبرد خل قومي * فقومي معشر فيهم نذالة ولد سنة عشر ومائتين، ومات في شوال سنة خمس وثمانين ومائتين.
والمنتسب إليها أبو عبد الله عبد الرحمن بن عائد الثمالي الازدي، يروي عن أبي ذر الغفاري، وقد قيل انه لقي عليا رضي الله عنه، عداده في أهل الشام، روى عنه أهلها، والفضل بن يزيد الثمالي البجلي الكوفي، يروي عن الشعبي وعكرمة، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري والكوفيون وأبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي من أهل الكوفة مولي المهلب بن أبي صفرة واسم أبي صفية دينار، يروي عن عكرمة وزاذان، روى عنه ابن عيينة ووكيع، كثير الوهم في الاخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد مع غلو في تشيعه.
وسعد بن عياض الثمالي، يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان أشد الناس بأسا، وهو مرسل، وهو تابعي، روى عن ابن مسعود رضى الله عنه، روى عنه أبو إسحاق الهمذاني، وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول ذلك.
الثمامي: بضم الثاء المنقوطة بثلاث والالف بين الميمين، هذه النسبة إلى ثمامة بن(1/513)
عبد الله بن أنس بن مالك، والمشهور بالانتساب إليه أبو علي محمد بن هارون بن شعيب الانصاري الثمامي من ولد ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك، سكن دمشق وحدث بها عن الحسن بن علوية القطان وأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي البصري وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي وزكريا بن يحيى السجزي، روى عنه تمام بن محمد بن
عبد الله الرازي وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي، وغيرهما من الدمشقيين.
والقاسم بن محمد بن سيار الثمامي الاندلسي من أهل المغرب، وإنما قيل له الثمامي لانه ينتسب إلى ولاء ثمامة بن عبد الملك الاندلسي، وتوفي القاسم بالاندلس سنة ست أو سبع وسبعين ومائتين.
وجماعة من المعتزلة يقال لهم الثمامية نسبوا إلى أبي معن ثمامة بن أشرس النميري وهو أحد المعتزلة البصريين، ورد بغداد واتصل بهارون الرشيد وغيره من الخلفاء، وله أخبار ونوادر يحكيها عنه أبو عثمان الجاحظ وغيره، وقال رجل لثمامة أنت إن شئت قضى فلان حاجتي فقال ثمامة أنا قدري ولم يبلغ قدري هذا كله، إنما قلت: إن شئت فعلت، ولم أقل إن شئت فعل فلان.
وكان ثمامة جامعا بين سخافة الدين وخلاعة النفس وذكر القتبي عنه في كتاب مختلف الحديث أنه رأى قوما يتعادون يوم الجمعة إلى الجامع فقال لبعض موافقيه على بدعته أنظر إلى البقر، أنظر إلى الحمير، ماذا صنع ذاك العربي بالناس - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن فضائح اعتقاد ثمامة وأصحابه قولهم أن أكثر اليهود والنصارى والزنادقة والدهرية يصيرون في الآخرة في القيامة ترابا ولا يدخلون جنة ولا نارا وكذلك قوله في البهائم وفي أطفال المؤمنين (1).
الثمانيني: بفتح الثاء المثلثة والميم بعدهما الالف وبعدها الياء آخر الحروف بين النونين المكسورتين، هذه النسبة إلى ثمانين وهي مدينة بالجزيرة بناحية الموصل عند جبل الجودي كثير الخير بها جامع ونهر جار، ورأيت في كتاب أن أول قرية عمرت بعد الطوفان (2) ثمانين، وإنما سميت بهذا الاسم لان ثمانين نفرا خرجوا من السفينة وبنوها ولما خرجوا من السفينة نزلوا قردي وبازبدا بأرض الموصل وهي قرية الثمانين وقع فيهم الوباء فماتوا إلا نوح وسام بن نوح وحام ويافث ونساؤهم وسابعهم نوح وطبقت الدنيا منهم فذلك قول الله عزوجل
__________
(1) في اللباب " فاته الثمامي - نسبة إلى ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طيئ - بطن من طيئ منهم جعفر بن عفان بن جبير بن صفير بن سمير بن مالك بن شراحيل بن عميرة بن الحارث بن ثمامة الشاعر، كان غاليا في التشيع وله فيه أخبار خبيثة " وفي القبس ذكر هذا البطن وقال: " منهم من
الصحابة عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة.
(2) في نسخ أخرى " بعد طوفان نوح ".
(*)(1/514)
* (وجعلنا ذريته هم الباقين) * وقال الشاعر: بقردي وبازبدي مصيف ومربع * وعذب يحاكي السلبيل زلال خرج منها جماعة، منهم أبو الحسن علي بن عمر الثمانيني، حدث بصور إحدى بلاد الساحل عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي المصري، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافط، ومات بعد سنة خمس وأربعين وأربعمائة (1).
الثميري: بضم الثاء المثلثة وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجد، وهو جد محمد بن عبد الرحيم بن ثمير المصري الثميري، من أهل مصر، يروي عن سعيد بن عفير، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
__________
(1) وفي معجم البلدان " عمر بن ثابت الضرير (في النسخة: الضريري) الثمانيني صاحب التصانيف يكنى أبا القاسم، أخذ عن ابن جني ومات في سنة 482.
وعمر بن الخضر بن محمد أبو حفص يعرف بالثمانيني، سمع بدمشق القاسم بن الفرج بن إبراهيم النصيبيني وبمصر أبا محمد الحسن بن رشيق، روى عنه أبو عبد الله الاهوازي وأبو الحسن علي بن محمد بن شجاع المالكي ".
(*)(1/515)
باب الثاء والواو الثوابي: بفتح الثاء المثلثة والواو وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى ثوابة، وهو درب ببغداد، والمنتسب إليه أبو جعفر محمد بن إبراهيم الاطروش البرتي الكاتب الثوابي، من أهل بغداد، سمع محمد بن حاتم الزمي وأبا عمر الدوري ويحيى بن أكثم القاضي وعمر بن شبة النميري، روى عنه القاضي أبو بكر بن الجعابي وعبد الله بن الحسن بن
النخاس وأبو الحسين بن البواب المقرئ وعلي بن عمر السكري أحاديث مستقيمة، ومات في شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
الثوباني: بفتح الثاء المثلثة وسكون الواو وفتح الباء الموحدة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الثوبانية وهم طائفة من المرجئة ينتمون إلى أبي ثوبان المرجئ وزعموا أن الايمان هو المعرفة والاقرار بالله عزوجل وبرسله عليهم السلام وبكل ما يجوز في العقل أن لا يفعله (1)، وما جاز تركه في العقل فليس من الايمان.
وجماعة نسبوا إلى ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أبو عبد الرحمن ثوبان بن بجدد الهاشمي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يلي النفقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، انتقل إلى الشام غازيا ومرابطا، وأقام بها إلى أن مات سنة أربع وخمسين في ولاية معاوية بن أبي سفيان.
قال أبو حاتم ابن حبان البستي سمعت جماعة من أهل الرملة يقولون: قبر ثوبان بعمواس وهي على ستة أميال من الرملة وأهل دمشق يقولون إن قبر ثوبان بدمشق في مقبرة باب صغير، وهذا أشبه (2).
(3).
الثوجمي: بضم الثاء المثلثة وضم الجيم وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى ثوجم، وهو بطن من المعافر ويقال لهم الثواجمة، منها عمرو بن مرة الثوجمي من أهل مصر يروي عن أبي رقية عمرو بن قيس اللخمي.
__________
(1) كذا وفي نسخ اللباب والقبس " وبكل ما يجوز في العقل أن يفعله " كذا وفي الملل والنحل للشهرستاني مطبعة الازهر ص 266 " وبكل ما لا يجوز في العقل أن يفعله " وفي مقالات الاسلاميين للاشعري بتحقيق محي الدين عبد الحميد ج 1 ص 199 " وما كان لا يجوز في العقل إلا أن يفعله " وهو واضح.
(2) بل الاصح أنه بحمص.
(3) في اللباب " فاته النسبة إلى ثوبان بن شهميل بن الاسد بن عمران بن عمرو، منهم حسان بن مصك بن سبيعة بن جناب من بني ثعلبة بن قيس بن ثوبان الثوباني ".
(*)(1/516)
الثوري: بفتح الثاء المنقوطة بثلاث وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بطن من همدان
وبطن من تميم منهم صالح بن حي الثوري الهمداني من أهل الكوفة من ثور همدان والد علي والحسن ابني صالح، يروي عن الشعبي وأبي السفر، روى عنه السفيانان الثوري وابن عيينة.
وأما ثور تميم فمنهم أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري إمام أهل الكوفة مات بالبصرة (1) أخبرنا أبو طاهر الوراق بنواحي اندخوذ أنا أبو الحسن المؤذن أنا أبو سعيد الصيرفي ثنا أبو العباس الاصم ثنا العباس الدوري ثنا شاذان ثنا سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ثور بني تميم، وحدثنا شعبة بن الحجاح أبو بسطام مولي الازد، وحدثنا شريك بن عبد الله بن شريك بن الحارث النخعي، وحدثنا عبد الله بن المبارك الخراساني، وحدثنا الحسن بن صالح بن حي الهمداني ثم الثوري ثور همدان.
وأبو عبد الرحمن المبارك بن سعيد بن مسروق الثوري أخو سفيان من ثور تميم، وكان أعمى من أهل الكوفة، ويروي عن أبيه وأخيه، روى عنه الحسن بن عرفة.
والربيع بن خثيم الزاهد من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر من أهل الكوفة من الزهاد الثمانية، وذكره مشهور في الكتب.
وأما نسب ثور بن عبد مناة فالامام أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق بن حمزة بن حبيب بن رافع بن موهبة بن أبي عبد الله بن نصر بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الثوري الكوفي، يروي عن عبد الله بن دنيار وعمرو بن دينار، روى عنه شعبة وابن المبارك، وهم إخوة أربعة سفيان والمبارك وحبيب وعمر بنو سعيد، وكان سفيان من سادات أهل زمانه فقها وورعا وإتقانا شمائله في الصلاح والورع أشهر من أن يحتاج إلى الاغراق في ذكرها، كان مولده سنة خمس وتسعين في إمارة سليمان بن عبد الملك فلما قعد بنو العباس راوده المنصور على أن يلي الحكم فأبى وخرج من الكوفة هاربا للنصف من ذي القعدة سنة خمس وخمسين ومائة ثم لم يرجع إليها حتى مات بالبصرة في دار عبد الرحمن بن مهدي في شعبان سنة إحدى وستين ومائة وهو ابن ست وستين سنة، وقبره في مقبرة بني كليب بالبصرة، قال أبو حاتم: وقد زرته.
وأما أبو يزيد الربيع بن خثيم الثوري التميمي الكوفي من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، من
العباد السبعة أخباره في العبادة والزهد أشهر من أن يحتاج إلى الاغراق في ذكرها، يروي عن ابن مسعود رضي الله عنه، روى عنه أهل الكوفة، مات بعد قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما سنة ثلاث وستين.
ثور منسوب إلى ثلاث قبائل فأما ثور أطحل الربيع بن خثيم ورهط
__________
(1) في نسخ أخرى ونحوه في اللباب.
(*)(1/517)
من ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة منذر وابنه الربيع وسفيان بن سعيد وأبوه وأهله.
ومن ثور همدان الحسين بن صالح بن حي وأخوه وأهله (1).
وجماعة من أهل الدينور هم على مذهب سفيان الثوري اشتهروا بهذه النسبة منهم أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري الثوري، روى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الاصبهاني الحافظ.
والشيخ أبو محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني الثوري، حدث بكتاب السنن للنسائي عن أبي نصر الكسار، روى لنا عنه جماعة كثيرة بخراسان والعراق، وسمع منه والدي رحمه الله (2).
الثومي: بضم الثاء المثلثة والواو بعدها وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الثوم وبيعها إن شاء الله، والمنتسب بهذه النسبة أبو نصر الفتح بن خلف بن ماهك الثومي من أهل بغداد، حدث عن أبي علي الحسن بن عرفة العبدي، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان النخاس المقري.
وأبو يوسف يعقوب بن القاسم بن محمد التميمي الآملي المعروف بالثومي من آمل طبرستان وهو ابن أبي جعفر الثومي الذي دعا الجيل إلى الاسلام وأسلموا على يده فكل من هو من الجيل على طريقة السنة هم مواليه.
وكان لابي يوسف الثومي ابن يقال له أبو عروة.
وأبو مضر محمد بن أبي عروة الثومي من أولاده ثم انقطع نسله، فأما أبو يوسف روى عن أبي الحسين الغازي وعن جماعة من أهل العراق والثغور وكان يملي في مسجد الشيخ الامام أبي بكر الاسماعيلي في حياته في سنة ثمان وستين وثلاثمائة في المحرم، وحدث عن أبي عصمة عبد المجيد بن عبد الوهاب العكبري أيضا سمع منه بعكبرا.
الثويري: بضم الثاء المثلثة وفتح الواو وبعدهما الياء آخر الحروف الساكنة وفي آخرها
الراء، هذه النسبة إلى ثويرة وهو إسم لجد الحجاج بن علاط بن خالد بن ثويرة بن حنثر بن هلال السلمي من بني بهثة بن سليم، والحجاج هو والد نصر بن الحجاج الذي قالت فيه المتمنية: هل من سبيل إلى خمر فأشربها * أم هل سبيل إلى نصر بن حجاج وله ولابنه أخبار معروفة والحجاج هو الذي جاء بفتح خيبر إلى مكة فأخبر به العباس بن
__________
(1) هذه العبارة المحجوزة وقعت هنا في م وس، وفي اللباب ما يوافق ذلك، وهو المناسب وأطال صاحب اللباب بما حاصله أن هناك قبيلتين فقط الاولى ثور همدان الذين منهم صالح بن حي وآله وهو ثور بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
والثانية ثور أطحل وهو ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر.
(أطحل اسم جبل نزلوا عنده) ومنهم (الربيع بن خيثم ومنذر وآله وسفيان وذووه).
(2) في اللباب " فاته النسب إلى مذهب أبي ثور صاحب الشافعي، وكان عليه جماعة من المتقدمين، منهم أبو القاسم الجنيد بن محمد الزاهد وغيره.
(*)(1/518)
عبد المطلب سرا وأخبر قريشا بضده علانية حتى جمع ما كان له من مال بمكة وخرج عنها.
الثلاج: بفتح الثاء المثلثة وتشديد اللام ألف وفي آخرها الجيم، عرف بهذا النسب أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن البختري بن الثلاج الشاهد الحلواني، حلواني الاصل، بغدادي المولد والمنشأ، وكان أبو القاسم يقول ما باع أحد من أسلافنا ثلجا قط وإنما كانوا بحلوان وكان جدي عبد الله مترفا فكان يجمع في كل سنة ثلجا كثيرا لنفسه فاجتاز الموفق أو غيره من الخلفاء فطلب ثلجا فلم يوجد إلا عند جدي فأهدى إليه منه فوقع منه موقعا لطيفا فطلبه منه أياما كثيرة طول مقامه فكان يحمله إليه فقال اطلبوا عبد الله الثلاج واطلبوا ثلجا من عند عبد الله الثلاج فعرف بالثلاج وغلب عليه.
حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود وأحمد بن محمد بن أبي شيبة وأحمد بن إسحاق بن البهلول وأحمد بن محمد بن المغلس ويحيى بن محمد بن صاعد ومن في طبقتهم
وبعدهم، روى عنه القضاة الثلاثة - أبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي وأبو عبد الله الصميري - وأبو القاسم الازهري وأبو الحسن العتيقي وغيرهم، قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي: أبو القاسم بن الثلاج البغدادي كان معروفا بالضعف سمعت أبا الحسن الدارقطني وجماعة من حفاظ بغداد يتكلمون فيه ويتهمونه بوضع الاحاديث وتركيب الاسانيد، قال في موضع آخر يعني الدارقطني يقول: ههنا شيوخ قد خرجوا الحديث ورووه والله ما حضروا معنا في مجلس ولا رأيناهم عند محدث - يشير بذلك إلى ابن الثلاج.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عن ابن الثلاج فقال لا تشتغل به فو الله ما رأيته في مجلس من مجالس العلم إلا بعد رجوعي من مصر ولا رأيت له سماعا في كتاب أحد، ثم لا يقتصر على هذا حتى يضع الاحاديث والاسانيد ويركب، وقد حدثت بأحاديث فأخذها وترك اسمي واسم شيخي وحدث بها عن شيخ شيخي ومات في شهر ربيع الاول سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
قاله العتيقي وقال: كان كثير التخليط.
وأبو القاسم عمر بن محمد بن أحمد بن مقبل البغدادي المعروف بابن الثلاج من أهل بغداد ولكن أطال الغربة ودوخ البلاد، حدث عن أحمد بن يوسف الطائي المنبجي والفضل بن وهب الكوفي والقاضي أبي عبد الله بن المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وغيرهم، روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي وأبو الطيب المطهر بن محمد بن الحسين الخاقاني وغيرهم، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ قال: أبو القاسم بن الثلاج وكان جوالا حدث في الغربة.
وقال أبو سعد الادريسي: أبو القاسم بن الثلاج قدم علينا سمرقند سنة ست وسبعين وثلاثمائة وحدثنا بها، وكان متهما بالكذب والرواية عمن لم يرهم غير معتمد على روايته بوجه(1/519)
من الوجوه، وحدثنا بأحاديث مناكير.
وأبو سعيد عثمان بن حامد بن أحمد الثلاج الرازي، قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن ميمون وعلي بن إبراهيم القطان القزويني وأبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد
الصميري - وأبو القاسم الازهري وأبو الحسن العتيقي وغيرهم، قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي: أبو القاسم بن الثلاج البغدادي كان معروفا بالضعف سمعت أبا الحسن الدارقطني وجماعة من حفاظ بغداد يتكلمون فيه ويتهمونه بوضع الاحاديث وتركيب الاسانيد، قال في موضع آخر يعني الدارقطني يقول: ههنا شيوخ قد خرجوا الحديث ورووه والله ما حضروا معنا في مجلس ولا رأيناهم عند محدث - يشير بذلك إلى ابن الثلاج.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي سألت الدارقطني عن ابن الثلاج فقال لا تشتغل به فو الله ما رأيته في مجلس من مجالس العلم إلا بعد رجوعي من مصر ولا رأيت له سماعا في كتاب أحد، ثم لا يقتصر على هذا حتى يضع الاحاديث والاسانيد ويركب، وقد حدثت بأحاديث فأخذها وترك اسمي واسم شيخي وحدث بها عن شيخ شيخي ومات في شهر ربيع الاول سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
قاله العتيقي وقال: كان كثير التخليط.
وأبو القاسم عمر بن محمد بن أحمد بن مقبل البغدادي المعروف بابن الثلاج من أهل بغداد ولكن أطال الغربة ودوخ البلاد، حدث عن أحمد بن يوسف الطائي المنبجي والفضل بن وهب الكوفي والقاضي أبي عبد الله بن المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وغيرهم، روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي وأبو الطيب المطهر بن محمد بن الحسين الخاقاني وغيرهم، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ قال: أبو القاسم بن الثلاج وكان جوالا حدث في الغربة.
وقال أبو سعد الادريسي: أبو القاسم بن الثلاج قدم علينا سمرقند سنة ست وسبعين وثلاثمائة وحدثنا بها، وكان متهما بالكذب والرواية عمن لم يرهم غير معتمد على روايته بوجه(1/520)
من الوجوه، وحدثنا بأحاديث مناكير.
وأبو سعيد عثمان بن حامد بن أحمد الثلاج الرازي، قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن ميمون وعلي بن إبراهيم القطان القزويني وأبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي.(1/520)
الانساب - السمعاني ج 2
الانساب
السمعاني ج 2(2/)
الانساب للامام ابي سعد عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي السمعاني المتوفى سنة 562 ه تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي مركز الخدمات والابحاث الثقافية الجزء الثاني دار الجنان(2/3)
ملتزم الطبع والنشر والتوزيع دار الجنان الطبعة الاولى 1408 ه - 1988 م(2/4)
حرف الجيم باب الجيم والالف الجابر: بفتح الجيم وكسر الباء المنقوطة بواحدة والراء في آخرها، عرف بهذه الحرفة أبو الحارث يحيى بن عبد الله بن الحارث الجابر التيمي، وظني أنه بجبر الكسر ويقال له المجبر أيضا، وسنذكره في موضعه.
ويحيى الجابر يروي عن أبي ماجد، روى عنه الثوري وجرير بن عبد الحميد، منكر الحديث يروي المناكير الكثيرة التي لا تشبه حديث الائمة حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان يتعمد لذلك لا يجوز الاحتجاج به بحال، وسئل يحيى بن معين
عن يحيى الجابر فقال: ليس بشئ (1).
الجاجرمي: بفتح الجيمين بينهما الالف وبعدها الراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى جاجرم، وهي بلدة بين نيسابور وجرجان مليحة وهي ناحية كبيرة كثيرة القرى أول حدودها متصلة بجوين وآخرها متصلة بجرجان وبعض قراها في الجبال، وخرج منها جماعة من العلماء منهم أبو القاسم عبد العزيز بن عمر بن محمد الجاجرمي، سمع بنيسابور أبا سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي وحدث عنه بسمرقند وما وراء النهر، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن أبي بكر النخشبي الحافظ، وكانت وفاته بعد سنة أربعين وأربعمائة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الجاجرمي فقيه صالح سديد السيرة حافظ للقرآن يسكن الجامع المنيعي بنيسابور ويتولى نيابة الامامة في الصلوات الخمس (2) عن عبد الجبار بن محمد البيهقي، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني وأبا علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي وغيرهما، سمعت منه أحاديث بنيسابور وتوفي.
ومن
__________
(1) (الجابري) استدرك اللباب وقال: (هي نسبة إلى جابر بن زيد، وممن عرف بهذه النسبة أحمد بن عثمان بن أحمد الجابري، قال أحمد بن موسى بن مردويه: حدثنا أبو علي أحمد بن عثمان الجابري من ولد جابر بن زيد بن محمد بن محمد بن عزرة وهي أيضا نسبة إلى جد المنتسب وهو أبو محمد عبد الله بن جعفر بن إسحاق بن علي بن جابر بن الهيثم الجابري الموصلي، سكن البصرة، سمع أبا يعلى الموصلي وغيره، روى عنه أبو نعيم الحافظ الاصفهاني).
(2) في معجم البلدان (كان فقيها ورعا منزويا في الجامع الجديد يصلي إماما في الصلاة).
(*)(2/5)
القدماء أبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي الجاجرمي، حدث بجرجان عن إسحاق بن سعد (1) بن الحسن بن سفيان وأبي يعقوب يوسف بن إبراهيم السهمي وأبي بكر الآبندوني وأبي العباس النسوي المستملي.
الجاجني: بالجميين المفتوحتين، بينهما ألف وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى
جاجن، وهي قرية من قرى بخارا، والمنتسب إليها الفقيه أبو نصر أحمد بن محمد بن الحارث الجاجني، سكن درب الحديد في مدرسة الامام أبي بكر بن الفضل، كتب الحديث ببخارا والعراق والحجاز، روى عنه الفقيه طاهر الحريثي.
وأبو عقيل حمزة بن محمد الدهان الجاجني من أهل هذه القرية أيضا، كتب عنه أبو كامل البصيري.
الجاحظ: بفتح الجيم والحاء المكسورة بينهما الالف وفي آخرها الظاء المعجمة، هذا لقب أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري إنما قيل له ذلك لان عينيه جاحظتان إن شاء الله، حدث عن يزيد بن هارون والسندي بن عبدويه وأبي يوسف القاضي، روى عنه يموت بن المزرع ومحمد بن عبد الله بن أبي الدلهاث ومحمد بن يزيد النحوي.
الجاحظي: بفتح الجيم بعدها الالف وكسر الحاء المهملة وفي آخرها الظاء المعجمة، هذه النسبة إلى فرقة من المعتزلة يقال لهم الجاحظية وهم أصحاب أبي عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الجاحظ البصري صاحب التصانيف الحسنة، وكان من أهل البصرة، وأحد شيوخ المعتزلة، وكان حدث بشئ يسير عن حجاج بن محمد عن حماد بن سلمة وأبي يوسف القاضي وغيرهما، روى عنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وابن بنت أخته يموت بن المزرغ، وهو كناني قيل صلبية وقيل مولى أبي القلمس عمرو بن قلع الكناني ثم الفقيمي، وكان محبوب جد الجاحظ أسود وكان حمالا لعمرو بن قلع.
وكان فصيحا تدل كتبه على فصاحته وملاحة عبارته.
وحكي أن رجلا آذاه فقال: أنت والله أحوج إلى هوان من كريم إلى إكرام، ومن علم إلى عمل، ومن قدرة إلى عفو، ومن نعمة إلى شكر.
ووصف الجاحظ اللسان فقال: هو أداة يظهر بها البيان، وشاهد يعبر عن الضمير، وحاكم يفصل الخطاب، وناطق يرد به الجواب، وشافع تدرك به الحاجة، وواصف تعرف به الاشياء، وواعظ ينهي عن القبيح، ومعز يبرد الاحزان، ومعتذر يدفع الظنة، ومله يؤنق الاسماع، وزارع يحرث المودة، وحاصد يستأصل العداوة، وشاكر يستوجب المزيد، ومادح يستحق الزلفة، ومؤنس
__________
(1) الصواب (إسحاق بن سعد بن الحسن).
(*)(2/6)
يذهب بالوحشة.
وقال المبرد دخلت على الجاحظ في آخر أيامه وهو عليل فقلت له كيف أنت ؟ فقال كيف يكون من نصفه مفلوج ولو نشر بالمناشير ما أحس به ونصفه الآخر منقرس لو طار الذباب بقربه لآلمه والآفة في جميع هذا أني قد جزت التسعين، ثم أنشدنا: أترجو أن تكون وأنت شيخ كما * كما قد كنت أيام الشباب لقد كذبتك نفسك ليس ثوب * دريس كالجديد من الثياب ومات الجاحظ في المحرم سنة خمس وخمسين ومائتين.
والجاحظية تزعم أن المعارف ضرورية الطباع وليس شئ منها من أفعال العباد، ووافق ثمامة بن أشرس في قوله إن العباد ليس لهم فعل غير الارادة.
وهذا يوجب أن لا يكون الصلاة والصوم والحج والعمرة والجهاد من اكتساب العباد وأن لا يكون الزنا وشرب الخمر من اكتسابهم لان هذه الافعال غير الارادة وفي هذا إبطال الثواب على العبادات وإبطال العقاب على المعاصي (1).
الجاذري: بفتح الجيم والذال المعجمة بعد الالف بعدها راء، هذه النسبة لبعض أهل واسط ولعله من سوادها أو سواد فم الصلح وبينهما ست فراسخ، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن معاذ الصلحي يعرف بالجاذري قال ابن ماكولا: هو شيخ حدث عنه أبو غالب بن بشران، يروي عن محمد بن عثمان بن سمعان تاريخ بحشل (2).
الجارستي: بفتح الجيم والراء بينهما الالف ثم السين المهملة الساكنة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى جارست، وهو إسم لجد بكار بن محمد بن الجارست المقري الجارستي النحوي المديني قارئ أهل المدينة، يروي عن موسى بن عقبة، روى عنه ابن أبي فديك ويحيى بن محمد بن قيس وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال: لا بأس به.
__________
(1) (الجارد) هذا لقب لعامر بن عمرو بن خثعمة بن بكر بن يشكر بن قسي بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران
الازدي كان دخل السيل مرة الكعبة في الجاهلية فبنى عامر لها جدارا دون السيل فسمي الجادر.
راجع الروض الانف وشرح القاموس (ج د ر) وانظر ما يأتي في رسم (الجدري).
(الجادري) أبو زيد عبد الرحمن بن أبي غالب اللحمي الشهير بالجادي، له مؤلف في الميقات اسمه روضة الازهار في أعمال الليل والنهار.
أنظر معجم المؤلفين 5 / 164.
(2) (الجاربردي) في الدرر الكامنة ج 1 رقم 346 (أحمد بن الحسن بن يوسف الجاربردي الامام فخر الدين نزيل تبريز تفقه على مذهب الشافعي وفاق في العلوم العقلية..وله شرح المنهاج في أصول الفقه وشرح تصريف ابن الحاجب (الشافية)..مات بتبريز في شهر رمضان سنة (746).
(*)(2/7)
الجارمي: بفتح الجيم وكسر الراء بعد الالف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بني جارم وهم بنو تيم الله وهو جارم بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد، ذكره ابن الكلبي، ولهم خطة بالبصرة قال الفرزدق: ولو أن ما في سفن دارين صبحت * بني جارم ما طيبت ريح خنبس الجارودي: بفتح الجيم وضم الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى (الجارود) وهو إسم لبعض أجداد المنتسب، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن النضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد الجارودي، سمع إسحاق بن راهوية الحنظلي وأبا كريب وسويد بن سعيد وعمرو بن علي وأقرانهم بخراسان والعراق، روى عنه إمام الائمة أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فمن بعده مثل المؤمل بن الحسن وأبي حامد بن الشرقي، وكان يتولى أمور مسلم بن الحجاج وكان يتبجح به ويعتمده في جميع أسبابه إلى أن توفي، وكان أبو بكر الجارودي - شيخ وقته وعين علماء عصره حفظا وكمالا وثروة ورياسة، والجارود جد أبيه صاحب أبي حنيفة، قال الحاكم خطته المشهورة بالجارودي ومسجده في المربعة الصغيرة، وكان أبوه وجده والجارود جد أبيه كلهم رأييون وأبو بكر حديثي محكم في المذهب، وكان منزله بالقرب من منزل محمد بن يحيى الذهلي فنشأ معه وفي صحبته، وكان
من المتعصبين للحديث والذابين عن أهل نحلته، وله في ذلك أخبار مدونة، وقال أبو حامد بن الشرقي حدث محمد بن يحيى في مجلس الاملاء فرد عليه الجارودي فزبره محمد بن يحيى، فلما كان المجلس الثاني قال محمد بن يحيى ههنا أبو بكر الجارودي ؟ قال له: نعم، قال: الصواب ما قلته، فإني رجعت إلى كتابي فوجدته على ما قلت، قال: وكان الجارودي يبيت عند محمد بن يحيى، وكان ابن يحيى يستعين بعربيته في مصنفاته، ولما قتل أحمد بن عبد الله الخجستاني أبا زكريا حيكان هم بقتل الجارودي فلبس عباء وخرج مع الجمالين إلى أصبهان فلم يرجع حتى انكشفت المحنة وزالت.
قال أبو الوليد الفقيه: كنا في مجلس أبي بكر الجارودي إذ دخل أبو العباس الكوكبي فقال له: ههنا يا أبا العباس، قال: أصلي العصر، فلما فرغ من صلاته قال له الجارودي: شعارنا أن نرفع أيدينا في الصلاة فإن رفعت يديك وإلا فلا تصحبنا.
وكان الجارودي يقول إذا وجدت مساغا في البادرة فتمرغ فيها ولو على الصراط.
ومات الجارودي في شهر ربيع الاول سنة إحدى وتسعين ومائتين، قال ابن أبي حاتم الرازي: محمد بن النضر الجارودي من ولد الجارود بن يزيد روى عن إسماعيل بن موسى نسيب السدي وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حفص ومحمد بن رافع، سمعت منه بالري وهو صدوق من الحفاظ.
وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن الجارود(2/8)
الهروي الجارودي، شيخ هراة في عصره، وكان أحد الحفاظ المشهورين، وكان ثقة صدوقا حافظا رحالا، رحل إلى العراق وفارس وجال في بلاد خراسان، وسمع أبا القاسم بن سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبا علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب الجرجرائي وطبقتهم، روى عنه الائمة مثل أبي إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الانصاري وأبي الفضل أحمد بن عبيد الله بن أبي سعد المركب وجماعة كثيرة سواهم، وكان أبو الحسين محمد بن المظفر حافظ بغداد يقول: لم يجاوز جسر النهروان مثل أبي الفضل الجارودي.
ولما حضر عند الطبراني بأصبهان كان الطلبة يكتبون
بانتخابه عليه، وكان أبو علي بن جهان دار الحافظ يقول: ما رأيت من مشايخنا أعرف بالحديث وأقل دعوى من أبي الفضل الجارودي.
وتوفي سنة نيف وعشرين وأربعمائة.
وقبره مشهور يزار وقد زرته.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن عمرو بن محمد بن حبيب بن سليمان بن المنذر بن الجارود البصري الجارودي من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب القرشي ونصر بن علي الجهضمي، روى عنه محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وغيرهما أحاديث مستقيمة، وكان شيخا خضيبا أزرق، وكانت ولادته سنة ثمان عشرة ومائتين، وحدث في رجب سنة عشرين وثلاثمائة فتكون وفاته بعد هذا التاريخ.
وأما الجارودية ففرقة من الزيدية من الشيعة وهم أصحاب أبي الجارود نسبوا إليه، زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على إمامة علي بالوصف دون التسمية (وأن الناس كفروا بتركهم الاقتداء به بعد النبي صلى الله عليه وسلم)، ثم بعده الحسن، ثم الحسين، ثم إن الامامة شورى في ولدهما فمن خرج منهم داعيا إلى سبيل ربه وكان عالما فاضلا فهو الامام.
وهؤلاء إنما أكفرناهم بقولهم بتكفير الصحابة وقد تجامعت الجارودية بعد هذه الجملة فزعم قوم منهم أن الامام محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن فانتظروه كما انتظره قوم من المغيرية وأنكروا قتله، وانتظرت طائفة منهم محمد بن القاسم صاحب الطالقان، وقد أسر في أيام المعتصم وحمل إليه فحبسه في داره وأظهر موته، فزعموا أنه حي لم يمت، وانتظرت طائفة منهم يحيى بن عمر صاحب الكوفة في أيام المستعين، وحمل رأسه إلى محمد بن عبد الله بن طاهر حتى قال فيه بعض العلوية: قتلت أعز من ركب المطايا * وجئتك أستلينك في الكلام وعز عليك أن ألقاك إلا * وفيما بيننا حد الحسام الجاري: بفتح الجيم والراء المهملة، هذه النسبة إلى (الجار) وهي بليدة على الساحل بقرب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمنتسب إليها أبو عبد الله سعد بن نوفل الجاري، كان(2/9)
عامل عمر رضي الله عنه على الجار، روى عنه ابنه عبد الله بن سعد.
وعمرو بن سعد الجاري مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يروي عن ابن عمر رضي الله عنه وأبي هريرة وعبد الله بن عمر رضوان الله عليهم، روى عنه زيد بن أسلم، وعبد الملك بن أعين.
وعبد الملك بن الحسن الجاري الاحول مولى مروان بن الحكم الاموي، يروي المراسيل والمقاطيع، روى عنه أبو عامر العقدي.
وعمر بن راشد الجاري القرشي مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، كان ينزل الجار، وهو الذي يقال له الساحلي، يضع الحديث على مالك وابن أبي ذئب وغيرهما من الثقات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه فكيف الرواية عنه ؟ سليمان بن محمد بن سليمان بن موسى بن عبد الله بن يسار الاسلمي اليساري الجاري المديني، سكن الجار، روى عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وإسحاق بن إبراهيم بن نسطاس ومالك بن أنس وابن أبي ذئب ونافع بن أبي نعيم وغيرهم.
ويحيى بن محمد الجاري من أهل الحجاز، يروي عن الدراوردي، روى عنه مؤمل بن إهاب، كان ممن يتفرد بأشياء لا يتابع عليها على قلة روايته، كأنه كان يهم كثيرا، فمن ههنا وقع المناكير في روايته، يجب التنكب عما انفرد من الروايات وإن احتج به محتج فيما وافق الثقات لم أر به بأسا.
وجار قرية من قرى أصبهان من ناحية بران، خرج منها جماعة، منهم الزاهد أبو بكر ذاكر بن عمر بن سهل الجاري من قرية جار، كان شيخا صالحا، مات في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، سمع أبا مطيع محمد بن عبد الواحد الصحاف.
وأم عمرو وسعيدة بنت بكران بن محمد بن أحمد بن جعفر الجاري سمعت أبا مطيع المصري (1) أيضا وكتب إلي الاجازة بجميع مسموعاته.
وأبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر الجاري سمع أبا مطيع المصري أيضا وكتب إلي الاجازة بجميع مسموعاته (2).
الجازري: بفتح الجيم والزاي المكسورة بعد الالف وبعدها راء، هذه النسبة إلى جازرة (3) وهي قرية من أعمال نهروان بالعراق، والمشهور بالانتساب إليها أبو علي محمد بن
__________
(1) مثله في اللباب ويأتي مثله في زيادة من ك ووقع فيها هنا (الانصاري) كذا.
(2) راجع الاكمال بتعليقه 2 / 256 - 257.
(الجازاني) جيزان بلد على الساحل في شمالي اليمن أقمت بها زمنا أيام الادارسة واسمها القديم جازان ونسب إليها الشريف أحمد بن محمد بن بركات الجازاني ولي مكة سنة 907 وقتل في المطاف سنة 909 - راجع أعلام الزركلي 1 / 221.
(3) مثله في اللباب، وسماها صاحب معجم البلدان (جازر) وأنشد لعبيد الله بن الحر الجعفي: أقول لاصحابي بأكناف جازر * وراذانها هل تأملون رجوعا.
(*)(2/10)
الحسين بن الحسن بن علي بن بكران الجازري، روى كتاب الجليس والانيس عن القاضي أبي الفرج المعافي بن زكريا الجريري يعرف بابن طرارا، روى عنه الامير أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا الحافظ وقال سمعنا منه عن أبي الفرج بن طرارا ومحمد بن المثني وغيرهما.
وروى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهم، وأجاز لي أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري جميع مسموعاته وسمع هذا الكتاب من أبي علي الجازري أيضا.
ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال: سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن موسى بن المثني الداودي والمعافي بن زكريا الجريري، كتبت عنه وكان صدوقا، وسألته عن مولده فقال: في ربيع الاول سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الاول من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وأبو الحسن محمد بن إدريس بن محمد بن الحسن بن محمد بن ابن المسبح الجازري الفقيه، سمع أباه إدريس بن محمد الجازري، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الحافظ الشيرازي.
الجازي: بفتح الجيم بعدها الالف وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى (بلدة يقال لها يزد) من كور اصطخر وآمل ولعل هذه النسبة جاءت على خلاف القياس، وفيهم كثرة وسأذكره في الياء.
والجاز لقب بعض أجداد أبي الفتح هبة الله بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن
الطيب بن الجاز المخزومي القرشي الجازي من أهل الكوفة، سكن بغداد وحدث بها عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الهرواني وأبي الحسن محمد بن جعفر النجار النحوي وغيرهما، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وقال: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
وكانت ولادته في سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وقيل إن مولده في صفر في إحدى السنتين.
ووفاته في شهر ربيع الاول سنة سبعين وأربعمائة ببغداد (1).
الجاسي: بفتح الجيم وفي آخرها السين المهملة بعد الالف هذه النسبة إلى (بني جاس) وهم ولد نضلة بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة، والمشهور بهذا
__________
(1) (- الجاسمي) في رسم (جاسم) من معجم البلدان (ومنها كان أبو تمام حبيب بن أوس الطائي، ومات فيما ذكره نفطويه في سنة 228، وقال ابن أبي تمام ولد أبي سنة 188 ومات سنة 231 بالموصل..وقيل مات في أول سنة 32.
ومنها أيضا نعمة الله بن هبة الله بن محمد أبو الخير الجاسمي الفقيه، قال أبو القاسم: هو من أهل قرية جاسم، سمع بدمشق أبا الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنائي وأبا الحسين سعيد بن عبد الله النوائي - من قرية نوى - حكي عنه أبو الحسين أحمد بن عبد الواحد بن البري وأبو الحسن علي بن محمد بن ابراهيم الحنائي).
(*)(2/11)
الانتساب أبو العجاج الاشعث بن زيد بن شعيث بن يزيد بن ضمرة (1) الجاسي، قال ابن ماكولا: أحد بني جاس، شاعر.
الجاكر ديزي: بفتح الجيم والكاف وسكون الراء وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى (جاكرديزه)، وهي محلة من محال سمرقند بها مقبرة كبيرة مشهورة للعلماء والكبار، اشتهر بالنسبة إليها أبو الفضل محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله الجاكر ديزي السمرقندي، كانت له رحلة في طلب العلم إلى خراسان والعراق والحجاز وديار مصر، يروي عن جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي وأبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد وأحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين
وأحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى المصريين وغيرهم، روى عنه أبو جعفر محمد بن فضلان بن سويد البزري (2) ومحمد بن جعفر النحاس الجرجانيان والقاسم بن أبي بكر الابريسمي السمرقندي وجماعة (3).
الجامع: بفتح الجيم وكسر الميم وفي آخرها العين المهملة، هذا لقب لابي عصمة المروزي، قيل انه إنما لقب به لانه أول من جمع فقه أبي حنيفة رحمه الله بمرو وقيل لانه كان جامعا بين العلوم وكان له أربع مجالس مجلس للاثر ومجلس لاقاويل أبي حنيفة رحمه الله ومجلس للنحو مجلس لاشعار، وهو أبو عصمة نوح بن أبي مريم واسمه يزيد بن جعونة الجامع المروزي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من أهل مرو يروي عن الزهري ومقاتل بن حيان، روى عنه العراقيون وأهل بلده، مات سنة ثلاث وسبعين ومائة، وكان على قضاء مرو، وكان ممن يقلب الاسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وروى أحمد بن عبد المؤمن قال مر الفضل بن موسى بنوح بن أبي مريم فسمعه يقول حدثنا أبو فلان، فقال: لنك ابن لنك نا بفرغانة.
ويروي نوح عن يحيى بن سعيد الانصاري وزيد العمي، روى عن عبدة بن سليمان وأصرم بن حوشب.
الجامعي: بفتح الجيم وكسر الميم وفي آخرها العين المهملة هذه النسبة إلى
__________
(1) والتصحيح من اللباب والاكمال ومؤتلف الآمدي رقم 99.
(2) في رسم (البزري) من المشتبه (أبو الحسن علي بن فضلان البزري الجرجاني نزيل سمرقند...).
(3) (الجاكي) في معجم البلدان (جاكه جيمه (قبل التعريب) عجمية غير خالصة بين الجيم والشين وبعد الالف كاف: ناحية من بلاد الاهواز) وذكرها شارح القاموس (ج وك) وقال: (منها الامام الواعظ المعتقد بدر الدين حسين بن إبراهيم بن حسين الجاكي الكردي نزيل القاهرة، توفي بها سنة سبعمائة وتسع وثلاثين.
(*)(2/12)
(الجامع) (1) وهو المصحف، واشتهر بهذه النسبة أبو حبيب محمد بن أحمد بن موسى الجامعي المصاحفي كان يكتب الجامع سمع سهل بن عمار العتكي وأبا يحيى زكريا بن داود
الخفاف وأقرانهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره هكذا ثم قال: شيخ بهي الشيبة كان يتكئ على عصا من حديد، بلغني أنه كان مجاورا بجامع قريبا من خمسين سنة، وكان أبوه من محدثي أصحاب الرأي، وقد روى أيضا عن أبيه وكان يكتب القرآن سنين ويسبله، فإنه كان مكفيا، وتوفي في صفر سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وذكر في المصاحفي.
الجامي: بفتح الجيم وفي آخرها الميم بعد الالف هي قصبة بنواحي نيسابور يقال لها جام ويعرب فيقال زام بالزاي، خرج منها جماعة من المشاهير، وللامراء الطاهرية بها آبار وضياع، منها (2).
الجاورساني: بفتح الجيم والواو بينهما الالف وسكون الراء وفتح السين المهملة والنون بعد الالف، هذه النسبة إلى (جاورسان)، (3) والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر محمد بن بكر بن محمد بن مذكر الجاورساني، سكن بخارا، كان زاهدا ناسكا ورعا كثير الصلاة حسن العبادة، وكان ضريرا فكان يحدث من حفظه وكان حافظا، حدث عن أبي يحيى الحماني وأبي أسامة حماد بن أسامة والحسين بن علي الجعفي وسعيد بن عامر الضبعي، روى عنه أحمد بن محمد بن الخليل وإسحاق بن أحمد بن خلف البخاريان، ومات أبو جعفر بآمل جيحون في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
الجاورسي: بفتح الجيم والواو وسكون الراء وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى جاورسة وهي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو، بها قبر عبد الله بن بريدة رضي الله عنهما، وأهل مرو والنواحي يجتمعون عنده ليلة البراءة، منها سالم الجاورسي مولى عبد الله بن بريدة - هكذا ذكره أبو العباس المعداني (4).
__________
(1) في نسخ أخرى (لعله نسبة إلى الجامع).
(2) بياض في ك وأهمل في غيرها، وبسواد نيسابور عدة قرى يقال لكل منها جام كما في التوضيح، وفي المشتبه بإضافة من التوضيح ما لفظه (العارف أبو نصر أحمد بن أبي الحسن الجامي النامقي مؤلف كتاب أنس التائبين.
وابنه شيخ الاسلام إسماعيل بن أحمد، مات بعد الستمائة روى عنه الشيخ نجم الدين أبو بكر الرازي المعروف بالداية - نسبة
إلى جام من أعمال نيسابور.
(3) في رسم (جاورسان) من معجم البلدان (محلة بهمذان أو قرية).
(4) (الجاولي) في الدرر الكامنة ج 2 رقم 1877 (سنجر بن عبد الله الجاولي أبو سعيد ولد سنة 653 بآمد ثم صار الامير يقال له: جاول - في سلطنة الظاهر بيبرس فنسب إليه..وكان محبا في العلم خصوصا علم الحديث، وشرح مسند الشافعي شرحا حافلا..وكانت وفاته في تاسع شهر رمضان سنة 745).
(*)(2/13)
باب الجيم والباء (1) الجبابي: بكسر الجيم والالف بين البائين المنقوطة بواحدة مخففتين مفتوحة ومكسورة وهو أبو عمر أحمد بن خالد بن يزيد الجبابي ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وقال: أحمد بن خالد بن يزيد، يعرف بابن الجباب، أندلسي جبابي، والجباب الذي يبيع الجباب بلغتهم، يكنى أبا عمر، مشهور عندهم توفي بالاندلس بقرطبة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة حدث عن إسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن عبد العزيز وغيرهما، وقال أبو الحسن الدارقطني: أحمد بن خالد بن يزيد بن الجباب الاندلسي يبيع الجباب، أبو عمر، حدث الاندلس وتوفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة - هكذا ذكره أبو الحسن بالتشديد وهو الصواب فيما أظنه الصحيح في اللغة (2).
الجبخاني: بفتح الجيم والباء الموحدة والخاء المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جباخان، وهي قرية على باب بلخ، خرج منها جماعة، منهم أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن الفرج بن عبد الله بن صدام بن مهاجر بن إياس بن ثمامة بن جعارة بن عصمة بن وديعة الجباخاني البلخي الحافظ من جباخان بلخ، رحل إلى خراسان والجبال والعراق وديار الشام ومصر وكتب الكثير، وكان يحفظ، غير أن الثقات تكلموا فيه، ولم يكن في الحديث بذاك، حدث عن أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وأبي محمد إسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي المكي وأبي العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني
وغيرهم من شيوخ خراسان، روى عنه جماعة ووفاته كانت ببلخ في شهر ربيع الاول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور وقال: أبو عبد الله الجباخاني ولم أره إلا أنه كان يبلغني أنه كان يحفظ أفراد الخراسانيين، وروايته عن إسحاق بن الهياج وعبد الصمد بن غالب وأقرانهم من البلخيين ومحمد بن حبال وأبي رميح
__________
(1) (الجباب) في الاكمال 2 / 138 (بفتح الجيم بعدها ياء مشددة معجمة بواحدة قبل الالف وآخره باء معجمة أيضا بواحدة أحمد بن خالد بن يزيد بن الجباب أبو عمر الاندلسي الجياني، كان يبيع الجباب، حدث وتوفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة..).
(2) (الجبابيني) في معجم البلدان (الجبابين بالفتح وبعد الالف باء أخرى وياء ساكنة ونون من قرى دجبل من أعمال بغداد، منها أحمد بن أبي غالب بن سمجون الابرودي أبو العباس المقري يعرف بالجبابيني.
(*)(2/14)
محمد بن رميح وأقرانهم من الترمذيين والصغانيين والغالب على رواياته المناكير، وقد حدث بنيسابور وهراة ومرو وبخارا وسمرقند وأكثر بلاد خراسان.
قال: وجاءنا نعيه من بلخ سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
الجباري: بفتح الجيم والباء الموحدة المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبه إلى جبار اسم رجل، وهو جبار بن سلمى بن مالك بن جعفر بن كلاب بن عامر بن صعصعة وهو الذي طعن عامر بن فهيرة يوم بئر معونة فقتله، ثم أسلم بعد ذلك وكان مع عامر بن طفيل ثم أسلم وكان يقول مما دعاني إلى الاسلام أني طعنت رجلا منهم يومئذ فسمعته يقول: فزت والله.
وجبار هذا جد ولد أبي العباس السفاح لامهم، كانت زوجة أبي العباس أم ولده أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن الوليد بن المغيرة، وأمها هند بنت عبد الله بن جبار بن سلمي بن مالك بن جعفر بن كلاب، قال أبو عبد الله الزبيري كانت أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة عند عبد العزيز بن الوليد بن عبد الملك ثم خلف عليها أبو شاكر مسلمة بن هشام بن عبد الملك فاما فارقها وإما مات عنها فخرجت مع جواريها
وحشمها متبدية نحو السراة فبينا هي ذات يوم جالسة إذ مر بها أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وهو يومئذ عزب فأرسلت إليه مولاة لها تعرض عليه أن يتزوجها فجاءته الجارية فأبلغته السلام وادت إليه الرسالة فقال أبلغيها السلام وأخبريها برغبتي فيها، وقولي لها لو كان عندي من المال ما أرضاه لك فعلت، فقالت لها قولي: هذه سبعمائة دينار أبعث بها إليك - وكان لها مال عظيم وجوهر وحشم كثير - فأتته المولاة فعرضت ذاك عليه فأنعم لها فدفعت إليه المال فأقبل إلى أخيها فخطبها إليه فزوجها إياه فأرسل إليها بصداقها خمسمائة دينار وأهدى إليها مائتي دينار، ثم دخل عليها فإذا هي منصة فصعد إليها - فذكر خبرا طويلا.
وجبار بن صخر بن أمية بن خنيس - ويقال خنساء - بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، شهد بدرا والعقبة، قال ذلك شباب العصفري.
وجبار بن عمرو الطائي يعرف بالاسد الرهيص من فرسانهم في الجاهلية.
وجبار (1) فارس الضبيب قال ابن دريد: هو الذي حمل كسرى بن أبرويز على فرسه.
وأبو الزبان بشر بن قيس بن جبار، هو الجبار نسب إلى جده مدحه ابن الرقاع فقال: أتيت بشرا أبا الزبان أسأله * فما زوى بين عينيه ولا قطبا
__________
(1) والصواب: (حسان) وإن فارس الضبيب هو حسان بن حنظلة الطائي - راجع الاكمال بتعليقه 2 / 38.
(*)(2/15)
وأما ابن جبار المنقري الجباري كان بخيلا ففيه يقول الشاعر: لو أن قدرا بكت من طول محبسها * على القفوف (1) بكت قدر ابن جبار ما مسها دسم مذ فض معدنها * ولا رأت بعد نار القين من نار وكان ابن جبار بالبصرة قيل اسمه عقبة.
الجباري: بكسر الجيم وفتح الباء وفي آخرها الراء بعد الالف، هذه النسبة إلى جبارة، وهو جد أبي القاسم عمران بن موسى بن يحيى بن جبارة المعلم الجباري الحمراوي من أهل مصر، يروي عن عيسى بن حماد زغبة المصري، توفي سنة إحدى وثلاثمائة، قال
الدارقطني: حدثنا عنه جماعة بمصر.
وأما جبارة في الاسماء فهو جبارة بن زرارة البلوي، له صحبة، شهد فتح مصر وليست له رواية ذكره أبو سعيد بن يونس فيما أخبرني به عبد الواحد بن محمد البلخي عنه.
قاله الدارقطني.
الجبان: بفتح الجيم والباء المشددة الموحدة وفي آخرها النون بعد الالف، هذه اللفظة لمن يحفظ في الصحراء الغلة وغيرها، أخذت من الجبانة وهي الصحراء، واشتهر بهذه النسبة أبو القاسم علي بن أحمد بن عمرو بن سعيد الجبان الكوفي، قدم بغداد وحدث بها عن سليمان بن الربيع البرجمي ويوسف بن يعقوب النجاجي، روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وأبو الحسن بن الجندي، وحدث في سنة ست وعشرين وثلاثمائة فتكون وفاته بعد هذه السنة.
وابو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن جعفر بن الهيثم البغدادي المعروف بابن الجبان من أهل بغداد، سمع محمد بن المظفر وأبا عمر بن حيويه وأبا بكر بن شاذان، ذكره أبو بكر الخطيب، وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا سكن دار القطن، وكانت ولادته في شعبان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ومات في المحرم سنة أربع وأربعين واربعمائة ودفن في داره.
الجباني: بفتح الجيم وتشديد الباء المعجمة بواحدة، هذه النسبة إلى جبان، قال أبو كامل البصيري: هذه النسبة إلى مدينة جبان - يعني بالمغرب وظني أنه وهم، والمدينة التي بالمغرب يقال لها جيان، وسنذكرها في الجيم مع الياء.
والجبان الصحراء ولعل هذا الرجل كان يسكن الصحراء ويتجنب صحبة الخلق، والمشهور بها محمد بن سعد وقيل مخلد بن سعد الجباني ويقال له الرباحي لانه سكن قلعة رباح بلدة بالمغرب.
قال
__________
(1) والقفوف الجفان، وفي عيون الاخبار 3 / 265 (على الحفوف) والحفوف الجفاف من الدهن كالشعث.
(*)(2/16)
الدارقطني: وأما جبانة فجبانة عرزم بالكوفة، وجبانة كندة وغير ذلك، وهي إسم للمقبرة يأتي ذكرها في غير حديث.
قلت وقد ينسب من يسكن الموضعين بالجباني (1).
الجباي: بفتح الجيم وفتح الباء المنقوطة بنقطة، فالمنتسب بهذه النسبة شعيب الجباي من أقران طاوس وهذا (2) إسم جبل بناحية اليمن، حدث عن شعيب سلمة بن وهرام ووهب بن سليمان الجندي وغيرهما، وقال أبو حاتم بن حبان: شعيب الجباي من أهل اليمن وجبأ جبل بالجند، يروي عن الحكم بن عتيبة وكان قد قرأ الكتب، روى عنه محمد بن إسحاق.
وقال أبو نصر بن ماكولا جبأ بالهمزة في آخرها جبل بناحية اليمن.
الجبائي: بضم الجيم وتشديد الباء المفتوحة المنقوطة بواحدة من تحت وهذه قرية بالبصرة، والمنتسب إليها أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي وابنه أبو هاشم، وأبو علي صاحب مقالات المعتزلة، وله كتاب التفسير والجامع والرد على أهل السنة، ولد أبو علي سنة خمس وثلاثين ومائتين، ومات في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة.
وابنه أبو هاشم بن أبي علي الجبائي اسمه عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب بن سلام بن خالد بن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو المتكلم شيخ المعتزلة ومصنف الكتب على مذاهبهم، سكن بغداد إلى حين وفاته، ولد أبو هاشم سنة سبع وأربعين (3) ومائتين ومات في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ببغداد، وذكر أبو علي الحسن بن سهل بن عبد الله الايذجي القاضي: لما توفي أبو هاشم الجبائي ببغداد اجتمعنا لندفنه فحملناه إلى مقابر الخيزران في يوم مطير ولم يعلم بموته أكثر الناس، فكنا جميعة في الجنازة، فبينا نحن ندفنه إذ حملت جنازة أخرى ومعها جميعة عرفتهم بالادب، فقلت لهم: جنازة من هذه ؟ فقالوا جنازة أبي بكر بن دريد، فذكرت حديث الرشيد لما دفن محمد بن الحسن والكسائي بالري في يوم واحد - قال: وكان هذا في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة - فأخبرت أصحابنا بالخبر وبكينا على الكلام والعربية طويلا، وافترقنا.
مات أبو هاشم ببغداد في شعبان سنة إحدى
__________
(1) (الجباني) بالفتح وتخفيف الموحدة، قال في المشتبه: (نسبة إلى قرية جبان من خوارزم دخلها أبو العلاء الفرضي) زاد في التبصير (وذكر منها رجلا).
(الجباوي) في أعلام الزركلي 3 / 133 (سعد بالدين بن مزيد الجباوي الشيباني متصوف مشهور من أهل
جبا من قرى دمشق كان في بدء أمره من قطاع السبيل ثم تاب وتنسك وأقام مع أبيه في زاوية بدمشق واشتهر وهو مدفون في جبا) ذكر وفاته سنة 621.
(2) لو قال و (جبأ) كان أوضح.
(3) كذا والصواب (وسبعين) كما في الترجمة في تاريخ بغداد ج 11 رقم 5735، وذكر بعد ذلك وفاته سنة 321.
(*)(2/17)
وعشرين وثلاثمائة دفن بالخيزرانية مع ابن دريد.
وشيخنا أبو محمد دعوان بن علي بن حماد الجبائي المقرئ الضرير، شيخ صالح من أهل القرآن والحديث، لقيته بباب الازج وقرأت عليه الحديث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البصر وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، وسألته عن نسبته فقال: نسبتي إلى قرية من أعمال النهروان يقال لها جبة.
وأخوه أبو سالم علي بن حماد الجبائي سمعت منه الحديث ببغداد.
(1) الجبريني: بكسر الجيم والباء الساكنة والراء المكسورة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيت جبرين، وهي قرية كبيرة من أرض فلسطين عند بيت المقدس نحو مشهد الخليل ابراهيم صلى الله عليه وسلم منها أبو الحسن محرز (2) بن خلف بن عمر الجبريني، يروي عن أحمد بن الفضل الصائغ وأبي هارون إسماعيل بن محمد وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصبهاني وقال حدثني أبو الحسن الجبريني ببيت جبرين قرية نحو قبر إبراهيم عليه السلام.
وأبو هارون إسماعيل بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن جعفر بن عطاء بن أبي عبيد الثقفي الجبريني، قال ابن أبي حاتم الرازي: أبو هارون الثقفي من بيت جبرين، قدم عليهم الرملة فروى عن رواد بن الجراح وحبيب بن رزيق كاتب مالك والفريابي وعمرو بن أبي سلمة، وكتب إلي فنظرت في حديثه فلم أجد حديثه حديث أهل الصدق.
هكذا ذكره ابن أبي حاتم.
وقال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: أبو هارون إسماعيل بن محمد بن يوسف الجبريني يقلب الاسانيد ويسرق الحديث، لا يجوز الاحتجاج به، روى عن أبي عبيد القاسم بن سلام وكثير بن الوليد وغيرهما، روى عنه أبو الحسن
محرز (3) ابن خلف الجبريني، وروى عن محرز أبو العباس بكر بن حامد بن إبراهيم الجبريني، سمع منه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي وذكر أنه سمع منه ببيت جبرين.
الجبري: بفتح الجيم والباء الموحدة المشددة وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى جبر،
__________
(1) (الجبراني) في استدراك ابن نقطة (وأما الجبراني بفتح الجيم وسكون الباء المعجمة بواحدة...فهو أبو القاسم أحمد بن هبة الله بن سعد الله الحلبي النحوي المقرئ الفقيه الحنفي المعروف بابن الجبراني، سمع الحديث من جماعة واشتغل وقرأ بحلب).
(2) كذا في ك هنا ويأتي آخر الرسم ما يوافقه ووقع في م وس هنا (محمد) وكذا في اللباب والقبس ومعجم البلدان وتحريف (محرز) إلى (محمد) اقرب والله أعلم.
(3) في المسودة هنا (محمد) على أنه هكذا في ك وغيرها، والذي في م مشتبه يمكن أن يقرأ (محرز) وهو الموافق لقوله قريبا (وروى عن محرز) وهذا الرجل هو أول مذكور في هذا الرسم وقع في ك هناك (محرز) وهو الصواب إن شاء الله، وفي غيرها (محمد).
(*)(2/18)
وهو لقب والد روح بن عصام بن يزيد الاصبهاني الجبري المعروف أبوه بجبر خادم سفيان الثوري، روى عن أبيه، روى عنه محمد بن يحيى بن منده الاصبهاني.
الجبغوي: بفتح الجيم وضم الغين المعجمة بينهما الباء الموحدة الساكنة وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى جبغويه وهو جد أبي علي الحسن بن عبد الله بن جبغويه الشيرازي الجبغوي من أهل شيراز، يروي عن أبي حاتم بن حبان البستي، روى عنه أحمد بن منصور الحافظ وجماعة، حدث في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
الجبلي: بفتح الجيم والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الجبل وهي كثيرة في كل إقليم، بعضهم ينتسبون إلى جبال همذان وبخراسان، بهراة جماعة ينتسبون إلى جبل هراة، منهم أبو سعد محمد محمد بن ربيع الجبلي الهروي، يروي عن
أبي عمر المليحي عن أبي حامد النعيمي صحيح البخاري وجامع أبي عيسى الترمذي عن جماعة، روى لنا عنه أبو عبد الله الازدي الحافظ، ومات في حدود سنة عشرين وخمسمائة.
وعبد الواسع بن عبد الجامع الجبلي الشاعر المفلق روى لنا عن أبي عبد الله محمد بن علي بن العميري بهراة، وسمعت شيئا من شعره بمرو.
وأما أبو إسحاق بن الشاذ بن محمد الجبلي ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ فقال: من موضع يقال له جبل الفضة، سكن هراة وورد بغداد في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وحدث عن محمد بن عبد الرحمن السامي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي، روى عنه أبو الحسن بن رزقويه وغيره.
وأما الجبلي المعروف بهذه النسبة إلى جبلة وهي بلدة من بلاد الشام قريبة من حمص مما يلي تلك السواحل فيما أظن، وسمع أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني عن جماعة بها ويقول: أنا فلان بمدينة جبلة.
وأبو طالب علي بن أحمد بن غسال بن شرحبيل بن غسال بن الصلت الجبلي منها يروي عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوضي الجبلي، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه بجبلة.
وأبو عمران موسى بن محمد بن مسلم الجبلي، يروي عن أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي روى عنه أبو الحسين بن جميع وذكر أنه سمع منه بجبلة وأبو القاسم سليمان بن علي بن سليمان الجبلي الفقيه المقيم بمكة، حدث عن ابن عبد المؤمن وغيره، قال ابن ماكولا: سليمان بن علي الجبلي الفقيه المقيم بمكة من جبلة الحجاز.
وأبو علي الحسن بن علي بن محمد الجبلي، بصري، حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب ومحمد بن محمد بن عزرة الجوهري وبكر بن أحمد بن مقبل وجماعة وغيرهم، روى عنه علي بن محمد بن حبيب الماوردي.
ومحمد بن أحمد الجبلي أندلسي محدث سمع من بقي ابن مخلد وأبي عبد الله محمد بن(2/19)
وضاح بن بزيع، مات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
ومحمد بن الحسن الجبلي اندلسي جزيري نحوي شاعر كثير القول سمعه أبو عبد الله الحميدي، وقال لي تركته حيا قبل سنة خمسين
واربعمائة.
وعلي بن عبد الله الجبلي عن محمد بن علي الوجيهي قال كان أبو العباس ابن عطاء - روى عنه أبو حازم العبدوي هو علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني، نسبه إلى الجبل لان همذان من الجبل.
وأما أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد الجبلي منسوب إلى جده جبلة، مشهور من أهل مرو وذكره في الكتب مثبت.
وأحمد بن عبيد الله بن جرير بن جبلة الجبلي يروي عن أبيه عبيد الله، ونسب إلى جده الاعلى، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبوه عبيد الله الجبلي يروي عن محمد بن الحسن القردوسي.
وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن سعيد بن جبلة الصيرفي الجبلي نسب إلى جده الاعلى، هو بغدادي، سمع سفيان بن عيينة ومعن بن عيسى وإسحاق بن نجيح الملطي ومحمد بن إدريس الشافعي والاسود بن عامر شاذان وغيرهم، روى عنه محمد بن هارون بن المجدر وهاشم بن القاسم الهاشمي وأحمد بن عبد الله الوكيل وأبو عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي.
الجبلي: بفتح الجيم وضم الباء المشددة المنقوطة بنقطة واحدة، وهذه النسبة إلى جبل، وهي بلدة على الدجلة بين بغداد وواسط اجتزت بها في انحداري إلى البصرة، والمثل السائر المعروف الذي يضرب لمادح نفسه نعم القاضي قاضي جبل.
والمشهور بهذه النسبة الحكم بن سليمان الجبلي يروي عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار وأهل العراق روى عنه عيسى بن السكين البلدي.
وأبو مسعود الجبلي، يروي عن مالك بن مغول، روى عنه بشر بن عبيد الدارسي.
وأبو عمران موسى بن إسماعيل الجبلي رفيق يحيى بن معين يحدث عن عمر بن أبي خثعم اليمامي ويحدث عن حفص بن سلم عن عمرو بن ابي شداد عن الحسن وصية لقمان وهي جزء.
والحكم بن سليمان الجبلي عن سيف بن عمرو روى عنه ابن أبي غرزة.
وأبو بكر أحمد بن حمدان قاضي جبل كان شيخا صالحا يروي عن سعدان بن نصر والدقيقي وابن المنادي وغيرهم.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي كان يقول إنه جبلي، يروي عن أبي قلابة الرقاشي وموسى بن سهل الوشاء وإسماعيل القاضي
وغيرهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني والحاكم البيع وجماعة آخرهم أبو طالب بن غيلان.
وأبو الخطاب الشاعر الجبلي سمع عبد الوهاب بن الحسن الكلابي وكان من المجيدين قال ابن ماكولا: أبو الخطاب الجبلي له معرفة باللغة والنحو ومدح أبي وعمي قاضي القضاة أبا عبد الله.
قلت وكان بينه وبين أبي العلاء المعري مشاعرة ومدحه أبو العلاء بقصيدته التي(2/20)
أنشدناها الاديب أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال بأصبهان أنشدنا أبو المكارم عبد الوارث بن عبد المنعم الابهري أنشدنا أبو العلاء أحمد عبد الله بن سليمان المعري لنفسه: غير مجد في ملتي واعتقادي * نوح باك ولا ترنم شادي ومات أبو الخطاب في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
وأبو القاسم إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن الجبلي، كان يذكر بالفهم ويوصف بالحفظ ولم يحدث إلا بشئ يسير، سمع منصور بن أبي مزاحم، روى عنه أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، كانت ولادته في سنة اثنتي عشرة ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين ومائتين، وصلى عليه إبراهيم الحربي.
وأبو عمران موسى بن إسماعيل الجبلي رفيق يحيى بن معين، يروى عن عمر بن أبي خثعم اليمامي وعن حفص بن سلم عن عمرو بن أبي شداد عن الحسن وصية لقمان جزءا.
وأما عبد الرحمن بن مسهر الجبلي أخو علي بن مسهر، كان قاضيا على جبل، يروي عن هشام بن عروة وخالد بن سعيد وغيرهما، وهو الذي لما انحدر الرشيد ومعه أبو يوسف القاضي كان واعد أهل جبل أن يصحبوه ليثنوا عليه عند أمير المؤمنين، فلما قرب من أمير المؤمنين التمسهم فإذا هم قد انقطعوا عنه، فقال هو وأثنى على نفسه: يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل، فضحك أبو يوسف من ذلك فقال له الرشيد ما شأنك ؟ فقال: يا أمير المؤمنين هو القاضي وهو يثني على نفسه ! ولم يكن بالقوي في الحديث.
وأخوه علي بن مسهر ثقة.
الجبني: بضم الجيم والباء المنقوطة من تحتها بواحدة وتشديد النون في آخره، هذه النسبة إلى الجبن وهو شئ يعمل من اللبن، والمشهور بها خطيب بخارا أبو إبراهيم إسحاق بن محمد الجبني، يروي عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي السبذموني المعروف بالاستاذ، روى عنه ابنه أبو نصر بن الجبني، وأبو جعفر أحمد بن موسى الجرجاني الجبني خطيب جرجان كان يبيع الجبن هكذا ذكر أبو بكر الخطيب في كتاب المؤتنف، حدث عن إبراهيم بن موسى القصار المعروف بالوزدولي، روى عنه الامام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي.
وأبو إبراهيم إسحاق بن محمد بن حمدان بن محمد بن نوح المهلبي الخطيب، ويعرف بالجبني هكذا رأيت مقيدا بخط شجاع الذهلي في تاريخ الخطيب بفتح الجيم والنون، والصواب الجبني كما ذكرناه أولا، قال أبو بكر الخطيب: من أهل بخارا، قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن محمد بن حمدويه المروزي وعبد الله بن محمد بن يعقوب المعلم - هو السبذموني الذي ذكرناه - ومحمد بن صابر بن كاتب وحامد بن بلال(2/21)
وغيرهم، قال الخطيب: روى عنه أبو القاسم الازهري والحسين بن محمد أخو الخلال، وذكر لنا أخو الخلال أنه سمع منه ببخارا في سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، قال وكان أحد الفقهاء على مذهب أبي حنيفة.
وقال الحافظ غنجار: توفي إسحاق بن محمد بن حمدان الخطيب يوم الجمعة أول يوم من ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
قلت كتبت من حديثه جزءا وقع لي عاليا ببخارا عن أبي عمرو عثمان بن علي البيكندي عن أبي محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري الشيخ المعمر عن ابن نوح الخطيب (1).
الجبلاني: بضم الجيم والباء الساكنة المنقوطة بواحدة ولام ألف في آخرها نون، هذه النسبة إلى جبلان، وهو بطن من حمير، وهو جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك، قال ابن ماكولا: وإليه ينتسب الجبلانيون.
وقال الدارقطني: جبلان قبيلة باليمن من حمير
وإخوتهم وصاب بن سهل، إليهم ينتسب الوصابيون والجبلانيون، وهما قبيلتان بحمص.
والمشهور بها أبوحلبس ميسرة بن حلبس الجبلاني الاعمى، يروي عن معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: الخير عادة.
ومن يرد الله به خيرا - روى عنه أهل الشام مروان بن جناح وغيره.
وابن أخيه أبو بكر محمد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني من أهل الشام، يروي عن أبيه وبسر بن أبي ارطأة، روى عنه الوليد بن مسلم وأبو مسهر والهيثم بن خارجة وهشام بن عمار.
وأبوه أيوب بن ميسرة الجبلاني، روى عن خريم بن فاتك الاسدي، روى عنه ابنه، يعد في أهل دمشق (2) وأبو القاسم سليمان بن شرحبيل الجبلاني من أهل الشام، يروي عن أبي أمامة الباهلي، روى عنه حريز بن عثمان.
وخالد بن صبيح الجبلاني من أهل الشام، يروي عن نوف البكالي، روى عنه صفوان بن عمرو السكسكي.
والسري بن ينعم الجبلاني من أهل الشام يروي عن عمرو بن قيس ومريح بن مسروق الهوزني الشاميين، روى عنه محمد بن حرب الابرش وبقية بن الوليد.
وأيوب بن ميسرة بن حلبس الجبلاني الشامي
__________
.
(1) راجع الاكمال بتعليقه.
(الجبنياني) رسمه القبس بعد (الجبني) وقال: (جنبيانة قرية بإفريقية قريب سفاقس) وضبطها التوضيح بقوله: (بكسر الجيم ثم موحدة ساكنة ثم نون مكسورة تليها مثناة تحت ثم ألف مفتوحة ثم نون ثم هاء) ووقع في الديباج ص 86 (الجبتياني) والمعتمد الاول قال في القبس (منها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن سلم (في التوضيح: سالم.
وفي الديباج: أسلم) البكري بكر بن وائل، حج سنة أربع عشرة وثلاثمائة، وله من عيسى بن مسكين إجازة، وله في الزهد أخبار كثيرة ألفها أبو القاسم اللبيدي، وكان لا يسمع بعالم إلا أتاه وكتب عنه، ولا يصالح إلا انتفع به، وتوفي يوم الاربعاء رابع عشر المحرم سنة تسع وستين وثلاثمائة.
(2) في نسخ أخرى (من أهل الشام).
(*)(2/22)
أخو يونس بن ميسرة، يروي عن بسر بن أبي ارطأة وخريم بن فاتك، روى عنه ابنه محمد بن أيوب بن ميسرة.
وأبو سفيان سعيد بن يحيى بن مهدي بن عبد الرحمن بن عبد كلال الحميري
الجبلاني من أهل واسط سمع حصين بن عبد الرحمن وسفيان بن حسين وعوفا الاعرابي ومعمر بن راشد والعوام بن حوشب وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن راهويه وسليمان بن أبي شيخ ويعقوب الدورقي وعبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي وغيرهم، وكان صدوقا، قدم بغداد وحدث بها، وذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيع الحافظ أنه سأل أبا الحسن الدارقطني عنه فقال: متوسط الحال ليس بالقوي.
مات في شعبان سنة ثلاثين (1) ومائتين.
الجبيري: بضم الجيم وفتح الباء المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحت بعدها الراء المهملة، هذه النسبة إلى جبير والد سعيد بن جبير وبواسط والطيب منهم جماعة، وأبو بكر محمد بن الحسين الجبيري الواعظ كتبت عنه بنوقان إحدى بلدتي طوس روى لنا عن أبي القاسم إسماعيل بن الحسين السنجيستي وسعيد عبيد الله بن زياد (2) بن جبير بن حية الجبيري.
وابنه إسماعيل.
وعبيد الله بن يوسف الجبيري نسبوا إلى أجدادهم.
وعبيد الله بن يوسف بن المغيرة الجبيري - شيخ بصري هو ابن جبير بن حية ومن أولاده روى عنه أبو حاتم.
لعله ابن حبان.
الجبيلي: بضم الجيم وفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبه إلى جبيل وهي بلدة من بلاد ساحل الشام، والمنتسب إليها عبيد بن حبان الجبيلي من أهل جبيل، يروى عن مالك وابن لهيعة، روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.
قال أبو حاتم بن حبان: هو مستقيم الحديث.
وأبو سعيد الجبيلي يروي عن أبي زياد عبد الملك بن داود، يروي عنه عبد الله بن يوسف.
وأبو سليم (3) إسماعيل بن حصن الجبيلي يروي عن سعيد بن إسحاق ومحمد بن شعيب بن شابور روى عنه أهل الشام.
وأبو قدامة الجبيلي، حدث عن عقبة بن علقمة البيروتي عن الاوزاعي، روى عنه عباس بن
__________
(1) كذا، وفي تاريخ بغداد والتهذيب وغيرهما (اثنتين) وهو الصواب.
(2) في التوضيح أن الصواب إسقاط (بن زياد) راجع التعليق على الاكمال.
(3) مثله في كتاب ابن أبي حاتم ج 1 ق 1 رقم 557 وتهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 3 / 16 ووقع في حواشي نسخة من الاكمال عن ابن الفرضي (أبو سليمان) وكذا طبع في التعليق على الاكمال 2 / 259 فنبه عليه بحاشية نسختك.
(*)(2/23)
الوليد.
وبريد (1) بن القاسم الجبيلي، حدث عن آدم بن أبي إياس، روى عنه خيثمة بن سليمان.
ومحمد بن ياسر الحذاء الدمشقي ثم الجبيلي يروي عن هشام بن عمار روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بمدينة جبيل.
ومحمد بن حارث الجبيلي حدث عن صفوان بن صالح روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وجبيل بطن من قضاعة والمنتسب إليه محمد بن عزار بن أوس بن ثعلبة بن حارثة بن مرة بن حارثة بن عبد رضا بن جبيل الجبيلي، قتله منصور بن جمهور بالسند هكذا ذكره ابن الكلبي.
الجبي: بضم الجيم وكسر الباء المنقوطة بواحدة وتشديدها، هذه النسبة إلى جبة وهي قرية من أعمال النهروان على ما سمعت شيخنا أبا محمد دعوان بن علي الجبي ويقال له الجبائي أيضا، قال لي ولدت بجبة وهي قرية من سواد النهروان، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل الجبي المقرئ، روى حروف القراءات عن محمد بن أحمد بن رجأ عن أحمد بن يزيد الحلواني عن قالون، وعن الخضر بن الهيثم بن جابر الطوسي عن محمد بن يحيى القطيعي عن بريد بن عبد الواحد عن إسماعيل بن جعفر عن نافع وغيرهما، حدث عنه أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداذ الاهوازي نزيل دمشق، وذكر أنه قرأ عليه القرآن بعدة روايات.
وسيبويه المصري الفصيح يعرف بابن الجبي، وجدت في مجموع من أخبار سيبويه للحسن بن إبراهيم أنه أبو بكر محمد بن موسى بن عبد العزيز الكندي الصيرفي، وكان أبوه يكنى أبا عمران، وولد سنة أربع وثمانين ومائتين، ومات في صفر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وإنه سمع المنجنيقي والنسائي وأبا جعفر الطحاوي، وتفقه للشافعي، وجالس أبا هاشم المقدسي وأبا بكر
محمد بن أحمد بن الحداد وتلمذ له، وكان متظاهرا بمذهب الاعتزال ويتكلم على ألفاظ الصالحين والزهد، وكان متصدرا في هذا الفن، وله شعر.
__________
(1) والذي في الاكمال والتوضيح والتبصير (ووزير) وهو الصواب إن شاء الله وفي لسان الميزان ج 6 رقم 766 (وزير بن القاسم بن عمر بن هاشم عن الاوزاعي وهو أقدم من صاحبنا فيما يظهر.
(*)(2/24)
باب الجيم والحاء الججازي: بالجيمين أولهما مكسورة والثانية مفتوحة وراء مهملة بعد الالف، هذه النسبة إلى قرية من قرى النور بنواحي بخارا يقال لها سجار (1) وججار، والمشهور بهذه النسبة أبو شعيب صالح بن محمد بن شعيب الججاري، يروي عن أبي القاسم بن أبي العقب (1) الدمشقي وغيره روى عنه القاضي الرئيس أبو طاهر الاسماعيلي.
الجحافي: بفتح الجيم والحاء المهملة وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى جحاف وهو سكة بنيسابور منها أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الوزير التاجر الجحافي، كان شيخا صالحا، سمع أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي والسري بن خزيمة والحسين بن الفضل وغيرهم من أقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: أبو عبد الرحمن محمد بن أبي الوزير الجحافي من سكة الجحاف، كان من الصالحين، وكان صحيح السماع، توفي لعشر بقين من شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة وهو ابن إحدى وتسعين سنة الجحدري: بفتح الجيم وسكون الحاء وفتح الدال المهملتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جحدر وهو إسم رجل (3)، والمشهور بهذه النسبة أبويحيى كامل بن طلحة الجحدري البصري من أهل البصرة، سكن بغداد وهو عم الفضل بن الحسين بن طلحة البصري وكان لينا في الحديث، حدث عن مالك بن أنس والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وحماد بن سلمة والمبارك بن فضالة وعبد الله بن عمر العمري وغيرهم، روى عنه حنبل بن
إسحاق وموسى بن هارون وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو القاسم البغوي وجماعة، ذكر أبو داود
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان وأعادها في حرف السين المهملة (سجار) ووقع في نسخ أخرى (شجار) وهو الظاهر بأن يكون أول الكلمة في الاصل الحرف الاعجمي الذي بين الجيم والشين وهو يعرب تارة جيما وتارة شينا معجمة.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان وغيرهما وراجع التعليق على الاكمال خطأ.
(3) بياض في ك نحو أربع كلمات، وفي اللباب (عادة السمعاني إذا قال: ينسب إلى رجل، فلا يريد به بطنا ولا قبيلة إنما يريد به بعض أجداد المنسوب إليه فقوله في أبي يحيى الجحدري أنه نسب إلى رجل فلا شك أنه لم يرد به القبيلة، وهو منسوب إلى جحدر واسمه ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، ينسب إليهم كثير من العلماء والاشراف، منهم مالك بن مسمع وأبو يحيى الجحدري وغيرهما، وعامتهم سكنوا البصرة).
(*)(2/25)
السجستاني: سمعت أحمد - يعني ابن حنبل - قيل له: كامل بن طلحة ؟ قال قد رأيته بالبصرة وله حلقة، وكان يذهب إلى عبادان يحدثهم، حديثه حديث مقارب.
وكانت ولادته سنة خمس وأربعين ومائة، ووفاته بالبصرة وقيل ببغداد - سنة إحدى - وقيل اثنتين - وثلاثين ومائتين.
الجحشي: بفتح الجيم والحاء الساكنة وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى جحش وهو بطن من العرب، والمشهور بهذه النسبة سعيد بن عبد الرحمن بن جحش الجحشي من ولد بني جحش يروي عن ابن عمر والسائب بن يزيد وعمرة بنت عبد الرحمن وعمر بن عبد العزيز: روى عنه معمر (1).
الجحيمي: بفتح الجيم وكسر الحاء المهملة وبعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى أبي الجحيم، وهو جد أبي كثير (2) محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي الجحيم الشيباني البصري من أهل البصرة، كانت له رحلة إلى مصر والحجاز، ورد بغداد وحدث بها عن جميل بن الحسن ويونس بن عبد الاعلى والربيع بن سليمان ووفاء بن
سهيل المصريين ومحمد بن إسماعيل بن سالم المكي الصائغ، روى عنه محمد بن جعفر المعروف بزوج الحرة ومحمد بن المظفر وأبو عمر بن حيويه وأبو حفص بن شاهين، وثقة أبو محمد بن غلام الزهري.
__________
(1) (الحجلي) أشار إليه في القبس قال: (جحل بن حنظلة شاعر) والحكم بن جحل عن علي، وسلم بن بشير بن جحل شيخ أبي عوانة الوضاح).
(الجحواني) رسمه القبس وقال: (في أسد بن خزيمة جحوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، قال ابن دريد: جحا أقام.
منهم من الصحابة رضي الله عنهم طليحة بن خويلد، تقدم ذكره في الاسدي).
(2) مثله في اللباب وفي رسم (جحيم) من الاكمال وغيرهما.
(*)(2/26)
باب الجيم والخاء (1) الجخزني بفتح الجيم وسكون الخاء المعجمة وفتح الزاي وفي آخرها النون إن شاء الله، هذه النسبة إلى جخزن (1) وهي قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها، والمشهور منها أبو الحسن أعين ابن جعفر بن الاشعث الجخزني السمرقندي من قرية تعرف بجخزن (2) كان شيخا فاضلا سخيا مكرما للفقراء، له آثار جميلة، بني رباطا على طريق كش وقف عليه جملة من الضياع، يروي عن أبي الحسن علي بن إسماعيل الخجندي (3) ومحمد بن خزيمة الفلاس البلخي وعمر بن محمد بن بجير البجيري وإبراهيم بن نصر بن عمر الكبوذنجكثي وغيرهم، سمعنا منه (4) كتاب المشافهات تصنيف علي بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي السمرقندي حدثنا به عن علي بن إسماعيل الخجندي عنه، قال أبو سعد الادريسي: وسمعته يقول سمعت من محمد بن حامد بن حميد الخرعوني كتاب المشافهات أيضا، مات فيما أظن سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
__________
(1) (الجخادي) رسمه القبس وقال: (قرية منها أحمد بن مسلم روى له أبو عبد الماليني عن بقية: سايرت
إبراهيم بن أدهم نتذاكر العلم إلى الفجر فما ذاكرته بوجه من العلم إلا وجدت له فيه مذهبا).
(2 - 2) كذا يظهر من النسخ، ووقع في اللباب (جخزي) وفي موضع من إحدى مخطوطتيه (جخزني) وهكذا في معجم البلدان قال: (جخزني بعد الزاي المفتوحة نون - كذا قال أبو سعد - وألف مقصورة).
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(4) فإن الجخزني هذا قديم توفي شيخه الكبوذنجكثي سنة 315 كما يأتي في رسمه وتوفي شيخه البجيري سنة 311 كما مر في رسمه رقم 386، وسيأتي قول أبي سعد الادريسي: (وسمعته يقول سمعت من محمد بن حامد الخرعوني) والمتبادر أن قول الادريسي (وسمعته) يعني به الجخزني، إذا فالخرعوني شيخه وكانت وفاته سنة 301 كما يأتي في رسمه والادريسي نفسه مات سنة 405 كما مر في رسمه رقم 79 بل سيأتي (مات فيما أظن سنة 354) والمراد الجخزني حتما لانه صاحب الترجمة، وهذا هو المناسب لتقدم وفاة شيوخه ولرواية الادريسي عنه.
فاتضح أن المؤلف لم يدركه وأن القائل (سمعنا منه كتاب المشافهات) هو الادريسي لخص المؤلف أول العبارة من كلامه وأبقى الضمير بحاله، ولهذا نظائر في كلامه فيما ينقله عن ابن حبان والحاكم وغيرهما وقد نبهت على عدة منها والله المستعان.
(*)(2/27)
باب الجيم والدال الجدادي: بضم الجيم والالف بين الدالين المهملتين الخفيفتين، هذه النسبة إلى جديدة وهو بطن من خولان، قال أبو سعد بن يونس المصري: الجديدة قبيلة من خولان وهم ولد رازح بن مالك بن خولان، وإنما سموا بالجديدة أن رازحا لما شاب خضب فكان إذا أعاد الخضاب تقول خولان: جدد فسمي الجديدة، ومن ولد رازح بن مالك بن قتيبة بمصر إلى اليوم وهم ولد أبي رجب (1) حدثني بذلك أحمد بن علي بن رازح بن رجب في إسناد له عن آبائه، حدثني بهذا الحديث أيضا أشياخ من خولان عن آبائهم ومن أدركوا من أشياخهم عن آبائهم، وهم يقولون إذا نسبوا إلى هذه القبيلة: الجدادي.
والمشهور بهذه النسبة أبو الليث عاصم بن العلاء بن مغيث بن الحارث بن عامر الخولاني ثم الجدادي، كان قاضي
الجماعة، روى عنه ابن وهب وحميد بن هشام بن إدريس بن يحيى، مات في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين ومائة.
وابن ابنه أبو الليث عاصم بن العلاء بن عاصم بن العلاء بن مغيث الجدادي، روى عنه بن أخيه رازح ابن رحب بن العلاء بن عاصم الجدادي، مات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين ومائتين.
ومن القدماء عبد الله بن أسيد الخولاني، ثم الجدادي، شهد فتح مصر وصحب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
الجداري: بكسر الجيم وفتح الدال المهملة والراء بعد الالف، هذه النسبة إلى (قطيعة) بني جدار وهي محلة ببغداد، منها أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الجداري الحداد من أهل بغداد، ذكره أبو بكر أحمد بن علي الخطيب في تاريخ بغداد وقال: أبو بكر الحداد، سمع محمد بن العباس المؤدب والحسن بن علويه القطان وموسى بن هارون الحافظ، حدثنا عنه ابن رزقويه بكتاب المبتدأ تصنيف أبي حذيفة البخاري وبغيره وأبو علي بن شاذان وأبو نعيم الاصبهاني، وكان ثقة صادقا خيرا فاضلا، يسكن قطيعة بني جدار، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم النعماني الجداري ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كان يسكن قطيعة بني جدار وحدث عن إسحاق بن الحسن الحربي، حدثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه، وكان لا بأس به، ومات في شوال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وجدار رجل من الصحابة يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم خطبته في بعض غزواته، روى عنه يزيد بن شجرة.
وجدارة بطن من
__________
(1) في نسخ أخرى (رجب) خطأ وكذا طبع في الاكمال 2 / 268 والصواب بالحاء المهملة ضبطه الامير في بابه.
(*)(2/28)
الخزرج وهو جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج، من ولده أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عطية بن جدارة الانصاري البدري، هو جداري أحد الصحابة، وهو نزل بدرا فنسب إليه لا لانه شهد وقعة بدر، وقد ذكرته في الباء (1) الجداني: بفتح الجيم والدال المهملة المشددة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى " جدان "، وهو بطن من ربيعة وهو جدان بن جديلة (2) بن أسد بن ربيعة بن نزار،
منهم (3).
الجدري: بفتح الجيم والدال المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى (جدرة).
بفتح الجيم والدال والراء المفتوحات فأم قصي بن كلاب فاطمة بنت عوف بن سعد بن سيل من الجدرة وهم حلفاء بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وإنما سموا الجدرة لانهم بنوا الجدر وهو حجر الكعبة وقال ابن دريد: أول من كتب بخطنا هذا عامر بن جدرؤة ومرامر بن مروة الطائيان.
ومنهم سنان بن أبي سنان الدؤلي ويقال الديلي ثم الجدري - قاله محمد بن إسحاق.
قال أبو علي الغساني والجدرة حي من الازد حلفاء بني الديل، سموا بذلك لانهم بنوا جدار الكعبة ومنهم سعد بن سيل بسين مهملة على وزن جمل، وأم قصي بن كلاب بنت سعد بن سيل هذا، قال أبو علي الغساني: أخرج البخاري لسنان عن الزهري عنه عن جابر في كتاب الجهاد وغيره، قال الزبير بن بكار: أم قصي وزهرة ابني كلاب فاطمة بنت سعد بن سيل وهو خير بن حمالة بن عوف بن عثمان بن عامر بن الجادر، وكان أول من جدر الكعبة بعد إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام.
وقال أحمد بن الحباب الحميري النسابة: عامر هو الجادر كان أول من جدر الكعبة بن عمرو بن جعثمة بن يشكر، منهم فاطمة بنت سعد بن سيل الازدية من بني عامر الجادر، وهي أم قصي وزهرة ابني كلاب.
الجدسي: بفتح الجيم والدال والسين المهملتين، هذه النسبة إلى (جدس)، وهو بطن من كندة، وهو جدس بن أريش بن إراش بن جزيلة بن لخم بن عدي (4) بن أشرس بن
__________
(1) (الجدامي) بضم وتخفيف الدال المهملة وبعد الالف ميم، هذه نسبة إلى جدام بن الصدف على قول الهمداني أنه بالدال المهملة وغيره يقول (جذام) بالمعجمة أنظر ما يأتي في رسم (الجذامي) وانظر الاكمال 2 / 271.
(2) مثله في اللباب والاكمال 2 / 61.
(3) في القبس (قال ابن الكلبي: جدان دخلوا في زهير بن جشم في النمر بن قاسط، وفي بني شيبان.
انتهى.
وقال الرشاطي: ولده عامر - وهو ناقم - ابن جدان ينسب إليه: الناقمي ؟ (في اللباب رسم (الناقمي) كما يأتي وفيه ذكر رقاش الناقمية وأنها بنت الناقم عامر بن جدان).
(4) عدي هذا والد لخم على ما في جمهرة ابن حزم ص 396 وغيرها وكما يأتي في رسم (اللخمي) هو عدي بن (*)(2/29)
شبيب بن السكؤ، وأم عدي بن أشرس تجيب، وهي أم أخيه سعد بن اشرس، إليها ينسبون، ذكر ذلك أحمد بن الحباب الحميري في نسب كندة.
الجدعاني: بضم الجيم وسكون الدال والعين المهملة، وهذه النسبة إلى (بني جدعان التيمي) من تيم قريش والمنسوب إليها ولاء يزيد بن صيفي بن صهيب بن سنان الجدعاني، يروي عن أبيه، روى عنه ابنه محمد بن يزيد.
ويوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب الخير الجدعاني مولى بني جدعان التيمي القرشي من أهل المدينة، يروي عن عبد الحميد بن زياد بن صهيب، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي.
ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني يروي عن سليمان بن مرقاع الجندي عن مجاهد، روى عنه عبد الحميد وإسماعيل ابنا أبي أويس - قاله ابن أبي حاتم، وقال سألت أبي عنه فقال: ضعيف الحديث.
وأبو غرارة محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي الجدعاني زوج جبرة، يروي عن موسى بن عقبة وعبيد الله بن عمر ومحمد بن المنكدر، وروى عن أبيه عن القاسم بن محمد، روى عنه أبو عاصم النبيل وإسماعيل بن أبي أويس ومسدد وإبراهيم بن محمد الشافعي والمقدمي وغيرهم، وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: شيخ، وسئل أبو زرعة عنه فقال: مكي لا بأس به.
الجدلي: هو منسوب إلى جديلة الانصار منهم أبو المنذر أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج من بني جديلة (1) وهم بنو معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وجديلة (1) أمهم، وكان له ابن يقال له الطفيل، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكنى أبي بن كعب بالطفيل، رضي الله عنهم، مات سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر، وقد قيل إنه بقي إلى خلافة عثمان رضي الله عنهم - ذكر أكثر ما ذكرته أبو حاتم بن حبان.
ومن بني عم أبي من الصحابة أيضا أنس بن
معاذ بن أنس بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار من بني جديلة (1)
__________
الحارث بن مرة بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، واختلف في كندة كما يأتي في رسم (الكندي) فقيل ثور بن مرتع بن مالك بن زيد بن كهلان، وقيل ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد..فعلى القول الثاني كنده بن أخي لخم، فأما أشرس بن شبيب بن السكون بن كندة فمتفق عليه فيما أعلم وإن ابنيه عديا وسعدا أمهما تجيب فقيل لولدهما: (تجيب).
(1 - 1 - 1) يأتي في الحاء المهملة رسم (الحدلي) وفيه (وبنو حديلة رهط أبي بن كعب الانصاري..) وهذا هو الصواب (حديلة) بضم المهملة وفتح الدال، راجع الاكمال 2 / 59، وفي اللباب هنا صحف الشيخ...وإنما هو حديلة بالحاء المهملة المضمومة).
(*)(2/30)
أيضا - كذا أورده أبو حاتم البستي في الثقات.
ومن بنى جديلة وهم بطن من قيس عيلان قيس بن مسلم الجدلي من قيس عيلان من أهل الكوفة، يروي عن سعيد بن جبير والكوفيين، روى عنه الثوري وشعبة، مات سنة عشرين ومائة (1).
الجديلي: بفتح الجيم وكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام قد ذكرنا الجدلي المنسور إلى جديلة الانصار وجديلة قيس النسبة إليها جديلي وجدلي بإثبات الياء وإسقاطها، وهذه النسبة إلى (جديلة) أيضا وهي موضع في طريق مكة إذا خرجت إليها من ومن أهلها معلي بن حاجب بن أوس الجديلي الكلابي من أهل جديلة، يروي المقاطيع، روى عنه يحيى بن راشد، ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات، وقال: معلي بن حاجب من أهل الجديلة - وجديلة موضع في طريق مكة على طريق البصرة.
وأبو القاسم حسين بن الحارث الجدلي من جديلة قيس، يروي عن ابن عمر والنعمان بن بشير رضي الله عنهم، عداده في أهل الكوفة، روى عنه يزيد بن زياد بن أبي الجعد وأبو مالك الاشجعي.
قال ابن حبيب: في قيس عيلان جديلة، وهم فهم وعدوان ابنا عمرو بن قيس، وفي طئ جديلة الجدياني: بفتح الجيم والدال (2) المهملة وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى (جديا) قاله ابن ماكولا ولم يزد على هذا، وظني أنها من قرى دمشق لان الراوي عنه ابن أخي تبوك وهو دمشقي، والمشهور بالنسبة إليها أبو حفص عمر بن صالح ابن عثمان بن عامر المري الجدياني، قال ابن ماكولا، هو من قرية يقال لها جديا، سمع منه عبد الوهاب بن الحسن الكلابي بقريته، يروي عن أبي يعلى حمزة بن خراش الهاشمي (3).
الجديدي: بفتح الجيم والياء الساكنة بين الدالين المهملتين، هذه النسبة إلى (سكة) الجديد ببخارا، منها أبو عبد الله محمد بن عبدك البخاري الجديدي، من أهل بخاري،
__________
(1) في اللباب (وقد فاته جديلة طئ، وهم ولد جندب وحور ابني خارجة بن سعد بن فطر بن طئ، وقيل غير ذلك.
وأم جندب وحور جديلة بنت سبيع بن عمرو بن حمير، نسب ولدها إليها.
(2) الصواب بكسر الجيم وسكون الدال كما يأتي.
(3) في اللباب (الصواب: جديا، بكسر الجيم وتسكين الدال وهي من أعمال دمشق) وفي الاستدراك.
(*)(2/31)
يروي عن هانئ بن النضر والحسن بن سميط ومحمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو إسحاق محمود بن إسحاق الخزاعي (1).
بنت سبيع ابن عمرو من حمير، وهي أم جندب وحور ابني خارجة بن سعد بن فطرة ابن طئ.
وقال الزبير بن بكار: جديلة بنت مر ولدت فهما وعدوان ابني عمرو بن قيس عيلان، وإليها ينتسبون يقال لهم جديلة قيس.
وقال الزبير أيضا: جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
وقال أبو عبيدة جسر بن محارب وغني وباهلة وفهم وعدوان وجديلة يد واحدة كلهم من مضر.
الجدي: بفتح الجيم والدال المهملة المشددة، هذه النسبة إلى (الجد) وهو إسم لجد المنتسب إليه، منهم ربعي بن رافع بن زيد بن حارثة بن الجد بن العجلان هو الجدي، شهد بدرا.
ومعن وعاصم ابنا عدي بن الجد بن عجلان، شهدا بدرا أيضا.
وعبدة بن
مغيث بن الجد بن عجلان، شهد أحدا، وابنه شريك الذي يقال له ابن سحماء صاحب اللعان.
الجدي: بضم الجيم وتشديد الدال المكسورة المهملة، هذه النسبة إلى (جدة) وهي بليدة بساحل مكة، ومنها يركب المسافر في البحر إلى البلاد، والمنتسب إليها عبد الملك بن أبراهيم الجدي.
وقاسم بن محمد الجدي، يروي عن ابن أبي الشوارب.
وحفص بن عمر الجدي.
وأبو عبد الرحمن جابر بن مرزوق الجدي، شيخ من أهل جدة سكن مكة، يروى عن عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد وإسماعيل بن رافع، روى عنه قتيبة بن سعيد وعلي بن بحر البري ومروان بن محمد الطاطري، يأتي بما لا يشبه حديث الثقات عن الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به - قاله أبو حاتم محمد بن حبان البستي.
وقال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي: هو مجهول وأحمد بن سعيد بن فرقد الجدي، يروي عن أبى حمة محمد بن يوسف الزبيدي صاحب أبي قرة، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بمدينة جدة.
وحفص بن عمر بن عبد الله الجدي، يروي عن محمد ينار بن دوبكار بن عبد الله بن عبيدة بن أخي موسى بن عبيدة وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي والمعلي بن راشد، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بالبصرة في الرحلة الثانية وقال إنه ثقة.
__________
(1) (الجديدي) استدركه اللباب وقال (بضم الجيم وفتح الدال المهملة وبعدها ياء تحتها نقطتان ودال مهملة، نسبة إلى جديد بن حاضر بن أسد بن عائذ بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، منهم عبد الملك بن شداد الجديدي، روى عن عبد الله بن أبي سليمان، روى عنه ابنه محمد بن عبد الملك).
(*)(2/32)
باب الجيم والذال الجذاع: بفتح الجيم وتشديد الذال المعجمة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الجذع وبيعه أو عمله وتسويته، والاشهر في هذه النسبة الجذوعي غير أن أبا أحمد
المؤدب اشتهر بالجذاع وهو أبو أحمد عبد السلام بن علي بن محمد بن عمر بن مهران المؤدب المعروف بالجذاع حدث عن أبي بكر بن زياد النيسابوري وأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ وأبي مزاحم موسى بن عبيدالله الخاقاني وعمر بن أحمد الدربي والقاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وغيرهم، روى عنه أبو القاسم الازهري وأبو الحسن العتيقي وأبو القاسم الازجي، وكان صدوقا ثقة مأمونا، توفي في رجب سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
الجذامي: بضم الجيم وفتح الذال المعجمة، هذه النسبة إلى جذام ولخم وجذام قبيلتان من اليمن نزلتا الشام، وجذام هو الصدف (1) ابن شوال (2) بن عمرو بن دعمي بن زيد بن حضرموت ويقال إنه الصدف بن أسلم بن زيد بن مالك بن زيد بن حضرموت الاكبر.
وروى عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الايمان يمان هكذا وهكذا بني جذام، صلوات الله على جذام، يقاتلون الكفار على رؤوس الشعف، ينصرون الله ورسوله.
والمشهور بالنسبة إليها أبو يزيد عبد الحميد بن يزيد الجذامي، وقد قيل أبو عمرو، من أهل الشام يروي عن رجاء بن حيوة، روى عنه رجاء بن أبي سلمة وأهل الشام مات في تسع وأربعين ومائة.
وبكر بن سوادة الجذامي، يروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عداده في أهل مصر، روى عنه أهلها، مات في زمن هشام بن عبد الملك.
وروح بن زنباع الجذامي من أهل فلسطين من خيار التابعين، كان عابدا غزاء من سادات أهل الشام، يروي عن تميم الداري رضي الله عنه، روى عنه أهل الشام.
__________
(1) الصحيح أن جذام المشهورة التي تقرن بلخم قبيلة بعيدة عن الصدف، وثم جذام آخر يقال هو الصدف ويقال: جذام بن الصدف.
ويقال: جذام بن مالك بن الصدف، وزعم الهمداني أن هذا الآخر (جدام) بإهمال الدال - راجع التعليق على الاكمال 2 / 271.
(2) كذا في ك، وفي م وس (منهال) وفي رسم الصدفي من اللباب عن الدارقطني (اسم الصدف شهال بن دعمي) ويأتي به في رسم الصدف ما يوافقه.
(*)(2/33)
الجذري: بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى (جذرة)، وهو بطن من كعب بن القين، قال ابن حبيب: في القين جذرة بن لخوة بن جشم بن مالك بن كعب بن القين.
وجذرة بضم الجيم هو جذرة بن سبرة العتقي له صحبة شهد فتح مصر - ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس.
الجذراني: بضم الجيم وسكون الذال المعجمة إن شاء الله وفتح الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جذران، وهو بطن من غافق، والمنتسب إليه أبو يعقوب إسحاق بن يزيد بن أبي السكن الجذراني الغافقي مولي غافق ثم لجذران - بطن من غافق - قاله أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين، ثم قال: كان مؤذنا في المسجد الجامع العتيق بمصر، وكان مقبولا عند القضاة، توفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
الجذمي: بفتح الجيم وسكون الذال (1) المعجمة هذه النسبة إلى جذيمة والمنتسب إليه طرفة الجذمي أحد بني جذيمة بن رواحة بن قطيعة بن عبس، شاعر فارس.
وأبو مسلم الجذمي، يروي عن الجارود العبدي روى عنه يزيد بن عبد الله بن الشخير (2).
الجذوعي: بضم الجيم والذال المعجمة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الجذوع، وهي جمع جذع، ولعل والد المنتسب إليها أبو بعض أجداده كان يبيع الجذوع، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن محمد بن إسماعيل بن شداد الانصاري القاضي البصري المعروف بالجذوعي، وهو بصري سكن بغداد، وكان عالما فاضلا ثقة قوالا بالحق، له قصة بواسط مع الموفق، روى عن مسدد بن مسرهد وعلي بن عبد الله بن المديني وصالح بن حاتم بن وردان وعبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن عبد الله بن نمير البصريين
__________
(1) في اللباب (وكذلك ذكره الامير أبو نصر بن ماكولا والصحيح فتحها كالنسبة إلى ربيعة وحنيفة وغيرها) وراجع التعليق على الاكمال.
(2) استدرك اللباب النسبة إلى عدة جذيمات، الاولى جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن
لكيز بن أقصى بن عبد القيس - بطن كبير من ربيعة بن نزار، منهم الجارود واسمه بشر بن حنش، وقيل الجارود بن المعلى، وقيل غير ذلك، وهو عبدي ثم جذمي، له صحبة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثانية جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة وفيهم يقول النابغة: وبنو جذيمة حي صدق سادة * غلبوا على خبث إلى تعشار منهم ذؤاب بن ربيعة (بضم ففتح فكسر بتشديد) بن عبيد بن أسعد بن جذيمة الاسدي ثم الجذمي قاتل عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي.
الثالثة جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع منهم الاشتر واسمه مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن جذيمة النخعي الجذامي.
(*)(2/34)
وغيرهم، روى عنه أبو عمرو بن السماك وإسماعيل بن علي الخطبي ومحمد بن علي بن الهيثم المقرئ وجماعة، وكانت ولادته ببغداد في جمادي الآخرة سنة إحدى وتسعين ومائتين.(2/35)
باب الجيم والراء الجراباذي: بضم الجيم وفتح الراء والباء الموحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى جراباذ، وهي قرية بمرو يقال لها كراباذ، منها أبو بكر محمد بن عبد الله الجراباذي، يروي عن عبد الله بن محمود السعدي، روى عنه القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي (1).
الجرابي: بكسر الجيم وفتح الراء وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى (الجراب) وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو القاسم إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الجراب البزاز الجرابي المعروف بابن الجراب، ولد بسر من رأى وسكن مصر وحدث بها فحصل حديثه عند المصريين، وكان ثقة، سمع عبد الله بن روح المدائني وموسى بن سهل الوشاء وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن محمد النزلي (2).
وجعفر بن محمد شاكر الصائغ وإبراهيم بن إسحاق الحربي ونحوهم، روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس البزاز وغيره، ولد بسر من رأى في رجب من سنة اثنتين وستين ومائتين، ذكره أبو سعيد بن يونس المصري، وقال: هو بغدادي قدم مصر حدث عن إسماعيل القاضي ونحوه، وتوفي في يوم الخميس لخمس خلون من شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة وكان ثقة.
ووالده يعقوب جراب يروي عن أحمد بن محمد بن سعيد روى عنه أبو بكر بن المقرئ، ذكره الدارقطني في كتابه وقال: أبو بكر البزاز لقبه الجراب، كتبنا عنه، كان ثقة مأمونا مكثرا عن الحسن بن عرفة وعلي بن مسلم وعمر بن شبة وجعفر بن محمد بن فضيل الراسبي ونظرائهم.
الجراحي: بفتح الجيم وتشديد الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبه إلى (الجراح)، وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الجراح المروزي الجراحي، شيخ ثقة صالح راوية كتاب أبي عيسى
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) الكلمة مشتبهة في ك، وفي م (ابن البرقي) وفي تاريخ بغداد ج 6 رقم 3345 في ترجمة ابن الجراب (البزلي) لكن تبين ان الصواب (النزلي) بالنون - راجع ما تقدم 2 / 210 في التعليق رقم 264 وله ترجمة في تاريخ بغداد ج 5 رقم 2557 فيها (النزلي) على الصواب.
وفي الطبقة القاضي أحمد بن محمد البرتي فالله أعلم.
(*)(2/36)
الترمذي عن صاحبه أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر المحبوبي، روى عنه جماعة كثيرة من أهل هراة وبغشور، آخرهم أبو سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي (1) وتوفي سنة اثنتي عشرة واربعمائة إن شاء الله تعالى.
وابنه أبو بكر محمد بن عبد الجبار الجراحي، ثقة صدوق، سمع أباه أبا محمد الجراحي وأبا القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد النسوي، روى عنه أبو الحسن محمد بن محمد الكراعي وأبو عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشائي وأبو عمرو محمد بن علي الصيدلي وغيرهم، وكانت وفاته
سنة نيف وعشرين وأربعمائة.
الجرادي: بفتح الجيم والراء بعدهما الالف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى (الجراد) وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو محمد عبيد الله بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن منصور بن زياد الكاتب المعروف بابن الجرادي، مروزي الاصل سكن بغداد، وحدث عن عبد الله بن محمد البغوي ومحمد بن هارون الحضرمي وأبي بكر بن دريد وإبراهيم بن محمد بن عرفة وأبي بكر بن الانباري، حدث عنه محمد بن محمد بن علي الشروطي (2) وأبو طالب بن العشاري والقاضي أبو القاسم التنوخي وهلال بن عبد الله الطيبي الاديب وغيرهم، وكان فاضلا صاحب كتب كثيرة، ومات في رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة (3).
الجرار: بفتح الجيم وتشديد الراء بعدها ألف وفي آخرها راء أخرى مهملة، هذه النسبة إلى عمل الجرار، وهي جمع جرة يعني الحنتم الذي يشرب منه، والمشهور بها أبو العوام فائد بن كيسان الجرار بصري من باهلة، يروي عن أبي عثمان النهدي، روى عنه حماد بن سلمة وزكريا بن يحيى بن عمارة.
وعيسى بن يونس الرملي الجرار وهو الفاخوري
__________
(1) توفي البغوي هذا كما تقدم رقم 545 (في ذي القعدة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة) وكذا ذكره ابن نقطة في ترجمة البغوي هذا من التقييد، ومع ذلك ذكر في ترجمة الجراحي عن أبي النضر المزكي (روى عنه (يعنى الجراحي) جماعة من أهل هراة وسمعوا منه بها وآخر من روى عنه شيخنا أبو المظفر عبد الله بن عطاء البغا ورداني وقال في ترجمة عبد الله هذا (عبد الله بن عطاء أبو (المظفر) البغا ورداني حدث عن عبد الجبار بن محمد بن الجراحي عن المحبوبي بكتاب أبي عيسى الترمذي.
(2) سقط من النسخ وأكملته أخذا من تاريخ بغداد ج 10 رقم 5532 وفي اللباب (روى عنه أبو طالب..).
(3) في اللباب: (فاته النسبة إلى بطن من بني تميم ينسب إليه أبو عاصم الجرادي البصري الزاهد، كان على عهد مالك بن دينار، روى عنه سعيد بن سليمان الواسطي، فإن كان أبو محمد الذي ذكره أبو سعد من هذا البطن فلم يذكر أنه منه ليعرف، وإن كان من غيره فقد فاته، على أنه ما عرفه باللام إلا وهو يريد الجراد المعروف).
(*)(2/37)
ونذكره في الفاء.
وأبو عبد الله سالم بن إبراهيم بن الحسن الجرار من أهل بغداد، شيخ صالح، وأبوه كان مقرئا، سمع أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، القاضي روى لنا عنه أبو المعمر الانصاري، وتوفي في رجب سنة ثماني وخمسمائة ودفن بباب حرب.
وعبد الله بن محمد بن النضر الجرار الكواز البصري، من أهل البصرة، سكن بغداد وحدث بها عن هدبة بن خالد، روى عنه بشرى بن عبد الله الرومي وأبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وعمر بن محمد بن سبنك ومحمد بن حميد بن سهل المخرمي حدث سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
وأبو مسعود عبد الاعلى بن أبي المساور الجرار مولي بني زهرة، أصله كوفي وكان يسكن المدائن، قدم بغداد وحدث بها عن نافع مولى بن عمر رضي الله عنهما وعامر الشعبي وحماد بن أبي سليمان، روى عنه وكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وصالح بن مالك الخوارزمي وعبد الصمد بن النعمان وغيرهم، حكي عن عبد الاعلى أنه قال دخلت الديوان في خلافة المهدي وأبو عبيد الله جالس في صدر الديوان فسلمت فرد علي وما هش إلي ولا حفل بي، فجلست إلى بعض كتابه، فقلت حدثنا الشعبي، فسمعني أبو عبيد الله فقال لي رأيت الشعبي ؟ قلت: نعم، ورأيت أبا بردة بن أبي موسى وهو خير من الشعبي، فقال ارتفع ارتفع، كتمتنا نفسك حتى كدت أن تلحقنا ذما لا يرحضه المعاذير، ثم أقبل علي واشتغل بي حتى فرغت من حاجتي وانصرفت بشكره.
وقال يحيى بن معين: هو ليس بشئ.
وقال في موضع آخر: هو كذاب، وقال ابن عمار: هو ضعيف: وقال مرة أخرى: كان جرارا وليس هو بحجة.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هو متروك الحديث.
وعروة بن مروان الجرار يعرف بالعرقي، كان أميا يروي عن عبيد الله بن عمرو الرقي وغيره، حدث عنه أيوب الوزان وخير بن عرفة، وليس بالقوي في الحديث (1).
الجراني: بكسر الجيم وفتح الراء بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جران، العود، والجران عرق على عنق البعير وقال أبو العلاء المعري:
إذا شربت رأيت الماء فيها * ازيرق ليس يستره الجران قال الدارقطني: جران العود شاعر إسلامي عقيلي سمي جران العود لقوله: عمدت لعود فالتحيت جرانه * وللكيس أمضي في الامور وأنجح
__________
(1) في اللباب (فاته ذكر كليب بن قيس بن بكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة، يقال له: الجرار، لاقدامه في الحرب وجرأته، وهو الذي وثب على أبي لؤلؤة فقتله أبو لؤلؤة) وراجع الاكمال 2 / 179 - 180.
(*)(2/38)
والمنتسب إليه..(1).
الجرباذقاني: بفتح الجيم وسكون الراء والباء الموحدة المفتوحة بعد (ها) الالف وسكون الذال المعجمة والقاف المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بلدتين إحداهما بين جرجان وإستراباذ، والثانية بين أصبهان والكرج، وقد دخلتهما وأقمت بهما يوما ويومين، فأما التي من مازندران وهي التي بين جرجان وإستراباذ منها نصير الجرباذقاني، فقيه تفقه لاصحاب أبي حنيفة رحمه الله وبرع في الفقه، ذكره حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان.
والقاضي أبو أحمد عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل بن عبد العطار الجرباذقاني، من جرباذقان أصبهان، كان ولي القضاء بها، وروى عن علي بن جبلة وغيره من الاصبهانيين وحاجب بن اركين الفرغاني ثم الدمشقي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وذكره في تاريخ أصبهان.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن داود بن إبراهيم الجرباذقان من جرباذقان أصبهان، سمع أبا داود سليمان بن سيف الحراني، وحدث عنه بأصبهان في سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، روى عنه محمد بن حمدان (2) بن محمد الاصبهاني.
الجربي: بفتح الجيم والراء في آخرها الباء الموحدة المشددة هذه النسبة إلى جربة، وهو موضع مذكور في حديث حنش السباي: غزونا جربة فغنمناها ومعنا فضالة بن عبيد
الانصاري.
الجربي: بضم الجيم وفتح الراء وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى جريب بن سعد بن هذيل، والمشهور بالانتساب إليه عبد مناف بن ربع الجربي وهو شاعر ذكره السكري في شعراء هذيل (3).
الجربي: بضم الجيم وسكون الراء المهملة بعدها باء منقوطه بنقطة من تحت، هذه النسبة إلى الجرب وهي جمع جراب، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله بن الحسين بن محمد الجربي من أهل الدامغان، يروي عن أبي عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي
__________
(1) (الجراوي) رسمه القبس وقال: (جراوة ما بين تاهرت والقلعة، منها أبو عمر أحمد بن محمد القيسي، سكن إشبيلية، أخذ القراءة عن أبي الطيب بن غلبون وسمع منه مصنفاته وتصدر بجامع مصر وتوفي بها سنة سبع واربعمائة.
(2) في م وس (حماد) وترجمة الجرباذقاني هذا في أخبار أصبهان لابي نعيم 2 / 258 وذكر في الرواة عنه محمد بن الحسن بن معاذ وأبا الشيخ وعبد الله بن محمد بن الحجاج.
(3) زاد في القبس (وأبو كبير عامر بن الحلبس الشاعر، قيل جربي كهذلي، والقياس جريبي).
(*)(2/39)
الفارسي، روى عنه جماعة من مشايخنا، وسمع منه شيخنا أبو القاسم الرماني، وظني أني لم أسمع من أبي القاسم بالدامغان عن الجربي شيئا.
قال الامير ابن ماكولا: وأما الجربي فهو شيخنا أبو عبد الله إمام دامغان وشيخها.
الجرتي: بضم الجيم وسكون الراء المهملة والتاء المنقوطة من فوق بنقطتين، هذه النسبة إلى جرت وهي قرية باليمن بنواحي صنعاء إن شاء الله، والمنتسب إليها يزيد بن مسلم الجرتي، ويقال له الجزيزي أيضا، حدث عنه المسلم بن محمد الصنعاني.
الجرثمي: بضم الجيم والثاء المثلثة، بينهما الراء الساكنة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى جرثمة وهو جد شديد بن قيس بن هانئ بن جرثمة اليزني الجرثمي، يروي عن
قيس بن الحارث المرادي، روى عنه يزيد بن أبي حبيب - هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر (1).
الجرجاني: بضم الجيم وسكون الراء المهملة والجيم والنون بعد الالف، هذه النسبة إلى بلدة جرجان وهي بلدة حسنة فتحها يزيد بن المهلب أيام سليمان بن عبد الملك، خرج منها جماعة من العلماء قديما وحديثا منهم الجنيد (2) بن بهرام الجرجاني يروي عن يزيد بن هارون روى عنه يوسف بن بشرة بن حمزة، قال أبو حاتم بن حبان: هو مستقيم الحديث.
وقد جمع تاريخها أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ في مجلدة، وذكر فيها عالما منهم.
ومنها أبو علي الحسن بن أبي الربيع يحيى بن الجرجاني من أهل بغداد يروي عن يزيد بن هارون وعبد الرزاق بن همام، روى عنه محمد بن المنذر شكر الهروي، واسم أبى الربيع يحيى كان جرجانيا انتقل إلى بغداد، وكان والده أبو الربيع من مشاهير أهل جرجان ووجوهها، وقيل إنه أو ابنه الحسن كان يجهز إلى إستراباذ وطبرستان، وكان في الطريق لص يقطع القوافل فكان يقطع في كل قافلة من مال الحسن بن أبي الربيع إلى أن ضجر وقال اللص يوما: يا رب أنت مالك السماوات والارضين جعلت الاموال للحسن بن أبي الربيع - أو أبي الربيع -.
ثم خلى عن ماله ولا يأخذ شيئا، من كثرة ما كان أخذ من ماله.
ومات عن خمس وثمانين سنة سلخ جمادي الاولى سنة ثلاث وستين ومائتين.
وأبو أحمد عبد الله بن
__________
(1) (الجرح) رسمه القبس هنا قبل (الجرجاني) وشكله بكسر دوله قال: (الجرج - محمد بن إبراهيم بن الجرج (قال الذهبي في المشتبه) ثنا عنه المعين بن دبي العباس بالثغر.
ومحمد بن سعيد بن جرج من فقهاء الاندلس في حدود الاربعمائة).
(2) في بقية النسخ (الحسن) وليس في تاريخ جرجان لا ذا ولا ذا.
(*)(2/40)
عدي بن عبد الله بن محمد الجرجاني المعروف بابن القطان الحافظ، من أهل جرجان، كان حافظ عصره، رحل ما بين الاسكندرية وسمرقند ودخل البلاد وأدرك الشيوخ، سمع
أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وعلي بن سعيد الرازي والقاسم بن عبد الله الاخميمي والقاسم بن زكريا المطرز وخلقا يطول ذكرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي وأبو بكر أحمد بن الحسن الحيري وغيرهم، أول ما كتب الحديث بجرجان في سنة تسعين ومائتين عن أحمد بن حفص وغيره، ثم رحل إلى العراق والشام ومصر في سنة سبع وتسعين، وصنف في معرفة ضعفاء المحدثين كتابا مقدار ستين جزءا سماه الكامل، وكان جمع أحاديث مالك بن أنس والاوزاعي وسفيان الثوري وشعبة وإسماعيل بن أبي خالد وجماعة من المقلين، وصنف على كتاب المزني سماه الانتصار، وكان حافظا متقنا لم يكن في زمانه مثله، تفرد بأحاديث، وقد كان وهب أحاديث له يتفرد بها لبنيه عدي وأبي زرعة ومنصور تفردوا بروايتها عن أبيهم، وابن عدي سكن سجستان وحدث بها، قال حمزة بن يوسف السهمي: سألت الدارقطني أن يصنف كتابا في ضعفاء المحدثين، فقال أليس عندك كتاب ابن عدي ؟ قلت: نعم، قال: فيه كفاية لا يزاد عليه.
وكانت ولادته يوم السبت غرة ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائتين، وهي السنة التي مات فيها أبو حاتم الرازي، وتوفي غرة جمادي الآخرة سنة خمس وستين وثلاثمائة بجرجان، وصلى عليه أبو بكر الاسماعيلي، ودفن بجنب مسجد كرز بن وبرة عن يمين القبلة، وزرت قبره.
وابنه أبو محمد عدي بن عبد الله بن عدي الجرجاني، سكن سجستان إلى أن مات بها، حدث عن أبيه وعبد الباقي بن قانع وأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبي محمد الفاكهاني وعلى بن أحمد بن سيف العصار الجرجاني، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الشروطي.
وأبو أحمد محمد بن محمد بن يوسف المكي الجرجاني، كانت له رحلة إلى العراق والشام ومصر وخراسان وما وراء النهر، سمع ببغداد أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي ومحمد بن سعيد البخاري وغيرهم وحدث بالبصرة وشيراز بالجامع الصحيح للبخاري عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري.
قال أبو بكر بن مردويه الحافظ: أبو أحمد الجرجاني
قدم أصبهان فسمع منه جامع البخاري ورأيته أنا بالاهواز وكتبت عنه بها سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
وقال غيره: مات بأرجان سنة ثلاث أو أربع وسبعين وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن علي بن دلان الجرجاني الدلاني، ذكرته في الدال المهملة.
وأبو محمد محمد بن محمد بن مكي القاضي الجرجاني، وكان قاضي إستراباذ، روى عن أبي بكر أحمد بن(2/41)
محمد بن عمر بن بسطام المروزي وغيره، روى عنه أبو ربيعة الاستر اباذي القاضي (1).
الجرجرائي: بالراء الساكنة بين الجيمين المفتوحتين وراء اخرى بعدها، هذه النسبة إلى جرجرايا وهي بلدة قريبة من الدجلة بين بغداد وواسط وقيل فيها: على تلك العراص بجرجرايا * من الانواء أنواع التحايا والمنتسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم أبو جعفر محمد بن صباح بن سفيان بن أبي سفيان الجرجرائي مولى عمر بن عبد العزيز، كان ينزل المخرم ببغداد يروي عن عاصم بن سويد وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة وزكريا بن منظور وجرير بن عبد الحميد، روى عنه عبد الله بن قحطبة الصلحي وأحمد بن علي الابار وموسى بن هارون وابن ابنه جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي، ومات بها سنة أربعين ومائتين.
والحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، يروي عن عبد الله بن نمير ويزيد بن هارون، روى عنه جماعة من أهل واسط.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد الجرجرائي، كان رحل وجمع ولكن كانوا لا يحتجون به، مات قبل سنة أربعمائة.
وأبو بكر محمد بن إدريس (2) بن الحسن بن زيد الجرجرائي الحافظ، ثقة مكثر كثير السماع حسن الخط سكن بخارا كثير النقل، له رحلة إلى الشام وفي أطرف العراق وخراسان إلى أن سكن بخارا وتدير بها، سمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبا أحمد بن يوسف الدمشقي وأبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي وأبا الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان وأبا بكر عبد الله بن محمد بن فورك المقرئ وأبا بكر محمد بن أحمد بن
محمد المفيد الجرجرائي وطبقتهم، روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد بن حيدرة الجعفري وغيرهما، وكان خيرا صواما قواما سنيا، مات ببخارا يوم السبت الخامس من شهر ربيع الاول سنة خمس عشرة وأربعمائة وحمل من يومه إلى بيكند فدفن بها.
وأبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي، حدث عن جده محمد بن صباح وعن بشر بن معاذ العقدي وعمران بن موسى القزاز وعبيد الله بن عمر
__________
(1) (الجرجائي) ذكره في التبصير وقال: (بكسر الجيم وبعد الراء جيم وبعد الالف همزة عبد المولى (في معجم البلدان: عبد الولي) بن مظفر الجرجائي نسب إلى جرجا من صعيد مصر، أديب كتب عنه محمد بن الحافظ المنذري) وفي رسم (جرجا) من معجم البلدان (عبد الولي بن أبي السرايا بن عبد السلام الانصاري فقيه شافعي وكان خطيب ناحيته وأحد عدولها وله شعر حسن المذهب منه ما أنشدني أبو الربيع سليمان بن عبد الله المكي قال أنشدني الخطيب عبد الولي لنفسه..).
(2) في نسخ أخرى زيادة (بن محمد بن إدريس) كذا.
(*)(2/42)
القواريري وأبي مصعب الزهري ومحمد بن عبد الاعلى الصنعاني، روى عنه أبو حفص بن الزيات وأبو الحسين بن المظفر الحافظ ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وكان ثقة، مات في شهر ربيع الآخر من سنة تسع وثلاثمائة.
الجرجسي: بضم الجيمين بينهما راء ساكنة وفي آخرها السين المهملة، هذه نسبة أبي الفضل يزيد بن عبد ربه الحمصي الجرجسي كان ينزل بحمص عند كنيسة جرجس فنسب إليها، وكان من الثقات المتقنين، وكان أحمد بن حنبل يطنب في الثناء عليه، قال أبو داود سمعت أحمد بن حنبل ذكر يزيد بن عبد ربه فقال: لا إله إلا الله ما كان أتقنه ! وما كان فيهم أثبت منه.
يروي عن الوليد بن مسلم ومحمد بن حرب، روى عنه إسحاق بن منصور بن الكوسج.
الجرجساري: بضم الجيمين بينهما الراء الساكنة والسين المفتوحة المهملة بعدها
الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جرجسار وهي قرية فيما أظن من قرى بلخ، وبمرو قرية يقال لها جرجسار (1) أيضا، فمن جرجسار بلخ أبو جعفر محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن أحمد الجرجساري البلخي، يروي عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد الشوماني، سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي قال: كتب عني أيضا.
الجرجي: بالراء الساكنة بين الجيمين أولاهما مضمومة، هذه النسبة إلى جرجة وهو إسم جد أبي عمر محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المكي الجرجي المقرئ مقرئ أهل مكة، وكان يلقب بقنبل، وعرف بذلك، وكان يقرئ الناس على حرف بن كثير، قرأ عليه أبو بكر بن مجاهد المقرئ البغدادي وأبو ربيعة مقرئ أهل مكة وغيرهما.
الجرحي: بفتح الجيم وسكون الراء وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى بيت جرحة، وهي قرية من قرى عسقلان الشام، منها أبو الفضل العباس بن محمد بن الحسن بن قتبة العسقلاني الجرحي يروي عن أبيه وعبيد بن أدم بن أبي إياس العسقلاني وأبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس وغيرهم، روى عنه أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني، وقال في معجم شيوخه: حدثني العباس بن قتيبة فيما قرأته عليه في قرية من قرى عسقلان يقال لها بيت جرحة.
__________
(1) في نسخ أخرى (الجرجساء).
(*)(2/43)
الجرخاني: بضم الجيم وسكون الراء والخاء المعجمة المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جرخان وهي بلدة بقرب السوس من كور الاهواز منها..(1).
(1).
الجرسي: بفتح الجيم والراء بعدهما السين المهملة، هذه النسبة إلى جرس وهو بطن من مزينة، قال أبو الحسن الدارقطني: فهو جرس ابن لاطم بن عثمان بن مزينة، قال: من
ولده شريح بن ضمرة، هو جرسي، وهو أول من جاء بصدقة مزينة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من ولد لحي بن جرس.
الجرشي: بفتح الجيم والراء وفي آخرها الشين المعجمة، هذه اللفظة اسم قال ابن الكلبي في نسب قضاعة قال ومن ولد عبد الله بن عليم بن جناب بن هبل جرشي وجرشي أمهما سعدى، بها يعرفون، بنو عبد الله بن عليم.
الجرشي: بضم الجيم وفتح الراء وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى بني جرش بطن من حمير، قال ابن ماكولا: وهو منبه بن أسلم بن زيد بن غوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير (2) وقيل ان جرش موضع باليمن ويحتمل أن تكون هذه القبيلة نزلته فسمي بها مثل حضرموت ومهرة وسبأ، قال ابن حبيب: في حمير جرش وهو منبه (3) بن أسلم بن زيد بن الغوث، وفي حديث ابن العباس: كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل جرش ينهاهم عن الخيطين.
والمنتسب إليها من التابعين يزيد بن الاسود الجرشي أدرك المغيرة بن شعبة وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكن الشام وكان من الزهاد والعباد الخشن، استسقى به الضحاك بن قيس الفهري فسقى، روى عنه أهل الشام.
وحميد بن الحكم الجرشي، يروي
__________
(1) (الجرودي) ذكره ابن نقطة في الاستدراك وقال (بفتح الجيم) وسكون الراء وبعد الدال المهملة المفتوحة واو فهو أبو شجاع سعيد بن صافي بن عبد الله الجرودي، منسوب إلى مولاه ابن جردة، حدث عن أبي الحسن علي بن محمد بن العلاف، سمع منه القاضي عمر بن علي القرشي - نقلته من خطه، وحدثنا عنه شيخنا الحافظ بن الاخضر فقال: الجردي - بكسر الدال وإسقاط الواو).
(2) الذي في الاكمال 2 / 74 (قال ابن حبيب: في حمير جرش وهو منبه بن أسلم بن زيد بن الغوث) لم يجاوز هذا وكذا هو في كتاب ابن حبيب والايناس وكأن المؤلف أحب أن يرفع النسب فراجع رسم (غوث) من الاكمال فوجد فيه (غوث بن أيمن بن الهميسع بن حمير) فأخذها مع أن بعد ذلك (وغوث بن قطن بن عريب بن زهير (بن الغوث) بن أيمن بن الهميسع، من ولده بطون كثيرة من حمير.
وغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو (بن قيس) ابن معاوية بن جشم بن وائل بن غوث بن قطن بن عريب..) والصحيح أن جد أسلم هو غوث
الثالث بن سعد بن عوف - إلخ هذا جده الادنى، ومع ذلك فكلا الغوثين الاولين جد أعلى له.
(3) زاد في النسخ (بن زيد) وسقطت في م وس من موضعها الآتي وقد عرفت الصواب.
(*)(2/44)
عن الحسن، من أهل البصرة، روى عنه موسى بن إسماعيل وعمرو بن عاصم وداود بن منصور، منكر الحديث لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وربيعة الجرشي، له صحبية وفي صحبته نظر.
يروي عن عائشة رضي الله عنها، وهو جد هشام بن الغازي بن ربيعة الجرشي.
ونافع الجرشي أنه حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم دعوا كاهنا كان في رأس جبل وقالوا أنظر لنا في شأن هذا الرجل - الحديث.
وأبو منيب الجرشي، يروي عن عبد الله بن عمرو روى عنه حسان بن عطية.
وأبو سفيان الجرشي بالجيم.
وهشام بن الغازي الجرشي.
ويزيد بن الاسود أبو الأسود (1)، تابعي، قال أدركت العزى تعبد في قومي.
والوليد بن عبد الرحمن الجرشي يروي عن جبير بن نفير.
وأيوب بن حسان الجرشي يروي عن الوضين بن عطاء.
وفيهم كثرة.
والنضر بن محمد بن موسى الجرشي اليمامي، يروي عن صخر بن جويرية وأبي أويس.
ويونس بن القاسم اليمامي الجرشي، يروي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
وابنه عمر بن يونس روى البخاري عن إسحاق بن وهب العلاف عنه.
وأبو محمد سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان بن حبيب الجرشي الشامي نزيل واسط، حدث عن الوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب بن شابور ومروان بن معاوية وكان فهما حافظا، قدم بغداد فكتب عنه بها أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأحمد بن ملاعب وحنبل بن إسحاق وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم كتب عنه أبي، وقال كتبت عنه قديما، وكان حلوا، قدم بغداد وكتب عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وتغير بأخرة واختلط بقاض كان على واسط (2) فلما كان في رحلتي الثانية قدمت واسطا فسألت عنه فقيل لي: قد أخذ في الشرب والمعازف والملاهي، فلم أكتب عنه.
وحكي عن أحمد بن حنبل أنه قال سألت عنه بالشام فوجدته معروفا يحمدونه.
قلت إنما ذكر أحمد عنه قديما، وقال صالح جزرة: هو كذاب، وقال
النسائي: هو ضعيف، وقال أبو أحمد بن عدي الحافظ سألت عبدان وقد حدثنا عن سليمان بن أحمد الواسطي بعجائب فقال: كان عندهم ثقة: قال ابن عدي: ولسليمان أحاديث أفراد غرائب يحدث بها عنه علي بن عبد العزيز وغيره، وهو عندي ممن يسرق الحديث ويتشبه عليه.
__________
(1) سقط من عدة نسخ ! وقد تقدم ذكر يزيد وأنه من التابعين، أما هشام فمتأخر مات بعد سنة خمسين ومائة ببغداد وكنيته أبو العباس، ولفظ الاكمال 2 / 235 (وهشام بن الغاز الجرشي.
ويزيد بن الاسود الجرشي أبو الأسود، تابعي، قال أدركت العزى...) والمؤلف كثيرا ما يذكر الرجل مرتين أو أكثر.
(2) قوله: (واختلط بقاض كان على واسط) ليس في تاريخ بغداد وهي في كتاب ابن أبي حاتم ج 2 ق 1 رقم 455 ومعناها أنه خالط ذاك القاضي وصاحبه فتغيرت سيرته كما سيأتي ولم يرد الاختلاط الاصطلاحي وهو تغير العقل.
(*)(2/45)
الجرفاسي: بكسر الجيم وسكون الراء وفتح الفاء بعدها الالف وفي آخرها السين المهلمة، هذه النسبة إلى جرفاس، وهو إسم رجل، والمنسوب إليه أعين الجرفاسي مولى ابن جرفاس يروي عن الحسن (1) روى عنه أبو عقيل شاه بن حاجب المروزي.
الجرفي: بضم الجيم وسكون الراء وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى الجرف، وهي قرية باليمن، منها أحمد بن إبراهيم الجرفي، سمع منه أبو القاسم الشيرازي الحافظ فرأيت بخط هبة الله بن عبد الوارث بن علي الشيرازي في معجم شيوخه: أنشدنا أحمد بن إبراهيم الجرفي بالجرف باليمن لقيس بن علي: نصيبي منك إعراض وصد * وحظي منك حرمان وبعد وقد يحظى ويسعد فيك قوم * عذابي من عذابهم أشد وكم من قاتل (2) للحب راج * وكم يغني عن العشاق وعد الجركاني بفتح الجيم وسكون الراء وفتح الكاف وفي آخرها النون بعد الالف، هذه النسبه إلى جركان، وهي قرية من قرى جرجان وأصبهان، فأما الذي من جركان جرجان فهو
أبو العباس محمد بن محمد بن معروف الجركاني الخطيب بجركان كان يستملي للشيخ أبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ستين وثلاثمائة (3) الجرموزي: بضم الجيم وسكون الراء وضم الميم وكسر الزاي، هذه النسبة إلى جرموز، ولا أدري هل هو ابن جرموز قاتل الزبير بن العوام رضي الله عنه أم لا (4) ؟ والمنتسب إليه أبو الحارث جهور بن سفيان بن الحارث الازدي الجرموزي من أهل البصرة، يروي عن أبيه روى عنه أهل بلده.
__________
(1) مثله في اللباب ووقع في نسخ أخرى (الحسين).
(2) في نسخ أخرى (قائل).
(3) (الجرمقاني والجرمقي) في القيس (الجرمقاني، ويقال الجرمقي، جرامقة الشام أنباطها واحدهم جرمقاني..) ويأتي بقية كلامه فاما الجرمقاني ففي لسان العرب وغيره أن الاصمعي كان ينكر أن يقال (أبرق وأرعد) في معنى الايعاد فاحتجوا عليه ببيت للكميت (فقال هو جرمقاني) يريد أنه عاش بين الجرامقة فلا يوثق بفصاحة لغته وأما الجرمقي ففي القبس بعد ما مر (منهم أبو العباس أحمد بن إسحاق كاتب شاعر مهندس كتب لخلف بن أحمد أنشد له الثعالبي..) ذكر أبياتا هي في اليتيمة 4 / 237 - 238 منها قوله: إن قل مالي فذاك من قبل ال * أيام إما اعتبرت لا قبلي (4) قاتل الزبير تميمي وجهور الجرموزي أزدي وفي الازد جرموز بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس إلخ نبه عليه اللباب.
(*)(2/46)
الجرميهني: بضم الجيم وسكون الراء وكسر الميم بعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها بعدها الهاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جرميهن وهي قرية من قرى مرو بأعالي البلد منها أبو إسحاق إبراهيم بن خالد بن نصر الجرميهني الحافظ إمام الدنيا في عصره، وكان يشبه بإمامي العصر أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي وأبى عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في الحفظ والاتقان، سمع أبا النعمان عارم بن الفضل البصري
وعبد الله بن رجاء وغيرهما، وكان أحمد بن سيار يقول: حفاظ زماننا أربعة: أبو زرعة بالرى، وإبراهيم بن خالد الجرميهني بمرو، ومحمد بن إسماعيل ببخارا، وعبد الله بن أبي عرابة بالشاش، روى عنه يحيى بن ساسويه وجماعة، وكان من حفظه أنه كتب مع رفيق له في الرحلة ووقع سماع إبراهيم في كتب ذلك الرفيق وتوفي ذلك الرجل ودفنت كتبه، فقدم إبراهيم بن خالد فطلب الرجل فصادفه ميتا وكتبه مدفونة، فقعد ونسخ تلك الكتب كلها من حفظه واشترى كتب ابن عون بعد موته، وكان يلقب إبراهيم بالبطيطي، واشتهر بالعراق بهذا اللقب، ومات سنة خمسين ومائتين.
وأبو عاصم عبد الرحمن بن...(1) الجرميهني، فقيه فاضل رابع اصولي مناظر تفقه على الموفق بن عبد الكريم الهروي وسمع الحديث.
الجرمي: بفتح الجيم وسكون الراء المهملة، هذه النسبة إلى جرم وهي قبيلة من اليمن وهو جرم بن ربان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، قاله محمد بن عمران الاودي (2) قال ابن حبيب: وفي بجيلة جرم بن علقة بن أنمار، وفي عاملة جرم بن شعل بن معاوية بن عاملة، وفي طئ جرم وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث.
والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم القاسم الجرمي يروي عن صدقة بن أبي مفيد روى عنه محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي.
واشعث بن عبد الرحمن الجرمي.
ومن الصحابة أبو يزيد عمرو بن سلمة الجرمي، له صحبة، روى عنه أهل البصرة، مات سنة خمس وثمانين.
وسريع مولى سوادة بن الربيع الجرمي، يروي عن سوادة، روى عنه سلم بن عبد الرحمن.
وأبو الجويرية حطان بن خفاف الجرمي قال أبو حاتم بن حبان: وجرم من اليمن، يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما روى عنه الثوري وشعبة، وقال أبو حاتم في حرف الخاء: أبو جويرية خطاب بن خفاف الجرمي اليماني.
فلعله يقال حطان وخطاب.
والحارث بن نبهان الجرمي من أهل البصرة يروي عن
__________
(1) بياض.
(2) مثله في اللباب وهكذا هو في كتاب ابن حبيب، ووقع في نسخ الاكمال (علقمة) وكذا طبع 2 / 452 وقد ذكر ابن حبيب في موضع آخر (في بجيلة علقمة بن عبقر بن أنمار) وذكر في حرف العين من الاكمال وضبطه
(بالفتحات) فالله أعلم.
(*)(2/47)
الاعمش وعاصم بن بهدلة روى عنه وكيع ومسلم بن إبراهيم، كان من الصالحين الذين غلب عليهم الوهم حتى فحش خطاؤه وخرج عن حد الاحتجاج به.
والفلتان ابن عاصم الجرمي له صحبة.
ومن الصحابة أيضا شهاب بن المجنون الجرمي جد عاصم بن كليب وروى أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم سلمة الجرمي.
وابنه عمرو بن سلمة يكنى أبا بريد وهو الذي كان يؤم قومه وهو ابن سبع سنين أو ثمان وعليه بردة إذا سجد بدت عورته منها فقالت امرأة من الحي: غطوا عنا إست قارئكم.
وأبو عبد الله سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي الكوفي من أهل الكوفة، كان من أهل الصدق غير أنه كان غاليا في التشيع، سمع شريك بن عبد الله القاضي والمطلب بن زياد وعلي بن غراب وحاتم بن إسماعيل وعبد الملك بن أبجر ويحيى بن واضح وأبا يوسف القاضي ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وغيرهم، روى عنه محمد بن هارون الفلاس وعباس الدوري وإبراهيم الحربي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو زرعة الرازي وغيرهم، قال يحيى بن معين: سعيد بن محمد الجرمي لا بأس به، وسئل عنه فقال: صدوق، وقال أبو داود: الجرمي ثقة، وحكى إبراهيم بن عبد الله المخرمي قال كان سعيد الجرمي إذا قدم بغداد نزل على أبي فكان أبو زرعة الرازي يجئ كل يوم ينتقي عليه ومعه نصف رغيف، وكان إذا حدث فجرى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم سكت، وإذا جرى ذكر علي رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: وأما أبو عمر صالح بن إسحاق الجرمي النحوي صاحب الكتاب المختصر في النحو، قدم بغداد وناظر بها يحيى بن زياد الفراء، وقيل إنه مولى بجيلة بن أنمار بن اراش بن الغوث من خثعم وقيل له الجرمي لانه كان ينزل في جرم، ولم يكن منهم نسبا وقيل إنه مولى لحرم، وكان ممن اجتمع له مع العلم صحة المذهب وحسن الاعتقاد وأسند الحديث عن يزيد بن زريع ويحيى بن كثير الكاهلي، روى عنه أحمد بن ملاعب المخرمي وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وغيرهما قال أبو سعيد السيرافي أخذ أبو عمر النحو عن الاخفش
وغيره، ولقي يونس بن حبيب ولم يلق سيبويه، وأخذ اللغة عن أبي عبيدة وأبي زيد والاصمعي وطبقتهم، وكان ذا دين وأخا ورع.
وقال المبرد: كان الجرمي جليلا في الحديث والاخبار، وله كتاب في السيرة عجيب.
وقال غيره: مات في سنة خمس وعشرين ومائتين.
ومن كبار التابعين أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي كان من سادات أهل البصرة فقها وعبادة وورعا وزهادة، حمل على قضاء البصرة فابى أن يليها وعلم أنه سيكرهونه على ذلك فهرب من البصرة إلى أن دخل الشام وجعل يأوي الرباطات والثغور ويعمر المسالح ويتعهد المراقب والمواحيز في جملة الرصد والجواسيس مع بني له إلى أن اعتل علة صعبة وهو ببطيحة في رمال الرملة فذهبت يداه ورجلاه وبصره فما كان يزيد على قوله: أللهم أوزعني أن أحمدك حمدا أكافي به شكر نعمتك التي أنعمت بها علي وفضلتني على كثير ممن خلقته تفضيلا.(2/48)
وفي كيفية موته قصة طويلة، ومات بعريش مصر في تلك البطيحة سنة أربع ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك.
الجرمي: بكسر الجيم وسكون الراء المهملة، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد بذخشان وراء ولوالج يقال لها جرم، منها صاحبنا الفقيه أبو عبد الله سعيد بن حيدر الجرمي، سمع معنا من الامامين يوسف بن أيوب الهمذاني وعمر بن محمد بن علي السرخسي رحمهما الله توفي بجرم (1) في سنة نيف وأربعين وخمسمائة (2).
الجرواآني: بفتح الجيم وسكون الراء والالفيين الممدودتين بعد الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جرواآن، وهي محلة كبيرة بأصبهان يقال لها الساعة بالعجمية كرواآن (3)، مضيت إليها غير مرة وسمعت بها عن جماعة الحديث، والمشهور بالانتساب إليها أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن الخصيب بن رستة واسمه إبراهيم بن الحسن (4) بن يزيد بن مهران الجرواآني الضبي، يروي عن الفضل بن الخطيب وأبي القاسم بن أخي أبي زرعة وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الزبيبي العسكري وغيرهم، روى عنه أبو نصر إبراهيم بن
محمد بن علي الكيساني وغيره، وتوفي في سنة ست وثمانين أو سبع وثمانين وثلاثمائة.
ومنهم أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الجرواآني الواعظ الاصبهاني كان زاهدا ورعا صلبا في السنة، إنه كان وليا من أولياء الله - هكذا ذكر أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ في كتاب أصبهان، ولد سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ومات في جمادي الآخرة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وقبره خلف باب درب بداباد.
وأبو مسلم أحمد بن محمد بن مسلم الجرواآني، يروي عن محمد بن عمر بن حرب البصري، روى عنه محمد بن علي الاصبهاني.
وأبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد الملك بن موسى بن عبد الملك الجرواآني المعدل من أهل أصبهان أيضا ثقة له رحلة، يروي عن أيوب الوزان وعمرو بن هشام الحراني ومؤمل بن إهاب، روى عنه محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ، وتوفي سنة أربع وثلاثمائة.
وابو العباس أحمد بن يحيى بن الحجاج الجرواآني، يروي عن عمرو بن علي
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان ووقع في ك (المحرم) كذا.
(2) (الجرهمي) رسمه اللباب وقال (في قحطان جرهم بن قحطان..) ذكر ولايتهم الكعبة ثم محاربة خزاعة لهم والشعر المنسوب إلى عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي.
وذلك معروف في أوائل السيرة ثم ذكر عبيد بن شرية الجرهمي وقصته مع معاوية فانظر الاصابة رقم 6391 وقد طبع كتاب عبيد بن شرية مع التيجان في دائرتنا.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(4) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(*)(2/49)
وسهل بن عثمان وعباس بن يزيد، حدث بأحاديث مناكير، روى عنه أحمد بن إسحاق الاصبهاني.
وأبو سعيد أعين بن محمد بن مندويه بن حماد بن سعيد بن عطية الجرواآني مولى العباس بن مرداس السلمي، من أهل أصبهان، وكان جده الاعلى حماد بن سعيد من أهل الكوفة انتقل عنها إلى أصبهان، يروي عن أبي حذيفة موسى بن مسعود وأبي الوليد الطيالسي وغيرهما، روى عنه عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، ومات في سنة سبعين ومائتين.
وأبو حاتم غانم بن عمر بن محمد بن أحمد بن مسلم الجرواآني ابن عم همام القاضي، يروي عن إبراهيم بن محمد بن الحسن الاصبهاني روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه.
الجروي: بفتح الجيم والراء، هذه النسبه إلى جري بن عوف - بطن من جذام (1) ثم من بني حشم، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسن بن عبد العزيز بن الوزير بن ضابي بن مالك بن عدي ولعدي صحبة هو ابن حمرس بن زفر بن نصر بن عدي بن القاطع (2) بن جري بن عوف بن أسود بن تديل (3) بن حشم بن جذام.
وقيل جذام اسمه عمرو بن عدي بن الحارث بن مرة بن ادد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، الجذامي ثم الجروي، حمل من مصر إلى العراق بعد قتل أخيه علي، فلم يزل بها إلى أن توفي في رجب سنة سبع وخمسين ومائتين، روى عن بشر بن بكر ويحيى بن حسان وعبد الله بن يحيى البرلسي وغيرهم، وكان من أهل الورع والفقه والعبادة موصوفا بالخيرات.
وأخوه علي بن عبد العزيز قتل في ذي القعدة سنة خمس عشرة ومائتين - قاله ابن يونس.
وأبو القاسم جعفر بن محمد بن الحسن بن عبد العزيز الجروي، يروي عن أبي الاشعث أحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن إسماعيل البخاري وغيرهما، ولد ببغداد وحمل إلى تنيس صغيرا، ومات بها في شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وعبد العزيز بن الوزير بن ضابئ الجروي توفي في صفر سنة خمس ومائتين قتله حجر المنجنيق (4).
__________
(1) في القبس (الجروي بفتح الجيم والراء في جذام، قال الامير قال ابن يونس: عثمان بن سويد بن رئاب بن جري إليه ينسب الجرويون) وعبارة الامير في رسم (رئاب) (وعثمان بن سويد بن سندر بن رئاب بن جري بن عوف الجذامي وإلى جري بن عوف هذا ينسب الجرويون..قاله ابن يونس) وشكل في نسخة دار الكتب من الاكمال بضم جيم (جرى) في الموضعين وبفتح جيم (الجرويون) وإسكان رائها فأما ضم جيم (جري) فهو الموافق لظاهر صنيع الاكمال في باب جري وما يشتبه به ذكر من يقال له جري بضم ففتح ولم يذكر هذا فيهم لكنه لم يذكر في اللباب.
(2) في كتب الصحابة عن ابن الكلبي (عدي بن عبد بن سواءة بن القاطع إلخ).
(3) هكذا في كتب الصحابة وضبطوه بفتح الفوقية وكسر الدال وكذا هو في كتاب ابن حبيب والاكمال 1 / 222 بدون ذكر ما قبله ووقع في نسخ أخرى والتاريخ (يزيد).
(4) قال منصور: (باب الجزري والخرزي والجروي...وأما الثالث بجيم وراء وواو فهو محمد بن منصور بن = (*)(2/50)
الجرواتكيني: (1) بفتح الجيم وسكون الراء والواو المفتوحة والتاء المكسورة ثالث الحروف والكاف بعده ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جرواتكين وهي قرية من قرى سجستان يقالها كرواتكين منها أبو سعد (2) منصور بن محمد بن أحمد الجرواتكيني (2) السجستاني، سمع أبا الحسن علي بن بشري الليثي الحافظ السجزي، الصوفي، روى لنا عنه أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين السجزي، سمع منه بسجستان بإفادة والده أبي الحسن.
الجريبي: بضم الجيم وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى جريبة وهو بطن من سلول، منهم كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة بن عبد نهم بن حليل بن حبشية بن سلول الخزاعي، هو جريبي، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عروة بن الزبير (3).
الجريرائي: بفتح الجيم وكسر الراء والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وراء أخرى وفي آخرها ياء أخرى، هذه النسبة إلى جريرا وهي قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ منها يقال لها كريرا، منها عبد الحميد بن حبيب الجريرائي، من أتباع التابعين، وهو مولى عبد الرحمن بن المغيره القرشي، كان يدخل البلد أحيانا وينزل سكة طخارانية (4)، سمع عامرا
__________
= أبي القاسم الجروي، سمع الحديث ببغداد من أصحاب الكروخي، وحدث بالاسكندرية، روى عنه عبد المؤمن بن خلف الدمياطي الحافظ في شيوخه).
(1) عن ك بحذف الياء التي بين الكاف والنون هنا وفي الموضع الآتي وفي اسم القرية وبني على اللباب ومعجم البلدان فأسقطا الياء خطأ وضبطا، والذي في م بإثباتها وهو صريح ضبط المؤلف الذي اتفقت عليه النسخ كما ترى بقوله بعد ذكر الكاف (ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون) والله أعلم.
(2 - 2) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(3) في اللباب (فاته النسبة إلى جريب بن سعد بن هذيل، ينسب إليه جماعة من شعراء هذيل) رده القبس بقوله: (لا استدراك عليه لانه نقل هذه الترجمة بعينها عنه فيما تقدم في الجيم والراء والباء الموحدة (رقم 860) غير أنهم نسبوا إلى جريب (جربي) على غير قياس وقد نبهت على هذا هناك.
(الجريجي) رسمه في القبس عبد العزيز بن جريج مولى عبد الله بن أمية بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية ابنة جبير بن مطعم.
قال ابن سعد في الطبقات (5 / 491) وكان جريج عبدا لام حبيب بنت جبين، وكانت تحت عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية فنسب إلى ولائه.
وجرج جرجا: قلق واضطرب، كذا في اللسان (2 / 223).
وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج روى له الخطيب (12 / 438) بسنده عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم أمشي أمام أبي بكر الصديق فقال: يا أبا الدرداء أتمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة ؟ ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر الصديق.
__________
(4) في م وس (قرية) وفي رسم (طخاران) من معجم البلدان ذكر سكة طخاران وقال (أظنها بمرو).
(*)(2/51)
الشعبي ومرة الهمداني ومقاتل بن حيان، روى عنه عبد الله بن المبارك والفضل بن موسى السيناني ونصر بن خالد النحوي.
وأبو سعيد عبد الله بن محمد بن سلم الجريرائي سمع يوسف بن عيسى وعلي بن خشرم وغيرهما - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الجريري: بفتح الجيم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الرائين المهملتين، هذه النسبة إلى جرير بن عبد الله البجلي وإلى أتباع مذهب محمد بن جرير الطبري، فأما المنتسب إلى جرير البجلي فهو يحيى بن إسماعيل الجريري، يروي عن عمارة بن القعقاع.
والحسين بن أدريس الجريري التستري، روى عنه طالوت بن عباد.
وعمر بن إبراهيم بن سبنك الجريري وأهل بيته، وهم كثيرون.
وابنه إسماعيل بن عمر، يروي عن ابن المحرم وغيره.
وابن ابنه القاضي أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن عمر الجريري، ثقة مأمون
مكثر، كان عسرا في التحديث، قال ابن ماكولا وكان ملازما لنا وسمعت منه.
وابنه أبو الفضل عبد الكريم، كان فقيها على مذهب الشافعي، وحدث عن أبي الصلت المجبر سمعت منه.
وأبو الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد البجلي الجريري الهمذاني العدل سمع بن شعيب وابن لال قال ابن ماكولا: وكان مكثرا سمعت منه بهمذان وهو ثقة.
قلت روى لنا عنه أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي وأبو بكر هبة الله بن الفرج الظفر اباذي بهمذان ولم يحدثنا عنه سواهما فهؤلاء من أولاد جرير وأما هذه النسبة إلى مذهب محمد بن جرير الطبري فجماعة أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني الجريري العميد من أهل العراق وبها طلب العلم وسكن دمشق، يروي عن يزيد بن هارون، روى عنه أهل العراق والشام، قال أبو حاتم بن حبان كان إبراهيم الجوزجاني جريري (1) المذهب ولم يكن بداعية إليها، وكان صلبا في السنة حافظا للحديث إلا أنه من صلابته ربما كان يتعدى طوره، مات بعد سنة أربع وأربعين ومائتيين.
وآخر من كان ينتسب إلى مذهبه من العلماء القاضي أبو الفرج المعافي بن زكريا الجريري النهرواني المعروف بابن طرارا، كان من مشاهير العلماء المتقنين، وكان ببغداد مات سنة نيف وثمانين وقال ابن ماكولا: أبو الفرج الجريري العلامة، كان آية في الحفظ والمعرفة والتفنن في العلوم، حدث عن البغوي وابن صاعد.
وأبو الطيب أحمد بن سليمان الجريري ويقال له الحريري بالحاء اجتمع فيه النسبتان فمن قال له الحريري فينسبه إلى بيع الحرير، ومن قال الجريري بالجيم فلاجل تفقهه على مذهب محمد بن جرير الطبري.
وأبو منصور سليمان بن محمد بن الفضل بن جبرئيل النهرواني البجلي الجريري
__________
(1) يعني بدعته، وفي م وس (إليه) يعني مذهبه وهو النصيب الذي رمى به حريز بن عثمان وليس من مذهب ابن جرير في شئ.
(*)(2/52)
من ولد جرير بن عبد الله البجلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حدث عن محمد بن موسى الحرشي وسهل بن زنجلة الرازي ومحمد بن إسماعيل الاهوازي ومحمد بن وهب بن أبي كريمة
الحراني ومحمد بن أبي السري العسقلاني ودحيم بن اليتيم، روى عنه أحمد بن عثمان الادمي وعبد الصمد بن علي الطستي وأبو سهل بن زياد القطان.
وقال أبو الحسن الدارقطني: هو ضعيف.
ومات في سنة سبع وثمانين ومائتين.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن يوسف بن إسماعيل بن خالد بن عبد الملك بن جرير بن عبد الله الجريرى البجلي، يروي عن أحمد بن الحارث الخراز بكتب أبي الحسن المدائني، وحدث أيضا عن عبد الرحمن ابن أخي الاصمعي، روى عنه أبو عمر بن حيوية الخزاز والدار قطني وأبو بكر بن شاذان والكتاني وعلي بن عمرو الحريري، أثنى عليه الازهري، وقال: ما سمعت فيه إلا خيرا.
ومات في المحرم سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
الجريري: بضم الجيم وفتح الراء الاولى وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعدها راء أخرى، هذه النسبة إلى جرير بن عباد أخي الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، والمشهور بهذه النسبة أبو مسعود سعيد بن إياس الجريري من أهل البصرة، وإنما قيل له هذا لانه من ولد جرير بن عباد أخي الحارث بن عباد، وقد قيل إنه مولى بني قيس بن ثعلبة بن بكر بن وائل يروي عن أبي العلاء وأبي نضرة ويزيد بن عبد الله بن الشخير، روى عنه الثوري وشعبة والحمادان - ابن زيد وابن سلمة، ووهيب وابن علية وأهل بلده، مات سنة أربع وأربعين ومائة، وكان قد اختلط قبل أن يموت بثلاث سنين، وقد رآه يحيى القطان وهو مختلط، ولم يكن اختلاطه اختلاطا فاحشا، هكذا ذكره أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتاب الثقات.
وقال كهمس أنكرنا الجريري أيام الطاعون.
وقال عيسى بن يونس قال لي يحيى بن سعيد القطان: سمعت من الجريري ؟ قلت نعم قال لا ترو عنه.
قيل إنما قال يحيى ذلك لان الجريري اختلط لا أنه ليس بثقة.
قال أحمد بن حنبل سألت ابن علية عن الجريري اختلط قال: لا، كبر الشيخ فرق.
وقال أحمد بن حنبل: سعيد الجريري محدث أهل البصرة.
وقال يحيى بن معين: هو ثقة.
وقال أبو حاتم أبو حاتم الرازي: سعيد الجريري تغير حفظه قبل موته فمن كتب عنه قديما فهو
صالح، وهو حسن الحديث.
أبو قادم (1) شداد الجريري من أهل البصرة ولد في اليوم الذي.
__________
(1) كذا والمعروف (أبو حازم) كما في ترجمة ابنه عبد السلام من الكتب، وفي رسم (حازم) من الاكمال 2 / 281 (وأبو طالوت عبد السلام بن أبي حازم، وهو عبد السلام بن شداد البصري القيسي) وفي تاريخ البخاري ج 3 ق 2 رقم 1720 (عبد السلام بن شداد وهو عبد السلام بن أبي حازم أبو طالوت الجريري القيسي، سمع أبا عثمان (*)(2/53)
توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه (1) عبد الصمد بن عبد الوارث عن عبد السلام عنه لا أدري من عبد السلام قاله أبو حاتم بن حبان.
وأبو العلاء حبان بن عمير الجريري البصري، يروي عن ابن عباس وعبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنهم، روى عنه البصريون.
وأبو محمد عباس بن فروخ الجريري من أهل البصرة، يروي عن أبي عثمان النهدي روى عنه الحمادان - ابن سلمة وابن زيد.
وأبان بن تغلب الجريري مولاهم أبو سعيد، روى عنه شعبة بن الحجاج.
الجري: بضم الجيم وفي آخرها الراء المشددة، هذه السنبة إلى جرة وهو بطن من بني بهثة بن سليم منهم يزيد بن الاخنس بن حبيب بن جرة بن زعب بن مالك الجري من بني بهثة بن سليم، له صحبة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه معن بن يزيد، نسبه الطبري - هكذا ذكر الدارقطني الحافظ.
__________
النهدي...، قال عبد الصمد بن عبد الوارث عن أبي طالوت قال: كان أبي ولد يوم مات النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي كتاب ابن أبي حاتم ج 3 ق 1 رقم 238 كما قال البخاري إلى (النهدي) وقد ذكر عبد السلام في التعليق على الاكمال 2 / 208 - 209 ووقع في الطبع (فذكره ابن السمعاني) والصواب (فذكر ابن السمعاني أباه) ويكمل البحث هناك بما هنا.
(1) الصواب حذف (عنه) كما يعلم مما مر.
(*)(2/54)
باب الجيم والزاي
الجزار: بفتح الجيم وتشديد الزاي وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجزارة وهي نحر الابل (1) والمشهور بها يحيى بن الجزار العرني كوفي يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب.
الجزائري: بفتح الجيم والزاى والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد الالف في آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجزائر وظني أنه موضع ببلاد المغرب فإني رأيت شيخا بمكة مغربيا وهو إمام مقام المالكية بها يقال له أبو علي الجزائري وأجاز لي مسموعاته ولم يتفق لي سماع شئ منه أو هو نسبة إلى جزائر البحر والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج الجزائري السمسار من أهل مصر، يروي عن ابن زبان وابن قديد وغيرهما، سمع منه أبو زكريا يحيى بن علي المصري، قال: وتوفي في ذي القعدة سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
الجزري: بفتح الجيم والزاي وكسر الراء، هذه النسبة إلى الجزيرة وهي إلى عدة بلاد من ديار بكر، واسم خاص لبلدة واحدة يقال لها جزيرة ابن عمر، وعدة بلاد منها الموصل وسنجار وحران والرقة ورأس العين وآمد وميا فارقين، وهي بلاد بين الدجلة والفرات، وإنما قيل لها الجزيرة لهذا.
وقد جمع أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني تاريخ الجزريين وذكر فيه رجال هذه البلاد، والمشهور بهذه النسبة أبو سعيد موسى بن أعين الجزري مولى مرسال رجل من بني عامر، يروي عن عبد الملك بن عمير والكوفيين، روى عنه أهل الجزيرة، مات سنة سبع وتسعين ومائة، وقد قيل سنة خمس وتسعين ومائة.
وكذلك عبد الكريم بن أبي المخارق الجزري (2) وفيهم كثرة.
وهذه النسبة أيضا لابي علي صالح بن
__________
(1) كذا أطلقوه وليس يجيد، وفي الصحيح عن علي رضي الله عنه قال: (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه وأن أتصدق بلحمها وجلودها وأجلتها وأن لا أعطي الجزار منها شيئا، قال: نحن نعطيه من عندنا) وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد نحر معظمها بيده ونحر علي بيده بقيتها، فجعل عمل الجزار ما بعد النحر من سلخ الجلود وتقطيع الاوصال ونحو ذلك.
(2) كذا، وعبد الكريم الجزري هو عبد الكريم بن مالك الخضرمي أبو سعيد فأما ابن أبي المخارق فهو أبو أمية بصري
نزل مكة وليس بجزري وفي التقريب في ترجمة ابن أبي المخارق (شارك الجزري في بعض المشايخ فربما التبس به..).
(*)(2/55)
محمد بن عمرو بن حبيب بن حسان بن المنذر بن عمار بن أبي الاشرس الاسدي البغدادي يقال له الجزري لانه لقب بجزرة وقيل له الجزري وورد فيه حكاية في تاريخ بخارا وقال له الجزري وهو كان حافظا عارفا من أئمة أهل الحديث وممن يرجع إليه في علم الآثار ومعرفة نقلة الاخبار، رحل الكثير ولقي المشايخ بالشام ومصر وخراسان، وانتقل إلى بخارا فسكنها فحصل حديثه عند أهلها، وحدث دهرا طويلا من حفظه ولم يكن معه كتاب استصحبه، سمع علي بن الجعد وخالد بن خداش وهدبة بن خالد وإبراهيم بن الحجاج السامي ويحيى بن معين وعلي بن المديني وهشام بن عمار وأحمد بن صالح المصري، وكان صدوقا ثبتا أمينا، وكان ذا مزاح ودعابة مشهورا بذلك، روى عنه جماعة كثيرة، وكان صالح يقرأ الزهريات على محمد بن يحيى الذهلي فلما بلغ حديث عائشة أنها كانت تسترقي بخرزة، فقرأ بجزرة، فلقب بجزرة وكان ببخارا رجل حافظ يلقب بجمل، فكان صالح وهذا الحافظ يمشيان ببخارا فاستقبلهما جمل عليه وقر جزر فأراد ذاك الحافظ أن يخجل صالحا فقال: يا أبا علي ما هذا الذي على البعير ؟ فقال له صالح: أما تعرفه ؟ قال: لا، قال: هذا أنا عليك.
أراد: جزر على جمل - فخجل ذلك الحافظ الملقب بالجمل.
وقال أبو زرعة الرازي: رحم الله أخانا صالحا يضحكنا غائبا وحاضرا، كتب إلينا لما مات محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور قعد مكانه في التقدم آخر فقرأ: أبا عمير ما فعل البعير ؟ يعني في قوله: أبا عمير ما فعل النغير ؟ وأبو الفضل محمد بن محمد بن (1) عطاف الهمداني الجزري، يعرف بالموصلي، كان فقيها عالما مكثرا من الحديث، ولد بجزيرة ابن عمر وإليها ينسب، ورد بغداد، وكان يرجع إلى فضل وتميز ومعرفة بالحديث، قرأ الكثير بنفسه على الشيوخ وصحب والدي ببغداد وسمع منه الكثير ببغداد وأبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب
التميمي وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزيني وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القاري وطبقتهم، وبالري أبا محمد عبد الواحد بن الحسن بن الوكيل الحافظ، وبامل أبا خلف عبد الرحمن بن المرزبان الطبري، وبسارية أبا إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الطوسي، سمعت منه ببغداد، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة أربع وستين وأربعمائة بجزيرة ابن عمر، وتوفي في شوال سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية (2).
__________
(1) من هنا إلى آخر الرسم (..بالشونيزية) ثابت في م وس فقط، وكذا كان ساقطا من نسخة صاحب اللباب من الانساب فاحتاج إلى استدراكه بقوله: (قلت وهي أيضا نسبة إلى بلد معروف يقال له جزيرة ابن عمر، ينسب إليها أبو الفضل محمد بن محمد بن عطاف..).
(2) (الجزري) ذكره التوضيح وقال: (بسكون الزاي - والباقي سواء أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد (*)(2/56)
الجزلي: بفتح الجيم والزاي وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى جزيلة، وقد ينسب إليها بالجزيلي كالنسبة إلى جديلة جديلي وجدلي، وهو بطن من كندة، قال الدارقطني ففي كندة جزيلة بن لخم بن عدي بن أشرس بن شبيب بن السكون - ذكره أحمد بن الحباب الحميري في نسب تجيب من كندة (1).
(2).
الجزوري: بفتح الجيم وضم الزاي المخففة بعدهما الواو وفي آخرها الراء، هذه النبسة إلى الجزور وهو البعير الذي يجزر وهو لقب قيلة بنت عامر بن مالك بن المصطلق - وهو جذيمة بن سعد بن خزاعة، لقبها الجزور، وإنما لقبت بهذا لعظمها، وهي أم أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي جدة ولد أبي طالب بن عبد المطلب لامهم فاطمة بنت أسد بن هاشم، فكل من انتسب إليه يقال له الجزوري نسبة إلى قيلة (3).
الجزيري: بفتح الجيم وكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجزيرة الخضراء بالاندلس من ديار المغرب والنسبة الصحيحة إلى الجزيرة جزري، وقد ذكرناه غير أن هذه النسبة كذا رأيته في كتاب الاكمال لابن ماكولا،
والمشهور بهذه النسبة الوزير أبو مروان عبد الملك بن إدريس المعروف بابن الجزيري من الجزيرة الخضراء بالاندلس له بلاغة وشعر.
وعبد الرحمن بن سعيد الجزيري أبو زيد التميمي، أندلسي، روى عن أصبغ بن الفرج وأبي زيد بن أبي الغمر، مات سنة خمس وستين ومائتين، قال ابن ماكولا: كذلك هو بخط ابن الثلاج، وهو الصحيح، وبخط الصوري براءين، وذكر أبو بكر الخطيب عن محمد بن فتوح الاندلسي عن أبي الحسن علي بن أبي عثمان الجزيري عن سليمان بن محمد الصقلي أبياتا، وعلي بن أبي عثمان هو
__________
= الانصاري الخزرجي الغرناطي أخذ عن أبي العباس بن جزي وغيره، ومن مؤلفاته كيفية السباحة في بحر البلاغة والفصاحة).
(1) في اللباب (منهم عمارة بن تميم بن فروة بن ثعلبة بن عزيز بن عتيبة).
(2) (الجزني) رسمه القبس وقال: (جزن قرية بأصبهان، منها أبو بكر محمد بن بدار عبد الله (كذا) بن محمد، روى له أبو سعد الماليني (بسنده) عن أبي جرول بن زهير بن صرد الجشمي: لما أسرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم هوازان أنشدته: امنن علينا رسول الله في كرم * فإنك المرء نرجوه وننتظر الحديث بطوله) راجع لسان الميزان ج 4 رقم 199.
(3) (الجزولي) قال ابن خلكان (بضم الجيم والزاي وسكون الواو بعدها لام، هذه النسبة إلى جزولة ويقال لها أيضا كزولة بالكاف وهي بطن من البربر) ذكر هذا في ترجمة أبي موسى عيسى بن عبد العزيز الجزولي النحوي مؤلف الجزولية وغيرها توفي بعد سنة خمس وستمائة.
راجع تاريخ ابن خلكان 1 / 594 والجزوليون من أهل العلم جماعة سوى هذا.
(*)(2/57)
صديقنا أبو الحسن العبدري الفقيه، رجل من أهل الفضل والمعرفة والادب، وهو من جزيرة الاندلس فنسب إليها (1).
الجزي: بفتح الجيم وكسر الزاي المشددة، هذه النسبة إلى جز (2)، وهو إسم لبعض
أجداد المنتسب إليه وهو محمد بن مروان بن ثوبان بن عبد الرحمن بن جز بن بكر بن عمرو بن سعد الجزي، كان جده جز بن بكر فيمن دخل الشام مع أبي عبيدة بن الجراح، وقد ولي عبد الرحمن بن جز حمص وكان أبوه مروان بن ثوبان قاضيا على حمص، حدث عن أبيه، روى عنه ابن عفير.
وجز قرية من قرى أصبهان منها أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي الرازي الجزي وكان يقول نحن من أهل اصبهان من قرية جز، قال وكان أهلنا يقدمون علينا حياة أبي ثم انقطعوا عنا.
وأبو حاتم كان إماما حافظا فهما من مشاهير العلماء له رحلة إلى الشام ومصر والعراق، روى عنه أبو عمرو بن حكيم وعالم لا يحصون كثرة.
توفي سنة سبع وسبعين ومائتين.
__________
(1) (الجزيري) ذكر في المشتبه قال: (والجزيري بالتصغير شيخ سماه لي أبو عبد الله بن ربيع وهو أبو إسحاق بن عبد الله المقرئ..، وعبد المهيمن بن عبد الله بن محمد الانصاري الجزيري السبتي سمع الموطأ من محمد بن عبد الله الازدي ومات قبل السبعمائة) راجع التعليق على الاكمال 2 / 213.
(الجزيني) في التوضيح (بجيم وزاي مشددة مكسورتين ثم مثناة تحت ساكنة ثم نون مكسورة نسبة إلى جزين بلد من ساحل دمشق أهله مشهورون بالرفض ومنها أبو القاسم بن الحسين النجيب بن العود الحلي الجزيني أحد علماء الرافضة هلك بجزين سنة تسع وسبعين وستمائة..) راجع التعليق على الاكمال.
(2) كذا وتبعه اللباب والقبس والتوضيح والتبصير.
(*)(2/58)
باب الجيم والسين الجسار: بفتح الجيم والسين المهملة المشددة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجسر الذي على الدجلة وحفظه وحله وشده، وقد رأيت جماعة من الجسارين على الجسر، من المحديثن أبو جعفر أحمد بن عيسى بن هارون الجسار من أهل بغداد، حدث عن عبد الاعلى بن حماد النرسي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن جعفر بن محمد الخلال وقال حدثنا أحمد بن عيسى الجسار شيخ من جساري الجسر ولم يكن عنده غير هذا الحديث.
وروى عبد العزيز بن أحمد بن ثرثال عن هذا الشيخ.
فسماه محمدا - قال أبو القاسم بن ثرثال: أبو جعفر محمد بن عيسى بن هارون الرشاش رشاش الجسر (1) ببغداد وكان ثقة (1).
الجسري: بفتح الجيم وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جسر وهو بطن من عنزة وهو جسر بن تيم بن يقدم (2) بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وفي قضاعة أيضا جسر منهم بنو القين بن جسر بن شيع الله بن الاسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وفيهم يقول النابغة: وحلت في بني القين بن جسر * فقد نبغت لنا منهم شؤون وبهذا البيت سمي النابغة نابغة.
وفي قيس عيلان جسر بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار، منهم عائذ بن سعد الجسري، له صحبة وليست له رواية في كتابي البخاري ومسلم.
وأبو عبد الله حميري (3) بن بشير الجسري العنزي من جسر عنزة، يروي عنه سعيد الجريري، وقال أبو بكر بن أبي خيثمة: أبو عبد الله العنزي والجسري واحد، سمعت يحيى بن معين يقول: أبو عبد الله الجسري من عنزة.
قال الاصمعي قال أبو عمرو تقول للقبيلة التي من قيس عيلان: جسر بالفتح.
وأبو عبد الله الجسري هذا اسمه حميري بن بشير هكذا سماه مسلم بن الحجاج.
وقال ابن أبي حاتم: أبو عبد الله حميري بن بشير
__________
(1 - 1) (الجستاني) ذكر في التوضيح قال: (بجيم مفتوحة ثم سين مهملة ساكنة ثم مثناة فوق مفتوحة الامير خمارتكين الجستاني، حدث بمكة والمدينة والكوفة عن أبي محمد الجوهري فقط، وكان أميرا على الحاج في سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وتوفي سنة تسع بعد الحج بسنتين.
(2) هكذا في ك ومخطوطة اللباب والقبس.
(3) هكذا في اللباب وتاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم والتهذيب وغيرها.
(*)(2/59)
الجسري بصري، روى عن معقل بن يسار، روى عنه قتادة وسلمة بن دينار والد حماد بن سلمة والمثنى بن عوف وسعيد الجريري.
وقال يحيى بن معين: أبو عبد الله الجسري من
عنزة بصري ثقة.
ومن القبائل المشهورة سوى ما ذكرنا قال ابن الكلبي: جسر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد، سمي النخع لانه ذهب عن قومه، وجسر بن عمرو هو النخع القبيلة التي منها علقمة والاسود وإبراهيم النخعي وغيرهم.
وجسر بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة، وحاجز بن عبد الله الجسري، يروي عن شريك بن نملة، روى عنه شريك بن عبد الله النخعي (1).
__________
(1) في غاية النهاية ج 2 رقم 3928 (يوسف بن علان الجسري - من جسر سر من رأى، روى القراءة عرضا عن أحمد بن فرح، قرأ عليه محمد بن محمود السمرقندي).
(الجسريني) في معجم البلدان (جسرين بكسر الجيم والراء وسكون السين والياء آخره نون، من قرى غوطة دمشق...ومن هذه القرية محمد بن هاشم بن شهاب أبو صالح العذري الجسريني، سمع زهير بن عباد (في النسخة: عبادان) وابن السري والمسيب بن واضح ومحمد بن أحمد بن مالك المكتب، روى عنه أحمد بن سليمان بن حذلم وأبو علي بن شعيب وأبو الطيب أحمد بن عبد الله بن يحيى الدارمي.
(*)(2/60)
باب الجيم والشين الجشمي: بضم الجيم وفتح الشين وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى قبائل منها جشم بن الخزرج، منهم أبو عمرو الحباب بن المنذر الجموح المديني الانصاري من بني جشم بن الخزرج، شهد بدرا وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وهو الذي قال يوم السقيفة: أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب.
وقد ينتسب إلى بني جشم ولاء أبو سعيد عبيد الله بن عمر بن (1) ميسرة القواريري الجشمي من أهل البصرة، سكن بغداد، قال أبو حاتم بن حبان: القواريري مولى بني جشم، يروى عن حماد بن زيد والبصريين، حدثنا عنه شيوخنا الحسن بن سفيان وغيره.
ومنهم من ينتسب إلى بني جشم بن معاوية وهو زيد بن جبير بن حرمل الجشمي عداده في أهل الكوفة، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما، روى عنه الثوري.
وأبو الاحوص عوف بن مالك بن واشم (2) الجشمي، من جشم سعد (3) بن بكر
يروي عن أبيه مالك بن واشم روى عنه عبد الملك بن عمير وغيره.
وفي بكر بن وائل جشم، وهو جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لحيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصي بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، من هذه القبيلة أبو عيسى محمد بن أحمد بن قطن بن خالد بن حيان بن مسلم بن أبي بن سلمة بن قيس بن حارثة بن دلف بن جشم بن قيس الجشمي السمسار من أهل بغداد، سمع الحسن بن عرفة وحماد بن الحسن بن عنبسة وعلي بن حرب وحميد بن الربيع وعمر بن مدرك ونحوهم، روى عنه عمر بن محمد بن سيف والقاضي أبو الحسن الجراحي وأبو الحسن الدارقطني وعمر بن إبراهيم الكتاني، وكان ثقة، قال محمد بن أحمد بن علي الكاتب قال لي أبو بكر بن
__________
(1) (الجشاش) في المشتبه بإضافة من التوضيح (الجشاش (بفتح الجيم والشين المعجمة المشددة وبعد الالف معجمة أخرى) هاشم بن عبد الواحد، كوفي روى عنه جعفر بن محمد بن شاكر.
وإبراهيم بن الوليد الجشاش، يروي عن أبي بكر الرمادي).
(2) زاد في اللباب: (بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان).
(3) المعروف (جشم بن معاوية) ونبه عليه اللباب وقال: (لان بكرا ولد معاوية وزيدا ومنبها وسعدا، فولد معاوية صعصعة ونصرا أو محوشا وجحاشا وجشم وشيبان وعوفا والسباق والحارث ودحوة ودحية، فمن بني نصر بن معاوية عوف بن مالك النصري كان على المشركين يوم حنين، وولد جشم بن معاوية بن بكر غزية وعديا وعصيمة، فمن بني غزية بن جشم دريد بن الصمة، ومن بني عدي بن جشم أبو أسامة زهير بن معاوية، ومن بني عصيمة بن جشم أبو الأحوص عوف بن مالك الفقيه، ليس لجشم بن سعد ذكر في النسب والله أعلم).
(*)(2/61)
مجاهد أمض إلى أبي عيسى بن قطن فاسمع منه قراءة أبي عمرو فإني قد سمعتها منه.
وكانت ولادته في يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة خمس وثلاثين ومائتين، وتوفي في شهر ربيع الآخر من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وأبو حاتم إسماعيل بن سهل الجشمي من ولد أبي إسرائيل الجشمي، يروي عن إبراهيم بن حميد الرواسي، روى عنه عمرو بن علي الفلاس، وكان
من أهل البصرة.
ومن بني جشم بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة - قال ابن حبيب عن ابن الكلبي: أبو حصين عثمان بن عاصم بن حصين الجشمي، من بني جشم بن الحارث بن سعد (1).
الجشنسي: بكسر الجيم وسكون الشين المعجمة والنون المكسورة بعدها سين مهملة، هذه النسبة إلى جشنس وهو إسم لجد أبي بكر محمد بن أحمد بن جشنس المعدل الجشنسي من أهل أصبهان، كان أحد العدول الثقات ممن عمر حتى حدث بالكثير، سمع بالعراق أبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأبا حامد محمد بن هارون الحضرمي.
الجشيبي: بفتح الجيم وكسر الشين المعجمة وبعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى جشيبة ذكره أبو فراس السامي فيما جمعه من نسب بني سامة بن لؤي فقال: أم أبي عمرو بن كدام بن عدي أم حفص، امرأة من بني جشيبة، وأم مستورد بن حجة الجشيبي بهجة أمرأة من بني جشيبة، وهو جشيبة بن مجزم من بني سامة بن لؤي.
وخنيس بن عامر بن يحيى بن جشيب بن مالك بن سريع المعافري الجشيبي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل مصر، روى عن أبي قبيل، حدث عنه عبد الله بن عبد الحكم وسعيد بن عيسى بن تليد ويحيى بن بكير وغيرهم، توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة - هكذا قاله الدارقطني.
الجشيشي: بضم الجيم والياء الساكنة آخر الحروف بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى جشيش وهو بطن من عدة قبائل، قال ابن حبيب: وفي مذحج جشيش بن مر (2) بن صداء.
قال: وفي تميم جشيش بن مالك بن حنظلة، منهم حصين بن تميم الجشيشي، كان على شرط عبيد الله بن زياد بالعراق.
قال: وفي كنانة بن خزيمة جشيش بن عوف بن جندع بن ليث بن بكر - ذكر ذلك كله ابن حبيب.
__________
(1) وفي القبس (وفي تغلب (بن وائل) جشم بن بكر بن حبيب - بضم الحاء - ابن عمرو بن تغلب، منهم أعشى بني تغلب، وهو القائل:
أنا الجشمي من جشم بن بكر * عشية زعت طرفك بالبنان).
(2) مثله في اللباب والاكمال وكتاب ابن حبيب.
(*)(2/62)
باب الجيم والصاد الجصاص: بفتح الجيم والصاد المشددة المهملة وفي آخرها صاد أخرى، هذه النسبة إلى العمل بالجص وتبييض الجدران، والمشهور بهذا الانتساب زياد بن أبي زياد الجصاص يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه والحسن وابن سيرين وأبي عثمان النهدي وغيرهم، روى عنه يزيد بن هارون والمسيب بن شريك ومحمد بن خالد الوهبي وغيرهم.
وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن سعيد الجصاص.
يروي عن جميل بن الحسن وعبد القدوس بن محمد الحبحابي ومحمد بن زياد الزيادي (1) وبندار محمد بن بشار وأبي موسى محمد بن المثنى الزمن وغيرهم، روى عنه محمد بن بشار المظفر وسليمان بن محمد بن أبي أيوب الشاهد وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة، ومات في جمادي الآخرة سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأبو عبد الله بن الجصاص الجوهري صاحب المعتضد بالله يحكي عنه حكايات عجيبة اسمه الحسين بن (2) (وبيض).
وطاهر بن الجصاص شيخ الصوفية في عصره بهمذان وحكي عنه أنه قال ما تركت العمل حتى رأيت الجص على الحائط يلمع كالفضة فاحترزت من الشهرة وتركت العمل.
وأبو عبد الله بن أبي الحسن بن أبي القاسم الجصاص العراقي من أهل نيسابور من أهل السواد، سمع أبا جعفر محمد بن محمد بن أحمد السماني، سمعت منه ولم يسمع منه أحد قبلي ولا بعدي، مات سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
وأبو المبارك الجصاص من أهل بغداد شيخ يسكن رباط الزوزني صالح سمع ثابت بن بندار البقال وغيره سمعت منه شيئا يسيرا.
وأبو الفرج محمد بن عمر بن يونس بن الجصاص من أهل بغداد، سمع أبا علي بن الصواف وأحمد بن يوسف بن خلاد وأحمد بن جعفر بن سلم، قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه وكان دينا ثقة، ولد في الرابع من ذي الحجة سنة تسع وأربعين
وثلاثمائة، ومات في المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
الجصيني: بفتح الجيم وكسر الصاد المهملة المشددة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جصين وهي محلة بمرو بأعلى البلد اندرست
__________
(1) كذا في النسخ وكذا وقع في تاريخ بغداد ج 9 رقم 4961 والصواب إن شاء الله (الزباري) وهو محمد بن زياد بن زبار كما يأتي في رسم (الزباري).
(2) زاد في م وس قبل البياض (منصور بن) وسماه المنتظم ج 6 رقم 336 (الحسين بن عبد الله).
(*)(2/63)
وصارت مقبرة دفن بها الصحابة يقال لها تنور كران، والمشهور بالانتساب إليها أبو بكر أحمد بن بكر بن سيف الجصيني ثقة يميل ميل أهل النظر، يروي عن أبي وهب عن زفر بن الهذيل عن أبي حنيفة كتاب الآثار، وحدث عن عبدان بن عثمان وعلي بن الحسن بن شقيق وعبد العزيز بن أبي رزمة المروزيين، ويروي تفسير مقاتل بن حبان عن أبي وهب محمد بن مزاحم عن بكير بن معروف، روى عنه علي بن محمد بن مقاتل المديني وأبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البسطامي.
وأبو بكر محمد بن علي بن محمد الجصيني الصوفي، كان بنهاوند يروي عن علي بن ابراهيم الكرجي، حدث نفسه عنه أبو سعد العجلي - هكذا ذكره ابن ماكولا ولا أدري إلى أي شئ نسب (1).
__________
(1) راجع الاكمال بتعليقه 3 / 39.
باب الجيم والطاء (الجطيني) في معجم البلدان (جطين بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ونون قرية من ميلاص في جزيرة صقلية أكثر زرعها القطن والقنب منها علي بن عبد الله الجطيني) ونقله التوضيح.
(*)(2/64)
باب الجيم والعين الجعاب: بفتح الجيم والعين المشددة المهملة وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى الجعبة وعملها، وهي شئ يعمل ليوضع فيها السهام، والمشهور بهذه النسبة أحمد بن حماد
الجعاب، مروزي ثقة إلا أنه كان يروي المناكير، حدث عن علي بن الحسين ومعاذ بن خالد وخلف بن حبيب وأسلم بن إبراهيم السعدي وسورة بن شداد، روى عنه محمد بن حرب بن مقاتل ومحمد بن عبدة.
الجعابي: بكسر الجيم وفتح العين المهملة وفي آخرها الباء الموحدة، اشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء بن سبرة بن سيار التميمي المعروف بابن الجعابي قاضي الموصل، كان أحد الحفاظ المجودين والمشهورين بالحفظ والذكاء والفهم، صحب أبا العباس بن عقدة الكوفي الحافظ وعنه أخذ الحفظ، وله تصانيف كثيرة في الابواب والشيوخ ومعرفة الاخوة والاخوات وتواريخ الامصار، وكان كثير الغرائب، ومذهبه في التشيع معروف، وهو غال في ذلك، وله رحلة كثيرة، سمع عبد الله بن محمد بن علي البلخي ويحيى بن محمد بن البختري ومحمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي ومحمد بن يحيى المروزي ويوسف بن يعقوب القاضي وأبا خليفة الفضل بن الحباب ومحمد بن جعفر القتات ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي والهيثم بن خلف الدوري وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وخلقا كثيرا من أمثالهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسن بن رزقويه وأبو الحسين بن الفضل القطان وأبو الحسن بن الحمامي وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني - روى عنه إجازة، قال وكنت ببغداد لما قدمها مع ابن العميد سنة ثمان وأربعين أو تسع وأربعين، وغيرهم، قال أبو علي التنوخي: ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن الجعابي وسمعت من يقول إنه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها إلا إنه كان يفضل الحفاظ بأنه كان يسوق المتون بألفاظ وأكثر الحفاظ يتسمحون في ذلك وإن أتقنوا المتن وإلا ذكروا لفظة أو طرفا وقالوا: وذكر الحديث، كان يزيد عليهم بحفظ المقطوع والمرسل والحكايات والاخبار.
وكانت ولادته في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين، وقيل سنة ست وثمانين(2/65)
ومائتين، ومات ببغداد في النصف من رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة (1).
الجعدي: بفتح الجيم وسكون العين المهملة بعدها دال مهملة، هذه النسبة إلى جعدة بن هبيرة، والمنتسب إليه أبو عبد الرحمن خلف بن تميم الكوفي الجعدي مولى جعدة بن هبيرة، يروي عن إبراهيم بن أدهم، سكن الثغر، روى عنه يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، وكان من العباد الخشن، مات سنة ست ومائتين - هكذا ذكره ابن حبان.
والنابغة الجعدي منسوب إلى جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازان بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، واسم النابغة قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة، يكنى أبا ليلى، روى عنه يعلى بن الاشدق الاعرابي وعبد الله بن جراد وعبد الله بن عروة القريشي.
وجماعة نسبوا إلى رأي الجعد بن درهم مولى سويد بن غفلة وقع إلى الجزيرة وأخذ برأيه جماعة، وكان الوالي بها إذ ذاك مروان بن محمد فلما جاءت الخراسانية نسبوه إليه شنعة عليه كما قالوا له مروان الحمار، وهو مشهور بمروان الفرس وقتل الجعد خالد بن عبد الله القسري عامل هشام بن عبد الملك.
وأما مروان فهو ابن محمد بن مروان آخر خلفاء بني أمية، قال أبو حفص بن شاهين في كتابه قال إسماعيل بن علي في كتابه في قصة مروان: ويقال له مروان الجعدي نسب إلى رأي الجعد بن درهم والله أعلم.
وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن الجعد الجعدي النيسابوري من أهل نيسابور، نسب إلى جده الاعلى، شيخ من المشهورين برأس سكة عمار، سمع محمد بن يحيى الذهلي وأبا الازهر أحمد بن الازهر العبدي وأحمد بن يوسف السلمي وقطن بن إبراهيم القشيري ومحمد بن يزيد السلمي والطبقة، روى عنه أبو إسحاق المزكي، ومات في رجب سنة عشرين وثلاثمائة.
الجعفري: بفتح الجيم وسكون العين المهملة وفتح الفاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى رجلين أولهما جعفر بن أبي طالب الطيار رضي الله عنه ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
والمنتسب إليه جماعة، منهم أبو الحسن علي بن الحسن الجعفري من ولد جعفر الطيار من أهل سمرقند يروي عن أبيه وعن أبي عمران موسى بن أحمد الفاريابي، روى عنه الحسن بن منصور المقرئ الاسفيجابي بها.
وابنه أبو عبد الله والرجل الآخر قاسم بن كعب الجعفري
__________
(1) (الجعبري) نسبة إلى قلعة إلى جعبر كجعبر، في غاية النهاية رقم 84 (إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل بن أبي العباس العلامة الاستاذ أبو محمد الربيعي الجعبري..محقق حاذق ثقة كبير شرح الشاطبية والرائية وألف التصانيف في أنواع العلوم، ولد سنة أربعين وستمائة أو قبلها تقريبا بقلعة جعبر..توفي في ثالث عشر من شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة).
(*)(2/66)
منسوب إلى بني جعفر بن كلاب سمع معمر بن عبد الرحمن روى عنه عياش (1) بن عامر العقيلي.
وأبو محمد الحسن بن زيد بن الحسن الجعفري من أهل وادي القرى، ذكرته في الواو.
وأبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري، حدث عن أبيه وعلي بن موسى الرضا، روى عنه محمد بن أبي الازهر النحوي وغيره، وكان ذا لسان وعارضة وسلاطة فحمل إلى سر من رأى فحبس هنالك في سنة اثنتين وخمسين ومائتين ومات في جمادي الاولى سنة إحدى وستين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن علي بن حيدر بن حمزة بن إسماعيل بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن جعفر بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري من أهل بخارا، سمع الحافظ أبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الغنجار وأبا بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ وغيرهما، سمع منه القدماء روى لي عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ببخارا، وهو آخر من روى عنه، ذكره عبد العزيز بن محمد النخشبي في معجم شيوخه وقال: السيد الفقيه أبو بكر الجعفري مكثر يحب الحديث وأهل الحديث، مذهبه مذهب الكوفيين، سمعنا منه بعد الرجوع، وكنت سمعت من والده قبل السبعين، ووالده أبو الحسن (2) يروي عن أبي إسحاق الحضرمي وأبي عبد الله الغنجار.
وأما الجعفرية فهم طائفة من المعتزلة ينتمون إلى جعفر بن مبشر،
وإلى جعفر بن حرب، وكان جعفر بن مبشر مع كفره في القدر يزعم في فساق الامة أنهم كالمجوس، وزعم أيضا أن إجماع الصحابة على حد شارب الخمر كان خطأ، وزعم أن سارق الحبة الواحدة فاسق منخلع من الايمان.
ومحمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري من أهل المدينة يروي عن الدراوردي وحاتم بن إسماعيل وعبد الله بن سلمة المزني وموسى بن جعفر وإسحاق بن جعفر وسفيان بن حمزة، روى عنه أبو زرعة.
قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: منكر الحديث يتكلمون فيه (3).
الجعفي: بضم الجيم وسكون العين المهملة وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى القبيلة
__________
(1) مثله في اللباب.
(2) في نسخ أخرى (أبو الحسين).
(3) في اللباب (فاته النسبة إلى جعفر بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ينسب إليهم كثير، منهم عتيبة بن الحارث بن شهاب بن عبد قيس بن الكباس بن جعفر بن ثعلبة، فارس تميم...، وفاته أيضا بالنسبة إلى الجد، وعرف بها محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق الجعفري، ويروي عنه عمه موسى بن جعفر، روى عنه عبد الله بن شبيب.
وفاته أبو القاسم سعد بن أحمد بن محمد بن جعفر الجعفري الهمذاني، نسب إلى جده، حدث عن أبي القاسم بن حبابة وغيره، روى عنه أبو علي اللباد وغيره).
(*)(2/67)
وهي جعفى بن سعد العشيرة وهو (1) من مذحج، وكان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد جعفة في الايام التي توفي فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نسب جماعة إلى ولائهم فأما العريق منهم فهو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن جعفر بن يمان الجعفي المعروف بالمسندي، وإنما قيل له المسندي لانه كان يطلب المسانيد في صغره، وكان من أهل بخارا وسعيد ذكره في الميم.
وأما الامام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن برذربة البخاري صاحب الصحيح، قيل له الجعفي لولائه إلى الجعفيين فإن المغيرة كان مجوسيا أسلم على يدي يمان الجعفي جد
المسندي السابق ذكره، وكان يمان والي بخارا، وتوفي البخاري ليلة الفطر من سنة ست وخمسين ومائتين بخرتنك إحدى قرى سمرقند.
وأما أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح القرشي الجعفي يلقب بمشكدانه من أهل الكوفة، كان متزوجا في الجعفيين فنسب إليهم - هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات (2)، روى عن ابن المبارك، حدث عنه أحمد بن الحسن الصوفي وأبو القاسم البغوي وجماعة سواهما، ولقبه أبو نعيم الفضل بن دكين بمشكدانه لانه كان يلبس الثياب المتحسنة ويتطيب ويتبخر إذا حضر مجالس الحديث فرآه يوما أبو نعيم فقال: ما أنت إلا مشكدانه، فبقي هذا الاسم عليه.
ومن موالي الجعفيين أبو عبد الله الحسين بن علي الجعفي من أهل الكوفة، يروي عن زائدة، روى عنه عبد الله بن أبي عرابة وأهل العراق، ومات سنة ثلاث ومائتين.
وابو خيثمة زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي من أهل الكوفة، سكن الجزيرة، يروي عن أبي إسحاق وأبي الزبير، روى عنه يحيى بن آدم وأبو نعيم، مات سنة أربع وسبعين ومائة وكان حافظا متقنا.
، وكان أهل العراق يقولون في أيام الثوري: إذا مات الثوري ففي زهير خلف، كانوا يقدمونه في الاتقان على أقرانه.
ومن القدماء أبو يزيد جابر بن يزيد الجعفي من أهل الكوفة وقيل كنيته أبو محمد، يروي عن عطاء والشعبي، روى عنه الثوري وشعبة، مات سنة ثمان وعشرين ومائة.
وكان سبايا من أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان يقول إن عليا رضي الله عنه يرجع إلى الدنيا، قال يحيى بن معين: جابر الجعفي لا يكتب حديثه ولا كرامة.
وقال زائدة: جابر الجعفي كان كذابا يؤمن بالرجعة.
وأبو عمر محمد بن أبان بن صالح بن عمير الجعفي مولى لقريش، تزوج في الجعفيين فنسب إليهم من أهل الكوفة، يروي عن
__________
(1) هكذا في اللباب ونسخ اخرى ويوافق عبارة ابن أبي حاتم التي قلده فيها المؤلف كما يأتي ووقع في ك (وهي).
(2) في ترجمة محمد بن ابان من تاريخ البخاري ج 1 ق 1 رقم 50 (قال عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير: نحن من العرب، وقع علينا سباء في الجاهلية وتزوج محمد في الجعفيين فنسب إليهم).
(*)(2/68)
أبي إسحاق وحماد بن أبي سليمان، روى عنه إبراهيم بن سليمان الدباس والعراقيون، ممن كان يقلب الاخبار وله الوهم الكثير في الآثار.
الجعلي: بضم الجيم وفتح العين المهملة، هذه النسبة إلى بني جعل..(1)، والمشهور بالانتساب إليها حيي الخولاني ثم الجعلي يروي عن أبي ذر، عداده في أهل مصر، روى عنه ابنه سعيد بن حيى.
__________
(1) بياض في ك، وفي رسم (حي) من الاكمال 2 / 97 (حى بن يزيد الخولاني من بني عبد جعل (شكل في نسخة دار الكتب بضم ففتح) شهد فتح مصر يروي عن أبي ذر الغفاري ثلاثة أحاديث روى عنه ابنه سعيد بن حى وعياش بن عباس القتباني قاله أبي يونس).
(*)(2/69)
باب الجيم والغين الجغومي: بفتح الجيم وضم الغين المعجمة بعدهما الواو وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو محمد عبيد الله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه بن عبد الله بن مروان الفهرويين الجغومي المخرمي الدقاق من أهل بغداد، سأذكره في الفاء إن شاء الله تعالى.
الجغلاني: بضم الجيم وسكون الغين المعجمة بعدهما اللام ألف وفى آخرها النون، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو الحسين أحمد بن محمد بن جغلان الجغلاني من أهل بغداد، حدث عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري، روى عنه القاضي أبو القاسم علي بن الم ! سن التنوخي وأبو الحسين بن علي التوزي وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد (1) بن حسنون بن النرسي، ولم يسمع حديثا كثيرا وإنما يتسع في رواية الاخبار والآداب، وذكره في الادب والشعر مشهور، وكانت ولادته في سنة خمس وثلاثمائة، ووفاته في سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
__________
(1) من ك فقط وهو صحيح وهو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون.
(*)(2/70)
باب الجيم والفاء الجفري: بفتح الجيم وسكون الفاء وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى الجفر وهو من ناحية ضرية من نواحي المدينة، وبه كانت ضيعة أبي عبد الجبار سعيد بن سليمان بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة بن عبدالعزي بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب المديني الجفري من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يخرج إلى مال له بالجفر ويقيم بها، وكان سديد المذهب حسن الطريقة فاضلا حسن الشعر، روى عنه إسماعيل بن إسحاق القاضي، وكان ولي قضاء المدينة، وقدم بغداد زمن المهدي فأدركه أجله بها.
الجفري: بضم الجيم وسكون الفاء وفي آخرها الراء، والجفرة الوهدة من الارض وجمعها جفار وهي ناحية البصرة تسمى جفرة خالد وهو خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وبه تعرف إلى اليوم، نزلها خالد بن عبد الله مع مالك بن مسمع حين بعثه عبد الملك بن مروان إلى محاربة مصعب بن الزبير وكانت بها حروب شديدة، وفيها فقئت عين مالك بن مسمع، ويقال كانت وقعة الجفرة سنة اثنتين وسبعين، والمنتسب إليها أبو الأشهب جعفر بن حبان العطاردي الجفري، وكان الاصمعي يقول سمعت أبا الاشهب العطاردي يقول أنا جفري ولدت عام الجفرة، كانت سنة سبعين أو إحدى وسبعين، يروي عن الحسن البصري وأبي الجوزاء، حديثه مخرج في الصحيحين.
وأبو سعيد الحسن بن أبي جعفر الجفري، من أهل البصرة، وأسم أبي جعفر أبيه عجلان، يروي عن عمرو بن دينار ومحمد بن جحادة وأبي الزبير وأبي الصهباء وعلي بن زيد، روى عنه البصريون، وكان من خيار عباد الله من المتقشفة الخشن، مات هو وحماد بن سلمة سنة سبع وستين ومائة، بينهما ثلاثة أشهر، ضعفه يحيى بن معين، وتركه الشيخ الفاضل أحمد بن حنبل - هكذا قال أبو حاتم بن حبان البستي، روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل وهلال بن
فياض وسليمان بن النعمان الشيباني، قال عمرو بن علي: هو رجل صدوق منكر الحديث.
وقال أبو حاتم الرازي: الحسن بن أبي جعفر الجفري ليس بقوي في الحديث، كان شيخا صالحا، وفي بعض حديثه إنكار.
وأبو زكريا يحيى بن سليمان الافريقي المعروف بالجفري نسبته في قريش، فظني أنه موضع بإفريقية والله أعلم، حدث، وآخر من حدث عنه خيرون بن عيسى بن يزيد، توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين.
(*)(2/71)
باب الجيم والكاف (1) الجكراني (2): بضم الجيم وسكون الكاف والراء (3) المفتوحة في آخرها النون بعد الالف، هذه النسبة إلى جكران وهي قرية بسجستان منها أبو محمد الحسن بن تاجر بن محمد الجركاني الكرابيسي، سمع أبا سعيد محمد بن الحسن القاضي السجزي، روى لنا عنه أبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين السجزي بهراة، سمع منه بسجستان بإفادة والده أبي الحسن.
الجكلي: بكسر الجيم والكاف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى جكل وهي بلدة من بلاد الترك عند طراز، منها أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى بن يونس الجكلي الخطيب، كان خطيب سمرقند أيام قدرخان، يروي عن أبي القاسم عبيد الله بن عمر الكشاني الخطيب، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفي بسمرقند في اليوم الثامن من شعبان سنة ست عشره وخمسمائة.
__________
(1) (الجكاني) في معجم البلدان (جكان بالفتح ثم التشديد محلة على باب مدينة هراة منها أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى الهروي الجكاني، رحل إلى الشام فسمع أبا اليمان ويحيى بن صالح الوحاظي بحمص وآدم بن أبي إياس ومحمد بن أبي السري العسقلاني وزيد بن مبارك وسلام بن سليمان المدائني.
(2) في نسخ أخرى (الجكواني) وكذا في اللباب ويأتي ما فيه.
(3) في نسخ أخرى (والواو) وكذا في اللباب، وفي معجم البلدان (جكران بالضم ثم السكون وراء، وضبطه بعضهم
بالواو مكان الراء وضبطته أنا من نسخة أبي سعد بالراء، وترتيبه في كتابه يدل على الراء لانه ذكر قبل الجكلي) قال المعلمي هذا مما يدل على أن ياقوت وقف على اللباب وكأنه كان يستقر به فينقل عنه وربما نقل عن الانساب نفسه كما هنا والله أعلم.
(*)(2/72)
باب الجيم واللام (1).
الجلختجاني: بضم الجيم وفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وضم التاء ثالث الحروف وجيم أخرى مفتوحة والنون في آخرها بعد الالف، هذه النسبة إلى جلختجان وهي قرية من قرى مرو بأعالي البلد على خمسة فراسخ، خرج منها جماعة قديما وحديثا، منهم أبو مالك سعيد بن هبيرة الجلختجاني، يروي عن حماد بن زيد وحماد بن سلمة ووهيب وابن المبارك سمع منه القاسم بن محمد (2) الميداني وغيره من الشيوخ.
الجلختي: بفتح الجيم واللام وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها التاء، هذه النسبة إلى الجلخت وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد بن أحمد بن خلف بن مخلد بن امرئ القيس الازدي الجلختي، من أهل واسط، يعرف بابن الجلخت من بيت الحديث، أبوه أبو الحسن من مشاهير المحدثين، سمع أبا بكر أحمد بن عبيد بن بيري (3) الواسطي وغيره، روى لنا عنه ابنه وأبو عبد الله محمد بن علي الجلابي، ولم يحدثنا عنه سواهما، وتوفي في سنة ثمان وستين وأربعمائة إن شاء الله.
وأخوه أبو الفضل هبة الله بن محمد بن مخلد الازدي الجلختي، شيخ ثقة مكثر، سمع أباه والقاضي أبا تمام الواسطي وغيرهما، روى لنا عنه أبو محمد عبد الواحد بن محمد المديني بأصبهان، وتوفي في حدود سنة عشر وخمسمائة بواسط.
وشيخنا أبو الكرم كان صالحا سديدا سمع أباه الحسن والقاضي أبا تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي - وكان
__________
(1) (الجلجولي) في التوضيح (الجلجولي بجيمين الاولى مفتوحة والثانية مضمومة بينهما لام ساكنة وبعد الثانية واو ساكنة ثم لام مكسورة الشيخ العالم المقرئ أبو موسى (مثله في الضوء ج 6 رقم 215، ووقع في الغاية ج 1
رقم 2468: أبو محمد) عمران بن إدريس بن معمر (بالتشديد كما في الضوء) الجلجولي المصري الشافعي آخر قراء دمشق وأعيان عدوله وحج غير مرة قاضيا للركب الشامي، وصلى بنا مرة صلاة الجمعة بدمشق أيام الفتنة وخطبنا على كرسي التحديث بصحن الجامع قريبا من الباب الشامي وذلك لتعطل داخل الجامع بالتتار وخيولهم وأتباعهم جند عدو المسلمين تمر ضاعف الله عذابه ولم أر يوما أفضع منه حاشا يوما افتتحت فيه دمشق للنهب والاسر والحريق فإنا لله وإنا إليه راجعون.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(3) هكذا في اللباب، وهو أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري، تقدم في رسم (بيري) وفيه أنه روى عنه (أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد الازدي).
(*)(2/73)
آخر من حدث عنه - وأبا الحسن علي بن محمد بن علي (1) الحوزي، انحدرت إليه قاصدا إلى واسط فكتبت ستة أجزاء وسبعة من العوالي، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة سبع واربعين وأربعمائة، وتوفي في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وخمسمائة بواسط (2).
الجلدي بفتح الجيم وسكون اللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى جلد من سعد العشيرة، وهو جلد بن مالك بن أدد بن زيد ذكر أحمد بن الحباب الحميري النسابة قال: سعد العشيرة ويحابر - وهو مراد - وعنس وجلد بنو مالك بن أدد بن زيد، وكذلك قال ابن حبيب أيضا.
الجلسي: بكسر الجيم والسين المهملة بينهما اللام الساكنة، هذه النسبة إلى جلس وهو بطن من السكون.
قال ابن حبيب: وفي السكون جلس، وهم عباد، دخلوا في لخم: جلس بن عامر بن ربيعة بن تدول بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السكون.
الجلفري: بضم الجيم وسكون اللام وفتح الفاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جلفر إحدى قرى مرو يقال لها كلبر على فرسخين من مرو، منها أبو نصر محمد بن الحسن بن علي بن أحمد القزاز الجلفري، كان فقيها فاضلا داهيا كافيا ذا شهامة، سافر الكثير ورحل
إلى العراق والشام ولقي المشايخ والاكابر وكانت رحلته إلى الشام في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة وعاد إلى بلده وحدث، سمع بمرو والده أبا العباس القزاز الجلفري، وبمنبج أبا علي الحسن بن الاشعث المنبجي، وبدمشق أبا محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي، وجماعة، روى عنه أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي ومحمد بن أبي أحمد بن أبي العباس المروزي المعروف بإسلام، وكان أحد الدهاة بمرو مكينا عند الكبراء، اعتزل ولزم البيت في آخر عمره بعد أن ضرب على الشارع برأس سكة عبد الكريم، مات بعد سنة ثلاث وستين وأربعمائة، فإنه حدث في هذه السنة.
ومن القدماء أحمد بن محمد بن هاشم الجلفري صاحب التفسير، سمع مغيث بن بدر، وروى عنه خارجة.
الجلقي: بكسر الجيم واللام المفتوحة (3) المشددة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى
__________
(1) من ك وهو صحيح.
(2) (الجلدكي) كيميائي حكيم له مؤلفات اختلف في اسمه واسم أبيه على أوجه - راجع أعلاما الزركلي 5 / 157 وذكر وفاته بعد سنة 742.
(3) أما اسم البلدة بكسر اللام المشددة ضبطه الازهري والجوهري كما في معجم البلدان وغيرهما.
(*)(2/74)
جلق وهو موضع بغوطة دمشق بناه جفنة بن عمرو بن عامر وظبيه أيضا بناها جفنة، قال حسان بن ثابت: انظر نهارا بباب جلق هل * تبصر دون البلقاء من أحد وقال بعض المتأخرين وهو إبراهيم الحسني الكوفي الزيدي: لما أرقت بجلق * وأقض فيها مضجعي نادمت بدر سمائها * بنواظر لم تهجع وسألته بتوجع * وتخضع وتفجع
صف للاحبة ما ترى * من فعل بينهم معي واقر السلام علي الحبيب * ومن تلك الاربع وقيل ان جلق إسم لمدينة دمشق - والله أعلم.
الجلكي: بضم الجيم وفتح اللام وفي آخرها الكاف، هذه الصورة رأيتها في تاريخ أبي بكر بن مردويه الاصبهاني وظني أنها من قرى أصبهان وهي جلك منها أبو الفضل العباس بن الوليد الجلكي من أهل أصبهان يروي عن قتيبة بن مهران الآزاذاني القراءات وحدث عن أصرم بن حوشب وقاسم العرني وأحمد بن موسى الضبي.
وأبو صالح محمد بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن حفص الجلكي جار شاكر المعدل من أهل أصبهان، هكذا ذكره أبو بكر بن مردويه الحافظ، قال: هو جار شاكر، وهو الذي دلنا عليه ووثقه، حدث عن أبي يحيى أحمد بن عصام، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة فإنه حدث في هذه السنة (1).
الجلو اباذي: بفتح الجيم والواو بينهما اللام الساكنة والباء الموحدة المفتوحة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى جلواباذ، وظني أنها قرية من قرى همذان، منها علي بن إسحاق بن إبراهيم الهمذاني الجلو اباذي - هكذا ذكر أبو الفضل الفلكي في كتاب الالقاب وقال، روى عن عثمان بن أبي شيبة وإسماعيل بن توبة وسفيان بن وكيع
__________
(1) (الجللتاني) في معجم البلدان (جللتا - بالفتح ثم الضم وسكون اللام الثانية والتاء مثناة من فوقها والقصر - قرية مشهورة من قرى النهروان ينسب إليها أبو طالب المسن بن علي بن شهفيروز الجللتاني من فقهاء أصحاب الشافعي، روى عن القاضي أبي الفرج المعافي بن زكريا الجريري وأبي طاهر المخلص، وتفقه على أبي حامد الاسفراييني، وتوفي بحللتا في شهر رمضان سنة 456 - قاله السلفي).
(*)(2/75)
ومحمد بن عبيد، روى عنه الحسين بن يزيد الدقيقي وأحمد بن عبيد الاسدي وأحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي وغيرهم.
الجلودي: بضم الجيم واللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الجلود وهي جمع جلد وهو من يبيعها أو يعملها، وجلود قرية بإفريقية، قال الفراء: هو منسوب إلى جلود قرية من قرى إفريقية ولا يقال: الجلودي.
والمشهور بها أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن حم المذكر الجلودي من أهل نيسابور، كان قد جمع الحديث الكثير سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن الحسين القطان وأبا العباس محمد بن يعقوب، وببغداد أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال سمع معنا الكثير وتوفي في غرة شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن بالحيرة وهو ابن سبع وستين سنة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى بن سعيد الجلودي من أهل نيسابور سمع إسحاق بن عبد الله بن رزين السلمي وسهل بن عمار العتكي وأقرانهما، روى عنه عبد الله بن سعد الحافظ وغيره.
وأبو أحمد محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن الزاهد الجلودي (1) من أهل نيسابور، كان شيخا ورعا زاهد، وكان ثوري المذهب، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
__________
(1) بضم الجيم واعترضه اللباب بقوله: (المعروف أن أبا أحمد الجلودي بفتح الجيم لا بضميها، وفي القبس عن الرشاطى (بفتح الجيم وكثير من رواة الحديث يقولونه بالضم، والفتح هو الصحيح) وفي التبصير (وكذا - يعني بالفتح - وقع في رواية أبي علي الطبري، وتعقبه القاضي عياض بأن الاكثر على الضم وأن من قاله بالفتح اعتمد على ما قاله ابن السكيت) قال المعلمي: في تهذيب إصلاح المنطق 2 / 20 (وتقول لهذا القائد: هو الجلودي - بفتح الجيم.
قال الفراء: هو منسوب إلى جلود، قرية من قرى إفريقية، ولا تقل: الجلودي (بالضم) وقوله: (لهذا القائد) يعطي أن الكلام في نسبة رجل بعينه، وقد ورد أنه سماه ففي التبصير (ذكره يعقوب بن السكيت فقال: عيسى الجلودي..) وفي رسم (جلود) من معجم البلدان (ينسب إليها القائد عيسى بن يزيد الجلودي وكان مع عبد الله بن طاهر وولي مصر) وولايته مصر كانت سنة 213 فما بعدها وقد أدرك الفراء لان الفراء توفي سنة 207 فأما إدراكه ليعقوب فواضح.
ومن الواضح أن تصويب الفتح وتخطئة الضم في نسبة إنسان معين لا يستدلي به على مثل ذلك في نسبة شخص آخر، اللهم إلا أن يكون منسوبا إلى ما نسب إليه ذاك.
والمنسوب إليه عيسى هو قرية بإفريقية وفي الاقتضاب لابن السيد ص 225 (الصحيح أن جلود قرية بالشام معروفة) وعلى كلا الوجهين لا علاقة لابي
أحمد بهذه القرية فإنه نيسابوري والذي أوقع في الوهم أمران الاول أن من بعد يعقوب كابن قتيبة والجوهري ذكروا الحكاية كأنها قاعدة عامة فقالوا: (تقول هو الجلودي..أو (تقول فلان الجلودي..) الثاني أن (جلود) بالضم جمع جلد والعرب إذا نسبت إلى الجمع ردته إلى الواحد.
فوقع في ذهن بعضهم أن هذه الصورة (جلود) لا توجد إلا على وجهين الاول بالفتح رسم القرية والثاني بالضم جمع جلد، وعلى هذا فهذه الصورة (الجلودي) لا تكون نسبة إلى الجمع لانه لا يصح جمعا وإنما تكون نسبة إلى القرية إذا فكلما وجدت هذه النسبة مستعملة لشخص فهي إلى القرية فهي بالفتح.
فيقال لهم قد نص أهل العربية على أن الجمع إذا صار علما أو كالعلم نسب إلى لفظه كأنصاري وعبادي ونحوهما.
(*)(2/76)
وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله و عبد الله بن محمد بن شيرويه وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وجماعة كثيرة آخرهم أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن الغافر الفارسي ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: الزاهد أبو أحمد بن عيسى الجلودي الشيخ الصالح الدين الزاهد من كبار عباد الصوفية، صحب أصحاب أبي حفص وأكابر المشايخ من أهل الحقائق، وكان يورق ويأكل من كسب يده، سمع أبا بكر بن خزيمة ومن كان قبله بسنين.
وكان ينتحل مذهب سفيان بن سعيد الثوري ويعرفه، وتوفي يوم الثلثاء الرابع والعشرين من ذى الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الحيرة وهو ابن ثمانين سنة، وختم بوفاته سماع كتاب مسلم بن الحجاج، وكل من حدث به بعده عن إبراهيم بن محمد بن سفيان فإنه غير ثقة.
قلت أراد به الحاكم الكسائي (1) الذي ذكرته في موضعه.
وأبو سالم محمد بن سعيد بن حماد بن ماهان بن زياد بن عبد الله بن الجلودي وهو ابن أخي محمد بن حماد الدباغ من أهل بغداد سمع الحسن بن عرفة ومحمد بن عبيد الله بن المنادي ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وروى عن أبي داود سليمان بن داود السجستاني كتاب السنن، روى عنه أبو القاسم بن النحاس المقرئ وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس - وذكره في جملة
الشيوخ الثقات، وتوفي في شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو سالم محمد بن سعيد بن حماد بن ماهان بن زياد بن عبد الله الجلودي يروي عن الحسن بن مكرم، روى عنه أبو الحسين بن جميع.
الجلولتيني: بفتح الجيم وضم اللام والواو بين اللامين وفتح الثانية وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جلولتين وهي قرية من قرى بغداد على ستة فراسخ منها قريبة من النهروان.
بت بها ليلة في توجهي إلى بغداد، وسمعت بها من أبي البقاء كرم بن بقاء بن ملاعب الجلولتيني وأبي مزيد كليب بن مزاحم بن هندي الجلولتيني، وعلقت عنهما شيئا يسيرا من الشعر (2).
__________
(1) يريد أبو سعد أن قول الحاكم (كل من حدث به بعده..فإنه غير ثقة) إشارة إلى محمد بن إبراهيم بن يحيى الكسائي الاديب فإنه روى صحيح مسلم عن إبراهيم كما يأتي في رسم (الكسائي) وعاش الكسائي بعد الجلودي بضع عشرة سنة (2) (الجلولي) رسمه القبس وقال: (جلولاني أول الجبل قياسه جلولاي..) ذكر شيئا عن وقعة جلولا ثم ذكر أبا مسلم الجليلي قال: (وقال ابن معين: يقال فيه الجليلي والجلولي) قال: (وجلولا بإفريقية أيضا) وفي معجم (*)(2/77)
الجليقي: بكسر الجيم واللام المشددة وبعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى جليقة وهي بلدة من بلاد الروم المتاخمة للاندلس، والمشهور بالنسبة إليها عبد الرحمن بن مروان الجليقي، هو من الخارجين بالاندلس في أيام بني أمية بالخوف منها، ألف في أخباره تاريخ هنالك - قاله أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي عن أبي محمد بن حزم الوزير.
الجليني: بضم الجيم وكسر اللام المشددة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جلين وهو اسم لجد أبي بكر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن جلين الدوري الجليني الرواق، من أهل بغداد، حدث عن أحمد بن القاسم أخي أبي الليث
الفرائضي وأبي القاسم البغوي وأبي سعيد العدوي وإبراهيم بن عبد الله الزبيبي العسكري وأحمد بن سليمان الطوسي وأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقري، روى عنه أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه والقاضيا أبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي، وكان رافضيا مشهورا بذلك، وكانت ولادته سنة تسع وتسعين ومائتين، وأول كتابته الحديث في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، ومات في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
الجلي: بكسر الجيم وتشديد اللام، هذه النسبة إلى..والمشهور بهذه النسبة أبو الحسين عمر بن محمد بن عمر بن هشام بن أبي زيد الجلي الحراني، حدث عن أحمد بن سليمان عن يحيى بن آدم، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصبهاني الحافظ.
وأبو الفتح أحمد بن الجلي الحلبي، حدث عن أبي نمير الاسدي وغيره، سمع منه نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الوزير وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وروى لنا عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبد الباقي العقيلي بحلب ولم يحدثنا عنه (1) أحد سواه، وكانت وفاته في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة فيما أظن.
ومن القدماء أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي ويعرف
__________
البلدان ذكر جلولاء العراق وجلولاء إفريقية) وفي التبصير (أبو الربيع سليمان بن عبد الله الهواري الجلولي - نقلته من خط محمد بن الزكي المنذري، قال: ولعلها فخذ من هوارة، أو موضع بتونس.
وأراه من جلولا افريقية).
(1) سقط من م وس وعلى هذا هو ابن أبي جرادة - راجع التعليق على الاكمال 2 / 111 - 112 وفي المشتبه بإضافة من التوضيح (وأبو الفتح عبد الله بن إسماعيل الحلبي الجلي (حدث عن..عن أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد الطيوري وغيره) روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن أبي جرادة العقيلي) قد يكون أبو الفتح هذا هو الذي ذكره المؤلف وسماه أحمد - فليراجع تاريخ حلب.
(*)(2/78)
بالجلي سكن بغداد انتقل إليها من ثغر المصيصة بعد أن استولى عليها الافرنج، يروي عن محمد بن سفيان الصفار المصيصي ومحمد بن إبراهيم بن البطال الصعدي، روى عنه أبو بكر
أحمد بن محمد البرقاني وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد الازهري وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبو خازم محمد بن الحسين بن الفراء، وكان ثقة صدوقا مأمونا صالحا يحفظ حديثه، مات ببغداد في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.(2/79)
باب الجيم والميم الجماجمي: بالميم والالف بين الجيمين أولاهما مفتوحة والاخرى مكسورة وفي آخرها ميم أخرى، هذه النسبة إلى جماجمو وهي سكة من سكك جرجان من باب الخندق إن شاء الله منها أبو علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني الجماجمي من أهل جرجان كان يسكن بجرجان بباب الخندق في سكة تعرف بجماجمو، له من التصانيف عدة، في نظم القرآن مجلدتان، وكان من أهل السنة يروي عن العباس بن عيسى (1) العقيلي روى عنه أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الطوسي (2).
الجماز: بفتح الجيم والميم المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى الاسماء وهو يشبه الانساب (3) وهم جماعة، منهم كعب بن جماز بن مالك بن ثعلبة حليف لبني ساعدة، شهد بدرا.
وأخوه سعد ابن جماز شهد أحدا وقتل يوم اليمامة - قال ذلك الطبري، وقال أيضا في موضع آخر: الحارث بن جماز بن مالك بن ثعلبة من غسان حليف لبني ساعدة شهد أحدا، وأخوه كعب بن جماز شهد بدرا.
قال ابن إسحاق: كعب بن جماز بن ثعلبة من جهينة حليف لبني طريف بن الخزرج - ذكره في من شهد بدرا.
وقال ابن حبيب عن هشام بن الكلبي في نسب قضاعة: كعب بن جماز بن ثعلبة بن خرشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن رشدان بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، شهد بدرا والمشاهد كلها، قال الدارقطني وجدته مضبوطا بالحاء والنون: حمان وجماز بن عسان ذكرته في العين (4).
وعبد العزيز بن جماز القرشي، يعد في
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان واستدراك ابن نقطة عن هذا الكتاب.
(2) في استدراك ابن نقطة (ومثله (إلا أنه) منسوب إلى عمل الجماجم (وهي الاقداح من الخشب) فهو شيخنا أبو الحسين علي بن مسعود بن هياب الجماجمي الواسطي المقري قرأ القرآن على جماعة، قرأت عليه، وكان متساهلا في الاخذ جدا، توفي بواسط في ليلة الخميس سادس جمادي الاولى من سنة سبع عشرة (ستمائة).
(3) لفظ اللباب (هذه اسماه تشبه الانساب) وهو المقصود.
(4) رسم المؤلف في العين المهملة (العساني) بضم العين وفتح السين المخففة المهملتين بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى عسان وهو بطن من الصدف منهم جماز بن عسان بن جذام بن الصدف وهو عساني، وأخواه دحين (الصواب: ذخير، يأتي في رسم: الذخيري، وكذا ضبط في الاكمال).
(*)(2/80)
المصريين، يروي عن حكيم بن الصلت، روى عنه حرملة بن عمران - قاله ابن وهب عنه.
والهيثم بن جماز البصري البكاء، يحدث عن يزيد الرقاشي وثابت البناني ويحيى بن أبي كثير، روى عنه محمد بن السماك والبصريون.
ويقال الجماز لمن يركب الجمازة ويسيرها اشتهر بهذه اللفظة أبو عبد الله بن محمد بن عمرو بن حماد بن عطاء بن ريسان الجماز وقيل ابن عطاء بن ياسر وقيل هو محمد بن عمرو بن عطاء بن زبان الجماز، مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقيل هو محمد بن عبد الله بن عمرو بن جماد الجماز من أهل البصرة، شاعر أديب فاضل وكان ماجنا خبيث اللسان، وكان يقول إنه أكبر سنا من أبي نواس، وكان من الظراف، وكان الجماز يأكل على مائدة بين يدي جعفر بن القاسم وجعفر يأكل على مائدة أخرى مع قوم وكانت الصحفة ترفع من بين يدي جعفر وتوضع بى يدي الجماز ومن معه فربما جاء قليل وربما لم يجئ شئ، فقال الجماز: أصلح الله الامير ما نحن اليوم إلا عصبة، ربما فضل لنا بعض المال، وربما أخذه أهل السهام فلا يبقى لنا شئ.
وحكي يموت بن المزرع قال كان أبي والجماز يمشيان وأنا خلفهما بالعشي فمررنا بإمام وهو ينتظر من يمر عليه فيصلي معه فلما رآنا أقام الصلاة مبادرا فقال له الجماز: دع عنك هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يتلقى الجلب.
الجمازي: بفتح الجيم والميم المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى جماز وهو اسم لجد سليمان بن مسلم بن جماز المدني الجمازي المقرئ، من أهل المدينة، قرأ القرآن على أبي جعفر يزيد بن القعقاع، وروى الحديث عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن عبد الحارث، روى عنه إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير القارئ المدني، وذكر أنه قرأ عليه القرآن، وروى عنه أبو همام الخاركي الصلت بن محمد الوليد بن مسلم.
وأخوه محمد بن مسلم بن جماز الجمازي، روى عنه محمد بن عمر الواقدي، يحدث عن سعيد المقبري وغيره (1).
الجمال: بفتح الجيم المشددة والميم وبعدهما الالف واللام، إسم لجد الشرقي بن القطامي العلامة، واسم الشرقي الوليد بن الحصين بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك من
__________
(1) (الجماعيلي) في معجم البلدان (جماعيل - بالفتح وتشديد الميم وألف وعين مهملة مكسورة وياء ساكنة ولام - قرية في جبل نابلس من أرض فلسطين، منها كان الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور بن نافع بن حسن بن جعفر المقدسي أبو محمد، انتسب إلى بيت المقدس لقرب جماعيل منها لان نابلس وأعمالها جميعا من مضافات البيت المقدس، وبينهما مسيرة يوم واحد، ونشأ بدمشق ورحل في طلب الحديث إلى أصبهان وغيرها وكان حريصا كثير الطلب.
(*)(2/81)
بني عمرو بن امرئ القيس، ذكرت نسبه في الشين، هذه النسبة إلى حفظ الجمال وإكرائها من الناس في الطرق، فممن اشتهر بهذه النسبة أبو الوسيم عبيد بن أبي الوسيم الجمال من أهل الكوفة، يروي المقاطيع روى عنه وكيع وأبو نعيم الكوفيان.
وأبو جعفر مخلد بن مالك الجمال، من أهل الري سكن نيسابور، يروي عن يحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن معاذ ويزيد بن هارون الواسطي، روى عنه الحسن بن سفيان.
ومن التابعين قرزعة (1) الجمال يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه وصحبه إلى مكة، روى عنه عمرو (1) بن دينار.
ومنهم أحمد بن سعيد الجمال.
وأخوه محمد بن سعيد الجمال المقري أخو أحمد، وكان الاكبر،
حدث عن علي بن عاصم وإسحاق بن يوسف الازرق وعبد المنعم بن إدريس، روى عنه ابنه عبد الله وأبو الطيب محمد بن جعفر الديباجي ومحمد بن مخلد الدوري، وكان ثقة.
وابنه عبد الله بن محمد بن سعيد الجمال.
ومحمد بن مروان الجمال من أهل الري، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري وأبو داود السجستاني وموسى بن هارون وغيرهم من الائمة.
ومنهم أبو العباس أحمد بن جعفر بن نصر الجمال الرازي، حدث عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن زر الخواري وأبو محمد عبد الملك بن علي الشامي.
وأبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة بن جميل الجمال بغدادي سكن سمرقند، روى عن جماعة من أهل الحجاز والعراق واليمن ومصر والشام مثل عبد الله بن روح وأبي إسماعيل الترمذي وبكر بن سهل الدمياثي وهاشم بن يونس العصار ويحيى بن عثمان بن صالح وأبي الزنباع روح بن الفرج وأحمد بن خليف الحلبي والحسن بن عبد الاعلى البوسي وعلي بن عبد العزيز المكي وطبقتهم، ذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو جعفر التاجر محدث خراسان في عصره وأكثر مشايخنا رحلة، وأثبتهم أصولا، وأصحهم سماعا، قد كان عند منصرفه من مصر والشام إلى بغداد بالري وسكنها فقيل له: أبو جعفر الرازي، وكان صاحب جمال فلقب بالجمال، وقدم خراسان سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ونزل نيسابور
__________
(1) كذا ومثله في التوضيح - أراه عن هذا الكتاب، ولعل المؤلف أخذه من ثقات ابن حبان.
ولقزعة ترجمة في كتاب ابن أبي حاتم ج 3 ق 2 رقم 780 ووقع هناك (روى عنه يحيى بن دينار أبو هاشم) والمعروف بيحيى بن دينار أبي هاشم هو أبو هاشم الرماني مشهور ولم يذكروا في ترجمته رواية عن قزعة، ولقزعة ترجمة في تاريخ البخاري ج 4 ق 1 رقم 855 وفيها (روى عنه نجم بن دينار) وفيه ج 4 ق 2 رقم 2439 في باب نجم (نجم بن دينار أبو عطاء).
قال لي يحيى بن موسى ناجم قال حدثني قزعة الجمال قال حملت أنس بن مالك إلى مكة) وكذا هو في كتاب ابن أبي حاتم ج 4 ق 1 رقم 2290 في باب نجم (نجم بن دينار قال لنا قزعة الجمال..) وهكذا هو في ثقات ابن حبان كما في لسان الميزان ج 6 رقم 521 إذا فالصواب (نجم) و (يحيى) و (عمرو) تحريف والله أعلم.
(*)(2/82)
وسكنها سنين ثم خرج إلى ما وراء النهر فسكن سمرقند.
وكان أبو علي الحافظ انتقي عليه أربعين جزءا لنفسه فسمعها منه للقوم الذين أدركوه.
روى عنه أبو سعد الادريسي وأبو الفضل الكاغذي والحاكم أبو عبد الله الحافظ وغيرهم، وتوفي في شوال سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عقيل يحيى بن حبيب بن المعلي بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت الجمال.
وأبو الحسن محمد بن محمد الرازي الجمال الاصم حدث ببخارا عن أبي بكر الامساعيلي وأبي أحمد الغطريفي الجرجانيين وأبي الفضل بن خميرويه الهروي.
ومن القدماء سليمان بن رفيع الجمال قال دخلت المسجد الحرام والناس مجتمعون على رجل فاطلعت فإذا عطاء بن أبي رباح جالس كأنه غراب أسود.
وأبو محمد أسيد بن زيد الجمال مولى صالح بن علي، شيخ من أهل الكوفة، حدث ببغداد، يروي عن شريك والليث بن سعد وغيرهما من الثقات المناكير ويسرق الحديث ويحدث به، قال يحيى بن معين: دخل بغداد ونزل الحذائين في الكرخ فأتيته وأنا أريد أن أقول له: يا كذاب ! ففرقت من شفار الحذائين فرجعت.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد المقرئ المعروف بابن الجمال، أحد الثقات البغداديين، سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعلي بن عمرو الانصاري وعمر بن شبة النميري وأبا حاتم محمد بن إدريس الرازي وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، روى عنه محمد بن عمر بن الجعابي وعلي بن الحسن الجراحي وأبو الحسن الدارقطني وعبد الله بن موسى الهاشمي وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس، وقال الدارقطني: أبو محمد بن الجمال من الثقات.
وتوفي في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر الزاهد الجمال الشعراني، من أهل أصبهان، كان من العباد الراغبين في الحج قيل إنه كان يصلي عند كل ميل ركعتين، روى عن أبي مسعود الرازي ويحيى بن عبدك وأبي حاتم الرازي، روى عنه محمد بن عبد الله بن أحمد التميمي.
وأبو محمد عطاء الجمال يروي عن علي رضي الله عنه، روى عنه الحسن بن صالح بن حي،
منكر الحديث على قلته يروي عن علي رضي الله عنه ما لا يتابع عليه، وليس في العدالة بالمحل الذي يعتمد عليه عند الانفراد.
وأبو هرمز نافع الجمال مولى بني سليم، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه أحمد بن يونس وشيبان بن فروخ، كان ممن يروي عن أنس ما ليس من حديثه كأنه أنس آخر، ولا أعلم له سماعا، لا يجوز الاحتجاج به، ولا كتبة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، روى عن عطاء عن ابن عباس وعائشة رضي الله عنها نسخة موضوعة - قاله ابن حبان.
وأحمد بن جعفر بن نصر الجمال رازي روى عنه أبو منصور الباوردي وأبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي.
وأبو عقيل يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت الجمال.
والحسن بن عباس ابن أبي مهران الجمال المقرئ(2/83)
الرازي، حدث عن سهل بن عثمان ومحمد بن حميد الرازي وأحمد بن عبد الرحمن الدشتكي وغيرهم، روى عنه أبو عمرو بن السماك وأبو سهل بن زياد وغيرهما.
ويحيى بن زكريا بن شيبان الجمال، كوفي روى عن عبد الله بن جبلة، روى عنه أبو العباس بن عقدة الحافظ والحسين بن محمد بن الفرزدق وغيرهما.
وأبو جعفر محمد بن سهل بن محمد بن أحمد بن سعيد الجمال من أهل بغداد، حدث عن أبي حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي ومحمد بن معاذ الهروي، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن مصعب الجمال من أهل أصبهان أحد من كان يذكر بالعلم ويوصف بالفضل، حدث عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي ومحمد بن عصام بن يزيد وسليمان بن شعيب النيسابوري، روى عنه أبو الشيخ الاصبهاني وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ البغدادي وغيرهما، وقال أبو نعيم الحافظ الاصبهاني: أبو العباس الجمال أحد العلماء الفقهاء، توفي سنة إحدى وثلاثمائة في طريق الحج.
الجمالي: بفتح الجيم والميم، هذه النسبة إلى من لقب بالجمال منهم أبو العذاري صواب بن عبد الله الجمالي عتيق الامير جمال الدولة عثمان بن نظام الملك، كان عبدا صالحا
مواظبا على الجمعة والجماعات وحضور مجالس العلم، وجدت سماعه في جزء عن أبي محمد كامكار بن عبد الرزاق الاديب المحتاجي فقرأت عليه بعضه وما أظن أن أحدا سمع منه الحديث قبلي وبعدي وتوفي في سنة ست أو سبع وعشرين وخمسمائة وكان يصلي عندنا الظهر والعصر في الجماعة بمرو في مدرستنا.
وأبو سعيد صافي بن عبد الله الجمالي عتيق جمال الرؤساء أبي عبد الله بن جردة البغدادي، علمه سيده مع أولاده القرآن والادب، وسمع أبا علي الحسن بن أحمد بن البناء المقرئ، وكان أستاذه، سمعت منه مجلسين من أماليه ببغداد، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
وأبو علي يحيى بن علي بن يحيى بن أبي الجمال الحراني الجمالي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل حران ومن محدثيها، ذكره أبو عروبة السلمي في تاريخه لاهل حران، وقال: مات سنة تسع وثمانين ومائتين.
الجمامي: بفتح الجيم والالف بين الميمين أولاهما مفتوحة هذه النسبة إلى جمام وهو بطن من حمير وهو جمام بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن حمير - ذكره أحمد بن الحباب في نسب حمير.
الجماني: بالجيم المضمومة وتشديد الميم المفتوحة في آخرها نون بعد الالف، هذه(2/84)
النسبة إلى الجمة والمشهور بهذه النسبة الهذيل بن إبراهيم الجماني، وكان طويل الجمة - يعني الشعر الذي في مقدم الرأس، روى عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، حدث عنه أبو يعلى الموصلي وأبو مسلم الكجي، قال عبد الغني قال أبو مسلم الكجي ثنا هذيل بن إبراهيم صاحب الجمة - رأيت ذاك في كتاب أبي طاهر السدوسي (1).
الجمحي: بضم الجيم وفتح الميم وفي آخرها الحاء المهملة هذه النسبة إلى بني جمح..(2) والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله سعيد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن جميل بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح المديني الجمحي، ولي
القضاء ببغداد في عسكر المهدي زمن هارون الرشيد، وحدث عن هشام بن عروة وسهيل بن أبي صالح وعبيد الله بن عمر بن حفص وغيرهم، روى عنه محمد بن الصباح الدولابي وسليمان بن داود الهاشمي وأبو إبراهيم الترجماني وأحمد بن إبراهيم الموصلي ويحيى بن أيوب المقابري وعبد الرحمن بن واقد الواقدي وجماعة، وثقة يحيى بن معين وغيره، ومات ببغداد سنة ست وسبعين ومائة عن اثنتين وسبعين سنة.
وأبو عبد الله محمد بن سلام بن عبيد الله بن سالم الجمحي البصري مولى قدامة بن مظعون الجمحي، وهو أخو عبد الرحمن بن سلام من أهل البصرة، كان من أهل الادب وصنف كتابا في طبقات الشعراء، وحدث عن حماد بن سلمة ومبارك بن فضالة وزائدة بن أبي الرقاد وأبي عوانة وغيرهم وسكن بغداد وبها توفي، روى عنه أبو بكر بن أبي خيثمة وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو العباس ثعلب وأبو العباس أحمد بن علي الابار وغيرهم، سئل أبو علي صالح بن محمد جزرة عن عبد الرحمن ومحمد ابني سلام الجمحيين فقال: صدوقان، ورأيت يحيى بن معين يختلف إليهما.
قيل إن محمد بن سلام كان يرمي بالقدر، وحكى أن محمد بن سلام الجمحي لما قدم بغداد سنة اثنتين وعشرين ومائتين اعتل علة شديدة فما تخلف عنه أحد وأهدى إليه الاجلاء أطباءهم وكان ابن ماسويه ممن أهدي إليه فلما جسه ونظر إليه قال له ما أرى من العلة كما أرى من الجزع، فقال: والله ما ذاك لحرص على الدنيا مع اثنتين وثمانين سنة، ولكن الانسان في غفلة حتى يوقظ بعلة، ولو وقفت بعرفات وقفة وزرت قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم زورة وقضيت
__________
(1) (الجماهيري) كذا في معجم المؤلفين 13 / 332 عن طبقات الاسنوي وغيرها يوسف بن محمد بن مقلد بن عيسى بن إبراهيم بن صالح التنوخي الجماهيري..من آثاره الارتجال في أسماء الرجال ومجموعة المسائل) وأرخ وفاته سنة 558.
(1) بياض، وفي اللباب (وهم بطن من قريش وهو جمع بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر).
(*)(2/85)
أشياء في نفسي لرأيت ما اشتد علي من هذا قد سهل، فقال له ابن ماسويه: فلا تجزع فقد رأيت في عرقك من الحرارة الغريزية وقوتها ما أن سلمك الله من العوارض بلغك عشر سنين بعد ذلك.
ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن الحارث بن علي بن محمد بن حاطب بن الحارث بن نعيم بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي الكوفي من أهل الكوفة، قدم أصبهان، وسكن المدينة ومات بها، حدث عن حفص بن غياث ويعلي بن عبيد وجعفر بن عون وغيرهم، وكان أحد الثقات، روى عنه عبد الله بن أحمد بن أسيد.
وأبو دهبل وهب بن زمعة بن أسيد بن أحيحة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحي، أحد الشعراء الاسلاميين.
يعرف بكنيته.
الجمدي: بفتح الجيم وسكون الميم وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى أحد الملوك الاربعة وهو جمد بن معد يكرب بن وليعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر القرد، ذكر هشام بن الكلبي أن مخوسا ومشرحا وجمد وأبضعة بني معد يكرب هم الملوك الاربعة، وإنها سموا ملوكا لانه كان لكل رجل منهم واد يملكه بما فيه، ولهم تقول النائحة: يا عين فأبكي للملوك الاربعة * مخوس ومشرح وجمد وأبضعه قلت ليس في الاسماء جمد إلا هذا والله أعلم.
الجمري: بفتح الجيم وسكون الميم وفي آخرها راء مهملة، هذه النسبة إلى بني جمهرة وهم من بني ضبة نزلت البصرة فصارت المحلة تنسب إليهم، والمشهور بها أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد الجمري الضبي روى عنه أبو منصور محمد بن سعد وعلي بن عبد الله بن الفضل حدثا عنه جميعا.
وعبد الله بن محمد بن العباس الضبي الجمري البصري من بني جمرة، يروي عن علي بن المديني، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب وذكر أنهمنه في بني جمرة.
وأما زياد بن أبي لمرة اللخمي الجمري واسم أبي جمرة كيسان مولى للخم ثم لقبهم الجمرات وقيل له الجمري لهذا، كان فقيها مفتيا من أهل مصر، روى عنه الليث بن سعد وعبد الله بن وهب المصريان، توفي قبل الخمسين ومائة.
مالك ومتمم ابنا
نويرة بن جمرة اليربوعي الجمري، ومتمم هو الذي تمثلت عائشة رضي الله عنها بقوله: وكنا كندماني جذيمة حقبة * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ومالك بن نويرة هو الذي قتله خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه على الردة وتزوج امرأته.
وعتب عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك واشتكاه إلى(2/86)
أبي بكر رضي الله عنه، ومالك بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على صدقة بني يربوع وكان قد أسلم هو وأخوه متمم.
وعامر بن شقيق بن جمرة الاسدي هو جمرة الاسدي هو جمري نسبة إلى جده، يحدث عن أبي وائل شقيق بن سلمة، روى عنه الثوري وشريك.
وقال الدارقطني قال ابن حبيب: في الازد جمرة بن عبيد بن عبرة بن زهران، وفي تميم جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة.
والحسن بن علي بن عمرو الجمري، نسب إلى بني جمرة محلة بالبصرة، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ (1).
الجملي: بفتح الجيم والميم وبعدهما، اللام، هذه النسبة إلى جمل، وهو بطن من مراد، وهو جمل بن كنانة بن ناجية بن مراد بن مالك بن أدد - ذكره ابن حبيب في مذحج، وهم رهط عمرو بن مرة الجملي، ومنهم عمرة بن مرة الجملي.
وعمرو بن هند الجملي والد عبد الله بن عمرو بن هند من أهل الكوفة، وعبد الله يروي عن علي رضي الله عنه، روى عنه عوف الاعرابي.
وعمرو بن مرة الجملي الجهني كنيته أبو عبد الرحمن.
ويقال أبو عبد الله، من أهل الكوفة أيضا يروي عن ابن أبي أوفي روى عنه الاعمش ومنصور، مات سنة ست عشرة ومائة وكان مرجئا.
وزياد بن عمرو بن هند الجملي، من أهل الكوفة، يروي عن عمران بن حذيفة عن ميمونة روى عنه منصور بن المعتمر.
وأبو عبد الله أشعث بن عبد الله الجملي ويقال له أشعث بن جابر يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه هارون المقرئ.
وهند بن عمرو الجملي، قتل يوم الجمل مع علي رضي الله عنه، قتله
ابن يثربي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سلمة بن عبد الله بن أبي فاطمة مولى عامر الذي يقال له عامر جمل مولي عبد الله بن يزيد بن برذع الجملي مولى جمل - وإنما سمي عامر جملا إن عمرا وفد على معاوية رضي الله عنه في وفد أهل مصر فيهم عامر هذا فتجادل معاوية وعمرو، فعلا كلام معاوية كلام عمرو فنادى عامر عمرا - وكان من وراء الستر -: تكلم يا أبا عبد الله بكل فيك وأنا من ورائك، فقال معاوية: من هذا ؟ أنا عامر مولى جمل، قال بل أنت عامر جمل.
وكان الوافد من مصر إلى معاوية بقتل محمد بن أبي بكر، وكان في
__________
(1) (الجمري) بضم الجيم ذكر في المشتبه وخطأوه - راجع التعليق على الاكمال.
(الجمعي) ذكره ابن نقطة وقال: (بضم الجيم وفتح الميم فهو عمر بن الجمعي، له صحبة، روى عنه جبير بن نفير.
قال أبو نعيم: وصوابه عمرو بن الحمق.
وثناء بن أحمد بن محمد بن علي بن الجمعي الحربي، حدث عن عبد الرحمن بن علي بن البرني (في النسخة هنا: البزني)..).
(الجمعي) قال ابن نقطة وأما الجمعي بسكون الميم والباقي مثله فهو سليمان بن داود الجمعي، روى عنه الزبير بن بكار - ذكره الامير في باب حديد، نقلته من خط ابن شافع رحمه الله.
(*)(2/87)
مائتين من العطاء، وكان عريف موالي مذحج، واسم أبي فاطمة عبد الرحمن - حدث عن عبد الله بن يوسف والنضر بن عبد الجبار وغيرهما، وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وثمانين ومائتين.
ووالده محمد بن سلمة بن عبد الله بن أبي فاطمة الجملي المرادي مولى جمل الذي يقال له عامر جمل، يروي عن عبد الله بن وهب المصري، روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو داود السجستاني وابنه عبد الله أبو بكر وغيرهم.
ومن الصحابة صفوان بن عسال المرادي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من جمل بن كنانة بن ناجية بن مراد، روى عنه زر بن حبيش المقرئ الكوفي (1).
الجملي: بفتح الجيم وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى جميل وهو جد لبعض المنتسب إليه.
هو أبو سعيد محمد بن محمد بن جميل المروزي
الجميلي، سكن سمرقند، يروي عن أبي بكر محمد بن عيسى الطرسوسي ومحمد بن مسلمة الواسطي وأحمد بن يحيى القومسي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن عزيز المحتسب.
وأبو طاهر إبراهيم بن محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الجميلي، كان ينزل درب جميل ببغداد، وحدث عن أبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، قال أبو بكر الخطيب: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وقال العلوي الجميلي: ولدت ببابل في سنة تسع وستين وثلاثمائة، ومات ببغداد في صفر سنة ست وأربعين وأربعمائة، قال الخطيب: وكنت إذ ذاك في طريق الحجاز راجعا إلى الشام من مكة.
وأبو أحمد عبيد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن جميل الجميلي الاصبهاني، نسب إلى جده الاعلى، من أهل أصبهان، يروي عن جده إسحاق بالجميلي مسند أبي جعفر أحمد بن منيع البغوي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وتوفي في شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
__________
(1) (الجميزي) ذكر في الاستدراك وقال: (بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين وكسر الزاي - والجميز شجر يكون بمصر ورأيته بالساحل قريبا من غزة وثمرته تشبه التين - فهو أبو الحسن علي بن هبة الله ابن سلامة المعروف بابن الجميزي (في المشتبه: ابن بنت الجميزي) مصري سمعت منه بمصر جزءا عن أبي طاهر السلفي) قال منصور: (والعدل أبو محمد عبد العزيز بن أبي قاسم الشافعي المعروف بابن الجميزي، درس للشافعية بالاسكندرية، وتوفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة بها، وكان عاملا فاضلا رحمه الله).
(*)(2/88)
باب الجيم والنون الجنابذي: بضم الجيم وفتح النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة بعد الالف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى كونابذ ويقال لها بالعربية جنابذ وهي قرية بنواحي نيسابور، والمشهور بالنسبة إليها أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن عبد الله الجنابذي، نيسابوري سمع محمد بن يحيى وأبا الازهر ونعيم بن رزين وأقرانهم، روى عنه الحسين بن علي وغيره،
وتوفي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
وأبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الجنابذي القاضي، ولي القضاء نيسابور إلى أن توفي، وكان من الزهاد، رحل وسمع الكثير، وروى عن علي بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهاب وأبي حاتم الرازي وأبي قلابة الرقاشي، حدث عنه أبو علي الحافظ ومن دونه، توفي غرة شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأخوه أبو طاهر الحسين بن محمد الجنابذي، سمع أبا عبد الله البوشنجي وإبراهيم الحربي وموسى بن هارون وأقرانهم، روى عنه أبو عمرو المقرئ وأبو الطيب المذكر.
وأبو الحسن محمد بن الحسين بن شيرويه الجنابذي، سمع أبا طاهر المخلص، روى عنه ابنه أبو بكر وهو عبد الغفار بن محمد ابن الحسين الجنابذي سمع أبا بكر الحيري وأبا سعيد الصيرفي وجماعة كثيرة، أحضرني والدي مجلسه وقرأ لي عليه الكثير، وكان ثقة صدوقا، مات بعد أن جاوز التسعين في سنة عشر وخمسمائة بنيسابور.
الجنابي: بفتح الجيم وتشديد النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى جنابة، وهي بلدة بالبحرين - هكذا قال ابن ماكولا بفتح الجيم، والذي نعرفه بضمها (1) والمشهور منها أبو سعيد الجنابي الزنديق الذي أغار على الحاج، وقتل الصديقين والاولياء.
قال ابن ماكولا: محمد بن علي بن عمران الجنابي، يروي عن يحيى بن يونس روى عنه أبو سعيد بن عبدوية.
وسليمان بن محمد الجنابي، حدث عن أحمد بن محمد بن أبي عمران الدورقي روى عنه محمد بن جعفر المطيري.
وأبو جعفر موسى بن عمران الجنابي روى عن أحمد بن عبدة روى عن أحمد عنه دعلج بن أحمد.
ومحمد بن علي بن جعفر الجنابي حدث عن أحمد بن عمرو بن مردويه المجاشعي روى عنه محمد بن الحسين المعروف بقطيط.
__________
(1) بل الصواب الفتح وأنها ليست بالبحرين - راجع التعليق على الاكمال 3 / 67 و 68.
(*)(2/89)
الجناتي: بفتح الجيم والنون المشددة بعدهما الالف وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى جنات وهو إسم لجد أبي حفص عمر بن خلف بن نصر بن محمد بن
الفضل بن جنات بن بشرويه الغزال المقرئ الجناتي البخاري من أهل بخارا سمع أبا سعيد الرازي وأبا نصر الكلاباذي وأبا علي الحاجبي وأبا نصر الملاحمي وجماعة وببغداد أبا الخطاب الحسين بن حيدرة البغدادي وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد (1) النخشبي الحافظ وكتب عنه بإفادة يحيى بن أبي عبد الله المروزي.
الجناحي: بفتح الجيم والنون وفي آخرها الحاء المهملة بعد الالف، هذه النسبة إلى عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب، وجعفر يقال له ذو الجناحين فإنه لما قتل في غزوة مؤتة وقطعت يداه أخذ الراية بساعديه فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الجناحين، وقال: أبدله الله تعالى من يديه بجناحين يطير بهما في الجنة.
وأصحاب عبد الله بن معاوية يقال لهم الجناحية وهم من غلاة الشيعة وهم يكفرون بالقيامة والجنة والنار ويستحلون جميع المحرمات.
الجناري: بكسر الجيم والنون المفتوحة بعدهما الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جنازة، وهي قرية من قرى مازندران بين سارية وإستراباذ إن شاء الله، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الجناري، يروي عن إبراهيم بن محمد الطميسي، روى عنه أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار الصوفي (2).
الجنائزي: بفتح الجيم والنون وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها ثم الزاي.
هذه النسبة إلى الجنائز والمشهور بها أبو علي الجنائزي وهو شيخ لابي العباس أحمد بن سعيد بن أبي معدان المروزي، يحدث عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد
__________
(1) من ك وهو صحيح.
(2) (الجنان) ذكره ابن نقطة وقال: (بفتح الجيم والنون المشددة وبعد الالف نون أيضا فهو أبو محمد عبد الله بن محمد الجنان الحضرمي حدث عن أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح الرعيني، وذكر ذلك أبو العباس النباتي وكتبه لي بخطه لما لقيته بمصر.
وأبو العلاء عبد الحق بن خلف بن المفرج الجنان، كاتب شاعر شاطبي يروي الحديث عن أبيه، وأبوه فقد كان يروي عن أبي الوليد الباجي وكان من فقهاء شاطبة - نقلته من خط السلفي رحمه الله).
(الجناني) ذكره ابن نقطة أيضا وقال: (بكسر الجيم وفتح النون المخففة وبعد الالف نون أخرى مكسورة ثم ياء فهو أبو عبد الله محمد بن أحمد السمسار المعروف بالجناني، سمع من أبي القاسم بن الحصين وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري وغيرهم، توفي في خامس عشرين شهر رمضان من سنة إحدى وتسعين وخمسمائة).
(*)(2/90)
الفوشنجي.
قال ابن ماكولا: لم يقع لي اسمه.
الجنبذي: بضم الجيم وسكون النون والباء المفتوحة المنقوطة بنقطة وفي آخرها الذال المعجمة، وهذه النسبة إلى جنبذ وهو شبيه أزج مدور يقال له بالفارسية كنبد، والمشهور بهذه النسبة محمد بن أحمد البخاري الجنبذي المنسوب إلى جنبذ أبي القاسم علي بن محمد الامين.
والاديب أبو الفضل محمد بن عمر بن محمد الاشتيخني الجنبذي يعرف بأديب كنبذ تفقه على الامام مسعود بن الحسين الكاشاني وقرأ القرآن بروايات على الاديب كاك (1) وكان يسكن سمرقند ويؤدب الصبيان بها، روى لنا الحديث عن جماعة من المتأخرين، وكان شيخا صالحا راغبا في الخير (2).
الجنبي: بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى جنب - قبيلة من اليمن، ينتسب إليها جماعة من حملة العلم، وذكر المبرد في كتاب مختصر نسب عدنان وقحطان أن جنبا عدة قبائل وهم الغلي (3) وسيحان وشمران وهفان ومنبه والحارث بنو يزيد بن حرب بن علة، هؤلاء الستة يقال لهم جنب، قال مهلهل: أنكحها فقدها الاراقم في * جنب وكان الحباء من أدم وإنما سموا جنبا لانهم كانوا منفردين أقلاء أذلاء فلما اجتمعوا صاروا قبيلة وقوي بعضهم ببعض.
وقيل هو بطن من مذحج وهم بنو منبه بن حرب بن علة (4) بن خالد بن مالك وهو
__________
(1) في نسخ أخرى (كلك) و (كاك) لقب أبي بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن طاهر البخاري المتوفي سنة 525)، ترجمته في الجواهر المضيئة ج 2 رقم 306 لا أدرى أهذا هو أم غيره.
(2) في معجم البلدان (وقال أبو منصور الجنبذ قرية من رستاق بشت (في النسخة: بست) من نواحي نيسابور منها أبو عبد الله الغواص الجنبذي القائل: من عذيري من عذولي في قمر * قامر القلب هواه فقمر قمر لم يبق مني حبه * وهواه غير مقلوب قمر) وفي المشتبه (وشيخ الاقراء بسمرقند شهاب الدين أبو أحمد محمد بن محمد بن عمر الخالدي بن الجنبذي السمرقندي قرأ بالروايات على والده وسمع من أبي سعد السمعاني روى عنه ابنه المقرئ شمس الدين أبو محمود محمد أبو رشيد الغزال، مات بعد سنة 606).
(3) يأتي في حرف الغين ما لفظه (الغلوي بفتح الغين المعجمة واللام وفي آخرها الواو (في النسخة - اللام) هذه النسبة..) جعلها نسبة إلى غلي هذا وقضية ذلك أنه (غلي) بفتح فكسر فتشديد وبذلك شكل في نسب عدنان وقحطان ص 20 وكذا ضبط (الغلوي) في اللباب والقبس غير أن صاحب القبس أشار إلى أن هذه النسبة لم تسمع.
(4) في اللباب (فهذا يوهم أن هذا النسب غير الاول، وهو هو بعينه، وإنما افترقا أنه نسبهم في الاول إلى يزيد بن حرب وفي الاخير إلى منبه بن حرب وهو أخو يزيد).
(*)(2/91)
مذحج، وإنما قيل لهم جنب لانهم جانبوا أخاهم صداء وحالفوا سعد العشيرة، وقد ذكرت بعض نسبهم في الغلوي.
والمنتسب إليهم أبو ظبيان الجنبي واسمه حصين بن جندب، يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم.
وابنه قابوس بن أبي ظبيان الجنبي وأولاده فيهم كثرة.
وأبو علي عمرو بن مالك الجنبي، يروي عن فضالة بن عبيد.
ومن الصحابة عمرو بن خارجة الجنبي (1) قيل إنه كان حليفا لابي سفيان بن حرب بعثه رسولا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديثه (لا وصية لوارث).
وأبو سلمة الجنبي اسمه خداش، من الصحابة أيضا، ذكره وعمرو بن خارجة أبو يوسف يعقوب بن سفيان في كتاب الاثنين.
وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي الكوفي، يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسلمان رضي الله عنه، روى عنه إبراهيم والاعمش وهو والد قابوس، مات مات سنة
ست وتسعين.
وأبو مالك عمرو بن هاشم الجنبي من أهل الكوفة، يروي عن هشام بن عروة ومحمد بن إسحاق، روى عنه العراقيون، كان ممن يقلب الاسانيد ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره.
الجنجروذي: بالنون بين الجيمين المفتوحتين وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى جنجروذ وهي قرية قريبة من نيسابور، ويقال لها كنجروذ وسأذكرها في الكاف أيضا، واشتهر بالنسبه إلى هذه القرية أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور بن مخلد بن مهران العدل الجنجروذي الختن، وإنما قيل له الختن لانه ختن أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وكان من أعيان مشايخ نيسابور، ولم يكن أخص بمحمد بن إسحاق منه، ثم صار في أواخر عمره من الابدال، وكان كثير السماع بخراسان والعراق، سمع بخراسان السري بن خزيمة والحسين بن الفضل والفضل بن محمد بن المسيب وأقرانهم، وهذا سماع سنة خمس وسبعين ومائتين، وكتب بالري عن علي بن الحسين بن الجنيد، وبالعراق سمع ببغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن غالب بن حرب، وبالكوفة عن أحمد بن موسى التميمي، وبالحجاز علي بن عبد العزيز ومحمد بن علي بن زيد الصائغ وغيرهم، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسين الحجاجي وأبو علي الماسرجسي والشيوخ من حفاظنا - هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ: وقال: توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وقد استمليت عليه مجلسا واحدا تبركا سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة
__________
(1) كذا ولعمر بن خارجة هذا ترجمة في كتب الرجال والصحابة ولم أرهم ذكروا أنه يقال له (الجنبي) بل ذكروا أنه أشعري وقيل أنصاري وقيل أسدي وقيل جمحي والله أعلم.
(*)(2/92)
قبل أن يذهب بصره.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن علي الصبغي الجنجروذي، كان أبوه من المشهورين بصحبة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وخدمته وجواره وسمع منه الحديث ومن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال:
كان من المشهورين الصالحين، حمل بيده جميع سماعاته فقال ما تعلم أنه يصح لي منها قراءته، والباقي طرحته، فعرفته سماعاته بخط أبيه فاقتصر عليها.
وتوفي في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة المصلي.
وأبو بكر محمد بن شعيب بن محمد بن المغيرة بن بكر السلمي الجنجروذي من أهل نيسابور ابن عم أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، شيخ قديم للنيسابوريين، سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وسعيد بن يعقوب الطالقاني ومخلد بن مالك وسلمة بن شبيب، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين القطان وأبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وغيرهما.
الجندعي: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر العين المهملة، هذه النسبة إلى جندع وهو بطن من ليث وليث من مضر بن نزار بن معد بن عدنان وقال أبو حاتم بن حبان جدع بن ليث، وقال ابن ماكولا: جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة من ولده أمية الشاعر بن حرثان بن الاسكر بن سربال الموت - وهو عبد الله بن زهرة بن زبينة بن جندع.
وأخوه أبي لاعق الدم.
وابنا أمية كلاب وأبي اللذان هاجرا فقال أبوهما أميه: إذا بكت حمامة بطن وج * على بيضاتها دعوا كلابا فالمنتسب إلى هذه النسبة جماعة كثيرة، منهم عطاء بن يزيد الليثي الجندعي، كنيته أبو زيد، أصله من المدينة سكن الشام، يروي عن أبي أيوب وأبي سعيد وتميم الداري وأبي هريرة رضي الله عنهم، روى عنه سهيل بن أبي صالح والناس، مات سنة خمسين ومائة، وهو ابن ثمانين سنة، وكان مولده سنة خمس وعشرين.
وأبو سعيد المقبري والد سعيد اسمه كيسان هو مولى أم شريك من بني جندع بن ليث، رأى عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، ويروي عن أبي هريرة رضي الله عنهم، عداده في أهل المدينة، مات بالمدينة في إمارة الوليد بن عبد الملك سنة مائة وقيل سنة خمس وتسعين.
وأبو يعلى سلمة بن وردان الجندعي مولى بني ليث، وهو أخو عبد الرحمن، وسلمة، سكن المدينة، وعبد الرحمن مكة، يروي عن سلمة عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه الثوري وابن المبارك
والقعنبي، مات سنة ست وخمسين ومائة، وكان يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديثه وعن غيره من الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، أنه كان كبر وحطمه السن فكان يأتي بالشئ على(2/93)
التوهم حتى خرج من حد الاحتجاج به، وكان يحيى بن معين يقول: سلمة بن وردان ليس بشئ.
الجندفرجي: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة والفاء وسكون الراء وفي آخرها جيم أخرى، هذه النسبة إلى جندفرج، ويقال لها بالعجمية بندفرك، وهي إحدى قرى نيسابور على فرسخ (1) منها، كنت أجتاز بها في توجهي ورجوعي من دوين كان السلطان نازلا بها في توجهه إلى الري وكان بها شيخ من أولاد أبي النضر العتبي فقرأت عليه الحديث بها منها أبو سعيد محمد بن شاذان الاصم الجندفرجي النيسابوري الشيخ الفهم المتقن المقدم، وكان لا يدخل نيسابور إلا في الجمعات، سمع بخراسان قتيبة بن سعيد ويحيى بن موسى البلخي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعلي بن حجر وأبا عمار الحسين بن حريث ومحمد بن رافع وعمرو بن زرارة، وبالري مخلد بن مالك ومحمد بن حميد، وببغداد أحمد بن منيع، وبالبصرة نصر بن علي الجهضمي ومحمد بن بشار بندار، وبالكوفة أبا كريب الهمداني، وبالحجاز عبد الجبار بن العلاء ومحمد بن زنبور المكيين، روى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله بن الاخرم الحافظان وغيرهما، وكان شديد الصمم فإن محمد بن يعقوب بن الاخرم قال: كل ما سمعنا منه بلفظه لان واحدا منا كان لا يقدر على إسماعه.
ومات في سنة ست وثمانين ومائتين.
الجند فرقاني: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة والفاء وسكون الراء والقاف المفتوحة وفي آخرها الالف والنون، هذه النسبة إلى جند فرقان وهي قرية من قرى مرو يقال لها جيفرقان الساعة، منها أصبغ بن علقمة بن علي الحنظلي الجند فرقاني قال أبو زرعة السنجي (2) سمع عكرمة وابن بريدة (3) ونزل قرية جندفرقان.
الجندي سابوري: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفتح السين المهملة بعدها الالف والباء المنقوطة بنقطة بعدها واو وراء مهملة، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد كور الاهواز - وهي خوزستان (4) - يقال لها جنديسابور، وهي مشهورة معروفة، كان بها جماعة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا، منهم حفص بن
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في م وس (فرسخين).
(2) نسخ أخرى (المسيحي).
(3) هكذا في اللباب ومعجم البلدان وهو الصواب.
(4) يريد أن الاهواز هي خوزستان كما تقدم في رسم (الاهوازي).
(*)(2/94)
عمد القناد الجندي سابوري، يروي عن داود بن أبي هند، روى عنه من أهل بلده عبد الله بن رشيد الجندي سابوري.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن رشيد الجندي سابوري من أهل جنديسابور، يروي عن أبي عبيدة مجاعة بن الزبير العتكي الازدي، روى عنه جعفر بن محمد بن حبيب الذارع وأهل الاهواز، وهو مستقيم الحديث.
وأبو عبيد مجاعة بن الزبير من أهل جنديسابور، يروي عن الحسن وابن سيرين وقتادة، روى عنه عبد الله بن رشيد وأهل بلده، مستقيم الحديث عن الثقات.
وأبو الحسن محمد بن نوح بن عبد الله الجندي سابوري، سكن بغداد، وكان ثقة مأمونا، أثنى عليه أبو الحسن الدارقطني، سمع هارون بن إسحاق الهمداني وشعيب بن أيوب الصريفيني والحسن بن عرفة العبدي وعلي بن حرب وموسى بن سفيان الجندي سابوريين وعبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكر الكرماني، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو العباس بن مكرم وعبد الله بن عثمان الصفار وغيرهم، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وأبو منصور أحمد بن مصعب الجندي سابوري يروي عن علي بن حرب الجندي سابوري، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الحافظ.
وأحمد بن محمد بن الفرج
الجندي سابوري، يروي عن علي بن حرب الجندي سابوري روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني أيضا.
الجندي: بفتح الجيم وسكون النون بعدهما دال مهملة، هذه النسبة إلى بلد يقال لها الجند من حدود الترك على طرف سيحون، خرج منها جماعة من المتأخرين القاضي يعقوب بن شيرين (1) الجندي، كان فاضلا شهما من الرجال، وله شعر حسن رائق، قدم علينا بخارا رسولا من خوارزم في سنة ثمان وأربعين، وخرج إلى سمرقند، ولم يتفق لي الاجتماع به.
وكذلك هذه النسبة إلى قوم من جند بناحية القرية الجديدة ببخارا كالتركمانية، منهم أبو نصر أحمد بن الفضل بن موسى المذكر الجندي أحد الائمة، له لسان المعرفة، صحب أبا بكر بن أبي إسحاق الكلاباذي، وكتب الحديث وتلمذ للمفسرين - هكذا ذكره البصيري.
وأما القاسم بن فياض بن عبد الرحمن بن جندة الجندي نسب إلى جده الاعلى، يعد في أهل اليمن، روى عن خلاد بن عبد الرحمن (2)، روى عنه هشام بن يوسف، وقال
__________
(1) سقط من م وموضعه بياض في س واللباب وفي المسودة عن ك (بشر بن) وهو من تحريف الناسخ.
وفي المشتبه المطبوع (سيرين) وفي التوضيح عنه (شرين) وضبطه كذلك في رسمه ومثله في معجم البلدان.
(2) هو خلاد بن عبد الرحمن بن جندة، عم القاسم وسيذكر المؤلف خلادا في رسم (الجندي) بالضم وثم (روى عنه ابن أخيه القاسم بن الفياض).
(*)(2/95)
يحيى بن معين: القاسم بن فياض ضعيف، وهو صنعاني، لقيته هشام بن يوسف.
الجندي: بفتح الجيم والنون وفي آخرها الدال المهملة هذه النسبة إلى جند بلدة من بلاد اليمن مشهورة، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، ومنهم طاوس بن كيسان الجندي إمام أهل اليمن، مات بمكة من التابعين.
ومحمد بن خالد الجندي، قال يحيى بن معين: محمد بن خالد إمام أهل الجند وهو ثقة.
قلت وقد تكلموا فيه، وروى إمامنا الشافعي عنه عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس: لا يزداد الامر إلا شدة.
وأبو عبد الله محمد بن
منصور الجندي من أهل اليمن يروي عن عمرو بن مسلم والوليد بن سليم ووهب بن سليمان.
روى عنه بشر بن الحكم.
وأبو قرة موسى بن طارق الجندي صاحب كتاب السنن.
وأبو سعيد المفضل بن محمد بن إبراهيم بن مفضل بن سعيد بن عامر بن شراحيل الجندي، من أولاد الشعبي، نزل مكة، وحدث بالكثير، وجمع كتابا في فضائل مكة يروي عن علي بن زياد اللحجي وأبي حمة محمد بن يوسف، روى عنه أبو حاتم بن حبان وأبو أحمد بن عدي وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر بن المقرئ وغيرهم، ومات بعد سنة عشر وثلاثمائة.
وأبو محمد صامت بن معاذ الجندي، يروي عن سفيان بن عيينة وكان راويا لابي قرة، روى عنه المفضل بن محمد الجندي.
وعمرو بن مسلم الجندي من أهل اليمن، يروي عن عكرمة، روى عنه زياد بن سعد ومعمر بن راشد وسفيان بن عيينة.
والجند أيضا بطن من المعافر وهو جند بن شهران، والمنسوب إليه شرف بن محمد بن الحكم المعافري ثم الجندي ابن أخي يحيى بن الحكم المعافري، يروي عن خنيس بن عامر، روى عنه العباس بن الوليد الزوفي - قاله ابن يونس.
الجندي: بضم الجيم وسكون النون والدال المهملة، هذه النسبة إلى الجند يعني العسكر، والمشهور منهم عبد الله بن أحمد الفرغاني الجندي.
وأبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور الجندي.
وأبو العباس الجندي الدمشقي قاضي الغوطة ونصر بن يانس الجندي الضرير.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن موسى بن عروة بن الجراح بن علي بن زيد بن بكر بن حريش النهشلي المعروف بابن الجندي، من أهل بغداد، كان قاضي الطيور يعرف طبائع الحمامات ويسأله الناس عنها، روى عن جماعة من المشهورين والمجهولين، حدث عنه أبو مسعود البجلي وأبو ثابت القاضي وأبو الفتح السالار وأبو الحسين بن النقور وغيرهم، ذكره أبو كامل البصيري في المضافات: سمعت أبا مسعود أحمد بن محمد الحافظ يقول لم يقرأ لنا - يعني أبا الحسن بن الجندي - تاريخ أبي معشر مجانا أخذ منا الدراهم، وأنتم تسمعونه مجانا، حدث عن أبي القاسم البغوي وأبو بكر بن أبي داود(2/96)
ويحيى بن محمد بن صاعد وأبي سعيد الحسن بن علي العدوي ويوسف بن يعقوب النيسابوري، روى عنه أبو القاسم الازهري والحسن بن محمد الخلال ومحمد بن علي بن مخلد الوراق ومحمد بن عبد العزيز البردعي وأحمد بن محمد بن أحمد العتيقي وغيرهم، وكان يضعف في روايته ويطعن عليه في مذهبه، وكان يرمى بالتشيع، وقال الازهري حضرت ابن الجندي وهو يقرأ عليه كتاب ديوان الانواع الذي سمعه، فقال لي أبو عبد الله بن الآبنوسي: ليس هذا سماعه وإنما رأى نسخة على ترجمتها اسما يوافق اسمه فادعى ذلك، وكانت ولادته في آخر سنة ست وثلاثمائة، وتوفي في جمادي الآخرة سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
وأبو العباس أحمد بن هارون بن الجندي الغساني قاضي الغوطة قاله ابن ماكولا قال: وابنه أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون هو جد شيخنا أبي الحسن بن أبي الحديد لامه، حدث عنه هو وغيره من الدمشقيين، روى عنه خيثمة وابن جبارة (1).
وأبو الحسن عبد الوهاب بن أحمد بن هارون الدمشقي المعروف بابن الجندي من أهل دمشق، سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وذكره في معجم شيوخه فقال: القاضي أبو الحسين بن الجندي، دمشقي سمعنا منه بمكة في المسجد الحرام، قدم علينا حاجا من دمشق وسمعت منه بمكة ورأيته بدمشق لما دخلتها ولم أسمع منه بها شيئا.
وأما خلاد بن عبد الرحمن بن جندة الصنعاني الجندي ينسب إلى جده الاعلى، كان صدوقا، يروي عن سعيد بن المسيب، حدث عنه ابن أخيه القاسم بن الفياض بن عبد الرحمن بن جندة الجندي ومعمر بن راشد، وقال ما رأيت أحدا بصنعاء إلا وهو يثبج إلا خلاد.
الجنزي: بفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الزاي المكسورة، هذه النسبة إلى جنزة وهي بلدة من بلاد آذربيجان مشهورة من ثغرها، منها إبراهيم بن محمد الجنزي، قال أبو الحسن الدارقطني: كهل كان يكتب معنا الحديث ويتفقه على مذهب الشافعي، وكان
سديدا، وخرج إلى بلده منذ سنين وبلغتني وفاته.
وأبو حفص عمر بن عثمان بن شعيب الجنزي، أديب فاضل متدين حسن السيرة، قرأ الادب على الاديب أبي المظفر الابيوردي ببغداد وهمذان، وسمع السنن لابي عبد الرحمن النسائي عن أبي محمد عبد الرحمن بن
__________
(1) في النسخ (حبان) وكذا وقع في بعض نسخ الاكمال، وفي بعضها (جبارة) وهو الصواب ففي الاكمال 2 / 46 في رسم (جبارة) بالكسر (محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن جعفر بن جبارة،..، حدث عنه القاضي أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون المعروف بابن الجندي الدمشقي).
(*)(2/97)
حميد بن الحسن الدوني: لقيته بسرخس منصرفي من العراق وكتبت عنه بها، ثم بمرو، ثم بنيسابور، وكتبت عنه من شعره مقطعات، وتوفي بمرو في سنة خمسين وخمسمائة.
وأما يزيد بن عمر بن جنزة المدائني الجنزي، نسب إلى جده، من أهل بغداد، حدث عن الربيع بن بدر وعمر بن علي المقدمي، حدث عنه عباس بن محمد الدوري وعيسى بن عبد الله الطيالسي.
الجنوجردي: بضم الجيم والنون (1) وكسر الجيم الاخرى بعد الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى جنوجرد وهي من قرى مرو على خمسة فراسخ منها على طريق سرخس، خرج منها جماعة من القدماء والمتأخرين منهم أبو الحسن سورة بن شداد الجنوجردي، أدرك التابعين، حدث عن أبي يحيى زربي بن عبد الله المؤذن صاحب أنس بن مالك رضي الله عنه وسفيان الثوري وحمزة الزيات وعبد الوهاب بن مجاهد ومالك بن مغول وغيرهم، روى عنه محمد بن مسعدة الرزماجاني وعبد الرحمن بن عبد الحكم (2) وجماعة سواهما وكان أبو العباس المعداني يقول سورة ابن شداد كان يسكن جنوجرد، صحيح الكتب.
وأبو محمد عبدان بن محمد بن عيسى الجنوجردي المروزي اسمه عبد الله وعرف بعبدان الحافظ الزاهد، كان أحد الائمة بخراسان المرجوع إليه في الفتاوي والنوازل المعضلات وهو الذي أظهر مذهب الشافعي بمرو بعد أحمد بن سيار، فإن أحمد بن سيار
حمل كتب الشافعي إلى مرو وأعجب بها الناس فنظر في بعضها عبدان وأراد أن ينسجها فمنعها أحمد بن سيار عنه فباع ضيعة له بجنوجرد وخرج إلى مصر وأدرك الربيع بن سليمان وغيره من أصحاب الشافعي ونسخ كتبه على الوجه وأدرك من الفقهاء والمشايخ ما لم يدرك غيره وحمل عنهم ورحل إلى الشام والعراق وكتب عن أهل مصر ورجع إلى مرو وكان أحمد بن سيار في الاحياء فدخل عليه مسلما ومهنيئا بالقدوم فاعتذر عنه أحمد بن سيار من منع الكتب عنه فقال عبدان: لا تعتذر فإن لك منة علي في ذلك، وذلك أنك لو دفعت إلي الكتب كنت أقتصر على ذلك وما كنت أخرج إلى مصر ولا كنت أدركت أصحاب الشافعي، وفرح بذلك أحمد بن سيار، سمع عبدان بخراسان قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر، وبالعراق إسماعيل بن مسعود الجحدري وأبا موسى محمد بن المثنى وبندارا وأبا كريب، وبالحجاز عبد الله بن محمد الزهري وعبد الجبار بن العلاء وغيرهم، روى عنه عمر بن علك وأبو العباس الدغولي
__________
(1) ص 324 مثله في اللباب.
(2) 325 في معجم البلدان عبد الرحمن عبد الحكم.
(*)(2/98)
وأبو حامد الشرقي وأحمد بن علي الرازي الحافظان وغيرهم، ولد عبدان ليلة عرفة من سنة عشرين ومائتين، ومات ليلة عرفة من سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وعبد الله بن مسعود الجنوجردي له رحلة إلى العراق، سمع يوسف بن إسماعيل وعبيد الله بن موسى هكذا ذكره أبو زرعة السنجي (1) وعمر بن عبد الرحمن الجنوجردي، كان فقيها مناظرا من قرية جنوجرد - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي (1) وأبو عبد الرحمن عبيد الله بن الحسين الجنوجردي، رحل إلى اليمن وسمعبها عن شيوخها سنة أربعمائة، شيخ صالح، وكان يسمع الحديث في كبره إلى أن مات بسمرقند سنة أزبعين أو إحدى وأربعين وأربعمائة، سمع منه عبد العزيز بن محمد النخشبي.
الجنيدي: بضم الجيم وفتح النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها
الدال المهملة، هذه النسبة إلى بعض الاجداد واسمه الجنيد، والمشهور بهذا الانتساب أبو (2) الجنيدي يروي..(2) روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني.
وأبو محمد (3) حيدر بن محمد بن أحمد بن الجنيد البخاري الجنيدي من أهل بخارا، يروي عن حاتم بن أحمد بن محمود الصيرفي البخاري وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وغيرهما، روى عنه أبو سعد الادريسي الحافظ وقال: كتبنا عنه بسمرقند سنة ستين وثلاثمائة وكنا كتبنا عنه ببخارا قبل ذلك سنة 357.
وأبو عبد الله (4) بن الجنيد الاسكاف، كان يتكلم بكلام الجنيد بن محمد البغدادي كثيرا فلقب به.
ومن أولاده يقال له: الجنيدي، وهو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أحمد الجنيد الاسكاف من أهل أصبهان، يروي عن أبي عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي، كتبت عنه أحاديث يسيرة، وكان صحيح السماعات والاصول، وقدم علينا سمرقند سنة ستين وثلاثمائة رسولا لوالي خراسان منصور بن نوح إلى الترك، وقتل في بلاد الترك في تلك السنة.
وأبو نصر الجنيد بن أبي علي محمد بن أحمد بن عيسى الجنيدي الاسفراييني الواعظ الصوفي المقيم بطريثيث، سمع أبا طاهر محمد بن محمد ابن محمش الزيادي وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري وجماعة، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ،
__________
(1) ص 326 في نسخ أخرى (المسيحي).
(2) بياض، ويأتي في رسم (الكشي) أبو زرعة محمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد الكشي الجنيدي الجرجاني..) وهو حافظ معروف لكن لم يذكروا رواية أبي أحمد بن عدي عنه وأبو أحمد أكبر.
(3) مثله في اللباب ووقع في نسخ أخرى (أبو أحمد بن) كذا.
(4) زاد في اللباب (محمد) وانظر ما يأتي.
(*)(2/99)
وقال: سمع ابن محمش والحيري وجماعة من اللفظية الاشعرية.
وأبو بكر محمد بن عبدوس بن أحمد بن الجنيد المقرئ المفسر الواعظ الجنيدي، من أهل نيسابور، كان إماما
فاضلا بالقراءات عالما بمعاني القرآن، سمع الحسين بن الفضل والسري بن خزيمة وأبا عبد الله الفوشنجي وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ وقال: أبو بكر المفسر الواعظ، كان إمام خراسان بلا مدافعة في القراءات ومعاني القرآن، قد كان قرأ على حمدون المقرئ فلما ورد أبو الحسن بن شنبوذ نيسابور قرأ عليه واعتمده في جميع الروايات، وسمع الحسين بن الفضل وكان على مذهبه وجمع كتبه أكثرها سمع منه، وتوفي أبو بكر بن عبدوس في شهر ربيع الاول سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وشهدت جنازته في ميدان الحسين، ورأيت الشيخ أبا بكر بن إسحاق يركض دابته ركضا حتى صلى عليه ثم حملت جنازته إلى شاهنبر.
الجنيقي: بفتح الجيم وكسر النون بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى جنيقا وهو إسم لبعض أجداد أبي القاسم عبيد الله بن عثمان بن يحيى الجنيقي الدقاق المعروف بابن جنيقا، كان صحيح الكتاب كثير السماع ثبت الرواية ثقة مأمونا صدوقا فاضلا حسن الخلق، سمع أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي والحسين بن محمد بن سعيد المطبقي ومن بعدهما، روى عنه العتيقي والازهري ومحمد بن علي بن العلاف، وكان أكثر سماعه مع أبي الحسن بن الفرات لاخوة كانت بينهما، وكانت ولادته سنة ثماني عشرة وثلاثمائة ومات في سلخ رجب سنة تسعين وثلاثمائة.
الجني: بكسر الجيم وتشديد النون، هذه النسبة إلى الجن، المشهور بهذا الانتساب عبد السلام بن عمر الجني البصري الفقيه، روى عن مالك بن أنس وغيره.
وأبو يوسف الجني راوية المفضل بن محمد الضبي.
روى عن المفضل، روى عنه أبو عربان السلمي عبد الرحمن بن عبد الاعلى شيخ لابن عليل.
وبغير الالف واللام أبو الفتح عثمان بن جني النحوي المدقق المصنف، قال ابن ماكولا: كان نحويا حاذقا مجودا وله شعر بارد، سمع جماعة من المواصلة والبغداديين، وحكي لي إسماعيل بن المؤمل النحوي أن أبا الفتح كان يذكر أن أباه كان فاضلا بالرومية.
وأبنه أبو سعد عالي بن عثمان بن جني أدركته بصيدا
وسمعت منه، وكان قد سمع مسند أبي يعلى الموصلي من المرحي وسمع ببغداد من عيسى بن علي - قاله ابن ماكولا.
وذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وقال: عثمان بن جني أبو الفتح الموصلي النحوي، له كتب مصنفة في علوم النحو أبدع فيها وأحسن، منها التلقين، واللمع، والتعاقب في العربية، وشرح القوافي، والمذكر والمؤنث، وسر(2/100)
الصناعة، والخصائص، وغير ذلك، وكان يقول الشعر ويجيد نظمه، وأبوه جني كان عبدا روميا مملوكا لسليمان بن فهد بن أحمد الازدي الموصلي، وسكن أبو الفتح بن جني بغداد، ودرس بها العلم إلى أن مات بها في صفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن الحسن بن الحسين وهو ابن أبي الجن بن علي بن محمد بن علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الحسيني (1) الجني، إنما قيل له الجني لانه عرف بابن أبي الجن، المشهور بالشريف النسيب، من أهل دمشق، كان سيدا شريفا محتشما جليل القدر سنيا حسن السيرة مرضي الامر ممدوحا بكل لسان، خرج له الامام أبو بكر الخطيب الحافظ الفوائد، وعمر حتى حدث بها وبغيرها، سمع أبا علي الحسن بن علي بن إبراهيم الاهوازي - وقرأ عليه القرآن - وأبا الحسين محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي وأبا الحسن رشأ بن نظيف بن ما شاء الله المقرئ، وأبا عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني بدمشق وأبا الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه بأيلة وأبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي وكريمة بنت أحمد بن محمد بن (2) حاتم المروزية بمكة وغيرهم، وأول سماعه الحديث في سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وأربعمائة، روى لنا عنه أبو البركات الخضر بن شبل الحارثي وأبو الحسين هبة الله بن الحسين الامين بدمشق، وأخوه أبو القاسم علي بن الحسن هبة الله الحافظ بنيسابور، وأبو المعالي عبد الله بن عبد الرحمن السلمي ببغداد، وأبو القاسم وهب بن
سلمان (3) السلمي بالمزة، وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي التميمي ببيت لهيا، وجماعة كثيرة سواهم، وتوفي في الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وخمسمائة بدمشق (4).
__________
(1) من ك وهو صحيح راجع التعليق على الاكمال 2 / 96.
(2) من ك وهو صحيح.
(3) في نسخ أخرى (سليمان) وكذا في م في رسم (المزي) وينظر في غيرها.
(4) راجع للمزيد التعليق على الاكمال 2 / 131 - 232.
(الجني) ذكره التوضيح قال: (والجني بفتح الجيم أبو محمد عبد الله بن يوسف الجني، حكى عن الشيخ أبي الفضل العباس بن أحمد الغذامسي وغيره من العباد بالمنتسنين (كذا) كان في حدود الخمسين وثلاثمائة).
(*)(2/101)
باب الجيم والواو الجوادي: بفتح الجيم والواو المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى جواد وهو بطن من حضرموت: خبيئة وجواد ابنا أثير بن جواد بن وديعة بن سلخب الاكبر من حضرموت، ذكر ذلك ابن حبيب في نسب حضرموت (1).
الجواربي: بفتح الجيم والواو وكسر الراء وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الجوارب وعملها، والمشهور بالانتساب إليها أبو بكر محمد بن صالح بن خلف بن داود بن سعيد (2) بن عبد الله الجواربي، من أهل بغداد حدث عن عمرو بن علي الفلاس وحميد بن زنجويه والحسين بن علي بن الاسود وأبي الاشعث أحمد بن المقدام، روى عنه محمد بن المظفر وأبو الحسن الدارقطني وغيرهما، وكان صدوقا: ومات سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة (2).
وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله بن عمر الجواربي الواسطي من أهل واسط، ورد بغداد وحدث بها عن يزيد بن هارون وأبي أحمد الزبيري وإسحاق بن منصور وجعفر بن جسر بن فرقد وخالد بن مخلد وموسى بن إسماعيل الجبلي وعبد الرحمن بن
عبد الملك الحزامي، روى عنه محمد بن محمد بن الباغندي وأحمد بن محمد بن أبي شيبة وأحمد بن عبد الله النيري والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي، وكان ثقة، ورجع إلى واسط من بغداد ومات بها في جمادي الآخرة سنة خمس وخمسين ومائتين.
وابن أخيه أحمد بن محمد بن أحمد الجواربي، الواسطي، يروي عن عمه، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
والفضل بن خلف بن داود بن سعيد بن عبد الله الجواربي، حدث عن عاصم بن علي الواسطي وموسى بن إبراهيم المروزي، روى عنه ابن أخيه محمد بن صالح بن خلف الجواربي.
وأبو زكريا يحيى بن عطاء الجواربي الواسطي، سكن أصبهان،
__________
(1) (الجوادي) في التبصير بعد ذكر (الجوادي) بالتشديد ما لفظه (وبتخفيف الواو يونس الجوادي نسب إلى والده الملك الجواد بن العادل) كذا.
(2 - 2) في الاستذكار مع ذكر محمد بن صالح بن خلف وغيره ممن ذكر هنا (ومحمد بن خلف الجواربي حدث عن معاوية بن هشام حدث عنه القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي) وفي المشتبه (ومحمد بن خلف الجواربي شيخ للمحاملي) فقال صاحب التوضيح (فهو عندي محمد بن صالح بن خلف) قال المعلمي مات محمد بن صالح سنة 321 قبل المحاملي بتسع سنوات مع أن المحاملي أكبر سنا، دع هذا فمعاوية بن هشام توفي سنة 204.
(*)(2/102)
أملى سنة ثمان وتسعين ومائتين، وقال رأيت دينار النوبي بالبصرة يوم الجمعة بعد الصلاة مفلفل الرأس واللحية، وقد اجتمع إليه خلق من الناس منذ ستين سنة، فقلت من هذا ؟ قالوا: هذا دينار النوبي، فسمعته يقول خدمت أنس بن مالك رضي الله عنه فسألته هل سألت النبي صلى الله عليه وسلم كيف الصلاة عليك تامة ؟ قال: بلى - وذكر الحديث، روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سياه الاصبهاني - هكذا ذكره أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وذكره عن ابن سياه.
وأحمد بن يحيى بن الجواربي البغدادي نزيل سامرا، يروي عن محمد بن الحسين البرجلاني، سمعت منه مع أبي وهو صدوق (1).
الجواز: بفتح الجيم وتشديد الواو وبعدهما الالف وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى عد الجوز فيما أظن، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن إسحاق الجواز الطوسي سمع بخراسان إسحاق بن راهويه، وبالعراق يحيى بن أكثم، وبالحجاز محمد بن أبي عمر العدني، وجمع المسند، وهو من الثقات، روى عنه أبو النضر الفقيه ومحمد بن صالح بن هانئ وغيرهما.
ومحمد بن منصور بن ثابت بن خالد الجواز المكي، شيخ ثقة من أهل مكة، يروي عن سفيان بن عيينة وأبي سعيد عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي وأبو يحيى الساجي وأبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم، وأبو حاتم الرازي.
الجوال: بفتح الجيم والواو المشددة بعدهما الالف وفي آخرها اللام، هذه النسبة لجماعة من مشاهير المحدثين أكثروا الرحلة والجولان في البلاد فاشتهروا بهذا الاسم منهم أبو العباس أحمد بن محمد بن رميح النسوي الجوال، كان سافر الكثير وجمع الجموع، وحدث بخراسان والعراق وجرجان، أكثر عن أهل الشام ومصر، وحدث عن أبي العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وطبقته، وقد تكلموا فيه.
وقال حمزة بن يوسف السهمي سألت أبا زرعة الكشي عنه فقال: ضعيف.
وأبو إسحاق إسماعيل بن زيد الجوال الجرجاني، كان صاحب حديث كتاب جوال، يروي عن حرملة بن يحيى كتب الشافعي رحمه الله، وروى عن أحمد بن يونس ويوسف بن عدي وسليمان بن داود وجماعة سواهم، روى عنه محمد بن إبراهيم بن عبد الله الباقلاني وأبو عمران إبراهيم بن هانئ وغيرهما، نقل
__________
(1) ومحمد بن خلف الجواربي ذكره ابن نقطة كما قدمته.
وفي التوضيح (ومن هذه النسبة أيضا أبو بكر أحمد بن محمد الجواربي، حدث عن الربيع بن سليمان وأنه سمعه يقول: كل ما ورد في علم الشافعي: أنا الثقة - فإنما يعني مالك بن أنس).
(*)(2/103)
عنه أنه كان يكتب في ليلة واحدة سبعين ورقة بخط دقيق.
وأبو جعفر أحمد بن عيسى بن
ماهان الرازي يعرف بالجوال، قدم أصبهان سنة تسع وثمانين ومائتين، وكان يروي عن عبد العزيز بن يحيى المدني وهشام بن عمار ومحمد بن مصفي، تكلموا فيه وفي رواياته، روى عنه محمد بن الفضل بن الخصيب الاصبهاني.
الجوالقي: بضم الجيم والواو المفتوحة واللام المكسورة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الجوالق وقد ينسب إليه بزيادة الياء أيضا، وهذه النسبة أصح، وكلاهما إلى شئ واحد وهو عمل الجوالق أو بيعه، والمشهور بهذه النسبة أبو عصمة أحمد بن محمد بن عمر بن سعيد الجوالقي البخاري من أهل بخارا، يروي عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث وأبي نصر أحمد بن أبي سهيل وعبد الله بن بكر بن أبان وغيرهم، روى عنه غنجار الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
الجواليقي: بفتح الجيم والواو وكسر اللام بعد الالف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الجواليق وهي جمع جوالق، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها كان يبيعها أو يعملها، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد الجواليقي العسكري المعروف بعبدان من أهل عسكر مكرم، كان أحد أئمة الحديث وممن رحل في جمعه وتعب في طلبه، وكان من الحفاظ الاثبات، جمع المشايخ والابواب، وحدث عن هدبة بن خالد وكامل بن طلحة وأبي الربيع الزهراني وأبي بكر بن أبي شيبة وزيد بن الحريش وهشام بن عمار وغيرهم، روى عنه جماعة من الغرباء مثل يحيى بن صاعد وأبي عبد الله بن المحاملي وأبي عمرو بن حمدان وأبي العباس بن ميكال وأبي بكر بن المقرئ وأبي حاتم بن حبان البستي وسليمان بن أحمد الطبراني وأبي الشيخ الاصبهاني وإسماعيل بن محمد الصفار وأبي علي الحافظ النيسابوري وأبي أحمد بن عدي الحافظ، وكان عبدان يحفظ مائة ألف حديث وكان يقول دخلت البصرة ثمان عشرة مرة من أجل حديث أيوب السختياني، كلما ذكر لي حديث دخلت إليها بتحققه، وكانت ولادته سنة عشر ومائتين، ووفاته في آخر ذي الحجة سنة ست وثلاثمائة بعسكر مكرم.
وأبو عبد الله
الحسين بن الحسن بن أحمد بن محمد الجواليقي المعروف بابن العريف من أهل بغداد، حدث عن محمد بن مخلد ومحمد بن يحيى الصولي وأبي عمرو بن السماك وجعفر الخلدي، ذكره أبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: كتبنا عنه، وكان شيخا فقيرا يسأل الناس في الطرقات فلقيناه ناحية سوق باب الشام ودفع إليه بعض أصحابنا شيئا من الفضة، وقرأت عليه أوراقا من كتاب لبعض أصحابنا كان كتبه عنه وذلك في سنة ثمان وأربعمائة.
وأبو عبد الله(2/104)
أحمد بن عبد الله بن الحسين الجواليقي الواسطي، قدم بغداد وحدث بها عن الحسين بن محمد بن عبادة الواسطي، روى عنه أحمد بن محمد العتيقي.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله (1) الجواليقي الكوفي، سمع أبا بكر أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمزة العطشي (2) وغيره مات في حدود سنة أربعمائة أو قبلها إن شاء الله.
وأبو طاهر أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن بن الجواليقي والد شيخنا أبي منصور كان شيخا صالحا سديدا.
وابنه الامام أبو منصور موهوب بن أبي طاهر الجواليقي من أهل بغداد، كان من مفاخر بغداد بل العراق، وكان متدينا ثقة ورعا غزير الفضل وافر العقل مليح الخط كثير الضبط، قرأ الادب على أبي زكريا التبريزي والقاضي أبي الفرج البصري وتلمذ لهما وبرع في اللغة وصنف التصانيف وانتشر ذكره وشاع في الآفاق، وقرأ عليه أكثر فضلاء بغداد، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الانباري وأبا الفوارس طراد بن محمد الزيني ومن بعدهم، سمعت منه الكثير وقرأت عليه الكتب مثل غريب الحديث لابي عبيد وأمالى الصولي وغيرها من الاجزاء المنثورة، كانت ولادته في سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الاحد الخامس عشر من المحرم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ودفن من يومه بباب حرب وصلى عليه قاضي القضاة الزينبي.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن علي بن محمد الجواليقي مولى بني تميم من أهل الكوفة، سمع إبراهيم بن أبي العزائم وجعر بن محمد الاحمسي وإبراهيم بن أبي حصين ومحمد بن العباس
العصمي الهروي وخلقا من هذه الطبقة، وقدم بغداد في حدود سنة عشر وأربعمائة، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في تاريخ بغداد وقال: حدث بها وكتب عنه بعض أصحابنا ولم يقدر لي لقاؤه ولكنه كتب إلي إجازة لجميع حديثه من الكوفة، وكان ثقة، وبلغنا أنه توفي بمصر في سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن علان بن شعيب الجواليقي يعرف بهريسة، من أهل بغداد، حدث عن موسى بن إسحاق الانصاري ومحمد بن يونس الكديمي ويحيى بن عبد الباقي الاذني، روى عنه أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن البقال وأبو عمرو عثمان بن جعفر بن محمد بن الحسين بن عبد القادر الجواليقي من أهل بغداد، حدث عن عبد الله بن إسحاق المدائني وأبي بكر محمد بن محمد بن الباغندي وأبي القاسم البغوي
__________
(1) سيأتي فيما بعد (وأبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن علي بن محمد الجواليقي مولى بني تميم من أهل الكوفة) لا أدرى أتبين للمؤلف أنه غير هذا أم استبعد ذلك لما يأتي في قضية الوفاة ؟ (2) يأتي في رسمه وتحرفت الكلمة هنا في ك، وزاد في رسم (العطشى) (وذكر أنه سمع (منه) بالكوفة في صفر سنة 459 عند مرجعه من الحج) وكلمة (منه) ثابتة في اللباب وفي ترجمة العطشى من تاريخ بغداد ج 4 رقم 1950.
(*)(2/105)
وأبي بكر بن أبي داود وأبي بكر بن دريد الازدي، روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي وأبو الحسن العتيقي وأحمد بن علي بن التوزي وأبو طالب محمد بن علي بن العشاري، وكان ثقة، مات بعد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فإنه حدث في هذه السنة.
الجوانكاني: بفتح الجيم أو ضمها والواو بعدهما الالف ثم النون والكاف المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوان كان وهي من قرى جرجان، منها أبو سعد (1) عبد الرحمن بن الحسين بن إسحاق الجوانكاني الجرجاني، يروي عن عبد الرحمن بن الوليد، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وقال: لم يكن بذاك.
الجواني: بضم الجيم والواو المفتوحة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوان، وهو اسم رجل، وهو خلف بن الحسن بن جوان الواسطي الجواني، نسبة إلى
جده يروي عن محمد بن حسان البرجواني وغيره (2) حدث عنه أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد ومن بعده.
ومحمد بن شعبة بن جوان الجواني، وقيل إنه محمد بن جوان بن شعبة الجواني، من أهل بغداد، كان من الفضلاء، له مسند حسن، روى عنه القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي فقال: محمد بن شعبة بن جوان، وروى عنه إبراهيم بن حماد فقال: محمد بن جوان بن شعبة والله أعلم (3).
الجوباري: بضم الجيم وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مواضع، منها إلى جوبار وهي قرية من قرى مرو، منها أبو محمد عبد الرحمن بن الجوباري البوينجي (4) المعروف بجويبار بوينك روى لنا " شرف أصحاب الحديث " لابي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب عن أبي محمد عبد الله بن أحمد بن السمرقندي الحافظ، عن المصنف، سمعت منه في البلد ولقيته بجوبار، وتوفي بعد سنة ثلاثين وخمسمائة.
ومن
__________
(1) مثله في اللباب ومعحم البلدان ووقع في م وس وتاريخ جرجان رقم 414 " أبو سعيد ".
(2) مثله في اللباب والاكمال رسم (جوان) فتستدرك هذه النسبة البرجواني وموضعها قبل (البرجوني) استدركته رقم 229 ج 2 ص 138.
(3) (الجواني) في معجم البلدان " الجوانية بالفتح وتشديد ثانيه وكسر النون وياء مشددة موضع أو قرية قرب المدينة إليها ينسب بنو الجواني العلويون منهم أسعد بن عليم، يعرف بالنحوي، كان بمصر، وابنه محمد بن أسعد النسابة - ذكرتهما في الادباء " قال المعلمي لمحمد بن أسعد ترجمة في لسان الميزان ج 5 رقم 246 ووقع هناك تحريف في نسبته والصواب (الجواني) وهو المشهور.
(4) هكذا في اللباب ورسم (جوبار) من معجم البلدان ويشهد له ما تقدم في رسم (البوينجي) ووقع في نسخ " التوينجي " وتقدم ما وقع في رسم جويبار من معجم البلدان.
(*)(2/106)
القدماء أبو محمد الشاه بن إبراهيم الجوباري المروزي من قرية جوبار سمع عبد الله بن حماد هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وجوبار من قرى هراة منها أحمد بن عبد الله الجوباري الهروي
الشيباني من جوبار هراة (1) يعرف بستوق، كان دجالا كذابا أفاكا، لا يحتج بحديثه، حدث عن جرير بن عبد الحميد والفضل بن موسى السيناني وغيرهما بأحاديث وضعها عليهم، وهو من مشاهير الوضاعين.
وجوبار أظن أنه قرية بجرجان، والمنتسب إليه (2) طلحة بن أبي طلحة الجرجاني الجوباري، يروي عن يحيى بن يحيى، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي الامام.
وجوبارة محلة معروفة بأصبهان، كان يسكنها جماعة من مشايخنا مثل الامام أبي منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذه الجوباري، روى لنا عن جماعة من أصحاب أبي عبد الله بن منده الحافظ، وكانت ولادته سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، توفي في شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
وأبو المطهر عبد المنعم بن أبي نصر أحمد بن يعقوب بن أحمد بن علي السامكاني الاصبهاني الجوباري، روى لنا عن جده من قبل الام أبي طاهر أحمد بن محمود الثقفي، سمعت منه جزءين من فوائد أبي بكر بن المقري.
وأبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بن كوتاه (3) الجوباري الحافظ، روى عن أصحاب أبي بكر بن مردويه وكان حافظا متقنا متفننا ورعا وكتبت عنه مجلسا من إملائه في داره بجوبارة، وقرأت عليه جزءين.
ومن المتقدمين أبو بكر محمد بن أحمد بن علي السمسار الجوباري سمع أبا إسحاق بن خرشيد قوله، روى لنا عنه جماعة.
والرئيس أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد بن أحمد بن محمود الجوباري (في النسخة: الجوهري) الثقفي، حدث عن أبي الحسين بن بشران وهلال بن محمد الحفار وأبي عبد الرحمن السلمي وطبقتهم، روى لنا عنه جماعة بخراسان والعراق، وتوفي سنة نيف وثمانين وأربعمائة.
ومن القدماء أبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن صالح بن المنذر الجوباري الاصبهاني من محلة جوبارة، يروي عن أهل بلده والبغداديين، وكان عباد الله
__________
(1) يأتي في رسم الجويباري أن جوبيار من قرى هراة وذكر هذا الرجل وقال فيه " الجويباري " ويظهر من هذا أنه يقال للقرية التي بهراة (جوبار) و (جويبار) وكلاهما بضم الجيم، والواو في الاولى ساكنة اتفاقا، فأما في الثانية فلم يتعرض لها في رسم (الجويباري) من نسخ الانساب التي عندنا بل نص على سكون التحتية، لكن في اللباب
" وسكون الواو والياء المعجمة باثنتين من تحتها وفتح الباء الموحدة..." وظاهر هذا سكون الواو والتحتية معا ومثله كثير في العجمية.
(2) كذا وفي نسخ أخرى " إليها " وهو أوضح.
(3) كذا، وفي النزهة أن (كوتاه) لقب لوالد أبي مسعود فعليه ينبغي إثبات ألف (ابن) هاهنا وبني الذهني في تذكرة الحفاظ رقم 1089 على أن كوتاه لقب لابي مسعود نفسه.
(*)(2/107)
الصالحين، سمع الحسن بن الجهم بن جبلة وأبا محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة وغيرهما، روى نسخة عن أبيه عن محمد بن نصر الكرماني عن حسان بن إبراهيم الكرماني، روى عنه محمد بن علي بن محمد بن شبويه الاصبهاني شيخ أبي بكر بن مردويه.
الجوباني: بضم الجيم وفتح الباء الموحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوبان وهي قرية بمرو من أعالي البلد يقال لها كوبان عند صربخ (1) خرج منها جماعة، منهم أبو عبد الله محمد بن محمد بن أبي ذر الجوباني السلامتي (2) من أهل مرو كان شيخا صالحا كثير العبادة والخير تاليا للقرآن مكثرا من الحديث، سمع السيد أبا القاسم علي بن موسى بن إسحاق الموسوي والوزير أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي وأبا القاسم يحيى بن علي الكشميهني والسيد أبا القاسم علي بن أبي يعلي الدبوسي وجماعة سواهم، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربعمائة، ووفاته في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
ومن القدماء أبو محمد شاه بن إبراهيم الجوباني.
وأحمد بن موسى الجوباني - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه.
وعبس بن عقار الجوباني يروي عن إبراهيم بن ميمون الصائغ والربيع بن أنس.
الجوبري: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قرية من قرى دمشق يقال لها جوبر، والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله عبد الوهاب بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب الاشجعي الدمشقي ثم الجوبري، حدث عن
شعيب بن إسحاق ومروان بن معاوية الفزاري، روى عنه أبو داود السجستاني وأبو الدحداح الدمشقي وغيرهما.
وأحمد بن عبد الله بن يزيد العقيلي الجوبري حدث عن صفوان بن صالح روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو جعفر اليقطيني البغدادي.
وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبري الدمشقي يروي عن أبي بكر يحيى بن عبد الله بن الحارث العبدري روى عنه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي (3).
__________
(1) كذا يظهر من ك والكلمة في نسخ أخرى مشتبهة كأنها " جريج " والله أعلم.
(2) مثله في التوضيح ووقع في نسخ أخرى " السلاماني ".
(3) في اللباب " فاته النسبة إلى جوبر نيسابور وهي من قراها، منها محمد بن علي بن محمد بن إسحاق الجوبري يروي عن حمزة بن عبد العزيز القرشي، روى عنه أبو سعد بن أبي طاهر المؤذن " وذكره أبو موسى المديني في زياداته على =(2/108)
الجوبقي: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الجوبق وهو موضع بنسف، وظني أنه شبه خان يجتمع فيه الناس، والمشهور بهذه النسبة أبو تراب إسماعيل بن طاهر بن يوسف بن عمرو بن معبد بن صاحب بن المنذر بن كار بن رمح ويقال ابن زخ الجوبقي النسفي من أهل نسف، كان حافظا فاضلا مكثرا من الحديث، سمع وكتب بخطه الكثير، يروي عن أبي إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن الحسن الكناني وأبي الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن خلف الخضري وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغنجار وغيرهم، روى عنه أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي وأبو العباس جعفر بن محمد المستغفري وتوفي في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة إن شاء الله فإن الحسن سمع منه في ذي الحجة سنة سبع وعشرين.
وأبو نصر أحمد بن علي بن طاهر الجوبقي الاديب الشاعر من أهل نسف وكان يلقب بأبي حامدات، رحل إلى العراق بعد سنة عشرين وثلاثمائة واستكثر من
شيوخ العراق وخرسان، ودرس الفقه على أبي إسحاق المروزي، وعلق عنه شرح كتاب المزني، ثم رجع إلى نسف وأقام بها سنين، ثم أعاد الرحلة وخرج حاجا في سنة تسع وثلاثين وحج ومات في البادية منصرفا من الحج في سنة أربعين وثلاثمائة.
وأبو إبراهيم بن أحمد بن علي بن طاهر الجوبقي، من أهل نسف، أبا الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة وأبا نصر الليث بن نصر الكاجري وأبا الفضل العباس بن الفضل بن معاذ وأبا سهل هارون بن أحمد الاستراباذي وغيرهم، روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ، مات في صفر سنة عشر وأربعمائة.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن حسان بن علي بن عفير بن شعيب الجوبقي، من أهل نسف، سمع أبا اليسر عبد المتعالي بن عبد المنان وأبا الفضل العباس بن الفضل بن معاذ وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة وأبا نصر الليث بن نصر الكاجري النسفيين، روى عنه أبو العباس المستغفري، ومات في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
الجوبقي: بضم الجيم والباقي مثل الاول، هذه النسبة إلى موضع بمرو يباع فيه الخضر والفواكه، ومن ثم يحمل إلى دكاكين البقوليين وأصحاب الفواكه، يقال لهذا الموضع جوبه فعرب وقيل جوبق، وبنيسابور يقال للخان الصغير المشتمل على بيوت تكتري: جوبق، وظني أن بنسف موضعا يقال له: جوبق، انتسب إليها جماعة منهم أبو بكر تميم بن
__________
= الانساب المتفقة لابن طاهر ص 185 قال: " محمد بن علي الجوبري، روى لنا عنه زاهر بن طاهر الشحامي، وذكر أنه من قرية بنيسابور " وراجع التعليق على الاكمال 2 / 245 - 246.
(*)(2/109)
علي بن الجوبقي، شيخ صالح سديد، سمع أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق الاديب المحتاجي وغيره، سمعت منه أحاديث قبل خروجي إلى الرحلة (1) وبعد الانصراف عنها، وكانت وفاته في (1)..ومن القدماء أبو حاتم أحمد بن محمد بن أيوب بن سليمان بن الجوبقي الفامي، من أهل نيسابور، سمع أبا عمرو أحمد بن نصر (2) وجعفر بن أحمد الحافظ وعبد الله بن شيرويه وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في
التاريخ وقال: أبو حاتم الجوبقي توفي سنة خمسين وثلاثمائة.
وأبو تراب إسماعيل بن طاهر بن يوسف بن عمرو بن معبد بن صاحب بن منذر بن كار بن رج النسفي، الجوبقي سمع أبا الفضل أحمد بن علي السليماني الحافظ وأبا العباس جعفر بن محمد المستغفري الحافظ وطبقتهم وكان ممن يفهم الحديث - ذكره المستغفري في تاريخه لنسف، وسمع منه أيضا أبو محمد عبد العزيز بن محمد النحشبي وذكره في معجم شيوخه، وقال: أبو تراب الجوبقي كان كتب الكثير عن شيوخ بخارا وسمرقند، يتعاطى حفظ الحديث، كان يسرق كتب الناس ويقطع ظهور الاجزاء التي فيها السماع لم ينتفع بعلمه، مات بعدما رجعت من السفر يوم الثلاثاء الثاني من شعبان سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
الجوبينا باذي: بضم الجيم والباء المكسورة المنقوطة بواحدة بعد الواو، بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وبعدها النون ثم باء منقوطة بواحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى جوبين اباذ، وهي قرية ببلخ، والناس يقولونها الساعة جوبناباذ (3)، وبعضهم يقول بالميم وذكرها عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ كما ذكرناها، والمشهور بالنسبة إلى هذه القرية أبو عبد الله محمد بن أبي محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن الحسين بن حم بن موسى بن عفان التميمي الجوبينا باذي، قال وجوبين اباذ قرية من قرى بلخ، سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن حمدان بن يوسف السجزي، شيخ لا بأس به فيما أعلم - ذكره النخشبي في معجم شيوخه وسمع منه الحديث.
الجوبي: بفتح الجيم وسكون الواو وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى جوب
__________
(1) بياض، وفي معجم البلدان " سمع منه أبو سعد (السمعاني) بمرو، وقال: مات يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة 505 (كذا) ذكره في التحبير " قال المعلمي رقم (505) غلط فإن أبا سعد إنما ولد في السنة التي بعدها، وقد نص هنا على أنه سمع منه قبل الرحلة وبعدها، وإنما رجع أبو سعد من رحلته سنة 538 أو نحوها - راجع مقدمتي للانساب ص 16، فلعل الصواب (550).
(2) مثله في اللباب ووقع في معجم البلدان " أبا نصر عمرو بن أحمد بن نصر ".
(3) شكلت في أجود مخطوطتي اللباب بضم فسكون ففتح.
(*)(2/110)
وهو بطن من همدان، قال ابن حبيب: في همدان جوب بن شهاب بن معاوية (1) بن دومان بن بكيل بن جشم.
وقال أحمد بن الحباب في نسب همدان: جوب والفائش ابنا شهاب بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان (2).
(3).
الجوتي: بضم الجيم وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة بعضهم ذكر بغير الالف واللام وقال هو اسم يشبه النسبة وبعضهم ذكرها بالالف واللام فهو إسحاق بن إبراهيم بن الجوتي من أهل صنعاء، يروي عن عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري حدث عنه أبو زيد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخباز.
وابنه محمد بن إبراهيم بن جوتي الصنعاني، يروي عن أبيه أيضا، روى عنه محمد بن إسماعيل الفارسي شيخ الدارقطني وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الجوخاني: بضم الجيم وسكون الواو وفتح الخاء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوخان، وهي لغة أهل البصرة ويقال للموضع الذي يجمع فيه التمر إذا جني من النخلة: جوخان، وهي كالكدس للحبوب (4)، والمنتسب إليها أبو بكر محمد بن عبيدالله بن إبراهيم الجوخاني، سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وإسماعيل بن منصور الشيعي وأبا بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي وأبا بكر محمد بن القاسم بن بشار
__________
(1) مثله في كتاب ابن حبيب والايناس ونسخ الاكمال الخطية ووقع في المطبوع 2 / 574 في السطر الثاني " جوب بن شهاب بن مالك بن معاوية " وقوله: " بن مالك " مزيد هناك خطأ إنما ثبت في قول ابن الحباب المذكور عقبه هنا وفي الاكمال.
والذي في إكليل الهمداني موافق لقول ابن الحباب.
(2) في الاكليل 10 / 120 ذكر الفائس هذا وقال: " الفائش الاكبر وهم فائش خمر.." وذكر آخرين أحدهما في ص 97 - 98 الفائش بن خرجة بن أسلم بن عليان بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد " وحاشد أخو بكيل.
والثاني ذكره في ص 103 " الفائش بن الجابر (واسمه جبر) بن عبد الله بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد " وهذا
الاخير مذكور في رسم (الفائش) من اللباب.
(3) (الجوبي) استدركه اللباب وقال: " بضم الجيم وسكون الواو وفي آخرها باء موحدة وهي نسبة إلى جوب الكردي وهم قبيل كثير الخلق وفيه فضلاء وزهاد، منهم أبو عبد الله محمد بن علي بن مهران الجوبي الفقيه الزاهد أخذ الفقه عن الكيا الهراسي وتزهد وظهر له كرامات وآثار عظيمة، وتوفي بديار بكر سنة نيف وأربعين وخمسمائة، وله أصحاب كثيرون.
وغيره من العلماء " وراجع التعليق على الاكمال 2 / 227.
(4) ذكر حمزة في تاريخ جرجان 463 و 464 - 465 " الجوجاني " و (جوخان) وأنه مجمع التمر كالكريب للحبوب " ولم يبين وله الجيم ولا سمى رجلا ينسب إلى ذلك، ورسم الامير في الاكمال رسما وقع في بعض النسخ (الجوخاني) بالنون وفي بعضها (الجوخائي) بالهمزة وقال إنه بضم الجيم وأنه نسبة إلى جوخا وذكر الرجل الآتي أبا بكر محمد بن عبيدالله.
(*)(2/111)
الانباري، حدث عنه أبو الحسن علي بن عمر بن بلال بن عبدان البصري الدقاق.
الجوداني: بضم الجيم وسكون الواو وفتح الدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جودان وهو إسم رجل، والمشهور بهذه النسبة أبو مالك عبد الله بن جودان الجوداني، حدث عن جرير بن حازم، روى عنه محمد بن غالب التمتام (1).
وجودان قبيلة من الجهاضم نزلت البصرة منها أبو مالك عبد الله بن إسماعيل بن عثمان البصري الجهضمي الجوداني من أهل البصرة، روى عن شعبة وجرير بن حازم وحماد بن سلمة وعبد العزيز بن مسلم وأبي عوانة الوضاح وعمرو بن مرزوق وعباد بن عباد ومحمد بن أبي عيينة - وأبيه - هكذا ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب الجرح والتعديل وقال: الجوداني قبيلة من الجهاضم ثم قال: كتب عنه أبي قديما أيام الانصاري، ولم يحدثني عنه وقال: هو لين.
روى عنه إسحاق بن سيار النصيبي.
الجوذابي: بضم الجيم وسكون الواو وفتح الذال المعجمة وفي آخرها الباء الموحدة بعد الالف، هذا لقب أبي الحسين محمد بن سليمان البصري الجوذابي يعرف بجوذاب، من
أهل البصرة، نزل بغداد وحدث بها عن أبيه وأبي العيناء محمد بن القاسم ومحمد بن يزيد المبرد وأبي العباس ثعلب والحارث بن أبي أسامة، وكان أديبا شاعرا، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأحمد بن عبيدالله الكلواذاني والحسن بن الحسين النوبختي (2).
الجوذقاني: بفتح الجيم والذال المعجمة والقاف قبلهما الواو وبعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوذقان وهي قرية من قرى باخرز من نواحي نيسابور، منها إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الجوذقاني الباخرزي، كان أحد الفضلاء المبرزين وهو حسن السيرة كثير العبادة نظيف، له رباعيات سائرة بالفارسية، وكانت بيني وبينه صداقة أكيدة واجتماع، لقيته بنيسابور ثم بمرو، وكتبت عنه أقطاعا من الشعر، وكانت ولادته في سنة
__________
(1) أخذ أبو سعد العبارة المتقدمة من الاكمال في رسم (الجوداني) وأخذ العبارة الآتية من مصدر آخر مع أن جودان المذكور أولا هو أبو القبيلة الآتية وعبد الله بن جودان المذكور أولا هو عبد الله بن إسماعيل بن عثمان الآتي وإنما نسبه بعضهم إلى الجد الاعلى أبي القبيلة فقال عبد الله بن جودان، نبه على ذلك صاحب اللباب وشرحته في التعليق على الاكمال.
(2) (الجوذي) جوذر بفتح أوله وثالثه - مملوك صقلي كان له شأن في دولة العبيديين وتوفي سنة 362 ونسب إليه كاتبه أبو علي منصور العزيزي الجوذري الذي صار بعده أمين سر العبيديين وكان له شأن بمصر وتوفي نحو سنة 390 - راجع أعلام الزركلي.
(*)(2/112)
ثلاث وثمانين وأربعمائة بجوذقان (1).
الجوربي: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الراء المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى عمل الجوارب وبيعها والمشهور بالانتساب إليها محمد بن صالح بن خلف الجوربي البغدادي ويقال له الجواربي أيضا، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب في المؤتنف، حدث عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي والحسين بن علي بن الاسود العجلي وعمرو بن علي الباهلي وأبي الاشعث العجلي، روى عنه أبو الحسين محمد بن
المظفر الحافظ وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وغيرهما، وكان المعافي بن زكريا الجريري إذا حدث عنه يقول: الجوربي، يقصد صحة النسب.
وأبو بكر تميم بن علي بن الجوربي الارغياني يعمل الجوارب من الادم بنيسابور، شيخ صالح سديد السيرة من أهل القرآن، سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسين السنجبستي، كتبت عنه شيئا يسيرا وقصدت دكانه برأس المربعة في الخان وفيه قرأت عليه وتوفي في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
الجوربكي (2): بضم الجيم وسكون الواو وفتح الراء والباء بعدها وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى جوربك وهي قرية من قرى إسفراين منها أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الجوربكي الاسفرايني ختن بديل الاسفرايني ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو بكر ختن بديل الاسفرايني من قرية جوربك، وكان من الاثبات المجودين في أقطار الارض، سمع بخراسان محمد بن يحيى الذهلي، وبالعراق الحسن بن محمد الزعفراني، وبالري أبا زرعة الرازي، وبالحجاز محمد بن إسماعيل بن سالم، وبمصر يونس بن عبد الاعلى، وبالشام حاجب بن سليمان، روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ وغيره قال وكانت ولادتي في رجب سنة تسع وثلاثين ومائتين، قال وعق أبي عني وهو بمكة وولدت في القرية
__________
(1) (الجورابي) في التوضيح " وبجيم مضمومة وبعد الواو راء وبعد الالف موحدة علي بن الحسين بن علي بن الجورابي المقري إمام مسجد الزنجاني ببغداد، سمع من ابن الحصين وحدث، توفي بعد الثمانين وخمسمائة وكان إذا أم يطول فربما قرأ البقرة في ركعة ".
(2) في ك " الجورزبكي " كذا، وفي م وس " الجوزبكي " كذا، وفي اللباب في هذا الموضع " الجورزكي " لكنه استدرك رسما قبل رسم (الجوربي) قال فيه " الجوربذي " كما قدمته في التعليق رقم 553، ومثله تقدم في رسم الآبندوني رقم 4 وعليه بني ياقوت في معجم البلدان، وفي تاريخ جرجان ما يوافقه في الجملة فإنه وقع فيه ص 67 وص 486 في ذكر الرجل الآتي " الحوربدي " وكثيرا ما يهمله النقط في المخطوطات فالراجع هو " الجوربذي " لثبوته في هذا الكتاب في رسم (الآبندوني) واستدراك اللباب له ولم يأخذه من الانساب بل عن مصدر آخر وكذلك ياقوت في معجم البلدان مع موافقة ما في تاريخ جرجان في الجملة ومؤلفه أقدم من السمعاني.
والله الموفق.
(*)(2/113)
باسفراين وتوفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
الجورجيري: بضم الجيم والراء الساكنة بعد الواو ثم الجيم الاخرى المكسورتين وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جورجير، وهي محلة معروفة كبيرة بأصبهان بها الجامع الحسن ويعرف بجامع جورجير، وكان بها جماعة من المحدثين قديما وحديثا، وسمعت من جماعة منهم، والمنتسب إليها أبو القاسم طاهر بن محمد بن حمد بن عبد الله العكلي الجورجيري يروي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وتوفي يوم الخميس الرابع عشر من جمادي الاولى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
وأحمد بن محمد بن الحسن الجوجيري من محال أصبهان يعرف بالمجمل هكذا ذكره أبو بكر بن مردويه الحافظ.
وأبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري خال أبي بكر الصفار المعدل من أهل أصبهان، كان أحد الثقات المعدلين، صاحب أصول، يروي عن إسحاق بن إبراهيم الفارسي الملقب بشاذان وإسحاق بن الفيض ومحمد بن عاصم وغيرهم من الاصبهانيين، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاثمائة.
الجورقاني: بضم الجيم وسكون الواو والراء (1) وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جورقان، وهي من نواحي همذان، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو مسلم عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن عمر الصوفي الجورقاني، يروي عن أبيه وأبي الفضل محمد بن عثمان القومساني وأبي بكر أحمد بن عمر الصندوقي بالاجازة عنهما، وسرقت أصوله سمعت منه شيئا يسيرا بهمذان في النوبة الثانية منصرفي من بغداد.
الجورويي: بضم الجيم والراء بين الواوين وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى جورويه وهو جد أبي بكر محمد بن عبد الله بن جورويه الرازي الجورويي، وقيل الجنديسابوري، قدم بغداد وحدث بها عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي وجماعة من
طبقته، روى عنه أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي ومحمد بن المظفر الحافظ وغيرهما، ومات بعد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
__________
(1) مثله في اللباب، ولم يذكر ياقوت (جورقان) بالراء غير المنقوطة وإنما ذكر هذه البلدة بين (جوز فلق) و (جوزق) وكلاهما بالزاي المنقوطة قطعا، قال " جوزقان بفتح الزاي والقاف وآخره نون من قرى همذان ينسب إليها أبو مسلم عبد الرحمن بن عمر بن أحمد الصوفي وغيره ".
(*)(2/114)
الجوري: بضم الجيم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجور (1) وهي بلدة من بلاد فارس، وإليها ينسب الماورد جوري (2) والمشهور بالنسبة إليها أحمد بن الفرج الجشمي المقرئ الجوري، حدث عن زكريا بن يحيى بن عمارة الانصاري وحفص بن أبي داود الغاضري، حدث عنه أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي.
ومحمد بن يزداذ الجوري شيخ لابي بكر بن عبدان.
وأبو عبد الله محمد بن أشكاب بن خالد، يعرف بابن الجوري، نيسابوري، سمع يحيى بن يحيى وبشر بن القاسم والحسين بن الوليد القرشي وغيرهم، سمع منه أبو عمرو المستملي وأحمد بن عمر بن يزيد وغيرهما.
ومحمد بن الخطاب الجوري، حدث عن عباد بن الوليد الغبري، وحدث عنه أبو شاكر عثمان بن محمد بن حجاج البزاز المعروف بالشافعي.
ومحمد بن الحسن بن أحمد الجوري، حدث عن سهل بن عبد الله الزاهد، روى عنه طاهر بن عبد الله نزيل همذان.
وعمر بن أحمد بن محمد الجوري حدث عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي، روى عنه أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله النيسابوري.
ومحمد بن يزداذ بن آذين (3) أبو عبد الله الجوري الماوردي، ورد شيراز سنة ثمان وثلاثمائة، وحدث عن بشر بن آدم وعبدة الصفار، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن السري وأبو عبد الله محمد بن علي بن مهران وهبة الله بن الحسن القاضي، مات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة هكذا ذكره أبو عبد الله الشيرازي في تاريخ فارس.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن سليمان الجوري، أصله من جور ونشأ وولد
بالبصرة وسكن بخارا حدث عن..، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أبي بكر الحافظ غنجار وأبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري وغيرهما، مات سنة نيف وتسعين وثلاثمائة.
وثم جماعة آخرون نسبوا إلى جوري وهي محلة بنيسابور هكذا ذكر لنا زاهر بن طاهر بنيسابور، منهم محمد بن يزيد الجوري النيسابوري حدث عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني الصوفي وغيره.
وأبو منصور عمر بن أحمد بن محمد بن موسى بن منصور الجوري الحافظ، فاضل ثقة حافظ زاهد من أصحاب أبي الحنيفة رحمه الله من مجاوري الجامع القديم وجيرانه، وكان يلزم طريقة السلف قلما يخالط الناس وكان في شبابه من خواص أصحاب أبي عبد الرحمن السلمي وصاحب كتبه، كتب عنه الكثير، وسمع أبا الحسين أحمد بن عمر الخفاف وأبا نعيم عبد الملك بن الحسن الازهري والسيد أبا الحسن محمد بن الحسين
__________
(1) في اللباب " جور " وهو المعروف.
(2) كذا وفي اللباب " الورد الجوري " وكما ينسب إليها الورد ينسب إليها ماؤه.
(3) في ك " آذ بن " وفي نسخ أخرى " آذ " فقط، وقد تقدم ذكر هذا الرجل مختصرا بدون تسمية جده.
(*)(2/115)
العلوي وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وأبا محمد عبد الله بن يوسف الاصبهاني وأبا زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي، وكان من عباد الله الصالحين، روى لنا عنه الاخوان أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا أبي عبد الرحمن الشحامي، وتوفي في جمادي الآخرة سنة تسع وستين وأربعمائة ودفن في مقبرة نوح.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن عمران بن موسى الجوري الاديب النحوي من جور فارس، كان أديبا فاضلا، سمع أبا بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي وأبا الفضل حماد بن مدرك ومحمد بن راشد وجعفر بن درستويه الفارسيين وغيرهما روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في تاريخ نيسابور وقال: أبو بكر النحوي الجوري الاديب من جور فارس وكان من الادباء المتقنين علامة في معرفة الانساب وعلوم القرآن نزل نيسابور مدة وكثر الانتفاع به، وقد كان الشيخ أبو العباس
الميكالي سمع الموطأ بفارس في كتابه عن شيخ لهم عن أبي مصعب، فحمل السماع إليه، ومات في رجب سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وأخوه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عمران الجوري الكاتب، ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس، وقال: متصرف يخاف الناس من شره، سماعه مع أخيه صحيح عنده عبد الرحمن بن محمود وأحمد بن عفو الله وطبقتهما، حدث يسيرا وسمعنا منه سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ومات في حدوده.
ومن القدماء أبو سمرة أحمد بن سلم بن خالد بن جابر بن سمرة القاضي الجوري أخو أبي السائب سلم بن جنادة ولي القضاء بجور سنة ست عشرة ومائتين يروي عن قيس بن الربيع وشريك بن عبد الله القاضي، روى عنه يحيى بن يونس وجعفر بن ابن رمضان وحمزة بن جعفر، وجماعة كثيرة من أهل شيراز.
وأبو سليمان داود بن سليمان الزاهد النساج الجوري، حدث بشيراز عن أبي بكر بن سعدان، مات في سنة ستين وثلاثمائة.
الجوزجاني: هذه النسبة إلى مدينة بخراسان مما يلي بلخ يقال لها الجوز جانان، والنسبة إليها جوزجاني، خرج منها جماعة من العلماء، وبها قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذكرها دعبل بن علي في قصيدته التائية: وقبر بأرض الجوزجان محله * وقبر بباحمري لدى الغربات وفتحت جوزجانان على يدي الاقرع بن حابس التميمي يمده عبد الله بن عامر بن كريز من نيسابور وكان أمير خراسان وصاحب فتوحها زمن عثمان رضي الله عنهم، فمنهم أبو أحمد أحمد بن موسى الجوزجاني مستقيم الحديث، يروي عن سويد بن عبد العزيز، روى عنه أهل بلده، وأبو المغيرة محمد بن مالك الجوزجاني خادم البراء بن عازب رضي الله عنهما، من التابعين، يروي عن البراء بن عازب - إن سمع منه -، روى عنه عبد الله بن واقد(2/116)
الهروي، يخطئ كثيرا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد لسلوكه غير مسلك الثقات في الاخبار.
وأبو عبد الرحمن شداد بن أحمد الجوزجاني الفقيه قريب أبي الفضل الجوزجاني
الكاتب بها، سمع الحسين بن إدريس الانصاري الهروي ومحمد بن معاذ وغيرهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: قريب أبي الفضل الجوزجاني وهو أفادنا عنه.
وأبو رجاء محمد بن أحمد القاضي الجوزجاني، كان قاضي القضاة لعمرو بن الليث على جميع ولاياته، وكان من أعيان الفقهاء على مذهب الكوفيين وسكن نيسابور إلى أن قبض على عمرو بن الليث فرجع إلى الجوزجان - وتوفي بها ثم كان أبو ذر بن أبي رجاء أحد أعيان المشايخ بنيسابور وأعقابه - سمع أبا الازهر حوثرة بن محمد المنقري وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي وأبا سعيد الاشج وسليمان بن داود القزاز وهارون بن إسحاق الهمداني، وأخذ الفقه عن أبي سليمان الجوزجاني صاحب محمد بن الحسن، روى عنه إبراهيم بن إسحاق الانماطي وأبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز وأبو عمرو الحيري وغيرهم، وتوفي بجوزجان سنة خمس وثمانين ومائتين (1).
الجوزداني: بضم الجيم وسكون الواو والزاي وبعدها الدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوزدان، ويقال لها كوزدان، وهي قرية على باب أصبهان كبيرة كثيرة الخير، بت بها ليلة وسمعت بها الحديث من أبي الفضل عبيدالله بن محمد بن إبراهيم بن سعدويه المعدل - وكانت له بها ضيعة، والمشهور بالانتساب إليها أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن بهرام الجوزداني إمام الجامع العتيق الكبير بأصبهان في التراويح ليالي رمضان، وكان مقرئا فاضلا حسن السيرة صدوقا حسن الصوت ثقة صاحب أصول، قرأ القرآن على محمد بن أحمد بن عبد الاعلى الاندلسي، وسمع الحديث بأصبهان من أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقري بن بكوار الاصبهاني، وببغداد أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وغيرهم، سمع منه جماعة من الحفاظ والائمة مثل الكيا يحيى بن الحسين الحسني الرازي الحافظ وأبي زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ وغيرهما، وكان يختلف مع أصحاب الحديث يسمع إلى أن توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن منصور الجوزداني من أهل
أصبهان، كتب الحديث الكثير وحدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي والوليد بن أبان ومحمد بن سهل بن الصباح وغيرهم روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه
__________
(1) وأبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني السعدي الحافظ نزيل دمشق، ذكره المؤلف في (الجريري) وهما.
(*)(2/117)
الحافظ.
وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن علي بن شريس المعدل الجوزداني، يروي عن أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب المروزي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وأبو عبد الله محمد بن هارون بن عبد الله الجوزداني يروي عن أبي علي الحسن بن عرفة وأحمد بن منصور الرمادي روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سياه وذكر أبو الشيخ أنه كان يختلف معه إلى البزاز - يعني أحمد بن عمرو بن عبد الخالق.
ومحمد بن ممشاذ (1) بن خزيمة الجوزداني من أهل أصبهان، كان يروي عن أبي حاتم السجستاني القراآت وروى عن الربيع كتب الشافعي، انتقل إلى طرسوس ومات بها (2).
الجوزراني: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي والراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوزران وظني أنها قرية بنواحي عكبرا من سواد بغداد، منها المقرئ أبو الفضل محمد بن محمد بن علي بن محمد الجوزراني الضرير العكبري، أحد الشيوخ القراء، وكان من ذوي الهيئات النبلاء، جمع بين إسنادي القراءة والحديث، قرأ القرآن على عبد الملك النهرواني، وسمع الحديث من أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وكان صدوقا، توفي بعكبرا في يوم الجمعة النصف من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
الجوزفلقي: بفتح الجيم وسكون الواو بعدهما الزاي والفاء بعدها اللام وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى جوز فلق ويقال لها أيضا (1) وهي قرية بقرب آبسكون - هكذا ذكره حمزة بن يوسف السهمي، ولا أحق (4) نقط هذه القرية ولا عجمها، منها أبو إسحاق إبراهيم بن الفرج الفقيه الجوزفلقي، قال حمزة السهمي: هو كان قد رحل وكتب الكثير، وتخرج على يده جماعة من الفقهاء، وكان منزله في سكة الفضاضين وقريته بقرب آبسكون.
__________
(1) مثله في أخبار أصبهان 2 / 207 ووقع في نسخ أخرى " مشاد ".
(2) وفي استدراك ابن نقطة " فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل الجوز دانية، حدثت عن أبي بكر بن ريذة بالمعجمين الكبير والصغير للطبراني، وبكتاب الفتن لنعيم بن حماد، وكان سماعها صحيحا، سمع منها وقرأ عليها الحفاظ، وحدثنا عنها أبو سعيد أحمد بن محمد الارجاني وأسعد بن سعيد بن روح وعفيفة بنت أحمد وعائشة بنت معمر بن عبد الواحد بن الفاخر، وتوفيت في رابع عشر رجب من سنة أربع وعشرين وخمسمائة وانقطع بموتها حديث الطبراني بأصبهان، تكنى بأم إبراهيم، وأم الخير، وأم الغيث ".
(3) من ك وانظر ما يأتي.
(4) مثله في اللباب ومعجم البلدان، وعبارتهم تعطي أن القائل " ولا أحق إلخ " هو حمزة، والصواب أنه من قول المؤلف.
(*)(2/118)
وأبو عمرو إسماعيل الجوزفلقي من أهل جرجان، كان مقرئا فاضلا وكان قد حج وارتحل إلى مصر والشام، وكتب بها الحديث، يروي عن نعيم بن عبد الملك الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو بكر الجاجرمي وأبو مسعود البجلي، وتوفي بجرجان في مسجد الصفارين.
الجوزقي: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى جوزقين، أحدهما إلى جوزق نيسابور، منهم أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الجوزقي صاحب كتاب المتفق، الامام الزاهد الورع العالم، سمع أبا العباس الدغولي وأبا العباس الاصم وأبا حاتم مكي بن عبدان التميمي وطبقتهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي وأبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار الصوفي وغيرهما، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في كتاب التاريخ فقال: أبو بكر بن أبي الحسن المعدل - يعني الجوزقي -، كثير السماع والكتابة والنفقة في العلم وكان يشهد وهو شاب والمشايخ أحياء، رحل به خاله إسحاق المزكي إلى سرخس وسمع من أبي العباس الدغولي الكثير، وقد كنت
أسمعه غير مرة في قديم الايام يذكر أول سماعه للحديث سنة إحدى وعشرين، وكنت أقول: السنة التي ولدت فيها، ثم لم يزل يسمع معا إلى سنة خمسين، صنف المسند الصحيح على كتاب مسلم بن الحجاج وانتقيت له فوائده نيف وعشرين جزءا سنة إحدى وخمسين، ثم إنه وجد سماعه من أبي العباس السراج وأبي نعيم الجرجاني وحدث عنهما سنة تسع وستين، وسمع بالري أبا حاتم الوسقندي وبهمذان القاسم بن عبد الواحد وببغداد أبا علي الصفار وبمكة أبا سعيد بن الاعرابي وطلحة العمري، وتوفي ليلة السبت العشرين من شوال، ودفن عشية السبت من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة، وصلى عليه الاستاذ أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان بحمر كاباد ودفن في داره.
وأبو الفضل إسحاق بن أحمد بن محمد بن يعقوب الجوزقي الهروي الحافظ، كان حافظا ثقة عدلا من جوزق هراة، سكن سمرقند، وروى عن عبد الله بن عروة (1) الفقيه وأبي يزيد حاتم بن محبوب السامي ومحمد بن معاذ الماليني وأحمد بن محمد بن ياسين القيسي ومحمد بن علي البركاني، ورحل إلى العراق وكتب بها عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وجماعة سواهما، ومات بسمرقند في رجب سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
الجوزي: بفتح الجيم وسكون الواو وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى الجوز وبيعه،
__________
(1) مثله في اللباب ووقع في ك " عمروة ".
(*)(2/119)
والمشهور بالانتساب إليه أبو إسحاق إبراهيم بن موسى التوزي الجوزي، حدث عن محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وبشر بن الوليد وعبد الاعلى بن حماد وابني أبي شيبة وإسحاق بن أبي إسرائيل وخلق سواهم، روى عنه أبو علي الصواف وأبو الحسين بن قانع وأبو محمد بن ماسي وغيرهم.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر بن حمويه الجوزي يعرف بابن مشكان، يروي عن الحارث بن أبي أسامة وتمتام وابن أبي الدنيا وغيرهم، وكان ثقة، روى عنه أبو الحسين بن بشران توفي في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
ومحمد بن
يزيد بن محمد المعدل الجوزي (1) النيسابوري، حدث عن أحمد بن محمد بن بشار بن أبي العجوز البغدادي، حدث عنه أبو سعد الماليني.
الجوزي: بضم الجيم والواو الساكنة وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما عرف بهذه النسبة أستاذنا وشيخنا وإمامنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر الطلحي الحافظ الجوزي، وسمعت أنه كان يكره هذه النسبة، وجوزي الطير الصغير بلسان أهل أصبهان، ويقال بمرو للفروج الصغير: جوزه بالعجمية، وكان أهل أصبهان يقولون شيخ إسماعيل جوزي يعرف (2) بذلك، ولولا شهرته بين أهل بلده بهذه النسبة ما ذكرتها، وكان إماما في فنون العلم في التفسير والحديث واللغة والادب حافظا متقنا كبير الشأن جليل القدر عارفا بالمتون والاسانيد، سمع الكثير بنفسه ونسخ، ووهب أكثر أصوله في آخره عمره، وأملى بجامع أصبهان قريبا من ثلاثة آلاف مجلس، وكان يحضر مجلسه جماعة من الشيوخ والشبان ويكتبون، ووقت مقامي ما فاتني من أماليه شئ، وكان يملي علي في كل أسبوع يوما مجلسا خاصا في داره وأقرأ عليه في كل أسبوع يومين، سمع بأصبهان عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية وضاع سماعه منها، وأبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده الحافظ، وببغداد أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزيني وأبا الحسن عاصم بن الحسن العاصمي، وبنيسابور أبا المظفر موسى بن عمران الانصاري وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وبالري أبا بكر إسماعيل بن علي الخطيب، وجمعا كثيرا يطول ذكرهم، كتبت عنه الكثير واستفدت منه، وهو من شيوخ والدي رحمه الله، وكانت ولادته في سنة سبع وخمسين وأربعمائة، ومات يوم العيد الاضحى (3) من
__________
(1) قد تقدم هذا الرجل في رسم (الجوري) بالضم على أنه (جوري) أو (جور) قرية بنيسابور فراجعه، وذكره الامير في هذا الرسم فقط 3 / 14.
(2) في نسخ أخرى " معروف ".
(3) كذا عن ك، والكلمة في م مشتبهة كأنها " التجري " وفي معجم البلدان " البحري " وفي أجود مخطوطتي اللباب = (*)(2/120)
سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بأصبهان، والله يرحمه.
وأما أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الحيري الجوزي من جوزة وهي قرية من قرى الهكارية جبال فوق الموصل، سمع أبا بكر إلياس بن إسحاق الجبلي، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وذكر أنه سمع منه بجوزة.
الجوسقاني: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح السين المهملة وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوسقان وهي قرية تشبه محلة متصلة باسفراين يقال لها بالعجمية كوسكان (1) خرج منها جماعة من العلماء، منهم أبو حامد محمد بن عبد الملك الجوسقاني، إمام فاضل متدين حسن السيرة لازم منزله مشتغل بالعبادة وما يعنيه، تفقه على أبي حامد الغزالي وسمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الحافظ ببغداد وأبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي بنيسابور ومن دونهما، كتبت عنه بيتين في داره بجوسقان وكنت دخلت عليه زائرا ومتبركا به، أنشدني أبو حامد الجوسقاني بها أنشدني أبو نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم القشيري لنفسه: رب أخ سمته فراقي * وكنت من قبل أصطفيه ذاك لاني ارتحيت رشدا * فلاح أن لا فلاح فيه توفي أبو حامد بعد سنة أربعين وخمسمائة، والله أعلم، وكتبت عنه سنة سبع وثلاثين.
وأبو جعفر محمد بن علي الجوسقاني من أهل إسفراين، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الاسفرايني، وتوفي في حدود سنة خمسين وثلاثمائة.
الجوسقي: بفتح الجيم وسكون الواو وفتح السين المهملة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى جوسق وهي قرية من ناحية النهروان من أعمال بغداد، منها أبو طاهر الخليل بن علي بن الخليل بن إبراهيم الجوسقي الضرير، كان مقرئا فاضلا صالحا سديد السيرة يسكن ظاهر باب المراتب ببغداد، وكان يؤم بالوزير أبي القاسم الزينيبي، سمع أبا الخطاب نصر بن
أحمد بن البطر القارئ وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وأبا عبد الله الحسين بن علي بن البسري البندار وغيرهم، قرأت أوراقا من كتاب القناعة لابن مسروق، ورجعت إليه لاقرأ باقي الكتاب فقيل لي: توفي من أيام، وكانت ولادته يوم
__________
= " الحيري " وعليها علامة الشك، وفي الاخرى " البختري النحوي " كذا زاد كلمة، وفي مطبوعته " البحيري " وكذا في القبس وكتب عليها " صح " وفي التبصير " البجيري " وشكلت بضم الموحدة أما التوضيح فأسقط الكلمة.
(1) في اللباب مطبوعته ومخطوطتيه والقبس " كوشكان " وكان أصلها " كوسكان " أو " كوشكان ".
(*)(2/121)
الخميس العاشر من المحرم سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بجوسق النهروان، وتوفي ببغداد في أواخر صفر سنة ست وثلاثين وخمسمائة ودفن بمقبرة باب حرب.
الجوشني: بفتح الجيم وسكون الواو والشين المعجمة المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوشن، وظني أنها بطن من غطفان (1)، والمشهور بالانتساب إليه القاسم بن ربيعة الجوشني، روى عنه عبد الله بن عمرو، روى عنه خالد الحذاء.
وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني الجوشني البصري، نسب إلى اسم جده، يروي عن أبيه ونافع مولى بن عمر رضي الله عنهما وعلي بن زيد بن جدعان، روى عنه وكيع بن الجراح والنضر بن شميل وغيرهما (2).
الجوصي: بفتح الجيم بعدها الواو وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى جوصا وهو اسم لجد أبي الحسن أحمد بن عمير بن يوسف بن موسى بن جوصا الدمشقي الجوصي، كان من مشاهير المحدثين بدمشق في عصره، وممن له الثروة والتقدم والاحسان إلى طلاب الحديث، وله رحلة إلى العراق، قال سليمان بن أحمد الطبراني: ابن جوصا كان من ثقات المسلمين وجلتهم، روى عن أبي تقي هشام بن عبد الملك ومحمد بن وزير الدمشقيين، روى عنه الحفاظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو بكر محمد إبراهيم بن المقري وأبو علي الحسين بن علي النيسابوري وأبو أحمد
عبد الله بن عدي الجرجاني.
وقال الدارقطني: ابن جوصا روى عن الشاميين والبغدايين والكوفيين وكان قد رحل (3).
__________
(1) حكاه اللباب وسكت، ولم يذكر ما يشهد بظنه أن جوشن بطن من غطفان فأما نسبة عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن " الجوسني الغطفاني " فقد صرح بأنها إلى جده، فمثله إذا القاسم بن ربيعة فإنه القاسم بن ربيعة بن جوشن كما في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم وغيرهما بل في التهذيب أنهما أعني القاسم وعيينة ابنا عم فعلى هذا لا شاهد على أن بطن من غطفان إلا أن يقال تكاثروا فصاروا بطنا كما حملت عليه قول المؤلف أن سمعان بطن من تميم، ويشهد له ما في الاشتقاق ص 276 " ومنهم بنو عبد الله بن غطفان، وكان منهم بنو جوشن، كان لهم عدد بالبصرة، وقد انقرضوا ".
(2) في القبس " في كلب الجوشن - معاوية بن بكر بن عامر الاكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، منهم عمارة بن قرة بن هبيرة بن صخر بن ربيعة بن الجوشن الشاعر ".
(3) (الجوطي) بضم الجيم فسكون الواو تليها طاء مهملة نسبة إلى جوطة قرية بالمغرب ضبطت هكذا في الاستقصاء 3 / 114 وفي نسب الادارسة من جمهرة ابن حزم ص 44 ذكر " يحيى بن محمد بن يحيى الجوطي بن القاسم بن إدريس بن إدريس " وفي الاستقصاء عن ابن خلدون " يحيى الجوطي بن محمد بن يحيى العدام بن = (*)(2/122)
الجوعي: (1) المشهور بهذه النسبة القاسم بن عثمان الجوعي، لعله كان يبقي جائعا كثيرا (2)، وهو من أهل دمشق من المتعبدين، له آيات وكرامات وكلام حسن، يروي عن أبي اليمان الحكم بن نافع، قال أبو حاتم بن حبان القاسم بن عثمان الجوعي كان راويا لابن رافع حدثنا عنه محمد بن المعافى العابد وغيره.
الجوغاني: بضم الجيم وفتح الغين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جوغان، وظني أنها من قرى جرجان، والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر أحمد بن الحسن بن علي الجوغاني الجرجاني، حدث عن نوح بن حبيب القومسي، روى عنه أحمد بن الحسن بن سليمان الجرجاني (3).
الجوفي: بفتح الجيم وسكون الواو وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى درب الجوف، وهي محلة بالبصرة قاله عمرو بن علي الفلاس، وقال البخاري: الجوف موضع بناحية عمان، والمشهور بالنسبة إلى هذا الدرب حيان الاعرج الجوفي حدث عن أبي الشعثاء جابر بن زيد روى عنه منصور بن زاذان.
(أبو الشعثاء جابر بن زيد) الازدي اليحمدي الجوفي من علماء التابعين، صاحب ابن عباس، روى شيبة بن هشام أن أميرا كان على البصرة يقال له قطن فقال يا معشر العرفاء يخبركم هذا الجوفي يعني جابر بن زيد - أن طلاق السكران ليس بشئ.
الجولكي: بضم الجيم بعدها الواو واللام المفتوحة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى جولك وهو جولك الغازي البكر اباذي، قيل إنه استشهد على باب رباط دهستان مع مائة نفر من الغزاة، وحكي جولك أن جماعة معه كانوا برباط دهستان من الغزاة فقال دخل يوما شيخ على دابة، وغلام له علي بغل من بابها فنزل عن الدابة ودفعها إلى الغلام ولم نره تلك الليلة، وخرجنا من الغد فخرج معنا فسألناه عن اسمه ونسبه فقال أنا من بغلان، واسمي
__________
= القاسم بن إدريس بن إدريس " وفي الاستقصاء أن من ذريته " أبو عبد الله محمد بن علي الادريسي الجوطي " وأنه بويع له بالملك في المغرب سنة 869 وخلع سنة 875.
(1) في اللباب " بضم الجيم وسكون الواو وفي آخرها العين المهملة هذه النسبة إلى " الجوع ".
(2) أقره اللباب وزعم الرشاطي كما يأتي أنه من بني ربيعة الجوع ولعله تظن أيضا والله أعلم.
(3) (الجوغي) في الفوائد البهية " محمد بن أبي بكر الواعظ ركين الاسلام المعروف بإمام زادة الجوغي - نسبة إلى جوغ بضم الجيم الفارسية (يعني التي بين الجيم والشين) ثم الواو ثم الغين المعجمة قريه من قرى سمرقند.." ثم ذكر أن هذا الرجل هو الذي ذكره القرشي يعني صاحب الجواهر المضيئة وترجمته منها ج 2 رقم 114 وهو هو بلا شك لكن نسبته في الجواهر الجرغي...من قرية يقال لها جرغ ".
(*)(2/123)
قتيبة بن سعيد، وأنا رجل من أهل العلم سمعت الحديث الكثير فرأيت فيما يرى النائم كأن
سلما قد وضع إلى السماء ورأيت الناس يصعدون عليه وكنت أرى جماعة من أقراني من أهل العلم فلما أردت أن أصعد منعت وقيل لي لا يبلغ هذه الدرجة إلا من ذهب إلى رباط دهستان وصلى فيها ركعتين، قال فانتبهت وخرجت من الغد وجئت إلى ههنا وختمت القرآن في تلك الليلة وانصرفت إلى البلد.
وظني أن المنتسب إلى جولك هذا الرئيس أبو سعد محمد بن منصور بن الحسن (1) بن محمد بن علي الجولكي من أهل جرجان وولي بها الرياسة في أيام الامير فلك المعالي إلى أن توفي، روى عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ وأبي أحمد محمد بن أحمد الغطريفي وأبي يعقوب يوسف بن إبراهيم السهمي وأبي محمد بن عبد الله بن محمد بن حيان الاصبهاني وغيرهم، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي وأبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي، ذكره حمزة بن يوسف السهمي، وقال: أبو سعد الجولكي كان رئيس جرجان، كتبت عنه وكتب عنه جماعة من أهل نيسابور وهراة وبست وغزنة وكان قد وفد رسولا إلى حضرة غزنة إلى الامير يمين الدولة محمود مرتين مرة في خطبة ابنه الامير محمود جهة فلك المعالي، وعقد النكاح بهراة، ثم عاد إلى غزنة وحملها في شعبان سنة تسع وأربعمائة، ثم توفيت تلك الحرة باستراباذ ونقلت إلى جرجان في هذه السنة، وكانت ولادته سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ووفاته في الثامن من شعبان سنة عشر وأربعمائة، وصلى عليه ابنه أبو المحاسن سعد، وكان ولي الرياسة بعد وفاة أبيه، وكان خليفة أبيه في حياته وهو ابن ثماني عشرة سنة وأمه ملكة بنت العباس بن يعقوب بن حمدان بن إبراهيم بن كامويه وهو ابن بنت الامام أبي سعد الاسماعيلي وكان عالما بارعا درس الفقه وحضره جماعة من المتفقه من أهل البلد والغرباء تخرجوا على يده، ثم روى الحديث عن جده أبي سعد الاسماعيلي وأبي نصر الاسماعيلي ووالده أبي سعد الجولكي وأبي محمد الكارزي وأبي بكر بن السباك، سمع منهم في صغره وكبره، وكان الامير فلك المعالي منوجهر بن قابوس بن وشمكير وجهه إلى غزنة رسولا في سنة إحدى عشرة وأربعمائة فخرج، وعقد له مجلس النظر في جميع البلدان بنيسابور وهراة وغزنة، ورجع سالما غانما موقرا،
وروى بجرجان عن هؤلاء المشايخ، وكانت ولادته في جمادي الآخرة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وقتل ظلما باستراباذ في رجب سنة أربع وخمسين وأربعمائة (2).
__________
(1) مثله في اللباب وتاريخ جرجان رقم 886 وقع في نسخ أخرى " الحسين ".
(2) (الجومي) في معجم البلدان " الجومة بالضم من نواحي حلب.
وجومة أيضا مدينة بفارس.
وينسب بهذه النسبة عمر بن إسحاق بن حماد الجومي، سمع عبد الله بن أحمد بن محمد بن القاسم الحلبي السراج ".
(*)(2/124)
الجوني: بفتح الجيم وسكون الواو وكسر النون، هذه النسبة إلى جون بطن من الازد وهو الجون بن عوف بن خزيمة بن مالك بن الازد، والمشهور بالنسبة إليه عوبد بن أبي عمران الجوني، يروي عن أبيه، روى عنه عبد الله بن المثني وسليمان بن داود الشاذكوني، كان ممن ينفرد عن أبيه بما ليس من حديثه توهما على قلة روايته، فبطل الاحتجاج بخبره، روى عنه محمد بن عمرو بن العباس.
وأبو عمران عبد الملك بن حبيب البصري الجوني، من التابعين، سمع جندب بن عبد الله وأنس بن مالك وجماعة من التابعين، روى عنه شعبة وهمام وحماد بن زيد وسلام بن أبي مطيع.
وأبو عمران موسى بن سهل بن عبد الحميد الجوني البصري، روى عن عبد الواحد بن غياث وهشام بن عمار وأبي تقي هشام بن عبد الملك الشاميين ومحمد بن رمح المصري وغيرهم، روى عنه دعلج بن أحمد السجزي وأبو بكر بن مالك القطيعي وعلي بن عمر السكري ومحمد بن المظفر الحافظ، وسئل أبو القاسم الآبندوني عن موسى بن سهل الجوني فقال: من كوم (1)، ثم قال: قد كان بعضهم اشترى كتابا من السوق عن هشام بن عمار وقرأه عليه ولم يكن له فيه سماع.
ووثقه الدارقطني، ومات ببغداد في رجب سنة سبع وثلاثمائة.
الجوني: بضم الجيم والواو الساكنة والنون في آخرها، هذه النسبة إلى جونية وهي فيما أظن مدينة بالشام، هكذا رأيت مضبوطا في أصلي، منها أحمد بن محمد بن عبيد (2) السلمي الجوني يروي عن إسماعيل بن حصين (3) بن حسان القرشي، روى عنه أبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن عبيد السلمي بمدينة جونية.
الجوهري: بفتح الجيم والهاء وبينهما الواو الساكنة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بيع الجوهر، اختص به جماعة، منهم أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن بن عبد الله الجوهري من أهل بغداد، شيخ ثقة صالح مكثر أمين، أصله من شيراز وولد ببغداد، وسمع أبا عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وأبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبا الحسن علي بن علي بن محمد بن
__________
(1) مثله في تاريخ بغداد وضم إليها كلمة " ثم " بصورة (تم) ولعل أصل " من كوم " (من كويم) فارسية معناها: أنا أقول.
(2) هذا هو الصواب وطبع في التعليق على الاكمال 2 / 226 " أحمد بن عبيد " سقط منه " بن محمد " فأصلحه في نسختك.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان والمعجم الصغير للطبراني ص 7 وغيرها.
(*)(2/125)
أحمد بن كيسان النحوي وأبا حفص عمر بن أحمد بن الزيات وطبقتهم، سمع منه جماعة من القدماء مثل أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبي سعد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري وغيرهما، روى لي عنه الكثير أبو بكر محمد بن عبد الباقي، الانصاري، ولم يحدثنا عنه متصلا بالسماع سواه، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ في معجم شيوخه وقال: أبو محمد الجوهري الفارسي المقنعي سمع من القطيعي ومسند العشرة ومسند أهل البيت ومسند العباس وولده وانتفاء عمر البصري على القطيعي، شيخ ثقة كثير الحديث صحيح الاصول كم من كتاب كان عنده به نسختان وثبت في كلها سماعه: يغلب عليه الادب والشعر ومذاكرة الملوك ومنادمتهم.
قلت وكانت ولادته في شعبان سنة ثلاث وستين وأربعمائة، وتوفي في السابع من ذي القعدة سنة أربع وخمسين
وأربعمائة ودفن بباب أبرز.
وأبو العباس عبيد بن محمد بن يحيى بن قضاء الجوهري البصري سكن سر من رأى وحدث بها عن بكر بن يحيى بن زبان وسليمان الشاذكوني وحكامة بنت عثمان بن دينار، روى عنه عمر بن محمد بن أحمد بن هارون العسكري وأبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني.
وأبو محمد المبارك بن المبارك بن علي بن نصر السراج الجوهري المعروف بابن التعاويذي من بغداد شيخ صالح خير بهي المنظر حسن اللقاء حلو الكلام، صحب الشيخ حماد الدباس وغيره من الصالحين، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهم، كتبت عنه ببغداد في دكانه بسوق الجوهر عند باب النوبي، أنشدني أبو محمد الجوهري لنفسه إملاء وأنا سألته: اجعل همومك واحدا * وتخل عن كل الهموم فعساك أن تحظى بما * يغنيك عن كل العلوم وكانت ولادته بالكرخ في سنة ست وسبعين وأربعمائة (1).
الجويباري: بضم الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى جويبار إحدى قرى هراة، والمشهور بالانتساب إليها الكذاب الخبيث الوضاع أبو علي أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى بن
__________
(1) (الجولاني) في التوضيح بعد ذكر (الخولاني) ما لفظه " وبجيم مضمومة الامير العماد إسماعيل بن مسعود بن محمد بن أحمد المقدسي الجولاني، مولده في سنة ثمان وثلاثين وستمائة، سمع من أبي (في النسخة: ابن) عبد الله محمد بن سعد الله المقدسي، توفي في ذي القعدة سنة سبع عشرة وسبعمائة.
(*)(2/126)
فارس بن مرداس بن نهيك التميمي القيسي الجويباري، من أهل هراة، قال أبو حاتم بن حبان: هو دجال من الدجاجلة كذاب، يروي عن ابن عيينة ووكيع وأبي حمزة وغيرهم من ثقات أصحاب الحديث، ويضع عليهم ما لم يحدثوا، وقد روى عن هؤلاء الائمة ألوف
حديث ما حدثوا بشئ منها، كان يضعها عليهم، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الجرح فيه، ولولا أن أحداث أصحاب الرأي بهذه الناحية خفي عليهم شأنه لم أذكره في هذا الكتاب لشهرته عند أصحاب الحديث قاطبة بالوضع على الثقات ما لم يحدثوا.
وأبو علي الحسن بن علي بن الحسن بن جعفر السمرقندي الجويباري، وظني أنها من قرى سمرقند، يروي عن عمار بن (1) الحسن الهروي حديثا منكرا، روى عن داود بن عفان النيسابوري عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وداود بن عفان متروك الحديث.
وأبو بكر حم بن السري بن عباد الجويباري، قال أبو العباس المستغفري: اسمه محمد بن السري، وحم لقب، من سكة الجويبار.
قلت وهي محلة بنسف اجتزت بها ثم قال المستغفري: شيخ صالح كان يغسل الموتى، لقي محمد بن إسماعيل البخاري، وروى عن إبراهيم بن معقل ومحمد بن موسى بن الهذيل، سمع منه عبد الله بن أحمد بن محتاج وأبو بكر أحمد بن عبد العزيز، وحدثنا عنه أبو مروان عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم بحديث قد رويناه في أول هذا الكتاب فيمن اسمه محمد.
وأبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن صاحب الفقيه الجويبار بخاري الاصل (2) وظني أنه من هذه المحلة أعني محلة بنسف، يروي عن عبد الصمد بن الفضل البلخي وأبي شهاب معمر بن محمد البلخي وغيرهما، وكان يجلس في المسجد الجامع على الدكان الذي كان يجلس عليه أبو حفص الزاهد الفردي (3) وابنه أبو عبد الله وبعدهما أبو علي الحسين بن فارس الفقيه الكسي، روى عنه عيسى بن الحسين، مات بعد سنة عشرين وثلاثمائة.
وإسماعيل بن محمد بن عمرو الجويباري المقيم ببلخ، سمع أستاذه أبا الحسن بن مندوست وأبا جعفر الهندواني، ودخل بعدما تفقه ببلخ واعتقد مذهب الاعتزال، ثم دخل نسف وأظهر هذا المذهب، فأمر الشيخ أبو بكر القلاسي بنفيه ومنع منه رفده، فخرج إلى بلخ بعد ما هتك الله ستره فأقام بها زمانا، ومات بها في شهور سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، لم يكتب الحديث ولم يعرفه، وكان حقه أن لا يذكر، ولكن ذكرته كما
__________
(1) هكذا في النسخ ووقع في معجم البلدان واللباب مطبوعته ومخطوطتيه والقبس " عثمان " وانظر ما يأتي.
(2) في بقية النسخ " الجويباري كان في الاصل ".
(3) نسخ أخرى " المفرد " ويأتي رسم (الفرددي) بدالين وفيه أن (فردد) من قرى سمرقند فلعل الصواب هنا " الفرددي " (*)(2/127)
ذكرت أقرانه لتعرف أقرانه.
قاله أبو العباس المستغفري في كتاب التاريخ لنسف.
الجويثي: بفتح الجيم وكسر الواو المشددة والياء الساكنة آخر الحروف بعدهما وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى الجويث وهي بلدة بنواحي البصرة منها أبو القاسم نصر بن بشر بن علي العراقي الجويثي، ولي قضاء الجويث، وكان فقيها فاضلا شافعي المذهب محققا مجودا مناظرا مبرزا، سمع أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ النسفي (1) روى عنه أبو البركات هبة الله بن مبارك السقطي ومات بالبصرة في ذي الحجة سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
الجويخاني: بضم الجيم والواو المكسورة والياء الساكنة آخر الحروف والخاء المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جويخان، وهي فيما أظن قرية من قرى فارس، منها أبو محمد الحسن بن عبد الواحد بن محمد الجويخاني الصوفي، كان شيخ الفقراء بفارس، سكن نيسابور (1)، سمع ببغداد أبا الحسين بن علي بن محمد بن بشران السكري، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بسابور (3) وقال: هو شيخ الفقراء في سابور فارس (4) وقال: أخبرنا الشيخ الزاهد.
الجويكي: بضم الجيم وكسر الواو وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى جويك وهي سكة من سكك نسف، منها محمد بن حيدر (5) بن الحسين الجويكي، يروي عن محمد بن طالب وعبد المؤمن بن خلف النسفيين وغيرهما.
الجويني: بضم الجيم وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة
إلى جوين وهي إلى ناحية كثيرة مشتملة على قرى مجتمعة يقال لها كويان فعرب وجعل جوين، وهذه الناحية متصلة بحدود بيهق ولها قرى كثيرة متصلة بعضها ببعض، ولا يرى فيها خمسة فراسخ خراب أو بادية من عمارتها، وقرب كل قرية من الاخرى، كان منها جماعة من
__________
(1) كذا وقع في ك، ووقع في نسخ أخرى " الليثي " وليس في معجم البلدان واللباب وترجمة ابن بشران من تاريخ بغداد أثر لهذا إنما في التاريخ في نسبة ابن بشران " الاموي " والله أعلم.
(2) كذا والصواب كما يعلم مما يأتي " سابور " أو " بسابور ".
(3) هكذا في ك وس واللباب ومعجم البلدان.
(4) من س وم ونحوه في اللباب ومعجم البلدان.
(5) مثله في اللباب ومعجم البلدان ووضع في نسخ أخرى " حبيب " كذا.
(*)(2/128)
المحدثين والائمة فمنهم أبوعمران موسى بن عباس بن محمد الجويني سمع محمد بن يحيى وعمار بن رجاء وأحمد بن يوسف السلمي وأبا الازهر وغيرهم، وصنف على كتاب مسلم بن الحجاج، سمع منه الحسن بن سفيان وأبو بكر بن خزيمة وأبو بكر الاسماعيلي.
وأبو سعيد محمد بن صالح الجويني، سمع أبا الربيع الزهراني وعبد الله بن محمد بن مسلم وغيرهما.
والامام أبو محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف الجويني إمام عصره بنيسابور، وكان قد تفقه على أبي الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي بنيسابور، وبمرو على الامام أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال، وقرأ الادب على والده يوسف الاديب بجوين، وبرع في الفقه، وصنف التصانيف، وكان ورعا دائم العبادة شديد الاحتياط مبالغا فيه، توفي بنيسابور سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة سمع أستاذيه وأبا (1) عبد الرحمن السلمي وأبا محمد بن بالويه الاصبهاني، وببغداد أبا الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، وبمكة أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء وغيرهم روى لي عنه أبو القاسم بن إبراهيم المسجدي ولم يحدثنا عنه أحد سواه.
وأخوه
أبو الحسن علي بن يوسف الجويني المعروف بشيخ الحجاز، صوفي لطيف ظريف فاضل مشتغل بالعلم والحديث، صنف كتابا حسنا في علوم الصوفية مرتبا مبوبا سماه كتاب السلوة (2) وعندي منه نسخة بخط يده سمع شيوخ أخيه وسمع أيضا أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الاسفرايني بنيسابور، وبمصر أبا محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس، وغيرهم، روى لي عنه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بمرو، وأخوه أبو بكر وجيه بن طاهر والامام محمد بن الفضل الفراوي وأبو محمد عبد الجبار بن محمد الخواري وغيرهم بنيسابور، وتوفي في سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
وابنه الامام أبو المعالى عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني المعروف بإمام الحرمين إمام وقته ومن تغني شهرته عن ذكره، بارك الله تعالى له في تلامذته حتى صاروا أئمة الدنيا مثل الخوافي والغزالي والكيا الهراسي والحاكم عمر النوقاني رحمهم الله، سمع الحديث من أبي بكر أحمد بن محمد بن الحارث الاصبهاني التميمي، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد الفرغولي بمرو، وأبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن أبي منصور الرماني بالدامغان، وأبو عبد الرحمن أحمد بن الحسن الكاتب بنيسابور، وكان
__________
(1) في ك موضع هذه الكلمة بياض، ووقع في اللباب ومعجم البلدان " أربع " وحكاه ابن خلكان عن الانساب مع حكايته عن كتاب الذيل للمؤلف " ثمان " والذي في طبقات ابن السبكي والشذرات وعدة مراجع " ثمان ".
(2) في النسخ " الصلواة " والذي في اللباب ومعجم البلدان وطبقات الشافعية " السلوة " وهكذا في الشذرات 3 / 262 عن الاسنوي وسماه في كشف الظنون " سلوة ".
(*)(2/129)
قليل الرواية للحديث معرضا عنه، توفي في سنة ثمان (1) وسبعين وأربعمائة بنيسابور، ودفن عند أبيه، والامام أبو عبد الله محمد بن حمويه بن محمد بن حمويه الجويني شيخ عصره، وكان جامعا بين علم الظاهر والباطن مع صفاء الاوقات ودوام العبادة وكثرة الذكر وجميل الاخلاق.
وأخوه أبو سعد عبد الصمد بن حمويه الجويني أيضا، كان ممن يضرب به المثل في الورع الكامل وكثرة التهجد والتلاوة.
سمع محمد من عائشة بنت عمر بن أبي عمر
البسطامي وغيرها وسمع أبو سعد أبا المظفر موسى بن عمران الانصاري، ولم يتفق لي لقي واحد منهما، ومات محمد في سنة ثلاثين وخمسمائة وأبو سعد قبله بسنة أو سنتين والله يرحمهما، لي عن محمد إجازة.
وابنه أبو الحسن علي بن محمد بن حمويه الجويني كان مفضلا مكرما مقدم الطائفة بناحيته، سمع أبا الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ، كتبت عنه حديثين أو ثلاثة منصرفي من العراق، ومات سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بنيسابور وحمل إلى جوين فدفن بها عند والده.
وأبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب بن إسماعيل بن أحمد بن علي بن محمد الجويني من أهل بحيراباذ وهي إحدى قرى جوين وقصبتها ومستقر ابن حمويه الامام السابق ذكره وأولاده، تفقه على والدي رحمه الله، وولي القضاء بناحيته، سمع بنيسابور أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وأبا الحسن علي بن أحمد المديني وأبا العباس بن الفضل بن عبد الواحد التاجر وغيرهم، وبمرو أيضا جماعة، كتبت عنه بنيسابور ومرو.
وبسرخس قرية يقال لها جوين أيضا، والمشهور بالانتساب إليها أبو المعالي محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن الجويني، كان فقيها زاهدا ظاهر الورع والصلاح، سمع أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي، كتبت عنه أحاديث بسرخس، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة خمسين وخمسمائة.
الجويى: بضم الجيم وفتح الواو وفي آخرها الياء المشددة آخر الحروف، هذه النسبة إلى جوية وهو بطن من فزارة وقال أبو عبيدة في مآثر فزارة بن ذبيان: بنو بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة وبنو عامر بن جوية بن لوذان منهم عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية الجويي الفزاري، له صحبة، وهو من المؤلفة قلوبهم فشهد حنينا وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مائة من الابل، وقال العباس ابن مرداس السلمي: أتجعل نهبى ونهب العبي * د بين عيينة والاقرع وفي الاسماء جوية بن عائذ ويقال ابن عاتك الكوفي النحوي روى عنه ابنه أبو أناس
__________
(1) من نسخ أخرى ومطبوعة اللباب وإحدى مخطوطتيه ومراجع كثيرة (*)(2/130)
عبد الملك بن جوية.
وحملة بن جوية من بني مالك بن كناية، وكان على بيت المال لعلي بن أبي طالب ومات عثمان رضي الله عنهما وكان حملة على قومس.
وجوية رجل من بني السميعة من بني عمرو بن عوف أرادت أمه التزويج فجاء إلى عمر رضي الله عنه - وذكر القصة.
الجوي: بضم الجيم والواو المشددة، هذه النسبة إلى الجوة وهي قرية مشهورة بأرض اليمن منها أبو محمد (1) عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله بن موسى بن محمد بن قاسم السكسكي الجوي، حدث بالجوة عن أبي القاسم بن محمد بن عبيدالله الجمحي، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي حديثا واحدا في معجم شيوخه فيما قرأت بخطه.
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان " أبو بكر ".
(*)(2/131)
باب الجيم والهاء الجهبذ: بكسر الجيم وسكون الهاء وكسر الباء الموحدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه حرفة معروفة في نقد الذهب، واشتهر بها أبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن علي بن أبي صابر الصيرفي الجهبذ من أهل بغداد، سمع أبا خبيب البرتي وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم، روى عنه أبو القاسم الازهري والحسن بن محمد الخلال وأبو محمد الجوهري، وكان ثقة، وتوفي في جمادي الآخرة من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن فارس بن سليمان الجهبذ، حدث عن الحسن بن الفضل البوصرائي، روى عنه عمر بن محمد بن علي الناقد.
الجهرمي: بفتح الجيم وسكون الهاء وفتح الراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى جهرم وهي بلدة أو قرية، وهذا بيت قديم ببغداد أكثرهم من أهل الحديث، منهم أبو الحسن
محمد بن جعفر الجهرمي من أهل بغداد، كان شاعرا جيد النظم، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في تاريخه فقال: أبو الحسن الجهرمي أحد الشعراء الذين لقيناهم وسمعنا منهم، وكان يجيد القول، ومسكنه في دار القطن، ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ومات في جمادي الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة.
وأبو عبيدة عبد الله بن محمد بن الحسن بن زياد الجهرمي حدث عن حفص بن عمرو الربالي، ذكره أبو العباس أحمد بن محمد (1) بن علي بن منة الطبراني، وذكر أنه سمع منه بجهرم (2).
الجهضمي: بفتح الجيم والضاد المنقوطة وسكون الهاء، هذه النسبة إلى الجهاضمة وهي محلة بالبصرة (3)، والمشهور منها أبو عمرو نصر بن علي بن صهبان بن أبي الجهضمي
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان " أبو العباس محمد بن أحمد ".
(2) (الجهشياري) في الوافي بالوفيات ج 3 رقم 1186 " محمد بن عبدوس بن عبد الله الجهشياري بالجيم والشين المعجمة بعد الهاء مصنف كتاب الوزراء كان فاضلا مداخلا للدول مات في بغداد سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
(3) في اللباب " إنما هذه المحلة نسبت إلى الجهاضمة وهو بطن من الازد وهم ينسبون إلى جهضم بن عوف بن مالك بن فهم، وبنو جهضم يقولون: جهضم بن جذيمة الابرش بن مالك بن فهم بن غنم، وقيل هو جهضم بن فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران، وقيل الجهاضم ولد مالك بن فهم بن غنم، وهم اثنا عشر فخذا - معن وسليمة وهناءة وجهضم وشبابة وبنو فراهيد وجرموز ومسلمة وعمرو وظالم والحارث ".
(*)(2/132)
الازدي، من أهل البصرة، وهو جد نصر بن علي يروي الجد عن النضر بن شيبان الحداني، روى عنه أبو نعيم وأهل البصرة، مات في إمرة أبي جعفر، وحفيده أبو عمر ونصر بن علي بن نصر بن علي الجهضمي الحداني (1) قاضي البصرة، من العلماء المتقنين وكان ثقة ثبتا حجة، يروي عن ابن عيينة والمعتمر بن سليمان وحاتم بن وردان ونوح بن قيس ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن زريع والاصمعي، روى عنه محمد بن إسماعيل
البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو عيسى الترمذي وأبو داود السجستاني وابنه أبو بكر عبد الله بن سليمان وأبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي وأبو القاسم البغوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو عبد الله بن ماجة القزويني وعمر بن محمد بن بجير الهمداني وجماعة سواهم، وكان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء فدعاه عبد الملك أمير البصرة بذلك فقال أرجع فأستخير الله، فرجع إلى بيته نصف النهار فصلى ركعتين وقال اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك، فنام فأنبهوه فإذا هو ميت، وكان ذلك في شهر ربيع الآخر من سنة خمسين ومائة.
الجهمي: بفتح الجيم وسكون الهاء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى رجلين، أحدهما جماعة ينتحلون مذهب الجهم بن صفوان وفيهم كثرة ويقال الجهمية، وجهم كان من أهل بلخ، ظهرت بدعته بترمذ، وقتل بمرو: وقتله سلم بن أحوز المازني في آخر ملك بني أمية، والمنكر في عقيدته كثر، وأفظعها كان يزعم أن الله عزوجل لا يوصف بأنه شئ ولا بأنه حي عالم ولا يوصف بما يجوز (2) إطلاق بعضه على غيره، وزعم أن تسميته شيئا وتسمية غيره شيئا توجب التشبيه بينه وبين غيره، وكذلك تسميته حيا وعالما وتسمية غيره بذلك توجب التشبيه بينه وبين من سمي بذلك من المخلوقين، وأطلق عليه إسم القادر لانه لا يسمى أحدا من المخلوقين قادرا من أجل نفيه استطاعة العباد واكتسابهم، وفي هذا القول إبطال أكثر ما ورد به القرآن من أسماء الله تعالى كالعليم والحي والبصير والسميع ونحو ذلك، لان كل واحد من هذه الاسماء قد يسمى به غيره فيلزمه أن لا يسمي إلاهه إلا باسم يتفرد به كالاله والخالق والرازق ونحو ذلك ويرد أسماءه حينئذ إلى عدد قليل، وحكي حبيب بن أبي حبيب قال: شهدت خالد بن عبد الله القسري بواسط في يوم الاضحى قال ارجعوا فضحوا تقبل الله
__________
(1) مثله في اللباب ووقع في نسخ أخرى " الحراني " ولا وجه له ولا يظهر وجه للاول أيضا لان (حدان) وإن كانت من الازد أيضا أنها بعيدة عن الجهاضم، اللهم إلا أن يكون نصر الجهضمي نسبا نزل سكة بني حدان فالله أعلم.
(2) في النسخ " ولا يوصف لا يجوز " كذا.
(*)(2/133)
منكم فإني مضح بالجعد بن درهم زعم أن الله عزوجل لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما سبحانه وتعالى عما يقول الجعد بن درهم، ثم نزل فذبحه.
قال قتيبة بن سعيد على هذا بلغني أن جهما كان يأخذ هذا الكلام من الجعد بن درهم.
وأما واقد بن عبد الله الجهمي حدث عن أبيه عن جده كشذ بن مالك الصحابي روى حديثه أبو غسان الكناني محمد بن يحيى بن علي بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن عمران بن عبد العزيز عن واقد هذا (2).
الجهني: بضم الجيم وفتح الهاء وكسر النون في آخرها، هذه النسبة إلى جهينة وهي قبيلة من قضاعة واسمه زيد (2) بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة نزلت الكوفة وبها محلة نسبت إليهم وبعضهم نزل البصرة ومنهم عقبة بن عامر بن عبس الجهني، له صحبة.
وأبو معبد عبد الله بن عكيم الجهني.
وأبو سليمان زيد بن وهب الهمداني الجهني من قضاعة، أدركا زمان النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرياه، وغيرهم.
وأبو عبس ويقال أبو حماد عقبة بن عامر بن عبس بن عمرو بن عدي بن عمرو بن رفاعة بن مودوعة بن عدي بن غنم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني، شهد فتح مصر واختط بها وولي الجند بمصر لمعاوية بن أبي سفيان بعد عتبة بن أبي سفيان سنة أربع وأربعين ثم أغزاه معاوية البحر سنة سبع وأربعين، وكتب إلى مسلمة بن مخلد بولايته على مصر فلم يظهر مسلمة ولايته، فبلغ ذلك عقبة فقال: ما أنصفنا معاوية عزلنا وغربنا.
توفي بمصر سنة ثمان وخمسين، وقبر في مقبرتها بالمقطم، وكان يخضب بالسواد، وكان عقبة قارئا عالما بالفرائض والفقه، وكان فصيح اللسان شاعرا، وكان له السابقة والهجرة، وكان كاتبا، وكان أحد من جمع القرآن ومصحفه بمصر إلى الآن بخطه رأيته عند علي بن الحسن بن قديد على غير التأليف الذي في مصحف عثمان، وكان في آخره: وكتب عقبة بن عامر بيده، ورأيت له خطا جيدا، ولم أزل أسمع شيوخنا يقولون إنه مصحف عقبة لا يشكون فيه، وروى عن رسول الله حديثا كثيرا، روى عنه جماعة من أهل
مصر، منهم عبد الله بن مالك الجيشاني وعبد الملك بن مليل السليحي وعبد الرحمن بن عامر الهمداني وكثير بن قليب الصدفي وجماعة، وآخر من حدث عنه بمصر أبو قبيل المعافري - ذكر هذا كله أبو سعيد بن يونس المصري صاحب التاريخ، ومن نزل جهينة فنسب إليهم
__________
(1) في اللباب " فاته الجهمي نسبة إلى أبي جهم بن حذيفة بن عتبة بن ربيعة من عبد شمس وهو ابن خال معاوية بن أبي سفيان ينسب إليه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن جميد الجهمي، روى عن الواقدي، روى عنه زكريا الساجي ".
(2) في اللباب " ليس كذلك، وإنما جهينة هو ابن زيد ".
(*)(2/134)
أبو فروة مسلم بن سالم النهدي الجهني من أهل الكوفة، قال أبو حاتم ابن حبان كان نازلا في جهينة، يروي عن عبد الله بن عكيم رضي الله عنه روى عنه، الثوري وابن عيينة.
ومعبد بن خالد الجهني، كان يجالس حسن البصري وهو أول من تكلم بالبصرة في القدر فسلك أهل البصرة بعد مسلكه فيما لما رأوا عمرو بن عبيد ينتحله، والمبتدع إذا أحدث بدعة ثم دعا الناس إليها لا يجوز الاحتجاج به بحال، قتله الحجاج بن يوسف صبرا، وقد قيل إنه معبد بن عبد الله بن عويمر، روى عنه يحيى بن يعمر (1).
الجهيري: بفتح الجيم وكسر الهاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ابن جهير، وهو من وزراء المقتدي والمستظهر والمسترشد، ولهم مماليك انتسبوا إليهم، فمنهم أبو سعيد طغندي بن خطلخ الجهيري العكبري، من أولاد الاتراك البغداديين، سمع أبا عبد الله هبة الله بن أحمد بن محمد المصولي، سمعت منه أحاديث بالظفرية شرقي بغداد، وكانت ولادته تقديرا سنة إحدى وسبعين وأربعمائة بعكبرا وتركته حيا في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
__________
(1) في اللباب " فاته النسبة إلى قرية قرى الموصل (قرية كبيرة من نواحي الموصل على دجلة وهي أول منزل لمن يريد بغداد من الموصل وعندها مرج يقال له مرج جهينة له ذكر) منها شيخه تاج الاسلام أبو عبد الله الحسين بن نصر بن
محمد (بن الحسين بن القاسم) بن خميس (بن عامر الكعبي) الموصلي الجهني الفقيه المحدث المشهور (شيخ الموصل في زمانه، ولد بالموصل سنة 466 وسمع بها الحديث ورحل إلى بغداد وسمع بها..ثم رجع إلى الموصل فمات بها في شهر ربيع آخر سنة 552).
(*)(2/135)
باب الجيم واللام ألف الجلاء: بفتح الجيم وتشديد اللام ألف، هذه اسم لمن يجلي الاشياء الجديدة كالمرآة والسيف وغيرهما وقد ينسب إلى غير ذلك، واشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن الجلاء البغدادي نزيل الشام، كان من سكن الرملة، صحب ذا النون المصري وأبا تراب النخشبي وأبوه يحيى الجلاء أحد الائمة - له النكت اللطيفة.
وكان أبو عمرو بن جيد يقول: كان يقال إن في الدنيا ثلاثة من أئمة الصوفية لا رابع لهم: أبو عثمان بنيسابور والجنيد ببغداد وأبو عبد الله بن الجلاء بالشام، ومات في رجب سنة ست وثلاثمائة.
وأبو يحيى الجلاء صحب بشر بن الحارث، وحكي عنه، وكان عبدا صالحا، روى عنه أحمد بن محمد بن مسروق قال الدقي (1) قلت لابن الجلاء: لم سمي أبوك الجلاء ؟ فقال: ما جلا أبي شيئا قط، وما كان له صنعة، كان يتكلم على الناس فيجلو القلوب فسمي الجلاء.
وقال ابن الجلاء لقيت ستمائة شيخ ما رأيت مثل أربعة: ذوالنون المصري، وأبي وأبو تراب النخشبي وأبو عبيدالله البسري.
وقال ابن الجلاء قلت لابي وأمي أحب أن تهباني لله قالا قد وهبناك لله، فغبت عنهما مدة ورجعت من غيبتي وكانت ليلة مطيرة فدققت عليهما الباب وقالا: من ؟ قلت ولدكما ؟ قالا: كان لنا ولد فوهبناه لله، ونحن من العرب لا نرجع فيما وهبناه، وما فتحا لي الباب.
الجلاباذي: بضم الجيم والباء الموحدة بين اللام ألف والالف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى محلة كبيرة بنيسابور يقال لها كلاباذ (2) منها أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب بن هارون الفقيه الجلاباذي الشعيبي عم أبي أحمد الشاهد، وكان له خانقاه
على رأس جلاباذ، وكان ورعا صالحا زاهدا، سمع الشهيد أبا زكريا يحيى بن محمد بن
__________
(1) الكلمة مشتبهة في النسخ وفي طبقات الصوفية للسلمي ص 147 " سمعت عبد الله بن علي الطوسي يقول سمعت محمد بن داود الدقي.." وأسندها الخطيب في تاريخ بغداد ج 14 رقم 7390 من طريق السلمي: " سمعت عبد الله بن علي سمعت الرقي والصواب (الدقي) بضم الدال وتشديد القاف كما يأتي في رسمه، وقد تحرفت هذه الكلمة في مواضع أخرى من تاريخ بغداد إلى " الزقي ".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان ووقع في ك " كلاباذي " وعلى كل حال فأصلها الفارسي (كل آباد) وهذه الدال مهملة في الفارسية وتعجم عند التعريب، سألت بعض العارفين باللغتين عن علة ذلك فقال لعل الفرس كانوا ينقطون بهذه الدال بلهجة مخالفة للهجة العربية فحمل ذلك العرب على أن يعربوها ذالا معجمة والله أعلم.
(*)(2/136)
يحيى الذهلي وأبا يحيى سهل بن عمار العتكي وأبا علي الحسين بن الفضل البجلي وأبا نصر أحمد بن محمد بن نصر وأقرانهم، روى عنه أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه وأبو أحمد محمد بن أحمد بن شعيب العدل والشيوخ، وتوفي في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
الجلاب: بفتح الجيم وتشديد اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذا الاسم لمن يجلب الرقيق والدواب من موضع إلى موضع، واشتهر به جماعة، منهم أبو القاسم جابر بن عبد الله بن المبارك الموصلي الجلاب، قدم بغداد وحدث بها عن أبي يعلى الحسين بن محمد الملطي، روى عنه إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي.
وأبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلاب، من أهل بغداد، سمع عبيدالله بن سعيد بن عفير المصري وإبراهيم بن إسحاق الحربي، روى عنه أبو عمر بن حيوية وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة ومات في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
الجلابي: بفتح الجيم وتشديد اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الجلاب، وهو إسم لمن يجلب الرقيق من بلد إلى بلد ويبيعه وواحد من آباء المنتسب عرف
بذلك، وهو أبو سعيد أحمد بن علي بن أحمد الجلابي من أهل ساوكان قرية بخوارزم عند هزارسب، وكان أبو سعيد شيخا فقيها فاضلا صالحا، سكن ببليدة خيوة، ولقيته بها، ذكر لي أنه سمع كتاب الآداب المضافة إلى السنن من شيخ القضاة أبي علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي، كتبت عنه ثلاثة أحاديث بخيوة، وكانت ولادته في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
الجلابي: بضم الجيم وتشديد اللام وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الجلاب، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الطيب الجلابي المعروف بابن المغازلي من أهل واسط العراق، كان فاضلا عارفا برجالات واسط وحديثهم، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه، رأيت له ذيل التاريخ لواسط وطالعته وانتخبت منه، سمع أبا الحسن علي بن عبد الصمد الهاشمي وأبا بكر أحمد بن محمد الخطيب وأبا الحسن أحمد بن مظفر العطار وغيرهم، روى لنا عنه ابنه بواسط وأبو القاسم علي بن طراد الوزير ببغداد وغرق ببغداد في الدجلة في صفر سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، وحمل ميتا إلى واسط فدفن بها.
وابنه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الجلابي، كان ولي القضاء والحكومة بواسط نيابة عن أبي العباس أحمد بن بختيار الماندائي، وكان شيخا فاضلا عالما سمع أباه وأبا الحسن محمد بن محمد بن مخلد الازدي وأبا علي إسماعيل بن أحمد بن كماري القاضي(2/137)
وغيرهم، سمعت منه الكثير بواسط في النوبتين جميعا وكنت ألازمه مدة مقامي بواسط، وقرأت عليه الكثير بالاجازة له عن أبي غالب محمد بن أحمد بن بشران النحوي الواسطي وكانت ولادته سنة...(1).
الجلاجلي: باللام ألف بين الجيمين أولاهما مضمومة (2) والثاني مكسورة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى جلاجل وهو شئ يصوت (3) اشتهر بهذه النسبة الحسن بن موسى بن الحسن بن عباد بن أبي عباد النسائي الجلاجلي ويعرف بابن أبي السري، حدث عن
أبي الاشعث أحمد بن المقدام العجلي، روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين.
وأبو السري موسى بن الحسن بن عباد بن أبي عباد الانصاري المعروف بالجلاجلي نسائي الاصل، سمع عبد الله بن بكر السهمي وروح بن عبادة وعفان بن مسلم وأبا نعيم الفضل بن دكين ومحمد بن مصعب القرقاني وعبد الله بن مسلمة القعنبي، روى عنه محمد بن مخلد الدوري وأبو بكر الادمي القاري.
وقال أبو بكر محمد بن جعفر القاري: إنما قيل لابي السري الجلاجلي لحسن صوته، وكان ثقة، وقيل إن القعنبي قدمه في صلاة التراويح فأعجبه صوته قال فقال لي كأن صوتك به صوت الجلاجل فبقي عليه لقبا، ومات في صفر سنة سبع وثمانين ومائتين (4).
__________
(1) بياض، وفي استدراك ابن نقطة " توفي في رمضان من سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة وهو صحيح السماع، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا بواسط ".
(2) في اللباب " مفتوحة " وانظر ما يأتي.
(3) في اللغة: غلام جلاجل - أي خفيف الروح نشيط في عمله.
وقالوا كما في اللسان " جلجل الفرس صفا صهيله ولم يرق وهو أحسن ما يكون، وقيل صفا صوته ورق وهو أحسن له، وحمار جلاجل بالضم صافي النهيق " وقد يقال وما المانع من أن يقال حصان جلاجل ثم يتصرف فيه ؟ وفي اللباب أن هذا الرسم (الجلاجلي) بالفتح وقال: " هذه النسبة إلى الجلاجل وهي جمع جلجل وهو معروف " كذا.
(4) (الجلاحي) رسمه القبس وقال: " في قضاعة الجلاح بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن بكر بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، منهم من الصحابة رضي الله عنهم عمرو بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن الجلاح، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(*)(2/138)
باب الجيم والياء (1) الجياسري: بكسر الجيم وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح السين المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جياسر وهي قرية من قرى مرو يقال لها سركيارة (2) فعرب
وقيل جياسر، منها أبو الخليل عبد السلام بن الخليل المروزي الجياسري من التابعين، أدرك أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه زيد بن حباب.
الجياني: بفتح الجيم وتشديد الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جيان، وهي بلدة كبيرة من بلاد الاندلس من المغرب، والمشهور منها صاحبنا أبو الحجاج يوسف بن محمد بن فازو (3) الجياني، سمع الكثير معنا بخراسان بنيسابور وهراة ومرو وبلخ، وولي الامامة في الصلوات بمسجد راعوم نيابة عن شيخنا عمر بن أبي الحسن البسطامي، وسكن بلخ إلى أن توفي بها في سنة تسع (4) وأربعين وخمسمائة، وكان سمع مني وسمعت منه شيئا يسيرا عن أبي القاسم الحريري سمع منه ببغداد، وكان من خير الرجال ديانة وأمانة وفضلا وسيرة، والله يرحمه، وكانت ولادته بمدينة جبان في سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني يعرف بابن أبي اليقظان من أهل جيان أيضا، سمع معنا بمرو من زاهر بن طاهر الشحامي وغيره، وكان سمع بالشام وبغداد، كان كتوبا مكثرا، قرأ الكثير ونسخ بخطه، سمعت منه ببلخ أولا ثم بسمرقند ثم ببخارا، ولقيته بنسف أيضا، وكتب عني الكثير بهذه البلاد، سمع قبلنا ومعنا وكانت ولادته سنة نيف وتسعين
__________
(1) (الجياب) قال ابن نقطة بعد ذكر (الجباب) بالفتح وتشديد الموحدة " وأما الجياب بالياء المشددة المعجمة من تحتها باثنتين والباقي مثله فهو حمزة بن الحسين بن عبد الله بن محمد الجياب، مصري من أهل الادب والفضل، قرأ على أبي الحسين المهلبي.
(الجيار) بالراء بدل الموحدة، ذكره المشتبه وقال: " عبد الرحمن بن محمد السبيبي الجيار عن سلطان بن إبراهيم المقدسي، مات سنة 581 " وفي التوضيح " ومحمد بن يوسف بن مفرج أبو عبد الله بن الجيار البناني، أخذ القراءات عن أبي الاصبغ بن المرابط وغيره، أخذ عنه أبو الربيع بن سالم، مات في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة وهو في عشر الثمانين.
(2) في اللباب " سريكيارة ".
(3) كذا في ك ووقع في نسخ أخرى " فاب و " وفي معجم البلدان " فارو " وكذا في مطبوعة اللباب، وفي مخطوطتيه
والقبس " فاروا " بزيادة ألف في الآخر وشددت الراء في أجود المخطوطتين.
(4) في اللباب " خمس " وكذا في معجم البلدان لكن بالرقم، والذي هنا والله أعلم أثبت.
(*)(2/139)
وأربعمائة بجيان.
ومن القدماء أبو سعيد عبد الله وأبو عمر أحمد وأبو عثمان سعيد بن الفرج الجياني كانوا شعراء المغرب، وهم من أهل مدينة جيان، وأشهرهم عبد الله بن الفرج الجياني ومن شعره: تداركت من خطاي نادما * أن أرجو سوى خالقي راحما فلا رفعت صرعتي إن رفعت * يدي إلى غير مولاهما أموت وأدعو إلى من يموت ؟ * بماذا أكفر هذا بما ؟ وأحمد بن محمد الجياني أندلسي يعرف بتيس الجن، شاعر مقدم خليع مشهور، قال ابن ماكولا قاله لنا الحميدي.
وأغلب بن شعيب الجياني شاعر مقدم سكن قرطبة وكان من شعراء عبد الرحمن الناصر ومن بعده، ذكره أبو محمد بن حزم الاندلسي.
وطوق بن عمرو بن شبيب الجياني أندلسي: رحل وطلب وحدث، ومات هناك سنة خمس وثمانين ومائتين - قاله ابن يونس وهو تغلبي.
وجيان قرية من قرى الري، منها أبو الهيثم طلحة بن الاعلم الحنفي الجياني، قال ابن أبي حاتم أبو الهيثم الحنفي كان ينزل الري في قرية جيان، روى عن الشعبي، روى عنه سفيان الثوري وجرير ومروان بن معاوية، سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال: شيخ (1).
الجيخني: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وبعدها الخاء المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جيخن، وهي قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ، منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسين (2) المعلم الجيخني الخلال: شيخ صالح سديد السيرة من أهل القرآن كثير التلاوة، كان يعلم الصبيان برأس سكة كارنكلي، سمع جدي الامام أبا المظفر السمعاني، قرأت عليه مجلسا من أماليه، وتوفي سنة تسع وثلاثين
وخمسمائة ودفن بسجدان.
الجيذي: بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه
__________
(1) (الجيبي) ذكره ابن الصابوني في التكملة ص 91 قال: " الجيبي - بكسر الجيم وبعدها ياء معجمة ساكنة بنقطتين من تحتها ثم باء مكسورة معجمة بواحدة من تحتها وياء آخر الحروف وهو الشيخ الصالح أبو محمد عبد الوهاب بن عبد الله بن حريز المقدسي المنصوري الجيبي من الصلحاء المتورعين والاخيار المتزهدين، مولده في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وتوفي بمصر في ربيع الاول سنة ست وعشرين وستمائة، ذكره الحافظ أبو الحسين يحيى بن علي القرشي رحمه الله في معجم شيوخه، وكتب عنه إنشادا، والجيب قرية من أعمال بيت المقدس..".
(2) في اللباب ومعجم البلدان " الحسن ".
(*)(2/140)
النسبة إلى جيذة وهو اسم لجد أحمد بن الحسن بن جيذة الرازي الجيذي، قال الدارقطني: فهو شيخ قدم علينا من الري، كتبنا عنه عن محمد بن أيوب الرازي وغيره.
الجيزا خشتي: بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وفتح الراء والخاء المعجمة بينهما الالف وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى جيراخشت، وهي قرية من بخارا منها أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث البخاري الليثي الجيزا خشتي من أهل ما وراء النهر، وقد ذكرته في الليثي لانه عرف به، أحد حفاظ الحديث ومن رحل في طلبه إلى خراسان والعراق والجبال وكور الاهواز، سمع ببخارا أبا يعقوب يوسف بن منصور القصار الحافظ وأبا نصر الحسن بن عبد الواحد الشيرازي الحافظ وأبا سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلابازي، وبنيسابور أبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبا عثمان سعيد بن محمد بن أحمد البحيري وغيرهم، روى لنا عنه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال وأبو نصر محمد بن أبي الرجاء الصائغ بأصبهان، وجمع بين الصحيحين في أربعين مشرسة كل
واحد منها قريبة من مجلدة، ومات بكور الاهواز في سنة ست وستين وأربعمائة.
الجيراني: بفتح الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جيران، وهي من قرى أصبهان على فرسخين منها فيما أظن، والمشهور بالنسبة إليها محمد بن إبراهيم الجيراني، روى عن بكر (1) بن بكار، آخر من حدث عنه أبو بكر القباب الاصبهاني قاله ابن ماكولا.
وأبو محمود بن الجيراني (2) شيخ من أهل العلم والصلاح، كتبت عنه بفروداذان إحدى قرى أصبهان مجلسا من إملاء أبي عبد الله الجرجاني عن أبي الخير بن ررا إمام جامع أصبهان، وهو ينسب إلى هذه القرية كتبت عنه بإفادة صديقنا معمر بن الفاخر.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن المبارك المعدل البزاز الجيراني ثقة من أهل أصبهان، داره بفرسان ويعرف بممجة يروى عن حميد بن مسعدة ومحمد بن سليمان لوين وإسماعيل بن يزيد، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهاني، وتوفي سنة ست وثلاثمائة.
وأبو بكر عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن سهل التميمي الجيراني كان ينزل فرسان، وحدث عن أبي بشر، أحمد بن محمد بن عمرو المروزي، روى عنه أبو بكر بن مردويه.
وتوفي يوم السبت لتسع بقين من شهر ربيع الاول سنة
__________
(1) طبع في الاكمال 2 / 248 سطر 3 " سعد " والصواب (بكر).
(2) كذا في ك، وموضع النقاط بياض في الموضعين، ووقع في س وم " وأبو محمد الجيراني ".
(*)(2/141)
سبع وسبعين وثلاثمائة.
والهذيل بن عبيدالله بن قدامة بن عامر بن حشرح بن خولي (1) الضبي الجيراني كان يسكن قرية جيران يروي عن أحمد بن يونس الضبي وزياد بن هشام البراد، روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب، وتوفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
الجيرفتي: بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء وسكون الفاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى جيرفت، وهي إحدى بلاد كرمان، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي بن إبراهيم بن إسحاق بن عبويه
الجيرفتي الكرماني، حدث بشيراز من بلاد فارس عن أبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن أحمد الانماطي، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه في معجم شيوخه.
الجير مزداني: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء والميم وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جيرمزدان إحدى قرى مرو، منها أبو الحسن علي بن أحمد بن يحيى الجير مزداني، كان إماما عالما، سمع أحمد بن محمد بن الحسين الزاهد، روى عنه حفيد ابنته أبو الحسن الصوفي (2) المروزي.
وأبو جعفر محمد بن علي بن الحكم الجير مزداني، سمع علي بن خشرم وغيره، وكان كبيرا في الادب - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الجيرنجي: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وسكون النون وفي آخرها جيم أخرى، هذه النسبة إلى جيرنج، وهي قرية كبيرة بأعالي مرو مجرى وادي مرو في وسطها وتشبه ببغداد، خرج منها جماعة من أهل العلم منهم سنجان بن فرخسري الجيرنجي، من الدهاقين، جالس عبد الله بن المبارك وسمع الكثير منه، وكان فرخسري أسلم ثم ارتد فبعث نصر بن سيار إليه جميل بن النعمان فضرب عنقه.
وأبو بكر أحمد بن محمد الجيرنجي، قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن علي الكرماني روى عنه
__________
(1) في أخبار أصبهان زيادة " بن ظالم بن غضبان بن تميم (في جمهرة ابن حزم ص 194 شتيم وكذلك في الاشتقاق ص 192 وقال الدارقطني أن الصواب شييم بتحتيتين) ابن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر ".
(2) مثله في معجم البلدان، ووقع في س وم " الصداي " وفي اللباب " الصدقي " ونسبه (الصدقي) بفتحتين معروفة في أهل مرو كما يأتي في رسمه لكن لم يذكر هذا فيه ولا ذكر في المشتبه وفروعه حيث ذكروا الصدقي للفرق بينه وبين الصدفي والله أعلم.
(*)(2/142)
أبو الحسين بن البواب.
وأبو العباس أحمد بن القاسم بن داود الجيرنجي، سمع سليمان بن معبد أبا داود السنجي وغيره من مشايخ مرو.
وأحمد بن الحسين بن زيد القصار الجيرنجي، من قرية جيرنج، سمع محمد بن عبد الله بن قهزاذ وغيره من مشايخ مرو.
وأبو العباس أحمد بن الحسن بن محمد الجيرنجي، كان صاحب ورع وخير ذكره أبو زرعة السنجي (1) في كتاب التاريخ.
وأبو موسى عمران بن موسى الجيرنجي، كان أديبا شاعرا بقرية جيرنج - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي (1).
الجيروني: بفتح الجيم وضم الراء بينهما الياء الساكنة بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى باب جيرون وهو موضع بدمشق حتى صارت محلة، وجيرون عند باب مدينة دمشق وهو الذي بناه سليمان بن داود عليهما السلام بنته الشياطين والشيطان الذي بناه اسمه جيرون فسمي به.
وهذا الموضع أحد منتزهات دمشق حتى قال أبو بكر الصنوبري.
أمر بدير مران فأحيا * وأجعل بيت لهوى بيت لهيا ولي في باب جيرون ظباء * أعاطيها الهوى ظبيا فظبيا منها شيخنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس المقرئ الجيروني إمام جامع دمشق، كان يسكن باب جيرون، كان مقرئا فاضلا ثقة صدوقا مكثرا من الحديث له رحلة إلى العراق وأصبهان، سمع بدمشق أبا القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي وببغداد أبا الحسين عاصم بن الحسن العاصمي، وبالانبار أبا الحسن علي بن محمد بن محمد الخطيب، وبأصبهان أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي وطبقتهم، سمعت منه أجزاء وقرأت عليه في داره بباب جيرون وكانت ولادته في سنة اثنتين وستين وأربعمائة، ووفاته في السابع عشر من المحرم سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وشيعت جنازته إلى مقبرة باب الفراديس ودفن بها (2).
الجيزي: هذه النسبة إلى جيزة بكسر الجيم وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها
__________
(1 - 1) في نسخ أخرى " المسيحي ".
(2) (الجيز اباذي أو الجيز اباري) في معجم البلدان " جيزاباذ بالكسر ثم السكون وزاي وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة - أو راء - أحسبها محلة بنيسابور، منها أحمد بن إسماعيل بن أبي سعد عبد الحميد بن محمد الجيز اباذي أو الجير اباذي (كذا ومقتضى ما تقدم: الجيز اباري) أبو الفضل العطار الصيدلاني، ويقال أبو عبد الله من أهل نيسابور من بيت الحديث سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي - ذكره في التحبير ".
(*)(2/143)
والزاي المعجمة، وهي بليدة بفسطاط مصر في النيل، كان بها جماعة من العلماء والائمة، فمنها الربيع بن سليمان بن داود الجيزي كان بجيزة مصر فنسب إليها، يحدث عن هانئ بن المتوكل وغيره من المصريين، وروى عن إسماعيل بن أبي أويس وغيره من أهل المدينة - قاله الدارقطني.
وقال أبو حاتم بن حبان.
الربيع بن سليمان من أهل الجيزة ناحية بالفسطاط يروي عن ابن بكير والمصريين وليس هذا بصاحب الشافعي، حدثنا عنه أهل مصر.
وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق الجيزي، يروي عن مؤمل بن إسماعيل وغيره، روى عنه أبو يعلى الموصلي وعلي بن محمد بن حيون الانضنائي المصري.
وابنه أبو عبد الله محمد بن الربيع بن سليمان الجيزي كان مقدما في شهود مصر وشهد عند أبي عبيد علي بن الحسين بن حرب وغيره، يروي عن أبيه والربيع بن سليمان المرادي ويونس بن عبد الاعلى الصدفي وبحر بن نصر الخولاني وغيرهم، روى عنه جماعة منهم أبو الحسن بن فراس المكي وأبو عبد الله أحمد بن عمر الزجاج الجيزي، روى عنه عبد الغني بن سعيد، وقال ابن ماكولا حدثني عنه ببغداد ابن العتيقي وبمصر القضاعي وابن فرج.
وصاحبنا أبو الوحش ثعلب بن الجيزي، شاب صالح كتبت عنه بمسجد الخسيف في الحجة الاولى - وفيهم كثرة.
وأبو شعيب أزهر بن عبد الله بن سالم الجيزي مولى الحسن بن ثوبان الهمداني، توفي يوم الخميس لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة عشرين ومائتين.
الجيشاني: بفتح الجيم وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفتح الشين المعجمة
وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جيشان وهي من اليمن والمنتسب إليها أبو وهب ديلم بن الهوشع (1) الجيشاني، قال أبو حاتم ابن حبان: وجيشان من اليمن، يروي عن الضحاك بن فيروز، روى عنه يزيد بن أبي حبيب.
وأبو سالم الجيشاني يروي عن الصحابة.
وسعيد بن عبد الله بن مسروق الجيشاني، مصرى، روى عنه ابنه عبد الاعلى بن سعيد.
وسعيد بن سالم بن سفيان بن هانئ الجيشاني، يروي عن جده سفيان، روى عنه حرملة بن عمران - قاله أبو سعيد بن يونس.
وسيف بن مالك بن أبي الاسحم الجيشاني من أصحاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو أخو أبي تميم عبد الله بن مالك الجيشاني، قدم مع أخيه في خلافة عمر رضي الله عنه المدينة.
وعبد الله بن مسروق بن مشكم بن مسروق بن سعد الجيشاني سأل عقبة بن عامر وفضالة بن عبيد، روى عنه مرثد بن عبد الله اليزني - قاله
__________
(1) في س وم " إليها ووهب بن الهوسع " خطأ، وفي الاكمال 1 / 174 - 175 عن ابن يونس أن اسم أبي وهب هذا عبيد بن شرحبيل، وخطأ من سماه ديلم ابن الهوشع.
(*)(2/144)
ابن يونس.
وعبد الرحمن بن سالم بن أبي سالم الجيشاني - واسم أبي سالم سفيان بن هانئ المعافري، وهو حليف لجيشان يعرف بهم، يكنى أبا سلمة ولي القضاء والقصص بمصر، وقد أدرك أبوه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يروي عن أبيه، روى عنه ليث بن سعد وابن لهيعة، مات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
وعبد العزيز بن عبيد بن سليم الجيشاني أبو الأصبغ، يروي عن المفضل بن فضالة وابن وهب، قديم الموت - قاله ابن يونس، روى عنه شعيب بن إسحاق بن يحيى بن أخي ملول التجيبي.
وعبد الاعلى بن سعيد بن عبد الله بن مسروق الجيشاني أبو سلامة، روى عنه ابنه يزيد بن عبد الاعلى وليث بن عاصم وابن وهب وغيرهم، توفي سنة ثلاث وستين ومائة.
وجده مسروق بن مشكم ممن شهد فتح مصر، قال ابن ماكولا: قاله ابن يونس.
الجيشبري: بكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف والشين المعجمة المفتوحة والباء
المفتوحة المضمومة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى جيشبر، وهي قرية من قرى مرو، منها أبويحيى محمد بن أبي علوية بن شداد الجيشبري، كان كثير السماع - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي (1).
الجيشي: بفتح الجيم وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وكسر الشين المنقوطة، هذه النسبة إلى الجيش وهو العسكر، والمشهور بهذه النسبة الشيخ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن الجيشي الاسميثني السعدي يروي عن حرمل (2) بن مجاع عن قتيبة بن سعيد وغيره من القدماء.
الجيلي: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى بلاد متفرقة وراء طبرستان ويقال لها كيل وكيلان فعرب ونسب إليها وقيل جيلي وجيلاني، والمنتسبون إليها كثير، منهم أبو علي كوشيار بن لياليروز الجيلي، حدث عن عثمان بن أحمد بن خرجة النهاوندي وغيره، روى عنه أبو نصر بن ماكولا إن شاء الله.
وأبو مسلم جعفر بن باي الجيلي، وابنه أبو منصور باي، أما أبو مسلم فسمع بأصبهان أبا بكر بن المقرئ وغيره.
وأما ابنه أبو منصور باي بن جعفر بن باي الجيلي، فهو فقيه شافعي، درس الفقه على البيضاوي، وسمع الحديث من أبي الحسن بن الجندي وأبي القاسم الصيدلاني، قال ابن ماكولا سمعت منه، وولي قضاء باب الطاق وقبلت شهادته فصار يكتب اسمه:
__________
(1) في بقية النسخ " المسيحي ".
(2) في اللباب ونسخ أخرى " جبريل ".
(*)(2/145)
عبد الله بن جعفر.
سمع منه أبو بكر الخطيب الكثير، قال: ومات في أول المحرم من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الكريم بن الجيلي، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، قرأت عليه بر الوالدين للبخاري بجامع نيسابور.
وأبو عبد الله أحمد بن أبي حامد محمد بن أميرك الجيلي قاضي القرينين والدواليب، شيخ
نظيف متميز، قرأ على جدي وصحب والدي، كتبت عنه بمرو ونواحيها وبالدولاب، وتوفي بدولاب الخازن في سنة نيف وأربعين وخمسمائة.
وأبو محمد عبد القادر ابن..(1).
الجيلاني: بكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى جيلان، وهي بلاد معروفة وراء طبرستان وإنما سميت جيلان باسم من بناها وقيل الخزر والبكوران وجيلان والتتر والطيلسان وموقان والكرج بنو كاشح بن يافث بن نوح والنسبة إليها جيلي وقد ذكرناه فيما تقدم وفيهم كثرة.
وأما محمد بن إبراهيم بن جيلان بن محمد بن مها فريد الجيلاني الفارسي نسب إلى جده جيلان وسكن بلخ.
وأخوه إسحاق بن إبراهيم.
الجيلاني: بكسر الجيم المنقوطة بثلاث وسكون الياء وفي آخرها النون بعد اللام ألف، هذه النسبة إلى جيلان وهو خشب صلب من شجر العناب يقال لها جيلان ومن يخرطه يعمل منه المتاع يقال له الجيلاني، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الجيلاني العلوي الحسيني، من أهل نسف سكن بخارا، وكان علويا فقيها فاضلا، سمع بنسف أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي، قرأنا عليه كتاب أخبار مكة للازرقي وبعض جزء من كتاب الجامع الصحيح لابي حفص عمر بن محمد بن بجير البجيري، وكانت ولادته سنة خمس وثمانين وأربعمائة بنسف.
__________
(1) بياض، والشيخ عبد القادر مشهور، وراجع التعليق على الاكمال، وفي اللباب ما لفظه " قلت فإنه النسبة إلى جيل وهي قرية أدون المدائن، ويقال بالكاف بدل الجيم ينسب إليها أبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الجيلي المقري، سمع الحديث من أبي عبد الله النعالي وغيره وكان خيرا صالحا ".
(*)(2/146)
حرف الحاء باب الحاء مع الالف
الحابسي: بفتح الحاء المهملة وبعدها الالف ثم الباء الموحدة المكسورة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى حابس وهو اسم لجد أبي جعفر محمد بن أحمد بن يونس بن حابس بن عمران بن حابس بن مهدي بن أنس الجرجاني الواعظ الحابسي من أهل جرجان، وكان مقطوع الرجلين من علة أصابته، يروي عن أبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وغيرهما، رحل إلى مكة ومات بها في حدود سنة نيف وأربعمائة.
الحاتمي: بفتح الحاء المهملة وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى جد المنتسب، والمشهور بهذه النسبة (أبو) الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن حاتم الحاتمي الفقيه، كان من علماء أصحابنا الشافعيين وسمع (الحديث) الكثير بخراسان والعراق والحجاز، ودرس الفقه بمكة، وتخرج به جماعة، سمع أبا العباس الاصم وغيره، وتوفي يوم الجمعة وقت الخطبة لست مضين من شهر رمضان من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكان ابن تسع وأربعين سنة، قال الحاكم أبو عبد الله وكان من علماء المسلمين، أديب فقيه كاتب (حاسب) أصولي.
أخبرنا زاهر بن طاهر أنا أبو عثمان الصابوني إجازة سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد الحاتمي الفقيه يقول سمعت أبا زيد (الفقيه) يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بمكة في المنام كأنه يقول لجبرئيل عليه السلام يا روح الله اصحبه إلى وطنه.
وأبو حاتم أحمد بن محمد بن حاتم الفقيه الحاتمي المزكي من أهل الطابران قصبة طوس، كان فقيها فاضلا مناظرا، سمع الحديث بنيسابور من أبي العباس محمد بن يعقوب الاصم، وببغداد من أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار، وبمكة من أبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي، وبطوس من أبي الحسن محمد بن محمد بن علي الانصاري، وبقرميسين من إبراهيم بن شيبان وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله وذكره في التاريخ فقال: أبو حاتم الفقيه المزكي الحاتمي بقية المشايخ بطوس ونواحيها ومن أحسن الناس رعاية (1) لاهل العلم والسر (2) بها،
__________
(1) هكذا في اللباب وهو الصواب.
(2) في اللباب " والستر " وهو الظاهر.
(*)(2/147)
كتب معنا بنيسابور من سنة خمس وثلاثين، ثم خرج إلى العراق سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وأتانا بالطابران سنة ثلاث وأربعين، وعقد له المجلس للنظر والتدريس، وتوفي في رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
وأبو علي محمد بن الحسن بن المظفر اللغوي المعروف بالحاتمي، من أهل بغداد، كان أديبا لغويا أخباريا فاضلا، روى عن أبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وغيره أخبارا أملاها في مجالس الادب، روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
والقاضي أبو المؤيد ميمون بن أبي العلاء أحمد بن الحسن بن عدي بن حاتم بن حم بن عصمة الحاتمي النسفي نسب إلى جده الاعلى، كان قاضي نسف مدة مديدة، سمع جده أبا علي الحسن بن عدي الحاتمي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، ولد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وتوفي بنسف ليلة الجمعة التاسع عشر من رجب سنة ثلاث عشرة وخمسمائة (1).
الحاجب: بفتح الحاء المهملة وبعدها الجيم وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة من كان يحجب، المشهور به أبو الوفاء محمد بن بديع بن عبد الله الحاجب من أهل أصبهان، كان حسن الخلق والوجه، صاحب ضياع، كثير السماع، واسع الرواية، سمع جماعة مثل أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله التاجر وأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، روى لي عنه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال بأصبهان وأبو سعد أحمد بن محمد الحافظ بمكة، وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة، ومات في رجب سنة سبع وستين وأربعمائة، وإنما قيل له الحاجب لان أباه أبا النجم بديع بن عبد الله بن عبد الغفار كان حاجب أبي الحسين العلوي ختن الصاحب إسماعيل بن عباد، وأبو النجم هذا
رحل إلى بغداد والري وسمع بهما الحديث، وتوفي في السابع عشر من جمادى الآخرة سنة ثلاثة وعشرين وأربعمائة.
وأبو الحسن علي بن محمد بن العلاف الحاجب، كان حاجب الخليفة، وكان والده أبو طاهر من المحدثين، وأبو الحسن عمر وأسن حتى صارت الرحلة إليه، وكان يسكن دار الخليفة ببغداد، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي المقري - وكان آخر من روى عنه - وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ وجماعة
__________
(1) في اللباب " قلت فاته أبو الفضل محمد بن محمد الحاتمي الجويني، سمع علي بن عبد الله النصيبي وغيره، روى عنه أبو منصور عبد الرحمن بن عبد الكريم القشيري ".
(*)(2/148)
سواهما، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن نصر الجهني بالموصل وأبو معشر رزق الله بن محمد بن عبد الملك البلدي بفوشنج، وأبو الكرم المبارك بن مسعود العسال بمكة، وأبو السعادات المبارك بن الحسين الواسطي بفم الصلح، وأبو المظفر (1) عبد الله بن طاهر بن فارس التاجر ببلخ، وجماعة كثيرة سوى هؤلاء وكانت ولادته سنة أربع وأربعمائة (إن شاء الله)، وتوفي في سنة خمس وخمسين ببغداد.
ومحمد بن الحسن بن يعقوب البغدادي يعرف بالحاجب، حدث عن عبد الصمد بن حسان، وروى عنه عبد الباقي بن قانع القاضي.
وأبو عبد الله حمزة بن المظفر بن حمزة بن محمد بن علي الحاجب، كان والده من حجاب الخليفة وهو أيضا كذلك، وكان شيخا أمينا سديد السيرة، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهما، سمعت منه أحاديث في دهليز داره بدار الخليفة، وكانت ولادته في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
وأبو العباس عبد الله بن محمد بن أبي علي الحاجب من أهل بغداد، كان أبوه حاجب العباس بن محمد الهاشمي، وحدث عن يزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهمي وإسحاق بن بشر الكاهلي، روى عنه حمزة بن القاسم الهاشمي أحاديث مستقيمة.
وأبو الحسين عبد العزيز بن إبراهيم بن بيان بن داود الحاجب من أهل
بغداد المعروف بابن حاجب النعمان، كان أحد الكتاب الحذاق بصنعة الكتاب وأمور الدواوين.
وله كتب مصنفة في الهزل، ومات في شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
الحاجبي: بفتح الحاء المهملة وكسر الجيم بعدها ياء موحدة، هذه النسبة إلى الجد واسمه حاجب فمنهم صخر بن محمد بن حاجب الحاجبي من أهل مرو، يروي عن الليث بن سعد ومالك بن أنس وغيرهما المنكرات وما لا يرويه الثقات والحمل فيها عليه، روى عنه المراوزة منهم أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود السعدي، قال أبو حاتم بن حبان: لا يحل الرواية عنه.
وأبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب بن نعمان الدهقان الكشاني الحاجبي من أهل الكشانية، منسوب إلى جده راوية الجامع الصحيح لمحمد بن إسماعيل البخاري عن أبي عبد الله الفربري، سمعه مع أبيه بفربر سنة ست عشرة وثلاثمائة وفي الوقت الذي رواه لم يكن بقي أحد في الدنيا يروي الصحيح عن الفربري، وهو شيخ ثقة صالح مشهور من أهل الكشانية، رحل الناس إليه وسمعوا منه مثل أبي العباس المستغفري وأبي
__________
(1) في نسخ أخرى " أبو المطهر ".
(*)(2/149)
سهل أحمد بن علي الابيوردي وأبي عبد الله الحسين بن محمد الخلال البغدادي، وسمع الحاجبي أيضا أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستر اباذي وأبا حسان مهيب بن سليم وغيرهما، وتوفي بالكشانية بعد ما رجع من بخارا بعد يوم أو يومين في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح بن عبد الله بن الحصين بن علقمة بن لبيد بن نعيم بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي الحاجبي وهو الحاجب الذي يضرب به المثل في قوس حاجب أنه رهن قوسه عند كسرى على كذا ألف من الجمال فأخذ منه كسرى الرهن تجربة فعاد بعد مدة وأحضر الجمال واسترد القوس المرهونة.
وأبو الحسن هذا مصري يلقب فروجة، قدم بغداد وحدث بها عن جماعة من المصريين، روى عنه
أحمد بن جعفر بن سلم ومحمد بن عمر الجعابي ومحمد بن المظفر وغيرهم، وكان ثقة حافظا.
وأبو سعيد أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن حاجب الحاجبي النيسابوري وكان يلقب بحمدان، سمع محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر وأبا الازهر وأحمد بن يوسف السلمي وأحمد بن منصور زاج وعبد الله بن مخلد، روى عنه أبو علي الحسين بن علي وأبو محمد عبد الله بن سعد الحافظان، ومات في شهر رمضان سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وأبو الفضل موسى بن علي بن قداح الخياط الحاجبي من أهل بغداد يعرف بابن حاجبك، وكانت أمه أو أم أبيه، كان شيخا صالحا خياطا بين الدربين ببغداد، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن البسري وأبا مسلم عبد الرحمن بن عمر السمناني وأبا الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الانصاري وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد على دكانه.
والقاضي الرئيس الخطيب أبو الفتح ميمون بن طاهر بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني الحاجبي من أهل الكشانية، حدث عن أبيه أبى أحمد، روى عنه أبو القاسم عبيد الله بن عمر الكشاني، مات بسمرقند سنة ثمانين وأربعمائة ودفن بجاكرديزه (1).
الحارثي: هذه النسبة إلى قبائل منها إلى بني حارثة من الخزرج، منهم من بني
__________
(1) في اللباب " قلت فاته الحاجبي، وهو نسبة إلى حاجب بن غفار، منهم عزة بنت حميل ابن وقاص بن حفص بن إياس بن عبدالعزي بن حاجب، صاحبة كثير، وفيها يقولون في شعره: الحاجبية...".
(الحاجي) قبل ياء النسب جيم يؤخذ من السياق أنها مخففة، رسمه القبس وقال " في كندة حاج، هو مالك بن الحارث بن بكر بن ثعلبة بن عقبة بن السكون بن أشرس بن ثور - كندة - كذا لابن الكلبي، وقال: منهم شهاب بن قيس بن الحارث بن المخنف بن حاج الشاعر، قال ابن دريد: الحاج ضرب من الشجر له شوك، الواحدة حاجة، والحاجة خرز يعلق في الاذن، والحاج كع حاجة من الاحتياج.
منهم عبد الكريم بن موسى البخاري، روى له أبو علي الصدفي (بسنده) عن أنس...".
(*)(2/150)
الحارثة بن الحارث.
ومنهم إلى بني الحارث (بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث) (1) بن
كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد (بن زيد) (2) بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
ومنهم أبو عبد الله رافع بن خديج بن رافع ابن عدي بن زيد بن جشم الانصاري الحارثي من بني حارثة بن الحارث ابن الخزرج، ويقال إنه يكني بأبي خديج، مات بالمدينة سنة ثلاث وسبعين، وقد قيل سنة أربع وسبعين.
وعبد الرحمن بن بجيد الحارثي الانصاري أحد بني حارثة من أهل المدينة، يروى عن جدته أم بجيد وكانت من المبايعات، روى عنه محمد بن إبراهيم التيمي.
وأبو المنذر ذواد بن علبة الحارثي، يروي عن ليث ومطر، روى عنه الفضل بن موسى، منكر الحديث جدا يروى عن الثقات ما لا أصل له وعن الضعفاء ما لا يعرف - هكذا قال أبو حاتم بن حبان البستي.
وأبو أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي، له صحبة، من بني حارثة ابن الحارث.
ومطرف بن طريف الحارثي من بني الحارث بن كعب، يروى عن الشعبي وابن أبي السفر، روى عنه الثوري وابن عيينة وابن فضيل وغيرهم.
ويحيى بن حبيب (3) الحارثي يروى عن خالد بن الحارث الهجيمي، روى عنه مسلم بن الحجاج (4).
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن حفص بن محمود بن عبد الله بن محمد بن مسلمة الحارثي، سمع أباه حفصا وسليمان بن محمد بن محمود الانصاري، روى عنه إسماعيل بن أبي أويس وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي.
وأما حارثة بطن من مراد منهم عبد الرحمن بن روح بن صلاح المرادي الحارثي، روى عن أبيه، هكذا نسبه علي بن فديد، وقال أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخه: وقد قيل إن (روح) بن صلاح من الموصل ناقلة إلى مصر وأما دارهم فبمصر في مراد الحارثين - والله أعلم.
ويحيى بن زياد (ابن عبيدالله) بن عبد الله - وكان يقال له عبد الحجر - ابن عبدالمران بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو الحارثي، وكانت عمته ريطة بنت عبيدالله زوجة محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فولدت له السفاح، فيحيى ابن زياد ابن خال أبي العباس السفاح، وهو من أهل الكوفة وكان شاعرا
__________
(1) من ك ولم يذكر في اللباب وذكر في أنساب ابن طاهر والاولى سقوطه فإن المعروف أن النسبة إلى الحارث بن كعب.
(2) من اللباب وغيره.
(3) في ك " خبيب " وفي اللباب " عربي " وهو يحيى بن حبيب بن عربي من رجال التهذيب.
(4) وفي القبس في ذكر بني الحارث بن كعب ما لفظه " ومنهم أبو كعب ذو الاداوة، ذكر معمر بن راشد في كتاب الجامع له عنه: خرجت في طلب إبل لي فتزودت لبنا في إداوة ثم قلت في نفسي ما أنصفت أين الوضوء ؟ فهرقت اللبن وملاتها ماء قلت هذا وضوء وشراب، فكنت إذا أردت الوضوء صببت منها ماء، وإذا أردت الشرب صببت لبنا فمكثت كذلك ثلاثا.
فقالت له أسماء النجرانية: أحليبا أم حقينا ؟ فقال: إنك لبطالة، كان يعصم من الجوع ويروى من الظمأ.
(*)(2/151)
أديبا ماجنا، نسب إلى الزندقة وكان صديق إياس بن مطيع (1) وحماد عجرد ووالية بن الحباب وغيرهم من ظرفاء الكوفيين، وله في السفاح مدائح وفي المهدي أيضا، وقدم بغداد فأقام بها مدة ثم خرج عنها.
ولما سأل بقطين ابن علي إبراهيم الامام ودخل عليه الحبس: على من تحيل الحق الذي لي عليك ؟ فقال: إلى عبد الله، فقال: كلنا عبيد الله، فقال: إلى ابن الحارثية، فعرف أنه يريد أبا العباس لان أمه كانت حارثية.
وبشر بن وذيح بن الحارث بن ربيعة بن غنم بن عائذ بن ثعلبة بن الحارث بن تيم الله الشاعر الحارثي كان يلقب حثاثا بقوله: ومشهد أبطال شهدت كأنما * أحثهم بالمشر في المهند (2) الحازمي: بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى حازم اسم رجل والمشهور بالنسبة إليه أبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حازم المؤذن البخاري الحازمي، قدم بغداد وحدث بها عن إسحاق بن أحمد بن خالد (3) الازدي وعبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي وعبد الرحمن بن محمد بن جرير البخاري والهيثم بن كليب ومحمد بن يوسف (الاصم) وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله الغنجار والقاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي ومحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، قال أبو بكر الخطيب: وكان صدوقا، وكانت ولادته تقديرا في سنة تسع وثمانين ومائتين، ومات في المحرم من سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو نصر الحازمي
المؤذن، كان أحد مشايخ بخارا ونديم الوزير أبي علي البلعمي وصاحب سره سألناه ببخارا أن يحدث فلم يفعل، ثم قدم علينا بنيسابور حاجا في شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة
__________
(1) كذا وهو مقلوب، الصواب " مطيع بن إياس ".
(2) يتحصل مما مر أن (الحارثي) تكون نسبة إلى حارثة بن الحارث بن الخزرج في الانصار، وإلى الحراث بن كعب وهم بلحارث، وإلى حارثة بطن من مراد، وإلى الحارث بن تيم الله (بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل).
وذكر ابن طاهر الثلاثة الاولى قال أبو موسى " الرابع زيادة الحارثي من حارثة ابن سعد ينشده له: ونحن بنو ماء السماء فلا نرى * لانفسنا من دون مملكة قصرا وأخشى أن يكون هذا من حارثة الانصار لانهم بنو ماء السماء " ويأتي حارثة بن سعد في زيادة اللباب وذكر أبو موسى جماعة من بلحارث بن كعب ثم قال " الخامس منسوب إلى الجد وهو أبو منصور أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الحارثي السرخسي، أخبرني عنه ابنج عمة والدي القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد المديني عن الليث بن الحسن وغيره " وفي اللباب " فاته النسبة إلى حارثة بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة منهم الحليس...بن علقمة سيد الاحابيش، وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية: هذا من قوم يعظمون البدن.
(3) كذا في اللباب وبقية النسخ " خلاد " وفي تاريخ بغداد ج 4 رقم 2270 والاكمال 3 / 235 " خلف ".
(*)(2/152)
فحدث وكتبوا بانتخابي عليه من الاصول، وتوفي في الطريق وذلك في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
الحاسب: بفتح الحاء وكسر السين المهملة وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة، هذه اللفظة لمن يعرف الحساب، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسن بن محمد الحاسب من أهل سمرقند وكان من حساب الامير نصر بن أحمد بن أسد بن سامان أخي أحمد في الديوان، يروى عن أبي إسحاق الطالقاني، روى عنه عبد بن رميح البكري السعدي.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن منصور الحاسب الضرير، سمع علي بن الجعد ومحمد بن بكار بن الريان وأبا عمران الوركاني والحكم بن موسى، روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعي وأبو بكر
محمد بن عمر الجعابي، وكان ثقة، مات في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين ومائتين.
وأبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله الحاسب المعروف بابن أبي شريك، من أهل بغداد، كان أقوم أهل عصره بالهندسة والحساب وحل الاشكال المشكلة فيها، وكان فيه بعض الشئ على ما عرف، سمع أبا الحسن عبد الودود بن عبد المتكبر بن المهتدي بالله الهاشمي، روى لي عنه ابنه، وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة ببغداد.
وأما ابنه أبو القاسم هبة الله بن الحسين بن علي الحاسبي شيخ (من) أهل بغداد، كان على التركات وأخذ أموال الناس وأكله بالباطل (شيخ) غيره أعجب إلى، سمع أباه وأبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور وغيره، وظني أنه آخر من حدث عن ابن النقور ببغداد، فان نصر بن الحسين البرمكي كان يعيش بهمذان، وكان يروى عن أبي الحسين بن النقور، سمعت منه ستة مجالس من أمالي عيسى بن علي الوزير بروايته عن ابن النقور عنه، وتوفي في سنة سبع وأربعين وخمسمائة ببغداد، وولادته فيما أظن كانت في سنة ست وستين وأربعمائة سنة الغرق.
وأبو سعد محمد بن عبد الله بن حمشاذ الحاسب من أهل نيسابور، كان عارفا بالحساب رحل إلى العراق والحجاز وبلاد ما وراء النهر، سمع بنيسابور أبا الطاهر محمد بن الحسن المحمد اباذي، وببغداد أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، وبمكة أبا سعيد أحمد بن محمد بن الاعرابي، وبهراة الباشاني، وببلخ أبا طهير الكبير، وبسمرقند أبا جعفر الجمال البغدادي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو سعد الحاسب وهو ابن خالي (1) وكان أبوه من أعيان المشايخ والتجار بنيسابور، طلب أبو سعد معنا الحديث في صباه من سنة ثلاثين وثلاثمائة إلى سنة سبع وأربعين، ثم أقام ببلخ وسمرقند وذكر
__________
(1) في النسخ " خالتي ".
(*)(2/153)
بعد ذلك بالحساب، سمع بنيسابور ورحل معي إلى أبي النضر ودخل بغداد قبلي، وحدث، وتوفي غداة يوم الخميس الثاني والعشرين من ربيع الآخر من سنة ست وثمانين وثلاثمائة
وصلى عليه أخوه أبو منصور ودفن بجنب أبيه بباب معمر.
وأبو برزة الفضل بن محمد الحاسب، حدث عن أحمد بن عبد الله بن يونس وثابت بن موسى ويحيى بن الحماني وغيرهم، روى عنه عبد الباقي بن قانع وأبو محمد بن ماسي وأبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف السقطي، وكان ثقة جليل القدر صدوقا، ومات لاربع بقين من صفر سنة ثماني وتسعين ومائتين (1).
الحاضري: بفتح الحاء المهملة وكسر الضاد المعجمة بعد الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو بشر محمد بن أحمد ابن حاضر الطوسي (الحاضري من أهل طوس) ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو بشر الحاضري، وكان قد لقي الشيوخ بخراسان والعراق وصحب الناس، ووصف بحس العشرة، سمع خراسان أبا الحسن (ابن) زهير، وبالعراق أبا محمد بن صاعد وأقرانهما (2).
الحافظ: بفتح الحاء وكسر الفاء وفي آخرها الظاء المعجمة، هذا لقب جماعة من أئمة الحديث لحفظهم ومعرفته والذب عنه وفيهم شهرة، سمعت شيخي وأستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان يقول مذاكرة: سمعنا جزءا بأصبهان من شيخ مع أبي زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده وأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق فسمعت أنا في الجزء وكتبت لابي زكريا: الشيخ الامام الحافظ فلان، فلما تفرقنا رآني أبو عبد الله الدقاق فقال لي: يا فلان أما تستحي وكيف تستجير أن تكتب ليحيى بن منده: الحافظ، وأيش يحفظ هو من الحديث ؟ فقلت يا شيخ محمد إن ظننت أن الحافظ لا يكتب إلا لمن يحفظ جميع حديث رسول الله صلى عليه وسلم، فينبغي أن لا يكتب هذا لاحد، وإن كان يكتب هذا اللقب لمن يحفظ البعض دون البعض فأنا وأنت ويحيى والكل فيه سواء، فسكت ولم يقل
__________
(1) الحاسمي) رسمه في التبصير واقتصر على قوله " ظاهر ".
(الحاشر) في الاكمال 2 / 293 " أما الحاشر بحاء مهملة وشين معجمة بثلاث فمن أسماء النبي صلى الله عليه وسلم الحاشر - كذلك روى عنه صلى الله عليه وسلم.
وأحمد بن عبد الواحد بن أحمد الحاشر يعرف بابن عبدون...".
(2) (الحاطبي) استدركه اللباب وقال " وهو (أبو الحارث وقيل) أبو بكر عبد الله بن الحارث بن محمد بن عمر بن محمد بن حاطب (بن الحارث بن معمر ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح) الحاطبي الجمحي المديني، روى عن سهيل ابن أبي صالح وغيره، روى عنه وكيع وغيره.
وهي أيضا نسبة إلى حاطبة ابن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل - بطن من تيم الله - منهم نفر من الفرسان.
(*)(2/154)
شيئا.
وجماعة سوى هؤلاء يقال لكل واحد منهم: الحافظ، فان ببغداد لمن يحفظ الثياب في الحمامات يقال له: الحافظ، واشتهر بهذا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان النعالي الحافظ كان شيخا يحفظ الثياب في حمام بالكرخ وكان أبو نصر اليونارتي الاصبهاني إذا روى عنه كان يقول في روايته عنه الحافظ وأبو عبد الله هذا كان شيخا صالحا، ولا يعرف شيئا ما من الحديث، غير أنه سمع الحديث من أبي عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وأبي سعد أحمد بن محمد بن الماليني وأبي الحسن محمد بن عبيدالله الحنائي وأبي القاسم الحسن بن الحسن (بن علي) بن المنذر القاضي وأبي سهل محمود بن عمر العكبري وغيرهم، روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن الباغبان المقري وأبو محمد سفيان بن إبراهيم بن منده الصوفي بأصبهان، وأبو عبد الله محمد بن أحمد (ابن محمد بن) عبدالقاهر الطوسي بالموصل، وأبو الفتح محمد بن عبد الباقي ابن البطي بمكة، وأبو القاسم علي بن طراد بن محمد الزينبي وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي الخرقي ببغداد، وأبو جعفر حنبل بن علي السجزي بهراة، وأبو الغنائم إسماعيل بن محمد بن القاسم الموسوي بمرو، وجماعة كثيرة سواهم قريبا من أربعين نفسا: وتوفي في صفر سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة جامع المنصور.
وذكرت من حفاظ الحديث واحدا عرف به.
وهو أبو علي الحافظ النيسابوري واسمه الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد الحافظ واحد عصره في الحفظ والاتقان والورع والرحلة، سمع بنيسابور جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وبهراة أبا علي الحسين بن إدريس
الانصاري، وبنسا الحسن بن سفيان، وبمرو عبد الله بن محمود السعدي، وبجرجان عمران بن موسى، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وببغداد عبد الله بن محمد بن ناجية، وبالكوفة محمد بن جعفر القتات، وبالبصرة أبا خليفة القاضي، وبواسط جعفر بن أحمد بن سنان الحافظ، وبالاهواز عبدان بن أحمد العسكري، وبتستر أحمد بن يحيى بن زهير، وبأصبهان أبا عبد الله محمد بن نصر، وبالموصل أبا يعلي أحمد بن علي بن المثني، وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد ابن شعيب النسائي، وبغزة الحسن بن الفرج الغزي صاحب ابن بكير، وجماعة يطول ذكرهم من هذه الطبقة، أكثر عنه الحفاظ مثل أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الاصبهاني وأبي عبد الله محمد بن عبد الله البيع وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني وغيرهم، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو علي الحافظ النيسابوري ذكره بالشرق كذكره بالغرب، مقدم في مذاكرة الائمة وكثرة التصنيف، وكان مع تقدمه في هذه العلوم أحد المعدلين المقبولين في البلد سمع بغزة الموطأ من(2/155)
الحسن بن الفرج عن يحيى بن بكير، وذكر ابتداء أمره فقال: كنت أختلف إلى الصاغة وفي جوارنا فقيه من الكرامية (يعرف) بالولي فكنت أختلف إليه بالغدوات وآخذ عنه الشئ بعد الشئ من مسائل الفقه، فقال لي أبو الحسن الشافعي: يا أبا علي لا تضيع أيامك، ما تصنع بالاختلاف إلى الولي ؟ وبنيسابور من العلماء والائمة عدة، فقلت له: إلى من أختلف ؟ قال: إلى إبراهيم بن أبي طالب، فأول ما اختلفت في طلب العلم إلى إبراهيم بن أبي طالب سنة أربع وتسعين ومائتين، فلما رأيت شمائله وسمته وحسن مذاكرته للحديث حلا في قلبي فكنت أختلف إليه وأكتب عنه الامالي فحدث يوما عن محمد بن يحيى عن إسماعيل بن أبي أويس، فقال لي بعض أصحابنا: لم لا تخرج إلى هراة فإن بها شيخا ثقة يحدث عن إسماعيل بن أبي أويس، فوقع ذلك في قلبي فخرجت إلى هراة وذاك في سنة خمس
وتسعين، ثم قال: وانصرفت من هراة وقد مات إبراهيم بن أبي طالب فسمعت في تلك الايام كتاب الموطأ من علي بن الحسين الصفار عن يحيى بن يحيى.
وقال أبو علي كنا بغزة على باب الحسن بن الفرج ونحن نسمع منه الموطأ عن يحيى بن بكير ومعنا جماعة من الغرباء من أهل مصر، فقلت لهم أكثر الموطأ عندنا من رواية يحيى بن يحيى النيسابوري عن مالك، فاستحسنوا ذلك فقالوا لي: هل عندك منه نسخة حتى نسمعها منك ؟ وقد كان أبو علي خرج من هراة إلى مرو الروذ وكتب عن يوسف بن موسى المروروذي وانحدر منها إلى مرو ومنها إلى جرجان فجود عن عمران بن موسى، ثم انصرف من هناك إلى الحسن بن سفيان فسمع مسانيد ابن المبارك ومنتخب المسند ومسند أبي بكر بن أبي شيبة، وانصرف إلى نيسابور.
وقال: لما انصرفت إلى نيسابور سمعت مسند إسحاق بن راهويه من عبد الله بن شيرويه ثم تأهبت للخروج إلى العراق والشام والحجاز، قال واستأذنت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في الخروج إلى العراق سنة ثلاث وثلاثمائة فقال: توحشنا مفارقتك يابا علي وقد رحلت وأدركت الاسانيد العالية وتقدمت في حفظ الحديث ولنا فيك فائدة وأنس فلو أقمت، فما زلت به حتى أذن فخرجت إلى الري وبها علي بن الحسن بن سلم الاصبهاني وكان من أحفظ مشايخنا وأثبتهم وأكثرهم فائدة فأفادني عن إبراهيم بن يوسف الهسنجاني (1) وغيره من مشايخ الري ما لم أكن أهتدي أنا إليه.
ثم قال دخلت بغداد وجعفر الفريابي حي وقد أمسك عن الحديث ودخلت عليه غير مرة والكتب بين يديه وكنا ننظر إليه حسرة ومات وأنا ببغداد سنة أربع وثلاثمائة وصليت على جنازته.
ثم يقول أبو علي وأسفي على حديث سليمان التيمي
__________
(1) في ك " الهمداني " خطأ.
(*)(2/156)
عن أبي قلابة عن أنس ! وكان يقول: وفيما ذكر الفريابي.
ثم قال: ولما فاتني ما فات من الفريابي تركت بغداد وخرجت إلى الانبار وكتبت حديث بهلول بن إسحاق (وأحاديث ابن أبي) (1) أويس وسعيد ابن منصور وغيرهما، ثم انصرفت إلى بغداد وأقبلت على السماع من
ابن ناجية وقاسم والصوفي، ولزمت أبا خليفة - يعني بالبصرة - حتى سمعت حديثه عن آخره (إلا الاخبار) (2) وما لم أجد السبيل إلى سماعه، وحضرت أبا خليفة وهو يهدد وكيلا له ويقول: والله لاضحكن الحيطان من دمك، ثم قال في آخر كلامه أتعود يالكع ؟ فقال الوكيل: لا أصلحك الله، (قال بل أنت لا أصلحك الله) (2) ولا بارك فيك، قم عني.
قال الحاكم أبو عبد الله وسألت أبا علي عن الحسن بن الفرج الغزي وسماعهم الموطأ منه، فقال: ما كان إلا صدوقا، قلت إن أهل الحجاز يذكرون أنه سمع بعض الموطأ فحدث بالكل ؟ فقال: ما رأينا إلا الخير قرأ علينا الموطأ من أصل كتابه في القراطيس.
ثم قال: انصرف أبو علي من مصر إلى بيت المقدس وحج حجة أخرى، ثم انصرف إلى البيت المقدس، وانصرف على طريق الشام إلى بغداد وهو باقعة في الحفظ ولا يطيق مذاكرته أحد، ثم انصرف إلى خراسان ووصل إلى وطنه ولا يفي لمذاكرته أحد من حفاظنا، ثم إن أبا علي أقام بنيسابور إلى سنة عشر وثلاثمائة يصنف ويجمع الشيوخ والابواب وجودها ثم حملها إلى بغداد سنة عشر ومعه أبو عمرو الصغير فأقام ببغداد وليس بها أحفظ منه إلا أن يكون أبو بكر بن الجعابي فإن أبا علي يقول ما رأيت من البغداديين أحفظ منه، ثم خرج إلى مكة ومعه أبو عمرو فحج وخرج إلى الرملة وأبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة حي، ثم انصرف إلى دمشق وقد لحق أحمد بن عمير من الغرباء ما لحق وأحمد ابن عمير إمام أهل الحديث ورئيس الشام - وذكر قصة طويلة، ثم جاء إلى حران وانتخب على أبي عروبة الانتخاب المنسوب إليه، وانصرف إلى بغداد وأقام بها حتى نقل ما استفاد إلى مصنفاته في تلك الرحلة وذاكر الحفاظ بها، وانصرف من العراق ولم يرحل بعدها إلا إلى سرخس وطوس ونسا.
وذكر أبو علي الحافظ قال أتيت أبا بكر بن عبدان فقلت الله الله تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكري عن عبادة عن عبيدالله ابن عمر عن عبد الله بن الفضل عن عبيدالله بن أبي رافع عن علي حديث افتتاح الصلاة، فقال يا أبا علي قد حلف الشيخ أنه لا يحدث بهذا الحديث وأنت بالاهواز، فشق علي ذلك وأصلحت أسبابي للخروج
ودخلت عليه وودعته وشيعني جماعة من أصحابنا، ثم انصرفت واختفيت في موضع إلى يوم
__________
(1) سقط من ك.
(2 - 2) من ك.
(*)(2/157)
المجلس وحضرته متنكرا من حيث لم يعلم بي أحد فخرج وأملي الحديث من أصل كتابه وكتبته وأملي غير حديث مما كان قد امتنع علي فيها، ثم بلغني بعد ذلك أن عبدان قال لبعض أصحابه: فوتنا أبا علي النيسابوري تلك الاحاديث، وقيل له يابا محمد إنه كان في المجلس وقد سمع الاحاديث (كلها) فتعجب من ذلك وكان أبو علي يقول كان عبدان يفي بحفظ مائة ألف حديث.
ثم قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وعقد له مجلس الاملاء سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وهو ابن ستين سنة فإن مولده كان سبع وسبعين، ثم لم يزل يحدث بالمصنفات والشيوخ بقية عمره وتوفي عشية (يوم) الاربعاء ودفن عشية (يوم) الخميس الخامس عشر من جمادى الاولى من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وغسله أبو عمرو بن مطر، وصلى عليه أبو بكر بن المؤمل، ودفن في مقبرة باب معمر.
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن أورمة بن سياوش بن فروخ الحافظ الاصبهاني، من أهل أصبهان، كان حافظا مكثرا من الحديث، وكان يفيد ببغداد وأصيب بكتبه أيام فتنة البصرة، وحفظ من حديثه القليل في المذاكرة، وبقي في بغداد وبالبصرة يفيد الناس، روى عنه أبو داود سليمان بن الاشعث السجستاني وإسماعيل ابن أحمد بن أسيد ومحمد بن يحيى وغيرهم، وتوفي ببغداد سنة إحدى وسبعين ومائتين وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة بن حمزة بن يسار ابن عبد الرحمن بن حفص الحافظ، - وحفص أخو أبي مسلم صاحب الدولة - أحد الائمة في الحفظ، وكان في المتقنين الضابطين، حدث عن أبي شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني ويوسف القاضي ومطين وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، ومات في شهر رمضان لتسع خلون منه من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة بأصبهان.
الحافي: بفتح الحاء المهملة والفاء، اشتهر بهذا أبو نصر بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله المروزي المعروف بالحافي، من أهل مرو، نزل بغداد، قال أبو الفضل الفلكي الحافظ: لقب بشر بن الحارث بالحافي لانه جاء إلى حذاء يطلب منه شسعا - وكان قد انقطع أحد نعليه - فقال صاحب الشسع: ما أكثر مؤنتكم على الناس ! فطرح النعل من يده وقال برجله هكذا ورمي بالاخرى، وآلى أن لا يلبس نعلا وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل وأنواع الفضل وحسن الطريقة واستقامة المذهب وعزوف النفس وإسقاط الفضول، سمع إبراهيم بن سعد الزهري وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وحماد بن زيد وشريك بن عبد الله والمعافي بن عمران الموصلي وفضيل بن عياض ويحيى بن اليمان وعبد الله بن المبارك وعلي بن مسهر وعيسى بن يونس وعبد الله بن داود الخريبي وأبا معاوية الضرير وزيد ابن أبي الزرقاء، وكان كثير الحديث(2/158)
إلا أنه لم ينصب للرواية، وكان يكرهها، ودفن كتبه لاجل ذلك، وكل ما سمع منه فإنما هو على سبيل المذاكرة، روى عنه نعيم بن الهيصم وابنه محمد بن نعيم ومحمد بن هارون البغدادي وأحمد بن إبراهيم الدورقي وإبراهيم بن هاشم بن مشكان ونصر ابن منصور البزاز ومحمد بن عبد الله المخرمي ومحمد بن المثني السمسار وسري السقطي وإبراهيم بن هانئ النيسابوري وعمر بن موسى الجلاء وغيرهم، وحكي الحسن المسوحي يقول سمعت بشر بن الحارث يقول أتيت باب المعافى ابن عمران فدققت الباب فقيل: من ؟ فقلت: بشر الحافي.
فقالت لي بنته من داخل الدار: لو اشتريت نعلا بدانقين ذهب عنك اسم الحافي.
وقال بشر ابن الحارث يقول لقيني يحيى بن سعيد القطان ببغداد فقال: معك ألواح ؟ فقلت: نعم، قال ناولني قال فناولته وكتب لي عشرة أحاديث وقرأها علي، فلما مضي محوته قال فقيل له لم ذاك ؟ قال لم أكن أراه يفعل بغيري هذا.
ولما مات بشر بن الحارث قال أحمد بن حنبل: (مات) رحمه الله وما له نظير في هذه الامة إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرا مات
ولم يترك شيئا، وهذا قد مات ولم يترك شيئا.
وكانت وفاته في شهر ربيع الاول سنة سبع وعشرين ومائتين قبل المعتصم بستة أيام، وأخرجت جنازته بعد صلاة الصبح ولم يحصل في القبر إلا في الليل وكان نهارا صائفا والنهار فيه طول ولم يستقر في القبر إلى العتمة ورئي في النوم فقيل له: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي وغفر لكل من تبع جنازتي، فقيل له: ففيم العمل ؟ قال: أفتقد الكسرة (1).
الحامدي: بفتح الحاء المهملة والميم المكسورة بعد الالف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى حامد وهو اسم لجد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة أبو الحسن نصر بن أحمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن حامد الحامدي النسفي ابن اخت أبي الهيثم محمد بن جعفر بن إسماعيل الفقيه النسفي، أرتحل إلى مرو وتفقه بها وكتب الحديث عن أهلها وسمع بها أبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وبسرخس أبا علي زاهر بن أحمد الامام، وكان شابا فقيها ورعا زاهدا دينا فاضلا، مات بمرو في شهر ربيع الاول
__________
(1) (الحاكمي) استدركه اللباب وقال " هذه النسبة إلى الحاكم بأمر الله أبي علي المنصور بن أبي المنصور نزار بن سعد الخيفة العلوي صاحب مصر، نسب إليه طائفة قالوا برجعته لانه ركب ليلا ومعه ركابيان فأعادهما ومضى إلى حلوان عند مصر فلم يعرف له خبر فركب خواصه في طلبه فرأوا ثيابه عند شرقي حلوان ورأوا حماره بسرجه ولجامه وقد جرحت يداه ولم يعلموا ما وراء ذلك فذهبت طائفة إلى أنه قد غاب وسيعود يملك الارض فهم الحاكمية، وكانت خلافته خمسا وعشرين سنة وأياما، وعدم سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وكان كثير التخليط في ولايته وراجع رسم (الحاكمي) في معجم المؤلفين.
(*)(2/159)
سنة ست وتسعين وثلاثمائة ودفن بجنب أبي عمرو الكماني.
الحامض: بفتح الحاء المهملة وكسر الميم بعد الالف وفي آخرها الضاد المعجمة، هذا الاسم لقب أبي موسى سليمان بن محمد بن أحمد النحوي المعروف بالحامض، كان أحد المذكورين من العلماء بنحو الكوفيين أخذ عن أبي العباس ثعلب، وهو مقدم من أصحابه
ومن خلفه بعد موته وجلس مجلسه، وصنف كتبا منها غريب الحديث، وخلق الانسان، والوحوش، والنبات، روى عنه أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وأبو جعفر الاصبهاني المعروف ببزرويه (1) وكان دينا صالحا.
وذكره أبو الحسن محمد بن جعفر بن النجار الكوفي فقال: أبو موسى الحامض كان أوحد الناس في البيان والمعرفة بالعربية واللغة والشعر، حكى لي أبو علي النقار قال: دخل الكوفة أبو موسى وسمعت منه كتاب الادغام عن ثعلب عن سلمة عن الفراء.
قال أبو علي فقلت له أراك تلخص الجواب تلخيصا ليس في الكتب، قال: هذا ثمرة صحبة ثعلب أربعين سنة.
وقال غيره مات في ذي الحجة سنة خمس وثلاثمائة.
الحامضي: بفتح الحاء المهملة وكسر الميم بعد الالف وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه اللفظة لقب أبي الهيثم عبد الله بن محمد بن إسحاق بن يزيد بن نصر بن مهران المروزي الحامضي المعروف بحامض رأسه (2) مروزي الاصل سكن بغداد، سمع الحسن بن أبي الربيع الجرجاني وأبا يحيى محمد بن سعيد العطار وسعدان بن نصر ويوسف بن (عمر القواس ويحيى بن) محمد بن صاعد وخلف بن محمد الواسطي كردوس وأبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وأبا عوف البزوري، حدث عن جحدر بن الحارث بحديث واحد وقال لم أكتب عنه غيره، روى عنه علي بن عبد العزيز بن مردك وأبو عمر ابن حيويه الخزاز وأبو بكر الابهري الفقيه وأبو الحسن الدارقطني والمعافى ابن زكريا الجريري وأحمد بن الفرج بن الحجاج، ومات في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
الحائك: بفتح الحاء المهملة بعدها الالف والياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها الكاف، هذه اللفظة معروفة من الحياكة، اشتهر بهذا الاسم من القدماء أبو حمزة مجمع بن سمعان الحائك قال ابن أبي حاتم مجمع التيمي (هو ابن سمعان أبو حمزة، كوفي، روى عن ماهان الزاهد، روى عنه أبو حيان التيمي) وسفيان الثوري، قال يحيى بن معين: مجمع التيمي ثقة.
__________
(1) اسمه أحمد بن يعقوب بن يوسف، راجع الاكمال 1 / 255.
(2) هكذا في تاريخ بغداد ج 10 رقم 4253، والنزهة ومطبوعة اللباب وأجود مخطوطتيه والقبس، ووقع في نسخ الانساب " رايته " وفي إحدى مخطوطتي اللباب " بن أمية ".
(*)(2/160)
باب الحاء والباء الحباني: بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة المشددة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حبان وهو (اسم) والد واسع بن حبان بن منقذ، وهو حباني من التابعين، عن أبي عمر وجابر وأبي سعيد الخدري وعبد الله بن زيد بن عاصم، روى عنه ابن أخيه محمد بن يحيى بن حبان وابنه حبان، قال يحيى بن معين: واسع ويحيى وسعد (1) بنو حبان بن منقذ بن عمرو بن مالك.
وابن أخيه محمد بن يحيى بن جبان بن منقذ هو حباني يروى عن ابن عمر وأنس بن مالك رضي الله عنهما وعبد الله بن محيريز وغيرهم، روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري وعبيدالله بن عمر ومحمد بن عجلان ومحمد بن إسحاق بن يسار وغيرهم، وقد ينسب هذه النسبة إلى حبانة وهي بنت السميط بن كليب بن سلحب الاكبر، ذكر ذلك ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب حضرموت.
الحبابي: بفتح الحاء المهملة والالف بين الباءين المنقوطتين بواحدة، هذه النسبة إلى حباب، وهو اسم جد أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن حباب الخوارزمي الحبابي، يروى عن (أبي عبد الله بن أبي القاضي، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني الحافظ.
وأبو القاسم عبيدالله بن محمد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد بن إبراهيم) بن مروان بن حباب بن تميم البزاز المعروف بابن حبابة، المتوثي محدث بغداد، أحد الموصوفين بالصدق والديانة والامانة، وجاز أن يقال له الحبابي أيضا لان اسم جده الاعلى حبابة ولكن لم يقل أحد في نسبه هذا، وذكرته حتى لو نسبه واحدا بهذه النسبة عرف، ولم أسمع في كتاب يعرف، وكان قد روى أحاديث علي بن الجعد عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وسمع أيضا أبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد
وطبقتهما، روى عنه أبو محمد الخلال وأبو القاسم الازهري وأبو الحسن العتيقي وعبد العزيز الازجي وحمزة بن محمد بن طاهر الحافظ، ومخلد (جد) جده بصري سكن بغداد، وكان ثقة مأمونا، وكانت ولادته في أول سنة تسع وتسعين ومائتين، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو حامد الاسفراييني.
وابنه أبو الحسن محمد بن
__________
(1) مثله في رسم (حبان) من الاكمال وغيره، ووقع في نسخ " سعيد " كذا.
(*)(2/161)
عبيدالله بن حبابة الحبابي متوثي الاصل، ثكن دار كعب ببغداد، وحدث عن أبيه وعن أبي محمد ماسي البزاز قال أبو بكر الخطيب سمعته يذكر أن عنده عن أبي بحر بن كوثر البربهاري، قال: ورأيت في أصل أبي محمد بن ماسي سماع أبي الحسن بن حبابة مع أبيه بالخط العتيق، ونظرت في بعض أصول أبيه أبي القاسم بن حبابة فرأيته قد ألحق لنفسه فيها السماع منه بخط طري، ورأيت أيضا أصلا لابيه عن أبي بكر بن أبي داود وعلي وجه الكتاب " سماع بعبيد الله بن محمد بن حبابة " وقد ألحق ابنه بخط طري " ولابنه محمد ".
قال وسألته عن مولده فقال: في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، ومات في شعبان سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، ودفن بمقبرة جامع المدينة عند أبيه.
قلت وزرت قبريهما.
وحفيده أبو منصور أحمد بن محمد بن عبيدالله بن محمد بن إسحاق بن حبابة المتوثي الحبابي، حدث عن جده أبي القاسم عبيدالله بن محمد بن حبابة، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في التاريخ وقال: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا، ومات قرب آخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
وفيما ذكر ابن الكلبي في نسب الحارث بن ثعلبة قال إنما سمي الحارث بن ثعلبة بن ناشرة بن الابيض بن كنانة بن مسلية بن عامر: ابن حبابة، لان حبابة أم جد ثعلبة وصبح ابني ناشرة، وهي حبابة بنت الاعمى بن منبه بن كنانة بن مسلية، بها يعرفون.
ولهم يقول عبد الله بن عبدالمدان: وبنوا حبابة ضاربون خيامهم * بقضيب تعرف حولهم أنعام
الحبار: بفتح الحاء (المهملة) والباء (المعجمة المنقوطة بواحدة) وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى بيع الحبر وعمله، وهو السواد الذي يكتب به، والمشهور بها محمد بن جامع الحبار يروى عن عبد العزيز بن عبد الصمد، وهو يروى عنه العباس بن عزيز القطان قال البصيري: حديثه في حديث عبد الله بن محمد الحارثي.
وشيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد (ابن أحمد) (1) بن السلال الحبار شيخ مسن يبيع الحبر والاقلام عند باب النوبي ببغداد، سمع أبا الحسين بن المهتدي بالله وأبا الغنائم بن المأمون وأبا علي بن وشاح وأبا جعفر بن المسلمة وأبا الحسين بن النقور وجماعة من هذه الطبقة، كان يتشيع، وكنا نقرأ عليه بدكانه وكنا نقول له أبو عبد الله الحبري، كانت ولادته سنة (سبع) وأربعين وأربعمائة (وتوفي) (سنة إحدى وأربعين وخمسمائة) (2).
__________
(1) من اللباب ومن نسخ أخرى.
(2) (الحباس) في الدرر الكامنة ج 1 رقم 804 " أحمد بن منصور بن صارم بن اسطوراس المشهور بابن الحباس (*)(2/162)
الحباسي: بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة بعدهما الالف وفي آخرها السين (المهملة) هذه النسبة إلى حباسة وهو قائد الجيش الذي وافى من الغرب بعد سنة ثلاثمائة في أيام المقتدر بالله، جاء في عدد يقال إنهم كانوا يزيدون على المائة ألف، يطلب مصر فخرج إليه مؤنس الخادم من بغداد ومعه الجيش فوافي إلى الفسطاط بعد أن انهزم حباسة وقتل أكثر أصحابه فعل ذلك بهم المصريون مع ابن طولون، ويقال لكل واحد ممن كان في جيشه حباسي نسبة إلى قائد الجيش، وقيل إن بنان الحمال لما أخرجه ابن طولون بسبب الامر بالمعروف وسيره إلى صوب الغرب ووكل به جماعة فأخرج من مصر وبلغ الاسكندرية فلما نزلوا في المركب ركدت الرياح أياما في موسمها فعجب الناس وكرهوا ذلك فقال بنان الحمال إن الله تعالى أمر ملك الريح أن لا يسير مركبا السنة إلى المغرب، فأقاموا أياما ثم اتفق أن حباسة أقبل مع المراكب ففزع الناس فرجع بنان إلى مصر وقال: أيها الناس ! أخرجتموني
وحدي وجئتكم بمائة ألف ولكن أبشروا فإن الله تعالى يدفعهم وكان (ذلك) كما قال.
الحباشي: بضم الحاء المهملة والباء الموحدة بعدهما الالف وفي آخرها الشين (المعجمة)، هذه النسبة إلى حباشة وهو جد أبي (مريم) زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن هلال الاسدي الحباشي من قراء التابعين وزهادهم، روى عن عمر وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم روى عنه عاصم بن أبي النجود الكوفي، وقيل إن زر بن حبيش كتب إلى عبد الملك بن مروان: إذا الرجال ولدت أولادها * وبليت من كبر أجسادها وجعلت أسقامها تعتادها * تلك زروع قد دنا حصادها فبكي عبد الملك بن مروان (1).
__________
الدمياطي ولد سنة 53 سمع من أبي عبد الله بن النعمان وتعاطى الادب وقال الشعر الجيد ولحقه صمم...ومن نظمه: إن قل سمعي إن لي * فهما توفر منه سهم يدني إلى مقاصدي * ويروقك الرمح الاصم...وله قصيدة رائية في وصف الموز لا نظير لها..ساق القصيدة وفيها تحريف كثير وقال " مات في صفر سنة 742 " في النسخة 642.
(1) (الحباك) أحمد بن سعيد المكناسي المعروف بالحباك فقيه صوفي شاعر توفي بفاس سنة 870 وقيل بعدها " راجع معجم المؤلفين 1 / 234.
(*)(2/163)
الحبال: بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة المشددة بعدما الالف وفي اخرها اللام، هذه النسبة إلى الحبل وفتله وبيعه، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم القاضي بكر بن عبد الله بن محمد الحبال الرازي، قدم نيسابور وحدث بالمناكير، كان أبوه أبو بكر ورد نيسابور رسولا إلى الامير إسماعيل ابن أحمد ومعه علي بن موسى القمي، وأحاديث أبي بكر
مستقيمة، فأما ابنه بكر فقد زاد على نفسه وأبيه.
وأبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الحبال من أهل أصبهان، روى عن أبي عبد الله محمد بن أيوب الرازي، قال أبو بكر ابن مردويه: وقد رأيته ولم أسمع منه.
الحباني: بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حبان وهو جد المنتسب إليه، منهم أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد (1) بن مرة ابن هدية التميمي البستي الحباني، كان إماما فاضلا مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ، عالما بالمتون والاسانيد، أخرج من معاني الحديث ما عجز عنه غيره، ومن تأمل تصانيفه وطالعها علم أن الرجل كان بحرا في العلوم، سافر ما بين الاسكندرية والشاش تلمذ لابي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي وسمع الحديث ببست من إسحاق بن إبراهيم البستي القاضي وبمرو أبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود السعدي، وبالسغد أبا حفص عمر بن محمد بن بجير البجيري، وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، وبالرقة الحسين بن عبد الله القطان، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، وببيت المقدس عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وطبقتهم، روى عنه الحفاظ أبو عبد الله الحاكم البيع وأبو عبد الله بن منده الاصبهاني وأبو عبد الله الغنجار البخاري وجماعة سواهم، وتوفي في شوال سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ببست.
وأما محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار الحباني، قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: هو منسوب إلى سكة حبان أظنه نيسابوريا.
وعبد الكريم بن إبراهيم بن حبان بن إبراهيم الجنبي، هو حباني نسبه إلى جده من أهل مصر، يروي عن أبيه إبراهيم وحرملة بن يحيى وحسين بن الفضل بن أبي
__________
(1) بعد هذا في الاكمال 2 / 316 " بن سعيد بن شهد " ثم قال " وهو محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد بن هدية بن مرة.." هكذا وقع فيه في الموضعين (شهيد) بنقط الشين، وهكذا هو في نسخه
المخطوطة، وفي معجم البلدان (بست) كما في الاكمال أولا، ثم قال " كذا نسبه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد البخاري المعروف بغنجار.
(*)(2/164)
حديدة، قال الدارقطني: ثقة حدثنا عنه جماعة من المصريين.
وإسماعيل بن حبان بن واقد الواسطي (هو حباني يروى عن زكريا بن عدي وغيره، قال الدارقطني: حدثنا عنه ابن مبشر والواسطيون.
وأبو جعفر أحمد بن سنان بن أسد بن حبان القطان الواسطي) من أهل واسط، كان أحد أئمة الحديث، سمع يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأبا معاوية محمد بن خازم ووكيع بن الجراح وغيرهم، حدث عنه أبو موسى محمد بن المثنى، قال الدارقطني: حدثنا عنه ابن صاعد وابن أبي داود وابن مبشر وغير واحد من شيوخنا، جمع المسند وحديث الاعمش وكان ثقة ثبتا.
وقال إبراهيم الاصبهاني - يعني ابن أورمة - يقول: ما كتبناه عن أبي موسى وبندار أعدناه عن أحمد بن سنان، وما كتبناه عن أحمد بن سنان لم نعده عن غيره.
الحباني: بضم الحاء المهملة والباء المفتوحة المشددة آخر الحروف وفي آخرها النون بعد الالف، هذه النسبة إلى حبان، ومحمد بن حبان بن بكر بن عمرو البصري، هو حباني نسبة إلى أبيه، من أهل البصرة، سكن بغداد في المخرم، يحدث عن أمية بن بسطام ومحمد بن المنهار وحسن بن قزعة وغيرهم، توفي بعد الثلاثمائة بيسير.
الحبتري: بفتح الحاء المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوق والراء في آخرها.
هذه النسبة إلى حبتر وهي بطن من كعب ثم من خزاعة، والمشهور بها عائذ بن أبي ضب الكعبي ثم الحبتري، يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه روى عنه أبورشدين القاسم بن عمير.
الحبتي: بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة الساكنة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى حبتة، وهي بنت مالك من بني عمرو بن عوف (1)، والمنتسب إليها خنيث بن
سعد أخو النعمان بن سعد، روى عنه ابن أخيه أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق، وخنيس هذا جد أبي يوسف القاضي وهو أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد، وقيل إنه خنيس بن سعد بن حبتة، وحبتة أمه (2)، فهم حبتيون، وياقل إن خنيس بن سعد هذا
__________
(1) هكذا في غير موضع من الاكمال وغيره، ووقع في اللباب ونسخ أخرى " بنت مالك بن عمرو بن عوف " فإن كان المراد عمرو بن عوف جد البطن المعروف من الانصار فهو قديم فيكون النسب منقطعا، وإن كان عمرو بن عوف آخر فالله أعلم.
(2) هذا هو المعروف حبتة أم سعد والخد خنيس، ولم أر في ذلك خلافا إنما الخلاف في اسم والد سعد، راجع الاكمال 3 / 121.
(*)(2/165)
صاحب شارسوج (1) خنيس بالكوفة، وسأذكره في القاف في القاضي.
الحبراني: بضم الحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة والراء المهملة والنون (بعد الالف)، هذه النسبة إلى حبران، هو حبران بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس، من اليمن، والمشهور بها أبو سعيد بن بسر الحبراني السكسكي، عداده في أهل الشام، وهو الذي يقال له عبد الله بن أبي إياس، يروي عن عبد الله بن بسر، روى عنه أبو عبيدة الحداد ومحمد بن حمران، كأنه سكن البصرة.
وأبو راشد الحبراني اسمه أخضر، رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عداده في أهل الشام، روى عنه أهلها.
الحبري: بكسر الحاء المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحبر الذي يكتب به وبيعه وعمله، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن محمد بن علي بن عبد الله بن يعقوب بن إسماعيل ابن...عتبة بن فرقد السلمي الوراق الحبري، قال ابن ماكولا: كان يسكن باب الشام ويبيع الحبر، روى عنه محمد بن جعفر القتات والصوفي الكبير ومحمد بن محمد بن سليمان، مقل حدثني عنه ابن سبنك والازجي.
وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن (أحمد بن) السلال الوراق، شيخ مسن من أهل
الكرخ، كان يبيع الحبر عند باب النوبي ببغداد، وكنت أكتب عنه وأقول: أنا أبو عبد الله الحبري، روى لنا عن ابن المهتدي بالله وابن سياوش وابن المسلمة وابن النقور وابن وشاح وجماعة من هذه الطبقة، وقد ذكرته في ترجمة الحبار.
وأبو الحسن محمد بن علي بن عبد الله بن يعقوب بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن يزيد بن عتبة بن فرقد السلمي، ويعرف بالحبري - هكذا رأيت في تاريخ بغداد، ولا أدري هي بكسر الباء أو ساكنها (2)، وقال الخطيب المصنف: سألت عبد العزيز بن علي عن هذا الشيخ فقال: بغدادي ثقة كان يبيع الحبر بباب الشام، حدث عن محمد بن جعفر القتات وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، روى عنه عبد العزيز بن علي الازجي ومحمد بن إسماعيل بن عمر بن سبنك البجلي.
__________
(1) في ك " شار يتزوج " وفي س وم " سار شيوخ " وفي الاكمال 1 / 199 وغيره " شهارسوج " وفي القبس " جهارسوج " وفي معجم البلدان ذكر (جهار سوج الهيثم) ببغداد، و (شهار سوج بجلة) بالبصرة، وفاتته هذه، وبالفارسية (جهار) بمعنى أربع أو أربعة، والحرف الاول يعرب تارة جميعا وتارة شينا، والهاء المختلسة في نطق العجم فقد يجوز أن تحذف في التعريب و (سوج) بالفارسية جهة فمعنى جهار سوج: أربع جهات.
(2) بل بسكونها جزما كما جزم به أولا ونص عليه ابن ماكولا ويأتي " كان يبيع الحبر " والحبر الذي يكتب به ساكن الباء اتفاقا فلا وجه للشك.
(*)(2/166)
الحبري: بكسر الحاء المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ثياب يقال لها الحبرة، والمشهور بهذا الانتساب سيف بن أسلم الكوفي الحبري، حدث عن الاعمش ويزيد بن طهمان، روى عنه محمد بن حميد الرازي وعلي بن هاشم بن مرزوق، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: هو صالح الحديث.
والحسين بن الحكم بن مسلم الحبري الكوفي، يروى عن إسماعيل بن أبان وأبي حفص الاعشى وحسن بن حسين العرني وغيرهم، روى عنه أحمد بن إسحاق بن بهلول القاضي وعلي بن
عبد الله بن مبشر الواسطي.
وأبو بكر محمد بن عثمان بن أحمد (بن - محمد) بن سمويه المقرئ البصري الحبري، وهو أصبهاني الاصل سكن بغداد، وحدث بها عن أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس الاسفاطي البصري وعلي بن أحمد بن علي بن راشد الدينوري، وكان سماعه صحيحا - هكذا ذكره الخطيب وقال: كتبت عنه شيئا يسيرا، وولد في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
الحبشي: بفتح الحاء (المهملة) والباء (المعجمة) وكسر الشين المعجمة، وهذه النسبة إلى الحبشة وهي بلاد معروفة ملكها النجاشي الذي أسلم بالنبي صلى الله عليه وسلم، هاجر أصحابه إليه حتى هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فالتحقوا هم من الحبشة (إلى المدينة)، سميت الحبشة بحبشة (بن حام)، وقيل الزنج والحبشة والنوبة وزعاوة وفران هم ولد زعيا ابن كوش بن حام.
ومنها بلال الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبو سلام ممطور الحبشي، قال عبد الغني بن سعيد ينسب إلى الحبش (1) يعني أبا سلام ممطور.
وقال أبو بكر بن أبي داود: ليس من الحبشة ولكنهم طائفة من خثعم كان منهم رجل يقال له أبو فلان وكان خثعميا فجعل عمر أصحاب النجاشي في الذين لم يقتلوا وحضروا أحدا كلهم في خثعم نسب (2) بلال.
وأما أبو عقيل هلال بن (بلال) الحبشي من أهل بيروت قال مهنأ بن يحيى الدمشقي سألت يحيى بن معين عن هلال بن بلال، فقال: هو شامي يقال له الحبشي.
وقال مهنأ وقلت لاحمد بن حنبل ويحيى بن معين لم قيل له الحبشي ؟ قالا: قبيلة.
أخبرنا أبو البركات
__________
(1) في نسخ أخرى " نسب إلى بلاد الحبشة " وفي مؤتلف النسبة لعبد الغني ص 27 بعد ذكر بلاد " منسوب إلى بلاد الحبشة وكذلك أيمن...وأبو سلام الحبشي ممطور الاسود ".
(2) في كتاب ابن طاهر " لنسب " ولعل الصواب " بسبب " وفي ترجمة أبي رويحة من الاصابة " من طريق محمد بن إسحاق قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فكان بلال مولى أبي بكر...وأبو رويحة..أخوين، فلما دون عمر الديوان بالشام قال لبلال إلى من يجعل ديوانك ؟ قال: مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا...فضمه إليه وضم ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال فهم مع خثعم بالشام إلى اليوم ".
(*)(2/167)
عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ببغداد أنا أبو الغنائم محمد بن علي الدقاق المقرئ أنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني سلمة بن شبيب عن أحمد بن حنبل ثنا عبد الصمد عن حرب بن شداد قال يحيى بن أبي كثير: اسم أبي سلام ممطور الحبشي - قبيل من اليمن، وقال المفضل بن غسان قال يحيى بن معين زيد بن سلام ابن أبي سلام وأبو سلام ممطور الحبشي حي من حمير.
قال وأبو زكريا سهل بن هاشم بن بلال الحبشي قال يحيى بن معين فيما حكاه عنه المفضل: حي من الاحياء، نسب، كان واسطيا، وكان ينزل الشام وقد سمع هشيم وشعبة من أبيه هاشم من بلال.
وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الحبشي الكاتب البغدادي المعروف بابن حبش، أنباري الاصل كان ببغداد وعبد الله جده يسمى حبش، حدث عن جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، روى عنه القاضيان أبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي، وكان أبوه ابن خالة أبي الحسن بن الفرات الوزير، وكتب بخطه عن جعفر الفريابي، وكانت ولادته في سنة أربع وثمانين ومائتين.
(وأبو عبد الله قيس بن سعد المكي الحبشي المولى أم علقمة، يروى عن عطاء ومجاهد، روى عنه حماد بن سلمة وسيف بن سليمان، مات سنة 117 وقد قيل سنة 119).
الحبشي: بضم الحاء المهملة وإسكان الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة قيل لابي سلام ممطور الحبشي السابق ذكره قال بعضهم هو بفتح الحاء والباء قال يحيى بن معين أبو سلام الحبشي بضم الحاء وسكون الباء، وهكذا قيده بعض الحفاظ وهو أبو محمد الاصيلي في كتاب الصحيح للبخاري، وهو منسوب إلى الحبش أيضا لانه يقال في اللغة حبش وحبش كما يقال عجم وعجم وعرب وعرب فصح الحبشي والحبشي (1).
وفي الاسماء حبشي بن جنادة السلولي، يكني أبا الجنوب روى عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو إسحاق السبيعي وابنه عبد الرحمن.
ومن ولده حسين بن مخارق بن ورقاء بن
عبد الرحمن بن حبشي.
وحبشي (2) بن عمرو بن الربيع بن طارق يروى عن أبيه، قال الدارقطني حدثنا عنه، عداده في المصريين.
والحبشي موضع بطريق مكة قيل توفي عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بالحبشي فنقل إلى موضع آخر فزارته اخته عائشة رضي الله عنها فقالت والله ولو حضرتك لدفنتك حيث مت، ولو شهدتك ما زرتك.
__________
(1) في اللباب " وعلى الحقيقة فلا تؤخذ هذه الاشياء بالقياس وإنما تؤخذ نقلا ولو أخذت قياسا لاضطرب الكلام وتعذرت الفائدة ".
(2) الصواب في هذا أنه بفتح أوله وثانيه - راجع الاكمال وتعليقه 2 / 385.
(*)(2/168)
الحبطي: بفتح الحاء المهملة والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى الحبطات وهو بطن من تميم، وهو الحارث بن عمرو بن تميم بن مرة، والحارث هو الحبط بكسر الباء وولده يقال لهم الحبطات، والمنتسب إليها أبو (أمية) أيوب بن خوط الحبطي من أهل البصرة، يروي المناكير عن المشاهير، كأنه مما علمت يداه، تركه بن المبارك، وهو الذي روى عن قتادة.
وعباد بن شبيب الحبطي هو الذي يقال له عباد بن ثبيت من أهل البصرة، يروي عن سعيد بن أنس، روى عنه عبد الله بن بكر السهمي، منكر الحديث جدا على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به لما انفرد من المناكير.
وأبو رجاء محمد بن عبد الله الحبطي من أهل تستر، يروي عن شعبة بن الحجاج ما ليس في حديثه، روى عنه عثمان بن سعيد الاحول، ممن يروي عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات، روى عنه عثمان بن سعيد الكندي.
وأبو عبد الله أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي البصري، أصله من المدينة، روى عنه ابنه شبيب والبخاري وأبو محمد شيبان بن أبي شيبة واسمه فروخ الابلي الحبطي مولاهم، روى عنه مسلم بن الحجاج (الكثير).
وزكريا بن حكيم الحبطي من الاتباع من أهل الكوفة، حدث عن الحسن البصري وعامر الشعبي وأبي غالب حزور صاحب أبي أمامة الباهلية رضي الله عنه وأبي رجاء العطاردي وميمون أبي حمزة،
روى عنه الحسن بن سوار البغوي وعنبسة بن عبد الواحد القرشي وبشر بن الوليد الكندي ومحمد بن بكار بن الريان الهاشمي، وهو كوفي تكلموا فيه، قال يحيى بن معين: هو ليس بثقة.
وقال علي بن المديني: هو هالك.
ثم قال: ما كتبت عنه شيئا.
وقال النسائي: هو كوفي ليس بثقة.
والمفضل بن عبيدالله (1) الحبطي اليربوعي، وقيل: المفضل بن عبد الله الحبطي اليربوعي، من أهل البصرة، حدث عن داود بن أبي هند وإسماعيل بن مسلم وعمر بن عامر، روى عنه أبو معمر القطيعي ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وكان شيخا صدوقا، سكن بغداد وحدث بها، قال أبو حاتم الرازي: مفضل الحبطي شيخ بصري محله الصدق سكن بغداد.
الحبلي: بضم الحاء المهملة والباء المنقوطة بواحدة، قال أبو علي البغدادي في كتاب البارع (2): فلان الحبلي منسوب إلى حي من اليمن من الانصار يقال لهم بنو الحبلي.
وذكر
__________
(1) في نسخ أخرى " عبد الله " وثم خلاف فالذي في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم " عبد الله " وفي تاريخ بغداد " عبيدالله " وأشار في التهذيب إلى الخلاف.
(2) هكذا في ك وهو الصواب ويأتي مثله عن الروض الانف، ووقع في س وم واللباب في نسخه الثلاث " التاريخ " وفي القبس " تاريخه ".
(*)(2/169)
سيبويه النحوي الحبلي بفتح الباء وقال: منسوب إلى بني الحبلي.
قلت والمشهور بالنسبة هي الاولى، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الحبلي (1) من تابعي أهل مصر يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي عبد الله الصناجي وعقبة بن عامر، روى عنه شرحبيل بن شريك وعقبة بن مسلم وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم وأبو هانئ الخولاني ويقال إن أبا عبد الرحمن دخل الاندلس حديثه مخرج في صحيح مسلم.
الحبلي: بضم الحاء المهملة وتسكين الباء الموحدة وإمالة اللام، هذه اللفظة لقب سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج بن حارثة قال ابن الكلبي إنما سمي الحبلي لعظم بطنه (2).
الحبلاني: بضم الحاء المهملة والباء المعجمة بنقطة وفي آخرها نون، هذه نسبة إلى..والمشهور بها أبوحلبس يونس بن ميسرة بن حلبس الحبلاني من أهل الشام وقيل إنه يكني بأبي عبيد (3) أيضا، يروى عن أم الدرداء، روى عنه الاوزاعي وأهل الشام، قتل سنة ثنتين وثلاثين ومائة قبل دخول عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس دمشق، وكان قد عمى قبل ذلك (4).
الحبيبي: بفتح الحاء المهملة والياء الساكنة المنقوطة بنقطتين بين الباءين المكسورتين
__________
(1) أبو عبد الرحمن ليس من بني الحبلى الانصاريين، وإنما هو من المعافر، ولم ينصوا على الاسم الذي نسب إليه، ولكن جماعة يبنون على أن منسوب إلى بني الحبلى كما يوهمه صنيع المؤلف، وقع فيه السهيلي فإنه قال عقب ما مر عنه " وحسبك من هذا أن جميع المحدثين يقولون: أبو عبد الرحمن الحبلى - بضمتين لا يختلفون في ذلك " وبهامش أجود مخطوطتي اللباب حاشية " قال إسماعيل بن الفضل: منسوب إلى بني الحبلى قبيلة من قبائل اليمن وضمت الباء لموافقة الحاء، قال الحافظ وأبو موسى: أصحابنا يقولون له: الحبلى - بضم الباء وأهل النحو يفتحونها " وفي التوضيح " والموحدة مضمومة أيضا وتسكن وقال ابن الجوزي: وأهل اللغة يفتحونها " قال المعلمي: الثابت أن الحبلى بضم فسكون هو قياس النسبة إلى الحبلى المقصور، أن الحبلى بضم أوله وثانية هي نسبة أبي عبد الرحمن والظاهر أنها إلى جد له اسمه (حبل) بضم أوله وثانيه وهذا اسم معروف في أهل اليمن راجع الاكمال 2 / 49 - 50.
(2) في اللباب " لا شك أنه ظن أن سالم بن غنم بن عوف هو غير الذي تقدم في الترجمة قبلها ولعله اشتبه عليه حيث رأى في تلك الاولى أن الحبلى منسوب إلى حي من اليمن من الانصار ورأى ههنا أنه لقب سالم فظن هذا سالما غير الاول، وليس كذلك وإنما الحبلى لقب سالم وهو من الانصار والانصار من اليمن ولولا أنه ظن أنهما اثنان لما ترجم عليهما ترجمتين والله أعلم ".
(3) مثله في التهذيب ووقع في س وم " عبد " وفي اللباب في نسخة الثلاث " عبد الله ".
(4) في اللباب " هكذا ذكر أبو سعد..وهو تصحيف وإنما هو جبلاني بالجيم، وهو جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن حمير، إليه ينسب الجبلانيون، هكذا ذكر نسبه الامير أبو نصر (في الاكمال 2 / 176).
(*)(2/170)
المعجمة بواحدة، هذه النسبة إلى الجد واسمه حبيب، والمشهور بها أبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حبيب بن حماد بن يحيى بن حماد المروزي الحبيبي، حدث بمرو وبخارا عن جماعة من المراوزة، مثل عبد العزيز بن حاتم ومحمد بن الفضل البخاري وغيرهما، روى عنه الحفاظ أبو عبد الله بن منده الاصبهاني وأبو عبد الله البيع الحاكم وأبو عبد الله غنجار البخاري وأبو علي الذهلي وغيرهم، ذكر أبو كامل البصيري في كتاب المضافات: سمعت بعض مشيختي يقول لما قدم أبو أحمد الحبيبي بخارا وادعى سماعه من سهل بن المتوكل ببخارا أنكر عليه أهلها وقالوا: كيف لقيته ؟ وما علامته ؟ فقال: علامته إنه كان إذا وضع كفه على جبهته يغطي ساعده جميع وجهه من شدة عرضه، وصدقوه حينئذ.
قال غنجار دخل الحبيبي بخارا في المحرم سنة خمس وثلاثمائة وخرج من بخارا إلى مرو في ربيع آخر سنة إحدى وخمسين، ومات بمرو يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة بقيت من رجب سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
وعمه أبو بكر عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن حبيب بن حماد الحبيبي، يروي عن محمد بن إبراهيم أبي حمزة المروزي، حدث عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه الهروي، قال الدارقطني: وأما الحبيبي فهو عبد الرحمن بن محمد الحبيبي المروزي.
وعلي بن محمد الحبيبي بن عمه (1) يحدثان بنسخ وأحاديث مناكير.
ومحمد بن سليمان بن أحمد بن حبيب (بن الوليد بن عمر بن حبيب) ابن عبد الملك (بن عمر بن الوليد بن عبد الملك) ابن مروان الحبيبي من أهل الاندلس، يروي عن أهل بلده، مات بها سنة ثمان أو تسع وعشرين وثلاثمائة في المحرم (2).
الحبيبي: بضم الحاء المهملة والياء الساكنة بين الباءين الموحدتين، هذه النسبة إلى حبيب وهو بطن من بني عامر بن لؤي وهو حبيب بن جذيمة بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، مخفف، من ولده عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن حبيب هو حبيبي، وذكره حسان بن ثابت الانصاري في شعره فثقله لضرورة الشعر فقال:
من معشر لا يغدرون بذمة * للحارث بن حبيب بن شحام وشحام هو جذيمة بن مالك - قال ذلك كله ابن الكلبي، وقال ابن حبيب هو حبيب بن
__________
(1) الصواب " ابن أخيه " راجع التعليق على الاكمال.
(2) في اللباب: " قلت فاته أبو سلامة الحبيبي من ولد حبيب السلمي - وحبيب والد أبي عبد الرحمن السلمي - يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبيد بن علي حديثه عند الكوفيين (يأتي ما فيه).
(*)(2/171)
جذيمة، مشدد.
الحبيري: بفتح الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحبير، وبنو الحبير بنو عمرو بن مالك، وإنما قيل لهم بنو الحبير لانه حبر له بردان، كان يجدد في كل سنة بردين، وبنو عمرو بن مالك هو ابن عبد الله بن تميم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب.
الحبيني: بضم الحاء المهملة وكسر الباء الموحدة المشددة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها النون هذه النسبة إلى سكة معروفة بمرو، يقال لها سكة حبين على لسان العوام وهي سكة حبان بن جبلة فجعلها الناس حبين.
وأبو منصور عبد الله بن الحسن بن أبي سهل الحبيني من أهل مرو حدث عن أبي أحمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق الشير نخشري وغيره، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وذكر عنه حديثا واحدا في معجم شيوخه.(2/172)
باب الحاء والتاء (1) الحتري: بضم الحاء المهملة وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها فهو أبو عبد الله الحتري، روى عنه محمد بن عبد الملك الوزير - قاله الامير ابن ماكولا.
__________
(1) (الحتاوي) رسمه ابن نقطة وقال " بفتح الحاء المهملة والتاء المشددة المعجمة من فوقها باثنتين وبعد الالف واو،
هو عمرو بن خليف أبو صالح الحتاوي، حدث عن رواد بن الجراح وزيد بن أسلم وغيرهما، حدث عنه محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني ومحمد بن عمر بن عبد العزيز العسقلاني، ذكره ابن عدي في الضعفاء، وحتاوة، قرية من قرى عسقلان " ورسمه القبس وذكر هذا الرجل وقال " روى له الماليني.." وهو في الاكمال 3 / 183 في رسم (خليف) ولم يذكر النسبة وقال " حدث عن رواد (وقع في المطبوع: داود، خطام بن الجراح وآدم بن أبي إياس..".
(*)(2/173)
باب الحاء والجيم الحجاجي: بفتح الحاء المهملة والالف بين الجيمين أولهما مفتوحة مشددة، هذه النسبة إلى الحجاج، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب، واسم قرية، فأما المنتسب إلى الجد فهو محمد بن إسماعيل (بن الحجاج) النيسابوري الحجاجي، وهو عم أبي الحسين، سمع إسحاق بن منصور الكوسج ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهما، روى عنه صالح بن محمد وأبو أحمد الاحنف وابن أخيه.
وأما ابن أخيه (1) أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب بن إسماعيل بن الحجاج بن الجراح الحجاجي حافظ نيسابور في عصره ومن كان يضرب به المثل في الحفظ والاتقان، رحل إلى الحجاز والعراق والشام والجزيرة وأدرك الشيوخ، قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد المقرئ، وسمع الحديث من أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبي العباس محمد بن إسحاق السراج وأبي العباس الماسرجسي ومحمد بن المسيب الارغياني ومحمد بن جرير الطبري وعبد الله بن إسحاق المدائني ومحمد بن جعفر الدملي وعلي بن أحمد بن سليمان وأحمد بن عمير بن جوصا وأبي الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي وأبا عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني وطبقتهم، صنف العلل والشيوخ والابواب، وكان فهمه يزيد على حفظه، حدث عنه أبو علي الحافظ وأبو عبد الله الحاكم (وأبو عبد الرحمن السلمي، وغيرهم، وأثنى عليه الحاكم أبو عبد الله) في الثقة والاتقان والحفظ، توفي بنيسابور في ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وثمانين
سنة.
وأبو سعيد إسماعيل بن محمد بن أحمد الحجاجي الفقيه على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، كان حسن الطريقة، ذكره أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي وقال: لا أعلمني رأيت حنفيا أحسن طريقة منه، حدثنا عن القاضي أبي بكر الحيري وأبي سعيد الصيرفي وأبي القاسم السراج وغيرهم، سألته عن هذه النسبة فقال: نحن من أهل قرية بيهق (2) يقال لها
__________
(1) في الانساب المتفقة " ابن أخته " وأخت محمد إسماعيل عمة محمد بن يعقوب بن إسماعيل، لكن قضية سياق النسبين أن محمد بن إسماعيل عم أبي أبي الحسين وأبو الحسين بن ابن أخي محمد بن إسماعيل، فاما أن يكون وقع سقط قديم وإما أن يكون توسعا في العبارة.
(2) كذا ومثله في الانساب المتفقة ص 38 والظاهر " ببيهق " وفي معجم البلدان " حجاج..من قرى بيهق ".
(*)(2/174)
حجاج.
قلت ولعله توفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن خاقان بن غالب الحجاجي المروزي من ولد حجاج بن علاط السلمي، محدث عصره، سمع بخراسان إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر، وبالجبال عمار بن الحسن ومحمد بن حميد، وبالعراق أبا كريب وأحمد بن منيع، روى عنه (أبو) العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي وأبو حفص عمر بن علي الجوهري، وحدث بنيسابور وقت قدومه حاجا سنة ثمان وثمانين ومائتين فانتقى عليه أبو بكر بن علي الرازي (الحافظ)، ومات في صفر سنة ست وتسعين ومائتين.
الحجاري: بكسر الحاء المهملة وفتح الجيم وفي آخرها الراء بعد الالف هذه النسبة إلى بيع الحجارة، والمشهور بهذه النسبة محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق الحجاري، يروي عن إسماعيل بن محمد المزني ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة الكوفيين وعبد الله بن محمد بن ناجية وأحمد بن عبد الله بن زكريا الجبلي، روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني أخبرنا محمد بن أحمد الصائغ إجازة شفاها أنبأنا أبو بكر الخطيب أنا أبو بكر البرقاني ثنا علي بن عمر الحافظ حدثني محمد بن أحمد بن إسحاق
الحجاري أخبرني إسماعيل بن محمد الكوفي ثنا إسماعيل بن أبان ثنا صباح المزني عن أبي إسحاق عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبرز فقال أبغني ثلاثة أحجار - وذكر الحديث.
قال الخطيب سألت البرقاني عن الحجاري: فقال: بيع الحجارة.
قلت وجماعة بالاندلس يقال لهم الحجاري ونسبتهم إلى بلاد بالاندلس في ثغورها يقال لها وادي الحجارة، فالمشهور منها سعيد بن مسعدة الحجاري، من أهل وادي الحجارة من الاندلس محدث مات سنة ثمان وثمانين ومائتين - قاله ابن يونس.
وابنه أحمد بن سعيد بن مسعدة الحجاري، محدث أيضا، مات بالاندلس في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
وحفص بن عمر الحجاري أندلسي.
(محمد بن إبراهيم بن حيون الحجاري) رحل وسمع جماعة منهم القاضي أبو عبد الرحمن أحمد بن حماد بن سفيان الكوفي لقيته (1) بالمصيصة سنة أربع وتسعين ومائتين، روى عنه خالد بن سعد الاندلسي.
ومحمد بن عزرة حجاري أندلسي من وادي الحجارة، سمع محمد بن وضاح وغيره، ومات بها سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة - قاله ابن يونس.
وإسماعيل بن أحمد الحجاري أندلسي من أهل العلوم والحديث، وذكر عبد الله بن سبعون أنه لقيه بالقيروان قاله ابن ماكولا.
__________
(3) وفي الاكمال 3 / 93 " لقيه " وهو الصواب وقد يصح ما في النسخ على معنى: قال لقيته.
(*)(2/175)
الحجازي: هذه النسبة إلى الحجاز وهي مكة وما يتعلق بها إلى المدينة يقال لها الحجاز، والمشهور بهذه النسبة أبو عتبة أحمد بن الفرج بن سليمان الكندي الحجازي من أهل حمص، يروي عنه بقية بن الوليد ومحمد بن حمير وضمرة بن ربيعة ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك ومحمد بن حرب الابرش وغيرهم، روى عنه أبو العباس الاصم ومحمد بن إبراهيم الخالدي وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ومحمد بن جرير الطبري وأبو القاسم البغوي ويحيى بن صاعد والحسين المحاملي، وذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي أنه كتب عنه، وقال: محله عندنا
الصدق.
وقال الحاكم أبو أحمد الحافظ: أبو عتبة قدم العراق فكتبوا عنه وأهلها حسنوا الرأي فيه، لكن أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي كان يتكلم فيه، ورأيت أبا الحسن أحمد بن عمير يضعف أمره، ومات بحمص في سنة إحدى وسبعين ومائتين.
ومن التابعين مسلم بن مرة بن عمرو بن عبد الله الجمحي القرشي الحجازي، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري والثوري ومالك بن أنس وابن عيينة.
ونافع بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي يعرف بالحجازي من التابعين أيضا، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما روى عنه يعلى بن عطاء وغطيف بن أبي سفيان الثقفي.
وإبراهيم بن عبد الله بن قارظ القرشي الحجازي، يروي عن عمر وعلي رضي الله عنهما، روى عنه الزهري، وهو الذي يروي عن السائب بن يزيد وأبي سلمة.
وأيوب بن خالد بن صفوان الحجازي الانصاري، يروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، روى عنه سعد بن سعيد وعمر مولى عفرة، ومن قال: أيوب بن صفوان فقد نسبه إلى جده.
وعيسى بن سليمان الحجازي، حدث عن عبد الله بن جعفر السعدي المديني وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، روى عنه الفضل بن محمد العطار الانطاكي.
وأحمد بن الفرج بن عتبة الحمصي يعرف بالحجازي، حدث عن بقية بن الوليد وضمرة بن ربيعة وسليمان بن عثمان الفوزي وغيرهم، روى عنه يحيى بن صاعد وأبو العباس الاصم والحسين بن إسماعيل المحاملي وغيرهم.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن الوليد الحجازي، حدث بمصر عن عمارة بن وثيمة، روى عنه الحسين بن جعفر العنزي الرازي وأبو المنيع قرواش بن المقلد الحجازي أمير العرب والمقدم فيما بينهم، ولشعره ملاحة البداوة ورشاقة الحضارة، ومن جملة أشعاره ما ذكره أبو الحسن علي بن أبي الطيب الباخرزي في كتاب دمية القصر: أنشدني أبو الفضل يحيى بن نصر السعدي البغدادي أنشدني قرواش بن المقلد الحجازي لنفسه: لله در النائبات فانها * صدأ اللئام وصيقل الاحرار(2/176)
ما كنت إلا زبرة فطبعنني * سيفا وأطلق صرفهن غراري الحجام: بفتح الحاء المهملة والجيم المشددة، هذه اللفظة للذي يحجم ويحسن صنعة الحجم، وأبو طيبة الحجام الذي حجم النبي صلى الله عليه وسلم.
وأبو أسامة زيد الحجام، يروي عن عكرمة، عداده في أهل الكوفة، روى عنه أهلها.
ودينار الحجام مولى جرير رضي الله عنه، حجم زيد بن أرقم رضي الله عنه، روى عنه يونس بن عبد الله (1) الجرمي.
ودينار الحجام، حجم أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه النضر بن شميل، قال أبو حاتم بن حبان: أحسبه أبا طالب الحجام الذي روى عنه قتادة.
وسيما الحجام كنيته أبو سعد من أهل سمرقند، هو حجام عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي إمام أهل ما وراء النهر، سمع منه الحديث، روى عنه محمد بن إسحاق الكرابيسي وقال أبو سعد سيما الحجام قال لي عبد الله بن عبد الرحمن: من كانت له المعاملة مع الناس لابد له من مداراة الناس.
قلت ووقع إلي في المسلسلات حديث يروى جماعة من الحجاميين بعضهم عن بعض فلو لم ينقطع التسلسل كنت أذكره بإسناده ها هنا (2).
الحجبي: بفتح الحاء المهملة والجيم وكسر الباء المنقوطة، هذه النسبة إلى حجابة البيت المعظم وهم جماعة من بني عبدالدار وإليهم حجابة الكعبة ومفتاحها، والنسبة إليها حجبي، والمشهور منهم محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الحجبي من بني عبدالدار، يروي عن جدته صفية بنت شيبة عن عائشة، روى عنه أبو عاصم النبيل.
وشيبة بن عثمان الحجبي، ذكرته في الشين.
وعياض بن عبد الرحمن الحجبي، يروي عن ابن أبي مليكة، روى عنه عبد الله بن جعفر المديني.
وأبو زرارة أحمد بن عبد الملك الحجبي حجبة بيت الله تعالى، سمع يونس بن عبد الاعلى وعبد الله بن هاشم الطوسي روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
وإبراهيم بن محمد بن ثابت بن شرحبيل الحجبي من بني عبدالدار ثم من قصي، روى عن أبيه وعمرو بن أبي عمرو وعثمان بن عبد الله بن أبي عتيق وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، روى عنه يحيى بن يحيى النيسابوري وعبد الله بن وهب وسعيد بن
__________
(1) هكذا في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم ووقع في نسخ الانساب " عبيدالله ".
(2) (الحجاوي) وقعت هذه النسبة لبعض الشاميين ولم يتبين أمرها منهم " أحمد بن علي الحجاوي المقرئ " ذكره ابن ناصر الدين في رسالته التي تقدم ذكرها في رسم (الحجار) وأنه كان زوج فاطمة بنت أبي العباس الحجار وله منها أولاد: أبو بكر وسليمان وخليل وخديجة، ومنهم الفقيه الجليل موسى بن أحمد بن موسى بن سالم بن عيسى الحجاوي المقدسي الصالحي الحنبلي مؤلف الاقناع وغيره توفي سنة 968 - راجع الشذرات 8 / 327 ومعجم المؤلفين.
(*)(2/177)
عبد الجبار ومحمد بن سنان العوقي ويعقوب بن حميد بن كاسب، وقال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: صدوق.
الحجري: بضم الحاء المهملة وفتح الجيم وفي آخرها الراء، هذه النسبة في ما أظن إلى الحجر وهي جمع حجرة وهي الدار الصغيرة، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم المظفر بن عبد الله بن بكر بن مقاتل الحجري يروي عن عبد الله بن المعتز بالله شيئا من شعره، سمع منه أبو العلاء الواسطي المقرئ بواسط.
الحجري: بفتح الحاء المهملة والجيم وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى الحجر الذي معناه الحجارة، والمشهور بها جماعة من أهل فوشنج (منهم.
) (1) وأبو سعد محمد بن علي بن محمد الحجري المقرئ يعرف بسنك انداز (2) كان حسن الصوت فاضلا، سمع ببغداد أبا الخير المبارك بن الحسين الغسال المقرئ وقرأ عليه القرآن، سمعت منه أمالي أبي محمد الخلال بروايته عن الغسال، وتوفي بمرو بعد سنة ثلاثين وخمسمائة.
وأبو المكارم المبارك بن أحمد (بن محمد بن) الناعور الحجري من أهل بغداد عرف بابن الحجر، فنسب إليه، كان شيخا صالحا وضئ الوجه حسن السيرة، وهو من أهل القرآن قرأ على أبي الخير المبارك بن الحسين الغسال وسمع الحديث من أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي وغيرهما، قرأت عليه كتاب التاريخ لابي موسى محمد بن المثنى الزمن البصري بروايته عن ثابت بن بندار عن أبي القاسم
الازهري عن أبي عمر بن حيويه عن إبراهيم بن الخنازيري عنه، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ودفن من يومه بمقبرة باب حرب.
الحجري: بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم وفي آخرها الراء، إلى ثلاث قبائل اسم كل واحدة حجر، أحدها حجر حمير منهم مختار الحجري، يروي عن عبد الرحمن بن شماسة، روى عنه صالح بن أبي عريب الحضرمي.
ومعاوية بن نهيك الحجري، يروي عن عقبة بن عامر، روى عنه عثمان بن نعيم الرعيني فهما من حجار حمير.
والاخرى حجر
__________
(1) من ك، وفي التوضيح " أبو سعد نصر بن علي بن عبد الرحمن بن الحسين بن علي الحجري من أهل سويقة فوشنج، حدث عن أبي القاسم أحمد بن محمد العاصمي وغيره، توفي بفوشنج آخر يوم من ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمسمائة - ذكره أبو سعد بن السمعاني ".
(2) هكذا في ك وس ويظهر أنه الصواب لان معنى (سنك انداز) بالفارسية يناسب معنى (الحجري) واضطربت بقية النسخ ونسخ اللباب في الكلمتين.
(*)(2/178)
رعين (1) منها سعيد بن أبي سعيد الحجري حجر رعين، روى عنه أيوب بن بجيد وعبد الله بن هبيرة السباي.
وإسماعيل بن سفيان الرعيني ثم الحجري الاعمى رعين، وفد على الوليد وسليمان ابني عبد الملك، روى عنه ضمام بن إسماعيل حكاية.
والثالث حجر الازد، منهم أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي الفقيه، عداده في حجر الازد، قاله أبو سعيد بن يونس، وكان ثقة نبيلا ثقة فقيها عاقلا لم يخلف مثله، ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، وتوفي ليلة الخميس مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وأبو زرعة وهب الله بن راشد المؤذن الحجري المصري من حجر رعين، يروي عن يونس بن يزيد الايلي وحيوة بن شريح وغيرهما، روى عنه أبو الرداد عبد الله بن عبد السلام والربيع بن سليمان وغيرهما.
وقال أحمد بن الحباب عيدان هو جيشان بن حجر بن ذي رعين.
وعباس بن جليد الحجري من حجر رعين، يروي عن عبد الله بن عمرو وأبي الدرداء رضي
الله عنهم، روى عنه أبو هانئ حميد بن هانئ.
وأبو قرة محمد بن حميد بن هشام الحجري الرعيني، يروي عنه عبد الغني بن سعيد المصري.
وهشام بن أبي خليفة محمد بن قرة بن محمد بن حميد الحجري المصري، روى عنه أسامة بن إساف.
وقيس بن أبي يزيد الحجري العارض كان على عرض الجيوش بمصر.
وأما من حجر الازد فأبو عثمان سعيد بن بشر بن مروان الازدي الحجري ثم العامري روى عن مهدي بن جعفر وقطرب، روى عنه أبو جعفر الطحاوي.
وعلي بن سعيد بن بشر بن مروان بن عبد العزيز الحجري ابنه، سمع من أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس، حدث عنه ابنه أبو بشر.
(وابنه أبو بشر) سعيد (سمع أبا بشر محمد بن أحمد) الدولابي، ولابي بشر مصنفات في الفرائض والحديث، توفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
الحجري: بضم الحاء المهملة وسكون الجيم وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحجر وهو اسم لموضع باليمن (2) وإياه عني فيما أظن جحدر لص أراد الحجاج أن يقتله وقال:
__________
(1) في اللباب " قوله إن حجر حمير غير حجر رعين خطأ فان رعينا بطن من حمير فحجر رعين هو حجر حمير، وسياق نسبه يدل على ذلك وهو ذو رعين واسمه يريم بن يزيد (كذا في نسخ اللباب والقبس والصواب: زيد) بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وإنما هما حجران حجر رعين وحجر الازد لا غير ".
(2) من هنا إلى آخر البيتين لم يتعرض له اللباب ولا معجم البلدان، وهو وهم فإن التي عناها جحدر هي (حجر) بفتح فسكون وهي أكبر قرى اليمامة بنجد وليست باليمن.
(*)(2/179)
إذا جاوزتها سعفات حجر * وأودية اليمامة فاندباني وقولا جحدر أمسي رهينا * محاذر وقع مصقول يماني منها أحمد بن علي الهذلي الحجري شاعر، قرأت بخط هبة الله بن عبد الوارث
الشيرازي: أنشدني أحمد بن علي الهذلي لنفسه بالحجر باليمن: ذكرت والدمع يوم البين ينسجم * ولوعة (1) الوجد في الاحشاء تضطرم مقالة المتنبي عندما زهقت * نفسي وعبرتها تفيض وهي دم يا من يعز علينا أن نفارقهم * وجداننا كل شئ بعدكم عدم (2) الحجي: بكسر الحاء المهملة وكسر الجيم المشددة، هذه النسبة إلى الحج، وكما يقال في سائر البلاد الحاج يقال في خوارزم الحجي، والمشهور بهذه النسبة جماعة من أهل خوارزم، منهم أبو عاصم المظفر بن أحمد بن محمد بن عراق الحجي الكاثي، كان فقيها فاضلا حسن السيرة جميل الامر راعيا للحقوق، سمع ببغداد أبا القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني، سمعت منه أحاديث بخوارزم، وكانت ولادته في شوال سنة ست وتسعين وأربعمائة (3).
__________
(1) في ك " وعبرة " ومثله في اللباب ومعجم البلدان، وهو كما ترى.
(2) في اللباب " فاته الحجري نسبة إلى حجر بن عدي بن ربيعة بن معاوية الاكرمين بطن من كندة، منهم شريح بن المكدد بن مرة بن سلمة بن مرة بن حجر، وسمي المكدد لقوله: سلوني فكدوني فاني لباذل * لكم ما حوت كفاي في العسر واليسر واستخلفه الاشعث بن قيس على أذربيجان، وكان جوادا.
وفاته النسبة إلى حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين، وهو ابن عم الذي قبله، ينسب إليه كثير، منهم عمرو بن أبي قرة سلمة بن معاوية بن وهب بن حجر بن وهب بن ربيعة، ولي قضاء الكوفة أيام الحجاج.
(3) (الحجي) قال منصور " باب الحجي والحجبي - أما الاول بضم الحاء المهملة وتشديد الجيم فهو أبو الخير أياز بن عبد (الله) الحجي الموصلي حدث بها عن أبي الفضل (في رسم أياز أبو المفضل) عبد الله بن أحمد الطويني (كذا وفي رسم أياز: الطوسي) الخطيب، تقدم ذكره " يعني في رسم (أياز).
وثم اختلاف قد أشرت إليه.
وقد نقلت ما في رسم أياز في التعليق على الاكمال 1 / 17.
(*)(2/180)
باب الحاء والدال الحداء: بفتح الحاء والدال المشددة المهملتين وفي آخرها الالف الممدودة، قال ابن حبيب: الحداء بن ذهل بن الحارث بن ذهل بن مران بن جعفي.
وقال ابن دريد: عامر بن ربيعة بن تيم الله بن أسامة بن مالك بن بكر بن تغلب هو الحداء، كان أحسن خلق الله صوتا فأصابه سعال فتغير صوته فقال: أصبح صوت عامر صئيا * أبكم لا يكلم المطيا وكان حداء قراقريا، فسمي الحداء.
الحداد: بفتح الحاء المهملة والالف بين الدالين المهملتين أولاهما مشددة، هذه النسبة إلى بيع الحديد وشرائه وعمله، وجماعة من أهل العلم اشتهروا بهذا الاسم لان واحدا من آبائهم وأجدادهم كانوا يعملون الاشياء الحديدية، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الكناني الفقيه الحداد الشافعي قاضي مصر، كان أحد الفقهاء المشهورين وهو صاحب الفروع، وكان يقال عجائب الدنيا ثلاث: غضب الجلاد ونظافة السماد والرد على ابن الحداد.
ولي القضاء بمصر مدة، وحدث عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وغيره، توفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
والحسن بن يعقوب بن يوسف الصوفي المعروف بالحداد من أهل نيسابور، سمع إبراهيم بن علي الذهلي والحسن بن سفيان وعمران بن موسى وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: الحسن الصوفي الحداد الورع الزاهد صاحب الخانقاه والدار مجمع الزهاد والصوفية، حدث عن إبراهيم بن أبي طالب بشئ من مصنفاته، وكتب عنه، توفي في رجب من سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وهو في سن النبي صلى الله عليه وسلم ابن ثلاث وستين سنة، وشهدت جنازته بالحيرة، ودفن بقرب المشايخ الستة.
وأبو حفص الحداد الصوفي النيسابوري، قيل إن اسمه عمرو بن مسلم، وقيل عمرو بن سلمة وقيل عمرو بن سلم، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: اسمه عمرو بن مسلم، وقال أبو
عبد الرحمن السلمي: الاصح أنه عمرو بن سلمة، والله أعلم، كان من أفراد خراسان علما وورعا وحالة وطريقة، وأظن إنما قيل له الحداد لان رجلا من أتباعه قال له يوما رجل من أصحابه: كان من مضي لهم الآيات الظاهرة، وليس لك من ذلك شئ، فقال له تعال،(2/181)
فجاء به إلى سوق الحدادين إلى كور محمى عظيم فيه حديدة عظيمة فأدخل يده فأخذها فبردت في يده فقال (له) يجزيك (1) ؟ قال: فأعظم ذلك وأكبره، ثم مضى.
وكان أبو حفص أعجمي اللسان فلما دخل بغداد قعد معهم يكلمهم بالعربية، وكان يقول: الكرم طرح الدنيا لمن يحتاج إليها، والاقبال على الله لاحتياجك إليه.
وحكي أن أبا حفص لما قدم بغداد نزل على الجنيد فحكى أبو عمرو بن علوان سمعت الجنيد يقول: أقام عندي أبو حفص سنة مع ثمانية أنفس فكنت كل يوم أقدم لهم طعاما جديدا وطيبا جديدا - وذكر أشياء من الثياب وغيره فلما أراد أن يمر كسوته وكسوت جميع أصحابه، فلما أراد أن يفارقني قال لو جئت إلى نيسابور علمناك الفتوة والسخاء، قال ثم قال: هذا الذي عملت كان فيه تكلف، إذا جاءك الفقراء فكن معهم بلا تكلف، حتى إن جعت جاعوا وإن شبعت شبعوا، حتى يكون مقامهم وخروجهم من عندك شيئا واحدا.
وسئل أبو حفص عن الفتوة وقت خروجه من بغداد، فقال: الفتوة تؤخذ استعمالا ومعاملة لا نطقا.
فعجبوا من كلامه، ومات سنة خمس وستين ومائتين، وقيل سنة سبع وستين، وقيل سنة سبعين ومائتين، بنيسابور، وزرت قبره غير مرة.
ومن القدماء أبو المقدام ثابت بن هرمز الحداد يروي عن سعيد بن المسيب وزيد بن وهب وسعيد بن جبير وغيرهم، روى عنه الحكم والثوري وابنه عمرو بن ثابت.
وأحمد بن السندي بن الحسن الحداد، يروي عن الحسن بن علويه كتاب المبتدأ، وعن الفريابي ومحمد بن العباس المؤدب وغيرهم.
وإدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ، يروي عن أحمد بن حنبل وخلف البزار ومحرز بن عون وعاصم بن علي وغيرهم، وقرأ علي خلف بن هشام القرآن.
الحدادي: بفتح الحاء المهملة وتشديد الدال الاولى وكسر الثانية المهملتين، هذه النسبة إلى صنعة الحدادة وإلى قرية بقومس، أما النسبة إلى عمل الحديد فجماعة كثيرة، منهم الحاكم أبو الفضل محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن مهران الحدادي المروزي، كان يتولى الحكومة عن القضاة بمرو وبخارا، وكان فقيها فاضلا من أصحاب الرأي، سمع محمد بن علي بن إبراهيم الحافظ وإسحاق بن إبراهيم التاجر وعبد الله بن محمود السعدي وحماد بن أحمد السلمي وغيرهم، روى عنه جماعة آخرهم أبو غانم (2) أحمد بن علي بن الحسين الكراعي ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: أبو الفضل
__________
(1) في ك " تحريك " وفي غيرها " يحرقك " والتصحيح من تاريخ بغداد ج 12 رقم 6671.
(2) مثله في اللباب وغيره وهكذا يأتي في رسم (الكراعي) ووقع هنا في س وم وع " أبو حاتم " كذا.
(*)(2/182)
(القاضي) المعروف بالحدادي شيخ أهل مرو في الحفظ والحديث والتصوف والقضاء في عصره (وتوفي في المحرم أو صفر من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وأنه توفي وهو ابن مائة وسبع وستين).
وأما المنسوب إلى قرية حدادة، وهي قرية من قرى قومس، على جادة الري وتقرن باري يقال إنما أرى وحدادة، والمشهور بالنسبة إليها محمد بن زياد القومسي الحدادي، حدث عن أحمد بن منيع البغوي، روى عنه الامام أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي.
وأما أبو عبد الله طاهر بن محمد بن (أحمد بن) نصر بن الحسين بن شهيد المطوعي الصوفي البخاري المعروف بالحدادي الواعظ صاحب التصانيف في الزهد والتذكير منها كتاب عيون المجالس وسرور الدارس، من أهل بخارا، وكان بعض أجداده يعمل في الحديد، سكن قرية بزده من أعمال نخشب، حدث عن أبي صالح خلف بن محمد الخيام وأبي بكر أحمد بن سعد الزاهد وأبي حفص أحمد بن أحيد الختن وأبي نصر أحمد بن سهل وأبي عمرو محمد بن محمد بن صابر فمن دونهم، روى عنه أبو العباس المستغفري، قال: سمع مني وسمعت منه، ومات ببزده، ودفن يوم السبت لسبع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة ست
وأربعمائة.
ومحمد بن خلف الحدادي المقرئ يعرف بالحدادي يروي عن أبي أسامة وعبيدالله بن موسى وحسين الاشقر وغيرهما روى عنه الدارقطني (روى عنه) جماعة من شيوخنا (1).
الحدادي: بضم الحاء والالف بين الدالين المهملتين مخففة، هذه النسبة إلى حداد وهو اسم بطون من قبائل، قال ابن حبيب: في كنانة ابن خزيمة حداد بن مالك بن كنانة (2)، وفي طيئ حداد بن نصر بن سعد بن نبهان، وفي الازد حداد بن معن بن مالك بن فهم، وفي عبد القيس حداد بن ظالم بن عجل بن ذحل بن عمرو بن وديعة بن لكيز.
الحدادي: بكسر الحاء المهملة والالف بين الدالين المهملتين مخففة، هذه النسبة إلى حداد وهو بطن من محارب، قال ابن حبيب: في محارب بن خصفة بن قيس عيلان حداد بن بذاذة (3) بن ذهل بن طريف بن خلف بن محارب، وحداد أيضا بطن من حضرموت، وهو
__________
(1) مات محمد بن خلف هذا سنة 261 كما في تاريخ بغداد والتهذيب وغيرهما وذلك قبل مولد الدارقطني بخمس وأربعين سنة وقبل مولد المؤلف بخمس وأربعين ومائتي سنة فالعبارة غير مستقيمة كما مر فلعل صحتها: " قال الدارقطني: روى عنه جماعة من شيوخنا ".
(2) تنسب إليه الحدادية أم قيس بن الحدادية الشاعر واسم أبيه عمرو، وهو من خزاعة - مأخوذ من القبس.
(3) في م وع " بلادة " وفي الايناس " بذاوة " وفي كتاب ابن حبيب والاكمال والتبصير " بداوة " وهو أولى بالصواب ومن = (*)(2/183)
حداد بن سلخب الاكبر بن الحارث بن سلمة بن حضرموت، ذكره ابن حبيب عن هشام بن الكلبي من حضرموت.
الحداني: بفتح الحاء والدال المشددة المهملتين (بعدهما الالف وفي آخرها النون)، هذه النسبة إلى حدان وهو بطن من تميم وهو حدان بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم أوس بن مغراء الشاعر الحداني - قاله الدارقطني.
الحداني: بضم الحاء وتشديد الدال المهملتين وفي آخرها نون بعد الالف، هذه
النسبة إلى حدان وهم (من) الازد وعامتهم بصريون وهم حدان بن شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن الازد، والمشهور بها أبو فراس عبد الله بن غالب الحداني، من أهل البصرة، يروي عن أبي سعيد الخدري، روى عنه قتادة ومالك بن دينار، وكان من عباد أهل البصرة، بايع ابن الاشعث وقاتل معه حتى قتل في الجماجم سنة ثلاث وثمانين، وكانوا يجدون من قبره ريح المسك.
وقيس بن رباح الحداني، يروي عن ملكية بنت هانئ بن أبي صفرة، روى عنه ابنه نوح بن قيس الطاحي.
وأبو المغيرة القاسم بن الفضل بن معدان الحداني، من أهل البصرة، قال أبو حاتم بن حبان: هو من بني لجي (1) بن مالك بن فهر الازدي، وكان نازلا بجنب حدان فنسب إليها، يروي عن معاوية بن قرة والبصريين، روى عنه مسلم وأهل البصرة، مات سنة سبع وستين ومائة، قال أبو علي الغساني: القاسم بن الفضل الحداني عن أبي نضرة، روى له مسلم وحده، حدث عنه شيبان بن فروخ الابلي، وقال البخاري: هو من بني الحارث بن مالك، كان ينزل حدان.
وعقبة بن صهبان الحداني الازدي من التابعين، سمع عبد الله من مغفل، روى عنه قتادة (حديثه مخرج في الصحيحين.
وأبو روح نوح بن قيس بن رباح الحداني البصري.
وأخوه خالد بن قيس) من أهل البصرة أيضا.
وأبو زكريا يحيى بن موسى خت الحداني، يروي عنه البخاري، وكان من الثقات.
وقال ابن حبيب: وفي همدان ذو حدان بن شراحيل بن ربيعة بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن أو سلة، وهو همدان.
وطلحة بن النضر الحداني بصري يروي عن ابن سيرين، روى عنه ابن المبارك وزيد بن
__________
= الغريب أن هذا الاسم سقط من اللباب في نسخه الثلاث وكذلك في القبس عنه فوقع فيها " حداد بن ذهل..." مع أنه نسب العبارة إلى ابن حبيب.
(1) كذا وفي م " الحق " وفي طبقات ابن سعد " لحى " لكن لم ينسبه بل قال " من بني لحي من الازد " وفي كتاب ابن أبي حاتم " لم يكن حدانيا كان نازلا فيهم هو أزدي من بني الحارث بن مالك " والحارث بن مالك بن فهم معروف وقد يكون له لقب فالله أعلم.
(*)(2/184)
الحباب، وقال أحمد بن حنبل: ما أرى به بأسا.
وسئل أبو زرعة (الرازي) عنه فقال: هو بصري، روى حديثين سمعت هدبة بن خالد قال سمعت أخي أمية بن خالد يقول حدثني خالي طلحة بن النضر (1).
الحدإي: بفتح الحاء، والدال المهملتين، في آخرها ألف مهموزة، هذه النسبة إلى حدأ، وهو بطن من قبيلة مراد، والمشهور بها أبو ثور الحدإي، يقال إن اسمه حبيب بن أبي ملكية وهو كوفي، وقال أبو الحسن الدارقطني: وأما الحدا مقصور فهو فيما ذكر بن حبيب بطن في الكوفة في مذحج هو الحدأ بن نمرة بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد ابن زيد، (وذكر أحمد بن الحباب الحميري النسابة قال: الحدأ بن نمرة بن ناجية بن مراد بن مالك بن أدد).
الحدباني: بضم الحاء المهملة والدال المهملة الساكنة والباء الموحدة المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حدبان، وهو بطن من كنانة بن خزيمة، وهو حدبان (بن) جذيمة بن علقمة بن فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن خزيمة - هكذا نسبه ابن الكلبي، ومنهم ربيعة بن مكدم بن حدبان بن جذيمة الحدباني.
وبنو المطلب بن حدبان بالكوفة منهم بنو أبجر الاطباء عبد الملك بن سعيد بن أبجر وبنوه حدبانيون.
الحدثاني: بفتح الحاء والدال المهملتين والثاء المنقوطة بثلاث وفي آخرها النون، والمشهور بهذه النسبة إسرائيل بن عباد التجيبي الحدثاني صاحب أخبار الملاحم، يروي عن أبي الطفيل، روى عنه ابن لهيعة - قاله ابن يونس.
وسويد بن سعيد الحدثاني، يروي عن مالك وابن عيينة وغيرهما ويقال له الحديثي أيضا من أهل الحديثة - بلدة على الفرات روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري وأبو القاسم البغوي.
وأبو عثمان سعيد بن عبد الله الحدثاني، يروي عن سويد بن سعيد، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وغيره.
ومالك بن أوس (بن الحدثان) (2) الحدثاني نسبة إلى جده، يروي عن عمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير
__________
(1) مثله في مشتبه النسبة لعبد الغني، والاكمال في رسم (الحدأ) ورسم (الحدإي) وغيرهما وأهل اللغة يذكرون أن (الحدأة) اسم طائر معروف يجمع على الحدإ - كلاهما عندهم بكسر الحاء ومنهم من نسب الفتح إلى العامة لكن في اللسان عن الازهري " ربما فتحوا الحاء فقالوا: حدأة وحدأ، والكسر أجود " قالوا والحدأة الفأس وجمعها الحدأ واختلفوا في حركة الحاء أمكسورة أم مفتوحة وذكروا المثل المشهور (حدأ حدأ وراءك بندقة) فذكروا أنه بالكسر وأن العامة تفتح، ثم منهم من قال إنه خطاب للطائر أي يا حدأة ومنهم من قال إنه للقبيلة، والذي يظهر أن الفتح في الجميع جائز لغة، والقبيلة موجودة باليمن إلى أيامنا هذه تسمى (الحدأ) بفتح الحاء.
(2) من ك وهو صحيح.
(*)(2/185)
وعبد الرحمن بن عوف وسعد والعباس بن عبد المطلب وأبي ذر الغفاري وغيرهم، روى عنه الزهري وعكرمة بن خالد المخزومي وعمران بن أبي أنس وأبو الزبير المكي.
الحدثي: بفتح الحاء المهملة وفتح الدال المهملة وبعدها الثاء المنقوطة من فوق بثلاث، هذه النسبة إلى بلدة الحديثة، وهي بلدة على الفرات، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي الحدثي، ويقال له الحدثاني، والحديثي أيضا، روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري وأبو القاسم البغوي وغيرهما، (وقال أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد: سويد بن سعيد الهروي، سكن الحديثة حديثة النورة على فراسخ من الانبار، سمع مالك بن أنس وغيره)، وقال أبو حاتم بن حبان: سويد بن سعيد الحدثاني من أهل الانبار، مولده بحديثه، يروي عن علي بن مسهر وحفص بن ميسرة، حدثنا عنه شيوخنا، مات سنة تسع وثلاثين ومائتين، يأتي عن الثقات بالمعضلات مجب مجانبة رواياته.
وأبو حفص عمر بن زرارة الحدثي من أهل الحديثة، وقال بعضهم: هو منسوب إلى الحدث، وهو موضع بالثغر، يروي عنه موسى بن هارون وأبو القاسم البغوي أيضا.
وثم عمرو بن زرارة نيسابوري، وعمر بن زرارة حدثي ووقع الحاكم (أبي عبد الله) البيع مع أبي بكر بن عبدان (4) الشيرازي فيهما قصة، أخبرنا محمد بن عبد الله الكشي بسمرقند أنا أبو علي
النسفي في كتابه أنا أبو العباس المستغفري الحافظ سمعت أبا بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي يقول وقعت بيني وبين أبي عبد الله البيع الحافظ بنيسابور منازعة في عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة، فكنت أقول: هما اثنان، وكان يقول: هما واحد، فتحاكمنا إلى الشيخ أبي أحمد الحافظ الكرابيسي فقلت له ما قول الشيخ فيمن يقول عمرو بن زرارة وعمر بن زرارة واحد ؟ قال فقال أبو أحمد: من هذا الطبل (1) الذي لا يفصل بينهما هما اثنان، عمرو بن زرارة بن واقد نيسابوري كنيته أبو محمد، وعمر بن زرارة الحدثي من أهل الحديثة حدث ببغداد كنيته أبو حفص، فخجل أبو عبد الله من ذلك وتشور، فقلت في ذلك أبياتا وهي قولي فيه: قل لمن يزعم جهلا، أنه كابن حراره ثم لا يفصل عمرا، من عمير بن زراره حافظا تدعى ولكن، أنت عدل للغراره
__________
(1) في تذكرة الحفاظ ص 1066 " الطفل " وأراه الصواب.
(*)(2/186)
قال فبلغت الابيات الشيخ أبا أحمد فقال لي أعف عنه بشفاعتي ولا تذكرها بعد هذا، أو كما قال.
قدم بغداد وحدث بها عن شريك بن عبد الله وأبي المليح الرقي ومسروح بن عبد الرحمن والمسيب بن شريك وعيسى بن عبد الله يونس وأبي معاوية الضرير ومحمد بن سلمة الحراني، روى عنه أبو القاسم بن محمد البغوي، وقال أبو علي صالح بن محمد جزرة الحافظ: عمر بن زرارة الحدثي بغداد شيخ مغفل، وذكر قصة، وقال أبو الحسن الدارقطني عمر بن زرارة الحدثي ثقة من مدينة في الثغر يقال لها الحدث، فأما عمرو بن زرارة فهو نيسابوري ثقة أيضا، قال أبو بكر البرقاني: يحدث عنهما منيع.
وأخطأ في ذلك إنما يروي ابن منيع عن عمر، ولا يروي عن عمرو شيئا.
وأبو شهاب مسروح الحدثي من ساكني مدينة حدث، روى عنه سفيان الثوري، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه وعرضت عليه بعض
حديثه فقال: لا أعرفه: وقال يحتاج أن يتوب إلى الله من حديث باطل رواه عن الثوري.
والحدثية طائفة من المعتزلة أصحاب فضل الحدثي وهو من أصحاب النظام وهي مثل الفرقة الخابطية (1) وقد ذكرت بعض مقالتهم في الخابطية (1) وكانا يطعنان في النبي صلى الله عليه وسلم في نكاحه، وتقولان: كان أبو ذر الغفاري أزهد منه.
وفي هذا تعريض منهما بمذاهب المانوية الذين دعوا الناس إلى ترك نكاح النساء وإباحة اللواطة لافساد النسل لكي يتخلص الارواح عن مزاج الابدان، وليس للثنوية والمجوس شر إلا وهو موجود في قول بعض شيوخ المعتزلة مع اشتراك المعتزلة والمجوس في إن الخالق للمعاصي غير الخالق للطاعة.
الحدسي: بفتح الحاء والدال المهملتين وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى حدس وهو بطن من خولان (وقد قيل بطن من لخم)، والمشهور بالانتساب إليها إبراهيم بن أحمد بن أسيد اللخمي الحدسي المصري، يروي عن أسد بن موسى السنة، قال ابن يونس، روى لنا عنه عبد الله بن الازهر بن سهيل مولى خولان (2).
الحدلي: بضم الحاء والدال (3) المهملتين وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى حديلة وهو بطن من الازد حديلة بن معاوية بن عمرو بن عدي بن مازن بن الازد.
وبنو حديلة رهط
__________
(1) يأتي ذلك في رسم (الخابطي) أول حرف الخاء المعجمة ووقع في النسخ هنا " الحائطية " وكذا وقع في اللباب المطبوع.
(2) في اللباب " قلت الصحيح أنه من لخم وهو حدس بن أريش بن إراش بن جزيلة بن لخم - بطن عظيم مشهور، منهم أبو محجن بن عبد الله بن المنذر بن قيس الحدسي اللخمي وهو أول من دخل القسطنطينية أيام مسلمة بن عبد الملك " راجع الاكمال وتعليقه 1 / 63 - 64.
وراجع ما تقدم في رسم (الجدسي).
(3) مثله في اللباب والظاهر أن الدال مضمومة أيضا، ولا وجه له بل الصواب فتحها، ومع هذا فهذه النسبة لم تسمع فيما أرى وإنما استنبها المؤلف وانتظر.
(*)(2/187)
أبي بن كعب الانصاري وهو حدلي، قال محمد بن إسحاق بن يسار بنو عمرو بن مالك بن النجار هم بنو حديلة منهم أبي بن كعب وأنس بن معاذ، وقال: أبي بن كعب بن قيس بن
عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، وهم بنو حديلة، وقال شباب العصفري: (ومن جديلة (كذا) وهي ابنة مالك بن زيدة مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج - وهم ولد عمرو بن مالك بن النجار) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية - وهو حديلة - بن عمرو بن مالك بن النجار أمه صهيلة بنت الاسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهي عمة أبي طلحة (زيد بن سهل بن الاسود)، وأبي يكني أبا المنذر، شهد بدرا وما بعدها، ومات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين، ويقال مات في خلافة عمر رضي الله عنه.
الحديثي: بفتح الحاء وكسر الدال المهملتين وبعدهما الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى الحديثة، وهي بلدة على الفرات فوق هيت والانبار، والنسبة إليها حديثي وحدثي وحدثاني خرج منها جماعة من المحدثين، منهم يعيش بن الجهم الحديثي من الحديثة، يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين وأهل العراق، روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
وقد ينسب إلى التحديث حديثي، يعني إلى رواية الحديث، وكان أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي إذا روى عن أبي سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله (1) بن حفص الماليني يدلس، ويقول: حدثنا أحمد بن حفص الحديثي - يعني ينسبه إلى جده الاعلى.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحديثي الاسفراييني نسب إلى الحديث وطلبه، كان حافظا فاضلا مكثرا من الحديث، سمع أبا القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبا بكر محمد بن أحمد بن إسحاق الاهوازي وأبا محمد عبد الله بن إسحاق الدير عاقولي وغيرهم، روى عنه من القدماء الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: أبو بكر الاسفراييني من حفاظ الحديث ومن رحل في الطلب وجمع وصنف وذاكر مشايخ عصره، سمع بالعراقين والحجاز والاهواز والجبال وبلاد خراسان (2).
__________
(1) في الانساب المتفقة ص 39 زيادة " بن إسماعيل ".
(2) راجع الاكمال وتعليقه 3 / 20 - 21.
(623 - الحديدي) رسمه منصور وضبطه وذكر عن صلة ابن بشكوال رجلا ولفظ الصلة رقم 497 " سعيد بن أحمد بن يحيى (في نسخة كتاب منصور: محمد) ابن سعيد بن الحديدي التجيبي من أهل طليطلة يكنى أبا الطيب، روى عن = (*)(2/188)
=
__________
أبيه ومحمد بن إبراهيم الخشني وعبد الرحمن بن أحمد بن حوبيل وناظر علي بن محمد بن الفخار وجمع كتبا لا تحصى، وكان معظما عند الخاصة والعامة ورحل إلى الشرق وحج ولقي جماعة من العلماء وسمع بمكة من أبي القاسم سليمان بن علي الجيلة (في كتاب منصور: الجيلي) المالكي وأبي بكر أحمد بن عباس بن صبغ، ولقي بمصر أبا محمد (زيد في نسخة الصلة: بن - خطأ) عبد الغني بن سعيد وغيره، وسمع بالقيروان من أبي الحسن القابسي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وكان أهل المشرق يقولون ما مر علينا قط مثله.
حدث عنه أبو القاسم حاتم بن محمد وغيره.
وقال ابن مطاهر: وتوفي يوم الاثنين لخمس خلون من ربيع الاول سنة ثمان وعشرين (في كتاب منصور عن الصلة: ثمان عشرة) وأربعمائة ".
(*)(2/189)
باب الحاء والذال الحذاء: بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى حذو النعل وعملها، وهم جماعة، منهم عبد الله بن عبد الرحمن بن معاوية الحذاء الواسطي ولقبه بلبل.
ومحمد بن سالم الحذاء الواسطي يلقب حمدون.
وكثير بن عبيد الحمصي الحذاء.
جابر الحذاء، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما بصري، روى عنه ابن سرين.
والقاسم لابن أمية الحذاء، شيخ يروي عن حفص بن غياث المناكير الكثيرة، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وأبو عقيل يحيى بن المتوكل الحذاء المديني، يروي عن بهية، روى عنه العراقيون، منكر الحديث، ينفرد بأشياء لا يسمعها الممعن في الصناعة إلا لم يرتب أنها معمولة، مات سنة سبع وستين ومائة، وكان مكفوفا، نشأ بالمدينة، ثم انتقل إلى الكوفة.
وأبو إسحاق عاصم بن سليمان التميمي الحذاء البصري.
وغيرهم.
وأما خالد بن مهران الحذاء البصري مولى مجاشع ويقال مولى بني عامر من بني مجاشع ويقال مولى قضاعة، يقال إنه ما حذا نعلا
قط ولا باعها ولكنه تزوج امرأة فنزل عليها في الحذائين فنسب إليها، وكنيته أبو المنازل، ويقال إنه كان يجلس على دكان حذاء فنسب إلى ذلك.
أخبرنا أبو الفتح نصر بن سيار الكناني بهراة وأبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي ببغداد وأبو عبد الله محمد بن الفصل الدهان بمرو قالوا أنا أبو عامر محمود بن القاسم الازدي أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر ثنا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي الحافظ سمعت محمد بن إسماعيل - يعني البخاري - يقول إن خالد الحذاء ما حذا قط، إنما كان يجلس إلى حذاء فنسب إليه.
أخبرنا أبو منصور علي (ابن علي) (1) بن عبيد الله الامين وأبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني وغيرهما ببغداد قالوا أنا أبو محمد بن هزار مرد الصريفيني أنا أبو القاسم بن حبابة أنا أبو القاسم البغوي ثنا أحمد بن زهير ثنا محمد بن سلام سمعت خالد بن عبد الله يقول قال خالد الحذاء ما حذوت نعلا قط ولا بعتها ولكن تزوجت امرأة في بني مجاشع فنزلت عليها في الحذائين ثم نسبت إليهم.
وأما أبو عبد الرحمن عبيدة بن حميد الحذاء التميمي الضبي (2) من أهل الكوفة سكن بغداد، كان مؤدب
__________
(1) من ك وهو صحيح.
(2) كذا وفي تاريخ بغداد ج 11 رقم 5815 " التيمي وقيل الضبي، والليثي " وفي التهذيب " التيمي وقيل الليثي وقيل = (*)(2/190)
محمد بن هارون الرشيد، يروي عن منصور بن المعتمر وإسماعيل بن أبي خالد ولم يكن بحذاء كان يجلس إلى الحذائين فنسب إليهم، وكان يحدث بغداد، روى عنه أحمد بن حنبل وأهل العراق، ومات سنة تسعين ومائة.
وأبو جعفر محمد بن عبد الله الحذاء الانباري من أهل الانبار، كان ثقة صدوقا، سمع فضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وشعيب بن حرب، روى عنه أحمد بن حنبل وحنبل بن إسحاق وإسحاق بن بهلول وعبد الكريم بن الهيثم، قال أبو العباس بن أصرم: إذا رأيت الانباري يحب أبا جعفر الحذاء ومثنى بن جامع الانباري فاعلم أنه صاحب سنة.
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر بن أحمد بن حفص بن
حبان المقرئ الحذاء البخاري من أهل بخارا، يروي عن محمد بن يوسف الفربري وأبي بكر أحمد بن عبد الواحد بن رفيد وأبي سعيد بكير بن منير بن خليد وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله غنجار الحافظ، وتوفي في جمادى الاولى سنة ستين وثلاثمائة.
الحذاري: بضم الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة بعدهما الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى حذار وهو بطن من بني أسد وهو حذار بن مرة (بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد، وينسب إليهم قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار بن مرة) (1) الاسدي الحذاري من التابعين، يروي عن عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيدالله ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم، روى عنه عبد الملك بن عمير وغيره.
وقال هشام بن الكلبي: قيس بن الربيع الاسدي الكوفي من ولد عميرة بن حذار بن مرة.
وربيعة بن حذار بن عامر عكلي من بني عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة، هو الذي تحاكم إليه عبد المطلب وحرب بن أمية (والكلابيون) (2) فحكم لعبد المطلب، وهو الذي مدحه الاعشي فقال: وإذا طلبت بدار عكل حاجة * فاعمد لبيت ربيعة بن حذار ذكر ذلك كله ابن حبيب عن ابن الكلبي.
__________
= الضبي " وفي تاريخ بغداد عن الامام أحمد " لم يكن حذاء، إنما هو الطاعي " كذا بإهمال الطاء، والاشبه (الظاعني) بإعجامها وبنو ظاعنة قبائل الاولى بنو ثعلبة بن مر بن أد بن طابخة، وثعلبة هذا أخو تميم بن مر بن أد وابن أخي ضبة بن اد وابن عم تيم بن عبد مناة بن أد، ونسبة الرجل إلى عم جده ونحو ذلك معروفة، وانظر ما يأتي في التعليق في حرف الظاء المعجمة (الظاعني).
(1) سقط من النسخ فأتممته من اللباب، والقبس عن الدارقطني والاكمال 2 / 65 في رسم (حذار) وطبقات ابن سعد في ترجمة قبيصة، وسقط من مطبوعة اللباب قوله (بن سعد).
(2) ليست في اللباب ولا في الاكمال مع موافقة السياق المتقدم لسياقه.
(*)(2/191)
الحذاقي: بضم الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة بعدهما الالف وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى حذاقة، وهو بطن من قضاعة (1).
ذكر ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة قال: جشم والحارث ابنا بكر بن عامر الاكبر بن عوف وأمهما هند بنت أنمار بن عمرو بن اياد بن حذاقة يقال لهم بنو الحذاقية بها يعرفون.
ومن أهل صنعاء رجلان أخوان حدثا عن عبد الرزاق بن همام وغيره، وهما محمد وإسحاق ابنا يوسف الحذاقي (2).
روى عنهما عبيد بن محمد الكشوري الصنعاني - ذكر هذا جميعه أبو الحسن الدارقطني (3).
الحذيفي: بضم الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، وهو إبراهيم بن مسلم بن عثمان بن مسلم بن مسعود بن مسلم بن ربيعة بن حذيفة بن اليمان العبسي الحذيفي، بغدادي الاصل سكن همذان، روى عن عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وأبي الوليد وموسى بن إسماعيل ومحمد بن كثير وسعيد بن سليمان وإبراهيم بن المنذر وعمرو بن مرزوق وغيرهم، روى عنه أحمد بن محمد بن أوس المقري والحسن بن علي بن أبي الحسناء وغيرهما.
__________
(1) أما حذاقة فهو ابن زهر بن اياد، ليس من قضاعة، لكن في قضاعة ثم في كلب بطن أمهم هند بنت أنمارين حذاقة المذكور فهي حفيدته تنسب إليه فيقال (الحذاقية) ويقال لذريتها (بنو الحذاقية) ويقال لكل منهم (الحذاقي) نسبة إلى أمهم، ففي عبارة المؤلف قصور أو وهم.
(2) مثله في الاكمال 2 / 408، والصواب: هند بنت أنمار بن حذاقة بن زهر بن اياد، راجع التعليق على الاكمال 2 / 275.
(3) هما من كلب من بني الحذاقية المذكورين قبل - راجع التعليق على الاكمال 2 / 274 - 275.
في اللباب " لم يأت السمعاني بشئ لانه نسبهم إلى أمهم، ولم يذكر أحدا ممن ينسب إلى حذاقة نفسه وهو حذاقة بن زهر بن أياد بن نزار بن معد ينسب إليه خلق كثير، منهم أبو داود واسمه جارية بن حمران بن بحر بن عصام بن نبهان بن منبه بن حذاقة الشاعر، ومنهم الاعور الذي ينسب إليه دير الاعور وهو الذي عناه أبودواد بقوله: ودار يقول لها الرائدو * ن ويل أم دار الحذاقي دارا
وقد جعل السمعاني حذاقة من قضاعة وليس كذلك وإنما حذاقة من أياد وأياد من معد، وجعل أيضا حذاقة أبا اياد وإنما هو ابن زهر بن اياد والله أعلم ".
(*)(2/192)
باب الحاء والراء الحرابي: بكسر الحاء وفتح الراء المخففة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى حراب (...)، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن محمد (1) الحرابي، بغدادي، حدث عنه أحمد بن عبيدالله وغيره.
وعطاء بن محمد الحرابي كان لا يسند قال قال علي رضي الله عنه - حكاية من قوله، روى محمد بن العباس اليزيدي عن الخليل بن أسد عن الوليد بن صالح عنه - كذلك وجدته مضبوطا بخط أبي الحسن بن الفرات - قاله ابن ماكولا.
الحرازي: بفتح الحاء المهملة وتشديد الراء وفي آخرها الزاي بعد الالف هذه النسبة إلى حراز، وهو جد أبي الحسن محمد بن عثمان بن حراز (الحرازي) من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد وأبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن بريه الهاشمي، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ البغدادي ووثقه.
الحرازي: بفتح الحاء والراء المخففة المهملتين وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى حراز وهو بطن من ذي الكلاع (2) من حمير نزل حمص أكثرهم، والمشهور بهذه النسبة الازهر بن عبد الله الحرازي الشامي، يروي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، روى عنه صفوان بن عمرو السكسكي والازهر بن سعد الحرازي الحمصي المرادي، يروي عن عمر وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما، روى عنه أهل الشام.
الحرامي: بفتح الحاء والراء المهملتين في آخرها ميم، هذه النسبة إلى الجد الاعلى وهو حرام الانصاري، ذكر أبو كامل البصيري موسى بن إبراهيم الحرامي قال: هو من ولد
__________
(1) مثله في اللباب والاكمال 3 / 57 ووقع في س وم وع " علي ".
(2) حراز هو كما في الاكمال 2 / 447 " حراز بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن
جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ " وذكروا أن ذا الكلاع اثنان، متأخر في زمن الصحابة ومتقدم قبلهم بمدة غير طويلة بعد حراز بدهر وليس من حراز ولا حراز منه، لكن ذكروا أن قبائل حمير تكلعت أي تجمعت على كلا الرجلين وأن هوزن وحراز وحراز ممن تكلع على ذي الكلاع الاول فان أريد بقوله " بطن من ذي الكلاع " قبيلة ممن تكلع على ذي الكلاع فله وجه والله أعلم.
(الحرالي) نسبة إلى حرالة - بتشديد اللام - من أعمال مرسية بالاندلس أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم التجيبي الحرالي عالم مفنن من أهل القرن السابع - راجع التعليق على الاكمال 3 / 58.
(*)(2/193)
حرام جد جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
وهو أبو عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الحرامي، له ولابيه صحبة.
وعيسى بن المغيرة الحرامي (1) كوفي، سمع الشعبي، روى عنه الثوري.
ومحمد بن حفص الحرامي الكوفي، روى عن دحيم بن محمد الصيداوي، حدث عنه محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
وأحمد بن موسى الحمار الحرامي الكوفي، يروي عن أبي نعيم وقبيصة الكوفيين وغيرهما، روى عنه أبو بكر بن الباغندي وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي.
وعبد الله بن محمد بن حفص الحرامي، روى عن الحسن بن علي الحلواني ويوسف بن موسى الرازي، حدث عنه أبو بكر الطلحي، ولعله ولد محمد بن حفص الذي تقدم ذكره - هكذا ذكره ابن ماكولا، وقال الدارقطني قال ابن حبيب: في جذام حرام بن جذام (2).
وفي تميم بن مر حرام بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم (3).
وفي خزاعة حرام بن حبشية بن كعب بن سلول بن كعب.
وفي عذرة حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة (4).
وفي بلي حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم.
وقال الزبير بن بكار: حن ورزاح ابنا ربيعة بن حرام بن ضنة أخوا قصي بن كلاب لامه.
وقال ذلك ابن الكلبي أيضا.
وجماعة نسبوا إلى بني حرام وهي محلة بالبصرة اجتزت بظاهرها في الليلة التي دخلت البصرة، منها أبو محمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحرامي الحريري، من أهل هذه المحلة، لم يكن له في فنه نظير في عصره.
وفاق أهل زمانه بالذكاء والفصاحة
أنشأ المقامات المنسوبة إلى الحارث بن همام التي سارت في الآفاق مسير الشمس وشاع وانتشر ذكرها في الاقطار، أملى بالبصرة مجالس، وحدث عن أبي تمام محمد بن الحسن بن موسى المقري وأبي القاسم الفضل (بن محمد بن علي بن الفضل) القصباني النحوي وغيرهما، روى لنا عنه ابنه أبو القاسم عبد الله بن القاسم ببغداد، وأبو العباس أحمد بن بختيار المندائي القاضي بواسط، وأبو الكرم المبارك بن مسعود الماوردي بفيد، وأبو الفضل
__________
(1) في اللباب أنه من بني حرام بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم وثم رجل آخر يقال له عيسى بن المغيرة الحزامي - بالكسر والزاي - راجع الاكمال وتعليقه 3 / 33 وانظر ما يأتي في رسم (الحزامي).
(2) في اللباب " منهم قيس بن زيد بن حياء من امرئ القيس بن ثعلبة بن حبيب بن ذبيان بن عوف بن أنمار بن زنباع بن مازن بن سعد بن مالك بن أفصى بن سعد بن إياس بن حرام، له صحبة " وفي القبس عن الرشاطي: " وابنه ناتل كان سيد جذام بالشام، وهو الذي رد على روح بن زنباع دخوله في بني أسد من معد " وفي رسم (ناتل) من الاكمال " ناتل الشامي - وهو ابن قيس الجذامي - سأل أبا هريرة عن شئ روى عنه سليمان بن يسار ".
(3) منهم كما في اللباب عيسى بن المغيرة الذي ذكره المؤلف.
(4) في اللباب " منهم زمل بن عمرو بن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن هند بن حرام، له صحبة شهد صفين مع معاوية.
ومنهم جميل بن عبد الله بن معمر صاحب بثينة الشاعر المشهور ".
(*)(2/194)
عبد الوهاب بن هبة الله النرسي بسمرقند، وأبو المحاسن هبة الله بن الخليل القزويني.
بجيرنج، وجماعة سواهم، وكانت ولادته في حدود سنة ست وأربعين وأربعمائة.
وتوفي في سنة ست عشرة وخمسمائة.
الحراني: حران بلدة من الجزيرة كان بها ومنها جماعة من الفضلاء والعلماء في كل فن وهي من ديار ربيعة (1) ولها تاريخ عمله أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني الحافظ ذكر فيه جماعة كثيرة من أهل الجزيرة سماه تاريخ الجزريين وحران بطن من همدان.
وقال الدارقطني حران قبيلة من حمير وهي حران بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل.
فأما
المنسوب إلى حران البلد المشهور - وسميت حران بهاران بن تارح، وهو أبو لوط النبي عليه السلام، غيروا هاران وقالوا: حران، وهي أول مدينة بنيت بعد بابل - كذا قيل - منها أبو الحسن مخلد بن يزيد الحراني، ويقال أبويحيى، يروى عن الثوري وابن جريج، روى عنه عبد الحميد بن محمد بن مستام (2) الحراني، مات سنة ثلاث وتسعين ومائة.
وأبو أيوب سليمان بن عبد الله بن محمد بن سليمان بن أبي داود الحراني.
يروي عن أبي نعيم، الملائي الكوفي، وكان راويا لجده.
روى عنه أبو عروبة الحراني، ومات لثمان ليال خلون من شوال سنة ثلاث وستين ومائتين.
وأبو داود سليمان بن سيف بن يحيى بن درهم الحراني، يروي عن سعيد بن بزيع ويزيد بن هارون، روى عنه جماعة، مات بحران يوم السبت قبل مضي النصف من شعبان سنة ست وسبعين ومائتين.
وأبو ميسرة أحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني، سكن نهاوند، يروى عن يحيى بن سليم وأهل العراق يأتي على الثقات ما ليس من حديث الاثبات، ويسرق حديث الثقات ويلزقها بأقوام أثبات لا يحل الاحتجاج (به)، روى عن شجاع بن الوليد ويحيى ابن سليم.
وأبو قتادة عبد الله بن واقد الحراني مولى بني حمان.
وقد قيل مولى بني تميم، أصله من خراسان يروي عن ابن جريج والثوري، روى عنه العراقيون وأهل بلده، مات سنة سبع أو عشر ومائتين قال يحيى ابن بكير: لما قدم أبو قتادة الحراني على الليث بن سعد - وكان عليه جبة صوف وهو يكتب في كتف وقد وضع صوفة في قشر جوزة فكتب عنه، فلما ذهب إلى منزله بعث إليه الليث بن سعيد بسبعين دينارا فردها أبو قتادة، فلا أدري أيهما كان أنبل الليث بن سعد حين وجه إليه أو أبو قتادة حين ردها.
قال أبو
__________
(1) في اللباب " ليس بصحيح إنما هي من ديار مضر ".
(2) هكذا - وهو الصواب - واضحا في س ومحتملا في بقية النسخ ووقع في اللباب مطبوعته ومخطوطتيه والقبس عنه " هشام " وهو خطأ، وعبد الحميد هذا من رجال التهذيب.
(*)(2/195)
حاتم بن حبان كان أبو قتادة من عباد أهل الجزيرة وقرائهم من غلب عليه الصلاح حتى غفل
عن الاتقان فكان يحدث على التوهم فوقع المناكير في أخباره والمقلوبات فيما يروى عن الثقات حتى لا يجوز الاحتجاج بخبره، وإن اعتبر بما وافق الثقات من الاحاديث معتبر لم أر بذلك بأسا من غير أن يحكم له عليه فيجرح العدل بروايته أو يعدل المجروح بموافقته.
وأما من بطن حران من همدان فهو عبد الرحمن بن أوس الهمداني الحراني من أهل مصر، يروي عن عبد الجبار بن العباس الحجري، روى عنه عمرو بن الحارث وحده، قال أبو سعيد بن يونس: ورأيته في ديوان همدان بمصر في حران فيمن دعى به بمصر سنة ست وعشرين ومائة في ثلاثين من العطاء، قال: وحران بطن من همدان.
وأما أبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الحراني الرقي، من أهل حران وأصله منها غير أنه رقي المولد والمنشأ، سأذكره في الراء.
وأبو الحسن أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني، واسم أبي شعيب مسلم، مولى عمر بن عبد العزيز، يروى عن زهير بن معاوية وموسى بن أبي الفرات والحارث بن عمير وموسى بن أعين ومحمد بن سلمة، يعد في الحرانيين، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: كتبنا عنه، ورويا عنه، وسئل أبي عنه فقال: صدوق ثقة.
الحراني: حران بضم الحاء سكة معروفة بأصبهان كان فيها جماعة من المحدثين منهم شيخنا أبو المطهر عبد المنعم بن..(1) الحراني، روى لنا عن أبي طاهر أحمد بن محمود الثقفي وكان جده لامه.
الحربوبي: بفتح الحاء المهملة وسكون الراء وضم الباء الموحدة وفي آخرها الياء، هذه النسبة إلى حربويه وهو اسم لبعض أجداد المنستب إليه واسمه حرب فعرف بحربويه: والقاضي أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب المصري الحربوي المعروف بابن حربويه، ذكره أبو سعيد بن يونس في التاريخ، وقال: قدم مصر على القضاء فأقام بها طويلا، وكان شيئا عجيبا ما رأيت مثله قبله ولا بعده، وكان يتفقه على مذهب أبي ثور صاحب الشافعي وعزل عن القضاء سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وكان سبب عزله أنه كتب يستعفي من القضاء ووجه رسولا إلى بغداد يسأل في عزله، وكان قد أغلق بابه وامتنع من أن يقضي بين الناس وكتب بعزله
وأعفى فحدث حين جاء عزله وكتب عنه وكانت له مجالس أملى فيها على الناس ورجع إلى بغداد، وكانت وفاته ببغداد سنة تسع عشر وثلاثمائة، وكان ثقة ثبتا حدث عن زيد بن أخرم
__________
(1) وفي اللباب وغيره " أبي أحمد نصر بن يعقوب بن أحمد بن علي المقرئ ".
(*)(2/196)
وأبي الاشعث وطبقة نحوهما، روى عنه أبو القاسم عيسى بن علي الوزير.
الحربي: بفتح الحاء وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة، هذه النسبة (إلى محلة، وإلى رجل، فأما النسبة) إلى المحلة فهي الحربية، محلة معروفة بغربي بغداد.
بها جامع وسوق، وسمعت أبا بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد يقول إذا جاوزت جامع المنصور فجميع المحال يقال لها الحربية مثل النصرية والشارسوك ودار البطيخ والعتابيين، وغيرها، قال: كلها من الحربية.
خرج منها جماعة من علماء الدين ومشاهير المحدثين يطول ذكرهم وشرحهم، وذكرت في الكتب، مثل إبراهيم بن إسحاق الحربي ومحمد بن هارون الحربي (وإسحاق الحربي).
وعلي بن عمر أبو الحسن الحربي، روى عن أبو الحسين بن الغريق وأبو الحسين بن النقور وغيرهما، توفي سنة نيف وثمانين وثلاثمائة.
وابن ابنته أبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الحسين الانماطي الحربي، روى عن أبي طاهر المخلص، روى لنا عنه جماعة مثل أبي بكر بن الشهرزوري بالموصل وإسماعيل بن أبي سعد الصوفي ببغداد وأبي نصر بن الغازي بأصبهان وأبي المظفر بن القشيري بنيسابور وجماعة سواهم، توفي ببغداد سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
وجماعة من شيوخي من أهل الحربية كتبت عنهم مثل أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف الحربي، روى عن أبي الحسين بن الغريق وأبي جعفر بن المسلمة وأبي بكر الخياط وأبي الحسين بن النقور وطبقتهم، سمع منه والدي مجلسا من إملاء أبي محمد بن هزار مرد الصريفيني الخطيب بالمدينة، وسمعت منه، وتوفي ببغداد في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وأبو حفص عمر بن علي بن عبد الله الحربي، شيخ صالح عفيف من أهل القرآن، عنده
الحديث من جماعة من المتأخرين الذين سمعوا من أصحاب المحاملي كابن البطر وابن طلحة النعالي، سمعت منه.
وجماعة قريبة من عشرة أنفس من أهل الحربية كتبت عنهم كلهم صلحاء أعفة، والله تعالى يرحمهم.
ومن القدماء المشهورين أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن بشير بن عبد الله بن ديسم الحربي، من أهل بغداد، وكان يقول أمي تغلبية وكان أخوالي نصارى (أكثرهم) فقيل لم سميت الحربي ؟ فقال صحبت قوما من الكرخ على الحديث، وعندهم ما جاز قنطرة العتيقة من الحربية فسموني الحربي بذلك، قال قطائعنا في المراوزة - يعني عندنا في الكابلية - قال كان لي فيها اثنتان وعشرون دارا وبستان، وكان يصف محلة محلة ودارا دارا، قال فبعتها وأنفقتها على الحديث، وكان إبراهيم إماما في العلم رأسا في الزهد عارفا بالفقه بصيرا بالاحكام حافظا للحديث مميزا لعلله قيما بالادب جماعا للغة وصنف كتبا كثيرة منها غريب الحديث وغيره، وكان أصله من مرو، سمع أبا نعيم الفضل بن(2/197)
دكين وعفان بن مسلم وعبد الله بن صالح العجلي وموسى بن إسماعيل التبوذكي ومسدد بن مسرهد وعمرو بن مرزوق وقتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد بن حنبل وعبيدالله القواريري وغيرهم، روى عنه موسى بن هارون الحافظ ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو بكر عبد الله ابن أبي داود والحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد العطار وأبو بكر ابن مالك القطيعي وجماعة، وكانت ولادته في سنة ثمان وتسعين (ومائة)، ومات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين ومائتين وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي.
وأما من ينتسب إلى الجد منهم أبو زكريا يحيى (ابن إسماعيل بن يحيى) بن زكريا بن حرب المذكر الحربي النيسابوري، من ثقات أهل نيسابور، سمع أبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأبا حاتم مكي بن عبدان التميمي وغيرهما، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر الاردستاني وغيرهما، وذكره الحاكم في التاريخ وقال: أبو زكريا الحربي أديب كاتب أخباري كثير المعلوم، حدث بنيسابور والري وبغداد، وكتب من حديثه الكثير، وتوفي قبل سنة خمسين وثلاثمائة إن
شاء الله.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى الحربي حفدة زكريا ابن حرب، من أهل نيسابور.
سمع أبا حامد وأبا محمد أحمد وعبد الله ابني محمد بن الحسن الشرقي ومكي ابن عبدان وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: أبو الحسن الحربي، أقام ببغداد على حداثة سنه سنتين، وسمع الحديث الكثير من أبي عبد الله بن عياش (1) القطان وأقرانه، توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين (2) وثلاثمائة وصلى عليه أبو زكريا الحربي.
وأبو بكر مكي بن محمد بن مكي (بن محمد بن مكي) بن حرب الابهري الحربي خطيب الجامع العتيق بأبهر زنجان، سمع أبا حفص عمر ابن محمد بن عمر بن جاباره وغيره، قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: تركته حيا سنة ثمان وتسعين وأربعمائة.
وجماعة ينسبون إلى أحمد بن حرب الزاهد النيسابوري منهم أبو...عبد الجبار بن يحيى بن سعيد الحربي الازجاهي فقيه فاضل سديد السيرة عفيف، تفقه على الامام عبد الكريم بن يونس الازجاهي وسمع الحديث منه، وقرأ الجامع لابي عيسى الترمذي على أبي سعيد محمد بن علي بن أبي صالح البغوي عن الجراحي عن المجبوبي عنه، لقيته غيره مرة ولم يتفق لي السماع منه، ولي عنه إجازة، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
وابنه أبو الفضائل محمد بن عبد الجبار الازجاهي الحربي، سألته عن هذه النسبة فقال: نحن
__________
(1) هو أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان مسند بغداد توفي سنة 334 ووقع في ك " عباس " خطأ.
(2) هكذا في اللباب، ومثله في س وم وع بالرقم وقضيته أنه توفي قبل شيخه ولا غرابة في ذلك، ووقع في ك " وثمانين " ويدفعه ما يأتي " صلى عليه أبو زكريا الحربي " ومر آنفا أن أبا زكريا مات " قبل سنة خمسين وثلاثمائة ".
(*)(2/198)
من أولاد أحمد بن حرب الزاهد، وأبو الفضائل الحربي هذا كان يسمع معنا، وتفقه على شيخنا أبي القاسم الحفصي وسمع بمرو أبا منصور الكراعي وبسرخس أبا الفتح العياضي وغيرهما، سمعت منه شيئا يسيرا في النوبة السابعة بسرخس، ولعله جاوز خمسين سنة.
وأما أبو نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب الحربي البخاري المحتسب.
نسب إلى جده
الاعلى، كان على عمل القضاء بفرغانة، ثم ولى الاحتساب ببخارا، روى عن محمد بن يوسف بن عاصم وعبد الله بن منيح بن سيف وأبي نعيم عبد الملك بن محمد الاستراباذي وأحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي وعبد الله بن الحسن ابن جمعة الدمشقي وأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وأبي العباس أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ وأبي محمد عبد الله بن محمد بن الحسن الشرقي وجماعة كثيرة من أهل الشام ومصر والعراق وخراسان، وكان كثير الحديث صاحب غرائب وكان يتشيع - هكذا ذكره أبو العباس المستغفري وروى عنه، وقال: مات ببخارا يوم الثلاثاء السابع عشر من جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: أبو نصر البخاري، تقلد أعمالا في الحكم وغيرها من الامانات، وكان خليفة أبي أحمد الحنفي الحاكم بنيسابور مدة خروجه إلى بخارا، ثم اجتمعنا بطوس وأبيورد وبخارا، وانصرف آخر أمره إلى وطنه ببخارا وقلد بها الحسبة بعد وفاة أبي الحسن الخطيب، سمع ببخارا محمد بن سعيد النوجا باذي، وبسرخس أبا العباس الدغولي، وبالري أبا محمد بن أبي حاتم، وببغداد ابن المحاملي، وبالشام صاحب هشام بن عمار.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حرب البخاري الحربي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل بخارا، يروي عن أبي علي صالح ابن محمد البغدادي والفضل بن بسام وإبراهيم بن معقل وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله الغنجار الحافظ إن شاء الله، قال وتوفي في المحرم سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
الحربي: بضم الحاء وفتح الراء وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى حرب، قال ابن حبيب كل شئ في العرب حرب ساكن الراء إلا الذي في مذحج فإنه حرب بن مظة بن سلهم بن حكم بن سعد العشيرة بن مالك بن ادد.
وفي قضاعة حرب بن قاسط بن بهراء، فحرب في سعد العشيرة وقضاعة والباقون حرب.
الحرثاني: بضم الحاء المهملة وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حرثان وهو اسم لبطون من القبائل من أجداد المنتسب إليها، منهم
عكاشة بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة(2/199)
الحرثاني نسبة إلى جده، له صحبة، وهو الذي روى فيه الحديث: سبقك بها عكاشة.
وعدي بن نضلة بن عبدالعزي بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي، من مهاجرة الحبشة، ومات هناك، وهو أول من ورث بالاسلام ورثه ابنه النعمان بن عدي وله صحبة.
ومعمر بن عبد الله بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان الحرثاني، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الحرثي: بفتح الحاء وكسر الراء وفي آخرها الثاء المنقوطة بثلاث، هذه النسبة إلى الحرثة، وهي بطن من غافق، والمشهور بالانتساب إليها أبو محمد لبيب بن عبد المؤمن بن لبيب الحرثي الغافقي، كانت له حلقة في الفرائض بمصر وكان يفتي الناس في الفرائض، وكان عالما، وكان عارفا بأخبار المغرب، وكان يقال إنه يرى رأي الخوارج، وكان لاهل المغرب إليه انقطاع، وقد حكى عنه.
ومنهم عيسى بن أبي الزبير الغافقي واسم أبي الزبير علثم بن الحارث يكنى أبا الاشد الحرثي، وكان له ذكر وشرف، وقد حكى عنه في الاخبار - قاله ابن ماكولا.
الحرحاني، بحاءين مهملتين بينهما راء، هكذا ذكر ابن ماكولا، هذه النسبة إلى حرحان من قرى قومس ومنها أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن الفرائضي الحرحاني (1)، تفقه على مذهب الشافعي وروى بحرحان (2) عن ابن أبي غيلان وأبي القاسم البغوي، روى عنه أبو نصر الاسماعيلي - قاله حمزة بن يوسف السهمي الحافظ (3).
الحرستاني: بفتح الحاء والراء المهملتين وسكون السين المهملة بعدها تاء منقوطة بنقطتين من فوقها، هذه النسبة إلى حرستا وهي قرية على باب دمشق قريبة منها وقد ينسب إليها بالحرستي أيضا، وذكر الخطيب في المؤتنف كذلك، والمشهور بهذه النسبة أبو مالك حماد بن مالك بن بسطام الاشجعي الحرستاني من أهل دمشق، يروي عن الاوزاعي
__________
(1) الصواب " الخرخاني ".
(2) الصواب " بخرخان ".
(3) (الحرداني) في معجم البلدان " حردان بالضم ثم السكون والدال مهملة، قرية من قرى دمشق، نسب إليها غير واحد من المحدثين، منهم أبو القاسم عبد السلام بن عبد الرحمن الحرداني، روى عن أبيه وشعيب بن شعيب بن إسحاق، روى عنه يحيى بن عبد الله بن الحارث القرشي وإبراهيم بن محمد بن صالح، مات سنة 290 - عن أبي القاسم الدمشقي ".
(*)(2/200)
وإسماعيل بن عبد الرحمن بن نفيع العنسي وسعيد بن بشير وسعيد بن عبد العزيز وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، روى عنه يعقوب بن سفيان وجماعة من أهل الشام وأبو حاتم الرازي، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول أخرج أحاديث مقدار أربعين حديثا عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فأخبر أبا مسهر بذلك فأنكر وقال: هو لم يدرك ابن جابر.
وعبد الرحمن بن عبيد بن نفيع العنبسي الدمشقي من الحرستاني من حرستا، يروي عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، روى عنه ابنه إسماعيل بن عبد الرحمن.
وذكر أبو حاتم بن حبان ابنه فقال: من أهل حرستا، يروي عن أبيه، روى عنه حماد بن خالد الخياط.
الحرسي: بفتح الحاء المهملة والراء في آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى الحرس وهي قرية من شرقي مصر، وقال أبو علي الغساني الحافظ: الحرس محلة بمصر بشرقيها معروفة، وهكذا قال الدارقطني: الحرس بمصر ومعروفة.
والمنتسب إليها زكريا بن يحيى بن صالح بن يعقوب القضاعي الحرسي كاتب عبد الرحمن بن عبد الله العمري يكنى أبا يحيى، يروي عن المفضل بن فضالة ورشدين بن سعد وابن وهب، وتوفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وكانت القضاة تقبله، (روى عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه).
وابنه أبو شريح محمد بن زكريا بن يحيى، يحدث عنه أهل مصر وأبو الشريف إبراهيم بن سليمان بن عبد الله بن المهلب القضاعي الحرسي، يروي عن خالد بن نزار
وغيره.
وابنه أبو اليمان عبد الله بن إبراهيم الحوتكي الفقيه الحرسي كان رمى ببدعة فخرج إلى الحرس وأقام بها، وتوفي هناك سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة - قاله ابن يونس.
و (عبد الرحمن بن أبي زياد الحوتكي أبو كنانة الحرسي، توفي سنة ست وتسعين ومائة - قاله ابن يونس، وذكر له قصة.
وعثمان بن) كليب القضاعي الحرسي، روى عن عمرو بن الحارث ونافع (بن يزيد)، روى عنه زكريا بن يحيى كاتب العمري وزكريا بن يحيى الوقار، وقتل بالحرس سنة سبع ومائتين قتلته البجة - قاله ابن يونس.
وحرس بطن من طئ، قال ابن حبيب: في طئ حرس بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة بن طئ.
قال: وفي لخم حرس (1) بن أريش بن اراش بن جزيلة بن لخم.
والحريس في نسب الانصار، والنسبة إليها حرسي قال الزبير بن بكار قاضي مكة في كتاب نسب: ليس في نسب الانصار حريش غير الحريش بن جحجبا - والحريش هذا جد أنس بن مالك رضي الله عنه - وما سوى ذلك فهو
__________
(1) كذا وتبعه اللباب وأقره وسبق إلى ذلك الامير في الاكمال 2 / 75 وهو وهم، إنما قال ابن حبيب: حدس بالدال بعد الحاء وهو المعروف وقد تقدم في موضعه وراجع التعليق على الاكمال.
(*)(2/201)
الحريس بالسين.
الحرشي: بفتح الحاء المهملة والراء وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى بني الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس، وأكثرهم نزلوا البصرة، ومنها تفرقت إلى البلاد.
وفي الازد الحريش بن جزيمة بن زهران بن الحجر بن عمران - قاله ابن حبيب، والمشهور بهذه النسبة مطرف بن عبد الله الحرشي (1).
وأبو حاجب زرارة بن أوفى الحرشي سمع عمران بن حصين وأبا هريرة وسعد بن هشام، روى عنه قتادة.
وأبو زيد سعيد بن الربيع الحرشي الهروي من شيوخ البخاري، يروي عن شعبة، وأبو زيد هذا كان جده مكاتبا لزرارة بن أوفى.
وجعفر بن سليمان الحرشي، هو الضبعي الزاهد، كان ينزل في بني ضبيعة.
وأما أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص بن
مسلم بن يزيد بن علي الحرشي القاضي الحيري سأذكره في الحيري، له سلف مشاهير في العلم، ورد جدهم سعيد بن عبد الرحمن الحرشي نيسابور وسكن وكان خليفة عبد الله بن عامر على خراسان، وأبو بكر الحرشي هذا درس الفقه على أبي الوليد القرشي والكلام على أصحاب أبي الحسن الاشعري وقرأ القرآن بأحرف على أبي بكر بن الامام وغيره، عقد له مجلس النظر في حياة الاستاذ أبي الوليد، ثم قلد قضاء نيسابور وحمدت سيرته فيه، وكانت إليه التزكية قبل ذلك بسنين، ولم يل القضاء أحد من أصحاب الشافعي رحمه الله بعده بنيسابور، سمع بنيسابور أبا علي محمد بن أحمد بن معقل الميداني وأبا محمد حاجب بن أحمد الطوسي، وبجرجان أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وببغداد أبا سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وبالكوفة أبا جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني وأبا بكر أحمد بن محمد بن السري بن أبي درام الحافظ، وبمكة أبا محمد بن أبي مسرة الفاكهي وبكير بن الحداد (2) وغيرهم، روى عنه من القدماء الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ومات قبله بست عشرة سنة، وروى لي عنه أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيروي، وهو آخر من حدث عنه في الدنيا، وكأني سمعت من الحاكم أبي عبد الله الحافظ.
وذكره الحاكم في التاريخ فقال: القاضي أبو بكر الحرشي خرجت له فوائد سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وعقدت له مجلس الاملاء سنة
__________
(1) في اللباب ما حاصله أن سياق أبي سعد يدل على أنه ظن مطرفا من حريش الازد إلى الحريش ابن جذيمة المتقدم، وليس كذلك إنما هو من حريش عامر - يعني الحريش بن كعب بن ربيعة المتقدم أولا - ولا يخفى ما فيه.
(2) كذا وأحسب المقصود (سمع أبا محمد الفاكهي صاحب أبي يحيى بن أبي مسرة) أبويحيى بن أبي مسرة اسمه عبد الله بن أحمد توفي سنة 279 وصاحبه الفاكهي هو أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق بن العباس مسند مكة مات سنة 353.
(*)(2/202)
اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وكانت ولادته..ووفاته في..سنة إحدى وعشرين وأربعمائة بنيسابور ودفن بالحيرة على الطريق.
ووالده أبو علي بن أبي عمرو الحرشي الحيري، سمع
أباه أبا عمرو وأبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستر اباذي، ورأى أبا العباس محمد بن إسحاق السراج ولم يسمع منه، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة وصلى عليه ابنه القاضي أبو بكر ودفن في داره.
وأبو بكر محمد بن عبيدالله بن محمد بن الفتح بن عبيدالله بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن الشخير بن عوف بن وقدان بن الحريش بن كعب الحرشي الصيرفي، من أهل بغداد، سمع عبد الله بن إسحاق المدائني ومحمد بن محمد بن الباغندي، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء وأبا القاسم البغوي وأبا بكر بن أبي داود وعبد الوهاب بن أبي حية وغيرهم، روى عنه أبو العلاء الواسطي وأبو القاسم الازهري وعلي بن المحسن التنوخي والحسن بن علي الجوهري، قال الخطيب سمعت أبا بكر البرقاني سئل عن ابن الشخير فقال حذرنيه بعض أصحابنا إلا أني رأيت أبا الفتح بن أبي الفوارس قد روى عنه في الصحيح.
وكانت ولادته سنة اثنتين وتسعين ومائتين، ومات في رجب سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة ببغداد.
وأبو بكر عتيق بن محمد بن سعيد الحرشي النيسابوري، سمع سفيان بن عيينة ومروان بن معاوية الفزاري وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وزكريا بن منظور وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وأبا معاوية الضرير ونصر بن باب حفص بن عبد الرحمن (وأبا معاوية عبد الرحمن) بن قيس، روى عنه الحسين بن علي القباني ومحمد بن النصر الجارودي وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو يحيى زكريا بن يحيى البزاز، ومات في شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن حفص الحرشي والد أبي عمرو، من أهل نيسابور، كان من أعيان الفقهاء والمزكين، سمع بنيسابور أحمد بن عمرو الحرشي ويحيى بن يحيى وعبدان بن عثمان، وبالحجاز إسماعيل بن أبي أويس وعبد الله بن نافع، وبالبصرة عفان بن مسلم ومسلم بن إبراهيم وسليمان بن حرب ومسدد بن مسرهد وأبا الوليد الطيالسي، روى عنه أبو عمرو المستملي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو عمرو الحيري، وتوفي في رجب سنة ثلاث وستين ومائتين، وكان محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: أول من حمل
علم الشافعي إلى خراسان محمد بن أحمد بن حفص الحرشي.
وإنما عنى الكتاب العراقي، فإنه لم يدخل مصر ولم يدرك الشافعي بنفسه، قال الحرشي هذا سألت أحمد بن حنبل عن مسائل فقيل له: هذا قريب أبي عبد الرحمن الحرشي، فرحب بي ودعا لابي عبد الرحمن ثم توسل بي جماعة إليه بعد أن عرفني.
الحرفي: بضم الحاء وسكون الراء وكسر الفاء، هذه النسبة للبقال ببغداد ومن يبيع(2/203)
الاشياء التي تتعلق بالبزور والبقالين، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيدالله بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن عبد الله (1) بن إسحاق بن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم..السمسار الحرفي من أهل بغداد، روى عن أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وحمزة بن محمد الدهقاني وأبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، روى عنه أبو المعالي ثابت بن بندار البقال وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأحمد بن المظفر بن سوسن التمار وغيرهما، قال أبو بكر الخطيب: كان الحرفي صدوقا غير أن سماعه في بعض ما رواه عن النجاد كان مضطربا، وتوفي في شوال سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، وكانت ولادته في جمادي الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو عمران موسى بن سهل بن كثير الوشاء الحرفي من أهل بغداد، حدث عن إسماعيل بن عليه ويزيد بن هارون، روى عنه أبو الحسين عمر بن الحسن الاشناني وأبو عمرو بن السماك وأبو بكر الشافعي.
وأبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح بن جعفر بن بشير بن عطاء بن دينار السمسار الحربي المعروف بالحرفي، يروي عن أبي شعيب الحراني وجعفر بن محمد بن المستفاض الفريابي، روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري وغيرهما، ومات في رجب سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأما حرفة والنسبة إليها حرفي فبطون من قبائل شتى - ذكر ابن حبيب: في تغلب حرفة بن ثعلبة بن بكر بن حبيب.
قال: وفي يشكر بن بكر حرفة بن مالك بن ثعلبة بن غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر.
قال:
وفي قضاعة حرفة بن حزيمة بن نهد بن زيد بن ليث (بن سود) بن أسلم بن الحاف بن قضاعة.
قال: وفي تميم حرفة بن زيد بن مالك بن حنظلة.
الحرقاني: بفتح الحاء المهملة وسكون الراء والقاف المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حرقاء، وهو بطن من قضاعة (ذكر هشام بن الكلبي في نسب قضاعة، فقال: ومن بني عبدة بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة) حرقا بن عياش الذي كان يقود بليا - يعني بلى بن عمرو بن الحاف بن قضاعة القبيلة التي ينتسب إليها البلويون (2).
الحرقي: بضم الحاء المهملة وفتح الراء وفي آخرها قاف، هذه النسبة إلى حرقة وهي قبيلة من همدان - هكذا قال أبو حاتم بن حبان، وكنت سمعت بعض الحفاظ يقول: الحرقات (1) بطن من جهينة، وهو الصحيح لان أبا حاتم بن حبان ذكر في موضع آخر أن حرفة
__________
(1) وفي نسخ أخرى " عبيدالله ".
(2) وفي همدان " حرفان بن شاحذ بن حذيق بن عبد الله بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد " ذكره الهمداني في الاكليل ولم يذكر له عقبا.
(3) المنسوب إليه (الحرقة) ويقال لجماعة المنسوبين (الحرقات) كما يقال: العبلات والحبطات والحمبدات والتويتات.
(*)(2/204)
من جهينة، وهكذا (1) أبو الحسن الدارقطني.
والمشهور بهذه النسبة عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي قال أبو حاتم بن حبان: عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي (2) مولى جهينة وحرقة من همدان (2)، يروي عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عداده في أهل المدينة، روى عنه ابنه العلاء بن عبد الرحمن.
وابنه العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي مولى الحرقة أيضا قال ابن حبان: وحرقة من جهينة (كان جده مكاتبا لملك بن أوس بن الحدثان النصري وكانت أمه مولاة لرجل من الحرقة من جهينة) يروي عن أنس بن مالك وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم وأبيه، عداده في أهل المدينة، روى عنه مالك وشعبة والثوري، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وابنه أبو الفضل شبل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب
الحرفي مولى جهينة المدني، يروي عن أبيه العلاء وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن وغيرهما، روى عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك.
وقال أبو سعيد عبد الرحمن (بن أحمد) بن يونس الصدفي في تاريخ مصر: أبو سعيد عثمان بن عتيق الحرقي مولى الحرقة والحرقة بطن من غافق، كان أول من رحل من مصر إلى العراق في طلب العلم والحديث، يقال مات قبل أن يبلغ، روى عنه ابن وهب وعثمان بن صالح وإسحاق بن الفرات، وقد رآه أبو الطاهر أحمد بن عمرو، توفي سنة ثمانين ومائة، وقيل سنة أربع وثمانين ومائة.
والمشهور بهذه النسبة ولاء أبو الفضل شبل بن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي، قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى جهينة من أهل المدينة، يروي عن أبيه، روى عنه ابن أبي فديك.
وأبو الشعثاء جابر بن زيد اليحمدي الازدي، قال أبو حاتم بن حبان: أصله من الحرقة ناحية بعمان وكان ينزل البصرة في الازد في موضع يقال در الحرق (3)، وكانت الاباضية تنتحله، وكان هو يتبرأ من ذلك، يروي عن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم، روى عنه عمرو بن دينار، وكان من أعلم الناس بكتاب الله، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول جابر بن زيد لاوسعهم علما عما في كتاب الله.
وكان فقيها، مات سنة ثلاث وتسعين، ودفن هو وأنس بن مالك رضي الله عنه في جمعة واحدة.
__________
(1) تقدم رده وهو شاذ لم يعرض له الامير ولا ابن الاثير، بل قال في اللباب " يقال لبني حميس بن عامر بن ثعلبة بن مودوعة بن جهينة: الحرقة " وقد ذكر أهل المؤتلف رسم (الحرقة) ولم يذكروا همدان، ولا ذكرها الهمداني في نسب همدان من الاكليل وإنما ذكر (حرقان) كما تقدم.
(2) الصواب في نسبة هذا الرجل " الحرثي " بفتح فكسر وثالثه ثاء مثلثة، والحرثة بطن من غافق، راجع التعليق على الاكمال 3 / 281 - 282.
(3) وهذا أيضا تصحيف والصواب (الجوف) - راجع التعليق على الاكمال 3 / 282 و 2 / 194.
(*)(2/205)
الحرمازي: بكسر الحاء المهملة وسكون الراء وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى..(1) وهو أبو ذروة الحرمازي يعد في الصحابة، ذكره أبو بشر الدولابي في كتاب الاسماء والكنى قال ابن ماكولا: الذي أخبرناه عبد الرحمن بن المظفر أن أحمد بن محمد بن إسماعيل أخبره به عنه.
ونضلة بن طريف الحرمازي، يروي عن الاعشي (2) الشاعر قصته مع المرأة وشعره لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحرملي: بفتح الحاء المهملة والميم والراء الساكنة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الحرملة وهي قرية من قرى أنطاكيا فيما أظن، منها عبد العزيز بن سليمان الحرملي الانطاكي، يروي عن يعقوب بن كعب الحلبي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الحرمي: بفتح الحاء والراء المهملتين، هذه النسبة إلى حرم الله تعالى إما لولادة به أو لسكناه، والمشهور بهذا الانتساب أبو طاهر الحرمي، هو شيخ كان يسكن فرغانة، وكان يتزهد بها، قال أبو كامل البصيري سمعت الاستاذ أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الحاكم النوقدي يقول إنه مخترع مفتعل ناصب الشبكة.
وأما أبو سعد محمد بن الحسين بن (..) (3) الحرمي من أهل مكة، إمام حافظ ورع عالم غزير الفضل، رحل إلى مصر والشام وأكثر من الحديث وصنف وجمع وسكن هراة، وكانت له رحلة إلى بلاد الهند أيضا، حدثنا عنه أبو القاسم الرماني بالدامغان وأبو القاسم القايني بباب فيروزآباذ وأبو سعيد الرصاص السجزي بهراة وجماعة سواهم، ومات بعد سنة تسعين وأربعمائة.
وأبو القاسم سعد بن الحسن الحرمي الجرجاني فقيه، كان من أصحاب أبي سعد الاسماعيلي، وحدث عن أبي بكر الاسماعيلي، توفي وهو ابن ثمان وأربعين سنة في شهر رمضان سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
وأخوه أبو منصور سعيد بن الحسن الحرمي، يروى عن أبي أحمد الغطريفي وأبي يعقوب السلمي، توفي في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
وأبو الحسين أحمد بن محمد الحرمي، سمع منه أبو بكر الخطيب أبياتا رواها عن أبي عبيدالله جعفر بن محمد
المغربي.
وجماعة على هذا الاسم منهم أبو محمد حرمي بن علي البيكندي، سكن بلخ، روى عن محمد بن سلام البيكندي والحسن بن عمر بن شقيق وقتيبة بن سعيد وإبراهيم بن
__________
(1) بياض، وفي اللباب " إلى بني الحرماز بن مالك بن عمرو بن تميم ".
(2) اسم الاعشى هذا عبد الله بن الاعور الحرمازي، وقال بعضهم: المازني ومازن أخو الحرماز.
(3) بياض في ك، وقال الفاسي في العقد الثمين " محمد بن الحسين بن محمد الحافظ ".
(*)(2/206)
المنذر وجبارة بن مغلس وخنش بن حرب البيكندي، روى عنه أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن شاذك السجستاني.
وحرمي بن حفص من مشاهير المحدثين.
وأبو بكر محمد بن حريث بن أبي الورقاء البخاري من الانصار المعروف بحرمي، يروي عن أبي محمد إسحاق بن حمزة بن فروخ، روى عنه أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر والليث بن نصر النسفي وبشر بن أحمد الاسفراييني وغيرهم.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن يوسف بن قدامة بن ميمون البلخي الباهلي المعروف بحرمي، يروي عن أبي نعيم الملائي وعلي بن المديني، حدث عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبيدالله بن شريح وإسحاق بن عبد الرحمن القاري.
وإبراهيم بن يونس (1) الملقب بالحرمي، يروي عن أبي عوانة، حدث عنه ابنه محمد بن حرمي.
وأبو عبد الله أحمد بن محمد الكاتب المعروف بحرمي، روى عن علي بن سعيد النسائي، روى عنه أبو جعفر محمد بن إبراهيم الفقيه.
الحروري: بفتح الحاء وضم الراء المهملتين وكسر الراء الاخرى بينهما واوا، هذه النسبة إلى حرورا وهو موضع بنواحي الكوفة على ميلين منها، نزل به جماعة خالفوا عليا رضي الله عنه من الخوارج، يقال لهم الحرورية ينسبون إلى هذا الموضع لنزولهم به (2)، ومن يعتقد اعتقادهم يقال له الحروري، وقد ورد أن عائشة رضي الله عنها قالت لبعض من كان يقطع أثر دم الحيض من الثوب: أحرورية أنت (3) ؟ تعني أنهم كانوا يبالغون في العبادات، والمشهور بهذه النسبة عمران بن حطان الحروري.
وجماعة كثيرة من الخوارج.
وأما أحمد بن خالد
الحروري الرازي، حدث عن محمد بن حميد وموسى بن نصر الرازيين، ومحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد السلمي النيسابوريين، روى عنه الحسين بن علي المعروف بحسينك وعلي بن القاسم بن شاذان، قال ابن ماكولا في الاكمال: لا أدري أحمد بن خالد الرازي الحروري إلى أي شئ نسب ؟.
أخبرنا أبو عبد الله كثير بن سعيد السلامي بمكة أنا أبو بكر
__________
(1) في عدة نسخ " يوسف " وبنيت عليه في التعليق على الاكمال 3 / 100 و 102، وذكرت هناك فيمن يقال له (حرمي) إبراهيم بن يونس بن محمد، وانه ابن يونس بن محمد المؤدب وهو في التهذيب مع بيان أنه يقال له (حرمي) وقد يتبادر إلى الذهن أنه هذا الذي ذكره أبو سعد، لكن لم يذكر في تهذيب المزي ولا تهذيبه لابن حجر أن له ابنا اسمه محمد، ولا ذكر في شيوخه أبو عوانة بل يظهر من الترجمة أنه لم يدرك أبا عوانة، وفي التهذيب أنه وقع في الكمال " إبراهيم بن يوسف بن محمد " وأنه خطأ.
(2) عبارة اللباب " هذه النسبة إلى حروراء وهو موضع على ميلين من الكوفة كان أول اجتماع الخوارج به فنسبوا إليه " وهي أسلم.
(3) كذا والذي في الصحيح أنها رضي الله عنها قالت ذلك لامرأة قالت لها " أتجزئي إحدانا صلاتها إذا طهرت " تعني أليس لها أن تقضي ما تركته مدة حيضها من الصلوات ".
(*)(2/207)
أحمد بن علي الطريثيثي أنا أبو سعيد فضل الله بن أحمد الميهني ثنا أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي أنا أبو سعيد محمد بن إدريس السامي ثنا سويد بن سعيد الحدثاني ثنا يحيى بن سليم الطائفي عن ابن خثيم عن عبيدالله بن عياض قال دخل عبد الله بن شداد بن الهاد على عائشة رضي الله عنها ونحن عندها مرجعه من العراق قتل علي رضي الله عنه فقالت يا عبد الله بن الهاد هل أنت صادقي فيما أسألك عنه قال وما لي لا أصدقك، قالت فحدثني عن هؤلاء الذين قتلهم علي، قال وما لي لا أصدقك ؟ قالت فحدثني عن قصتهم، قال إن عليا لما كاتب معاوية (رضي الله عنهما) وحكم الحكمين خرج عليه ثمانية آلاف من قراء الناس حتى نزلوا بأرض يقال لها حرورا من جانب الكوفة وعتبوا عليه - وذكر القصة بطولها.
الحريثي: بضم الحاء المهملة وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها ثاء منقوطة بثلاث، هذه النسبة إلى الجد حريث، والمشهور بها أبو الطيب (1) طاهر بن الفقيه أبي علي (...) الحريثي المحتسبي (2) نسب إلى جده حريث هكذا ذكره أبو كامل البصيري وأقدم منه أبو عون جعفر بن عون الكوفي الحريثي من ولد جعفر بن عمرو بن حريث المخزومي، يروي عن الاعمش وأبي حنيفة النعمان بن ثابت وموسى الجهني وهشام بن عروة وسفيان الثوري، روى عنه إسحاق بن راهويه وإسحاق بن منصور الكوسج ومحمد بن بشار وعلي بن عبد الله المديني وغيرهم.
الحريجي: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى حريج وهو بطن من فزارة، منهم سمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن الفزاري، هو حريجي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه، وروى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وعلي بن ربيعة والربيع بن عميلة والحسن البصري.
وقال الدارقطني حريج بن حرام بن سعد بن عدي بن فزارة، من ولده شبت بن قيس بن حريج، وهو حريجي، الذي مدحه الخطيئة في شعره.
الحريري: هذه النسبة إلى الحرير، وهو نوع من الثياب، والمشهور بهذه النسبة أبو نصر محمد بن عبد الله الحريري الغنوي، يروي عن سعيد بن أبي عروبة، روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي، قال أبو حاتم بن حبان: محمد بن عبد الله الغنوي صاحب
__________
(1) مثله في اللباب ووقع في س وم وع " أبو الليث " وكذا نقلته في التعليق على الاكمال 3 / 286.
(2) مثله في اللباب ووقع في عدة نسخ " المحتسب " وكذا نقلته.
(*)(2/208)
الحرير جار عثمان بن الهيثم من أهل البصرة.
ويحيى بن بشر بن كثير الاسدي الحريري من أهل الكوفة، يروي عن معاوية بن سلام، روى عنه أهل الكوفة.
ومن المتأخرين أبو محمد القاسم بن علي الحريري صاحب المقامات المنسوبة إلى أبي زيد السروجي، كان من علماء
البصرة، ولعل واحد من أجداده يعمل الحرير أو يبيعه، رأيت أولاده ببغداد والبصرة، ومات سنة خمس عشرة وخمسمائة (1).
برد الحريري بياع الحرير، يروى عن حبيب بن أبي ثابت، عداده في أهل الكوفة، روى عنه محمد بن عبيد الطنافسي.
وأبو كعب عبد ربه بن عبيد البصري الحريري بياع الحرير، يروي عن عبد العزيز بن أبي بكرة، روى عنه وكيع بن الجراح.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن وهب الحريري المعدل، يعرف بزوج الحرة، من أهل بغداد، وكان أحد العدول الثقات الموصوفين بالصدق، سمع محمد بن جرير الطبري وعبد الله بن محمد البغوي والحسن بن محمي المخرمي وأبا بكر عبد الله بن أبي داود العباسي بن يوسف الشكلي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني والحسن وعبد الله ابنا أبي بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وكان يحضر مجلس إملائه القاضي الجراحي وأبو الحسين بن المظفر وأبو عمر بن حيويه وأبو الحسن الدارقطني، وإنما قيل له زوج الحرة لان زوجته كانت بنت بدر مولى المعتضد بالله زوجة المقتدر بالله فأقامت عنده سنين وكان لها مكرما فتأثلت حالها وانضاف ذلك إلى عظيم نعمتها الموروثة فقتل المقتدر بالله فأفلتت من النكبة وسلم لها جميع أموالها، وكان يدخل إلى مطبخها حدث يحمل فيه على رأسه يعرف بمحمد بن جعفر بن أبي عسرون، وكان حركا، فنفق على القهارمة بخدمته، فنقلوه إلى أن صار وكيل المطبخ، وبلغها خبره ورأته فاستكاسته فردت إليه الوكالة في غير المطبخ وتراقي أمره حتى صار ينظر في ضياعها وعقارها وصارت تكلمه من وراء ستر، وزاد اختصاصه بها حتى علق بقلبها فاستدعته إلى تزويجها فلم يجسر على ذلك فجسرته وبذلت مالا حتى تم لها ذلك وأعطته لما أرادت ذلك أموالا جعلها لنفسه نعمة ظاهرة لئلا يمنعها أولياؤها منه بالفقر، ثم هادت القضاة بهدايا جليلة حتى زوجوها منه، واعترض الاولياء فغالبتهم بالحكم والدراهم، فتم له ذلك ولها فأقام معها سنين، ثم ماتت فحصل له من مالها نحو من ثلاثمائة ألف دينار ظاهرة وباطنة، ولا يعرف إلا بزوج الحرة، وإنما سميت الحرة لاجل تزويج المقتدر بها،
وكذا عادة الخلفاء لغلبة المماليك عليهم إذا كانت لهم زوجة قيل: الحرة، وتوفي زوج الحرة
__________
(1) تقدم في رسم (الحرامي) " سنة ست عشرة وخمسمائة " وتبعه اللباب في الموضعين، والاكثر على ست عشرة وخمسمائة.
(*)(2/209)
الحريري هذا في صفر سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة معروف.
وأبو طالب مكي بن علي بن عبد الرزاق الحريري المؤذن من أهل بغداد سمع أبا بكر الشافعي وأبا بكر بن مالك القطيعي وأبا سليمان الحراني وأبا إسحاق المزكي، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه وكان ثقة، ومات في سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
الحريزي: بفتح الحاء المهملة (وكسر الراء المهملة) وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحت والزاي المعجمة بعدها، هذه النسبة إلى حريز وهي قرية باليمن، والمنتسب إليها يزيد بن مسلم الحريزي الجرتي هو من قرية جرت وسكن قرية حريز وهما من قرى اليمن (1)، روى عنه المسلم بن سعيد الصنعاني.
الحريشي: هذه النسبة إلى الحريشة (..) قرأت في كتاب الثقات لابي حاتم بن حبان البستي: علي بن الحسين بن راشد الحريشي من أهل الحريشة، يروي عن عيسى بن يونس، روى عنه أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهاب الحريشي.
الحريصي: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى الحريص وهو لقب لبعض أجداد أبي أحمد (2) عبيدالله بن محمد بن أحمد بن حامد بن محمود بن جعفر بن عبد الله البزاز الحريصي، يعرف بابن الحريص، بغدادي سكن الرملة وقدم بغداد وحدث بها عن أبي بكر بن زياد النيسابوري والحسين بن يحيى بن عياش القطان وعبد الغافر بن سلامة الحمصي ومحمد بن مخلد الدوري، روى عنه أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما النعالي وذكر أنه سمع منه بقراءة أبي عبد الله بن بكير، وروى عن محمد بن أحمد بن وردان المصري نسخة بكر الاعنق.
الحريضي: بضم الحاء المهملة وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها
الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى الحرض إن شاء الله وهو الاشنان، والحريض تصغيره، اشتهر بهذه النسبة أبو الفضل محمد بن عبد الرحمن بن محمد النيسابوري الحريضي، من أهل نيسابور، وهو ابن أخت أبي منصور بكر بن محمد بن حيد، وكان خيرا صدوقا صالحا،
__________
(1) الصواب في اسم القرية (حزيز) بحاء مهملة مكسورة وزاي ساكنة وتحتية مفتوحة وزاي أخرى وفي نسبة هذا الرجل (الحزيزي) وسيذكره المؤلف في موضعه وثم ذكره الامير وغيره، نعم يصلح أن يذكر هنا إبراهيم الجوزجاني فقد قال فيه ابن حبان " كان حريزي المذهب " وصحفه المؤلف فذكره في الجريزي بجيم مفتوحة وراءين وقد تقدم التنبيه عليه هناك.
(2) مثله في اللباب وتاريخ بغداد والاكمال وغيرها.
(*)(2/210)
سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكي ومحمد بن الحسين بن داود العلوي وعبد الله بن يوسف بن بامويه (1) وأبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وأبا بكر محمد بن الحسن بن فورك، ذكره أبو بكر الخطيب فقال: وحدث بها وكتبنا عنه، وكان صدوقا خيرا صالحا، قال وسألته عن مولده فقال ولدت في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وكان أقام ببغداد مدة ثم خرج متوجها إلى نيسابور فبلغنا أنه مات بهمذان في إحدى الجماديين من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
الحريمي: بفتح الحاء المهملة وكسر الراء بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى قبيلة وموضع، أما القفيلة فهي من سعد العشيرة، قال أحمد بن الحباب الحميري النسابة في نسب اليمن: حريم ومران ابنا جعفي بن سعد العشيرة، وهما الا رقمان.
وقال الطبري محمد بن جرير القبيلة: خولى بن أبي خولى، من ولد عوف بن حريم بن جعفي بن سعد العشيرة بن مالك أدد بن مذحج.
ومالك بن حريم الهمداني، ذكر ذلك أبو حاتم السجستاني عن الاصمعي في كتاب الفحول من الشعراء فذكره فيهم، فقال: وأرى مالك بن حريم الهمداني من الفحول، وهو (جد) مسروق بن الاجدع لعله يقال له:
الحريمي: نسبة إلى حريم بن جعفي (2).
والحريم الطاهري محلة كبيرة ببغداد بالجانب الغربي منها وفيها يقول بعضهم: قم يا نسيم إلى النسيم * وتعلقي بفنا الحريم لله در كريمة * يقتضها طرب النسيم وعناق دجلة والصرا * ة عناق معشوق حميم كتبت عن جماعة كثيرة من أهل الحريم الطاهري.
الحريمي: بضم الحاء وفتح الراء بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى حريم وهو بطن من الصدف وولد الصدف وهو ابن سهال بن عمرو بن دعمي بن
__________
(1) في م وع " مامويه " وكذا وقع في تاريخ بغداد، وأراه تحريفا راجع التعليق على الاكمال 1 / 167.
(2) كذا والمنسوب إلى حريم بن جعفى خولى بن أبي خولى وغيره فأما مالك بن حريم وحفيده مسروق فمن همدان، وفي اللباب " فمن حريم جعفي الحكم بن نمير بن راشد بن مالك بن ثعلبة بن منبه بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن حريم الجعفي الحريمي شهد القادسية ".
(*)(2/211)
زيد بن حضرموت، ويقال إنه الصدف بن أسلم بن زيد بن مالك بن زيد بن حضرموت الاكبر، قال: فولد حريما (وهو الاحروم، وجذاما - وهو الاجذوم، فمن ولد حريم) ابن الصدف عبد الله بن نجي الحريمي صاحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو نجي بن سلمة بن جشم بن أسد بن خليبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جعشم بن حريم بن الصدف.
وأولاده عبد الله بن نجي - صحب عليا وروى عنه وعن عمار وعن الحسين بن علي رضي الله عنهم - وإخوته مسلم والحسين وعمران والاسقع - وهو عقبة - ونعيم وعلي وحمزة بنو نجي، قتلوا هؤلاء كلهم مع علي بصفين وهم سبعة، وكثير بن نجي وإبراهيم بن نجي درجا.
ومنهم جعشم الخير بن خليبة بن شاجي بن موهب بن أسد بن جعشم بن حريم بن الصدف الحريمي، بايع جعشم الخير تحت الشجرة وكساه النبي صلى الله عليه وسلم قميصه ونعليه وأعطاه من
شعره، فتزوج جعشم الخير آمنة بنت طليق بن سفيان بن أمية بن عبد شمس قبل الشريد بن مالك.(2/212)
باب الحاء والزاي (1) الحزار: بفتح الحاء المهملة والزاي المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى من يحرز الطعام والتمر، واشتهر بهذه النسبة أبو العوام فائد بن كيسان الحزار - هكذا رأيت مقيدا في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم - مولى باهلة، بصري، يروى عن أبي عثمان النهدي، روى عنه حماد بن سلمة وزكريا بن يحيى (2) بن عمارة الذارع - قاله أبو حاتم الرازي فيما حكي عنه ابنه أبو محمد.
الحزازي: بفتح الحاء المهملة والالف بين الزايين أولاهما مشددة، هذه النسبة إلى حزاز، وهو بطن من عذرة، وهو حزاز بن كاهل بن عذرة بن سعد هذيم، منهم بن عرفطة بن أبرهة بن سنان بن صفي بن الهائلة بن عبد الله بن غيلان بن أسلم بن حزاز، هو حزازي، حليف لبني زهرة بن كلاب، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه، روى عنه أبو عثمان النهدي ومسلم مولاه وعبد الله بن يسار وغيرهما.
ومنهم أيضا جمرة بن النعمان بن هوذة بن مالك بن سنان بن البياع بن دليم بن عدي بن حزاز، هو حزازي، كان سيد بني عذرة وهو أول من قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقة بني عذرة فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم رمية سوطه وحضر فرسه من وادي القرى.
ومنهم ثعلبة بن صعير بن عمرو بن زيد بن سنان بن المهتجن بن سلامان بن عدي (بن صعير) بن حزاز الشاعر، وهو حزازي.
وابنه عبد الله بن ثعلبة، لهما صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وبهذا الاسم أبو حزاز الشاعر، اسمه أربد، هو أخو لبيد الشاعر لامه.
الحزام: بفتح الحاء المهملة وتشديد الزاي وفي آخرها الميم، هذه الحروف لمن يحزم الكاغذ بماء وراء النهر ويشد الحزم من الكاغذ بعضها إلى بعض، واشتهر بها أبو أحمد محمد بن أحمد بن علي بن الحسن (3) الحزام المروزي، من أهل مرو، خرج إلى ما وراء
النهر، وسكن سمرقند مدة، ثم انتقل إلى إسفيجاب، وبها مات، حدث عن جماعة من
__________
(1) (الحزابي) في الاكمال 2 / 457 " أما حزابة بضم الحاء المهملة وفتح الزاي والباء المعجمة بواحدة فهو..وحزابة بن عبد الله بن حجية بن وهب بن حاضر بن وهب بن الحارث بن المجزم من بني سامة بن لؤي.
(2) من ك وهو صحيح.
(3) مثله في اللباب، ووقع في عدة نسخ " الحسين ".
(*)(2/213)
المراوزة مثل عبد الله بن محمود السعدي وحماد بن أحمد بن حماد القاضي والحسين بن محمد ابن مصعب السنجي بن يحيى بن خالد ومحمد بن أيوب المروزي، روى عنه الحسن بن منصور المقري الاسفيجابي والحسين بن محمد بن زاهر الاسبانيكثي وجماعة كثيرة سواهما، وتوفي باسفيجاب بعد الخمسين والثلاثمائة.
الحزامي: بكسر الحاء المهملة والزاي والميم بعد الالف، هذه النسبة إلى الجد الاعلى، والمشهور بها أبو إسحاق إبراهيم بن المنذر (بن عبد الله بن المنذر) بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى الحزامي القرشي من أهل المدينة، يروي عن ابن عيينة وأبي ضمرة أنس بن عياض، روى عنه عمران بن موسى السختياني الجرجاني وجماعة سواه، مات في المحرم صادرا من الحج بالمدينة سنة ست وثلاثين ومائتين.
وقال مصعب بن عبد الله الزبيري: كان المنذر بن عبد الله قد شخص إلى بغداد وكان آخى إخوانا أهل فضل ودين وأدب يخرجون المخارج ويكونون بالعقيق الايام يجتمعون ويتحدثون وبين ذلك خير كثير وصلاة وذكر وتنازع في العلم.
ذكر أبو كامل البصيري في كتاب المضافات إن إبراهيم بن المنذر الحزامي من ولد حكيم بن حزام رضي الله عنه، ووهم في ذلك لانه من ولد حزام بن خالد (1).
وأبو هشام مغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي المخزومي القرشي الذي يقال له الحزامي، من أهل المدينة، يروي عن أبي حازم وكان روايا لابن عجلان، روى عنه خالد بن مخلد القطواني وقتيبة بن سعيد، كان مولده
سنة أربع وعشرين ومائة، ومات يوم الاربعاء لتسع خلون من صفر سنة خمس أو ست وثمانين ومائة.
وأبو سهل عيسى بن المغيرة الحزامي التميمي من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي، روى عنه سفيان الثوري (2).
وعثمان بن الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام الحزامي.
وابنه الضحاك بن عثمان من ولد خالد أخي حكيم.
ومغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، من أهل المدينة، كان يلقب قصيا، يروى عن أبي الزناد وموسى بن عقبة.
وعبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة أبو بكر الحزامي المديني، سمع محمد بن إسماعيل بن أبي فديك ويونس بن يحيى وعثمان بن خالد العثماني، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري
__________
(1) كذا وهو مقلوب، الصواب " لانه من ولد خالد بن حزام أخي حكيم بن حزام ".
(2) تقد في رسم (الحرامي) بالفتح والراء " عيسى بن المغيرة الحرامي كوفي سمع الشعبي روى عنه الثوري " وفي التوضيح أن كنيته أبو شهاب، وإنما الحزامي " عيسى بن المغيرة بن الضحاك بن عبد الله بن خالد بن حزام بن خويلد الحزامي حجازي سمع منه إبراهيم بن المنذر " راجع التعليق على الاكمال 3 / 35.
(*)(2/214)
وأبو زرعة الرازي الامامان، وهو من موالي حكيم بن حزام.
(والضحاك بن عثمان الحزامي من ولد حكيم بن حزام، ويقال أنه عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام أخي حكيم بن حزام) بن خويلد بن أسد، يكنى أبا عثمان، روى عن سالم أبي النضر ونافع وبكير بن الاشج وعبد الله بن عروة، روى عنه الثوري ويحيى القطان وزيد بن حباب وأنس بن عياض، وقال أحمد بن حنبل: الضحاك مديني ثقة، وقال أبو زرعة: هو ليس بقوي.
وقال أبو حاتم يكتب حديثه ولا يحتج به.
الحزمي: بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي، هذه النسبة إلى حزم من آل أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم المدني أحد الفقهاء السبعة، منهم ابنه محمد بن أبي بكر الحزمي.
وأخوه عبد الله بن أبي بكر.
ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم الحزمي.
وأبو الطاهر الحزمي روى عنه عبد الله بن وهب.
وعبد الله بن عبد الرحمن الحزمي، يروي عن أبيه عن
أبي أيوب، يروي عنه ابن أبي رافع (1).
الحزوري: بفتح الحاء المهملة والزاي وتشديد الواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحزور، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور به أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن يحيى بن الحكم بن الحزور الثقفي الحزوري، مولى السائب بن الاقرع، من أهل أصبهان، حدث عن لوين محمد بن سليمان المصيصي بجزء، روى عنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الابهري وسهل بن أحمد بن العباس الابهري، وكذلك يروي عن يعقوب وأحمد الدورقيين وأبي عمر الدوري وعلي بن مسلم وغيرهم.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن أبي الحزور الوراق الحزوري من أهل بغداد، حدث عن بشر بن موسى وأبي زيد أحمد بن محمد بن (2) طريف الكوفي، روى عنه إبراهيم بن مخلد بن جعفر، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.
ووالد السابق ذكره إبراهيم بن يحيى بن الحكم بن الحزور الابهري الحزوري مولى السائب بن الاقرع والد محمد بن إبراهيم، يروي عن أبي داود الطيالسي وبكر بن بكار، روى عنه ابنه أبو جعفر محمد بن إبراهيم الحزوري.
وجماعة عرفوا بالحزور وهو أبو غالب حزور الباهلي (البصري)، روى عن أبي أمامة الباهلي، روى عنه أشعث بن عبد الله وعلي بن مسعدة والربيع بن صبيح وحماد بن زيد وسفيان بن عيينة
__________
(1) في اللباب " فاته النسبة إلى الفقيه أبي محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الاندلسي، كان يقول بمذهب الظاهرية في الفقه وله خلق كثير ينتسبون إليه بالاندلس يقال لهم الحزمية، ويقال أن أبا عبد الله الحميدي كان يميل إلى مذهبه ".
(3) من ك وهو صحيح راجع التعليق على الاكمال 3 / 32.
(*)(2/215)
وسلام بن مسكين وحسين بن واقد وغيرهم.
وعلي بن الحزور الكوفي هو علي بن أبي فاطمة، يروي عن أبي مريم الحنفي، روى عنه يونس بن بكير وسعيد بن محمد الوراق ومصعب بن سلام وغيرهم، وليس بالقوي في الحديث.
والنضر بن حزور، يروي عن الزبير بن عدي، روى عنه أبو حنيفة كثير بن الوليد الحنفي.
وحزور ساكنة الزاي مخففة الواو
هو حزور وكيل القاسم بن عبيدالله، كان وكيلا على مطبخه وغيره وفيه يقول ابن الرومي يصف دجاجة: وسميطة صفراء دينارية * ثمنا ولونا زفها لك حزور الحزيبي: بضم الحاء المهملة وفتح الزاي والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى حزيب (وهو اسم لوالد محرز بن حزيب) بن مسعود بن عدي بن هذيم بن عدي بن جناب الكلبي الحزيبي، هو الذي استنقذ مروان بن الحكم يوم مرج راهط هو والحراق.
الحزيزي: بكسر الحاء المهملة وبفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الزايين المنقوطتين أولاهما ساكنة والاخرى مكسورة، هذه النسبة إلى قرية باليمن يقال لها حزيز، والمشهور بالانتساب إليها يزيد بن مسلم الجرتي ثم الحزيزي من أهل جرت وهي قرية باليمن ثم انتقل إلى أخرى يقال لها حزيز فنسب إليها، روى عنه مسلم بن محمد الصنعاني - هكذا ذكره ابن ماكولا في كتاب الاكمال.
وقد ذكرته في حرف الجيم في وجمة الجرتي.
الحزيمي: بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى حزيمة، وهو بطن من قضاعة (ثم) من نهد، وهو حزيمة بن نهد بن زيد بن ليث (بن سود) بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة - ذكر ذلك ابن حبيب (وقال أيضا: في أمر حزيمة وقعت الحرب في بني معد.
قال ابن حبيب) وفي بجيلة حزيمة بن حرب بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر.
قال وفي قيس عيلان حزيمة بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان.
الحزي: بضم الحاء المهملة (1) والزاي المشددة، هذه النسبة إلى حزة وهي مدينة عند الموصل بالجزيرة بناها أردشير بن بابك، منها..
__________
(1) في اللباب " قلت المعروف حزة بفتح الحاء لا بضمها وهي قرية مشهورة عند اربل ".
(*)(2/216)
باب الحاء والسين الحساب: بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة اختص بها محمد بن إبراهيم بن حمدويه الحساب البخاري الفرائضي، قيل له الحساب لمعرفته بالحساب والمقدرات، روى عن موسى بن أفلح وصالح بن محمد وحامد بن سهل وغيرهم، توفي في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، قال ابن ماكولا: كذلك أخبرت به عن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري الحافظ في تاريخ بخارا وكذلك وجدته مضبوطا بخطه.
الحساني: بفتح الحاء والسين المشددة المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حسان وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه والمشهور بهذه النسبة أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني البصري، سمع محمد بن أبي عدي ومالك بن سعير وبشر بن المفضل وغيرهم، روى عنه البخاري ومطين ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وخلق كثير آخرهم أبوروق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن البختري الواسطي الحساني الضرير، سكن سامرا، يروي عن وكيع وأبي معاوية الضرير ومحمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يزيد الواسطي وجنيد الحجام وغيرهم، روى عنه محمد بن (محمد بن) سليمان الباغندي وابن صاعد والقاضي المحاملي وابن مخلد، قال ابن أبي حاتم الرازي: أدركته بسامرا ولم يقض لي السماع منه وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
وأبو القاسم عمرو بن عمرو بن عثمان الحساني، يروي عن أحمد بن محمد بن عمر اليمامي، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ.
وأبو عبد الله محمد بن علي الحساني الخوارزمي، حدث عن عبد الله بن أبي القاضي الامام، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني الحافظ (1).
الحسحاسي: بالسين الساكنة بين الحاءين والحاء والالف بين السينين المهملات، هذه
__________
(1) (الحسباني) في التوضيح " الحسباني بضم المهملة وسكون السين المهملة أيضا وفتح الموحدة نسبة إلى حسبان من
أعمال دمشق خرج منهم جماعة من العلماء والرواة متأخرون " ونحوه في التبصير وزاد " منهم عماد الدين إسماعيل بن خليفة أحد أئمة الشافعية.
وابنه الامام شهاب الدين (أحمد) ولي قضاء الشام وكان فقيها محدثا، مات سنة 815.
والامام شهاب الدين أحمد بن حجي عالم الشام في عصرنا كتب عني وكتبت عنه ومات في المحرم سنة 816.
(*)(2/217)
النسبة إلى الحسحاس بن هند من بني سواد بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، والمنتسب إليه ولاء سحيم الحسحاسي المعروف بعبد بني الحسحاس، كان شاعرا جيد القول مليحه، وكان أسود، عرض على عثمان بن عفان رضي الله عنه ليبتاعه فقال: لا خير في الاسود، ومن جيد شعره قصيدته التي أولها: عميرة ودع أن تجهزت غاديا * كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا الحسحاس بطن من الازد وهو الحسحاس بن بكر بن عوف بن عمرو بن عدي بن عمرو بن مازن بن الازد - ذكره أحمد بن الحباب الحميري.
وعامر بن أمية بن زيد بن الحسحاس النجاري الحسحاسي من بني النجار، نسب إلى جده الاعلى، شهد بدرا وقتل يوم أحد.
الحسلي: بكسر الحاء وسكون السين المهملتين وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى حسل وهو بطن من مازن، منها مالك بن الزيب المازني ثم الحسلي، كان أديبا فاضلا عاقلا، ورد مرو غازيا في جيش سعيد بن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قيل إنه توفي بمرو عند مصلاها وقال جماعة إنه توفي بالطبسين منصرفه من خراسان فلما حضره الموت قال قصيدته التي يرثي بها نفسه: لعمري لئن غالت خراسان هامتي * لقد كنت عن بابي خراسان نائيا تذكرت من يبكي علي فلم أجد * سوى السيف والرمح الرديني باكيا وأشقر محذوف بجر عنانه * إلى الماء لم يترك له الدهر ساقيا ولكن بأطراف السمينة نسوة * عزيز عليهن العشية مابيا فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا * برابية إني مقيم لياليا
وقوما إذا ما استل روحي فهيئا * لي السدر والاكفان عند وفاتيا وخطا بأطراف الاسنة مضجعي * وردا على عيني فضل ردائيا ولا تحسداني بارك الله فيكما * من الارض ذات العرض أن توسعا ليا خذاني فجراني ببردي إليكما * فقد كنت قبل الموت صعبا قياديا يقولون لا تبعد وهم يدفنونني * وأين مكان البعد إلا مكانيا وأصبح مالي من طريف وتالد * لغيري وكان المال بالامس ماليا (1)
__________
(1) (الحسمي) في الاكمال 2 / 102 " وأما حسم بحاء وسين مهملتين فهو حسم بن ربيعة بن الحارث بن سامة بن (*) =(2/218)
الحسناباذي: بفتح الحاء المهملة وسكون السين (1) وبعدهما النون المفتوحة والباء المنقوطة بواحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى حسناباذ وهي قرية من قرى أصبهان إن شاء الله (2)، والمشهور بالنسبة إليها جماعة، منهم أبو العلاء سليمان بن عبد الرحيم بن محمد (بن عبد الرحمن بن محمد) بن سليمان (الرفاء) (3) الحسناباذي، يروي عن أبي عبد الله بن منده وأبي إسحاق بن خرشيد قوله وأبي عمر بن الطلحي وغيرهم، ذكره يحيى بن أبي عمرو بن منده، وقال: رأيته ولم أرزق السماع منه، والحمد لله رب العالمين، كان ينتحل مذهب أبي الحسن فيما قيل، ومات في ذي الحجة سنة تسع وستين وأربعمائة.
وأخوه أبو الفتح ظفر بن عبد الرحيم الحسناباذي، حدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله التاجر ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وأربعمائة.
وأبو الفتح عبد الرزاق بن عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الحسناباذي من بيت التصوف والحديث، سمع الكثير بأصبهان من أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني، وببغداد أبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري، وأبا الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز، وبالكوفة أبا محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي وغيرهم (روى لنا عنه
بأصبهان أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، وبغداد أبو نصر أحمد بن نظام الملك الحسن بن علي بن إسحاق الوزير، وبدمشق أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقري) وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثمانين وأربعمائة بأصبهان.
وابنه أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي، كان من المعروفين بالخصال الحميدة والاخلاق المرضية، سمع أباه وأبا الحسن علي بن القاسم المقري وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطر قاني وأبا عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار وأبا طاهر أحمد بن محمود (4) الثقفي بأصبهان، وأبا محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني ببغداد، روى لنا عنه جماعة منهم أبو عبد الله شهر دوير بن الحسن الفواكهي بطبرستان، وتوفي بعد سنة خمسمائة.
وأبو الحسن علي بن
__________
= لؤي، من ولده كابس بن ربيعة بن مالك بن عدي بن الاسود بن حسم بن ربيعة، كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم وكان في زمنه معاوية " شكل في الاكمال تبعا لاصوله (حسم) بضم ففتح وهكذا ضبط في التبصير والقاموس.
(1) مثله في اللباب، وفي معجم البلدان أنها مفتوحة، ولعل الاصل الفتح ثم تسكن تخفيفا.
(2) جزم به في اللباب ومعجم البلدان.
(3) من ك ومثله في اللباب ومعجم البلدان.
(4) في عدة نسخ " محمد ".
(*)(2/219)
محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الحسنا باذي المعروف بابن أبي عيسى، من أهل أصبهان، كان شيخا ثقة صدوقا مكثرا من الحديث، يرجع إلى فضل ودراية، سمع بأصبهان أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وببغداد أبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز وغيرهما، روى لنا عنه ابن عمه أبو الخير عبد السلام بن محمود الحسنا باذي وأبو بكر محمد بن الفضل بن علي الخاني بأصبهان وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد الدقاق الحافظ بمرو، وتوفي بعد سنة ستين وأربعمائة إن شاء الله.
وأبو الخير عبد السلام بن محمود بن أحمد بن محمد بن
عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الحسنا باذي، شيخ فاضل سديد السيرة لازم منزله، من بيت العلم والحفظ حسن المحاورة كثير المحفوظ، سمع أبا بكر أحمد بن الفضل الباطر قاني وأبا الحسن بن أبي عيسى الحسنا باذي السابق ذكره وأبا علي الحسن بن محمد بن يونس الحافظ وغيرهم، لقيته بجيران أصبهان إحدى محالها، وسمعت منه أجزاء، وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربعمائة وتوفي..الحسني: بفتح الحاء والسين المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رجلين وامرأة وقرية، أولهم أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، واشتهر بالانتساب إليه جماعة من السادة العلوية، وفيهم شهرة.
وأما جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن البصري الحسني، اشتهر بهذه النسبة لانه من أولاد الحسن البصري إمام التابعين، وجعفر هذا ولى القضاء بالجانب الشرقي من بغداد في أيام المأمون والمعتصم، وكان يروي عن حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وغيرهما، قال أبو زرعة الرازي: ولي القضاء بالري وهو صدوق، وقال أبو حاتم الرازي: هو جهمي ضعيف، ومات في شهر رمضان سنة خمس عشرة ومائتين.
وجماعة أخرى انتسبوا بهذه النسبة وهم من رهط حسنة أم شرحبيل بن حسنة، منهم جعفر بن ربيعة الحسني منسوب إلى جده شرحبيل بن حسنة - ذكره عبد الغني بن سعيد في كتاب مشتبه النسبة.
وأما جميل بن شرحبيل الحسني مولى آل شرحبيل بن حسنة، قال أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخ المصريين.
وأبو يزيد نافع بن يزيد الحسني مولى بني كلاب، يقال له الحسنى لان ديوانه كان مع بني شرحبيل بن حسنة، آخر من حدث عنه بمصر أبو صدقة القراطيسي في سنة ثمان وستين ومائة.
وأما إسحاق بن بكر بن مضر الحسيني فهو مولى شرحبيل بن حسنة القرشي، يروي عن أبيه، عداده في أهل مصر، روى عنه مالك بن سيف التجيبي وأهل بلده.
والحسن (1) بن مكرم
__________
(1) هكذا في عدة نسخ وهو الصواب، ووقع في ك " الحسين ".
(*)(2/220)
الحسني، من أهل بغداد وولد بها، غير أن أصله من بيضاء اصطخر من قرية يقال (لها) حسنة، (وهو) من مشاهير المحدثين ببغداد، مات في شهر رمضان سنة أربع وسبعين ومائتين.
وأما حسنة فهي أم شرحبيل، هي امرأة، وكانت مولاة لمعمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح فزوجها ابنه سفيان بن معمر فولدت له جابرا وجنادة ابني سفيان فهما أخوا شرحبيل بن حسنة لامه وهما من مهاجرة الحبشة، وأمه حسنة كان ولاؤها لمعمر بن حبيب فزوجها ابنه سفيان.
الحسنويي: بفتح الحاء وسكون السين المهملتين وضم النون وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى حسنويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهم جماعة، منهم أبو سهل بن أبي بشر - واسمه (1) محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه الحسنويي من أهل نيسابور، وكان أبوه من العباد المجتهدين كما تقدم ذكري له، وأبو سهل أديب قد تفقه على مذهب الشافعي، سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وأبا طاهر محمد بن الحسن المحمد آباذي وغيرهم طبقة (2) قبل الاصم، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: كان أبو سهل من التاركين لما لا يعنيه المشتغلون بأسباب نفسه، خرج منها متوجها إلى الحج في شهر رمضان من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وحدث ببغداد ومكة وسائر المدن وحج وانصرف إلى بغداد فتوفي بها ليلة الاثنين الثاني عشر من صفر سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وهو ابن تسع وخمسين سنة، وقال غيره ودفن بمقبرة الخيزران.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن حسنويه العارف الزاهد الحسنويي، كان فاضلا عالما زاهدا، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأقرانهما ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخه وقال: أبو أحمد الحسنويي من كبار مشايخ التصوف ذا لسان وبيان، وكان ختن أبي أحمد الحافظ على أخته وكان مقدما في معاني القرآن، وتوفي في جمادى الاولى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وصلى عليه أبو أحمد الحافظ، ودفن في مقبرة شاهبز وكان ابتدأ سورة الفتح وخرج روحه وهو
يقرأ.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن حسنويه الزاهد الوراق (الحسنويي)، وكان من
__________
(1) يعني واسم أبي سهل، فالمترجم هنا هو أبو سهل محمد بن أبي بشر أحمد بن محمد بن حسنويه وترجمته في تاريخ بغداد ج 1 رقم 266، ويأتي ذكر أبيه في هذا الرسم " وأبو بشر أحمد بن محمد بن حسنويه " ومع أن صاحب اللباب ذكر الاب هكذا فإنه وهم في الابن فقال في أول الرسم " أبو سهل محمد بن أبي بشر محمد بن أحمد بن محمد بن حسنويه " وتبعه القبس.
(2) يعني أن شيوخ الحسنوي هم من طبقة قبل الاصم - يعني أنهم توفوا قبل الاصم، ووفاة الاصم كانت سنة 346، والبزاز والقطان والمحمد اباذي توفوا قبل ذلك، ووقع في س وم " طبقته " - خطأ.
(*)(2/221)
البكائين من خشية الله حتى عمى من كثرة البكاء، وكان صالحا سديدا، سمع أبا عبد الله البوشنجي وجعفر بن محمد بن سوار وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: عهدته ولا يذكر بين يديه شئ من الرقائق إلا والدموع تسيل على لحيته البيضاء، وكان عاشر أفاضل شيوخ أهل علوم الحقائق، وكانت سماعاته قبل التسعين، توفي أبو بكر البكاء في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
وأبو حامد أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان المقري التاجر، ويعرف بالحسنويي، من أهل نيسابور، وكان شيخا صالحا مكثرا من الحديث رحالا في طلبه إلى العراق والشام ومصر ولكن ادعى أنه سمع الحديث من المتقدمين، قيل إنه لم يلحقهم، سمع بنيسابور أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي وأبا محمد السري بن خزيمة الابيوردي، وبالري أبا حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، وببغداد أبا محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي، وجماعة سواهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وجماعة سواه، وذكره الحاكم في التاريخ وقال: أبو حامد الحسنويي، كان أحد المجتهدين في العبادة بالليل والنهار، ومن البكائين من الخشية (1) والملازمين مسجد محمد بن عقيل الخزاعي، رحل إلى أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي وكتب عنه جملة مصنفاته، ولو اقتصر على هذه السماعات الصحيحة كان أولى غير أنه لم يقتصر عليها وحدث عن جماعة من أئمة المسلمين أشهد بالله أنه لم يسمع منهم،
وكنت أغار عليه بعد أن عقلت فكنت أسأله عن لقي أولئك الشيوخ.
ثم قال: قصدت أبا حامد الحسنويي للنصف من المحرم من سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة فسألته عن سنه فقال: أنا اليوم ابن ست وثمانين سنة، قلت: في أي سنة أدخلت الشام ؟ قال: أدخلت الشام سنة ست وستين ومائتين، قلت: ابن كم كنت ؟ قال: ابن اثنتي عشرة سنة (2).
وقد كنت سمعت أبا حامد يذكر مولده سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وقال وسمعت أبا حامد يقول: ما كنت رأيت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بنيسابور، إنما رأيته أول ما رأيته بمصر ومعه محبرة كبيرة وله شعر وافر (وكان) يعرف بالشعراني.
قال: ودخلت على أبي حامد يوما فوجدته ضيق الصدر فقال: ألا تراقبون الله في توقير المشايخ ؟ أما لكم حياء يحجزكم عن تحقير المشايخ ؟ فسألته ما أصاب الشيخ، فقال جاءني أبو علي المعروف بالحافظ وأنكر علي روايتي عن
__________
(1) في س وم وع " من خشية الله ".
(2) وقع في لسان الميزان 1 / 223 " ابن ثمان عشرة " وأخشى أن يكون من تغيير بعض النساخ ليطابق ما بعده لكنه يخالف ما قبله لانه إذا كان أول سنة 338 عمره 86 فمعنى ذلك أنه ولد سنة 251 فأما إذا كان سنة 266 ابن اثنتي عشرة سنة فمعنى ذلك أنه ولد سنة 253.
(*)(2/222)
أحمد بن أبي رجاء المصيصي وهذا كتابي وسماعي منه، ثم قال: قد رأيت والله أكبر من أحمد بن أبي رجاء فقد كتبت عن ثلاثة عن عبد الرحمن بن مهدي، وعن ثلاثة عن مروان بن معاوية الفزاري، وهذا حفيدي - وأشار إلى كهل واقف - ابن نيف وستين سنة.
وسمعت أبا حامد يقول يوما: قد أخرجت من شيوخي من اسمه أحمد فخرجت مائة وعشرين شيخا.
قال الحاكم سمعت أبا حامد الحسنويي يقول ما رأيت أعجب من أمر هذا الاصم، كان يختلف معنا إلى الربيع بن سليمان وكان منزل ياسين بن عبدالاحد القتباني لزيق منزل الربيع ولم يسمع منه الاصم.
فكتبت قوله هذا وناولته أبا العباس الاصم فصاح وقال: يا معشر المسلمين ! يبلغني إن ابن حسنويه يروي عن الربيع وابن عبد الحكم وغيرهما (من شيوخي
من أهل مصر ويذكر أنه كان معي بمصر، والله ما التقينا بمصر، ولا عرفته إلى بعد رجوعي من مصر.
فسمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ الثقة المأمون يقول: كان أحمد بن علي بن حسنويه يديم الاختلاف معنا إلى السري بن خزيمة وأقرانه ثم شيعناه يوم خروجه إلى أبي حاتم الرازي، وكتب إلينا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ يذكر إن أحمد بن علي بن حسنويه البزاز حدثهم بنيسابور سنة أربع عشر وثلاثمائة ثنا أبو حاتم عن قبيصة - بحديث الثوري عن عبيدالله بن عمر.
قال وسمعت طاهر بن أحمد الوراق يذكر أنه حمل فوائد أبي أمية الطرسوسي وفوائد سليمان بن سيف الحراني إلى الشيخ أبي بكر بن إسحاق وأنه قابلهما وأمرهم.
بالسماع منه.
قال الحاكم قد ذكرت بعض ما انتهى إلي من أحوال أبي حامد الحسنويي ليستدل بذلك على أنه رجل من أهل الصنعة طلب الحديث ورحل فيه وصنف الشيوخ فقد كتبنا عنه جملة من مجموعاته بخط يده، ثم لا أعلم له حديثا وضعه أو أدخل إسنادا في إسناد، وإنما المنكر من حاله روايته عن قوم تقدم موتهم، حدث عن المصريين عن محمد بن أصبغ بن الفرج وأزهر بن زفر، ومن الشاميين عن علي بن بكار المصيصي ويوسف بن سعيد بن عمران البراد (1)، ومن النيسابوريين عن أبي الازهر وأحمد بن يوسف السلمي ومحمد بن يزيد وأقرانهم، وقد كان يخرج أصولا عتيقة عن هؤلاء الشيوخ، ويقال إنها كانت أصول أبي بكر أحمد بن محمد بن عبيدة الوبري رحمه الله، وهو في الجملة غير محتج بحديثه غير إن النفس تأبى عن ترك مثله، والله المستعان.
هذا جميعه ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ ولم يذكر وفاته.
وأبو بشر أحمد بن محمد بن حسنويه العابد الحسنويي من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي
__________
(1) كذا وأحسب الصواب " ويوسف بن سعيد بن (مسلم و) عمران البراد " أو نحو ذلك وعمران البراد هو عمران بن بكار بن راشد الكلاعي، وهو ويوسف شاميان توفيا سنة 271.
(*)(2/223)
وأبا أحمد محمد بن سليمان بن فارس وغيرهم، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ
فقال: أبو بشر الحسنويي كان يختم القرآن كل يوم من وقت حداثة سنه، وكان كثير الاجتهاد في العبادات، سألته غير مرة فلم يحدث، وسمعته يقول: سمعت العبد الصالح أبا علي الثقفي يقول: مجالسة الفقراء أنس من وحشة الفقر.
قال وسمعته يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله ! يروى عنك أنك (كنت) لا تنام حتى تقرأ سورة الزمر، فقال صلى الله عليه وسلم: اقرأ عند منامك (سورة) والسماء ذات البروج.
ثم قال: توفي في ذي الحجة سنة سبعين وثلاثمائة بنيسابور.
الحسيني: بفتح الحاء وكسر السين المهملتين بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حسين وهو بطن من طئ، قال ابن حبيب: في طئ حسين بن عمرو بن الغوث بن طئ.
الحسيني: بضم الحاء وفتح السين المهملتين وبعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة لجماعة من العلوية السادة نسبوا إلى الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وفيهم كثرة، ولهم شهرة.(2/224)
باب الحاء والشين (1) الحشاني: بكسر الحاء المهملة والشين المعجمة المشددة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حشان وهو بطن من تميم، قال ابن حبيب: في تميم حشان وهم زبينة بن مازن بن مالك، وغيلان بن مالك وعبد الله بن مالك وغسان والحرماز بنو مالك بن عمرو بن تميم، هؤلاء القبائل يقال لها الحشان.
الحشمي: بفتح الحاء المهملة والشين المعجمة الساكنة أو المفتوحة (2) وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى حشم وهو بطن من جذام منهم السلم بن مالك بن تديل بن حشم بن جذام الحشمي.
وقال هشام بن الكلبي في نسب حضرموت: عبد الله بن نجي بن سلمة بن حشم بن أسد بن خليبة - وذكر نسبه إلى الصدف، وهو الذي يروي عن علي وعمار
والحسين بن علي رضوان الله عليهم أجمعين.
الحشيشي: بضم الحاء المهملة والياء الساكنة آخر الحروف بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى حشيش وهو اسم لبطون من العرب ففي تميم حشيش بن نمران بن سيف بن حمير بن رياح بن يربوع بن حنظلة وفيها أيضا حشيش بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، منهم قطري بن الفجاءة الخارجي، واسم الفجاءة جعونة، وقطري يكنى أبا نعامة ويقال إن قطريا من ولد كابية بن حرقوص أخي حشيش.
(وفي بجيلة حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح (3).
وفي كنانة بن خزيمة حشيش) بن عدي بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة - قال ذلك كله ابن حبيب وقال: وليس في العرب خشيش بالخاء ولا تسمى به.
__________
(1) (الحشاء) في صلة ابن بشكوال رقم 928 " عيسى بن محمد بن عبد الرحمن، يعرف بالحشاء، من أهل قرطبة، يكنى أبا الاصبع، روى بالمشرق والاندلس، وحج، وكان ورعا منقبضا، دعي إلى القضاء مرتين فأبى..توفي في شهر رجب من سنة اثنتين وأربعمائة..".
(2) قوله " أو المفتوحة " أهمله اللباب جازما بالسكون ثم قال " قال أبو سعد حشم بفتح الحاء، وإنما هو بكسرها.." وفي الاكمال 2 / 102 " حشم بكسر الحاء المهملة وسكون الشين المعجمة ".
(3) في الاكمال 3 / 153 " من ولده أبو حازم البجلي واسمه عبد عوف - ويقال عوف بن الحارث (أو عبد الحارث) بن عوف بن حشيش، له صحبة ورواية، وابنه قيس بن أبي حازم روى عن جماعة من الصحابة ".
(*)(2/225)
باب الحاء والصاد (1) الحصرمي: بكسر الحاء وسكون الصاد وكسر الراء المهملات، هذه النسبة إلى الحصرم، وهو اسم والد غورك بن الحصرم السغدي الحصرمي، ويقال السعدي أيضا، يروي عن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في زكاة الخيل: لكل فرس درهم.
وكان أبو مسعود البجلي يقول: غورك السعدي، هو من بني سعد، ومن نسبه إلى
سغد سمرقند فقد غلط.
روى عنه القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة رحمهم الله.
الحصري: بضم الحاء وسكون الصاد المهملتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحصر وهي جمع الحصير، نسب جماعة إلى عمل الحصير، منهم سعيد بن أيوب (2) بن ثواب الحصري من أهل البصرة، قدم بغداد وحدث بها عن مؤمل بن إسماعيل وأزهر بن سعد السمان وأبي عتاب الدلال ومحمد بن عبد الله الانصاري، روى عنه إسماعيل بن الفضل البلخي وعبد الله بن محمد بن ياسين ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن أحمد البورائي والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي.
وعلي بن محمد الحصري وأحمد بن هشام بن حميد الحصري، سمع محمد بن يونس الكديمي، روى عنه أبو علي بن الليث الشيرازي الحافظ.
وأما أبو الحسن علي بن إبراهيم الصوفي الحصري - بغدادي، والرباط الذي على باب جامع المنصور إليه ينسب وهو الآن يعرف برباط الزوزني و (الزوزني) كان من أصحابه سمعت (أبا العلاء الحافظ بأصبهان سمعت أبا الفضل المقدسي يقول سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن نصر الابهري الصوفي يقول سمعت) أبا الحسن الزوزني يقول: صحبت ألف شيخ أحدهم الحصري، أحفظ عن كل شيخ حكاية.
ولقب جعفر بن أحمد الحافظ بالحصري من غير أن يبيع الحصير، والقصة فيه ما أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بمرو وأبو البركات عبد الله بن محمد بن الفضل
__________
(1) (الحصار) ذكره المشتبه وقال: " جماعة " قال في التوضيح " هو بفتح أوله والصاد المهملة المشددة وبعد الالف راء، ومنهم أبو القاسم خلف بن إبراهيم بن خلف القرطبي الحصار خطيب قرطبة ومقرئها، رحل فسمع من كريمة المروزية وآخرين، مات في صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة عن أربع وثمانين سنة ".
(2) كذا وقع في النسخ، وكذا في اللباب والقبس والذي في ترجمة سعيد هذا من تاريخ بغداد 97 رقم 4677 " سعيد بن محمد " وهكذا في الاكمال 3 / 253.
(*)(2/226)
الفراوي من لفظه وأبو القاسم محمود بن (عبد الرحمن البستي بنيسابور، قالوا أنا أبو بكر
أحمد بن علي بن خلف الشيرازي أنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن) عبد الله الحافظ سمعت أبا الحسين أحمد بن الخضر الشافعي يقول سمعت جعفر بن أحمد الحافظ يقول: كنا في مجلس محمد بن رافع في منزله قعودا تحت شجرة وهو مستند إليها يقرأ علينا وكان إذا رفع أحد في المجلس صوته أو تبسم قام فلا يقدر أحد منا على مراجعته، قال: فوقع ذرق طائر على يدي وقلمي وكتابي فضحك خادم من خدم طاهر بن عبد الله، وأولاده معنا في المجلس فنظر إليه محمد بن رافع فوضع الكتاب، فانتهى ذلك الخبر إلى السلطان فجاءني الخادم عند السحر ومعه حمال على ظهره ثبت سامان فقال: والله ما كنت أملك في الوقت شيئا أحمله إليك غير هذا، وهو هدية لك، فإن سئلت عني فقل: لا أدري من تبسم، فقلت: أفعل، فلما كان عند الغداة حملت إلى باب السلطان فبرأت الخادم مما قيل ثم بعت السامان بثلاثين دينارا واستعنت به في الخروج إلى العراق وبارك الله لي فيه فلقبت بالحصري وما بعت الحصير ولا باعه أحد من آبائي.
الحصكفي: بفتح الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة وفتح الكاف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى حصن كيفا وهي مدينة من ديار بكر ويقال لها بالعجمية حصن كيبا، والمشهور بالنسبة إليها أبو الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الحصكفي الخطيب بميا فارقين أحد أفاضل الدنيا، وكان إماما بارعا في قول الشعر جواد الطبع رقيق القول، اشتهر ذكره في الآفاق بالنظم والنثر والخطب، وعمر العمر الطويل، وكان غاليا في التشيع ويظهر ذلك في شعره، كتب إلي الاجازة بجميع مسموعاته بخطه في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وروى لي عنه أبو عبد الرحمن عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد، وأبو الحسن علي بن مسعود الاسعردي بالرقة، وأبو الخير سلامة بن قيصر الضرير بقلعة جعبر، والخضر بن ثروان الضرير الاديب ببلخ، وساعد بن فضائل المنبجي بنيسابور وغيرهم، وكانت ولادته في حدود الشين وأربعمائة وتوفي بعد سنة 551 بميا فارقين.
الحصني: بكسر الحاء المهملة وسكون الصاد المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى حصن مسلمة بن عبد الملك، وهو موضع بالجزيرة، ومن هذا الموضع إسماعيل بن رجاء الحصني، يروي عن موسى بن أعين، روى عنه أهل الجزيرة مثل محمد بن علي الرافقي وغيره، وهو منكر الحديث يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات - هكذا ذكره أبو حاتم البستي في كتاب المجروحين أخبرنا أبو الفتح أحمد بن الحسين الفرابي بسمرقند أنا أبو(2/227)
المعالي محمد بن محمد بن زيد العلوي إجازة أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عتاب العطار بجرجان ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الطلقي ثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي ثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن يحيى الحراني ثنا إسماعيل بن رجاء - وأخبرنا أبو سعد (1) الصيرفي بنيسابور أنا أبو بكر بن خلف الشيرازي أنا أبو الرحمن السلمي أنا محمد بن (2) عبد الله بن محمد الدقاق ثنا محمد بن حمدون بن خالد ثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم - هو الطرسوسي، ثنا إسماعيل بن رجاء ثنا موسى بن أعين عن الاعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه: من جاع أو احتاج فكتم الناس وأفضى به إلى ربه عزوجل كان حقا على الله أن يفتح له رزقا حلالا - اللفظ للحراني.
ذكره ابن حبان في كتاب المجروحين عقيب هذا الحديث ورواه قال ثنا أحمد بن موسى المكي بواسط ثنا محمد بن علي الرافقي عنه - يعني إسماعيل بن رجاء، ثم قال: وهذا خبر باطل لا الاعمش حدث به، ولا سعيد رواه، ولا أبو هريرة أسنده، ولا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله.
قلت: والعجب أن جعفرا الرقي المعروف بسنجة ألف روى هذا الحديث عن إسماعيل بن رجاء ووثقه أخبرنا أبو عمر البخاري بها ثنا أبو بكر الحسن بن الحسين الامام ثنا أبو حامد بن ماما الحافظ ثنا السيد أبو الحسن الحسني ثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب وأنا سألته ثنا جعفر بن محمد بن الحجاج الرقي ويلقب بسنجة ثنا إسماعيل بن رجاء - وكان ثقة - ثنا موسى بن أعين - وذكر الحديث، والحق مع أبي حاتم بن حبان.
وأما ثعلبة الحصن (3) فنسب إليه جماعة من الشعراء وغيرهم من رجالات بني شيبان وأكثرهم يجئ في أسامي الشعراء،
وإنما سمي ثعلبة حصنا لمنعته.
وأبو عمر عبد الجبار بن نعيم بن إسماعيل الحصني من حصن منصور يروي عن أبي فروة يزيد بن محمد، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ (وقال حدثنا أبو عمر الحصني بحصن منصور.
وأبو محمد القاسم بن عبد الله بن محمد بن خليد الحصني منصور، ولي القضاء بها، يروي عن أبي داود سليمان بن سيف الحراني روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ) في معجم شيوخه.
ومحمد بن حفص الحصني وحصن موضع بين الرقة وحلب - هكذا ذكر ابن أبي حاتم روى عنه معمر وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، قال ابن أبي حاتم سألت أبا زرعة الرازي عنه فقال: صدوق.
__________
(1) في عدة نسخ " أبو سعيد ".
(2) في عدة نسخ " أنا أبو محمد ".
(3) في النسخ واللباب والقبس " ثعلبة بن الحصن " مع أنه سيأتي ما يفيد أن الحصن لقب لثعلبة وهو المعروف كما في جمهرة ابن حزم وغيرها، وفي الانساب المتفقة ص 43 " ثعلبة الحصن " وهو الصواب وهو ثعلبة بن عكابة والد شيبان.
(*)(2/228)
الحصيبي: بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الحصيب وهو اسم لوالد بريدة بن الحصيب الاسلمي، ومن ولده أبو بريدة محمد بن الحصيب (بن..) (1) الحصيبي من أهل مرو، يروي عن الفضل بن موسى السيناني، روى عنه (..) (2).
الحصيني: بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الحصين، والمشهور بهذا الانتساب علي بن محمد الحصيني الحراني المحدث قال عبد الغني هو أبو محدث (وجد محدث) كتبنا عن ابنه صالح بن علي الحصيني وحدث ابن ابنه جعفر بن صالح عن عبيدالله بن الحسين الصابوني (3).
__________
(1) ليس في م وع، وفي اللباب موضعه " بن بريدة بن الحصيب " وفي الاكمال 3 / 159 " بن أوس بن عبد الله بن بريدة بن
الحصيب ".
(2) بياض، وفي الاكمال " منصور بن الشاه الفنديني وأحمد بن سيار وغيرهما " وراجع الاكمال 3 / 39 - 40.
(3) في اللباب " فاته أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد بن الحصين الشيباني الكاتب الحصيني رواي مسند أحمد بن حنبل عن ابن المذهب وهو آخر من حدث به عنه، وسمع أبا طالب بن غيلان والقاضي أبا الطيب الطبري وغيرهما، مولده سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، ومات سنة خمس وعشرين وخمسمائة، روى عنه من الناس من لا يحصى كثرة " وانظر التعليق على الاكمال 3 / 37 - 38 تجده وآخرين.
(*)(2/229)
باب الحاء والضاد الحضرمي: بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المنقوطة وفتح الراء، هذه النسبة إلى حضرموت وهي من بلاد اليمن من أقصاها، والمشهور بها أبو هنيدة وائل بن حجر الحضرمي (1) الكندي، كان ملكا عظيما بحضرموت، بلغه ظهور النبي صلى الله عليه وسلم فترك ملكه ونهض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبشر النبي صلى الله عليه وسلم بقدومه الناس قبل أن يقدم بثلاثة أيام، فلما قدم قرب مجلسه وأدناه ثم قال: هذا وائل بن حجر أتاكم من أرض بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره راغبا في الله وفي رسوله وفي دينه بقية أبناء اللهم بارك في وائل وفي ولده.
ثم أقطعه أرضا.
وله قصة مع معاوية رضي الله عنهما، وعاش إلى إمارة معاوية حتى قدم عليه ومات في إمارته.
وابناه علقمة وعبد الجبار وبنوهم حدثوا.
ومن الحضارمة جماعة تفرقوا في البلاد وسكنوها وظهر لهم بها أولاد مثل مصر والشام والكوفة وغيرها من البلاد، ويقال لهم الحضارمة كأهل الموصل يقال لهم المواصلة.
وجماعة هذه النسبة لهم اسم منهم العلاء بن الحضرمي وهو العلاء بن عبد الله بن عمار بن الحضرمي الصدفي من الصدف عامل النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين ومات بها سنة (إحدى وعشرين) وكان (حليفا) لحرب بن أمية.
والحضرمي بن لاحق.
والحضرمي بن عجلان.
وحضرمي روى عنه سليمان التيمي.
وحضرمي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي، يكنى بأبي الحسين، وسمى نفسه
عليا، ويقال له الحضرمي.
والمنتسب إليهم ولاء يحيى بن أبي إسحاق الحضرمي مولى الحضارمة يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أخو عبد الله بن أبي إسحاق، روى عنه شعبة والثوري، مات سنة ست وثلاثين ومائة، وكان يحيى وعبيدالله عمي أبي يعقوب القاري وقد قيل إنه مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وأوس بن ضمعج الحضرمي من التابعين، يروي عن ابن مسعود وعائشة رضي الله عنهما، عداده في أهل الكوفة، روى عنه إسماعيل بن رجاء وأبو إسحاق، مات سنة أربع وسبعين في ولاية بشر بن مروان على العراق.
وأبو الحسين
__________
(1) في اللباب " إنما نسب إلى حضرموت القبيلة المشهورة، ونسبه يدل على ذلك، وهو وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن النعمان بن زيد بن سبأ بن عمرو بن حجر بن عمرو بن قيس بن كعب بن سهل بن زيد بن حضرموت بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن عريب الاكبر بن الفزر بن نبت بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ " قال المعلمي ثم اختلاف في نسب وائل، وفي نسب حضرموت، وفي النسب معد الغوث ووائل حضرمي الدار على كل حال.
(*)(2/230)
محمد بن بكير بن واصل الحضرمي من أهل بغداد، سمع شريك بن عبد الله النخعي وعمر بن مسافر البصري وخالد بن عبد الله الواسطي ومصعب بن سلام الكوفي وأبا معشر المدني وعبد الله بن وهب المصري، روى عنه محمد بن إسحاق الصاغاني وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن أبي خيثمة النسائي وإبراهيم بن إسحاق الحربي وعيسى بن عبد الله زغاث، أثنى عليه يعقوب بن شيبة قال: محمد بن بكير الحضرمي شيخ ثقة صدوق.
وحفيده أبو الحسين محمد بن بكير بن واصل الحضرمي، سمع محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ومحمد بن يزيد المحاربي وعثمان بن عبد الله القرشي، روى عنه محمد بن مخلد الدوري، ومات في شوال سنة اثنتين وستين ومائتين.
الحضري: بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحضر وهي مدينة قديمة مذكورة في شعر القدماء، ذكر محمد بن جرير الطبري في
تاريخه قال: كان بحيال تكريت بين دجلة والفرات مدينة يقال لها الحضر، وكان بها رجل من الجرامقة يقال له الساطرون، وهو الذي يقول فيه أبو داود الايادي: وأرى الموت قد تدلى من الحضر * على رب أهله الساطرون قال والعرب تسميه الضيزن من أهل باجرمى.
وزعم هشام بن الكلبي أنه من العرب من قضاعة، وأنه الضيزن بن معاوية ونسبه إلى قضاعة.
قال الاعشى: ألم تر للحضر إذ أهله * بنعمى وهل خالد من نعم ؟ أقام به شاهبور الجنو * د حولين تضرب فيه القدم وفي قصة وفادة خالد بن صفوان بن الاهتم على هشام بن عبد الملك مع أهل العراق حين بعثه يوسف بن عمر قال قدمت عليه وخرج متبديا بقرابته - وذكر القصة إلى أن قال: وهو حيث يقول أخو بني تميم عدي بن سالم المرئي العدوي (1): أيها الشامت المعير بالده * ر أأنت المبرأ الموفور أم لديك العهد الوثيق من الايا * ام بل أنت جاهل مغرور
__________
(1) كذا وعدي بن زيد ليس بعدوى ولكن يقال له " العبادي " مع أنه تميمي مرئي.
(*)(2/231)
أين كسرى كسرى الملوك أبوسا * سان أم أين قبله سابور وبنو الاضفر الملوك ملوك الر * وم لم يبق منهم مذكور وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجل * ة تجبى إلي والخابور شاده مرمرا وجلله كلس * ا فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد الم * لك عنه فبابه مهجور وتذكر رب الخورنق إذ أشر * ف يوما وللهدى تفكير سرة ماله وكثرة ما يم * - لك والبحر معرضا والسدير
فارعوى قلبه فقال وما غبط * ة حي إلى الممات يصير ثم (1) أضحوا كأنهم ورق ج * ف فألوت به الصبا والدبور ثم بعد الفلاح والملك والام * ة وارتهم هناك القبور والمقصود من هذه الابيات بيت واحد وهو قوله: وأخو الحضر.
ولكن ذكرت الابيات لحسنها، والنسبة إليها حضري.
الحضري: بفتح الحاء المهملة والضاد المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحضر وهي مدينة بالجزيرة (2) من ديار بكر بناها الساطرون، وقيل الحضر بناحية الثرثار بناه الساطرون الذي دعا عليه أرميا وكان غزا بني إسرائيل بالاردن في أربعة آلاف من الجرامقة فمسخوا على دوابهم، ومكتوب على باب الحضر لا يهدم تلك المدينة شئ إلا حمامة ورقاء مطوقة بحيض جارية زرقاء بكر ترسل فتقع على حائط المدينة، وقيل إن قضاعة نزلت بالحضر في عدد كثير وملكهم الضيزن بن جهلة التزيدي وكانت قضاعة قد أغارت على فارس فأصابت أخت سابور بن سابور بن أردشير فسار سابور حتى أقام على الحضر أربع سنين ثم إن النضيرة بنت الضيزن عركت فأخرجت إلى الربض وكانت من أجمل أهل زمانها وسابور من أجمل أهل زمانه فعشقته فاحتالت في أبيها - والقصة طويلة - وقيل سارت سليح مع ضجعم بن حماطة وجماعة من قضاعة إلى مشارف الشام وأطرافها وملك العرب يومئذ ظرب بن حسان بن أذنية بن
__________
(1) البيت الآتي مؤخر في الاغاني وغيرها عن تاليه.
(2) في اللباب " كذا قال السمعاني هذه الترجمة بفتح الضاد، وفي التي قبلها بسكون الضاد، وفرق بينهما، وهما واحدة بسكون الضاد لا غير.
والعجب منه أنه يذكر في الترجمة الاولى بيت أبي داود أن صاحبه الساطرون ويذكر في الترجمة الثانية: بناء الساطرون.
ومع هذا فيفرق بينهما، وقوله إنه بديار بكر فليس بصحيح إنما هو عند الثرثار من أعمال الموصل لا غير " ومما ذكره البكري من الشواهد قوله الاول: أقفر الحضر من نضيرة بالمر * باع منها فجانب الثرثار (*)(2/232)
السميدع بن هوبر العاملي عاملة العماليق.
الحضني: بفتح الحاء الملهملة والضاد المعجمة بعدها النون، هذه النسبة إلى حضن، وهو بطن من قضاعة وهو حضن بن أسنان بن هصيص بن حي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين - وهو النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة - قاله ابن حبيب عن ابن الكلبي فيما ذكره الدارقطني والنسبة إلى هذا البطن حضني.
وحضن جبل من جبال العرب بنجد يضرب به المثل يقال: أنجد من رأى حضنا (1).
الحضيري: بفتح الحاء المهملة وكسر الضاد المعجمة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحضيرية (2) وهي محلة ببغداد من الجانب الشرقي منها أبو بكر محمد بن الطيب بن سعيد بن موسى الصباغ الحضيري من أهل بغداد كان صدوقا حدث عن أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأحمد بن يوسف بن خلاد ومحمد بن يوسف بن حمدان الهمذاني، ذكره أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ في التاريخ، وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث (3) وعشرين وأربعمائة.
الحضيني: بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون هذه النسبة..والمشهور بهذا الانتساب أبو الطيب عبد الغفار بن عبيد الله بن السري الحضيني واسطي من أهل المعرفة بالنحو واللغة والشعر، يروي عن أبي الحريش أحمد بن عيسى وعبد الله بن محمد بن سوار وأحمد بن حماد بن سفيان الكوفي وعمر بن إسماعيل بن أبي غيلان ومحمد بن جرير الطبري وغيرهم، روى عنه الصحنائي وأبو العلاء الواسطي القاضي وغيرهما.
__________
(1) (الحضوري) استدركه اللباب وقال: " بفتح الحاء وضم الضاد وسكون الواو وفي آخره راء، هذه النسبة إلى حضور بن عدي بن مالك (في القبس عن الهمداني زيادة: ابن زيد بن سدد بن زرعة - وهو حمير الاصغر - بن سبأ
الاصغر) بن زيد بن سهل (وقلبه الهمداني قال: سهل بن زيد) بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم (..) ابن حمير، وهم في همدان، منهم شعيب بن ذي مهدم الذي قتله قومه (زاد في القبس عن ابن الكلبي: فغزاهم بخت نصر فقتلهم فنزل فيهم: فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون - إلى قوله تعالى: فجعلناهم حصيدا خامدين.
فحصدهم بخت نصر بالسيف) وكان نبيا، قال ابن عباس: بعث الله في سبأ اثني عشر نبيا فكذبوهم فأتوا مكة فتعبدوا بها حتى ماتوا.
وليس هذا شعيبا النبي إلى أهل مدين ".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في س وم وع " الحضيرة " وانظر ما يأتي.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان في رسم (الحضيرية) بالحاء المهملة ولم يؤرخه في الخاء المعجمة ولا أرخه ابن نقطة والذي في تاريخ بغداد " ثمان ".
(*)(2/233)
باب الحاء والطاء الحطاب: بفتح الحاء والطاء المشددة المهملتين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذا هو الذي يحمل الحطب من الصحراء ويبيعه، والمشهور به زيد بن عبد الحميد الحطاب، قال أبو حاتم بن حبان: هو رجل من الحطابين، يروي عن أهل المدينة وعمر بن عبد العزيز، روى عنه الاوزاعي، قلت هو من الاتباع.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن عبد الخالق الحطاب، روى عنه خلف بن قاسم بن سهل الاندلسي.
وأبو علي الحسن بن علان بن إبراهيم بن مروان بن يحيى الحطاب القاضي (1) من أهل بغداد، حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وجعفر بن محمد الفيريابي وأحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي، روى عنه أبو القاسم عبيدالله بن عمر بن البقال وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ووثقه، وكانت ولادته سنة أربع وثمانين ومائتين، ووفاته في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
والخضر بن محمد بن المرزبان بن الحطاب الجوهري من أهل بغداد، حدث عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وأبو الحسن علي بن عمر السكري.
ومحمد بن عبد الله الحطاب من أهل بغداد،
حدث عن علي بن عبد الله القراطيسي، روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين.
ونصر بن أحمد الحطاب، حدث عن علي بن يعقوب بن عمرو الرقي، روى عنه الحاكم أبو عبد الله بن البيع الحافظ النيسابوري، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
وأبو أيوب سليمان بن عبيدالله الرقي الحطاب من أهل الرقة، روى عنه عبيدالله بن عمرو وأبي المليح، روى عنه عمرو بن محمد الناقد، قال ابن أبي حاتم: وسمع منه أبي بالكوفة وهو يريد مكة سنة خمس عشرة ومائتين، سمعت أبي يقول ذلك وسألت أبي عنه فقال: ما رأينا إلا خيرا، صدوق.
الحطابي: بفتح الحاء والطاء المشددة المهملتين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة من تحتها، هذه النسبة إلى الحطاب وهو الذي يجمع الحطب، ولعل واحد من أجداد المنتسب إما كان يجمعه أو يبيعه، وهو أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الحطابي الاديب من أهل نيسابور، حدث عن أبي محمد الحسن بن أحمد المخلدي وأبي القاسم الحسن بن
__________
(1) كذا، وفي تاريخ بغداد " الفامي " وتكرر كذلك في الترجمة وأراه الصواب، فليس في الترجمة ما يشعر بالقضاء.
(*)(2/234)
محمد بن حبيب المفسر ومحمد بن أحمد بن عبدوس النيسابوريين، قال ابن ماكولا حدثني عنه أبو الحسن هبة الله بن أحمد البروي النيسابوري إمام المسجد العتيق وكان من خيار عباد الله.
الحطراني: بكسر الحاء وسكون الطاء المهملتين وفتح الراء وفي آخرها النون بعد الالف، عرف بهذه النسبة أبو الحسن محمد بن عمر بن عيسى بن يحيى بن الحطراني البلدي، سكن بغداد وصاهر أبا الحسين بن بشران على ابنته، وكان من أهل القرآن والعلم والصدق، حدث عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الامام البلدي صاحب علي بن حرب وعن محمد بن العباس بن الفضل الخياط الموصلي وغيرهما، سمع أبو بكر الخطيب الحافظ منه وقال: كتبت عنه وكان شيخا صدوقا فاضلا كثير الدرس للقرآن، بلغني أنه كان له في كل يوم ختمة، وتوفي جمادى الآخرة سنة عشر وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
الحطمي: بفتح الحاء والطاء المهملتين بعدهما الميم، هذه النسبة إلى حطمة وهو بطن من جذام، قال ابن حبيب: وفي جذام حطمة - ذكره بفتح الطاء - ابن عوف بن السلم بن مالك بن سود بن تديل بن جشم بن جذام.
قال الدارقطني ورأيته في نسخة أخرى عن ابن حبيب: بن تذيل، والله أعلم.
الحطمي: بضم الحاء وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها الميم، هو حطمة بن محارب بن وديعة بن لكيز بن عبد القيس وإليهم تنسب الدروع الحطمية (قال ابن حبيب: وفي عبد القيس حطمة بن محارب الذي تنسب إليه الدروع) وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين زوجه ابنته فاطمة رضي الله عنها: أين درعك الحطمية.
الحطيني: بكسر الحاء والطاء المهملتين وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حطين وهي قرية بين أرسوف وقيسارية (1) بالشام دخلتها وأقمت بها ساعة وزرت بها قبر شعيب صلوات الله عليه.
والمشهور بهذه النسبة الامام الزاهد أبو محمد هياج بن محمد بن عبيد الحطيني المقيم بالحرم، جاور بمكة وكان إماما زاهدا عالما مفتيا، وكان يصوم ويفطر بعد ثلاث، ويعتمر كل يوم ثلاث عمر، ويدرس عدة من الدروس
__________
(1) في اللباب " غير صحيح، إنما هي قرية بين طبرية وعكا..كان بها وقعة عظيمة بين المسلمين والفرنج سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة كان الظفر للمسلمين ".
(*)(2/235)
ولم يكن يدخر شيئا ولا يملك غير ثوب واحد، وكان قد نيف على الثمانين، وكان يزور رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سنة حافيا ماشيا، وكذلك عبد الله بن عباس رضي الله عنهما بالطائف، كان يأكل بمكة أكلة وبالطائف أخرى، سمع من أبي الفرج النحوي ببيت المقدس وجماعة من مشايخ الشام ومصر والعراق وانتخب له أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، ومات في سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة بمكة وكان سبب وفاته أنه استشهد بمكة في وقعة وقعت بين أهل السنة والرافضة فحمله أميرها محمد بن (أبي) هاشم وضربه ضربا شديدا على
كبر السن ثم حمل إلى منزله بمكة فمات رحمه الله.
وحطين (أيضا) موضع بالقرب من تنيس يقال له حطين أيضا ينسب إليه جماعة.
والمقصود أن يعرف أن ثم قريتين بهذا الاسم حطين الشام وحطين التنيس (1).
__________
(1) (الحضيري) استدركه اللباب وقال " بفتح الحاء وكسر الظاء المعجمة وتسكين الياء المثناة من تحتها وآخره راء هذه النسبة إلى موضع فوق بغداد ينسب إليه كثير من العلماء والفضلاء " وفي المشتبه " محمد بن أحمد بن محمد الحظيري المعروف بالجناني عن ابن الحصين وعنه ابن خليل.
وشيخنا عبد القادر بن يوسف الحظيري، حدثنا عن ابن رواج ".
(*)(2/236)
باب الحاء والفاء الحفار: بفتح الحاء المهملة والفاء المشددة وفي آخرها الراء بعد الالف، هذا الاسم لمن يحفر القبور، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن علي بن عمرو الحفار الضرير من أهل بغداد، حدث عن عبد الاعلى بن حماد النرسي وداود بن رشيد وعثمان بن أبي شيبة وأبي همام السكوني ولوين وأبي هشام الرفاعي، روى عنه علي بن محمد بن سعيد الرزاز وأبو حفص بن الزيات وعلي بن عمر السكري وذكر ابن الزيات أنه سمع منه في سنة ثلاث وثلاثمائة وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن بن ماهويه بن مهيار بن الرزبان الحفار، من أهل بغداد، سمع أبا عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان وأبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عمرو بن السماك وأبا جعفر محمد بن عمرو الرزاز وأبا الحسن علي بن محمد المصري وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في جماعة آخرهم أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، أثنى عليه أبو بكر الخطيب وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا، وولادته كانت في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة أربع عشرة وأربعمائة.
الحفري: هذه النسبة إلى محلة بالكوفة يقال لها الحفر، بفتح الحاء والفاء، ولما
دخلت الكوفة في أول نوبة دخلتها كان وقت الظهر فطلبت الماء لا تطهر فلم أجده فرأيت رجلا في محلة ومعه جرة من ماء فاشتريتها منه بقطعة من الذهب، وقعدت على دكة في المحلة أتوضأ بها فلما فرغت قلت لصاحب الجرة أيش يقال لهذه المحلة ؟ قال: الحفر، ففرحت وقلت ما خرجت القطعة إلا بفائدة علمية، وقلت لعل أبا داود الحفري كان منها.
قرأت في كتاب الثقات لابي حاتم بن حبان: أبو داود الحفري اسمه عمر بن سعد، وحفر موضع بالكوفة كان يسكنه، يروي عن الثوري، روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة والناس، مات سنة ثلاث ومائتين، وقد قيل سنة ست ومائتين، وكان من العباد الخشن، قال عثمان بن أبي شيبة كنا عند أبي داود الحفري في غرفته وهو يملي فلما تمت الصحيفة قلت يا أبا داود أترب الكتاب، قال: لا، الغرفة بكراء، وكان علي بن المديني يقول ما (أعلم أني) رأيت(2/237)
بالكوفة أعبد منه - يعني أبا داود الحفري (1).
الحفص اباذي: بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء وفتح الصاد المهملة والباء الموحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى حفصاباذ، وهي قرية من قرى سرخس، منها أبو عمرو عثمان بن أبي نصر الحفص اباذي، كان شيخا صالحا حسن السيرة مستورا، سمع أبا منصور محمد بن عبد الملك بن علي المظفري (2) قرأت عليه أوراقا بسرخس في طريق الزيارة لابي علي زاهر بن أحمد الفقيه، وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
وبمرور قرية يقال لها حفصاباذ ينسب إليها النهر الكبير المعروف بكوال.
الحفصويي: بفتح الحاء (وسكون الفاء وضم الصاد) المهملة بعدها الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى حفصويه وهو اسم أو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهم جماعة، منهم أبو الحسين (3) عبد العزيز بن محمد بن يوسف بن مسلم المؤذن الحفصويي من أهل أصبهان، وهو ابن (عم) همام القاضي، يعرف بابن حفصويه، يروي
عن محمد بن عباس بن أيوب، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وتوفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن الحسين الحفصويي المروزي كان مقدم (أهل المدينة) الائمة بمرو، وكان يليق به الرياسة لفضله وجوده وكرمه وبره مع أهل الخير والعلم والصلحاء من المسلمين، سمع الحديث الكثير بنفسه وحدث بالشئ النزر اليسير.
ومولاه أبو عبد الله محمد بن فرح (4) بن عبد الله الحفصويي الزاهد، وفرح كان مولى أبي الحسن الحفصويي، وعرف محمد بذلك حتى كان يقال له الحفصويي، كان من أهل مرو، وكان شيخا صالحا من أهل الخير سليم الجانب، نفق سوقه على السلطان سنجر بن ملك شاه حتى كان يزوره ويتبرك به، سمع أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري وأبا بكر أحمد بن
__________
(1) (الحفري) في الاكمال 2 / 244 ما لفظه " وأما الحفري بضم الحاء المهملة وسكون الفاء فهو يحيى بن سليمان الحفري، مغربي " يروي عن الفضيل بن عياض وأبي معمر عباد بن عبد الصمد، روى عنه جبرون بن عيسى " وراجع التعليق هناك واستدركه اللباب وزاد " وإنما قيل له الحفري لان داره كانت على حفرة بدرب أم أيوب بالقيروان ".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ولم يذكر في الانساب رسم (المظفري) ووقع في س وم وع " الظفري " ولم يذكر هذا الرجل في رسم الظفري وذكر فيه أبو نصر أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الملك الظفري فالله أعلم.
(3) مثله في أخبار أصبهان لابي نعيم 2 / 126 ووقع في اللباب " أبو الحسن ".
(4) في ك هنا " فروح " ويأتي باتفاق النسخ " فرح " ومثله في إحدى مخطوطتي الباب، والقبس عنه وفي المخطوط الاخرى " فرج " وصنيع المشتبه يقتضيه وفي المطبوعة " فرخ ".
(*)(2/238)
الحسين البيهقي وأبا عبد الله محمد بن محمد بن محمد حاضر الفاساني (1) والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ وجماعة كثيرة من القدماء والمتأخرين، سمعت منه في مسجد القفال بسكة القصارين وما ظفرت مما سمعت منه إلا بالدعوات الصغير لاحمد بن الحسين البيهقي، وكانت ولادته في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة إن شاء الله أو قبلها، ومات في حدود سنة خمس عشرة وخمسمائة.
الحفصي: بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى حفص وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو سهل محمد بن أحمد بن عبد الله بن سعد بن حفص بن هاشم الحفصي الكشميهني المروزي شيخ سليم الجانب لا يفهم شيئا من الحديث غير أنه صحيح السماع سمع الجامع الصحيح عن أبي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني وحمله نظام الملك أبو علي الوزير إلى نيسابور حتى حدث بهذا الكتاب بها وسمع منه أكثر علماء الوقت بنيسابور وقرئ عليه الكتاب في المدرسة النظامية، روى لي عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي جميع صحيح البخاري وأبو محمد عبد الجبار بن محمد الخواري وأبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر الشحامي وجماعة سواهم وآخر من حدثنا عنه أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد القشيري، وقرئ عليه في سنة خمس وستين وأربعمائة، وتوفي فيما أظن سنة ست.
وأبو بكر أحمد بن عمرو بن الخليل بن جعفر بن إبراهيم بن حفص الحفصي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل جرجان، يروي عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي.
وأما الحفصية فهم طائفة من الخوارج من أصحاب حفص بن أبي (2) المقدام الاباضي، كان حفص يرى رأي الاباضية إلى أن زعم أن بين الشرك والايمان خصلة واحدة وهي معرفة الله وحده فمن عرفه ثم كفر بما سواه من رسول أو جنة أو نار أو ارتكب الكبائر من زنا أو سرقة أو شرب خمر ونحوها فهو كافر ولكنه برئ من الشرك فبرئت الاباضية منه في ذلك وتبعه قوم.
الحفناوي: بفتح الحاء المهملة وسكون الفاء وفتح النون وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى حفنا وهي قرية من قرى مصر منها أبو محمد عبيدالله (3) بن معاوية بن حكيم الحفناوي جليس أصبغ بن الفرج ويروي عنه، كان فقيها عابدا زاهدا، توفي في جمادى الآخرة آخر يوم منه سنة خمسين ومائتين، ودفن أول يوم من رجب - قاله ابن يونس.
__________
(1) كذا في ك، وفي بقية النسخ " القاشاني " وألحسب الصواب " الفاشاني ".
(2) من اللباب ونسخ عدة.
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في نسخ عدة " عبد الله ".
(*)(2/239)
الحفيد: بفتح الحاء المهملة وكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الدال المهملة، عرف بهذا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف النيسابوري الحفيد، عرف بهذا لانه ابن بنت العباس بن حمزة الواعظ من نيسابور، كان محدث أصحاب الرأي في عصره، كثير الرحلة والسماع والطلب، خرج إلى العراق والبحرين وغاب عن بلده أربعين سنة، سمع جده العباس بن حمزة والحسين بن الفضل البجلي - وأكثر عنه لمحل جده، وأحمد بن نصر وأبا علي الحرشي وكافة مشايخ نيسابور، وببغداد أبا العباس محمد بن يونس الكديمي وأبا علي بشر بن موسى الاسدي وأبا عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال كان محدث أصحاب الرأي كثير الرحلة والسماع والطلب لولا مجون كان فيه، وذلك أنه خرج من نيسابور سنة تسعين ومائتين وانصرف إليها سنة ثلاثين وثلاثمائة، وأكثر مقامه كان بالعراقين، ثم وقع إلى عمان واستوطنها، وكان يعرف بالعراق وبلاد خراسان بأبي بكر النيسابوري، وكان يعرف بنيسابور بأبي بكر العماني، ومن الناس من يجرحه ويتوهم أنه في الرواية، فليس كذلك فإن جرحه كان بشرب المسكر فإنه على مذهبه كان يشرب ولا يستره، سمع بنيسابور، وبالعراق وأكثر بالكوفة بانتقاء أبي العباس ابن سعيد على الشيوخ وسمع أخبار الغلابي عن آخرها بالبصرة وكتب عن أقرانه، حدث بنيسابور تسع سنين، وقد أكثرنا عنه، وكان يحضر المجالس ويكتب أماليهم بخطه، ثم خرج من نيسابور متوجها إلى مرو في المحرم من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وخرج إلى بخارا وسمرقند، وحدث بتلك الديار، ثم انصرف في أواخر عمره إلى هراة إلى أن توفي بها، وله بها عجائب وقصص يطول شرحها، وتوفي بهراة في شهر رمضان من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
قال الحاكم سمعت أبا بكر الحفيد يقول تقدمت إلى حانوت نصر بن أحمد بالبصرة وهو يخبز الارز فقلت يا أبا القاسم أنشدنا من
شعرك، فقال كيف أنشد وأنا كما ترى: نار شوق ونار خبز وحر * أي عيش يكون من ذا أمر وأبو النضر أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى (الانماطي الحفيد قيل له) الحفيد لانه ابن ابنة أبي يحيى البزاز من أهل نيسابور، كان سمع الكثير وحدث عن أبي محمد عبد الله وأبي حامد أحمد ابني محمد بن الحسن الشرقي ومكي بن عبدان التميمي وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو النضر الحفيد ابن ابنة أبي يحيى البزاز، ما علمت في أصحاب الرأي بنيسابور أكثر سماعا للحديث منه، سمع أبا عمرو الحيري والمؤمل بن الحسن وأقرانهما، وأكثر السماع بنيسابور، وتوفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.(2/240)
باب الحاء والقاف الحقلي: بفتح الحاء المهملة وسكون القاف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى حقل وهي قرية بجنب أيلة على البحر، منها أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث الحقلي مولى رافع مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد قيل في ولائهم غير ذلك، وكان أعين بن الليث لما قدم إلى مصر سكن الاسكندرية فولد له بها عبد الحكم فكسب مالا وأثري وولد لعبد الحكم عبد الله فغني به أبوه وطلب العلم وتفقه وكان فقيها وكان حسن العقل، وكانت له منزلة عند السلطان، وتوفي ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين، وكان مولده سنة أربع وخمسين ومائة.
وأبوه أبو عثمان عبد الحكيم بن أعين بن ليث الحقلي، يروي عن ابن وهب وكان فقيها عاقلا، توفي بالاسكندرية سنة إحدى وسبعين ومائة.
الحقلاوي: بفتح الحاء المهملة وسكون القاف، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما إلى حقلا وهو ذو قتاب بطن من حمير، وهو حقلا بن مالك بن زيد بن سهل.
وحقلا ضيعة بنواحي حلب، صحبت جماعة من أهلها في توجهي من الرقة إلى بالس (1).
__________
(1) (الحقي) رسمه القبس وقال " في جشم بن معاوية بن بكر حق، هو حرثان بن زهير بن ربيعة بن بكر بن علقمة بن جداعة بن غزية بن جشم (منهم) محمد بن عبد الاعلى بن حبيب الحقي، يذكره الهجري ويذكر له أشعارا ".
(*)(2/241)
باب الحاء والكاف الحكمي: بفتح الحاء المهملة والكاف، هذه النسبة إلى الحكم وهي قبيلة من اليمن، وقد ورد في الحديث حاو حكم، وهما قبيلتان من أقصى اليمن والحكم هو ابن سعد العشيرة بن مالك (1) بن عمرو بن الغوث بن طئ بن أدد بن شبيب بن عمرو بن شبيع بن الحارث بن زيد بن عدي بن عوف بن زيد بن هميسع بن عمرو بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وأبو عقبة الجراح بن عبد الله الحكمي هو من سعد العشيرة، أصله من اليمن، سكن الشام، شامي الاصل، حمصي، كان واليا على خراسان والبصرة، ولاه يزيد بن المهلب على خراسان، يروي المراسيل، روى عنه ابن سيرين ويحيى بن عطية وصفوان بن عمرو.
وبعضهم نسب إلى جد لهم اسمه الحكم مثل عبدالجد بن ربيعة بن حجر بن الحكم الحكمي، له صحبة ورواية، روى عنه عبيدالله بن حليل الحكمي، وعبيدالله هذا روى عنه خطاب بن نصير الحكمي حديثا، وروى عن خطاب، خلف بن المنهال المصطلقي، وروى عن خلف سعيد بن كثير بن عفير، ما حدث بالحديث عنه غير سعيد بن عفير - قاله ابن يونس.
وأبو نواس الحسن بن هانئ الحكمي الشاعر، كان يعرف بذلك، مشهور - قاله ابن ماكولا.
كان أبو نواس ولد بالاهواز ونشأ بالبصرة واختلف في طلب الحديث، سمع حماد بن زيد وطبقته واختلف إلى أبي زيد النحوي وأبي عبيدة، وهو منسوب إلى جده الاعلى حكم بن سعد العشيرة، وقيل هو الحسن بن هانئ بن الصباح مولى الجراح بن عبد الله الحكمي والي خراسان، وبعضهم ذكر
__________
(1) في اللباب بعد هذا ما لفظه " بن أدد بن زيد بن يشجب " ولم يتعرض لما يأتي من سياقه النسب، وفي الجمهرة ومراجع لا تحصى " الحكم بن سعد العشيرة بن مالك - وهو مذحج - بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن
سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان " وطئ أخو مذحج، والمعروف باسم (الهميسع) هو " الهميسع بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان " فأما ما يأتي من سياق النسب فانما أخذه المؤلف من ترجمة أبي نواس في تاريخ بغداد فان فيه أن عبد الله بن أبي سعد الوراق ذكر نسب أبي نواس " الحسن بن هانئ بن صباح بن عبد الله بن الجراح بن هنب بن ددة بن غنم بن سليم بن حكم بن سعد العشيرة بن مالك..." ثم ساق لما يأتي باختلاف يسير سأنبه عليه، ولعل ابن أبي سعد أخذ هذا النسب من بعض أقارب أبي نواس ففي تاريخ بغداد 7 / 448 "..عبد الله بن أبي سعد حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أخي أبي نواس..." فذكر حكاية ثم وجدت ما يشهد لهذا كما يأتي.
ومن عادة الخطيب أن يسوق الانساب كما نذكر عن أصحابها ولا ينقدها مع أنه قال عقب النسب المذكور " وقيل هو الحسن بن هانئ بن الصباح مولى الجراح بن عبد الله الحكمي والي خراسان.
(*)(2/242)
نسبه: أبو علي بن هانئ الحسن بن جناح بن عبد الله بن الجراح بن هنب بن ذؤه بن غنم بن سلهم (بن حكم) سعد العشيرة الحكمي، ولد سنة خمس وأربعين ومائة (بالاهواز)، ومات ببغداد في سنة خمس وتسعين ومائة، ودفن بالشونيزية.
وأما سليمان بن عبد الحميد بن رافع الحكمي البهراني الحمصي هو منسوب إلى الحكم بن بهراء، سمع يحيى بن صالح، الوحاظي، روى عنه جماعة.
وجماعة منهم نسبوا إلى أجدادهم منهم أبو أيوب أحمد بن عبد الصمد بن علي بن عيسى بن رافع الحكمي الانصاري، سكن النهروان، روى عنه ونسبه أبو القاسم البغوي.
وأما أبو علي ناصر بن إسماعيل بن عامر (1) بن محمد بن أحمد بن الحكم الحكمي القاضي بنوقان طوس، روى عن أبي حفص عمر بن أحمد بن مسرور سمع منه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ.
وأبو معاذ سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن الحكم - وقيل جعفر بن عبد الله بن الحكم بن رافع بن سنان الانصاري الحكمي من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكن بغداد في ربض الانصار، وحدث بها عن مالك بن أنس وفليح بن سليمان وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وكان عنده عن مالك الموطأ، روى عنه حجاج بن الشاعر وأبو يحيى صاعقة وعباس بن محمد الدوري وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وسئل
يحيى بن معين عنه فقال: كان ههنا في ربض الانصار يدعي أنه سمع عرض كتب مالك بن أنس، وقال لي أحمد: والناس ينكرون عليه ذلك، هو ههنا ببغداد لم يحج فكيف سمع عرض مالك ؟ وقال يحيى بن معين: ليس به بأس، قد كتبت عنه، وقال أبو علي صالح بن محمد البغدادي جزرة: عبد الحميد بن جعفر سئ الحفظ، وذكر عن الثوري أنه رآه يفتي في مسائل ويخطئ فيها فتكلم فيه الثوري من أجل هذا، وسعد ابنه أثبت منه، وقال يعقوب بن شيبة: أبو معاذ الحكمي المدني ثقة صدوق (2).
الحكيم: بفتح الحاء وكسر الكاف وبعدها الياء المعجمة باثنتين من تحت وفي آخرها الميم، هذه اللفظة لقب أبي القاسم إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن زيد الحكيم السمرقندي، كان من عباد الله الصالحين، وممن يضرب به المثل في الحلم والحكمة وحسن العشرة، تولى قضاء سمرقند أياما طويلة، وكانت سيرته محمودة، قد دونت حكمته وانتشر ذكره في شرق الارض وغربها بأبي القاسم الحكيم، لكثرة حكمه ومواعظه
__________
(1) مثله في الانساب المتفقة ص 44، والاسم مشتبه في م وفي اللباب " عباس ".
(2) في اللباب " فاته النسبة إلى الحكم بن عتيبة، وعرف بها محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن وهب الحكمي أبو عبد الله، قرأ على نافع القارئ القرآن جميعه " وراجع التعليق على الاكمال 3 / 77 و 78.
(*)(2/243)
يروي عن عبد بن سهل الزاهد ومحمد بن خزيمة القلاس وعمرو بن عاصم المروزي وغيرهم، روى عنه أبو جعفر بن محمد منيب السمرقندي (ومحمد بن عمران بن المشهي (؟) الاسحي (؟) وعبد الكريم بن محمد الفقيه السمرقندي) وجماعة، وتوفي في المحرم يوم عاشوراء سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة بسمرقند، ودفن بمقبرة جاكرديزه، وزرت قبله غير مرة.
وأبو سفيان صالح بن مهران الحكيم مولى زكريا بن مصقلة الشيباني من أهل أصبهان، سمع النعمان بن عبد السلام وأبا يحيى زرارة، روى عنه أسيد بن عاصم وعمر بن شبة وعبد الرحمن بن عمر ورسه (1).
الحكيمي: بفتح الحاء المهملة وكسر الكاف وبعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى حكيم، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش (2) بن حازم بن صبح بن صباح الحكيمي الكاتب، من أهل بغداد، حدث عن زكريا بن يحيى بن أسد المروزي ومحمد بن عبدالنور المقرئ ومحمد بن إسحاق الصغاني (3) والعباس بن محمد الدوري وجماعة سواهم، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز ومحمد بن عمران المزرباني وغيرهم، وكان ينزل ببغداد درب الاعراب، وكان بلخي الاصل، وثقه أبو بكر البرقاني غير أنه قال: في حديثه مناكير، وقال أبو بكر الخطيب عقيبة: قد اعتبرت أنا حديثه فقلما رأيت فيه منكرا.
وكانت ولادته في ذي الحجة من سنة اثنتين وخمسين ومائتين، ومات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن حكيم المديني الحكيمي مولى بني هاشم، يعرف بابن ممك من أهل مدينة أصبهان، كانت له رحلة إلى الشام والعراق والري أكثر فيها الحديث والكتابة عن الشيوخ، وكان ثقة مأمونا حافظا حسن المعرفة، كتب مع أخيه إسحاق، سمع أبا عيسى موسى بن الهروي بعسقلان وأبا حاتم محمد بن إدريس الرازي وأبا عبد الله محمد بن مسلم بن وارة الرازي وأبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وأبا علي أحمد بن محمد بن أبي الحناجر الاطرابلسي، روى عنه القاضي أبو أحمد محمد (بن أحمد) بن إبراهيم العسال وأبو إسحاق إبراهيم بن
__________
* (1) كذا في ك، ووقع في س وم " عبد الرحمن بن شبر " وأحسب الصواب " عبد الرحمن بن عمر رسته " ولصالح هذا ترجمة في أخبار أصبهان لابي نعيم ولم يذكر فيها أبا يحيى زرارة، ولا عمر بن شبة ولا عبد الرحمن.
(2) مثله في الاكمال 3 / 82 واللباب وغيرهما ووقع في ك " يونس ".
(3) هكذا في م وهو الصواب، وفي تاريخ بغداد " الصاغاني " وهو صحيح أيضا وعن بقية النسخ " السمعاني " خطأ.
(*)(2/244)
محمد بن حمزة الحافظ وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبو بكر أحمد بن موسى بن
مردويه الحافظ وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ وغيرهم، توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن حكيم القاضي الحكيمي من أهل شيراز، ولي القضاء بها، له رحلة إلى العراق، يروي عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي مطين ومحمد بن مسلمة الواسطي ومحمد بن غالب تمتام وعبد الرحمن بن خلف الضبي وهشام بن علي السيرافي، واستقضي بشيراز بعد وفاة عبد الله بن الفضل، وكان صدوقا، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني بصيداء وذكر أنه سمع منه بشيراز، ومات ليلة الثلاثاء سلخ شوال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة باب إصطخر.(2/245)
باب الحاء واللام الحلبي: بفتح الحاء المهملة واللام وفي آخرها الباء الموحدة، حلب بلدة كبيرة بالشام من ثغور المسلمين توصف برقة الهواء، أقمت بها عشرة أيام وسمعت بعضهم يقول إن هذا الموضع كان يحلب الخليل إبراهيم صلوات الله عليه نعمه به أيام الجمعات وكان يتصدق بما يحلب على الناس فكان الفقراء يقولون حلب، حلب، ويسأل بعضهم بعضا، فعرف الموضع بذلك وبقي الاسم عليه فسمي البلد بذلك، وقيل إن حلب وحمص ابني مهر بن حيص بن حاب بن مكنف بن بني عمليق هو الذي بنى حلب فنسبت إليه، وكان بها جماعة من العلماء والحدثين قديما وحديثا منهم محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، يروي عن هشيم وأبي يوسف، روى عنه عمر بن سعيد بن سنان المنجي وابن بنته يحيى بن علي بن هاشم الحلبي وغيرهما.
ومن القدماء أبو بشر عمران الحلبي، يروي عن الحسن البصري، روى عنه وكيع بن الجراح وعبيدالله بن موسى.
وأبو حفص محمود بن محمد بن عبسة بن أبي المصاء الحلبي، ورد بغداد، وحدث بها عن أبي صالح محبوب بن موسى الانطاكي، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأبو طالب أحمد بن نصر الحافظ ومحمد بن مخلد وأبو عبد الله
الحكيمي وكان ثقة صدوقا ومات بحلب في آخر سنة اثنين وثمانين ومائتين.
الحلسي: بكسر الحاء والسين المهملتين بينهما اللام الساكنة، هذه النسبة إلى حلس وهو بطن من كنانة بن خزيمة، وهو حلس بن نفاثة بن عدي بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة منهم..الحلبسي: بفتح الحاء المهملة وسكون اللام وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى حلبس، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن حلبس المروزي الحلبسي المعروف بالاعمش، سكن سمرقند، يروي عن أبي يعقوب يوسف بن علي الابار وبكر بن مفتونة ومحمد بن إسحاق الحافظ ومحمد بن طاهر السمرقنديين ومحمد بن عبد بن حميد الكشي ويحيى بن بدر القرشي (ومحمد بن الضوء الكرميني) ومحمد بن حبال الصغاني وغيرهم، كتب الكثير، قال أبو سعد الادريسي: وحدثنا عنه جماعة من الشيوخ والكهول (1).
__________
* (1) (الحلحولي) في معجم البلدان " حلحول بالفتح ثم السكون وضم الحاء الثانية وسكون الواو ولام قرية بين البيت (*)(2/246)
الحلفي: بفتح الحاء المهملة وسكون اللام وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى حلف وهو بطن من خثعم، هو حلف بن أفتل وهو خثعم بن أنمار - قال ذلك ابن حبيب.
الحلواني: بضم الحاء المهملة وسكون اللام والنون بعد الواو والالف، هذه النسبة إلى بلدة حلوان وهي آخر حد عرض سواد العراق مما يلي الجبال وهي بلدة كبيرة وخمة الهواء خرب أكثرها، دخلتها نوبتين وبت بها، والمشهور بالنسبة إليها أبو محمد الحسن بن علي الخلال الحلواني صاحب السنن، يروي عن يزيد بن هارون وعبد الرزاق بن همام وعبد الله بن نمير وأبي عاصم النبيل وعفان بن مسلم ومحمد بن عيسى بن الطباع وعبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهم، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري وأبو عيسى (محمد بن عيسى بن سورة) الترمذي وأبو عبد الله محمد بن
يزيد بن ماجه القزويني وغيرهم، وكان ثقة حافظا، وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: لم يحمده أبي ثم قال - يعني أباه - يبلغني عنه أشياء أكرهها.
ثم قال لي مرة أخرى: أهل الثغر عنه غير راضين.
أو كلاما هذا معناه.
وكان أبو داود السجستاني يقول: كان الحسن بن علي الحلواني لا ينتقد الرجال ثم (قال) كان عالما بالرجال، وكان لا يستعمل علمه.
وقال يعقوب بن شيبة: الحلواني كان ثقة ثبتا متقنا.
وقال النسائي: هو ثقة.
ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
ومن المتأخرين شيخنا أبو سعد يحيى بن علي بن الحلواني، قدم علينا مرو رسولا من جهة المسترشد بالله إلى الخاقان محمد بن سليمان، وروى لنا عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة المعدل البغدادي جزءا من حديث القاضي أبي محمد بن معروف وتوفي بسمرقند في شهر رمضان سنة عشرين وخمسمائة.
وأبو محمد بدل بن الحسين بن علي الحلواني، كان فقيها صالحا، سمع أبا عبد الله محمد بن أحمد المقدسي، كتبت عنه حديثين على باب داره بحلوان، ومات سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة.
وأبو الحسين محمد بن الفضل بن لؤلؤ الحلواني نزيل نيسابور، كان من الرحالة المعروفين بطلب الحديث.
مولده بحلوان ومنشؤه مدينة السلام بغداد، سمع بتلك الديار بعد الثلاثين، وقدم نيسابور سنة أربعين، فاستوطنها، وسمع الحديث الكثير، فبقي عندنا
__________
= المقدس وقبر إبراهيم الخليل وبها قبر يونس بن متى عليهما السلام، وإليها ينسب عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن الحلحولي الجعدي، محدث زاهد ولد بحلب ونشأ بها وسار إلى الآفاق، وكان آخر أمره أنه انقطع بمسجد في ظاهر دمشق ففي سنة 543 نزل الافرنج على دمشق محاصرين فخرج هذا الشيخ في جماعة فقتل رحمه الله وإيانا " وذكر في التوضيح وزاد " شيخ لابن عساكر، وروى عنه أبو سعد السمعاني في تاريخه " ثم قال " والشيخ عبد الله بن محمد بن خضر الحلولي سمع من محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدائم المقدسي وطبقته ".
(*)(2/247)
سنتين، ثم خرج إلى مرو وبخارا واخرة بنسا، وتوفي بعد الثمانين وقبل التسعين والثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبيد بن زياد بن مهران بن البختري الحلواني والد
أبي القاسم بن الثلاج الشاهد، ولد بحلوان سنة سبعين ومائتين ونزل بغداد، وحدث عن إبراهيم بن زهير الحلواني ويوسف بن يعقوب وأبي خليفة الفضل بن الحباب البصري وزكريا بن يحيى الساجي، ذكر ابنه أنه سمع منه وقال غرق بإسكاف البصل على دجلة وهو خارج إلى واسط في آخر شهر رمضان من سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
وحلوان من أعمال مصر قيل لها حلوان لانها بناها حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
الحلوائي (1): بفتح الحاء المهملة وسكون اللام، وهذه النسبة إلى عمل الحلوا وبيعها، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد (2) عبد العزيز بن أحمد بن نصر صالح الحلوائي الملقب بشمس الائمة، من أهل بخارا إمام أهل الرأي بها في وقته، حدث عن صالح بن محمد السجاري وأبي عبد الله الغنجار وأبي سهل أحمد بن محمد بن مكي بن عجيف الانماطي البخاريين وغيرهم، وتوفي بكس وحدث، هكذا ذكره ابن ماكولا في الاكمال.
قلت وظني أنه أبو محمد عبد العزيز، تفقه على القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي، روى عنه أصحابه مثل أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي وأبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي وأبي الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري - وهو آخر من روى عنه، وتوفي سنة ثمان أو تسع وأربعين وأربعمائة بكس وحمل إلى بخارا فدفن بكلاباذ وزرت قبره، ذكر أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في معجم شيوخه: ومنهم شمس الائمة أبو محمد الحلوائي شيخ عالم بأنواع العلوم معظم للحديث وأهل الحديث، لم أشك أنه صاحب حديث في الباطن إن شاء الله من تعظيمه للحديث غير أنه يفتي على مذهب الكوفيين، سمع أبا إسحاق الرازي وإسماعيل بن محمد الزاهد وعبيدالله بن محمد الكلاباذي وصالح بن محمد السجاري وجماعة ومات بكس في شعبان سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة غير أنه يتساهل في الرواية، كان أخرج إلي أصوله لاخرج له الامالي فكان من جملة ما دفع إلي أمالي بخط القاضي أبي علي النسفي مما أملاها ببخارا لم يكن فيه سماعه فأمرني أن أخرج له منها وقال قد سمعت أماليه كلها، فأبيت عليه أن أخرج له
__________
* (1) في اللباب " الحلواني " وكلاهما صحيح كما مر.
(2) كذا وهو صحيح في الجملة ولكن الذي في الاكمال 3 / 111 " أبو أحمد " وسيشير المؤلف إلى هذا بما يدل أنه اثبته هنا " أبو أحمد " كما في الاكمال.
(*)(2/248)
منها إلا أن أرى سماعه فيها أو يكون مكتوبا بخطه عن شيوخه، والله أعلم.
وأبو المعالي عبد الله بن أحمد بن محمد (1) بن...الحلوائي من أهل مرو، كان يكتب لنفسه: البزاز، فقيه عالم حافظ، تفقه بنيسابور أولا على الخوافي ثم بمرو على جدي الامام، وصحب والدي إلى الحجاز، وأكثر من الحديث، سمع بنيسابور شيوخا لم يدركهم والدي مثل أبي المظفر موسى بن عمران الانصاري وأبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيرهما، أكثرت عنه وسمعت منه الكثير، وتوفي في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ودفن بسنجدان.
وولده أبو المحاسن عبد الكريم.
عبد الله الحلواني صديقنا القديم، سمعه جده بنيسابور عن الحاكم أبي القاسم إسماعيل بن الحسين السنجبستي وأبي بكر عبد الغافر بن محمد الشيرويي، وسمع بمرو أبا منصور محمد بن محمد (بن) حوتكين المشهوري وأبا الفضل عبد الله بن أحمد النيسابوري وجماعة كثيرة سواهم، سمعت منه بمرو وبلخ وبالفارياب.
الحلولي: بضم الحاء المهملة والواو بين اللامين، هذه النسبة إلى طائفة يقال لهم الحلولية (وهم أصناف وقيل لهم الحلولية) (2) لانهم يعتقدون أن روح الاله يحل في آدم ثم صارت إلى الانبياء والائمة في أزمانهم إلى أن انتهت إلى علي رضي الله عنه وأولاده، وافترقت هذه الطائفة، فمنهم من زعم أنها انتهت إلى بيان بن سمعان، وأدعى له بذلك الالهية، واستدل على ذلك بوصية أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية.
ومنهم من زعم أن تلك الروح انتهت إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر ذي الجناحين وعبده أتباعه وزعموا أنه إله وكفروا بالجنة والنار والقيامة واستحلوا جميع المحرمات من الميتة والخمر وذوات المحارم وتأولوا فيها قول الله عزوجل: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما
طعموا) (3).
وهكذا قول المنصورية في أبي منصور العجلي وفي إسقاط الفرائض واستحلال المحرمات.
والصنف الثاني من الحلولية قوم من الخطابية قالوا بالهية الائمة وإلهية جعفر ثم إلهية أبي الخطاب وحلول الروح فيه، وقالوا في أنفسهم مثل ذلك، وزعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه وتأولوا على ذلك قول الله عزوجل للملائكة في آدم عليه السلام: (فإذا سويته ونفخت فيه من روحي) (4) الآية، قالوا هو آدم ونحن ولده وفينا روحه المنفوخة من روح الاله، وهم أصناف عدة اتفقوا على حلول الروح، لكن بعضهم قال في أشخاص معينة.
__________
(1) مثله في اللباب والتوضيح، ووقع في س وم " حمد " وسقط الاسم من ع.
(2) كذا، وفي اللباب " حلت ".
(3) سورة 5 آية 93.
(4) سورة 38 آية 62.
(*)(2/249)
الحليفي: بضم الحاء المهملة وفتح اللام والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى حليف، قال ابن حبيب كل شئ في العرب خليف بالخاء المعجمة إلا في خثعم بن أنمار وهو حليف بن مازن بن جشم (1) بن حارثة بن سعد بن عامر بن تيم الله بن مبشر، فإنه بالحاء غير المعجمة.
الحليلي: بضم الحاء المهملة والياء الساكنة آخر الحروف بين اللامين، هذه النسبة إلى حليل، وهو بطن من خزاعة وهو حليل بن حبشية بن سلول الخزاعي، وهو جد كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة بن عبد نهم (2) بن حليل، هو حليلي، وكرز له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عروة بن الزبير ذكر نسبه أبو جعفر الطبري.
الحليمي: بفتح الحاء المهملة وكسر اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى حليمة وحليم، أما الاولى فهو أبو عمر (3) محمد بن أحمد الحليمي من ولد حليمة ظئر النبي صلى الله عليه وسلم، كان بالانبار، وحدث عن آدم بن أبي إياس أربعة أحاديث مناكير بإسناد
واحد، والحمل عليه فيه لا على الراوي لها عنه، روى عنه أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى الانباري المقرئ.
وأبو الفتوح الحسن بن محمد بن أحمد الحليمي من أهل نيسابور كان في ديوان الاستيفاء مدة للسلطان ثم أعرض عنه وجعل داره مجمعا لاهل القرآن والخير، سمع أبا علي الخشنامي، سمعت منه أحاديث، وكان يعرف بأبي الفتوح حليمة ولعله اسم والدته أوجدته، وتوفي سنة سبع وأربعين وخمسمائة بنيسابور وأما النسبة إلى حليم فأبو محمد الحسن بن محمد بن حليم بن إبراهيم بن ميمون الصائغ، الحليمي المروزي، نسب إلى جده (حليم)، حدث بمسند أبي الموجه محمد بن عمرو بن الموجه الفزاري، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وغيره، وإنما قيل له الحليمي لنسبته إلى جده، والامام أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم الحليمي الفقيه الشافعي الجرجاني، ولد بها في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وحمل إلى بخارا، وكتب بها الحديث عن أبي بكر محمد بن أحمد بن خنب أبي أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي وأبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين الجباخاني، وتفقه على أبي بكر الاودني حتى صار إماما معظما مرجوعا إليه (صاحب التصانيف الحسان) ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ (في
__________
(1) مثله في كتاب ابن حبيب والاكمال 3 / 184 وهو قضية صنيعهم في (باب جشم وحشم) ووقع في ك " حشم ".
(2) هكذا في طبقات خليفة والاكمال وأسد الغابة واللباب وغيرها، ووقع في النسخ " فهم " خطأ.
(3) مثله في الاكمال 3 / 80 وزيادات أبي موسى على الانساب المتفقة ص 188، ووقع في نسخ عدة واللباب " أبو عمرو ".
(*)(2/250)
تاريخ) نيسابور فقال: القاضي أبو عبد الله بن أبي محمد الحليمي أوحد الشافعيين بما وراء النهر وآدبهم وأنظرهم بعد أستاذيه أبي بكر القفال وأبي بكر الاردني، قدم نيسابور سنة سبع وسبعين حاجا فحدث وخرجت له الفوائد، ثم قدمها سنة خمس وثمانين رسولا من السلطان فعقدنا له الاملاء وحدث مدة مقامه بنيسابور، وتوفي في جمادى الاولى سنة ثلاث وأربعمائة، وقيل توفي في شهر ربيع الاول من السنة.
قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي: أبو
عبد الله الحليمي الجرجاني، بلغني أنه ولد بجرجان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة وحمل إلى بخارا وهو صغير وكتب بها الحديث وتفقه وصار رئيس أصحاب الحديث ببخارا ونواحيها، وتولى القضاء ببلدان شتى، وتوفي في جمادى الاولى سنة ثلاث وأربعمائة، وكان أستاذه أبو بكر الاودني يقول: أبو عبد الله الحليمي إمام.
وقال الحليمي: علق عني القاسم بن أبي بكر القفال صاحب التقريب أحد عشر جزءا من الفقه.
وورد جرجان رسولا من أمير خراسان إلى قابوس بن وشمكير في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة وكان أبو نصر الاسماعيلي محبوسا في يد قابوس مصادرا فأطلق عنه وسلمه إلى أبي عبد الله الحليمي حتى رده (إلى داره) وحدث بجرجان في هذه النسبة (1).
الحلي (2): بضم الحاء المهملة ثم اللام المخففة، هذه النسبة إلى الحلي وهو جمع حلية، عرف بهذا زائدة بن أبي الرقاد صاحب الحلي، يروى عن زياد النميري.
روى عنه المقدمي والقواريري قال عبيدالله بن عمر القواريري لم يكن بزائدة بن أبي الرقاد بأس وكتبت كل شئ عنده وأنكر هذا الحديث الذي حدثنا به ابن سلام هكذا قال ابن أبي حاتم، ثم قال سألت أبي عن زائدة بن أبي الرقاد، فقال: حدث عن زياد النميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة فلا يدري منه أو من زياد ؟ ولا أعلم روى عن غير زياد فكنا نعتبر بحديثه.
__________
(1) في اللباب ما نصه " فاته ذكر ابن الحليمي من أهل نسف، وهم بيت علم، منهم أبو علي زاهر بن أحمد بن الحسين النسفي الحليمي، سمع أبا محمد عبد الله بن نصر المعدل وغيره.
وفاته ذكر أبي المظفر محمد بن أسعد بن محمد بن نصر الحليمي العراقي، ويعرف بابن حليم أيضا، كان فقيها حنيفا واعظا، تفقه على أبي طالب الزينبي، وسمع منه الحديث، ومن جماعة سواه " وراجع التعليق على الاكمال 3 / 81 و 82.
(2) كذا ومثله في اللباب وأحسب أبا سعد إنما أراد (الحليي) بياءين مشددتين، ومثل هذا يأتي شذوذا والقياس (حلوي) بضم ففتح فكسر فياء النسبة هذا إذا اتجهت النسبة إلى لفظ الجمع وإلا فالوجه النسبة إلى مفرده.
(*)(2/251)
باب الحاء والميم
الحمادي: بفتح الحاء المهملة والميم المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى حماد وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو علي الحسن بن علي بن المكي بن عبد الله بن إسرافيل بن حماد الحمادي النخشبي، كان فقيها فاضلا حسن السيرة، وكان حنفي المذهب فصار شافعيا، سمع أبا الفضل يعقوب بن إسحاق السلامي وأبا محمد عبد الله بن عمرو الطرسوسي بنخشب وأبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني الحاجبي بالكشيانية مع أبي سهل الابيوردي، وببخارا أبا عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد الحليمي وأبا مروان عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم بن معقل النسفي، وبمرو أبا بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي، وبنيسابور أبا نعيم عبد الملك بن الحسن الازهري - سمع منه كتاب أبي عوانة الاسفراييني الصحيح، سمع منه جماعة من القدماء مثل عبد العزيز بن محمد بن محمد الحافظ النخشي وأبي بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي وعبد السيد بن أحمد بن محمد النسفي البلدي، وآخر من حدث عنه شيخنا أبو عبد الله الحسين بن الخليل النسفي الامام، وسمعت منه وضاع سماعي عنه ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في معجم شيوخه فقال: الامام أبو علي الحمادي، سمع بنيسابور كتاب أبي عوانة على ما ذكر، سألني عنه أبو علي الحسن بن علي الحمشاذي فقلت: لا أدري هل يعيش أم لا ؟ أدركته حيا، وهو بعد في الاحياء انتقل من مذهب أهل الكوفة إلى مذهب الشافعي وعمر عمرا طويلا، فغلب عليه الهزل حسن السيرة حسن المعرفة، تفقه للشافعي درس في سنة أربعمائة بعدما رجع من السفر، وعامة كهول أصحاب الشافعي بنخشب قرأوا عليه فقه الشافعي في شبابه.
قال عمر بن محمد بن أحمد النسفي: توفي أبو علي الحمادي بنسف في اليوم السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ستين وأربعمائة.
وابنه أبو سعد محمد بن الحسن الحمادي يروي عن أبيه وأبي نصر محمد بن يعقوب السلامي، روى عنه أبو حفص (عمر) بن محمد النسفي، ولد في ذي القعدة سنة أربع وعشرين وأربعمائة، وتوفي بنسف بعد سنة أربع وتسعين وأربعمائة فإنه حدث في هذه
السنة (1).
__________
(1) في اللباب " فاته النسبة إلى حماد بن زيد، واشتهر بها القاضي أبو الحسن الحمادي، روى عن الفتح بن شحرف.
وفاته (*)(2/252)
الحمار: بفتح الحاء المهملة والميم المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الدلالة في بيع الحمير أو كثرة بيعها، والمشهور بها أحمد بن موسى بن إسحاق الحمار الاسدي الكوفي، يحدث عن وضاح بن يحيى ومخول بن إبراهيم وأبي نعيم الملائي وغيرهم، قال الدارقطني حدثنا عنه جماعة من شيوخنا.
وسعيد بن إسحاق بن الحمار المصري، يروي عن الليث بن سعد، روى عنه علان بن المغيرة ومالك بن عبد الله بن سيف التجيبي، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: مجهول لا أعرفه.
قال وسألت أبا زرعة عنه فقال: لا أعرفه، فقيل له لعله كان شيخا بمصر في زاوية ؟ فقال: قد يكون.
الحمازي: بكسر الحاء المهملة والميم المخففة المفتوحة بعدهما الالف وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى حماز وهو اسم لوالد حبيب بن حماز الحمازي، يروي عن علي بن أبي طالب وأبي ذر الغفاري وأبي سريحة حذيفة بن أسيد رضي الله عنهم، روى عنه سماك بن حرب وعبد الله بن الحارث، وقال حبيب بن حماز: قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه كيف بلغ ذو القرنين المشرق ؟ قال: سخر له السحاب وبسط له النور ومد له الاسباب (1).
الحمال: بالحاء المهملة وتشديد الميم، هذه النسبة إلى حمل الاشياء، والمشهور بها مشكان الحمال، يروى عن أبي ذر الغفاري، روى عنه زياد بن جيل.
قال أبو زيد البلخي يقال شر الناس الحمالون لانهم يحملون أحمال الحمر والدواب.
قال أبو زيد وأنا أقول: شر منهم الذي يحمل احمال الغير ويجعل لنفسه الخصوم وهو عاجز عن حمل بطن نفسه قال الله تعالى: (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامة عما كانوا يفترون) فهذا وعيد من الله تعالى للظلمة وأعوانهم.
والمشهور بهذه النسبة من المحدثين أبو موسى هارون بن عبد الله بن مروان الحمال.
وابنه موسى بن هارون الحمال، وهارون كان بزازا
فتزهد فصار يحمل الاشياء بالاجرة ويأكل منها، وقيل إنه لقب بالحمال لكثرة ما حمل من العلم وبقي على ابنه الحافظ الكبير موسى بن هارون، سمع سفيان بن عيينة وسيار بن حاتم
__________
أيضا علي بن محمد بن عبد الله المروزي الحمادي، سمع محمد بن موسى بن حماد وغيره، روى عنه الحاكم أبو عبد الله ".
(1) (الحماسي) استدركه اللباب قال " بكسر الحاء وبالميم وبعد الالف سين مهملة، نسبة إلى الحماس بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب - بطن من مذحج، منهم النجاشي الشاعر، واسمه قيس بن عمرو بن مالك بن معاوية بن حديج بن الحماس المذحجي الحارثي الحماسي.
ومنهم داعر بن الحماس، إليه تنسب الابل الداعرية ".
(الحماسي) بفتح الحاء نسبة إلى كتاب الحماسة لابي تمام يقال في كل شاعر ممن له شعر فيها: الحماسي: وممن استعمل ذلك ابن هشام في المغنى قال في الكلام على (اذن) " وقول الحماسي: لو كنت من مازن لم تستبح ابلي.." ذكر البيتين وهما من أول قطعة في الحماسة، قال أبو تمام " قال بعض شعراء بلعنبر.." فذكرها وسمى غيره هذا الشاعر قريط بن انيف وقيل غيره.
(*)(2/253)
ومعن بن عيسى وروح بن عبادة وأبا عاصم النبيل وأبا عامر العقدي وعبد الله بن نمير وأبا أسامة الكوفي، روى عنه ابنه موسى ومسلم بن الحجاج وإبراهيم الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، روى عنه الحسن بن سفيان، ذكر هارون الحمال قال جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب فقلت: من هذا ؟ فقال: أحمد، فبادرت أن خرجت إليه فمساني ومسيته قلت: حاجة يا أبا عبد الله ؟ قال: نعم شغلت اليوم، قلت: بماذا يا أبا عبد الله ؟ قال جزت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في الفئ والناس في الشمس بأيديهم الاقلام والدفاتر، لا تفعل مرة أخرى إذا قعدت فاقعد مع الناس.
وكان إبراهيم الحربي يقول: كان هارون بن عبد الله صدوقا، لو كان الكذب حلالا لتركه تنزها.
ومات سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وأما أبوعمران موسى بن هارون الحمال إمام في علم الحديث، قال ابن ماكولا: أبا عبد الله الصوري الحافظ يقول سمعت عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول:
أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: علي بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر في وقته.
وموسى سمع أباه وداود بن عمرو الضبي ومحمد بن جعفر الوركاني ويحيى بن عبد الحميد الحماني وعلي بن الجعد وخلف بن هشام ومحرز بن عون وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، روى عنه أبو سهل بن زياد وجعفر بن محمد الخلدي وإسماعيل بن علي الخطبي ودعلج بن أحمد السجزي، وكان ثقة أحد المشهورين بالحفظ والثقة ومعرفة الرجال، مات في شعبان سنة أربع وتسعين ومائتين، وصلى عليه الفيريابي.
ورافع الحمال الفقيه المجاور بمكة، وبها مات، وكان أحد الزهاد، سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول سمعت أبا محمد هياج بن عبيد الحطيني يقول: كان لرافع الحمال في الزهد قدم.
وسمعته يقول: إنما تفقه أبو إسحاق الشيرازي وأبو يعلى بن الفراء بمعاونة رافع لهما، لانه كان يحمل وينفق عليهما.
وإبراهيم بن بشار الحمال كان زاهدا متعبدا، يروي عن إبراهيم بن أدهم الحكايات، روى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي السراج.
وبنان الحمال، هو أبو الحسن بنان بن محمد بن أحمد بن سعيد الواسطي، وقيل حمدان بن سعيد، نزل مصر، وكان صاحب كرامات وآيات، وإنما قيل له الحمال لانه خرج إلى الحج سنة من السنين وحمل على رقبته زادا وكان يتوكل فرأته عجوز في البادية وقالت: أنت حمال، ما أنت متوكل، ما ظننت أن الله يرزقك حتى حملت الزاد إلى بيته ومائدته ؟ فرمى ما على رقبته ! وكان يقال له الحمال بسبب هذه الحكاية، ومن كراماته إن ابن طولون غضب عليه فرماه بين يدي السبع فجعل يشمه ولا يضره فلما أخرج من بين يدي السبع قيل له: ما الذي كان في قلبك حين شمك السبع ؟ كنت أتفكر في اختلاف الناس في سؤر السباع ولعابها، توفي(2/254)
بنان الحمال سنة سبع أو ست عشرة وثلاثمائة.
ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر، وقال: من أهل واسط، قدم مصر قديما، يعرف بالحمال، كان زاهد متعبدا، وكان له بمصر
موضع ومنزلة عند الخاصة والعامة، وكانت العامة تضرب بعبادته وزهده المثل، وكان لا يقبل من السلاطين شيئا.
وكان صالحا متحليا، حدث عن الحسن بن عرفة وطبقة نحوه وبعده، وكتب عنه، وكان ثقة، توفي بمصر يوم الاحد اليوم الثالث من رمضان سنة ست عشرة وثلاثمائة، وخرج في جنازته أكثر أهل البلد من الخاص والعام، وكان شيئا عجيبا.
وأبو سليمان أيوب الحمال أحد الزهاد وكان صاحب كرامات، حكى عنه أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي وغيره، وهو بغدادي، وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أيوب الحمال من أجل المشايخ وأورعهم ومن أقران السري وبشر، صحبه سهل بن عبد الله.
وقال محمد بن خالد الآجري يقول قلت لايوب الحمال: يخطر في نفسي مسألة فأشتهي أن أراك، قال: إذا أردتني فحرك شفيتك، قال فكنت إذا أردته حركت شفتي فأراه يدخل وعلى كتفه (كارته) فأسأله (فيجيبني).
وقال أيوب الحمال عقدت على نفسي أن لا أمشي غافلا ولا أمشي إلا ذاكرا فمشيت مشية غفلة فأخذتني عرجة فعلمت من أين أتيت فبكيت واستغثت وتبت فزالت العلة والعرجة ورجعت إلى الموضع الذي غفلت فيه فرجعت إلى الذكر فمشيت سليما.
الحمامي: بفتح الحاء المهملة وتشديد الميم، هذه النسبة إلى الحمام الذي يغتسل فيه الناس ويتنظفون، وفيهم كثرة، منهم أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر الحمامي مقرئ أهل بغداد ومحدثهم في عصره، حدث عن أبي عمرو بن السماك وأبي بكر بن سلمان النجاد وغيرهما، روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي ومن دونهما، توفي في حدود سنة عشرين وأربعمائة إن شاء الله.
وقال ابن ماكولا حمامي في نسب أبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي من أجداده وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وقال في موضع آخر هو حمامي بالتخفيف.
وأبو علي الحسن بن محمد بن إسماعيل بن أشناس البزاز، يعرف بابن الحمامي، يروى عن ابن لؤلؤ وطبقته.
الحمامي: مثل الاول غير أنه مخفف، وهذه النسبة إلى شيئين، أحدهما إلى الحمام التي هي الطيور واقتنائها، وببغداد جماعة يقال لهم أصحاب الحمام التي يطيرونها ويرسلونها
إلى بلاد، ومنهم أبو النجم بدر الحمامي وهو بدر الكبير مولى المعتضد، كان أميرا على فارس، وحدث عن عبيدالله بن رماحس العسقلاني، روى عنه ابنه أبو بكر، وكان له من السلطان منزلة كبيرة يتولى الاعمال الجليلة بمصر مع ابن طولون إلى أن فسد أمر ابن طولون(2/255)
وقتل، قدم بدر بغداد وولاه السلطان بلاد فارس، وخرج إلى عمله وأقام هناك إلى أن توفي، وذكر أبو نعيم الحافظ أنه كان مستجاب الدعوة، ومات في شهر ربيع الاول سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن بدر الحمامي، يروي عن بكر بن سهل الدمياطي وحماد بن مدرك الفارسي وأبي عبد الرحمن النسائي، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو نعيم الاصبهاني وبشري بن عبد الله الفاتني، قام مقام أبيه، وولى بلاد فارس بعد موته وضبط الولاية، وفوض إليه من السلطان وأطاعه الناس، وقال أبو نعيم الحافظ: كان ثقة صحيح السماع، وقال أبو الحسن بن الفرات: مات محمد بن بدر الحمامي في رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة، وكان ثقة إن شاء الله ما علمته، ولم يكن من أهل هذا الشأن.
قال ابن ماكولا وصديقنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي يعرف بالحمامي، سمع أبا علي شاذان وخلقا كثيرا بعده، وهو من أهل الخير والعفاف والصلاح قلت روى لنا عنه كثير بن سعيد الوكيل بمكة وعبد الله بن أحمد الحلوائي (1) بمرو وأبو طاهر السنجي ببلخ وجماعة كثيرة سواهم.
وأبو الكرم يحيى بن الحسين بن المبارك الحمامي من أهل بغداد، كان يلعب بالحمام، سمع الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، كتبت عنه أحاديث يسيرة وتوفي..والثاني الاشتر الحمامي، قال ابن ماكولا: هو من بني حمامة من ازد عمان.
وهو شاعر ذكره الآمدي.
وأبو محمد إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم الزهري الحمامي والد أبي طالب الفقيه يعرف بابن حمامة، روى عن يحيى بن محمد بن صاعد وغيره، روى عنه ابنه أبو طالب وذكر أنه إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن محمد بن بجاد بن موسى بن سعد بن أبي وقاص، قال أبو بكر الخطيب قال لنا أبو طالب: أهل المعرفة
بالنسب يقولون: نجاد بن موسى - بالنون، وأصحاب الحديث يقولون، بجاد - بالباء.
وذكر أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم السعدي في كتاب نسب ولد سعد بن أبي وقاص بجاد - بالباء، وكانت ولادته في سنة ثلاث وثلاثمائة، ومات في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ببغداد.
وقد ذكرت ابنه أبا طالب في البجادي بالباء الموحدة.
الحمامي: بضم الحاء المهملة والالف بين الميمين مخففة هذا اسم يشبه النسبة، وهو حمامي بن فحور بن وهب بن عمرو بن الفاتك بن خمام بن عاداة بن عوف بن بكر بن عمرو بن عوف، من بني سامة بن لؤي.
(وذكر أبو فراس السامي في نسب بني سامة بن
__________
(1) في عدة نسخ " الحلواني ".
(*)(2/256)
لؤي..).
الحماني: بكسر الحاء المهملة وفتح الميم المشددة وفي آخرهما نون بعد الالف، هذه النسبة إلى بني حمان، وهي قبيلة نزلت الكوفة، والمشهور بهذه النسبة أبويحيى عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون الحماني، حدث عن الاعمش وسفيان الثوري وغيرهما، روى عنه ابنه.
أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني صاحب المسند الكبير، روى عن أبيه، وروى عنه أبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي والقاسم بن عباد الترمذي وغيرهم وسأذكره فيما بعد.
ومن التابعين أبو محمد راشد بن نجيح الحماني، عداده في أهل الكوفة، يروي عن أنس رضي الله عنه وأبي نضرة والحسن البصري وأبي هارون، عداده في البصريين، روى عنه ابن المبارك والربيع بن بدر والحسن بن حبيب بن ندبة وعبد الوهاب بن عطاء، وربما أخطأ - قاله أبو حاتم بن حبان.
وعتاب بن عبد العزيز الحماني، يروي المقاطيع عن الرحال القريعي، روى عنه يزيد بن هارون.
وأبو بشر جابر بن نوح الحماني إمام مسجد بني حمان بالكوفة، يروي عن الاعمش وابن أبي خالد المناكير الكثيرة كأنه كان يخطئ حتى صار في جملة من يسقط الاحتجاج بهم إذا انفردوا، روى عنه أبو كريب
محمد بن العلاء الكوفي وغيره.
وأبو محمد جبارة بن مغلس الحماني من أهل الكوفة، يروى عن القاسم بن معن وشريك وغيرهما، قال أبو حاتم بن حبان حدثنا عنه شيوخنا، مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائتين، كان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل، أفسده يحيى الحماني حتى بطل الاحتجاج بأحاديثه المستقيمة لما شابها من الاشياء المستفيضة عنه التي لا أصول لها فخرج بها عن حد التعديل إلى الجرح.
وأبو شعيب حماد بن شعيب التميمي الحماني، يروي عن أبي الزبير وأبي يحيى القتات، سكن البصرة، يقلب الاخبار ويرويها على غير جهتها (2)، روى عند عبد الاعلى بن حماد الترسي.
وأبو زكريا يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن ميمون بن عبد الرحمن الحماني، وميمون لقبه بشمين، من أهل الكوفة، حدث عن سليمان بن بلال وإبراهيم بن سعد وأبي عوانة وشريك بن عبد الله وحماد بن زيد وقيس بن الربيع وسفيان بن عيينة وأبي بكر بن عياش وجرير بن عبد الحميد وهشيم ووكيع وأبي معاوية الضرير، روى عنه حمدان بن علي الوراق وأحمد بن يحيى الحلواني وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو قلابة الرقاشي وأبو القاسم البغوي وأبو يعلى الموصلي،
__________
(1) من ك، ولعله اراد ذكر حمامي بن سالم بن عامر بن عمرو بن مازن بن عمرو بن المجزم - من بني سامة بن لؤي.
وهو في الاكمال.
وثالث وهو حمامي بن ربيعة، ذكر في التبصير.
(2) في عدة نسخ " وجهها ".
(*)(2/257)
قال ابو حاتم الرازي سألت يحيى بن معين عن الحماني فأجمل القول فيه، وقال: ما له ؟ وكان يسرد مسنده أربعة آلاف سردا، وشريك ثلاثة آلاف وخمسمائة كمثل، وذكر أبو حاتم نحو عشرة آلاف، وقال كان أحد المحدثين.
قال يحيى بن معين: يحيى الحماني صدوق مشهور (ما) بالكوفة مثل ابن الحماني، ما يقال فيه إلا من حسد.
ومات بسر من رأى في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان أول من مات من المحدثين الذين أقدموا.
وجده الاعلى بشمين الحماني يحدث عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، روى عنه عمار بن
رزيق.
وعمه محمد بن عبد الرحمن بن بشمين الحماني يحدث عن أبي إسحاق الحميسي.
وحبيب بن أبي عمرة الحماني مولى بني حمان (قاله يحيى بن معين.
ومنهم علي بن محمد العلوي الحسيني الشاعر الكوفي يعرف بالحماني.
وعمرو بن سفيان بن حمان) (1) البارقي الحماني الشاعر، نسب إلى جده، وهو المعروف بالمعقر، سمي بذلك لقوله: لها ناهض في الجو قد مهدت له * كما مهدت للبعل حسناء عاقر قال ذلك ابن دريد.
وأبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني صاحب المسند الكبير، روى عنه أحمد بن منصور الرمادي وأبو حاتم الرازي وموسى بن إسحاق وهو يحدث عن أبي إسرائيل الملائي وطعمة بن عمرو ويعلى بن الحارث وسعير بن الحمس وصفوان بن أبي الصهباء وقيس بن الربيع وغيرهم، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لابي إن ابني أبي شيبة ذكر أنهما يقدمان بغداد فقال قد جاء ابن الحماني إلى ههنا فاجتمع عليه الناس وكان يكذب جهارا، قلت لابي: ابن الحماني حدث عنك عن إسحاق الازرق عن شريك عن بيان عن قيس عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أبردوا بالصلاة، فقال: كذب، ما حدثته به، فقلت إنهم حكوا عنه أنه قال: سمعت منه في المذاكرة على باب إسماعيل بن علية، فقال: كذب، إنما سمعته بعد ذلك من إسحاق الازرق، أنا لم أعلم تلك الايام إن هذا الحديث غريب حتى سألوني عنه بعد ذلك هؤلاء الشباب - أو هؤلاء الاحداث، وقال أبي وقت التقينا على باب ابن علية إنما كنا نتذاكر الفقه والابواب لم نكن تلك الايام نتذاكر المسند، وما زلنا نعرفه أنه يسرق الاحاديث - أو يلتقطها أو يتلقفها.
وقال عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي: خلفت عند يحيى الحماني كتبا فيها أحاديث عن سليمان بن بلال وغيره فرأيته قد أخرج ذلك في الزيادات.
وقال إسماعيل بن موسى نسيب السدي جاءني يحيى
__________
(1) سقط من عدة نسخ، وقوله (حمان) تصحيف والصواب (حمار) بكسر ففتح مخففا وبعد الالف راء، فادخاله في هذا الرسم خطأ - راجع التعليق على الاكمال 2 / 553 و 554.
(*)(2/258)
الحماني وسألني عن أحاديث عن شريك فذهب ورواها عن شريك، قال: وهو كذاب.
وقال العباس الدوري لم يزل يحيى بن معين يقول: يحيى بن عبد الحميد ثقة - حتى مات، وروى عنه قال أبو حاتم الرازي: كتب معي يحيى الحماني إلى أحمد بن حنبل فقرأ أحمد كتابه وسألته أن يكتب جوابه فأبى وقال أقرئه السلام.
وكان يحيى بن معين يحسن القول في يحيى الحماني.
وقال أبو حاتم الرازي: لم أر أحدا من المحدثين ممن يأتي بالحديث على لفظ واحد سوى يحيى الحماني في شريك.
قال ابن أبي حاتم الرازي: ترك أبو زرعة الرازي الرواية عن يحيى الحماني، وكان أبي - يعني أبا حاتم - يروي عنه.
الحمايي: بفتح الحاء المهملة والميم وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى حماة وهي مدينة من مدن الشام، بت بها ليلة، والنسبة الصحيحة إليها حموي، وسأعيد ذكره، غير أني رأيت في معجم أبي بكر بن ابن المقرئ وقال: حدثنا أبو المغيث محمد بن عبد الله بن العباس الحمايي بحماة حمص - مدينة من مدن حمص.
ويروي عن المسيب بن واضح، روى عنه محمد بن إبراهيم بن علي المقرئ الاصبهاني (1).
الحمدوني: بفتح الحاء وسكون الميم وضم الدال المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حمدونة بنت غضيض أم ولد الرشيد، والمنتسب إليه محمد بن يوسف بن الصباح الحمدوني الغضيضي، ذكرته في حرف الغين (2).
الحمدويي: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وضم الدال المهملة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى حمدويه وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهم جماعة، منهم أبو القاسم يحيى بن علي بن محمد بن حمدويه الحمدويي الكشميهني، من أهل قرية كشميهن، كان إماما فاضلا مفتيا مناظرا صالحا ورعا متقيا، تفقه على جماعة،
__________
(الحمداني) استدركه اللباب وقال " بفتح الحاء سكون الميم وفتح الدال المهملة وبعد الالف نون، هذه النسبة إلى حمدان، وهو جد المنتسب إليه، وممن اشتهر بها الامراء بنو حمدان وأولادهم، يقال لكل واحد منهم: حمداني، منهم سيف الدولة علي بن أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي صاحب حلب وأكثر الشام وديار بكر وغيرها، وله
شعر جيد، وتوفي سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
(2) (الحمدوي) رسمه القبس وقال " بفتح الحاء وسكون الميم وفتح الدال، بعدها واو (مكسورة) وآخرها ياء (النسبة)، هذه الترجمة هي التي قبلها (يعني الآتية) لانهم يقولون في مثل عمرويه: عمرويه.
ونفطويه: نفطويه (يعني أن العلم المختوم بويه المعروف فيه فتح ما قبل الواو والواو وسكون الياء والمحدثون يضمون ما قبل الواو ويسكونونها ويفتحون الياء، فالنسبة الآتية جارية على ما عليه المحدثون.
(*)(2/259)
منهم أبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني، وسمع الحديث الكثير، وأملى، وكتبوا عنه، سمع أباه أبا الحسن وأبا الهيثم محمد بن المكي الكشميهني وأبا العباس أحمد بن محمد بن سراج الطحان السنجي وأبا سعد أحمد بن محمد بن أحمد الماليني وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد الوراق بمرو وأبا علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان البزاز ببغداد وأبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي بأصبهان وأبا الحسين عبد الله بن الحسين الكوفي بالكوفة وغيرهم، روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن أبي نصر المسعودي وأبو عبد الله محمد بن أبي ذر الجوباني وأبو الحسن علي بن أبي القاسم الصباغ وغيرهم، وكانت ولادته في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، وتوفي في صفر سنة تسع وستين وأربعمائة، ودفن بقبور كران.
وأبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الحمدويي من أهل بنج ديه، كان فقيها ورعا حسن السيرة، تفقه على والدي رحمه الله، وسمع جامع أبي عيسى ببغشور من أبي سعيد محمد بن علي بن أبي صالح القاضي عن الجراحي عن المحبوبي عنه، وسمعت منه ذلك، وسمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبا أحمد الحسن (1) بن أحمد بن يحيى الكاتب وأبا بكر عبد الغافر بن محمد الشيرويي وغيرهم، وكانت ولادته بعد سنة سبعين وأربعمائة بمرست إحدى القرى الخمس.
والخطيب أبو الحسن علي بن أحمد بن نصر بن محمد بن إبراهيم بن حمدويه بن قطن بن فرزدق بن طرخان السلمي الحمدويي الاشتيخني، نسب إلى جده الاعلى حمدويه، وهو من أهل أشتيخن، وكان لقطن إخوة أحدهم
عبد الرحمن السلمي معلم الحسن والحسين ؟، وهو بسغد، ومحفوظ السلمي، وهو ببلخ، ومحمد، وهو بخانقين في العراق - ذكره أبو عبد الله بن منده الحافظ الاصبهاني في تاريخه، وتوفي أبو الحسن الخطيب بأشتيخن غرة ذي القعدة سنة أربع وعشرين وخمسمائة، عاش مائة وثلاث عشرة سنة، يروي عن أبي محمد عبد الملك بن عبد الرحمن الاسيري (2) سمع منه عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ.
الحمراني: بضم الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الراء هذه النسبة لقوم ينتمون إلى حمران بن أعين، منهم إبراهيم بن معدان النيسابوري صاحب عبد الله بن المبارك - قاله
__________
(1) في عدة نسخ " الحسين ".
(2) كذا يظهر من النسخ ولم أجد هذا الرسم، وكذا ما وقع في القبس (الاشبري) وما في مطبوعة اللباب (الاشنبري)، وفي مخطوطتيه (الاشيري) وهو هنا بعيد وتقدم رسم (الاشتري) رقم 170 وفيه " اشتر بلدة من بلاد الحبل عند همذان ونهاوند " فهو أقرب هنا والله أعلم.
(*)(2/260)
الحاكم أبو عبد الله البيع.
وأبو هانئ أشعث بن عبد الملك الحمراني من أهل البصرة وظني أنه ليس بمنسوب إلى حمران ابن أعين (1)، يروي عن الحسن وابن سيرين وكان فقيها متقنا، روى عنه معاذ بن معاذ العنبري البصري وغيره، مات سنة ست وأربعين ومائة، وكان يحيى ابن سعيد القطان يقول: ما رأيت أحدا يحدث عن الحسن أثبت من أشعث الحمراني.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن بقية السامري، يعرف بالحمراني، قدم بغداد، وحدث بها عن أبي الحسن علي بن حرب الموصلي وأبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ.
الحمراوي: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الراء، هذه النسبة إلى الحمراء، وهو موضع بفسطاط مصر، والمشهور بهذه النسبة إلياس بن الفرج بن ميمون الحمراوي، قال ابن ماكولا: هو مولى لخم، كان ينزل الحمراء قريبا من دار ليث بن سعد، وكان يحضر
مجالس الذكر، كتب الحديث (2) عن يونس بن عبد الاعلى وطبقته بعده، كتب عنه مذاكرة، وتوفي سنة سبع وثلاثمائة، وكان دينا زاهدا.
وأبو جوين زبان بن فائد الحمراوي كان على المظالم (بمصر) في إمرة عبد الملك بن مروان بن موسى بن نصير أمير مصر (لمروان بن محمد، وهو آخر من ولي لبني أمية بمصر) وكان من أعدل ولاتهم، يروي عن سهل بن معاذ بن أنس، روى عنه الليث ويحيى بن أيوب وابن لهيعة ورشدين بن سعد، وكان أحمد بن حنبل يقول: أحاديثه مناكير، وقال يحيى بن معين: هو شيخ ضعيف، وقال أبو حاتم الرازي: هو صالح.
توفي سنة خمس وخمسين ومائة، وكان فاضلا.
وأبو الربيع سليمان بن أبي داود الافطس الحمراوي الفقيه، كان يأخذ عطاءه في دعوة بني زوشل من الحمراء، وقد قيل إنه كان مولى لهم، كان فقيها ورعا، وقد أدرك التابعين وروى عنهم، وهو معلم ابن القاسم صاحب مالك الفقيه، روى عنه ابن القاسم وإدريس بن يحيى، توفي سنة ثمان وستين ومائة.
الحمري: بضم الحاء المهملة وسكون الميم وبعدهما الراء، هذه النسبة إلى حمرة، وهو اسم لبطون من العرب، منهم قال ابن حبيب، وفي همدان حمرة بن مالك بن منبه بن سلمة.
قال: وفي تميم حمرة بن جعفر بن ثعلبة بن يربوع.
وحمرة وأبو حمرة في الاسماء
__________
(1) في اللباب ان اشعث هذا منسوب إلى حمران مولى عثمان، ذكر هذا وتاليه على أنه من استدراكه مكانه كان في نسخته من الانساب سقط.
(2) كذا في بعض نسخ الاكمال، وفي بعضها ونقله القبس " كان يحضر مجالس كتب الحديث " وأراه الصواب - باضافة (مجالس) إلى (كتب) بفتح فسكون بمعنى كتابة، ظنه بعضهم فعلا فزاد قبله " الذكر ".
(*)(2/261)
كثير.
وحجاج بن عبد الله بن حمرة بن شفي بن رقي الرعيني الحمري نسبة إلى جده، يحدث عن بكير بن الاشج، روى عنه الليث وابن وهب - قاله أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين (1).
الحمزي: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى شيئين: أحدهما إلى حمزة - وقيل هي حمزي - وهي من بلاد المغرب، والمنتسب إليها أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله بن داود الحمزي المغربي من هذه البلدة، كان فقيها صالحا ورد بغداد وسمع بها أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وبالبصرة أبا علي علي بن أحمد بن علي التستري وطبقتهما، سمع منه رفيقنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ، وذكر لي بصنعاء أنه توفي ببغداد يوم الجمعة سابع شهر ربيع الآخر سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
وأما أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى الانباري المقري الضرير، يعرف بابن أبزون الحمزي ينسب إلى حمزة الزيات لانه كان يقرأ بقراءته، من أهل الانبار، كان ضرير البصر مقرئا، روى عن بهلول بن إسحاق التنوخي وسعيد بن عبد الله الحدثاني ويموت بن المزرع البصري وأبي عمر محمد بن أحمد الحليمي، روى عنه محمد بن عمر بن بكير النجار وأبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وأبو الفرج بن سميكة البغدادي، وقال محمد بن العباس بن الفرات: ابن أبزون لم يكن في الرواية بذاك، كتبت عنه، وكانت معه كتب طرية غير أصول، وكان مكفوفا، وأرجوا أن لا يكون ممن يتهم بالكذب وقال أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ: سنة أربع وستين وثلاثمائة توفي أبو عبد الله بن أبزون الانباري الضرير، ولم يكن ممن يصلح للصحيح وأرجو أن لا يكون ممن يتعمد الكذب.
وأما الحمزية ففرقة من الخوارج، وهم أصحاب رجل يقال له حمزة، وكانوا مع الميمونية في القول بالقدر وفي وجوب قتال السلطان، وخالفوا الميمونية في الاطفال فقالوا إن أطفال المشركين في النار، وهم عند الميمونة في الجنة، وكل واحد من الفريقين يكفر الآخر.
الحمشاذي: بفتح الحاء المهملة والميم الساكنة والشين المعجمة المفتوحة بعدها
__________
(1) (الحمري) بفتح فسكون رسمه ابن نقطة وقال " عبد الوهاب بن إسحاق بن لب الفهري الحمري، قال أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز الاندي: هو منسوب إلى الحمرة - قرية بجو في شاطبة، وتفقه بها وسمع معنا من أبي محمد
عبد الرحمن بن عبد العزيز بن ثابت، توفي سنة خمس وعشرين، وكان لابيه سماع من طاهر بن مفوز ".
(الحموي) بضم أوله وثانيه، وقع في المشتبه، وهو وهم، راجع التعليق على الاكمال 2 / 196 وأصلح ما وقع هناك في الرسم السابق.
(*)(2/262)
الالف وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى حمشاذ، وهو اسم لبعض أجداد أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمشاذ بن سختويه بن مهرويه (1) بن كثير بن أحمد الحمشاذي النيسابوري من أهل نيسابور، سمع أبا طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ.
الحمصي: حمص بكسر الحاء وسكون الميم والصاد غير المنقوطة بلدة من بلاد الشام، أقمت بها أربعة أيام، وكتبت بها عن جماعة، وبها قبر خالد بن الوليد سيف الله رضي الله عنه وسميت حمص وحلب بحمص وحلب ابني مهر بن حيص بن حاب بن مكنف من بني عمليق لانهما بنيا البلدين فنسبا إليهما، والمحدثون من هذه البلدة عالم لا يحصون، فمنهم أبو عبد الله محمد بن المصفي بن بهلول الحمصي، يروي عن سفيان بن عيينة وجماعة، ذكر ابن فضيل يقول عادلت محمد بن مصفى من حمص إلى مكة سنة ست وأربعين - يعني ومائتين - فاعتل بالجحفة ودخل مكة وهو لما به، ومات بمنى فدخل أصحاب الحديث عليه وهو في النزع فقرأوا عليه حديث ابن جريج عن مالك وحديث ابن حرب عن عبيد الله بن عمر فما عقل ما قرئ عليه.
وقال محمد بن عوف الحمصي رأيت محمد بن المصفي في النوم وكان مات بمكة فقلت: أبا عبد الله أليس قدمت ؟ إلى ما صرت ؟ قال: إلى خير، ومع ذلك فنحن نرى ربنا كل يوم مرتين.
فقلت يا أبا عبد الله صاحب سنة في الدنيا وصاحب سنة في الآخرة ؟ قال فتبسم.
وأبو بشر شعيب بن أبي حمزة الحمصي مولى بني أمية، من أهل حمص، واسم أبي حمزة دينار، يروي عن الزهري ونافع روى عنه الوليد بن مسلم
وعثمان بن سعيد القرشي، مات سنة اثنتين وستين ومائة.
وأبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي، يروي عن شعيب بن أبي حمزة، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري.
وأما معاوية بن صالح الحمصي المحدث المعروف كنت أظن أنه من حمص نزل بلاد الاندلس، حتى قال لي صاحبنا أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الاشبيلي (الحافظ) إن عبد الله بن معاوية الحمصي من حمص الشام البلد المعروف، ونزل حمص الاندلس وبها مات، ثم قال يقال لمدينة إشبيلية بالاندلس مدينة حمص، وسكن عبد الله بن معاوية حمص الاندلس من حمص الشام، وتوفي بإشبيلية التي يقال لها حمص وقبره معروف بالخولانية،
__________
(1) في عدة نسخ " نصرويه ".
(*)(2/263)
وهي محلة بإشبيلية معروفة (1).
وأبو هاشم عبد الغافر بن سلامة بن أحمد بن عبد الغافر بن سلامة بن أزهر الحضرمي الحمصي من أهل حمص، كان جوالا، حدث في عدة مواضع عن يحيى بن عثمان الحمصي وكثير بن عبيد الحذاء ومحمد بن عوف الطائي ومزداد بن جميل البهراني وغيرهم، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسين بن حمة الخلال ومحمد بن عبد الله بن جامع الدهان ويوسف بن عمر القواس والقاضي أبو عمر الهاشمي البصري وهو آخر من روى عنه في الدنيا كلها، وكان ثقة، ومات بالبصرة في سنة ثلاثين وثلاثمائة.
الحمصي: بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم المكسورة وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى الحمص وهو من الحبوب، والمشهور بها إبراهيم بن الحجاج بن منير الحمصي، هذا الرجل كان يقلي الحمص ويبيعه - هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس الصدفي صاحب كتاب تاريخ المصريين، قال وكان يعرف بالقلاء، سمع من أبيه وغيره، وكان ثقة مرضيا.
وعبد الله بن منير الحمصي، مصري ذكره ابن يونس أيضا، قال وكان يسكن دار الحمص التي في المربعة فنسب إليها وهو مولى بعض موالي أبي عثيم مولى مسلمة بن مخلد
الانصاري، كان هو وأخوه حجاج موثقين عند القضاة، وقد حدثا جميعا، ويقال إنهما موليا الاصبحيين، توفي حجاج بعد سنة سبعين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد الحراني الصواف الحمصي وإنما قيل له الحمصي لانه يعرف بابن حمصة، وكان من ثقات المصريين، يروي عن أبي القاسم حمزة بن محمد بن علي بن محمد بن العباس الكناني (2) الحافظ، روى عنه أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر الشيحي وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم الرازي نزيل الاسكندرية، قال عبد العزيز النخشبي: ابن حمصة سمع حمزة بن محمد بن علي الكناني سنة سبع وخمسين سمعته يقول سمعت منه المجالس السبعة التي أملاها إلا أنها ضاعت وبقي معي مجلس واحد، سمعناه منه، وكانت وفاته في حدود سنة أربعين وأربعمائة.
الحمكاني: بفتح الحاء المهملة والميم والكاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى
__________
(1) ومن عبد الله بن معاوية هذا ؟ وسواء أكان ابنا لمعاوية بن صالح أم لا فليس في الحكاية ان معاوية نزل اشبيلة ولم يذكر في ترجمته من تاريخ ابن الفرضي والجذوة، وهبه نزلها فليس في ذلك ما ينفي أن يكون نسبته (الحمصي) هي إلى حمص الشام فما معنى قول المؤلف أولا " كنت أظن " ؟ وفي اللباب " معاوية بن صالح الحمصي كان من حمص الشام وانتقل إلى الاندلس فنزل حمص الاندلس وهي مدينة اشبيلية..وتوفي باشبيلية " كذا قال وليس هذا في اصله كما ترى ثم قال " الا ان هذه النسبة لا تطلق إلا على حمص الشام " وراجع التعليق على الاكمال 3 / 22 و 23.
(2) (1) في م " الكتابي " وفي س وع " الكتاني " وكذا طبع في التعليق على الاكمال 3 / 24 والصوب " الكناني ".
(*)(2/264)
حمكان وهو اسم لجد أبي علي الحسن بن الحسين بن حمكان الهمذاني الحمكاني من أهل بغداد أحد الفقهاء الشافعيين، حدث عن عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ومحمد بن هارون الزنجاني والزبير بن عبد الواحد الاسد اباذي وجعفر بن محمد الخلدي ومحمد بن الحسن بن زياد النقاس وغيرهم من البغداديين والبصريين، روى عنه أبو القاسم الازهري وأبو الحسين أحمد بن علي التوزي، وكان طلب الحديث في شبيبته وعني بالحديث، ثم درس
الفقه على أبي حامد المروزي، وتكلم فيه الازهري فقال: هو ضعيف ليس بشئ ومات في جمادى الاولى سنة خمس وأربعمائة.
الحمكي: بفتح الحاء المهملة والميم وفي آخرها الكاف (هذه النسبة إلى حمك)، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الفتح مسعود بن سهل بن حمك النيسابوري (الحمكي)، سكن مرو، وكان أحد الرؤساء المعروفين كانت له ثروة ومال، اشتغل في عنفوان شبابه بما لا يعنيه، ثم أدركه الله بفضله ومن عليه بكرمه ورجع إلى الله وتاب، وأنفق أمواله في الرباطات والمساجد وأعمال الخير والبر، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن عبدان الاهوازي وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي الدينوري وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النصرويي وغيرهم، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي الحافظ، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي بعد سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة (1).
ومن القدماء أبو القاسم الحمكي المروزي سكن بيكند، قال أبو كامل البصيري سمعنا منه كتاب الوتر لعبدالله بن المبارك يرويه عن أبي الحسن الكراعي (2) سمع منه بمرو وأبو إسحاق إسماعيل بن محمد بن (أحمد) الحمكي الاستر اباذي من القدماء، يروي عن حنبل بن إسحاق، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ، قال ابن عدي: ومات الحكمي في شهر ربيع الاول سنة سبع وعشرين وثلاثمائة - قاله حمزة بن يوسف السهمي.
وأبو إسحاق إسماعيل بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبدالبجلي الخطيب الاستر اباذي، يعرف بابن الحمكي من أهل أستراباذ كان يتهم بالكذب والرواية عمن لم يره، وكان يروي عن أحمد ابن منصور الرمادي وسعدان بن نصر وعبد الرحمن بن محمد بن منصور البصري وإبراهيم بن هانئ النيسابوري وموسى بن نصر الرازي ومسلم بن أبي إدريس المقري وسهل بن دهقان وعلي بن شهريار وعمار بن رجاء وغيرهم، مات بعد
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في س وم وع " 493 ".
(2) مثله في (اللباب) وعن ك وس " الخزاعي ".
(*)(2/265)
العشرين والثلاثمائة، ومحمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله البجلي المعروف بالحمكي، يروي عن إسماعيل سعيد الكسائي، روى عنه ابنه إسماعيل بن محمد أبو إسحاق الحمكي، وهو من أهل أستراباذ (1).
الحملي: بفتح الحاء المهملة والميم وبعدهما اللام، هذه النسبة إلى حمل وهم بطون من العرب، منهم حمل بن عقيدة بن وهب بن الحارث بن لؤي، قال ابن حبيب: في بني الحارث بن لؤي حمل بن عقيدة.
وقال الدارقطني: حمل بن عقيدة قبيلة.
وحمل بن خالد بن عمرو بن معاوية في بني عامر بن صعصعة، منهم موءلة (2) بن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية وهو الضباب بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الحملي، أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه عبد العزيز بن موءلة أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فأسلم) وهو ابن عشرين سنة ومسح يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبس إبله على رسول الله فصدق إبله قلوصا بنت لبون، ثم صحب أبا هريرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعاش في الاسلام مائة سنة وكان يسمى ذا اللسانين من فصاحته.
وابنته ظمياء بنت عبد العزيز بن موءلة بن كثيف الحملي، حدثت عن أبيها روى عنها الزبير بن بكار قاضي مكة وغيره.
وأبو عبد الله ضمرة بن ربيعة الفلسطيني الرملي الحملي مولى علي بن أبي حملة فقيل له الحملي نسبة إليه، (و) علي بن أبي حملة مولى آل عتبة بن ربيعة، يروي عن يحيى بن أبي عمرو السيباني والاوزاعي ورجاء بن أبي سلمة وإبراهيم بن أبي عبلة وابن شوذب، روى عنه الحكم بن موسى وهارون بن معروف ونعيم بن حماد وبكير بن محمد بن أسماء ومهدي بن جعفر وسعيد بن أسد، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن ضمرة بن ربيعة فقال: من الثقات المأمونين، رجل صالح صالح الحديث، لم يكن الشام رجل يشبهه، فقلت أيما أحب إليك ضمرة أو بقية ؟ قال: ضمرة أحب إلينا (3).
__________
(1) وفي الاستدراك " القاضي أبو المكارم إبراهيم بن علي بن حمك المغيثي سمع من أبي محمد زاد في النسخة: أبي محمد -
اخرى " هبة الله بن سهل السيدي وزاهر بن طاهر وأخيه وجيه الشحاميين في آخرين، وحدث، وسماعه صحيح - ذكره لي أبو العباس النفزي.
وأخوه إسماعيل (بن علي) بن حمك الحمكي المغيثي، سمع من وجيه بن طاهر وعبد الوهاب بن شاه الشاذياخي وأبي المعالي الفارسي، وكان شيخا حسنا، سمعت منه بنيسابور في سنة ست وستمائة وفيها توفي ".
(2) ضبط في الاكمال " على وزن مفعلة بالميم والهمز " ووقع في النسخ " مولة " وكذا في الاصابة، وضبطه بفتح الميم والواو، وهو جائز تخفيفا فاما الاصل فموءلة.
(3) (الحملي) في الاكمال 2 / 253 " أما الحملي بضم الحاء المهملة وسكون الميم فهو أشعث بن عبد الله الحملي، وهو اشعث الحداني..".
(*)(2/266)
الحمنني: بفتح الحاء المهملة وسكون الميم والنونين في آخرها أولاهما مفتوحة، هذه النسبة إلى حمنن بن عوف وهو أخو عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما، أسل وأقام بمكة ولم يهاجر، وعاش في الجاهلية ستين سنة وفي الاسلام ستين سنة - وأوصى حمنن وأخوه الاسود بن عوف إلى عبد الله بن الزبير، وفي وفاة حمنن يقول القائل: فيا عجبا إذ لا تفقي عيونها * نساء بني عوف وقد مات حمنن ومن ولده الذي نسب إليه القاسم بن محمد بن المعتمر بن عياض بن حمنن بن ابن عوف الزهري الحمنني، كان من وجوه القرشيين، وفيه يقول الشاعر: إن المكارم أحرزت أسباقها * للقاسم بن محمد بن المعتمر حدث القاسم عن حميد بن معيوف، روى عنه الزبير بن بكار قاضي مكة.
الحموي: هذه النسبة إلى حماة، بلدة مليحة من بلاد الشام بين حلب وحمص، أقمت بها يومين، وقاضي القضاة أبو بكر محمد بن المظفر بن بكران (1) بن عبد الصمد بن سلمان (2) الحموي المعروف بالشامي (3) قاضي القضاة ببغداد، كان منها، ولد بحماة سنة أربعمائة، ومات ببغداد في شعبان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، تفقه على القاضي أبي
الطيب الطبري، وكان لا يخاف في الله لومة لائم، جرت أموره في قضاياه وأحكامه على أحسن..سمع الحديث من أبي القاسم بن بشران وأبي طالب بن غيلان وأبي عمرو بن دوست العلاف وغيرهم، روى لنا عنه كثير بن سعيد بمكة وعبد الوهاب بن المبارك ببغداد وغيرهما.
وخالد بن عمرو السلفي الحموي، كان يسكن حماة، يروي عن بقية بن الوليد ومحمد بن حرب ومروان بن معاوية الفزاري ويحيى بن سليم الطائفي وغيرهم، ذكره أبو محمد بن أبي حاتم الرازي - قال: خالد بن عمرو السلفي، كان ينزل حماة على مسيرة يومين من حمص، سمع منه أبي في الرحلة الاولى.
ومحمد بن نعيم الجرمي الحموي نزيل حماة يروي عن أبي اليمان الحكم بن نافع وأحمد بن شبوية المروزي، قال ابن أبي حاتم: محمد بن نعيم سكن حماة على مرحلة من سلمية، شامي، كتب عنه أبي.
__________
(1) مثله في اللباب والمنتظم 9 / 95 ومعجم البلدان (حماة) وطبقات الشافعية 3 / 83 وغيرها ووقع في عدة نسخ " بكر ".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في س وم وع " سليمان " وكذا وقع في الطبقات.
(3) مثله في اللباب ونحوه في المراجع، ووقع في س وم وع " بابن الشامي ".
(*)(2/267)
الحمويي: هذه النسبة إلى الجد (1)، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي الحمويي نزيل فوشنج وهراة، كان رحل إلى بلاد ما وراء النهر وسمع بفربر أبا عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري رواية الصحيح، وبسمرقند أبا عمر العباس بن عمر السمرقندي راوي الدارمي وبخرشكت أبا إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشي راوي عبد بن حميد وغيرهم، سمع منه أبو بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي المروزي وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي الفوشنجي وغيرهما، وتوفي في سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
والامام أبو عبد الله محمد بن حمويه الجويني، أولاده يكتبون لانفسهم: الحمويي - أيضا، ينتسبون إلى جدهم، وأبو عبد الله أدركته حيا وكان بجوين، وكنت على عزم ان أخرج إليه فتوفي وأنا بنيسابور (في سنة ثلاثين وخمسمائة.
وابنه أبو الحسن علي بن
محمد الحمويي، روى لنا عن عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ، ومات في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بنيسابور وحمل إلى جوين فدفن بها.
الحميدي: بفتح الحاء المهملة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها في آخرها دال مهملة، وبهذه النسبة إسحاق بن تكينك الحميدي مولى الامير الحميد الساماني، سمع الحديث من أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سلم الشكاني وأبي نصر أحمد بن المراجلي البخاريين وغيرهما، حدث باليسير، ذكره - البصيري في كتاب المضاهات.
الحميدي: بضم الحاء المهملة وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة وفي آخره دال مهملة، هذه النسبة إلى حميد، وسمعت أبا القاسم إسماعيل بن ابن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان مذاكرة وحكى مناظرة جرت بينه وبين أبي نصر أحمد بن عمر الغازي الحافظ في مجلس غاص بأهله، قال فقلت له عمن روى البخاري الحديث الاول في الصحيح ؟ فقال: عن الحميدي، قلت لم قيل له الحميدي ؟ فسكت ولم يجب.
فانقضت الحلقة على هذا، فسألت شيخي وأستاذي إسماعيل الحافظ عن هذه النسبة، فقال: الحميدي الذي يجئ ذكره وهو أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي منسوب إلى الحميدات (2)، وهي قبيلة،
__________
(1) في نسخ عدة " جده ".
(2) هو عبد الله بن الزبير بن عيسى بن عبد الله بن الزبير بن عبد الله بن حميد بن زهير بن الحارث بن أسد بن عبدالعزي بن قصي.
وحميد بن زهير بن الحارث يقال لولده " الحميدات " وإليه ينسب الحميدي.
(*)(2/268)
وهي القبيلة التي قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما إن ابن الزبير آثر الحميدات والاسامات والتويتات - يعني فضلهم على غيرهم من سائر القبائل مع قلتهم وكثرة غيرهم.
قال الشيخ وهذا الجمع - يعني بالالف والتاء - يقتضي القلة، قيل لما قال الشاعر: (لنا الجفنات الغر) فقيل هلا قال: لنا الجفان - يعني الجفنات جمع القلة، وعيب عليه ذلك.
قال أبو محمد
القتبي في كتاب غريب الحديث في حديث ابن عباس أنه قال لما بايع الناس عبد الله بن الزبير قلت أين المذهب عن ابن الزبير ؟ أبوه حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجدته عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب، وعمته خديجة بنت خويلد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وجده صديق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر، وأمه ذات النطاقين، فشددت على عضده، ثم آثر علي الحميدات والتويتات والاسامات فبأوت بنفسي ولم أرض بالهوان، إن ابن أبي العاص مشى اليقدمية - ويقال القدمية - وإن ابن الزبير مشى القهقري.
قال القتيبي قوله مشى اليقدمية - أي يقدم بهمته وأفعاله، يقال مشى فلان اليقدمية والقدمية.
وإن ابن الزبير مشى القهقري أي نكس على عقبيه وتأخر عما تقدم له الآخر.
وقوله فبأوت بنفسي أي رفعتها وعظمتها وأصل البأو التعظم والكبر.
وأما قوله آثر علي الحميدات والتويتات والاسامات فإنه أراد آثر قوما من بني أسد (بن عبد العزى من قرابته، وكأنه حقرهم وصغرهم، قال الاصمعي الحميديون من بني أسد) من قريش، قال عبد الله بن الزبير الحميدي في هذا المعنى: مشى ابن الزبير القهقري وتقدمت * أمية حتى احرزوا القصبات ويريد السبق: فالمنتسب إليه أبو بكر عبد الله بن الزبير بن عيسى الحميدي القرشي، من أهل مكة، يروي عن فضيل بن عياض، وجالس (1) سفيان بن عيينة عشرين سنة، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وبشر ابن موسى الاسدي، قال أبو حاتم بن حبان البستي: مات أبو بكر الحميدي بمكة سنة تسع عشرة ومائتين، وكان صاحب سنة وفضل ودين.
وأما أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن حميد بن يصل الحميدي المغربي الاندلسي أحد حفاظ عصره صنف التصانيف وجمع الجموع، نسب إلى جده الاعلى، سمع بالاندلس أبا محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الاندلسي الحافظ، وبمصر أبا محمد عبد العزيز بن الحسن الضراب، وبدمشق أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبا محمد عبد العزيز بن
__________
(1) زيد في ك " بن " وهو غلط، إنما جالس فعل ماض يريد أن الحميدي جالس ابن عيينة.
(*)(2/269)
أحمد الكتاني وأبا الحسن عبد الدائم بن الحسن الهلالي، وبواسط أبا تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي القاضي، وببغداد أبا الغنائم محمد بن علي بن علي بن الدجاجي وجماعة كثيرة، روى لنا عنه جماعة من الشيوخ بالعراق، وكانت وفاته ببغداد في سنة ثمان (1) وثمانين وأربعمائة، وأوقف كتبه بها، وسمع مشايخنا بقراءته الكثير.
قال ابن ماكولا: وصديقنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر عبد الله بن فتوح بن حميد بن يصل الحميدي، أندلسي من أهل الخير والفضل، سمع ببلده الكثير وسمع بمصر أصحاب ابن المهندس والادمي وابن أبي غالب وابن الرحيل، وبمكة أصحاب ابن فراس وغيره وسمع بالشام أصحاب ابن جميع وابن أبي الحديد وابن أخي تبوك، وورد بغداد فسمع أصحاب الدارقطني وابن شاهين وابن حبابة وابن عبدان وعلي بن عمر الحربي وطبقتهم، وصنف تاريخا لاهل الاندلس، ولم أر مثله في نزاهته وعفته وورعه وتشاغله بالعلم، والله يزيدنا وإياه من كل خير بمنه ورحمته (2).
الحميري: بكسر الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وكسر الراء المهملة، هذه النسبة إلى حمير وهي من أصول القبائل، نزلت أقصى اليمن، قال الدارقطني حمير القبيل الذي ينسب إليه الحميريون من اليمن، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أن هذا لامر كان في حمير فنزعه الله منهم وصيره في قريش " والمثل المعروف من دخل ظفار حمر - يعني من دخل بلدة ظفار تكلم بالحميرية، وأصل هذا المثل ما سمعت أبا الفضل جعفر بن الحسن الكثيري ببخارا مذاكرة يقول دخل بعض الاعراب على ملك من ملوك ظفار وهي بلدة من بلاد حمير باليمن فقال الملك للداخل ثب ! فقفز قفزة، فقال له مرة أخرى ثب ! فقفز، فعجب الملك وقال ما هذا ؟ فقال (3) ثب بلغة العرب هذا، وبلغة حمير ثب - يعني أقعد، فعجب الملك أما علمت أن من دخل ظفار حمر.
والمشهور بالنسبة إلى هذه القبيلة أبو إسحاق بن كعب بن ماتع الحميري وهو الذي يقال له كعب الاحبار، يروي عن عمر وابن عباس رضي الله عنهم وكان قد قرأ الكتب، روى عنه الناس سكن الشام، مات سنة أربع
وثلاثين قبل (قتل) عثمان بن عفان رضي الله عنه بستة.
وقد قيل، ومات سنة اثنتين
__________
(1) سقط من النسخ وانظر ما يأتي في رسم (الميرقي) مع ما في وفيات ابن خلكان.
(2) في اللباب " فاته نسب جعفر بن عبيدالله بن عثمان بن حميد القرشي المخزومي الحميدي، روى عن عمر بن عبد الله بن عروة، روى عنه أبو داود الطيالسي وغيره.
وفاته أيضا عبد الله بن محمد بن أحمد الحميدي يعرف بالقلانسي الصوفي شيرازي الاصل، روى عن الطبراني.
وفاته أبو سعد أحمد بن محمد بن العباسي الحميدي، روى عن الحاكم، روى عنه الحسين بن مسعود الفراء ".
(3) الصواب " فقيل له ".
(*)(2/270)
وثلاثين، وقد بلغ مائة سنة وأربع سنين، أسلم في خلافة عمر رضي الله عنه.
وعبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري، من أهل البصرة، يروي عن الشعبي، روى عنه هشام الدستوائي وأبان بن يزيد العطار، وأبو الحسن علي بن محمد بن هارون بن زياد الحميري الكوفي من أهل الكوفة فقيه سديد نبيل حدث عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني، وهو آخر من روى عنه في الدنيا، روى عنه أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي الهرواني وغيرهما، وكان ولي قضاء الكوفة وذهبت عامة كتبه وكان يحفظ حديثه، وكان ثقة حسن المذهب، ولد سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وتوفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة بالكوفة.
ويعقوب بن إسماعيل بن عبد الله بن سعيد بن منصور بن عبد الله بن شهر بن شرحبيل الحميري من أهل بغداد، وحدث عن شبابة بن سوار ويونس بن محمد المؤدب، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، ومات سنة ثلاث وستين ومائتين (1).
الحميسي: بضم الحاء المهملة وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وكسر السين المهملة، هذه النسبة إلى بني حميس (2)، والمشهور بالنسبة إليهم أبو إسحاق خازم بن الحسين الحميسي، يروي عن مالك بن دينار، منكر الحديث على قلة روايته، كثير
الوهم فيما يرويه، لم يكن يعلم الحديث ولا صناعته وليس ممن يحتج به إذا وافق الثقات، فكيف إذا انفرد بأوابد وطامات ؟ روى عنه الحسن بن الربيع وجبارة.
الحميلي: بضم الحاء المهملة والميم المفتوحة والياء الساكنة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى حميل بن شبث وإليه ينسب الخيل الحميلية وهو حميل بن شبث بن إساف بن هذيم بن عدي بن جناب بن هبل.
وابنه سعد بن حميل الحميلي.
الحميني: بضم الحاء المهملة وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها
__________
(1) (الحميزي) رسم في المشتبه، وقال صاحب التوضيح " بمهملة مضمومة والميم مفتوحة وبعد المثناة تحت الساكنة زاي - على ما ضبطه المصنف (الذهبي) فيما وجدته بخطه، وشدد أبو العلاء الفرضي الميم من هذه النسبة فيما وجدته بخطه لكنه شك في ذلك فقال: يحقق في هذه النسبة - انتهى.
فكأن المؤلف حققها فخففها ".
(2) في اللباب " لم يذكر أبو سعد من أي القبائل هو حميس، وهو ابن عامر بن ثعلبة بن مودوعة بن جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن اسلم بن الحاف بن قضاعة.
وحميس بن اد بن طابخة بن الياس بن مضر ".
وفي القبس عن الرشاطي " قال ابن حبيب البصري: في طابخة حميس بن اد...وفي كندة حميس بن السكسك بن اشرس بن كندة، وفي كنانة بن خزيمة حميس بن مالك بن خزيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، وفيها أيضا حميس بن جدي بن سعد بن ليث بن بكر " ولم يتبين من أي القبائل خازم ؟.
(*)(2/271)
النون، هذه النسبة إلى حمين وهو اسم لجد سماك بن مخرمة بن حمين بن بلث بن الهالك الاسدي الحميني صاحب مسجد سماك بالكوفة، وسماك هذا خرج هاربا من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقصد الجزيرة - قال ذلك كله ابن الكلبي.
الحمي: بفتح الحاء المهملة والميم المشددة، هذه النسبة إلى حمة وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الحسين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد المعدل الخلال البغدادي المعروف بابن حمة، سمع الحسين بن إسماعيل المحاملي والحسين بن يحيى بن عياش القطان وعبد الله بن أحمد بن إسحاق المصري وعبد الغافر بن سلامة
الحمصي ومحمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة وأبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ وغيرهم، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الازهري وعبد العزيز الازجي وأحمد بن سليمان المقرئ، وكان ثقة، وتوفي في جمادى الاولى أو الآخرة من سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.(2/272)
باب الحاء والنون الحناط: بفتح الحاء المهملة (والنون) وفي آخرها طاء مهملة، هذه النسبة إلى بيع الحنطة، والمشهور بها أبو شهاب موسى بن نافع الهذلي الحناط وقد قيل اسمه عبد ربه بن نافع، وقيل هما اثنان (1)، من أهل الكوفة، يروى عن سعيد بن جبير وعطاء روى عنه أبو الربيع الزهراني وأهل العراق، وأبو شهاب الحناط المدائني، أصله كوفي، سمع محمد بن سوقة وأبا إسحاق الشيباني والحسن بن عمرو الفقيمي وإسماعيل بن خالد وسليمان الاعمش ويونس بن عبيد وداود بن أبي هند وعاصم الاحول ومحمد بن أبي ليلى وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج، روى عنه زافر بن سليمان وأبو داود الطيالسي والحسن بن موسى الاشيب وأبو نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن يونس وداود بن عمرو الضبي، قال يحيى بن سعيد: لم يكن أبو شهاب الحناط بالحافظ.
ولم يرض يحيى أمره.
وقال في موضع آخر هو ثقة (2) ومات بالموصل سنة إحدى وسبعين - أو اثنتين وسبعين - ومائة، وقيل أنه مات ببلده.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: موسى بن نافع (أبو شهاب الحناط الاسدي الكوفي في الاكبر، وليس بأبي شهاب الاصغر عبد ربه بن نافع).
روى عن عطاء بن أبي رباح وسعيد بن جبير ومجاهد، روى عنه يحيى بن سعيد القطان وعيسى بن يونس ومحمد بن عبيد وأبو نعيم، قال علي بن المديني سألت يحيى بن سعيد عن موسى بن نافع فقال: أفسدوه علينا.
وأثنى أبو نعيم على موسى بن نافع خيرا، وقال أحمد بن حنبل: موسى بن نافع الحناط منكر الحديث.
وأبو بكر بن عياش الكوفي الحناط من علماء الكوفة وقرائها.
وكان مولى لبني أسد
مولى كاهلة (3)، يبيع الحنطة بالكوفة، وأبو داود الطيالسي كذا كان ينسبه ويقول: أبو بكر بن
__________
(1) عرف بهذا الاسم (أبو شهاب الحناط) رجلان أحدهما وهو الاكبر يروي عن سعيد بن جبير وعطاء ونحوهما، روى عنه يحيى بن سعيد القطان وغيره، واسمه موسى بن نافع، وهو أسدي، وقيل هذلي، كوفي، وقيل بصري.
والآخر وهو الاصغر يروي عن الحسن بن عمرو الفقيمي وغيره، روى عنه أحمد بن يونس وغيره، واسمه عبدربه بن نافع، وهو كنائي، كوفي نزل المدائن.
والاكبر من شيوخ سفيان الثوري، والاصغر من الرواة عن سفيان الثوري.
وانظر ما يأتي.
ووقع في اللباب " أبو شهاب عبدربه بن نافع الحناط يروي عن سعيد بن جبير وعطاء، روى عنه أبو الربيع الزهراني وأهل العراق " وهذا وهم فالراوي عن سعيد بن جبير وعطاء هو الاكبر موسى بن نافع، والراوي عنه أبو الربيع الزهراني هو الاصغر عبدربه بن نافع كما يأتي.
(2) القائل " هو ثقة " هو يحيى بن معين - لا يحيى بن سعيد القطان، راجع تاريخ بغداد.
(3) كذا ولم أجد ما يوافقه إنما قالوا إنه مولى واصل بن حيان الاسدي.
(*)(2/273)
عياش الحناط، وكان مولده سنة خمس أو ست وتسعين، ووفاته في جمادى الاولى سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان شريك يقول: رأيت أبا بكر بن عياش عند أبي إسحاق السبيعي يأمر وينهى كأنه رب بيت.
ومن المتأخرين أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن الشافعي المكي الحناط، كان يبيع الحنطة بمكة، وكان ثقة عالي السند، يروي عن أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس وأبي القاسم عبيدالله بن أحمد الصيدلاني وغيرهما، سمع منه جدي الامام أبو المظفر السمعاني، وروى لي عنه أبو العباس المكي الهاشمي بأصبهان، وأبو المظفر بن القشيري بنيسابور وتوفي بعد سنة سبعين وأربعمائة بمكة، سمعت محمد بن أحمد الميهني بمرو يقول سمعت جدك الامام أبا المظفر السمعاني يقول: كان شيخي أبو علي الشافعي بمكة يبيع الحنطة.
والحسن بن سهل الحناط، روى عنه مطين.
وأبو ثمامة الحناط، يروي عن كعب بن عجرة.
وأبو بكر فطرين بن خليفة الحناط.
وسعيد بن محمد الحناط.
ومن المتقدمين أبو إسحاق إسماعيل بن أبان الغنوي الحناط من أهل الكوفة، يروي
عن هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد والثوري، وكان يصنع الحديث على الثقات، وهو صاحب حديث: السابع من ولد العباس يلبس الخضرة، وكان أحمد بن حنبل شديد الحمل عليه.
ومحمد بن مغفور الحناط، كوفي.
وأبو عبد الله محمد بن سليمان سليمان الرعيني البصير، يعرف بابن الحناط، حسن المكان من الادب والشعر والبلاغة وكان يناوئ ابن شهيد وله معه أخبار مشهورة ومناقضات معروفة كان حيا قبل سنة ثلاثين وأربعمائة.
ومحمد بن عبد الله بن المبارك الحناط النيسابوري والد أبي الطيب، سمع إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن رافع وعبد الله بن مسلم الدمشقي وأيوب بن الحسن، حدث عنه ابنه أبو الطيب محمد.
قال ابن ماكولا قرأت على ابن المذهب في إسناد حدثكم محمد بن أحمد بن محمد الحناط فقال: الحناط وهو ابن رزق ولم أسمع من حناط شيئا.
وأبو محمد بن محمد بن محمد الحناط شيخ صالح مستور من أهل مرو، وكان يأوي إلى مدرستنا ويقعد أكثر النهار فيها، وجدت سماعه من الاديب كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي، وقرأت عليه أوراقا يسيرة، وما قرأ عليه أحد الحديث قبلي ولا بعدي، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
وأبو أحمد حامد بن محمد بن عبد الله الحناط، من أهل نيسابور، سمع أبا العباس الحسن بن سفيان النسوي والحسين بن محمد بن زياد القباني وغيرهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال حدث حامد بن محمد الحناط عن القباني بالمصنفات وتوفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
وأبو الحسين عبد الملك بن أحمد بن نصر بن سعيد بن عيسى بن عبد الرحمن الحناط، ويقال الدقاق، من أهل بغداد، سمع يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن الوليد البسري وحميد بن الربيع ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه وزهير بن محمد بن قمير وسلم بن جنادة ومحمود بن خداش(2/274)
ويونس بن عبد الاعلى والربيع بن سليمان وغيرهم، روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي وأبو القاسم بن النخاس وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس وكان ثقة، ومات في رجب سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
الحناطي: بفتح الحاء المهملة والنون المشددة وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة لجماعة من أهل طبرستان: لعله كان بعض أجداده (1) يبيع الحنطة، منهم أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن الطبري، يعرف بالحناطي، قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن عدي وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي الجرجانيين ونحوهما، روى عنه أبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب الروياني والقاضي أبو الطيب الطاهر بن عبد الله الطبري وغيرهما.
وأبو الحسن محمد بن الحسين الجرجاني الحناطي الوراق، من أهل جرجان، ورد خراسان وأقام بها، كان صاحب عجائب، وكان يحفظ، حدث عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني وأبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأقرانهم من مشايخ الدنيا - هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال توفي آخر ذلك بمرو سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
الحناني: بفتح الحاء المهملة والنون المخففة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حنان، وهو اسم لجد أبي (...) محمد بن عمرو بن حنان الحمصي، هو حناني، يحدث عن بقية بن الوليد ومحمد بن حمير وضمرة بن ربيعة، قال الدارقطني حدثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم أبو محمد بن صاعد وابنا المحاملي.
وفي الحديث كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب على الاسلام وهو يقول: أحد أحد فيقول ورقة أحد أحد والله يا بلال، ثم يقبل على من يفعل ذلك به من بني جمح وعلى أمية بن خلف فيقول: أحلف بالله لئن قتلتموه على هذه لاتخذنه حنانا.
والحنان مشدد النون فهو الحنان الجهني الشاعر سمي بقوله: حننت على عدي يوم ولوا * لعمرك ما حننت على نسيب (2)
__________
(1) في عدة نسخ " لعل بعض أجداده كان " ومثله في اللباب.
(2) (الحناني) رسمه المشتبه وقال " بحاء ونون مثقلة - محمد بن إبراهيم بن سهل الحناني روى عن مسدد - قيده الزمخشري " وفي التبصير أنه " بكسر المهملة ".
(الحناوي) رسمه التبصير في الحاء المهملة وقال: " تقدم في الجيم " ولم يتقدم عنده هذا اللفظ، وفي الضوء اللامع 2 / 69 " أحمد بن محمد بن إبراهيم..ويعرف بالحناوي بكسر المهملة وتشديد النون..وعرف بالفضيلة التامة لا سيما في فن العربية.." وذكر وفاته سنة 848، وله ترجمة في بغية الوعاة.
(*)(2/275)
الحنائي: بكسر الحاء المهملة وفتح النون المشددة وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بيع الحناء وهو نبت يخضبون به الاطراف، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن هارون بن مسلم بن هرمز البصري، قال أبو حاتم بن حبان: هو صاحب الحناء يروي عن أبان بن يزيد العطار والبصريين، روى عنه قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الاعلى الصنعاني وغيرهما.
وأبو موسى هارون بن زياد بن بشير الحنائي من أهل المصيصة، يروى عن الحارث بن عمير عن حميد، روى عنه محمد بن القاسم الدقاق بالمصيصة وغيره.
وأبو الحسن جابر بن ياسين محمويه الحنائي من أهل المحنة بغداد، شيخ ثقة كان يبيع الحناء، وكان عطارا، سمع أبا طاهر المخلص سمع منه أبو بكر الخطيب وجدي وجماعة سواهما، حدثني عنه أبو الفضل بن الارموي وأبو بكر الانصاري وأبو منصور بن زريق وأبو سعد بن الزوزني وأبو عبد الله بن السلال ببغداد، توفي سنة أربع وستين وأربعمائة.
وأما أبو عبد الله الحسين بن محمد بن إبراهيم بن الحسين الحنائي من أهل دمشق، توفي في حدود سنة خمسين وأربعمائة، يروي عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي وأبي بكر بن أبي الحديد السلمي، قال ابن ماكولا: كتبت عنه وكان ثقة.
قلت روى لي عنه الفضل بن عمر بن ليلى النسوي بمرو.
وولده محمد بن الحسين الحنائي حدثني عنه أصحابنا بدمشق والعراق.
ومن القدماء أيضا يحيى بن محمد بن البختري الحنائي، يروي عن هدبة بن خالد وعبيدالله بن معاذ.
وإبراهيم بن علي الحنائي، حدث عن أبي مسلم الكجي وغيره، سمع منه عبد الغني بن سعيد.
وأبو الحسن محمد بن عبيدالله بن محمد بن يوسف بن الحجاج البغدادي الحنائي، سمع أبا علي الصفار وأبا عمرو بن السماك وأبا بكر النجاد وجعفر بن
محمد الخلدي وأبا جعفر بن البختري الرزاز وغيرهم، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو عبد الله بن طلحة النعالي، وأثنى عليه الخطيب فقال: كان ثقة مأمونا زاهدا ملازما لبيته.
وحكى عنه أنه قال ما لمس كفي كف امرأة قط إلا والدتي.
وكانت وفاته في شهر رمضان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وقد بلغ خمسا وثمانين سنة.
وأبو العباس محمد بن أحمد الحسن بن بابويه الحنايي، حدث بكتاب الرهبان عن أبي بكر عبد الله بن أبي الدنيا القرشي، روى عنه علي بن محمد بن إبراهيم بن علويه الجوهري.
وأبو العباس محمد بن سفيان بن عنوية الحنائي، ويعرف بحبشون من أهل بغداد، حدث عن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز وعلي بن شعيب السمسار والحسن بن عرفة وأبي يحيى محمد بن سعيد العطار ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي وأبي عتبة أحمد بن الفرج الحجازي، روى عنه عبد الله بن إبراهيم الزبيبي وعبيدالله بن العباس الشطوي وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق.
وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال الضبي الحنائي، نزل دمشق، وكان ثقة صدوقا، حدث عن(2/276)
الحسين بن يحيى بن عياش القطان ويعقوب بن عبد الرحمن الدعاء وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز وأبي الحسين بن الاشناني وأبي عمرو بن السماك وعبد الصمد بن علي الطسي روى عنه أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم المقري وأبو القاسم الحنائي وغيرهم، وكانت وفاته سنة إحدى وأربعمائة.
الحنبلي: بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة وفي آخرها اللام، هذه النسبة لجماعة كثيرة من العلماء في كل فن ممن ينتحل مذهب الامام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني المروزي إمام المحدثين والناصر للدين والمناضل عن السنة والصابر في المحنة، مروزي الاصل، قدمت أمه بغداد وهي حامل به فولدته ونشأ بها وطلب العلم وسمع الحديث من شيوخها، ثم رحل إلى الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة فكتب عن علماء عصره، وكان من يتعلم منه يفتخر به
ويحترمه لورعه وصيانته، وشيوخه أكثر من أن يذكر، وأصحابه فيهم كثرة وشهرة، ولعل ببغداد ونواحيها والجزيرة من أصحابه من لا يدخل تحت الحصر والعدد، كان بعض الائمة يقول: لولا أحمد بن حنبل قام بهذا الشأن لكان علينا عارا إلى يوم القيامة إن قوما سبكوا فلم يخرج منهم أحد.
وقيل: رجلان ما لهما ثالث أبو بكر الصديق رضي الله عنه وقت الردة وأحمد بن حنبل يوم المحنة.
وقال قائلهم فيه: أضحى ابن حنبل محنة مأمونة * وبحب أحمد يعرف المتنسك وإذا رأيت لاحمد متنقصا * فاعلم بأن ستوره ستهتك ولد سنة أربع وستين ومائة وضرب بالسياط في الله فقام مقام الصديقين في العشر الاواخر (1) من شهر رمضان سنة عشرين ومائتين، ومات في شهر ربيع الاول سنة إحدى وأربعين ومائتين، وكان ابن سبع وسبعين سنة، وحزر من حضر جنازته (من الرجال) ثمانمائة ألف، ومن النساء ستين ألفا، وكان دفنه يوم الجمعة ولم ير للمسلمين جمع أكثر ممن حضر جنازته، قيل اجتمع في جنازة في بني إسرائيل مثل ذلك.
وقال الوركاني جار أحمد: أسلم يوم مات أحمد بن حنبل عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس (2).
ومناقبه أكثر من أن تحصى
__________
(1) في عدة نسخ " الآخر ".
(2) انكر الذهبي في الميزان وغيره ان يقع مثل هذا ولا ينقله إلا شخص مجهول وهو الوركاني هذا.
ويظهر أن الوركاني لم يقصد ما يعطه ظاهر العبارة، إنما قصد أن كثيرين من المسلمين كانوا قد افتتنوا فتابوا في أنفسهم - فتدبر.
(*)(2/277)
وصنف فيها الكتب.
واشتهر بهذه النسبة (جماعة، منهم) أبو عبد الله عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري الحنبلي، من أهل عكبرا، صنف التصانيف، وكان فاضلا زاهدا، حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود، روى عنه أبو محمد الحسن بن علي الجوهري وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد البرمكي وغيرهما، زرت قبره بعكبرا.
وأحمد بن هارون الحنبلي الخلال، حدث عنه أبو سعيد بن عبدويه (1).
الحندري: بضم الحاء والدال المهملتين بينهما النون الساكنة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى حندر (2)، وظني أنها من قرى عسقلان بالشام، منها سلامة بن جعفر الرملي الحندري، يروي عن عبد الله بن هانئ النيسابوري روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
ومحمد بن أحمد بن يوسف الحندري من أهل عسقلان، يروي عن عبد الله بن أبان وأبي نعيم محمد بن جعفر الرملي وغيرهما، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ (3).
الحنشي: بفتح الحاء المهملة والنون وكسر الشين المعجمة هذه النسبة إلى حنش وهو بطن بن بني ربيعة بن مالك (4) والمشهور بالنسبة إليهم أبو الحسن معشر بن منصور بن عطية الحنشي، شاعرا (5) روى عنه الرياشي شعرا له.
وابن عمه أبو عيسى الحنشي.
وعطاء بن عبس أبو عبس الحنشي، شاعر، قال الصولي عن محمد بن يزيد الرياشي قال كان أبي يستفحصه ويستنشده شعره.
الحنطبي: بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الجد، واشتهر بها أبو الفرج عبد الواحد بن نصر بن محمد بن
__________
(1) (الحنتمي) في تاريخ ابن الفرضي رقم 1428 " مسعود بن عبد الرحمن الثغري الحنتمي، سكن قرطبة، يكنى أبا سعيد، حدث عن أبي القاسم زياد بن يونس السدري وعن أبي العباس التميمي وغيرهما، كتب عنه وما كان لذلك أهلا، وانتقل إلى الثغر فتوفي هناك بعد الثمانين وثلاثمائة ".
(2) مثله في اللباب والقبس، وفي معجم البلدان " حندرة " وجزم بأنها من قرى عسقلان، وانظر ما يأتي.
(3) في المشتبه بعد ذكر الحندري هذا ما لفظه " شيخ لاسماعيل بن رجاء في الخلعيات " وفي التوضيح عقبة " قلت ولابي الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان في مشيخة أبي عبد الله الرازي ".
(4) في القبس عن الرشاطي " يحتمله أن يكون ربيعة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، أو ربيعة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ".
(5) في عدة نسخ " الشاعر ".
(*)(2/278)
عبيدالله بن عمر بن الحارث بن المطلب بن عبد الله بن عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم الحنطبي الشاعر المعروف بالببغا، وقد ذكرته في حرف الباء الموحدة فيما تقدم.
الحنظلي: بفتح الحاء المهملة وسكون النون وفتح الظاء المعجمة هذه النسبة إلى بني حنظلة، وهم جماعة من غطفان (1) فأما الامام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك الحنظلي، هو مولى بني حنظلة، من أهل مرو، يروى عن إسماعيل بن أبي خالد وحميد الطويل وعاصم الاحول، روى عنه أهل البلاد، وهو من أهل مرو، كان مولده بها سنة ثماني عشرة ومائة ومات في شهر رمضان منصرفا من طرسوس سنة إحدى وثمانين ومائة، وقبره بهيت - مدينة على الفرات مشهور يزار، والاخبار في مناقب ابن المبارك وشمائله أشهر وأكثر من أن يحتاج إلى الاغراق في ذكرها، كانت فيه خصال لم تجتمع في أحد من أهل العلم في زمانه في الدنيا كلها، كان فقيها، ورعا عالما، بالاختلاف حافظا، يعرف السنن، رحالا في جمع العلم، شجاها، ينازل الاقران ويكاشف الابطال، أديبا يقول الشعر فيجيد، سخيا بما ملك من الدنيا - والله يرحمه.
وبالري درب مشهور يقال له درب حنظلة منها أبو حاتم محمد بن إدريس بن المنذر (بن داود بن مهران) الرازي الحنظلي إمام عصره والمرجوع إليه في مشكلات الحديث، وهو من هذا الدرب، وكان من مشاهير العلماء ومن مذكوري العلماء الموصوفين بالفضل والحفظ والرحلة ولقي العلماء، سمع محمد بن عبد الله الانصاري وأبا زيد النحوي وعبيد الله بن موسى وهوذة بن خليفة وأبا مسهر الدمشقي وعثمان بن الهيثم المؤذن وسعيد بن أبي مريم المصري وأبا اليمان الحمصي في أمثالهم، كان أول كتبه الحديث في سنة تسع ومائتين، روى عنه الاعلام الائمة مثل يونس بن عبد الاعلى والربيع بن سليمان المصريين وهما أكبر منه سنا وأقدم سماعا وأبوا زرعة - الرازي والدمشقي ومحمد بن عوف الحمصي - وهؤلاء من أقرانه، وعالم لا يحصون، وذكر أبو حاتم وقال: أول سنة خرجت في
طلب الحديث أقمت سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته، وقال أبو حاتم قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب علي حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به فله علي درهم يتصدق به - وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الخلق أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقي
__________
(1) حكاه في اللباب ولم يتعقبه وزاد " منهم عبد الله بن المبارك.." وأصل هذا ما روى عن ابن أبي حاتم كما يأتي ويأتي ما فيه، والمشهور إنما هو حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
(*)(2/279)
علي ما لم أسمع به فيقول هو عند فلان فأذهب فأسمع، وكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي فما تهيأ لاحد منهم أن يغرب علي حديثا.
وكان أحمد بن سلمة يقول ما رأيت بعد إسحاق - يعني بن راهويه - ومحمد بن يحيى أحفظ للحديث ولا أعلم بمعانيه من أبي حاتم محمد بن أدريس.
قال أبو حاتم قال لي هشام بن عمار يوما أي شئ يحفظ علي الاذواء قلت له: ذو الاصابع، وذو الجوشن، وذو الزوائد، وذو اليدين، وذو اللحية الكلابي - وعددت له ستة، فضحك وقال: حفظنا نحن ثلاثة، وزدت أنت ثلاثة.
مات أبو حاتم بالري في شعبان سنة سبع وسبعين ومائتين.
وغيرهما، سمع جماعة من شيوخ البخاري ومسلم.
وتوفي سنة نيف وثلاثمائة بالري.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ إجازة قال: أبو حاتم الرازي الحنظلي منسوب إلى درب حنظلة بالري وداره ومسجده في هذا الدرب رأيته ودخلته، ثم قالت سمعت أبا علي الشافعي يقول أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد البزاز في المسجد الحرام ثنا أبو الحسين علي بن إبراهيم الرازي سمعت أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول قال أبي: نحن من موالي تميم بن حنظلة من غطفان قال المقدسي: والاعتماد على هذا أولى والله أعلم.
أبو محمد عبد الصمد بن إبراهيم بن الفضل الحنظلي البخاري، من أهل بخارا، سمع أبا الفضل أحمد بن علي السليماني وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الغنجار وأبا
بكر محمد بن إدريس الجرجرائي وأبا القاسم علي بن أحمد القضاعي وأبا إسحاق الحضرمي وجماعة كثيرة ببخارا روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وأبو بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، وقال عبد العزيز: أبو محمد الحنظلي هذا يدعي الحفظ والمعرفة وله شئ من الفهم، مشتغل بأعمال السلطان يتعصب لاهل الرأي ويشنع على أهل الاثر والسنة، تاب الله علينا وعليه، رأيته بسمرقند يقرأ كتاب ذكر الصالحين لابي عبد الرحمن بن أبي الليث من كتابه الذي سمعه ببخارا، ومع القوم نسخة كتبت بسمرقند فما نقص من رواية البخاريين قرأ من نسختهم التي زادها المصنف بسمرقند ولم يسمعها هو، فعلمت أنه ليس بثقة.
الحنفي: بفتح الحاء المهملة والنون وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى بني حنيفة، وهم قوم أكثرهم نزلوا اليمامة وكانوا قد تبعوا مسيلمة الكذاب المتنبي ثم أسلموا زمن أبي بكر رضي الله عنه وقتل مسيلمة، فالمشهور بالنسبة إليها جماعة كثيرة منهم سراج بن عقبة بن طلق بن علي الحنفي من أهل اليمامة، يروي عن عمته خلدة بنت طلق، روى عنه ملازم بن عمرو وقد قيل أن اسم عمته جعدة.
وعبد الله بن بدر بن عميرة بن الحارث بن شمر الحنفي(2/280)
اليمامي، جد ملازم بن عمرو، يروى عن قيس بن طلق بن علي وعبد الرحمن بن علي بن شيبان، روى عنه ملازم بن عمرو.
وعبد الحميد بن عقبة بن قيس بن طلق بن علي الحنفي من أهل اليمامة يروي عن قيس بن طلق، روى عنه ملازم بن عمرو.
وعبد الحميد بن عبد الحميد الحنفي من أهل اليمامة، يروي عن هوذة بن قيس، روى عنه ملازم بن عمرو والسري بن هوذة.
وأثال بن قرة بن حوشب الحنفي من أهل اليمامة، يروي عن أم سلمة (1) رضي الله عنها، روى عنه عكرمة بن عمار.
وجماعة سواهم مثل إسماعيل بن سميع الحنفي (وأيوب بن النجار الحنفي.
وأبي سليمان خليد بن جعفر الحنفي.
وأبي رميل سماك بن الوليد الحنفي وغيرهم) وأبو الوليد أحمد بن عبد الله بن أبي رجاء الحنفي الهروي، يروي
عن يحيى بن سعيد القطان ومحمد بن عبيد الكوفي، قال ابن أبي حاتم سمعت أبا زرعة يقول: يعد في الهرويين وكتبت عنه.
قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي على باب إبراهيم بن موسى، سئل أبي عنه فقال صدوق.
وأما أبو عبد الله محمد بن الحنفية، ابن أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه نسب إلى أمه واسمها خولة، وسميت الحنفية وغلب عليها لانها كانت من سبي بني حنيفة أعطاها إياه الصديق أبو بكر (رضي الله عنه، ولو لم يكن إماما لما صح قسمته) وبهذا يستدل أهل السنة على الشيعة أن خولة كانت من سبي بني حنيفة وقسمها أبو بكر رضي الله عنه ولو لم يكن إماما لما صح قسمته وتصرفه في خمس الغنيمة، وعلي رضي الله عنه أخذ خولة وأعتقها وتزوج (بها) (2).
الحنوطي: بفتح الحاء المهملة وضم النون وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى أشياء من الطيب يذر على الميت ويستعمل فيه، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن محمد بن الحسين (3) الحنوطي المصري، يروي عن الربيع بن سليمان الجيزي، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد بن حمدان الجرجاني شيخ أبي القاسم التنوخي.
الحنوي: بفتح الحاء المهملة والنون وفي آخرها الواو المكسورة، هذه النسبة إلى
__________
(1) تقدم ان اثال بن قرة إنما يروي عن شهر بن حوشب عن ام سلمة، وشهر ليس بحنفي ولا يمامي فكان الصواب أن يقال: وأثال بن قرة الحنفي من أهل اليمامة، يروي عن شهر بن حوشب عن أم سلمة.
(2) في اللباب " فاته النسبة إلى الامام أبي حنيفة رضي الله عنه، ولا يدخل من ينسب إلى مذهبه تحت الحصر، واسمه النعمان بن ثابت، من أهل الكوفة، توفي ببغداد سنة خمسين ومائة، وقبره مشهور، وولد سنة ثمانين، وهو أشهر من أن ينبه على فضله.
وممن ينسب إليه ابنه حماد بن أبي حنيفة.
والقاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصيمري الحنفي، كان اماما في مذهبه، وهو أستاذ قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني، توفي في شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة.
وأبو الحسن عبد الله بن الحسين الكرخي الحنفي صاحب التصانيف المشهورة ".
(3) مثله في الاكمال 3 / 260 واللباب وغيرهما، ووقع في عدة نسخ " أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن ".
(*)(2/281)
حنا (1) وهي بلدة من آخر ديار بكر عند خلاط وحصن كيفا على ما ذكر لي شيخنا أبو صالح عبد الصمد عبد الرحمن بن أحمد بن العباس بن عبد السلام الحنوي الضرير وسألته عن نسبته فذكر هذا، كان شيخا سديد السيرة عالما يسكن المدرسة النظامية ببغداد، وسمع منه والدي رحمه الله بالمدينة، وأدركته حيا، وروى لنا عن أبي الحسن علي بن محمد محمد بن الاخضر الانباري وأبي القاسم الفضل بن أبي حرب الزجاجي وغيرهما، وكانت ولادته بحنا في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وأربعمائة، وتوفي ببغداد في رجب سنة أربعين وخمسمائة.
الحنيفي: بضم الحاء المهملة وفتح النون وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى عثمان بن حنيف، والمشهور بالانتساب إليه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد العزيز الحنيفي.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ببغداد أنا أبو محمد الجوهري ثنا محمد بن العباس أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا محمد بن سعد في ذكر طبقات أهل المدينة قال: عبد الرحمن بن عبد العزيز عبد الله بن عثمان بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو وهو بخرج بن حنش (2) بن عوف بن عمرو بن عوف، من الاوس، كان يكنى أبا محمد، وهو الذي يقال له الحنيفي، وكان ذاهب البصر، وكان عالما بالسيرة وغيرها، وكان كثير الحديث، مات سنة اثنتين وستين ومائة وهو يومئذ ابن بضع وسبعين سنة (3).
الحنيني: بضم الحاء المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين النونين، هذه النسبة إلى الجد وهو حنين أو أبو الحنين، والمشهور بها أبو جعفر محمد بن الحسين بن موسى بن أبي الحنين الكوفي الخزاز الحنيني، من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بها عن عبيدالله بن موسى ومالك بن إسماعيل النهدي وعمر بن حفص بن غياث النخعي ويحيى بن يعلى المحاربي وأبي نعيم الفضل بن دكين وعبد الله بن مسلمة القعنبي - وكان عنده موطأ مالك، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأبو عبد الله بن المحاملي ومحمد بن مخلد
الدوري وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو عمرو بن السماك ومكرم بن أحمد القاضي وأبو
__________
(1) في اللباب " إنما تعرف الآن بحاني " وذكرت في معجم البلدان بلفظ (حاني) وذكر عبد الصمد الآتي وقال " الحنوي - هكذا ينسب إليها " وأظنني قد استدركت رسم (الحاني) في موضعه.
وسأذكره في ذيل الاكمال إن شاء الله تعالى.
(2) وقيل (حبش) وقيل (خنساء) وقيل (خناس) راجع التعليق على الاكمال.
(3) (الحنيفي) في الاكمال 3 / 3 " أما الحنيفي بالفتح فجماعة ينسبون إلى التفقه على مذهب أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله والمشهور (الحنفي) ".
(*)(2/282)
السهل بن زياد القطان وغيرهم، وقال أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني (الحافظ): ابن أبي الحنين الكوفي الخزاز، صنف مسندا حدث به، وكان ثقة صدوقا، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا.
ومات بالكوفة في جمادى الآخرة سنة سبع وسبعين ومائتين.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنيني.
ويعقوب بن إبراهيم بن عبد الله بن حنين الحنيني مولى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي عن نافع وأبيه، روى عنه رباح بن عبيدالله.
وأبو محمد يحيى بن الشبل بن العباس بن سليمان بن عبد الله بن يحيى بن الشبل بن إبراهيم بن عبد الله بن حنين الحنيني مولى العباس بن عبد المطلب، من أهل بغداد، يروي عن أحمد بن (محمد بن) عبد الخالق الوراق وأبي الفضل العباس بن أحمد بن أبي شحمة الختلي، روى عنه أبو بكر محمد بن عمر بن بكير المقري، ومات في شوال سنة ست وستين وثلاثمائة.
وأبو يحيى فليح بن سليمان بن أبي المغيرة بن حنين المديني الحنيني الخزاعي، وعامر بن عبد الله بن الزبير وهلال بن علي وسهيل بن أبي صالح، روى عنه بن وهب والحسن بن محمد بن أعين الحراني وسعيد بن منصور ومحمد بن الصلت ويحيى بن صالح الوحاظي وسليمان بن داود العتكي ومحمد بن بكار ومنصور بن أبي مزاحم ومعافي بن سليمان، قال يحيى بن معين: فليح بن سليمان ليس بالقوي (ولا يحتج بحديثه، وهو دون الدراوردي.
وقال أبو حاتم الرازي: فليح بن سليمان ليس بالقوي).
الحني: بضم الحاء المهملة وتشديد النون المكسورة، هذه النسبة إلى حن، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو جميل بن عبد الله وهو جميل بن معمر الشاعر الحني، وهو جميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث بن ظبيان بن حن بن ربيعة بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة، وقال الزبير وعن عثمان بن عبد الرحمن الجهني: هو جميل بن عبد الله بن حميري بن ظبيان وساق بقية نسبه - هكذا ذكر ابن ماكولا في الاكمال، وقال الدارقطني: هو حن بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم، وهو أخو قصي بن كلاب لامه، أمهما فاطمة بنت سعد بن سبيل، وقال حن ابن ربيعة العذري: أخذت الحج من عدوان غصبا * ولو أدركت صوفة لاشتفيت وظبيان وهو ضبيس بن حن بن ربيعة وبثينة صاحبة جميل، هي بنت حيي بن ثعلبة بن الهوذ بن عمرو بن الاحب بن حن بن ربيعة.
الحني: بكسر الحاء المهملة وتشديد النون المكسورة، هو أبو الحسن علي بن أبي(2/283)
بكر أحمد بن علي بن يحيى البيع البغدادي يعرف بابن حني يروي عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، قال ابن ماكولا وذكر أن مولده سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
ولعله سمع منه.
وأبو الحسن علي بن محمد بن حني البيع من أهل بغداد، حدث، وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وستين وأربعمائة ودفن في باب حرب.(2/284)
باب الحاء والواو (1) الحواري: هذا إنما يشبه النسبة وهو اسم، وهو عبد القدوس بن الحواري الازدي من أهل البصرة، يروي عن يونس بن عبيد وغالب القطان البصريين، روى عنه العراقيون، منهم محمد بن زياد الزيادي.
وأبو العباس أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري الدمشقي، من أهل دمشق، يروى عن وكيع بن الجراح الكتب، وعن الوليد بن مسلم وعبد الله بن وهب
وجعفر بن عون، وصحب أبا سليمان الداراني وحفظ عنه الدقائق، روى عنه عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي والحسين بن عبد الله بن يزيد القطان الرقي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، قال ابن أبي حاتم كان أبي يحسن الثناء عليه ويطنب فيه.
وذكر يحيى بن معين أحمد بن أبي الحواري فقال: أهل الشام به يمطرون وغيرهما، مولده سنة أربع وستين ومائة، ومات سنة ست وأربعين ومائتين (2).
الحواريني: بضم الحاء المهملة والراء بعد الالف ثم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حوارين وهي بلدة من بلاد البحرين، والمشهور بها زياد حوارين لانه كان افتتحها وهي من البحرين، قال ابن ماكولا: خلاس بن عمرو (بن المنذر بن عصر) بن أصبح بن عبد الله كان فقيها من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأخوه زياد كان يقال له زياد حوارين لانه كان افتتحها، وأخوه نافع بن عمرو (3).
الحوالي: بفتح الحاء المهملة والواو وفي آخرها اللام بعد الالف، هذه النسبة إلى
__________
(1) (الحوات) في الجذوة رقم 590 " عبد الرحمن بن أحمد بن خلف أبو أحمد الفقيه من أهل طيطلة، يعرف بابن الحوات كان اماما مختارا يتكلم في الحديث والفقه والاعتقادات بالحجة، قوي النظر ذكي الذهن سريع الجواب بليغ اللسان، وله تواليف فيما تحقق به..مات أبو أحمد بن الحوات بعد خروجي من الاندلس قريبا من سنة خمسين وأربعمائة على ما بلغني ".
(2) راجع الاكمال بتعليقه 3 / 216 و 217.
(الحواري) في المشتبه بإضافة من التوضيح " (الحواري) بالتثقيل (مع ضم أوله) أبو القاسم (بن يوسف بن أبي القاسم بن عبد السلام الاموي) الحواري الزاهد، له مريدون (له رواية ببلده حواري، توفي بها في سنة ثلاث وستين وستمائة.
(3) (الحواز) قال ابن نقطة: " وأما الحواز بالحاء المهملة وتشديد الواو وآخره زاي فهو.." بياض.
(الحوافي) تبين لي أن الصواب الخوافي بالمعجمة.
(*)(2/285)
حوالة، وهو اسم لوالد عبد الله بن حوالة الازدي الواسطي (1) وورد في حديث فيه فضيلة الشام فقال الحوالي أو الحولي: خرلي يا رسول الله.
والمشهور بالانتساب إليه أبو عبد الله بن الوليد بن إبراهيم بن العباس بن الوليد بن راشد (2) بن صبيح بن عبد الله بن حوالة الازدي وعبد الله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحمد بن الوليد كان من أهل واسط سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن حرب النشائي وأحمد بن سنان وعمار بن خالد وجابر بن كردي وشعيب بن أيوب الصريفيني وغيرهم روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ومحمد بن علي بن حبيش (3) وأبو عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وجماعة سواهم، ومات سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
الحوءبي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو المهموزة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى حوءب على وزن فيعل هذه النسبة إلى ماء يقال له الحوءب في طريق البصرة من مكة (قال بن الكلبي: هي الحوءب بنت كلب بن وبرة) إليها ينسب ماء الحوءب، ورد في حديث عصام بن قدامة عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الازيب وقيل الاحمر - ينبحها كلاب الحوءب.
وروى إسماعيل بن أبي خالد كذلك عن قيس بن أبي حازم عن عائشة رضي الله عنها أنها مرت بماء فنبحتها كلاب الحوءب فسألت عن الماء فقالوا: هذا ماء الحوءب.
والقصة في ذلك أن طلحة والزبير بعد قتل عثمان وبيعة علي خرجا إلى مكة وكانت عائشة رضي الله عنهم حاجة تلك السنة بسبب اجتماع أهل الفساد والعبث من البلاد بالمدينة لقتل عثمان رضي الله عنه خرجت عائشة رضي الله عنها هاربة من الفتنة، فلما لحقها طلحة والزبير حملاها إلى البصرة في طلب دم عثمان من علي رضي الله عنهم وكان ابن الزبير عبد الله ابن اختها أسماء ذات النطاقين فلما وصلت عائشة رضي الله عنها معهم إلى هذا الماء نبحت الكلاب عليها فسألت عن الماء واسمه فقيل لها الحوءب فتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم أيتكن ينبح عليها كلاب الحوءب، فتوقفت وعزمت على الرجوع فدخل عليها ابن أختها ابن الزبير وقال: ليس هذا ماء الحوءب
حتى قيل إنه حلف على ذلك وكفر عن يمينه - والله أعلم، ويممت عائشة رضي الله عنها إلى البصرة، وكانت وقعة الجمل المعروفة.
__________
(1) كذا، والواسطي هو أحمد بن الوليد الآن فأما عبد الله بن حوالة فنزل الاردن ولعله مات قبل أن تبنى واسط.
(2) مثله في تاريخ بغداد ج 5 رقم 2645 واللباب، ووقع في ك " أسد ".
(3) هكذا في تاريخ بغداد وهو الصواب راجع الاكمال 2 / 334، ووقع في ك " حبيس " وفي بقية النسخ " حميس ".
(*)(2/286)
الحوتكي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى أبو الوليد هاشم بن أحمد بن إسحاق بن يزيد بن أبي خلف الحوتكي من أهل مصر، توفي سنة تسع (1) عشرة وثلاثمائة.
الحوتي: بضم الحاء المهملة بعدها الواو وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى حوت وهو بطن من كندة وهو حوت بن الحارث الاصغر بن معاوية بن الحارث الاكبر بن معاوية بن ثور وهو كندة بن عفير قال ذلك أحمد بن الحباب الحميري في نسب كندة، وقال ابن حبيب: في كندة بنو حوت، وهو الحارث بن الحارث بن معاوية بن ثور وهو كندي (2) قال: وفي همذان حوت بن سبع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم.
قال الدارقطني ورأيت هذا الحرف في نسخة أخرى عن ابن حبيب حوت بن سبع بالثاء.
والله أعلم.
الحوري: بفتح الحاء وكسر الراء المهملتين، هذه النسبة إلى حورة وهي من قرى الرقة قريبة منها، والمشهور بهذه النسبة صالح الحوري، حدث عن أبي المهاجر سالم بن عبد الله الكلابي الرقي، روى عنه عمرو بن عثمان الكلابي ذكره محمد بن سعيد (3) الحراني في تاريخ الرقة، وهو منسوب إلى حورة قرية بين الرقة وبالس.
الحوراني: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح الراء، هذه النسبة إلى حوران وهي ناحية كبيرة واسعة كثيرة الخير بنواحي دمشق، ومنها يحصل غلات دمشق وطعامهم، أقمت بها أياما في توجهي وانصرافي عن بيت المقدس، والمشهور بالنسبة إليها إبراهيم بن أيوب
الشامي الحوراني، كان من عباد الله الصالحين، حدث عن الوليد بن مسلم والهيثم بن عمران وأبي سليمان الداراني، روى عنه سعد بن محمد البيروتي وعبد الله بن هلال الربعي وأحمد بن علي الابار وأحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي وغيرهم.
وأبو الطيب محمد بن حميد بن سليمان الحوراني، حدث عن أبي بدر الغبري وأحمد بن منصور الرمادي وغيرهما، روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي الحافظ ثم الدمشقي.
رأيت في بادية السماوة موضعا قد خرب قريبا من هيت من نواحي العراق يقال له حوران، ولا أدري هل ينسب إليها
__________
* (1) في م وع " 3 " عشرة وثلاثمائة.
(2) كذا والذي في كتاب ابن حبيب ص 28 والاكمال عنه 2 / 573 وغيرهما " كندة " وهو المعروف.
ولم يذكر منسوبا إلى حوت هذا، وفي التوضيح عن تهذيب الكناني لكتاب ابن حبيب ما لفظه " في كتاب أبي عبيد في أنساب كندة: من بني حوت بن الحارث بن معاوية أبو خلادة (الحوتي) الشاعر، جاهلي " راجع التعليق على الاكمال 2 / 228.
(3) في عدة نسخ " سعد ".
(*)(2/287)
أحد أم لا ؟ أما حوران المعروف ما ذكرناه.
الحوزي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى (1) حويزة بنواحي البصرة، قرية معروفة، وهي بين سوق الاهواز والبصرة والنسبة إليه حويزي خرج منه جماعة من المحدثين والشعراء، وأبو الكرم خميس بن علي بن أحمد الحوزي، من فضلاء واسط ومحدثيها من المتأخرين، أدركت جماعة من أصحابه بها وكتبت عنه أقراننا، وظني أنه منسوب إلى هذه القرية والله أعلم (2).
الحوشبي: بفتح الحاء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى حوشب، وهو جد أبي الصلت شهاب بن خراش بن حوشب الشيباني الحوشبي ابن أخي العوام بن حوشب، يروي عن محمد بن زياد والثوري، روى عنه يزيد بن موهب وقتيبة بن سعيد، كان رجلا صالحا، وكان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن
حد الاعتداد به إلا عند الاعتبار.
وطلاب بن حوشب بن يزيد بن رويم الشيباني الحوشبي أخو العوام وخراش وثمامة وبريدة ويوسف والحارث ومنير بني حوشب، وهم واسطيون، حدث طلاب عن جعفر بن محمد بن علي، روى عنه قيس بن نصر الاسدي.
وأبو الحسين عبيدالله بن محمد بن أحمد بن (محمد بن) أحوى بن العوام بن حوشب الشيباني المعروف بالحوشبي، من أهل بغداد، كان ثقة ثبتا مستورا أمينا، سمع عبد الله بن إسحاق المدائني وإسحاق بن الخليل الجلاب والحسين بن محمد بن عفير وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، روى عنه أبي بكر البرقاني وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي وغيرهم، وكانت ولادته في سنة أربع وتسعين ومائتين، ومات في ذي القعدة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وعبد الله بن خراش بن حوشب الحوشبي ابن أخي العوام بن حوشب، يروي عن عمه وواسط بن الحارث روى عنه محمد بن صدران البصري ومسعود بن جويرية الموصلي، عداده في أهل واسط.
الحوشي: بفتح الحاء المهملة إن شاء الله وسكون الواو وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى حوش، وهي قرية من قرى إسفرايين فيما أظن، والمشهور بهذه النسبة
__________
(1) العبارة من هنا إلى قوله (حويزي) متعقبة كما يأتي، وكان ينبغي أن يقال بدلها: الحوز وهي قرية بشرقي واسط.
(2) في اللباب " وفاته الحوزي - ينسب إلى الحوز وهي محلة كبيرة ببعقوبا من أرض العراق " قال المعلمي ذكر ابن نقطة جماعة ينسبون إلى حوز واسط الخميس ثم ذكر أن هذه النسبة قد جاءت إلى موضع بالكوفة يقال له الحوز، وذكر من ينسب إليه.
ثم ذكر حوز بعقوبا وسمي من ينسب إليه، وقد نقلت ذلك في التعليق على الاكمال 3 / 8 و 9 فارجع إليه.
(*)(2/288)
بدل بن محمد بن أسد الحوشي (1) الاسفراييني سمع أباه وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وبشر بن عبد الملك البصري، روى عنه أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ الاسفراييني (2).
الحوصلي: بفتح الحاء والصاد المهملتين بينهما الواو وفي آخر اللام، هذه النسبة إلى حوصلة وهو اسم رجل من الكوفة، قدم بخارا غازيا مع قتيبة بن مسلم وسكنها وولد له بها
الاولاد، منهم أبو الأسد أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن الوليد بن عبد الملك بن حوصلة الكوفي الحوصلي، يروي عن أبي علي صالح بن محمد البغدادي وإبراهيم بن معقل النسفي وحامد بن سهل وتوفي في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ببخارا.
الحوضي: بالحاء المفتوحة المهملة وسكون الواو والضاد المعجمة، هذه النسبة إلى الحوض...(3) المشهور بهذه النسبة أبو عمر حفص بن عمر بن الحارث بن عمر بن سخبرة النمري المعروف بالحوضي، من أهل البصرة، يروي عن شعبة وأبان وهشام الدستوائي وهمام ويزيد بن إبراهيم والمبارك بن فضالة، وروى عنه جماعة آخرهم إن شاء الله أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: ثبت متقن لا تأخذ عليه حرفا واحدا.
قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: صدوق متقن وكان علي بن المديني جعله من أصحاب شعبة وهو أعرابي فصيح.
الحوطي: بفتح الحاء والطاء المكسورة المهملتين بينهما الواو الساكنة، هذه النسبة إلى حوط وظني أنها من قرى حمص أو جبلة - مدينتان بالشام، فإن أكثر الحوطيين حدث بجبلة وسمع الحديث بحمص والله أعلم (4) والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، من أهل جبلة مدينة بالشام، من مشاهير المحدثين، يروي
__________
(1) سيأتي ذكر محمد بن أسد في (الخشي) وينص له في (الخوشي) مع ذكره ما يتعلق به كما يأتي التنبيه عليه هناك، وقد تبع اللباب ومعجم البلدان ما وقع هنا على ما فيه.
(2) أما من هو الحوشي بمهملة مفتوحة حقا فهو أبو عبد الله محمد بن عمر بن محمد بن الحوش الحوشي السعردي - نسب إلى (الحوش) في نسبه، راجع التعليق على الاكمال 2 / 165 و 3 / 266.
(3) في القبس " حوضي مدينة باليمن، قال اليعقوبي: حوضي مدينة المعافر، منها أبو عمر.." وهذا بعيد، وفي معجم البلدان " والحوض موضع بالبصرة فيما يقال ينسب إليه أبو عمر.." والله أعلم.
(4) في القبس " الحوطي في كلب قضاعة حوط بن عامر بن عبدود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، منهم عبد الوهاب بن نجدة.." وعبد الوهاب هذا هو والد أحمد الذي ذكره أبو سعد " وإذا لم
يثبت أن حوط اسم قرية فهذا الاسم كثير في أسماء الرجال راجع الاكمال 3 / 197 - 199 فالاشبه أن النسبة إلى جد اسمه حوط، ولا يبعد أنه حوط الذي ذكره القبس، فإن قبيلة كلب شامية.
(*)(2/289)
عن جنادة بن مروان الازدي الحمصي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ومات بعد سنة تسع وسبعين ومائتين.
الحوفي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى حوف، وظني أنها قرية بمصر حتى قرأت في تاريخ البخاري: الحوفي (1) ناحية عمان.
والمشهور بالانتساب إليه هو قسيم بن أحمد بن مطير الحوفي المقرئ.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي النحوي، حدث عن ابن رشيق وغيره، وكان عنده من تصانيف النحاس أبي جعفر المصري قطعة كبيرة، وسمعت المعاني له بدمشق عن أبي طالب بن أبي عقيل الصوري عن..أبي الحسن الحوفي هذا.
وأبو القاسم خلف بن أحمد بن الفضل بن جعفر بن يعقوب الحوفي الحنفي، قال ابن ماكولا: هو شيخ لقيته بمصر، ثقة، سمع ابن يزيد الحلبي وأحمد بن عمر بن خرشيد قوله الاصبهاني أبا علي، وكان علي، وكان مكثرا، سمعت منه وسمع مني، ويعرف بالزجاجي.
قلت: لنا روى ببغداد أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي بالاجازة عنه، وسمع منه عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ وأبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
وجابر بن زيد أبو الشعثاء الازدي اليحمدي الحوفي (2) ناحية عمان، قال أبو نعيم: مات سنة ثلاث وتسعين - هكذا ذكره البخاري في تاريخه وأثنى على أبي الشعثاء.
الحولي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخر اللام، فهو عبد الله بن حولي، ويقال هو ابن حوالة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه مشهور في فضيلة الشام: خرلي يا رسول الله (3).
الحويزي: بضم الحاء المهملة وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها
__________
(1) في عدة نسخ " الحوف " وستأتي عبارة البخاري والنظر في هذا.
(2) زيد في ك " في " وليست في تاريخ البخاري واختلف في ضبط الكلمة فيه والراجح أنها (الجوفي) بالجيم، وتقدم ذكره في رسم (الجوفي) وزعم بعضهم أنها بالخاء المعجمة وسأذكر رسم (الخوفي) وقيل بالحاء المهملة والزاء والقاف كما تقدم في رسم (الحرقي) وراجع التعليق على الاكمال 2 / 193 و 194 و 3 / 282.
(3) (الحويري) بضم المهملة وفتح الواو وسكون التحتية بعدها راء، هذه النسبة إلى الحويرة وهي حارة بدمشق منها إبراهيم بن مسعود الحويري سمع ببغداد من شرف النساء أمة الله بنت أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن علي بن الآبنوسي، راجع التعليق على الاكمال 2 / 246.
(الحويزاني) في المشتبه بإضافة من التوضيح " بوحاء (مهملة) مضمومة (وواو مفتوحة) وياء (مثناة تحت ساكنة) وزاي محمد بن إسماعيل الحويراني الخطيب من شيوخ بغداد بعد الثمانين وستمائة، مقل ".
(*)(2/290)
وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى حويزة وهي قرية كبيرة بنواحي البصرة في واسط طريق الاهواز، والمشهور بالنسبة إليها عبد الله بن الحسن بن إدريس الحويزي، حدث بالاهواز عن أحمد بن الحسن عن أحمد بن الحسن المضري البصري وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي، روى (عنه) (1) أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد الاهوازي.
وأبو طالب الحويزي، منها أخبرنا أبو الحسن الصائغ إجازة شفاها أبنأنا أبو بكر الخطيب أنشدني عبد الغفار بن عبد الواحد الارموي أنشدني أبو طالب الحويزي لابي الحسن بن لنكك الكاتب: أشياء لما قصروا عن نيلها * ذموا وقالوا ما يقول مباغض كالثعلب المحتال لما لم ينل * عنقود كرم قال هذا حامض وأحمد بن العباس الحويزي، شيخ كان ببغداد، يروي عن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الحويزي (2)، سمع منه أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي (3).
__________
(1) من اللباب والاكمال وغيرهما.
(2) كذا، والصواب " الباغندي " كما في استدراك ابن نقطة والمشتبه والتوضيح.
(3) وفي التعليق على الاكمال آخرون، ويأتي في التعليق قريبا محمد بن سعدان الحويزي.
(الحويزي) رسمه القبس وشكله بفتح فكسر ثم قال " في قيس عيلان حويزة - وقيل حوزة بن عمرو بن مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، قال سيبويه قالوا في حويزة حويزي كما قالوا في طويلة طويلي، منهم أبو عبد الرحمن عبد الله بن همام بن نبيشة بن رياح بن مالك بن الهجيم بن حوزة، الشاعر يقال له العطار الحسن شعره.." وفي نسب قريش للمصعب ص 14 بعد ذكر هاشم وعبد شمس والمطلب بني عبد مناف " وأمهم عاتكة بنت مرة..وأمها ماوية (في النسخة: مارية) بنت حوزة بن عمرو بن سلول واسمه مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ".
(*)(2/291)
باب الحاء واللام ألف (1) الحلابي: بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام ألف وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة لابي الحسن علي بن أبي ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم بن بندار القطان الحلابي، وإنما قيل له الحلابي لان أحد أجداده عرف بالشاه الحلابة فقيل له: الحلابي وهو شيخ تاجر متميز من أولاد المحدثين وبيت الحديث، سمع ببغداد أباه وعمه أبا المعالي ثابت بن بندار المقري، قدم علينا مرو، وقرأت عليه كتاب الغرباء لابي بكر الآجري، وغيره من الفوائد، وخرج إلى بلاد الهند، وتوفي بغزنة في صفر سنة أربعين وخمسمائة.
الحلاج: بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام ألف، هذه النسبة إلى حلج القطن، والمشهور بها أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج، وقيل أبو عبد الله، وقيل له الحلاج حلاج الاسرار - يعني يخبر عن أسرار الناس، وبعضهم قال إنما قيل له الحلاج لانه جلس على حانوت حلاج واستقضاه شغلا فقال الحلاج: أنا مشتغل بالحلج، فقال امض في شغلي حتى أحلج أنا عنك، فمضى الحلاج وصار قطن الحلاجة محلوجا إلى أن رجع الحلاج فسمي الحلاج، وكان جده مجوسيا اسمه محمي من أهل بيضاء فارس، نشأ الحسين بواسط وقيل بتستر وقدم بغداد فخالط الصوفية وصحب من مشيختهم الجنيد بن محمد وأبا
الحسين النوري وعمرو بن عثمان المكي، والصوفية مختلفون فيه فأكثرهم نفى الحلاج أن يكون منهم وأبى أن يعده فيهم، وقبله من متقدميهم أبو العباس بن عطاء البغدادي ومحمد بن خفيف الشيرازي وإبراهيم بن محمد النصر اباذي النيسابوري وصححوا له حاله ودونوا كلامه، حتى قال ابن خفيف: الحسين بن منصور عالم رباني.
ومن نفاه منهم نسبه إلى الشعبذة في فعله وإلى الزندقة في عقده، وكان للحلاج حسن عبارة وحلاوة منطق وشعر على طريقة التصوف وروى عن ابن باكويه الشيرازي عن ابنه حمد بن الحسين بن منصور الحلاج بتستر
__________
(1) (الحلاء) قال ابن خلكان " بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام الف..لانه كان يعمل حلية من النحاس " وفي معجم الادباء 13 / 285 " كان يعمل الصفر ويخرمه وله فيه صنعة بديعة " وهو كما في المشتبه " أبو الحسين (مثله في التوضيح والتبصير واليتيمة وأغلب المواضع في ترجمته من معجم الادباء 13 / 280 - 299 ووقع في بعضها: أبو الحسن.
وكذا وقع في الوفيات) علي بن عبد الله بن وصيف الناشئ، من رؤوس الامامية، روى عن المبرد " وهو الناشئ الاصغر كما في الوفيات وراجع معجم الادباء.
ويأتي ذكره مقتضبا في رسم (الناشئ).
(*)(2/292)
قال: مولد والدي الحسين بالبيضاء في موضع يقال له الطور، ونشأ بتستر، وتلمذ لسهل بن عبد الله سنين، ثم صعد إلى بغداد وكان بالاوقات يلبس المسوح وبالاوقات يمشي بخرقتين مصبغ ويلبس بأوقات الدراعة والعمامة، ويمشي بالقباء أيضا على زي الجند، وأول ما سافر من تستر إلى البصرة كان له ثمان عشرة (سنة) ثم خرج بخرقتين إلى عمرو بن عثمان المكي وإلى الجنيد بن محمد وأقام مع عمرو بن عثمان ثمانية عشر شهرا، ثم تزوج بوالدتي بنت أبي يعقوب الاقطع وتغير عمرو بن عثمان (1) من تزويجه، وجرى بين عمرو وأبي يعقوب وحشة عظيمة (1) بذلك السبب، ثم رجع إلى بغداد مع جماعة من الفقراء، ثم عاد إلى مكة وجاور سنة ورجع إلى بغداد وقصد الجنيد وسأله عن مسألة فلم يجبه ونسبه إلى أنه بدع فيما يسأله فاستوحش وأخذ والدتي ورجع إلى تستر وأقام نحو سنة ووقع له عند الناس قبول عظيم حتى حسده جميع من في وقته، ولم يزل عمرو بن عثمان يكتب في أمره إلى خوزستان ويتكلم فيه
بالعظائم حتى حرد ورمى بثياب الصوفية ولبس قباء وأخذ في صحبة أبناء الدنيا، ثم خرج وغاب عنا خمس سنين إلى خراسان وما وراء النهر ورحل إلى سجستان وكرمان، ثم رجع إلى فارس فأخذ يتكلم على الناس ويتخذ المجلس ويدعو الخلق إلى الله، وكان يعرف بفارس بأبي عبد الله الزاهد، وصنف لهم تصانيف، ثم صعد من فارس إلى الاهواز وأنفذ من حملني إلى عنده وتكلم على الناس وقبله الخاص والعام، وكان يتكلم على أسرار الناس وما في قلوبهم ويخبر عنها فسمى ذلك حلاج الاسرار، فصار الحلاج لقبه، ثم خرج إلى البصرة وأقام مدة يسيرة، وخرج ثانيا إلى مكة ولبس المرقعة والفوطة وخرج معه في تلك السفرة خلق كثير وحسده أبو يعقوب النهر جوري فتكلم فيه فرجع إلى البصرة وأقام شهرا وجاء إلى الاهواز ورجع إلى بغداد ومكة، ثم وقع له أن يدخل بلاد الشرك ويدعو الخلق إلى الله فقصد الهند والصين وتركستان ورجع وحج وجاور ثم رجع إلى بغداد واقتني العقار وبنى دارا.
وخرج عليه محمد بن داود وجماعة من أهل العلم وقبحوا صورته ووقع بين علي بن عيسى وبينه لاجل نصر القشوري ووقع بينه وبين الشبلي وغيره من مشايخ الصوفية، وكان يقول قوم إنه ساحر وقوم يقولون إنه مجنون، وقوم يقولون له الكرامات واختلفت الالسنة في أمره حتى أخذه السلطان وحبسه وقصده حامد بن العباس الوزير وأحضر قاضي القضاة أبا عمرو ومحمد بن يوسف والائمة وتكلموا معه فقال له القاضي: أنت مباح الدم وكتب خطه والجماعة بذلك بأمر الوزير ورفع إلى الخليفة فبرز التوقيع بعد يومين بضربه ألف سوط، فإن مات وإلا جز رأسه (فأخرج
__________
(1 - 1) من تاريخ بغداد، زدت ذلك لان السياق سياقه، إلا أنه من هنا وقع اختلاف فراجعه.
(*)(2/293)
إلى رأس الجسر وضرب ألف سوط فما تأوه وقطعت يده ثم رجله وجز رأسه) وصلب وأحرقت جثته.
وآخر من تكلم به وهو يقتل: حسب الواجد أفراد الواحد له.
فما سمع كلامه أحد من المشايخ إلا رق له.
وقال قبل ذلك: يا معين الضنا على أعني علي الضنا، ثم خرج يتبختر في قيوده ويقول:
نديمي غير منسوب إلى شئ من الحيف * سقاني مثل ما يشرب كفعل الضيف بالضيف فلما دارت الكأس دعا بالنطع والسيف * كذا من يشرب الراح مع التنين في الصيف ثم قال: (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) ثم ما نطق بعد ذلك حتى فعل به ما فعل.
ومن شعره لما أخرج ليقتل أنشد: طلبت المستقر بكل أرض * فلم أر لي بأرض مستقرا أطعت مطامعي فاستعبدتني * ولو أني قنعت لكنت حرا ولما صلب قال أبو إسحاق الرازي وقفت عليه فقال وهو مصلوب: إلهي ! أصبحت في دار الرغائب أنظر إلى العجائب، إلهي ! إنك تتودد إلى من يؤذيك فكيف لا تتودد إلى من يؤذي فيك.
وكان يقول مع كل سوط إذا ضرب: أحد أحد.
ومن لطيف شعره قوله: متى سهرت عيني لغيرك أو بكت * فلا أعطيت ما منيت وتمنت وإن أضمرت نفسي سواك فلا رعت * رياض المنى من وجنتيك وجنت وحكى القناد عنه أنه قال: دنيا تغالطني كأني * لست أعرف حالها حظر المليك حرامها * وأنا احتميت حلالها فوجدتها محتاجة فوهبت لذتها لها وأمر المقتدر بالله بقتله وإحراقه بالنار ففعل به ذلك يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثمائة ببغداد على رأس الجسر.
الحلاوي: بفتح الحاء المهملة والواو بعد اللام ألف، هذه النسبة إلى بيع الحلاوة وقد(2/294)
ذكرنا ترجمة الحلوائي (1) فيما تقدم، وذكر بن ماكولا في هذه الترجمة: عبد العزيز بن أحمد الحلاوي وهو يعرف بالحلوائي على ما ذكرنا، فأما الحلاوي فهو إلى بيع الحلاوة وإلى بطن يقال له الحلاوة، فأما المنسوب إلى بيع الحلاوة فهو أبو الفضل محمد بن الفضل الحلاوي
الحافظ من أهل أصبهان، كان يعرف الحديث ويفهمه، سمع أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وجماعة من أصحاب الطبراني، روى عنه أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدويه العدل، وتوفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة.
وأبو المحاسن أحمد بن عبيدالله (بن) الحلاوي، من أهل أصبهان، سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده الحافظ، كتبت عنه شيئا يسيرا بأصبهان.
وأما المنتسب (إلى الحلاوة) وهو بطن في بني سعد بن تجيب، فمنهم أبو عمر (2) سعد بن مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي الحلاوي (3) النحاس، ولابيه مالك أخ يقال له الحلاوة كتب مع يونس بن عبد الاعلى عن ابن وهب قال أبو سعيد بن يونس أبو عمر الحلاوي.
كتبت عنه حكايات من حفظه، وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة.
الحلاوي: مثله غير أنه بكسر الحاء وتشديد اللام ألف، هذه النسبة إلى بلدة على طرف الفرات يقال لها الحلة (4) وهي مختصة بأولاد صدقة بن مزيد، خرج منها جماعة وسمعت بها الحديث.
__________
(1) في ع " الحلواني " وهو صحيح أيضا.
(2) مثله في الاكمال واللباب، ووقع في م " أبو عمرو ".
(3) ضبط في الاكمال 3 / 302 بالمعجمة: الخلاوي.
وذكر فيه هذا الجد 2 / 576 في رسم (خلاوة) بالمعجمة وسيذكر أبو سعد نفسه نحو ما قال هنا في رسم (الخلاوي) بالمعجمة وهو الصواب، وشنع صاحب اللباب بما لا حاجة إلى ذكره.
(4) في اللباب " إنما نسب السمعاني هذه النسبة اتباعا لما يعرفه عامة الناس وإلا فالنسبة الصحيحة: حلي - بكسر الحاء اللام.
(*)(2/295)
باب الحاء والياء الحياوي: بفتح الحاء المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى الحيا إن شاء الله وهو بطن من خولان (1) والمنتسب إليه السمح بن مالك الخولاني
ثم الحياوي أمير الاندلس، قتلته الروم بالاندلس في ذي الحجة يوم التروية سنة ثلاث ومائة.
الحياني: بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنسب وهو حيان، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد بن عبد الله بن (محمد بن) جعفر بن حيان الاصبهاني الحافظ الحياني المعروف بأبي الشيخ، حافظ كبير ثقة، صنف التصانيف الكثيرة، وأكثر عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، وآخر من روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب بأصبهان.
وأبو العباس عبد الله بن محمد بن جعفر الحياني البوشنجي، يروي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة، روى عنه أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد الهروي وأبو بكر البرقاني.
قال ابن ماكولا وشاب كان يكتب معنا الحديث بصور، وكان من أهل الخير، يعرف بالحياني، واسمه الحسن بن عبد الحسن بن الحسن الحياني وكنيته أبو محمد.
وأبو محمد أسعد بن عبد الله بن حيان النيسابوري الحياني، كان سديد السيرة مكثرا، حدث عن أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن الحافظ، وأفاد مشايخنا عن جماعة من شيوخ نيسابور، روى لنا عنه أبو طاهر السنجي بمرو.
وابنه أبو سعد عبد الله بن أسعد الحياني، شيخ صالح ثقة، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف وأبا عمرو عثمان بن محمد المحمي وأبا الفضل محمد بن عبيدالله الصرام وأبا المظفر موسى بن عمران الانصاري وطبقتهم كتب عنه الكثير بنيسابور في الرحلة التي عرجت منها إلى العراق وتوفي.
الحيدي: بفتح الحاء المهملة وسكون الياء اخر الحروف وفي آخرها الدال المهملة،
__________
(1) المعروف في خولان (حي) ذكره الهمداني وغيره ولذلك وقع في هذه النسبة من القبس ما لفظه " الحياوي...في خولان عبد الله..يشبه أن ينسب إلى حي بن خولان " وفي الاسماء (حي) بفتح الحاء كثير، وفي لسان العرب انه قد جاء في الاسماء (حي) بالكسر وأن في العرب بطنا بهذا الاسم، ونسب شارح القاموس هذا القول إلى ابن سيده فهذا قد يلاقي شكل الحاء من الحياوي بالكسر كما مر، وسواء أكانت النسبة إلى (حي) بالكسر أم إلى (حي) الفتح أم إلى (حيا) مقصورا فان حقها أن تكون في الاول (حيوي) وفي الاخيرين (حيوي)، بكسر الحاء في الاول وفتحها في الثاني وفتح
الياء فيهما فزيادة الالف شذوذ والله أعلم.
(*)(2/296)
هذه النسبة إلى حيدة، وهو حيدة بن معاوية القشيري وابنه معاوية بن حيدة، وهو جد بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري، الحيدي نسب إلى جده الاعلى، ولمعاوية صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه حكيم.
وقال الطبري وردان وحيدة ابنا مخرم بن مخرمة بن قرط بن جناب، من بني العنبر بن عمرو بن تميم، وفدا على النبي صلى الله عليه وسلم.
الحيدي: بكسر الحاء المهملة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى حيد، وهو اسم لجد أبي منصور بكر بن محمد بن علي بن محمد بن حيد بن عبد الجبار بن النضر بن مسافر بن قصي التاجر الحيدي من نيسابور، الملقب بالشيخ المؤتمن، سافر في الرواية، وعمر حتى حدث بالكثير، وكان محبا لاهل العلم والخير، مائلا إليهم، منفقا عليهم، سمع بنيسابور أباه وأبا الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف وأبا بكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي والسيد أبا الحسن محمد بن الحسين العلوي الحسيني وغيرهم، سمع منه جدي الامام وأبو بكر الخطيب الحافظ، وروى لي عنه أبو بكر الانصاري ببغداد وأحمد بن سعد العجلي بهمذان وإسماعيل بن علي الحمامي بأصبهان وجماعة سواهم، وكانت ولادته بنيسابور في سنة خمس أو ست وثمانين وثلاثمائة، ووفاته بالري في صفر سنة أربع وستين وأربعمائة.
الحيري: بكسر الحاء المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الحيرة وهي بالعراق عند الكوفة، وبخراسان بنيسابور فأما حيرة الكوفة أول من نزل بها مالك بن زهير (1) بن عمرو بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة (2)، وبه سميت، وقيل هو بناها وقيل هو بنى بها بيعة ونزلها، وقيل سمي الحيرة لانهم تحيروا في بقائهم المنزل، وقيل إن بخت نصر حبس جماعة من العرب وبنى لهم حيرا حبسهم فيه في هذا الموضع، وقيل إن تبعا لما غزا اليمامة وقتل جديساسا من (3) بلاد العجم فانتهى إلى موضع الحيرة فخلف بها
ضعفاء العسكر والعبيد وقال لهم حيروا ههنا - وهي بالحميرية: انزلوا - فسمي الموضع حيرة، وقيل بل تحير تبع وأصحابه في نواحيها.
وهي محلة مشهورة بنيسابور إذا خرجت منها
__________
(1) في م وع " رهين " وفي ك وس " روس " والتصحيح من معجم البلدان وكتب النسب وراجع ما تقدم في رسم (التنوخي) رقم 742 وانظر ما يأتي.
(2) تقدم مثله في رسم (التنوخي) وهكذا في المراجع.
هذا وقد جعل الهمداني بدل مالك القضاعي هذا مالكا آخر من الازد وهو " مالك بن غنم بن دوس " وراجع معجم البلدان.
(3) كذا، والصواب " إلى " أو " يريد " ونحوه.
(*)(2/297)
على طريق مرو، خرج منها (1) جماعة من المحدثين والائمة، منهم أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري، يروي عن أحمد بن سعيد الدارمي، روى عنه أبو عمرو بن ابن نجيد السلمي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مرشد الحيري المعدل، سمع أبا عبد الله البوشنجي وإبراهيم بن علي الذهلي ويوسف القاضي، روى عنه أبو محمد الشيباني وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان، توفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن سنان الحيري، من الثقات الاثبات، سمع أبا يعلى الموصلي والحسن بن سفيان والبغوي والباغندي وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو نعيم الاصبهاني، وآخر من روى عنه أبو سعد الكنجروذي، توفي في سنة ثمانين وثلاثمائة (2).
وإسماعيل بن أحمد المفسر الضرير الحيري، يروي عن أبي عمرو بن حمدان وأبي الهيثم الكشميهني، ورد بغداد وقرأ عليه أبو بكر الخطيب صحيح البخاري في ثلاثة مجالس.
والقاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الحيري الحرشي، ذكرت نسبه عند الحرشي، قاضي نيسابور، فاضل غزير العلم، رحل إلى العراق والحجاز، وحدث عن الاصم وابن عدي وابن دحيم وبكير الحداد، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ، وأكثر عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو صالح المؤذن الحافظان
في جماعة من الغرباء وأهل نيسابور، وآخر من روى عنه بقية المشايخ أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي وأحضرت مجلسه وسمعت منه عنه، وكانت وفاة أبي بكر الحيري في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وقبره بالحيرة على يسار الطريق إذا خرجت إلى مرو مشهور يزار.
وأبو عثمان سعيد بن إسماعيل بن سعيد بن منصور الواعظ الحيري، ولد بالري نشأ بها، ثم انتقل إلى نيسابور فسكنها إلى أن توفي بها، وكان أحد المشايخ المشهورين بصدق الحالة وحسن الكلام، وكان مستجاب الدعوة، سمع بالري محمد بن مقاتل وموسى بن نصر، وبالعراق محمد بن إسماعيل الاحمسي وحميد بن الربيع اللحمي وغيرهم، وكان من مريدي أبي حفص الحداد، وكانت له أصحاب مثل أبي عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي، وكان يقول: موافقة الاخوان خير من الشفقة عليهم.
وكان أبو عثمان يقول: منذ أربعين سنة ما أقامني الله في حال فكرهته ولا نقلني إلى غيره فسخطته.
وقعد يوما أبو عثمان على منبره للتذكير فأطال القعود والسكوت فناداه رجل يعرف بأبي
__________
(1) يعني من حيرة نيسابور، فأما حيرة العراق فيرجع إلى ذكرها فيما بعد.
(2) في التقييد عن تاريخ نيسابور " توفي أبو عمرو رحمه الله ليلة الخميس الثامن والعشرين من ذي القعدة سنة ست وسبعين وثلثمائة، وهو ابن ثلاث أو أربع وتسعين سنة وصلى عليه أبو أحمد الحافظ ".
(*)(2/298)
العباس: ترى ما تقول في سكوتك ؟ فأنشأ يقول: وغير تقي يأمر الناس بالتقي * طبيب يداوي والطبيب مريض قال فارتفعت الاصوات بالبكاء والضجيج.
ومات ليلة الثلاثاء لعشر بقين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وتسعين ومائتي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن حاتم الزاهد العابد الحيري المعروف بأبي إسحاق الزاهد، ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) في تاريخه وقال: قلما رأيت من الزهاد مثله، عاش نيف وتسعين سنة على الورع والزهد، يخفي شخصه من الناس، فإذا دخل وقت الظهر صلى في الجامع في موضع لا يعرف، ثم يتعبد
سرا إلى العصر، فينصرف على زهده وورعه، يقعد في مسجده ساعة واحدة، وكان يصوم الدهر وهو من أكابر أصحاب أبي عثمان الزاهد، سمع بنيسابور أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي والسري بن خزيمة والحسن بن عبد الوهاب العبدي والسري بن خزيمة والحسن بن عبد الصمد، وسمع الامالي من الفوشنجي والفضل بن محمد الشعراني، وسمع بصنعاء اليمن من إسحاق بن إبراهيم الدبري، ومحمد بن إسحاق بن الصباح الصنعاني عن محمد بن جعشم جامع الثوري وترك الرواية عن محمد بن عبد الوهاب، كان يقول: سمعوني وأنا صغير لا أضبط، وتوفي في شوال سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الحيرة، وشهدت جنازته.
وأبو طالب علي (1) بن عبد الرحمن بن أبي الوفاء الحيري المعروف بحر نار إن إمام (2)، فاضل زاهد، من بيت العلم تفقه على أبي المعالي الجويني، وكان يسكن صومعة بالحيرة، حدث عن أبي الحسن أحمد بن عبد الرحيم الاسماعيلي والامام أبي إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي وأبي القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب وجماعة سواهم، سمعت منه أكثر كتاب السنن لابي داود وغيرها من الاجزاء المنثورة في صومعته بالحيرة ومات في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، والله يرحمه.
وأما الحيري المنسوب إلى حيرة الكوفة التي ورد وذكرها في الحديث كعب بن عدي الحيري، له صحبة، روى حديثه عمرو بن الحارث عن ناعم بن أجيل عن كعب بن عدي الحيري.
وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث عدي بن حاتم، وإنما سميت الحيرة بهذا الاسم إن الله تعالى أوحى إلى برخيا بن أختيا بن زر بابل بن شلثيل وهو الذي سميت الطفشيل (3) (به) كانت تجعل (له) وكان من ولد يهوذا بن يعقوب -
__________
(1) مثله في اللباب ووقع في المشتبه وأقره التوضيح " محمد " ولم يذكر هذا الرجل في التبصير.
(2) في عدة نسخ " بحرياران "، ولم تذكر الكلمة في المشتبه والتوضيح، وذكرت في اللباب ولم تنقط في مخطوطتيه، ووقع في مطبوعته " بخزباران " وفي القبس عنه " بحزباران ".
(3) في القاموس أن (الطفيشل) ضرب من المرق.
(*)(2/299)
إن ائت بخت نصر فمره أن يغزو العرب الذي لا أغلاق لبيوتهم ولا أبواب، وأعلمه كفرهم واتخاذهم الآلهة دوني وتكذيبهم أنبيائي فأقبل برخيا من نجران حتى قدم على بخت نصر وهو ببابل فأخبره بما أوحى الله إليه وذلك في زمن معد بن عدنان، فوثب بخت نصر على من كان في بلاده من تجار العرب وكانوا يقدمون عليهم بالتجارات ويمتارون من عندهم الحب والتمر والثياب فجمع من ظفر به منهم فبنى لهم حيرا على النجف وحصنه ثم ضمهم فيه ووكل بهم حرسا، ثم نادى للناس بالغزو، فتأهب لذلك وانتشر الخبر في من يليهم من العرب فخرجت إليه طوائف منهم مسالمين مستأمنين، فاستشار بخت نصر نصر فيهم برخيا، فقال: خروجهم إليكم قبل نهوضكم إليه رجوع عما كانوا عليه، فأقبل منهم وأحسن إليهم، فأنزلهم بخت نصر السواد على شاطئ الفرات، وابتنوا موضع عسكرهم بعد فسموه الانبار، وخلى عن أهل الحيرة فاتخذوه منزلا حياة بخت نصر، فلما مات انضموا إلى أهل الانبار وبقي الحير خرابا.
قال هذا أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه في حديث جذيمة والزباء.
وقال أبو المنذر قال الشرقي سميت الحيرة لان تبعا تحير فيها.
والمنتسب إليه كعب بن عدي الحيري له صحبة.
الحيزاني: بكسر الحاء المهملة وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها ثم بعدها الزاي المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حيزان، وهو موضع من ديار بكر، وظني أنها من قرى أسعرد، قال ابن الخاضبة: أبو الحسن حمدون بن علي الحيزاني الاسعردي، روى عن سليم بن أيوب الرازي الفقيه الشافعي، روى عنه شيخنا أبو بكر محمد بن أحمد (1) بن الحسين الشاشي الفقيه، وذكر أن الحيزاني منسوب إلى موضع بديار بكر.
الحيشمي: بفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف والشين المعجمة المفتوحة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى حيشم وهو بطن من كلب وهو حيشم بن عبد مناة بن هبل - قاله ابن حبيب (2).
__________
(1) وقع في اللباب " أبو بكر أحمد " سقط منه " محمد بن ".
(2) (709 - الحيفي) في رسم (حيفا) من معجم البلدان ما لفظه " في تاريخ دمشق: إبراهيم بن محمد بن عبد الرزاق أبو طاهر الحافظ الحيفي من أهل قصر حيفة، سمع بأطرابلس أبا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني وأبا الوفاء سعد بن علي بن محمد بن أحمد النسوي، وحدث بصور سنة 486، سمع منه غيث بن علي وأبو الفضل أحمد بن الحسين بن نبت الكاملي، هكذا في كتابه: قصر حيفة.
بالهاء وأنا أحسبه المذكور قبله (حيفا)، وذكر في التوضيح مختصرا وقال بعده " وأبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني الحيفي، وكان فقيها، مات سنة ثلاث وأربعين و..(كلمة مشتبهة: ستمائة أو خمسمائة) بحلب وله بها عقب، ويقال له: القصري ".
(*)(2/300)
الحيكاني: بفتح الحاء المهملة وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين وفتح الكاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى حيكان، وهو لقب يحيى بن محمد بن يحيى، والمشهور بهذه النسبة أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زيد الحيكاني المعدل، وإنما عرف بأبي علي حيكان لانه ختن أبي زكريا يحيى محمد بن يحيى الشهيد على ابنته، ولما تزوج بها ولى خطبة النكاح محمد بن يحيى الذهلي، (وكان من أهل العلم والفضل والعدالة، سمع أبا عبد الله محمد بن يحيى الذهلي) وأبا الازهر أحمد بن الازهر العبدي وصهره أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله (محمد بن عبد الله) الحافظ وقال: سمعت الاستاذ أبا الوليد يذكر فضل أبي علي وتقدمه في السن والعدالة، وقال: توفي غرة جمادى الاولى من سنة أربعين وثلاثمائة (1).
الحيواني: بفتح الحاء المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الواو والالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع الحيوان، وهذا يختص ببيع الدجاج والطيور ببغداد، والمنتسب إليها أبو الحسن سعد الله بن نصر بن سعيد الحيواني الدجاجي، شيخ فاضل واعظ حسن السيرة وحسن الكلام، يعظ بجامع المدينة، سمع الرئيس أبا الخطاب علي بن عبد الرحمن بن الجراح المقري وغيره، كتبت عنه أحاديث ببغداد، وكانت ولادته في رجب
سنة ثمانين وأربعمائة.
الحيويي: بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء الاولى المضمونة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها ياء أخرى (2)، هذه النسبة إلى حيويه، وهو اسم لبعض أجداد المننسب إليه، منهم أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري الحيويي، أصله من نيسابور، ومولده ومنشؤه بمصر كان أحد الثقات، روى عن بكر بن سهل الدمياطي وأبي عبد الرحمن النسائي وغيرهما، قال أبو زكريا يحيى بن علي الطحان الحافظ: سمعت منه، وتوفي في رجب سنة ست وستين وثلاثمائة.
وأبو عمر محمد بن العباس بن زكريا بن حيوية الخزاز الحيويي، بغدادي.
__________
(1) (710 - الحيني) في التبصير ما لفظه " الحيني بكسر المهملة بعدها ياء ثم نون نسبة إلى مدينة حينة..علي بن إبراهيم بن سلمان الصوفي الحيني، قال مغلطاي سمع معنا على شيوخنا " وينسب إلى هذه البلدة أيضا (الحاني) و (الحنوي) راجع هذين الرسمين.
(2) ويسوغ أن يقال فيه (الحيوي) بكسر الواو وحذف الياء التي بعدها قبل ياء النسبة وبفتح الياء التي قبل أو ضمها راجع التعليق على الاكمال 3 / 53.
(*)(2/301)
حرف الخاء باب الخاء والالف (1) الخابطي: بفتح الخاء المعجمة وكسر الباء الموحدة بعد الالف وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى الخابطية وهو فرقة من المعتزلة، وهم أصحاب أحمد بن خابط، وله مقالة في التناسخ وغيره (2) زمثلهم الحديثة وهو أصحاب فضل الحدثي، وهما من أصحاب النظام، وكانا يزعمان أن (3) للعالم إلهين خالقين، أحدهما محدث والآخر قديم والمحدث المسيح، هو الذي يحاسب الخلق في الآخرة، وإنه هو المراد بقوله: (وجاء ربك والملك صفا صفا) وهو الذي يأتي في ظل من الغمام.
وهو الذي عناه النبي صلى الله عليه وسلم
بقوله: إن الله خلق آدم على صورته، وبقوله: يضع الجبار قدمه في النار.
الخابوري: بفتح الخاء المعجمة والباء المضمومة المنقوطة بواحدة بعد الالف وبعدها الواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الخابور وهو نهر كبير بنواحي الجزيرة بين الموصل والرقة عليه قرى كثيرة وبليدات، وعرابان من جملتها (4) قال بعض الشعراء في شعره: أيا شجر الخابور ما لك مورقا * كأنك لم تحزن على ابن سعيد (5) نزلت بهذه البلاد، ومنها ركبت البرية إلى الرقة، ومنها أبو الريان سريح (6) ابن ريان بن سريح الخابوري، شيخ صالح من أهل عرابان (7)، كتبت عنه شيئا يسيرا بها وتركته حيا في أواخر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
__________
(1) (الخابري) ذكر في المشتبه مع (الجابري) قال " وبمعجمة وموحدة محمد بن علي الخابري، عن أبي يعلى عبد المؤمن النسفي، وعنه عبد الرحيم بن أحمد البخاري " وبهذا فقط ذكر في التوضيح والتبصير، وقضية صنيعهم أن الموحدة مكسورة.
وفي معجم البلدان ذكر (خابران) ناحية من خراسان، والظاهر أن النسبة إليها خابراني.
(2) هكذا في ع وهو الصواب وسقطت الكلمة من م، وفي بقية النسخ " وغيرهم " كذا.
(3) من اللباب.
(4) يريد أن من جملة تلك البليدات بلدة عرابان، نص عليها لان الرجل الآتي منها.
كذا وقع في الاصول " عرابان " ومثله في اللباب، والذي في معجم البلدان " عربان " وذكرها في حرف العين بعد (عربات).
(5) في اللباب " إنما هو: علي بن طريف.
وبعده: فتى لا يعد الزاد إلا من التقى ولا المال إلا من قنا وسيوف ".
(6) بلا نقط وهو إما (سريج) وإما (شريح) ووقع في مطبوعة اللباب " سريج " وفي مخطوطتيه والقبس عنه " شريح " وهو أشبه والله أعلم.
(7) مثله في اللباب وتقدم ما فيه.
(*)(2/302)
الخاخسري: بفتح الخاء وسكون الخاء الاخرى وهي منقوطة بواحدة وفتح السين المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خاخسر، وهي من قرى درغم - ناحية على
فرسخين من سمرقند، لم أدخلها واجتزت قريبا منها، والمشهور بالنسبة إليها أبو القاسم سعد بن سعيد الخاخسري وهو خال أم أبي علي الترباني (1) الفقيه، يروي عن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، روي عنه ابن (بنت) أخته (2) أبو علي محمد بن يوسف الفقيه الترباني.
والقاضي عبد القادر بن أحمد بن القاسم بن نصر بن الفضل الفضلي الذريعيني الخاخسري، سمع أباه وأبا القاسم عبيدالله بن عمر الخطيب الكشاني وأباه المعالي محمد بن نعمة الحسيني البلخي وغيرهم، ولد في رجب سنة ثلاث وستين وأربعمائة، ومات في ربيع الاول سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
الخادم: بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة بعد الالف وفي آخرها الميم، هذه اللفظة اشتهر بها الخصيان الذين يكونون في دور الملوك وعلى أبوابهم ويختصون بخدمة الدار، فيقال لكل واحد منهم: الخادم، وفيهم يقول صاحبنا وصديقنا أبو علي الحسن بن على الآبي فيما أنشدني لنفسه: أفي الحق أن ساد الوري سود خصية * يرون المعالي لبس كل جديد خنافس في وشي العراق كأنهم * قرود يزيد في برود تزيد حدث منهم جماعة، وسمعت أنا منهم بالحجاز والعراق وخراسان، وسأذكرهم، وأبو الهواء نسيم بن عبد الله الخادم ذكره أبو زكريا بن علي الطحان الحافظ في زيادات تاريخ المصريين وقال: نسيم - مولى جعفر المقتدر بالله، وقال: حدثنا عنه ابن رشيق.
وأبو الحسن نظر بن عبد الله الكمالي الخادم أمير الحاج المشهور في الشرق والغرب، حج أميرا على الحاج نيفا وثلاثين حجة، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القاري، سمعت منه بمكة والمدينة وبغداد، وتوفي سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
وأبو المسك عنبر بن عبد الله الستري (3) الخادم، خادم صالح سديد السيرة، سمع أبا الخطاب بن البطر القاري، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، سمعت منه بمكة والنجد، وتوفي في آخر ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة بالابطح.
وأبو الحسن مرجان ابن عبد الله
__________
(1 - 1) تقدم في رسمه كما أشرت إليه في التعليقة السابقة ومثله في اللباب هنا وهناك وتصحفت الكلمة في النسخ الانساب هنا: الثرياني.
البرماني.
ونحو ذلك.
(2) والصواب " ابن بنت أخته " كما يعلم مما مر.
(3) يأتي في رسمه وبين سبب هذه رسمه وبين سبب هذه النسبة وهو أنه كان يحمل أستار الكعبة.
(*)(2/303)
المقتدوي الخادم، خادم صالح، جاور البيت الحرام مدة إلى أن توفي بها، روى لنا الدعوات لابي عبد الله المحاملي عن أبي الخطاب بن البطر عن أبي محمد بن يحيى البيع عنه، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة بمكة.
الخارجي: بفتح الخاء المعجمة والراء المكسورة بينهما الالف وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى الخوارج، وهو اسم لجماعة خرجوا على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه واختلفوا فيه لما حكم الحكمين، وامتد أيامهم إلى أن أخرجهم مهلب بن أبي صفرة من البصرة وفارس وقتل أكثرهم وطردهم، ويقال لهم الازارقة أيضا، يقال لكل واحد منهم خارجي.
ومحمد بن بشير الشاعر الخارجي له شعر كثير في الحكمة والزهد، وهو من خارجة عدوان - بطن منها وليس من الخوارج، مديني.
الخارزنجي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعد الالف وفتح الزاي وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خارزنج، وهي قرية بنواحي نيسابور من ناحية بشت، والمشهور من هذه القرية أبو حامد أحمد بن محمد الخارزنجي إمام أهل الادب بخراسان في عصره بلا مدافعة فاق فضلاء عصره، ولما حج بعد الثلاثين وثلاثمائة شهد له أبو عمر الزاهد صاحب ثعلب ومشايخ العراق بالتقدم، وكتابه المعروف بالتكملة البرهان في تقدمه وفضله، ولما دخل بغداد تعجب أهلها من تقدمه في معرفة اللغة فقيل: هذا الخراساني لم يدخل البادية قط وهو من آدب الناس ! فقال: أنا بين عربين بشت وطوس، سمع الحديث من أبي عبد الله محمد بن إبراهيم الفوشنجي وحدث، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي
في رجب سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وشاب من أهل نيسابور يقال له الفقيه الخارزنجي، كتب قبلنا وعن شيوخنا، وكان يلازم شيخنا زاهر بن طاهر ولقيت اسمه في كتبه وكتب غيره، وتوفي وهو شاب في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وأبو القاسم يوسف بن الحسن بن يوسف بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل الخارزنجي، أحد الافاضل، وكان من أصحاب أبي عبد الله، أخذ الكلام وأصول الفقه عن أصحابه ثم اختلفت إلى درس إمام الحرمين أبي المعالي الجويني وعلق عنه الكثير، ثم خرج إلى مرو سنة إحدى وسبعين وأقام بها مدة يختلف إلى الامام أبي المظفر السمعاني جدي وأبي محمد عبد الله بن علي الصفار وأبي الحسن البستي، ثم عاد إلى نيسابور وبالغ في الافادة وصنف في غير نوع، وذكر في تصانيفه جملة من أشعاره، ولم يسمع في مبادي أمره اشتغالا بالتعلم، ثم سمع أبا إسحاق الشيرازي إمام بغداد وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي الاديب وغيرهما، وكانت ولادته بقرية خارزنج - وله بها سلف صالحون - سنة خمس وأربعين وأربعمائة وتوفي..(2/304)
الخارزنكي: هي القرية السابقة فعرب وقيل بالجيم وقد ذكرته ليعرف ولا يظن أن هذه القرية غير تلك القرية، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الخارزنكي النيسابوري، سمع محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن يوسف السلمي وأقرانهما، روى عنه أبو أحمد محمد بن الفضل الكرابيسي.
الخارفي: بفتح الخاء المعجمة والراء بعد الالف في آخرها فاء، هذه النسبة إلى خارف وهو بطن من همدان نزل الكوفة، والمشهور بها عبد الله بن مرة الهمداني الخارفي، يروي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، روى عنه الاعمش وأبو إسحاق ومنصور.
والعلاء بن أزداذ الخارفي، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما، روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
وفراس بن يحيى الهمداني الخارفي المكتب من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي وعطية، روى عنه الثوري وشعبة، مات سنة تسع وعشرين ومائة.
وأبو زهير الحارث بن عبد الله
الهمداني الخارفي الاعور من أهل الكوفة، وقد قيل إنه الحارث بن عبيد، فإن كان فهو تصغير عبد الله، يروي عن علي رضي الله عنه، روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وكان غاليا في التشيع واهيا في الحديث، قال الشعبي: حدثنا الحارث بن عبيدالله وأشهد أنه أحد الكذابين.
روى حمزة الزيات قال: سمع مرة الهمداني من الحارث الاعور شيئا فأنكره فقال له أقعد حتى أخرج إليك، فدخل مرة فاشتمل على سيفه وحس الحارث بالشر فذهب.
والعلاء بن عرار الخارفي، من التابعين، روى عن ابن عمر رضي الله عنهما، روى عنه أبو إسحاق الهمذاني، قال يحيى بن معين: هو ثقة.
ومحمد بن عبد الله بن نمير الخارفي الهمداني الكوفي، يروي عن ابن علية وعبد السلام بن حرب وأبي بكر بن عياش وأبي معاوية وسلمة بن رجاء وعيسى بن يونس ومروان بن معاوية، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وقال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي سنة خمس عشرة ومائتين أيام عبيدالله بن موسى وأبي نعيم، وقال أحمد بن حنبل: ابن نمير درة العراق، وكان أحمد ويحيى يقولان في شيوخ الكوفيين ما يقول ابن نمير فيهم، وقال أبو حاتم الرازي: ابن نمير ثقة يحتج بحديثه، وقال علي بن الحسين بن الجنيد: ما رأيت مثل ابن نمير بالكوفة، كان رجلا قد جمع العلم والفهم والسنة والزهد.
الخاركي: بفتح الخاء المنقوطة والراء المهملة بعد الالف، هذه النسبة إلى جزيرة في البحر قريبة من عمان (وهي بليدة بها يقال لها خارك هكذا سمعت محمد بن قحطان الارموي ببخارا ومحمد بن السمهيني بسمرقند يقولان قال أبو عبيد القاسم بن سلام: خارك وراس هر(2/305)
موضعان من ساحل فارس يرابط فيهما (1).
ومن المحدثين منها أبو همام الصلت بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيرة الخاركي، من أهل البصرة، يروي عن حماد بن زيد وعبد الواحد بن زياد وابن عيينة ومهدي بن ميمون، روى عنه أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي وأهل البصرة وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
وأبو العباس أحمد بن
عبد الرحمن بن المغيرة الخاركي، سمع أبا سليمان محمد بن المنذر القزاز، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن داسة البصري.
قال أبو حاتم الرازي: صلت بن محمد الخاركي صالح الحديث، رأيته مرارا أيام الانصاري فلم يقض لي أن أسمع منه.
الخازمي: بفتح الخاء المعجمة وكسر الزاي، هذه النسبة إلى والد عبد الله بن خازم أمير خراسان، وهذا البيت من أقدم بيت بخراسان سكنوا قرية خرق، وأولادهم وأعقابهم بها منهم أبو محمد محمد بن..وأبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن خازم الفقيه الشافعي الخازمي من أهل جرجان، كان إماما بارعا فاضلا كان يروي عن أبي العباس أحمد بن عمر بن سريج وأبي عمران إبراهيم بن هانئ وأبي عبد الله بن أبي بكر بن أبي خيثمة، روى عنه علي بن أحمد بن موسى الجرجاني، وكان ابن سريج يقول: لم يعبر جسر النهروان أفقه من أبي جعفر بن خازم، وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو المظفر منصور بن محمد بن أبي سوار أزهر بن أحمد بن عبد الرحمن محمد بن خازم بن محمد بن حمدان بن محمد بن خازم بن عبد الله بن خازم الخازمي السلمي الخرقي كان معلمي الذي علمني القرآن وكان من خير الرجال رفيقا حسن السيرة جميل الامر كان ينصحني ويحملني على الخير ويأمرني به سمع الشريف أبا نصر أحمد بن علي الواسطي الهباري وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري الدندا نقاني وغيرهما، سمعت منه كثيرا من الحكايات واللطائف ولم أجد عنه ثبتا بمسموعاتي وكانت وفاته في شعبان سنة خمس وعشرين وخمسمائة بمرو ودفن بسجدان.
وأما الخازمية فهم فرقة من الخوارج وهم على قول الشيعة في أن الله عزوجل خالق أعمال العباد ولا يكون في سلطانه إلا ما يشاء، وقالوا أيضا بالموافاة وإن الله عزوجل يتولى العباد على ما هم صائرون إليه، ويتبرأ منهم على ما علم أنهم صائرون إليه، وأنه سبحانه لم يزل محبا لاوليائه مبغضا لاعدائه، وهذه أصول يوافقهم عليها أهل السنة وإنما
__________
(1) هذا تفسير لما ورد في الاثر أن أذينة العبدي قال لعمر رضي الله عنه: حججت من رأس هر وخارك.
ذكر البكري ذلك في رسم (رأس هر) من معجمه ثم قال " قاله أبو الحسن طاهر بن عبد العزيز قال لنا بعض الفارسيين ممن سمع معنا
عند علي: هو بلدنا، وإنما هو راشهر، بلا تشديد، وإن أعرب فهو راسهر، وهذا الذي يقولون خطأ.
(*)(2/306)
أكفروهم أهل السنة بما أكفروا به جميع الخوارج من تكفيرها عليا وعثمان رضي الله عنهما وخيار المسلمين.
الخازن: بفتح الخاء المعجمة وكسر الزاي والنون، هذه النسبة لجماعة منهم كان خازن الكتب، ومنهم خازن الاموال، فأما أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الخازن الرازي القاضي ابن أخي علي بن موسى القمي أظن أنه أو أباه كان خازنا لبعض الامراء السامانية، وهو فقيه أهل الرأي، وكان أحمد بن موسى قاضي الرأي فوق العشر سنين كرة واحدة، فأما أبو عبد الله فإنه سمع بالري أبا عبد الله محمد بن أيوب وأبا إسحاق إبراهيم بن يوسف وغيرهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو عبد الله الخازن فقيه أهل الرأي وكان من أفصح من رأينا وآدبهم وأحسنهم كتابة، وكان كتب في ديوان علي بن عيسى ببغداد، ثم رجع إلى خراسان فقلد قضاء هراة، ثم جعل البريد أيضا إليه وكذلك بسمرقند وفرغانة، كان إذا قلد القضاء يضم إليه البريد اعتمادا على أمانته، وكتب الكثير ببغداد بعد العشرين وانتقيت عليه ببخارا نيفا وعشرين جزءا للامالي فقط، وقد كان ورد علينا نيسابور سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة فانتقيت عليه أيضا بنيسابور، وتوفي بفرغانة وهو على القضاء بها في شهر رمضان من سنة ستين وثلاثمائة وكنت بنسا.
وأبو منصور محمد بن علي بن إسحاق بن يوسف الكاتب الخازن خازن دار العلم ببغداد، حدث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقري وأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبي علي محمد بن الحسن بن الصواف ومحمد بن محمد بن أحمد بن مالك الاسكافي، وروى عن أحمد بن بشر الخرقي (1) عن أبي روق الهزاني (2) كتاب المعمرين لابي حاتم السجستاني، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ وقال كتبنا عنه: وكان سماعه صحيحا، ولم ينتشر عنه كثير شئ من الحديث ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
الخاستي: بالخاء المعجمة وسكون السين المهملة بعدها تاء منقوطة بنقطتين من فوق، وظني أنها خوشت بليدة عند اندراب بنواحي بلخ ومنها أبو صالح الحكم بن المبارك الخاستي مولى باهلة - هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات، وقال: أبو صالح الخاستي مولى باهلة من أهل بلخ، وخاست ناحية المصلي بها، يروي عن حماد بن زيد ومالك بن
__________
(1) وقع في تاريخ بغداد 3 ك 94 في ترجمة هذا الخازن " المخرمي " وفيه 4 / 55 في ترجمة أحمد بن بشر " الحرقي ".
(2) اسمه أحمد بن محمد بن بكر، راجع التعليق على الاكمال 4 / 63.
(*)(2/307)
أنس، روى عنه عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وأهل بلده، مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
الخاسر: بفتح الخاء المعجمة وكسر السين المهملة وفي آخرهالراء، هذا لقب الشاعر المعروف وهو سلم (1) الخاسر، وإنما قيل له الخاسر لانه باع مصحفا واشترى بثمنه دفترا فيه شعر أبي نواس وقيل بل سمي سلم الخاسر لانه ملك مالا كثيرا فأتلفه في معاشر الادباء والفتيان والله أعلم، وهو سلم بن عمرو بن حماد بن عطاء بن ياسر الخاسر - هكذا نسبه أحمد بن أبي طاهر، وقال غيره: هو سلم بن عمرو بن عطاء بن زبان، بصري قدم بغداد ومدح المهدي والهادي والبرامكة، وكان على طريقة غير مرضية من المجون والتظاهر بالخلاعة والفسوق، ثم تقر أو مكث مدة يسيرة على حال جميلة فرقت حاله فاغتم لذلك ورجع إلى شر مما كان عليه، وكان من الشعراء المجيدين المطبوعين، وقال أبو عبد الله محمد بن عمرو الجماز قال: سلم الخاسر ابن عمي لحا وأنا ورثته، وهو سلم بن عمرو بن عطاء بن زبان، وأنا محمد بن عمرو بن عطاء بن زبان الحميري، ونحن صلبية من حمير، ثم سبينا في الردة، وأعتقنا أبو بكر الصديق فنحن مواليه، وهو أحب من نسبي في حمير.
ومدح سلم المهدي بقصيدة أولها: حضر الرحيل وشدت الاحداج * وحدا بهن مشمر مزعاج
وقال فيها: شربت بمكة في ذرى بطحائها * ماء النبوة ليس فيه مزاج وكان المهدي أعطى ابن أبي حفصة مائة ألف درهم بقصيدته: طرقتك زائرة فحي خيالها فأراد أن ينقص سلما من هذه الجائزة فحلف أن لا يأخذ إلا مائة ألف درهم وألف درهم، وقال: تطرح القصيدتان إلى أهل العلم حتى يخبروا بتقدم قصيدتي، فأنفذ له المهدي ما طلب، ولما بلغ زمن الرشيد قال قصيدة فيها: قل للمنازل بالكثيب الاعفر * أسقيت غادية السحاب الممطر قد بايع الثقلان مهدي الهدى * لمحمد بن زبيدة ابنة جعفر
__________
(1) في ك " سهل " وفي س وم وع " سالم " وكلاهما خطأ وقد اشتهر قول إلى العتاهية يخاطبه: تعالى الله يا سلم بن عمرو * أذل الحرص أعناق الرجال (*)(2/308)
فحشت زبيدة فاه درا فباعه بعشرين ألف دينار، ومات في زمن الرشيد وقد اجتمع عنده من المال قيمة ستة وثلاثين ألف دينار.
الخاشتي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى خاشت فهي قرية من قرى بلخ، وسأذكره في الخاء مع الواو، ولعلهما واحدة، فمنهم من يلحق الواو، ومنهم من يسقطها، والمشهور بهذا الانتساب أبو صالح الحكم بن المبارك الباهلي الخاشتي (1) من أهل بلخ، كان من الحفاظ، رحل إلى خراسان، وخرج إلى الحجاز ثم خرج حاجا فتوفي بالري، حدث عن مالك بن أنس وأبي عوانة الوضاح بن عبد الله الواسطي وحماد بن زيد ومحمد بن سلمة وغيرهم، روى عنه عبد الرحيم بن خازم وزكريا اللؤلؤي البلخيان وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، وكان أحمد بن حنبل يقول: هو عندنا ثقة، فقيل له: في مالك ؟ (فقال: في مالك وغير
مالك) وكانت وفاته بالري سنة ثلاث عشر ومائتين أو نحوها.
الخاصة: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الصاد المهملة، عرف بهذه الصفة الامير أبو الحسن فائق بن عبد الله الاندلسي الرومي الخاصة، وإنما قيل له الخاصة لاختصاصه بالسلطان الامير السديد أبي صالح منصور بن نوح مولى أمير المؤمنين وإلى خراسان، فإنه رباه وكان مختصا به أيام حياة أبيه الامير الحميد نوح بن نصر، وكان ولي أكثر مدن خراسان نيفا وأربعين سنة بالامارة، وكان من أهل العلم والخير راغبا في أهلهما، وكانت داره مجمع العلماء والمحدثين، وكانت فيها مجالس النظر، سمع الحديث ببخارى من أبي بكر محمد بن أحمد بن خنب، وبمرو أبا العباس عبد الله بن الحسين النضري، وبالكوفة أبا بكر أحمد بن محمد بن أبي دارم الحافظ، وبمكة أبا محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي وغيرهم، روى عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع ومحمد بن أحمد غنجار البخاري، وتوفي ببخارى في شهر رمضان سنة تسع وثمانين وثلاثمائة (2).
الخاقاني: بفتح الخاء المعجمة والقاف بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خانقان، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان
__________
* (1) تقدم ذكره في (الخاستي) وفي اللباب التنبيه على ذلك ثم قال " لا شك أن البلدين واحد ".
(2) (الخاصي) في الجواهر المضيئة ج 2 رقم 585 " الموفق بن محمد بن الحسن بن أبي سعيد بن محمد بن علي الخاصي الخوارزمي الملقب صدر الدين، وخاص قرية من قرى خوارزم فقيه مناظر..مات سنة أربع وثلاثين وستمائة بمصر ".
(*)(2/309)
الخاقاني من أهل بغداد، عم أبي مزاحم الخاقاني، روى عن أحمد بن حنبل مسائل، روى عنه ابن أخيه أبو مزاحم وكان يقول عمي كان كثير الجماع، وكان قد رزق من الولد لصلبه مائة وستة، وكان قد أنحله كثرة الجماع.
وابن أخيه أبو مزاحم موسى ابن عبيدالله بن يحيى بن خاقان الخاقاني، يقال إنه مولى لبني واشح من الازد، وهم رهط سليمان بن حرب، وكان
أبوه وزير جعفر المتوكل على الله، سمع أبا الفضل عباس بن محمد الدوري وأبا قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وأبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي وعبد الله بن أبي سعد الوراق وعبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين الآجري وأبو عمر محمد بن العباس بن حيويه والمعافى بن زكريا الجريري، وكان ثقة دينا فاضلا من أهل السنة، وذكره أبو الفتح يوسف بن عمر القواس في شيوخه الثقات، وكان نقش خاتمه: دن بالسنن، موسى تعن، وكانت وفاته في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وأبو الطيب المطهر ابن محمد بن الحسين بن خاقان بن أسد بن سعيد بن زهير بن ابن عبيد بن قيس بن عاصم المنقري الخاقاني البغوي، وقيس بن عاصم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له: هذا سيد أهل الوبر، وقيل له الخاقاني نسبة إلى جده خاقان بن أسد، وهو من أهل بغشور، سمع أبا علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي وأبا يوسف أحمد بن محمد بن قيس المذكر السجزي وأبا أحمد عبد الله بن محمد بن الفضل البلخي وأبا الليث نصر بن منصور المقري، روى عنه أبو جعفر بن عبد الرحمن بن عبيدالله بن أبي الفضل السجزي الخطيب..، ومات بعد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة فإنه حدث في هذه السنة (1).
الخالبرزني: بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة المفتوحة بعد الالف واللام وسكون الراء وفتح الزاي وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خالبرزن، وهي قرية من قرى سرخس على فرسخ منها، اجتزت بها غير مرة متوجها ومنصرفا من قريتنا ؟ الزندخان منها جعفر بن عبد الوهاب الخالبرزني خال عمر بن علي المحدث، يروي عن يحيى بن بكير ويونس بن عبد الاعلى الصدفي ومحمد بن يزيد وغيرهم.
الخالد باذي: بفتح الخاء والدال المفتوحة المهملة بعد الالف واللام والباء المنقوطة بواحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى خالداباذ هي قرية بمرو عند كوحج، وخربت الساعة، والمشهور من هذه القرية إمام الدنيا في زمانه أبو إسحاق
__________
(1) في اللباب " قلت فاته يحيى بن أيوب بن أبي الحجاج الخاقاني، بصري، هو أخو خاقان بن الاهتم، يروي عن
سعيد بن عامر ".
(*)(2/310)
إبراهيم بن محمد الخالد اباذي المروزي (1)، صنف الاصول وشرح المختصر للمزني وضرب الناس إليه أكباد الابل من البلاد وانتشر عنه علم الفقه وتخرج عليه سبعون من مشاهير العلماء في البلدان، وكان يدرس ببغداد، ثم خرج عنها إلى مصر سنة القرامطة وأقعد في مجلس الشافعي رحمه الله وحلقته، واجتمع الناس عليه، ومات بمصر سنة أربعين وثلاثمائة والله يرحمه.
الخالدي: بفتح الخاء المعجمة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خالد وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن خالد المروزي الخالدي، سمع علي بن خشرم المابر سامي، روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ النيسابوري وأبو علي زاهر بن أحمد السرخسي وغيرهما، وتوفي في حدود سنة ثلاثمائة.
وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد بن أحمد بن خالد بن حماد بن عمرو بن مجالد بن الخمخام (2) بن مالك بن الحارث بن حملة بن أبي الاسود بن عمرو بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل (3) بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الخالدي الذهلي، من أهل هراة، له رحلة إلى العراق والحجاز وبلاد ما وراء النهر، حدث عن أبي العباس محمد بن يعقوب الاصم وأبي سعيد أحمد بن محمد بن زياد إبن الاعرابي وأبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري وأبي علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار وطبقتهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الحافظ، وكان من أقرانه، وأبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدويي وأبو سعد الحسين بن عثمان الشيرازي وأبو الحسن عبد الرحمن بن محمد ابن المظفر الداودي وعبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد القفال في جماعة كثيرة آخرهم أبو سهل نجيب بن ميمون الواسطي الهروي، ذكره أبو بكر الخطيب وقال
__________
(1) في معجم البلدان " خالداباذ من قرى سرخس...منها..أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الخالد اباذي المروزي...، وخالداباذ من قرى الري مشهورة " وأبو سعد أدرى ببلده.
(2) يأتي مثله في رسم (الذهلي) وهكذا في الاكمال 2 / 512 والاشتقاق ص 352 وقال " كان يتخمخم في كلامه " وفي هذا إشارة إلى أنه لقب، وهو كذلك ذكر في النزهة قال " الخمخام بمعجمتين اسمه مالك بن جملة ".
(3) مثله في الاكمال والموضع الثاني من التاريخ، وهكذا يأتي في رسم (السدوسي) " سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة " ووقع فيما يأتي في رسم (الذهلي) " سدوس بن ذهل بن شيبان " ومثله في الموضع الاول من التاريخ، وفي بني ثعلبة بن عكاية: ذهل بن شيبان بن ثعلبة وشيبان بن ذهل بن ثعلبة، وهذا ويقع في اللبس والخطأ لكن سدوس هو ابن شيبان بن ذهل بن ثعلبة.
(*)(2/311)
حدث عن جماعة من الخراسانيين بالغرائب والمناكير و (1) قال أبو القاسم بن الثلاج: أبو علي الخالدي قدم علينا من هراة حاجا فكتبنا عنه أحاديث غرائب.
وقال أبو سعد الادريسي: منصور بن عبد الله كذاب، لا يعتمد على روايته.
قلت بلغني أن الخالدي كان يدخل الاحاديث الموضوعة في أصوله وقت الكتابة ويدخلها على الشيوخ، وكانت وفاته...وأبو الفتح حيدر بن محمد بن حيدر الفارسي الشيرازي الخالدي من أهل شيراز شيخ مسن جلد خدم أبا إسحاق الشيرازي إمام العراق وصحبه مدة، وسافر إلى الشام، وسكن في آخر عمره مرو، وكان ينتسب إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه، وتوفي بمرو في شعبان سنة أربعين وخمسمائة.
وأما محمد بن أحمد الخالدي هو من سكة خالد إحدى سكك نيسابور، سمع الامام أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وضعفه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكر أنه حدث عن قوم لم يرهم.
وأبو الحسن علي بن محمد بن يحيى بن خالد الخالدي المروزي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل مرو وحدث بنيسابور عن علي بن خشرم ومحمد بن حرب ومحمد بن عبدة المروزيين، روى عنه محمد بن صالح بن هانئ وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو العباس القاسم بن قاسم السياري، ومات في ذي القعدة سنة سبع عشرة
وثلاثمائة (1).
الخالع: بفتح الخاء المعجمة والالف واللام المكسورة وفي آخرها العين المهملة، هذه اللفظة عرف بها أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد بن عبد الباقي الشاعر المعروف بالخالع، رافقي الاصل، سكن الجانب الشرقي من بغداد، حدث عن أحمد بن الفضل بن خزيمة وأبي بكر أحمد بن كامل القاضي وأبي عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وأبي سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان وأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال الخطيب كتبت عنه ورأيت بخطه جزءا ذكر أنه سمع من أبي بكر الشافعي أحاديث عن الشافعي عن أبوي العباس ثعلب والمبرد وعن الحسين بن فهم وعن يموت بن المزرع، ولا نعلم أن الشافعي روى عن واحد من هؤلاء شيئا، وقال لي أبو الفتح الصواف المصري: لم أكتب ببغداد عمن أطلق عليه الكذب من المشايخ غير أربعة، أحدهم أبو
__________
(1) في اللباب " فاته جعفر بن محمد الخالدي من ولد خالد بن الزبير، روى عن هشام بن عروة، روى عنه معن بن عيسى (وفي البغداديين جعفر بن محمد الخلدي - بضم الخاء تليها لام ساكنة، وهو متأخر عن ذاك، لكن قد يشبه على من لم يتدبر).
وفاته محمد بن عبد الله الخالدي، مكي من أصحاب إسماعيل بن قسطنطين.
وفاته محمد بن الحسين بن أبي القاسم بن عمرو الخالدي الاديب الصوفي البخاري، روى عن أبي الفرج محمد بن عبد الله بن الحسين القاضي وأبي الفتح الحداد وغيرهما روى عنه حمزة بن إبراهيم ومحمد بن محمود الطرازي وغيرهما من الخراسانيين.
(*)(2/312)
عبد الله الخالع، قلت وكتبت جزءا ببغداد فيه حكايات وأشعار رواها الخالع عن شيوخه وقرأته على أبي القاسم بن السمرقندي وأبي الفضل بن المهتدي بالله بروايتها عن عبد الملك بن أحمد التبوكي الخطيب بالمحول عنه.
وذكر الخطيب أنه ولد في يوم السبت مستهل جمادى الاولى من سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شعبان سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ببغداد.
الخامري: بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم وفي آخرها الراء المكسورة هذه النسبة إلى
الاخمور - قاله ابن ماكولا، وقال: هم بطن من المعافر، يأتي ذكره في حرف الراء، قال وهو زين بن شعيب بن كريب المعافري ثم الخامري من الاخمور، قال ابن ماكولا: كذا ذكر ابن يونس: الخامري، ويجب أن يكون بمقتضى القياس الاخموري (1).
الخانقاهي: بفتح الحاء المعجمة والنون بينهما وفتح القاف وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى خانقاه، وهي بقعة يسكنها أهل الخير والصوفية، واشتهر بهذه النسبة أبو العباس الخانقاهي من أهل سرخس، كان زاهدا ورعا من أهل القرآن والعلم، وكان يعلم الناس على كبر سنهم القرآن ويلقنهم في هذه البقعة.
وحفيده أبو نصر طاهر بن محمد الخانقاهي من أهل سرخس، كان وعظا حسن السيرة مليح القول رقيق الوعظ.
وأبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن دلويه المذكر الخانقاهي، من أهل نيسابور، كان يسكن خانقاها لنفسه فنسب إليه، وكان يلقب نفسه بالعاصي على رؤوس الملا في مجلسه، وكان من مشايخ الكرامية، يجتمع الخلق في مجلسه، وكان يرجع إلى أخلاق مرضية، في حسن العشرة والخروج إلى الثغور غازيا، سمع بنيسابور العباس بن حمزة، وبهراة عبد الله بن أحمد بن خداش، وبجوز جانان محمد بن زهير وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: حضرنا مجلس أبي زكريا العنبري عشية يوم الجمعة فلما فرغنا من المجلس قلت لاصحابنا لو ذهبنا إلى أبي الحسن الخانقاهي فكتبنا عنه ؟ فذهبنا إليه وهو في داره (في سكة الباغ - فدعا وبالغ في البر وقال: أصحاب الحديث عسكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ماذا تجشموا ؟ قلنا تخرج إلينا من سماعاتك حتى نسمعها، فقال ذهبتم تلعبون طول نهاركم حتى أمسيتم قلتم نذهب نسخر بلحية أبي
__________
(1) هذا مبني على أن (الخامري) نسبة إلى لفظ (الاخمور) ولا أرى ذلك بل الظاهر أنه نسبة إلى خامر، وأن (الاخمور) كأنه جمع أو اسم جمع للخامري، فقد قالوا لبني خاضد (الاخضود) ولبني حاطب (الاحطوب) ولبني سالم (الاسلوم) وكذا قالوا الاحكول لبني حكل، والاحروم لبني حريم، والاجذوم لبني جذام، والاحجول لبني حجل، والاحنوش لبني حنش، والاعصوم لبني عصمان، والانحوب لبني نحب.
راجع والاكمال بتعليقه 3 / 75 و 134.
(*)(2/313)
الحسن العاصي، لا والله أو تبكرون إلي، ورد الباب في وجوهنا وغضب، ثم إنا بكرنا إليه ذات يوم فأملى علينا مجلسا من أصوله.
ومات بنيسابور، في رجب من سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر مقابل الخانقاه القديم.
وأبو سعيد محمد بن الحسن بن منصور المولقا باذي والخان كاهي من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأقرانهما، وحدث، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
الخانقيني: بفتح الخاء المعجمة والنون المكسورة بينهما الالف والقاف المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خانقين، وهي قرية كبيرة شبه بليدة في طريق بغداد، وأول ما يرى النخل بها، ومنها يتكلم الناس بالعربية، وهي أول حد العرب إلى مغرب الشمس ومنها حد العجم إلى مشرق الشمس، بت بها ليلتين، منها أبو أحمد محمود بن خالد الخانقيني، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو أحمد الخانقيني بخانقين، روى عن أحمد بن حنبل ومحمد بن سلام الجمحي وعبيدالله القواريري كتبت عنه، وكان صدوقا.
الخانوقي: بفتح الخاء المعجمة بعدها الالف ثم النون المضمومة بعدها الواو وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى خانوقة، وهي مدينة على الفرات بناحية الرقة منها...(1).
الخاني: بفتح الخاء المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مدينة بنواحي أصبهان يقال لها خان لنجان، وقد نسب بعض الشيوخ إلى سكني الخان وحفظه، فالمنسوب إلى خان لنجان من القدماء أبو (..(2) أحمد بن محمد (3) بن عبد كويه بن محمد بن عبد كويه الخاني الاصبهاني ولد في هذه البليدة، ورد أصبهان، وحدث بها عن البغداديين والاصبهانيين (1)، ذكره يحيى بن أبي عمرو بن منده في كتاب أصبهان، وقال: كان من وجوه خان لنجان، وكان قليل الكلام كثير الصلاة، مات في شعبان سنة ست وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن الفضل بن علي الخاني، شيخ سديد حافظ للقرآن تال له، من أهل الخير والعبادة
__________
(1) بياض في النسخ واللباب، وفي معجم البلدان " أبو عبد الله محمد بن محمد الحانوقي، حدث عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي (في النسخة: الصرد) المعروف بابن الطيوري، سمع منه ابنه محمد).
(2) بياض في ك، والمؤلف حريص فيمن يذكره أن يقدم كنيته فإذا لم يستحضرها كتب صدرها (أبو) وترك بياضا، فيؤدي هذا إلى خبط النساخ على نحو ما يأتي.
(3) سقط من عدة نسخ، وتركت كلمة (بن) في اللباب وقع فيه " أبو أحمد محمد " وكذا في معجم البلدان والله أعلم.
(*)(2/314)
من خان لنجان أيضا، لقيته بأصبهان وكتبت عنه أجزاء، روى لنا عن أبي مسلم محمد بن علي بن مهريزد النحوي الاديب وأبي بكر أحمد بن الفضل الباطر قاني المقرئ وعائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية وطبقتهم، وتوفي في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ابن إبراهيم الوركانية وطبقتهم وتوفي في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة بأصبهان.
وأبو منصور يحيى بن هبة الله بن أحمد بن علي الخاني، إنما قيل له الخاني لانه قيم خان أبي (1) عبد الله بن جردة بدرب الدواب ببغداد، وكان شيخا أمينا مستورا، سمع أبا الحسن محمد بن علي بن أبي الصقر الواسطي، قرأت عليه أحاديث، وما أظن أن أحدا سمع منه قبلي، وكانت ولادته في سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وأربعمائة، وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة ببغداد (2).
الخاوسي: بفتح الخاء المعجمة والواو وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى خاوس، وهي من أعمال أسروشنة إحدى بلاد المشرق بين النهرين جيحون وسيحون خرج منها جماعة من العلماء والزهاد، وفي الوقت الذي كنت بسمرقند كان بها فقيه يقال له الزاهد الخاوسي، وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويضرب الناس على ذلك.
وأبو أحمد الزاهد السمرقندي الذي بنى الرباط في قرية قطوان وهو إليه ينسب بعده على سبعة فراسخ من سمرقند، وقيل إن اسمه موسى، يحكي عن أبي مقاتل حفص بن سلم الفزاري واجتمع مع شقيق بن إبراهيم البلخي، حكى عنه أبو حفص عمر بن أحمد السمرقندي، ويقال إن أصله كان بخارا، ومات بخاوس من عمل أسروشنة منصرفة من الغزو فقبر ببورنمذ وهي من عمل
سمرقند على اثني فرسخا منها، قاله أبو سعد الادريسي الحافظ.
الخاوصي: بفتح الخاء المعجمة والواو المضمومة بينهما الالف وفي آخرها الصاد، هذه النسبة إلى خاوص، وهي بليدة فوق سمرقند، منها أبو بكر محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن الخاوصي الخطيب، حدث بسمرقند، يروي عن أبي الحسن علي بن سعيد المطهري، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
__________
(1) ليس في ك، وهو في بقية النسخ واللباب.
(2) (الخاوراني) في معجم البلدان " خاورانن قرية من نواحي خلاط، وقد نسب بهذه النسبة أبو الحسن محمد بن محمد الخاوراني وجدت له مسموعات بخط ولده في آخرها: وكتب أبو محمد بن أبي الحسن (زيد في النسخة: بن) محمد بن محمد الخاوراني حفيد نظام الملك...(عبارة طويلة).
ومنها صديقنا أديب تبريز أحمد بن أبي بكر بن أبي محمد، مات شابا في سنة 620 " وله ترجمة في معجم الادباء 2 / 238 وبغية الوعاة ص 129.
(*)(2/315)
باب الخاء والباء الخباز: بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة المشددة وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى الخبز وخبزه وبيعه، واشتهر بها جماعة كثيرة منهم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن يزداذ المذكر المطوعي الخباز الرازي من أهل الري أما أبوه أبو بكر بن يزداذ الخباز فمن أهل الري، سكن بخارا، وحدث بها، وسمع منه جماعة.
وأبو إسحاق سمع عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ومحمد بن قارن ومحمد بن إبراهيم بن ناصح الدامغاني، وله رحلة إلى البلاد النائية، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد الاستر اباذي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الغنجار الحافظ البخاري.
وذكره الحاكم أبو عبد الله في التاريخ وقال: أبو إسحاق الخباز، قدم علينا نيسابور في عسكر المطوعة الخارجين إلى طرسوس، وأميرهم عبد الله بن الاشكم الخوارزمي، وكان أبو إسحاق فقيههم وواعظهم فانتخبت عليه وكتبت عنه بنيسابور وهو شاب (1).
الخباشي: بضم الخاء المعجمة (والباء الموحدة بعدها الالف وفي آخرها الشين المعجمة) (2)، هذه النسبة إلى خباشة وقد قيل بالسين المهملة وهو شريك بن خباشة الخباشي، روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة.
الخباط: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى بيع الخبط وهو ما يخبط من الشجر من الاوراق، وهذه من عادات العرب فإنهم يضربون بعصيهم أغصان أشجار السدر حتى يتساقط منها الورق فيلفونها جمالهم، وكنت كثيرا ما أسمع الاعراب ينادون في البادية إذا نزلت الحجيج: يا شاري الخبط، والمشهور بهذه النسبة عيسى بن أبي عيسى الخباط من أهل الكوفة يروي عن الشعبي ونافع.
قرأت في كتاب المضافات لابي كامل البصيري: سمعت أبا الحسن علي بن أبي نعيم الجرجاني الزاهد يقول: سمعت أبا سليمان حمد بن محمد الخطابي البستي الاديب يقول
__________
(1) (الخبازي) استدركه الباب قال " بفتح الخاء وتشديد الباء الموحدة وبعد الالف زاي، هذه النسبة إلى الخبز عمله أو بيعه عرف بها جماعة، منهم أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الخبازي المقري النيسابوري، روى عن أبي الهيثم الكشميهني وغيره، روى عنه زاهر الشحامي وغيره، توفي سنة تسع وأربعين وأربعمائة ".
(2) من اللباب ونحوه في نسخ أخرى.
(*)(2/316)
بلغني أن عيسى بن أبي عيسى (خاط الثوب فهو خياط، وباع الحنطة فهو حناط، وباع الخبط وهو شجرة يتخذ منها القسى فهو خباط.
قال أبو حاتم بن حبان: عيسى بن أبي عيسى) الخباط، من أهل الكوفة، أخو موسى بن أبي عيسى، واسم أبي عيسى ميسرة، أصله من الكوفة انتقل إلى البصرة، يروي عن الشعبي ونافع، روى عنه وكيع والكوفيون، وهو الذي يقال له الخياط والحناط، وكان خياطا في أول أمره، ثم ترك الخياطة وصار حناطا، ثم ترك وصار يبيع الخبط، وكان سيئ الفهم والحفظ كثير الوهم فاحش الخطأ استحق الترك بكثرته مات سنة إحدى وخمسين ومائة، وروى عن نافع وأبي الزناد وغيرهما، روى عنه عمر بن
شبيب المسلي وعبيد الله بن موسى وحميد بن الاسود وابن أبي فديك.
ومن التابعين مسلم الخباط من أهل المدينة، يروي عن ابن عمر، روى عنه ابن أبي ذئب قال يحيى بن معين: وكان يبيع الخبط والحنطة وكان خياطا فقد اجتمع فيه الثلاثة.
وسمية بنت خباط أمة لابي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ذكر ذلك أبو جعفر الطبري.
الخباقي: بفتح الخاء المعجمة والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى خباق وهي قرية من قرى مرو عند جيرنج على ستة فراسخ من البلد، خرجت إليها نوبا عدة، وكان منها شيخنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن علي (1) الخباقي الصوفي من أهل قرية خباق، كان شيخا صالحا دينا خيرا سديد السيرة كثير العبادة صحب المشايخ الكبار وسافر إلى بلاد الشام، سمع بمرو أبا سعد (2) إسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني وأبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار يعرف بابن أبي عمران، وببغداد أبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وغيرهم، سمعت منه الكثير، وتوفي في السادس من ذي الحجة سنة تسع عشرة وخمسمائة بمرو، ودفن بأقصى سجدان ؟ إحدى مقابر مرو.
الخبائري: بفتح الخاء المعجمة والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى الخبائر، وهو بطن من الكلاع، وهو خبائر بن سواد بن عمرو بن الكلاع بن شرحبيل، والمشهور بالانتساب إليه يونس بن ياسر بن أياد الخبائري، روى عنه سعيد بن كثير بن عفير في الاخبار، توفي سنة أربع ومائتين، وكان ثقة قاله ابن يونس.
وأخوه أياد بن ياسر بن أياد الخبائري، روى عنه سعيد بن كثير بن عفير أيضا، توفي
__________
(1) من ك فقط، وليس في اللباب ولا معجم البلدان.
(2) مثله في اللباب، ووقع في س وم وع ومعجم البلدان " أبا سعيد ".
(*)(2/317)
لخمس بقين من شهر رمضان سنة عشر ومائتين - قاله ابن يونس.
وأبو أيوب سليمان بن سلمة
الخبائري الحمصي ابن أخت عبد الله بن عبد الجبار الخبائري) من أهل حمص، روى عن إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد ومحمد بن حرب، روى عنه محمد بن عزيز وعلي بن الحسين بن الجنيد، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ولم يحدث عنه، وسألته فقال: متروك الحديث لا يشتغل به، فذكر ذلك لابن الجنيد فقال: صدق، كان يكذب، ولا أحدث عنه بعد هذا (1).
الخبذعي: بكسر الخاء المعجمة وسكون الباء الموحدة وفتح الذال المعجمة والعين المهملة، هذه النسبة إلى بطن من همدان، وهو خبذع بن مالك بن ذي بارق - قاله ابن ماكولا، والمنتسب إليها إسماعيل بن بهرام الخبذعي، يروي عن عبد الرحمن بن مالك بن مغول، حدث عنه علي بن سعيد الرازي وغيره، والقاسم بن الوليد الخبذعي.
وابنه الوليد بن القاسم، حدثا.
ومحمد بن مساور بن سلمة الخبذعي، كوفي، سمع القاسم بن الوليد، والحارث بن حصيرة، يروي عنه الهذيل بن عمير بن أبي الغريف وإسماعيل بن إسحاق بن عرق الخزاز.
الخبريني: بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة الساكنة والراء المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خبرين، وهي قرية من قرى بست إن شاء الله، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسين بن الليث (2) بن مدرك الخبريني البستي، ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي في تاريخ شيراز، وقال قدم علينا حاجا في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وقرئ عليه اعتقاد أبي حاتم محمد بن حبان البستي، ومات في طريق الحج في هذه السنة.
الخبري: بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء المنقوطة بنقطة واحدة في آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى خبر، وهي قرية بنواحي شيراز من فارس، بها قبر سعيد أخي الحسن بن أبي الحسن البصري، والمشهور بها أبو العباس الفضل بن حماد الخبري الحافظ (قال الدارقطني (3) يكنى بأبي عبد الله، يروي عن سعيد بن أبي مريم وسعيد بن عفير، روى عنه
__________
(1) (الخبي) بفتح المعجمة والموحدة الاولى، نسبة إلى خبب من قرى دمشق من أعمال زرع منها أبو عبد الله محمد بن نابت بن محمد بن ثابت الخببي الشافعي وغيره - راجع التعليق على الاكمال 2 / 217.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في ك " اللهب " كذا.
(3) وجرى صاحب اللباب على ما في بقية النسخ فيظهر أنه الصواب، إلا أن المؤلف وهم أولا ثم ضرب على هاتين = (*)(2/318)
أبو بكر بن عبدان الشيرازي وأبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وغيرهما، وكان أحد الحفاظ رحل وكتب وجمع وصنف المسند، وكان يعد من الابدال، وهو ورع تقي، وسئل يعقوب بن سفيان عنه فقال: ثقة، كان معي بالشام، مات سنة ثلاث أو أربع وستين ومائتين.
وأبو العباس الفضل بن يحيى بن إبراهيم الخبري ابن بنت الفضل بن حماد، يروي عن أبي بكر أحمد بن سعدان الشيرازي عن جده الفضل المسند، سمع منه أبو سعد الماليني.
وأم الخير فاطمة بنت أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله المعلم الخبري، أما أبو حكيم كان فاضلا معلما ببغداد من أهل قرية خبر، سكن بغداد.
وابنته الكبرى رابعة سمعت أبا محمد الجوهري، روى عنها ابنها أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي الحافظ، وكان يكتب لنفسه: فارسي الاصل، لهذا، لان والدته رابعة كانت بنت أبي حكيم الخبري.
وأم الخير فاطمة البنت الصغرى لابي حكيم، سمعت أبا جعفر محمد بن أحمد المسلمة المعدل وأبا الحسن علي بن الحسن بن الفضل الكاتب وأبا الفضل عمر بن عبيدالله المقري وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهم، سمعت منها ببغداد في دار ابن أختها ابن ناصر الحافظ وقرأت عليها أكثر كتاب الموفقيات للزبير بن بكار، وماتت في رجب سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (ببغداد وكانت ولادتها سنة إحدى وخمسين وأربعمائة).
وأما أبو محمد الحسن بن الحسين بن علي الشيرازي قيل له الخبري وعرف به ولم يكن خبريا، وإنما اشتهر به لصحبة أبي العباس الفضل بن يحيى بن إبراهيم الخبري.
الخبزارزي: بضم الخاء المعجمة وسكون الباء الموحدة وفتح الزاي وبعدها الالف ثم
الراء ثم الزاي، هذه النسبة إلى خبز الارز وخبزها وبيعها، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسين أحمد بن أحمد البزاز المعروف بابن الخبزرزي من أهل بغداد، حدث بكتاب التفسير عن محمد بن جرير الطبري، روى عنه يوسف بن عمر القواس وإبراهيم بن مخلد الدقاق، وكان ثقة، توفي في شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وأبو القاسم نصر بن أحمد بن نصر البصري المعروف بالخبز ارزي الشاعر، كان شاعرا مليح الشعر حسن القول، أقام ببغداد دهرا طويلا وقرئ عليه ديوان شعره، روى عنه مقطعات من شعره المعافى بن زكريا الجريري وأحمد بن منصور النوشري وأبو الحسن بن الجندي وأحمد بن محمد بن العباس الاخباري، ذكر أبو محمد بن الاكفاني البصري قال: خرجت مع عمي أبي عبد الله الاكفاني الشاعر وأبي
__________
= الزيادتين، والذي أوقعه في الوهم أن هذه هي كنية الفضل بن يحيى الخبري الآتي، وهذا أقرب من احتمال أن يكون المؤلف اعتمد على قول الدارقطني ثم وقف على تكنية الفضل بن حماد بأبي العباس فزاد هاتين الزيادتين والله أعلم.
(*)(2/319)
الحسين (1) (بن لنكك وأبي عبد الله المفجع وأبي الحسن الساكر في بطالة عيد وأنا يومئذ صبي أصحبهم فمشوا حتى انتهوا إلى نصر بن أحمد) الخبزرزي وهو جالس يخبز على طابقه فجلست الجماعة عنده يهنئون بالعيد ويتعرفون خبره وهو يوقد السعف تحت الطابق فزاد في الوقود فدخنهم فنهضت الجماعة عند تزايد الدخان فقال نصر بن أحمد لابي الحسين بن لنكك: متى أراك يا أبا الحسين ؟ فقال: إذا اتسخت ثيابي.
وكانت ثيابه يومئذ جددا على أنقى ما يكون للتجمل بها في العيد فمشينا في سكة بني سمرة حتى انتهينا إلى دار أبي أحمد بن المثنى فجلس ابن لنكك وقال: يا أصحابنا إن نصرا لا يخلي هذا المجلس الذي مضى لنا معه من شئ يقوله فيه ويجب أن نبدأه قبل أن يبدأنا ! واستدعى دواة وكتب: لنصر في فؤادي فرط حب * أنيف به على كل الصحاب أتيناه فبخرنا بخورا * من السعف المدخن للثياب فقمت مبادرا وظننت نصرا * يريد بذاك طردي أو ذهابي
فقال متى أراك أبا حسين ؟ * فقلت له إذا اتسخت ثيابي وأنفذ الابيات إلى نصر فأملى جوابها فقرأته فإذا هو قد أجاب: منحت أبا الحسين صميم ودي * فداعبني بألفاظ عذاب أتى وثيابه كقتير شيب * فعدن له كريعان الشباب ظننت جلوسه عندي كعرس * فجدت له بتمسيك الثياب فقلت متى أراك أبا حسين ؟ * فجاوبني: إذا اتسخت ثيابي فإن كان التقزز فيه فخر * فلم يكنى الوصي أبا تراب ؟ الخبزي: بضم الخاء المعجمة وسكون الباء الموحدة وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى بيع الخبز وخبزها وفيهم كثرة ويقال لها الخباز أيضا.
وأما أحمد بن عبد الرحيم بن أبي خبزة واسمه يوسف بن الزبير الاسدي الكوفي التيمي (2) الخبزي، نسب إلى جده، شيخ من أهل الكوفة حدث، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ.
وأبو
__________
(1) مثله في اللباب والوفيات ويشهد له ما يأتي في الشعر، ووقع في س وم وع " وأبي الحسن " وكذا فيما يأتي ما عدا الشعر.
(2) كذا، وفي الاكمال 2 / 33 " أحمد بن عبد الرحيم بن يوسف بن الزبير بن عبد الرحمن بن سيار بن أبي خبزة الاموي مولى لهم...قال الدارقطني: واسم أبي خبزة يوسف بن الزبير التميمي، والصحيح ما تقدم ذكره " وهكذا في التوضيح عن الاكمال.
(*)(2/320)
بكر محمد بن الحسن بن يزيد بن عبيد بن أبي خبزة البزاز الخبزي من أهل الرقة، نسب إلى جده، يروي عن أبي عمر هلال بن العلاء الرقي، وروى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصبهاني، وقال أنا أبو بكر بن أبي خبزة البزاز الشيخ الصالح.
وروى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني.
الخبشي: بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة
إلى...وهو عبد الله بن شهر الخبشي - قاله البخاري، روى عن أبي أيوب، روى عنه أبو قبيل.
(الخبوشاني: بضم الخاء المعجمة والباء الموحدة وفتح الشين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خبوشان وهي اسم لبليدة بناحية نيسابور يقال لها خبوشان، منها أبو الحارث محمد بن عبد الرحيم بن الحسن بن سليمان الاثري الخبوشاني الاستوائي، كان قد رحل وسمع الكثير، وكان قيما صاحب حديث، طاف في أكناف خراسان وحصل الكثير، وعندي كتاب المسند لابي عوانة الاسفراييني بخطه في مجلدين مصنفين ضخمين، سمع أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي وأبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي وأبا الهيثم محمد بن المكي الكشمهيني وأبا محمد الحسن بن أحمد المخلدي وأبا عمرو أحمد بن أبي الفراتي وغيرهم، روى عنه أبو سعد إسماعيل بن عبدالقاهر الجرجاني وأبو عمرو ظفر بن إبراهيم الخلالي وغيرهما، وكانت وفاته سنة نيف وثلاثين وأربعمائة.
وأبو موسى عمران بن موسى بن الحصين بن نوشان الفقيه الخبوشاني ذكرته في النوشاني في حرف النون (1).
__________
(1) (الخبيبي) رسمه القبس وقال " في قريش خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد، من ولده المغيرة، ولاه المهدي القسم على أهل المدينة والفرض لهم في العطاء، توفي في خلافة الرشيد - ذكره مصعب ".
(*)(2/321)
باب الخاء والتاء الختلي: اختلف مشايخنا في هذه النسبة، بعضهم كان يقول هي إلى ختلان بلاد مجتمعة وراء بلخ، وبعضهم يقول هي بضم الخاء والتاء المنقوطة باثنتين مشددة - حتى رأيت أن الختلي بضم الخاء والتاء المشددة قرية على طريق خراسان إذا خرجت من بغداد بنواحي الدسكرة (1) وذكر أبو حاتم محمد بن حبان البستي في كتاب الثقات أبا علي مجاهد بن موسى المخرمي، قال: من أهل بغداد، يروي عن يزيد بن هارون والعراقيين، حدثنا عنه
محمد بن الحسين بن مكرم البزاز بالبصرة وغيره من شيوخنا، مات يوم الجمعة لسبع (2) بقين من رمضان سنة أربع وأربعين ومائتين، وكان عسير الحفظ، وهو الذي يقال له مجاهد بن موسى الختلي، كان أصله من ختل خراسان.
وعباد بن موسى الختلي.
وابنه إسحاق بن عباد، ومحمد بن علي بن الحسن بن طوق الختلي، يروي عن عبد الله بن صالح العجلي ومنجاب بن الحارث وغيرهما.
وأبو عيسى موسى بن علي الختلي، يروي عن رجاء بن سعيد وداود بن رشيد وعبد الله بن عمر بن أبان وأبي يعلى المنقري صاحب الاصمعي، حدث عنه أبو بكر بن الانباري وأبو بكر بن مقسم وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن زيد الختلي، يحدث عن ابني أبي شيبة وأحمد بن عبدة وغيرهم، روى عنه ابن مخلد.
وأبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن زيد الختلي، كان يذاكر ويصنف ويتعاطى الحفظ، يروي عن أبي العباس البرتي وأبي إسماعيل الترمذي وأبي جعفر محمد بن غالب وغيرهم.
وعلي بن أحمد بن محمد بن حامد بن آدم بن الازرق الختلي، روى عنه عبد الغني بن سعيد المصري.
وأبو القاسم عمر بن جعفر بن أحمد بن سلم الختلي، يروي عن الحارث بن أبي أسامة وإسماعيل القاضي وإبراهيم الحربي، وكان من الصالحين ولد سنة إحدى وستين ومائتين ومات في شعبان سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
وأخوه أبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمد بن سلم الختلي، يروي عن أحمد بن علي الابار وأبي مسلم الكجي وأبي
__________
(1) البلاد التي وراء بلخ هي على ما في عدة مراجع (ختل) بضم المعجمة وتشديد الفوقية مع ضمها أو فتحها، وفي المسالك والممالك ص 40 أنه يقال لمالكها (ختلان شاه) ويقال أيضا (شير حتلان) فكان الاصل في (ختل) انه اسم للقوم ثم يجمع في العجمية بزيادة ألف ونون كما يجمع (مرد) على (مردان) (وشاه) على (شاهان).
فأما القرية بنواحي الدسكرة فلم يتبين أمرها وراجع تعليق الاكمال 3 / 219.
(2) مثله في اللباب، ووقع في س وم وع " لتسع " وكذا في التهذيب عن الثقات.
(*)(2/322)
خليفة القاضي وغيرهم.
وأخوهما محمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الختلي أخو
عمر وأحمد - هكذا ذكره أبو بكر الخطيب، سمع جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ومحمد بن غالب التمتام وطبقتهما، وأحسبه لم يحدث ولكن روى أخوه أحمد عن وجوده في كتابه.
وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد الختلي الصيرفي الحربي، يروي عن القاسم المطرز والهيثم بن خلف الدوري وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ومات وعنده عن عدة من المشايخ لم يبق من سمع من واحد منهم سواه.
وأبو أحمد محمد بن جعفر بن سهل الختلي، حدث عن عبد الله بن أحمد بن عيسى المقرئ المعروف بالفسطاطي، روى عنه زكريا بن يحيى والد المعافى، وذكر أنه سمع منه بالنهروان في سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان الحربي الختلي الحميري، قال أبو بكر الخطيب الحافظ: أصله (ناقلة) من حضرموت إلى ختل، ويعرف بالسكري - ذكرته في الحاء المهملة.
ومحمد بن علي بن الحسن بن طوق الختلي، يحدث عن عبد الله بن صالح العجلي ومنجاب بن الحارث وغيرهما، قال الدارقطني حدثنا عنه جماعة من شيوخنا.
وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن زيد الختلي، يحدث عن ابني أبي شيبة وأحمد بن عبدة وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار.
وابنه أبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله الختلي، كان يذاكر ويصنف ويتعاطى الحفظ، حدث عن أبي العباس البرتي وأبي جعفر التمتام وأبي إسماعيل الترمذي (1).
الختن: بفتح الخاء المعجمة والتاء ثالث الحروف وفي آخرها النون، (هذا لقب أبي) عبد الله الختن وهو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن إبراهيم الفارسي ثم الاستر اباذي الفقيه الختن ختن الامام أبي بكر الاسماعيلي، كان من الفقهاء المذكورين في عصره، ودرس سنين كثيرة، وله وجوه في مذهب الشافعي رحمه الله مسطورة منشورة وتخرج عليه جماعة من الفقهاء، وكان له ورع وديانة، وله أربعة أولاد: أبو بشر الفضل، وأبو النضر عبيدالله، وأبو عمرو عبد الرحمن، وأبو الحسن عبد الواسع، وكانت له رحلة إلى خراسان والعراق والحجاز وأصبهان، سمع ببلدة أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستر اباذي، وبأصبهان أبا
القاسم سليمان بن أحمد الطبراني وأبا أحمد محمد بن أحمد العسال القاضي، وببغداد أبا
__________
(1) راجع التعليق على الاكمال.
(الختلي) استدركه اللباب وقال بفتح الخاء وسكون التاء في آخرها لام - نسبة إلى ختلان الصقع المذكور، ينسب إليه نصر بن محمد الختلي الفقيه الحنفي شارح مختصر القدوري، كان من قرية يقال لها قراسو من قرى ختلان - كذلك ذكره بعض الفقهاء الحنفية، وكان من ختلان البلاد المذكورة، ومعنى قراسو: الماء الاسود بالتركية، وراجع تعليق الاكمال 3 / 223 وما تقدم في التعليق.
(*)(2/323)
بكر بن عبد الله الشافعي وأبا محمد دعلج بن أحد السجزي، وبنيسابور أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم، وطبقتهم، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وكان يملي الحديث من سنة سبع وسبعين وثلاثمائة إلى أن توفي يوم عرفة من سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
وأبو معاوية سلمة بن مسلمة (1) الختن ختن عطاء، مغربي، روى عن عطاء، روى عنه معن بن عيسى والهيثم بن يمان، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: ليس بقوي، عنده مناكير، يدل حديثه على ضعفه، يسند كثيرا مما لا يسند.
وأبو بشر بكر بن خلف الختن، هو ختن المقري المكي، يروي عن خالد بن الحارث ومعتمر بن سليمان وعبد الوهاب الثقفي والنضر بن كثير وإبراهيم بن خالد الصنعاني، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وذكر يحيى بن معين أبا بشر ختن المقرئ فقال: ما به بأس.
وقال أبو حاتم الرازي: كان ثقة.
وأبو حمزة سعد بن عبيدة الختن وهو ختن أبي عبد الرحمن السلمي، (يروي عن ابن عمر وأبي عبد الرحمن السلمي) روى عنه منصور والاعمش وعلقمة بن مرثد وفطر بن خليفة، وكان ثقة، قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: سعد بن عبيدة يكتب حديثه، كان يرى رأي الخوارج ثم تركه.
وأبو عبد الله محمد بن الوزير بن الحكم الدمشقي السلمي الختن ختن أحمد بن أبي الحواري من أهل دمشق، يروي عن الوليد بن مسلم وضمرة بن ربيعة ومروان بن محمد ومحمد بن شعيب بن شابور وعبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب، قال ابن أبي حاتم سمع منه أبي وروى عنه، وسئل أبي عنه فقال:
ثقة.
وأبو جعفر محمد بن علي بن صالح الاشج الختن، وكان ختن المرار على أخته يلقب حمدان، يروي عن عبد الصمد بن حسان (وداود بن إبراهيم العقيلي وعبد الله بن عبد العزيز بن أبي رواد وقتيبة بن سعيد وأحمد بن الحسن الترمذي، روى عنه أبو علي الحسن بن يزيد الدقاق) وعلي بن محمد القزويني وحامد بن محمد الهروي ومحمد بن علي الصيداني.
الختني: بضم الخاء المعجمة والتاء المفتوحة ثالث الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ختن وهي بلدة وراء يوزكند من بلاد الترك دون كاشغر، خرج منها جماعة من العلماء منهم (أبو) داود سليمان بن داود بن سليمان الختني، كان فقيها، سمع أبا علي الحسن بن علي بن سليمان المرغيناني، ذكره أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي في
__________
(1) مثله في كتاب ابن أبي حاتم ج 2 ق 1 رقم 754.
ووقع في س وم وع واللباب " مسلم " وفي الميزان واللسان " مسلم، ويقال مسلمة ".
(*)(2/324)
كتاب القند، وقال: الحجاج سليمان بن داود قصدني متميزا من مجموعاتي ومسموعاتي في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة (1).
الختي: بفتح الخاء المعجمة وتشديد التاء المكسورة المعجمة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى خت وهو لقب رجل، والمشهور بهذا الانتساب يحيى بن موسى بن خت البلخي الختي، يروي عن عبد الله بن نمير وأبي أسامة الكوفيين وعبد الرزاق وغيرهم، وهو ثقة، روى عنه موسى بن هارون وأبو عبد الرحمن النسائي وجعفر بن محمد الفريابي.
__________
(1) راجع التعليق على الاكمال 2 / 217.
(الختني) بفتح الخاء والتاء، ذكره في التبصير وقال " أبو سهل أحمد بن محمد بن أحيد بن حمدان الختني، روى عنه الماليني، وقال: هو منسوب إلى (الختن) فقيه كبير كان صاهره ".
(*)(2/325)
باب الخاء والثاء الخثعمي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى خثعم (1)، منهم أبو عبد الله مصعب بن المقدام الخثعمي الكوفي، من أهل الكوفة، سمع مسعرا وسفيان الثوري وزائدة بن قدامة والحسن بن صالح وإسرائيل بن يونس وداود الطائي، روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب محمد بن العلاء وإسحاق بن راهويه، أثنى عليه يحيى بن معين، ووصفه بالثقة، وغيره من الائمة، ومات في سنة ثلاث ومائتين.
وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين الطحان الانباري، من أهل الانبار، يروي عن إبراهيم بن دنوقا وأبي الاحوص القاضي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
وأبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص بن عمر الخثعمي الكوفي المعروف بالاشناني، ذكرته في الالف.
الخثمي: بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المثلثة في آخرها الميم، هذه النسبة إلى خثعم، وهو اسم لجد حميد بن مالك بن خثم الخثمي، يروي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: الغنم من دواب الجنة.
الخثيمي: بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المنقوطة بثلاث والياء المعجمة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بني خثيم، والمشهور بها أبو محمد عطاء بن أبي رباح القرشي مولى أبي خثيم الفهري القرشي، واسم أبي رباح أسلم، مولده بالجند من اليمن ونشأ بمكة، وكان أسود أعور أشل أعرج ثم عمي في آخر عمره، وكان من سادات التابعين فقها وعلما وورعا وفضلا، لم يكن له فراش إلا المسجد إلى أن مات سنة أربع عشرة ومائة، وقيل إنه مات سنة خمس عشرة ومائة، وكان مولده سنة سبع وعشرين (2).
__________
(1) ترك في ك بياض هنا، ولا حاجة إليه فإن خثعم قبيلة مشهورة، وفي القبس " في كهلان خثعم - وهو أفتل بن أنمار بن أراش بن عمرو بن الغوث بن نبت بن ملكان بن زيد بن كهلان، سمي أفتل خثعما بجمل له اسمه خثعم، منهم مالك بن عبد الله بن سنان..ومنهم أسماء بنت عميس..".
(2) في اللباب " فاته الخيثمي إلى خثيم بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر بن عتود بطن من طيئ منهم الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن بن زيد بن أسيد بن ترعل بن خثيم النسابة الاخباري الطائي الخثيمي ".
(*)(2/326)
باب الخاء والجيم الخجادي: بضم الخاء المعجمة والجيم المفتوحة، بعدهما الالف، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خجادي وهي قرية كبيرة ببخارا للاصحاب بها الجامع إن شاء الله، منها أبو علي محمد بن علي بن إسماعيل الخجادي، كان ثقة فهما، سمع أحمد بن علي الاستاذ وإسماعيل بن محمد المستملي ومنصور بن نصر الصهيبي، وغيرهم روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وقال: صديقنا أبو علي الخجادي، يفهم ويحفظ، ثقة، سمع من شيوخنا ببخارا، ولد سنة سبع عشرة وأربعمائة (1).
الخجندي: بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم وسكون النون وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى خجند، وهي بلدة كبيرة كثيرة الخير على طرف سيحون من بلاد المشرق ويقال لها بزيادة التاء خجندة أيضا، فتحت خجند سنة ثلاث ومائة في خلافة يزيد بن عبد الملك بن مروان، خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن، منهم أبوعمران موسى بن عبد الله المؤدب الخجندي، كان أديبا فاضلا صاحب حكم وأمثال، حدث عن أبي النضر بن أحمد بن الحكم البزاز السمرقندي بكتاب التفسير للكلبي، ذكره أبو سعد الادريسي في كتاب تاريخ سمرقند وقال: أبوعمران المؤدب الخجندي، كنت في مكتبه بسمرقند، وكان حكيما - كتب عنه من حكمته شئ غير قليل، ودون عنه كتب كثيرة، لم أسمعه يذكر من حكمه ولم أعلقها عنه فلما مات سمعت جملة من حكمه من محمد بن عبد الكريم بن علي الطبري، أظنه مات بها - يعني بسمرقند - قبل الستين والثلاثمائة.
وأبو زكريا يحيى بن الفضل الوراق الخجندي، كان من كبار الناس، ممن جمع الآثار وجمع وخرج الكثير ورحل، وصنف كتابا في الصحابة وجود، يروي عن هارون بن سعيد القرشي وسعيد بن هاشم الكاغذي
وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وغيرهم، (وفي الرحلة) من قتيبة بن سعيد وصالح بن مسمار الكشميهني وعبد الله بن سلام وعبد الله بن أبي عرابة الشاشيان، روى عنه محمد بن حمدويه الشاشي وأبو سلمة أحمد بن حامد السمرقندي.
وأبو حفص عمر بن هارون بن طالب
__________
(1) (الخجستاني) استدركه الباب وقال " بضم الخاء والجيم وسكون السين المهملة وبعدها تاء فوقها نقطتان وبعد الالف نون، هذه النسبة إلى خجستان وهو من جبال هراة، منها أحمد بن عبد الله الخجستاني المتغلب على خراسان سنة اثنتين وستين ومائتين، وأخباره مشهورة ".
(*)(2/327)
الخجندي، شيخ صالح، مليح الشيبة، حسن السيرة، من مشايخ الصوفية، من أهل خجند، سكن حلب بالشام، سمع ببغشور القاضي أبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح الدباس، وببغداد أبا سعد عبد الجليل بن محمد بن الحسن الساوي، وبمكة أبا محمد عبد الملك (بن الحسن) بن بتنة الانصاري، وغيرهم، ولم يكن له أصل بما سمع - على ما جرت به عادة الصوفية - رأيته أولا ببغداد، ثم بحلب في سنة خمس وثلاثين، وكتبت عنه أبياتا من الشعر.
وأبو عبد الله سلمان بن إسرائيل بن جابر بن قطن بن حبيب بن أبي حبيب الخجندي سمع عبد بن حميد الكشي وفتح بن عمرو الوراق وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني وغيرهم، قدم بغداد وحدث بها فروى عنه علي بن عمر السكري، وحدث بنيسابور أيضا، وروى عنه من أهلها أبو الحسن أحمد بن الخضر الشافعي، فأما علي بن بندار الزاهد فإنه كتب عنه بخجند، قال الحاكم: وحدثنا عنه بعجائب من الحكايات والاخبار.
وأبو الفضل أحمد بن يعقوب بن عفير بن الجنيد بن موسى التميمي الخجندي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو الفضل الخجندي، شيخ هرم كبير السن، كان يذكر أنه جاور بمكة حرسها الله سنة سبع وخمسين ومائتين، وسمع حديث ابن أبي (مسرة وعلي بن عبد العزيز وأن كتبه ذهبت فسألناه الحديث في المسجد الجامع، فأملى علينا من حفظه وذكر حديث: " الحياء والايمان في قرن واحد "
بروايته عن أبي سعيد الحسن بن علي البصري عن خراش عن أنس رضي الله عنه، ثم قال حدثنا بهذا الحديث في شوال سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وذكر أن عنده عن يوسف القاضي وأقرانه.
والقاضي أبو المنور بدر بن زياد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد الخجندي، أقام بسمرقند مدة، وحدث بها عن أبي حفص عمر بن منصور بن خنب الحافظ، روى عنه عمر بن محمد النسفي، ومات في شعبان سنة أربع عشرة وخمسمائة - وقد قارب ثمانين سنة.(2/328)
باب الخاء والدال الخداباذي: بضم الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة والباء المنقوطة بواحدة بين الالفين وفي آخرها الذال، هذه النسبة إلى خداباذ وهي قرية من قرى بخارا على خمسة فراسخ منها على طرف البرية، وهي من أمهات القرى، خرج منها جماعة من العلماء، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة بن بنكي (1) بن محمد بن علي الخداباذي، كان إماما فاضلا صالحا ورعا عاملا بعلمه، خرج إلى الحجاز في حدود سنة خمسمائة وركب البادية من طريق البصرة وقطع عليهم الطريق وحصلوا بمكة وجاور هو وابنه أبو المكارم حمزة بن إبراهيم وخرج إلى المدينة وتوفي بها في سنة إحدى وخمسمائة، وانصرف ابنه أبو المكارم حمزة بن إبراهيم الخداباذي إلى خراسان، وخرج إلى ما وراء النهر ورجع إلى خراسان وتفقه على شيخنا الامام إبراهيم بن أحمد المروروذي، وكان حسن السيرة متعبدا دائم التلاوة، سمع ببخارى أبا القاسم علي بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي وأبا بكر محمد بن الحسن بن حفصويه السوسقاني وأبا علي طاهر بن أحمد الاسماعيلي، وبمرو أبا الفضل محمد بن أحمد بن حفص الماهياني وأبا يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني، وبمكة أبا محمد عبد الملك بن بتنة الانصاري وغيرهم، سمعت منه أحاديث يسيرة ببخارى، وكانت ولادته في سنة ست وثمانين وأربعمائة ببخارى (2).
الخدامي: بكسر الخاء المعجمة وفتح الدال المهملة، وهذه النسبة إلى جده خدام، والمشهور بهذه النسبة بيت كبير بسرخس، منهم أبو نصر زهير بن الحسن بن علي بن محمد بن يحيى بن خدام بن غالب الخدامي السرخسي، كان فقيها فاضلا، يروي عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وغيره، روى عنه جماعة، ووفاته في سنة نيف وخمسين وأربعمائة.
وحفيده أبو نصر زهير بن علي بن زهير الخدامي، حدث بكتاب " تحفة العالم وقرحة المتعلم " للسيد أبي المعالي محمد بن زيد البغدادي عن مصنفه، قرأت عليه
__________
* (1) كذا في بعض النسخ، وبلا نقط في بقيتها.
وفي معجم البلدان " ينكي " بتحتية فنون، ومثله لكن بتقديم النون في مطبوعة اللباب وإحدى مخطوطتيه، وفي الاخرى " مكي ".
(2) (الخداري) في جمهرة ابن جزم ص 472 في بطون الانصار " بطون الحارث بن الخزرج: بنو خداة وبنو خدارة ابني عوف بن الحارث بن الخزرج وبطون غير مشهورة ".
(*)(2/329)
جميعه بميهنة وكان يسكنها، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
وجماعة إلى الساعة بسرخس ينتسبون بهذه النسبة، وببخارى أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن خدام الخدامي (1)، ينسب إلى جده، وسمعت أنه من هذا البيت أيضا، حدث عن جده لامه أبي علي الحسين بن الخضر النسفي وأبي الفضل الكاغذي وغيرهما وتوفي (في) سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة، وروى لي عنه صاعد بن مسلم الخيزراني بسارية وأبو جعفر الخلمي ببلخ وأبو المعالي بن أبي اليسر القاضي بمرو وأبو عابت البزدوي بسمرقند وأبو العباس السقنائي ببخارى - في جماعة كثيرة سواهم.
وبهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الفقيه من سكة خدام - كذا قال ابن ماكولا، وسكة خدام (2) بنيسابور بمحلة باب عزرة، وهو يعرف بالخدامي من أعيان فقهاء أهل الرأي.
وأبو بشر الخدامي أخوه، سمع بالعراق والشام وخراسان الكثير عن أحمد بن نصر اللباد وأبي بكر بن ياسين وأبي يحيى البزاز وموسى بن هارون وعمر بن سنان المنبجي وغيرهم، روى عنه أبو
أحمد محمد بن أحمد محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون الشعيبي.
وأبو إسحاق الخدامي من أجلة فقهاء أصحاب الرأي ومن أزهدهم، ومات في شهر ربيع الاول سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
الخداني: بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة المشددة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خدان، وهو بطن من أسد بن خزيمة، وهو خدان بن عامر بن مالك بن هر بن مالك بن الحارث (3) بن سعيد بن ثعلبة بن دودان بن أسد - هكذا قاله ابن الكلبي.
__________
(1) في استدراك ابن نقطة " باب الجذامي والخذامي، أما الاول بضم الجيم وفتح الذال المعجمة..، وأما الخذامي بكسر الخاء المعجمة والباقي مثله فهو أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن خذام الخذامي الواعظ، بخاري، حدث عن أبي الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت الكاغذي، روى عنه أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الخلمي " وهو صاحبنا هذا وسيذكر المؤلف ما يعلم منه أنه أعلم بهذا الرجل.
ووقع في المشتبه بالذال المعجمة فرده التوضيح وقال: " الصواب إهمالها وقبلها خاء معجمة مكسورة وهكذا قيده الامير وابن السمعاني وغيرهما " قال المعلمي أما الامير فلم يذكر علي بن محمد هذا.
(2) هكذا في النسخ وجرى عليه اللباب وليس في الانساب ولا اللباب رسم للخذامي بالذال المعجمة وسأستدركه، ووقع في معجم البلدان أنها سكة خذام، بالذال المعجمة، وذكر منها هذين الرجلين إبراهيم بن محمد وأخاه أبا بشر قال في كل منهما " الخذامي " وكذا وقع في المشتبه في موضع، وقال في آخر " بخاء معجمة مضمومة ودال مهملة " فذكر هذين الرجلين ثم قال: " قيده ابن الجوزي " ورده التوضيح - راجع التعليق على الاكمال 2 / 273 (3) مثله في الاكمال والتوضيح، ووقع في اللباب " خدان بن مالك بن الحارث، وفي كتاب ابن حبيب والايناس " خدان بن عامر بن هر بن مالك بن الحارث ".
(*)(2/330)
الخدري: بضم الخاء المعجمة وسكون الدال المهملة والراء في آخرها، هذه النسبة إلى خدرة، واسمه لابجر بن عوف بن الحارث بن الخزرج بن حارثة، قبيلة من الانصار منهم
أبو سعيد سعد بن مالك الخدري، من مشهوري الصحابة.
قال ابن ماكولا: وفي بلى خدرة بن كاهل بن رشد بن أفرك بن هني بن بلي - قاله ابن حبيب.
الخدري، بكسر الخاء المعجمة وسكون الدال المهملة بعدهما الراء، النسبة إلى خدرة، وهو بطن من ذهل بن شيبان، وخدرة بالضم في الانصار فأما خدرة بالكسر فذكر ابن حبيب قال: في ربيعة بن نزار خدرة وهو عمرو بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة.
الخدفراني: بضم الخاء المعجمة والدال الساكنة المهملة والفاء المكسورة والراء المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خدفران، وهي قرية من قرى السغد من سمرقند، منها الدهقان الامام الحجاج محمد بن أبي بكر بن أبي صادق بن المفتي الخدفراني، كان فقيها مدرسا، يروي بالاجازة عن جده (لامه (1) أبي بكر محمد بن محمد بن المفتي القطواني، ولد في شوال سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة (2).
الخدويي: فتح الخاء المعجمة والدال المهملة المضمومة بعدهما الواو، هذه النسبة إلى خدويه، وهو اسم لجد سهل بن حسان بن أبي خدويه الخدويي الحافظ، قال ابن أبي حاتم: وكان من الحفاظ، تقادم موته، روى عن حاتم بن إسماعيل ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي، روى عنه أحمد بن حنبل وغيره.
الخديجي: بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خديج وهو اسم لبعض آباء المنتسب إليه، منهم زمل بن عمرو بن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة بن حارثة بن هند بن حرام بن ضنة العذري، وهو خديجي نسبة إلى جده الاعلى (3)، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا وعقد له لواء فشهد بلوائه ذلك صفين مع معاوية رضي الله عنهما - قال ذلك ابن الكلبي.
وأبو زعنة (4) الشاعر
__________
(1) في عدة نسخ وكذا في اللباب.
(2) (الخدمي) رسمه ابن نقطة وقال " بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة فهو محمد بن نفيس بن بقاء الفراس الخدمي، حدث عن شهدة، ذكر لي بعض أصحابنا أنه سمع منه ".
(3) ليس في ك وهو صحيح.
(4) بزاي مفتوحة وعين (مهملة) ساكنة بعدها نون كما في الاكمال والتوضيح، ووقع في موضع من الاكمال " زعبة " وقد قيل ذلك، والصحيح الاول، ووقع في ك " زغبة " وفي غيرها " زرعة " خطأ.
(*)(2/331)
عامر بن كعب بن عمرو بن خديج هو خديجي، شهد أحدا - قاله الطبري.
وخبيب بن يساف بن عنبة بن عمرو بن خديج، هو خديجي، شهد بدرا وما بعدها وهو جد خبيب بن عبد الرحمن، وليس في الانصار خديج وإنما فيهم خديج.
الخديسري: بضم الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح السين المهملة وفي آخرها الراء، هذه النسبة خديسر، وهي من ثغور سمرقند من عمل أسروشنة، منها أبو الفارس (1) حمد (2) بن حميد الخديسري، يروي عن عبد بن حميد الكشي وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وعبد الرحيم بن حبيب البغدادي وغيرهم، روى عنه أبويحيى أحمد بن يحيى الفقيه وعبد بن سهل الزاهد السمرقنديان.
الخديمنكني: بضم الخاء المنقوطة وكسر الدال المهملة وفتح الميم وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى خديمنكن، وهي إحدى قرى كرمينية، على فرسخين منها، تختص بأصحاب الحديث، وبها الجامع والمنبر، رأيت رجلا صالحا من هذه القرية دخل علي سمرقند مسلما وقال لي أنا من قرية تتعلق بأصحابكم، وذكر لي حال هذه القرية، والمشهور بالانتساب إليها جماعة، منهم الخطيب أبو نصر أحمد بن أبي بكر محمد يعرف بنيارك بن أبي عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم الخديمنكني، ذكره عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في معجم شيوخه وقال: سمع أبا أحمد أحمد بن محمد (3) بن أحمد بن محفوظ الورقودي عن الفربري صحيح البخاري، وسمع أباه، سمعنا منه بخديمنكن، وانتخبت عليه شيئا من سماعه من أبيه من كتاب الرقاق لمحمد بن إسماعيل، رأيت عنده كتب جده عن أصحاب البخاري، ثم دخلت كرمينية في شهر رمضان
سنة تسع وأربعين وأربعمائة وإذا هو يقرأ عليه الصحيح للبخاري بسماعه عن الورقودي في سنة ثمان أو ست أو سبع وسبعين، وكنت لم أعلم قديما أن عنده الورقودي.
وأبو عمر سليم بن مجاهد بن يعيش الخديمنكني، جالس محمد بن إسماعيل البخاري، يروي عن صالح بن
__________
(1) هكذا في م وع ومثله في اللباب المطبوعة والمخطوطتين، وكذا في القبس عنه، ووقع في ك " أبو الفوارس " وفي معجم البلدان " أبو القاسم " كذا.
(2) مثله في مخطوطتي اللباب وكذا في القبس عنه، ووقع في م " حميد " وفي مطبوعة اللباب " حمدين " وفي معجم البلدان " أحمد ".
(3) في م ومطبوعة اللباب وإحدى مخطوطتيه والقبس عنه " أبا حمد بن محمد " وفي مخطوطة اللباب الاخرى ومعجم البلدان " أبا أحمد محمد " وانظر ما يأتي في رسم (الورقودي) وفي اللباب هناك " أبا أحمد أحمد بن محمد ".
(*)(2/332)
محمد بن مرزوق البصري ومحمد بن عمران بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وسويد بن سعيد الحدثاني وغيرهم، روى عنه ابنه صهيب بن سليم الخديمنكني أبو حسان وغيره.
وحفيده أبو سعيد يحيى بن معن بن سلتم بن مجاهد الخديمنكني، يروي عن محمد بن نصر المروزي ونصر بن سيار السمرقندي وغيرهما، حدث بخشوفغن سغد، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن عمر بن محمد البجيري.
وأبو هشام عروة بن أحمد بن إبراهيم بن علي الخديمنكني الكرميني، يروي عن محمد بن الضوء ومحمد بن نصر المروزي، روى عنه ابنه أبو عبيد أحمد بن عروة، وتوفي في المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.(2/333)
باب الخاء والذال (1) الخذاندي: بضم الخاء المعجمة وفتح الذال المعجمة والنون الساكنة بعد الالف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خذاند من قرى سمرقند على فرسخ ونصف منها، والمنتسب إليها أحمد بن محمد المطوعي الخذاندي الدهقان والد سلمة، وقيل محمد بن
أحمد، يروي عن عتيق (1) ومشتمل ابني إبراهيم بن شماس السمرقندي، روى عنه أبو محمد الباهلي، ولا يعتمد على روايات الباهلي فإنه كذاب وضاع.
__________
(1) (الخذامي) رسمه ابن نقطة وقال " بكسر الخاء المعجمة والباقي مثله (أي مثل الذي قبله وهو الجذامي) فهو أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن جذام الخذامي الواعظ.." وهذا قد ذكره المؤلف في (الخدامي) بالدال المهملة وهو أعرف به كما مر.
وفي معجم البلدان في باب الخاء والذال المعجمتين " خذام بكسر الخاء سكة خذام بنيسابور..." وتقدم في الخدامي أنها سكة خدام بالدال المهملة، نعم في المشتبه " ومحمد بن حسن بن سباع الانصاري الخذامي الصائغ الشاعر شيخ الادباء بدمشق.." وهذا بالذال المعجمة على الصواب راجع تعليق الاكمال 2 / 274.
(*)(2/334)
باب الخاء والراء الخرابي: بفتح الخاء المعجمة والراء وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى موضع ببغداد يعرف بخراب المعتصم، والمشهور بالانتساب إليه أبو بكر محمد بن الفرج المقرئ الخرابي البغدادي، حدث عن محمد بن الفرج الرقيقي ومحمد بن إسحاق المسيبي، حدث عنه ابن مجاهد وأبو الحسين المنادي قاله ابن ماكولا.
الخراجري: بفتح الخاء المعجمة والراء المهملة والجيم المفتوحة بعد الالف بعدها راء أخرى مهملة، هذه النسبة إلى قرية خراجري من عمل فراوز العليا على فرسخ من بخارى، كان منها جماعة من الفقهاء تلمذوا لابي حفص الكبير (1).
الخراديني: بفتح الخاء المعجمة والراء بعدهما الالف ثم الدال المكسورة المهملة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خرادين، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو موسى هارون بن أحمد بن هارون الرازي الحافظ يعرف بالخراديني، من أهل بخارى، يروي عن محمد بن أيوب الرازي وإبراهيم بن يوسف وأحمد بن عمير بن جوصا، ومات في ربيع الاول سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ببخارى.
الخراز: بفتح الخاء المنقوطة والراء المهملة المشددة وفي آخرها زاي معجمة، هذه النسبة إلى خرز الاشياء من الجلود كالقرب والسطائح والسيور وغيرها، المشهور بهذه النسبة مقاتل بن دوال دوز الخراز وهو مقاتل بن حيان.
ومنهم أبو يزيد خالد بن حيان الخراز الرقي وهو جبر أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان المقرئ الذي كان بمصر.
ومنهم الشيخ العارف أبو سعيد أحمد بن عيسى الخراز الصوفي، يقال له قمر الصوفية، له تصانيف في علم القوم ومجاهدات ورياضات، وقال الجنيد: لو طالبنا الله بحقيقة ما عليه أبو سعيد الخراز لهلكنا.
قال علي بن عمر الدينوري قلت لابراهيم بن شيبان راوي الحكاية عن الجنيد: وأيش كان حاله ؟ فقال: أقام كذا وكذا سنة يخرز ما فاته الحق بين الخرزتين.
قيل إنه مات سنة سبع
__________
(1) (الخراجي) رسمه ابن نقطة مع الجراحي وقال: " وأما الخراجي بفتح الخاء المعجمة والراء الخفيفة وبعد الالف جيم فهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي بكر الخراجي، مروزي، حدث عن أبي الحسين محمد بن موسى الصفار، حدث عنه أبو القاسم بن عساكر - نقلته من خطه ".
(*)(2/335)
وأربعين ومائتين، أو سنة سبع وسبعين ومائتين وقيل (إنه) مات سنة ست وثمانين ومائتين.
ومنهم محمد بن خالد الخراز الرازي.
وأبو مالك عبيدالله (1) بن الاخنس البصري الخراز مولى الازد، قيده أبو الوليد بن الفرضي يروي عن ابن أبي ملكية، روى عنه يحيى القطان.
وأبو يزيد خالد بن حيان الخراز الرقي، من أهل الرقة، سمع جعفر بن برقان وفرات بن سلمان وسليمان بن عبد الله بن الزبرقان وبدر بن راشد وكلثوم بن جوشن وغيرهم، روى عنه عبد الله بن محمد النفيلي ومحمد بنعبد الله بن نمير ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وروى عنه من أهل بغداد أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والحسن بن عرفة، وكان بعض الناس يحمدونه ويوثقونه، وبعضهم يضعفونه، وقيل إنه مات سنة إحدى وتسعين ومائة.
وأبو جعفر محمد بن إسحاق ابن أسد الخراز يعرف بزريق، وهو هروي لااصل، حدث عن محمد بن معاوية النيسابوري وداود بن رشيد الخوارزمي وعبد الله بن عبد الوهاب البرجمي،
روى عنه محمد بن مخلد الدوري وأبو مزاحم الخاقاني وأحمد بن عثمان بن يحيى الادمي، قال الخطيب: وما علمت من حاله إلا خيرا، قال: وتوفي في شوال سنة أربع وثمانين ومائتين.
وأبو العباس محمد ابن أحمد بن عباد الحراز من أهل بغداد، سمع أبا هشام الرفاعي والحسن بن عرفة العبدي وغيرهما، وحدث بمكة، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني وذكر أنه سمع منه بمكة.
وأبو محمد عبد الله بن عون الهلالي الخراز، من أهل بغداد، سمع مالك بن أنس وشريك بن عبد الله وعبد الرحمن بن عبد الله العمري وإبراهيم بن سعد وإسماعيل بن عياش وعبدة بن سليمان وخلف بن خليفة، روى عنه الحارث بن أبي أسامة وعباس بن محمد الدوري وموسى بن هارون وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبو يعلى الموصلي، وكان ثقة، وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: ما به بأس، أعرفه قديما، وجعل يقول فيه خيرا، وقال صالح بن محمد جزرة الحافظ: عبد الله بن عون الخزاز ثقة مأمون، وكان (يقال إنه من الابدال، وكان أبو القاسم البغوي يقول ثنا عبد الله بن عون الخزاز وكان من خيار عباد الله ومات في شهر رمضان سنة ثنتين وثلاثين ومائتين.
وعبد الرحمن بن خالد الخراز من أهل أصبهان، سمع من النعمان بن عبد السلام، لا نعلم أنه حدث إلا ما ذكر عنه ابنه موسى بن عبد الرحمن وجودا في كتابه.
وأحمد بن الحارث الخراز، يروي عن أبي الحسن المدائني تصانيف.
* (هامش *) (1) هكذا في تاريخ البخاري وغيره، ووقع في م " عبيد " فقط، وفي غيرها " عبد الله " وكذا وقع في حاشية نسخة الدار من الاكمال ونقل في التعليق عليه 2 / 187 فيصلح.
(*)(2/336)
الخراساني: بضم الخاء المعجمة وفتح الراء والسين المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خراسان وهي بلاد كبيرة، فأهل العراق يظنون أن من الري إلى مطلع الشمس خراسان، وبعضهم يقولون: إذا جاوزت حد سواد العراق وهو جبل حلوان فهو أول حد خراسان إلى مطلع الشمس، وهو اسم مركب بالعجمية ومعناه بالعربية موضع طلوع الشمس
لان خور بالعجمية الدارية اسم الشمس وأسان موضع الشئ ومكانه، وسمعت القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري إن خراسان أصل هذه الكلمة خورآسان - يعني كل بالرفاهية، والصحيح هو الاول، والعلماء في كل فن منها بحيث لا يدخل تحت الحصر، وقد صنف التواريخ في ذلك غير أن جماعة عرفوا بالانتساب إليها، فمنهم أبو الحسن مقاتل بن سليمان الخراساني مولى للازد، أصله من بلخ، وانتقل إلى البصرة، وبها مات بعد قدوم الهاشمية، وكان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم، وكان مشبها يشبه الرب بالمخلوقين، وكان يكذب مع ذلك في الحديث، وكان أبو يوسف القاضي يقول قال أبو حنيفة رحمه الله: يا أبا يوسف ! احذر صنفين من خراسان: الجهمية والمقاتلية.
وأبو أيوب - وقيل أبو مسعود - عطاء بن أبي مسلم الخراساني، واسم أبيه عبد الله، وقيل ميسرة، يروي عن سعيد بن المسيب والزهري، روى عنه مالك ومعمر، أصله من بلخ، مولى المهلب بن أبي صفرة، عداده في البصريين، وإنما قيل له الخراساني لانه دخل خراسان فأقام بها مدة طويلة ثم رجع إلى العراق فنسب إلى خراسان لطول مكثه بها، وكان مولده سنة خمسين، ومات سنة خمس وثلاثين ومائة بأريحا فحمل ودفن ببيت المقدس، وكان من خيار عباد الله غير أنه كان ردئ الحفظ كثير الوهم يخطئ ولا يعلم فحمل عنه فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به.
وأصرم بن حوشب الهمداني، الخراساني، يروي عن زياد بن سعد وغيره، روى عنه الحسن بن أبي الربيع، كان يضع الحديث على الثقات، والدارمي يقول قلت ليحيى بن معين وأصرم بن حوشب: تعرفه ؟ فقال: كذاب خبيث.
وأبو أيوب سليمان بن بشار الخراساني، شيخ كان يدور بالشام ومصر، يروي عن الثقات مثل ابن عيينة وغيره ما لم يحدثوا به، ويضع على الاثبات ما لا يحصى كثرة، ليس يعرفه كل إنسان من أصحاب الحديث لا يحل الاحتجاج به بحال، روى عنه أبو عبد الله النقال بالرملة.
والشاه بن شيرباميان الخراساني، قال أبو حاتم بن حبان: حدث ببغداد، يروي عن قتيبة بن سعيد يضع الحديث، لا يحل ذكره في الكتب، وإنما ذكرته وإن لم يشتهر عند أصحابنا ذكره ليعرف فيجانب حديثه، روى عنه أبو حاتم محمد بن
حبان البستي.
وأبو شيخ عبد الله ابن مروان الخراساني يروي عن ابن أبي ذئب، روى عنه سليمان بن عبد الرحمن، يلزق المتون الصحاح التي لا يعرف لها إلا طريق واحد بطريق آخر(2/337)
يشتبه على من الحديث، صناعته لا يحل الاحتجاج به.
وأبو عبد الله نهشل بن سعيد بن وردان الخراساني، من أهل نيسابور، كان أصله من البصرة، يروي عن داود بن أبي هند والضحاك بن مزاحم، روى عنه محمد بن معاوية النيسابوري كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم، لا يحل كتبة حديثه إلا على جهة العجب، كان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يرميه بالكذب.
الخراسكاني: بفتح الخاء المعجمة والراء والسين المهملة والكاف بينهما الالف وبعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خراسكان، وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو جعفر أحمد بن المفضل (1) المؤدب الخراسكانى الاصبهاني، يروي عن حيان بن بشر، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني.
الخراط: بفتح الخاء وتشديد الراء وفي آخرها الطاء المهملة، هو الذي يخرط الخشب ويعمل منه الاشياء المخروطة، والمشهور بالنسبة إليه أبو صخر حميد بن زياد الخراط، وهو حميد بن أبي المخارق القتبي (2)، من أهل المدينة، مولى بني هاشم، يروي عن نافع ومحمد بن كعب وابن قسيط وعمار الذهني (3)، وروى عنه المفضل وفضالة وحاتم بن إسماعيل وابن لهيعة وصفوان بن عيسى وحيوة بن شريح وابن وهب، وقال أحمد بن حنبل: أبو صخر ليس به بأس، وقال يحيى بن معين: هو ضعيف.
وأبو يوسف يعقوب بن معبد بن صالح بن عبد الله الخراط، ولد ببمجكث ونشأ بالبصرة، وروى عن أبي نعيم ومكي بن إبراهيم ومسدد ابن مسرهد وابن أخي جويرية وحجاج بن منهال ومطرف بن عبد الله وعبيدالله بن موسى وقبيصة وغيرهم، وكان ثقة، روى عنه أبو عبد الله محمد بن حمدان وأبو حفص أحمد بن حاتم بن حماد، وتوفي سنة إحدى وستين ومائتين.
وأبو علي الحسن بن
علان الخراط، من أهل بغداد، أملى في الكرخ حديثا منكرا من حفظه عن محمد بن عبد الملك الدقيقي ولا يدري الحمل فيه عليه أو الراوي عنه أبو القاسم بن الثلاج ؟.
ومن
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في م وع " الفضل ".
(2) كذا والكلمة في م بلا نقط وقد وقع نحوها في كتاب ابن أبي حاتم واستظهرت انها " العبئي " فراجعه بتعليقه ج 1 ق 2 رقم 975.
(3) هكذا في كتاب ابن أبي حاتم وغيره وهو الصواب، انظر ما يأتي في رسم (الذهني) ووقع هنا في ك " الذهلي " وفي غيرها " الذهبي " وكلاهما خطأ.
(*)(2/338)
المتأخرين الامام أبو الحسن علي بن عثمان الخراط من أهل سمرقند، كان إماما فاضلا ورعا يأكل من كد يده وكسبه وكان يعمل الخشبة التي تصلح للحلاجين التي يقال لها مشته، وكان لا يعمل أحد من الخراطين هذه الخشبة بسمرقند إلا هذا الامام، وكان إذا طلب من الخراطين أن يعملوها امتنعوا واقلوا: الامام يعملها - كرامة له.
سمع الحديث من أبي الحسن علي بن أحمد بن الربيع السنكباثي وغيره، وأملي، وحضر الائمة مجالس إملائه، وكتبت عن قريب من عشرين نفسا من أصحابه بسمرقند، وكانت وفاته في سنة..(1) وخمسمائة بسمرقند.
الخرائطي: بفتح الخاء المعجمة والراء والياء آخر الحروف بعد الالف وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة..(2) واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي من أهل سر من رأى، كان حسن التصانيف أخباريا جمع الملح والنوادر، وكان مكثرا منها، سمع إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وعباد بن الوليد الغبري وحماد بن الحسن بن عنبسة والحسن بن عرفة وعمر بن شبة وطاهر بن خالد بن نزار (3) وعباس بن عبد الله الترقفي وغيرهم، روى عنه أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن علي الكندي وأبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي وغيرهما، ذكره الحافظ أبو بكر بن ثابت الخطيب في تاريخ بغداد وقال: أبو بكر الخرائطي كان حسن الاخبار مليح التصانيف، سكن الشام، وحدث بها، فحصل حديثه عند أهلها،
ومن مصنفاته كتاب اعتلال القلوب، كان علي وعبد الملك ابنا بشران يرويانه عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الكندي سمعاه منه بمكة عن الخرائطي.
قلت له كتاب هواتف الجان كان يروي بدمشق عاليا في أيامنا ولم ألحق الشيخ الذي حدث به، وهو أبو الحسن علي بن المسلم بن الشهرزوري.
قال عبد العزيز الكناني: قدم الخرائطي دمشق في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ومات بعد ذلك بعسقلان.
وقال أبو سليمان بن زبر: سنة سبع وعشرين - يعني وثلاثمائة - فيها توفي أبو بكر الخرائطي في شهر ربيع الاول.
الخرباني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خربان (4)، وهو اسم جد أبي عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان البصري
__________
(1) بياض.
(2) بياض.
(3) مثله في ترجمة طاهر من تاريخ بغداد وهو الصواب، ووقع في م وع وترجمة الخرائطي من التاريخ " بزار " خطأ.
(4) المذكورون في هذا الرسم كلهم في رسم (خربان) من الاكمال 2 / 437 و 438 وسقط من فهرسته ذكر خربان فاستدركه في نسختك.
ولم يذكر في أحد منهم هذه النسبة (الخرباني) ولا ذكرت في الانساب المتفقة لابن طاهر ولا في = (*)(2/339)
الخرباني، أصله من نهاوند، وكان فقيها مبرزا فاضلا، من أهل البصرة، سمع محمد بن أحمد بن عمرو الزئبقي وأبا بكر محمد بن بكر بن دأسة التمار وأحمد بن الحسين المعروف بشعبة الحافظ والقاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ونحوهم، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو الحسن علي بن محمد (1) القالي وأبو الحسن علي بن محمد بن نصر اللبان الدينوري وغيرهم، ودرس فقه الشافعي على القاضي أبي حامد المروروذي، وكانت وفاته بالبصرة في حدود سنة عشر وأربعمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن خربان الصفار الخرباني، من أهل بغداد، حدث عن الهيثم بن سهل التستري وأيوب بن سليمان الصغدي، روى عنه أبو زرعة أحمد بن الحسين بن علي الرازي وعبد الله بن أحمد بن طالب
البغدادي ساكن مصر.
والسري بن سهل بن خربان الجنديسابوري الخرباني، يحدث عن عبد الله بن رشيد بنسخة مجاعة بن الزبير وغير ذلك، روى عنه جماعة منهم عبد الصمد بن علي المكرمي وأبو عبد الله الابلي محمد بن علي بن إسماعيل وعبد الباقي بن القانع.
الخربي: بفتح الخاء المعجمة وكسر الراء وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الخرب، وهم اسم لجد المنتسب وهو عمرو بن سلمة بن الخرب الهمداني الخربي، من أهل الكوفة، من التابعين، سمع عبد الله بن مسعود وسلمان بن ربيعة، روى عنه ابنه يحيى والشعبي ويزيد بن أبي زياد، وكان ممن حضر حرب الخوارج بالنهروان، روى الشعبي عنه أن عليا كان يوقف المؤلي.
الخربي: بضم الخاء المعجمة وسكون الراء وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى خربة، وهو في نسب إيماء بن رحضة بن خربة الغفاري الخربي، له صحبة، ولابنه أيضا خفاف بن إيماء صحبة، وابن ابنه الحارث بن خفاف بن إيماء بن رحضة الخربي له رواية أيضا وروي عنه، نسبه الطبري في تاريخه.
الخرتنكي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون النون وفي آخرها الكاف، هذه النسبة خرتنك، وهي من قرى سمرقند على ثلاث
__________
= الزيادات عليها، والاولان من المذكورين هنا مترجمان في تاريخ بغداد كما يأتي وتحرف فيه الاسم كما يأتي ولم يذكر هذه النسبة ولا تحريفها.
فالظاهر أن هذه النسبة لم تعرف قبل المؤلف رحمه الله وجزاه خيرا.
(1) كذا في النسخ، والصواب (أحمد) وأبو الحسن هذا هو أبو علي بن أحمد بن علي بن سلك الفالي بالفاء يأتي في رسم (الفالي) بالفاء وهكذا في الاكمال وغيره، وترجمته في تاريخ بغداد ج 11 رقم 6163 وفيها " أقام بالبصرة مدة طويلة، وسمع بها من أبي عمر بن عبد الواحد الهاشمي وابن خربان النهاوندي (صاحبنا) ".
(*)(2/340)
فراسخ منها، وبها كان موت الامام أبي محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، خرجت إليها أربع مرات للزيارة، والمشهور إليها أبو منصور غالب بن جبريل الخرتنكي، نزل عليه
محمد بن إسماعيل بخرتنك، ومات في داره، وهو تولى أسباب دفنه، ويقال إنه كان من أهل العلم، حكى عنه حكايات في مناقب البخاري، ومات بعده بقليل، وأوصى أن يدفن بجنبه، وكانت وفاة البخاري ليلة الفطر من سنة ست وخمسين ومائتين.
الخرتيري (1): بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر التاء ثالث الحروف بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء (2)، هذه النسبة إلى خرتير، وهي قرية من قرى دهستان فيما أظن، منها أبو زيد حمدون بن منصور الخرتيري الدهستاني، روى عن أبي جرير (3) الباباني وعلي بن سعيد العسكري، روى عنه إبراهيم بن سليمان القومسي.
الخرجاني: بفتح الخاء المنقوطة بنقطة وسكون الراء المهملة وفتح الجيم وكسر النون، هذه النسبة إلى خرجان، وهي محلة كبيرة بأصبهان، اجتزت بها غير مرة، وأهل أصبهان يقولون لها خورجان إلى الساعة، وقال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ: خرجان قرية من قرى أصبهان.
والمشهور بالانتساب إليها أبو حامد علي بن أحمد بن محمد بن الحسين الاصبهاني، يروي عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن فراس المكي وأبي أحمد محمد بن محمد بن مكي الخرجاني، يروي عنه أبو بكر محمد بن إدريس الخرجاني وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب على سبيل الاجازة وأبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده الحافظ وغيرهم.
وأقدم منه أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن يوسف الخرجاني، من أهل أصبهان، يروي عن أبيه، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهاني.
وأبو العباس زياد بن محمد بن زياد الهيثم الخرجاني الاصبهاني من أهل أصبهان، يروي عن الحسن بن محمد الداركي ومحمد بن حمزة بن عمارة وجماعة، وتوفي بأصبهان فيما يظن حمزة بن يوسف سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وشيخنا أبو بكر محمد بن أبي نصر شجاع بن محمد بن إبراهيم اللفتواني الحافظ، كان يسكن محلة خرجان فيقال له الخرجاني، سمع أبا منصور بن شكرويه القاضي وسليمان بن إبراهيم الحافظ وأبا الحسين
__________
(1) يوافقه اللباب في سكون الراء الاولى، ويخالفه بجعله الثانية زايا كما يأتي، ويوافقه معجم البلدان في أن الاخيرة راء
ويخالفه في الاولى فيجعلها مشددة مفتوحة.
(2) في اللباب " الزاي " فهو عنده " الخرتيزي ".
(3) في س وع واللباب " عن ابن جرير " في معجم البلدان " عن أحمد بن جرير ".
(*)(2/341)
أحمد بن عبد الرحمن الذكراني وجماعة سواهم، كتبت عنه الكثير وكان حافظا ورعا كثير الخير والعبادة، كانت ولادته..(1) وستين وأربعمائة وتوفي في سنة..(1) وثلاثين وخمسمائة بأصبهان.
وأبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين بن كوشيذ الخرجاني المعافري، من أهل أصبهان، له رحلة وفيه لين، حدث عن عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي عبدان وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ومحمد بن يحيى بن زهير التستري وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ.
وأبو عبد الله أحمد بن الحسين بن محمود الخرجاني، هو ابن أبي علي الخرجاني المذكر، يروي عن ابن أخي أبي زرعة الحافظ وأبي الاسود وغيرهما.
وأبو سعيد جبير بن هارون بن عبد الله الخرجاني المعدل، قال أبو بكر بن مردويه الحافظ: هو من محلة خرجان، روى عن علي بن محمد الطنافسي ومحمد بن حميد، روى عند عبد الله بن محمد الاصبهاني، ومات سنة خمس وثلاثمائة.
وضرار بن أحمد بن ضرار الخرجاني، يروي عن أحمد (بن يونس الضبي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد) الطبراني، وفي مسجد جامع أصبهان موضع يعرف بضراراباذ، وهو بناها.
وأبو محمد طاهر بن إبراهيم بن يزيد الوراق الضبي الخرجاني، يروي عن أبي حاتم محمد بن إدريس، الرازي، روى عنه محمد (بن أحمد بن إبراهيم.
وأبو جعفر محمد بن يحيى بن يزيد بن مالك الضبي الخرجاني مولى بني ضبة، ثقة، سمع محمد بن أبان البلخي المستملي، روى عنه محمد بن أحمد) بن إبراهيم، وتوفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.
الخرجردي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وكسر الجيم وسكون الراء الاخرى وكسر الدال المهملة، هذه النسبة إلى خرجرد، وهي بلدة من بلاد فوشنج هراة، سمعت أبا
نصر عبد الرحمن بن محمد الخرجردي يقول غير مرة: ذكر صاحب كتاب المسالك والممالك فيه: مدائن فوشنج أربع: خرجرد، وفلجرد، وفوشينج - وذكر أخرى نسيتها.
والمشهور بالنسبة إليها شيخنا الامام أبو سعد إسماعيل بن أبي القاسم عبد الواحد بن إسماعيل الخرجردي نزيل هراة، كان من العلماء العاملين بعلمه.
كثير العبادة، غزير الفضل، سمع أبا صالح المؤذن وأبا عمرو اللخمي وأبا بكر بن خلف الشيرازي وأبا القاسم الواحدي وغيرهم، سمعت منه أجزاء بمرو، وسكن هراة، وتوفي بها في جمادي الاولى سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
وابن عمته الامام أبو بكر أحمد بن محمد بن بشار الخرجردي مثل ابن خاله في الزهد والعلم ولزوم البيت، تفقه على الفقيه الشاشي بهراة، وعلى جدي الامام
__________
(1 - 1) بياض.
(*)(2/342)
وعبد الرحمن السرخسي بمرو، وبرع في الفقه، ولزم منزله بنيسابور في مدرسة البيهقي، يروي عن جماعة كثيرة من هذه الطبقة الحديث سمعت منه بنيسابور في النوبتين جميعا في توجهي وانصرافي من العراق، ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وأما قرابتهما فهو صاحبنا أبو نصر عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الخطيبي الخرجردي، كان فقيها، تفقه على إسماعيل الخرجردي، وسمع الكثير بنيسابور، وكان كثير المحفوظ صالحا مواظبا على الجماعات، كنت قد أستأنسه في المدرسة التميمية بمرو واحترق في وقعة الغز بمرو في المنارة بأسفل الماجان في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة والله يرحمه.
الخرجوشي: بفتح الخاء وسكون الراء وضم الجيم وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى خرجوش، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو (..(1) محمد بن عبيدالله بن جعفر بن أحمد بن خرجوش بن عطية بن معن بن بكر بن شيبان بن منيع الخرجوشي الشيرازي، من أهل شيراز، يروي عن أبي بكر محمد بن يحيى الفارسي، روى عنه ابنه أبو الحسين الخرجوشي، ولم يحدث عنه غير ابنه - هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن
عبد العزيز الفارسي الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس.
وانبه أبو الحسين عبيد الله بن محمد بن عبيدالله بن جعفر بن أحمد بن خرجوش المعدل الشيرازي الخرجوشي، رحل إلى العراق، وسمع أبا الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي وأبا عبد الله محمد بن مخلد العطار وجماعة، وتوفي في السادس عشر من شعبان سنة تسعين وثلاثمائة، وكان ثقة نبيلا.
وحافده أبو الفرج محمد بن عبيدالله بن محمد بن عبيدالله بن جعفر بن أحمد بن خرجوش المعروف بالخرجوشي، سكن بغداد وكان دينا ثقة صدوقا، سمع أبا عبد الله بن خفيف الشيرازي وأبا العباس الحسن بن سعيد المطوعي وإسحاق بن أحمد القايني وغيرهم، روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ البغدادي وأبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، وأثنى عليه الخطيب قال: كان فاضلا صالحا دينا ثقة، كتبنا عنه بانتقاء أبي الفتح بن أبي الفوارس.
مات ببغداد في آخر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة.
وأما أبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم الواعظ الخرجوشي (2)، من أهل نيسابور، كان إماما زاهدا فاضلا
__________
(1) سقط من النسخ ولابد منه فسيأتي قريبا، ذكر ابن هذا الرجل باسم " عبيدالله بن محمد " وذكر حافده باسم " عبيد الله بن محمد بن عبيدالله بن محمد " والمؤلف يحرص على تقديم كنية من يذكره فإذا لم يستحضر الكنية كتب صدرها " أبو " وترك بياضا وكثيرا ما يغفل النساخ البياض، ومنهم من يحذف الصدر كما وقع هنا في اللباب: " وهو محمد ".
(3) يعني فيقال إنه منسوب إلى قرية يقال لها (خرجوش) كما يأتي ويأتي ذكره في (الخركوشي) رقم 1370.
(*)(2/343)
عالما، له البر وأعمال الخير والقيام بمصالح الناس وإيصال النفع إليهم، سمع ببلده أبا عمرو بن نجيد السلمي وجماعة كثيرة سواه، ورحل إلى العراق والحجاز وديار مصر، وأدرك الشيوخ، وصنف التصانيف المفيدة، وذكره أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فقال: أبو سعد الخرجوشي، ويقال بالكاف بالفارسية، منسوب إلى قرية بخراسان.
هكذا قال المقدسي، وأما قبر أبي سعد هذا في خانقاهه بسكة خركوش ولا أدري أبو سعد هذا نسب إلى
هذه السكة أو السكة نسبت إلى أبي سعد، وتوفي في جمادى الاولى سنة سبع وأربعمائة.
الخرجي: بضم الخاء وسكون الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خرجة وهو اسم لجد أبي بكر عمر بن أحمد بن خرجة الفقيه الخرجي النهاوندي، من أهل نهاوند، كان فقيها عالما، سمع أبا الحسن أحمد بن الحسن الابلي صاحب أبي عاصم النبيل، روى عنه القاضي أبو العباس أحمد بن الحسين بن أحمد بن زنبيل النهاوندي.
الخرخاني: بالراء المهملة بين الخاءين المعجمتين بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خرخان وهي قرية من قرى قومس - بلاد بين نيسابور والري، منها أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن الفرائضي الخرخاني، كان فقيها فاضلا، تفقه على مذهب الشافعي رحمه الله، وحدث بخرخان عن ابن أبي غيلان وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وغيرهما، روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر الاسماعيلي.
الخردلي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الخردل، وهو نوع من البزور، واشتهر بهذه النسبة أبو القاسم الفضل بن محمد (1) بن علي بن يزيد الخردلي الوراق البغدادي، حدث عن أبي علي محمد بن سليمان المالكي البصري، ذكر أبو الفتح بن مسرور أنه حدثه ببغداد وقال: كان ثقة.
الخرزي: بفتح الخاء المعجمة والراء وبعدها الزاي، هذه النسبة إلى الخرز وبيعها، وهم جماعة، منهم أبو الحسن أحمد بن نصر بن محمد الزهيري الخرزي البغدادي، من أهل بغداد، نزيل نيسابور في المدينة الداخلة (ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال أبو الحسن الخرزي البغدادي نزيل نيسابور في المدينة الداخلة، سمعته غير مرة) يذكر سماعه من أبي عبد الله بن مخلد وأبي عبد الله المحاملي، وتوفي بنيسابور في شهر رمضان من سنة
__________
(1) مثله في اللباب وغيره وترجمة أبي القاسم هذا في تاريخ بغداد ج 2 رقم 6834 في باب الفضل " الفضل بن محمد بن علي بن يزيد.." ووقع في م وع " أبو القاسم عبد الله بن محمد " كذا.
(*)(2/344)
ثمانين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الحيرة.
وأبو الحسن عبد العزيز بن أحمد الخرزي من أهل بغداد، ولي القضاء بالجانب الشرقي بها، وكان فاضلا فقيه النفس حسن النظر جيد الكلام، ينتحل مذهب داود بن علي الظاهري، وكان أبو بكر الخوارزمي يقول ما رأيت الخرزي كلم خصما له وناظره قط فانقطع، ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة (1).
الخرسي: بضم الخاء المعجمة وسكون الراء بعدهما السين، هذه النسبة إلى..(2) منها الحسين بن نصر الخرسي، يروي عن سلام بن سليمان المدائني وغيره، قال الدارقطني: حدثنا عنه جماعة من شيوخنا منهم أحمد بن محمد بن إسماعيل الادمي، قال الدارقطني: الخرسي صاحب شرطة كان ببغداد، وهو الذي ينسب إليه مربعة الخرسي.
الخرشكتي: بفتح الخاء المعجمة والراء وسكون الشين وفتح الكاف وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى خرشكت، وهي من بلاد الشاش، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو سعيد سعد بن عبد الرحمن بن حميد الخرشكتي، يروي عن يوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، روى عنه أبو سعيد (3) الحسن بن محمد بن سهل الفارسي، ومات سنة أربعين وثلاثمائة.
الخرشني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح الشين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خرشنة، وهي من بلاد الشام أظن على الساحل وذكرها الامير أبو فراس في شعره: إن زرت خرشنة أسيرا * فلكم حللت بها أميرا من كان مثلي لم يبت * إلا أميرا أو أسيرا والمشهور بالانتساب إليها عبيدالله (4) بن عبد الرحمن الخرشني، حدث بمكة عن
__________
(1) عبد العزيز بن أحمد هذا (أ) كنيته أبو الحسن (ب) بغدادي (ج) كان قاضيا (د) مبرز في النظر (ه) توفي في أواخر القرن الرابع (و) يعرف بهذه النسبة (الخرزي)، وفي علماء الحنابلة رجل يوافق هذا في الصفات الخمس الاولى ففي ترجمته من طبقات ابن أبي يعلى رقم 631 ما يبين تلك الصفات ما عدا القضاء، وفي النقل عنه في كتاب لم يذكر
بالقاضي، وتقع نسبته تارة هكذا (الخرزي) وتارة (الجزري) ولم يذكر اسمه واسم أبيه في الطبقات ولا في غيرها من كتبهم.
(2) بياض.
(3) مثله في اللباب، ووقع في م وع ومعجم البلدان " أبو سعد ".
(4) مثله في اللباب ومعجم البلدان والاكمال 3 / 99 وراجعه، ووقع في س وم وع " عبد الله ".
(*)(2/345)
مصعب بن ماهان صاحب الثوري، روى عنه محمد بن الحسن بن الهيثم الهمذاني بحران.
الخرشي: بفتح الخاء والشين المعجمتين بينهما الراء المفتوحة، هذه النسبة إلى خرشة، وهو اسم لجد خالد بن سليمان بن عبد الله بن خالد بن سماك بن خرشة الخرشي، يروي عن أبيه، روى عنه محمد بن طلحة التيمي.
الخرططي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح الطاء المهملة الاولى وكسر الاخرى، هذه النسبة إلى خرطط، وهي إحدى قرى مرو، قريبة من شاوان في الرمل، على ستة فراسخ منها، ويقول الناس لها: خرطة، ومنها حبيب بن أبي حبيب الخرططي، من أهل مرو، يروي عن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري وإبراهيم بن ميمون الصائغ و عبد الله بن المبارك، روى عنه أهل مرو، وكان يضع الحديث على الثقات، لا يحل كتبة حديثه ولا الراوية عنه إلا على سبيل القدح فيه.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان البستي.
ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر الخرططي، يروي عن أبي عبد الرحمن محمد بن إبراهيم الكرابيسي، روى عن محمد بن عيسى بن موسى السرخسي وغيره.
والقاسم بن جعفر الخرططي، سمع علي بن خشرم هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الخرعانكثي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح العين المهملة (1) وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى خرعانكث وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو بكر محمد بن الخضر بن شاهويه بن سلم الخرعانكثي، سمع أبا حفص
عمر بن محمد بن بجير الحافظ وحامد بن محمد بن شعيب البلخي وعبد الله بن محمد البغوي والطيب بن محمد بن إبراهيم الاشتيخني وأبا حامد جبريل بن مجاع الكشاني وغيرهم، وكانت له رحلة إلى خراسان والعراق، روى عنه الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار، وتوفي بقرية خرعانكث في رجب سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
الخرعوني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وضم العين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خرعون، وهي قرية من قرى سمرقند من ناحية أبغر، ومن هذه القرية الاخوان أبو عبد الله محمد بن حامد بن حميد الخرعوني، يروي عن علي بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وأبي رجاء قتيبة بن سعيد البغلاني والجارود بن معاذ الترمذي وسويد بن نصر
__________
(1) في معجم البلدان بعد (خرعون) " خرغانكث بفتح أوله وتسكين ثانيه وغين معجمة وبعد الالف نون وبعد الكاف المفتوحة ثاء مثلثة موضع بما وراء النهر، وذكرها السمعاني المهملة وقال هي من قرى بخارى.
وخرغانكث بحذاء أرمينية (؟) على فرسخ من وراء الوادي، منها أبو بكر محمد بن الخضر بن شاهويه إلخ ".
(*)(2/346)
الطوساني وغيرهم، روى عنه أعين بن جعفر بن الاشعث - وحافده إسماعيل بن عمرو بن محمد بن حامد بن الخرعوني، تكلموا فيه وفي رواياته، ومات سنة إحدى وثلاثمائة.
وأخوه أحمد بن حامد الخرعوني، سمع مع أخيه محمد كتاب التفسير لابي الحسين علي بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي السمرقندي، وكان أبو عبد الله محمد يقول سمعت الكتاب - يعني التفسير - والمشافهات مع أخي أحمد بن حامد بن علي بن إسحاق سنة مائتين وثلاث وثلاثين، وأربع وثلاثين، وخمس وثلاثين، فارتفع لنا في ثلاث سنين، وتوفي علي بن إسحاق سنة مائتين وسبع وثلاثين، وجهنا والدنا إلى سمرقند والوالدة معنا، كانت تغزل الصوف وتنفق علينا.
وأبو عمران موسى بن الحارث الخرعوني، ذكره أبو العباس المستغفري في تاريخ نسف، وقال: دخل نسف مرارا في صغره وكبره، وكان يختلف معي في كتاب الادب إلى أبي علي المؤدب، وكان يتعلم مني الادب، رحل إلى بلخ، وسمع من أبي
نصر بن (أبي) شداد وغيره، يروي عنه اليوم أبو بكر محمد بن عبد الله النجار خطيب سمرقند، شاب.
الخرقاني: بفتح الخاء المعجمة والراء والقاف المفتوحات وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خرقان، وهي قرية في جبال بسطام كبيرة كثيرة الخير على طريق أستراباذ إن شاء الله، منها شيخ عصره وفريد وقته أبو الحسن علي بن أحمد الخرقاني، له الكرامات الظاهرة والاحوال السنية، كان قد راض نفسه وأجهدها، وكان ابتداء أمره أنه كان خربنده جايكري الحمار ويحمل الاثقال عليه، وكان يقول وجدت الله في صحبة حمار يعني كنت خربنده جا لما فتح لي هذا الامر وسلك لي في هذا الطريق.
قصده السلطان محمود وجرت بينه وبينه حكايات عجيبة وهو أنه لما أراد أن يدخل عليه مسجده قدم بعض أقربائه ليتقدم إلى الشيخ وهل يعرف الشيخ أنه محمود أم لا ؟ فلما رآه الشيخ أبو الحسن نادى: يا محمود ! قدم من قدمه الله - قال بالعجمية: آنراكه خداي فرابيش كرده است بكويدت كه فرابيش آيد.
ثم جلس محمود بين يديه ووعظه ونصحه، وكان على باب المسجد غلام هندي ينظر إلى الشيخ فقال الشيخ له: تقدم يا غلام ! فتقدم، فقال: يا محمود ؟ تعرف هذا الغلام ؟ فقال: لا، ثم قال: كم يكون في عسكرك مثل هذا الاسود ؟ قال: لعل يبلغ عددهم عشرة آلاف، فقال: ليس فيهم من الله تعالى نظر إلى قبله إلا هذا، فقام محمود وعانقه وقال: آخ بيني وبينه، ثم قدم إليه صررا من الدنانير فما قبلها، فقال محمود: فرقها على أصحابك، فقال: ما لشكر را بيستكاني داده ايم وتو اين بلشكر خويش ده - يعني أرزاق عسكرنا وأصحابنا أعدت لهم ووصلت إليهم، فأعد أنت هذا لعسكرك.
مات الشيخ أبو الحسن الخرقاني (في) يوم(2/347)
الثلاثاء وهو يوم عاشوراء من سنة خمس وعشرين وأربعمائة (1) وكان له يوم وفاته ثلاث وسبعون سنة.
الخرقاني: بفتح الخاء المعجمة والراء الساكنة والقاف المفتوحة بعدها الالف ثم
النون، هذه النسبة إلى خرقان، وهي من قرى سمرقند، وبها رباط معروف يقال له رباط خرقان، منها القاضي أحمد بن الحسين بن يوسف الخرقاني يعرف بماه اندرجبه (2)، كان واعظا، سمع الحديث من السيد أبي الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني العلوي، روى عنه عمر بن محمد النسفي إن شاء الله، وتوفي بالفارياب من نواحي جوزجانان في أواخر شهر رمضان سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
وبكر بن عبد الله بن عبد الرحيم الخرقاني أحد الائمة، ذكره عمر النسفي في كتاب القند وقال: توفي في عصر يوم الثلاثاء الثامن عشر من ذي القعدة سنة خمس وعشرين وخمسمائة ودفن بمقبرة جاكرديزة، قال: وأنا صليت عليه ولي منه أحاديث.
والحسين بن أبي شهاب بن أحمد بن حمزة بن الحسين بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن علي بن عبيدالله بن الحسن بن عبيدالله بن العباس بن علي بن أبي طالب العلوي الخرقاني، أبوه أبو شهاب أخو السيد أبي شجاع، يروي عن الخطيب أبي القاسم محمود بن أحمد الزهري، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ، وتوفي بسمرقند في رجب سنة أربع وعشرين وخمسمائة وهو ابن ست وسبعين سنة ودفن قبالة جامع سمرقند.
وأبو علي الحسين بن يوسف بن أبي يعقوب الخرقاني الامام الخطيب، كان فقيها فاضلا وكان يدرس بسمرقند في مدرسة رأس سكة عمور، يروي عن الامام الخطيب أبي القاسم محمود بن أحمد الزهري الخرقاني، سمع منه عمر بن محمد النسفي، وتوفي بسمرقند يوم السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الاول سنة خمس وخمسمائة، ودفن بجاكرديزة، وكانت ولادته في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن جبريل بن يحيى بن جبريل بن صالح بن يوسف الخرقاني الخطيب، (يروي عن أبي القاسم محمود بن أحمد الزهري الخرقاني الخطيب)، روى عنه عمر بن محمد النسفي، وتوفي في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، ودفن بجاكرديزة، وكانت ولادته سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
وأبو محمد مسعود بن محمود بن أحمد الخرقاني الزهري، كان عالما فاضلا، وكان خطيب خرقان بعد أبيه، وأراد قاضي القضاة أحمد بن سليمان في زمن
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في س 435.
(2) من اللباب 356 وزاد بعده " يعني القمر في الجبة "، وفي م وس وك " اندرخيه " كذا.
(*)(2/348)
أحمد خان أن يكون نائبه في القضاء بخرقان فأبى فقصده فهرب إلى كاشغر ومات بها وقد اكتهل.
الخرقي: بفتح الخاء المعجمة والراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى خرق، وهي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو، بها سوق قائمة وجامع كبير حسن، والمشهور بالنسبة إليها أبو قابوس محمد بن موسى الخرقي، يروي عن المقرئ وغيره، لا بأس به.
وعبد الرحمن بن بشير الخرقي يعرف بمردانه، يروي عن حدير (1) وغيره، وكان فاضلا، روى عنه أحمد ابن سيار الامام، أثنى عليه أبو زرعة السنجي، وقال: عبد الرحمن بن بشير الرجل الصالح يعرف بمردانه، من قرية خرق، سمع جريرا وابن عيينة، وأبو مذعور محمد بن عبيدالله الخرقي المروزي، حدث عن إسحاق بن منصور وعلي بن حجر وعلي بن خشرم وغيرهم.
وإسحاق بن الليث الجدي الخرقي سكن قرية خرق، حدث عنه ابنه.
والحسن بن رشيد الخرقي، من القدماء، يروي عن عبد الله بن جريج، روى عنه جماعة ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن قطن الخرقي، كان عالما بالعربية ومسائل مالك، من قرية خرق - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وجماعة كثيرة من أهل هذه القرية سمعت منهم وهم أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي بشر الخرقي، فقيه فاضل متكلم يعرف الاصول، أقام بنيسابور مدة، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني، سمعت منه بقرية خرق، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن ثابت الخرقي قاضي خرق، من أولاد العلماء، سمع أباه وجدي الامام أبا المظفر السمعاني، كتبت عنه بقريته، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
الخرقي: بكسر الخاء المعجمة وفتح الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى (بيع الثياب والخرق)، منهم جماعة ببغداد وأصبهان، وأبو علي الحسين بن عبد الله بن أحمد الخرقي الحنبلي، والد عمر بن الحسين صاحب المختصر الفقيه على مذهب أحمد بن حنبل، حدث عن أبي عمر الدوري المقرئ وعمرو بن علي البصري والمنذر بن الوليد الجارودي ومحمد بن مرداس الانصاري وغيرهم، روى عنه أبو بكر الشافعي وأبو علي ابن الصواف وعبد العزيز بن جعفر الحنبلي.
وأبو طاهر عمر (بن عمر) بن محمد بن علي بن
__________
(1) في م وع " جرير " ويأتي كذلك باتفاق النسخ وراجع الاكمال بتعليقه 1 / 293 و 3 / 283 ويظهر أن كلمة (حدير) تحريف قديم وأن الصواب (جرير) وهو جرير بن عبد الحميد.
(*)(2/349)
عمر بن يوسف بن محمد بن عمرو بن زاده الدلال الخرقي، من أهل أصبهان، سمع أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وروى عنه نسخة جويرية بن أسماء ونسخة ورقاء، روى لنا عنه الاديب أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، ولم يحدثنا عنه سواه، ومات سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وكان أميا.
وأبو العباس أحمد بن ابن محمد بن أحمد بن محمد الخرقي، من أهل أصبهان، حدث عن أبي علي الحسن بن عمر بن يونس الحافظ الاصبهاني، سمعت منه بأصبهان، وقرأت عليه الاربعين التي جمعها أبو عبد الرحمن السلمي بروايته عن ابن يونس عنه.
وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمد بن عبد الحميد الخرقي، المعروف بابن حمدي، من أهل بغداد، سمع القاسم بن زكريا المطرز ومحمد بن طاهر بن أبي الدميك وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وعلي بن إسحاق بن زاطيا والهيثم بن خلف الدوري وعمر بن الحسن الحلبي وبشر بن أنس الموصلي وشعيب بن محمد الذارع وأحمد بن خالد البرتي وعبد الله بن يزيد الدقيقي ومحمد بن الحسن الخواتيمي ومحمد بن هارون الحضرمي، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر أحمد بن محمد البرقاني ومحمد بن الفرج البزاز وعلي بن أحمد بن عبد السلام المقري وأبو الحسن العتيقي
وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري في آخرين، وكان ثقة أمينا وتوفي في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عمر بن الحسين بن عبد الله الخرقي، من أهل بغداد، صاحب الكتاب المختصر في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان فقيها صالحا سديدا شديد الورع، قال القاضي أبو يعلى بن الفراء: كانت له مصنفات كثيرة وتخريجات على المذهب لم تظهر لانه خرج عن مدينة السلام لما ظهر سب الصحابة، وأودع، كتبه، قال فحكى لي عن أبي الحسن التميمي أنه قال: كانت كتبه مودعة في درب سليمان، واحترقت الدار التي كانت فيها، واحترقت الكتب أيضا، ولم تكن قد انتشرت لبعده عن البلد، ومات الخرقي بدمشق سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
الخركني: بفتح الخاء المعجمة والكاف بينهما الراء الساكنة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خركن، وظني أنها قرية من قرى نيسابور منها أبو عبد الله محمد بن حمويه الخركني النيسابوري، حدث عن محمد بن صالح الاشج، روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان الحيري.
الخركوشي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وضم الكاف وفي آخرها الشين، هذه النسبة إلى خركوش وهي سكة نيسابور كبيرة، كان بها جماعة من المشاهير مثل أبي سعد(2/350)
عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم الخركوشي الزاهد الواعظ أحد المشهورين بأعمال البر والخير، وكان عالما زاهدا فاضلا، إلى العراق والحجاز وديار مصر، وأدرك العلماء والشيوخ، وصنف التصانيف المفيدة، سمع القاضي أبا محمد يحيى بن منصور بن عبد الملك وأبا عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي وأبا علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبا سهل بشر بن أحمد الاسفراييني وعلي بن بندار الصوفي وأبا أحمد محمد بن محمد بن الحسين الشيباني وأقرانهم، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال والحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو القاسم الازهري وعبد العزيز بن علي الازجي وأبو القاسم التنوخي
وجماعة سواهم آخرهم أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، تفقه في حداثة السن وتزهد وجالس الزهاد المجردين إلى أن جعله الله خلفا لجماعة من تقدمه من العباد المجتهدين والزهاد القانعين، وتفقه للشافعي على أبي الحسن الماسرجسي، وسمع بالعراق بعد السبعين والثلاثمائة، ثم خرج إلى الحجاز وجاور حرم الله وأمنه مكة صحب بها العباد الصالحين، وسمع الحديث من أهلها والواردين، وانصرف إلى نيسابور ولزم منزله وبذل النفس والمال للمستورين من الغرباء والفقراء المنقطع بهم وبني دارا للمرضى بعد أن خربت الدور القديمة لهم بنيسابور، وقام جماعة من أصحابه المستورين بتمريضهم وحمل مياههم إلى الاطباء وشراء الادوية، وصنف في علوم الشريعة ودلائل النبوة وفي سير العباد والزهاد، كتب نسخها جماعة من أهل الحديث وسمعوها منه، وصارت تلك المصنفات في بلاد المسلمين تاريخا لنيسابور وعلمائها الماضين منهم والباقين.
وكانت وفاته في سنة ست وأربعمائة بنيسابور، وزرت قبره غير مرة.
وأبو الفتوح عبد الله علي بن سهل بن العباس الخركوشي من أهل هذه السكة شيخ صائن عفيف، مليح الشيبة، ثقة صدوق، سمع أبا القاسم إسماعيل بن زاهر النوقاني وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبا الفضل محمد بن عبيدالله الصرام وغيرهم، كتبت عنه بنيسابور في النوبة الاولى، ورحلت بابني إلى نيسابور في الكرة الثالثة وأكثرت عنه، وقرأت عليه أكثر التاريخ ليعقوب بن سفيان الفسوي، وكانت ولادته في شعبان سنة ست وستين وأربعمائة ووفاته في شوال سنة أربع وأربعين وخمسائة بنيسابور.
الخر ماباذي: بضم الخاء المعجمة وتشديد الراء وفتح الميم والباء الموحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى قرية من قرى بلخ يقال لها خرماباذ، منها أبو الليث نصر بن سيار الخر ماباذي الفقيه العابد، كان فقيها زاهدا عابدا، ورد خراسان، وخرج إلى العراق والحجاز وديار مصر، وحدث بها، ذكر عيسى بن أحمد العسقلاني البلخي أنه(2/351)
كتب عنه بمصر (1).
الخرميثني: بضم الخاء المعجمة والراء الساكنة ثم الميم المكسورة والياء الساكنة آخر الحروف والثاء المثلثة المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خرمثن، وهي قرية من قرى بخارا، منها أبو الفضل داود (2) بن جعفر بن الحسن (3) الخرميثني، من أهل بخارا، يروي عن أحمد بن الجنيد الحنظلي وحفص بن داود الربعي ونصر بن الحسين وسعيد بن جناح، روى عنه أبو نصر أحمد بن سهل البخاري وأبو بكر أحمد بن سعد (4) بن نصر بن بكار الزاهد.
الخرمي: بضم الخاء المعجمة وتشديد الراء المفتوحة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى طائفة من الباطنية يقال لهم الخرمدينية يعني يدينون بما يريدون ويشتهون، وإنما لقبوا بذلك لاباحتهم المحرمات من الخمر وسائر اللذات ونكاح ذوات المحارم وفعل ما يتلذذون به، فلما شابهوا في هذه الاباحة المزدكية من المجوس الذين خرجوا في أيام قباذ وأباحوا النساء كلهن وأباحوا سائر المحرمات إلى أن قتلهم أنو شروان بن قباذ قيل لهم بهذه المشابهة (خرمدينية، كما قيل للمزدكية خرمدينية -) وأما الحسين بن إدريس الانصاري الهروي الخرمي المعروف بابن خرم، يروي عن خالد بن الهياج بن بسطام، ذكره أبو محمد بن أبي حاتم الرازي وقال: كتب إلي بجزء من حديثه عن خالد بن الهياج بن بسطام فأول حديث منه باطل وحديث الثاني باطل وحديث الثالث ذكرته لعلي بن الحسين بن جنيد فقال لي: أحلف بالطلاق على أنه حديث ليس له (أصل) وكذا هو عندي، فلا أدري منه أو من خالد بن هياج بن بسطام (5).
__________
(1) في القبس " قلت هو نصر بن سيار بن ساعد بن سيار بن يحيى بن محمد بن إدريس بن يحيى الازدي الهروي مسند خراسان...حسن السيرة سمع جده أبا العلاء صاعد بن سيار وغيره ولد ليلة الاربعاء سادس عشر شوال سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ومات في شهور سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
وأخوه شهاب بن سيار، قال الباخرزي في الدمية: له شعر كاسم أبيه..".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في ك " أبو الفضل محمد بن داود ".
(3) مثله في اللباب والمعجم، ووقع في ك " الحسين ".
(4) في نسخ أخرى " سعيد ".
(5) (الخرني) رسمه ابن نقطة وقال " بفتح الخاء وتشديد الراء وفتحها وكسر النون فهو أبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن طاهر الخرني، ذكر لي أبو عبد الله محمد بن سعيد بن الدبيثي أنه سمع منه بواسط أربعين السلفي بسماعه منه، وقال إنه صوفي قدم عليهم سنة سبع وثمانين وخمسمائة، وإنه سأله عن هذه النسبة فقال: هي قرية من قرى همذان " وفي التوضيح " حكى عن أبي حفص عمر بن أحمد الهمذاني أنه ذكر الخرني هذا بتخفيف الراء ".
(*)(2/352)
الخروري: بفتح الخاء المعجمة وواو بين الراءين المهملتين أولاهما مضمومة والاخرى مكسورة، هذه النسبة إلى خرور، وهي من قرى خوارزم بنواحي ساوكان، سألت عبد الكريم (بن خواجه كل بن حميد بن جعفر بن أبي طاهر الخيوقي بها عن ذلك ؟ فقال: لي: رأيت ذكره فيما أخبرنا أبو الحسن الصائغ إجازة شافهني بها أبو بكر الخطيب إذنا وخطا أنشدني أبو الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم العاصمي أنشدني أبو طاهر محمد بن الحسين الخروري الخوارزمي لنفسه: هذا هلال الفطر حالي حاله * والناس في ملهى لديه وملعب هو في الهواء شبيه في الهوى * ولهم به كمسرة الواشين بي الخروزنجي: بفتح الخاء المعجمة وضم الراء وفتح الزاي، بينهما واو، وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خروزنج، وهي قرية من قرى بلخ أظنها من نواحي خلم، والمشهور بالنسبة إليها أبو جعفر محمد بن الوارث (1) بن الحارث بن عبد الملك، أنصاري، يعرف بابن ولوي، يروي عن أبي أيوب أحمد بن عبد الصمد بن علي الانصاري النهرواني، روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر (2) الوراق، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين، وجاءه رجل قبل موته فقال له: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي قل
لمحمد بن ولوي: تعالى فإني أنتظرك، فقال محمد: قد أجبت، فحم من يومه وتوفي بالعشي.
وأبو محمد حم بن نوح الخروزنجي البلخي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من أهل خروزنج - قرية من قرى بلخ، يروي عن وكيع بن الجراح والناس، حدثنا عنه محمد بن الفضل البلخي وغيره، ربما أغرب.
الخروفي: بفتح الخاء المعجمة وضم الراء بعدهما الواو وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى خروف وهو جد صدقة (3) بن محمد بن خروف المصري الخروفي من أهل مصر، يروي عن محمد بن هشام السدوسي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الخرهي: أبو الفتح عبد السلام بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن خدانماه الخرهي القاضي الشيرازي الشافعي الكازروني، من أهل العلم والفضل، يروي..(4)، حدث
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان " محمد بن عبد الوارث ".
(2) مثله في اللباب والمعجم، ووقع في عدة نسخ " محمد بن عبد الله " كذا.
(3) مثله في اللباب والمعجم الصغير للطبراني ص 102، ووقع في ك " صوفة " كذا.
(4) بياض.
(*)(2/353)
بأصبهان، وروى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد الحداد وغيره، وكانت وفاته بعد سنة تسع وستين وأربعمائة فإنه حدث بأصبهان في هذه السنة (1).
الخريبي: بضم الخاء المعجمة وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الخريبة، وهي محلة مشهورة بالبصرة، والمشهور بالانتساب إليها أبو عبد الرحمن عبد الله بن داود الخريبي الهمذاني، أصله من الكوفة نزل خريبة البصرة فنسب إليها - هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان، يروي عن الاعمش وسلمة بن نبيط بن شريط، روى عنه عبد الاعلى بن حماد النرسي وأهل العراق، مات في سنة إحدى عشرة ومائتين، قال أبو علي الغساني: ابن داود سكن الخريبة من البصرة فنسب
إليها، سمع الاعمش وهشام بن عروة وابن جريج وفضيل بن غزوان، قال ابن الكلبي، الخريبة سكنها الخرب بن مسعود من كندة فنسب إليه.
الخريمي: بضم الخاء المعجمة وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى خريم، وهو اسم رجل، والمنتسب إليها أبويحيى محمد بن سعيد بن عمرو بن خريم الدمشقي الخريمي من أهل دمشق، حدث عن هشام بن عمار وعبد الرحمن بن إبراهيم الملقب بدحيم وغيرهما، روى عنه أحمد بن عبد الوهاب بن محمد الصابوني وأبو علي الحسين بن منير الدمشقي.
وأبو جحوش محمد بن أحمد بن أبي جحوش الخريمي الدمشقي، كان خطيب الجامع بها، حدث عن أحمد بن أنس بن مالك ومحمد بن يزيد بن عبد الصمد الدمشقيين وأبي بكر بن خزيمة وأبي العباس السراج وغيرهم، روى عنه تمام بن محمد الرازي وعبد الوهاب بن الميداني.
وأبو يعقوب الخزيمي الشاعر اسمه إسحاق بن حسان بن قوهي من شعراء الدولة العباسية المجيدين القيمين بصنعة الشعر - هكذا ذكره الامير أبو نصر بن ماكولا، وقال أبو بكر الخطيب في التاريخ: أبو يعقوب الشاعر المعروف بالخزيمي خوري نزل بغداد، وأصله من خراسان من أبناء السغد، وكان متصلا بخريم بن عامر المري وآله فنسب إليه، وقيل كان اتصاله بعثمان بن خزيم وكان قائدا جليلا وسيدا شريفا، وأبو خريم الموصوف بالناعم، فأما أبو يعقوب الخريمي فشاعر محسن وله مدائح في محمد بن منصور بن زياد ويحيى بن خالد
__________
(1) (الخروي) في معجم البلدان " خرو الجبل قرية كبيرة بين خابران وطوس، ينسب إليها محمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن طاهر الحاكمي الخروي الجبلي أبو جعفر، شيخ صالح من أهل العلم، خطيب قريته وفقيهها، سمع أبا بكر أحمد بن علي الشيرازي وأبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي، سمع منه السمعاني بقريته - وكانت ولادته سنة 451 ومات في رمضان سنة 532.
(*)(2/354)
وغيرهما ومراث لعثمان بن خريم، وكان يتأله ويتدين، وقال أبو حاتم السجستاني: الخريمي
أشعر المولدين.
وروى عنه شيئا من شعره الجاحظ وأحمد بن عبيد بن ناصح (1).
الخري: بضم الخاء المعجمة والراء المشددة، هذه النسبة إلى خرة، وهو اسم لوالد يعقوب بن خرة الدباغ الخري، من أهل فارس، حدث عن أزهر بن سعد السمان وسفيان بن عيينة، قال الدارقطني: لم يكن بالقوي في الحديث، حدثنا عنه أبو بكر البربهاري محمد بن موسى ابن سهل يعرف بابن عجبة.
والامير أبو نصر بهاء الدولة وضياء الملة، اسمه خرة فيروز بن عضد الدولة، ينسب مواليه إليه بالخري - والله أعلم.
__________
(1) راجع للمزيد تعليق الاكمال 3 / 243 وفي القبس " وفي قشير، قال أبو علي الهجري قال مسقع بن الحسين المريحي يهجو حميدا الخريمي وكلاهما من معاوية قشير: من مبلغ عني مريحا وعمه * خزيمة أبياتا سوائر من شعري بأن غلاما بين علوان ويحكم * وبين حميد لا يريش ولا يبري سوى أنه إن ضم مالا سينطوي * عليه كما يطوى الكتاب على السطر وراثة لؤم من أبيه وجده * ومن عمه حتى يوسد في القبر " (*)(2/355)
باب الخاء والزاي الخزاري: بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خزار وهي ناحية بما وراء النهر قريبة من نسف، خرج منها جماعة من العلماء منهم أبو هارون موسى بن جعفر (1) بن نوح بن محمد بن موسى الخزاري الكسي، من أهل خزار، رحل إلى العراق والحجاز وورد خراسان، سمع أحمد بن صالح ومحمد بن زنبور المكيين ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقري والحسين بن الحسن بن حبيب وغيرهم، روى عنه حماد بن شاكر ومحمد بن زكريا بن الحسين النسفيان وجماعة.
وأبو عجيف هشيم بن شاهد بن بريدة الخزاري، رجل صالح، روى عن أبي الليث عبد الله بن شريح البخاري ومحمد بن الازهر البلخي، روى عنه محمد بن زكريا النسفي.
الخزاز: بفتح الخاء وتشديد الزاي الاولى.
اشتهر بهذه الصنعة والحرفة جماعة من أهل العراقين من أئمة الدين وعلماء المسلمين، فأما من أهل الكوفة أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي مع تبحره في العلم وغوصه على دقائق المعاني وخفيها كان يبيع الخز ويأكل منه طلبا للحلال، وقيل كان في ابتداء أمره ثم ترك، وشهرته تغني عن الاطناب في ذكره، ولد سنة سبعين (2)، وتوفي سنة خمسين ومائة.
ومن أهل البصرة أبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار الخزاز، وكنية سلمة أبو صخرة، الحنظلي مولى حميري بن كراثة من تيم، ويقال مولى قريش، وقد قيل إنه حميري، يروي عن ثابت وقتادة، روى عنه شعبة والثوري وأهل البصرة، مات في ذي الحجة لاحدى عشرة ليلة بقيت منه سنة سبع وستين ومائة، وكان من العباد المجابين الدعوة في الاوقات، وكان حماد بن أخت حميد الطويل، حميد خاله، ولم ينصف من جانب حديثه واحتج بأبي بكر بن عياش في كتابه وبابن أخي الزهري وبعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ فغيره من أقرانه مثل الثوري وشعبة ودونهما كانوا يخطبون، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودا، وأنى يبلغ أبو بكر (حماد بن سلمة، ولم يكن من أقران حماد بالبصرة مثله في الفضل والدين والعلم والنسك والجمع والكتبة والصلابة في السنة والقمع لاهل البدعة، ولم يكن مثله في أيامه معتزلي قدري جهمي
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) في اللباب " ثمانين ".
(*)(2/356)
لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة، وأنى يبلغ أبو بكر) بن عياش حماد ابن سلمة في إتقانه، أم في جمعه أم في ضبطه.
هذا كله كلام أبي حاتم بن حبان البستي.
ثم قال: وإنا نشبع الكلام في هذا الفصل في كتاب الفصل بين النقلة عند ذكرنا إياه إن شاء الله.
وأبو عامر صالح بن رستم الخزاز من أهل البصرة، يروي عن ابن أبي ملكية والحسن
البصري وغيرهما، روى عنه هشيم ويحيى القطان وابنه عامر بن صالح، مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وأبو زكريا يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن بن محمد التميمي الخزاز الرملي، أصله من الكوفة انتقل إلى الرملة وسكنها، وكان خزازا، يروي عن الاعمش، والثوري، روى عنه الشاميون، مات سنة إحدى ومائتين، وكان ممن ساء حفظه وكثر وهمه حتى جعل يخالف الاثبات فيما يروي عن الثقات فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به.
وإسماعيل بن الخليل الخزاز، يروي عن علي بن مسهر وعبد الرحيم (1) بن سليمان وحماد بن سلمة، يروي عنه محمد بن إسماعيل البخاري وعلي بن هاشم بن البريد الخزاز العائذي مولاهم الكوفي.
وأبو الحسين هارون بن إسماعيل الخزاز، يروي عن علي بن المبارك، روى عنه البخاري، وأبو الحسن الفضل بن عنبسة الخزاز الواسطي، يروي عن هشيم، روى عنه علي بن المديني.
ويحيى بن سليم الطائفي القرشي الخزاز.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن غيلان الخزاز، يعرف بالسوسي، سمع سوار بن عبد الله القاضي ومحمد بن يزيد الادمي والحسن بن الجنيد وأحمد بن منيع والحسن بن الصباح البزاز وغيرهم، روى عنه علي بن محمد بن لؤلؤ ومحمد بن عبيدالله بن قفرجل وأبو بكر بن شاذان وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس، وذكره أبو الحسن الدارقطني فقال: كان من ثقات المسلمين، ومات في رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ومغازي سعيد الاموي وتاريخ ابن أبي خيثمة وغير ذلك، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين، وذكر أبو الحسن العتيقي بن حيويه فأثنى عليه ثناء حسنا وذكره ذكرا جميلا وبالغ في ذلك، وقال: كان ثقة صالحا دينا ذا مروءة، وقال سمعت ابن حيويه يقول كنت أحضر مجلس ابن صاعد في مدينة المنصور فربما أخذني البول فانصرف من المجلس وأرجع إلى منزلنا بقطيعة الربيع حتى أبول وأتوضأ ثم أعود إلى المجلس، ولا أحل سراويلي في غير منزلنا.
وقال البرقاني: هو ثقة ثبت حجة.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وأبو الحسن حميد بن الربيع بن حميد الخزاز اللخمي، حدث عن هشيم
__________
(1) في النسخ " عبد الرحمن " خطأ، وفي التهذيب وغيره " عبد الرحيم " وهو الصواب.
(*)(2/357)
وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث والقاسم بن مالك المزني وغيرهم.
(وأبو عامر صالح بن رستم البصري الخزاز، يحدث عن ابن أبي ملكية والحسن البصري وغيرهما، روى عنه ابنه عامر بن أبي عامر والمعتمر بن سليمان ويحيى بن سعيد القطان وغيرهم).
وأبو عمر النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز، يحدث عن عكرمة، حدث عنه إسماعيل بن زكريا وأبو يحيى الحماني والمشمعل بن ملحان وغيرهم.
الخزاعي: بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى خزاعة، منها أبو عبد الله أحمد بن نصر بن مالك بن الهيثم بن عوف بن وهب بن عميرة بن هاجر بن عمير بن عبدالعزي بن قمير بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي، وسويقة نصر ببغداد تنسب إلى أبيه، ومالك بن الهيثم جده كان أحد نقباء بني العباس في ابتداء الدولة الهاشمية، وعمرو الذي سقنا نسبة إليه هو عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت عمرو بن لحي أبا بني كعب هؤلاء يجر قصبه في النار لانه أول من بحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي وغير دين إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
و (كان) أحمد بن نصر هذا من أهل الفضل والعلم مشهورا بالخير أمارا بالمعروف قوالا بالحق، سمع الحديث من مالك بن أنس وحماد بن زيد ورباح بن زيد وعبد الصمد بن معقل وهشيم بن بشير ومحمد بن ثور وعبد العزيز بن أبي رزمة وعلي بن الحسين بن واقد، ولم يرو إلا شيئا يسيرا، روى عنه يحيى بن معين ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم الدورقي ومحمد بن يوسف بن الطباع وغيرهم، قتله الواثق لامتناعه عن القول بخلق القرآن، وكان لسانه يقرأ القرآن إلى أن دفن، قتله الواثق بيده في يوم الخميس ليومين بقيا من شعبان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وفي يوم السبت مستهل شهر رمضان نصب رأسه ببغداد على رأس الجسر فحكى بعضهم أنه رأى الرأس مصلوبا يقرأ: (آلم.
آحسب الناس آن
يتركوا آن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون).
وبقي رأسه ببغداد وجثته بسر من رأى مصلوبا ست سنين إلى أن خط وجمع بينهما ودفن في الجانب الشرقي في المقبرة المعروفة بالمالكية، وكان الدفن يوم الثلاثاء لثلاث من شوال سنة سبع وثلاثين ومائتين.
وأبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي المقري ذكرته في الباء البديلي في الموحدة.
وأبو محمد عقيل بن خويلد بن معاوية بن سعيد بن أسد الخزاعي وابنه محمد بن عقيل من أكابر العلماء، وإلى عقيل هذا ينسب المسجد المشهور بمسجد عقيل بنيسابور لاصحاب الحديث، سمع مروان بن معاوية الفزاري والمسيب بن شريك، روى عنه ابنه محمد بن عقيل وأحمد بن حفص بن عبد الله السلمي وأبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الخزاعي المعروف بابن المراغي، سأذكره في(2/358)
الميم (1).
الخزاف: بفتح الخاء المعجمة والزاي المشددة، بعدهما الالف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى عمل الاواني الخزفية أو بيعها، ويقال له الخزفي أيضا، واشتهر بالخزاف، يروي عن ثوبان أبي عبد الله في حب الدنيا، روى عنه حسن بن همام، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هما مجهولان.
الخزاندي: بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وسكون النون إن شاء الله وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خزاند، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين أو أقل، منها أبو بكر محمد بن أحمد الخزاندي السمرقندي، يروي عن سعيد بن منصور، روى عنه عصمة بن مسعود التميمي السمرقندي، هكذا ذكره أبو سعد الادريسي في كتاب الاكمال.
وأبو نصر محمد بن عبد الله بن عمر بن جبريل بن تاج الخزاندي المقري، سكن خزاند، يروي عن أبي شمر محمد بن عدي ومحمد بن عثمان بن سلم الجهني وعلي بن الحسن المقري، ذكره أبو سعد الادريسي وقال: كان شيخا صالحا إلا أني لم أرض بعض أصوله، لم يكن صنعته الحديث والرواية، وما أراه كان يتعمد الكذب أو رواية ما لم يسمع، كتبنا عنه
في قريته بسمرقند، مات سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
الخزجي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الزاي وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خزج، وهو بطن من عامر بن عوف من قضاعة، وهو الخزج بن عامر بن بكر بن عامر الاكبر بن عوف، قال ابن حبيب عن هشام بن الكلبي: واسم الخزج زيد، سمي بذلك لعظم لحمه.
ومن ولده دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزج الكلبي الخزجي صحب دحية النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسوله إلى قيصر، وكان جبرائيل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في صورته، وفيه نزلت: (وإذا رآوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها).
الخزرجي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى الخزرج وهو بطن من الانصار، وهو الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن
__________
(1) في اللباب ما لفظه " قلت لم يذكر أبو سعد خزاعة الذي نسب إليه من أي العرب هو ؟ واسمع كعب بن عمرو بن ربيعة - وهو لحي بن حارثة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن أمرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد - قبيلة كبيرة من الازد، وإنما قيل لهم خزاعة لانهم انقطعوا عن الازد لما تفرقت الازد من اليمن أيام سيل العرم وأقاموا بمكة وسار الآخرون إلى المدينة والشام وعمان، وعمرو بن لحي هو الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم يجر قصبه في النار وهو أول من سيب السوائب وبحر البحيرة وغير دين إبراهيم ودعا العرب إلى عبادة الاصنام ".
(*)(2/359)
عامر بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وفي اللغة: الخزرج: الريح الباردة، قال ابن فارس: وبها سمي الرجل.
قال الفراء: خزرج: الجنوب، غير مجرى بوسيد الخزرج لابو ثابت، وقيل أبو قيس، وقيل أبو الحباب سعد بن عبادة بن دليم بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الانصاري، شهد بدرا والعقبة، وكان نقيبا ومات لسنتين ونصف من خلافة عمر رضي الله عنه بحوران من أرض الشام، وهو الذي يقال له سعد الخزرج.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن الحسن بن عيسى
الانصاري الخزرجي من ولد سعد بن عمرو بن حرام بن زيد بن النعمان بن مالك الاغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، من أهل البغداد سكن مصر، وحدث بها عن حامد بن ابن محمد بن شعيب البلخي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، روى عنه أبو محمد بن النحاس المصري، وكانت ولادته بحربية بغداد في المحرم من سنة ثمانين ومائتين، وتوفي بمصر في شهر ربيع الاول سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
قال أبو الفتح بن مسرور: ما علمت من أمره إلا خيرا، وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عمار بن يحيى بن العباس بن عبد الرحمن بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي ثم الانصاري، من أشرف بيت للانصار، ومن أوجه مشايخ نيسابور في الثروة والعدالة والورع والقبول والاتقان في الرواية، وأكثرهم طلبا للحديث بالفهم والمعرفة، سمع بنيسابور محمد بن رافع وإسحاق بن منصور وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وبالعراق عمر بن شبة النميري والحسن بن محمد بن الصباح ومحمد بن إسماعيل الاحمسي وأحمد بن سنان القطان، وبالحجاز بحر بن نصر الخولاني، وبالري أبا زرعة ومحمد بن مسلم بن وارة، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عبدوس ومحمد بن شريك الاسفراييني وأبو أحمد إسماعيل بن يحيى بن زكريا بن حرب، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وثلاثمائة بنيسابور.
الخزري: بفتح الخاء والزاي المعجمتين وكسر الراء المهملة، هذه النسبة إلى الجد لبعضهم، ولبعضهم إلى موضع من الثغور عند السد لذي القرنين يقال له دربند خزران، ونسب الخزر إلى خزر بن يافث بن نوح وقيل الخزر (وجلان وموقان وجماعة بنو كاشح بن يافث بن نوح وقيل الخزر) والصقالبة ولد ثوبان بن يافث.
فأما المنسوب إلى الجد فهو أبو بكر محمد بن خزر الصوفي الخزري العالم بهمذان، كان يروي تفسير السدي عاليا، وكانت له رقة في بعض الاوقات إذا قرئ عليه شئ يتغير عليه، روى عنه أبو جعفر بن محمد بن الحسين الابهري وأبو سعد أحمد بن محمد الماليني وأبو نصر الحسن بن عبد الواحد الشيرازي(2/360)
وغيرهم، وروى عن إبراهيم بن محمد بن فيرة الطيان عن الحسين بن محمد الزاهد عن إسماعيل بن أبي زياد كتاب التفسير، كتبه عنه ببغداد أبو حفص بن شاهين، وسمع منه أيضا ببغداد عبد الله بن عثمان الصفار وأبو القاسم بن الثلاج فيما زعم، وروى عنه محمد بن أبي الفوارس الحافظ وكان سماعه منه بهمذان.
والمشهور بالانتساب إليها - يعني إلى دربند الله بن عيسى الخزري، حدث عن عفان بن مسلم، روى عنه الطستي، كانوا يضعفونه.
وأحمد بن موسى البغدادي يعرف بأخي خزري، حدث عن علي بن حرب، روى عنه أبو بكر الشافعي، وعياش بن الحسن بن عياش أبو القاسم البغدادي، يعرف بالخزري، حدث عن النيسابوري أبي بكر بن زياد والقاضي المحاملي وابن مخلد وابن الانباري، حدث عنه الدارقطني وجماعة من مشايخنا.
وأبو أحمد عبد الوهاب بن الحسن بن علي بن محمد المؤدب الحربي، يعرف بابن الخزري، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي والحسين بن أحمد الشماخي الهروي.
الخززي: بضم الخاء المعجمة والزايين بعدها أولاهما مفتوحة، هو لوالد محمد بن خزر الطبراني الخزري، من أهل طبرية، قال أبو الحسن الدارقطني: محمد بن خزر له تاريخ كبير كتبته بطبرية (1).
الخزفي: بفتح الخاء المعجمة والزاي وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى بيع الاواني الخزفية واشتهر بهذه النسبة الامام أبو بكر محمد بن علي الراشدي الخزفي، من أهل سرخس، ولعل بعض أجداده كان يعملها ويبيعها، كان فقيها فاضلا دينا خيرا مرجوعا إليه في الفتاوى، وكان عالما بالنحو والادب، تفقه أولا على محمد بن أحمد السانوا جردي وأدرك آخر عهده، ثم تفقه على أبي محمد الزيادي، سمع أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي الحافظ، حج سنة أربع وثلاثين، وتصاحبنا في الطريق وظني أني سمعت منه شيئا يسيرا، وكانت وفاته في شهر رمضان سنة سبع وأربعين وخمسمائة في العشر الاواخر.
وأما أبو الحسن محمد بن الفضل بن علي بن العباس بن الوليد بن بهراذان بن جعفر الناقد الحربي
الخزفي، كان ينزل ساباط الخزف موضعا ببغداد، حدث عن عبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد، قال أبو بكر الخطيب: حدثني عنه أبو القاسم الازهري ونسبه لي وسألته عنه فقال: ثقة.
وقال أحمد بن محمد العتيقي إن محمد بن الفضل الحربي مات
__________
(1) وفي المشتبه " أبو القاسم " عمار بن الخزز العذري الجريني عن أحمد بن يحيى بن حمزة، وعنه عبد الوهاب الكلابي.
(*)(2/361)
لاربع بقين من شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، قال: وكان ثقة مأمونا انتقي عليه الدارقطني (1).
الخثرواني: بفتح الخاء المعجمة والزاي غير الصافية المنقوطة بثلاث والواو ثم بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خثروان، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو العلاء محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الخزواني البخاري، كان من أهل الصدق، سمع أبا طاهر إبراهيم بن أحمد بن سعيد المستملي وأبا الحسين علي بن أحمد بن جناح التميمي وغيرهما روى لي عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي، وتوفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
الخزيمي: بضم الخاء المعجمة وفتح الزاي وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر النيسابوري الخزيمي (إمام الائمة)، اتفق أهل عصره على تقدمه في العلم، حدث عن إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وعلي بن خشرم المروزيين، ورحل إلى العراق والشام ومصر، وجماعة إليه ينسبون يقال لكل واحد منهم الخزيمي، وكان أدرك أصحاب الشافعي وتفقه عليهم، ومات في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ودفن في داره ثم جعلت مقبرة.
وعلي بن محمد الخزيمي، سمع سريا السقطي، روى عنه العباس بن يوسف الشكلي.
وحفيد أبي بكر بن خزيمة هو أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن
خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر السلمي الخزيمي، من أهل نيسابور من أولاد الائمة سمع جده وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأبا العباس الماسرجسي وجماعة سواهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكنجروذي وأبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي، وغيرهم، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو طاهر (حفيد) إمام المسلمين أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة كاتبوه للتزكية
__________
(1) (الخزعلي) رسمه في القبس قال " الخزعلي في طئ..، قال الهجري أنشدني مالك بن خنبش بن اللديد الحميري (كذا، وربما كان صوابه: الخزعلي - بطن من سنبس) صاحب ليلى العمرية عمرو بن جوين: وليلى بني عمرو ذكرت وطالما * ذكرت على اشغال ليلى بني عمرو إذا القوم خاضوا في الاحاديث أو لهوا * سها دون ما قالوا علانية صدري " وراجع رسم (الخزاعلة) في معجم قبائل العرب.
(*)(2/362)
سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، وقد كان سمع الكثير من جده أبي بكر وأبوي العباس السراج والماسرجسي، فعقدت له المجلس للتحديث في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثمائة، ودخلت بيت كتب جده وأخرجت له مائتين وخمسين جزءا من سماعاته الصحيحة وحملت إلى منزلي فخرجت له الفوائد في عشرة أجزاء، وقلت دع الاصول (عندي) صيانة لها وحدث بالفوائد، فلما كان بعد سنين حمل تلك الاصول وفرقها على الناس وذهبت، ومد يده إلى كتب غيره فقرأ منها، ثم إن أبا طاهر مرض وتغير بزوال العقل في ذي الحجة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة فإني قصدته بعد ذلك غير مرة فوجدته لا يعقل، وكل من أخذ عنه بعد ذلك فلقلة مبالاته بالدين، وتوفي في جمادى الاولى من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ودفن في بيت جده بقربه.
(وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن علي بن خزيمة العطار الخزيمي، من أهل نسا، كان شيخا دينا فقيها صالحا، من المشاهير، وكانت إليه التزكية، سمع جده
محمد بن علي الخزيمي وأبا عامر الحسن بن محمد النسوي وغيرهما، حدث ببلده وبنيسابور، وكتب إلي بالاجازة بجميع مسموعاته، وروى لي عنه أبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي بنيسابور وأبو الفتح سعد بن محمد بن علي الخزيمي وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الخالق التميمي وأبو عمرو عثمان بن الفرج الطاهري، بنسا وغيرهم، توفي بنسا في رجب سنة عشر وخمسمائة).(2/363)
باب الخاء والسين الخسرو جردي: بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة وفتح الراء وسكون الواو وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خسروجرد، وهي قرية من ناحية بيهق وكانت قصبتها ثم صارت القصبة سبزوار، خرج منها جماعة من الائمة (مثل أبي سليمان داود بن الحسين بن عقيل بن سعيد الخسرو جردي البيهقي) كان شيخا مكثرا رحالا، سمع بنيسابور يحيى بن يحيى التميمي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعمرو بن زرارة، وبمرو علي بن حجر وعلي بن خشرم، وببلخ قتيبة بن سعيد، وبالعراق عبد الله بن معاوية الجمحي ونصر بن علي الجهضمي، وبالحجاز أبا مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ويعقوب بن حميد بن كاسب، وبمصر عيسى بن حماد التجيبي ومحمد بن رمح وحرملة بن يحيى، وبالشام أبا التقي اليزني ومحمد بن خلف العسقلاني وغيرهم، روى عنه أبو حامد أحمد بن محمد بن الشرقي وأبو بكر بن علي الحافظ وبشر بن أحمد الاسفراييني وعبد الله بن محمد بن سلم وغيرهم، ومات بقريته سنة ست وتسعين ومائتين، وقيل سنة ثلاث.
وأبو يوسف يعقوب بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن الازهر الخسرو جردي البيهقي، كان قديم السماع حسن الاصول، سمع أبا سليمان داود بن (الحسين الخسرو جردي وأقرانه بتلك الناحية، وسمع بنيسابور جعفر بن محمد الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه، وسمع يوسف بن موسى المروروذي عند اجتيازه به، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكر أنه
توفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وأبو حامد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الخطيب الخسرو جردي، سمع أبا سليمان داود بن الحسين وعبدان بن عبد الحليم الخسرو جرديين بخسروجرد، وإبراهيم بن علي الذهلي بنيسابور، وأبا عبد الله محمد بن أيوب الرازي بالري، وعيسى بن محمد بن عيسى المروزي بمرو، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ، فقال: أبو حامد الخسرو جردي شيخ كبير السن حسن المعرفة بالادب وقلما كان يرد البلد، إنما كان ملازما لوطنه بخسروجرد يخطب بها وهناك كتبنا عنه، وتوفي بخسروجرد في شهر ربيع الاول من سنة خمس وخمسين وثلاثمائة - كذلك قاله أبو أحمد التميمي.
الخسرو شاهي: بضم الخاء المعجمة وسكون السين المهملة وفتح الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى خسروشاه، وهي قرية من قرى مرو(2/364)
على فرسخين مشهورة، منها سعد محمد بن أحمد بن علي بن مجاهد بن علي الخسرو شاهي، كان شيخا صالحا عفيفا تقيا سليم القلب، سمع جدي الامام أبا المظفر السمعاني وأبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، كتبت عنه قبل الرحلة، وبعد رجوعي عنها، وكانت ولادته في المحرم سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة، ووفاته (في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة).(2/365)
باب الخاء والشين الخشاب: بفتح الخاء والشين المعجمة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذا اسم لمن يبيع الخشب، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم سليم بن مسلم الخشاب من أهل مكة، يروي عن (ابن جريج وسعيد بن بشير، روى عنه محمد بن أبان ومخلد بن مالك والناس، يروي عن) الثقات الموضوعات التي يتخايل إلى المستمع لها وإن لم يكن الحديث
صناعته أنها موضوعة، وكان يحيى بن معين يزعم أنه كان جهميا خبيثا - قاله أبو حاتم بن حبان.
وإبراهيم بن عثمان بن المثنى الازرق الخشاب أبو إسحاق، مصري، روى عن يونس بن عبد الاعلى والحسن بن سليمان وغيرهما، توفي في رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأحمد بن عيسى اللخمي الخشاب، حدث عن عمرو بن أبي سلمة وغيره، توفي بتنيس سنة ثلاث وسبعين ومائتين، كان مضطرب الحديث جدا.
وسعيد بن يحيى الخشاب، أندلسي وشقي، توفي بها سنة ثمان عشرة وثلاثمائة - قاله ابن يونس.
وأبو محمد عبد الله بن مزيد (1) الخشاب، أصبهاني، يروي عن أحمد بن يوسف الرقام وغيره، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ وأبو بكر بن أبي علي الاصبهاني.
وأبو سعيد محمد بن علي بن محمد الخشاب، من أهل نيسابور، صاحب أبي عبد الرحمن السلمي وخادمه كتب الكثير من كتبه، وروى عن أبي طاهر بن خزيمة والمخلدي والخفاف وأبي نعيم الازهري وغيرهم، روى لنا عنه محمد بن الفضل الفراوي وهبة الله بن سهل السيدي وأبو المظفر بن القشيري بنيسابور، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بمرو، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد البيهقي بخسروجرد، وكان فيه لين، وتوفي سنة نيف وخمسين وأربعمائة.
وأبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخشاب الكاتب، ووالده أبو الفضل، كان من الكتبة الفضلاء، وأبو الفضل كان له شعر رائق وخط فائق، سمع الحديث بنيسابور من أبي القاسم القشيري وفاطمة بنت أبي لعي الدقاق وأبي القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب، وبأصبهان من أبي منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي وغيرهم، لقيته بمرو غير مرة وكتبت عنه بأصبهان في دار شيخنا الحسين الخلال الاديب، وتوفي بكشانية في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة،
__________
(1) هو عبد الله محمد بن عيسى بن مزيد، نسب في الاكمال 3 / 2 إلى جد أبيه وتبعه أبو سعد هنا ثم أعاده آخر الرسم كما سيأتي.
(*)(2/366)
وحمل إلى مرو ودفن بها.
وأما الخشاب لقب أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال
البزاز، قيل له الخشاب لا لبيعه الخشب، بل لانه يسكن الخشابين بنيسابور، وكان يكره هذه النسبة، وكان من الثقات الاثبات المكثرين، سمع أبا الحسن أحمد بن يوسف السلمي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وطبقتهما، روى عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ الاصبهاني وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي وغيرهم، وتوفي بنيسابور يوم الاضحى سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عيسى بن مزيد (1) الخشاب المديني من أهل أصبهان، ثقة مأمون، حدث عن أحمد بن مهدي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن النعمان وأبي خالد القرشي وهشام السيرافي وغيرهم من البصريين، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وتوفي في شوال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
الخشابي: بضم الخاء وفتح الشين المشددة المعجمتين وفي آخرها الباء، هذه النسبة..(2) والمشهور بهذه النسبة حجاج بن محمد الخشابي الرازي حدث عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، روى عنه صالح بن محمد الاسدي الحافظ يعرف بجزرة.
الخشاني: بفتح الخاء والشين المعجمتين بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خشان وهو بطن من قيس عيلان، وهو خشان بن لاي بن عصم بن شمخ بن فزارة.
الخشاني: بكسر الخاء وتشديد الشين المعجمتين بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خشان وهو بطن من مذحج وهو خشان بن عمرو بن صداء، منهم عبد العزيز (3) بن بدر بن زيد بن معاوية بن خشان بن أسعد بن وديعة بن مبذول بن عدي بن
__________
(1) هكذا ضبط في الاكمال وغيره، ووقع في ك " مرثد " خطأ وقد تقدم هذا الرجل باسم " عبد الله بن مزيد " نسب هناك إلى جد أبيه تبعا للاكمال كما نبهنا عليه.
(2) بياض، وفي معجم البلدان " خشاب " (شكل بتشديد الشين وإنما هو عند ياقوت بتخفيفها كما يأتي) من قرى الري معناه بالفارسية الماء الطيب، ينسب إليها حجاج بن حمزة.
، وقال أبو سعد (السمعاني): الخشابي (يعني بالتشديد)، وما أراه إلا غلطا منه) قال المعلمي لان أصل الكلمة (خش آب) باسكان الشين ومد الالف، ونظائر هذا تعرب بحذف
الهمزة ونقل وحركتها إلى الساكن قبلها كما في (محمداباذ) ونظائرها.
ثم قال ياقوت " خشاب قرية من قرى الري وعرف بها حجاج..." فهذه الثانية بتشديد الشين لانه تبع فيها ما قال أبو سعد وإن كان وقد رده في الاولى.
(3) في عدة نسخ " عبد العزى " وهو اسمه الاول وسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد العزيز كما يأتي، وليس هو خشان بن عمرو بن صداء بل هو من خشان بن أسعد بن مبذول كما يأتي، وخشان بن عمرو بن صداء من مذحج، وخشان بن أسعد الذي ينتسب إليه صاحبنا من قضاعة.
(*)(2/367)
عثم بن الربعة، هو خشاني، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فغير اسمه وسماه عبد العزيز - قاله ابن الكلبي في نسب قضاعة.
الخشاوري: بفتح الخاء والشين المعجمتين والواو بعد الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خشاورة وهي سكة بنيسابور، منها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم القاري الخشاوري من أهل نيسابور، وكان على رأس سكة خشاورة - ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخي فقال: إبراهيمك القاري، كان من الصالحين حدثونا أنه كان يقرأ عند أبي عمرو الحيري والمتقدمين من مشايخنا ولا نذكره إلا شيخا هرما كان علي رأس سكة خشاورة، سمع أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى والسري بن خزيمة وأقرانهما بنيسابور، وبلغني أنه كان كتب عن علي بن الحسن الداربجردي ولم أسمع منه، ثم إنه خرج مع أبي عمرو الحيري إلى هراة فسمع المسند الكبير من عثمان بن سعيد الدارمي وعقد عليه مجلس لقراءة المسند، وكان أبو عبد الرحمن بن الشيخ أبي بكر بن إسحاق يستعير سماعه من ورثة أبي عمرو الحيري ويقرأ عليه، وتوفي يوم الجمعة الخامس عشر) من ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وصلى عليه الحاكم يحيى بن منصور ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ، وشهدت الصلاة عليه، وتوفي وهو ابن ثلاث وتسعين سنة وقد احدودب حتى أنه كان يقع رداؤه فوق العمامة على الارض رضي الله عنه (1).
الخشبي: بفتح الخاء والشين المعجمتين وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى جماعة من
الخشبية، وهم طائفة من الرافضة يقال لكل واحد منهم الخشبي، ويحكى عن منصور بن المعتمر قال: إن كان من يحب علي بن أبي طالب يقال له الخشبي فاشهدوا أني ساجة.
الخشتياري: بفتح الخاء وسكون الشين المعجمتين وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خشتيار، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو الحسين طاهر بن محمود بن النضر بن خشتيار النسفي الخشتياري، إمام جليل القدر فاضل من أهل نسف، له رحلة إلى العراق والشام، يروي عن هشام بن عمار ومحمد بن المصفى وعبد الوهاب بن الضحاك وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي وعيسى بن يونس الرملي وغيرهم، روى عنه محمد بن طالب وعبد المؤمن بن
__________
(1) (الخشباني) رسمه التوضيح وقال " بخاء ثم شين معجمتين الاولى مضومة والثانية ساكنة ثم موحدة أبو عثمان علي بن أبي طالب بن سلطان بن مسلم بن الحسن بن إسماعيل السعدي بن الخشباني، حدث عن أبي القاسم بن عساكر ".
(*)(2/368)
خلف ومحمد بن محمود بن عنبر ومحمد بن زكريا بن الحسين النسفيون وعبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري وغيرهم، ومات بنسف سنة تسع وثمانين ومائتين.
الخشخاشي: بالشين الساكنة بين الخاءين المفتوحتين والخاء والالف بين الشينين المعجمات، هذه النسبة إلى الجد وهو الخشخاش بن جناب بن الخشخاش الخشخاشي العنبري، من أهل البصرة، روى عنه الاصمعي، وقد ذكرت والده في حرف الميم مع الياء آخر الحروف (1).
الخشرمي: بفتح الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح الراء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الجد وهو خشرم، (وقدامة بن محمد بن خشرم) الخشرمي، من أهل المدينة، يروي عن أبيه ومخرمة بن بكير بن عبد الله بن الاشج المقلوبات التي لا يشارك فيها، روى عنه عبد الله بن هارون بن موسى الفروي وسعد بن عبد الله (بن عبد الحكم وأهل المدينة، لا
يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
ويحيى بن عبد الرحيم أبو زكريا الخشرمي البغدادي من أهل بغداد نزل مصر، روى عن عبد الله) بن عثمان بن سعد بن أبي وقاص المديني الزهري والفضل بن عبد الحميد الموصلي وغيرهما، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بمصر في الرحلة الثانية.
الخشكي: بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى خشك، وهو لقب إسحاق بن عبد الله بن محمد بن رزين السلمي النيسابوري الخشكي، هكذا ذكر أبو الفضل الفلكي، ولقبه خشك، سمع حفص بن عبد الله السلمي، روى عنه أبو الفضل العباس بن محمد بن قوهيار والحسن بن إسماعيل الربعي وأبو أحمد محمد بن عمرو بن هشام (2).
__________
(1) (الخشرتي) رسمه القبس وقال: " خشرتا قرية ببخارى، منها أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الحسن (الخشرتي)، روى له الماليني (بسنده) عن عائشة رضي الله عنها " وفي معجم البلدان " خشرتي بضم أوله وثانيه وراء ساكنة وتاء مكسورة (كذا) قال ابن ماكولا: قرية ببخارى ".
(2) (الخشوعي) نسبة إلى الخشوع في الصلاة، قال بان نقطة في التقييد " بركات بن إبراهيم بن طاهر أبو طاهر الخشوعي الدمشقي عن هبة الله بن أحمد الاكفاني وطاهر بن سهل..ذكر لي أبو القاسم علي بن القاسم بن عساكر ببغداد أنه حدث بأكثر السنن لابي داود عن عبد الكريم بن حمزة سماعه قال حدثنا الخطيب بدمشق، مولده سنة عشر وخمسمائة ومات يوم الاثنين ثامن عشر صفر من سنة ثمان وتسعين وخمسمائة بدمشق وسماعاته وإجازاته صحيحة ".
(*)(2/369)
الخشوفغني: بضم الخاء والشين المعجمتين وفتح الفاء وسكون الغين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خشوفغن، وهي قرية من قرى السغد بين إشتيخن وكشانية، كبيرة كثيرة الخير، وهي الآن يقال لها رأس القنطرة، وهي أطيب موضع بالسغد، وكان أبو حفص عمر بن محمد بن بجير البجيري السغدي يوما جالسا في داره بخشوفغن تحت شجرة كبيرة فقال لاصحابه: أنتم جلوس في أطيب موضع وأنزهه في الدنيا، فقيل (له): لم ؟
قال: لانه ليس في الدنيا مثل سغد سمرقند نزهة وخضرة وهواء، وليس في السغد مثل خشوفغن، وليس في خشوفغن أنزه من بستاني، وليس في بستاني موضع أنزه من ظل هذه الشجرة.
ومنها الامام المعروف أبو حفص عمر بن محمد بن بجير بن خازم بن راشد البجيري (الهمذاني (1) الخشوفغني الامام الحافظ المتقن، وقد سبق ذكره في حرف الباء.
وحفيده أبو العباس أحمد بن أبي الحسن محمد بن أبي حفص عمر بن محمد بن بجير السغدي الخشوفغني، سمع من جده كتاب الجامع الصحيح تصنيفه وكتاب السفينة من جمعه أيضا، قال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي: قصدت داره بخشوفغن في السغد فصادفته غائبا إلى بخارى وخرجت أنا إلى أستراباذ فحمل بعد ذلك في غيبتي إلى سمرقند، وقرئ عليه الجامع، وأكثر أصحابنا (سمع) بها عنه، ولم أرزق السماع منه، مات في ربيع الاول سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
الخشوننجكثي (1): بضم الخاء والشين المعجمتين واجتماع النونين بفتح الاولى وسكون الثانية وفتح الجيم والكاف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى خشوننجكث، هذه القرية من قرى كس، وهي متصلة بقرى سمرقند، وكانت في القديم من أعمال سمرقند، منها أبو أحمد الخشوننجكثي (بهذه القرية) لا يعرف اسمه ونسبه، يروي عن ابن الحكم العربي البجلي، كتب عنه أبو أحمد حاضر بن الحسين بن زياد السمرقندي.
الخشني: بضم الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قبيلة وقرية، أما القبيلة فهي بطن من قضاعة وهو خشين بن النمر بن وبرة (بن تغلب) بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، منهم أبو ثعلبة الخشني وسأذكره.
وأما النسبة إلى القرية - قرأت على حاشية كتاب الاكمال للامير ابن ماكولا وأظنه من فوائد صاحبنا أبي محمد بن حبيب الاندلسي: محمد بن عبد السلام الخشني، هو موضع بإفريقية (2)، ومحمد هذا روى عنه
__________
(1) وقع في اللباب " الخشوننكثي ".
(2) ليس هذا بشئ، قال ابن الفرضي في تاريخه رقم 1134 " محمد بن عبد السلام بن ثعلبة بن زيد بن الحسن بن = (*)(2/370)
محمد بن القاسم البياني، وربما يعود ذكره فيما بعد.
وأما أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه صاحب رسول الله قال ابن الكلبي: أبو ثعلبة الاشق بن جرهم، بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان، وضرب له بسهم يوم حنين فأرسله إلى قومه فأسلموا.
وأخوه عمرو بن جرهم الخشني، أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما من ولد لبواق بن مر بن خشين بن النمر بن وبرة بن تغلب، وقال الدارمي: اسم أبي ثعلبة الخشني جرهم بن ناشم، ويقال: جرثوم، وقال الدارمي: اسم أبي ثعلبة لاس بن حمير.
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما: قدم نفر من خشين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فأسلموا وبايعوا، وقال ابن حبيب: في قضاعة خشين بن النمر بن وبرة، وفي فزارة خشين بن عصيم بن لاي بن شمخ بن فزارة.
ومن خشين قضاعة أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشني، من أهل دمشق، يروي عن هشام بن عروة وزيد بن واقد وبشر بن حيان روى عنه الهيثم بن خارجة وسليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار وهشام بن خالد والهيثم بن خارجة.
منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات ما لا أصل له وعن المتقنين ما لا يتابع عليه، قال أبو حاتم بن حبان: وقد سمعت ابن جوصا يوثقه ويحكيه عن أبي زرعة أن عندنا خشنيان أحدهما ثقة، والآخر ضعيف، يريد الحسن بن يحيى ومسلمة بن علي، وكان الحسن بن يحيى رجلا صالحا، يحدث من حفظه، كثير الوهم فيما يرويه حتى فحش المناكير في أخباره التي يرويها عن الثقات حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لها، فلذلك استحق (الترك).
وبشر بن حيان الخشبي القرشي، يروي عن واثلة بن الاسقع، روى عنه الحسن بن يحيى الخشني - هكذا ذكر أبو حاتم الرازي.
وبشير بن طلحة الخشني، شامي، يروي عن خالد بن دريك وعطاء الخراساني والعباس بن عبد الله بن معبد وأبيه، روى عنه بقية وسعيد بن عبد الجبار وضمرة ومنصور بن عمار وأبو توبة الربيع بن نافع والهيثم بن خارجة، وقال أبو حاتم الرازي: بشير بن طلحة ليس به بأس.
وأبو سعيد مسلمة بن علي الخشني الشامي، من أهل دمشق، يروي عن ابن جريج ويحيى بن الحارث
والاوزاعي وزيد بن واقد والزبيدي، روى عنه أهل الشام مثل فديك بن سليمان القيساري وسليمان بن عبد الرحمن ومحمد بن المبارك الصوري وأبو صالح كاتب الليث وهشام بن عمار، كان ممن يقلب الاسانيد، ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهما، فلما فحش
__________
= كلب بن أبي ثعلبة الخشني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.." وفي اللباب " قوله إن محمد بن عبد السلام الخشني من قرية بإفريقية " فليس كذلك إنما هو أندلسي وقد ذكره السمعاني أيضا في الترجمة المذكورة ثانيا فجعله أندلسيا، وكذلك ذكره الحميدي في تاريخ الاندلس وهو الصحيح، وهو من خشين بن النمر لا من القرية، وكلما قلنا ذكره أبو بكر الحازمي الحافظ والله أعلم.
(*)(2/371)
ذلك منه بطل الاحتجاج به.
قال ابن أبي حاتم الرازي سألت أبي عن مسلمة بن علي، فقال: ضعيف الحديث لا يشتغل به.
قلت هو متروك الحديث ؟ قال هو في حد الترك، منكر الحديث.
قال وقال أبو زرعة: هو منكر الحديث.
وأبو ثعلبة جرثوم بن عمرو الخشني، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، يختلف في اسمه ونسبه، نزل الشام، روى عنه أبو إدريس الخولاني وأبو أسماء الرحبي وجبير بن نفير.
وبشر بن حيان الخشني، يروي عن واثلة بن الاسقع، ومحمد بن الخليل الخشني، يروي عن (أيوب بن حسان الجرشي وغيره، روى عنه أبو علي المعمري.
وأبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن) (الحسن بن كليب - أو كلب الخشني الاندلسي القرطبي) روى عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ومحمد بن بشار وسلمة بن شبيب وإسماعيل بن يحيى المزني، روى عنه من أهل الاندلس أسلم بن عبد العزيز القاضي وأحمد بن خلف وابنه محمد بن محمد بن عبد السلام الخشني، مات سنة ست وثمانين ومائتين.
ومحمد بن حارث الخشني، أندلسي قرطبي فقيه محدث، روى عن محمد بن وضاح وطبقته، وجمع كتابا في أخبار القضاة والمحدثين بالاندلس، كان حيا في حدود سنة ثلاثين وثلاثمائة.
الخشني: بفتح الخاء وكسر الشين المعجمتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى
الخشن، وهو محمد بن أحمد البغدادي الخشني المعروف بابن الخشن، من أهل بغداد، حدث عن القاسم بن عبيدالله الهمداني، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي.
الخشنامي: بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح النون وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى اسم بعض أجداده وهو خشنام، وكنت أظن أن هذا الاسم بفتح الخاء - أعني هو خوشنام بالعجمية (1) فعرب حتى رأيت بخط والدي رحمه الله في اسم أبي علي الخشنام النيسابوري بضم الخاء، والمشهور بهذه النسبة أبو مسعود أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن خشنام بن باذان الخشنامي أخو منصور بن باذان كان أمير خراسان، من أهل نيسابور، وكان أديبا شاعرا معروفا فاضلا، له الشعر الانيق السائر والتصرفات الحسنة في كل فن، سمع مع ابنه أبي علي نصر الله الكثير من مشايخ عصره مثل أبي الحيري وأبي سعيد الصيرفي، روى عنه ابنه أبو علي، وتوفي في يوم عيد الاضحى من سنة تسع وعشرين
__________
(1) فتحة الخاء في الفارسية ليست خالصة بل منحو بها نحو الضمة والحرف الذي يليها ليس واوا وإنما هو ألف مفخمة أي منحو بها نحو الواو والشين بعدها ساكنة فعرب بحذف الالف لالتقاء الساكنين وجعل حركة الخاء ضمة خالصة.
(*)(2/372)
وأربعمائة، ودفن بمقبرة الحيرة.
وابنه أبو علي نصر الله بن أحمد بن الحسن الحيري وأبا سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي وأبا الحسن علي بن أحمد بن عبدان وجماعة سواهم، سمع منه القدماء مثل والدي رحمه الله، وأدركت من أصحابه أكثر من عشرين نفسا، وكانت ولادته في شهر رمضان سنة تسع وأربعمائة، ووفاته في غرة شعبان سنة ثمان وتسعين وأربعمائة بنيسابور.
وأما أبو علي محمد بن محمد بن خشنام بن الحسين بن معروف بن شجاع بن كدام الخشنامي، من أهل نسف، سمع إسحاق بن عمرو وأبا سهل هارون بن أحمد الاستر اباذي وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وغيرهم، سمع منه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وكانت ولادته في سنة أربع وثلاثين
وثلاثمائة، ووفاته في جمادى الاولى سنة ست وأربعمائة.
وابنه أبو الحسن طاهر بن محمد بن محمد بن خشنام الخشنامي، من أهل نسف، رحل إلى خراسان وهراة وسجستان في شهور سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وأقام بها سنين، وعمل مع الصوفية أعمالهم، وكتب ما كتب، ثم عاد إلى بلده وأظهر..(1) ثم رحل إلى الشاش وبلاد السغد وسمرقند، وسمع من أبي علي إسماعيل بن أحمد الحاجبي الجامع وغيره، وكتب عن مشايخ الوقت، ورجع إلى بلده، ومات شابا ليلة الجمعة سلخ جمادى الاولى سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
والامام عمر بن محمد بن عمر بن أحمد بن خشنام البخاري الخشنامي عرف بخوشنام بفتح الخاء، كان إماما فاضلا (2) مناظرا، له يد باسطة في الفقه والنظر وكان من أهل الدين والورع، سمع أبا بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري البخاري، سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي، وتوفي ببخارى في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وابنه الفقيه الزاهد، ركب الاخطار وقطع البوادي على التجريد والانفراد، وراض نفسه حتى ما كان يأكل كل ثلاثة أيام إلا شيئا يسيرا، جاور بمكة وتزهد وكان من أصحاب شيخنا الامام يوسف بن أيوب الهمذاني رحمه الله.
الخشمنجكثي: بضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وكسر الميم وسكون النون وفتح الجيم والكاف، وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى قرية من قرى كس إحدى بلاد ما وراء النهر، يقال لها خشمنجكث، منها يحيى بن هارون بن أحمد (بن أحمد) بن ميكال بن جعفر بن حم الميكالي الخشمنجكثي الصرام، شاب صالح فتي يكتب الحديث عن
__________
(1) كلمة مشتبهة كأنها (التحنل) أو (التحسك) وربما يكون الصواب " التنسك ".
(2) مثله في اللباب، ووقع في ك " ناظرا ".
(*)(2/373)
أهل السنة مناطحة أهل البدعة، دخل نسف مرتين أو ثلاثا - هكذا ذكره أبو العباس المستغفري وقال، سمع مني في الرحلة الاخيرة تفسير الكلبي وكتاب الدلائل والمعجزات من تأليفي
وغيرهما، وسمع الحديث من أبي عبد الله وأبي الحسين محمد وأحمد ابني عبد الله بن إدريس الاستر اباذيين وأبي جعفر محمد بن أحمد المقري وأبي الفضل منصور بن نصر الكاغذي.
روى عنه شيخه أبو العباس المستغفري، ومات في جمادى الاولى سنة عشرين وأربعمائة.
وأبو علي الحسن بن أحمد بن إسماعيل بن منصور بن يحيى الخشمنكجثي الكسي، كان من أمناء القاضي بسمرقند، يروي عن السيد أبي الحسن محمد بن زيد البغدادي العلوي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النخشبي الحافظ، وكانت ولادته في سنة خمسين وأربعمائة ووفاته..(1).
الخشيشي: بضم الخاء المعجمة والياء الساكنة آخر الحروف بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى خشيش، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو العباس عبد الله بن جعفر بن أحمد بن خشيش الصيرفي الخشيشي، من أهل بغداد إن شاء الله، يروي عن أبي الاشعث أحمد بن المقدام ويعقوب بن أحمد الدورقي ويوسف بن موسى القطان وغيرهم، قال أبو الحسن الدارقطني: كتبنا عنه حديثا كثيرا.
الخشيناني: بفتح الخاء وكسر الشين المعجمتين بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف ثم النون المفتوحة بعدها الالف ونون أخرى، هذه النسبة إلى خشينان وهي محلة معروفة بأصبهان، ويزيدون فيها الواو فيقولون: خوشينان، منها أبويحيى غالب بن فرقد الخشيناني الاصبهاني، يروي عن مبارك بن فضالة وعمر بن صبح، حدث عنه روح بن حبر وعقيل بن يحيى وإسماعيل بن يزيد وغيرهم.
الخشينديزي: بفتح الخاء وسكون الشين المعجمتين وفتح الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وسكون النون وياء أخرى بين الدال المهملة والزاي، هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف يقال لها خشينيديزه، منها إسماعيل بن مهران الخشينديزي ختن أبي الحسن العامري، كان سمع زهد أبي معاذ كله أو بعضه من أحمد بن حامد بن طاهر المقرئ - هكذا ذكره أبو العباس المستغفري في تاريخ نسف.
الخشي: بضم الخاء المنقوطة وفي آخرها الشين المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى
__________
(1) بياض.
(*)(2/374)
خش وهي قرية من قرى إسفرايين، والمشهور به محمد بن أسد بن أحمد الخشي، يروي عن الوليد بن مسلم وغيره، روى عنه الليث بن عبدة والحسن بن سليمان المصري قبيطة - قاله ابن ماكولا.
وذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وقال: محمد بن أسد أبو عبد الله بن المبارك وعمر بن هارون البلخي وفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة والوليد بن مسلم ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك وبقية بن الوليد وإسماعيل بن علية ووكيع بن الجراح، وقدم بغداد وحدث، فروى عنه محمد بن إسحاق الصغاني وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ وإبراهيم الحربي - إلا أنه سماه أحمد - وغيرهم، وكان ثقة، وذكر أبو عوانة الاسفراييني محمد بن أسد فقال: حدث ببغداد وهو ابن خمس وعشرين سنة.
وذكر ابن عقدة سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول: محمد بن أسد الخشي كان ثقة جيد الفهم (1).
__________
(1) ولمحمد بن أسد بن اسمه بديل - راجع الاكمال بتعليقه 1 / 220 و 3 / 98 و 263 و 265.
(*)(2/375)
باب الخاء والصاد الخصاص: بفتح الخاء المعجمة والصاد المشددة المهملة وفي آخرها صاد أخرى، هذه النسبة إلى عمل الخص وهو شئ يعمل من القصب والمشهور بهذا الانتساب هارون الخصاص، يروي عن مصعب بن سعد، روى عنه القاسم بن الفضل الحداني (1).
الخصاف: بفتح الخاء المنقوطة والصاد المهملة وفي آخرها الفاء والمشهور بهذه الحرفة والاسم أبو الخليل بزيع بن حسان الخصاف من أهل البصرة، يروي عن هشام بن عروة، روى عنه عبد الرحمن بن المبارك، يأتي عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمد لها (2).
الخصيبي: بفتح الخاء المنقوطة وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الخصيب وهو اسم رجل، والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن محمد بن الخصيب القاضي الخصيبي قاضي مصر، يروي عن (3)..حدث عنه عبد الغني بن سعيد الحافظ.
وأبو الحسين (4) عبد الواحد بن محمد الخصيبي، يروي عن ميمون بن هارون الكاتب، روى عنه المرزباني.
وأبو العباس الخصيبي الوزير هو أحمد بن عبيدالله بن أحمد بن الخصيب - ذكره ابن ماكولا في كتاب الوزراء.
الخصي: بفتح الخاء المعجمة وفي آخرها الصاد المهملة والياء، هذا الاسم لجماعة من الخدام الخصيان، وقد سمعت عن جماعة كثيرة منهم بخراسان والعراق والحجاز، كأبي
__________
(1) (الخصاصي) استدركه اللباب وقال " بفتح الخاء والصاد (مخففة كما في الاصابة) وسكون الالف وبعده صاد ثانية - نسبة إلى خصاصة واسمه إلاءة (بكسر الهمزة وفتح اللام مخففة فألف بعدها همزة فهاء التأنيث، ضبط في أسد الغابة، قال: مثل خلافة.
(2) في اللباب " فاته خصاف بن عبد الرحمن أخو خصيف الخضرمي الجزري - وهو اسمه " قال المعلمي ظاهر هذا انه بفتح فتشديد، وهذا خطأ، إنما هو (خصاف) بكسر فتخفيف كما في الاكمال 3 / 160.
وفي القبس " لو أنصف السمعاني جد الانصاف لذكر الامام أبا بكر الخصاف ذا المنزلة المنيفة بين أصحاب الامام أبي حنيفة، وهو أبو بكر أحمد بن عمرو - وقيل عمر - بن مهير - وقيل مهران، الشيباني عن أبيه وأبي عاصم النبيل وأبي داود الطيالسي والقعنبي.
(3) بياض.
(4) مثله في الاكمال 3 / 40 واللباب، ووقع في س وم وع " أبو الحسن ".
(*)(2/376)
العذارى (1) صواب بن عبد الله الجمالي بمرو.
وأبي الحسن كمشتكين بن عبد الله الرومي.
وأبي الدر جوهر بن عبد الله التاجي بنيسابور.
وأبي المسك عنبر بن عبد الله الستري بالحاجر.
وأبي الحسن مرجان بن عبد الله المقتدري بمكة.
وأبي الحسن نظر بن عبد الله
الكمالي أمير الحاج بالمدينة وكلهم خصيان سود حبوش إلا كمشتكين.
ومن القدماء أبو الحسن دجي بن عبد الله الخادم الاسود الخصي مولى أمير المؤمنين الطائع لله وكان قريبا منه وخصيصا، يسفر بينه وبين الملوك، سمع وأحمد بن محمد بن عمران الجندي ومحمد بن عمر بن زنبور الوراق وأبا الفضل محمد بن الحسن بن المأمون وغير واحد ممن بعدهم، كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وتوفي يوم السبت الرابع من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وأربعمائة (2).
الخصيفي: بضم الخاء المنقوطة وفتح الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الفاء، هذه النسبة لابي عمرو مروان بن شجاع الخصيفي الجزري القرشي الاموي مولاهم، نسب إلى خصيف بن عبد الرحمن الجزري لكثرة روايته عنه، سمع سالم الافطس وإبراهيم بن أبي عبلة وخصيف بن عبد الرحمن.
روى عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو عبيد القاسم بن سلام، مات بحران سنة تسعين ومائة، وحديثه مخرج في الصحيحين، يروي عنه أحمد بن منيع وغيره، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي: أيما أحب إليك في خصيف عتاب بن بشير أو مروان بن شجاع ؟ فقال: عتاب بن بشير أحاديثه مناكير، (و) مروان حدث عنه الناس.
قال عبد الله: وقد حدثنا أبي عنه، وعن وكيع عنه.
وقال الدارقطني: هو ثقة جزري.
وقال محمد بن سعد: مروان بن شجاع الخصيفي كان من أهل الجزيرة من أهل حران، مولى مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، مات ببغداد سنة أربع وثمانين ومائة.
وقال أبو عروبة الحراني: مروان بن شجاع مولى لبني أمية من أهل حران كنيته أبو عمرو، وكان يعلم ولدي المهدي ببغداد، ومات بها في سنة أربع وثمانين ومائة، وحديثه ببغداد.
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في ك " العدادين ".
(2) في اللباب " فاته ذكر سعد الخصي أحد عمال مروان بن محمد الحمار ولاه الكوفة بعد الضحاك بن قيس الشيباني، وإنما قيل له الخصي لانه لم يكن له لحية وهو رجل من الازد قاله خليفة بن خياط " وراجع الاكمال وتعليقه.
(*)(2/377)
باب الخاء والضاد الخضرمي: بكسر الخاء المعجمة وسكون الضاد المعجمة وبعدها الراء، هذه النسبة إلى خضرمة (1)..والمشهور بهذا الانتساب أبو عبد الرحمن خصيف بن عبد الرحمن الخضرمي.
وأخوه خصاف.
وعباس بن الحسن الخضرمي، يروي عن الزهري، حدث عنه ابن جريج ومحمد بن سلمة الحراني.
وهبار بن عقيل بن بهيرة الحراني الخضرمي، جزري.
أبو سعيد عبد الكريم بن مالك الجزري.
فهؤلاء كلهم خضرميون.
الخضري: بكسر الخاء وسكون الضاد المعجمتين وفي آخرها الراء، والصحيح في هذه النسبة الخضري، بفتح الخاء وكسر الضاد، ولكن لما ثقل عليهم قالوا: الخضري، وهذه النسبة إلى الجد والمشهور بها أبو عبد الله محمد بن أحمد الخضري المروزي إمام مرو وحبرها ومقدم أصحاب الشافعي، وكان ختن أبي علي الشبوبي، تفقه عليه جماعة من الائمة وتخرج عليه، منهم حكيم بن محمد الذيموني البخاري، وأملى وحدث (عن جماعة، منهم القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن خلف بن الخضر بن موسى بن حباش العدل الكرابيسي الخضري، من ثقات أهل بخارى وعلمائها، أملى) وحدث عن أبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي والحاكم الشهيد أبي الفضل محمد بن أحمد السلمي وأبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي وأبي عبد الله الازهري، روى عنه أبو كامل البصيري والسيد أبو بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري وغيرهما، مات في حدود سنة أربعمائة.
الخضري: بضم الخاء وسكون الضاد المعجمتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خضر، وهي قبيلة من قيس عيلان وبطن من محارب (بن خصفة، وهم بنو مالك بن طريف بن خلف بن محارب (2) بن خصفة بن قيس عيلان، يقال لهم الخضر، ذكر ذلك أحمد بن الحباب الحميري النسابة، منهم عامر الرام أخو الخضر، يروي حديثه محمد بن
__________
(1) بياض وقال غيره " قرية من قرى اليمامة " راجع الاكمال بتعليقه 3 / 258 ومعجم البلدان.
(2) عبارة اللباب " من قيس عيلان وعدادهم في محارب " وهي أسلم لان عبارة المؤلف توهم البطن الذي من محارب غير القبيلة التي من قيس عيلان، مع أنهما واحد.
(*)(2/378)
إسحاق بن يسار عن أبي منظور عن عامر الرام أخي الخضر قال: إنا بأرض محارب إذ أقبلت رايات وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وصخر بن الجعد الخضري من خضر محارب بن خصفة أحد الشعراء المجودين، ومن قوله: هنيئا لكأس جذها الحبل بعد ما * عقدنا لكأس موثقا لا نخونها وإشماتها الاعداء لما تألبت * حوالي واشتدت علي ضغونها فإن تصحبي (1) وكلت عيني بالبكاء * وأشمت أعدائي فقرت عيونها ومنهم شيبة الخضري، يروي عن عروة بن الزبير، روى عنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة.
الخضيب: بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة، هذا الاسم لمن يخضب لحيته بالحمرة على وجه السنة، وهو أبو الحسن محمد بن أبي سليمان الزجاج الخضيب، من أهل بغداد، حدث عن عبد الاعلى بن حماد النرسي، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي الامام الجرجاني.
ومحمد بن شاذان بن درست الخضيب، حدث عن عمرو بن مرزوق وبشر بن أبي الوضاح، روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
ومحمد بن عبد الله بن سفيان الخضيب يعرف بزرقان الزيات، من أهل بغداد، حدث عن عبد الله بن صالح العجلي ومسدد بن مسرهد، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأبو سهل بن زياد القطان، وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، ومات في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن عبيدالله بن مرزوق بن دينار (الخضيب) القاضي، يعرف بالخلال، حدث عن عفان بن مسلم، روى عن ابن بنته عمر بن محمد بن
حاتم وإسماعيل بن علي الخطبي ومحمد بن محرز بن مساور الادمي وغيرهم، ومات سلخ جمادى الاولى سنة خمس وتسعين ومائتين.
وأبو عيسى يحيى بن محمد بن سهل الخضيب من أهل عكبرا، حدث عن خلف بن عمرو ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، روى عنه أبو علي الحسن بن شهاب بن الحسن العكبري.
__________
(1) وفي ك " تصحبني " لعل الصواب كما أثبتناه (تصحبي) بضم فسكون فكسر، كأنه يخاطبها يقول: فإن تصحبي، أي تصيري ذات صاحب أي تتزوجي فإنها تزوجت غيره كما في الاغاني.
(*)(2/379)
باب الخاء والطاء الخطابي: بفتح الخاء المنقوطة وتشديد الطاء المهملة وكسر الباء الموحدة، منهم من نسب إلى عمر بن الخطاب، وإلى أخيه زيد بن الخطاب رضي الله عنهما، وفيهم كثرة، منهم إسحاق بن زيد بن عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب العدوي الخطابي، ينسب إلى والد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سكن حران، يروي عن محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي وأبي نعيم الكوفي، روى عنه ابنه عبد الكبير الحراني الخطابي وأبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي الحراني.
وأبو حفص الفاروق بن عبد الكبير بن عمر بن عبد الرحمن (بن عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن زيد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن) (1) بن عبد الحميد بن زيد بن الخطاب الخطابي، من أهل البصرة، راوية السنن لابي مسلم الكجي، وحدث عن أبي الفضل العباس بن الفضل بن بشر الاسفاطي وأبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن أبي قريش الثقفي وبكار بن عبد الله الذماري وغيرهم، حدث عنه علي بن عمر بن بلال بن عبدان الدقاق وأبو الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان المروزي وأبو الحسن علي بن يحيى بن جعفر بن عبد كويه الامام وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الاصبهانيان.
وأبو سليمان حمد (2) بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي الخطابي، إمام فاضل كبير الشأن، جليل القدر، صاحب
التصانيف الحسنة، مثل أعلام الحديث في شرح صحيح البخاري، ومعالم السنن في شرح الاحاديث التي في السنن، وكتاب غريب الحديث، والعزلة.
وغيرها، سمع أبا سعيد بن الاعرابي بمكة وأبا بكر محمد بن بكر بن داسة التمار بالبصرة وإسماعيل بن محمد الصفار ببغداد وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وجماعة كثيرة، وذكره الحاكم أبو عبد الله في التاريخ فقال: الفقيه الاديب البستي أبو سليمان الخطابي أقام عندنا بنيسابور سنين وحدث بها وكثرت الفوائد من علومه وتوفي (سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ومولده سنة سبع عشرة (3)) وثلاثمائة ببست.
وأبو الحارث علي بن
__________
(1) سقط من ك وسقط قوله " بن عمر " من النسخ كلها وزدتها من اللباب، ومن تقييد ابن نقطة، وراجع التعليق على الاكمال 3 / 113 و 114.
(2) هكذا في اللباب والاكمال وهكذا تقدم في رسم (البستي) وهو المشهور، ووقع في النسخ هنا " أحمد ".
(3) من اللباب، وموضعها في النسخ بياض.
(*)(2/380)
القاسم بن أحمد بن محمد بن الخطاب بن محمد بن حسان بن بشير بن إبراهيم بن عبد الله بن دينار بن عتبة بن غزوان الخطابي وعتبة (هذا) هو الذي بصر البصرة وبناها، وأبو الحارث انتسب إلى جده الخطاب، وهو من أهل مرو وحدث بها وببلاد ما وراء النهر، وكثرت الرواية عنه، حدث عن أبي العباس عبد الله بن الحسين بن ابن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم النضري وأبي الحسين محمد بن إبراهيم بن غالب البيكندي وأبي العباس محمود بن عنبر بن نعيم النسفي ومحمد بن الفضل البلخي نزيل سمرقند وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد (بن سليمان الغنجار الحافظ وجماعة سواه، مات بمرو.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن) محمد بن الخطاب بن عمر بن الخطاب بن زياد بن الحارث بن زيد بن عبد الله البزاز الخطابي مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيل له الخطابي نسبة إلى الجد وإلى ولاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه، سمع محمد بن عيسى بن أبي قماش الواسطي
وأحمد بن علي البربهاري وموسى بن إسحاق الانصاري والحسين بن عمر بن أبي الاحوص الثقفي والحسن بن علي المعمري ومحمد بن الحسن بن سماعة الكوفي، روى عنه أبو أحمد عبيدالله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي، وكان ثقة، ومات في جمادى الاولى سنة خمسين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب الخطابي، وزيد أخو عمر رضي الله عنهما قتل يوم اليمامة، وكان عمر يقول: زيد خير مني أسلم قبلي وهاجر قبلي، ما هبت الريح من تلقاء اليمامة إلا تذكرت أخي زيدا.
وقيل إن كنية عبد الله بن عمر هذا أبو عمر، كان ثقة صدوقا، حدث عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ومسلمة بن علقمة ويزيد بن زريع ومحمد بن يزيد الواسطي، روى عنه أبو بكر الاثرم وموسى بن هارون وعبد الله بن محمد البغوي، ومات بالبصرة سنة ست وثلاثين ومائتين.
(وأبو محمد الحسن بن أسباط بن محمد بن سختويه بن يزيد بن حشمرد الخطابي) من أهل جرجان، يروي عن عمران بن موسى بن مجاشع السختياني وأبي نعيم بن مخلد وأبي يعلى الموصلي، روى عنه أبو سعد الاسماعيلي.
وجماعة من غلاة الشيعة يقال لهم الخطابية، وهم أصحاب أبي الخطاب الاسدي وكان يقول بالهية جعفر الصادق، ثم ادعى الالهية لنفسه، يقال لكل واحد منهم: الخطابي (1).
__________
(1) (الخطامي) استدركه اللباب وقال " بكسر الخاء وفتح الطاء وبعد الالف ميم نسبة إلى خطامة بن سعد بن ثعلبة بن نصر بن سعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طئ بطن مشهور ينسب إليه مازن بن الغضوبة الطائي الخطامي، له صحبة، وحديثه من أعلام النبوة وهو جد علي وأحمد ابني حرب الموصليين، كانا إمامين فاضلين.
(*)(2/381)
الخطبي: بضم الخاء المعجمة وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لابي محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن يحيى بن بيان الخطبي من أهل بغداد، ظني أن هذه النسبة إلى الخطب وإنشائها، وإنما ذكر هذا لفصاحته، كان فاضلا فهما عارفا
بأيام الناس وأخبار الخلفاء، وصنف تاريخا كبيرا على ترتيب السنين، وكان صدوقا ثقة عاقلا لبيبا فطنا، سمع أبا محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي وإدريس بن جعفر العطار ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وبشر بن موسى الاسدي والحسن بن علي المعمري ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وغيرهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وجماعة آخرهم أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز.
وقال إسماعيل الخطبي وجه إلي الراضي بالله ليلة عيد فطر فحملت إليه راكبا بغلة ودخلت عليه وهو جالس في الشموع فقال: يا إسماعيل ! إني قد عزمت في غد على الصلاة بالناس في المصلى فما الذي أقول إاذ انتهيت في الخطبة إلى الدعاء لنفسي ؟ قال: فأطرقت ساعة ثم قلت: يا أمير المؤمنين ! (رب أوزعني أن أشكر نعمتك الني أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصلحين).
فقال لي: حسبك.
ثم أمر لي بالانصراف وأتبعني بخادم فدفع إلي خريطة فيها أربعمائة دينار، وكانت الدنانير خمسمائة فأخذ الخادم لنفسه منها مائة دينار أو كما قال.
وكانت ولادة الخطبي في المحرم سنة تسع وستين ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة خمسين وثلاثمائة.
الخطفي: بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة والفاء وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه اللفظة لقب جد جرير بن عطية بن الخطفي، واسمه حذيفة بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان التميمي، أحد الشعراء المعروفين، أدرك الصحابة، ومدح الخلفاء، واجتمع جماعة منهم على باب عمر بن عبد العزيز فما أذن لواحد منهم إلا لجرير، وكان حسن القول متين الشعر جيد النظم.
ومن أولاده عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن عطية بن الخطفي الشاعر، من أهل البصرة كان واسع العلم غزير الادب، وقدم بغداد فأخذ أهلها عنه، وروى عنه أبو العيناء محمد بن القاسم وأبو العباس المبرد وقال (عمارة كنت امرءا دميما داهيا فتزوجت امرأة حسناء رعناء ليكون أولادي في جمالها ودهائي فجاءوا في رعونتها
ودمامتي.
الخطمي: بفتح الخاء المنقوطة بواحدة وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى بطن من الانصار يقال له خطمة بن جشم بن مالك بن الاوس بن حارثة، وقال ابن(2/382)
حبيب: في طئ خطمة وخطيمة ابنا سعد بن ثعلبة بن نصر بن سعد بن نبهان.
فأما خطمة بن خشم من الانصار ينسب إليها جماعة من الصحابة، منهم عبد الله بن يزيد الخطمي، له صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن البراء بن عازب رضي الله عنهم.
وأبو الاسود عبيد الله بن موسى بن إسحاق بن موسى بن عبيدالله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي الانصاري وهو أخو أحمد والعباس ابني موسى من أهل بغداد (حدث عن محمد بن سعد العوفي) وجعفر بن محمد بن وأبي عبد الله الشيرازي وإبراهيم بن عبد الله العبسي الكوفي وأحمد بن سعيد الجمال، روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي ومحمد بن المظفر وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص الكتاني، وكان ثقة، ومات في رجب من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وعمه أبو العباس عيسى بن إسحاق بن موسى الخطمي الانصاري، وهو أخو موسى، وكان أسن منه، سمع أباه (وعبد المنعم بن إدريس وخلف بن هشام) وأبا الربيع الزهراني وسعيد بن محمد الجرمي وأبا عقيل محمد بن حاجب المروزي وغيرهم، روى عنه محمد بن جعفر الادمي وأبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ومحمد بن العباس بن نجيح وأحمد بن كامل وعبد الباقي بن قانع وأبو سهل بن زياد ومكرم بن أحمد القاضي، وكان ثقة صادقا صالحا عابدا، وذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي أنه كان يمشي حافيا ويلبس ما يباف (1) تزهدا، ومات قبل سنة ثمانين ومائتين.
وقال أبو عمر الزاهد: كان يقال إن عيسى بن إسحاق من الابدال في زمانه.
وأبو بكر موسى بن إسحاق الانصاري الخطمي أخوه، سمع أباه وأحمد بن يونس اليربوعي وعلي بن الجعد الجوهري ومحمد بن جعفر الوركاني وأبا نصر التمار وأبا الربيع الزهراني وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وغيرهم،
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأبو بكر بن الانباري ومحمد بن مخلد وأحمد بن كامل وحبيب بن الحسن القزاز، وكان فصيحا ثبتا في الحديث كثير السماع محمودا، وكان إليه القضاء بكور الاهواز، وكان يظهر (انتحال مذهب الشافعي، وكان لا يرى مبتسما قط، فقالت له امرأة: أيها القاضي لا يحل لك أن تحكم بين الناس فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يحل للقاضي) (أن يحكم بين اثنين) وهو غضبان " فتبسم.
قال أبو عبد الله (محمد بن أحمد) بن موسى القاضي: حضرت مجلس موسى بن إسحاق القاضي بالري سنة ست وثمانين ومائتين وتقدمت امرأة فادعى وليها على زوجها خمسمائة دينار مهرا، فأنكر، فقال القاضي: شهودك، قال: قد أحضرتهم، فاستدعى بعض الشهود أن ينظر المرأة ليشير إليها في شهادته فقام الشاهد وقالوا للمرأة: قومي، فقال الزوج: (تفعل ماذا ؟ قال الوكيل: ينظرون إلى
__________
(1) كذا في ك، وفي بقية النسخ " ويلبس قميصا باساب " بلا نقط، وفي تاريخ بغداد " ويلبس قميص بابياف ".
(*)(2/383)
امرأتك وهي مسفرة لتصح عندهم معرفتهم، فقال الزوج): فإني أشهد القاضي أن لها علي هذا المهر الذي تدعيه، ولا تسفر عن وجهها، فردت المرأة وأخبرت بما كان من زوجها، فقالت المرأة: فإني أشهد القاضي أني قد وهبت له هذا المهر وأبرأته منه في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي: يكتب هذا في مكارم الاخلاق.
وكانت ولادته سنة عشر ومائتين، ومات بالاهواز في المحرم سنة سبع وتسعين ومائتين، وكان على قضاء الاهواز.
الخطيب: بفتح الخاء المعجمة وكسر الطاء المهملة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الخطابة على المنابر، وفيهم كثرة من العلماء والمحدثين، والمشهور منهم أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب الحافظ، من أهل بغداد، وكان إمام عصره بلا مدافعة، وحافظ وقته بلا منازعة، صنف قريبا من مائة مصنف صارت عمدة لاصحاب الحديث، منها التاريخ الكبير لمدينة السلام بغداد، سمع ببلده، ثم رحل إلى البصرة وأصبهان وخراسان والحجاز والشام،
وشيوخه أكثر من أن يذكروا، وأدركت من أصحابه قريبا من خمسة عشر نفسا، وكانت ولادته في سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ووفاته في سنة ثلاث وستين وأربعمائة، ودفن بجنب بشر بن الحراث الحافي رحمهما الله.
وقد كتبت عن جماعة منهم ربما تزيد على أربعين نفسا من الخطباء.
وأما شبيب بن شيبة الخطيب البصري، يروي عن الحسن وعطاء وابن المنكدر وغيرهم، ضعفه يحيى بن معين، قيل له الخطيب لا لانه خطب على المنابر بل لفصاحته وحسن منطقه وبلاغته، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ببغداد أنا أبو القاسم (إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي أنا أبو القاسم) حمزة بن يوسف السهمي سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ بجرجان يقول: شبيب بن شيبة إنما قيل له الخطيب لفصاحته، وكان ينادم خلفاء بني أمية.
وأبو محمد عقيل بن عمرو بن بكر بن سليمان بن المسيب بن المنذر بن عقبة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة الخطيب، من أهل نيسابور، وأول من خطب منهم، بكر، ثم عمرو، وكان والي نيسابور، وليها غير مرة، فكان يخطب بنفسه، وإذا ولي الامارة غيره كان هو الخطيب، سمع يزيد بن هارون الواسطي، وكان خطب في أيام عبد الله بن طاهر إلى أيام عمرو بن الليث، وحبس في أيام أحمد بن عبد الله الخجستاني ونكب ثم أفرج عنه، وله في ذلك قصة، وحكى عنه أنه قال في
__________
(1) (الخطي) في معجم البلدان " الخط بفتح أوله وتشديد الطاء...في سيف البحرين وعمان..وينسب إليها عيسى بن فاتك الخطي أحد بني تيم الله بن ثعلبة، كان من الخوارج..وهو القائل: أألفا مسلم فيما زعمتم * ويهزمهم بآسك أربعونا " (*)(2/384)
خطبته: إخواني لابد من الفناء فليت شعري أين الملتقى ؟ ومات في شهر ربيع الاول من سنة ست وثمانين ومائتين.
الخطيبي: بفتح الخاء المعجمة وكسر الطاء المهملة بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الخطيب، ولعل أحدا من أجداد المنتسب إليه كان
يتولى الخطابة، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن إبراهيم بن نصرويه بن سختام (1) بن هرثمة بن إسحاق بن عبد الله بن أسكر بن كاكجة (2) العربي الخطيبي السمرقندي، من أهل سمرقند، أخو الامام أبي..إسحاق بن إبراهيم الخطيب صهر السيد الامام أبي شجاع العلوي وأستاذه في الاصول، وكان من مشاهير العلماء، ورد خراسان وحدث بها وسمع منه، وروى عنه جدي الامام أبو المظفر منصور بن محمد السمعاني والقاضي أبو محمد (عبد الرحمن) بن عبد الرحيم المروزي، ذكر عمر بن محمد (بن أحمد) النسفي أن الامام أبا الحسن الخطيبي مات في طريق الحج بقرب كربلاء بسقوطه عن البغل سنة أربعين وأربعمائة أو بعدها (3).
الخطيمي: بفتح الخاء المعجمة وكسر الطاء المهملة بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الخطيم، وهو اسم جماعة أو لقب، منهم عباد بن عبد العزى بن محصن بن عقيدة بن وهب بن الحارث وهو جشم بن لؤي بن غالب، يقال له: الخطيم، ومن انتسب إليه من أولاده (يقال لكل واحد منهم الخطيمي)، وإنما قيل له الخطيم لانه ضرب على أنفه يوم الجمل فلقب بالخطيم - ذكر ذلك هشام بن الكلبي.
وقسر بن الخطيم الشاعر الخطيمي يكنى أبا يزيد، كان شاعرا محسنا، وهو الذي كان يشبب بعمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة، وهي زوجة بشير وأم النعمان بن بشير وفيها يقول: أتعرف رسما كاطراد المذاهب * لعمرة وحشا غير موقف راكب ويقول فيها: تبدت لنا كالشمس تحت غمامة * بدا حاجب منها وضنت بحاجب
__________
* (1) هكذا في تاريخ بغداد ج 11 رقم 6180 واللباب والدراري المضيئة ج 1 رقم 55، ووقع فيها رقم 293 و 969 " سخنام " وهو في نسخ الانساب بلا نقط.
(2) في تاريخ بغداد " كاك " ولم يرفع اللباب والجواهر النسب فوق سختام.
(3) وفي الاستدراك آخرون: محمد بن إسماعيل أبو يعلى الخطيبي البخاري.
عمر بن الحسين الخطيبي من أهل غزنة.
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبيدالله الخطيبي الاصبهاني.
أبو حنيفة محمد بن عبيدالله بن علي الخطيبي.
تأتي عبارته في ذيل الاكمال إن شاء الله.
(*)(2/385)
باب الخاء والفاء الخفاجي: بفتح الخاء المنقوطة والفاء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خفاجة، وهي اسم امرأة، هكذا ذكر لي أبو أزيد الخفاجي في برية السماوة، وولد لها أولاد وكثروا (1)، وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وكان أبو أزيد يقول: يركب منا على الخيل أكثر من ثلاثين ألف فارس سوى الركبان والمشاة.
ولقيت منهم جماعة كثيرة وصحبتهم، والمشهور بالانتساب إليهم الشاعر المفلق أبو (محمد عبد الله بن محمد بن) سعيد بن (سنان (2) الخفاجي، كان يسكن حلب وشعره مما يدخل الاذن بغير إذن.
الخفاف: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الفاء الاولى، هذه الحرفة لعمل الخفاف التي تلبس، والمشهور بالانتساب إليها أبو مخلد عطاء بن مسلم الخفاف من أهل حلب، يروي عن الاعمش والثوري، روى عنه العراقيون وأهل الشام، كان شيخا صالحا دفن كتبه ثم يجعل يحدث فكان يأتي بالشئ على التوهم فيخطئ المناكير في أخباره، وبطل الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخفاف مولى تجيب، مصري، يحدث عن عمران بن عبد الله بن بكير مولى عمرة، حدث عنه يحيى بن عبد الله بن بكير، توفي في جمادى الاولى سنة خمس ومائتين.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الخفاف، نسبوه في موالى تجيب، يروي عن ابن وهب وإدريس بن يحيى، مات في ذي العقدة سنة ست وخمسين ومائتين.
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن عمرو الخفاف، من أهل نيسابور، كان من الحفاظ، يروي عن أبي زرعة، حدث عنه عبد الله بن عدي الحافظ.
وأبو القاسم إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المؤذن المقري الخفاف، جرجاني، توفي في شوال سنة إحدى وأربعمائة
حدث عن أبي أحمد بن عدي وأبي بكر الاسماعيلي وغيرهما.
وأبو (عبد الله) عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الخفاف المقري، شيخ من أهل القرآن، سديد السيرة، يروي عن أبي الخطاب بن البطر وأبي عبد الله بن طلحة ومن دونهما، كتبت عنه ببغداد، وكان له دكان بدرب الدواب يعمل الخفاف ويقرأ عليه القرآن.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن
__________
(1) في اللباب " ليس كذلك وإنما هو خفاجة بن عمرو بن عقيل، وهو ابن أخي عبادة، وقيل إن اسم خفاجة: معاوية واشتهر باللقب، قال ابن حبيب: طعن رجلا من اليمن فأخفجه ".
(2) من اللباب وغيره.
(*)(2/386)
عمر الزاهد الخفاف، كان شيخا صالحا كثير العبادة، سمع أبا العباس محمد بن إسحاق السراج، سمع منه جماعة كثيرة مثل الحاكم أبي عبد الله الحافظ وأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وأبي عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري - في جماعة آخرهم أبو القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو الحسين بن أبي نصر الخفاف، مجاب الدعوة، وسماعاته صحيحة بخط أبيه من أبي العباس وأقرانه، وبقي واحد عصره في علو الاسناد، وتوفي وهو ابن ثلاث وتسعين سنة يوم الخميس الثاني عشر من شهر ربيع الاول سنة خمس وتسعين وثلاثمائة وصليت عليه أنا في السوق أسفل المربعة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن بندار الخفاف الكرجي، سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، روى عنه ابنه عبد الله الخفاف، وكانت وفاته في سنة ثمان وأربعمائة.
ومن القدماء أبو نصر عبد الوهاب بن عطاء الخفاف البصري، مولى بني عجل.
سكن بغداد، وحدث بها عن يونس بن عبيد وسليمان التيمي وحميد الطويل وعمرو بن عبيد وخالد الحذاء وداود بن أبي هند وعبد الله بن عون وابن جريج وسعيد بن أبي عروبة وشعبة وإسرائيل وغيرهم، روى عنه خلف بن هشام البزار وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعمرو بن محمد الناقد والحسن بن
محمد الزعفراني والحارث بن محمد بن أبي أسامة، قال زكريا بن يحيى الساجي: عبد الوهاب بن عطاء الخفاف صدوق ليس بالقوي عندهم، خرج إلى بغداد من البصرة فكتبوا عنه فكتب إلى أخيه أني قد حدثت ببغداد فصدقوني وأنا أحمد الله على ذلك.
قال الزعفراني: لما قدم علينا عبد الوهاب بن عطاء كتب إلى أخيه: يا أخي ! أحمد الله أن أخاك حدث وصدق.
وروى أنه ما كان يقوم من مجلسه حتى يبكي وكان ثقة، ومات في شوال سنة أربع ومائتين في آخرها.
وأبو عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم الحافظ المعروف بالخفاف، من أهل نيسابور، وكان نسيج وحده جلالة ورياسة وزهدا وعبادة وسخاء نفس، سمع بنيسابور إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعمرو بن زرارة، وببغداد أحمد بن منيع وأبا همام السكوني، وبالكوفة أبا كريب وهناد بن السري، وبالحجاز أبا مصعب الزهري ومحمد بن أبي عمر العدني، وغيرهم، روى عنه جعفر بن أحمد الحافظ ومحمد بن سليمان بن فارس وأبو حامد بن الشرقي، وكان ابتداء حاله الزهد والورع وصحبة الابدال والصالحين من المسلمين إلى أن بلغ من السن والعلم والرياسة والجلالة ما بلغ، ولم يكن يعقب..فلم يرزق ولدا فلما آيس من ذلك تصدق بأموال - كان يقال إن قيمتها يوم تصدق بها خمسة آلاف ألف درهم - على الاشراف والاقارب والفقراء والمساكين وغيرهم، وكان يفي بمذاكرة مائة ألف حديث،(2/387)
وصام نيفا وثلاثين سنة، ومات في شعبان سنة تسع وتسعين ومائتين.
وأبو يحيى زكريا بن داود بن بكر بن عبد الله الخفاف، من أهل نيسابور والمقدم في عصره صاحب التفسير الكبير، سمع بخراسان يحيى بن يحيى ويزيد بن صالح وإسحاق بن إبراهيم، وبالعراق أبا بكر بن أبي شيبة وعلي بن الجعد وأبا الربيع الزهراني، وبالحجاز أبا مصعب الزهري ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وعبد الجبار بن العلاء، وغيرهم، روى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج وأبو حامد أحمد بن محمد بن الشرقي وغيرهما، ومات في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين، وله عقب، منهم أبويحيى المعدل.
الخفافي: بفتح الخاء المعجمة والفاء المشددة وفي آخرها فاء أخرى، هذه النسبة إلى عمل الخفاف، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه كان يعمل الخف، والمشهور بهذه النسبة أبو العباس أحمد بن عمران الخفافي الاستر اباذي، حدث عن نصر بن الفتح السمرقندي - قاله حمزة بن يوسف (السهمي (1) الحافظ.
وأبو هاشم محمد بن الحسين الخفافي، من أهل جرجان، حدث عن أبي القاسم حمزة بن يوسف السهمي، روى عنه جدي الامام أبو المظفر السمعاني وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الاصبهاني وأبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني وغيرهم، وتوفي بعد سنة سبعين وأربعمائة بجرجان (2).
الخفيفي: بضم الخاء المعجمة والياء الساكنة آخر الحروف بين الفاءين، هذه النسبة إلى خفيف، وهو بطن من قضاعة، وهو خفيف بن مسعود بن حارثة بن معقل، وابنه أقيسر خفيفي، وكان فارسا في الجاهلية، وهما من بني كعب بن عليم بن جناب، من قضاعة، ذكره هشام بن الكلبي، وسائر الاسماء خفيف - بفتح الخاء.
__________
(1) ليس في ك وهو صحيح.
(2) (الخفافي) بالضم وتخفيف الفاء الاولى، رسمه القبس وقال " في قيس عيلان: خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، منهم الضحاك بن سفيان الصحابي ".
(*)(2/388)
باب الخاء واللام الخلبي: بضم الخاء المنقوطة وتشديد اللام وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة.
والمشهور بالانتساب إليه الحسن بن قحطبة الخلبي، حدث عن أبي داود الوراق عن محمد بن السائب الكلبي، روى عنه علي بن محمد بن الحارث الهمداني - قاله ابن ماكولا (1).
الخلدي: بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الخلد وهي محلة ببغداد، والمشهور بالنسبة إليها (صبيح) بن سعيد النجاشي الخلدي،
قال أبو حاتم بن حبان: كان ينزل الخلد ببغداد وكان يزعم أنه مولى عائشة، يروي عن عثمان بن عفان وعائشة رضي الله عنهما، روى عنه العراقيون، يروي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس من حديثهم، وكان يحيى بن معين يقول: هو كذاب.
وأما جعفر بن (محمد بن) نصير بن القاسم الخواص الخلدي أبو محمد أحد المشايخ الصوفية، صاحب الاحوال والمجاهدات والكرامات الظاهرة، صحب الجنيد بن محمد، وقيل له الخلدي في حكاية بلغتني وهي ما حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ (ح) وأنا عبد الرحمن بن أبي غالب بقراءتي ببغداد أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال الخطيب: ثنا، وقال المقدسي أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي الحافظ بنيسابور سمعت أبا صالح منصور بن عبد الوهاب الصوفي يقول سمعت أبا عبد الله أحمد بن عبد الرحمن الهاشمي بسمرقند يقول سمعت جعفر الخلدي يقول كنت يوما عند الجنيد بن محمد وعنده جماعة من أصحابه فسألوه عن مسألة، فقال لي: يا أبا محمد ! (أجبهم)، قال: فأجبتهم، فقال: يا خلدي ! من أين لك هذه
__________
* (1) (الحلجي) في القبس " الخلجي، قيس بن الحارث بن فهير، قال ابن الكلبي: قيس هو الخلج، ووهم الدارقطني " فقال الخليج هو علقة بن قيس، وقيل كانوا أدعياء من العماليق، وقيل هم من عدوان فألحقهم عمر رضي الله عنه بالحارث بن فهير، فسموا خلجا لانهم اختلجوا منهم أي انتزعوا...منهم سارية (الخلجي) مدني روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل، وعنه أبو حزرة يعقوب بن مجاهد - ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه (ج 2 ق 1 رقم 1379 ووقع فيه: أبوحرزة.
والصواب بتقديم الزاي على الراء) " وراجع رسم (الخلج) في الاكمال 3 / 189 ووقع هناك " ولد قيس بن الحارث وهو الخلج عديا وعلقمة " كذا وقع تبعا للاصول وكذا وقع في نسب قريش للمصعب ص 446، والصواب (علقة) بفتحات ذكر في رسمه من الاكمال وغيره.
(*)(2/389)
الاجوبة ؟ فجرى علي اسم الخلدي إلى يومي هذا.
والله ما سكنت الخلد ولا سكن أحد من آبائي.
فسألته عن السؤال فقال قالوا: نطلب الرزق ؟ فقلت: إن علمتم في أي موضع هو
فاطلبوه، فقالوا: نسأل الله ذلك ؟ فقلت: إن علمتم أنه نسيكم فذكروه، فقالوا: ندخل البيت ونتوكل على الله، فقلت: أتجربون الله بالتوكل ؟ فهذا شك، قالوا: كيف الحيلة ؟ فقلت: ترك الحيلة.
قال المقدسي قال لي شيخنا أبو سعيد: كتب عني هذه الحكاية أبو بكر الخطيب الحافظ البغدادي.
سمع الحديث من الحارث بن أبي أسامة وبشر بن موسى الاسدي وعلي بن عبد العزيز البغوي وأبي العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي وأبي مسلم الكجي ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وجماعة يطول ذكرهم، روى عنه أبو عمر بن حيويه وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسن الدارقطني وجماعة آخرهم أبو علي بن شاذان وأبو الحسن بن مخلد البزاز، وكان ثقة صادقا دينا فاضلا، سافر الكثير إلى الشام والحجاز ومصر ولقي المشايخ الكبراء من المحدثين والصوفية، وكان يقول: لو تركني الصوفية جئتكم بأسناد الدنيا، وكان يقال: عجائب بغداد ثلاث: إشارات الشبلي، ونكت المرتعش، وحكايات جعفر الخلدي.
توفي في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة (1).
الخلقاني: بضم الخاء المعجمة وسكون اللام وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بيع الخلق من الثياب وغيرها، والمشهور بها من القدماء الربيع بن سليم الازدي الخلقاني، من أهل البصرة، يروي عن لمازة، روى عنه ابن المبارك ومسلم بن إبراهيم.
وأبو زياد إسماعيل بن زكريا الخلقاني، سمع عاصم الاحول ومحمد بن سوقة وغيرهما، حديثه مخرج في الصحيحين.
وأبو سعيد الحسن بن خلف بن سليمان الاستراباذي (المعروف بالخلقاني من أهل جرجان) كان يحدث في مسجد عمران السختياني من حفظه عن محمد بن عبد الملك البصري الاسامي، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وحدث عنه في معجم شيوخه.
وأبو عبد الله موسى بن داود الضبي الخلقاني، كوفي قاضي طرسوس، يروي عن سفيان الثوري ومحمد بن مسلم وحسام بن المصك، روى عنه إبراهيم بن دينار
__________
(1) (الخلصي) رسمه في القبس وقال " قال ابن إسحاق: ذو الخلصة بيت فيه صنم لدوس يقال له: الخصة.
منه
أبو الحسن عبيدالله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، قال الهجري: وهو الخلصي من ساكني خلص.
ولعله يريد ذا الخلصة ".
قال المعلمي خلص بفتح فسكون موضع بآرة بين مكة والمدينة، واد فيه قرى ونخل.
كما في معجم البلدان فالظاهر أن هذا الجعفري إليه ينسب، ولا شأن له بذي الخلصة.
(*)(2/390)
ومحمد بن أبي عتاب والمنذر بن شاذان وموسى بن سهل الرملي، قال ابن نمير: قاضي طرسوس ثقة.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن موسى بن داود، فقال: شيخ أدركته فطال مقامي بدمشق، فورد علي نعيه، قال: ذكر حديث لابي رواه موسى بن داود، فقال: في حديثه اضطراب.
الخلمي: بضم الخاء المنقوطة بواحدة وسكون اللام، هذه النسبة إلى بلدة بنواحي بلخ على عشرة فراسخ منها، يقال لهم خلم، وهي من بلاد العرب، نزلها الازد وبكر وتميم وقيس، بها فتى العرب كعب بن أحمد الذي يقول فيه الشاعر: إذا ذكرت يوما خراسان بالندى * يقال لهم قولوا نعم منكم كعب وهي مدينة صغيرة فيها قرى ورساتيق وشعاب، وزروعها كثيرة وليس تكاد الريح تسكن بها ليلا ونهارا في الصيف، والمشهور بهذه النسبة عبد الملك بن خالد الخلمي، روى عن سلم بن حذيم عن ابن عمر رضي الله عنهما، روى عنه المعتمر بن سليمان، ولا أدري كيف وقع بالعراق أو نسب إلى موضع آخر، وأما المنتسب إلى هذه البلدة فهو أبو بكر محمد بن محمد (1)..الخلمي الحاج الملقب بشيخ الاسلام، ويعرف بدهقان خلم، فقيه فاضل مفت مناظر، حسن السيرة، وكتب بأصبهان وبغداد عن جماعة من مشايخنا وعن لم ندركهم مثل أبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء البغدادي وغيره، حضرت مجلس إملائه غداة يوم الجمعة بجامع بلخ، وكتبت عنه، وتوفي (في شعبان) سنة سبع وأربعين وخمسمائة ودفن بداره بسكة حوران (2) لينقل إلى خلم.
وأبو العوجاء (3) سعيد بن سعيد (بن سعيد (4)
الخلمي (البلخي (5) المعروف بسعدان (6)، من القدماء، يروي عن سليمان بن طرخان
__________
(1) بياض في م، وموضعه في ك " بن " فقط، وفي اللباب " بن محمد ".
(2) كذا في ك، وفي غيرها " ميخودان " والصواب إن شاء الله (منجوران) كما يأتي في رسم (المنجوراني).
(3) مثله في اللباب ومعجم البلدان والتوضيح لكن سقطت من نسخته كلمة " أبو " والنزهة لكن وقع في نسخها " أبو العرجاء " هذا.
(4) من ك ومثله في اللباب والنزهة والتوضيح مصححا عليه.
(5) من م وع وهو صحيح.
(6) كذا يظهر من النسخ وهكذا ذكر في النزهة فيمن لقبه (سعدان) وكذا وقع في إحدى مخطوطتي اللباب " سعدان " وشكل بفتح فسكون لكن في الاخرى والمطبوعة والقبس ومعجم البلدان " سعيدان " وكذا في التوضيح وشكل بضم ففتح، وفي كتاب ابن أبي حاتم ج 2 ق 1 رقم 1254 في باب سعدان " سعدان بن سعد الحكمي روى عن مقاتل بن سليمان روى عنه.
سمعت أبي يقول هو مجهول " وأراه هذا، والصواب: الخلمي.
(*)(2/391)
التيمي ومقاتل بن سليمان، حدث عنه إبراهيم بن رجاء بن نوح والعباس بن رجاء (1) وغيرهما.
وأبو الحسن علي بن الحسين بن الفرج الخلمي المعروف بعلويه من أهل بلخ، يروي عن حميد بن حماد وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض وعيسى بن يونس وأبي يوسف وإبراهيم بن أبي يحيى وعمر بن هارون الثقفي، روى عنه أبو الحسين محمد بن عبيد الباهلي، ومحمود بن عنبر بن نعيم.
قال أحمد بن سيار في فتوح خراسان سعدان بن أبي العرجاء (2) الخلمي، له مجالسة ومعرفة بأيام الناس، ورأيت أحمد بن الحسن الترمذي يحدث عنه يقول: حدثنا سعدان بن أبي العرجاء الخلمي.
الخلنجي: بفتح الخاء المعجمة واللام وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خلنج، وهو نوع من الخشب، والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن محمد بن أبي يزيد الخلنجي أحد أصحاب الرأي، ولي قضاء الشرقية ببغداد أيام الواثق وكان ممن يعلن بخلق
القرآن ويظهر ذلك، وكان من أصحاب أبي عبد الله بن أبي دواد حاذقا بالفقه على مذهب أبي حنيفة رحمه الله واسع العلم ضابطا، وكان يصحب ابن سماعة وتقلد المظالم بالجبل فأخبر ابن أبي دواد أنه مستقل عالم بالقضاء ووجوهه فسأل عنه ابن سماعة فشهد له فكلم ابن أبي دواد المعتصم فولاه قضاء همذان فأقام نحوا من عشرين سنة لا يشكى، وتلطف له محمد بن الجهم في مال عظيم فلم يقبله، لما ولي الشرقية ظهرت عفته وديانته لاهل بغداد وكان فيه كبر شديد ولم يذكر عنه أنه أخذ حبة واحدة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن زكريا التغلبي يعرف بابن أبي شيخ الخلنجي، ظن أنه من أهل بغداد، يروي عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وعبد الله بن محمد بن إسحاق وأبي رجاء محمد بن حمدويه السنجي وغيرهم، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي.
وأبو منصور نصر بن داود بن منصور بن طوق الصغاني المعروف بالخلنجي، سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن الصلت الاسدي وسليمان بن داود الهاشمي وعفان بن مسلم وحرمي بن حفص وسعيد بن منصور ويحيى بن يوسف الزمي وخالد بن خداش، روى عنه موسى بن إسحاق القاضي وقاسم بن محمد الانباري وعمر بن محمد الجوهري ومحمد بن جعفر الخرائطي، وهو من أهل الصدق ومات سلخ صفر أو مستهل شهر ربيع الاول سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وأبو جعفر أحمد بن آدم الخلنجي الملقب بغندر من أهل جرجان، صاحب
__________
(1) تقدم عن استدراك ابن نقطة " العباس بن زياد " فالله أعلم.
(2) كذا والصواب (العوجاء).
(*)(2/392)
حديث مكثر ثقة، روى عن عبد الرزاق وجعفر الفريابي والفضل بن دكين وعثمان بن عبد الحميد وجماعة من أهل اليمن وأهل العراق، روى عنه الحسن بن سفيان وعمران بن موسى، وأبو جعفر المقري الجرجاني وجماعة.
وأبو العباس الفضل بن العباس الخلنجي، جرجاني، روى عن عفان بن سيار الجرجاني، روى عنه معروف بن أبي بكر الجرجاني ثم
الرازي.
الخلوقي: بفتح الخاء المعجمة وضم اللام وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى خلوق أو خلوقه وهو بطن من العرب (هكذا) سمعتهم يقولون، والمنتسب إليها جماعة من بوزنشاه (1) مرو، منهم أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن يوسف الخلوقي، إمام فاضل، عارف بالمذهب، وله ابنان عبد الرحمن وعبد الواحد، فأما أبو محمد عبد الواحد بن محمد الخلوقي كان أصغر من أخيه عبد الرحمن، وكان فقيها صالحا، يعظ في القرى، سمع أباه وأبا محمد عبد الله بن أحمد السرنجشري (2) وأبا محمد المكي بن عبد الرزاق الكشميهني وغيرهم، قال والدي رحمه الله رأيته غير مرة وجالسته ولم أسمع منه شيئا، وتوفي بنيسابور في شهور سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
الخلويي: بفتح الخاء المعجمة واللام المشددة المضمومة وفي آخرها الواو ثم الياء آخر الحروف، واشتهر بهذه النسبة أبو المظفر طاهر بن محمد بن الخلويي نسب إلى جده خلويه إن شاء الله، يروي عن جماعة من العلماء وجمع الاربعين لنفسه، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الرزاق (3) الماخواني.
الخليع: بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين، هذا (لقب) أبي علي الحسين بن الضحاك بن ياسر البصري الخليع الشاعر الباهلي، سمي بذلك لخلاعته ومجونه وهزله، وهو مولى باهلة، خراساني الاصل من البصرة سكن بغداد وكان ينادم الخلفاء دهرا طويلا، وله مع أبي نواس أخبار معروفة، وذكره أبو عبد الله المرزباني (فقال أبو علي الخليع) الباهلي البصري، مولى لولد سلمان بن ربيعة الباهلي وهو شاعر ماجن مطبوع حسن الافتنان في ضروب الشعر وأنواعه وبلغ سنا عالية يقال
__________
(1) في ك " نورشاه " وفي غيرها " نورنشاه " وتقدم رقم 613 رسم (البوز نشاها) وفيه أن (بوزنشاه) من قرى مرو.
(2) كذا في ك، وفي س " الشرنجشري " وفي م " الشرمحسري " والصواب إن شاء الله (الشيرنخشري) سيأتي هذا الرسم في موضعه وفيه أن (شير نخشير) من قرى مرو.
(3) مثله في اللباب وهكذا يأتي في رسم (الماخواني)، ووقع هنا في س وم وع " محمد بن عبد الرحمن " كذا.
(*)(2/393)
إنه ولد اثنتين وستين ومائة ومات في سنة خمسين ومائتين، واتصل له من مجالسة الخلفاء ما لم يتصل لاحد إلا لاسحاق بن إبراهيم الموصلي فإنه قاربه في ذلك أو ساراه، صحب الامين في سنة ثمان وثمانين ومائة، ولم يزل مع الخلفاء بعده إلى أيام (المستعين).
الخليعي: بضم الخاء وفتح اللام والياء الساكنة المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة، رجل نسب إلى جده الاعلى وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن خليع البغدادي الخليعي، بغدادي سكن مصر، وحدث بها عن بشر بن موسى، روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي، وقال: توفي بمصر في أول صفر سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وكان من الثقات المجودين (1).
الخليلي: بفتح الخاء المعجمة والياء الساكنة المنقوطة، هذه النسبة إلى رجال أولهم إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم، وجماعة من أهل بيت المقدس ينسبون إلى سكناهم مسجد إبراهيم الخليل صلوات الله عليه وخدمتهم إياه.
وأما أبو القاسم أحمد بن محمد (بن محمد (2) بن بعد الله الخليل الدهقان الزيادي من أهل بلخ شيخ، صدوق ثقة، قيل له: الخليلي، لانه كان يخدم القاضي الخليل بن أحمد السجزي شيخ الاسلام ببلخ، وكان وكيلا له، فقيل له: الخليلي - لهذا، هكذا سمعت عبد الرشيد بن أبي حنيفة الولوالجي يقوله بقطوان.
سمع الخليلي أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن الخزاعي، وحدث عنه بمشائل النبي صلى الله عليه وسلم، وبمسند الهيثم بن كليب، وبغريب الحديث لابي محمد القتبي، روى لنا عنه أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي الامام بمرو، وأبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم الاديب بهراة، وأبو المعالي فضل الله بن المكي العلوي بمرو الروذ وأبو حفص عمر بن علي السنجي الاديب ببلخ وأبو الفتح محمد بن محمد بن عبد الله البسطامي بالخورنق وأبو علي الحسن بن بشير النقاش بعسقلان، وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر الاربلي
بالموصل، وأبو عبد الرشيد بن أبي حنيفة الولوالجي بسمرقند، وأبو محمد بن محمد بن عبد السلام الصلواتي ببخجرمان، وجماعة سواهم، وتوفي ببلخ في سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة في صفر.
وأبو سعد محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد بن الخليل بن أحمد بن
__________
(1) (الخليفي) استدركه اللباب وقال " بضم الخاء وفتح اللام المخففة وبعدها ياء تحتها نقطتان وآخره فاء، هذه النسبة عرف بها أبو عبادة صمل بن عوف المعافري، ثم الخليفي، شهد فتح مصر، وفد على معاوية، وليس له رواية، وهو والد عبادة بن صمل - ذكره ابن يونس " وهو في الاكمال 3 / 247.
(2) من ك ومثله في اللباب.
(*)(2/394)
محمد بن محمد بن أبي حامد بن أسد بن إبراهيم الخليلي النوقاني، نسب إلى جده الخليل، من أهل نوقان، كان إماما فاضلا متفننا وافر العقل غزير الفضل، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبا سعيد محمد بن سعيد الفرخزادي وجماعة كثيرة سواهم، سمعت منه الكثير بنوقان، وقدم علينا بنيسابور فسمعت منه هناك أيضا، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة سبع وستين وأربعمائة، وتوفي في المحرم سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وأخواه أسعد والموفق، سمعت منهما يسيرا أيضا - والله يرحمهم (1).
خلي: بفتح الخاء واللام المخففة، هذه تشبه النسبة، وهو اسم لجد محمد بن خالد بن خلي الحمصي، يروي عن بشر بن شعيب، روى عنه ابنه أحمد بن محمد بن خالد بن خلي الحمصي.
وأحمد هذا روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
__________
(1) في اللباب " فاته أبو الحسن محمد بن الحسن بن حلوان الخليلي البخاري، سمع صالح بن محمد جزرة وغيره، روى عنه سهل بن عثمان البخاري السلمي.
وأبو عبد الله أحمد بن محمد الخليلي، قرأ على إسحاق بن أحمد الخزاعي، قرأ عليه زيد بن بلال.
وأبو يعلى الخليل بن عبد الله بن الخليل الخليلي الحافظ القزويني، روى عن أبي حفص الكتاني وأبي الحسين القنطري وغيرهما، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله المراغي البيع وغيره.
وابنه أبو زيد واقد بن الخليل، روى عنه يحيى بن مندة ".
(*)(2/395)
باب الخاء والميم (1) الخماشي: بضم الخاء وآخرها الشين المعجمتين بينهما الميم والالف، هذه النسبة إلى خماشة وهو اسم رجل انتسب إليه أبو جعفر عمير بن يزيد بن حبيب بن خماشة الانصاري الخطمي الخماشي، ومن قال بالحاء المهملة المفتوحة فقد وهم، روى عن عبد الرحمن بن الحارث، روى عنه يحيى بن أبي عطاء الازدي.
الخمامي: بضم الخاء المعجمة والالف بين الميمين، هذه النسبة إلى خمام وهو بطن من دوس وهو خمام بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس وإخوته سليمة ونوى والحارث بنو مالك - ذكره ابن الحباب الحميري في نسب دوس، وقال وهب بن جرير بن حازم: بنو خمام بن لخوة بن جشم بن ربيعة لهم خطة بالبصرة ومسجد فيه منارتان وهم من جشم بن ربيعة بن راسب بن الخزرج بن جدة بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
وخمام بن عاداة بن عوف بن بكر بن عمرو بن عوف، من بني سامة بن لؤي - ذكره أبو فراس السامي في نسبهم.
الخماني: بفتح الخاء المعجمة والميم المخففة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خمانة، وهو اسم لجد أبي علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب بن محمد بن أحمد بن خمانة الكشاني الحاجبي، آخر من روى الجامع الصحيح للبخاري في الدنيا عن محمد بن يوسف الفربري، ذكرته في الحاجبي والكشاني، مات بعد سنة تسعين وثلاثمائة بالكشانية.
الخماني: بضم الخاء المنقوطة وتشديد الميم ونون في آخرها قبلها ألف، ظني أن هذه النسبة إلى قرية...ومنها أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الخماني الفقيه - هكذا ذكره عبد الغني بن سعيد.
__________
(1) (الخمار) بفتح فتشديد، في المشتبه " نسبة إلى بيع خمر النساء، منصور الخمار عن موسى بن عقبة ".
(الخماري) ذكر في التوضيح في الحاء المهملة " الحماري بفتح أوله والميم المشددة وبعد الالف راء مكسورة.." ثم قال " بالخاء المعجمة المضمومة أبو نعيم محمد بن أبي البركات إبراهيم بن محمد بن خليل الخماري، حدث عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن داود العطار عن أبي محمد عبد الله بن السقاء، وعنه أبو الحسن علي بن المبارك بن نغوبا ".
(*)(2/396)
الخمايجاني: بضم الخاء المعجمة وفتح الميم بعدهما الالف وسكون الياء آخر الحروف وفتح الجيم بعدها ألف أخرى وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خمايجان، وهي قرية من قرى كارزين من نواحي فارس، منها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن سفيان الخمايجاني الفقيه، من أهل هذه القرية، حدث عن الحسن بن علي بن الحسن بن حماد المقري، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
الخمخيسري: خمخيسرة بضم الخاء المعجمة بنقطة وسكون الميم وكسر الخاء الثانية والياء المنقوطة بنقطتين من تحت والسين المفتوحة المهملة والراء المهملة.
قرية من قرى بخارى، والفقيه أبو سهل أحمد بن محمد بن الحسين (1) بن بهي بن النضر الخمخيسري من درب الريو، يروي عن أبي عبد الله وأبي بكر الرازيين، سمع منه أبو كامل البصيري الحافظ، وذكره في كتاب المضاهات.
الخمركي: بضم الخاء المعجمة وسكون الميم وبعدها الراء المفتوحة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى خمرك وهي من بلاد الشاش والمشهور منها أبو رجاء المؤمل بن مسرور الشاشي الخمركي، يروي عن جدي الامام أبي المظفر، والامام أبي بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي وعطاء بن أبي عطاء الهروي وأبي طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري الخوارزمي وغيرهم، لقيته، وظني أني سمعت منه، ولم أظفر بشئ عنه، سمع منه أصحابنا، وتوفي بمرو في سنة ست عشرة وخمسمائة ودفن على نهر الرزيق وكان يسكن
الرباط الذي عليه رحمه الله.
الخمري: بفتح الخاء المعجمة والميم (2) وبعدهما الراء، هذه النسبة إلى خمر وهو بطن من همدان وهو خمر بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران (3) بن نوف بن همدان وهم
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) هذه النسبة (الفعلي) بفتح الفاء وفتح العين تكون إلى عدة ألفاظ منها (فعل) بفتح الفاء وفتح العين مثل عرب وعربي، وتنها (فعل) بفتح فكسر مثل: نمر ونمري، وانتظر.
(3) هكذا في نسخ أخرى س وم وع، ووقع في ك " حيدان " خطأ، وفي عاشر الاكليل " حبران " خطأ أيضا وفي اللباب خيوان " ومثله في الاكمال 3 / 191، وكذا وقع فيه 2 / 581 وذكره 2 / 209 في رسم (خيران) بالراء قال " خيران بن نوف بن همدان (في المطبوع: حمدان.
خطأ)..قاله الدارقطني بالراء، والاكثر والاشهر أنه خيوان بالواو " وفي القبس عن الهمداني (خيران) ووقع في نسخ جمهرة ابن حزم بالواو فأصلحه المحقق ص 392 و 396 بالراء وقال " في الاصول: حيوان.
صوابه من المقتضب 115 والاصنام 57 ونهاية الارب 2 / 320 والقاموس - خ ي ر).
(*)(2/397)
رهط أبي كريب محمد بن العلاء البكيلي الهمداني، وهو خمري، وقد ذكرناه في غير موضع (1).
الخمري: بضم الخاء المنقوطة وسكون الميم وفي آخرها راء مهملة، هذه النسبة إلى الخمر (وهي جمع خمار) وهو شئ تجعله النساء على رؤوسهن يقال له المقنعة، والمشهور بها أبو علي بن العباس المقانعي الخمري...ومنصور بن دينار الخمري، حدث عن نافع مولى ابن عمر رضي الله عنهما ويزيد بن أبي زياد، روى عنه أبو عاصم النبيل.
وعمر بن عبيد الخمري، حدث عن هشام بن عروة.
ومحمد بن مروان الخمري، حدث عن أشعث بن سعيد السمان، روى عنه الوليد بن حماد الكوفي.
وزيد بن موسى الخمري.
وأبو معاذ الخمري، هو أحمد بن إبراهيم الجرجاني، يعرف بالتنوري، حدث عن إسماعيل بن إبراهيم، لم يرتضه أبو بكر الاسماعيلي - ذكر هؤلاء كلهم ابن ماكولا.
الخمقاباذي: بكسر الخاء المعجمة وسكون الميم وفتح القاف والباء الموحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى خمقاباذ، وهي قرية من قرى مرو، على طرف كوال حفصاباذ ويقال لها خنقاباذ، بالنون اجتزت بها غير مرة، منها إسحاق بن إبراهيم (2) بن الزبرقان، خمقاباذي، شيخ لا بأس به، كتب الحديث، روى عن الحسن (3) بن زياد الزاهد - هكذا ذكره المعداني.
وأبو حمزة أحمد بن عبد الله بن عمران الحمقاباذي، سمع محمد بن مشكان وأبا حذاقة السهمي وإسحاق بن إبراهيم البغدادي وغيرهم.
وأبو نصر أحمد بن مأمون الحمقاباذي كان كبيرا في الادب، كتب عن علي بن خشرم.
الخمقري (4): بفتح الخاء المعجمة وسكون الميم وفتح القاف (5) وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خمس قرى، ويقال لها بنج ديه، وهي خمس من القرى مجتمعة، وهي
__________
(1) في اللباب " قلت فاته الخمري - نسبة إلى خمر بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين، منهم الصباح بن سوادة بن حجر بن كابس بن قيس بن خمر الكندي الخمري.
ومنهم أبو شمر بن قيس بن خمر وهو القائل: الوارثون المجد عن * خمر ورهط أبي زرارة " وراجع التعليق على الاكمال 2 / 197 و 198.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في س وم وع " منها أبو إسحاق إبراهيم ".
(3) مثله في اللباب، ووقع في س وم وع " الحسين ".
(4) سيأتي أن هذه النسبة منحوتة من (خمس قرى) وأحسبه من استنباط المؤلف كما مر 2 / 333 في التعليق.
(5) القاف في (خمس قرى) مضمومة، فحسن العدول عنها إلى الفتحة أنه لم يسمع (فعلل) بفتح فسكون فضم.
(*)(2/398)
أيفان، ومرست، ومدو وكريكان وبهونة، فقيل له: خمس قرى، والنسبة إليها خمقرى، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء قديما وحديثا وكتبت عن جماعة منهم بها، منهم أبو المحاسن عبد الله بن سعيد بن محمد بن سعيد (1) بن محمد بن محمد بن موسى بن سهل بن
موسى بن عبد الله بن محمد بن موسى الخمقري كان من المشهورين بالفضل والتقدم، وكانت له معرفة بالتاريخ، وكان ذا رأي وحزم وعقل، سمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، كتبت عنه بمرو ثم لقيته بخمس قرى، وتوفي في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
الخملي: بضم الخاء المعجمة وسكون الميم وبعدهما اللام، هذه النسبة إلى خمل، قال السكري عن ابن حبيب في كتابه: خمل بن شق بن رقبة بن مخدج بن عامر بن ثعلبة بن الحارث بن مالك بن كنانة بن خزيمة، ثم قال: وخمل هذا رجل وهو جد مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.
هذا كله قول ابن حبيب، ويقال خمل بالفتح وقال الزبير بن بكار: بهنانة بنت صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة، من بني مالك بن كنانة، هي أم عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، وكان من المهاجرين الاولين شهد بدرا، قال ابن الكلبي: علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل بن شق بن رقبة (2) بن مخدج، من بني مالك بن كنانة هو جد مروان بن الحكم أو أمه.
وقال أبو الحسن الدارقطني: خمل بن وهب بن الحارث بن المجزم بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤي بن الحارث بن سامة بن لؤي.
الخميثني: بضم الخاء المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الثاء المثلثة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خميثن، وهي قرية من قرى سمرقند، منها أبو يعقوب يوسف بن حيدر الخميثني من أهل سمرقند، كان إماما فاضلا عالما بالفرائض والحيض، وكان مرجوعا إليه في هذا العلم، سمع أبا الفضل عبد السلام بن عبد الصمد البزاز وغيره، روى عنه ابنه محمد بن يوسف الخميثني.
وأبو محمد عبد الغفار بن محمد بن عبد الملك بن داود بن أحمد الخميثني السمرقندي، يروي عن أبي محمد الحسن بن
__________
(1) الاسماء الآتية بعد هذا في هذا النسب هي في ك كما يأتي، وليس في س منها إلا " بن سهل " ولا في م وع إلا " محمد بن موسى "، وفي اللباب منها " محمد بن موسى بن سهل ".
(2) زيد في ك بعد هذا ما لفظه " من بني مالك بن كنانة هي أم عبد الله...رقبة " العبارة المتقدمة قبل هذا عينها وهو تكرار من الناسخ.
(*)(2/399)
محمد (بن محمد) بن أحمد السرخسي (1) روى عنه أبو حفص عمر بن محمد نب أحمد النسفي الحافظ.
الخميرويي: بفتح الخاء المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الراء وفي آخرها ياء أخرى، هذه النسبة إلى خميرويه، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيار الخميرويي الكرابيسي الهروي، من أهل هراة، كان ثقة فاضلا عالما سمع...الخمي: بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم، هذه اللفظة لقب لجد أبي بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن خمي البغدادي الخمي، سمع محمد بن شاذان الجوهري وأحمد بن يحيى الحلواني، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز.
__________
(1) بياض وفي الاستدراك " حدث عن علي بن محمد بن عيسى الخزاعي، حدث عنه الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني ".
(*)(2/400)
باب الخاء والنون الخناجي: بضم الخاء المعجمة وفتح النون بعدهما الالف وكسر الجيم وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى خناجن، وهي قرية من المعافر باليمن، منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله (1) بن أبي الصقر الدوري الخناجي، حدث عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الاموي (روى عنه أبو القاسم الشيرازي الحافظ.
قرأت بخط هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي في معجم شيوخه) أنشدني أبو عبد الله الدوري الخناجي قرية من المعافر باليمن قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الاموي، أنشدنا أبو الطاهر إسماعيل بن خلف بن
سعيد بن عمران المقرئ الانصاري لنفسه: بأي لب علقا * وأي شمل فرقا ففض قلبي فرقا * وفاض دمعي فرقا لما رآني فزعا * أبرز كفا فرقا فعاد حزني فرحا * وكف دمعي فرقا الخنازيري: بفتح الخاء المعجمة والنون والزاي المكسورة بعد الالف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر أحمد وأبو إسحاق إبراهيم ابنا محمد بن إبراهيم بن جعفر الكندي الصيرفي المعروف بابن الخنازيري، فأما أبو بكر أحمد فكان الاكبر سمع الهيثم بن صفوان بن هبيرة وزيد بن أخزم الطائي والفضل بن يعقوب الخوزي وعلي بن الحسين الدرهمي وعبدة بن عبد الله الصفار والمؤمل بن هشام ومحمد بن الحسن بن تسنيم وطبقتهم، روى عنه مخلد بن جعفر الدقاق وأبو محمد بن السقاء الواسطي وغيرهما، ومات في سنة خمس وثلاثمائة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الخنازيري أخو أبي بكر، وكان الاصغر، حدث عن عمرو بن علي الفلاس وأبي موسى محمد بن المثنى الزمن والفضل بن يعقوب الجزري والحسين بن بيان الشلاثائي وغيرهم، روى عنه أحمد بن قاج (1) الوراق وأبو عمر بن حيويه ومحمد بن عبيدالله بن الشخير وجماعة
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في ك " عبيدالله ".
(1) هكذا ضبطه الامير في الاكمال 1 / 170 ووقع في نسخ الانساب " ماج وفي ترجمة الخنازيري من تاريخ بغداد ج 6 (*)(2/401)
وكان ثقة، مات في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
الخناسي: بضم الخاء المعجمة وفتح النون بعدهما الالف وفي آخرها السين، هذه النسبة إلى خناس وهو اسم رجل من الانصار، والمنتسب إليه يزيد بن المنذر بن سرح بن خناس الانصاري الخناسي، ذكره محمد بن إسحاق بن يسار فيمن شهد بدرا.
الخناصري: بضم الخاء المعجمة وفتح النون بعدهما الالف والصاد المهملة المكسورة في آخرها الراء، هذه النسبة إلى خناصرة، وهو موضع بالشام قريب من حلب، وخناصرة بناها خناصرة بن عمرو بن الحارث بن كعب بن الوغا بن عمرو بن عبد ود بن عوف بن كنانة الكلبي.
وقيل: الخناصر بن عمرو خليفة أبرهة الاشرم صاحب الفيل خلفه باليمن بصنعاء إذ سار إلى كسرى أنوشروان ويوم خناصرة أجازوا على العجم.
وقيل بناها أبو شمر بن جبلة بن الحارث.
ورد في الآثار: خطبنا عمر بن عبد العزيز بخناصرة فقال كذا وكذا.
منها أبو يزيد (1) خلاد بن محمد بن هانئ بن واقد الاسدي الخناصري، حدث بحلب عن المسيب بن واضح، روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين بن صالح السبيعي نزيل حلب.
الخناعي: بضم الخاء المعجمة وفتح النون وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى خناعة، وهو بطن من هذيل، والمنتسب إليه أبو طلحة عطاء بن دينار الخناعي، قال أبو سعيد بن يونس المصري: هو مولى هذيل ثم لبني خناعة، وخناعة بطن من هذيل (2)، روى عنه عمرو بن الحارث وسعيد بن أبي أيوب وابن لهيعة وحيوة بن شريح وابن جابر.
وقد روى الاوزاعي عن عطاء بن دينار إلا أن يكون لاهل الشام عطاء بن دينار آخر - قاله أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس المصري في التاريخ، ثم قال: ثم وقفنا بعد هذا أن لاهل الشام عطاء بن دينار آخر مولى لقريش وهو يكنى أبا طلحة أيضا، وهو الذي روى عنه الاوزاعي وابن جابر، وهو منكر الحديث، وعطاء بن دينار المصري مستقيم الحديث ثقة معروف بمصر، وداره بمصر بالحمراء في بني بحر نحو دار الليث بن داود لها بابان عظيمان، رأيت في كتاب ربيعة الاعرج: توفي عطاء بن دينار مولى هذيل أول سنة ست وعشرين ومائة.
__________
(1) رقم 3201 " تاج " لكنه ذكر ترجمة هذا الوراق ج 4 رقم 2204 فيمن أوله اسم أبيه قاف من الاحمدين " أحمد بن قاج ".
(1) زيد في م وع واللباب ومعجم البلدان " بن " وفي تهذيب تاريخ ابن عساكر 5 / 183 ترجمة لفظها " خلاد بن محمد بن هانئ بن واقد أبو يزيد من أهل خناصرة، حدث بحلب..".
(2) في اللباب " قلت هو خناعة بن سعد بن هذيل بن مدركة ".
(*)(2/402)
الخناق: بفتح الخاء المعجمة وتشديد النون وفي آخرها القاف، هذه اللفظة إنما تستعمل لمن يبيع السمك في جميع بلاد الاندلس، قال ذلك صاحبنا أبو محمد بن أبي حبيب الاشبيلي الحافظ فيما روى عنه أبو الفضل بن ناصر السلامي الحافظ، والمشهور بهذه النسبة عثمان بن أبي مروان، واسمه ناصح، يعرف بالخناق، مصري، توفي سنة ست وثمانين ومائة، روى عنه عثمان بن صالح.
الخنامتي: بضم الخاء المعجمة والنون والميم المفتوحتين بينهما الالف وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى خنامتي، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو صالح الطيب بن مقاتل بن سليمان بن حماد الخنامتي من أهل بخارى، يروي عن إبراهيم بن الاشعث وأحمد بن حفص، روى عنه أبو الطيب طاهر بن محمد بن حمويه البخاري.
الخنباجي: بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة بينهما النون الساكنة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خنباج، وهو اسم لجد أبي الحسن علي بن أحمد (بن أحمد (1) بن خنباج بن يونس بن عبيد بن حسان التميمي الخنباجي، من أهل بخارى، سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الاسماعيلي وأبا بكر محمد بن الفضل الامام وأبا ذر عمار بن محمد بن مخلد التميمي (فمن دونهم) سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، قال: ابن خنباج حدث عن القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبي حامد الصائغ وغيرهما ولم نر له أصل عتيق من هؤلاء، غير أني رأيت له إجازة صحيحة بخط القاضي أبي سعيد.
وروى عنه الحديث، وقال: أنا خنباج من كتابه بخطه الجديد.
الخنبسي: بفتح الخاء المعجمة وكسر (1) الباء الموحدة بينهما نون ساكنة وفي آخرها سين مهملة، هذه النسبة إلى خنبس وهو في نسب قضاعة فيما ذكر ابن الكلبي وقال: دعجة (بن) خنبس بن ضيغم بن جحشنة بن الربيع بن زياد بن سلامة بن قيس بن توبل، وكان
الربيع فارسا شاعرا يقال له: فارس العرادة، قتل في زمن عثمان رضي الله عنه.
الخنبسي: بكسر الخاء المعجمة والباء الموحدة بينهما نون ساكنة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى خنبس وهو في نسب قضاعة أيضا فيما ذكر محمد بن حبيب عن
__________
(1) من ك ومثله في اللباب.
(2) كذا ومثله في اللباب، (خنبس) الذي يأتي أن هذه النسبة إليه ضبط في الاكمال 2 / 343 " بفتح الخاء المعجمة وبعدها نون ساكنة وباء مفتوحة معجمة بواحدة.." هذا هو المعروف والظاهر أن هذه النسبة وتاليتها من استنباط أبي سعد وأنه أخذ مما في الاكمال في رسم (خنبس) و (خنبس) فذكر الكسر هنا وهم محض - والله أعلم.
(*)(2/403)
هشام بن الكلبي، قال: فولد الحارث بن سعد هذيم أخي عذرة بن سعد، منهم ربعي بن عامر بن ثعلبة بن قرة بن خنبس وهو خنبسي.
وحجار بن مالك بن ثعلبة بن قرة بن خنبس، ولهما يقول الذبياني في شعر له (من رهط ربعي وحجار وكان سيدين في زمانهما.
ومنهم زيادة بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن قرة بن خنبس الشاعر وهو خنبسي أخو الذي قتله هدبة بن خشرم بن كرز بن أبي حية بن الاسحم بن عامر بن ثعلبة بن قرة بن خنبس، ولهدبة ولزيادة خبر طريف في مقتل زيادة وحبس هدبة إلى أن بلغ ابن زيادة (1) الحلم فأقيد به.
الخنبشي: بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الشين المعجمة، هذه النسبة إلى رجل اسمه خنبش، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم عبد الصمد بن أحمد بن خنبش بن القاسم بن عبد الملك بن سليمان بن عبد الملك بن حفص الخنبشي الحمصي، من أهل حمص قدم بغداد، وحدث عن خيثمة بن سليمان وأحمد بن بهزاذ، روى عنه أبو علي محمد بن وشاح الزينبي.
الخنبي: بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفي آخرها باء معجمة بواحدة، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب بن أحمد بن راجيان بن حامديان بن ماخك بن فرماي الدهقان الخنبي، أبوه بخاري، وولد هو ببغداد، وكتب الحديث بها، ثم
عاد إلى بخارى وسكنها إلى وفاته، وحدث بالكثير، مات سنة خمسين وثلاثمائة، وكان شافعي المذهب، قال أبو كامل البصيري: سمعت بعض مشايخي يقول: كنا في مجلسه - يعني مجلس أبي بكر بن خنب - فأملى أحاديث في فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد فراغه من ذكر فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم إذ قام أبو الفضل السليماني على رؤوس الناس على الملا وصاح: أيها الناس إن هذا دجال من الدجاجلة فلا تكتبوا عنه، وخرج من المجلس لانه ما سمع منه فضل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
حدث أبو بكر الخنبي عن يحيى بن أبي طالب والحسن بن مكرم وأبي قلابة الرقاشي وجعفر بن محمد الصائغ وأبي بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد بن بكر القصير وأحمد بن محمد نب غالب غلام الخليل ومحمد بن مسلمة الواسطي وموسى بن سهل بن كثير الوشاء وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ وأبو محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد البخاري وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الغنجار الحافظ
__________
(1) هكذا يعلم من القصة في الاغاني وغيرها، ووقع بدلها في ك " ابن لاخيه " وفي سائر النسخ " ابن أخيه " وهو وهم أوقع فيه أن في القصة أن زيادة لما قتل كان ابنه المسور صغيرا فبقي عبد الرحمن بن زيد يطالب بدم أخيه زيادة فأرجئ ذلك حتى بلغ المسور الحلم، والمسور هو ابن أخي عبد الرحمن المطالب، وابن زيادة المقتول.
(*)(2/404)
وعلي بن القاسم بن شاذان الرازي وأبو العباس أحمد بن الوليد الزوزني وجماعة كثيرة سواهم، وذكره أبو الحسن الدارقطني الحافظ فقال: ابن خنب شيخ بغدادي وقع إلى بخارى يروي عن البغداديين، وحدث ببخارى بحديث كثير وبكتب عبد الوهاب بن عطاء عن يحيى بن أبي طالب، وبقي إلى نحو سنة خمسين وثلاثمائة.
وذكر أبو عبد الله الغنجار قال: ولد أبو بكر بن خنب ببغداد في سنة ست وستين ومائتين، ودخل بخارى سنة سبع وثمانين ومائتين، ومات ببخارى يوم السبت غرة رجب سنة خمسين وثلاثمائة، وصليت على جنازته.
وأبو حفص عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بن منصور بن موسى بن أفلح بن عمران البزاز
الحافظ الخنبي، هو ابن بنت أبي بكر بن خنب، شيخ عارف بالحديث، مكثر منه سمع أبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني الحاجبي وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرازي وأخاه أبا العباس الرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن موسى الملاجمي وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني وغيرهم، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وأبو الفضل محمد بن علي بن سعيد المطهري وأبو بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السرخكتي والقاضي أبو بكر محمد بن الحسين الارسابندي وجماعة سواهم، ذكره عبد العزيز النخشبي في معجم شيوخه وقال: شيخ صالح ابن بنت أبي بكر بن خنب، بكر به فسمع من أبي علي الحاجبي وهو صغير، وسمع بعد ذلك من القاضي أبي نصر العراقي وجماعة، مكثر، صحيح السماع، فيه هزل.
قلت ومات بعد سنة ستين وأربعمائة.
الخنبوني: بضم الخاء المعجمة وسكون النون وضم الباء الموحدة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خنبون، وهي قرية من قرى بخارى على أربع فراسخ منها، على طريق خراسان، بت بها ليال، منها أبو القاسم واصل بن حمزة بن علي بن أحمد بن نصر الصوفي الخنبوني، أحد الرحالين في طلب الحديث، وكان ثقة صالحا خيرا، يعرف الحديث ويفهمه، سمع ببخارى أبا سهل بعد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي وأبا حامد أحمد بن محمد بن ماما الحافظ وأبا إسحاق إبراهيم بن سلم بن محمد الشكاني وأبا نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي، وبنسف أبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وبأصبهان أبا الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه التأني وأبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وبجرجان أبا معمر المفضل بن إسماعيل الاسماعيلي وأبا نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن يوسف الدوغي (1) وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو
__________
(1) كذا والمعروف في هذه الطبقة " أبو صادق أحمد بن أحمد بن يوسف الدوغي " يأتي في رسم (الدوغي) وترجمته في تاريخ جرجان رقم 109.
(*)(2/405)
زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الاصبهاني، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد وقال: واصل بن حمزة الصوفي البخاري.
قدم بغداد وحدث بها عن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد وأبي حامد أحمد بن محمد الحافظ البخاريين، كتبت عنه ولم يكن به بأس.
وذكر عنه حديثا سمعه منه في سنة خمسين وأربعمائة.
روى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ولم يحدثنا عنه أحد سواه، وتوفي في سنة سبع وستين وأربعمائة بقريته.
ومن القدماء أبو رجاء أحمد بن داود بن محمد الخنبوني، قال غنجار: هو من قرية خنبون العليا، يروي عن أبي صفوان إسحاق بن أحمد السلمي وإبراهيم بن إسماعيل وعلي بن الحسين بن عاصم، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يعقوب الكلاباذي.
الخنجي: بضم الخاء المعجمة وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى خنجة وهو اسم لوالد أبي حفص عمر بن أبي الحارث خنجة بن عامر السغدي البخاري ثم البصري الخنجي، سكن البصرة وقدم بغداد وحدث بها عن معلى بن أسد العمي وعمر بن عبد الوهاب الرياحي ومحمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رواد ومحبوب بن عبد الله النميري، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن حريث البخاري وسعدان بن عبيدالله التستري، ومات ببغداد في سنة خمسين ومائتين.
الخندفي: بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وكسر الدال المهملة وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى خندف، قال أبو الحسين بن فارس في مجمل اللغة الخندقة: مشى تبختر، وبه سميت خندف (1).
الخندقي: بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها القاف،
__________
(1) في اللباب " لم يزد السمعاني على هذا، ولعله يقف عليه من لا علم عنده فيظن أن كل من يمشي الخندقة يقال له: خندقي.
وليس كذلك.
وإنما هذه النسبة إلى امرأة الياس بن مضر، واسمها ليلى، وكان سبب تلقيبها بذلك أن الياس خرج منتجعا فنفرت إبله من أرنب، فخرج إليها عمرو فأدركها فسمي مدركة، وأخذها عامر فطبخها فسمي طابخة، وانقع عمير في الخباء فسمي قمعة، وخرجت أمهم تمشي الخندفة فسميت خندف، فيقال لكل (واحد) من
ولدها: خندفي " وفي القبس " خندف هي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، سميت بذلك لان إبل زوجها الياس بن مضر نفرت من أرنب فخرجت تنظر، فقال لها زوجها: إلى أين تخندقين ؟ والخندقة مشية كالهرولة.
منهم الحسين بن ميمون (الخندقي)، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي الجنوب الاسدي، روى عنه كما شم (في النسخة: عاصم) بن البريد وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: ليس بقوي الحديث، يكتب حديثه " قال المعلمي: حسين بن ميمون هذا يأتي في رسم (الخندقي) بالقاف وهكذا عن ابن الفرضي أنه (الخندقي).
وهو الظاهر، راجع التعليق على الاكمال 3 / 304 و 305.
(*)(2/406)
هذه النسبة إلى الخندق وهو موضع بجرجان، ومحلة كبيرة بها حوالى وهدة، وهذه النسبة إليها والمشهور بالانتساب إليها أبو محمد أحمد بن سعيد بن عمران الخندقي الجرجاني المعروف بابن سعيدك الذارع، روى عن أبي نعيم الاستر اباذي وجماعة، ذكره حمزة بن يوسف السهمي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد السمان الخندقي الجرجاني، يروي عن أبي بكر الاسماعيلي وأبي أحمد الغطريفي، وتوفي سلخ شوال سنة خمس عشرة وأربعمائة - ذكره حمزة بن يوسف.
وأبو تميم كامل بن إبراهيم بن الخندقي، من أهل جرجان شيخ ثقة، يروي عن أصحاب أبي بكر الاسماعيلي وأبي محمد بن عدي، منهم أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد الفرغولي بمرو، وأبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن منصور الرماني بالدامغان وتوفي بعد سنة سبعين وأربعمائة.
أبي الجنوب الاسدي وعبد الله بن عبد الله قاضي الري، روى عنه هاشم بن البريد وعبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، قال أبو حاتم الرازي: هو ليس بقوي الحديث يكتب حديثه.
وقال علي بن المديني: هو ليس بمعروف، قل من روى عنه.
وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال: شيخ.
الخندعي: بضم الخاء والذال المعجمتين وسكون النون بينهما وفي آخرها العين المهملة، قال أبو نصر بن ماكولا قال لنا النسابة العمري عن ابن أخي اللبن النسابة: في طئ
بنو خندع.
الخنليقي: بضم الخاء المعجمة وفتح النون وكسر اللام وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها وكسر القاف، هذه النسبة إلى خنليق، وهي بلدة من بلاد دربند خزران، والمشهور بالنسبة إليها حكيم بن إبراهيم بن حكيم اللكزي الخليقي الدربندي، كان فقيها فاضلا صائنا جلدا شهما، تفقه ببغداد على الامام أبي حامد الغزالي، وبمرو على الامام الموفق بن عبد الكريم الهروي، سمع الحديث الكثير وكتب بخطه وسكن بخارى سنين إلى أن توفي في الثاني عشر من شوال سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة رحمه الله (1).
__________
(1) (الخنيسي) رسمه الامير في الاكمال 3 / 257 وقال: " بنون بعد الخاء المعجمة ثم ياء معجمة باثنتين من تحتها وبالسين المهملة فهو محمد بن يحيى الخنيسي، روى عن وكيع بن الجراح وخلاد بن خالد المنقري، روى عنه ابن أبي داود وإبراهيم بن حماد القاضي ".
(*)(2/407)
باب الخاء والواو الخواتيمي: بفتح الخاء المعجمة والواو والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها المكسورة بعد الالف وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الخواتيم، وهي جمع خاتم، وهو أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد الخواتيمي من أهل بغداد سمع الحسن بن عرفة العبدي ومحمد بن علي بن مهران الوراق، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن العلاء السمسار المعروف بالخواتيمي وهو أخو علي بن الحسن السمسار، كان يسكن في جوار أحمد بن الحسن الصوفي ببغداد، وحدث عن أبي بكر وعثمان ابني أبي شبيبة ومحمد بن حميد الرازي وداود بن رشيد والزبير بن بكار وغيرهم، روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وكان ثقة، ومات في سنة ثلاث وثلاثمائة.
الخوارزمي: هذه النسبة إلى بلدة خوارزم، لها ذكر في الفتوح على حدة، فتحها قتيبة بن مسلم الباهلي، وكان بها ومنها جماعة كثيرة من العلماء والائمة، فمن المتقدمين أبو
يوسف يعقوب بن الجراح الخوارزمي، يروي عن أحمد بن أبي طيب بن موسى، روى عنه أهل خوارزم.
وأبو الفضل داود بن رشيد الخوارزمي، أصله منها، وسكن بغداد، يروي عن هشيم بن بشير وأبي المليح، روى عنه الحسين بن إدريس الانصاري، مات بعد ما عمي، سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وأبو عبد الله صالح بن مالك الخوارزمي، سكن بغداد، يروي عن إبراهيم بن سعد والناس، روى عنه أبو يعلى الموصلي، وهو مستقيم الحديث.
وأبو إسحاق (إبراهيم) بن بيطار الخوارزمي، كان على قضاء خوارزم، قدم بلخ أيام علي بن عيسى فحدث بها، يروي عن عاصم الاحول المناكير التي لا يجوز الاحتجاج بها يرويها على قلة شهرته بالعدالة وكتبه الحديث والشاعر المعروف أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي الاديب، وقيل له: الطبري، لانه ابن أخت محمد بن جرير بن يزيد الطبري، وإنما ينتسب إليه عرضا وكان أوحد عصره في حفظ اللغة والشعر وكان قريضه يقصر عن شعره، وحكى عنه أنه دخل مجلس الصاحب ابن عباد وعليه ثياب خلق، وكان غاصا بالفضلاء والشعراء من أقطار الارض، فصعد الصفة فاستزراه الحاضرون، فقال واحد منهم ظنا منه أنه لا يعرف العربية: من هذا الكلب ؟ فقال أبو بكر الخوارزمي: الكلب الذي لا يعرف عشرين لغة في الكلب.
فسكت الحاضرون وأقروا له بالفضل، فذكر لهم أسماء الكلب.
ذكره الحاكم أبو عبد الله في(2/408)
تاريخ نيسابور، قال: أبو بكر الخوارزمي اجتمعت معه بنيسابور وبخاري، ثم جاءنا إلى نسا، ثم استوطن نيسابور، وقلما اجتمع معي إلا ذاكرني بالاسامي والكنى والانساب حتى يحيرني في حفظه لهذه الانواع، كان يذكر سماعه من أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار وأقرانه ببغداد، وتوفي للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، وروى عنه حكاية عن القاضي أبي بكر أحمد بن كامل بن خلف السجزي.
وأبو علي مجاهد بن موسى بن فروخ الخوارزمي، سكن بغداد، وحدث بها عن ابن عيينة ويحيى بن سليم الطائفي وهشيم بن بشير وعبد الله بن إدريس والقاسم بن مالك المزني وأبي بكر بن عياش
وأبي معاوية الضرير وإسماعيل بن عليه وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازي وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وإبراهيم الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي وأبو القاسم البغوي، وثقة يحيى بن معين وأثنى عليه، وكانت ولادته في سنة ثمان وخمسين ومائة، ومات في شهر ربيع الاول سنة أربع وأربعين ومائتين.
الخواري: بضم الخاء المنقوطة والراء بعد الواو والالف، هذه النسبة إلى خوار الري، وهي مدينة على ثمانية عشر فرسخا من الري أقمت بها يوما في توجهي إلى أصبهان، والمنتسب إليها جماعة، فمن المتقدمين أبو إسماعيل إبراهيم بن المختار التميمي الخواري من أهل خوار الري، يروي عن أبي إسحاق وشعبة والثوري وابن جريج ومحمد بن إسحاق بن يسار وعنبسة بن الازهر، روى عنه محمد بن حميد الرازي وهشام بن عبد الله الرازي وعمرو بن رافع (1) بين موته وموت ابن المبارك سنة، يتقى حديثه من رواية ابن حميد عنه، وقال أبو حاتم: هو صالح الحديث.
وطاهر بن داود الخواري من جلة مشايخ الصوفية، من خوار الري، مات سنة خمس وتسعين وأربعمائة بخوار الري، (وروى لي عنه أبو الفوارس الطبري بآمل.
وقرية ببيهق يقال لها: خوار - مثل ما تقدم -) خرج منها جماعة من العلماء، منهم أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، كان إماما فاضلا مفتيا متواضعا ساكنا، سمع أبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي الامام وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وغيرهم، كتبت عنه الكثير بنيسابور، وقرأت عليه الكتب، وتوفي في سنة ثلاث أو أربع وثلاثين وخمسمائة.
وأخوه الحاكم أبو علي عبد الحميد بن محمد الخواري، رأيته بخسر وجرد قصبة بيهق، كان من أهل العلم والفضل، روى لنا عن الامام أبي بكر البيهقي وأبي القاسم القشيري وغيرهما، توفي في
__________
(1) هو القزويني صرح به المزي في التهذيب، ووقع في ك " نافع " كذا.
(*)(2/409)
الحدود التي توفي فيها أخوه بيهق.
وأما عمر بن عطاء بن وراز بن أبي الخوار الخواري،
هذه النسبة إلى الجد الاعلى يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ونافع بن جبير وغيرهما، روى عنه ابن جريج.
وحميد بن حماد بن خوار الخواري، نسبة إلى جده، يروي عن مسعر وحمزة الزيات وعمته تغلب بنت الخوار.
وأخو حماد بن حماد بن خوار الخواري، يروي عن فضيل بن مرزوق ويوسف بن صهيب وغيرهما.
وقال الدارقطني: خوار بن الصدف قبيلة من حضرموت.
فهذه النسبة إلى أربعة: إلى قريتين وبطن من الصدف والجد.
(وأبو محمد آدم بن محمد بن آدم الخواري، هو من خوار الري، حدث بجرجان عن علي بن الحسن بن بيان المقرئ ببغداد، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ "، هو من أهل خوار الري، شيخ أديب، وكان متمكنا من عقله، قد كان انتقل إلى نيسابور في صحبة آل أبي بكر بن منصور، ثم انتقل إلى بخارى مع أبي أحمد بن بكر بن منصور، ولم يلتبس لهم بعمل قط، ثم انصرف إلى نيسابور فبقي عندنا مدة، وخرج إلى الري، وانصرف إلينا، ودخل بخارى فمات بها، كتب بجرجان وطبرستان وتلك الديار، وأكثر عن عبد الرحمن بن أبي حاتم.
قال: كتبت عنه بالري وبخوار الري وبنيسابور وببخارى، حدث عن أحمد بن جعفر بن نصر الجمال ومحمد بن صالح الصيمري وإبراهيم بن محمد بن عبد الله بن يونس السمناني، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن يزداذ القاري وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأحمد بن علي بن منجويه اليزدي وأبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري وغيرهم، وتوفي ببخارى في سنة سبعين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسين بن محمد بن جرير الخواري، يروي عن أحمد بن صالح السواق المكي، روى عنه يوسف بن إسحاق بن الحجاج.
وحميد بن حماد بن خوار التميمي الكوفي الخواري، نسب إلى جده، يروي عن سماك بن حرب وحماد بن أبي سليمان، روى عنه ابنه حماد بن حميد، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن حميد بن حماد، فقال: هو شيخ يكتب حديثه، وليس بالمشهور.
وروى حميد (عن الاعمش وعائذ بن شريح، روى عنه محمود بن غيلان المروزي، وسئل أبو زرعة عنه، فقال: شيخ.
وابنه حماد بن حميد بن حماد (1) بن خوار التميمي الخواري الكوفي
الضرير، وقال ابن حاتم حماد بن حماد بن خوار) يروي عن أبي بكر النهشلي وفضيل بن مرزوق، سمع منه أبي بالكوفة سنة أربع عشرة ومائتين هكذا قال ابن أبي حاتم.
وحماد بن
__________
(1) كذا وقد تقدم بعد حميد بن حماد ما لفظه " وأخوه حماد بن حماد بن خوار الخوراي، يروي عن فضيل بن مرزوق ويوسف بن صهيب وغيرهما ".
وهكذا في الاكمال 3 / 201 وغيره وانظر ما يأتي.
(*)(2/410)
خوار والد حميد، يروي عن عبد الملك بن ميسرة، روى عنه نصير بن أبي الاشعث القرادي الكناسي وروى عنه ابنه حميد.
الخواشتي: بفتح الخاء والشين المعجمتين وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى خواشت، وهي قرية من قرى بلخ، منها أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن علي الخواشتي، من أهل بلخ، فقيه محدث، صاحب حديث، رحل إلى الحجاز، وكتب الكثير بمكة عن علي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن علي بن زيد الصائغ المكيين، وببلخ عن عبد الصمد بن الفضل وأبي سليمان محمد بن الفضيل وحمدان بن ذي النون البلخيين، وذكره في الزيادات على طبقات العلماء (ببلخ).
الخواص: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الواو وفي آخرها الصاد المهملة، هذه الكلمة اسم لمن ينسج الخوص، وهو لمن يعمل المراوح من سعف النخل والمكتمل، والمشهور بهذه النسبة سلم بن ميمون الخواص، من عباد أهل الشام وقرائهم، ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن حفظ الحديث وإتقانه، فربما ذكر الشئ بعد الشئ ويقلبه توهما لا تعمدا، فبطل الاحتجاج بما يروي إذا لم يوافق الثقات، روى عن أبي خالد الاحمر، روى عنه أحمد بن إبراهيم بن ملاس.
وأبو سلمة عيسى بن ميمون الخواص الواسطي، يروي عن السدي وغيره العجائب، روى عنه أحمد بن سهل الوراق، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
وأبو عتبة عباد بن عباد الخواص، أصله من فارس، سكن أرسوف من فلسطين، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه أهل الشام، كان (ممن -) غلب عليه التقشف والعبادة
حتى غفل عن الحفظ والاتقان، فكان يأتي بالشئ على حسب التوهم حتى كثر المناكير في روايته على قتلها فاستحق الترك.
الخوافي: بفتح الخاء المعجمة وفي آخرها الفاء بعد الواو والالف، هذه النسبة إلى خواف، وهي ناحية من نواحي نيسابور، كثيرة القرى والخضرة، وهي متصلة بحدود الزوزن، وفيها أودية كثيرة وكروم، كان منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو الحسن (1) علي بن القاسم بن علي الاديب الخوافي، كان شاعرا فاضلا، سمع محمد بن يحيى الذهلي وأقرانه، روى عنه أبو الطيب محمد بن أحمد الذهلي وأبو بكر محمد بن جعفر المزكي، وله ديوان شعر.
وأبو (المظفر) (أحمد بن محمد بن المظفر) الخوافي، إمام مبرز
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان والاكمال 3 / 236، ووقع في س وم وع " أبو الحسين " وسيعيد المؤلف هذا الرجل.
(*)(2/411)
فاضل، له يد في النظر والاصول، تفقه على أبي المعالي الجونيي وتخرج عليه جماعة من الائمة مثل عمر السلطان ومحمد بن يحيى، وتوفي بطوس.
وابناه أبو القاسم عبد الله بن أحمد الخوافي، سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، كتبت عنه بنيسابور في النوبة الرابعة.
وأخوه أبو (المعالي) مسعود بن أحمد الخوافي، إمام فاضل مناظر ثابت ساكن، سمع أبا علي نصر الله بن أحمد الخشنامي وأبا إبراهيم أسعد بن مسعود العبسي وغيرهما، كتبت عنه بنيسابور ومرو.
وأبو الحسن علي بن القاسم بن علي الخوافي الاديب الشاعر، سمع بنيسابور محمد بن يحيى الذهلي، وببغداد العباس بن محمد الدوري، وكان أبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد رئيس نيسابور وفقيهما يقدمه وينادمه ولا يدعه يرجع إلى قريته محبة له.
وأبو منصور عبد الله بن سعيد بن مهدي الخوافي الكاتب، من أهل خواف، سكن بغداد، وكان أديبا (كاتبا) فاضلا (موصيا (1)) حاسبا شاعرا ذا مروءة تامة، دخل بغداد مع العميد الكندري، واستوطنها إلى أن توفي، حدث عن أبي يحيى خالد بن الحسين الابهري الاديب بشئ يسير، وكان أكثر رواياته الكتب الادبية، وكان قد جمع كتبا وجموعا من
كل جنس، روى عنه أبو غالب شجاع بن فارس الدهلي، وتوفي في حدود سنة ستين وأربعمائة.
الخواقندي: بضم الخاء المعجمة والقاف المفتوحة بينهما الواو والالف ثم النون الساكنة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خواقند، وهي بلدة من بلاد فرغانة، منها الاديب المقري أبو الطيب طاهر بن محمد بن جعفر بن نصر بن نصرة بن عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عبد الجبار بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد الخواقندي المخزومي، سكن سمرقند، روى عنه ابنه محمد بن طاهر، وتوفي في صفر سنة إحدى وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه قبالة مشهد السادات.
خواهر زاذه: بضم الخاء المعجمة وفتح الواو والهاء بينهما الالف والراء الساكنة والزاي المفتوحة بعدها ألف أخرى وفي آخرها الذال المعجمة والهاء، هذه قيل لجماعة من العلماء كانوا أولاد (2) أخت عالم فنسب إليه بالعجمية.
منهم الامام أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين البخاري القديدي وقيل الحسن بن الحسين، يعرف ببكر خواهر زاده، هو ابن أخت القاضي الامام أبي ثابت محمد بن أحمد البخاري، كان إماما فاضلا (بحرا) في
__________
(1) وكأن المقصود معرفته بحساب الوصايا وانظر اللباب.
(2) في عدة نسخ " أبناء ".
(*)(2/412)
مذهب أبي حنيفة رحمه الله، وطريقته أبسط طريقة لهم، جمع فيها من كل جنس، وكان يحفظها، أملى ببخارى، سمع أباه أبا علي وأبا الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم الكاغذي وأبا نصر أحمد بن (علي الحازمي والحاكم أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري وأبا سعد سعيد بن أحمد) الاصبهاني وغيرهم، روى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي بن محمد البيكندي، ولم يحدثنا (عنه سواه)، ومات ليلة الجمعة الخامس والعشرين من جمادى الاولى سنة ثلاث وثمانين وأرعبمائة ببخارى.
الخوجاني: بفتح الخاء المعجمة والواو مع الجيم المشددة المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خوجان وهي قرية من قرى مرو يقال لها خجان، منها أبو الحارث أسد بن محمد بن عيسى الخوجاني، قال أبو زرعة السنجي أبو الحارث هذا من قرية خجان، سمع ابن المقري، وكان فاضلا مجتهدا عابدا.
الخوجاني: بضم الخاء المعجمة وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خوجان، وهي قصبة استوا بنواحي نيسابور، أقمت بها ليلة في توجهي إلى نسا من نيسابور، وخوجان قرية من بلاد المغرب، وبعض الناس يقول لقصبة استوا: خوجان بالخاء المفتوحة والجيم المشددة، والقرية التي من بلاد المغرب الجيم مخففة، فأما قصبة استوا فالمشهور بالنسبة إليها أبو عمر أحمد بن أبي الفراتي، يروي عن أبي العباس السراج والهيثم بن كليب وأبي العباس الاصم، روى عنه..(1).
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن الحسين، العلوي الحسيني، علوي مسن صالح من أهل خوجان، صحب أبا علي الفارمدي وسمع منه بطوس ومن أبي بكر محمد بن عبد الجبار الاسفراييني بنيسابور، كتبت عنه بخوجان، وتوفي في سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
والامير أبو..(1).
سعيد بن محمد بن أحمد الفارتي الخوجاني، كان من بيت العلم والرئاسة، وهو فاضل، مليح الشعر، بهي المنظر، سمع أبا عبيدالله بن عمرو البحيري (2) وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي كتبت عنه بنيسابور وأنشدني أقطاعا من شعره، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة بخوجان.
وأخوه أبو الفضل أجمد بن محمد بن أحمد الفراتي الخوجاني ولي القضاء بها، سمع أبا بكر بن خلف وعبيدالله البحيري وكانت له إجازة عن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي، كتبت عنه في داره بخوجان، وتوفي في أواخر رمضان سنة أربع وأربعين وخمسمائة بخوجان، وصل نعيه
__________
(1 - 1) بياض.
(2) عن ك " البحتري " كذا والرجل نيسابوري وعامة من ينسب منهم بهذه الصورة (البحيري).
(*)(2/413)
عقب كتابتي عنه بنسا.
الخورسفلقي: ظني أنها بالخاء المعجمة والراء بعد الواو وفتح السين المهملة والفاء الساكنة بعدها اللام وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى خورسفلق، وهي قرية من قرى أستراباذ، هكذا رأيت في تاريخ أستراباذ لابي سعد الادريسي الحافظ - منها أبو سعيد محمد بن أحمد الخورسفلقي الاستر اباذي، يروي عن أبي عبيدة أحمد بن جواس، روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستر اباذي.
الخورنقي: بفتح الخاء المعجمة والواو والراء الساكنة والنون المفتوحة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الخورنق، وفي قرية على نصف فرسخ من بلخ، يقال لها خنبك، والخورنق المعروف بالعراق الذي قال فيه المنخل اليشكري موضع آخر: فإذا صحوت فإنني * رب الشويهة والبعير وإذا سكرت فإنني * رب الخورنق والسدير يا رب يوم للمنخل * ناعم فيه قصير وقال غيره: لهفي على الزمن القصير * بين الخورنق والسدير فأما خورنق بلخ فمنها أبو الفتح محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن نصر البسطامي الخورنقي (أخو شيخنا الامام عمر بن أبي الحسن وأكبر منه سنا، كان يسكن الخورنق) وكان شيخا صالحا ثقة ورعا سليم الجانب كثير الخير، سمع أبا هريرة عبد الملك بن عبد الرحمن القلانسي ونظام الملك أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الوزير وأبا القاسم أحمد بن محمد (بن محمد) الخليلي (1) وغيرهم، وله إجازة عن أبي علي الحسن بن علي الوخشي الحافظ، قرأت عليه وسمعت منه الكثير بالخورنق وكان يحضر أيام الجمعات جامع بلخ فأقرأ عليه أيضا وكانت ولادته..(2).
وابنه أبو القاسم أحمد بن أبي الفتح الخورنقي، سمع أبا سعد أسعد بن محمد بن ظهير البلخي، سمعت منه جزءا ببلخ.
والخورنق الذي بحيرة الكوفة بناه النعمان بن امرئ القيس (ابن) عمرو بن امرئ القيس البدي
__________
(1) هكذا في اللباب ومعجم البلدان وتقدم ذكر أبي القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي في رسمه، ووقع هنا في ك " الحلي " وفي سائر النسخ " الحلبي " كذا.
(2) بياض، وفي معجم البلدان " وكانت ولادته في العشر الاخير من شهر رمضان سنة 648 ببلخ ووفاته بالخورنق في السابع عشر من رمضان سنة 551 ".
(*)(2/414)
ابن عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن مالك بن شعوذ بن عمم بن نمارة بن لخم، والنعمان هو ابن الشقيقة وهي بنت أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان، وذلك أن يزدجرد الذي يسميه العرب الاثيم كان لا يبقى له ولد، فأصاب بهرام جور، فسأل عن منزل مرئ صحيح بري من الادواء، فدل على ظهر الحيرة فدفع ابنه بهرام جور إلى النعمان، و (أمره) أن يبني له الخورنق مسكنا له وأن يخرجه إلى بوادي العرب فبنى له النعمان الخورنق) وكان الذي بناه رجل من أهل الروم يقال له سنمار، فلما فرغ من بنائه تعجب من إتقان عمله وحسن بنائه، فقال لو علمت أنكم توفونني أجري وتصنعوني بي ما أستأهل بنيته بناء يدور مع الشمس حيث ما دارت، فقال: وإنك لتقدر على ذلك مم لم تبنه ؟ فأمر به فطرح من رأس الخورنق، وقيل أسس الخورنق سنمار لامرئ القيس أبي النعمان، ثم هرب سنمار فغاب عشرين سنة، ثم جاء وقد مات امرؤ القيس، فقال له النعمان: ما حملك على ما صنعت ؟ فقال: أردت أن يتمكن البناء وعرفت أنه لا يتمه غيري، فأتمه وفرغ منه، فلما استتم صعد هو والنعمان، فلما علاه أعجبه وقال له سنمار: إني لاعرف منه حجرا لو قلع لتقوض البنيان كله، قال: فأرنيه، فأراه إياه فقتله الملك من فوق (رأس) الخورنق فتقطع.
وأما العجم فتقول: خرنكاه، يعني: مجلس الشراب بالعربية.
وسمي السدير لان العرب حين أقبلوا نظروا إلى سواد النخل فسدرت فيه عيونهم فقالوا: ما هذا إلا سدير.
وقالت العجم: السدير إنما هو سه دلى (1) يعني بيتا في جوف بيتين.
الخوري: بضم الخاء المعجمة وسكون الواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خور، وهي إحدى قرى بلخ، المشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الخوري، وكان ختن يحيى بن محمد بن حفص، وكان به صمم، يروي عن أبي الحسن علي بن خشرم المروزي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر الوراق، وذكر أنه توفي في شعبان أو قبل ذلك سنة خمس وثلاثمائة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن بحر الخوري - هكذا رأيت مقيدا مضبوطا من أهل البصرة حدث عن محمد بن خالد بن خداش، حدث عنه أبو القاسم الآبندوني الجرجاني.
الخوزاني: بضم الخاء المعجمة وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية بنواحي بنج ديه.
كثيرة الخضرة واسعة الفضاء، وبها حصن، وكان منها جماعة من المتأخرين، ولا أدري هذا الشاعر كان منها أم لا والله أعلم.
أخبرنا أبو الحسن
__________
(1) في النسخ " سدرلا " وراجع المعرب للجواليقي ص 187.
(*)(2/415)
الصائغ اذنا شفاها أنبأنا أبو بكر الخطيب أنشدنا أبو رجاء هبة الله بن محمد بن علي الشيرازي أنشدني أحمد بن محمد الخوزاني لنفسه: خذ في الشباب من الهوى بنصيب * إن المشيب إليه غير حبيب ودع اغترارك بالخضاب وعاده * فالشيب أحسن من سواد خضيب الخوزياني: بضم الخاء المعجمة وكسر الزاي وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خوزيان، وهي قصر من رستاق غوبدين بنواحي نسف مما وراء النهر، منها أبو العباس المهدي بن سمعان بن حامد الزاهد الخوزياني الاباعري من كتبه شجاع (1) كان يقيم بقصر خوزيان من رستاق غوبدين، وكان يتكلم بكلام الزهاد، ولم يكن عنده من الحديث شئ، مات يوم الاربعاء ودفن يوم الخميس قبل الزوال الثالث عشر من شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة، قال المستغفري: وأنا صليت عليه.
الخوزي: هذه النسبة إلى موضعين، أحدهما إلى خوزستان، وهي كور الاهواز، ويقال لها بلاد الخوز والنسبة إليها خوزي والثاني إلى شعب الخوز وهي محلة بمكة، أما الانتساب إلى الخوز وهي بلاد خوزستان بين فارس والبصرة: سليمان الخوزي، يروي عن أبي هاشم الرماني وخالد الحذاء، روى عنه عبيدالله بن موسى.
وعمرو (2) بن سعيد الخوزي (حدث) عن عباد بن صهيب وغيره.
وأما أبو طالب محمد بن علي بن دعبل الخوزي قدم أصبهان ونزل سكة الخوز يقال لها (كوي خوزيان) لنزول أهل (الخوز) بها فنسبت السكة إليهم، حدث عن سويد بن سعيد الحدثاني، روى عنه عمر بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني.
وأما النسبة الثانية فهو أبو إسماعيل إبراهيم بن يزيد الخوزي، من أهل مكة، كان مولى لعمر بن عبد العزيز، وكان ينزل شعب الخوز بمكة، فنسب إليهم، ولم يكن منهم، روى عن عمرو بن دينار وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي ومحمد بن عباد بن جعفر مناكير كثيرة وأوهاما غليظة حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان أحمد بن حنبل سيئ الرأي فيه، روى عنه المعتمر بن سليمان والمعافى بن عمران الموصلي ومحمد بن ربيعة الكلابي ومؤمل بن إسماعيل، وكان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عنه، مات سنة إحدى وخمسين أو خمسين ومائة.
وأبو أيوب المورياني الوزير، يعرف بالخوزي،
__________
(1) كذا، ربما يكون " من كبندة شجاع " من قرى نسف.
(2) مثله في معجم البلدان والانساب المتفقة ص 51، ووقع في ك " عمر ".
(*)(2/416)
قال محمد بن الجراح: سمي بذلك لشحه، وقال غيره لانه كان ينزل شعب الخوز بمكة (1).
قال ابن ماكولا: ذكرناه في كتاب الوزراء.
الخوستي: بفتح (2) الخاء المعجمة وسكون الواو والسين المهملة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى خوست يقال لها خست، وهي بين اندرابة وطخارستان من أعمال بلخ، وهي قصبة يفضي إليها أربعة شعاب نزهة كثيرة الشجر وبها
تحصن نيزك (3) طبرخان في ابتداء الاسلام من قتيبة بن مسلم الباهلي أمير خراسان فلم يقدر عليها لحصانتها حتى استنزلوه بالمكر، وبها قوم من العرب أشراف - هكذا ذكره أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي في كتاب مفاخر خراسان، منها أبو علي الحسن بن أبي علي بن الحسين الخوستي الفراء الطخارستاني سكن سمرقند، يروي عن السيد أبي الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني (4) العلوي البغدادي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفي ليلة الجمعة أول يوم من ذي الحجة سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
الخوشي: بضم الخاء المعجمة وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى خوش، وهي من قرى إسفراين سمع سفيان بن عيينة وعبد الله بن المبارك والفضيل بن عياض والوليد بن مسلم وبقية بن الوليد وإسماعيل بن علية وغيرهم، روى عنه علي بن الحسن الهلالي ومحمد بن عبد الوهاب ومحمد بن إسحاق الطالقاني.
الخوصي: بفتح الخاء المعجمة والواو الساكنة بعدهما الصاد المهملة، هذه النسبة إلى أبي الخوصاء، وهو والد القاسم بن أبي الخوصاء الحمصي، الخوصي من أهل حمص ذكره محمود بن إبراهيم بن سميع في كتابه التاريخ (5).
__________
(1) لا أدري لم هذا التكلف ؟ وهذا الرجل مورياني منسوب إلى قرية موريان وهي كما في رسمها من معجم البلدان، ورسم (المورياني) في اللباب - قرية من قرى خوزستان، فهو خوزي البلد إن لم يكن أيضا خوزي النسب.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في م وع " بضم ".
(3) مثله في اللباب، وفي س " ننرك " كذا، وفي م وع " ترك ".
(4) مثله في اللباب ومعجم البلدان، وفي ك " الحسن ".
(5) (الخوطي) بضم الخاء المعجمة وسكون الواو وكسر الطاء المهملة، رسمه ابن نقطة وضبطه كما مر ثم قال " فهو أبو علي الحسين بن مسافر بن علي التنيسي المقري الخوطي، روى عن أبي الحسن علي بن محمد بن عمر بن نصير البزاز وأبي بكر محمد بن علي بن يحيى بن السري صاحب أبي العباس الوشاء - في آخرين، كتب عنه
عبد الله بن الحسن بن طلحة النخاس - نقلته في خط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي ".
(*)(2/417)
الخوميني: بضم الخاء المعجمة وسكون الواو وكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف وياء أخرى بعدها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خومين، وظني أنها قرية من قرى الري، منها أبو الطيب عبد الباقي بن أحمد بن عبد الله الخوميني الرازي - ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في التاريخ وقال: قدم علينا وهو شاب، وكان يسمع معنا، ويكتب عن مشايخنا، وحدثني عن عبد الله بن محمد بن أحمد السماك الرازي وغيره، وكان صدوقا، وذكر لي أنه مات بعد سنة عشرين وأربعمائة.
خولي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو وفي آخرها اللام، هذا يشبه النسبة، وهو اسم رجل، وهو أبو ليلى أوس بن خولي (1) بن عبد الله بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الانصاري، له صحبة ممن شهد بدرا، وحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وقثم وشقران - هكذا ذكر أبو حاتم بن حبان: وسعد بن حميل الخولي، كان على الحمى أيام معاوية رضي الله عنه، وكان خوليا له، والخولي الذي يلي حمى الخيل والابل للملوك والخلفاء (2).
الخونجاني: بضم (3) الخاء المعجمة وكسر الواو وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خونجان وهي قرية من قرى أصبهان، منها أبو..(4) محمد بن أبي نصر (بن (5) الحسن بن إبراهيم الخونجاني شاب فاضل عارف باللغة، يؤدب الصبيان، كان تلميذ شيخنا وأستاذنا أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ وكان يواظب على كتابة أماليه والاستفادة منه، سمع الحديث من جماعة مثل أبي نصر الحسن بن إبراهيم
__________
= (الخوفي) رسمه المشتبه وقال " بخاء معجمة الخوفي أبو الشعثاء جابر بن زيد، والخوف ناحية من بلاد عمان " كذا قال وتبعه التبصير والمعروف في جابر بن زيد (الجوفي) بالجيم راجع رسمه، ورسم (الحوفي) و (الحرقي).
(1) ذكر في الاكمال في هذا الرسم (خولي) بسكون الواو لكن ذكره في التبصير بفتحها وقال " ضبطه العسكري في كتاب التصحيف، وإذا صح هذا فبه فبالسكون (خولي) عدة، راجع الاكمال 3 / 195 و 196.
(2) هذا التفسير قاله ابن الكلبي كما في الاكمال 3 / 127 و 128 ولم أجده بهذا المعنى الخاص في المعاجم والذي في اللسان أن (الخولي) بفتح الخاء وفتح اللام هو " الراعي الحسن القيام على المال والغنم " وفيه أن (الخولي) بالسكون " القائم بأمر الناس السائس له ".
(3) مثله في معجم البلدان ووقع في اللباب " بفتح ".
(4) بياض، وعليه فاسم الرجل محمد بن أبي نصر، ولم تعرف كنيته، وأهمل البياض في اللباب ومعجم البلدان فصار فيها " أبو محمد بن أبي نصر " كذا.
(5) من اللباب ونسخ أخرى ومعجم البلدان.
(*)(2/418)
اليور نارتي وأبي عاصم قيس بن محمد بن إسماعيل الصوفي وأبي القاسم إسماعيل بن الفضل بن الاخشيد السراج وغيرهم كتب لي جزءا من حديثه، وسمعت منه، وتركته حيا في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
الخولاني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خولان، وعبس وخولان قبيلتان نزل أكثرهما الشام (1)، كان منها جماعة من الزهاد والعلماء منهم أبو مسلم عبد الله بن ثوب الخولاني، أسلم على عهد معاوية ورأى جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وكان من عباد أهل الشام (وزهادهم ولابيه صحبة، روى عنه أهل الشام) توفي في زمن معاوية رضي الله عنه قبل بسر بن أبي أرطاة.
وأما أبو إدريس الخولاني فهو عائذ الله بن عبد الله، ولد عام حنين، عداده في أهل الشام، يروي عن شداد بن أوس وابن مسعود والمغيرة بن شعبة، ولم يسمع من معاذ بن جبل رضي الله عنه شيئا، روى عنه الزهري وأهل الشام، ولاه عبد الملك القضاء بدمشق، وكان من عباد أهل الشام وقرائهم وفقهائهم، مات سنة ثمانين.
وأبو محمد عبد الله بن طاوس بن كيسان الهمداني الخولاني،
من أهل اليمن من ولد النمر بن قاسط (2)، يروي عن أبيه وعكرمة بن خالد، روى عنه الثوري وابن عيينة، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة بعد أيوب بسنة، وكان من خيار عباد الله فضلا ونسكا ودينا.
وأبو القاسم عبد الصمد بن أحمد بن خنبش بن القاسم بن عبد الملك بن سليمان بن عبد الملك بن حفص الخولاني الحمصي من أهل حمص، ورد بغداد وأقام بها مدة طويلة وحدث عن خيثمة بن سليمان الاطرابلسي وأحمد بن بهزاذ السيرافي، روى عنه أبو القاسم الازهري وأبو القاسم التنوخي وأبو علي محمد بن وشاح الزينبي، وكانت ولادته بحمص في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، وأول سماعه بالشام سنة أربعين وثلاثمائة، ومات بعد شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة (3).
__________
(1) في اللباب " خولان بن عمرو بن مالك بن الحارث بن مرة بن ادد (بن زيد) بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وبعض خولان يقولون: خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة - وهكذا قال ابن الكلبي " وفي معجم البكري ص 27 ذكر القول الثاني ثم قال " ويأبى نساب اليمن ذلك فيقولون: هو خولان بن عمرو بن مالك (بن الحارث) بن مرة بن ادد بن زيد بن يشجب..) وبعض النسابين يثبت القولين وربما زاد بعضهم على ذلك، راجع الاكليل.
(2) كذا وإنما قيل إن والد طاوس كان من النمر بن قاسط وإن طاوس كانت فارسية وكأنها كانت مملوكة لرجل آخر فطاوس مولى يقال مولى حمير ويقال مولى همدان، ولعله قد قيل مولى خولان وربما قيل " الا بناوي " كأنه بالنظر إلى الام الفارسية والله أعلم.
(3) في اللباب " فاته إدريس بن يحيى مولى زبان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم يكنى أبا عمرو ويعرف بالخولاني = (*)(2/419)
الخويي: بضم الخاء المنقوطة وفتح الواو وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى خوي وهي إحدى بلاد آذربيجان، خرج منها جماعة من القدماء، والناس يفتحون الخاء ويخففونها، والمشهور بالانتساب إليها أبو معاذ عبدان الخويي المتطبب، يروي عن الجاحظ، روى عنه أبو علي القالي.
وأبو بكر محمد بن يحيى بن مسلم الخويي، يروي عن جعفر بن إبراهيم المؤذن، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد الشافعي
الرازي.
ومحمد بن عبد الحلي بن سويد الخويي، حدث عن عمران بن موسى الجنديسابوري، روى عنه أبو الفضل الشيباني الكوفي.
وصاحبنا أبو يعقوب يوسف بن محمد بن الخويي، من أهل خويي، سكن طوس، كان حسن السيرة فاضلا، كتبت عنه أقطاعا من شعره بنوقان، وكان ينوب عن القاضي.
ومحمد بن عبد الرحيم الخويي، يروي عن محمد بن عبد الله النيسابوري، ذكر أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصبهاني في معجم شيوخه أنه كتب عنه في مجلس ابن قتيبة - يعني أبا العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني.
__________
= لسكناه خولان، نسب إلى الموضع لا إلى القبيلة، حدث عن حيوة بن (..؟ ؟) توفي في المحرم سنة إحدى عشرة ومائتين ".
(الخويلدي) استدركه اللباب وقال " بضم الخاء وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام، ثم دال مهملة، نفر من الاخباريين يقال لهم الخويلديوي.
وهي أيضا نسبة إلى خويلد بن عوف بن عامر بن عقيل، منهم امرؤ القيس (ابن) كلاب العقيلي ثم الخويلدي الشاعر، وهو القائل (لرجل من قشير اسمه سوادة بن كلاب): ولقد رأيت مخيلة فتبعتها * مطرت علي بحاصب وتراب إني لاكره أن تجئ منيتي * حتى أغيظ سوادة بن كلاب " (*)(2/420)
باب الخاء واللام ألف الخلادي: بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام ألف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى خلاد، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد بن خلاد بن منصور بن أحمد بن خلاد العطار الخلادي النصيبي، أصله من نصيبين، كان أحد الشيوخ المعدلين عند الحكام، وكان ثقة صدوقا، ولكن لم يكن يعرف شيئا من العلم، وحضر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني عند أحمد بن يوسف الخلادي فجرى ذكر الصاع والمد، (فقال ابن خلاد لابي الحسن: أيما أكبر الصاع أو المد ؟) فقال أبو الحسن:
انظروا إلى شيخكم الذي تسمعون منه وإلى ما سأل عنه.
سمع الحارث بن أبي أسامة ومحمد بن الفرج الازرق وإسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن يونس الكديمي ومحمد بن غالب بن حرب التمتام وعبيد بن شريك البزاز وغيرهم، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار وأبو علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ (وجماعة) ومات في (شهر) صفر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
الخلاسي: بفتح الخاء المعجمة واللام ألف المشددة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى خلاس، فأما أبو خلاس فهو ابن مالك بن امرئ القيس بن عميت بن كعب بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن نور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكان شاعرا سيدا ورأس قومه، وهو الذي أراد أن يكسر السعير صنم عنزة، كان مر به ففرت قلوصه منه، فهم بكسره، وقيل له إنه إله، فتركه قال ذلك كله ابن الكلبي.
ومن ولده زبار بن علي بن عبد الواسع بن الورام بن زر بن غادية بن يزيد بن أبي الخلاس الخلاسي، وكان مع بني العباس، وهو الذي كان يستخرج بني أمية أيام عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن عباس فيقتلون بالشام، وكان ابنه خالد بن زبار الخلاسي في صحابة أبي جعفر.
وقال محمد بن جرير الطبري: بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس زيد بن مالك الاغر.
هو خلاسي نسبة إلى الجد الاعلى - من الصحابة شهد العقبة وبدرا وأحدا والمشاهد، وقتل يوم عين التمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه (1).
__________
(1) (الخلاطي) رسمه القبس وقال " خلاط مدينة بأرمينية، منها سهل بن صقير (الخلاطي)، روى له الماليني = (*)(2/421)
الخلال: بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام ألف، هذه النسبة إلى عمل الخل أو بيعه والمشهور بهذا الانتساب أبو علي الحسن بن علي الخلال الحلواني صاحب السنن، ذكرته
في الحلواني فاستغنيت عن إعادته.
وأبو بكر محمد بن خلف بن محمد بن جيان (بالجيم (1) بن الطيب بن زرعة، الفقيه المقرئ الخلال، من أهل بغداد، سمع عمر بن أيوب السقطي وقاسم بن زكريا المطرز وعبد العزيز بن محمد بن دينار القارسي وعلي بن إسحاق بن زاطيا وأحمد بن سهل الاشناني وأبا بكر بن المجدر وحامد بن شعيب البلخي، يروي عنه أبو بكر البرقاني والقاضيان أبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي، وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان ثقة.
ويزيد بن مروان الخلال، شيخ من بغداد، روى عنه العراقيون، كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وكان يحيى بن معين يقول: يزيد بن مروان الخلال كذاب.
وأبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير الخلال الخشاب المصري، من أهل مصر، سمع أبا أحمد عبد الله بن محمد بن الناصح المقدسي وأبا الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري وأبا طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي وأبا محمد الحسن بن رشيق العسكري وأبا أحمد عبد الرحمن بن إسماعيل العروضي وجماعة، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وقال: شيخ لا بأس (به) ولد سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، ومات ليلة الاحد سحر الحادي والعشرين من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة بمصر.
وأبو محمد الحسن بن أبي طالب محمد بن الحسن بن علي الخلال الحافظ، من أهل بغداد كان يسكن نهر القلائين أولا، ثم باب البصرة في آخر عمره، كان حافظا جليل القدر واسع الرواية مكثرا من الحديث فهما، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي وأبا عمر محمد بن العباس بن حيويه الخزاز وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ وطبقتهم، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبنا عنه، وكان ثقة، له معرفة وتنبه، وخرج المسند على الصحيحين، وجمع أبوابا وتراجم كثيرة، وكانت ولادته في صفر سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ووفاته في جمادى الاولى سنة تسع وثلاثين وأربعمائة (ودفن بباب حرب).
__________
= بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لله تعالى في السماء سبعين ألف ملك يلعنون من شتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
كان يضع الحديث " قال المعلمي سهل بن صقير - ويقال سهل بن سقير - الخلاطي مذكور في التهذيب وهو واه، وينظر سند هذا الخبر فلعل البلية من غير سهل.
(1) ليس في ك، وهو صحيح.
(*)(2/422)
الخلالي: بفتح الخاء المعجمة وتشديد اللام ألف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الخل وإلحاق الياء في مثل هذا الانتساب أكثرها بجرجان وطبرستان وخوارزم.
وأبو سعيد إسماعيل بن أحمد بن محمد التاجر الخلالي الجرجاني من أهل جرجان، سكن نيسابور، وبها ولد، وبها مات، وكان أحد الجوالين في طلب الحديث والوراقين في بلاد الدنيا والمفيدين، سمع بجرجان عمران بن موسى السختياني، وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وببغداد الهيثم بن خلف الدوري وحامد بن محمد بن شعيب، وبالبصرة محمد بن الحسين بن مكرم، وبالكوفة أبا محمد عبد الله بن محمد بن زيدان البجلي، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن المثنى، وبالرقة الحسين بن عبد الله الرقي، وبعسقلان محمد بن الحسن بن قتيبة.
وبمصر أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ (وذكره) في التاريخ، وقال: انتقى عليه أبو علي الحافظ، ثم عقدت له المجلس بعد وفاته غداة الاحد، وكان يملي من أصوله، وكان يحسن إلى أهل العلم ويقوم بحوائجهم فإنه صار بتجارته موسعا عليه بنيسابور بعد أحواله القديمة، وتوفي في صفر سنة أربع وستين وثلاثمائة وهو ابن سبع وثمانين سنة دفن بمقبرة باب معمر (1).
الخلاوي: بفتح الخاء المنقوطة والواو بعد اللام ألف، هذه النسبة إلى خلاوة، وهو بطن من بني سعد بن تجيب، وهو خلاوة بن جد بن حنين، من ولد سعد بن تجيب، والمشهور بالانتساب إليها أبو عمرو سعد بن مالك بن عبد الله بن سيف التجيبي الخلاوي
النحاس، قال أبو سعيد بن يونس: كتبت عنه حكاية من حفظه، توفي شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة.
ولابيه مالك بن عبد الله أخ يقال له خلاوة بن عبد الله، كتب مع يونس بن عبد الاعلى، رأيت سماعه في كتاب جدي من ابن وهب قال ذلك بن يونس.
وقيس بن الاشعث بن شهاب بن عمرو بن خلاوة التجيبي الخلاوي وكان مرابطا بالاسكندرية، وولى الشرط بالفسطاط، وتوفي في جمادى الآخرة سنة أربع وعشرين ومائة.
__________
(1) (الخلالي) رسمه ابن نقطة وقال " بكسر الخاء المعجمة وتخفيف اللام فهو أبو بكر محمد بن أحمد بن علي الخلالي، روى عن المزني صاحب الشافعي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن المقرئ وقال: هو ثقة صاحب للربيع والمزني - نقلته من خط مؤتمن: بكسر الخاء في غير موضع ".
(*)(2/423)
باب الخاء والياء (1) الخياري: بكسر الخاء المعجمة والياء المفتوحة آخر الحروف بعدهما الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الخيار، وهو ابن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، من ولده همدان وألهان ابنا مالك بن زيد بن أو سلة بن ربيعة بن الخيار، قبيلة ينسب إليهما الهمدانيون والالهانيون.
الخيابري: بفتح الخاء المعجمة والياء آخر الحروف بعدها الالف والباء المكسورة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خيبر، والخيبر بلسان اليهود الحصن، وهي سبعة حصون لكل واحد اسم، فجمع وقيل الخيابر يعني الحصون واسمها شق، ووطيح، ونطاة، وقموص، وسلالم، وكتيبة، وناعم، والعرب تقول لهذه الحصون: الخيابر، فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة ست من الهجرة (2).
الخياش: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الياء المنقوطة من تحتها ابثنتين وفي آخرها الشين المعجمة، هذه اللفظة لمن يبيع الخيش، وهو نوع من الثياب الغليظة من الكتان الخشن، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم حديد بن موسى بن كامل الخياش، من أهل
مصر، يروي عن أبي أمية الطرسوسي محمد بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم وبكار بن قتيبة القاضي ونحو هذه الطبقة، قال أبو سعيد بن يونس: كتبت عنه وكان ثقة صدوقا، توفي نحو سنة عشرين وثلاثمائة.
وأبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمد الخياش المصري، من أهل مصر، قدم بغداد وحدث بها عن المقدام بن داود وأحمد بن محمد بن رشدين ومحمد بن عبد الله بن حكيم وغيرهم من المصريين، روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي وأبو الحسن الدارقطني ومحمد بن عبد الله الابهري وكان من الثقات.
__________
(1) (الخيابري) يأتي رقم 1510 (800 - الخياذاتي) في معجم البلدان " خياذان - بالذال المعجمة وآخره نون، قال ابن مندة في تاريخ أصبهان: محمد بن علي بن جعفر بن محمد بن نجبة بن واصل بن فضالة التميمي الخياذاني أبو بكر - وخياذان قرية من قرى المدينة - كتب عنه جماعة من أهل البلد.
قلت يريد بالمدينة شهرستان أصبهان والله أعلم " قال المعلمي ذكر ابن نقطة هذا الرجل في رسم (نجبة) من الاستذكار ووقع في النسخة وهي جيدة وصفتها في مقدمة الاكمال ورمزت لها بحرف (ظ) وقع فيها " الحماذاني، وحناذان " وشكل بكسر الحاء المهملة وفتح النون ونقلته في تعليق الاكمال 1 / 501 والله أعلم.
(2) (الخيازجي) في معجم البلدان " خيازج بكسر الخاء ثم ياء وفتح الزاي وجيم: من قرى قزوين، ينسب إليها اسكندر بن حاجي بن أحمد بن علي بن أحمد الخيازجي أبو المحاسن - ذكره أبو زكريا بن مندة، قال: قدم أصبهان وحدث عن هبة الله بن زادان وغيره، سمع منه كهول بلدنا ".
(*)(2/424)
الخياط: بفتح الخاء المعجمة وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الطاء المهملة، يقال لمن يخيط الثياب: الخياط، والمشهور به أبو عبد الله (1) صالح بن راشد الخياط من أهل البصرة، يروي عن الحسن ومالك بن دينار، يروي عنه حرمي بن عمارة والتبوذكي.
وأبو سليمان الخياط الحجازي، حدث عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه يزيد بن عياض بن جعدبة.
وأبو غالب نافع الخياط، روى عن أنس بن مالك.
وسالم الخياط، روى عن الحسن وابن سيرين.
وعمران الخياط، روى عن زيد بن وهب وإبراهيم بن..(2) روى عنه عبد الله بن عون.
وأبو الحسن علي بن محمد بن عيسى
الخياط، مصري، يعرف بابن العسراء، ومحمد بن ميمون الخياط المكي، يروي عن سفيان بن عيينة وأبي سعيد مولى بني هاشم وغيرهما، حدث عنه أبويحيى الساجي ويحيى بن صاعد.
وأحمد بن موسى بن أبي عمران الخياط المعدل، روى عن سورة بن الحكم ومحمد بن عباد بن معاذ العنبري وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي وغيرهم، روى عنه محمد بن مخلد.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم الخياط الهروي، سمع السامي والحسين بن إدريس وأبا زكار أحمد بن معاذ وغيرهم، روى عنه محمد بن حامد.
وأبو علي الحسين بن بشار بن موسى الخياط البغدادي، حدث عن أبي بلال الاشعري ونصر بن حريش، روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي وأبو بكر الشافعي.
وأبو علي الحسن بن مهران الخياط الرجل الصالح، سمع علي بن حجر وإسحاق بن منصور وغيرهما.
وأبو سعيد جابر بن عيسى الخياط البخاري، حدث عن عيسى بن موسى.
وأبو بشر عبد الله بن محمد بن أحمد (بن محمد بن عبد الله) بن محمويه الزاهد الخياط، من أهل نيسابور، وكان مجاب الدعوة، يقعد نهاره أجمع في حانوته على طرف أصل الميل يزار ويتبرك بدعائه، لا يأكل إلا من كسب يده، عاش سبعين، وكان يقول في دعائه: اللهم اغنني بالافتقار إليك، تفقرني بالاستغناء عنك.
وكان يقول في دعائه: اللهم إني أعوذ بك من الفقر إلا إليك، ومن الذل إلا لك.
وكانت وفاته في شهر رمضان من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
قلت وزرت قبره بنيسابور.
وخياط السنة هو أبو عبد الرحمن زكريا بن يحيى بن إياس السجزي، لقب بخياط السنة (3) من أهل سجستان، حدث عن محمد بن عبيد بن
__________
(1) مثله في اللباب وتاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم، ووقع في عدة نسخ " وعبد الله " كذا.
(2) بياض، وفي الاكمال " وإبراهيم النخعي ".
(3) لانه كان يخيط أكفان أهل السنة، وثم آخر يخيط أكفان غيرهم.
(*)(2/425)
حساب ومحمد بن عبد الاعلى، روى عنه محمد بن المنذر الهروي شكر ومحمد بن
إبراهيم بن زوزان.
وأبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمود بن موسى الخياط الفوجا باذي، حدث عن إسحاق بن حمزة ويحيى بن محمد اللؤلؤي، حدث عنه أحمد بن محمد بن عمر المقرئ وغيره، توفي في المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن صباح الخياط من أهل نيسابور، سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وبشر بن الحكم وغيرهما، حدث عنه أبو بكر بن علي الحافظ وعلي بن عيسى، توفي سنة سبع وتسعين ومائتين، وكان ثقة.
وأبو عبد الله محمد بن علي القاضي الزاهد الخياط، أحد العباد المجتهدين، سمع علي بن خشرم ومحمود بن آدم، لم يحدث إلا في المذاكرة، روى عنه أبو أحمد محمد بن أحمد بن شعيب العدل.
وأبو عبد الله محمد بن موسى الخياط البخاري الواعظ، حدث عن سهل بن المتوكل وأبي سهيل سهل بن بشر.
وأبو سعيد إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع الجرجاني الخياط، روى عن أبي إسحاق عمران بن موسى السختياني وجماعة سواه، وكان شيخا صالحا، توفي في جمادى الاولى سنة ست وستين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد بن الفضل القرميسيني الخياط الازجي، نزل أبوه بغداد وسمع ابنه الحديث بعد كبره، وكتب أبو القاسم هذا عن أبي بكر المفيد ومن بعده، وكان من خيار عباد الله تعالى ثقة وزهدا وتواضعا وتحريا، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو نصر بن ماكولا وجماعة.
وأبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط المقرئ أحد الثقات المشهورين بعلم القرآن، يروي عن أبي الحسين بن بشران، روى لي عنه ابن البدن وابن زريق وغيرهما ببغداد، وفاته سنة نيف وستين وأربعمائة.
وجماعة من شيوخنا يعملون عمل الخياطة كتبنا عنهم، منهم أبو عبد الله الحسين بن علي بن أحمد الخياط المقرئ، يعرف بابن بنت الشيخ أبي منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط، كان مقرئا فاضلا حسن السيرة من بيت الحديث، يخيط الثياب، من أهل بغداد، وهو أخو الشيخ أبي محمد بن بنت الشيخ إمام مسجد ابن جردة بغداد، روى أبو عبد الله عن أبي الغنائم بن المأمون وأبي الحسين ابن النقور وأبي منصور العكبري وغيرهم، قرأت عليه الكثير في مسجد ابن جردة ببغداد
وتوفي..(1).
وأبو الفضل موسى بن علي بن قداح الخياط، كان شيخا صالحا ببغداد له دكان للخياطة بين الدربين، روى لنا عن أبي الفضل محمد بن عبد السلام الانصاري وأبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وغيرهما.
وقد جاء خياط اسما لا نسبا وهو أبو
__________
(1) بياض وفي المنتظم سنة 537.
(*)(2/426)
عمرو خليفة بن خياط بن خليفة بن خياط العصفري، يعرف بشباب، صاحب كتاب الطبقات، والتاريخ الحسن المفيد، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في كتابه مفردا ومقرونا بغيره، تفرد به، وكثيرا ما يذكر في التاريخ: قال شباب كذا.
ومحمد بن صالح الفزاري الخياط من أهل بغداد، سمع شريك بن عبد الله وسفيان بن عيينة وأبا عبيدة الحداد، روى عنه جعفر بن محمد بن كزال وصالح بن محمد جزرة وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي وأحمد بن الحسن الصوفي وغيرهم، وكان من الثقات المشهورين، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين ومائتين.
وأما الخياطية ففرقة من المعتزلة ينتمون إلى أبي الحسين الخياط أستاذ الكعبي، وهو الذي شارك المعتزلة في ضلالة القدر وفي تسمية العدم شيئا، وشارك البصريين في تسمية المعدوم جوهرا وعرضا، وزاد عليهم أن قال: إن الجسم كان قبل وجوده جسما.
وهذا هو القول بقدم الاجسام.
الخياطي: بفتح الخاء والياء المشددة آخر الحروف بعدهما الالف وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى الخياط وهو أن جد المنتسب إليه يكون خياطا لا هو مثل الانتساب يكون بطبرستان وبلاد مازندران، واشتهر بهذه النسبة أبو الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الحسين (1) الجرجاني الحافظ يعرف بالخياطي من أهل جرجان، سكن ما وراء النهر، يروي عن عمران بن موسى السختياني وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستر اباذي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ، قال: وتوفي بسمرقند في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة (2).
الخيام: بفتح الخاء والياء المشددة المفتوحة آخر الحروف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى الخيمة وخياطتها، والمشهور بهذه النسبة أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر بن عبد الرحمن الخيام البخاري من أهل بخارى، كان مكثرا من الحديث من غير أن رحل في طلبه، وكان بندارا لحديث البخاريين، وقيل إنه لم يكن بموثوق به، تكلم فيه أبو سعد الادريسي الحافظ، روى عن أبي علي صالح بن محمد البغدادي جزرة ونصر بن أحمد بن نصر الكندي ومحمد بن علي بن عثمان الانصاري وموسى بن أفلح بن خالد وعمر بن هناد المؤذن ونوح بن أيوب القصار ومحمد بن الفضل
__________
(1) مثله في اللباب والتوضيح، ووقع في ك " الحسن ".
(2) (الخيالي) اشتهر به العلامة أحمد بن موسى الخيالي صاحب الحواشي على شرح العقائد النسفية وغيرها وهو من علماء القرن التاسع، راجع أعلام الزركلي 1 / 247.
(*)(2/427)
المفسر وحامد بن سهل بن محمد بن حريث الانصاري وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو سعد الادريسي الاستر اباذي وأبو عبد الله الغنجار الحافظ وجماعة كثيرة، ومات في جمادى الاولى سنة إحدى وستين وثلاثمائة ببخارى عن ست وثمانين سنة.
الخيبري: بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء، هذا إسم لقلعة حصينة على منازل من المدينة على طريق الشام فتحها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ست من الهجرة والخيبر بلغة اليهود الحصن، اشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أحمد بن بعد القاهر بن الخيبري اللخمي الدمشقي، ولا أدري الخيبري اسم لجده، أو نسبة إلى خيبر ؟ يروي عن منبه بن عثمان، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ومات بعد سنة تسع وسبعين ومائتين (1).
الخيدشتري: بالخاء المعجمة وبعده لا أدري الياء أو النون ؟ ثم بعده الدال إما المعجمة أو غير المعجمة، وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي
آخرها الراء، هذه النسبة إلى خيدشتر وهي قرية من قرى اشتيخن من بلاد السغد بنواحي سمرقند، ذكر هذه الصورة أبو سعد الادريسي في كتاب الكمال في معرفة الرجال بمسرقند، واستوضح عن بعض السمرقنديين بعد هذا إن شاء الله، والمنتسب إليها أبو بكر بلال بن رضار (1) بن ربانة (3) الاشتيخني الخيدشتري، يروي عن الحسين بن عبد الله الربنجي (4)، روى عنه عبد الله بن محمد بن الفضل السرخسي، ليست روايته بالقوية كأنه لم يكن من أهل الصنعة.
__________
(1) في اللباب " قلت فاته النسبة إلى خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة - بطن من طئ ثم من بحتر، منهم مدلج بن سويد بن مرثد بن خيبري، وهو مجير الجراد ".
(الخيتي) بالكسر وسكون التحتية تليها فوقية نسبة إلى خيت قرية ببلخ منها أبو المكي مكي بن محمد الخيتي.
راجع التعليق على الاكمال 2 / 218.
(الخيثمي) في القبس " الخيثمي في قيس عيلان، قال أبو علي الهجري: أنشدني أبو تغلب سراج بن بعد الرحمن أحد بني النابغة الجعدي واسم النابغة قيس بن عبد الله بن جعدة " كذا وكان هناك سقطا.
(2) كذا في ك، ومثله بلا نقط في سائر النسخ، وفي أجود مخطوطتي اللباب " صيار " وفي المطبوعة والقبس " صتار " وفي معجم البلدان " ميار ".
(3) مثله في اللباب، ووقع في س وم وع " زيادة ".
(4) الكلمة مشتبهة في الاصول وأشبه النسبة المعروفة بها (الزبنجني) ستأتي في موضعها، ووقع في اللباب " البربنجني " كذا.
(*)(2/428)
الخير اخري: (1) بفتح الخاءين المعجمتين والياء المسكونة المنقوطة بنقطتين من تحتها وفتح الراء (2) الاولى وكسر الاخرى (هذه النسبة إلى قرية خيراخري على خمس فراسخ من بخارى بقرب الزندني، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن الفضل الخير اخري، كان مفتي بخارى، يروي عن أبي بكر محمد بن خنب وأبي بكر بن مجاهد القطان البلخي وأبي
بكر أحمد بن سعد الزاهد وأبي بكر بن يزداذ الرازي المفسر، روى عنه ابنه أبو نصر أحمد بن عبد الله بن الفضل.
قلد الامامة في الجامع ببخارى، وعقد له مجلس الاملاء بها، يروي عن أبيه وأبي الحسن فراس المكي وأبي بكر بن زنبور البغدادي وأبي الحسين الخفاف النيسابوري وغيرهم قال أبو كامل البصيري سمعت أبا نصر بن الخير اخري يقول: كان بي عرامة شديدة في حال صباي وكان من يتصل إلى شيخي يغريه علي فيغضب الشيخ منه ويقول: سلمته إلى الله تعالى فهو خير له مني، إن أراد الله به خيرا يكون، وإن أراد غير ذلك فليس في أيدينا شئ سوى الدعاء، فتوفي شيخي ولم يصل إلي من ميراثه كثير شئ، وأقبلت على العلم وأصلحت فيما بيني وبين الله (عزوجل) ببركة تسليم الشيخ إياي إلى الله تعالى فأصلح الله شأني وأغناني وصب الله علي الدنيا صبا وصرت وجيه البلد ومدرس المتفقهة ومملي الكتبة وإمام العامة.
وابنه أبو بكر محمد بن أبي نصر، حدث عن أبيه.
وابن ابنه أبو بكر محمد بن محمد بن أبي نصر، حدثونا عنه جماعة ببخارى وكلهم خيراخريون، وبقي عقبهم إلى الساعة.
وأبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الفضل الخير اخري، يروي عن الامام أبي عبد الله محمد بن أحمد البرقي وتوفي بعد سنة ثماني عشرة وخمسمائة فإنه حدث في هذه السنة.
الخيراني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خيران وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه أو إلى قرية من قرى بيت المقدس يقال لها (بيت) خيران بت بها ليلة في انصرافي من زيارة الخليل صلوات الله على نبينا وعليه، وما عرفت هذه النسبة إلا في تاريخ بغداد في ترجمة أبي نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن محمد بن عبيدالله بن طوق بن سلام بن المختار بن سليم الربعي
__________
(1) كذا وقع هذا الرسم هنا في نسخ الانساب وكذا في مخطوطتي اللباب غير أنه فيهما نقط وضبط على أنه (الخيزاخزي) بزايين منقوطتين ووقع في مطبوعة اللباب بعد الخيري (الخيزاخزي) بزايين، وكذا أعيد هناك بحاشية أجود المخطوطتين، ووقع في القبس بعد الخيري بالنقط، وكذا في معجم البلدان وقع رسم البلدة (خيزاخزا) وضبط
برايين منقوطتين وموضعه يقتضي ذلك.
(2) في اللباب وغيره مما تقدم " الزاي " وهو الصواب إن شاء الله.
(*)(2/429)
الخيراني، من أهل الموصل، قال: قدم بغداد بعد سنة (أربع و) أربعين وأرعبمائة، وحدث بها عن نصر بن أحمد بن المرجي وأبي الحسين عبد الله بن القاسم بن الصواف الموصليين، كتبت عنه، وكان ثقة - هكذا قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، روى عنه حديثا.
وروى عنه أيضا أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبو نصر محمد بن محمد بن خميس الجهني الموصلي وغيرهم، وكانت الرحلة إليه لسماع أجزاء من مسند أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي، وقال أبو بكر الخطيب الحافظ: سألت ابن طوق عن مولده، فقال: في سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ومات بالموصل في شهر رمضان من سنة تسع وخمسين وأربعمائة (1).
الخيري: بكسر الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى خيرة، وهو جد محمد بن عبد الرحمن بن خيرة الطبري الخيري، نسب إلى جده، حدث ببغداد عن مقاتل بن حيان من رواية نوح بن أبي مريم عنه، رواها عن شيخ له يقال له حسين بن إسماعيل بن خالد الطبري، شيخ ثقة، روى عنه محمد بن الحسين بن حاتم (2).
الخيزراني: بفتح الخاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الزاي وفتح الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الخيزران وأبو البدر صاعد بن عبد الرحمن بن سلم (3) بن عبد الجبار بن محمد بن علي (بن محمد) الخيزراني قاضي سارية مازندران، تفقه ببخارى على القاضي أبي سعد بن أبي الخطاب، وكان شيخا ظريفا سخي النفس حسن الجملة، سمع ببخارى أبا سهل محمود بن محمد بن إسماعيل الخطيب البراني..وغيرهما كتبت عنه جزءا بسارية عن شيوخه، وكانت ولادته في صفر سنة تسع وستين وأربعمائة بسارية ووفاته (4)
__________
(1) في اللباب " فاته الخيراني نسبة إلى خيران بن نوف بن همدان، ينسب إليه الجم الغفير من العلماء وغيرهم.
سوى من نسب إلى جده (خيران) وهم أيضا كثير، منهم أبو علي الحسن بن صالح بن خيران الفقيه الشافعي الخيراني، أريد على ولاية قضاء القضاة فامتنع، وتوفي سنة عشرين وثلاثمائة ".
(2) (806 - الخيري) رسمه منصور وقال " بفتح الخاء المعجمة وتشديد المثناة تحت فهو شيخنا أبو محمد إبراهيم بن محمود بن مصلح بن الخير المقرئ الخيرى..".
راجع التعليق على الاكمال 3 / 53.
(الخيزاخزي) تقدم رقم 1517 بما فيه وهنا ذكر في اللباب.
(3) في النسخ " مسلم " ظاهرا في بعضها ومحتملا في بعضها، وفي أجود مخطوطتي اللباب والقبس والدراري المضية ج 1 رقم 682 " سلم " ووقع في مطبوعة اللباب " سالم ".
(4) في م وع " وولادته " كذا لم تذكر الوفاة في اللباب وتقدم ما وقع في الجواهر المضية.
(*)(2/430)
بها (1).
الخيشاني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الشين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى..(2) والمشهور بهذا الانتساب أبو الحسن الخيشاني السمرقندي، الذي روى جامع أبي عيسى الترمذي عن أبي بكر أحمد بن إسماعيل بن عامر السمرقندي.
الخيشي: بفتح الخاء المنقوطة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وكسر الشين المنقوطة، هذه النسبة إلى الخيش، وهو نوع من الكتان الغليظ، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن محمد بن دلان الخيشي من أهل بغداد، رحل إلى مصر، وحدث بها، روى عنه حمزة بن محمد وغيره، وهو يروي عن أبي همام الوليد بن شجاع السكوني، وسأذكره في الدلاني، ومات حول سنة ثلاثمائة - هكذا قال الدارقطني.
وأبو بكر أحمد بن جعفر بن أحمد الخيشي، يروي عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد وعبيد بن رجال ويحيى بن أيوب
الحلاف وعبدان هو الآزي وأبي يحيى الساجي وإسحاق بن خالويه وأبي عبد الرحمن النسائي وغيرهم، وكان من الصالحين الثقات، وربما قيل فيه: الخياش، وقال الدارقطني: الخيشي شيخ من أهل مصر، كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا كتب عن المصريين والبغدايين والبصريين، وكان من الصالحين الثقات.
وقال ابن ماكولا: وأبو الحسن محمد بن محمد بن عيسى الخيشي النحوي البصري شيخنا وأستاذنا، سمعته يقول: اجتاز بنا المتنبي وكنا نتعصب للسري الرفاء فلم نسمع منه.
سمع أبا عبد الله بن الاعرابي، وتفسير الزجاج من الفارسي، والموازنة بين الطائيين منه، وكتاب الكامل منه عن الاخفش عن المبرد، وسمع النمري والازدي وخلقا كثيرا، وكتب إلي إجازة بخطه وذكر فيه شرح ما سمعه.
ذهب بعضها وبقي بعض، وكان إماما في حل التراجم، ولم أر شيخا من أهل الادب يجري مجراه (3).
__________
(1) (الخيسي) بكسر فسكون فسين مهملة نسبة إلى الخيس كورة من الجوف الغربي من أرض مصر: محمد بن أيوب بن الخيسي الذهبي، عن ابن عبد الدائم وعنه الذهبي الامام مؤلف المشتبه.
راجع التعليق على الاكمال 3 / 240.
(2) بياض، وفي معجم البلدان " قال الحازمي: موضع أظنه في سمرقند ".
(3) (الخيضري) نسبة إلى الجد، في الضوء اللامع ج 9 رقم 305 " محمد بن محمد بن عبد الله بن خيضر بن سليمان بن داود بن فلاح بن ضميدة.
بالمعجمة مصغرا - القطب أبو الخير الزبيدي - بالضم - البلقاوي الاصل الترملي الدمشقي الشافعي..ويعرف بالخيضري نسبة لجد أبيه.." وذكر مؤلفاته وفيها " ولخص أيضا الانساب لابي سعد بن السمعاني مع ضمه لذلك ما عند ابن الاثير والرشاطي وغيرهما من الزيادات ونحوها وسماه الاكتساب = (*)(2/431)
الخيل: بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها لام والمشهور بها سلمان بن ربيعة التميمي الباهلي أول قاض استقضى بالكوفة فمكث أربعين يوما لا يأتيه خصم، وهو الذي يقال له: سلمان الخيل، كان يلي الخيول في خلافة عمر بالكوفة، وكان رجلا صالحا يحج في كل سنة (روى عنه أبو وايل، قتل ببلنجر من نواحي
ارمينية غازيا، كان على مقدمة سعيد بن العاص في سنة) خمس وعشرين في خلافة عثمان.
الخيليلي: بفتح الخاء المعجمة وبالياءين آخر الحروف بينهما اللامان هذه النسبة إلى خيليل وهو بطن من غسان، ذكر محمد بن حبيب عن هشام بن الكلبي في نسب قضاعة فقال: سحمة بنت كعب بن عمرو بن خيليل، من غسان أم ولد عوف بن عامر بن عوف بن بكر.
الخيلي: بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وبعدهما اللام، هذه النسبة إلى الخيل وقودها، قال الدارقطني: وأما الخيلي فهو قائد من قواد السلطان، يعرف بغريب الخيلي (1).
الخيني: بكسر الخاء المعجمة وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خين، وهي قرية من قرى طوس، خرج إليها شيخنا أبو سعد محمد بن العباس النوقاني مستزيدا (2) من فقهاء ناحيته، فمضينا إليه وبتنا في هذه القرية ليلة وسمعت من خطيبها الحديث وانصرفت، والمشهور بالنسبة إليها أبو الفضل المظفر بن منصور الطوسي الخيني، قال أبو سعد الادريسي: الفقيه أبو الفضل الطوسي من أهل خين - بلدة من بلاد طوس، سكن سمرقند، وكان فقيها فاضلا أديبا شاعرا، كتبنا معا في الكتب، وتفقه
__________
= في تلخيص الانساب، وما علمته حرر واحدا منها واشتد حرصي على الوقوف عليها فما أمكن.." ذكر ترجمة طويلة فيها غمز ولمز كعادة السخاوي في الذين لا يدارونه تجاوز الله عن الجميع.
وذكر وفاته سنة 894.
(1) (الخيمي) رسمه التوضيح وقال " بكسر أوله وفتح المثناة تحت وكسر الميم: الشهاب أبو عبد الله محمد بن عبد المنعم بن محمد بن يوسف بن أحمد الانصاري ابن الخيمي، حدث عن محمد بن علي بن الجلاجلي وأبي الحسن علي بن نصر بن المبارك بن البناء وغيرهما، وعنه البهاء محمد بن محمد حمونه الضرير.
وعلي بن عبد اللطيف بن الخيمي، حدث عن أبي الفتح بن شاتيل، وعنه إجازة زينب ابنة الكمال المقدسية.
وأبو طالب محمد بن علي بن علي بن علي (ثلاثا وصحح عليها) ابن الخيمي، شاعر أديب فاضل من أهل جزيرة ابن عمر - وقيل من الحلة، ثم استوطن مصر، مولده فيما وجدته بخطه في شوال سنة تسع وأربعين وخمسمائة، وتوفي بمصر سنة
أربعين وستمائة.
(2) كذا، لعل الصواب " مستزارا " يعني أنهم سألوه أن يزورهم.
(*)(2/432)
بسمرقند، وسمع معنا كتاب المشافهات من أعين بن جعفر بن الاشعث السمرقندي عن علي بن إسماعيل الخجندي عن علي بن إسحاق السمرقندي وسمع من كتب محمد بن نصر المروزي من أبي يحيى بن محمد بن إبراهيم، وسمع كتاب تاريخ محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله من أبي الفضل القراب الهروي من محمد بن سليمان بن فارس مقدار ما كان له سماع، وخرج من سمرقند قبل الثمانين والثلاثمائة، وأقام بجرجان، وتولى قضاء آبسكون وأوقاف أستراباذ، وخرج منها إلى جبال طبرستان فمات بها، كتب عنا وكتبنا عنه من الحكايات والاشعار.
الخيواني: بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء المعجمة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى خيوان بن زيد بن مالك بن جشم (بن حاشد بن جشم) بن خيوان بن نوف بن أو سلة وهو همدان، واسم خيوان مالك بن زيد بن مالك وإليه ينسب الخيوانيون، والمشهور بهذه النسبة عبد خير بن يزيد الخيواني، " يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حدث عنه الشعبي وأبو إسحاق الهمداني وعبد الملك بن عمير وحصين بن عبد الرحمن وخالد بن علقمة وأبو كيران الحسن بن عقبة وعبد الملك بن سلع.
وابنه المسيب بن عبد خير الخيواني.
وسعيد بن وهيب الخيواني.
وإبراهيم بن محمد بن مالك بن زبيد الهمداني الخيواني عم هارون بن إسحاق، يروي عن زياد بن علاقة والسدي وعبد الملك بن سلع وأبيه محمد بن مالك وخالد بن علقمة وابن أبي ليلى وعلي بن الاقمر وعدي بن ثابت، روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الاشج وهارون بن إسحاق الهمداني، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه، فقال: لا بأس به.
الخيوطي: بضم الخاء المعجمة والياء المنقوطة باثنتين من (تحتها ثم الواو) وفي آخرها
الطاء المهملة، هذه النسبة إلى الخيوط..والمشهور بهذا الانتساب أبو العباس أحمد بن علي بن مسلم الخيوطي الابار، يروي عن علي بن عثمان اللاحقي ومسدد بن مسرهد وعبيدالله بن محمد العيشي، روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي ودعلج بن أحمد السجزي وأحمد بن سلمان النجاد وغيرهم.
وأبو حامد أحمد بن عيسى بن العباس الخيوطي، بغدادي، سمع عمر بن محمد بن الحسن الكوفي والحسن بن عرفة وأبا إسماعيل الترمذي، روى عنه محمد بن عبيدالله بن الشخير وعلي بن عمر الحربي إلا أن ابن الشخير سمى أباه موسى.
وأبو الحسن علي بن الفضل بن العباس بن الفضل الفقيه البغدادي، يعرف بالخيوطي، حدث بأصبهان عن أبي القاسم البغوي وعمر بن الحسن بن الاشناني، روى عنه أبو نعيم الحافظ وأبو نصر الاسماعيلي وتوفي في سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.
والقاضي أبو(2/433)
جعفر أحمد بن محمد بن علي بن جعفر الخيوطي، (روى عن علي بن محمد بن سعيد الموصلي، روى عنه أبو الحسن (1) علي بن أحمد النعيمي.
وأبو الفرج أحمد بن علي الخيوطي) القاضي، روى عن يوسف بن سهل البادرائي حكاية، روى عنه أبو العلاء الواسطي، قال ابن ماكولا: وأنا أخشى أن يكون هو الذي قبله (2).
الخيوي: بكسر الخاء المعجمة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى خيو (3)، هو اسم لجد أبي القاسم يونس بن طاهر بن محمد بن يونس، بن خيو (3) النضري الخيوي البلخي من أهل بلخ الملقب بشيخ الاسلام، سمع أبا القاسم الشابادي ؟ ومحمد بن علي الجباخاني وأبا شهاب محمد بن محمد الجباخاني، روى عنه..(3) ومات ببلخ سنة إحدى عشرة وأربعمائة - هكذا ذكر أبو الفضل الفلكي.
الخيلامي: بفتح الخاء المعجمة والياء الساكنة آخر الحروف بعدها اللام ألف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى خيلام وهي بلدة من بلاد فرغانة، منها الشريف الامام حمزة بن علي بن المحسن (4) بن محمد بن جعفر بن موسى بن عيسى بن طلحة بن محمد بن طلحة بن
عبد الرحمن بن أبي بكر لصديق الخيلامي، كان فقيها فاضلا، وكان من خلفاء الدار الجوزجانية، يروي عن القاضي أبي نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق الريغذموني، روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفي بسمرقند في الرابع عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
__________
(1) في النسخ " أبو الحسين " خطأ، راجع رسم النعيمي من الانساب واللباب والاكمال.
(2) (الخيوقي) في معجم البلدان " خيوق - بفتح أوله وقد يكسر، وسكون ثانيه وفتح الواو وآخره قاف بلد من نواحي خوارزم " وفي رسم (الجناب) بفتح الجيم وتشديد النون من استدراك ابن نقطة " أبو الجناب أحمد بن عمر بن محمد الخيوقي الصوفي ساكن خوارزم، طاف البلاد وسمع بها، سمع بمكة من المبارك بن الطباخ، وباسكندرية من أبي طاهر السلفي الحافظ، وبهمذان من أبي الفضل محمد بن بنيمان الهمذاني، وبأصبهان، وبنيسابور، وغير هذه البلاد خلق كثير، سمع منه أحمد بن النقربي وعبد العزيز بن هلالة الطبيري الاندلسيان وغيرهما، وهو شيخ الصوفية بتلك الناحية، شافعي المذهب، ثقة إمام في السنة ".
(3 - 3 - 3) بياض في رسم (النضري) من المشتبه " وشيخ الاسلام يونس بن طاهر النضري عن زيد بن رفاعة الهاشمي وعنه أبو علي الوخشي وأبو عبد الله البوزجاني ".
(4) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في سن وم " الحسن ".
(*)(2/434)
حرف الدال باب الدال والالف الدابويي: بفتح الدال المهملة وضم الباء الموحدة وفي آخرها الياء المعجمة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى دابويه، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو سعيد الحسن بن علي بن محمد بن روزبة (1) الفارسي المعروف بابن دابويه، قال أبو سعد الادريسي الحافظ: كان فاضلا من أهل السنة متثبتا، صحب المتصوفة، عاش أكثر من تسعين سنة، وكان كتب الحديث وسمع على كبر سنه، يروي عن (محمد بن) أبي الفتح الكرميني،
كتب عنه بها، وحفظ عن أبي أحمد (الزاهد) الضرير الفارسي من أشعاره وكان ينشدنا عنه، مات بسمرقند أول المحرم سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
الدابي: بفتح الدال المهملة وفي آخرها الباء الموحدة بينهما الالف.
هذه النسبة إلى داب، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الوليد عيسى بن يزيد بن بكر بن داب بن كرز بن الحارث بن عبد الله بن يعمر - هو الشداخ - بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر، المديني الدابي أحد بني ليث بن بكر، المعروف بابن داب، من أهل المدينة، كان أخباريا راوية عن العرب، وافر الادب، عالما بالنسب، عارفا بأيام الناس، حافظا للسير، وقيل إنه كان يزيد في الاحاديث ما ليس منها، روى عن عبد الرحمن بن أبي يزيد المدني وصالح بن كيسان، روى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ذكره نفطويه وقال: كان عيسى بن داب أكثر أهل الحجاز أدبا، وأعذبهم ألفاظا، وكان قد حظى عند الهادي ويدعو له بمتكأ، وما طمع في هذا أحد منه غيره، وكان يقول له: ما استطلت بك يوما ولا ليلة قط، لا غبت عن عيني إلا تمنيت أن لا أرى غيرك وأمر له ذات ليلة بثلاثين ألف دينار.
الداجوني: بفتح الدال المهملة وضم الجيم وفي آخرها النون بعد الواو، هذه النسبة إلى داجون، وظني أنها قرية من قرى الرملة من أرض فلسطين.
منها أبو بكر محمد بن
__________
(1) هكذا في اللباب المطبوعة والمخطوطة والقبس عنه وهكذا في ع والكلمة مشتبهة في بقية النسخ وكأنها في الاصل " دوربة ".
(*)(2/435)
أحمد بن عمر بن أحمد بن سليمان الرملي الداجوني المقرئ، من أهل العلم والقرآن، وكان قرأ بالروايات وأقرأ بها، يروي عن أبي بكر أحمد بن عثمان بن شبيب الرازي، قرأ عليه بمصر، روى عنه أبو القاسم زيد بن علي الكوفي بالكوفة (1).
الدار ابجردي: بفتح الدال والراء المهملتين وسكون الباء المنقوطة بواحدة وكسر الجيم وسكون الراء وكسر الدال المهملتين، هذه النسبة إلى دارابجرد، وهي بلدة من بلاد فارس،
خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو علي الحسن بن محمد بن يوسف الدار ابجردي، حدث عن إبراهيم بن الحسين الصوفي، روى عنه ابن أخيه أبو محمد عبد الله بن يوسف بن محمد بن يوسف الدار ابجردي الخطيب، وروى عن أبي محمد الخطيب هذا أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وذكر أنه سمع (منه بدارابجرد).
وأما أبو الحسن علي بن الحسن بن موسى بن ميسرة الدار ابجردي، فهو منسوب إلى محلة من محال نيسابور يقال لها دارابجرد، وظني أن أهل دارابجرد فارس كانوا ينزلون بها فنسبت المحلة إليهم، وعلي بن الحسن هذا من هذه المحلة، وهي من محالها بالصحراء من أعلى البلد، رأى سفيان بن عيينة، روى عنه أبو حامد أحمد بن محمد (الشرقي الحافظ).
ومن ولده الحسن بن علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي النيسابوري أبو علي الدار ابجردي، وهو المحدث بن المحدث، سمع بخراسان إسحاق بن راهويه، وبالكوفة أبا كريب، وبالبصرة يحيى بن حكيم المقومي، سمع منه أبو عمرو المستملي وجعفر بن سوار وغيرهما، ومات في شوال سنة ثمان وثمانين ومائتين.
وأبو حامد أحمد بن جعفر بن سلميان البزاز الدار ابجردي، من دارابجرد، ولا أدري من فارس هو أو نيسابور ؟ وظني أنه من دارابجرد محلة بنيسابور، سمع أبا العباس محمد بن إسحاق السراج وطبقته، وكان من الزهاد وله حظ وافر من الادب.
الداراني: هذه النسبة إلى داريا، وهي قرية كبيرة حسنة من قرى غوطة دمشق، مضيت إليها لزيارة أبي سليمان، كان منها جماعة كثيرة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا، حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن الحافظ من لفظه بدمشق والنسبة إلى هذه القرية بإثبات النون وإسقاطها وأذكر أن شيخنا عمر بن أبي الحسن البسطامي قدم علينا مرو سنة ثمان وعشرين،
__________
(1) (الداجي) رسمه القبس، وقال " في سامة بن لؤي داجية بن مالك بن عبيدة بن سامة بن لؤي بن غالب بن فهر ابن الكلبي وابن الزبير منهم منصور قاضي البصرة.
ضعفه يحيى بن سعيد القطان وأبو حاتم الرازي وقال ابن معين: ليس بشئ.
وقال أبو زرعة: بصري لين.
(*)(2/436)
وجلس في خان البزازين للوعظ، فجرى على لسانه في أثناء الكلام: قال أبو سليمان الدارائي.
فقال عمي الامام أبو القاسم السمعاني رحمه الله: الداراني، فقلت أنا وكنت بين يديه: يقال ذا وهذا، فإن في آخر الموضع إذا كان ألفا مقصورة فالمنتسب إليه بالخيار بين إثبات النون وإسقاطها كالداراني والدارائي والصنعاني والصنعائي.
فسكت عمي ولم يقل شيئا.
والمشهور من هذه القرية أبو سليمان عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الداراني، كان من أفاضل أهل زمانه وعبادهم وخيار أهل الشام وزهادهم، روى الحديث اليسير عن الربيع بن صبيح وأهل العراق، روى عنه صاحبه أحمد بن أبي الحواري والقاسم بن عثمان الجوعي وغيرهما.
وكتبت أنا بهذه القرية عن شيخين شيئا من الشعر.
الدارزنجي: بفتح الدال والراء المهملتين بينهما الالف الزاي وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى دار زنج، وهذه القرية من قرى الصغانيان، منها أبو شعيب صالح بن منصور بن نصر بن الجراح الدارزنجي الصغاني، يروي عن أبي رجاء قتيبة بن سعيد البغلاني ومحمد بن شجاع وغيرهما، روى عنه عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري ومحمد بن زكريا النسفي وجعفر بن محمد بن جديرة وجماعة، وكانت وفاته قبل سنة ثلاثمائة أو في حدودها.
الدارسي: بفتح الدال المهملة وكسر الراء والسين المهملتين، هذه النسبة إلى درس العلم، والمشهور بهذه النسبة أبو علي بشر بن عبيد الدارسي من أهل البصرة، ويقال له الدارس أيضا - هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان، يروي عن حماد بن سلمة والبصريين، روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي.
وسعيد بن عبد الحميد بن قيس الدارسي التميمي المقري الرازي، وهو ابن عبد الحميد بن أنس المعروف بسعدويه الارداني وكان جده قيس مع علي بن أبي طالب، روى عن يعقوب القمي، روى عنه أبي يعني أبا حاتم الرازي (هكذا) ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم.
قلت ولا أدري لم قيل له الدارسي (1).
الدارقطني: بفتح الدال المهملة بعدها الالف ثم الراء والقاف المضمومة والطاء
__________
(1) (الدارقزي) في معجم البلدان " دار القز محلة كبيرة ببغداد..، ينسب إليها أبو حفص عمر بن محمد بن المعمر بن أحمد بن يحيى بن حسان بن طبرزد المؤدب الدارقزي، سمع الكثير بإفادة أخيه أبي البقاء محمد بن محمد بن طبرزد، وعمر حتى روى ما سمعه وطلبه الناس، وحمل إلى دمشق بالقصد إلى السماع عليه، حمله الملك المحسن أحمد بن الملك الناصر من بغداد فسمع عليه هو وخلق كثير من أهل دمشق، وكان قد انفرد بكثير من الكتب - ولم يكن يعرف شيئا -.
(*)(2/437)
المهملة الساكنة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دار القطن، وهي كانت محلة ببغداد كبيرة خربت الساعة، كنت أجتاز بها بالجانب الغربي، وأراني صاحبنا الشيخ سعد الله بن محمد المقري، مسجدة في دار القطن، منها أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله الحافظ الدارقطني، من أهل بغداد، كان أحد الحفاظ المتقنين المكثرين، وكان يضرب به المثل في الحفظ، سمع أبا القاسم البغوي وأبا بكر بن أبي داود السجستاني ويحيى بن محمد بن صاعد وبدر بن الهيثم القاضي (وأبا عمر محمد بن يوسف القاضي) الازدي وخلقا كثيرا من هذه الطبقة، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو نعيم الاصبهاني وأبو محمد الخلال وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري والقاضي أبو الطيب الطبري وأبو طالب بن العشاري وآخرهم الشريفان أبو الحسين بن المهتدي بالله وأبو الغنائم بن المأمون الهاشميان، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في التاريخ، وقال: أبو الحسن الدارقطني كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الاثر والمعرفة بعلل الحديث وأسماء الرجال وأحوال الرواة مع الصدق والامانة والثقة والعدالة والقبول الشهادة وصحة الاعتقاد وسلامة المذهب والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث منها (علم) القراءات جمع فيها كتابا مختصرا موجزا، جمع الاصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وسمعت بعض من يعتني بعلوم القرآن يقول: لم يسبق أبو الحسن إلى
طريقته التي سلكها في عقد الابواب المقدمة في أول القراءات، وصار القراء بعده يسلكون طريقته في تصانيفهم ويحذون حذوه.
ومنها المعرفة بمذاهب الفقهاء فإن كتاب السنن الذي صنفه يدل على أنه كان ممن اعتنى بالفقه لانه لا يقدر على جمع ما تضمن ذلك الكتاب إلا من تقدمت معرفته بالاختلاف في الاحكام، وبلغني أنه درس الفقه الشافعي على أبي سعيد الاصطخري، وقيل بل درس الفقه على صاحب لابي سعيد وكتب الحديث عن أبي سعيد نفسه.
ومنها أيضا المعرفة بالادب والشعر، وقيل إنه كان يحفظ دواوين جماعة من الشعراء، وسمعت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق يقول: كان أبو الحسن الدارقطني يحفظ ديوان السيد الحميري في جملة ما يحفظ من الشعر فنسب إلى التشيع لذلك، قال وحدثني الازهري أن أبا الحسن لما دخل مصر كان بها شيخ عربي من أهل المدينة يقال له مسلم بن عبد الله، وكان عنده كتاب النسب عن الخضر بن داود عن الزبير بن بكار، وكان مسلم أحد الموصوفين بالفصاحة المطبوعين على العربية فسأل الناس أبا الحسن أن يقرأ عليه كتاب النسب، ورغبوا في سماعه بقراءته فأجابهم إلى ذلك، واجتمل في المجلس من كان بمصر من أهل العلم والادب والفضل، فحرصوا على أن يحفظوا على أبي الحسن لحنة أو يظفروا منه بسقطة فلم(2/438)
يقدروا على ذلك، حتى جعل مسلم يعجب ويقول له: وعربية أيضا ؟ وكان عبد الغني بن سعيد يقول: أحسن الناس كلاما على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة: علي بن المديني في وقته، وموسى بن هارون في وقته، وعلي بن عمر الدارقطني في وقته.
وقال أبو الطيب الطبري: حضرت أبا الحسن الدارقطني وقد قرئت عليه الاحاديث التي جمعها في الوضوء من مس الذكر فقال: لو كان أحمد بن حنبل حاضرا لاستفاد هذه الاحاديث.
ولد الدارقطني سنة ست وثلاثمائة، ومات في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة باب الدير قريبا من قبر معروف الكرخي.
الداركاني: بفتح الدال والراء المهملتين بينهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة
إلى داركان وهي إحدى قرى مرو على فرسخ منها، كان بها جماعة من أهل العلم، منهم أبو عمرو يعمر بن بشر الداركاني الخراساني، كان من أصحاب عبد الله بن المبارك، حدث عنه وعن أبي حمزة محمد بن ميمون السكري والحسين بن واقد والنضر بن محمد الشيباني وأبي النضر معاذ بن المساور وغيرهم، روى عنه أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي وأحمد بن محمد بن حنبل وعلي بن المديني وأحمد بن سنان القطان والفضل بن سهل الاعرج وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدة وغيرهم، وكان أحد الثقات المتقنين، وروى عنه جماعة من أقرانه، وجاور مكة مدة وانصرف إلى مرو ومات بها بعد سنة مائتين.
وأبو الحسن علي بن إسحاق السلمي المروزي الداركاني صاحب عبد الله بن المبارك، قدم بغداد وحدث بها عن ابن المبارك وأبي حمزة السكري والفضل بن موسى السيناني والنضر بن محمد الشيباني وغيرهم، روى عنه أحمد بن حنبل وعباس الدوري ويعقوب بن شيبة وأحمد بن الخليل البرجلاني، وثقه يحيى بن معين وسئل عنه فقال: ثقة صدوق.
وقال محمد بن سعد الزهري علي بن إسحاق الداركاني - هي قرية بمرو وكان ينزلها الحاج إذا خرجوا من مرو، وكان من أصحاب عبد الله بن المبارك معروفا بصحبته، وكان ثقة، وقدم بغداد فسمعوا منه.
ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
الداركي: بفتح الدال المهملة المشددة والراء بينهما الالف وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى دارك وظني أنها قرية من قرى أصبهان، منها أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن بن أحمد الداركي الفقيه الاصبهاني، كان أبوه محدث أصبهان في وقته، وأبو القاسم من كبار فقهاء الشافعيين، ورد نيسابور سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، وكان يدرس بها سنين، وله جملة من المختلفة، وتقلد أوقاف أبي عمرو الخفاف، ثم إنه خرج إلى بغداد فصار المجلس له، ومع ذلك فإنه كان ممن يرجع إليه في السؤال عن الشهود فإني دخلتها سنة سبع(2/439)
وستين وثلاثمائة وهو إمام الشافعيين بها، وكان يدرس في مسجد دعلج بن أحمد في درب أبي
خلف، وقد حدث بنيسابور وببغداد، وتوفي ببغداد في شوال من سنة خمس وسبعين وثلاثمائة هذا كله ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وأما أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب الحافظ فقال: هو أبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز الداركي الفقيه الشافعي، نزل نيسابور عدة سنين، ودرس بها الفقه، ثم صار إلى بغداد فسكن بها إلى حين موته، وحدث بها عن جده لامه الحسن بن محمد الداركي، وكان يدرس ببغداد في مسجد دعلج بن أحمد السجزي، وله حلقة في جامع المدينة للفتوى والنظر، روى عنه أبو القاسم الازهري وأبو محمد الخلال وعلي بن محمد بن الحسن الحربي وعبد العزيز الازجي وأبو الحسن العتيقي وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة، وكان أبو حامد الاسفراييني يقول: ما رأيت أفقه من الداركي.
وقال غيره: وكان يتهم بالاعتزال، وانتهت إليه الرئاسة في مذهب الشافعي، وتوفي عن نيف وسبعين سنة في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن زياد الداركي التاجر الاصبهاني من أهل أصبهان، كان ثقة، روى عن محمد بن حميد وصالح بن مسمار وسعيد بن عنبسة وشاذان الفارسي والرازيين، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهاني ومحمد بن أحمد بن محمود الطبراني، وتوفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن علي بن مخلد الداركي، يروي عن إسماعيل بن عمرو، روى عنه أبو بكر بن المقرئ الاصبهاني وقال: أنا أبو جعفر الداركي بدارك.
الدارمي: بفتح الدال المهملة وكسر الراء، هذه النسبة إلى بني دارم وهو دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، منها أبو عبد الرحمن محمد بن أبي الحسن علي بن أبي عبد الرحمن محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن الفضل بن عبد الله بن قطاف بن حبيب بن خديج بن قيس بن نهشل بن دارم بن مالك الدارمي التميمي، من أهل نيسابور، صار في أواخر عمره من العباد المجتهدين الملازمين للمسجد والتعبد، وقد سمع الحديث من أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبي العباس محمد بن إسحاق السراج وأبي العباس الماسرجسي
وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي في النصف من شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وأبو طيبة عيسى بن سليمان بن دينار الدارمي من أهل جرجان، يروي عن الكوفيين الشيباني والاعمش ودونهما، روى عنه ابنه أحمد بن أبي طيبة مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، قال أبو حاتم بن حبان: كان يخطئ.
وأبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان بن سعيد بن قيس، ويقال إن جده صخر بن عكيم بن قيس بن عبد الله بن(2/440)
المنذر بن كعب بن الاسود بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم الدارمي.
ولد بسرخس، ونشأ بنيسابور، وكان أكثر أوقاته في الرحلة لسماع الحديث، وكان أحد المذكورين بالفقه ومعرفة الحديث والحفظ له، سمع النضر بن شميل وعلي بن الحسين بن واقد وجعفر بن عون وأبا عاصم النبيل وعبد الصمد بن عبد الوارث وحبان بن هلال، وكان ثقة ثبتا، روى عنه عمرو بن علي الفلاس وأبو موسى محمد بن المثنى الزمن ومحمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج القشيري في صحيحيهما وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، ومات بنيسابور سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وجعفر بن يحيى بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عثمان بن سعيد بن عثمان بن عبد الله بن دارم الدارمي أخو إبراهيم السراج الدارمي، من أهل مصر، ذكره أبو زكريا يحيى بن علي الطحان، وقال: توفي في شوال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الفرج محمد بن عبد الواحد بن محمد بن عمر بن الميمون الدارمي الفقيه على مذهب الشافعي، كان أحد الفقهاء موصوفا بالذكاء والفطنة، يحسن الفقه والحساب، ويتكلم في دقائق المسائل، ويقول الشعر، وانتقل عن بغداد إلى الرحبة فسكنها مدة، ثم تحول إلى دمشق فاستوطنها، ذكر الدارمي أنه سمع الحديث من أبي محمد بن ماسي وأبي بكر بن إسماعيل الوراق ومحمد بن المظفر الحافظ وأبي عمر بن حيويه وأبي بكر بن شاذان وأبي الحسن الدارقطني وغيرهم، سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ وأثنى عليه ووصفه بمعرفة الفقه واللغة والحساب، وقال: لقيته بدمشق في سنة
خمس وأربعين وأربعمائة.
وذكره الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتاب طبقات الفقهاء.
وكانت ولادته في شوال سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ومات بدمشق في يوم الجمعة أول يوم من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد السمرقندي الدارمي من بني دارم بن مالك بن حنظلة، من أهل سمرقند، كان أحد الرحالين في الحديث والموصوفين بجمعه وحفظه والاتقان له مع الثقة والصدق والورع والزهد واستقضى على سمرقند فأبى فألح عليه السلطان حتى تقلده وقضى قضية واحدة ثم استعفى فأعفي، وكان على غاية العقل وفي نهاية الفضل يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة والاجتهاد والعبادة والتقلل والزهادة، وصنف المسند والتفسير والجامع، وحدث عن يزيد بن هارون وعبيدالله بن موسى ومحمد بن يوسف الفريابي ويعلى بن عبيد وجعفر بن عون وأبي المغيرة الحمصي وأبي اليمان الحكم بن نافع البهراني وعثمان بن عمر بن فارس وأشهل بن حاتم وغيرهم من أهل العراق والشام ومصر، روى عنه بندار ومحمد بن يحيى الذهلي ورجاء بن مرجي الحافظ ومسلم بن الحجاج وأبو عيسى(2/441)
الترمذي وجعفر بن محمد الفريابي قاضي الدينور وجماعة سواهم، وقال رجاء بن المرجي رأيت أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وعلي بن المديني والشاذكوني فما رأيت أحفظ من عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي.
وكانت ولادته سنة موت عبد الله بن المبارك وهي سنة إحدى وثمانين ومائة، ومات بسمرقند يوم عرفة وهو من سنة خمس وخمسين ومائتين (1).
الداري: بفتح الدال المهملة المشددة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى أشياء، منها إلى الجد، ومنها إلى قرية على خمسة فراسخ من هراة يقال لها دار واشكيذبان ولها يقول الشاعر: يا قرية الدار هل لي فيك من دار فأما النسبة إلى الجد فمنهم أبو رقية تميم بن أوس بن خارجة بن سواد بن جذيمة بن
ذراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم بن عدي بن عمرو بن سبأ (2) بن يعرب بن يشجب بن قحطان الداري، كان تميم يختم القرآن في ركعة، وربما ردد الآية الواحدة الليل كله إلى الصباح، وكان يشتري الرداء بالالف ليصلي فيه صلاة الليل.
سكن الشام، وبها مات، وقبره ببيت جبرين من بلاد فلسطين، وكان من عباد الصحابة وزهادهم، ممن جانب أسباب الغزو ولزم التخلي بالعبادة إلى أن مات.
وأخوه لامه أبو هند الداري هو بر بن بر بن عبد الله بن رزين (3) بن عميت (4) بن ربيعة بن ذراع بن عدي بن الدار، سكن فلسطين أيضا، وهو من الصحابة، مات ببيت جبرين، حديثه عند أولاده.
وهو أخو الطيب بن بر الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وقد قيل إن اسم أبي هند برير بن عبد الله، والصحيح
__________
(1) (الداروني) رسمه القبس وقال " قال أبو بكر الزبيدي في طبقات النحويين: أبو عبد الله حسين بن محمد التميمي العنبري ابن أخت العاهة، إمام في النحو واللغة والعلم بالشعر.
والدارون منزله بالقيروان " وفي بغية الوعاة ص 236 فيمن اسمه حسين " حسين بن محمد التميمي العنبري أبو عبد الله الداروني القيرواني، قال الزبيدي: كان إماما في اللغة والعلم بالشعر مات سنة 343 " ووقع في طبقات الزبيدي ص 267 (الداروني - هو أبو محمد (كذا) حسن (كذا) ابن محمد التميمي العنبري ويعرف بابن أخت العاهة - والدارون منزل لهم بعمل القيروان، وكان إماما في اللغة والعلم بالشعر..وتوفي سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ".
(2) كذا، والمعروف " لخم بن عدي بن الحارث بن مرة بن ادد بن زيد بن يشجب بن يعرب بن زيد بن كهلان بن سبأ ".
(3) مثله في أسد الغابة وكذا في الاصابة عن نسخة معتمدة من كتاب رجال الموطأ لابن الحذاء الاندلسي قال " فإن أبا هند هو الليث بن عبد الله بن رزين " ووقع في ك " زرين " وفي ع " زر " وفي بعض المراجع " بريد " وفي بعضها " برير " إلى غير ذلك.
(4) مثله في طبقات خليفة، وأراه الصواب، ووقع في أسد الغابة " عميث " وفي الاستيعاب " عتيب " وفي جمهرة ابن حزم ص 422 " عثيت ".
(*)(2/442)
بر بن بر - هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في الصحابة من كتاب الثقات.
وأحمد بن يزيد بن
روح الداري، يروي عن محمد بن عقبة، روى عنه أبو عمير الرملي، يعد في أهل فلسطين، قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: سكن بيت المقدس، وهو من رهط تميم الداري.
وسعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هندا الداري، يروي عن أبيه زياد عن جده زياد بن أبي هند عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله عزوجل من لم يرض بقضائي - الحديث.
وبهذا الاسناد حديث في فضل الزبيب، قال أبو حاتم بن حبان حدثنا بهما ابن قتيبة ثنا سعيد بن زياد في نسخة كتبناها عنه بهذا الاسناد، تفرد بها سعيد، فلا أدري البلية فيها منه أو من أبيه أو من جده ؟ لان أباه وجده لا يعرف لهما رواية إلا من حديث سعيد، والشيخ إذا لم يرو عنه ثقة فهو مجهول لا يجوز الاحتجاج به لان رواية الضعيف لا تخرج من ليس بعدل عن حد المجهولين إلى جملة أهل العدالة لان ما روى الضعيف وما لم يرو في الحكم سيان.
وأما عبد الله بن كثير المقرئ الداري مقرئ أهل مكة - قرأت بنخشب في كتاب علل القراءات لابي نصر منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله المقرئ العراقي: إنما قيل لعبد الله بن كثير: الداري، لان الداري بلغة أهل مكة العطار، فكان له أصحاب يضاربون عنه ويخلفونه وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مثل الجليس الصالح مثل الداري.
وقال الشاعر: إذا التاجر الداري جاء بفارة * من المسك راحت في مفارقهم تجري وإنما سمي داريا لانه نسب إلى دارين وهو موضع في البحر يؤتى منه بالطيب، ومن الناس من يقول: إنما سمي داريا لانه كان عالما في هذه الصناعة وفي كلام العرب وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، والداري في كلام العرب مأخوذ من درى يدري دراية فهو دار، ومنهم من قال: إنما قيل له الداري لان الداري في كلام العرب صاحب مال ورب النعم كما قال الشاعر: لبث رويدا يلحق الداريون * سوف ترى إن لحقوا ما يبلون أهل الحباب البدن المكفيون فقال وإنما سموه داريا لانه مقيم في داره ومسجده في طاعة ربه عزوجل فنسب إلى
الدار، لانه كان مكفيا غير محتاج إلى تجارة أو إلى صنعة أو إلى عمل، وكان رب مال، وكان عمله الاخذ بالمسلمين كلام رب العالمين، وكان قد تصدق بجميع ماله مرارا، ولم يكن له شغل إلا العبادة، وكان يؤم بالصلوات الخمس في المسجد الحرام بالمسلمين حتى أتاه(2/443)
اليقين، مات سنة عشرين ومائة.
وأما أبو طاهر ويقال أبو محمد عبد الرحيم (1) بن زيد بن أحمد بن يوسف الداري النسفي هو من دار أبي عبد الرحمن معاذ بن يعقوب الزاهد، (و) وكان رفيق أبي العباس المستغفري في الرحلة إلى خراسان.
سمع بنسف أبا أحمد القاسم بن محمد بن القنطري، وبمرو أبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وبالكشانية أبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، وبسرخس أبا علي زاهر بن أحمد الامام، وببخارى أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الاسماعيلي، وبأشتيخن أبا بكر محمد بن أحمد بن مت الاشتيخني وطبقتهم، قال أبو العباس المستغفري: مات شابا قبل أن يحدث في رجب سنة ست وتسعين وثلاثمائة، وسنه فوق الثلاثين، كنت علقت عنه حديثا واحدا.
قلت رأيت خطه على حائط القبة القديمة لابي الهيثم محمد بن المكي الكشميهني بكشميهن مع أبي العباس المستغفري.
وجماعة من أهل مكة نسبوا إلى عبدالدار بن قصي بن كلاب، وقيل له عبدالدار لان أم ولد قصي حبي بنت حليل الخزاعية، قيل لما نكح قصي بن كلاب حبي بنت حليل بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو من خزاعة - وأمها ناهية بنت حرام بن نصر بن عوف بن عمرو من خزاعة - ولدت له عبدالدار وعبد مناف وعبد العزي وعبدا فسمي عبدالدار بداره تلك ثم سمي عند مناف بمناف وعبد العزي بالعزي.
والمنتسب إلى عبدالدار هذا عبد الحميد بن عبد الله بن كثير الداري المكي القرشي، من بني عبدالدار، يروي عن سعيد بن ميناء، روى عنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو عامر العقدي، وأحسبه أخا صدقة بن عبد الله والله أعلم.
الداسي: بفتح الدال والسين المهملتين بينهما الالف، هذه النسبة إلى داسه، وهو
اسم لبعض البصريين أو لقب، عرف بذلك أبو بكر محمد بن بكر بن (محمد بن) عبد الرزاق بن داسه التمار الدارسي البصري من أهل البصرة، شيخ ثقة صالح مشهور، راوية كتاب السنن لابي داود سليمان بن الاشعث السجستاني عنه وفاته شئ يسير أقل من جزء، وروى ذلك القدر إجازة أو وجادة، وروى أيضا عن أبي إسحاق إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي البصري وأبي رويق عبد الرحمن بن خلف البصري وأبي جعفر محمد بن الحسن بن يونس الشيرازي وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد الروذباري وأبو علي الحسن بن محمد بن بشار السابوري وأبو علي الحسن بن داود بن رضوان السمرقندي والامام أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم
__________
(1) في عدة نسخ و " اللباب عبد الرحمن ".
(*)(2/444)
البستي الخطابي وجماعة سواهم، وكانت وفاته في حدود سنة عشرين وثلاثمائة أو بعدها (1)، وذكره ابن المقرئ الاصبهاني في معجم شيوخه وقال ثنا أبو بكر بن داسه البصري الشيخ الصالح.
وروى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني الحافظ.
ومن أقرانه (2) أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن بكر بن محمد بن عبد الرزاق بن داسه الحنيفي الداسي البصري، كان حنيفي المذهب، من أهل البصرة، سمع جده عبد الله بن أحمد وأبا بكر بن زحر وعلي بن محمد التمار، ودخل بغداد فسمع أبا عمر عبد الواحد بن مهدي وغيره، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وذكره في معجم شيوخه وقال: رأيته بالبصرة وحدثنا بأحاديث عدة من حفظه، يدعي حفظ الحديث.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن داسه المعدل البصري الداسي، من أهل البصرة، يروي عن أبي العباس أحمد بن عبد الرحمن بن المغيرة الخاركي وجده أبي محمد، روى عنه أبو يعلى أحمد بن محمد بن الحسن العبدي وأبو محمد عبد الله بن الحسين بن علي السعيدي البصريان، توفي بعد سنة أربعمائة.
الداغوني: بالدال المهملة والغين المعجمة (3) المضمومة وفي آخرها النون بعد الواو، هذه النسبة اختص بها أهل مرو، وهم يقولون لمن يبيع المكاعب والمداسات: الداغوني، وإلى الساعة يسمونه الداغوني، والمشهور بهذه النسبة من أهل العلم أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يزيد الداغوني، كان شيخا فاضلا ثقة، له أنس بالحديث ومعرفة، سمع محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي وأبا علي صالح بن محمد البغدادي المعروف بجزرة، روى عنه أبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني الاديب وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزاكي.
الداماني: بفتح الدال (المشددة المهملة) والميم بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دامان، وهي قرية بالجزيرة، يقال لها دامان، كان ينزل بها أبو أحمد فهر بن بشر الداماني مولى بني سليم الذي يقال له فهير الرقي (4)، يروي عن جعفر بن برقان والفرات بن
__________
(1) في التقييد لابن نقطة " نقلت من الوفاءات (كذا) جمع أبي حفص عمر بن إبراهيم بن عبد الله بن المسلم العكبري قال: مات أبو بكر بن داسه البصري في سنة ست وأربعين وثلاثمائة ولم أسمع منه ".
(2) كذا، والصواب إن شاء الله " أقربائه ".
(3) في الاكمال 3 / 368 " أما الداعوني بالعين المهملة فهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم.." وهو الرجل الذي ذكره المؤلف في هذا الرسم (الداغوني) بالغين المعجمة، والرجل مروزي وكذلك المؤلف وقد حقق كما يأتي.
(4) كذا، والذي في رسم (فهير) من الاكمال " يحيى بن زياد الرقي لقبه فهير " وذكر فهر بن بشر في رسم (فهر) وقال = (*)(2/445)
سلمان القزاز (روى عنه أيوب) الوزان وأهل الجزيرة، مات بعد المائتين.
الدامغاني: بالدال المفتوحة المشددة المهملة والميم المفتوحة والغين المنقوطة - بلدة من بلاد قومس، أقمت بها يوما واحدا، ومن المحدثين القدماء بها إبراهيم بن إسحاق الزراد الدامغاني، يروي عن سفيان بن عيينة.
روى عنه أحمد بن سيار.
وأبو محمد عبد العزيز بن محمد البحتري الدامغاني التاجر نزيل نيسابور، سمع إبراهيم بن يوسف (الهسنجاني)
والحسن بن سفيان وأقرانهما.
ومن المتأخرين قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الدامغاني، ولي القضاء ببغداد مدة، وكان إليه القضاء والرئاسة والتقدم، وكان فقيها فاضلا، تفقه على أبي عبد الله الصيمري، وسمع منه الحديث ومن أبي عبد الله محمد بن علي الصوري، روى لي عنه عبد الوهاب بن المبارك الانماطي والحسين بن الحسن المقدسي، وكانت ولادته بالدامغان سنة أربعمائة، ووفاته في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ببغداد، وعقبه وأولاده باقون إلى الساعة ببغداد.
وكتبت عن أبي الحسين أحمد بن علي بن محمد بن علي (بن محمد) الدامغاني أحاديث يسيرة بنهر القلائين.
ووالده أبو الحسن ولي القضاء مدة ببغداد أيضا.
وأبو بكر أحمد بن (محمد بن) منصور الانصاري الدامغاني، أحد الفقهاء الكبار من أصحاب الرأي، درس على أبي جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي بمصر، ثم قدم بغداد فدرس بها على أبي الحسن الكرخي، ولما فلج الكرخي جعل الفتوى إليه دون أصحابه فأقام ببغداد دهرا طويلا يحدث عن الطحاوي ويفتي، روى عنه القاضي أبو محمد ابن الاكفاني وغيره.
وأبو العباس أحمد بن خالد الدامغاني نزيل نيسابور، شيخ مفيد كثير الرحلة، سكن نيسابور، سمع ببغداد داود بن رشيد وعبيدالله القواريري وبالبصرة نصر بن علي الجهضمي، وبالكوفة أبا كريب محمد بن العلاء، وبالحجاز أبا مصعب الزهري، وبمصر عيسى بن حماد التجيبي والحارث بن مسكين، وبالشام محمد بن مصفى وهشام بن عمار وغيرهم، روى عنه أبو العباس الكوكبي وأبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله بن يعقوب بن الاخرم الحفاظ، ومات سنة ثمانين ومائتين.
وأبو القاسم عبيدالله بن علي بن *
__________
= " فهر بن بشر الداماني أبو أحمد مولى بني عقيل كناه هلال بن العلاء - عن فرات بن سلمان وغيره، مات سنة خمسين ومائة، روى عنه جعفر بن برقان " وقال في فهير " يحيى بن زياد الرقي لقبه فهير، يروي عن إبراهيم بن يزيد الخوزي وابن جريج وغيرهما، روى عنه داود بن رشيد وسعدان بن نصر " ويحيى بن رجال التهذيب وفيه " يحيى بن زياد بن أبي داود الاسدي مولاهم أبو محمد الرقي ولقبه فهير..ذكره ابن حبان في الثقات وقال " مات بعد المائتين " فقد خلط المؤلف بين الرجلين فقوله الذي يقال له فهير الرقي.." إلى آخر الرسم من صفة يحيى بن زياد لا من صفة فهر بن
بشر والله المستعان.
(*)(2/446)
(عبيدالله بن علي بن) أحمد العالمي ؟ الدامغاني، كانت له رحلة إلى العراق والشام ومصر والحجاز، حدث عن فيمون بن حمزة العلوي وأبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي وغيرهما بجرجان في ذي الحجة سنة ست وعشرين وأربعمائة، (ومات في المحرم سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ودفن ليلة الجمعة يوم عاشوراء في مقبرة سكة القومسيين.
ومن القدماء بكير بن شهاب الدامغاني، (يروي عن سفيان الثوري، روى عنه ابن المبارك.
وأبو معاذ بكير بن معروف الدامغاني) قاضي نيسابور، سكن دمشق، يروي عن مقاتل بن حيان، روى عنه الوليد بن مسلم ومروان بن معاوية الطاطري وأبو وهب محمد بن مزاحم.
قال هشام بن عمار الدمشقي: نزل عندنا أبو معاذ ولم أسمع منه.
الداناج: بفتح الدال المهملة والنون وفي آخر الكلمة جيم، وهذا معرب الدانا بالفارسية - يعني العالم، والمشهور بها عبد الله بن فيروز الداناج يروي عن أبي برزة الاسلمي رضي الله عنه، عداده في أهل البصرة، قال أبو حاتم بن حبان: هو الذي يقال له الدانا - بلا جيم، روى عنه حماد بن سلمة وابن أبي عروبة.
وأبو محمد (1) عبيد بن الداناج (2) محمد بن موسى السرخسي، من أهل سرخس، وهذا لقب والده، يروي عن صالح بن مسمار الكشميهني، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي وغيرهما، وتوفي بعد الثلاثمائة.
الدانويي: بفتح الدال المهملة وضم النون وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
وهو اسم جد أحمد بن عبد الرحمن بن دانويه البغدادي الدانويي، وهو خال أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز، حدث عن أبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه، روى عنه ابن أخته ابن رزقويه (3).
الداوداني: بفتح الدال والالف الواو بين الدالين المهملتين وفي آخرها النون، (هذه
النسبة إلى داودان) وهي مدينة من أعمال البصرة - هكذا ذكره أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي، ومحمد بن عبد العزيز الداوداني منها، يروي عن عيسى بن يونس
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في عدة نسخ " وأبو أحمد ".
(2) في عدة نسخ " عبيد الداناج بن " ويرده ما يأتي.
(3) (الداني) نسبة إلى دانية من بلاد الاندلس قال ابن نقطة " منها جماعة من العلماء والادباء منهم أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان الداني صاحب كتاب التيسير.." راجع تعليق الاكمال 4 / 133.
(*)(2/447)
الرملي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن (عبيدالله بن) أحمد الرصافي وغيره، وهو شيخ النسوي - أعني الرصافي.
الداودي: بفتح الدال المهلمة والالف والواو، المضمومة بين الدالين المهملتين، هذه النسبة إلى مذهب داود وإلى اسم داود، فأما المذهب جماعة انتحلوا مذهب أبي سليمان داود بن علي الاصبهاني إمام أهل الظاهر وفقيههم وفيهم كثرة، منهم أبو القاسم عبيدالله بن علي بن الحسن بن محمد بن عمر بن حزم بن مالك بن كامل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك (1) بن النخع الكوفي (2) النخعي القاضي الداودي، كان فقيه الداودية في عصره بخراسان، وسمع الحديث الكثير بالعراق ومصر، سمع ببغداد أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، وبالكوفة أبا العباس أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ، وبمصر أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، وبدمشق أبا بكر أحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي، انتخب عليه الحاكم أبو عبد الله الحافظ الفوائد، وكتبها الناس، روى عنه أبو عبد الله الغنجار وأبو العباس المستغفري الحافظان، وتوفي ببخارى، وكان قد سكنها إلى أن توفي في جمادى الاولى سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
وأبو علي سليمان بن محمد بن داود الاديب الفقيه الداودي ينسب إلى جده داود، من أهل هراة، كان فقيها أديبا بارعا سمع أبا الحسن بن عمران الحنظلي وطبقته، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ
النيسابوريين.
الامام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود بن أحمد بن معاذ بن سهل بن الحاكم بن شيرزاد الداودي الفوشنجي وجه مشايخ خراسان فضلا عن ناحيته، والمشهور في أصله وفضله وسيرته وورعه، له قدم راسخ في التقوى ينسب إلى جده الاعلى داود بن أحمد، قرأ الادب على أبي علي الفنجكردي وقرأ الفقه بمرو على أبي بكر القفال، وبنيسابور على أبي سهل الصعلوكي، وببغداد على أبي حامد الاسفراييني، وبفوشنج على أبي سعيد يحيى بن منصور الفقيه.
وكان حال التفقه يحمل ما يأكله من بلاده احتياطا وتورعا، صحب الاستاذ أبا علي الدقاق وأبا عبد الرحمن السلمي، سمع ببغداد أبا الحسن بن الصلت المجبر، وبنيسابور أبا عبد الله الحافظ، وبهراة أبا محمد بن أبي شريح، وبفوشنج أبا محمد الحمويي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة، روى لنا عنه أبو
__________
(1) سقط من هنا " بن الحارث بن صهبان بن سعد بن مالك " كما في نسب كميل من طبقات بن سعد 6 / 179 وطبقات خليفة وجمهرة ابن حزم ص 415.
(2) في الاستدراك " المصري ".
(*)(2/448)
الحسن مسافر وأبو محمد أحمد ابنا محمد بن علي البسطامي بنيسابور، وأبو الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي بهراة، وأبو المحاسن أسعد بن علي الحنفي بمالين، وأم الفضل عائشة بنت أبي بكر بن بحر البلخي بفوشنج وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن الفارسي كتابة أنشدنا أبو القاسم أسعد بن علي البارع لنفسه في أبي الحسن الداودي: أئمة العالم جربتهم * من بين مذموم ومحمود سيرة داوديهم خيرهم * وخير درع درع داود ولد أبو الحسن الداودي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وتوفي بفوشنج في شوال سنة سبع وستين وأربعمائة، وزرت قبره بظاهر فوشنج.
ومن الداودية الذين هم على مذهب داود بن علي أبو بكر محمد بن موسى بن المثنى الفقيه الداودي النهرواني من
أهل النهروان، سكن بغداد، كان فقيها نبيلا على مذهب داود بن علي، سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا سعيد الحسن بن علي العدوي وأبا بكر عبد الله بن أبي داود، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني وابن بنته أبو الحسن أحمد بن عمر بن روح النهرواني، قال أبو بكر الخطيب سألت أبا بكر البرقاني عنه: أكان ثقة ؟ فقال: ما كان حاله يدل إلا على ثقته - أو كما قال، ثم قال البرقاني: علقت عنه شيئا يسيرا، وكانت ولادته في شوال سنة ثلاثمائة، ومات في سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وأبو المظفر سليمان بن داود بن محمد بن داود الصيدلاني المعروف بالداودي، نسبة إلى جده الاعلى، وهو نافلة الامام أبي بكر الصيدلاني صاحب أبي بكر القفال، من أهل مرو، وهو من بيت العلم والصلاح، تفقه على أبي القاسم الفوراني، وكان من عباد الله الصالحين والمشتغلين بالعبادة، وكان يعقد المجلس على رأس سكة عمار ثم لزم بيته في آخر عمره سنين، سمع أستاذه أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد الفوراني وأبا بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي وأبا الرشيد عبد الملك بن طاهر السجزي وأبا الحسن عبيدالله بن أبي عبد الله بن منده الحافظ وغيرهم، سمع منه والدي رحمه الله، وروى لنا عنه أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي وأبو الفتح مسعود بن محمد المسعودي وعمه المظفر بن أبي العباس المسعودي وغيرهم، وكانت وفاته بعد سنة تسعين وأربعمائة.
الداهري: بفتح الدال المهملة وكسر الهاء والراء هذه النسبة إلى داهر..، والمشهور بهذا الانتساب أبو بكر عبد الله بن حكيم الداهري، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة والثوري، روى عنه عمرو بن عون، كان يضع الحديث على الثقات،(2/449)
ويروي عن مالك والثوري ومسعر ما ليس من أحاديثهم، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
الدالاني: بفتح الدال المشددة المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى (بني)
دالان، وهي قبيلة من همدان، وهو دالان بن سابقة بن ناشح بن دافع (1) من همدان، ذكره ابن حبيب وابن الحباب في نسب همدان، وبنو دالان قبيل من نازلة الكوفة - قاله ابن ماكولا في الاكمال.
قال الدارقطني: وبنو دالان قبيل بالكوفة، والمشهور بهذه النسبة أبو خالد يزيد بن عبد الرحمن بن (أبي) سلامة الدالاني الواسطي، قال أبو حاتم بن حبان: أبو خالد كان نازلا في بني دالان فنسب إليهم ولم يكن منهم، يروي عن إبراهيم السكسكي وعمرو بن مرة وقتادة ومنهال بن عمرو وأبي العلاء الاودي والحكم بن عتيبة، روى عن عبد السلام بن حرب وأبو بدر شجاع بن الوليد وغيرهما من أهل العراق، وكان كثير الخطأ فاحش الوهم يخالف الثقات في الروايات حتى إذا سمعها المبتدئ في هذه الصنعة علم أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد عنهم بالمعضلات.
وعبد الرحمن بن أبي عاصم الدالاني من أهل الكوفة، روى عنه موسى بن (أبي) عائشة.
وأبو أيوب حمزة بن سلمة الدالاني إمام مسجد دالان، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عن محمد بن ربيعة وأبو نعيم.
__________
(1) زاد في اللباب " بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان ".
(*)(2/450)
باب الدال والباء (1) الدباس: بفتح الدال المهملة وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها السين (المهملة) هذه الحرفة لمن يعمل الدبس أو يبيعه، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسن بن يوسف الدباس البصري، متأخر يروي عن عبد الله بن شبيب (2) المعروف بابن البيروتي (3) عن أبي بكر بن أبي الدنيا، روى عنه محمد بن علي بن حبيب المتوثي البصري.
وإبراهيم بن سليمان الدباس، بصري، يروي عن بكر بن المختار بن فلفل ومحمد بن عبد الرحمن بن الرداد بن أم مكتوم، روى عنه إبراهيم بن راشد الادمي.
الدباغ: بفتح الدال وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الغين المعجمة، هذه
النسبة إلى دباغة الجلد، والمشهور بالانتساب إليها أبو حبيب يزيد بن أبي صالح الدباغ من أهل البصرة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه وكيع وأبو نعيم.
ومحمد بن عبد الله الدباغ الكوفي، يروي عن أبي بكر بن عياش وعثمان بن زفر، روى عنه موسى بن إسحاق الانصاري قال ابن أبي حاتم وسمعته يقول: كان من أهل السنة الخشن هو وهناد - وجماعة ذكرهم.
وعبد العزيز بن المختار الانصاري الدباغ، من أهل البصرة، يروي عن ثابت، روى عنه معلى بن أسد والعراقيون، كان يخطئ.
وأبو سليمان داود بن مهران الدباغ، من أهل بغداد، كان دباغ الادم، يروي عن عبد الجبار بن الورد وهشيم وفضيل بن عياض ومروان بن معاوية وعيسى بن سليم وداود بن عبد الرحمن العطار ومحمد بن الحجاج اللخمي وعبد العزيز بن أبي رواد وسفيان بن عيينة وداود بن الزبرقان ومعاذ بن هشام وغيرهم، روى عنه محمد بن عبد الرحيم صاعقة وإبراهيم بن راشد الادمي والحسن بن محمد بن الصباح وأبو حاتم الرازي وعباس الدوري وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ وغيرهم، وكان
__________
(1) (821 - الدبابي) رسمه القبس وقال " في سليم، قال الهجري، هو دباب في بني ربيعة بن زعب بن مالك بن خفاف، وذكر رحال بن بدر، وكثيرا ما يذكر: الدبابي ".
(822 - الدبابيسي) في الدرر الكامنة 4 / 484 " يونس بن إبراهيم بن عبد القوي بن قاسم بن داود الكناني العسقلاني فتح الدين أبو النون الدبابيسي، ولد سنة 635 وأسمع على أبي الحسن بن المقير يسيرا فكان آخر من حدث عنه بالسماع والاجازة..وممن سمع عليه المزي والبرزالي و..وكان ساكنا دينا صبورا على السماع حسن السمت مع أميته، مات في جمادى الاولى سنة 792 ".
(2) مثله في اللباب ووقع في ك " عبد الله بن رشيد بن " كذا.
(3) مثله في اللباب وهو الظاهر، ووقع في ك " البيروني ".
(*)(2/451)
ثقة صدوقا، مات في شوال سنة سبع عشرة ومائتين.
وأبو عزة الحكم بن طهمان الدباغ، يروي عن أبي الرباب مولى معقل بن يسار وشهر بن حوشب والحسن، روى عنه أبو نعيم وأبو الوليد ومحمد بن عون الزيادي وموسى بن إسماعيل، وقيل إن كنيته أبو معاذ، ويرون أنه
غلط، وهو صالح الحديث.
وأبو جعفر محمد بن حماد بن ماهان بن زياد بن عبد الله الدباغ، فارسي الاصل، سمع علي بن عثمان اللاحقي وعيسى بن إبراهيم البركي وعلي بن المديني ومحمد بن عقبة السدوسي، روى عنه حمزة بن محمد الدهقان وأبو سهل بن زياد القطان، وقال أبو الحسن الدارقطني: ليس بالقوي.
وقال أبو الحسين بن المنادى: محمد بن حماد بن ماهان الدباغ، كان عنده حديث كثير عن مسدد وغيره، وكتاب الحروف عن أبي الربيع الزهراني، مات على ستر وقبول في جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن علي الفايني الدباغ والد شيخنا أبي القاسم الجنيد، كان شيخا صالحا سديدا عالما، أدرك أبا عثمان الصابوني وأبا القاسم القشيري وطبقتهم وسمع منهم، روى لنا عنه أبو طاهر السنجي بمرو وابنه الجنيد بهراة.
وأما ولده الامام أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الدباغ فهو من العلماء الورعين المستورين ممن حسن خلقه ولانت عشرته، عمر العمر الطويل في عبادة الله والتهجد والانفراد، وله الرباط الحسن بباب فيروزآباد هراة، سمع بالطبسين أبا الفضل الطبسي، وبأصبهان أبا منصور بن شكرويه وأبا بكر بن ماجه، وبخراسان جماعة كثيرة، سمعت منه الكثير في الرحلتين إلى هراة، وتوفي في الرابع عشر من شوال سنة سبع وأربعين وخمسمائة (بهراة).
وأبو حبيب يزيد بن أبي صالح الدباغ، يروي عن أنس رضي الله عنه، روى عنه حماد بن زيد ووكيع بن الجراح وأبو نعيم وعبد الصمد بن عبد الوارث وعلي بن نصر الجهضمي وأبو عاصم النبيل وغيرهم، وثقه يحيى بن معين، قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن يزيد بن أبي صالح ؟ فقال: ليس بحديثه بأس، وكان أوثق من بقي بالبصرة من أصحاب أنس.
الدباوندي: بضم الدال المهملة وفتح الباء الموحدة والواو بينهما الالف ثم النون الساكنة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى دباوند، ويقال لها دنباوند، وهي ناحية في الجبال بالري مما يلي طبرستان، منها أبو محمد سليمان بن مهران الكاهلي الاعمش، كان أصله من دباوند، رأى أنس بن مالك رضي الله عنه يصلي، ولم يسمع منه، ولم يسمع من ابن أبي
أوفى، وروايته مرسل، ولم يسمع من عكرمة، وروى عن جماعة من مقدمي التابعين، وكان جرير بن عبد الحميد يقول: ولد الاعمش بدباوند، وكان إذا حدث عنه قال: هذا الديباج.
وهو أستاذ الكوفة.
وكان الاعمش يقول: ما كان إبراهيم يسند لاحد الحديث إلا لي لانه كان(2/452)
يعجبني.
وقد ذكرته وشيوخه في الدنباوندي.
الدبثائي: بكسر الدال المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح الثاء المثلثة والياء المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الالف في آخرها، هذه النسبة إلى دبثا، وهي قرية من سواد بغداد إن شاء الله أو واسط، منها أبو بكر محمد بن يحيى بن محمد بن الروزبهان المعروف بابن الدبثائي خال أبي القاسم عبد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي الازهري، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في تاريخه، فقال: يحيى بن محمد (بن) الدبثاني، كان من أهل واسط، قدم بغداد فسكنها، وسمع ابنه محمد بن يحيى من أبي بكر بن مالك القطيعي وأبي محمد بن ماسي.
كتبت عنه ولم يكن عنده من سماعاته شئ وإنما وجدنا سماعه مع ابن أخته أبي القاسم، وكان شيخا لا بأس به، وكانت ولادته في المحرم سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب الدير.
وأبو القاسم عبيدالله بن أحمد بن عثمان بن الدبثائي المعروف بالازهري، ذكرناه في الالف.
ووالد السابق ذكره أبو زكريا يحيى بن محمد بن الروزبهان، يعرف بالدبثائي، جد عبيدالله بن أحمد بن عثمان الصيرفي لامه، من أهل واسط سكن بغداد، وحدث بها شيئا يسيرا عن أحمد بن عيسى بن السكين البلدي وأبي علي الحسن بن إبراهيم الخلال الواسطي، وكان يذكر أنه سمع من علي بن عبد الله بن مبشر، روى عنه ابن بنته أبو القاسم الازهري، وكان ثقة، وكان يحيى بن محمد الدبثائي يقول: ما رفعت ذيلي على حرام قط.
قال: ومات بعد سنة ثمانين وثلاثمائة.
الدبري: بفتح الدال المهملة والباء المنقوطة بنقطة من تحت والراء المهملة بعدها،
هذه النسبة إلى الدبر وهي (قرية) من قرى صنعاء اليمن، والمشهور بهذه النسبة أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري راوي كتب عبد الرزاق بن همام، روى عنه أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ وأبو بكر محمد بن زكريا العذافري (1) السرخسي وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن (أيوب) الطبراني وخيثمة بن سليمان الاطرابلسي وغيرهم.
الدبزني: بضم الدال المهملة وسكون الباء الموحدة وفتح الزاي وفي آخرها النون هذه النسبة إلى دبزن (2)، والصحيح دبزند، وهي قرية من قرى مرو عند كمسان على خمسة فراسخ
__________
(1) في م " العدافري " ولم أهتد إلى هذا الرجل ولا نسبته.
(2) مثله محققا في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في نسخ عدة " دبزان ".
(*)(2/453)
من البلد، منها أبو عثمان قريش بن محمد بن قريش الدبزني المروزي، كان شيخا ثقة صدوقا، وأديبا فاضلا، حدث بكتاب المغازي عن عمار بن الحسن، وأخذ الادب واللغة عن أبي داود سليمان بن معبد السنجي، وقال أبو العباس المعداني: رأيت أبا جعفر محمد بن مجاهد الكمساني يفتخر بالرواية عنه، قال وسمعت العباس بن عبد الرحيم يقول: كان قريش يجمع المشكلات لي فإذا التقى معي سألني عنها.
وقال أبو زرعة السنجي: أبو عثمان قريش بن محمد بن قريش من قرية دبزند، كان أديبا نحويا، مات سنة ثمان وتسعين ومائتين.
الدبساني: بكسر الدال المهملة والباء الموحدة وفتح السين المهملة وفي آخرها النون (بعد الالف) هذه النسبة إلى دبسان، وهو اسم لبعض أجداد أبي موسى عيسى بن يحيى بن محمد البيطار الدبساني، من أهل بغداد، يعرف بابن دبسان، حدث عن مهنأ (1) بن يحيى الشامي، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الحربي، ومات مستهل المحرم سنة عشر وثلاثمائة.
الدبوسي: بفتح الدال المهملة وضم الباء المنقوطة بنقطة واحدة وفي آخرها سين مهملة
بعد الواو، هذه النسبة إلى الدبوسية، وهي بليدة من السغد بين بخارى وسمرقند، خرج منها من المحدثين جماعة منهم أبو الغشيم (2) ظليم بن حطيط الجهضمي الدبوسي، قال أبو حاتم بن حبان: ظليم من أهل دبوسية من العرب من المواظبين على لزوم السنن، يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين وأهل العراق حدثنا عنه عمر بن محمد الهمداني قال سمعته يقول: إنما المرجئ تيس فاعلفوا التيس نخاله * واقطعوا الاسباب عنه كلها بالداسكاله ومنها القاضي أبو زيد عبد الله بن عمر بن عيسى الدبوسي صاحب الاسرار، والتقويم للادلة، والامد الاقصى، وكان ممن يضرب به المثل في النظر واستخراج الحجج والرأي، كان له بسمرقند وبخاري مناظرات مع الفحول، توفي ببخارى في سنة ثلاثين وأربعمائة إن شاء الله، ودفن بقرب الامام أبي بكر بن طرخان، وزرت قبره غير مرة.
وأبو عثمان سعيد بن الاحوص الازدي الدبوسي، يروي عن علي بن حجر ومحمد بن عمرو بن حنان الحمصي
__________
(1) في تاريخ بغداد " عن مهنى " وهو تخفيف ومهنأ بن يحيى الشامي مشهور، ووقع في س وم وع " عنه مهيا.
وكلمة " عنه " خطأ.
و (مهيا) تصحيف.
ووقع في ك " عن محمد " وفي اللباب مطبوعته ومخطوطته والقبس عنه " عن مهدي ".
(2) هكذا ضبط في الاكمال غويره، ووقع في م وع وعدة مراجع " أبو القاسم " وهو تحريف.
ولظليم كنية أخرى: أبو سليمان.
وسيعيده المؤلف.
(*)(2/454)
ومحمد بن عزيز الايلي ومحمد بن المثنى البصري والربيع بن سليمان (المرادي وغيرهم من أهل خراسان والعراق الشام ومصر، روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف السمرقندي وأبو حسان مهيب بن سليم الكرميني وغيرهما.
وأبو سليمان) ظليم بن حطيط بن داود بن سليمان بن مهنى بن عبد الله بن شجاع بن دحي بن سيف بن أنمار بن عبدة بن أبي كعب الازدي الجهضمي الدبوسي، وقد قيل كنيته أبو الغشيم.
من أهل الدبوسية، كان فاضلا خيرا ثقة من أهل السنة، رحل إلى العراق وكتب الكثير، يروي عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي وسلم بن سليم (1) الضبي والمنهال بن بحر القشيري وعبد الله بن رجاء الغداني وجماعة يكثر
عددهم، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وجماعة من الائمة، وتوفي في المحرم سنة اثنتين وخمسين ومائتين بالدبوسية.
وأبو عمرو عثمان بن الحسين بن محمد بن الحسن بن محمد بن رميح بن سهل بن رجاء بن تبع الدبوسي سمع أبا إسحاق الرازي بثغرنور وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الاسماعيلي وأبا نصر أحمد بن عمرو العراقي وأبا حنيفة محمد بن زكريا الاسكارني بها وجماعة، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وذكر أنه سمع منه بالدبوسية.
وأبو الفتح ميمون بن محمد بن عبد الله بن بكر بن مج الدبوسي، من أهل دبوسية، سكن مرو، شيخ صالح ورع صدوق، تفقه على جدي وعبد الرحمن بن محمد السرخسي، وسمع منهما الحديث ومن أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن محمد (2) الزاهري وأبي محمد كامكار بن عبد الرزاق الاديب المحتاجي وغيرهم، سمعت عنه أجزاء، وتوفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، ودفن بشجدان مرو.
وابنه أبو القاسم محمود بن ميمون الدبوسي، كان فقيها فاضلا، وكان شريكي في الدرس وفي الرحلة إلى نيسابور، وتفقهنا على الامام عمي، وسمعنا منه الحديث ومن يوسف بن أيوب الهمذاني وأبي منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي، وبنيسابور سمعنا من أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي وأبي المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري وخرجت إلى الرحلة وتركته مريضا بنيسابور، وخرج بعد ذلك إلى مرو ومات في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
وأبو القاسم علي بن أبي يعلى بن زيد بن حمزة بن زيد بن حمزة (3) بن
__________
(1) في ك "..الفراهيدي ومسلم بن سليم " والله أعلم وفي الطبقة " سلم بن سليمن الضبي " كذا في ضعفاء العقيلي، وذكر في الميزان واللسان " سلم بن سليمان الضبي " لعله هذا.
(2) كذا وهو إسماعيل بن محمد بن أحمد بن محمد كما يأتي في رسم (الزاهري).
(3) مثله في القبس وضرب في مخطوطة اللباب على قوله (بن زيد بن حمزة) الثانية وأثبتت في مطبوعته مع ثالثة مثلها، وفي معجم البلدان الاقتصار على واحدة وفي المنتظم ج 9 رقم 79 " علي بن أبي يعلى بن زيد " وفي التوضيح = (*)(2/455)
محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني الدبوسي، كان متوحدا في الفقه والاصول واللغة والعربية، وولي التدريس بالمدرسة النظامية، وكانت له يد قوية باسطة في الجدال وقمع الخصوم وقد شوهد له مقامات في النظر ظهر فيها غزارة فضله، وكان عفيفا كريما جوادا، سمع أبا عمرو (1) محمد بن عبد العزيز القنطري وأبا سهل أحمد بن علي الابيوردي أستاذه وأبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي وأبا سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي والحاكم أبا الحسن علي بن أحمد الانصاري الاستر اباذي وغيرهم، روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن أبي نصر المسعودي وأبو عبد الله محمد بن أبي ذر السلامي بمرو، وأبو الفضل عبد الرحمن بن الحسن السيرافي ببنج ديه، وأبو جعفر محمد بن علي بن محمد المؤدب بالدزق السفلي وأبو العباس أحمد بن الفضل المميز بأصبهان وأبواغنم المظفر بن الحسين المفضلي ببروجرد وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي الحافظ ببغداد وغيرهم، وتوفي ببغداد في شعبان سنة اثنتين وثمانين وأرعبمائة.
وأما أحمد بن عمرو بن نصر بن حامد بن أحيد (2) بن فنويه بن دبوسة الدبوسي، نسب إلى جده دبوسة، وليس هو في الدبوسية، أسلم دبوسة على يد قتيبة بن مسلم الباهلي سنة ثلاث وتسعين من الهجرة وذكرته في الفنويي.
وأما أبو حميد محمد بن إبراهيم المروزي الماهياني الدبوسي من ماهيان مرو (و) قيل له الدبوسي لانه كان على مسلحة الدبوسية أيام بني أمية فنسب إليها وهو أول من بايع أبا العباس السفاح بالكوفة وسلم عليه بالخلافة، فكان السفاح يقضي (له) كل يوم حاجتين وأقطعه السيلحين عشرة آلاف جريب (3).
الدبيري: بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى دبير وهي قرية على فرسخ من نيسابور، ويقال لها دوير بت بها ليال وقت نزول السلطان سنجر بها، منها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدبيري، ويقال الدويري أيضا، رحل إلى بلخ ومرو وكتب عن جماعة مثل
__________
= " علي بن المظفر بن حمزة بن زيد " فكأن (المظفر) اسم أبي يعلى وسقط اسم الجد، ونحوه في طبقات الشافعية 4 / 6 قال " علي بن المظفر بن حمزة بن زيد بن محمد ".
(1) مثله في معجم البلدان، وفي س وم وع واللباب " أبا عمر ".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، وهكذا يأتي في رسم (الفنوي) ووقع هنا في س وم وع " أحمد ".
(3) (الدبوسي) رسمه التوضيح وقال " بفتح أوله وضم الموحدة المشددة وسكون الواو وكسر السين المهملة: المسند أبو النون يونس بن إبراهيم بن عبد القوي بن قاسم الكناني العسقلاني، حدثونا عنه ".
(*)(2/456)
قتيبة بن سعيد ويحيى بن موسى خت البلخيين، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن أبان المستملي وعثمان بن عبد الله الاموي وجماعة سواهم، روى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد وأبو الوليد حسان بن محمد القرشي في جماعة آخرهم أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، وتوفي سنة سبع وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن سليمان بن بلال المقرئ الدبيري من أهل نيسابور، كان شيخا صالحا، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف الدبيري وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الامام وأقرانهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله (محمد بن عبد الله) الحافظ وذكره في التاريخ، وقال: كان من الصالحين الملازمين للجامع، كتبنا عنه في دار الشيخ أبي بكر بن إسحاق وغيره، وتوفي بعد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدبيري، ذكرته في الدويري بالدال والواو، ودبير اسم لجد محمد بن سليمان بن دبير القطان الدبيري البصري من أهل البصرة، حدث عن عبد الرحمن بن يونس السراج وأبي بكر بن خلاد وغيرهما، توفي بعد الثلاثمائة، كان ضعيفا في الحديث.
الدبيري: بضم الدال المهملة وفتح الباء الموحدة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى دبير وهو بطن من أسد، ولقب كعب بن عمرو (1) بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، يعرف بدبير، ذكر ذلك أحمد بن الحباب
الحميري.
الدبيلي: بفتح الدال المهملة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى دبيل، وهي قرية من قرى الرملة فيما أظن إن شاء الله من الشام (2)، منها أبو القاسم شعيب بن محمد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سنان (3) البزاز الدبيلي (4) العبدي الفقيه المعروف بابن أبي قطران، قدم أصبهان، قال عبد الله بن محمد
__________
(1) مثله في اللباب والاكمال وجمهرة ابن حزم، ووقع في س وم وع " مالك ".
(2) جزم به ياقوت في معجم البلدان ولا أراه إلا تابعا لظن المؤلف، ولا أرى له مستندا إلا ما يأتي آخر الرسم، وهو ضعيف، وقد قال ياقوت " ودبيل أيضا مدينة بأرمينية.." وهذه معروفة مشهورة، فالظاهر أن الديبليين كلهم منها والله أعلم.
(3) مثله في اللباب وأخبار أصبهان 1 / 344 ومعجم البلدان، ووقع في س وم وع " سيار " خطأ، نعم يقال لشعيب هذا: اين سوار.
(4 - 4) هذا هو المعروف ومع ذكر المؤلف لشعيب هنا على الصواب وهم فذكره في رسم (الديبلي) بتقديم التحتية على الموحدة كما يأتي.
(*)(2/457)
الاصبهاني قدم شعيب بن محمد أصبهان سنة خمس وثلاثمائة وأنا عند عبدان، يروي عن أبي زهير أزهر بن المرزبان المقرئ وعبد الرحيم بن يحيى الدبيلي (1) وغيرهما، روى لنا عنه القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال ومحمد بن جعفر بن يوسف ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهانيون (2).
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الدبيلي، كان من مجودي القراء، حدث عن إبراهيم بن أحمد بن مروان الواسطي وأحمد بن عقبة الواسطي وغيرهما روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي (بن) المقرئ، وكان يقول أنا أبو عبد الله الدبيلي مقرئ أهل الشام بالرملة.
__________
(1) وفي معجم البلدان " روى عنه أبو سعيد (في النسخة: أبو سعد) عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى
الحافظ ومحمد بن علي الذهبي وأبو هاشم المؤدب والزبير بن عبد الواحد الاسد اباذي..وأسد بن سليمان بن حبيب الطهراني والحسن بن رشيق العسكري وأبو بكر محمد بن أحمد المفيد " وذكر أن شعيبا حدث بدمشق ومصر، وأراه أخذ الترجمة من تاريخ دمشق، وفي تهذيبه 6 / 323 مسخ منها وفيها " كان تحديثه بدمشق سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ".
(2) مثله في أخبار أصبهان، وسأذكر عبد الرحيم الدبيلي هذا، ووقع في معجم البلدان " الارمني " وهذه نسبة إلى أرمينية، وقد تقدم أن دبيل من أرمينية فلا تنافي.
(*)(2/458)
باب الدال والثاء الدثيني: بفتح الدال المهملة وكسر الثاء المثلثة بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الدثينة، وظني أنها من قرى اليمن، منها عروة بن غزية الدثيني، يروي عن الضحاك بن فيروز، ذكره سيف بن عمر في الفتوح.(2/459)
باب الدال والجيم الدجاجي: بفتح الدال المهملة والجيم وفي آخرها الجيم الاخرى، هذه النسبة إلى بيع الدجاج، والمشهور بهذه النسبة أبو الغنائم محمد بن علي (بن علي (1) بن الدجاجي، من أهل باب الطاق، سمع أبا الحسن علي بن عمر الحربي وأبا طاهر المخلص وأبا القاسم عيسى بن علي الوزير وجماعة، روى لنا عنه أبو بكر الانصاري وأبو منصور بن زريق القزاز، وتوفي بعد سنة ستين وأربعمائة (قال ابن ماكولا: ابن الدجاجي كان ثقة في الحديث).
الدجاكني: بضم الدال المهملة وفتح الجيم بعدهما الالف والكاف المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دجاكن، وهي قرية من قرى نسف، منها الشيخ المقرئ إسماعيل بن يعقوب الدجاكني النسفي، يروي عن القاضي أبي نصر أحمد بن محمد بن حميد بن عبد الله الكشاني، ودخل سمرقند وسمع من شيوخها، وتوفي بنسف شعبان سنة
اثنتين وثمانين وأربعمائة.
الدجيلي: بضم الدال المهملة وفتح الجيم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الدجيل، وظني أنه اسم نهر كبير عليه عدة من القرى بنواحي بغداد، وعلي بن الجهم لما جرح بالشام جعل يهذي طول ليله ويقول: ذكرت أهل دجيل * وأين مني دجيل (أزيد في الليل ليل) * أم سال بالصبح سيل وصاحبنا أبو العباس أحمد بن الفرج بن راشد بن محمد المدني الدجيلي الوراق من أهل الشارسوك (2) محلة عند النصرية بغربي بغداد، كان ولي القضاء بدجيل، وكان أحد الشهود المعدلين في مجلس قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي، وكان يقرأ الحساب على شيخنا أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، وسمع معنا منه الحديث، وكان سمع من أبي العباس أحمد بن الحسين بن قريش وأبي غالب محمد بن عبد الواحد بن زريق القزاز وأبي القاسم عبد الله بن محمد بن جحشويه الآجري وغيرهم، علقت عنه حديثين أو ثلاثة، وكانت ولادته في عشر ذي الحجة من سنة تسعين وأربعمائة.
__________
(1) من ك، وهو صحيح.
(2) سماها ياقوت (جهارسوج) وهي فارسية معناها (أربع جهات) وبالكوفة (شهار سوج خنيس) هكذا ذكره في الاكمال 1 / 199.
(*)(2/460)
باب الدال والحاء الدحروجي: بضم الدال وسكون الحاء المهملتين وضم الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى دحروج وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبيدالله بن دحروج القزاز الدحروجي، من أهل بغداد، سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني الخطيب وأبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز
وغيرهما، سمع منه أصحابنا، وتوفي قبل دخولي بغداد في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
وأبو حفص عمر بن أحمد بن عبيدالله الدحروجي القزاز أخوه، من أهل الحريم الطاهري، كان شيخا صالحا، سمع أبا محمد بن هزار مرد.
وأبا الحسين بن النقور وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة، وتوفي في شعبان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
الدحني: بفتح الدال وسكون الحاء المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دحنة وهو اسم رجل من الفرسان، وهو دحنة بن سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم كان فارسا قال فيه أبوه: أما ترضى بدحنة دون زيد * وعز علي لو غلق الرهين ومن ولده الاحمر بن شجاع بن دحنة بن سويد الدحني، كان شاعرا، ذكر ذلك هشام بن الكلبي فيما روى ابن حبيب عنه.
الدحيم: بضم الدال وفتح الحاء المهملتين بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف (وفي آخرها الميم)، هذا لقب القاضي أبي سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم القرشي الدمشقي المعروف بدحيم، وكان يغضب من هذا اللقب، ودحيم هو تصغير دحمان، ودحمان بلسانهم الخبيث.
ويقال له دحيم بن اليتيم، واليتيم هو مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه، يروي عن ابن أبي فديك والوليد بن مسلم وغيرهما، روى عنه أبو حاتم الرازي وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأبو زرعة الدمشقي وأبو بكر بن الباغندي.
ودحيم لقب الحسن بن القاسم الدمشقي، حدث عن عبدالقاهر بن يعقوب، روى عنه محمد بن الحسن بن حمدان الضراب (1).
ودحيم لقب أبي إسماعيل عبد الرحمن بن عباد بن إسماعيل المعولي، روى
__________
(1) فيمن لقبه (دحيم) من النزهة نحو هذه العبارة، وفي آخرها "..الضراب " كما هنا وأراه أخذها من الانساب، ولم (*)(2/461)
عن أبي سهل قرط بن حريث البلخي وعبد القاهر بن شعيب وغيرهما، روى عنه محمد بن
عبد بن حميد الكشي و عبد الله بن محمد بن ناجية.
الدحيمي: بضم الدال وفتح الحاء المهملتين والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الميم، هذه النسبة عرف بها أبو جعفر عبد الله بن أحمد بن زياد بن زهير الهمذاني الدحيمي، من أهل همذان، وإنما قيل له الدحيمي لكثرة ما كان عنده من الحديث عن دحيم بن اليتيم الدمشقي، وكانت له رحلة إلى العراق والشام، سمع أبا سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي المعروف بابن اليتيم وأبا خيثمة زهير بن حرب النسائي ومحمد بن عباد المكي وعبيدالله بن عمر القواريري وغيرهم، روى عنه الحسن بن يزيد الدقيقي وأحمد بن عبيد الاسدي وجماعة (1).
__________
= يذكر هذا الرجل في الرسم في اللباب، ومن عادته الحذف لكنه ذكر بعد الرسم الآتي رسما آخر قال فيه " دحين بضم الدال وفتح الحاء وبعد الياء المثناة نون، هذا لقب الحسن بن القاسم الدمشقي، حدث عن عبدالقاهر بن يعقوب، روى عنه محمد بن الحسن بن حمدان الصواف " كذا، وعادة صاحب اللباب إذا زاد رسما من عنده أو خالف الانساب أن ينبه على ذلك، ولم يفعل هنا، فدل على أن هذا الرسم عنده على هذا الوجه في الانساب، وتبعه صاحب التوضيح فلخص عبارته في رسم (دحين) وقال في آخرها " الصواف " وفي نسختي من التبصير سقط من ذاك الموضع لكن شارح القاموس ومادة التبصير غالبا قال في مادة (د ح ن) " ودحين كزبير لقب الحسن بن القاسم الدمشقي المحدث " وفي تهذيب تاريخ دمشق 4 / 239 ترجمتان باسم (الحسن بن القاسم) أحدهما متأخر عن هذه الطبقة بكثير، والآخر من أهلها وهو " الحسن بن القاسم بن عبد الرحمن دحيم بن إبراهيم أبو علي القاضي من أهل دمشق.." وأسقط أسماء شيوخه والرواة عنه كعادته، ولعله لو ذكرهم لتبين الامر، وذكر أنه توفي سنة 327 وقد نيف على الثمانين.
(1) (دحين) رسمه اللباب وضبطه وذكر الحسن بن القاسم الدلشقي كما تقدم بما فيه في التعليق على رسم (دحيم) وفي الاكمال 3 / 314 في رسم (دحين) " الازرق بن عذور بن دحين بن زينب بن ثعلبة العنبري.." وفي تهذيب المزي في فصل الالقاب بعد (دحروجة) و (دحيم) ما لفظه " دحين: عتبة بن سعيد بن الرخص الحمصي " وبعده (دراج) وهكذا صنع ابن حجر في فصل الالقاب من تهذيب التهذيب ولم يذكره في ألقاب التقريب وقال فيه في
الترجمة " عتبة بن سعيد...الحمصي يقال له: دجين - بجيم مصغر " كذا، وذكره في النزهة بين (دبيز) و (دحيم) وقضية الترتيب أنه عنده بالجيم لكن صورته (دحين) وكثيرا ما يختل الترتيب في النزهة.
(*)(2/462)
باب الدال والخاء الدخاني: بضم الدال المهملة وفتح الخاء المعجمة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دخان وهو اسم لجد أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد بن جعفر بن حمدان بن دخان الدخاني البغدادي مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، من أهل بغداد، حدث عن حمويه بن القاسم الهاشمي وأبي عمرو بن السماك وعبد الصمد بن علي الطستي وجعفر بن محمد الخلدي وأحمد بن سلمان النجاد، روى عنه عبد العزيز بن علي الازجي وأبو الحسين بن التوزي أحاديث مستقيمة، ومات عن نيف وثمانين سنة في جمادى الاولى سنة ست وأربعمائة، وكان عنده مجلس عن حمزة بن القاسم الهاشمي، ومجلس عن أبي الحسن المصري.
الدخفندوني: بفتح الدال المهملة إن شاء الله وسكون الخاء المعجمة والفاء المفتوحة وسكون النون ثم دال مهملة بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دخفندون وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو إبراهيم عبد الله بن خنجة الدخفندوني ولقبه جموك، قال أبو إبراهيم سمتني أمي جموك وسماني بديل بن نهشل عبد الله، يروي عن أبي حذيفة إسحاق بن بشر أحمد بن حفص ومحمد بن سلام وأبي جعفر المسندي، روى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر الاديب ومحمد بن صابر والد أبي عمرو بن صابر، ومات في سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن حاضر الوراق الدخفندوني، من قرية دخفندون، يروي عن سهل بن المتوكل.
وابن عمه أبو محمد إسحاق بن أحمد بن إبراهيم بن حاضر الدخفندوني، يروي عن سهل بن المتوكل.
وأبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن حاضر الدخفندوني البخاري، يروي عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث
وأحمد بن عبد الواحد بن رفيد وإسحاق بن أحمد بن خلف وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
الدخمسيني: بضم الدال المهملة وفتح الخاء المعجمة وسكون الميم وكسر السين
__________
(1) كذا في ك، ووقع في بقية النسخ واللباب مخطوطته ومطبوعته والقبس عنه " حمو " وفي تاريخ بغداد ج 12 رقم 6408 " حمزة " ويأتي مثله باتفاق النسخ وحمزة بن القاسم الهاشمي معروف له ترجمة فيمن اسمه حمزة من التاريخ.
(*)(2/463)
المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، اشتهر بهذه النسبة أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بن غالب بن طارق بن هلال الصيرفي الدخمسيني (وإنما لقب به لانه أمر لرجل من أهل العلم بخمسين، فاستزاد، فقال، زده خمسين، فلقب بالدوخمسين (1)، كان من أهل مرو وكان فاضلا عالما مسنا، وكان مختصا بالامراء السامانية يدخل عليهم ويصحبهم ويقربونه ويكرمونه لفصاحته وتقدمه، سمع بمرو عبد العزيز بن حاتم العدل وأبا الموجه محمد بن عمرو الفزاري وإبراهيم بن هلال، وببلخ عبد الصمد بن الفضل وأحمد بن الحسين وعبد الصمد بن غالب البلخيين، وببغداد أبا قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، والحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي وأحمد بن عبيدالله النرسي وإسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن يونس الكديمي، وسمع بالري أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي - وضاع سماعه عنه، سمع منه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع وأبو عبد الله محمد ابن أحمد الغنجار البخاري وأبو علي الحسين بن محمد الماسرجسي وجماعة سواهم، وكان الدخمسيني خرج إلى العراق وأقام بها ثلاث عشرة سنة، وكان سمع التاريخ الكبير لابي بكر أحمد بن أبي خيثمة عنه مع أبي أحمد بن قريش المروروذي، وآخر من حدث عنه فيما أظن بسمرقند أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم الكاغذي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو أحمد الصيرفي المعروف بالدخمسيني محدث خراسان
في عصره، وما أراه جلس في حانوت قط، فإنه كان ينادم الامراء المقدمين من آل سامان لادبه وفصاحته وتقدمه، وقد كان سمع من أبي حاتم الرازي وذهب سماعه منه، وقد كان سمع التاريخ من ابن أبي خيثمة مع ابن قريش، وسماعه كان عنده، فقصرنا في طلب سماعه، ثم فاتنا الكتاب فلم نجده عاليا عند أحد، وقد كان أبو أحمد ورد نيسابور مع الامير السعيد وسمع منه مشايخنا أبو علي الحسين بن محمد الماسرجسي وأبو أحمد محمد بن علي الزراري وغيرهما، سمعتهما جميعا يذكران سماعهما بنيسابور، وأما أنا فإني أقمت عليه سنة ست وأربعين وثلاثمائة، ونظرت في أكثر كتبه إلى أن ورث من مولى له، مات بسمرقند ميراثا وتأهب للخروج بنفسه في طلب ذلك الميراث فشيعته إلى كشميهن، وقرأت عليه بها البقايا التي كانت بقيت علي، وخرج إلى بخارى وقضيت حوائجه وسئل المقام بها، ثم بلغني أنه توفي بها سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
قلت هذا وهم من الحاكم فإنه مات ببخارى في
__________
(1) سقط من ك وفي الفارسية (دو) حركة الدال منحو بها نحو الضمة وبعدها ألف مفخمة أي منحو بها نحو الواو يكتبونها واوا، ومعنى الكلمة (اثنان) و (دوخمسين) يراد بها خمسونان أي خمسون مرتان.
(*)(2/464)
جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة (1).
__________
(1) في التوضيح " وأبو أحمد علي بن محمد بن عبد الله بن محمد (بن حبيب) بن حماد المروزي الحبيبي الدخمسيني، حدث عن أبي الموجه محمد بن عمرو بن الموجه المروزي، وعنه ابن منده، وتقدم ذكره في حرف الحاء المهملة " قال المعلمي تقدم في الانساب 4 / 56 وهو في الاكمال 3 / 96 ولم يذكر هناك أنه يقال له (الدخمسيني) وهو من أقران الدخمسيني المتقدم وكنيته وبلديه فالله أعلم، ربما يكون هو المأخذ.
(*)(2/465)
باب الدال والراء الداربجردي: بفتح الدال والراء وبعدهما الالف والباء الموحدة المفتوحة أو الساكنة والجيم المكسورة اء أخرى ساكنة في آخرها دال أخرى، هذه النسبة إلى داربجرد، وهي
محلة بنيسابور، وقد ذكرتها في داربجرد، بإثبات الالف، وقد يسقطون الالف عنها فأعدت ذكرها ههنا، خرج منها جماعة ذكرتهم في تلك الترجمة، ومنهم عيسى بن أبي عيسى الدرابجردي - هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخه ثم قال: وهو عم علي بن الحسن بن أبي عيسى وأبو عيسى: موسى بن ميسرة، وبيتهم بيت العلم والزهد والورع، سمع سفيان بن عيينة ومعمر بن عيسى القزاز وعبد الرزاق ووكيع بن الجراح، روى عنه علي بن الحسن وأحمد بن حرب الزاهد ومحمد بن يزيد السلمي، وتوفي سنة عشر ومائتين.
الدراج: بفتح الدال المهملة والراء المشددة وفي آخرها الجيم، هذا الاسم عرف به أبو الحسين سعيد بن الحسين الدراج الصوفي، أظنه ممن نزل الشام، سافر الكثير وقطع البوادي على التجريد، وله عند الصوفية ذكر كثير ومحل خطير، ويحكى عنه أنه قال: بقيت أنا وأخي سنين يحفظ هو علي (وأحفظ أنا عليه، هل يرجع واحد منا إلى معلومه ؟ فلم يجد هو علي) مغمزا ولا أنا عليه.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أبو الحسين الدراج البغدادي اسمه سعيد بن الحسين (كان) من ظرف المتصوفة، وكان يصحب إبراهيم الخواص، توفي سنة عشرين أو نيف وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عمرو عثمان بن عمر بن خفيف المقرئ المعروف بالدراج، من أهل بغداد، كان ثقة، حدث عن هارون بن علي المزوق وعلي بن حماد بن هشام العسكري وأحمد بن حبيب النهرواني وأبي بكر بن أبي داود ومحمد بن هارون المجدر وغيرهم، روى عنه أبو الحسن بن رزقويه وأبو بكر البرقاني وجماعة سواهم، وكان من الابدال، قال يوما في مرضه الذي توفي فيه لرجل كان يخدمه: أمض فصل ثم ارجع سريعا فإنك تجدني قد مت، وكانت صلاة الجمعة قد حضرت، فمضى الرجل إلى الجامع وصلى الجمعة ورجع إليه مسرعا فوجده قد مات، وكان من أهل القرآن والديانة والستر، جميل المذهب، وكانت وفاته فجأة في شهر رمضان سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
الدراجي: بفتح الدال المهملة والراء المشددة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى دراج، وهو اسم لجد أبي جعفر أحمد بن محمد بن دراج القطان الدراجي، من أهل بغداد،(2/466)
رازي الاصل، حدث عن أبي علي الحسن بن عرفة وأبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب الضرير العطار، روى عنه أبو حفص بن شاهين الواعظ وعبد الله بن أحمد بن عبد الله الثمار.
الدربي: بفتح الدال وسكون الراء المهملتين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى موضعين، أحدهما إلى موضع ببغداد، والمشهور بالنسبة إليه أبو حفص عمر بن أحمد بن إسماعيل القطان المعروف بالدربي، من أهل بغداد، كان من الثقات، سمع محمد بن إسماعيل الحساني ومحمد بن الوليد البسري ومحمد بن عثمان بن كرامة والحسن بن عرفة، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ وغيرهم، وتوفي في ذي الحجة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
والموضع الثاني موضع بنهاوند إحدى بلاد الجبل، خرج منها أبو الفتح منصور بن المظفر المقري الدربي النهاوندي، قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: حدثنا عنه بعض المتأخرين (1).
الدراوردي: بفتح الدال المهملة والراء والواو وسكون الراء الاخرى وكسر الدال الاخرى هذه النسبة لابي محمد عبد العزيز بن محمد بن عبيد (بن أبي عبيد) الدراوردي، من أهل المدينة، يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري وعمرو بن أبي عمرو، روى عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، مات في صفر سنة ست وثمانين ومائة، قال أبو حاتم بن حبان: وكان يخطئ، وكان أبوه من دارابجرد - مدينة بفارس، وكان مولى لجهينة، فاستثقلوا أن يقولوا داربجردي فقالوا: الدراوردي، وقد قيل إنه من اندرابة، ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة، وقال البخاري: دارابجرد موضع بفارس كان جده منها مولى جهينة المديني، مات سنة ست وثمانين ومائة.
وقال أحمد بن صالح: كان الدراوردي من أهل أصبهان، نزل المدينة، وكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل اندراور فلقبه أهل المدينة الدراوردي.
الدربيقاني: بضم الدال المهملة وسكون الراء وكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء
المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دربيقان، وهي قرية
__________
(1) (الدربيشي) في معجم البلدان " دربيشية - بضم أوله وسكون الراء وباء موحدة مكسورة وياء ساكنة وشين معجمة وياء خفيفة: قرية تحت بغداد، ينسب إليها هلال بن أبي الهيجاء (في النسخة: الهيجان.
والتصحيح من غاية النهاية رقم 3790) بن أبي الفضل أبو النجم المقرئ، قرأ عليه أبي العز القلانسي وأقرأ عنه، روى عنه أبو بكر بن نصر قضى حران ".
(*)(2/467)
من قرى مرو على خمسة فراسخ والمشهور بالنسبة إليها حريث الدربيقاني، سمع أبا غانم يونس بن نافع المروزي، روى عنه محمد بن عبيدة النافقاني، ووفاته قبل الثلاثمائة.
وأحمد بن محمد بن خشنام الدربيقاني، المعروف بابن أبي عصمة، سمع علي بن حجر وأحمد بن مصعب وغيرهما - ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه.
الدردائي: بضم الدال المهملة وسكون الراء بين الدالين وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى دردا (1) وهي قرية من قرى بغداد، منها أبو الحسن علي بن المبارك بن علي بن أحمد الدردائي، كان رئيسا متمولا، سمع أبا القاسم علي بن أحمد البسري البندار وغيره، روى عنه أبو المعمر الانصاري بالعراق، وأبو القاسم الحافظ بالشام، وأبو الحسن بن الفاروزي بخراسان، وتوفي قبل سنة ثلاثين وخمسمائة.
وأبو المثنى محمد بن أحمد بن موسى الدهقان الدردائي، من أهل الكوفة، ولعل أصله من أهل هذه القرية والله أعلم، وأبو المثنى كان فقيها فاضلا صالحا، سمع الحسن بن علي بن عفان العامري، روى عنه أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يحيى العلوي، وكان سمع منه بالكوفة، ذكر أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور قال حدثنا أبو المثنى الدهقان الكوفي قدم علينا بغداد وحدثنا من حفظه إملاء في منزل أبي الحسن بن عقبة الشيباني سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وكان ثقة.
وذكره أبو الحسن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ فقال: مات أبو المثنى الدردائي الفقيه لتسع بقين من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين
وثلاثمائة، قال: وكان رجلا صالحا أحد من يفتي في الحلال والحرام والفروج والدماء، ثقة صدوقا، وكان يرمي بالقدر وقد جالسته الطويل فما سمعت منه في هذا شيئا (2).
الدرزدهي: بكسر الدال والراء المهملتين وبعدهما الزاي الساكنة وبعدها الدال الاخرى وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى قرية درزده، وهي من قرى نسف، منها أبو علي
__________
(1) ذكرت في معجم البلدان بلفظ (درتا) بالفوقية وذكر الرجل الآتي بلفظ " الدرتائي " قال " وبعض المحدثين يقول: الدردائي ".
(2) (الدرزبيني) في معجم البلدان " الدر زبينية (كذا فيه - مشكولا بضم فسكون وبعد الدال والراء والزاي موحدة فتحتية فنون فتحتية أخرى - لكن هذا الرسم في النسخة بعد رسم - درزده - وقضية ذلك إن لم يكن الخلل في الترتيب أن يكون هنا تحريف، وأقربه أن يكون هذا: الدرزينية - بإسقاط الموحدة والله أعلم) من قرى نهر عيسى من أعمال بغداد، ينسب إليها الحسن بن علي بن محمد أبو علي المقرئ الضرير الدرزبيني، سكن بغداد وقرأ القرآن على أبي الحسن علي بن عساكر بن مرحب البطائحي، وكان حسن القراءة والتلاوة، يدخل دار الخلافة يقرأ بها ويؤم بمسجد الحدادين وسمع الحديث، ومات في منتصف شهر رمضان سنة 597 ودفن بباب حرب ".
(*)(2/468)
الحسين بن الحسن بن علي أبي (1) الحسن بن مطاع بن عباد الفقيه الدرزدهي، سمع أبا عمر ومحمد بن إسحاق بن عامر بن جبلة العصفري وأبا سلمة محمد بن محمد بن بكر الفقيه، وعليه درس الفقه، سمع منه إبراهيم بن علي بن أحمد النسفي.
وأبو سعيد خلف بن سليمان بن عبد الله بن عبد الرحمن الدرزدهي النسفي، من قرية درزده، شيخ ثقة جليل له رحلة إلى العراق والشام، سمع هشام بن عمار الدمشقي ودحيم بن اليتيم وسفيان بن وكيع وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن بشار ومحمد بن المثنى وسويد بن سعيد وجبارة بن مغلس وأحمد بن عبدة وجماعة من هذه الطبقة، وهو من أقران إبراهيم بن معقل، صنف المسند، روى عنه أهل بلده والغرباء، مات في صفر سنة ثلاثمائة.
الدرزيوي: بفتح الدال المهملة وسكون الراء وكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة
باثنتين من تحتها وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى درزيوه، وهي قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها على طريق قطوان، ويقال في النسبة إليها: الدرزيوني - بإلحاق النون، والمنتسب إليها أبو الفضل العباس بن قصر (2) بن جري الدرزيوني، يروي عن نعيم بن ناعم السمرقندي، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي.
الدرزيجاني: بفتح الدال المهملة وسكون الراء وكسر الزاي (3) وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى درزيجان، وهي قرية على ثلاثة فراسخ من بغداد وهي من مشاهير القرى اجتزت بها منصرفي من البصرة، منها أبو الحسين أحمد بن عمر بن علي بن الحسن الدرزيجاني ولي القضاء بدرزيجان، وكان أبوه أحد المقرئين للقرآن، سمع أبو الحسين بن أبي حفص بن الزيات ومحمد بن إسماعيل الوراق ومحمد بن المظفر الحافظ والقاضي الجراحي ولم يكن له كتاب (قاله أبو بكر الخطيب الحافظ، وقال: سمعت منه ولم يكن له كتاب) وإنما وقع إلى بعض أصول ابن المظفر وغيره وفيه سماعه فقرأته عليه، ولا أعلم سمع منه غيري، وذكر لي أنه سمع من ابن مالك القطيعي فسألته عن مولده فقال: في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وبلغني أنه مات في سنة تسع وعشرين وأربعمائة.
وأبو الفضل لطف الله بن أحمد بن عيسى بن موسى بن أبي محمد (بن) المتوكل على الله الهاشمي الدرزيجاني، ولي الخطابة بها، وله رحلة إلى سجستان والبصرة وغيرهما، ذكره أبو بكر
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان " بن ".
(2) مثله في مطبوعة اللباب والقبس وفي مخطوطة اللباب " قيصر " والكلمة في بعض النسخ مشتبهة يحتمل أن تقرأ " نصر " وكذا وقع في معجم البلدان " نصر ".
(3) زاد في اللباب " وسكون الياء المثناة من تحتها " وفي معجم البلدان " وياء مثناة من تحت ".
(*)(2/469)
الخطيب في التاريخ، وقال: أبو الفضل الهاشمي، كان ذا لسان وعارضة، وولي القضاء والخطابة بدرزيجان، وكان يروي من حفظه حكايات عن محمد بن المعلي البصري وغيره،
كتبنا عنه، وكان ضريرا، ثم قال الخطيب: أنشدنا لطف الله بن أحمد أنشدنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد النوقاني السجزي بسجستان لنفسه: وإني لاعرف كيف الحقوق * وكيف يبر الصديق الصديق وكم من جواد وساع الخطى * ويقصر عنه خطاه مضيق ورحب فؤاد الفتي محنة * عليه إذا كان في الحال ضيق ومات لطف الله في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وأبو المجد وشاح بن جواد بن أحمد بن الحسن بن جواد الضرير المقرئ الدرزيجاني، شاب صالح قيم بكتاب الله، يصلي بالوزير أبي القاسم علي بن طراد الزبيني، علقت عنه ببغداد مقطعات من الشعر وسمع بقراءتي الكثير من الوزير، وتركته حيا في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
الدرستويي: بضم الدال المهملة والراء وسكون السين المهملة وضم التاء ثالث الحروف وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى درستويه، وهو اسم رجل، والمنتسب إليه أبو أحمد عبد الحميد بن محمد بن الحسين بن عبد الله الدرستويي السمسار، يعرف بغلام ابن درستويه، وهو بلخي الاصل، سكن بغداد، سمع عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن سليمان لوين وإبراهيم بن سعيد الجوهري وسوار بن عبد الله العنبري والحسن بن عرفة العبدي، روى عنه محمد بن إسماعيل القطيعي ويوسف بن عمر القواس وأبو القاسم بن الثلاج أحاديث مستقيمة، وكان بأذنه ثقل، ومات سلخ جمادى الآخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
الدرسيناني: بفتح الدال وسكون الراء وكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح النون وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى درسينان وهي قرية بمرو على أربعة فراسخ منها بأعالي البلد، والمنتسب إليها عبدان بن سنان الدرسيناني (1).
الدرغمي: بفتح الدال المهملة والغين المعجمة بينهما الراء الساكنة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى درغم وهي ناحية بسمرقند على فرسخين منها مشتملة على قرى عدة، نزلت بها وأقمت ساعة وقت توجهي إلى سمرقند، منها الواعظ صابر بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي
__________
(1) (الدرعي) في معجم البلدان " درعة مدينة صغيرة بالمغرب من جنوب الغرب، بينها وبين سجلماسة أربعة فراسخ، ودرعة غربيها،..ينسب إليها أبو زيد نصر بن علي بن محمد الدرعي، سمع سعد بن علي بن محمد الزنجاني بمكة.
ومنها أيضا أبو الحسن الدرعي الفقيه ".
(*)(2/470)
ابن إسماعيل الدرغمي اليشكديزوي، يروي عن أبي نصر أحمد بن الفضل بن يحيى البخاري، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفي يوم الاربعاء سنة ثمان وعشرين وخمسمائة بيشكديزه (1) من أعمال درغم.
الدرفسي: بضم الدال المهملة والراء المفتوحة والفاء الساكنة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى الدرفس، وهو اسم لجد عبد الرحمن بن محمد بن العباس بن الوليد بن محمد بن عمر بن الدرفس الدمشقي الدرفسي من أهل دمشق، يروي عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي وأبي زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري وغيرهما، روى عنه أبو بكر بن المقرئ الاصبهاني.
الدرقزي: بفتح الدال المهملة (وسكون الراء المهملة) وفتح القاف والزاي المعجمة بعده، هذه النسبة إلى دار القز، وهي محلة بالجانب الغربي من بغداد عند النصرية من محال باب الشام، منها أبو نصر عبد المحسن بن غنيمة بن قاجة الدرقزي، شيخ صالح عفيف مستور مقرئ، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، قرأت عليه كتاب الديباج لابن سنين الختلي.
الدركي: بضم الدال وفتح الراء المشددة المهملتين وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى درك، وعرف (به) بعض أجداد أبي عبد الله الحسين بن طاهر بن درك المؤدب الدركي، من أهل بغداد، حدث عن إسماعيل بن محمد الصفار وأبي عمرو بن السماك وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبي بكر الشافعي وحبيب بن الحسن القزاز وغيرهم، روى عنه أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين الغزال نزيل صور وأبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون
النرسي وقالا سمعنا منه في سنة ثمانين وثلاثمائة.
الدروازقي: بفتح الدال المهملة وسكون الراء وفتح الواو والزاي بعد الالف وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى دروازق إحدى قرى مرو ويقال لها دروازه (2) ماسرجستان عند الدنوقان (؟) على فرسخ من مرو، وهي من القرى القديمة التي نزل بها عسكر الاسلام أول ما
__________
(1) كذا والمعروف بنحو هذه الصورة (سنكديزه) وهي من قرى سمرقند كما يأتي في رسمي (السنجديزجي) و (السنكديزكي) وأحسبها هذه، وأنها بالفارسية (سنك ديره) أو نحوها والكاف تعرب كافا أو جيما أو قافا، والهاء الساكنة في الاخير تعامل معاملة الكاف كما شرحته في أواخر مقدمة الاكمال، وقد تظن أيضا (سنكديزا) فتقلب الالف واوا.
(2) مثله في معجم البلدان، ووقع في اللباب " دروارد " كذا.
(*)(2/471)
وردت مرو منها أبو المنيب (1) عيسى بن عبيد بن أبي عبيد الكندي الدروازقي، حدث عن عكرمة القرشي مولاهم والفرزدق بن جواس والحسين بن عثمان بن بشر بن المحتفز والربيع بن أنس، روى عنه نافلته أبو صالح بلج بن زياد النمكباني والفضل بن موسى السيناني وهاشم بن مخلد والعلاء بن عمران المروزيون وغيرهم.
وأبو محمد الهمذاني الدروازق ماسرجستان، روى عن أبي أحمد الزبيري، كان إسحاق بن منصور يزكيه (2).
الدرهمي: بكسر الدال المهملة وسكون الراء وفتح الهاء في آخرها الميم، هذه النسبة إلى درهم، وهو اسم لجد المنتسب عمر بن محمد بن عمر بن درهم البزاز الدرهمي، من أهل بغداد، كان شيخا ثقة صدوقا، حدث بكتاب ذم الدنيا لابي بكر بن أبي الدنيا عن أبي الحسين علي بن محمد بن بشران السكري، وسمع أبا الحسن علي بن أحمد بن عمر المحامي وأبا الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ وغيرهما، سمع بعد الاربعمائة، وحدثنا عنه أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب القزاز، ولم يحدثنا عنه أحد سواه، وكانت ولادته سنة ثمانين وثلاثمائة، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة، ووالده أبو بكر
محمد بن عمر بن جعفر بن حامد الدرهمي الخرقي يعرف بابن درهم، سمع أبا بكر بن خلاد النصيبي وعمر بن محمد الترمذي ومحمد بن حميد المخرمي وأبا بكر بن سلم الختلي وأبا بكر بن مالك القطيعي، ذكره لي أبو بكر الخطيب وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقا، وكان (مولده) في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، ومات في شهر رمضان سنة ثلاثين وأربعمائة (3).
الدريجقي: بفتح الدال وكسر الراء المهملتين وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الجيم وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى دريجق، وهي قرية على فرسخ من مرو، يقال لها دريجه كان نزل بها عبد العزيز بن حبيب الاسدي الدريجقي فنسب إليه، وكان من قدماء التابعين، لقي عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأبا سعيد الخدري وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم، وروى عنهم، شهد الوقائع بمرو مع عبد الرحمن بن سمرة ثم اتخذ بمرو
__________
(1) هكذا في اللباب، وهكذا ضبط في التقريب، ووقع في ك " الحبيب " وفي بقية النسخ " المسيب " وفي معجم البلدان " المثيب ".
(2) (الدروقي) في معجم البلدان " دروقة - بفتح أوله وثانيه وسكون الواو وقاف بلدة أو قرية بالاندلس، ينسب إليها أبو زكريا يحيى بن عبد الله بن خيرة الدروقي.." راجع تعليق الاكمال 3 / 367 و 368.
(3) (الدريبي) في المشتبه بعد (الدريني) بضم ففتح فتحتية فنون ما لفظه " وبموحدة بدل النون: أبو طاهر أحمد بن عبد الله الدريبي، سمع معي على التاج عبد الخالق وطائفة " وذكره في موضع آخر ووصف بقوله " المؤدب ببعلبك ".
(*)(2/472)
دارا فسكنها.
وأبو محمد خروف بن أبي الفضل الدريجقي شيخ صالح كثير التهجد والعبادة رغاب في مجالس الذكر، سمع والدي رحمه الله الكثير، وكان يحفظ أشعارا غير موزونة من شعر النسائي (؟) وغيره ويطيب وقته بها، وكان يحفظ كثيرا من حكايات المشايخ، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
الدريدي: بضم الدال المهملة وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها دال
أخرى، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جرو بن واسع بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي (بن عمرو) بن مالك بن فهم - قبيل - بن غانم (1) بن دوس - قبيل - بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد - قبيل - بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان - الدريدي الدوسي الازدي، بصري المولد، ونشأ بعمان، وتنقل في جزائر البحر والبصرة وفارس، وطلب الادب، وعلم النحو واللغة، وكان أبوه من الرؤساء وذوي اليسار، ورد بغداد بعد أن أسن فأقام بها إلى آخر عمره، حدث عن عبد الرحمن بن أخي الاصمعي وأبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي، وكان رأس أهل العلم، والمقدم في حفظ اللغة والانساب وأشعار العرب، وله شعر كثير رائق، روى عنه أبو سعيد السيرافي وعمر بن محمد بن سيف وأبو بكر بن شاذان البزاز وأبو عبد الله المرزباني وغيرهم، وكان يقال هو أعلم الشعراء وأشعر العلماء وقيل كان يقرأ عليه دواوين العرب كلها أو أكثرها فيسابق إلى إتمامها ويحفظها، وكان أبو منصور الازهري الهروي يقول: دخلت على ابن دريد فرأيته سكران فلم أعد إليه.
وكان أبو حفص بن شاهين يقول: كنا ندخل على ابن دريد ونستحي منه مما نرى من العيدان المعلقة والشراب المصفي موضوع، وقد كان جاوز التسعين سنة.
وحكى إسماعيل بن سويد قال: جاء إلى ابن دريد سائل فلم يكن عنده غير دن نبيذ فوهبه له فجاء غلامه فقال: الناس يتصدقون بالنبيذ ؟ فقال: أيش أعمل لم يكن عندي غيره، فما تم اليوم حتى أهدى له عشر دنان، فقال لغلامه: تصدقنا بواحد وأخذنا عشرة.
مات ابن دريد في شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وحملت جنازته إلى مقبرة الخيزران وإذا بجنازة أخرى مع نفر قد أقبلوا بها
__________
(1) مثله في تاريخ بغداد وتاريخ ابن خلكان، والذي في جمهرة ابن حزم وإنباه الرواة 3 / 92 ومعجم الادباء ومقدمة الاشتقاق، وغيرها " غنم " وفي مواضع من الاكمال " غانم " مع أنه في رسم (غنم) ذكر غنم بن دوس، فأما أن يكون لغنم أخ اسمه (غانم) وإما أن يكون النساخ كثر منهم توهم (غنم) (غانم) لانهم بالثاني دون الاول وقياسا على (مالك)
ونحوه مما هو بالالف وقدماء النساخ يكتبونه بدون ألف ولعل الاحتمال الثاني هو الراجح.
(*)(2/473)
من ناحية باب الطاق فنظرنا فإذا هي جنازة أبي هاشم الجبائي، فقال الناس: مات علم اللغة والكلام بموت ابن دريد والجبائي، ودفنا جميعا في الخيزران (1).
__________
(1) (الدريني) رسمه ابن نقطة وقال " بضم الدال وفتح الراء وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين وكسر النون فهو أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى الدريني، حدث ببغداد عن طراد بن محمد الزينبي، حدث عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر في معجم شيوخه - نقلته من خطه ".
(*)(2/474)
باب الدال والزاي الدزقي: بكسر الدال المهملة والزاي المفتوحة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الدزق (1) وهي عدة قرى في بلدان شتى، منها دزق حفص بمرو، ودزق بادان (2) بمرو أيضا، ودزق مسكين بمرو أيضا، والدزق العليا بمرو الروذ عند عرجستان، والدزق السفلي عند بنج ديه، والدزق قرية كبيرة في طريق الشاش فوق سمرقند يقال لها دزق وساباط، خرج منها جماعة كثيرة، منهم أبو بكر أحمد بن محمد بن خلف الدزقي المعروف بابن أبي شعيب.
من دزق حفص، سمع علي بن خشرم المابرسامي وغيره (3) وعبد المجيد الدزقي من دزق حفص كتب الحديث - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
__________
(1) أصلها بالفارسية (دزه) آخرها هاء ساكنة، فتبدل قافا، راجع تعليق الاكمال.
(2) كذا عن ك، وفي م " بازار " وفي اللباب ومعجم البلدان والمشترك " باران ".
(3) هذا سياق، ووقع في م وع "..المعروف بابن أبي شعيب، ومن دزق حفص علي بن خشرم.." وعلى هذا جرى في اللباب ومعجم البلدان وتعليق الاكمال، فقول المؤلف " خرج منها " قضية سياق نسخة ك أن الضمير لهذه المواضع، وقضية الوجه الآخر أنه خاص بالتي في طريق الشاش..وقوله " منهم أبو بكر.." معناه على الوجه الاول أن أبا بكر من المنسوبين إلى هذه المواضع ثم بين أنه من دزق حفص، وأنه سمع علي بن خشرم.
وعلى الوجه
فمثاني معناه أن أبا بكر هذا منسوب إلى دزق التي في طريق الشاش.
وأن علي بن خشرم دزقي من دزقى حفص.
ويظهر لي أن في ك هو الصواب والله أعلم.
(*)(2/475)
باب الدال والسين الدستجردي: بفتح الدال وسكون السين المهملتين وكسر التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين وكسر الجيم وسكون الراء وكسر الدال المهملة، هذه النسبة إلى عدة من القرى اسمها دستجرد، منها بمرو قريتان، ومنها بطوس قريتان (أيضا)، ومنها ببلخ، والمنتسب إلى دستجرد بلخ أبو عمرو محمد بن حامد بن محمد بن عبد الرحمن الدستجردي، وهي قرية كبيرة مشهورة (ببلخ) يقال لها دستجرد جموكيان، وهو ابن أخي أبي عمران موسى بن محمد بن المؤدب، يروي عن حم بن نوح وعيسى بن أحمد ومحمد بن الفضل (1) وسعيد بن ريحل ومحمد بن مردويه (2) الترمذي وغيرهم، وكان شيخا ثقة متقنا، توفي بدستجرد جموكيان ودفن بها حدود سنة ثلاثين وثلاثمائة إن شاء الله.
الدستوائي: بفتح الدال وسكون السين المهملتين وضم التاء ثالث الحروف وفتح الواو وفي آخره الالف (ثم الياء آخر الحروف)، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد الاهواز يقال لها دستوا، وإلى ثياب جلبت منها، فالمنتسب إلهيا جماعة، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن الحسن الدستوائي، البزاز الحافظ التستري، من أهل دستوا، سكن تستر، وحدث بها عن الحسن بن علي بن عفان، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني الحافظ.
والمشهور بهذه النسبة أبو بكر هشام بن أبي عبد الله - واسمه سنبر - المعروف بالدستوائي، وهو ربعي، من بكر بن وائل، من أهل البصرة، يروي عن قتادة بن دعامة وأبي الزبير المكي، روى عنه شعبة ويحيى القطان، ودستوا الموضع الذي ذكرناه من كور الاهواز، وهشام كان يبيع الثياب التي تجلب منها فنسب إليها، مات سنة ثلاث أو أربع وخمسين ومائة.
وابنه معاذ بن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي كان من سادات المتقنين وسيد
المحدثين بالبصرة، ممن لم يكن يحدث إلا من كتابه، حتى لا يكاد يوجد له خطأ في حديثه، ولما كان فيه من الضبط والاتقان، انتقل في آخر عمره إلى اليمن، ومات بها في شهر ربيع الآخر سنة مائتين.
وإبراهيم بن معاوية الدستوائي، يروي عن هشام بن يوسف صاحب معمر باليمن، روى عنه عبدان بن أحمد بن موسى العسكري الحافظ.
الدسكري: بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح الكاف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الدسكرة، وهي قريتان، إحداهما على طريق خراسان، يقال لها دسكرة الملك،
__________
(1) في اللباب " الفضيل " (2) في اللباب " مدويه ".
(*)(2/476)
وهي قرية كبيرة تنزلها القوافل، نزلت بها في التوجه والانصراف وبت بها ليلتين، منها أبو العباس أحمد بن بكرون بن عبد الله العطار الدسكري، سمع القاضي محمد بن أحمد الهاشمي المصيصي وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: كتبت عنه بدسكرة الملك في رحلتي إلى خراسان وذلك في رجب من سنة خمس عشرة وأربعمائة، وما علمت به بأسا، ثم قال سألت بعض أهل الدسكرة (بطريق خراسان) عن ابن بكرون في المحرم من سنة أربع وثلاثين وأربعمائة فقال: مات منذ سنتين أو ثلاث شك في ذلك.
وأبو الخطاب هبة الله بن محمد بن عبد العزيز الدسكري، من أهل الدسكرة بطريق خراسان، شيخ صالح حسن السيرة سديد مذكور بالصلاح والعفاف والخيرية عند أهل قريته، كتبت عنه شيئا يسيرا بالدسكرة أول ما وردت العراق، وتوفي في حدود سنة خمس وثلاثين وخمسمائة أو قبلها أو بعدها بسنة.
وقرية أخرى من أعمال نهر الملك ببغداد، على خمسة فراسخ، يقال لها الدسكرة أيضا، خرجت إليها وبت بها ليلتين أو ثلاثا، منها أبو منصور بن أحمد بن الحسين (1) بن منصور الدسكري، أحد الرؤساء المعروفين بهذه القرية، وله آثار جميلة بها، وذكر حسن، وكان من الاخيار، كتبت عنه شيئا يسيرا من الشعر.
وابنه
أبو الفضل..وأبو الفضل محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد بن محمد بن عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الدسكري المصيصي، من أهل المصيصة، ولي القضاء بدسكرة الملك في طريق خراسان، حدث عن علي بن عبد الحميد الغضائري ومحمد بن سعيد الترخمي (2) الحمصي وأبي عروبة الحراني وسعيد بن عثمان الوراق الحلبي وأحمد بن الحسين بن طلاب (المشعراني وأحمد بن عمير بن جوصاء الدمشقي، روى عنه أبو القاسم (3) الازهري وعبيدالله بن عبد العزيز البردعي والحسن بن علي الجوهري وأحمد بن بكرون العطار الدسكري قال أبو بكر الخطيب: وكان سيئ الحال وقد حدث عن ابن جوصاء عن هشام بن عمار، ولم يسمع ابن جوصاء منه شيئا (4) (5).
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في س وم وع " الحسن ".
(2) هكذا ضبط في الاكمال وغيره وتصحفت الكلمة في النسخ.
(3) سقط من أكثر النسخ وهو ثابت في م ومعناه في تاريخ بغداد ج 1 رقم 332.
(4) لفظ الخطيب " ولا نعلم أن ابن جوصاء روى عن هشام شيئا، ولا سمع منه حرفا، فالله أعلم ".
(5) (الدسوقي) في شرح القاموس (د س ق) " دسوق - كصبور، وقد يضم أوله - قرية كبيرة عامرة من أعمال مصر، وإليها نسب أحد الاقطاب الاربعة البرهان إبراهيم بن أبي المجد الدسوقي.." ذكر غيره أنه توفي سنة 676.
(*)(2/477)
باب الدال والشين الدشتكي: بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى دشتك، وهي قرية بالري، وقرية بأصبهان، ومحلة باستراباذ، فأما دشتك إحدى قرى الري فمنها أبو عبد الرحمن عبد الله بن سعد بن عثمان الدشتكي، قال أبو حاتم بن حبان: عبد الله بن سعد الدشتكي - ودشتك قرية بالري، يروي عن أبيه سعد، روى عنه محمد بن حميد الرازي.
وابنه عبد الرحمن بن عبد الله.
وأحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد بن عثمان الدشتكي الرازي المعروف بحمدون، حدث عن أبيه عن جده (عن) خارجة بن مصعب، وعن عبد الله بن أبي جعفر، روى عنه علي بن سعيد الرازي، قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول كتبت عنه وكان صدوقا.
وأما القرية التي بأصبهان يقال لها دشتك فمنها أبو جعفر أحمد بن جعفر بن محمد المديني - مدينة أصبهان، يعرف بالدشتكي (1)، يروي عن أبي بكر محمد بن عبد الله (2) بن أحمد العسكري، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ الاصبهاني.
ودشتك محلة من إستراباذ، منها زكريا بن ريحان (3) الدشتكي، يقال إنه كان يروي عن يحيى بن عبد الحميد الحماني وينزل بمحلة دشتك.
وأبو عبد الله محمد بن هارون الدشتكي الرازي من دشتك الري، قال أبو محمد بن أبي حاتم: محمد بن هارون يروي عن عمرو بن صفوان، روى عنه أبو زرعة هو الرازي.
وقال: كتبت عنه حديثا واحدا، وكان ينزل بدشتك، شيخ مستور، سألت أبي عنه فقال: شيخ.
وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدشتكي الرازي، روى عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي يحيى الحماني وعبادة بن كليب وإسحاق بن سليمان، سمع منه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وغيرهما.
الدشتي: بفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى الجد وإلى قرية، فأما النسبة إلى الجد فهو أبو سهل عبد الملك بن
__________
(1) ذكر ذلك ابن طاهر كما مر فقال أبو موسى " ذكر (ابن طاهر)..أحمد بن جعفر المديني مدينة أصبهان يعرف بالدشتكي قال: منسوب إلى قرية من قرى أصبهان.
ولا يعرف دشتك في قرى أصبهان، وإنما هي دشت، قال المعلمي لم يبين أبو موسى نسبة أحمد بن جعفر عنده، الدشتي أم الدشتكي ؟ ونفى وجود (دشتك) بأصبهان لا ينفي أن ينسب بعض أهلها إلى دشتك أخرى كأن كان أصله منها أو انتقل إليها.
(2) في س وم وع " عبدان " وكلاهما صحيح، عبد الله اسمه، وعبدان لقبه.
(3) مثله في معجم البلدان، ووقع في م وع واللباب " زكريا بن أبي ريحان ".
(*)(2/478)
عبد الله بن محمد بن أحمد الدشتي، من أهل نيسابور، كان شيخا مستورا من أهل العلم وبيته بيت الصلاح والتصوف والمروءة والثروة، سمع أبا طاهر محمد بن محمش الزيادي وأبا محمد عبد الله بن يوسف بن بامويه الاصبهاني وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وغيرهم، روى عنه أبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي بنيسابور، وأبو جعفر حنبل بن علي السجزي بهراة، وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان وجماعة كثيرة سواهم.
وأبوه أبو القاسم عبد الله بن محمد الدشتي، ورد أصبهان، وحدث بها، وروى عنه أهلها، وإنما قيل له الدشتي لانه من ولد دشت بن قطن، سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي يقول سمعت أبا نعيم عبد الله بن أبي علي الحداد الحافظ يقول سألت أبا سهل الدشتي عن هذه النسبة فقال: نحن من ولد دشت بن قطن.
وقال لي أبو العلاء: هو أبو سهل عبد الملك بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن دشت بن قطن الدشتي.
قلت وكان أبو سهل الدشتي خازنا ومشرفا على حمل السلطان، وكان ممن يعتمد عليه، ولد سنة ست وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بنيسابور.
وأما أبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن بن جرير بن سويد الدشتي، نسب إلى قرية بأصبهان يقال لها دشتي (1)، يروي عن أبي بكر محمد بن علي بن دحيم الشيباني الكوفي وغيره، وآخر من حدث عنه أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد (2) الاصبهاني، وكانت وفاته في حدود سنة عشر وأربعمائة.
وأبو الوفاء عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن منده الدشتي المقرئ، شيخ صالح عالم مقرئ فاضل، حسن الظاهر والباطن متميز، من أهل قرية دشتي، سمع أبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وأبا بكر محمد بن أحمد بن ماجه الابهري وأبا طاهر واضح بن محمد المديني وغيرهم، سمعت منه بأصبهان على دكان المرجي الحسين بن محمد بن الفضل السكري أخي الحافظ إسماعيل، وكانت ولادته سنة نيف وستين وأربعمائة، وتوفي بعد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة فإني سمعت منه في هذه السنة.
وأبو بكر محمد بن
أحمد بن علي بن شعيب الدشتي الكرابيسي، من أهل نيسابور من خان الدشتي، كان يفعل فيه (3) سمع الحديث الكثير، وكان من الصالحين، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
__________
(1) يأتي هكذا أيضا ومثله في اللباب، أما ياقوت فسماها " الدشت بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره تاء مثناة من فوق - قرية من قرى أصبهان " وانظر ما تقدم في التعليق على الدشتكي.
(2) في النسخ " الجواد " خطأ، والتصحيح من اللباب والمنتظم 96 رقم 241 والشذرات أوائل سنة 500 لكن وقع هناك سقط فاختلطت ترجمة هذا بترجمة رجل آخر.
(3) في اللباب " لانه كان سكن خان الدشتي " ومعناه في معجم البلدان.
(*)(2/479)
وعبد الله بن محمد بن سعدويه وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وطبقتهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي في المحرم من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
وأبو المعصوم محمد بن أبي شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مسرح الدشتي (1) السوسي، من أهل الرقة، قدم بغداد حاجا في سنة ست وثلاثمائة، وحدث عن أبيه عن اليزيدي قراءة أبي عمرو بن العلاء، روى عنه عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز.
وأما أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سياه المذكر الدشتي، هو من محلة بأصبهان يقال لها دردشت (2)، سمع إبراهيم بن زهير الحلواني، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وتوفي سلخ رجب سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن مهران الدشتي من باب دشت (3) إحدى محال أصبهان، يروي عن هارون بن المغيرة، روى عنه عبد الباقي بن قانع وابناه أحمد ويعقوب وعبد الله بن محمد بن يعقوب (4) وغيرهم (5).
__________
(1) في تاريخ بغداد " الدشتكي " وفي غاية النهاية " الرستبي " كذا.
(2) في معجم البلدان " كأنه يريد باب دشت " يعني أن كلمة (در) بالفارسية معناها " باب ".
(3) في ترجمة محمد بن يعقوب بن مهران من أخبار أصبهان 2 / 214 " سكن باب دشت " ولم يذكر ياقوت (باب دشت)
كأنه يرى أنها (در دشت) عينها.
(4) كذا وأحسب الصواب "..قانع، وأبناؤه أحمد ويعقوب وعبد الله بنو محمد بن يعقوب فقد ثبت مما هنا أن من أبنائه أحمد ويعقوب، وفي أخبار أصبهان " محمد بن يعقوب بن مهران أبو عبد الله سكن باب دشت والد عبد الله وأحمد " فثبت عبد الله أيضا.
(5) (الدشنائي) في معجم البلدان " دشني - بكسر أوله وسكون ثانية ونون مفتوحة مقصور - بلد بصعيد مصر.." وفي الطالع السعيد رقم 43 " أحمد بن عبد الرحمن بن محمد الكندي الدشنائي الشيخ جلال الدين،..سمع الحديث من الشيخ بهاء الدين أبي الحسن علي بن هبة الله بن سلامة - عرف بابن بنت الجميزي (في النسخة: الحميري) ومن الحفاظ (كذا) عبد العظيم المنذري ومن شيخه مجد الدين القشيري والشيخ عز الدين أبي محمد بن عبد السلام.." ثم ذكر وفاته سنة 677.
(*)(2/480)
باب الدال والعين الدعاء: بفتح الدال والعين المشددة المفتوحتين، هذا لمن يدعو كثيرا واشتهر بذلك، والمعروف به أبو جعفر محمد بن مصعب الدعاء، كان أحد العباد المذكورين، والقراء المعروفين، أثنى عليه أحمد بن حنبل، ووصفه بالسنة، وقيل إنه كان مجاب الدعوة، وقيل إنه كان حسن التلاوة للقرآن، وكان يقص ويدعو قائما في المسجد، وربما كان ابن علية يجلس إليه في المسجد الجامع يسمع دعاءه، وقد حدث عن الربيع بن بدر و عبد الله ابن المبارك، روى عنه جعفر بن أحمد بن سام وأبو الحسن بن العطار ومحمد ابن نصر الصائغ، وغيرهم، ذكره محمد بن سعد الزهري قال: محمد بن مصعب كان قارئا لكتاب الله، وقد سمع الحديث وجالس الناس، وكان ثقة إن شاء الله تعالى، مات ببغداد في ذي القعدة سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وأبو شعيب صالح بن عمران بن حرب وقيل صالح بن عمران بن صالح بن عمران بن عبد الله الدعاء، بخاري الاصل، سمع سعيد بن داود الزنبري وأبا نعيم الفضل بن دكين وسليمان بن حرب ومسلم بن إبراهيم وعفان بن مسلم وأبا عبيد القاسم بن
سلام، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأحمد ابن كامل القاضي وأبو بكر الشافعي، وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به.
وقال غيره: لم يكن بذلك القوي، ومات في ذي القعدة سنة خمس وثمانين ومائتين.
وأبو جعفر محمد بن بشير بن مروان بن عطاء الكندي الواعظ، يعرف بالدعاء، من أهل بغداد، حدث عن محمد بن صبيح بن السماك وإسماعيل بن علية وعبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة وأبي حفص الابار ويحيى ابن يمان وقران بن تمام وعلي بن مجاهد وغيرهم، روى عنه أحمد بن أبي خيثمة وصالح بن عمران الدعاء، وأبو بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي ويوسف بن الحكم بن شعيب وأحمد بن زنجويه القطان ومحمد بن يحيى بن عمر الواسطي وأبو يعلى أحمد بن علي الموصلي، وكان صدوقا، وقيل إنه ليس بالقوي، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ومائتين وأبو الحسن طاهر بن عبد العزيز بن عيسى بن سيار الدعاء، ويعرف بابن المصري، من أهل بغداد، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال: كتبت عنه، وكان صالحا مستورا صدوقا، وكانت ولادته في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، ومات في جمادى الآخرة أو رجب من سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
وأبو الحسن يحيى بن عمر بن أحمد بن علي المقرئ الدعاء(2/481)
يعرف بالشارب، من أهل بغداد، سمع حامد بن محمد الهروي وعبد الباقي بن قانع القاضي وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ، وقال: كتبت عنه، وكان ثقة صالحا مشهورا بالسنة، ولد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الآخر من سنة تسع عشرة وأربعمائة.
وأبو يوسف يعقوب بن إسحاق الدعاء، من أهل بغداد، حدث عن محمد بن كثير الصنعاني وأبي اليمان الحكم بن نافع الحمصي ويزيد بن عبد ربه الجرجسي وعمرو بن عون وعلي بن المديني وعبيدالله بن عمر، عنه أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، ومات في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين ومائتين.(2/482)
باب الدال والغين الدغاني: بضم الدال المهملة والغين المعجمة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دغان وهو اسم لجد أبي نصر أحمد بن عفو الله بن نصر بن دغان الشيرازي الكاتب الدغاني، من أهل شيراز، يروي عن الفرات بن سعيد وجعفر بن محمد بن رمضان (1) ويحيى بن يونس، كان ثقة نبيلا، مات بعد سنة أربعين وثلاثمائة (2).
الدغولي: بفتح الدال المهملة وضم الغين المعجمة وفي آخرها اللام بعد الواو، هذه النسبة إلى دغول، وهو اسم رجل - هكذا سمعت بعض السرخسيين، ويقال للخبز الذي لا يكون رقيقا بسرخس شبه الجرادق الغلاظ: دغول، ولعل بعض أجداده كان يخبز ذلك والله أعلم وهو بيت كبير بسرخس لاهل العلم، وكانوا رؤساء أصحاب الحديث بها، منهم أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن سابور الدغولي أحد أئمة المسلمين، وكان شيخ خراسان في عصره.
وحفيده أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الدغولي، كان زعيم سرخس سمع جده أبا العباس، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: أبو العباس الدغولي، صحبنا ببخارى ونيسابور وسرخس، وكان من أعيان أولاد الاكابر، سمع جده وأقرانه: وكان له بسرخس مجلس الاملاء، ورد نيسابور غير مرة، وحدث، وتوفي بسرخس سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وعمه أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن سابور الدغولي السرخسي، عم أبي العباس الدغولي، هكذا ذكره غنجار في تاريخ بخاري وقال: قدم بخارى وحدث بها، روى عنه محمد بن يحيى بن ضريس العبدي وأبي كريب محمد بن العلاء الكوفي.
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في ك " ربصان " بلا نقط.
(2) (الدغشي) استدركه اللباب قال " بفتح الدال وسكون الغين وبعدها شين معجمة نسبة إلى دغش بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان، بطن من طئ، منهم: وبرة بن سلامة بن أوس بن
جحدر بن دغش الطائي الدغشي الشاعر ".
(*)(2/483)
باب الدال والفاء الدفني: بفتح الدال المهملة والفاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الدفينة، وهي بليدة بالشام (1)، منها مخارق بن عبد الرحمن السلمي الدفني، كان ينزل الدفينة، روى عن عمه حبان بن جزي، روى عنه أبو سلمة موسى بن إسماعيل.
__________
(1) في اللباب " إلى دفينة وهي بليدة بالشام " ثم تعقبه بقوله " قلت لا أعرف بالشام بلد اسمه دفينة - بالدال، وقد سألت عنه فلم يعرفوه، ولعله رفينة - بالراء -، ودليله أن مخارقا يروي عن حبان بن جزء وذكر في الرفني: محمد بن أبي النوار يروي عن حبان السلمي صاحب رفنية.
وهذا حبان هو المذكور في الترجمة الاخرى.
والله أعلم " ووقع في معجم البلدان " الدفن، قال السمعاني في قولهم: الدفني منسوب إلى موضع بالشام منها مخارق.." وقال في حرف الراء " رفنية..كورة ومدينة من أعمال حمص..ينسب إليها محمد بن نوار الرفني سمع حبان الرفني صاحب الافنية " وقال في الدال " الدفينة بفتح له وكسر ثانيه وياء مثناة من تحت ونون: مكان لبني سليم.." ثم نقل عن السكري قال " الدفينة بالفاء ماء لبني سليم على خمس مراحل من مكة إلى البصرة.." وذكر شواهد على ذلك.
وقال قبل ذلك " الدثينة بفتح أوله وكسر ثانية وياء مثناة من تحت ونون..، وقال الزمخشري: الدثينة والدفينة منزل لبني سليم.
وقال أبو عبيد السكوني: الدثينة منزل بعد فلجة من البصرة إلى مكة وهي لبني سليم، ثم وجرة، ثم نخلة، ثم بستان ابن عامر ثم مكة.
وقال الجوهري: الدثينة ماء لبني سيار بن عمرو وأنشد للنابغة: وعلى الرميثة من سكين حاضر * وعلى الدثينة من بني سيار (*)(2/484)
باب الدال والقاف الدقاق: بفتح الدال المهملة والالف بين القافين الاولى مشددة، هذه النسبة إلى الدقيق وعمله وبيعه، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم أبو القاسم عيسى بن إبراهيم بن عيسى الدقاق، قال أبو بكر الخطيب: هو بيع الدقيق، حدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد
النصيبي، روى عنه أبو القاسم عبد العزيز علي الازجي (1).
الدقيقي: بفتح الدال المهملة والياء الساكنة آخر الحروف بين القافين، هذه النسبة إلى الدقيق وبيعه وطحنه، اشتهر بهذه النسبة جماعة من أهل العلم، منهم أبو جعفر بن عبد الملك بن مروان بن الحكم الدقيقي الواسطي، من أهل واسط، سكن بغداد، (و) كان من أهل العلم صدوقا ثقة وهو أخو يوسف بن عبد الملك، سمع يزيد بن هارون ووهب بن جرير وأبا عاصم النبيل ومسلم بن إبراهيم وأبا أحمد الزبيري والخليل بن عمر العبدي، روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو داود السجستاني ويحيى بن محمد بن صاعد ونفطويه النحوي وأبو عبد الله بن المحاملي وإسماعيل الصفار، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي بواسط وسئل أبي عنه فقال: صدوق: ووثقة أبو الحسن الدارقطني، ومات في شوال سنة ست وستين ومائتين وله إحدى وثمانون سنة.
وأبو بكر إسماعيل بن عبد الحميد العطار العجلي الدقيقي المعروف بصاحب الدقيق، من أهل البصرة، يروي عن محمد بن سليم وعبد الله بن محمد الهذلي وأبي الاشعث أحمد بن المقدام العجلي وخالد الواسطي وحماد بن سلمة وعبد الواحد بن زياد وغيرهم، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، قال
__________
(1) (الدقاني) استدركه اللباب وقال " بفتح الدال والقاف وبعد الالف نون، هذه النسبة إلى دقانية من قرى غوطة دمشق، عرف بها يحيى بن عبد الرحمن بن عمارة بن معلى أبو زكريا الهمداني الدقاني، روى عن العباس بن الوليد بن مزيد ومحمد بن إسحاق الاشعري وغيرهما، روى عنه أبو بكر الربعي، وتوفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة في شعبان " وفي معجم البلدان " دقانية..، قال أبو القاسم بن عساكر: يحيى بن عبد الرحمن..، حدث عن محمد بن إسحاق الاشعري الصيني وإسماعيل بن حصين الجبيلي وشعيب بن شعيب بن إسحاق بن أسلم بن يحيى الجخراوي خال شعيب بن عمر البزاز، والحصين بن نصر بن المبارك ومحمد بن عبد الرحمن بن الحسن الجعفي والعباس بن الوليد بن مزيد وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي، مات في شعبان سنة 315 ".
(*)(2/485)
ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال: صدوق (1).
الدقي: بضم الدال المهملة وتشديد القاف..وهو أبو بكر محمد بن داود الصوفي الدقي، دينوري الاصل، أقام ببغداد مدة، ثم انتقل إلى دمشق فسكنها، وكان من كبار الصوفية، له عندهم قدر كبير ومحل خطير، وكان أحد حفاظ القرآن قرأ القرآن على أبي بكر ابن مجاهد، وسمع من محمد بن جعفر الخرائطي وصحب أبا بكر الدقاق (وأبا عبد الله بن الجلاء، وحكي عنه أنه قال: كنت مارا ببغداد وإذا ببعض الفقراء بالطريق وإذا مغن يغني وهو يقول: أمد كفي بالخضوع * إلى الذي جاد بالصنيع قال: فشهق الفقير شهقة وخر ميتا.
قال أبو بكر الدقي سألت الدقاق) لمن أصحب ؟ فقال: من يعلم منك ما يعلمه الله منك فتأمنه على ذلك.
ومات بدمشق في جمادى الاولى سنة ستين وثلاثمائة.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الدقي المؤدب المعروف بابن الدق، قيل له الدقي لهذا، كان من أهل أصبهان، توفي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة - هكذا ذكره أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
__________
(1) (الدقيقي) بضم ففتح: أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن عبد اللطيف مقرئ محدث ذكره الذهبي في المشتبه وضبطه بقوله " بالتصغير " وجرى على ذلك التوضيح وشكل في نسخته بسكون التحتية مرتين، أما التبصير فقال " بالتصغير مثقل " كذا.
وفي التوضيح بعد ذكر اسم هذا الرجل ونسبه " الدقيقي مولدا " فأفاد أن هذه النسبة إلى بلدة أو قرية، ثم قال " الواسطي منزلا قرأ على العماد أحمد بن محمد بن المحروق.." راجع تعليق الاكمال 3 / 351 وطبع هناك " المحروف " خطأ.
(*)(2/486)
باب الدال والكاف (1) الدكي: بفتح الدال المهملة والكاف المشددة، هذه النسبة إلى دكة، وهو اسم لبعض أجداد أبي جعفر محمد بن الحسن بن محمد بن دكة المعدل الدكي، من أهل أصبهان يروي
عن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي وغيره، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه (الحافظ).
ووالده الحسن بن محمد بن دكة، سمع سلمة بن شبيب وعمرو بن علي الفلاس، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
__________
(1) (الدكالي) في معجم البلدان " دكالة بفتح أوله وتشديد ثانيه بلد بالمغرب، وفي الدرر الكامنة ج 4 رقم 209 " محمد بن علي بن عبد الواحد بن يحيى بن عبد الرحيم الدكالي ثم المصري أبو أمامة بن النقاش..وتقدم في الفنون وصنف شرح العمدة في ثماني مجلدات وتخريج أحاديث الرافعي، وشرحا على التسهيل، وشرحا على الالفية، وكتابا في الفروق، وكتابا في التفسير مطولا جدا..والتزم أن لا ينقل فيه حرفا عن كتاب من تفسير أحد ممن تقدمه..وكان يقول: الناس اليوم رامغية، ونووية لا نبوية " وذكر وفاته سنة 763 وكان مولده سنة 720 وقيل 723 وقيل 725.
(*)(2/487)
باب الدال واللام الدلجي: بضم الدال المهملة وفتح اللام وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى دلجة، وهو اسم لرجل وهو حبيش بن دلجة الدلجي قال ابن دريد: هو أول أمير أكل على المنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتل بالربذة أيام ابن الزبير رضي الله عنهما قتله الحنتف بن السجف التميمي (1).
الدلغاطاني: بفتح الدال المهملة وسكون اللام وفتح الغين المعجمة والطاء المهملة بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دلغاطان وقد تبدل الطاء تاء: دلغاتان، وهي قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ، منها الزاهد أبو بكر محمد بن الفضل بن أحمد الدلغاطاني، ويسمى أحمد أيضا، وأبوه يكنى بأبي العباس، كان أبوه حدث عن أبي جعفر الهمداني، روى عنه ابنه، وأبو بكر كان أحد الزهاد المتقشفين، وكان متقللا منزويا في قريته، وكان يزرع الشعير بيده، وكان يطحنه ويأكل منه، وكان الناس يعتقدون فيه ويتبركون فيه، حدث بشئ
يسير عن أبيه، روى عنه جماعة من مشايخنا، وحدثني عنه أبو المظفر محمد بن محمد بن أحمد الصابري الواعظ بهراة، وكانت وفاته في يشهر رمضان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بقرية دلغاطان.
وصاحبنا وصديقنا أبو بكر فضل الله بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الدلغاطاني الباري، من هذه القرية، كان من أهل العلم والفضل راغبا في تحصيل العلم محبا له، أفنى عمره في طلبه، يعرف اللغة والاصول والفقه، ورغب في طلب الحديث، وبالغ فيه كبر السن ومعرفته، وكان يحثني على إتمام هذا الكتاب ويعجبه هذا المجموع، وهو عازم على كتابته نفعه الله وإيانا بالعلم، وكانت ولادته بدلغاطان في سنة تسع وثمانين أو تسعين وأربعمائة - قاله ظنا (2).
ومن القدماء أبو سهل نصر بن الحكم بن حامد الطهماني الدلغاطاني
__________
(1) (الدلجي) في معجم البلدان " دلجة - بفتح أوله وسكون ثانيه وجيم: قرية بصعيد مصر..." وفي الضوء اللامع ج 2 رقم 71 " أحمد بن علي بن عبد الله الشهاب الدلجي المصري الشافعي..، وجمع بين التوسط والخادم في مجلدات مع زوائد كثيرة ومعقولات بخطه الجيد، ووقع لخطيب مكة منها أربعة أجزاء ضخمة أو أكثر..." وذكر وفاته سنة 838 قال " وهو في عشر السبعين ظنا ".
(2) في معجم البلدان " كان فقيها فاضلا عارفا بالادب والحساب حسن السيرة متابعا (كذا) في الاحتياط حريصا على جمع العلوم من الحديث والتفسير والفقه، كانت له إجازة من أبي عمرو وعثمان بن إبراهيم بن الفضل وأبي بكر محمد بن (*)(2/488)
سمع قتيبة بن سعيد وسعيد بن هبيرة وغيرهما - هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه، وقال: دلغاتان بالتاء ثالث الحروف.
الدلفي: بضم الدال المهملة وفتح اللام وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى دلف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه إن شاء الله، منهم أبو علي الحسين بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الدلفي المقدسي، سكن كرخ بغداد، وكان فقيها فاضلا ورعا، تفقه على أبي نصر بن الصباغ، واشتغل بالعبادة، سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وغيره، سمع منه أبو محمد بن السمرقندي الحافظ وغيره، وتوفي في سلخ ذي الحجة سنة أربعة وثمانين
وأربعمائة ببغداد ودفن بالشونيزية.
الدلوي: بفتح الدال المهملة وسكون اللام وفي آخرها الواو هذه النسبة إلى الدلو، وهو لقب بعض أجداد أبي القاسم عبيدالله بن محمد بن عبيدالله بن محمد بن قرعة النجار (1) الدلوي بابن الدلو، من أهل بغداد، وكان صدوقا، سمع محمد بن جعفر زوج الحرة ومحمد بن المظفر وأبا عبد الله بن العسكري وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز، وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
وأخوه أبو طالب عمر بن محمد الدلوي، من أهل بغداد أيضا، كان ثقة صدوقا، سمع أبا عمر بن حيويه الخزاز وأبا بكر بن شاذان البزاز وأبا حفص الكتاني وأبا الحسن الدارقطني وأبا حفص بن شاهين وطبقتهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأثنى عليه ووصفه بالصدق، قال ومات في شوال سنة ست وأربعين وأربعمائة ودفن بمقبرة باب الدير.
الدلويي: بكسر الدال المهملة وتشديد اللام المرفوعة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى دلويه، وهو اسم لجد أبي حامد أحمد بن محمد بن محمد بن دلويه الاستوائي المعروف بالدلويي (2)، وأستوا من نواحي نيسابور، ذكرناها في الالف،
__________
= علي الزرنجري، سمع منه أبو سعد، وكانت ولادته في سنة 485، ومات بمرو في حادي عشرين من محرم سنة 557 ".
(1) هكذا في ك ومثله في تاريخ بغداد ج 11 رقم 2046 في ترجمة عمر بن محمد الآتي قال " وهو أخو عبيدالله بن محمد النجار " وهكذا فيه ج 2 رقم 835 في ترجمة جد هذين الاخوين قال " محمد بن عبيدالله بن محمد بن قرعة أبو بكر المقرئ النجار يلقب بالدلو.
ووقع في س وم وع واللباب وتاريخ بغداد ج 10 رقم 5562 في ترجمة أبي القاسم هذا: " البخاري " كذا.
(2) في تاريخ بغداد " بالدلو " لكن المؤلف جرى على أن ينسب إلى الاعلام المختومة بويه بأن يسكن الواو ويبقي الياء مكسورة تليها ياء النسبة وقد بينت ذلك في ما تقدم.
(*)(2/489)
سمع الحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ وأبا العباس أحمد بن محمد بن إسحاق الانماطي وأبا بكر محمد بن عبد الله الجوزقي وأبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ونحوهم، ورد بغداد وسكنها، وسمع بها أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، وحدث عنه بكتاب التصحيف له، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال وغيرهما، وذكره أبو بكر الخطيب وقال: استوطن بغداد إلى حين وفاته، وولي القضاء بعكبرا من قبل القاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني، وكان ينتحل في الفقه مذهب الشافعي، وفي الاصول مذهب الاشعري، وله خط من معرفة أدب والعربية، وحدث شيئا يسيرا، كتبت عنه، وكان صدوقا، وقال: سألت الدلوي عن مولده فقال: لا أحفظ لكن أظنه في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
ومات في شهر ربيع الاول سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن دلويي من أهل نيسابور، كان شيخا صالحا ثقة مأمونا، سمع أحمد بن حفص السلمي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن يزيد وغيرهم، (روى عنه أبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي وأبو علي الحسين بن علي الحافظ وعبد الله بن سعد الحافظ وأبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي وغيرهم) وكانت وفاته في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بنيسابور.
الدلهاثي: بكسر الدال المهملة وسكون اللام وفتح الهاء بعدها الالف وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى أبي الدلهاث، وعرف بهذه الكنية، بعض أجداد أبي القاسم النعمان بن هارون بن محمد بن هارون بن جابر بن النعمان الشيباني البلدي الدلهاثي، يعرف بابن أبي الدلهاث من أهل بلد، قدم بغداد، وحدث بها عن سعيد بن عمرو السكوني الحمصي ومحمد بن خلف العسقلاني وعلي بن سهل الرملي وغيرهم، روى عنه محمد بن المظفر وعلي بن عمر الحربي، وما عرف منه إلا الخير.
الدليجاني: بضم الدال المهملة وكسر اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دليجان، وهي بلدة بنواحي أصبهان، ويقال لها دليكان، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو العباس أحمد بن الحسن بن المطهر الدليجاني، كان راغبا في سماع الحديث وطلبه، وعرف بالخطيب وسمع بناته.
لامعة بنت أبي العباس الدليجاني، كنيتها أم البدر، سمعت أبا منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط، لم ألحقها، وسمع منها أبو حفص عمر بن محمد النسفي حافظ سمرقند، روى لنا عنها أبو المعمر المبارك بن أحمد الانصاري وتوفيت، قبل سنة ثلاثين وخمسمائة.(2/490)
وأختها ضوء الصباح بنت أبي العباس الدليجاني، امرأة صالحة، ولدت ببغداد، ونشأت بها، وكانت من الصالحات، سمعت أبا منصور الخياط المقرئ وأبا الفوارس عمر بن المبارك الخرقي وغيرهما، كتب عنها أصحابنا أبو المعمر الانصاري وأبو القاسم الدمشقي، وغيرهما من الطلبة، ومن القدماء أبو حفص عمر بن محمد النسفي، ولما كنت ببغداد أخبرت أنها في الاحياء فبالغت في طلبها في كل موضع وزاوية إلى أن قيل لي إنها تسكن الصاغة محلة بدار الخليفة في جوار ابن الطاهر بقية العلويين أبي الحسين رحمه الله، فسألته أن يحصلها، فنفذ من طلبها فصادفها في دارها بالصاغة، فمضيت إلى باب الدار وقرأت عليها حديثين لا غير، خرجت أحدهما في الذيل والثاني في معجم الشيوخ.
الدليلي: بضم الدال المهملة وفتح اللام وسكون الياء آخر الحروف بعدها لام أخرى، هذه النسبة إلى دليل، وهو اسم لجد أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن أحمد بن دليل الدليلي الاصبهاني من أهل أصبهان، كان فاضلا عدلا مقبول القول، وأمه لبابة بنت محمد بن عبد الله بن الحسن، كان يسأل عن الشهود بأصبهان ستين سنة ويبحث عنهم، وشهد عند ابن أبي عاصم وله بضعة عشر (؟) سنة، ولي القضاء سنين مع أبي جعفر أحمد بن محمد بن الحسين، عن أحمد بن يونس الضبي وإبراهيم بن فهد بن حكيم البصري ويعقوب بن أبي
يعقوب وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وتوفي سنة سبع أو ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن دليل الدليلي، من أهل أصبهان، روى عن أبي عمرو بن ممك وأبي علي بن الصحاف والمظالمي وغيرهم.(2/491)
باب الدال والميم (1) الدمائي: بفتح الدال المهملة والميم بعدهما الالف وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى دما وظني أنها قرية من قرى عمان منها أبو شداد الدمائي، رجل من أهل دما قال جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة أديم: من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل عمان.
روى أبو سلمة المنقري عن عبد العزيز بن زياد الحبطي ثنا أبو شداد.
قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول ذلك.
الدمشقي: بكسر الدال المهملة والميم المفتوحة والشين المعجمة الساكنة وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى دمشق، وهي أحسن مدينة بالشام، وأكثرها أهلا، وأنزهها، ويضرب بحسنها المثل، وإنما سميت دمشق بدماشق بن قاني بن مالك بن أرفخشد بن سام بن نوح، وقيل بنى مدينة دمشق بيوراسب الملك، وقيل ولد إبراهيم عليه السلام على رأس ثلاثة آلاف ومائة وخمسين سنة من جملة الدهر الذي يقولون إنه سبعة آلاف سنة، وذلك بعد بنيان دمشق بخمس سنين.
جمع تاريخها صديقنا ورفيقنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي الحافظ على شرط المحدثين.
وهذه النسبة مما لا يخفى على أحد أنها إلى مدينة بالشام، ولكن مقصودي أن أذكر لما سميت دمشق بهذا الاسم.
ومن مشاهير محدثيها أبو العباس الوليد بن مسلم الدمشقي مولى لبني أمية، كان من ثقات العلماء المكثرين من الحديث، روى عن الاوزاعي وابن جابر وصفوان بن عمرو وثور بن يزيد، روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة وسليمان بن عبد الرحمن بن شرحبيل ودحيم بن اليتيم وأبو بكر الحميدي وهشام بن عمار وغيرهم، قال أحمد بن أبي الحواري سمعت مروان بن محمد الطاطري - ومر
بنا الوليد - فلما ولى قال لي مروان: عليك به فإنك إذا سمعت منه لم يضرك من فاتك من
__________
(1) (الدماميني) في معجم البلدان " دمامين - بفتح أوله وبعد الالف ميم أخرى مكسورة وياء تحتها نقطتان ونون: قرية كبيرة بالصعيد.." وفي الطالع السعيد جماعة منسوبون إليها منهم رقم 24 " إبراهيم بن مكي بن عمر بن نوح بن عبد الواحد الدماميني المخزومي الكاتب المنعوت ضياء الدين، سمع الحديث من أبي الحسن علي بن نصر بن الحسين الحلال، وتقلب في الخدم الديوانية بديار مصر، وحدث بالقاهرة، سمع منه الشريف عز الدين أحمد بن محمد وغيره، ولد بدمامين رابع عشر المحرم سنة أربع وثمانين وخمسمائة وتوفي حادي عشرين ذي الحجة سنة اثنتين وستين وستمائة ببلبيس ".
(*)(2/492)
أصحاب الاوزاعي، وأبدأ بكتاب الاوزاعي.
وقال مروان بن محمد: كان الوليد بن مسلم عالما بحديث الاوزاعي، وكان أبو مسهر إذا ذكره قال: رحم الله أبا العباس - يعني الوليد بن مسلم - كان معنيا بالعلم.
وقال أبو حاتم الرازي: الوليد بن مسلم صالح الحديث.
الدمكاني: بفتح الدال المهملة والكاف وبينهما الميم الساكنة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الدمكان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو العباس عبيد الله بن عبد الله بن محمد الصيرفي المعروف بابن الدمكان، من أهل بغداد، حدث عن داود بن صغير وعبد الاعلى بن حماد وأبي عمار الحسين بن حريث ومحمد بن سليمان لوين وأبي هشام الرفاعي وغيرهم، روى عنه أبو الحسين بن البواب وعبيدالله بن أبي سمرة وعلي بن عمر السكري وغيرهم، وكان صدوقا، وتوفي في رجب سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
الدممي: بكسر الدال المهملة وفتح الميم المشددة وبعدها ميم أخرى، هذه النسبة إلى دمما وهي قرية (كبيرة) عند الفلوجة على الفرات، دخلتها في رحلتي إلى الانبار، ثم دخلتها وقت خروجي من برية السماوة، منها أبو البركات محمد بن محمد بن رضوان الدممي صاحب أبي محمد التميمي، سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي حديثا واحدا، وتوفي في رجب سنة ثلاث وتسعين
وأربعمائة ببغداد.
ومن القدماء أبو الحسن علي بن حسان بن القاسم بن الفضل بن حسان بن سليمان بن الحسن بن سعد بن قيس بن الحارث الجدلي الدممي، قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن عبد الله بن سليمان الكوفي مطين، روى عنه تمام بن محمد الخطيب وأبو خازم محمد بن الحسين بن الفراء والقاضيان أبو القاسم التنوخي وأبو عبد الله الصميري.
قال أبو بكر الخطيب سألت عنه أبا خازم الفراء فقال: تكلموا فيه.
وولد قبل سنة خمس وثمانين ومائتين.
وحدث ببغداد سنة ثلاث وثمانين، ومات في أول المحرم من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة وأبو إسحاق إبراهيم بن العباس الدممي الخطيب، حدث عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار النحوي الانباري، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بدمما (1).
__________
(1) (الدمنشي) في معجم البلدان " دمنش - كذا وجدت صورة ما ينسب إليه الحسين بن علي أبو علي المقرئ المعروف بالدمنشي، ذكره الحافظ أبو القاسم في تاريخ دمشق وقال: سمع أبا الحسن بن أبي الحديد، قال: وبلغني أنه كان رافضيا، وهو الذي سعى بأبي بكر الخطيب إلى أمير الجيوش وقال: هو ناصبي، يروي أخبار الصحابة وخلفاء بني العباس في الجامع.
وكان ذلك سبب إخراج أبي بكر الخطيب من دمشق ".
(*)(2/493)
الدمياطي: بكسر الدال المهملة وسكون الميم وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الطاء المهملة، (هذه النسبة) إلى دمياط، وهي بلدة من بلاد مصر مشهورة معروفة، وكان صاحبنا أبو محمد بن أبي حبيب الاندلسي الحافظ يقول: هو بالذال المعجمة.
وما عرفناه إلا بالمهملة وأخرجه الناس في معجم البلدان في المهملة مثل أبي سعد السمان وأبي الفضل المقدسي وغيرهما، خرج منها من أهل العلم في كل فن، منهم خالد بن محمد بن عبيد بن خالد الدمياطي، يعرف بابن عين الغزال، ويقول أهل بيته إنه من تجيب من أنفسهم، كان يتفقه على مذهب مالك بن أنس، وكانت له حلقة بدمياط في جامعها، حدث عن عبيدالله بن أبي جعفر الدمياطي وعبيد بن خنيس وبكر بن سهل الدمياطي
وكان موثقا، توفي في دمياط سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو الحسن خالد بن محمد بن عبيد الدمياطي، يروي عن محمد بن علي الصائغ المكي، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ، وذكر أنه سمع منه بدمياط.
وأبو محمد بكر بن سهل بن إسماعيل الدمياطي صاحب التفسير وهو من مشاهير المحدثين بدمياط، يروي عن إبراهيم بن البراء بن النضر الانصاري، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
ومحمد بن جعفر بن الامام الدمياطي، يروي عن علي بن المديني البصري، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بمدينة دمياط.
الدميكي: بضم الدال المهملة وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف والكاف في آخرها، هذه النسبة إلى الدميك وهو جد أبي العباس محمد بن طاهر بن خالد بن البختري الدميكي، المعروف بابن أبي الدميك، من أهل بغداد، سمع عبيدالله بن محمد بن عائشة وإبراهيم بن زياد سبلان وعلي بن المديني وسليمان بن الفضل الزيدي، روى عنه جعفر بن محمد الخلدي وعبد العزيز بن جعفر الخرقي وعمر بن نوح البجلي ومخلد بن جعفر الباقرحي ومحمد بن المظفر، وكان ثقة، توفي في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثمائة.
الدميري: بفتح الدال المهملة وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى دميرة، وهي قرية بأسفل أرض مصر، والمنسوب إليها أبو أيوب عبد الوهاب بن خلف بن عمر بن يزيد بن خلف الدميري، المعروف بالخف، مولى بني زميلة من تجيب، محدث توفي بدميرة بعد سنة سبعين ومائتين - قاله ابن يونس.
وأبو غسان مالك بن يحيى بن مالك بن كثير بن راشد الهمداني السوسي الدميري الكوفي، هو همداني ويعرف بالسوسي لانه أصله من السوس، وقيل له الكوفي لانه سكن الكوفة، ثم انتقل إلى مصر وسكن دميرة، وكان يقدم فسطاط مصر أحيانا فيحدث بها، يروي عن(2/494)
عبد الوهاب بن عطاء ويزيد بن هارون وحدث بكتاب سفيان في الفقه عن أبي النضر عن
الاشجعي عن سفيان، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة أربع وسبعين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن المثنى بن زياد الدميري المعروف بقرقور، بغدادي، قدم مصر، وتوفي بدميرة من أسفل أرض مصر في شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين ومائتين.
وأحمد بن إسحاق الدميري المصري، يروي عن زكريا بن دويد بن محمد بن الاشعث بن قيس الكندي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.(2/495)
باب الدال والنون (1) الدنباوندي: بضم الدال المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة والواو بعد الالف وسكون النون وفي آخرها دال أخرى، هذه النسبة إلى دنباوند، وهي ناحية من رستاق الري في الجبال، وبعض الناس يقولون دماوند - بالميم، والصواب الاول، خرج منها جماعة من العلماء منهم أبو محمد سليمان بن مهران الدنباوندي الكاهلي المعروف بالاعمش مولى بني كاهل ولد على ما ذكر جرير بن عبد الحميد بدنباوند، ويقال كان من أهل طبرستان، وسكن الكوفة، ورأى أنس بن مالك ولم يسمع منه شيئا مرفوعا، وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلا، وسمع المعرور بن سويد وأبا وائل شقيق بن سلمة وزيد بن وهب وعمارة بن عمير وإبراهيم التيمي وأبا صالح ذكوان وسعيد بن جبير ومجاهد بن جبر وإبراهيم النخعي وغيرهم، روى عنه أبو إسحاق السبيعي وسليمان التيمي والحكم بن عتيبة وزبيد اليامي وسهيل بن أبي صالح وسفيان الثوري وشعبة وزائدة وشيبان بن عبد الرحمن وعبد الواحد بن زياد وسفيان بن عيينة وأبو معاوية وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح وجرير بن عبد الحميد ويحيى بن سعيد وجماعة كثيرة سواهم، وكان من أقرإ الناس للقرآن، وأعرفهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث، قال العباس بن محمد الدوري: كان الاعمش رجلا من أهل طبرستان من قرية يقال لها دوباند جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من كاهل من بني أسد فأعتقه، وهو مولى لبني أسد، وكان نازلا في بني أسد.
وكان هشيم يقول ما رأيت بالكوفة أحدا اقرأ لكتاب الله
من الاعمش، ولا أجود حديثا ولا أفهم ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه.
وما اشتهر الاعمش بهذه النسبة غير انه لما كان من هذه الناحية ذكرت لتعرف الناحية والنسبة.
ولد عمر بن عبد العزيز وهشام بن عروة والزهري وقتادة والاعمش ليالي قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، وقتل سنة إحدى وستين.
ومات سنة ثمان وأربعين ومائة عن سبع وثمانين سنة (2).
__________
(1) (الدنباني) رسم ابن نقطة في الاستدراك (دنبان) وقال " بضم الدال المهملة بعدها نون ساكنة وباء مفتوحة معجمة بواحدة وآخره نون فهو أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن الدنبان، حدث عن القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي، توفي يوم الجمعة العشرين من شوال سنة إحدى وستمائة " وفي التبصير (الدنباني) ذكر هذا الرجل.
(2) (الدنبلي) رسمه ابن نقطة وقال " بضم الدال المهملة وسكون النون وضم الباء المعجمة بواحدة (وهي نسبة إلى دنبل - قبيلة من الاكراد كما في المشتبه) فهو أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الدنبلي الموصلي، قدم بغداد حاجا وحدث بها عن الحفاظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي.." راجع تعليق الاكمال 3 / 355.
(*)(2/496)
الدندانقاني: بفتح الدالين المهملتين بينهما النون ونون أخرى بعد الالف وبعدها القاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الدندانقان، وهي بليدة على عشرة فراسخ من مرو في الرمل خرج منها جماعة من المحدثين والعلماء، منهم أبو بكر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح الخطيب الدندانقاني، خرج إلى بلاد ما وراء النهر وحدث بتلك البلاد عن أبي العباس أحمد بن سعيد المعداني وأبي عبد الله محمد بن أحمد الخضري الامام وغيرهما، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري الحافظ، ومات قبل الاربعمائة إن شاء الله.
ومن القدماء أبو السري منصور بن عمار بن كثير السلمي الواعظ الدندانقاني ومسجده في الرمل إلى الساعة مشهور يتبرك به، كان من القصاص المحسنين، ولم يكن له نظير في وقته في حسن الوعظ، حدث عن معروف أبي الخطاب صاحب واثلة بن الاسقع رضي الله عنه وعن ليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة ومنكدر بن محمد المنكدر وبشير بن
طلحة، روى عنه ابنه سليم وعلي بن خشرم ومحمد بن جعفر لعلوق وغيرهم، قال أبو عبد الرحمن السلمي: منصور بن عمار من أهل مرو من قرية يقال لها دندانقان، ويقال من أهل أبيورد، ويقال من أهل بوشنج.
وكتب بشر الحافي إلى منصور بن عمار: اكتب إلي بما من الله علينا فكتب إليه منصور: أما بعد يا أخي فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه، في كثرة ما نعصيه، ولقد بقيت متحيرا فيما بين هذين لا أدري كيف أشكره ؟ لجميل ما نشر، أو قبيح ما ستر ؟ قال منصور بن عمار قال لي هارون: كيف تعلمت هذا الكلام ؟ قال قلت: يا أمير المؤمنين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في منامي وكأنه تفل في في وقال لي: يا منصور قل، فأنطقت بإذن الله وأبو القاسم أحمد بن أحمد بن إسحاق بن موسى الدندانقاني شيخ صالح، كثير الخير، سافر إلى شام وديار مصر في صحبة أبي طاهر بن سلفة الحافظ الاصبهاني، وسكن مكة وجاور بها أكثر من ثلاثين سنة، سمع بالاسكندرية أبا عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي وأبا الحسن علي بن المشرف بن المسلم الانماطي وغيرهما، سمعت منه جزءين انتخبت عليه بمكة وقرأتهما عليه.
ومن القدماء أحمد بن خشنام الدندانقاني، كان محدثا فاضلا.
وأحمد بن القاسم الدندانقاني، كان حسن الصوت كثير الحديث - هكذا ذكرهما أبو زرعة السنجي.
الدنداني: بالنون بين الدالين المهملتين المفتوحتين بعدهما الالف وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى..(1) والمشهور بهذه النسبة أبو صالح الهذيل بن حبيب الدنداني
__________
(1) بياض في ك واللباب، وموضعه في س وم وع " دندانة " كذا، وفي النزهة عن ابن مندة كما يأتي ما يؤخذ منه أن (الدنداني) هنا لقب.
(*)(2/497)
من أهل بغداد، روى عن حمزة بن حبيب الزيات، وروى عن مقاتل بن سليمان كتاب التفسير، حدث عنه ثابت بن يعقوب التوزي، ومات سنة تسعين ومائة.
وأبو بكر محمد بن سعيد بن بسام الطرسوسي المعروف بالدنداني (1) يروي عن موسى بن داوود الضبي وأبي
حذيفة موسى بن مسعود النهدي، روى عنه إبراهيم الفرائضي ومحمد بن إبراهيم الفرامغاني (2)، ويختلف في اسمه، فقيل: موسى بن سعيد بن النعمان بن حبان أبو بكر الطرطوسي (3).
الدنقشي: بفتح الدال والنون وسكون القاف وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى الدنقش، وهو لقب لبعض أجداد أبي طالب عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن حماد الدنقشي، ودنقش لقب حماد جده الاعلى، وهو مولى المنصور وصاحب حرسه، وكان محمد بن حماد يحجب الرشيد، ثم حجب المعتصم، وأحمد بن محمد بن حماد أحد القواد بسر من رأى مع صالح بن وصيف، ثم ولى الشرطة بها للمهتدي بالله، وكان أبو عيسى أحمد بن محمد أمينا من أمناء القاضي، وأبو الطالب الدنقشي من أهل بغداد حدث عن يحيى بن محمد بن صاعد وأبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وولى القضاء برامهرمز، ومات بعد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
الدنوقي: بفتح الدال المهملة وضم النون وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى دنوقا وهو قلب لجد أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الرحيم بن عمر بن دنوقا الدنوقي، من أهل بغداد، سمع محمد بن سابق وسهل بن عامر البجلي وعباس بن الفضل الازرق والحارث بن خليفة وأبا معمر الهذلي، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأبو الحسين بن المنادى وإسماعيل بن محمد الصفار، وثقه أبو الحسن الدارقطني، وقال أبو الحسين بن المنادى: إبن دنوقا ثخين
__________
(1) ذكر في النزهة على أنه لقب، قال " الدنداني: موسى بن سعيد الطرسوسي مشهور، وقال ابن منده: اسمه محمد ويقال: موسى، وذكره الدنداني الهذيل بن حبيب يكنى أبا صالح.." وفي التوضيح " ذكر أبو بكر الشيرازي في الالقاب أن موسى بن سعيد بن بسام هذا لقبه دنداني - فجعله منكرا لقبا ولم يجعله نسبا.
(2) كذا يظهر من النسخ، ولم أظفر به، ولعل الصواب " الدامغاني ".
(3) (الدندري) في معجم البلدان " دندرة - بفتح أوله وسكون ثانيه ودال أخرى مفتوحة - ويقال لها أيضا: أندار،
بليد على غربي النيل من نواحي الصعيد.." وفي الطالع السعيد رقم 490 " محمد بن هبة الله بن جعفر بن هبة الله بن محمد بن شيبان الربعي الدندري، ينعت بالسراج، كنيته أبو بكر الفقيه الشافعي القاضي..وتولى الحكم بأدفو وبدندرا وغيرهما،..وتوفي بدندرا سنة أربع وسبعين وستمائة ".
(*)(2/498)
الستر، صدوق في الرواية، كتب الناس عنه فأكثروا، مات في جمادى الاول سنة تسع وسبعين ومائتين (1).
__________
(1) (الدنيسري) رسمه ابن نقطة وقال بضم الدال وفتح النون بعدها باء ساكنة، منسوب إلى دنيسر - بلدة كبيرة قريبة من نصيبين، منها حمد بن حميد أبو محمد الفقيه الشافعي، سمع ببغداد من جماعة لما قدمها متفقها، وحدث ببلده، وهو ثقة صالح.
ورزق الله بن يحيى الباجباري الدنيسري، قدم بغداد مرتين، وسمع من ضياء بن الخريف وغيره، ثم دخل الشام، ورجع إلى خراسان فسمع بها، حدثني أبو القاسم بن عساكر ببغداد أنه توفي بهراة في سنة خمس عشرة وستمائة.
(*)(2/499)
باب الدال والواو (1) الدوادي: بالواو والالف بين الدالين المهملتين الاولى مضمومة والاخرى مكسورة، هذه النسبة إلى دواد وأبي دواد، وهو إسم لجد أبي بكر محمد بن علي بن أبي دواد بن أحمد بن أبي دواد الايادي الدوادي البصري، من أولاد أحمد بن أبي دواد، كان فقيها فاضلا مكثرا من الحديث، سمع زكريا بن يحيى الساجي وخالد بن النضر القرشي ومحمد بن الحسين بن مكرم ويعقوب بن إسحاق الذهبي وعبد الكبير بن عمر الخطابي وسليمان بن عيسى الجوهري وبكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز والزبير بن أحمد الزبيري وعلي بن أحمد بن بسطام الابلي ومحمد بن إبراهيم بن أبي الجحيم ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الشلاثائي وغيرهم، روى عنه طلحة بن محمد بن جعفر المعدل ومحمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الادمي وأثنى عليه أبو الحسن الدارقطني وروى عنه، ذكره أبو بكر الخطيب
الحافظ في تاريخه فقال: أبو بكر بن أبي دواد الايادي كان ثقة كثير الحديث، عارفا بالفقه على مذهب الشافعي، سكن بغداد إلى حين وفاته.
قال وسألت أبا بكر البرقاني عن أبي بكر بن أبي دواد فقال: كان الدارقطني يثني عليه ويذكره بالفضل.
الدوداني: بالواو الساكنة بين الدالين المهملتين..أولاهما مضمومة والاخرى مفتوحة وبعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دودان، وهو اسم لبعض الناس والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الدوداني صاحب أبي الفضل بن دودان الهاشمي العباسي، من أهل بغداد، سمع إسماعيل (بن سعيد) بن سويد وعلي بن الحسن بن علي الرازي وأبا الفضل محمد بن الحسن بن المأمون وعبد الرحمن بن عمر بن
__________
(1) (الدواتي) رسمه ابن نقطة وقال " بفتح الدال والواو وبعد الالف تاء معجمة من فوقها باثنتين فهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبي القاسم الدواتي، حدث عن أبي بكر محمد بن أحمد بن ماجة وأبي الخير محمد بن أحمد بن رزا الاصبهاني وأبي عيسى عبد الرحمن بن زياد.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الدواتي، أصبهاني، من سكة الخوز، من بيت الحديث، سمع من أبي منصور محمد بن أحمد بن شكرويه (والقاسم بن الفضل) (سقط من د) الثقفي وأبي المظفر منصور بن محمد السمعاني، سمع منه أبو القاسم بن عساكر وأبو سعد السمعاني.
وهبة الله بن المبارك الدواتي، قال ابن شافع في تاريخه: سمع أبا الحسن القزويني وأبا القاسم التنوخي وأبا إسحاق البرمكي، توفي في شهر رمضان من سنة إحدى عشرة وخمسمائة بالمارستان، وحدث، وكان سماعه صحيحا.
(*)(2/500)
حمة الخلال ذكره أبو بكر الحافظ، وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا، ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
ودودان بطن من أسد وهو دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، منها أبو أسامة والبة بن الحباب الدوداني الشاعر من بني نصر بن تعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان، كان من الفتيان الخلعاء المجان، وله شعر في الغزل والشراب وغير ذلك.
ولما مات رثاه أبو نواس، وكان والبة
أستاذه، وكان أبو نواس يقول سبقني والبة إلى بيتين من شعره قالهما، وددت أني كنت سبقته وأن بعض أعضائي اختلج مني وهما: وليس فتى الفتيان من راح أو غدا * لشرب صبوح أو لشرب غبوق ولكن فتى الفتيان من راح أو غدا * لضر عدو أو لنفع صديق (1) الدورقي: بفتح الدال المهملة وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما إلى بلدة بفارس وقيل بخورستان، وهذا أشبه، يقال لها دورق والثاني إلى لبس القلانس التي يقال لها الدورقية، فأما المنسوب إلى دورق أبو عقيل بشير بن عقبة الازدي الدورقي، من دورق، سكن البصرة، يروي عن ابن سيرين وأبي نضرة وأبي المتوكل والحسن ويزيد بن عبد الله بن الشخير، روى عنه مسلم بن إبراهيم وهشيم ويحيى القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم الملائي وأبو الوليد الطيالسي.
قال أبو حاتم الرازي: أبو عقيل صالح الحديث، وميسرة بن عبد ربه الفارسي الدورقي، قال أبو حاتم بن حبان من أهل دورق، كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، ويضع المعضلات على الثقات في الحث على الخير والزجر عن الشر، لا يحل كتبة حديثه إلا على سبيل الاعتبار، يروي عن عمرو بن سليمان الدمشقي، روى عنه علي بن قتيبة، ويروي حميد بن زنجويه عن واحد عن علي بن قتيبة.
وأبو عقيل الدورقي الازدي الناجي (2) من دورق بلاد الخوز.
وأبو الفضل الدورقي سمع سهل بن عمار وغيره، وهو أخو أبي علي الدورقي، وكان أبو علي أكبر منه.
ومحمد بن أحمد بن شيرويه التاجر الدورقي أبو مسلم، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ الاصبهاني.
والدورقيان أبو يوسف يعقوب وأبو عبد الله أحمد إنبا إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم العبدي النكري الدورقي، من أهل بغداد، أصلهما من فارس، فيعقوب
__________
(1) (الدوراني) في معجم البلدان " دوران بتشديد الواو وفتح الراء من قرى فم الصلح من نواحي واسط، ينسب إليها الشيخ مصدق بن شبيب بن الحسين الواسطي (الدوراني) النحوي، مات ببغداد سنة خمس وستمائة ".
(2) في ك " الداخي " خطأ وأبو عقمل هذا هو بشير بن عقبة الذي قدمه وإنما يختلف في نسبه يقال الازدي ويقال الناجي كما
في التهذيب وغيره.
(*)(2/501)
يروي عن هشيم بن بشير، روى عنه جماعة مثل الحسن بن سفيان، قال أبو حاتم بن حبان كان السراج يزعم أنهم سموا دوارقة لانهم كانوا يلبسون القلانس الطوال، وولد يعقوب سنة ست وستين ومائة.
ومات ببغداد سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
وأما أخوه أبو عبد الله يروي عن وكيع ويزيد بن هارون، روى عنه الناس، ومات بالعسكر سنة ست وأربعين ومائتين يوم السبت لسبع بقين من شعبان، وكان مولده سنة ثمان وسبعين ومائة، هو أصغر من أخيه يعقوب بسنتين، وقد قيل في نسبة يعقوب وأحمد ابني إبراهيم بن كثير الدورقي سوى ذلك.
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان أنا عبد الواحد بن محمد الدشتي وغيره قالا ثنا عبد الله بن محمد الداشتي ثنا أبو العباس السليطي ثنا عمر بن أحمد الجوهري سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول قلت لاحمد بن الدورقي: لم قيل لكم دورقي ؟ فقال: كان الشباب إذا نسكوا في ذلك الزمان سموا الدوارقة، وكان أبي منهم.
وهكذا ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخ بغداد، وقال: أحمد بن إبراهيم العبدي - وساق نسبه كما ذكرناه أولا ثم قال: المعروف بالدورقي أخو يعقوب، وكان أبوه ناسكا في زمانه، ومن كان ينسك في ذلك الزمان يسمى دورقيا، وقيل بل كان الناس ينسبون الدورقيين إلى لبسهما القلانس الطوال التي تسمى الدورقية، وكان أحمد أصغر من أخيه يعقوب، وكان أحمد يقول: نحن من موالى عبد القيس.
قلت: لهذا قيل لهم العبدي.
وأبو العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي، المعروف بابن الدورقي، سمع مسلم بن إبراهيم وأبا سلمة التبوذكي وعفان بن مسلم وأبا عمر الحوضي وعمرو بن مرزوق ويحيى بن معين وغيرهم، روى عنه يحيى بن صاعد والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وعبد الباقي بن قانع وكان يسكن سامرا، ومات بها في شهر ربيع الاول سنة ست وسبعين ومائتين، وكان زلق من الدرجة ومات.
وأما المنسوب إلى دورق بلدة من بلاد
فارس أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان بن حرب بن مهران البزاز الدورقي، أصله من دورق، وهو والد أبي علي بن شاذان المحدث، سمع أبا القاسم البغوي وأبا بكر بن أبي داود والحسين بن محمد بن عفير وأحمد بن سليمان الطوسي وأبا بكر بن دريد ونفطويه وغيرهم، وكان يجهز البز إلى مصر فسمع من شيوخها، وكتب عن الشاميين الذين أدركهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وابناه أبو الحسن وعبد الله وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم الازهري، وكان ثقة، ثبتا، صحيح السماع، كثير الحديث، صاحب أصول حسان.
مات في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وابنه أبو علي الحسن بن أبي بكر الدورقي البزاز، من أهل بغداد، كان صدوقا، صحيح الكتاب، وكان يفهم الكلام على(2/502)
مذهب الاشعري، وكان مشتهرا بشرب النبيذ إلى أن تركه بأخرة، سمع أبا عمرو بن السماك وأبا بكر النجاد وأحمد بن سليمان العباداني وغيرهم، روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو الفضل بن خيرون وسليمان بن إبراهيم ومحمد بن محمد بن زيد الحسيني وجماعة كثيرة، وكانت ولادته في شهر ربيع الاول سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ووفاته مستهل المحرم سنة ست وعشرين وأربعمائة.
وأبو مسلم محمد بن أحمد بن شيرويه الدورقي التاجر، من أهل دورق، كتب الحديث الكثير، ولم يحدث إلا باليسير، حدث عن أحمد بن محمد بن يعقوب، روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ.
الدوري: بالدال والراء المهملتين، هذه النسبة إلى مواضع وحرفة والدور محلة، وقرية أيضا ببغداد، والمشهور بهذه النسبة أبو عمرو حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان (1) الدوري الضرير المقرئ الازدي، من أهل بغداد، يروي عن إسماعيل بن جعفر وأبي تميلة يحيى بن واضح (2)، ومال إلى الكسائي من بينهم وكان يقرئ بقراءته، روى عنه محمد بن إسحاق أبو العباس السراج ومات في شوال سنة ست وأربعين ومائتين.
وابناه أبو جعفر محمد وأبو بكر محمد ابنا أبي عمر الدوري، أما أبو جعفر الازدي المعروف والده بأبي
عمر الدوري المقرئ، سمع أباه وقبيصة بن عقبة وأبا بكر بن أبي شيبة ويحيى بن عبد الحميد الحماني وأحمد بن حنبل وأحمد بن إبراهيم الدورقي، روى عنه أبو العباس بن واصل المقرئ، وحدث عنه والده أبو عمر أحاديث كثيرة في كتاب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، والاحاديث مذكورة في كتاب الآباء عن الابناء عن أبي بكر الخطيب.
وابنه الآخر أبو بكر محمد بن حفص الدوري - وقيل أحمد بن حفص -، سمع الاسود بن عامر شاذان وأحمد بن إسحاق الحضرمي ومحمد بن مصعب القرقساني وأبا نعيم الفضل بن دكين وحجاج بن محمد والحكم بن موسى وأبا عبيد القاسم بن سلام، روى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني وحاجب بن أركين الفرغاني ومحمد بن مخلد الدوري، وسماه حاجب بن أركين أحمد، ومات في سنة تسع وخمسين ومائتين.
وأما أبو عبد الله محمد بن مخلد بن خفص الدوري العطار، من أهل بغداد، كان ينزل الدور، وهي محلة في آخر بغداد بالجانب الشرقي في أعلى البلد، وكان من أهل الفهم موثوقا به في العلم، متسع الرواية، مشهورا بالديانة،
__________
(1) في تاريخ بغداد ج 8 رقم 4318 " صهيب " وكذا في التهذيب، وزاد " ويقال " صهبان وفي غاية النهاية رقم 1159 " حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي بن صهبان - ويقال صهيب ".
(2) عد في تاريخ بغداد بعد هذا جماعة ثم قال " وكان قد قرأ القرآن على جماعة من الاكابر فمنهم إسماعيل بن جعفر المدني وشجاع بن أبي نصر الخراساني وسليم (في النسخة: وسلم) بن عيسى وعلي بن حمزة الكسائي ".
(*)(2/503)
موصوفا بالامانة، مذكورا بالعبادة، سمع أبا السائب سلم بن جنادة ويعقوب بن إبراهيم الدورقي والزبير بن بكار والفضل بن يعقوب الرخامي والفضل بن سهل الاعرج والحسن بن عرفة ومسلم بن الحجاج القشيري وخلقا يطول ذكرهم، روى عنه أبو العباس بن عقدة ومحمد بن الحسين الاجرى وأبو بكر بن الجعابي وأبو بكر بن المقرئ ومحمد بن المظفر وأبو عمر بن حيويه وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وغيرهم، قال له يوما بعض أصحاب الحديث: لو زدتنا في القراءة فإن موضعك بعيد منا، ويشق علينا المجئ إليك في
كل وقت فقال ابن مخلد: من هذا الموضوع كنت أمضي إلى المحدثين وأسمع منهم.
وكان الدارقطني يقول: محمد بن مخلد ثقة مأمون.
ولد قبل أبي عبد الله المحاملي بسنة، ومات بعده بسنة.
ولد في شهر رمضان سنة 233 في السنة التي مات فيها يحيى بن معين، ومات في جمادى الآخرة سنة 331.
وأما الهيثم (بن خلف) بن محمد..(1) الدوري، من أهل بغداد، سمع عبيدالله بن عمر القواريري وعثمان بن أبي شيبة، روى عنه أبو بكر الشافعي وعلي بن محمد بن لؤلؤ، وتوفي في صفر سنة سبع وثلاثمائة، وكان أبو بكر بن المقرئ إذا حدث عنه قال: حدثنا هيثم ببغداد في الدور.
وأما أبو الطيب محمد بن الفرخان بن روزبة (2) الدوري، انتسب إلى دور سر من رأى موضع بها، يروي عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي أحاديث منكرة لا يتابع عليها (وروى عن الجنيد حكايات في الزهد والتصوف، مات قبل الثلاثمائة (3).
وأما شيخنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء بن بكر بن منصور الصيرفي، يقال له الدوري فإنه كان يبيع الدور، وكان دلالا في بيعها، وكان أبو الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة البغدادي قال له: الدوري واشتهر بذلك، وكان شيخا صحيح السماع مكثرا مسندا سديدا، سمع جماعة من أصحاب أبي بكر بن المقرئ مثل أبي طاهر الثقفي وأبي الطيب بن شمة وأبي مسلم بن مهريزد وسبط بحرويه أبي القاسم السلمي (4) وغيرهم، سمعت منه الكثير والمصنفات الطوال، وكانت ولادته في حدود سنة أربعين وأربعمائة، ومات في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة بأصبهان، وصل نعيه إلي وأنا ببغداد.
وأما الدور فمحلة
__________
(1) بياض في ك، وموضعه في التاريخ " بن عبد الرحمن بن مجاهد أبو محمد ".
(2) في النسخ " دوزية " وفي تاريخ بغداد ج 3 رقم 1213 واللباب والميزان واللسان " روزبة " وضبطه في التوضيح " روزنة " بعد الزاي نون.
(3) من ك، فأما الحكايات عن الجنيد فمذكور في تاريخ بغداد وأما الوفاة فالذي في التاريخ " كتبت عنه في سنة تسع وخمسين - يعني وثلاثمائة - ومات بعدها بقليل ".
(4) في عدة نسخ "..سبط بحرويه وأبا القاسم السليمي " وسبط بحرويه هو كما هو التقييد " إبراهيم بن منصور بن
إبراهيم بن محمد بن عبد الله السلمي أبو القاسم ويأتي ذكره في رسم (الكراني).
(*)(2/504)
بنيسابور خرج منها أبو عبد الله الدوري له ذكر في حكاية لاحمد بن سلمة النيسابوري، وأبو عبد الله بن علي بن سهل بن عيسى بن نوح بن سليمان بن عبد الله بن ميمون الدوري، أخو سهل بن علي، مروزي الاصل، نزل مصر، وحدث بها عن عبيدالله بن عمر القواريري ومحرز بن عون وعلي بن الجعد وسريج بن يونس وخلف بن هشام ويحيى بن معين وأبي خثيمة زهير بن حرب وغيرهم.
روى عنه عبد الله بن جعفر بن الورد المصري وأحمد بن إبراهيم بن الحداد ومحمد بن إسماعيل الطائي قاضي تنيس أحاديث مستقيمة، وقال قاضي تنيس: أنا أحمد بن علي بن سهل المروزي من ساكني الدور ببغداد.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ في تاريخه: وليس لاهل العراق عن أحمد بن علي الدوري رواية، وهذا القاضي التنيسي سمع منه بمصر، وقوله في الرواية: ببغداد - أراد أنه من ساكني الدور التي ببغداد - لا أنه سمع منه بها.
وأبو جعفر محمد بن أحمد بن الهيثم بن منصور الدوري، من أهل بغداد، سمع أباه وهارون بن إسحاق وأحمد بن منصور زاج ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، روى عنه أبو بكر الشافعي وأحمد بن عبد الله الذارع النهرواني ومحمد بن الحسن اليقطيني ومحمد بن المظفر الحافظ، وكان ثقة، وتوفي في المحرم سنة أربع وثلاثمائة.
وأبو الحسن محمد بن عمر بن عفان بن عثمان بن حمدان بن زريق الدوري البغدادي، حدث بديار مصر عن محمد بن جرير الطبري وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ومحمد بن خريم الدمشقي وأبي نعيم محمد بن جعفر نزيل الرملة وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء المصري وذكر أنه سمع منه في سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكان ثقة، وأما أبو الفضل العباس بن محمد بن حاتم بن واقد الدوري من أهل بغداد، وهو من دور بغداد، مولى بني هاشم سمع الكثير وعمر حتى حدث، وكان صاحب يحيى بن معين وكان يحيى إذا ذكره قال: عباس الدوري صديقنا وصاحبنا.
سمع شبابة بن سوار وأبا النضر هاشم بن القاسم
و عبد الوهاب بن عطاء ويونس بن محمد ويعقوب بن إبراهيم بن سعد والحسن بن موسى الاشبيب وعبيدالله بن موسى وعفان بن بن مسلم وغيرهم.
روى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وجعفر بن محمد الفريابي وأبو عبد الرحمن النسائي ويحيى بن صاعد وأبو العباس محمد بن يعقوب الاصم وخلق يطول ذكرهم، وكان يشرب النبيذ متأولا إلى أن تركه، حكي أن قال: جاءني غلام نصف النهار وبين يدي نبيذ وأنا قاعد، فقال لي: يا أبا الفضل أيش تقول في النبيذ ؟ قال قلت: حلال قال أيما خير قليله أو كثيره ؟ قال قلت: قليله، فقال لي: يا شيخ إن حلالا يكون قليله خيرا من كثيره، إن ذلك لحرام.
وجذب الحلقة في وجهي، ففتحت الباب وأطلعت فلم أر أحدا فتركت النبيذ من ذلك الوقت.
وثقه(2/505)
النسائي.
وكانت ولادته سنة خمس وثمانين ومائة، ومات في صفر سنة إحدى وسبعين ومائتين ببغداد، وكان الاصم يقول: لم أر في مشايخي أحسن حديثا من عباس الدوري.
الدوسي: بفتح الدال المهملة وسكون الواو وكسر السين المهملة، هذه النسبة إلى دوس، أخبرنا أبو سعيد عبد الملك بن أحمد الخرقي بنيسابور قراءة عليه وأنا حاضر أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنا أبو عمرو بن حمدان الحيري أنا أبو يعلى الموصلي ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا إسماعيل بن إبراهيم - هو ابن علية - ثنا الحجاج بن أبي عثمان عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قدم الطفيل بن عمرو الروسي رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم إلى حصن حصين وعدد وعدة - قال أبو الزبير: الدوس (1) حصن في رأس جبل لا يؤتي إلا في مثل الشرك - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمعك من وراءك - وذكر الحديث بطوله - قلت ولعل قبيلة دوس نزلت هذا الحصن ودوس عمران بن عمرو يقال له دوس بأمة حضنته يقال لها دوس، وهو أبوأزد عمان تخلفوا بها عن جماعة من شخص من قومهم إلى عمان.
فكان الذين أقبلوا من تهامة من العرب مالك وعمرو ابنا فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة،
وعمرو هو التنوخي ثم الفهمي، إذا نسب (2).
وأبو هريرة الدوسي فقد اختلفوا في اسمه
__________
(1) كذا وقول المؤلف عقب الخبر " قلت ولعل قبيلة دوس نزلت هذا الحصن " يدل أن هذه الكلمة كانت عنده هكذا (الدوس) فظن أنها اسم ذاك الحصن.
والصواب في الرواية إن شاء الله " قال أبو الزبير: لدوس حصن.." أي إن لقبيلة دوس حصنا كيت وكيت.
(2) قد أغرب أبو سعد في هذا الفصل، زعم أولا أن (الدوس) اسم حصن، لعل القبيلة نزلته فسميت به، ثم زعم أن هذا الاسم (دوس) هو في الاصل اسم أمة حضنت عمران بن عامر فقيل لبنيه (دوس) ثم قال إنه أبوأزد عمان تخلفوا بها عمن شخص من قومهم إلى عمان.
ثم ذكر بعد ذلك شأن جماعة من قضاعة وليس الازد من قضاعة ولا قضاعة من الازد.
والمعروف أن (دوس) المشهورة قبيلة الطفيل بن عمرو وهم بنو دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وعمران بن عامر لم أجده إلا عمران الكاهن بن عامر ماء السماء من حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن نصر بن الازد، لكن ذكروا أن عمران هذا لم يعقب، وإنما العقب لاخيه عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء، ولعمرو هذا بنون منهم عمران بن عمرو وعامة أزد عمان من ذرية عمران بن عمرو هذا، وقد علمت أن دوسا ليسوا من نسله، لكن بعمان جماعة من بني مالك بن فهم بن غنم بن دوس وكان بالعراق منهم جذيمة الابرش بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، كان ملكا بالحيرة وخبره مشهور وقد نسبه بعضهم في قضاعة، وقد قيل إنه تنخ مع التانخين من قضاعة.
راجع رسم (الحيرة) في معجم البلدان.
فأما الطفيل بن عمرو الدوسي وأبو هريرة الدوسي رضي الله عنهما فمن بني سليم بن فهم بن غنم بن دوس وكان قومهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في بلاد دوس باليمن.
فأما تنوخ فقد تقدم خبرهم في رسم (التنوخي).
(*)(2/506)
ونسبه، منهم من زعم أن اسمه عمير أو عامر بن عبد ومنهم من قال سكين بن عمرو، ومنهم من قال عبد الله بن عمرو، وقيل عبد الرحمن بن صخر، وقيل عبد شمس، وقيل عبد نهم، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم (عبد الله) وهو أشبه شئ فيه، وكان من دوس، أسلم سنة خيبر سنة سبع من الهجرة (1) وهاجر من دوس إلى المدينة فدخلها والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وعلى المدينة سباع بن عرفطة
الغفاري، استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة، فصلى أبو هريرة خلفه صلاة الغداة وسمعه يقرأ " ويل للمطففين " ثم لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، وحسن إسلامه، وكان من حفاظ الصحابة ممن كان يواظب على صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليل نهار على ملء بطنه لا يشغله عن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتناء الضرع ولا الاشتغال بالزرع.
وكان يدعو فيقول: اللهم لا تدركني سنة ستين.
فمات سنة ثمان وخمسين بالمدينة.
وأبو يونس سليم بن جبير الدوسي من أهل المدينة: يروي عن أبي هريرة رضي الله عليه وكان مولاه، روى عنه عمرو بن الحارث وحرملة بن عمران وابن لهيعة.
الدوشابي: بضم الدال المهملة وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى دوشاب، وهو الدبس بالعربية وبيعه أو عمله، وعرف بهذه النسبة الشريف أبو هاشم عيسى بن أحمد بن محمد الهاشمي الدوشابي الهراس، من أهل باب الازج شرقي بغداد، سمع أبا عبد الله الحسين بن أبي القاسم بن البسري.
كتبت عنه حديثين بإفادة أبي المعمر الانصاري ببغداد.
الدوغي: بضم الدال المهملة بعدهما الواو ة في آخرها الغين المعجمة، هذه النسبة إلى الدوغ وهو اللبن الحامض نزع من السمن، وعرف بهذه النسبة جماعة، منهم أبو صادق أحمد بن أحمد بن يوسف الدوغي البيع، من أهل جرجان، له رحلة إلى العراق، سمع ببلده جرجان أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وببغداد دعلج بن أحمد السجزي وأبا علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف وأبا بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، ومات في جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وأربعمائة (2) (3).
__________
(1) بل أسلم قبل ذلك بدعوة الطفيل بن عمرو الدوسي، وكان إسلام الطفيل قبل الهجرة كما تقدم أول الرسم.
ولكن لم يهاجر أبو هريرة إلا سنة خيبر، فمن قال إنه أسلم زمن خيبر إنما نظر إلى هجرته.
راجع ترجمته في الاصابة وراجع كتابي (الانوار الكاشفة) ص 144 وص 204.
(2) مثله في تاريخ جرجان رقم 109، ووقع في س وم وع 417، ومثله بالالفاظ في اللباب.
(3) (الدولعي) في معجم البلدان " الدولعية - بفتح أوله وبعد الواو الساكنة لام مفتوحة وعين مهملة: قرية كبيرة بينها = (*)(2/507)
الدؤلي: بضم الدال المهملة وهمز الواو المفتوحة (وفي آخرها اللام)، هذه النسبة (إلى دؤل)، قال أبو العباس المبرد: الدؤلي مضمومة الدال مفتوحة الواو من الدئل بضم الدال وكسر الياء قال المبرد: والدئل الدابة، ويقال لرهط أبي الاسود: الدؤلي، وامتنعوا أن يقولوا الدئلي لئلا يوالوا بين الكسرات فقالوا: الدؤلي، كما قالوا في النمر: النمري وأبو الاسود الدؤلي قال أبو حاتم بن حبان: اسمه ظالم بن عمرو بن سفيان.
وقد قيل إن اسمه عمرو بن ظالم، و (قد) قيل عمرو بن سفيان، من أهل البصرة، ومسجده إلى الساعة باق، قرأت فيه الحديث على شيخنا جابر بن محمد الانصاري الحافظ، وهو في محلة الهذيل.
وأبو الاسود يروي عن علي وأبي موسى وأبي ذر وعمران بن حصين رضي الله عنهم، ويقال إنه أول من تكلم في النحو، روى عنه الناس، قال أبو علي الغساني فالدؤلي بضم الدال وبعدها همزة مفتوحة هو أبو الأسود الدؤلي على المثال العمري - هكذا يقول البصريون، وأصله عندهم الدئلي ينسب إلى حي من كنانة وهو الدئل (بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وقال يونس بن حبيب النحوي وغيره من أهل البصرة: هم ثلاثة، الدول (1) من حنيفة، ساكن الواو، والديل في عبد القيس، ساكن الياء، والدئل في كنانة رهط أبي الاسود الواو مهموزة.
وحكي أبو علي البغدادي في كتاب البارع (2) من جمعه قال الاصمعي يقال هو أبو الأسود الدؤلي بضم الدال وفتح الهمزة منسوب إلى الدئل (3) من كنانة بضم الدال وكسر الهمزة، وفتحت في النسب كما فتحت ميم نمري في نمر، ولام سلمى في سلمة.
قال أبو علي البغدادي: وهكذا قال عيسى بن عمر وشيبويه وابن السكيت والاخفش وأبو حاتم ومحمد بن سلام وأبو عبد الله العدوي النسابة.
قال أبو علي البغدادي: وقال الاصمعي: وكان عيسى بن عمر يقول أبو الأسود الدئلي بكسر الهمزة على الاصل، والقياس فتحها، وحكاه
__________
= وبين الموصل يوم واحد على سير القوافل في طريق نصيبين، منها خطيب دمشق، وهو أبو القاسم عبد الملك بن زيد بن ياسين الدولعي، ولد بالدولعية سنة 507 وتفقه على أبي سعد بن أبي عصرون، وسمع الحديث بالموصل من تاج الاسلام الحسين بن نصر بن خميس، وببغداد من عبد الخالق بن يوسف والمبارك بن الشهرزوري والكروخي، وكان زاهدا ورعا، وكان للناس فيه اعتقاد حسن، مات بدمشق وهو خطيبها في ثاني عشر ربيع الاول سنة 598 ".
(1) من تقييد المهمل لابي علي الغساني وعنه نقل المؤلف كما تقدم والعبارة بطولها إلى آخر الرسم منه.
واتفقت النسخ على هذا السقط وكذا في اللباب، ثم راح يتعقب، فقال " قلت هذا الذي ذكره السمعاني حرفا بحرف وفيه خبط فإنه يقول: وأصله الدئلي ينسب إلى حي من كنانة وهو الدول بن حنيفة ساكن الواو.
فيا ليت شعري كيف يكون الدول من حنيفة من كنانة، وكنانة من مضر وحنيفة من ربيعة ؟ فإن لم يكن غلطا من الناسخ وقد أسقط شيئا فهو غلط من المصنف.
والله أعلم " قال المعلمي لا أدري لماذا لم يفزع صاحب اللباب إلى مراجعة كتاب الغساني ؟ (2) هكذا في ب، ومثله في تقييد المهمل واللباب وهو الصواب، ووقع في بقية النسخ " التاريخ ".
(3) هكذا في اللباب وتقييد المهمل ووقع في النسخ " الدؤل ".
(*)(2/508)
أيضا عن يونس وغيره عن (1) العرب، قال يدعونه في النسب على الاصل، وهو شاذ في القياس، وكان محمد بن إسحاق والكسائي وأبو عبيد القاسم بن سلام ومحمد بن حبيب وصاحب كتاب العين يقولون: في كنانة بن خزيمة الديل - بكسر الدال وسكون الياء - بن بكر بن عبد مناة بن كنانة رهط أبي الاسود الديلي - واسمه ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر ابن جلس بن نفاثة بن عدي بن الديل، قال ابن حبيب: والدئل مضموم الدال على مثال فعل الدئل بن محلم بن غالب بن ييثع بن الهون بن خزيمة ابن مدركة.
الدوماني: بضم الدال المهملة والميم المفتوحة بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دومان - بطن من همدان، وهو دومان ابن بكيل بن جشم بن خيران (2) بن نوف بن همذان - ذكر ذلك أحمد بن الحباب الحميري في نسبه.
الدومي: بضم الدال المهملة والميم بينهما الواو، هذه النسبة إلى دومة الجندل، وهو
موضع فاصل بين الشام والعراق، سميت بدوم ابن إسماعيل بن إبراهيم، وهي على سبع مراحل من دمشق منها..(3).
الدونقي: بضم الدال المهملة وفتح النون بعد الواو وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى دونق (4) وهي قرية من قرى نهاوند، حسنة طيبة الهواء كثيرة الماء، على نصف فرسخ منها، اجتزت بها وقت خروجي إلى زيارة عمرو بن معد يكرب رضي الله عنه بجنديسابور، ويقال لهذه القرية بلسانهم دونه، وبهمذان دونه أخرى من أعمالها يقال لها دونه وبالوان، والنسبة إليها دوني، وأما الدونقي فهو عمير (5) بن مرداس الدونقي، حدث عن عبد الله بن نافع صاحب مالك بن أنس، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عيسى بن ديزك البروجردي وغيره (6).
__________
(1) هكذا في عدة نسخ، وهو الصواب.
(2) في ب " حيوان " ومثله في اللباب، وقد قيل هذا وهذا راجع ما تقدم في رسم (الخيراني) و (الخيواني).
(3) بياض في النسخ، وفي اللباب " منها أكيدر بن عبد الملك، أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم - ذكره ابن منده في الصحابة.
ودومة أيضا موضع عند عين التمر من فتوح خالد بن الوليد " وراجع رسم (الدومي) في الاكمال وتعليقه 3 / 370.
(4) رسمها ياقوت أولا هكذا وقال " بفتح أوله.." ثم رسمها ثانيا " دونه " وقال " بضم أوله " وأصل الاسم بالفارسية (دونه) كما يأتي - آخره هاء ساكنة لا تجعل تاء وإنما تجعل قافا أو نحوه راجع أواخر مقدمة الاكمال.
(5) هكذا في س وم وع واللباب ومعجم البلدان، ووقع في ك وب " عصير ".
(6) (الدوني) استدركه اللباب وقال " بضم الدال المهملة وسكون الواو وبعدها نون - نسبة إلى دون، من قرى الدينور، ينسب إليها أبو محمد عبد الرحمن بن حمد (مثله في استدراك ابن نقطة وتقييده) بن الحسن بن عبد الرحمن (*)(2/509)
الدولابي: بضم الدال المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الدولاب، والصحيح في هذه النسبة فتح الدال، ولكن الناس يضمونها، وأنشد الاصمعي: ولو أبصرتني يوم دولاب أبصرت * طعان فتى في الحرب غير ذميم
وضاربة خدا كريما على فتى * أغر نجيب الامهات كريم وهذه النسبة إلى عمله أو إلى من كان له الدولاب وجماعة ينسبون إلى قرية من قرى الري يقال لها: الدولاب فأما الاول فجماعة من أهل بغداد يعرفون بهذه النسبة، منهم إسماعيل بن زياد الدولابي، حدث عن مالك بن أنس وأبي يوسف القاضي، روى عنه ابنه محمد بن إسماعيل، قال أبو الحسن الدارقطني: هو بغدادي.
وأبو جعفر محمد بن الصباح البزاز الدولابي سمع إبراهيم بن سعد وإسماعيل بن جعفر وشريكا وغيرهم، روى عنه أحمد بن حنبل وابنه عبد الله وإبراهيم الحربي وجماعة آخرهم أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، كان أصله من هراة مولى لمزينة، سكن بغداد إلى حين وفاته، وكانت وفاته في المحرم سنة سبع وعشرين ومائتين وابنه أحمد بن محمد بن الصباح الدولابي المزني، حدث عن أبيه وعن روح بن عبادة، روى عنه أبو حامد أحمد بن محمد بن الشرقي وأبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري.
وأما المنتسب إلى دولاب الري - وهي قرية بالقرب من الري خرج منها جماعة من المشاهير، منهم القاسم الرازي من جلة المشايخ وأكابرهم - أخبرنا أبو نصر محمد بن نصر الاشناني بنيسابور أنا أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي إجازة سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: قاسم الرازي من قدماء مشايخ الري، وكان يقال له قاسم الدولابي من دولاب الري، دخل مكة ومات بها، وقال سمعت جعفر بن أحمد الرازي يقول سمعت الكتاني يقول قاسم الدولابي خير بلا شر.
قال السلمي سمعت الحسين بن أحمد الرازي يقول سمعت الكتاني يقول: منذ ثلاثين سنة ما دخل مكة فقير يشبه القاسم الرازي في صدقه وتجريده، قال السلمي سمعت أبا سعيد بن أبي حاتم يقول: جاور قاسم الرازي بمكة أربعين سنة، ومات قبل دخول القرمطي مكة بسنة.
وأما أبو إسحاق الدولابي فمن دولاب
__________
= (زاد في التقييد: بن علي بن أحمد بن إسحاق) الصوفي الدوني (زاد في التقييد: الزاهد - هكذا نسبه أبو زكريا يحيى بن منده في تاريخه) راوي كتاب السنن لابي عبد الرحمن النسائي، رواه عن القاضي أبي نصر أحمد بن الحسين بن الكسار (في التقييد: سمع سنن النسائي من القاضي أبي نصر..في شوال من سنة ثلاث وثلاثين
وأربعمائة)، رواه عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن محمويه اليزدي، ومن طريقه سمعناه، وروى عنه أبو زرعة المقدسي وغيرهما، ومولده سنة سبع وعشرين وأربعمائة ووفاته..(بياض) ".
(*)(2/510)
الري أيضا كان من المشايخ، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي غالب ببغداد أنا أحمد بن علي بن ثابت أنا (1) محمد بن أحمد بن رزق إجازة ثنا جعفر الخلدي ثنا أحمد بن محمد بن مسروق سمعت محمد بن منصور الاوسي (2) يقول: جئت مرة إلى معروف الكرخي فعض على أنامله وقال: هاه، لو لحقت أبا إسحاق الدولابي، كان ههنا الساعة يسلم علي، فذهبت أقوم، فقال لي: إجلس، لعله قد بلغ منزله بالري.
قال قال أبو العباس: وكان أبو إسحاق الرازي من جلة الابدال.
وأما أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد بن سعد الرازي الدولابي الوراق الانصاري مولى الانصار وظني أنه نسب بعض أجداده إلى عمل الدولاب، وأصله من الري، فيمكن أن يكون من قرية الدولاب.
ذكره أبو سعيد بن يونس الصدفي في تاريخ مصر وقال: أبو بشر الدولابي قدم مصر نحو سنة ستين ومائتين، وكان يورق على شيوخ مصر في ذلك الزمان، وحدث بمصر عن شيوخ بغداد والبصرة والشام، وكان من أهل صنعة الحديث يحسن التصنيف، ولد بالري، يغرب وكان يصنف، (و) توفي وهو قاصد إلى الحج بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة سنة عشرين (3) وثلاثمائة، سمع محمد بن بشار بندار البصري وأحمد بن أبي شريح الرازي وأبا أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي وأحمد بن عبد الجبار العطاردي وأبا الاشعث أحمد بن المقدام العجلي ويونس بن عبد الاعلى الصدفي ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ومحمد بن حميد الرازي وأبا بكر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني وعثمان بن عبد الله بن خرزاذ وأبا جعفر أحمد بن يحيى الاودي وأبا جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي وإبراهيم بن يعقوب البصري نزيل مصر وجماعة كثيرة سواهم من أهل العراقين والحجاز والشام وديار مصر، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو محمد الحسن بن رشيق العسكري وأبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وغيرهم (وقد ذكرنا وفاته).
وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن زياد الدولابي - وقيل أبو عبد الله، من أهل بغداد، سمع منصور بن سلمة الخزاعي وأبا النضر هاشم بن القاسم وأبا مسهر الدمشقي وأبا اليمان
__________
(1) في ك " أخا " وفي ب " أحد " وفي تاريخ بغداد ج 14 رقم 7759 " أخبرنا ".
(2) كذا في النسخ، والذي في التاريخ " الطوسي " ولمحمد بن منصور الطوسي العابد صاحب معروف الكرخي ترجمة في التاريخ ج 3 رقم 1338.
(3) كذا في النسخ وتبعه اللباب وتاريخ ابن خلكان، والذي في تذكرة الحفاظ والميزان واللسان والوافي للصفدي 2 / 26 " عشر " وفي وفيات سنة عشر ذكر في المنتظم والبداية والنهاية والنجوم الزاهرة 3 / 206 والشذرات.
(*)(2/511)
الحمصي، روى عنه محمد بن مخلد وأبو الحسين بن المنادي وأبو بكر محمد بن عبد الملك التاريخي وأبو عمرو بن السماك، وكان ثقة، وتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين.
الدويدي: بضم الدال المهملة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها دال أخرى، هذه النسبة إلى دويد وهو جد أبي بكر محمد بن سهل بن عسكر بن عمارة بن دويد الدويدي البخاري، مولى بني تميم، من أهل بخارى، سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرزاق ابن همام وآدم بن أبي إياس وعبد الله بن يوسف التنبيسي وسعيد بن أبي مريم المصري وأشباههم، روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن محمد البغوي ويحيى (بن محمد) بن صاعد وغيرهم، حكى عن محمد بن سهل بن عسكر أنه قال: كنت أمشي في طريق مكة إذ سمعت رجلا مغربيا على بغل وبين يديه مناد ينادي من أصاب هميانا له ألف دينار ! قال: وإذا إنسان أعرج عليه أطمار رثة خلقان يقول للمغربي: أيش علامة الهميان ؟ فقال: كذا وكذا، وفيه بضائع لقوم وأنا أعطي من مالي ألف دينار ! فقال الفقير: من يقرأ الكتابة ؟ قال ابن عسكر فقلت: أنا أقرأ، اعدلوا بنا ناحية من طريق،
فعدلنا فأخرج الهميان فجعل المغربي يقول حبتين لفلانة ابنة فلان بخمسمائة دينار، وحبة لفلان بمائة دينار، وجعل يعد فإذا هو كما قال، فحل المغربي هميانة وقال: خذ ألف دينار الذي وعدت، فقال الاعرج: لو كان قيمة الهميان عندي بعرتين ما كنت تراه فكيف آخذ منك ألف دينار ؟ وقام ومضى، ولم يأخذ منه شيئا..ومات ابن عسكر في شعبان سنة إحدى وخمسين ومائتين.
الدويري: بفتح الدال المهملة وكسر الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قرية على فرسخين من نيسابور مضيت إليها غير مرة وقت حلول السلطان بها متوجها إلى الري، والمشهور بالانتساب إليها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدويري النيسابوري، حدث عن قتيبة بن سعيد البلخي ومحمد ابن رافع الطوسي ومحمد بن أبان وإسحاق بن راهويه، روى (عنه) أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري وأبو حامد أحمد بن محمد بن بلال البزاز، وتوفي سنة سبع وثلاثمائة.
الدويري: بضم الدال المهملة وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى موضع ببغداد يقال لها الدويرة، نسب إليها أبو محمد حماد بن محمد بن عبد الله بن مجيب بن حرمي بن أيوب الفزاري الازرق الدويري، من أهل الكوفة سكن ببغداد في الموضع المعروف بالدويرة، حدث عن محمد بن طلحة بن مصرف ومقاتل بن سليمان وأيوب بن عتبة وسوار بن مصعب والمبارك بن فضالة، روى عنه عباس بن(2/512)
محمد الدوري وجعفر بن محمد بن كزال وأبو بكر بن أبي الدنيا وإسحاق بن إبراهيم بن سنين وصالح بن محمد جزرة و عبد الله بن محمد البغوي.
وقال جزرة: حماد وجبارة ضعيفان.
وقال البغوي مات حماد سنة ثلاثين ومائتين.
وأبو علي حسنون (1) بن الهيثم المقرئ الدويري البغدادي، حدث عن محمد بن كثير الفهري وغيره، روى عنه أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وتوفي في سنة تسع (2) ومائتين.
وأبو جابر القاسم بن عقيل الدويري من
أهل بغداد، حدث عن حبيب بن أبي حبيب كاتب مالك بن أنس، روى عنه عبيدالله بن جعفر بن أعين البزاز وقال حدثنا أبو جابر في الدويرة.
الدويني: بضم الدال المهملة وكسر الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دوين وهي بلدة من آخر بلاد أذربيجان مما يلي الروم، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو الفتوح نصر الله بن منصور بن سهل الدوينى الحيري (3) الملقب بالكمال، كان فقيها صالحا مستورا، تفقه ببغداد على أبي حامد الغزالي، وانتقل إلى خراسان، وسكن نيسابور، ثم مرو، ثم بلخ، إلى أن توفي بها، سمع بنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد المديني وأبا بكر أحمد بن سهل السراج وأبا سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري وغيرهم، كتبت عنه ببلخ وانتخبت عليه جزءين من الامالي التي كتبتها، وسألته عن مولده ووقته فما عرف، وتوفي ببلخ في شهر رمضان سنة ست وأربعين وخمسمائة من صدمة فارس في الطريق فحمل إلى منزله بالمدرسة النظامية ومات في ليلته.
__________
(1) بهذا الاسم ذكر في الاكمال 2 / 375 و 3 / 361.
وتاريخ بغداد ج 8 رقم 4389 وذكر في غاية النهاية ورقم 1071 في الحسنين " الحسن بن الهيثم أبو علي الدويري المعروف بحسنون " وعلى هذا فاسمه الحسن ويلقب حسنون.
وفي تاريخ بغداد ج 7 رقم 4019 " الحسن بن الهيثم أبو علي المزني البغدادي.." لا أدري ما هو من ذا.
(2) كذا في النسخ، والذي في تاريخ بغداد " تسعين " وهو الصواب وقد تقدم 2 / 134 مولد أبي بحر (محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري) سنة ست وستين ومائتين ".
(3) اضطربت النسخ والمراجع في نقط هذه الكلمة وربما كان الصواب (الحيري) والحيرة محلة بنيسابور وسيأتي أنه سكن نيسابور فلعله نزل تلك المحلة والله أعلم.
(*)(2/513)
باب الدال والهاء الدهاسي: بفتح الدال المهملة والهاء وبعدهما الالف وفي آخرها السين هذه (النسبة (1) إلى دهاس والمنتسب إليه أبو نصر عبد الوهاب بن أبي الحسن أحمد بن محمد بن
إسحاق الخياط الدهاسي، من أهل بلخ، كان من أهل العلم والفقه والاصول، سمع أبا بكر بن أبي صالح البغدادي وأبا إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي وجماعة سواهما، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ، وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو نصر الفقيه الدهاسي، شافعي (المذهب) يتكلم بكلام ابن فورك، سماعه صحيح، سمع منه ببلخ.
وأبو محمد بن عمر بن الدهاسي من أهل بلخ، كان يرجع إلى فضل وعقل وعلم، سمع أبا القاسم أحمد بن محمد (بن محمد) بن عبد الله الخليلي، سمعت منه جزءا ببلخ في مسجده انتخبت عليه (وكانت ولادته (2)..الدهان، بفتح الدال المهملة والهاء المشددة وفي آخرها النون، هذا يقال لمن يبيع الدهن، والمشهور به أبو الأزهر صالح بن درهم الدهان، من أهل البصرة، وقد قيل أبو روح، يروي عن العراقيين، روى عنه شعبة بن الحجاج.
وأبو علي محمد بن حمزة بن أحمد بن جعفر بن حرب الدهان، من أهل بغداد، سمع أبا بكر الطلحي (3) وعلي بن عبد الرحمن بن أبي السري الكوفيين وأبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وعمر بن محمد بن سيف الكاتب، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وذكره في التاريخ، وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقا، وكانت ولادته ببغداد في شعبان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدهان، من أهل بغداد، كان شيخا صالحا ثقة، حريصا على طلب الحديث، سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه السنجي وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني والقاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد العطار والحسين بن يحيى بن عياش القطان وغيرهم، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في س وم وع " بضم ".
(2) ليس في س وم وع.
وراجع رسم (الخليلي).
(3) مثله في تاريخ بغداد ج 2 رقم 775 وسماه " عبد الله بن يحيى الطلحي " ووقع في ك " الفلحي " وفي ب " الصلحي ".
(*)(2/514)
القاسم الازهري وأبو الفضل بن دودان الهاشمي والحسن بن محمد بن عمر النرسي وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ سألت البرقاني عن أبي أحمد بن جامع فقال: كان شيخا كما سر صالحا، سمع من المحاملي ونحوه ولم يزل يسمع معنا الحديث إلى أن مات.
قلت: أكان ثقة ؟ فقال: ثقة ثقة.
ومات في رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
الدهجي: بكسر الدال المهملة وفتح الهاء (1) وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى دهجية، وهي قرية بباب مدينة أصبهان، منها أبو صالح محمد بن حامد الدهجي، من أهل دهجية - قرية بباب المدينة - هكذا قال أبو بكر بن مردويه، قال روى عن أبي علي الثقفي سمع منه السريجاني.
الدهراني: بفتح الدال المهملة وسكون الهاء وفتح الراء بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دهران، وهي قرية من قرى اليمن، منها أبويحيى محمد بن أحمد بن محمد الدهراني المقرئ، سمع أبا عبد الله محمد بن جعفر المعروف بخرجية، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث بن علي الشيرازي الحافظ وقال سمعت أبا يحيى المقرئ بدهران - قرية من قرى اليمن - من لفظه (2).
الدهستاني: بكسر الدال المهملة والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دهستان، وهي بلدة مشهورة عند مازندران وجرجان، بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المهدي (3)، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو نصر عبد المؤمن بن عبد الملك الدهستاني، سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي الفقيه وأقرانه، وسمع معه الحديث بنيسابور، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
__________
(1) مثله في اللباب، وضبط ياقوت رسم القرية بقوله " بكسر أوله وسكون ثانيه وجيم مكسورة وياء مثناة من تحت مخففة ".
(2) (الدهروطي) في معجم البلدان " دهروط - بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره طاء مهملة: بليد على شاطئ غربي النيل من ناحية الصعيد " وفي الضوء اللامع ج 2 رقم 252 " أحمد بن محمد بن أحمد..الدهروطي الشافعي جد الجلال محمد بن عبد الرحمن الآتي..اختصر الروضة مع مزيد كثير في مجلد سماه عمدة المفيد..ومات في المحرم سنة تسع عشرة (وثمانمائة) ".
(3) أسقط اللباب قوله " في خلافة المهدي " وذكرها ياقوت في معجم البلدان وتعقبها بأن عبد الله بن طاهر لم يكن في زمن المهدي.
قال المعلمي إنما ولد عبد الله بن طاهر بعد المهدي بدهر ومات قبل خلافة المهتدي بمدة طويلة فلعل الصواب " المأمون ".
(*)(2/515)
الدهشوري: بكسر الدال المهملة وسكون الهاء وضم الشين المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى دهشور وهي قرية بقبلي الجيزة من مصر، منها أبو الليث عبد الله بن محمد بن الحجاج بن عبد الله بن مهاجر الرعيني الدهشوري وأهله ينتسبون في رعين يزعمون أنهم من الاحمور ويقول أهل مصر: بل هم من الموالي من أهل دهشور، يروي عن يونس بن عبد الاعلى الصدفي، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
الدهقان: بكسر الدال المهملة وسكون الهاء وفتح القاف وفي آخرها النون، هذه اللفظة لمن كان مقدم ناحية من القرى، ومن يكون صاحب الضيعة والكروم، واشتهر به جماعة بخراسان والعراق، منهم أبو سهل بشر بن أحمد بن بشر بن محمود بن أشرس بن زياد بن عبد الرحمن بن عبد الله الاسفراييني الدهقان، من أهل إسفرايين، له رحلة إلى العراق، سمع بخراسان أبا بكر محمد بن محمد بن رجاء وأحمد بن سهل بن مالك الاسفرائيين وجعفر الساماني وإبراهيم بن علي الذهلي، وسمع الناس مسند الحسن بن سفيان بقراءته عليه، وسمع ببغداد أبا بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن ناجية وأبا بكر محمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي، وسمع منه المسند له، سمع منه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب البرقاني الحافظ، وآخر من روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو سهل الدهقان الاسفراييني كان شيخ الناحية في عصره، وأحد الرحالة المذكورين بالشهامة، ومحدث وقته من أصول صحيحة، وقد كان له مجلس الاملاء بنيسابور، انتخبت عليه غير مرة، وتوفي ليلة الجمعة السابع من شوال سنة سبعين وثلاثمائة، وهو ابن نيف وتسعين سنة.
الدهكي: بفتح المهملة والهاء وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى دهك (وهي إحدى قرى الري)، والمشهور بها السندي ابن عبدويه الدهكي، من أهل الري، يروي عن أبي أويس وأهل المدينة والعراق، روى عنه محمد بن حماد الطهراني.
وعلي بن حميد الدهكي، يروي عن شعبة، روى عنه أبو بدر الغبري.
وهارون بن حميد الدهكي (1).
__________
(1) (الدهلي) بكسر فسكون، والمتأخرون يقولون: الدهلوي.
وكلتاهما نسبة إلى دهلى عاصمة الهند منها، كما في التوضيح وغيره " الحافظ نجم الدين أبو محمد سعيد بن عبد الله الدهلي (ثم) البغدادي..توفي سنة سبع وأربعين وسبعمائة وكان محدثا متقنا مؤرخا.." راجع تعليق الاكمال 3 / 403 و 404.
(*)(2/516)
الدهماني: بضم الدال المهملة وسكون الهاء وفتح الميم (بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دهمان، وهو بطن من أشجع (1)، قال الدارقطني: غفيرة امرأة من أشجع ثم من بني دهمان.
وأبو العباس الوليد بن المغيرة بن سلمان هو الدهماني مولاه يعني مولى غفيرة (2).
الدهني: هذه النسبة إلى دهن مضموم الدال (المهملة) مجزوم الهاء، وقال بعضهم مفتوح الهاء وهي قبيلة من بجيلة - قرأت بخط أبي بكر الاودني ببخارى على وجه الجزء التاسع والعشرين من كتاب الغريب لابي سليمان الخطابي سمعت أبا سليمان يقول سمعت أبا سعيد بن الاعرابي يقول سمعت عباسا الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول: عمار
الدهني، دهن قبيلة من بجيلة.
ودهن في عبد القيس - بطن منه وهو دهن بن عذرة بن منبه بن زكرة (3) بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وأما دهن بجيلة فهو دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار - ذكر ذلك ابن حبيب.
وأما المشهور بالنسبة إلى دهن بجيلة معاوية بن عمار بن أبي معاوية الدهني البجلي، من أهل الكوفة، يروي عن أبيه عمار بن معاوية الدهني وأبي الزبير وجعفر بن محمد (الصادق)، روى عنه يحيى بن يحيى (التميمي)
__________
(1) في اللباب " دهمان بن نصار (ويقال بصار.
وكلاهما بكسر ففتح مخفف) ابن سبيع بن بكر بن أشجع ".
(2) وفي القبس " قال ابن الكلبي: ولد دهمان الذي في أشجع نصر المعمر الذي قيل فيه: ونصر بن دهمان الهنيدة عاشها * وتسعين عاما ثم تؤم فانصاتا وعاد سواد الرأس بعد ابيضاضه * وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا (وراجع عقلا بعد عقل (؟) وقوة * ولكنه من بعد ذا كله ماتا) ومن ولده جارية بن جميل بن نشبة بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان، شهد بدرا، جارية - بجيم - وحميل بحاء مهملة مضمومة " وفي اللباب " قلت فاته الدهماني نسبة إلى دهمان " بن مالك بن عدي بن الطول بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد " وفي ابن القبس منهم من الصحابة رضي الله عنهم عبد الله بن عبد عوف، كان يقاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يرتجز: أنا ابن دهمان وعوف جدي * أنا إذا عدت بنو معد نعد في جمهورها الاشد ذكره عمر بن شبة، ولم يذكره أبو عمر (بن عبد البر) ولا ابن الاثير " قال المعلمي: جهينة من قضاعة بلا خلاف واختلف في قضاعة، وهذا الرجز شاهد على أنها من معد.
ثم قال في اللباب " وهي أيضا نسبة إلى دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، منهم ربيعة بن عثمان بن ربيعة بن مازن بن النابغة بن عتر بن حبيب وائلة بن دهمان بن نصر، وهو أول عربي قتل عجميا بالقادسية.
وأخوه وثيمة بن عثمان الشاعر.
(3) كذا في ك وب، تبع فيه الاكمال فإنه وقع فيه في رسم (دهن) هكذا، وإنما الصواب (نكرة) راجع الاكمال بتعليقه 3 / 342، وفي س وم وع " بكرة " والصواب (نكرة) بالنون.
(*)(2/517)
وأحمد بن المفضل الكوفي ومحمد بن عيسى الطباع ويوسف بن عدي وسويد بن سعيد وقتيبة بن سعيد.
وأبوه أبو معاوية (عمار بن معاوية) الدهني البجلي، عداده في أهل الكوفة، يروي عن أبي الطفيل رضي الله عنه وسعيد بن جبير، روى عنه سفيان الثوري وسفيان بن عيينة.
الدهني: بكسر الدال المهملة وسكون الهاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دهنة، وهي بطن من غافق، والمشهور بهذه النسبة خالد بن زياد بن خالد الغافقي الدهني، من بطن منهم يقال لهم دهنة، يكنى أبا رباح، له ذكر في أخبار أحمد بن يحيى بن وزير - قال ابن يونس.
وحكيم بن أبي سعد الدهني مولى دهنة، مصري، ذكره ابن يونس، قال: كان عريفا عليهم، وكان فصيحا عالما.
وقال: كان من ولد حكيم غير واحد له محل ومنزلة وقبول.
وعبد الله بن محمد بن حكيم بن أبي سعد الدهني مولى دهنة، مصري، كان مقبولا عند القضاة ابن لهيعة وغيره وكان عريف دهنة هو وأبوه وجده حكيم، حدث يحيى بن عثمان بن صالح عن (أبيه عنه (1) قاله ابن يونس.
وأبو عبيد عفيف (ابن عبيد بن عفيف) بن حبان الغافقي الدهني، يروي عن فضالة بن المفضل بن فضالة وغيره، توفي سنة إحدى وثمانين ومائتين في شوال، قال أبو سعيد بن يونس: كذا قرأت على بلاطة قبره.
الدهي: بفتح الدال المهملة بعدها الهاء (2)، هذه النسبة إلى بطن من مذحج يقال له دهي، وهو دهي بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد - ذكر ذلك كله - محمد بن حبيب (3).
__________
(1) من الاكمال وموضعها في النسخ بياض، وسقط قوله " عن أبيه " من مطبوعة الاكمال 3 / 400 فألحقها في نسختك.
(2) في اللباب "..المهملة وكسر الهاء " وانظر ما يأتي.
(3) (الدهيري) استدركه اللباب وقال " بفتح الدال وكسر الهاء وسكون الياء تحتهنا نقطتان وآخره راء - نسبة إلى دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن قاس بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن
الحاف بن قضاعة - بطن من بهراء، منهم المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير، الذي يقال له: المقداد بن الاسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة - لانه تبناه، له صحبة، وهو من السابقين الاولين، وقيل إنه كندي، والاول أصح " راجع الاكمال بتعليقه 3 / 240 وتنبه.
(الدهيي) راجع ما تقدم في التعليق على (الدهي).
(*)(2/518)
باب الدال واللام ألف الدلاصي: بكسر الدال (1) المهملة وبعدها اللام ألف وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى دلاص، وهي قرية من سواد صعيد مصر، منها أبو القاسم حسان بن غالب بن نجيح الدلاصي مولى أيمن بن مرسوع الرعينى يروي عن مالك بن أنس وعبد الله بن سويد بن حيان والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة المصريين وغيرهم، وكان ثقة، توفي بدلاص في رجب سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
الدلال: بفتح الدال المهملة وتشديد اللام ألف، هذه الحرفة لمن يتوسط بين الناس في البياعات وينادي على السلعة من كل جنس.
وأبو الحسن أحمد بن عبد رزيق بن حميد الدلال في البز (2)، من أهل بغداد، سمع القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وعمر بن محمد الرزني وأبا عبد الله محمد بن مخلد العطار وأبا علي محمد بن سعيد الحراني وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي وبكر بن أحمد التنيسي وجعفر بن محمد الهروي وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين المصري، وانتقل عن بغداد إلى مصر فنزلها، وحدث بها ابن بنته محمد بن مكي الازدي ويوسف بن رباح البصري وسمعا منه بمصر، وعبد العزيز بن على الازجي وعبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الحذاء المكي وسمعنا منه بمكة، وأثنى عليه أبو عبد الله محمد بن علي الصوري، وقال: كان ثقة مأمونا.
وتوفي في شهر ربيع الاول سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وأبو أحمد محمد بن سليمان بن
فارس الدلال، من أهل نيسابور، كانت له ثروة ظاهرة وتجارة واسعة، فذهبت، فاشتغل بالدلالة بعد أن كان أقام ببغداد على التجارة سنين، وقد كان أنفق على العلم الاموال الكثيرة، سمع بخراسان محمد بن رافع ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق والحسين بن عيسى البسطامي، وكان التمس من محمد بن إسماعيل البخاري نزول داره فنزل عنده مدة، وقرأ عليه كتاب التاريخ، من أوله إلى باب فضيل، وسمع بالعراق أبا سعيد الاشج وعمر بن شبة وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن علي الحافظ فمن بعده من شيوخنا، ومات سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة بنيسابور، وسئل أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الاخرم الحافظ عن محمد بن
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في معجم البلدان " دلاص - بفتح أوله ".
(2) مثله في اللباب والاكمال، ووقع في تاريخ بغداد ج 4 رقم 1957 " البر ".
(*)(2/519)
سليمان بن فارس، فقال: ما أنكرنا عليه إلا لسانه فإنه كان فحاشا.
وأما أبو الحسن (1) عبيدالله بن الحسين بن دلال بن دلهم الفقيه الكرخي (2) من كرخ جدان، سكن بغداد، ودلال اسم جده، وكان فقيها، درس فقه أبي حنيفة رحمه الله مدة، وحدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن يحيى الحلواني ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، روى عنه أبو عمر بن حيويه وأبو حفص بن شاهين وأبو القاسم بن الثلاج وأبو محمد بن الاكفاني القاضي، وكان يرمى بالاعتزال، هجره الناس، وكانت ولادته سنة ستين ومائتين، ومات في شعبان سنة ستين ومائتين،.
وأبو محمد عبد العزيز بن الحسن بن خلف الدلال الغازي، وكان دلال الكتب، وكان يقرأ كل يوم ختمة، روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستر اباذي وعلي بن محمد بن حاتم الجرجاني وغيرهما، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ، وهو من أهل جرجان (4).
الدلاني: بكسر الدال المهملة وتشديد اللام ألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دلان وهو اسم أبي بكر لجد أحمد بن محمد بن دلان الخيشي الدلاني، من أهل بغداد،
حدث بالعراق ومصر.
سمع محمد بن بكار بن الريان وأبا بكر بن أبي شيبة وعبيدالله بن عمر القواريري وأبا همام الوليد بن شجاع وأبا خيثمة زهير بن حرب وأبا هشام الرفاعي ويعقوب الدورقي وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وإسحاق بن محمد النعالي، قال الدارقطني لما سئل عن ابن دلان فقال: لا بأس به.
قال غيره: كانت وفاته في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن علي بن دلان الجرجاني الدلاني، من أهل جرجان، كانت له رحلة إلى مصر في سنة ثلاث وخمسين قال.
حمزة بن يوسف السهمي: أبو جعفر بن دلان، روى عن أبي العباس بن عتبة (5) الرازي وغيره من أهل مصر، وقد رحل
__________
(1) مثله في اللباب وتاريخ بغداد ج 10 رقم 5507.
(2) زاد في اللباب الدلالي فنسب إلى جده.
(3) كذا في ك وب، ووقع في بقية النسخ " ستين وثلاثمائة " وكذا في اللباب.
ويظهر أن المؤلف أثبته كما في ك وب، وأن بعض الناظرين أنكر هذا لان هذا تاريخ المولد فكيف يكون هو عينه تاريخ الوفاة فظن أن الصواب (وثلثمائة) فأصلحها ولم يراجع فكان في عمله نصف الصواب، والذي في تاريخ بغداد عن ابن الفرات وعن الصيمري أن وفاة هذا الرجل " سنة أربعين وثلاثمائة ".
(4) (الدلالي) بزيادة ياء النسبة نسبة إلى اسم الجد.
ذكر المؤلف في رسم الدلال أبا الحسن عبد الله بن الحسين بن دلال الكرخي.
وزاد صاحب اللباب " الدلالي نسب إلى جده " كما تقدم.
(5) هو أبو العباس أحمد بن الحسن - أو الحسين - بن إسحاق بن عتبة الرازي ثم المصري المحدث توفي سنة 357 راجع النجوم الزاهرة 4 / 20، والشذرات 3 / 22، ووقع في النسخ " أبي العباس بن عيينة " وفي مخطوطة اللباب " أبي العباس = (*)(2/520)
رحلات إلى العراق، وآخر ما رحل في سنة سبع وستين إلى اليمن، وقصد أبا عبد الله النقوي ليسمع منه، ثم رأيته بمكة في سنة ثمان وستين وقد رجع من اليمن وحج، وكان معنا في الطريق إلى المدينة واعتل بها فجاءنا نعيه وأنا ببغداد أنه توفي في صفر أو شهر ربيع الاول سنة تسع وستين وثلاثمائة وكان قد تفقه، وكتب الكثير عن أبي القاسم الطبراني وأبي بكر بن خلاد
النصيبي وأبي علي بن الصواف (وأبي بكر الشافعي وغيرهم).
الدلايي: بفتح الدال المهملة وبعدها اللام ألف، هذه النسبة إلى دلاية، وهي بلدة قريبة من المرية، وهي بلدة على ساحل من سواحل بحر الاندلس، والمشهور بهذه النسبة أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري، ويعرف بابن الدلايي، رحل إلى مكة مع أبيه، وسمع من أبي العباس أحمد بن الحسن الرازي وطبقته، وبمصر جماعة، وهو مكثر سمع منه أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الحافظ، وقال: كان حيا قبل سنة خمسين وأربعمائة (1).
__________
= عبيد " وفي مطبوعته " أبي العباس قتيبة " وفي القبس عنه " أبي العباس بن قتيبة " وفي تاريخ جرجان رقم 859 " أبي العباس عتبة ".
(1) عبارة الجذوة " سمعنا من لا اندلس، وكان حيا وقت خروجي منها سنة ثمان وأربعين وأربعمائة " وفي الصلة والمعجم أنه توفي سنة 478 وأن مولده كان سنة 393، وراجعهما لتمام الفائدة.
(*)(2/521)
باب الدال والياء (1) الديباجي: بكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما لقب ابن المطرف، واسمه محمد بن (عبد الله) بن عمرو بن عثمان بن عفان، وكان يلقب بالديباج وابنه محمد بن المطرف بن عبد الله الديباجي وكان أبوه يقال له الديباج لحسن وجهه فنسب الابن فنسب الديباجي وهو (أبو) عبد الله محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي ثم الاموي، وهو أخو القاسم بن عبد الله، حدث (2) عن أبيه وعن نافع مولى بن عمر وأبي الزناد روى عنه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وقتله المنصور سنة خمس وأربعين ومائة، وبعث برأسه إلى خراسان.
وجماعة كثيرة من المحدثين والعلماء نسبوا إلى صنعة الديباج وشرائه وبيعه إماهم قد عملوا ذلك، أو أحد من آبائهم
وأجدادهم، منهم أبو الطيب محمد بن جعفر بن محمد بن المهلب الديباجي، سمع يعقوب الدورقي وأبا الاشعث أحمد بن المقدام العجلي وعباد بن الوليد وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي البغدادي وغيره، وكان ثقة.
وعلي بن أحمد بن نوح التستري الديباجي، حدث عن علي بن بكار المجاشعي وأحمد بن ملاعب، روى عنه (محمد بن) إسماعيل الوراق وغيره.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن الديباجي، حدث عن أحمد بن عبد الله بن زياد التستري وغيره، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأثنى عليه وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد الكتاني وغيرهما.
والمنتسب إلى الديباج من
__________
(1) (الديار بكري) في معجم البلدان " ديار بكر هي بلاد كبيرة واسعة تنسب إلى بكر بن وائل..ينسب إليها من المحدثين عمر بن علي بن الحسن الديار بكري، سمع الجبائي " كذا وأحسب الصواب: الجياني.
راجع تعليق الاكمال 3 / 72.
(2) أي الديباج وفي الفصل المتقدم تخليط وإنما الصواب أن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان كان يلقب (المطرف) بضم الميم وسكون الطاء المهملة وفتح الراء وآخره فاء - كما في الاكمال وغيره، ولعبدالله هذا بنون منهم محمد الاكبر ومحمد الاصغر والقاسم، كان محمد الاصغر يلقب الديباج وهو الذي روى عن أبيه وعن نافع إلى آخر ما يأتي، وللديباج بنون منهم عبد الله الاكبر وعبد الله الاصغر والقاسم الاكبر والقاسم الاصغر فهؤلاء الاربعة وذريتهم يسوغ أن يقال لكل منهم (الديباجي) وعبارة اللباب سليمة قال " هذه النسبة إلى شيئين، أحدهما إلى محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، وكان يلقب الديباج لحسن وجهه ويقال لابنه عبد الله: الديباجي، روى محمد عن أبيه ونافع..".
(*)(2/522)
أولاد عثمان بن عفان رضي الله عنه أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن نوفل بن عبد الله بن محمد الديباج بن عبد الله المطرف بن عمرو بن عثمان بن عفان الديباجي العثماني، كان جوالا في الآفاق، حدث بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالاسكندرية وبساحل الشام بمدينة بيروت وغيرها من البلاد، عن أبي
الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبو الفتيان عمر بن عبد الكريم الرؤاسي وغيرهما، وكانت وفاته في حدود سنة سبعين وأربعمائة إن شاء الله.
وأما أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى (بن حي) المقدسي العثماني الديباجي إمام فاضل ورع كثير العبادة، من أهل نابلس - بلدة من بلاد فلسطين، تفقه بالشام على الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وسمع منه الحديث ومن أبي عيسى مكتوم بن أبي ذر الهروي وأبي عبد الله الحسين بن علي الطبري وغيرهم، روى لنا عنه أبو الحسن (بدر بن الحسين) الحلواني بحلوان وأبو زكريا يحيى بن عبد الملك المكي بأصبهان وغيرهما، وتوفي في صفر سنة سبع وعشرين وخمسمائة ببغداد، وهو من أولاد الديباج.
(وأما المنتسب إلى صنعة الديباج) وعمله فهو أبو محمد سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي، من أهل بغداد، حدث عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، ويموت بن المزرع العبدي ومحمد بن محمد بن الاشعث الكوفي نزيل مصر ومحمد بن الحسن بن دريد وأبي بكر محمد بن القاسم الانباري، روى عنه أبو القاسم الازهري وأبو العلاء الواسطي وأبو القاسم التنوخي وأبو الحسن العتيقي وأبو محمد الجوهري وغيرهم، قال أبو بكر الخطيب سألت الازهري عن الديباجي فقال: كان كذابا رافضيا زنديقا، قال محمد بن أبي الفوارس الحافظ: الديباجي كان آية ونكالا في الرواية، وكان رافضيا غاليا فيه، وكتبنا عنه كتاب محمد بن محمد بن الاشعث لاهل البيت من فرع ولم يكن له أصل يعتمد عليه ولا صحيح.
وقال العتيقي: كان رافضيا ولم يكن في الحديث بذاك.
وقال الازهري: رأيت في داره على الحائط مكتوبا لعن أبي بكر وعمر وباقي الصحابة العشرة سوى علي رضي الله عنهم.
وكانت ولادته سنة تسع وثمانين ومائتين، ومات في صفر سنة ثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو عبيدالله بن المعلم شيخ الرافضة.
الديبلي: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وضم الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى ديبل، وهي بلدة من بلاد ساحل البحر من بلاد الهند قريبة
من السند ويجتمع المياه العذبة من مولتان ولوهور والسند وكشمير بديبل ومن ثم تنصب إلى البحر الكبير، والمشهور منها أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي ساكن مكة،(2/523)
يروي كتاب التفسير لابن عيينة عن أبي عبد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عنه، وكتاب البر والصلة لابن المبارك عن أبي عبد الله الحسين بن الحسن المروزي عنه، ويروي عن عبد الحميد بن صبيح أيضا، روى عنه أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقرئ.
وأما ابنه إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله الديبلي فهو يروي عن موسى بن هارون ومحمد بن علي الصائغ الكبير وغيرهما.
وأبو القاسم شعيب بن محمد بن أحمد بن شعيب بن بزيع بن سوار الديبلي (1) المعروف بابن أبي قطران الديبلي (1)، قدم مصر وحدث بها، قال أبو سعيد ابن يونس: كتبت عنه.
وخلف بن محمد الموازيني الديبلي، نزل بغداد، وحدث بها عن علي بن موسى الديبلي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران (بن) الجندي.
وأبو العباس محمد بن أحمد بن عبد الله الوراق الزاهد، كان صالحا عالما، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي وعبدان بن أحمد بن موسى العسكري ومحمد بن عثمان بن أبي سويد البصري وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، صلى عليه أبو عمرو بن نجيد.
وأبو العباس أحمد بن عبد الله بن سعيد الديبلي من الغرباء الرحالة المتقدمين في طلب العلم، ومن الزهاد الفقراء العباد، سكن نيسابور أيام أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وهو يسكن خانكاه الحسن بن يعقوب الحداد ثم تزوج في المدينة الداخلة وولد له وكان البيت في الخانقاه برسمه، ويأوي إلى أهله في المدينة بعد أن يصلي الصلوات في المسجد الجامع، وكان يلبس الصوف وربما مشى حافيا سمع بالبصرة أبا خليفة القاضي، وببغداد جعفر بن محمد الفريابي وبمكة المفضل بن محمد الجندي ومحمد بن إبراهيم الديبلي، وبمصر علي بن عبد الرحمن ومحمد بن زبان
وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا، وببيروت أبا عبد الرحمن مكحولا، وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر، وبتستر أحمد بن زهير التستري، وبعسكر مكرم عبدان بن أحمد الحافظ، وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأقرانهم، سمع منه الحاكم.
أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي بنيسابور في رجب سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة ودفن في مقبرة الحيرة.
الدير عاقولي: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الراء
__________
(1 - 1) المعروف في نسبة هذا (الديبلي) بتقديم الموحدة على التحتية وقد تقدم رسم (الدبيلي) رقم 1562 وفيه هذا الرجل، وراجع التعليق على الاكمال 3 / 354.
(*)(2/524)
ثم العين المهملة وفيها قاف بعد الالف، هذه قرية كبيرة على عشرة فراسخ أو خمسة عشر فرسخا من بغداد يقال لها دير العاقول، والنسبة إليها دير عاقولي أيضا، وكان شيخنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف الاموي يقال له قاضي دير العاقول لانه كان ولي بها القضاء مدة.
ومن المحدثين المعروفين من هذا الموضع أبويحيى عبد الكريم بن الهيثم بن زياد بن عمران القطان الدير عاقولي، روى عن جماعة من الائمة، منهم أبو اليمان الحكم بن نافع الحمصي، قال أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات: عبد الكريم بن الهيثم حدثني عنه ابنه محمد بن عبد الكريم في قريته وكان سافر إلى بغداد وواسط والبصرة والكوفة والشام ومصر، وسمع مسلم بن إبراهيم الازدي وسليمان بن حرب وإبراهيم بن بشار وأبا نعيم الفضل بن دكين وأبا الوليد الطيالسي ومسدد بن مسرهد وأحمد بن صالح المصري وغيرهم، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي وموسى بن هارون الحافظ وقاسم بن زكريا المطرز وعبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي وأبو سهل بن زياد القطان، وكان ثقة ثبتا صدوقا مأمونا، ومات بدير العاقول في شعبان سنة ثمان وسبعين ومائتين.
وبلبل بن هارون الدير عاقولي، حدث عن نجيح بن إبراهيم الكوفي ومحمد بن عبدك القزاز، روى عنه أبو
محمد بن السقاء الواسطي.
وأبو الطيب يوسف بن أحمد بن سليمان الدير عاقولي الصوفي، نزيل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أقام عندنا في الجامع سنين، لم يأو إلا إلى الجامع، كان يذكر سماعه من أبي يعلى الموصلي وأقرانه، كتبت عنه سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وأظنه مات بقرب ذلك، وكان ولد له ابن بنيسابور رأيته يطلب الحديث، وكان يلازم أبا القاسم الصوفي ؟ (1).
الديري: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى دير، وهو موضع بالبصرة يقال له نهر الدير، وهي قرية كبيرة، بت بها ليلة في انحداري إلى البصرة، والمشهور منها مجاشع الديري أظنه من أهل هذا الموضع لانه بصري، كان عبدا صالحا، حكى عن أبي محمد حبيب العابد وغيره، روى عنه العباس بن الفضل الازرق وعمار بن عثمان الحلبي.
وعبد الكريم بن الهيثم الذي تقدم ذكره، يقال له
__________
(1) في معجم البلدان بعد ذكر دير العاقول الذي بنواحي بغداد ما لفظه " ودير العاقول موضع بالمغرب، منه أبو الحسن علي بن إبراهيم بن خلف الدير عاقولي المغربي، روى الحديث بمكة - حدثني بذلك المحب أبو عبد الله محمد بن محمود النجار قال وجدته بخط الحافظ محمد بن عبد الواحد الدقاق الاصبهاني، وقد كتب على الحاشية بخطه: سئل الشيخ عن دير العاقول هذا فقال: موضع بالمغرب.
قال وقد ذكرته في كتابي هذا - المتفق خطا وضبطا - وذيلت به عن ابن طاهر المقدسي بأكثر من هذا الشرح ".
(*)(2/525)
الديري أيضا في انتسابه إلى دير العاقول (1).
الديزكي: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الزاي وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى ديزك (2)، وهي من قرى سمرقند، منها عبد العزيز بن محمد الديزكي المذكر، كان يعظ الناس بسمرقند، وكان فاضلا، سمع أبا بكر محمد بن سعيد البخاري الواعظ، خرج إلى الحج قبل الثمانين والثلاثمائة، ومات في منصرفه - قاله أبو سعد الادريسي، وقال: كتبنا عنه بديزك.
وأبو المحامد محمد بن علي بن إسماعيل بن منصور بن
يحيى الديزكي - ويقال له الديزقي - المعروف بالحجاج الكرابيسي من أهل سمرقند، كان فقيها فاضلا صالحا عفيفا نظيفا شديد الرغبة إلى الخيرات، سمع أبا الحسن علي بن عمر بن عثمان الخراط، كتبت عنه شيئا يسيرا بسمرقند، وكان يواظب على حضور مجالسي بمسجد المنارة، ولادته في صفر سنة تسع وثمانين وأربعمائة.
وأبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن شبيب الديزكي، يروي عن أبي حفص عمر بن أحمد بن محمد بن شاهين وغيره، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد النسفي، ومات يوم النصف من شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمائة، ودفن بجا كرديزه.
وأما أبو الطيب أحمد بن محمد بن عمر بن إسحاق بن ديزكه التأني الديزكي، من أهل أصبهان، نسب إلى جده الاعلى، سمع أبا بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقرئ الحافظ، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وذكره في معجم شيوخه.
وقاضي الحضرة عمر بن شعيب بن أبي القاسم الصرام الديزكي من أهل الديزك كان قاضي المعسكر في جميع مدت الخاقان محمد بن سليمان بن داود، كان يروي الصحاح عن عبد الجبار النحوي، ومعاني الاخبار للكلاباذي عن الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن صالح القصار، ومات بباركث في ذي الحجة سنة خمس وعشرين وخمسمائة ليلة الجمعة الثالث عشر منه.
الديزيلي: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنين وكسر الزاي وبعدها ياء أخرى وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو منصور محمد بن علي بن
__________
(1) (الدير قطاني) (دير قطان) كما في الطالع السعيد ص 9 من قرى الكورة الغربية بصعيد مصر، وذكر في القاموس الجغرافي للبلاد المصرية في القسم (الاول ص 261 وشكل بتشديد الطاء، وذكر في مادة (د ي ر) من شرح القاموس في تعداد الديارات لكن وقع في النسخ (دير قسطان) كذا، وفي الطالع رقم 123 " حجازي بن أحمد بن حجازي الدير قطاني، ينعت بالصفي، كان كريما كاتبا أديبا ناظما..توفي ببلده سنة إحدى وسبعمائة ".
(2) احسب اسمها في الفارسية (ديزه) آخرها هاء ساكنة تجعل كافا أو قافا أو جيما كما نبهت عليه مرارا وراجع أواخر مقدمة الاكمال، ويأتي ما يشهد له.
(*)(2/526)
أحمد بن ديزيل الجلاب الفارسي الديزيلي، من أهل نيسابور، شيخ صدوق حسن الاصول وكانت له ثروة قديمة فزالت، وكان يخفي شخصه عن الناس تجملا وكان أبو نصر ابنه يسمع معنا الحديث قديما.
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ثم قال: فلم أزل به حتى حمل ابنه أباه على التحديث، وكثر انتفاع الناس به، سمع ببغداد أبا جعفر محمد غالب بن حرب الضبي ومحمد بن شاذان الجوهري وموسى بن الحسن الجلاجلي وأقرانهم وذلك أنه كان في صغره مع أبيه ببغداد، توفي في شوال سنة خمس وأربعين وثلاثمائة (1).
الديلماني: بفتح الدال المهملة واللام والميم بينهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الالف والنون، هذه النسبة إلى ديلمان وهي قرية من قرى أصبهان بناحية خرجان (2)، والمنتسب إليها أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن يوسف الديلماني، من أصبهان، يروي عن أبيه، روى عنه أبو عمرو بن حكيم المديني.
الديلمي: بفتح الدال المهملة وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفتح اللام وكسر الميم، هذه النسبة إلى الديلم، وهو بلاد معروفة، وجماعة من أولاد الموالي ينسبون إليها، منهم الضحاك بن فيروز بن الديلمي، يروي عن أبيه، روى عنه أبو وهب الجيشاني.
وأبو محمد الحسن بن موسى بن بندار بن خرشاذ الديلمي، كان شابا فاضلا، له معرفة بالحديث، قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن محمد بن سليمان المالكي وأحمد بن الحسين شعبة ومحمد بن إسحاق بن دارا الاهوازي، روى عنه أبو بكر البرقاني الحافظ، وقال: قدم علينا بغداد حاجا وسمعت منه في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، وكان شابا حافظا.
وأبو سعد عبد الله بن الحسين بن أبي الفضل شنيف (3) الديلمي فقيه من أصحاب أحمد بن حنبل، سكن دار القز - إحدى المحال الغربية ببغداد، قال لي: أنا من ديلم العرب.
ولا أعرف أنا هذا والله أعلم، سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، كتبت عنه أحاديث يسيرة على باب داره.
وأبو يعلى عثمان بن الحسن بن علي بن محمد بن عزرة بن ديلم الوراق
__________
(1) (الديساني) في معجم البلدان " ديسان - بكسر أوله وسكون ثانيه وسين مهملة وآخره نون: من قرى هراة " وذكر في التبصير هذا الرسم وقال " شيخ متأخر نسب إلى قرية بهراة - كذا ذكره الزمخشري " ذكرته لذكرهما له.
(2) بغير نقط في م، وعن بقية النسخ " جرجان " وكذا وقع في معجم البلدان وهو من تصحيف النساخ والصواب (خرجان) بخاء معجمة فهي التي في أصبهان كما تقدم في رسم (الخرجاني) فأما جرجان فبعيد عنها ثم رأيت ترجمة عبد الله بن إسحاق الآتي، في أخبار أصبهان 2 / 81 وفيها "..الديلماني - محلة من محال خرجان ".
(3) ذكر ابن نقطة في رسم (شنيف) من الاستدراك " سعيد بن الحسين بن شنيف الديلمي.." وكذا ذكره ابن رجب في ذيل الطبقات ج 2 رقم 123 وأراه أخا هذا فالله أعلم.
(*)(2/527)
الديلمي المعروف بالطوسي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل بغداد، كان ذا معرفة وفضل، له تخريجات وجموع وهو ثقة، كان صالح الامر على ما قيل، سمع جعفر بن أحمد بن المغلس والحسين بن محمد بن عفير وأبا القاسم البغوي وعبد الله بن أبي داود وغيرهم، روى عنه عبد الله بن يحيى السكري وأبو بكر أحمد بن محمد البرقاني، ومات في شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة.
الديلي: بكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى بني الديل بن هداد بن زيد مناة بن الحجر، من الازد.
وقال محمد بن حبيب: في عبد القيس الديل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
وفي تغلب أيضا الديل.
وفي إياد بن ربيعة الديل أيضا.
وقد ذكرنا الاختلاف في الديل والدول والدئل.
ونوفل بن معاوية الديلي الكتاني، له صحبة، وقال الواقدي فيه: الدئلي، روى عنه عبد الرحمن بن مطيع عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وسنان بن أبي سنان يزيد بن أمية الدؤلي ويقال الديلي، روى عنه الزهري عن جابر بن عبد الله وأبي هريرة.
وممن انتسب إليها ولاء (1) أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن أبي فديك الديلي مولى بني الديل، واسم أبي فديك دينار، يروي عن عبد الرحمن بن حرملة وابن أبي ذئب، روى عنه الحميدي، مات سنة مائتين، وقيل مات سنة تسع وتسعين ومائة،
بالمدينة.
وثور بن زيد الديلي المدني عن سالم أبي الغيث، روى عنه مالك بن أنس وسليمان بن بلال.
ومحمد بن عمرو بن حلحلة الديلي ويقال الدؤلي - قاله محمد بن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، روى عنه مالك وسعيد بن أبي هلال ويزيد بن أبي حبيب.
الديماسي: بكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف والميم المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى ديماس وهو الحمام، وفي الحديث: كأنما خرج من ديماس.
يعني الحمام، والديماسي الحمامي، واشتهر بهذه النسبة أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد العزيز الديماسي العسقلاني من أهل عسقلان، يروي عن أبي الدرداء هاشم بن محمد بن يعلى الامام وأبي عمير بن النحاس وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني، ورأيت في المعجم الصغير للطبراني: محمد بن
__________
(1) هكذا في ك وب وهو الصواب، يعني وممن انتسب إلى هذه القبيلة وليس منها وإنما هو من مواليها.
ووقع في س وم وع " وممن انتسب إلى هؤلاء " كذا.
(*)(2/528)
عمر بن عبد العزيز بن ديماس الرملي.
لعله نسب إلى جده الاعلى (1).
فعلى هذا ليس من الحمام في شئ، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (2).
الديمسي: بكسر الدال المهملة والياء الساكنة آخر الحروف والميم المفتوحة وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى ديمس وهي قرية من قرى بخارى على ثلاثة فراسخ، منها الحاكم أبو طاهر محمد بن يعقوب الديمسي البخاري، يروي عن أبي بكر محمد بن علي الابيوردي، روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن خدام البخاري الخدامي، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة.
الديميرتي: بالياء الساكنة بين الدال المهملة والميم المكسورتين ثم ياء أخرى ساكنة وفي آخرها الراء والتاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى ديميرت، منها أبو محمد الديميرتي
الاديب، يروي عن إبراهيم بن متويه من أهل أصبهان (3).
الديناري: بكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين (من تحتها وفتح النون
__________
(1) الذي في المعجم الصغير للطبراني ص 160 " محمد بن عمر بن عبد العزيز الديماسي الرملي ثنا أبو عمير بن النحاس " وفي معجم البلدان " الديماس موضع في وسط عسقلان عال يطلع إليه وفيه عمد يقرب الجامع، ينسب إليه أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد العزيز الديماسي، روى عن أبي عثمان سعيد (في النسخة: سعد) بن عمرو الحمصي وغيره من أصحاب بقية بن الوليد، روى عنه أبو أيوب محمد بن عبد الله بن أحمد بن مطرف المديني بعسقلان ".
(2) (الديمرتي) في اللباب بعد رسم (الديمسي) الآتي في المتن ما لفظه " الديمرتي - بكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الميم وسكون الراء وفي آخرها تاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى ديمرت، منها أبو محمد القاسم بن محمد الديمرتي الاديب، روى عن إبراهيم بن متويه " وفي معجم البلدان قبل (ديمس) ما لفظه " ديمرت: بكسر أوله وفتحه وسكون ثانيه وفتح ميمه وسكون الراء وآخره ثاء مثناة من فوق - من نواحي أصبهان قال الصاحب أبو القاسم إسماعيل بن عباد: يا أصبهان سقيت الغيث من بلد * فأنت مجمع أوطاري وأوطاني ذكرت ديمرت إذ طال الثواء بها * وأين ديمنت من أكناف خرجان كذا وقع في النسخة: خرجان وخرجان من قرى أصبهان، فلا يستقيم المعنى، والصواب إن شاء الله: جرجان وقوله: الثواء بها.
في النفس منه ينسب إليها أبو محمد القاسم بن محمد الديمرتي الاديب، روى عن إبراهيم بن متويه (في النسخة: متونه) ".
(3) (الدينار اباذي) في معجم البلدان " ديناراباذ - بلفظ الدينار الذي هو المثقال، مضاف إليه اباذ: من قرى همذان قرب اسداباذ، خرج منها جماعة من أصحاب الحديث ينسبون: الديناري.
قال شيرويه: الحسن بن الحسين بن جعفر أبو علي الخطيب الدينار اباذي، قدم همذان مرات آخرها في جمادى الاولى سنة 483 روى عن القاضي أبي محمد عبد الله بن محمد التميمي الاصبهاني وغيره، قال شيرويه: سمعت منه بهمذان وبدينار اباذ، وكان شيخا ثقة صدوقا فاضلا متدينا، توفي في شعبان سنة 485 ".
(*)(2/529)
وفي آخرها الراء)، هذه النسبة إلى ثلاثة: إلى اسم الجد، وإلى قرية، وإلى الدينار المعروف، أما النسبة إلى الجد فهو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن (دينار) النيسابوري.
وكذلك أبو الفتح محمد بن (محمد بن) الحسن الديناري من ولد دينار بن عبد الله، مات سنة 453.
وابنه أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الحسن الديناري النحوي، مات سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
وأما المنسوب إلى القرية فجماعة من أهل همذان والجبال، نسبوا إلى قرية ديناراباذ، وهي بالقرب من إستراباذ، خرج منها جماعة (1).
وأما المنسوب إلى الدينار الذي يتعامل به الناس فهو أبو العباس أحمد بن بنان (2) بن عمرو بن عوف بن بهرام الديناري من أهل سمرقند، يروي عن أحمد بن حازم بن أبي غرزة الكوفي ومحمد بن الحسين بن موسى الحنيني وأبي صالح الهيثم بن خلف الوراق الكوفيين وغيرهم.
أخبرنا (أبو بكر) الخطيب بقصر الريح (3) أنا أبو محمد السمرقندي أنا أبو بشر بن هارون ثنا أبو سعد الادريسي الحافظ حدثني محمد بن علي بن النعمان أبو بكر ثنا أبي ثنا أبو العباس أحمد بن بنان بن محمد الديناري - وزعم أنه ولد بالري ونشأ بسمرقند، قال وقال أبو العباس الديناري: أحدث الدينار بما وراء النهر جدي أبو أمي (محمد بن) والحارث بن أسد بن مازن للامير نصر بن أحمد.
وأما أبو الفتح..(4) الديناري شاب، من أهل بغداد فقيه سديد السيرة حريص على سماع الحديث سمع معنا من مشايخنا أبي عبد الله الفراوي وأبي بكر الشحامي وغيرهما، وظني أنه ينتسب إلى درب دينار آخر الدروب الخارجة إلى الشط من الجانب الشرقي - والله أعلم بذلك (5).
الدينمزداني: بكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون
__________
(1) تبعه ياقوت في رسم (ديناراباذ) ولكنه لم يذكر أحدا إنما ذكر رجلا نسبته (الدينار اباذي) كما مر في التعليق، نعم ياقوت " دينار - سكة دينار بالري، منها الحسين بن علي الديناري الرازي ذكره ابن أبي حاتم " هو في كتاب ابن أبي حاتم ج 1 ق 2 رقم 257 " الحسين بن علي الديناري أبو عبد الله الرازي، من سكة دينار.." وانظر ما يأتي آخر الرسم.
(2) وفي اللباب " بيان " وصنيعهم في بابه يقتضيه.
(3) في معجم البلدان " قصر الريح..قرية بنواحي نيسابور، كان أبو بكر وجيه بن طاهر خطيبها " قال المعلمي وإياه أراد أبو سعد بقوله " أخبرنا أبو بكر الخطيب " وفي هذا إيهام لطيف واختبار للسامعين فإن المشهور بقولهم " أبو بكر الخطيب " هو أحمد بن علي بن ثابت البغدادي الامام، فمن سمع قول أبي سعد " أخبرنا أبو بكر الخطيب " قد يتوهم أن أبا سعد أدرك أحمد بن علي بن ثابت وسمع منه، وقد يعرف أنه لم يدركه فيظن به الرواية عمن لم يدركه عمدا أو خطأ أو يظن أنه يحكي عن غيره أو أنه سقط شئ أو يجزم بأن هذا الرجل آخر ولكن يجهل من هو ؟.
(4) بياض في النسخ وكذا في اللباب.
(5) في اللباب " قلت فاته النسبة إلى دينار بن النجار بن ثعلبة بن الخزرج - بطن كبير من الانصار منهم خلق كثير، منهم النعمان بن عبد عمرو بن مسعود بن كعب بن عبد الاشهل بن دينار، شهد بدرا، وقتل يوم أحد ".
(*)(2/530)
والميم وسكون الزاي وفتح الدال وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى دينه مزادن وهي قرية من قرى مرو، عند ريكنج عبدان، منها القاسم بن إبراهيم الدينمزداني الزاهد، روى عنه عبد الله بن محمود السعدي.
الدينوري: بكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفتح النون والواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الدينور، وهي بلدة من بلاد الجبل عند قرميسين، كان بها جماعة من العلماء المحدثين والمشايخ المشاهير، منهم أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن علي الدينوري، يعرف ببرهان، من أهل الدينور، كان أحد الصالحين صاحب كرامات ظاهرة، قدم بغداد في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وحدث بها عن أبي شعيب الحراني وعبد الله بن محمد بن بيان وإبراهيم بن زهير الحلواني وأبي مسلم الكجي البصري وعمير بن مرداس الدونقي ومحمد بن عبد الله بن سليمان ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن صالح بن ذريح وجعفر بن محمد الفريابي ويوسف بن يعقوب القاضي وغيرهم، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وعلي بن أحمد بن عمر المقرئ وعلي بن أحمد الرزاز وطاهر بن عبد الله بن عمرو والقاسم بن محمد السراج وأبو عبد الله بن فنجويه
الدينوري وطبقتهم.
ذكره صالح بن أحمد الحافظ في طبقات الهمذانيين فقال: برهان الدينوري ذاكرته، وكان شيخا فاضلا ثقة ورعا ولم يقض لي السماع منه وكان يشبه أهل العلم بالله صدوقا رحمنا الله وإياه.
وأبو أنس محمد بن أنس الكوفي ثم الدينوري مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كوفي الاصل، سكن دينور، روى عن عاصم بن كليب وحصين وسهيل بن أبي صالح والاعمش ومطرف بن طريف، روى عنه إبراهيم بن موسى، قال أبو حاتم الرازي: هو صحيح الحديث.
وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال: كوفي سكن دينور، ثقة، كان إبراهيم بن موسى يثني عليه.
وقال أبو حاتم قال إبراهيم بن موسى: لقيته بدينور.
الدينويي: بفتح الدال المهملة والياء الساكنة آخر الحروف وضم النون بعدها الواو (1) وفي آخرها ياء أخرى (2)، هذه النسبة إلى دينو، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن دينو (3) السوسي الدينويي من أهل السوسي، يروي عن
__________
(1) كان هنا فيما أرى كلمة " الساكنة " كما جرى عليه في اللباب وأحسبها كانت في أصل المؤلف ملحقة بالهامش فأدرجها الناسخ في غير موضعها كما يأتي.
(2) زيد في ك وب " الساكنة " وفي س وم " ساكنة " والصواب إن شاء الله الاول ويكن موضعها قبل هذا كما مر.
(3) مثله في مخطوطة اللباب والقبس عنه، ووقع في مطبوعته " دينوا " كذا.
(*)(2/531)
محمد بن الفضل العتابي.
وابن عمه أبو محمد القاسم بن أحمد بن دينو السوسي الدينوي من أهل السوس أيضا، يروي عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، روى عنهما أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ (1).
الديواني: بكسر الدال المهملة والواو المفتوحة بينهما الياء الساكنة آخر الحروف ثم الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ديوان وهي سكة بمرو، منها أبو العباس جعفر بن وجيه بن (حريث بن عبدان بن إبراهيم النجار الديواني، من أهل مرو، قال أبو زرعة السنجي: جعفر بن وجيه) سمع علي بن خشرم وسليمان بن معبد ومحمد بن إسماعيل، مات
في رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين، وكان يسكن سكة ديوان.
الديوري: بكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين وفتح الواو وكسر الراء، هذه النسبة إلى ديورة، قرية من رستاق نيسابور منها أبو علي أحمد بن حمدويه بن مسلم البيهقي الديوري، كان من أهل العلم والفضل كثير الرحلة، سمع بنيسابور إسحاق بن راهويه الحنظلي ومحمد بن رافع القشيري، وبمرو علي بن حجر وعلي بن خشرم، وببغداد خلف بن هشام المقرئ وسعيد بن يحيى الاموي، وغيرهم، روى عنه المؤمل بن الحسن بن عيسى ويحيى بن منصور القاضي وجماعة سواهما، ومات في قريته بالديورة في رجب سنة تسع وثمانين ومائتين (2).
الديوكش: بكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الواو وضم الكاف وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة لبيت مشهور لبعض العلماء بمرو وإنما قيل لهم هذا الاسم لانهم يشتغلون بالابريسم ويعلمونه يشترون القز ويقتلون الدود فيه
__________
(1) ههنا وقع في ك وب رسم (الديماسي) وكذا في اللباب وقد تقدم في موضعه (893 و 894 - الديني والديني) راجع تعليق الاكمال 3 / 402.
(الديوانجي) في معجم البلدان " ديوانجه بكسر أوله وبعد الالف نون وجيم - قرية بهراة والنسبة إليها: ديوقاني، وديوانجي، نسب إليها أبو سعد رحمه الله (في النسخة: رحمه الله بن: خطأ) عبد الرحمن بن الموفق بن أبي الفضل الحنفي الديوقاني (أو: الديوانجي).." يأتي في رسم (الديوقاني).
(2) (الديوقاني) في معجم البلدان " ديوقان - بالكسر وبعد الواو المفتوحة قاف وآخر نون: قرية بهراة - وهي التي قبلها بعينها (يعني - ديوانجه) كذا ذكره السمعاني، ونسب إليها عبد الرحمن بن الموفق بن أبي الفضل الحنفي أبا الفضل الديوقاني، سمع أبا عطاء عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الجوهري وأبا القاسم أحمد بن محمد العاصمي، سمع منه أبو سعد آداب المسافر لابي عمر النوقاني بروايته عن العاصمي عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن منصور الخطيب عن المصنف - وهذا ما ذكره السمعاني ".
(*)(2/532)
وضم الكاف وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة لبيت مشهور لبعض العلماء بمرو وإنما قيل لهم هذا الاسم لانهم يشتغلون بالابريسم ويعلمونه يشترون القز ويقتلون الدود فيه
__________
(1) ههنا وقع في ك وب رسم (الديماسي) وكذا في اللباب وقد تقدم في موضعه (893 و 894 - الديني والديني) راجع تعليق الاكمال 3 / 402.
(الديوانجي) في معجم البلدان " ديوانجه بكسر أوله وبعد الالف نون وجيم - قرية بهراة والنسبة إليها: ديوقاني، وديوانجي، نسب إليها أبو سعد رحمه الله (في النسخة: رحمه الله بن: خطأ) عبد الرحمن بن الموفق بن أبي الفضل الحنفي الديوقاني (أو: الديوانجي).." يأتي في رسم (الديوقاني).
(2) (الديوقاني) في معجم البلدان " ديوقان - بالكسر وبعد الواو المفتوحة قاف وآخر نون: قرية بهراة - وهي التي قبلها بعينها (يعني - ديوانجه) كذا ذكره السمعاني، ونسب إليها عبد الرحمن بن الموفق بن أبي الفضل الحنفي أبا الفضل الديوقاني، سمع أبا عطاء عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن الجوهري وأبا القاسم أحمد بن محمد العاصمي، سمع منه أبو سعد آداب المسافر لابي عمر النوقاني بروايته عن العاصمي عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن منصور الخطيب عن المصنف - وهذا ما ذكره السمعاني ".
(*)(2/533)
بالشمس، فقيل لهم: الديوكش: يقال للدود بالعجمية: ديوه (1) فنسبوا إلى ذلك، منهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الديوكش، كان فقيها عالما صالحا، سديد السيرة، سمع أبا أحمد عبد الرحمن وأبا محمد عبد الله ابني أحمد بن عبد الله الشير نخشيري، سمع منه والدي رحمه الله، وروى لي عنه أبو طاهر محمد بن عبد الله السنجي وأبو بكر عتيق بن علي الغازي المقرئ وغيرهما، وتوفي في حدود تسعين وأربعمائة - هكذا سمعت ابنه محمد بن عبد الله الديوكش بنوس كارنجان (2).
__________
(1) كذا وفي اللباب لان الدود بالعجمية: ديو.
وكش: اقتل.
(2) كذا في النسخ بدون نقط واضح وانظر ما سيأتي في رسم (النوسي) في حرف النون وفي اللباب، ورسم (نوش) في معجم البلدان.
(*)(2/533)
الانساب - السمعاني ج 3
الانساب
السمعاني ج 3(3/)
الانساب للامام ابي سعد عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي السمعاني المتوفى سنة 562 ه تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي مركز الخدمات والابحاث الثقافية الجزء الثالث دار الجنان(3/3)
ملتزم الطبع والنشر والتوزيع دار الجنان الطبعة الاولى 1408 ه - 1988 م الصنائع - شارع اميل اده سنتر لطيف - الطابق الثالث - شقة 305 هاتف: 348252 TLX.
: MOBACOLE 61534.
ATIN.
CSRC ص.
ب.
5279 / 14 بيروت - لبنان(3/4)
حرف الذال
باب الذال مع الالف الذارع: بفتح الذال المشددة المنقوطة والراء المهملة بعد الالف وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الذرع للثياب والارض والمشهور بهذه النسبة عدي بن أبي عمارة الذارع الجرمي، من أهل البصرة، يروي عن قتادة وزياد النميري، روى عنه القاسم بن عيسى الطائي - روى عنه البصريون.
وإسماعيل بن صديق الذارع، كنيته أبو الصباح، روى عنه إبراهيم بن عرعرة.
وأبو بكر أحمد بن نصر الذارع النهرواني، يروي عن هاشم بن القاسم أبي الحسن العصفري، ويقال كان غير ثقة، روى عنه أبو علي بن دوما النعالي.
وأبو عبد الله محمد بن صالح بن شعبة الواسطي، يعرف بكعب الذارع، قدم بغداد وحدث بها عن عاصم بن علي وعمر بن حفص بن غياث وأبي سلمة التبوذكي وعباد بن موسى القرشي وداود بن شبيب، روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن عمرو الرزاز ومحمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب وأبو بكر بن مالك الاسكاف، وكان ثقة، ومات في ذي القعدة سنة ست وسبعين ومائتين.
وأبو الحسن شعيب بن محمد الذارع، من أهل بغداد، سمع إسحاق بن أبي إسرائيل وجعفر بن محمد بن عمران الثعلبي ومحمد بن سهل بن عسكر ويعقوب بن إبراهيم (1) الدورقي وأبا كريب محمد بن العلاء وسفيان بن وكيع وأبا سعيد الاشج وهارون بن إسحاق الهمداني، روى عنه محمد بن المظفر وعلي بن عمر السكري وأبو حفص بن شاهين، وكان ثقة، ومات في شوال سنة ثمان وثلاثمائة.
وسعيد بن محمد الذارع البصري، يروي عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وإبراهيم بن الفضل بن أبي سويد الذارع، بصري، يروي عن حماد بن سلمة وعمارة بن زاذان وأبي عوانة وعبد الواحد بن زياد، روى عنه بندار وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وذكره يحيى بن معين فقال إنه كثير التصحيف لا يقيمها.
وقال أبو حاتم الرازي: إبراهيم بن أبي سويد من ثقات المسلمين رضا.
والحسين بن محمد الذارع، يروي عن خالد بن الحارث وفضيل بن سليمان النميري ومحمد بن حمران، سمع
منه أبو حاتم الرازي وقال كتبت عنه في الرحلة الثالثة.
هكذا ذكره إبنه أبو محمد عبد الرحمن.
__________
(1) هكذا في تاريخ بغداد وهو الصواب، ووقع في النسخ " يعقوب بن أحمد " [ * ](3/5)
باب الذال والباء الذبحاني: بضم الذال المعجمة وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الحاء المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذبحان هو بطن من رعين فيما أظن، والمشهور بالانتساب إليه عبيد (1) بن عمرو بن صالح بن ذبحان الرعيني ثم الذبحاني من الصاحبة، شهد فتح مصر، ذكره في كتبهم.
وعبد الملك بن عمر بن جابر الرعيني ثم الذبحاني، حدث عنه سليمان بن عبد الله بن أبي فاطمة، مات سنة خمس وسبعين ومائة - قاله ابن يونس.
وأبو عمر طاهر بن أبي معاوية وإسمه إياد بن الحمير الذبحاني، حكى عنه إبنه أبو حمير، وهو يروي عن المفضل بن فضالة - قاله إبن يونس.
وأياد بن طاهر بن إياد الرعيني ثم الذبحاني، يكنى أبا حمير، كتبت عنه من حفظه، توفي سنة أربع وثلاثمائة، وهو من ولد بنات المفضل بن فضالة - قاله ابن يونس.
الذبياني: بضم الذال المعجمة وسكون الباء الموحدة والياء المفتوحة آخر الحروف بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذبيان قال الدارقطني: ذبيان وذبيان واحد وقال قال إبن الاعرابي: رأيت الفصحاء يختارون الكسر.
وهو إسم لبطون، فأما ذبيان بطن من غطفان وهو ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس منهم النابغة الذبياني الشاعر، ذكر ذلك إبن حبيب في كتاب مختلف القبائل.
وإسم النابغة هو زياد بن معاوية بن جابر بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض، سمي النابغة بقوله: وحلت في بني القين بن جسر * * فقد نبغت لنا منهم شؤن
ويكنى النابغة أبا أمامة، ذكر هذا كله الدارقطني.
وقال أيضا: وفي الازد ذبيان بن ثعلبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد.
قال: وفي بجيلة ذبيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار.
قال: وفي ربيعة ذبيان بن كنانة بن يشكر.
قال: وفي همدان ذبيان بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان.
وفيها أيضا ذبيان بن عليان بن أرحب بن دعام بن مالك.
قال: وفي بلي ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي.
قال وذبيان بن سعد بن
__________
(1) في اللباب " عتبة " وكلاهما قد قيل كما في كتب الصحابة.
[ * ](3/6)
عذرة (1) من ولده عصام بن شهبر (2) بن الحارث بن ذبيان الذبياني، كان عصام من فرسان العرب وفصحائهم وأحزمهم رأيا وله يقول الشاعر: نفس عصام سودت عصاما * وعلمته الكر والاقداما ومنه المثل المعروف " كن عصاميا ولا تكن عظاميا "
__________
(1) لم أجد بقية النسب وأحسب يتصل بجرم بن ربان بن عمران بن الحاف بن قضاعة فإن أكثر المصادر تذكر عصاما بأنه " الجرمي " ووقع في بعضها " الباهلي " كذا.
(2) وقع في ك " شهر " وكذا وقع في نسخ الاكمال وكذا طبع 3 / 349، والصواب " شهبر " ضبط في القاموس وغيره.
[ * ](3/7)
باب الذال والخاء الذخكتي: بفتح الذال المعجمة والكاف بينهما الخاء المعجمة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى ذخكت وهي مدينة بالروذبار وراء نهر سيحون من وراء بلاد الشاش، منها أبو نصر أحمد بن عثمان بن أحمد المستوفي الذخكتي أحد الائمة، سكن سمرقند وحدث بها عن الشريف أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي البغدادي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ، وتوفي سنة ست وخمسمائة بسمرقند.
الذخيري: بضم الذال وفتح الخاء المعجمتين وبعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ذخير وهو بطن من الصدف، قال ابن الكلبي: هو ذخير بن غسان بن جذام بن الصدف، قال قرأت ذلك في نسب حضرموت.
الذخينوي: بفتح الذال المعجمة وكسر الخاء المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى قرية ذخينوي، على ثلاثة فراسخ من سمرقند، منها أبو محمد عبد الوهاب بن الاشعث بن نصر بن سورة بن عرفة بن سيار الحنفي الذخنيوي، رحل في طلب العلم إلى العراق، وكتب عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي وعلي بن داود القنطري والحسن بن عرفة العبدي وغيرهم، روى عنه محمد بن جعفر بن الاشعث وعلي بن النعمان الكبوذنج كثيان وأبو عمرو محمد بن إسحاق العصفري، مات قبل الثلاثمائة.(3/8)
باب الذال والراء الذراع: بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء المهملة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى ذرع الاشياء ومعرفتها بالذراع، والمشهور بها أبو سعيد المثنى بن سعيد الضبعي الذراع القسام، وظني أنه يذرع الارض ويقسمها بين الشركاء، من التابعين، يروي عن أنس بن مالك رضى الله عنه، روى عنه عبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي.
الذرعيني: بفتح الذال المعجمة والعين المهملة بينهما الراء ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذرعينه وهى قرية من قرى بخارى، منها أبو زيد عمران بن موسى بن غرامش (1) الذرعيني البخاري، يروي عن دران بن سفيان بن معاوية وإبراهيم بن فهد، روى عنه أبو بكر أحمد بن سعد (2) بن نصر الزاهد.
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في ب " غمرامش " وفي نسخ أخرى " عراس " كذا (2) انظر اللباب 1 / 530.
[ * ](3/9)
باب الذال والكاف الذكوانى: بفتح الذال المعجمة وسكون الكاف وفتح الواو بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذكوان وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن عبد الله بن ذكوان الذكواني المعروف بأبي بكر بن أبي علي، من أهل أصبهان، كان من أولاد المحدثين، سمع أبا بكر أحمد بن موسى التيمي (1).
وحفيده أبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الذكواني، من أهل أصبهان، كان من ثقات المحدثين ومشاهيرهم، وكان مكثرا صاحب أصول، صدوقا في الروايات ثقة، أفاده أبوه أبو القاسم بن أبي بكر بن أبي علي عن جماعة من الثقات، سمع أبا الفرج عثمان بن محمد البرجي وأبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وجده أبا بكر بن أبي علي وأبا طاهر السريجاني وطبقتهم، روى لي عنه الحافظ إسماعيل بن محمد بن الفضل وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي وأبو سعد أحمد بن أبي الفضل البغدادي وأبو بكر محمد بن أبي نصر اللفتواني وأبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن كوتاه الاصبهانيون وجماعة سواهم.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن الحسين بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الذكواني الهمداني، يلقب بأحمولة، ثقة من أهل أصبهان، يروي عن جده الحسين وخلاد بن يحيى وأبي نعيم الفضل بن دكين، روى عنه عبد الرحمن بن الحسن بن موسى الاصبهاني وتوفي في شهر ربيع الاول سنة أربع وستين ومائتين.
وابن عمه (2) أبو محمد عبد الله بن الحسن بن حفص بن الفضل بن يحيى بن ذكوان الهمداني الذكواني إبن أخي الحسين إبن حفص، روى عن عمه وبكر بن بكار، وكان مقدم البلد، وإليه التزكية وتعديل الشهود، عاش سبعا وسبعين سنة.
روى عنه إبنه محمد بن عبد الله، وتوفي ليلة السبت النصف من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين (3).
__________
(1) بياض وفي أخبار أصبهان في ترجمة الذكواني " ولد سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي في غرة شعبان من سنة تسع
عشرة وأربعمائة، شهد وحدث ستين سنة، روى عن عبد الله بن جعفر بن أحمد وأبي عبد الله الكساني، وسمع بمكة والاهواز والبصرة، وجمع وصنف الشيوخ، حسن الخلق قويم المذهب رحمة الله عليه ".
(2) هو في الحقيقة ابن عم أبيه.
(3) في اللباب " قلت فاته الذكواني - نسبة إلى ذكوان وهم بطن كبير من سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان - وهو ذكوان بن ثعلبة بن بهشة بن سليم، ينسب إليه خلق كثير، منهم صفوان بن المعطل بن رحضة بن المؤمل بن خزاعي بن محاربي بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان السلمي الذكواني، له صحبة، وهو الذي قال فيه أهل الافك ما قالوا.
ومنهم عمير بن الحباب.
والجحاف بن حكيم السلميان الذكوانيان - الحباب بضم الحاء المهملة ".
[ * ](3/10)
باب الذال والميم الذماري: بكسر الذال المشددة المعجمة وفتح الميم بعدها الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى قرية باليمن على ستة عشر فرسخا من صنعاء، وحكي إن الاسود العنسي كان معه شيطانان يقال لاحدهما سحيق وللآخر شقيق وكانا يخبرانه بكل شئ يحدث من أمر الناس فساد الاسود حتى أخذ ذمار وكان باذان إذ ذاك مريضا بصنعاء فجاءه الرسول فقال له بالفارسية: خدايكان تازيان ذمار كرفت: قال باذرن: وهو في السوق: اسب زين واشتربالان وأسباب بي درنك، فكان ذلك آخر كلام تكلم به حتى مات، فجاء الاسود شيطانه في إعصار من الريح فأخبره بموت باذان وهو في قصر ذمار، فنادى الاسود في قومه: يا آل يحابر - ويحابر فخذ من مراد - إن سحيقا قد أجار ذمار وأباح لكم صنعاء، فاركبوا وعجلوا، فسار الاسود ومن معه من عبس وبني عامر وحمير حتى نزل بهم.
والمشهور من هذه القرية أبو هشام عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، قال أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات: عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري من أهل اليمن، وذمار قرية على مرحلتين من صنعاء، يروي عن سفيان الثوري، روى عنه إبراهيم بن محمد بن عرعرة ونوح بن حبيب البذشي.
ويحيى بن الحارث الغساني
البصري الذماري، منسوب إليها، وهو من أهل الشام قال: قلت لواثلة بن الاسقع رضي الله عنه: بايعت بيدك هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم ! قال: فأعطنيها حتى أقبلها فأعطاه فقبلها، روى عنه أهل الشام، مات بدمشق وهو ابن تسعين سنة خمس وأربعين ومائة، يروي عن أبي أسماء الرحبى وأبي الاشعث الصنعاني وعبد الله بن عامر اليحصبي وسالم بن عبد الله بن عمر وسالم والقاسم إبني عبد الرحمن ورأى واثلة بن الاسقع، روى عنه صدقة بن خالد والهيثم بن حميد ويحيى بن حمزة وإسماعيل بن عياش ومحمد بن شعيب بن شابور وسويد بن عبد العزيز والوليد بن مسلم، وثقه يحيى بن معين وأبو حاتم الرازي.
ونمران بن عتبة الذماري، يروي عن أم الدرداء، روى عنه حريز بن عثمان.
وأبو عبد الله وهب بن منبه بن كامل بن سيج بن سبسجان الذماري من أبناء فارس، كان ينزل ذمار، يروي عن جابر بن عبد الله وابن عباس رضي الله عنهم وأخيه همام بن منبه، وكان عابدا فاضلا، قرأ الكتب ومكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضؤ العشاء الآخرة، وهم أخوة خمسة: وهب وهمام وغيلان وعقيل ومعقل والد عقيل بن معقل، روى عنه عمرو بن دينار والمغيرة بن حكيم وعوف الاعرابي وسماك بن الفضل والمنذر بن النعمان وبكار وعبد الصمد بن معقل، وسئل(3/11)
أبو زرعة عن وهب بن منبه فقال: يماني ثقة.
ومات وهب في المحرم سنة ثلاث أو أربع عشرة ومائة وهو إبن ثمانين سنة، وقد قيل إنه مات سنة عشر ومائة.
ورباح بن الوليد الذماري من أهل الشام، وممن سكنها: يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة، روى عنه مروان بن محمد الطاطري.
وأبو أمية عمر بن عبد الرحمن الذماري.
من أهل اليمن، يروي عن عكرمة، روى عنه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، ووهب الذماري سكن ذمار، وقد قرأ الكتب، روى عنه زيد بن أسلم، قال ابن أبي حاتم: سمعته من أبي.
الذمي: بفتح الذال المعجمة وتشديد الميم، هذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها يقال لها ذمي، منها أحمد بن محمد بن سقر الدهقان الذمي كان دهقان
ذمي، كان حسن الرواية لا بأسه به، يروي عن محمد الفضل البلخي، روى عنه محمد بن المكي الفقيه، مات قديما.
وأما الفرقة الذمية وهم جماعة من غلاة الشيعة ذموا النبي صلى الله عليه وسلم، وزعموا أن عليا رضي الله عنه أرسله ليدعو إليه فادعى الامر لنفسه.(3/12)
باب الذال والنون الذنبي: بفتح الذال المعجمة والنون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى ذنب بن حجن الكاهن، والمشهور بالنسبة إليه سطيح الذنبي الكاهن وقصته معروفة (1).
(2)
__________
(1) في اللباب " هو خطأ...تصحيف قبيح، وإنما هو ذئب - بالذال والياء المهموزة الساكنة من تحتها، ويا ليت شعري ما يصنع السمعاني بقول ابن نفيلة لسطيح: وأمه من آل ذئب بن حجن.
فلو كان ذنبا بالنون (المفتوحة) لكان الشعر غير مستقيم.
وقوله أن ذنبا كاهن.
فليس كذلك.
وإنما سطيح الكاهن من ولده " راجع الاكمال وتعليقه 3 / 393 و 402.
(2) (الذنيبي) رسمه التوضيح وقال: " بمعجمة مضمومة ثم نون مفتوحة ثم مثناة تحت ساكنة ثم موحدة مكسورة: الشمس محمد بن الذنيبي الكاتب، نسخ بخطه الحسن كثير، وكان شاهدا بباب جامع دمشق الشرقي، ثم استوطن مصر بعد الفتنة.
[ * ](3/13)
باب الذال والواو ذو البجادين: هذه اللفظة لقب عبد الله بن عبد نهم، لقب بذي البجادين لانه أراد المسير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعت أمه بجادا له - وهو كساء - باثنتين فاتزر بواحد وارتدى بآخر، وله صحبة، ومات قبل النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره وسواه.
ذو البيانين: هذه اللفظة لقب الاديب أبي عبد الله الحسين بن إبراهيم النطنزي الاصبهاني لفصاحته وفضله وبيانه للنظم والنثر بالعربية والعجمية صاحب التصانيف الحسنة في
اللغة، سمع أصحاب أبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر، روى لي عنه حفيده أبو الفتح محمد بن علي النطنزي بمرو، وأبو العابس أحمد بن محمد المؤذن بأصبهان، وغيرهما، ومات سنة نيف وتسعين وأربعمائة بأصبهان.
ذو الجوشن: هذا اللقب لشرحبيل الضبابي الكلابي، يكنى أبا شمر، عداده في الصحابة، ولقب بذلك لانه كان ناتئ الصدر، روى عنه أبو إسحاق الهمداني، مرسل.
ذو الرمة: بضم الذال المعجمة والراء والميم المشددة وفي آخرها الهاء هذا لقب أبي الحارث غيلان بن عقبة بن بهيش بن مسعود بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن ساعدة بن كعب بن ثعلبة بن ربيعة بن ملكان بن جل بن عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة الحارثي الشاعر المعروف بذي الرمة، صاحب مية، من التابعين، يروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، روى عنه أبو محارب، ولقب بهذا الملقب لقوله: " أشعث باقي رمة التقليد " وكان صاحبنا أبو أربد الخفاجي يسميه رميم - تصغير ذي الرمة، وينشدنا كثيرا من شعره.
ذو الرئاستين: هذا لقب وزير المأمون واسمه الحسن بن سهل، كان نصرانيا أسلم على يده، وكان من دهاة الرجال وكفاتهم رتب أمور الخلافة بخراسان والعراق، تمكن من المأمون حتى نقم عليه وأمر بقتله بسرخس في توجهه إلى العراق وإنما لقب بذي الرئاستين..(1).
ذو الشمالين: هذا لقب عبد الله بن عمرو بن نضلة الخزاعي المكي، له صحبة من
__________
(1) بياض، وفي اللباب " لانه ولي السيف والقلم ".
[ * ](3/14)
النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل له ذو الشمالين لانه كان يعمل بيديه، روى قصته أبو هريرة رضي الله عنه، وروى عنه مطير أيضا.
ذو القرنين: هذه اللفظة لقب الاسكندر الرومي (1)، وسمي ذاالقرنين لان صفحتي رأسه كانتا من نحاس، وقيل كان له قرنان صغيران تواريهما العمامة، وقيل سمي بذلك لانه
بلغ من المشرق إلى المغرب، وقيل غير ذلك، ويقال إن اسمه الصعب بن جابر بن القلمس عمر ألفا وستمائة سنة، وقيل بل اسمه مرزبان بن مردويه اليوناني من ولد يون بن يافث بن نوح.
ذو القلمين: هذا لقب لعلي بن أبي سعيد الكاتب أحد الكتاب، لقب بذلك لحسن قلمه في الكتابة.
ذو اللسانين: هذه اللفظة لقب موءلة بن كثيف وقيل ابن مولى الضحاك بن سفيان والد عبد العزيز، وسمي ذا اللسانين لفصاحته، يقال إنه عاش في الاسلام مائة سنة، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه، روى عنه ابنه العزيز.
ذو النورين: بضم الذال المعجمة والنون بينهما الواو ثم واو أخرى والراء والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها نون أخرى، هذا لقب أمير المؤمنين أبي عمرو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي، ويقال أبو عبد الله، ويقال أبو ليلى، من المهاجرين الاولين وكانت له هجرتان، وكان ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه رقية وأم كلثوم، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وسمي ذا النورين لانه لم يجتمع ابنتا نبي عند أحد غيره (2)، وقيل غير ذلك، روى عنه ابن عباس وابن عمرو وزيد بن ثابت وأبو أمامة بن سهل بن حنيف وطبقتهم.
ذو اليدين: هذا لقب الخرباق وله صحبة، روى حديثه محمد بن سيرين ويقال إن ذا اليدين وذا الشمالين واحد، وسمي ذا اليدين لانه كان يعمل بيديه جميعا (3).
__________
(1) أما ذو القرنين المذكور في القرآن فهو غير الاسكندر حتما ولم يرد في شأنه ما يثبت زيادة على ما في القرآن.
(2) في العبارة شئ ولو قال: لان النبي صلى الله عليه وسلم أنكحه ابنتيه إحداهما بعد الاخرى.
(3) في اللباب " قلت قد ذكر أن ذا اليدين هو ذو الشمالين وخالفه غيره من العلماء، وجعلوهما اثنين، وقالوا: ذو الشمالين اسمه عمير بن عبد عمرو بن نضلة، وهو خزاعي شهد بدرا وقتل بها.
وذو اليدين اسمه الخرباق وهو الذي روى أبو هريرة سهو رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة وقول ذي اليدين له: أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ وأبو هريرة أسلم بعد خيبر (يعني فلم يدرك ذا الشمالين المقتول يوم بدر).
وقد روى معدي بن سليمان الصغدي عن شعيث (في
النسخة: شعيب) بن مطير عن أبيه عن ذي اليدين حديث السهو في الصلاة، فدل هذا أنه عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم، = [ * ](3/15)
ذو اليمينين: هذا لقب الامير طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق، لقب بهذا لانه كان أعو العين اليسرى لقبه المأمون بذي اليمينين لان كلتا عينيه يمين (1) وهو الذي كسر علي بن عيسى بن ماهان بكستانة الري، وقصته مشهورة في الفتوح، ثم بعد ذلك قتل الامين محمد بن الرشيد، حدث عن هارون الرشيد، روى عنه ابنه طلحة.
الذويدي: بضم الذال المعجمة والواو المفتوحة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى ذويد بن سعد بن عدي بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إليا بن مضر، ومن ولده عبد الله بن المغفل بن عبد نهم بن عفيف بن أسحم - وقال ابن الكلبي ابن سحيم - بن ربيعة بن عدي بن ثعلبة بن ذويد الذويدي، مات المغفل بطريق مكة سنة ثمان قبل الفتح بقليل - ذكر ذلك محمد بن جرير الطبري في كتابه.
والذويد بن مالك بن منبه بن غطيف المرادي - ذكر ذلك محمد بن جرير، من ولده فروة بن مسيك بن الحارث بن سلمة بن الحارث بن الذويد، هو الذويدي، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
__________
فبان بهذا أنه غير ذي الشمالين لتقدم قتل ذلك عن هذا التاريخ - على أن الزهري قد قال إن ذا الشمالين هو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم في سهوه في الصلاة، وإن ذلك كان قبل بدر.
وأكثر الناس على خلافه والله أعلم ".
(1) تعقبه اللباب وقال " الصحيح أنه ضرب بعض أصحاب علي بن عيسى بن ماهان بالسيف وقد قبض عليه بيديه فلقب به، ومتى أطلقت اليمين فلا يعرف إلا اليد " وقد قيل فيه: يا ذا اليمينين وعين واحدة * نقصان عين ويمين زائدة [ * ](3/16)
باب الذال والهاء الذهباني: بضم الذال المعجمة وسكون الهاء والباء الموحدة المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذهبان وهو بطن من حضرموت وهوذهبان بن مالك ذي
المنار بن وائل ذي طواف بن ربيعة بن النعمان سيار ذي ألم بن زيد نوسع ذي جماد بن مالك ذي جدن - هكذا ذكر ابن حبيب عن ابن الكلبي.
من ولده المعلى بن القاسم بن موسى بن ميسرة بن بحير بن عبيد بن ذهبان الذهباني، كان ولي الفلوجتين لابي جعفر المنصور، ومالك ذو المنار هو الاملوك * الذهبي: بفتح الذال المعجمة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى الذهب وهو تخليصه من النار وإخراج الغش منه، وبعضهم كان يعمل خيوط الذهب التي لها زررشته، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسين عثمان بن محمد الذهبي، حدث بمصر ودمشق عن الحارث بن أبي أسامة، وكتب (1) من جمعه كتاب المروة بدمشق عن ابن البن.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحسن الذهبي البلخي، يروى عن علي بن خشرم.
والحسن بن محمد الذهبي البلخي، روى عن يحيى بن الفضل البخاري، روى أبو عمر عبد الواحد بن أحمد التيمي عن أبيه عنه.
ويعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل الذهبي، يروي عن عباس بن محمد الدوري، حدث عنه أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد القرشي المعيطي بالبصرة وعبد الرحمن بن الحسن بن منصور بن شهريار الذهبي البغدادي، حدث عن إبراهيم بن هانئ النيسابوري، حدث عنه أبو الفضل الزهري.
وأبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن زكريا المخلص الذهبي، يروي عن البغوي وابن صاعد وابن أبي داود وغيرهم، وهو ثقة مأمون، روى عنه جماعة كثيرة، آخرهم أبو نصر محمد بن علي الزيني.
وأبو الحسين عثمان بن محمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن دينار بن عبد الله الذهبي المعروف بابن علان، حدث بالشام وبمصر عن عبد الله بن روح المدائني ومحمد بن عيسى بن أبي قماش الواسطي وأبي العباس محمد بن يونس الكديمى وإبراهيم بن إسحاق الحربي ومطين الكوفي وغيرهم، روى عنه أحمد بن محمد بن عمرو الجيزي وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي الدمشقي، وتوفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة بحلب، وقيل بدمشق.
__________
(1) أحسب الصواب " وكتبت ".
[ * ](3/17)
الذهلي: بضم الذال المعجمة وسكون الهاء وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى قبيلة معروفة وهو ذهل بن ثعلبة، وإلى ذهل بن شيبان كان منها جماعة كثيرة من العلماء والكبراء، منهم أبو المغيرة سماك بن حرب بن أوس بن خالد بن نزار بن معاوية بن حارثة بن ربيعة بن عامر بن ذهل ثعلبة الذهلي البكري وهو أخو محمد وإبراهيم ابني حرب، رأى المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه وسمع النعمان بن بشير وجابر بن سمرة وسويد بن قيس وأنس بن مالك ومحمد بن حاطب وثعلبة بن الحكم وغيرهم، روى عنه داود بن أبي هند وإسماعيل بن أبي خالد وسفيان الثوري وشعبة وزائدة بن قدامة وزهير بن معاوية وشريك بن عبد الله وحماد بن سلمة وأبو عوانة في آخرين، وكان من أهل الكوفة، وثقه يحيى بن معين، وكان سفيان الثوري يضعفه بعض الضغف، وكان جائز الحديث لم يترك حديثه أحد، وكان عالما بالشعر وأيام الناس، وكان فصيحا.
والامير أبو الهيثم خالد بن أحمد بن خالد بن حماد بن عمرو بن مجالد بن مالك بن الخمخام بن الحارث بن حملة بن أبي الاسود بن عمرو بن الحارث بن سدوس بن ذهل بن شيبان (1) الذهلي، ولي الامارة مدة بهراة ومرة غير مرة ثم صار وإلى خراسان قبل آل الليث، وسكن بخارى، وله بها آثار مشهورة محمودة كلها إلا موجدته على إمام أهل الحديث محمد بن إسماعيل البخاري، فإنها زلة وسبب لزوال ملكه، وحمل بعد ذلك الحفاظ صالح بن محمد جزرة ونصرك بن أحمد بن صالح كيلجة وصنف له نصر بن أحمد المسند على الرجال، وهو وإلى بخارى، وحمل محمد بن نصر المروزي من نيسابور إلى بخارى قبل أن يسكن سمرقند.
وكان الامير أبو الهيثم يختلف معهم إلى أبواب المحدثين برداء ونعل، ويحسن إليهم، ويتواضع لهم حتى روى أنه كتب عن ستمائة نفر من المحدثين ببخارى، وكان قد اشتد على الطاهرية في آخر أمورهم ومال إلى يعقوب بن الليث القائم بسجستان، فلما حمل محمد بن طاهر إلى سجستان كان خالد بهراة فتكلم في وجهه بما ساءه ثم اجتاز خالد ببغداد حاجا فحبس حتى مات بها في الحبس سنة تسع وستين ومائتين.
وسمع
بخراسان الحنظلي وأباه أحمد بن خالد الذهلي وأبا داود السنجي، وبالعراق عبيد الله بن عمر القواريري الحسن بن علي الحلواني وهارون بن إسحاق الهمداني وعمرو بن عبد الله الاودي، روى عنه سهل بن شاذويه ونصرك بن أحمد الحافظ وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبو العباس بن عقدة الكوفي وأبو حامد الاعمشي وغيرهم من حفاظ الدنيا، وكان حدث بخراسان والعراق.
__________
(1) كذا ومثله في تاريخ بغداد وفيه ج 13 رقم 7063 "..بن سدوس بن شيبان بن ذهل " وهو الصواب راجع ما تقدم في رسم (الخالدي) وراجع تعليق الاكمال 4 / 269.
[ * ](3/18)
باب الذال والياء (1) الذيالي: بفتح الذال المعجمة والياء المشددة المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الذيال، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو علي أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن ثابت بن شداد بن الهاد بن الهدهاد المروزي المعروف بابن أبي الذيال مروزي الاصل بغدادي المولد والمنشأ، حدث عن محمد بن الصباح الجرجرائي وأحمد بن إبراهيم الدورقي وعمر بن شبة وغيرهم، روى عنه أحمد بن محمد الجوهري والحسين بن علي بن مرزبان النحوي.
وأبو العباس الفضل بن أحمد بن منصور بن الذيال الزبيدي الذيالي، من أهل بغداد، حدث عن عبد الاعلى بن حماد وأحمد بن حنبل وزياد بن أيوب روى عنه أبو الحسن الدارقطني ويوسف بن عمر القواس، وكان ثقة مأمونا، ضرير البصر، مات بعد سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
الذيبدواني: بكسر الذال المعجمة والياء الساكنة آخر الحروف والباء الموحدة المفتوحة والدال المهملة الساكنة والواو المفتوحة (2) وفي آخرها الالف والنون، هذه النسبة إلى ذيبدوان، وهي إحدى قرى بخارى، منها أبو محمد (3) عبد الوهاب بن عبد الواحد بن أحمد بن أنوش الذيبدواني البخاري، شيخ فاضل صالح، سمع أبا عمرو عثمان بن
إبراهيم بن محمد بن محمد الفضلي، قرأت عليه وكتبت عنه جزءا.
الذيموني: بفتح الذال المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وضم الميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذيمون، وهي قرية على فرسخين ونصف من بخارى،
__________
(1) أنظر اللباب 1 / 536.
(2) أنظر اللباب 1 / 537.
(3) (الذئبي) استدركه اللباب وقال " بكسر الذال وسكون الياء المهموزة وبعدها باء موحدة - نسبة إلى ذئب بن عمرو بن حارثة بن عدي بن عمرو بن مازن بن الازد، منهم سطيح الكاهن، وهو ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن الذنب - هذا قول هشام الكلبي.
وقال الامير ابن ماكولا: ذئب بن حجن القبيل الذي منه سطيح الذئبي الكاهن.
وقد صحفه أبو سعد " يعني المؤلف إذ قال فيه (الذنبي) كما مر رقم 1688 والامير ذكر في الاكمال 3 / 393 عن ابن الحباب مثل قول ابن الكلبي 3 / 402 " سطيح الكاهن الذئبي من آل ذئب بن حجن " وهذا جاء في الرجل المنسوب إلى عبدالمسيح كما مر عن اللباب في التعليق على رسم 1688 وربما كان (حجن) لقبا لاحد آباء ذئب، أو اسما لامه.
[ * ](3/19)
أكثرها أصحاب الحديث، وهي قرية قديمة كثيرة الماء، بت بها ليلة في توجهي إلى الزيارة ببيكند، والمشهور من أهلها أبو محمد حكيم بن محمد بن علي بن الحسين بن أحمد بن حكيم الذيموني، قرأت هذا النسب بخطه على وجه السادس من كتاب الصلاة، نقلتها من تعليقه، فقيه أصحاب الشافعي رحمهم الله، تفقه بمرو على الامام أبي عبد الله الخضري (1) وعلق عليه الفقه في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ودرس الكلام على الاستاذ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الاسفرائيني، توفي ببخارى في شهر ربيع الاول سنة ست عشرة (2) وأربعمائة ودفن برأس سكة الصفة مقابلة الخانقاه ومشهده معروف يزار ويتبرك زرته غير مرة، ذكر أبو كامل البصيري في كتاب المضافات: وحكيم اسم شيخنا أبي محمد حكيم بن محمد الذيموني، إمام أهل الحديث، بصير بعلم كلام الاشعري، يدرس به، المقدم في شأنه
فحدثنا عن أبي عمرو بن صابر من لفظه فغلط في إسم من أسماء الرجال، فرددت عليه فقربني وأكرمني وأجلسني قدامه ; وكنا يوما في جنازة الحافظ أبي بكر الجرجرائي رحمه الله وحضر هناك الائمة من الفريقين وأهل بخارى بدرب ميدان، وحضر هناك القاضي أبو علي النسفي فقدم القاضي أبو علي في الامامة حكيم بن محمد الذيموني فصلينا على الجنازة بإمامته رحمهم الله.
وأبو القاسم عبد العزيز بن أبي نصر أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زيد بن عبد الله بن مرثد بن مقاتل بن حيان (3) الذيموني البخاري مولى حيان النبطي من أهل بخارى، فقيه فاضل، سمع أبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا سعيد الخليل بن أحمد وأبا حامد أحمد بن عبد الله الصائغ وجماعة، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وذكره في معجم شيوخه وقال: شيخ شافعي المذهب لا بأس به، لا يعرف الحديث، وسماعه صحيح، بكر به فسمعه من أبي عمرو بن صابر وهؤلاء الشيوخ.
__________
(1) هكذا في اللباب وطبقات الشافعية 3 / 164، وتحرفت الكلمة هنا في النسخ.
(2) مثله في اللباب، ووقع في س وم " سنة عشر " وكذا في الطبقات.
(3) زيد في اللباب ومعجم البلدان " النبطي " وسيأتي في رسم (النبطي) ذكر مقاتل بن حيان النبطي وهو مشهور، فهذا من ذريته.
[ * ](3/20)
حرف الراء باب الراء والالف الراجياني: بفتح الراء بعدها الالف وكسر الجيم بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون بعد الآلف، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن الراجيان البغدادي الراجياني، حدث عن الفتح بن شخرف العابد، روى عنه أبو عبد الله (عبيد الله) بن محمد بن بطة العكبري.
الراذاني: بفتح الراء والذال المعجمة بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى
راذان، وهي قرية من قرى بغداد وبالمدينة قرية يقال لها راذان، وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا " ثم قال: وبراذان ما برذان، يعني أنه اتخذ الضياع بها.
وأما المنتسب إلى راذان بغداد فهو أبو عبد الله محمد بن الحسن (1) الراذاني، كان أحد الزهاد المنقطعين إلى الله، وكانت له كرامات ظاهرة، توفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
وابنه أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الراذاني، فقيه صالح من أصحاب أحمد، وكان يعظ الناس، سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وغيرهما، سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد، وتوفي بها فجاءة يوم الاربعاء بعد الظهر السادس من صفر سنة ست وأربعين وخمسمائة ودفن باب حرب.
وأما المنسوب إلى راذان المدينة فهو أبو سعيد الوليد بن كثير بن سنان المدني الراذاني، مديني الاصل سكن الكوفة، روى عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن والضحاك بن عثمان وعبيدالله بن عمر العمري، روى عنه زكريا بن عدي ويوسف بن عدي وعبد الله بن سعيد الاشج الكندي، قال ابن أبي حاتم سألت عنه فقال: كان يسكن خارجا من الكوفة، هو شيخ يكتب حديثه.
الراذكاني: هي بليدة بأعالي طوس يقال لها الراذكان، خرج منها جماعة من الائمة والعلماء قديما وحديثا، وسمعت بعضهم أن أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوي الوزير
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 5.
[ * ](3/21)
الملقب بنظام الملك كان من نواحيها والله أعلم.
ومن العلماء المعروفين المتقدمين منها أبو محمد عبد الله بن هاشم الطوسي الراذكاني سكن بنيسابور، يروي عن يحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وإبراهيم بن عيينة وغيرهم، روى عنه جماعة كثيرة مثل عبد الله بن محمد بن شيرويه، وكان من الثقات المتقنين، ظني أن مسلم بن الحجاج أخرج عنه.
وأبو الازهر الحسن بن أحمد بن محمد الراذكاني، من أهل طوس، كان فقيها صالحا سديد
السيرة منزويا مشتغلا بالعبادة لا يخرج من داره، سمع أبا الفضل محمد بن أحمد بن أبى الحسن العارفي الميهني، سمعت منه ثلاثين حديثا بجهد جهيد في آخر سنة تسع وعشرين، ومات بعد سنة ثلاثين وخمسمائة بطابران طوس.
الراراني: راران بالراءين المفتوحتين المنقوطتين من تحتهما بنقطة واحدة قرية من قرى أصبهان، والمنتسب إليها أبو طاهر (1) روح بن محمد بن عبد الواحد بن العباس بن جعفر بن الحسن بن ويدويه الوصفي الراراني، سمع أبا الحسن علي بن أحمد الجرجاني (2)، وأبا بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن المعدل، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وروى لنا عنه جماعة بأصبهان وبغداد، وتوفي غرة شعبان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
وأخوه أبو الفضل العباس بن محمد بن عبد الواحد الراراني الضرير، سمع أبا بكر بن أبي علي ومعمر بن أحمد بن زياد وقرأ القرآن على مشايخ وقته، ومات في صفر سنة أربع وسبعين وأربعمائة.
وابنه أبو روح ثابت بن روح الراراني أيضا، حدث بأصبهان وسمع منه جماعة.
وأما حفيداه فأبو رجاء بدر بن ثابت بن روح الراراني، شيخ صالح مقدم للصوفية بأصبهان، سمعت منه جزءين وفوائد أبي بكر النيسابوري في سبعة أجزاء بروايته عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الطيان عن إبراهيم بن عبد الله التاجر عنه.
وأخوه أبو القاسم عبد الواحد بن ثابت الراراني، سمعت منه بإصبهان، ثم قدم علينا بغداد وكتبت عنه بها شيئا يسيرا.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون الراراني الفقيه الواعظ والد أبي الخير محمد إمام جامع أصبهان، ولا أدري هو من هذه القرية أو اسم جده الاعلى ررا فنسب إليه ؟ لان ابنه أبا الخير يعرف بابن ررا، وأبو الحسين حدث عن أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وكان غاليا في الاعتزال، مات في شهر ربيع الاول سنة اثنتين
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 5.
(2) في ك هنا " سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي " وهذه العبارة متأخرة في س وم واللباب كما يأتي وهو الصواب.
[ * ](3/22)
وعشرين وأربعمائة.
وابنه أبو الخير محمد بن أحمد، يروي عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني وأبي الفرج عثمان بن محمد البرجي وأبي سعيد محمد بن علي بن عمر النقاش وغيرهم، روى لي عنه جماعة كثيرة، وكانت وفاته في رجب سنة أثنتين وثمانين وأربعمائة بأصبهان.
ومن القدماء أبو عمرو خالد بن محمود (1) الراراني نزيل الخان - يعني خان لنجان، يروي عن محمد بن شيبة والحسن بن عرفة وغيرهما، روى عنه علي بن يعقوب بن إسحاق القمي.
وأبو محمد عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم التيمي الراراني نزيل خان لنجان، كان ثقة، يروي عن محمد بن إسماعيل الصائغ وابن أبي مسرة وعلي بن عبد العزيز المكي وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
الرازاني: هذه النسبة بالراء المفتوحة والزاي المنقوطة المفتوحة إلى رازان، وهي محلة كبيرة ببروجرد، وهي من بلاد الجبل.
وأبو النجم بدر بن صالح بن عبد الله الرازاني الصيدلاني، فقيه صالح عفيف، سمع الامام أبا نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد بن الصباغ البغدادي صاحب الشامل في المذهب وأبا الفتح عبد الواحد بن إسماعيل بن نغارة (2) البروجردي وغيرهما، سمعت منه ببروجرد.
وأخوه أبو نصر حامد بن صالح الرازاني رحل إلى أبي حامد الغزالي بطوس وتفقه عليه وكان رجلا كافيا منطقيا صالحا، سمع بأصبهان أبا علي الحسن بن أحمد الحداد وببغداد أبا بكر أحمد بن المظفر بن سوسن الثمار وغيرهما، كتبت عنه ببروجرد ثم بالكوفة منصرفه من الحجاز، ثم لقيته ببغداد.
الرازي: بفتح الراء والزاي المكسورة بعد الالف، هذه النسبة إلى الري، وهي بلدة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال وألحقوا الزاي في النسبة تخفيفا، لان النسبة على الياء مما يشكل ويثقل على اللسان والالف لفتحة الراء على أن الانساب ممالا مجال للقياس فيها والمعتبر فيها النقل المجرد، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين في كل فن
قديما وحديثا وأقمت بها قريبا من أربعين يوما في انصرافي من العراق وكتبت بها عن جماعة من الرازية تقرب من الثلاثين نفسا، فمن قدماء الائمة بها أبو عبد الله جرير بن عبد الحميد بن
__________
(1) كذا، ولعل الصواب " محمد " ففي أخبار أصبهان 1 / 306 " خالد بن محمد الراراني أبو عمرو والد عبد الله بن خالد الراراني من أهل الخان، ثقة، يروي عن الحسن بن عرفة..." وفيه 2 / 81 " عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم أبو محمد الراراني، (في النسخة: الرازاني) سكن الخان..." ويأتي قريبا ذكر عبد الله هذا.
(2) كذا، وفي اللباب والقبس عنه " نضارة " والله أعلم.
[ * ](3/23)
جرير بن قرط بن هلال بن أبي قيس بن وحف بن عبد غنم بن عبد الله بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد الضبي الرازي، أصله من الكوفة، رازي المولد والمنشأ، رأى أيوب السختياني بمكة وجماعة من طبقته، سمع الاعمش ومنصور بن المعتمر وهشام بن عروة وسهيل بن أبي صالح ومغيرة بن مقسم وحصين بن عبد الرحمن وليث بن أبي سليم، روى عنه عبد الله بن المبارك وأبو داود الطيالسي وسليمان بن حرب وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأبو خيثمة زهير بن حرب وغيرهم من مشاهير الائمة والاعلام، مات بالري في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثمانين ومائة عن ثمان وسبعين سنة.
وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ الرازي مولى عياش بن مطرف القرشي، من أهل الري، سمع خلاد بن يحيى وأبا نعيم وقبيصة بن عقبة ومسلم بن إبراهيم وأبا الوليد الطيالس وأبا سلمة التبوذكي والقعنبي وأبا عمر الحوضي وإبراهيم بن موسى الفراء ويحيى بن بكير المصري، وكان إماما ربانيا متقنا حافظا مكثرا صادقا، وقدم بغداد غير مرة وجالس أحمد بن حنبل وذاكره وكثرت الفوائد في مجلسهما، روى عنه مسلم بن الحجاج وإبراهيم بن إسحاق الحربي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وقاسم بن زكريا المطرز وأبو بكر محمد بن الحسين القطان وابن أخيه وابن أخته أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وحكى عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: لما قدم أبو زرعة نزل عند أبي وكان كثير المذاكرة له فسمعت أبي يوما
يقول: ما صليت غير الفرض استأثرت بمذاكرة أبي زرعة على نوافلي، وذكر عبد الله بن أحمد قال لابي: يا أبت ! من الحفاظ ؟ قال يا بني ! شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا، قلت: من هم ؟ يا أبت ! قال: محمد بن إسماعيل ذاك البخاري، وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي، وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي، والحسن بن شجاع ذاك البلخي.
وحكى عن أبي زرعة الرازي أنه قال: كتبت عن رجلين مائتي ألف حديث، كتبت عن إبراهيم الفراء مائة ألف حديث، وعن ابن شيبة عبد الله مائة ألف حديث، ذكر أبو عبد الله محمد بن مسلم بن وارة يقول: كنت عند إسحاق بن إبراهيم بنيسابور فقال رجل من أهل العراق: سمعت أحمد بن حنبل يقول: صح من الحديث.
سبعمائة ألف حديث وكسر، وهذا الفتى - يعني أبا زرعة - قد حفظ ستمائة ألف حديث.
وكان إسحاق بن راهويه يقول: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة ليس له أصل.
وكانت ولادته سنة مائتين وتوفي سلخ ذي الحجة سنة أربع وستين ومائتين بالري وزرت قبره.
وابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي من أهل الري، كان ثقة كثير الحديث صاحب أصول، روى عنه عمه أبي زرعة ويونس بن عبد الاعلى وبحر بن نصر والربيع بن(3/24)
سليمان ومحفوظ بن بحر الانطاكي وغيرهم، روى عنه محمد بن حمدان بن محمد الاصبهاني، وكان أبو القاسم قدم أصبهان وحدث بها، وأكثر أهل أصبهان عنه، وتوفي بها سنة عشرين وثلاثمائة.
قال أبو الحسن الدارقطني: وحمد شيخ كتبنا عنه من شيوخ أهل الري وعدولهم، وهو حمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أيوب بن شريك الاصبهاني ثم الرازي، يحدث عن ابن أبي حاتم وأحمد بن محمد بن الحسين الكاغذي وغيرهما.
الراسبي: بكسر السين والباء الموحدة منسوب إلى بني راسب، وهي قبيلة نزلت البصرة، واتفق أن رجلا اختلف فيه بنو راسب وبنو طفاوة وبالبصرة كل واحد من القبيلتين
كانت تقول: هو منا، فقال واحد: نشده ونرميه في الماء فإن طفا هو من بني طفاوة، وإن رسب هو من بني راسب، فتركوه (1).
ومنها أبو شعبة نوح الراسبي، يروي عن يونس بن عمرو بن الحسن، روى عنه زيد بن حباب.
وأبو بكر الازهر بن القاسم الراسبي، من أهل البصرة، سكن بمكة، يروي عن المثنى بن سعيد وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي، روى عنه أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم.
وأبو بشر جابر بن صبح الراسبي، من أهل البصرة، روى عنه يوسف بن يزيد البراء ويحيى القطان.
ومن التابعين أبو الوازع جابر بن عمرو الراسبي، بصري، يروي عن أبي برزة الاسلمي رضي الله عنه، روى عنه شداد بن سعيد وأبان بن صمعة.
وعبد الله بن خالد بن سلمة المخزومي القرشي، كان ينزل البصرة في بني راسب وليس منهم فقيل له: الراسبي، لسكناه محلتهم، يروي عن أبيه، روى عنه محمد بن عقبة منكر الحديث يجب التنكب عن روايته إلا فيما وافق الاثبات والاعتبار بروايته فيما لم يخالف الثقات.
وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي السامي من أهل البصرة مولى سامة بن لؤي ولم يكن من بني راسب إنما كان نازلا فيهم فنسب إليهم، استشهد به البخاري في الجامع الصحيح - قاله أبو علي الغساني، ويروي أبو هلال عن قتادة وطبقته (2).
الرأس: بفتح الراء المهملة وتشديد الالف وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى
__________
(1) الذي في ذهني أن الحيين بعد الاختلاف في الرجل اتفقا على تحكيم أول من يطلع عليهم فطلع هبنقة المضروب به المثل في الحمق فأخبروه فقال ارموه في دجلة فإن طفا فطفاوي وإن رسب فراسبي، وكانت غداة باردة، فأطلق الرجل ساقيه للريح.
هذا معنى الحكاية أو نحوه، وفي اللباب " هو راسب بن ميدغان بن مالك بن نصر بن الازد - بطن من الازد منهم عبد الله بن وهب الراسبي رئيس الخوارج يوم النهروان، وفيه قتل ".
(2) في اللباب " وفي جرم أيضا راسب، وهو راسب بن الخزرج بن جدة بن جرم بن ربان، إليه جهم بن صفوان رأس الجهمية ; ربان بفتح الراء والباء الموحدة المشددة وآخره نون.
وجدة بضم الجيم وتشديد الدال.
[ * ](3/25)
بيع الرؤوس المشوية ويقال بالواو الرواس، والمشهور بها سفيان بن زياد الرأس من أهل
البصرة، كتب عن حماد بن زيد وعامة أهل البصرة وكان ثقة من الحفاظ، عاجله الموت فلم ينتفع به، مات قبل المائتين بدهر، وكان صديقا لقتيبة بن سعيد.
وأبو سالم العلاء بن مسلمة الرواس من أهل بغداد، يروي عن العراقيين المقلوبات وعن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به بحال، يروي عن هاشم بن القاسم أبي النضر وإسماعيل بن مغراء الكرماني، قال أبو حاتم بن حبان: روى عنه أحمد بن يحيى بن زهير التستري.
وأبو حاتم عبد الرحمن بن علي بن يحيى بن محمد بن الرواس النشوي بالشين المعجمة، يروي عن يحيد بن محمد بن يحيد الشرقي، روى عنه خذاداذ بن عاصم شيخ أبي نصر بن ماكولا، قال أبو عبد الله الحميدى قال لي القاضي أبو طاهر إبراهيم بن أبي بكر أحمد بن محمد السلماسي إنه سمع من هذا الشيخ أبي حاتم عبد الرحمن بن علي بنشوى وسمعته يقول في نسبة رواس بضم الراء وتخفيف الواو، وأنه أنكر تشديد الواو.
الراسي: بالراء المهملة وتليين الالف والسين المهملة بعدها، هذه النسبة إلى رأس العين، وهي بلدة من ديار بكر، والنسبة المشهورة إليها الرسغ، وسنذكر هذه النسبة في موضعها، والمشهور بالراسي أبو الفضل جعفر بن محمد بن الفضل الراسي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من أهل رأس العين، يروي عن أبي نعيم الكوفي، روى عنه أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي وأهل الجزيرة، وهو مستقيم الحديث (1).
الراشدي: بفتح الراء وكسر الشين المعجمة بعد الالف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الراشدية، وهي قرية من نواحي بغداد - فيما أظن، منها أبو جعفر محمد بن جعفر بن عبد الله بن جابر بن يوسف الراشدي من أهل بغداد، كان شيخا ثقة، سمع عبد الاعلى بن حماد النرسي وأبا نشيط محمد بن هارون الحربي، وحدث عن أبي بكر الاثرم بكتاب العلل لاحمد بن حنبل، روى عنه أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأحمد بن نصر بن عبد الله الذارع، قال أبو الحسين بن المنادي: محمد بن جعفر الراشدي كان يقدم إلى مدينتنا من الراشدية، مات في المحرم سنة إحدى وثلاثمائة، وقال غيره: مات سلخ ذي
القعدة.
__________
(1) (الراشتيناني) في معجم البلدان " راشتينان - الشين معجمة ثم التاء المثناة من فوقها وياء آخر الحروف ساكنة ونون وآخره نون، من قرى إصبهان، ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن إسحاق بن حماد (الراشتيناني)، سمع أبا القاسم الحسن بن موسى الطبري بتستر، وله أمالي.
[ * ](3/26)
الراغسر سنى: بالراء المفتوحة والغين المعجمة الساكنة والراء الساكنة بين السينين المهملتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى راغسرسني، وهي قرية من قرى نسف على نصف فرسخ، منها الامام أبو بكر محمد بن عبد الله بن موسى النسفي الراغسر سني، سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني العلوي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وأبو بكر كان ممن سكن سمرقند ودخلها كثيرا.
الراغني: بفتح الراء والغين المعجمة المكسورة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى راغن، وهي قرية من قرى سغد سمرقند من الدبوسية، منها أبو محمد أحمد بن محمد بن علي الدبوسي، أملى وحدث، سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن موسى بن رجاء بن حنش الكارزني وأبا نصر منصور بن محمد الحرلاسي وأبا بكر أحمد بن إسماعيل الاسماعيلي وأبا بكر محمد بن الفضل الامام وغيرهم، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ، ذكره في معجم شيوخه قال: أقمنا عليه بالدبوسية خمسة عشر يوما حتى سمعنا منه مغازي الواقدي أكثره ماكان عنده مكتوبا وكتبنا من أماليه بخطه أيضا، روى مغازي الواقدي عن أبي بكر الكاغذي عن أبيه عن والده عن محمد بن شجاع عنه.
الرافعي: بفتح الراء وكسر الفاء بعد الالف وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى أبي رافع وهو جد إبراهيم بن علي بن حسن بن علي بن أبي رافع الرافعي المدينى من أهل المدينة، حدث عن أبيه وعمه أيوب بن الحسن الرافعي وكثير بن عبد الله المزني وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن حمزة الزبيري وإبراهيم بن المنذر الحزامي ومحمد بن إسحاق المسيبي
وأبو ثابت محمد بن عبيدالله المديني ويعقوب بن حميد بن كاسب، وكان نزل بغداد بأخرة ومات بها، وحكى عثمان بن سعيد الدارمي قال قلت ليحيى بن معين: فإبراهيم بن علي الرافعي من هو ؟ قال: شيخ مات بالقرب، كان ههنا ليس به بأس ; قلت يقول حدثني عمي أيوب بن حسن: كيف هو ؟ قال: ليس به بأس.
وأبو الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن أفلح بن رافع بن إبراهيم بن أفلح بن عبد الرحمن بن عبيد بن رفاعة بن رافع الانصاري الزرقي الرافعي، نسب إلى جده الاعلى، ورفاعة بن رافع أحد النقباء، كان عقبيا وشهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان محمد بن إسحاق نقيب الانصار ببغداد، وحدث عن الحسن بن محمد بن شعبة الانصاري وعبد الله بن محمد البغوي روى عنه أحمد بن عمر البقال، وقال محمد بن أبي الفوارس: كان ثقة ولم أسمع منه.
قال أبو الحسن بن الفرات: كان محمد بن إسحاق الزرقي ثقة جميل الامر حافظا لامور الانصار ومناقبهم ومشاهدهم، وقد كتبت عنه شيئا يسيرا، وذكر لي أن كتبه تلفت، وتوفي جمادي الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة، ودفن في(3/27)
مقابر الانصار عند أبيه.
الرافقي: بفتح الراء وكسر الفاء والقاف، هذه النسبة إلى الرافقة، وهي بلدة كبيرة على الفرات يقال لها الرقة الساعة، والرقة كانت بجنبها فخربت، فقالوا: الرقة، أقمت بها ليلتين في توجهي إلى حلب وكتبت بها عن جماعة، والمشهور بالانتساب إليها محمد بن خالد بن جبلة الرافقي، كان ينزل الرافقة، يقال إن البخاري حدث عنه في الجامع عن عبيد الله بن موسى ومحمد بن موسى بن أعين وغيرهما، ذكره أبو أحمد بن عدي، ويقال إنه محمد بن يحيى بن عبد الله بن خالد الذهلي والله أعلم.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد القاضي الرافقي يعرف بابن الصابوني، من أهل الرافقة، قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط الاشجعي وعن الحسن بن جرير الصوري وأحمد بن محمد بن الصلت البغدادي نزيل مصر، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.
الرامراني: بفتح الراء والميم بينهما الالف وبعدها راء أخرى وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رامران وهي إحدى قرى نسا على فرسخ منها، خرج منها جماعة من الافاضل والفقهاء.
منهم أبو علي الحسن بن علي النسوي الرامراني، كان إماما فاضلا، سمع أبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان المقري، سمع منه أبو الفضل محمد بن أحمد بن علي التميمي، ووفاته بعد سنة أربعمائة.
وأبو جعفر محمد بن جعفر بن إبراهيم بن عيسي النسوي الفقيه من أهل الرامران، كان فقيها فاضلا حسن السيرة مكثرا من الحديث، رحل في طلبه إلى العراق والشام والحجاز وديار مصر، وعمر حتى حدث، سمع بنسا أبا العباس الحسن بن سفيان الشيباني وعبد الله بن محمد الفرهاذاني، وببغداد أبا جعفر محمد بن جرير الطبري وأبا بكر محمد بن محمد بن الباغندي، وبالحجاز أبا سعيد المفضل بن محمد الجندي، وبمصر أبا جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي وعلي بن أحمد بن سليمان وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء الدمشقي وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره فقال: أبو جعفر الفقيه من أهل الرامران من الفقهاء الثقات المعدلين، قدم نيسابورسنة سبع وثلاثين، وثلاثمائة مع رئيسهم أبي بكر بن أبي الحسن، وكتبنا عنه بنيسابور ثم لما وردت تلك الناحية صادفته حيا وكتبت عنه بها، وكان حسن الحديث صحيح الاصول، وتوفي في قريته وأنا بها في رجب من سنة ستين وثلاثمائة.
الرامشي: بفتح الراء وضم الميم وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى رامش وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو نصر محمد بن محمد بن أحمد بن هميماة(3/28)
الرامشي، هو ابن بنت أبي نصر منصور بن رامش رئيس نيسابور، وأبو نصر بن هميماة كان مقرئا عارفا بعلوم القرآن، وله حظ صالح من النحو والعربية، سمع الحديث أولا مع أخواله من أصحاب أبي العباس الاصم، ثم سافر إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر وأدرك
المشايخ وقرأ بمعرة النعمان على أبي العلاء أحمد بن عبد الله المعري، وانصرف، وارتبطه نظام الملك الوزير في مدرسته بنيسابور ليقرئ الناس ويحدث فلم يزل يفيد ويقرئ ويحدث ويقرأ عليه الادب إلى أن مات، سمع بنيسابور أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن فنجويه الدينوري وأبا سعد عبد الرحمن بن الحسن بن عليك الحافظ، وبمكة أبا الحسن محمد بن علي بن محمد بن صخر الازدي، وبالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن علي بن الترجمان الصوفي، وبتنيس أبا الحسن علي بن الحسين بن عثمان بن جابر المصري وطبقتهم روى لنا عنه أبو حفص عمر بن علي بن سهل السلطان وأبو حفص عمر بن أحمد بن منصور الصفار بمرو، وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي بسنج، وأبو منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي وزوجته أم سلمة ستيك بنت أبي الحسن الفارسي وناصر بن أبي القاسم الواعظ وأبو عثمان سعيد بن عبد الله الملقا باذي وغيرهم، ولد سنة أربع وأربعمائة، وتوفي في جمادى الاولى سنة تسع وثمانين وأربعمائة بنيسابور ودفن بمقبرة باب معمر.
وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن حماد بن قطن بن منصور بن صالح بن رفيد بن بجيح بن عبد العزيز المصري الرامشي - ورامش قرية من سواد بخارى، يروي عن أبي عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبي أحمد محمد بن محمد بن الحسن البخاريين، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي (1).
الرامكي: بفتح الراء والميم بينهما الالف وفي آخرها الكاف هذه النسبة إلى رامك، وهو اسم لجد أبي القاسم عبد الله بن موسى بن رامك النيسابوري الرامكى، نزيل بغداد، سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وأبا العباس محمد بن يونس الكديمي وأقرانهم روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وقال: توفي ببغداد في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
__________
(1) (الرامشيني) في معجم البلدان " رامشين - أظنها من قرى همذان، قال شيرويه: مظفر بن الحسن بن
الحسين بن منصور الرامشيني الشافعي روى عن أبي محمد الحسن بن محمد الابهري الصفار، سمع منه المعداني، وكان صدوقا ".
[ * ](3/29)
الرامني: بفتح الراء والميم بينهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رامني، وهي قرية من بخارى على فرسخين عند خنبون خربت الساعة، منها أبو أحمد حكيم بن لقمان الرامني، يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص والفتح بن أبي علوان البخاريين، روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحيم القاضي.
الرامهرمزي: بفتح الراء والميم بينهما الالف وضم الهاء وسكون الراء الاخرى وضم الميم وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى رامهرمز وهي إحدى كور الاهواز من بلاد خوزستان، قيل إن سلمان الفارسي رضي الله عنه كان منها، والمشهور بالنسبة إليها القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي كان فاضلا مكثرا من الحديث، ولي القضاء ببلاد الخوز، ورحل قبل التسعين ومائتين وكتب عن جماعة من أهل شيراز، ثم رجع إليه في سنة خمس أو ست وأربعين وثلاثمائة، يروي عن أحمد بن حماد بن سفيان، كتب عنه جماعة من أهل شيراز، ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس، وقال بلغني أنه عاش برامهرمز إلى قرب الستين وثلاثمائة.
وأبو عاصم عبد السلام بن أحمد الرامهرمزي، يروي عن القاسم بن نصر، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وذكر أنه سمع منه برامهرمز.
وأبو عمرو سهل بن موسى بن البختري القاضي الرامهرمزي المعروف بشيران، يروي عن أحمد بن عبدة الضبي ومحمد بن يحيى بن علي بن عاصم وغيرهما، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وعلي بن محمد بن لؤلؤ البغدادي.
وعبد الوهاب بن رواحة الرامهرمزي، يروي عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني الكوفي، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو عبد الله محمد بن عبيدالله بن مهدي القاضي الرامهرمزي، يروي عن محمد بن مرزوق، روى عنه سليمان
الطبراني.
الراميثني: بفتح الراء والميم المكسورة بينهما الالف ثم الياء الساكنة آخر الحروف ثم الثاء المفتوحة المثلثة وفى آخرها النون، هذه النسبة إلى راميثنة وقيل أرميثنة وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو إبراهيم روح بن المستنير الراميثني البخاري، يروي عن المختار بن سابق وأبي حفص الكبير والمسيب بن إسحاق وغيرهم، روى عنه محمد بن هشام بن نعيم الزمن.
وأبو عبد الله محمد بن أبي هاشم صالح بن رفيد بن عبد السلام الراميثني، يروي عن النضر بن شميل وعفان بن عبد الجبار، روى عنه حفيده أبو عمرو عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن أبي هاشم وغيره.(3/30)
الرامي: بفتح الراء وفي آخرها الميم بعد الالف، هذه النسبة إلى صنعة الرمي بالقوس والنشاب، اختص بها جماعة من العلماء المطوعين منهم أبو سعيد محمد بن العباس الغازي الرامي، ذكره أبو سعد الادريسي الحافظ في كتاب تاريخ سمرقند وقال: محمد بن العباس الغازي الرامي الاستاذ الفاضل الورع المتبع في علوم الرمي على مذهب طاهر البلخي، كنيته أبو سعيد الخياط، كان ناسكا صائنا من أصحاب الرمي، شديد المحبة لاهل العلم والفضل، تلمذت له في الرمي سنين كثيرة وبه تخرج رؤساء الغزاة بسمرقند، سمع من أبي الحسن محمد بن أبي الفضل السمرقندي أحاديث في فضل الرمي والجهاد، كتبنا عنه، مات أول سنة أربع وسبعين أو آخر سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
الراني: بفتح الراء وفي آخرها النون بعد الالف هذه النسبة إلى ران، والمشهور بهذه النسبة أبو سعيد الوليد بن كثير الراني، يروي عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي والضحاك بن عثمان وعبيد الله بن عمر ومالك بن أنس وعبد الرحمن بن أبي الزناد، روى عنه سليمان بن أبي شيخ وأبو سعيد الاشج ويوسف بن عدي وغيرهم.
وسعيد بن الوليد الراني، حدث عن ابن المبارك، روى عنه عبد الله بن المبارك.
الراوساني: بفتح الراء والواو بعد الالف ثم السين المهملة المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى راوسان، وظني أنها من قرى نيسابور ونواحيها، فإن المنتسب إليها نيسابوري، والمشهور بهذه النسبة صديق بن عبد الله الراوساني النيسابوري، سمع بمصر خير بن عرفة ومقدام بن داود المصريين، حدث عنه أحمد بن الخضر الشافعي.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن شاذان بن عبد الله الراوساني النيسابوري، سمع بخراسان محمد بن رافع وإسحاق بن منصور ومحمد بن يحيى وأبا سعيد الاشج والحسن بن محمد الزعفراني ومحمد بن الوليد البسري ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ وغيرهم، روى عنه أبو علي الحسين بن علي وأبو محمد عبد الله بن سعد وأبو أحمد محمد بن محمد الحافظ وغيرهم.
الراوندي: بفتح الراء والواو بينهما الالف وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى راوند، وهي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان، وراوند مدينة بالموصل قديمة بناها راوند الاكبر بن الضحاك بيو راسب، منها أبو بشر حيان بن بشر بن المخارق الضبي الاسدي الراوندي القاضي، وكان بشر بن المخارق من قرية راوند هكذا قال حفيده أكثم، وحيان ولي القضاء بأصبهان أيام المأمون، وكان ثقة دينا، روى عن أبي يوسف القاضي وهشيم ويحيى بن آدم، ثم رجع من أصبهان إلى بغداد وولي القضاء بها سنة سبع وثلاثين ومائتين، ومات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، روى عنه الهيثم بن بشر بن حماد وصاحبنا(3/31)
أبو الرضا فضل الله بن علي الحسيني العلوي، يعرف بابن الراوندي، لعل أصله كان من هذه القرية، كتبت عنه بقاسان وذكرته في حرف القاف (1).
الراونيري: بفتح الراء والنون المكسورة بعد الواو الالف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء الاخرى، هذه النسبة إلى راونير، وهي إحدى قرى أرغيان، بت بها ليلة منصرفي من العراق وكانت قرية كبيرة حصينة، خرج منها أبو نصر محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله الارغياني الراونيري مفتي نيسابور في عصره وإمام مسجد عقيل،
وكان سديد السيرة جميل الامر تاركا لما لا يعنيه، تفقه على أبي المعالي الجويني، وسمع الحديث الكثير من أبي سهم محمد بن أحمد بن عبيدالله الحفصي وأبي الحسن علي بن أحمد الواحدي وأبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيرهم، كتب لي الاجازة بجميع مسموعاته غير مرة وما أدركته، وتوفي في أوائل سنة تسع وعشرين وخمسمائة (2)، ودخل نيسابور في أواخر هذه السنة وأدركت أخاه الاكبر منه أبا العباس عمر بن عبد الله بن الراونيري وكان أكبر منه بنيف عشرة سنة، وكان شيخا صالحا عفيفا، سمع أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وأبا الحسن علي بن أحمد الواحدي وأبا سعد عبد الرحمن بن منصور بن رامش وأبا بكر محمد بن القاسم الصفار وطبقتهم، سمعت منه أسباب النزول للواحدي وغيره من الاجزاء المنشورة، وتوفي...(3) وثلاثين وخمسمائة.
وابنه أبو شجاع محمد بن عبد الله الراونيري، شاب صالح فقيه فاضل سديد السيرة جميل الامر ورع، سمع معنا الكثير بمرو وسمعت منه أحاديث يسيرة بنيسابور وكان قد سمع من أبي سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري وأبي بكر عبد الغافر بن محمد الشيرويي وهو باق يصلي بالناس في المسجد عقيل.
وأخوه أبو المعالي عبد الملك الراونيري، سمع معنا بمرو، وحدث عن صاعد بن سيار الهروي، سمعت منه حكايتين أو ثلاثة وتوفي في أواخر سنة تسع أو أوائل سنة خمسين وخمسمائة بنيسابور بعد وقعة الغز.
__________
(1) في معجم البلدان " وينسب إلى راوند زيد بن علي بن منصور بن علي بن منصور أبو العلاء المعدل من أهل الري سمع أبا القاسم إسماعيل بن حمدون بن إبراهيم المزكي الرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن صاعد القاضي وأبا محمد عبد الواحد بن الحسن بن الصفار، أجاز (في النسخة إجازة) للسمعاني وكان مولده في سنة 472 " وأبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق المشهور بابن الراوندي الزنديق هلك سنة 298.
(2) أنظر اللباب 2 / 11.
(3) بياض في ك وب، ولعمر هذا ترجمة أوسع من هذه في معجم البلدان وفيها " كتب عنه أبو سعد وأبو القاسم الدمشقي، وتوفي بنيسابور في ثاني عشرين من شهر رمضان سنة 534 ".
[ * ](3/32)
الراوني: بفتح الراء والواو وفي آخره النون، هذه النسبة إلى روان، وهي مدينة من طخارستان بلخ ليست بكبيرة، كانت ليحيى بن خالد بن برمك، وهي اليوم خيرها كثير، وكذلك صيدها وليس يسلم على أهلها وال ونحن ممن ابتلى بهم ثم سلم الله - هكذا ذكره أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي في كتاب مفاخر خراسان - منها أبو عبد السلام بن (1) الرواني، ولي القضاء بها، وكان فقيها مناظرا شهما من الرجال، سمع الحديث من أبي سعد أسعد بن الظهيري، قرأت عليه ببلخ مجالس من أمالي أبي بكر بن العباس إمام جامع بلخ، يرويها عن أبي سعد عنه، وكان قدم بلخ متظلما إلى السلطان من نهب الغز وإغارتهم عليه ومعاقبتهم لهم (2).
الراهبي: بفتح الراء وكسر الهاء وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى راهب، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الحسن محمد بن بكر بن محمد بن جعفر بن راهب بن إسماعيل الراهبي الفرائضي وهم جماعة كثيرة بنسف، وقال لي بعضهم إن الراهبي من أهل بيت بنسف، وأبو الحسن هذا منهم، يروي عن أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف ومحمد بن طالب ومحمد بن محمود بن عنبر النسفيين وغيرهم، مات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري الحافظ.
وابنه أبو نصر أحمد بن محمد بن بكر بن محمد بن جعفر بن راهب الراهبي الاديب الشاعر من مفاخر بلدة نسف، سمع جده أبا عمرو الراهبي وأبا الفوارس أحمد بن جمعة والليث بن نصر الكاجري وأبا بكر إسماعيل بن محمد الفراتي، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، وكانت ولادته غرة شعبان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، ومات في رجب سنة ست وعشرين وأربعمائة.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن راهب بن إسماعيل البزاز الراهبي أخو أبي عمرو المؤذن، شيخ صدوق، يروي عن أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف، روي عنه أبو العباس المستغفري، ومات يوم الاثنين وقت العصر غرة ذي القعدة سنة ست
وثمانين وثلاثمائة.
الراهويي: بفتح الراء وضم الهاء وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه
__________
(1) بياض، وهذا الرجل اسمه عبد السلام الراوني، لم يستحضر المؤلف كنيته واسم أبيه فترك بياضا.
(2) (الراوي) في معجم البلدان " راوية بكسر الواو وياء مثناة من تحت مفتوحة بلفظ راوية الماء - قرية من غوطة دمشق..والمضاء بن عيسى الكلاعي الزاهد (الراوي) كان يسكن راوية من قرى دمشق،..وحدث عن شعبة، حكى عنه القاسم بن عثمان الجوعي وأحمد بن أبي الحواري وعبيد بن عصام الخراساني ".
[ * ](3/33)
النسبة إلى إسحاق بن إبراهيم المعروف بابن راهويه ويقال: ابن راهويه، والمنتسب إليه (1) ابنه أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن عبد الله بن مطر بن عبيد الله بن غالب بن الوارث بن عبيد الله بن عطية بن مرة بن كعب بن همام بن أسد بن مرة بن عمرو بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم الحنظلي المروزي الراهويي، كان إماما مذكورا مشهورا من أهل مرو، سكن نيسابور، وكان متبوعا له أقوال واختيارات، وهو من أقران أحمد بن حنل، وذكره أحمد فقال: إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وكره أن يقول: راهويه، وقال: لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسخاق وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا: سمع النضر بن شميل وعبد الرزاق بن همام، روى عنه البخاري ومسلم وأبو عيسى الترمذي وجماعة كثيرة من الائمة ; ذكر إسحاق بن راهويه وقال قال لي عبد الله بن طاهر: لم قيل لك: ابن راهويه ؟ وما معنى هذا ؟ وهل تكره أن يقال لك هذا ؟ قال: اعلم أيها الامير أن أبي ولد في طريق فقالت المراوزة راهوي، بأنه ولد في الطريق، وكان أبي يكره هذا، وأما أنا فلست أكرهه.
ولد إسحاق سنة إحدى وستين ومائة، وخرج إلى العراق وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، ومات بنيسابور ليلة النصف من شعبان سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وزرت قبره غير مرة.
وابنه أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي الراهوي، ولد بمرو، ونشأ بنيسابور، وكتب ببلاد خراسان وبالعراق والحجاز والشام ومصر، وسمع أباه إسحاق بن
راهويه وعلى بن حجر المروزيين ومحمد بن رافع القشيري ومحمد بن يحيى الذهلي النيسابوريين وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبا مصعب الزهري ويونس بن عبد الاعلى المصري، وحدث ببغداد فروى عنه من أهلها محمد بن مخلد الدوري وإسماعيل بن علي الخطبي وأحمد بن الفضل بن خزيمة وعبد الباقي بن قانع، وكان عالما بالفقه جميل الطريقة مستقيم الحديث، قال محمد بن المأمون الحافظ: انصرف أبو الحسن بن راهويه إلى خراسان بعد وفاة أبيه بسنتين فصادف الليثية فلم يعرفوا حقه إلى أن جلس الامير أبو الهيثم خالد بن أحمد بن حماد الذهلي فقلده قضاء مرو أولا ثم نيسابور ثم انصرف إلى مرو وتوفي بها سنة تسع وثمانين ومائتين.
وابنه أبو الطيب محمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المعروف جده بابن راهويه، مروزي الاصل، سكن بغداد وحدث بها عن محمد بن المغيرة السكري الهمداني، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وكان ثقة عالما بمذهب مالك بن أنس، ومات بالرملة في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وابنه الآخر أخو
__________
(1) يعني إلى راهويه فإنه لقب إبراهيم كما يأتي.
(2) والذي في جمهرة ابن حزم ص 223 وغيرها " ابن زيد مناة " وهو الصواب.
[ * ](3/34)
أبي الطيب أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن راهويه الحنظلي المروزي الراهويي، قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني وأحمد بن الخضر المروزي، روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ وعبد الله بن أحمد بن مالك البيع.
الرالاني: بفتح الراء بعدها الالف واللام ألف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رالان وهو بطن من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وهو رالان بن مازن - ذكره ابن حبيب (1).
الرائشي: بفتح الراء بعدها الالف والياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها الشين، هذه النسبة إلى بني رائش قبيل نزل الكوفة، منهم شريح القاضي وهو الرائشي، وهو أبو أمية شريح بن الحارث الكندي حليف لهم من بني رائش (2) - هكذا ذكره الدارقطني، وكان من
علماء التابعين، وكان أعلم بالقضاء من علقمة، يروي عن عمر رضي الله عنه، روى عنه الشعبي وشريح بن الحارث الكوفي، ومات سنة ثمان وسبعين.
الرائض: بفتح الراء بعدها الالف ثم الياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى رياضة الخيل وتقويهما إن شاء الله، واشتهر بها حماد الرائض من أهل البصرة، يروي عن الحسن وابن سيرين وغيرهما، روى عنه بشر بن الحكم ; قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
الرايي: بتشديد الراء المفتوحة وفي آخرها الياء، عرف بهذا الاسم هلال بن يحيى بن مسلم الرايي من أهل البصرة، وإنما قيل له: الرايي لانه كان ينتحل مذهب الكوفيين ورأيهم فعرف بالرايي، وكان عالما بالشروط، يروي عن أبي عوانة وأهل البصرة، روى عنه أهل بلده، كان يخطئ كثيرا على قلة روايته، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ولم يحدث بشئ كثير وإنما ذكرته ليعرفه العوام.
وأبو عثمان ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرايي واسم أبي عبد الرحمن فروخ مولي آل المنكدر التيمي تيم قريش، وقيل: كنية ربيعة أبو عبد الرحمن، وإنما قيل له: الرايي لعلمه به، وكان عارفا بالسنة وقائلا بالرأي وهو مديني، سمع أنس بن مالك والسائب بن يزيد وعامة التابعين من أهل المدينة، روى عنه
__________
(1) (الراياني) في معجم البلدان " رايان من قرى ناحية الاعلم من نواحي همذان، قال شيرويه: مطهر بن أحمد بن محمد بن صالح أبو الفرج (الراياني) روى عن أبي طالب بن الصباح وهارون بن طاهر وعامة مشايخنا، وكان ثقة صدوقا حسن السيرة فاضلا، مات برايان الاعلم في جمادي الآخرة سنة 500 ".
(2) في اللباب " الصحيح أنه من بني الرائش بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندة - بطن منهم، ولو ذكر هذا لكان حسنا ".
[ * ](3/35)
مالك بن أنس وسفيان الثوري وشعبة بن الحجاج والليث بن سعد وسليمان بن بلال وسعيد بن أبي هلال وعبد العزيز الدراوردي، وكان فقيها عالما حافظا للفقه والحديث، وقدم علي
أبي العباس السفاح الانبار وكان أقدمه ليوليه القضاء فيقال إنه توفي بالانبار، ويقال بل توفي بالمدينة، وحكى (1) أن فروخا أبا عبد الرحمن أبو ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازيا وربيعة حمل في بطن أمه وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرسا بيده رمح فنزل عن فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فقال له: يا عدو الله ! أتهجم على منزلي ؟ فقال: لا، وقال فروخ: يا عدو الله ! أنت رجل دخلت على حرمتي، فتواثبا وتلبب كل واحد منهما بصاحبه، حتى اجتمع الجيران فبلغ مالك بن أنس والمشيخة فأتوا يعينون ربيعة فجعل ربيعة يقول: والله لا فارقتك إلا عند السلطان وأنت مع امرأتي ; وكثر الضجيج، فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم، فقال مالك: أيها الشيخ (لك سعة في غير هذه الدار، فقال الشيخ) هي داري وأنا فروخ مولي بني فلان ; فسمعت امرأته كلامه، فخرجت فقالت: هذا زوجي وهذا ابني الذي خلفته وأنا حامل به، فاعتنقا جميعا وبكيا فدخل فروخ المنزل وقال: هذا ابني ؟ قالت: نعم، قال: فأخرجي المال الذي لي عندك وهذه معي أربعة آلاف دينار، فقالت: المال قد دفنته وأنا أخرجه بعد أيام، فخرج ربيعة إلى المسجد وجلس في حلقته فأتاه مالك بن أنس والحسن بن زيد وابن أبي علي اللهبي والمساحقي وأشراف أهل المدينة وأحدق الناس به، فقالت امرأته: اخرج صل في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فخرج فصلى فنظر ألى حلقة وافرة فأتاه فوقف عليه ففرجوا له قليلا ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره وعليه طويلة فشك فيه أبو عبد الرحمن فقال: من هذا الرجل ؟ فقالوا له: هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن ; فقال أبو عبد الرحمن: لقد رفع الله ابني، فرجع إلى منزله فقال لوالدته: لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليها، فقالت أمه: أيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه ؟ قال: لا والله إلا هذا، قالت: فإني قد أنفقت المال كله عليه، قال: فو الله
__________
(1) هذه الحكاية ساقها الخطيب في التاريخ 8 / 421 بسنده وسكت عنها أحمد بن مروان بن محمد المالكي الدينوري القاضي قراءة عليه بمصر - حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف حدثني مشيخة أهل المدينة أن
فروخا.." أحمد بن مروان قال الدارقطني: هو عندي ممن يضع الحديث.
وقال مسلمة بن قاسم: أدركته ولم أكتب عنه وكان ثقة.
ويحيى بن أبي طالب وثقة الدارقطني وقال موسى بن هارون الحافظ: أشهد أنه يكذب.
راجع لسان الميزان ج 1 رقم 931 وج 6 رقم 921.
[ * ](3/36)
ما ضيعته.
وقال بعضهم: مكث ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار صاحب عبادة، ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم فجالس القاسم فنطق بلب وعقل، قال: فكان القاسم إذا سئلا عن شئ قال: سلوا هذا - ربيعه، قال: فإن كان شيئا في كتاب الله أخبرهم به القاسم أو في سنة نبيه وإلا قال: سلوا هذا - لربيعة أو سالم ; وكان يحيى بن سعيد كثير الحديث فإذا حضر ربيعة كف يحيى إجلالا لربيعة وليس ربيعة بأسن منه، وهو فيما هو فيه وكان كل واحد مجلا لصاحبه، ومات ربيعة سنة ست وثلاثين ومائة ; وقال مالك بن أنس: ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
وأبو حنيفة النعمان بن ثابت بن النعمان بن المرزبان التيمي الكوفي صاحب الرأي وإمام أصحاب الرأي وفقيه أهل العراق، رأى أنس بن مالك وسمع عطاء بن أبي رباح وأبا إسحاق السبيعي ومحارب بن دثار وحماد بن أبي سليمان والهيثم بن حبيب وقيس بن مسلم ومحمد بن المنكدر ونافعا مولى ابن عمر رضي الله عنهما وهشام بن عروة وسماك بن حرب، روى عنه هشيم بن بشير وعباد بن العوام وعبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وأبو يوسف القاضي ومحمد بن الحسن الشيباني وعمرو بن محمد العنقزي وهوذة بن خليفة وأبو عبد الرحمن المقرئ وعبد الرزاق بن همام وغيرهم، وهو كوفي تيمي من رهط حمزة بن حبيب الزيات، ولد بالكوفة ونقله أبو جعفر المنصور إلى بغداد فكسنها إلى حين وفاته، قيل إن أباه ثابت بن النعمان بن المرزبان من أبناء فارس الاحرار ذهب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو صغير فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته، وقيل إن جده النعمان بن المرزبان هو الذي أهدى لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه الفالوذج في يوم النيروز فقال: نوروزنا كل يوم ; وفي رواية: كان في يوم المهرجان فقال:
مهرجونا كل يوم ; وكلمه ابن هبيرة على أن يلي القضاء فأبي فضربه مائة سوط وعشرة أسواط كل يوم عشرة أسواط فصبر وامتنع، فلما رأى ذلك خلى سبيله، واشتغل بطلب العلم وبالغ فيه حتى حصل له ما لم يحصل لغيره، ودخل يوما على المنصور وكان عنده عيسى بن موسى فقال للمنصور: هذا عالم الدنيا اليوم ; ورأى أبو حنيفة في المنام أنه ينبش قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لمحمد بن سيرين فقال: صاحب هذا الرؤيا رجل يثور علما لم يسبقه إليه أحد قبله ; وكان مسعر بن كدام يقول: ما أحسد أحدا بالكوفة إلا رجلين: أبو حنيفة في فقهه والحسن بن صالح في زهده ; وقال مسعر: من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله رجوت أن لا يخاف ولا يكون فرط في الاحتياط لنفسه ; وقال الفضيل بن عياض: كان أبو حنيفة رجلا فقيها معروفا بالفقه مشهورا بالورع، واسع المال معروفا بالافضال على كل من يطيف به صبورا على تعليم العلم بالليل والنهار حسن الليل كثير الصمت قليل الكلام حتى ترد مسأله في حرام أو حلال وكان(3/37)
يحسن يدل على الحق هاربا من مال السلطان وإذا أوردت عليه مسألة فيها حديث صحيح اتبعه، وإن كان عن الصحابة والتابعين، وإلا قاس فأحسن القياس.
وكانت ولادته سنة ثمانين، ومات في رجب سنة خمسين ومائة، ودفن بمقبرة الخيزران بباب الطاق وصلي عليه ست مرات من كثرة الزحام آخرهم صلى عليه حماد وغسله الحسن بن عمارة ورجل آخر ; قلت: وزرت قبره غير مرة.
وسورة بن الحكم صاحب الرأي، كوفي سكن بغداد، وحدث بها عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت وشيبان بن عبد الرحمن وسليمان بن أرقم وسويد أبي حاتم، روى عنه محمد بن هارون الفلاس المخرمي والحسن بن داود بن مهران المؤدب وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن أبي عمران الخياط وغيرهم.
وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي مولى قريش، صاحب الرأي، يروي عن هشام بن حسان وابن جريج وإسرائيل وابن أبي عروبة والثوري وإبراهيم بن طهمان وغيرهم، روى عنه هشام بن عبد الله الرازي وسلمة بن بشير النيسابوري وعلي بن هاشم بن مرزوق وسهل بن زياد وعبد الله بن
الوليد بن مهران المدائني الرازي، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن الحكم أبي مطيع البلخي ؟ قال: لا ينبغي أن يروى عنه، وقال يحيى بن معين: أبو مطيع الخراساني ليس بشئ ; وقال: أبو حاتم الرازي: أبو مطيع كان قاضي بلخ مرجئ ضعيف الحديث، وانتهى في كتاب الزكاة إلى حديث له فامتنع من قراءته، وقال: لا أحدث عنه، وزفر بن الهذيل العنزي الكوفي ثم البصري صاحب الرأي والقياس، يروي عن حجاج بن أرطاة، روى عنه أبو نعيم وحسان بن إبراهيم وأكثم بن محمد وغيرهم، قال أبو نعيم الفضل بن دكين وذكر زفر بن الهذيل فقال: كان ثقة مأمونا وقع إلى البصرة في ميراث أخته فتشبث به أهل البصرة فلم يدعوه يخرج من عندهم ; قال يحيى بن معين: زفر بن الهذيل صاحب الرأي ثقة مأمون.(3/38)
باب الراء والباء الربابي: بكسر الراء والالف بين الباءين الموحدتين، هذه النسبة إلى الرباب، والناس يقولون بفتح الراء وهو غلط، وهو بالكسر وهي القبيلة المنسوب إليها تيم الرباب، قال أبو عبيدة: تيم الرباب ثور وعدي وعكل ومزينة بنو عبد مناة بن أد وضبة بن أد، وإنما سموا الرباب لانهم ترببوا أي تحالفوا على بني سعد بن زيد مناة.
وقال ابن الكلبي في كتاب الالقاب قال: إنما سموا الرباب من بني عبد مناة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وهم تيم وعدي وعوف والاشيب وثور اطحل وضبة بن اد أنهم غمسوا أيديهم في رب فتحالفوا علي بني تميم فسموا الرباب جميعا، وخصت تيم بالرباب (1) (2).
الرباحي: بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة وفي أخرها الحاء المهملة هذه النسبة إلى قلعة ببلاد المغرب من الاندلس يقال لها قلعة رباح، ولعل الذي بناها اسمه رباح، والمشهور بالنسبة إليها الفقيه المحدث محمد بن أبي سهلويه (3) الرباحي.
والقاسم بن السائب الرباحي كان فقيها محدثا من هذه القلعة.
ومسعود بن خلصة الرباحي الكلبي.
وأحمد بن محمد بن
عافية الرباحي، قال عبد الغني: سمع منا.
ومحمد بن سعد الرباحي، ويقال له الجياني أيضا، ينسب إلى مدينة جيان، صاحب حديث ولغة وشعر.
وقاسم بن الشارب الرباحي المحدث الفقيه ومحمد بن يحيى الرباحي نحوي مشهور بالاندلس.
الرباطي: بكسرالراء وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الطاء المهلة، هذه النسبة إلى الرباط وهو اسم لموضع يربط فيه الخيل وعرف بالغزاة لانهم إذا نزلوا في ثغر وأقاموا في وجه العدو دفعا لكيدهم وفتكهم بالمسلمين يقال لذلك الموضع الرباط قال الله تعالى: (ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله) والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن سعيد بن إبراهيم الرباطي من أهل مرو، قال أبو علي الغساني: عرف بالرباطي لانه كان تولى على
__________
(1) في رسم (الربى) من القبس بعد حكاية هذا " وهذا ليس بشئ...وأنكر جماعة تمستيهم الرباب لغمسهم أيديهم في الرب، قال سيبويه..." أنظر ما يأتي في التعليق في رسم (الربى).
(2) (الربابي) في المشتبه بإضافة من التوضيح ما لفظه " والربابي (بالفتح وموحدتين بينهما الالف) ممدود بن عبد الله الواسطي، كان يضرب به المثل في معرفة الموسيقى بالرباب، مات ببغداد في ذي القعدة سنة 638 ".
(3) أنظر اللباب 2 / 14.
[ * ](3/39)
الرباط، قلت: ولعله يتولى عمارة الرباط حتى لا تضيع الاوقاف التي لها، أخبرنا زاهر بن طاهر بنيسابور أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي إجازة أنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ سمعت أبا عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ يقول سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول: قدمت على أحمد بن حنبل فجعل لا يرفع رأسه إلي، فقلت: يا أبا عبد الله ! إنه يكتب عني بخراسان وإن عاملتني بهذه المعاملة راموا بحديثي ; فقال: يا أحمد ! هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه ؟ أنظر أنى تكون أنت منه ؟ قال قلت: يا أبا عبد الله ! إنما ولاني أمر الرباط، لذلك دخلت فيه ؟ قال: فجعل يكرر علي: يا أحمد ! هل بد يوم القيامة من أن يقال: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه ؟
فانظر أنى تكون أنت منه ؟ سمع وكيع بن الجراح وعبيدالله بن موسى ووهب بن جرير وسعيد بن عامر وعبد الرزاق بن همام، روى عنه الامامان أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري في صحيحيهما والحسين بن محمد القباني ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم وكان ثقة فاضلا فهما عالما صدوقا، له رحلة، مات بعد سنة الرجفة - سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: أحمد بن سعيد الرباطي مروزي ثقة.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد الرباطي المروزي من أكابر الشيوخ الصوفية، سافر مع أبي تراب النخشبي، وقدم بغداد، وكان (الجنيد بن محمد يمدحه ويبالغ في وصفه، ويقال إنه عبد الله بن أحمد بن سعيد الرباطي، وهو من أستاذي يوسف بن الحسين).
وكان عالما بعلوم الظاهر وعلوم الحقائق، وكان من رفقاء أبي تراب الشافعي في أسفاره، وكان الجنيد يقول: عبد الله الرباطي رأس فتيان خراسان.
وذكره أبو العباس المعداني فقال: هو عبد الله بن أحمد بن شبويه، كان مقدما ببغداد في أيام الجنيد ولم يكن له ببغداد نظير في السخاء وحسن الخلق.
وأبو مضر محمد بن مضر (1) بن معن المروزي الرباطي من أهل مرو صاحب الاخبار والحكايات، قيل له الرباطي لانه سكن بمرو في رباط عبد الله بن المبارك، سمع بخراسان عتبة بن عبد الله اليحمدي وعلي بن حجر وبالعراق محمد بن سهل بن عسكر وهارون بن إسحاق الهمداني، روى عنه مشايخ مرو وأبو عمرو الضرير، ومن أهل نيسابور أبو بكر بن علي الحافظ وعبد العزيز بن محمد بن مسلم، قال أبو مضر الرباطي: سأل رجل ونحن ببغداد امرأة عن اسمها، فقالت: اسمي مكة، قال: أفتأذنين لي أن أقبل الحجر الاسود ؟ قالت: نعم، وكرامة بالزاد والراحلة.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: أبو مضر الرباطي رأيت أعقابه بمرو في رباط عبد الله بن المبارك.
__________
(1) مثله في اللباب.
[ * ](3/40)
وأبو عبد الله جبريل بن علي بن أحمد بن محمد الرباطي، يروي عن أبي نعيم عبد الملك بن
محمد بن عدي الاستراباذي.
الربالي: بفتح الراء والباء الموحدة واللام بعد الالف، هذه النسبة إلى ربال وهو الجد لابي عمر حفص بن عمرو بن ربال بن إبراهيم بن عجلان المجاشعي الربالي الرقاشي من أهل البصرة، يروي عن عمر بن علي المقدمي و عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي والبصريين، روى عنه جماعة من الشيوخ مثل إبرهيم بن إسحاق الحربي وعبد الله بن محمد بن ناجية ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي، وهو ثقة مأمون صدوق، ومات في سنة ثمان وخمسين ومائتين، وجعفر بن محمد الربالي، يروى عن أبي عاصم والحسين بن حفص الاصبهاني، روى عنه الحسن بن محمد بن شعبة البغدادي (1).
الربذي: بفتح الراء والباء المعجمة بواحدة وفي آخرها ذال منقوطة هذه النسبة إلى الربذة وهي من قرى المدينة على طريق الحجاز، إذا رحلت من فيد إلى مكة نزلت بها غير مرة، وبها قبر أبي ذرالغفاري رضي الله عنه، وكان يسكنها وتوفي بها، والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن عبيدة بن نشيط الربذي، يروي عن جابر وعقبة (2) بن عامر، روى عنه أخوه موسى بن عبيدة الربذي، قال أبو حاتم بن حبان: عبد الله بن عبيدة منكر الحديث جدا، فلست أدري السبب الواقع في أخباره منه أو من أخيه ؟ لان أخاه موسى ليس بشئ في الحديث، وليس له راو غيره فمن ههنا اشتبه أمره ووجب تركه.
وقال أبو علي الغساني: عبد الله بن عبيدة الربذي أخو مسلم بن عبيدة ويقال إن بينهما في المولد ثمانين سنة.
ولا (3) وهم الغساني ؟ أولهما أخ ثالث اسمه مسلم ؟ وقال: سمع عبيدالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، حدث عنه صالح بن كيسان قتلته الحرورية بقديد سنة ثلاثين ومائة.
ومن التابعين مهاجر بن حبيب الربذي، يروي عن أسد بن كرز رضي الله عنه، روى عنه أرطاة بن المنذر وأبو المختار أيمن بن عبد الله الربذي، من ساكني الربذة، أدرك أبا ذر الغفاري رضي الله عنه، روى عنه عقبة بن وهب.
وسلمة بن عمرو بن الاكوع الربذي، قال ابن أبي حاتم
__________
(1) (الرباعي) وفي أواخر الفن الرابع من فهرس ابن النديم في فقهاء الظاهر ما لفظه " الرباعي - واسمه
إبراهيم بن أحمد بن الحسن ويكنى أبا إسحاق من علماء الداوديين وكان قريب العهد وخرج عن بغداد إلى مصر وبها مات سنة..(بياض) وله من الكتب كتاب الاعتبار في إبطال القياس " والله أعلم.
(2) وكذا وقع في مطبوعة اللباب، وكذا كان في مخطوطته لكن ضرب فيها على لفظ " جابر بن "، في القبس عن اللباب " جابر وعقبة " على الصواب.
(3) في نسخ أخرى " وما ".
[ * ](3/41)
الرازي: والرواة تقول في المجاز: سلمة بن الاكوع، ينسبونه إلى جده، ويكنى بأبي مسلم، الاسلمي له صحبة سكن الربذة وعداده في أهل المدينة، روى عنه إياس بن سلمة ابنه ومولاه يزيد بن أبي عبيد ويزيد بن خصيفة.
وبكار بن عبد الله بن عبيدة الربذي بن أخي موسى بن عبيدة، يروى عن عمه أشياء مناكير لا يدري التخليط في حديثه منه أو من عمه أو منهما ؟ لان موسى ليس في الحديث بشئ، وأكثر رواية بكار عنه ; قال أبو حاتم بن حبان: فاحترزنا لما مر من أن نطلق على مسلم شيئا بغير علم فيكون خصمنا في القيامة نعوذ بالله من ذلك، روى عنه ابن نفيل ومحمد بن مهران وحفص بن عمر الجدي وأبو حصين الرازي.
وأما عمه عبد العزيز موسى بن عبيدة بن نسطاس الربذي، وقيل: عبيدة بن نشيط، يروي عن عبد الله بن دينار وأهل المدينة روى عنه العراقيون وأهل بلده، مات بالربذة، وقد قيل بالمدينة، سنة ثلاث وخسمين ومائة، وجعلوا يجدون المسك يفوح من قبره، وكان من خيار عباد الله نسكا وفضلا وعبادة وصلاحا، إلا أنه غفل عن الاتقان في الحفظ حتى يأتي بالشئ الذي لا أصل له متوهما، يروي عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات من غير تعمد له فبطل الاحتجاج به من جهة النقل وإن كان فاضلا في نفسه.
الربضي: بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى قبيلة وموضعين، أما المهاجر بن غانم الربضي فهو منسوب إلى الربض وهو حي من مذحج، سمع أبا عبد الله الصنابحي، روى عنه محمد بن حسان.
والحسن بن
عبد الرحمن بن شفطان (1) الرقي البزاز الربظي هكذا رأيت بالظاء في معجم ابن المقرئ، والصواب بالضاد لانه من ربض الرقة والرافقة، وهو الحائط الدائر حواليهما فيما أظن، يروي عن أبي عمر هلال بن العلاء الرقي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
وأما أبو بكر (2) أحمد بن محمد بن علي الربضي منسوب إلى ربض أصبهان، سمع الاصبهانيين، روى عنه أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ الاصبهاني.
وأما أبو بكر أحمد بن بكر بن يونس بن الخليل المؤدب الربضي، مروزي الاصل منسوب إلى ربض مرو، وهو حائطها (3)، يروي عن علي بن الجعد الجوهري وغيره.
وأبو أيوب سليمان الربضي الضرير
__________
(1) يأتي مثله في رسم (الشفطاني) ومثله في اللباب والقبس، ووقع ههنا في س وم " والحسين بن عبد الله بن سقطان " كذا.
(2) أنظر اللباب 2 / 15.
(3) أنظر اللباب 2 / 15.
[ * ](3/42)
نسب إلى ربض بغداد والله أعلم (1)، حدث عن داود بن المحبر، روى عنه إبراهيم بن الوليد الحشاش، وكان سليمان من الصالحين (2).
الربعي: بفتح الراء والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى ربيعة بن نزار، وقلما يستعمل ذلك لانه ربيعة بن نزار شعب واسع فيه قبائل عظام وبطون وأفخاذ استغنى بالنسب إليها عن النسب إلى ربيعة، وينسب إليه بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربعية بن نزار.
ويقال الربعي أيضا لمن ينتسب إلى ربيعة (3) الازد، منهم أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي من تابعي البصرة، يروي عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم، روى عنه عمر بن مالك النكري، قتل في الجماجم سنة ثلاث وثمانين، وكان عابدا فاضلا، وكان يواصل أياما ثم يأخذ على يد الشاب فيكاد يحطمها، وكان عمرو بن مالك يقول إن أبا الجوزاء لم يكذب قط.
وربعة الازد هو
ابن الغطريف الاصغر بن الغطريف الاكبر وهو عامر بن يشكر بن بكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران.
وقال أبو بكر بن دريد: الربعة حي من الازد (4) وقال حامد بن عمر البكراوي: ربعة قوم بالبصرة هم إلى اليمين.
وقال أبو قتيبة: بلى مصحف لابي الجوزاء فدسه في مسجد الربعة وسليمان بن علي الربعي أبو عكاشة، من ربعة الازد، حديثه في صحيح مسلم.
وعبد الله بن العلاء بن زبر الربعي الشامي، من ربعة الازد، يكنى أبا زبر سمع بسر بن عبيد الله الحضرمي، روى عنه الوليد بن مسلم، حديثه في صحيح البخاري ومسلم.
وقرابته أبو محمد عبد الله بن أحمد بن زبر الربعي الزبري سأذكره في الزاي.
وأبو عيسى العوام بن حوشب الشيباني الربعي (5)، من أهل واسط، سمع مجاهدا، حديثه
__________
(1) مثله في اللباب.
(2) في اللباب " فاته النسبة إلى الربض وهو محلة متصلة بقرطبة من بلاد الاندلس ينسب إليه خلق كثير، منهم يوسف بن مطروح الربضي الفقيه، تفقه على أصحاب مالك بن أنس.
والوقعة المنسوبة إلى الربض بقرطبة من أشهر الوقائع، وهي مذكورة في التواريخ " وراجع التعليق على الاكمال 4 / 149 و 150.
(3) ووقع في اللباب ونسخ أخرى " ربعة ".
(4) تتمة عبارة ابن دريد في الاشتقاق ص 67 " واسمه ربيعة بن الحارث الغطريف " ونحوه في التوضيح وبين أنه يجوز في النسبة إسكان الموحدة على أنها نسبة إلى الربعة، وفتحها على أنها نسبة إلى ربيعة.
و (الربعة) إما لقب لربيعة ويطلق على البطن المنتسبين إليه، وإما للبطن ويطلق على الجد وانظر ما يأتي في التعليق في رسم (الربعي) بالسكون.
(5) هو من ربيعة بن نزار المتقدم أو الرسم لانه من بني شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل كما في جمهرة ابن حزم ص 325 وغيرها وتقدم أول الرسم نسب بكر بن وائل إلى ربيعة بن نزار.
[ * ](3/43)
في صحيح البخاري (1).
الربنجني: بفتح الراء وكسر الباء المنقوطة بواحدة والجيم بين النونين الساكنة
والمكسورة، هذه النسبة إلى ربنجن، وقد يثبتون الالف في أولها ويقال: اربنجن، وقد ذكرناها في الالف وهي بلدة من بلاد السغد بسمرقند استولى عليها الخراب ونهبها صاحب خوارزم، أقمت بها يوما في صحرائها واستظللت بأشجارها، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الربنجني السغدي، يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وأبي توبة سعيد بن هاش الكاغذي وأحمد بن أيوب البذشي وغيرهم، روى عنه أبو علي السيرواني (2) وطبقته.
وأبو سعد محمد بن هشام بن إسحاق الربنجي ثم البخاري يعرف بنون، يروي عن محمد بن سلام وحسن بن حرب وأحمد بن أبي عبد الله التيمي والفضل بن داود وغيرهم، روى عنه يوسف بن ريحان (3).
الربيعي: بفتح الراء وكسر الباء الموحدة وبعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الربيع...(4) وهو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن
__________
(1) في اللباب " قلت فاته النسبة إلى ربيعة الجوع، وهو ربيعة بن مالك بن زيد مناة (بن تميم)، منهم حماد بن سلمة الربعي البصري مولاهم، إمام مشهور واسع الرواية، وإلى ربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة - بطن من جهينة - ويقال فيه بضم الراء، والفتح أكثر عند أصحاب الحديث (ضبطه في التبصير الربعة بضم الراء وفتح الموحدة)، وممن ينسب إليه عنمة بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة - صحابي شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسم رشدان غيان، فلما جاء وفدهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: أنتم بنو رشدان.
فبقي عليهم (انظر ما يأتي).
وفاته النسبة إلى ربيع بن مالك بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء - بطن من طيئ، منهم هراسة بن عبد الله الطائي الشاعر.
وفاته النسبة إلى ربيعة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب بن عبد الله بن هبل بن عبد الله بن كنانة - بطن من كلب بن وبرة، منهم أبو الخطار حسام بن ضرار بن خثيم (2) هكذا في اللباب ويأتي أبو علي في رسم (السيرواني) في السين المهملة، ووقع هنا في النسخ " الشيرواني " ويأتي أيضا رسم (الشيرواني) بالشين المعجمة وليس فيها أبو علي.
(3) (914 - الربى) قال سيبويه في الكتاب 2 / 88 " هذا باب الاضافة (يعني النسبة) إلى الجمع...وقالوا في الرباب: ربي، وإنما الرباب جماع، واحده ربة فنسب إلى الواحد وهو كالطوائف، وقال يونس إنما هي ربة
ورباب، كقولك جفرة وجفار، وعلبة وعلاب.
والربة الفرقة من الناس، وكذلك لو أضفت إلى المساجد قلت: مسجدي، ولو أضفت إلى الجمع قلت: جمعي كما تقول ربي وفي رسم (الربى) من القبس " قال الهجري حدثني أبو كثير الربي - من الرباب أحد بني عدي رهط ذي الرمة: دخلت عجيز على فتاة عيطموس وعندها رويع اهتم فقالت: ما هذا ؟ فقالت: رجليه ; قالت: ومن قرنك به ؟ قالت: أخيه ; فأنشأت العجوز تقول: جزى رب العباد أخاك شرا * فقد أخزاك في الدنيا وزادا فلم أر مغزلا قرنت بكلب * ولا خزا بطانته بجادا " (4) بياض في ك وب، كأنه ترك ليذكر فيه مرجع النسبة.
[ * ](3/44)
محمد (1) الشاهد (2) المعروف بالربيعي من أهل بغداد، حدث عن الحسن بن محمد بن عنبر الوشاء ومحمد بن جرير الطبري وعبد الله بن محمد بن ياسين وزكريا بن يحيى الساجي ومحمد بن ضوء الرامهرمزي ومحمد بن محمد بن عقبة الكوفي، روى عنه أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن البقال (3) وأبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار، وكانت وفاته في سنة أربع وستين وثلاثمائة، وفيه نظر - هكذا قال أبو بكر الخطيب الحافظ.
وأبو العباس عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع مولى المنصور ويعرف بالربيعي هكذا ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: شاعر حسن الشعر كان في عصر المعتصم وكان أديبا رواية حسن العلم بالغناء، روى عنه عون بن محمد الكندي.
__________
(1) زيد في ك وب " بن " وليست في س وم ولا المراجع الآتية.
تأمل.
(2) مثله في اللباب وتاريخ بغداد ج 1 رقم 413 ولسان الميزان ج 5 رقم 75.
(3) مثلة في اللباب وتاريخ بغداد في ترجمة الربيعي وترجمة هذا الراوي عنه.
[ * ](3/45)
باب الراء والجيم الرجالي: بكسر الراء والجيم المفتوحة وفي آخرها اللام بعد الالف هذه النسبة إلى أبي
الرجال، وهو كنية جد أبي عبد الرحمن (1) محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله - ويقال عبد الرحمن - بن حارثة من بني حارثة بن النجار وكان جده حارثة بدريا، ويعرف بأبي الرجال، وإنما كني بأبي الرجال بأولاده وكانوا عشرة رجال وأمه عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، يروي عن أنس بن مالك وأمه عمرة، روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري وسفيان الثوري ومالك بن أنس وعبد الله بن عمر العمري وسعيد بن أبي هلال والضحاك بن عثمان وبنوه عبد الرحمن وحارثة ومالك بنو أبي الرجال، قال ابن أبي حاتم: روى عنه يعقوب بن محمد بن طحلاء وأبو سعيد مولي بني هشام، وقال يحيى بن معين: أبو الرجال ثقة، وقال أبو حاتم: هو ثقة.
الرجاني: بفتح الراء والجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة والمشهور بهذه النسبة سعيد الرجاني، يروي عن علي رضي الله عنه أنه اشترى قميصين، روى عنه أبو أسامة زيد.
وأحمد بن الحسن الرجاني، يروي عن عفان بن مسلم، روى عنه علي بن الحسين بن جعفر القطان البصري.
وعبد الله بن محمد بن شعيب الرجاني، روى عن يحيى بن حكيم المقوم، روى عنه الطبراني.
وأحمد بن محمد بن شعيب الرجاني يروي عن محمد بن أبي عبد الرحمن المقري، روى عنه أبو القاسم الطبراني - قال ابن ماكولا، ولعله أخو الذي قبله والله أعلم.
وأحمد بن أيوب الرجاني يروي عن يحيى بن حبيب بن عربي، روى عنه أبو الحسين بن المظفر الحافظ.
الرجائي: بفتح الراء والجيم وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها هذه النسبة إلى رجاء وهواسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم أبو بكر محمد بن محمد (2) بن أحمد بن رجاء الرجائي، من أهل نيسابور، سمع أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم، روى عنه إسماعيل الحجاجي وغيره.
وأما القاضي أبو الفضل الرجائي السرخسي قال أبو الفضل
__________
(1) كذا، وفي تاريخ البخاري وغيره إن أبا الرجال هو أبو عبد الرحمن نفسه، كنيته أبو عبد الرحمن ولقبه أبو الرجال ويأتي للمؤلف ما يوافقه.
(2) ووقع بدله في اللباب مطبوعته ومخطوطته والقبس عنه " بن عمر " كذا.
[ * ](3/46)
محمد بن طاهر المقدسي الحافظ: أبو الفضل الرجائي، منسوب إلى قرية من رستاق سرخس، سمع معنا الحديث وكتب.
قلت وسألت جماعة من أهل سرخس عن هذه القرية فما عرفوها، ولعل هذه النسبة إلى موضع يقال له مسجد أبي رجاء والله أعلم (1).
الرجوعي: بضم الراء والجيم وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى رجوعه، وهي لقب بيت من أهل الثروة والحديث بهراة، منهم أبو منصور عبد الرشيد بن أبي القاسم بن أبي يعلى بن أبي القاسم الرجوعي، من أهل هراة، كان يتجر، وكان راغبا في أهل العلم متقربا إليهم حسن الاخلاق، سمع أبا الفتح نصر بن أحمد بن إبراهيم الحنفي، لقيته بمرو بعد رجوعي من الرحلة، وكتبت عنه بهراة شيئا يسيرا.
__________
(1) (الرجبي) في الاستدراك " باب الرحبي والرجبي...وأما الرجبي بفتح الراء والجيم فأخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد في كتابه أنا بن أحمد بن عبد الباقي بن منازل قراءة عليه أنا أبو القاسم علي بن الحسين الربعي أنا أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد الماوردي أنا أبو عبد الله محمد بن العلي الشونيزي بالبصرة إملاء انا أبو عبد الله بن يعقوب انا محمد بن زكريا انا ابن عائشة عن عبيد الله بن العباس - رجل من بني جشم ابن بكر قال حدثني أبو المعافى الرجبي - من رجبة، حي من همدان - قال كان لي صديق من أهل الشام وكان حسودا ولكن كنت أعرف فيه انحرافا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: السلام على الطيب الزاكي ابن الطيب الزاكي، فقلت كيف كان هذا منك ؟ قال: أحدثك، دخلت المدينة فرأيت رجلا راكب بغلة لم أر أحسن منه وجها ولا ركبة ولا مركوبا، فسألت عنه فقيل لي: هذا الحسن بن علي بن أبي طالب، فحسدت عليا أن يكون له ابن مثل هذا، فصرت إليه أريده، فلما رآني أقصد قصده وقف لي فقلت: أنت ابن أبي طالب ؟ فقال: أنا ابنه ; فقلت: بك وبأبيك - أسب وأشتم - وهو مقبل علي بعض مهماته، فلما انقضى قال: أحسبك غريبا ؟ قلت: أجل ; قال مل إلينا وعرج علينا ولا تدع، فإن احتجت إلى منزل أنزلناك، وإن استأويتنا أويناك، وإن احتجت إلى مال واسيناك، وإن ضعفت عن أمر عاوناك.
وما في الارض أحب إلي منه، وعلمت أنه طيب بن طيب، وأنه ما يبغضه إلا من خاب
وحاب.
[ * ](3/47)
باب الراء والحاء الرحال: بفتح الراء والحاء المهملة المشددة، هذه النسبة إلى المبالغة في الرحلة وكثرة الاسفار في طلب الحديث، وفيهم كثرة، والمشهور به أبو الفضل محمد بن أحمد بن مجاهد بن يونس الكاغذي السمرقندي المعروف بالرحال الاعين، من أهل سمرقند، خرج في طلب العلم سنين كثيرة وتحمل المشقة في جمع الاخبار والحكايات فسمي رحالا على ما حكى لي عنه - هكذا ذكره أبو سعد الادريسي في تاريخ سمرقند، ثم قال كان صاحب الحكايات والنوادر، يرتفع في الاسناد تارة وينزل أخرى، كتب في صغره وشيخوخته، يروي عن أبي حفص عمر بن عبد الوهاب الرياحي وإبراهيم بن عبد السلام ومحمد بن زكريا الغلابي ومحمد بن موسى بن حماد البربري والحارث بن أبي أسامة وجماعة غيرهم من المجهولين والمعروفين يطول الكتاب بذكرهم، مات قديما، روى عنه محمد بن جعفر بن الاشعث الكبوذبخكثي وإبراهيم بن يزيد المروزي والهيثم بن كليب الشاشي وغيرهم.
والقاسم بن يزيد الرحال من الرحل لا من الرحلة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه حماد بن سلمة وابن عيينة، قال يحيى بن معين: القاسم الرحال ثقة.
الرحائي: بفتح الراء والحاء المهملتين وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى الرحا وأبو الرضا أحمد بن العباس بن محمد بن علي بن إسماعيل بن أبي طاهر الهاشمي الرحائي، عرف بابن الرحا فنسب إليه، شريف مستور صالح، سمع أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وهو من أهل باب البصرة من بغداد، قرأت عليه كتاب البعث والنشور لابي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وتوفى...ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الرحائي السجستاني من أهل سجستان، لعله نسب إلى الرحا الذي يدار (1)، يروي عن أبي بشر
أحمد بن محمد المروزي وهارون بن الحسن والحسن بن نفيس بن زهير السجزي، روى عنه القاضي أبو الفضل أحمد بن محمد الرشيدي.
الرحبي: بفتح الراء وسكون الحاء المهملتين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 19.
[ * ](3/48)
النسبة إلى الرحبة، وهي بلدة من بلاد الجزيرة في آخر حد هساب على أول حد الشام يقال لها رحبة مالك بن طوق على شط الفرات والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسين بن قيس ويقال حنش، الرحبي واسطي، يروي عن عطاء وعكرمة روى عنه سليمان التيمي ومستلم بن سعيد وخالد الواسطي (1) وحصين بن نمير وعلي بن عاصم قال أحمد بن حنبل وذكره فقال: ليس حديثه بشئ، لا أروي عنه شيئا.
وقال يحيى بن معين: هو ضعيف.
قال ابن أبي حاتم سألت أبي عن حنش الهمداني فقال: هو حسين بن قيس، وحنش لقب، وهو ضعيف الحديث منكر الحديث.
قيل له: كان يكذب قال: أسأل الله السلامة، هو ويحيى بن عبيد الله متقاربان، قلت: هو مثل ابن ضميرة ؟ قال: شبيه.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: أبو خالد ثور بن يزيد الرحبي من رحبة حمص جزري وليس بالشامي.
قال أبو الفضل المقدسي الحافظ: هذا كلام متناقض، وإنما أوردته لانه ذكره في كتابه فلا يستدركه ما لا علم له فإن كان جزريا فكيف يكون حمصيا وحمص بالشام ؟ وعندي أن هذا لا يدخل في كتابنا فإنه الرحبي بالتخفيف محرك وهو قبيلة من اليمن وفي أهل الشام منهم جماعة من المحدثين فظن أبو عبد الله أنه بحمص كما يقال رحبة الكوفة ورحبة البصرة وليس هذا من وهم الحاكم بمستنكر.
أبو علي الحسين بن قيس الرحبي ولقبه حنش من أهل الرحبة، يروي عن عكرمة، روى عنه سليمان التيمي وعلي بن عاصم وإسماعيل بن عياش كان يقلب الاخبار ويلزق رواية الضعفاء بالثقات كذبه أحمد بن حنبل وتركه يحيى بن معين (2).
الرحبي: بفتح الراء والحاء المهملتين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة هذه النسبة إلى
بني رحبة بفتح الراء والحاء بطن من حمير وهو رحبة بن زرعة أخو سدد - بسين مهملة على
__________
(1) قضية صنيع المؤلف أن حنشا هذا منسوب إلى رحبة مالك بن طوق وجرى عليه في اللباب ومعجم البلدان، هذا مع أنهم حكوا أنها إنما بنيت في خلافة الرشيد أي بعد سنة 170 وحنش قديم ولد قبل سنة 100 كما يعلم من وفيات شيوخه والآخذين عنه، وفي المشتبة ذكر حنش في المنسوبين إلى اسم الجد رحبة ابن زرعة الآتي في الرسم الآتي وهو المتجه، هذا ويأتي في الرسم الآتي " أبو أسماء الرحبي " وذكر في المشتبة فقال في التوضيح " ومن الرواة عنه يزيد بن ربيعة أبو كامل الرحبي الدمشقي من صنعاء دمشق...".
(2) أما المتحقق أنه من رحبة مالك بن طوق ففي معجم البلدان " حدث أبو شجاع عمر بن الحسن..البسطامي فيما أنبأنا عنه شيخنا أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد..السمعاني المروزي بإسناد له طويل أوصله إلى علي بن سعد الكاتب الرحبي - رحبة مالك بن طوق - قال سألت أبي..." فذكر قصة مالك بن طوق.
ثم قال " ومن المتأخرين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الحسن الرحبي الفقيه الشافعي المعروف بابن المتقنة، تفقه على أبي منصور بن الرزاز البغدادي ودرس ببلده وصنف كتبا (منها الارجوزة المباركة في الفرائض)، ومات بالرحبة سنة 577 وقد بلغ ثمانين سنة.
[ * ](3/49)
وزن حمل - بن زرعه بن سبأ الاصغر، والمشهور بالانتساب إليها أبو أسماء عمرو بن مرثد الرحبي الشامي وقيل عمرو بن مزيد بالزاي والياء آخر الحروف، يروي عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو الأشعث الصنعاني.
وحمزة بن هانئ الرحبي، يروى عن أبي أمامة رضي الله عنه، روى عنه حريز بن عثمان، وقد وهم من زعم أنه حمرة.
وأبو فراس مؤمل بن سعيد بن يوسف الرحبي، من أهل الشام، يروي عن أبيه وأسد بن وداعة، روى عنه سليمان بن سلمة، منكر الحديث جدا، فلست أدري وقع المناكير في حديثه منه أو من سليمان بن سلمة راويته، لان سليمان كان يروي الموضوعات عن الاثبات، فإن كان منه أو من المؤمل أو منهما معا بطل الاحتجاج برواية يرويانها.
وأبو عثمان حريز بن عثمان الرحبي الحمصي، يروي عن عبد الله بن بسر وراشد بن سعد وأهل الشام، روى عنه بقية، ولد سنة
ثمانين، ومات سنة ثلاث وستين ومائة، وكان يلعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة، فقيل له في ذلك فقال: هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي بالفردوس وكان داعية إلى مذهبه، وكان علي بن عياش يحكي رجوعه عنه، وليس ذلك بمحفوظ عنه، وقال أبو رافع ابن بنت يزيد بن هارون: رأيت يزيد بن هارون في المنام فقلت له: ما فعل بك ربك قال: غفر لي وشفعني وعاتبني، فقلت له: أما قد غفر لك فقدا علمت، ففيما عاتبك ؟ قال قال لي: يا يزيد بن هارون ! كتبت عن حريز بن عثمان ؟ قال قلت: يا رب ! ما رأيت منه إلا خيرا، قال: إنه كان يشتم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال إسماعيل بن عياش: خرجت مع حريز بن عثمان وكنت زميلة فسمعته يقول في علي رضي الله عنه، فقلت: مهلا يا أبا عثمان ! ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته، فقال: اسكت يا رأس الحمار ! لا أضرب صدرك فألقيك عن الجمل.
وأبو خالد ثور بن يزيد الرحبي الكلاعي الحمصي سمع خالد بن معدان، حدث عنه الثوري وعيسى بن يونس وأبو عاصم النبيل وغيرهم.
وأبو عمر يزيد بن خمير الرحبي شامي، يروي عن عبد الله بن بسر.
وأبو حفص حبيب بن عبيد الرحبي، يروي عن جبير بن نفير الحضرمي، روى عنه يزيد بن خمير.
وأبو عثمان وقيل أبو عون حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر (1) بن أسعد الرحبي الحمصي من أهل حمص، سمع عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وراشد بن سعد وعبد الرحمن بن ميسرة وعبد الواحد بن عبد الله النصري وعبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي
__________
(1) كذا في ك ومثله في تاريخ بغداد ج 8 رقم 4360 وتهذيب المزي - مخطوط -، ووقع في س وم " أحمد " ومثله في الاكمال 2 / 85 وهكذا هو في أصوله وتهذيب تاريخ دمشق 4 / 113 وهو قضية صنيع الاكمال والاستدراك في باب أحمد وأحمر فإنهما تتبعا أحمر بالراء ولم يذكر هذا فالله أعلم.
[ * ](3/50)
وحبان بن زيد الشرعبي وغيرهم، روى عنه إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد وعيسى بن يونس وإسحاق بن سليمان الرازي ومعاذ بن معاذ العنبري وعثمان بن كثير بن دينار ويزيد بن
هارون وشبابة بن سوار وعلي بن الجعد وآدم بن أبي إياس وأبو اليمان الحكم بن نافع وعلي ابن عياش وجماعة سواهم، وكان يحفظ كتابه، وكان ثقة ثبتا، وحكى عنه من سوء المذهب وفساد الاعتقاد ما لم يثبت عليه وقال أحمد بن عبد الله العجلي: حريز بن عثمان شامي ثقة وكان يحمل على علي رضي الله عنه.
وقال يحيى بن المغيرة: ذكر أن حريزا كان يشتم عليا على المنبر.
وروى عن يزيد بن هارون أنه قال: رأيت رب العزة في المنام فقال لي: يا يزيد ! لا تكتب منه - يعني من حريز بن عثمان، فقلت: يا رب ! ما علمت منه إلا خيرا، فقال لي: يا يزيد ! لا تكتب منه، فإنه يسب عليا.
وحكى علي بن عياش قال سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك ! أما خفت الله ؟ حكيت عني أني أسب عليا، والله ما أسبه، ولا سببته قط.
وقال شبابة سمعت حريز بن عثمان وقال له رجل: يا أبا عمرو ! بلغني أنك لا ترحم على علي، قال فقال له: اسكت ما أنت وهذا ؟ ثم التفت إلي فقال: رحمه الله مائة مرة.
ووثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وكان مولده سنة ثمانين، ومات سنة ثلاث وستين ومائة.
ومن سادات التابعين أبو أسماء الرحبي واسمه عمرو بن أسماء، كان من الاخيار الصالحين بالشام، ومات في ولاية عبد الملك بن مروان.(3/51)
باب الراء والخاء الرخامي: بضم الراء وفتح الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى الرخام وهو حجر أبيض يعمل منه بلاط وأوان، والمشهور بهذه المناسبة أبو العباس الفضل بن يعقوب الرخامي من أهل بغداد، سمع حجاج بن محمد والفريابي وإدريس بن يحيى الخولاني وأسد بن موسى وعبد الله بن جعفر الرقبي ومحمد بن سابق وزيد بن يحيى بن عبيد ووهب الله بن راشد ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني وسعيد بن مسلمة بن عبد الملك والحسن بن بلال الرملي، قال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه مع أبي وكان صدوقا ثقة، قال: وسئل أبي عنه فقال: صدوق.
قلت: وروى عنه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
الرخاني: بفتح الراء والخاء المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رخان، وهي قرية من قرى مرو على ستة فراسخ منها، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الخطاب الرخاني، قال المعداني: هو من سكة سلمة كتب الحديث الكثير عن عبدان بن محمد وأشباهه.
وقال أبو زرعة السنجي: هو من سكة سلمة.
وأبو علي الحسن بن القاسم الرخاني، فقيه فاضل من أهل هذه القرية، يروي عن أبي بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي، روى لنا عنه سعيد بن محمد البغوي، وكانت وفاته سنة نيف وسبعين وأربعمائة.
الرخجي: بضم الراء وفتح الخاء المعجمة المشددة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى الرخجية، وهي قرية على نحو فرسخ من بغداد وراء باب الازج، منها أبو الفضل عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن هارون بن الفقاعي الرخجي، من أهل بغداد، تولى الخطابة بالرخجية وسكنها إلى حين وفاته، وكان صالحا صدوقا، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي وأبا بكر محمد بن إسماعيل الوراق ومحمد بن إبراهيم بن نيظر العاقولي وأبا علي الحسن بن الحسين بن حمكان الهمذاني الفقيه وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ، وكانت ولادته ببغداد سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، ومات بالرخجية في شهر رمضان سنة سبع وثلاثين وأربعمائة ودفن بها.
وأبو الحسين عيسى بن حامد بن بشر بن عيسى بن أشعث الرخجي القاضي يعرف بابن بنت القنبيطي، لا أدري هو من هذه القرية أو من قبيلة يقال لها الرخج، قال أبو بكر الخطيب: رخجي الاصل ويعرف(3/52)
بابن بنت القنبيطي، سمع جده محمد بن الحسين القنبيطي ومحمد بن جعفر القتات وإبراهيم بن شريك الاسدي وجعفر بن محمد الفريابي والحسين بن أبي الاحوص الثقفي وقاسم بن زكريا المطرز والهيثم بن خلف الدوري ومحمد بن جرير الطبري، وكان عيسى بن حامد أحد أصحاب ابن جرير، يروي عنه أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري وأبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الفقيه ومحمد بن محمد بن عثمان السواق وأبو العلاء محمد بن علي
الواسطي، وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وكان ثقة جميل الامر.
وعمه أبو الفضل العباس بن بشر بن عيسى بن أشعث الرخجي، كان ثقة صالحا، يسكن الجانب الشرقي ببغداد، حدث عن أبي حذافة السهمي ويعقوب الدورقي ومحمد بن سهل بن عسكر وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي ويوسف بن عمر القواس وجماعة، أثنى عليه أبو الحسن الدارقطني ومات في شوال سنة عشرين وثلاثمائة، ودفن في المالكية.
وأبو يعلى العباس بن محمد بن فرج الرخجي، يروي عن يوسف بن موسى القطان روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (1).
الرخشبوذي: بضم الراء وسكون الخاء المعجمة وفتح الشين المعجمة وضم الباء المعجمة بواحدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى رخشبوذ وهي قرية من قرى الترمذ، والمشهور بالنسبة إليها أبو الحسين محمد بن إسحاق الكرابيسي الرخشبوذي، روى عن أبي عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي وغيرهما، روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر الوراق.
الرخشي: بفتح الراء وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الشين المعجمة أيضا، هذه النسبة إلى خان رخش وهو خان نيسابور، كان يقعد فيه أبو بكر محمد بن أحمد بن عمرويه التاجر الرخشي من أهل نيسابور، كان رفيق أبي الحسين الحجاجي ببغداد، وسمع معه الكثير بالثروة واليسار والنفقة، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس
__________
(1) في اللباب " ذكر السمعاني جماعة ونسبهم إلى هذه القرية ولم يذكر النسبة إلى الرخج البلاد المعروفة وهي تجاور سجستان، ولما انهزم ابن الاشعث قصد ملكها (رتبيل فاستجار به فأسلمه فقطع رأسه وحمل إلى الشام ثم إلى مصر فقال بعض الشعراء: هيهات موضع جثة من رأسها * * رأس بمصر وجيفة بالرخج وينسب إليها كثير من العلماء " قال المعلي إنما نسب السمعاني إلى القرية واحدا وهو الاول وشك في الثاني والثالث وهما والرابع من الرخج البلاد المعروفة، وفي معجم البلدان بعد ذكر تلك البلاد " وينسب إلى الرخج فرج وابنه
عمر بن فرج وكانا من أعيان الكتاب أيام المأمون إلى أيام المتوكل شبيها بالوزراء..." [ * ](3/53)
محمد بن بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وببغداد أبا بكر بن أبي داود وأبا القاسم بن بنت منيع البغوي وأبا بكر بن الباغندي وأقرانهم، ولم يحدث إلا باليسير من حديثه، وتوفي في سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
الرخينوي (1): بفتح الراء وكسر الخاء المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها يقال لها رخينوي ملاصق أنداق، منها عبد الوهاب بن الاشعث الحنفي الرخينوي، يروي عن أبي علي الحسن بن علي بن سباع الانداقي السمرقندي، حدث عنه وسمع منه.
الرخي: بضم الراء وقيل كسرها وهو الاصح وتشديد الخاء المعجمة ؟ هذه النسبة إلى الريخ فيما أظن وهي ناحية بنيسابور وهي أحد أرباعها والصحيح الرخ فجعلها العوام الريخ، وهي ناحية عامرة بأكابر الناس والقرى العامرة المغلة، وكان عبد الله بن عامر بن كريز نزلها في جملة الصحابة ولما ورد سفيان بن سعيد الثوري خراسان نزل بيشك إحدى قراها، والمشهور بهذه النسبة أبو موسى هارون بن عبد الصمد بن عبدوس بن حسان الرخي النيسابوري، كان من الصالحين، سمع يحيى بن يحيى وعلي بن المديني وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعبيد الله بن عمر القواريري وأبا مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ومحمد بن أبي السري وهشام بن عمار، روى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله بن الاخرم الخياط وأبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري، وتوفي سنة خمس وثمانين ومائتين.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عصام الرخي الحيري ختن أبي بكر بن أبي عثمان على ابنته، وكان من الصالحين، سمع أبا عبد الله البوشنجي وأقرانه، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 21.
[ * ](3/54)
باب الراء والدال الردادي: بفتح الراء ثم الالف بين الدالين المهملتين أولاهما مشددة، هذه النسبة إلى الجد وهو محمد بن عبد الرحمن بن الرداد بن عبد الله بن شريح بن مالك القرشي الردادي المديني العامري (1)، من أهل المدينة، يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري وعبد الله بن دينار وسهيل بن أبي صالح، روى عنه عبد الله بن نافع الصائغ ومعاوية بن هشام ويعقوب بن حميد وإسماعيل بن أبي أويس، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ليس بقوي، ذاهب الحديث، ولم يقرأ علينا حديثه.
وسئل أبو زرعة عنه فقال: مديني لين (2).
الردماني: بفتح الراء وسكون الدال المهملتين ثم الميم والالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ردمان، وهو بطن من رعين ثم لخارجة ابن عوال وهو ردمان بن وائل بن رعين، والمنتسب إليه إسماعيل بن المنتظر بن إسماعيل بن زياد بن ثمامة الردماني مولاهم، من أهل مصر، توفي يوم الخميس لست ليال خلون من جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
الرديني بضم الراء وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر النون، هذه اللفظة لها صورة النسبة غير أنها اسم الرديني بن أبي مجلز - وهو لاحق بن حميد بن المثني السدوسي، من أهل البصرة، يروي عن يحيى بن يعمر القاضي عن ابن عمر رضي الله عنه، روى عنه عمران بن حدير.
وردينة اسم امرأة في الجاهلية كانت تعمل الرماح الجيدة فنسب إليها الرمح الرديني.
__________
(1) هكذا في كتاب ابن أبي حاتم وغيره وهو الصواب نسبة إلى عامر بن لؤي بطن من قريش.
(2) في القبس " في عقيل رداد بن قيس بن معاوية بن حزن بن عبادة بن عقيل، قال الهجري أنشد بزيع بن علي الردادي أبو أم شوق المعاوي: ألا أيها الواشي الذي طالما وشى * بمية أقصر كل قولك كاذب هي المتمناة التي لا يعيبها * عدو ولا واش ولا من يقارب
وتبسم عن ألمي عذاب كأنه * أقاحي رمل زينته القواضب مليحة مجرى الدمع مهضومة الحشى * كمزنة صيف زعزعتها الجنائب قوله (زينته) غير منقوط في النسخة والله أعلم.
(الرداعي) (رداع) بكسر الراء أو فتحها وتخفيف الدال المهملة وبعد الالف عين مهملة مخلاف باليمن منه أحمد بن عيسى الخولاني الرداعي، له أرجوزة مختارة في وصف طريق الحج نراها في صفة جزيرة العرب للهمداني.
[ * ](3/55)
باب الراء والذال الرذاني: بفتح الراء والذال المعجمة المخففة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رذان، وهي قرية من قرى نسا، ويقال لها ريان بالياء أيضا، منها أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الله بن أبي عون النسوي الرذاني، من أهل نسا، كان ثقة صدوقا، سمع علي بن حجر السعدي وأحمد بن إبراهيم الدورقي وإبراهيم بن سعيد الجوهري وحميد بن زنجويه وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري وأبو الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطباراني وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الهروي وغيرهم، وكان حدث بخراسان وبغداد، ومات سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.(3/56)
باب الراء والزاي الرزاباذي: بفتح الراء والزاي والباء الموحدة المفتوحة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى سكة بمرو، يقال لها سكة رزاباذ، منها أبو الوفاء إسماعيل بن أحمد الرزاباذي المروزي، يروي عن أبي بكر محمد بن العزيز الجنوجردي، سمع منه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الكاشغري الالمعي الحافظ.
الرزاز: بفتح الراء وتشديد الزاي المفتوحة والالف بين الزايين المعجمتين، هذه النسبة إلى الرز وهو الارز، وهو اسم لمن يبيع الرز، والمشهور بهذه النسبة أبو العباس أحمد بن محمد بن علوية الرزاز الجرجاني، يروي عن إسماعيل القاضي ومحمد بن غالب تمتام وأبي بكر الباغندي وصالح بن عمران الدعاء وسليمان بن أيوب وجماعة، روى عنه إسماعيل بن سويد الخياط وأبو إسحاق المؤدب وابن أبي عمران.
وأبو طالب محمد بن عبيدالله بن أحمد بن محمد بن داود بن موسى بن بيان الرزاز ابن أخي علي بن أحمد الرزاز، سمع الحسين بن أحمد بن فهد الموصلي وعلي بن عمر السكري وأحمد بن عبد الله بن جلين الدوري، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ، وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وكانت ولادته في المحرم سنة سبع وستين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان الرزاز من أهل بغداد ثقة صالح، سمع أبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البراز وأبا القاسم بن بشران كتب إلي (1) الاجازة بجميع مسموعاته وروى لي عنه أبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القصري بحلب وأبو جعفر محمد بن الحسن بن محمود البيع بسمرقند وأبو عاصم الضحاك بن علي النبيل بآمل وجماعة كثيرة قريبة من أربعين نفسا أو أكثر، وتوفي سنة عشر وخمسمائة.
وأبو عامر سعد بن علي بن أبي سعيد الرزاز من أهل جرجان، إمام ثقة صدوق ساكن حسن السيرة كثير العبادة، سمع أبا مطيع محمد بن عبد الواحد المصري بأصبهان وأبا القاسم إبراهيم بن عثمان الحلالي بجرجان وأبا محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ببغداد وأبا محمد عبد الرحمن بن
__________
(1) وفي س وم " كتب لي " والكاتب فيما أرى هو (أبو محمد عبد الله بن علي..) الآتي أو يكون والد المؤلف استجاز له في صباه من مسندي بغداد فإن مولد المؤلف سنة ست وخمسمائة أي قبل وفاة الرزاز هذا بنحو أربع سنين " إن صح تاريخ وفاته الآتي.
[ * ](3/57)
حمد بن الحسن الدوني بهمذان، قدم علينا مرو نوبتين وكتبت عنه الكثير في النوبتين جميعا،
وكتبت عنه بجرجان في انصرافي عن العراق.
وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري بن مدرك بن أبي سليمان الرزاز، من أهل بغداد، كان ثقة ثبتا، سمع سعدان بن نصر البزاز وعباس بن محمد الدوري ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبا البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وأبا البختري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري ومحمد بن عبيد الله بن المنادى والحسن بن مكرم ويحيى بن أبي طالب ومن في طبقتهم، كتب الناس عنه بانتخاب عمر البصري، وروى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وجماعة من المتقدمين، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبو الحسين علي بن محمد بن بشران السكري والحسين بن عمر بن برهان الغزال وأحمد بن محمد بن حسنون النرسي وهلال بن محمد بن جعفر الحفار وغيرهم، ومات في ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف بن سليمان الرزاز، من أهل بغداد، حدث عن إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وعبيدالله بن الحسين بن جعفر الموصلي ومحمد بن إسماعيل الوراق وعبيدالله بن سعيد البروجردي وأبي الحسن الدارقطني وأبي حفص بن شاهين وأبي عبد الله بن بطة العكبري، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وقال: كتبنا عنه، وكان شيخا صالحا إلا أنه لم يكن في الحديث بذاك، رأيت له أصولا محككة وسماعاته منها ملحقة، وكانت ولادته في سنة ستين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
وعام الذي ذكره أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود بن موسى بن بيان الرزاز المعروف بابن طيب، سمع أبا عمرو بن السماك وأبا بكر النجاد وجعفر الخلدي وعبد الصمد الطستي وأبا بكر النقاش ودعلج بن أحمد السجزي وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وذكره الخطيب في التاريخ فقال: كتبنا عنه وكان قد قرأ القرآن علي بن مقسم بحرف حمزة وكف بصرة في آخر عمره، وكان يسكن بالكرخ وله دكان في سوق الرزازين،
قال: وحدثني بعض أصحابنا قال دفع إلي علي بن أحمد الرزاز بعد أن كف بصره جزءا بخط أبيه فيه أمالي عن بعض الشيوخ وفي بعضها سماعه بخط أبيه العتيق والباقي فيه تسميع له بخط طري، وقال: أنظر سماعي العتيق فاقرأه علي وما كان فيه تسميع بخط طري فاضرب عليه فإنه كان لي ابن يعبث بكتبي ويسمع لي فيما لم أسمعه - أو كما قال، قال وحدثني الخلال قال: أخرج إلي الرزاز شيئا من مسند مسدد فرأيت سماعه فيه بخط جديد فرددته عليه.
قال: وكان الرزاز مع هذا كثير السماع كثير الشيوخ وإلى الصدق ما هو.
كانت ولادته في شهر ربيع(3/58)
الاول من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وأربعمائة ببغداد.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن علوية الجرجاني الفقيه الرزاز، ذكرته في حرف العين في العلويي.
الرزامي: بكسر الراء وفتح الزاي وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى محلة بمرو يقال لها حوض رزام وإلى الساعة المحلة بهذا الاسم تعرف، وهذه المحلة منسوبة إلى رزام بن أبي رزام المطوعي الرزامي، غزا مع عبد الله بن المبارك، واستشهد قبل موت ابن المبارك بسنين وكان حوض رزام قبل ذلك مزارع فاتخذ رزام بها الحوض والمسجد.
والرزامية جماعة من غلاة الشيعة وهم طائفة من الروندية (1) الذين ساقوا الامامة من علي إلى محمد بن الحنفية ثم إلى ابنه ثم إلى علي بن عبد الله بن العباس بالوصية ثم ساقوها في ولده إلى المنصور، ثم افترق هؤلاء في أبي مسلم فمنهم من قال إنه لم يقتل وادعوا حلول روح الاله فيه واستحلوا المحرم والمحرمات، ومنهم كان المقنع ثم ادعى لنفسه الالهية بكش ونخشب وعلى دينه اليوم مبيضة ما وراء النهر بايلاق.
الرزجاهي: بفتح الراء وسكون الزاي وفتح الجيم وفي آخرها الهاء، هذ النسبة إلى رزجاه، وهي قرية من قرى بسطام، وهي مدينة بقومس، والمشهور بهذه النسبة أبو عمرو محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن موسى الشافعي الرزجاهي
الاديب البسطامي، كان من أهل الفضل والعلم، سمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجانيين وأبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحاكم الحافظ، روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو سعد علي بن عبد الله بن الحسن الحيري وأبو عبيد القاسم بن الخليل بن أحمد الرزجاهي وغيرهم، أقام بنيسابور مدة وحدث بها بالكتب، وقرأ الادب عليه بها جماعة إلى سنة خمس وأربعمائة، ورجع إلى وطنه بسطام وتوفي بها يوم الاربعاء الثالث من شهر ربيع الاول من سنة ست وعشرين وأربعمائة، وكانت ولادته سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عبيد أيضا من هذه القرية، روى عنه أبو الفتح عبد الملك بن شعبة بن محمد بن محمد بن شعبة السهرجي البسطامي الحافظ (2).
__________
(1) في اللباب " الراوندية " وهو المشهور.
(2) (الرزقي) في المشتبه بعد الرزقي ما لفظه بإضافة من التوضيح " و (الرزقي) براء مكسورة (وزاي ساكنة) صاحبنا الشيخ علي الرزقي، صوفي نحوي " الرزما باذي في معجم البلدان " رزماباذ - بضم أوله وسكون [ * ](3/59)
الرزمازي: بفتح الراء وسكون الزاي وفتح الميم وفي آخرها زاي أخرى، هذه النسبة إلى رزماز، وهي قرية من قرى السغد بناحية سمرقند بين أشتيخن وكشانية على سبعة فراسخ من سمرقند، والمشهور منها أبو بكر محمد بن جعفر بن جابر بن قرقان (1) بن وادع الدهقان الرزمازي السغدي، يروي عن الحسن بن صاحب الشاشي وأبى نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وزاهر بن عبد الله بن خصيب السغدي وغيرهم، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي الحافظ وقال: لم يكن به بأس وكان حسن السماعات، مات سنة سبع وسبعين وثلاثمائة (2).
وأبو إسحاق إبراهيم بن ذنون الدهقان الرزمازي يروي عن أبي سالم العلاء بن مسلمة ومحمود بن خداش الطالقاني، روى عنه أبو عمرو محمد بن إسحاق العصفري وأبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم السمرقندي
وطبقتهما.
وأبو محمد الرزمازي السغدي، يروي عن أبي إسحاق الكسي، روى عنه محمد بن كرام.
وأبو عبد الله الرزمازي السغدي، يروي عن الحسين بن عبد الله الربنجني، روى عنه يوسف بن معروف الاشتيخني.
الرزما ناخي: بفتح (3) الراء والميم بينهما الزاي الساكنة والنون المفتوحة بين الالفين والخاء المعجمة في آخرها، هذه النسبة إلى رزماناخ، وهي قرية من قرى بخارى على فرسخ، منها أبو عبد الله محمد بن يوسف بن ردام بن حنش الرزما ناخي البخاري، يروي عن أبي حاتم داود بن أبي العوام وأبي صالح خلف بن عامر وجيهان بن أبي الحسن الفرغاني، ومات في المحرم سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
الرزيقي: بفتح الراء وكسر الزاي وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الرزيق، قال ابن ماكولا وهو نهر كان بمرو عليه محلة كبيرة وهو الآن خارجها وليست عليه عمارة منها أحمد بن حنبل وجماعة كثيرة.
قلت وقرية كبيرة على هذا النهر يقال لها الرزيق، ينزلها وزراء آل سلجوق، والمشهور بالنسبة إليها أحمد بن عيسى الحمال الرزيقي المروزي ثقة من أصحاب ابن المبارك الكبار، حدث عن الفضل بن موسى ويحيى بن واضح والنضر بن محمد وغيرهم.
وأبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن حبيب
__________
= ثانيه ثم ميم وبعد الالف باء موحدة وآخره ذال معجمة: من قرى أصبهان، منها محمد بن عبد الله بن أحمد بن علي الراعي الرزما باذي، سمع الحافظ إسماعيل إملاء سنة 528 ".
(1) مثله في اللباب.
(2) مثله في اللباب.
(3) يأتي مثله في رقم (1813) ومثله في اللباب.
[ * ](3/60)
الرزيقي المروزي، كان حافظا لاخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، عارفا بالرجال، مميزا ناقدا للحديث جهبذا فصيح اللسان جيد العبارة، ولد ببغداد ونشأ بها، ثم قدم وطن سلفه، وسكن أسفل
الرزيق واعتمر ضيعة لهم بنوس كنارنجان في قواصي مرو، وكان يخرج إليها الكثير ويقيم بها الايام، وكان بها قوم من الدعار يتلصصون فنهاهم وهددهم بالسلطان فدخل عليه واحد يقال له عبد الصمد المسجد وهو دبر الغداة وقد صلى الفجر فذبحه في المحراب، رحمه الله.
الرزي: بضم الراء وتشديد الزاي المكسورة، هذه النسبة إلى الرز وهو الارز، وقد ذكرنا في حرف الالف، والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر محمد بن عبد الله الرزي شيخ مسلم بن الحجاج، يقال له الارزي والرزي، سمع عاصم بن هلال وروح بن عطاء بن أبي ميمونة وإسماعيل بن علية ومعتمر بن سليمان وأبا تميلة يحيى بن واضح وعبد الوهاب بن عطاء، روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن أبي خيثمة وجعفر بن محمد الطيالسي وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم، وكان شيخا من أهل الصدق والامانة وكان ثقة، مات ببغداد في سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن عيسى بن هارون الرزي، من أهل بغداد، حدث عن أبي الوليد الطيالسي وعلي بن بحر بن بري والحكم بن موسى وسليمان الشاكوني، روى عنه أبو سعيد أحمد بن زياد بن الاعرابي، وذكر أبو عبد الله بن منده أن محمد بن عيسى هذا بغدادي نزل المصيصة وحدث عن مسلم بن إبراهيم، وروى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وقال: هو محمد بن هارون بن عيسى.(3/61)
باب الراء والسين (1) الرستغفري: بفتح الراء وسكون السين وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الغين المعجمة وفتح الفاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى رستغفر - قرية من قرى أشتيخن من سغد سمرقند، والمشهور بالانتساب إليها داود بن عمرو الرستغفري الاشتيخني، يروي عن أحمد بن هشام الاشتيخني، روى عنه محمد بن إبراهيم بن حمدويه الاشتيخني.
الرستفغني: بضم الراء وسكون السين المهملة وضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين
وفتح الفاء وسكون الغين المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رستفغن، وهي قرية من قرى سمرقند، منها أبو الحسن علي بن سعيد الرستفغني، حكى أن رجلا من الصالحين رأى أبا نصر (2) العياضي في منامه كأن بين يديه طبقا من الورد وطبقا آخر من الفانيد فدفع طبق الورد إلى أبي القاسم الحكيم وطبق الفانيد إلى أبي منصور الماتريدي، وكان من تلامذته، فرزق أبو منصور علم الحقيقة، ورزق أبو القاسم الحكيم الحكمة.
الرستمي: بضم الراء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى رستم وهو اسم بعض أجداد المنتسب، والمهشور بهذا الانتساب جماعة من أهل أصبهان قديما وحديثا، منهم الشاعر النحرير أبو سعيد الرستمي وإذا ذكرت نسبهم فتعرف نسبه، ومنهم أبو محمد هارون بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم الرستمي الاصبهاني أخو محمد بن عمر بن عزيزة لامه كان أحد العدول بأصبهان، سمع أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذه الضبي مات سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
وابن أخيه أبو علي الحسن بن العباس بن أبي الطيب بن علي (3) بن الحسن
__________
(1) (الرسان) في الصلة رقم 43 " أحمد بن فتح بن عبد الله بن علي بن يوسف المعافري التاجر، من أهل قرطبة، يكنى أبا القاسم، ويعرف بابن الرسان، روى عن أبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم...ورحل إلى المشرق وحج ولقي حمزة بن محمد الكتاني الحافظ بمصر...، روى عنه الخولاني..." ذكر وفاته سنة ثلاث وأربعمائة.
(2) من ك، وهو صحيح.
(3) كذا في النسخ واللباب، وفي طبقات ابن السبكي 4 / 211 " الحسن بن العباس بن علي " وتقدم ابن الحسن بن أخي هارون بن علي ويأتي آخر الترجمة قوله: أنشدني عمي أبو محمد هارون بن علي " فالظاهر أن الصواب هنا ("...بن أبي الطيب علي ") والله أعلم.
[ * ](3/62)
الرستمي، فقيه فاضل ورع صار مفتي أهل أصبهان في زمانه ويقعد في الجامع ويدرس الناس
حسبة، سمع أبا عمرو بن أبي عبد الله بن منده والمطهر بن عبد الواحد البزاني وجماعة، كتبت عنه بأصبهان، وكانت ولادته في سنة ثمان وستين وأربعمائة أنشدني أبو علي الحسن بن العباس الرستمي إملاء من حفظه بجامع أصبهان أنشدني عمي أبو محمد هارون بن علي بن الحسن الرستمي من لفظه لابي سعيد (1) الرستمي وهو جد أبيه وعمه من قصيدة له (2): لله عيش بالمدينة فاتني * أيام لي قصر المغيرة مألف حجي إلى باب الجديد وكعبتي * باب العتيق وبالمصلى الموقف والله لو عرف الحجيج مكاننا * من زندروز وجسره ما عرفوا أو شاهدوا زمن الربيع طوافنا * بالخندقين عشية ماطوفوا زار الحجيج مني وزار ذوو الهوى * جسر الحسين وشعبه فاستشرفوا ورأوا ظباء الخيف في جنباتها * فرموا هنالك بالجمار وخيفوا أرض حصاها جوهر وترابها * مسك وماء المد منها قرقف وضعيفة الالحاظ واهية القوى * توهى قوى جلد الجليد وتضعيف معشوقة الحركات مثني ازرها * دعص ومهوى القرط منها نفنف في إسناد هذه الابيات الحسنة اجتمع جماعة من الرستميين.
وأما أبو طاهر فطيان بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسين بن زياد بن خرزاذ بن زيدان الرستمي، إنما قيل له الرستمي لانه سبط أبي علي الرستمي المديني، كان يعظ الناس بالمدينة والرساتيق بأصبهان، وكان يرجع إلى فنون من العلم من النحو والاعراب وحفظ الآثار والاخبار، سمع جماعة من أصحاب أبي القاسم الطبراني وأبي الشيخ الاصبهاني، توفي سنة تسع وستين وأربعمائة، روى عنه أبو عبد الله الدقاق الاصبهاني الحافظ ; أخبرنا يحيى بن أبي عمرو الحافظ كتابة سمعت أبا عبد الله محمد بن عبد الله الخياط يقول سمعت أبا القاسم الفضل بن الفرج الاحدب الصوفي يقول سمعت مطيار بن أحمد يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت له: يا نبي الله ! أشتهي لحية كبيرة ; فقال لي صلى الله عليه وسلم: لحيتك جيدة وأنت تحتاج إلى عقل تام.
__________
(1) هو كما في اليتيمة 3 / 129: محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن علي بن رستم واختار من شعره جملة، أنظره ص 129 - 146.
(2) أولها في اليتيمة: كفتك عن عذلي الدموع والوكف * * ونهتك عن عتبي الضلوع الرجف [ * ](3/63)
وأبو سعد أسد بن رستم بن أحمد بن عبد الله الهروي الرستمي من أهل هراة، كان من فضلائها المبرزين، سمع الحسن بن عمران الحنظلي وأبا نصر منصور بن محمد المطر في وأبا علي أحمد بن محمد بن خالد العطار الهرويين وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو سعد الرستمي الهروي من المشهورين بالسماع والطلب وصحبة المشايخ، وهو الذي قد كان أبو عبد الله الوضاحي أنشدنا فيه ونحن بطوس سنة اثنتين وأربعين ثلاثمائة: (أقسمت بالنرجس والورد) أبيات له يقول في آخرها: ما خلق الرحمن في خلقه * اكمل ظرفا من أبي سعد فقدم أبو سعد الرستمي بنيسابور حاجا سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وحدث عندنا وبالعراق (1) الرستي: بضم الراء وسكون السين المهملة وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى رستة، واسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو حامد أحمد بن محمد بن علي بن رستة الصوفي الرستي الاصبهاني يعرف بالحمال (2) من أهل أصبهان، كان شيخا صالحا، سمع محمد بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم المديني الاصبهاني، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني الحافظ.
وعبد الرحمن بن عمر الزهري يلقب برستة من أهل أصبهان صنف كتاب الايمان روى عنه ابن أخيه عبد الله بن محمد بن عمر الزهري الرستي، سمعت الكتاب ببغداد عن أبي سعد بن أبي الفضل الاصبهاني عن المطهر البزاني عن
أبي عمر بن عبد الوهاب عن عبد الله الرستي عن عمه.
الرسعني: بفتح الراء المهملة وسكون السين وفتح العين المهملة وكسر النون، هذه النسبة إلى بلدة من ديار بكر يقال لها رأس عين وماء دجلة منها يخرج (3)، والنسبة إليها رسعني، وإسحاق بن رزيق الرسعني من أهل رأس عين، يروي عن أبي نعيم الملائي،
__________
(1) وفي القبس " الرستمي بضم الراء وسكون السين المهملة وضم المثناة فوق وآخرها ميم رستم الاباضي مولى بني أمية أول من ملك من الاباضية تاهرت، وهو جد أفلح بن عبد الوهاب بن رستم ; ورستم بلد افتتح على عهد عمر رضي الله عنه شهدها عبد الرحمن بن مل ".
(2) وهكذا هو بالجيم في اللباب والقبس وأخبار أصبهان 1 / 162.
(3) في اللباب " ليس كذلك، وإنما منها يخرج ماء الخابور - النهر المعروف، وليست من ديار بكر، وإنما هي من أرض الجزيرة، بينها وبين حران يومان.
[ * ](3/64)
وكان راويا لابراهيم بن خالد، روى عنه أبو عروبة الحراني، مات سنة تسع وخمسين ومائتين.
وأبو يحيى زكريا بن الحكم الاسدي الرسعني، قال ابن حبان: هو من أهل رأس عين، يروي عن يزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهمي وأهل العراق، حدثنا عنه أبو عروبة، مات برأس عين سنة ثلاث وخمسين ومائتين، وكان يخضب رأسه ولحيته.
وأبو الفضل جعفر بن محمد بن فضيل الرسعني، من أهل رأس عين، قدم بغداد وحدث بها عن محمد بن حمير الحمصي وإسحاق بن إبراهيم الحنيني وسعيد بن أبي مريم المصري، روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وثقه بعضهم، وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هو ليس بالقوي.
وأبو سعيد الحسن بن موسى بن ناصح بن يزيد الخفاف الرسعني، قدم بغداد وحدث بها عن المعافى بن سليمان وسعيد بن عبد الملك الحراني وعقبة بن مكرم الضبي، روى عنه محمد بن خلف بن حيان وكيع ويحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد وأبو ذر القراطيسي.
وأبو الحسن علي بن محمد بن
عجيف الرسعني ينسب إلى رأس العين (1) وهي قرية من قرى فلسطين، حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم الاثار بي، سمع منه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه برأس عين - قرية بفلسطين في مسجد أبي بكر الحشيشي الزاهد.
الرسولي: بفتح الراء وضم السين وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى رسول الله وهو الذي كان يترسل إلى الملوك ويكون سفيرا بينهم وكأن واحدا من أجداد المنتسب يعمل هذا العمل، منهم أبو نصر عبيد الله بن...وأبو السعادات محمد بن محمد بن أحمد بن القاسم الرسولي البغدادي، تفقه ببغداد على الكيا الهراسي وكان يتكلم في المسائل الخلافيات ويقول الشعر، وله يد باسطة فيه، وكان يمدح الاكابر والوزراء بخراسان ويتردد إليهم ويبرمهم ويأخذ عنهم الجوائز والصلات، وكانوا يتقون لسانه لانه كان يقع في أعراض الناس ويهجوهم، سمع ببغداد أبا محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وأبا طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي وغيرهم على ما ذكر، سمعت منه نسخة الحسن بن عرفة بمرو، ولما وافيت نيسابور كان يسكن مدرستنا المنسوبة إلى الامير أبي نصر بن أبي الخير رحمه الله فيدخل الليالي الشتوية منزلي ويحكي الحكايات وينشدني الاشعار وكتبت عنه شيئا كثيرا باقتراحه، ولقيته بعد رجوعي من الرحلة بمرو وخرج عنها،
__________
(1) مثله في اللباب في هذه.
[ * ](3/65)
وتوفي باسفراين في جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وصل إلي نعيه وأنا بنيسابور.
ارسي: بفتح الراء وفي آخرها السين المشددة المهملة، هذه النسبة لبطن من السادة العلوية، منهم محمد بن إسماعيل (1) الرسي العلوي، مصري، حمامه بكرم جعشم - قاله ابن ماكولا.
__________
(1) ابن القاسم (وهو أول من دعى بالرسي لانه كان ينزل الرسي وهو جبل أسود بالقرب من ذي الحليفة - راجع الاعلام) بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب.
[ * ](3/66)
باب الراء والشين الرشادي: بفتح الراء والشين المعجمة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى رشاد، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو النضر محمد بن إسحاق بن رشاد بن بور بن عبيدالله الرشادي السمرقندي، من أهل سمرقند، يروي عن أبي بكر محمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي وأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ومحمد بن الضوء الكرميني ومحمد بن نصر المروزي وجماعة سواهم.
قال أبو سعد الادريسي الحافظ حدثنا عنه جماعة من الكهول، كان من الثقات ومن أهل الفضل والورع مشهور بالطلب، ومات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة (1).
الرشك: بكسر الراء وسكون الشين المعجمة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى الرشك، والمعروف بهذه اللفظة يزيد الرشك، وهو يزيد بن أبي يزيد، ولا يسمى أبو يزيد، وكان غيورا، ويسمى بالفارسية ارشك، فعرب، فقيل الرشك، ويقال القسام يقسم الدور، ومسح مكة قبل أيام الموسم فبلغ كذا ومسح أيام الموسم فإذا قد زاد كذا وكذا، وكنيته أبو الأزهر الضبعي، روى عن سعيد بن المسيب ومطرف ومعاذة العدوية وخالد الاثبج، روى عنه شعبه ومعمر وعبد الله وعبد الوارث وحماد بن زيد وإسماعيل بن علية وجعفر بن سليمان الضبعي وعبد الله بن شوذب، سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: صالح الحديث شعبة يروي عنه، وقال يحيى بن معين: هو صالح.
وقال يحيى مرة أخرى: يزيد الرشك هو يزيد القاسم ليس به بأس، قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: يزيد الرشك ثقة، وسئل أبو زرعة عن يزيد الرشك فقال: ثقة.
الرشيدي: بفتح الراء وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها
__________
(1) (الرشاطي) في معجم البلدان " رشاطة أظنها بلدة بالعدوة، قال ابن بشكوال (الصلة رقم 651) عبد الله بن علي بن عبد الله (بن علي) بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي يعرف بالرشاطي، من أهل المرية أبو محمد (في الصلة: يكنى أبا محمد) روى عن أبوي (وقع في نسخة الصلة: أبو) علي الغساني والصدفي، و (كانت) له عناية تامة بالحديث ورجاله (في الصلة: الرجال) (والرواة) والتاريخ (في الصلة: والتواريخ) وله كتاب حسن سماه اقتباس الانوار من (في الصلة: و) التماس الازهار (في أنساب الصحابة ورواة الآثار أخذه الناس عنه وكتب إلينا بإجازته مع سائر ما رواه، و) مولده في (في الصلة: مولده صبيحة يوم السبت لثمان خلون من) جمادي الآخرة سنة ست وستين وأربعمائة.
وتوفي (رحمه الله) سنة أربعين وخمسمائة ".
[ * ](3/67)
وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى شيئين أحدهما إلى بلدة من نواحي مصر يقال لها رشيد على ساحل الاسكندرية من الثغر، والمشهور بالانتساب إليها سعيد بن سابق الرشيدي، حدث عن عبد الله بن لهيعة، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي ومحمد بن زيدان الكوفي ساكن مصر قال الدارقطني: وأما رشيد فهو شيخ يروي عنه المصريون يقال له سعيد بن سابق من أهل رشيد فيقال سعيد بن سابق الرشيدي، روى عنه أبو إسماعيل الترمذي، ورشد قرية على ساحل إسكندرية.
ومحمد بن عيسى بن جابر بن يحيى بن مالك الرشيدي أبو عبد الله مولى قريش، كان قاضي رشيد، حدث عن أبي عبد الرحمن المقري وهانئ بن المتوكل، روى عنه محمد بن المسيب الارغياني.
وإبراهيم بن سلميان الرشيدي، حدث عن علي بن معبد بن شداد، روى عنه محمد بن يوسف الهروي قاطن دمشق.
وإبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عيسى بن جابر الرشيدي أبو إسحاق، يروي عن مطروح بن شاكر وغيره، ذكره أبو سعيد بن يونس المصري في تاريخه وقال: هو مولى القارة حلفاء بني زهرة كان يكون برشيد من مواحيز مصر ذكر بفضل وصلاح، وتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، هؤلاء وغيرهم من أهل قرية رشيد.
وأما القاضي أبو الفضل أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون الرشيد ابن المهدي أمير المؤمنين،
المعروف بالرشيدي، من أولاد هارون الرشيد وقيل له الرشيدي لذلك، وهو مروروذي، ولي القضاء بسجستان وكان من الفضلاء، وكان يخرج في الرسالة من دار الخلافة إلى الملوك، سمع محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الرحائي السجستاني وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجرائي ومنصور بن محمد الحاكم المروزي وأبا أحمد الغطريفي وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب والقاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال وأبو أحمد الموفق بن عبد الواحد بن محمد المروروذي وجماعة سواهم، وكان يروي عن أمير المؤمنين القادر بالله أيضا.
أنشدنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ لفظا بأصبهان أنشدنا أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ قال أنشدنا أبو الفضل العباس بن الحسين وجماعة قالوا أنشدنا القاضي أبو الفضل الرشيدي أنشدني أمير المؤمنين وإمام المسلمين القادر بالله متمثلا: ورافضة تقول بشعب رضوي * إمام خاب.
ذلك من إمام إمامي من له سبعون ألفا * من الاتراك مشرعة السهام والشعر لعلي بن الجهم.
توفي أبو الفضل الرشيدي في حدود سنة سبع أو ثمان وثلاثين وأربعمائة بنواحي بست أو غزانة.
وأما أبو العباس محمد بن محمد بن الحسن بن العباس بن(3/68)
محمد بن علي بن هارون الرشيد الرشيدي، بغدادي من أولاد هارون الرشيد، يروي عن أبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني وطبقته، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي الحافظ أخبرنا أبو بكر الخطيب بقصر الريح أنا أبو محمد السمرقندي أخا بشر بن هارون أنا أبو سعد الادريسي حدثني محمد بن محمد الرشيدي ثنا أحمد بن محمد بن يحيى العسكري سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول: لا تقلدون، ليس لاحد أن يقلد واحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومحمد بن موسى بن يعقوب بن المأمون عبد الله بن هارون الرشيد الرشيدي، ولد بمكة في شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين ومائتين، قدم مصر قديما
وكف بصره قبل وفاته في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، حدث بمصر عن علي بن عبد العزيز بالموطأ عن القعنبي عن مالك، وعن الحسن بن أحمد بن حبيب الكرماني وطبقة نحوهما، وعن جماعة من أهل مصر أيضا، منهم أحمد بن شعيب النسائي، توفي بمصر في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وكان ثقة مأمونا.
وأما أبو عبد الله محمد بن محمود بن أحمد بن القاسم الرشيدي من أهل نيسابور أحد التجار المثرين وممن له الخير الكثير سمع بنيسابور وببغداد أبا طاب محمد بن محمد بن غيلان البزاز وغيرهم، سمع منه والدي رحمه الله، وروي لي له عنه أبو طاهر السنجي بمرو محمد بن يحيى الحيري الامام بنيسابور، ومحمد بن الحسين الطبري بأهلم، وجماعة، وإنما قيل له الرشيدي فيما سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يقول بأصبهان سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي يقول سمعت عبيد الله بن الحسن - هو أبو نعيم بن أبي علي الحداد الحافظ - يقول: سألت محمد بن علي العطري التاجر عن سبب لقب أبي عبد الله الرشيدي ؟ فقال سمعت أبي يقول: كان أبوه متوجها مجدودا في الامور، وكان الناس يقولون له إنه رشيد، فوقع عليه هذا الاسم، ولقب بالرشيدي.
وكانت ولادته سنة إحدى عشرة وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة ثمان وتسعين وأربعمائة، ودفن بأعلى محلة ميدان زياد.
وأما إبنه أبو المعالي محدود (1) بن محمد بن محمود الرشيدي، شيخ فاضل عارف بالادب واللغة وكان قد نظر في كتب الاوائل ووقع في ضلالتهم ووقف كتبه في الجامع المنيعي واحترق جميع كتبه في الخزانة التي في الجامع في فتنة الغز، سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيره، سمعت منه الاربعين لابي عبد الرحمن السلمي بروايته عنه وكانت ولادته...
__________
(1) مثله في مخطوطة اللباب وكذا في التوضيح مع تحقيق إهمال الحاء بإثبات حاء صغيرة تحتها، ووقع في نسخ أخرى " محمود " وفي مطبوعة اللباب والقبس " محدود ".
[ * ](3/69)
الرشيدى: بضم الراء وفتح الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها
الدال المهملة، هذه النسبة إلى رشيد وهو رجل من الخوارج والفرقة التي تنتسب إليه يقال لهم الرشيدية، وأصلهم أن الثعالبة كانوا يوجبون فيما سقي بالقني والانهار الجارية نصف العشر فأخبرهم زياد بن عبد الرحمن أن فيه العشر ولا يجوز البراءة ممن قال: فيه نصف العشر، فقال رشيد: أن لم تجز البراءة منهم فإنا نعمل بما عملوا به، فافترقوا في ذلك فرقتين أكفرت كل واحدة منهما الاخرى.
وإبراهيم بن سعيد الرشيدي، يروي عن أبي عوانة، روى عنه محمد بن وهب الواسطي، ظني أنه من أهل واسط.
الرشيقي: بفتح الراء وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى رشيق، وهو اسم رجل، والمنتسب إليه أبو أحمد (1) عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن يوسف الرشيقي خال أبي نصر الحسن بن أبي المبارك الشيرازي من أهل شيراز، ورد خراسان وخرج منها إلى بخارى، وسمع الحديث الكثير، وانصرف إلى فارس، وحدث بها، سمع بكور الاهواز القاضي أبا محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي، وبهراة أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح الهروي، وببخارى أبا علي إسماعيل بن أحمد بن حاجب الكشاني، وبمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، وبسجستان أبا سليمان محمد بن محمد بن أحمد الاصم السجزي، وغيرهم، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن فارس الشيرازي، وتوفي بعد سنة عشرين وأربعمائة.
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 28.
[ * ](3/70)
باب الراء والصاد الرصافي: بضم الراء المهملة والصاد المهملة والفاء بعد الالف، هذه النسبة إلى الرصافة وهي بلدة بالشام كان ينزلها هشام بن عبد الملك فنسب البلد إليه فيقال: رصافة هشام، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد حجاج بن يوسف بن أبي منيع - واسمه عبد الله (1) بن
أبي زياد الرصافي قال أبو حاتم بن حبان: هو من أهل الشام، سكن حلب، يروي عن جده عبيدالله بن أبي زياد عن الزهري، روى عنه الحسين بن الحسن المروزي وأيوب بن محمد الوزان.
وأبو أحمد عبيدالله بن أبي زياد الرصافي، يروى عن ابن شهاب الزهري.
وقال محمد بن الوليد الزبيدي: أقمت مع الزهري بالرصافة عشر سنين.
وبلدة ببلاد المغرب عند القيروان (2) يقال لها الرصافة منها أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضيفون الرصافي، من رصافة قرطبة، يروي عن أبي سعيد بن الاعرابي، حدث عنه أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر الحافظ القرطبي.
وقال لي أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الاندلسي الحافظ: الرصافة محلة معروفة من محال قرطبة، فيها قصر لبني أمية، ينسب إليها جماعة من أهل العلم.
وسوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة الرصافي قاضي الرصافة يعني رصافة هشام إن شاء الله يروي عن المعتمر بن سليمان.
وبغداد محلة كبيرة يقال لها ارصافة عند باب الطاق، وبها الجامع الحسن الكبير للمهدي، وإياها عني علي بن الجهم الشاعر من القصيدة المشهورة التي أولها: عيون المها بين الرصافة والجسر * جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري ولهذا البيت حكاية استحسنها، سمعت أبا البركات بن الاخوة الطاهري ببغداد مذاكرة يقول كان واحدا قاعدا على الجسر فاجتازت عليه امرأة حسناء مليحة فاستقبلها شاب ظريف فقال الرجل: رحم الله علي بن الجهم، فقالت المرأة على الفور: رحم الله أبا العلاء المعري - ومضيا، فقلت: أيش مقصودهما من هذا الكلام ؟ فترددت بين أن أتبع الرجل أو المرأة، فقلت: الاولى أن أتبع المرأة فإنها لو لم تفهم كلامه ما أجابته، فاتبعتها، فقلت
__________
(1) كذا وقع في النسخ واللباب والقبس، والصواب " عبيد الله " كما في ترجمة حجاج وعبيدالله من كتب الرجال، وهكذا هو في الانساب المتفقة ص 63.
وفي التهذيب ان أبا منيع كنية عبيد الله وقيل إنها كنية ابنه يوسف.
(2) كذا، وفي اللباب وغيره انها بالاندلس وهو الصواب.
[ * ](3/71)
لها: يا ستي بالله عليك وبحياتك تقولين لي ما أردتما بالترحم على علي بن الجهم وأبي العلاء المعري ؟ فضحكت وقالت: أراد هو بالترحم على علي بن الجهم لما رأني قوله: عيون المها بين الرصافة والجسر * جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري وأراد أن يطايب معي فأجبته وقلت: رحم الله أبا العلاء المعري وأردت بالترحم عليه أنه قال: فيا دارها بالحزن إن مزارها * قريب ولكن دون ذلك أهوال والمنتسب إلى هذه الرصافة جماعة منهم سفيان بن زياد الرصافي المخرمي، حدث عن عيسى بن يونس وإبراهيم بن عيينة، روى عنه عباس بن محمد الدوري وغيره.
وأبو عبد الله محمد بن بكار بن الريان الرصافي مولى بني هاشم، سمع الفرج بن فضالة وقيس بن الربيع وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني وأحمد بن أبي خيثمة وغيرهما، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
وأبو الحسن محمد بن علي الرصافي السمسار، حدث عن بكر بن محمود القزاز وحمدان بن علي الوراق وغيرهما، روى عنه أبو حفص بن شاهين وغيره وكان ينزل سوق يحيى من باب الطاق ببغداد.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن الرواس البزار الرصافي البغدادي، سمع إبراهيم بن سعيد الجوهري وسوار بن عبد الله العنبري، روى عنه الحاكم أبو أحمد الحافظ النيسابوري.
وأبو البركات القاسم بن محمد بن القاسم بن محمد بن رشي الرصافي، شاعر مجود حسن الارتجال من رصافة بغداد، سمع أبا محمد بن هزار مرد الصريفيني وحدث عنه، سمع منه هبة الله بن المبارك السقطي.
وبواسط رصافة أخرى، خرج منها حسن بن عبد المجيد الرصافي، سمع شعيب بن محمد الكوفي، روى عنه عبد الله بن محمد بن عثمان الحافظ الواسطي وقال فيه: الرصافي رصافة واسط.
ولما روى حديث المعراج أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي بمرو في مسجد أبي الحسن الطيسفوني قال ثنا أبو عبد الله محمد بن عبيد الله (1) بن أحمد الرصافي قال: وهي مدينة بالعراق بناحية البرة، ويروي
الرصافي عن محمد بن عبد العزيز الراوداني (2)، قال وهي مدينة من أعمال البصرة.
__________
(1) انظر اللباب 2 / 29.
(2) كذا، ووقع في م " الدوداني " وفي المراجع المتقدمة سوى التوضيح " الدراوردي " والمعروف بالدرا وردي هو عبد العزيز بن محمد وكنيته أبو محمد فالله أعلم.
[ * ](3/72)
وأبو القاسم الحسن بن علي بن إبراهيم المقري الرصافي، يروي عن إبراهيم بن الحجاج بن هارون الكاتب الموصلي، سمع منه بالموصل، روى عن الرصافي أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ في ذكر شيوخ البلدان وقال: رصافة الميمون مدينة بالعراق (1).
__________
(1) في التوضيح " والرصافة أيضا رصافة بلنسية - موضع قريب منها، وإليها نسب البليغ أو عبد الله محمد بن غالب الرصافي الرفاء مدح عبد المؤمن بن علي وبنيه وله ديوان شعر، توفي بمالقة في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة ".
[ * ](3/73)
باب الراء والضاد الرضا: بكسر الراء وفتح الضاد المعجمة، هذا لقب أبي الحسن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالرضا، قال أبو حاتم بن حبان البستي: يروي عن أبيه العجائب (1)، روى عنه أبو الصلت وغيره، كأنه كان يهم ويخطئ، ومات علي بن موسى الرضا بطوس يوم السبت آخر يوم من سنة ثلاث ومائتين وقد سم في ماء الرمان وأسقي، قلت: والرضا كان من أهل العلم والفضل مع شرف النسب، والخلل في رواياته من رواته، فإنه ماروى عنه ثقة إلا متروك، والمشهور من رواياته الصحيفة، وراويها عنه مطعون.
الرضائي: بضم الراء وفتح الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى الرضا، وهو بطن من مراد، هكذا ذكره الدارقطني، والمنسوب إلى هذا البطن هو أبو عبد الملك عبد الله بن
كليب بن كيسان بن صهيب المرادي الرضائي، يقال إنه مولى رضا من مراد، كان فقيها لقي ربيعة بن أبي عبد الرحمن وأخذ الفقه عنه، يروي عن يزيد بن أبي حبيب وسليمان بن زياد، وكان قليل الرواية، توفي يوم الاثنين لاربع خلون من شهر ربيع الاول سنة ثلاث وتسعين ومائة، وان مولده سنة مائة، وكان أميا.
وهو أخو عبد الجبار، وله أخ آخر يقال له إسحاق بن كليب.
وأبو حفص عمرو بن ثور بن عمران الرضائي، قال أبو سعيد بن يونس: هو مولى مراد ثم لبطن منهم يقال لهم رضا، كذا كان يقول عمرو بن ثور، وكان أبو قرة الرعيني يطعن عليه في ولائه، ويقال إنما هم موالي العبل بن حمير، وكان مقبولا عند القضاة هو وابناه أحمد ومحمد، وتوفي يوم الاثنين لست بقين من جمادي الاولى سنة سبع ومائتين.
وفي نسب قضاعة قال ابن الكلبي: ومن ولد عامر بن نعمان بن عامر الاكبر عبدالعزي وكعب وعمرو بنو امرئ القيس بن عامر أمهم ليلى بنت عريج بن عبد رضا بن جبيل بن عامر بن عمرو بن عوف بن كنانة.
وأما يزيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة، هو رضائي لانه من ولد عبد رضا، وهو من بني نبهان بن عمرو بن الغوث بن طيئ، أسلم وله صحبة.
__________
(1) في التهذيب عن ابن حبان " آخر يوم من صفر " فهو الصواب.
[ * ](3/74)
الرضراضي: بفتح الراء وسكون الضاد المعجمة بين الراءين المفتوحتين وفي آخرها ضاد أخرى، هذه النسبة إلى موضع بسمرقند يقال له الرضراضة وبالعجمية يقال له سنكريزه ستان، منها أبو عبد الله محمد بن محمود بن عبيد الله الرضراضي، قال أبو سعد الادريسي: هو من رضراضة سمرقند يروي عن معاذ وأحمد ابني نجدة الهرويين وأحمد بن حيوية، روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف ومحمد بن أحمد الذهبي، كأنه مات قديما.
الرضوي: بفتح الراء والضاد وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى الرضا وهو لقب علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبي الحسن
المعروف بالرضا المدفون بطوس، يروي صحيفة عن آبائه وجماعة من أولاده نسبوا إليه، يقال لكل واحد منهم الرضوي منهم..(3/75)
باب الراء والعين الرعلي: بكسر الراء وسكون العين المهملة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى رعل، وورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت شهرا يدعو على رعل وذكوان وهما حيان من سليم، والنسبة إليها رعلى وأما رعل فهم بنو رعل بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة - هكذا قال أبو عبيدة، وأم مطعم بن عدي جده جبير بن مطعم من رعل، هي فاختة بنت عباس بن عامر بن حي بن رعل بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور.
الرعيلي: بضم الراء وفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى رعيل وهو بطن من الصدف من حضر موت، وهو الرعيل بن أبد بن الصدف من حضرموت.
الرعيني: بضم الراء وفتح العين المهملة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ذي رعين من اليمن وكان من الاقيال، وهو قبيل من اليمن، نزلت جماعة منهم مصر، وهو إسماعيل بن قيس بن عبد الله بن غني بن ذؤيب بن الحكيم الرعيني، كان يدعي البليغ اللسان، حدث عنه عبد الرحمن بن شريح المعافري وهو ابن عم وهب بن أسعد بن غني بن ذؤيب صاحب مسجد وهب برعين - قاله أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر.(3/76)
باب الباء والغين الرغباني: بضم الراء وسكون الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة وفي آخرها النون بعد
الالف، هذه النسبة إلى الجد، وهو أبو الفوارس عبد الغفار بن أحمد بن محمد بن عبد الصمد بن حبيب بن عبد الله بن رغبان الحمصي الرغباني، من أهل حمص، يروي عن عمرو بن عثمان، وقدم أصبهان وحدث بها سنة خمس وتسعين ومائتين، ورجع إلى حمص ومات بها، روى عنه أبو عمرو بن حكيم المديني.(3/77)
باب الراء والفاء الرفاء: بفتح الراء وتشديد الفاء، هو لمن يرفو الثياب، والمشهور به عقبة بن عطية الرفاء، يروي عن قتادة، روى عنه زيد بن الحباب.
وأبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي، شاعر مجود حسن المعاني رقيق الطبع، له مدائح في سيف الدولة وغيره من أمراء بني حمدان وكان بينه وبين أبي بكر وأبي عثمان محمد وسعيد إبني هاشم الخالديين حالة غير جميلة ولبعضهم في بعض اهاج كثيرة فآذاه الخالديان أذى شديدا وقطعا رسمه من سيف الدولة وغيره فانحدر إلى بغداد ومدح بها الوزير أبا محمد المهلبي فانحدر الخالديان وراءه ودخلا إلى المهلبي ونكبا سريا عنده فلم يحظ منه بطائل، وحصلا في جملة المهلبي ينادمانه وجعلا هجيريهما ثلب السري والوقيعة فيه ودخلا إلى الرؤساء والاكابر ببغداد يفعلان به مثل ذلك عندهم وأقام ببغداد يتظلم منهما ويهجوهما، ويقال أنه عدم القوت فضلا عن غيره ودفع إلى الوراقة فجلس يورق شعره ويبيعه ثم نسخ لغيره بالاجرة وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال بعد سنة ستين وثلاثمائة، وكان الحسين بن محمد بن جعفر الخالع يزعم أنه سمع منه ديوان شعره، وقد روى عنه أحمد بن علي المعروف بالهائم وغيره - ذكر هذا كله أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في التاريخ.
وأبو علي حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ الهروي الواعظ الرفاء، كان ثقة صدوقا مكثرا من الحديث مقبولا، سمع ببلده هراة عثمان بن سعيد الدارمي والفضل بن عبد الله اليشكري، وبالعراق إبراهيم بن إسحاق الحربي وإسحاق بن الحسن الحربي وبشر بن موسى الاسدي،
وبمكة علي بن عبد العزيز البغوي، وطبقتهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وأبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي الحيري، وآخر من حدث عنه فيما أظن أبو الحسن محمد بن عبد الرحمن الدباس، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو علي الواعظ الرفاء محدث خراسان في أواخر عمره فقدم نيسابور قد مات أولها في شعبان لثلاث بقين منه من سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وأكثرنا عنه وأفدت أبا علي الحافظ عنه أحاديث، ثم قدم بعدها قد مات آخرها سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، نزل دار أبي إسحاق المزكي وأقام بنيسابور مدة ثم انصرف إلى هراة حتى مات بها يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاثمائة بهراة.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن علي الرفاء المقرئ المعروف بابن أبي قيس، من أهل بغداد، حدث عن(3/78)
أبي بكر بن أبي الدنيا ببعض كتبه، روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقرئ، وكان يقال إنه - يعني أبا بكر بن أبي الدنيا القرشي زوج أمه، وكان ضعيفا جدا، وقال محمد بن أبي الفوارس: توفي أبو الحسن بن أبي قيس الرفاء مفسر المنامات - وكان يقرئ بداره ويحدث بكتب ابن أبي الدنيا - في جمادي الآخرة من سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وحفص بن عمر الرفاء، يروي عن شعبة حديثا، روى عنه أبو حاتم الرازي، قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: هو ذاهب الحديث، كان يكذب، روى عن شعبة حديثا واحدا كذب فيه.
وأبو حفص عمر بن محمد بن علي الرفاء المروزي، فقيه صالح واعظ من أصحاب الامام والدي رحمه الله، سمع منه ومن أبي نصر محمد بن محمد بن محمد الماهاني وأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الاصبهاني الحافظ وغيرهما، سمعت منه مجالس من أمالي الدقاق، وسمعت بقراءته الحديث، وتوفي في الثامن عشر من شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، ودفن بسجذان.
الرفاعي: بكسر الراء وفتح الفاء وفي آخرها العين المهملة منسوب إلى الجد،
والمشهور بهذه النسبة أبو هشام محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة بن سماعة الرفاعي، من أهل الكوفة، يروي عن أبي بكر بن عياش ووكيع وأبي معاوية وعبد الله بن نمير وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث ومحمد بن فضيل وأبي خالد الاحمر وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله المحاملي وأبو القاسم البغوي، ومن الائمة محمد بن إسماعيل البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو بكر بن أبي خثيمة وغيرهم، وولي القضاء ببغداد بعد أبي حسان الزيادي القاضي، مات ببغداد يوم الاربعاء سلخ شعبان سنة أربعين ومائتين، وأبو سهل سابق الرفاعي مولى بني رفاعة، يروي عن الحسن، روى عنه يحيى بن اليمان.
وأبو إسماعيل علي بن علي بن نجاد بن رفاعة الرفاعي، من أهل البصرة، يروي عن الحسن وأبي المتوكل الناجي، روى عنه وكيع وأبو نعيم، كان ممن يخطئ كثيرا على قلة روايته وينفرد عن الاثبات بمالا يشبه حديث الثقات، قال أبو حاتم بن حبان: لا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد.
ومن الاتباع (1) عقبة الرفاعي، يروي عن أبي الزبير، روى عنه ابنه محمد بن عقبة.
وعقبة بن عبد الله الرفاعي، يروي عن سالم وابن سيرين، روى عنه ابن المبارك.
وسليمان بن سلميان
__________
(1) بل من التابعين كما يأتي.
[ * ](3/79)
الرفاعي، يروي عن سوار أبي حمزة، روى عنه محمد بن عقبة السدوسي.
وعلي بن قتيبة الرفاعي، حدث عن مالك بن أنس، روى عنه محمد بن يونس الكديمي.
وأبو أحمد كثير بن أحمد بن أبي هشام محمد بن يزيد بن رفاعة الرفاعي، من أهل الكوفة، حدث عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج الكندي، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ في مشيخته، وذكر أنه سمع منه ببغداد في دار القاضي أبي عبد الله بن المحاملي ذكره الدارقطني قال: وكان ثقة (1).
الرفني: بفتح الراء والفاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الرفنية وهي بليدة عند أطرابلس من ساحل الشام، منها محمد بن أبي النوار الرفني (2)، قال ابن أبي حاتم:
محمد بن أبي النوار سمع حبان السلمي صاحب الرفنية سمع ابن عمر، سمعت أبي يقول ذلك ويقول: لا أعرفه.
الرفوني: بضم الراء والفاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رفون، وهي قرية من قرى سمرقند، منها أبو الليث نصر بن محمد بن بوك الرفوني، يروي عن محمد بن بجير بن خازم البجيري والد عمر، روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر الكاغذي السمرقندي.
__________
(1) وفى اللباب " فاته الرفاعي نسبة إلى رفاعة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد - بطن من جهينة، وممن ينسب إليه عمرو بن عيسى بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك من رفاعة، له صحبة ".
(2) الصواب " الدفني " بالدال بدل الراء نسبة إلى الدفنية، تقدم تحقيقه في التعليق على رسمه رقم 1603 ج 4 / 359 - 361.
[ * ](3/80)
باب الراء والقاف (1) الرقاشي: بفتح الراء والقاف المخففة وفي آخرها شين معجمة، هذه النسبة إلى امرأة اسمها رقاش كثرت أولادها حتى صاروا قبيلة.
وهي من قيس عيلان، والمشهور بهذه النسبة جماعة منهم حماد بن مسعدة الرقاشي قال أبو حاتم بن حبان: هو من بني قيس عيلان، يروي عن سنان بن سلمة بن المحبق.
روى عنه عبد الكريم بن أبي المخارق.
وأبو المعتمر يزيد بن طهمان الرقاشي، من أهل البصرة، يروى عن محمد بن سيرين، روى عنه وكيع بن الجراح.
ومن التابعين أبو حسان فضيل بن زيد الرقاشي من أهل البصرة وقرائهم، يروي عن عمر رضي الله عنه، روى عنه عاصم الاحول مات سنة خمس وتسعين.
وأبو إسماعيل بشر بن المفضل بن لاحق الرقاشي من أهل البصرة، مولى بني رقاش، يروي عن حميد الطويل ومحمد بن المنكدر وداود بن أبي هند، روى عنه أهل العراق، مات في شهر ربيع الاول سنة سبع وثمانين بعد المعتمر بشهرين، ومات المعتمر في المحرم.
وأبان بن عبد الله الرقاشي
والد يزيد الرقاشي، عداده في أهل البصرة، يروي عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه، روى عنه ابنه يزيد، قال أبو حاتم ابن حبان: زعم يحيى بن معين أنه ضعيف، وهذا شئ لا يتهيأ لي الحكم به لانه لا راو له عنه إلا ابنه يزيد ويزيد ليس بشئ في الحديث فلا أدري التخليط في خبره منه أو من ابنه ؟ على أنه لا يجوز الاحتجاج بخبره على الاحوال كلها لانه لا راو له غير ابنه.
وابنه أبو عمرو يزيد بن أبان الرقاشي، من أهل البصرة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، روى عنه أهل البصرة والعراقيون، قال أبو حاتم ابن حبان: وكان من خيار عباد الله من البكائين بالليل في الخلوات، والقائمين بالحقائق في السيرات، ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظها واشتغل بالعبادة وأسبابها حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو لا يعلم، فلما كثر في روايته ما ليس في حديث أنس وغيره من الثقات بطل الاحتجاج به، فلا يحل الرواية عنه إلا على جهة التعجب، وكان قاصا يقص
__________
(1) (الرقاء) في المشتبه عقب الرفاء بالفتح وتشديد الفاء والمد ما لفظه " و (الرقاء) بقاف محمد بن إبراهيم بن محمد أبو عبد الله المرادي السبتي المعروف بالرقاء، من طلبة الحديث، نزل دمشق وأم بمسجد الجوزة، لحق الكندي وطبقته، مات سنة 627 " قال في التوضيح " بدمشق في ثالث شعبان من السنة، سمع بالغرب من أبي الحسن علي بن محمد بن الحصار وغيره، وكتب بخطه كثيرا من الكتب الكبار والاجزاء ".
[ * ](3/81)
بالبصرة ويبكي الناس وكان شعبة يتكلم فيه بالعظائم، قال الفضل بن موسى السيناني عن الاعمش قال: أتيت يزيد الرقاشي وهو يقص، فجلست في ناحية أستاك فقال لي: أنت ههنا ؟ قلت: أنا ههنا في سنة، وأنت في بدعة.
وكان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عن يزيد الرقاشي ويقول: رجل صالح ولكن حديثه ليس بشئ.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي والد أبي قلابة، من أهل البصرة، وكان ثقة صدوقا، سمع مالك بن أنس حماد بن يزيد وجعفر بن سليمان ويزيد بن زريع ومعتمر بن سليمان وبشر بن المفضل، روى عنه ابنه أبو قلابة عبد الملك ومحمد بن يحيى الذهلي
ومحمد بن إسماعيل وأبو حاتم الرازي وحنبل بن إسحاق ويعقوب بن شيبة ومحمد بن الحسين البرجلاني وأبو إسماعيل الترمذي، وكان أبو حاتم يقول: حدثنا محمد بن عبد الله الرقاشي الثقة الرضا، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أبو عبد الله الرقاشي بصري ثقة متعبد عاقل، يقال إنه كان يصلي في اليوم واللية أربعمائة ركعة، مات سنة سبع عشرة ومائتين.
وابنه أبو محمد عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، كان يكنى أبا محمد فكني بأبي قلابة وغلبت عليه، سمع أباه ويزيد بن هارون وعبد الله بن بكر السهمي وأبا داود الطيالسي وعبد الصمد بن عبد الوارث وروح بن عبادة وبشر بن عمر الزهراني وأبا عامر العقدي وأشهل بن حاتم وحجاج بن منهال والقعنبي ومعلى بن أسد وأبا نعيم الكوفي ومسلم بن إبراهيم وأبا زيد الهروي وأبا عاصم النبيل وغيرهم، روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني ويحيى بن محمد بن صاعد والقاضي المحاملي ومحمد بن مخلد وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي المروزي وأبو عمرو بن السماك وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبو سهل بن زياد القطان وجماعة آخرهم أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي إن شاء الله، وكان من أهل البصرة فانتقل عنها وسكن بغداد وحدث بها إلى حين وفاته، وكان مذكورا بالصلاح والخير وكان سمج الوجه، وقال الدراقطني: هو صدوق كثير الخطأ في الاسانيد والمتون وكان يحدث من حفظه فكثرت الاوهام منه، وكانت ولادته سنة تسع ومائة وحكي أن أمه قالت: لما حملت به رأيت في المنام كأني ولدت هدهدا فقيل لي إن صدقت رؤياك ولدت ولدا يكثر الصلاة، فكان يصلي في اليوم واللية أربعمائة ركعة، وحدث من حفظه ستين ألف حديث، ومات في شوال سنة ست وسبعين ومائتين ودفن ببغداد بباب خراسان.
الرقاعي: بكسر الراء وفتح القاف وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى الجد وإلى من يكتب الرقاع مثل الفتاوي إلى العلماء وغيرها.
والرقاع أيضا بطن من جشم بن قيس، قال هشام بن الكلبي في كتاب الالقاب: إنما سمي بنو زيد بن ضباث بن نهرش بن(3/82)
جشم بن قيس بن عامر بن عمرو بن بكر ومنجى بن ضباث وعمهم عامر بن جشم بن قيس لانهم تحالفوا على عطية بن ضباث، فقيل لهم: الرقاع تلفقوا (1) كما تلفق الرقاع، والمشهور بها علي بن سليمان الرقاعي ويعرف بابن أبي الرقاع من أهل أخميم إحدى البلاد بديار مصر، وكان يروي الاباطيل عن عبد الرزاق.
وعبد الملك بن مهران الرقاعي، يروي عن سهل بن أسلم العدوي، حدث عنه سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي.
ويزيد بن إبراهيم الرقاعي الاصبهاني، حدث عن أحمد بن يونس بن المسيب الضبي، روى عنه أبو القاسم الطبراني.
وعمرو بن محمد بن إبراهيم أبو حفص الرقاعي الاصبهاني (2)، يروي عن محمد بن إبراهيم الجيراني عن بكر بن بكار روى عنه الطبراني.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد الرقاعي، قال ابن ماكولا: هو أصبهاني قدم علينا بغداد، وكان قد سمع من أبي بكر بن مردويه ونحوه، ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال: أبو القاسم الرقاعي سمع بأصبهان أحمد بن موسى بن مردويه ونحوه، وبالبصرة القاضي أبا عمر بن عبد الواحد الهاشمي، وببغداد جماعة من هذه الطبقة، وأقام ببغداد وحدث بها شيئا يسيرا، علقت عنه أحاديث، وكان لا بأس به، ومات ببغداد في شهر رمضان من سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكنت إذ ذاك في برية السماوة قاصدا دمشق لما خرجت إلى الحج - هذا كله ذكر الخطيب.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الرقاعي أخو أبي حفص الرقاعي، من أهل أصبهان، يروي عن محمد بن سليمان الباغندي وأبي بكر بن أبي عاصم، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وأبو محمد جعفر بن محمد بن جعفر الرقاعي من أهل أصبهان، يروي عن أبي عبد الله بن المحاملي وأبي العباس بن عقدة الكوفي الحافظ وغيرهما، روى عنه أبو بكر بن مردويه، وتوفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة.
الرقام: بفتح الراء والقاف المشددة وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الرقم على الثياب التوزية التي تجلب من فارس، والمشهور أبو حفص محمد بن أحمد بن حفص التستري الرقام من أهل تستر، يروي عن أحمد بن روح وعمرو بن علي الفلاس وغيرهما،
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وسمع منه بتستر.
ومن القدماء أبو الوليد عياش بن الوليد الرقام القطان أبو الوليد، روى عن عبد الاعلى ومحمد بن يزيد الواسطي ومسلمة بن علقمة، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، قال ابن أبي حاتم: وسألت أبي
__________
(1) مثله في اللباب والاكمال، ووقع في ك " يلفقون " كذا.
(2) من أخبار أصبهان لابي نعيم 2 / 34.
[ * ](3/83)
عنه فقال: هو من الثقات.
الرقيقي: بفتح الراء والياء الساكنة آخر الحروف بين القافين، هذه النسبة إلى بيع الرقيق يعني العبيد، والمشهور به أبو همام محمد بن محبب الرقيقي الدلال، يقال له صاحب الرقيق، كان دلالا في بيعهم، روى عن سفيان الثوري وإبراهيم بن طهمان، روى عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي.
وببغداد محلة معروفة متصلة بالحريم الطاهري يقال لها شارع دار الرقيق، والنسبة إليها رقيقي.
وحنان الاسدي الرقيقي صاحب الرقيق قال ابن أبي حاتم: حنان الاسدي من بني اسد بن شريك وهو حنان صاحب الرقيق عم والد مسدد، روى عن أبي عثمان النهدي، روى عنه الحجاج بن أبي عثمان الصواف.
الرقي: بفتح الراء وفي آخرها القاف المشددة، هذه النسبة إلى الرقة وهي بلدة على طرف الفرات مشهورة من الجزيرة، بت بها ليلة وإنما سميت الرقة لانها على شط الفرات، وكل أرض تكون على الشط فهي تسمى الرقة، ولهذا قيل لبستان الخليفة على شط الدجلة الرقة، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء في كل فن وقد صنف تاريخها ابن الحراني الحافظ، وذكر رجالها وعلماءها، وقرأته على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن نبهان الرقي برقة بغداد، وهي بلدتان: الرقة والرافقة، والرقة خربت والتي يقال لها الرقة الساعة هي الرافقة - هكذا سمعت بعض أهل المعرفة بالشام، منها الفقيه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الاعلى بن محمد بن مروان الرقي، يعرف بابن الحراني، كان فقيها شافعيا، درس فقهه
على أبي حامد الاسفرائيني، وسمع الحديث بالموصل من أبي القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي وعبد الله بن القاسم بن سهل الصواب، وبالرقة من أبي القاسم يوسف بن موسى الطرادي وببغداد من موسى بن عيسى السراج وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ووثقه، وسمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وقال: أبو القاسم الحراني الرقي حراني الاصل رقي المولد، نزل رحبة الفرات، شيخ فقيه على مذهب الشافعي متفن، سمع جماعة من شيوخ الرقة والرحبة وسنجار وسميساط، كتبت عنه قطعة من مسند أبي يعلى الموصلي برحبة الفرات، سمعته يقول كنت: كتبت شيئا من مسند أبي يعلى فلم أعارض فلم تطب نفسي أن أروي عنه حتى بعثت بها إلى الموصل فعورضت لي مرة أخرى، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: كانت ولادة الرقي في ربيع الاول سنة أربع وستين وثلاثمائة، ودخل بغداد سنة ست وثمانين، ومات بالرحبة في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
وأبو القاسم عبيدالله بن علي بن عبيدالله الرقى من أهل الرقة، سكن بغداد، وكان أحد العلماء بالنحو والادب(3/84)
واللغة، عارفا بالفرائض وقسمة المواريث حدث بشئ يسير عن أبي أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب وأبو زكريا يحيى بن علي الشيباني، قال الخطيب: وكان صدوقا، وولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ومات في شهر ربيع الآخر سنة خمسين وأربعمائة ببغداد، ودفن بباب حرب.
وأبو سابق مبادر بن عبيد الله الرقي، من أهل الرقة، كان صاحب أبي سعد الماليني، صحبه في الغربة وسافر معه إلى العراق وخراسان وتأدب به، وسمع محمد بن إسحاق بن منده الاصبهاني وأبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ وأثنى عليه، وقال: قدم بغداد وحدث بها، فسمعت منه حديثا واحدا عن السلمي، وكان صدوقا، ومات بالرقة في شعبان سنة أربع وأربعمائة.
وأبو علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبرهيم بن عيسى بن
مرزوق القشيري الرقي الحافظ، يعرف بابن الحراني، كان إماما فاضلا حافظا مكثرا من الحديث، صنف كتاب التاريخ للرقيين، يروي عن عبد الله بن محمد بن عيشون وهلال بن العلاء الرقي وغيرهما، روى عنه أبو بكر بن المقرئ وأبو أحمد بن جامع الدهان وغيرهما، وكان ابن المقرئ إذا روى عنه قال: حدثنا أبو علي الرقي بالرقة الحافظ الشيخ الجليل الفاضل الثقة الامين، ومات بعد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة، فإنه حدث بكتاب التاريخ في هذه السنة.
وأبو عبد الله معمر بن سليمان الرقي، من مشاهير أهل الرقة، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد وخصيف وحجاج بن أرطاة وعبد الله بن بشر، روى عنه بن نفيل وأحمد بن حنبل وابن الطباع والحكم بن موسى وأيوب بن محمد الرقي وعلي بن ميمون الرقي وعمرو بن محمد الناقد وإبراهيم بن موسى وعلي بن حجر ومحمد بن مهران الجمال الرازي ومحمد بن سلام وغيرهم، مات في شعبان سنة إحدى وتسعين ومائة.(3/85)
باب الراء والكاف الركندي: بفتح الراء وضم الكاف والنون الساكنة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى الركند وهي قرية بنواحي سمرقند إن شاء الله منها الامام الحجاج أبو بكر محمد بن عبد المنعم بن الحسن بن الحسين بن أنس الركندي، كان من أصحاب السيد أبي شجاع، يروي عن أبي عمارة بن أحمد، روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد النسفي، وتوفي عن أربع وسبعين سنة يوم الاربعاء الرابع عشر من رجب سنة عشر وخمسمائة ودفن بمقبرة جاكرديزة.(3/86)
باب الراء والميم الرماح: بفتح الراء وتشديد الميم وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى صنعة الرماح، ولعل بعض أجداد المنتسب إليها يعمل ذلك، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن
عبد الوارث الرماح من أهل مصر، يروي عن المهراني وأبي جعفر الطحاوي، سمع منه أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحاوي وقال: توفي في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وأبو علي عمر بن ميمون بن الرماح القاضي، من أهل بلخ، يقال إنه تولى القضاء بها أكثر من عشرين سنة وكان محمودا في ولايته مذكورا بالحلم والعلم والصلاح والفهم، وعمي في آخر عمره، وحدث عن سهيل بن أبي صالح والضحاك بن مزاحم وكثير بن زياد العتكي وخالد بن ميمون وغيرهم، روى عنه جماعة من أهل خراسان، وقدم بغداد فروى عنه من العراقيين يحيى بن آدم وأبو يحيى الحماني وشبابة بن سوار وزيد بن الحباب ويحيى بن أبي بكير وسريج بن النعمان وداود بن عمرو الضبي، وكان ثقة، أثنى عليه يحيى بن معين، ومات ببلخ في شهر رمضان سنة إحدى وسبعين ومائة.
والوليد الرماح، روى عن ابن عباس ومحمد بن علي، روى عنه جعفر بن برقان، وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
الرماحسي: بضم الراء والميم المفتوحة والحاء المكسورة ثم السين في آخرها، هذه النسبة إلى رماحس وهو والد عبيدالله بن رماحس القيسي الرماحسي من أهل الرملة، يروي عن أبي عمرو زياد بن طارق، روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني.
الرماحي: بفتح الراء والميم المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى الرماح بطن من كلب، ذكر ابن حبيب: ان في كلب بني عدسة وهي أم مالك الرماح والمشط - وهو عوف - ابني عامر المذمم بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة، كان طويل الرجلين فسمي الرماح، ففي كلب بنو الرماح هذا.
وأبو علي قرة بن حبيب القشيري الرماح البصري يقال له صاحب القنا، يروي عن شعبة والحكم بن عطية وصخر بن جويرية والبراء بن عبد الله وأبي الاشهب وعمار بن عمارة وعبد الواحد بن زيد والمسعودي، روى عنه أبو بدر عباد بن الوليد الغبري وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الرازي، قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: كان صدوقا ثقة غزا مع(3/87)
الربيع بن صبيح ثم قال كتبنا - يعني أباه وأبا زرعة - عنه أيام الانصاري ثم بقي حتى كتبنا عنه أيام أبي الوليد.
الرمادي: بفتح الراء والميم وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى موضعين، أحدهما إلى رمادة اليمن قرية بها، والثاني منسوب إلى رمادة فلسطين، فمن رمادة اليمن أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار بن معارك الرمادي، سمع عبد الرزاق وهاشم بن القاسم وأيا داود الطيالسي، روى عنه البغوي وابن صاعد والمحاملي، وكان ثقة صدوقا مكثرا، رحل إلى العراق والحجاز واليمن والشام ومصر، وأكثر السماع والكتابة وصنف المسند، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين ومائتين وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وكان أبي يوثقه.
والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن بشار الرمادي، من أهل البصرة، يروي عن سفيان بن عيينة وعبد الرزاق بن همام، روى عنه أهل العراق وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو خليفة الفضل بن الحباب البصري، قال أبو حاتم بن حبان: إبراهيم بن بشار كان متقنا ضابطا، صحب ابن عيينة سنين كثيرة، وسمع أحاديثه مرارا، ومن زعم أنه كان ينام في مجلس ابن عيينة فقد صدق، وليس هذا مما يجرح مثله في الحديث، وذاك أنه سمع حديث ابن عيينة مرارا، والقائل لهذا رآه ينام في المجلس حيث كان يجئ إلى سفيان ويحضر مجلسه للاستئناس لا للسماع قال أبو حاتم: ولقد حدثنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان بمكة وعبادان، وبين السماعين أربعون سنة.
وأما من رمادة فلسطين عبيدالله بن محمد بن رماحس القيسي الرمادي، من أهل رمادة الرملة، والرملة من فلسطين، يروي عن أبي عمرو زياد بن طارق وكان من المعمرين - يعني أبا عمرو، أتى عليه مائة وعشرون سنة، روى عن ابن رماحس سليمان بن أيوب الطبراني.
الرزما ناخي (1): بفتح الراء وسكون الزاي والميم المفتوحة والنون المفتوحة بين الالفين وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى رزماناخ، وهي قرية من قرى بخارى على
فرسخ، منها أبو سعيد حاتم بن محمد بن منصور الرزما ناخي البخاري، يروى عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن النضر الهروي وخلف بن عامر وسهل بن المتوكل وغيرهم، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 36.
[ * ](3/88)
الرماني: بفتح الراء والميم بعدهما الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رمان وهو بطن من مذحج، وهو رمان بن كعب بن أود بن صعب بن سعد العشيرة.
وفي السكون رمان بن معاوية بن ثعلبة بن عقبة بن السكون، وهذا يشتبه مع الرماني بضم الراء.
الرماني: بضم الراء وتشديد الميم وفي آخرها نون بعد الالف، هذه النسبة إلى الرمان وبيعه، وبواسط قصر معروف يقال له قصر الرمان كان أبو هاشم ينزل به، والمشهور بها أبو هاشم يحيى بن دينار الرماني، واسطي، رأى أنس بن مالك، روى عن زاذان أبي عمر أبي مجلز وسعيد بن جبير وأبي صالح السمان وغيرهم، روى عنه الثوري وشعبة وخلف بن خليفة، وهو ثقة صدوق.
ومحمد بن إسماعيل الرماني، نيسابوري، سمع ابن المبارك وخارجة، روى عنه زكريا بن داود الخفاف ومكي بن عبدان.
وأبو الحسن بن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني النحوي المتكلم صاحب التصانيف، يروي عن أبي بكر بن دريد وأبي بكر بن (1) السراج وغيرهما، روى عنه أبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري، وكان من أهل المعرفة مفتنا في علوم كثيرة من الفقه والقرآن والنحو واللغة والكلام على مذهب المعتزلة، وكانت ولادته في سنة ست وتسعين ومائتين، ووفاته في جمادي الاولى سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم الرماني، يروي عن يوسف بن يعقوب القاضي، حدث بمصر، كتب عنه عبد الغني بن سعيد بمصر وغيره.
وشيخنا أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن منصور الرماني من أهل الدامغان، كان من أهل الفضل والانفصال، عمر العمر الطويل، وكان كتب بنيسابور عن أبي القاسم بن زاهر النوقاني وأبي بكر بن خلف
الشيرازي، وبجرجان عن أبي تميم كامل بن إبراهيم الخندقي وأبي الفرج المظفر بن حمزة التميمي وجماعة سواهم، كتبت عنه بالدامغان في توجهي إلى أصبهان، وكانت ولادته في ربيع الاول سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، ومات بالدامغان غرة ذي القعدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة والله يرحمه.
وعمرو بن تميم الرماني من الاتباع، قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى رمانة، يروي عن أبيه عن أبي هريرة رضى الله عنه، روى عنه كثير بن زيد.
ورزين بن حبيب الرماني الجهني، بياع الرمان، كوفي، ويقال القزاز، ويقال التمار، روى عن الشعبي وأبي جعفر وأبي الرقاد العبسي، روى عنه الثوري وإسماعيل بن زكريا وأبو خالد الاحمر ووكيع وأبو نعيم، قال أحمد بن حنبل وسئل عن رزين بياع الرمان، قال: ثقة الرمجاري: بفتح الراء وسكون الميم وفتح الجيم وفي آخرها الراء بعد الالف، هذه
__________
(1) من اللباب والاكمال وغيرهما.
[ * ](3/89)
النسبة إلى رمجار، وهي محلة كبيرة بنيسابور، يقال لها بالمعجمية جهار راهك الآن، واشتهر بالانتساب إليها جماعة من أهل نيسابور منهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الرمجاري الزاهد الانماطي، وكان من العباد، ومن قدماء أصحاب أبي علي الثقفي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: كان بيننا مصاهرة، وكنت كثير الاجتماع معه وكان عالما بعلوم الشريعة وعلوم الخواص من أهل الحقائق، وكان صاحب إبل، سمع إبراهيم بن إسحاق الانماطي وأقرانه مثل أبى بكر بن خزيمة، وتوفي في رجب من سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وثمانبن سنة.
وأبو سعد عبد الرحمن بن حمدان بن محمد الصيدلاني الرمجاري، من أهل نيسابور، من بيت العلم والورع، رحل في طلب الحديث إلى العراقين، وسمع الحديث الكثير، سمع...(1)، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وجماعة كثيرة، روى لنا عنه أبو العلاء عبيد بن محمد بن مهدي القشيري، ولم يحدثنا عنه سواه.
وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الخليل الرمجاري ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: قد كتبنا عن أبيه، وكان أبو الحسن يشتغل بالتجارة، ثم قعد ولزم شيخنا أبا عمرو بن نجيد والعبادة إلى أن مات رحمه الله، سمع أبا بكر محمد بن حمدون بن خالد، وتوفي في ذي القعدة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وأبوه أبو بكر محمد بن علي بن الخليل الرمجاري التاجر، شيخ من الصالحين، سمع الحديث بخراسان والعراقين، سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالعراق أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ويوسف بن يعقوب القاضي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن الرمجاري، سمع سعد بن يعقوب الطالقاني، روى عنه أبو سعيد بن يعقوب وغيره.
وأبو رجاء بن شجاع بن المهدي العامري الرمجاري، هو ابن أخي عبد الله بن مهدي العامري صاحب خارجة، سمع سعيد بن منصور وسهل بن عثمان العسكري ومحمد بن مهران الجمال ومحمد بن حميد، حدث عنه أبو عمرو المستملي وأبو حامد بن الشرقي وعبد الله بن الشرقي، ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين ومائتين، وصلى عليه الحسين بن الفضل البجلى وكبر عليه أربعا، قال حمدون بن رجاء: قلت لابي جعفر محمد بن مهران الجمال إنه لا يحل لك أن لا تحدث قال: كيف لا يحل لي أنهم إذا أجتمعوا، يقول بعضهم لبعض: والله ! لولا هؤلاء الغلمان صباح الوجوه ما جئنا إلى هذا المجلس، فوليت وجهي
__________
(1) بياض.
[ * ](3/90)
عنهم وحلفت أن لا أحدثهم سنتين (1).
الرمقي: بفتح الراء والميم وفي آخرها القاف، والمشهور بهذه النسبة شعيب بن شعيب بن إسحاق الرمقي (2)، يروي عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال ابن ماكولا: روى حفص بن عمر الاردبيلي المعروف بزيلة عن سعيد بن عمرو عنه ثبتني فيه أحمد بن يوسف الاردبيلي الكسائي ولم أر بأردبيل ولا بأران أعرف منه بالحديث.
الرملي: بفتح الراء وسكون الميم وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين وهي قصبتها يقال لها الرملة، كان بها جماعة من العلماء والصلحاء، وكان بها الرباط للمسلمين، وكان يسكنها جماعة من العلماء الصالحين للمرابطة بها.
وأبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الرملي، أصله من واسط، سكن الرملة، يروي عن شعيب بن إسحاق ومروان بن معاوية، روى عنه علي بن داود القنطري وأهل الشام.
وأبو خالد يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الرملي الهمذاني، يروي عن الليث بن سعد وبكر بن مضر والمفضل بن فضالة وسليمان بن ميمون، روى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وأبو زرعة الرازي، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
ويزيد بن خالد بن مرشل الرملي، من أهلها، يروي عن ابن ثوبان، روى عنه أبو العباس بن قتيبة أيضا.
وأبو زكريا يحيى بن عيسى بن عبد الرحمن الرملي، أصله من الكوفة، وإنما أقام بالرملة يجهز الزيت إلى الكوفة وإلى غيرها فقيل: الرملي، مات سنة أثنتين ومائتين.
ويونس (3) بن عبد الرحيم بن سعد (4) بن أبي أيوب الرملي يروي عن الليث بن سعد ورشدين بن سعد، روى عنه يعقوب بن سفيان الفارسي، وأبو مسعود أيوب بن أبي عمرو السيباني ويونس بن يزيد الايلي، روى عنه أبن أبي السري وأهل بلده، وحج أيوب ثم رجع وركب البحر فلما أشرف على الرملة غرق وذلك في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وكان ردئ الحفظ يتقي حديثه من رواية أبنه محمد بن أيوب لان رواياته من غير رواية ابنه عنه وجد أكثرها مستقيمة.
وأما يحيى بن عيسى الرملي من أهل الكوفة، يكنى أبا زكريا، حدث بالرملة فقيل له: الرملي فنسب إليها، وهو من بني تميم من بني نهشل، سمع الاعمش وغيره.
والرملة محلة بسرخس يقال لها بالعجمية ريك آباد كان
__________
(1) وفي معجم البلدان " أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر صالح القاري الرمجاري، ذكره أبو سعد في التحبير، روى عنه، ومات بنيسابور في رمضان سنة 531 " (2) في التبصير ان الصواب " الدمشقي " راجع تعليق الاكمال.
(3) له ترجمة في الميزان ولسانه وكذا في تاريخ بغداد ج 14 رقم 7670 لكن وقع هناك أول الترجمة " يزيد " خطأ.
(4) مثله في تاريخ بغداد ولسان الميزان، ووقع في ب " سعيد ".
[ * ](3/91)
بها جماعة من شيوخنا منهم أبو القاسم صاعد بن عمر (1) بن...الخوشي الرملي، شيخ عالم صالح سديد، سمع السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني والسيد أبا القاسم علي بن موسى الموسوي وغيرهما، سمعت منه سنة ثمان وعشرين وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
وأبو جعفر أحمد بن عبد الواحد بن سليمان الرملي من رملة فلسطين، يروي عن الهيثم بن جميل ومحمد بن كثير الصنعاني وعبد الملك بن الحكم الرملي ويوسف بن شعيب الخولاني، وقال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: كتبنا عنه بالرملة ومحلة الصدق: ومحمد بن أحمد بن شيبان الرملي الخلال من رملة فلسطين، يروي عن الحسن بن أبي يحيى الاصم، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجم شيوخه.
وأبو عبد المؤمن أحمد بن شيبان الرملي، يروي عن أبن عيينة وعبد المجيد بن عبد العزيز والمؤمل بن إسماعيل وعبد الملك بن إبراهيم الجدي.
روى عنه يوسف بن موسى المرو الروذي وأبو العباس محمد بن يعقوب الاصم وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقا.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد واسمه عبد الله بن ذكوان المديني الرملي، أبو الزناد مولى رملة بنت شيبة من أهل المدينة، كان يطلب الحديث مع أبيه ولقي عامة شيوخه، وكان بينهما في السن سبع عشرة سنة، سكن بغداد ومات بها، وحديثه قليل لا أعلم، روى عنه غير محمد بن عمر الواقدي وقال محمد بن سعد الزهري: محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد، يكنى أبا عبد الله، وكان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة، وفي الموت إحدى وعشرون ليلة، ودفنا في مقبرة باب التين، وكان قد لقي رجال أبيه علقمة بن أبي علقمة وشريك بن عبد الله بن أبي نمر وكل رجال أبيه غير أبي الزناد، وكان يسأل أن يحدث فيأبى ويقول: أحدث وأبي حي ؟ إلا الخاصة به والحديث بعد الحديث وكان بارا بأبيه معظما هائبا له، وكان في محمد بن عبد الرحمن خصال لا يستغني عن واحدة
منهن، الخصلة منهن تكون في الرجل فيكون من الكلمة، قراءة القرآن، قراءة السنة، والعربية، والعروض، والحساب، ووضع الكتب في البردات والسجلات وأدكار الحقوق، وكان أعلم الناس بحساب القسم والفرائض وبحسابها، وبالحديث إتقانا له ومعرفة به، ومات عبد الرحمن بن أبي الزناد سنة أربع وسبعين ومائة، وابنه محمد مات ببغداد بعد أبيه بإحدى وعشرين يوما وهو ابن أربع وخمسين سنة.
وأما سعيد بن يحيى بن إبراهيم بن مزين الرملي، هو مولى رملة بنت عثمان بن عفان رضي الله عنه، توفي بالاندلس سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وأبوه يحيى بن إبراهيم بن مزين الرملي، قال أبو سعيد بن يونس: نسبوه إلى ولاء
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 37.
[ * ](3/92)
رملة ابنة عثمان بن عفان رضي الله عنه، يروي عن مطرف بن عبد الله والقعنبي، توفي سنة ستين ومائتين.
الرميلي: بضم الراء وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها هذه النسبة إلى الرميلة، وهي من قرى الارض المقدسة، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي الرميلي، كان حافظا مكثرا، رحل إلى مصر والشام والعراق والبصرة، وأكثر عن الشيوخ، سمع ببغداد أصحاب المخلص وعيسى بن الوزير، ورجع إلى بيت المقدس وسكنها إلى أن قتل بها شهيدا متقدما محاربا غير فار وقت استيلاء الافرنج على بيت المقدس والله تعالى يرحمه، قال ابن ماكولا: وأما الرميلي فهو حدث، ورد إلينا بغداد يطلب الحديث وسمع من ابن النقور وغيره وسمع بمصر من ابن فارس وابن الضراب وجماعة.
قال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ: وحدث ببغداد وسمع منه أبي أحاديث كتبها له بخطه، وصنف كتابا في تاريخ بيت المقدس، وسمع من الخطيب بالشام وببغداد، وكان فاضلا صالحا ثبتا، وعاد إلى بيت المقدس فأقام بها يدرس الفقه على مذهب الشافعي ويروي الحديث إلى أن غلبت الافرنج على بيت المقدس فحكى لي من رآه وهو يحمل عليهم حتى
يخرجهم من المسجد وقتل منهم ثم قتل شهيدا في سنة تسعين واربعمائة.
قلت: وهم في التاريخ كان استيلاء الافرنج على بيت المقدس سنة أثنتين وتسعين، وروى لي عن مكى بن عبد السلام الرميلي أو عبد الله محمد بن علي الاسفرائيني بمرو، وأبو سعد عمار بن طاهر التاجر بهمذان، ولم يحدثنا عنه سواهما.(3/93)
باب الراء والنون الرناني: بضم الراء وفتح النون ونون أخرى بعد الالف، هذه النسبة إلى رنان وهي إحدى قرى أصبهان، خرج منها جماعة من المحدثين والقراء.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن هالة الرناني المقرئ، كان مقرئا فاضلا عالما حسن التلاوة، قرأ القرآن على أبي علي الحداد وأبي العز الواسطي وغيرهما وختم خلق كتاب الله عليه، وسمع الحديث الكثير بأصبهان وبغداد من غانم بن أبي نصر البرجي وغيره.
وكان يحضر مجلس أستاذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ ويلازمه ويتلمذ له، وخرج له إسماعيل الفوائد في عشرة أجزاء وأشار إلي حتى قرأتها عليه في مجلسه بجامع أصبهان، وسمعها أصحابه، ثم قدم علينا بغداد سنة أربع وثلاثين وخرجنا إلى الحجاز في هذه السنة، وكان يستملي بمكة لابي سعد بن البغدادي، وكتبنا عنه باستملائه، وتوفي بالحلة بلدة على الفرات في انصرافه من الحجاز في صفر سنة خمس وثلاثين وخمسمائة (1).
__________
(الرنجاني) رسمه في الاستدارك مع (الزنجاني) وقال " بفتح الراء وسكون النون، والباقي مثله فهو أبو القاسم محمد بن إسماعيل الرنجاني.." راجع تعليق الاكمال 4 / 2311.
(949 - الرندي) رسمه منصور وقال: " براء ونون فجماعة من أهل رندة (بضم فسكون كما في مجمع البلدان) من بلاد الاندلس منهم يبقى بن خلف بن سليمان الاندلسي، روى الحديث عن أبي طاهر السلفي " وذكره السلفي في معجم السفر كما في الملتقط منه (أخبار وتراجم أندلسية) رقم 95 قال: " أبو الحسن يبقى بن خلف بن سليمان الاسدي الرندي وكان يتردد إلي بعد رجوعه من الحجاز ومدة إقامته بالاسكندرية يكتب ويسمع ما يقرأ سنة ثلاثين وخمسمائة، ورندة على ما قاله لي
حصن بين اشبيلية ومالقة.
وكان ظاهر الخير، وقد سمع بالاندلس شيوخها، ورجع إلى بلده وانقطع عن خبره " وذكر في معجم البلدان وراجع التعليق على الاكمال 4 / 142 و 143 ".
[ * ](3/94)
باب الراء والواو الرواجني: بفتح الراء والواو وكسر الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة سألت عنها أستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان عن هذه النسبة فقال: هذا نسب أبي سعيد عباد بن يعقوب شيخ البخاري، وأصل هذه النسبة الدواجن بالدال المهملة وهي جمع داجن، وهي الشاة التي تسمن في الدار، فجعلها الناس الرواجن بالراء، ونسب عباد إلى ذلك هكذا، قال: ولم يسند الحكاية إلى أحد، وظني أن الرواجن بطن من بطون القبائل والله أعلم، قال أبو حاتم بن حبان: عباد بن يعقوب الرواجني من أهل الكوفة، يروي عن شريك، حدثنا عنه شيوخنا، مات سنة خمسين ومائتين في شوال، وكان رافضيا داعية إلى الرفض، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك، وهو الذي روى عن شريك عن عاصم عن زر عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم معاوية على منبر فاقتلوه.
قلت روى عنه جماعة من مشاهير الائمة مثل أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري لانه لم يكن داعية إلى هواه، وروى عنه حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: لا يفعل خالد ما أمر به، سألت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الاثر فقال: كان أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهى عن ذلك.
وإبراهيم بن حبيب الرواجني الكوفي، يعرف بابن الميتة يروي عن عبد الله بن مسلم الملائي وموسى بن أبي حبيب، روى عنه غير واحد من الكوفيين، وروى عنه أيضا موسى بن هارون بن عبد الله وأحمد بن موسى الحمار.
الروادي: بفتح الراء وتشديد الواو وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى رواد وهو اسم رجل من أجداد المنتسب إليه، وعرف بهذه النسبة أبو حامد محمد بن إبراهيم
الروادي، من أهل مرو، كان أحد الادباء الفضلاء، وكانت له معرفة بالحديث وحفظ لايام الناس أكثر عن سلمويه بن صالح، وقرأ عليه أحمد بن سيار أكثر كتاب فتوح خراسان لسلمويه ثم كان يروي ويقول: قرأت على محمد بن إبراهيم تدليسا، وروى عنه غير أحمد بن سيار مثل محمد بن عبد الله بن قهزاذ وأحمد بن عبد الله بن حكيم الفرياناني.
الرواس: بفتح الراء وتشديد الواو وفي آخرها السين وقد تقدم الرأس بحذف الواو وهو مثل هذا غير أن هذا بالواو وفي المنتسبين بهذه النسبة جماعة قد ذكرنا بعضهم في الرأس،(3/95)
وبعضم في الرواسي، ومن لم أذكرهم منهم أبو بكر محمد بن الفضل بن محمد بن جعفر بن صالح الرواس المفسر يعرف بميرك الرواس البلخي صاحب التفسير الكبير، يروي عن أبي القاسم الحسين بن محمد بن الحسين الباسبياني وأبي الحسين أحمد بن محمد بن نافع الضرير ومحمد بن علي بن عنبسة بن قتيبة الآجري وأبي عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين الجباخاني وطبقتهم، روى عنه علي بن محمد بن حيدر وغيره، وكانت وفاته سنة خمس أوست عشرة وأربعمائة.
وأبو سالم العلاء بن مسلمة بن عثمان بن محمد بن إسحاق الرواس مولى بني تميم، حدث عن أبي حفص عمر بن حفص الاسدي وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وجعفر بن عون ومحمد بن مصعب، روى عنه أبو عيسى الترمذي وإسحاق بن سنين الختلي وإبراهيم بن نصر المنصوري وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي ويحيى بن محمد بن صاعد وعمر بن محمد السذابي.
الرواسي: هذه النسبة بالراء المفتوحة وتشديد الواو وهو أبو سلمة معسر بن كدام الرواسي من أئمة أهل الكوفة وإنما سمي بذلك لكبر رأسه والصحيح في ذلك الرأسي بالهمزة لكن أصحاب الحديث يذكرونه بالواو - هكذا ذكره أبو محمد عبد الغني بن سعيد في مشتبه النسبة.
وأحمد بن إسماعيل بن عمر الرواسي البغدادي، روى عن موسى بن إسماعيل وغيره، قال أبو العباس بن عقدة: سمعت أحمد بن يحيى يقول: ليس هو من بني رؤاس
يعني أنه كان كبير الرأس.
وأبو الفتيان عمر بن أبي الحسن عبد الكريم بن سعدويه الدهستاني الرواسي من أهل دهستان أحد حفاظ عصره ممن رحل وجمع وكتب بخراسان والعراق والشام والحجاز ومصر وقيل له الرواسي لان والده كان يبيع الرؤوس بدهستان، فاتفق دخول أبي مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي دهستان، واشترى من والده أبي الحسن رأسا ليأكله فقال له أبو الحسن: أراك رجلا من أهل العلم ويقبح أن تجلس في دكاني فادخل المسجد حتى يجيئك الرأس، فلما قعد في المسجد نفذ إليه رأسا حسنا مشويا مع الخبز النظيف والخل والبقل على يد ابنه عمر، وكان صبيا صغيرا، فنظر أبو مسعود إلى تلك الحالة فاستحسن من الرواس ذلك، فلما فرغ من الاكل شكر الرواس وقال: أحسنت إلي وليس معي شئ أكافئك فهل لك في أن تسلم ابنك إلي حتى أسمعه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ففرح أبوه بذلك وحمل عمر معه إلى شيوخ دهستان وسمعه الحديث وأسمعه من نفسه أيضا شيئا وانفتح عينه وطاب له هذه الصنعة ورحل بنفسه بعد ذلك وأكثر من الحديث حتى سمع ما لم يسمع أقرانه وتوفي بسرخس في سنة ثلاث وخمسمائة.
وزرت قبره غير مرة في المقبرة التي في وسط البلد عند مدرسة السرهمرد، وكان خرج من طوس متوجها إلى(3/96)
والدي رحمه الله فأدركته منيته في الطريق، روى لي عنه جماعة من الاحداث والكهول (1).
الرواسي: بضم الراء وتخفيف الواو وفي آخرها السين المهملة فهو منسوب إلى بني رؤاس وهو الحارث بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهم من قيس عيلان والمنتسب إلى جماعة، منهم زهير بن عباد (2) الرواسي وأبو معشر عمارة بن صدقة الرواسي، يروي عن شعبة بن الحجاج.
وأبو سفيان وكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة (3) الرواسي إمام أهل الكوفة، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وسليمان الاعمش وابن جريج والاوزاعي وسفيان الثوري وإسرائيل وشعبة، روى عنه
عبد الله بن المبارك ويحيى بن آدم وقتيبة بن سعيد وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وأبو خيثمة وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة ويعقوب الدورقي وغيرهم، قال وكيع بن الجراح: أتيت الاعمش فقلت: حدثني، فقال: ما اسمك ؟ فقلت: وكيع، قال: اسم نبيل، ما أحسب إلا سيكون لك نبأ، أين تنزل من الكوفة ؟ قلت: في بني رواس، قال: أين (من) منزل الجراح بن مليح ؟ قال قلت: ذاك أبي - وكان أبي على بيت المال، قال فقال لي: اذهب فجئني بعطائي وتعال حتى أحدثك بخمسة أحاديث، قال: فجئت إلى أبي فأخبرته، فقال: خذ نصف العطاء واذهب به، فإذا حدثك بالخمسة فخذ النصف الآخر واذهب به حتى تكون عشرة قال: فأتيته بنصف عطائه فأخذه فوضعه في كفه وقال: هكذا ثم سكت فقلت: حدثني، قال اكتب، فأملى علي حديثين، قال قلت: وعدتني خمسة، قال: وأين الدراهم كلها ؟ أحسب أن أباك أمرك بهذا ولم يعلم أن الاعمش مدرب قد شهد الوقائع، اذهب فجئني بتمامها وتعال أحدثك بخمسة أحاديث، قال، فجئته فحدثني خمسة أحاديث، قال: وكان إذا كان كل شهر جئته بعطائه فحدثني خمسة أحاديث قال يحيى بن أكثم القاضي: صحبت وكيعا في السفر والحضر فكان يصوم الدهر ويختم القرآن كل ليلة.
وكان وكيع يقرأ جزأه في كل
__________
(1) في اللباب " الصواب في هذه الترجمة والتي قبلها أنهما مهموزتان، وقد ذكرهما بالتشديد، وفاته أبو جعفر محمد بن أبي سارة ابن أخي معاذ الهراء الرواسي، قيل له ذلك لعظم رأسه أيضا، وهو أول من وضع نحو الكوفيين، ذكر ذلك ثعلب، وله تصانيف في النحو ".
(2) هكذا في الاكمال وغيره وهو الصواب، ووقع في ك " غياث " وفي م " عتاب ".
(3) في م " حمحة " والذي في ترجمة وكيع من تاريخ بغداد ج 13 رقم 7333 " جمجة " وقال هكذا نسبه أبو أحمد النيسابوري ولم يزد على هذا ; وغيره رفع نسبه إلى أنه لم يذكر جمجمة وقد سقاه عند ذكر الجراح بن مليح " وقال في ترجم الجراح "...بن فرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رواس " ومثله في الاكمال 4 / 150 وجمهرة ابن حزم ص 287 وغيرها ومادة (ج م ج) لم تذكر في شرح القاموس.
[ * ](3/97)
ليلة ثلث القرأن ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر فيصلي ركعتين، وكان يحيى بن معين يقول: ما رأيت أحدا يحدث لله تعالى غير وكيع بن الجراح وما رأيت رجلا قط أحفظ من وكيع، ووكيع في زمانه كالاوزاعي في زمانه ; وكان إسحاق بن راهويه يقول: إن حفظ وكيع طبيعي وحفظنا تكلف ; وكان مولده سنة تسع وعشرين ومائة، ومات سنة ست أو سبع وتسعين ومائة بفيد في طريق مكة.
ومن القدماء عمرو بن مالك الرواسي، ومالك والده هو ابن قيس بن بجيد بن رواس وهو الحارث بن كلاب.
وإبراهيم بن حميد الرواسي من قيس عيلان، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة، روى عنه يحيى بن آدم والحسن بن الربيع البوراني.
ووالد حميد أبو حميد عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن الرواسي، من قيس عيلان، من أهل الكوفة، يروي عن جماعة من أهل بلده، روى عنه مالك بن إسماعيل وأهل الكوفة.
وأبو عبد الرحمن فضيل بن مرزوق الرواسي، من أهل الكوفة، يروي عن أبي إسحاق وعطية، روى عنه عبد الله بن المبارك.
وأبو وكيع الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن سفيان بن الحارث بن عمرو بن عبيد بن رواس الرواسي، من قيس عيلان، هو والد وكيع بن الجراح السابق ذكره، يروي عن الاعمش وأبي إسحاق، كان يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل، وزعم يحيى بن معين أنه كان وضاعا للحديث.
ومن الصحابة عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وابن عم وكيع أبو عبد الله محمد بن ربيعة الكلابي، ويقال الرؤاسي، سمع إسماعيل بن أبي خالد وسليمان الاعمش وابن أبي ليلى وسفيان الثوري وابن جريج، وهو من أهل الكوفة، روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع ويحيى بن معين وسريج بن يونس وأبو كريب، وكان ثقة مات ببغداد.
الروبانجاهي: بضم الراء وسكون الواو وفتح الباء الموحدة وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها الهاء، وقد ينسب إليها فيقال الروبانشاهي أيضا والرومنشاهي أيضا، هذه النسبة إلى روبنجاه (1)، وهي من نواحي بلخ، ومنها محمد بن الحسين (2) الروبا بخاهي يعرف بالامير
الامام كان غزير الفضل مليح الخظ، كان في ديوان الانشاء للسلطان سنجر بن ملكشاه، لقيته بمرو بعد رجوعي من الرحلة، وكان بيني وبينه مكاتبة ومصادقة، خرج إلى غزنة وسكنها وهو
__________
(1) في اللباب ومعجم البلدان " روبانجاه ".
(2) مثله في اللباب.
[ * ](3/98)
إلى الآن بها، ومن جملة أشعاره ما مدح بها الجمال العمراني مستوفى الممالك: الدين صار مشيد البنيان * * والملك عاد موحد الاركان وتجلت البلدان في عمرانها * بأغر أبيض من بني عمران (1) الروبحي: بضم الراء وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى الروبج وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو بكر أحمد بن عمر بن أحمد بن يحيى بن عبد الصمد الفامي (2) الروبجي، يعرف بابن الروبج، حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد، روى عنه أحمد بن علي التوزي وأحمد بن محمد العتيقي، وقال العتيقي: سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة فيها توفي أبو بكر بن الروبج البقال، وكان فيه تساهل في الحديث.
الروحي: بفتح الراء وسكون الواو وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى روح بن القاسم، واشتهر بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن محمد بن سنان بن سعد بن الشماخ، من أهل البصرة، ولي القضاء الدينور، ولم يكن موثوقا به في نقله، ويتهم بوضع الحديث وقيل له الروحي لاكثاره الرواية عن روح بن القاسم وحدث عن معلى بن أسد العمي وعبد الله بن رجاء الغداني ومحمد بن سنان العوفي ومسلم بن إبراهيم وأبي الوليد الطيالسي وعمر بن عبد الوهاب الرياحي ومحمد بن المنهال، روى عنه محمد بن محمد بن سليمان الباغندي وعيسى بن عبد الرحيم القطان والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وجماعة، ويروي برهان الدينوري عن الروحي قال: لحقني ضعف في بصري فرأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في منامي فشكوت إليه ضعف بصري فقال له: خذ قشر اللوز الحلو فأحرقه واسحقه مع الاثمد واكتحل به ; فعلت ذلك فرد الله علي ضوء بصري ; قال برهان: وهو القشر الغليظ
__________
(1) (الروبانشاهي) تقدم في الروبانجاهي.
(الروباني) في استدراك ابن نقطة " باب الروياني والروباني...، وأما الروباني بعد الواو باء معجمة بواحدة وهو مثله في الضبط فهو أبو حامد طيب بن إسماعيل بن علي بن خليفة بن حبيب بن طيب بن محمد بن إبراهيم الروباني الحربي - نقلت نسبه من خطه، حدث عن القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الانصاري وأبي القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف النجار، توفي يوم الاحد ثامن عشرين (في معجم البلدان: خامس عشرين) جمادي الآخرة من سنة ستمائة، ومولده سنة أربع وعشرين وخمسمائة، وكان سماعه صحيحا " هكذا في النسختين بالنون قبل ياء النسبة وهو ظاهر العبارة إن لم يكن صريحها " وعليه جرى في التبصير.
(2) أنظر اللباب 2 / 41.
[ * ](3/99)
اليابس.
وقال أبو سعد الادريسي سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ بجرجان يقول: عبد الله بن محمد بن سنان يقال له الروحي يحدث بما يستفيده من روح بن القاسم.
وقال الدارقطني: عبد الله بن محمد بن سنان بصري متروك.
وقال عبد الغني بن سعيد الحافظ: الروحي متروك الحديث.
وقال أبو نعيم الاصبهاني الحافظ: وأبو محمد الروحي كان يضع الحديث، ولقب بالروحي لانه أكثر الرواية عن روح بن القاسم، روى عن روح أكثر من مائة حديث لم يتابع عليها.
وقال أبو بكر البرقاني: الروحي ليس بثقة.
وقال أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ: عبد الله بن محمد بن سنان بن سعد البصري يكنى أبا محمد يعرف بالروحي، قدم أصبهان سنة ثلاث وستين ومائتين وحدث بأحاديث لم يتابع عليها وبنسخة لروح بن القاسم لم يتابع عليها فلذلك سمي الروحي.
الروذباري: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء بعد الالف، هذه اللفظة لمواضع عند الانهار الكبيرة يقال لها الروذبار، وهي في بلاد
متفرقة منها موضع على باب الطابران بطوس يقال لها الروذبار، وكنت قد نزلت مرة من المرار بباب الروذبار، منها أبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن علي الروذباري الطوسي كانت له رحلة إلى العراق سمع فيها السنن لابي داود من أبي بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة التمار بالبصرة، وسمع بطوس أبا الحسن محمد بن محمد بن علي الانصاري ; سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو الفتح نصر بن الحسن الحاكمي، وهو آخر من حدث عنه إن شاء الله، وذكره الحاكم في التاريخ لنيسابور فقال: أبو علي بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الروذباري الطوسي، كتبنا عن جده أبي عبد الله وعن أبيه أبي الحسن ورد أبو علي نيسابور بمسألة جماعة من الاشراف والعلماء ليسمع منه كتاب السنن لابي داود السجستاني، وعقد له المجلس في الجامع فمرض، ورد إلى وطنه بالطبران، فتوفي في شهر ربيع الاول من سنة ثلاثة وأربعمائة رحمة الله عليه.
وأبو علي محمد بن أحمد بن القاسم الروذباري (1) من كبار الصوفية، سكن مصر، وكان من أهل الفضل والفهم، وله تصانيف حسان في التصوف نقلت عنه، واختلف في اسمه، بعضهم قال: الحسن بن همام، وبعضهم قال: أحمد بن محمد، والاصح ما ذكرناه أولا، وهو بغدادي، كان من أبناء الرؤساء والوزراء والكتبة، لزم الجنيد وصحبه وصار أحد أئمة
__________
(1) في معجم البلدان " نسبه السمعاني إلى روذبار طوس وأبو موسى إلى روذبار قريه من بغداد، والاول أصح، لان الخطيب قال: هو بغدادي " كذا والظاهر " والثاني أصح " وفي المشترك ص 212 " والظاهر ما قاله أبو موسى ومن نسبه إلى روذبار بغداد فإن أبا بكر الخطيب قال هو بغدادي ".
[ * ](3/100)
الزمان، وأقام بمصر وصار شيخ الصوفية ورئيسهم بها، وكان يتفقه بالحديث ويفتي بالمقاطيع، وكان أبو علي الروذباري يقول: أستاذي في التصوف الجنيد، وأستاذي في الحديث والفقه إبراهيم الحربي، وأستاذي في النحو أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب، وكان ابن الكاتب أذا ذكر الروذباري يقول: سيدنا أبو علي ; فقيل له في ذلك فقال: لانه ذهب من
علم الشريعة إلى علم الحقيقة ونحن رجعنا من علم الحقيقة إلى علم الشريعة.
ومن شعره اللطيف قوله: ولو مضى الكل مني لم يكن عجبا * وإنما عجبي للبعض كيف بقي أدرك بقية روح فيك قد تلفت * قبل الفراق فهذا آخر الرمق وقيل لابي علي الروذباري: من الصوفي ؟ فقال: من لبس الصوف على الصفا، وسلك طريق المصطفى، وأطعم الهوى ذوق الجفا، وكانت الدنيا منه على القفا.
وتوفي الروذباري سنة أثنتين أو ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن أبي حامد أميركا بن أبي فيركا الجيلي الروذباري القاضي، من أهل مرو، أصله من جيلان طبرستان، ووالده ولي القضاء بالروذبار بنواحي مرو وهي الدواليب بين تركدر وجيرنج ثم ولي القضاء بها بعده أبو عبد الله هذا أكثر من ثلاثين سنة، وكان قد رأى جدي الامام وتفقه على والدي رحمهما الله، وكان حسن الخط مليحه شد طرفا من الادب وقليل من الفقه وكان مشتغلا بما يعينه من نسخ الكتب بخطه ومطالعتها، سمع جدي الامام أبا المظفر السمعاني وأبا الفتح محمد بن عبيد الله الاديب وغيرهما، كتبت عنه بمرو بالروذبار بدولاب الخازن، ومات بها في سنة نيف وأربعين وخمسمائة قبل سنة ست.
وأما أبو محمد أحمد بن يعقوب بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف الروذباري المفسر من أهل روذبار، وهي ناحية فوق الشاش وراء نهر سيحون، وأبو محمد هذا سكن سمرقند، كان إماما مفسرا بارعا، وكان تلميذ الشيخ الهروي المفسر روى تفسيره عنه، وحدث عن أبي عبد الله طاهر بن محمد بن أحمد الحديدي الواعظ، روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد الماتريدي، ومات سنة خمس وستين وأربعمائة وقبره بكنديكت.
الروذر اوري: بضم الراء وسكون الواو والذال المعجمة والالف والواو بين الراءين المهملتين، هذه النسبة إلى بلدة بنواحي همذان، يقال لها روذراور، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم من المتأخرين أبو طاهر حمزة بن أحمد بن الحسين بن سعيد (1) بن علي بن
__________
(1) مثله في اللباب، وسقط من س وم.
[ * ](3/101)
الفضل الروذر اوري الصوفي الحافظ، سمع الحديث الكثير بنفسه، وسافر في طلبه إلى نيسابور وهراة وبغداد، وكان مع والدي في الرحلة إلى أصبهان، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسماعيل بن السري التفليسي وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وبهراة أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري وأبا عبد الله محمد بن على العميري وطبقتهم، كتب عنه والدي حكايات في المذاكرة وأحوال الشيوخ وكتب عنه أصحابنا، وتوفي سنة نيف عشرة وخمسمائة.
الروذدشي: بضم الراء وسكون الواو وفتح الذال المعجمة والدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى قرية من قرى أصبهان يقال لها روذدشت، وظني أنها القرية التي يقال لها روى دشت وقد ذكرناها بعد هذا، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شاذة (1) بن جعفر الروذدشتي الاصبهاني من أهل أصبهان من هذه القرية، خرج إلى بغداد وسكنها، وولي القضاء بناحيه الدجيل، وكان عالما ثقة مرضي السيرة، سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وأبا سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن حفص الماليني وأبا الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد البزاز وعمر بن أحمد بن أبي عمرو البزاز وغيرهم، سمع منه القدماء مثل هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وعمر بن أبي الحسن الرواسي، روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأبو محمد يحيى بن علي بن الطراح وأبو الفتح مفلح بن أحمد الوراق، توفي مستهل ذي القعدة من سنة أربع وستين وأربعمائة، ودفن بالقرية المعروفة بواسط من أعمال الدجيل.
الروذ فغكدي: بضم الراء بعدها الواو وفتح الذال المعجمة والفاء والكاف بينهما الغين المعجمة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة لى روذفغكدي (2)، وهي قرية بنواحي
سمرقند، منها الامام أبو بكر محمد بن أبي حنيفة بن عمران بن علي بن عبد الكريم الاسروشني الروذ فغكدي، كان قد سكن سمرقند بمحلة درب غذاوذ، يروي عن القاضي عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار الحافظ، وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وخمسمائة.
الروذكي: بضم الراء وسكون الواو وفتح الذال المعجمة وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى روذك، وهي ناحية بسمرقند، وبها قرية يقال لها بنج، وهذه القرية قطب روذك،
__________
(1) في اللباب " ساره ".
(2) مثله في اللباب، وفي م ومعجم البلدان " روذفغكد ".
[ * ](3/102)
وهي على فرسخين من سمرقند والمشهور منها الشاعر المليح القول بالفارسية السائر ديوانه في بلاد العجم أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حكيم بن عبد الرحمن بن آدم الروذكي الشاعر السمرقندي كان حسن الشعر متين القول، قيل إن أول من قال الشعر الجيد بالفارسية هو، وقال أبو سعد الادريسي الحافظ: أبو عبد الله الروذكي كان مقدما في الشعر بالفارسية في زمانه على أقرانه، يروي عن إسماعيل بن محمد بن أسلم القاضي السمرقندي حكاية حكاها عنه أبو عبد الله بن أبي حمزة السمرقندي لا نعلم له حديثا مسندا، وبعد أن رأيت له رواية لم أستحسن ترك ذكره ; قال وكان أبو الفضل البلعمي وزير إسماعيل بن أحمد والي خراسان يقول: ليس للروذكي في العرب ولا في العجم نظير.
ومات بروذك سنة تسع وعشرين وثلثمائة.
وموسى بن فضلويه الروذكي، يروي عن قبيصة بن عقبة السوائي وعبد المنعم بن إدريس ويحيى بن معين ويحيى بن معاذ الرازي ومحمد بن حميد الرازي وغيرهم، قال أبو سعد الادريسسي حدثني عنه من لا أثق به ولا أعتمد روايته أحمد بن حامد أبو سلمة السمرقندي.
الروذي: بضم الراء والذال المعجمة المكسورة بينهما الواو، هذه النسبة إلى محلة بالري يقال لها روذة وسرروذة، منها أبو علي الحسن بن المظفر بن إبراهيم الرازي الروذي،
يروي عن أبي سهل موسى بن نصر الرازي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وقال في معجم شيوخه: حدثنا أبو علي الرازي الروذي بالري.
وأبو أحمد إدريس بن محمد الروذي الرازي، يروي عن سفيان الثوري وعبد العزيز بن أبي رواد ووهيب بن الورد وعثمان بن زائدة وزرارة، روى عنه محمد بن عبد الله بن أبي جعفر الرازي ومحمد بن عمرو زنيج وأحمد بن عبد الرحمن الدشتكي وسلمة بن شبيب وعبد السلام بن عاصم الهسنجاني وعبد الله بن محمد بن الحسن بن المختار، وثقه أبو حاتم الرازي.
والحارث بن مسلم الروذي الرازي المقرئ، يروي عن الثوري والربيع بن صبيح والمبارك وعبد الحكم وعثمان بن زائدة، روى عنه عبد الرحمن بن الحكم بن بشير وعثمان بن مطيع وعلي بن ميسرة وإبراهيم بن موسى ومحمد بن مهران الجمال ومحمد بن حماد الطهراني، وقال أبو حاتم الرازي: هو شيخ عابد ثقة صدوق.
وقال أبو زرعة صدوق لا بأس به كان رجلا صالحا.
الروزويي: بضم الراء والزاي بينهما الواو، والزاي أيضا بين الواوين (1) وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى روزويه وهو اسم لبعض أجداد أبي إسحاق إبراهيم بن
__________
(1) عبارة اللباب " بضم الراء وسكون الواوين بينهما زاي مضمومة " وهي أوضح [ * ].(3/103)
أحمد بن منصور الشيرازي الروزويي المعروف بابن روزويه، أصله من فسا إحدى بلاد فارس، وهو شيرازي، يروي عن شاذان أشياء لا يرويها عنه غيره، وروى عن علي بن محمد الزياد اباذي والفضل بن العباس الرازي وغيرهما، مات سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
الروزجاري: بضم الراء وسكون الزاي بينهما الواو والجيم المفتوحة ثم الالف وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الروزجار، وهو روزكار، يعني الذي يعمل بالنهار، ويقال ببغداد لمن يعمل بالنهار الروز جارية، واشتهر بهذه النسبة أبو علي الحسن بن ثابت الثعلبي الروزجاري الاحول، وهو ابن الروزجار، وعرف بذلك، يروي عن الاعمش وهشام بن عروة والوليد بن عبد الله بن جميع، روى عنه يحيى بن آدم وإبراهيم بن موسى وأبو سعيد الاشج،
وكان ثقة، أثنى عليه ابن نمير.
الروقي: بفتح الراء والواو وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى قرية بنواحي طوس يقال لها روه (1)، والمشهور بهذه النسبة (2).
الروقي: بفتح الراء وسكون الواو إن شاء الله، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى روق، وهو اسم جد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة محمد بن الحسن بن عبد الله بن روق الراسبي الروقي، قال ابن ماكولا هو مروزي، يروي عن علي بن الحسن بن شقيق ويحيى بن آدم ويعلي بن عبيد وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد البسطامي وعلي بن محمد بن مقاتل ومات أول المحرم سنة ثمان وستين ومائتين.
الرومي: بضم الراء المهملة والميم بعد الواو، هذه النسبة إلى بلاد الروم، هذه النسبة لجماعة من أهلها أسلموا إما بطريق السبي أو اختيار، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد رب الزاهد الرومي، اسمه عبد الرحمن مولى لابن أبي غيلان الثقفي، وكان روميا اسمه قسطنطين فلما أسلم سمي عبد الرحمن يروي عن معاوية، عداده من أهل الشام، روى عنه أهلها، وكان من أيسر أهل دمشق مالا فتصدق بماله كله وكان يقول: لو أن بردا سالت ذهبا وفضة ما أتيتها لآخذ منها شيئا، ولو قيل من مس هذا العمود مات لقمت إليه حتى أمسه.
وعبد الملك بن عبد الله بن فيروز الرومي أخو عمر بن عبد الله من أهل البصرة، يروي عن أبيه عن ابن عمر رضي الله عنهما، روى عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي.
وعمر بن
__________
(1) في س وم " روقة " والصواب (روق) لان (روه) فارسية آخرها هاء ساكنة تعرب قافا.
(2) بياض، وهو فيما أرى " أبو البركات سعيد بن أسعد بن محمد بن عبيد الله بن طاهر بن الحسين الروقي..." راجع تعليق الاكمال 4 / 217.
[ * ](3/104)
عبد الله الرومي، شيخ يروي عن شريك، يقلب الاخبار ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وأبو الفرح - بالحاء المهملة - سرور بن عبد الله
الرومي، هو أخو بشرى بن عبد الله الفاتني، حدث عن محمد بن علي السلمي الحبري وعبد الله بن محمد بن السقاء الواسطي، روى عنه محمد بن أحمد بن علي الاشناني.
وأبو نصر رشيق بن عبد الله الرومي من أهل طوس، مولى عبد الله بن محمد بن هاشم، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ في ترجمته رشيق بن عبد الله الرومي، كان شيخا يشبه المشايخ لا الموالي لفصاحته وثروته ومروءته وإحسانه إلى أهل العلم، وكان مسكنه الطابران من طوس قدم نيسابور غير مرة غير أني لم أكتب عنه بنيسابور.
سمع الحديث بهراة من أحمد بن نجدة القرشي والحسين بن إدريس الانصاري وأقرانهما، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، قال: ومات بطابران في شهر رمضان سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الدر ياقوت بن عبد الله الرومي التاجر عتيق عبد الله بن أحمد البخاري أحد التجار المعروفين، وكان يسافر إلى بلاد اليمن والشام ومصر، سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني، قرأت عليه ببغداد أمالي أبي طاهر المخلص بروايته عن ابن هزار مرد عنه، وكان شيخا مليح الشيبة نظيفا ظاهره الخير والصلاح، وتوفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بمصر.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الرومي من أهل نيسابور، لعل أحد آبائه من الروم، سمع أبا العباس محمد بن إسحاق السراج وادعى أنه سمع من أبي بكر بن خزيمة عمر حتى حدث بالكثير، روى عنه أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار الصوفي وأبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي وغيرهما، ذكره الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ في التاريخ لنيسابور وقال: أبو محمد بن الرومي الحيري كان أبوه أبو عبد الله الرومي محدثا مذكورا ثقة، ثم إن أبا محمد أبنه كان من المجتهدين في العبادة إلا أنه لم يقتصر على سماعاته في كتاب أبيه وزاد فيها، وكان سماعه من أبي العباس السراج فارتقى إلى أبي بكر ابن خزيمة.
قال: توفي في السادس عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الحيرة.
وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس بن هاشم الرومي مولى أبي جعفر المنصور وهو المستملي، سأذكره في الميم، وكان يستملي
لسفيان بن عيينة ويزيد بن هارون.
وأبو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي مولى عبيد الله بن عيسى بن جعفر أحد الشعراء المكثرين المجودين في الغزل والمديح والاوصاف والتشبيهات، وكان محسنا، روى عنه جماعة كثيرة من أهل الادب، ومن مليح شعره قوله: إذا دام للمرء الشباب وأخلقت * * محاسنه ظن السواد خضابا(3/105)
فكيف يظن الشيخ أن خضابه * يظن سواد أو يخال شبابا وكان يتطير، ومات في سنة ثلاث أو سنة أربع وثمانين ومائتين.
وجناح الرومي النجار المديني مولى ليلى بنت سهيل القرشية، يروي عن عائشة بنت سعد، روى عنه حسين بن صالح السواق وعبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص وعمر بن زياد، قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
الروياني بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رويان وهي بلدة بنواحي طبرستان، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد الروياني من أهل آمل طبرستان، كان من رؤوس الائمة والافاضل لسانا وبيانا، له الجاه العريض والقبول التام في تلك الديار وحميد المساعي والآثار والتصلب في المذهب والصيت المشهور في البلاد والافضال على المنتابين والقاصدين إليه، سمع أبا منصور محمد بن عبد الرحمن الطلاس وأبا محمد عبد الله بن جعفر الخبازي بآمل، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد المطهري بسارية، وأبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور الماوردي بنيسابور، وأبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري بمرو، وأبا عبد الله محمد بن بيان بن محمد الكازروني بميا فارقين وعليه تفقه، روى لنا عنه زاهر بن طاهر الشحامي بمرو، وأبو سعد سليمان بن محمد الكرجي ببلد الكرج، وأبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن يوسف التميمي بمكة والمدينة، وأبو عبد الله شهر دوير بن الحسن الفواكهي بسارية، وتركانشاه بن
محمد الحاجب ببغداد، وأبو بكر أحمد بن محمد بن بشار الفوشنجي بنيسابور، وابن بنته هبة الله بن سعد الطبري بآمل، ورستم بن هاشم القاضي بخوار الري وإسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، وجماعة كثيرة سواهم، ولد في ذي الحجة سنة خمس عشرة وأربعمائة وقتل شهيدا بآمل يوم الجمعة في الجامع عند ارتفاع النهار الحادي عشر من المحرم سنة أثنتين وخمسمائة.
وأبو منصور محمد بن أحمد بن شعيب بن عبد الله بن الفضل بن عقبة الروياني صاحب أبي حامد الاسفرائيني سكن بغداد وحدث بها عن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي وأبو حفص عمر بن أحمد بن الزيات ومحمد بن إسماعيل الوراق وسهل بن أحمد الديباجي وأبي بكر محمد بن أحمد المفيد ومن في طبقتهم كتبنا عنه، وكان صدوقا يسكن قطيعة الربيع ببغداد، ومات في شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن الحسين الطبري الروياني سكن بخارى، كان إماما فاضلا عارفا بمذهب الشافعي كان تفقه(3/106)
على الامام أبي القاسم الفوراني وأبي سهل أحمد بن علي الابيوردي وغيرهما وروى لنا عنه أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ومات ببخارى في شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة (1).
الرويدشتي: بضم الراء وبفتح الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الدال المهملة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى رويدشت وهي من قرى أصبهان، والمشهور بالانتساب إليها أبو نصر الحسين بن محمد بن الحسين الرويدشتي من أهل أصبهان، كان شابا مكثرا من الحديث، حريصا على طلبه، مبالغا فيه، سمع أبا طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبا القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده الحافظ وغيرهما، ذكره يحيى بن أبي عمرو بن منده في كتاب أصبهان وقال: كان حسن الخط كثير السماع قليل الرواية إلا أنه ترك الحديث وخرج مع ابن الجنيدي الصوفي، كان
يختلف معنا إلى الحديث إلى أن توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة يوم الجمعة في جمادي الآخرة.
وأبو حذيفة بشر بن أبي موسى الرويدشتي من أهل رويدشت من قرى أصبهان، يروي عن أحمد بن حفص وأبي الازهر، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم، مات قبل سنة ثلاثمائة.
الرويطي: بضم الراء وفتح الواو والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الطاء، هذه النسبة إلى رويط وهو اسم لجد أبي أيوب سليمان بن محمد بن إدريس بن رويط الحلبي الرويطي، من أهل حلب، يروي عن حاجب بن سليمان، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ وذكر أنه سمع منه بحلب.
__________
(1) (الرويثي) في معجم البلدان " الوريثة تصغير روثة...وهي على ليلة من المدينة..وفي تاريخ البخاري ج 3 ق 2 رقم 1759 " عبد ربه بن سيلان، سمع أبا هريرة رضي الله عنه قوله، قاله بشر بن المفضل عن محمد بن زيد بن مهاجر، وقال حفص بن غياث (في النسخة: عتاب) عن محمد عن عبد ربه الرويثي، حديثه في أهل المدينة ".
[ * ](3/107)
باب الراء والهاء (1) الرهامي: بضم الراء وفتح الهاء وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى رهام وهو جد أبي بكر موسى بن الحسن بن رهام الاصبهاني الرهامي، من أهل أصبهان، يروي عن أحمد بن يونس الضبي وأحمد بن مهدي وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصبهاني الرهاوي: بفتح الراء والهاء وفي آخرها الواو، منسوب إلى قبيلة رهاء وهو بطن من اليمن من مذحج هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس رأيت في كتابي في تاريخ مصر بخطى بفتح الراء ; والمنتسب إليها مالك بن مرارة الرهاوي، له صحبة، مذكور في مسند عبد الله بن مسعود.
وعمارة بن عبد المؤمن الرهاوي هكذا ذكرهما عبد الغني بن سعيد المصري في
كتاب مشتبه النسبة.
وأبو هزان يزيد بن سمرة المذحجي، يعرف بالرهاوي، قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر، روى عنه إدريس بن يحيى وعبد الله بن يوسف وعبد الله بن صالح ويحيى بن بكير والرهاء - هكذا رأيت بخطي مضبوطا بضم الراء - قال: بطن من اليمن من مذحج، فلعله أن يكون رهاوي النسب والله أعلم، وقيل إنه من أهل دمشق - هكذا ذكره ابن يونس.
الرهاوي بضم الراء وفتح الهاء وهي بلدة من بلاد الجزيرة بينها وبين حران ستة فراسخ يقال لها الرها وكان الافرنج استولوا عليها مدة والساعة ظفر عليهم المسلمون وخلص الله تلك البلدة من يدهم وهي في يد المسلمين، وإنما سميت الرهاء بالرها بنت السندي بن مالك بن دغر بن بويبة بن غيفا بن مدين بن إبراهيم وقيل ماني الزنديق من بني الرها، وقيل سميت الرها بالرهاء بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مذحج، ويقال بناها بعض ملوك الروم، وبناؤها عجيب وهي من أكبر كنائس النصارى ويقال إن ارتفاع...ثمانون ذراعا وهي على أساطين من رخام.
وكانت الرها مقصد أهل العلم بسبب أبي عبد الله محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي من العلماء المشهورين وكان أحمد بن حنبل يشتهي أن يراه، روى عن أبيه، روى
__________
(1) (الرهاطي) في معجم البلدان " رهاط - بضم أوله وآخره طاء مهملة: موضع على ثلاث ليال من مكة..ينسب إليه سهيل بن عمرو الرهاطي، سمع عائشة رضي الله عنها..." وراجع كتاب ابن أبي حاتم ج 2 ق 1 رقم 1059 بتعليقه.
[ * ](3/108)
عنه ابنه أبو فروة، وكانت ولادته سنة ثنين وثلاثين ومائة، ومات سنة عشرين ومائتين.
وأما أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد يروي عن أبي نعيم الكوفي، روى عنه أبو عروة الحراني، مات بالرها في شهر رمضان سنة تسع وستين ومائتين.
وهشام بن قتادة الرهاوي منها، يروي عن أبيه، روى عنه ابنه الفضل بن هشام.
ومنها أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة الرهاوي، يروي عن يزيد بن هارون وعبد الجبار بن محمد الخطابي، روى عنه أبو عروبة
الحراني، وكان أبو عروبة يقول: ما رأيت أثبت منه وهو عندي في عداد ابن أبي شيبة في الثبت، وكان يحفظ، مات بضيعة له إلى جانب الرها لاحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة سنة إحدى وستين ومائتين، ومن التابعين أبو شجرة كثير بن مرة الحضرمي الرهاوي، أدرك سبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه أهل الشام، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
وأبو شيبة يحيى بن يزيد الرهاوي، يروي عن زيد بن أبي أنيسة، روى عنه أهل الجزيرة، كان ممن يروي المقلوبات عن الاثبات وكان يأتي عن أقوام ثقات بأشياء معضلات فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج به.
ويحيى بن أبي أنيسة الرهاوي أخو زيد، كان ينزل الرها، يروي عن عمرو بن شعيب والزهري، روى عنه العراقيون وأهل بلده، مات سنة ست وأربعين ومائة وكان ممن يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل حتى إذا سمعها المبتدئ في الصناعة لم يشك أنها معمولة، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وكان أخوه زيد يقول لعبيد الله بن عمرو: لا تكتب عن أخي فإنه كذاب.
وأبو محمد الحسن بن أحمد بن سعيد بن محمد بن يحيى بن خالد السلمي الرهاوي، من أهل الرها، قدم بغداد، وحدث بها عن جده سعيد بن محمد الرهاوي، وعبد الله بن الزبير بن محمد الرهاوي وجعفر بن محمد الفقاعي وإبراهيم بن عبد السلام وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسلم الجزريين، روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين وإسماعيل بن سعيد بن سويد وغيرهم، وتوفي في رجب من سنة تسع وعشرين وثلاثمائة بالرها.
وأبو علي بن محمد بن يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي حفيد أبي فروة يزيد بن محمد بن سنان، يروي عن جده، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني (1).
__________
(1) (الرهمي) رسم بهامش مخطوطة اللباب وقال " في كهلان، ينسب إلى رهم بن مرة بن أدد - والرهام الطير الذي لا يصيد، منهم أفعى بن مالك بن أفعى بن أحمش بن غنم بن رهم بن مرة بن أدد وكان جده أفعى تتحاكم إليه العرب بنجران " قال المعلمي ذكر الافعى الذي كان يتحاكم إليه بنجران في عدة مصادر تنعته بالافعى الجرهمي فالله أعلم، ثم رأيت في جمهرة ابن حزم ص 417 ذكر رهم بن مرة بن أدد قال: " ومنهم كان الافعى الذي كان
يتحاكم إليه بنجران " وفي الاشتقاق ص 362 ما يوافقه.
وفيه ص 153 " وبنو رهم بطن من بكر بن وائل ينسبون إلى أمهم " وفيه ص 267 في بطون عدوان " بنو رهم بن تاج ".
[ * ](3/109)
الرهيني: بفتح الراء وكسر الهاء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رهين، وهو لقب الحارث بن علقمة ويلقب بالرهين، ومن ولده محمد بن المرتفع بن النضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي الرهيني، يروي عن عبد الله بن الزبير، روى عنه سفيان بن عيينة.
فأما جده النضير ابن الحارث فكان من المهاجرين، وكان يعد من حلماء قريش، قتل يوم اليرموك شهيدا، وهو أخو النضر بن الحارث الذي قتله علي بن أبي طالب بالصفراء صبرا يوم بدر وكان شديد العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه نزلت سورة (سأل سائل بعذاب واقع) وقالت بنته أبياتا من الشعر وعرضتها على النبي صلى الله عليه وسلم: يا راكبا إن الاثيل مظنة * عن صبح خامسة وأنت موفق فقال النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغة شعرها: لو سمعت بهذا قبل ذلك لوهبته لها.(3/110)
باب الراء والياء الرياحي: بكسر الراء وبفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى أشياء منها إلى قبيلة وهي رياح بطن من تميم، ابن مر، وأبو العالية الرياحي ينسب إليها ولاء واسمه رفيع من بني تميم، بصري، وهو ابن مهران - وقيل ابن فيروز، مولى امرأة من يربوع، من بني رياح ين يربوع، أسلم لسنتين خلتا من خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قيل إنه يروي عن أبي بكر، وهو.
غير محفوظ، ويثبت له عن عمر وعلي وابن مسعود وأبي مسعود وأبي أيوب وابن عباس رضي الله عنهم، روى أنه قال: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أربع سنين ; قدم مع أبي موسى الاشعري أصبهان، روى عنه قتادة وعاصم الاحول وغيرهما، وكان الشافعي مسيئ الرأي فيه وفي روايته، ومات يوم الاثنين في
شوال سنة ثلاث وتسعين من الهجرة.
وحصين بن قيس الرياحي، قال أبو حاتم بن حبان: وهو الذي يقال له: اليربوعي، ويربوع من تميم، يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى عنه ابنه زياد بن حصين.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد بن دينار الرياحي التميمي، من أهل بغداد، سمع يزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء وقريش بن أنس وأبا عامر العقدي وعبد العزيز بن أبان القرشي وغيرهم، روى عنه القاضي أبو عبد الله المحاملي وأبو العباس بن عقدة الكوفي وإسماعيل بن محمد بن الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد وأحمد بن عثمان بن يحيى الادمي وأبو بكر الشافعي ومحمد بن جعفر بن الهيثم وهو آخر من حدث عنه، وقال أبو الحسن الدارقطني: هو صدوق، ومات في شهر رمضان سنة ست وسبعين ومائتين.
والثاني منسوب إلى الجد الاعلى وهو أبو حفص عمر بن عبد الوهاب بن رياح بن عبيدة الرياحي البصري.
والثالث منسوب إلى درب رياح من دروب الكرخ بغربي بغداد (1).
الرياشي: بكسر الراء وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى رياش وهو اسم رجل من جذام، وكان والد المنتسب إليه عبدا له فنسب إليه، وهو أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي النحوي اللغوى، كان من أهل السنة
__________
(1) في اللباب وفاته النسبة إلى رياح بن عوف بن عميرة بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم بن ربان - بطن من جرم، منهم هوذة بن عمرو بن يزيد بن عمرو بن رياح، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
[ * ](3/111)
قتل في المسجد الجامع بالبصرة في أيام العلوي صاحب الزنج، هو مولى محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب من أهل البصرة، سمع الاصمعي وأبا معمر المقعد وعمرو بن مرزوق وأبا عاصم النبيل ومحمد بن سلام ومحمد بن خالد بن عثمة، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر محمد بن أبي الازهر النحوي وأبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي وأبو بكر محمد بن
إسحاق بن خزيمة السلمي وأبو روق الهزاني وغيرهم، وقدم بغداد وحدث بها.
وكان من الادب وعلم النحو بمحل عال، وكان يحفظ كتب أبي زيد وكتب الاصمعي كلها، وقرأ على أبي عثمان المازني كتاب سيبوية، وكان المازني يقول: قرأ علي الرياشي الكتاب وهو أعلم به منى ; وكان ثقة، وقتله الزنج بالبصرة في سنة سبع وخمسين ومائتين في شوال ودخلت الزنج عليه المسجد والرياشي قائم يصلي الضحى فضربوه بالاسياف وقالوا: هات المال، فجعل يقول: أي مال ؟ أي مال ؟ حتى مات، فلما خرج الزنج عن البصرة دخل الناس بعد مدة مسجده فإذا بالرياشي ملقى مستقبل القبلة كأنما وجه إليها وشملته تحركها الريح وقد تمزقت وإذا جميع خلقه صحيح سوي لم ينشق له بطن ولم يتغير له حال إلا أن جلده قد لصق بعظمه ويبس وذلك بعد مقتله بسنتين (1).
الرياني: بفتح الراء وتشديد الياء (2) المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ريان، وهي إحدى قرى نسا، ولا يعرفها أهل نسا إلا مخففا وذكرها أبو بكر الخطيب في المؤتلف وأثبت التشديد وأهل البلد أعرف، وربما عربوها وقالوا: الرذاني - بالذال المعجمة المخففة، والمشهور بالانتساب إليها أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الله بن
__________
(1) (الرياضي) في تكلمة ابن الابار رقم 454 " إبراهيم بن أحمد الشيباني، من أهل بغداد، وسكن القيروان، يكنى أبا اليسر ويعرف بالرياضي.
كان له سماع ببغداد من جلة المحدثين والنحويين، لقي الجاحظ والمبرد وثعلبا وبن قتيبة، ولقي من الشعراء أبا تمام حبيبا ودعبلا وابن الجهم والبحتري، ومن الكتاب سعيد بن حميد وسليمان بن وهب وأحمد بن أبي طاهر وغيرهم، وهو الذي أدخل أفريقية رسائل المحدثين وأشعارهم وطرائف أخبارهم، وكان عالما أديبا ومرسلا بليغا ضاربا في كل علم وأدب بسهم.
وكتب بيده أكثر كتبه مع براعة خطه وحسن وراقته، وحكي أنه كتب على كبره كتاب سيبويه كله بقلم واحد ما زال يبريه حتى قصر فأدخله في قلم آخر وكتب به حتى فني بتمام الكتاب، وله تآليف، منها: لقيط المرجان.
وهو أكبر من عيون الاخبار.
وكتاب: سراج الهدى في القرآن ومشكله وإعرابه ومعانيه.
والمرصعة.
والمدبجة.
وجال في البلاد شرقا وغربا من خراسان إلى الاندلس، وقد ذكر ذلك في أشعار له.
وكان أديب الاخلاق نزيه النفس ; كتب لابراهيم بن أحمد الاغلبي صاحب إفريقية، ثم لابنه أبي العباس
عبد الله، وكان أيام زيادة الله بن عبد الله آخر ملوك الاغالبة على بيت الحكمة.
وتوفي بالقيروان سنة ثمان وتسعين ومائتين في أول ولاية عبيدالله الشيعي - وهو ابن خمس وسبعين سنة.
(2) الصواب أنه بتخفيفها كما يأتي ومر عن ابن نقطة وراجع تعليق الاكمال 4 \ 236 [ * ].(3/112)
أبي عون النسوي الرياني، يروي عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري وغيره، روى عنه محمد بن محمود المروزي.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد الجبار الرياني النسوي راوية كتاب الترغيب لحميد بن زنجويه عنه، روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح الانصاري وغيره.
الريحاني: بفتح الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الحاء المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى الريحان ويبعها، وإلى رجل اسمه ريحان، فأما الريحان الذي يشم فالمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد الريحاني، يروي عن أبي القاسم البغوي ويحيى بن صاعد وأحمد بن إسحاق بن بهلول، روى عنه أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري الحربي، قال ابن ماكولا: روى عنه جماعة من شيوخنا أظن آخرهم ابن العشاري.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد الريحاني الهمذاني، يروي عن الحسين بن علي النيسابوري وإسحاق بن سعد وإبراهيم بن محمد بن أبي حماد الابهري وغيرهم.
والنسبة إلى ريحان إسم الرجل وهو والد يوسف بن ريحان الازدي.
فجماعة ينسبون إليه منهم أمير الماء ببخارى أبو الفضل محمد بن يوسف الريحاني.
وأولاده أبو الحسن وأبو الحسين، وأحد ولديه يروي عن ابي أحمد الحسيني المروزي، قال البصيري: سمعت منه حديثه في مجلس الحاكم أبي إسحاق النوقدي ومسجده بالشارستان.
وأبو الحسن علي بن محمد بن يوسف هو القسام الريحاني، يروي عن أبي محمد المزني وجماعة، قرأت عليه حديث صالح بن محمد البغدادي في جمع علي بن الجعد عن شعبة.
وله ابن أكبر من هذيم سمي أبا الحسين أحمد أيضا، سمعنا حديثه من أبي مقاتل النسفي.
وابن ابنه أبو علي
الحسين بن أبي الحسين بن أبي الفضل الريحاني.
وأبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الازدي الريحاني، يروي عن أبيه أبي يعقوب وأبي حسان مهيب بن سليم، وتوفي في رجب سنة أربع وستين وثلاثمائة.
وأما أبو الحسن علي بن عبيدة الريحاني الكاتب نسب بعض أجداده فيما أظن إلى بيع الريحان، وهو من أهل بغداد، كان أحد البلغاء الفصحاء وافر الادب كثير الفضل مليح اللفظ حسن العبارة، وله كتب حسان في الحكم والامثال وكان له اختصاص بالمأمون، وكان يرمى بالزندقة، ومن كلماته الرائقة قوله: المودة قرابة مستفادة.
وقال أحمد بن أبي الذيال قلت لابي الحسن الريحاني القول: زر غبا تزدد حبا، فقال لي: يا أبا علي هذا مثل للعامة تجفو عنه الخاصة، قال الحكيم: بكثرة زيارة الثقة تحرز المقة ; قال ابن أبي الذيال فحدثه إبراهيم بن الجنيد فقال: أحسن والله ; وكتبه عني.
الريخشني: بكسرالراء والياء الساكنة آخر الحروف والخاء الساكنة المعجمة والشين(3/113)
المنقوطة المعجمة (1) وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ريخشن وظني أنه قرية من قرى سمرقند، منها الامام علي بن أبي الطيب (2) بن عبد الله بن أبي حفص الريخشني المباركي، من أهل سمرقند، يروي عن أبى علي الحسين بن سلمان (3) بن محمد البلخي نزيل سمرقند، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وقال: توفي في المحرم من سنة عشرين وخمسمائة.
الريساني: بكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف والسين المهملة المفتوحة وفي آخرها النون بعد الالف، هذه النسبة إلى ريسان (4)، وهو إسم لبعض أجداد محمد بن عبد الرحيم بن يحيى بن عبد الله بن معاوية بن بحير بن ريسان الحميري المصري الريساني، من أهل مصر، يروي عن عمرو بن الربيع بن طارق، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الريغدموني: بكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف والغين المعجمة الساكنة والدال
المهملة المفتوحة (5) والميم المضمومة بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ريغدمون، وهي قرية من قرى بخارى على أربعة فراسخ، منها القاضي أبو نصر أحمد بن عبد الرحمن بن إسحاق بن أحمد بن عبد الله الريغدموني البخاري المعروف بالقاضي الجمال، كان إماما فاضلا عاقلا ساكنا كريما، يقدم على العلماء ببخارى في وقته، ولي القضاء وأملى وكتبوا عنه، سمع أحمد بن عبد الله بن الفضل الخيزاخزي ووالده أبا أحمد عبد الرحمن بن إسحاق الريغدموني وجماعة، روى لي عنه أبو القاسم صاعد بن عبد الرحمن بن سلم الخيزراني بسارية، وأبو بكر عبد الرحمن بن محمد النيسابوري بقرية خرق وأبو القاسم محمود بن أبي توبة الوزير بمرو إن شاء الله وأبو عمرو عثمان بن علي البيكندي ببخارى وأبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الخلمي ببلخ وغيرهم وكانت
__________
(1) في س وم " والشين المعجمة المفتوحة " وبمعنى هذا ضبط في اللباب، وفيه اجتماع ساكنين وهو جائز في المعجمة، والذي في معجم البلدان "...وخاء معجمة مفتوحة وشين ساكنة " كأنه راعى التعريب فتخلص عن التقاء الساكنين.
(2) مثله في اللباب.
(3) مثله في مخطوطة الباب.
(4) في اللباب " الذي أعرفه: ريسان - بفتح الراء ".
(5) في اللباب أنه بذال معجمة، ومثله في معجم البلدان، وزاد عليه قال: " وغين معجمة مفتوحة وذال معجمة ساكنة " راجع ما علقته على رقم 1853.
[ * ](3/114)
ولادته في شوال سنة أربع عشرة وأربعمائة، ووفاته في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ببخارى.
وابنه أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الريغدموني، من أفاضل الناس ممن تفرد في وقته بالسكون والوقار والمحافظة على الصيانة والديانة، فوض إليه الامامة في الجامع ببخارى والخطابة فتولاها على أحسن ما يكون، سمع جده أبا أحمد
عبد الرحمن بن إسحاق الريغدموني وأبا سعد سليمان بن إبراهيم بن أحمد السرخسي ومن دونه، روى لي عنه جماعة منهم أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي، وتوفي في بخارى في جمادى الاولى سنة ثمان وعشرة وخمسمائة.
الريكنزي: بكسرالراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الكاف وسكون النون وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى ريكنز، وهي قرية بمرو يقال لها ريكنج (1) عبدان، منها منصور بن عبد الله بن منصور بن عبد الله بن الحسن بن هلال الريكنزي - هكذا قرأت هذا النسب بخط أبي سعد محمد بن عبد الحميد العبداني الريكنزي.
الريوددي: بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وبعدها الدالان المهملتان مفتوحة ومكسورة، هذه النسبة إلى ريودد، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخ منها، ينزل بها عسكر سمرقند في بعض الاوقات، والمشهور منها أبو منصور نعيم بن محمد بن بكر بن إسحاق الريوددي، يروي عن إسحاق بن نصر الشاوذاري (2)، قال أبو سعد الادريسي: كتبنا عنه، مات بسمرقند سنة أثنتين وثمانين وثلاثمائة، كان صحيح السماعات.
الريودي: بكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف ثم الواو وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى ريودي (3) وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو سعيد بشر بن إلياس الريودي، من أهل ريودي، يروي عن حامد بن شبيب الازدي وطيب بن مقاتل وغيرهما.
الريوذي " بكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وفتح الواو وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى ريوذ، وهي قرية من قرى بيهق من ناحية نيسابور، منها أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان الشعراني
__________
(1) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
(2) في أكثر النسخ " الشاوداري " بإهمال الدال، وفي ب " الشارداري " وفي اللباب مطبوعته ومخطوطته والقبس عنه " الشارذاري " ولم أجد هذه النسبة في موضعها وإنما في معجم البلدان " شاوذار " بشين معجمة فألف فواو فذال معجمة وذكر رجلا آخر ينسب إليها.
(3) أنظر اللباب 2 / 49.
[ * ](3/115)
الريوذي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، قال: وكان يرسل شعره وينزل قرية من بيهق تدعى الريوذ، وكان أديبا فقيها عابدا أكثر الرحلة في طلب الحديث فهما عارفا بالرجال، سمع بمصر سعيد بن أبي مريم وعبد الله بن صالح الكاتب، وبالحجاز هشام بن إسماعيل المخزومي وقالون المقرئ وإسماعيل بن أبي أويس، وبالشام أبا توبة الربيع بن نافع وسنيد بن داود وحيوة بن شريح، وبالعراق أحمد بن عبد الله بن يونس اليربوعي، وسأل يحيى بن معين عن الرجال، روى عنه أبو بكر بن خزيمة وأبو العباس السراج والمؤمل بن الحسن بن عيسى وأبو حامد أحمد بن محمد بن الشرقي ; وقد تفرد برواية كتب بنيسابور عن أئمة لم يروها بعده أحد، فمنها التاريخ الكبير عن أحمد بن حنبل، وكان من الملازمين له، والتفسير عن سنيد بن داود، والقراءات عن خلف بن هشام، والتنبيه عن يحيى بن أكثم، والمغازي عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وكتاب الفتن عن نعيم بن حماد، وتوفي في المحرم سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وسأذكره في الشعراني لانه عرف بهذه النسبة، وذكرته في الراء حتى لو نسبه أحد إلى هذه القرية عرف.
الريورثوني: بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الواو وسكون الراء الاخرى وضم الثاء المثلثة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ريورثون، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عيسى بن خنباج (1) بن منصور الريورثوني البخاري، وكان يعرف بديباج الوجه، ورد خراسان وسافر إلى العرق وانصرف، وحدث عن أبي علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي وأبي القاسم عبيدالله بن محمد بن حبابة المتوثي وجماعة سواهما، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وأبو عمرو عثمان بن إبراهيم الفضلي.
الريوقاني: بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح القاف وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى ريوقان، وهي قرية من قرى مرو عند زولاه حتى قيل أنها محلة منها، والمشهور بالنسبة إليها أبو محمد عبيد الله (2) بن عقبة الريوقاني، يقال إن إسحاق بن راهويه الحنظلي مولى لهم.
الريونجي: بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون
__________
(1) مثله في مخطوطة اللباب.
(2) مثله في اللباب، ووقع في س وم " عبد الله ".
[ * ](3/116)
النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة (1) وأبو بكر محمد بن عبد الله بن قريش الوراق الريونجي، وكان من أهل العلم والصدق، سمع الحسن بن سفيان ومسدد بن قطن وغيرهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو بكر الريونجي، كان كثير الحديث، حسن الخط، صدوقا في الرواية، سمعه قبل الثلاثمائة وأكثر عن الطبقة الثانية، قرأت عليه مسند الحسن بن سفيان في المسجد الجامع سنة إحدى أو ثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وسمع خلق كثير بقراءتي عليه وعندي بخطه جملة، توفي يوم الخميس الرابع والعشرين من شعبان سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
الريوندي: بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الواو وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى ريوند وهي اسم لاحد أرباع نيسابور، وهي قرى كثيرة، قيل هي أكثر من خمسمائة قرية، وربما زاد، من الجامع القديم إلى أحمد اباذ وهو أول حد بيهق، وهو كما قدر ثلاثة عشر فرسخا، والعرض من حدود طوس إلى حدود بشت، وهو خمسة عشر فرسخا، وقيل إن أول من تولى ما وراء النهر بعد سعيد بن عثمان بن عفان الذي فتحه: محمد والغطريف والمسيب إخوة ثلاثة من فتاة محمد من ربع الريوند ملكوا بخارى فنقشت السكك وضربت الدراهم بأسمائهم، وهي الغطريفية والمحمدية والمسيبية، وبقيت آثارهم بها.
منها أبو سعيد (2) سهل بن أحمد بن سهل الريوندي المذكر من أهل
نيسابور، سمع بخراسان أبا محمد جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وأبا محمد عبد الله بن محمد بن شيرويه، وبالعراق أبا جعفر محمد بن جرير الطبري الفقيه وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الاول من سنة خمسين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن هارون بن محمد الريوندي المعروف بالشافعي، من أهل نيسابور، سمع مع الشيخ أبي بكر بن إسحاق من أبي عبد الله محمد بن أيوب وأقرانه بالري، ثم لم يقتصر على ذلك وخلط روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ، وقال: سمعت أبا بكر بن إسحاق يقول: من أراد أن يعلم أن أهل العلم إذا أعرضوا عن العلم واشتغلوا بأعمال السلطان يكون ضررهم أكثر فلينظر إلى أبي بكر الشافعي فقد كان معنا على باب محمد بن أيوب، وسمع المسند فصار أهل الريوند يستغيثون منه.
وكنت أنا إذ ذاك لا أعرف أبا بكر هذا بوجهه فلما كان بعد سنين عرض علي من حديثه المناكير الكثيرة،
__________
(1) بياض في النسخ، وفي اللباب " هذه النسبة إلى ريونج...(بياض) منها أبو بكر إلخ " وفي معجم البلدان " ريونج، ويقال راونج، من قرى نيسابور ".
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان.
[ * ](3/117)
وروايته عن قوم لا يعرفون مثل أبي العكوك الحجازي وغيره ; وذكر قصة منعه عن الرواية عن جماعة فقال: كأني قلت له زد فيما ابتدأت فيه ; فإنه زاد عليه، وكان أصحابنا يخرجون إلى الريوند فيسمعون منه، وجاءنا نعيه وأنا ببخارى سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
الريوي: بكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى ريو وهي محلة ببخارى، منها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الزاهد الريوي السرخسي، كان داره بدرب الريو، سمع أبا عبد الله محمد بن موسى الضرير الرازي وأبا بكر محمد بن عبد الله الرازي وأبا بكر أحمد بن سعد الزاهد وأبا صالح خلف بن محمد الخيام وجماعة، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، ومات في ذي
القعدة سنة سبع عشرة وأربعمائة ببخارى.
الريي: بفتح الراء وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى رية، وهي من بلاد الاندلس، منها أبي مهاجر الريي الاندلسي العامل (1) ذكره الخشي في كتابه، وقال: كان على أحسن طريقة وأجمل مذهب - هكذا قاله أبو سعيد بن يونس.
__________
(1) كذا في النسخ ومثله في مطبوعة اللباب والقبس عنه، والذي في مخطوطته " العاملي " وهو الصواب كما في تواريخ الاندلس.
[ * ](3/118)
باب الزاي والالف الزابي: بفتح الزاي وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى الزاب وهي ناحية بواسط فيما أظن، والمشهور بهذه النسبة موسى الزابي من أهل الكوفة، له رواية وأحاديث في القراءات في كتاب حفص عن عاصم.
وجعفر بن عبد الله بن الصباح الزابي، حدث عن مالك بن خالد الاسدي، روى عنه أبو عون محمد بن عمرو بن عون الواسطي.
والزاب ناحية في عدوة الاندلس مما يلي المغرب، ومنها محمد بن الحسين التميمي الحماني الطبني الزابي، شاعر مكثر أديب مفنن، كان في أيام الحكم بن عبد الرحمن المستنصر من بني أمية، ومن بيت أدب ورياسة وشعر.
وابن ابنه محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين الطبني، من أهل بيت أدب وشعر، وكان شاعرا رئيسا كان قريبا من سنة أربعمائة.
وأخوه أبو بكر إبراهيم بن يحيى بن محمد الطبني شاعر وزير أندلسي أيضا.
الزاذاني: بفتح الزاي والذال المعجمة بين الالفين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زاذان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو حفص عمربن عبد الله بن زاذان القاضي الزاذاني القزويني، من أهل قزوين، وكان من ولد أبي عمر زاذان الكندي، من بيت العلم وأهله، سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم ومحمد بن هارون بن الحجاج المقري ومحمد بن قارن بن العباس وعلي بن محمد بن أبي سهل الرازيين وعلي بن عمر بن
محمد الصيدلاني وعلي بن إبراهيم بن سلمة القطان، روى عنه محمد بن إسماعيل بن عمربن سبنك وأبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي وأبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي وغيرهم، وكانت وفاته قبل الاربعمائة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان بن المقري الزاذاني العاصمي، من أهل أصبهان، وكان فاضلا عالما ورعا، ظهر له معرفة وأنس بالحديث لكثرة ما سمع بقراءة الحفاظ، وكان صحب أبا علي الحسين بن علي الحافظ النيسابوري وغيره، وله رحلة إلى الشام وديار مصر والثغور واليمن، وأدرك الشيوخ والعلماء، سمع بمكة المفضل بن محمد الجندي، وببغداد أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان بن الباغندي، وبالاهواز عبدان بن أحمد الجواليقي، وبمصر أبا بكر محمد بن زبان (1) بن حبيب، وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي، وبالشام
__________
(1) هكذا في م وهو الصواب وضبط في الاكمال 4 / 115.
[ * ](3/119)
أصحاب هشام بن عمار الدمشقي، وطبقتهم، روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمود الثقفي وأبو الطيب يحيى بن علي الدسكري الحلواني وأبو القاسم إبراهيم بن منصور السلمي وأبو العباس أحمد بن محمد بن النعمان الفضاض، وجماعة آخرهم أبو مسلم محمد بن علي بن مهريزد الاصبهاني، وكانت ولادته قبل الثلاثمائة، ووفاته في يوم الاثنين في شهر شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة بأصبهان.
وأبو عامر سرور بن المغيرة بن زاذان الزاذاني بن أخي منصور بن زاذان، أصله بصري سكن واسط، يروي عن عباد بن منصور، روى عنه أبو سعيد أحمد بن داود الحداد، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
وسألته عنه فقال: شيخ.
الزاذبهي: بفتح الزاي والذال المعجمة بعد الالف والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الهاء هذه النسبة إلى زاذبه وهو اسم لبعض أجداد أبي جعفر محمد بن أحمد بن عمرو بن زاذبه النسوي الزاذبهي، حدث بجرجان عن أبي الحسن علي بن حجر السعدي، روى عنه أبو بكر
أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي.
الزاذكي: بفتح الزاي والذال المعجمتين وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى زاذك، وهي قرية من قرى كس من بلاد ما وراء النهر.
وبطوس قرية أيضا يقال لها زاذك، وبالعجمية يقال له زايك، فمن زاذك كس أبو سعيد مسعود بن ليثويه (1) بن عاصم بن نصر الزاذكي، يروي عن طفيل بن زيد النسفي، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي وغيره.
الزارياني: بفتح الزاي بعدها الالف وبعدها الراء المكسورة ثم الياء المفتوحة المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية بمرو يقال له زاريان، على فرسخ من مرو، منها أبوالمرجا (2) بن رجاء الزارياني المروزي، من أتباع التابعين، يروي عن عكرمة وعبد الله بن بريدة وغيرهما.
الزاري: بفتح الزاي بعدها الالف وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى زار، وهي قرية من قرى إشتيخن في السغد من سمرقند، منها يحيى بن خزيمة الزاري (3) الاشتيخني، سمع
__________
(1) هكذا في اللباب، والاسم في النسخ مشتبه.
(2) وفي اللباب " أبو الرجاء ".
(3) أما اللباب فوقع فيه " الزازي بفتح الزاي بعدها ألف وفي آخرها زاي أيضا.." فكأنه كان في نسخته من الانساب مثل ما في س وم فبنى عليه وزاد قوله " أيضا " ونسب صاحب التوضيح إلى المؤلف أنه قال: " بزايين " ووقع في [ * ](3/120)
عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، روى عنه الطيب بن محمد خشويه السمرقندي.
الزاز: بالالف بين الزايين المنقوطين، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو الزاز - هكذا سمعت أبا سعد الزاز، والمشهور بهذه النسبة إمام عصره بلا مدافعة علما وزهدا وورعا أبو عبد الرحمن بن...وأبو سعد محمد بن عبد الحميد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الزاز، من أهل سرخس، شيخ صالح سديد، من بيت العلم والحديث، سمع عمه أبو الفضل عبد الرحيم وأبا علي عبد الصمد بن محمد الحسن
الصوفي وأبا ذر عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الاديب السرخسيين وغيرهم سمعت منه بسرخس ومرو، وكانت ولادته في أحد الربيعين من سنة سبعين وأربعمائة.
الزاطي: بفتح الزاي وكسر الطاء المهملة بينهما الالف، هذه النسبة إلى زاطيا وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو الحسن علي بن إسحاق بن عيسى بن زاطيا المخرمي، من أهل بغداد، كان صدوقا وكف بصره في آخر عمره، سمع عثمان بن أبي شيبة وداود بن رشيد وإبراهيم بن سعيد الجوهري، روى عنه أبو عمرو بن السماك وأبو بكر الشافعي، وسئل أبو بكر بن السني الدينوري عن ابن زاطيا وذكر أنه كذاب ؟ فقال: لا بأس به.
وقال ابن المنادي: كتب عنه ولم يكن بالمحمود، وتوفي في جمادي الاولى سنة ست وثلاثمائة.
الزاغرسرسني: بفتح الزاي والغين المعجمة بينهما الالف ثم السين المفتوحة المهملة بين الراءين والراء بين السينين (1)، هذه النسبة إلى زاغرسرسن، وهي قرية من قرى سمرقند أو نسف، منها أبو علي بكر بن عبد الله بن موسى بن علي الزاغرسرسني النسفي، سمع بسمرقند أبا بكر أحمد بن محمد بن الفضل الفارسي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ، عاش والده ستا وتسعين سنة وجده موسى مائة وأربع عشرة سنة، ومات أبو علي بكر بن عبد الله هذا عن ثمان وثمانين سنة سلخ شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
الزاغولي: بفتح الزاي بعدها الالف والغين المعجمة المضمومة بعدها الواو وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى قرية من قرى بنج ديه من مرو الروذ مدينة بخراسان، بهذه القرية قبر
__________
= تعليقاته على المشتبه كما في هامش المشتبه طبع مصر ص 281 " أما ابن السمعاني فذكره بتكرير الزاي لكن بحذف ياء النسبة " كذا كأنه كان في نسخة تخليط آخر.
هذا وفي الاستدراك " باب الرازي والزاري: أما الرازي منسوب إلى الري فجماعة وأما الزاري بتقديم الزاي على الراء فقال الادريسي في تاريخه: يحيى بن خزيمة الزاري...(1) قضية هذا أنه (الزاغرسرسي) لكن في اللباب " وفي آخرها نون " وفي معجم البلدان " وآخرة نون ".
[ * ](3/121)
أمير خراسان المهلب بن أبي صفرة الازدي العتكي، ومات بهذه القرية في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين من الهجرة.
من هذه القرية أبو عبد الله محمد بن الحسين الارزي الزاغولي، من هذه القرية، سكن مرو ثم انتقل إلى قرية يقال له نوس كارنجان وأختط بها، تفقه بمرو على والدي والموفق بن عبد الكريم الهروي رحمهما الله تعالى وكان صالحا فاضلا سديد السيرة خشن العيش قانعا باليسير، عارفا بالحديث وطرقه، اشتغل بطلبه وجمعه طول عمره، ونظر في الادب والكتب وجمع مجموعا لعلها بلغت أربعمائة مجلدة سماها قيد الاوابد، جمع فيها العلوم ورتبها، وكان قد سافر إلى هراة ونيسابور، وسمع بها الحديث.
سمع بهراة أبا الفتح نصر بن أحمد بن إبراهيم الحنفي وأبا عبد الله عيسى بن شعيب بن إسحاق السجزي وأبا سعد محمد بن الربيع الجبلي، وبمرو الروذ أبا محمد عبد الله بن الحسن الطبسي الحافظ وأبا محمد الحسين بن مسعود البغوي الفراء، وبمرو الامام والدي وأبا سعيد محمد بن علي بن محمد الدهان، وجماعة كثيرة سواهم، كتبت عنه وسمعت بقراءته وإفادته الكثير عن الشيوخ، وكان حريصا على طلب العلم والنسخ مع كبر السن، سألته عن مولده غير مرة فقال: لا أحق، وولد بهذه القرية أعني زاغول قبل سنة ثمانين وأربعمائة (1).
الزاميني: بفتح الزاي وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون ويقال في هذه النسبة الجيم بدل النون الزاميجي، هذه بليدة بنواحي سمرقند، يقال لها زامين من أعمال أسر وشنة، منها الطرنجبين الذي مثل السكر المدقوق، والمشهور بالانتساب إليها جماعة، منهم إسرافيل الزاهد الزاميني، شيخ صالح زاهد، حدث عن محمد بن حمدويه السمرقندي، روى عنه عبد الله بن محمد بن شاه السمرقندي الفقيه.
وأبو بكر جماهر بن علي الزاميني شيخ كان على قضاء زامين من أعمال أسروشنة، دخل سمرقند، وروى عن شيخ يسميه بشر بن موسى، إن لم يكن بشر بن موسى بن صالح بن شيخ بن عميرة فغيره، روى عنه عبد الله بن محمد بن شاه السمرقندي وسمع منه وكتب عنه بزامين.
وأبو سهل أحمد بن محمد بن يزداذ الرازي ثم الزاميني، من أهل الري سكن زامين
__________
(1) (الزاغوني) استدركه اللباب وقال "..في آخره نون هذه النسبة إلى قرية زاغوني من أعمال بغداد، وعرف بها أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر الزاغوني الحنبلي البغدادي توفي سنة سبع وعشرين وخمسمائة " وفي معجم البلدان ذكر أبي بكر أخي أبي الحسن ووفاته سنة 551 وترجمتا هما في طبقات الحنابلة، وفي معجم البلدان أيضا " أحمد بن الحجاج بن عاصم الزاغوني أبو جعفر يروي عن أحمد بن حنبل...".
(2) (الزامراني) استدركه اللباب وقال " هذه النسبة إلى زامران - قرية بالقرب من مدينة نسا من خراسان منها محمد بن جعفر بن إبراهيم بن عيسى النسوي الزامراني، سافر الكثير في طلب الحديث، وسمع أبا عروبة الحراني والطحاوي الفقيه ومحمد بن جرير الطبري وغيرهم، وتوفي سنة ستين وثلاثمائة ".
[ * ](3/122)
ومات بها، يروي عن محمد بن أيوب والحسين بن أحمد بن الليث.
وتوفي بزامين في سنة اثنتين وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن أسد بن طاوس الزاميني رفيق أبي العباس المستغفري في الرحلة إلى خراسان، وتركه وخرج إلى العراقين والحجاز والموصل، قال المستغفري وحصل لي الاجازة عن ابن المرجي صاحب أبي يعلى الموصلي سمع ببلده زامين أبا الفضل إلياس بن خالد (1) بن حكيم الزاميني، وبمرو أبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي وأبا الهيثم المثنى بن محمد الازدي، وبسرخس أبا علي زاهر بن أحمد السرخسي، وبالموصل أبا القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجي وغيرهم، سمع منه رفيقه أبو العباس المستغفري، وقال: مات ببخارى في أول سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وأبو الحسن علي بن أبي سهل بن حمزة بن منصور الزاميني، كان إماما زاهدا فاضلا، ولي التدريس بسمرقند، سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن الربيع السنكباثي، وتوفي في آخر جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وأربعمائة بسمرقند، ودفن بجاكرديزه.
الزامي: بفتح الزاي وفي آخرها الميم بعد الالف، هذه النسبة إلى زام وهي من ناحية نيسابور قصبتان معروفتان يقال لها جام وباخرز فعربت فقيل: زام، كان بها جماعة من أهل العلم منهم أبو جعفر محمد بن موسى الزامي الاديب النحوي الشاعر (2).
الزاوري: بفتح الزاي والواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زاور وهي قرية من قرى إشتيخن في السغد، منها أبو الليث نصر بن سيار (3) بن الفتح الزاوري السمرقندي كان قد عني بطلب العلم وأكثر منه حتى حصل وجمع الجموع، وكانت له تصانيف، رحل إلى خراسان والعراق ومصر وغيرها من البلاد، حدث عن أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وعبد بن حميد الكثي وسعيد بن أبي زيدون وأحمد بن سنان القطان ويونس بن عبد الاعلى الصدفي وغيرهم، روى عنه جماعة مثل أبي عمرو محمد بن إسحاق العصفري وأبي يحيى أحمد بن محمد بن إبراهيم الكرابيسي وجماعة سواهم، وكانت وفاته في سنة أربع وتسعين ومائتين.
الزاوهي: بفتح الزاي والواو بينهما الالف وفي آخرها الهاء هذه النسبة إلى زاوه وهي
__________
(1) مثله في اللباب ومجمع البلدان.
(2) أنظر اللباب 2 / 54.
(3) مثله في اللباب وراجع الاكمال 4 / 431.
[ * ](3/123)
قرية من قرى فوشنج عند البوزجان بين هراة ونيسابور، منها أبو الحسين (1) جميل بن محمد بن جميل الزاوهي، سمع حاتم بن محبوب السامي وغيره من شيوخ هراة، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال ثنا على باب أبي العباس الاصم.
الزاهد: بفتح الزاي المشددة والهاء المكسورة بعد الالف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه اللفظة لجماعة من الورعين الصادقين الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة، واشتهر منهم بهذا الاسم أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد النيسابوري، شيخ عالم سديد السيرة ورع متعبد متزهد، سافر الكثير وجال في الاقطار، وأدرك الاسانيد العالية، وأكثر من الحديث سمع بنيسابور إبراهيم بن أبي طالب، وبهراة الحسين بن إدريس الانصاري، وبجرجان عمران بن موسى السختياني، وبنسا الحسن بن سفيان، وبمرو حماد بن أحمد
القاضي السلمي، وبالري محمد بن أيوب الرازي.
وببغداد جعفر بن محمد الفريابي، وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب، وبالاهواز عبدان بن أحمد العسكري، وبالكوفة محمد بن جعفر القتات، وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وبالشام الفضل بن عبد الله الانطاكي.
وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثني الموصلي، وغيرهم، روى عنه أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الحافظ، وذكره الحاكم في التاريخ وقال: أبو بكر بن داود الزاهد، كان كتب عن كل شيخ، كتب عنه أكثر حديثه، وصنف أكثر الشيوخ والابواب وجمع أخبار المتصوفة والزهاد وعقد له الاملاء عند منصرفه إلى نيسابور، وكان لا يتخلف عنه كبير أحد، روى عنه أبو العباس بن عقدة ومشايخ العراق وسمع منه أبو بكر بن أبي داود وأبو محمد بن صاعد والمتقدمون من المشايخ، وتوفي في يوم الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة فغسله أبو عمرو بن مطر وصلى عليه يحيى بن منصور القاضي.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار العدل الزاهد، من أهل نيسابور، كان يصوم النهار ويقوم الليل ويصبر على الفقر ولا يأكل إلا من كسب يده ويتصدق بما فضل من قوته، ما رأيت في مشايخ أصحاب الرأي أعبد ولا أكثر اجتهادا منه كان يحج في كل عشر سنين ويغزو في كل ثلاث سنين، وكان عارفا بمذهب أبي حنيفه رحمه الله، ولا يرغب في الفتوى والرياسة، إنما كان عمله الصلاة وقراءة القرآن عند فراغه من الكتب، سمع الحسين بن الفضل والسري بن خزيمة ومحمد بن أحمد بن أشرس وأحمد بن محمد بن نصر
__________
(1) مثله في اللباب.
[ * ](3/124)
والعباس بن حمزة وأقرانهم وكان قد سمع المسند من أحمد بن سلمة والتفسير من أحمد بن نصر، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في تاريخه فقال: سمعت العبد الصالح محمد بن الفراء يقول: دخلت يوما على أبي عبد الله بن دينار فبينا أنا عنده إذ دخل ابنه
أبو محمد فقلت: يا أبا محمد اسقنا ماء باردا فعدا وجاء بكوز جديد ملآن جمدا فناولني فشربت، فقلت: يا أبا عبد الله أبو محمد ابنك من نبلاء الرجال أتحبه ؟ فسكت ولم يجبني واشتغل بعمله حتى خرج ابنه، ثم قال لي يا أبا محمد كدت أن توقعني في شغل قلب، قلت: ولم ذاك ؟ قال: لان أبا محمد ولدي يحب الدنيا والله تعالى يبغضها، وأنا لا أحب من يحب ما يبغضه الله والله تبارك وتعالى يبغض الدنيا.
توفي أبو عبد الله بن دينار الزاهد منصرفه من الحج ببغداد غرة صفر سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، ودفن يوم الثلثاء في مقبرة الخيزران، وصلى عليه ابنه أبو محمد، وكان معه، ودفنه بقرب أبي حنيفة رحمه الله وقد زرت قبره غير مرة.
وأبو الفضل عمر بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن أحمد بن عبد الله الزاهد الهروي أبو الفضل بن أبي سعد، من أهل هراة، كان عالما فاضلا من بيت العلم والزهد ; وبيت أبي سعد بيت مشهور بالزهد والفضل والتقدم سمع أبا الفضل بن خميرويه وأبا حاتم محمد بن يعقوب الهرويين، وأبا منصور محمد بن أحمد الازهري وبشر بن محمد المزني وأبا بكر بن إبراهيم الاسماعيلي وأبا أحمد محمد بن أحمد الغطريفي الجرجانيين، ومحمد بن محمود المحمودي وأبا الحارث علي بن القاسم المروزيين، وأبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري وأبا الحسين أحمد بن محمد بن جعفر البحيري وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي والحسين بن محمد بن عبيد العسكري وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وطبقة سواهم من أهل خراسان والعراق، روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان ثقة، وكانت ولادته في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وتوفي بهراة في سنة ست وعشرين وأربعمائة.
الزاهري: بفتح الزاي وكسر الهاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زهر، وهو أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي، عرف بالنسبة إليه أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يوسف الدندانقاني المعروف بالزاهري، لانه رحل إلى أبي علي زاهر وتفقه عليه وتلمذ له، وسمع منه الحديث الكثير، وحدث عنه وعن جماعة من
المراوزة سواه مثل أبي العباس أحمد بن سعيد المعداني وأبي القاسم الحسن بن محمد بن حبيب المفسر النيسابوري وغيرهما، ورى عنه ابنه أبو القاسم الزاهري وأبو حامد أحمد بن محمد الشجاعي وأبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي وغيرهم، وكانت ولادته سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي بقريته دندانقان سنة تسع وعشرين وأربعمائة، وكان(3/125)
واعظا عالما زاهدا.
وابنه أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري من أهل الدندانقان أيضا، شيخ ثقة صدوق، مكثر من الحديث، حدث بقريته، وكان يدخل البلد أحيانا ويحدث، سمع أباه وأبا إبراهيم إسماعيل بن ينال المحبوبي وأبا أحمد عبد الرحمن بن أحمد الشير نخشيري وأبا بكر عبد الله بن أحمد القفال وأبا منصور أحمد بن الفضل البرونجردي وأبا بكر محمد بن الحسن بن عبويه (1) الانباري وأبا مسلم غالب بن علي الرازي، سمع منه جماعة من القدماء مثل جدي أبي المظفر السمعاني ووالدي رحمهما الله، وروى لي عنه عمي الشهيد وأبو بكر أحمد بن محمد بن بشار الحرجردي وأبو الفتح ميمون بن عبد الله الدبوسي وأبو محمد الحسن بن محمد بن شعيب السنجي وأبو الفضل محمد بن علي بن منصور الغازي وغيرهم، وتوفي...وأبو علي الحسن بن يعقوب بن السكن بن زاهر البخاري الزاهري، نسب إلى جده الاعلى، من أهل بخارى، سمع أبا ذر عمار بن مخلد البغدادي وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرازي وجماعة، سمع من أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ ببخارى، ومات في سنة تسع وأربعين أو خمسين وأربعمائة أو بعدها.
الزاهي: بفتح الزاي وبعدها الالف والهاء، هذه النسبة إلى قرية أزاه، ويقال له الزاه أيضا، من قرى نيسابور، ومن هذه القرية أبو جعفر (2) محمد بن إسحاق بن بشرويه الزاهد الزاهي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: كان من الصالحين، سمع العباس بن منصور وأقرانه ; وقال: توفي أبو جعفر الزاهي رحمه الله يوم الجمعة السابع من ربيع الآخر
سنة ثمانين وثلاثمائة ودفن في قريته.
وأبو الحسن علي بن إسحاق بن خلف الشاعر المعروف بالزاهي لا أدري هو من هذه القرية أم لا غير أنه بغدادي، وكان حسن الشعر في التشبيهات وغيرها، قال أبو بكر الخطيب: وأحسب شعره قليلا، وكان له دكان في قطعية الربيع، روى عنه محمد بن عبيدالله بن حمدان الكاتب النصيبي، وتوفي بعد ستين وثلاثمائة إن شاء الله (3) ببغداد.
__________
(1) تقدم في رسم الانباري أنه هناك في ك كأنه " عنتويه " وفي بقية النسخ اللباب والقبس " عبدوية " وكذا في التوضيح ورسم (الانبار) من معجم البلدان والمشترك والله أعلم.
(2) لم يذكر في اللباب الا (زاه) ولم يذكرها ياقوت في (أزاه) وإنما ذكرها في (زاه) غير أنه قال " والنسبة إليها: زاهي وأزاهي " ولم يتقدم في حرف الهمزة رسم (الا زاهي).
(3) من ك، وفي تاريخ ابن خلكان وذكره عميد الدولة بن عبد الرحيم في طبقات الشعراء فقال ولد يوم الاثنين لعشر ليال بقين من صفر سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، توفي يوم الاربعاء لعشر بقين من جمادي الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
[ * ](3/126)
باب الزاي والباء الزبادي: بفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى زباد، وهو موضع بالمغرب، والمشهور بهذه النسبة مالك بن خير الزبادي الاسكندراني، قال أبو حاتم بن حبان: زباذ موضع بالمغرب وزبيد موضع باليمن، يروي عن مالك بن سعد وأبي قبيل، روى عنه حيوة بن شريح وعبد الله بن وهب - هذا كلام أبي حاتم بن حبان.
وقال عبد الغني بن سعيد الازدي: زباد بطن من ولد كعب بن حجر بن الاسود بن الكلاع (1) فمنهم خالد بن عامر الزبادي.
وخالد بن عبد الله الزبادي، يروي عن عراك بن مالك ومشكان أبي عمر، روى عنه جعفر بن ربيعة وعمرو بن الحارث، وقيل له الزيادي بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها أيضا.
ويزيد بن خمير الزبادي، يروي عن أبيه خمير بن يزيد، حدث عنه
حيوة بن شريح، وهو مصري.
وخمير بن زياد بن يزيد بن معد يكرب الزبادي.
وخثيم بن سنبتي الزبادي - كذا كان أبو سعيد بن يونس يقول بتقديم النون على الباء المعجمة من تحتها بواحدة، قال عبد الغني بن سعيد وكنت أسمع أبا يوسف يعقوب بن المبارك يقول فيه: سبنتي - بتقديم الباء المعجمة بواحدة على النون.
وأبو الفضل أحمد بن إبراهيم بن عجنس بن أسباط الزبادي - ذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: أبو الفضل الزبادي، أندلسي، والزباد ولد كعب بن حجر بن الاسود بن الكلاع، توفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، حدث وهو أخو عبد الرحمن، الزباري: بضم الزاي وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زبارة والمنتسب إليه بطن كبير من السادة العلوية منهم أبو علي محمد بن أحمد بن محمد وهو الملقب بزبارة (2) وهو محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن
__________
(1) هذا هو الصواب، راجع الاكمال 4 / 199 و 210 - 212.
(2) يعني أن الملقب زبارة هو محمد هذا، ويقال له أبو الحسين محمد الاكبر وهو ابن عبد الله المفقود بن الحسن الافطس بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وسيأتي بالسند عن أبي علي العلوي هذا قوله " كان جدي أبو الحسين محمد بن عبد الله.
فلقب بزبارة " ووقع في عمدة الطالب لابن عنبة ص 313 أن (زبارة) لقب أحمد ولد محمد هذا ولفظه " ولم يأت لبني الافطس بيت مثلهم ويقال له بنو زبارة لان عقبه يرجع إلى أبي جعفر أحمد زبارة بن محمد الاكبر بن عبد الله المفقود المذكور وإنما لقب أبو جعفر أحمد زبارة لانه كان بالمدينة إذا غصب [ * ](3/127)
أبي طالب العلوي، شيخ الطالبية بنيسابور، بل بخراسان في عصره، سمع الحسين بن الفضل البجلي، روى عنه ابن أخيه أبو محمد بن أبي الحسين بن زبارة، وتوفي سنة ستين وثلاثمائة بنيسابور، وكانت ولادته سنة ستين ومائتين، كان ابن مائة سنه.
وأخوه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد الزباري، علوي أديب فاضل فصيح، راوية للاشعار، حافظ لايام الناس، سمع أبا بكر بن خزيمة وإبراهيم بن أبي طالب وأبا عبد الله الفوشنجي وغيرهم،
روى عنه ابنه أبو منصور، وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وهم جماعة كثيرة من السادة العلوية، وإنما قيل لهم ولجدهم زبارة، لما أخبرنا زاهر بن طاهر بنيسابور أنا أبو بكر الحيري الحافظ إجازة سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا الحسن بن أبي منصور العلوي يقول سمعت أبا محمد بن أبي الحسين العلوي يقول سمعت أبا علي العلوي عمنا وقيل له: لم لقبتم ببني زبارة ؟ فقال: كان جدي أبو الحسين محمد بن عبد الله من أهل المدينة، وكان شجاعا شديد الغضب وكان إذا غضب يقول جيرانه: قد زبر الاسد، فلقب بزبارة.
وأبو إبراهيم جعفر بن محمد بن الظفر بن محمد بن أحمد بن محمد الزباري ومحمد الذي انتهى نسبه إليه يعرف بزبارة، وهو محمد بن عبد الله الذي سقنا نسبه أولا ; من أهل نيسابور، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في تاريخ بغداد، وقال: قدم علينا بغداد في سنة أربعين وأربعمائة، وحدث بها عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف ويحيى بن إسماعيل بن يحيى الحربي ومحمد بن أحمد بن عبدوس المزكي والحاكم أبي عبد الله بن البياع وأبي عبد الرحمن السلمي وعن جده الظفر بن محمد العلوي الزباري، كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وكان يعتقد مذهب الرافضة الامامية، ولقيته بمكة في آخر سنة خمس وأربعين وأربعمائة فسمعت منه أيضا هناك وسألته عن مولده فقال: ولدت في شوال سنة ست وثمانين وثلاثمائة ; وبلغني أنه مات بنيسابور في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
وأبو منصور ظفر بن محمد بن أحمد بن زبارة واسمه محمد بن أبي عبد الله العلوي الحسيني الزباري، كان صالحا عابدا زكيا فارسا جواداسمع بنيسابور عمه السيد أبا علي بن زبارة، وببخارى أبا صالح خلف بن محمد الخيام، وببغداد أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا عبد الله محمد بن مخلد العطار، وبالكوفة أبا الحسين علي بن عبد الرحمن بن ماتي الكوفي وطبقتهم، وأكثر سماعاته معي، وقد حدث وحمل عنه العلم وصحبته في السفر والحضر والامن والخوف فما رأيته قط ترك صلاة الليل، ولقد كنا ببغداد
__________
= قيل قد زبر الاسد وكان لابي جعفر زبارة أربعة ذكور.." ورأيت في بعض الشجرات ما يوافق هذا وفي بعضها
ما يوافق الاول وهو الاصح لما يأتي بالسند عن أبي على هذا نفسه.
[ * ](3/128)
نبيت في دار واحدة لها أربع درجات، وكنا نبيت على السطح، وكان ينزل في نصف الليل ويجدد الطهارة ويصعد بجهد ويرجع إلى ورده، وما رأيته في السفر والحضر يبخل على أحد من المسلمين بما يجده بل كان يبذل ما في يده ولا يبالي أن يلحقه ضيق بعده كما قال الفرزدق في آبائه الطاهرين: لا يقبض العسر بسطا من أكفهم * * سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الزباري والد السيد أبي محمد بن زبارة، أديب حافظ للقرآن راوية للاشعار، حافظ لايام الناس، ذو خط حسن ولسان فصيح، تابعه بنيسابور خلق كثير من الامراء والقواد وطبقات الرعية، وذلك في ولاية الامير السعيد أبي الحسن نصر بن أحمد فأشخص إلى بخارى مقيدا وحبس بها ثم عفا عنه الامير السعيد وأمر بإطلاق أرزاقه كل شهر ورده إلى نيسابور، وكان أول علوي أثبت رزقه بخراسان، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وإبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وأقرانهم، وحدث عن علي بن قتيبة عن الفضل بن شاذان بالكتب، وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
وابنه أبو محمد يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن الزباري، كان فاضلا زاهدا عالما، سمع بنيسابور أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم، وبمرو أبا العباس عبد الله بن الحسين البصري، وببخارى أبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وببغداد أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ، وقال: أبو محمد بن أبي الحسين بن زبارة العلوي السيد العالم الاديب الكامل الكاتب الورع الدين، نشأ معنا وبلغ المبلغ الذي بلغه، ولم يذكر له جاهلية قط، قد كان حج سنة تسع وأربعين، ثم حج سنة سبع وخمسين، وصلى بالحجيج بمكة
عدة صلوات، وانصر ف على طريق جرجان فمات بها وقد كنت خرجت له الفوائد سنة ثلاث وستين وثلاثمائة، خرجت له فوائد نيفا وعشرين جزءا وحدث بتلك البلاد وكتب الصاحب إسماعيل بن عباد إلى السيد أبي محمد بن زبارة رقعة فأجابه عنها فكتب الصاحب على ظهرها.
بالله قل لي أقرطاس تخط به * من حلة هو أم ألبسته حللا بالله لفظك هذا سال من عسل * أم قد صببت على ألفاظك العسلا وتوفي بجرجان في جمادي الآخرة سنة ست وسبعين وثلاثمائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة.(3/129)
الزباري: بفتح الزاي والباء الموحدة المشددة وفي آخرها الراء بعد الالف، هذه النسبه إلى زبار وهو جد أبي عبد الله محمد بن زياد بن زبار الكلبي الزباري من أهل بغداد، حدث عن أبي مودود المديني وشرقي بن القطامي، روى عنه زهير بن محمد بن قمير وأحمد بن منصور الرمادي وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وأحمد بن علي الخزاز ومحمد بن غالب التمام وأحمد بن عبيد بن ناصح، قال أبو حاتم الرازي: أتينا محمد بن زبار ببغداد وكان شيخا شاعرا فقعدنا في دهليزه ننتظره، وكان غائبا فجاءنا فذكر أنه قد ضجر فلما نظرنا إليه علمنا أنه ليس من البابة فذهبنا ولم نرجع إليه.
قال صالح بن محمد جزرة الحافظ: محمد بن زياد بن زبار قال يحيى بن معين: لا شئ ; قال صالح: وكان يكون ببغداد يروي الشعر وأيام الناس ليس بذاك.
الزبالي: بفتح الزاي والباء المعجمة بواحدة وفي آخرها اللام، هذه نسبة محمد بن الحسن بن عياش الزبالي وظني أن زبالة اسم أحد أجداده وقال أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي: النصب في الزاي ههنا والضم في زبالة التي في ممر الحاج.
وقال أحمد بن علي بن ثابت هو الزبالي (1) يروي عن القاسم بن الضحاك بن المفضل (2) بن المختار بن
فلفل بن زياد مولى عمرو بن حريث، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ، حدث بحديث محمد بن الحنفية عن علي رضي الله عنه: ليس منا من لم يرحم صغيرنا.
والصواب أنه الزبالي بالضم، هكذا ذكره الخطيب في المؤتنف.
وعبد العزيز بن محمد بن زبالة الزبالي من أهل المدينة، ينسب إلى جده يروي عن المدنيين الثقات الاشياء المعضلات، كان ممن يتصور له الشئ فيقعد عليه ويخيل له فيحدث به حتى بطل الاحتجاج بأخباره.
ومحمد بن الحسن بن أبي الحسن بن زبالة المخزومي الحجازي الزبالي، من أهل المدينة، يروي عن مالك والدرا وردي، روى عنه أبو خيثمة وأهل العراق، وكان ممن يسرق الحديث ويروي عن الثقات ما لم يسمع منهم من غير تدليس عنهم، وكان يحيى بن معين يقول: ابن زبالة المديني ليس بثقة، يسرق الحديث.
الزبالي: مثل الاول غير أنه بضم الزاي وفتح الباء، وهذه النسبة إلى منزل من منازل البادية يقال له زبالة، قال بعض الاعراب: ألا هل إلى نجد وماء بقاعها * سبيل وأرواح بها عطرات
__________
(1) يعني بالضم وهو الصواب كما يأتي.
(2) مثله في اللباب.
[ * ](3/130)
وهل لي إلى تلك المنازل عودة * على مثل تلك الحال قبل مماتي فأشرب من ماء الزلال وأرتوي * وأرعى مع الغزلان في الفلوات وألصق أحشائي برمل زبالة * وآنس بالظلمان والظبيات نزلت بها غير مرة وسمعت بها الحديث، والمنتسب إلى هذا المنزل يقال له الزبالي.
وأما مالك بن الحويرث الزبالي فاسم أحد أجداده وهو أبو سليمان مالك بن الحويرث بن أشيم بن زبالة بن خشيش بن عبد يا ليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الزبالي، له صحبة ; فذكره خليفة بن خياط، وقال في نسبه: حشيش - بفتح الحاء المهملة.
وحسان
الزبالي، حدث عن زيد بن حباب العكلي، روى عنه أحمد بن يحيى الاودي الكوفي.
وأبو بكر محمد بن الحسن بن عياش الزبالي، حدث عن عياض بن أشرس، روى عنه أبو العباس بن عقدة الحافظ وقد ذكرته في الترجمة التي قبل هذه.
وأما أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري الزبالي قال يحيى بن معين كان يبيع القت بزبالة وسماه أهل بغداد: الزبيري.
قلت يمكن أن يقال في نسبته الزبالي في الانتساب إلى زبالة إحدى المنازل.
الزببي: بكسر الزاي واجتماع الباءين المنقوطة بواحدة أولاهما مكسورة والثانية ساكنة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة لابي الفضل محمد بن علي بن طالب بن محمد بن الخرقي الحنبلي الزبيبي، وهو يعرف بابن زببيا، فنسب إليه كان شيخا صالحا، سمع أبا بكر محمد بن عبد الملك بن بشران القرشي، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وغيرهما، وهو من أهل بغداد، روى لنا عنه أبو الحسين هبة الله بن الحسن الامين بدمشق، وأبو المعمر المبارك بن أحمد الازجي ببغداد وكانت ولادته في المحرم سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة.
الزبحي: بفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة وكسر الحاء المهملة، هذه النسبة إلى الزبح، وظني أنها قرية من قرى جرجان، والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن زكريا الزبحي الجرجاني حافظ ثقة صدوق، سديد السيرة كثير السماع، عارف بطرق الحديث، دخل نيسابور مع ابن أخته أبي محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني، وسمع القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبا سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، وبجرجان أبا القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ وطبقتهم، وصنف وجمع، وعاد إلى جرجان وحدث بها، ثم رجع إلى خراسان، وخرج إلى(3/131)
هراة وتوفي بها سنة ثمان وستين وأربعمائة (1).
الزبرقاني: بكسر (2) الزاي وسكون الباء الموحدة وكسر الراء وبعدها القاف وفي آخرها
النون، هذه النسبة إلى الزبرقان وهم اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو مخلد بن الزبرقان الزبرقاني وهو والد محمد بن مخلد بن الزبرقان الزبرقاني، كان أصله من العرب، يروى عن أبي مطيع الحكم بن عبد الله القاضي البلخي، روى عنه أبو سعد الوضاح بن مخلد الضراب السمرقندي.
الزبريقي: بكسر الزاي وسكون الباء الموحدة وبعدها الراء ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى زبريق، وهو اسم لبعض أجداد أبي إسحاق إبراهيم بن العلاء بن الضحاك بن مهاجر الحمصي الزبيدي المعروف بابن زبريق، من أهل حمص، يروي عن إسماعيل بن عياش وعمر بن بلال وبقية بن الوليد والوليد بن مسلم، روى عنه أبو حاتم الرازي ومحمد بن عوف الحمصي وأبو زرعة.
الزبري: بضم الزاي وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زبر وهو بطن من بني سامة بن لؤي، وهو زبر بن وهب بن وثاق بن وهب بن سعد بن شطن بن مالك بن لؤي بن الحارث بن سامة بن لؤى - هكذا ذكره أبو فراس السامي.
ومن ولده إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الزبري (3)، يروي عن أبيه.
الزبري: بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زبر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو القاضي أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن خالد بن عبد الرحمن بن زبر بن عطارد بن عمرو بن حجر بن منقذ بن أسامة بن
__________
(1) (الزبداني) في المشتبه بإضافة من التوضيح ما لفظه " الزبداني " (بعد الزاي موحدة ثم دال مهملة مفتوحات وبعد الالف نون مكسورة نسبة إلى الزبداني اسم كالنسبة وهو قرية كبيرة من أعمال دمشق) هبة الله بن محمد بن جرير (الزبداني)، روى عن ابن ملاعب حضورا.
ومدرسها محي الدين يحيى بن محمد بن العدل، حدثنا عن ابن الزبيدي ".
(الزبدقاني) في معجم البلدان " زبدقان من قرى عربان على نهر الخابور، ينسب إليها أبو الخصيب الربيع بن سليمان بن الفتح الزبدقاني، روى عنه السلفي شعرا.
وأبو الوفاء سعد الله بن الفتح الزبدقاني، شاعر أيضا، روى السلفي عن أبي الخبر سلامة بن المفرح التميمي رئيس عريان عنه ".
(2) مثله في اللباب وغيره.
(3) هذا وهم تبعه فيه اللباب والقبس، وسيأتي إبراهيم هذا وأبوه في الرسم الآتي وهو الصواب.
[ * ](3/132)
الجعيد بن صبرة بن الديل بن شن بن أفصى بن عبد القيس بن لكيز (1) بن هنب بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الدمشقي الزبري الربعي، من أهل دمشق، كان مكثرا من الحديث، ولم يكن موثوقا به، حدث عن أحمد بن عبيد بن ناصح ومحمد بن سليمان المنقري ومحمد بن يونس الكديمي والحسن بن أحمد بن سلمة المديني وأبي سلمة عبد الرحمن بن محمد الالهاني الحمصي وأحمد بن عبد الله بن زكريا الايادي الجبلي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن موسى الهاشمي وابن شاهين الدارقطني وعبد الله بن أحمد بن مالك البيع وغيرهم، قال أبو الحسن الدارقطني: دخلت على أبي محمد بن زبر وأنا إذ ذاك حدث وبين يديه كاتب له وهو يملي عليه الحديث من جزء والمتن من آخر، وظن أني لاأنتبه على هذا وقال عبد الغني بن سعيد المصري، كنت لا أكتب حديثه عن ابنه إذا جاء منفردا إلا أن يكون مقترنا بغيره.
ومات بفسطاط مصر في شهر ربيع الاول سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وابنه أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد الزبري، حدث عن أبيه.
وقرابته أبو زبر عبد الله بن العلاء بن زبر بن عطارد الربعي الدمشقي الزبري، حدث عن القاسم بن محمد بن أبي بكر وسالم بن عبد الله بن عمر ونافع مولاه وأبي سلام ممطور وبسر بن عبيد الله الحضرمي وأبي عبد الله مسلم بن مشكم ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ومكحول الشامي وغيرهم، روى عنه ابنه إبراهيم بن عبد الله بن العلاء الزبري ومحمد بن شعيب بن شابور والوليد بن مسلم وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج الحمصي وشبابة بن سوار الفزاري وزيد بن يحيى بن عبيد وغيرهم وكان ثقة صدوقا، وكانت ولادته سنة خمس وسبعين، ومات سنة خمس وستين ومائة (2).
الزبغدواني: بفتح الزاي والباء الموحدة والغين المعجمة الساكنة وضم الدال المهملة
وفتح الواو وبعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زبغدوان، وقيل سبغدوان بالسين، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو محمد أفلح بن بسام الشيباني الزبغدواني، كان
__________
(1) والصواب (أفصى) كما في كتب النسب وغيرها ويأتي كذلك في رسم (الشنى) ورسم (العبدي) وأفصى هذا جد أفصى والد (شن) فهما أفصيان بينهما عبد القيس.
(2) (الزبطري) في معجم البلدان " زبطر - بكسر الزاي وفتح ثانيه وسكون الطاء المهملة وراء مهملة مدينه..في طرف بلاد الروم..وقال أبو تمام يمدح المعتصم: لبيت صوتا زبطريا هرقت له * * كأس الكرى ورضاب الخرد العرب ".
والمراد بالصوت الزبطري صوت المرأة الزبطرية التي نادت يوم عدوان الروم عليهم: وامعتصماه ! فبلغ المعتصم وهو بالعراق وبيده قدح يريد أن يشربه فوضع القدح من يده وعزم أن لا يشربه حتى يغزو الروم والقصة مشهورة.
والبيت من بائية أبي تمام الذائعة.
[ * ](3/133)
من أهل الخير، وكان مجاب الدعوى، يروي عن القعنبي وسعيد بن منصور ومحمد بن سلام، روى عنه محمد بن منجاب (1) بن خزيمة وقال أفلح بن بسام: كنت عند القعنبي وتبت عنه فقال لي: كتبت ؟ فقلت: نعم، قال: عارضت ؟ قلت: لا، قال: لم تصنع شئ.
الزبوري: بفتح الزاى وضم الباء والراء في آخرها، هذه النسبة إلى زبور وهو اسم لجد أبي أحمد محمد بن عبيدالله بن زياد بن زبور الزبوري، من أهل بغداد، سمع محمد بن غالب التمام وأبا بكر عبد الله بن أبي الدنيا وجعفر بن محمد بن كزال وأحمد بن موسى النجار، روى عنه أبو عمر بن السماك والحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، ومات في جمادي الآخرة من سنة ثلاثين وثلاثمائة.
الزبويي: بفتح الزاي وضم (2) الباء الموحدة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين (3)، هذه النسبة إلى زبوية وهي قرية من قرى مرو على فرسخين منها كانت لجدنا الاعلى بها ضيعة ورثناها، وهو القاضي أبو منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني رحمه
الله، منها أبو حامد أحمد بن سرور الزبويي كان صاحب أقاصيص، كثير الكتابة والاصول، حدث عن إبراهيم بن الحسين وإسحاق بن إبراهيم السرخسي، روى عنه أبو إسحاق المذكر المعروف بالعبد الذليل، وذكره أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني فقال: لم يكن به بأس.
الزبيبي: هذه النسبة إلى بيع الزبيب ولعل واحدا من آبائه كان يبيع الزبيب، والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله العسكري الزبيبي، من عسكر مكرم إحدى كور الاهواز، يروي عن محمد بن عبد الاعلى الصنعاني ومحمد بن بشار بندار وأبي موسى محمد بن المثني الزمن وجماعة سواهم من أهل البصرة، روى عنه أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين وأبو علي عبد الرحمن بن محمد بن الخصيب الاصبهاني وغيرهم، وتوفي في سنة وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن عمر بن الزبيبي بالزاي والباءين المنقوطتين بنقطة واحدة من تحتها بينهما ياء منقوطة باثنتين من تحت مثل ما تقدم،
__________
(1) هذا في اللباب مطبوعته ومخطوطته والقبس عنه، وعن ك " حجاب " وعن ب " حبحاب " والله أعلم، ووقع في نسخ أخرى " إسحاق " كذا.
(2) مثله في اللباب ومعجم البلدان، ووقع في ك " وكسر " كذا.
(3) ووقع في معجم البلدان " والنسبة إليها: زبوييي بثلاث يا آت " والعبارة صحيحة لكن كتابة الكلمة خطأ، والصواب (زبويي) والثلاث الياآت إحداها التي قبل ياء النسبة والآخريان هما ياء النسبة لانها مشددة والمشدد عبارة عن حرفين كما لا يخفى.
[ * ](3/134)
من أهل سمرقند، كتب الكثير وجمع عن مشايخ خراسان وبخاري وبلده سمرقند وكتب في حدود سنة أربعمائة.
قال البصيري في المضافات: وفتى من أهل سمرقند يكتب معنا الحديث يقال له علي بن عمر الزبيبي.
وأبو الحسين عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بتان الزبيبي - وفي كتاب ابن ماكولا: ابن بيان - بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها - بغدادي، يروي عن الحسين بن عمر بن أبي الاحوص ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري وأحمد بن
أبي عوف البزوري والفريابي، روى عنه أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم المقري، قال البصيري حدثنا عنه الحافظ أبو مسعود البجلي في كتاب التفسير له.
وأبو نعيم الزبيبي من المتقدمين، يروي عن محمد بن شريك بن عبد الله النخعي عن أبيه، روى عنه سهل بن محمد السكري.
الزبيدي: بفتح الزاي وكسر الباء وسكون الياء والدال غير المنقوطة بلدة من بلاد اليمن من مشاهير البلاد، كان بها جماعة من المحدثين والعلماء منهم أبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي من أهل اليمن، يروي عن سفيان بن عيينة، وكان راويا لابي قرة موسى بن طارق الزبيدي، روى عنه المفضل بن محمد الجندي، وأبو قرة كان يروي عنه أحمد بن حنبل ويقول ثنا أبو قرة موسى بن طارق، وكان قاضيا لهم بزبيد ; وسئل عنه أحمد فأثنى عليه خيرا، وقال أبو حاتم: محله الصدق، موسى بن طارق اليماني الزبيدي، يروي عن موسى بن عقبة وابن جريج والثوري وزمعة، روى عنه إسحاق بن راهوية وأحمد.
ومحمد بن عيسى الزبيدي، يروي عن أبي حمة، روى عنه الطبراني في المعجم الصغير.
ومحمد بن سعيد بن الحجاج الزبيدي، يروي عن أبي حمة، روى عنه الطبراني أيضا.
وأبو عبد الله محمد بن يحيى الزبيدي النحوي الواعظ، لقيته ببغداد وكتبت عنه شيئا من الشعر بجامع المنصور.
ومحمد بن شعيب بن الحجاج الزبيدي ; وموسى بن عيسى الزبيدي، يرويان عن أبي حمة محمد بن يوسف الزبيدي، روى عنهما أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في المعجم الصغير.
الزبيدي: بضم الزاي وفتح الباء المنقوطة بواحدة بعدها ياء معجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى زبيد وهي قبيلة قديمة من مذحج أصلهم من اليمن نزلوا الكوفة واسمه منبه بن صعب، وهو زبيد الاكبر، وإليه ترجع قبائل زبيد ; ومن ولده منبه بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد، وهو زبيدالاصغر.
قال ابن الكلبي إنما قيل لهم زبيد لان منبها الاصغر قال: من يزبدني
رفده ؟ فأجابه أعمامه كلهم من زبيد الاكبر.
فقيل لهم جميعا: زبيد، فمن الصحابة أبو ثور(3/135)
عمرو بن معديكرب الزبيدي شجاع العرب استشهد بنهاوند زمن عمر رضي الله عنه.
ومحمية بن جزء الزبيدي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، استعمله على الاخماس.
ومحمد بن الوليد الزبيدي صاحب الزهري.
وعبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، يعد في الصحابة.
وأبو كثير الزبيدي، ورجاء بن ربيعة الزبيدي.
وابنه إسماعيل، كوفيان تابعيان، وزرعة بن إبراهيم الدمشقي الزبيدي، يروي عن عطاء وخالد بن اللجلاج، روى عنه سعيد بن أبي هلال ومحمد بن شعيب بن شابور، وهو الذي يروي عنه بقية ويقول: حدثني الزبيدي - في أشياء يرويها يوهم أنه محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي، يجب أن يعتبر حديثه من غير رواية بقية عنه.
وأبو الهذيل محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي، من أهل حمص، يروي عن الزهري، روى عنه عبد الله بن سالم وأهل بلده، وكان من الحفاظ المتقنين والفقهاء في الدين، أقام مع الزهري عشر سنين بالرصافة حتى أتى على أكثر علمه، وهو من الطبقة الاولى من أصحاب الزهري، مات سنة ست أو سبع - وأربعين ومائة.
ومحمد بن الحسن الزبيدي النحوي، من الائمة في العربية واللغة، اختصر كتاب العين للخليل، وصنف في الابنية، وفي لحن العامة، وفي أخبار النحويين، وكان كثير الشعر، يروي عن أبي علي القالي، روى عنه ابنه محمد وإبرهيم بن محمد بن زكريا الزهري، توفي قريبا من سنة ثمانين وثلاثمائة.
وابنه أبو الوليد محمد بن محمد بن الحسن الزبيدي، من أهل الادب والرياسة قال الحميدي: تركته حيا بعد الاربعين وأربعمائة، كان يروي عن أبيه.
وأخوه أبو القاسم أحمد بن محمد بن الحسن الزبيدي، من أهل الادب والفضل، ولي القضاء بإشبيلية بعد أبيه، ذكره أبو محمد بن حزم.
الزبيري: بضم الزاي وفتح الباء وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة معروفة إلى الزبير بن العوام بن عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد انتسب جماعة كثيرة من
أولاده إليه، منهم أبو عبد الله مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الزبيري، من أهل المدينة، يروي عن مالك بن أنس وعبد العزيز الدراوردي والضحاك بن عثمان وإبراهيم بن سعد، روى عنه أبو يعلى الموصلي والزبير بن بكار وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو القاسم البغوي والحسن بن سفيان وغيرهم، كان من علماء الناس بالانساب وأيام الناس وما كان فيهم من الحوادث، وتوفي ببغداد وهو ابن ثمانين سنة في شوال من سنة ست وثلاثين ومائتين.
وإبراهيم بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام، يروي عن إبراهيم بن سعد وعبد العزيز بن أبي حازم وغيرهما، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري.
والزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام(3/136)
الاسدي الزبيري، من أهل المدينة، سمع محمد بن عباد بن عبد الله بن الزبير، روى عنه معن بن عيسى وكان أحد فضلاء قريش وكان ممن يذكر بالعبادة، وقدم بغداد مرتين إحداهما في زمن المهدي والاخرى في زمن الرشيد، وكان أقام في ضيعة له بالمدينة بالمريسيع سنين لا يخرج منه إلا لوضوء، وتوفي بوادي القرى في ضيعة له وهو ابن أربع وسبعين سنة.
وصاحب كتاب النسب أبو عبد الله الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الاسدي الزبيري المديني العلامة، كان ثقة صدوقا عالما بالنسب عارفا بأخبار المتقدمين ومآثر الماضين، وله الكتاب المصنف في نسب قريش وأخبارها، وكتاب الموفقيات، وغيرهما، وولي القضاء بمكة، وحدث بها وببغداد، سمع سفيان بن عيينة وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وأبا ضمرة أنس بن عياض وأبا غزية محمد بن موسى والنضر بن شميل وإسماعيل بن أبي أويس في أمثالهم، روى عنه عبد الله بن شبيب الربعي وأحمد بن يحيى ثعلب النحوي وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن محمد بن ناجية وأبو القاسم البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن سعيد الدمشقي وأحمد بن سليمان الطوسي وأبو عبد الله بن المحاملي ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول
وغيرهم، وقال أبو علي الكوكبي: لما قدم الزبير بن بكار بغداد قال: أعرضوا علي مستمليكم، فعرضوا عليه فأباهم، فلما حضر أبو حامد المستملي قال له: من ذكرت يا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: فأعجبه أمره فاستملى عليه ; وقال أحمد بن أبي خيثمة: وابن أخي مصعب الزبير بن بكار يكنى أبا عبد الله، من أهل العلم، سمعت مصعبا غير مرة يقول لي بالمدينة: إن بلغ أحد منا فيسبلغ - يعني الزبير بن بكار ; ولقي الزبير بن بكار إسحاق بن إبراهيم الموصلي فقال له إسحاق يا أبا عبد الله عملت كتابا سميته النسب وهو كتاب الاخبار ; قال: وأنت يا أبا محمد أيدك الله عملت كتابا سميته كتاب الاغاني وهو كتاب المعاني: وقال أبو العباس الصيرفي سألت الزبير بن بكار وقد جرى حديث: منذ كم زوجتك معك ؟ قال: لا تسألني، ليس يرد القيامة أكثر كباشا منها ضحيت عنها سبعين كبشا.
وقال أبو عبد الله أحمد بن سليمان الطوسي: توفي أبو عبد الله الزبير قاضي مكة ليلة الاحد لتسع ليال بقين من ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين، وتوفي وقد بلغ أربعا وثمانين سنة، ودفن بمكة، وحضرت جنازته وصلى عليه ابنه مصعب، وكان سبب وفاته أنه وقع من فوق سطحه فمكث يومين لا يتكلم ومات، وتوفي الزبير بعد فراغنا من قراءة كتاب النسب عليه بثلاثة أيام.
وأبو عبد الله الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام الاسدي الزبيري البصري كان أحد الفقهاء على مذهب الشافعي وله تصانيف في الفقه، منها كتاب الكافي وغيره، قدم بغداد وحدث بها عن داود بن سليمان المؤدب(3/137)
ومحمد بن سنان القزاز وإبراهيم بن الوليد الجشاش ونحوهم، روى عنه محمد بن الحسن النقاش وعمر بن بشران السكري وعلي بن هارون السمسار وعلي بن محمد بن لؤلؤ ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق، وكان ثقة وكان ضريرا.
وأبو ذر عبد الصمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن محمد بن يحيى بن عبدة بن عبد الله بن الزبير القاري الزبيري المديني من المدينة الداخلة بنيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن
إسحاق السراج وأبا عبد الله محمد بن المسيب الارغياني، وكان أبوه محدثا فسمعه من هؤلاء الشيوخ في صغره، وتوفي بعد الخمسين والثلاثمائة.
والذي انتسب إلى جده واشتهر بهذه النسبة أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن درهم الاسدي الزبيري من أهل الكوفة، وقيل هو من ولد الزبير بن العوام ولا يصح ; محدث كبير مكثر، يروي عن مسعر ومالك بن مغول ومالك بن أنس وبشير بن سلمان وسفيان الثوري وإسرائيل بن يونس، روى عنه أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة وعبيد الله بن عمر القواريري وأحمد بن منيع وعامة أهل العراق، وقال يحيى بن معين: الزبيري كان يبيع القت بزبالة، وسماه أهل بغداد: الزبيري، وليس هو من الزبيريين.
وكان يقول: لا أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله.
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان أنا أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ أنا أحمد بن أبي الربيع الاستراباذي أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم ثنا العباس بن محمد الدوري سمعت يحيى بن معين يقول: الزبيري كان يبيع القت بزبالة، وسماه أهل بغداد: الزبيري، هو محمد بن عبد الله بن الزبير وليس من الزبيريين.
وقال أحمد بن حنبل: أبو أحمد الزبيري كان كثير الخطأ في حديث سفيان.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أبو أحمد الزبيري كوفي ثقة وكان يتشيع، وحكي أنه كان يصوم الدهر، وكان إذا تسحر برغيف لم يصدع وإذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره فإن لم يتسحر صدع يومه أجمع، وتوفي بالاهواز في جمادي الاولى سنة ثلاث ومائتين.
وأما محمود بن أحمد بن الفرج المديني الزبيري من ولد الزبير بن مشكان، أصبهاني من مدينتها، يروي عن إسماعيل بن عمرو البجلي ومحمد بن المنذر البغدادي ويحيى بن حكيم وغيرهم، وهو ثقة مأمون، توفي سنة أربع وتسعين ومائتين، ذكره أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الاصبهاني في كتابه.
وجماعة من الزبيرية بأصبهان ينتسبون إلى حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي الاصبهاني، بصري الاصل روى عنه شعبة وعمرو بن فروخ ; قال ابن مردويه وله
بأصبهان عقب يقال لهم الزبيرية.
وحبيب بن هوذة بن حبيب بن الزبير الهلالي وهذا هلالي،(3/138)
روى عنه شعبة، يروي عن مندل بن علي وقيس بن الربيع وهو جد يونس بن حبيب صاحب أبي داود الطيالسي، روى عنه يونس.
درهم بن مظاهر الزبيري المديني من ولد حبيب بن الزبير بن مشكان، يقال إنه حج ثلاثين أو أربعين حجة، كان على المسائل بالبلد، روى عن عبد العزيز بن مسلم القسملي، روى عنه عقيل بن يحيى الطهراني ويحيى بن مطرف وحجاج بن يوسف وسمويه.
الزبيلاذاني: بضم الزاي وكسر الباء الموحدة بعدها الياء آخر الحروف ثم بعدها اللام ألف والذال المعجمة المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون هذه النسبة إلى زبيلاذان، وهي قرية من قرى بلخ، منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن شبيب الزبيلاذاني، حدث بكتاب الطبقات لعلماء أهل بلخ وفقهائها أو من قدمها من السلف - عن مصنفه أبي عبد الله محمد بن جعفر بن محمد بن غالب الوراق البلخي، روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن الحسن الرزاز وأبو سهل عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن يحيى البلخي أمير الماء وغيرهما، وكانت وفاته بعد سنة ثلاثمائة بقريب.
الزبيني: بفتح الزاي والباء المكسورة الموحدة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زبينة، وهو كلاب وأخوه أبي ابنا أمية بن حرثان بن الاسكر بن عبد الله بن زهرة بن زبينة بن جندع بن ليث بن بكر الزبيني، نسب إلى جده الاعلى.
وأوس بن مالك بن زبينة بن مالك بن سبيعة بن ربيعة بن سبيع الزبيني، نسب إلى جده، كان شريفا، وهو الذي قضى دين بن الغريرة النهشلي في زمن معاوية.(3/139)
باب الزاي والجيم (1) الزجاجي: بفتح الزاي وتشديد الجيم وكسر الجيم الاخرى هذه النسبة اشتهر
بها أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي النحوي - تلمذ لابي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج ولازمه وأخذ عنه الادب والنحو حتى عرف به، وهو من أهل بغداد، سكن دمشق، ويروي عن محمد بن العباس اليزيدي وعلي بن سليمان الاخفش وأبي بكر بن دريد وأبي عبد الله نفطويه وأبي بكر بن الانباري، روى عنه أحمد بن محمد بن سلامة وأبو محمد بن أبي نصر الدمشقيان وغيرهما، أخبرنا أبو الحسن الازجي إجازة شفاها أنا أبو بكر الخطيب إذنا وخطا أخبرني أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد الثعلبي بدمشق أنا عبد الرحمن بن عمر بن نصر الدمشقي أنا عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي أنا الاخفش حدثني أبي عن أبيه قال خرجت إلى سر من رأى في بعض حاجاتي فصحبني رجل في الطريق فقال: ألا أنشدك شيئا من شعري ؟ قلت: بلى، فأنشدني: ويلي على ساكن شط الصراه * مرر حبيه علي الحياه ما تنقضي من عجب فكرتي * في خلة فرط فيها الولاه ترك المحبين بلا حاكم * لم ينصبوا للعاشقين القضاه أما ومن أصبحت عبدا له * ومن له في كل أفق دعاه لو أنني ملكت أمر الهوى * ملات بالضرب ظهور الوشاه حتى إذا قطعت أبشارهم * قعدت أقضي للفتى بالفتاه لقد أتاني عجب راعني * مقالها للقوم يا ضيعتاه أمثل هذا يبتغي وصلنا * لم ير هذا وجهه في المراه فقلت له من أنت ؟ قال: أنا العصامي الشاعر (2).
__________
(1) (الزجاجلي) في معجم البلدان " الزجاجلة محلة ومقبرة بقرطبة منها عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله الزجاجلي أبو بكر، من أهل قرطبة، استوزره الحكم المستنصر وكان خيرا فاضلا حليما أديبا طاهرا كثير الخير والمعروف طويل الصلاة والنسك، مات سنة 375 ودفن بالمقبرة المسنوبة إلى الزجاجلة، والناس كلهم متفقون على الثناء عليه ".
(2) وفي معجم البلدان " الزجاجة - بلفظ صاحبة الزجاج كما يقال عطارة وخبازة قرية بصعيد مصر..ينسب إليها [ * ](3/140)
الزجاج: بفتح الزاي والالف بين الجيمين الاولى مشددة، هذه الاسم لمن يعمل الزجاج، والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل النحوي الزجاج صاحب كتاب معاني القرآن، كان من أهل الفضل والدين حسن الاعتقاد جميل المذهب، وله مصنفات حسان في الادب، روى عنه علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري وغيره، قال أبو إسحاق الزجاج: كنت أخرط الزجاج فاشتهيت النحو فلزمنا المبرد وكان لا يعلم بأجرة إلا على قدرها فقال: أي شئ صنعتك ؟ قلت: أخرط الزجاج وكسبي في كل يوم درهم ودانقان أو درهم ونصف، وأريد أن تبالغ في تعليمي وأنا أعطيك في كل يوم درهما، وأشرط لك أن أعطيك إياه أبدا إلى أن يفرق الموت بيننا، استغنيت عن التعليم أو احتجت إليه، قال: فلزمته - وذكر باقي الحكاية بطولها، وهي مذكورة في تاريخ أبي بكر الخطيب رحمه الله، ومات الزجاج ببغداد في جمادى الآخرة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
وأبو موسى عيسى بن يعقوب بن جابر الزجاج، كان قد كف بصره، وهو من أهل بغداد وحدث عن أبي مكيس دينار، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز.
الزجاجي: بضم الزاي وفتح الجيم وكسر الجيم الاخرى، هذه النسبة إلى عمل الزجاج وبيعه، والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم إسماعيل بن محمد الزجاجي، يروي عن يوسف بن موسى، روى عنه أحمد بن علي بن إبراهيم الآبندوني.
ومحمد بن سعيد بن حمزة الزجاجي السرخسي، روى عن إسحاق بن إبراهيم المروزى المعدل، حدث عنه أحمد بن علي بن محمد الاصبهاني الحافظ.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد الزجاجي المروزي من أهل مرو، حدث ببغداد عن أبي حامد أحمد بن محمد بن العباس السوسقاني وأبي أحمد علي بن محمد الحبيبي، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران العبدي.
وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله بن منصور الزجاجي الطبري المؤدب، سكن بغداد وحدث بها عن
أبي حفص عمر بن إبراهيم الكتاني المقرئ، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ.
وأبو القاسم خلف بن أحمد الحوفي المصري، قال ابن ماكولا: سمع أبا الحسن بن يزيد الحلبي وأحمد بن عمر بن خرشيد قوله ومن بعدهم، وكان ثقة مكثرا يعرف بالزجاجي لانه كان يسكن الزجاجين بمصر، رأيت تسميعا له من ابن يزيد الحلبي: وسمع خلف الزجاجي سمعت منه وسمع مني.
قال ابن ماكولا: وعبد الرحمن بن أبي بكر أحمد بن
__________
= أبو شجاع الزجاجي، له وقعة في أيام صلاح الدين...; ومنها أيضا أبو الحلى سوار الزجاجي، كان ذا فضل وأدب، وله تصانيف حسنة في الادب ".
[ * ](3/141)
علي بن عبد الله الزجاجي، سمع أبا أحمد الفرضي وابن بكران ومن بعدهما، سمعت منه.
قلت روى لنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي وأبو بكر الانصاري وغيرهما، وتوفي في حدود سنة سبعين وأربعمائة ببغداد.(3/142)
باب الزاي والراء (1) الزراد: بالزاي المفتوحة والراء المهملة المشددة والدال المهملة في آخره منسوب إلى صنعة الدروع والسلاح، منهم أبو الطيب محمد بن جعفر بن إسحاق الزراد من أهل منبج، كان فاضلا صالحا، يروي عن أبي شعيب صالح بن زياد السوسي وعثمان بن يحيى القرقساني وعباس بن محمد الدوري، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد البزاري وأبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح الابهري وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
وأبو زيد عبد الملك بن ميسرة الزراد الهلالي، من التابعين، يروي عن ابن عمر وجابر رضي الله عنهم، روى عنه شعبة ومسعر، مات في إمارة خالد بن عبد الله القسري على العراق.
وأبو محمد أحمد بن إبراهيم الزراد السلمي، يروي عن ابن عيينة ووكيع ويحيى بن سليم والنضر بن شميل وعيسى الغنجار، روى عنه أبو إبراهيم عبد الله بن حنجة ولقبه جموك
وأبو حكيم شداد بن سعيد الشرغي.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن الزراد البصري نزيل نيسابور، سمع الحديث بالعراقين وخراسان، كان حافظا للاخبار والاشعار، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن عبد الاعلى بن سليمان الزراد العبدي، من أهل بغداد، سمع هشام بن حسان وهشاما الدستوائي وغالبا القطان وصالحا المري، روى عنه أبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي وأحمد بن يحيى بن مالك السوسي وأحمد بن منصور الرمادي وعلي بن حرب الطائي ويعقوب بن شيبة السدوسي ومحمد بن سعد العوفي.
ومن المتأخرين قال أبو كامل البصيري في كتاب المضاهاة: وأما بويه فهو شيخنا أبو الحسن علي بن محمد بن بويه الزراد في سوق السراجين - يعني ببخارى صاحب حديث، كتبنا عنه.
وابنه محمد بن علي، كتب الحديث الكثير بالشام ; توفي شيخنا علي بن محمد بن بويه الزارى الزراد ببخاري في سنة ثمان عشرة وأربعمائة.
__________
(1) (الزراباذي) رسمه التبصير بعد (الرزاباذي) قال: " وبضم الزاي بعدها راء أبو الفضل محمد بن أحمد الزراباذي - موضع بسرخس، ذكر ذلك الزمخشري في المشتبه له " وفي معجم البلدان " زراباذ بضم أوله وبعد الالف باء موحدة وآخره ذال معجمة: موضع بسرخس ".
(الزراتيتي) في مادة (زرت) من شرح القاموس " زراتيت - بمثناتين من فوق قرية بمصر منها الامام المقري الشمس أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن أحمد الحنفي الزراتيتي...توفي سنة 845 " وراجع الضوء اللامع 9 / 11.
[ * ](3/143)
الزراري: بضم الزاي والالف بين الراءين المهملتين، هذه النسبة إلى زرارة، وهو جد أبي أحمد محمد بن علي بن عبد الله بن علي بن عمرو بن زرارة الكلابي الزراري، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: كان من جملة مشايخنا، وقد كتبنا عن أبيه أبي الحسن، فأما أبو أحمد الزراري فإنه سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأقرانه، توفي أبو أحمد الزراري سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وطائفة من غلاة
الشيعة يقال لهم الزرارية، وهم أصحاب زرارة بن أعين الذي قال بحدوث علم الله وقدرته وحياته وسمعه وبصره، وإنه لم يكن قبل خلق هذه الصفات عالما ولا قادرا ولا حيا ولا سميعا ولا بصيرا ولا مريدا - سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
وأبو العباس عبيد الله بن أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين الكاتب الزراري، نسب إلى زرارة بن أعين وذكر أبو العباس الزراري أن بكير بن أعين هو أخو زرارة بن أعين وحمران بن أعين، قال: وإنما نسبنا إلى زرارة دون بكير لان زرارة جدنا من قبل أمنا فاشتهرنا به.
قلت حدث عن أبي بكر محمد بن القاسم الانباري، روى عنه القاضي أبو القاسم التنوخي.
زربي: بفتح الزاي وسكون الراء وكسر الباء المنقوطة من تحتها بنقطة، هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم، زربي، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وسعيد بن زربي.
الزرجيني: بفتح الزاي وسكون الراء وفتح الجيم (1) المشددة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زرجين وهو محلة كبيرة بمرو معروفة منها رزين بن أبي رزين محمد بن أبي درين السراج (2) الزرجيني، وكان ينزل درين رأس سكة زرجين بالسوق العتيقة بحذاء مسجد الجامع بباب المدينة حيث تباع الحنطة، وكان مقبول الشهادة عند قضاة مرو، وكان عكرمة صاحب ابن عباس رضي الله عنهما يجلس في دكانه، وروى عن عكرمة أحاديث، روى عنه عبد الله بن المبارك أحرفا في النساء.
وأبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد الزرجيني، يروي عن محمد بن أحمد بن معدان الشافسقي عم أبي العباس المعداني، روى عنه أبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الاصبهاني.
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في معجم البلدان " والجيم مكسورة " وانظر ما يأتي.
(2) مثله في مطبوعة اللباب، وفي ب " منها رزين بن أبي رزين محمد بن ذر بن السراج " وفي س وم " منها درين بن أبي ذر بن السراج " وفي مخطوطة اللباب " منها رزين بن أبى ذر بن محمد بن أبي رزين السراج " [ * ](3/144)
الزرخشي: بفتح الزاي والرا وسكون الخاء وفي آخرها الشين المعجمة هذه النسبة إلى زرخش وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو داود سليمان بن سهل بن ظفر بن يونس بن طلحة الزرخشي البخاري، من قرية زرخش، يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، وتوفي في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن سعيد بن حم بن داود بن سليمان الزرخشي، يروي عن الهيثم بن كليب وأبي الفضل محمد بن أحمد السلمي وأبي حفص العجلي، توفي في رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
الزردي: بفتح الزاي وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى قرية من قرى إسفرائين من رساتيق نيسابور، يقال لها زرد، والمشهور بهذه النسبة أبو عمرو أحمد بن محمد بن عبد الله اللغوي الزردي الاديب العلامة، كان أوحد عصره بلاغة وبراعة وتقدما في معرفة أصول الادب، وكان رجلا ضعيف البنية مسقاما، يركب حميرا ضعيفا، ولكن إذا تكلم تحير العلماء والفضلاء في براعته وفصاحته، سمع الحديث الكثير من أبى عبيدالله محمد بن المسيب الارغياني وأبي عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ وأملي في دار السنة بنيسابور، يروي عنه الحاكم أبو عبيدالله الحافظ النيسابوري البيع، وتوفي في شعبان من سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن سفيان بن يعقوب بن أبي الزرد الزردي، نسب إلى جده الاعلى، يروي عن أحمد بن عبيد بن ناصح روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
الزرزمي: بالراء المفتوحة بين الزايين أولاهما مفتوحة والاخرى ساكنة وفي آخره الميم، هذه النسبة إلى زرزم، وهي قرية معروفة من قرى مرو على ستة فراسخ عند كمسان خربت الساعة وبقيت مزرعتها ; منها أبو الحسن علي بن حجر بن سعد بن إياس بن مقاتل بن مخادش بن المشمرج السعدي الزرزمي، وقيل في نسبه بلا سعد ولا مخادش، كان يسكن هذه القرية، وبها قبره إلى الساعة مشهور يزار ويتبرك به، كان من أئمة مرو وعلمائها المبرزين
المتقنين، وكان ورعا ناسكا ثقة حجة أديبا فاضلا عارفا باللغة، خرج إلى العراق وأدرك علماءها وعلماء الحجاز، سمع أباه وإسماعيل بن جعفر والفرج بن فضالة وشريك بن عبد الله وعلي بن مسهر وعتاب بن بشير وسفيان بن عيينة وهشيم بن بشير وعبد الله بن المبارك والوليد بن مسلم وإسماعيل بن عياش وغيرهم، روى عنه البخاري ومسلم وحدثا عنه في صحيحيهما وأكثرا، وكذلك أبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن النسائي والحسن بن سفيان ومحمد بن إسحاق بن خزيمة وعامة الخراسانيين، ورحل إليه الائمة من الامصار، وكان يسكن قديما بغداد ثم انتقل إلى وطنه مرو وسكنها إلى حين وفاته،(3/145)
وكان يقول: انصرفت من العراق وأنا ابن ثلاث وثلاثين سنة فقلت: لو بقيت ثلاثا وثلاثين أخرى فأروي بعض ما جمعته من العلم ! وقد عشت بعده ثلاثا وثلاثين وأخرى وأنا أتمنى بعد ما كنب أتمناه وقت انصرافي من العراق.
ولد علي بن حجر سنة أربع وخمسين ومائة، ومات في النصف من جمادي الاولى سنة أربع وأربعين ومائتين، ودفن بقرية زرزم.
ومن هذه القرية أبو عبد الله محمد بن أبي تميلة عبد ربه بن سليمان الزرزمي، يروي عن الفضل بن موسى السيناني وأبي بكر بن عياش المقري، وخالد بن صبيع ; وذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فقال محمد بن سليمان بن عبد ربه بن أبي تميلة المروزي، حدث عن أبي بكر بن عياش، روى عنه محمد بن فور بن عبد الله الغفاري (1).
الزرقاني: بفتح الزاي وسكون الراء والقاف المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زرقان، والمنتسب إليها أبو علي أحمد بن جعفر الزرقاني المعروف بحمكان، يروي عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي، روى عنه القاضي عبيد الله بن سعيد البروجردي.
الزرقي: بفتح الزاى وسكون الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها زرق، على ستة فراسخ منها بأعالي البلد، وحكى أن رجلا من الزراقين الذين
يأخذون أموال الناس بالشعبذة كان معه جراب فيه من آلات الزرق فوصل إلى هذه القرية فسأل عن اسمها فقيل له اسمها زرق فانصرف الرجل وقال: ههنا الزرق بالقرى، فأيش يظهر فيما بينهم جراب من الزرق.
وقتل بهذه القرية يزدجرد بن شهريار آخر ملوك العجم في سنة إحدى وثلاثين من الهجرة وهي السنة الثامنة من خلافة عثمان رضي الله عنه، والمشهور منها أبو أحمد محمد بن أحمد بن يعقوب الزرقي المروزي يروي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمود السعدي وأبي حامد أحمد بن عيسى بن مهدي بن عيسى بن رزام المروزي، روى عنه أبو سهل الاودني، وأبو مسعود البجلي الحافظ.
ومن القدماء أبو يعقوب إسحاق بن يوسف بن
__________
(1) (الزرعي) في التوضيح " الزرعي بضم أوله وفتح الراء وكسر العين المهملة نسبة إلى بلد زرع من أعمال دمشق وهي في الاصل زرأبهمزة بدل العين، ثم قيل: زرع - ذكره لي صاحبنا القاضي أبو الفرج عبد الرحمن بن القاضي أبو محمد عبد الله بن زهير الزرعي، ووجدت الحافظ أبا الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي ذكر نحوه في طبقات أصحابهم (راجع رسم: الزرإي) وهى بلد خرج منها أئمة علماء ورواة نبهاء وشعراء فضلاء، منهم الشرق محمد بن نصرالله بن مكارم بن عنين الكاتب الشاعر الزرعي..; ومعاصره أبو العباس أحمد بن عقيل العامري الزرعي الشاعر..; وزهير بن عمر بن زهير بن حسين بن علي بن زهير بن عتبة الزرعي أبو محمد الحنبلي..ذكره الحافظ أبو الحجاج المزي في معجم شيوخ القاضي أبي عبد الله محمد بن المسلم الحنبلي.
[ * ](3/146)
المثنى الزرقي، كان شديدا على أهل البدع، وكان من أهل العلم والفضل.
وأبو بكر أحمد بن يعقوب بن داود بن عمار الزرقي كان شديدا على أهل البدع، يروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومن القدماء حبيب الزرقي، يروي عن حامد بن آدم، ذكره أبو زرعة السنجي في كتابه وعمار بن نصر الزرقي، يروي عن الوليد بن مسلم والفضل بن موسى.
الزرقي: بضم الزاي وفتح الراء وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بني زريق وهم بطن من الانصار يقال لهم بنو زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد بن الغوث بن
نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، والمشهور منها أبو عياش الزرقي - واسمه عبيد بن معاوية بن الصامت، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
والحارث بن مخلد الزرقي الانصاري المدني، يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه سهيل بن أبي صالح وبسر بن سعيد.
وحنظلة بن قيس الزرقي الانصاري المدني، يروي عن رافع بن خديج وأبي هريرة رضي الله عنهما، روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري وربيعة بن أبي عبد الرحمن.
وعلي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي الانصاري، من أهل المدينة، يروي عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع، روى عنه ابن عجلان وابنه يحيى بن علي بن يحيى، مات سنة تسع وعشرين ومائة.
وأبو الحسين أحمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن مسعود بن عبادة بن أبي عبادة واسمه سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج الانصاري الزرقي، ذكر أنه ولد ببغداد في قنطرة الانصار في شهر رمضان سنة عشر وثلاثمائة، وسكن مصر، وحدث بها عن إسحاق بن إبراهيم بن أفلح الانصاري، روى عنه عبد الواحد بن محمد بن مسرور البلخي وذكر أنه سمع منه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة قال: وكان ثقة الزركراني: بفتح الزاي والراء الساكنة والكاف المفتوحة والراء وفي آخرها الالف والنون، هذه النسبة إلى زركران وهي قرية من قرى سمرقند من عمل بوزماخر، منها أبو علي الحسن بن الحسين الزركراني الحافظ المعروف بألب أرسلان ذكره عمر بن محمد بن أحمد النسفي وقال إمام سمرقند في آخر عمره وتوفي في قرية زركران ليلة السبت التاسع عشر من شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وخمسمائة، وهو ابن مائة وتسع وثلاثين، وخرجت الحيات من المقبرة التي دفن فيها، روى عنه أبو إبراهيم إسحاق بن نصر السمرقندي.
الزرماني: بفتح الزاي وسكون الراء وفتح الميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى(3/147)
زرمان وهي قرى السغد (1) على سبعة فراسخ من سمرقند، منها أبو بكر محمد بن موسى الزرماني، يروي عن محمد بن المسبح الكسي، روى عنه محمد بن محمد بن نصر بن حمويه الكمرجي السغدي بزرمان.
الزرنجرى: بفتح الزاي والراء وسكون النون والجيم المفتوحة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زرنجرى، ويقال لها زرنكري، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو سليمان داود بن طلحة بن قابوس الزرنجري، قال غنجار: من أهل زرنكري، يروي عن أبي عمران موسى بن نصر الثقفي البغدادي ومحمد بن سلام البيكندي وعبد الله بن أبي حنيفة الدبوسي وغيرهم، روى عنه أبو إسحاق بن المهتدي بن يونس البخاري.
وأبو الفضل بكر بن محمد بن علي بن الفضل بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن إسحاق بن عثمان بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن جابر بن عبد الله الانصاري الزرنجري، إمام فاضل عارف بروايات مذهب أبي حنيفة رحمه الله، حافظ لها مرجوع إليه في الفتاوي والوقائع، عمر العمر الطويل حتى انتشر عنه العلم، وحدث بالكثير وأملى وسمعوا منه، سمع أستاذه الشمس أبا محمد عبد العزيز بن محمد الحلوائي وأبا سهل أحمد بن علي الابيوردي وأبا حفص عمر بن منصور بن الحافظ وأبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الحافظ وأبا القاسم ميمون بن علي بن ميمون الميموني وأبا عبد الله إبراهيم بن علي الطبري وأبا يعقوب يوسف بن منصور السياري الحافظ وأبا بكر محمد بن سليمان الكاخشتواني وأبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن الفضل الخير اخري (2)، وتفرد في وقته بالرواية عن أكثر من ذكرناهم من الشيوخ، كتب لي الاجازة بجميع مسموعاته، حصل ذلك أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن طاهر الفرغاني بقاسان، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الخلمي ببلخ، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب الكاشاني بسرخس، وأبو الفضل محمد بن علي الزمي بسمرقند، وأبو محمد عبد الحليم بن محمد البراني ببخارى، وجماعة كثيرة سواهم، وكانت ولادته في
سنة سبع وعشرين وأربعمائة، ومات صبيحة يوم الخميس التاسع عشر من شهر ربيع الاول وقيل من شعبان سنة أثنتي عشرة وخمسمائة ببخارى ودفن بمقبرة كلاباذ وزرت قبره.
وأبو يعقوب يوسف بن طلحة بن قابوس الزرنجري، يروي عن أبي أحمد بحير بن النضر،
__________
(1) في اللباب " سمرقند ".
(2) تقدم في رسمه رقم 1517 وبينا أن الصواب " الخيزاخزي " وتحرفت النسبة هنا في س وم.
[ * ](3/148)
روى عنه أبو الطيب طاهر بن محمد بن حمويه.
الزرنجي: بفتح الزاي والراء وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى زرنج، وهي ناحية بسجستان، خرج منها جماعة من العلماء منهم أبو عبد الله محمد بن كرام العابد السجزي الزرنجي، وقيل إنه من بني نزار مولده بقرية من قرى زرنج ونشأ بسجستان وذكرته في الكاف في الكرامي لان المسمين من أصحابه يعرفونه به.
الزرندي: بفتح الزاي والراء وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى زرند وهي بليدة بنواحي أصبهان، أكثر أهلها أصحاب جمال وجمالون، ومنها أبو عبد الله محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن خالد بن يزيد الزرندي الشيرازي الاديب النحوي، دحث بشيراز عن أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن فراس العبقسي المكي، سمع منه بمكة وسمع بشيراز أبا الحسين عبد الله بن محمد الخرجوشي، وبالابلة أبا الحسن محمد بن الحسن الشطي، وببغداد أبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، وغيرهم سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وأبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظان وذكره النخشبي في معجم شيوخه وقال: أبو عبد الله الزرندي النحوي عالم باللغة ثقة في الرواية، سمع بشيراز ورحل إلى البصرة وبشاطئ عثمان بالابلة وببغداد.
الزرواني: بضم الزاي وسكون الراء والواو المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون،
هذه النسبة إلى زروان وهواسم لجد أبي بكر محمد بن إبراهيم بن زروان الانطاكي الزرواني، من أهل اأنطاكية، يروي عن الحسين بن إسحاق، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وحدث عنه في معجم شيوخه.
الزرو ديزكي: بفتح الزاي وضم الراء وسكون الواو وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الزاي وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى قريه بسمرقند على أربعة فراسخ منها عبد الجبل من عقبة كس يقال لها زروديزه، منها أبويحيى أحمد بن سعيد (1) بن نوح التميمي الخياط الزرو ديزكي، قال أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي كان في عصرنا لم نرزق السماع منه، يروي عن محمد بن معاذ الخزاعي السمرقندي، ذكر لي عنه محمد بن بكر بن محمد الفقيه السمرقندي (2).
__________
(1) مثله في اللباب، ووقع في س وم " سعد ".
(2) (الزرهوني) في معجم البلدان " زرهون: جبل بقرب فاس، فيه أمة لا يحصون، ينسب إليها أبو العباس =(3/149)
الزريقي: بضم الزاي وفتح الراء وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب وهو يعرف بالزريقي، قال ابن ماكولا: هو شاعر شامي يعرف بالزريقي مشهور بأبيات منها: وكم تشفع بي أن لا أفارقه * * وللضرورة حال لا تشفعه قلت وأولها: لا تعذليه فإن العذل يولعه * * قد قلت حقا ولكن ليس يسمعه وشيخنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني الزريقي القزاز يعرف بابن زريق وبهذا كان يعرف، فلو قال له أحد: الزريقي لا يبعد حتى لو نسبه واحد بهذه النسبة لا يخفي، سمع أبا الحسين بن المهتدي بالله وأبا الغنائم بن المأمون وأبا الغنائم بن الدجاجي وأبا جعفر بن المسلمة وأبا بكر الخطيب الحافظ وأبا بكر الخياط
المقري وجماعة من هذه الطبقة، سمعت منه الكثير وكتاب تاريخ بغداد للخطيب إلا الجزء السادس والثلاثين، وتوفي في شوال سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ببغداد ودفن بباب حرب.
الزري: بفتح الزاي والراء المشددة، هذه النسبة إلى زر وهو اسم لبعض أجداد أبي محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زر الخواري الزري من خوار الري، ذكرته في الخاء إن شاء الله تعالى واسم بعض أجداده زر فنسب إليه سكن بخارى ومات بها وكان مكثرا، يروي عن آدم بن موسى الخواري وأبي العباس أحمد بن جعفر بن نصر الرازي الجمال، روى عنه غنجار وأبو عبد الله المستغفري والحاكم أبو عبد الله الحافظ، ومات ببخاري في صفر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
الزري: بكسر الزاي والراء المشددة، هذه النسبة إلى زر وهو زر بن عبد الله، كوفي قدم بخارى مع قتيبة بن مسلم الباهلي وسكنها، وولد له بها الاولاد، منهم أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة بن السكن أمية بن زر بن عبد الله النسفي الزري، سمع إبراهيم بن معقل النسفي ومحمد بن إبراهيم البوسنجي، وتوفي بنسف في شهور سنة ست وستين وثلاثمائة.
__________
= أحمد بن الحسين بن علي بن الامير الزرهوني فقيه مكناسة الزيتون بالعدوة من أرض المغرب، وكذلك أبوه وجده حافظان لمذهب مالك، وكان يوصف بالحفظ والصلاح، قدم الاسكندرية وأقام بها ولقيه السلفي وكتب عنه وذكره في معجم السفر، قال قرأ علي كثيرا من الحديث وكتب في سنة 523 ".
[ * ](3/150)
باب الزاي والطاء الزطني: بفتح الزاي والطاء المهملة المشددة (1) وفي آخرها النون هذه النسبة إلى زطن.
منها أبو الحسن عبد الله بن محمد بن الفرج الزطني المكي، يروي عن بحر بن نصر بن سابق الخولاني، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري وقال أنا أبو الحسن الزطني المكي بمكة في دار الندوة.
__________
(1) مثله في اللباب واقتصر ابن نقطة على قوله " بفتح الزاي والطاء " وعلى ذلك جرى المشتبه والتوضيح والتبصير، وقضية ذلك عدم التشديد قال في الاستدراك " نقلته مضبوطا من خط أبي سعد البغدادي الحافظ وغيره ".
[ * ](3/151)
باب الزاي والعين الزعافري: بفتح الزاي والعين المهملة وكسر الفاء والراء المهملة هذه النسبة إلى الزعافر (1) والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الاودي الزعافري، من أهل الكوفة، وهو والد عبد الله بن إدريس، يروي عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه ابنه عبد الله بن إدريس وهو أخو داود الاودي: وأبو محمد عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الاودي الزعافري، من أهل الكوفة، يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري وابن أبي خالد، كان مولده سنة خمس عشرة ومائة، ومات سنة إحدى أو ثنتين وتسعين ومائة، وكان صلبا في السنة، روى عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأهل العراق.
وأبو يزيد داود بن يزيد بن عبد الرحمن الاودي الزعافري، من أهل الكوفة، وهو عم عبد الله بن إدريس، يروي عن أبيه والشعبي، روى عنه وكيع والمكي، مات سنة إحدى وخمسين ومائة، وكان ممن يقول بالرجعة، وكان الشعبي يقول له ولجابر الجعفي: لو كان لي عليكما سلطان ثم لا أجد إلا إبرا لسبكتها ثم غللتكما بها.
الزعبلي: بفتح الزاي وسكون العين والباء الموحدة المفتوحة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى زعبل وهو بطن من سامة بن لؤي هو زعبل بن الوليد بن عبد الله بن أذينة بن كراز بن كعب من ولد سامة بن لؤي - ذكره أبو فراس السامي في نسب بني سامة بن لؤي.
الزعبلي: بكسر الزاي والباء الموحدة بينهما العين المهملة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى زعبل، وهو اسم لبعض أجداد المرأة المعمرة الصالحة العالمة أم الخير فاطمة بنت أبي الحسن علي بن المظفر بن زعبل بن عجلان البغدادية الزعبلية هكذا كنت أرى مقيدا بخطها وخط غيرها، كانت من أهل القرآن، عاشت أكثر من مائة سنة حدثت عن
عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي، سمعت منها وتوفيت سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة (2) بنيسابور وكانت تسكن خان الفرس بنيسابور (1).
__________
(1) بياض في ك، وفي اللباب " واسمه عامر بن حرب بن سعد بن منبه بن اود - بطن من أود ".
(2) في س وم " 533 " وفي الاستدراك " قال أبو سعد السمعاني سمعت من عبد الغافر بن محمد بن أبي الحسين الفارسي الصحيح لمسلم وغريب الخطابي وكانت شيخة صالحة عالمة من أهل القرآن تعلم القرآن للجواري، ولادتها سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وتوفيت سنة اثنتين - وقيل ثلاث - وثلاثين وخمسمائة بنيسابور ".
[ * ](3/152)
الزعفراني: بفتح الزاي المنقوطة وسكون العين المهملة وفتح الفاء والراء المهملة، والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني البزار، وانتسابه إلى الزعفرانية وهي قرية من قرى سواد بغداد تحت كلوذا وليس هي إلى بيع الزعفران، وهو أحد الائمة المعروفين وإلى الساعة بكرخ بغداد درب ينسب إليه يقال له درب الزعفراني، يروي عن سفيان بن عيينة، وكان راويا للشافعي، وكان يحضر أحمد وأبو ثور عند الشافعي رحمهم الله وهو الذي يتولى القراءة عليه فلما فرغ من قراءة كتاب الرسالة قال له الشافعي: من أي العرب أنت ؟ (قال) فقلت: ما أنا بعربي وما أنا إلا من قرية يقال لها الزعفرانية ; قال فقال لي: أنت سيد هذه القرية ; وقال أبو بكر الخطيب: القرية تحت كلوذا ; روى عنه أبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وغيرهما من الائمة، ومات في شهر ربيع الآخر يوم الاثنين سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو معاوية عبد الرحمن بن قيس الزعفراني، من أهل البصرة، يروي عن محمد بن عمرو وحماد بن سلمة والبصريين، روى عنه أهل البصرة، كان ممن يقلب الاسانيد، ويتفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات، تركه أحمد بن حنبل، روى عنه أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي.
وأبو القاسم بنان بن محمد بن بنان الزعفراني خطيب قرية الزعفرانية قرية أسفل من كلوذا، سمع محمد بن إسماعيل الوراق وأبا حفص بن شاهين، قال الخطيب: كتبت عنه في قريته الزعفرانية وقت انحداري إلى البصرة، وكان
صدوقا، وكان ذلك في جمادى الاولى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وممن انتسب إلى بيع الزعفران - وهو الشئ الذي يصفر به الثياب وغيرها - أبو هشام عمار بن عمارة (1) الزعفراني، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، روى عنه روح بن عبادة وقرة بن حبيب.
وبين همذان وأستراباذ قرية يقال لها الزعفرانية، خرج منها جماعة من المعروفين ; وحدث أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين عن أبي أحمد القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زياد بن بلبل الزعفراني الهمذاني، وهو أخو أبي عبد الله سمع أبا زرعة الرازي وأحمد بن محمد بن سعيد التبعي وغيرهما من البغدايين، فلا أدري هو من
__________
(1) (الزعبي) استدركه اللباب وقال " بكسر الزاي وسكون العين المهملة وآخره ياء موحدة نسبة إلى زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم - بطن مشهور من سليم، منهم يزيد بن الاخنس بن حبيب بن جرو (الصواب: جرة - بضم الجيم وتشديد الراء راجع الاكمال) بن زعب بن مالك، له صحبة، وعقد له النبي صلى الله عليه وسلم ويوم الفتح: وابنه معن، له صحبة ; وهذه زعب هي التي أخذت الحاج سنة خمس وأربعين وخمسمائة فهلك منهم خلق كثير قتلا وعطشا وجوعا، ثم إن الله تعالى رمى زعبا بالقلة والذلة بعدها إلى الآن.
(1) هكذا في تاريخ البخاري وكتاب ابن أبي حاتم والتهذيب وغيرها، ووقع في ك " بن أبي عبادة " وفي بقية النسخ واللباب والقبس " بن أبي عمارة " كذا.
[ * ](3/153)
هذه القرية أم لا ؟.
ومنها الشاعر الزعفراني الذي يقول: إذا وردت ماء العراق ركائبي * * فلا حبذا أروند من همذان وأبو الحسين محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس بن كامل الدلال المعروف بالزعفراني، من أهل بغداد، وكان فقيها صالحا ثقة، ذكره أبو القاسم التنوخي وقال: كان أبو الحسين الزعفراني ثقة، وكان يختلف إلى أبي بكر الرازي ويأخذ عنه الفقه ; سمع الحسن بن علي بن محمد المصري وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وحبيب بن الحسن القزاز
وغيرهم، روى عنه القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وكانت وفاته في سنة ثلاث أو أربع وتسعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد الزعفراني الواسطي، من أهل واسط وظني أنه منسوب إلى بيع الزعفران سمع أحمد بن الخليل البرجلاني وأبا بكر أحمد بن أبى خيثمة النسائي وأبا الاحوص محمد بن الهيثم القاضي ومحمد بن زكريا الغلابي وزكريا بن يحيى الساجي، وكان عنده عن ابن أبي خيثمة كتاب التاريخ وقدم بغداد وحدث بها فروى عنه من أهلها عياش بن الحسن بن عياش مناقب الشافعي تصنيف زكريا الساجي، وروى عنه القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، وكان سمع منه بالبصرة، وكان ثقة، ومات في شوال من سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
والحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني البصري، يروى عن إسماعيل بن إبراهيم البصري، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني البصري، يروى عن عمه إبراهيم بن بسطام، روى عنه الطبراني أيضا.
وأما الزعفرانية فهم فرقه من النجارية، ينتمون إلى مقدم لهم يقال له الزعفراني، وهذه الفرقة كانت تقول بحدوث كلام الله، وإن كلامه غيره، وإن كل ما هو غيره فهو مخلوق ; ويقولون مع ذلك إن القول بأن القرآن مخلوق كفر، وكانت الزعفرانية بالري يقولون في دعائهم: يا رب أهلك من يقول بأن القرآن مخلوق ; فيجمعون بين المتناقضين.
الزعلي: بكسر الزاي وسكون العين المهملة بعدهما اللام، هذه النسبة إلى زعل، وهو من بني سامة أيضا، وهو الزعل بن كعب بن حجية بن عمرو بن جشيبة بن المجزم من بني سامة بن لؤي.
الزعلي: بفتح الزاي وكسر العين المهملة وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى زعل وهو الزعل بن صيري بن يزيد بن كعب بن شراحيل بن عبد العزى، وكان شريفا، وهو من ولد المدنية الحبشية، من رهط زيد بن حارثة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والزعل بطن من بني سامة بن(3/154)
لؤي وهو الزعل بن عمرو بن حيان بن جابر، من بني سامة بن لؤى - ذكره أبو فراس السامي.
وقال أيضا: والزعل بن النعمان بن الاشرف بن عمرو بن حيان.
وقال أيضا: والزعل بن صعب بن النعمان بن الاشرف بن عمرو بن حيان بن جابر، من بني سامة بن لؤي.
الزعوري: بفتح الزاي وضم العين المهملة بعدهما الواو وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زعورا وهو اسم لجد أبي زيد قيس بن السكن بن قيس بن زعورا الانصاري الزعوري، من الانصار، عم أنس بن مالك رضى الله عنه، جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم هكذا ذكره أبو حاتم الرازي.
الزعلاني: بفتح الزاي وسكون العين المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زعلان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو علي الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان الزعلاني، وهو يقلب باشكاب، وهو والد محمد وعلي ابني إشكاب، سمع محمد بن راشد المكحولي وفليخ بن سليمان وعبد الرحمن بن أبي الزناد وحماد بن زيد وعدي بن الفضل وشريك بن عبد الله، روى عنه ابنه محمد ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي ومحمد بن إسحاق الصاغاني وعباس بن محمد الدوري ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رجاء التميمي، وكان ثقة، ذكر نسبه محمد بن سعد، مات سنة ست عشرة ومائتين في خلافة المأمون وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
وابنه أبو جعفر محمد بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان العامري، أصلهم من نسا، وكان حافظا فهما، سمع أبا المنذر إسماعيل بن عمر وأبا النضر هاشم بن القاسم ومصعب بن المقدام ومحمد بن أبي عبيدة المسعودي ومعاوية بن هشام وعبد الصمد بن عبد الوارث، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه حديثين، وحدث عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل وابنه الحر بن محمد بن إشكاب ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد الدوري، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وهو ثقة، سئل أبي عنه فقال: صدوق ; وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: أبو جعفر محمد بن الحسين بن إبراهيم البغدادي بن
إشكاب، كان من أهل العلم والامانة ; وقال غيره: مات في المحرم من سنة إحدى وستين ومائتين وله ثمانون سنة وذكر لنا عنه أن ميلاده في سنة إحدى وثمانين ومائة وقد يغلط في تاريخ موته فيقال: في آخر سنة ستين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر بن زعلان الزعلاني المعروف بابن إشكاب أخو محمد، وكان الاكبر، سمع إسماعيل بن علية وحجاج بن محمد الاعور وعبد الله بن بكر السهمي وعمر بن شبيب المسلي، روى عنه(3/155)
أبو داود السجستاني وأبو ذر بن الباغندي ويحيى بن صاعد، وكان ثقة صدوقا، ومات في شوال سنة إحدى وستين ومائتين.
الزعيمي: بفتح الزاي وكسر العين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى زعيم الدولة ابن المعوج، وأبو الخير مسرة بن عبد الله الزعيمي مولاه شيخ صالح فقير من أهل بغداد سمع أبا نصر محمد بن محمد بن على الزينبي الهاشمي، سمعت منه أحاديث بإفادة أبي بكربن كامل.(3/156)
باب الزاي والغين (1) الزغرى ماشي: بفتح الزاي والراء المكسورة بينهما الغين المعجمة ثم الياء آخر الحروف والميم المفتوحة، في آخرها الشين المعجمة بعد الالف ; هذه النسبة إلى محلة كبيرة من محال سمرقند، منها الامام عمر بن محمد بن أحمد بن أبي بكر بن الحسين بن عبد الله الخباز (2) الزغرى ماشي، ويقال بالجيم بدل الشين، من أهل سمرقند يسكن سكة عبدك، كان خليفة إبراهيم بن إسماعبل الصفار في الخطابة بسمرقند، يروي عن طاهر بن عبد الواحد النسفي، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، ومات في رجب سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
الزغبي: بكسر الزاي وسكون الغين المعجمة وفي آخرها الباء الموحدة هذه النسبة إلى
زغب وهو بطن من سليم، منها يزيد بن الاخنس بن حبيب بن جرة بن زغب بن مالك الزغبي من بني بهثة بن سليم بن منصور وهو أبو معن بن يزيد السلمي، روى هو وابنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (3).
الزغنداني: بفتح الزاي والغين المعجمتين وسكون النون وبعدها الدال المهملة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زغندان وهي قرية بمرو على ستة فراسخ قريبة من سنج، اجتزت بها نوبا عدة، كان منها أبو محمد سليمان بن عبد الله الزغنداني، كان أحد الفقهاء،
__________
(1) (الزغاري) في الدرر الكامنة 2 / 22 " الحسن بن علي بن حمد بن حميد بن إبراهيم..بدر الدين الغزي الزغاري ولد سنة 706 وتعاني النظم وبرع فيه...وكانت وفاته في رجب سنة 753 " وفي التاج (زغر) وكفر الزغارة بالضم محلة بمصر " (الزغبي) يأتي في الاصل 1935.
(2) هكذا في اللباب، ووقع في ك " بن عبد الله الخبار " وفي ب " بن عبد الله الجيار " وفي س وم " بن عبد الجبار ".
(3) في اللباب " في هذه الترجمة غلط وإسقاط، أما الغلط فإنه جعل البطن الذي من سليم زغبا - بالغين المعجمة، وليس كذلك، وإنما هو بالعين المهملة، لا شبهة فيه (وقد استدركناه في موضعه).
وأما الاسقاط فإنه فاته النسبة إلى زغبة بن عصبة بن هصيص بن حي (مثله في عدة مراجع منها الاكمال في رسم عصبة، لكن فيه 2 / 95 في رسم حن بضم فتشديد: وهصيص بن حن بيت بني القين بن جسر) بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين منهم سعد بن أبي عمرو بن صخر بن حذيفة بن غزية بن زغبة، كان سيدهم ; وابنه الحكم وإياه عنى حسان بن ثابت حين قال لربيعة بن أبي براء.
أبوك أخو الحروب أبو براء * وخالك ماجد حكم بن سعد ".
[ * ](3/157)
رحل إلى محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله وحصل كتبه ولما مات تزوج إسحاق بن راهويه بابنته بسبب كتب الشافعي حتى حصلت عنده، ومات سليمان سنة إحدى وعشرين ومائتين، سمع الوليد بن مسلم ويحيى بن سعيد القطان والنضر بن شميل وغيرهم.
الزغوري: بفتح الزاي وضم الغين المعجمة والراء بعد الواو، هذه النسبة إلى
زغورة...وهو أبو علي محمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم بن يزيد بن صالح البزاز المعروف بابن الزغوري من أهل نيسابور، كان ثقة صدوقا صالحا، وممن تعب في طلب الحديث وجمعه، سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن بلال والعباس بن محمد بن قوهيار وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، وبالري أبا حاتم الوسقندي، وببغداد أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، وبمكة أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي، وطبقتهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو علي بن الزغوري، كان من أولاد الثروة ومن المجدين للحديث المجتهدين في طلبه وجمعه، وممن يذاكر بسؤالات الشيوخ، وكان يطلب على كتاب مسلم بن الحجاج ويتعب في جمعه، سمع معنا جملة من الحديث وسمع من جماعة لم أسمع منه، وحدث بنيسابور وبغداد وتوفي في يوم الخميس السابع والعشرين من شهر رمضان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة بز..الزغيثي: بضم الزاي وفتح الغين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الثاء المنقوطة بثلاث، هذه النسبة إلى زغيث (1)، وهو بطن من...والمشهور بالنسبة إليه أبو حفص عمر بن عثمان بن الحارث بن مسرة (2) الزغيثي، حمصي، يروي عن عطية بن بقية وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج وإبراهيم بن سعيد الجوهري وغيرهم روى عنه الحسين بن أحمد بن عتاب وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري وذكر أنه سمع منه بأنطاكية.
__________
(1) (الزغيبي) رسمه ابن نقطة في الاستدراك وقال: " بضم الزاي وفتح الغين المعجمة وسكون الياء وبعدها باء معجمة بواحدة فهو أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الكلابي (الزغيبي) الفقيه صاحب أحكام القضاء - ذكره أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله الاشيري في جملة شيوخه - نقلته من خطه وضبطه مجودا ".
(2) مثله في مطبوعة اللباب والتوضيخ، ووقع في ك ومخطوطة اللباب " ميسرة وطبع في تعليق الاكمال 4 / 135 " مرة " وإنما هو " مسرة ".
[ * ](3/158)
باب الزاي والفاء الزفتي: بكسر الزاي وسكون الفاء وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى الزفت، وهو شئ أسود مثل القير، وقال صاحب المجمل الزفت والزفت لغتان.
والمشهور بهذه النسبة أبو العباس عبد الله بن عتاب بن أحمد الزفتي الدمشقي من أهل دمشق، يروي عن أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري وهشام بن عمار الدمشقيين، روى عنه الحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن المقري وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.(3/159)
باب الزاي والقاف الزقاق: بفتح الزاي والقاف المشددة والالف بين القافين، هذه النسبة إلى الزق وبيعه وعمله وإصلاحه، واشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الله الزقاق أحد شيوخ الصوفية الكبار، وكان من أهل المجاهدات والرياضات، وله أحوال عجيبة وكرامات ظاهرة، وكان يحكى (1) أنه خرج في وسط السنة إلى الحج قال: وأنا حدث السن وفي وسطي نصف جل وعلي كتفي نصف جل فرمدت عيني في الطريق فكنت أمسح دموعي بالجل فأقرح الجل الموضع فكان يخرج الدم مع الدموع فمن شدة الارادة وقوة سروري بحالي لم أفرق بين الدموع والدم وذهبت عيني في تلك الحجة وكانت الشمس إذا أثرت في يدي قبلت يدي ووضعتها على عيني سرورا مني بالبلاء ; قال الجنيد ; رأيت إبليس في منامي وكأنه عريان فقلت له: ما تستحي من الناس ؟ فقال: بالله هؤلاء عندك من الناس لو كانوا من الناس ما تلاعبت بهم كما يتلاعب الصبيان بالكرة، ولكن الناس غير هؤلاء ; فقلت له: ومن هم ؟ فقال: قوم في مسجد الشونيزي قد أضنوا قلبي وأنحلوا جسمي، كلما هممت بهم أشاروا إلى الله أكاد أحترق ; قال الجنيد: فانتبهت ولبست ثيابي وجئت إلى مسجد الشونيزي وعلي ليل،
فلما دخلت المسجد إذا بثلاثة أنفس جلوس رؤوسهم في مرقعاتهم، فلما أحسوا بي دخلت المسجد أخرج أحدهم رأسه وقال: يا أبا القاسم أنت كلما قيل لك شئ تقبل ; وحكى أبو الأديان قال: كنت مع أستاذي أبي بكر الزقاق فمر حدث فنظرت إليه فرآني أستاذي فقال: يا بني لتجدن غبه ولو بعد حين، فبقيت عشرين سنة وأنا أراعي ما أجد ذلك الغب فنمت ليلة وأنا متفكر فيه فأصبحت وقد نسيت القرآن كله.
الزقيقي: بضم الزاي والياء الساكنة آخر الحروف بين القافين، هذه النسبة إلى زقيق وهو اسم لجد يزيد بن محمد بن زقيق الايلي الزقيقي من أهل أيلة، حدث عن الحكم بن عبد الله، روى عنه هارون بن سعيد بن الهيثم.
__________
(1) هذه الحكاية في تاريخ بغداد ج 5 رقم 2964 أسندها الخطيب بقوله " حدثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال سمعت علي بن عبد الله بن جهضم يقول سمعت أبا بكر الرقي يقول خرجت في وسط السنة إلخ " كذا وقع هناك (الرقي) فلا أدري أكان الزقاق هذا من أهل الرقة أم الصواب (الزقي) بزاي مكسورة نسبة إلى الزق.
[ * ](3/160)
باب الزاي والكاف الزكاري: بفتح الزاي والكاف المشددة وفي آخرها الراء بعد الالف، هذه النسبة إلى زكار وهو اسم الجد لابي حفص عمر بن زكار بن أحمد بن زكار بن يحيى بن ميمون بن عبد الله بن دينار التمار الزكاري، من هل بغداد، حدث عن أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وعثمان بن جعفر بن اللباب وحمزة بن القاسم الهاشمي وأبي الحسين بن الاشناني وإسماعيل بن محمد الصفار، روى عنه أبو القاسم الازجي وأبو القاسم الازهري وهبة الله بن الحسن الطبري وغيرهم، وكان ثقة مأمونا وآخر من روى عنه أبو الحسن جابر بن ياسين بن محمويه الحنائي، ومات في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
وابنه أبو الحسن محمد بن عمر بن زكار الزكاري، كان صدوقا، سمع عبد الله بن أحمد الوزان العطار، سمع منه أبو عبد الله الصوري وأبو بكر الخطيب الحافظان، وكانت ولادته في المحرم سنة تسع
وأربعين وثلاثمائة، ومات في المحرم سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب الدير.
وأخوه أبو القاسم علي بن عمر بن زكار بن أحمد بن زكار بن يحيى بن ميمون بن عبد الله بن دينار الزكاري، سمع عبد السلام بن علي بن عمر الجذاع، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا، ومات في شهر ربيع الآخر سنه ست وثلاثين وأربعمائة.
الزكاني: بفتح الزاي والكاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زكان وهي قرية من قرى سغد سمرقند بين رزماز وكمرجه، منها أبو بكر محمد بن موسى الزكاني، يروي عن محمد بن المسبح الكسي، حدث عنه محمد بن محمد بن نصر بن حمويه الكمرجي (1).
__________
(1) (الزكرمي) في معجم البلدان " زكرم إما قرية بإفريقية أو الاندلس وإما قبيل من البربر، قال السلفي: أنشدني أبو القاسم ذربان (في أخبار وتراجم أندلسية ص 17 و 18: ذوبان) بن عتيق بن تميم الكاتب (زاد في أخبار وتراجم أندلسية: المهدوي ويسمى كذلك عبد الرحمن، وبذوبان يعرف) قال أنشدني أبو حفص العروضي الزكرمي (واسمه عمر - رثاه ابن حمديس الصقلي - راجع ديوانه 294) بإفريقية مما قاله بالاندلس..." زاد في أخبار وتراجم أندلسية ما لفظه " ذوبان كان كثير الحفظ، وقد صحب شعراء أفريقية وعلقت عنه من شعرهم مقطعات ".
[ * ](3/161)
باب الزاي واللام (1) الزليقي: بضم الزاي وفتح اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى زليقة وهو بطن من هذيل، والمنتسب إليه عطاء بن رابع الزليقي، ولي بحر مصر لعبد الرحمن بن مروان، قرأت في بعض الكتب القديمة: أصيب عطاء بن رافع سنة خمس وثمانين - قاله أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس
__________
(1) (الزلديوي) في الضوء اللامع 9 / 179 - محمد بن محمد بن عيسى بن كرامة - ذكره ابن عزم وهو الآتي: محمد بن محمد بن عيسى العفوي الزلديوي المغربي المالكي، كان عالما،...وله تصانيف عدة...مات بتونس في سنة اثنتين وثمانين (وثمانمائة) رحمه الله ".
[ * ](3/162)
باب الزاي والميم (1) الزماني: بكسر الزاي وتشديد الميم المفتوحة وفي أخرها النون، هذه النسبة إلى زمان وهو ابن مالك بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من ربيعة.
وفي الازد زمان بن مالك بن جديلة.
وفي الازد أيضا زمان بن تيم الله بن حقال بن أنمار.
وفي قضاعة زمان بن حزيمة بن نهد.
وفي هوازن زمان بن عدي بن جشم بن معاوية بن بكر.
والمشهور بهذه النسبة عبد الله بن معبد الزماني، يروي عن أبي قتادة حديث صوم عرفة، روى عنه غيلان بن جرير، والحديث مخرج في الصحيح لمسلم بن الحجاج.
ومحمد بن يحيى بن فياض الزماني، يروي عن أبيه يحيى بن الفياض ويحيى بن سعيد القطان وعبد الاعلى بن عبد الاعلى وعبد الوهاب الثقفي، روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية وأبو بكر عبد الله بن سليمان بن الاشعث وأحمد بن عمير بن جوصاء ويحيى بن محمد بن صاعد.
الزمخشري: بفتح الزاي والميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زمخشر، وهي قرية من قرى خوارزم كبيرة مثل بليدة، بت بها ليلتين في توجهي إلى خوارزم وانصرافي عنها، والمشهور من هذه القرية أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري اللغوي، كان يضرب به المثل في علم الادب والنحو، لقي الافاضل والكبار وصنف تصانيف وفي التفسير وشرح الاحاديث وفي اللغة، سمع الحديث من المتأخرين، وديوان شعره سائر، ورد مرو في زماني ولم يتفق لي رؤيته والاقتباس منه، وخرج إلى العراق، وجاور بمكة سنين، وله يقول السيد أبو الحسن علي بن عيسى بن حمزة الحسني: جميع قرى الدنيا سوى القرية التي * تبوأها دارا فداء زمخشرا وأحر بأن تزهى زمخشر بامرئ * إذا عد في أسد الشري زمخ الشري وظهر له جماعة من الاصحاب والتلامذة، وروى لي عنه أبو المحاسن إسماعيل بن
__________
(1) (الزمال) قال منصور في مشتبه النسبة من كتابه " باب الزبال والزيال والزمال..وأما الثالث بالزاي والميم
فهو أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الانصاري المعروف بابن، الزمال، شيخ صالح، سمع بمكة من يونس بن يحيى الهاشمي وغيره، سمع منه بمكة، وسمع بمصر أيضا، واستوطن الاسكندرية آخر عمره وحدث بها ".
[ * ](3/163)
عبد الله الطويلي بطبرستان وأبو المحاسن عبد الرحيم بن عبد الله البزاز بأبيورد، وأبو عمرو عامر بن الحسن السمسار بزمخشر، وأبو سعد أحمد بن محمود الشاشي بسمرقند وأبو طاهر سامان بن عبد الملك الفقيه بخوارزم، وجماعة سواهم، وكانت ولادته بزمخشر في رجب سنة سبع وستين وأربعمائة، وتوفي بجرجانية خوارزم ليلة عرفة من سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
الزمزمي: بالميم الساكنة بين الزايين المفتوحتين والزاي بين الميمين، هذه النسبة إلى الجد، وإلى زمزم البئر المعروف في المسجد الحرام، وبها جماعة ينسبون إليه وأما الجد فهو عبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة الزمزمي، له صحبة وشهد بدرا وقتل يوم أحد، اختلف في نسبته وقال ابن إسحاق وأبو معشر: هو عبادة بن خشخاش بالخاء والشين، وقال الواقدي: هو عبادة بن الحسحاس وهو ابن عم المجذر بن ذياد، وهو أخوه لامه قتل يوم أحد.
الزمعي: بفتح الزاي وسكون الميم وكسر العين المهملة، هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها أبو محمد موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن زمعة القرشي الزمعي الاسدي الزهري، من أهل المدينة، يروي عن أبي حازم الاعرج و (محمد) بن أبي حرملة وأبي الحويرث، روى عنه أهل الحجاز وابن أخيه يحيى بن المقدام الزمعي ومعن بن عيسى القزاز ومحمد بن عثمة وخالد بن مخلد القطواني وسعيد بن أبي مريم، قال يحيى بن معين: موسى بن يعقوب الزمعي ثقة.
الزملقي " بكسر الزاي وسكون الميم وكسر اللام والقاف، هذه النسبة إلى قرية ببخارى يقال لها زملقي، ورأيت هذه النسبة في كتاب ابن ماكولا في ما أظن والصحيح أن هذه النسبة
إلى زملق بضم الزاي والميم وهي قرية بالقرب من سنج خربت الساعة من قرى مرو، والمنتسب إليها أبو جعفر محمد بن أحمد بن حباب الزملقي، سمع عبد الله بن أحمد بن شبويه وعبد الله بن عمر الزملقي ومنصور بن الشاه الفنديني وعمير بن أفلح السنجي وغيرهم - هكذا ذكره ابن ماكولا في ترجمة حباب.
وعبد الله بن عمر الزملقي راوية كتب النضر بن شميل، يروي عن رجاء بن محمد المروزي والفضل بن حازم ونعيم بن عمير القديدي وأبي غسان عبد الله بن محمد بن مهاجر وأبي محمد الحسن بن محمد البلخي القاضي، روى عنه أبو علي الحسين بن محمد بن مصعب السنجي وأبو رجاء محمد بن حمدويه الهورقاني وأبو عبد الله محمد بن عقيل الفقيه البلخي وغيرهم، أثنى عليه أبو العباس المعداني ووثقه.
الزملكاني: بفتح الزاي واللام والكاف بينهما الميم الساكنة وفي آخرها النون، هذه(3/164)
النسبة إلى قريتين إحداهما بدمشق والثانية ببلخ، فأما التي ببلخ مضيت إليها يوما من الخورنق مع شيخنا الامام عمر بن أبي الحسن البسطامي وسمعت منه بها شيئا، وأما التي بدمشق فمنها أبو الأزهر جماهر بن محمد بن أحمد بن حمزة الزملكاني الدمشقي، يروي عن هشام بن عمار وعمرو بن الغاز وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني.
الزمن: بفتح الزاي المنقوطة وكسر الميم وفي آخرها نون، هذه الصفة من الزمانة وهي العلة من الرجلين أو بعض الاعضاء فيزمن الآدمي، والمشهور بها أبو عمرو صدقة بن سابق الزمن، قال أبو حاتم بن حبان: هو الذي يقال له صدقة المقعد مولى بني هاشم، يروي عن إسحاق، روى عنه الفضل بن سهل الاعرج ومحمد بن يحيى بن عبد الرحيم صاعقة.
الزميلي: بضم الزاي وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى بني زميلة، وهو بطن من تجيب والمنتسب إليه عمرو بن خلف بن عمرو بن يزيد الزميلي يقال مولى سويد بن قيس مولى بني زميلة من تجيب وهو أخو عبد الوهاب، وأبوهما هو خلف الخف، كان مقبولا عند الحارث بن مسكين وبكار بن قتيبة القاضيين: ومن القدماء أبو سعيد
مسلمة بن مخرمة بن سلمة بن عبد العزيز بن عامر التجيبي الزميلي، شهد فتح مصر، يروي عن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما، روى عنه ربيعة بن لقيط التجيبي.
وابنه سعيد بن سلمة الزميلي، يروي عن أبيه، روى عنه سليمان بن أبي زينب وعمرو بن الحارث - قاله ابن يونس.
وسكن بن أبي كريمة بن زيد بن عبد الله بن قيس بن الحارث التجيبي ثم الزميلي أبو عمر، روى عنه حيوة بن شريح وابن لهيعة ومحمد بن إسحاق، توفي في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين ومائة.
وأبو حفص حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران بن قراد الزميلي التجيبي من أهل مصر، يروي عن عبد الله بن وهب ومحمد بن إدريس الشافعي وكان فقيها فاضلا، وكتاب حرملة للشافعي منسوب إليه لانه من تلامذته، واشتهر بروايته عنه وهو مولى بنى زميلة من تجيب، هكذا قال الدارقطني، قال: وكان فقيها ولم يكن بمصر أكتب عن ابن وهب منه وذاك أن ابن وهب أقام في منزله سنة وأشهرا مستخفيا من عباد لانه طلبه ليوليه قضاء مصر ; وكان مولده سنة ست وستين ومائة.
الزمي: بفتح الزاي وبعدها الميم المشددة، هذه النسبة إلى زم وهي بليدة على طرف جيحون منها أبو أحمد المعتز بن أحمد بن يحيى الزمي الحاجي (1)، سمع أحمد بن الحسين
__________
(1) هذا في استدراك ابن نقطة والتوضيح واللباب مطبوعته ومخطوطته مع تشديد الجيم فيها والقبس عنه وغيرها، والكلمة في س وم كأنها " الحاجبي ".
[ * ](3/165)
الفريابي، ذكره الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ في تاريخه وقال: معتز بن أحمد بن يحيى الزمي من زم جيحون أبو أحمد الحاجي ; قدم نيسابور في أيامي ولو أسمع منه.
وأبو جعفر محمد بن حاتم بن سليمان الزمي المؤدب سمع هشيم بن بشير وعبيدة بن حميد والقاسم بن مالك المزني وجرير بن عبد الحميد، روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو عيسى الترمذي وعبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن هشام بن أبي الدميك وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وسئل أبو حاتم عنه فقال: بغدادي صدوق، وقال غيره: كان ثقة، مات
سنة ست وأربعين ومائتين.
وأبو يوسف يحيى بن يوسف بن أبي كريمة الزمي سكن بغداد، سمع من شريك بن عبد الله وعبيد الله بن عمرو وأبي المليح وضمام بن إسماعيل ونجيح أبي معشر وأبي بكر بن عياش وإسماعيل بن عياش وسفيان بن عيينة، روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبو حاتم الرازي وأبو بكر بن أبي الدنيا وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كتبنا عنه بالري قديما، ثم كتبنا عنه ببغداد، وسألت أحمد بن حنبل عنه فأثنى عليه ; قلت لابي: ما قولك فيه ؟ قال: هو عندي صدوق قال ابن أبي حاتم: وسئل أبو زرعة عنه فقال: هو ثقة، وهو من قرية بخراسان يقال لها زم ; ومات في رجب من سنة ست وعشرين ومائتين، وقيل مات ببغداد سنة تسع وعشرين ومائتين.(3/166)
باب الزاي والنون (1) الزنبري: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الباء المنقوطة من تحتها بنقطة وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى الجد وهو أبو عثمان سعيد بن داود بن سعيد بن أبي زنبر المديني الزنبري، يروي عن مالك بن أنس، روى عنه محمد بن قارن الرازي وغيره، قال أبو حاتم بن حبان: سعيد بن داود بن زنبر الزنبري، أصله من المدينة سكن بغداد، وكان أبوه وصي مالك، يروي عن مالك أشياء مقلوبة انقلبت عليه صحيفة ورقاء عن أبي الزناد فحدث بها كلها عن مالك عن أبي الزناد لا يحل كتبة حديثه إلا على جهة الاعتبار، روى عنه مصعب الزبيري وأهل العراق وأبو بكر محمد بن الفرج الازرق، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سعيد بن داود بن أبي زنبر، روى عن مالك بن أنس، سكن بغداد، وقدم الري، روى عنه خالي أبو جعفر الاحدب، سمعت أبي يقول ذلك ; قال وسألت أبي عنه فقال: روى الموطأ عن مالك، سألت ابن أبي أويس عنه فقال: قد لقي مالكا، وكان أبوه وصي مالك ; وأثنى على أبيه خيرا ; فقلت لابي: ما تقول أنت فيه ؟ قال: ليس بالقوي ; قلت: هو أحب
إليك أو عبد العزيز بن يحيى المديني الذي قدم الري ؟ فقال: ما أقرب بعضهم من بعض.
وأبو بكر أحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس بن عكرمة الزنبري، مصري، يروي عن الربيع بن سليمان وبحر بن نصر الخولاني ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، روى عنه أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد التميمي نزيل بخارى وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
الزنبقي: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى زنبق، وظني أنه نسبة إلى بيع دهن البنفسج أو الادهان الطيبة، والزنبق الزمارة وتكنى الخمر: أم زنبق - هكذا قال المؤتمن بن أحمد الساجي، والمشهور بهذه النسبة عمرو بن محمد بن جعفر الزنبقي، بصري، يروي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، روى عنه
__________
(1) (الزنباعي) في غاية النهاية رقم 1669 " عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن نجدة رشيد الدين أبو محمد الجذامي الزنباعي المصري المقرئ الضرير، من ذرية روح بن زنباع، وهو والد الاديب البليغ محيي الدين (عبد الله بن عبد الظاهر) إمام برع مصدر محقق..ومات في جمادي الاولى سنة تسع وأربعين وستمائة بالقاهرة..." وراجع بغية الوعاة ص 307 ووفاة ابنه محيي الدين سنة 692.
[ * ](3/167)
البخاري، قال الخطيب: رأيته بخط غنجار مضبوطا.
والحسن بن جرير الصوري الزنبقي، يروي عن إبراهيم بن حمزة الزبيري وإسماعيل بن أبي أويس، روى عنه خيثمة بن سليمان وغيره.
وأبو بكر أحمد بن سليمان الزنبقي من أهل عرقة بلد يقارب طرابلس الشام، يروي عن سعيد بن منصور وجماعة، روى عنه محمد بن يوسف بن بشر الهروي الحافظ.
الزنبي: بفتح الزاي والنون الساكنة وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى زنب وهي قرية على ساحل بحر الروم قرية من مدينة عكا ولا أدري بالنون أو الياء، وأعدت ذكره في الزاي والياء (1)، منها القاضي الحسن بن الهيثم بن الحسن بن علي التميمي الزنبي، سمع الحسن بن الفرج الغزي بغزة، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي
الحافظ ذكر أنه سمع منه بزنب.
الزنجاني: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى زنجان وهي بلدة على حد أذربيجان من بلاد الجبل، منها يتفرق القوافل إلى الري وقزوين وهمذان وأصبهان، والمشهور منها أحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني، يوري عن نصر بن علي وأبي بكر الاثرم وزياد بن أيوب وإسماعيل بن موسى بن بنت السدي، روى عنه يوسف بن القاسم الميانجي ومكي بن بندار الزنجاني، قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالكوفة مع أبي.
وأبو عبيد الله الحسين بن أحمد بن محمد الزنجاني، أظن هو المعروف بالفلاكي، روى عنه القاضي أبو ثابت البخاري، وإن كان الفلاكي فروى عنه أبو القاسم يوسف بن محمد التفكري الزنجاني وأبو القاسم سعد بن علي بن محمد الزنجاني شيخ الحرم في عصره، كان جليل القدر عالما زاهدا، كان الناس يتبركون به حتى قال حاسده لامير مكة: إن الناس يقبلون يد الزنجاني أكثر مما يقبلون الحجر الاسود ; حدث عن جماعة من أهل الشام ومصر، سمع منه جدي الامام أبو المظفر السمعاني وأبو الفضل المقدسي وأبو جعفر الهمداني، ولم يروي لنا عنه إلا الاستاذ أبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري، وتوفي بمكة بعد سنة سبعين وأربعمائة.
وأبو محمد عبد الله بن موسى الزنجاني، يروي عن محمد بن إبراهيم الزنجاني، روى عنه علي بن إبراهيم القطان القزويني.
وأبو حفص عمر بن الزنجاني، وصل بغداد، وسمع الحديث من أبي محمد الجوهري وغيره، ودرس الفقه على القاضي أبي الطيب الطبري، والكلام على أبي جعفر السمناني وحدث.
وأبو جعفر محمد بن منصور بن محمد الزنجاني منها، كان أحد الجوالين في
__________
(1) في اللباب " والصحيح أنها الزيب بالياء لا غير ".
[ * ](3/168)
الآفاق، وكان فقيها فاضلا متدينا سكن في آخر عمره إسترباذ، سمع أبا عبد الله محمد بن جعفر القضاعي وأحمد بن إبراهيم بن موسى الدقاق وأبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن
الحسن الفارسي وغيرهم، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بمرو وأبو نصر عبد الوهاب بن أحمد بن عبد السلام الخطيب باستراباذ، وتوفي بها في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
وأبو عبد الله مكي بن بندار بن مكي بن عاصم الزنجاني، قدم بغداد وحدث بها عن أسامة بن علي بن سعيد الرازي ومحمد بن زنجوية القزويني وعرس بن فهد الموصلي وأبي العباس بن عقدة ومحمد بن الحسين الزعفراني صاحب ابن أبي خيثمة، روى عنه أبو الحسن الدار قطني وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وغيرهم، وذكره أبو بكر في تاريخه لاصبهان فقال: مكي بن بندار الزنجاني، قدم أصبهان سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، كتب الحديث الكثير بالشام ومصر والعراق.
وأبو سهل السري بن مهران الرازي ثم الزنجاني من أهل الري، يروي عن حسين الجعفي ومحمد بن عبيد وأبو أحمد الزبيري، قال ابن أبي حاتم: رأيته ولم أكتب عنه، وكان صدوقا.
الزنجفري: بكسر الزاي وسكون النون وفتح الجيم وسكون الفاء وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى الزنجفر وعمله، وهو شئ أحمر ينقش به الاشياء، اشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله بن عبيد الله بن أحمد بن عبد الملك الزنجفري، من أهل بغداد، ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد، وقال: أبو عبد الله الزنجفري، شاعر صالح القول، علقنا عنه مقطعات من شعره في مجلس القاضي أبي القاسم التنوخي فمن ذلك ما أنشدنا لنفسه: قم يا نسيم إلى النسيم * * وتحرمي بفنا الحريم لله در كريمة * * يقتضها طرب النسيم في ليلة خلع الهوي * * خلع السرور على النديم وعناق دجلة والصرا * * ة عناق مشتاق حميم نعم علينا للهوى * * روين من ماء النعيم واها لما جلب الهوى * * سقما من الرف السقيم
فكأنما اللحظات منه * * إذا رنا لحظات ريم ثم قال: مات الزنجفري بعد سنة أربعين وأربعمائة.
الزنجوني: بفتح الزاي وسكون النون وضم الجيم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى(3/169)
زنجونة (1)، وهو من أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن زنجونة الزنجوني، من أهل بلدة زنجان، كان فقيها صالحا عالما، سمع ببغداد أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، وبزنجان أبا عبد الله الحسين بن محمد الفلاكي الحافظ، روى لنا عنه أبو الخير شعبة بن أبي سكن الصباغ بأصبهان، وتوفي في حدود سنة تسعين وأربعمائة والله أعلم.
الزنجي: بفتح الزاي والنون الساكنة وفي آخرها الجيم، بلاد الزنج معروفة، وهي بلاد السودان، والزنج هو ابن حام وقيل الزنج والحبش ونوبة وزعاوة وفران هم أولاد رغيا بن كوش بن حام وقيل السودان من بني صدقيا بن كنعان بن حام، ولا أعرفها منها أحدا من أهل العلم، والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله - ويقال أبو خالد مسلم بن خالد بن مسلم بن سعيد بن قرقرة القرشي المخزومي مولاهم المعروف بالزنجي مولى عبد الله بن سفيان المخزومي، ويقال مسلم بن سعيد بن جرجة، وأصله من الشام، وكان أبيض مليحا محصونا (2)، فلقب بالزنجي على الضد لبياضه كما يقال للزنجي كافور ; إمام أهل مكة ; كان من فقهاء أهل الحجاز وعلمائهم ومنه تعلم الامام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي العلم والفقه، وإياه كان يجالس قبل أن يلقى مالك بن أنس ; روي عن عمرو بن دينار والزهري وابن أبي مليكة وهشام بن عروة وابن جريج، روى عنه ابن المبارك والشافعي والحميدي وأحمد بن عبد الله بن يونس، وإنما قيل له: الزنجي لانه كان أبيض مشربا بحمرة فلذلك قيل له: الزنجي - على الضد لان أهل الحجاز فيهم سمرة فلما غلب عليه البياض قيل له: الزنجي على الضد ; قال علي بن المديني: مسلم بن خالد الزنجي ليس بشئ ; وقال
يحيى بن معين: هو ثقة ; وقال أبو حاتم الرازي: الزنجي ليس بذاك القوي، منكر الحديث، يكتب حديثه.
وأما ميمون بن أفلح الزنجي، لقب بالمشبر لطول أصابعه، كان طول كل أصبع شبر.
ورباح بن سنيح الزنجي مولى بني ناجية، كان أحد الشعراء الفصحاء، لما بلغه قول جرير: لا تطلبن خؤلة في تغلب * فالزنج أكرم منهم أخوالا
__________
(1) هذا الاسم يشتبه بزنجويه بالياء، لقب مخلد والد الحافظ حميد بن مخلد المشهور بحميد بن زنجويه وهو مشهور في رجال التهذيب وهو بالياء في مراجع لا تحصى فإذا كان هذا بالنون فهما من المشتبه فكان على ابن نقطة ومن بعده من المؤلفين في المؤتلف والمختلف أن يذكروا هذا الباب فلماذا أغفلوه ؟.
(2) في اللباب " مخضوبا ".
[ * ](3/170)
قال في قصيدته المشهورة: فالزنج إن لاقيتهم في صفهم * * لاقيت ثم جحا جحا أبطالا ما بال كلب بني كليب سبهم * * إن لم يوارث حاجبا وعقالا إن الفرزدق صخرة عادية * * طالت فليس تنالها الاجيالا (1) الزندخاني: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الدال المهملة والخاء المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زندخان، وهي قرية على فرسخ من سرخس، قلعة حصينة، كانت أخوالي منها، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم أبو حنيفة النعمان بن عبد الجبار بن عبد الحميد بن أحمد بن سهل بن محمد بن عمر بن العباس بن عميس بن خالد بن مخلد بن هاشم بن أبي صالح بن حفص بن أحمد الحنيفي الزندخاني أخو أبي الحارث عبد الحميد، من أهل زندخان، كان فقيها ورعا واعظا، ولحقوق الله تعالى حافظا، سمع أبا منصور محمد بن عبد الله العياضي صاحب أبي علي الفقيه وغيره، سمع منه الاحاديث، وكانت وفاته في حدود سنة خمسمائة.
وحفيده أبو حنيفة محمد بن محمد بن أبي حنيفة الزندخاني، سمع
السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني كتبت عنه أحاديث بسرخس وهي مجلس من إملاء السيد، وكانت ولادته سنة أربع وستين وأربعمائة، ومات في حدود سنة أربعين وخمسمائة وخالي أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن أبي الحسن الزندخاني، قدم مرو وكان يتفقه على والدي رحمه الله ثم ترك واشتغل بغيره، سمع أبا علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي سمعت منه حديثا من البيتوتة لابي العباس السراج وكانت ولادته سنة نيف وثمانين وأربعمائة، وقيل في سنة تسع وأربعين وخمسمائة بسرخس، قتله الغز.
الزندرميثني: بفتح الزاي والدال المهملة بينهما النون الساكنة بعدها الراء والميم المكسورة وسكون الياء آخر الحروف والثاء المثلثة المفتوحة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زندرميثن وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو عمرو معبد بن عمرو الزندرميثني البخاري، يروي عن محمد بن زياد بن مروان، روى عنه ابنه حمدان بن معبد.
الزندرودي: بفتح الزاي وسكون النون، والراء والواو بين الدالين المهملتين، هذه
__________
(1) (الزندجاني) في معجم البلدان " زندجان سمع فيها محب الدين بن النجار وعرفها بالجيم، كذا هو في التحبير، قال: عبد الغني بن أحمد بن محمد الدارمي الزندجاني الصوفي أبو اليمن المعروف بكردبان، من أهل الزندجان إحدى قرى بوشنج، كان شيخا صالحا عفيفا، سمع بهراة أبا إسماعيل الانصاري وأبا عطاء عبد الرحمن بن محمد الجوهري، كتب عنه ببوشنج، ومات بقرية زندجان يوم الاربعاء الثامن عشر من رجب سنة " 445 ".
[ * ](3/171)
النسبة إلى زندرود، وهي قرية ببغداد - هكذا ذكره الحسن بن محمد المقري، وزندروذ آخر بالذال المعجمة نهر كبير على باب أصبهان، وأما الذي كان قرية ببغداد منها بقية بن مهران الزندرودي (1) حدث عن مروان بن معاوية وعثمان بن عبد الرحمن وعلي بن ثابت الجزري وعبد العزيز بن الحصين وعدي بن الفضل وسليمان بن عمرو النخعي، روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي وعلي بن إسحاق بن زاطيا وغيرهما.
الزندنيائي (2): بفتح الزاي والدال المهملة المفتوحة بين النونين والالف بين الياءين آخر
الحروف، هذه النسبة إلى زندنيا وهي قرية من قرى نسف، منها الحاكم أبو الفوارس عبد الملك بن محمد بن زكريا بن يحيى بن بكر بن حبيب النسفي الزندنيائي من قرية زندنيا، أقام بسمرقند، سمع القاضي أبا نصر أحمد بن محمد بن أبي نصر البلدي، روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وكانت ولادته في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وتوفي بعد سنة خمس وتسعين وأربعمائة.
الزندني: بفتح الزاي وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها النون هذه النسبة إلى قرية ببخارى يقال لها زندنة والزندني والثياب الزندنجية تنسب إليها، وهي على أربعة فراسخ من البلد، ومنها غارم الزندني والد حمدان بن غارم وله بها عقب فيهم من أهل العلم.
وأبو إسحاق إبراهيم بن الزندني الكرابيسي حدث عن هارون - هو الاستراباذي - إن شاء الله وأبي الحارث الخطابي.
وأبو صادق أحمد بن الحسين بن الزندني خطيب تلك القرية، أملى ببخارى عن جماعة، حدثني عنه جماعة من مشايخنا بسارية وبخاري وكانت وفاته بعد سنة تسعين وأربعمائة - أظنه في سنة ثلاث.
وأبو جعفر محمد بن سعيد بن حاتم بن عطية بن عبد الرحمن بن شعيب البخاري الزندني، قال ابن ماكولا: هو من قرية زندنة، حدث عن سعيد بن مسعود وعبيد الله بن واصل وأبي صفوان إسحاق بن أحمد البخاريين وعن
__________
(1) في اللباب في موضع هذا الرسم الذي نحن في أثنائه ما لفظه " الزندوردي - بفتح الزاي وسكون النون وفتح الدال المهملة وفتح الواو وسكون الراء وفي أخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى زندورد، وهي قرية ببغداد، ينسب إليها بقية بن مهران..وأما الزندورذي (كذا في المطبوعة والمخطوطة لكن في القبس عنه: الزندروذي: وكتب عليه: كذا.
ثم قال: وقال ابن خلكان بخطه: قوله الزندرودي - كذا - نهر كبير.
هذه العبارة ليست جيدة فإن الروذ هو النهر بالفارسي والظاهر أن الزند اسم قرية أو مكان مضاف إليه كقولهم مرو الروذ وغير ذلك).
بالذال المعجمة فهو نهر كبير على باب أصبهان " ولم يذكر في معجم البلدان (زندرود) القرية وذكر (زندروذ) النهر، ويأتي رقم 1967 (الزندوردي) ولم يذكر في اللباب غير ما تقدم، وفي معجم البلدان (دير الزندورد) وفي تاريخ بغداد ج 7 رقم 3562 ترجمة بقية بن مهران وفيها (الزندروذي) في ثلاثة مواضع.
(2) في بقية النسخ ومطبوعة اللباب " الزنداني ".
[ * ](3/172)
عبد الصمد بن الفضل وحمدان بن ذي النون وأحيد بن الحسين البلخيين، حدث عنه محمد بن حم بن ناقب البخاري، وقال: توفي في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة.
وأبو حامد أحمد بن موسى بن حاتم بن عطية البزاز الزندني، ابن عم أبي جعفر، يروي عن سهل بن المتوكل وحمدان بن غارم وعلي بن الحسين وخلف بن عامر ومحمد بن إبراهيم البوشنجي وصالح بن محمد البغدادي.
الزندي: بفتح الزاي وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى قرية ببخارى، وإلى كتاب جمعه ماني سماه الزند، فأما الاول فالمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن أحمد بن حمدان بن غارم البخاري الزندي من أهل بخارى، يروي عن حاتم بن أحمد البيكندي، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار ولا أدري هذه النسبة إلى زندني القرية المعروفة ببخارى أم قرية سواها والله أعلم، ثم ذكر أبو كامل البصيري في كتاب المضافات حمدان بن غارم الزندني يعني من قرية زندني وله بها عقب فيهم من أهل العلم.
قلت: وأبو بكر هذا منهم ولما ذكر الامير أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا في كتاب الاكمال في ترجمة الزندي ابن غارم هذا ثم ذكر بعده ترجمة الزندني من قرية زندني ذكرت ههنا، والظاهر أنه وهم فإن البصيري وإن لم يكن في طبقة ابن ماكولا ودرجته في الحفظ والاتقان والرحلة ولكن هو أعرف بأهل بلده لانه بخاري وابن غارم من أهل بخارى.
والزندي من الزندية وهم طائفة من الزردشتيه والزند كتاب له والزنديق نسب إلى ذلك، وأول من سمي بهذا الاسم ماني بن فاتك بن مانان وكان في زمان بهرام بن هرمز بن سابور قد قرأ كتب الاوائل وكان مجوسيا فأراد أن يكون له صيت وذكر فوضع طريقة وجمع كتابا سماه سابرقان وقال: هذا زند كتاب زردشت، وزند بلغتهم التفسير، يعني هذا تفسير كتاب زردشت.
وأصحابه كانوا يقولون لكتابه: مصحف ماني، وزينه بالنقوش والالوان ومهد فيه النور والظلمة، وقال بإلهين
اثنين أحدهما يخلق النور والآخر يخلق الظلمة وقد ذكرتهم في المانوي وقال: إن الخير من النور والشر من الظلمة ; وحرم إتيان النساء لان أصل الشهوة من الشيطان وإذا كان الولد من الشهوة لا يتولد إلا الخبيث العفريت وأباح اللواطة لانقطاع النسل وحرم ذبح الحيوانات فإذا ماتت حل أكلها وادعى في الظاهر متابعة عيسى عليه السلام وكان في الباطن زنديقا، وكان يوافق النصارى والمجوس إذا خلا بفرقة منهما، فلما سمع بهرام الملك خبره أمر بسلخ إهابه حيا على باب بلد جنديسابور وحشي بالتبن وعلق وبقي قوم من أتباعه في نواحي الصين والترك وأطراف العراق ونواحي كرمان إلى أيام هارون الرشيد فاستدعي بكتابه المعروف بالزند وأحرقه وأخذ قلنسوة بقيت في يد أصحابه أخذها وأمر بإحراقها وانقطعوا إن شاء الله، وقيل كان في(3/173)
زمان الرشيد رجل متطفل مبالغ في ذلك، وكان يستعير ثيابا فاخرة وكان يدخل بين الناس في الضيافات وبيوت الاكابر واتفق أنا المانوية الزنادقة أخذهم الرشيد ليقتلهم، وكان معهم كتاب الزند وقلنسوة ماني، وظن الطفيلي أنهم يحضرون مأدبة فدخل في غمارهم وسأل واحدا أن هؤلاء في دعوة واجتماع ؟ فقال: نعم، على سبيل الطنز فلما حضروا وقعدوا جئ بالنطع والسيف وأحضروا الكتاب الذي لهم مع قلنسوة ماني وقالوا لكل واحد: ابزق عليه، فإذا امتنع كان يقتل إلى أن وصلت النوبة إليه فقام وحل السراويل وقصد أن يبول عليه فقيل له في ذلك فحكى قصته وتطفيله، فضحك الرشيد ووصله بمال وخلى سبيله وقيل للمانوية: الزندية.
الزندوردي: بفتح الزاي وسكون النون والدال المهملة وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها دال أخرى، هذه النسبة إلى زندورد وهي من نواحي بغداد، منها أبو الحسن حيدرة بن عمر الزندوردي أحد الفقهاء على مذهب داود بن علي الظاهري، أخذ العلم عن عبد الله بن أحمد بن المغلس، وأخذ البغداديون عن حيدرة علم داود، وتوفي في جمادى الاولى سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
وأبو العباس محمد بن عمر بن الحسين بن الخطاب بن الريان بن
حبيب الحنفي الفقيه الزندوردي، من أهل بغداد حدث عن جعفر بن علي الحافظ البغدادي، وروى عنه أبو القاسم علي بن الحسين العرزمي ومات بمصر في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.(3/174)
باب الزاي والواو (1) الزوالقنجي: بضم الزاي وفتح الواو وسكون اللام بعد الالف والقاف المفتوحة ثم النون الساكنة وفي أخرها الجيم، هذه النسبه إلى زو القنج وهي محله معروفة بقرية السنج من قرى مرو، لنا بها ضيعة، منها أحمد بن عمر الزو القنجي، قال أبو زرعة السنجي في تاريخه لمرو: أحمد بن عمر من قرية السنج سكن زو القنج (2).
الزورابذي: بضم الزاي بعدها الواو وفتح الراء والباء الموحدة بينهما بسرخس مشتملة على عدة من القرى ; وزورابذ قرية بنواحي نيسابور ظني أنها من طريثيت التي يقال لها ترشيذ، منها أبو الفضل محمد بن أحمد بن الحسن بن زياد التميمي الزورابذي النيسابوري، وهو ابن بنت الحسن بن بشر بن القاسم، وخطتهم باب معاذ، سمع بنيسابور محمد بن يحى الذهلي، وبالعراق أبا سعيد الاشج وهارون بن إسحاق الهمذاني وعمروبن عبد الله الاودي، روى عنه أبو الحافظ وأبو أحمد الحاكم وعبد الله بن سعد الحفاظ وغيرهم، وتوفي سنة ست عشرة وثلاثمائة.
الزوزني: بسكون الواو بين الزايين المعجمتين وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زوزن وهي بلدة كبيرة حسنة بين هراة ونيسابور، وكان بعض الكبراء قال: زوزن هي البصرة الصغرى - لكثرة فضلائها وعلمائها، قيل إن إمارتها تعدل إمارة مدينة كبيرة بخراسان وكذلك القضاء بها وحدودها متصلة بحدود البوزجان ومن الناحية الاخرى بقهستان، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن، منهم أبو العباس الوليد بن أحمد بن محمد بن الوليد بن زياد بن الفرات بن سالم العارف الواعظ الزوزني ساكن نيسابور كان عالما زاهدا صوفيا واعظا مذكرا، له رحلة إلى العراق والشام، أدرك فيها جماعة من الزهاد والمحدثين، سمع بنيسابور
__________
(1) (الزواغي) في القبس " الزواغي بضم الزاي وفتح الواو وكسر الغين المعجمة، زواغة بإفريقية، سميت بزواغة، قبيل من البربر، منها أبو عبد الله محمد بن زرزر الفقيه، وزرزر لقب، واسمه عبد الرحمن بن سلم بن آراد بن بهمن الفارسي، يقال أن بهمن صحب عليا رضي الله عنه، ومحمد بن زرزر مقدم على الفقهاء والمتكلمين، وبه يضرب المثل في الحفظ..." وله ترجمة في رياض النفوس رقم 162 وفيها " كان عالما بمذاهب أهل الكوفة وبجميع الاقاويل وله مناقب جليلة...".
(2) وفي بغية الوعاة ص 416 " يحيى بن معطي بن عبد النور أبو الحسين زين الدين الزواوي المغربي الحنفي النحوي، كان إماما مبرزا في العربية شاعرا محسنا...مات في سلخ ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وستمائة ".
[ * ](3/175)
أبا حامد أحمد بن محمد بن الشرقي، وبالري أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وببغداد أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وأبا عبد الله بن مخلد الدوري، وبالجزيرة أبا بكر محمد بن الحسين الحلبي، وبالشام أبا الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الاطرابلسي، وبمصر محمد بن إبراهيم بن شيبة، وبالحجاز أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي وطبقتهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأثنى عليه وقال: كان من علماء الحقائق وعباد المتصوفة، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ست وسبعين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة بابا معمر.
وابنه أو ابن أخيه أبو حامد أحمد بن الوليد الزوزني، حدث بجرجان عن أبي القاسم الطبراني وأبي بكر الشافعي وتوفي بنيسابور سنة ثمان عشرة وأربعمائة روى عنه طاهر الشحامي إن شاء الله.
وأبو القاسم أسعد بن علي بن أحمد البارع الزوزني الاديب، كان شاعر عصره وواحد دهره بخراسان، له القصائد الحسنة والمعاني الدقيقة الغريبة وقد شاع ذكره وسار شعره، وكان على كبر سنه يكتب الحديث ويسمع ويحضر مجالس الاملاء إلى آخر عمره، سمع أبا الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي، روى لي عنه أبو البركات عبد الله بن محمد الفراوي بنيسابور، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، وأبو سعد محمد بن أحمد بن محمد الخليلي بنوقان، وأبو الفضل جعفر بن
الحسن بن منصور البياري بسمرقند، وأبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي بمرو، وغيرهم، وكانت وفاته يوم الاضحى من سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة بنيسابور.
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن إبراهيم الزوزني الكاتب كان قد تفقه على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، سمع أباه وأبا قريش الحافظ وغيرهما، وكان يسكن باب عزرة (1) سنين ثم تحول إلى الزوزن ومات بها في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن محمود بن إبراهيم بن ماخرة الزوزني الصوفي، سكن بغداد، وكان جده ماخرة مجوسيا، حدث عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي وعلي بن المثني الاستراباذي وغيرهما، ذكره الخطيب وقال: كتبت عنه، وكان لا بأس به، كانت ولادته في سنة ست وستين وثلاثمائة، ومات في شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ودفن بباب الرباط.
وابنه أبو بكر محمد بن علي بن محمود الزوزني، شيخ صالح، سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز.
وابنه أبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني الصوفي، شيخ ظريف كيس خفيف الروح مسن، سمع الكثير من أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبي يعلى محمد بن الحسين بن
__________
(1) هكذا في الجواهر المضية 1 / 92 وهو الصواب وباب عزرة محلة كبيرة بنيسابور كما يأتي في رسم (العزري) وتحرفت الكلمة هنا في النسخ: غدره، غزوة.
[ * ](3/176)
الفراء وأبي محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وطبقتهم، كتبت عنه ببغداد وكان أكثر سماعاته بقراءة جدي الامام أبي المظفر السمعاني، وكانت ولادته في سنة تسع وأربعين ووفاته...وابنه أبو الفتوح محمد بن أحمد بن محمد الزوزني، سمع أبا الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الانصاري وأبا محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج وغيرهما، كتبت عنه، وكان سماعه عن الشيوخ بقراءة والدي رحمه الله، وكانت ولادته...الزوشي: بضم الزاي غير الخالصة وهو الزاء بعدها الواو وفي أخرها الشين المعجمة،
هذه النسبة إلى زوش، وهي قرية من قرى بخارى فيما أظن بقرب النور، منها أبو بكر محمد بن عبد السيد (1) بن يوسف بن الحسن بن محمد الجلاب السرماري الزوشي النوري، حدث بسمرقند عن أبي أحمد عبد الرحمن بن إسحاق الريغذموني وغيره، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
الزوفي: بفتح الزاي وسكون الواو وفي آخرها فاء، هذه النسبة إلى زوف وهو بطن من مراد، ويقال له أيضا مولى رضا..أخوه بنو زاهر بن عامر بن عوبثان بن مراد، وفي حضرموت زوف بن حسان بن الاسود بن مجلاة بن زاهر بن حمية بن زهرة بن كعب بن أيدعان بن الحارث بن زيد بن حضرموت قاله ابن الكلبي، والمنتسب إليها عبد الله بن أبي مرة الزوفي، يروي عن خارجة بن حذافة في الوتر - إن كان سمع منه، روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وبعضهم قال: يزيد بن أبي حبيب، وبعضهم قال: يزيد بن مرة، وقيل: ابن أبي مرة، شهد فتح مصر، روى عنه عبد الله بن راشد الزوفي.
وسهل بن عبد الرحمن بن الصيقل الزوفي، روى عنه ضمام بن إسماعيل - قاله ابن يونس.
ورشيد بن يزيد الزوفي، من بني ذهل، كان فيمن وفد إلى علي رضي الله عنه من أهل مصر، قطع يده عبد العزيز بن مروان.
ورزين بن عبد الله المذحجي الزوفي، يروي عن عبد الله بن أبي مرة الزوفي، روى عنه ابن لهيعة وحيوة بن شريح.
وإبراهيم بن عمرو بن ثور بن عمران الزوفي مولى زوف يكنى أبا إسحاق، سمع يحيى بن بكير وغيره، وتوفي في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأبو الطاهر أحمد بن شعيب بن سعيد المرادي الزوفي، روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح في الاخبار، توفي سنة ثمان عشرة ومائة (2)، وهو مصري.
وأبو الطاهر
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 81.
(2) كذا، وفي الاكمال " ثماني عشرة ومائتين " وهو الصواب فإن يحيى بن عثمان بن صالح توفي سنة 282.
[ * ](3/177)
أحمد بن عمرو بن شجرة بن عبد الجبار بن شجرة الزوفي مولاهم، حدث ومات سنة ثلاث
وستين ومائتين - قاله ابن يونس.
وأبو الضحاك عبد الله بن راشد الزوفي، يروي عن عبد الله بن مرة، روى عنه يزيد بن أبي حبيب وخالد بن يزيد.
وسهل بن عبد السلام بن محمد بن بكر المرادي ثم الزوفي، يروي عن أبيه عن الليث والمفضل بن فضالة ومالك، توفي بعد الستين ومائتين.
وأبو الطاهر أحمد بن عمرو الزوفي الوراق، يروي عن عبد القاهر بن رشدين بن سعد، روى عنه أحمد بن علي بن صالح المعروف بقطوة.
وأحمد بن سواد المرادي ثم الزوفي، يروي عن ابن لهيعة، روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح، وتميم بن يونس الزوفي مولى زوف، يكنى أبا الاخنس، يروي عن ابن لهيعة، زعم ذلك يحيى ابن عثمان بن صالح - قاله ابن يونس.
وأما أبو محمد القاسم بن الفرج بن مقسم الوراق المعروف بالزوفي، يقال إنه مولى خولان، وإنما قيل له الزوفي لسكناه زوفا، توفي سنة سبع وستين ومائتين.
وأبو عابد حبيس بن عابد بن يحيى بن صالح الزوفي، قال الدارقطني: مولى زوف من مراد، شيخ من أهل مصر، يحدث عن أبي الاسود النضر بن عبد الجبار ويحيى بن بكير وغيرهما، يكنى بأبي عابد كان فقيها، وكان عسرا في الحديث.
وابنه علي بن حبيس بن عابد الزوفي، يحدث عن عيسى بن زغبة ونظرائه.
الزولهي: بضم الزاي وفتح اللام، هذه النسبة إلى قرية بمرو على ثلاثة فراسخ يقال لها زولاه، منها عمرو (1) بن عمران بن الفتح الزولهي شيخ صدوق ثقة، سمع أبا عبد الرحمن الحصين بن المثنى البوينجي ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق، روى عنه أبو علي الحسين بن محمد الصغاني وأبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف البزاز وغيرهما، ومات سنة سبع وثلاثمائة.
وأبو منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي الزولهي، شيخ صالح مسن، سمع جده لامه أبا غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، سمعت منه بمرو، وكان يسكن قرية زولاه، ولم يكن في عصره من هو أعلى إسنادا منه، وكانت ولادته في سنة نيف وثلاثين وأربعمائة ووفاته في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة بقرية زولاه.
__________
(1) في بقية النسخ واللباب " عامر ".
[ * ](3/178)
الزولاقي: بضم الزاي بعدها الواو واللام ألف وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى زولاق، وهو اسم لجد الحسن بن علي بن زولاق المصري الزولاقي، من أهل مصر، يروي عن يحيى بن سليمان (الجعفي، روى عنه سليمان) بن أحمد بن أيوب الطبراني.(3/179)
باب الزاي والهاء الزهراني: بفتح الزاي وسكون الهاء وفتح الراء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى بني زهران، هكذا ذكره ابن ماكولا، والمشهور بهذه النسبة جنادة بن أبي أمية الازدي ثم الزهراني من بني زهران، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر، وولى البحر لمعاوية، حدث عنه من أهل مصر مرثد بن عبد الله اليزني وأبو قبيل المعافري وشييم بن بيتان القتباني ويزيد بن صبح وغيرهم، توفي في الشام سنة ثمانين.
وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني العتكي من أهل البصرة، سمع مالك بن أنس وحماد بن زيد وعبد الله بن جعفر المديني وفليح بن سليمان وشريك بن عبد الله ويعقوب القمي وسفيان بن عيينة، روى عنه أحمد بن حنبل وقال: كتبنا عنه في أيام ابن مهدي ; وحدث عنه علي بن المديني وإسحاق بن راهويه ومحمد بن معمر البحراني ومحمد بن يحيى الذهلي ومسلم بن الحجاج وأبو زرعة الرازي وأبو داود السجستاني وإدريس بن عبد الكريم المقري وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وحدث أبو الربيع ببغداد ووثقه يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، ومات بالبصرة في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين (1)، الزهري: بضم الزاي وسكون الهاء وكسر الراء، هذه النسبة إلى زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي وهي قريش، والمشهور بها أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن زهرة القرشي المعروف بالزهري، من تابعي المدينة، رأى عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أحفظ أهل زمانه وأحسنهم سياقا لمتون الاخبار، وكان فقيها فاضلا،
روى عنه الناس، مات ليلة الثلثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة في ناحية الشام وقبره ببداوشغب مشهور يزار.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري القرشي، يروي عن أبيه، روى عنه الزهري، وهو أخو حميد بن عبد الرحمن، أمهما أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، مات إبراهيم سنة ست وتسعين بالمدينة وهو ابن خمس وسبعين سنة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن
__________
(1) (الزهراوي) نسبة إلى مدينة الزهراء بقرطبة في الاندلس، في الصلة رقم 860 " عمر بن عبيد الله بن يوسف بن عبد الله بن يحيى بن حامد الذهلي..ويعرف بالزهراوي روى عن القاضي أبي المطرف بن فطيس..، وأخذ بالزهراء عن أبي بكر بن زهر..." ثم ذكر وفاته سنة 454 وأنه ولد بالزهراء وسكن قرطبة.
[ * ](3/180)
عبد الرحمن بن عوف الزهري، من أهل المدينة وهو الذي يقال له ابن أبي ثابت، يروي عن أبيه، روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي تفرد بأشياء لا تعرف حتى خرج عن حد الاحتجاج به على قلة تيقظه، والحفظ والاتقان.
وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، يروى عن أبيه وأسامة بن زيد، روى عنه حبيب بن أبي ثابت.
وزهرة النجار من الانصار منها أبو تميم الزهري، سمع أبا هريرة رضي الله عنه، روى عنه عياش القتباني فقال عن أبي تميم الزغري النجاري وجماعة نسبوا إلى زهرة جهنية (1) منهم عمرو بن ثعلبة الجهني ثم الزهري مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجهه ورأسه.
وأما الامام أبو عبد الله محمد بن يحيى بن خالد الذهلي إمام نيسابور في عصره ورئيس العلماء ومقدمهم، لقب بالزهري لجمعة الزهريات وهي أحاديث محمد بن مسلم بن شهاب الزهري.
وأبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري البغدادي، كان ثقة، من أولاد المحدثين، سمع جعفر بن محمد الفريابي وعبد الله بن إسحاق المدائني وإبراهيم بن شريك الاسدي وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي وغيرهم، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو محمد الخلال وأبو القاسم الازهري والقاضيان
أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التنوخي في جماعة كثيرة آخرهم أبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، وكان يقول: حضرت مجلس الفريابي وفيه عشرة آلاف رجل فلم يبق منهم غيري، وجعل يبكي، وكان يقال إنه مجاب الدعوة، وسئل أبو الحسن الدارقطني عن أبي الفضل الزهري فقال: هو ثقة صدوق صاحب كتاب وليس بينه وبين عبد الرحمن بن عوف إلا من قد روى عنه الحديث، وكانت ولادته في جمادى الآخرة سنة تسعين ومائتين ; وتوفي في شهر ربيع الاول سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
ومن التابعين أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر الزهري، والنضر هو قريش، واسم أبي سلمة كنيته، وقد قيل إن اسمه عبد الله، ولا يصح ذلك وإن كان الناس كلهم عبيد الله، وأم أبي سلمة تماضر بنت الاصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي، من كلب، وهي أول كلبية تزوجها قرشي، وكان أبو سلمة من أفاضل قريش وعبادهم وفقهاء أهل المدينة وزهادهم، مات بالمدينة سنة أربع وتسعين، وقد قيل إنه مات سنة أربع ومائة، والاول أشبه (2).
__________
(1) يأتي في استدراك صاحب اللباب.
(2) في اللباب " فاته النسبة إلى زهرة بن بذيل بن سعد بن عدي (راجع الاكمال 4 / 446) بن كاهل بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد، منهم عدي بن أبي الزغباء بن سبيع (راجع الاكمال) بن ربيعة بن زهرة بن بذيل = [ * ](3/181)
الزهمويي: بفتح الزاي وسكون الهاء وضم الميم وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى زهمويه وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الحسن علي بن هبة الله بن علي بن إبراهيم بن القاسم بن زهموبه الازجي الزهمويي، من أهل بغداد، كانت له ثروة ووجاهة وتقدم، سمع أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبا الحسين عاصم بن الحسن العاصمي وأبا جعفر محمد بن أحمد بن أبي حامد البخاري قاضي حلب وغيرهم، سمعت منه ببغداد، وولد في المحرم سنة ستين وأربعمائة، وتوفي في
ذي القعدة سنة ست وأربعين وخمسمائة.
وابنه أبو الحسن علي بن علي بن هبة الله الزهمويي، شيخ متودد كيس له نعمة ودقة نظر في الامور الدنياوية، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القاري وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، قرأت عليه جزءا من انتقاء ابن فنون التغلبي على ابن البطر.
الزهيري: بضم الزاي وفتح الهاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى زهير..والمشهور بهذا الانتساب أبو ذر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن عبد الرحمن بن إسحاق الزهيري المؤدب من أهل بغداد، كان يعبر الرؤيا، ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدثهم عن موسى بن سهل الوشاء وغيره في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة في جامع المدينة، وروى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي عن جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، قال: وكان ثقة - هذا كله ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وأبو بكر محمد بن عبد الله بن جعفر الزهيري، من أهل بغداد، جار أحمد بن حنبل، كان أحد الصالحين وحدث عن الهيثم بن جميل وعمرو بن عاصم وعلي بن قادم وإسماعيل بن أبي أويس وأبي بلال الاشعري، روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن خلف وكيع والعباس بن العباس الجوهري والحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وقال الدارقطني: محمد بن عبد الله الزهيري بغدادي ثقة.
ومات في شوال من سنة خمس وستين ومائتين، قيل إنه كان قائما يصلي فخر ميتا (1).
__________
= البذيلي الزهري، شهد الشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المعلمي قد ذكر أبو سعد زهرة جهينة كما مر وذكرها قبله ابن طاهر ".
(1) في اللباب " إن أراد بالزهيري نسبة إلى زهير بن جشم بنبكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب فلم يذكره حتى يعلم، وإن لم يرده فقد فاته، وينسب إليه خلق كثير إلى يومنا هذا، وممن ينسب إليه عمرو بن كلثوم بن مالك بن عتاب بن سعد بن زهير الشاعر.
حبيب بضم الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء تحتها نقطتان وبعدها باء موحدة.
وفاته النسبة إلى زهير بن جناب بن هبل - بطن من كلب بن وبرة منهم الجرنفس بن كنانة بن بحر بن
الحارث بن أمرئ القيس بن زهير بن جناب إليه البيت والعدد من بني زهير ".
[ * ](3/182)
باب الزاي والياء الزيات: بفتح الزاي وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى بيع الزيت وهو نوع من الادهان يكون أكثرها بالشام، وكذلك إلى جلبه ونقله من بلد إلى بلد، والمشهور بالنسبة إلى جلبه ونقله أبو صالح ذكوان الزيات، وسنذكره في السمان.
وأبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات المقرئ، من أهل الكوفة يروي عن الاعمش ومنصور وغيرهما.
وأبو إسحاق محمد بن سويد بن محمد بن زياد الزيات، حدث عن محمد بن إسماعيل الاحمسي وأحمد بن الحجاج بن الصلت، روى عنه ابن لؤلؤ الوراق وعمر بن بشران السكري، وكان ثقة.
وإبراهيم بن سليمان الزيات، بلخي، يروي عن الثوري ومالك وغيرهما.
وسفيان الزيات، يروي عن الربيع بن أنس.
وموسى بن رئاب الزيات الكوفي، يروي عن عبد الله بن نمير، روى عنه محمد بن عبيد بن عتبة الكندي.
وأبو خلف ياسين بن معاذ الزيات، من أهل الكوفة، انتقل إلى اليمامة وأقام ثم سكن الحجاز، يروي عن أبي الزبير والزهري، روى عنه عبد الرزاق، وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات ويتفرد بالمعضلات عن الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال وكل ما وقع في نسخة ابن جريج عن أبي الزبير من المناكير كان ذلك مما سمعه ابن جريح عن ياسين الزيات عن أبي الزبير فدلس عنه.
وابنه خلف بن ياسين الزيات، يروي عن أبيه وشعبة.
وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن سفيان الزيات، يعرف بزرقان، حدث عن عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي ومسدد، يروي عنه أبو سهل بن زياد.
وأبو العباس عبد الملك بن أحمد بن عبد الرحمن بن أبي حمزة الزيات، يروي عن الحسن بن عرفة وحفص بن عمرو الربالي وقاسم بن عباد وغيرهم.
وأبو حفص عمر بن محمد بن علي الناقد الصيرفي، يعرف بابن الزيات كان ثقة مكثرا، سمع الفريابي وابن ناجية.
وعلي بن يعقوب
الزيات، مصري، قال أبو سعيد ابن يونس: هو كذاب يضع الحديث.
وأما أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن أبي حمزة البغدادي المعروف بابن الزيات، كان أديبا فاضلا شاعرا مليح الشعر حسن الترسل والبلاغة، اتصل بالمعتصم بالله وخص به فرفع من قدره ووسمه بالوزارة، وكذلك الواثق والمتوكل إلى أن قبض عليه المتوكل وقتله، وكان يرى رأي الاعتزال، وهو الذي بالغ في ضرب أحمد بن حنبل رحمه الله وحث المعتصم على ذلك، وكان بينه وبين أحمد بن أبي داود القاضي عداوة شديدة فأغرى ابن أبي داود المتوكل عليه(3/183)
حتى قبض عليه وطلبه الاموال وقد كان صنع محمد بن الزيات تنورا من الحديد فيه مسامير إلى داخله ليعذب به من كان في حبسه من المطالبين فأدخله المتوكل به وعذب إلى أن مات وذلك في سنة ثلاث وثلاثين ومائتين، وقال أحمد الاحول: لما قبض على محمد بن عبد الملك الزيات تلطفت في أن وصلت إليه فرأيته في حديد ثقيل فقلت: يعز علي بما أرى، فقال: سل ديار الحي ما غيرها * * وعفاها ومحى منظرها وهي الدنيا إذا ما انقلبت * * صيرت معروفها منكرها إنما الدنيا كظل زائل * * نحمد الله كذا قدرها ولما أخرج من التنور ميتا وجد مكتوبا على التنور بدمه هي السبيل فمن يوم إلى يوم * * كأنها ماتريك العين في النوم (لا تخدعنك رويدا إنها دول) * * دنيا تنقل من قوم إلى قوم وأبو حفص عمر بن محمد بن علي بن يحيى بن موسى بن يونس بن أنانوش الناقد الصيرفي المعروف بابن الزيات، كان شيخا عالما فاضلا ثقة مكثرا من الحديث، أملى مدة، سمع جعفر بن محمد الفريابي وإبراهيم بن شريك الاسدي وقاسم بن زكريا المطرز وعبد الله بن محمد بن ناجية وغيرهم، روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الازهري وأبو محمد الخلال وأبو القاسم الازجي وأبو الحسن العتيقي وأبو محمد الجوهري وهو آخر من
حدث عنه إن شاء الله، قال البرقاني: ابن الزيات كان ثقة قديم السماع مصنفا، وكانت ولادته سنة ست وثمانين ومائتين، ووفاته في جمادى الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ودفن بالشونيزي وأبو صالح ذكوان الزيات والسمان مولى جويرية بنت الاحمس الغطفاني، وإذا روى عنه العراقيون وأهل المدينة قالوا: أبو صالح السمان، وإذا روى عنه عطاء بن أبي رباح وأهل مكة قالوا: أبو صالح الزيات، وإنما قيل له ذلك لانه كان يجلب السمن والزيت من المدينة إلى الكوفة فنسب إليهما، ومات أبو صالح سنة إحدى ومائة.
وله ابنان سهيل بن أبي صالح وعباد بن أبي صالح، فأما سهيل فهو من الثقات المتقنين وأهل الفضل في الدين من كان يعتمده مالك بن أنس وغيره من الائمة في الرواية لضبطه وإتقانه.
وعباد بن أبي صالح ليس بذاك في الروايات لما يأتي فيه بالطامات.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لابي: أبو صالح ذكوان فوق عبد الرحمن بن يعقوب والد العلاء ؟ فقال: أبو صالح من أجلة الناس وأوثقهم من أصحاب أبي هريرة وقد شهد الدار - يعني زمن عثمان، وهو ثقة.
قال ابن أبي خيثمة سألت يحيى بن معين عن أبي صالح الذي يروي عنه الاعمش ؟ فقال: اسمه(3/184)
ذكوان السمان، مديني، مولى غطفان، ثقة.
قال أبو زرعة الرازي وسئل عن أبي صالح السمان فقال: مديني ثقة مستقيم.
الزياد اباذي: بكسر الزاي والياء المفتوحة آخر الحروف والدال المهملة بين الالفين والباء الموحدة بين الالفين أيضا وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى زياداباذ وظني أنها من قرى شيراز - بلدة بفارس، منها علي بن محمد الزياد اباذي الشيرازي، روى عن سلمة بن نوح، روى عنه عبد الله بن محمد (1) بن...وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن منصور وأحمد بن سمعان بن عبد الله وأحمد بن حمدان بن وثاب المعدل الشيرازيون.
الزيادي: بكسر الزاي وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه، وهو يحيى بن كثير الزيادي، يروي عن
محمد بن مسلم الطائفي، يروي عنه يعقوب بن إسحاق القلوسي.
ومحمد بن زياد الزيادي، بصري.
وإبراهيم بن سفيان الزيادي صاحب الاصمعي.
وأبو حسان الحسن بن عثمان القاضي الزيادي، يروي عن حماد بن زيد وشعيب بن صفوان والمعتمر بن سليمان روى عنه يعقوب بن شيبة وأحمد بن يونس الضبي ومحمد بن محمد بن الباغندي وغيرهم، وكان من أهل المعرفة وله تاريخ على السنين.
وجعفر بن محمد بن الليث الزيادي البصري، يروي عن عارم - هو محمد بن الفضل روى عنه الطبراني وعبد الباقي بن قانع.
وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش بن علي بن داود بن أيوب بن محمد الزيادي، يروي عن أبى بكر بن القطان وأبي طاهر المحمد اباذي وأبي عبد الله الصفار والعباس بن قوهيار وأبي حامد بن بلال وغيرهم، روى عنه أبو القاسم بن عليك وأحمد بن خلف وعبد الجبار بن برزة وأحمد بن الحسين البيهقي، وروى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وتوفي قبله وأثنى عليه (وقال): أبو طاهر الزيادي الفقيه الاديب الشروطي، ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وسمع الحديث سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وتفقه سنة ثمان وعشرين ; وأبوه كان من أعيان العباد المتبرك به وبدعائه، وتوفي بعد سنة أربعمائة.
وأبو القاسم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الزيادي الخليلي، من أهل بلخ، يروي عن أبي القاسم الخزاعي، روى لنا عنه عمر بن أبي الحسن البسطامي بسمرقند، وعمر بن علي السنجي ببلخ، ومحمد بن محمد الصلواتي بمرو، وأبو بكر محمد بن القاسم بن الشهرزوري بالموصل، وجماعة كثيرة سواهم، وتوفي
__________
(1) في س وم "..الشيرازي يروي عن مسلم بن نوح بن عبد الله (في س: عبيد الله) بن محمد " وفي اللباب " الشيرازي يروي عن مسلم بن فرج بن عبيدالله وغيره " هذا آخر ما عنده في هذا الرسم [ * ](3/185)
في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
وأبو عون محمد بن عون الزيادي من أهل البصرة ; إنما قيل له الزيادي لانه كان من موالي زياد بن أبي سفيان أمير العراقين، يروى عن أبي عزة، روى عنه البصريون.
وأبو محمد الفضل بن محمد بن
الزيادي إمام سرخس في عصره كان مسنا كبيرا جليل القدر فقيها، يروي عن أبي منصور محمد بن عبد الملك المظفري وجماعة، كتبت عنه شيئا يسيرا بسرخس، وحضرت مجلس إملائه في مسجد المربعة، وكانت ولادته سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وتوفي سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بسرخس.
وأما الزيادية ففرقة من الخوارج انتسبوا إلى أصحاب زياد بن الاصفر وقد ذكرنا في الصفرية (1).
الزيبقي: بكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر القاف، هذه النسبة إلى الزيبق وبيعها، والمشهور بهذه النسبة أبو منصور إسماعيل بن عبد الملك بن سوار (2) البناني (3) الزيبقي من أهل البصرة، حدث عن إبراهيم بن طهمان والثوري ومعروف بن واصل وحماد بن سلمة وإبراهيم بن نافع، روى عنه حنبل بن إسحاق الشيباني وأبو أمية الطرسوسي ويعقوب بن سفيان الفارسي ومحمد بن سليمان الباغندي، أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ببغداد أنا أبو سعد محمد بن علي الرستمي وأبو بكر محمد بن هبة الله الطبري قالا أنا أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان الفسوي ثنا إسماعيل بن عبد الملك الزيبقي البصري وكان ثقة وكان أمينا وكان يعقل الحديث، إلا أنهم كانوا يعيبون عليه بيعه الزئبق، قال المؤتمن بن أحمد الساجي الحافظ على هذه الحكاية: كذا رأيته بضبط الشيخ الخطيب وقد أخرجه في الزيبقي، وينبغي أن يكون الزنبقي لان الزنبق الزمارة وتكنى الخمر أم زنبق،
__________
(1) راجع تعليق الاكمال 4 / 213، وفي اللباب " هكذا ذكر أبو سعد نسب هؤلاء المذكورين ولم يرفع نسب أحدهم إلى جده إلا القليل حتى يعلم إلى من ينسب، وقد أهمل النسب إلى القبائل والبطون فمنهم زياد بن شمس بن عمرو بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران - بطن من الازد، وممن ينسب إليه بربر (غير منقوط في المخطوطة، وفي القبس: برير - مشكولا بضم ففتح) بن شمس بن عمرو بن عائذ بن عبد الله بن أسد بن عائذ بن زياد الموصلي كان فارسا مشهور بالموصل.
وفاته النسبة إلى زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب - بطن من بني الحارث بن كعب ثم من مذحج منهم عبدالمدان وهو عمرو بن الديان (في المطبوعة: الريان) وهو يزيد بن
قطن بن زياد.
وعبد الحجر بن عبدالمدان، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله قتله بسر بن أرطأة لما قتل شيعة علي رضي الله عنه ".
(2) أنظر اللباب 2 / 85.
(3) وفي اللباب " الشيباني " وهو أشبه.
[ * ](3/186)
فيتحقق العيب ببيعه وإلا فليس في بيع الزيبق عيب.
وأبو الحسين أحمد بن عمرو بن أحمد البصري الزيبقي، من أهل البصرة، حدث عن عبد الله الصفار وأبي يعلى المنقري وأبيه، روى عنه محمد بن علي الكاغذي وأحمد بن محمد الاسفاطي البصريان وأبو القاسم الطبراني.
وأما ابن المذكور وهو محمد بن أحمد بن عمرو الزيبقي، حدث عن يحيى بن أبي طالب، روى عنه القاضي أبو عمر بن أشيافنا البصري.
الزيبي: بفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى زيب وهي قرية على ساحل بحر الروم عند عكا المعروفة بسارشان عكا، منها القاضي أبو علي الحسن بن الهيثم بن علي التميمي الزيبي، من هذه القرية، سمع بغزة فلسطين الحسن بن الفرج الغزي روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ وذكر في شيوخ البلدان من جمعه أنه سمع منه بزيب.
الزيتوني: بفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف وضم التاء ثالث الحروف بعدها الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى اسم الجد وهو أبو القاسم المظفر بن محمد بن زيتون البريدي البغدادي الزيتوني، ذكر أبو القاسم عبد الله بن محمد الثلاج أنه حدثه عن مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري.
وشاب متنسك متزهد صحبنا إلى مكة سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة يقال له ابن الزيتوني، سمع معي بمكة من كثير بن سعيد بن شماليق وغيره، ولا أدري هو منسوب إلى الجد أو أحد أجداده يبيع الزيتون - والله أعلم.
الزيداني: بفتح الزاي وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الدال المهملة وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى موضع بالكوفة يقال لها صحراء زيدان مشهور، منها أبو الغنائم محمد بن محمد بن علي بن جناح الهمذاني الزيداني من أهل الكوفة، كان أحد الشهود المعدلين، وكان من خير الرجال، كانت الالسنة متفقة بالكوفة على الثناء عليه، سمع بالكوفة أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال، وببغداد أبا الحسن علي بن محمد بن علي العلاف وغيرهما، كتبت عنه بالكوفة في الرحلة الثالثة إليها، وكانت ولادته في رجب سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة سبع وثلاثين وخمسمائة بعد أن خرج من الاعتكاف ومن القدماء أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الزيداني، يروي عن إبراهيم بن الحسين الكسائي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ولا أدري نسب إلى هذا الموضع أو موضع آخر ؟.
الزيداوني: بفتح الزاي والدال المهملة بينهما الياء الساكنة آخر الحروف ثم الواو(3/187)
المفتوحة بعد الالف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زيداون، وظني أنها من قرى السوس من كور الاهواز، منها أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الزيداوني السوسي، يروي عن الحسن بن سلام روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
الزيدي: بفتح الزاي وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم والجماعة من الزيدية ينتسبون إليه إما نسبا أو مذهبا، وسمي الروافض بهذا الاسم في زمانه لانه كان يرى الامامة لابي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما سمع غلاة الشيعة منه هذا القول رفضوا قوله أي تركوا فسموا الرافضة.
والزيدية والامامية ضدان فأما الزيدية خيرهم لانهم يجوزون إمامة المفضول على الفاضل ويصححون إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ويقولون بأن عليا رضي الله عنه أفضل منهما، والامامية تقول باستحقاق الامامة لعلي رضي الله عنه ولا يرون للمفضول شيئا ولا يصححون إمامة الشيخين رضي الله عنهما، واجتمعت الامامية على تضليل
الصحابة حيث جعلوا الامامة لغير علي، واجتمعت الامة على تكفير الامامية لانهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى مالا يليق بهم ; وأكثر العلماء على أن الزيدية مبتدعة ; والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني الزيدي مذهبا.
وأبو الفضل سليمان بن الفضل الزيدي، يروي عن ابن المبارك.
وأبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح بن وكيع الحافظ الزيدي مذهبا، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأثنى عليه.
وعبد العزيز بن إسحاق بن جعفر بن روزبهان الزيدي أبو القاسم المصنف على مذهب الزيدية، قال ابن أبي الفوارس: لم يكن في الرواية بذاك.
ومن المتأخرين شيخنا أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الزيدي نسبا ومذهبا، من أهل الكوفة، كان زيدي النسب والمذهب، وكان كثير الفضل وافر العقل، عمر حتى كتب عنه الآباء والابناء، سمع منه والدي رحمه الله ثم سمعت منه الكثير، سمع بالكوفة أبا الفرج محمد بن أحمد بن علان الخازن ومحمد بن الحسن بن داود الخزاعي، وببغداد أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز وغيرهم وأكثر من الحديث، وكان علامة في النحو واللغة، سمعت منه الكثير في مسجد أبي إسحاق السبيعي بالكوفة، وكان يقول: أنا زيدي النسب زيدي المذهب، ولكني أفتي على مذهب السلطان - يعني أبا حنيفة رحمه الله.
وابناه أبو الحسن علي وأبو المناقب حيدرة، زيديان أيضا، سمعت منهما عن(3/188)
طراد بن محمد بن علي الزينبي وأبي البقاء المعمر بن محمد الحبال.
وابن أخته أبو الغنائم مهذب بن معد بن إبراهيم الزيدي، سمعت منه أحاديث عن أبي البقاء بن الحبال، وكانت ولادة السيد أبي البركات عمر بن إبراهيم الزيدي في سنة اثنتين وأربعين بالكوفة ووفاته في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وأما زيد بن عبد الله الزيدي المديني، من ولد
زيد بن ثابت رضي الله عنه، يروي عن إسحاق بن عبد الله بن خارجة، روى عنه عبد العزيز بن عبد الله الاويسي (1).
وسليمان بن الفضل الزيدي أبو الفضل، روى عن عبد الله بن المبارك.
وأبو أحمد حامد ابن أحمد بن محمد بن أحمد الزيدي المروزي الحافظ، إنما قيل له الزيدي لانه كانت له عناية بجمع حديث زيد بن أبي أنيسة وطلبه فنسب إليه، وكان فقيها حافظا، سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه السنجي، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسن الدارقطني وغيرهما، ومات ببغداد في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وولادته سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وجماعة ينتسبون إلى زيد الله بن مذحج (2) منهم عمار بن عمران الزيدي، يروي عن سعيد بن جبير، روى عنه العلاء بن عبد الكريم.
وأما أبو بكر محمد بن يحيى بن محمد الشوكي الزيدي من قرية تعرف بالزيدية من سواد بادوريا، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ، قلت: وأظن أني اجتزت بهذه القرية وهي من نهر الملك والله أعلم، وكان أبو بكر الزيدي هذا من أهل القرآن والعلم عالما بالفرائض وقسمة المواريث، سمع محمد بن إسماعيل الوراق وأبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين، قال أبو بكر الخطيب: كتبت عنه ومسكنه في قرية تعرف بالزيدية من سواد بادوريا وهناك سمعت منه، ومات في شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
والسيد أبو يعلى حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي الحسيني الزيدي، من أهل قزوين إن شاء الله، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو يعلى الزيدي نجم أهل بيت النبوة في زمانه.
الشريف حسبا ونسبا، والجليل همة وقولا وفعلا وسلفا وخلفا، وما أعلمني رأيت في العلوية وغيرهم من مشايخ الاسلام له شبيها ومثلا ونظيرا وقرينا جلالة ومنظرا وعقلا وكمالا وثباتا وبيانا
__________
(1) وفي زيادات أبي موسى على الانساب المتفقة ص 195 " إسماعيل بن قيس الزيدي من آل زيد بن ثابت - كذا نسبه ابن أبي حاتم في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله، وهو إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت.
وابنه زكريا بن إسماعيل الزيدي في كتاب الدعاء لابن مردويه ".
(2) مثله في الانساب المتفقة، وفي اللباب " زيد الله بن سعد العشيرة بن مالك بن ادد - بطن من مذحج " ومالك بن ادد هو جماع مذحج.
[ * ](3/189)
وميلا إلى الحديث وأهله ونشر محاسن الخلفاء والمهاجرين والانصار وذبا عنهم وإنكارا للوقيعه فيهم قال الحاكم: وسمعته وجرى بحضرته ذكر يزيد بن معاوية فقال: أنا لا أكفر يزيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني سألت الله أن لا يسلط على أمتي أحدا من غيرهم فأعطاني ذلك.
ثم قال الحاكم: ورد أبو يعلى نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وكان يركب بالليل إلى المشايخ يسمع ونزل بنيسابور إلى سنة سبع وثلاثين ثم خرج إلى الري واجتمع الناس على أن يريدوه على البيعة فأبى عليهم، وكان هذا عند متوجه أبي علي بن أبي بكر بن أبي المظفر أبي الجيش إلى الري فقبض عليه أبو علي وبعث به إلى بخارى وقال: هذا الشريف ينبغي أن يكون بتلك الحضرة فإنه باب الفتنة.
وقبح صورته وسلمه من تركي جاف جلف فحمله إلى نيسابور من حيث لا يعلم به أحد، فراسل أبو يعلى أبا بكر بن إسحاق وقال: قد بلغ من حالي مع هذا التركي أنه لا يمكنني من التطهير في أوقات الصلاة، فركب الشيخ بنفسه إلى ذلك التركي ووعظه في أمره فقال: قد تبت إلى الله ولا أعود، فزاره الشيخ ثم أخرج إلى بخارى، وهذا في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فخرج وبقي ببخارى مدة، ثم استأذن في الرجوع إلى وطنه بنيسابور، فأذن له فيه، فانصرف إلينا سنة أربعين فحينئذ أدمنا الاختلاف إليه إلى وقت وفاته بنيسابور، وتوفي للنصف من رجب من سنة ست وأربعين وثلاثمائة، وحمل تابوته على البغال إلى قزوين وشهدت جنازته، أصابته سكتة أربعة أيام ومات منها (1).
الزيقي: بكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها القاف هذه النسبة (إلى زيق بلفظ زيق القميص، وهو تعريب جيك، محلة نيسابور (2)) والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن أبي علي الزيقي، سمع أحمد بن حفص ومحمد بن يزيد حدث عنه أبو محمد الشيباني، ذكر أنه توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة، روى عنه أبو بكر محمد بن
أحمد الزيقي (3).
__________
(1) في اللباب " فاته الزيدي نسبة إلى زيد بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء - بطن من طئ، منهم صهيب بن عبد رضا بن حويص بن زيد الشاعر الطائي الزيدي، وفاته النسبة إلى زيد بن الغوث بن أنمار - بطن من بجيلة، منهم أبان بن الوليد بن مالك بن أبي خشيبة - وهو عبد الله بن الحارث بن عامر بن العماري بن سعد بن أسعد بن ذهل بن عوف بن عامر بن قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد البجلي الزيدي، كان شريفا ومدحه الكميت وولي العراق (؟) ".
(2) مابين قوسين سقط من الاصل وأثبتناه من معجم البلدان.
(3) (الزيلعي) في معجم البلدان " زيلع - بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام وآخره عين مهملة، هم جيل من السودان في طرف أرض الحبشة وهم مسلمون وأرضهم تعرف بالزيلع " وفي طبقات الشرجي ص 22 " أبو العباس أحمد بن عمر الزيلعي العقيلي الهاشمي الملقب بسلطان العارفين...وكانت وفاته سنة أربع وسبعمائة ودفن بقرية اللحية ".
[ * ](3/190)
الزينبي: بفتح الزاي وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى زينب بنت سليمان بن علي - وظني أنها زوجة إبراهيم الامام أم محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي ؟ والمنتسب إليها بيت قديم ببغداد، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الهاشمي الزينبي الامام، يروي عن أبي موسى الزمن، روى عنه أبو علي بن حبش المقري.
وأبو منصور محمد بن محمد بن علي بن أبي تمام الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الزينبي، يروي عن عيسى بن علي الوزير.
وأخوه أبو نصر محمد بن محمد بن علي بن تمام الحسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الزينبي يروي عن أبي طاهر المخلص وأبي بكر بن زنبور الوراق، روى
لنا عنه أبو نصر الغازي بأصبهان، وإسماعيل بن أبي سعد ببغداد، وشبيب بن الحسين القاضي ببروجرد وأبو القاسم بن قشامي بمكة وجماعة، وتوفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة.
وأخوهما أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي نقيب النقباء يلقب بالكامل، يروي عن هلال بن محمد الحفار وأبي الحسين بن بشران وغيرهما، روى لنا عنه ابناه أبو الحسن محمد بن طراد الزينبي النقيب وأبو القاسم علي بن طراد الزينبي الوزير، وسمعت منهما ببغداد، وكان مولده في النصف من شوال سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
وأخوهم الرابع نور الهدى أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي، يروي عن ابن المقتدر بالله وأبي علي الشافعي، روى لنا عنه جماعة بالشام والعراق وخراسان.
وأبو العباس أحمد بن الهاشمي الزينبي، من أهل باب البصرة، يروي عن أبي نصر الزينبي، كتبت عنه ببغداد، ومات بالبصرة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وجماعة بهذه النسبة لا أدري نسبوا إلى أبي الزيانب ؟ منهم علي بن هارون الزينبي، يروي عن مسلم بن خالد الزنجي، روى عنه يوسف بن سعيد بن مسلم.
وأبو العباس الوليد بن الزينبي، روى عن عبدة بن سليمان، روى عنه أبو يعلى الموصلي.
وأبو نصر اليسع بن زيد بن سهل الزينبي، روى عن سفيان بن عيينة وهو آخر من حدث عنه، وعن هوذة بن خليفة، روى عنه عبد الله بن محمد بن موسى الكعبي النيسابوري وذكر أنه سمع منه بمكة.
ومحمد بن موسى الزينبي.
الزيني: بفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى(3/191)
الجد وهو أحمد واصل بن عبد الشكور بن زين البخاري الزيني، من أهل بخارى والد عبيدالله بن واصل، يروي عن سفيان بن عيينة ويحيى بن سليم وعبد الله بن وهب وعمر بن هارون البلخي وإسحاق بن إبراهيم القاضي السمرقندي، روى عنه ابنه عبيد الله.
وابنه أبو الفضل عبيد الله بن واصل الزيني المطوعي، يروي عن محمد بن سلام البيكندي وأبيه
واصل وعبدان بن عثمان المروزي، روى عنه أبو علي الحسن بن الحسين البزاز، وكان من الشجعان، قيل كان عرض كل أصبع منه عرض أصبع لغيره فكان يأخذ عنق التركي فيكسره وقتل في حرب خوكنجه - موضع بين بيكند وفربر، حاربوا الترك، واستشهد بها، وكانت ولادته في سنة إحدى ومائتين، وقتل يوم حرب خوكنجه في شوال سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
الزيكوني (1): بكسر الزاي المثلثة وبعدها الياء المنقوطة من تحتها وضم الكاف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى زيكون وهي قرية من قرى نسف منها أبو جعفر حم بن مستغفر الزيكوني، من قرية زيكون سمع رجاء بن سويد المودوي البلخي وأبا سهيل (2) عمران بن أبي عمران وغيرهما، روى عنه ابنه محمد بن حم بن مستغفر الزيكوني ومحمد بن قارة النسفي، مات بعد سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
__________
(1) كذا في نسخة بنقط الزاي ثلاثا وهو اصطلاح الكتابة الحرف الاعجمي الذي بين الزاي والجيم، وفي نسخ أخرى واللباب ومعجم البلدان بواحدة بناء على تعريب ذاك الحرف بزاي خالصة وكذا في بقية المواضع.
(2) في بقية النسخ واللباب " وأبا سهل ".
[ * ](3/192)
باب السين الملهملة الساباطي: بفتح السين المهملة، والباء المنقوطة بواحدة بين الالفين، وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى ساباط، وهي بلدة معروفة ب " ما وراء النهر " عند أسروشنة (1) على عشرين فرسخا من سمرقند.
والمنتسب إليها أبو الحسن بكر بن أحمد الفقيه الساباطي الاسروشني، دخل سمرقند، وكتب بها عن الفتح بن عبيد السمرقندي.
روى عنه أبو ذر عمار بن محمد بن مخلد التميمي البغدادي.
وساباط: قرية على فرسخين من المدائن على طريق الكوفة، ظني أن منها أبا العباس
أحمد بن عبد الله بن المفضل الحميري الساباطي.
وقيل: أحمد بن عبيد الله.
حدث عن علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، ومحمد بن كناسة، ومحمد بن عبد الله الانصاري.
روى عنه علي بن محمد بن يحيى بن مهران السواق، ومحمد بن مخلد العطار، ويزيد بن الحسن البزاز المعروف بابن المسلمة.
السابح: بفتح السين المهملة، وكسر الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى السباحة في الماء، وببغداد من يحسن هذه الصنعة يقال له: السابح.
والمشهور بهذا الانتساب: أبو عبد الله أحمد بن خلف بن أيوب بن شمس السابح من أهل بغداد.
حدث عن عبد الكريم بن الهيثم العاقولي، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأحمد بن محمد بن عبد الله
__________
(1) كذا في الاصول بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وضم الراء وسكون الواو وفتح الشين المعجمة ونون، وذكره ياقوت الحموي في " معجم البلدان ": أشر وسنة، بضم الهمزة وسكون الشين المعجمة وضم الراء ; وواو ساكنة، وسين مهملة مفتوحة ونون وهاء، وقال: وهذا الذي أوردته هاهنا هو الذي سمعته من ألفاظ أهل تلك البلاد، وهي بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهياطلة بين سيحون وسمرقند، وبينها وبين سمرقند ستة وعشرون فرسخا، معدودة في الاقليم الرابع، قال: وينسب إلى أشر وسنة أمم من أهل العلم، منهم أبو طلحة حكيم بن نصر بن خالج بن جندبك، وقيل: جندلك - الاشروسني.
[ * ](3/193)
المنقري البصري.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز، وأبو أحمد عبيدالله بن محمد الفرائضي.
وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن الاخوين (1) السابح من أهل الدزق العليا، سمع أجزاء من مسند يحيى بن عبد الحميد الحماني عن القاضي أبي بكر محمد بن علي الدزقي، كتبت عنه أحاديث ب " مرو الروذ " والدزق العليا (2) ومات سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
السابري: بفتح السين المهملة وبعدها الالف ثم الباء الموحدة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نوع من الثياب يقال لها: السابرية.
والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد إسماعيل بن سميع الحنفي الكوفي بياع السابري من أهل الكوفة.
يروي عن أبي رزين، وأبي مالك، ومالك بن عمير وغيرهم.
روى عنه إسرائيل، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن غياث، أثنى عليه أحمد بن حنبل.
وقال يحيى بن معين: هو ثقة مأمون كوفي.
وقال أبو حاتم الرازي: هو صدوق صالح.
وأبو الخطاب خزرج بن عثمان السعدي بياع السابري.
روى عن سليمان بن أبي أيوب مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه.
روى عنه أبو عبيدة الحداد، وموسى بن إسماعيل.
أثنى عليه يحيى بن معين، وقال: هو صالح.
وسدوس بن حبيب القيسي بياع السابري بصري.
روى عن الحسن، وابن عون، وابن سيرين.
روى عنه أبو داود الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وأبو سلمة.
وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم العدوي الفارسي صاحب السابري المعروف ب " صاعقة " من أهل بغداد.
يروي عن روح بن عبادة، ورويم بن يزيد المقرئ، وداود بن رشيد، ومعلى بن منصور، وشبابة، وأبي المنذر إسماعيل بن عمر.
قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بمكة سنة ثنتين وأربعين، سئل أبي عنه فقال: صدوق.
روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبو القاسم بن زكريا المطرز.
__________
(1) قال العلامة الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني في تعليقه على الاكمال 4 / 560: (في نسخة الآخرين).
(2) قال ياقوت الحموي في " معجم البلدان ": دزق أصله: دزه، يزيدون فيه القاف إذا أرادوا النسبة، وهي قرى في عدة مواضع، منها دزق حفص بمرو ينسب إليها علي بن خشرم، ودزق شيرازاد بمرو أيضا، ودزق باران، ودزق مسكين.
[ * ](3/194)
وأبو علي محمد بن المغيرة البصري بياع السابري.
يروي عن حوشب عن الحسن.
روى عنه موسى بن إسماعيل قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
السابوري: بفتح السين المهملة والباء الموحدة بعد الالف بعدها الواو، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى سابور، وهي بلدة من بلاد فارس قريبة من كازرون (1) وظني أنها جنديسابور الذي يقولها الناس بالعجمية بشاوور، والله أعلم.
كان بها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن الحسين بن حمدان الفقيه السابوري، حدث بشيراز عن أبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الملك الرؤاسي.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه في معجم شيوخه.
وسابور في ملوك الفرس، قال الشاعر: منهم أخو الصرح بهرام وإخوته * * والهرمزان وسابور وسابور وعبد الله بن زياد بن سابور السابوري.
يروي عن حجاج بن دينار وغيره، نسب إلى جده.
روي عنه أحمد بن عبد الله السابوري.
وأحمد بن عبد الرحمن بن سراج وغيرهما.
ووهب بن بقية بن عبيد بن سابور الواسطي السابوري، واسطي.
يروي عن خالد الطحان، وهشيم بن بشير وغيرهما.
وأبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق السابوري بغدادي، يروي عن أبي نعيم عبيد بن هشام الحلبي، ومحمد بن أبي نوح قراد وغيرهما.
وفي الاسماء: زياد بن سابور، سمع الحسين بن علي يقول: من أتى مسجدا لا يأتيه إلا لله فذلك ضيف الله عزوجل، وهو عم بقية بن عبيد بن سابور.
وسلمة بن سابور يروي عن عطية عن ابن عباس في التفسير.
الساجي: بفتح السين المهملة وبعدها الجيم.
__________
(1) وهي كورة تنسب إلى سابور الملك، لانه هو الذي بنى مدينة سابور، قال ياقوت الحموي في " معجم البلدان ": وأصله: شاه بور، أي ملك بور، وبور الابن بلسان الفرس.
[ * ](3/195)
هذه النسبة إلى الساج، وهو خشب يحمل من البحر إلى البصرة تعمل منه الاشياء، تنسب إلى عمله أو بيعه جماعة قديما وحديثا، منهم: أبو يعلى زكريا بن يحيى بن خلاد الساجي البصري من أهل البصرة نزل بغداد، وحدث بها عن عبد الله بن داود الخريبي، وزياد بن سهل الحارثي، وعبد الملك بن قريب الاصمعي، والحكم بن مروان الضرير وغيرهم.
روى عنه عبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي، ومحمد بن مخلد وغيرهم.
وأبو إسحاق إبراهيم بن فهد بن حكيم بن ماهان الساجي البصري من أهل البصرة.
ولما سمعت جزءا من حديثه بالبصرة عن شيخنا أبي محمد جابر بن محمد الانصاري الحافظ قال لي: إبراهيم بن فهد كان يقال له: رئيس المحدثين، سمع قيس بن حفص الدارمي، ومحمد ابن عباد الهنائي وغيرهما.
روى عنه أبو الحسين أحمد بن عبد الله بن أحمد بن دليل المعدل، وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن إسحاق بن حاتم البصري وغيرهم، وكان قدم أصبهان، وحدث بها، وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
الساحلي: بفتح السين وكسر الحاء المهملتين بينهما الالف، وفي آخرها اللام: هذه النسبة إلى الساحل، وهي بلاد ومواضع على أطراف البحار، نسب جماعة إليها منهم: صالح بن بيان الثقفي، ويقال: العبدي، ويعرف بالساحلي من أهل الانبار، ولي قضاء سيراف، وإنما قيل له: الساحلي لانه ولي القضاء بسيراف، وهي على طرف البحر،
أو لانه من أهل الانبار، وهي على طرف الفرات، والاول أشبه.
والساحلي هذا حدث عن شعبة، وسفيان الثوري، وفرات بن السائب، وعبد الرحمن المسعودي، روى عنه الفضل بن سخيت، ومحمد بن خلف الحداد، وأحمد بن مطهر العبدي، ومحمد بن أبي سمينة التمار وإسحاق بن أبي إسحاق الصفار، وكان ضعيفا يروي المناكير عن الشيوخ الثقات.
وقال البرقاني: رأيت بخط الدارقطني: صالح بن بيان متروك.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن.
الصوري الحافظ الساحلي كان إذا روى أبو بكر أحمد بن علي الخطيب عنه الحديث قال في بعض الاوقات: أنا محمد بن أبي الحسن الساحلي لانه من صور، وهي بلدة على ساحل بحر الروم، كان حافظا فاضلا عالما مكثرا من(3/196)
لحديث، رحل إلى ديار مصر وأطراف الشام، وورد العراق، وسكن بغداد إلى حين وفاته.
الساربان: بفتح السين المهملة والراء والباء الموحدة بين الالفين، وفي آخرها النون.
هذا الاسم لمن يحفظ الجمال ويراعيها، واشتهر بهذه الحرفة: أبو الحسن علي بن أيوب بن الحسين بن أيوب أستاذ القمي المعروف بابن الساربان الكاتب من أهل شيراز، سكن بغداد.
وكان رافضيا غاليا، سمع علي بن هارون القرميسيني وأبا سعيد السيرافي وأبا بكر بن الجراح الخزاز، وأبا عبيدالله المرزباني، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في " التاريخ "، وقال: أبو الحسن القمي الكاتب المعروف بابن الساربان، كتبنا عنه، ولم يكن له كتاب، وإنما وجدنا سماعه في كتاب غيره، وحدثنا من حفظه عن أبي عمر بن حيويه وأبي بكر بن شاذان، وذكر لنا أنه سمع من المتنبي ديوان شعره سوى القصائد الشيرازيات فقرأت عليه جميع الديوان، وكان رافضيا، وكان يذكر أن مولده بشيراز في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ومات ببغداد في سنة ثلاثين وأربعمائة.
الساركوني: بفتح السين المهملة والراء بعد الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ساركون، وهي قرية من سواد بخارى، والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر محمد بن إسحاق بن حاتم الساركوني.
يروي عن أبي بكر محمد بن أحمد بن خنب.
روى عنه أبو عبيد بن مالك الخنامتي ببخارى.
الساري: بفتح السين المهملة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى سارية، وهي بلدة من بلاد مازندران، أقمت بها عشرة أيام، وكنت أظن أن النسبة إليها السروي حتى رأيت في گتاب " الاكمال " لابن ماكولا: الساري جماعة من طبرستان.
الساسجردي: بالالف بين السينين المهملتين وكسر الجيم وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى ساسجرد، وهي قرية من قرى مرو على أربعة فراسخ منها على طرف الرمل، دخلتها غير مرة لزيارة محمود بن والان الساسجردي، منها: بسام بن أبي بسام الساسجردي كان سمع كتب ابن المبارك، ولقي أبا حمزة محمد بن ميمون السكري، ونوح بن أبي مريم، وكان من العرب، أدركه علي بن الحسن بن شقيق، وروى عنه إبراهيم بن طهمان، والفضل بن موسى السيناني.(3/197)
ومحمود بن والان الساسجردي، كان من مشاهير الائمة والعلماء، قال أبو زرعة السنجي: محمود بن والان من قرية ساسجرد مات سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وابنه حامد بن محمود بن والان الساسجردي من هذه القرية، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو عبد الله عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي مسعود الساسجردي سمع علي بن الحسين بن شقيق وعبدان بن عبد الله بن عثمان.
الساسياني: بالالف بين السينين المهملتين الثانية منهما مكسورة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى محلة بمرو خارجة عنها عند المصلى يقال لها: سكة ساسيان، منها: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أبي بكر بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد الناقدي الساسياني الحزامي، شيخ صالح سديد راغب في الخير.
سمع أبا الخير محمد بن أبي عمران موسى بن عبد الله الصفار، قرأت عليه جميع كتاب الصحيح للامام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة، ووفاته في سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وخمسمائة.
الساغرجي: بفتح السين المهملة، والغين المعجمة، وسكون الراء، وفي أخرها الجيم، وقد يقال بالصاد بدل السين، وسنذكره في الصاد أيضا، لانه يقال لها: ساغرج، وصاغرج، وهي قرية من قرى السغد على خمسة فراسخ من سمرقند، وهي من نواحي إشتيخن، منها: أبو النضر محمد بن حاتم بن سعيد الساغرجي السغدي، يروي عن أبيه، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم المستملي.
ويعلى بن أنس بن ماجد الساغرجي، ذكره أبو سعد الادريسي، وقال: كان صديقي، وكان يسمع معنا من أبي جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن الفرغاني، وسمع أبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، روى عنه محمد بن عبد الله المستملي.
وأبو نصر أحمد بن الفرج بن عبد العزيز بن أبي الهيثم الساغرجي، فقيه فاضل صالح، رزق أولادا علماء، حدث عن يوسف بن صالح الخطيب وغيره.
روى عنه ابنه، وتوفي(3/198)
بسمرقند في شهر ربيع الاول سنة أربع وعشرين وخمسمائة ودفن بجاكر ديزه.
وابنه أبو المحامد محمود بن أحمد بن الفرج الساغرجي صار شيخ الاسلام بسمرقند، وكان فاضلا مفتيا مصيبا، عارفا بالمتفق والمختلف، كثير العبادة، تفقه على البرهان ببخارى، وسمع الحديث منه ومن جماعة ببخارى وسمرقند مثل أبي المعين مكحول بن
محمد النسفي ومحمد بن أبي بكر العتابي وغيرهما، سمعت منه الكثير بسمرقند مثل كتاب " تنبيه الغافلين " لابي الليث السمرقندي بروايته عن الخطيب التنوخي عن حفيد الترمذي عنه، وكان بيني وبينه أنس شديد وألفة ومودة لا إلى غاية، وكانت ولادته في جمادى الآخرة سنة ثمانين وأربعمائة.
ويوسف بن صالح بن محمد بن عبيدالله الساغرجي الخطيب، ويروي عن أبي الحسن علي بن أحمد السنكباثي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد النسفي وتوفي بسمرقند، ودفن في مقبرة الامام الفراء.
وأبو يعقوب يوسف بن بختيار بن محمد الساغرجي كان يسكن في سكة صالح، برأس قنطرة غانفر من سمرقند، ويدرس في مدرسة سكة حائط حيان، توفي ليلة الجمعة الثالث من شهر صفر سنة اثنتين وخمسمائة، ودفن بمقبرة رأس قنطرة غانفر.
السافردري: بفتح السين المهملة والفاء بينهما الالف وسكون الراء والدال المهملة المفتوحة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى سافردر، وهي قرية من نواحي جيحون قريبة من آمل على طريق خوارزم، منها: أبو بكر محمد بن داود بن عصام بن سلام السافردي، يروي عن محمد بن أبي إلياس.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان الغنجار الحافظ.
السافري: بفتح السين المهلمة وكسر الفاء بينهما الالف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى سافري، وهو اسم، وليس بنسبة، وهو أبو سليمان أيوب بن إسحاق بن إبراهيم بن سافري البغدادي نزيل الرملة.
يروي عن يعلى بن منصور الرازي، وأبي الجواب الانصاري، وأبي حذيفة موسى بن مسعود، وزكريا بن عدي، وموسى بن داود، وخالد بن مخلد، ومعاوية بن عمرو، وغيرهم.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبنا عنه بالرملة، وذكرته لابي فعرفه، وكان صدوقا.(3/199)
الساكبد يازوي: بفتح السين المهملة والكاف والباء الموحدة والياء آخر الحروف والزاي بينهما ألفان ساكنتان ودال مهملة ساكنة وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى ساكبدياز، وهي قرية من قرى نسف، منها ; الفقيه الاديب محمد بن عطاء النسفي الساكبد يازوي، كان يؤدب بقرية خاخسر من قرى درغم، سمع أبا رجاء قتيبة بن محمد العثماني النسفي وتوفي ب " نسف " في شهر ربيع الاول سنة أثنتين وثمانين وأربعمائة.
السالحيني: بفتح السين واللام وكسر الحاء، ويقال لها: سيلحين أيضا، وسأعيد ذكرها.
هذه قرية قديمة على طريق الانبار، قريبة من تل عقرقوف أقمت بها يوما في توجهي إلى الانبار في النوبة الثانية، منها: أبو زكريا يحيى بن إسحاق السالحيني البجلي.
يروي عن الليث بن سعد، وابن لهيعة، ويحيى بن أيوب.
روى عنه أحمد بن حنبل وأهل العراق، مات ببغداد في شعبان سنة عشر ومائتين.
السالمي: بفتح السين المهملة.
وهذه النسبة إلى ثلاثة، إلى سالم بن عوف، منهم: كعب بن عجرة السالمي أبو محمد، له صحبة.
وعبد الله بن خيثمة السالمي الخزرجي، له صحبة أيضا.
وجماعة ينتسبون إلى مذهب الحسن بن محمد بن أحمد بن سالم في الاصول، وإلى مذهب ابنه أبي عبد الله في التصوف، وأكثر ما يكون بالبصرة وسوادها، منهم فقهاء ومحدثون ينسبون إليه.
وأما أبو أحمد أحمد بن محمد بن سالم بن علي بن عبد الله بن سيار السالمي من أهل
نيسابور، سمع إسحاق بن راهوية، وعمرو بن زرارة وغيرهما.
روى عنه أبو حامد الشرقي الحافظ وجماعة، وهو ينسب إلى جده سالم.
الساماني: بفتح السين المهملة.
هذه النسبة إلى جماعة من ملوك سامان، والمشهور منهم: الامير الماضي العالم العادل الناصح للرعية أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن أسد بن(3/200)
سامان بن جبا بن نيار، مولى أمير المؤمنين، ومن ينسب إليه وإلى أقربائه وأولاده من مواليه وأتباعه يقال لهم: السامانية، كتب الحديث وقصصه في الغزو والعدل وحرمة أهل العلم وتقريبهم مشهورة معروفة، ومات إسماعيل ببخارى في صفر سنة خمس وتسعين ومائتين.
ووالده الامير أحمد بن أسد بن سامان بن جبا بن نيار بن نوشرد بن طمغاث بن بهرام جوبين الساماني.
يروي عن سفيان بن عيينة وإسماعيل بن علية، ويزيد بن هارون، ومنصور بن عمار.
روى عنه ابنه الامير إسماعيل ومات بفرغانة في شوال سنة خمس ومائتين.
وابنه أبو يعقوب إسحاق بن أحمد الساماني، كان على مظالم بخارى، حدث عن أبيه، وعبد الله بن عبد الرحمن.
روى عنه صالح بن أبي رميح وعبد الله بن يحيى بن موسى القاضي توفي بقندوز بخارى محبوسا لتسع بقين من صفر سنة إحدى وثلاثمائة.
وأخوه الآخر أبو الحسن نصر بن أحمد بن أسد بن نوح الساماني، كذا قاله الحاكم أبو عبد الله الحافظ: أخو الامير إسماعيل، سمع أباه، وسالم بن غالب السمرقندي، وأبا عبد الله محمد بن نصر المروزي، روى عنه سهل بن شادويه، ومات نصر لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين ومائتين، وقرابته وعشيرته فيهم كثرة وشهرة، قد ذكرت في هذه الورقة وفاة الامراء السامانية، ذكر أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ فيما ذكر عنه أبو العباس المستغفري أن فتح اسبيجاب كان على يد نوح بن أسد بن سامان في سنة خمس وعشرين ومائتين، ومات أبو محمد نوح في سنة سبع وعشرين ومائتين.
ومات أخوه أبو العباس يحيى بن أسد يوم الخميس لخمس بقين من ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين ومائتين.
ومات أبو الفضل الياس بن أسد ب " هراة " سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
ومات أبو نصر أحمد بن أسد والد الامير أبي إبراهيم إسماعيل بن أحمد بفرغانة في سنة خمسين ومائتين.
ومات أبو الحسن نصر بن أحمد بن أسد أخو إسماعيل بن أحمد ليلة الاثنين بعد المغرب، ودفن يوم الاثنين لسبع بقين من جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين ومائتين.
ومات أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد في صفر سنة خمس وتسعين ومائتين وكانت ولادته بفرغانة في شوال سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وقتل أبو نصر أحمد بن إسماعيل الشهيد، قتله غلمانه ب " فربر " على شط جيحون ليلة(3/201)
الاحد لسبع بقين من جمادى الآخرة، سنة إحدى وثلاثمائة.
ومات أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن أسد ليلة الخميس لثلاث بقين من رجب سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
وكانت ولايته ثلاثين سنة وشهرا وأربعة أيام.
ومات أبو محمد نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد يوم الاثنين لخمس بقين من ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
ومات أبو الفوارس عبد الملك بن نوح بن نصر يوم الاربعاء لاربع خلون من شوال سنة خمسين وثلاثمائة.
ومات أبو صالح منصور بن نوح في شوال سنة خمس وستين وثلاثمائة قاله المستغفري.
قلت: ومات أبو القاسم نوح بن منصور بن نوح في العشر الاوائل من رجب وصلي عليه بالسهلة يوم الخميس لثمان خلون من رجب سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وكانت ولايته إحدى وعشرين سنة وتسعة أشهر إلا أياما، وبويع لابنه أبي الحارث منصور بن نوح على كور ما وراء
النهر في ذي القعدة وخطب له بنسف يوم الجمعة في العشر الاوسط من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
السامري: بفتح السين المشددة والميم والراء المشددة أيضا.
هذه النسبة إلى بلدة على الدجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا يقال لها: سر من رأى، فخففها الناس وقالوا: سامرة، وبها السرداب المعروف في جامعها الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخرج منه، وقد ينسبون إليها بالسرمري أيضا.
وقيل: إنها مدينة بناها سام، فقيل بالفارسية: سام را، أي هي لسام.
وقيل: بل هو موضع وضع عليه الخراج فقالوا بالفارسية: ساامرة (1)، أي: هي موضع الحساب، وخربت هذه البلدة، ثم بناها المعتصم لما ضاقت بغداد عن عسكره، وكان إذا ركب يموت جماعة من الصبيان والعميان والضعفاء لازدحام الخيل وضغطتها ووطئها، فاجتمع أهل الخير على باب المعتصم وقالوا: إما أن تخرج من بغداد فإن الناس قد تأذوا بعسكرك أو نحاربك، فقال: كيف تحاربوني ؟ فقالوا: نحاربك بسهام السحر، يعنون الدعاء، فقال المعتصم: لا طاقة لي بذلك، وخرج من بغداد وبني سر من رأى وسكنها، وكان الخلفاء بعده يسكنونها إلى أن انتقلوا بعد ذلك إلى بغداد،
__________
(1) في " المعرب " للجواليقي: سه مرة.
[ * ](3/202)
والساعة قد خرب أكثرها، ولم يبق بها إلا جمع يسير.
منها أبو العباس محمد بن أحمد بن هارون الدقاق السامري، حدث عن ابن عبد الله المخرمي، وعباس بن عبد الله الترقفي.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن يوسف السامري القاضي، سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وعمر بن إبراهيم الدعاء، وحمزة بن القاسم الهاشمي.
روى عنه ابن ابنته أبو الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي وغيره وكان ثقة، وكان ابن النرسي
يقول: كان عند جدي عن إبراهيم بن عبد الصمد عن أبي مصعب عن مالك قطعة كبيرة من " الموطأ " قال: ما رأيت جدي مفطرا بنهار قط، ومات في سنة اثنتين وأربعمائة بسامرا، قال أبو القاسم اللالكائي: وكان رجلا صدوقا صالحا.
السامي: هذه النسبة إلى سامة بن لؤي بن غالب، والمشهور بها: أبو عمرو عرعرة بن البرند بن النعمان بن علجة بن الافقع بن كرمان بن الحارث بن حارثة بن مالك بن سعد بن عبيدة بن سامة بن الحارث بن لؤي بن غالب، ويقال: عتبة بن الحارث بن سامة بن لؤي بن غالب الناجي السامي من أهل البصرة.
يروي عن روح بن القاسم وشعبة بن الحجاج.
روى عنه علي بن عبد الله بن المديني وأهل العراق.
وولده وولد ولده أيضا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي من أهل البصرة، كان ثقة معروفا بالطلب حافظا.
يروي عن معاذ بن معاذ روى عنه الحسن بن سفيان وأبو يعلى الموصلي، ومات في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو إسحاق إبراهيم بن الحجاج السامي من أهل البصرة.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من ولد سامة بن لؤي.
يروي عن الحمادين.
روى عنه الحسن وأبو يعلى أيضا مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وعلي بن الحسن السامي يروي عن الثوري المناكير.
وعمر بن موسى السامي عم محمد بن يونس الكديمي.
يروي عن حماد بن سلمة.
ومحمد بن عبد الرحمن السامي الهروي يروي عن خالد بن هياج: ويحيى بن حجر بن النعمان السامي.
يروي عنه أبو صالح القاسم بن الليث.
وأبو لبيد محمد بن إدريس السامي من أهل سرخس.
روى عن سويد بن سعيد(3/203)
الحدثاني وأهل العراق، روى عنه أبو علي زاهر بن أحمد الفقيه وغيره، سمعت أربعة أجزاء من حديثه بعلو عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور.
وأبو سلمة عباد بن منصور السامي الناجي قاضي البصرة يروي عن أيوب السختياني.
وأبو هلال محمد بن سليم الراسبي السامي، بصري، ذكرناه في الراسبي.
وأبو المتوكل علي بن داود السامي الناجي.
وأبو بكر محمد بن علي بن العباس بن سام السامي، نسب إلى جده الاعلى، حدث عن محمد بن سعد العوفي وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي.
روى عنه أحمد بن الفرج بن الحجاج، وتوفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
السانجني: بفتح السين المهملة وسكون النون وفتح الجيم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سانجن، وهي قرية من قرى نسف، منها: الامام المشهور أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش بن يزيد بن توشبيب السانجني النسفي إمام أهل نسف وقاضيها بعد طفيل بن زيد أصله من قرية سانجن، كان إماما جليلا، عارفا بالفقه والحديث، عفيفا، صائنا، عني بجمع الاحاديث وتصنيفها، صنف كتاب التفسير، وكتاب المسند وغيرهما، وانتشرت رواياته، له رحلة إلى خراسان والعراق والحجاز والشام ومصر، لقي فيها الائمة، مثل أبي رجاء قتيبة بن سعيد البغلاني، وأبي الحسن علي بن محمد السعدي، وأبي الوليد هشام بن عمار الدمشقي، ومحمد بن مصفى الحمصي، وهناد بن السري، وأبي كريب محمد بن العلاء الكوفي، وأبي موسى محمد بن المثنى البصري، ولقي أحمد بن حنبل بعد المحنة، ولم يسمع منه لانه كان قد امتنع من الرواية، وحدث بكتاب " الجامع الصحيح " لمحمد بن إسماعيل البخاري عنه، وهو آخر من روى ذلك الكتاب عنه.
روى عنه جماعة كثيرة، منهم ابنه سعيد بن إبراهيم ومات عن خمس وثمانين سنة في ذي القعدة سنة خمس وتسعين ومائتين.
السانجي: بفتح السين المهملة وسكون النون بعد الالف، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى سان، وهي قرية بنواحي بلخ في حضيض الجبل، وبها المعدن النحاس، ويقال لها: سان وجهاريك، وهما قريتان، والمنتسب إليهما جماعة، منهم الفقيه
حسنون (1) السانجي المكنى بأبي زكريا كان من أصحاب أبي معاذ، وكانت له رحلة إلى
__________
(1) انظر اللباب 2 / 95.
[ * ](3/204)
العراق وإلى مصر، كتب فيها عن أبي محمد عبد الله بن وهب المصري، وذكروا أن إبراهيم بن يوسف إذا أشكل عليه شئ من الفتيا سأله، وكان قد كتب عن ابن وهب وغيره.
والحسن بن علي السانجي، وكان عابدا.
روى عن الحجاج الاعور وغيره.
روى عنه محمد بن علي البلخي.
السانقاني: بفتح السين المهملة وسكون النون وفتح القاف بين الالفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سانقان، وهي قرية من قرى مرو على خمسة فراسخ منها، ويقال لها: صانقان بالصاد أيضا، خرج منها جماعة من العلماء والصلحاء، منهم: أبو بشر الاشعث بن حسان السانقاني شيخ ثقة صدوق، روى عن عمه، روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني، وكانت وفاته بعد سنة ثلاثمائة.
وأبو حمزة السانقاني كان أديبا، شديدا على الجهمية، ذكرته في الصاد.
وأبو جعفر عمر بن عبد الله بن غالب الصانقاني كتب عن علي بن داود القنطري، خرج إلى الحج فقتل في الطريق.
السانوا جردي: بفتح السين وضم النون وفتح الواو وكسر الجيم بعدها الراء، وفي آخرها الدال المهملة (1).
هذه النسبة إلى سانواجرد، وهي إلى عدة قرى بهذا الاسم بمرو وسرخس.
وأما أبو النضر أحيد بن محمد بن إبراهيم السانوا جردي من سانواجرد كازه قرية بمرو على خمسة فراسخ منها، سمع أبا الحسين الكازجي، روى عنه الاستاذ إسماعيل بن عبد الله، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن شوكران السانوا جردي.
سمع زهير بن سالم،
وسليمان بن سعيد السنجي من سانواجرد مرو، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو محمد عبد الرحيم بن الحسن السانوا جردي من قرية سانواجرد مرو، له علم وصلاح، ذكره أبو زرعة السنجي.
__________
(1) ألف ثم جيم مكسورة وراء ودال مهملة والذي في " اللباب " لابن الاثير: السانوا جردي بفتح السين وضم النون وكسر الجيم، وفى آخرها دال مهملة.
[ * ](3/205)
الساوكاني: بفتح السين وسكون الواو بعد الالف وفتح الكاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ساوكان، وهي قرية من قرى خوارزم عند هزاراسب.
منها: أبو سعيد أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد الجلابي الساوكاني، كان إماما فاضلا، سديد السيرة، متواضعا، سكن خيوة، سمع أبا علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي، سمعت منه شيئا يسيرا بخيوة، وكانت ولادته بقرية ساوكان في شهر ربيع الاول سنة إحدى وسبعين وأربعمائة في العاشر منه.
الساوي: بفتح السين المهملة، وفي آخرها الواو بعد الالف.
ساوة: بلدة بين الري وهمذان، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن قديما وحديثا.
فمن القدماء: أبو أحمد محمد بن أمية بن آدم بن مسلم القرشي الاموي الساوي مولى عقبة بن أبي معيط، يروي عن وكيع، وسلمة بن الفضل، وعبد الله بن إدريس، وعثمان بن مخارق، والغنجار.
روى عنه الحسين بن عيسى البسطامي، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وأهل بلده، وقال أبو حاتم الرازي: هو صدوق.
دخلتها في انصرافي من العراق، وصليت بها الجمعة، وكتبت عن جماعة.
والقاضي أبو هاشم محمد بن محمد بن علي الساوي رفيقنا في سفر الحجاز، كتبت عنه بمدينة النبي صلى الله عليه وآله وبساوة.
روى لنا عن أبي عبد الله محمد بن أحمد
الكامخي الساوي عن أبيه، وتوفي سنة نيف وأربعين وخمسمائة.
وأبو يعقوب يوسف بن إسماعيل بن يوسف الساوي، كان شيخا صالحا راغبا في الحديث، صوفيا، نظيفا، سكن مرو، وسمع ببغداد أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، وبدمشق الحسن بن حبيب الدمشقي، وبالطرابلس خيثمة بن سليمان القرشي وطبقتهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ " فقال: أبو يعقوب الساوي، كان من الصالحين، أول ما التقينا ببغداد سنة إحدى وأربعين، ثم إنه ورد خراسان سنة ثلاث وأربعين وأقام بنيسابور مدة، ثم خرج إلى مرو، ولزم أبا العباس المحبوبي، وأكثر عنه، واختصه أبو العباس لصحبة ولده أبي محمد رفيقي بمرو على بابه إلى أن مات بها سنة ست وأربعين وثلاثمائة، سمع بالشام وببغداد،(3/206)
ودخل أصبهان، فسمع مسند أبي داود، وكان مع ذلك يختص بصحبة الصالحين من الصوفية.
ومحمد بن أحمد بن جعفر الساوي المقرئ، حدث بمكة عن محمد بن صالح بن علي الاشج.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وحدث عنه في معجم شيوخه.
الساهري: بفتح السين المهملة وكسر الهاء، وفي آخرها الراء.
هذه الكلمة صورتها صورة النسبة، ولكنها اسم القطامي الضبعي من ضبيعة بن نزار أحد ولد الساهري بن وهب بن جلى بن أحمس صاحب شراب، وكان أبوه من أصحاب خالد القسري (1).
السايح: بفتح السين المهملة وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى السياحة والتجوال في البلاد وكثرة الاسفار.
والمشهور بهذه النسبة: أبو جعفر السايح.
أحد الزهاد.
روى عنه جعفر بن أبي جعفر الرازي.
وأحمد بن إبراهيم السايح - حدث عن يحيى بن عبد الله البابلتي.
روى عنه يحيى بن عبد الباقي الآذني.
ومحمد بن إبراهيم السايح، حدث عن جعفر بن برقان.
روى عنه محمد بن منصور الطوسي.
وأحمد بن الحسن بن منصور السايح، حدث عن أبي قلابة الرقاشي.
روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
__________
(1) هو خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد القسري أبو القاسم (66 - 126 ه) كان واليا لبني أمية، وكان رجل سوء، وكان يقع في علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان يرمى بالزندقة.
[ * ](3/207)
باب السين والباء السباري: بكسر السين المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخره الراء.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى يقال لها: سبيري، ويقال: إسبيرى، بإلحاق الالف، ويقال: سباري أيضا، خرج منها الامام أبو محمد عبد الملك بن عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن محمد بن فضالة..السباري من أهل بخارى.
حدث بكتاب " تاريخ بخارى " عن مصنفه أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن كامل الغنجار الحافظ، وسمع أبا جعفر محمد بن عمرو بن الشعبي.
روى عنه أبو الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، وأبو الفضل محمد بن علي بن سعيد المطهري وغيرهما ولي عنهما إجازة.
السباعي: بكسر السين المهملة والباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى " بني سباع "، والمنتسب إليهم ولاء أبو سعيد نافع بن سرجس الحجازي.
قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى بني سباع.
يروي عن أبى واقد الليثي.
روى
عنه عبد الله بن عثمان بن خثيم.
والحارث مولى بني سباع.
يروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، روى عنه عبد الرحمن بن معاوية.
وأبو علي الحسن بن علي بن سباع بن النضر بن مسعدة بن بجير البكري السمرقندي، يعرف بابن أبي الحسن السباعي الانداقي، نسب إلى جده.
يروي عن أحمد بن هشام الاشتيخني، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وغيرهما، روى عنه نصر بن الفتح، وإبراهيم بن حمدويه السمرقندي.
السباك: بفتح السين المهملة والباء الموحدة المشددة بعدهما الالف، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة لمن يسبك الاشياء، واشتهر بها جماعة، منهم: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أحمد المستملي المعروف بابن السباك من أهل جرجان.
يروي عن أبي يعقوب البحري، وأبي حاجب الجهني، وأبي أحمد بن عدي الحافظ، وأبي بكر الاسماعيلي الامام، وغيرهم.
روى عنه جماعة.(3/208)
السباكي: بكسر السين وبعدها الباء ثاني الحروف، وفي آخرها الكاف بعد الالف هذه النسبة إلى السباكة، وهى بطن من يحصب ثم من حمير، هكذا ذكره البخاري في " تاريخه " منها: سعد بن الحكم السباكي من السباكة، سمع أبا أيوب، قاله يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرة.
وقال وهب بن جرير، عن أبيه عن ابن إسحاق: سعد بن الحكم في صلاة الوسطى.
السبئي: هذه النسبة - بفتح السين المهملة والباء المنقوطة من تحتها بنقطة واحدة وفتحها - إلى سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وهم رهط ينسبون إليه، عامتهم
مصريون، منهم أبو هبيرة عبد الله بن هبيرة بن أسعد بن كهلان السبئي.
يروي عن مسلمة بن مخلد، وأبي تميم الجيشاني.
روى عنه عبد الكريم بن الحارث وبكار بن نعيم، وغيرهما، مات سنة..وعشرين ومائة.
وعمارة بن شبيب السبئي.
روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي.
وحنش بن عبد الله الصنعاني السبئي.
وعبد الله بن وهب السبئي رئيس الخوارج، وظني أن ابن وهب هذا منسوب إلى عبد الله بن سبأ، فإنه من الرافضة، وجماعة منهم ينسبون إليه يقال لهم: السبئية، وعبد الله بن سبأ هو الذي قال لعلي رضي الله عنه: أنت الاله حتى نفاه إلى المدائن، وزعم أصحابه أن عليا رضي الله عنه في السحاب، وأن الرعد صوته، والبرق سوطه، وفي هذا قال قائلهم: ومن قوم إذا ذكروا عليا * * يصلون الصلاة على السحاب وأبو بشر بن جبلة بن سحيم الكوفي السبئي.
يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه مسعر وشعبة، مات في ولاية هشام بن عبد الملك حين ولي يوسف بن عمر على العراق، وهو الذي يقال له: جبلة بن صهيب، وجبلة بن زهير، والصحيح سحيم.
وفرج بن سعيد بن علقمة بن أبيض بن حمال السبئي من أهل اليمن.
يروي عن عمه ثابت بن سعيد.
روى عنه الحميدي عبد الله بن الزبير المكي.
وأبو سعيد سلمة بن سعيد بن منصور بن حنش السبئي.
روى عنه ابنه عبد الرحمن.
وأبو الربيع سليمان بن بكار بن سليمان بن أبي زينب السبئي مولى يلقب المنقار.
يروي(3/209)
عن ابن وهب.
روى عنه يحيى بن عثمان بن صالح وغيره، توفي سنة ست وعشرين ومائتين، وقد حدث يحيى بن عثمان عن ابنه محمد بن سليمان عن جده بكار بن سليمان عن الاوزاعي بحديث ولم أعلم له حديثا من جهة غيره.
وعبد الرحمن بن اسميفع بن وعلة السبئي.
يروي عن ابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم.
روى عنه مرثد بن عبد الله اليزني، وجعفر بن ربيعة، وزيد بن أسلم، وجماعة، وكان شريفا بمصر.
وعلقمة بن اسميفع السبئي أخوه.
يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما، روى عنه عبد الله بن هبيرة، قاله ابن يونس (1).
وأخوهما شرحبيل بن اسميفع السبئي.
يروي عن ابن شهاب.
روى عنه ابن لهيعة، وهزان بن سعيد.
وأبو المغيرة عبد الله بن المغيرة بن معيقيب السبئي.
يروي عن عبد الله بن الحارث بن جزء، عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
روى عنه محمد بن إسحاق ونافع بن يزيد وابن لهيعة، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وعبد الرحمن بن مالك السبئي قديم.
يروي عن عبد الله بن عمرو ومعاوية بن حديج، ومسلمة بن مخلد.
روى عنه أبو هانئ الخولاني، ولم يحدث عنه غيره بحديث واحد، قاله ابن يونس.
وعبد المؤمن بن عبد الله بن هبيرة السبئي، ولي إمرة برقة ليزيد.
يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري، روى عنه عقبة بن نافع المعافري، قاله ابن يونس.
وأبو هاشم عمرو بن بحري السبئي، يروي عن موسى بن وردان، روى عنه سعيد بن عفير، وزيد بن قشير، كان حيا في سنة ثمانين ومائة.
وعمار - ويقال: عمارة - بن شبيب السبئي، روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي، والحديث معلول، قاله ابن يونس.
__________
(1) هو عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي أبو سعيد (281 - 374 ه) مؤرخ محدث، نسبته إلى الصدف - قبيلة حميرية نزلت مصر - له تاريخان، أحدهما كبير في أخبار مصر ورحالها، والثاني صغير في ذكر الغرباء الواردين على مصر.
[ * ](3/210)
وأزهر بن عبد الله بن يزيد السبئي مصري، يكنى أبا عبد الله، حدث عنه أحمد بن يحيى بن وزير، توفي سنة خمس ومائتين، قال ابن يونس: لا أعرفه بغير هذا.
وأسد بن عبد الرحمن السبئي، أندلسي.
يروي عن مكحول والاوزاعي، ذكره الخشني في كتابه.
وأبو رشدين حنش بن عبد الله بن عمرو بن حنظلة بن فهد بن قنان بن ثعلبة بن عبد الله بن ثامر السبئي: هو حنش الصنعاني، يروي عن فضالة بن عبيد، وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
وقال أبو سعيد بن يونس: كان حنش السبئي أبورشدين مع علي بن أبي: طالب رضي الله عنه بالكوفة، وقدم مصر بعد قتل علي رضي الله عنه، وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت، حدث عنه الحارث بن سويد، وسلامان بن عامر، وعامر بن يحيى، وسيار بن عبد الرحمن، وأبو مرزوق مولى تجيب، وقيس بن الحجاج، وربيعة بن سليم وغيرهم، وتوفي بإفريقية سنة مائة.
وولده بمصر سلمة بن سعيد بن منصور بن حنش وقد تقدم ذكره.
السبتي: بفتح السين المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى السبت، وهو أول يوم من الاسبوع.
وسبتة مدينة من بلاد المغرب من بلاد العدوة على ساحل البحر، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن المتقن بن إبراهيم اللخمي السبتي.
حدث بالحجاز، كتب عنه رفيقنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأبو بكر عتيق بن عمران الربعي القاضي السبتي، قدم بغداد، وتفقه بها سنين كثيرة، وكان مشتغلا بالعلم وطلبه، وبرع في الفقه والادب، وكان ورعا خيرا دينا، أنفق عمره في طلب العلم، وخرج من بغداد سادرا إلى وطنه بالمغرب مع رفيق له اسمه عمار المقرئ، فأخذا بالاسكندرية، وقتلا ظلما من غير جرم، والله تعالى بكرمه يكافئ من ظلمهما،
ويرحمهما، حدث عتيق السبتي ببغداد بأحاديث يسيرة عن الحسن بن ابن محمد بن عمران الاشبيلي، كتب عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي.
السبحي: بضم السين المهلمة وفتح الباء المنقوطة من تحتها بواحدة وفي آخرها الحاء المهملة.(3/211)
هذه النسبة ظني أنها إلى السبحة، وهي الخرز المنظومة التي يسبحون بها ويعدونها عند الذكر، والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة: أبو العباس أحمد بن خلف بن محمد السبحي، وهو شيخ يروي عن أبيه خلف بن محمد، وزكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي، كتبت عنه، وأبو بكر محمد بن عقيل بن محمد المقدسي، وأبو منصور محمد الوليدي البخاري، وأبو سعد سعيد بن أحمد الاصبهاني وغيرهم، كتبت حديثه عن الاديب محمود بن علي النسفي.
وأبو بكر السبحي، شيخ حدث ببيت المقدس.
قال عبد الغني بن سعيد: كتبنا عنه ببيت المقدس.
ومحمد بن سعيد السبحي المقدسي، يروي عن ابن لهيعة ورديح بن عطية، وابن المبارك، والفضيل بن عياض، روى عنه عمر بن أحمد السني.
قال ابن أبي حاتم: روى عنه صفوان بن صالح، ولا أعلم روى عنه غير صفوان، فسألت أبي عنه، فقال: شيخ مجهول.
وأبو سعيد عبد الرحمن بن سلم السبحي.
يروي عن مؤمل بن إسماعيل، روى عنه أحمد بن محمد بن عبد الوارث المصري.
السبختي: بفتح السين المهملة، وضم الباء الموحدة والخاء المعجمة، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى سبخت، وهو اسم لجد أبي بكر محمد بن يوسف بن ديزويه بن سبخت
الدينوري السبختي من الدينور، ويعرف بسقلاب.
يروي عن أحمد بن محمد بن سليمان البرذعي.
حدث عنه عيسى بن أحمد بن زيد الدينوري، ومات في شعبان سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، هكذا ذكر أبو الفضل الفلكي في كتاب " الالقاب ".
السبخي بفتح السين المهملة والباء المنقوطة بواحدة من تحتها وكسر الخاء المنقوطة.
هذه النسبة إلى السبخة، وهي التراب المالح الذي لا ينبت فيه النبات، وقد تستعمل هذه النسبة في الدباغ، فإنه تستعمل السبخة في الجلود للدباغة.
والمشهور بهذه النسبة: أبو يعقوب فرقد بن يعقوب السبخي العابد من أهل أرمينية، وانتقل إلى البصرة وسكنها، ينسب إلى سبخة كان يأويها.
يروي عن الحسن، وسعيد بن جبير.
روى عنه(3/212)
العراقيون، مات قبل الطاعون، وكان ذلك قبل سنة إحدى وثلاثين ومائة، وكان فرقد حائكا من عباد أهل البصرة وقرائهم، وكان فيه غفلة ورداءة حفظ، فكان يهم فيما يروي، يرفع المراسيل وهو لا يعلم، ويسند الموقوف من حيث لا يفهم، فلما كثر ذلك منه وفحش مخالفته الثقات، بطل الاحتجاج به، وكان يحيى بن معين يمرض القول فيه، علما منه أنه لم يكن يتعمد ذلك، والذي كتبنا عنه ببخارى أبو عبد الله محمد، وأبو حفص عمر، ابنا أبي بكر ابن عثمان السبخي الصابونيان، وهذه النسبة إلى الدباغة بالسبخة على ما سمعت، سمعهما والدهما من أبي محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري، وأبي الحسن علي بن محمد بن الحسين الجذامي، والقاضي أبي اليسر محمد بن الحسين البزدوي وغيرهم.
كتبت عنهما أجزاء، وكانا من أهل الخير والصلاح والعفاف، يسكنان المدينة ببخارى.
السبدي: بضم السين وكسر الدال المهملتين بينهما الباء الموحدة المفتوحة.
هذه النسبة إلى السبد، وهو بطن من قيس.
قال أبو جعفر محمد بن حبيب ; وفي قيس سبد بن رزام بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان.
السبذموني: بضم السين أو فتحها وفتح الباء الموحدة وسكون الذال المعجمة وضم الميم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى على نصف فرسخ منها، والمشهور منها: أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن الخليل الكلاباذي الفقيه الحارثي السبذموني المعروف بالاستاذ، وقد ذكرته في الالف في الاستاذ، وكان شيخا مكثرا من الحديث، غير أنه كان ضعيفا في الرواية، غير موثوق به فيما ينقله.
رحل إلى خراسان والعراق والحجاز، وأدرك الشيوخ، وإنما قيل له: الاستاذ، لانه كان فقيه دار السلطان السعيد.
حدث عن أبي الموجه محمد بن الموجه ويحيى بن ساسويه المروزيين، ومحمد بن الفضل البلخي، والفضل بن محمد الشعراني، والحسين بن الفضل البلخي النيسابوريين، ومحمد بن يزيد الكلاباذي، وعبد الله بن واصل، وسهل بن المتوكل، وحمدويه بن الخطاب، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي، وموسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ وغيرهم.
روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن السري بن أبي حازم، وأبو بكر محمد بن عمر بن الجعابي، وأحمد بن محمد ين يعقوب الكاغدي، وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ الاصبهاني وجماعة سواهم.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، وقال: عبد الله الاستاذ(3/213)
صاحب عجائب ومناكير وغرائب وليس بموضع الحجة.
وقال أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي: عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي ضعيف.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: عبد الله الاستاذ صاحب عجائب وأفراد عن الثقات، سكتوا عنه، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين ومائتين، ومات في شوال سنة أربعين وثلاثمائة.
ومن القدماء: أبو صالح معروف بن منصور السبذموني، له رحلة إلى العراق والحجاز والشام.
يروي
عن سفيان بن عيينه، وبشر بن السري، ومروان بن معاوية الفزاري، وعبد الله بن الوليد وغيرهم.
روى عنه أبو حفص أحمد بن يونس بن الجنيد البخاري، وأبو بكر أحمد بن أسد بن عبد الله السبذموني.
يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص، وأسباط بن اليسع، وأحمد بن الليث وغيرهم.
روى عنه محمد بن يوسف بن ردام.
السبري: بفتح السين المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وقيل بضمها، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها: أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة السبري من أهل المدينة.
يروي عن هشام بن عروة، ولاه المنصور القضاء ببغداد، وكان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، لا يحل كتبة حديثه ولا الاحتجاج به بحال.
كان أحمد بن حنبل يكذبه، وروى صالح بن أحمد عن أبيه أنه قال: ابن أبي سبرة يضع الحديث.
وكان ابن جريج يحدث عن أبي بكر بن أبي سبرة.
قال الحجاج بن محمد: فكتبتها وذهبت إليه فعرضتها عليه، فقال: عندي سبعون ألف حديث في الحلال والحرام.
وقال يحيى بن معين: السبري ليس حديثه بشئ.
وقال غيره: هو مديني مات ببغداد.
وإبراهيم بن سبرة بن عبد الله بن الربيع بن سبرة السبري من أهل مصر، يروي عن عمه حرملة بن عبد العزيز.
روى عنه عثمان بن خرزاذ الانطاكي.
السبط: بكسر السين المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الطاء المهملة.
هذا الحرف عرف به أبو سعد المظفر بن الحسن بن..(3/214)
يعرف بالسبط، وإنما قيل له ذلك، لانه سبط أبي بكر أحمد بن علي بن لال
الهمذاني، سكن بغداد.
يروي عن جده لامه أبي بكر، وأبى الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس المكي، وأبي محمد الحسن بن عمر بن إبراهيم البزاز المصري وجماعة.
روى لنا عنه أبو القاسم السمرقندي بالاجازة عنه، وتوفي في حدود سنة ستين وأربعمائة.
وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن بن الذكواني، يعرف بالسبط، أحد الثقات المشهورين من أهل أصبهان، يروي عن أبي بكر بن مردويه الحافظ، وأبي عبد الله الجرجاني وغيرهما.
روى لنا عنه إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، وأبو سعد أحمد بن محمد بن أبي سعد البغدادي بمكة، وجماعة كثيرة، وتوفي سنة نيف وثمانين وأربعمائة.
وعامر بن السبط من القدماء.
روى عنه إبراهيم بن هاشم الطائي الكوفي، كذلك قيده الخطيب، قاله ابن ماكولا.
السبعي: بضم السين المهملة وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى أشياء.
فأما أبو علي بكر بن أبي بكر محمد بن أبي سهل النيسابوري السبعي الصوفي من أهل نيسابور، ورد بغداد وحدث بها بجزء من فوائد الفقيه أبي عثمان سهل بن الحسين النيسابوري سنة خمس وستين وأربعمائة.
قال أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ: قرأت بخط أبي: سألت أبا علي بكر بن أبي بكر السبعي عن مولده، فقال: في سنة سبع وتسعين وثلاثمائة بنيسابور، وذكر أنه سمع من أبي بكر الحيري، وأبي سعيد الصيرفي ونظرائهما، قال أبي: وسألته: لم سميت السبعي ؟ فقال: جدة لنا أوصت بسبع مالها، فبها سميت السبعية.
وابنه عمر بن أبي علي السبعي سمع أباه، سمع منه شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ.
وأبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي المسجدي من أهل نيسابور، شيخ ثقة صالح، سمع أبا محمد الجويني، وأبا حفص بن مسرور، وعبد الغافر الفارسي، وأبا عبد الرحمن الشاذياخي، سمع منه جماعة من شيوخنا، وأدركته، وأحضرني والدي مجلسه(3/215)
بنيسابور وقرأ لي عليه أجزاء، وإنما قيل له: السبعي لان والده كان يقرأ كل يوم سبعا من القرآن بمسجد المطرز، ولمن يقرأ القرآن في هذا المسجد وقف يستحقه، وتوفي سنة نيف وعشرين وخمسمائة.
وابناه: أبو بكر أحمد بن سهل السبعي، يروي عن أبي بكر يعقوب بن أحمد الصيرفي، وأبي المعالي عبد الملك بن عبد الله الجويني وغيرهما، سمعت منه، وهو أول شيخ سمعت منه بنيسابور، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
وأخوه: أبو إسحاق إبراهيم بن سهل السبعي كان صالحا.
يروي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن المديني وطبقته، سمعت منه شيئا يسيرا بنيسابور.
وأما أبو علي الحسن بن علي بن وهب بن أبي مضر السبعي.
قال ابن ماكولا: شيخ صالح، سمعنا منه بدمشق عن أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن يحيى القطان.
قلت: ولا أدري هذا السبعي إلى أي شئ ينسب.
وأما علي بن محمد بن محمد بن جعفر السبعي.
حدث عن أبي العباس محمد بن يعقوب الاصم.
وكانت لهم جدة أوقفت عليهم سبع عقارها، فعرفوا بذلك.
وأما طلحة السبعي دمشقي، حدث ببغداد، فكان صوفيا، وبها توفي.
قال ابن الفضل المقدسي: وبها توفي، وقد رأيته، ولم أسمع منه شيئا، وهو منسوب إلى قراءة السبع بمسجد دمشق.
السبعي: بفتح السين المهملة وسكون الباء الموحدة والعين المهلمة في آخرها.
هذه النسبة إلى السبعية وهم طائفة من الفرق، وهم يقولون إن الاشياء العلوية
والسفلية كلها سبعة، وعدوا فقالو: السموات سبع، والارضون سبع، والكواكب سبعة، والاقاليم سبعة، والبحار سبعة، والجزائر سبع، والالوان سبعة، والطعوم سبعة، والايام سبعة، والاعضاء الظاهرة للآدمي سبعة، والاعضاء الباطنة سبعة.
وتركيب الادمي من سبعة: من المخ، والعظم، واللحم، والدم، والعرق، والجلد، والشعر.
ومنافذ رأسه سبعة، والطواف سبعة، والجمار سبعة، وطول الآدمي سبعة أشبار، وعرضه سبعة أشبار، والاشبار سبعة عقود، والمثاني سبع، وركب الادمي من أربع عقود، وللاربعة ثلاثة فواص، ولا إله إلا الله، سبع مقاطع وفواصل، ولا إله إلا الله محمد رسول(3/216)
الله سبع كلمات، وبسم الله سبعة حروف، وتكبيرات العيد سبعة، والانبياء سبعة: آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد عليهم السلام والقائم (1).
والاوصياء سبعة: شيث، وسام، وإسماعيل، ويوشع، وشمعون، وعلي، والقائم (2).
وأئمة الخلفاء سبعة: علي المرتضى، والحسن المجتبى، والحسين شهيد كربلاء، وعلي زين العابدين، ومحمد بن علي باقر العلوم، وجعفر الصادق، وموسى الكاظم.
والاعداد التامة سبعة، ولهذا إذا ضم إليها الثامن يلحق فيه الواو.
قال الله تعالى: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب، ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم) (الكهف: 22) ألحق الواو في الثامن.
وقال عز من قائل في أبواب جهنم: (فتحت أبوابها) (الزمر: 71) بلا واو، وفي أبواب الجنة (وفتحت أبوابها) (الزمر: 73).
وقال جل جلاله.
(التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر) (التوبة: 112) ألحق الواو في الناهين.
وقال تعالي: (أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا) (التحريم: 5) عد سبعة، وألحق الواو في (أبكارا).
وقال عزوجل: (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما) (الحاقة: 7).
والعرب تقول لهذه الواو: واو الثمانية، ويعدون من هذه الاشياء، ويبنون على مذهبهم أن الائمة سبعة على ما ذكرنا.
السبيذغكي: بضم السين المهملة، والباء الموحدة المسكورة، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، ثم الذال المعجمة والغين المعجمة المضمومة وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى سبيذغك وهي قرية من قرى بخارى، منها محمد بن حاتم بن سنباذ السبيذغكي.
يروي عن ابن وهب ومحمد بن مزاحم، وخاقان، وأحمد بن حفص وغيرهم،
__________
(1) هو القائم الفاطمي محمد بن عبيد الله القاسم ابن العبيدي الفاطمي (278 - 334 ه) ثاني ملوك الدولة الفاطمية العبيدية، عدوه نبيا، وذلك باطل من القول، والله عزوجل قال في كتابه: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) (الاحزاب: 40) ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديثه: " وختم بي النبيون " رواه مسلم والترمذي وابن ماجة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
فلا نبي بعده ولا رسول.
(2) وذلك باطل من القول أيضا.
[ * ](3/217)
وكان من أهل السنة.
روى عنه سهل بن شاذويه.
السبيعي: بفتح السين المهملة وكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى سبيع، وهو بطن من همدان، وهو سبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان وقيل: هو سبيع بن سبع بن معاوية بن كثير بن مالك بن حاشد بن حيلوان بن نوف بن همدان، قاله أحمد بن الحباب النسابة، وبالكوفة محلة معروفة يقال لها: السبيع لنزول هذه القبيلة بها، ومسجد أبي إسحاق في المحلة معروف كنت أقيم فيه إذا دخلت الكوفة، والمشهور من العلماء
المنسوبين إلى هذه المحلة: أبو إسحاق السبيعي، ومسجده باق إلى الساعة.
وشيخنا السيد أبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة الحسيني كان إمام هذا المسجد، وكنت أقيم فيه إذا دخلت الكوفة لاقرأ على الشريف.
ويونس بن أبي إسحاق السبيعي، كنيته أبو إسرائيل.
يروي عن أبيه.
روى عنه المحدث عيسى بن يونس، وقراد.
مات سنة تسع وخمسمائة.
وعيسى بن يونس المحدث المشهور أخو إسرائيل، وقد حدثا بالكثير.
وابن عيسى عمرو، روى عنه جماعة من أهل الجزيرة وجماعة من شيوخنا بالكوفة كانوا يسكنون السبيع فنسبوا إليها.
ويوسف بن أبي إسحاق السبيعي قائد أبيه (1) وكان أحفظ ولد أبي إسحاق، مستقيم الحديث على قتله.
يروي عن أبيه.
روى عنه ابنه إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق.
وأما أبو إسحاق السبيعي، فاسمه عمرو بن عبد الله بن علي بن أحمد بن ذي يحمد بن السبيع بن سبيع بن صعب بن معاوية بن كثير بن جشم بن حاشد السبيعي الهمداني، مولده سنة تسع وعشرين في خلافة عثمان رضي الله عنه، رأى عليا، وأسامة بن زيد، وابن عباس، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وأبا جحيفة، وابن أبي أوفى، رضي الله عنهم.
روى عنه الاعمش، ومنصور، والثوري، مات سنة سبع وعشرين ومائة يوم ظفر الضحاك بن
__________
(1) يريد بأبيه جده أبا إسحاق السبيعي، وفي " الجروح والتعديل " 4 / 2 / 218 لابن أبي حاتم: كان قائد جده يقوده.
[ * ](3/218)
قيس بالكوفة، وكان الشعبي أكبر منه بسنتين.
وأبو علي الحسن بن عثمان بن الفضيل بن يزيد بن حسان بن عمرو السبيعي القاضي البخاري، كان مولده بإفريقية، ومنشؤه بالعراق، روى عنه ابن ابنه أبو زكريا يحيى بن إسماعيل بن الحسن، ويعقوب بن إبراهيم بن أبي خيران، مات ببخارى سنة تسع وعشرين
ومائتين.
وأبو يوسف إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق: عمرو بن عبد الله الهمداني كوفي، سمع أبا إسحاق، وسماك بن حرب، ومنصور بن المعتمر، وإبراهيم بن المهاجر، والاعمش.
روى عنه إسماعيل بن جعفر، ووكيع، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبيد الله بن موسى، وأبو نعيم مات سنة اثنتين وستين ومائة.
وقال يعقوب بن شيبة: إسرائيل بن يونس صالح الحديث، وفي حديثه لين، وقال في موضع آخر: إسرائيل ثقة صدوق، وليس بالقوي في الحديث، ولا بالساقط، وكان يقول: أحفظ حديث أبي إسحاق كما أحفظ السورة من القرآن.
وكان أبو حاتم الرازي يقول: إسرائيل ثقة متقن من أتقن أصحاب أبي إسحاق.
وأبو عمرو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي الكوفي الهمداني أخو إسرائيل، رأى جده أبا إسحاق، إلا أنه لم يسمع منه شيئا، وسمع إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، وعبيد الله بن عمرو، وسليمان الاعمش، والاوزاعي، وعوفا الاعرابي، وشعبة، ومالك بن أنس، وغيرهم.
روى عنه أبوه يونس، وإسماعيل بن عياش، والقعنبي، وداود بن عمرو الضبي، وأحمد بن جناب [ المصيصي ]، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر بن أبي شيبة، ويعقوب الدورقي، والحسن بن عرفة، وكان عيسى قد انتقل عن الكوفة إلى بعض ثغور الشام فسكنها، وكان زاهدا، ورعا، مأمونا، ثقة، صدوقا، ولما دخل على ابن عيينة قال: مرحبا بالفقيه ابن الفقيه ابن الفقيه، ومات بالحدث في أول سنة إحدى وتسعين ومائة في خلافه هارون.
السبني: بفتح السين المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة [ إلى سبن ] (1)، والمشهور بهذه النسبة:
__________
(1) بلدة ببغداد، منها الثياب السبنية، وهي أزر سود للنساء.
[ * ](3/219)
أحمد بن إسماعيل السبني.
يروي عن زيد بن الحباب.
روى عنه عبد الله بن إسحاق
المدائني: وأبو جعفر السبني، قال: سمعت محمد بن عثمان بن أبي شيبة يسأل يحيى بن معين عن مسائل.
السبيري: بفتح السين المهملة بعدها باء منقوطة بواحدة (1) ثم ياء منقوطة باثنتين من تحتها، وفي أخرها الراء.
هذه النسبة إلى قرية من سواد بخارى يقال لها: سبيري، وقد ذكرته في ترجمة السباري قبل هذه الترجمة، وهما قرية واحدة، والمشهور بهذه النسبة: أبو حفص عمر بن حفص بن عمر بن عثمان بن عمر بن الحسن بن عثمان الهمداني، قال ابن ماكولا: هو من قرية سبيري من سواد بخارى.
يروي عن علي بن حجر، ويوسف بن عيسى، ومحمد بن حميد الرازي، وسلمة بن شبيب، ومحمد بن علي بن الحسن بن شقيق.
روى عنه محمد بن صابر، وهو يعرف أيضا بالرباطي، توفي غرة صفر سنة أربع وتسعين ومائتين.
وأبو سعيد بحماك السبيري.
يروي عن مروان بن معاوية الفزاري.
روى عنه أبو صفوان إسحاق بن أحمد السلمي.
السبني: بكسر السين المهملة والباء المجزومة المنقوطة من تحتها بنقطة واحدة وبعدها ياءان منقوطتان من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى قريه من قرى الرملة يقال لها: سبنة، والمنتسب إليها أبو طالب السبني.
يروي عن أحمد بن عبد العزيز الواسطي الرملي نسخة عن القاسم بن غصن.
السبيلي: بضم السين المهملة والباء الموحدة المفتوحة، والياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى سبيلة، وهو بطن من قضاعة.
قال ابن الكلبي في نسب قضاعة: ومن بني سبيلة ابن الهون بن وعلة بن عبد الله بن الحارث بن بلغ بن هبيرة بن سبيلة الشاعر جاهلي
فارس، وهو الذي قتل الحارث بن عبد المدان.
__________
(1) انظر اللباب 2 / 101.
[ * ](3/220)
باب السين والتاء الستري: بكسر السين المهملة، وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة لمن يحمل أستار الكعبة إليها، واشتهر بها: أبو المسك عنبر بن عبد الله النجمى الحبشي الستري، ويكنى أيضا أبا الحسن، وعرف بعنبر الستري لانه كان يحمل أستار الكعبة من بغداد إلى مكة، وكان عبدا صالحا كثير الخير، راغبا إلى فعل المعروف، سمع ببغداد أبا الخطاب نصر بن أحمد بن النضر القارئ، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وأبا الحسن علي بن محمد بن العلاف المقرئ وغيرهم، سمعت منه في الحجتين جميعا، وخرج له شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ السلامي الفوائد في جزءين وقرأت عليه بالحاجر وبمكة، وتوفي عشية يوم السبت وقت رحيل الحاج من الابطح، ودفن ليلة الاحد لخمس ليال بقين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة بمنزل يقال له: بئر علي بين الابطح ونخلة، وما اتفق لي الصلاة عليه لانه دفن ليلا، والله يرحمه.
الستوري: بضم السين المهملة، والتاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الستر، وجمعه الستور، وهذه النسبة إما إلى حفظ الستور والبوابية على ما جرت به عادة الملوك، أو حمل أستار الكعبة، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس بن الحسين بن محمد السامري الستوري، حدث عن الحسن بن عرفة، وأحمد بن الهيثم العسكري.
روى عنه أبو نصر أحمد بن محمد بن حسنون النرسي، والحسين بن عمر بن برهان
الغزال.
وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن نصر بن الفضل بن إدريس الستوري من أهل بغداد، حدث عن أبي علي الصفار، وأبي عمرو بن السماك، وأبي بكر بن سلمان النجاد، وجعفر بن محمد بن نصير الخالدي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبو بكر أحمد بن حمدويه الرزاز وغيرهما، ومات في شهر رمضان سنة خمس(3/221)
عشرة وأربعمائة.
الستيتي: بضم السين المهملة وبعدها تاء معجمة باثنتين من فوقها مفتوحة، وياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها، ثم تاء مثل الاولى مكسورة.
هذه النسبة إلى ستيت مولاة يزيد بن معاوية، والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة الستيتي من أهل دمشق يروي عن خيمثة بن سليمان الاطرابلسي.
روى عنه أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، مات في صفر سنة سبع عشرة وأربعمائة.
الستيفغني: بضم السين المهملة، وكسر التاء ثالث الحروف، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفتح الفاء، وسكون الغين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ستيفغنة، وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن عجيف بن خازم بن شاوجة المعلم الستيفغني.
يروي عن أبي طاهر أسباط بن اليسع، ويعقوب بن معبد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم البمجكثي المقرئ وغيرهم، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل البخاري الخيام، ومات في شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
الستيكني: بضم السين المهملة والتاء المكسورة ثالث الحروف بعدهما الياء آخر الحروف، والكاف المفتوحة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ستيكن، وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو الضحاك الفضل بن حسان الستيكني من أهل بخارى.
يروي عن أبي حفص أحمد بن حفص الكبير، ومحمد بن سلام، وعبد الله بن ناباج، وبجير بن النضر وغيرهم.
روى عنه أبو علي الحسن بن شاهويه الحذاء.(3/222)
باب السين والجيم السجاري: هذه النسبة بالسين المكسورة المهملة، والجيم والراء بعد الالف إلى سجار، وهي قرية من قرى النور، وهي على عشرين فرسخا من بخارى، ويقال لها: ججار بالجيمين، أولاهما مكسورة، والاخرى مفتوحة، والمشهور بالنسبة إليها أبو شعيب صالح بن محمد بن صالح السجاري، كان شيخا صالحا زاهدا فاضلا، رحل إلى خراسان والعراق والشام وديار مصر، سمع أبا القاسم عبد العزيز بن علي المصري، وهارون بن محمد العنزي، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم ميمون بن علي الميموني، وكانت وفاته في سنة أربع وأربعمائة ببخارى، وقبره بكلاباذ مشهور يزار.
السجزي: بكسر السين المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى سجستان.
قال ابن ماكولا: هذه النسبة على غير قياس، منهم: أبو العباس أحمد بن محمد بن الازهر بن حريث السجزي الازهري، سمع سعيد بن يعقوب الطالقاني، وعلي بن حجر، وخالد بن سليمان السجزي، ومحمد بن رافع، وبالحجاز والعراق.
روى عنه أبو بكر بن علي الحافظ، وعبد العزيز بن محمد بن مسلم، توفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
ومحمد بن إسحاق بن الاشعث السجزي نيسابوري، سمع محمد بن حميد، وسليمان بن أحمد القزاز الرازي، حدث عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم.
وأبو قبيصة سكين بن يزيد السجزي.
وزكريا بن يحيى السجزي خياط السنة.
وأبو يحيى سليمان بن عيسى بن يحيى السجزي يضع الحديث، روى عن سفيان الثوري، والليث بن سعد.
والامير ابن الامير أبو أحمد خلف بن أحمد بن محمد بن خلف بن الليث بن خلف بن الفرقد السجزي، وكان من أهل الفضل والعلم والسياسة والملك، وكان قد سمع الحديث، وحدث، وسمع بخراسان أبا عبيد الله محمد بن علي الماليني، وعلي بن بندار الصوفي،(3/223)
وأبا بكر محمد بن محمد بن إسماعيل المذكر، وبالعراق أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وابن أبي حصين الوادعي، وأبا القاسم الحسن بن محمد السكوني، وأبا علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، وبالحجاز أبا محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، وأبا الحسن أحمد بن محبوب الرملي، وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وقال: خلف بن أحمد بن الامير، من بيت ولاة خراسان وأوحد الامراء في إجلال العلم وأهله والاصطناع إلى كل من يرجع إلى نوع من العلم والفضل، ورد نيسابور سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، ونزل دار أبي منصور بن محبس، وجماعة أهل العلم يفدون إليه ويروحون، ولما دخل بغداد خرج له أبو الحسن علي بن عمر الحافظ الدارقطني الفوائد، وحدث بالعراق وخراسان، واجتمعنا ببخارى، وقرأت عليه انتقاء أبي الحسن الدارقطني، وحملنا أبو الفوارس النسفي إلى منزله حتى قرأت عليه الموطأ عن أبي عبيدالله البوشنجي عن يحيى بن بكير عن مالك، ثم قال: سمعت أبا سعيد الحسن بن أحمد بن زياد الرازي ببخارى يقول: ما ورد هذه الحضرة من الامراء والملوك أحسن رعاية وإيجابا لاهل العلم من أبي أحمد الامير خلف بن أحمد، قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد السلامي يقول ونحن ببخارى مع الامير أبي أحمد قال: رأيت أبا بكر الصديق رضي الله عنه في المنام كأنه يقول: قل
لخلف بن أحمد: لا يضق صدرك بانجلائك عن الملك والوطن، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المتكفل بردها إليك، وكانت ولادته للنصف من المحرم من سنة ست وعشرين وثلاثمائة، واستشهد في المحبس ببلاد الهند في رجب من سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.
والقاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبد الله بن عاصم السجزي، كان إماما فاضلا جليل القدر، رحل إلى العراق وخراسان والشام والحجاز، وأدرك الائمة والعلماء، وكتبت عنه، وصنف التصانيف، وناظر الخصوم، ونظم الشعر، وولي القضاء ببلدان شتى من وراء النهر، وولي المظالم أيضا.
سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، وببغداد أبا بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، وبمكة أبا جعفر محمد بن إبراهيم الدبيلي وطبقتهم.
روى عنه الحافظ أبو عبد الله بن البيع الحاكم، وأبو عبد الله الغنجار والوراق وغيرهما، وكانت ولادته في الثالث والعشرين من المحرم سنة إحدى(3/224)
وتسعين ومائتين بسجستان، ووفاته بفرغانة، وكان على المظالم بها في سلخ جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
السجستاني: بكسر السين المهملة والجيم، وسكون السين الاخرى بعدها تاء منقوطة بنقطتين من فوق.
هذه النسبة إلى سجستان، وهي إحدى البلاد المعروفة بكابل، كان بها ومنها جماعة كثيرة من العلماء والمحدثين.
وممن سكن البصرة من أهل سجستان:
أبو داود سليمان بن الاشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو بن عمران السجستاني صاحب كتاب " السنن " أحد أئمة الدنيا فقها وعلما وحفظا ونسكا وورعا وإتقانا، ممن جمع وصنف وذب عن السنن وقمع من خالفها وانتحل ضدها، وتوفي بالبصرة في شوال سنة خمس وسبعين ومائتين.
وابنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن الاشعث بن إسحاق بن بشير بن عمرو بن عمران الازدي السجستاني، وقتل عمران يوم صفين بين يدي أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، كان محدث العراق وابن إمامها في عصره، ورد خراسان بعد انصرافه من مصر، سمع ببغداد أحمد بن منيع، وبالبصرة محمد بن بشار، وبمصر أحمد بن صالح الطبري، وبالشام محمد بن عوف الحمصي، وبنيسابور محمد بن يحيى الذهلي، وبمرو أبا داود سليمان بن معبد السنجي وغيرهم، وأدرك جماعة كثيرة من شيوخ أبيه، وصار مقدم أصحاب الحديث ببغداد، وكان من أهل الفقه والعلم، والاتقان، وقيل: إنه لما ورد أصبهان حدث من حفظه بنيف وثلاثين ألف حديث، ما غلط فيها إلا في خمسة أحاديث.
روى عنه أبو علي الحسن بن علي النيسابوري، وعيسى بن علي الوزير، وجماعة آخرهم أبو بكر محمد بن عمرو بن زنبور الوراق، ومات ببغداد في ذي الحجة سنة ست عشرة وثلاثمائة وهو ابن ست وثمانين سنة وستة أشهر.
وابنه أبو أحمد عبد الاعلى بن أبي بكر بن أبي داود السجستاني، حدث عن أبيه عبد الله بن سلميان، كتب عنه أحمد بن عثمان السجستاني بن برصالا البلدي وغيره، وذكر الصوري الحافظ أنه عاش إلى سنة سبعين وثلاثمائة.(3/225)
وأبو حاتم سهل بن محمد السجستاني ممن سكن البصرة، يروي عن يزيد بن هارون، وأبي جابر الازدي، روى عنه أبو عروبة الحراني.
قال أبو حاتم بن حبان: هو الذي صنف القراءات.
وكان فيه دعابة، غير أني اعتبرت حديثه فرأيته مستقيم الحديث وإن كان فيه مالا
يتعرى منه أهل الادب.
ومن القدماء: أبو الهيثم عبيد الله بن عبد الله السجزي.
يروي عن أبي إسحاق السبيعي.
روى عنه ابنه حسين بن عبد الله بن حريث النجار بن الحسن بن عثمان وغيره.
وأبو مسعود: مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي الركاب، كان حافظا متقنا فاضلا، رحل إلى خراسان والجبال والعراقين والحجاز، وأكثر من الحديث، وجمع الجمع.
روى لنا عنه جماعة كثيرة بمرو ونيسابور وأصبهان وتوفي..وسبعين وأربعمائة.
وأبو عبد الله عيسى بن شعيب بن إسحاق السجزي، سكن هراة، كان صالحا راغبا في طلب الحديث، سمع أبا الحسن علي بن بشر بن الليثي وغيره، كتب لي الاجازة بجميع مسموعاته، ومات سنة عشرة وخمسمائة.
وابنه شيخنا أبو الوقت عبد الاول بن عيسى السجزي من أهل القرآن والخير والصلاح، اشتهر بذلك، وكان مكثرا من الحديث، سمعت منه الصحيح للبخاري، ومسند عبد بن حميد الكشي، وكتاب المسند لابي محمد الدارمي السمرقندي، بروايته عن أبي الحسن الداودي، وسمع جماعة من الهرويين، وكان يسكن بالان بنواحي هراة.
وأبو الحسن علي بن الحسين بن الحسن السجزي، سافر الكثير، وسمع بأصبهان وبغداد.
روي لي عنه ابنه حنبل، وتوفي..وابنه أبو جعفر حنبل بن علب السجزي شيخ ظريف ساكن صبور على القراءة عليه، خرج إلى خراسان والعراق، وسمع بسجستان عبد الله بن عمر بن مأمون، وبهراة عبد الله بن محمد الانصاري، وبنيسابور أبا سهل الدشتي، وبالري ناهودار الديلمي، وببغداد أبا الخطاب بن النضر، وبالبصرة أبا عمر بن النهاوندي، سمعت منه بمرو، وهراة، ومات بهراة سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وأبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني.
يروي عن يعقوب الحضرمي وأبي
عامر العقدي، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
روى عنه الحسين بن تيمم.(3/226)
السجليني: بكسر السين المهملة، وبعدها اللام المشددة بعد الجيم وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سجلين، وهي قرية من قرى عسقلان الشام، منها: عبد الجبار بن أبي عامر الخثعمي السجليني، قدم مصر، وحدث عن محمد بن أبي السري العسقلاني، ومؤمل بن إهاب، كتب عنه أبو سعيد بن يونس المصري الحافظ، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.(3/227)
باب السين والحاء السحتني: بفتح السين وسكون الحاء المهملتين، والتاء المفتوحة ثالث الحروف، وفي أخرها النون.
هذه النسبة إلى سحتن، وهو لقب جشم بن عوف بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز لقب بالسحتن لانه أسر أسرى فسحتهم.
والسحتنة: الذبح، يعني ذبحهم، هكذا ذكره هشام بن الكلبي في " الالقاب "، قاله الدارقطني.
السحري: بكسر السين وسكون الحاء المهملتين، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى..عبد الله بن محمد السحري.
يروي عنه سفيان بن عيينة.
روى عنه محمد بن أبي الخصيب المصيصي.
السحمي: بضم السين وسكون الحاء المهملتين بعدهما هذه الميم.
هذه النسبة إلى سحمة، وهو بطن من ثعلبة بن معاوية، ومن أحمس وهو ثعلبة وهو سحمة بن سعد بن عبد الله بن قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار بن أراش.
من ولده سعد بن حبتة، وهي أمه، وهو سعد بن عوف بن بجير بن معاوية، له صحبة، ومن ولد سعد بن حبتة خنيس بن سعد، هو السحمي، وهو الذي نسب إليه شهارسوج خنيس بالكوفة، ومن ولد خنيس بالكوفة..ومن ولد خنيس: أبو يوسف القاضي صاحب أبي حنيفة رحمه الله، وهو أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن خنيس بن سعد، ويقال: إن خنيس بن سعد هذا كان له عشرة من الولد ذكور، وكان عم أربعين، وخال أربعين رجلا، وجد أربعين رجلا، وأبا عشرين، عشرة بنين، وعشر بنات، وذلك لدعوة النبي صلى الله عليه وآله لابيه سعد بن حبتة.
يقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا له فقال: " اللهم أكثر نسله وولده وماله "، ومسح على رأسه قال ذلك كله هشام بن الكلبي عن أبيه.
وقال أحمد بن الحباب الحميري النسابة: هو سحمة بفتح السين بن سعد بن عبد الله بن قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار، والقتال البجلي ثم السحمي، شاعر فارس، جاهلي.(3/228)
السحولي: بفتح السين وضم الحاء المهملتين بعدهما الواو، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى سحول، وهي قرية فيما أظن باليمن، وإليها تنسب الثياب السحولية، يعني البيض، اشتهر بهذه النسبة: بحير بن سعد السحولي الحمصي، لعله عرف بهذه النسبة لبيعه هذه الثياب السحولية.
يروي عن خالد بن معدان.
روى عنه معاوية بن صالح، وبقية بن الوليد، وإسماعيل بن عياش.
قال أحمد بن حنبل: ليس بالشام أثبت من جرير إلا أن يكون بجير بن سعد.
وقال أبو حاتم الرازي: هو صالح الحديث.
السحيتي: بضم السين وفتح الحاء المهملتين، بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى سحيت، هو اسم لجد مبرح بن شهاب بن الحارث بن سعد بن سحيت
الرعيني أحد وفد رعين الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وآله، وخطته بحيرة الفسطاط، وكان على ميسرة عمرو بن العاص يوم دخل مصر، ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس في " تاريخ المصريين ".
السحيمي: بضم السين وفتح الحاء المهملتين، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها ميم.
هذه النسبة إلى سحيم، وهو بطن من بني حنيفة، نزل اليمامة.
والمنتسب إليه: أبو سليمان أيوب بن جابر بن سيار بن طلق السحيمي من بني حنيفة من أهل اليمامة، وهو أخو محمد بن جابر.
يروي عن عبد الله بن عاصم، وبلال بن المنذر، روى عنه علي بن إسحاق السمرقندي، يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج، لكثرة وهمه، قاله أبو حاتم بن حبان: وأبو عبد الله محمد بن جابر بن سيار بن طلق السحيمي اليمامي من بني حنيفة، أصله من اليمامة، انتقل إلى الكوفة.
يروي عن حماد بن أبي سليمان، وطلق بن علي.
روى عنه هشام بن حسان، وأيوب، وأهل العراق، وكان أعمى يلحق في كتبه ما ليس من حديثه ويسرق ما ذوكر به فيحدث به.
وأحمد بن محمد السحيمي، قدم همذان على قضائها.
يروي عن علي بن عبد العزيز، وإسماعيل بن إسحاق القاضى، والمقدام بن داود المصري، وإسحاق بن(3/229)
إبراهيم الدبري، وإبراهيم بن الهيثم البلدي، وأحمد بن محمد البرتي، وأحمد بن داود السمناني، وأحمد بن إبراهيم بن فيل، وجعفر بن محمد الصائع.
روى عنه أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ الهمذاني صاحب كتاب " الطبقات ".
وأبو كبير يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة السحيمي، ويقال: ابن عقيلة بدل أذينة.
روى عن أبي هريرة رضي الله عنه.
روى عنه يحيى بن أبي كثير، والاوزاعي، وعكرمة بن عمار،
وكلثوم بن زياد، وعمر بن راشد، وأيوب بن عتبة وابنه.(3/230)
باب السين والخاء السخبري: بفتح السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة وفتح الباء الموحدة، وفي اخرها الراء.
هذه النسبة إلى سخبرة، وهو جد أبي القاسم يحيى بن علي بن يحيى بن عوف بن الحارث بن الطفيل بن أبي معمر عبد الله بن سخبرة البغدادي السخبري وأبو معمر عبد الله هو صاحب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من أهل قصر ابن هبيرة، نزل بغداد، وحدث عن عبد الله بن محمد البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبي عبيد القاسم بن إسماعيل المحاملي.
روى عنه أبو محمد الخلال، وكان ثقة عدلا، يشهد عند الحكام، وهو أخو أحمد بن علي بن أبي معمر، ومات في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
السختاني: بفتح السين المهملة، والتاء ثالث الحروف، بينهما الخاء المعجمة، ثم الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سختان، وهو اسم لجد أبي عبد الله محمد بن سختان، الشيرازي السختاني المعدل من أهل شيراز.
يروي عن علي بن محمد الزياد اباذي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وجعفر بن محمد بن ريصان، ويعقوب بن سفيان الفسوي، ويحيى بن يونس، والفضل بن حماد، وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وكان قد عدل في ذي الحجة سنة أربع وتسعين ومائتين.
ومات سنة خمس وثلاثمائة.
السختويي: بفتح السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة، والتاء المضمومة ثالث الحروف.
ثم الياء آخرها آخر الحروف.
هذه النسبة إلى سختوية، وهو اسم لجد أبي عمرو، محمد بن عمرو بن سختوية
الكندي الشيرازي السختويي، نسب إلى جده، وإليه تنسب سكة سختوية بشيراز، وهذا الرجل من أهل شيراز.
يروي عن سعد بن الصلت.
روى عنه محمد بن شاذان، ومات في آخر سنة ثمان وأربعين ومائتين، وبيت من المحدثين بسرخس يقال له: السختوني، منهم: أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن منصور السختويي من أهل(3/231)
سرخس.
يروي عن أبي الحسن الليث بن الحسن الليثي وغيره، لي عنه إجازة حصلها والدي، وتوفي بعد سنة عشر وخمسمائة.
والحاكم أبو الحارث محمد بن..السختويي، سمعنا بقراءته الحديث من أصحاب والدي، سمع الكثير، ومات في حدود سنة عشرين وخمسمائة.
السختياني: بفتح السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة بواحدة، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها ; وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى عمل السختيان وبيعها، وهي الجلود الضأنية ليست بأدم، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر أيوب بن أبي تميمة السختياني، واسم أبي تميمة كيسان مولى العنزة من أهل البصرة، وكان ينزل في بني حريش بها، وكان ممن اشتهر بالفضل والعلم والفقه والنسك والحفظ والاتقان والصلابة في السنة، والقمع لاهل البدع.
روى عن ابن سيرين، وأبي قلابة.
وقد قيل: إنه سمع من أنس بن مالك رضي الله عنه.
قال أبو حاتم بن حبان: ولا يصح ذلك عندي، كان مولده قبل الجارف سنة ثمان وستين، ومات سنة إحدى وثلاثين ومائة، يوم الجمعة في شهر رمضان سنة الطاعون وهو ابن ثلاث وستين سنة.
كان الحسن يقول: أيوب سيد شباب أهل البصرة، ولعمري كان من سادتها فقها وعلما وفضلا وورعا.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد، أنا أبو الحسن أحمد بن أبي الجنيد الخطيب
بدمشق، أنا جدي أبو بكر السلمي، أنا أبو محمد بن زبر الربعي، ثنا محمد بن يونس الكديمي، ثنا الاصمعي، قال: أتى أعرابي باب معن بن زائدة باليمن وفي يده عرصة، والعرصة: جلد كالنطع الصغير يعمل للصبيان، وهي تجارة أيوب السسختيانى، وفيها صبي، فاستأذن على معن، فجعل حجابه يبعثون به إلى أن بلغ معنا مكانه، فأذن له، فلما دخل عليه دهده الصبي بين يديه ثم أنشأ يقول: سميت معنا بمعن ثم قلت له * * هذا سمي فتى في الناس محمود أنت للجواد ومنك الجود أوله * * فإن هلكت فما جود بموجود أمست يمينك من جود مصورة * * لابل يمينيك منها صورة الجود فقال معن: يا غلام أعطه ثلاثمائة دينار لهذه الثلاثة الابيات، ولو كنت زدتنا لزدناك،(3/232)
فقال: حسبك ما سمعت، وحسبي ما أخذت.
وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن بن عمرو السختياني من أهل مرو، قدم بغداد في سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وحدث عن أبي عصمة محمد بن أحمد بن عباد المروزي عن أبي رجاء محمد بن حمدويه الهوزقاني كتاب " تاريخ المراوزة ".
روى عنه أبو أحمد بن جامع الدهان، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن الانبوسي، وأبو بكر محمد بن الفرج البزاز وكان ثقة.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن الفضل السختياني النيسابوري من أهل نيسابور رفيق الشيخ أبي بكر بن إسحاق الضبعي في السماع بخراسان والعراق والحجاز، وفروع أبي بكر ابن إسحاق أكثرها بخطه، سمع بخراسان الحسين بن الفضل، وإسماعيل بن قتيبة، وبالعراق محمد بن غالب، ومعاذ بن المثنى، وبالحجاز علي بن عبد العزيز، ومحمد بن علي بن زيد، وصنف الكثير.
روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان الحيري، أخرج من سماعاته نيفا وثلاثين مسندا مسموعة، له منها مسند مسدد، سماعه من أبي المثنى، ومسند الحميدي، سماعه من بشر بن موسى، ومسند يحيى بن يحيى، سماعه من
إسماعيل بن قتيبة، ومسند محمد بن أيوب سماعه منه، ومسند علي بن عبد العزيز سماعه منه، ومسند الهسجاني سماعه منه، ومسند أحمد بن محمد بن عاصم سماعه، ومسند إسحاق سماعه من جماعة، ومسند أحمد بن سلمة سماعه منه، ومسند الحسن بن سفيان سماعه منه، كلها مسموعة بالتمام حتى بلغ نيفا وثلاثين مسندا، ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة بنيسابور.
وأبو إسحاق عمران بن موسى بن مجاشع السختياني، محدث جرجان في عصره، سمع أبا الربيع الزهراني، وهدبة بن خالد القيسي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، ويعقوب بن محمد، وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة، ومحمد بن مهران الجمال، وشيبان بن فروخ، وهو محدث، ثبت، ثقة، مقبول، كثير الرحلة والتصانيف.
روى عنه أبو العباس أحمد بن خالد الدامغاني، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، والحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عمرو بن حمدان الحيري، قدم نيسابور قديما سنة أربع وثمانين ومائتين فسمع منه أكابر الشيوخ، ثم عاش بعد ذلك بضع عشرة سنة يحدث بجرجان حتى سمع منه أولاد الذين سمعوا منه بنسابور، وخرج إليه أبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحجاجي سنة تسع وتسعين، وكتبنا عنه، وكان قد صنف المسند، وكان أبو بكر الاسماعيلي يقول: أبو إسحاق السختياني(3/233)
جرجاني صدوق محدث البلد في زمانه، مات بجرجان يوم الخميس النصف من رجب سنة خمس وثلاثمائة، وصلى عليه علي بن أحمد الكردي القاضي بباب الخندق في الميدان.
وابنه عمرو بن عمران السختياني.
روى عن هارون بن سهل بن شاذوية النجاد، روى عنه أبو سعيد إسماعيل بن سعيد بن عبد الواسع الجرجاني.
السخلي: بفتح السين المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى سخلة، وهو اسم لام قيس بن عبد الله السخلي المعروف بابن سخلة.
قال هشام بن الكلبي: إنما سمي قيس بن عبد الله بن غنم بن صبح بن عبد الله بن العمير بن سلامة بن زواء بن مالك بن نهد بن سخلة وهي أمه.
السخوي: بفتح السين المهملة، والخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى سخا، وهي قرية بأسفل أرض مصر، والمشهور بهذه النسبة: أبو أحمد زياد بن المعلى السخوي، توفي بسخا سنة خمس وخمسين ومائتين.
ذكره ابن يونس في " تاريخ أهل مصر " ولم يزد على هذا.(3/234)
باب السين والدال السدري: بكسر السين وسكون الدال وكسر الراء المهملات.
هذه النسبة إلى السدر، وهو ورق شجرة النبق، تغسل به الشعور في الحمامات ببغداد، ويقال لمن يبيعه ويطحنه: السدري.
واشتهر بهذه النسبة: أبو زكريا يحيى بن عبد الملك بن أحمد بن شعيب السدري، شيخ صالح سديد، كثير الخير والعبادة، من أصحاب الشيخ حماد الدباس، ولد بحلب، ونشأ ببغداد، سمع أبا الحسن بن الطيوري، وأبا علي التككي وغيرهما، كتبت عنه شيئا، وكان كثير الزيارة لصديقنا عبد الرحمن بن أسعد شيخ الشيوخ، وفي رباطهم كتبت عنه، وكانت ولادته بحلب سنة ست وسبعين وأربعمائة.
وأبو نصر أحمد بن أحمد بن الهرم السدري من أهل بغداد، سمع أبا طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي المعروف بالعشاري، سمع منه أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع وتسعين وأربعمائة ودفن بمقبرة باب حرب.
السدوسي: بضم الدال المهملة والواو بين السينين المهملتين أولاهما مفتوحة.
هذه النسبة إلى جماعة قبائل، منها: سدوس بن شيبان وهو في ربيعة، وهو سدوس بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن
علي بن بكر بن وائل.
وقال ابن حبيب: في تميم سدوس بن دارم بن مالك بن حنظلة.
منها: بشير بن معبد بن الخصاصية السدوسي سدوس شيبان بن بكربن وائل من الصحابة المهاجرين.
والخصاصية أمه، كان اسمه زحم بن معبد، فسماه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشيرا، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في الصحابة من كتاب " الثقات " (1).
ومنها: أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن غنى.
ويقال: علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان
__________
(1) هو في كتاب " مشاهير علماء الامصار " لابن حبان صفحة (40).
[ * ](3/235)
البصري السدوسي.
وقيل: هو قتادة بن دعامة بن عكاشة بن عزيز بن كريم بن عمرو بن الحارث السدوسي، وكان أعمى، وكان من علماء الناس بالقرآن والفقه، وكان ولد ضريرا، فلما ترعرع شرع في تحصيل العلم، وصار من حفاظ أهل زمانه، جالس سعيد بن المسيب أياما، فقال له سعيد: قم يا أعمى فقد أنزفتني، وجالس الحسن اثنتي عشرة سنة.
يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
روى عنه سعيد والناس.
قال أبو حاتم بن حبان: مات بواسط على قدر فيه سنة سبع وعشرة ومائة وهو ابن ست وخمسين سنة، وكان مدلسا.
وأبو مجلز لاحق بن حميد بن شيبة بن خالد بن كثير بن خنيس بن عبد الله بن سدوس السدوسي من أهل البصرة، يروي عن ابن عمر وابن عباس، وأنس رضي الله عنهم، روى عنه قتادة وسليمان التيمي، قدم خراسان وأقام بها مدة مع قتيبة بن مسلم، ومات بالكوفة قبل الحسن بقليل، والحسن مات سنة عشر ومائة، روي أن أبا مجلز كان يؤم بالحي في رمضان، وكان يختم في سبع.
وأبو الفضل علي بن سويد بن منجوف السدوسي من سدوس بن شيبان بن ذهل بن ربيعة من أهل البصرة، يروى عن عبد الله بن بريدة، روى عنه حماد بن زيد، والنضر بن شميل.
وأبو خالد قرة بن خالد السدوسي من أهل البصرة، يروي عن الحسن وابن سيرين، وعمرو بن دينار.
روى عنه يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي وكان متفنا، مات سنة أربع وخمسين ومائة.
وأبو عبد الرحمن حنظلة بن عبد الله السدوسي، كان إمام مسجد بني سدوس في مسجد قتادة، وهو الذي يقال له: حنظلة بن أبي صفية.
يروي عن شهر وأنس.
روى عن حماد بن زيد والبصريون، اختلط بأخرة حتى كان لا يدري ما يحدث، فاختلط حديثه القديم بحديثه الاخير، تركه يحيى القطان.
وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي الملقب بعارم من أهل البصرة، يروي عن ابن المبارك والحمادين، اختلط في آخر عمره، وتغير حتى لا يدري ما يحدث به، فوقع المناكير الكثيرة في روايته فما روى عنه القدماء ما قبل اختلاطه إذا علم أن سماعهم منه قبل تغيره، قال: فإن احتج به محتج بعد العلم بما ذكرت أرجو ان لم يجرح والقائل هو ابن حبان في فعله ذلك.
وأما رواية المتأخرين عنه فلا يجب إلا التنكب عنها على الاحوال، وإذا لم يعلم بين سماع المتأخرين والمتقدمين منه يترك الكل ولا يحتج بشئ منه، هذا حكم كل من تغير في آخر عمره واختلط، إذا كان قبل الاختلاط صدوقا ممن يعرف بالكتبة والاتقان، ومات عارم(3/236)
سنة أربع عشرة ومائتين.
روى عنه الامام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في " صحيحه " وسمع منه قبل الاختلاط.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور بن شداد بن هميان السدوسي مولاهم.
سمع جده يعقوب بن شيبة، ومحمد بن شجاع البلخي، وعبيد الله بن جرير بن جبلة، وأحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري.
روى عنه أبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ، والقاضي أبو الحسن الجراحي، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد وعبد الرحمن بن عمر بن حمه الخلال، وأبو عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي
الفارسي وغيرهم، وكان ثقة، يسكن في دولاب مبارك بالجانب الشرقي.
قال: سمعت المسند من جدي يعقوب بن شيبة في سنة ستين، أو إحدى وستين ومائتين بسامراء، وتوفي في ربيع الاول سنة اثنتين وستين ومائتين.
وكان قد سمع إبراهيم الاصبهاني وأبا مسلم الكجي، فسمع أبو مسلم الكجي من جدي، وبقي عليه شئ سمعه مني، ومات جدي وهو يقرأ على والدي، وكان لي في ذلك الوقت دون العشر سنين لانه كان وجه إلي، فجاءني إلى سامراء، لان السلطان حمله إلى سامراء فلما ثقل جاء إلى بغداد وتوفي ببغداد.
وقال أبو بكر: ولدت في أول سنة أربع وخمسين ومائتين.
وذكر أبو بكر بن يعقوب بن شيبة قال: لما ولدت دخل أبي على أمي فقال: إن المنجمين قد أخذوا مولد هذا الصبي، وحسبوه، فإذا هو يعيش كذا وكذا، ذكرها الشيخ، وأنسيها أبو بكر السقطي، وقد حسبتها أياما وقد عزمت أن أعد له كل يوم دينارا مدة عمري، فإن ذلك يكفي الرجل المتوسط له ولعياله، فأعدي لي حبا..الجبين، فأعدته، وتركته في الارض، وملاه بالدنانير، ثم قال لها: أعدي حبا..الجبين آخر أجعل فيه مثل هذا يكون له استظهارا، ففعلت وملاه، ثم استدعى حبا..الجبين آخر وملاه بمثل ما ملا به كل واحد من الجبين، ودفن الجميع.
قال الشيخ: فما نفعني ذلك مع حوادث الزمان، فقد احتجت إلى ما ترون.
قال أبو بكر بن السقطي: ورأيناه فقيرا يجيئنا بلا إزار، وتقرأ عليه الحديث، ونبره بالشئ بعد الشئ، وتوفي في شهر ربيع الآخر من سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
وأبوفيد مؤرج بن عمرو بن الحارث بن ثور بن حرملة بن علقمة بن عمرو بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان السدوسي، صاحب العربية، وكان بخراسان، ثم قدم بغداد مع المأمون، وله كتاب في غريب القرآن،(3/237)
رواه عنه أهل مرو، وهو من أصحاب الخليل بن أحمد، وقد أسند الحديث عن شعبة بن
الحجاج، وأبي عمرو بن العلاء، وغيرهما.
روى عنه من العراقيين أحمد بن محمد بن أبي محمد اليزيدي، قال مؤرج: اسمي وكنيتي غريبان، اسمي مؤرج، والعرب تقول: أرجت بين الناس، وأرشت: إذا حرشت.
وأنا أبو فيد، والفيد: ورد الزعفران، ويقال: فاد الرجل يفيد فيدا إذا مات.
وقيل: إن مؤرجا قدم من البادية ولا معرفة له بالقياس في العربية، وإنما كانت معرفته بالعربية قريحة، قال: فأول ما تعلمت القياس في حلقة أبي زيد الانصاري بالبصرة.
السدوسي: بضم الدال المهملة والواو بين السينين المهملتين.
هذه النسبة إلى سدوس بضم السين الاولى.
قال ابن حبيب: كل سدوس في العرب فهو مفتوح، إلا سدوس بن أصمع بن أبي عبيد بن ربيعة بن نصر بن سعد بن نبهان.
وقال ابن الكلبي: كل سدوس في العرب فهو مفتوح السين، إلا سدوس بن أصمع بن طئ، فهو مضموم السين، قاله الدارقطني.
السديوري: بفتح السين وكسر الدال المهملتين وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الواو، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى سديور، ويقال لها: سدور، وهي إحدى قرى مرو، بها قبر الربيع بن أنس صاحب أبي العالية، منها: أبو المنذر سلام بن سليمان السديوري البادي، أدرك التابعين، وروى غنهم.
وأبو معاذ أحمد بن معاذ بن حمدويه الصيدلاني السديوري، كان ممن رحل إلى العراق مع عبد الله بن محمد بن عيسى المروزي.
السدي: بضم السين المهملة وتشديد الدال المهملة.
هذه النسبة إلى سدة الجامع.
قال أبو عبيد في " غريب الحديث "، إنما سمي السدي، لانه كان يبيع الخمر مع المقانع بسدة المسجد، يعني باب المسجد.
قال أبو الفضل الفلكي: إنما لقب بالسدي لانه كان يجلس بالمدينة في موضع يقال له: السد، والمشهور
بهذه النسبة: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذئب.
وقيل: ابن أبي كريمة السدي الاعور، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة من بني عبد مناف، حجازي الاصل، سكن الكوفة.
يروي عن(3/238)
أنس بن مالك رضي الله عنه، وعبد خير وأبي صالح، وقد رأى ابن عمر رضي الله عنهما، وهو السدي الكبير، ثقة مأمون، روى عنه الثوري، وشعبة، وزائدة، وسماك بن حرب، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان التيمي، ومات سنة سبع وعشرين ومائة في إمارة ابن هبيرة، وكان إسماعيل بن أبي خالد يقول: السدي أعلم بالقرآن من الشعبي.
قال أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ: إسماعيل بن عبد الرحمن السدي يكنى أبا محمد، صاحب التفسير، وإنما سمي السدي، لانه نزل بالسدة، وكان أبوه من كبار أهل أصبهان، توفي سنة سبع وعشرين ومائة في ولاية بني مروان.
روى عن أنس بن مالك، وأدرك جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، منهم سعد بن أبي وقاص، وأبو سعيد الخدري، وابن عمر، وأبو هريرة، وابن عباس، حدث عنه الثوري، وشعبة، وأبو عوانة، والحسن بن صالح.
قال ابن أبي حاتم: إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الاعور مولى زينب بنت قيس بن مخرمة، أصله حجازي، يعد في الكوفيين.
وكان شريك يقول: ماندمت على رجل لقيته أن لا أكون كتبت كل شئ لفظ به، إلا السدي.
قال يحيى بن سعيد: ما سمعت أحدا يذكر السدي إلا بخير، وما تركه أحد.
ومحمد بن مروان السدي من أهل الكوفة، يروي عن الكلبي صاحب التفسير، وداود بن أبي هند، وهشام بن عروة.
روى عنه العراقيون، وكان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، لا تحل كتبة حديثه إلا على سبيل الاعتبار ولا الاحتجاج به بحال من الاحوال.
والسدي هذا هو محمد بن مروان بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمن مولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
يعرف بالسدي.
روى عنه ابنه علي، ويوسف بن عدي،
والعلاء بن عمرو، وأبو إبراهيم الترجماني، وأبو عمر الدوري المقرئ، والحسن بن عرفة العبدي وغيرهم، وكان يحيى بن معين يقول: السدي الصغير محمد بن مروان صاحب التفسير، ليس بثقة.
وقال يعقوب بن سفيان: السدي ضعيف غير ثقة.
وقال البخاري: محمد بن مروان الكوفي صاحب الكلبي لا يكتب حديثه البتة، وسئل أبو علي صالح بن محمد بن جزرة عنه فقال: كان ضعيفا، وكان يضع الحديث.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن مروان، عن الكلبي، متروك الحديث.
وأبو محمد إسماعيل بن موسى بن الفزاري المعروف بابن بنت السدي من أهل الكوفة.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: نسيب السدي، روى عن مالك، وشريك، وابن أبي الزناد، وقال، سمعت أبي يقول: سألت إسماعيل بن موسى عن قرابته من السدي، فأنكر أن يكون ابن ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة، قال: وسألت أبي عنه: فقال: صدوق، روى عنه أبي وأبو زرعة.(3/239)
باب السين والذال السذابي: بفتح السين المهملة والذال المعجمة بعدهما الالف، في آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى السذاب، وهو نوع من البقول وبيعه، واشتهر بهذه النسبة: أبو حفص عمر بن محمد بن عيسى بن سعيد الجوهري المعروف بالسذابي، حدث عن العلاء بن مسلمة الرواس، ومحمود بن خداش، وأبي بكر الاثرم، والحسن بن عرفة، وحمدون بن عباد الفرغاني، ومحمد بن أبي العوام الرياحي.
روى عنه عمر بن جعفر بن سالم، وأبو بكر الشافعي، وأحمد بن عبد العزيز الصريفيني، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن عبيدالله بن الشخير السير في وغيرهم، وفي بعض حديثه نكرة.(3/240)
باب السين والراء
السراج: بفتح السين وتشديد الراء، وفي آخرها الجيم.
هذا منسوب إلى عمل السرج، وهو الذي يوضع على الفرس، والمشهور بهذه النسبة: عبد الرحمن بن عبد الله السراج من أهل البصرة.
يروي عن نافع.
روى عنه حماد بن زيد.
وأبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران بن عبد الله السراج الثقفي مولى ثقيف من أهل نيسابور، كان من أجداده من يعمل السروج، وكان محدث عصره بخراسان، رأى يحيى بن يحيى، وهو إمام الحديث بعد محمد بن إسماعيل البخاري، سمع بخراسان أبا رجاء قتيبة بن سعيد، وإبراهيم بن يوسف الماكياني، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعمرو بن زرارة الكلابي، وبالري محمد بن مهران الجمال، ومحمد بن حميد الرازي، وببغداد رأى عبيد الله بن عمر القواريري مسجى.
وسمع بكار بن الريان، ومحفوظ بن أبي توبة، وعيسى بن المساور الجوهري، وبالكوفة أبا كريب وهناد بن السري، وبالحجاز محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وأقرانهم.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو حاتم الرازي، ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو حامد بن الشرقي، آخرهم أبو الحسين بن الخفاف.
وكان يقول: ختمت القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وآله اثنتي عشرة ألف ختمة، وضحيت عنه صلى الله عليه وسلم أثنتي عشرة ألف أضحية، وكانت له أموال كثيرة، من الضياع، والعقار، ومات عن ست أو سبع وتسعين سنة في شهر ربيع الاخر سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة بنيسابور، وقبره مشهور يزار بمقبرة الحسين، وكان الاستاذ أبو سهل الصعلوكي يقول: حدثنا أبو العباس محمد بن إسحاق الشيخ الاوحد في فنه، الاكمل في وزنه، وكنا نقول في مكاتبنا: السراج كالسراج.
وأبو بكر محمد بن السري النحوي المعروف بابن السراج، كان أحد العلماء
المذكورين بالادب وعلم العربية، صحب العباس المبرد، وأخذ عنه العلم.
روى عنه أبو(3/241)
القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي، وأبو سعيد السيرافي، وعلي بن عيسى الرماني، وكان ثقة، وحكى الرماني عنه قال: كان أبو بكر بن السراج يقرأ عليه كتاب الاصول الذي صنفه، فمر فيه باب استحسنه بعض الحاضرين فقال: هذا والله أحسن من كتاب " المقتضب ".
فأنكر عليه أبو بكر ذلك، وقال: لا تقل هذا، وتمثل ببيت، وكان كثيرا يتمثل فيما يجري له من الامور بأبيات حسنة، فأنشد حينئذ: ولكن بكت قبلي فهيج لي البكا * * بكاها فقلت الفضل للمتقدم قال: وحضر في يوم من الايام بني له صغير، فأظهر من الميل إليه والمحبة له ما يكثر من ذلك، فقال له بعض الحاضرين: أتحبه أيها الشيخ ؟ فقال متمثلا: أحبه حب الشحيح ماله * * قد كان ذاق الفقر ثم ناله مات في ذي الحجة سنة عشرة وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن بكر بن واقد السراج، نزل الاهواز من أهل بغداد، حدث بالاهواز عن مردويه صاحب الفضيل بن عياض.
وعنه محمد بن عباد المكي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي.
روى عنه أهل فارس، وكان مستقيم الحديث، وكانت وفاته بسوق الاهواز في جمادي الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وأبو سلمة المغيرة بن مسلم الخراساني السراج، أخو عبد العزيز مولى القساملة (1)، ولدا بمرو وسكنا البصرة.
روى عن جماعة من التابعين مثل عكرمة، والربيع بن أنس.
روى عنه سفيان الثوري، وابن المبارك، وأبو خالد الاحمر، ومروان بن معاوية، وأبو معاوية الضرير.
وقال أبو داود الطيالسي: المغيرة بن مسلم كان صدوقا مسلما.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن المغيرة، فقال: ما أرى به بأسا.
روى عنه الثوري، وسئل
عنه يحيى بن معين، فقال: صالح، وسئل أبو حاتم: عن حاله ؟ فقال: صالح الحديث صدوق.
السراقوسي: بفتح السين المهملة والراء بعدهما الالف، وضم القاف بعدهما الواو، وفي آخرها سين أخرى.
__________
(1) في الاصول: مولى الفساطة، والتصحيح من " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم.
[ * ](3/242)
هذه النسبة إلى سراقوس، وهي مدينة بالشام، منها: أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد بن جواد الكندي السراقوسي.
يروي عن كتاب جده الحسن بن أحمد بن جواد السراقوسي الكندي بالوجادة.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بهذه المدينة.
السراقي: بضم السين وفتح الراء المهملتين، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى سراقة، وهو اسم سراقة بن مالك بن جعشم الذي تبع النبي صلى الله عليه وسلم وقت الهجرة، وغاصت قوائم فرسه في الارض، والمشهور بها هو: الزبير بن عثمان بن عبد الله بن سراقة بن مالك القرشي السراقي من بني عدي بن كعب.
يروي عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.
روى عنه موسى بن يعقوب الزمعي، قتل سنة إحدى أو اثنتين وثلاثين ومائة.
السرجسي: بالراء الساكنة والجيم المكسورة بين السينين المهملتين هذه النسبة إلى سرجس، وهو اسم لجد شبيبة بن نصاح بن سرجس بن يعقوب السرجسي، مولى أم سلمة، قارئ أهل المدينة.
يروي عن القاسم بن محمد، وأبي سلمة، وأبي بكر بن عبد الرحمن.
روى عنه إسماعيل بن جعفر، ومحمد بن إسحاق، وعبد الرحمن بن إسحاق، وعبد الرحمن بن أبي الموالي، وأبو ضمرة، ويحيى بن محمد بن قيس الزيات.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبى يقول ذلك.
السرحي: بفتح السين وسكون الراء وكسر الحاء المهملات.
هذه النسبة إلى سرح، وهو جد عبد الله بن سعد بن أبي سرح العامري، هو أخو عثمان رضي الله عنه من الرضاعة، وجماعة من أولاده انتسبوا إليه، منهم: أبو الغيداق إبراهيم بن عمر بن عمرو بن سواد بن الاسود بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح السرحي.
يروي عن جده عمرو بن سواد السرحي.
توفي يوم السبت لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وأبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح السرحي، مولى نهيك، مولى عتبة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية، كان فقيها، حدث عن رشدين بن سعد، وابن(3/243)
عيينة وابن وهب، وكان من الصالحين الاثبات.
قال أبو سعيد بن يونس: قال لي علي بن الحسن بن خلف بن فرقد: كان جدك يونس يحفظ، وكان أحمد بن عمرو لا يحفظ، وكان ثقة ثبتا صالحا، توفي في ذي القعدة سنة خمسين ومائتين، وصلى عليه بكار بن قتيبة.
روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو داود السجستاني، وابنه أبو بكر.
وأبو عبد الله سعد بن عمر بن عمرو بن سواد السرحي.
روى جده عن ابن وهب.
روى عنه أخوه أبو عبد الله سعيد بن عمرو بن عمرو بن سواد توفي سنة سبع وثمانين، ومائتين.
وعمرو بن أبي الطاهر السرحي السابق ذكره، مصري، روى عنه أبو طالب الحافظ، وأبو عبد الله الايلي وغيرهما.
وعمرو بن سواد بن الاسود بن عمرو السرحي من أهل مصر، يروي عن عبد الله بن وهب وغيره.
روى عنه أبو داود السجستاني، وأبو عبد الرحمن النسائي.
السرخسي: هذه النسبة إلى بلدة قديمة من بلاد خراسان يقال لها: سرخس، وسرخس، وهو اسم رجل من الذعار في زمن كيكاوس، سكن هذا الموضع وعمره وأتم بناءه
ومدينته ذوالقرنين، وقد ذكرت قصته وسبب بنائه في كتاب " النزوع إلى الاوطان " وفتحها عبد الله بن خازم السلمي الامير من جهة عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
ومن مشهوري المحدثين منها: أبو عبد الله محمد بن المهلب السرخسي.
يروي عن يعلى بن عبيد، وعبيدالله بن موسى، وأبي نعيم الكوفي.
روى عنه أبو العباس محمد بن عبد الرحمن السرخسي الدوغلي، مات سنة ستين ومائتين في شهر ربيع الآخر وكان صاحب حديث ممن جمع وصنف.
وأبو العباس الدغولي من أئمتها، وأول من حمل كتب الشافعي إليها.
روى عنه أبو علي زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه السرخسي إمام عصره، كتب بالعراق الكثير عن أبي القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، مات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، دخلتها غير مرة، وكتبت بها عن جماعة.
والوليد بن عصام بن الوضاح السرخسي.
يروي عن أبيه، روى عنه أهل بلده، قتل سنة ثمان وستين ومائتين.
قال أبو حاتم بن حبان: سمعت الدغولي يقول: لا تجوز الرواية عنه.(3/244)
السرخكتي: بضم السين المهملة، والراء الساكنة، والخاء المعجمة، والكاف المفتوحتين، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
ذكر صدر الافاضل القاسم بن الحسين الخوارزمي في " صلاة الرياحين ": سرخكت: اسم لقريتين من قرى ما وراء النهر، إحداهما بناحية خزار، والثانية بناحية أسروشنة كذا سمعته من الوزير محمد بن العميد النسفي رحمه الله، وكان الامام مجد الدين السرخكتي من سرخكت خزار، وكان نائب المستوفي بما وراء النهر، سرخكت أسروشنة، يكتبه أهل الديوان بالصاد للتفرقة.
هذه النسبة إلى سرخكت، وهي يليدة بغرجستان سمرقند، منها: الامام أبو بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السرخكتي، تفقه أولا بسمرقند، ثم ببخارى، وسكنها، وكانت له يد قوية في النظر، وباع طويل، وكان من خصوم البرهان، سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني.
روى لي عنه جماعة كثيرة، ومات بسمرقند يوم الجمعة أول يوم من ذي الحجة سنة ثمان عشرة وخمسمائة، وصلي عليه بمصلى العيد، وحمل إلى بخارى فدفن بها.
السرخكي: بضم السين المهملة، وسكون الراء، وفتح الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى سرخك، وهي قرية على باب نيسابور، والمشهور بهذه النسبة: أبو حامد أحمد بن عبد الرحمن النيسابوري السرخكي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " وقال: هو من فقهاء أهل الرأي.
سمع أبا الازهر العبدي، ومحمد بن يزيد السلمي، وقد روى كتب حفص بن عبد الرحمن عن محمد بن يزيد.
روى عنه أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه فمن بعده، ثم قال: سمعت عبد الله بن جعفر يقول: توفي أحمد السرخكي صاحب كتب حفص والقراءات في شهر رمضان سنة ست عشرة وثلاثمائة.
السردري: بفتح السين المهملة، وسكون الراء، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها الراء الاخرى.
هذه النسبة إلى سردرى وهي قرية من قرى بخارى، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو عبيدة أسامة بن محمد السردري الكندي البخاري من قرية سردرى، يروي عن(3/245)
صالح بن حمدان البخاري، وعبد الله بن محمد المروزي، وغيرهما: قال أبو سعد الادريسي الحافظ: كتبنا عنه ببخارى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
قال لي أبو محمد
الباهلي: كتبت عنه بسمرقند، ولا أدري صدق فيه أم كذب، مات ببخارى، وأبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الرحيم بن هود بن معاذ بن محمد بن إبراهيم الكندي الحاكم السردري، كان على قضاء نسف مدة، وكان من أهل بخارى.
سمع أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وبكر بن منير، وأبا العباس محمود بن عبثر، وأبا نصر محمد بن أبي سهل الرباطي وعبيد بن محمد الداناج وغيرهم، وكانت ولادته في سنة سبع وتسعين ومائتين، ووفاته في شهر ربيع الاول سنة سبعين وثلاثمائة.
السرفقاني: بضم السين، وسكون الراء المهملتين، وضم الفاء وفتح القاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سرفقان، وهي قرية من قرى سرخس على ثلاثة فراسخ منها، خرج منها جماعة من العلماء.
ويقول أهل سرخس لها: سلفكان، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد السرفقاني.
يروي عن ابن رجاء النيسابوري وغيره، هكذا ذكره أبو الفتح ناصر بن أحمد الغياضي في كتاب " الرسالة ".
السرقسطي: بفتح السين والراء المهملتين، وضم القاف، بعدها سين أخرى ساكنة، وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى سرقسطة، وهي بلدة على ساحل البحر من بلاد الاندلس، خرج منها جماعة من المحدثين والعلماء، منهم: عمر بن مصعب بن أبي عزيز بن زرارة بن عمرو بن هاشم العبادي السرقسطي أندلسي، قاله ابن يونس.
وإبراهيم بن هارون بن سهل السرقسطي، قاضي سرقسطة، وهي من أقصى ثغور الاندلس في شرقها، توفي بالاندلس سنة ست وتسعين ومائتين، كتب عنه أبو سعد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفي.
وأبو الربيع سليمان بن أحمد بن محمد السرقسطي، ورد العراق، وسكن بغداد،
وكتب الكثير عن أبي القاسم بن بشران، وأبي العلاء بن يعقوب الواسطي، وأبي القاسم الازهري، وأبي محمد الجوهري، وأبي القاسم التنوخي وغيرهم، ولم يكن ثقة في الحديث(3/246)
على ما سمعت أبا الفضل بن ناصر الحافظ يذكر ذلك.
روى عنه جماعة ببغداد.
وابنه أبو منصور محمد بن سليمان السرقسطي الآدمى.
يروي عن أبيه، سمعت منه شيئا يسيرا ببغداد.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن هرودس الانصاري السرقسطي الفقيه، لقيته بمكة، وكتبت عنه شيئا يسيرا عن أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن سلفة الاصبهاني الحافظ، كتبت عنه بالاسكندرية.
السركي: بفتح السين المهملة، وسكون الراء، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى سرك، وهي من قرى طوس، منها: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسحاق بن موسى المخزومي السركي، شيخ عالم فاضل صالح.
سمع جماعة من المتأخرين، وأكثر من الاشعار والطرف.
كتب عنه والدي رحمه الله، وروى لي عنه عمي الامام أبو القاسم أحمد بن منصور السمعاني بمرو، وأبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف الحافظ ببغداد، وغيرهما، وتوفي في حدود سنة عشر وخمسمائة.
السرماري: بضم السين المهملة، والميم المفتوحة، والالف بين الراءين.
هذه النسبة إلى قرية من بخارى بقال لها: سرمارى، على ثلاثة فراسخ، خرجت إليها قاصدا لزيارة الشيخ أحمد السرماري، منها: أبو أحمد غالب بن شعبة بن عمرو السرماري البخاري من أهل هذه القرية، سمع عبد الله بن موسى، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وقبيصة بن عقبة، وحبان بن أغلب بن تميم، وعارم بن الفضل، وعمر بن عون، وعمرو بن منصور القيسي، والربيع بن نافع،
وأصبغ بن الفرج، ومعاوية بن عمرو وغيرهم.
روى عنه أبو كثير سيف بن نصر وجماعة.
والامام الشجاع البطل المعروف أبو إسحاق أحمد بن إسحاق بن الحسن بن جابر بن جندل بن خندف بن قيس بن عيلان السلمي المطوعي السرماري الزاهد الذي فاق أهل زمانه في الشجاعة وقتل الكفار، حتى قيل: لم يكن في الاسلام له نظير في هذا المعنى، وقصته في الغزو وقتل الاتراك شائعة مستفيضة.
سمع عثمان بن عمر بن فارس، وعبد الله بن موسى، وعمرو بن عاصم، ويعلى بن عبيد، وأبا نعيم الفضل بن دكين، وطبقتهم.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن إسماعيل الميداني، وعبيد الله بن واصل،(3/247)
وابنه أبو صفوان إسحاق بن أحمد بن إسحاق السرماري وغيرهم، وحكاياته في الشجاعة تنقل من " تاريخ بخارى " إلى هنا في قدر ثلاثة أوراق، ومات في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين ومائتين وزرت قبره.
وابنه أبو صفوان إسحاق بن أحمد بن إسحاق السرماري السلمي، كان ثقة في الحديث، رحل به أبوه إلى العراق وهو صغير، وسمعه من أبي عاصم الضحاك بن مخلد، وعمرو بن عاصم، ومكي بن إبراهيم، وسعيد بن عامر وغيرهم.
روى عنه أبو علي صالح بن محمد جزرة الحافظ، وعمر بن محمد بن بجير الحافظ في " الجامع الصحيح "، وكان يقول: رأيت المقرئ يحدث على الجبل، فقام إليه رجل فقال: إن عندنا ببخارى رجلا يقال له: أحمد بن حفص يقول: الايمان قول، فقال: هو مرجئ، قال: وكنت أنا قائما بين يديه، فقلت: وأنا أقول: الايمان قول، فأخذ برأسي ونطحني برأسه نطحة، وقال لي: أنت مرجئ يا خراساني، ومات في شهر رمضان سنة ست وسبعين ومائتين.
وأبو طلحة منصور بن سليم بن عبد الله السلمي السرماري، من هذه القرية.
يروي عن أبي صفوان إسحاق بن أحمد السرماري.
يروي عنه أبو الحسين محمد بن نصر بن إبراهيم السرماري.
السرمدي.
بفتح السين المهملة، وسكون الراء، وفتح الميم، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى سرمد، هو اسم لجد أبي الحسين أحمد بن عبد الله بن محمد بن سرمد الكرابيسي السرمدي من أهل نيسابور، وهو ختن أبي الحسين محمد بن إسحاق الكرابيسي والد أبي أحمد الحافظ، وأبو أحمد الحافظ خال ولده.
سمع عبد الله بن شيرويه، وجعفر بن أحمد الحافظ.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ " فقال: أبو الحسين الكرابيسي كان يسكن سكة الخندق ويجمع الصوفية ويعاشرهم، توفي في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر، وصلى عليه أبو أحمد الحافظ.
السروجي: بفتح السين المهملة، وضم الراء، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى بلدة يقال لها: سروج، وهي بنواحي حران من بلاد الجزيرة، منها: أبو الفوارس إبراهيم بن الحسين بن موسى بن إبراهيم بن بريه السروجي الخطيب من(3/248)
أهل سروج خطيبها.
سمع أبا عبد الله محمد بن أحمد بن حماد البصري.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في معجم شيوخه.
وأبو العباس محمد بن عبد السلام السروجي عنده هلال بن العلاء الرقي، وكان يزعم أن أبا سفيان عبد الرحيم بن مطرف السروجي عن أبيه، مات سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عبد الرحمن معمر بن مخلد السروجي، محدث، مات بملطية سنة إحدى وثلاثين ومائتين هكذا ذكره ابن الحراني الرقي.
وأبو زيد السروجي الذي نسب أبو محمد القاسم بن علي الحريري مقاماته إليه منها.
السروي: بفتح السين المهملة والراء، وقد قيل: بسكون الراء أيضا.
هذه النسبة قد ذكرتها في ترجمة الساري، وقلت بأن النسبة الصحيحة إلى سارية
مازندران: السروي، وظني أن الجماعة الذين أذكرهم ينسبون إلى سارية، والله أعلم، والمشهور بهذا الانتساب: أبو الحسين محمد بن صالح السروي، يروي عن محمد بن حرب النشابي (1) والقاسم بن محمد عباد البصري، روى عنه أبو أحمد الحاكم محمد بن محمد الحافظ، والحسين بن علي التميمي.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن بردخشاذ السروي السراجي الرازي الخراز السوسي، هو ذلك الخراز من ساكني بغداد.
يروي عن أحمد بن خالد الحروري، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وعمر بن أحمد بن علي الجوهري، وعلي بن محمد بن مهرويه القزويني وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن علي الاستراباذي.
روى عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد العزيز الطاهري، وأبو بكر البرقاني، والحسن بن محمد الخلال.
قال أبو بكر الخطيب: وسألت البرقاني عنه، فقال: ثقة.
وقال العتيقي: السراجي كان ثقة أمينا مستورا، وتوفي ليلة الجمعة الثاني من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ببغداد.
وأبو محمد الخلال محمد بن حفص السروي.
روى عنه سعيد بن سعد الجرجاني.
__________
(1) في بعض النسخ: النشال.
[ * ](3/249)
وأبو بكر أحمد بن الحسين السروي المقرئ، وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " فقال: أبو بكر السروي من الغرباء الذين وردوا أيام أبي العباس الاصم، وأقام أبو بكر السروي عندنا سنين يقرئ، وكان من الصالحين.
سمع بالري أبا محمد بن أبي حاتم، وأحمد بن خالد الحروري، وبالعراق أبا عبد الله بن المحاملي، وأبا العباس الحافظ وطبقتهم.
وأبو محمد الحسن بن حمويه بن إيران السروي، كان أصله سرويا انتقل إلى جرجان وحدث بها، ومات بها.
وأبو الحسن عبد الجبار بن محمد بن علي السروي الخيزراني، كان إماما في الفقه والادب والشروط، تفقه بسارية على أبي محمد بن أبي يحيى، وكان فصيحا مناظرا، لقيت بها جماعة من أولاده، وذكر ابنه أبويحيى أنه مات في صفر سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، عاش ثلاثا وسبعين سنة.
وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن علي بن إبراهيم بن أحمد الفقاعي السروي من أهل سارية، كان شيخا صالحا، حسن السيرة، يرجع إلى فضل وتمييز، جاور بمكة مدة، وانصرف إلى بلده، سمع بآمل أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني، وبسارية أبا سعد محمد بن عبد الجبار بن محمد الخيزراني، وبمكة أبا الوفاء محمد بن عبد الله المقدسي، وأبا سعيد أحمد بن أبي الحسن الطوسي وغيرهم، كتبت عنه شيئا يسيرا بسارية، وقال لي: ولدت بسارية في سنة خمس وسبعين وأربعمائة، وتركته حيا في آخر سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
السروي: بفتح السين المهملة، وسكون الراء، وقد قيل: إن هذه النسبة إلى سارية مازندران، والصحيح النسبة إليها بتحريك الراء، وهذه النسبة بتسكينها إلى سرو، وهي مدينة ببلاد أردبيل، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم: نصر السروي الادربيلي.
وأبو عبد الله نافع بن علي بن يحيى السروي الفقيه الاذربيجاني، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب في " تاريخه " وقال أبو الفضل المقدسي نافع بن علي بن بحر بن عمرو بن حازم أبو عبد الله السروي الفقيه من أذربيجان، حدث عن أبي عياش الاردبيلي، وعلي بن محمد بن مهروية القزويني، وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد العتيقي والطبقة، وتوفي قبل الاربعمائة.(3/250)
وسرو ناحية باليمن مما يلي مكة، وهي قريات كثيرة مجتمعة يحضر منها جماعة كثيرة يحملون الميرة إلى مكة من الطعام والسمن والعسل في وقت الموسم وغيره، ويقال لهم: السروية، وأهل سرو لا أدري هل كان فيهم من يعرف شيئا من العلم أو حدث، غير أني ذكرتهم ليعرفوا.
السرنجاني: بضم السين المهملة، وكسر الراء، وسكون النون، وفتح الجيم بعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سرنجان (1)، وهي قرية من قرى أصبهان، منها: أبو طاهر عمر بن إبراهيم بن محمد بن الفاخر السرنجاني من أهل أصبهان، له رحلة إلى العراق، أدرك فيها أبا محمد جعفر بن محمد بن نصير الخالدي الخواص وأبا بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، وأبا نصر منصور بن محمد الاصبهاني وغيرهم، وسمع منه.
روى عنه أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن أحمد المرواني والد أبي عبد الله الدقاق، وأبو القاسم، وأبو الحسن أحمد بن عبد الرحمن الذكواني وجماعة، ومات بعد سنة أربعمائة.
وأبو نصر زفر بن حمزة بن علي السرنجاني، كان من أهل العلم والخير.
سمع منه جماعة من الكهول قبلنا، وأوقف كتاب " معالم السنن " لابي سليمان الخطابي في مجلدتين بخط مليح على أصحاب الحديث، ووضعهما في يدي والدي رحمه الله لينتفع بهما الناس.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفاخر السرنجاني المدني الفقيه ولد السابق ذكره، كان فقيها، حدث عن العراقيين والاصبهانيين مثل عبد الله بن إسحاق المدائني.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
السريجي: بضم السين المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى سريج، والمشهور بهذه النسبة:
__________
(1) الذي في " معجم البلدان " لياقوت الحموي: سريجان، بضم السين المهملة، وفتح الراء بلفظ التثنية، تصغير سرج، من قرى أصبهان.(3/251)
الهيثم بن خالد السريجي.
يروي عن هانئ بن يحيى، والهيثم بن جميل.
روى عنه أبو بكر محمد بن محمد بن الباغندي، والمسألة السريجية، وهي طلاق الدور الذي لا يقع، منسوبة إلى الامام أبي العباس أحمد بن عمر بن سريج البغدادي القاضي إمام عصره بلا مدافعة، نسبت إليه لانه هو الذي استخرجها.
السريعي: بفتح السين المهملة، وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى بني سريع، وهم المعافر، والمنتسب إليهم أبو قبيل حي بن هانئ بن ناصر بن تبيع السريعي المعافري، عمل مقتل عثمان بن عفان وهو باليمن، وقدم مصر في أيام معاوية، وغزا روس مع جنادة بن أبي أمية، والمغرب مع حسان بن النعمان.
روى عنه عمرو بن الحارث، ويزيد بن أبي حبيب، ومعاوية بن سعيد، ويحيى بن أيوب، وابن لهيعة، والليث، ورجاء ابن أبي عاصم، وغيرهم، وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائة.
السريني: بكسر السين المهملة وتشديد الراء المفتوحة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعدها النون.
هذه النسبة إلى سرين، وهي بلدة عند جدة، قرأت على طرف كتاب " الاكمال " جدة والسرين، بنواحي مكة، والمشهور بالنسبة إليها: أبو هارون موسى بن محمد بن محمد بن كثير السريني.
قال أبو بكر الخطيب: هو من أهل السرين، حدث عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني.
السري: بضم السين وتشديد الراء المكسورة.
هذه النسبة إلى سر، وهي قرية من قرى الري، والمشهور بهذا الانتساب: أبو حفص عبد الجبار بن خالد بن عمران السري، ولعل أصله كان من هذه القرية، والله أعلم.
وعبد الجبار كان بإفريقية، يروي عن سحنون بن سعيد، توفي بالمغرب سنة إحدى وثمانين ومائتين.
قاله ابن يونس.
والحسن بن علي بن زياد السري.
يروي عن أحمد بن الحسن اللهبي، حدث عنه أبو بكر بن إسحاق الضبعي النيسابوري.(3/252)
وزياد بن علي الرازي السري خال ولد محمد بن مسلم ورفيقه بمصر.
روى عن أحمد بن صالح، سمعت منه بالري، وكان صدوقا ثقة.
ومحمد بن نباتة السري.
قال ابن أبي حاتم: محمد بن نباتة السري.
روى عن أبي عاصم النبيل، سمع منه أبي في المذاكرة حديثا فاستحسنه فكتبه.
روى عنه يوسف بن إسحاق بن الحجاج.
وأبو يعقوب الطاحوني الرازي السري، وأبو يعقوب يروي عن أبي الربيع الزهراني، وشيبان بن فروخ، وبشر بن هلال الصواف، وعبد الله بن غياث.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بالسر، وهو صدوق.(3/253)
باب السين والعين السعتري: بفتح السين، وسكون العين المهملتين، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوق، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بيع السعتر، وهو شئ من البقول يجف ويدق ويذر على الاطعمة
ويؤكل، والمشهور بهذه النسبة: أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي المعروف بالسعتري من أهل البصرة.
حدث عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، ومحمد بن حيان المازني.
روى عنه يوسف بن يعقوب بن خرزاذ النجيرمي ساكن مصر، وأبو الحسن محمد بن علي بن صخر الازدي نزيل مكة، وهما بصريان.
السعداني: بفتح السين، وسكون العين، وفتح الدال، المهملات وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سعدان، وهو اسم رجل، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن أحمد بن سعدان بن وردان السعداني البخاري، من أهل بخارى، يروي عن عبيدالله بن واصل.
روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ.
وأبو منصور عتيق بن أحمد بن حامد السعداني.
روى عنه أبو صالح النضر بن موسى بن هارون الاديب.
السعدوني: بفتح السين، وسكون العين، وضم الدال، المهملات، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سعدون، وهو اسم لجد أبي طاهر محمد بن الحسن بن محمد بن سعدون البزاز الموصلي السعدوني، ولد بالموصل، ونشأ ببغداد، ومات بمصر، وكان من أهل الصدق.
سمع أبا عمر بن حيويه الخزاز، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبا عبد الله بن بطة العكبري، وطلحة بن محمد بن جعفر وغيرهم.
سمع منه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ، وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا، يسكن بدرب الزعفراني، حذاء مسجد البصريين، وكانت ولادته بالموصل، في(3/254)
ليلة النصف من شعبان سنة سبع وستين وثلاثمائة، ومات بمصر في شهر ربيع الاول سنة ثمان
وأربعين وأربعمائة.
السعدي: بفتح السين وسكون العين، وفي آخرها الدال، المهملات.
هذه النسبة إلى عدة قبائل: إلى سعد بن بكر بن هوزان، وإلى سعد تميم، وإلى سعد الانصار، وإلى سعد جذام، وإلى سعد خولان، وإلى سعد تجيب، وإلى سعد بن أبي وقاص، وإلى سعد من بني عبد شمس، وإلى سعد هذيم بن قضاعة.
فأما سعد بن بكر بن هوزان، منهم: عبد الله بن وقدان يعرف بابن السعدي، لانه استرضع في بني سعد بن بكر، له صحبة، وهو من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب من قريش.
وأما سعد تميم، فهو: سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم سهم بن منجاب السعدي.
وأبو معاوية محمد بن خازم التميمي السعدي، مولاهم.
يروي عن الاعمش.
روى عنه الائمة، مثل أبي بكر وعثمان ابني أبي شيبة، وأبي خيثمة وغيرهم.
ومن التابعين أبو بحر الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة السعدي البصري، كان اسمه صخر، وقيل: اسمه الضحاك، والاحنف لقب لانه ولد أحنف، وكان من عقلاء الناس وفصائحهم وحكمائهم.
يروي عن عمر وعثمان رضي الله عنهما روى عنه الحسن وأهل البصرة، مات سنة سبع وستين بالكوفة في إمارة ابن الزبير، وصلى عليه مصعب بن الزبير، ومشى في جنازته بغير رداء.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن سعيد بن إسماعيل السعدي الهروي سعد تميم، رأيت من تصنيفه كتابا حسنا ببخارى أظنه لم يسبق إلى ذلك، سماه كتاب " الصناع من الفقهاء والمحدثين ".
روى عن أبي داود سليمان بن معبد السنجي، وعلي بن خشرم المابر سامي، وأحمد بن منصور الرمادي، وعلي بن إشكاب، وعمر بن شبة النميري، ومحمد بن إسحاق
الصغاني، وعلي بن حرب وغيرهم.
وأبو الفضل جعفر بن محمد بن الفضل بن زياد بن عيسى بن مروان بن هبيرة بن مرة بن تميم بن سعد السعدي التميمي، من أهل نيسابور الملقب بصفويه.
سمع إسحاق بن إبراهيم(3/255)
الحنظلي، ومحمد بن رافع، وأبا عمار الحسين بن الحريث وغيرهم.
روى عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل النيسابوري.
وأما سعد الانصار، فمنهم: الحارث بن زياد الانصاري السعدي، شهد بدرا، هكذا نسبه أبو عبد الله بن منده في كتابه.
وأما سعد جذام، فمنهم: عبد الملك بن محمد بن العاص السعدي، أندلسي، توفي بالاندلس سنة ثلاثين وثلاثمائة وعبد الملك بن العباس بن محمد بن سعد السعدي الاندلسي.
ذكرهما أبو سعيد بن يونس في كتابه بأن سعد جذام أيضا توفي بالاندلس سنة ثلاثين وثلاثمائة وكان فقيها.
وأما سعد خولان، فمنهم: أبو عبد الله بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثم السعدي، مولى بني سعد بن خولان، كان من أهل الفضل، توفي بمصر ليلة الاثنين لثمان خلون من شعبان سنة سبع وستين ومائتين، وصلى عليه أخوه إدريس بن نصر، وذكر يونس بن عبد الاعلى بحر بن نصر، فقال: الاصغر، رأيته عند ابن وهب ووثقه.
وأما سعد تجيب، فمنهم: إسحاق بن يحيى الصيرفي السعدي مولى لبني سعد بن تجيب أخو عيسى بن يحيى
المعروف بملول.
روى عنه ابن أخيه هارون بن عيسى.
وروى هو عن ضمرة بن ربيعة.
وأما سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، فجماعة من ولده كانوا أئمة علماء، انتسبوا إليه، منهم: أبو بكر سعد بن حفص السعدي.
سمع عبد الله بن إدريس وغيره.
روى عنه تمتام وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن إسحاق الصغاني وغيرهم.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن معمر بن حمزة بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري السعدي، حدث عن جده إبراهيم، والقعقاع بن زكريا بن المغلس،(3/256)
وسلمة بن جنادة وغيرهم.
روى عنه محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، توفي في شوال سنة اثنتين وثمانين يعني ومائتين.
وأما سعد من بني عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طانجة بن إلياس بن مضر، فمنهم: أبو الحسين علي بن حجر بن إياس بن مشمرخ بن مقاتل السعدي (1) إمام أهل مرو في عصره، كان ينزل ببغداد ثم تحول إلى مرو، وانتشر حديثه بها، وكان صادقا متقنا حافظا ضابطا.
سمع إسماعيل بن جعفر، وفرج بن فضالة، وشريك بن عبد الله، وعلي بن مسهر، وعتاب بن بشير، ويحيى بن حمزة، وسفيان بن عيينة.
روى عنه الائمة، مثل البخاري، ومسلم، وأبي داود، وأبي عيسى، وأبي عبد الرحمن، وأبي بكر بن خزيمة وغيرهم، ولد سنة أربع وخمسين ومائة، وتوفي سنة أربع وأربعين ومائتين، وقبره مشهور بقرية زرزم عند كمشان (2) يزار، زرته غير مرة.
وقال علي بن حجر: انصرفت من العراق وأنا ابن ثلاث وثلاثين، فقلت: لو بقيت ثلاثا وثلاثين أخرى فأروي بعض ما جمعته من العلم، وقد عشت بعده ثلاثا وثلاثين أخرى، وإنما أتمنى بعد ما كنت أتمناه وقت انصرافي من العراق.
وأما سعد هذيم بن قضاعة.
أنا أبو البركات الانماطي ببغداد، أنا أبو سعد الرستمي، أنا أبو الحسين بن الفضل، أنا أبو جعفر بن درستويه، حدثنا يعقوب بن سفيان، قال أبو خزامة السعدي: سعد هذيم بن قضاعة.
السعيدي: بفتح السين وكسر العين المهملتين، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى سعيد، والمشهور بها: خالد بن عمرو الاموي السعيدي، من ولد سعيد بن العاص من أهل الكوفة ابن عم عبد العزيز بن أبان.
يروي عن الثوري، وهشام الدستوائي، ومالك بن مغول.
روى عنه أبو
__________
(1) الذي في " تهذيب التهذيب ": علي بن حجر بن اياس بن مقاتل بن مخادش بن مشمرخ بن خالد السعدي أبو الحسن المروزي.
(2) زرزم: من قرى مرو على ستة فراسخ قرب كمسان، وقد خربت لم يبق منها إلا مزرعتها.
[ * ](3/257)
عبيدة وغيره، كان ممن يتفرد عن الثقات بالموضوعات، لا يحل الاحتجاج بخبره، تركه يحيى بن معين.
ونعيم بن يحيى السعيدي من ولد سعيد بن العاص.
يروي عن الاعمش، روى عنه زيد بن الحباب، وأحمد بن عبد الله بن يونس، ويحيى بن عبد الحميد الحماني.(3/258)
باب السين والغين السغدي: بضم السين المهملة، وسكون الغين المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى السغد، وهي ناحية كثيرة المياه، حسنة الاشجار، نزهة الخضر والبساتين، يضرب بحسنها المثل، وهي من نواحي سمرقند، خرج منها جماعة كثيرة من
العلماء، منهم: القاضي أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد السغدي، ممن سكن بخارى، كان إماما فاضلا مناظرا.
سمع جماعة من العلماء مثل..وتوفي ببخارى سنة إحدى وستين وأربعمائة.(3/259)
باب السين والفاء السفالي: بكسر السين المهملة، وفتح الفاء، بعدهما الالف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى ذي سفال، وهي قرية من اليمن، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الوهاب بن أسعد بن بلاوة السفالي.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه في معجم شيوخه بأبيات.
السفر ادني: بضم السين المهملة والفاء الساكنة، وفتح الراء والدال المهملة بينهما الالف، وفي أخرها النون.
هذه النسبة إلى سفرادن، وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو الحسن علي بن المهدي السفر ادني البخاري، من أهل سفرادن، يروي عن أبي أحمد المنيب بن نصر البخاري.
روى عنه أبو حفص عبدان بن يوسف البخاري.
وأبو علي الحسين بن جميل بن غالب الاديب السفر ادني.
يروي عن أبي عمرو قيس بن أنيف، والحسين بن حامد الطواويسي، وصالح بن محمد البغدادي، وتوفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
السفرجلي: بفتح السين المهلمة، والفاء والجيم بينهما الراء، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى سفرجلة، وهو لجد أبي علي أحمد بن محمد بن علي بن سفرجلة الهمداني الكوفي السفرجلي، من أهل الكوفة.
سمع أبا الحسن علي بن عبد الرحمن البكائي، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، سمع منه
بالكوفة.
السفرمرطي: بفتح السين المهلمة والفاء وسكون الراء والميم المفتوحة وسكون الراء، وفي آخرها الطاء.
هذه النسبة إلى سفرمرطى، وهي قرية من قرى حران، منها: أبو بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرج الحراني السفرمرطي.
يروي عن أبي وهب الوليد بن عبد الملك بن وهب.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ،(3/260)
وقال: أنا أبو بدر الحراني بقرية سفرمرطى.
السفطي: بفتح السين المهملة وسكون الفاء، وفي أخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى سفط القدور، وهي قرية بأسفل أرض مصر، ورأيت في " تاريخ مصر " بخطي مقيدا مضبوطا: من أهل سقط القدور بالقاف المحركة، والمنتسب إليها: عبد الله بن موسى السفطي مولى قريش.
يروي عن إبراهيم بن زبان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم.
روى عنه ابنه وهب.
ذكره ابن يونس.
السفياني: بضم السين المهلمة، وسكون الفاء، بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي أخرها النون.
هذه النسبة لجماعة على مذهب سفيان الثوري، وهم عدد كثير لا يحصون، وإلى الساعة أهل الدينور أكثرهم على مذهبه.
وأبو يحيى زياد السفياني كوفي.
يروي عن سفيان بن سعيد.
روى عنه إسحاق بن جعفر بن محمد العلوي، والسفياني المشهور المذكور في الملاحم وجماعة ينسبون إلى أبي سفيان بن حرب، يعرف كل واحد منهم بالسفياني.
وببلدة نسا جماعة من أولاد الحسن بن سفيان بن عامر بن العباس الشيباني النسوي، يكتبون لانفسهم: السفياني، لانتسابهم إلى الحسن بن سفيان، منهم:
صاحبنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد السفياني السجواني.
سمع معنا الكثير.
سمعت منه أحاديث رواها عن الخطيب الامام محمد بن عمر البغوي.
السفياني: مثل الاول، غير أن السين مكسورة، قاله الخطيب.
وقال ابن ماكولا: بالسين المهملة المفتوحة.
هذه النسبة إلى سفيان، وهي قرية من قرى هراة، والمشهور بالانتساب إليها: أبو طاهر أحمد بن محمد بن إسماعيل الصباح السفياني من أهل هراة.
يروي عن الحسين بن إدريس الانصاري.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني الحافظ، وتوفي في حدود سنة ثمانين وثلاثمائة، والله أعلم.(3/261)
باب السين والقاف السقا: بفتح السين المهملة، والقاف المفتوحة المشددة.
هذه النسبة لمن يسقي الناس الماء، واشتهر به: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عثمان بن المختار المزني الواسطي المعروف بابن السقا، من أهل واسط، كان من أهل الفهم والحفظ والمعرفة بالحديث.
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وزكريا بن يحيى الساجي، وعبدان بن أحمد الاهوازي، وأبا يعلى أحمد بن علي الموصلي، ومحمود بن محمد الواسطي، وجعفر بن أحمد بن سنان، والمفضل بن محمد الجندي، وسهل بن أحمد بن عثمان الواسطي، وأحمد بن يحيى بن زهير التستري، وموسى بن سهل الجوني، وعلي بن العباس المقانعي، وأبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني، وخلقا كثيرا من الغرباء.
يروي عنه أبو الحسن الدارقطني، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، والقاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وتوفي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
وأبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز السقا الفلاس، ذكرته في الفاء، وكان أحد
أئمة المسلمين من أهل البصرة، وقدم أصبهان سنة ست عشرة، وأربع وعشرين، وست وثلاثين ومائتين، وحدث بها.
روى عن عفان بن مسلم، وسئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال: ذلك من فرسان الحديث.
وقال حجاج بن الشاعر: لا تبالي أن تأخذ عن عمرو بن علي بن حفظه أو من كتابه، وكان أبو مسعود الرازي يقول: لا أعلم أحدا قدم هاهنا أتقن من أبي حفص.
وأحمد بن سالم المقرئ الشامي السقا.
يروي عن سفيان بن عيينة، ومعن بن عيسى، وشبابة بن سوار، روى عنه صالح بن بشر بن سلمة الطبراني، وأبو عامر الامام الحمصي.
السقطي: بفتح السين المهلمة، وفتح القاف، وكسر الطاء المهملة.
هذه النسبه إلى بيع السقط، وهي الاشياء الخسيسة، كالخرز، والملاعق، وخواتيم(3/262)
الشبة والحديد وغيرها، والمشهور بهذه النسبة من القدماء: أبويحيى رجاء بن صبيح الحرشي السقطي من أهل البصرة.
قال أبو حاتم بن حبان: هو صاحب السقط.
روى عن مسافع بن شيبة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
روى عنه يزيد بن زريع والتبوذكي، قال ابن أبي حاتم: أبويحيى صاحب السقط، روى عن مسافع، ويحيى ابن أبي كثير.
روى عنه يزيد بن زريع، ويحيى بن حماد، وموسى بن إسماعيل وهدبة.
قال يحيى بن معين: أبويحيى صاحب السقط ضعيف.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بقوي.
وأحمد بن عبد الرحمن السقطي، تفرد بالرواية عند أبو بكر المفيد الجرجراني عن يزيد بن هارون.
ومحمد بن الفضل بن جابر السقطي، سمع سعيد بن سليمان الواسطي، وعبد الاعلى بن حماد النرسي، ويحيى بن عبد الحميد الحماني وطبقتهم روى عنه ابنه
إسحاق ومحمد بن مخلد العطار، وأبو سهل بن زياد القطان.
وأبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن محمد بن أبي روبا السقطي، يروي عن محمد بن سليمان الباغندي، وإسحاق الحربي، وتمتام، وأبي شعيب.
روى عنه غيلان بن محمد، وأبو علي بن شاذان، وغيرهما.
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن بشر بن سنقة السقطي.
يروي عن إسماعيل القاضي (1) والكديمي وإبراهيم الحربي.
روى عنه أبو علي بن شاذان، ومحمد بن طلحة النعالي، ووشاح مولى أبي تمام الزينبي.
وأبو عمرو عبد الملك بن الحسن بن يوسف السقطي.
سمع أبا مسلم الكجي، ويوسف القاضي أحمد بن يحيى الحلواني.
روى عنه أبو علي بن شاذان، وأبو نعيم الاصبهاني.
وأبو سهل حاتم بن ميمون السقطي.
قال ابن أبي أبي حاتم: صاحب السقط.
يروي عن ثابت، سمعت أبي يقول ذلك.
__________
(1) هو شيخ الاسلام إسماعيل بن إسحاق القاضي أبو إسحاق الحافظ (200 - 282 ه) كان عالما متقنا فقيها، شرح مذهب مالك واحتج له، وصنف المسد، وصنف في علوم القرآن وله أحكام القرآن، ومعاني القرآن، وكتاب في القراءات، ورسالة في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها.
[ * ](3/263)
وأبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان السقطي من أهل البصرة.
يروي عن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، والحسن بن المثنى العنبري.
روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف السقطي ختن الصرصري.
حدث عن جعفر الفريابي.
روى عنه الحسين بن شجاع الصوفي، وأبو عمرو ابن الفلو الواعظ.
وإسحاق بن محمد بن الفضل بن جابر السقطي.
حدث عن أبيه.
وأبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي من أهل واسط، سكن بغداد ورحل إلى البصرة والكوفة وأصبهان، وأدرك الشيوخ الكثيرة، وجمع لنفسه وشيوخه معجما، أدرك أصحاب أبي طاهر المخلص، ولم يكن موثوقا به فيما ينقله، وكان شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ يقول: أبو البركات السقطي من سقط المتاع، شمع مشايخنا بقراءته، وتوفي سنة نيف وخمسمائة.
وابنه أبو..وجيه بن هبة الله السقطي، سمع أصحاب أبي علي بن شاذان بإفادة والده، سمعت منه أحاديث ببغداد..السقطي الهروي.
يروي عن أبي الفضل الجارودي.
روى لنا عنه أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار القاضي.
وأبو سعيد الحسن بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن بحر التستري السقطي الاصم، نزيل البصرة، وهو من تستر.
سمع أبا أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد التستري بها.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ.
قال: وكان قد ضعف سمعه، فقرأ علينا مجلسين بالبصرة، ومات بعد أيام، مات ودفن يوم السبت الخامس عشر من جمادى الآخرة من سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وأجاز لنا مسموعاته في كتاب ابن الصيرفي سمع منه بالبصرة.(3/264)
باب السين والكاف السكاني: بفتح السين المهملة والكاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سكان، وهي قرية من قرى أربنجن من السغد، وقد يلحق في أوله الالف، وقد ذكرته في الالف، فأما بإسقاط الالف: أبو علي السكاني غير مسمى ولا منسوب.
يروي عن سعيد بن منصور.
روى عنه إبراهيم بن حمدويه الفقيه الاشتيخني.
السكبياني: هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى يقال لها: سكبيان بجنب بمجكث،
منها: أبو سعيد سفيان بن أحمد بن إسحاق الزاهد السكبياني من أهل بخارى.
يروي عن يعقوب بن إبراهيم ابن أبي خيوان، وأبي طاهر أسباط بن اليسع.
روى عنه أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن أحيد الصفار.
السكجكثي: بكسر السين المهملة والجيم بين الكافين أولاهما بالكسرة، والثانية بالفتح، وفي أخرها التاء المنقوطة بثلاث.
هذه النسبة إلى قرية على أربع فراسخ من بخارى على طريق سمرقند عند جرغ، بت بها ليلة، والمشهور بالانتساب إليها: أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن أحيد الصفار السكجكثي.
يروي عن أبي سعيد سفيان بن أحمد بن إسحاق البخاري.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ.
وأبو حفص أحمد بن حاتم بن حماد بن عبد الرحمن السكجكثي البخاري.
يروي عن محمد بن حاتم بن المظفر المروزي، وأبي عبد الله بن أبي حفص، ومحمد بن أسلم السمرقندي، ومحمد بن عباد بن عمرو السمرقندي، كان يحفظ الحديث، وكتب الكثير مع الاتقان.
يروي أيضا عن يحيى بن سهيل، وأسباط بن اليسع.
روى عنه أبو نصر أحمد بن أحمد بن عبد الرحمن الباهلي، وأبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وغيرهما، وتوفي في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.(3/265)
السكري: بضم السين المهملة، وفتح الكاف المشددة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بيع السكر وعمله وشرائه، وفيهم كثرة، منهم: بشر بن محمد السكري المروزي من أهل مرو.
يروي عن ابن المبارك.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري.
وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري، من أهل مرو، كثير الحديث.
يروي عن عاصم الاحول، والاعمش، وعثمان بن موهب.
فهو من شيوخ أبي حمزة، لا ممن يقال له: " السكري ".
وقيس بن وهب، وإنما قيل له: السكري، لحلاوة منطقه، حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بجامع أصبهان، أنا أبو الفضل بن أبي منصور البيع بقراءتي عليه من أصل سماعه، أنا أبو منصور عبد الرزاق بن عبد الرحمن الخطيب، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، ثنا الحسن بن محمد، ثنا سعيد بن عنبسة، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، سمعت ابن أخي السكري يقول: إنما سمي السكري لحلاوة منطقه، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي غالب، أنا أحمد بن علي بن ثابت، أخبرني محمد بن جعفر بن علان الشروطي، أنا أبو الحسن أحمد بن جعفر الخلال، ثنا معروف بن محمد الجرجاني، قال: قلت لعباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: كان أبو حمزة السكري من ثقات الناس، وكان إذا مرض عنده من قد رحل إليه ينظر إلى ما يحتاج إليه من الكفاية، فيأمر بالقيام به، واسمه محمد بن ميمون، ولم يكن يبيع السكر، وإنما سمي السكري لحلاوة كلامه، قال: نعم، ومات أبو حمزة سنة سبع أو ثمان وستين ومائة.
وقال أبو زرعة السنجي: قيل لابي حمزة السكري، لانه كان يتخذ السكر.
وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن بن شاذان بن إبراهيم بن إسحاق بن علي بن إسحاق السكري الحميري، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في " التاريخ " وقال: أبو الحسن الحميري أصله ناقلة من حضرموت إلى ختل، ويعرف بالسكري وبالصيرفي وبالكيال وبالحربي.
سمع أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجائي والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا القاسم البغوي، وغيرهم.
روى عنه القاضي أبو الطيب الطبري، وأبو القاسم الازهري، وأبو محمد الخلال، وأبو القاسم التنوخي، وأبو الحسين بن حسنون النرسي في جماعة،
آخرهم أبو الحسين بن النقور البزاز، وتكلم فيه أبو بكر البرقاني، وقال: لا يساوي فلسا.(3/266)
وقال أبو القاسم الازهري: هو صدوق، وكان سماعه في كتب أخيه، لكن بعض أصحاب الحديث قرأ عليه شيئا منها لم يكن فيه سماعه، وألحق فيه السماع، وجاء آخرون فحكوا الالحاق، وأنكروه.
وأما الشيخ فكان في نفسه ثقة.
وقال عبد العزيز الازجي: الحربي: كان صحيح السماع، ولم أضر قرأ الطلبة عليه شيئا لم يكن فيه سماعه، ولا ذنب له في ذلك، وكف بصره في أخر عمره.
وقال العتيقي: كان ثقة مأمونا، وكانت ولادته مستهل المحرم من سنة ست وتسعين ومائتين، ومات في شوال سنة ست وثمانين وثلاثمائة ببغداد.
وأبو غسان أحمد بن سهل بن الوليد السكري الاهوازي من أهل الاهواز.
يروي عن خالد بن يوسف بن خالد السمتي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الحافظ.
السكري: بكسر السين المهملة، وسكون الكاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى سكر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الحسن علي بن الحسن بن طاوس بن سكر بن عبد الله الواعظ الدير عاقولي السكري، من أهل العراق، بغدادي، إلا أنه خرج إلى الشام، وسكن دمشق، وانتشرت منه الرواية بها، وكان شيخا صالحا صدوقا.
سمع ببغداد أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ، وأبا القاسم على بن المحسن التنوخي (1)، وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وغيرهم.
روى لنا عنه أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي فقيه أهل الشام بدمشق، وتوفي بصور في شعبان سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
السكسكي: بالكاف الساكنة بين السينين المفتوحتين المهملتين، وفي أخرها كاف أخرى.
هذه النسبة إلى السكاسك، وهو بطن من الازد، ووادي السكاسك موضع بالاردن،
نزلته السكاسك حين قدموا الشام زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان منها جماعة من المحدثين، منهم: أبو قرة موسى بن طارق السكسكي من أهل اليمن، كان ينزل زبيد.
يروي عن ابن جريج، ومالك، وزمعة بن صالح.
روى عنه أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، وأهل اليمن، وكان ممن جمع وصنف، وتفقه وذاكر، واشتهرت السنن التي جمعها.
__________
(1) صاحب كتاب " الفرج بعد الشدة ".
[ * ](3/267)
ومن التابعين مالك بن يخامر السكسكي.
يروي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، وأصله من اليمن، انتقل إلى الشام.
روى عنه أهلها، مات في ولاية عبد الملك حيث سار إلى مصعب بن الزبير رضي الله عنه.
وأبو عمرو صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي الحضرمي، من أهل الشام، وأمه بنت عوسجة بن أبي ثوبان.
يروي عن راشد بن سعد.
وقد قيل: إنه أدرك أبا أمامة رضي الله عنه وهو صغير.
روى عنه ابن المبارك، والوليد بن مسلم، مات سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وأبو إسماعيل إبراهيم بن عبد الرحمن السكسكي، كوفي.
يروي عن ابن أبي أوفى.
يروي عنه مسعر بن كدام، ويزيد بن عبد الرحمن الدالاني، والعوام بن حوشب، والمسعودي، وكان شعبة يضعف إبراهيم السكسكي، وقال: كان لا يحسن يتكلم.
وأبو روح حوشب بن سيف السكسكي الشامي، وهو الذي يقال له: المعافري.
يروي عن معاوية.
روى عنه صفوان بن عمرو، وشداد بن أفلح.
وعمرو بن بكر السكسكي من أهل الرملة.
يروي عن إبراهيم بن أبي جميلة وابن جريج وغيرهما من الثقات الاوابد والطامات التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها معمولة أو مقلوبة، لا يحل الاحتجاج به، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
وابنه إبراهيم بن عمرو بن بكر السكسكي.
يروي عن أبيه الاشياء الموضوعة التي لا تعرف من حديث أبيه، وأبوه أيضا لا شئ في الحديث، فلست أدري أهو الجاني عن أبيه، أو أبوه الذي كان يخصه بهذه الموضوعات، قاله أبو حاتم بن حبان أيضا.
وحوشب بن يوسف السكسكي.
والهقل بن زياد السكسكي مولاهم.
سمع الاوزاعي.
روى عنه الليث، وهو من رواية الاكابر عن الاصاغر.
وروى عنه الناس بعده.
وأما الحسن بن الازهر بن الحارث بن سكسك النيسابوري السكسكي، نسب إلى جده الاعلى.
سمع إسحاق بن إبراهيم، ومحمد بن يحيى، وأحمد بن حفص وغيرهم.
روى عنه أبو علي الحافظ وغيره.
وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، ودفن بباب معمر.
وأبو كبشة السكسكي، وكان عريف السكاسك.
روى عن أبي الدرداء.
روى عنه ابنه يزيد.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.(3/268)
السكشي: بكسر السين المهملة والكاف، وفي أخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى سكة سكش، وهي محلة بنيسابور، والمشهور بهذه النسبة: أبو العباس حامد بن محمود بن محمد السكشي النيسابوري الشاهد المعروف بأبي العباس بن كلثوم، وكان له نسب في بني تميم، وكان يشهد بنيسابور نيفا وخمسين سنة.
سمع محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن منصور المروزي، وأحمد بن يوسف السلمي وغيرهم، مات في ذي الحجة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عمرو عبد العزيز بن محمد الخشاب السكشي، وكان من الزهاد، وهو والد أبي القاسم، خرج إلى العراق، ودخل الشام ومصر، ثم حج من مصر فغرق في البحر، وكان كثير الطلب.
السكلكندي: بكسر السين المهلمة واللام بين الكافين، أولاهما بالكسر، والثانية
بالفتح، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى سكلكندى، وهي من نواحي طخارستان، وهي بليدة صغيرة، ولكنها كثيرة الرساتيق والخير، من ناحية بلخ، منها: أبو علي عصمة بن عاصم السكلكندي الحافظ، كان فاضلا عالما، رحل إلى مصر، وسمع بها ابن أبي مريم، وعبد الله بن صالح كاتب الليث المصريين، وكان نزل سكلكند.
وأبو الحسن علي بن الحسن الحنفي السكلكندي المعروف بالبلخي من أهل هذه القرية، كان فقيها فاضلا زاهدا، تفقه على البرهان بما وراء النهر، وسكن دمشق.
وروى بها الحديث عن أبي المعين المكحولي، وأبي بكر محمد بن الحسن النسفي وغيرهما.
سمعت منه أحاديث يسيرة بدمشق سنة خمس وثلاثين، وتوفي قبل سنة خمسين وخمسمائة بحلب.
السكنداني: بضم السين المهملة، والكاف المفتوحة، والنون الساكنة والدال المهملة المفتوحة، وفي آخر النون.
هذه النسبة إلى سكندان، وهي قرية من قرى مرو، على خمس فراسخ منها عند السنج، منها: أبويحيى أشعث بن بريدة السكنداني الحماني.
قال أبو زرعة السنجي: من قرية سكندان، مات سنة ستين ومائتين.(3/269)
السكني: بفتح السين المهملة والكاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى السكن، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الحسن عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن السكن الاسدي السكني البخاري، محدث عصره، وشيخ العرب ببلده، ومن أكثر الناس تفقدا لاهل العلم.
سمع ببخارى أبا علي صالح بن محمد البغدادي جزرة، وأبا هارون سهل بن شاذويه الحافظ،
وبمرو أبا يزيد محمد بن يحيى بن خالد المير ماهاني، وأبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود السعدي، وببغداد أبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وبالكوفة عبد الله بن زيدان البجلي وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " تاريخ نيسابور " وقال: ورد نيسابور سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحججت أنا في تلك السنة فرأيت له في الطريق مروءة ظاهرة وقبولا تاما في العلم والاخذ عنه، وتوفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن السكن بن سلمة بن الحاكم بن السكن بن أخنس بن كوز السكني، من أهل بخارى سأذكره في الكوزي.
السكوني: بفتح السين، وضم الكاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى السكون، وهو بطن من كندة، والمنتسب إليها: أبو بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، من أهل الكوفة، سكن بغداد.
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، ويحيى بن سعيد الانصاري، والاعمش، مات سنة أربع أو خمس ومائتين.
روى عنه ابنه أبو همام الوليد بن شجاع، وأهل العراق.
روى عن أبي همام مسلم بن الحجاج، وأبو القاسم البغوي.
وأبو المنذر عمرو بن مجمع السكوني الكندي، من أهل الكوفة.
يروي عن هشام بن عروة، وابن أبي خالد.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأهل العراق.
قال أبو حاتم بن حبان: وكان يخطئ.
والضحاك بن قيس السكوني الكندي، والسكون قبيلة من كندة.
روى عن ابن عمر.
روى عنه المسعودي، والوليد بن قيس السكوني وكان ثقة صاحب سنة.
وأبو مسعود عقبة بن خالد السكوني من أهل الكوفة.
يروي عن عبيد الله بن عمر.
روى عنه أبو سعيد الاشج، وسهل بن عثمان وغيرهما.(3/270)
وابن السابق ذكره أبو همام الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس السكوني، كوفي
الاصل.
سمع علي بن مسهر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب.
روى عنه أبو حاتم الرازي، وعباس الدوري، وإبراهيم الحربي، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد.
قيل: هو شامي نزل الكوفة، وهذا وهم، لان أبا بدر من أهل الكوفة، وأبو همام سافر إلى الشام من الكوفة، وسكن بغداد، وكان من الثقات، أمر أحمد بن حنبل بالكتابة عنه، وكان يحيى بن معين يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات، ولم يقل فيه سوءا قط، وكان يقول: ليس له بخت، ذكره أبو كريب، وقال: أبو همام أقدم سماعا مني، كان يمر بنا ونحن نلعب بالخشب وعليه صالحية وهو يكتب الحديث، وكان مذهبه مذهب المشايخ، فما جئت إلى محدث قط بالكوفة فقلت له: كتب عنك إلا قال: ما زال يختلف السكوني إلي وما أخرجوا إلي كتابا إلا فيه: فرغ أبو همام ويوقفني على علامته، ومات ببغداد في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وأربعين ومائتين.(3/271)
باب السين واللام السلسبيلي: بفتح السينين المهملتين بينهما لام ساكنة بعدها ياء مكسورة منقوطة بواحدة، وبعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها لام.
هذه النسبة إلى سلسبيل، وهو اسم بعض الخصيان إن شاء الله في دار الخلافة، والمنتسب إليه: سالم بن قادم السلسبيلي، من أهل بغداد، مولى سلسبيل.
يروي عن بقية ابن الوليد، وأهل العراق.
قال أبو حاتم بن حبان: حدثنا عنه الطبري.
السلطيسي: بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وكسر الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي أخرها سين أخرى هذه النسبة إلى سلطيس، وهي قرية من قرى مصر، منها:
أبو معاوية عبد الرحمن بن معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن تجيب التجيبي السلطيسي قاضي مصر، وأمه قبطية.
يروي عن عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبي بصرة الغفاري وابنه معاوية.
روى عنه يزيد بن أبي حبيب، جمع له عبد العزيز بن مروان القضاء والشرط، توفي سنة خمس وتسعين.
السلعي: بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها العين.
هو أبو يعقوب يوسف بن يعقوب السلعي السدوسي من أهل البصرة، وهو صاحب السلعة، وبهذا عرف، فنسب إليها، قاله أبو حاتم البستي.
يروي عن حميد الطويل.
وشعبة، وبهز بن حكيم، وعيسى بن سيار، والبصريين.
روى عنه جماعة من أهل بلده: عبيد الله القواريري، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يسار، وثقه أحمد بن حنبل، وأبو حاتم الرازي.
وقال أبو علي الغساني: هو يوسف السلعي السدوسي، يقال له: صاحب السلعة، لسلعة كانت بقفاه، يكنى أبا يعقوب، بصري، سمع سليمان التيمي.
روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.(3/272)
السلفي: بفتح السين واللام، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم على ما سمعت، منهم: أبو..السلفي، فقيه فاضل شهم جلد متعصب عن الاصحاب سمع..وابنه..السلفي: بضم السين المهملة، وفتح اللام، وفي آخرها فاء.
هذه النسبة إلى سلف، وهي بطن من كلاع، والكلاع من حمير، اشتهر بهذه النسبة: أبوالاخيل قيس بن الحجاج الحمصي السلفي.
وخلي بن معد يكرب السلفي، شهد فتح مصر.
وأخوه خولي، ذكره أبو سعيد بن يونس المصري في " تاريخ المصريين ".
وجابر بن غانم الكلاعي السلفي من أهل حمص.
يروي عن سليم بن عامر، وأسد بن وداعة، وشبيب بن نعيم وغيرهم.
روى عنه يحيى بن صاحل الوحاظي، وبقية بن الوليد، وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار، وعصام بن خالد الحمصي، كان ينزل حماة.
وخالد بن عمرو السلفي.
يروي عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي الحراني، وبقية بن الوليد، ومحمد بن حرب، ومروان الفزاري، ويحيى بن سليمان.
روى عنه محمد بن علي الصائغ، وأبو حاتم الرازي وغيرهما.
وعبد الله بن عبد الاعلى الحجاج السلفي.
يروي عن قباث بن زرين.
روى عنه يحيى بن بكير، قاله ابن يونس.
وأبو يزيد عبد الاعلى بن عبد الواحد الكلاعي السلفي، يعرف بمرة.
يروي عن ضمام بن إسماعيل، وزين بن شعيب، وابن وهب، يقال: توفي بالبرلس سنة ثلاثين ومائتين.
وأبو عمرو أحمد بن أبي الاخيل خالد بن عمرو بن خالد السلفي، من أهل حمص، ورد بغداد، وحدث بها عن أبيه أحاديث غرائب كتبها عنه الحفاظ.
ورى عنه أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ، وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، وأبو بكر محمد بن عمر الجعابي، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني وغيرهم، وقال الدارقطني: عثمان وأحمد ابنا خالد بن عمرو(3/273)
السلفي من أهل حمص، ثقتان، وأبوهما ضعيف.
وعثمان بن خالد بن عمرو السلفي الحمصي.
يروي عن إبراهيم بن العلاء الزبيدي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
السلفي: بكسر السين المهملة، وفتح اللام، وفي آخرها الفاء.
هو أبو طاهر أحمد بن محمد بن سلفة الاصبهاني من أهل أصبهان، كان فاضلا مكثرا رحالا، عني بجمع الحديث وسماعه، وصار من الحفاظ المشهورين، صحب والدي رحمه الله مدة ببغداد، وكانا يسمعان معا بها وبالكوفة والحجاز، وسمع هو بأصبهان أصحاب أبي بكر بن مردويه، وببغداد أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، ولما كتب الكثير بالعراق، والجبال والشام، خرج إلى ديار مصر، وسكن الاسكندرية، وهو من المقيمين بها.
وهذه النسبة إلى جده سلفة، وهو يعرف بالحافظ السلفي، ومن شعره المليح الحسن، ما أخبرنا به أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هردرس الانصاري بمكة، وأبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الازدي بدمشق، وأبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك البلدي بواسط، وأبو العز محمد بن علي بن محمد الصوفي بنيسابور، قالوا: أنشدنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السلفي الحافظ لنفسه: دين الرسول وشرعه أخباره * * وأجل علم يقتفى آثاره من كان مشتغلا بها وبنشرها * * بين البرية لا عفت آثاره السلقي: بكسر السين المهملة، وسكون اللام، وفى آخرها القاف.
هذه النسبة إلى درب السلق، وهي محلة ببغداد، منها: أبو علي إسماعيل بن عباد بن القاسم بن عباد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الله القطان السلقي، مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: وكان ينزل درب السلق من قطيعة الربيع، وحدث عن أبيه وعن عباد بن يعقوب الرواجني، ويوسف بن موسى القطان، وإسحاق بن البهلول النتوخي، وأبي الاشعث العجلي، وعلي بن حرب الطائي.
روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وأبو القاسم بن الثلاج، وغيرهم، مات في شهر رمضان سنة عشرين وثلاثمائة.(3/274)
السلماسي: بفتح السين المهملة واللام والميم، وبعدها الالف، وفي آخرها سين أخرى مهملة.
هذه النسبة إلى سلماس، وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوى، خرج منها جماعة من العلماء، منهم: أبو القاسم حريز بن أحمد بن حريز السلماسي، أحد الائمة المشهورين بالفضل، وكان حسن الاعتقاد، فصيح اللسان، حدث عن مطهر بن محمد بن محمد الاصبهاني، سمع منه بسلماس.
روى عنه أبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي المفيد.
وأبو حفص عمر بن يوسف بن الحسن السلماسي.
روى عن أحمد بن محمد بن عمر.
روى عنه هبة الله بن المبارك السقطي.
وأبو الحسن المظفر بن الحسن بن المهند السلماسي، قدم أصبهان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، حدث عن العراقيين، مثل عثمان بن إسماعيل السكري البغدادي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ.
وأبو محمد الحسن بن جعفر بن داود السلماسي، عم أبي عبد الله السلماسي، حدث عن الحسين بن محمد بن عبيد العسكري.
سمع منه علي بن أحمد السعتري.
ومات في صفر سنة تسع عشرة وأربعمائة، ودفن في مقبرة جامع المدينة.
وأبو عبد الله الحسين بن جعفر بن محمد بن جعفر بن داود الحسن السلماسي، من أهل بغداد.
سمع علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبا حفص بن الزيات، وأبا بكر محمد بن عبد الله الابهري، وأبا عمر بن محمد بن العباس بن حمويه، وأبا الحسن علي بن عمر الدارقطني ومن بعدهم، ذكره أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ، وقال: كتبنا عنه، وكان ثقة، أمينا، مشهورا باصطناع البر، وفعل الخير، وافتقاد الفقراء، وكثرة الصدقة، وكان قد أريد للشهادة فامتنع من ذلك، ومات في
جمادى الاولى سنة ست وأربعين وأربعمائة وكنت إذ ذاك بالشام راجعا من الحج.
وأبو نصر محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن داود السلماسي، ابن عم أبي عبد الله بن السلماسي، سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، ومحمد بن علي بن النضر الديباجي، كتبت عنه، كان صدوقا، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: روى شيئا يسيرا، ومات في شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وأربعمائة.(3/275)
وأبو طاهر المحسن بن جعفر بن محمد بن جعفر بن داود بن الحسن بن السلماسي، من أهل بغداد.
سمع علي بن عمر الحربي، وأبا حفص بن شاهين وأبا طاهر المخلص ونحوهم، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه، وكان ثقة، صحب أبا حامد الاسفراييني مدة، وعلق عنه الفقه، وكان يفهم.
وقيل: إنه كان أصغر من أخيه الحسين بعشر سنين، ومات في شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وصلى عليه أخوه أبو عبد الله.
السلماناني: بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وفتح الميم والنون بين الالفين بعدها نون أخرى.
هذه النسبة إلى سلمانان، وهي قرية من قرى مرو على ثلاث فراسخ، منها: الحسين بن أحمد السلماناني، حدث عن القاضي أبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي.
روى عنه أبو الحسن علي بن محمد بن أزدشير الصدفي وتوفي ببغداد سنة سبعين وأربعمائة.
السلماني: بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وفتح الميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سلمان، وسلمان حي من مراد، ويقال: سلمان في قضاعة، قاله محمد بن حبيب بإسكان اللام، وأصحاب الحديث يحركون اللام.
قال عباس الدوري عن يحيى بن معين قال: لم يكن عيسى بن يونس يقول: عبيدة السلماني، كان يقول: السلماني، يعني بفتح اللام، والمشهور بهذه النسبة:
عبيدة بن عمرو السلماني.
وقال علي بن المديني: هو عبيدة بن قيس بن سالم السلماني، هو من أصحاب علي وابن مسعود رضي الله عنهما، حديثه مخرج في " الصحيحين " وقيل: هو عبيدة بن قيس بن عمرو السلماني المرادي الهمداني، ويكنى أبا مسلم، ويقال: أبا عمرو، أسلم قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بسنتين، وسمع عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير، رضي الله عنهم، ونزل الكوفة.
يروي عنه عامر الشعبي، وإبراهيم النخعي، وأبو حصين، والنعمان بن قيس، ومحمد بن سيرين، وسعيد بن أبي هند وغيرهم.
قال محمد بن سيرين: سألت عبيدة عن تفسير آية من كتاب الله عزوجل، فقال: عليك بالسواد (1) فقد ذهب الذين يعلمون فيما نزل القرآن.
قال هشام: وكان عبيدة قد أسلم قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله بسنتين ولم يره.
وقال
__________
(1) في نسخة كوبرلي: بالسداد.
[ * ](3/276)
أحمد بن عبد الله العجلي: عبيدة السلماني كان أعور، وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرأون ويفتون.
وكان شريح إذا أشكل عليه الشئ قال: إن هاهنا رجلا في بني سلمة فيه جرأة، فيرسلهم إلى عبيدة.
وكان ابن سيرين من أروى الناس عنه، وكل شئ روى محمد بن سيرين عن عبيدة سوى رأيه فهو عن علي، ومات سنة اثنتين وسبعين أو ثلاث من الهجرة.
السلمسيني: سلمسين: بفتح السين واللام، وسكون الميم، وكسر السين الاخرى، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، والنون في آخرها: قرية على فرسخ من حران، وهي من الجزيرة من ديار ربيعة، والمحدث المعروف منها، وهو: أبو محمد مخلد بن مالك بن جابر بن سنان القرشي السلمسيني.
يروي عن عيسى ابن يونس، وأبي خالد الاحمر.
روى عنه أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، سمعت جزءا من حديثه على أبي القاسم الشحامي عن أبي سعد الكنجروذي عن الحاكم أبي أحمد
الحافظ عن أبي عروبة الحراني عنه، ومات مخلد بحران سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وأحمد بن عياش بن محمد الرافقي من أهل الرافقة، وكان يتوكل بسلمسين، وقيل: السلمسيني.
يروي عن حكيم بن سيف الرقي.
روى عنه أبو الفتح الموصلي، وأبو الحسين بن المظفر.
وأبو الحسن أحمد بن عياش السلمسيني.
يروي عن عامر بن سيار.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
السلمقاني: بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وضم الميم، وسكون اللام، وضم الميم، وفتح القاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سلمقان، ويقال بالعجمية: سلمكان، وهي قرية من قرى سرخس، منها: عكرمة بن طارق السلمقاني من القدماء، وكان على قضاء الجانب الشرقي ببغداد في أيام المأمون.
يروي عن مالك بن أنس، وجرير بن حازم، وعبد الله بن إدريس، وخالد بن خداش وغيرهم، وكان من أصحاب القاضي أبي يوسف.
روى عنه مزاحم بن سعيد المروزي.
وقال محمد بن سعد صاحب " الطبقات ": في سنة ثمان ومائتين فيها استعفى محمد بن سماعة القاضي من القضاء، فأعفي، وأقره المأمون في صحابته، وولي مكانه(3/277)
القضاء بمدينة السلام إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وولي مكان إسماعيل بن حماد القضاء بالشرقية والكرخ عكرمة بن طارق، وكسي خلعتين، وعزل عكرمة عن قضاء الشرقية يوم الاثنين لغرة ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائتين.
السلمي: بفتح السين المهملة، وسكون اللام.
هذه النسبة إلى الجد، وهو ممن كان في آبائه وأجداده سلم، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن سلم بن محمد الشكاني السلمي.
قال أبو كامل البصيري:
يروي عنه فقيهنا طاهر بن الحسين الحريثي، فيقول بالتدليس: حدثنا أبو إسحاق السلمي لئلا يعرف أنه الشكاني.
قلت: يروي عن..وروى عنه السيد أبو بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، وأبو الحسن علي بن محمد بن خدام البخاري.
وأبو خلف محمد بن عبد الملك بن خلف السلمي الطبري، هكذا سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسين الازدي الحافظ يقول عن أستاذه أبي الفتح الموفق بن عبد الكريم الهروي، وهو يروي عنه، وسمع منه بغزنة، وكان فقيها إماما فاضلا، صنف مجموعا حسنا في المذهب لنا يقال له: " الكفاية " لابي خلف الطبري، استحسنه كل من رآه، وكانت وفاته في حدود سنة سبعين وأربعمائة.
السلمي: هذه النسبة بضم السين المهملة، وفتح اللام إلى سليم، وهي قبيلة من العرب مشهورة يقال لها: سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، تفرقت في البلاد، وجماعة كثيرة منهم، نزلت حمص، منهم: مجاشع بن مسعود السلمي، وأخوه معبد، وذكرهما في " فتوح الشام " ومعن بن يزيد السلمي.
وأبو الاعور عمرو بن سفيان السلمي، أحد أمراء الشام في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان مع معاوية بصفين، والعرباض بن سارية السلمي أحد من نزل فيه (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا) [ التوبة: 92 ].
والعباس بن مرداس السلمي، له صحبة، أحد شجعان العرب.
وعمرو بن عنبسة السلمي.
وجماعة كثيرة سواهم.(3/278)
أبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي.
روى عن عثمان وعلي رضي الله عنهما.
وعبد القاهر بن السري السلمي.
وأحمد بن يوسف السلمي.
وأخوه عبد الله بن يوسف من أهل نيسابور.
روى عن أحمد: مسلم بن الحجاج، وأبو عوانة الاسفراييني.
وأبو عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف بن خالد السلمي، من مريدي أبي عثمان الحيري أحد المشايخ الكبار.
سمع بخراسان أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وبالري محمد بن أيوب، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وجماعة سواهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وآخر من حدث عنه أبو حفص بن مسرور، وذكره الحاكم في " التاريخ " فقال: أبو عمرو شيخ عصره في التصوف والمعاملة، وأسند من بقي بخراسان في الرواية في وقته، قد كان ورث من آبائة أموالا كثيرة، حبس لنفسه القوت الذي يتعيش به من ورائه، وأنفق سائرها على مشايخ الزهد والعلماء، حتى لقد بلغني أنه أجلس بعض المشايخ في كثبة في البادية، ومشى راجلا، واتفق أن أبا عثمان الحيري طلب شيئا لبعض الثغور، فتأخر ذلك، فضاق به ذرعا، وبكى على رؤوس الناس، فجاءه أبو عمرو بن نجيد بعد العتمة ومعه كيس فيه ألفا درهم، فقال: يجعل هذا في الوجه الذي تأخر اليوم، وهو له، ففرح أبو عثمان ودعا له، فلما جلس أبو عثمان للمجلس قال: أيها الناس لقد رجوت لابي عمرو بما فعل، فأنه ناب عن الجماعة في ذلك الامر، وحمل كذا وكذا، فجزاه الله خيرا، فقام أبو عمرو على رؤوس الناس وقال: إنما حملت ذلك من مال أمي وهي غير راضية، فينبغي أن ترد علي لاردها إليها، فأمر أبو عثمان بذلك الكيس فأخرج، وردها إليه، فلما جن عليه الليل جاء إلى أبي عثمان في مثل ذلك الوقت وقال: يمكن أن يجعل هذا في ذلك الوجه من حيث لا يعلم به غيرنا، قال: فبكى أبو عثمان، وكان بعد ذلك يقول: أنا أخشى من همة أبي عمرو، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة خمس وستين وثلاثمائة ودفن
بشاهنبر وهو ابن ثلاث، وتسعين سنة.
وسبطه ابن بنته أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى السلمي الصوفي، ونسب إلى جده لامه صاحب التصانيف للصوفية التي لم يسبق إليها، وكان مكثرا من الحديث وله رحلة إلى العراق والحجاز، وشيوخه أكثر من أن تذكر.
روى عنه الحاكم(3/279)
أبو عبد الله الحافظ، ومات قبله بسبع سنين، وآخر من روى عنه في الدنيا أبو الحسن علي بن أحمد المديني المؤذن، وكانت وفاته في الثالث من شعبان سنة اثنتي عشرة وأربعمائة بنيسابور، وزرت قبره بها.
وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي الترمذي ذكرته في التاء.
السلمي: هذه النسبة - بفتح السين المهملة، وفتح اللام - إلى بني سلمة حي من الانصار، خرج منها جماعة، وهم سلميون، وهذه النسبة وردت على خلاف القياس، كما في سفرة سفري، وكما في نمرة نمري، وهذه النسبة عند النحويين وأصحاب الحديث يكسرون اللام على غير قياس النحويين، وهو سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن سادرة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، ومنهم أبو قتادة الحارث بن ربعي السلمي.
وعبد الله بن عمرو بن حرام السلمي.
وابنه جابر بن عبد الله.
وبنو جابر بن عبد الله، سلميون.
وكعب بن مالك السلمي، شاعر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هو أحد الثلاثة الذين خلفوا.
وبنوه وبنو بنيه، منهم: عمرو بن كعب السلمي.
وأما أيوب بن سليمان السلمي القرشي منسوب إلى سلمية، وهي قرية بحمص، وكان
أيوب إمام مسجدها.
يروي عن حماد بن سلمة البصري.
روى عنه الحسن بن إسحاق التستري.
قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ: سلمية بين حماة ورفنية، قال: وسلمية بلدة من مدن الشام.
وأبو ثور هاشم بن ناجية السلمي.
سمع أبا مخلد عطاء بن مسلم الخفاف الحلبي.
روى عنه أبو بكر بن الباغندي، وأبو عروبة الحراني.
قال ابن حبيب: وفي جعفى: سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي، قال: وفي جهينة، سلمة بن نصر بن غطفان بن قيس بن جهينة.
سلموية: بفتح السين المهملة، واللام الساكنة، والميم المضمومة، بعدها الواو، ثم الياء المفتوحة آخر الحروف، والهاء.(3/280)
هذه اللفظة لقب جماعة اسمهم سليمان، وسلمة، منهم: أبو صالح سليمان بن صالح النحوي، ولقبه سلموية بن صالح، عداده في أهل مرو، كان من أهل العلم، له التصانيف في أخبار مرو.
يروي عن محرز بن الوضاح، وفياض بن غزوان، وعبد الله بن المبارك، ومحمد بن الفضل بن عطية، يحدث عنه سيف بن قيس، وأحمد بن شبوية، وأبو عبد الله محمد بن علي الشقيقي، وإسحاق بن راهويه.
وسليمان بن صدقة بن علي بن غسان التميمي القزويني، لقبه سلموية، يروي عن أبي الوليد الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وعارم بن الفضل، وثابت بن موسى، وغيرهم.
وسلمة بن النجم بن محمد بن عبد الرحمن النحوي من أهل بخارى، وكان من أهل الادب، سمع أبا حاتم الرازي، وهلال بن العلاء الرقي، وعثمان بن خرزاذ الانطاكي.
السلمويي: بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وضم الميم، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى سلموية، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الحسن
علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن سلموية الصوفي السلمويي التاجر، من أهل نيسابور، كان صوفيا ظريفا خفيفا، حسن السيرة، من جملة مريدي الاستاذ أبي القاسم القشيري، وكان والده من التجار المياسير، فأنفق أبو الحسن ما ورثه على الصوفية، وعاش عيشا نظيفا، وكان له شعر فائق بالفارسية.
سمع بنيسابور القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، وأبا الحسن علي بن محمد الطرازي، وأبا سعد عبد الرحمن بن حمدان البصروي، وأبا عبد الله محمد بن عبدان الكرماني وغيرهم.
روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بمرو، وتوفي في شعبان سنة ثمان وسبعين وأربعمائة.
وابنه أبو..أحمد بن أبي الحسن السلمويي، شيخ صالح سديد.
سمع أبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد وغيرهما، سمعني والدي رحمه الله عنه جزءين أو ثلاثة بنيسابور سنة تسع وخمسمائة، وتوفي سنة..عشرة وخمسمائة.
وأبو الفتوح عبد الرحمن بن محمد بن..السلمويي الاستاذ من أهل نيسابور، إمام، ورع، زاهد، جامع بين العلم والزهد، شديد الاحتياط في الوضوء وغسل الثياب.
سمع أبا(3/281)
بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي وغيره، قدم علينا مرو، ولقيته غير مرة في مدرستنا، وكان يسمع معنا حديث الحارث بن أبي أسامة وغيره من شيخنا أبي منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي في خانقاه شيخنا أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيب، وخرج إلى كرمان، وأقام بها مدة، ثم خرج عنها إلى أصبهان، وتوفي بمدينة جي عقيب وصوله في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
السلولي: بفتح السين المهملة وضم اللام الاولى.
هذه النسبة إلى بني سلول، وهي قبيلة من الكوفة نزلت الكوفة، وصارت محلة معروفة
بها لنزولهم إياها، وكانت وقت حلولي بالكوفة عامرة مسكونة.
وعامر بن الطفيل لما رجع من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وقال: والله لاملانها - يعني المدينة - عليك خيلا ورجلا (1)، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " اللهم اكفينه بما شئت " فنزل في الطريق على امرأة سلولية، فأصابته الغدة (2)، فقام وخرج وركب فرسه، وكان يقول: غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية، حتى مات على فرسه.
والمشهور بهذه النسبة: الصبي بن أشعث بن سالم السلولي من أهل الكوفة.
يروي عن عطية العوفي، والمنهال بن عمرو، والحكم بن عتيبة، وأبي إسحاق الهمداني، وعبيد المكتب.
روى عنه زيد بن الحباب، وخالد بن مخلد القطواني، وعثمان بن أبي شيبة.
ذكره أبو حاتم الرازي، وقال: شيخ يكتب حديثه.
ويزيد بن أبي مريم السلولي، واسم أبي مريم: مالك بن ربيعة.
يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
روى عنه أبو إسحاق، وشعبة.
والصعق بن حبيب السلولي، شيخ من أهل البصرة يخالف الثقات في الروايات، ويأتي بالمقلوبات عن الاثبات.
يروي عن أبي رجاء العطاردي.
وأبو عبد الرحمن إسحاق بن منصور السلولي، من أهل الكوفة.
يروي عن داود الطائي، وإبراهيم بن سعد.
روى عنه عمرو بن محمد الناقد، ومات سنة أربع ومائتين.
__________
(1) في نسخة كوبرلي: ورجالا.
(2) طاعون الابل.
[ * ](3/282)
وأبو محمد عبد السيد بن محمد بن الظرب النداف السلولي، كان ينزل في بني سلول، شيخ صالح.
سمع أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال.
سمعت منه أحاديث في الرحلة الثالثة إلى الكوفة، ولم يسمع أحد منه الحديث قبلي، وكان يحضر مجلس شيخنا
الشريف عمر بن حمزة، فوجدت اسمه في جزء عن أبي البقاء، فقرأت عليه منه شيئا، وكان ذلك في سنة أربع وثلاثين وظني أنه مات في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بالكوفة.
السلهمي: بفتح السين المهملة، وسكون اللام، وفتح الهاء، وكسر الميم.
هذه النسبة إلى سلهم، وهو بطن من مراد، والمشهور بالانتساب إليها: عمار بن سعد السلهمي.
روى عن أبي فراس، عداده في أهل مصر.
يروي عنه حيوة بن شريح.
وأبو العربان، ويقال: أبو محمد، حجاج بن زبان بن حجاج بن مقبل السلهمي، من أهل مصر من موالي سلهم.
يروي عن هزان بن سعيد السابي.
روى عنه أحمد بن عمرو بن السرح، وتوفي في مصر سنة خمس ومائتين.
وعبد الكريم بن عمار بن سعد السلهمي، حدث.
قال أبو سعيد بن يونس: لم يقع إلي له رواية، وقرأت في قصة لعبد الله بن لهيعة: فلان وفلان، وعبد الكريم بن عمار السلهمي، تاريخ الكتاب سنة ثمان وخمسين ومائة.
السليحي: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وسكون الياء المنقوطة بنقطتين، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى سليح، وهو بطن من قضاعة، والمشهور بها: عبد الملك بن مليل السليحي.
روى عن عقبة بن عامر.
روى عنه عبد العزيز بن عبد الملك.
قال أبو حاتم بن حبان: عبد الملك بن مليل السليحي.
وسليح من قضاعة، عداده في أهل مصر.
وأبو عبد الحميد محمد بن حمير الحمصي السليحي، يحدث عن ثابت بن عجلان، وإبراهيم بن أبي عبلة.
روى عنه بقية بن الوليد، ويزيد بن عبد ربه، ومحمد بن مصفى، وأبو عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، ومحمد بن عمرو بن جمان.
السليحي: بضم السين، وفتح اللام بعدها ياء منقوطة بنقطتين من تحت، وفي أخرها
حاء مهملة، هذه النسبة إلى سليح، وهي بطن من قضاعة.(3/283)
وقد قيل بفتح السين وكسر اللام، هكذا رأيت مضبوطا مقيدا بخطي في " تاريخ مصر " ونقلت من نسخة قديمة.
والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن حمير السليحي من أهل حمص.
يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة.
روى عنه عمرو بن عثمان، وأهل الشام.
مات في صفر سنة ثمانين.
وعبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السليحي من قضاعة.
يروي عن أبيه.
روى عنه سعيد بن أبي أيوب.
والعباس بن محمد السليحي الاندلسي من أهل اشبيلية من بلاد المغرب.
يروي عن عبيد الله بن يحيى، ومحمد بن جنادة وغيرهما، توفي بالاندلس سنة تسع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عبد الحميد محمد بن حمير السليحي.
قال أبو سعيد بن يونس: وسليح بطن من قضاعة، حمصي، قدم مصر، وكتب، بها وكتب عنه توفي بحمص في صفر سنة مائتين.
السليطي: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وبعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى سليط، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو: أبو العباس محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبدة بن قطن بن سليط التميمي السليطي، من أهل نيسابور، كان شيخا صالحا سديدا، حسن السيرة.
سمع أبا بكر عبد الله بن محمد بن مسلم، وأبا محمد عبد الله، وأبا حامد أحمد: ابني أحمد بن الحسن الشرقي، وأبا حاتم مكي بن عبدان التميمي، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن حمدون، وطبقتهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " تاريخه " وقال: أبو العباس بن أبي الحسن السليطي، من أعيان مشايخ نيسابور وابن مشايخها، وممن لزم العبادة والاجتهاد
في حال مشيبه، وقال: توفي أبو العباس السليطي يوم الخميس السابع من ذي القعدة، وسقط على النساخ، ودفن عشية في داره، وصلى عليه أبو سعد الزاهد في ميدان عبد الله بن طاهر.
وأخوه أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن عبدة وهو عبد الله بن قطن بن سليط السليطي التميمي، كان من بيت الحديث وأهله، سمع الشرقيين، ومكي بن عبدان، وأبا بكر الاسفراييني، وعمر بن علي الجوهري، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ أيضا في(3/284)
" التاريخ " وقال: أبو جعفر بن أبي الحسن السليطي من أعيان المشايخ وأصحاب المروءات، خرجت له " الفوائد " وحدث بنيسابور وبغداد ومكة والري، وتوفي في ضحوة يوم الجمعة السادس والعشرين من ذي الحجة، ودفن عشية يوم السبت من سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وصلى عليه أخوه أبو العباس ودفن في القبة التي بناها بجنب المدرسة لاهل الحديث.
وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدة بن قطن بن سليط التميمي السليطي، شيخ من أهل البيوتات والثروة القديمة، قديم السماع، كثير الحديث، سمع أبا عبد الله البوشنجي، وجعفر بن محمد بن الحسين الترك، وخشنام بن بشر، وإبراهيم بن علي الذهلي، وعيسى بن محمد بن عيسى الضبي، وحج على كبر السن، فأكثر أهل العراق السماع منه بتلك الديار، وتوفي في الثالث والعشرين من المحرم سنة أربع وستين وثلاثمائة، ودفن في ذلك اليوم وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
وأبو العباس محمد بن العباس بن يوسف بن القاسم بن سليمان بن سليط النيسابوري السليطي من المدينة الداخلة بنيسابور.
سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، وبالعراق هناد بن السري، وأبا كريب، وبالحجاز عبد الجبار بن العلاء.
روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم، وعبد الله بن سعد، والمشايخ.
السليعي: بضم السين المهملة، وفتح اللام، وسكون الياء آخر الحروف، وفي
آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى سليع، وهو اسم لجد: حيان بن الاعين بن نمير بن سليع الحضرمي السليعي.
حدث حيان عن عبد الله بن عمر.
وحدث عنه ابنه خالد بن حيان، وعقبة بن عامر الحضرمي، قال ذلك أبو سعيد بن يونس.
السليما ناباذي: بضم السين المهملة، وفتح اللام، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الميم، وبعدها النون المفتوحة بين الالفين، ثم الباء الموحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى سليما ناباذ، وهو موضع بجرجان، إما قرية، أو محلة، منها: أبو يعقوب إسحاق بن حنيفة الزاهد الجرجاني، نزل سليما ناباذ، وكان غزير الحديث جدا، وكان مشتغلا بالعبادة، وكان أبو بكر الاسماعيلي يقول: سمعت أبا عمران بن هانئ(3/285)
يقول: لم أر مثل إسحاق بن حنيفة، ولا رأى إسحاق مثل نفسه، وكان يأكل من كسب يده بورق، ويشارط من يكتب له الطرف إلى الطرف من البياض، وعدد الاسطر.
وحكي أن بعض الزهاد حمل من بسطام إلى إسحاق بن حنيفة شيئا من الفواكه، فخلع قميصه ورد الموضع الذي كان فيه الفواكه مع قميصه، وبقي في سراويله مدة لم يكن له قميص يلبسه، وكان إذا خرج من الجامع يوم الجمعة شد سراويله إلى صدره وضربه على كتفه.
وقيل: إن امرأة إسحاق بن حنيفة لما وضعت ولدها لم يكن في بيتها شئ ولا سراج، فأخذ إسحاق يدور في داره ويقول: هذا فعلك مع الانبياء والاولياء، من أنا ؟ وهذه المرأة ضعيفة ولا تصبر، فإذا بواحد يدق الباب في ظلمة الليل ويقول: خذوا، فإذا سلة فيها الخبز واللحم والسمن والسكر والعسل والبيض وجميع ما يحتاج إليه من المأكول، وآلة القدر، حتى الكبريت، فأخذها إسحاق، وأسرج لها، وأصلح لها شيئا مما تستقوي به، وقال: قد رحمك.
قال حمزة بن
يوسف السهمي: رأيت بخط أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي.
قد أجزت لاسحاق بن حنيفة، ولعمران وأحمد: ابني موسى بن مجاشع، ولمحمد بن موسى بن الحسن الجرجاني جميع ما في هذا الكتاب، وذلك في سنة ثلاث وخمسين ومائتين، ولما مات وحملت جنازته، فكانت الخطاطيف قد حجبت الشمس عن جنازته وسترتها عنهم بأجنحتها في غير أوانها.
وقال أبوعمران بن هانئ: رأيت يوم مات إسحاق بن حنيفة طيورا خضرا مصطفين فوق الجنازة وفوق القبر إلى أن دفن، لم أر مثله قبله ولا بعده.
وأبو الفضل جعفر بن غالب السليما ناباذي الجرجاني.
يروي عن أحمد بن أبي ظبية الجرجاني، وهشيم بن بشير، وجرير بن عبد الحميد.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد الجرجاني.
السليماني: بضم السين، وفتح اللام، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سليمان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب، منهم: أبو الفضل أحمد بن علي بن عمرو بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف بن عنبر السليماني الحافظ البيكندي من أهل بيكند، وإنما قيل له: السليماني، انتسابا إلى جده أبي أمه أبي حامد أحمد بن سليمان البيكندي، وكانت له رحلة إلى الآفاق وعرف بالكثرة والحفظ والاتقان، ولم يكن له نظير في زمانه إسنادا وحفظا ودراية بالحديث وضبطا وإتقانا.
سمع محمد بن صابر بن كاتب وأبا نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي، وأبا الحسن علي بن(3/286)
إسحاق بن البحتري المادرائي البصري، وأبا العباس محمد بن يعقوب الاصم، وأبا محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الاصبهاني، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة، صنف التصانيف الكثيرة الكبيرة والصغيرة، وكان يصنف كل أسبوع شيئا ويحمله إلى جامع بخارى من بيكند، ويحدث به.
روى أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز النسفي، وابنه
أبو ذر محمد بن جعفر وغيرهما، ولد سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، ومات في ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة ببيكند.
وابنه أبو عبد الله الفضل بن أبي الفضل السليماني البيكندي، ذكره أبو العباس المستغفري في " تاريخ " نسف، وقال: دخل نسف في شهر رمضان سنة خمس وأربعمائة، فكتب عني، وكتبت عنه حديثين وحكاية، مات ببيكند في رجب سنة ثلاث وعشرة وأربعمائة.
وأحمد بن القاسم بن سليمان بن محمد الاعين المعروف بالسليماني، نسب إلى جده.
حدث عن عبد الرحمن بن صالح، والحسن بن حماد وسجادة.
روى عنه محمد بن مخلد، وأبو الحسين عبد الباقي بن قانع الحافظ.
وأما السليمانية إحدى طوائف الزيدية الثلاث، وهم جماعة من الشيعة، نسبوا إلى سليمان بن جرير، وكان يعتقد أن الامامة شورى، وأنها تصح بعقد رجلين من خيار المسلمين، وأنها تصلح في المفضول مع وجود الافضل، وأثبت إمامة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وزعم أن الامة أخطأت في البيعة لهما مع وجود علي رضي الله عنه خطأ لا يبلغ درجة الفسق، وأقدم على عثمان فأكفره، وطلحة والزبير وعائشة، وقد شهر النبي صلى الله عليه وآله للعشرة بالجنة، ومن أكفر أهل الجنة فهو الكافر.
السليمي: بفتح السين المهملة، وكسر اللام، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى سليم، وهو درب من الجانب الشرقي ناحية الرصافة ببغداد، كان بها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم: أبو طاهر عبد الغفار بن محمد بن جعفر بن زيد السليمي المؤدب من أهل بغداد من درب سليم.
حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأبي علي محمد بن أحمد الصواف، وأبي منصور أحمد بن شعيب البخاري، وأبي الفتح محمد بن الحسين الازدي، ومحمد بن علي بن أحمد بن المخرم وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب، قال: وسمعت أبا عبد الله الصوري يغمزه ويذكره بما يوجب ضعفه، وكانت(3/287)
ولادته في ذي الحجة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، ووفاته في شهر ربيع الاول سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
السليمي: بضم السين المهملة، وفتح اللام وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين.
وهذه النسبة إلى قبيلة بني سليم، وفيهم كثرة، منهم..وأبو محمد بشر بن منصور السلمي.
يروي عن ابن جريج، والثوري.
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، والبصريون، وكان من خيار أهل البصرة وعبادهم، وهذه النسبة إلى سليمة، وهي من ولد مالك بن فهر من الازد، مات سنة ثمانين ومائة.
السلي: بفتح السين المهملة وتشديد اللام.
هذه النسبة إلى بني سلي، والمشهور بالانتساب إليهم: أبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي السلي.
سمع جندب بن عبد الله، وأبا عثمان النهدي.
روى عنه سليمان التيمي، والجريري.
قال أبو علي الغساني في كتاب " تقييد المهمل وتمييز المشكل " بنو سلي من جرم، وهم باليمامة من بني هزان من عنزة، هكذا قال ابن الكلبي.
وقال عمرو بن علي: كان أبو تميمة رجلا من أهل اليمن من العرب، فباعه عمه، فأغلظت له مولاته، فقال لها: ويحك إني رجل من العرب، فلما جاء زوجها قالت: ألا ترى ما يقول طريف ؟ فسأله، فأخبره، فقال له: خذ هذه الناقة فارتحلها، وهذه النفقة والحق بقومك، فقال: والله لا ألحق بقوم باعوني أبدا، فكان ولاؤه لبني الهجيم، ومات سنة خمس وتسعين.
ذكر أبو علي البغدادي عن ابن دريد عن أبي حاتم قال: قال أبو تميمة وأسرته الترك: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * * وسادي كف في السوار خضيب
وبين بني سلي وهمدان مجلس * * على نأيه مني إلى رحيب كرام المساعي يأمن الجار فيهم * * وقائلهم يوم الخطاب مصيب قال أبو علي الغساني: هكذا وقع: وبين بني سلي وهمدان.
ولعله: وبين بني سلي وهزان.(3/288)
باب السين والميم السماعي: بفتح السين المهملة والميم، وفي آخرها العين المهملة هذه النسبة إلى سماعة، وهو اسم لجد أبي الحسين.
وقيل: أبو الحسن محمد بن الحسن بن سماعة بن حيان.
وقيل: ابن سماعة بن مهران الحضرمي السماعي، وقيل غير هذا، والله أعلم، من أهل الكوفة، ولم يكن بالقوي.
حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين، ومحمد بن عبد الاعلى الصغاني.
روى عنه أبو بكر الشافعي، ومحمد بن علي بن خنيس، وأبو بكر بن الجعابي وغيرهم، توفي في جمادى الاولى سنة ثلاثمائة ببغداد.
السماقي: بضم السين المهملة وتشديد الميم، وفي آخرها القاف بعد الالف.
والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن أحمد السماقي.
يروي عن أحمد بن أبي الحواري.
روى عنه أبو سعيد دحيم بن مالك.
وإسحاق بن إبراهيم السماقي.
يروي عن محمد بن الحجاح بن بدير.
روى عنه القاضي أبو طاهر بن بجير.
السماك: بفتح السين المهملة وتشديد الميم.
هذه النسبة إلى بيع السمك، والمشهور بهذه الحرفة جماعة، منهم:
أبو محمد.
ويقال: أبو حماد سعيد بن راشد السماك من بني مازن من أهل البصرة، يروي عن عطاء، والزهري.
روى عنه معلى بن مهدي، والعراقيون، ينفرد عن الثقات بالمعضلات.
وقال يحيى بن معين: سعيد السماك، ليس بشئ.
وأبو العباس محمد بن صبيح المذكر، مولي بني عجل المعروف بابن السماك، كان زاهدا عابدا، حسن الكلام في الوعظ، صدوقا، من أهل الكوفة.
روى عنه كلامه، وأثبت في الدفاتر.
سمع هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الاعمش، وسفيان الثوري.
روى عنه الحسين بن علي الجعفي، وعمر بن حفص بن غياث، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأحمد بن حنبل، وهو من أهل الكوفة، ومات في سنة ثلاث وثمانين ومائة.(3/289)
وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدقاق المعروف بابن السماك من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا، مكثرا من الحديث، وكان يقال له: الباز الاشهب.
يروي عن محمد بن عبيدالله بن المنادي، والحسن بن مكرم، ويحيى بن أبي طالب، وأبي قلابة الرقاشي.
روى عنه أبو الحسين محمد بن الفضل القطان، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، وغيرهم.
وقد روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
وقال علي بن شاذان: حضرت عند أبي عمرو بن السماك أسمع منه في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، فنظر إلى صغر سني فبكى وقال: حضرت مع أبي وأنا صبي في سنة عند الحسن بن الصباح الزعفراني، وقال: ابن السماك قد كتب الكتب الطوال المصنفات بخطه، وكان يقول: ما استكتبت شيئا غير جزء واحد، وكان كل ماكان عنده بخطه، ومات في شهر ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ببغداد ودفن بمقبرة باب الدير.
وابنه أبو الحسين محمد بن عثمان بن السماك.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي حامد، وأبا العباس بن عقدة.
روى عنه أبو القاسم الازهري، وكان ثقة.
توفي في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وأبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد بن السماك الواعظ من أهل بغداد، وكانت له حلقة في جامع المنصور، وفي جامع المهدي للوعظ يتكلم فيه على طريقة أهل التصوف.
وحدث عن جعفر بن محمد الخلدي، والحسن بن رشيق المصري، وأبي بكر بن المقرئ الاصبهاني وغيرهم.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ في " التاريخ ": كتبت عنه شيئا يسيرا، وقد حدثنا عن أبي عمرو بن السماك حديثا مظلم الاسناد، منكر المتن، فذكرت روايته عن ابن السماك لابي القاسم الازهري، فقال: لم يدرك أبا عمرو، وهو أصغر سنا من ذاك، ولم يدرك الخلدي أيضا، ولا عرف بطلب العلم، إنما كان يبيع السمك في السوق إلى أن صار رجلا كبيرا، ثم سافر وصحب الصوفية بعد ذلك، ومات في ذي الحجة سنة أربع وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب، وكان يذكر أنه ولد في مستهل المحرم سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وأبو..هبة الله بن أحمد بن محمد بن السماك، شيخ من ذوي الهيئات من أهل بروجرد.
سمع الامام أبا نصر عبد السيد بن محمد بن عبد الواحد الصباغ، سمعت منه نسخة الحسن بن عرفة بجامع بورجرد، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
وأبو الحسن علي بن عبد العزيز..بن السماك، من أهل بغداد كان شيخا ممتعا بإحدى عينيه، وكان من الحنابلة.
سمع أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي الهاشمي،(3/290)
وأبا الحسن علي بن محمد بن الاخضر الانباري وغيرهما.
سمعت منه ببغداد وتوفي..وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
السمالي: بفتح السين المهملة والميم المشددة، بعدهما الالف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى سمال، وهو بطن من بني سليم، وهو: سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، منهم: عبد الله بن حازم السلمي، هو سمالي أمير خراسان، قال ذلك أحمد بن الحباب الحميري.
والذي قتل دريد بن الصمة: ربيعة بن رفيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس يوم هوزان.
وأما أبو عبد الرحيم خالد بن أبي يزيد بن السمال بن رستم السمالي مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه.
يروي عن زيد بن أبي أنيسة، نسبه لنا أبو بكر الابهري عن أبي عروبة في " تاريخ الجزيرتين " وهو خال محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن سلمة أكثر روايته عن أبي عبد الرحيم خاله.
قال هلال بن العلاء: أبو بكر حسين بن عياش بن حازم هو سمالي الباجدائي مولى بني سمال.
يروي عن زهير، وجعفر بن برقان.
ومجاشع بن مسعود من بني يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، له صحبة، وروايته عن النبي صلى الله عليه وآله: وأخوه مجالد بن مسعود، وقبراهما بالبصرة معروفان قبر مجاشع ومجالد، كانا ممن وفدا على النبي صلى الله عليه وآله.
روى أبو عثمان النهدي عن مجاشع بن مسعود.
السمان: بفتح السين المهملة، وتشديد الميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بيع السمن.
وأبو صالح ذكوان بن عبد الله السمان، ويقال له: الزيات أيضا صاحب أبي هريرة رضي الله عنه، مولى جويرية بنت الاحمس الغطفاني من أهل المدينة، كان يجلب السمن إلى الكوفة من المدينة ويبيعه، والزيت أيضا، فنسب إلى ذلك، وكان من ثقات التابعين.
يروي عن أبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهما.
روى عنه الاعمش، وابنه سهيل، وجماعة.
وابنه سهيل يروي عن أبيه وسعيد بن المسيب.
روى عنه مالك، والثوري، وشعبة.
قال أبو حاتم بن حبان: وكان يخطئ.(3/291)
وأخوه صالح بن أبي صالح.
يروي عن أبيه أيضا.
روى عنه هشام بن عروة ولهما أخ ثالث اسمه عباد.
وأبو بكر أزهر بن سعد السمان، من أهل البصرة.
يروي عن حميد الطويل، ولد سنة إحدى عشرة ومائة، ومات سنة ثلاث ومائتين.
وقيل: سنة سبع ومائتين.
روى عنه أهل العراق.
وحماد السمان.
شيخ يروي عن شيخ عن علي رضي الله عنه.
روى عنه حماد بن سلمة.
وأبو شعيب راشد بن السمان.
يروي عن ابن أبي ليلى.
روى عنه العلاء بن صالح.
وسنة بن شماس السمان.
يروي عن عطاء، وابن سيرين.
روى عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي.
وصالح بن رؤبة السمان.
روى عنه عثمان بن أبي زرعة، وعبد الحميد بن أبي جعفر الفراء.
وأبو الربيع أشعث بن سعيد السمان والد سعيد بن أبي الربيع، من أهل البصرة.
يروي عن هشام بن عروة، ورؤبة.
حدث عنه ركيع وأبو نعيم.
يروي عن الائمة الثقات الاحاديث الموضوعات، وخاصة عن هشام بن عروة، وكأنه ولع بقلب الاخبار عليه.
وأبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمان الحافظ، من أهل الري، كان حافظا رحالا، سافر إلى العرق والحجاز والشام وديار مصر، وأدرك الشيوخ، وانصرف إلى الري، وجمع المجالس المائتين و " معجم البلدان "، وكان شيخ المعتزلة بها في عصره، توفي سنة خمس وخمسين وأربعمائة أو قريبا منها، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ في معجم شيوخه وقال: أبو سعد السمان الرازي، قدم علينا أصبهان.
سمع أصحاب ابن أبي حاتم بالري، وأبا الحسن بن فراس العنقسي بمكة، وأبا طاهر بن المخلص ببغداد، وأبا محمد بن النحاس بمصر، وابن أبي أسامة بحلب، سماعه بعد سنة ثمانين وثلاثمائة، شيخ ثقة في الرواية، حافظ يفهم، ولكنه يقول بتفويض الاعمال إلى العباد، وينكر القدر، رأيت بخطه مع تلميذ كان معه من أهل الري يقال له: أبو عبد الله
الطاحوني جزءا قد صنف في نفي القدر، فعلمت أنه قدري خبيث، مات قبل سنة خمسين وأربعمائة، ثم حدث عنه بحديث سمعه عنه بأصبهان، وقال: حدثنا أبو سعد السمان الرازي(3/292)
لفظا بأصبهان مع براءتي من بدعته قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن عمر بن العباس إملاء بالري.
وابن أخيه أبو بكر طاهر بن الحسين بن علي بن الحسن السمان من أهل الري.
يروي عن عمه المجالس المائتين التي جمعها عمه.
روى لي عنه ابنه أبو سعيد يحيى بن طاهر، وأبو الفتح نصر بن مهدي بن نصر الحسيني بالري، وأبو العباس أحمد بن الحسن بن بابا القصرائي مأذون، ومات بعد سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بالري.
وابنه أبو سعد يحيى بن طاهر بن الحسين بن علي بن الحسين السمان من أهل الري.
يروي عن أبيه، وألكيا أبي الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل الشجري العلوي الحسني، وكان يعلم الصبيان بباب زامهران، سمعت منه، وكتبت عنه بالري في مكتبه، وتركته حيا سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
ومن القدماء: أبو الربيع أشعث بن سعيد السمان.
يروي عن هشام بن عروة، وأبي هاشم، وابن أبي نجيح، وعاصم بن عبيد الله، وأبي بشر.
روى عنه وكيع، وأسد بن موسى، وأبو نعيم، وقبيصة، وموسى بن إسماعيل.
وقال أحمد بن حنبل: أبو الربيع السمان مضطرب ليس بذاك، كان ابن أبي عروبة حمل عنه.
وقال عمرو بن علي: هو متروك الحديث، وكان لا يحفظ.
وقال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث، منكر الحديث، سئ الحفظ، يروي المناكير عن الثقات.
السمحي: بضم السين المهملة، وسكون الميم، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى سمح، وهو بطن من بجيلة.
قال ابن حبيب سمحة (1) بن سعد بن عبد الله بن قداد بن لؤي بن رهم بن معاوية بن زيد بن الغوث..أنمار.
السمتي: بفتح السين المهملة، وسكون الميم، وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": قلت: هكذا السمحي، بتقديم الميم على الحاء، وليس بصحيح، وإنما هو سحمي، منسوب إلى سحمة بن سعد..[ * ](3/293)
هذه النسبة إلى السمت والهيئة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: قيل ليوسف بن خالد: السمتي، للحيته وسمته، وكان صاحب رأي، والمشهور بالانتساب إليها: أبو خالد يوسف بن خالد بن عمر السمتي من أهل البصرة.
يروي عن زياد بن سعد، والاعمش، وأهل بلده.
روى عنه العراقيون، وابنه خالد بن يوسف، والعباس بن الوليد النرسي، وأبو كامل، وعبد الله بن عاصم الحماني، مات سنة تسع وثمانين ومائة في شهر رجب، وكان مرجئا من علماء أهل زمانه بالشروط، وكان يضع الحديث على الشيوخ ويقرأ عليهم ثم يرويها عنهم، لا تحل الرواية عنه، ولا الاحتجاج به بحال، وكان يحيى بن معين يقول: يوسف السمتي يكذب.
وقال مرة أخرى: هو كذاب خبيث عدو الله رجل سوء، رأيته بالبصرة ما لا أحصي، لا يحدث عنه أحد فيه خير.
وقال يحيى مرة أخرى: هو كذاب زنديق لا يكتب حديثه.
قال ابن حاتم: سألت أبي عن يوسف بن خالد، فقال: أنكرت قول يحيى بن معين: إنه زنديق حتى حمل إلي كتابه قد وضعه في التجهم بابا بابا، ينكر الميزان في القيامة، فعلمت أن يحيى بن معين لا يتكلم إلا عن بصيرة وفهم، قلت: ما حاله ؟ قال: ذاهب الحديث، قال: وسمعت أبا زرعة يقول: اضرب على حديثه.
وابنه أبو الربيع خالد بن يوسف السمتي من أهل البصرة.
يروي عن أبيه، وحماد بن
زيد.
قال أبو حاتم: يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه، حدثنا عنه شيوخنا إسحاق بن إبراهيم القاضي البستي وغيره، مات سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو جعفر محمد بن حسان بن خالد السمتي.
سمع يوسف بن يعقوب الماجشون، وهشيم بن بشير، وعباد بن عباد المهلبي، وسيف بن محمد الثوري، وسفيان بن عيينة.
روى عنه محمد بن علي الوراق المعروف بحمدان، وأحمد بن أبي خيثمة، والحسن بن علي الوليد الفارسي، ومحمد بن أحمد البراء، وعبد الله بن محمد البغوي.
قال أبو داود السجستاني: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن محمد بن حسان السمتي، فقال: ما لي به ذلك الخبر، وتكلم بكلام كأنه رأى الكتاب عنه، وذكر ليحيى بن معين شيخ يحدث عن القواريري يقال له: السمتي، فقال: كذاب، رجل سوء، فقال له رجل: يا أبا زكريا، السمتي الذي كان هاهنا بالمدينة ؟ فقال: هذا رجل لا بأس به، وذلك رأيت بمكة في المسجد الحرام، كان كذابا، وقال الدارقطني: محمد بن حسان السمتي ثقة يحدث عن الضعفاء، ومات ببغداد في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين يعني ومائة، وكان لا يخضب.(3/294)
وأبو علي زيد بن واقد البصري السمتي، نزيل الري.
روى عن حميد الطويل، والسدي، وداود بن أبي هند، وأبي هارون العبدي، روى عنه سهل بن زنجلة، وأبو حاتم الرازي.
السمحي: بفتح السين المهملة والميم، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى سمحة، بفتح الحروب الاربعة، وهو بطن من كلب.
قال ابن حبيب: في كلب سحمة (1) بنت كعب بن عمرو خيليل بن عمرو من غسان، وبها يعرف ولدها، وهم كعب، وبكر، والعكامس: بنو عوف بن عامر الاكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب، قاله الدارقطني.
السمحي: بفتح السين المهملة، وسكون الميم، وكسر الحاء المهملة في آخرها.
هذه النسبة إلى سمح، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو القاسم هبة الله بن نصر بن سهل بن سمح الخباز السمحي، شيخ صالح كثير الخير، راغب في سماع الحديث، وكان يلازم مسجد خالويه، ويحضر معنا مجالس الحديث عند شيخنا أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي الحافظ، ويسمع معنا ويبالغ في ذلك، وكان يحفظ أشعارا كثيرة، وكتبت عنه أقطاعا من الشعر، ومن جملة ما أنشدنيه والله تعالى يرحمه: أخلو به وأعف عنه كأنني * * حذر الدنية لست من عشاقه كالماء في يد صائم يلتذه * * نظرا يصدف عن لذيذ مذاقه وأنشدني إملاء لبعضهم: يغدو على سفر الضيوف مطفلا * * فيبيدها بالرغم من آنافهم حتى إذا رحلوا يغني بعدهم * * ذهب الذين يعاش في أكنافهم السمذي: بكسر السين المهملة وكسر الميم المشددة، وقيل بفتحها، وفي أخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى السمذ، وهو نوع من الخبز الابيض الذي تعمله الاكاسرة والملوك، والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السمذي العدل، وجده علي بن زياد من
__________
(1) في بعض النسخ: سمحة.
[ * ](3/295)
أهل دورق، ورد مع عبد الله بن طاهر بنيسابور، وكان يتخذ لهم السمذ البغدادي من الحنطة، فبقي الاسم على الولاثة، فسكن بنيسابور، وولد محمد بن علي بنيسابور، وصار من المعدلين والمحدثين، ثم صار ابناه: أبو علي وأبو محمد من أجل العدول.
وأبو محمد كان من العباد المجتهدين المحسنين المستورين الراغبين في صحبة الزهاد والصالحين، وكان من جهة أمه ابن ابنة أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد ابن بنت نصر بن زياد، وكان كريم
الطرفين رحمه الله.
سمع عبد الله بن شيرويه ومسدد بن قطن وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي عشية الثلاثاء الخامس من ذي القعدة، سنة أربع وست وستين وثلاثمائة، ودفن يوم الاربعاء بين الصلاتين، وصلى عليه ابنه أبو سعيد في مصلى مقبرة الحيرة، ودفن على رأس المقبرة عند سلفه رحمهم الله.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن علي بن زياد بن عيسى السمذي، وهو ابن بنت أبي الفضل بن زياد والد أبي محمد.
سمع أبا بكر محمد بن حمدون بن خالد، وأبا حامد بن الشرقي، وأقرانهما، وخرج الفوائد، وحدث من أصول صحيحة.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي بالنهروان متوجها إلى الحج لثلاث بقين من شوال سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وأبو المكارم المبارك بن علي بن عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن عبدوس السمذي الخباز، من أهل بغداد، شيخ صالح مستور، راغب إلى الخير وأهله.
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن هزامرد الصريفيني، وأبا بكر أحمد بن محمد بن حمدويه الرزاز المقرئ، وأبا القاسم علي بن أحمد بن السري وغيرهم، وأكثر ما سمعه إملاء من لفظ الشيوخ، سمعت منه، وكان مولده سنة اثنتين أو ثلاث وخمسين وأربعمائة، وتوفي يوم عاشوراء من سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن علي بن زياد السمذي، ابن عم أبي محمد بن زياد، شيخ صدوق، صحيح السماع من أبي عبد الله البوشنجي وغيره، وابنه أبو القاسم أيضا قد سمع ابن الشرقي ومكيا وأقرانهما.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: أبو الحسن السمذي، حدث في آخر عمره، وكان جدهم علي بن زياد من أهل الدورق، ورد مع عبد الله بن طاهر بنيسابور، وكان يعمل له السمذ العراقي، ثم بعده كانوا عدولا وزهادا ومحدثين، وتوفي أبو الحسن السمذي في الثاني من شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.(3/296)
السمري: بفتح السين المهملة، وضم الميم، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة: لمروان بن جعفر السمري، وهو: من ولد سمرة بن جندب رضي الله عنه.
حدث عن محمد بن إبراهيم بن خبيب، ورافع بن أبي الحسن مولي بني هاشم وغنام بن علي، وداود بن المحبر.
روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وجماعة.
ومحمد بن إسحاق السمري من ولد سمرة أيضا.
حدث عن أبيه.
روى عنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة.
وأبو عمرو محمد بن عمرو السمري، من ولد عبد الرحمن بن سمرة.
حدث عن عثمان بن الهيثم المؤذن.
روى عنه أحمد بن عمر بن عبد الخالق البزاز.
ومن الموالي أبو الحسن علي بن محمد المدائني السمري، مولى عبد الرحمن بن سمرة، وهو صاحب التصانيف الكثيرة.
روى عنه الحارث بن أبي أسامة التميمي، وأحمد بن أبي خيثمة النسائي، وغيرهما.
السمري: بكسر السين المهملة وتشديد الميم المفتوحة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى سمر بلد من أعمال [ كسكر، وهو بين ] واسط والبصرة.
والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن الجهم بن هارون السمري.
سمع يزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد وغيرهما.
روى عن الفراء أشياء من كتبه.
روى عنه قاسم الانباري، وأبو بكر بن مجاهد، ونفطويه، والمادرائي، والصفار، والاصم، والشافعي.
وعبد الله بن محمد السمري.
يروي عن الحسين بن الحسن السلماني.
روى عنه محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي، وأبو الوليد خلف بن أحمد بن خلف السجزي.
يروي عن عمر بن محمد الزيات.
السمسطائي: بكسر السين المهملة والميم المكسورة بين السينين، أخرهما مجزومة
ساكنة، وفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنين.
وقيل الواو.
هذه النسبة إلى سمسطا، وهي قرية من صعيد مصر الادنى، يعرف بسمسطا السدة، منها: أبو عبد الله عمران بن أيوب بن يزيد السمسطائي الخولاني، مولى خولان، كان(3/297)
فاضلا، توفي يوم الثلاثاء لعشرين ليلة خلت من رجب سنة أربع وثلاثمائة.
السمسي: بسكون الميم بين السينين المهملتين المكسورتين، بعدهما ميم أخرى.
هذه النسبة إلى السمسم وبيعه وعصره، واشتهر بهذه النسبة: أبو الفضل أحمد بن محمد بن محمد بن يوسف السمسي البلخي، من أهل بلخ، قدم أصبهان طالبا للحديث سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، وحدث بها عن الحسن بن محمد بن نصر الرازي، وذكر أنه حدثهم ببلخ.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ حديثا واحدا في تاريخه.
السمعاني: بفتح السين المهملة، وسكون الميم، وفتح العين المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سمعان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وأما سمعان الذي ننتسب إليه فهو بطن من تميم، هكذا سمعت سلفي يذكر ذلك، فأول من حدث من سلفنا..ثم القاضي الامام أبو منصور محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد بن عبد الجبار بن الفضل بن الربيع بن مسلم بن عبد الله السمعاني التميمي، كان إماما فاضلا، ورعا متقيا، أحكم العربية واللغة، وصنف فيها التصانيف المفيدة..وولده أبو القاسم علي، وأبو المظفر منصور جدي، أما أبو القاسم علي بن محمد بن عبد الجبار السمعاني، فكان فاضلا عالما ظريفا، كثير المحفوظ، خرج إلى كرمان وحظي عند مليكها، وصاهر الوزير بها، ورزق الاولاد، وكان قد سمع مع والده من شيوخه، ولما
انتقل أخوه جدنا الامام أبو المظفر من مذهب أبي حنيفة إلى مذهب الشافعي رحمهما الله هجره أخوه أبو القاسم وأظهر الكراهية وقال: خالفت مذهب الوالد، وانتقلت عن مذهبه، فكتب كتابا إلى أخيه وقال: ما تركت المذهب الذي كان عليه والدي رحمه الله في الاصول، بل انتقلت عن مذهب القدرية، فإن أهل مرو صاروا في أصول اعتقادهم إلى رأي أهل القدر، وصنف كتابا يزيد على العشرين جزءا في الرد على القدرية، ونفده (1) إليه فرضي عنه وطاب قلبه ونفذ ابنه أبا العلاء علي بن علي السمعاني إليه وللتفقه عليه، فأقام عنده مدة يتعلم ويدرس الفقه، وسمع الحديث من أبي الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار المعروف بابن أبي عمران رواية صحيح البخاري عن أبي الهيثم الكشميهني ورجع إلى كرمان، ولما
__________
(1) في نسخة كوبرلي: وأهداه.
[ * ](3/298)
مات والده فوض إليه ما كان إلى والده من المدرسة وغيرها، ورزق أبو العلاء الاولاد، وإلى الساعة له بكرمان ونواحيها أولاد فضلاء وعلماء.
وجدنا الامام أبو المظفر منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني، إمام عصره بلا مدافعة، وعديم النظير في فنه، ولا أقدر على أن أصف بعض مناقبه، ومن طالع تصانيفه وأنصف، عرف محله من العلم.
صنف التفسير الحسن المليح الذي استحسنه كل من طالعه، وأملى المجالس في الحديث، وتكلم على كل حديث بكلام مفيد، وصنف التصانيف في الحديث، مثل " منهاج أهل السنة " و " الانتصار " و " الرد على القدرية " وغيرها، وصنف في أصول الفقه القواطع، وهو يغني عما صنف في ذلك الفن، وفي الخلاف " البرهان " وهو مشتمل على قريب من ألف مسألة خلافية، و " الاوساط " و " المختصر " الذي سار في الآفاق والاقطار الملقب بالاصطلام، ورد فيه على أبي زيد الدبوسي، وأجاب عن الاسرار التي جمعها، وكان فقيها مناظرا، فانتقل بالحجاز في سنة اثنتين وستين وأربعمائة إلى مذهب الشافعي رحمه الله، وأخفى ذلك وما أظهره إلى أن وصل إلى مرو، وجرى له في الاسفار
محن ومخاصمات، وثبت على ذلك، ونصر ما أختاره، وكانت مجالس وعظه كثيرة النكت والفوائد.
سمع الحديث الكثير في صغره وكبره، وانتشرت عنه الرواية، وكثر أصحابه وتلامذته، وشاع دكره.
سمع بمرو أباه، وأبا غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، وأبا بكر محمد بن عبد الصمد الترابي المعروف بابن أبي الهيثم، وجماعة كثيرة بخراسان، والعراق، وجرجان، والحجاز، وقد جمع الاحاديث الالف الحسان من مسموعاته عن مائة شيخ له، عن كل شيخ عشرة أحاديث، أدركت جماعة من أصحابه، وتفقهت على صاحبيه أبي حفص عمر بن محمد بن علي السرخسي، وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي، والله يرحمهما، وروى لي عنه الحديث أبو نصر محمد بن محمد بن يوسف القاشاني بمرو، وأبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القاضي بهراة، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي ببلخ، وأبو بكر أحمد بن بشار الجرجردي بنيسابور، وأبو البدر حسان بن كامل بن صخر القاضي بطوس، وأبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة بأصبهان، وجماعة كثيرة يزيدون على خمسين نفرا، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفي يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر ربيع الاول سنة تسع وثمانين وأربعمائة، ودفن بأقصى سنجدان إحدى مقابر مرو، ورزق من الاولاد خمسة: أبو بكر محمد والدي، وأبو محمد الحسن، وأبو القاسم أحمد، وابن رابع وبنت ماتا عقب موته بمدة يسيرة.(3/299)
وأما والدي الامام أبو بكر محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني رحمه الله، ابن أبيه، وكان والده يفتخر به، ويقول على رؤوس الاشهاد في مجلس الاملاء: محمد ابني أعلم مني وأفضل مني، تفقه عليه، وبرع في الفقه، وقرأ الادب على جماعة، وفاق أقرانه، وقرض الشعر المليح وغسله في آخر أيامه، وشرع في عدة مصنفات ما تمم شيئا منها، لانه لم يمتع بعمره، واستأثر الله تعالى بروحه وقد جاوز الاربعين بقليل، سافر إلى
العراق والحجاز، ورحل إلى أصبهان لسماع الحديث، وأدرك الشيوخ والاسانيد العالية، وحصل النسخ والكتب، وأملى مائة وأربعين مجلسا في الحديث، من طالعها عرف أن أحدا لم يسبقه إلى مثلها، سمع بمرو أباه، وأبا الخير بن أبي عمران الصفار، وأبا سعيد الطاهري، وبنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد المؤذن المديني، وبهمدان أبا الحسن فيد بن عبد الرحمن الشعراني، وببغداد أبا المعالي ثابت بن بندار البقال، وبالكوفة أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي الكوفي الحال، وبمكة أبا شاكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العثماني، وبأصبهان أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة، كتب لي الاجازة بجميع مسموعاته، وشاهدت خطه بذلك، وحدث بهراة، وكانت ولادته في جمادى الاولى سنة ست وستين وأربعمائة، وتوفي يوم الجمعة الثالث من صفر سنة عشر وخمسمائة، ودفن عند والده، وكان شيخنا أبو القاسم محمد بن علي النظيري إذا ذكره أنشد: زين الشباب أبوفرا * * س لم يمتع بالشباب وعمي الاكبر أبو محمد الحسن بن أبي المظفر السمعاني، كان إماما زاهدا ورعا، كثير العبادة والتهجد، نظيفا منورا، مليح الشيبة، منقبضا عن الخلق، قل مايخرج عن داره إلا في أيام الجمع للصلاة، تفقه على والده، وكان تلو والدي رحمهم الله، وسمع معه الحديث، وظني أنه ولد بعده بسنتين، وأفاده والدي عن جماعة من الشيوخ، ورحل معه إلى نيسابور.
سمع بمرو أباه، وأبا سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري، وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري، وأبا محمد كامكار بن عبد الرزاق الاديب، وأبا الفرج المظفر بن إسماعيل التميمي الجرجاني، وبنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني، وأبا إبراهيم محمد بن الحسين البالوي، وأبا سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري، وأبا علي نصرالله بن أحمد الحشنامي وجماعة سواهم.
سمعت منه الكثير، وكان يكرمني ويحبني، وقرأت عليه الكتب المصنفة مثل كتاب " الجامع " لمعمر بن راشد، وكتاب
" التاريخ " لاحمد بن سيار، و " الامالي " و " الانتصار " والاحاديث الالف لجدي بروايته عنه،(3/300)
و " أمالي أبي زكريا المزكي " وأبي القاسم السراج بروايته عن أبي الحسن المديني، وأبي العباس بن عبد الصمد، وغير ذلك من الاجزاء والفوائد، ورزق ثواب الشهداء، في آخر عمره، دخل عليه اللصوص لوديعة كانت لانسان عند زوجته وخنقوه ليلة الاثنين سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، والله تعالى يرحمه، ووصل إلي نعيه وأنا بأصبهان.
وولده ابن عمي أبو منصور محمد بن الحسن السمعاني، كان شابا فاضلا ظريفا، قرأ الادب، وبرع فيه، وكانت له يد باسطة في الشعر باللسانين، غير أنه اشتغل بما لم يشتغل به سلفه من الجلوس مع الشبان والجري في ميدانهم وموافقتهم فيما هم فيه، والله تعالى يتجاوز عنا وعنه، سمعت من شعره الكثير، وتوفي بعد والده بسنتين، وأخترمته المنية في حال شبابه وما استكمل الاربعين، وذلك ليلة عرفة من سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وعمي الآخر الاصغر أستاذي ومن أخذت عنه الفقه، وعلقت عليه الخلاف وبعض المذهب: أبو القاسم أحمد بن منصور السمعاني، كان إماما فاضلا عالما مناظرا مفتيا، واعظا مليح الوعظ، شاعرا حسن الشعر، له فضائل جمة، ومناقب كثيرة، وكان حييا وقورا ثابتا حمولا صبورا، تفقه على والدي رحمهما الله، أخذ عنه العلم، وخلفه بعده فيما كان مفوضا إليه.
سمع بمرو أخاه والدي وأبا محمد كامكار بن عبد الرزاق الاديب، وأبا نصر محمد بن محمد بن محمد الماهاني وطبقتهم، انتخبت عليه أوراقا، وقرأت عليه عن شيوخه، وخرجت معه إلى سرخس، وانصرفنا إلى مرو، وخرجنا في شوال سنة تسع وعشرين إلى نيسابور، وكان خروجه بسببي، لاني رغبت في الرحلة لسماع حديث مسلم بن الحجاج القشيري، فسمع معي الصحيح، وعزم على الرجوع إلى الوطن، وتأخرت عنه مختفيا لاقيم بنيسابور بعد خروجه، فصبر إلى أن ظهرت ورجعت معه إلى طوس، وانصرفت باذنه إلى نيسابور، ورجع هو إلى مرو، وأقمت أنا بنيسابور سنة، خرجت منها إلى أصبهان، ولم أره
بعد ذلك، وكانت ولادته في سنة سبع وثمانين وأربعمائة، وتوفي في الثالث والعشرين من شوال سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وصل إلي نعيه وأنا ببغداد، وعقدنا له العزاء بها.
وأمة الله حرة أختي، امرأة صالحة عفيفة كثيرة الدرس للقرآن، مديمة للصوم، راغبة في الخير وأعمال البر، حصل له والدي الاجازة عن أبي غالب محمد بن الحسن الباقلاني البغدادي، قرأت عليها أحاديث وحكايات بإجازاتها عنه، وكانت ولادتها في رجب من سنة إحدى وتسعين وأربعمائة فهذه الجماعة الذين حدثوا من بيتنا، والله تعالى يرحمهم.
وأما أبو العباس محمد بن سمعان بن إسماعيل بن الحكم بن سعيد الفقيه السمعاني،(3/301)
وإنما قيل له: السمعاني نسبة إلى أبيه سمعان فيما أظن من أهل سمرقند، كان من الفقهاء المشهورين، صاحب نوادر ومزاح.
يروي عن محمد بن الضوء الكرميني، وسهل بن المتوكل البخاري، ويوسف بن علي الابار، ونعيم بن ناعم السمرقندي وغيرهما.
قال أبو سعد الادريسي: حدث في عصرنا، لم أرزق السماع منه، حدثني عنه محمد بن أبي سعيد الحافظ السرخسي، ومحمد بن صالح المالكي من أصحابنا، مات رحمه الله في جمادي الآخرة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وأبو علي نصر بن عثمان بن سعيد بن سمعان بن مسعود بن سعد بن عمر بن حجاج بن قتيبة بن مسلم الباهلي السمرقندي المعروف بالسمعاني، هكذا ذكره أبو سعد الادريسي في " تاريخ سمرقند " وقال: أبو علي يعرف بالسمعاني، كان فاضلا ثقة من أصحاب الرأي، حسن العشرة، محبا لاهل الفضل، مائلا إليهم.
يروي عن أبي منصور محمد بن نعيم بن ناعم الفرائضي السمرقندي، ومحمد بن هارون بن عيسى وغيرهما، مات بسمرقند في ربيع الآخر لعشر بقين منه يوم الجمعة سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
وأبو منصور محمد بن محمد بن سمعان الحيري المذكر السمعاني، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: أبو منصور المذكر المعروف بابن سمعان، كان من
جملة مختلفة أبي بكر بن إسحاق الامام، ولما بنى دارا للسنة عقد له مجلسا للذكر، فكتنا عنه أحاديث قبل الاربعين، ولما توفي الشيخ أبو بكر خرج إلى هراة، وأقام بها، وسكنها إلى أواخر عمره، فانصرف وقد صار إسناده عاليا، وسمع الناس منه الكثير.
سمع أبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبا عبد الله محمد بن المسيب الارغياني، وأبا أحمد محمد بن سليمان بن فارس.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي بنيسابور بعد غيبة أربعين سنة في السنة التي انصرف فيها يوم الاثنين السادس والعشرين من رجب، سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الحيرة.
وفي الاسماء جماعة تسموا بهذا الاسم، منهم: أبويحيى سمعان الاسلمي.
روى عن أبي سعيد الخدري: روى عنه ابناه: أنيس ومحمد، هو جد إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى.
وسمعان بن مالك.
روى عن وائل شقيق بن سلمة.
روى عنه أبو بكر بن عياش.
وسمعان بن مشنج العمري.
روى عن سمرة بن جندب.
روى عنه عامر الشعبي.(3/302)
وسمعان بن هبيرة بن مساحق بن بجير بن أسامة بن نصر بن قعين الاسدي أبو سمال الشاعر.
و عبد الله بن زياد بن سمعان المديني.
يروي عن الزهري، والعلاء بن عبد الرحمن، وروى عن مجاهد، ومحمد بن المنكدر، وغيرهم، كان ضعيفا في الحديث، رماه مالك بالكذب.
وأبو السمح دراج بن سمعان.
يقال: اسمه عبد الرحمن، مصري.
يروي عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه نسخة.
ويروي عن عبد الله بن الحارث بن جزء، وعبد الرحمن بن حجيرة وغيرهم.
روى عنه عمرو بن الحارث وابن لهيعة، وسالم بن غيلان.
وجماعة من المحدثين اسمهم إسماعيل لقبوا بسمعان، منهم: إسماعيل بن عبد الله الشيرازي المعروف بسمعان.
يروي عن أبي عبد الرحمن المقرئ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، وعبد الله بن صالح العجلي، وخلاد بن يحيى، وبكر بن بكار.
روى عنه ابنه أحمد بن إسماعيل، ولم يرو عنه غيره.
وإسماعيل بن حيان بن واقد الواسطي القيسي المعروف بسمعان.
روى عن عبد العزيز بن أبان.
وإسماعيل بن عبد الرحمن البصري الملقب بسمعان، يعرف بابن أبي مسعود الدينوري.
يروي عن المضاء بن الجارود.
حدث عنه محمد بن هارون بن محمد الدينوري.
وأبو علي إسماعيل بن بحر العدل العسكري المعروف بسمعان من أهل عسكر مكرم.
حدث بأصبهان عن إسحاق بن محمد بن إسحاق العمي، وعبيد الله بن عائشة، وسهل بن عثمان.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الصفار، وأبو محمد القاسم بن هارون بن جمهور المؤدب.
وأبو علي إسماعيل بن أحمد بن النضر الملقب بسمعان.
سمع أبا سعيد الاشج، ويونس بن عبد الاعلى المصري، والعباس بن الوليد بن يزيد البيروتي، وغيرهم.
وإسماعيل بن إبراهيم الصيرفي المعروف بسمعان.
يروي عن أبي غسان مالك بن خالد الواسطي.
حدث عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني.(3/303)
السمعوني: بفتح السين المهملة، وسكون الميم، وضم العين المهملة، وفي آخرها النون بعدها الواو.
هذه النسبة إلى سمعون، وهو اسم لجد أبي الحسين محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عنبس بن إسماعيل الواعظ السمعوني المعروف بابن سمعون، من أهل بغداد.
قيل: إن
جده إسماعيل كسر اسمه فقيل له: سمعون، وعرف هذا الشيخ بذلك، وهو من أهل بغداد، كان أوحد دهره، وفريد عصره، في الكلام على علم الخواطر والاشارت ولسان الوعظ، دون الناس كلامه وحكمه، وجمعوا ألفاظه ونكته، سمع الحديث ببغداد والشام، وعمر حتى أملى عشرين مجلسا أو قريبا منه، وحضر الناس مجالسه، وسمعوا منه، وكتبوا عنه.
أدرك أبا بكر الشبلي، وسمع الحديث ببغداد من عبد الله بن أبي داود السجستاني، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري، ومحمد بن جعفر المطيري، وعمر بن الحسن الشيباني، وبدمشق أحمد بن سليمان بن زبان الكندي، ومحمد بن محمد بن أبي حذيفة الرملي، وغيرهم.
روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي، وحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق، والقاضي أبو علي بن أبي موسى الهاشمي، وأبو بكر الطاهري، وغيرهم.
أثنى عليه أبو بكر الخطيب قال: وكان بعض شيوخنا إذا حدث عنه قال: حدثنا الشيخ الجليل المنطق بالحكمة أبو الحسين بن سمعون، وحكى أبو بكر الاصبهاني قال: كنت بين يدي الشبلي في الجامع يوم الجمعة، فدخل أبو الحسين بن سمعون وهو صبي على رأسه قلنسوة بشفاشك مطلس بفوطة، فجاز علينا وما سلم، فنظر الشبلي إلى ظهره، وقال: يا أبا بكر تدري ايش لله في هذا الفتى من الذخائر ؟ وكان ابن سمعون يقول: رأيت المعاصي نذالة فتركتها مروءة فاستحالت ديانة.
وحكى أبو الفتح يوسف بن عمر القواس قال: لحقتني إضافة وقتا من الزمان، فنظرت فلم أجد في البيت غير قوس لي وخفين كنت ألبسهما، فأصبحت وعزمت على بيعهما، فكان يوم مجلس أبي الحسين بن سمعون، فقلت: أحضر المجلس ثم أنصرف فأبيع الخف والقوس، وقلما كنت أتخلف عن حضور مجلس ابن سمعون، فحضرت المجلس، فلما أردت الانصراف ناداني أبو الحسين: با أبا الفتح لا تبع الخفين، ولا تبع القوس، فإن الله سيأتيك برزق من عنده، أو كما قال.
وحكى أبو طاهر العلاف قال: حضرت أبا الحسين بن سمعون يوما في مجلس الوعظ
وهو جالس على كرسيه يتكلم، وكان أبو الفتح القواس جالسا إلى جنب الكرسي، فغشيه(3/304)
النعاس ونام، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى استيقظ أبو الفتح ورفع رأسه، فقال له أبو الحسين: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في نومك ؟ قال: نعم، فقال أبو الحسين: لذلك أمسكت عن الكلام خوفا أن تنزعج وتنقطع عما كنت فيه، أو كما قال.
وقال أبو محمد الخلال: قال لي ابن سمعون: ما اسمك ؟ فقلت: حسن، فقال: قد أعطاك الله الاسم فسل أن يعطيك المعنى، وكانت وفاته في ذي القعدة أو ذي الحجة سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
هكذا قال أبو نعيم الحافظ.
وقال أبو الحسن العتيقي: إنه توفي في النصف من ذي القعدة، ودفن بشارع العباسيين، فلم يزل هناك حتى نقل في الحادي عشر من رجب سنة ست وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وقيل: إن أكفانه لم تكن بليت بعد.
السمعي: بكسر السين المهملة، وفتح الميم، وقيل بسكونها، وفي آخرها العين المهملة.
والسمع: ولد الذئب من الضبع، وظني أنه بطن من طهية.
والمشهور بالنسبة إليها: أبورهم أحزاب بن أسيد، ويقال: أسيد السمعي الطهوي من التابعين.
يروي عن أبي أيوب الانصاري.
روى عنه مكحول وخالد بن معدان.
وذكر الامير ابن ماكولا في كتاب " الاكمال " في هذه الترجمة السمعي بفتح السين المهملة، والميم المفتوحة أيضا، ثم قال: هو أبورهم السمعي واسمه أحزاب بن أسيد الظهري، بفتح الظاء، ومن قال بكسرها فهو خطأ.
وقال البخاري: ابن أسيد، ويقال فيه: السماعي.
سمع أبا أيوب رضي الله عنه.
روى عنه أهل الشام ومصر.
وقال ابن أبي حاتم: أحزاب بن أسيد أبورهم السمعي، ويقال: أبو راشد، وابن راشد أصح، ويقال: السماعي.
روى عنه أبو الخير، ومكحول، وخالد، وشفعة السمعي، شامي.
يروي عن
عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
روى عنه شرحبيل بن مسلم.
يقال فيه: السمع بكسر السين، ويقال: السمع، بفتح السين والميم، وهو السمع بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس، ذكر هذا كله ابن ماكولا.
قلت: والذي ذكرته أولا أنه بطن من طهية غلط، وكذلك كان في الكتاب فتبعته، وهو الظهري كما ذكره ابن ماكولا.
ومحمد بن عمرو السمعي.
يروي عن أبي الزبير المكي.
روى عنه الواقدي، وذكر أنه بطن من الانصار.(3/305)
السمناني: بكسر السين المهملة، وفتح الميم، والنون.
بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري، يقال لها: سمنان، أقمت بها يوما في توجهي إلى أصبهان، وسمنان قرية من قرى نسا، وأما الاول خرج منها جماعة من المحدثين والعلماء، منهم: الخليل بن هند السمناني.
يروي عن أبي الوليد الطيالسي، وعمرو بن حكام.
روى عنه عمران بن موسى السختياني.
وأبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن السمناني، أصله منها، وولد ببغداد، وكان شيخا مكثرا من الحديث، من أولاد المحدثين.
سمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن هزامرد الصريفيني، وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وغيرهما.
سمعت منه ببغداد، وتوفي في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وأبو الفتح علي بن محمد بن علي بن محمد بن السمناني، ابنه سمع أبا الحسن هبة الله بن عبد الرزاق الانصاري.
سمعت منه شيئا يسيرا ببغداد.
وأما سمنان قرية من نواحي نسا ولها نهر كبير يقال له: نهر سمنان، منها: أبو الفضل محمد بن أحمد بن إسحاق النسوي السمناني، شيخ جليل عالم ثقة.
حدث عن أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ، وأبي بكر أحمد بن عبيد الله بن أحمد الرامراني، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبي أحمد محمد بن أحمد بن الغطريف، وطبقتهم.
سمع منه جماعة، وكانت وفاته بعد سنة أربعمائة.
وأبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمود القاضي السمناني، من سمنان العراق، سكن بغداد، وكان فقيها متكلما عالما.
سمع بالموصل نصر بن أحمد بن الخليل المرجئ، وببغداد أبا الحسن علي بن عمر الحربي، وأبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبا القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة الرازي وغيرهم.
سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، ذكره في " التاريخ " فقال: كتبت عنه، وكان ثقة عالما فاضلا سخيا، حسن الكلام، عراقي المذهب، ويعتقد في الاصول مذهب الاشعري، وكان له في داره مجلس نظر يحضره الفقهاء، ويتكلمون، وكانت ولادته في سنة إحدى وستين وثلاثمائة، ووفاته بالموصل وهو على القضاء بها في شهر ربيع الاول من سنة أربع وأربعين وأربعمائة.(3/306)
وأبو الحسين عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يونس بن عبد الله السمناني، من أهل سمنان، من أعيان المحدثين، أقام بنيسابور مدة يحدث.
سمع بخراسان إسحاق بن راهويه، وبالري محمد بن حميد الرازي، وبالكوفة أبا كريب، وبالبصرة نصر بن علي الجهضمي، وبمصر ابن زغبة، وبالشام المسيب بن واضح، وهشام بن عمار.
روى عنه أبو عبد الله الاخرم الحافظ، وعلي بن حمشاذ، وأبو عمرو بن حمدان، وتوفي بسمنان بعد منصرفه من نيسابور سنة ثلاث وثلاثمائة.
السمنجاني: سمنجان: بكسر السين والميم، وسكون النون، والجيم.
بليدة من طخارستان وراء بلخ، وهي بين بلخ وبغلان، وبها شعاب كثيرة، وثمار، وأشجار، وبها من العرب تميم، وكان دعبل بن علي الخزاعي الشاعر وليها للعباس بن
جعفر، ومحمد بن الاشعث بن مكلم الذئب.
والمشهور من القدماء من هذه القرية: واصل بن إبراهيم السمنجاني.
يروي عن شريك.
وخارجة.
روى عنه أحمد بن سيار المروزي.
ومن المتأخرين جماعة، منهم: أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن محمد السمنجاني، أحد الائمة، سكن أصبهان، وكان تفقه ببخارى على أبي سهل الابيوردي، وسمع الحديث من أبي عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري، وأبي عبد الله البرقي وغيرهما.
روى لنا عنه إسماعيل بن محمد بن الفضل بأصبهان، وأبو الصفا ثامر بن علي الصوفي بالكرخ، مات في شعبان سنة اثنتين وخمسمائة وقبره بدولكاباذ بأصبهان.
وأبو جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، إمام مسجد راعوم، تفقه على الامام أبي سهل الابيوردي ببخارى، والقاضي الحسين المروروذي بها، وأملى ببلخ، حدثني عنه جماعة بخراسان وما وراء النهر، وتوفي سنة أربع وخمسمائة ببلخ، وزرت قبره.
وأبو الفتح نصر بن أحمد بن نصر بن محمد بن مزاحم البلخي السمنجاني من أهل بلخ، سكن بغداد إلى حين وفاته.
كان شيخا ثقة مشهورا.
سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز.
روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب الدير.(3/307)
السمنكي: بكسر السين المهملة، وسكون الميم، وفتح النون، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى بليدة متصلة بسمنان، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم: أبو الحسن القاسم بن محمد بن الليث السمنكي، كان شيخا صالحا صوفيا نظيفا، كثير العبادة.
سمع أبا خلف عبد الرحيم بن محمد بن خلف الآملي، وأبا المحاسن
عبد الواحد بن إسماعيل الروياني وغيرهما.
سمعت منه أحاديث يسيرة في رباطه بسمنك، وتوفي بعد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، فإني رأيته في أوائل هذه السنة.
السموئي: بفتح السين المهملة والميم المشددة المضمومة ثم الواو، والياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى اللقب، واشتهر بها: أبو بشر إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي السمويي الاصبهاني المعروف بسموية.
يروي عن الحسين بن حفص، وسعيد بن عبد الحميد بن جعفر، وبكر بن بكار، والفضل بن دكين، وعثمان بن الهيثم المؤذن، وعلي بن عياش، ويحيى بن يعلى المحاربي، وعمر بن عبد الوهاب الرياحي، وأبي مسهر عبد الاعلى بن مسهر.
قال أبو حاتم: سمعنا منه، وهو ثقة صدوق.
السميجني: بفتح السين المهملة، وكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الجيم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سميجن، وهي قرية من قرى سمرقند بقرب مزن، والمنسوب إليها: الحسن بن الحسين بن جعفر بن مشرف بن رغزند الوراق السميجني المزني.
يروي عن الفضل بن الحسن بن سلمة الازدي.
روى عنه أبو محمد الباهلي، وهو لا يعتمد على رواياته.
السميرمي: بضم السين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الراء في آخرها الميم.
هذه النسبة إلى سميرم، وهي بلدة بين أصبهان وشيراز في منتصف الطريق، وهي آخر حد أصبهان، والمشهور بالانتساب إليها: أبو منصور المظفر بن أحمد بن محمد السميرمي، أحد المشاهير.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل الفارسي، نزيل سمرقند، توفي بعد سنة عشرين وأربعمائة.(3/308)
وأبو الحسن علي بن أحمد بن كشوية السميرمي.
يروي عن أبي منصور المظفر بن أحمد بن محمد السميرمي، كان حريصا في طلب الحديث، وكان يلازم الكتابة والسماع إلى أن مات في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة بسميرم.
وأبو عبد الله محمد بن أبي علي الحسين بن محمد بن أحمد السميرمي الخطيب، كان أديبا فاضلا ورعا، كثير التهجد والعبادة، وكان من عباد الله الصالحين.
سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن مندة الحافظ الاصبهاني، ومات بسميرم سلخ المحرم، سنة ثلاثة وخمسمائة وهو ابن خمس وخمسين سنة على ما قيل.
والوزير المشهور للسلطان محمود بن محمد بن ملك شاه بالعراق المعروف بالكمال من سميرم، قتل ببغدا في الطريق فتكا، وفيه يقول الاديب إبراهيم بن عثمان الغزي: كمال سميرم في الملك نقص * * كما سميت مهلكة مفازة ولو رفعت محلته الليالي * * فكم رفعت على كتف جنازة السميساطي: بضم السين المهملة بعدها ميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها سين أخرى مفتوحة وفي آخرها الطاء.
هذه النسبة إلى سميساط، وهي من بلاد الشام، والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم علي بن محمد بن يحيى السلمي السميساطي من أهل دمشق، وظني أن الخانقاه التي في دهليز جامع دمشق من بنائه، والاوقاف التي بها هو وقفها على الصوفية والعميان من أهل القرآن، حدث عن أبي الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ.
قال ابن ماكولا: أبو الحسن السميساطي كان متقدما في الهندسة وعلم الهيئة.
وجناب بن دحمس السلمي السميساطي.
يروي عن حفص بن عمر سبخة.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ.
ومعاذ بن إسماعيل بن معاذ السميساطي.
روى عن إبراهيم بن عبد الله العبسي.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ، وذكر أنه سمع عنه بسميساط.
السميكي: بضم السين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى سميكة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو طاهر(3/309)
محمد بن أبي الفرج محمد بن أحمد بن الحسن بن يحيى بن عبد الجبار السميكي البغدادي المعروف بابن سميكة من أهل بغداد.
سمع أبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وأبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، وأبا الحسن علي بن عمر الحربي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وكانت ولادته في سنة سبع وستين وثلاثمائة، ووفاته في آخر شوال سنة سبع وثلاثين وأربعمائة.
ووالده أبو الفرج محمد بن أحمد السميكي القاضي الشافعي، كان ثقة صدوقا.
سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبا علي محمد بن أحمد الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وحبيب بن الحسن القزاز، ومحمد بن علي بن حبيش وغيرهم.
سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وقال: كتبنا عنه بانتقاء محمد بن أبي الفوارس، وكان ثقة.
توفي في شهر ربيع الاول سنة أربع عشرة وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
السمين: بفتح السين المهملة، وكسر الميم، بعدها ياء منقوطة باثنتين.
هذه الصفة لمن له السمن والخصب في الجسم والاطراف، واشتهر بهذه الصفة: أبو معاوية صدقة بن عبد الله السمين القرشي من أهل دمشق.
يروي عن ابن المنكدر، وموسى بن بشار، وأهل بلده.
روى عنه الوليد بن مسلم وأهل الشام، كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، لا يشتغل بروايته إلا عند التعجب.
وقال الدارمي: سألت يحيى بن معين عن صدقة بن عبد الله السمين، فقال: ضعيف.
قال أبو حاتم بن حبان:
مرض أبو زكريا القول في صدقة حيث لم تسبر مناكير حديثه، وهو الذي يروي عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه بنسخ موضوعة، يشهد لها بالوضع من كان مبتدئا في هذه الصناعة، فكيف المتبحر فيها، وصدقة بن عبد الله السمين.
قال قال أحمد بن حنبل فيه: ما كان من حديثه مرفوعا فهو منكر، وما كان من حديثه مرسلا عن مكحول فهو أسهل، وهو ضعيف جدا.
قال أبو حاتم الرازي: قلت لدحيم: صدقة السمين ؟ قال: محله الصدق، غير أنه كان يشوبه القدر، قد حدثنا بكتبه عن ابن جريج وسعيد بن أبي عروبة، وكتب عن الاوزاعي ألفا وخمسمائة حديث، وكان صاحب حديث، كتب إليه الاوزاعي في رسالة القدر يعظه فيها..قال ابن أبي حاتم: صدقة السمين محله الصدق، وأنكر عليه رأي القدر فقط.
وأبو عبد الله محمد بن حاتم بن ميمون السمين المروزي الاصل، سكن بغداد، حدث عن سفيان بن عيينة، و عبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هاورن، ووكيع بن الجراح،(3/310)
وشبابة بن سوار، وإسحاق بن منصور، وعمر بن محمد العنبري.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، ومسلم محمد بن حاتم بن ميمون كذاب.
وقال عمرو بن علي: محمد بن حاتم السمين ليس بشئ، وقال الدارقطني: محمد بن حاتم السمين بغدادي ثقة، أصله مروزي، مات في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ومائتين.
ومحمد السمين من مشايخ الصوفية، حكى عنه الجنيد بن محمود وكان أستاذه، وقيل: إنه كان مجاب الدعوة.
وقال مؤمل المغازلي: كنت أصحب محمد السمين، فسافرت معه حتى بلغت ما بين تكريت والموصل، فبينما نحن في برية نسير، إذ زأر السبع من قريب، فجزعت وتغيرت، وظهر ذلك على صفتي، وهممت أبادر، فضبطني وقال لي: يا مؤمل التوكل هنا ليس في مسجد الجامع.
وأبو المعالي أحمد بن علي السمين الخباز، شيخ من أهل بغداد.
يروي عن أبي
الخطاب بن النضر، وأبي عبد الله بن طلحة، كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ يرميه بالكذب، وما رأيت أنا من حاله إلا الخير، وتوفي سنة...وأربعين وخمسمائة ببغداد، وصل إلي نعيه وأنا ببخارى.(3/311)
باب السين والنون السناجي: بفتح السين المهملة، والنون، بعدهما الالف، وفي آخرها الجيم هذه النسبة إلى سناجية، وهي قرية من قرى عسقلان الشام، منها: أبو إبراهيم روح بن يزيد السناجي، قال ابن أبي حاتم: من أهل سناجية قرية أبي قرصافة، وهي من قرى عسقلان.
روى عن أبي شيبة البقيتي.
روى عن أبي قرصافة، وحكى عنه حكايات، سمع منه أبي بالرملة في سنة سبع عشرة ومائتين.
وروى عنه.
وأبو زبان طيب بن زبان الفلسطيني السناجي العسقلاني، من أهل قرية سناجية قرية أبي قرصافة.
يروي عن زياد بن سيار الكتاني عن أبي قرصافة.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أتيت الطيب بن زبان أبا زبان بأحاديث، فقلت: يا أبا زبان حدثكم زياد بن سيار ؟ فقال: يا أبا زبان حدثكم زياد بن سيار ؟ فقلت: يا أبا زبان أنت هو ؟ قال: يا أبا زبان أنت هو ؟ فكنت كلما قلت شيئا قال مثله، فوضعت كفي على بسم الله الرحمن الرحيم، وعلى حدثنا الطيب بن زبان، وأريته حدثنا زياد بن سيار، فقال: حدثنا زياد بن سيار، فقلت لابي زرعة، فهل تحل الرواية عنه ؟ قال: نعم هو عندي صدوق.
السناني: بكسر السين المهملة، وفتح النون، وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب.
قال ابن ماكولا: هو محمد بن يعقوب السناني.
يروي عنه أبو طاهر محمد بن محمد
الزيادي وهو الاصم، وكان يدلسه، وهو أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان الاصم الاموي، عمر العمر الطويل، وألحق الاحفاد بالاجداد، رحل به أبوه إلى العراق ومصر والشام، وهو أشهر من أن يذكر، وتوفي..وثلاثمائة.
السنبسي: بالنون الساكنة، والباء الموحدة المكسورة بين السينين المهملتين المكسورتين.
هذه النسبة إلى سنبس، وهي قبيلة معروفة من طي، منها شعراء وفضلاء وجماعة من أهل العلم.(3/312)
السنبلاني: بضم السين المهملة، وسكون النون، والباء الموحدة المضمومة بعدها الالف واللام، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سنبلان، وهي محلة كبيرة ببلدة أصبهان، منها: أبو جعفر أحمد بن سعيد بن جرير بن يزيد الاصبهاني السنبلاني، كان ثقة.
حدث عن جرير بن عبد الحميد، وأبي ضمرة، وأنس بن عياض، وعبد الرحمن بن مغراء، وعبد الله بن المبارك وغيرهم.
روى عنه محمد بن يحيى بن مندة الاصبهاني.
ومن التابعين داود بن سليمان السنبلاني.
قال أبو بكر بن مردويه: من قرية سنبلان، وهي محلة من محال أصبهان.
رأى علي بن أبي طاب رضي الله عنه.
روى عنه إبراهيم بن جرير، وعبد الله بن زكريا بن بهرام، وعبد العزيز بن صبيح، ذكره حمزة بن الحسن في كتاب أصبهان.
ودليل السنبلاني قديم، ذكر أنه رأى سعيد بن جبير بأصبهان، وزعم أنه أتت عليه عشرون ومائة سنة.
وأبو علي محمد بن سليمان بن عبد الرحمن الاصبهاني السنبلاني من أهل أصبهان، سكن الكوفة وانتشر حديثه بها، وهو عم محمد بن سعيد بن الاصبهاني.
يروي عن عطاء بن
السائب، وسهيل بن أبي صالح، وأبي إسحاق الشيباني، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وغيرهم.
روى عنه محمد بن بكير، وابن أخيه محمد بن سعيد بن الاصبهاني وجماعة، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وابن أخيه محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن الاصبهاني السنبلاني يعرف بحمدان، من هذه المحلة أيضا، سكن الكوفة، وبها حدث، وكان يقول: نحن من أهل سنبلان، ومسجد التبانين مسجدنا، وأبي سبي منها، وحدث عن إبراهيم بن الزبرقان، ومحمد بن شرحبيل الشيباني، وأبو الاحوص وغيرهم.
روى عنه أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، وأبو مسعود الرازي، وسمويه، وأبو بكر بن النعمان وغيرهم، مات سنة عشرين ومائة.
السنجاري: هذه مدينة بالجزيرة يقال لها: سنجار، بكسر السين، وسكون النون، وفتح الجيم، والراء، أقمت بها يومين في توجهي إلى حلب، والسلطان سنجر بن ملكشاه ولد بهذه البلدة وقت توجه والده إلى غزو الروم، فقيل له: سنجر باسم هذا البلد على ما(3/313)
جرت به عادة الاتراك، فإنهم يسمون أولادهم بأسماء المواضع، وهذه المدينة سميت باسم بانيها، وهو سنجار بن مالك بن ذعر، وهو أخو آمد الذي بنى آمد.
خرج من هذه البلدة جماعة من المحدثين قديما وحديثا، منهم: مروان بن محمد السنجاري.
يروي عن مسلم بن خالد الزنجي.
قال أبو حاتم بن حبان: مروان السنجاري مستقيم الحديث، روى عنه أهل الجزيرة، منهم محمد بن عيسى النصيبي الداري.
وأبو سعد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله السنجاري المؤذن، سكن ميافارقين.
يروي عن جده محمد بن جبير أبي بكر السنجاري.
روى لنا عنه أبو العز محمد بن علي بن محمد البستي بمرست، وكانت وفاته في حدود سنة خمسمائة، وكان يؤذن بجامع ميافارقين.
وأبو سعيد عمرو بن هاشم السنجاري الجزري ورد خراسان وخرج إلى ما وراء النهر، وحدث بها عن عمرو بن هاشم السروي، وعبد الله بن صالح، وعمار بن مطر الرهاوي، ومحمد بن إسحاق بن زياد السهمي.
روى عنه جماعة من أهل بخارى، مثل سهل بن شاذويه، ومكي بن خلف بن عفان، وإسحاق بن أحمد بن خلف البخاريين، وأبي مسلم مؤمن بن عبد الله النسفي وغيرهم.
ونصر بن علي بن عبد الملك السنجاري.
يروي عن معمر بن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بمدينة سنجار في سنة ثمان وسبعين ومائتين.
وعبيدة بن حسان بن عبد الرحمن العنبري السنجاري.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من أهل سنجار مدينة بالجزيرة.
يروي عن الزهري، ويحيى بن سعيد الانصاري، وقتادة.
روى عنه خالد بن حيان الرقي، وابن أخيه عمرو بن عبد الجبار بن حيان، كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، كتبنا من حديثه نسخة عن هؤلاء شبيها بمائة حديث، كلها موضوعة، فلست أدري أهو كان المتعمد لها، أو أدخلت عليه فحدث بها، وأما ما كان من هذين، فقد بطل الاحتجاج به في الحالين، ونسأل الله كمال إسبال ترك الهتك.
السنجاني: بفتح السين المهملة، وسكون النون، وفتح الجيم والالف بعدها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى باب سنجان، وهي قرية على باب مدينة مرو، يقال لها: درسنكان،(3/314)
وبها كان عسكر الاسلام أول ورودهم مرو، خرج منها جماعة من العلماء المعروفين، منهم: أبو الحسن علي بن الحسن بن محمد بن حمدويه السنجاني القاضي من أهل مرو، كان احد الفقهاء الشافعية، تفقه ببغداد على القاضي أبي العباس أحمد بن عمر بن سريج، وولي القضاء بنيسابور مدة، وسمع بمرو أبا الموجه محمد بن عمرو الفزاري، وببغداد يوسف بن
يعقوب القاضي وغيرهما.
روى عنه أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه، وأبو الحسن علي بن أحمد العروضي وغيرهما.
روى عنه أبو الوليد عن السنجاني أنه قال: عرض علي بنيسابور في حكومة واحدة مائة ألف درهم، فرددتها، وتعجبت من أمر نيسابور، ثم قمت وصليت ركعتين، وشكرت الله تعالى على ما وفقني له، وكان على القضاء بنيسابور سنة ست عشرة وثلاثمائة.
ووالده الحسن بن محمد بن حمدويه بن سنجان، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
سمع علي بن عبد العزيز، وإسحاق الصغاني، مات سنة عشرين وثلاثمائة.
السنجاني: بكسر السين المهملة، والنون الساكنة، وفتح الجيم بعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سنجان، وهو اسم لجد أبي رجاء محمد بن حمدويه بن سنجان الهورقاني السنجاني، والسنجاني بالفتح نسب إلى قرية بمرو يقال لها: باب سنجان، وذكرت أبا رجاء في الهاء.
وقال الدارقطني: محمد بن حمدويه بن سنجان المروزي يكنى أبا رجاء.
يروي عن علي بن حجر وغيره، حدثنا عنه أبو بكر النقاش المقرئ.
السنجبستي: بفتح السين المهملة، وسكون النون، وفتح الجيم، والباء الموحدة، وسين أخرى، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى سنج بست وهو منزل معروف بين نيسابور وسرخس يقال له: سنك بست، ويقال في النسبة إليه السنجبستي، نزلت به نوبتين، نوبة في انصرافي من العراق، ونوبة في استقبال جماعة وتلقيهم، خرجت إليه من نوقان طوس، وبت به ليلة والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم إسماعيل بن الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن حمدون الفرائضي القاضي السنجبستي، شيخ مشهور فاضل ثقة من مشاهير مشايخ ناحية نيسابور، وكان ذا مروءة، وتحمل وثروة، عمر العمر الطويل حتى سمع منه الآباء والابناء والاحفاد، ولحقت(3/315)
بركة عمره الطويل في الطاعة أخلافه.
سمع القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا علي الحسن بن الخطيب البلخي.
روى لي عنه أبو طاهر السنجي بمرو، وأبو المحاسن الواعظ ببلخ، وأبو شجاع الامام ببخارى، ومحمد بن الحسين الواعظ بواسط وأحمد بن عبد العزيز الفارسي بنيسابور، في جماعة كثيرة، وكانت ولادته في حدود سنة عشر وأربعمائة، ومات بسنجبست في أواخر صفر سنة ست وخمسمائة.
وأبو علي الحسن بن محمد بن أحمد السنجبستي، كان شيخا عالما صالحا، صحب والدي رحمه الله مدة بمرو ونيسابور، وسمع بفوشنج أبا منصور عبد الرحمن بن محمد بن عفيف الفوشنجي، وبنيسابور أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيره، كتبت عنه بنيسابور، وعمر العمر الطويل، حتى سمع منه ابني أبو المظفر، وكانت ولادته في جمادى الاولى سنة سبع وخمسين وأربعمائة بسنجبست، ووفاته بنيسابور في..وأربعين وخمسمائة.
السنجديزكي: بفتح السين المهملة، وسكون النون، وفتح الجيم، والدال المكسورة المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الزاي، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى سنجديزة ويقال بدل الجيم الكاف، يعني: سنكديزة، وسأذكره فيما بعد، وهي محلة من محال سمرقند، فأما المشهور بالجيم، فهو أبو حفص عمر بن يعقوب العامري السنجديزكي القاضي، كان جملة الزهاد والمتورعين، لما مات عمر بن أبي مقاتل أجلس للقضاء مكانه.
يروي عن سالم وعمر ابني أبي مقاتل، وعيسى بن يزيد الفراء، وأبي إسحاق الطالقاني، وإسماعيل بن أبي أويس، وصالح بن عبد الله الترمذي، وغيرهم.
روى عنه محمد بن جناح السنجديزكي القاضي السمرقندي، وتوفي في شعبان سنة أربعين ومائتين، وقيل: في شوال.
وأبو عبد الله محمد بن جناح السجنديزكي، هو ابن أخت أبي أحمد الزاهد المطوعي
الذي بنى الرباط في برية قطوان.
يروي عن أبي حفص عمر بن يعقوب السجنديزكي، والهيثم بن الجنيد القاضي، ومحمد بن تميم الفاريابي الكذاب، وصالح بن مسمار الكشميهني وغيرهم.
قال أبو سعد الادريسي: حدثنا عنه جماعة، ومات سنة خمس وثلاثمائة في صفر لثلاث بقين منه.
السنجفيني: بفتح السين المهملة، وسكون النون، وضم الجيم، وكسر الفاء، وبعدها الياء الساكنة المهملة، وفي آخرها النون.(3/316)
هذه النسبة إلى سنجفين، وهي قرية من قرى أسروشنه بقرب سمرقند، منها: أبو علي إسماعيل بن عبد الرحمن السنجفيني الفقيه، وكان من فقهاء سمرقند، وكان يستملي بسمرقند للحسين بن محمد البزاز، وقيل: هو إسماعيل بن أبي عبد الرحمن، وهو الصواب، واسمه ترحمانة.
يروي عن أبي إبراهيم بن إسماعيل الباب كسي، وأبي يعقوب الابار، وسعيد بن خشنام، وأبي بكر الجورجاني وغيرهم.
روى عنه محمد بن أحمد بن هاشم الدهني، ومحمد بن عصام القطواني، وعبد الله بن مسعود بن كامل السمرقنديون.
السنجوردي: بفتح السين المهملة، وسكون النون، وضم الجيم، وفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى محلة مشهورة من محال بلخ، يقال له: سنكوردي، والمشهور بالنسبة إليها: أبو جعفر محمد بن مالك البلخي السنجوردي، رحل إلى العراق، والحجاز، وسمع بها جعفر بن عون، ويزيد بن هارون، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق الحافظ.
السنجي: هذه النسبة إلى سنج، بكسر السين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها جيم، وهي قرية كبيرة من قرى مرو، على سبعة فراسخ منها، بها الجامع والسوق، وقيل:
إن طولها فرسخ واحد، ونزل عسكر الغز لمحاصرة حصن بها شهرا كاملا، وكانوا يحاربون أهل الحصن فلم يقدروا عليها في رجب سنة خمسين وخمسمائة، ثم حاصروها غير مرة شهرين فثلاثة، إلى أن صالحوها بعد جهد في جمادى الاولى سنة خمس وخمسين وكنت المتوسط فيه، كان بها ومنها جماعة من العلماء قديما وحديثا.
فمن القدماء: أبو داود سليمان بن معبد بن كوسجان السنجي.
يروي عن يزيد بن هارون، وعبد الملك بن قريب الاصمعي، وعمرو بن عاصم الكلابي، وأبي النعمان عارم بن الفضل السدوسي.
ومعلى بن راشد، وعبد الرزاق بن همام، وكان أديبا وشاعرا عالما برواة الاخبار، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو داود السجستاني.
وابنه أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الاشعث، مات في ذي الحجة سنة سبع وخمسين ومائتين بقرية سنج، وأنا أمرت أهل تلك القرية بتجديد قبره، وكتبت على آجر اسمه ووفاته، ونفذته إلى قرية ليوضع على لوح قبره، وهو في صحراء محلة يقال لها: تزن.(3/317)
وإبراهيم بن عصام السنجي.
سمع سليمان بن معبد، وسويد بن سعيد.
وأبو علي الحسين بن شعيب السنجي، فقيه أهل مرو في عصره، وهو صاحب أبي بكر القفال وأنجب تلامذته، وأول من جمع بين طريقتي العراق وخراسان، كتب بنيسابور عن السيد أبي الحسن محمد بن الحسين العلوي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وببغداد عن أصحاب المحاملي، وتوفي سنة ثلاثين وأربعمائة، وقبره بجنب أستاذه القفال بسجذان مر، إذ اخرجت من المصلى على يسار المنحدر.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن سراج السنجي الطحان، راوي كتاب أبي عيسى الترمذي عن أبي العباس المحبوبي.
روى عنه جدي الاعلى القاضي أبو منصور السمعاني، وأبو علي السنجي، وأبو الخير بن أبي عمران الصفار، وجماعة، مات بعد الاربعمائة، وقبره
بقرية سنج على طرف المسجد بمحلة بشاخ زرته غير مرة.
وشيخنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله بن أبي سهل بن أبي طلحة السنجي، فقيه صالح صحب والدي رحمه الله.
سمع معه بخراسان والحجاز والعراق والجبال، وشاركه في شيوخ الرحلة، وعمر حتى سمعنا منه الكثير، وكانت ولادته سنة اثنتين وستين وأربعمائة بقرية سنج، وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين وخمسمائة بمرو.
وأبو رجاء مسلم بن أيوب السنجي.
حدث عن عقبة الرفاعي.
روى عنه محمد بن مسعدة، ومات سنة أربع وخمسين ومائتين.
وأبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن سليمان بن زرارة المطلبي السنجي.
روى عن محمد بن غالب البخاري.
روى عنه عبد الله بن محمد بن إبراهيم الداعوني.
وأبو علي الحسين بن محمد بن مصعب بن زريق السنجي الاسكاف.
روى عن محمد بن الوليد البسري، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، والربيع بن سليمان المرادي، ويونس بن عبد الاعلى الصدفي، وأحمد بن سيار المروزي، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج، ومحمد بن إسماعيل بن سمرة الاحمسي، وطبقتهم، وله رحلة إلى العراق ومصر.
روى عنه أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، وأبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي، ومات في رجب سنة ست عشرة وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن سريج الخطيب السنجي.
يروي عن الحسين بن مصعب السنجي.(3/318)
وأبو علي الحسن بن محمد بن أحمد بن شعبة السنجي، ورد بغداد وحدث بجامع أبي عبسى الترمذي، عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب التاجر.
سمع منه أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعروف بابن زوج الحرة.
وأبو داود سليمان بن أحمد بن سليمان السنجي.
يروي عن أبي داود سليمان بن معبد
السنجي، ذكره أبو زرعة السنجي في كتابه.
قال أبو بكر الخطيب: سكن بغداد، وروى عن إسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن علي بن حبيش الناقد.
وأبي بكر محمد بن الحسن بن كور البربهاري، حدثنا عنه العتيقي قال: وقال لي أبو القاسم الازهري: سمعت من هذا الشيخ بعض كتاب الجامع لابي عيسى، وكان شيخا فهما ثقة له هيبة.
وقال غيره: مات في ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وعمير بن أفلح السنجي.
روى عنه محمد بن أحمد بن حباب التوثي.
وأبو علي الحسن بن أحمد بن بندار بن عبد الله بن نافع الجرجاني السنجي الخطيب بسنج.
يروي عن أبي الاحرز محمد بن جميل الازدي، والحسين بن مصعب السنجي وغيرهما.
وأحمد بن العباس بن مسعود السنجي، رحل إلى العراق، وسمع أبا كريب الكوفى، وعلي بن خشرم.
السنحي: بضم السين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى السنح، وهي محلة على طرف من أطراف المدينة، كان يسكنها أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله لما توفي أقبل أبو بكر رضي الله عنه من السنح حتى دخل الحجرة والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحارث خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف الانصاري السنحي من ثقات العلماء.
يروي عن حفص بن عاصم.
روى عنه مالك بن أنس، وحسبه شرفا أن يروي عنه مالك، إذ كان لا يروي إلا عن الثقات العلماء الحفاظ.
السندواني: بكسر السين المهملة، وسكون النون، وكسر الدال المهملة أيضا، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى السندية فيما أظن، وهي قرية على الفرات بنواحي بغداد، أجتزت بها في توجهي إلى الانبار، وأنصرافي عنها(3/319)
والمشهور بهذه النسبة: أبو طاهر محمد بن عبد العزيز السندواني من أهل نهر الدجاج، محلة بغربي بغداد، شيخ صالح.
سمع أبا الحسن علي بن محمد القزويني الزاهد.
روى لنا عنه أبو طالب محمد بن علي بن حصين الصيرفي، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسمائة ببغداد.
السندي: بكسر السين المهملة، وسكون النون، وكسر الدال المهملة.
هذه النسبة إلى السند، وهي من بلاد الهند، والمشهور بالانتساب إليها: أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي المديني مولى أم موسى من أهل المدينة، وأم موسى هي أم المهدي.
يروي عن محمد بن عمرو، ونافع، وهشام بن عروة.
روى عنه العراقيون.
قال أبو نعيم: كان أبو معشر سنديا، وكان رجلا ألكن، وكان يقول: حدثنا محمد بن قعب يريد كعب، مات سنة سبعين ومائة في شهر رمضان، وصلى عليه هارون الرشيد في السنة التي استخلف فيها، ودفن في المقبرة الكبيرة ببغداد، وكان ممن اختلط في آخر عمره، وبقي قبل أن يموت سنين في تغير شديد لا يدري ما يحدث به فكثر المناكير في روايته من قبل اختلاطه، فبطل الاحتجاج به.
وأبو عطاء السندي، شاعر معروف، ذكر شعره أبو تمام في " الحماسة ".
واسم على وزان هذه النسبة، وهو السندي بن شاهك صاحب الحرس، قال ابن ماكولا: وكذلك رجاء بن السندي.
ومن ولده أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن رجاء السندي.
يروي عن عمرو بن علي البصري وطبقتهم، أظنه من أهل نيسابور.
روى عنه يحيى بن منصور، وأبوه عبد الله محمد بن رجاء بن السندي النيسابوري، والد محمد بن محمد، وهو من اسفرايين.
سمع النضر بن شميل، ومكي بن إبراهيم.
روى عنه ابنه محمد، وإبراهيم بن علي الذهلي، ومحمد بن
إسحاق بن خزيمة، وقدم بغداد حاجا، وحدث بها بحديث " كلكم راع " (1) ولم يكن في روايته عن عائشة رضي الله عنها، فلما رجع إلى نيسابور نظر في كتابه ولم يجد فيه ذكر عائشة، فكتب إليهم بذلك، وكان رجاء وابنه أبو عبد الله وابنه أبو بكر ثلاثتهم ثقاتا أثباتا.
__________
(1) هو جزء من حديث طويل رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي وأبو داود وغيرهم من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
[ * ](3/320)
وابنه أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء السندي الحنظلي.
قال ابن أبي حاتم: قدم علينا حاجا.
روى عن إبراهيم بن محمد الشافعي، وإسحاق بن راهويه، وأبي عمار الحسين بن حريث، كتبت عنه بمحضر أبي في مجلس وهو صدوق ثقة.
وأما الفقيه أبو نصر الفتح بن عبد الله السندي، كان فقيها متكلما، وكان مولى لآل الحسن بن الحكم ثم عتق، وقرأ الفقه والكلام على أبي علي الثقفي، حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل من لفظه بأصبهان، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الاديب، أنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني عبد الله بن الحسين، قال: كنا يوما مع أبي نصر السندي وفينا كثرة حواليه، ونحن نمشي في الطين، فاستقبلنا شريف سكران قد وقع في الطين، فلما نظر إلينا شتم أبا نصر وقال: ياقن يا عبد، أنا كما ترى وأنت تمشي وخلفك هؤلاء ؟ ! فقال له أبو نصر أيها الشريف تدري لم هذا ؟ لاني متبع آثار جدك، وأنت متبع آثار جدي.
قلت: روى أبو نصر السندي عن الحسن بن سفيان وغيره.
وأما أبو الهيثم سهل بن عبد الرحمن الرازي، عرف بالسندي، ابن عبدويه الرازي، وقيل: السندي بن عبدويه، واسمه عبد الرحمن الذهلي.
يروي عن زهير بن معاوية، وشريك، وجرير بن حازم، ومندل بن علي، وابن أبي أويس، وغيرهم، وكان من علماء أهل الحديث، وكان قاضي همدان وقزوين، وهو أول من جمعتا له.
روى عنه عمرو بن
رافع، ومحمد بن حماد الطهراني، وحجاج بن رجاء، ومحمد بن عمار وجماعة.
وأما السندي بن شاهك، فهو كشاجم الشاعر، يقال له: السندي، لانه من ولد السندي بن شاهك الذي كان على الجسر في أيام الرشيد ببغداد، وهو القائل: والدهر حرب للحيي وسلم ذي الوجه الوقاح وعلي أن أسعى وليس علي إدراك النجاح وأحمد بن سندي بن فروخ المطرز البغدادي.
حدث عن إبراهيم الدورقي.
روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني، وذكر أنه سمع منه بالبصرة.
وأحمد بن سندي بن الحسن بن بحر الحداد أبو بكر، من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا خيرا فاضلا، يسكن قطيعة بني جدار، ذكرته في الجداري.
وأبو عبد الملك محمد بن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني السندي، سبق ذكره والده، ومحمد هذا أشخصه المهدي من المدينة إلى بغداد، فسكنها وأعقب بها.
رأى ابن(3/321)
أبي ذئب، وأبا بكر الهذلي، وسمع من أبيه كتاب المغازي وغيره.
روى عنه ابناه: داود والحسن، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي: محله الصدق.
وسئل يحيى بن معين عنه، فقال: أبو عبد الملك قدم علينا المصيصة على بناء مسجدها، فسألت حجاجا عنه، فسكت ثم قال: ما كنت أحب أن أتكلم بهذا، فأما إذا سألتني، فلا بد لي من أن أخبرك، أعلم أنه جاءني يطلب مني كتبا مما سمعت من أبيه، فأخذها، ونسخها وما سمعها مني، قال غيره: ومات في سنة أربع وأربعين ومائتين وهو ابن تسع وتسعين سنة.
السنقي: بفتح السين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى سنقة، وهو لقب لبعض أجداد أبي عمرو عثمان بن محمد بن بشر السنقي السقطي المعروف بابن سنقة، كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وحدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبي العباس الكديمي،
وأحمد بن علي البربهاري، وعبيد العجل وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، ومحمد بن أبي الفوارس، وعبد الله بن يحيى السكري، وعلي بن أحمد الرزاز، ومحمد بن طلحة النعالي، وطلحة بن علي الكتاني، وكانت ولادته في سنة تسع وستين ومائتين ومات في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة وكان ثقة.
السنكباثي: بفتح السين المهملة، وسكون النون، وفتح الكاف والباء المعجمة بواحدة، وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى سنكباث، وهي قرية من قرى أربنجن من سغد سمرقند، والمشهور منها: أبو الحسن أحمد بن الربيع بن سامع (1) بن محمد بن مؤمن السنكباثي.
يروي عن عمرو بن شبيب، وأحمد بن حمد بن سعيد السنكباثيين، وعبد الصمد بن عبد العزيز النسفي الفقيه.
روى عنه ابنه، مات سنة ست وأربعمائة.
وابنه أبو الحسن علي بن أحمد بن الربيع السنكباثي أحد الائمة الزهاد المشهورين بسمرقند.
سمع أباه وأبا سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الاستراباذي الحافظ.
روى عنه أبو القاسم عبيدالله بن عمر الكشاني الخطيب، وأبو الحسن علي بن عثمان الخراط،
__________
(1) كذا في الاصول: سامع، وفي " اللباب " لابن الاثير: شافع، وفي " تاج العروس " نافع، قال: ونص الحافظ شافع.
[ * ](3/322)
وغيرهما، وتوفي في التاسع من ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة بسمرقند.
وابنه أبو علي الحسن بن علي بن أحمد السنكباثي، حدث عن أبيه.
سمع منه شيخنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الحواري البيهقي بنيسابور وعمرو بن شبيب السنكباثي، كان من أهل السنة يرجع إلى فقه وفضل.
يروي عن محمد بن نصر المروزي، وإبراهيم بن معقل النسفي، وغيرهما.
روى عنه عبد الملك بن كعب السنكباثي حاكم
أربنجن.
وأبو الحسن أحمد بن الربيع بن سامع السنكباثي.
وأبو علي مضاء بن حاتم بن عبيد الله بن زحر بن تخارة السنكباثي.
يروي عن أبي محمد الحسن بن مطيع.
روى عنه عبد الله بن محمد بن شاه الفقيه السمرقندي.
السنكديزكي: بفتح السين المهملة، وسكون النون، وفتح الكاف، وكسر الدال المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الزاي، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى سنكديزة، وهي قرية من قرى سمرقند، منها: أبو عبد الرحمن عبد الله بن خالد بن عبد الله الازدي الجهضمي السنكديزكي من أهل مرو، سكن قرية سنكديزة مرابطا فنسب إليها.
يروي عن محمد بن جيهان المروزي وغيرهم، وخارجة بن مصعب السرخسي، ومنصور بن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، وأبي عصمة نوح بن أبي مريم الجامع المروزي وغيرهم.
روى عنه الليث بن الطيب، وعاصم بن عبد الرحمن الخزاعي، وأحمد بن هشام الاشتيحني وغيرهم، مات بسنكديزه وقبره بها، وله آثار جميلة.
السنوط: بفتح السين المهملة، وضم النون، وفي آخرها الطاء المهملة، واشتهر بهذا: أبو العباس أحمد بن الحجاج السنوط البزاز من أهل بغداد.
قال ابن المنادي: أحمد بن الحجاج البزاز، كان سنوطا مثل الروذي، توفي في شهر رمضان سنة خمس وثلاثمائة، ما أقل من كتب عنه، كان عنده مسائل الفضل بن زياد القطان، وأحمد بن حنبل، ونزر من الحديث مشهور بالصلاح.
قلت: السنوط والسناط: الذي له على ذقنه شعيرات قليلة متفرقة.
السنة: بضم السين المهملة وتشديد النون.(3/323)
عرف بهذه اللفظة أبو..أسد بن موسى المصري المعروف بالسنة، إنما قيل له: السنة، لكتاب صنفه في السنة، أصله من البصرة، سكن مصر.
يروي عن معاوية بن صالح، والليث بن سعد، والحمادين، وأبي الاشهب.
روى عنه الربيع بن سليمان المرادي، وابنه سعيد بن أسد، وهشام بن عمار السلمي ودحيم بن اليتيم، وبحر بن نصر الخولاني، وغيرهم.
السنيجي: بفتح السين المهملة، والنون المكسورة، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى سنيج..والمنتسب إليها محمد بن عبد الله السنيجي.
يروي عن أبي إسحاق الهمداني، وعاصم بن بهدلة.
روى عنه موسى بن سليمان بن مسلم العجلي البصري.
السني: بضك السين المهملة وتشديد النون المكسورة.
هذه النسبة إلى السنة التي هي ضد البدعة، ولما كثر أهل البدع خصوا جماعة بهذا الانتساب، والمشهور بهذه النسبة: العلاء بن عمرو السني.
يروي عن إسماعيل بن يحيى.
روى عنه أبو شيبة داود بن إبراهيم البغدادي: وأبو زكريا يحيى بن زكريا السني.
يروي عن محمد بن الصباح الدولابي، واليسع بن إسماعيل الضرير، وفضل بن سهل.
روى عنه محمد بن عبد الرحمن الدغولي، ومحمد بن قارن الرازي.
ومحمد بن أحمد السني، بغدادي سكن أصبهان.
يروي عن أحمد بن عبدة، وهارون بن سعيد الايلي، وعبد الحميد بن بيان وغيرهم.
روى عنه أحمد بن جعفر بن معبد.
وأبو الحسن علي بن يحيى بن الخليل بن زكريا بن عبد الله السني العطار البغدادي
المفلوج.
يروي عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد.
روى عنه موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة.
وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن موسى السني التاجر من أهل مرو نافلة يحيى بن زكريا السني.
يروي عن أبي الموجه، وعبدان بن محمد، وكان ثقة في الحديث، كذوب اللهجة(3/324)
في المعاملات، وحدث الناس، مات سنة نيف وأربعين وثلاثمائة، هكذا ذكره ابن ماكولا، وقال: ذكره ابن أبي معدان.
قلت: روى عنه أبو عبد الله الحافظ البيع، وأبو عبد الله بن مندة الاصبهاني.
وأبو الحسن علي بن محمد بن منصور بن قريش السني الكرابيسي البخاري، حدث عن عبيد الله بن واصل، ومحمد بن عيسى الطرسوسي.
وأبو العباس أحمد بن محمد السني الزيات البصري.
يروى عن السري بن عاصم الهمداني.
روى عنه محمد بن علي بن العلاء القاضي شيخ القاضي أبي العلاء الواسطي.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط بن عبد الله بن إبراهيم بن بديح السني الحافظ الدينوري، مولى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ولعل بديحا مولاه.
يروي عن أبي عروبة، وابن جوصا، والنسائي.
روى عنه جماعة كثيرة، منهم أبو بكر أحمد بن عبد الله بن علي بن شاذان القاضي الدينوري.
وحفيده أبو زرعة روح بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق السني.
يروي عن جعفر بن عبد الله بن فناكي، وأحمد بن فارس اللغوي، وقد ذكرتهما في الباء الموحدة في البديحي.
وأبو محمد بن أبي سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان.
وعلي بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن عثمان السني الدينوري.
يروي عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي الهمداني، وعبد الجواد بن محمد الدينوري، وحامد بن عبد الله بن الحسن الحلواني الهمداني.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي اليزدي وغيره،
وتوفي ببخارى يوم الجمعة سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
وإسماعيل بن محفوظ السني كان بالرملة.
وأبو سلمة أحمد بن محمد بن عبد العزيز السني من أهل نسف، كان بها شيخ يقال له: أحمد بن محمد بن عبد العزيز، وكان معتزليا، فلقب هذا بالسني.
يروي..وأدركت أنا من أولاده شيخا يقال له: أبو سلمة الحسين بن محمد بن أبي سلمة السني يعرف بالدهقان.
سمع أجزاء من كتاب " السنن " للبجيري المعروف بالصحيح، وكان يرويها عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي، قرأت عليه أجزاء بنسف، وكانت ولادته..وأبو عبد الله عبد الكريم بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن بن عبد الله التميمي يعرف بابن السني من قصر ابن هبيرة، سكن بغداد، ومات بها.
كان يروي عن أبي بكر(3/325)
محمد بن عمر بن زنبور الوراق، والقاضي أبي محمد بن الاكفاني.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وذكره في " التاريخ " وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا، دينا، كثير الدرس للقرآن، وكانت ولادته بالقصر في النصف من صفر سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ومات في المحرم سنة تسع وخمسين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وأبو محمد جعفر بن أحمد بن يوسف بن إسحاق السني.
حدث عن أحمد بن يزيد، وأبي حاتم وأبي زرعة الرازيين، وعبد الحميد بن عصام، ويحيى بن عبدك القزويني، ومحمد بن يزيد بن ماجه.
روى عنه أبو الفضل صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ.
وهشام بن عبيد الله الرازي السني.
يحدث عن بشير بن سلمان، ومالك بن أنس، والليث بن سعد، وابن لهيعة، وحماد بن زيد، وأبي عوانة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد.
روى عنه بقية بن الوليد، والحسن بن عرفة، وأبو مسعود احمد بن الفرات وأبو حاتم الرازيان، ومحمد بن المغيرة، وأبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار البغدادي.
السني: بكسر السين المهملة وتشديد النون المكسورة.
هذه النسبة إلى سن، وهي من قرى بغداد.
قال أبو كامل البصيري: هشام بن عبيد الله الرازي السني، وسن: قرية بالري.
يروي عن محمد بن الحسن رحمه الله، صاحب فقه وأدب.
وقال أبو بكر الشبلي في أبيات أنشدها: خرجنا السن نستن * وفينا من ترى من وغنى العود فاشتقنا * إلى الاحباب إذ غنوا (1) ولما جننا الليل * نزلنا (2) بيننا دن قرأت على حاشية معجم شيوخ أبي الحسين بن جميع عند قول الشبلي: خرجنا السن نستن السن: موضع عند البواريح في طريق الموصل.
وقال أبو حاتم ابن حبان: هشام بن
__________
(1) في النجوم الزاهرة لابن تغري بردي: تغنى العود فاشتقنا * إلى الاحباب إذ غنى (2) في " اللباب " لابن الاثير: بزلنا، وهو أصوب، والبزل: الشق.
[ * ](3/326)
عبيدالله السني الرازي.
السن: قرية من قرى الري يقال لها: السن، كان ينتحل مذهب الكوفيين.
يروي عن مالك، وابن أبي ذئب، وكان يهم في الروايات، ويخطئ إذا روى عن الاثبات، فلما كثر مخالفته الاثبات، بطل الاحتجاج به.
روى عنه حمدان بن المغيرة، ومحمد بن يزيد محمش وغيرهما، قال ابن ماكولا: إبراهيم بن عيسى السني، رازي.
يروي عن نوح بن أنس.
روى عنه النقاش البغدادي وأبو محمد السني الفقيه.(3/327)
باب السين والواو السوادي: بضم السين المهملة وفتح الواو، وفي آخرها الدال المهملة
هذه النسبة إلى سواديزة، وهي قرية من قرى نخشب، وكان أهل نسف ينسبون إليها، ويقولون: السوائي والنسبة الصحيحة: السوادي، والمنتسب إليها جماعة، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن لقمان بن رباح بن فكة السوادي.
وقيل: السوائي.
يروي عن محمد بن عقيل البلخي، وأحمد بن حم بن عصمة بن أبي القاسم الصفار، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان الباهلى، وصالح بن أبي رميح الترمذي، وأبي زيد الحكيم البلخي، وكان ثبتا ثقة في الحديث، غير أنه كان يعتقد مذهب النجارية (1)، نسأل الله العصمة من الزيغ والزلل، حدث بكتاب " الجامع " لابي عبد الله محمد بن عقيل البلخي عنه في سنة إحدى وسبعين، ومات في شعبان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المعتز النسفي الحافظ.
وأما سواد، فهو سواد بن مري بن أراشة بطن من الانصار، فمنه جابر بن النعمان بن عمير بن مالك بن قمير بن مالك بن سواد، يقال له: السوادي، له صحبة، وعداده في الانصار.
ومن بني سواد أيضا: كعب بن عجرة بن أمية بن عدي بن عبيد بن الحارث بن عمرو بن عوف بن غنم بن سواد هو السوادي، صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم انتسب في الانصار في بني عمرو بن عوف، وهو من بني قران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
السوادي: مثل الاول، غير أن السين هاهنا مفتوحة.
هذه النسبة إلى السواد، والاصل فيه: سواد العراق، وإنما قيل له: السواد، لان العرب في ابتداء الاسلام لما وصلت إلى العراق رأت خضرة الاشجار من النخيل وغيرها في
__________
(1) وهم أتباع الحسين بن محمد النجار، وهؤلاء يوافقون أهل السنة في بعض أصولهم مثل خلق الافعال والاستطاعة والارادة وأبواب الوعيد ويوافقون القدرية في بعض الاصول مثل نفي الرؤية ونفي الحياة والقدرة ويقولون بحدوث الكلام..التبصير في الدين ص (101).
[ * ](3/328)
العراق، فقالت: ما ذاك السواد ؟ فبقي اسم السواد عليها.
وقيل: سواد الكوفة، نسب إلى سواد بن زيد بن عدي بن زيد العبادي.
والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم عبيدالله بن أبي الفتح أحمد بن عثمان بن الفرج بن الازهر بن إبراهيم بن قيم بن برانوا بن مسكيا بن كيانوا بن الزاريروخ صاحب كسرى الصيرفي وهو الازهري، ويعرف بابن السوادي.
قال أبو بكر الخطيب: ذكر لي أبو القاسم السوادي أن جده عثمان من أهل إسكاف، قدم بغداد فاستوطنها، فعرف بالسوادي، وجده لامه عرف بالدبثائي.
سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا محمد بن ماسي، والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، وأبا حفص الزيات، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عبد الرحمن البكائي الكوفي، ومن يطول ذكرهم من أمثالهم، وكان أحد المكثرين من الحديث كتابة وسماعا، ومن المعتنين به، والجامعين له، مع أمانة وصدق واستقامة وسلامة مذهب وحسن معتقد، ودوام درس للقرآن.
سمعنا منه المصنفات الكبار والكتب الطوال، وكانت ولادته في صفر سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، ووفاته في صفر سنة خمس وثلاثين وأربعمائة.
السوارقي: بضم السين المهملة، وفتح الواو، وكسر الراء، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى السوارقية، وهي قرية من قرى المدينة يقال لها: قرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكانت له بها ضياع، بت بها ليلتين في الزورة الثانية، منها: أبو بكر محمد بن عتيق بن نجم بن أحمد السوارقي البكري، شريف فقيه فاضل فصيح، حسن العبارة، من أهل هذه القرية، وكان كريما سخي النفس، حسن الصداقة، لقيته بمرو أولا، وكان ينشد قصيدة له رائية في محمود بن أبي توبة الوزير، ثم لقيته بنيسابور، ثم بنوقان طوس، وصارت بيني وبينه صداقة أكيدة، ومودة واختلاط وامتزاج، ومن مليح شعره قوله: على يعملات كالحنايا ضوامر * * ما أنيخت فالكلال عقالها
توفي بطوس في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
ومن القدماء: القاسم بن نافع السوارقي المديني.
يروي عن هشام بن سعد.
روى عنه يعقوب بن حميد بن كاسب المديني.
السواق: بفتح السين المهملة، وتشديد الواو، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى بيع السويق.(3/329)
والمشهور بهذه النسبة: أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السواق من أهل بغداد.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا الحافظ، وعلي بن أحمد بن سريج السواق الرقي، سكن بغداد، وحدث بها عن أبي مسهر الدمشقي، وآدم بن أبي إياس، وإسماعيل بن أبي أويس، وأسد بن موسى، وزكريا بن عدي.
روى عنه محمد بن إسحاق السراج، والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي، وكانت وفاته في صفر سنة إحدى وستين ومائتين.
وأحمد بن صالح المكي السواق.
يروي عن المؤمل بن إسماعيل، ونعيم بن حماد.
يروي عنه الحسن بن الليث.
سئل أبو زرعة عنه، فقال: هو صدوق، ولكن يحدث عن المجهولين والضعفاء.
روى عن المؤمل بن إسماعيل عن الثوري أحاديث مناكير في الفتن تدل على توهين أمره، قاله ابن أبي حاتم السوائي: بضم السين وفتح الواو بعدها الالف وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى بني سواءة بن عامر بن صعصعة، والمشهور منهم: أبو عامر قبيصة بن عقبة بن محمد بن سعيد بن سفيان بن عقبة بن ربيعة بن حبيب بن زبان بن خبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة الكوفي السوائي، من بنى عامر بن صعصعة
يروي عن سفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وشريك، ويونس بن أبي إسحاق، وابنه إسرائيل.
روى عنه عبد الله بن أبي عرابة الشاشي، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وغيرهم.
قال أبو حاتم بن حبان: قبيصة بن عقبة من بني عامر بن صعصعة من أهل الكوفة.
وقال غيره: كان ثقة، صالحا مكثرا من الحديث وحكي أن دلف بن أبي دلف العجلي جاء إلى باب قبيصة ومعه الخدم والغلمان لكتابة الحديث، فدق عليه الباب، فأبطأ قبيصة بالخروج، فعاوده الخدم، وقيل له: إن ابن ملك الجبل على الباب وأنت لا تخرج إليه ؟ قال: فخرج وفي طرف إزاره كسر من الخبز.
فقال: رجل قد رضي من الدنيا بهذا، ما يصنع بابن ملك الجبل ؟ والله لاأحدثه، فلم يحدثه، مات ليلة الجمعة في شهر المحرم، وقيل: في صفر سنة خمس وعشرين ومائتين.
ومنهم أبو الحكم جنادة بن سلم العامري السوائي.
وابنه أبو السائب سلم بن جنادة بن سالم بن خالد بن جابر بن سمرة السوائي من أهل(3/330)
الكوفة.
يروي عن عبيد الله بن عمرو الكوفيين.
روى عن ابنه سلم بن جنادة، وسهل بن عثمان العسكري.
وأما ابنه سالم بن جنادة، فحدث عن عبد الله بن إدريس، ومحمد بن فضيل، ووكيع، وأبي معاوية الضرير، وحفص بن غياث، وأبي نعيم، وغيرهم.
روى عنه المطين وموسى بن هارون، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي، وهو ثقة حجة، مات في جمادى الآخرة، سنة أربع وخمسين ومائتين.
وكان يخضب، وكانت ولادته في سنة أربع وسبعين ومائة.
ومن التابعين: جابر بن يزيد بن الاسود السوائي.
يروي عن أبيه.
روى عنه يعلى بن عطاء.
وخالد بن جابر بن سمرة العامري السوائي.
يروي عن أبيه.
روى عنه ابنه حرب بن
خالد.
السوبخي: بضم السين المهملة، والباء المفتوحة، بينهما الواو، وفي آخرها الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى سوبخ، وهي قرية من قرى حرار بنواحي نسف، وكان بها شيخ يعرف ب: علي السوبخي، سمع كتاب الجامع للبجيري من أبي بكر البلدي، فأردت أن أخرج من نسف إليها، فلم يتفق ذلك، وحالت الوحول والامطار والشتوة الشديدة عن ذلك، فكتب إليه رقعة ونفذت من استجار لي عنه، وكان على ستة فراسخ من نسف، منها: الامام الزاهد محمد بن علي بن حيدرة السوبخي الكشي، سكن كش، وكان يدرس في المدرسة التي بها، وكانت إليه الرحلة من أهل فرغانة وما وراء النهر، وكان قد تتلمذ على القاضي أبي علي الحسين بن الخضر النسفي، وقرأ عليه.
روى عنه الامام الحاكم عبد الخالق بن محمد الشكاني، وتوفي السوبخي بسمرقند، ودفن على باب المشهد بجاكرديزه، قيل: وفي فمه شعرات النبي صلى الله عليه وآله، يتبرك بزيارته، ويستشفى برؤيته.
والفقيه محمد بن أحمد السوبخي المعروف باللؤلؤي، ذكرته في اللام.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي، قرأت عليه أحاديث، وتوفي سنة ثلاث أو أربع وخمسين وخمسمائة ببخارى، وكان داره مجمع التجار.(3/331)
السوتخني: بضم السين المهملة، والتاء الساكنة ثالث الحروف، وبينهما الواو.
والخاء المعجمة المفتوحة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سوتخن، وهي إحدى قرى بخارى، منها: أبو كثير سيف بن حفص بن أعين السمرقندي السوتخني، سكن بخارى بقرية سوتخن.
يروي عن أبى محمد بن حبان بن موسى الكشميهني، وعلي بن إسحاق
الحنظلي، وغيرهما.
روى عنه أبو بكر محمد بن نصر بن خلف الشرعي.
السوذاني: بضم السين المهملة وبعدها الواو وفتح الذال المعجمة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سوذان، وهي قرية من قرى أصبهان، والمشهور بالنسبة إليها: أبو بكر محمد بن حمد بن محمد السوذاني من أهل هذه القرية.
سمع أبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، وأبا المظفر عبد الله بن شبيب المقرئ، وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني وغيرهم، وكان شيخا صالحا فقيها مقرئا محدثا مستورا، توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة بأصبهان.
قرأت بخط أبى عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق: الحافظ أبو بكر السوذاني: سوذان: قرية على باب أصبهان، كان فقيها مقرئا محدثا، من عباد الله الصالحين.
سمع أصحاب أبي الشيخ وجماعة أبي الشيخ الاصبهاني.
السوذرجاني: بضم السين المهملة، والذال المفتوحة المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سوذرجان، وهي من قرى أصبهان، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم:..وأبو سعد محمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن عباس المؤذن السوذرجاني من أهل أصبهان.
يروي عن الفقيه أبي الحسن علي بن ماشاذة ومن بعده، ولد سنة ست وتسعين وثلاثمائة، ومات في السابع عشر من جمادى الاولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
السورابي: بضم السين المهلمة، وبعدها الواو ثم الراء، وفي آخرها الباء الموحدة.(3/332)
هذه النسبة إلى سوراب، وهي قرية من قرى استراباذ، منها:
أبو أحمد عمربن أحمد بن الحسن السورابي الاستراباذي، كان فقيها، درس الفقه على منصور بن إسماعيل الفقيه المصري.
يروي عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وعبد الله بن محمد بن مسلم، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعبدان بن أحمد الاهوازي، وهميم بن همام، وعمران بن موسى الازدي وغيرهم.
روى عنه القاضي أبو نعيم الاستراباذي، وأبو الحسن الاشقر وجماعة، مات باستراباذ بعد صلاة الفجر يوم الاحد لاثنتي عشرة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
ووالده أبو عمر أحمد بن محمد بن الحسن السورابي.
يروي عن عمار بن رجاء، والحسين بن علي السمسار.
روى عنه ابنه أبو أحمد الفقيه، ومحمد بن إبراهيم بن أبرويه، ومات باستراباذ سنة ثلاث وثلاثمائة.
والحسين بن محمد بن الحسن أخو أحمد السورابي الاستراباذي، كان ثقة.
يروى عن الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني.
روى عنه عمر بن أحمد بن الحسن السورابي.
السورياني: بضم السين المهملة والراء المكسورة والياء المفتوحة آخر الحروف، وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى سوريان، وظني أنها قرية من قرى نيسابور، منها: إبراهيم بن نصر السورياني النيسابوري.
يروي عن مروان بن معاوية الفزاري، والوليد بن القاسم، وعمرو العنقزي، وعبد الصمد بن عبد الوارث وغيرهم.
روى عنه أبو زرعة الرازي الامام.
السوريني: بضم السين المهملة بعدها الواو ثم الراء المكسورة، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سورين، وهو اسم لجد أبي حفص عمر بن الحسين بن سورين الدير عاقولي السوريني من أهل دير العاقول.
يروي عن محمد بن سعيد بن غالب.
روى عنه
أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ، وذكر أنه سمع منه بدير العاقول.
السوري: بفتح السين المهملة، وسكون الواو، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى سورة، وهو اسم رجل، وصار بينا معروف بنيسابور، بينهم وبين الامام(3/333)
أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني مصاهرة.
السوري: بضم السين المهملة، وسكون الواو، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى السور، وهو موضع ببغداد يقال له: بين السورين كان منه جماعة، منهم: أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى بن خالد السوري المعروف بالمكي، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وقال: كان ينزل بين السورين.
حدث عن أبي العيناء محمد بن القاسم، والعباس بن الفضل بن رشيد الطبري، ومحمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، وإبراهيم بن فهد البصري.
روى عنه أبو عمر بن حيويه الخزاز، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين.
وأبو عبيد الله المرزباني، وتوفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وأبو العباس أحمد بن سهل بن الفيرزان الاشناني السوري، كان ينزل بين السورين، وهو أحد القراء المجودين.
قرأ على عبيد بن الصباح.
روايته عن حفص بن سليمان حرف عاصم بن أبي النجود، واشتهر بهذه القراءة، وحدث عن بشر بن الوليد، وأبي بكر بن أبي شيبة، وعبد الاعلى بن حماد، والحسين بن علي بن الاسود.
روى عنه إبراهيم بن أحمد البزوري، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وكان ثقة، مات في المحرم سنة سبع وثلاثمائة.
وأبو عمرو سعد بن سلمة بن كيسان السوري التوزي، سكن بغداد بين السورين، وحدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله بن عمر القواريري، والصلت بن مسعود، وعثمان بن أبي شيبة، وسويد بن سعيد الحدثاني، وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري،
وغيرهم.
روى عنه أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، وكان ثقة.
السوسقاني: بفتح السينين المهملتين، بينهما الواو الساكنة، وفتح القاف، وفي آخرها النون: هذه النسبة إلى سوسقان، وهي من قرى مرو على أربعة فراسخ منها على طرف البرية، يقال لها: شاوشكان، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم: القاضي أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن حفصويه السوسقاني، كان من المتميزين.
سمع ببغداد الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وبمرو محمد بن أبي بكر الخلال وغيرهما، أجاز لي جميع مسموعاته، وحدثني عنه جماعة(3/334)
بخراسان، وما وراء النهر، منهم: أبو محمد حمزة بن إبراهيم الخذاباذي، وتوفي في حدود سنة عشر وخمسمائة.
السوسنجردي: بالواو بين السينين المهملتين، وسكون النون، وكسر الجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى قرية بنواحي بغداد يقال لها: سوسنجرد، والمنتسب إليها: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الخضر بن مسرور المعدل، المعروف بابن السوسنجردي، كان ثقة مأمونا دينا ورعا مستورا، حسن الاعتقاد، شديدا في السنة، وحكي عنه أنه اجتاز يوما في سوق الكرخ، فسمع سب بعض الصحابة، فجعل على نفسه أن لا يمشي قط في الكرخ، وكان يكسن باب الشام، فلم يعبر قنطرة الصواة حتى مات.
سمع أبا جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي، ومحمد بن جعفر الآدمي القارئ، وإسماعيل بن علي الحطئ، وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، كتب الناس عنه بانتخاب محمد بن أبي الفوارس الحافظ.
وروى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي
الازجي، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله، وكانت ولادته في جمادى الآخرة من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، ووفاته في رجب سنة اثنتين وأربعمائة.
وحكى عبد القادر بن محمد بن يوسف يقول: رأيت أبا الحسن بن الحمامي المقرئ في المنام، فقلت له: ما فعل الله بك ؟ فقال: أنا في الجنة، قلت: وأبي ؟ قال: وأبوك معنا، قلت: وجدنا يعني أبا الحسن السوسنجردي، فقال: في الحظيرة، قلت: حظيرة القدس ؟ قال: نعم، أو كما قال.
السوسي: بالواو بين السينين المهملتين، الاولى مضمومة، والاخرى مكسورة.
هذه النسبة إلى السوس والسوسة.
أما السوس، فهي بلدة من كور الاهواز من بلاد خوزستان، بها قبر دانيال النبي عليه السلام، خرج منها جماعة من الائمة والمحدثين، فمن المشهورين: أبو شعيب صالح بن زياد السوسي، سكن الجزيرة، وكان من القراء.
يروي عن عبيد الله بن موسى.
روى عنه أبو عروبة الحراني، مات بالرقة في المحرم من سنة إحدى وتسعين ومائتين.(3/335)
وأبو العلاء علي بن عبد الرحمن الخراز السوسي اللغوي.
سمع أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
روى عنه أبو نصر السجزي الحافظ.
وأحمد بن يحيى السوسي.
سمع أسود بن عامر.
روى عنه أبو بكر بن أبي داود.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن غيلان الخراز يعرف بالسوسي.
سمع سوار بن عبد الله.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني، وغيرهما: وأبو بكر محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم السوسي.
روى عن الحسين بن إسحاق الدقيقي وأبي سيار أحمد بن حمويه التستريين، وعبد الله بن محمد بن نصر الرملي.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسن بن رزقويه البزاز، وغيرهما.
وأبو القاسم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن يوسف السوسي المعدل، من أولاد المحدثين، كان شيخا مهيبا، حسن السيرة.
سمع أحمد بن عمر الليقي، وأحمد بن محمد بن النضر، وأبا علي محمد بن عمرو الجرشي، وأحمد بن سلمة، وأبا علي القباني.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وخرج له أبو علي الحافظ الفوائد، وتوفي في رجب سنة أربعين وثلاثمائة.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: أبو القاسم السوسي، حسن البنان والبيان، لا يصطلى بناره من شهامته.
وجماعة ينسبون إلى بلدة سوسة، وهي بلدة بالمغرب، وهي مدينة عظيمة بها قوم لونهم لون الحنطة يضرب إلى الصفرة، ومن السوسة يخرج إلى السوس الاقصى على ساحل البحر المحيط بالدنيا، فمن السوس الاقصى إلى القيروان ثلاثة آلاف فرسخ، يقطعها السالك في ثلاث سنين، ومن القيروان إلى طرابلس مائة فرسخ، ومن طرابلس إلى مصر ألف فرسخ، ومن مصر إلى مكة خمسمائة فرسخ، يخرج الحاج من السوس الاقصى إلى مكة في ثلاث سنين ونصف، ويرجع في مثلها، خرج منه محدثون وأدباء وفقهاء، منهم: يحيى بن خالد السوسي، مغربي، يحدث عن عبد الله بن وهب، كذا ذكره ابن يونس.
وظني أن أبا القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل بن مظكود (1) السوسي شيخنا الذي كتبنا عنه بدمشق، وروى لنا عن أبي القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي من سوس المغرب، فإن مظكود (1) اسم مغربي والله أعلم.
__________
(1) في " اللباب " لابن الاثير: مطكوذ.
[ * ](3/336)
وأبو بكر محمد بن إسحاق بن عبد الرحيم السوسي من أهل السوس، قدم بغداد في
سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وحدث بها عن الحسين بن إسحاق الدقيقي وأبي سيار أحمد بن حمويه التستريين، وعبد الله بن محمد بن نصر الرملي أحاديث مستقيمة.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وقد سمع منه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني الحافظ، وروى عنه.
ومحمد بن أحمد بن المبارك السوسي البزار من أهل السوس.
يروي عن سهل بن بحر.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن شهريار السوسي.
روى عنه محمد بن جعفر بن إياس بن يزيد الضبي، ومحمد بن الحجاج وغيرهما.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
وقال في معجم شيوخه: حدثني أبو عبد الله بن شهريار السوسي، وما رأت عيناي أجمل وجها منه قط رحمه الله.
وأما أبو أحمد محمد بن سليمان بن عبد الكريم بن مخلد بن محمد بن خالد البزاز السوسي، وكان يعرف بابن أخي سوس، فقيل له: السوسي لهذا.
حدث عن قتيبة بن سعيد، وعبد الملك بن عبد ربه الطائي.
روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ البغدادي.
وأبو حفص، وقيل: أبو القاسم عمر بن محمد بن موسى بن السوسي البغدادي السوسي، نسب إلى جده الاعلى من أهل بغداد.
حدث عن أبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن أبي الازهر الخزاعي.
روى عنه علي بن عبد العزيز الطاهري، وابن بكير النجار وغيرهما.
السوطي: بفتح السين، وسكون الواو، وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى السوط وعمله، والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم الحسين بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل بن محمد بن أبان البغدادي المعروف بابن السوطي، كان كثير الغلط.
حدث عن محمد بن إسماعيل بن موسى الرازي،
وأحمد بن عثمان بن يحيى الآدمي، وحامد بن محمد بن عبد الله الهروي، وأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ونحوهم.
روى عنه أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، والحسن بن محمد بن إسماعيل البزاز، وأبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي.(3/337)
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: السوطي كان كثير الوهم شنيعه، وقد رأيت له أوهاما كثيرة تدل على غفلته، وسألت عنه محمد بن علي بن الفتح الحربي، فقال: كان يستملي لابن شاهين، وما علمت من حاله إلا خيرا، ومات في شعبان سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
السومي: بفتح السين المهملة، وسكون الواو.
هذه النسبة إلى بني سوم بن عدي، وهو وأبذى وعامر أخو بنو عدي بن تجيب.
والمشهور بهذا الانتساب: خيثمة بن خيوان التجيبي ثم السومي.
قال ابن يونس: شهد فتح مصر، وكان من رؤساء بني سوم بن عدي.
وأبو عبد الله أحمد بن يحيى بن الوزير بن سليمان بن المهاجر السومي مولى مبشر (1) بن كلثوم.
يروي عن عبد الله بن كليب، وعبد الله بن وهب، كان فقيها من جلساء ابن وهب، وكان عالما بالشعر والادب والاخبار وأيام الناس والانساب.
يقال: كان مولده سنة إحدى وتسعين ومائة.
وتوفي في شوال سنة خمسين ومائتين، وتوفي في حبس ابن المدبر صاحب الخراج لخراج كان عليه.
السويدائي: بضم السين المهملة، وفتح الواو، وسكون الياء المنقوطة من تحتها، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها ياء أخرى.
هذه النسبة إلى السويداء من ضياع حوران بناحية دمشق، والمنسوب إليها: أبو محمد عامر بن دغش بن حصن بن دغش الحوراني السويدائي، كان شيخا صالحا خيرا، من أهل هذه القرية، ورد بغداد، وتفقه بها على أبي حامد الغزالي، وسمع الحديث
من أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري البصري الصيرفي.
سمع منه صاحبنا أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الدمشقي الحافظ، وسألته عنه فأثنى عليه خيرا، وكانت ولادته في سنة خمسين وأربعمائة، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة بدمشق.
السويدي: بضم السين المهملة، وفتح الواو، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى سويد، واشتهر بهذه النسبة:
__________
(1) في " اللباب " لابن الاثير: بشر.
[ * ](3/338)
أبو جعفر محمد بن النوشجان السويدي من أهل بغداد، وإنما قيل له: السويدي، لانه وصل إلى سويد بن عبد العزيز الحدثاني، فكتب عنه، وكان صدوقا، ثقة، محتاطا في الاخذ.
سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي والوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن عدي الكندي.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وغيرهما، وقال البخاري: محمد بن النوشجان السويدي: بغدادي، وإنما قيل له: السويدي: لانه دخل إلى سويد بن عبد العزيز.
قال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود سليمان بن الاشعث عن أبي جعفر السويدي، فقال: ثقة، حدثنا عنه أحمد، كان صاحب شكوك في الحديث، رجع الناس من عند عبد الرزاق بثلاثين ألفا، ورجع بأربعة آلاف.
السويقي: بفتح السين المهملة، وكسر الواو، وبعدها ياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى بيع السويق، وهو دقيق الشعير، والمشهور بهذه النسبة: أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان السويقي.
وقيل له: السواق أيضا، هكذا ذكره ابن ماكولا في هذه الترجمة ثم قال: وعبد الله بن مكي السويقي
السويقي: بضم السين المهملة، وفتح الواو، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى سويقة الصغد بالرزيق، وهو موضع بمرو، والسويقة تصغير السوق.
والمشهور بهذه النسبة: أبو عمرو محمد بن أحمد بن محمد بن جميل السويقي المروزي.
يروي عن أبي داود سليمان بن الاشعث السجستاني.(3/339)
باب السين والهاء السهربي: بضم السين المهملة، وسكون الهاء وضم الراء، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى سهب، وهو اسم لجد أبي علي الحسن بن حمدون بن الوليد بن غسان بن الوليد بن عبيد الله بن سهرب النيسابوري السهربي الاديب، مولى عبد القيس من أهل نيسابور، كان أديبا بليغا فاضلا حافظا.
سمع محمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، ومحمد ين يحيى، وعبد الله بن هاشم.
روى عنه أبو عمرو بن إسماعيل، وأبو محمد الشيباني، وتوفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وروى عن السهربي بعض الفضلاء: إني بلوت الناس ثم سبرتهم * وعلمت ما فعلوا من الاسباب فإذا القرابة لا تقرب قاطعا * وإذا المودة أقرب الانساب السهرجي: بضم السين المهملة، وسكون الهاء، وكسر الراء أو فتحها، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى سهرج، وهي من قرى بسطام، خرج منها: أبو الفتح عبد الملك بن شعبة بن محمد بن محمد بن شعبة السهرجي البسطامي، شيخ يفهم الحديث، وبالغ في طلبه، وأكثر عن أصحاب أبي: طاهر الزنادي، وأبي عبد الله
الحافظ، وأبي عبد الرحمن السلمي بنيسابور، وخطه على الاجزاء الحديثية بنيسابور مما يكثر وجوده، ورجع إلى بلده.
وجمع الاجزاء، لم أدركه، وكتب عنه أصحابنا، وظني أن لي عنه إجازة ولم أظفر بها بعد، وتوفي في سنة نيف وعشرين وخمسمائة.
السهروردي: بضم السين المهملة، وسكون الهاء، وفتح الراء والواو وسكون الراء الاخرى، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى سهرورد، وهي بلدة عند زنجان، خرج منها جماعة، منهم: أبو النجيب عبد القاهر بن عبد الله بن محمد بن عموية، وهو عبد الله بن سعد بن الحسن بن القاسم بن علقمة بن النضر بن معاذ بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه السهروردي، نزل بغداد وسكنها، وتفقه في النظامية زمانا على(3/340)
أسعد بن أبي نصر الميهني، ثم انقطع عن الناس، وآثر العزلة والخلوة، وظهر له جماعة من المريدين، وبنى رباطا لنفسه على شط دجلة، وأسكنه جماعة من الصالحين، حضرت عنده نوبا عدة، وسمعت كلامه، وتبركت به.
سمع أبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيره، وسمع بقراءتي على شيخنا أبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، كتبت عنه شيئا يسيرا، وسألته عن مولده فقال: تقديرا لا تحقيقا في سنة تسعين وأربعمائة بسهرورد.
وعمه أبو حفص عمر بن محمد بن عموية السهروردي، نزيل بغداد أيضا، كان جميل الامر، مرضي الطريقة، تفقه على السيد أبي القاسم الدبوسي، وقرأ طرفا من العلم، ثم انصرف وأعرض عن ذلك.
سمع أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم الكرخي وغيرهما، وتوفي في الاسبوع الذي دخلت بغداد، وسمع منه شيخنا عمر بن أبي الحسن البسطامي وجماعة من أصحابنا، وكانت ولادته سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وتوفي في الثامن من شهر ربيع الاول سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، ودفن بالشونيزية.
وأبو شجاع فارس بن الحسين بن فارس بن الحسين بن غريب بن بشير الذهلي السهروردي، سكن بغداد، وهو أبو شجاع بن فارس، وفارس كان شيخا ثقة فاضلا صالحا صدوقا، له معرفة باللغة والادب، وكان يقول الشعر، ويحفظ اللغة.
سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ وغيرهما، وجماعة من أهل الادب.
روى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي، وأبو الفضل محمد بن ناصر السلامي، وأبو الفرج عبد الخالق بن أحمد اليوسفي، وأبو حفص عمر بن ظفر المغازلي وغيرهم، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعمائة.
وابنه أبو غالب شجاع بن فارس السهروردي المعروف بالذهلي، مفيد بغداد في عصره.
سمع الكثير، وبالغ في الطلب، وكان يورق، ونسخ بخطه مالا يدخل تحت العد.
سمع أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزار، وابأ محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وطبقتهم، حدث بشئ يسير.
سمع منه والدي رحمه الله.
وأخوه أبو حامد بن فارس الذهلي.(3/341)
السهلوي: بفتح السين المهملة وسكون الهاء، وضم اللام وفي آخرها ياء مثناة من تحتها.
هذه النسبة إلى سهل، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن سهل السهلوي، من أهل سرخس، إمام لطيف الطبع، عفيف، خير، حسن السيرة، مليح الوعظ، اشتهر ببلاد خراسان، وظهر له أصحاب وأتباع، سمع الحديث الكثير مع أولاده، من جماعة من الشيوخ المتأخرين
بمرو وسرخس، وما أظن أنه حدث بشئ، وكان آخر أمره أن حضر السماع في دعوة جمع بنيسابور، فأنشد القوال: يا ديار الاحباب عندك خبر * فتردي علي المحب جوابا قال: فتواجد وبكى، وقام وسط الجمع مطروحا، ومات من الغد، وكان يوم الجمعة، تفقه على القاضي أبي القاسم العبدوسي، ثم صار من مشاهير الوعاظ، وسمع الحديث من أبي الحسن الليث بن الحسن الليثي، ومات يوم الجمعة الثامن من جمادى الآخرة سنة تسعين وأربعمائة، ودفن بالحيرة بنيسابور.
وابنه الاكبر أبو القاسم صاعد بن محمد بن الحسين السهلوي، كان شيخا عالما فاضلا، من بيت العلم والورع، سمع بمرو أبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار، وبسرخس السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وبنيسابور أبا الحسن علي بن أحمد المديني وغيرهم.
سمعت منه الحديث بسرخس سنة ثمان وعشرين ثم منصرفي من العراق سنة ثمان وثلاثين، سمعت منه أيضا، وكانت ولادته في صفر سنة تسع وخمسين وأربعمائة بسرخس، ووفاته بها في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وأخوه أبو يعقوب يوسف بن محمد السهلوي.
سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وأبا منصور محمد بن عبد الملك بن علي المظفري، وغيرهما، كتبت عنه بسرخس شيئا يسيرا، وتوفي..وأخوهما أبو سعد أسعد بن محمد السهلوي، كان حسن الخط، سمع أبا منصور عبد الملك المظفري المعروف برافوكه.
سمعت منه أحاديث، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة أربع وستين وأربعمائة، ووفاته في رجب سنة أربع وأربعين أو خمسين وخمسمائة.
ومن القدماء:(3/342)
أبو الحسين طاهر بن محمد بن سهلوية بن الحارث السهلوي العدل، ينسب إلى جده
من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله في " التاريخ " وكان يلقى الشيخ أبا بكر بن إسحاق لما كف، وكتب حديثا كثيرا، سمع الشرقي، ومكي بن عبدان وأفرانهما، بقي عندنا على القبول في الشهادة سنتين، ثم خرج إلى الحج في شهر رمضان من سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وحدث ببغداد والطريق..وتوفي سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وهو ابن سبعين سنة.
السهمي: بفتح السين المهملة، وسكون الهاء، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى سهم، وهو سهمان، سهم جمح، وهما أخوان ابنا عمرو بن هصيص بن كعب لؤي، منهم: عمرو بن العاص بن وائل بن سهم، وولده ومواليه، والثاني سهم باهلة، منهم: الحار ث بن عمرو السهمي، له صحبة.
وعبد الله بن بكر بن حبيب السهمي أبو وهب.
وأبو أمامة (1) الصدي بن عجلان السهمي الباهلي من الصحابة.
وأما سهم قريش، فمنهم: أبو إبراهيم عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي القرشي.
يروي عن أبيه، وسعيد بن المسيب، وطاوس.
روى عنه أيوب، وابن جريج، والياس، وأم عمرو بن شعيب حبيبة بنت مرة بن عمرو بن عبد الله، وكان أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وإسحاق بن إبراهيم، يحتجون بحديثه، وتركه يحيى بن سعيد القطان.
وأما يحيى بن معين فمرض القول فيه.
قال أبو حاتم بن حبان: عمرو بن شعيب، إذا روى عن طاوس وابن المسيب من الثقات غير أبيه، فهو ثقة، يجوز الاحتجاج به، يروي عن هؤلاء، وإذا روى عن أبيه عن جده ففيه مناكير كثيرة، لا يجوز الاحتجاج عندي بشئ.
روى عن أبيه عن جده، لان هذا الاسناد لا يخلو من أن يكون مرسلا أم منقطعا، فإذا روى عن أبيه، فأبوه شعيب، وإذا قال:
عن جده، وأراد عبد الله بن عمرو جد شعيب، فإن شعيبا لم يلق عبد الله بن عمرو، والخبر بنقله هذا يكون منقطعا، وإن أراد بقوله: عن جده جده الادنى جد عمرو، فهو محمد بن
__________
(1) في الاصل: أبو أمية، والتصحيح من " الاصابة " وكتب الرجال.
[ * ](3/343)
عبد الله بن عمرو، ومحمد بن عبد الله لا صحبة له، فالخبر بهذا النقل يكون مرسلا، فلا يخلو عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده من أن يكون مرسلا أو منقطعا، والمنقطع والمرسل من الاخبار لا تقوم بهما الحجة، لان الله عزوجل لم يكلف عباده أخذ الدين عمن لا يعرف، والمنقطع والمرسل ليس يخلو ممن لا يعرف.
قال أبو حاتم: وقد كان بعض شيوخنا يقول: إذا قال عمرو بن شعيب: عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو، يسميه فهو صحيح، وقد اعتبرت ما قاله، فلم أجد من رواية الثقات المتقنين عن عمرو فيه ذكر السماع عن جده عبد الله بن عمرو، وإنما ذلك شئ يقوله محمد بن إسحاق وبعض الرواة، وقال أبو حاتم: إن جده اسمه عبد الله بن عمرو، فأدرج في الاسناد فليس الحكم عندي في عمرو بن شعيب، إلا مجانبة ما روى عن أبيه عن جده، والاحتجاج بما روى عن الثقات عن غير أبيه، ولولا كراهية التطويل لذكرت من مناكير أخباره التي رواها عن أبيه عن جده أشياء يستدل من الحديث صناعته على صحة ما ذهبنا إليه.
وأبو وهب عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي من سهم باهلة من أهل البصرة.
روى عن حميد الطويل.
روى عنه أهل العراق، مات ببغداد ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة خلت من المحرم سنة ثمان ومائتين.
وأبو القاسم حمزة بن يوسف بن ثابت السهمي القرشي من أهل جرجان أحد الحفاظ المكثرين، رحل إلى العراق وكور الاهواز، وأصبهان، والشام، وديار مصر، وأدرك الشيوخ، وتتلمذ ببلده لابي بكر الاسماعيلي وأبي أحمد بن عدي الحافظ، وصنف التصانيف، وله أقرباء ينسبون إلى بني سهم أيضا ذكرهم في " تاريخ جرجان ": وتوفي..وأبوه أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام بن العاص بن وائل بن سهم السهمي القزاز من أهل جرجان، كان ثقة فاضلا.
سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي، وعبد الله بن محمد بن مسلم الاسفراييني، ومعبد بن علي بن جمعة الروياني، وعلي بن إسحاق الموصلي، وغيرهم.
روى عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي، وعبد الله بن علي بن بشران، ذكر ابنه حمزة بن يوسف السهمي، قال: والدي: حدث بمكة وبغداد والكوفة والري وهمذان وجرجان، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين وثلاثمائة وكنت غائبا، ودخلت جرجان بعد وفاته باثني عشر يوما.
ووالده أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هشام بن العاص السهمي الجرجاني، كان قد كتب الكثير من الاخبار، وتفقه للشافعي على(3/344)
إبراهيم بن هانئ.
روى عنه أبي زرعة ومحمد بن عبد الوهاب الانصاري، وعمران بن موسى السختياني، والحسن بن سفيان وغيرهم، حدث عنه ابناه: أسهم ويوسف، ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وابنه أبو نصر بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله السهمي القرشي، كان من صباه إلى وقت وفاته مشتغلا بالعلم والزهد والعبادة وكتب الحديث.
روى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وموسى بن العباس.
قال حمزة: بن يوسف السهمي: كان أبو الحسن الدارقطني يقول: لا أعرف من اسمه أسهم في جميع المحدثين إلا عمك، وقد أثبت اسمه في كتابه الذي سماه " المؤتلف والمختلف ".
روى عنه أبو بكر محمد بن يوسف القاضي، وحدث عنه حمزة السهمي بالوجادة، ومات في سنة ستين وثلاثمائة.
وأبو الفضل ثابت بن يوسف بن إبراهيم السهمي أخو حمزة السابق ذكره.
يروي عن أبيه أبي يعقوب، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبي العباس بن حمزة الهاشمي،
وأبي الحسن علي بن عبد الرحمن البكائي، وأبي زيد عامر، وأبي علي بن بن المغيرة وغيرهم.
وأبو غانم محمد بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم الصائغ عم ثابت السابق ذكره.
يروي عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي.
روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني، وعبد الرحمن السجزي، وأبو أحمد الباخرزي، وغيرهم، وتوفي سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وأبو محمد، وقيل: أبو نصر، عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر القرشي السهمي، وقد قيل: العاص بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم، وكان بينه وبين أبيه ثلاث عشرة سنة فقط، مات بمصر سنة ثلاث وستين ليالي الحرة، وكان له يوم مات اثنتان وسبعون سنة، وقد قيل: إنه مات بقرية عجلان قرية من قرى فلسطين بالقرب من غزة سنة خمس وستين من الهجرة.
وأبوه أبو عبد الله عمرو بن العاص بن وائل السهمي من متأخري الصحابة، إنه أسلم في الهدنة بعد منصرف الاحزاب، وقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " ابنا العاص مؤمنان " (1).
روى عنه ابنه عبد الله، وعبد الله بن عمرو قيس بن أبي حازم، وكان من دهاة
__________
(1) لفظ الحديث: " ابنا العاص مؤمنان: هشام وعمرو " رواه أحمد في المسند، والحاكم في المستدرك، وغيرهما، = [ * ](3/345)
الناس، ولاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جيش ذات السلاسل، وكان في تلك القرية أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ثم ولاه عمر على جيش بالشام، وفتح بيت المقدس، وعدة من بلاد فلسطين، واختلف في وفاته، قيل: إنه توفي سنة إحدى وثمانين، والصحيح أنه مات قبل ابنه عبد الله بن عمرو، وسأله ابنه في وقت النزع: كيف ترى ؟ قال: أرى كأن السماء أطبقت على الارض، وكأن نفسي تخرج من خرق إبرة، ومات.
__________
= ومن شواهده ما رواه الترمذي وغيره بلفظ " عمرو بن العاص من صالحي قريش ".
ويلفظ " أسلم الناس وآمن
عمرو بن العاص " رواه الترمذي وغيره.
[ * ](3/346)
باب السين واللام ألف السلاحي: بكسر السين المهملة واللام ألف، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى جماعة يحملون السلاح.
فأما أبو الحسين محمد بن محمد بن المظفر بن عبد الله الدقاق السلاحي المعروف بابن السراج البغدادي، هذا شيخ من أهل بغداد، سكن سوق السلاح، فنسب إليه من الجانب الشرقي ببغداد.
سمع موسى بن جعفر بن عرفة السمسار، وأبا الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزرهي، وعلي بن عمر الحربي، وأبا القاسم بن حبابة المتوثي، وأبا عبيد الله المرزباني.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: كتبت عنه، وكان صدوقا، ولد في صفر سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الاول سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
وأبوه أبو الحسين محمد بن المظفر بن عبد الله السلاحي المعدل المعروف بابن السراج أيضا من أهل سوق السلاح.
حدث عن جعفر بن محمد بن نصر الخلدي، وأبي بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، ومحمد بن جعفر الآدمي القارئ وغيرهم.
كتب عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وقال: حضرت يوما عند أبي الحسين بن بشران، فعلقت عنه ما أنا ذاكره، وذكر حكايات وأبياتا من الشعر عن أبي إسحاق إبراهيم بن هلال السبئي، ومات في جمادى الاولى سنة عشر وأربعمائة.
السلاقي: بضم السين بعدها اللام ألف، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى سلاقة، وهو بطن من بني سامة، وهو سلاقة بن وهب بن حاضر بن وهب بن الحارث بن المخرم من بني سلامة بن لؤي.
السلال: بفتح السين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى عمل السلة وبيعها، وهو شئ يعمل من الحلفاء والخوص ولعل بعض
أجداد المنتسب إليه كان يعملها.
وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن السلال الوراق من أهل كرخ بغداد، وكان له دكان عند باب النوبي، يبيع فيه الحبر وينسخ ويكتب الرقاع، وكان شيخا مسنا جلدا، غير أنه كان متشيعا، قليل الصلاة على ما قيل.
سمعت أبا الفضل محمد بن(3/347)
ناصر الحافظ يقول: كنت أمشي إلى صلاة الجمعة وقد أغلق باب النوبي، وضاق الوقت، وأبو عبد الله بن السلال قاعد على دكانه فارغ البال، ما على قلبه من صلاة الجمعة شئ.
سمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة، وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون، وأبا الحسن جابر بن ياسر المحبوبي، وتفرد بالرواية عن أبي علي محمد بن وشاح الزينبي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن ساوس الكازروني، كتبت عنه وكنت أقرأ على دكانه بباب النوبي، وكان عسرا، سيئ الاخللاق، كنا نسأله أن يدخل مسجدا لنقرأ عليه، فما كان يجيب إلى ذلك، وكنا نقرأ على باب دكانه بالشارع، ويقف أصحابنا، وأقف أنا في بعض الاوقات، وفي بعضها يجلسني بين يديه، والله تعالى يرحمنا وإياه، ويتجاوز عنا وعنه، وكانت ولادته في شهر رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمائة بالكرخ، وتوفي في جمادى الاولى سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، ودفن بمقابر قريش بالقرب من قبر أبي يوسف القاضي.
وأبو جعفر محمد بن الخليل بن محمد السلال الطبري، فقيه، سديد السيرة، من أصحاب والدي رحمه الله، وعليه تفقه، وكان نزه النفس، يتعيش بالتجارة، يعرف بمدكيا، سمع بنيسابور أبا علي بن نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي، سمعت منه أحاديث قبل خروجي إلى الرحلة، وقتل في وقعة الخوار ومشاهده بمرو في شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وكان قد جاوز الستين.
وأبو العباس محمد بن الحسين بن إسحاق السلال الاستراباذي، من أهل استراباذ، رحل إلى العراق في طلب العلم، وكان ثقة صدوقا يروي عن أبي جعفر محمد بن
عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأبي عبد الله محمد بن أيوب وغيرهما، مات بعد الخمسين والثلاثمائة.
السلاماني: بفتح السين المهملة، والميم بين الالفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سلامان، وهو بطن من الازد، منهم: أبو القاسم علي بن الحسين بن خلف بن فدفد بن خالد بن سيار السلاماني، مولى عبد الملك بن أبي الكنود سعد بن مالك بن الاقيصر الازدي ثم السلاماني.
قال أبو سعيد بن يونس: كذا قال في نسبة وولائه وإملائه علي من أهل مصر.
يروي عن محمد بن رميح، وحرملة بن يحيى، وغيرهما، توفي يوم الثلاثاء لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، وكان مولده فيما قال في سنة تسع وعشرين ومائتين في آخرها.
وحبيب بن عمرو السلاماني من قضاعة.(3/348)
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو مجهول.
السلامي: بفتح السين المهملة واللام ألف المخففة، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى رجل وموضع.
أما الرجل، فهو منسوب إلى بني سلامان، وهو بطن من قضاعة، وفيهم كثرة من الصحابة فمن بعدهم، منهم: خليد بن سعد السلامي من سلامان من قضاعة، ذكر ذلك أبو الحسن بن سبيع في " تاريخه ".
وأما المنسوب إلى موضع، فهو مدينة السلام بغداد، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم بن كديد السلامي الشاعر، كان محدثا فاضلا حافظا، حسن الشعر، مليح النادرة، غير أنه ضعيف في الرواية.
روى عن أبي عبد الله المحاملي، وأخيه أبي عبد الله القاسم بن إسماعيل، وعبد الله بن محمد بن زياد،
وأبي بكر بن مجاهد المقرئ، ومحمد بن مخلد الحافظ وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله بن مندة الحافظ، وأبو العباس المستغفري، سمعت وجيه بن طاهر، سمعت الحسن بن أحمد السمرقندي، سمعت أبا بشر بن هارون، سمعت أبا سعد الادريسي الحافظ يقول كان أبو عبد الله بن مندة الاصبهاني الحافظ سيئ الرأي فيه، وما أراه كان يتعمد الكذب في فضله، إلا أنه كتب عمن دب ودرج من المجهولين وأصحاب الزوايا، ومات في المحرم سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وابنه أبو روح عبد الحي بن عبد الله السلامي، ذكرته في حرف الباء، في البغد خزرقندي.
وجماعة انتسبوا بهذه النسبة إلى بغداد قديما وحديثا، منهم: شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي البغدادي الحافظ، وكان يكتب لنفسه: الفارسي الاصل، السلامي المولد والدار، وكان حافظ بغداد في عصره، وكان عارفا بمتون الحديث وأسانيده.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري، وأبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر الانباري، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الحسين عاصم بن الحسن العاصمي، ومن بعدهم.
كتبت عنه الكثير، وقرأت عليه ببغداد، وكانت ولادته في سنة نيف وستين وأربعمائة، وتوفي في شعبان سنة خمسين وخمسمائة ببغداد،(3/349)
ودفن بباب حرب عند أحمد بن حنبل رحمه الله.
والشاعر المعروف أبو الحسن السلامي، هو محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن يحيى بن خليس بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن الؤي بن غالب المعروف بالسلامي الشاعر من أهل بغداد، كان حسن الشعر جيده، وأظنه صاحب كتاب " النتف والطرف ".
روى عنه أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز التميمي، وأبو القاسم علي بن
المحسن التنوخي، ومات في جمادي الاولى سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، ومن مليح شعره قوله: ظبي إذا لاح في عشيرته * يطرق بالهم قلب من طرقه سهام ألحاظه مفوقه * فكل من رام وصله رشقه بدائع الحسن فيه مفترقه * وأنفس العاشقين فيه متفقه قد كتب الحسن فوق عارضه * هذا مليح وحق من خلقه ومن مليح قوله أيضا: الحمد لله قد فطنا * لولا حذار العدا لقلنا لو كان من زار عاشقه * أثر في وجهه افتضحنا وأما أبو نصر محمد بن يعقوب بن إسحاق بن محمد بن موسى بن سلام السلامي النسفي من أهل نسف، كان شيخا ثقة صدوقا عالما مكثرا من الحديث.
وبرج السلامي في ربض نسف منسوب إليه، وسمعت أن أبا نصر السلامي هذا لم يكن له ولد، ولم يزرق ذلك، فبنى برجا على حائط نسف، وكان يكثر القعود عنده حتى نسب إليه، وكان يقول: هذا البرج لي بمنزلة الولد، رحل إلى خراسان، وسمع بنسف أباه، وأبا عمرو بن بكر بن محمد بن جعفر النسفي، وببخارى أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا حامد أحمد بن محمد بن عبد الله الصائغ، وبكرمينية أبا نصر محمد بن أحمد بن علي بن حسنويه الحافظ، وبمرو أبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وبسرخس أبا علي زاهر بن أحمد الفقيه، وغيره روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي وغيرهما، حدث بالجامع الصحيح للبجيري عن الكرميني، وكانت وفاته سنة نيف وثلاثين وأربعمائة بنسف.
وأخوه الاكبر منه أبو سهل أحمد بن يعقوب السلامي.
سمع أباه، وأبا أحمد القاسم بن(3/350)
محمد القنطري، وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الرازي، وأبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي بها، وتفقه ببغداد على أبي حامد الاسفراييني، وكتب الحديث بها وبخراسان،
وجمع من الآداب والنتف والاشعار حتى صار ركنا من الاركان، ثم دخل جرجان منصرفا من العراق، ومات بها في شعبان سنة خمس وأربعمائة.
ومن جملة فوائده، ما ذكر أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري في كتاب التاريخ: وجدت في كتابه بخطه، يعني أبا سهل السلامي: أنشدني أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة السعدي لنفسه من قبله في صباه: ولما استقلت للرواح حمولهم * * فلم يبق إلا شامت وغيور وقفنا فمن باك يكفكف دمعه * وملتزم قلبا يكاد يطير وقال المستغفري: أنشدني أحمد بن يعقوب بن إسحاق للعباس بن أحنف: أيها الراقدون حولي أعينوني * * على الليل حسبة واقتدارا حدثوني عن النهار حديثا * * أو صفوه قد نسيت النهارا قال: وأنشدني ابن نباته لنفسه: في كل يوم لنا يا دهر معركة * * هام الحوادث في أرجائها فلق حظي من العيش أكل كله غصص * * مر المذاق وشرب كله شرق(3/351)
باب السين والياء السياري: بفتح السين المهملة وتشديد الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها راء مهملة.
هذه النسبة إلى الاجداد، منهم: نصر بن سيارأمير خراسان من قبل المروانية، هزمه أبو مسلم صاحب الدولة العباسية، والمشهور بالنسبة إليه.
أبو يعقوب يوسف بن منصور السياري، ذكر لي القاضي التاج الحرقاني أن نسبته إلى نصر بن سيار، وهذا وهم، لاني قرأت في معجم شيوخ أبي محمد عبد العزيز بن محمد
النخشبي الحافظ، ومنهم: أبو الفضل يعقوب بن يوسف بن منصور بن إبراهيم بن الفضل بن محمد بن شاكر بن نوح بن سيار السياري، كأنه نسب إلى جده الاعلى، قال النخشبي: سمع أبا الحسن علي بن أحمد الاسماعيلي، وأبا إسحق إبراهيم بن محمد السواري وجماعة.
قال أبو كامل البصيري: كتبت عنه الحديث قديما.
يروي عن العلوي الهمذاني، والحافظ أبي الفضل السليماني، قال: وكتب على استفادة وإفادة، وهو بقية حفاظنا بما وراء النهر، تلمذ للحاكم أبي إسحاق النوقدي، وتلقف عنه المختلف، ويثني على المشايخ أيام كنا في المدرسة، سمعت منه كتاب المختلف لابي القاسم الصفار، يرويه عن أبي جعفر الهندواني، وسمعت منه كتاب " فضائل مكة " يرويه عن هارون بن أحمد الاستراباذي.
وروى عنه القاضي أبو اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي وجماعة.
وأبو العباس القاسم بن أبي القاسم بن عبد الله بن مهدي بن معاوية السياري المروزي، كان أحمد بن سيار جده فنسب إليه.
حدث عن أبي الموجه المروزي، ومحمد بن جابر، وعبد العزيز بن حاتم، ومحمد بن أيوب.
كان يجهر بمذهب الجبر، ويدعو إليه، ولادته في سنة اثنتين وستين ومائتين، ووفاته في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
حدث عنه أبو عبد الله بن مندة وأبو عبد الله البيع الحافظان.
وعمر بن يزيد السياري.
يروي عن عبد الوارث بن سعيد، وعبادة بن العوام،(3/352)
ويوسف بن عطية العطار.
روى عنه أبو داود السجستاني، والمعمري، وابن فيل الانطاكي.
وخالد بن يزيد السياري.
يروي عن زياد بن ميمون.
روى عنه أبو سعيد العدوي.
وأبو بكر حفص بن عمر السياري.
سمع محمد بن عبد الله الانصاري، وأبا علي الحنفي.
روى عنه أبو الحسن المادرائي، ومحمد بن مخلد.
وأبو الحسين أحمد بن إبراهيم السياري خال أبي عمر الزاهد.
يروي عن الناشئ.
روى عنه أبو عمر الزاهد أخبارا وأشعارا.
وأبو بكر السياري النحوي.
يروي عن الحسن بن عثمان بن زياد.
روى عنه محمد بن الحسن النقاش.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي السياري البصري.
يروي عن أبي الخطاب الحساني.
روى عنه أبو الحسين بن لؤلؤ الوراق.
وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه البيع يعرف بالسياري.
يروي عن علي بن محمد الجكاني وأحمد بن نجدة القرشي.
روى عنه أبو بكر البرقاني، وأبو ذر الهروي، وأبو الفتح بن أبي الفوارس.
وأبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبيدالله بن يوسف الدلال السياري بغدادي.
يروي عن ابن معروف القاضي، وأحمد بن محمد بن أحمد بن سيار.
سمع الميكالي فنسب إلى جده.
السيازي: بكسر السين المهملة، وفتح الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى يقال لها: سيازة، وقيل: سيازي وهو أشبه، والمشهور بالنسبة إليها: أبو بكر السيازي.
قال أبو كامل البصيري: حدثوا عنه.
وأبو الحسن علي بن الحسين السيازي يعرف بعليك الطويل.
حدث عن المسيب بن إسحاق، وأسلم بن السندي.
روى عنه أحمد بن عبد الواحد بن رفيد البخاري، وأبو أحمد حميد بن موسى بن عبيد الله بن نعيم بن عبد العزيز بن خبيب بن عبيد البخاري السيازي.
وخبيب كوفي.
قدم بخارى مع قتيبة بن مسلم.
يروي حميد عن أبي عبد الله بن أبي حفص،(3/353)
وأبي طاهر الذهلي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر بن بكار الزاهد السميني.
السيالي: بفتح السين المهملة، وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي أخرها اللام.
هذه النسبة إلى سيال، وهو جد أزداد بن جميل بن موسى بن السيال بن طيسة السيالي.
حدث عن إسرائيل بن يونس، ومالك بن أنس، وأبي جعفر الرازي.
روى عنه علي بن الحسن بن حبان، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وعمر بن أيوب السقطي، وعبد الله بن إسحاق المدائني.
السيباني: بفتح السين المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، بعدها باء منقوطة بواحدة، وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى سيبان، وهو بطن من حمير.
قال محمد بن حبيب: كل شئ في العرب شيبان، إلا في حمير، فإن فيها سيبان بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن يزيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن جيدان بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير.
والمشهور بهذه النسبة فهو أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني الرملي من أهل الرملة.
يروي عن عبد الله بن الديلمي، وعمر بن عبد الله الحضرمي، وابن محيريز.
روى عنه الاوزاعي، وضمرة بن ربيعة، وعباد أبو عتبة الخواص، وعاصم بن حكيم، ورديح بن عطية، وصدقة بن المنتصر، وابن المبارك، وأيوب بن سويد، وكان أحمد بن حنبل يقول: يحيى بن أبي عمرو السيباني ثقة ثقة، مات سنة ثمان وأربعين ومائة وهو ابن خمس وثمانين سنة، وعداده في الشاميين.
والده أبو عمر السيباني تابعي من أهل الشام.
يروي عن عقبة بن عامر، حدث عنه ابنه يحيى.
وأبو العجماء عمرو بن عبد الله السيباني.
يروي عن عمر بن الخطاب وعوف بن مالك، وأبي أمامة الباهلي، رضي الله عنهم.
روى عنه يحيى بن أبي عمرو السيباني.
السيبي: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.(3/354)
هذه النسبة إلى سيب، وظني أنها قرية بنواحي قصر ابن هبيرة، والمشهور بالنسبة إليها: صباح بن مروان السيبي.
يروي عن الحكم بن ظهير.
يروي عنه أبو محمد بن ناجية، وعلي بن عبد الله الحافظ، وأحمد ومحمد ابنا محمد بن علي السيبي، يرويان عن عبد الله بن إبراهيم الازدي، ومحمد بن جعفر بن رميس، وكانا من قصر ابن هبيرة.
روى عنهما أحمد بن محمد السيبي.
وأبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصري يعرف بابن السيبي، نزل بغداد.
يروي عن أبي بكر محمد بن ماسي، ومحمد بن أحمد بن سفيان الكوفي، وابنه وعمه.
وأبو الحسن هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن الحسن السيبي، قرأ طرفا من الادب، وسمع الحديث من أبي الحسين علي بن محمد بن بشران السكري.
روى لي عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأبو الحسن علي بن هبة الله الكاتب ببغداد، وأبو نصر أحمد بن عمر الغازي بأصبهان، ولي القضاء ببلاد ابن مزيد، وتوفي في المحرم سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ببغداد.
وأبو القاسم يحيى بن أحمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن السيبي القصري من أهل بغداد.
روى عن أبي الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، وأبي الحسين محمد بن الحسين القطان، وغيرهما.
روى لنا عنه أبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف الحافظ وجماعة سواه، وكانت ولادته في جمادي الاولى سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة بقصر ابن هبيرة، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة تسعين وأربعمائة ببغداد.
السيجي: بكسر السين المهملة، وفتح الياء آخر الحروف، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى سيج، وهو اسم لجد وهب بن منبه بن كامل بن سيج السيجي.
قال الدارقطني: كذا قال سيج بالفتح، وهو الاسوار، ووضع الترجمة بكسر السين.
السيحاني: بكسر السين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، والحاء المهملة المفتوحة بعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى الجد.
قال الدارقطني: وأما سيحان بالياء، فقال ابن الكلبي في نسب الاخطل الشاعر النصراني: هو الاخطل اسمه غياث بن غوث بن الصلت بن سيحان بن(3/355)
عمرو بن السيحان بن فدوكس بن عمرو بن مالك بن جشم.
السيدي: بفتح السين المهملة وتشديد الياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى السيد، والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد هبة الله بن سهل عمر بن محمد بن الحسين السيدي، وهو من أحفاد السيد أبي الحسن محمد بن علي الهمذاني المعروف بالوضئ فنسب إليه، وقيل له: السيدي، كان من أهل العلم وبين الامامة.
سمع جماعة كثيرة، مثل أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبي عثمان البحيري، وأبي سعد الكنجروذي وأحمد بن منصور المغربي وغيرهم.
سمعت منه الكثير، وكانت ولادته سنة خمس وأربعين، وأربعمائة، ووفاته في يوم السبت وقت صلاة الصبح الخامس والعشرين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
وقرابته أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد الله السيدي من أهل خسروجرد كان فاضلا ظريفا، حسن الاخلاق، سمع أبا الغنائم الفضل بن عبد الله بن المحب، وأبا بكر محمد بن محمود بن سورة التميمي وغيرهما.
سمعت منه بنيسابور أولا ثم بقريته خسروجرد.
السيدي: بكسر السين والدال المهملتين بينهما الياء الساكنة والدال المكسورة آخر
الحروف.
هذه النسبة إلى السيد، وهو اسم الذئب، وهو بطن من ضبة، وهو جد خنيس (1) بن دلف بن عميس (2) بن ذكوان بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر السيدي، كان لم يزل يغير على ملوك غسان وجفنة حتى أعطوه خراجا من أموالهم على أن يكف عنهم.
ومن أولاده أبو زفر الهذيل بن عبد الله بن قدامة بن عامر بن حشرج بن زهير بن خول بن نضلة بن ظالم بن عتبان بن تميم بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك السيدي الضبي من أهل أصبهان.
يروي عن أحمد بن يونس الضبي.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
__________
(1) في " اللباب " لابن الاثير: حبيش.
(2) في " اللباب ": عبس.
[ * ](3/356)
السيرافي: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى سيراف، وهو من بلاد فارس مما يلي خد كرمان على طرف البحر، خرج منها جماعة من العلماء والصلحاء، فمنهم: أبو الطيب حماد بن الحسين الفقيه السيرافي القاضي.
يروي عن جعفر بن محمد بن الحسن السيرافي صاحب يونس بن حبيب، ورحل إلى العراق، وكتب عن أبي بكر أحمد بن كامل بن شجرة القاضي وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الهجيمي وغيرهما.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ، وتوفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وأبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان القاضي السيرافي النحوي، سكن بغداد، وكان يدرس القرآن والقراءات، وعلوم القرآن، والنحو، واللغة، والفقه، والفرائص،
والكلام، والشعر، والعروض، والقوافي، والحساب، وعلوما سوى هذه، وكان من أعلم الناس بنحو البصريين، وينتحل في الفقه مذهب أهل العراق.
قرأ على أبي بكر بن مجاهد القرآن، وعلى أبي بكر بن دريد اللغة، ودرسا جميعا عليه النحو، وقرأ علي أبي بكر بن السراج، وعلى أبي بكر الميرمان النحو، وقرأ أحدهما عليه القرآن، ودرس الآخر عليه الحساب، وكان زاهدا لا يأكل إلا من كسب يده، وكان لا يخرج إلى مجلس الحكم ولا إلى مجلس التدريس في كل يوم إلا بعد أن ينسخ عشر ورقات يأخذ أجرتها عشرة دراهم تكون قدر مؤونته، ثم يخرج إلى مجلسه.
سمع الحديث من محمد بن أبي الازهر البوشنجي، وأبي عبيد بن حروية الفقيه، وأبي عبد الله محمد بن زياد النيسابوري.
روى عنه الحسين بن محمد بن جعفر الجامع، ومحمد بن عبد الواحد، وعلي بن أيوب القمي، وولي القضاء ببغداد، وكان أبوه مجوسيا اسمه بهزاد فسماه أبو سعيد عبد الله، وكان يذكر عنه الاعتزال، ولم يكن ليظهر من ذلك شيئا، وكان نزها، عفيفا، جميل الامر، حسن الاخلاق وتوفي في رجب سنة ثمان وستين وثلاثمائة ببغداد عن أربع وثمانين سنة.
وأبو بكر أحمد بن سالم السيرافي.
يروي عن صالح بن محمد بن شاذان.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه بسيراف.
وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسن الاصبهاني ثم السيرافي.
يروي عن هارون بن سليم الخزار.
روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني وذكر أنه سمع منه بسيراف.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن معووف بن مانوم السيرافي.
يروي عن أبي الطيب(3/357)
أحمد بن علي الهاشمي.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، حدث عنه في معجم شيوخه.
ومحمد بن يوسف السيرافي.
يروي عن ابن المثنى.
روى عنه ابن جميع أيضا.
والقاضي أبو الحسين عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن محمد السيرافي، سكن
مصر، كان شيخا صدوقا، صحيح السماع، وسمع القاضي أبا الحسن علي بن علي بن الحسين بن بندار الاذني وغيره.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وذكره في معجم شيوخه وقال: القاضي أبو الحسين السيرافي المقيم بمصر، كان قاضيا بثغر تنيس، صحيح السماع سنيا.
سمعت منه بتنيس، وسمعته يذكر في إثبات خلافة بني العباس قوله تعالى في ذكر موسى وفرعون: (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الارض) (القصص: 5) وقال في هذه الآية: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم..) الآية (النور: 55) قال ابن عباس في هذه الآية: (إلا المستضعفين من الرجال والنساء): كنت أنا وأبي من المستضعفين، فاستخلفهم الله كما استخلف المستضعفين في بني إسرائيل.
السيرجاني: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الراء وفتح الجيم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سيرجان، وهى بلدة من بلاد كرمان مما يلي فارس، خرج منها جماعة من أهل العلم والخير، منهم: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبدان بن محمد المرزبان السيرجاني الكرماني، كان حافظا، فهما، عارفا بالحديث، رحل إلى خراسان، ومنها إلى ما وراء النهر، وصحب العلماء.
سمع أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ، والحاكم أبا عبد الله بن عبد الله الحافظ البيع، وأبا الحسن محمد بن الهمداني، وأبا عمر محمد بن أحمد بن سليمان النوقاني، وأبا نصر أحمد بن محمد بن الحسن الكلاباذي، وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن يزداذ الرازي وغيرهم.
روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وجماعة كثيرة آخرهم أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي شيخنا، ذكره المستغفري في التاريخ وقال: أبو عبد الله السيرجاني، قدم علينا مرارا وأقام معنا سنين، وكتب عن شيوخنا، وعني كثيرا، وكتبت عنه، كان ممن يفهم ويحفظ، وهو اليوم مقيم(3/358)
بنيسابور، وسمعت خبر وفاته بسمرقند في سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وأبو علي الحسن بن الصوفي السيرجاني، سكن بغداد، ورحل إلى الشام والحجاز، وكان حريصا على طلب العلم والحديث، زاهدا، متقللا، غير أنه ما كان ثقة في النقل صدوقا في القول، أجمع أهل بغداد وحفاظها على ذلك، وكان أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن الخاضبة الحافظ يقول: أعرف من قطع بادية تبوك بقليل من الزاد، ولا يسمع منه شي، وليس بشئ في الحديث، وأشار إلى أنه أبو علي السيرجاني، أكثر عن الحفاظ مثل أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وخطه على كتبه.
وابنته سعدى بنت السيرجاني.
سمعت منها ببغداد، صالحة فقيرة، روت عن أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، قرأت عليها كتاب " البعث " لابي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، وتوفي أبو علي سنة نيف وثمانين وأربعمائة، وسعدى تركتها في الاحياء سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
ومنهم أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن علي بن عمران السيرجاني الكرماني الحنبلي، ذكره المستغفري في " التاريخ " وقال: قدم علينا في ربيع الآخر سنة أربع وأربعمائة، فكتب عنا وكتبنا عنه، ثم لقيته ببخارى في أواخر سنة تسع وأول سنة عشر وأربعمائة، السيرواني: بكسر السين وبعدها ياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها وبعدها الراء ثم الواو والالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سيروان، والمشهور بهذه النسبة: أبو علي أحمد بن إبراهيم بن معاذ بن شدخ السيرواني الملقب بالغريب، سكن نسف، ومات بها سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
يروي عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، وعلي بن المبارك الصغاني، وبشر بن موسى الاسدي، ومحمد بن عبد الرحمن النسائي،
وعلي بن عبد العزيز، وعبيد بن محمد الكشوري، وبكر بن سهل الدمياطي، قاله ابن ماكولا، ثم قال: وشيخ لقيته طيب الفكاهة، حدث عن جماعة كثيرة يقال له: محمد بن السيرواني.
السيريني: بكسر السين المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، بعدها راء وياء أخرى.(3/359)
هذه النسبة إلى والد محمد بن سيرين، والمشهور بهذه النسبة: بكار بن عبد الله بن محمد بن سيرين السيريني من أهل البصرة.
يروي عن ابن عون والعمري أشياء مقلوبة لا يتابع عليها.
قال أبو حاتم بن حبان: لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري.
وأقدم منه عبد الله بن الحارث السيريني نسيب محمد بن سيرين.
حدث عن عبد الله بن عباس وعائشة رضي الله عنهم.
روى عنه قتادة، وعاصم الاحول، وأيوب السختياني، وخالد الحذاء.
وأبو يحيى عبادة بن علي بن مرزوق السيريني النقاد.
يروي عن بكار السيريني السابق ذكره، ومحمد بن جعفر المدائني.
روى عنه إسماعيل بن محمد بن زنجي الكاتب، وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن عمرو الرزاز، وأبو بكر الشافعي وغيرهم.
وعباد هذا منسوب إلى خالد بن سيرين، لا إلى محمد بن سيرين، وذكرته في الثاء المثلثة.
السيسري: بالياء المنقوطة من تحتها باثنتين الساكنة بين السينين المفتوحتين المهملتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الجد، وهو: أبو الفضل أحمد بن إبراهيم بن مهران بن سيسر البوشنجي السيسري، سكن بغداد،
وحدث بها عن سفيان بن عيينة وأبي ضمرة أنس بن عياض الليثي.
روى عنه وكيع القاضي، وعلي بن محمد بن يحيى السواق، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار وغيرهم.
وقال له الدارقطني: لا بأس به.
السيسمر اباذي: بالياء الساكنة آخر الحروف بين السينين المهملتين، أولاهما مكسورة، والاخرى مفتوحة، وفتح الراء، والباء الموحدة بينهما الالف، بعدها ألف أخرى، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى سيسمراباذ، وهي من قرى نيسابور.
والمنتسب إليها: أبو عبد الله محمد بن عبدوس السيسمر اباذي النيسابوري، سمع أحمد بن حفص بن عبيدالله، وقطن بن إبراهيم، ومحمد بن يزيد السلمي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد الزئبقي وتوفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة.(3/360)
السيسني: بالياء الساكنة آخر الحروف بين السينين المهملتين، أولاهما مكسورة، والاخرى مفتوحة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سيسن، وهو جد محمد بن كثير بن سيس السيسني، من أهل البصرة.
يروي عن مالك بن دينار، وعبد الواحد بن زيد.
روى عنه إسماعيل بن نصر العذري الذي أدركه أبي، ولم يكتب عنه، هكذا ذكره أبو محمد بن أبي حاتم الرازي.
السيفي: بفتح السين المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى سيف، وهو اسم لرجل، والمشهور بهذه النسبة: أبو إسحاق بن أحمد بن عبد الله بن سيف التميمي من أهل مرو، وكان شيخا ثقة قليل الحديث، وهو والد أبي بكر السيفي، وخال أبي علي وأبي الهيثم السيفيين.
وأبو العباس السيفي.
سمع أبا الموجه محمد بن عمرو الفزاري، وأبا سهل محمد بن
إبراهيم بن يزيد، ومحمد بن جابر وأحمد بن عتيق المروزيين.
سمع منه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ، وأبو سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش الاصبهاني، وغيرهما.
السيقذنجي: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح القاف والذال المعجمة، وسكون النون، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى سيقذنج، وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ من مرو، منها: أبو سهل بريدة بن محمد بن بريدة بن أحمد بن عباس بن خلف بن قرد بن صخر بن أوس بن عبد الله بن بريدة بن الخصيب الاسلمي السيقذنجي، كان شيخا صالحا مستورا متعبدامن سيقذنج، سكن البلد.
سمع أبا إبراهيم إسماعيل بن ينال المحبوبي، وأبا بكر محمد بن الحسين بن عموية الاديب وغيرهما.
روى عنه عمي أبو محمد السمعاني، وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي بمرو، وأبو الفتح محمد بن أحمد بن معاوية الخطيب بأزنجار، ولد سنة ست عشرة وأربعمائة، وتوفي في ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وكف بصره آخر عمره قريبا من عشرين سنة.
وأبو أحمد عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه السيقذنجي، هكذا قرأت بخط أبي القاسم الشيرازي الحافظ، وهو يعرف بفقيه الشاه، كان صالحا، حسن السيرة، أدرك الامام أبا بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي، وسمع منه الحديث، ومن أبي أحمد عبد الرحمن بن(3/361)
أحمد الشير نخشيري، وأبي الخير أحمد بن عبد الله بن بريدة المروزي، وغيرهم.
روى لي عنه أبو طاهر السنجي، ومحمد بن أبي سعيد الدرغياني، وأبو حنيفة محمد بن النعمان المالقاني وغيرهم.
وكانت وفاته بعد سنة خمس وثمانين وأربعمائة، فإنه حدث في هذه السنة.
ومن القدماء: سليمان بن كثير بن أمية بن أسعد بن عبد الله بن يوسف بن ثعلبة بن مالك بن أفصى
الخزاعي السيقذنجي، كان هو أحد النقباء الاثني عشر، وابنه حمزة بن سليمان كان أحد السبعين الذين بايعوا، وكان الصدر لسليمان بن كثير مسلما إذا اجتمع النقباء، وكان جده أمية بن أسعد ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الشجرة وصحبه.
وأبو داود كان مقدما إلى أن قدم أبو مسلم مرو ومعه كتاب إبراهيم بن محمد الامام بتولية الامارة عليهم، فاشتد ذلك على سليمان وخذف أبا مسلم بالدواة فشجه ثم ترضاه، ونقم عليه أبو مسلم إلى أن قتله في سنة..وثلاثين ومائة.
وأبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي السيقذنجي من مشاهير المحدثين، كان من هذه القرية.
سمع الفضل بن موسى السيناني، والنضر بن شميل، وعبد العزيز الدراوردي وغيرهم، مات بقصر اللصوص راجعا من الحج سنة خمس أوست وأربعين ومائتين.
السيلحيني: بفتح السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وفتح اللام بعدها الحاء المهملة المكسورة ثم بعدها ياء أخرى وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سيلحين، وهي قرية معروفة من سواد بغداد قديمة، منها: أبو زكريا يحيى بن إسحاق العجلي السيلحيني.
سمع حماد بن سلمة، وأبا عبد الله بن لهيعة، وفليح بن سليمان، ويحيى بن أيوب، وشريك بن عبد الله وغيرهم.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وكان عبد الرحمن بن مهدي ينكر على السيلحيني حديث مبارك عن الحسن في حل العقد في القبر.
وقال أحمد بن حنبل: السيلحيني شيخ صالح ثقة، سمع من الشاميين ومن ابن لهيعة، وهو صدوق، وكان ثقة حافظا، ومات في سنة عشرة ومائتين في خلافة المأمون.
السيمجوري: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين والجيم بعد الميم وفي آخرها الراء.(3/362)
هذه النسبة إلى سيمجور، وهو غلام للسامانية، وأولاده أمراء وفضلاء منهم:
الامير أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن أبي عمران السيمجوري، الملقب بناصر الدولة.
وأبو عمران هو سيمجور، كان من فضلاء الامراء وعقلاء الرجال.
والده الامير إبراهيم بن عمران السيمجوري، كان أميرا فاضلا سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبا قريش محمد بن جمعة الغساني، ومحمد بن حريث الانصاري البخاري، ذكره الحاكم في " التاريخ " وقال: إبراهيم بن سيمجور الامير بن الامير أبي إسحاق بن أبي عمران الاديب العالم العادل الذي آثاره ببلاد خراسان من الري إلى بلاد الترك ظاهرة، فقد كان ولي إمارة بخارى غير مرة، وله بها آثار مذكورة، وكذلك ولي مرو ونيسابور وهراة، فأما بلاد قهستان فلم تزل برسمه، وتوفي في شوال سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وكان الامام أبو بكر بن خزيمة قال له: هذا الفتى يعني إبراهيم بن سيمجور يجمع إلى هيبة الملك سياسة الدين.
وأما الامير أبو الحسن هذا، كان يذكر أنه سمع من أبي قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ، وأبي تراب محمد بن سهل الواعظ القهستانيين وغيرهما، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: الامير بن الامير بن الامير ناصر الدولة، كان من الحكماء ذوي الالباب لفطنته وممارسته الامر بيده ولسانه وقلمه وسيفه.
ولي نيسابور وهراة وسجستان نيفا وثلاثين سنة على السداد والاستقامة للسلطان، ورعاياه عنه راضون، والمسلمون في أمن ودعة.
وكان يقول: قلوب الاحرار قبور الاسرار.
وروى حديثا عن السيد أبي الحسن محمد بن علي بن الحسين إملاء عن الامير أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور عن أبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي، ثم قال الحاكم: وسمعت أبا الحسن الهاشمي واحد عصره بمكة يقول: لقد من الله عليكم يا أهل خراسان بالامير العادل أبي الحسن محمد بن إبراهيم وجعل لنا فيه أوفر الحظوظ فيما يذكر به في كل موسم، وكان أبو بكر القفال الشاشي يقول: لولا الامير أبو الحسن لما استقر لي وطني بالشاش.
قال الحاكم: وسمعت أبا سعيد الخليل بن أحمد القاضي يقول: لولا الامير أبو الحسن لما سلم لي روحي عند خروجي من
سجستان، ولما وصلت إلى بخارى.
وابنه الامير أبو علي المظفر بن ناصر الدولة أبي الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور، واسمه محمد فكان من أكملهم عقلا، وأحسنهم مذهبا، وأسمتهم عند الناس، وأتمهم تمكنا من نفسه، فلا ينطق إلا عند التعجب، ولا يغضب إلا عند المكافحة.
وحكي أنه ما(3/363)
شتم أحدا قط، ذكره الحاكم أبو عبد الله في " تاريخه " وقال: لقد عهدت الامير بن الامير العادل أبا علي المظفر بن ناصر الدولة صائم النهار، قائم الليل، ما أعلم أنه ترك قيام الليل، ولم يزل أكثر ميله في صباه، إلى أن بلغ إلى الزهاد والعباد المعروفين بالزهد، وأكثر انتمائه كان إلى أبي العباس عبيدالله بن محمد الزاهد، وسمعت أبا العباس غير مرة يقول لي: صدقة من قولي كل يوم على نية الامير، أي على أن يكفيه الله مهماته، وإنما نكتب بعد وفاته: عبيد الله، قال: وقرأ القرآن على أبي الحسين محمد بن الحسين المقرئ واحد خراسان في وقته، وختم عليه غير مرة، وكنا نصلي به إذا حضرناه، ثم سألته أن لا يقدم أحدا في الامامة ويصلي بالناس، وكان يصلي بنا لنفسه، ويجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ويقنت في الركعة الثانية من صلاة الصبح بعد الركوع ولما سئل عقد الملجس للاملاء، أمر بأصوله المسموعة فحملت إلي، وانتقيت منها مجالس، وكان يحضر الاشراف، والرؤساء والقضاة وكافة أهل العلم من الفريقين والزهاد والمتصوفة وطبقات الناس، فيلبس البياض، ويقعد على الكرسي، ويحدث حتى يحير الناس في حسن أدائه، وعذوبة ألفاظه، وما رددت أنا ولا غيري عليه حرفا قط.
ولقد سمعته غير مرة يقول: ما يخطئ بحضرته أحد من العلماء لا يعرف الاسانيد ولا يحفظها، فإن هذا سلم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ميزان بين الحق والباطل، ولما نكب ما كان فيها إلا كما قال القائل: إذا أراد الله أمرا بامرئ * * وكان ذا رأي وعقل وبصر وحيلة يعملها في كل ما * * يأتي به محتوم أسباب القدر أغراه بالجهل وأعمى عينه * * وسله عن عقله سل الشعر
حتى إذا أنفذ فيه حكمه * * رد إليه عقله ليعتبر ثم قال: تحدث الناس بمقتل الامير أبي علي غير مرة في سنة ست أو سبع وثمانين وثلاثمائة، واستقر ذلك في أفواه الناس، ولم يظهر خليفته إلى رجب من سنة ثمان وثمانين، فحملت التوابيت الخمسة إلى قاين، وتواترت كتب الثقات أن تابوت يلمنكو الحاجب قدم للحجابة، ثم الامير أبو علي ثم ابنه أبو الحسين ثم أميرك الطوسي، ثم رجل كان يخدمهم، ولما فتح تابوت الامير أبي علي وجدوه ولم يتغير منه شئ، وعليه قميص من صوف أبيض وقد أرسل شعره إلى عاتقيه والقيد على رجله، ثم قال الحاكم: حدثني الوليد بن بكر العمري أنه قرأ على قبر كافور بمصر: أنظر إلى غير الايام ما صنعت * * أفنت أناسا بها كانوا وما فنيت دنياهم ضحكت أيام دولتهم * * حتى إذا فنيت ناحت لهم وبكت(3/364)
السيناني: بكسر السين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين، وفتح النون، وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى سينان، وهي إحدى قرى مرو على خمسة فراسخ منها على فرسخ من قرية سنج، اجتزت بها غير مرة، والمشهور منها: أبو عبد الله الفضل بن موسى الشيناني المروزي مولى بني قطيعة من بني زبيد من مذحج من أهل مرو.
يروي عن الاعمش، وعبد الله بن عمر، وفضيل بن غزوان، والحسين بن واقد، وأبي حمزة السكري، وعبد المؤمن بن خالد، وأبي حنيفة، وجماعة من الكوفيين.
روى عنه علي بن حجر، ومعاذ بن أسد، ومحمود بن غيلان، وإسحاق بن راهويه، وأبو عمار حسين بن حريث، وكان من أقران عبد الله بن المبارك في السن والعلم، كان مولده سنة خمس عشرة ومائة، ومات سنة إحدى أو اثنتين وتسعين ومائة، وكان فيه دعابة وقبره براماشاه قرية قريبة من سنج، وكان قد سكنها وخرج من قرية، سينان لانهم أتهموه بشئ وهو منه
برئ، وذلك أن القرية ضاقت عمن كان يقصده من الغرباء والمارين لطلب العلم، فنسبوه إلى الاجتماع بامرأة وأعطوا المرأة شيئا حتى أقرت على نفسها بذلك، وانتقل الفضل من قريتهم إلى راماشاه، فيبس زرع قرية سينان وقل ارتفاعهم، فمضوا وسألوه أن يرجع فقال: لا أرجع حتى تجهروا بأنكم كذبتم علي ولست كما قلتم، فلما أقروا بذلك عرفهم وقال: لا أسكن قرية أهلها كذبة فسقة.
وأخوه أحمد بن موسى السيناني، غزير الحديث جدا.
ومحمد بن بكر السيناني المروزي، نزل قرية سينان.
يروي عن محمد بن بشار بندار.
روى عنه أبو سهل الانباري.
ومن القدماء: مغلس بن عبد الله الضبي السيناني المروزي، قاله ابن ماكولا.
قال أبو زرعة السنجي: بسطام من قرية سينان، كان كثير الادب والعلم.
السيني: بكسر السين المهملة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سين، وهي قرية على باب أصبهان على أربعة فراسخ منها، أقمت بها يوما، والمشهور بالنسبة إليها:(3/365)
أبو منصور محمد بن زكريا بن الحسن بن زكريا بن ثابت بن عامر بن حكيم بن مكويه بن حضير السيني الاديب، مولى الانصار، أصفهاني.
يروي عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن خرشد قوله التاجر، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي، وأبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وغيرهم.
روى..وأبو الحسن علي بن إسحاق بن ما قوله السيني.
سمع الحديث الكثير بأصبهان.
وروى عن أحمد بن موسى بن إسحاق.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
السينيزي: بكسر السين المهملة والنون المكسورة بين الياءين المنقوطتين من تحتهما باثنتين وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى سينيز وهي أظن من قرى الاهواز، منها: أبو بكر أحمد بن محمود بن زكريا بن خرزاذ القاضي الاهوازي السينيزي.
سمع أبا مسلم إبراهيم بن عبيدالله المكي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وأبا حصين محمد بن الحسين الوادعي وجماعة.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن دوست، وكان ثقة، ومات بالاهواز، في ذي القعدة سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
السيوري: بضم السين المهملة والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى عمل السيور، وهي جمع السير، وهي أن تقطع الجلود الدقاق، ويحاط بها السروج، والمشهور بهذه النسبة: أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن إبراهيم السيوري، من أهل نيسابور، حدث عن أبي بكر محمد بن الحسين القطان.
روى عنه أبو العباس الفضل بن العباس بن يحيى الصاغاني.
السيويي: بفتح السين المهملة، والواو بين الياءين آخر الحروف أولاهما مشددة.
هذه النسبة إلى سيوية، وهو اسم لجد أبي أحمد محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن سيوية المكفوف الاصبهاني السيويي من أهل أصبهان، كان أبوه مكفوفا.
سمع أبا محمد عبد الله بن حبان الحافظ المعروف بأبي الشيخ.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وذكره في معجم شيوخه، وقال: شيخ عامي، رجل صالح، قلت وآخر من روى عنه حمزة بن العباس السيويي.(3/366)
السيلاني: بفتح السين المهملة والياء آخر الحروف واللام ألف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى سيلان.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: موسى السيلاني.
قال
يحيى بن معين: هو ثقة.(3/367)
حرف الشين المعجمة باب الشين والالف الشابجني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الجيم، وفي آخرها النون (1).
هذه النسبة إلى " شابجن " وهي قرية من قرى السغد، بنواحي سمرقند.
منها: أبو علي الحسن بن منصور الشابجني المحتسب الكوسج، ولقبه جابان (2)، واشتهر به.
سمع حفص بن أبي حفص الغزنياني (3) الكسي، وكان من أصحاب سعيد بن إبراهيم بن معقل النسفي.
الشابر اباذي: بفتح الشين المعجمة، وفتح الباء الموحدة والراء بين الالفين وباء أخرى بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " شابراباذ " وهي قرية بمرو على خمسة فراسخ منها.
والمنتسب إليها أبو القاسم علي بن أبي نصر أحمد بن أبي عبد الله عبد الرحمن بن أبي الليث محمد بن أحمد الشابر اباذي، كان من رؤساء هذه القرية والمقدمين بها، وكان شيخا صالحا، سليم الجانب، سمع الاديب أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي (4) لانه قرأ عليه شيئا من الادب على الرسم، سمعت عليه شيئا، وتوفي بقريته في سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
__________
(1) مثله في " اللباب "، وضبطه ياقوت في " معجم البلدان ": الشابجني: " بالباء الموحدة المفتوحة، والجيم الساكنة، وآخره نون "، وهو ظاهر ضبط الحافظ ابن حجر في " التبصير " ص 713، وخالفهم السيوطي في " اللب " فضبطه " بكسر الموحدة وفتح الجيم ".
(2) في الظاهرية وليدن " خاقان " والمثبت من أيا صوفيا و " التبصير " ص 713، وفي " اللباب ": " جانان " وهو تحريف.
(3) جاءت في الاصول على أوجه مضطربة، والصواب ما أثبته، وسيأتي قول المصنف رحمه الله في باب الغين مع الزاي: " غزنيان قرية من قرى كس " وذكر منها حفصا المذكور.
(4) هكذا جاء في الاصول، و " اللباب "، وفي كوبرلي " بن محتاج المروزي " وكلاهما واحد.
[ * ](3/368)
الشابرنجي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الباء الموحدة، وكسر الراء، وسكون النون، وكسر الجيم.
هذه النسبة إلى " شابرنج " وهي قرية بمرو، في الرمل، على ثلاثة فراسخ، خرج منها جماعة من العلماء قديما وحديثا، منهم: أبو الوفاء داود بن محمد بن نصر الشابرنجي، يروي عن محمد بن عبد الكريم، وعلي بن خشرم، وأبي حمزة يعلى بن حمزة، ومحمد بن عبدة، وأحمد بن عبد الله الفريا ناني وغيرهم.
روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني، وأبو الحسن علي بن الحسين الكراعي، وأبو الحارث علي بن القاسم الخطابي، وغيرهم، وكان رجلا محدثا ثقة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن العباس الشابرنجي، يروي عن أبي عيسى محمد بن عباد بن سلم، ذكره أبو زرعة السنجي في " تاريخه ".
وأبو سوار محمد بن أحمد بن محمد بن عاصم الشابرنجي، شيخ ثقة صدوق، زاهد عابد، سمع الحديث من أبي وائلة عبد الرحمن بن الحسين بن محمد الفيروز ابادي، ومحمد بن عصام بن سهيل المعروف ب " حمك " وسمع في الرحلة أيضا.
توفي قريبا من السبعين والثلاثمائة بقرية شابرنج، رحمه الله.
روى عنه الشيخ الامام أبو أحمد عبد الرحمن بن أحمد الشير نحشيري وغيره.
الشابور تزي: بفتح الشين المعجمة، وضم الباء الموحدة، وسكون الواو، والراء، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى " شابورتزه " وهي قرية من قرى مرو، منها:
أبو هريرة سالم بن أحور الشابور تزي، شيخ من هذه القرية من المتأخرين، لا بأس به، حكي عنه أنه قال: صليت مع سفيان بن وكيع، في مسجد عثمان بن أبي شيبة، فرفع يديه في أول التكبير، ثم لم يعد، قال سفيان: صليت خلف حماد هكذا، إلى عبد الله بن مسعود، إلى النبي صلى الله عليه وآله.
الشابوري: بفتح الشين المعجمة، والباء الموحدة المضمومة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الجد، وهو " شاهبور " بالعجمية، فقيل: شابور، تخفيفا، وهو: محمد بن شعيب بن شابور النيسابوري، من أهل دمشق، يحدث عن الاوزاعي، وغيره من الشاميين.
روى عنه دحيم، والعباس بن الوليد بن مزيد، وغيرهما.(3/369)
وفى الاسماء: عثمان بن شابور، يروي عن أبي وائل شقيق بن سلمة.
وأبو سليمان داود بن شابور المكي، سمع مجاهدا وعطاء.
روى عنه ابن عيينة وداود بن عبد الرحمن.
الشابهاري: بفتح الشين المعجمة، وضم الباء الموحدة، والهاء، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " شابهار " وهي قرية من قرى بلخ، والمشهور بهذه النسبة: أبو عثمان شداد بن معاذ الشابهاري، يروي عن عبد العزيز الاويسي، وإبراهيم الفراء وغيرهما.
الشاذاني: بفتح الشين المعجمة، والذال المعجمة بين الالفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شاذان " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
والمشهور بها: ابن مهران البزاز الدورقي، من أهل بغداد، كان صدوقا مكثرا صحيح الاصول، أصوليا متكلما.
سمع الخلدي وابن درستويه والنقاش وابن كامل.
كتب عنه جماعة من القدماء والحفاظ، مثل أبي بكر البرقاني، ومحمد بن طلحة النعالي والخلال، والازهري والازجي.
ولد رحمه الله ليلة الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، وتوفي ليلة السبت مستهل المحرم سنة ست وعشرين وأربعمائة ببغداد، ودفن بمقبرة باب الدير.
وذكرته في حرف الدال في " الدورقي ".
ومنهم: أبو الغنائم الحسين بن محمد بن الحسين بن السراج الشاذاني، من أهل بغداد، سمع أبا محمد عبد الله بن عبد الجبار السكري روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وتوفي في شهر الله الاصم رجب سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
شاذباذي: بفتح الشين المعجمة، والباء والالف بين الذالين المعجمتين، وفي آخرها الياء.
هذه النسبة إلى موضع بمرو، بأسفل ماجان، يقال لها سرشابي، ومع هذه الكلمة يقال شخص لاخذ الصلة للحسين رضي الله عنه، لما بلغ بذلك الموضع شاذباذيا.
وذكر المعداني في كتاب " المراوزة " أن رأس الحسين بن علي رضي الله عنه مدفون في مرو في قصر من سكان المجوس، على يمين الداخل تحت الجدار، وقد كتب على جدرانه حديثا طويلا من(3/370)
" أماليه " القاضي الامام فخر القضاة الارسابندي، فيه مناقب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمين، والمكتوب أوله: ما يقول محمد بن الحسين الارسابندي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أحب أبا بكر فقد أقام الدين.." الحديث بطوله، بخط لاجورد حبذه مهذبة حسنة بتمامها (1).
الشاذكوني: بفتح الشين المعجمة، والذال المعجمة، بينهما الالف وضم الكاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شاذكونة ".
قال أبو بكر بن مردويه الحافظ الاصبهاني في " تارخيه ": إنما قيل له " الشاذكوني " لان أباه كان يتجر إلى اليمن، وكان يبيع هذه المضربات الكبار، وتسمى شاذكونة، فنسب إليها.
والمشهور بهذه النسبة: أبو أيوب سليمان بن داود بن بشر بن زياد المنقري البصري، المعروف بالشاذ كوني،
من أهل البصرة، كان حافظا مكثرا، جالس الائمة والحفاظ ببغداد، ثم خرج إلى أصبهان فسكنها، وانتشر حديثه بها.
حدث عن عبد الواحد بن زياد، وحماد بن زيد، روى عنه أبو قلابة الرقاشي، وأبو مسلم الكجي، ومحمد بن يونس الكديمي، وحمدون بن أحمد بن سلم السمسار، وغيرهم.
وكان ذا هيئة حسنة.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: انتهى العلم - يعني علم الحديث - إلى أحمد بن حنبل، وعلي بن عبد الله بن المديني، ويحيى بن معين، وأبي بكر بن أبي شيبة، فكان أحمد أفقههم به، وكان علي أعلمهم به، وكان يحيى بن معين أجمعهم له، وكان أبو بكر بن أبي شيبة أحفظهم له.
قال أبويحيى الساجي راوي هذه الحكاية: وهم أبو عبيد وأخطأ، أحفظهم له سليمان بن داود الشاذكوني.
وكان الشاذكوني يتهم بشرب النبيذ وغير ذلك، وكان يتهم بوضع الحديث، وذكره البخاري فقال: هو أضعف عندي من كل ضعيف ! وقال أبو عبد الرحمن النسائي: هو ليس بثقة، وكان عباس العنبري يقول: ما مات ابن الشاذكوني حتى انسلخ من العلم انسلاخ الحية من قشرها ! ومات بالبصرة، وقيل: مات بأصبهان في جمادى الاولى سنة أربع وثلاثين ومائتين: وحكى إسماعيل بن الفضل بن طاهر قال: رأيت سليمان الشاذكوني في النوم فقلت
__________
(1) " ماجان " بالجيم، هكذا في النسخة، وهو نهر في مرو، كما قال ياقوت 7: 356، وذكر أن " ماخان " بالخاء قرية من قراها.
[ * ](3/371)
له: ما فعل الله بك يا أبا أيوب ؟ قال: غفر لي.
قلت بماذا ؟ قال: كنت في طريق أصبهان أمر إليها فأخذني مطر، وكان معي كتب، ولم أكن تحت سقف ولا شئ، فانكببت على كتبي حتى أصبحت وهدأ المطر، فغفر الله لي بذلك.
قال أبو بكر بن مردويه الحافظ: وأبو أيوب الشاذكوني من بني منقر بن عبيد بن
مقاعس، قدم أصبهان ست قد مات، أول ما قدم سنة 222 ومات بها سنة ست وثلاثين ومائتين (1).
الشاذكوهي: بفتح الشين المعجمة، والذال المعجمة الساكنة (2) بعد الالف، وفي آخرها الهاء.
هذه النسبة إلى شاذكوه، وظني أنها ناحية بجرجان، والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد بندار بن أحمد الشاذكوهي الجرجاني التاجر، يروي عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي الحكم الختلي البغدادي.
مات في شوال سنة إحدى وأربعمائة.
الشاذماني: بفتح الشين المعجمة، بعدها الالف، وسكون الذال المعجمة، وفتح الميم، والالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شاذمانة " وهي قرية على نصف فرسخ من هراة.
منها: أبو سعد عبيد الله بن أبي أحمد عاصم بن محمد الشاذماني الحنيفي (3)، سمع أبا الحسن علي بن الحسن الداودي وغيره، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، ومات بعد سنة ثمانين وأربعمائة في القرية المذكورة.
الشاذياخي: بفتح الشين المعجمة، والذال المعجمة الساكنة، والياء المفتوحة المنقوطة باثنتين من تحتها بين الالفين، وفي آخرها الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما إلى باب نيسابور، مثل قرية متصلة بالبلد، بها دار السلطان، ومنها: أبو بكر شاه بن أحمد بن عبد الله الشاذياخي الصوفي، من أهل الخير والدين، وكان
__________
(1) نقل الخطيب البغدادي هذا القول في وفاة الشاذكوني، عن أبي نعيم، وقال عقبه 9: 47: " هذا القول وهم، والصواب في وفاته:..بالبصرة سنة أربع وثلاثين ومائتين ".
(2) وجعلها ابن الاثير في " اللباب " مثل: الشاذكوني، فأفاد أن الذال مفتوحة.
(3) هكذا في الاصول و " اللباب ".
[ * ](3/372)
من المختصين بخدمة أبي القاسم القشيري، سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وغيرهما، سمع منه أبو الحسين عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة أربع وسبعين وأربعمائة في أيام الغلاء والقحط.
وابنه أبو الفتوح عبد الوهاب بن الشاه الشاذياخي، شيخ صالح، سديد السيرة، يسكن باب غزرة بنيسابور، سمع الاستاذ أبا القاسم القشيري، وأبا حامد أحمد بن الحسن الازهري، وأبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي وغيرهم، سمعت منه سنة ثلاثين الكثير، منها: كتاب " البستان " لابي الفضل الطبسي، وكانت ولادته قبل سنة ستين وأربعمائة، وتوفي..(1).
ومن القدماء: أبو علي الحسن بن علي بن القاسم بن عباس بن عبد الصمد الشاذياخي من نيسابور، سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع النيسابوري، روى عنه أبو عبد الله بن دينار ويحيى بن منصور القاضي.
وشاذياخ: قرية ببلخ على أربعة فراسخ منها، والنسبة إليها الشاذياخي أيضا، خرج منها جماعة من العلماء، منهم:..ورأيت في شعر أبي ملحم حيث قال لعبد الله بن طاهر: سقى قصور الشاذياخ الحيا ولعله موضع بنواحي الرقة، لانه ذكر في الحنين، وهو من تلك البلاد (2).
__________
(1) هنا بياض في الاصول، وقد ترجمه المصنف في معجم شيوخه: " التحبير في المعجم الكبير " 55 / 1 وقال: " كانت ولادته في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، ووفاته بنيسابور، ليله الجمعة الحادي والعشرين من شوال، سنة خمس وثلاثين وخمسمائة ".
(2) في قوله هذا ملاحظتان: أولاهما: نسبته الشعر إلى أبي محلم، يريد به عوف بن محلم الخزاعي الشيباني،
وصواب كنيته: أبو المنهال، كما كناه بها كل من ترجمه.
وسها ياقوت الحموي في " معجم البلدان " 8: 219 فكناه أبا محلم، وهو الذي كناه في معجمه الآخر " معجم الادباء " 16: 139 على الصواب: أبا المنهال.
ثانيتهما: توقع المصنف أن الشاذياخ موضع بنواحي الرقة، لان أبا المنهال من نواحيها، وقوله هذا في الحنين إلى بلاده، فيكون الشاذياخ موضعا من أطرافها.
ومحل النظر في هذا التوقع: أن أبا المنهال قال هذه الابيات وهو في شاذياخ نيسابور مع عبد الله بن طاهر، وقد جاء فيها حنينه إلى وطنه في قوله: فقرباني بأبي أنتما * * من وطني قبل اصفرار البنان [ * ](3/373)
الشاربي: بفتح الشين المعجمة، وكسر الراء بعد الالف، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " الشارب " ويقال ببغداد للسقاء " الشارب " وهذا مما تلحن فيه العامة، لان الشارب هو الذي يشرب، لا الذي يحمل الشراب والماء، وهو: أبو بكر أحمد بن محمد بن بشر بن علي بن محمد بن جعفر المقرئ الشاربي، المعروف بابن الشارب، مروروذي الاصل، وهو من أهل بغداد، حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدث عنه أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني الحافظ.
الشاركي: بفتح الشين المعجمة، والراء، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى شارك، وهي بليدة بنواحي بلخ (1)، خرج منها جماعة من أهل الفضل، منهم: أبو منصور نصر بن منصور الشاركي المعروف بالمصباح من الافاضل المذكورين، اتصل بالوزير نظام الملك فلم يرتبطه، فانقطع عنه وآثر العزلة مدة، ثم دوخ البلاد وجال في أطراف خراسان والعراق، وخرج إلى مصر وسكنها إلى حين وفاته، وأكرم مورده، ومما يقول في الحنين إلى وطنه: لم يطلع البدر في إيران مبتسما * * إلا وجدت رسيس الشوق في كبدي الشاري: بفتح الشين المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الشراة، وهو
الخوارج، والنسبة إليهم: الشاري.
__________
وقبل منعاي إلى نسوة * أوطانها حران والرقتان وأعقب هذا بدعائه أن يديم ويحفظ قصور آل طاهر في الشاذياخ والميان، من صروف الزمان فقال: سقى قصور الشاذياخ الحيا * قبل وداعي، وقصور الميان فكم وكم من دعوة لي بها * بأن تخطاها صروف الزمان فكان حنينه في البيتين الاولين لا الاخرين.
(1) قال في " اللباب ": " قوله: " إن " شارك " بليدة بنواحي بلخ ": وهم، بدليل قول المصباح بن منصور الشاركي المذكور في هذه الترجمة: ونار كأفنان الصباح رفيعة * تورثتها من شارك بن سنان فهذا يدل أنه رجل، وكثيرا ما تتفق أسماء الرجال والامكنة، فرأى السمعاني هذه النسبة وعرف تلك البليدة، فظنه منها ".
قلت: في هذا التوهيم نظر، إذ أنه وهمه أولا في قوله: إن " شارك " بليدة، ثم أقره في آخر كلامه، كما هو ظاهر، فلو أنه قصر توهيمه السمعاني على نسبته المترجم إلى البليدة، لكان صوابا، وقد جاءت عبارة ياقوت في " المعجم " 5: 212 أدق من هذه، حيث قال: " وفي شعره ما يدل على أن شاركا اسم جده، فقال:.." وذكر البيت السابق.
والله أعلم.
[ * ](3/374)
الشاشي: بالالف الساكنة بين الشينين المعجمتين، هذه النسبة إلى مدينة وراء نهر سيحون، يقال لها " الشاش " وهي من ثغور الترك.
خرج منها جماعة كثيرة من أئمة المسلمين، منهم: عبد الله بن أبي عوانة الشاشي، سمع منه محمد بن إسماعيل البخاري، وجعفر بن محمد الفريابي وغيرهما.
وابن أخيه أبو علي الفضل بن العباس بن أبي عوانة الشاشي، رحل إلى مرو،
والعراق، وسمع علي بن حجر، وأحمد بن حنبل، روى عنه أهل بلده.
مات سنة ست وثمانين ومائتين.
والامام أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي، أحد أئمة الدنيا في التفسير والحديث والفقه واللغة، ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين ومات سنة ست وستين وثلاثمائة.
ومن المتأخرين جماعة حدثونا عنهم، وسمعنا منهم.
وقبله: أبو موسى هارون بن حميد الشاشي، يروي عن أبي الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب، روى عنه أهل الشاش.
مات سنة ست وستين ومائتين.
قال أبو حاتم بن حبان: كان فقيه البدن (1).
وأبو علي الحسن بن صاحب بن حميد (2) الشاشي، أحد الرحالين إلى خراسان والجبال، والعراق والحجاز والشام، كثير السماع، كتب ببلاد خراسان والجبال والحجاز والعراق وكور الاهواز والجزيرة والشام، وحدث عن علي بن خشرم، وإسحاق بن منصور، والحسن بن محمد بن الصباح، وعمرو بن عبد الله الاودي، وأبي زرعة الرازي، ومحمد بن عوف الحمصي، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقري، ويونس بن عبد الاعلى.
وطبقتهم.
__________
(1) قول محقق طبعة دمج: يتكرر ورود هذه الكلمة " فقيه البدن " في كتب الجرح والتعديل، وكنت سألت عنها - مكاتبة - شيخنا العلامة الحافظ عبد الله الصديق الغماري فكتب إلي حفظه الله بخير وعافية: " كلمة " فقيه البدن " يقولها المحدثون، ويقول الاصوليون " فقيه النفس " ومعناها أن الشخص تمكن في الفقه حتى اختلط بلحمه ودمه وصار سجية فيه، ومراد المحدثين بها: ترجيح الراوي الموصوف بها ولو كان أقل من الثقة، بحيث لو تعارضت رواية الصدوق الفقيه البدن، مع رواية الثقة غير الفقيه: قدمت رواية الصدوق المذكور..".
قلت: ومن هذا المعنى قول بعضهم في أبي حفص عمر بن محمد الشيرزي الآتية ترجمته: " لو فصد عمر لجرى منه الفقه مكان الدم " كما في " معجم البلدان ": 5: 322.
(2) هكذا جاء في الاصول كلها، و " تذكرة الحفاظ " ص 780، وهو الصواب.
[ * ](3/375)
روى عنه أبو بكر بن الجعابي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبو علي النيسابوري، وإبراهيم بن محمد بن حمزة، ومحمد بن المظفر، وكان ثقة.
وتوفي بالشاش سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
وأبو محمد جعفر بن شعيب أبو محمد الشاشي، حدث بنيسابور سنة سبع وثمانين ومائتين عن أبي أحمد محمد بن يوسف التمامي، وأبي الربيع خالد بن يوسف السمتي، ويعقوب بن حميد بن كاسب، وعيسى بن حماد زغبة، وأبي طاهر أحمد بن عمرو بن السرح، روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب، وأبو بكر أحمد بن علي الرازي الحافظان، وقال الشاشي هذا: سمعت الجاحظ - وسأله رجل فقال له: يا أبا عثمان الصفع حار أو بارد ؟ فقال: - ما دام في الكف فهو بارد، وإذا وقع على القفا فهو حار.
وأبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي الاديب، كان أصله من مرو، قدم بخارى وحدث بها في سنة أربع وثلاثين ومائتين عن عيسى بن أحمد العسقلاني وإسحاق بن إبراهيم بن جبلة الترمذي، وأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، والعباس بن محمد الدوري، وجماعة من أهل العراق، روى عنه جماعة كثيرة، منهم أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي، وأبو الفضل منصور بن نصر بن مت الكاغذي، وانصرف إلى الشاش ومات بها في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
الشاصوني: بفتح الشين المعجمة، وضم الصاد المهملة، والواو الساكنة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شاصونة " وهو اسم لجد: أبي الفضل العباس بن محبوب بن عثمان بن عبيد الشاصوني، و " شاصونة " لقب عثمان بن عبيد فيما أظن (1)، وهو شاصونة بن عبيد بن معرض بن عبد الله بن معيقيب اليمامي، وذكر قصة أنه كان صبيا صغيرا ملفوفا في خرقة فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " من أنا ؟ " قال: أنت رسول الله ولم يتكلم الغلام بعدها.
ووقع هذا الحديث لنا
بأسانيد أكثرها واهية.
يروي العباس عن أبيه محبوب، وهو من أهل اليمامة، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه بمكة حرسها الله.
الشاطري: بفتح الشين المعجمة، وكسر الطاء المهملة، وفي آخرها الراء.
__________
(1) كذلك علق القول على الظن ابن الاثير في " اللباب " وأحاله على المصنف.
[ * ](3/376)
هذه النسبة إلى " الشاطر " وهو اسم لبعض أجداد: أبي: طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن علي المتوكل بن عمر الكاتب الشاطري، المعروف بابن الشاطر، من أهل بغداد، كان صدوقا، سمع أبا الحسين علي بن عمر السكري، وأبا حفص بن شاهين، وأبا الطيب بن المنتاب، وأبا أحمد بن جامع الدهان.
ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقا، سكن في سكة النعيمية بباب البصرة، وكانت ولادته في شهر رمضان سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، ووفاته في شهر ربيع الاول من سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
الشاعر: بفتح الشين المعجمة، وكسر العين المهملة، وفي آخرها الراء.
اشتهر جماعة من العلماء بقول الشعر، وجماعة من الشعراء كانوا سمعوا الاحاديث ورووها.
والمشهور بهذا الاسم: القاسم بن أبي العباس الشاعر، واسم أبي العباس: السائب بن فروخ، من أهل مكة، يروي عن أبي جعفر محمد بن علي روى عنه سعيد بن حسان.
ولبطة (1) بن الفرزدق المجاشعي التميمي الشاعر، يروي عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة، روى عنه سفيان بن عيينة والقاسم بن الفضل.
وأبوه أبو فراس الفرزدق بن غالب، الشاعر التميمي، من أهل البصرة، واسمه همام بن غالب، والفرزدق لقب، يروي عن ابن عمر (2) وأبي هريرة رضى الله عنهم.
روى عنه ابن أبي نجيح، ومروان الاصفر، روى أحاديث يسيرة، وكان ظاهر الفسق هتاكا للحرم،
قذافا للمحصنات ومن كان فيه خصلة من هذه الخصال استحق مجانبة روايته على الاحوال.
ومات سنة عشر ومائة، هو وجرير الخطفي خصمه في سنة واحدة.
ومحمد بن مناذر الشاعر، من أهل البصرة، يروي عن ابن عيينه.
روى عنه
__________
(1) هكذا ثبت الاسم في مصورة ليدن، وفي أيا صوفيا والظاهرية " ليطة "، وفي كوبرلي " وله طبقات " ! والصواب ما أثبته، كما في " الجرح والتعديل " 3 / 2 / 183 و " جمهرة " ابن حزم ص 230 و 231، و " تاج العروس " للزبيدي 5: 214 وفيه أن كنيته " أبو غالب "، و " نوادر المخطوطات " 2: 356.
وانظر رواية ابن عيينة عنه في كتاب " العلل " للامام أحمد ص 151 و 152.
(2) هكذا في " المجروحين " لابن حبان 2: 197، وهو المصدر الذي اعتمده المصنف في ترجمة الفرزدق.
ومثله في " التاريخ الكبير " 4 / 1 / 136 و " اللباب " لابن الاثير، وهو الظاهر، لذلك أثبته، ووقع في أياصوفيا ومصورة ليدن " عمر " وفي الظاهرية وكوبرلي " أبي عمر "، وفي " تهذيب الاسماء واللغات " 2 / 1 / 280: " ا بن عمرو " هذا، وللفرزدق رواية عن سيدنا الحسين السبط رضي الله عنه، كما في ترجمته من " سير أعلام النبلاء " للذهبي 3: 188.
[ * ](3/377)
الحجازيون، كان ماجنا مظهرا للمجون، لا يجوز الاحتجاج به، ذكره يحيى بن معين فقال: كان يرسل العقارب في المسجد الحرام، كيما تلسع الناس ! وكان يصب المداد في المواضع التي يتوضئون منها، كيما يسود وجوه الناس ! ليس يروي عنه رجل فيه خير.
ومن مشهوري المحدثين: أبو محمد حجاج بن يوسف بن حجاج الشاعر الثقفي، كان أبوه يوسف الملقب ب " لقوة " شاعرا، صحب أبا نواس وكان منشؤه بالكوفة، فأما حجاج: بغدادي المولد والمنشأ، سمع يعقوب بن إبراهيم بن سعد، وأبا أحمد الزبيري، وشبابة بن سوار، وعبد الرزاق بن همام، ويزيد بن أبي حكيم، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبا نوح قرادا، وعبد الصمد بن عبد الوارث، وغيرهم.
روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني وأبو داود السجستاني، ومسلم بن الحجاج، وصالح بن محمد جزرة، وجماعة كثيرة، آخرهم أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل
المحاملي، وكان ثقة فهما حافظا.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه وهو ثقة من الحفاظ، ممن يحسن الحديث، وسئل أبي عنه ؟ فقال: صدوق.
وقال حجاج بن الشاعر: جمعت لي أمي مائة رغيف، وجعلتها في جراب، وانحدرت إلى شبابة بالمدائن فأقمت ببابه مائة يوم، كل يوم أجئ برغيف، فأغمسه في دجلة وآكله، فلما نفدت خرجت.
وسئل أبو داود السجستاني: أيما أحب إليك: الرمادي أو حجاج بن الشاعر ؟ فقال: حجاج خير من مائة مثل الرمادي.
وقال النسائي: حجاج بن يوسف يقال له: ابن الشاعر، بغدادي ثقة، وقال غيره: مات في رجب سنة تسع وخمسين ومائتين.
الشافعي: بفتح الشين المعجمة المشددة، وكسر الفاء، والعين المهملة.
هذه النسبة إلى الجد الاعلى، وهو الامام أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد (1) بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المطلبي الشافعي، هو منسوب إلى جد جده: شافع بن السائب.
__________
(1) هذا هو الصواب، وفي " مناقب الشافعي " للبيهقي 1: 76: " السائب بن عبد يزيد..." وهو سقط مطبعي.
[ * ](3/378)
ولد بغزة من بلاد فلسطين بنواحي بيت المقدس، سنة خمسين ومائة، لعله مات في يومها الامام الاعظم أبو حنيفة رضي الله عنه وقيل: باليمن، ونشأ بمكة، وبها تعلم العلم، وبالمدينة، وسكن مصر وتوفي بها في رجب سنة أربع ومائتين.
حدث عن مالك بن أنس، ومحمد بن الحسن الشيباني، وابن عيينة.
روى عنه جماعة كثيرة مثل أبي يعقوب البويطي، وأحمد بن حنبل.
قال الشافعي: حفظت من كتاب محمد ما
يحمل حمل بختي.
روى المزني عن الشافعي أنه قال: رأيت علي بن أبي طالب في النوم، فسلم علي وصافحني، وخلع خاتمه فجعله في إصبعي ; وكان لي عم ففسرها وقال لي: أما مصافحتك لعلي فأمان من العذاب، وأما خلع خاتمه وجعله في إصبعك فسيبلغ اسمك ما بلغ اسم علي في الشرق والغرب.
وكان يفتي وله خمس عشرة سنة، وكان يحيي الليل إلى أن مات.
وقال له مسلم بن خالد الزنجي - ومر علي الشافعي وهو يفتي وهو ابن خمس عشرة سنة، فقال: يا أبا عبد الله أفت فقد آن لك أن تفتي (1).
وكتب عبد الرحمن بن مهدي إلى الشافعي - وهو شاب - أن يضع له كتابا فيه معاني القرآن، ويجمع قبول الاخبار فيه، وحجة الاجماع، وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة، فوضع له كتاب " الرسالة ".
قال عبد الرحمن بن مهدي: ما أصلي صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها.
وحكي أن بشرا المريسي لما حج رجع فقال لاصحابه: رأيت شابا من قريش بمكة، ما أخاف على مذهبنا إلا منه - يعني الشافعي -.
وروي أن إسحاق بن راهويه قال: أخذ أحمد بن حنبل بيدي وقال: تعال حتى أذهب بك إلى من لم تر عيناك مثله، فذهب بي إلى الشافعي.
وذكر أحمد بن حنبل قال: ستة أدعو لهم سحرا، أحدهم الشافعي.
وذكر صالح بن أحمد بن حنبل قال: مشى أبي مع بغلة الشافعي، فبعث إليه يحيى بن معين وقال: يا أبا عبد الله أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته ! فقال: يا أبا زكريا لو مشيت من الجانب الآخر كان أنفع لك.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لابي: يا أبة ! أي رجل كان الشافعي ؟ فإني سمعتك تكثر من الدعاء له ! فقال
__________
(1) الصواب..سمعت عبد الله بن الزبير الحميدي يقول: قال مسلم بن خالد الزنجي للشافعي: " يا أبا عبد الله أفت الناس، آن لك والله أن تفتي، وهو ابن دون عشرين سنة ".
[ * ](3/379)
له: يا بني كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس، فانظر هل لهذين من خلف، أو منهما عوض ؟ ! وقال أبو ثور: من زعم أنه رأى مثل محمد بن إدريس في علمه وفصاحته، ومعرفته وثباته، وتمكنه: فقد كذب ! محمد بن إدريس الشافعي منقطع القرين في حياته، فلما مضى لسبيله لم يعتض منه.
وقال أبو الوليد بن أبي الجارود: ما رأيت أحدا إلا وكتبه أكبر من مشاهدته، إلا الشافعي فإن لسانه أكبر من كتابه.
وكان أبو بكر الحميدي إذا ذكر عنده الشافعي يقول: حدثنا سيد الفقهاء.
ورؤي الشافعي بعد وفاته في المنام فقيل له: يا أبا عبد الله ما صنع الله بك ؟ قال: أجلسني على كرسي من ذهب، ونشر علي اللؤلؤ الرطب.
ومن أولاد عمه: إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الشافعي، من أهل مكة، يروي عن يوسف بن يعقوب النجاحي، روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
وإبراهيم بن محمد بن العباس الشافعي، مكي، يروي عن الحارث بن عمير، والمنكدر بن محمد بن المنكدر، وعبد الله بن رجاء، روى عنه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان، وقال أبو حاتم: محله الصدق، وكان أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه.
وجماعة من أقربائه انتسبوا بهذه النسبة، منهم: ابن عمه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع، من أهل مكة، يروي عن حماد بن زيد، روى عنه الشافعي.
وجماعة من أصحابه ومنتحلي مذهبه من المتأخرين انتسبوا بهذه النسبة لاتباعهم مذهبه.
والنسبة الصحيحة إلى مذهبه " الشافعي " ومن قال " الشفعوي " فقد وهم، هكذا سمت إمام أهل اللغة أبا منصور بن الجواليقي (1).
__________
(1) قال ابن العجمي في " ذيل لب اللباب ": " النسبة إلى الشافعي: شافعي أيضا، ولا يقال: شفعوي، فإنه لحن، وإن كان قد وقع في بعض كتب الفقه للخراسانيين، كالوسيط وغيره، وهو خطأ فليجتنب، كما نبه عليه النووي وغيره.
انتهى من " الاشارات " لابن الملقن ".
وتابعه الزبيدي في " شرح القاموس " 5: 400.
وكذلك قال الفيومي في " المصباح المنير " في مادة " ش ف ع " وفي آخره.
[ * ](3/380)
ومن المتأخرين: أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه بن موسى بن بيان الجبلي البزاز الشافعي، من أهل بغداد شيخ ثقة صدوق ثبت كثير الحديث حسن التصنيف في عصره، أملى وحدث عن عامة شيوخ بغداد مثل: السمري محمد بن الجهم، وأبي قلابة الرقاشي، ومحمد بن شداد المسمعي، ومحمد بن غالب بن حرب، وعمر حتى كتب عنه أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد الدارقطني، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وأبو علي بن شاذان، وآخر من روى عنه أبو طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، وكانت ولادته بجبل، وسكن بغداد، وجمع أبوابا وشيوخا، وكتب عنه قديما وحديثا.
قال بعض الناس: رأيت جزءا فيه مجلس كتب عن ابن صاعد في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة، وبعده مجلس كتب عن أبي بكر الشافعي في ذلك الوقت " ولما منعت الديلم ببغداد الناس أن يذكروا فضائل الصحابة، وكتبت سب السلف على المساجد، كان الشافعي يتعمد في ذلك الوقت " إملاء الفضائل في جامع المدينة، وفي مسجده بباب الشام، ويفعل ذلك حسبة ويعده قربة وكان الدارقطني يقول: أبو بكر الشافعي ثقة مأمون، ما كان في ذلك الزمان أوثق منه، ما رأيت له إلا أصولا صحيحة متقنة، وقد ضبط سماعه فيها أحسن الضبط.
ولد في جمادى سنة ستين ومائتين بجبل، ومات في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ببغداد.
وبعده: أبو علي الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن العباس بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب الهاشمي الشافعي المكي، من أهل مكة، وكان من الثقات المكثرين، حدث عن أبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي، سمع منه جدي الامام أبو المظفر السمعاني، وأبو القاسم الشيرازي الحافظ، وجماعة كثيرة، حدثنا عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي بأصبهان، وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري بنيسابور، ولم يحدثنا عنه سواهما، وتوفي سنة نيف وسبعين وأربعمائة بمكة.
وإنما قيل له " الشافعي ": لما سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد الحافظ بأصبهان يقول: سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول: سئل أبو علي الشافعي المكي عن هذه النسبة ؟ فقال: كان أبي يسمع الحديث، وكان في القوم رجل يسمى الحسن بن عبد الرحمن المالكي، فكتب لنفسه: الشافعي، ليقع الفرق بينهما، فثبت علينا هذا النسب.
الشافسقي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الفاء بعد الالف، وفتح السين المهملة،(3/381)
وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى شابسه (1) إحدى قرى مرو، على فرسخين منها، وتعرب فيقال: " شافسق "، منها: أبو أحمد سعيد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن معدان الشافسقي، والد أبي العباس المعداني الفقيه صاحب كتاب " تاريخ المراوزة "، مولده بقرية شافسق، ثم انتقل إلى البلد وسكن سكة عسكر، رحل إلى العراق وأدرك الشيوخ، وسمع أبا حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبا الفضل العباس بن محمد الدوري، وسعيد بن مسعود السلمي المروزي، وغيرهم.
ثم اشتغل بالكتب، روى عنه أبنه أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني.
وفاته في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
الشاقلاني (2): بفتح الشين المعجمة، والقاف الساكنة بين الالف واللام ألف.
هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب إليه، وهو " شاقلا " وهو: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عمر بن حمدان الفقيه الشاقلاني (2)، من أهل بغداد.
كان فقيها حنبليا، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وقال: " أبو إسحاق الفقيه المعروف بابن شاقلا، أحد شيوخ الحنابلة، قال لي أبو يعلى محمد بن الحسين الفراء: كان رجلا جليل القدر حسن الهيئة، كثير الرواية، حسن الكلام في الفقه، غير أنه لم يطل له العمر ".
الشاكري: بفتح الشين المعجمة، والكاف المضمومة بعد الالف، هكذا رأيت ضم الكاف في كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم مقيدا مضبوطا (3)، ثم الراء.
هذه النسبة إلى " شاكر " وهو بطن من همدان، منها: حامد الصائدي، ويقال الشاكري، حي من همدان، كذا قال ابن أبو حاتم، ثم
__________
(1) هكذا جاء في أياصوفيا وكوبرلي و " اللباب ".
ومقتضى نسخة الظاهرية: شابسق.
والصواب الاول.
(2) في الاصول كلها: الشاقلاني، بالنون والياء آخر الكلمة، ولم يصرح المصنف بضبط هذا الحرف، لكن قال ابن الاثير في " اللباب ": " وفي آخرها ياء مثناة من تحتها ".
وهو الظاهر، ما دامت النسبة إلى " شاقلا " لا إلى شاقلان.
ولذا كتبها ابن الاثير: شاقلايي وفي التاج: 7: 392: شاقلائي.
(3) تعقب ابن الاثير في " اللباب " اعتماد المصنف هذا الضبط فقال: " الصحيح كسر الكاف من: شاكر، ومن ضمه فقد أخطأ، ولعل الناسخ قد أخطأ في ضبطه في " الجرح والتعديل " أو نسخة من لا علم له بالنسب " وكذلك ضبطها بالكسر السيوطي في " اللب " فليعتمد.
والله أعلم.(3/382)
قال: " روى عن سعد بن أبي وقاص، روى عنه أبو إسحاق السبيعي ".
الشالنجي: بفتح الشين المعجمة، واللام، بينهما الالف، وسكون النون، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى بيع الاشياء من الشعر كالمخلاة والمقود والجل، واشتهر بهذه النسبة
جماعة، منهم: أبو إسحاق إسماعيل بن سعيد الشالنجي الكسائي الجرجاني، إمام فاضل، جليل القدر، طبري الاصل، صنف كتبا كثيرة منها كتاب " البيان " وغيره، وكان أحمد بن حنبل يكاتبه، وكان إسماعيل الشالنجي ينتحل مذهب الرأي، ثم هداه الله تعالى، وكتب الحديث ورأى الحق في اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رد عليهم في كتاب " البيان ".
وكان من أصحاب محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة رحمهما الله، يحكي كل مسألة عنه، ثم يرد عليه، وحكي عنه أنه قال: كنت أربعين سنة على الضلالة، فهداني الله عزوجل، فأي رجال فاتتني ! قال أحمد بن حنبل: سمعت إسماعيل بن سعيد الكسائي لما ذكره: رحم الله أبا إسحاق كان من الاسلام بمكان، كان من أهل العلم والفضل، سمع سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعيسى بن يونس، وجرير بن عبد الحميد الضبي، وعباد بن العوام، وأبا معاوية الضرير.
وجماعة.
روى عنه الضحاك بن الحسين الازدي، والحسين بن علي الايلي (1)، وأبو عوانة بن المعلى بن منصور، وأحمد بن العباس العدوي، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني.
قيل: إنه مات سنة ثلاثين ومائتين بإستراباذ، وقيل: إنه مات بدهستان في شهر ربيع الاول سنة ست وأربعين ومائتين.
وأبو إبراهيم إسماعيل بن الفضل الشالنجي، كان قاضي جرجان، يعرف بالشالنجي، روى عن يحيى بن عقبة بن أبي العيزار، وإسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، روى عنه سعيد بن يزيد الجرجاني، وعمران بن موسى السختياني، ومحمد بن أحمد بن شيرين.
وإسحاق بن إبراهيم الشالنجي، جرجاني، يروي عن يعلى بن عبيد، روى عنه أحمد بن موسى.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد الحميد الشالنجي الجرجاني، يروي عن عمران بن موسى السختياني، وأحمد بن محمد بن حمزة، ومحمد بن علويه وغيرهم.
__________
(1) في " اللباب ": الاملي ونحوه في الظاهرية.
[ * ](3/383)
الشالوسي: بفتح الشين المعجمة، واللام المضمومة بعد الالف، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " شالوس " وهي قرية كبيرة بنواحي آمل طبرستان، خرج منها جماعة من العلماء، منهم: أبو عبد الله عبد الكريم بن أحمد بن الحسن بن محمد الشالوسي الطبري، فقيه عصره بآمل، ومدرسها ومفتيها، وكان واعظا زاهدا، وبيته بيت الزهد والعلم، ورد بغداد، وخرج إلى الحجاز، وسمع أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء المصري إما بمكة أو بمصر، وغالب ظني أنه سمع منه بمكة، سمع منه أبو محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني، وتوفي سنة خمس وستين وأربعمائة.
وأبو يعلى الحسين بن عبد العزيز بن محمد الشاعر المعروف بالشالوسي، من أهل بغداد، وحدث عن أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: " كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، وقال لي: سمعت من علي بن عمر السكري وأبي الحسين بن سمعون " قال: " وذكر لي الشالوسي أنه: الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن زيد بن مسعود بن عدي بن الحارث التيمي، من تيم الرباب، وقال لي: ولدت في يوم الاحد السادس من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ومات في يوم الخميس ثامن المحرم سنة أربعين وأربعمائة، وكان يسكن قطيعة الربيع وسمعت من يقول: لم يكن في دينه بذاك ".
الشالي: بفتح الشين المعجمة، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " الشال " وهي قرية من قرى بلخ، والمشهور بالنسبة إليها: أبو بكر محمد بن عميرة الشالي، يروي عن علي بن خشرم المابرسامي وغيره.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق، وتوفي في حدود سنة ثلاثمائة.
الشاماتي: بفتح الشين المعجمة، وفي آخر الكلمة تاء منقوطة من فوقها بنقطتين.
هذه النسبة إلى " الشامات " وهو اسم لموضعين: أحدهما: اسم لاحد أرباع نيسابور وهو من الجامع إلى حدود بست طولا، وهو على القبلة ستة عشر فرسخا، وعرضه من حدود بيهق إلى حدود الرخ، وهو على القبلة أربعة عشر فرسخا، وفيه من القرى ما يزيد على ثلاث مائة قرية، وخرج منها جماعة من الفقهاء والادباء، منهم:(3/384)
أبو الحسن بن أبي الحسين القطان الشاماتي، قال أبو كامل البصيرى: أبو الحسن القطان هو الناقد الناظر، من شامات نيسابور، سمعت منه كتاب " المدخل " في التفسير، يرويه عن أبي القاسم بن حبيب، وقال: كان أبو القاسم بن حبيب عندنا بنيسابور كرامي المذهب أولا، ثم تحول إلى أصحاب الشافعي رحمه الله، وكان في داره بستان وبئر، وكان إذا قصده إنسان من الغرباء: إن كان ذا ثروة طمع في ماله، ويأخذ منه حتى يقرأ له، وإن كان فقيرا أمره بنزح الماء من البئر لبستانه بقدر طاقته حتى يفيده، وكان لا يفعل بأهل بلده ذلك، وكنا نستفيد منه مجانا.
قال أبو الحسن: وشامات على ناحية نيسابور، كان والدي أبو الحسين منها، كان يتفقه في مسجدها، ويتزهد فيها.
وأبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد الاديب الشاماتي منها، شيخ ثقة أديب فاضل عفيف، من أهل نيسابور، روى عن الاستاذ أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبي محمد عبد الله بن يوسف بن مامويه الاصبهاني وغيرهما، روى لنا عنه أبو نصر الغازي الحافظ بأصبهان، وأبو سعد ناصر بن سهل البغدادي بنوقان، وعبد الله بن أبي القاسم الجصاص بنيسابور، وغيرهم، مات في شعبان سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
ومن القدماء: أبو حامد أحمد بن الفضل بن منصور الشاماتي، يروي عن محمد بن رافع، وأيوب بن الحسن، روى عنه أبو عبد الله الديناري، وأبو الطيب الذهلي.
وأبو محمد جعفر بن أحمد بن أبي عبد الرحمن الشاماتي، من أهل نيسابور، تفقه على
أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، وروى الحديث عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن رافع، وإسحاق بن منصور، وأبي كريب، ويونس بن عبد الاعلى، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبي موسى وبندار، روى عنه أبو عبد الله بن أبي يعقوب، توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
وحامد بن محمود بن معقل الشاماتي القطان النيسابوري، والد أبي العباس، سمع محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف، وعبد الله بن هاشم، توفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
روى عنه أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه، وأبو عبد الله بن دينار العدل، وابنه أبو العباس الشاماتي.
وأما ابنه أبو العباس محمد بن حامد الشاماتي، يروي عن أبي العباس محمد بن يونس الكديمي، والسري بن خزيمة، والحسين بن الفضل البلخي، وأحمد بن نصر اللباد، ومحمد بن أيوب الرازي، و عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبي مسلم إبراهيم بن عبد الله(3/385)
البصري وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: أبو العباس الشاماتي، كان من مشايخ أصحاب الرأي، وقد حدث، سمع منه الحاكم عن أبي بكر بن أبي العوام الرياحي، وأبي الوليد بن برد الانطاكي، وأقرانهما في آخر عمره، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة عاصم.
وبالسيرجان من نواحي كرمان قرية يقال لها " الشامات " أيضا على ستة فراسخ من السيرجان، خرج منها محمد بن عمار الشاماتي، سمع يعقوب بن سفيان الفسوي.
الشاموخي: بفتح الشين المعجمة، وضم الميم، وفي آخرها الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى " شاموخ " وهي قرية بنواحي البصرة، والمنتسب إليها: أبو محمد عبد الباقي بن الحسن بن علي بن محمد الشاموخي، من أهل البصرة، من أولاد المحدثين، ورد بغداد وحدث بها وبالبصرة، ورأيت ببغداد شيخا معظما من
أولاده، حدث عن أبي محمد طلحة بن يوسف بن أحمد بن رمضان المواقيتي، روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر السمرقندي، وسمع منه بالبصرة، وقال: توفي ببغداد عاشر ربيع الاول سنة خمس وثمانين وأربعمائة، ودفن بأبيورد.
وأبو بكر محمد بن إسحاق بن مهران المقرئ الشاموخي، يعرف بشاموخ، وهذا لقبه، من أهل بغداد، شيخ منكر الحديث، حدث عن أبي العباس أحمد بن محمد البراثي، والحسن بن الحباب الدقاق، وأحمد بن يوسف بن الضحاك الفقيه، وعلي بن حماد الخشاب، وحديثه كثير المناكير، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، روى عنه يوسف بن عمر القواس، وأبو الحسن علي بن أحمد بن حمويه المؤدب، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وغيرهم، قال أبو الفتح القواس: مات أبو بكر المعروف بشاموخ سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وأبوه أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن موسى الشاموخي المقرئ البصري، من أهل البصرة، سمع أبا بكر الاسقاطي (1) وعمر بن محمد بن سيف، والحسن بن علي القطان وجماعة، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ، وذكره في " معجم
__________
(1) الصحيح ما جاء في " تاج العروس " للزبيدي 5: 158، نسبة إلى بيع السقط - بفتحتين - وهو الردئ من الاشياء.
ص 91 من هذا الجزء " السقطي ".(3/386)
شيوخه " وقال: رأيته حيا في الرحلة الثانية في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
الشامي: بتشديد الشين المعجمة وفتحها، وفي آخرها ميم.
هذه النسبة إلى " الشام " بالهمزة وتلين، فيقال: الشامي، وهي بلاد بين الجزيرة والغور إلى الساحل، وإنما سميت الشام ب " سام " بن نوح، و " سام " اسمه بالسريانية: " شام " وبالعبرانية: " اشم " (1)، وقيل: لانها من شمال الارض، كما أن اليمين يمين الارض، وقيل: إن اسم الشام سورية، وكانت أرض بني إسرائيل قسمت إلى اثني عشر سهما، فصار
لكل سبط قسم، فنزل تسعة أسباط ونصف في مدينة يقال لها " شامين " وهي من أرض فلسطين، فصار إليها متجر العرب في ذلك الدهر، ومنها كانت ميرتهم، فسموا الشام ب " شامين "، وحذفوا فقالوا " الشام ".
كان بها عالم من الصحابة والتابعين، حتى قال أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني: بالشام عشرة آلاف عين رأت رسول الله صلى الله عليه وآله، والمشهور بالنسبة إليها: أبو عبد الله مكحول بن عبد الله الشامي كان من سبي كابل لسعيد بن العاص، فوهبه لامرأة من هذيل فأعتقته بمصر، ثم تحول إلى دمشق فسكنها، يروي عن أنس بن مالك وابن عمر وواثلة وأبي أمامة، وكان من فقهاء الشام، ومات سنة ثنتي عشرة ومائة بالشام، وقد قيل سنة ثلاث عشرة، وقيل سنة أربع عشرة.
وببخارى مسجد يقال له " مسجد الشام " هكذا ذكره أبو كامل البصيري، وقال: يدعى فقهاؤه " شامي " منهم: أبو سعيد الشامي الفقيه يلقب ب " حجي " (2)، أدركته وأخاه، وكانا مليحين.
قال: سمعت عبد الله بن الغزال مستملي قاضي أبي جعفر الاسروشني يحكي بين يدي الفقيه عبد العزيز الحلواني ويقول: كنا يوما مع أبي سعيد الشامي بقرية خجادى، فيها أصحاب الشافعي، فمررنا بأعلى مسجدهم فإذا المؤذن يقيم، فقال أبو سعيد الشامي: تعالوا نصل
__________
(1) هكذا في الاصول إلا كوبرلي ففيه " شيم ".
وهذا القول حكاه ياقوت في " معجم البلدان " عن بعض أهل الاثر، ورده الزبيدي في " التاج " 8: 353 فقال: " هذا الوجه قد أنكره كثير من محققي أئمة التواريخ، وقالوا: لم ينزلها سام قط ولا رآها، فضلا عن كونه بناها ".
(2) هكذا بكسر الحاء كما تقدم في: " حجي ".
ونقل الحافظ القرشي في " الجواهر المضية " 2: 253 عن المصنف قوله هنا في أبي سعيد: " وكان فقيها مجودا حنفيا " ومثله في " اللباب " لابن الاثير، ولم يوجد شئ من هذا في الاصول.
[ * ](3/387)
معهم، فدخلنا وصففنا خلف الامام، وجعلوا يقرؤون في صلاتهم ويولولون، ونحن نتعجب من ولولتهم في الصلاة، وكنا نسكت خلف الامام فلا نقرأ شيئا من القرآن، وينظرون إلينا نظرا شزرا، فلما فرغ الامام حملوا علينا وقالوا: ماهذا الكسل الذي أنتم فيه، فلم لا تقرؤون الفاتحة ؟ ! فمن الكسل تركتم الفاتحة خلف الامام ؟ ! فقلت أنا لهم: حتى يجيبكم عن هذه المسألة فقيهنا، فإنه كبيرنا، فسمع الفقيه أبو سعيد الشامي مناظرتنا، فقال: اسمعوا حتى أجيبكم، فإنا لسنا بكسالى، ولكن الساعة كسل إمامكم في إفراد الاقامة، حملنا على هذا الكسل الذي تركنا القراءة خلف الامام، وإنما تعلمنا الكسل منكم، ولو ثنيتم الاقامة ولم تكسلوا فيها لما اجترأنا على هذا الكسل الذي تعيرونا به ! فأسكتهم بهذا الجواب ونجونا.
قال: وله مثل هذه الحكايات العجيبة المليحة، وحكى في مجلسه ذلك عنه أيضا فقال: كنا معه بالنور فدخلنا كرمينية يوم الجمعة، فصلى مع الناس الجمعة وأمرناه بارتقاء المنبر للوعظ فارتقاه، فسألوه عن جواز الجمعة بكرمينية: هل تجوز أم لا ؟ فقال: إن قلت تجوز فقد خالفت السلف، فإنهم كانوا لا يجوزون، فقلت: لا أخالف سلفي، وقلت: لا تجوز، فقالوا: لم ؟ قال: لانها ليست ببلدة وهي قرية، والقرى لا يجمع فيها، والدليل على أنها قرية أن العريش يفتل (1) في باب الجامع، وعندنا العريش يفتل على أبواب القرى، فلو لم تكن هذه البقعة قرية، وإلا لم فعلتم هذا الفعل على باب جامعكم ؟ فأسكتهم بهذه الحجة.
قلت: هذه من الحجج التي قال فيها الشاعر: حجج تكاسر كالزجاج تخالها * حقا، وكل كاسر مكسور وجماعة سوى هؤلاء ينتسبون بهذه النسبة، و " شامة " اسم بعض أجدادهم منهم: يحيى بن زكريا بن يحيى بن عبد الملك الثقفي الشامي، يعرف بابن الشامة أندلسي، توفي سنة خمس وسبعين ومائتين.
__________
(1) وفي " النهاية " لابن الاثير 3: 207: " كانوا يأتون النخيل فيبتنون من سعفه مثل الكوخ، فيقيمون فيه " فلعل فتل العريش المذكور هنا: نسجه من سعف النخيل، ويكون أبو سعيد الشامي أراد تقريع أهل كرمينية على إقامتهم هذا العمل الممتهن على أبواب المساجد.
وهي جديرة بالتنزيه عنها، والله أعلم.
[ * ](3/388)
ويحيى بن زكريا بن الشامة الاموي محدث أندلسي، مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة، يروي عن خاله إبراهيم بن قاسم بن هلال عن (1) فطيس السبائي عن مالك بن أنس.
روى عنه ابنه أحمد بن يحيى، وابنه هذا روى عنه أبو القاسم خلف بن القاسم بن سهل.
وأبو القاسم هبة الله بن علي بن عبد الرحمن بن يعقوب بن شامة المعافري المصري، شيخ صالح، يروي عن حمزة بن محمد بن علي بن العباس الكناني.
قاله ابن ماكولا، قلت: روى عنه أبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصفر الانباري وأبو عبد الله محمد بن العباس الشامي مولى بني هاشم، يعرف بصاحب الشامة، حدث عن محمد بن ربيعة الكلابي، ومبشر بن إسماعيل الحلبي، وسلام بن نوح العطار، وشعيب بن حرب المدائني، ومحمد بن بشر العبدي، ومنصور بن سقير وغيرهم.
روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وعمر بن حفص السدوسي، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، و عبد الله بن محمد بن ناجية، والقاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وكان ثقة ومات في جمادى الاولى سنة تسع وثلاثين ومائتين.
الشاهيني (2): بفتح الشين المعجمة، والهاء المكسورة، بينهما الالف، ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة ألى " شاهين "، وهو اسم لجد المنتسب إليه، منهم: أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ بن سراح بن عبد الرحمن الواعظ الشاهيني المعروف بابن شاهين، وكان أصله من مرو الروز، ونسب إلى
جده لامه أحمد بن محمد بن يوسف بن شاهين الشيباني من أهل بغداد.
كان ثقة صدوقا مكثرا من الحديث، وله رحلة إلى العراقين والحجاز، سمع أبا القاسم البغوي، وأبا خبيب البرتي، وأبا بكر الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا عبد الله بن عفير وطبقتهم، روى عنه ابنه عبيد الله، وهلال بن محمد الحفار، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم الازهري، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز الازجي، وأبو القاسم التنوخي، وأبو محمد الجوهري، وآخر
__________
(1) في الظاهرية وليدن " بن " والمثبت من غيرهما، وهو الصواب.
انظر " الاكمال " و " جذوة المقتبس " ص 147 و " بغية الملتمس " ص 209، وضبط " فطيس " من أياصوفيا.
(2) هكذا جاءت هذه النسبة هنا، في جميع الاصول، وحقها أن تكون آخر " باب الشين والالف " كما جاءت في " اللباب "، وكما ستأتي قريناتها هناك.
[ * ](3/389)
من حدث عنه القاضي أبو الحسين بن المهتدي بالله الهاشمي.
قال: كتبت الحديث وأنا ابن إحدى عشرة سنة.
وكانت ولادته في صفر سنة سبع وتسعين ومائتين.
قال: وأول سماعي في سنة ثمان وثلاثمائة، وصنفت ثلاثمائة مصنف وثلاثين مصنفا، أحدها " التفسير الكبير " ألف جزء، و " المسند " ألف وخمسمائة جزء، و " التاريخ " مائة وخمسون جزءا، و " الزهد " مائة جزء، وأول ما حدث بالبصرة سنة اثنيتن وثلاثين وثلاثمائة.
وقال: كتبت بأربعمائة رطل حبر، وقال: حسبت ما اشتريت به الحبر إلى هذا الوفت فكان سبعمائة درهم، قال الراوي - وهو أبو بكر محمد بن عمر الداودي -: وكنا نشتري الحبر أربعة أرطال بدرهم، قال: ومكث ابن شاهين بعد ذلك يكتب زمانا، وكان لحانا، وكان لا يعرف من الفقه لا قليلا ولا كثيرا.
ومات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وابنه أبو القاسم عبيد الله بن عمر الشاهيني، كان صدوقا صالحا، سمع أباه وأبا محمد بن ماسي البزار، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا بحر (1) محمد بن الحسن بن كوثر
البربهاري، ومحمد بن مظفر، وغيرهم، روى عنه أبو بكر الخطيب، وعبد العزيز بن محمد النخشبي، وكانت ولادته في سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الاول من سنة أربعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
وأبو حفص عمر بن أحمد (2) بن محمد بن الحسن بن شاهين الفارسي الشاهيني ثم السمرقندي، أصله من فارس، ولد بسمرقند ونشأ بها، سمع أبا بكر محمد بن جعفر بن محمد بن جابر الرزمازي، وأبا علي إسماعيل بن محمد بن أحمد الكشاني وأبا بحر الكاغذي، وأبا سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي، وروى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وجماعة من أهل سمرقند، وكانت له بسمرقند خيرات كثيرة من الاوقاف على الفقراء في أيام عاشوراء وغيرها، ومات في العشر الآخر من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربعمائة.
وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الحسن بن شاهين الفارسي، أحو الحافظ عمر، يروي عنه أخوه.
__________
(1) في الظاهرية وأياصوفيا وليدن: " الحسن " وفي كوبرلي " يحيى " والصواب ما أثبته، انظر ترجمته في " تاريخ بغداد " 2: 209 وهذا الموضع منه في ترجمة الشاهيني هذا 10: 386.
(2) هكذا في الاصول جميعها، و " اللباب "، وفي الظاهرية " عبد الصمد ".
وانظر ترجمة أخيه الآتية.
[ * ](3/390)
الشاواني: بفتح الشين المعجمة، والواو بين الالفين، وبعدها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، يقال لها " شاوان " على ستة فراسخ بت بها ليلتين، كان بها: أبو حامد أحمد بن محمد بن جعفر الشاواني، وحفيده أبو الحسن علي بن محمد بن عبد العزيز بن أبي حامد الشاواني، تفقه على جدي الامام أبي المظفر، وكان لا يعرف شيئا بل صحب الائمة، وكان مزاحا مطايبا، عمر العمر الطويل حتى صار لا يتماسك، وكنت
آنس به، وكان يحضر مع السواد والرساتيق، وكان بحيث لا يتماسك ويبدر منه ما يقبح ذكره، قرأت عليه مجالس من أمالي جدي في البلد، وبقرية كورد روقوت، وكانت ولادته في سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
الشاوجي: بفتح الشين المعجمة، بعدها الالف، والواو (1)، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " شاوجه "، وهو جد أبي إسحاق إبراهيم بن عجيف بن خازم بن شاوجه المعلم الشاوجي، من أهل بخارى، يروي عن أبي طاهر أسباط بن اليسع، ويعقوب بن معبد، ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم البمجكثي المقرئ وغيرهم، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، ومات لانسلاخ شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
الشاوخراني: بفتح الشين بعدها الالف، وسكون الواو، وفتح الخاء المعجمتين (2)، وفتح الراء المهملة، وفي أخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف، يقال لها " شاوخران " كانت عامرة فخربت ولم يبق منها إلا الرسم، ومنها: أبو الحسين محمد بن جعفر الشاوخراني، كان من أصحاب أبي عمرو بن أبي كامل، مات في محرم سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
الشاو شاباذي: بسكون الالف والواو بين الشينين المعجمتين، والباء الموحدة المفتوحة
__________
(1) هكذا قال المصنف وابن الاثير في " اللباب " وصرح السيوطي في " اللب " أن الواو مفتوحة.
(2) هكذا في الظاهرية وأياصوفيا، وسقط ضبط الخاء والراء من نسخة كوبرلي، وما بين المعكوفين زيادة منها، وقد وافق المصنف على ضبط الخاء بالفتح ابن الاثير والسيوطي، لكن ضبطها بالسكون ياقوت في " معجم البلدان " وضبط ناشره الواو بالفتح كراهية توالي ثلاثة أحرف ساكنة، والله أعلم.
[ * ](3/391)
بين الالفين الساكنتين، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى شاوشاباذ، وهي قرية من قرى مرو على فرسخ، خرج منها: أحمد بن على الاشقر الشاو شاباذي المروزي، من هذه القرية، كان أيام الفتنة تعلق بأبي العباس أحمد بن سعيد بن المعداني صاحب " تاريخ المراوزة " وانخرط في سلكه.
الشاوغري: بفتح الشين المعجمة، وسكون الالف والواو، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ناحية من ثغر الترك يقال لها " الشاوغر "، خرج منها جماعة من أهل العلم، ولقينا جماعة (1) منهم: القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الشاوغري، كان من الافاضل، روى عنه أبو الربيع الحسن بن عبد الكريم الشمالي الساحلي.
وأبو محمد عبد الله بن محمد الشاوغري المستملي، سمع أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل الشيباني، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " وقال: أبو محمد الشاوغري، أقام عندنا بنيسابور سنين، ثم خرج إلى العراق ولم أسمع له خبرا.
الشاوكتي: بفتح الشين المعجمة والكاف، وبينهما الالف والواو، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى " شاوكت " وهي بلدة من بلاد الشاش، من أعمالها، منها: الامام الخطيب أبو القاسم عبد الواحد بن عبد الرحمن بن زيد بن إبراهيم بن أحمد بن حرب المعروف بالحكيم الشاوكتي، من أهل سمرقند، وسكن شاوكت، وسمع أبا بكر محمد بن عبد الله (2) الخطيب، روى عنه أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز البخاري المعروف ب " كاك "، ومات في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وأربعمائة، وهو ابن سبع وثمانين سنة أو أكثر.
الشاهدي: بفتح الشين المعجمة والالف، والهاء (3) وفي آخرها الدال المهملة.
__________
(1) زيادة من الاصول إلا كوبرلي، وليس في التراجم الآتية ما يؤيدها.
(2) من الاصول كلها، وفي " اللباب " و " معجم البلدان ": " عبيد الله ".
(3) زيادة من كوبرلي وأيا صوفيا، وهي توهم أن الهاء مفتوحة - أو ساكنة - أو لم يضبطها المصنف، وعبارة ابن الاثير: " وبعد الالف هاء ودال مهملة مكسورتان ".
[ * ](3/392)
هذه النسبة إلى " شاهد " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الوهاب بن أحمد بن خلف بن شاهد بن الحسن بن هاشم النسفي الشاهدي، من أهل نسف، هكذا ذكره أبو العباس المستغفري الحافظ، سمع أباه عبد الوهاب الشاهدي، وأبا نصر الليث بن نصر الكاجري، وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة النسفي، وغيرهم.
روى عنه جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري وقال: إنه مات بكس في جمادى الاولى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة، وحمل إلى نسف (1).
الشاهنبري: بفتح الشين المعجمة، والهاء، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة (2)، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " شاهنبر " وهي محلة بأعلى البلد نيسابور، وسمعت بعضهم يقول: قتل بهذه المحلة جمع من المسلمين أول ما ورد عسكر المسلمين بنيسابور فسمي الموضع: شهيد انبار، ثم نقص فقيل شاهنبر، والمشهور بهذه النسبة: أبو نصر فتح بن نوح بن سنان بن راشد بن عبد الله العامري الشاهنبري، من أهل نيسابور، هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، سمع بخراسان يحيى بن يحيى، وعبدان بن عثمان، وسعد بن يعقوب، وبالكوفة أبا نعيم الفضل بن دكين، وأبا غسان مالك بن إسماعيل، وأحمد بن عبد الله بن يونس، وبالبصرة عفان بن مسلم، وأبا الوليد الطيالسي، وبالحجاز عبد الله بن يزيد المقرئ، وسعيد بن منصور، وإسماعيل بن أبي اويس، ومحمد بن عبيد المديني، وغيرهم، روى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومات سنة إحدى وستين ومائتين بنيسابور.
الشاهويي: بفتح الشين المعجمة، وضم الهاء، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
__________
(1) قال ابن الاثير رحمه الله: " فاته النسبة إلى الشاهد بن عك بن عدثان بن عبد الله بن الازد.
منهم: سملقة بن مري بن الفجاع الكاهن العكي الشاهدي ثم الغافقي، وهو صاحب أمر عك لما قاتلوا غسان.
ومنهم: إياس بن عارم العكي الشاهدي ثم الغافقي، يروي عن عقبة بن عامر، روى عنه موسى بن أيوب المصري ".
(3) من أياصوفيا وكوبرلي و " اللباب " وفي الظاهرية " والباء " فقط، فأوهم أن الباء ساكنة، وسقطت الجملة كلها من ليدن.
[ * ](3/393)
هذه النسبة إلى " شاهويه " وهو اسم لجد: أبي بكر محمد بن أحمد بن علي بن شاهويه القاضي الفارسي الفقيه الشاهويي، من أهل فارس، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي القاضي، وأبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي، وأقرانهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره وقال: قد كان أقام بنيسابور زمانا، ثم خرج إلى بخارى، وكان يدرس في مدرسة أبي حفص الفقيه، ثم انصرف إلى نيسابور ورجع إلى بلاده بفارس، فولي بها القضاء ثم أخرج في الرسل مع عابد الرسول للمصاهرة، فدخل بخارى وأنا بها، ثم انصرف إلى نيسابور، وحدث بها، ومات في نيسابور في ذي القعدة سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
ومحمد بن إبراهيم الشاهويي السمرقندي، يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وعلي بن حرب الطائي، وأحمد بن منصور الرمادي، روى عنه أبو عمرو العصفري، وأحمد بن صالح بن عجيف السمرقنديان.
وتوفي سنة سبع وتسعين ومائتين.(3/394)
باب الشين والباء الشبابي: بفتح الشين المعجمة، والالف بين البائين الموحدتين.
هذه النسبة إلى سراة بني " شبابة " وهي من نواحي مكة.
منها: أبو جميع عيسى بن الحافظ أبي ذر عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الهروي، الشبابي، حدث بهذا الموضع عن أبيه أبي ذر الحافظ، روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرؤاسي الحافظ، وكان حدث سنة نيف وستين وأربعمائة.
الشبابي: بفتح الشين المعجمة، والالف بين البائين المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى بني " شبابة "، وهو بطن من فهم، قاله ابن ماكولا (1)، والمشهور بهذه النسبة: أبو هاشم هانئ بن المتوكل بن إسحاق بن إبراهيم بن حرملة الشبابي، الاسكندراني، مولى بني شبابة من فهم، كان فقيها ونزل الاسكندرية.
ذكره الكندي في الموالي من أهل مصر.
الشبامي: بكسر الشين المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها الميم بعد الالف هذه النسبة إلى " شبام " وهي مدينة باليمن (2)، والمشهور بهذه النسبة: عبد الجبار بن العباس الشبامي الهمداني من أهل الكوفة، يروي عن عون بن أبي جحيفة، وعطاء بن السائب، روى عنه ابن أبي زائدة والكوفيون، وكان ممن ينفرد بالمقلوبات عن الثقات، وكان غاليا في التشيع، وكان أبو نعيم يقول: لم يكن بالكوفة أكذب من عبد الجبار بن العباس، وأبي إسرائيل.
وإبراهيم بن سويد الشبامي ; يروي عن عبد الزراق بن همام الصنعاني، روى عنه أبو
__________
(1) وزاد ابن الاثير قوله " وهو شبابة بن مالك بن فهم ".
(2) تعقبه ابن الاثير فقال: " إنما شبام بطن من همدان، وهو شبام بن أسعد بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان، وتلك المدينة بهم سميت، وعبد الجبار كوفي من هذا البطن، وليس من اليمن، إلا على سبيل أنه من همدان، وهم من اليمن ".
[ * ](3/395)
القاسم سلميان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بمدينة شبام باليمن.
وحكي عن الطبراني أنه قال: كنت مريضا في بعض يبعض الحوانيت بمدينة شبام، فسمعت واحدا يقرأ هذه الآية: " إن عليا جمعه وقرأ به، فإذا قرأناه فاتبع قراءته " وأهلها كانوا من غلاة الشيعة، فأردت أن أرد عليه فمنعني بعض الغرباء عن ذلك وقال: أهل هذه المدينة كلها روافض، لو قلت شيئا لسعيت في إراقة دمك ! الزم السكوت !.
وسوار الشبامي، ذكره ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " وقال: " روى عنه مروان بن معاوية الفزاري، سألت أبي عنه ؟ فقال: لا أدري من هو ؟ ".
الشباني: بضم الشين المعجمة، وفتح الباء الموحدة، بعدهما الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شبانة " وهو اسم لجد: أبي الحسن علي بن عبد الملك بن شبانة الدينوري الشباني، كان شيخا صالحا من أهل الصدق، سمع أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، بها، وأبا العباس أحمد بن محمد الرازي، سمع منه أبو بكر الخطيب وأثنى عليه وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا، ومات بسهرورد في سنة ثلاثين وأربعمائة.
الشبلي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى قرية من قرى أسروشنة يقال لها: الشبلية، منها: شيخ الصوفية أبو بكر دلف بن جحدر الشبلي، واختلف في اسمه واسم أبيه أيضا.
فقيل: اسمه جعفر بن يونس، وقيل: دلف بن يونس، وقيل: جحدر بن دلف، وقيل: دلف بن جبغوية، وقيل: دلف بن جعثرة.
أخبرنا أبو عبد الرحمن بن أبي غالب ببغداد، أنا أبو بكر الخطيب، أنا إسماعيل الحيري، أنا أبو عبد الرحمن السلمي، سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: الشبلي من أهل أسروشنة، بها قرية يقال لها: شبلية (1)، أصله منها، وكان خاله أمير الامراء
__________
(1) هكذا في الاصول كلها، و " اللباب " و " تاريخ بغداد " و " معجم البلدان " وغيرها.
ووقع في " وفيات الاعيان " 2: 267: " شبلة " وتابعه الاستاذ الزركلي في " الاعلام " 3: 20 ومن قبله الاستاذ أحمد تيمور باشا رحمه الله في " ضبط الاعلام ".
ص 81، والصواب ما أثبت.
[ * ](3/396)
بالاسكندرية، وكان قد تاب في مجلس خير النساج، وكان أبوه حاجب الحجاب للموفق، وكان جعل له عملا بدماوند، فلما تاب مضى إليهم ورد المظالم، واستحل منهم، وعرضوا عليه مالا فأبي أن يقبل.
وكان من أحسن المشايخ حالا، وذكره أشهر من أن يذكر.
وتوفي ببغداد في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وقبره مشهور يزار، زرته غير مرة.
وقيل في نسبه غير ما ذكرناه من القرية المعروفة بشبلية.
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان بجامعها، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن محمد بن موسى المقرئ فيما قرأت عليه من أصل سماعه، أنا أبو منصور شجاع بن علي المصقلي، أنا والدي علي بن شجاع، سمعت أبا علي الاكافي الصوفي صاحب بندار بن الحسين حين قدم علينا أصبهان يقول: سمعت أستاذي بندار بن الحسين بأرجان، سمعت الشبلي يقول: نوديت في سري يوما: " شب لي " أي: احترق في، فسميت نفسي بذلك، وقلت في معنى ذلك: رآني فأوراني عجائب لطفه * فهمت وقلبي بالانين يذوب فلا غائبا عني فأسلو بذكره * ولا هو عني معرض فأغيب ومجاهداته في حياته فوق الحد.
وقال أبو علي الدقاق: اكتحل الشبلي بكذا وكذا من الملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم.
وكان إذا دخل شهر رمضان جد في الطاعات ويقول: هذا شهر عظمه ربي، وأنا أولى من يعظمه.
وكان رحمه الله يقول في آخر أيامه: وكم من موضع لو مت فيه * لكنت به نكالا في العشيرة !
وابنه أبو الحسن يونس بن أبي بكر الشبلي، حكى عن أبيه قال: قام أبي ليلة فترك فرد رجل على السطح، والاخرى على الدار، وسمعته يقول: لئن أطرقت لارمين بك إلى الدار ! فما زال على تلك الحال، فلما أصبح قال لي: يا بني ما سمعت الليلة ذاكرا لله إلا ديكا يسوى دانقين، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الواحد الهاشمي.
وأما أبو علي محمد بن الحسين (1) بن عبد الله بن الشبل الشاعر المعروف بابن الشبل، وكان أبو الحسين يحيى بن الحسين العلوي إمام الزيدية إذا روى عنه قال: أنشدني أبو علي الشبلي، وكان من الشعراء المجودين، سمع الحديث من أبي الحسين بن المقتدر بالله
__________
(1) في الاصول " الحسن " وما أثبته هو الصواب، وترجمه في " معجم الادباء " 10: 23 على أنه " حسين بن عبد الله ".
[ * ](3/397)
الهاشمي وغيره، روى عنه جماعة ببغداد مثل: أبي القاسم بن السمرقندي، وأبي الحسن بن عبد الكريم (1) وأبي سعد بن الزوزني، وكانت وفاته في سنة نيف وسبعين وأربعمائة ببغداد.
الشبوي (2): بفتح الشين المعجمة، وضم الباء المشددة المنقوطة بواحدة [ من تحت ].
هذه النسبة إلى " شبويه " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو علي أحمد بن عمر بن شبوية المروزي الشبوي: يروي عن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري، روى عنه أبو عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار الصوفي.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي الشبوي من أهل مرو، ومن أئمة أهل الحديث، سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعلي بن حجر، وبالعراق إبراهيم بن بشار الرمادي، وأبا كريب الكوفي.
روى عنه إبراهيم بن أبي خالد، وجعفر بن محمد بن سوار، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومات سنة خمس وسبعين ومائتين (3).
ووالده أحمد بن شبويه، هو أحمد بن محمد بن ثابت المروزي الشبوي، يروي عن
علي بن الحسين بن واقد وغيره، روى عنه أبو داود سليمان بن الاشعث السجستاني وجماعة.
وشبوة بن ثوبان عبس العكي، من ولده بشير بن جابر بن عراب بن عوف بن ذؤالة بن شبوة الشبوي (4)، شهد بشير فتح مصر، وله صحبة ولا رواية له.
الشبيبي: بفتح الشين المعجمة، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الباءين
__________
(1) في أياصوفيا: " عبد السلام ".
(2) هكذا جاء رسم هذه النسبة في الاصول: بياء واحدة، إلا في كوبرلي فرسمت بيائين، ومثلها في " اللباب "، وجاء كما أثبته في ابن خلكان 4: 216 و " الاكمال " 5: 107، وانظر ضبط الوجهين ومرد الاختلاف فيهما، في التعليق عليه، فإنه مفيد.
(3) هكذا في كوبرلي و " اللباب " و " تاريخ بغداد " 9: 371.
وفي سائر الاصول " خمس وتسعين ".
(4) قال ابن الاثير في " اللباب " متعقبا: " هكذا ذكر النسبة إلى " شبوة " في " الشبويي " وليس بصحيح، فإن النسبة إلى " شبوة ": " شبوي " بسكون الباء الموحدة.
والله أعلم ".
ثم إن صواب أسماء نسب " بشير " هو كما أثبته، وجاء في بعضها اضطراب في الاصول و " اللباب "، و " الاصابة " 1: 162 - وسيأتي نصه - و " تاج العروس " 7: 328.
وهذا كلام الحافظ وفي " الاصابة " مصححا، أذكره لما فيه من فوائد تتعلق بكلام المصنف: " بشير بن جابر بن عراب - بمضم المهملة - بن عوف بن ذؤالة بن شبوة - بفتح المعجمة وسكون الموحدة - ابن ثوبان بن عبس بن صحار بن عك بن عدثان - بالمثلثة.
[ * ](3/398)
المنقوطتين بواحدة.
هذه النسبة إلى " شبيب " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
والمشهور بهذه النسبة: أبو خازم (1) معلى بن سعيد التنوخي البغدادي، يعرف بالشبيبي، سكن مصر يروي عن بشر بن موسى، وأبي خليفة وابن جرير.
روى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو القاسم بن الثلاج، وجماعة من المصريين.
وأما الشبيبة: فهم فرقة من المرجئة، تنتمي إلى محمد بن شبيب المرجئ، وهو يزعم
أن الايمان هو: الاقرار والمعرفة بالله عزوجل أنه واحد ليس كمثله شئ، والاقرار والمعرفة برسله، وبجميع ما جاء من عند الله مما لا اختلاف فيه بين المسلمين، والخضوع لله تعالى.
وترك الاستكبار عليه، وأن الخصلة من الايمان طاعة وبعض إيمان، ومن ترك خصلة منها كفر، ولا يؤمن إلا من أصاب جميعها، وأن الفاسق من موافقيه في القدر مؤمن بإيمانه وفاسق بكبيرته (2).
الشبيلي: بضم الشين المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " شبيل " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الحسين محمد بن شبيل بن أحمد بن شبيب بن رياش بن رزاح بن سعد بن زاهر اليمامي البصري المعروف بالشبيلي، كان شيخا فاضلا دينا فصيحا، جيد الشعر صحيح السماعات، يروي عن أحمد بن محمد بن إبراهيم السكري، وإسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم بن جراب المصريين.
قال أبو سعد الادريسي: كتبنا عنه بسمرقند، ومات بها في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
__________
(1) هكذا في أياصوفيا و " تاريخ بغداد ": 13: 191 و " الاكمال " 5: 125، وفي باقي الاصول و " اللباب ": حازم.
(2) قال ابن الاثير: " قلت: فاته النسبة إلى " شبيب " بطن من بارق، وهو شبيب بن عمرو بن عدي بن حارثة، قال بعض شعراء الازد: والحق بقومك بارق وشبيب وقيل: إن شبيبا أخو بارق.
وفاته النسبة إلى شبيب بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء، بطن من بهراء، منهم بكر وهارون ابنا فراس بن بكر بن ازا - كذا - بن عمرو بن حويص بن عمرو بن حارثة بن كعب بن شبيب، اللذان كانا يتولاهما خالد بن برمك ".
وانظر " الانباه على قبائل الرواة " ص 112 للحافظ ابن عبد البر.
[ * ](3/399)
الشبيني: بفتح الشين المعجمة، وكسر الباء المشددة المنقوطة بواحدة، وبعدها الياء الساكنة المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شبين " وهو شجر الصنوبر، والغالب على جبال يابس (1) وسهلها الشبين، ومنها ينشأ المراكب وبه عيشهم - يعني أهل يابس - (1) والمشهور بهذه النسبة: أحمد بن بكر البالسي الشبيني.
قاله ابن ماكولا الامير الحافظ.
الشبي: بفتح الشين المعجمة، وبعدها الباء المشددة المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " الشب " وهو نبت يدبغ به الجلد، والمشهور بهذه النسبة: أحمد بن القاسم بن محمد الشبي، يروي عن الحارث بن أبي أسامة، روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
وأبو محمد الحسن بن محمد بن أبي ذر الشبي، بصري، يروي عن مسبح بن حاتم العكي، روى عنه أبو إسحاق الطبري.
ومحمد بن هلال بن بلال الشبي، مصري، سمع أبا قمامة جبلة بن محمد، وجعفر بن عبد السلام، وبكر بن أحمد الشعراني.
وهذه النسبة إلى " شبة " أيضا، وهو لقب والد أبي زيد [ عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد ] النميري البصري الشبي، واسم والده زيد، وإنما قيل له " شبة " وعرف به لان أمه كانت ترقصه وتقول: يا بأبي وشبا (2) * وعاش حتى دبا * شيخا كبيرا خبا سمع محمد بن جعفر غندرا، وعبد الوهاب الثقفي، ومحمد بن أبي عدي، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعلي بن عاصم، وعمر بن شبيب المسلي، وحسينا الجعفي، وعبد الوهاب بن عطاء، وغيرهم.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن زكريا الدقاق، والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي ومحمد بن مخلد العطار، وكان ثقة عالما
__________
(1 - 1) هذا هو الصواب، والذي في الاصول و " اللباب " وجوه متعددة من التحريف لهذه الكلمة.
(2) جاءت الكلمة الاولى في الاصول كلها محرفة، وسقطت الكلمة الثانية من نسخة الظاهرية وكذلك " اللباب "، والمثبت في " تاريخ بغداد " 11: 208.
[ * ](3/400)
بالسنن وأيام الناس، وله تصانيف كثيرة، وكان قد نزل سر من رأى في آخر عمره، وبها توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وستين (1) ومائتين.
قال: وكان قد جاوز التسعين (1)، وقال بعضهم: ابن تسع وثمانين سنة.
__________
(1 - 1) اختلفت الاصول في هذين الرقمين، والمثبت في أياصوفيا و " تاريخ بغداد " و " اللباب ".
وفاعل " قال " هو ابن المنادي، كما هو في " تاريخ بغداد ".
[ * ](3/401)
باب الشين والتاء الشتوي (1): بفتح الشين المعجمة، وبعدها التاء المضمومة المشددة المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى " شتويه " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: عمر بن السكن بن شتويه الواسطي الشتوي، يروي عن أبي عبد الله الضرير، عن أبي شيبة القاضي.
روى عنه العباس بن إسماعيل مولى بني هاشم.
الشتيمي: بضم الشين المعجمة، وفتح التاء ثالث الحروف، وبعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " شتيم " وهو بطن من بني ضبة، واختلفوا فيه، بعضهم قال: شييم باليائين، وبعضهم قال: بالتاء والياء.
قال أبو بكر بن دريد في كتاب " الاشتقاق " (2): في بني ضبة: شتيم بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد، ذكره بالتاء والياء، قال: وشتيم من: شتامة الوجه، وهو قبحه، يقال: سبع شتيم، والاسم الشتامة، والشتم: الشر.
وأصحاب النسب ينكرون ذلك، ولا يختلفون فيه أنه شييم بيائين، وأن ابن دريد صحف فيه.
__________
(1) هكذا رسمت هذه النسبة في الظاهرية ومصورة ليدن، ورسمت بيائين في سائر الاصول و " اللباب ".
وانظر ما تقدم في التعليق على " الشبوي ".
(2) ص 192، والذي فيه من قوله " وشتيم من..إلى: الشر ".
والمؤلف ينقل عنه بواسطة ابن ماكولا.
والمعروف في اللغة أن الشتم هو السب لا الشر ؟ [ * ](3/402)
باب الشين والجيم الشجاعي: بضم الشين المعجمة، وفتح الجيم، وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى " شجاع " وهو اسم لجد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة: أبو حامد أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن شجاع بن علي بن الحسن بن شجاع، كان إماما فاضلا، وفقيها مبرزا، تفقه على أبي علي السنجي، وبرع في الفقه، ودرس وظهر له أصحاب وتلامذة، سمع الحديث من أبي الحسن الليث بن الحسن الليثي وغيره، روى لي عنه ابن أخيه محمد بن محمود السره مرد بسرخس، وأبو حفص عمر بن محمد بن علي الشيرزي (1) بمرو، وأبو الفتح محمد بن أبي الحسن القومسي ببلخ، وأبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي ببخارى، وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر الشهرزوري بالموصل، وغيرهم.
وابن أخيه أبو نصر محمد بن محمود بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن شجاع المعروف بالسره مرد، وكان إماما فاضلا جليل القدر حسن السيرة، كثير الصيام والصلاة والتلاوة والتهجد، وكان يذب عن مذهب الشافعي رحمه الله ويبالغ في نصرة مذهبه، وأنفق أموالا جمة في ذلك، تفقه على السيد الدبوسي، وسمع الحديث من جماعة، مثل: عمه أبي حامد الشجاعي، وأبي القاسم عبد الله بن العباس القاضي العبدوسي، وأبي القاسم
عبد الرحمن بن محمد الفوراني، وأبي نصر محمد بن عبد الرحمن القريشي، وجماعة كثيرة سواهم، وكان آخر من روى عن أصحاب أبي علي زاهر بن أحمد بسرخس، سمعت منه بمرو وبسرخس الكثير، وكان بينه وبين والدي رحمهما الله مودة أكيدة وكان مني بمنزلة الوالد الشفيق البر، وكانت ولادته سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، ودفن في مدرسته بسرخس، زرت قبره غير مرة، وكتبت عن ابنيه أبي الفتوح فضل الله، وأبي بكر محمود، وإخوته، وبني عمه، وكلهم ينسبون إلى " شجاع ".
الشجبي: بفتح الشين المعجمة، والجيم، وفي آخرها الباء الموحدة.
__________
(1) هكذا في كوبرلي فقط، وهو الصواب، وستأتي ترجمته في مادته، وفي " الشيروي ".
[ * ](3/403)
هذه النسبة إلى " شجب "، وهو لقب عوف بن عبدود بن عوف بن كنانة.
قال ابن الكلبي: وإنما قيل له " الشجب ": لانه كان صاحب سمر، فسمر ذات ليلة، وتفرق أصحابه، فبقي، فإذا هو بعنز قد أقبلت تجر ضرعها حافلا، فثار إليها وأخذ العس، فحلب ساعة فالتفتت إليه فقالت: احلب عوف أو دع، فرمى بالقدح، وضربته برجلها، فشجبته بالدم، أي: رملته، فسمي ب " الشجب ".
وكذلك قال ابن حبيب.
وقال ابن دريد: عامر بن عبد الله بن الشجب بن عبدود بن عوف الكلبي، شاعر، سمي " المتمني " بقوله: تمنيت أن ألقى لميسا قبلتها * وأسرى ابن بدر بالسيوف القواضب الشجري: بالشين المعجمة المفتوحة، والجيم المفتوحة، والراء.
منسوب إلى " الشجرة " وهي قرية بالمدينة، والمنتسب إليها: إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد بن هانئ الشجرى، من أهل المدينة، قال أبو حاتم بن حبان: كان يسكن الشجرة، يروي عن أبيه والمدنيين.
روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، قال أبو حاتم الرازي: " هو ضعيف
الحديث ".
ذكر أبو أحمد بن عدي في " مشيخته " عن أبي حامد أحمد بن حمدون بن أحمد النيسابوري، عن عبد الله بن شبيب، عن إبراهيم بن محمد بن يحيى الشجري، عن أبيه، عن ابن إسحاق، عن إسماعيل بن أبي خالد، وذكر حديثا، وذكر البخاري في " تاريخه " في حرف الياء فقال: " يحيى بن محمد بن عباد الشجري، يروي عن محمد بن إسحاق وأبي حذيفة، روى عنه ابنه وعبد الجبار بن سعيد ".
وابنه إبراهيم بن يحيى يروي عن أبيه، روى عنه البخاري، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: " يحيى بن محمد بن هانئ المدني الشجري، روى عن محمد بن إسحاق، ومحمد بن هلال، وموسى بن يعقوب الزمعي، وابن أخي الزهري، ومحمد بن موسى الفطري، روى عنه ابنه إبراهيم بن يحيى، وعبد الجبار بن سعيد المساحقي، قال: سألت أبي عنه ؟ فقال: ضعيف الحديث ".
وقال عبد الغني بن سعيد: " إبراهيم بن يحيى بن هانئ، فاسقط ذكر محمد وعباد، ونسب يحيى إلى جده، وذكر ابن عدي في " مشيخته " عن " إبراهيم بن محمد بن يحيى الشجري " فانقلب عليه: يحيى بن محمد، فقال محمد بن يحيى (1) ".
__________
(1) يلاحظ أن هذا تكرار مع ما تقدم، ثم إن غرض المصنف رحمه الله التنبيه إلى ما وقع في اسم الاب وابنه من اختصار وقلب، فلا يظن التغاير والتعدد.
انظر " التبصير " ص 728.
[ * ](3/404)
والقاضي أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد القاضي الشجري، نسب إلى جده الاعلى، من أهل بغداد، كان من العلماء بالاحكام وعلوم القرآن، والنحو والشعر، وأيام الناس وتواريخ أصحاب الحديث، وله مصنفات في أكثر ذلك، وكان أحد أصحاب محمد بن جرير الطبري، وتقلد قضاء الكوفة من قبل أبي عمر محمد بن يوسف، حدث عن محمد بن سعد العوفي، ومحمد بن الجهم السمري، وأحمد بن عبيد الله النرسي، ومحمد بن مسلمة الواسطي، وعبد الله بن روح المدائني، وأبي قلابة الرقاشي وغيرهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو عبيد الله المرزباني وغيرهما
من قدماء الشيوخ، وكان أبو الحسن بن رزقويه إذا روى عنه قال: حدثنا من لم لم تر عيناي مثله، وكان أبو الحسن الدارقطني يقول: أحمد بن كامل بن خلف كان متساهلا، ربما حدث من حفظه بما ليس عنده في كتابه، وأهلكه العجب، فإنه كان يختار ولا يضع لاحد من العلماء أصلا، فقال له أبو سعد الاسماعيلي، كان جريري المذهب ! قال أبو الحسن: بل خالفه واختار لنفسه، وأملى كتابا في السير، وتكلم على الاخبار.
وقال غيره.
مات في المحرم من سنة خمسين وثلاثمائة (1).
__________
(1) وقيل: خمس وخمسين وثلاثمائة، كما في " طبقات القراء " لابن الجزري 1: 98.
هذا وقد قال ابن الاثير متمما: " قلت: فاته النسبة إلى شجرة بن معاوية بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين، بطن منهم، ويقال لهم " الشجرات " له عدد كثير بحضرموت، وبالكوفة منه قليل ; وممن ينسب هذه النسبة عياض بن أبي لينة - أي بكسر اللام - وهو أبن أبي كرب الاسود بن شجرة الكندي الشجري، وفد أبوه أبولينة على النبي صلى الله عليه وسلم، وولي عياض لعلي بن أبي طالب عليه السلام ".
[ * ](3/405)
باب الشين والحاء الشحام: بفتح الشين المعجمة، وتشديد الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " بيع الشحم ".
وأبو سلمة عثمان الشحام العدوي يروي عن عكرمة.
روى عنه حماد بن سلمة، ووكيع بن الجراح.
وفضالة الشحام، يروي عن عطاء، وطاوس، والحسن، وابن سيرين، عداده في أهل البصرة، روى عنه أهلها.
يروي المناكير عن المشاهير، لا يعجبني الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات.
وأبو القاسم جعفر بن حمدان بن يحيى الشحام الموصلي الضرير، سكن بغداد وحدث بها عن عبد الرحيم بن محمد بن يزيد السكرى، وأبي مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي،
وأحمد بن عبيدالله العنبري، ويوسف بن موسى القطان، والحسن بن عمران بن ميسرة، روى عنه محمد بن جعفر زوج الحرة، ومحمد بن المظفر الحافظ، وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وكان مكفوف البصر، ورواياته مستقيمة.
وأبو عمرو مسلم بن إبراهيم الشحام، ويقال القصاب، مولى فراهيد الازدي، بصري، روى عن ابن عون، وقرة بن خالد، وابن أبي عروبة، وأبي خلدة، وشعبة، وهشام الدستوائي.
روى عنه محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، ومحمد بن يحيى النيسابوري، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، ومحمد بن أيوب الرازي.
قال يحيى بن معين: مسلم بن إبراهيم ثقة مأمون، وقال أبو حاتم هو ثقة صدوق.
الشحبي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الحاء المهملة، وفي آخرها الباء.
هذه النسبة إلى " شحب "، وهو بطن من قضاعة، وهو: شحب بن مرة بن زوي بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة، ومن ولده قيس بن رفاعة بن عبد نهم بن مرة بن شحب الشحبي، كان شاعرا فارسا.
ومن ولده عمرو بن مرة بن عبد يغوث بن مالك بن الحارث بن شحب الشحبي، هو(3/406)
الذي بعثه علي رضي الله عنه حين أغار البياع الكلبي على بكر بن وائل، فأخذ سبيهم، فأتاه، فرد عليه السبي، وكذلك قال ابن حبيب.
الشحري: بكسر الشين المعجمة، وسكون الحاء، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " شحرعمان " والعنبر الشحري يضرب به المثل في الجودة.
منها: محمد بن حرمي بن معاذ الشحري اليماني، من أهل الشحر، ورد العراق، وسمع بها وبخراسان، سمع بنيسابور أبا عبد الله محمد بن الفضل الصاعدي، وبمرو أبا الحسن علي بن محمد بن عبد الله الدهان، وجماعة سواهما، وما رأيته، ورأيت اسمه على أجزاء
الحديث، وخرج لشيخنا الفراوي " الاربعين حديثا " عن أربعين شيخا.(3/407)
باب الشين والخاء الشخاخي: بالشين المعجمة المفتوحة إن شاء الله، والالف بين الخائين المعجمتين.
هذه النسبة إلى " شخاخ " وهى قرية من قرى الشاش، منها: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن البخاري الشخاخي، قال غنجار: سكن الشاش في قرية يقال لها: شخاخ، يروي عن محمد بن إسماعيل البخاري، وعجيف بن آدم، وعبيد الله بن واصل، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة بالشاش.
الشخيري: بكسر الشين والخاء المعجمتين (1)، بعدهما الياء آخر الحروف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " الشخير " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وفي الصحابة عبد الله بن الشخير له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وآله.
وابناه مطرف ويزيد أبو العلاء، رويا عن أبيهما.
ومن المتأخرين: أبو بكر محمد بن عبيد الله بن محمد بن الفتح بن عبيد الله بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن الشخير (1) الشخيري البغدادي، حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.
__________
(1) في " اللباب ": " والخاء المعجمة المشددة " ومثله في " الاكمال " 5: 47، ولذا ضبطت الخاء بالتشديد، وهو مقتضى النسبة إلى " الشخير ".
(1) من كوبرلي وأياصوفيا، و " اللباب " وبعضه من " تاريخ بغداد ": 2: 333.
و " عبيد الله " هكذا في الاصول و " تاريخ بغداد " وفي " اللباب " محرفا " عبد الله ".
[ * ](3/408)
باب الشين والدال الشدادي: بفتح الشين المعجمة، وتشديد الدال الاولى المهملة.
هذه النسبة إلى " شداد " بن أوس رضي الله عنه، والمنتسب إليه: شداد بن عبد الرحمن القرشي الشدادي، من ولد شداد بن أوس، يروي عن إبراهيم بن أبي عبلة.
روى عنه عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري، مستقيم الحديث.
وإبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن شداد النيسابوري الشدادي الحاكم ب " بست " من كبار أصحاب الحسن (1) بن الفضل والمكثرين عنه، سمع أيضا أحمد بن نصر، وأبا عبد الله البوشنجي، وأقرانهم، روى عنه عمر بن أحمد الزاهد، وتوفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة (2).
__________
(1) هكذا في الاصول، وفي " اللباب ": الحسين.
(2) هكذا في الاصول، وفي " اللباب ": " خمس وستين وثلاثمائة " [ * ](3/409)
باب الشين والذال الشذائي: بفتح الشين والذال المنقوطتين وياء النسبة بعد الالف.
[ هذه النسبة ] إلى " شذا " وهي قرية بالبصرة، والمشهور بهذه النسبة: أبو الطيب محمد بن أحمد الكاتب الشذائي، كتب عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني.
وأبو بكر أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد المخزومي الشذائي المقرئ، يروي عن أبي بكر محمد بن موسى الزينبي، وأبي العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم البلخي الملقب دلبة، وأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ وغيرهم.
روى عنه علي بن محمد بن جعفر السعدي، ومحمد بن أحمد بن عبد الله اللالكائي.
الشذوني: بفتح الشين، وضم الذال المعجمتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شذونة " وهي بلدة من بلاد الاندلس، والمشهور بالانتساب إليها: خلف بن حامد بن الفرج بن كنانة الشذوني، ولي القضاء ب " شذونة " وهي موضع بالاندلس، قال أبو عبد الله الحميدي الاندلسي خلف بن حامد قاضي شذونة، محدث مذكور بفضل.
الشذوني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الذال المعجمة، وفتح الواو، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شذونة " وهي ناحية بالاندلس.
قال أبو محمد بن أبي حبيب القاضي الاندلسي الحافظ صاحبنا: شذونة صقع من أعمال إشبيلية، وهي من الاندلس قال ابن ماكولا: أبو عبد الله محمد بن خلصة الشذوني النحوي، كان حيا بالاندلس بعد سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وكان ضرير البصر.(3/410)
باب الشين والراء الشرابي: بفتح الشين المعجمة، والراء، بعدهما الالف، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " الشراب " واشتهر بهذه النسبة جماعة من المحدثين، كان بعض أجدادهم اشتهر بهذه الصنعة وحفظ الشراب (1)، منهم: أبو الحسن المظفر بن يحيى بن أحمد بن هارون بن عروة بن المبارك بن الشرابي البغدادي، كان جده شرابي المتوكل على الله، والمظفر سمع الحسن بن علي بن المتوكل، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن الحسين بن البستنبان، وأبا الآذان عمر بن إبراهيم الحافظ وغيرهم، روى عنه أبو عبيد (2) الله المرزباني، وإبراهيم بن مخلد الباقرحي، وأبو الحسن بن رزقويه، وكان ثقة، وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ست وستين ومائتين، ومات في شهر رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ببغداد.
الشراحيلي: بفتح الشين المعجمة، وفتح الراء المهملة، وكسر الحاء المهملة أيضا
وبعدها الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " شراحيل " بن عبد الشعبي، وهو من حمير، وعداده في همدان، ونسب إلى جبل باليمن نزله حسان بن عمرو الحميري هو وولده، ودفن به، فمن كان بالكوفة قيل لهم: شعبيون، ومن كان منهم بمصر والمغرب قيل لهم: الاشعوب، ومن كان منهم بالشام قيل لهم: شعبانيون، ومن كان منهم باليمن قيل لهم: آل ذي شعبين (3).
ويكنى الشعبي أبا عمرو، وكان ضئيلا نحيفا، وقيل له: ما لنا نراك ضئيلا ؟ قال: إني زوحمت في الرحم، وأم الشعبي كانت من سبي جلولاء، وهي قرية بناحية فارس، وكان مولده لست سنين مضت من خلافة عمر، وكان كاتب عبد الله بن مطيع العدوي، وكاتب عبد الله بن يزيد الخطمي، وعامل عمر بن عبد العزيز على الكوفة، وكان مزاحا، ولما روى
__________
(1) وهي نسبة " أيضا إلى قرية على باب نهاوند، نسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشرابي: ادعى السماع من علي رضي الله عنه.
ذكره ابن النجار في " تاريخه ".
" كما قال ابن العجمي في " ذيل لب اللباب ".
(2) في الاصول " عبد " والمثبت هو الصواب.
(3) انظر مثل هذا في " اللباب " نسبة " الشعباني ".
[ * ](3/411)
سعيد بن عثمان قال: قال الشعبي لخياط: عندنا حب مكسورة تخيطه ؟ قال الخياط: نعم إن كانت عندك خيوط من الريح ! وروي أن رجلا دخل عليه ومعه في البيت امرأة فقال: أيكما الشعبي ؟ قال: هذا.
قال الواقدي: مات سنة خمس ومائة، وهو ابن سبع وسبعين سنة.
وفي " الشين والعين " من مناقبه أيضا.
الشراحي: بفتح الشين المعجمة، والراء، بعدهما الالف، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " شراح " وهو اسم لجد: إبراهيم بن سعد بن شراح المعافري الشراحي، قال: صلينا مع عمر بن عبد العزيز.
روى حديثه ابن وهب عن أبي شريح المعافري عن عمر بن يزيد المعافري، قاله أبو سعيد بن يونس.
قال الدارقطني: وسعد بن شراح، يروي عن خالد بن عفرى، ولعله والد إبراهيم هذا ؟ والله أعلم.
الشراري: بفتح الشين المعجمة، والالف بين الرائين.
هذه النسبة إلى " شرارة " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو بكر أحمد بن الحسن بن عيسى بن عبد الله بن شرارة المؤدب الشراري، من أهل بغداد، وكان يكنى بأبي الحسن أيضا، وهو أخو (1) أبي طاهر محمد بن الحسن بن شرارة، وكان الاصغر، وكان صدوقا، حدث عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، قال أبو بكر الخطيب الحافظ: كتبت عنه، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة، ومات في شعبان من سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وأخوه أبو طاهر محمد بن الحسن الشراري الناقد، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وأبا محمد عبد الله بن إسحاق بن ماسي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقا، وكانت ولادته في أحد الربيعين من سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، ومات في أول ذي القعدة من سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
الشرجي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها الجيم.
__________
(1) المثبت في كوبرلي و " اللباب " و " تاريخ بغداد " 4: 93، وتحرفت في سائر الاصول إلى " جد ".
[ * ](3/412)
هذه النسبة إلى " شرجه " وهو موضع بمكة ونواحيها (1)، منها: زرزر (2) بن صهيب الشرجي، من أهل شرجة، مولى لآل جبير بن مطعم القرشي، سمع عطاء، روى عنه ابن عيينة، وهو حجازي.
قال زرزر: قلت لعطاء: يسلم على النساء ؟ قال: إن كن شواب فلا.
وكان سفيان يقول: زرزر رجل صالح، من أهل مكة
الشرحبيلي: بضم الشين المعجمة، وفتح الراء، وسكون الحاء المهملة، وكسر الباء الموحدة، وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " شرحبيل " وهو اسم رجل، والمشهور بهذه النسبة: أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي الشرحبيلي، من أهل دمشق، وهو ابن بنت شرحبيل، انتسب إلى جده من قبل أمه، شيخ ثقة مشهور حسن الحديث، هكذا قال عبد الله الانصاري في المجلس الذي أملاه بمروروذ، حدث عن عثمان بن فائد.
روى عنه أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي الهروي.
الشرحي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها (3) الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " شرحة " وهو بطن من بني سامة بن لؤي، وهو شرحة بن عوة (4) بن حجية بن وهب بن حاضر بن وهب بن الحارث بن مجزم، من بني سامة بن لؤي.
الشرعبي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " شرعب " (5).
__________
(1) وكذا موضع " من أوائل أرض اليمن " كما قال ياقوت.
وقال السيد عباس رضوان في " ذيله على اللب " ص 31: " بلدة بساحل اليمن في مسيل الوادي، وقال بعض المحققين: هي شرجة " أي: بفتحات ثلاث، لا بسكون الراء كما قاله المصنف وياقوت.
(2) هكذا جاء واضحا مضبوطا في أياصوفيا، وكذلك " اللباب " و " معجم البلدان " و " تبصير المنتبه " ص 731، وانظر " المغني " للذهبي مع التعليق عليه، وفي " الميزان ": " زرزور ".
(3) هكذا في " اللباب " وفي الاصول: " وفتح الحاء " ! (4) هكذا في أياصوفيا و " اللباب " و " الاكمال " 4: 271 وغيرها.
(5) لم يذكر المصنف ولا ابن ماكولا من قبله 5: 154 إلى ماذا ينسب " الشرعبي " وبين ذلك ابن الاثير رحمه الله فقال في " اللباب ": " قلت: لم يذكر شرعبا من أي العرب هو، وهو: شرعب بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن
وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، قبيلة من حمير ".
وهكذا حكى ابن الكلبي نسب شرعب.
وزاد فيه غيره فجعله " شرعب بن سهل بن زيد بن عمرو بن قيس.." انظر كلام المجد البلبيسي في التعليق على " الاكمال " 5: 154.
[ * ](3/413)
وأبو خداش حبان بن زيد الشرعبي الشامي، يروي عن عبد الله بن عمرو.
روى عنه حريز بن عثمان، ومن قال حيان: فقد وهم.
وعبيدة الشرعبي، حمصي، من تابعي أهل الشام.
وموسى الشرعبي قال: إن كعبا قال: لولا كلمات أقولهن لاتخذني اليهود حمارا.
روى عنه معاوية بن صالح، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: وفرق البخاري بين موسى الشرعبي، وموسى أبي عمر الذي يروي عن القاسم بن مخيمرة.
روى عنه معاوية بن صالح، قال: سمعت أبي يقول: هما واحد.
الشرغي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء المهملة، وفي آخرها غين معجمة.
هذه النسبة إلى " شرغ " وهي قرية على أربعة فراسخ من بخارى، على طريق سمرقند، يقال لها: جرغ، كان بها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، قال أبو كامل البصيري: فمنهم من أدركنا في زماننا: الامام أبو بكر محمد بن إبراهيم بن صابر الشرغي، يروي عن أبي عبد الله الرازي وأبي أحمد الحبيبي (1)، وأبي أحمد الحنفي، وغيرهم من بخارى وخراسان والعراق والحجاز، قال: أخبرنا الامام أبو بكر هذا بالشرغ بقراءتي عليه، حدثنا أبو المكارم ناصر بن محمد بن أبي المعالي بنيسابور حدثنا الحسن بن محمد بن الفرزدق، حدثنا العبسي أبو إسحاق الكوفي، حدثنا وكيع، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سئلتم حاجة فلا تقولوا: " لا " فإن الله تعالى يبغض " لا " ومن بغضه " لا " لم يخلق في الجنة " لا ".
قال البصيري: كتب عني الحديث جماعة من الفقهاء
والمشايخ والمحدثين قديما وحديثا.
قلت: حديث باطل لم يذكر في الصحاح ولا المسانيد، فالحمل فيه على ابن
__________
ومقتضى هذا أن " الشرعبي " نسبة إلى رجل اسمه " شرعب " وأن أبا خداش الآتية ترجمته أولا منسوب إلى هذا الرجل.
لكن نقل ياقوت عن الحافظ ابن نقطة - وهو صاحب " الاستدراك " على " الاكمال " - أن أبا خداش منسوب إلى " الشرعبية " وهو موضع بالجزيرة، ورد ذكره في شعر الاخطل.
هذا، وقد ينسب " الشرعبي " إلى موضع، وهو " شرعب " مخلاف باليمن، وإلى " الشرعبية " أطم من آطام اليهود.
ذكرهما ياقوت أيضا.
نبه إلى النسبة إلى المخلاف اليمني السيد عباس رضوان المدني في الذيل على " اللب " للسيوطي ص 31.
(1) جاءت مضطربة في الاصول جميعها، وما أثبته هو الصواب إن شاء الله.
[ * ](3/414)
الفرزدق، فإن أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله العبسي ومن فوقه لا يحتمل ذلك، والله أعلم.
وأبو حكيم شداد بن سعيد بن الحجاج الشرغي يروي عن النضر بن شميل، وعلي بن الحسين بن واقد، وسلمة بن حفص، ومحمد بن القاسم الاسدي.
وابنه أبو عمرو عامر بن شداد الشرغي، حدث عنه أبو بكر محمد بن نصر بن خلف.
وأبو صالح شعيب بن الليث الشرغي الكاغذي، سكن بسمرقند، حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر، ومحمد بن سلام البيكندي، وأبي كريب، وسفيان بن وكيع.
روى عنه أبو حفص أحمد بن حاتم بن حماد، ومحمد بن أحمد بن مردك.
توفي بسمرقند في رجب سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن الحسن بن سلام الشرغي، يروي عن محمد بن عبد الله البمجكثي، وسهل بن خلف بن وردان، وسهل بن المتوكل، وعلي بن عبد العزيز البغوي.
وكتب عنه مشايخ مصر والشام، حدث عنه محمد بن نصر بن خلف توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عثمان سعيد بن سليمان بن داود بن كثير الشرغي، يروي عن يحيى بن جعفر بن أعين، وهانئ بن النضر، ومحمد بن المهلب، وحاتم بن منصور.
وروى عنه خلف بن محمد الخيام، ومحمد بن نصر بن خلف.
توفي سنة ثلاثمائة.
وأبوه أبو سعيد سليمان بن داود بن كثير الشرغي، يروي عن أبي حفص الكبير، ومحمد بن سلام، روى عنه محمد بن نصر بن خلف.
الشرغياني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وكسر الغين المعجمة، وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شرغيان " وهي سكة معروفة بنسف، يقال لها: كوى جرغيان، و " جرغ " قرية على خمسة فراسخ من بخارى، وكان من أهل هذه القرية ينزل هذه السكة، فنسبت إليهم، واشتهر بالنسبة إليها: أبو نصر أحمد بن علي بن محمد بن جمعة بن السكن بن عبد الله بن زربى المتولي الشرغياني الكوفي النسفي، هو ابن أخي أبي (1) الفوارس، من أهل نسف، كان يسكن هذه
__________
(1) " أبي " من ليدن و " اللباب ".
[ * ](3/415)
المحلة، يروي عن أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، ومات في السادس عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعمائة.
روى عنه أبو العباس المستغفري.
الشرفدني: بفتح الشين المعجمة، والراء، وسكون الفاء، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شرفدن " وهي قرية من قرى بخارى، وكنت أسمع بها بكسر الشين، ولكن رأيت في كتاب ابن ماكولا بالفتح، والمشهور بالانتساب إليها: أبو محمد عبد الله بن محمد بن قوط (1) الشرفدني، يروي عن سهل بن المتوكل، وصالح بن محمد جزرة، وأبي بكر بن حريث، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ست وأربعين
وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن الفضل بن عطية بن عمر بن خالد العبسي الشرفدني الكوفي، سكن قرية شرفدن، وكانت له بها ضيعة.
روى عنه بقية بن الوليد وهشام بن عبيدالله الرازي، وعيسى بن موسى غنجار، ومحمد بن القاسم الاسدي، وغيرهم، وكان ينزل درب الخشابين ببخارى، وكنت ضيعته بقرية شرفدن، وأقام هاهنا، وسمع منه عامة مشايخ بخارى، ودفن بقرب دار المرضى.
قال يحيى بن يحيى لاسحاق بن راهويه: كتبت عن محمد بن الفضل بن عطية أحاديث ثم مزقتها، فقال إسحاق: كان لذلك أهلا.
وكان أبوه الفضل بن عطية الخراساني ثقة، روى عنه هشيم وغيره.
وأبو عمران هارون بن الاشعث الشرفدني ابن أخي إبراهيم، سكن قرية شرفدن، روى عن أبي سعيد مولى بني هاشم، وعبد الله بن الوليد العبدي.
يروي عنه الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي.
وأبو صالح خلف بن صالح بن عبد الرحمن الشرفدني، الشيخ الصالح، وكان من أزهد الناس، يروي عن سهل بن المتوكل، وخلف بن عياض.
وتوفي في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
الشرفي: بفتح الشين المعجمة، والراء، وفي آخرها الفاء.
__________
(1) هكذا في كوبرلي و " اللباب " وفي سائر الاصول " قرط " وما أثبته هو الصواب، كما في " تبصير المنتبه " ص 1126.
[ * ](3/416)
هذه النسبة إلى قريتين: إحداهما بمصر، والثانية بالاندلس.
فأما أبو الحسن علي بن إبراهيم بن إسماعيل الفقيه الشرفي الشافعي الضرير، منسوب لى " الشرف " مكان بمصر، روى " كتاب المزني " عن الصابوني، عنه.
وروى عن أبي محمد عبد الله بن جعفر بن الورد وغيره، سمع منه الكتاب أبو الفضل السعدي، روى عنه أبو الفتح أحمد بن بابشاذ، وأبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الحبال الحافظ، وقال ابن ماكولا:
مات سنة ثمان وأربعمائة، وما عرفت فيه إلا خيرا، غير أني رأيت له حديثا منكرا.
والله تعالى الموفق.
والثاني أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الشرفي الاندلسي الحاكم بقرطبة، منسوب إلى " الشرف " من سواد إشبيلية، كان فقيها مقدما، ورئيسا في الايام العامرية، وأديبا ممدحا، وكان خطيبا.
وأما شرفي فهو اسم يشبه النسبة، وهو إسحاق بن شرفي، روى عنه الثوري، وعبد الواحد بن زياد وغيرهما.
الشرقي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى موضعين (1): أحدهما " الشرقية " ببغداد، وهي محلة من محال بغداد، على الجانب الغربي من الدجلة، ومسجد الشرقية عامر إلى آخر الزمان الذي دخلنا فيه بغداد وكان قد تركوه وهو بين باب البصرة والكرخ، وإنما قيل له الشرقية، لانه على الجانب الشرقي من مدينة المنصور، لا على الجانب الشرقي من بغداد، خرج منها جماعة من المحدثين، منهم: أحمد بن محمد بن نافع الشرقي.
وأما محدثا نيسابور أبو محمد عبد الله وأبو حامد أحمد ابنا محمد بن الحسن الشرقي - وهما من كبار المحدثين بها -: قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ: ولا أدري
__________
(1) وثمة موضع ثالث ينسب إليه " الشرقي ".
قال ياقوت رحمه الله: " ويقال لمن يسكن الجانب الشرقي من واسط الحجاج: " الشرقي ".
منهم عبد الرحمن بن محمد بن المعلم الشرقي البرجوني.
وبرجونية محلة بشرقي واسط ".
ثم ذكر مواضع أخرى ينسب إليها ب " الشرقي " وزاد عليه في تعداد المواضع السيد عباس رضوان في " ذيله على اللب " ولم يذكرا من نسب إليه فتركتها.
ملاحظة: قال ياقوت هنا: " برجونية محلة بشرقي واسط " والذي ذكره 2: 112 عند كلامه عليها: " قرية من شرقي واسط ".
والله أعلم.
[ * ](3/417)
أهذه النسبة إلى موضع بها أو إلى غيره ؟ والله أعلم.
وظني أنهما كانا يسكنان الجانب " الشرقي " بنيسابور فنسبا إليه، واشتهرا بذلك، ذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " في ترجمة أبي حامد الشرقي: والخطة للشرقيين مشهورة بأعلى الرمجار.
قلت: والرمجار محلة كبيرة بشرقي نيسابور، وسمعت أبا منصور علي بن محمد المفيد بنيسابور يقول: ينبغي أن يسمع من أبي حامد البيهقي فإنه يسكن قرية بشتنقان وهي من القرى الشرقية بنيسابور حتى يقول: حدثنا أبو حامد الشرقي ولعلهما اشتهرا لما ذكرنا.
وأبو محمد سمع..وأبو العباس أحمد بن الصلت بن المغلس الحماني الشرقي، ويقال: أحمد بن محمد بن الصلت، ويقال: أحمد بن عطية، وهو ابن أخي جبارة بن المغلس، كان ينزل الشرقية ببغداد، وحدث عن ثابت بن محمد الزاهد، وأبي نعيم الفضل بن دكين، ومسلم بن إبراهيم، وبشر بن الوليد، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وجبارة بن المغلس، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأبي عبيد القاسم بن سلام، أحاديث أكثرها باطلة، هو وضعها، ويحكي أيضا عن بشر بن الحارث، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، أخبارا جمعها بعد أن صنعها في مناقب أبي حنيفة، روى عنه أبو عمرو بن السماك، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر محمد بن عمر الجعابي، وجماعة، وذكر أبو بكر الخطيب وضعها الحماني في " التاريخ " ومات في الشرقية في شوال سنة ثمان وثلاثمائة.
فأما الاسم فهو: الشرقي بن قطامي: يروي عن محمد بن زياد روى عنه يزيد بن هارون، وقد قيل: إن شرقيا وقطاميا جميعا لقب، وهو الوليد بن حصين بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك، من بني عمرو بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر الاكبر بن عوف بن بني عذرة بن زيد اللات بن رفيدة (1).
قال ذلك اليشكري عن ابن حبيب.
وشرقي البصري، روى عن عكرمة.
روى عنه الشعبي.
وشرقي الجعفي، يروي عن سويد بن غفلة.
روى عنه جابر الجعفي.
وشرقي، شيخ يروي عن أبي وائل.
روى عنه العوام بن حوشب.
__________
(1) وانظر وجها آخر في نسب شرقي في " تاريخ " الخطيب، ورفيدة هو ابن ثور بن كلب بن وبرة - بفتح الباء - ولهذا نسبوا شرقيا بأنه كلبي.
فليحفظ هذا لحاجته عند نسبة " القطامي " الآتية في بابها إن شاء الله.
[ * ](3/418)
وأما الشرقي: فهو أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي النيسابوري، أخو أبي حامد أحمد بن محمد، وظني أنه إنما قيل له الشرقي لانه يسكن الجانب الشرقي بنيسابور، وعبد الله هو الاكبر، سمع محمد بن يحيى الذهلي وعبد الله بن هاشم، وعبد الرحمن بن بشر وغيرهم.
وروى عنه أبو بكر بن إسحاق، وأبو علي الحافظ.
ولد سنة ست وثلاثين ومائتين، وكان متقدما في صناعة الطب، ولم يدع الشرب إلى أن مات، وهو الذي نقموا عليه، وهو في الحديث ثقة مأمون، مات في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وأما أبو حامد أحمد بن (1) محمد بن الحسن بن الشرقي الحافظ، صاحب " الصحيح " وتلميذ مسلم بن الحجاج، والمصنف لحديث المكثرين والمقلين من الشيوخ، وواحد عصره في المعرفة، سمع بنيسابور محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الرحمن بن بشر العبدي، وأحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن حفص السلمي، وبالري أبا حاتم الرازي، وببغداد محمد بن إسحاق الصغاني، والعباس بن محمد الدوري، وبالكوفة أحمد بن حازم بن أبي غرزة، وبالحجاز أبا يحيى بن أبي مسرة، وكان في الحج يكتب في الطريق ويكتب عنه.
روى عنه الحافظ أبو العباس بن عقدة، وأبو أحمد العسال وأبو أحمد بن عدي، وأبو علي النيسابوري، وأبو أحمد الحاكم، وأبو الحسين بن الحجاجي، ونظر أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة إلى أبي حامد بن الشرقي فقال: حياة أبي حامد بن الشرقي تحجز بين الناس والكذب
على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وكانت ولادته في شهر رجب سنة أربعين ومائتين، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وأخوه أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي وكان أسن من أبي حامد وأسند منه، وقد ذكرته فيما تقدم.
وأما الاسم الذي يشبه النسبة هو الشرقي بن القطامي الكوفي، من أهل الكوفة، حدث عن لقمان بن عامر، وأبي طلق العايذي (2)، ومجالد بن سعيد.
روى عنه محمد بن
__________
(1) زيادة مني ليست في الاصول، والذي فيها: " أبو حامد محمد بن الحسن.."، وهكذا في " اللباب " و " القاموس " مادة (شرق).
والصواب ما أثبته، فقد تقدم " أبو محمد وأبو حامد ابنا محمد بن الحسن "، وجاءت ترجمة أبي حامد كما أثبته في " تاريخ بغداد " 4: 426، و " تذكرة الحفاظ " ص 821.
(2) في الظاهرية و " اللباب " " العائذي " وليدن " العابدي " وأهمل في أياصوفيا، والصواب بالياء، كما سيأتي في بابه " العابذي "، وتحرف في " الميزان " 2: 268 إلى " العابد ".
[ * ](3/419)
زياد بن زبار، ويزيد بن هارون، وكان الشرقي عالما بالنسب، وافر الادب، أقدمه أبو جعفر المنصور بغداد وضم إليه المهدي ليأخذ من أدبه، والشرقي لقب عليه، واسمه الوليد بن الحصين، كذلك ذكره البخاري، وقد ذكرته في " العذري " (1) وسيأتي بعد هذا.
الشروطي: بضم الشين المعجمة، والراء، وبعدهما الواو، وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة لمن يكتب الصحكاك والسجلات، لانها مشتملة على " الشروط " فقيل لمن يكتبها " الشروطي " واشتهر بهذه النسبة: أبو عبد الرحمن محمد بن إسماعيل بن أبي عبد الرحمن القطان الشروطي، من أهل جرجان، كان متكلما على مذهب السنة، وعالما بالشروط وبالطب وكتب الحديث الكثير عن أبي يعقوب البحري ومن في طبقته، توفي سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
الشر مغولي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم، وضم الغين المعجمة، بعدها الواو، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " شر مغول " وهي قرية فيها قلعة حصينة ب " نسا " يقال لها بالعجمية: " جمغول " على أربعة فراسخ من نسا، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء النسوي الشر مغولي، من أهل قرية " شر مغول " وقد ذكرته في " النون " سمع بخراسان والعراق، ورجع إلى العراق على كبر السن، وحدث ببلادها، وقد ذكرت شيوخه ومن حدث عنه في " النسوي " ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " لنيسابور وقال: أبو يعقوب النسوي قدم علينا بنيسابور غير مرة، وقد انتخبت عليه في مجالسنا بنيسابور غير مرة، وكذلك في قريته بالشرمغول، سمع بناحيته: جده، وعبد الله بن محمد الفرهاذاني (2) وبنيسابور عبد الله بن شيرويه، وبالعراق من أبي بكر بن الباغندي، وأبي بكر بن المجدر، وأبي القاسم بن منيع،
__________
(1) لانه من بني عذرة بن زيد اللات، كما تقدم في عمود نسبه ص 319، وانتقده ابن الاثير في " اللباب " 2: 129 و 270 بأنه " لا يقال " عذري " إلا لمن ينسب إلى عذرة بن سعد هذيم ".
(2) المثبت من مصورة ليدن، وتحرفت في سائر الاصول، والضبط من " اللباب " وقد فاتت هذه النسبة المصنف، فاستدركها عليه ابن الاثير، وقال " ويقال الفرهياني أيضا ".
وانظر مثله في " معجم البلدان ".
[ * ](3/420)
وأقرانهم، ث م قال: بلغني أنه توفي بنيسابور سنة أربع وستين وثلاثمائة.
قلت: وهذا وهم من الحاكم أو الناسخ، فإنه حدث ببغداد سنة إحدى وسبعين، وذكر الخطيب صاحب " تاريخ بغداد " أنه مات سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن عمران بن موسى النسوي الشر مغولي، روى كتاب " التاريخ " لابي بكر أحمد بن أبي خيثمة، وسمع أبا الوليد [ بن برد ] الانطاكي، ومحمد بن يوسف بن
الطباع، وموسى بن سهل بن كثير، سمع منه أبو علي الحافظ " التاريخ " من أوله إلى آخره بنيسابور عند منصرفه من نيسابور إلى نسا، وأهل نيسابور كتبوا عنه بانتخاب أبي علي: مثل الحاكم أبي أحمد الحافظ، وغيره، وتوفي بنسا سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
الشرمقاني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الميم، والقاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شرمقان " وهي بلدة قريبة من إسفراين، بنواحي نيسابور، يقال لها " جرمغان " بالجيم، وقد كان من أعمال نسا، منها: أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن خالد الشرمقاني الخطيب، كان شيخا صالحا عالما، سمع بنيسابور أبا تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي، وبجرجان أبا القاسم إبراهيم بن عثمان بن إبراهيم الخلالي، كتبت عنه بنيسابور منصرفي من العراق، وكانت ولادته في ذي القعدة سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي في آخر سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
ومن القدماء: أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح بن عصمة بن وكيع بن رجاء النخعي النسوي الشرمقاني، قال الامام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ: من أهل نسا، ولد بالشرمقان، ونشأ بمرو، وسمع العلم بخراسان وغيرها من البلاد، وكتب الكثير، وصنف وجمع، وذاكر العلماء، وكان معدودا في حفاظ الحديث، وقدم بغداد دفعات وحدث بها عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن [ خزيمة، ومحمد بن إسحاق بن ] إبراهيم السراج، وعبد الله بن محمد بن شيرويه وعبد الله بن محمود المروزي السعدي، ومحمد بن الفضل السمرقندي، وعمر بن محمد بن بجير الهمداني، ومحمد بن زبان المصري، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وعبد الله بن أحمد الاهوازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، والحسين بن عبد الله بن يزيد الرقي،(3/421)
وعبد الله بن زيدان البجلي، والمفضل (1) بن محمد الجندي وغيرهم.
حدث عنه من القدماء الرفعاء: أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني: وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وغيرهما، ومن بعدهما مثل: أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، وأبي علي الحسن بن الحسين بن دوما النعالي وغيرهم.
وكان ابن رميح أقام ب " صعدة " من بلاد اليمن زمانا طويلا، ثم ورد بغداد حدود سنة خمسين وثلاثمائة، وخرج منها إلى نيسابور، فأقام بها ثلاث سنين، ثم عاد إلى بغداد فسكنها مديدة (2)، ثم استدعاه أمير المؤمنين أمير صعدة، فخرج صحبة الحاج إلى مكة، فلما قضى حجه أدركه أجله بالجحفة، ودفن هناك.
وقد تكلم فيه جماعة، ووثقه جماعة.
قال أبو زرعة محمد بن يوسف الاستراباذي لما سأله حمزة بن يوسف السهمي الحافظ عن ابن رميح ؟ فأومأ إلي: أنه ضعيف أو كذاب، قال حمزة: الشك مني، وقال الخطيب أبو بكر بن ثابت الحافظ: " قال أبو نعيم الحافظ يعني الاصبهاني -: كان ابن رميح ضعيفا ".
والامر عندنا خلاف قولهما، وابن رميح كان ثقة ثبتا، لم يختلف شيوخنا الذين لقوه في ذلك، وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: هو ثقة مأمون، توفي بالجحفة سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وقال غيره: مات في صفر ودفن بالجحفة.
وأبو العباس يعقوب بن يوسف بن الحسن الشرمقاني، سمع بنسا حميد بن زنجويه، وبالعراق العباس بن محمد الدوري، وأبا قلابة الرقاشي، وبمصر محمد بن أصبغ بن الفرج، وبالشام عمران بن بكار بن راشد البزاز، ومحمد بن عوف الحمصي، وعلي بن عثمان النفيلي.
وأبو الفضل أحمد بن محمد بن حمدون الفقيه الشرمقاني، كان أحد أعيان مشايخ خراسان في الادب والفقه، وكثرة طلب الحديث بخراسان والعراقين والشام والجزيرة والحجاز، وسمع " المسند الكبير " " والامهات " لابي بكر بن أبي شيبة من الحسن بن سفيان،
وكتب بنيسابور عن مسدد بن قطن القشيري، وجعفر بن أحمد الحافظ وأقرانهم، وبالعراق أبا القاسم البغوي، وبالشام أحمد بن عبثر، وبالجزيرة أبا عروبة الحراني وطبقتهم، سمع منه
__________
(1) هكذا في الاصول وهو الصواب، وفي " تاريخ بغداد ": " الفضل " وهو خطأ.
(2) هكذا في أياصوفيا - والضبط منها - وليدن و " التاريخ ".
وفي الظاهرية " مدة مديدة " والمثبت أولى.
[ * ](3/422)
الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ " فقال: كان مكثر المقام بنيسابور، فلما قلدت المظالم بنسا جمع إلي جملة من كتبه وانتقيت عليه، وآخر ما فارقته بنسا في رجب سنة إحدى وستين وثلاثمائة، ثم توفي في الشرمقان يوم الثلاثاء الخامس عشر من جمادى الآخرة سنة ست وستين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسن بن أبي الفضل الشرمقان المؤدب، نزل بغداد، وكان أحد حفاظ القرآن، ومن العالمين باختلاف القراءات ووجوهها، وحدث عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري، وأبي القاسم عبيد الله بن أحمد الصيدلاني ومحمد بن بكران الرازي.
قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه وكان صدوقا، وقال لي: سمعت من زاهر بن أحمد السرخسي قال: وشرمقان قرية من قرى نسا، قال: ومات في يوم الخميس ثامن صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
الشرواني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الراء، وفتح الواو، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شروان " وهي بلدة من بلاد دربند خزران، بناها أنو شروان، فأسقطوا " أنو " للتخفيف، وبقي " شروان "، وبين شروان وباب الابواب مائة فرسخ، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو بكر محمد بن عشير بن معروف الشرواني، فقيه صالح متدين، سكن المدرسة النظامية ببغداد، وتفقه على إلكيا الهراسي، وسكن بغداد إلى أن رأيناه بها، روى لنا عن أبي الخير المبارك بن الحسين الغسال المقرئ، كتبت عنه شيئا يسيرا.
الشروي: بفتح الشين المعجمة، والراء، وفي آخرها الواو.
هذه النسبة - فيما أظن - إلى " الشراة " (1).
والمشهور بهذه النسبة: علي بن مسلم بن الهيثم الشروي، يروي عن إسماعيل بن ميران السكوني، روى عنه الحسن بن عليل العنزي.
وأحمد بن محمود بن نافع الشروي، بغدادي، حدث عن الحوضي، ومحمد بن
__________
(1) تابع ابن الاثير المصنف في ظنه.
لكن جزم ياقوت في " المعجم " والسيوطي في " اللب " بأن الشروي نسبة إلى الشراة، وهي كما قال ياقوت: " صقع بالشام بين دمشق ومدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم ترجم لرجلين ممن ترجم لهما المصنف: الاول والثاني.
[ * ](3/423)
المنهال.
روى عنه محمد بن خلف، وأبو عبد الله بن مخلد.
ومحمد بن عبد الرحمن الشروي صاحب أبي نواس الحسن بن هانئ.
روى عنه محمد بن العباس بن زرقان.
وإبراهيم بن الاسود [ الكناني ] - ويقال: إبراهيم بن عبد الله بن أبي الاسود - الشروي، قال ابن أبي حاتم: من أهل الشراة، روى عن ابن أبي نجيح.
الشريجي: بفتح الشين المعجمة، وكسر الراء، وبعدهما الياء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " شريج " (1) والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم علي بن محمد بن عمر بن حفص البزاز الشريجي، يروي عن حميد بن الربيع، وعلي بن حرب، وعمر بن شبة.
روى عنه المعافى بن زكريا الجريري، وأبو القاسم الآبندوني، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج.
ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
الشريحي: بضم الشين المعجمة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من
تحتها، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " شريح " (2)، وهو القاضي المعروف، أو غيره، على ما سنذكره.
أما علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة (3) بن شريح القاضي الشريحي من ولد شريح القاضي الكوفي، يروي عن أبيه، روى عنه عباس بن محمد الدوري وأحمد بن علي الابار.
__________
(1) " قرى من نواحي زبيد باليمن " يقال لكل قرية منها: شريج كذا، مثل: شريج نابط، وشريج الريان..وهكذا.
انظر " معجم البلدان ".
(2) هنا زيادة في كوبرلي ونصها: " أو: إلى " أبي شريح ".
والمشهور بهذه النسبة: أبو أمية شريح بن الحارث الكندي القاضي، استقضاه علي على الكوفة، ولم يزل بعد ذلك قاضيا خمسا وعشرين - كذا - سنة لم يتعطل بها إلا ثلاث سنين امتنع فيها من القضاء، وأعفاه - كذا - فلم يقض في اثنين حتى مات، وكان يكنى أبا أمية، ومات سنة سبع وسبعين، ويقال سنة ثمانين، وسنذكره في " القاف مع الالف " - أي: القاضي -.
وأبو شريح الخزاعي، له صحبة، يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت ".
(3) من كوبرلي و " الاكمال " 5: 212 وهو الصواب، وفي غيرها و " اللباب " " مسرة " وما بين المعكوفين من كوبرلي أيضا.
وتنظر ترجمة علي هذا في " الجرح والتعديل " 3 / 1 / 193 و " تاريخ بغداد " 12: 3.
[ * ](3/424)
وعبد الله بن محمد بن عبيدالله بن معاوية الشريحي الكوفي، يروي عن إسماعيل بن موسى الفزاري.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي.
وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح الهروي الانصاري الخزاعي الشريحي، من أهل هراة، نسب إلى جده الاعلى أبي شريح الخزاعي، من الصحابة، ثقة مكثر من الحديث، رحل إلى العراق، وأدرك أبا القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن عقيل البلخي، وسمع منهما، روى عنه جماعة كثيرة منهم: أبو بكر محمد بن عبد الله العمري، وأبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي وغيرهما، وتوفي في
سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وأبو نصر سفيان بن محمد الشريحي الهروي، ولي قضاء جرجان في شهر رمضان سنة سبع عشرة وأربعمائة، وكان إليه قضاء قومس، يروي عن عبد الرحمن الشريحي.
وأبو صالح زفر بن يحيى بن عبد الله بن أبي الفضل القاضي الشريحي أظن أنه من أولاد شريح القاضي، من أهل طبرستان، سكن قرية سناباذ، وتعرف بمشهد علي بن موسى الرضا عليه السلام، وولي القضاء بها، سمع بآمل أبا العباس أحمد بن محمد الناطفي، سمع منه الامام والدي، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وروى لي عنه أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي وتوفي سنة إحدى - أو اثنتين - وتسعين وأربعمائة، وكانت ولادته في حدود سنة أربعمائة.
الشريفي بضم الشين المعجمة، وفتح الراء وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الفاء هذه النسبة إلى " شريف ".
وهو شريف بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، ومن ولده حنظلة بن الربيع الكاتب، هو الشريفي، وأكثم بن صيفي بن رياح، عاش أكثم مائة وتسعين سنة، ويقال لاكثم " الشريفي " أيضا.
الشريكي: بضم الشين المعجمة، وفتح الراء، وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى " شريك " وهو بطن من دوس، قال أحمد بن الحباب الحميري: شريك بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غانم بن دوس، وقال أبو فراس السامي: في الازد بنو شريك بن مالك أخو هناءة بن مالك.(3/425)
باب الشين والزاي الشزوني: بفتح الشين، وضم الزاي المعجمتين، وبعدهما الواو، وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى " شزونة " وهو موضع بالاندلس من المغرب، منها: خلف بن حامد بن الفرج (1) بن كنانة الكناني الشزوني.
قال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي: هو محدث مذكور بفضل.
__________
(1) في الاصول: " الفرح " بالحاء، وتقدم ص 303 بالجيم، وكذلك في " اللباب " في الموضعين.
وأنظر التعليق رقم 3 هناك.
هذا، وقد قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: قد ذكر هذا خلفا في " الشذوني " بالذال المعجمة، وهو الصحيح، وهذا تصحيف وغلط ".
وتابعه السيوطي في " اللب " عند نسبة " الشذوني " فقال: "..وقيل بالزاي بدل الذال، وهو غلط ".
[ * ](3/426)
باب الشين والشين الششي: بضم الشين المعجمة الاولى، وكسر الاخرى.
هذه النسبة إلى " شش " وهي سكة بجرجان، بباب الخندق، منها: أبو زرعة محمد بن عبد الوهاب بن هشام بن الوليد الانصاري الفقيه الحافظ الششي، كان فقيها إماما [ فاضلا حافظا عارفا بالفقه والحديث، يروي عن عبد الله بن محمد بن سرور الزهري ]، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، ونعيم بن عبد الملك، وأبو أحمد عبد الله بن عبدي، وإسماعيل بن سعيد، وأبو جعفر محمد بن أحمد القاضي وغيرهم، وكانت له خانات وحوانيت وقفها على أولاده وأولاد أولاده من الصلب، ولا يكون لاولاد بناته شئ، ثم على أقربائه إن فقدوا ذكرهم، وجعل الولاية في ذلك لمن يكون متدينا في مذهبه، وكانت هذه القبالة في رق، وفيه شهادة عمران بن موسى السختياني، وفيه أيضا شهادة أبي بكر الاسماعيلي، هكذا ذكره خمزة بن يوسف السهمي، وكان يقول: أبو زرعة الانصاري كان فقيها حافظا، ومات في ذي الحجة سنة أربع وثلاثمائة، ودفن في مقابر باب الخندق.(3/427)
باب الشين والطاء الشطوي: بفتح الشين المعجمة، والطاء المهملة، من بعدهما الواو.
هذه النسبة إلى جنس من الثياب التي يقال لها الشطوية، وبيعها [ وهي منسوبة إلى " شطا " من أرض مصر ] (1) والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن أحمد بن هلال الشطوي، سمع سفيان بن وكيع بن الجراح، وأبا كريب محمد بن العلاء، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن البهلول الانباري، وأبا هاشم الرفاعي، وعبد الوهاب بن فليح.
روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي، وعثمان المجاشي، وأبو الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن خلف بن جيان، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر السكري وربما سماه بعضهم: أحمد بن محمد، وكان ثقة، ومات في شهر ربيع الاول سنة عشر وثلاثمائة.
وأبو علي الشطوي اسمه محمد بن سليمان بن هشام بن بنت سعيدة بنت مطر الوراق، وعرف بأخي هشام، حدث عن محمد بن أبي عدي، وإسماعيل بن علية، وعبيدة بن حميد، والمحاربي، ووكيع، وأبي معاوية الضرير، وأبي أسامة حماد بن أسامة.
روى عنه حمزة بن الحسين السمسار، والقاضي أبو عبد الله المحاملي، وأحمد بن محمد بن سلم المخرمي، ومحمد بن مخلد الدوري، وغيرهم، وكان منكر الحديث، ضعيفا في الرواية توفي بكرخ بغداد سنة خمس وستين ومائتين.
وعبد الله بن أحمد بن وهبان الشطوي، حدث عن أحمد بن الخليل المعروف ب " جور ".
روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي.
ومحمد بن أحمد بن محمد الشطوي، حدث ببغداد عن عبد الله بن يزيد الخثعمي.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
الشطي: بفتح الشين المعجمة، والطاء المهملة المشددة.
__________
(1) هكذا في الظاهرية و " اللباب "، وفي أياصوفيا وليدن " وهي منسوبة إلى " فقط وبعدها بياض قليل، وسقطت من كوبرلي.
وفي " معجم البلدان ": شطا: بالفتح والقصر، وقيل: شطأة، بليدة بمصر..على ثلاثة أميال من دمياط..وبها وبدمياط يعمل الثوب الرفيع الذي يبلغ الثوب منه ألف درهم ولا ذهب فيه ! ".
[ * ](3/428)
هذه النسبة - فيما أظن - إلى " شط عثمان " موضع بالبصرة، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم البصري الشطي، سكن جرجان مدة، وولاه قاضي القضاة أبو إسحاق بن عبد العزيز إشرافا على جامع إستراباذ، سمع بالبصرة أبا إسحاق إبراهيم بن علي الهجيمي، وبواسط أبا الحسن علي بن حميد البزاز، وأبا عبد الله بن محمد الحامدي وغيرهم، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، وقال: خرج إلى نسا ومات بها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وأبو سعيد محمد بن أحمد بن العباس الشطي المقرئ الرقي، من أهل الرقة، وظني أنه نسب إلى " شط الفرات " يروي عن حفص بن عمر.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني.
وأبو عبد الله الحسين بن علي بن العباس الشطي، حدث بحلب عن حفص بن عمر بن الصباح.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني.
وأبو الطيب المظفر بن سهل بن علي الشطي، من أهل واسط، قيل له الشطي لانه عرف بعابر الشط، حدث بمكة عن أحمد بن علي المؤدب.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني.
وأبو أحمد عبد المنعم بن عبد الوهاب بن محمد العباداني الشطي، من أهل عبادان، المقيم بشاطئ عثمان بالابلة، سمع بعبادان أبا الفهر حسين بن الحسن الخطيب العباداني، وبشيراز أبا علي الصفار وغيرهما، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، ومات بعد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.(3/429)
باب الشين والعين الشعاب: بفتح الشين المعجمة، والعين المهملة المشددة، بعدهما الالف، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة لمن يشعب القصعة الخشبية، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن مهزم الشعاب العبدي البصري، يروي عن محمد بن واسع، ومعروف المكي، وكريمة بنت همام، وعبد الرحمن بن محمد.
روى عنه ابن المبارك، ووكيع بن الجراح، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، ويحيى بن إسحاق السالحيني، ومسلم بن إبراهيم، وأبي عمر الحوضي.
قال ابن أبي حاتم: محمد بن مهزم الشعاب، ويقال [ الرمام ] يرم القصاع.
الشعباني: بفتح الشين المعجمة، وسكون العين المهملة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شعبان " وهم اسم لقبيلة من قيس (1).
وأنعم بن ذري بن يحمد (2) بن معد يكرب بن أسلم بن منبه بن النمادة بن حيويل بن عمرو بن أشوط بن سعد بن ذي شعبين بن يعفر بن ضبع بن شعبان بن عمرو بن قيس بن معاوية الشعباني، جد عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وأبوه زياد بن أنعم، يروي عن أبي أيوب الانصاري.
حدث عنه ابنه عبد الرحمن.
و عبد الرحمن بن زياد يروي عن أبيه زياد بن أنعم الحضرمي، وعبد الله بن يزيد وغيرهم.
روى عنه الثوري، وابن لهيعة، وبكر بن عمرو وعثمان بن الحكم، وخالد بن حميد، والمقرئ (3)،
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب " مستدركا: " هكذا ذكر أبو سعد - يريد المصنف رحمهما الله - أن شعبان قبيلة من قيس، فإن أراد قيسا المذكور في نسب أنعم، فلم يكن قيس بطنا، فكيف يكون منه قبيلة ؟ وإن أراد قيس عيلان - وهو الذي يراد متى أطلق - فليس شعبان منهم في شئ ! وإنما شعبان قبيلة من حمير.." ثم ذكر كلاما تقدم مختصره في نسبة
" الشراحيلي ".
(2) في الاصول كلها و " اللباب ": " محمد " وفي " التهذيب " " يحمد " وهو الصواب، والياء مضمومة ويجوز فتحها.
انظر " الاكمال " 3: 382.
(3) هكذا في كوبرلي و " الاكمال " 4: 546، وفي الاصول الاخرى: " خالد بن حميد المقرى " وما أثبته هو الصواب، = [ * ](3/430)
وجماعة، وحديثه كثير مشهور، وكان قاضي إفريقية، وهو أول مولود بها في الاسلام، وتوفي بها سنة ست وخمسين ومائة، ولد وفادة على المنصور، وكان زاهدا، وكان يحرم من السنة إلى السنة، فيشعث رأسه ويقمل، فيدعو الله تعالى فيجتمع القمل ويسقط دفعة واحدة، وكان مع زهده ضعيفا في الحديث من قبل حفظه، لا من علة أخرى.
وابنه خالد بن عبد الرحمن، يكنى أبا ذري، روى عنه عبد الله بن يوسف التنيسي.
وأبو أمية الشعباني، واسمه يحمد، يروي عن أبي ثعلبة الخشني.
روى عنه عمرو بن جارية اللخمي.
وسعية الشعباني يكنى أبا سليط، شهد فتح مصر، يروي عن تبيع.
روى عنه ابنه سليط.
وسلامان بن عامر الشعباني، يروي عن فضالة بن عبيد.
روى عنه عبد الرحمن بن شريح، وابن لهيعة.
وإبراهيم بن أحمد بن معاذ بن عثمان الشعباني ابن أخي سعد بن معاذ، أندلسي، حدث ومات بها بعد سنة اثنتين وثلاثمائة.
وعبد الملك بن أحمد بن محمد بن أبي فروة الشعباني أبو عقبة، مات سنة ثلاث وثلاثمائة، قاله ابن يونس.
وأبو سعيد المفضل بن محمد الجندي الشعباني، من ولد عامر الشعبي، روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
الشعبي: بفتح الشين المعجمة، وسكون العين المهملة، وفي آخرها الباء المعجمة بنقطة واحدة.
هذه النسبة إلى " شعب " وهو بطن من همدان (1)، والمشهور بها:
__________
= فخالد بن حميد هو المهري، ولا يبعد أن تكون له رواية عن ابن أنعم، على ما يستأنس من ترجمته في " التهذيب " 3: 83، والمقرئ هو عبد الله بن يزيد المقرئ، ذكره في " التهذيب " من الرواة عن ابن أنعم.
(1) قال ابن الاثير في " اللباب " مستدركا: " هكذا ذكر أن شعبا بطن من همدان، وإنما هو من حمير، وهو شعب بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير، وعدادهم في همدان ".
وتقدم في نسبة " الشراحيلي " قول المصنف عن الشعبي: " وهو من حمير وعداده من همدان ".
[ * ](3/431)
أبو عمرو عامر بن شراحيل الشعبي، من أهل الكوفة، كان من كبار التابعين وجلتهم، وكان فقيها شاعرا، روى عن خمسين ومائة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم، على دعابة فيه، وكانت أمه من سبي جلولاء، مولده سنة عشرين، وقيل: سنة إحدى وثلاثين، وكان أكبر من أبي إسحاق السبيعي، ومات سنة تسع ومائة، وقيل: سنة خمس وقيل: سنة أربع ومائة.
وروي عن الشعبي أنه قال: ولدت سنة جلولاء، فإن كان هذا صحيحا فإنه مات وهو ابن ست وثمانين سنة، لان جلولاء كانت سنة تسع عشرة في خلافة عمر.
وعن الاصمعي قال: إن أم الشعبي كانت من سبي جلولاء، وهي قرية بناحية فارس.
وعن عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن مكحول قال: ما رأيت أحدا قط أعلم بسنة ماضية من الشعبي !.
وجماعة بما وراء النهر سموا بهذا الاسم، وهو اسمهم، وليس بنسبة لهم، منهم: الشعبي بن فريغون، محدث مشهور لهم.
وأبو جعفر محمد بن عمرو بن الشعبي القاضي الاسروشني، حدث ببخارى.
روى عنه المتأخرون، حدثونا عن أصحابه.
الشعراني: بفتح الشين المعجمة، وسكون العين المهملة، بعدها الراء المفتوحة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " الشعر " على الرأس وإرساله، والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب بن موسى بن زهير بن يزيد بن كيسان بن باذان الشعراني، وباذان صاحب اليمن، وإنما قيل له " الشعراني " لانه كان يرسل شعره، ويقال: إنه لم يبق بلد لم يدخله لطلب الحديث إلا الاندلس ! سمع إسماعيل بن أبي أويس، وقالون، وحيوة بن شريح، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى، وابن الاعرابي اللغوي، وقرأ القرآن على خلف، وكان عنده " تاريخ " أحمد بن حنبل، عنه، و " تفسير " سنيدين داود، و " السنن " عن نعيم بن حماد، و " المغازي " عن ابن المنذر.
سمع منه ابن خزيمة، وانتقى عليه السراج، والمؤمل بن الحسن بن عيسى، توفي في سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وابنه أبو بكر محمد بن الفضل بن محمد بن المسيب البيهقي الشعراني، سمع أباه، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن إسماعيل بن محمد الشعراني.(3/432)
وأما ابنه أبو الحسن إسماعيل الشعراني: كان كثير السماع من جده وأبيه، وكان أحد المجتهدين في العبادة وكنت أستخير الله في إخراجه في الصحيح فوقعت الخيرة على ذلك، والكلام فيه يطول.
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ثم قال: قرأت عليه نيفا وعشرين جزءا بانتخابي من الاصول.
وتوفي في قرية بيهق في رجب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وحدث ابنه بعد ذلك.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن الفضل الشعراني الطوسي الحافظ، يروي عن السري بن خزيمة وغيره، روى عنه أبو العباس الاصم، وإبراهيم بن محمد بن يحيى
المزكي.
وخشنام الشعراني الزاهد، من أهل بخارى، يروي عن ابن المبارك روى عنه سهل بن خلف بن وردان.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الشعراني، نيسابوري، سمع عفان بن مسلم، ومحمد بن سعيد الاصبهاني.
حدث عنه الحسن بن محمد بن جابر، ومكي بن عبدان.
وأبو العباس أحمد بن جعفر بن محمد بن مرزوق بن شيبان بن فروخ الشعراني الازدي.
الجرجاني، يروي عن أبي محمد عبد الله بن سعد الطائي، وعمار بن رجاء، وأبي عمرو أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع، وأبي صالح شعيب بن حيان وجماعة، وروى عنه أسهم بن إبراهيم (1) وأبو العباس الباغشي المستملي، وغيرهما.
وأبو سهل إبراهيم بن محمد البغوي الشعراني يروي عن أبي بكر بن زحر وغيره، ذكره حمزة بن يوسف السهمي في " تاريخ جرجان ".
وأبو عبد الله محمد بن يونس بن إبراهيم بن النضر بن عبد الله النيسابوري الشعراني المقرئ، من أهل نيسابور، كان إماما مقرئا فاضلا، سمع بخراسان السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل، وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله
__________
(1) اختلفت الاصول في هذين العلمين بين " أسهم " و " أسلم " وبين " إبراهيم " و " أدهم " والمثبت من كوبرلي، و " الاكمال " 4: 572 و " تاريخ جرجان " ص 64 ترجمة " الشعراني " و 126 ترجمة " أسهم " نفسه، وفيه قول الدارقطني: " لا أعرف من اسمه " أسهم " في جميع المحدثين إلا هذا " وفيه أنه ذكره في كتابه " المؤتلف والمختلف ".
ولم أر من ذكره في الكتب المؤلفة في هذا الباب، كعبد الغني الازدي وابن ماكولا والذهبي وابن حجر ! ولعل ضبطه بضم الهاء، على وزن أحد جموع " سهم " بمعنى النصيب.
[ * ](3/433)
الكجي وغيرهم، روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ، وأبو زكريا يحيى بن محمد العنبري والحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره الحاكم في " التاريخ " فقال: أبو عبد الله
المقرئ الشعراني، كان من أئمة القراء، ومن أعيان الشيوخ والشهود، ومن العباد المجتهدين وكان والدي رحمه الله يقدمني إليه كل جمعة تبركا بدعائه وقد أرسل شعره الابيض، ولعلي ما رأيت أنور من شعره وحضرت معه غير مرة ضيافات الوالد والخال أبي علي، ولم أرزق السماع منه وتوفي يوم الاثنين لعشر ليال خلون من ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
وصلى عليه أبو يعلى الغازي في المصلى بباب معمر، ودفن في مقبرة باب معمر.
وأبو أحمد عبد الله بن أبي حامد أحمد بن جعفر بن أحمد بن بكر بن زياد بن علي بن مهران الشيباني الشعراني، كان من أكثر أقرانه سماعا، وكان له ثروة ظاهرة فأنفق أكثرها على العلماء وأهل العلم، وفي الحج والجهاد وأعمال البر، إلا الصدقات لابيه فإنها بقيت عليه.
يروي عن أبي العباس السراج، وأبي العباس الماسرجسي، وبالعراق من أبي جعفر بن البختري الرزاز، وبمكة من أبي سعيد بن الاعرابي، كتب عنه الناس ببغداد بانتقاء أبي بكر بن الجعابي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: أرسل الشعر في حجته الثالثة، ثم لم يزل على رأسه إلى أن مات، فقيل له الشعراني.
وتوفي فجأة يوم الثلاثاء التاسع عشر من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
وأبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن عبد الله بن زكريا الرملي الشعراني، يقال له " صاحب الوفرة "، يروي عن آدم بن أبي إياس العسقلاني مات سنة ثمان وثمانين ومائتين.
الشعيبي: بضم الشين المعجمة، وفتح العين المهملة، وسكون الياء، بعدها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى الجد، وهو " شعيب " وجماعة كثيرة في البلاد ينتسبون بهذه النسبة، فمنهم جماعة بفوشنج: أبو جعفر محمد بن أحمد الشعيبى الفوشنجي، سمع الكثير وحدث بمصر.
وأبو سعيد الشعيبي، من المتأخرين بنيسابور، كان ينتخب على الشيوخ.
وجماعة ببخارى من أولاد أبي الحسن علي بن شعيب البخاري من أهل العلم والخير، منهم:(3/434)
أبو القاسم الشعيبي، قال أبو كامل البصيري: سمعت منه كتاب " الفرج بعد الشدة " وبنوه الثلاثة متفقهة، سمعوا معنا ومنا الحديث.
وأبو محمد بن أبي أحمد - واسمه: شيبة بن محمد - بن أحمد بن شعيب بن هارون الشعيبي ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخه " فقال: أبو محمد بن أبي أحمد الشعيبي، قد ذكرت في هذا الكتاب تقدم أبيه من بين أصحابه في أنواع من العلوم، وتفرده من بينهم بالورع، فأما شيبة: فإنه سمع الحديث بإفادة أبيه من جماعة من الشيوخ، وكان من الصالحين، سمعه أبوه سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وتوفي في المحرم سنة خمس وتسعين وثلاثمائة.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن شعيب بن هارون بن موسى الفقيه الشعيبي المعدل، من أهل نيسابور، وكان أمين التجار والمعدلين، وعرضت عليه التزكية غير مرة فأبى وامتنع، وكان من قراء القرآن وأعلم مشايخنا في وقته بالشروط، سمع بخراسان أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن علي الذهلي، والحسين بن إدريس الانصاري، ومحمد بن عبد الرحمن الشامي، وأحمد بن جعفر بن نصر المزكي، وعبد الله بن محمود البزدوي وببغداد أبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ " وقال: جمع " كتابا في الزهد " في نيف وأربعين جزءا، و " فضل أبي حنيفة " رحمه الله في عشرين جزءا، وكان يعتقد مذهب أبي حنيفة رحمه الله مجودا بلا تخليط مما أحدثه بعض أصحابه.
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، قال: وتوفي في شهر ربيع الاول سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
وأبو سعيد إسماعيل بن سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن شعيب الشعيبي، من
أهل نيسابور، المحدث ابن المحدث، شيخ ثقة مشهور مفيد، سمعه أبوه أبو سعد الكثير، ورزق الاسانيد العالية الكثيرة، ولم يرزق الرواية الكثيرة، انتخب عليه أبو الفضل الجارودي، وسمع منه ذلك بهراة ونيسابور، وأدركته المنية كهلا وله " ثبت " مملوء من المسموعات والمسانيد والتواريخ والمجموعات حدث عن أبي عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، والحاكم أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ، وله خط يليق بالمحدثين، وفي أيدي المحدثين من الاجزاء بخطه الردئ ما لا يحصى، وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة.(3/435)
وأما الشعيبية: فهم أصحاب شعيب، رجل من الخوارج، وهذه إحدى الطوائف الخارجية، وكانوا مع ميمون من جملة العجاردة، إلا أنه برئ من ميمون حين أظهر القدر، وقال شعيب بأن الله خالق أعمال العباد، وأنه لا يكون شئ إلا ما أراد الله عزوجل.
الشعيثي: بضم الشين المعجمة، وفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى " شعيث " وهو بطن من بلعنبر - يعني بني العنبر - (1) بن عمرو بن تميم، نزلوا البصرة.
والمشهور بهذه النسبة: محمد بن عبد الله بن المهاجر النصري - بالنون - الشعيثي العقيلي، هكذا رأيت مضبوطا بخط شجاع الذهلي في " تاريخ " الخطيب، يروي عن زفر بن وثيمة.
روى عنه وكيع بن الجراح، وعمر بن علي المقدمي، مات بعد سنة أربع وخمسين ومائة بيسير.
وأبوه عبد الله بن مهاجر الشعيثي، يروي عن عنبسة بن أبي سفيان، روى عنه ابنه محمد بن عبد الله الشعيثي، قال أبو حاتم بن حبان: ويعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه.
وأبو سلمة عبد الرحمن بن حماد بن شعيث الشعيثي، ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " وقال: هو من أهل البصرة، وشعيث من بلعنبر، يروي عن ابن عون وكهمس بن
الحسن.
روى عنه يعقوب بن سفيان الفسوي والبصريون.
قلت: روى عنه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله البصري الكجي، وروى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في " الصحيح " حديثا واحدا (2).
وأبو شعيث سعد بن عمار بن شعيث بن عبيدالله بن زبيب بن ثعلبة بن عمرو بن سواء بن نابي بن عبدة بن عدي بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم بن مر الشعيثي، روى عن أبيه، عن جده، قصة سبي بني العنبر، وهم مخضرمون أن جده زبيبا لما أخذ أصحاب
__________
(1) " بني " زيادة من كوبرلي فقط، وفي غيرها " يعني العنبر بن عمرو.." فكأنه أراد بيان أي عنبر ينتسب إليه شعيث والله أعلم، والعنبرون متعددون.
أنظر فهرس " جمهرة أنساب العرب " لابن حزم ص 625 و " نهاية الارب " للقلقشندي ص 67، و " معجم قبائل العرب " لعمر رضا كحالة ص 844.
(2) وهكذا قال الحافظ في " مقدمة الفتح " 2: 182 والحديث هو حديث أم عطية وقول النبي صلى الله عليه وسلم لها: " اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك.." أخرجه البخاري 3: 374 " باب هل تكفن المرآة في إزار الرجل ؟ " وليصحح ما سبق إليه قلم الحافظ رحمه الله في تعيين الحديث.
هذا، وقد قال الحافظ نفسه في " التهذيب " 6: 164: " وفي " الزهرة ": روى عنه البخاري ثلاثة أحاديث " ! [ * ](3/436)
النبي صلى الله عليه وسلم سبي بني العنبر ركب زبيب ناقة له، ثم استقدم القوم حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فقال: يا رسول الله إن أصحابك أخذوا سبي بني العنبر وقد أسلموا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألك يا زبيب بينة ؟ " قال: يا رسول الله بأبي وأمي نعم ! فشهد سمرة بن عمرو وحلف زبيب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ردوا على بني العنبر كل شئ لهم " فرد عليهم.
روى عن سعد بن عمار: قاسم بن زكريا المطرز ويحيى بن محمد بن صاعد.
وأبو فراس محمد بن فراس بن محمد بن عطاء بن شعيث الشعيثي، يروي عن هشام بن الكلبي، روى عنه ابن أخيه أحمد بن الهيثم بن فراس الشعيثي كتاب " نسب سامة بن لؤي ".
الشعيري: بفتح الشين المعجمة، وكسر العين المهملة، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بيع " الشعير " والمشهور بهذه النسبة: أبو قتيبة سلم بن قتيبة الشعيري البصري، يروي عن شعبة، وعلي بن المبارك ومالك بن أنس وغيرهم.
روى عنه عمرو بن علي، وزيد بن أخزم.
وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن سليمان الشعيري، يروي عن عبد الاعلى بن حماد.
روى عنه مخلد بن جعفر.
وأحمد بن محمد الشعيري، شيرازي، حدث عن الحسين بن الحكم الحبري، روى عنه أبو القاسم الطبراني.
وعبد الرحمن بن الحسن يعرف بزنجي الشعيري، يروي عن إسحاق بن أبي إسرائيل، والحسين بن حريث، روى عنه أبو الحسن بن قزقز الرفاء، وأبو حفص بن شاهين.
وعمر بن خالد بن يزيد الشعيري، يروي عن محمد بن حميد الرازي، حدث عنه محمد بن خلف بن جيان.
وأبو عبد الله أحمد بن علي بن معبد الشعيري، روى عنه عثمان بن هشام بن دلهم، وإسحاق بن أبي إسحاق الصفار، ويحيى بن أبي طالب.
روى عنه عبد الله بن موسى الهاشمي.
ومحمد بن جعفر بن محمد الشعيري، حدث عن عثمان بن صالح الخياط.
روى عنه علي بن هارون الحربي.(3/437)
وهذه النسبة أيضا إلى " باب الشعير " وهي محلة معروفة بالكرخ، من غربي بغداد، منها: أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن علي بن رزمة الخباز الشعيري، كان شيخا صالحا
صدوقا، سمع قطعة من الحديث، وكان صاحب أصول جياد، وكانت عنده كتب لابن أبي الدنيا القرشي، وحدث بها وبغيرها، سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز، وأبا الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل السكري، روى لنا عنه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني بمرو، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب، وأبو طاهر محمد بن علي بن أحمد الانصاري ببغداد، وكان ثقة.
ولد سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وستين وأربعمائة.
وأبو القاسم عمر بن عبد الملك بن خلف بن عبد العزيز الرازي الشعيري، من أهل باب الشعير، أحد الشهود المعدلين، وكان فقيها متوجها مناظرا مجودا، أصابه مرض في آخر عمره فاقعد في داره إلى أن توفي، سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وأبا القاسم عبد الرحمن بن عبيدالله الحرفي، وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وروى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي الحافظ، وكانت ولادته سنة ست وأربعمائة، وتوفي في رجب سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.(3/438)
باب الشين والغين الشغبي: بفتح الشين، وسكون الغين المعجمتين، وفي آخرها باء منقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى بدا و " شغب " وهما واديان من أيلة، وعليهما ضيعة، كان ينزلها الزهري محمد بن مسلم بن شهاب، بين طريق مصر والشام، وقال الشاعر فيهما: وأنت التي حببت شغبا إلى بدا * إلي، وأوطاني بلاد سواهما وحلت بهذا مرة ثم أصبحت * بأخرى، فطاب الواديان كلاهما (1) ومات الزهري بها، وأوصى وأن يدفن على قارعة الطريق لعل مسلما يمر عليه فيدعو
له، والمشهور بهذه النسبة: زكريا بن عيسى الشغبي مولى الزهري، يروي عنه نسخة عن نافع، رواها عنه عمر بن أبي بكر المؤملي.
__________
(1) البيتان من جملة أبيات لكثير عزة، كما في " وفيات الاعيان " 4: 179 و " معجم البلدان ".
وضبط ابن خلكان " شغب " كما ضبطها المصنف هنا بالشين والغين والباء فقط، لكن أورد ياقوت هذه الابيات تحت مادة " شغبى " بألف مقصورة بعد الباء، وجعل قول كثير في البيت الاول هكذا " وأنت التي حببت شغبى.." وحكى قولا أن قرية الزهري هي " شغبى " وقيل " شغب "، ثم ذكر " شغب " وتكلم عليها، وليتنبه لهذا، فقد غفل المعلق على " التبصير " للحافظ ص 812.
[ * ](3/439)
باب الشين والفاء الشفطاني: بفتح الشين المعجمة، والفاء، والطاء المهملة، بعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شفطان " وهو اسم لجد: الحسن بن عبد الرحمن بن شفطان الرقي البزاز الربضي، يروي عن هلال بن العلاء الرقي، روى عنه أبو بكر بن المقرئ الحافظ.
الشفقي: بفتح الشين، والفاء، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى جد: أبي بكر محمد بن سعيد بن الشفق الشفقي من أهل بغداد، حدث بطرسوس عن موسى بن إسحاق الانصاري، وعبد الله بن جابر الطرسوسي.
روى عنه علي بن الحسن بن المثنى العنبري الاستراباذي وغيره.
الشفنيني: بضم الشين المعجمة، وسكون الفاء، وكسر النون، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى " شفنين " [ وهو اسم طائر ] وهو لقب: عبيدالله بن محمد بن عيسى بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد الهاشمي، والمنتسب إليه من أولاده: أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبيدالله الشفنيني المتوكلي، شريف صالح دين خير، حافظ لكتاب الله تعالى، كثير الدرس له، سمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن المسلمة المعدل، وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وغيرهما، سمع منه جماعة من أصحابنا، وروى لنا عنه أبو محمد الحارث بن أحمد بن محمد الحارثي، وأبو القاسم [ الجنيد بن أبي بكر الوضاحي بسرخس، وسعيد بن محمد بن أبي بكر الصوفي بمرو الروذ، وأبو القاسم ] علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ بدمشق، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ببغداد.(3/440)
الشفيقي: بفتح الشين المعجمة، وكسر الفاء، وبعدها ياء منقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها القاف.
وهذه النسبة لا أعرفها إلى أي شئ هي، ولكن ذكرتها ليعرف الرجل ولا يصحفه أحد بالقافين، وهو أبو الحسين محمد بن علي بن إبراهيم الشفيقي المنقري، شيخ حدث برحبة الشام سنة خمس عشرة وأربعمائة عن أبي بكر محمد بن عدي بن زخر المنقري البصري، روى عنه أبو نصر حمزة بن محمد الهمداني البخاري، ورأيت في " الاربعين الصوفية " التي جمعها أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي حديثا عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن يوسف الشفيقي - وقيده الحكيم اللكزي بالقافين - ولا أدري هذا الشفيقي والد أبي الحسين أو غير ذلك ؟ رواه الشيرازي عن أبي تمام محمد بن الحسن بن موسى المنقري بالبصرة، عن أبي الحسن الشفيقي، عن أبي سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر.(3/441)
باب الشين والقاف الشقاق: بفتح الشين المعجمة، والالف بين القافين، أولاهما مشددة، هذه اللفظة لمن يشق الخشب، واشتهر به جماعة، منهم: أبو جعفر محمد بن إسحاق بن مهران الشقاق، من أهل بغداد، حدث عن إسحاق بن يوسف الافطس.
روى عنه عبد الله بن إسحاق الخراساني.
وأبو بكر محمد بن عبد الله الشقاق الصوفي، وكان من أصحاب الجنيد، من أقران أبي العباس بن عطاء والكبار، صحب أبا سعيد الخراز، وكان يروي الشقاق عن أبي سعيد الخراز قال: إذا بكت أعين الخائفين فقد كاتبوا الله بدموعهم ! الشقاني: بفتح الشين المعجمة، وتشديد القاف، وفي آخرها النون، وسمعت صاحبي أبا بكر محمد بن علي بن عمر البروجردي يقول: سمعت الامام محمدا الشقاني يقول: بلدنا " شقان " بكسر الشين، ثم قال: ثم جبلان، وفي كل واحد منهما شق يخرج منه ماء الناحية، فقيل لها: الشقان، والنسبة الصحيحة إليها بالكسر، واشتهر بالفتح.
والمشهور من المحدثين منها: أبو الفضل العباس بن الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن الشقاني الحسنوي، من أهل نيسابور، كان فقيها محدثا، أنفق عمره في الكتابة وسماع الحديث، وصحبة الاكابر ولزوم المجالس، والطواف على المشايخ وإفادة الصبيان والشبان، أبوه الامام أبو العباس من أفراد أئمة الاصول، وأبو الفضل صحب أبا عثمان الصابوني، وأبا القاسم القشيري، وسمع الحديث من أبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النصرويي، وأبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم المكي، وأبا حسان محمد بن أحمد بن جعفر المزكي، ومن دونهم.
سمع منه والدي الكثير، وروى لي عنه أبو طاهر السنجي بمرو، وعمر بن أبي الحسن البسطامي بسمرقند، وأبو بكر بن بشار الخرجردي بنيسابور، وأبو القاسم الثابتي بهراة، وعبد الرحيم بن الاخوة البغدادي بأصبهان، وجماعة
كثيرة من هذه الطبقة، وكان رقيق الحال، عاش عيش الصالحين على سيرة الصالحين من السلف، وتوفي يوم الاحد التاسع والعشرين من ذي الحجة، سنه ست وخمسمائة، وحمل إلى الجامع المنيعي، وصلى عليه أبو نصر بن القشيري، ودفن في مقبرة الرمجار.(3/442)
وابنه أبو بكر محمد بن العباس الشقاني، شيخ صالح، سمع أبا بكر أحمد بن منصور المغربي، وأبا القاسم القشيري وغيرهما، سمعت منه " كتاب الكنى " لمسلم بن الحجاج، وتوفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وأخوه أبو العباس أحمد بن العباس الشقاني، كان شيخا صالحا، سمع أبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيدالله المحمي، وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وغيرهما، سمعت منه بنيسابور في النوب، الثلاثة، وتوفي سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
الشقري: بفتح الشين المعجمة، والقاف، وفي آخرها راء مهملة.
هذه النسبة إلى بني " شقرة " بكسر القاف، وكذا جاء هذا النسب بالفتح، وهو شقرة بن الحارث بن تميم بن مر، قال ابن الكلبي، وقال غيره: شقرة هم بنو الحارث بن عمرو بن تميم، وقال ابن حبيب: في بني تميم بن مر: شقرة، وهو: معاوية بن الحارث بن تميم.
وإنما سمي شقرة ببيت قاله: وقد أحمل الرمح الاصم كعوبه * به من دماء القوم كالشقرات قال: والشقرات: الشقائق، وإنما سمي " شقائق النعمان " لان النعمان بنى مجلسا وسماه " ضاحكا " وزرع هذه الشقرات، فسميت شقائق النعمان، وهذه النسبة جاءت على خلاف القياس، لان القياس: الشقري بالكسر، ولكن جاءت هذه النسبة الشقري.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: الحبطات، وبنو شقرة، وبنو سلمة، هؤلاء الثلاثة النسبة إليهم بالفتح، يقال له: الحبطي والشقري والسلمي، والمشهور بها: أبو بكر مطرف بن معقل الشقري التميمي السعدي، يروي عن الشعبي، وابن
سيرين، والحسن، وقتادة.
روى عنه النضر بن شميل، وأبو داود الطيالسي، وعلي بن نصر الجهضمي، ومسلم بن إبراهيم، وكان ثقة.
ومجمع بن عتاب بن شمير الشقري، يروي عن أبيه.
روى عنه عبد الرحيم بن جابر، وعبد الصمد بن جابر.
ومن التابعين: أبو عاصم جبلة بن أبي سليمان - ويقال: سليمان - الشقري، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وسعيد بن جبير.
روى عنه أبو عاصم النبيل، وحماد بن سلمة، وخالد الضبي.
وأبو سعيد المسيب بن شريك بن مخرمة بن ربيعة الشقري، سمع هشام بن عروة،(3/443)
ومسعرا، والاعمش.
روى عنه علي بن إسحاق الحنظلي والليث بن سعد، وإسماعيل بن عيسى العطار، ويحيى بن معين، ومسروق بن المرزبان، وأحمد بن منيع وغيرهم، وكان من أهل الصدق، اثنى عليه أحمد بن حنبل، وكانت ولادته بخراسان، ونشأ بالكوفة، ومات ببغداد، في سنة ست وثمانين ومائة.
وأبو عبد الله سلمة بن تمام الشقري: يروي عن الشعبي، وإبراهيم النخعي.
روى عنه الثوري، وشعبة، وشريك، وحماد بن زيد، عداده في أهل البصرة.
قال أحمد بن حنبل: هو ليس بقوي في الحديث، وقال يحيى بن معين: هو ثقة، وقال أبو حاتم الرازي: هو ثقة صدوق لا بأس به.
ومورع الشقري، يروي عن سفيان الثوري.
روى عنه قبيصة بن عقبة.
وسوار الشقري (1)، من الاتباع، يروي عن قدامة بن حماطة عن أبي هريرة.
روى عنه أبويحيى الحماني.
وابن أبي عبد الله السابق: حماد بن سلمة بن تمام الشقري.
الشقري: مثل الاول، غير أن هذا بكسر القاف، ينسب إلى شقرة.
وهو لقب
معاوية بن الحارث بن تميم، ومن يكون من ولده يقال له " الشقري " نسبة إليه، وإنما لقب بالشقرة لقوله: وقد أحمل الرمح الاصم كعوبه * به من دماء القوم كالشقرات وهو أبوحي من تميم، والشقر هو شقائق النعمان.
قاله أبو الحسن الدارقطني.
الشقري: بفتح الشين المعجمة، وسكون القاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " شقرة " وهو: شقرة بن نبت بن أدد أخوه عدنان، قال ابن حبيب: وفي ضبة بن أد: شقرة بن ربيعة بن كعب بن سعد بن ضبة بن أد.
الشقري: بضم الشين المعجمة، وسكون القاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى شقرة بن نكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وهو بطن من عبد القيس.
__________
(1) شيخ سوار: قدامة بن حماطة، وهو ضبي، فمن المحتمل أن يكون سوار ضبيا كذلك، وعليه فتكون نسبته: (الشقري) بفتح الشين وسكون القاف.
انظر التعليق على " الاكمال " 4: 567.
[ * ](3/444)
الشقصي: بكسر الشين المعجمة، وسكون القاف، وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى " شقص " وهي قرية من سراة بجيلة بنواحي مكة، منها: أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد الشقصي الطوسي، من أهل طوس، سكن شقص، وحدث عن أبي محمد إسماعيل بن عمرو المقرئ المصري، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
الشقوري: بفتح الشين المعجمة، وضم القاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ناحية بقرطبة من الاندلس من بلاد المغرب، يقال لها " شقورة " منها: صاحبنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان المرادي الشقوري الفرغليطي، وقد ذكرته في الفاء، فيرجع إلى ذلك الموضع، وفرغليط من أعمال شقورة.
الشقيري: بضم الشين المعجمة، وفتح القاف، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " شقير " وهو اسم لجد: أبي بكر أحمد بن الحسن بن العباس بن الفرح بن شقير الشقيري النحوي، من أهل بغداد، روى عن أحمد بن عبيد بن ناصح تصانيف الواقدي، وكان ممن اشتهر بروايتها حدث عنه إبراهيم بن أحمد الخرقي، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز وغيرهما، وقال أبو بكر الخطيب: توفي أبو بكر النحوي في صفر سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وما علمت منه إلا خيرا.
وأبو العلاء أحمد بن عبيد الله بن الحسن بن شقير النحوي الشقيري، بغدادي، نزل دمشق وحدث بها عن الهيثم بن خلف الدوري، وحامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، روى عنه عبد الوهاب بن عبد الله المزني الدمشقي.
الشقيقي: بفتح الشين المعجمة، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين القافين المكسورتين.
هذه النسبة إلى الجد، وهو شقيق، [ وإلى الاسم.
أما الجد ] فالمشهور بها: أبو عبد الرحمن علي بن الحسن بن شقيق المروزي الشقيقي، صاحب ابن المبارك وروايته، ومدار تصانيفه وكتبه عليه.
وهو أبو عبد الرحمن علي بن الحسن بن شقيق بن(3/445)
محمد بن دينار بن مشعب العبدي الشقيقي، من أهل مرو، من علمائهم، ومن أحفظ الناس لكتب ابن المبارك، سمع الحسين بن واقد، وأبا حمزة السكري، وإبراهيم بن طهمان، وإبراهيم بن سعد، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وابن المبارك، وأبا بكر بن عياش، وشريك بن عبد الله، وعبد الوارث بن سعيد وغيرهم.
روى عنه أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعمر بن حفص الاشقر،
وعلي بن إسحاق الحنظلي، وأبو خيثمة زهير بن حرب، ومحمود بن غيلان، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن علي بن حمزة الحافظ الفراهيناني، وسليمان بن توبة، وخلق كثير يطول ذكرهم.
وقال يحيى بن معين: ما أعلم أحدا قدم علينا من خراسان كان أفضل من ابن شقيق وكانوا كتبوا في أمره كتابا أنه يرى الارجاء، فقلنا له ؟ فقال: لا أجعلكم في حل وكان عالما بابن المبارك وبكتبه، سمع منه كتبه أربع عشرة مرة.
قال العباس بن مصعب: كان علي بن الحسن بن شقيق جامعا، وكان في الزمن الاول يعد من أحفظهم لكتب ابن المبارك، وقد شاركه في كثير من رجاله، وكان من أروى الناس عن ابن عيينة، وكان أول أمره المنازعة مع أهل الكتاب، حتى كتب التوراة والانجيل والاربعة والعشرين كتابا من كتب ابن المبارك، ثم صار شيخا ضعيفا لا يمكنه أن يقرأ، وكان يحدث كل إنسان بالحديثين والثلاثة، ومات بمرو في شعبان سنة خمس عشرة ومائتين.
وولد في ليلة قتل فيها أبو مسلم بالمدائن سنة سبع وثلاثين ومائة.
وابنه أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن محمد بن دينار بن مشعب العبدي الشقيقي المروزي، من أهل مرو، حدث عن أبيه، والنضر بن شميل، وأبي أسامة حماد بن أسامة، ويزيد بن هارون، وإبراهيم بن الاشعث وغيرهم.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وأبو بكر بن أبي الدنيا القرشي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة سواهم، قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: محمد بن علي بن الحسن بن شقيق بن محمد بن دينار العبدي الشقيقي، مروزي ثقة، ومات سنة خمسين - وقيل: إحدى وخمسين - ومائتين.
وأبو الحواري بزيع الشقيقي، [ مولى عبد الله بن شقيق ] يروي عن أنس بن مالك، روى عنه المنهال بن بحر القشيري.(3/446)
وأما الاسم: فهو أبو علي شقيق بن إبراهيم البلخي، من مشايخ خراسان، له لسان في التوكل، وكان أستاذ حاتم الاصم.
وكان سبب توبته أنه كان من أبناء الاغنياء، خرج للتجارة إلى إرض الترك وهو حدث، فدخل بيت الاصنام فرأى خادما للاصنام فيه، حلق رأسه ولحيته ولبس ثيابا أرجوانية، فقال شقيق للخادم: إن لك صانعا حيا عالما فاعبده ولا تعبد هذه الاصنام التي لا تضر ولا تنفع ! فقال: إن كان كما تقول فهو قادر على أن يرزقك ببلدك، فلم تعنيت إلى هاهنا للتجارة ؟ ! فانتبه شقيق، وأخذ في طريق الزهد.
وقيل: سبب توبته أنه رأى مملوكا يلعب ويمزح في زمان القحط وكان الناس مهتمين، فقال له شقيق: ما هذا الانبساط الذي فيك ؟ ! أما ترى ما فيه الناس من الحزن (1) والغلاء والقحط ! فقال ذلك المملوك: وما علي من ذلك ولمولاي.
وأبو وائل شقيق بن سلمة الاسدي، وكانت أمه نصرانية، روى عن حماد بن زيد، عن عاصم بن أبي النجود قال: أدركت أقواما يتخذون هذا الليل جملا، إن كانوا ليشربون نبيذ [ الجر ] ويلبسون المعصفر، لا يرون بذلك بأسا، منهم أبو وائل وزر بن حبيش.
مات أبو وائل في زمن الحجاج بعد الجماجم.
الشقي: بكسر الشين المعجمة، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " شق " وهي قرية بمرو على فرسخين، يقال لها " شك نو " ويقال لها " أشح الحديثة " وقد ينسب إليها بالشقي، ومنها جماعة ذكرت بعضهم في " حرف الالف " فأما " شق " فاسم رجل، والمنتسب إليه: القاضي أبو عبد الله عمر بن أحمد بن عمر بن محمد بن الحارث الشقي من أهل بغداد، يعرف بابن الشق القصباني، حدث عن علي بن العباس المقانعي الكوفي، ومحمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري ساكن مكة، وأبي حامد أحمد بن زكريا، وعلي بن سراج المصري، وعلي بن محمد بن مهرويه القزويني، وإبراهيم بن محمد بن مسلم بن واره
الرازي.
روى عنه أبو نعيم الاصبهاني الحافظ، وأبو بكر البرقاني، وقد روى عنه أبو الحسن [ علي ابن مهدي ] الدار قطني ؟ وكان شيخا صالحا عفيفا ثقة.
__________
(1) كذا، ولعلها " الجدب ".
[ * ](3/447)
باب الشين والكاف الشكاني: بكسر الشين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شكان " وظني أنها من قرى بخارى والله أعلم.
وقرأت في كتاب " القند في معرفة علماء سمرقند " أن شكان من قرى كس، ثم كتب على الحاشية: وثبت أن شكان قرية من قرى بخارى (1) والمشهور بالنسبة إليها: أبو إسحاق إبراهيم بن سلم بن محمد بن أحمد الشكاني، [ إمام ] فقيه فاضل، تفقه على أبي بكر محمد بن الفضل الامام، وكتب الحديث عن القدماء، مثل أبي عبد الله الرازي، وأبي محمد أحمد بن عبد الله المزني، وأحمد بن سهل البخاري، وغيرهم.
روى عنه السيد أبو بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، وأبو بكر محمد بن نصر الحميلي الخطيب، وأبو نصر العجلي، وأبو الحسن علي بن محمد بن خدام الواعظ وغيرهم.
وقال أبو كامل البصيري: سمعت أبا إسحاق الشكاني يقول: كنا قد فرغنا من تعليق الفقه، وكنا من أهل الصدر في مجلس الامام أبي بكر محمد بن الفضل حين حمل الفقيه أبو جعفر الهندواني من بلخ، فسرحنا الامام إليه للمؤانسة وقال: ذاكروه بالمشكلات حتى يستأنس بكم الفقيه، ولا تزيدوه وحشة الوحدة.
رحمه الله.
وقال عمر بن محمد بن أحمد النسفي: إن إبراهيم الشكاني كان يملي ببخارى، ومات بعد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
والحاكم أبو بكر عبد الخالق بن محمد بن سعيد بن علي الشكاني والد القاضي محمد بن عبد الخالق، كان مستملي شمس الائمة أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني فيما أملاه ب " كس "، وتوفي بكس قبل سنة ثمانين وأربعمائة.
وابنه القاضي أبو المؤيد محمد بن عبد الخالق الشكاني، كان قاضي سمرقند مدة وقاضي كس أكثر من ثلاثين سنة، كانت ولادته قبل سنة خمسين وأربعمائة بسنتين، وتوفي بكس يوم الاحد الثالث والعشرين من رجب سنة عشرين وخمسمائة.
__________
(1) كلام الحافظ القرشي في " الجواهر المضية " 1: 38 يشعر بأنها ثابتة في أصله، فصحح أنها من قرى بخارى لا من قرى كس، وكذلك جزم الحافظ في " تبصير المنتبه " ص 737 بأنها من قرى بخارى.
[ * ](3/448)
الشكستاني: بكسر الشين المعجمة، والكاف، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شكستان " وهي قرية من قرى إشتيخن والكشانية من السغد، والمنتسب إليها: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الشكستاني الحافظ، كان فاضلا حافظا، رحل إلى خراسان والعراق، يروي عن سلم (1) بن أبي مقاتل الفزاري، وأزهر بن موسى العبدي، وأبي إسحاق الطالقاني، وعبد الله بن أبي حنيفة الدبوسي، وعبد الله بن يزيد المقرئ المكي، وأبي نعيم الفضل بن دكين الكوفي، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعفان بن مسلم الصفار، وخلف بن الوليد، وغيرهم، روى عنه مسعود بن كامل بن العباس، وزاهر بن عبد الله المغكاني، وطبقتهما.
الشكلي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الكاف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى شكل، والمشهور بهذه النسبة: محمد بن إسماعيل الشكلي، عم العباس بن يوسف الشكلي، حدث عن علي بن أبي مريم، روى عنه ابن أخيه أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي.
وابن أخيه أبو الفضل العباس بن يوسف الشكلي كان ورعا متنسكا صالحا حدث عن السري بن المغلس السقطي، ومحمد بن زنجويه المؤذن، وعلي بن الموفق، وإبراهيم بن
الجنيد، ومحمد بن سنان القزاز، ونحوهم، روى عنه ابن الشخير، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وأبو حفص بن شاهين وغيرهم، وكان يقول: إذا رأيت الرجل مشتغلا بالله فلا تسأل عن إيمانه، وإذا رأيته مشتغلا عن الله فلا تسأل عن نفاقه.
ومات في رجب سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
الشكلاني: بفتح الشين المعجمة، والكاف، وفي آخرها نون.
هذه النسبة إلى " شكلان "، وهي قرية من قرى مرو، على فرسخ، منها:
__________
(1) في الاصول كما أثبت إلا كوبرلي " مسلم " ولعل الارجح ما أثبته، فيكون اسمه على اسم جده، فإن أباه أبا مقاتل هو حفص بن سلم الفزاري السمرقندي، انظر ترجمته في " التهذيب " 2: 397 وغيره، على أن ابن أبي حاتم ترجمه في " حفص بن سلم " 1 / 2 / 174 و " حفص بن مسلم " 1 / 2 / 187.
[ * ](3/449)
الامام أبو عصمة أحمد بن عبد الله بن محمد بن مأمون الشكلاني، كان إماما متفننا واعظا فقيها بارعا، سمع أبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي، وأبا بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي، وأبا سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزاز، وأبا عاصم أحمد بن محمد العامري، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحسين بن محمد الكتبي الهروي، وأبو الحسن علي بن محمد بن أزدشير الصدفي، وغيرهما، وتوفي رحمه الله في شهر رمضان سنة إحدى وخمسين وأربعمائة بمرو، ودفن بمقبرة يقال لها سلكيانة.(3/450)
باب الشين واللام الشلجيكثي: بفتح الشين المعجمة، واللام الساكنة، والجيم المكسورة، والياء الساكنة آخر الحروف، والكاف المفتوحة، والثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى " شلجيكث " ولا أدري أهو " شلج " بلد من بلاد طراز أو بلدة أخرى وأسقطوا عنها " كث " والله أعلم ؟ منها:
الامام عبد المجيد بن يوسف بن شعيب بن بنان الشلجيكثي، تفقه بسمرقند، وحدث عن أستاذه أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن خلف الفتوحي، روى عنه ابنه علي بن عبد المجيد، ومات بسمرقند في جمادى الآخرة، سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وهو ابن ثمانين سنة أو نحوها.
الشلجي: بفتح الشين المعجمة، وسكون اللام، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " شلج " وهي قرية من قرى طراز شبه بليدة، إحدى بلاد ثغور الترك (1)، منها: يوسف بن يحيى الشلجي، كان إماما فاضلا، حدث عن أبي علي الحسين بن سليمان بن محمد البلخي.
روى عنه أحمد بن عبد الله بن يوسف السمرقندي.
وأبو الحسن علي بن عبد المجيد بن يوسف بن شعيب الشلجي، سمع أباه عبد المجيد الشلجي، وأبا حمية محمد بن أحمد بن أبي جعفر الحكمي الحنظلي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ، وكانت ولادته سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة، ودفن بها بمقبرة جاكر ديزه.
الشلحي: بكسر الشين المعجمة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " شلح " وهي قرية من عكبرا، من نواحي بغداد، منها:
__________
(1) وقال ياقوت في كلامه عن " شلج ": " هو شطر الاسم الذي قبله، أسقط " كث " لان " كث " بمعنى القرية في لغتهم، كالكفر في لغة الشام ".
[ * ](3/451)
أبو القاسم آدم بن محمد بن آدم بن محمد بن الهيثم بن توبة الشلحي العكبري المعدل، سمع أبا الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى الادمي، وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وعبد الباقي بن قانع، وعمر بن جعفر بن سلم، والطيب بن أحمد الهيتي وغيرهم.
روى عنه أبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الخفاف، وأبو منصور محمد بن محمد بن
أحمد بن عبد العزيز العكبري، ومات بعكبرا في صفر سنة إحدى وأربعمائة.
ومنصور بن الحسن بن زياد الاشناني الشلحي، حدث عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق.
روى عن محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق (1).
__________
(1) قال ابن الاثير رحمه الله في " اللباب " مستدركا: " قلت: فاته " الشلمغاني " نسبة إلى " شلمغان " بفتح الشين، وسكون اللام، وفتح الميم والغين المعجمة، وبعد الالف نون.
وهي قرية من نواحي واسط.
ينسب إليها جماعة، منهم: أبو جعفر محمد بن علي الشلمغاني، المعروف بابن أبي العزاقر، بفتح العين المهملة، والزاي، وبعد الالف قاف وراء.
وهو صاحب المذهب المشهور في الحلول، يقول: إن الله تعالى يحل في كل إنسان على قدره، وادعى الالهية، واعتقدها فيه جماعة من أعيان دولة المقتدر، وكان يقوي أمره الوزير ابن الفرات، وابنه المحسن.
وقتل سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وقد استقصينا مقالته في كتاب " الكامل في التاريخ ".
ويقال له ولكل من تبعه " شلمغاني " و " عزاقري " أيضا " ولم يضبط هنا رحمه الله القاف من " عزاقر " وضبطها بالكسر في " العزاقري " من حرف " العين والزاي " 2: 134 لما استدركها هناك أيضا.
وكذلك ياقوت في " الشلمغاني ".
وانظر تفصيل أخباره في " الكامل " 6: 241 و 2: 155 من " وفيات الاعيان ".
ومما يلفت النظر أن ابن خلكان ضبط الشلمغاني كما ضبطه شيخه ابن الاثير، ثم قال: " وقد ذكره السمعاني في كتاب " الانساب " أيضا.
وكذلك ذكر الاستاذ إحسان عباس في تعليقه على كتاب ابن خلكان نفسه من جملة المصادر لترجمة الشلمغاني " الانساب " ! واتفاق الاصول الاربعة على عدم ذكر هذه النسبة في " الانساب " ثم استدراك ابن الاثير لها مما يقطع بعدم وحودها في نسخ " الانساب " وأن الامام السمعاني لم يذكرها، فلا أبعد أن يكون قد نظر ابن خلكان - وكذلك المعلق على " تاريخه " - في " اللباب " نظر مسرع مستعجل، فوجد هذه النسبة فيه، فظنها في أصله " الانساب " ولم ينتبه إلى أنها من مستدركاته عليه.
والله أعلم.
[ * ](3/452)
باب الشين والميم الشماخي: بفتح الشين المعجمة، والميم، وفي آخرها الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى " الشماخ " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه (1)، وهو: أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أسد بن عبد الرحيم بن الشماخ الصفار الهروي المعروف بالشماخي، قدم بغداد غير مرة، وحدث بها عن أحمد بن محمد بن ياسين الهروي، وأحمد بن عبد الوارث المصري، وعبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي، وأبي الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل وسليمان بن محمد بن إسماعيل الدمشقيين، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن المنذر الباشاني، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: سألت البرقاني عن الشماخي فقال: كتبت عنه حديثا كثيرا ثم بان لي في آخر أمره أنه ليس بحجة، وذكر حكاية عن أبي علي زاهر بن أحمد السرخسي أنه لم يسمع من أبي القاسم البغوي إلا أحاديث يسيرة وحدث عنه بالكثير، حتى منعه زاهر فامتنع، ثم لما عاد إلى وطنه بهراة رفض الحشمة وحدث بالمناكير عن أهل هراة والعراق والشام ومصر، وجاءنا نعيه من هراة أنه مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " وقال: أبو عبد الله الشماخي الصفار الهروي، قدم علينا حاجا سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
فانتقيت عليه وكتبنا عنه العجائب، ثم اجتمعنا تلك السنة بأبي عبد الله بن أبي ذهل وذاكرته، بما كتبنا عنه، فأفحش القول فيه وقال: دخلنا معا بغداد ومات أبو القاسم بن بنت منيع، وهو ذا يحدث عنه ولا يحتشمني وأنا معه في البلد ! ثم إن الشماخي انصرف من الحج إلى وطنه بهراة، فرفض الحشمة وحدث بالمناكير عن أهل هراة والعراقيين والشام، وجاءنا نعيه من هراة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، أنه توفي في هذا الشهر.
__________
(1) وهي نسبة لبلد أيضا.
قال ياقوت في " معجم البلدان ": " شماخي: بفتح أوله، وتخفيف الميم، وخاء معجمة مكسورة، وياء مثناة من تحت.
مدينة عامرة، وهي قصبة بلاد شروان في طرف أران، تعد من أعمال باب الابواب " والنسبة إليها " شماخي " كما قاله السيد عباس رضوان المدني في " مختصر فتح رب الارباب " ذيله على " اللب " للسيوطي ص 32.
[ * ](3/453)
الشماسي: بفتح الشين المعجمة، والميم المشددة، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى موضعين ببغداد، أحدها: " باب الشماسية " والثاني " درب شماس " سكة بنهر القلائين.
أما أبو منصور أحمد بن محمد بن إسحاق المقرئ الشماشي يعرف بمنصور الحبال، قرأ القرآن على أبي حفص الكتاني، وحدث عنه، قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة، يسكن بدرب شماس من نهر القلائين ويقرئ في المسجد الذي في باب الدرب، وكنت أقرأ عليه وأتلقن منه، ومات في ذي الحجة سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب.
الشمتناني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الميم، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وبعدها النون، وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى " شمتنان " وظني أنها قرية أو بلدة بالاندلس لان المنتسب إليها أندلسي، وهو: أحمد بن مسعود الازدي الشمتناني، أديب شاعر أندلسي، ذكره ابن حزم، قاله لنا الحميدي، قاله ابن ماكولا.
الشمجي: بفتح الشين المعجمة، والميم، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " شمج " وهو بطن من جرم قال الدارقطني: وأما شنج - بالجيم - فهو من بني شمج بن جرم، قال امرؤ القيس: أبعد الحارث الملك بن عمرو * له ملك العراق إلى عمان مجاورة بني شمج بن جرم * هوانا ما اتيح من الهوان الشمخي: بفتح الشين المعجمة، والميم، وفي آخرها الخاء.
هذه النسبة إلى " شمخ " وهو بطن بن فزارة.
قال الدارقطني: بنو شمخ من فزارة.
في
حديث زيد بن عقبة، عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتجم، فدخل عليه رجل من بني شمخ،
__________
(1) وكذلك ينسب إلى " شمخ " رجل من أجداد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال ابن الاثير رحمه الله في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحراث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة.
منهم عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ.
من جلة الصحابة وفقهائهم ".
[ * ](3/454)
فقال: على م تدع هذا يقطع جلدك ؟ فقال له: " إنه الحجم ".
الشمري: بكسر الشين المعجمة، وسكون الميم، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى طائفة من المرجئة يقال لهم " الشمرية " ينسبون إلى " أبي شمر " المرجئ القدري، وكان يزعم أن الايمان هو المعرفة بالله، والمحبة والخضوع له بالقلب، والاقرار له أنه واحد ليس كمثله شئ، ما لم يقم عليه حجة الانبياء، وإن قامت حجتهم عليه فالاقرار بهم وتصديقهم من الايمان، والمعرفة بما جاء من عند الله غير داخل في الايمان، وليس كل خصلة من خصال الايمان إيمانا ولا بعض إيمان، فإذا اجتمعت كان إيمانا، كالسواد والبياض في الفرس بلق، وليس كل واحد منهما بلقا ولا بعض البلق، وجعل هؤلاء ترك الخصال كلها وترك خصلة منها كفرا، هذا هو المشهور من قول أبي شمر، [ نسأل الله تعالى أن يثبتنا على الاسلام والعمل، ويصرفنا عن الزيغ والزلل ] (1).
الشمزي: بالشين المعجمة المكسورة، والميم المشددة المفتوحة، بعدها زاي.
هذه النسبة إلى شمز والمشهور بهذه النسبة: عمر بن أبي عثمان الشمزي، أحد متكلمي المعتزلة، يروي عن عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء.
وروى عنه إسماعيل بن إبراهيم العجلي.
الشمسي: بضم الشين المعجمة، وسكون الميم، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " شمس " وهو بطن من الازد.
قال أبو أيوب سليمان بن أبي شيخ: محمد بن واسع من الازد من بني زياد بن شمس أخي معولة بن شمس، الذين منهم جيفر
وعبد ابنا الجلندى اللذان كتب إليهما النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيما ذكر ابن حبيب: شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن الازد.
الشمشاطي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الميم، وبعدها شين أخرى منصوبة، وفي آخرها الطاء.
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته " الشمري " نسبة إلى شمر بن عبد جذيمة بن ثعلبة بن سلامان بن ثغل بن عمرو بن الغوث بن طئ، بطن من طئ.
منهم: قيس بن شمر، وهو الذي ذكره امرؤ القيس فقال: وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا ومنهم: الجرنفش الشاعر بن عبدة بن امرئ القيس بن زيد بن عبدرضا بن جذيمة بن حبيب بن شمر الذي أسرته الديلم، وله حديث ".
[ * ](3/455)
هذه النسبة إلى " شمشاط " وهي بلدة من الشام، فيما أظن، من بلاد الساحل (1)، والمشهور بالانتساب إليها: أبو الربيع محمد بن زياد الشمشاطي القاضي، حدث عن عبيد الله بن حدير، وسفيان الثوري.
روى عنه منصور بن عمار الواعظ، وأبو المعافى محمد بن وهب الحراني.
وأبوا لحسن علي بن محمد الشمشاطي.
حدث عن أبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي.
روى عنه أبو جابر زيد بن عبد الله بن حيان الازدي الموصلي.
وأبو بكر جعفر بن أحمد الواسطي المعروف بالشمشاطي، سمع الجنيد بن محمد الصوفي، روى عنه أبو علي بن حمكان الهمذاني.
وأبو العباس أحمد بن الحسين بن حمدان التميمي الشمشاطي، حدث ببغداد عن محمد بن عبد الله بن الحسين المستعيني.
روى عنه أبو بكر أحمد بن عمر البقال.
وقال: هو شيخ ثقة، قدم علينا من الموصل في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وأبو أحمد الحسن بن محمد بن يحيى العقيلي الشمشاطي قاضي شمشاط.
حدث عن
حميد بن الربيع اللخمي، والحسن بن السكين البلدي، وإبراهيم بن راشد الادمي، وإبراهيم بن الهيثم البلدي.
روى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، وعلي بن معروف البزاز، ويوسف بن عمر القواس.
سمع منه سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد العزيز بن سعيد الشمشاطي، حدث عن أبي بكر محمد بن أحمد الرازي.
روى عنه الشيخ الزاهد أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بشمشاط.
الشمعي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الميم، وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى [ " شمع " ] والمشهور بالانتساب إليها: عبد الله بن العباس بن جبرئيل بن ميخائيل الوراق الشمعي، يروي عن علي بن حر ب، وحماد بن الحسن، وأحمد بن ملاعب، وغيرهم، روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين، ويوسف القواس، وكان ثقة ومات سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
__________
(1) قال ابن الاثير الجزري في " اللباب ": " هي مشهورة، من بلاد الثغور الجزرية، بالقرب من مدينة آمد، بينها وبين خرتبرت ".
[ * ](3/456)
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن العباس بن جبرئيل الوراق ويعرف بالشمعي، يروي عن أبي الاحوص محمد بن الهيثم القاضي.
روى عنه أبو القاسم بن الثلاج وغيره توفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن المقرئ البغدادي، يعرف بابن الشمعي، من أهل باب الطاق ببغداد، يروي عن إبراهيم بن محمد البزوري، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، سمع منه جماعة، ذكره أبو بكر الخطيب في " تاريخه " فقال: كتب عنه بعض أصحابنا وسمعته يثني عليه، ثم رأيت شيئا من كتبه وفيه سماعه ملحق بخط طري، وكان الكتاب قديما لغيره، والله أعلم، مات ابن الشمعي في المحرم سنة تسع
وعشرين وأربعمائة (1).
الشميديزكي: بفتح الشين المعجمة، وكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنيتن من تحتها، وكسر الدال المهملة بين اليائين، وفتح الزاي، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى " شميديزه " وهي قرية من قرى سمرقند، والمشهور بالانتساب إليها: أبو نصر محمد بن أحمد بن الحسن الازدي الشميديزكي، يروي عن الحسن بن علي الخلال، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وغيرهما.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي الفتح السراج، وعبد الله بن محمد بن مسعدة المقرئ، وأبو بكر محمد بن إسحاق العصفري وغيرهم، وكان حسن الحديث مستقيم الرواية.
الشميراني: بفتح الشين المعجمة، وكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شميران " وهي قرية من قرى مرو، على ثمانية فراسخ منها، خربها
__________
(1) قال ابن الاثير رحمه الله في " اللباب ": " قلت: فاته " الشمكوري " بفتح الشين، وسكون الميم، وضم الكاف، وسكون الواو، وفي أخره راء.
هذه النسبة إلى " شمكور " وهو حصن من أعمال أران.
ينسب إليه أبو القاسم المجمع بن يحيى الشمكوري.
روى عن أبي الحسن علي بن عدنان المقرى.
روى عنه إبراهيم.
(الشمني " بفتح الشين المعجمة، والميم، وفي آخر نون.
هذه النسبة إلى " شمن " وهى قرية من قرى إستراباذ.
منها: " أبو علي الحسين بن جعفر بن هشام الطحان الشمني الاستر اباذي: مضطرب الحديث ".
قلت: هكذا ختم ابن الاثير ترجمة الشمكوري بقوله " روى عنه إبراهيم " فالله أعلم من هو.
وأما " الشمني " فستأتي في كلام المصنف ص 390، والظاهر أنها سقطت من أصل ابن الاثير " للانساب ".
[ * ](3/457)
الغز في شوال سنة ثلاث وخمسين (1)، وأغاروا عليها وبقيت شاغرة مدة، ثم سكنها جميعة من أهلها، منها: أبو المظفر محمد بن العباس بن جعفر بن عبد الله الشميراني الشاواني، سمع أبا حامد
أحمد بن جعفر الشاواني، وأبا بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، روى عنه أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمداني، وأبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي، وكانت وفاته سنه نيف وسبعين وأربعمائة الشمني: بفتح الشين المعجمة، والميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شمن " وهي قرية على صيحة من كروم إستراباذ، منها: أبو علي الحسين بن جعفر بن هشام الطحان [ الشمني ] الاستر اباذي من أهل إستراباذ، روى حديثا مضطربا.
الشميكاني: بضم الشين المعجمة وفتحها (2)، وكسر الميم، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الكاف، وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى " شميكان " وهي محلة بأصبهان، منها: جعفر بن ناجية الشميكاني الاصبهاني، أدرك التابعين.
روى عنه النعمان بن عبد السلام.
وقدامة بن ميمون الشميكاني، كان ينزل شميكان، سمع من روح بن مسافر وغيره، ولا نعلم أنه حدث إلا ما روي عنه وجادة في كتبه، وهو جد عبد الله بن محمد بن زكريا بن الصلت الخطيب لامه.
ومحمد بن أحمد بن تميم بن سعد بن خالد بن عبد الله التميمي الشميكاني، كان ينزل شميكان، وهو ابن أخي الحسين بن تميم، يروي عن محمد بن حميد الرازي، ومحمد بن سليمان لوين، وأحمد بن أبي شريح الرازي، وغيرهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن حمدان بن محمد الاصبهاني وغيره.
والهذيل بن فروخ الشميكاني، سأل سفيان الثوري عن مسألة في الغناء، مات بعد التسعين.
__________
(1) أي بعد الخمسمائة، كما أفاده في " اللباب ".
(2) قال في " اللباب ": " بضم الشين وفتحها إن شاء الله " فكأن له وقفة في ذلك، وقد اقتصر ياقوت والسيوطي على حكاية الفتح.
[ * ](3/458)
الشميهني: بفتح الشين المعجمة، وكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها الهاء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شميهن " وهي قرية من قرى مرو على فرسخين منها، بأسفل نهر الاسقبذي، والمشهور بالنسبة إليها: محمد بن عبد الله بن قهزاذ الشميهني، إمام متقن، يروي عن النضر بن شميل، وعبدان ويزيد بن أبي حكيم، والحسن بن بشر، وجماعة.
روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري في " صحيحه " ومات يوم الاربعاء لعشر خلون من المحرم سنة اثنتين وستين ومائتين.
وأبو بكر عبد الصمد بن أحمد الشميهني، يروي عن القاضي أبي بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي.
روى عنه أبو الفتح عبد الغافر بن الحسين الالمعي الحافظ، وحدث عنه في " معجم شيوخه ".(3/459)
باب الشين والنون الشناباذي: بكسر الشين المعجمة، وفتح النون، والباء الموحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " شناباذ " وهي قرية من قرى بلخ، والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد الزاهد البلخي، المعروف بالشناباذي، من أهل بلخ، كان مكثرا من الحديث، مائلا إلى الخير وأهله، صحب أبا بكر الوراق الترمذي، وروى كتبه عنه، يروي عن أبي شهاب معمر بن محمد، ومحمد بن حبال الصغاني، وإسحاق بن الهياج، ومحمد بن صالح بن سهل الترمذي.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله
محمد بن عبد الله الحافظ، وتوفي سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
الشنإي: بفتح الشين المعجمة، والنون، والهمزة المكسورة بعدها.
هذه النسبة إلى " أزشنوءة " هو: عبد الله بن كعب بن عبد الله بن كعب بن مالك بن نصر بن الازد، والمشهور بالنسبة إليه: سفيان بن أبي زهير الشنإي، ومالك بن بحينة الشنإي (1).
الشنبودي: بفتح الشين المعجمة، والنون، وضم الباء الموحدة، وفي أخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " شنبود " وهو اسم جد لبعض القراء، وهو: أبو الحسن الشنبودي، وأبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبودي المقرئ المعروف بغلام الشنبودي، [ وإنما قيل له " الشنبودي " ] لانه قرأ على ابن شنبود وتلمذ له، روى عنه وعن غيره كتبا في القراءات، وتكلم الناس في رواياته، وكان أبو الفرج الشنبودي يذكر أنه قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الاشناني فتكلم الناس فيه، قال: وقرأت عليه القرآن بحرف ابن كثير، وزعم أنه قرأ بذلك الحرف على أبي بكر بن مجاهد، قال
__________
(1) حقق الحافظ ابن حجر رحمه الله في " التهذيب " 5: 381 و 10: 11 " والاصابة " 2: 365 أن بحينة زوجة لمالك، وليست أما له، وإنما هو عبد الله بن مالك وأمه بحينة، وعبد الله صحابي.
[ * ](3/460)
الخطيب: فسألت أبا الحسن الدارقطني عنه ؟ فأساء القول فيه والثناء عليه، قال: وسمعت أبا الفضل عبيد الله بن أحمد الصيرفي يذكر أبا الفرج الشنبودي فعظم أمره ووصف علمه بالقراءات وحفظه للتفسير، وقال: سمعته يقول: أحفظ خمسين ألف بيت من الشعر شواهد للقرآن، وكان مولده في سنة ثلاثمائة ومات في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن الشنبود المقرئ المعروف بابن شنبود من أهل بغداد، حدث عن أبي ملسم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وبشر بن موسى،
ومحمد بن الحسين الحنيني، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وعبد الرحمن بن جابر الكلاعي الحمصي، وعن خلق كثير من شيوخ الشام ومصر، روى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن إسحاق القطيعي وغيرهم، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في " تاريخ بغداد " فقال: أبو الحسن الشنبودي، كان قد تخير حروفا من شواذ القراءات تخالف الاجماع وقرأ بها فصنف أبو بكر بن الانباري وغيره كتبا في الرد عليه، وذكره إسماعيل بن علي الخطبي في " كتاب التاريخ " قال: واشتهر ببغداد أمر رجل يعرف بابن شنبود يقرئ الناس ويقرأ في المحراب بحروف يخالف فيها المصحف، مما يروى عن ابن مسعود وأبي بن كعب رضي الله عنهما وغيرهما، مما كان يقرأ به قبل جمع المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويتبع الشواذ ويقرأ بها ويجادل حتى عظم أمره وفحش، وأنكره الناس، فوجه السلطان فقبض عليه في يوم السبت لست خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، وحمل إلى دار الوزير محمد بن علي بن مقلة، وأحضر القضاة والفقهاء والقراء، وناظره - يعني الوزير - بحضرتهم فأقام على ما ذكر عنه ونصره، واستنزله الوزير عن ذلك، فأبى أن ينزل عنه أو يرجع عما يقرأ به من هذه الشواذ المنكرة التي تزيد على المصحف وتخالف، فأنكر ذلك جميع من حضر المجلس وأشاروا بعقوبته ومعاملته بما يضطره إلى الرجوع، فأمر بتجريده وإقامته بين الهنبازين وضربه بالدرة على قفاه، فضرب نحو العشرة ضربا شديدا فلم يصبر واستغاث، وأذعن بالرجوع والتوبة، فخلي عنه، وأعيدت عليه ثيابه واستتيب، وكتب عليه كتاب بتوبته وأخذ فيه خطه بالتوبة، ثم مات في صفر ثمان وعشرين وثلاثمائة (1).
__________
(1) وقيل: سنة سبع وعشرين، وقيل: خمس وعشرين.
كما في " طبقات " ابن الجزري 2: 54 وانظر ترجمته هناك وقول الحافظ الذهبي فيه: " الرجل كان ثقة في نفسه صالحا دينا متبحرا في هذا الشأن، وإنما الحط عليه في قراءته بالشواذ ".
[ * ](3/461)
وأبو الطيب محمد بن أحمد بن يوسف بن جعفر المقرئ الشنبودي، يعرف بغلام بن شنبود، خرج عن بغداد وتغرب، وحدث بجرجان وأصبهان عن إدريس بن عبد الكريم المقرئ، وأبي الحسن بن شنبود.
روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر الاسماعيلي، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ الاصبهاني، ومات بعد سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فإن أبا نعيم سمع منه في هذه السنة.
الشنجي: بفتح الشين المعجمة، وسكون النون، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " شنج " هكذا رأيت بخطي مقيدا مضبوطا في " تاريخ نسف " لابي العباس المستغفري، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو: أبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن شجاع بن إسحاق بن محمد بن شنج الشجاعي البخاري، وجده محمد هو بانوش الرفاء، غير أنه اشتهر بالشجاعي، وكان يروي عن أبي علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، وأبي الحسن محمد بن علي بن محمد العلوي الهمذاني وغيرهما، سمع منه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري الحافظ، وناقلته أبو رجاء قتيبة بن محمد العثماني، وغيرهما، ومات بعد سنة خمس عشرة وأربعمائة.
الشنحي: بضم الشين المعجمة، والنون الساكنة، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " الشنح " وهو اسم لوالد زياد بن الشنح الصنعاني الشنحي.
قال ابن أبي حاتم: روى عن عطاء.
روى عنه يحيى بن عمير، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول.
الشنوي: بفتح الشين المعجمة، والنون، بعدهما الواو.
هذه النسبة إلى " شنوة " ويقال: للازد [ أزد ] شنوءة، والمشهور بهذه النسبة: غصن بن القاسم الشنوي، من الاتباع، يروي عن نافع وغيره، يقال: هو والد القاسم بن غصن.
__________
(1) زاد في " اللباب ": " ويقال: النميري، وكلهم متفقون على أنه من شنوءة، ولعل في أجداده نمرا أو نميرا ".
أما نسبته " النميري " فلقول قيل في اسم أبيه، وأما " النمري " فنسبة إلى جده النمر بن عثمان.
قال الحافظ في ترجمته في " الاصابة " 2: 52: " قال ابن المديني وخليفة: اسم أبيه الفرد - وفي " التهذيب " 4: 110 القرد - وقيل: نمير بن مرارة بن عبد الله بن مالك.
ويقال فيه: النمري، لانه من ولد النمر بن عثمان بن نصر بن زهران ".
[ * ](3/462)
وسفيان بن أبي زهير النمري (1) الشنوي، من أزد شنوءة، له صحبة.
روى عنه عبد الله بن الزبير، والسائب بن يزيد.
وسفيان بن يزيد الشنوي الازدي، من أزدشنوءة، قال: كان في كتاب وفد غامد: في كل مال نوع قد استغنى لسانه عن اللبن.
روى عنه محمد بن سيرين.
الشني: بفتح الشين المعجمة، وكسر النون المشددة.
هذه النسبة إلى " شن " وهو بطن من عبد القيس، وهو: شن بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعه بن نزار.
ذكره ابن ماكولا.
والمشهور بهذه النسبة: الصلت بن حبيب الشني، يروي عن سعيد بن عمرو الكندي قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
روى عنه عبيدة بن حريث الكندي.
وشبيب بن العلاء الشني، قال: سألت قتادة عن رجل طلق زوجته سرا وجحدها في العلانية ؟ قال: لا يأتيها إلا وهي كارهة.
روى عنه أحمد بن عبيدالله الغداني.
وعقبة بن خالد الشني، يروي عن أم شبيب، عن أم سلمة، روى عنه مسلم بن إبراهيم.
وعمر بن الوليد الشني، يروي عن عبد الله بن بريدة.
روى عنه وكيع.
وأبوحترم الزبير بن الشعشاع الشني، يروي عن أبيه، عن علي.
روى عنه طلحة بن الحسين الشني.
وزيد بن طلق - وقيل: طليق - العبدي الشني، عن علي قال: لما تزوجت فاطمة.
روى عنه ابنه جعفر بن زيد الشني يروي عن أبيه، عن علي ويروي عن جعفر بن زيد ابنه العباس بن جعفر، والعباس روى عنه نصر بن علي الجهضمي الاصغر (1).
والعباس بن افضل الشني، يروي عن أمه عن صفية بنت حيي، روى عنه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة البصري.
ويزيد الاعرج الشني البصري، يروي عن بكر بن عبد الله، ومورق، ومجاهد.
روى
__________
(1) في الاصول " الاصفر " إلا كوبرلي فالمثبت منها، وهو الصواب، والمراد الجهضمي الحفيد لا الجد، وكل منهما مسمى ب " نصر بن علي ".
انظر ترجمتهما في " التهذيب " 10 / 429 - 430.
[ * ](3/463)
عنه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد، ومهدي بن ميمون، وحماد بن زيد، والحسن بن أبي جعفر، وجعفر بن سليمان الضبعي.
وطلحة بن الحسين الشني، يروي عن الزبير بن الشعشاع.
والاعور الشني الشاعر، وهو أبو منقذ بشر بن منقذ، كان مع علي رضي الله عنه يوم الجمل.(3/464)
باب الشين والواو الشواربي: بفتح الشين المعجمة، والواو، وكسر الراء، والباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " أبي الشوارب " وهو: أبو محمد الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الاموي الشواربي، من أهل بغداد، ولي قضاء مدينة المنصور بعد عزل أبي الحسين الاشناني عنها وكانت ولاية ابن الاشناني لها ثلاثة أيام حسب، وكان ابن أبي الشوارب حسن السيرة، جميل الطريقة، قريب الشبه من أبيه وجده، على طريقتهم في باب الحكم والسداد، لم يزل واليا
على المدينة إلى النصف من رمضان سنة عشرين وثلاثمائة، ثم صرفه المقتدر، ومات في يوم عاشوراء سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
وجده الاعلى أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب - وأبو الشوارب هو محمد بن عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف - البصري الشواربي، شيخ صدوق [ صالح ] من أهل العلم، سمع أبا عوانة الوضاح، وعبد العزيز بن المختار، وعبد الواحد بن زياد.
روى عنه أبو إسماعيل الترمذي، والحسن بن علي المعمري، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر محمد بن محمد بن الباغندي، وأبو القاسم البغوي.
وفي سنة أربع وثلاثين ومائتين نهى المتوكل عن الكلام في القرآن، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سر من رأى، منهم محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وابنا أبي شيبة، ومصعب الزبيري، فأمرهم أن يحدثوا بسر من رأى ووصلهم، وكان يقول: استأذنت المتوكل أن أرجع إلى البصرة، ولوددت أني لم أكن استأذنته، لاني جعلت دعائي في المشاهد كلها للمتوكل، وذلك أن صاحبنا عمر بن عبد العزيز جاء الله به برد المظالم، وجاء الله بالمتوكل برد الدين، ومات في جمادى الاولى سنة أربع وأربعين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الاموي الشواربي [ البصري ] وولي القضاء بسر من رأى وبغداد مدة، كان حسن السيرة محمودا في ولايته، غير مائل عن الحق، سمع أبا الوليد الطيالسي، وأبا عمر الحوضي، وسهل بن بكار، وأبا(3/465)
سلمة التبوذكي، وإبراهيم بن بشار.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد، وإسحاق بن أحمد الكاذي، وعبد الباقي بن قانع، وكان ثقة صدوقا، ولما مات إسماعيل بن إسحاق مكثت بغداد بغير قاض ثلاثة أشهر وستة عشر يوما، فاستقضي يوم الخميس لعشر خلون من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين ومائتين علي بن
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب على قضاء المدينة - يعني مدينة المنصور - مضافا إلى ما كان يتقلده إلى القضاء بسر من رأى وأعمالها، وقبل هذا كان قاضي القضاة بسر من رأى في أيام المعتز والمهتدي، فلما توفي الحسن وجه المعتمد بعبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى علي بن محمد فعزاه بأخيه وهنأه بالقضاء، فامتنع من قبول ذلك، فلم يبرح الوزير من عنده حتى قبل وتقلد قضاء القضاة، ومكث يدعي بذلك إلى أن توفي.
وعلي بن محمد رجل صالح صفيق الستر، عظيم الخطر، متوسط في العلم بمذهب أهل العراق، كثير الطلب للحديث، ثقة أمين، لا مطعن عليه في شئ، حسن التوقي في الحكم، على طريقة الشيوخ المتقدمين، متواضع مع جلالته، حمل الناس عنه حديثا كثيرا، وتوفي ببغداد في شوال سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وحمل إلى سر من رأى ودفن بها.
وأبو الحسن علي بن محمد بن جعفر المقرئ المالكي، يعرف بالشواربي، ولي القضاء بعكبرا بلدة فوق بغداد، وحدث بها عن يونس بن أحمد الرافقي.
شيخ يروي عن هلال بن العلاء.
روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، قال أبو بكر الخطيب: وسمعت التنوخي ذكر هذا الشواربي فأثنى عليه، وقال: قيل له: هل الشواربي نسبة إلى ابن أبي الشوارب ؟ فقال: لا، ذاك قرشي ولست من قريش، وقال لي أبو منصور ابن عبد العزيز: مات الشواربي بعكبرا بعد سنة أربعمائة.
الشوالي: بفتح الشين المعجمة، وتشديد الواو، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " شوال " وهي قرية من قرى مرو، على ثلاثة فراسخ منها، كثيرة الخير، لنا بها ضيعة، حدث من أهلها جماعة، منهم: أبو طاهر محمد بن أبي النجم بن محمد الشوالي الخطيب، كان من أهل الخير والدين وضئ الوجه، مليح الشيبة، سمع الامام أبا عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشايي، وأبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار، وأبا الفتح أحمد بن عبد الله بن أبي سعد الدندانقاني صاحب أبي العباس السراج وغيرهم، وكان يدخل البلد أحيانا، سألناه دخول
البلد لقراءة الجامع الصحيح للبخاري، فأجاب فقرأنا عليه في خانقاه البرمويي، وانتخبت(3/466)
عليه جزءا عن شيوخه، كتب عنه الناس بإفادتي، وكانت ولادته في حدود سنة ستين وأربعمائة، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة (1) بقرية شوال ودفن بها.
ومن القدماء: محمد بن محمود بن سنان الجنوجردي ثم الشوالي، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي [ وقال ]: تحول إلى قرية شوال، ومات بها سنة اثنتين وتسعين ومائتين وهو ابن مائة سنة، صلى عليه عبدان.
ومن القدماء من هذه القرية: أبو عيينة موسى بن كعب بن عيينة بن عائشة بن عمرو بن السري المرئي (2) الشوالي، أحد النقباء الاثني عشر، وكان من مشاهير القواد، وقيل: إن أسد بن عبد الله (3) أخذ موسى بن كعب في التبعة، فألجمه من لجم البريد ثم كبح فتهشمت أسنانه، فما زال كذلك حتى مات، وكان أبو مسلم ولاه سرخس ثم ولاه نسا، وحارب بها عاصم بن قيس فهزمه، وبقرية شوال إلى الساعة درقة يقال لها درقة موسى بن كعب.
وقيل: إن أبا مسلم أنفذ موسى بن كعب إلى أبى سلمة الخلال ليأمره بأمره، فلما وصل إلى أبي سلمة وجد الامر مضطربا في استخلاف أبي العباس السفاح، ووجد أبا سلمة عازما على صرف الامر عنه فاجتمعت الجنود إلى موسى هذا فمضى بهم حتى دخل على أبي العباس وبايعه.
فلما قام أبو العباس بالامر أنفذ عمه عبد الله بن علي لمحاربة مروان، وموسى ابن كعب على البريد، وكان يوم هزيمة مروان حاضرا، ثم ولاه أبو العباس السند سنة أربع وثلاثين ومائة، وأقام موسى بالسند، وتوفي أبو العباس، وقام بالامر أبو جعفر، فلما انحرف أبو مسلم عن المنصور وقصد خراسان كتب أبو جعفر إلى موسى بن كعب بولايته
__________
(1) هكذا ثبت في الاصول تاريخ ولادته ووفاته، وكذلك في " اللباب " و " المعجم " لياقوت، والذي في " التحبير " للمصنف ورقة 116: " كانت ولادته قبل سنة ستين وأربعمائة، وتوفي ب " شوال " ليلة السبت السادس عشر من ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ".
(2) هكذا في الاصول وعامة المصادر " أبو عيينة " إلا ما جاء في " المحبر " لابن حبيب ص 465: " أبو علي " ! وجعل " أبو عيينة " كنية لمالك بن الهيثم الخزاعي، وجده " عيينة " كذلك جاء فيها، والذي في " جمهرة أنساب " ابن حزم ص 214: " عتيبة " !.
وفيها: " ابن عائشة " وعند ابن حزم " غادية " ؟.
وفيها: " المراي " وفي " تاريخ الطبري " 7: 391 " المرائي " لكن سيأتي في محله من حرف الميم " المرئي " أنها نسبة إلى " امرئ القيس "، وموسى نسب إلى جده امرئ القيس بن زيد مناة، والمصنف لم يذكر هذا الجد فيمن ينسب إليه، فاستدركه عليه ابن الاثير في " اللباب " 3: 121، فالصواب الرسم الذي أثبته.
وقول المصنف " أحد النقباء الاثني عشر " هكذا هو المعروف في التواريخ، انظر مثلا " تاريخ الطبري " 7: 379 و " الكامل " 4: 159 - لكن قارنه بكلامه 4: 310 ! -.
وعدهم ابن حبيب في " المحبر " ص 465 ثلاثة عشر !.
(3) هو اسد بن عبد الله القسري، أمير خراسان لبني أمية، ولاه إمرتها أخوه خالد بن عبد الله القسري المشهور، وكانت وفاة أسد سنة 120.
أنظر فعلته هذه بموسى بن كعب في " الكامل " 4: 222 في حوادث سنة سبع عشرة ومائة.
[ * ](3/467)
على خراسان، وأمره أن يستخلف ابنه عيينة على السند ويقصد نيسابور فيمن معه من أهل خراسان والجزيرة والشام، فإن ورد أبو مسلم منعه من النفوذ والتمكن، ففعل، فلما صار في بعض الطريق ورد عليه كتاب المنصور يخبره بقتله أبا مسلم وأمره بالقدوم عليه، فقدم الهاشمية، وشخص مع أبي جعفر المنصور سنة إحدى وأربعين ومائة إلى بيت المقدس فولاه مصر، فمكث بها عشرة أشهر، ثم قال أبو جعفر: إني وجدت في كتب أبي أن أهل مصر يقتلون رجلا مجهولا يقال له موسى، وما موسى بن كعب بالمجهول، ولكني أكره أن أخاطر به، فعزله وقدم به الهاشمية، فولاه الشرط، وكان المسيب بن زهير خليفته، ثم مات بالهاشمية.
وابنه عيينة، خالف أبا جعفر وخلعه، وذلك أن أبا جعفر استقدمه فخافه المسيب بن زهير على مكانته لانه ولي الشرط بعد موسى، وكتب إليه يخوفه بالمحاسبة، وكان فيما كتب إليه هذا البيت:
وأرضك أرضك إن تأتنا * تنم نومة ليس فيها حلم فوجه إليه عمر بن حفص المهلبي، فقاتله سنة ثم هزمه، فقصد سجستان وعليها زهير بن ربيعة، فوجه إليه شيبة بن حسان المروزي وغيره، فلقوه في المفازة فقتلوه، وحمل رأسه إلى البصرة فصلب وعليه ضفيرتان.
ومن هذه القرية من النقباء: أبو عمرو لاهز بن قريط أبي الجنوب بن يثربي بن رفاعة بن عوف بن وقدان بن جلهمة بن حذافة بن عصبة بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم المرئي الشوالي، من هذه القرية، وقريط كنيته أبو الجنوب، ويثربي كنيته أبو رمثة، وهو صاحب النبي صلى الله عليه وآله، وقد كان قريط رأى النبي صلى الله عليه وسلم وكان صغيرا ثم صار مع عتبة بن غزوان بالبصرة، ومات يثربي بها، وبقي قريط بالبصرة إلى أن خرج ابن عامر فتوجه قريط مع الاحنف وشهد معه فتح مرو الروذ والطالقان وبلخ، ثم رجع الاحنف إلى مروروذ، وأقام قريط بمرو الروذ، ثم خرج حتى نزل مرو في قرية شوال فلم يزل بها، وعاش مائة سنة واثنتين وعشرين سنة، وولد له لاهز بعد المائة، وكان لاهز يعدل سليمان بن كثير في القدر والمحل، ثم قتله أبو مسلم لاعلامه نصر بن سيار بقتله، وهو الذي قرأ: (إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك).
ويقال: إنه قتله لما بينه وبين سليمان بن كثير من المصاهرة، فإنه كان متزوجا بأم حرب بنت سليمان، ثم هلكت فتزوج بأختها أم سلمة بنت سليمان، والذي تولى قتل لاهز حماد بن صخر بن عبد الله بن بريدة، ولما صار أبو مسلم من خندقه إلى مدينة مرو(3/468)
كان لاهز بن قريط على ميسرته.
الشوخناكي: بضم الشين المعجمة، وسكون الواو والخاء.
وفتح النون، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى [ شوخناك ] (1) قرية من قرى سمرقند، منها: أبو بكر أحمد بن خلف الشوخناكي، يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي،
وحامد بن خلف القطان، ويعقوب بن إسماعيل الخفاف، وحاتم بن روح الكسي، وغيرهم.
روى عنه ابنه محمد بن أحمد، وأبو أحمد بكر بن محمد الورسنيني، وأبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر الكشاني.
وابنه أبو منصور محمد بن أحمد بن خلف الشوخناكي، يروي عن أبيه، ويحيى بن علي الهمداني البلخي، ونصر بن الاصبغ البلخي، وأحمد بن غالب الطالقاني، ومحمد بن إسحاق الحافظ الكرابيسي، وغيرهم.
روى عنه رحمة بن واهب الفرغاني، وأبو بكر محمد بن علي بن أسد القفال، وعبد الرحمن بن محمد بن داود الصرام، وجماعة.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عتيق السمرقندي المؤذن الشوخناكي، يروي عن محمد بن مشتمل بن إبراهيم بن شماس السمرقندي.
روى عنه أبو محمد الباهلي، ولا يعتمد على روايات الباهلي.
الشوذبي: بفتح الشين والذال المعجمتين، بينهما الواو الساكنة، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " شوذب " وهو اسم لجد: أبي محمد عبد الله بن أحمد بن علي بن شوذب المقرئ الواسطي الشوذبي، من أهل واسط، من أهل العلم والقرآن، يروي عن صالح بن الهيثم الواسطي.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وسمع منه بواسط.
الشورباني: بضم الشين المعجمة، وسكون الواو، وفتح الراء، والباء الموحدة،
__________
(1) زدتها من " اللباب ".
ثم إنه اتفق مع ضبط المصنف ورسمه في تسكين الخاء، وفي آخرها كاف.
وفي " معجم البلدان " - ومثله " مراصد الاطلاع " - " شوخنان " بفتح الخاء، وفي آخرها نون.
وفي النسخة التى عندي من " لب اللباب ": " شوخناكة ".
بسكون الخاء لكن بهاء التأنيت في آخرها !.
[ * ](3/469)
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شوربان " وهي قرية من قرى كس، من أعمال ما وراء النهر، منها: أبو بكر عبد الرحمن بن محمود الكسي الشور باناي، يروي عن علي بن الحسن النيسابوري، ذكره المستغفري في " تاريخ نسف ".
الشوكاني: بفتح الشين المعجمة، [ والكاف، بينهما واو ساكنة ] وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شوكان " وهي بليدة من ناحية خابران (1) بين سرخس وابيورد، خرج منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، منهم: أبو العلاء عنبس بن محمد بن عنبس بن محمد بن عنبس بن عثمان الشوكاني، كان شيخا عالما، قدم مرو وتفقه على جدي الامام أبي المظفر السمعاني، وسمع منه الحديث، ومن أبيه محمد بن عنبس الشوكاني، ثم ولي القضاء ببلدة مدة، وقدم علينا مرو في جمادى الاولى سنة نيف وعشرين وخمسمائة، ونزل خانقاه أبي بكر الواسطي، وقرأت عليه مجالس من أمالي جدي، وتوفي في شوكان.
الشوكري: بفتح الشين المعجمة، وسكون الواو، وفتح الكاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " شوكر " وهو اسم لجد أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن شوكر المعدل الشوكري، من أهل بغداد، سمع أبا القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن عيسى بن سكين البلدي.
روى عنه أبو محمد الخلال، والحسين بن جعفر السلماسي، وأبو القاسم التنوخي.
وكان ثقة، كتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، وتوفي في المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
الشوكي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الواو، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى الشوك " وحمله وتحصيله، وببغداد قنطرة يقال لها: " قنطرة الشوك ".
والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن سلمان الشوكي ابن عم الحسين بن محمد الوني، من أهل بغداد،
__________
(1) في الاصول " جابران " والمثبت هو الصواب.
انظر " معجم البلدان " 3: 383.
وثمة موضع في البحرين، وقرية في
اليمن يقال لكل منهما " شوكان " وإلى القرية اليمنية ينسب القاضي الشوكاني صاحب " فتح القدير " في التفسير و " نيل الاوطار " في أحاديث الاحكام.
[ * ](3/470)
حدث عن القاضي أبي الحسن علي بن الحسن الجراحي.
روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ في " التاريخ " حكاية واحدة، وقال عقبها: كان هذا الشيخ قد سمع حديثا كثيرا، وذهب كتابه وعلق بحفظه هذه الحكاية، فلم يكن عنده عن الجراحي ولا عن غيره سواها.
وأبو القاسم علي بن حيون بن محمد بن البختري الشوكي، من أهل بغداد، حدث عن الحسن بن الصباح البزار.
روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي.
الشوماني: بضم الشين المعجمة، وفتح الميم، وفي آخرها النون، من بلاد الصغانيان وراء نهر جيحون، وكان ثغرا من ثغور المسلمين، وفي أهلها امتناع على السلطان، وبها من الزعفران ما لعله يفوق الاصبهاني والقمي، وقتل بها الامام أبو لبيد محمد بن غياث السرخسي الضبعي، يروي عن مالك بن أنس، ومهدي بن ميمون.
سمع منه أبو قدامة عبيدالله بن سعيد وغيره، وكان من أهل السنة، ومن الحفاظ المتقنين، قتل مجاهدا بشومان سنة تسع وتسعين ومائة، وهو ابن ثمان وأربعين سنة.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الشوماني البلخي، كان واعظا من أهل بلخ، يلقب ب " زين الصالحين " وكان أستاذ الملك شمس الملك نصر بن إبراهيم الخاقان ومعلمه، روى عن أبي محمد عبد الرحمن بن إسماعيل الواشجردي.
روى عنه أبو المحامد محمد بن محمد بن الحسن الدالي البلخي بسمرقند.
الشونيزي: بضم الشين المعجمة، وكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخره الزاي.
هذه النسبة إلى شيئين: أحدهما: الموضع المعروف ببغداد وهو " الشونيزية " به المقبرة المشهورة التي بها مشايخ
الطريقة ومسجدهم، ومثل رويم، والجنيد، وأستاذهما السري، وجعفر الخلدي، وسمنون المحب، وطبقتهم.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن علي بن محمد بن المعلى بن الحسن بن يعقوب بن طالب الشونيزي، سمع أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، ويوسف بن يعقوب القاضي وغيرهما.
روى عنه أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ، وأبو علي بن دوما، وذكر أبو الحسن بن الفرات بن المعلى الشونيزي كان كتب كتبا كثيرة، ويفهم من الحديث بعض الفهم، وفيه بعض التساهل، وكان عسرا في الحديث قبيح الاختلاف وله مذهب في التشيع، مولده سنة(3/471)
ثمان وسبعين ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وثلاثمائة.
وأما أبوه محمد بن المعلى بن الحسن أبو عبد الله الشونيزي، سمع محمد بن عبد الله المخرمي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وغيرهما.
روى عنه أبو حفص بن الزيات وأبو بكر بن شاذان وطبقتهما.
وعبد الرحمن بن الحسن بن يوسف الشونيزي.
روى عن عمر بن مدرك القاص.
روى عنه محمد بن أحمد بن يحيى العطشي وغيره.
وثم من نسب إلى " بيع الشونيز " وهي الحبة السوداء المعروفة، وهو: أبو الحسن عامر بن أحمد بن محمد بن عامر الشونيزي الفرضي، سمع إبراهيم بن فهد وغيره، توفي سنة إحدى وثلاثمائة، وظني أنه بصري، فإنه يروي عن رئيس المحدثين إبراهيم بن فهد، وهو بصري، والله أعلم.(3/472)
باب الشين والهاء الشهدلي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الهاء، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " شهدل " وهو اسم لجد: أبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن إبراهيم بن شهدل المديني الشهدلي، من أهل أصبهان، من مدينتها، كان من الصالحين، يروي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، وأبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي وغيرهما من العراقيين والاصبهانيين (1).
الشهرزوري: بفتح الشين المعجمة، وسكون الهاء، وضم الراء، والزاي، وفي آخرها راء.
هذه النسبة إلى " شهرزور " وهي بلدة بين الموصل وزنجان، بناها زور بن الضحاك، فقيل " شهرزور " يعني: بلد زور، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، أنشدني الحاكم أبو الفتح عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد البيضاوي ببغداد، أنشدنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج لنفسه: وعدت بأن تزوري بعد شهر * فزوري، قد تقضى الشهرزوري وشقة بيننا نهر المعلى * إلى البلد المسمى شهرزوري فشهر صدودك المحتوم صدق * ولكن شهر وصلك شهرزوري وأبو بكر محمد بن القاسم بن المظفر بن علي بن الشهرزوري، يقال له " قاضي الخافقين " كان أحد الفضلاء المعروفين، تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وولي
__________
(1) قال في " اللباب ": " قلت: فاته " الشهراني " بفتح الشين، وسكون الهاء، وبعد الراء ألف ونون.
هذه النسبة إلى شهران بن عفرس بن حلف بن خثعم بن أنمار بن إراش، بطن من خثعم كبير، منهم: مالك بن عبد الله بن سنان بن عمرو بن وهب بن الاقيصر بن مالك بن قحافة، بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران الخثعمي الشهراني، ولي الصوائف أربعين سنة لمعاوية وغيره إلى أيام سليمان بن عبد الملك، وكسر على قبره أربعون لواء.
" حلف " بفتح الحاء المهملة، وسكون اللام.
و " نسر " بالنون والسين المهملة ".
[ * ](3/473)
القضاء بعدة بلاد من بلاد الجزيرة والشام، رحل إلى الجبال والعراق وبلاد خراسان، وسمع الحديث بنفسه، وسمع ببغداد أبا القاسم عبد العزيز بن علي الانماطي، وأبا نصر أحمد بن محمد بن محمد بن علي الزينبي، وبنيسابور أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وأبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيد الله المحمي، وببلخ أبا عدنان القاسم بن علي القرشي، وأبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي وطبقتهم.
وبشهرزور القاسم عبد العزيز بن معمر الكازروني، سمعت منه أولا ببغداد، ثم لما وافيت الموصل صادفته معتكفا في جامعها، وكان في العشر الآخر من رمضان سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، فلازمته وقرأت عليه الكثير، وذكر أن ولادته بإربل - قلعة على مرحلة من الموصل - في سنة ثلاث أو أربع وخمسين وأربعمائة، وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب أبرز.
وأما أبوه أبو أحمد القاسم بن المظفر بن علي الشهرزوري كان من أهل العلم والفضل، ورزق أولادا كبارا فضلاء، صاروا قضاة الشام والجزيرة، وبيت الشهرزورية معروف بتلك البلاد، سمع ببغداد أبا القاسم عبد العزيز بن علي الازجي وغيره، روى لنا عنه ابنه أبو بكر بالموصل وتوفي..وأما أخو أبي بكر أبو منصور المظفر بن القاسم بن المظفر بن علي الشهرزوري، شيخ صالح عالم سديد السيرة، كثير التهجد والصلاة، دائم الدراسة للقرآن، سمع أبا نصر محمد بن علي الزينبي وغيره، سمعت منه أولا ببغداد، ثم بمدينة سنجارفي رحلتي إلى الشام، وكان ولي قضاء سنجار، فقرأت عليه في جامعها وكانت ولادته (1)..وأبو المظفر محمد بن علي بن الحسين بن أحمد بن الشهرزوري، من أهل بغداد، شيخ فاضل دين، ثقة خير، له معرفة تامة بالفرائض والحساب، وكان له دكان في سوق الريحانيين يبيع فيه العطر والادوية، وكان الفقهاء يقرءون عليه الفرائض في دكانه، سمع أبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الامين، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، سمعت منه ببغداد وكانت ولادته في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهرزوري، من أهل بغداد، مقرئ فاضل صالح دين، قائم بكتاب الله تعالى، عارف باختلاف الروايات والقراءات، وصنف فيها كتابا
__________
(1) بياض في الاصول، وفي " وفيات الاعيان " 4: 70 نقلا عن " ذيل تاريخ بغداد " للمصنف: " قال - أي المصنف -: سألته عن مولده ؟ فقال: ولدت في جمادى الآخرة - أو رجب - سنة سبع وخمسين وأربعمائة بإربل.
ولم يذكر وفاته ".
[ * ](3/474)
سماه " المصباح " له روايات عالية، سمع أبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي، وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الامين، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وغيرهم، وكانت له إجازة عن أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي، قرأت عليه ببغداد، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي في ذي الحجة سنة خمسين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
وأبو بكر أحمد بن عبيد بن عبد الله الشهرزوري، سكن بغداد، وحدث بها عن محمد بن بكار بن الريان، وداود بن رشيد، وأبي همام السكوني.
روى عنه محمد بن مخلد العطار، وأحمد بن جعفر بن سلم، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي الجرجاني وغيرهم، وكان ثقة.
مات في شهر ربيع الاول سنة ثمان وتسعين ومائتين.
ومن القدماء: الخضر بن داود الشهرزوري القاضي، قال الدارقطني: كان بمكة مقيما، يروي عن الزبير بن بكار " كتاب النسب " وغيره، ويروي عن الاثرم " علل أحمد بن حنبل " حدثنا عنه أبو جعفر مسلم بن عبيدالله الحسيني بمصر، وأبو محمد دعلج بن أحمد بن دعلج بن عبد الرحمن السجزي يعني ببغداد.
الشهرستاني: بفتح الشين والراء، بينهما هاء، ثم السين المهملة الساكنه، والتاء المفتوحة ثالث الحروف، بعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شهرستانة " وهي بليدة من الثغور، عند نسا من خراسان، مما يلي
خوارزم يقال لها: رباط شهرستانة، بناها أمير خراسان عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء في كل فن، منهم: أبو القاسم منصور بن نوح بن محمد بن إبراهيم الشهرستاني، يروي عن شيخ الحفاظ أبي الحسن - ويقال: أبي الفتيان - عمر بن أبي الحسن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي، في شعبان سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة " أربعين " أبي الخير بن رفاعة الهاشمي الزينبي، وهو " الاربعين " من خطب النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه ابنه أبو منصور محمد.
الشهيد: بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الدال المهملة.
هذا الاسم اشتهر به جماعة من العلماء قتلوا فعرفوا ب " الشهيد ".
أولهم: ابن باب مدينة العلم وريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهيد بن الشهيد الحسين بن(3/475)
علي، سيد شباب أهل الجنة، وكان يكنى أبا عبد الله، خرج على يزيد فوجه إليه عبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد بن أبي وقاص، فقتله سنان بن أنس النخعي الاصبحي (1) سنة إحدى وستين يوم عاشوراء، وهو ابن ثمان وخمسين، ويقال: ابن ست وخمسين.
وكان يخضب بالسواد.
وعن عبد الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أراد أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة: فلينظر إلى الحسين بن علي " وقال النبي عليه الصلاة والسلام: " الحسن والحسين هما ريحانتان في الجنة ".
قال الزبير بن بكار: ولد الحسين بن علي أبو عبد الله لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.
وقال جعفر بن محمد الصادق: لم يكن بين الحسن والحسين إلا طهر واحد، ولد الحسن في رمضان سنة ثلاث، والحسين في شعبان سنة أربع.
وقد كان يشبهان رسول الله، كان الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله ما كان دون ذلك.
ولم يبق من أولاد الحسين ذكر إلا غلام مريض وهو علي بن الحسين يقال له: زين العابدين.
ولما حملت الرؤوس إلى يزيد بن معاوية وضع رأس الحسين بين يديه وأنشأ يزيد يقول بقضيب على فمه: نفلق هاما من رجال أعزة * علينا، وهم كانوا أعق وأظلما ثم بعث إلى المدينة بذريته، فتلقتهم امرأة من بنات عبد المطلب ناشرة شعرها واضعة كمها على رأسها وهي تبكي وتقول: ماذا تقولون إن قال النبي لكم: * ماذا فعلتم وأنتم آخر الامم بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي * منهم أسارى، ومنهم ضرجوا بدم ؟ ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم
__________
(1) زيادة من كوبرلي فقط، وسنان بن أنس هكذا فيه وفي الطبري 5: 450 وغيرها، و " أنساب الاشراف " 5: 240 للبلاذري.
وفي " المعارف " 93 و " مجمع الزوائد " 9: 194: " سنان بن أبي أنس ".
وفي الاصل: الاشجعي، وفي الموضع المشار إليه من الطبري: الاصبحي، فأثبته.
والحديث الاول هكذا ذكره المصنف، ولم أره بهذا اللفظ، والذي رأيته من طريق ابن سابط عن جابر - كما ذكر المصنف - لفظه " من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي " رواه أبو يعلى، ومن طريقه ابن حبان في " صحيحه " وفيه الربيع بن سعد قال في " الميزان " 2: 40: " كوفي لا يكاد يعرف " ثم أورد له هذا الحديث.
لكن ذكره الحافظ الهيثمي 9: 187 وقال: " رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعد وقيل: ابن سعيد - وهو ثقة ".
وانظر الحديث في " المطالب العالية " 4: 71 وصحح ما تحرف في التعليق فيه على ما هنا.
وأفاد الحافظ في " اللسان " 2: 445 أن ابن حبان ذكر الربيع في " الثقات ".
وعلى كل فليس في هذا اللفظ أنه رضي الله عنه سيد شباب أهل الجنة.
إنما ورد هذا اللفظ في أخيه الحسن رضي الله عنه، فروى أبو يعلى عن جابر أيضا مرفوعا: " من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسن بن = [ * ](3/476)
وأبو الفضل محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عبد المجيد بن إسماعيل بن الحاكم " الشهير بالحاكم " المروزي السلمي ثم الحنفي، الوزير الحاكم الشهيد، عالم مرو، والامام لاصحاب أبي حنيفة رحمه الله في عصره، وكتخداي صاحب خراسان وأستاذه، قد
كان لما قلد قضاء بخارى يختلف إلى الامير الحميد فيدرسه الفقه، فلما صارت الولاية إليه قلده أزمة الامور كلها، وكان يمتنع عن اسم الوزارة، ولم يزل الامير الحميد به إلى أن تقلدها، سمع بمرو أبا رجاء محمد بن حمدويه الهورقاني، ويحيى بن ساسويه الذهلي، ومحمد بن عصام بن سهيل حمك، وبنيسابور عبد الله بن شيرويه، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وببغداد الهيثم بن خلف الدوري، وأبا عبد الله أحمد بن الحسن الصوفي، وبالكوفة علي بن العباس البجلي، وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وبمصر علي بن أحمد بن سليمان المصري، وببخارى محمد بن سعيد النوجا باذي وأبا القاسم حماد بن أحمد بن حماد، والحسن بن سفيان النسوي، وعبد الله بن محمود السعدي وطبقتهم، سمع مشايخ خراسان قاطبة وأئمتها من الحاكم الشهيد.
وقال الحاكم أبو أحمد الحافظ: الحاكم الشهيد كتب الحديث على رسمنا لا على رسم المتفقهة، وكان يحفظ الفقهيات التي يحتاج إليها، ويتكلم على الحديث، قلت لابي أحمد: كان يبلغنا أن ذلك الكلام كلامك على كتبه ؟ فقال: لا والله إلا كلامه ونتيجة فهمه، وأما أنا فجمعت له حديث أبي حمزة السكري، وإبراهيم بن ميمون الصائغ، وجماعة من شيوخ المراوزة.
وذكر أبو عبد الله بن الحاكم الشهيد قال: عهدت الحاكم وهو يصوم يوم الاثنين والخميس، ولا يدع صلاة الليل في السفر والحضر، ولا يدع التصنيف في السفر والحضر، وكان يقعد والسفط والكتب والمحبرة بين يديه وهو وزير السلطان، فيؤذن لمن لا يجد له بدا من الاذن، ثم يشتغل بالتصنيف فيقوم الداخل، ولقد شكاه أبو العباس بن حموية قال: ندخل عليه ولا يكلمنا، ويأخذ القلم بيده ويدعنا ناحية !
__________
= علي ".
انظر " منتخب كنز العمال " 5: 102 من حاشية " المسند " و " الجامع الصغير " 6: 151 بشرحه " فيض القدير "، ورمز لصحته، وتعقبه المناوي بما لا يسلم له، حديث أعل هذا اللفظ بالربيع بن سعد راوي الحديث الاول !.
وروى البزار عن جابر مرفوعا: " الحسن سيد شباب أهل الجنة " ذكره الهيثمي 9: 178 وأعله بجابر الجعفي، وهو " ضعيف رافضي " كما في " تقريب التهذيب ".
وهذا كله بالنظر إلى تخريج اللفظ، وإن كان قد تواتر قوله صلى الله عليه وسلم:
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " رضي الله عنهما.
وأما الحديث الثاني فلم أره بهذا اللفظ أيضا.
والمعروف ما رواه البخاري في " الصحيح " 8: 100 من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: " هما ريحانتاي من الدنيا ".
ورواه غير البخاري عن غير ابن عمر.
[ * ](3/477)
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ولقد حضرت عشية الجمعة مجلس الاملاء للحاكم أبي الفضل ودخل علي بن أبي بكر بن المظفر الامير، فقام له قائما ولم يتحرك من مكانه ورده من باب الصفة وقال: انصرف أيها الامير، فليس هذا يومك ! قال الحاكم أبو عبد الله بن البيع: وسمعت أبا العباس المصري - وكان من الملازمين لبابه - يقول: دعا الحاكم يوما بالبواب والمرتب وصاحب السر فقال لثلاثتهم: إن الشيخ الجليل يقول قد تقدمت إليكم غير مرة بأن لا تحجبوا عني بالغدوات والعشيات أحدا من أهل العلم الرحالة المرقعات والاثواب الرثة، واحجبوا الفرسان وأصحاب الاموال، وأنتم - لاطماعكم الكاذبة - تأذنون للاغنياء، وتحجبون عني الغرباء لرثاثتهم، فلئن عدتم لذلك نكلت بكم.
وحكى ابن الحاكم الشهيد أنه لم يزل يدعو في صلاته وأعقابها بدعوات ثم يقول: " اللهم ارزقني الشهادة " إلى أن سمع عشية الليلة التي قتل من غدها جلبة وصوت السلاح، فقال: ما هذا ؟ وقالوا: غاغة العسكر قد اجتمعوا يؤلبون ويلزمون الحاكم الذنب في تأخير أرزاقهم عنهم، فقال: اللهم اغفر، ثم دعا بالحلاق فحلق رأسه، وسخن له الماء في مضربه (1) ذلك، فتنور ونظف نفسه، واغتسل، ولبس الكفن، ولم يزل طول ليلته تلك يصلي، فأصبح وقد اجتمعوا إليه، فبعث السلطان إليهم يمنعهم عنه، فخذلوا أصحاب السلطان، وكبسوا الحاكم، فقتلوه وهو ساجد ! رحمه الله، واستشهد الحاكم على باب مرو في مضربه، وقد اغتسل ولبس الكفن وصلى صلاة الصبح، والكتب بين يديه وهو يصنف بضوء الشمع، في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وكان رحمه الله حفظ ستين ألف حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتصانيفه تدل على فضله،
ك " الكافي " و " المنتقى " و " شرح الجامع " و " أصول الفقه ".
وقيل: لما اختصر كتاب " الكافي " الذي صنفه الامام الرباني محمد بن الحسن الشيباني رآه في المنام فقال له محمد: مزق الله جلدك كما مرقت كتابي.
فاستجاب الله دعاء محمد بن الحسن عليه، فاستشهد في آخر عمره.
ويقال: أن " رجلا " رأى ليلة في المنام نارا نزلت من السماء على قبر الحاكم الشهيد، فجاء كتاب " الكافي " وصار برزخا بين القبر والنار حتى رجعت النار.
و [ القاضي الامام الشهيد ] أبو نصر المحسن بن أحمد بن المحسن بن أحمد بن محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن الحسين الخالدي المروزي المعروف بالقاضي الشهيد كان من أئمة أصحاب أبي حنيفة رحمه الله ومشاهيرهم في الحديث والفقه والتاريخ والحساب، من سكة رازاباد من سكك مرو، سجن وهرب، سمع بمرو أبا الفضل محمد بن
__________
(1) المضرب: هو الفسطاط العظيم.
[ * ](3/478)
الحسين الحدادي، وببخارى الامام الزاهد إسماعيل بن الحسين.
والامام أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن علي بن عطاء المروروذي (1)، من أهل مرو (1) في آخره عمره، يلقب ب " زين الاسلام الشهيد " كان من أهل العلم والفضل والفتوى والورع، سمع بحضرته كتاب " الوسيط " للواحدي: حمزة بن إبراهيم بن حمزة الخداباذي البخاري، في مدرسة التميمية بمرو، سلخ جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وخمسمائة، وأيضا سمع كتاب " طراز المغازي " عن الواحدي.
روى الامام زين الاسلام إبراهيم عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن العلاء البغوي، والامام أبي القاسم الجنيد بن علي القايني الهروي.
روى عنه أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن الخطيبي، وابنه أبو محمد عبد الرحمن، ووالدي الامام محمد بن منصور، وقد سمع منه ألف حديث التي جمعها جدي الامام أبو المظفر السمعاني عن مائة شيخ: حمزة بن إبراهيم بن حمزة الخداباذي أيضا، وقتل في فتنة خوارزم شاه، في ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وخمسمائة، وقبره بأسفل ماجان
مرو بباب المدينة.
وأبو زكريا يحيى بن محمد بن يحيى بن خالد الذهلي النيسابوري المعروف ب " الشهيد " وأبوه محمد بن يحيى الذهلي يروي عن عبد الرزاق الصنعاني وعلي بن بحر القطان، وعلي بن عبد الله، وعبد الرحمن بن مهدي، والحصين بن محمد بن شجاع، وأبي نعيم، ومعاذ بن فضالة الزهراني، ويحيى بن عبد الله بن بكير، وقبيصة بن عقبة، ومحمد بن عبد الله بن المثنى الانصاري.
روى الذهلي عن معاذ بن فضالة ويحيى بن أيوب، عن بكر بن عمرو، عن صفوان بن سليم - قال بكر: أحسبه عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا خرجت من بيتك إلى الصلاة فصل ركعتين يمنعانك مخرج السوء، وإذا دخلت إلى منزلك فصل ركعتين يمنعانك مدخل السوء ".
__________
(1) هكذا في الاصل، وفي ترجمته الآتية في نسبة " الفلخاري " وهو صواب، فإنه فلخاري الاصل، ومروروذي، لان فلخار قرية من قراها، وسكن مرو آخر عمره، كما يقول المصنف.
ثم إن المصنف ساق نسبه هناك " الفلخاري " كما ساقه هنا، وكذلك في " اللباب ".
وفي " طبقات " السبكي 7: 31 و " معجم البلدان " 6: 394: "..علي بن محمد بن عطاء ".
[ * ](3/479)
باب الشين واللام ألف الشلاثايي: بضم الشين المعجمة، وفتح اللام ألف، وبعدها الثاء المثلثة وألف، وياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى " شلاتا " وهي قرية من نواحي البصرة، منها: أبو عيسى محمد بن أحمد بن إبراهيم بن خالد بن يزيد الشلاثايي البصري من أهل البصرة، قدم بغداد سنة ست عشرة وثلاثمائة، وحدث بها عن جماعة من البصريين من شيوخ البخاري ومسلم، مثل محمد بن بشار بندار، ونصر بن علي الجهضمي، وعمرو بن علي الصيرفي، وإسحاق بن إبراهيم الشهيدي (1)، ومحمد بن الوليد البسري، وزياد بن يحيى
الحساني، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران الجندي.
وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله المعروف بابن الشلاثايي وهو جرجاني، لعل أصله من البصرة، يروي عن محمد بن علي بن زهير.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم.
الاسماعيلي الحافظ، وذكر أنه كتب عنه ابن أبي غالب ببغداد.
يعني عن الشلاثايي.
وأبو علي محمد بن أحمد بن أبي زيد الشلاثايي البصري، يروي عن أبي يزيد خالد بن النصر القرشي، وعبد الكبير بن عمر الخطابي، وأبي حفص عمرو بن علي الفلاس البصريين.
روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني الحافظ.
الشلانجدري: بضم الشين المعجمة، ولام ألف، وسكون النون، وكسر الجيم، وسكون الراء، وكسر الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " شلانجرد " من قرى طوس، خرجت إليها وبت بها ليلتين، وسمعت بها
__________
(1) كلام المصنف رحمه الله يفيد أنه من شيوخ البخاري ومسلم، ولم يذكر ذلك في ترجمته في " التهذيب " وغيره.
فلعله من شيوخهما في غير كتبهما التي استوعب رجالها الحافظ في " التهذيب " ؟ وهو احتمال بعيد، إذ لم يترجم البخاري له في " تاريخه الكبير " ! ولو كان من شيوخه لا ستبعد منه إهماله.
ثم إن " الشهيدي " نسبة إلى جد أبيه، فهو: إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد.
ومن الغريب أن المصنف لم يذكر هذه النسبة، وترتيبها قبل بضعة أسطر فقط ! [ * ](3/480)
الحديث، منها: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الشلانجردي الطوسي المعلم، خرج إلى العراق، وديار مصر، وسكن بالاسكندرية، وحدث بها عن أبي القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران القندي السكري.
سمع منه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي الحافظ وغيره، وكانت وفاته بتلك الديار بعد سنة ستين وأربعمائة.(3/481)
باب الشين والياء الشيايي: هذه النسبة بالشين المنقوطة المكسورة، والياء المفتوحة المنقوطة من تحتها بنقطتين، وهي قرية من قرى بخارى، على أربعة فراسخ منها يقال لها: " شيا "، والمشهور بهذه النسبة: أبو نعيم عبد الصمد بن علي الشيايي، كان فقيها زاهدا، سمع أبا شعيب صالح بن محمد السجاري، وأبا القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي.
الشيباني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والباء الموحدة بعدها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شيبان " وهي قبيلة معروفة في بكر بن وائل، وهو شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن (1) هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
والمشهور بالنسبة إليها: الاخضر بن عجلان الشيباني، أخو شميط، من بني تيم بن شيبان، من أهل البصرة، وكان ملحانا، يروي عن أبي بكر الحنفي عن أنس رضي الله عنه.
روى عنه يحيى القطان وأهل البصرة، وهو عم عبيدالله بن شميط بن عجلان، هكذا ذكره أبو حاتم محمد بن حبان البستي في " كتاب الثقات ".
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن [ محمد بن ] الحارث بن الهاشم بن عبيدالله بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن بكر بن وائل الشيباني الذهلي المزكي ابن بنت الامام علي الثقفي، وكان في منزله ومجلسه أعز الناس عليه في حياته، لدينه وورعه، وظلف نفسه وحسن مودته، سمع أبا العباس السراج، وأبا إبراهيم القطان، وزنجويه بن محمد، وأبا نعيم الجرجاني، حدث بانتخاب الحاكم أبي أحمد الحافظ.
وروى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ ومات في صفر سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وكان مولده سنة سبع وتسعين
ومائتين، ودفن في دار أبي علي الثقفي.
__________
(1) زيادة صحيحة من " اللباب " فقط وسقطت من الاصول جميعها.
وانظر " الجمهرة " ص 300 فما بعدها.
[ * ](3/482)
وفيهم كثرة.
وأما أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن شيبان النيسابوري المخلدي الشيباني، نسب إلى جده الاعلى شيبان، وهو غير الاول، وكان ثقة صدوقا، من مشاهير المحدثين، روى عن أبي العباس السراج، وأبي نعيم الاستر اباذي وغيرهما.
روى عنه أبو سعد الكنجروذي، وأبو عثمان الصابوني، وتوفي في حدود سنة نيف وثمانين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم، صاحب أبي حنيفة رحمهما الله وتلوه وإمام أهل الرأي في وقته، أصله من دمشق من أهل قرية يقال لها " حرستا " قدم أبوه العراق فولد له محمد بواسط، ونشأ بالكوفة، وتلمذ لابي حنيفة، وسمع العلم والحديث عن مسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وعمر بن ذر، ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، وأبي عمرو الاوزاعي، وزمعة بن صالح، وبكير بن عامر، وأبي يوسف القاضي، وسكن بغداد وحدث بها، وتوفي بالري.
روى عنه محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله، وأبو سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني، وهشام بن عبيدالله الرازي، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وإسماعيل بن توبة، وعلي بن مسلم الطوسي وأبو حفص الكبير، والوحاظي، وخلف بن أيوب (1) وغيرهم، وكان الرشيد ولاه القضاء إلى قضاء الرقة، فصنف كتابا يسمى ب " الرقيات " ثم عزله، وقدم بغداد، فلما خرج هارون إلى الري الخرجة الاولى أمره فخرج معه في سفره إلى خراسان فمات بالري سنة تسع وثماين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة، ودفن بها.
وحكي عنه أنه قال: مات أبي وترك ثلاثين ألف درهم، فأنفقت خمسة عشر ألفا على
النحو والشعر، وخمسة عشر ألفا على الحديث والفقه، وروي أنه كان يجلس في مسجد الكوفة وهو ابن عشرين سنة.
قال الشافعي: ما رأيت سمينا أخف روحا من محمد بن الحسن، وما رأيت أفصح منه، كنت إذا رأيته يقرأ كأن القرآن نزل بلغته.
وكان الشافعي يقول ما رأيت أعقل من محمد بن الحسن رحمه الله.
وروى عن الشافعي أن رجلا سأله عن مسألة
__________
(1) زيادة من كوبرلي ليست في سائر الاصول ولا " اللباب " ولا " تاريخ بغداد " ولا " الجواهر المضية ".
وتلمذة هؤلاء على الامام محمد ثابتة.
و " الوحاظي " مني، وهي في الاصل " والطحاوي " ولم أجد في تلامذة الامام من ينسب هكذا، وأقرب كلمة إليها ما أثبته، فالله أعلم، وهو أبو زكريا يحيى بن صالح الحمصي، ذكره في تلامذة الامام محمد: شيخ شيوخنا العلامة المحقق الشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله في " بلوغ الاماني في سيرة الامام محمد بن الحسن الشيباني " ص 10.
[ * ](3/483)
فأجابه، فقال له الرجل: يا أبا عبد الله خالفك الفقهاء ! فقال له الشافعي: وهل رأيت فقيها قط ؟ اللهم إلا أن يكون رأيت محمد بن الحسن، فإنه كان يملا العين والقلب، وما رأيت مبدنا قط أذكى من محمد بن الحسن.
ووقف رجل على المزني فسأله عن أهل العراق، فقال له: ما تقول في أبي حنيفة ؟ قال: سيدهم، قال: فأبو يوسف ؟ قال: أتبعهم للحديث، قال: محمد بن الحسن ؟ قال: أكثرهم تفريعا، قال: فزفر ؟ قال: أحدهم قياسا.
وكان الشافعي رحمه الله يقول: ناظرت محمد بن الحسن وعليه ثياب رقاق، فجعل تنتفخ أوداجه ويصيح حتى لم يبق له زر إلا انقطع.
وكان يقول: ما ناظرت أحدا إلا تمعر وجهه، ما خلا محمد بن الحسن رحمه الله.
ولو لم نعرف لسانهم لحكمنا أنهم من الملائكة: محمد بن الحسن في فقهه، والكسائي في نحوه، والاصمعي في شعره.
وروي عن الشافعي أنه قال: ما رأيت أحدا سئل عن مسألة فيها نظر إلا تغير وجهه غير محمد بن الحسن، ولما مات عيسى بن أبان بيعت كتبه أوراقا، كل ورقة بدرهم، لانه كان درس على محمد بن الحسن وعلق العلل والزكاة على
الحواشي.
وروى عن أحمد بن حنبل قال: إذا كان في المسألة قول ثلاثة لم تسع مخالفتهم فقلت: من هم ؟ قال: أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن، فأبو حنيفة أبصر الناس بالقياس، وأبو يوسف أبصر الناس بالآثار، ومحمد أبصر الناس بالعربية.
وعن محمد بن شجاع الثلجي أنه قال: لو قام الحسن بن زياد لاهل الموسم لاوسعهم سؤالا، ولو قام بهم محمد بن الحسن لاوسعهم جوابا.
وعن أبي جعفر الهندواني: يحكي عن أبي يوسف أن محمد بن الحسن كتب إليه من الكوفة - وأبو يوسف ببغداد -: أما بعد فإني قادم عليك لزيارتك، فلما ورد عليه كتاب محمد بن الحسن " خطب " أبو يوسف ببغداد وقال: إن الكوفة قد رمت إليكم أفلاذ كبدها، فهذا محمد بن الحسن قادم عليكم، فهيئوا له العلم.
ولد محمد بن الحسن بواسط سنة اثنتين وثلاثين ومائة، ومات بالري سنة تسع وثمانين ومائة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة.
قلت: وزرت قبريهما.
ومات معه أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي في يوم واحد فقال الرشيد: دفنت اليوم اللغة والفقه.
وأنشد اليزيدي يرثيهما: أسيت على قاضي القضاء محمد * فأذريت دمعي والعيون هجود وقلت إذا ما الخطب أشكل: من لنا * بإيضاحه يوما وأنت فقيد ؟ وأقلقني موت الكسائي بعده * وكادت الارض الفضاء تميد(3/484)
وأقلقني موت الكسائي بعده * وكادت بي الارض الفضاء تميد هما عالمانا أوديا وتخرما * فما لهما في العالمين نديد ورأى ; محمويه - وكان يعد من الابدال - في المنام محمد بن الحسن فقال له: يا أبا عبد الله إلى م صرت ؟ قال لي: إني لم أجعلك وعاء للعلم وأنا أريد أن أعذبك ! قلت: فما فعل أبو يوسف ؟ قال: فوقي، قال: قلت: فما فعل أبو حنيفة ؟ قال: فوق أبي يوسف بطبقات !
وأما الشيبانية: فطائفة من الخوارج من أصحاب شيبان بن سلمة الخارجي، وكان قد خرج في أيام أبي مسلم وهو المعين له ولعلي بن الكرماني على نصر بن سيار، ولما أعانهما برئت منه الخوارج، فلما قتل شيبان ذكر قوم توبته، فقالت الثعالبة: لا تصح توبة مثله، لانه قتل المسلمين - يعنون موافقيهم - وأخذ أموالهم، ولا تقبل توبة من قتل مسلما وأخذ ماله إلا بأن يقتص من نفسه، ويرد المال أو يوهب له ذلك، وشيبان لم يفعل هذا، فافترقوا فيه فرقتين: فرقة صحت توبته عنها، وفرقة أكفرته.
وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة بن همام بن الوليد بن عبد الله بن الحمارس بن سلمة بن سمير بن أسد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ذهل الشيباني الكوفي، من شيبان أهل الكوفة، حدث عن الخضر بن أبان الهاشمي، وإبراهيم بن أبي العنبس، وسليمان بن الربيع النهدي ؟ وأبي الوليد بن برد الانطاكي، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو محمد عبد الله بن يوسف بن مامويه الاصبهاني، وغيرهم.
وكان ثقة أمينا، مقبول الشهادة عند الحكام قديما وحديثا، وكان قد أذن في مسجد حمزة بن حبيب الزيات نيفا وسبعين سنة.
وقال محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان الحافظ: الرئيس أبو الحسن الشيباني كان شيخ المصر والمنظور إليه، ومختار السلطان الاعظم والامراء والقضاة والعمال، لا يجاوزون قوله، يعدل الشهود، معدن الصدق، وكان حسن المذهب، صاحب جماعة وقراءة للقرآن وفقه في الدين، مات لسبع بقين من شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عمرو الشيباني: هو سعد بن إياس، وكان يقول: أذكر أني سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلا لاهلي بكاظمة وعاش مائة وعشرين سنة.
وأبو إسحاق الشيباني: هو سليمان بن أبي سليمان، توفي سنة تسع وعشرين ومائة.(3/485)
ومصقلة بن هبيرة، وهو من بني شيبان، وكان مع علي رضي الله عنه، هرب إلى معاوية، فهدم علي داره، وقال مصقلة حين فارقه: قضى وطرا منها علي فأصبحت * أحاديثه فينا أحاديث راكب ثم بعث مصقلة رجلا نصرانيا ليحمل عياله من الكوفة، فأخذه علي فقطع يده، وولاه معاوية طبرستان فمات بها، ويقال في المثل: " حتى يرجع مصقلة من طبرستان " ! وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الشيباني، روى عن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، والازرق بن علي، روى عنه أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو الشيخ.
النضر بن شيبان، يروي عنه نصر بن علي الجهضمي.
روى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
وأبو مجلز لاحق بن حميد ابن سدوس الشيباني، كان ينزل خراسان، وكان عقبه بها، وكان عمر بن عبد العزيز بعث إليه فأشخصه ليسأله عنها، وقال قرة بن خالد: كان أبو مجلز عاملا على بيت المال على ضرب السكة، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز قبل وفاة الحسن البصري (1).
الشيبي: بالشين المفتوحة المنقوطة، وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين، والباء المنقوطة بنقطة واحدة.
هذه النسبة إلى " شيبة " بن عثمان بن أبي طلحة الحجبي، من بني عبد الدار بن قصي، من سدنة الكعبة، ودفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفتاح الكعبة إليهم يوم فتح مكة بعد أن أخذه منهم، وقال: " خذوها يا بني شيبة لا يأخذها منكم إلا ظالم (1) وإلى الساعة
__________
(1) زيادة من كوبرلي فقط.
هذا وقد قال الحافظ ابن الاثير رحمه الله في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى شيبان بن العاتك بن معاوية الاكرمين بن الحارث، بطن من كندة.
منهم: الحراث بن سعيد بن قيس بن الحارث بن شيبان الكندي الشيباني، وفد علي النبي صلى الله عليه وسلم.
وفاته النسبة إلى شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.
منهم: الضحاك بن قيس بن خالد الاكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان الفهري الشيباني، وحبيب بن مسلمة بن مالك الاكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان وخلق كثير ".
(2) الحديث لم أجده بهذا اللفظ: " يا بني شيبة "، إنما رواه الطبراني في الكبير والاوسط عن ابن عباس مرفوعا بلفظ " خذوها يا بني أبي طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم " قال الهيثمي في " المجمع " 3: 285: " فيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان وقال: يخطئ، ووثقه ابن معين في رواية، وضعفه جماعة ".
وذكره بهذا اللفظ ابن سعد في [ * ](3/486)
مفتاح البيت معهم، والمنتسب إليه جماعة.
قال ابن أبي حاتم: شيبة بن عثمان بن عبدالدار بن قصي الحجبي المكي، أسلم يوم الفتح وبقي حتى أدرك زمن يزيد بن معاوية، وهو والد صفية بنت شيبة.
روى عنه مسافع بن عبد الله.
ومنهم: أبو زرارة أحمد بن عبد الملك الشيبي الحجبي، من بني شيبة، يروي عن أبي موسى يونس بن عبد الاعلى الصدفي، وعبد الله بن هاشم الطوسي وغيرهما.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ.
وأبو عثمان أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عثمان بن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة الشيبي، يروي عن العباس السندي.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
وأما أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور بن شداد بن هميان السدوسي مولاهم، الشسيبي، نسب إلى جده شيبة بن الصلت، وقد ذكرته في السدوسي في " السين ".
الشيجي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى قرية بمرو على خمسة فراسخ على طريق البرية يقال لها " شيج " وبقرب بشبه وهما قريتان متصلتان، منها: أبو العباس المسيب بن محمد بن زهير بن بزيع بن زياد الرومي الشيجي، من قرية
شيج، يروي عن علي بن حجر، ويحيى بن أكثم، والحسن بن حبان بن عبد الله بفيد وغيرهم.
الشيحي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها حاء مهملة مكسورة.
هذه النسبة إلى " شيحة " وهي قرية من قرى حلب، والمحدث المشهور منها: أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي التاجر الشيحي، كتب بالعراق والشام وديار
__________
= " الطبقات " 2 / 1 / 99 بغير إسناد.
ومما ينبه إليه أنه وقع في " مجمع الزوائد " و " الدر المنثور " للسيوطي 2: 175 بلفظ " خذوها يا بني طلحة " وكأنه مرتبط بالخطأ الذي تقدم التنبيه إليه في التعليقة السابقة.
والصواب ما ذكرته كما جاء في " طبقات " ابن سعد و " نسب قريش " ص 252 لمصعب الزبيري، وعنه الحافظ ابن حجر في " التهذيب " 4: 376.
[ * ](3/487)
مصر، وحدث، وكان له أنس بالحديث وأكثر منه، ومات في سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، كتبت عن أصحابه.
وغلامه وعتيقة أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي الرومي، سمعه الحديث الكثير ببغداد وأعتقه، وينسب إليه، سمع أبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشمي، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن عمر بن المسلمة المعدل، وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزار، وأبا القاسم عبد العزيز بن علي الانماطي.
كتبنا عنه أجزاء ببغداد، ومات في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
ومن المتقدمين: أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن سهل الشيحي، يروي عن محمد بن سليمان الحضرمي، وأبي شعيب الحراني، كان بأنطاكية.
روى عنه علي بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن سنان الانطاكي.
وأبو العباس أحمد بن سعيد الشيحي، شامي، سكن بغداد، حدث بها عن عبد المنعم بن غلبون المصري وغيره.
روى عنه أبو طالب العشاري.
وأبو الحسين عبد الله بن أحمد بن سعيد بن الحسن الشيحي، خال عبد المحسن القزاز (1)، قال ابن ماكولا: رأيته بمصر يقرأ عليه عن أبي الحسن الحمامي المقرئ، وقال الحميدي: وروى عن أبي الحسن علي بن عبدالغزيز بن الحسين الطاهري.
قال ابن ناصر: هو جد شيخنا عبد المحسن القزاز.
روى عنه ابن العشاري كتابه في " معرفة الزوال " وحدث عنه القادر بالله، وظني أنه وهم، والصواب ما سنذكره فيما بعد.
وأبو الفضل مسعود بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد الشيحي أخو عبد المحسن، سمع بيت المقدس أبا عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن سلوان المازني.
روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي الحافظ، وتوفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
ومن القدماء: أبو العباس أحمد بن سعيد الشامي يعرف بالشيحي، سكن بغداد وحدث عن عبد المنعم بن أحمد بن غلبون المقرئ وغيره، وله كتاب " مصنف في الزوال وعلم
__________
(1) هكذا في الاصول، وقال الحافظ في " تبصير المنتبه " ص 721 بعد ما ذكر عبد المحسن الذي سبقت ترجمته قبل أسطر، قال الحافظ: " وأبو الحسين عبد الله..وهو خال عبد المحسن " فظاهره أنه يريد خال عبد المحسن الشيحي، فهل يقال لعبد المحسن: القزاز أيضا.
وستأتي ترجمة أخيه مسعود بعد أربعة أسطر.
[ * ](3/488)
مواقيت الصلاة " وكان ثقة صالحا دينا حسن المذهب، شهد عند القضاة وعدل، ثم ترك الشهادة تزهدا.
روى عنه أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي العشاري، ومات في ذي القعدة سنة ست وأربعمائة ودفن بباب حرب (1).
الشيخي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وكسر الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى " شيخ " والمشهور بهذه النسبة: أبو علي بشر بن موسى بن شيخ بن صالح بن عميرة بن حيان بن سراقة بن مرثد بن
حميري بن عتبة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الاسدي الشيخي، نسب إلى جده الاعلى محدث بغداد في عصره، سمع الكثير وعمر حتى حدث، [ وقيل له الشيخي ] انتسابا إلى الجد، حدث عنه جماعة كثيرة، آخرهم أبو بكر جعفر بن مالك القطيعي، وكان آباؤه من أهل البيوتات والفضل والرياسات والنبل، وكان بشر في نفسه ثقة أمينا عاقلا، ولد سنة تسعين ومائة، ومات في ربيع الاول سنة ثمان وثمانين ومائتين.
وقرابته: أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الله بن صالح بن شيخ بن عميرة الاسدي الشيخي، قريب بشر بن موسى، صاحب أخبار وحكايات، حدث عن العباس بن الفرح الرياشي، ومحمد بن عبادة الواسطي، ومحمد بن عثمان بن أبي صفوان، ومحمد بن سليمان لوين، وعبد الرحمن بن يونس الرقي.
روى عنه أبو بكر بن الانباري، ومحمد بن يحيى الصولي، ومحمد بن المظفر الحافظ، وثقه الدارقطني، ومات في جمادى الاولى سنة سبع وثلاثمائة.
وشيخنا أبو حفص عمر بن علي بن الحسين الاديب الشيخي، من أهل بلخ، وكان يعرف بأديب شيخ، واشتهر به فنسب إليه، سمع أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي وأبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، قرأت عليه ببلخ كتاب " شمائل النبي صلى الله عليه وسلم " لابي عيسى الترمذي، وأجزاء من آخر كتاب " المسند " للهيثم بن كليب بروايته عن الخليلي، ومات
__________
(1) هنا تمت تراجم هذه النسبة في الاصول إلا كوبرلي فإنه كرر فيه ترجمة بدر بن عبد الله الشيحي، وفيها من الزيادة على ما تقدم: " كان شيخا صالحا سليم الجانب، لا يفهم شيئا..قرأت عليه الكثير، وكتبت عنه جماعة كثيرة من شيوخنا ".
[ * ](3/489)
منتصف جمادى الاولى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ببلخ رحمه الله.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن أبي شيخة الشيخي، من أهل مصر، يروي عن أبي
يحيى الوقار.
روى عنه أبو عمرو بن خزيمة البصري (1)، وروى (2) أن الناس صلوا العيد بمصر ولم يكن يصلى فيه العيد قبل ذلك، وكان أول من صلى يوم الفطر في الجامع للناس علي بن أحمد الشيخي، خطب خطبة الفطر من دفتر نظرا، وكان مما قال وحفظ عليه في خطبته: أيها الناس اتقو الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مشركون ! فقال بعض الشعراء: وقام في العيد لنا خاطبا * فحرض الناس على الكفر فبعث إليه بكير يأمر بضربه، فكلم فيه، فأطلقه.
توفي سنة سبع وثلاثمائة.
وممن تقدم ذكره من أولاد شيخ بن عميرة: أبو الحسين الحسن بن محمد بن الحسن بن صالح بن شيخ بن عميرة الاسدي الشيخي، حدث عن علي بن خشرم، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وأحمد (3) بن سعيد الدارمي، وأبي زرعة الرازي، وأحمد بن منصور الرمادي.
روى عنه أبو حفص بن شاهين، وعمر بن محمد بن سبنك، وعلي بن عمر السكري، وكان ثقة.
مات في سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وعيسى بن الشيخ كان على آمد أميرا، من ولده جماعة من أصحابه الحديث، منهم: محمد بن إسحاق بن عيسى بن شيخ الشيخي، قال الدارقطني: صديقنا.
ومنهم: السليل بن أحمد بن عيسى بن شيخ الشيخي، روى عن محمد بن عثمان العبسي وعن محمد بن عبد بن عامر، وعن الطبري وغيرهم.
وشيخان: هو مصعب بن عبد الله بن مصعب الواسطي، لقبه شيخان، يروي عن سلم بن سلام، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
روى عنه ابن صاعد، وأبو محمد بن شوذب
__________
(1) هكذا في الاصول عامة، وفي " اللباب ": " المصري " ولعله أقرب، لقرينة قوله " من أهل مصر " ؟.
(2) هكذا في أياصوفيا: على الراء فتحة وألف مقصورة، وفي ليدن بالياء " روي " فيكون الراوي غير البصري، وهو أقرب، فقد نقل المعلمي رحمه الله في تعليقه على " الاكمال ".
4: 386 عن " التوضيح " لابن ناصر الدمشقي أن راوي هذه القصة هو علي بن الحسين الفراوي، وكانت سنة سبع وثلاثمائة.
(3) هكذا في الاصول عامة، وفي " تاريخ بغداد ": " عثمان بن سعيد "، وكلاهما جائز من حيث الطبقة، فقد كانت وفاة
علي بن خشرم سنة 257، وكانت وفاة أحمد بن سعيد سنة 253، ووفاة عثمان بعده: سنة 288، والمهم إثبات أيهما كان شيخا للمترجم.
[ * ](3/490)
الواسطي، وغيرهما.
الشيرازي: بكسر الشين المعجمة، والياء الساكنة آخر الحروف، والراء المفتوحة، بعدها الالف، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى " شيراز " وهي قصبة فارس ودار الملك بها، خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم والتصوف، وصنف " تاريخها " أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي القصاري الحافظ، وانتخبت منها ببلخ، يروي عن جماعة كثيرة روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده الاصبهاني.
وأبو محمد سعد بن الصلت بن برد بن أسلم الكوفي ثم الشيرازي، مول جرير بن عبد الله البجلي، من القدماء من أهل الكوفة، خرج إلى فارس، وولي القضاء بشيراز، يروي عن الاعمش ومطرف بن طريف.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الانصاري، وأبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، وغيرهما.
وحكي عن سفيان الثوري أنه قال: ما فعل سعد بن الصلت ؟ قالوا: ولي قضاء فارس، قال: ذره وقع في الحش وتوفي سنة ست وتسعين ومائة (1).
وعبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الشيرازي قاضي شيراز، ولي القضاء بها في حدود سنة أربع وثمانين.
روى عنه يحيى بن يونس وأحمد بن الفرج، وإسماعيل بن شهريار وغيرهم.
وأبو حسان الحسن بن عثمان الشيرازي الزيادي، سمع حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، والوليد بن محمد الموقري.
روى عنه أحمد بن يونس الضبي، ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وأبو بكر أحمد بن عبدان بن محمد الشيرازي الحافظ، من أهل شيراز، يقال له " البازي الابيض " له رحلة إلى العراق، وسمع الكثير، وكانت له معرفة تامة في الحديث، سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن الباغندي، وأبا جعفر الارزكاني، والوبار، ومحمد بن
__________
(1) هكذا في الاصول، وفي " اللباب " بعد ما ذكر أن الانصاري، وابن أبي شيبة وغيرهما رووا عن المترجم قال: " روى عنه أحمد بن يونس الضبي، ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين ".
وكأنه حصل سقط من " الانساب " من نسخة ابن الاثير رحمه الله.
والصواب أن الضبي يروي عن أبي حسان الشيرازي الآتية ترجمته بعد ترجمة واحدة، وهو الذي توفي سنة 242.
[ * ](3/491)
سهل البصري وطبقتهم، خرج من بلده شيراز سنة نيف وخمسين، وسكن الاهواز، وبها حدث.
روى عنه أبو الفرج عبد الوهاب بن أحمد بن موسى الغندجاني، وحكى عمر بن الحسن قال: كان أحمد بن عبدان جاري في السوق، وكان إلى جنبنا فقيه، فكلما أورد مسألة كان أحمد يذكر كذا وكذا حديثا بتلك المسألة، حتى قهره، ومات بالاهواز في شهر ربيع الاول سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وأما شيخنا أبو الفتح محمد بن عبد الله الشيرازي، من أهل هراة، يقال له الشيرازي لمحبته الشيراز، وهو شئ يتخذ من اللبن، كان شيخا صالحا واعظا، سكن نباذان هراة، وكان يدخل البلد أحيانا، سمع أبا إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الانصاري، وأبا سهل نجيب بن ميمون الواسطي، وأم الفضل بنت عبد الصمد الهرثمية، وأبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح القاضي البغوي وغيرهم كتبت عنه بنباذان هراة وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربعمائة، ومات سنة تسع أو ثمان وأربعين وخمسمائة (1).
وأبو عبد الله محمد بن خفيف الشيرازي، سيد من سادات أهل فارس في التصوف وعلم الاشارات والمعرفة، وكان إماما مرضيا صاحب كرامات، يروي عن حماد بن مدرك، وعبد الملك بن خليد بن رواحة، وأبي المثنى أحمد بن إبراهيم، ولقي مؤملا الجصاص، وهشام بن عبدان وغيرهم، وأحواله وحكاياته مشهورة مسطورة، ومات ليلة الاربعاء الثالث
والعشرين من شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة بشيراز.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن باكوية الشيرازي الصوفي، أدرك ابن خفيف بشيراز، ثم رحل ودخل أكثر بلاد الاسلام في طلب الحكايات وجمع منها ما لم يجمعه غيره، روى الحديث عن أبي عبد الله بن خفيف وغيره.
روى عنه أبو القاسم القشيري وأولاده أبو سعد وأبو سعيد وأبو منصور، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وجماعة، وآخر من روى عنه أبو سعد علي بن عبد الله ابن أبي صادق الحيري، ثم بعده أبو بكر عبد الغفار بن محمد الشيرويي، وختم بموته حديثه، وتوفي في سنة نيف وعشرين وأربعمائة.
وأبو القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي بن الحسن بن سلمى الشيرازي، من أهل شيراز، نزل مكة، شيخ صالح صدوق، مكثر من الحديث، أقام بحرم الله تعالى إلى مدة
__________
(1) في كوبرلي " سنة سبع أو ثمان " وقال المصنف رحمه الله في " التحبير في المعجم الكبير " ورقة 95 / 2: " كانت ولادته تقديرا في سنة سبع وأربعين وأربعمائة، ومات يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر ربيع الاول سنة تسع وأربعين وخمسمائة ".
[ * ](3/492)
مديدة، له رحلة إلى الجبال والعراق وديار مصر، سمع بمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي، وبمصر عبد الكريم بن حداد المصري وبهمذان أبا بكر أحمد بن علي بن لال الامام وغيرهم.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وأبو شاكر أحمد بن محمد العثماني المكي، وذكره عبد العزيز النخشبي فقال: عبد العزيز بن بندار بن علي بن الحسن بن سلمى الشيرازي نزيل مكة، سمع جماعة من شيوخ العراق ومصر، شيخ صالح ثقة صاحب حديث، مات بعد سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
وأبو القاسم عبد الصمد بن الحسن بن محمد بن جعفر الحافظ الشيرازي، من أهل شيراز، سمع بأصبهان أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ، وأبا علي الحسن بن علي البغدادي، وببغداد أبا الحسن أحمد بن محمد بن عمران الجندي، وأبا بكر محمد بن
زنبور بن خلف المقرئ، وبواسط أبا بكر أحمد بن عبيد بن بدري الواسطي، وبالابلة أبا الحسن بن شيبان الابلي وطبقتهم، وكان حافظا يعرف الحديث ويفهمه، وسمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وغيرهما من أهل شيراز والغرباء، وقال هبة الله الشيرازي: أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن الحسن الحافظ الثقة إملاء بشيراز وهو أول شيخ سمعت منه الحديث.
وقال عبد العزيز النخشبي: أبو القاسم الحافظ الشيرازي كان يحفظ الغرائب، حسن الفهم حسن المعرفة، غير أنه يلعن يزيد بن معاوية، وعبد الملك بن مروان وبني أمية كلهم، وجرت بيني وبينه مناظرة في ذلك.
وأبو نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي، روى عن علي بن محمد بن الهيثم بمكة.
روى عن أبي نصر الشيرازي السيد الامام أبو شجاع محمد بن أحمد بن حمزة العلوي.
الشيرجي: بكسر الشين المعجمة (1)، وسكون الياء، وفتح الراء، وفي آخرها الجيم.
__________
(1) هكذا ضبط المصنف الشين، بالكسر، وتبعه ابن الاثير والسيوطي، وقالوا هو نسبة إلى " الشيرج " وضبطت كتب اللغة هذه الكلمة بفتح الشين، ومنعوا كسرها، ففي " المصباح المنير ": " الشيرج:..وهو بفتح الشين مثال زينب وصيقل وعيطل، وهذا الباب باتفاق ملحق بباب " فعلل " نحو جعفر، ولا يجوز كسر الشين، لانه يصير من باب درهم، وهو قليل، ومع قلته فأمثلته محصورة، وليس هذا منها ".
ونحو هذا في " التاج " 2: 64، وكلام صاحب " التاج " في آخر مادة " سرج " 2: 59 فيه وهمان، فلا يعول عليه.
ومع هذا فقد تركت ضبط المصنف على حاله.
[ * ](3/493)
هذه النسبة إلى بيع دهن " الشيرج " وهو دهن السمسم، وببغداد يقال لمن يبيع - الشيرج: الشيزجي والشيرجاني، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب الشيرجي الخضيب الحنبلي، من
أهل بغداد، يروي عن عباس بن محمد الدوري، وعلي بن داود القنطري، ويحيى بن أبي طالب وغيره.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه سمع منه ومات في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو سليمان خالد بن أبي سعيد الشيرجي البنا، من أهل بغداد، شيخ صالح سديد، سكن نواحي باب الازج، سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، قرأت عليه نسخة الحسن بن عرفة بدار البساسيري ناحية باب الازج.
ومن القدماء: أبو الفضل جعفر بن محمد بن يعقوب بن إسحاق الثقفي الوراق الشيرجي، حدث عن علي بن الحسين بن إشكاب، والمغيرة بن محمد المهلبي وغيرهما.
وروى عنه أبو الفضل الزرهي، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، ومات في جمادى الاولى من سنة ثمان وأربعين ومائتين (1).
وأبو العباس محمد بن إبراهيم بن محمد بن خالد بن عيسى بن عبد الحميد المعروف بابن الشيرجي، مروزي الاصل، سمع جعفر بن محمد الفريابي وإبراهيم بن شريك الاسدي، وأبا العباس البراثي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبا القاسم البغوي، وعبد الله بن أبي داود السجستاني.
كتب عنه أبو الحسن بن الفرات، ومحمد بن أبي الفوارس وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وغيرهم، ومات في ذي الحجة سنة ست وخمسين وثلاثمائة، وكان شيخا ثقة مستورا لا بأس به (2).
__________
(1) هكذا في الاصول عامة، وفيه سبق نظر من المصنف رحمه الله، ففي ترجمة المترجم من " تاريخ بغداد " 7: 223 وهو مصدر المصنف: " وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة..قرأت في كتاب أبي عمر محمد بن علي بن عمر بن الفياض: ولد أبو الفضل جعفر بن محمد بن يعقوب الوراق المعروف بالشيرجي - على ما ذكر لي - في جمادى الاولى - أو الثانية - من سنة ثمان وأربعين ومائتين " فالتاريخ الذي ذكره المصنف هو تاريخ ولادة المترجم لا وفاته: (2) هذه عبارة الخطيب في " تاريخ بغداد " 1: 413، ويكثر ورود مثلها في " تاريخه "، وفي ظاهرها إشكال الجمع بين
وصفين متفاوتين في رجل واحد، هما " ثقة " و " مستور ".
وكنت كتبت به منذ ثلاث سنوات إلى فضيلة شيخنا العلامة الحافظ الشيخ عبد الله الصديق الغماري حفظه الله بخير وعافية، فكتب إلي في الجواب: " وأما قول الخطيب: " مستور ثقة " فيقصد بقوله " مستور " مجهول العدالة في الباطن مع كونه عدلا في الظاهر، وهو أحد أنواع المجهول [ * ](3/494)
الشيرزاذي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الراء، والزاي، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " شيرزاذ " هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو محمد عبد الله بن يحيى بن موسى بن داود بن علي بن إبراهيم بن شيرزاذ القاضي السرخسي الشيرزاذي، كان على قضاء طبرستان أيام الامير الماضي إسماعيل بن أحمد، ثم كان على قضاء نسف، يروي عن علي بن حجر، وأبي عمار الحسين بن حريث، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج القشيري، وجعفر بن عبد الواحد الهاشمي، أملى الحديث وقرئ عليه.
وروى عنه حماد بن شاكر، وأسد بن حمدويه، ومحمد بن طالب، وعبد المؤمن بن خلف، وآخر من روى عنه أبو عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري، ووفاته كانت سنة أربع وثلاثمائة.
وأبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن يحيى بن شيرزاذ الشيرزاذي، هكذا ذكره الخطيب في " التاريخ " ونسب إلى جده الاعلى، حدث عن العباس بن محمد الدوري، وعلي بن داود القنطري، وعيسى بن جعفر الوراق، وعلي بن سهل بن المغيرة، والحسن بن مكرم.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز، قال: وكان ثقة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن الحكم بن فروخ بن الشاه بن شيرزاذ بن هزاربنده البغدادي الشيرزاذي، مروزي الاصل، من أهل بغداد، كان أبوه أحد الكتاب ببغداد، خرج أبو بكر عن بغداد إلى مصر فحدث بها عن أحمد بن إسحاق بن صالح الوزان.
روى عنه أبو الفتح عبد الواحد بن محمد بن مسرور وقال: كان
ثقة، وتوفي ببعض قرى مصر قريبا من سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
الشيرزي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الراء، وكسر الزاي في الآخر.
هذه النسبة إلى " شيرز " وهي قرية كبيرة بنواحي سرخس، خرج منها جماعة من أهل
__________
= الثلاثة.
وقد قطع الامام سليم الرازي بالاحتجاج بروايته، قال ابن الصلاح: ويشبه أن يكون العمل على هذا الرأي في كثير من كتب الحديث المشهورة، وصحح النووي الاحتجاج به أيضا، ومثل هذا لا يقال عنه " ثقة " إلا مع لفظ " مستور " كما يفعل الخطيب، لافادة أن عدالته ظاهرية وليترك للناظر في روايته حرية الاخذ بها أو عدمه، حسب ما يقتضيه اجتهاده وبحثه، وعند التعارض تقدم عليها رواية من يقال فيه " ثقة " أو " صدوق " " انتهى كلام شيخنا جزاه الله خيرا.
[ * ](3/495)
العلم، والنسبة إليها " شيرزي " منها: الاخوان أبو محمد عبد الله وأبو حفص عمر ابنا محمد بن علي الشيرزي السرخسي.
وأما أبو محمد: فكان إماما فاضلا مكثرا من الحديث، عالما زاهدا، سمع أبا حامد الشجاعي، والسيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني وغيرهما، وظني أنه حدث بشئ يسير.
وتوفي قبل أوان الرواية في سنة تسع وتسعين، أو سنة خمسمائة بسرخس.
وأما أبو حفص عمر بن محمد بن علي الشيرزي: فأستأذنا وشيخنا، كان على سيرة السلف من ترك التكلف والتواضع، وكان فقيها محدثا، محققا مدققا حسن السيرة كثير الدرس للقرآن، تفقه على جدي الامام أبي المظفر، وأبي حامد الجشاعي، وكان من وجوه تلامذة الجد، وصنف التصانيف في الخلاف والنظر مثل " الاعتصام " و " الاعتصار " و " الاسولة " وغيرها، وسمع بسرخس السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد العلوي، وأبا منصور محمد بن عبد الملك المظفري، وبمرو جدي الامام أبا المظفر منصور بن إسحاق السمعاني، وببلخ أبا علي الحسن بن علي الوخشي الحافظ، وأبا حامد أحمد بن محمد
الشجاعي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجه الابهري وغيرهم.
سمعت منه الكثير، منها " السنن " لابي داود، و " كتاب شمائل النبي صلى الله عليه وسلم " ربي عيسى الترمذي وغيرهما من الاجزاء المنثورة، وعلقت عليه بعض المسائل الخلافيه، وآل الامر في آخر عمره إلى شيئين: إلى إلقاء الدرس على الشادين وقراءة القرآن وتوفي أول يوم من شهر رمضان سنة تسع وعشرين وخمسمائة، ودفن بسنجدان من مقابر مرو وكانت ولادته في سنة خمسين وأربعمائة (1).
وابنه أبو الفتح محمد بن عمر بن محمد الشيرزي، كان فقيها فاضلا سديد السيرة، له يد باسطة في الشعر، سمع أباه، وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ، وغيرهما.
سمعت منه شيئا يسيرا، وقتل صبرا يوم الخميس العاشر من رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة (2).
وفي هذا اليوم دخل الغز [ مرو ] ونهبوا وقتلوا عالما، وكان هو من جملتهم.
__________
(1) هكذا ذكر المصنف هنا، والذي قاله في " التحبير " 60 / 1: " كانت ولادته بسرخس بقرية شيرز في رجب سنة تسع وأربعين وأربعمائة، هكذا ذكر لي لما سألته ".
(2) " وكانت ولادته في ذي القعدة سنة تسع وثمانين وأربعمائة " كما قاله المصنف في " التحبير " ورقة 100 / 1، وياقوت في " معجم البلدان ".
[ * ](3/496)
الشير غاوشوني: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء بنقطتين من تحتها، ثم بعدها الراء، والغين المفتوحة المعجمة، والواو، وضم شين أخرى، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شيرغاوشون " وهي قرية من سواد بخارى، منها: أبو النصر محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد بن المنذر بن رستود الشير غاوشوني، رحل إلى خراسان والعراق وأدرك المشايخ بها، وانصرف إلى بلاده، سمع أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وأبا شعيب الحراني، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، ويوسف بن يعقوب
القاضي، وأبا عمارة محمد بن أحمد بن المهدي الكشميهني.
روى عنه ابن أخيه أبو أحمد محمد بن أحمد بن عبد الله الشير غاوشوني وتوفي في سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
الشيركثي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الراء، والكاف، وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى " شيركث " وهي قرية من قرى نسف، منها: أبو نصر أحمد بن عمار بن عصمة بن معاذ الشيركثي، سمع أبا محمد نصر بن محمد بن سبرة الشيركثي، وسمع منه " جامع أبي عيسى " وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، وعلي بن محتاج الكشاني، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله الجمال، وأبا أحمد بكر بن محمد بن حمدان المروزي، وأبا محمد دعلج بن أحمد السجزي، وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، والحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ وغيرهم، وحدث عنهم ومات بشيركث في شعبان سنة أربعمائة.
وأبو محمد الحسن بن محمد بن شعيب الشيركثي، شيخ ثقة، روى عن أبي منصور عبد الله بن سليمان بن يوسف الكرميني صاحب محمد بن نصر، ومحمد بن عصام بن أبي أحمد القطواني، وأبي بكر محمد بن علي القفال [ الشاشي ]، وأبي محمد أحمد بن عبد الله المزني الهروي، ومات بشيركث في شوال سنة ثمان وأربعمائة.
وأبو أحمد طالب بن علي بن الحسن بن طورخار الشيركثي والد أبي الحسين محمد بن طالب، يروي عن أبي سعيد الاشج، وأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ.
روى عنه ابنه أبو الحسين محمد، ومات في شهر رمضان سنة ثمان وثمانين ومائتين.(3/497)
الشير نخشيري: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين،
وسكون الراء، وفتح النون، وسكون الخاء، وكسر الشين الاخرى، بعدها ياء أخرى، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " شيرنخشير " وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ في الرمل، خربت: منها: أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق الشير نخشيري، من بيت الحديث والعلم والتقدم، سمع الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع.
روى عنه أبو الحسن عبد الرزاق بن مصعب بن بشر المصعبي، وكانت وفاته في حدود سنة ثلاثين وأربعمائة.
ومن القدماء: أبو عبد الحميد قحطبة بن شبيب بن خالد بن معدان بن شمس بن قيس بن أنهب بن سعد بن عمرو - وهو الصامت - بن تميم بن مالك بن سعد بن أسود بن عمرو بن طئ الطائي الشير نخشيري، واسم طئ جلهمة، ومنهم من قال في نسبه: خالد بن معدان بن قيس، وكان من أصحاب علي (1) وكان أحد النقباء الاثني عشر الهاشمية، ثم صار من جملة القواد الذين فتحوا العراق وقهروا الناس، وكان اسمه زيادا فسماه محمد بن علي أبو الخلفاء بقحطبة، وتفسيره: هبط حق، فقلبوا الاسم وقالوا " قحطبة " ولم يسم أحد بهذا الاسم قبله، وغرق في دجلة بالمدائن في حدود سنة ثلاثين ومائة، وخلف ابنين: الحسن وحميد.
الشيرواني: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها الراء والواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شيروان " وهي قرية ببخارى بجنب بمجكث، هكذا ذكره ابن ماكولا، والمشهور بالانتساب إليها: أبو القاسم بكر بن عمرو الشيرواني، معدود في أهل بخارى، روى عن زكريا بن يحيى بن أسد المروزي، ومحمد بن عيسى المدائني، وإسحاق بن محمد بن الصباح
الجرجرائي، وتوفي في شهر رمضان سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
__________
(1) ينظر من " علي " هذا، والمعروف أن قحطبة من أصحاب محمد بن علي بن عبد الله بن العباس الذي اختار النقباء الاثني عشر الآتي ذكرهم، للدعوة إلى الخلافة العباسية.
فلعل ماهنا سقط منه " محمد بن " ؟ [ * ](3/498)
وأبو الحسن محمد بن نوح بن صابر بن أحمد بن نوح بن عثمان بن نافع التميمي الحنظلي الشيرواني، من أهل هذه القرية.
روى عن أبي علي صالح بن محمد البغدادي جزرة، وحامد بن سهل، وسهل بن شاذويه، ونصر بن أحمد البغدادي وغيرهم.
الشيريني: بكسر الشين المعجمة، وبعدها ياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها الراء، ثم ياء أخرى، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شيرين " والمشهور بهذه النسبة: أبو أحمد محمد بن أحمد بن يحيى الشيريني، يروي حمزة بن يوسف السهمي في " تاريخ جرجان " عن أبي الحسن علي بن محمد بن هارون الواعظ الجرجاني، عن أحمد بن محمد بن موسى، عن أبي أحمد محمد بن أحمد بن يحيى الشيريني، عن علي بن الجعد.
وذكر حديثا سمعناه في " تاريخ جرجان " (1) قاله ابن ماكولا.
الشيرويي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الراء، وفي آخرها ياء أخرى.
هذه النسبة إلى " شيرويه " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة.
أبو الحسن محمد بن الحسين بن شيرويه بن علي بن الحسن الجنابذي التاجر الشيرويي، من أهل نيسابور، كان شيخا صالحا سديدا راغبا في الخير، سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وغيره.
روى عنه ابنه أبو بكر.
وابنه أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي، شيخ ثقة صالح معمر كثير الخير والعبادة، عمر العمر الطويل حتى رحل إليه الناس من الامصار، وألحق الاحفاد
بالاجداد، سمع بنيسابور القاضي أبا بكر أحمد بن الحسن، وأبا سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي، وأبا منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي، وأبا عبد الرحمن محمد بن إبراهيم بن يحيى المزكي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة (1) الضبي، وأبا
__________
(1) الحديث الذي ذكره السهمي بهذا الاسناد هو قول أبي الدرداء رضي الله عنه: " تعلموا فإن العالم والمتعلم في الاجر سواء، ولا خير في الناس بعدهما " لكن أخرج السهمي قبله حديثا مرفوعا هو حديث شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الاحسان على كل شئ..".
فلعله المراد لا ذلك الاثر الموقوف، وحصل سبق نظر في ذكر شيخ السهمي، فشيخه في الحديث المرفوع أبو بكر الصرام، وشيخه في الاثر الموقوف أبو الحسن الجرجاني.
وإلا فما السبب في إشارته إلى الموقوف دون المرفوع ؟ والله أعلم.
(2) في الاصول " زبدة " ونحوها: والمثبت هو الصواب، وابن ريذه هذا خاتمة أصحاب الطبراني - تقريبا - وراويته.
[ * ](3/499)
طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحيم الكاتب، وأبا طاهر أحمد بن محمود الثقفي وغيرهم.
سمعت منه بنيسابور، وأحضرني الامام والدي رحمه الله وشكر سعيه مجلسه وسمعني عنه، وجدي الامام أبو المظفر السمعاني رحمه الله: سمع من أصحاب أبي بكر الحيري، وأبي سعيد الصيرفي، وسمعت أنا منه، فساويته في الاسناد وكانت ولادة الشيرويي في سنة أربع عشرة وأربعمائة، ووفاته في سنة عشر وخمسمائة بنيسابور.
ومن القدماء: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه بن أسد بن أعين بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي الشيرويي، من أهل نيسابور، وكان فقيها محدثا مشهورا، طلب الحديث والعلم أولا عشرين سنة، ثم اشتغل بالفتوة سنين، ثم أقبل يصنف الكتب عشرين سنة، ثم حدث عشرين سنة.
وحكي عن محمد بن إسحاق بن خزيمة أنه قال: كنت أرى عبد الله بن شيرويه يناظر وأنا صبي، فكنت أقول: ترى أتعلم مثل ما يعلم ابن شيرويه قط ؟.
سمع بخراسان إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وعمرو بن زرارة، وببغداد أحمد بن منيع، وبالكوفة هناد بن
السري، وأبا كريب، وبالحجاز محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني.
روى عنه أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة، وأبو حامد الشرقي، وأبو علي الحسين بن علي، وأبو محمد عبد الله بن سعد الحافظ.
ومات سنة خمس وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه النسوي الشيرويي، نزيل نسا، ثقة، لقي جماعة من الائمة مثل الحسن بن سفيان، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبي العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهم، وسمع منهم، حكى أبو مسعود الدمشقي الحافظ، عن أبي عمرو بن حمدان قال: - وسئل عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن شيرويه الذي يحدث بنسا ؟ فقال: - ما سمعنا " مسند الحسن بن سفيان " حتى قدم والده معه، فوزن له مائة دينار فسمعناه منه.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي، وكانت ولادته سنة إحدى وثمانين ومائتين، ومات سنة ثمانين وثلاثمائة.
الشيزري: بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الزاي، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى " شيزر " وهي مدينة وقلعة حصينة بالشام قريبة من حمص، لم يتفق لي دخولها، خرج منها جماعة من المحدثين والعلماء حديثا وقديما، منها: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم النحوي الشيزري، حدث عن أبي عبد الله الحسن بن(3/500)
حريث الدمشقي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه إملاء في المسجد الجامع بشيزر.
وإسماعيل بن محمد بن سنان الشيزري، من أهل شيرر، يروي عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وحدث عن في " معجم شيوخه ".
وأما أبو سلامة مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ الكناني الشيزري، من الامراء
والفضلاء، المجودين في الادب وصنعة الشعر بهذه القلعة وهو منها، ورزق أولادا كبارا فضلاء شعراء، ورأيت مصحفا بخطه كتبه بماء الذهب على الطاق الصوري، ما أظن أن الاعين رأت أحسن منه ! وتوفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بشيزر.
وأولاده: منهم: أبو الحسن علي بن مرشد بن علي الشيزري الكناني، كان فصيح العبارة، مليح الشعر، من بيت الامارة والفروسية، توفي بعد عشرين وخمسمائة، ومن شعره ما كتبه إلى صديق له: مافهت مع متحدث متشاغلا * إلا رأيتك خاطرا في خاطري فلو استطعت لزرت أرضك ماشيا * بسواد قلبي أو بأسود ناظري الشيشقي: بالياء الساكنة المنقوطة بنقطتين بين الشينين المعجمتين، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى قرية من قرى ترمذ يقال لها: " شيشق ".
خرج منها: أبو نصر أحمد بن أحيد الشيشقي.
روى كتاب " النوادر " عن أبي عبد الله محمد بن علي الحكيم الترمذي.
الشيطاني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الطاء المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " شيطان الطاق " وهو...(1) وجماعة من غلاة الشيعة يقال لهم " الشيطانية " ينتسبون إليه، وحكي عنه أنه كان يقول بكثير من تشبيهات الروافض، وزاد عليهم القول بأن الله إنما يعلم الاشياء إذا قدرها وأرادها، والتقدير عنده الارادة، والارادة فعل ! الشيطاني: بكسر الشين المعجمة، وبعدها الياء آخر الحروف، وفتح الطاء المهملة
__________
(1) سقط من المتن راجع الظاهرية واللباب.
[ * ](3/501)
والنون في آخرها بعد الالف.
هذه النسبة إلى " شيطا " وهو اسم رجل، وتكون هذه النسبة بالياء آخر الحروف، والنون بعد الالف، لان في آخر الكلمة إذا كان ألفا مقصورة فالمنتسب إليها بالخيار في إثباب النون
وإسقاطها، والمشهور بهذه النسبة: أبو الفتح عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان بن شيطا المقرئ الشيطاني، من أهل بغداد، كان مقرئا فاضلا، وأديبا عالما، سمع أبا بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وأبا محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن معروف، وأبا القاسم عيسى بن علي الوزير، وإسماعيل بن سعيد بن سويد، ومحمد بن عمر بن بهتة البزاز وغيرهم.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وقال: " كتبنا عنه، وكان ثقة، عالما بوجوه القراءات، بصيرا بالعربية، حافظا لمذاهب القراء، وكانت ولادته في رجب سنة سبعين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة خمسين وأربعمائة، ودفن من يومه في مقبرة الخيزران ".
قلت: روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد، وكان له عنه إجازة.
الشيظمي: بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الظاء المنقوطة، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " شيظم " وهو جد: أبي علي الحسن بن محمد بن محمد بن شيظم الفامي الشيظمي البلخي، قدم بغداد حاجا في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وحدث بها عن نصر بن مكي البلخي، ومحمد بن عمران بن عصمة الجوزجاني وغيرهما.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر، ويوسف بن عمر القواس، وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه.
قال أبو بكر الخطيب: " وما علمت من حاله إلا خيرا ".
الشيعي: بكسر الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبه إلى " الشيعة " والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن منصور بن النضر بن إسماعيل المعروف بابن أبي الجهم الشيعي، قال ابن ماكولا: هو من شيعة بني العباس، وقال أبو بكر الخطيب: هو من شيعة المنصور.
يروي عن نصر بن علي الجهضمي، وعمرو بن علي الباهلي، وحميد بن مسعدة البصري(3/502)
السامي.
سمع منه القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني.
ومات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأما أبو الحسين الحسن بن عمرو بن الجهم الشيعي، سمع علي بن المديني.
روى عنه بشر بن الحارث الحكايات، وهو من شيعة أبي جعفر المنصور، وكان ثقة، مات في سنة ثمان وثمانين ومائتين.
وأبو بكر الشيعي السابق ذكره من شيعة المنصور أيضا، سمع نصر بن علي الجهضمي، وعمرو بن علي الفلاس وغيرهما من البصريين.
روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص الكتاني، وأبو حفص بن شاهين وطبقتهم.
ومنصور بن النضر بن إسماعيل الشيعي، من شيعة المنصور، والد السابق ذكره، حدث عن الفضل بن هشام، وعبد الرحيم بن واقد الخراساني، روى عنه ابنه محمد بن منصور الشيعي.
وثم جماعة من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه ويتولون إليه، وهم كثرة، ويقال لهم: " الشيعة " منهم: محمد بن علي بن عبدك الشيعي - واسم عبدك: عبد الكريم صاحب محمد بن الحسن الفقيه (1) -، العبدكي أبو أحمد الجرجاني، كان مقدم الشيعة، وإليه ينسب جماعة، سمع عمران بن موسى الجرجاني وأقرانه، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري.
وأبو عبيد الله عبد الله بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن إسحاق بن الفرات بن دينار بن مسلم بن أسلم الشيعي، من شيعة المنصور، وأصله من أبيورد، وهو جد شيخنا عبد الرحمن بن عبيدالله الحرفي، حدث عن حمدان بن علي الوراق.
روى عنه ابنه عبيد الله
حديثا واحدا.
__________
(1) المتبادل من قوله " محمد بن الحسن الفقيه " أنه يريد الامام محمد بن الحسن الشيباني صاحب الامام أبي حنيفة رحمهما الله تعالى.
وقوله " صاحب " صفة ل " عبد الكريم " لذا ختمت إشارة الجملة الاعتراضية بعد قوله " الفقيه ".
فيكون المعنى: أن جد المترجم عبد الكريم هو صاحب الامام محمد.
والله أعلم.
وحصل هاهنا سهو - أو شبهه - للحافظ القرشي في " الجواهر المضية " 2: 94، تابعه فيه العلامة المعلمي وزاد عليه اعتراضه على القرشي، في تعليقه على " الاكمال " 4: 498.
ولا أحب الاطالة في بيان ذلك، خشية الاستطراد الزائد.
[ * ](3/503)
الشيلماني: بفتح الشين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح اللام والميم، وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى " شيلمان " وهي بلدة من بلاد جيلان - فيما أظن - (1) خرج منها جماعة، منهم: أبو الفضل جعفر بن أحمد بن محمد الشيلماني، أصله منها، وهو بغدادي، حدث عن محمد بن أبي العوام الرياحي.
روى عنه محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق.
وأبو عبد الله الحسين بن حسن بن سيار الشيلماني، وقيل: أبو علي من آل مالك بن يسار، حدث عن خالد بن إسماعيل المخزومي ووضاح (2) بن حسان الانباري.
روى عنه موسى بن إسحاق القاضي، وأبو يعلى الموصلي، وذكره أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي فقال: بغدادي، سمعت أبي يقول: هو مجهول.
ومات في سنة خمس وثلاثين ومائتين.
روى عنه عبد الله بن محمد بن سعيد السمرقندي الناقد.
ومحمد بن حبيب الشيلماني، حدث عن عبد الله بن بكر السهمي.
روى عنه يوسف بن يعقوب الازرق التنوخي.
وأبو بكر محمد بن علي بن الحسن الصوفي المعروف بالشيلماني، حدث عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، ومحمد بن نصر بن منصور الصائغ، وعمر بن حفص
السدوسي، وموسى بن هارون الحافظ.
حدث عنه أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير وغيره أحاديث مستقيمة، ومات سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
__________
(1) كذلك قال ابن الاثير في " اللباب "، وجزم ياقوت فقال: " بلدة من بلاد جيلان من وراء طبرستان ".
(2) في الاصول " فضاح " إلا كوبرلي، فكما أثبت وهو الصواب، انظر ترجمته في " الجرح والتعديل " في حرف الواو 4 / 2 / 41.
[ * ](3/504)
حرف الصاد باب الصاد والالف الصابري: بفتح الصاد المهملة، والباء الموحدة، بعدها الالف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " صابر " وهي سكة بمرو معروفة من محلة سكة سلمة بأعلى البلد، كان منها: مؤدبي أبو المعالي يوسف بن محمد الفقيمي الصابري [ المؤدب ] من هذه السكة، وعرف بالفقيه كان أديبا فاضلا متفننا، عارفا بأنواع العلوم، حسن الشعر بالعربية والعجمية، سمع أبا عمرو الفضل بن أحمد بن متويه الصوفي عنه أخذت الادب وتلمذت له، وكتبت عنه من شعره وشعر غيره شيئا كثيرا.
وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
وأبو المظفر محمد بن محمد بن أحمد بن أبي القاسم الصابري، المعروف بالقاضي الوجيه، من أهل هذه السكة، كان شيخا واعظا مسنا، متحركا يتعلق بالقضاة بمرو، ويدور حواليهم لتحصيل شئ، وكان يعظ في الرساتيق والنواحي مسترفقا، وكان يتردد ألي كثيرا لاكتب له الكتب إلى النواحي ليعظ بها منتجعا، وكان يقول: حججت مع القاضي فخر الدين محمد بن الحسين الارسابندي، وسمعت ببغداد من أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وغيره.
وطلبت منه الاصل فوعد، فكررت عليه القول فلم يخرج الاصل أو لم يكن، لانه كان مهذارا مكثارا، ولم يكن موثوقا به فيما يقول، وقدم علينا هراة وكتبت عنه
حديثا عن الزاهد محمد بن أبي العباس أبو العاطاني، وكان ذلك في سنة أربعين، ولما وافيت سمرقند سنة ثمان وأربعين استعرت كتاب " القند في معرفة علماء سمرقند " - وكنت انتخبت منه - فرأيت فيه ذكر القاضي الوجيه، وأثنى عليه، وذكر عنه حديثا أنه رواه عن أبي الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، وكان بالدواليب على وادي مرو في سنة ثلاث - أو أربع - وأربعين وخمسمائة وتوفي هناك.
وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب بن عبد الرحمن المؤذن الصابري، من أهل بخارى، نسب إلى جده، يروي عن أبي علي صالح بن محمد البغدادي، وحامد بن سهل، ومحمد بن حريث وأبي سهل محمد بن عبد الله بن سهل، وعبد الله بن جعفر(3/505)
التاجر، ومحمد بن المنذر الهروي.
روى عنه غنجار الحافظ، ومات في جمادي الآخرة سنة تسع وستين وثلاثمائة ببخارى.
وابن أخيه أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن صابر بن كاتب البخاري الصابري، يروي عن جده محمد بن صابر، وأبي الفضل العاصمي، ومحمد بن محمد بن المردكي وغيرهم، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.
الصابوني: بفتح الصاد المهملة، وضم الباء الموحدة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى عمل " الصابون " وبيت كبير بنيسابور " الصابونية " لعل بعض أجدادهم عمل الصابون فعرفوا به، منهم: أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عابد (1) الصابوني، المعروف بشيخ الاسلام، كان إماما مفسرا محدثا فقيها، واعظا خطيبا، أوحد وقته في طريقته، وعظ المسلمين في مجالس التذكير ستين سنة، وخطب على منبر نيسابور نحوا من عشرين سنة، سمع أبا طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن زكريا
الجوزقي، وأبا محمد الحسن بن أحمد المخلدي، وأبا سعيد محمد بن الحسين بن موسى السمسار، وأبا بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ، وأستاذه الحاكم أبا عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور، وأبا علي زاهر بن أحمد الفقيه بسرخس، وأبا معاذ الشاه بن عبد الرحمن بن مأمون الهروي وغيرهم.
سمع منه جماعة من أقرانه، مثل أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي وجماعة سواه.
روى لي عنه أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي، وأبو سعد الحسن بن محمد بن محمود بن سورة التميمي، وأبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي، وأبو بكر يحيى بن عبد الرحيم الليكي، وسمع منه الحديث عالم لا يحصون بخراسان إلى غزنة وبلاد الهند، وبجرجان وطبرستان والثغور إلى حران والشام وبيت المقدس والحجاز وبلاد أذربيجان، وكانت ولادته في سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، ووفاته في المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة، ودفن بمدرسته بسكة حرب بجنب أبيه، وزرت قبره ما لا أحصيه كثرة ورأيت أثر الاجابة لكل دعاء دعوته ثم والله.
والله يغفر له.
__________
(1) هذا هو الصواب، كما في " تبصير المنتبه " ص 887، والذي في الاصول: " عايد " أو " عائذ "، وهو تحريف، وجاء في " طبقات الشافعية " للسبكي 4: 271: " عائذ " فليصحح.
[ * ](3/506)
وأخوه أبو يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني.
وأبو محمد عبيدالله بن الحسين بن عبد الرحمن الصابوني الانطاكي من أهل أنطاكية أخو الحسين، يروي عن سليمان بن شعيب الكيساني.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه بأنطاكية.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن موسى الزاهد الصابوني الجرجاني، من أهل جرجان، يروي عن أبي جعفر محمد بن نصر الصائغ، ومحمد بن أيوب الرازي.
وروى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر الاسماعيلي، وأبو بكر بن السباك، وأبو الطيب محمد بن عمر بن محمد بن شعيب الصابوني، من أهل بغداد، حدث عن
عبد الله بن محمد بن ناجية، روى عنه محمد بن الفرج بن علي البزاز أحاديث مستقيمة.
وأبو الحسين محمد بن جعفر بن عبد الله الصابوني البرذعي، ذكرته في الباء الموحدة في باب الباء والراء.
الصادق: بفتح الصاد، وكسر الدال المهملتين، بينهما الالف، وفي آخرها القاف.
هذه اللفظة لقب لجعفر الصادق، لصدقه في مقاله، كما يقال لجده من قبل أمه أبي بكر: " الصديق ".
وهو: أبو عبد الله جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي من عترة سيد ولد آدم وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم.
روى عن أبيه أبي جعفر محمد بن علي، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري، ومحمد بن المنكدر، ونافع، والقاسم بن محمد بن أبي بكر.
روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري، وأبو عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة، وسفيان بن سعيد الثوري، وأبو بسطام شعبة بن الحجاج العتكي، وسفيان بن عيينة أبو محمد الهلالي، وسليمان بن بلال، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وابنه موسى بن جعفر.
وكان جعفر يقول: من حزنه أمر فقال خمس مرات: " ربنا " أنجاه الله من الحزن وأعطاه ما أراد (1).
وعن سفيان الثوري قال: قلت لابي عبد الله جعفر بن محمد الصادق: أوصني بوصية أحفظها عنك، لعل الله ينفعني بها.
فقال لي: يا سفيان ! لا مروءة لكذوب،
__________
(1) أخذا من تكرارها آخر سورة آل عمران خمس مرات ثم قول الله تعالى بعدها: " فاستجاب لهم ربهم..".
[ * ](3/507)
ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسئ الخلق، ولا خلة لبخيل، ولا إخاء لملول.
قلت: زدني.
قال: يا سفيان ! كف عن محارم الله تكن عابدا، وارض بما قسم الله تكن غنيا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، ولا تصاحب الفاجر فيعلمك من فجوره، وشاور في أمورك الذين يخشون الله تعالى.
قلت: زدني.
فقال: يا سفيان ! من أراد عزا بلا عشيرة،
وهيبة بلا سلطان: فليخرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة.
قلت: زدني.
قال: يا سفيان ! من يصاحب صاحب السوء لا يسلم، ومن دخل مدخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم.
توفي جعفر رضي الله عنه بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة.
الصارفي: بفتح الصاد المهملة، وكسر الراء، والفاء، اشتهر بهذه النسبة: أبو عبد الرحمن أمي بن ربيعة الصارفي، وهو و " الصيرفي " بمعنى واحد، وأمي من أهل الكوفة يروي عن الشعبي.
روى عنه ابن عيينة.
الصاغاني: بفتح الصاد المهملة، والغين المعجمة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " صاغان " وهذه النسبة إلى قرية بمرو يقال " جاغان " عند بشان، وقد يقرن ب " كزه " فيقال " كزه وجاغان " فعرب فقيل " صاغان ".
وقد ينسب أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني، فيقال له: الصاغاني أيضا، وهو منسوب إلى " صغانيان " وسأذكره في موضعه.
فأما أحمد بن عمران المكتب الصاغاني، من أهل صاغان.
قرية بمرو، وكان معلما للقرآن على طرف سكة عمارة، كتب عن أبي بكر الطوسي، قال المعداني: أبو العباس أحمد بن عمران، هو عم أبي علي الصاغاني الذي كان يكتب معنا الحديث.
ومات أحمد بن عمران سنة اثنتين وثلاثمائة.
وأبو العباس الفضل بن العباس بن يحيى بن الحسين الصاغاني الحنفي، من أهل الصغانيان، له عدة تصانيف في كل جنس من الحديث، أحسن فيها، سمع الحديث بنيسابور، وحدث بخراسان وبغداد، وسمع السيد أبا الحسن محمد بن الحسين العلوي، ومحمد بن محمد بن عبدوس الحيري، وعبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، ومحمد بن محمد بن حامد القطان، والحسين بن محمد بن علي السيوري وغيرهم.
سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، والقاضي أبو المظفر منصور بن محمد بن أحمد البسطامي ثم البلخي، ذكره أبو بكر الخطيب في " تاريخ بغداد "
وقال: قدم علينا بغداد حاجا بعد سنة عشرين وأربعمائة، وحدث ببغداد وكتبنا عنه.(3/508)
الصاغرجي: بفتح الصاد المهملة، وفتح الغين المعجمة، وسكون الراء، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " صاغرج " ويقال بالسين أيضا، وهي قرية كبيرة طيبة الهواء، من قرى الصغد، خرج منها جماعة من العلماء والائمة قديما وحديثا، منهم: أبو أحمد الحسن بن علي بن جبريل الصاغرجي الدهقان، كان من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، حسن العشرة ذا فضل، وكرم لا بأس به، إلا أنه لم يكن من أهل صناعة الحديث والرواية، قاله أبو سعد الادريسيي، ثم قال: فلم أر سماعا كما كنت أحب، يروي عن أبي أمية العباس بن الطيب الصاغرجي، عن أحمد بن هشام الاشتيخني " كتاب التفسير " انتخبنا عليه وكتبنا عنه سنة ستين وثلاثمائة.
مات بعد الستين.
وأبو الفضل العباس بن الطيب الصاغرجي الصغدي، من صغد سمرقند، يروي عن أحمد بن هشام الاشتيخني.
روى عنه الدهقان الحسن بن علي بن جبريل الصاغرجي.
الصاقري: بفتح الصاد المهملة، وكسر القاف إن شاء الله وفي آخرها راء.
هذه النسبة إلى " الصاقرية " وهي من قرى مصر، منها: أبو محمد المهلب بن أحمد بن مرزوق المصري من كبار الفتيان كان صاحب سياحة وفتوة وتجريد، صحب أبا حفص (1) الكتاني، وأبا يعقوب النهرجوري، قتل بنواحي، طرسوس شهيدا، وكان مولده بصاقرية من قرى مصر، وأول أستاذ له ميمون المغربي، وقتل في المعركة بدرب الزنجان من طرسوس شهيدا، هكذا ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في " تاريخ الصوفية ".
وقال مهلب: منذ أربعين سنة ما أكلت شيئا وحدي، وكان أفضل الاشياء عندي السياحة حتى دخلت طرسوس فرأيت الجهاد أفضل !.
الصالحاني: بفتح الصاد المهملة وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها
النون.
__________
(1) زيادة من كوبرلي فقط، وغالب ظني أنه خطأ، صوابه: أبا بكر، وأبو حفص مقرئ محدث ولد سنة 300 وتوفي سنة 390 رحمه الله.
أنظر " تاريخ بغداد " 11: 269، و " طبقات القراء " لابن الجزري 1: 587، وليس معروفا بالتصوف مشهورا به، بخلاف أبي بكر الكتاني، فإنه صوفي كبير شهير، وهو من طبقة النهرجوري المذكور معه، فإنه توفي سنة 322، وتوفي النهرجوري سنة 330، انظر ترجمتهما في " طبقات الصوفية " للسلمي ص 373 و 376، وغيره.
أما أبو حفص فكانت وفاته سنة 390 كما تقدم، فهذا يبعد أن يكون قرينا للنهرجوري.
والله أعلم.
[ * ](3/509)
هذه النسبة إلى " صالحان " وهي محلة كبيرة بأصبهان، سمعت بها من جماعة من المحدثين، وخرج منها من الشيوخ المسندين غير واحد، فمنهم: أبو ذر محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني الواعظ، حدث عن أبي الشيخ الاصبهاني، وأبي الحسين العصفري.
روى عنه حفيده أبو بكر محمد بن علي بن أبي ذر الصالحاني.
مات الصالحاني سنة أربعين وأربعمائة في شهر ربيع الاول، وكان أبو ذر يعظ برساتيق أصبهان.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ.
وأبو بكر محمد بن علي الصالحاني حفيده، أحد من رحلت إليه من نيسابور إلى أصبهان، فلما وصلت قاشان سألت بعض الاصبهانية فأخبرني أنه توفي، وكانت عنده أجزاء من " كتاب العظمة " لابي الشيخ، بروايته عن جده أبي ذر الصالحاني، عنه.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين بن مهران بن شاذان بن يزيد الفامي الصالحاني البقال، حدث عن أبي الشيخ وأبي بكر المقرئ الاصبهانيين.
مات سنة أربعين وأربعمائة بأصبهان وأبو هريرة محمد بن إبراهيم بن علي بن إبراهيم الصالحاني، كان نجارا، وأظنه أخا السابق ذكره، يروي عن عبد الله بن محمد بن فورك القباب، توفي في ذي القعدة سنة خمس
وعشرين وأربعمائة.
وأما مشايخنا: فكتبت عن جماعة من أهل الصالحان، منهم: أبو عبد الله الحسين بن طلحة بن الحسين الصالحاني، شيخ مستور صالح، سمع أبا القاسم إبراهيم بن منصور السلمي صاحب أبي بكر بن المقرئ، وغيره.
كتبت عنه بأصبهان، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وأخوه أبو الحسين سعيد بن طلحة الاديب الصالحاني، أديب فاضل، وشاعر مفلق، له إجازة من أبي بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، وسمع عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني (1) وغيرهما، سمعت منه أجزاء بأصبهان، وكتبت عنه من شعره وأقطاعه، وتوفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن أيوب الصالحاني، كان أبوه أبو عبد الله
__________
(1) تحرفة إلى " الدوكاني " و " الذوكاني "، وصوابها ما أثبته، وستأتي ترجمته في محله إن شاء الله.(3/510)
الصالحاني من الفقهاء الورعين، وكان مفتي أهل أصبهان في وقته.
وابنه أبو محمد يروي عن محمد بن يحيى بن منده.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
الصالحي: بفتح الصاد المهملة، وكسر اللام وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " صالح " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز بن صالح الصالحي، حدث عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج، وهارون بن حاتم الكوفيين وغيرهما.
روى عنه أبو بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار وطبقتهما.
قال أبو الحسين بن المنادي: وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز الصالحي من ولد صالح صاحب المصلى، كان يعرف بالطلب والصلاح، كتب الناس عنه ووثقوه.
مات في جمادى الاولى سنة أربع وثمانين ومائتين.
وأبو جعفر أحمد بن القاسم بن طاهر بن إسماعيل بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي الصالحي، حدث، وروى عنه أبو أحمد عبد الواحد بن المهتدي بالله الهاشمي.
وجماعة من الزيدية يقال لهم " الصالحية " ينتحلون مذهب الحسن بن صالح بن حي، أحد أئمة الكوفة وزهادها، وأخوه صالح بن صالح بن حي، وفيهم كثرة.
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي إجازة، قال: قلت يوما للمرتضى أبي الحسن المطهر بن علي العلوي بالري: الزيدية فرقتان: الصالحية والجارودية، أيهما خير ؟ فقال: لا تقل أيهما خير، ولكن قل: أيهما شر.
قال: وكنت يوما في ملجس يحيى بن الحسين الزيدي العلوي الصالحي، فجرى ذكر الامامية فأغلظ القول فيهم وقال: لو كانوا من البهائم لكانوا البقر، ولو كانوا من الطيور لكانوا الرخم، في فصل طويل ! فقلت في نفسي: قد كفى الله أهل السنة الوقيعة فيهم بوقيعة بعضهم في بعض.
وكانا إمامي الفريقين في وقتهما.
وأبو عبد الله عثمان بن علي بن أحمد بن محمد الصالحي، عرف بابن الصالح، فنسب إليه، معلم سديد السيرة، بباب المراتب شرقي بغداد، سمع أبا الخطاب بن البطر، وأبا عبد الله بن طلحة النعالي وغيرهما، كتبت عنه شيئا يسيرا.(3/511)
وأما أبو الفرج محمد بن جعفر بن الحسن بن سليمان بن علي بن صالح الصالحي صاحب المصلى، من أهل بغداد، نسب إلى جده الاعلى، حدث عن أبي بكر محمد بن محمد الباغندي، والهيثم بن خلف الدوري، وعبد الله بن إسحاق المدائني، والحسن بن الطيب الشجاعي، ومحمد بن إبراهيم البرتي، وأبي الليث الفرائضي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي القاسم البغوي، وروى عن خلق كثير من الغرباء مثل: أبي عروبة
الحراني، وأبي الحسن بن جوصا الدمشقي، ومكحول البيروتي، والحسين بن أحمد بن بسطام الايلي، ومحمد بن سعيد الترخمي وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي، وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أحاديث تدل على سوء ضبطه وضعف حاله.
ذكره أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي فقال: أبو الفرج محمد بن صالح بن جعفر البغدادي من ساكني البصرة في الجزيرة، ضعيف لا يحتج بحديثه، ما رأيت له أصلا جيدا، ولا رأيت أحدا يثني عليه خيرا، وسمعت جماعة يحكون عنه أنه غصب كتاب أبي مسلم بن مهران البغدادي وحدث به، ولم يكن له فيه سماع.
ولد ببغداد في صفر سنة ست وتسعين ومائتين، وتوفي بالبصرة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة، وكان انحدر إليها فأدركه أجله بها.
وأما الفرقة الصالحية: فهم ينتمون إلى المعروف ب " الصالحي " وكان يزعم أنه يجوز وجود الجوهر اليوم خاليا عن الاعراض، وفي هذا تطريق لاصحاب الهيولي في دعواهم أن هيولي العالم قديمة، وأنها كانت في الازل خالية عن الاعراض ثم حدث فيها الاعراض ! وكان يزعم أيضا أن العلم والقدرة والارادة والسمع والرؤية يصح وجود هذا كله في الميت ! وعلى هذا الاصل يتصور أن يكون سائر الناس أمواتا !.
الصالقاني: بفتح الصاد المهملة، وسكون اللام، وفتح القاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " الصالقان " وهي قرية من قرى بلخ، والمشهور بالنسبة إليها: أحمد بن خالويه، وهو أحمد بن الخليل بن منصور الصالقاني، رحل إلى العراق والشام، وكتب عن قتيبة بن سعيد البغلاني، وهارون بن سعيد، وأبي مروان العثماني وغيرهم.
روى عنه محمد بن علي بن طرخان البلخي.
الصامت: بفتح الصاد المهملة، وكسر الميم، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، والمشهور به: أبو الفرج أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى الصامت، من أهل بغداد، حدث عن أحمد بن عبيد الله بن صبيح القاري، وعبد الله بن إسحاق المدائني، ومحمد بن محمد بن(3/512)
الباغندي، وأحمد بن جعفر جحظة، وأحمد بن الحسين دبيس المقرئ، ومحمد بن أحمد بن أبي الثلج.
حدث عنه محمد بن جعفر بن غلان الوراق.
وأبو حاتم أحمد بن الحسن بن محمد البزاز الرازي المعروف ب " خاموش " يعني: الصامت، من أهل الري.
وأبو القاسم الحسين بن أحمد بن محمد بن سعيد الشيرازي الصوفي، يعرف بالصامت، سكن بغداد وحدث عن عبد الوهاب بن الحسن الكلابي الدمشقي، كتب عنه عبد العزيز بن علي الازجي، وكان صدوقا.
وأبو القاسم نصر بن حريش الصامت، من أهل بغداد، حكي عنه أنه قال: حججت أربعين حجة ما كلمت فيها أحدا ! فسمي " الصامت " لذلك، حدث عن المشمعل بن ملحان، ومسلم بن أبي سهل الخراساني.
روى عنه إسحاق بن سنين الختلي، والحسين بن بشار، ومحمد بن بشر بن مطر، وكان ضعيفا في الرواية.
وأبو الوليد عبادة بن الصامت بن قيس، من الخزرج، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن مشاهيرهم، وأمه قرة العين بنت عبادة بن نضلة، خزرجية.
وكان عبادة أحد النقباء الاثني عشر، وشهد بدرا والمشاهد كلها، وشهد العقبة مع السبعين، وكان رضي الله عنه جميلا طويلا جسيما، عقبيا نقيبا بدريا، وتوفي بالرملة من الشام سنة أربع وثلاثين وهو يومئذ ابن اثنتين وسبعين سنة.
وابنه الوليد بن عبادة، ولد في آخر عهد النبي عليه الصلاة والسلام، وتوفي في خلافة عبد الملك بن مروان بالشام.
وأخوه أوس بن الصامت، شهد بدرا، وهو أول من ظاهر في الاسلام مع امرأته خولة، ونزل فيهما أول سورة المجادلة.
الصانقاني: بفتح الصاد المهملة، والنون، بينهما الالف، ثم القاف المفتوحة، وفي
آخرها النون.
هذه النسبة إلى " صانقان " وهي قرية من قرى مرو، قريبة إلى الرمل ستة فراسخ، والاشهر بالسين المهملة، وقد ذكرتها في حرف السين في باب السين مع الالف منها: أبو حمزة الصانقاني، كان فاضلا في الادب، شديدا على الجهمية، هكذا ذكره(3/513)
أبو زرعة السنجي في " تاريخه ".
الصايدي: بفتح الصاد المهملة، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " صايد " بطن من همدان، والصايد إسم كعب بن شرحبيل بن شراحيل بن عمرو بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن كهلان بن أو سلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ.
والمشهور بهذه النسبة: عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة الصايدي، يروي عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
روى عنه زيد بن وهب، والشعبي.
وحديثه في " صحيح " مسلم بن الحجاج القشيري.
وأبو عمارة عبد خير بن يزيد - وقيل هو عبد خير بن يحمد - ابن خولي بن عبد عمرو بن عبد يغوث بن الصايد الصايدي الهمداني، أدرك زمن النبي صلى الله عليه وآله إلا أنه لم يلقه، وسكن الكوفة وحدث بها عن علي بن أبي طالب.
روى عنه ابنه المسيب، وأبو إسحاق السبيعي، وحبيب بن أبي ثابت، وخالد بن علقمة، وعطاء بن السائب، وأبو حية الهمداني، وإسماعيل السدي وغيرهم.
قيل لعبد خير: كم أتى عليك ؟ فقال: عشرون ومائة سنة قال: هل تذكر من أمر الجاهلية شيئا ؟ قال: أذكر أني كنت غلاما ببلاد اليمن، فجاءنا كتاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنودي في الناس، فخرجوا إلى خير واسع، وكان أبي فيمن خرج، فلما ارتفع
النهار جاء أبي، فقالت له أمي: ما حبسك وهذه القدر قد بلغت، وهؤلاء عيالك يتضورون (1) يريدون الغداء ؟ ! فقال: يا أم فلان أسلمنا فأسلمي، واستصبينا فاستصبي (2) - فقلت له: ما قوله: استصبينا ؟ قال: هو في كلام العرب: أسلمنا - وأمري بهذه القدر فلتهراق للكلاب، وكانت ميتة.
فهذا ما أذكر من أمر الجاهلية.
قلت: وثقة يحيى بن معين وغيره.
الصايري: بفتح الصاد المهملة، بعدها الالف، وبعدها الياء المكسورة آخر الحروف، وفي آخرها الراء.
__________
(1) أي: يصيحون من الجوع.
وانظر التعليق على " التاريخ الكبير " لمولانا العلامة الحجة الشيخ أبي الوفا الافغاني المتوفى في 13 من شهر رجب سنة 1395 رحمه الله تعالى.
(2) في الاصول: فأسلموا..فاستصبوا.
والمثبت من " التاريخ الكبير " وهو الظاهر، فأصلحته، وصبأ: خرج من دين إلى دين.(3/514)
هذه النسبة إلى " صاير " وهي قرية من قرى اليمن، منها: أبو عبد الله محمد بن علي بن المسلم بن علي البيعي الصايري، المعروف بالسلطان، حدث بطريق المناولة عن أبي علي محمد بن محمد بن علي الازدي.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
الصايغ: بفتح الصاد، وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الغين المعجمة.
هذه النسبة إلى عمل " الصياغة " وهو صوغ الذهب، والمشهور بهذه النسبة: أبو إسحاق إبراهيم بن ميمون الصايغ، من أهل مرو، يروي عن عطاء بن أبي رباح، ونافع مولى عبد الله بن عمر، وميمون بن مهران، وجماعة من التابعين أيضا أدركهم وعاين سيرتهم وسنتهم، وكلما سمع الاذان ألقى المطرقة خلف ظهره، وقام إلى الصلاة.
قال العباس بن مصعب: خرج من مرو أربعة من أولاد العبيد ما منهم أحد إلا وهو إمام عصره:
عبد الله بن المبارك، والمبارك عبد ; وإبراهيم بن ميمون الصايغ، وميمون عبد ; والحسين بن واقد، وواقد عبد ; وأبو حمزة محمد بن ميمون السكري، وميمون عبد.
وروى عن أبي حنيفة رحمه الله حديثا واحدا، وهو ما روى له عن حماد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر يقتل عليها " (1).
روى عن إبراهيم: حسان بن إبراهيم، وداود بن أبي الفرات وأبو حمزة السكري وأهل بلده.
وكان إبراهيم فقيها فاضلا من الامارين بالمعروف والناهين عن المنكر ذكره البخاري
__________
(1) الحديث رواه الامام أبو حنيفة في " مسنده " من طريق علقمة عن ابن بريدة، عن أبيه بريدة ابن الحصيب، وعزاه إلى ابن مسعود: شارحه العلامة السنبهلي في " تنسيق النظام " ص 214.
فلينظر.
والحديث رواه الامام أحمد 3: 19 و 61، وأبو داود 4: 217، والترمذي 6: 338 - وحسنه -، وابن ماجه ص 1329، كلهم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا.
ورواه أحمد أيضا 4: 314 و 315، والنسائي 7: 161 عن طارق بن شهاب - وهو صحابي صغير في الرؤية لا في السن - أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل ؟ فأجابه به.
ورواه أحمد 5: 215 و 256، وابن ماجه ص 1330 عن أبي أمامة مرفوعا.
والحديث بمجموع طرقه حسن وفوق الحسن، لكن ليس في ألفاظه التي أشرت إليها هذه الزيادة المذكورة هنا " يقتل عليها ".
وشاهدها في حديث جابر مرفوعا: " سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام بعده إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله " رواه الحاكم في " المستدرك " 3: 195 وغيره.
وراجع له " شرح الجامع الصغير " للمناوي والعزيزي.
[ * ](3/515)
في " تاريخه " في " باب إبراهيم " فقال: " إبراهيم بن ميمون أبو إسحاق الصايغ الخراساني، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، عن عطاء ونافع.
روى عنه داود بن أبي الفرات وحسان بن إبراهيم قتله أبو مسلم بمرو سنة إحدى وثلاثين ومائة، وقبره في وسط المدينة الداخلة مشهور يزار.
ومن ولده: أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي الصايغ، مات سنة ست
وخمسين وثلاثمائة.
روى عن أبي الموجه محمد بن عمرو بن الموجه بن إبراهيم الفزاري كتاب " سننه "، وهو من أهل مرو أيضا.
روى عنه أبو نصر أحمد بن الحسين بن أبي ذر الكلاباذي، وأبو عبد الله محمد بن منده الحافظ.
وأبو العباس أردشير بن محمد بن أحمد الحسامي المروزي، وإنما نسب إلى " الصايغ " لجده الاعلى إبراهيم، وكان شيخا ثقة، من أهل مرو، سمع الحديث بمرو من أبي الموجه، وسيف بن ريحان، وبالعراق من عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبي مسلم الكجي.
وسعيد بن حسان الاندلسي الصايغ، مولى الحكم بن هشام، يكنى أبا عثمان، يروي عن أصحاب مالك بن أنس.
مات سنة ست وثلاثين ومائتين.
وسكن الصايغ الافريقي، رجل معروف، وقد روى، قاله ابن يونس.
وأبو حامد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن يزيد بن سنان بن جبلة الصايغ، من أهل نيسابور، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبا قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني، وكتب ببغداد مع أبي الحسين الحجاجي من أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبي محمد يحيى بن محمد بن صاعد وطبقتهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري، وذكره الحاكم في " تاريخ نيسابور " فقال: أبو حامد الصايغ، كان قد سمع الحديث الكثير بخراسان والعراق، وحدث بنيسابور سنين، وكان له ابن مقيم ببخارى فحمله إلى بخارى فتوفي بها سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سالم الصايغ المكي، من أهل بغداد، سكن مكة، وحدث بها عن حجاج بن محمد الاعور، وشبابة بن سوار المدائني، وروح بن عبادة، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وأبي داود الحفري، وقبيصة بن عقبة، وعفان بن مسلم الصفار(3/516)
البصري وغيرهم روى عنه أبو محمد عبد الله بن الحسين بن بندار المديني، وموسى بن هارون الحافظ، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وأبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن العسكري، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه بمكة وهو صدوق.
وقال محمد بن إسماعيل الصايغ: سألني همام شراء هاون فأتيته بهاون، فجعل يقرأ علي فأقول له: زدني ! فيقول: آذاني الهاون آذاني الهاون كذا روي: " همام " والصواب: سألني أبو همام وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش: محمد بن إسماعيل الصايغ من أهل الفهم والامانة، وتوفي سنة ست وسبعين ومائتين.
وأبو منصور عبد الواحد بن الحسن بن عبد الواحد بن إبراهيم الصايغ الشيرازي المعروف بالصايغ الكبير، صاحب حديث، رحل إلى القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي إلى البصرة، وسمع منه ومن جماعة من شيوخ شيراز، وكان عبد الصمد بن الحسن الحافظ الشيرازي يتكلم فيه.
هكذا ذكر عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ.
أبو سعد يحيى بن أحمد الصايغ، يروي عن أبي محمد جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم، أستاذ أستاذ علا العالم.
الصايغي: بفتح الصاد المهملة، وكسر الياء المعجمة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الغين المعجمة.
هذه النسبة إلى عمل الصياغة، وفيهم كثرة، منهم: شيخنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن الصايغي، المعروف بالقاضي السديد، ولي القضاء بمرو وحمدت سيرته وأحكامه، وكان مناظرا فحلا، جميل الظاهر والباطن، كثير الصلاة والتلاوة، تفقه على القاضي الامام فخر الدين أبي بكر محمد بن الحسين الارسابندي، وصار نائبا له في القضاء والخطابة، ثم وليها مدة بالاصالة، سمع الحديث من أستاذه محمد بن الحسين الارسابندي، والسيد محمد بن أبي شجاع العلوي
السمرقندي وغيرهما، كتبت عنه جزءا من الحديث، وكان يحثني على الاشتغال بالفقه، وتوفي وأنا في الرحلة في..وب " نسف " سكة يقال لها سكة الصاغة، منها: أبو علي محمد بن عثمان بن إبراهيم الصايغي النسفي، لم يكن يعمل الصياغة وهو من هذه السكة، أول ما دخلت نسف كنت نزلت هذه السكة.
وأبو علي الصايغي هذا، كان فاضلا(3/517)
حريصا على طلب العلم، رحل إلى العراق ومصر والحجاز، وكتب عن أبي بكر محمد بن سفيان بن سعيد المصري صاحب يونس بن عبد الاعلى، وسمع ببغداد أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، وجماعة من هذه الطبقة، ورجع إلى وطنه بنسف، وروى الحديث في حياة أبي يعلى بن خلف النسفي، ثم أعاد الرحلة بعد سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وغرق في البحر في هذه النوبة بعد هذا التاريخ.(3/518)
باب الصاد والباء الصباحي: بضم الصاد المهملة، والباء الموحدة المفتوحة المخففة، بعدهما الالف، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " صباح " وهو اسم لبطون عدة من قبائل مختلفة.
وصباح بطن من ضبة، وهو: صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن كعب بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن صبة بن أد.
ومن ولده " عبد الحارث بن زيد بن صفوان بن صباح الصباحي الوافد علي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله.
وصباح من قضاعة وهو صباح بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، منهم: عبد الله بن عجلان بن عبد الاحب بن كعب بن صباح الشاعر، جاهلي هو
صباحي، قاله ابن الكلبي عن أبيه.
قال ابن حبيب: في قضاعة: صباح بن نهد بن زيد.
قال: وفي عنزة: صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة.
وفي عبد القيس: صباح بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، منهم أبو خيرة الصباحي، يروي عن النبي صلى الله عليه وآله حديثا، ولم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم من هذه القبيلة سواه.
وفي ضبة: صباح بن طريف بن زيد بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة.
وقال أحمد بن الحباب الحميري: صباح ونكرة ابنا لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة.
وصباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار وولداه محارب وهزان ابنا صباح بطنان.
وأبو عمرو محمد بن سليمان بن محمد الصباحي المعلم، روى عن عيسى بن شعيب القسملي، وعاصم بن سليمان الكوزي.
روى عنه القاسم بن نصر المخزومي، وهشام بن(3/519)
علي السيرافي.
وقيل: اسمه سليمان.
الصباحي: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " الصباح " وظني أنه بطن من بني سهم.
والمشهور بالانتساب إليه: أبو خالد يزيد بن سعيد الاسكندراني، يعرف بالصباحي، ونسبوه إلى موالي بني سهم.
قاله أبو سعيد بن يونس.
وقال: يروي عن مالك بن أنس، والليث بن سعد، وهمام بن إسماعيل، وعبد الله بن وهب، وتوفي في صفر سنة تسع وأربعين ومائتين، وكان آخر من حدث عن مالك بمصر فيما أعلم.
ويزيد بن سعيد الصباحي المديني، يروي عن مالك بن أنس حديثين (1).
وأبو بكر أحمد بن الحسن بن هارون الصباحي (2).
الصبارحي: بضم الصاد المهملة، وفتح الباء الموحدة، وكسر الراء، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " صبارح " وهي من قرى إفريقية، منها: أبو جعفر موسى بن معاوية الصبارحي الافريقي، حديثه بالمغرب، وتوفي يوم الاثنين لخمس مضت من شهر ذي القعدة سنة خمس وعشرين ومائتين، وهو ابن خمس وستين أو أربع وستين.
الصباغ: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الغين المعجمة.
هذا الاسم لمن يصبغ الثياب بالالوان.
__________
(1) هكذا ثبتت الترجمتان في الاصول إلا كوبرلي ففيه الترجمة الاولى وفي آخرها زيادة: " وهو من أهل المدينة، وعن مالك يروي حديثين ".
ويؤيده ظاهر كلام الامير ابن ماكولا 5: 221.
لكن لم أتابعه لانه يبدو أن المصنف رحمه الله يرى أنهما رجلان لا واحد، بدليل نقله ترجمة الاول عن " تاريخ مصر " لابن يونس، ووصفه له بأنه " الاسكندراني " ومن موالي بني سهم، أما الثاني فمديني، وغير ذلك من الفوارق.
(2) من شيوخ أبي بكر بن السني، كما في " التبصير " ص 842.
هذا، وقال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته " الصباحي نسبة إلى الحسن بن الصباح مقدم الاسماعيلية، وأولاده ملوك قلاع الاسماعيلية بخراسان والشام، وإليهم التقدم على هذه الطائفة إلى اليوم، يقال لكل منهم: صباحي ".
[ * ](3/520)
وأبو خريم يوسف بن ميمون الصباغ مولى آل عمرو بن حريث، يروي عن عطاء.
روى عنه أهل العراق، فاحش الخطأ كثير الوهم، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، فلما فحش ذلك في روايته بطل الاحتجاج به.
الصبري: بضم الصاد المهملة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " صبر " وهو اسم لجد: أبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن صبر القاضي الصبري، من أهل بغداد، أحد أصحاب الرأي، وكان يتولى القضاء بعسكر المهدي، وهو ممن اشتهر بالاعتزال، وكان يعد من عقلاء الرجال، ولد في سنة عشرين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة ثمانين وثلاثمائة، الصبغي: بكسر الصاد المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الغين المعجمة.
هذه النسبة إلى " الصبغ " والصباغ المشهور، ويمكن عمل الالوان التي ينقش بها أو يستعملها الخراط.
والذي عرف بهذه النسبة: الامام أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح الصبغي، أحد العلماء المشهورين بالفضل والعلم الواسع، من أهل نيسابور، سمع بنيسابور إسماعيل بن قتيبة السلمي، وبالري يعقوب بن يوسف القزويني، وببغداد الحارث بن أبي أسامة، وبالبصرة همام بن علي السدوسي، وبواسط محمد بن عيسى بن السكن، وبمكة علي بن عبد العزيز، وجماعة كثيرة.
وشمائله وفضائله أكثر من أن يسعها هذا الموضع.
كانت ولادته في رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين، وتوفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة عن أربع وثمانين سنة.
وأخوه أبو العباس محمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي، روى عن الحسن بن علي السري، وأبراهيم بن عبد الله السعدي، وأبي زكريا يحيى بن محمد بن يحيى حمكان، وسهل بن عمار العتكي، ومحمد بن أيوب الرازي وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، والحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ " فقال: أبو العباس الصبغي أخو الشيخ الامام، وأكبر سنا منه، لزم الفتوة إلى آخر عمره، وكان
الشيخ ينهانا عن القراءة عليه لما كان يتعاطاه ظاهرا: لا يتحرج في سماعه، فإن أكثر أصوله عن الرازيين كان قد سمعها قبل الشيخ بسنين، ثم سمعها الشيخ في كتابه، وأما سماعه من(3/521)
إبرهيم بن عبد الله فإنا لم نجده، وتوفي في ذي القعدة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن مائة سنة وأشهر.
وأبوهما أبو يعقوب إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح الصبغي، سمع محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، وأبا زرعة الرازي، وابن وارة.
روى عنه أبو عمرو المستملي.
توفي في شعبان سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وقيل له الصبغي لانه كان بياع الصبغ وبهذا عرف فقيل الصبغي.
وأبو منصور محمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن القاسم بن منصور العتكي الصبغي، من أهل نيسابور أيضا، يروي عن السري بن خزيمة، والحسين بن الفضل البجلي، والفضل بن الحكم المعدل، ومحمد بن أشرس السلمي، وبشر بن سهل اللباد.
روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع وذكره في " التاريخ " فقال: أبو منصور الصبغي، شيخ متيقظ فهم صدوق صحيح الاصول، سمع بنيسابور سنة ست وسبعين ومائتين، وكان سماع أبي العباس الاصم والسري بن خزيمة في كتابه، وتوفي في ذي الحجة سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن الحسن الصبغي، نيسابوري أيضا، يروي عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج.
روى عنه أبو معاذ عبد الرحمن بن محمد بن علي السجستاني.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي بكر بن إسحاق الصبغي الفقيه، كان من الادباء، وقد تعلم الفقه والكلام، ولما مات أبوه قعد للفتوي في المدرسة مدة يفتي، وسمع جماعة من الغرباء منه " كتاب الفضائل " تصنيف أبيه، سمع أبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبا عمرو أحمد بن محمد الحيري، وأبا الوفاء المؤمل بن الحسن وأقرانهم.
وتوفي سنة
خمس وثلاثمائة (1)، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: كنا نجتمع عنده في مدرسة أبيه، وحكى عنه أنه قال: كنت أحمل إلى مجلس أبي العباس السراج في خفاء منه فإنه كان لا يحدثنا أيام المحنة.
وأبو الحسن علي بن محمد بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح الصبغي ابن عم الامام أبي بكر بن إسحاق الصبغي، كان من الشهود الامناء، سمع بخراسان أبا عبد الله
__________
(1) هكذا في الاصول، وهو غريب، فقد كانت ولادة الحاكم سنة 321، فلعلها محرفة عن " خمسين وثلاثمائة " أو " خمس وخمسين " ونحوها ؟.
[ * ](3/522)
البوشنجي وأقرانه، وبالري محمد بن أيوب وأقرانه، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي وأقرانه، وبالبصرة أبا خليفة القاضي وأقرانه.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي في سنة أربعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين الفقيه الصبغي، كان فقيها فاضلا شافعي المذهب، من أهل نيسابور، سمع بها أبا حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وببغداد أبا عبد الله بن المحاملي، وأبا عبد الله محمد بن مخلد الدوري وأقرانهم.
ذكره الحافظ أبو عبد الله في " التاريخ " وقال: أبو بكر الصبغي، كان من أعيان فقهاء الشافعيين، كثير السماع والحديث، كان حانوته مجمعا للحفاظ والمحدثين في مربعة الكرمانيين على باب خان مكي، وكنا نقرأ على أبي عبد الله بن يعقوب على باب حانوته، وتوفي في ذي الحجة من سنة أربع وأربعين وثلاثمائة وهو ابن نيف وخمسين سنة، وكان قد جمع على " الصحيح " لمسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري رحمه الله.
الصبي: بضم الصاد المهملة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وتشديد الياء بعدها بنقطتين من تحتها، وهو تصغير الصبي، وهو اسم، ولكن له شكل النسبة فذكرته،
والمشهور بهذا الاسم: الصبي بن معبد، والصبي بن عجلان.
الصبيحي: بضم الصاد المهملة والباء الموحدة المفتوحة، والياء الساكنة، والحاء المهملة في آخرها.
هذه النسب إلى " صبيح ".
وهو: إبراهيم بن صبيح الطلحي، كان إماما عارفا بالفقه والحديث، يروي عن ابن جريج.
وأخوه: خالد بن صبيح، من تلامذة أبي يوسف القاضي.(3/523)
باب الصاد والحاء الصحبي: بفتح الصاد، وسكون الحاء المهملتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " صحب "، وهو بطن من باهلة، وهو: صحب بن سعد بن عبد بن غنم بن قتيبة بن معن.
والمشهور بهذه النسبة: الاشعث بن يزيد الباهلي ثم الصحبي.
شاعر.
قاله ابن ماكولا.
الصحبي: بضم الصاد، وسكون الحاء المهملتين، وفي أخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " صحب " وهو بطن من خثعم، وهو: صحب بن المخبل بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد.
وكذلك في قضاعة: صحب بن ثور بن كلب بن وبرة.(3/524)
باب الصاد والخاء الصخر اباذي: بفتح الصاد المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وفتح الراء، والباء الموحدة بن الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " صخراباذ " وهي قرية من قرى مرو، يقال لها " صخراباذ " وهي
منسوبة إلى صخر بن عبد الله بن بريدة بن الحصيب الاسلمي، كان منها جماعة.
وله ابن يقال له: برد، ومن أحفاده: أبو سهل بريدة بن محمد بن بريدة بن أحمد بن عباس بن خلف بن برد بن صخر بن عبد الله بن بريدة.
روى عن أبي سهل بريدة: أبو بكر محمد بن الحسن بن عون بن محمد الانباري الاديب المروزي، وقبره بحادر، وقد ذكرته في حرف الجيم في " الجاورسي " (1).
__________
(1) من كوبرلي فقط، وليس فيه قوله: " كان منها جماعة ".
ولم يذكر المصنف في " الجاورسي " 3: 179 سوى أنها نسبة إلى قرية من مرو، فيها قبر عبد الله بن بريدة.
ومن أهلها: مولاه سالم الجاورسي.
[ * ](3/525)
باب الصاد والدال الصداري: بضم الصاد المهملة، وفتح الدال المهملة أيضا، وفي آخرها الراء بعد الالف.
هذه النسبة إلى " صدار " وهو موضع بالمدينة، والمشهور بهذه النسبة: محمد بن عبد الله الصداري، يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين.
روى عنه يزيد بن عبد الله بن الهاد.
ذكر أبو حاتم بن حبان في " الثقات ": محمد بن عبد الله الصداري، من أهل المدينة، وصدار موضع بها.
الصدايي: بضم الصاد، وفتح الدال المهملتين، وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى " صداء " وهي قبيلة من اليمن (1)، وقد ورد في الحديث: " إن أخا صداء قد أذن، ومن أذن فهو يقيم " وهو أن المؤذن كان غائبا فأذن رجل من صداء، فحضر المؤذن وأراد أن يقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إن أخا صداء قد أذن، ومن أذن فهو يقيم " (2).
والمشهور بهذه النسبة:
__________
(1) قال الامام ابن الاثير رحمه الله في " اللباب ": " هذه النسبة إلى " صداء "، واسمه: الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج، واسمه مالك.
وقيل: اسم صداء: يزيد بن حرب بن علة بن جلد - بالجيم - بن مالك، وهو
مذحج، وهي قبيلة من اليمن ".
قلت: أما القول الاول فينظر، ولعله: الحارث بن زبيد بن صعب ؟ وأما القول الثاني: فهو صريح كلام المبرد في " نسب عدنان وقحطان " ص 20، و " معجم البلدان "، وظاهر كلام الزبيدي في " التاج " 1: 88، والزرقاني في " شرح المواهب " 3: 42 و 4: 60، لكن صريح كلام ابن حزم في " الجمهرة " ص 413، والقلقشندي في " نهاية الارب " ص 290، والزركلي في " الاعلام " 3: 289 وعمر رضا كحالة في " معجم قبائل العرب ".
ص 636 أن صداء هو ابن ليزيد بن حرب، وليس هو هو.
وفي " نهاية الارب " تعليل ذلك، فكأنه هو الصواب.
والله أعلم.
(2) سقطت من كوبرلي.
أما المؤذن الغائب فهو سيدنا بلال رضي الله عنه.
وأما المؤذن الصدائي: فهو زياد بن الحارث الصدائي، وإنما قال: " أخا صداء " على معنى أنه منهم، كما يقال: يا أخا بني تميم، لمن هو منهم.
كما في " فيض القدير " 2: 418.
والحديث: رواه الامام أحمد 4: 169، وأبو داود 1 " 231، والترمذي 1: 253، وابن ماجة 1: 237 كلهم من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي - وسقط اسمه من السند الثاني في " المسند " - عن زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي، عن زياد بن الحارث الصدائي.
والافريقي ضعيف، لكن قوى الامام الترمذي الحديث بأن له شاهدا عن ابن عمر.
[ * ](3/526)
علي بن الحسين الصدايي، كوفي الاصل، حدث عن أبيه.
روى عنه أبو علي أحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ومات في سنة ست وثمانين ومائتين.
وأبوه الحسين بن علي بن يزيد الصدايي الاكفاني، يروي عن عبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وأزهر، وأبيه.
سمع منه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ببغداد.
وزياد بن الحارث الصدايي، قال ابن أبي حاتم: وصداء حي من اليمن، يماني، له صحبة، روى عنه زياد بن نعيم الحضرمي.
قال: سمعت أبي يقول ذلك.
وأما علي بن يزيد الصدايي، يروي عن زكريا بن أبي زائدة وجماعة من الكوفيين.
روى عنه ابنه الحسين بن علي بن يزيد الصدايي، ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات " وقال: علي بن يزيد الصدايي من أهل الكوفة، والصداء من اليمن ; وابنه الحسين بن علي: يروي عن وكيع وأهل العراق.
حدث عنه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج.
الصدري: بفتح الصاد والدال المهملتين، وفي أخرها الراء.
هذه النسبة إلى " صدر " وهي قرية من قرى بيت المقدس، منها: أبو عمرو لاحق بن الحسين بن عمران بن أبي الورد الصدري المقدسي، وكان أحد الكذابين ممن لا يعتمد على روايته بحال، وأجمع الحفاظ على أنه ممن يضع الحديث ويغرب عن المشاهير الاباطيل، ذكر لنفسه نسبا إلى سعيد بن المسيب وهو أنه قال: جدي أبو الورد هو محمد بن عمران بن محمد بن سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، حدث عن أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعد الادريسي، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو نعيم الاصبهاني، وأبو عبد الله الغنجار البخاري، وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ وغيرهم، وكلهم أساء القول فيه ورماه بالكذب، وذكره الحاكم في " تاريخ نيسابور " فقال: لاحق بن الحسين الوراق البغدادي، قدم علينا نيسابور وهو أحسن حالا مما صار في آخر أيامه، وحدث عن أبي عبد الله المحاملي ثم ارتقى عن ذلك بعد سنين وحدث بالموضوعات، وأكثر.
وذكره أبو سعد الادريسي في " تاريخ سمرقند " فقال: كان يذكر أنه مقدسي الاصل،(3/527)
وربما كان يقول: إنه بغدادي ! كان كذابا أفاكا يضع الحديث ويلصق الحديث على الثقات، ويسند المراسيل، ويحدث عمن لم يسمع منهم، حدثنا يوما عن الربيع بن حسان الكشي، والمفضل بن محمد الجندي، فقلت: أين كتبت ومتى كتبت عنهما ؟ فذكر أنه كتب عنهما
بمكة بعد العشرين والثلاثمائة، فقلت: كيف كتبت عنهما بعد العشرين وقد ماتا قبل العشرين والثلاثمائة ؟ ووضع نسخا لاناس لا تعرف أساميهم في جملة رواة الحديث مثل: طرغال وطربال وكركدن وشعبوب ومثل هذا شئ غير قليل، لا نعلم في عصرنا أننا رأينا مثله في الشراهة في الكذب والوقاحة مع قلة الرواية.
قيل: إن اسمه كان محمدا فتسمى بلاحق.
وذكر فصلا طويلا.
قال: وذكر لي باموية.
جيحون أنه خرج إلى نواحي خوارزم في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة فلم ينصرف منها، ومات بها في تلك الايام، وتخلص الناس من وضعه الاحاديث ولعله لم يخلف مثله من الكذابين إن شاء الله ! عفا الله عنا وعنه ! وهكذا قال غنجار سنة أربع وثمانين، وقال الحاكم: توفي لاحق بمرو سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وقيل بخوارزم.
الصدفي: بفتح الصاد، والدال المهملتين، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " الصدف " بكسر الدال، وهي قبيلة من حمير نزلت مصر، وهو: الصدف بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن قطن بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبأ.
وقال الدارقطني في نسب عبد الله بن نجي إلى الصدف قال: والصدف هو شهال بن دعمي بن زياد ابن حضرموت، والمشهور بالنسبة إليها: جعشم بن خليبة بن موهب بن جعشم بن حريم بن الصدف الصدفي، هو ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وآله تحت الشجرة، وشهد فتح مصر واختط بها، وقد ذكره أبو سعيد بن يونس في حديثه.
وعيسى بن هلال الصدفي، حدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص.
روى عنه كعب بن علقمة، وعياش بن عباس القتباني.
وعمران بن ربيعة بن حبيش بن عرفطة الصدفي، كان يلي العرافة (1) بمصر لعبد العزيز بن مروان، وعاش إلى أيام أبي جعفر المنصور، وحدث عن عمرو بن الشريد.
روى عنه عبد الله بن لهيعة.
__________
(1) فهو عريف القوم أو عارفهم، وهو: " مدبر أمرهم وقائم بسياستهم " كما في " المصباح ".
[ * ](3/528)
وفي رواة العلم جماعة صدفيون، وكان عامتهم بمصر.
وأبو يوسف جبلة بن حمود بن جبلة بن يوسف الصدفي الافريقي، يروي عن سحنون بن سعيد، وكان رجلا صالحا عابدا زاهدا، توفي بإفريقية في سنة سبع وتسعين ومائتين.
وأبو سلمة عبد الاعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص بن حيان الصدفي، والد يونس، من أهل مصر، كان رجلا صالحا وكان كثيرا ما يتمثل ويقول لابنه: يا بني من اشترى ما لا يحتاج إليه باع يحتاج إليه.
ولد سنة إحدى وعشرين ومائة، وتوفي سنة إحدى ومائتين في المحرم.
وابنه أبو موسى يونس بن عبد الاعلى الصدفي، كان فقيها فاضلا، تفقه على الشافعي رحمه الله، وذكر عمرو بن خالد قال: قال لي الشافعي: يا أبا الحسن انظر إلى هذا الباب - وأومأ إلى الباب الاول من أبواب المسجد الجامع - قال: فنظرت إليه، فقال: ما يدخل من هذا الباب أعقل من يونس بن عبد الاعلى.
قال: وهذا قبل السنة التي توفي فيها الشافعي، وهي سنة أربع ومائتين.
وقال أبو سعيد عند ذكر جده: دعوته (1) في الصدف، توفي غداة يوم الثلاثاء ليومين بقيا من ربيع الآخر سنة أربع وستين ومائتين.
وكان مولده في ذي الحجة سنة سبعين ومائة.
وابنه أبو الحسن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفي عديدا لهم وليس من أنفس الصدف ولا من مواليهم، حدث عن أبيه، وعيسى بن مثرود، وابن مجدر وغيرهم، ولد في ذي القعدة سنة أربعين ومائتين، وتوفي يوم الجمعة أول يوم من رجب سنة اثنتين وثلاثمائة.
وأخوه أبو سلمة عبد الاعلى بن يونس بن عبد الاعلى الصدفي، من أهل مصر كتب عن سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم، وأبي صالح الحراني، وأبي صالح كاتب الليث،
توفي في صفر سنة تسع وأربعين ومائتين، وكان مولده سنة أربع ومائتين.
وابن أخيه أبو سلمة عبد الاعلى بن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفي.
من أهل مصر أيضا، سمع وسمع منه، ولد غداة يوم الثلاثاء لثماني عشرة خلت من جمادى الاولى سنة أربع وسبعين ومائتين.
__________
(1) أي: الادعاء في النسب، وليس منهم، وسيأتي قول المصنف بعد ثلاثة أسطر: " عديدا لهم " والعديد: " هو الرجل يدخل نفسه في قبيلة ليعد منها، وليس له فيها عشيرة " كما قاله في " المصباح ".
[ * ](3/529)
وأخوه أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفي، إمام حافظ ثقة صدوق مكثر من الحديث، جمع " تاريخ مصر (1) وأحسن فيه، وأعتمد الناس على تصانيفه، سمع عاصم بن رازح بن رجب الخولاني، وعيسى بن أحمد بن يحيى الصدفي، ومحمد بن أحمد بن سليمان بن برد التجيبي، وعثمان بن سعيد بن حمزة المخزومي المصريين، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة.
روى عنه ابنه أبو الحسن علي بن عبد الرحمن وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ الاصبهاني، وكانت ولادته في سنة أربعين ومائتين، وتوفي يوم الاثنين لست وعشرين مضت من جمادى الآخرة من سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
وابنه أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفي، من أولاد المحدثين، حدث عن أبيه.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ النيسابوري بالاجازة، ولعل وفاته تقارب وفاة الحاكم، وربما توفي في حدود سنة أربعمائة.
وأخو أبي سعيد: أبو سهل يونس بن أحمد بن يونس بن عبد الاعلى الصدفي، من أهل مصر، ذكره أخوه أبو سعيد وقال: سمع من عبد الله بن سعيد بن أبي مريم، وبعد ذلك.
توفي ليلة الثلاثاء لعشر خلون من صفر سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، وكان من أفضل أهل زمانه.
الصدقي: بفتح الصاد والدال المهملتين، وفي آخرهما قاف.
هذه النسبة إلى سكة بمرو يقال لها: سكة صدقة، وجماعة من المعروفين بالعلم يقال لكل واحد منهم: الصدقي، لسكناه هذه السكة، وهي منسوبة إلى الامام أبي الفضل صدقة بن الفضل المروزي صديق أحمد بن حنبل، كان أحد الائمة الورعين، قال أبو حاتم بن حبان: يروي عن سفيان بن عيينة.
روى عنه محمد بن نصر المروزي، كان صاحب حديث وسنة، ومات سنة نيف وعشرين ومائتين.
والمشهور بهذه النسبة: القاضي أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدقي المروزي، كان فقيها مكثرا، يروي عن أبيه، وعن أبي محمد الحسن بن محمد بن حليم، وعبد الله بن عمر بن علك الجوهري، وعبد الله بن علي الآملي.
روى عنه أبو الحسن محمد بن إسماعيل بن سبنك
__________
(1) قال ابن خلكان رحمه الله 3: 137: " جمع لمصر تاريخين: أحدهما - وهو الاكبر - يختص بالمصريين، والآخر - وهو صغير -: يشتمل على ذكر الغرباء الواردين على مصر ".
[ * ](3/530)
البغدادي البجلي، وأبو محمد كامكار بن عبد الرزاق بن محتاج الاديب وغيرهما.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة الحافظ الصدقي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل بغداد، سمع محمد بن مسكين اليمامي وبسطام بن الفضل أخا عارم، ومحمد بن حرب النشائي، ومن في طبقتهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال الحنبلي، وأبو الحسين بن المنادي، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر الشافعي، وذكره أبو الحسن الدارقطني فقال: ثقة [ ثقة ].
ذكره أبو الحسين بن المنادي في كتاب " أفواج القراء " فقال: كان من الحذق والضبط على نهاية ترضى بين أهل الحديث كأبي القاسم الجبلي ونظرائه.
وقال أبو الشيخ: إنه مات في المحرم سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
الصديقي: بكسر الصاد، وسكون الدال المشددة المهملتين، بعدهما ياء منقوطة
باثنتين من تحتها، وفي آخرها القاف.
والمشهور بهذا الانتساب: موسى بن عبد الرحمن الصديقي، من ولد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يروي عن عثمان بن عبد الرحمن القرشي.
روى عنه محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي.
الصديقي: بفتح الصاد، وكسر الدال المهملتين، وبعدهما ياء منقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " صديق " وهو اسم بعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة: أبو الفضل جعفر بن محمد بن محمد بن صديق الصديقي النسفي، من أهل ما وراء النهر، يروي عن أبى القاسم عبد الله بن محمد البغوي وغيره.(3/531)
باب الصاد والراء الصراري: بكسر الصاد المهملة، وفتح الراء الاولى، وكسر الثانية.
هذه النسبة إلى " صرار " وهو موضع على باب المدينة، وفي حكاية زيد بن أسلم عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يعس في المدينة، فخرجت معه ذات ليلة إلى صرار..الحكاية المشهورة في شأن الاعرابية مع أولادها، وهذا الموضع مذكور فيما روى رافع بن خديج أن شاعرا هجا الانصار فقال: لعل صرارا أن تبيد بئارها * ويسمع بالريان تعوي ثعالبه فأجابه شاعر الانصار: لعل صرارا أن تعيش بئارها * ويسمع بالريان تبنى مشاربه (1) والمشهور بهذه النسبة: محمد بن عبد الله الصراري، يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين، عن
عطاء بن أبي رباح.
روى عنه يزيد بن الهاد، وبكر بن مضر، واختلف على يزيد بن الهاد في اسم أبيه: فرواه عنه الليث بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير فقالوا: عن محمد بن عبد الله الصراري ; وخالفهم نافع بن يزيد، فرواه عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم الصراري.
قال ابن ماكولا: وهذا عندي وهم، لاتفاق الجماعة على أنه محمد بن عبد الله، وكذلك ذكره البخاري، وقال ابن أبي داود: إنه محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن (2) بن علي بن أبي طالب الصراري، كان بموضع يقال له: صرار.
وليس بشئ.
وقال ابن أبي حاتم في
__________
(1) " تعيش " هكذا في الاصول، وهي صحيحة لمقابلة " تبيد " في البيت الاول، وهي في " معجم البلدان " و " مشارق الانوار " 2: 55: " تجيش " وهي أظهر استعمالا مع الآبار.
وذكر ياقوت هذا البيت الثاني في " المعجم " 4: 346 بلفظ: " لعل ضرارا أن يعيش يباره " !.
(2) زيادة من كوبرلي و " الاكمال "، وهي صحيحة، وفي ليدن سقط، ومحمد هذا - بهذا النسب - هو السيد الشريف الملقب ب " النفس الزكية " رضي الله عنه.
[ * ](3/532)
" باب تسمية من روي عنه العلم ممن يسمي محمد بن عبد الله لا ينتسبون إلى جدودهم " ثم قال بعد ترجمتين من الباب: محمد بن عبد الله الصراري، وصرار موضع بالمدينة، روى عن أنس، وعبد الله بن الزبير، وعطاء، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الحسين.
روى عنه ابن الهاد وغيره.
سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو شيخ.
الصرايي: بفتح الصاد المهملة، وبعدها الراء.
قال ابن ماكولا (1): أحسبه منسوبا إلى الصراة.
والمشهور بهذه النسبة: جعفر بن محمد بن اليمان المؤدب المخرمي المعروف بالصرايي، يروي عن أبي حذافة.
روى عنه محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي.
الصراري: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء الاولى وفتحها، وكسر الراء الثانية.
هذه النسبة إلى النعال " الصرارة " وهي التي لها صرير - أي صوت - إذا مشى الانسان فيها.
والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم بكر بن الفضل بن موسى النعالي الصراري، وابنه الفقيه أبو بكر محمد بن بكر.
فأما الاب: فحدث عن مقدام بن داود.
وأما الابن: فحدث عن سعيد بن هاشم بن مرثد وطبقته قال أبو كامل البصيري: كتبت عنه، - يعني عن الابن - وهما بخاريان.
قال ابن ماكولا: قال عبد الغني بن سعيد: كتبت عنها جميعا.
الصراف: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء، وفي آخرها الفاء.
هذه حرفة لجماعة يبيعون الذهب بالفضة، أو يزنون ويبيعون الذهب بالذهب متفاضلا، يقال لهم " الصيارفة " أيضا، وأذكر " الصيرفي " فيما بعد.
والمشهور بهذه النسبة: سعيد بن نفيس الصراف، مصري، قدم بغداد وحدث عن عبد الرحمن بن خالد بن
__________
(1) في " الاكمال " 5: 212، وتابعهما ابن الاثير في " اللباب ".
وجزم بذلك الحافظ في " التبصير " ص 846، والسيوطي في " اللب ".
وقال ياقوت عن " الصراة ": " هما نهران ببغداد: الصراة الكبرى، والصراة الصغرى ".
[ * ](3/533)
نجيح وغيره من المصريين، قال عبد الغني بن سعيد: وحدثني عنه أبو عيسى العروضي الخشاب، وأبو الحسن بن برد.
الصرام: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الراء.
هذه النسبة إلى بيع " الصرم " (1) وهو الذي ينعل به الخفاف واللوالك، والمشهور بهذه الحرفة جماعة، منهم: أبو الحسن محمد بن خلف بن عصام بن أحمد الفرائضي الصرام، من أهل بخارى،
ورد خراسان وخرج إلى العراق، روى عن سهل بن المتوكل، وسهل بن بشر، وقيس بن أنيف، وصالح بن محمد البغدادي، ومعاذ بن المثنى، وبشر بن موسى الاسدي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن الفضل بن جعفر البخاري، وأبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقرئ، وابن ابنه أبو سعيد محمد بن الحسن بن محمد بن خلف وغيرهم، وكانت، وفاته في سنة ست عشرة وثلاثمائة.
وأبو نصر محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن أنس الصرام، وهو ابن أبي الفضل بن أبي عمرو مزكي نيسابور، وكان من الصالحين التاركين لما لا يعنيهم، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: أبو نصر بن أبي الفضل الصرام، صحبني سنة خمس وأربعين في الطريق، وسمع بانتخابي الكثير من أحمد بن كامل القاضي وطبقته، وأبي بكر بن أبي دارم وطبقته، وكان سمع بنيسابور من محمد بن يعقوب، ومحمد بن الحسين القطان، وأقرانهما، وحدث، وتوفي أبو نصر الصرام ليلة التروية من سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وأبو حامد أحمد بن إسماعيل بن جبريل النيسابوري المقرئ الصرام، كان من كبار القراء المجتهدين العباد، قرأ القرآن على حمدون بن أبي سهل المقرئ، وكان يقرئ في مسجد المربعة بنيسابور، إلى أن ضعف، وكان يقرأ عليه في داره، سمع أحمد بن نصر، والحسن بن الفضل، كتبا كثيرة من مصنفاته.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة عن اثنتين وثمانين سنة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن إسماعيل بن خالد الصرام السختياني، من أهل جرجان،
__________
(1) قال في " المصباح المنير ": " الصرم - بالفتح -: الجلد، وهو معرب، وأصله بالفارسية: جرم ".
واللوالك: نوع من الجلود يتخذ منها نعال، قال الزبيدي في " التاج " 7: 174: " عامية ".
والنسبة إلى اللوالك: " اللالكائي " وستأتي.
هذا، ومنهم من يجعل النسبة إليه: " الصرامي " أيضا.
انظر " تاريخ جرجان " ص 391.
[ * ](3/534)
يروي عن محمد بن أيوب الرازي، وهميم بن همام، وأبي إسحاق الشيباني وغيرهم.
روى
عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ودفن بباب الخندق.
الصرخياني: بضم الصاد، والراء الساكنة المهملتين، والخاء المعجمة المكسورة، والياء المفتوحة آخر الحروف بعد الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بلخ فيما أظن، وقد ينسب إليها ب " صرخيانكي " أيضا، منها: أبو بكر محمد بن حامد الصرخياني، يروي عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المذكر المروزي.
روى عنه القاضي أبو سعد عبد الكريم بن أحمد بن إبراهيم الوزان الطبري.
الصرصري: بفتح الصادين، بينهما الراء الساكنة، وهي قرية على فرسخين من بغداد، تعرف ب " صرصر الدير " أقمت بها بعض يوم منصرفي من الحجاز، منها: أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام الصرصري، شيخ صدوق ثقة، سمع أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن عبيدالله بن العلاء الكاتب، وأبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، وأبا عيسى أحمد بن محمد بن إسحاق الانماطي، وأبا عمر حمزة بن القاسم الهاشمي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني، ومحمد بن أحمد بن شعيب الروياني، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله، وآخر من روى عنه إن شاء الله أبو طاهر أحمد بن محمد بن عبد الله القصاري الخوارزمي ومات ببغداد في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعمائة، وحمل إلى صرصر فدفن بها بعد أن صلى عليه الامام أبو حامد الاسفرايني.
الصرفندي: بفتح الصاد المهملة، والراء، والفاء، وبعدها النون الساكنة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " الصرفندة " وهي من قرى صور، وهي بلد على ساحل بحر الروم،
منها: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدرداء الانصاري الصرفندي، يروي عن جعفر بن عبد الواحد كتابة.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني(3/535)
الحافظ، سمع منه بصور.
الصر منجيني: بفتح الصاد المهملة، وسكون الراء، وكسر الميم، وسكون النون، وكسر الجيم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وكسر النون.
هذه النسبة إلى " صرمنجان " وهي ناحية بترمذ، ويقال لها بالعجمية " جرمنكان " ثغر من نواحي بلخ، والمشهور بالانتساب إليها جماعة منهم: أبو محمد عبد الواحد بن محمد بن مالك بن نصرويه الخطيب الصرمنجيني، كان خطيبا بصرمنجان، وكان يروي عن أبي بكر أحمد بن مسلم بن أبي نصر بن صالح الفقيه.
روى عنه الحافظ أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الرحال.
ونصر بن المهلب الصرمنجيني، قال الدارقطني: من ترمذ، روى عن عبد الله بن إدريس، ووكيع بن الجراح.
الصريفيني: بفتح الصاد المهملة، وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، والفاء بين اليائين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " صريفين " قريتين: إحداهما من أعمال واسط، والمنتسب إليها: أبو بكر (1) شعيب بن أيوب بن رزيق بن معبد بن شيطا الصريفيني، كان على قضاء واسط، روى عن عبيدالله بن موسى، وأبي أسامة حماد بن أسامة، وزيد بن الحباب، وأهل العراق روى عنه محمد بن المنذر بن سعيد الهروي شكر، وعبدان الاهوازي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي، ويحيى بن صاعد.
قال أبو حاتم بن حبان: شعيب بن أيوب يخطئ ويدلس، وكل ما في حديثه من المناكير مدلسة، وأبو الحسن الدارقطني وثقه، وقيل: إنه
ولي قضاء جنديسابور مدة، ومات بواسط في سنة إحدى وستين ومائتين.
وأخوه سليمان بن أيوب الصريفيني، يروي عن سفيان بن عيينة، ومرحوم العطار وغيرهما.
__________
(1) من كوبرلي و " الباب " و " تاريخ واسط " ص 252، و " تاريخ بغداد " 9: 244، و " طبقات القراء " 1: 327، وتحرف في الاصول الاخرى إلى " أبو نصر ".
[ * ](3/536)
وسعيد بن أحمد الصريفيني، سمع محمد بن علي بن معدان.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني فقال: سعيد الصريفيني صريفين واسط.
وأما صريفين بغداد: فمنها جماعة من المحدثين، منهم: أبو بكر سعيد بن أحمد بن الحسين الصريفيني، يروي عن الحسن بن عرفة.
روى عنه عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني وذكر أنه سمع منه بعكبرا.
والمشهور منهم: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن المجمع ابن هزارمرد (1) الصريفيني، خطيب صريفين، كان أحد الثقات، سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وأبو عبد الله الدامغاني القاضي، وأبو الفضل بن خيرون الامين، وجدي الامام أبو المظفر السمعاني.
وروى لي عنه ببغداد قريب من عشرين نفسا، حدث عن أصحاب أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبي بكر النيسابوري، وتوفي في سنة تسع وستين وأربعمائة بصريفين وزرت قبره بها.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق الصريفيني المعدل، حدث بعكبرا عن زكريا بن يحيى صاحب ابن عيينة، روى عنه عمر بن القاسم بن الحداد المقرئ.
وأبو بكر أحمد بن عبد العزيز بن يحيى بن صبيح بن جمهور الصريفيني، سمع الحسن بن الطيب الشجاعي وغيره.
حدث عنه أبو علي بن شهاب العكبري، وعبد العزيز بن علي الازجي.
وهلال بن عمر الصريفيني، سكن بغداد وحدث بها عن أحمد بن عثمان بن يحيى الادمي وغيره.
وأبو دلف مكي بن أحمد بن عبد الله بن هزارمرد الصريفيني، من أولاد المحدثين حفيد أبي محمد السابق ذكره، روى عنه.
سمع منه أبو المعمر الانصاري، وحدثنا عنه بحديث واحد.
__________
(1) اتفقت الاصول على سياق النسب هكذا، وأصله لابن طاهر المقدسي في " الانساب المتفقة " ص 87، وفي " تاريخ بغداد.
" 10: 146 زيادة عليه، ثم إن سياق المصنف له يوهم أن المجمع ابن " لهزارمرد " وكلام الخطيب صريح بنفي ذلك، فإنه قال بعد ذكر نسبه: " أبو محمد الصريفيني، المعروف والده بهزارمرد "، فلذا وضعت ألفا قبل كلمة " بن ".
[ * ](3/537)
الصريمي: بفتح الصاد المهملة، والراء المكسورة، ثم الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى الجد، وهو: أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن صريم السنجي الصريمي من أهل السنج: قرية بمرو، يروي عن أبي رجاء محمد بن حمدويه بن موسى الهورقاني السنجي.
روى عنه أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادي الحافظ.
الصريمي: بضم الصاد المهملة (1)، والراء المفتوحة، والياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " صريم " (2) اشتهر بهذه النسبة: أبو مسعر أبان الصريمي، يروي عن الحسن، وعبد الملك بن يعلى.
روى عنه معتمر بن سليمان، وعبد الصمد بن عبد الوارث.
قال يحيى بن معين: أبان الصريمي ثقة.
__________
(1) ونقل الحافظ في " التبصير " ص 847 عن الرشاطي أنه ضبط الصاد: " بالفتح " وأنه قال: " ويدل عليه قول
الشاعر: أصلي حيث تحضرني صلاتي * ولست أدين دين بني صريم ".
(2) هنا بياض في كوبرلي فقط، وفي " اللباب ": " هذه النسبة إلى صريم بن مقاعس، واسمه الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
وقيل: صريم بن الحارث بن عمرو بن كعب.
بطن من تميم ".
وتتمة كلام ابن الاثير تدل على أن هذا الكلام ثابت في " الانساب "، فإنه قال عقبه: " قلت: قوله: " وقيل: صريم بن الحارث بن عمرو ": فهذا يدل على أنه ظن أن مقاعسا غير الحارث، وهما واحد، فإن مقاعسا لقب الحارث بن عمرو ".
وسبق ابن الاثير: المبرد في " نسب عدنان وقحطان " ص 9، وابن حزم في " الكمهرة " ص 216.
ثم قال ابن الاثير مذيلا: " وفاته: " الصريمي ": نسبة إلى صريم بن واثلة بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم بن عبد مناة بن أد.
بطن من تيم الرباب.
منهم: عصمة بن أبير بن زيد بن عبد الله بن صريم، له صحبة، وهو الذي أجار عتبة بن أبي سفيان يوم الجمل.
أبير: بضم الهمزة، وفتح الباء الموحدة.
وفاته النسبة إلى صريم بن سعد بن كعب بن زوي بن مالك بن نهد.
بطن من نهد.
منهم: عبد الله بن كعب بن عبد الله بن عمرو بن سعد بن صريم، كان من أصحاب علي عليه السلام، وقتل بصفين ومعه اللواء ".
[ * ](3/538)
باب الصاد والعين الصعدي (1): بفتح الصاد، وسكون العين، وكسر الدال، المهملات.
هذه النسبة إلى " صعدة " وهي من بلاد اليمن، والمشهور بالانتساب من المتأخرين: محمد بن إبراهيم بن مسلم الصعدي، روى عنه حمزة بن محمد الحافظ البخاري الكلاباذي.
الصعلوكي: بضم الصاد، وسكون العين المهملتين، وضم اللام، وفي آخرها الكاف بعد الواو.
هذه النسبة إلى " الصعلوك " وهو: أبو سهل محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون بن موسى بن عيسى بن
إبراهيم بن بشر العجلي الصعلوكي الحنفي، من أهل نيسابور، إمام عصره بلا مدافعة والمرجوع إليه في العلوم، وصار رئيس نيسابور، وكان يليق به التقدم، تفقه على أبي علي الثقفي بنيسابور، لان عمه أبا الطيب كان يمنعه عن الاختلاف إلى الامام أبي بكر بن خزيمة، فلما توفي أبو بكر طلب الفقه وتبحر في العلوم قبل خروجه إلى العراق بسنين، وناظر في مجالس أبي الفضل البلعمي الوزير سنة سبع عشرة، ثم خرج إلى العراق سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة، ودخل البصرة ودرس بها سنين إلى أن استدعي إلى أصبهان، وأقام بها سنين ونزلها، فلما نعي إليه عمه أبو الطيب علم أن أهل أصبهان لا يخلون عنه في انصرافه، خرج مختفيا فورد نيسابور في رجب سنة سبع وثلاثين فعقد العزاء لعمه، وجلس للتدريس ومجلس النظر، واستقر أمره وصار مقدما للعلماء على الاطلاق.
سمع بخراسان أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وبالري أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وببغداد أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبا إسحاق إبراهيم بن عبد المصد الهاشمي، وأبا بكر
__________
(1) قال ابن الاثير رحمه الله: " قلت: فاته " الصعبي ": بفتح الصاد، وسكون العين، وبعدها باء موحدة.
نسبة إلى: صعب بن السكاسك بن أشرس بن كندة.
منهم: زمل بن عبد الرحمن بن كعب بن شفي بن ماتع بن صفي بن صعب، وهو الضحاك، كان شريفا بالشام ".
[ * ](3/539)
محمد بن القاسم الانباري وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله وجماعة كثيرة، آخرهم أبو حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد، وكانت ولادته في سنة ست وتسعين ومائتين وتوفي في ليلة الثلاثاء الخامس عشر من ذي القعدة سنة تسع وستين وثلاثمائة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة وأشهر.
وابنه أبو الطيب سهل بن أبي سهل الحنفي الصعلوكي الفقيه الاديب، مفتي نيسابور وابن مفتيها، وإليه انتهت رئاسة أصحاب الحديث بعد والده، تفقه عليه وتخرج، سمع
أباه، وأبا العباس محمد بن يعقوب الاصم، وأبا علي حامد بن محمد الهروي، وأبا عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي، درس الفقه واجتمع إليه الخلق اليوم الخامس من وفاة الاستاذ أبي سهل في سنة تسع وستين وثلاثمائة، وقد تخرج به جماعة من العلماء بنيسابور وسائر مدن خراسان، وتصدر للفتوى والقضاء والتدريس، وخرج الفوائد من سماعاته، وحدث إملاء، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو علي الحسين بن محمد المرو الروذي وطبقتهم.
قال الحاكم أبو عبد الله: سهل بن أبي سهل أكتب من رأينا من علمائنا وأنظرهم، وقد كان بعض مشايخنا يقول: من أراد أن يعلم أن النجيب بن النجيب بمشيئة الله فلينظر إلى سهل قال: وبلغني أنه وضع في مجلسه - يعني إملاء الحديث - أكثر من خمسمائة محبرة، عشية الجمعة.
ومات..وعم الاستاذ أبي سهل: أبو الطيب أحمد بن محمد بن سليمان الصعلوكي، كان فقيها بارعا، وأديبا فاضلا، ومحدثا فهما، سمع بنيسابور علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، ويحيى بن محمد بن يحيى وبالري علي بن الحسين بن الجنيد المالكي، وأبا عبد الله محمد بن أيوب الرازي، وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبالبصرة أبا المثنى العنبري وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، والاستاذ أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: أبو الطيب الصعلوكي عم الاستاذ الامام أبي سهل رضي الله عنهما، كان مقدما في معرفة اللغة، ودرس الفقه، أدرك الاسانيد العالية وصنف في الحديث، وأمسك عن الرواية والتحديث بعد أن عمر، وكنا نراه حسرة.
قال: وسألت أبا الطيب غير مرة أن
__________
(1) هنا بياض في كوبرلي، ولا شئ في غيرها، والظاهر أن المصنف رحمه الله ترك بياضا للتثبت من تاريخ وفاة المترجم، ففي " تهذيب الاسماء واللغات " 1 / 1 / 238: " توفي عشية الجمعة الثالث والعشرين من المحرم سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ".
[ * ](3/540)
يحدثني فأبى، وكان صديق أبي، فمشى معي إليه، وسأله فأجاب، ثم قصدته بعد ذلك غير مرة فقال: أنا أستحيي من أبيك أن أرده إذا سألني، فأما التحديث فليس إليه سبيل، وتوفي أبو الطيب في رجب سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو إسحاق المزكي، ودفن في مقبرة باغك، وشهدت الصلاة عليه.
الصعوي: بفتح الصاد، وسكون العين المهملتين.
هذه النسبة إلى " أبي الصعو " وهو جد: أبي بكر جعفر بن محمد بن إبراهيم بن حبيب الصيدلاني المعروف ب " ابن أبي الصعو ".
حدث عن أبي موسى محمد بن المثنى الزمن، ومحمد بن منصور الطوسي، والحسن بن عبد العزيز الجروي، ويعقوب الدورقي وغيرهم.
روى عنه محمد بن جعفر زوج الحرة، ومحمد بن عبيدالله بن الشخير الصيرفي، وأبو حفص بن شاهين، وعلي بن عمر السكري، وكان ثقة، ومات في آخر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
الصعيدي: بفتح الصاد، وكسر العين المهملتين، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " الصعيد " وهي ناحية بمصر معروفة، منها: أبو الوليد العباس بن محمد بن يحيى الصعيدي مولى تجيب من أهل مصر (1)، سمع يحيى بن بكير.
قال أبو سعيد بن يونس: سمعت منه مع والدي، كتبنا عنه بالصعيد، وأملى عليه من حفظه حديثا واحدا، وتوفي بالفسطاط عندنا في جمادي الآخرة لست خلون منه يوم السبت سنة ثلاثمائة، في اليوم الذي توفي فيه محمد بن عيسى بن شيبة.
__________
(1) من كوبرلي، وفي الظاهرية: " سمع منه أبو سعيد بن يونس وأبوه، وتوفي بمصر في جمادي الآخرة سنة ثلاثمائة ".
ولم يثبت في أياصوفيا وليدن إلا ضبط هذه النسبة فقط.
وانظر ترجمة محمد بن عيسى بن شيبة في " التهذيب " 9: 389.
[ * ](3/541)
باب الصاد والغين الصغاني: بفتح الصاد المهملة، والغين المعجمة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بلاد مجتمعة وراء نهر جيحون، يقال لها " جغانيان " وتعرب فيقال لها " الصغانيان " وهي كورة عظيمة واسعة، كثيرة الماء والشجر والاهل، وسوقها كبيرة، ومسجدها مسجد حسن مشهور، والنسبة إليها: الصغاني والصاغاني أيضا، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن إسحاق بن جعفر الصاغاني، نزيل بغداد، وهو من أهلها، يروي عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وجعفر بن عون، وأبي مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني، وعبيدالله بن موسى العبسي، ومحاضر بن المورع، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة.
روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري، وأبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبو بكر محمد بن هارون الروياني، وأبو الحسن علي بن إسحاق البختري المادرايي وغيرهم، وكان أحد الاثبات المتقنين مع صلابة في الدين، واشتهار بالسنة واتساع في الرواية، ورحل في طلب العلم، وكتب عن أهل بغداد والبصرة والكوفة والمدينة ومكة والشام ومصر، وثقه أبو عبد الرحمن النسائي، وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش.
أبو بكر بن إسحاق ثقة مأمون، توفي في صفر سنة سبعين ومائتين.
وأبو سعد محمد بن ميسر الصغاني الضرير، ويقال له الصاغاني أيضا، سكن بغداد، يروي عن ابن عجلان، وهشام بن عروة.
روى عنه العراقيون، مضطرب الحديث، كان ممن يقلب الاسانيد، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات، فيكون حينئذ كالمستأنس به دون المحتج بما يرويه.
وقال يحيى بن معين: أبو سعد الصغاني كان مكفوفا جهميا، وليس هو بشئ، كان شيطانا من الشياطين، وقال أحمد بن حنبل: هو صدوق ولكن كان مرجئا.
وقال البخاري: فيه اضطراب، وقال النسائي: هو متروك الحديث.
وأبو الفضل عباس بن جعفر الصغاني، شيخ حدث بسمرقند عن عيسى بن أحمد العسقلاني، وعبد الرحمن بن معروف بن حسان، ومحمد بن عمران الشعراني، روي عنه(3/542)
أبو العباس محمد بن عدي بن سلم السمرقندي.
وتوفي بعد سنة خمس وتسعين ومائتين.
وأبو السري سهل بن عبد العزيز بن سورة الصغاني ابن عم أبي علي الصغاني، سمع علي بن حجر، وأحمد بن عبد الله الفرياناني، حدث بنيسابور، يروي عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم وغيره، وأبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، حدث سنة تسعين ومائتين.
وابن عمه أبو علي الحسن بن محمد بن سورة الصغاني، من أهل مرو، صغاني الاصل، سمع أحمد بن محمد بن عمرو المصعبي.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وصالح بن حبان بن سليمان بن صالح الصغاني، والمقيم بسمرقند من خلفاء الدار الجورجانية، وكان فقيها، يروي عن السيد أبي الوضاح محمد بن أبي شجاع محمد بن أحمد بن حمزة العلوي، ولد سنة ستين وأربعمائة، وتوفي في شوال سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
الصغدي: بضم الصاد المهملة، وسكون الغين المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه الكلمة وردت في الانساب والاسماء.
فأما في الاسماء: فأبو يحيى الصغدي بن سنان العقيلي البصري ؟ وهو ضعيف، يروي عن داود بن أبي هند.
روى عنه أهل البصرة، وكان صدوقا في الرواية، غير أنه كان يخطئ في الرواية كثيرا، حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد.
والصغدي الكوفي، ثقة، روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين الملائي.
وفي الانساب قد ورد منسوبا إلى " سغد " سمرقند، وأبدلوا الصاد بالسين، وعربوه، وجعلوا الدال المهملة ذالا معجمة، قرأت في كتاب " المضافات " لابي كامل البصيري: سمعت حمزة بن أحمد الحافظ يقول: قرئ كتاب " الجامع " على أبي حفص البجيري
__________
(1) قائل هذا هو الاصمعي، على ما في " معجم البلدان " 1: 90 " الابلة " لكنه جعل " نهر بلخ " بدل " صغد سمرقند ": والذي ذكره ياقوت نفسه مرارا عن بعضهم دون تسمية، هو: جنان الدنيا أربعة، هذه الثلاثة التي ذكرها المصنف، وشعب بوان.
انظر 2: 298 " بوان " و 5: 362 " صغد " و 6: 315 " غوطة ".
[ * ](3/543)
الصغدي بخشوفغن في كرمه تحت شجرة الجوز، وهي شجرة عظيمة وسط الكرم، فجعل يقول: نحن في الجنة.
فقيل له في ذلك ؟ فقال: لانه يقال (1): جنات الدنيا ثلاثة: نهر الابلة، وغوطة دمشق، وصغد سمرقند، وليس في جميع الصغد موضع أطيب وآنس من قريتنا هذه خشوفغن، وليس في هذه القرية كرم أطيب من كرمي هذا، وليس في هذا الكرم مجلس أطيب وأروح من تحت هذه الجوزة التي جلسنا تحتها، فنحن في الجنة.
قلت: خشوفغن صغد تسمى قديما: خشوفغن، والساعة في زماننا يقال لهذه القرية: " رأس القنطرة " وهي على عشرة فراسخ من سمرقند.
وأيوب بن سليمان الصغدي.
وإسحاق بن إبراهيم بن منصور الصغدي.
وأبو عبد الله غورك بن الحضرم الصغدي القارئ، يروي عن جعفر الصادق، وقد ذكر بعضهم أن غورك من بني سعد، وهم رهط بالكوفة، وليس من الصغد، ومن نسبه إليها فقد صحف.
وقال عبد الله بن إدريس: قرأ غورك عند الاعمش فجاء بتلك الالحان، فقال الاعمش: كان أنس يكره مثل هذا.
وعبد الله بن محمد بن أيوب الصغدي، روى عن ابن عيينة، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وعلي بن عاصم.
روى عنه ابن أبي داود، وابن صاعد،
وإسماعيل الصفار، ويزيد بن إسماعيل الخلال وغيرهم.
ومحمد بن أحمد بن السكن ويعرف بابن أبي خراسان وهو ابن أبي الصغدي، يروي عن أبي عاصم النبيل وغيره.
روى عنه محمد بن مخلد، وأبو الحسن المادرايي.
وأبو محمد عبد الجليل بن مذكور بن ثابت الصغدي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " وقال: قدم علينا حاجا في شهر رمضان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة فكتبنا عنه في خان حنظلة، سمع محمد بن الفضل السمرقندي، وعمر بن محمد بن بجير وأقرانهما، كتبنا عنه بانتخاب الحسين بن محمد الماسرجسي.
__________
(1) قائل هذا هو الاصمعي، على ما في " معجم البلدان " 1: 90 " الابلة " لكنه جعل " نهر بلخ " بدل " صغد سمرقند ".
والذي ذكره ياقوت نفسه مرارا عن بعضهم دون تسمية، هو: جنان الدنيا أربعة، هذه الثلاثة التي ذكرها المصنف، وشعب بوان.
انظر 2: 298 " بوان " و 5: 362 " صغد " و 6: 315 " غوطة ".
[ * ](3/544)
الصغيري: بفتح الصاد المهملة، والغين المكسورة المعجمة، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " صغير " و " أبي الصغير " وهو من الاسماء، والمشهور بهذه النسبة: أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب بن أبي الصغير (1) الصغيري المصري، يروي عن محمد بن أصبغ بن الفرج، والربيع بن سليمان المرادي المصريين.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ الحافظ.
__________
(1) هكذا في الاصول و " اللباب "، وفي " الاكمال " 5: 183: " يعرف بابن أبي الحسن الصغير ".
ومثله في " الولاة والقضاة " ص 482، لكن فيه أن جده " الحسين ".
[ * ](3/545)
باب الصاد والفاء الصفار: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الفاء، وفي آخرها الراء المهملة، يقال لمن
يبيع الاواني الصفرية: " الصفار ".
وعبيدالله بن حمران العبدي الصفار، يروي عن الحسن، عداده في أهل البصرة.
روى عنه موسى بن إسماعيل.
ومن المشاهير: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد الزاهد الاصبهاني الصفار من أهل أصبهان، سكن نيسابور، وكان زاهدا حسن السيرة ورعا كثير الخير، سمع بأصبهان: أحمد بن عصام الانصاري، وأسيد بن عاصم، وأحمد بن مهدي بن رستم، وعبيد الغزال.
وبفارس: أحمد بن مهران بن خالد، وببغداد: أحمد بن عبيدالله النرسي، ومحمد بن الفرج الازرق، وأبا إسماعيل الترمذي وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع الحافظ، وأبو علي الحسين بن علي النيسابوري الحافظ، وأبو الحسين محمد بن محمد الحجاجي الحافظ، وأبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي وغيرهم.
ذكره الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور " فقال: أبو عبد الله الصفار الاصبهاني، محدث عصره بخراسان، كان مجاب الدعوة، لم يرفع بصره إلى السماء - كما بلغنا - نيفا وأربعين سنة، سمع بأصبهان سنة ثلاث وستين ومائتين، وخرج إلى العراق سنة ثمان وسبعين بعد وفاة أبي قلابة، وسمع الكتب من ابن أبي الدنيا، وصنف على كثير منها في الزهديات، وسمع بالحجاز علي بن المبارك الصغاني، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وأقرأنهما، وقد كان ورد نيسابور سنة سبع وتسعين ونزل بها وسكنها إلى أن توفي بها، وكان كتب بخطه مصنفات إسماعيل بن إسحاق القاضي وسمعنا منه، وكذلك مسند أحمد بن حنبل إلى آخره، سماعه من عبد الله بن أحمد، وصحب العباد الزهاد، وقد كان خرج من نيسابور إلى الحسن بن سفيان وهو إذ ذاك كهل، وأخرج معه جماعة من الوراقين، وكتب كتب أبي بكر بن أبي شيبة والمسند وسائر الكتب، وكان أبو الحسين الحجاجي الحافظ: يقول كتبنا عن أبي عبد الله الصفار سنة إحدى عشرة، في السنة التي توفي فيها أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة، وقد روى عنه أبو علي الحافظ وأكثر مشايخنا المتقدمين،
وتوفي يوم الاثنين الثاني عشر من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة فغسله أبو عمرو بن مطر، وصلى عليه أبو الوليد، ودفن في داره في سكة العتبي.(3/546)
وأبو الحسن محمد بن محمد بن يحيى بن عامر الفقيه الصفار الاسفرايني، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: قد كان أكثر مقامه في البلد قديما، ثم انصرف من الرحلة ولزم وطنه قصبة إسفراين، وهو مفتيها وفقيهها وعالمها إلى أن توفي، وكان أحد المذكورين بالتقدم من الشافعيين، سمع بخراسان: أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبا عوانة الاسفرايني، ومحمد بن المسيب الارغياني، وبالعراق: أبا بكر الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود، وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وطبقتهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله وقال: توفي سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
والحاكم أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسين بن السري بن برد خسرو بن سيسويه بن سابور الصفار الفقيه، وسابور جده الاعلى الذي بنى نيسابور.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: هو من أصحاب المروزي - يعني أبا إسحاق - والمناظرين من فقهائنا، ومن أكابر المدرسين بنيسابور، وصبر عليه، فإنه تخرج به جماعة من الشباب، ثم إنه طلب العمل فقلد أعمالا لا تليق بعلمه وتقدمه، وبقي ببخارى سنين، ثم عاد على كبر السن إلى وطنه وقد أخذ السوق الذي كان له أقرانه، وتوفي بتلك القصبة.
سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج سمع منه أكثر مصنفاته، وسمع بالعراق أبا محممد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا بكر محمد بن الحسين بن دريد الازدي وغيرهم.
قال: وتوفي في شهر رمضان سنة سبعين وثلاثمائة، وهو ابن تسعين سنة.
وأبو نصر إسحاق بن أحمد بن شيث بن نصر بن شيث بن الحكم بن أقلت بن عقبة بن
يزيد بن سلمة بن رؤبة بن خفاثة بن وائل بن هيصم بن ذبيان الاديب الصفار البخاري، من أهل بخارى، له بيت في العلم إلى الساعة ببخارى، ورأيت من أولاده جماعة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " فقال: أبو نصر الفقيه الاديب الصفار، قدم علينا حاجا، وما كنت رأيت ببخارى في سنة في حفظ الادب والفقه، وقد طلب الحديث في أنواع من العلم، وأنشدني لنفسه من الشعر المتين ما يطول شرحه، ثم قال: أنشدني إسحاق بن أحمد بن شيث الفقيه لنفسه: العين من زهر الخضراء في شغل * والقلب من هيبة الرحمن في وجل وذكر قطعة تشتمل على سبعة أبيات.
قلت: وسكن أبو نصر هذا مكة وكثرت تصانيفه(3/547)
وانتشر علمه بها، ومات بالطائف وقبره بها.
وابنه أبو إبراهيم إسماعيل بن أبي نصر الصفار، وكان إماما فاضلا، قوالا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، قتله الخاقان نصر بن إبراهيم المعروف بشمس الملك ببخارى صبرا، لامره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
وكان قتله سنة إحدى وستين وأربعمائة.
وابنه أبو إسحاق ابراهيم بن إسماعيل الصفار، المعروف بالزاهد الصفار، كان إماما زاهدا ورعا، مثل والده في اجتناب المداهنة وقمع السلاطين وقهر الملوك، حمله السلطان سنجر بن ملك شاه إلى مرو وأسكنه إياها لمصلحة ولاية ما وراء النهر، ولقيته بمرو ولم يتفق أن سمعت منه شيئا، وحدث عن أبيه، وأبي حفص عمر بن منصور بن خنب الحافظ، وأبي محمد عبد الملك بن عبد الرحمن الاسبيري وطبقتهم.
حدثني عنه جماعة، وكانت وفاته ببخارى.
وابنه أبو المحامد حماد بن إبراهيم الصفار، إمام جامع بخارى في صلاة الجمعة، وكان يعرف الادب والاصول على ما سمعت.
حدث عن أبيه، وأبي علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي وغيرهما، لم أسمع منه شيئا ولقيته ببخارى، وكان يملي بكر الجمعات في جامع بخارى، ورأيت مجالس مما يمليها فما استحسنتها، ورأيت فيها أشياء
من إسقاط رجل من الاسناد.
سمع منه ابني أبو المظفر.
الصفار: بفتح الصاد المهملة، والفاء المخففة، وفي آخرها الراء.
هذا لقب سالم بن سنة بن الاشيم بن ظفر بن مالك بن غنم بن طريف بن خلف بن محارب الصفار، وإنما لقب " الصفار " لاكمة كان يرعى عندها، فنسب إليها، وله قصة.
وابنه: ابن صفار، شاعر مشهور.
قاله ابن ماكولا.
الصفري: بضم الصاد المهملة، وسكون الفاء، وفي آخرها الراء.
هذه النسبه إلى بيع الاواني الصفرية، وسأذكر من اشتهر بهذه النسبة منهم: وأما الصفرية: فهم طائفة من الخوارج، وهم أصحاب زياد بن الاصفر، ويقال لهم " الزيادية " أيضا، وقولهم كقول الازارقة في تكفير القعدة عنهم من موافقيهم، وفي إسقاط الرجم وسائر بدعها، على ما ذكرنا في " الازارقة " وإنما خالفوهم في عذاب الاطفال، فإن الازارقة قالت بأن أطفال المشركين في النار مع آبائهم، وقالت الصفرية: إن ذلك غير جائز، فأكفر كل واحد من الفريقين الآخر في هذا الخلاف.(3/548)
باب الصاد والقاف الصقلبي: بفتح الصاد المهملة، والقاف الساكنة، واللام المفتوحة، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " الصقالبة " وهي منسوبة إلى صقلب بن لنطي بن يافث.
ويقال: صقلب بن يافث.
المشهور بهذه النسبة جماعة كثيرة.
الصقلي: بفتح الصاد المهملة، والقاف، وفي آخرها اللام.
هكذا رأيت بخط عمر الرواسي مقيدا مضبوطا بفتح الصاد المهملة، والقاف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " صقلية " وهي جزيرة من جزائر بحر المغرب قريبة من القيروان والمهدية، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء المسلمين قديما وحديثا، وهي في يد الافرنج
الساعة، منها: أبوعمران موسى بن الحسن بن عبد الله بن يزيد الصقلي، لانه كان أقام بصقلية من جزائر المغرب مدة، قدم إلى مصر وحدث بها.
قاله أبو سعيد بن يونس في " تاريخ الغرباء ".
وأبو الحسن علي بن المفرج بن عبد الرحمن الصقلي القاضي بمكة، أظنه ولي القضاء بها، سمع أبا بكر محمد بن أبي سعيد الاسفرايني صاحب أبي بكر الاسماعيلي الجرجاني، وأبا ذر عبد بن أحمد الهروي المالكي الحافظ.
روى عنه الحافظان أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وأبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي، وروى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد، وكانت وفاته سنة نيف وسبعين وأربعمائة.
وأبو القاسم عتيق بن محمد بن الحاكم التميمي الصقلي، شيخ صالح زاهد، معرض عن الدنيا مقبل على الآخرة، وكان من عباد الله الصالحين، ما أظنه حدث بشئ غير أني رأيت الالسنة متفقة على الثناء عليه ووصفه بالخير والصلاح، وتوفي في شوال سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ودقن بالوردية من ناحية بأبرز.(3/549)
باب الصاد واللام الصلبي: بضم الصاد المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " صلب " وهو بطن من بني سامة بن لؤي، وهو: الصلب بن وهب بن ناقل (1)، من بني سامة بن لؤي.
الصلتي: بفتح الصاد المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة لطائفة من الخوارج يقال لهم " الصلتية " وهم أصحاب عثمان بن أبي الصلت، وقيل: الصلت، وتفردوا عن الخوارج بأن قالوا: إذا استجاب الرجل لنا وأسلم توليناه، وبرئنا من أطفاله، لانه لا إسلام لهم حتى يدركوا فيدعوا إلى الاسلام فيقبلوا.
وقد كفر هؤلاء من قال منهم بقتل الاطفال كالازارقة، ومن قال منهم بأنهم في الجنة كالميمونية.
وأكفرهم الفريقان (2).
الصلحي: بكسر الصاد والحاء المهملتين، بينهما اللام الساكنة.
هذه النسبه إلى " فم الصلح " وهي بلدة على دجلة بأعلى واسط، بينهما خمسة فراسخ، أقمت بها ساعة في انصرافي من واسط والبصرة، وسمعت بها الحديث من أبي السعادات الواسطي، وهذه البلدة كان أمير المؤمنين المأمون انحدر إليها لتزف إليه بنت الحسن بن سهل، وكان سبب كون الحسن ب " فم الصلح " أن الفضل بن سهل لما قتل بخراسان كتب المأمون إلى الحسن وهو ببغداد يعزيه بأخيه ويعلمه أنه قد استوزره، فلم يكن
__________
(1) هكذا جاء النسب في الاصول كلها، و " ناقل " بالنون في الاصول إلا أياصوفيا فأهملت، وفي " الاكمال " 5: 197: " الصلب بن عبد الله بن وهب بن باقل ".
وفي " تبصير المنتبه " ص 840 و 847 ما يؤيد زيادة " عبد الله ".
وليس فيه " باقل " ولا " ناقل ".
(2) قال ابن الاثير رحمه الله: " قلت: فاته " الصلتي " بفتح الصاد واللام المشددة، وفي آخره تاء فوقها نقطتان.
نسبة إلى قريه " صلت " من عمل ميافارقين، منها: عبد الله بن الصلتي الزاهد، له كرامات كثيرة، وكان قبيل الخمسين والخمسمائة حيا ".
قلت: وقد ذكر ياقوت رحمه الله " صلب " وقال: " بفتح أوله، وسكون ثانيه، وآخره باء موحدة.
وادي صلب بين آمد وميا فارقين..".
فلينظر هل هما موضعان، أو تحرف أحدهما على صاحبه، والاختلاف في ضبط اللام لا يضر ؟.
[ * ](3/550)
أحد مخالفا له، فلما جعل المأمون علي بن موسى الرضا ولي العهد غضب بنو العباس، وبايعوا إبراهيم بن المهدي، فحاربه الحسن بن سهل، ثم ضعف عنه فانحدر إلى فم الصلح وأقام بها، وأقبل المأمون من خراسان فقوي، ووجه من فم الصلح الحسن بن سهل من حارب إبراهيم بن المهدي إلى أن أسر.
ثم دخل المأمون بغداد فدخل عليه الحسن فزاد المأمون في كرامته، ثم إن المأمون تزوج ابنته بوران، وانحدر إلى فم الصلح للبناء على بوران بها في شهر رمضان من سنة عشر ومائتين، فدخل بها، ثم انصرف وخلف بوران عند أمها إلى أن حملت إليه.
وقيل إن الحسن نثر على المأمون ألف حبة جوهر، وأشعل بين يديه شمعة عنبر وزنها مائة رطل، ونثر على القواد رقاعا فيها أسماء ضياع، فمن وقعت بيده رقعة أشهد له الحسن بالضيعة التي فيها، وأنفق الحسن في وليمته أربعة آلاف ألف دينار، وكان يجري مدة إقامة المأمون عنده على ستة وثلاثين ألف ملاح، فلما أراد المأمون أن يصعد أمر له بألف ألف دينار، وأقطعه مدينة الصلح، وعاش الحسن إلى أيام جعفر المتوكل.
خرج منها جماعة من العلماء والقراء، منهم: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن آدم بن أبي الرجال الصلحي، نزل بغداد وحدث بها عن أبي فروة يزيد بن محمد الرهاوي، وأبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وغيرهما.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وأبو الفتح يوسف بن عمر القواس، وأبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني وغيرهم.
وسأل حمزة بن يوسف السهمي أبا الحسن الدارقطني عنه ؟ فقال: ما علمنا إلا خيرا.
كانت ولادته غرة شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين، ومات في جمادي الآخرة سنة ثلاثين وثلاثمائة.
ووالده أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن آدم بن أبي الرجال الصلحي، سكن بغداد وحدث بها عن بشر بن هلال الصواف، ومحمد بن الصباح الجرجرائي، وأزهر بن جميل البصري.
روى عنه أبو بكر بن سلم الختلي، وعمر بن جعفر البصري الحافظ، وعثمان بن أحمد بن سمعان، ومحمد بن المظفر وغيرهم.
وكان ثقة، ومات في سنة عشر وثلاثمائة.
والقاضي أبو العلاء محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب بن مروان الصلحي، المعروف بالواسطي، المقرئ، أصله من فم الصلح، ونشأ بواسط، وحفظ بها القرآن، وقرأ على شيوخها في وقته، وكتب بها الحديث عن أبي محمد بن السقا وغيره، ثم قدم بغداد فسمع من
أبي بكر بن مالك القطيعي، وأبي محمد بن ماسي، وأبي القاسم الابندوني، ومخلد بن(3/551)
جعفر الباقرحي وطبقتهم، ورحل إلى الكوفة فسمع من أبي الحسن بن أبي السري وغيره من أصحاب مطين، ورحل إلى الدينور فكتب عن أبي علي بن حبش، وقرأ عليه القرآن بقراءة جماعة، ثم رجع إلى بغداد واستوطنها، قبلت شهادته عند الحكام ورد إليه القضاء بالحريم من شرقي بغداد، وبالكوفة وغيرها من سقي الفرات، وكان قد جمع الكثير من الحديث، وخرج أبوابا وتراجم وشيوخا.
ذكره أبو بكر الخطيب قال: وكان من أهل العلم بالقراءات، ورأيت لابي العلاء أصولا عتقا، سماعه فيها صحيح، وأصولا مضطربة، وسمعته يذكر أن عنده " تاريخ " شياب العصفري، فسألته إخراج أصله لاقرأ عليه فوعدني بذلك، ثم اجتمعت مع أبي عبد الله الصوري فتجارينا ذكره فقال لي: لا ترد أصله بتاريخ شباب، فإنه لا يصلح لك.
قلت: وكيف ذلك ؟ فذكر أن أبا العلاء أخرج إليه الكتاب فرآه قد سمع فيه لنفسه تسميعا طريا مشاهدته تدل على فساده.
ومات في جمادي الآخرة سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكانت ولادته في صفر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
الصلواتي: بفتح الصاد المهلمة، واللام، والواو، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى " الصلوات " ولعل بعض أجداده كان يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ويرفع صوته بها فنسب إليها ؟ وهذه النسبة لبيت من أهل العلم ببلخ، منهم: أبو بكر محمد بن محمد بن عبد الحميد بن أبي القاسم بن إبراهيم بن الهيثم الصلواتي البلخي، كان يخدم الامير قماج التركي، وما كان سمته سمت الصالحين، سمع أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الخليلي، قدم علينا مرو في عسكر قماج، وكتبت عنه أوراقا من الحديث، بإفادة أبي علي بن الوزير الحافظ الدمشقي، وكنا خرجنا للقراءة عليه بقرية ملجكان، وكان قماج قد عسكر بها.
وكانت ولادته بعد سنة سبعين وأربعمائة
ووفاته..الصليحي: بضم الصاد المهملة، وفتح اللام، والياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الحاء.
هذه النسبة إلى " صليح " وهوجد: جعفر بن أحمد بن صليح الواسطي الصليحي، يحدث عن محمد بن حسان البرجواني، وعمار بن خالد وغيرهما.(3/552)
والحسن بن أحمد بن صليح الواسطي الصليحي المقرئ، من أهل واسط.
والصليحي (1)، ملك باليمن متأخر، ملك البلاد وارتفع أمره ودرجته، وقهر الناس حتى قال بعضهم: والصليحي كان بالامس ملكا
__________
(1) ظاهر ذكر المصنف له هنا يفيد أنه منسوب إلى جد له، والله أعلم.
وقد قال ابن خلكان في " الوفيات " 3: 415 بعد ما ضبط النسبة كما هنا، قال: " ولا أعرف هذه النسبه إلى أي شئ هي، والظاهر أنها إلى رجل، فقد جاء في الاسماء الاعلام " صليح " ونسبوا إليه أيضا ".
وانظر ترجمته هناك.
ثم رأيت الاستاذ الزركلي نقل في " الاعلام " 5: 148 - تعليقا - عن " بلوغ المرام " للعرشي اليمني قوله: " الصليحي: نسبة إلى الاصلوح، من بلاد حراز باليمن ".
[ * ](3/553)
باب الصاد والميم الصمصامي: بالميم، بين الصادين المهملتين المفتوحتين، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " الصمصام " وهو السيف، والمنتسب إليه: أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي بن بندار بن باد بن بويه الانماطي، المعروف بابن أحما الصمصامي، من أهل بغداد، حدث عن عبد الله بن إبراهيم بن ماسي،
والحسين بن علي التميمي، وأبي حامد أحمد بن الحسين المروزي، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبي الحسين بن البواب، وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ قال: كتبت عنه، وكان يسكن الجانب الشرقي، وكان ينتجل الاعتزال والتشيع، وكان ظاهر الحمق بادي الجهل فيما ينتحله ويدعو إليه ويناظر عليه، وسمعته يقول: ولدت في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة، وكان أبي قميا، ووجد في منزله ميتا يوم الاثنين الثالث عشر من شعبان سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، ولم يشعر أحد بموته، حتى وجد في هذا اليوم، وقد أكل الفأر أنفه وأذنيه.
الصموت: بفتح الصاد المهملة، والميم المضمومة، بعدهما الواو، وفي آخرها التاء.
هذه اللفظة لقب عمرو بن تميم الطائي الشاعر، سمي " الصموت " بقوله: صمت ولم أكن قدما (1) عييا * ألا إن الغريب هو الصموت وأبو الحسن محمد بن أيوب بن حبيب الصموت المصري، يروي عن هلال بن العلاء الرقي.
روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني.
__________
(1) هكذا في الاصول و " اللباب "، واحتمل أن يكون صوابها: " فدما ".
والفدم: " بعيد الفهم غير فطن " كما في " المصباح ".
[ * ](3/554)
باب الصاد والنون الصنامي (1): بفتح الصاد المهملة، وفتح النون المشددة، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " صنام " وهو اسم لجد: عبيدالله بن محمد بن الصنام الرملي الصنامي، من أهل الرملة، يروي عن عيسى بن يونس الفاخوري الرملي.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الصندوقي: بضم الصاد المهملة، وسكون النون، وضم الدال المهملة، وفي آخرها
القاف.
هذه النسبة إلى " الصندوق " وعمله.
والمشهور بهذه النسبة: أبو العباس أحمد بن أبي الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق بن عبد الله النيسابوري المعروف بالصندوقي، كان شيخا صالحا ثقة صدوقا، سمع بنيسابور: أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس بن شادل وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبا عبد الله محمد بن المسيب الارغياني، وأبا العباس الازهري وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وغيره.
وذكره في " التاريخ " لنيسابور فقال: أبو العباس بن أبي الحسين الصندوقي، شيخ من أهل البيوتات، وكان أبوه من جملة العدول بنيسابور، وقد رأيته وسألنا أباه غير مرة أن يحدث فلم يفعل، وأخذ أبو العباس يجري على سننه، حتى قصدته وسألته أن يحدث وأخبرته أنه ينفرد بالرواية عن بضعة عشر شيخا لا يحدث عنهم في الوقت غيره، فأجاب إلى ذلك، وأخرج أصولا صحيحة نظرت فيها، وعقدت له المجلس في دار السنة وحضرناه، وحدث ثلاث سنين أو أكثر، وتوفي في شوال سنة ثمانين وثلاثمائة، وهو ابن أربع وثمانين سنة.
__________
(1) قال ابن الاثير رحمه الله في " اللباب " مستدركا: " قلت: فاته " الصنابحي ": بضم الصاد، وفتح النون، وبعد الالف باء موحدة مكسورة، ثم حاء.
هذه النسبة إلى صنابح بن زاهر بن عامر بن عوثبان بن زاهر بن يحابر، وهو مراد، منهم: أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، يروي عن أبي بكر الصديق، وعبادة بن الصامت.
روى عنه عطاء بن يسار، وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، وليست له صحبة ".
[ * ](3/555)
الصنعاني: بفتح الصاد المهملة، وسكون النون، وفتح العين المهملة، والنون بعد الالف.
هذه النسبة إلى " صنعاء " والمنتسب فيها بالخيار بين إثبات النون بعد الالف، وإسقاطها، ويقال فيه: " صنعايي " أيضا.
والاصل أن كل إسم في آخره ألف مقصورة
فالمنتسب إليه بالخيار بين إثبات النون بعد الالف وإسقاطها، كالنسبة إلى " داريا ": " داراني " و " دارايي " والنسبة إلى " بهراء ": " بهراني " و " بهرايي ".
وصنعاء بلدة باليمن قديمة معروفة، ورد ذكرها في الحديث.
وصنعاء قرية على باب دمشق، خربت الساعة، وبقيت مزارعها، وهي على نهر الخلخال، خرجت إليها يوما، وسمعت بها جزءا.
والمنتسب إلى صنعاء اليمن فيهم كثرة، منهم: أبو بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني.
قيل: ما رحل إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما رحل إليه !.
وإبراهيم بن إسحاق الصنعاني، يروي عن طاوس، ووهب بن منبه، وعمر بن يزيد.
روى عنه أهل صنعاء اليمن.
وداود بن قيس الصنعاني، يروي عن وهب بن منبه.
روى عنه عبد الرزاق بن همام.
وأما المنتسب إلى صنعاء الشام: فهو: أبو الأشعث شراحيل بن كليب بن آدة الصنعاني، من صنعاء الشام، يروي عن ثوبان، وعبادة بن الصامت.
روى عنه أبو قلابة.
ومن قال شراحيل بن آدة فقد نسبه إلى جده.
وأبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني، من صنعاء الشام، يروي عن زيد بن أسلم، وموسى بن عقبة.
روى عنه زهير بن عباد الرواسي، وسعيد بن منصور، ومحمد بن المتوكل العسقلاني، وسويد بن سعيد الانباري، ومخلد بن مالك.
وثقه أحمد بن حنبل، وقال أبو حاتم الرازي: هو صالح الحديث.
مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وقال أبو نصر الكلاباذي في " جمعه " رجال البخاري: أبو عمر حفص بن ميسرة الصنعاني، من صنعاء اليمن، نزل الشام (1).
والله أعلم.
وهكذا قال ابن أبي حاتم الرازي: هو من صنعاء اليمن
__________
(1) ذكره الحافظ ابن طاهر في " الانساب المتفقة " ونصره فقال: " القول عندنا قول الكلاباذي " واستدل له، ثم قال = [ * ](3/556)
وسكن عسقلان.
وحجاج بن شداد الصنعاني، من صنعاء الشام، يروي عن سعيد بن أبي صالح الغفاري.
روى عنه حيوة بن شريح.
وأبو المهلب راشد بن داود الصنعاني، من أهل الشام، من صنعائها، يروي عن أبي الاشعث الصنعاني، وأبي أسماء الرحبي.
روى عنه أهل الشام.
وحنش بن عبد الله السبائي الصنعاني، من صنعاء الشام، يروي عن فضالة بن عبيد، وابن عباس.
روى عنه أهل الشام.
وعبد الملك بن محمد الصنعاني، من صنعاء الشام، يروي عن زيد بن جبيرة، ويحيى بن سعيد الانصاري.
روى عنه هشام بن عمار، وأهل الشام، كان ممن يجيب في كل ما يسأل عنه، حتى تفرد عنه الثقات بالموضوعات، لا يجوز الاحتجاج بروايته.
وأما من صنعاء اليمن أيضا: فأبو محمد عبد الله بن الحارث بن حفص بن الحارث بن عقبة القرشي الصنعاني.
قال أبو حاتم محمد بن حبان الامام: هو شيخ دجال، يروي عن عبد الرزاق بن همام، وأهل العراق العجائب، يضع عليهم الحديث وضعا، رأيته في قرية من قرى إسفراين، يقال لها " بوزانه " فسألته، فحدثنا عن عبد الرزاق بنسخة كلها موضوعة، وعن أحمد بن حنبل، وأحمد بن يونس، والعراقيين (1)، ويحيى بن يحيى، وإسحاق، وأهل خراسان، كان كل كتاب يقع في يده يحدث عمن فيه، وهذا شيخ ليس يعرفه كل إنسان، لكني ذكرته لاني رأيته، وأكثر من يختلف إليه أصحاب الرأي والكرامية، فلعله يحتج على أصحابنا إنسان منهم بحديث له وضعه، فيتوهمون أنه ثقة، ولولا كراهية التطويل لذكرنا من حديثه أحاديث يستدل بها على ما وراءها، ولكن خفاؤه يحملني على ترك الاشتغال به وبروايته.
وأما من صنعاء الشام: فأبو كامل يزيد بن ربيعة الرحبي الصنعاني، من أهل الشام، يروي عن أبي أسماء
__________
= ص 90: " فدل جميع ذلك على أنه من صنعاء اليمن، قدم مصر، ثم خرج منها إلى الشام ".
وانظر كلام العلامة
المعلمي رحمه الله على " التاريخ الكبير " 1 / 2 / 370 فإنه وجيه.
(1) من كوبرلي و " المجروحين "، وهو الصواب، وفي الاصول الاخرى: " العراقيين " من غير واو، فأوهم أنه صفة لمن قبله.
[ * ](3/557)
الرحبي.
روى عنه أهل بلده، كان شيخا صدوقا إلا أنه اختلط في آخر عمره، وكان يروي أشياء مقلوبة لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وفيما وافق الثقات فهو معتبر بن لقدم صدقه قبل اختلاطه، من غير أن يحتج به، لان الجرح والتعديل ضدان، فمتى كان الرجل مجروحا لا يخرجه عن حد الجرح إلى العدالة إلا ظهور أمارات العدالة عليه، فإذا كان أكثر أحواله أمارات العدالة صار من العدول، وضده ضده.
كذا ذكره أبو حاتم بن حبان البستي.
وقال ابن أبي حاتم: يزيد بن ربيعة الرحبي الدمشقي الصنعاني، من صنعاء دمشق، روى عن أبي الاشعث الصنعاني.
روى عنه الوليد بن مسلم، وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي، قال دحيم: كان في ابتداء أمره مستويا، ثم اختلط قبل موته.
وقال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث، منكر الحديث، واهي الحديث وفي روايته عن أبي الاشعث عن ثوبان تخليط كثير.
ويزيد بن يوسف الصنعاني، من صنعاء دمشق، قال أبو حاتم بن حبان: هو من أهل دمشق، من صنعائها، يروي عن الاوزاعي، وابن جابر.
روى عنه الوليد بن مسلم، قدم بغداد فكتب عنه العراقيون، كان سيئ الحفظ كثير الوهم، ممن يرفع المراسيل ولا يعلم، ويسند الموقوف ولا يفهم، فلما كثر ذلك منه في حديثه صار ساقط الاحتجاج به إن انفرد، وأرجو أن من احتج به فيا وافق الثقات لم يجرح في فعله، لقدم صدقه.
ومنهم: المطعم بن المقدام الصنعاني، من صنعاء دمشق، يروي عن مجاهد، وعنبسة.
روى عنه ابن أبي عروبة، والهيثم بن حميد، وإسماعيل بن عياش، والاوزاعي.
وقال الاوزاعي: ما أصيب أهل دمشق بأعظم من مصيبتهم بالمطعم بن المقدام الصنعاني،
وبأبي مرثد الغنوي، وبإبراهيم بن جدار العذري.
قلت: وخرجت إلى صنعاء الشام يوما، وأقمت بها إلى الظهر، وسمعت من صاحبنا أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ (1) بها جزءا على نهر الخلخال، وكانت القرية قد خربت وبقيت بها الآثار.
وكان جماعة من المحدثين سمعوا بها.
أخبرنا أبو صالح بن درد بن الجيلي ببروجرد، أنشدنا أبو الحسن علي بن أحمد القرشي، أنشدنا أبو القاسم سعيد بن محمد بن الحسن الادريسي بصيدا، أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين بن
__________
(1) هو حافظ بلاد الشام والاسلام أبو القاسم بن عساكر صاحب " تاريخ دمشق " المتوفي سنة 571، وكان بينه وبين المصنف مودة أكيدة، حتى كتب المصنف إليه كتابا يثبه فيه شوقه إليه، سماه: " فرط الغرام إلى ساكني الشام ".
[ * ](3/558)
شنبويه الاصبهاني بصنعاء بباب دمشق (1)، أنشدنا أبو عبد الله الفقيه المراغي الشافعي رحمه الله: إذا رأيت شباب الحي قد نشأوا * لا ينقلون قلال الحبر والورقا ولا تراهم لدى الاشياخ في حلق * يعون من صالح الاخبار ما اتسقا فذرهم عنك واعلم أنهم همج * قد بدلوا بعلو الهمة الحمقا الصنعي: بفتح الصاد المهملة، وسكون النون، وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة...المشهور بها: يحيى بن محمد الصنعي، يروي عن عبد الواحد بن أبي عمرو الاسدي.
يروي عنه سهيل بن إبراهيم الجارودي.
الصنمي: بفتح الصاد المهملة، والنون، في آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " بني صنم " وهم بطن من الاشعريين في المعافر، منها: ربيعة بن سيف الصنمي المعافري، يروي عن فضالة بن عبيد.
روى عنه جعفر بن ربيعة، وسعيد بن أبي هلال، وسهيل بن حسان، وحيوة بن شريح، والليث بن سعد،
وابن لهيعة، وبكر بن مضر ; وضمام بن إسماعيل آخر من حدث عنه، توفي قريبا من سنة عشرين ومائة، في أيام هشام بن عبد الملك، ورأيت اسمه في ديوان المعافر بمصر في بني صنم، وفي حديثه مناكير.
الصنوبري: بفتح الصاد المهملة، والنون، والواو الساكنة، والباء المفتوحة، وفي آخرها الراء.
__________
(1) الذي قاله المصنف في " أدب الاملاء ": " بصنعاء " فقد دون تعيين صنعاء دمشق، كما هنا.
وفي كون ابن شنبويه من صنعاء دمشق: نظر، فقد ذكر الامير ابن ماكولا رحمه الله في " الاكمال " 4: 421 ابن شنبويه هذا، وقال فيه: " نزيل صنعاء اليمن ".
ويؤكذ هذا أنه يروي عن أبي عبد الله النقوي، عن إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق ابن همام كتابه " الصلاة " كما في " الاكمال ".
والنقوي نسبة إلى " نقو " - بفتح النون والقاف أو تسكين القاف - قال عنها المصنف: " ظني أنها من قرى صنعاء اليمن ".
بل جزم ياقوت بذلك، والدبري نسبة إلى " دبر " وهي من قرى صنعاء اليمن، كما تقدم عن المصنف جازما بذلك، وعبد الرزاق مشهور أنه من صنعاء اليمن، وتقدم قريبا.
ففي قول المصنف هنا " بصنعاء بباب دمشق " وإيراده هذا الخبر شاهدا على قوله: " وكان جماعة من المحدثين سمعوا بها ": نظر طويل، أو وهم أكيد.
والله أعلم.
[ * ](3/559)
هذه النسبة إلى " الصنوبر " وظني أنها شجرة (1).
والمشهور بهذه النسبة: الشاعر المحسن المجيد أبو بكر أحمد بن محمد الصنوبري، كان يسكن حلب ودمشق، وانتشر ديوان شعره.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه من شعره بحلب.
الصنهاجي: بضم الصاد المهملة وكسرها، والنون الساكنة، والهاء المفتوحة، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " صنهاجة "، وصنهاجة وكتامة قبيلتان من حمير، وهما من البربر،
وقيل: بربر: من العماليق إلا صنهاجة وكتامة، فإنهما من حمير، واشتهر بهذه النسبة جماعة كثيرة من المغاربة، منهم (2).
__________
(1) قال في " اللباب ": " وهو شجر معروف " ونحوه في " اللب ".
وتوقف المصنف رحمه الله غريب.
وانفردت نسخة كوبرلي ببياض هنا.
(2) من كوبرلي فقط، فكأن المصنف أراد أن يترجم بعض من يعرف ب " الصنهاجي ".
؟ [ * ](3/560)
باب الصاد والواو الصواف: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الواو، وفي آخرها الفاء.
هذه الحرفة لبيع الصوف والاشياء المتخدة من الصوف، والمشهور بهذه النسبة: أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله بن الصواف، من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا، سمع إسحاق بن الحسن الحربي، وبشر بن موسى الاسدي، وأبا إسماعيل الترمذي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وموسى بن إسحاق الانصاري.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني من القدماء، ومن المتأخرين: أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وأبو بكر البرقاني، وأبو نعيم الاصبهاني، وكان أبو الفتح محمد بن أبي الفوارس الحافظ يقول: أبو علي الصواف كان ثقة مأمونا، من أهل التحرز، ما رأيت مثله في التحرز، وكانت ولادته في شعبان سنة سبعين ومائتين، ووفاته في شعبان سنة تسع وخمسين وثلاثمائة، وله يوم مات تسع وثمانون سنة.
وأبو الحسين عبد الله بن القاسم الصواف الموصلي، يروي عن موسى بن محمد بن موسى الموصلي الحافظ، وعبد الله بن أبي سفيان وغيرهما.
روى عنه جماعة من المتأخرين.
وأبو الحسن علي بن محمد بن مزاحم بن الحسين الصواف الموصلي، يروي عن
أحمد بن الحسن بن محمد الحمصي.
روى عنه أبو الفتح المفضل بن الحسين الصواف بالموصل.
وأبو يعقوب إسحاق بن عبد الكريم بن إسحاق الصواف، كان من أهل الفقه، سمع من أبي العلاء الكوفي، وأبي عبد الرحمن النسائي، توفي في شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وكان مقبولا عند القضاة، قيل إنه كتب عنه.
قاله ابن يونس.
وأبو عثمان سعيد بن نفيس الصواف المصري، من أهل مصر، قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الرحمن بن خالد بن نجيح وغيره.
روى عنه القاضي أبو الحسن علي بن الحسن الجراحي، وأبو حفص بن شاهين، وقال أبو الحسن الدارقطني: سعيد بن النفيس(3/561)
المصري، قدم بغداد وحدث عن المصريين.
الصوافي: بفتح الصاد المهملة، وتشديد الواو، وفي آخرها الفاء، بعد الالف.
هذه النسبة إلى " الصواف " والمنتسب إليه هو: أبو الحسن صافي بن عبد الله الصوافي المنادي، مولى وعتيق أبي الحسن بن الصواف، كان شيخا يحج كل سنة، ويبيع الاشياء في طريق مكة إذا نزلت القافلة بالدلالة، ويتعيش بها وهو من أهل بغداد، وكان من جملة مريدي المبارك بن الحل أبي البقاء، والد الامام أبي الحسن، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن العلاف الحاجب، وأبا سعيد محمد بن عبد الملك الاسدي، وغيرهما.
سمعت منه حديثا واحدا ببغداد وكان يحضر عندي في منازل البادية، وينشدني الاشعار المليحة من حفظه، وكان يحفظ منها شيئا كثيرا، كتبت عنه من الاشعار بالكوفة ووادي العروس وفيد، وتركته حيا في أوائل سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ببغداد.
الصوحاني: بضم الصاد، وفتح الحاء المهملتين، بينهما الواو، وبعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " زيد بن صوحان " العبدي (1)، والمشهور بهذه النسبة: أبو العلاء هلال بن خباب الصوحاني، وهو بصري الدار، سكن المدائن وحدث بها عن أبي جحيفة السوائي، وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، ويحيى بن جعدة.
روى عنه مسعر بن كدام وسفيان الثوري، وإسماعيل بن زكريا الخلقاني.
قال يحيى بن معين: هلال بن خباب ثقة، ليس بينه وبين يونس بن خباب رحم، ومات بالمدائن في آخر سنة أربع وأربعين ومائة.
الصوراني: بضم الصاد المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما إلى " صوران " وهي قرية باليمن للحضارمة، خرج منها: سليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي ثم الصوراني، يروي عن عبد الله بن
__________
(1) وعبارة ابن الاثير في " اللباب ": هذه النسبة إلى " صوحان " العبدي والد زيد وصعصعة " وهي أولى.
[ * ](3/562)
الحارث بن جزء الزبيدي.
روى عنه ابنه غوث بن سليمان، وعمرو بن الحارث، و عبد الله بن لهيعة وغيرهم.
وزمعة بن عرابي بن معاوية بن عرابي الحضرمي ثم الصوراني، يكنى أبا معاوية، روى عن أبيه، وحفص بن ميسرة.
روى عنه سعيد بن عفير، وابنه محمد، وزكريا بن يحيى الوقار، توفي يوم عاشوراء سنة ست عشرة ومائتين.
وبلدة بين بغداد والكوفة يقال لها " صورا " وهي بلدة مشهورة، ذكرتها لئلا يعتقد أن هؤلاء اليمانية منها، ولا أدري: هل خرج من هذه البلدة أحد أم لا ؟ وقد مر بي اسم رجل يشبه أن يكون من هذه البلدة.
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الاديب، أخبرنا أبو طاهر
محمد بن محمد الزيادي، حدثنا عمرو بن عبد الله البصري، حدثنا محمد بن عبد الوهاب العبدي، سمعت إبراهيم بن نصر السوراني يقول: قال سفيان الثوري.
وذكر حكاية.
وإبراهيم بن نصر هذا من أهل هذه البلدة.
وقد كتب " السوراني " بالسين، والصاد تبدل بالسين عندهم.
والله أعلم (1).
وسليمان بن زياد بن ربيعة بن نعيم الحضرمي ثم الصوراني، وصوران قرية باليمن، أمه لميس بنت مقسم من الصدف.
يروي عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي.
روى عنه ابنه غوث بن سليمان، وعمرو بن الحارث وابن لهيعة.
وتوفي سنة سبع عشرة ومائة.
وأبو يحيى غوث بن سليمان بن زياد بن نعيم بن ربيعة بن عمرو بن عبيدة بن جذيمة الحضرمي ثم الصوراني، قاضي مصر، ولي القضاء بمصر، وكان من خير القضاة.
ذكر عن حماد بن المسور: أن امرأة قدمت من الريف إلى مصر، وغوث قاضي مصر في محفة، فوافته وغوث بن سليمان رائحا إلى المسجد، فشكت إليه من أمرها وأخبرته بحاجتها فنزل عن دابته في بعض حوانيت السراجين، ولم يبلغ المسجد، وكتب بحاجتها، وركب إلى
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " وهذا أيضا لفظه يدل على جواز إبدال الصاد من السين مع كل حرف، وهو عجيب ".
قلت: ويتعين النظر في نسبة " السورياني " السابقة 7: 186، فقد ذكر هناك إبراهيم بن نصر هذا، وجعل نسبته إلى " سوريان " وقال: " ظني أنها قرية من قرى نيسابور " ! فيكون وقع تعارض بين ظنه هناك وقوله هنا: " رجل يشبه أن يكون من هذه البلدة " ثم جاء بهذا الخبر على أن هذا الرجل هو إبراهيم بن نصر نفسه.
والله أعلم.
[ * ](3/563)
المسجد، فانصرفت المرأة وهي تقول: أصابت أمك والله حين سمتك غوثا ! أنت والله غوث مثل اسمك !.
الصوري: " صور " بلدة كبيرة من بلاد ساحل الشام، استولت عليها الافرنج بعد سنة عشر وخمسمائة، وكان بها جماعة من العلماء والمحدثين، فمن المتقدمين:
القاسم بن عبد الوهاب الصوري، يروي عن أبي معاوية الضرير، وأهل العراق.
روى عنه أبو الميمون الصوري.
وقيل: إن القاسم من أهل العراق سكن صور.
ومحمد بن المبارك الصوري، وكان من عباد أهل الشام وزهادهم، حدث عن عبد الله بن المبارك.
يروي عنه محمد بن عوف الحمصي، وأهل الشام، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة، ومات سنة خمس عشرة ومائتين، وصلى عليه أبو مسهر الغساني.
وأحمد بن صاعد الصوري الزاهد، صاحب حكمة وزهد.
روى عنه أحمد بن أبي الحواري، وسعد بن محمد البيروتي.
من شيوخنا: أبو طالب علي بن عبد الرحمن بن أبي عقيل الصوري، وبيت أبي عقيل بيت الفضل والقضاء والتقدم، لقيته بدمشق، وكتبت عنه وقرأت عليه عدة كتب.
وعبد السلام بن أبي زرعة الصوري، كتبت عنه بدمشق.
روى لنا عن الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي.
وأبو المسك كافور بن عبد الله الصوري، كان مصري المولد والمنشأ، سكن صور، فنسب إليها، طاف في البلاد وجال في الآفاق، وكان له معرفة تامة باللغة والادب والشعر، كتب الكثير من الحديث، سمع بالاسكندرية: أبا الحمائل مقلد بن القاسم بن محمد الربعي، وبدمشق: أبا الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي، وببغداد: أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي، وبامل طبرستان: أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني وطبقتهم.
سمع منه جماعة كثيرة من أصحابنا، ولما دخل بيهق قال لرئيسها أبي سعد بن منصور: هل من قرى يا أبا سعد بن منصور * لخادم قادم وافاك من صور شعاره إن دنت دار وإن بعدت * الله يبقي أبا سعد بن منصور توفي كافور الصوري ببغداد في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائه، ودفن بالوردية.
وأبو فرح سلامة بن أحمد بن مسلم الصوري، يروي عن الحسن بن جرير الصوري.(3/564)
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن محمد الصوري الحافظ، من أهل صور، سكن بغداد، وكان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتقين، جال في بلاد الشام، ورحل إلى مصر والعراق، وأكثر من الشيوخ، وجمع جموعا وتصانيف، ولم يتمم أكثرها لان المنية اخترمته.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في " تاريخ بغداد " وقال: أبو عبد الله الصوري، قدم علينا بغداد في سنة ثماني عشرة وأربعمائة، فسمع من أبي الحسن بن مخلد ومن بعده، وأقام ببغداد يكتب الحديث، وكان من أحرص الناس عليه وأكثرهم كتبا له وأحسنهم معرفة، ولم يقدم علينا من الغرباء الذين لقيتهم أفهم منه بعلم الحديث، وكان دقيق الخط صحيح النقل، وحدثني أنه كان يكتب في وجه ورقه من أثمان الكاغد الخراساني ثمانين سطرا، وكان مع كثرة طلبه وكتبه صعب المذهب فيما يسمعه، ربما كرر قراءة الحديث الواحد على شيخه مرات، وكان يسرد الصوم ولا يفطر إلا يومي العيدين وأيام التشريق، وحدثني أنه لم يكن سمع الحديث في صغره وإنما كان طلبه بنفسه على حال الكبر، وكتب عن أبي الحسين بن جميع بصيدا وهو أسند شيوخه، ثم صحب عبد الغني بن سعيد المصري فكتب عنه وعمن بعده من المصريين وغيرهم، وذكر لي أيضا أن عبد الغني بن سعيد كتب عنه أشياء في تصانيفه، وصرح باسمه في بعضها، وقال في بعضها: حدثني الورد بن علي، كناية عنه، وكان صدوقا، كتبت عنه وكتب عني شيئا كثيرا، ولم يزل ببغداد حتى توفي بها في جمادى الآخرة سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وكان قد نيف على الستين سنة.
وأبو بكر محمد بن النعمان بن نصير الصوري، كان إمام الجامع إن شاء الله بصور، سمع بمكة أبا يزيد محمد بن عبد الرحمن المخزومي.
وسمع منه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بصور.
ومحمد بن أحمد بن راشد الصوري، يروي عن يحيى بن عبد الله البابلتي.
روى عنه
أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وذكر أنه سمع منه بصور.
ومحمد بن عبدوس بن جرير الصوري، يروي عن هشام بن عمار.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عبد الله محمد بن محمد بن مصعب الصوري، يروي عن مؤمل بن إسماعيل، وخالد بن عبد الرحمن، ومحمد بن المبارك الصوري، وفديك بن سليمان القيساري.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمكة، وهو صدوق ثقة.(3/565)
الصوفي: بضم الصاد المهملة، والفاء بعد الواو.
هذه النسبة اختلفوا فيها، منهم من قال: منسوبة إلى لبس " الصوف " ومنهم من قال: من " الصفا " ومنهم من قال: من بني " صوفة " وهم جماعة من العرب كانوا يتزهدون ويتقللون من الدنيا، فنسبت هذه الطائفة إليهم، واشتهر بهذه النسبة جماعة من الاكابر، وصنفوا فيهم التصانيف، ومن المحدثين الذين اشتهروا بهذه النسبة: أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار بن راشد الصوفي، من أهل بغداد، وكان من الثقات المكثرين، له رحلة في طلب الحديث، سمع علي بن الجعد، وأبا نصر التمار، ويحيى بن معين، وإبراهيم بن زياد سبلان ومحمد بن يوسف الغضيضي، وأبا الربيع الزهراني، وأحمد بن جناب المصيصي، وسويد بن سعيد الحدثاني، وأبا خيثمة زهير بن حرب، وجماعة سواهم من شيوخ البخاري ومسلم.
روى عنه أبو سهل بن زياد القطان، وأبو بكر بن الجعابي، والحسن بن أحمد السبيعي، وأبو حفص بن الزيات، ومحمد بن المظفر الحافظ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وأبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وغيرهم.
واختلف عليه في حديث سويد، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن أبي بكر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أهدى جملا لابي جهل.
رواه الصوفي عن سويد، والحمل فيه على سويد، لان يحيى بن معين قال: لو أن عندي فرسا خرجت أغزوه، يعني سويدا، ورواه عن سويد غير الصوفي مثل يعقوب بن يوسف الاخرم النيسابوري والد أبي عبد الله الحافظ، وروى هذا الحديث ابنه - يعني أبا عبد الله بن الاخرم - عن أبيه، عن سويد، ورواه عن سويد: محمد بن عبدة بن حرب، على أنه متروك، والتعويل على رواية يعقوب في متابعة الصوفي وثقة أبو الحسن الدارقطني، وكانت وفاته في رجب سنة ست وثلاثمائة ببغداد.
وأبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق بن هرمز بن معاذ البغدادي، المعروف بالصوفي الصغير، وأبو الحسن أحمد بن الحسن الصوفي، يعرف بالكبير، وهذا بالصغير.
من أهل بغداد سمع أبا إبراهيم الترجماني، ومحمد بن موسى الحرشي، وعبد الله بن عمر بن أبان الجعفي، وعبيد الله بن يوسف الجبيري، ونحوهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله(3/566)
الشافعي، وعبد الله بن إبراهيم الزبيبي، وأبو حفص بن الزيات، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، ومات في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثمائة.
الصولي: بضم الصاد المهملة، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " صول " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، " وصول " مدينة بباب الابواب.
قال بعض القدماء: في ليل صول تناهى العرض والطول * كأنما صبحه بالحشر موصول وأبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول الصولي، و " صول " جده كان من ملوك جرجان، ثم رأس أولاده من بعده في الكتبة وتقلد الاعمال السلطانية ; و " صول " و " فيروز " أخوان تركيان ملكان بجرجان يدينان المجوسية، فلما
دخل يزيد بن المهلب جرجان أمنهما، فأسلم صول على يده، ولم يزل معه حتى قتل يوم العقر.
وأبو بكر الصولي النديم هذا، كان أحد العلماء بفنون الآداب، حسن المعرفة بأخبار الملوك، وأيام الخلفاء، ومآثر الاشراف وطبقات الشعراء، وكان واسع الرواية حسن الحفظ للادب، حاذقا بتصنيف الكتب ووضع الاشياء منها في مواضعها، ونادم عدة من الخلفاء وصنف أخبارهم وسيرهم، وجمع أشعارهم ودون أخبار من تقدم وتأخر من الشعراء والوزراء والكتاب والرؤساء، وكان حسن الاعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، وله أبوة حسنة على ما ذكرناه، وله شعر كثير في المدح والغزل.
حدث عن أبي داود سليمان بن الاشعث السجستاني، وأبوي العباس ثعلب، والمبرد، وأبي العيناء محمد بن القاسم، وأبي العباس الكديمي، وأبي عبد الله محمد بن زكريا الغلابي، وأبي رويق عبد الرحمن بن خلف الضبي، وإبراهيم بن فهد الساجي، وعباس بن فضل الاسفاطي، وأحمد بن عبد الرحمن الهجري، ومعاذ بن المثنى العنبري، وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن شاذان، وأبو عبيدالله المرزباني، وأبو أحمد الفرضي، وجماعة سواهم ممن بعدهم.
وكتبت جزأين ضخمين من " أماليه " الحسنة عن شيخنا أبي منصور الجواليقي ببغداد، وتصانيفه سائرة مشهورة، ومات بالبصرة لانه خرج عن بغداد إليها لاصابة لحقته في سنة خمس - أو ست - وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن العباس بن صول الصولي، المعروف بالكاتب، أصله من خراسان، وكان أشعر الكتاب، وأرقهم لسانا، وأسيرهم قولا، وله " ديوان " شعر مشهور،(3/567)
روى عن علي بن موسى الرضا عليهما السلام.
روى عنه ثعلب النحوي، وتوفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين بسر من رأى.
الصوناخي: بضم الصاد المهملة، وسكون الواو، وفتح النون، وفي آخرها الخاء
المعجمة.
هذه النسبة إلى " صوناخ " وهي قرية ب " فاراب " بلدة بلدة وراء نهر سيحون من بلاد ما وراء النهر.
والمشهور بالانتساب إليها جماعة، منهم: أبو الفضل صديق بن سعيد الصوناخي الفارابي، من قرية صوناخ، وهي من بلاد إسبيجاب.
هكذا قال أبو سعد الادريسي، سمع بسمرقند محمد بن نصر المروزي الكتب، وخرج منها إلى بخارى، وكتب بها عن سهل بن شاذويه، وحامد بن سهل البخاريين، وأبي علي صالح بن محمد البغدادي الحافظ، ونصر بن أحمد الحافظ، وجماعة سواهم، كانت سماعاته على ما حكى عنه صحيحة، ومات بفاراب بعد الخمسين والثلاثمائة.(3/568)
باب الصاد والهاء الصهباني: بضم الصاد، وسكون الهاء، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " صهبان " وهو بطن من النخع، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
والمشهور بالانتساب إليه: عبد الله بن يزيد الصهباني، عداده في أهل الكوفة، يروي عن يزيد بن الاحمر.
روى عنه الثوري، وشريك (1).
الصهيبي: بضم الصاد المهملة، وفتح الهاء والياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " صهيبة "، وهواسم لجد مالك بن مغول، وهو: أبو عبد الله مالك بن مغول بن عاصم بن مالك بن غزية بن حارثة بن خديج بن جابر بن عوذ بن الحارث بن صهيبة بن أنمار - وهو بجيلة - الصهيبي، من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي، وعطاء، وطلحة بن مصرف، والحكم بن عتيبة وغيرهم.
روى عنه مسعر، والثوري، وشعبة، وجماعة، وكان ثقة ثبتا في الحديث، أثني عليه.
__________
(1) زاد في " اللباب "، ومنهم: كميل بن زياد بن نهيك النخعي الصبهاني، شهد مع علي رضي الله عنه صفين، وقتله الحجاج " وليس فيه إشارة إلى أنها من زياداته على الاصل ! [ * ](3/569)
باب الصاد والياء الصياد بفتح الصاد المهملة، وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة لمن يصيد الطير والسمك والوحوش، والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد أحمد بن يوسف بن وصيف الصياد، من أهل بغداد، سمع أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، وإسماعيل بن العباس الوراق، ونفطويه النحوي.
روى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي، وكان صدوقا.
هكذا ذكره الخطيب.
وابنه أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن وصيف الصياد، سمع أبا بكر الشافعي، وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن المحرم، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن حمدان السقطي البصري، كتبنا عنه، وكان ثقة صدوقا، خيرا سديدا، انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس الحافظ، وولد في المحرم سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الاول سنة ثلاث عشرة، وأربعمائة.
ومن القدماء: أبو عثمان سعيد بن المغيرة الصياد المصيصي من أهل المصيصة، روى عن عامر بن يساف، وأبي إسحاق الفزاري، وعيسى ابن يونس، ومخلد بن الحسين، وابن المبارك.
قال ابن أبي حاتم الرازي: روى عنه أبي، وسمعته يقول: حسبك به فضلا ابتدأ في قراءة " كتاب السير " فرأيت أهل المصيصة قد أغلقوا أبواب حوانيتهم وحضروا مجلسه.
وقال: حدثنا سعيد بن المغيرة الصياد وكان ثقة.
الصيداني: بفتح الصاد المهملة، والياء الساكنة آخر الحروف، والدال المهملة المفتوحة، بعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " صيدا "، وهي بلدة على ساحل بحر الروم مما يلي الشام، قريبة من صور، ذكر سليمان بن أبي كريمة أنه نظر إلى عمود أو حجر مكتوب عليه كتابا، فلم يحسن يقرأه، فتعلم بعد ذلك قراءة اليونانية فقرأه، فإذا عليه: بنى صيدا: صيدون بن سام بن نوح (1).
وهي رابع مدينة بنيت بعد الطوفان.
والنسبة إليها: " صيداوي " و " صيداني "
__________
(1) وقال ياقوت: " سميت بصيدون بن صدقاء بن كنعان بن حام بن نوح عليه السلام ".
[ * ](3/570)
وسأذكرهما جميعا، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن جميع الغساني الحافظ الصيداني، من أهل صيدا، له رحلة إلى ديار مصر والعراق وبلاد فارس وكور الاهواز، وأكثر عن الشيوخ بهذه البلاد، وخرج له خلف بن أحمد بن علي الواسطي الحافظ " معجم شيوخه " في خمسة أجزاء حسنة.
روى عنه ابنه الحسن، وأبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله الماليني الصوفي، وأبو نصر عبد الرحمن بن أبي عقيل الصوري، وآخر من روى عنه أبو نصر الحسين بن محمد بن أحمد بن طلاب الخطيب الدمشقي، وكانت ولادته سنة ست وثلاثمائة بصيدا ووفاته بعد سنة أربع وتسعين وثلاثمائة.
وابنه الحسن بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن جميع الغساني الصيداني، يروي عن أبيه، وسمعه والده عن جماعة من شيوخه.
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف القرشي الهكاري وغيره.
وابنه أبو الحسن أحمد بن الحسن بن أبي الحسين بن جميع الصيداني، سمع جده أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع وغيره.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، ذكره في " معجم شيوخه " وقال: رأيت سماعه في أجزاء من أجزاء جده، وكان عنده كتب جده باقية بصيدا فيها سماع الخلق الذين سمعوا منه، وكتب عنه بصيدا.
وأبو علي الحسن بن محمد بن النعمان الصيداني، يروي عن بكار بن قتيبة قاضي مصر.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وسمع منه بصور.
الصيداوي: هذه النسبة إلى " صيدا " وهي بلدة على ساحل بحر الشام، قريبة من صور، والنسبة إليها صيداوي، وصيداني.
وذكر بعض الشعراء هذا البلد فقال: يا صاحبي رويدا * أصبحت صيدا بصيدا والمنتسب إليها جماعة، منهم: أبو عبد الله محمد بن المعافى بن أبي حنظلة بن أحمد بن محمد بن بشير بن أبي كريمة العابد الصيداوي، كان زاهدا متعبدا، ما شرب الماء ثماني عشرة سنة، وكان يفطر كل ليلة على حسو، كان ذلك طعامه وشرابه.
يروي عن معاوية بن عبد الرحمن المرجي، وعمرو بن عثمان، ومحمد بن صدقة الجبلاني وغيرهم.
روى عنه أبو حاتم محمد بن حبان البستي،(3/571)
وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وغيرهما، ومات في حدود سنة عشر وثلاثمائة.
وهشام بن الغاز بن ربيعة الجرشي الصيداوي، من أهل صيدا أيضا، يروي عن مكحول، ونافع.
روى عنه ابن المبار ك، والوليد، ووكيع، وشبابة.
مات سنة ست وخمسين ومائة.
وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني الصيداوي، رحل إلى العراق، وكور الاهواز، وديار مصر، أدرك المحاملي ببغداد، ولد سنة ست وثلاثمائة.
وتوفي قبل الاربعمائة.
وابنه الحسن أيضا حدث، سمع منه أبو الحسن علي بن يوسف الهكاري القرشي.
وجده أبو بكر يروي عن محمد بن عبد الله.
روى عنه ابنه أبو الحسين وأبو طاهر محمد بن سليمان الصيداوي، سمع بحمص عبد الرحمن بن جابر الكلاعي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه
بصيدا.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن جعفر المنكدري الصيداوي.
يروي عن محمد بن إسماعيل الابلي.
روى عنه أبو الحسين بن جميع الصيداوي.
وأما أبوالصيدا ناجية بن حيان بن بشر الصيداوي: فإنه نسب إلى جده صيدا (1)، وهو ناجية بن حيان بن بشر بن المخارق بن شبيب بن حيان بن سراقة بن مرثد بن حميري بن عتبة بن جذيمة بن الصيدا بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الصيداوي، من أهل بغداد، كان يتولى القضاء ببعض النواحي بها، وحدث عن الحسين بن عبد الله القصار الرقي، وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو بكر محمد بن المؤمل الانباري صاحب الابهري.
ومحمد بن المعافى بن أبي حنظلة الصيداوي، روى عن محمد بن صدقة الجبلاني.
__________
(1) فتكون نسبة " الصيداوي " إلى بلد، وجد، وكأن كلام المصنف هذا في النسبة إلى الجد قد سقط من نسخة ابن الاثير من " الانساب ".
لذلك استدرك على المصنف النسبة إلى الجد فقال: " قلت: فاته " الصيداوي " نسبة إلى صيدا، واسمه عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن خزيمة، ينسب إليه كثير، منهم: شيخ بن عميرة بن خفاف بن سراقة بن نتيف، وهو مرثد، بن حميري بن عتبة بن جذيمة بن صيدا ".
[ * ](3/572)
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بمدينة صيدا.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن طلحة الصيداوي، سمع أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الحلبي بحمص.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وقال: سمعته يقول: كان مولدي لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
الصيدناني: بفتح الصاد والدال المهملتين، والنون، كلها مفتوحة، بينهما الياء
الساكنة آخر الحروف، ثم الالف والنون.
هذه النسبة مثل الصيدلاني سواء، وقيل له الصيدناني.
واشتهر بهذه النسبة: أبو العلاء الحسين بن داود الصيدناني الرازي، من أهل الري، يروي عن داود بن عبد الرحمن العطار، وأبي زهير، ويعقوب القمي، وابن المبارك، وجرير وسمع منه أبو حاتم الرازي بالري وقال: كان صدوقا.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن داود الصيدناني الوراق القزويني، من أهل قزوين، ورد همذان وحدث بها عن أبي الحسين محمد بن هارون الزنجاني، وأبي مسعر ميسرة بن علي القزويني، وأبي منصور محمد بن أحمد القطان، وتوفي بهمذان.
الصيدلاني: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الدال المهملة، وبعدها اللام ألف، والنون.
هذه النسبة لمن يبيع الادوية والعقاقير.
واشتهر بهذه النسبة جماعة كثيره، منهم: أبو يعلى حمزة بن عبد العزيز بن محمد (1) بن المهلبي الصيدلاني، من أهل نيسابور، شيخ فاضل صالح عالم، صحب الائمة، وعمر حتى حدث بالكثير، سمع أبا الفضل العباس بن منصور الفرند اباذي، وأبا حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز وأبا بكر أحمد بن ابن دلويه الدقاق وغيرهم.
سمع منه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وآخر من حدث عنه أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " لنيسابور فقال: أبو يعلى الصيدلاني المهلبي، صحب المشايخ المشهورين، وطلب الحديث، ثم تقدم في معرفة
__________
(1) في عامة الاصول بياض قدر ثلاثة كلمات [ * ](3/573)
الطب وقد كتب قبلنا.
وأبو القاسم عبيدالله بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن المقرئ المعروف
بابن الصيدلاني، من أهل بغداد، كان شيخا صالحا ثقة مأمونا، سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وهو آخر من حدث عنه من الثقات، كان عنده عنه مجلسان، وسمع أيضا أبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، ويزداد بن عبد الرحمن الكاتب ومن بعدهما.
روى عنه الازهري والخلال، والازجي واللالكائي، والعتيقي وابن النقور، وكانت ولادته في رجب سنة سبع وقيل: سنة تسع وثلاثمائه، ووفاته في رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة ببغداد.
وأبو بكر عبد الله بن خلف بن عبد الله بن خلف الصيدلاني الانطاكي من أهل أنطاكية، يروي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمد الاذرمي.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ، وذكر أنه سمع منه بأنطاكية.
الصيرفي: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء، وفتح الراء، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة معروفة لمن يبيع الذهب، والمشهور بهذه النسبة: الفقيه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي المعروف بالصيرفي، من أهل بغداد، له تصانيف في أصول الفقه، وكان فهما عالما ذكيا، سمع الحديث من أحمد بن منصور الرمادي، ومن بعده، لكنه لم يرو إلا شيئا يسيرا.
روى عنه القاضي أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي بمصر، وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وأبو القاسم علي بن أحمد بن الحسن الصيرفي الفارسي، سكن سمرقند إلى حين وفاته، وكان شيخا ثقة صدوقا، سمع أبا عثمان سعيد بن أبي سعيد العيار الصوفي، وأبا بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي وغيرهما، وعمر العمر الطويل، روى لي عنه أبو شجاع عمر بن محمد بن عبد الله البسطامي، عاش مائة وثلاث عشرة سنة، وتوفي بسمرقند في جمادى الاولى سنة خمس عشرة وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه.
الصيغوني: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وضم الغين المعجمة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " صيغون " وهو من أصحاب الامير مزاحم من العجم والمنتسب إليه:(3/574)
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن صيغون (1)، الصيغوني، كان صوفيا صالحا، حدث وسمع منه، توفي يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
الصيقل: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبفتح القاف، وفي آخرها اللام، وقد تلحق الياء في آخرها للنسبة إليها، وهذه النسبة إلى صقال الاشياء الحديدية: كالسيف المرآة والدرع وغيرها واشتهر به جماعة منهم: أبو سهل نصر بن أبي عبد الملك واسمه عبد الكريم المزني البلخي الصيقل، نزل سمرقند وسكنها.
وحدث بها، فنسب إليها، يروي عن محمد بن عجلان، وهشام بن عروة، وهشام بن حسان، وجعفر الصادق عليه السلام، وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج وغيرهم.
روى عنه سلم بن أبي مقاتل، وأزهر بن يونس العبدي، وأبو إسحاق الطالقاني وغيرهم.
ومن المتأخرين: أبو غالب محمد بن غالب بن محمد بن إبراهيم بن أحمد الصيقلي الدامغاني، من أهل جرجان سكن كرمان، وكان شيخا ثقة صالحا سديدا، حسن الاخلاق صدوقا، وصار مقدم الصوفية بكرمان سمع بجرجان أبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي، وأبا الفتح مظفر بن حمزة البيع، وبنيسابور أبا القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب، وأبا المظفر موسى بن عمران الانصاري، وبأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده، وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ وطبقتهم.
لم أسمع منه وكتب إلي الاجازة، وحدثني عنه جماعة، وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، ومات بكرمان في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وكنت ببغداد.
وأبو يوسف حجاج بن أبي زينب الصيقل السلمي، يروي عن أبي عثمان النهدي،
وأبي سفيان طلحة بن نافع.
روى عنه هشيم، ومحمد بن يزيد، ويزيد بن هارون، وقال
__________
(1) سقط من الظاهرية وليدن.
وقد أوهم المصنف رحمه الله بكلامه هذا أن المترجم ينسب إلى جده صيغون، وجده صاحب للامير مزاحم، وليس كذلك، ونص كلام الامير ابن ماكولا في " الاكمال " 5: 230 هو: " إسحاق بن إبراهيم بن صيغون، أبو يعقوب، صوفي، صالح، مصري، ذكره ابن يونس وقال: مات سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
وقد حدث.
وصيغون: من العجم، من أصحاب الامير مزاحم ".
فصيغون جد أبي يعقوب، غير صيغون الذي هو من العجم.
ولذلك قال ابن الاثير: " هذه النسبة إلى جد أبي يعقوب.
" ولم يذكر صيغونا العجمي.
هذا ما يبدو، والله أعلم.
[ * ](3/575)
أحمد بن حنبل - لما ذكره -: أخشى أن يكون ضعيف الحديث.
ومن القدماء: أبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان الصيقل المعدل المصري، لقبه " علان "، حدث ببلده مصر، وبمكة، يروي عن محمد بن سهل بن عمير، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة وغيرهما.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وسمع منه بمكة سنة ست وثلاثمائة، وبمصر سنة تسع وثلاثمائة، وحدث عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو منصور محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الصيقل، من أهل شيراز، كتب وصنف، يروي عن أحمد بن إبراهيم بن المرزبان، ومحمد بن يوسف الصايدي، وأبي حامد المؤدب، وعبد الله بن المعلى، وأبي الحضير المالكي، وعبد الله بن سلميان الوزان، وعبد الله بن يعقوب الكسائي، وأبي بكر يحيى بن أحمد وغيرهم.
مات سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
الصيمري: بفتح الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الميم، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى موضعين:
أحدهما: منسوب إلى نهر من أنهار البصرة يقال له " الصيمر " (1) عليه عدة قرى، خرج منها: القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصيمري، أحد الفقهاء المذكورين من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وكان حسن العبارة جيد النظر ولي القضاة بالمدائن في أول أمره، ثم ولي بآخره القضاء بربع الكرخ، ولم يزل يتقلده إلى حين وفاته.
حدث عن أبي بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجرائي وغيره.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وقال: كان صدوقا، وافر العقل، جميل المعاشرة، عارفا بحقوق أهل العلم، وتفقه عليه القاضي أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني، وتخرج عليه وتوفي في الحادي والعشرين من شوال سنة ست وثلاثين وأربعمائة ببغداد.
__________
(1) هكذا في الاصول و " اللباب " و " الانساب المتفقة " ص 91 إلا ليدن ففيه: " الصيمري "، وفي " معجم " ياقوت: " الصيمرة " وهو الظاهر، وكأن الهاء قلبت ياء في مصورة ليدن، ويؤيد ثبوت الهاء ما سيأتي: " وأما الصيمرة فبلدة.
".
[ * ](3/576)
وأبو العنبس محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس بن المغيرة بن ماهان الصيمري الشاعر، من هذا الموضع، وهو مذكور في الكتب.
أخبرنا عبد الرحمن بن أبي غالب، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا ابن حمويه الهمذاني بها، أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أنشدنا لاحق بن الحسين، أنشدنا علي بن عادل القطان الحافظ لابي العنبس: كم مريض قد عاش من بعد يأس * بعد موت الطبيب، والعواد قد يصاد القطا فينجو سليما * ويحل القضاء بالصياد ومات أبو العنبس سنة خمس وسبعين ومائتين وحمل إلى الكوفة.
وأما الصيمرة: فبلدة بين ديار الجبل وخوزستان.
وشيخنا الرئيس أبو تمام إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن حمدان الهمذاني
الصيمري، من أهل بروجرد، سألت ابنه عن هذا النسب ؟ فقال: صيمرة وكودشت قريتان بخوزستان، وأصلنا منها، وأبو تمام هذا كان كبير السن جليل القدر، ولي الرئاسة ببلدة بروجرد مدة، ثم ضعف وعجز وأقعد في بيته، سمع ببلده بروجرد أبا يعقوب يوسف بن محمد بن يوسف بن محمد الخطيب، وأبا الفتح عبد الواحد بن إسماعيل ابن نقارة الحافظ، وأبا إسحاق إبراهيم بن أحمد الرازي، وببغداد أبا إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، وبمكة أبا معشر عبد الكريم بن عبد الصمد الطبري.
قرأت عليه أجزاء ببروجرد، وكانت ولادته في سنة ست وأربعين وأربعمائة، وتوفي ببروجرد في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
الصيني: بكسر الصاد المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما: " الصين " الاقليم المعروف بأرض المشرق بالحسن وحسن الصنعة: أبو عمرو حميد بن محمد بن علي الشيباني، المعروف بحميد الصيني، سمع السري بن خزيمة وأقرانه.
روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان وغيره.
وظني أنه نسب إلى الصين إما لان أصله منها، أو لانه كان يمضي إليها ؟ والله أعلم.
وأما إبراهيم بن إسحاق الصيني، كوفي، كان يتجر في البحر، ورحل إلى الصين،(3/577)
وهو من بلاد المشرق، يروي عن أبي عاتكة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: " اطلبو العلم ولو بالصين ".
وشيخنا أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد الانصاري الاندلسي، كان يكتب لنفسه " الصيني " لانه كان قد سافر من بلاد المغرب إلى أقصى بلاد المشرق، وهو الصين، من أهل بلنسية مدينة بشرقي الاندلس، كان فقيها صالحا كثير المال، حصل الكتب والاصول، وسمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن
الصين، من أهل بلنسية مدينة بشرقي الاندلس، كان فقيها صالحا كثير المال، حصل الكتب والاصول، وسمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهم.
سمعت منه جميع كتاب " السنن " لابي عبد الرحمن النسائي، بروايته عن أبي محمد الدوني، عن أبي نصر الكسار، عن أبي بكر السني، عن المصنف، وغيره من الاجزاء، وتوفي في المحرم سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ببغداد، ودفن بباب حرب.
وأما أبو علي الحسن بن أحمد بن ماهان الصيني فهو منسوب إلى " صينية الحوانيت "، وهي مدينة بين واسط والصليف بالعراق، يروي عن علي بن محمد بن موسى التمار البصري، وأحمد بن عبيد الواسطي.
روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ البغدادي وقال: كان قاضي بلدته وخطيبها، كتبنا عنه، وكان لا بأس به، سألته عن مولده ؟ فقال: في سنة تسع وستين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يزيد المعروف بالصيني، من أهل بغداد، حدث عن عبد الله بن داود الخريبي، وروح بن عبادة، ونصر بن حماد الوراق، وعمرو بن عبد الغفار، وأبي النضر هاشم بن القاسم، وغيرهم.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني ومحمد بن حنيفة، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطيان، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه بمكة.
وسألت عنه أبا عون بن عمرو بن عون فتكلم فيه وقال: هو كذاب، فتركت حديثه.
وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن إبراهيم الرازي، المعروف بابن الصيني، رازي الاصل، سكن باب الشام، وحدث عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، وكان أحد الشهود المعدلين، وكان رجلا صالحا من أهل القرآن، كثير الصلاة والتهجد، روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد العزيز بن المهدي الهاشمي، ومات في جمادى الاولى من سنة عشر وأربعمائة.(3/578)
الانساب - السمعاني ج 4
الانساب
السمعاني ج 4(4/)
الانساب للامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي السمعاني المتوفي سنة 562 ه تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي مركز الخدمات والابحاث الثقافية الجزء الرابع دار الجنان(4/3)
ملتزم الطبع والنشر والتوزيع دار الجنان الطبعة الاولى 1408 ه 1988 م(4/4)
حرف الضاد الضاد المعجمة والالف الضال: بفتح الضاد المشددة المنقوطة، وفي آخرها اللام، وليس هذا من الضلالة في الدين، بل اشتهر بهذه الصفة: أبو عبد الرحمن معاوية بن عبد الكريم الثقفي الضال، من آل أبي بكرة، وإنما سمي " الضال " لانه ضل في طريق مكة، فقيل له: الضال، وكان من عقلاء أهل البصرة ومتقنيهم وثقاتهم، يروي عن الحسن وابن سيرين.
روى عنه قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عبيد بن
حساب (1).
الضايع: بفتح الضاد المعجمة، والياء المكسورة المنقوطة باثنتين من تحتها، بعد الالف، وفي آخرها العين المهملة.
هذا لقب شاعر من بني ضبيعة بن قيس وهو عمرو بن قميئة بن ذريح بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة الشاعر، دخل مع امرئ القيس بلاد الروم، وظني أنه هو الذي يقول فيه امرؤ القس: بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه * * * وأيقن أنا لاحقان بقيصرا أنشدناه أبو الحسن علي بن سليمان الاندلسي من حفظه له، قال ابن ماكولا: دخل عمرو بن قميئة بلد الروم مع امرئ القيس فمات بها، فسمي عمرا الضايع، يعني لضياعه في غير أرضه وموته بها، وهو أول من عمل في الخيال شعرا.
وعثمان بن بلج الضايع، يروي عن عمرو بن مرزوق.
روى عنه محمد بن بكر بن داسة البصري.
[ هامش...(1) قال ابن الاثير رحمه الله: " قلت: فاته " الضاطري " بفتح الضاد، وبعد الالف طاء مهملة مكسورة.
هذه النسبة إلى ضاطر بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو، بطن من خزاعة.
فممن ينسب إليه: طلحة بن عبيدالله بن كريز بن هاجر بن ربيعة بن هلال بن عبد مناف بن ضاطر الخزاعي الضاطري.
كريز هذا: بفتح الكاف وكسر الراء " ].(4/5)
باب الضاد والباء الصبابي: بفتح الضاد المعجمة، والباء الموحدة، وباء أخرى في آخرها بعد الالف.
هذه النسبة إلى " الضباب " وهو اسم لبطون من قبائل العرب.
قال ابن حبيب: في مذحج: الضباب بالفتح وهو سلمة بن الحارث بن ربيعة بن الحارث بن كعب.
وفي قريش: الضباب بالفتح بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب.
وفيها أيضا الضباب
بالفتح بن الحارث بن فهر.
قال ابن حبيب: وفي بني عامر بن صعصعة: الضباب بالكسر (1) وهو معاوية بن كلاب بن ربيعة بن عامر، سمي بولده، وهم ضب ومضب، وحسل وحسيل، فقيل له الضباب لهذا.
وذو الجوشن الكلابي الضبابي، له صحبة.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي مرسلا، وكان اسمه شرحبيل وسمي ذا الجوشن من أجل صدره كان ناتئا.
الضبابي: بكسر الضاد المعجمة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها باء أخرى، بعد الالف.
هذه النسبة إلى اسم لجد: أبي الحسن محمد بن سليمان بن منصور بن عبد الله بن محمد بن منصور بن موسى بن [ هامش...(1) من " المؤتلف والمختلف " و " الاكمال "، مع أن عدم ذكر المصنف لها يوهم أن الضاد مفتوحة ! ولهذا تعقبه ابن الاثير فقال: " قلت: ضباب بن عامر: بكسر الضاد، وقوله: إنما قيل له ذلك بأولاده: يشهد بصحة ما قلت، لان جمع " ضب ": ضباب، بالكسر لا بالفتح، والمحلة التي بالكوفة ذكرها في الترجمة التي تلي هذه الترجمة، ونسب إليها بالضبابي بكسر الضاد، وإنما قيل لها ذلك لكسنى الضباب بها، على عادتهم، فإن كل قبيلة كانت تسكن مجتمعة ويبنى لها وتسمى المحلة بها، كالسبيع وكندة وغيرهما.
ولم يذكر أبو سعد أحدا ممن ينسب إلى البطون التي ذكرها.
فأما الضباب من بني الحارث بن كعب: فهو بالفتح كما ذكره، ومنه: شريح بن هانئ بن يزيد بن نهيك بن دريد بن سفيان بن الضباب، شهد المشاهد كلها مع علي بن أبي طالب عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل أيام الحجاج.
وأما الضباب من قريش: فهو بالفتح أيضا كما قاله، ومنه: عبيدالله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن وهيب [ بن ] ضباب، الذي يقال له: ابن قيس الرقيات، الشاعر المشهور، وهم من قريش الظواهر لا قريش الاباطح ].(4/6)
سعد بن مالك بن جابر بن وهب بن ضباب الازرق الضبابي، المعروف بابن عند لك، حدث عن علي بن إسماعيل بن أبي النجم، سمع منه بسميساط عن جبارة بن المغلس.
روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي، وذكر أنه سمع منه في منزله بالجانب الغربي من بغداد، كان ثقة.
وبالكوفة محالة من السبيع يقال لها " قلعة الضباب "، ومسجد أبي إسحاق السبيعي في هذه المحلة.
وجماعة من شيوخنا يسكنون هذه المحلة منهم: شيخنا الشريف الامام أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حمزة الحسني العلوي الضبابي، شيخ الزيدية وإمامهم، سمعت منه الكثير في النوب الخمس.
وابناه أبو الحسن علي بن عمر، وأبو المناقب حيدرة بن عمر، سمعت منهما.
وجماعة سواهم، وإنما ذكرت لتعرف المحلة والموضع.
الضباثي: بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء الموحدة، بعدهما الالف، وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى " ضباث " وهو بطن من جشم.
ذكر ابن الكلبي في " الالقاب " قال: إنما سمي بنو زيد بن ضباث بن نهرش بن جشم بن قيس بن عامر بن عمرو بن بكر.
ومنجى بن ضباث.
وعمهم عامر بن جشم بن قيس: لانهم تحالفوا على عطية بن ضباث، فقيل لهم: الرقاع تلفقوا كما تلفق الرقاع.
الضباري: بفتح الضاد المعجمة، والباء الموحدة، بعدهما الالف، وفي آخرها الراء.
هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم فيما ذكر ابن حبيب، قال: في الرباب: ضباري مفتوح الضاد ابن نشبة بن ربيع بن عمرو بن عبد الله بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم بن عبد مناة بن أد.
قال الدارقطني: منهم: وردان بن مجالد بن علفة بن الفريش بن ضباري بن نشبة بن ربيع، كان مع ابن ملجم ليلة قتل علي بن أبي طالب عليه السلام.
ومنهم:
المستورد بن علفة بن الفريش بن ضباري الخارجي، قتله معقل بن قيس الرياحي، صاحب [ هامش...(1) تابعت في ضبطها لمصحح " تاريخ بغداد " مع توقفي فيه، ثم رأيت الحافظ رحمه الله ضبطها في " التبصير " ص 986: عند لك ].(4/7)
علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
فأما وردان بن مجالد فقتله عبد الله بن نجبة بن عبيد بن عمرو بن عتيبة بن طريف التيمي تيم الرباب وهو من رطه.
قال ابن حبيب: وفي ربيعة: ضباري مفتوح الضاد ابن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة.
الضباري: بكسر الضاد المعجمة، والباء الموحدة المفتوحة، بعدهما الالف، وفي آخرها الراء.
وضباري بطن من تميم، وهو ضباري بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع.
وفي تميم أيضا: ضباري بن حجية بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم.
الضبعي: بضم الضاد المعجمة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخره العين المهملة.
هذه النسبة إلى " ضبيعة " بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، نزل أكثرهم البصرة، وكانت بها محلة ينسب إليهم يقال لهم: بنو ضبيعة.
والمنتسب إلى القبيلة: أو حبرة شيحة بن عبد الله الضبعي، سمع علي بن أبي طالب عليه السلام.
روى عنه المثنى بن سعيد.
وأبو جمرة نصر بن عمران بن عاصم الضبعي بالجيم راوي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي عنه حديث وفد عبد القيس.
روى عنه شعبة والحمادان.
مات في ولاية
يوسف بن عمر على العراق، وولي يوسف سنة إحدى وعشرين ومائة إلى سنة أربع وعشرين ومائة.
وأبو التياح يزيد بن حميد الضبعي، من أهل البصرة، يروي عن أنس بن مالك.
روى عنه شعبة، وعبد الوارث.
مات سنة ثمان وعشرين، وقيل: سنة ثلاثين.
وأبو سليمان جعفر بن سليمان الضبعي الجرشي البصري، من أهل يمامة، إنما قيل له: الضبعي، لانه كان ينزل في بني ضبيعة، فنسب إليها، يروي عن ثابت، وأبي عمران الجوني، ويزيد الرشك، ومالك بن دينار، وفرقد السبخي.
روى عنه ابن المبارك، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وعبيدالله بن عمر القواريري، وأهل العراق.
مات سنة ثمان(4/8)
وسبعين ومائة.
وكان يبغض الشيخين أبا بكر وعمر.
قال جرير بن يزيد بن هارون بين يدي أبيه: بعثني أبي إلى جعفر بن سليمان الضبعي، فقلت له: بلغنا أنك تسب أبا بكر وعمر.
فقال: أما السب فلا، ولكن البغض ما شئت ! قال: وإذا هو رافضي مثل الحمار !.
قال أبو حاتم بن حبان: كان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات، غير أنه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت، ولم يكن بداعية إلى مذهبه، وليس بين أهل الحديث من أئمتنا خلاف أن الصدوق والمتقن إذا كان فيه بدعة ولم يكن يدعو إليها أن الاحتجاج بأخباره جائز، فإذا دعا إلى بدعته سقط الاحتجاج بأخباره، ولهذا العلة تركنا حديث جماعة ممن كان ينتحل البدع ويدعو إليها وإن كانوا ثقات، واحتججنا بأقوام ثقات، انتحالهم سواء، غير أنهم لم يكونوا يدعون إلى ما ينتحلون، وانتحال العبد: بينه وبين ربه، إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه عليه، وعلينا قبول الروايات عنهم إن كانوا على حسب ما ذكرناه في غير موضع من كتبنا.
والذي نزل فيها ولم يكن منها: أبو سعيد المثنى بن سعيد الضبعي القصير، كان ينزل ضبيعة ولم يكن منهم، يروي
عن أنس بن مالك.
روى عنه ابن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهما.
وأبو مخراق جويرية بن أسماء بن عبيد بن مخراق الضبعي، من أهل البصرة، يروي عن نافع، وأبيه.
روى عنه أبو داود الطيالسي، وأهل البصرة.
مات سنة ثلاث وسبعين ومائة.
وأبو الحجاج خارجة بن مصعب الضبعي، من أهل سرخس، يروي عن زيد بن أسلم والبصريين.
روى عنه الناس، كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره، يروي ما سمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الاثبات، لا يحل الاحتجاج بخبره ومات سنة ثمان وستين ومائة في شهر ذي القعدة يوم الجمعة، وكان مولده سنة ثمان وتسعين.
وقال يحيى بن معين: خارجة بن مصعب ليس بشئ.
وأبو سعيد المثنى بن سعيد الضبعي القصير البصري الذراع، يقال: إنه كان ينزل في بني ضبيعة ولم يكن منهم، قاله عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
يروي عن أنس بن مالك، وأبي مجلز، وأبي المتوكل الناجي، وأبي حبرة شيحة بن عبد الله، وقتادة.
روى عنه يزيد بن زريع، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو الوليد الطيالسي.
وثقه أحمد بن حنبل،(4/9)
ويحيى بن معين، وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان (1).
الضبي: بفتح الضاد المعجمة، والباء المكسورة المشددة المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " بني ضبة " وهم جماعة، ففي مضر: ضبة بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن ربيعة بن معد بن عدنان.
وفي قريش: ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك.
وفي هذيل: ضبة بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل.
وجماعة ينسبون إلى كل واحد من هؤلاء.
وأبو سلمة تميم بن حذلم الضبي، من أهل الكوفة، يروي عن أبي بكر وعمر.
روى
عنه العلاء بن بدر.
وقيل: كنيته أبو حذلم.
وأبو عبد الله جرير بن عبد الحميد بن جرير بن قرط الضبي الرازي مولده بالكوفة، انتقل إلى الري وسكنها، يروي عن أبي إسحاق، والاعمش.
وكان مولده سنة عشر ومائة، في السنة التي مات فيها الحسن وابن سيرين، ومات سنة سبع وثماني ومائة بالري.
روى عنه ابن المبارك والناس، وكان من العباد الخشن.
وإسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان المحاملي الضبي، والد الحسين والقاسم، من ضبة البصرة، رزق الاولاد والاحفاد، سكن بغداد وحدث بها عن الفيض بن وثيق، وعبد الله بن عون الخراز، وأبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري.
روى عنه ابناه: الحسين أبو عبد الله، والقاسم أبو عبيدالله شيئا يسيرا، وقد ذكرنا أولاده في " الميم " في " المحاملي ".
والمنتسب إليهم ولاء: أبو عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي، من أهل الكوفة، وكان مولى بني ضبة، يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري، والاعمش.
روي عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المنذر الطريقي، وأهل العراق.
مات سنة خمس [ هامش...(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى: ضبيعة بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، قبيل، منهم: بنو أحمس بن ضبيعة.
ينسب إليه كثير من العلماء.
وإلى: ضبيعة بن زيد بن مالك بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس، ينسب إليه كثير من الصحابة وغيرهم.
منهم: عاصم بن ثابت بن أبي الاقلح بن عصمة بن مالك بن أمية بن ضبيعة.
وفاته " الضبني ": بفتح الضاد والباء الموحدة وبعدها نون.
هذه النسبة إلى: ضبينة، بطن من جذام، منهم: رفاعة بن زيد بن وهب الجذامي الضبني، ويقال: الصبيني: بضم الضاد، وفتح الباء الموحدة، وبعدها ياء آخر الحروف.
ثم باء موحدة، من بني الضبيب.
هكذا يقوله المحدثون.
وأهل النسب يقولون الاول ].(4/10)
وتسعين ومائة، وكان يغلو في التشيع.
وأبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسين بن عثمان بن حبيب بن زياد بن ضبة الضبي، نسب إلى جده الاعلى، حدث عن أبي شعيب صالح بن زياد السوسي.
روى عنه عبيدالله بن محمد بن شنبة الدينوري.
وأبو الفضل محمد بن الحجاج بن جعفر بن إياس بن نذير بن هلال بن كعابة بن كسيب بن علقمة بن مرهوب بن عبيد بن هاجر بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد الضبي، من أهل الكوفة قدم بغداد، يروي عن أبي بكر بن عياش، وعبد الرحيم بن سليمان، ومحمد بن الفضيل بن غزوان، وأبي معاوية الضرير، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن داود الخريبي وغيرهم.
روى عنه يحيى ين محمد بن صاعد، وأبو عمر محمد بن يوسف القاضي، وإسماعيل بن العباس الوراق، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وكان أبو العباس بن عقدة: يقول: محمد بن الحجاج الضبي في أمره نظر، وقال أبو الحسين بن المنادي: توفي محمد بن الحجاج بن نذير الضبي الكوفي بمدينة السلام، وذلك أنه رحل من الكوفة نحوا من شهر وحدث الناس ثم أدركه الموت في ربيع الاول سنة إحدى وستين ومائتين، وكان ققد استكمل سبعا وتسعين سنة ودخل في ثمان وتسعين.
وأبو بكر محمد بن خلف بن جيان بالجيم والياء آخر الحروف ابن صدقة بن زياد الضبي القاضي المعروف بوكيع من أهل بغداد، وكان عالما فاضلا عرفا بالسير وايام الناس وأخبارهم، وله مصنفات كثيرة، منها " كتاب الطريق " و " كتاب الشريف " و " كتاب عدد آي القرآن والاختلاف فيه " وكتب أخر سوى ذلك، وكان حسن الاخبار، حدث عن الزبير بن بكار، وأبي حذافة السهمي، ومحمد بن الوليد البسري، والحسن بن عرفة، وعلي بن موسى الطوسي، والحسن بن محمد الزعفراني، وعلي ومحمد ابني إشكاب، ومحمد بن عثمان بن كرامة، وخلق من أمثالهم.
روى عنه أحمد بن كامل القاضي، وأبو علي بن الصواف، وأبو بكر محمد بن عمر بن الجعابي، ومحمد بن المظفر وغيرهم.
وقيل: إن
أبا بكر بن مجاهد سئل أن يصنف كتابا في العدد، فقال: قد كفانا ذلك وكيع.
ومات في شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثمائة.
وأبو قبيصة محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمارة بن القعقاع ابن شبرمة، أخي عبد الله بن شبرمة الضبي، وهو: شبرمة بن طفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن(4/11)
مالك بن زيد بن مالك بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة الضبي، من أهل بغداد، سمع سعيد بن سليمان، وعاصم بن علي الواسطيين، وسعيد بن زنبور، وسعيد بن محمد الجرمي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر بن السماك، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وإسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وكان ثقة.
وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، وقال إسماعيل الخطبي: كان هذا الشيخ يعني أبا قبيصة من أدرس من رأينا للقرآن، سألته عن أكثر ما قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال وكان يوصف بكثرة الدرس وسرعته فامتنع أن يخبرني، فلم أزل به حتى قال لي: إنه قرأ في يوم من أيام الصيف الطوال أربع ختم وبلغ في الخامسة إلى براءة، وأذن المؤذن العصر، وكان من أهل الصدق.
توفي في شهر ربيع الاول سنة أثنتين وثمانين ومائتين.
والمفضل بن محمد بن يعلي بن عامر بن سالم بن أبي سلمى بن ربيعة بن زبان بن عامر بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي الكوفي، من أهل الكوفة، كان علامة راوية للادب والاخبار وأيام العرب، موثقا في روايته، وقدم بغداد في أيام هارون الرشيد، سمع سماك بن حرب، وأبا إسحاق السبيعي، وعاصم بن أبي النجود، وسليمان الاعمش.
روى عنه أبو زكريا يحيى بن زياد الفراء، ومحمد بن عمر القصبي، وأبو كامل الجحدري، وأبو عبد الله محمد بن زياد بن الاعرابي وغيرهم.
قال جحظة: قال الرشيد للمفضل الضبي: ما أحسن ما قيل في الذئب ولك هذا الخاتم الذي في يدي وشراؤه ألف وستمائة دينار ؟ فقال: قول الشاعر:
ينام بإحدى مقلتيه ويتقي * * * بأخرى المنايا فهو يقظان هاجع فقال: ما ألقي هذا على لسانك إلا لذهاب الخاتم، وحلق به إليه، فاشترته أم جعفر بألف وستمائة دينار، وبعثت به إليه وقالت: قد كنت أراك تعجب به ! فألقاه إلى الضبي وقال: خذه وخذ الدينار، فما كنا نهب شيئا ونرجع فيه.
وضبة: قرية بالحجاز على ساحل البحر على طريق الشام، وبحذائها قرية يقال لها: بدا، وهي قرية يعقوب عليه السلام، بها نهر جار وزرع ونخيل، ومسجد جامع وسوق، والعرب تقول: من ضبة إلى بدا سبعون ميلا عددا، ومنها قدم يعقوب عليه السلام على يوسف صلوات الله عليهما وعلى جميع أنبيائه ورسله، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وإله وسلم تسليما كثيرا.(4/12)
باب الضاد والخاء الضخمي: بفتح الضاد، وسكون الخاء المعجمتين، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " الضخم " وهو اسم لجد: أبي القاسم عبد الله بن محمد بن علي بن الضخم الضخمي، من أهل بغداد، يروي عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وذكر أنه كتب عنه ببغداد في مجلس الباغندي.(4/13)
باب الضاد والراء الضراب: بفتح الضاد، وتشديد الراء، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " ضرب " الدنانير والدراهم، والمشهور بهذه النسبة: أبو علي عرفة بن محمد بن الغمر الغساني الضراب، من أهل مصر، يروي عن أحمد بن داود المكي وطبقة ونحوه، وكان ثقة ثبتا، توفي سنة أربعين وثلاثمائة.
قاله
ابن يونس.
وأبو معاذ عبد الغالب بن جعفر بن الحسن بن علي الضراب، يعرف بابن القني، سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وحدث.
وابنه أبو الحسن علي بن عبد الغالب ابن الضراب، سمع أبا الحسن ابن الصلت المجبر، وأبا أحمد الفرضي وغيرهما، سمع منه أبو بكر الخطيب وكان رفيقه في الرحلة والسماع.
وأبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب، من أهل مصر مكثر من الحديث، صاحب جموع.
قاله ابن ماكولا.
سمعت له " كتاب المروة ".
روى عنه ابنه أبو القاسم عبد العزيز بن الحسن الضراب، وسمع من أبي القاسم: أبو عبد الله الحميدي، وأبو نصر بن ماكولا وغيرهما أثنى عليه أبو نصر وقال: كان شيخنا صالحا.
وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن الجراح بن ميمون الضراب، من أهل بغداد، كان ثقة، سمع أبا يحيى محمد بن سعيد العطار، والحسن بن محمد الزعفراني، والحسن بن عبد العزيز الجروي، ومحمد بن عبدالنور الكوفي، ويحيى بن محمد الكوفي، ويحيى بن محمد بن أعين المروزي، وأحمد بن منصور الرمادي.
روى عنه القاضي الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، ومات في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
الضراري: بكسر الضاد المعجمة، وفتح الراء الاولى، وكسر الثانية.
هذه النسبة إلى " ضرار " وهو اسم رجل من أجداده، والمشهور بهذه النسبة:(4/14)
أبو صالح محمد بن إسماعيل الضراري، رحل إلى العراق واليمن، وكتب عن عبد الرزاق.
الضراسي: بكسر الضاد المعجمة، وفتح الراء، بعدهما الالف، وفي آخرها السين
المهملة.
هذه النسبة إلى " ضراس " وهي قرية من جبال اليمن، منها: أبو طاهر إبراهيم بن نصر بن منصور بن حبيش الفارقي الضراسي، نزل هذه القرية، حدث عن أبي الحسين محمد بن أحمد بن عبد الله البغدادي.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ (1).
الضرير: بفتح الضاد المنقوطة، والرائين المهملتين بينهما ياء منقوطة بنقطتين من تحتها.
هذه الصفة كانت لجماعة كثيرة من أهل العلم، والذي اشتهر بها: أبو معاوية محمد بن خازم التميمي السعدي الضرير، من أهل الكوفة، مولى لبني تميم من سعد بن زيد مناة، كان حافظا متقنا، ولكنه كان مرجئا، قيل: إنه عمي وهو ابن أربع سنين، وقيل: ابن ثمان.
يروي عن الاعمش، والشيباني، وابن أبي خالد، وهشام بن عروة، وعبيدالله بن عمر بن حفص، وليث بن أبي سليم.
روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، ويعقوب الدورقي.
قال أبو معاوية: حججت مع جدي أبي أمي وأنا غلام، فرآني أعرابي فقال لجدي: ما يكون هذا الغلام منك ؟ قال: ابني.
قال: ليس بابنك، قال: ابن ابنتي، قال: ابن بنتك، وليكونن له شأن، وليطأن برجليه هاتين بسط الملوك ! قال: فلما قدم الرشيد بعث [ هامش...(1) أقحم هنا في الاصول إلا كوبرلي كلمة: " المصري ".
هذا، قال ابن الاثير مستدركا: " قلت: فاته " الضرامي " بكسر الضاد، وبعد الالف ميم.
نسبة إلى ضرام بن مالك بن كعب بن مالك بن ثعلبة بن حميس بن عامر، بطن من جهينة، منهم: شهاب بن جمرة الوافد على عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: ما أسمك ؟ فقال: شهاب.
قال: ابن من ؟ قال: ابن جمرة.
قال: ممن ؟ قال: من الحرقة.
قال: من أيها ؟ قال: من بني ضرام.
قال: من أين أقبلت ؟ قال: من حرة النار.
قال: فأين تركت أهلك ؟ قال: بلظى.
قال: أدرك أهلك فقد احترقوا، فكان كذلك.
قوله: من الحرقة، لان بني حميس يقال لهم: الحرقة.
حميس: بضم الحاء المهملة، وفتح الميم، وبالياء تحتها نقطتان، وآخره سين مهملة ".(4/15)
إلي، فلما دخلت عليه ذكرت حديث الاعرابي، فأقبلت ألتمس برجلي البساط، قال: يا أبا معاوية لم تلتمس البساط ؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين حججت مع جدي، وحدثته الحديث فأعجبه.
قال أبو معاوية: وحركني شئ فقلت: يا أمير المؤمنين أحتاج إلى موضع الخلاء، فقال للامين والمأمون: خذا بيد عمكما فأرياه الموضع، فأخذا بيدي فأدخلاني إلى موضع شممت من رائحة المسك ؟ فقالا: يا أبا معاوية هذا الموضع فشأنك.
فقضيت حاجتي.
وكان يحفظ ما سمع من الاعمش فمرض مرضه فنسي منها ستمائة حديث (1) ! وقال يعقوب بن شيبة: محمد بن خازم الضرير، مولى لبني عمرو بن زيد مناة رهط سعير بن الخمس، وكان من الثقات وربما دلس، وكان يرى الارجاء، يقال: إن وكيعا لم يحضر جنازته لذلك.
وكانت ولادته سنة ثلاث عشر ومائة، ومات في آخر صفر سنة خمس وتسعين ومائة.
وأبو عمر حفص بن عمر الضرير، من أهل البصرة، يروي عن أبي عوانة الوضاح وأهل البصرة.
روى عنه أبو خليفة الجمحي.
وكان من علماء أهل البصرة بالفرائض والحساب والفقه والشعر وأيام الناس، وكان قد ولد وهو أعمى، مات سنة عشرين ومائتين.
وإبراهيم بن محمد بن خازم الضرير، وهو ابن أبي معاوية الكوفي، يروي عن أبيه، وأبي بكر بن عياش، ويحيى بن عيسى الرملي.
وروى عنه علي بن الحسين بن الجنيد.
وقال أبو زرعة: إبراهيم بن أبي معاوية الضرير لا بأس به صدوق صاحب سنة.
وأبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار الضرير، من أهل بغداد، سمع سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، وحماد بن خالد الخياط، وعبد المجيد بن أبي رواد، ويحيى بن آدم، وعبيدة بن حميد، وأبا معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة، ومعاذ بن
معاذ، وأسباط بن محمد، ومحمد بن إدريس الشافعي.
روى عنه أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج الفقيه، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإسماعيل بن العباس الوراق، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد وغيرهم.
وكان ثقة.
قال ابن أبي حاتم كتبت عنه مع أبي وهو صدوق.
مات في شوال سنة إحدى وستين ومائتين.
وأبو جعفر محمد بن سعدان النحوي الضرير، من أهل بغداد، وكان أحد القراء، له [ هامش...(1) هكذا في " تاريخ بغداد " 5: 247 نقلا عن العجلي من قوله، لكنه نقل في الصفحة التي قبلها عن أبي معاوية نفسه بواسطة ابن معين أنه قال: " حفظت من الاعمش ألفا وستمائة، فمرضت مرضه فذهب عني منها أربعمائة ".
فهذا أولى بالصواب ].(4/16)
كتاب مصنف في النحو، وكتاب كبير في القراءات.
روى فيه عن عبد الله بن إدريس، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وإسحاق بن محمد المسيبي، وأبي معاوية الضرير، والمسيب بن شريك، وعبد العزيز بن أبان وغيرهم.
روى عنه محمد بن سعد كاتب الواقدي، ومحمد بن أحمد بن البراء، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن يحيى، وعبيد بن محمد المرزبان وغيرهم، وكان ثقة.
وقال أبو الحسين بن المنادي: كان أبو جعفر النحوي الضرير يقرأ بقراءة حمزة، ثم اختار لنفسه، ففسد عليه الاصل والفرع، إلا أنه كان نحويا.
ومات في يوم عرفة من سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو عمر حفص بن عبد الله الحلواني الضرير، يروي عن أبي بكر بن عياش، ومروان بن معاوية، ويحيى بن يمان، ووكيع، وعبدة بن سليمان، وبكار بن عبد الله الربذي ابن أخي موسى بن عبيدة، وعيسى بن موسى البخاري غنجار.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بحلوان سنة ست وثلاثين ومائتين وقال: هو صدوق.(4/17)
باب الضاد والعين
الضعيف: هو أبو محمد عبد الله بن محمد الضعيف، ظني أنه من أهل الكوفة، روى عن عبد الله بن نمير.
روى عنه بن سنان الطائي وغيره.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان عن كتاب " الثقات " قال: وإنما قيل له " الضعيف " لاتقانه وضبطه.
هذا قول أبي حاتم.
وسمعت أنه إنما قيل له الضعيف يعني في بدنه لنحافته ودقته، لا أنه ضعيف في الحديث ! وقال أبو حاتم الرازي: عبد الله بن محمد الضعيف صدوق، من أهل طرطوس، أصله بغدادي.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ إجازة، سمعت أبا إسحاق الحبال بمصر يقول: سمعت أبا محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ يقول: " رجلان جليلان لحقهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضال، وإنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد الضعيف، وإنما كان ضعيفا في جسده لا في حديثه ".
وقد أفردنا لهما جزازة (1).
[ هامش...(1) ص 157 ].(4/18)
باب الضاد والفاء الضفادعي: بفتح الضاد المعجمة، والفاء، وكسر الدال المهملة، وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى محلة ببغداد يقال لها " درب الضفادع " منها: أبو بكر محمد بن موسى بن سهل العطار الضفادعي البربهاري، كان ثقة صدوقا، سمع الحسن بن عرفة، وإسحاق بن البهلول الانباري.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسن الجراحي القاضي وغيرهما.
قال أبو الحسين عبد الباقي بن قانع الحافظ: أبو بكر البربهاري مات في ذي القعدة سنة تسع عشرة وثلاثمائة، قال: وكان ينزل في درب الضفادع.(4/19)
باب الضاد والميم الضمري: بفتح الضاد المعجمة، وسكون الميم، وكسر الراء.
هذه النسبة إلى " ضمرة " وهو بنو ضمرة رهط عمرو بن أمية الضمري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله.
ومن ضمرة: غفار، رهط أبي ذر (1).
ومن ضمرة: بنو عريج، وهم قليل.
وأبو نوفل بن أبي عقرب العريجي منهم.
وعبيد الله بن زحر الضمري الافريقي الكناني، يروي عن علي بن بذيمة، وليث بن أبي سليم، وعلي بن يزيد.
روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري وأهل الشام.
منكر الحديث جدا يروي الموضوعات عن الاثبات، وإذا روى عن علي بن يزيد أتى بالطامات، وإذا اجتمع في إسناد خبر عبيدالله بن زحر، وعلي بن يزيد، والقاسم أبو عبد الرحمن: لا يكون متن ذلك الخبر إلا مما عملته أيديهم، فلا يحل الاحتجاج بهذه الصحيفة، بل التنكب عن رواية عبيدالله بن زحر على الاحوال: أولى.
الضميري: بضم الضاد المعجمة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " ضمير " وهي قرية في آخر دمشق مما يلي أرض السماوة، وإياها عني المتنبي: إذا جعلن ضميرا عن ميامننا * * * ليحدثن لمن ودعتهم ندم [ هامش...(1) لخص هذا القدر الحافظ ابن الاثير في " اللباب " ثم قال متمما متعقبا: " قلت: هذا معنى ما ذكره السمعاني، وفيه إسقاط وغلط.
فأما الاسقاط: فلم يذكر ضمرة من أي العرب هو، وهو: ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
وأما الغلط: فإنه جعل ضمرة التي منها عمرو بن أمية غير ضمرة التي منها أبو ذر، وليس كذلك، فإن ضمرة التي منها عمرو هم ولد ضمرة بن بكر، وأما ضمرة التي منها أبو ذر فهي ولد غفار بن مليل بن ضمرة هذا بن بكر.
وليس ثم ضمرة ينسب إليه أبو ذر غيره.
والله أعلم ".
قلت: كلام الحافظ
السمعاني يوهم ما نبه إليه ابن الاثر، وليس بصريح فيه ليغلط، والله أعلم، وهو ينقل كلام ابن قتيبة بالحرف من " المعارف " ص 31 ].(4/20)
وقال بعض المتأخرين: بين عذري (1) وضمير عرب * * * يأمن الخائف فيهم ما جنى كلما شنت عليهم غارة * * * أغمدوا البيض وسلوا الاعينا وجماعة نسبوا إلى " الاضمور " ب " الضميري ".
هكذا جاءت هذه النسبة، والاضمور: بطن من رعين، منهم: عتبة بن زياد الضميري، يروي عن عبد الرحمن الحبلي.
روى عنه عبد الله بن لهيعة.
كذا نسبه أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ".
[ هامش...(1) من الاصول إلا كوبرلي ففيه: " بصري "، والظاهر ما أثبته، ففي " معجم البلدان " 6: 130: " عذراء..قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان، معروفة " فيكون الشاعر قد قصر الممدود.
أما بصري فبعيدة عنها جدا.
وعذراء معروفة حتى اليوم قريبة جدا من ضمير.(4/21)
باب الضاد والنون الضني: بكسر الضاد المعجمة، والنون المشددة.
هو: مسعود بن بشر الضني، وهو من ضنة بن سعد بطن من قضاعة، وهو من ولد عمرو بن مرة الجهني.
وفي العرب ضنتان: ضنة بن سعد القضاعي وضنة بن عبد الله بن نمير (1).
وكان مسعود الضني وفد على عبد الملك ابن مروان، وله قصة.
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن فارس الشيرازي.
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن علي الراشقي بشيراز أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن خلاد القاضي، حدثني محمد بن الحسن
الازدي، أخبرنا أبو الفضل الرياشي، حدثنا مسعود بن بشر من ولد عمرو بن مرة الجهني قال: قال رجل من ضنة وفي العرب ضنتان: ضنة بن سعد من قضاعة وهم هؤلاء، وضنة بن عبد الله بن نمير قال: وفد هذا الضني إلى عبد الملك بن مروان فدخل عليه فقال: والله ما ندري إذا ما فاتنا * * * طلب إليك من الذي نتطلب ولقد ضربنا في البلاد فلم نجد * * * أحد سواك إلى المكارم ينسب فاصبر لعادتنا التي عودتنا * * * أو لا فأرشدنا إلى من نذهب قال: فقال له عبد الملك: إلي.
وأمر له بألف دينار، ثم أتاه العام المقبل فقال: يرب الذي يأتي من العرف، إنه * * * إذا فعل المعروف زاد وتمما وليس كبان حين تم بناؤه * * * يتبعه بالنقض حتى تهدما فأعطاه ألفي دينار، ثم عاد له في العام الثالث فقال [ هامش...(1) هكذا في الاصول كلها، ومثله تماما في " الاشتقاق " ص 294، لكن في " القاموس " و " شرحه " 9: 266: " ضنة بن عبد الله بن الحارث: في بني نمير بن عامر بن صعصعة " بل في " الجمهرة " لابن حزم ص 279 أنه: ضنة بن نمير بن عامر بن صعصعة، ليس بينهما " عبد الله " ولا غيره ! ولذا فاحتمل أن يكون الصواب: وضنة بن عبد بن كبير، فيكون قد أقحم لفظ الجلالة هنا غلطا، وتحرف نمير عن كبير ؟ ولكن هناك ما ينفي هذا الاحتمال، وهناك ما يقربه، والله أعلم بالصواب ].(4/22)
إذا استمطروا كانوا مغازير في الندى * * * يجودون بالمعروف عودا على بدء فأعطاه ثلاثة آلاف دينار.
وأبو زيد الضني، يروي عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وآله.
روى عنه زيد بن جبير.
هكذا ذكره البصيري في " المضافات "، ولا أدري من أي الضنتين هو ؟.
وذكر الامير أبو نصر ابن ماكولا في " الاكمال " بطونا من العرب بهذا الاسم، فقال:
في قضاعة: ضنة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود أسلم بن الحاف.
وفي عذرة: ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة.
وفي بني أسد بن خزيمة: ضنة بن الحلاف بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
وفي الازد: ضنة بن العاص بن عمرو بن مازن بن الازد.
قال: وقال ابن الكلبي: إنما سمي عمرو بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وأمه فاطمة بنت طابخة وهو عامر بن الثعلب بن وبرة بن قضاعة: صنة، لمعنى ذكره.
وأخوه مالك، ولقبه أتيد.
ومالك وأتيد ابنا ثعلبة بن عكابة، وأمهما فاطمة بنت طابخة رجعت إلى قومها ومعها عمرو، وقد خلفت مالكا، فقيل لها: لم لا تتزوجين ؟ فقالت: الضن بعمرو، وابني أتيد خلفته، فسمي عمرو: ضنة، وسمي مالك: أتيدا، فلا يعرفون إلا به، فصار أتيد في بني شيبان، وضنة في بني عذرة.
وضنة بن سعد هذيم بن زيد، أمه: عاتكة بنت مر أخت تميم بن مر.
وأخو قصي وزهرة لامهما: رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن ألحاف بن قضاعة.
وكعب بن يسار بن ضنة بن ربيعة العبسي، له صحبة، شهد فتح مصر، وله خطة معروفة قضى لعمرو بن الخطاب.
روى عنه عمار بن سعد التجيبي.
وكعب بن ضنة، من أهل مصر، أدرك الكبار من الصحابة.
وصالح بن سهل بن محمد بن سهل بن عبد الله بن عنبسة بن كعب بن ضنة العبسي الضني، ذكره ابن يونس في المصريين ولم يزد.
ورزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنه بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، أخو قصي وزهرة لامهما.
[ هامش...(1) من كوبرلي و " الاكمال " 5: 216.
والخطة: أرض يختطها الرجل لم تكن لاحد قبله.
وانظر الخطة، وخبر قضائه لعمر في " الولاة والقضاة " للكندي ص 302 و 304، و " الاصابة " 3: 286 ].(4/23)
باب الضاد والياء والميم الضييم: بضم الضاد المعجمة، وفتح الياء آخر الحروف، وسكون الياء الاخرى، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " ضييم " وهو بطن من فهم.
قال ابن الكلبي: ضييم ابن مليح بن شيطان بن معن بن مالك بن فهم بن غنم.
من ولده: مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب بن ضييم الضييمي، الملقب " قمر العراق " لجماله.(4/24)
حرف الطاء المهملة باب الطاء والالف الطابراني: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة بعد الالف، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طابران " وهي إحدى بلدتي طوس (1)، وقد تخفف ويسقط عنها الالف، ولكن النسبة الصحيحة إليها الطابراني.
دخلتها غير مرة وأقمت بها مدة.
الطابقي: بفتح الطاء المهملة، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " الطابق " وهي محلة ببغداد (2) ويقال لها " نهر الطابق " خربت الساعة.
وأحمد بن العباس الطابقي، ظني أنه منسوب إليها، حدث عن يعقوب بن عبد الرحمن أبي يوسف.
روى عنه محمد بن جعفر الوراق.
وقال ابن ماكولا: بكسر الباء.
والله أعلم.
الطاحوني: بفتح الطاء، وضم الحاء المهملتين، بينهما الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " الطاحون " أو " الطاحونة " (3).
والمشهور بهذه النسبة: أبو يعقوب إسحاق بن الحجاج الطاحوني، يروي عن أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء، [ هامش...(1) وثانيتهما، نوقان، وطابران أكبر.
كما في " معجم البلدان ".
(2) من أيا صوفيا والظاهرية، وأقحم غلطا في ليدن كلمة " قرية " بعد: " وهي " ! وفي كوبرلي و " اللباب ": " وهو إن شاء الله محلة ببغداد "، ولم أثبت هذه الزيادة لما فيها من التعليق والتوقف فيما فيه جزم، فقد جزم بذلك ياقوت في " معجم البلدان " 6: 3 وعين الموضع بأنه " من الجانب الغربي " وزاد في 8: 342: " قرب نهر القلائين شرقا..وقرأت في بعض التواريخ المحدثة قال: وفي سنة 488 أحرقت محلة نهر طابق وصارت تلولا..".
وكأن الحافظ السيوطي رحمه الله لم يرتض هذا التوقف فجزم في " اللب " بأنها " محلة ببغداد " مع أنه مختصر " اللباب ".
(3) المتبادر أن المصنف يريد الآلة المعروفة، لكن ذكر الزبيدي في " شرح القاموس " 9: 268 أنه " موضع بينه وبين الاسكندرية مغربا ستة وثلاثون ميلا، منه أبو يعقوب إسحاق بن الحجاج.." الآتية ترجمته، وذكر ياقوت أن " الطاحونة موضع بالقسطنطينية " ولم ينسب إليه أحدا ].(4/25)
وعبد الله بن أبي جعفر الرازي، وعبد الرحمن بن أبي حماد، يحيى بن ادم، وعبد الرزاق.
روى عنه محمد بن مسلم، وأبو عبد الله المقرئ الاصبهاني: محمد بن عيسى، والفضل بن شاذان وجماعة.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كنت عزمت أنا وأبو زرعة أن نخرج إليه من وهبن بعد فراغنا من يحيى بن المغيرة، فكتب إلينا أن محمد بن مقاتل المروزي قد أوفى أفرندين، فخرجنا من هناك إلى أفرندين (1).
قال: سمعت أبا زرعة يقول: كتب عبد الرحمن الدشتكي " تفسير " عبد الرزاق عن إسحاق بن الحجاج.
الطاحي: بفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " بني طاحية " وهي محلة بالبصرة، هكذا ذكر لي شيخنا أبو محمد جابر بن محمد الانصاري الحافظ بالبصرة.
قلت: وطاحية قبيلة من الازد نزلت هذه المحلة فنسبت إليهم (1).
والمنتسب إلى هذه القبيلة: نافع بن خالد الطاحي، من أهل البصرة، يروي عن ابن أبي عدي، وعبد الاعلى بن
عبد الاعلى.
روى عنه أبو يعلى الموصلي، وأبو روح نوح بن قيس بن رباح الطاحي الحداني، من هذه المحلة أيضا، وهو من أهل البصرة أيضا، سمع أخاه خالد بن قيس، ويونس بن عبيد، وأشعث الحداني، وعمرو بن مالك، وأيوب السختياني، وعطاء السليمي.
روى عنه مسلم بن إبراهيم، وعفان، وموسى بن إسماعيل، ومسدد بن مسرهد، ونصر بن علي الجهضمي، وثقه أحمد بن حنبل، وأثنى عليه يحيى بن معين.
مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومائة.
وأخوه الاكبر خالد بن قيس الطاحي، يروي عن قتادة.
ومن المتأخرين: أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن ثابت الطاحي، شيخ من أهل البصرة، يروي عن القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي.
روى لنا عنه جابر بالبصرة، وعبد الرحيم الصوفي بفوشنج، مات في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
[ هامش...(1) زيادة من كوبرلي، ونحوها في " اللباب ".
وقال الحافظ ابن الاثير رحمه الله هناك: " هذه النسبة إلى الطاحية بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو بن عامر ماء السماء، بطن من الازد ".
قلت: وفي " نسب عدنان وقحطان " للمبرد ص 22، و " الانباه " لابن عبد البر ص 113، و " الاشتقاق " لابن دريد ص 484 و " شرح القاموس " 10: 223: أن طاحية ابن لسود، كما ذكر، وكلام ابن حزم في " الجمهرة " ص 371 يوهم أن سودا وطاحية أخوان.(4/26)
ومن المتقدمين: زاجر بن الصلت الطاحي، بصري، أصله من اليمن، يروي المراسيل.
روى عنه أهل البصرة.
والفضل بن أبي الحكم الطاحي، بصري، يروي عن أبي نضرة.
روى عنه أبو عامر العقدي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي.
وبكر بن أحمد بن سعدويه الطاحي، من أهل البصرة، يروي عن نصر بن علي الجهضمي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عمران الحارث بن عمر الطاحي، من أهل البصرة، يروي عن شداد بن سعيد.
روى عنه زاجر بن الصلت.
قال ابن أبي حاتم: سمعت والدي: يقول: هو مجهول.
الطاذي: بفتح الطاء المهملة، بعدها الالف، وفي آخرها الذال.
هذه النسبة إلى " طاذ " وهي قرية من قرى أصبهان، منها: أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الطاذي المؤدب، من أهل أصبهان، يروي عن محمد بن نصر، وعبد الله بن محمد بن عمران وغيرهما.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
الطارابي: بفتح الطاء المهملة، والراء بين الالفين، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " طاراب " وهي قرية من قرى بخارى عند خنبون، ويقول لها أهل بخارى " تاراب " بالتاء ثالث الحروف على ما جرت عادتهم، فإن في لسانهم أنهم يبدلون الطاء بالتاء، منها: أبو الفضل مهدي بن إشكاب بن إبراهيم بن عبد الله البكري الطارابي، سكن طاراب، يروي عن إبراهيم بن الاشعث، ومحمد بن سلام، وأبي صالح محمد بن إسماعيل بن ضرار الرازي.
روى عنه عبد الله بن محمد بن الحارث، وعبيدالله بن منيح بن سيف وغيرهما، وتوفي سنة خمس وستين ومائتين.
وأبو رجاء أحمد بن يعقوب البيكندي الطارابي، من أهل بيكند، سكن قرية طاراب، يروي عن الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة.
الطاسبندي: بفتح الطاء المهملة، بعدها الالف، وسكون السين المهملة، وفتح الباء الموحدة، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة.(4/27)
هذه النسبة إلى " طاسبندي " وهي قرية من قرى همدان، بت بها ليلة في توجهي من بروجرد إلى همذان، وهي آخر منزل في طريقها إذا قصدت همذان، منها:
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي الهمذاني الخطيب الطاسبندي، من أهل هذه القرية، كان شيخا صالحا خيرا، سمع أبا القاسم نصر بن محمد بن محمد بن علي بن زيدك الصواف المقرئ، كتبت عنه أحاديث يسيرة، وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة، ومات يوم الاثنين السابع من رجب سنة ست وخمسين وخمسمائة (1).
الطاطري: بالطائين المهملتين المفتوحتين، بينهما الالف، وفي آخرها الراء، ويقال بمصر ودمشق لمن يبيع الكرابيس والثياب البيض: طاطري، وهذه النسبة إليها، هكذا سمعت صاحبنا أبا علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي الحافظ يقول ذلك، وهكذا قال سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني قال: كل من يبيع الكرابيس بدمشق يقال له " الطاطري ".
والمشهور بهذه النسبة: مروان بن محمد الطاطري، من أهل دمشق، يروي عن مالك، وسليمان بن بلال، ويزيد بن السمط.
روى عنه ابنه إبراهيم بن مروان بن محمد الطاطري، ومحمد بن عبد الرحمن الجعفي ابن أخي الحسين، وجماعة من أهل الشام.
مات سنة عشر ومائتين، وكان مولده سنة بسبع وأربعين ومائة.
قال أحمد بن أبي الحواري: قلت لاحمد بن جنبل: بلغني أنك تثني على مروان بن محمد ؟ قال: إنه كان يذهب مذهب أهل العلم.
وابنه إبراهيم بن مروان الطاطري، يروي عن أبيه.
روى عنه أبو حاتم الرازي، وقال أبو زرعة: أدركناه.
والهيثم بن رافع الباهلي الطاطري، يروي عن عطاء.
روى عنه موسى بن إسماعيل أبو سلمة وقتيبة بن سعيد، وهو من أهل البصرة.
الطالبي: بفتح الطاء المهملة وكسر اللام وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه، وجماعة من أولاد علي، وجعفر، [ هامش...(1) في الاصول جميعها، بياض، ملاته من " التحبير " للمصنف رحمه الله، وكأن هذا البياض قديم في أصل المصنف ؟ إذ اقتصر ابن الاثير في " اللباب " على ذكر ولادة المترجم فقط.
وفي " معجم البلدان " سقط وذكر لتاريخ الوفاة
محرفا، ناقلا عن " التحجير ".
وتبيض المصنف لوفاة المترجم هنا، وذكره لها في " التحبير ": يفيد أن تأليفه للتحبير كان بعد تأليفه للانساب، لكن في " الانساب " ذكر لكثير من شيوخه، ولم يترجم لهم في " التحبير " !.(4/28)
وعقيل يقال لهم " الطالبي " لانتسابهم إلى أبي طالب، وفيهم كثرة، ولابي الفرج الاصبهاني " مقتل الطالبيين ".
ونقيب العلويين ببغداد يقال له " نقيب الطالبيين " ويقال لنقيب العباسيين: " نقيب الهاشميين ".
وأبو الحسن علي بن زيد بن عيسى بن زيد بن عبد الله بن مسلم الطالبي، من أولاد عقيل بن أبي طالب، ذكرته في " العقيلي ".
وفيهم كثرة.
فأما أبو محمد بن محمد بن أحمد بن طالب بن علي بن الحسن الطالبي الضرير، من أهل نسف، انتسب إلى جده طالب، وكانت له سماعات من محمد بن طالب، وأبي يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفيين، والمشايخ، قد ذهبت عينه، تغير واختلط في آخر عمره، ومات في شعبان سنة ست وثمانين وثلاثمائة بنسف.
وأبو الحسن علي بن محمد بن العباس الطالبي، من ولد أحمد بن طالب بن علي، سمع أبا يعلي عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن زكريا، والمشايخ.
روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ، ومات في شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
قال المستغفري: ولم أسمع منه إلا ثلاثة أحاديث.
الطالقاني: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، بعدها القاف المفتوحة، وفي آخرها النون.
" طالقان " بلدة بين مرو الروذ وبلخ مما يلي الجبال، و " طالقان " ولاية أيضا عند قزوين، ويقال للاولى: طالقان خراسان، والثانية: طالقان قزوين.
خرج منها يعني من طالقان خراسان جماعة من العلماء قديما وحديثا، أقمت بها يومين.
وأبو محمد محمود بن خداش الطالقاني، سكن بغداد، سمع يزيد بن هارون، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض، وابن عيينة، والنضر بن شميل، ووكيع بن الجراح.
روى عنه إبراهيم الحربي، والحسن ابن علي المعمري، والقاسم بن زكريا، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز، وأبو عبد الله المحاملي وغيرهم.
مات في شعبان سنة خمسين ومائتين، وكان ابن تسعين سنة.
وقال يعقوب الدورقي: لما مات محمود بن خداش كنت فيمن غسله فدفناه، فرأيته في المنام فقلت: يا أبا محمد ما فعل بك ربك ؟ قال: غفر لي ولجميع من(4/29)
تبعني.
قلت: فأنا قد تبعتك، فأخرج رقا من كمه فيه مكتوب: يعقوب بن إبراهيم بن كثير.
وأبو إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، سكن بغداد أيضا، يروي عن سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، والعراقيين.
روى عنه أبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من ثقات أهل العراق ومتقنيهم، حسده بعض الناس فحلف أن لا يحدث حتى يموت، وذلك في أول سنة خمس وعشرين ومائتين، ومات في آخرها، مستقيم الحديث جدا.
وأبو بكر سعيد بن يعقوب الطالقاني، يروي عن ابن المبارك، وحماد بن زيد، وهشيم بن بشير، والنضر بن شميل، ووكيع بن الجراح، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وأبي بكر عياش.
روى عنه إسحاق بن إبراهيم القاضي، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر الاثرم، وعباس الدوري، والحارث بن أبي أسامة.
وقال أبو زرعة الرازي: سعيد كان ثقة، وقال الاثرم: رأيته عند أحمد بن حنبل يذاكره الحديث.
ومات سنة أربع وأربعين ومائتين.
وأما المنسوب إلى " طالقان قزوين " فهي ولاية من قزوين وأبهر وزنجان، وهي عدة قرى يقع عليها هذا الاسم، خرج منها من المعروفين: أبو الحسن عباد بن العباس بن عباد الطالقاني، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب
البصري بها، وأبا بكر محمد بن يحيى المروزي ثم البغدادي، وجعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، ومحمد بن حبان المازني وجماعة من البغداديين، وهو والد الصاحب إسماعيل بن عباد الوزير، وكان عباد وزير الحسن بن بويه.
روى عنه أبو إسحاق بن حمزة الحافظ، وأبو الشيخ وغيرهما من القدماء، وتوفي سنة أربع أو خمس وثلاثين وثلاثمائة.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول: رأيت أبي الحسن عباد بن العباس الطالقاني والد الصاحب إسماعيل في دار كتب ابنه أبي القاسم إسماعيل بن عباد بالري كتابا في " أحكام القران " ينصر فيه مذهب أهل الاعتزال، استحسنه كل من رآه ! روى عنه أبو بكر ابن مردويه والاصبهانيون.
وابن أبو القاسم إسماعيل بن عباد الطالقاني الوزير، المعروف ب " الصاحب " اشتهر ذكره وشعره ومجموعاته في النظم والنثر في الآفاق، فاستغنينا عن ذلك، وسمع الحديث من الاصبهانيين والبغداديين والرازيين، وحدث، وكان يحث على طلب الحديث وكتاباته.
حدثنا أبو المناقب حمزة ابن إسماعيل العلوي إملاء بهمذان في النوبة الاولى، أخبرنا أبو مسعر(4/30)
سليمان بن إبراهيم الحافظ الاصبهاني فيما أذن لي، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، سمعت الصاحب أبا القاسم إسماعيل بن عباد بن العباس يقول: من لم يكتب الحديث لم يجد حلاوة الاسلام ! وقد روى الحديث أيضا، وسمعوا منه.
ولد الصاحب إسماعيل بن عباد سنة نيف وعشرين وثلاثمائة (1)، وتوفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
وصاحبنا أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني، من هذه الناحية، كان شابا صالحا سديد السيرة، سمع معنا الحديث بنيسابور عن أبي عبد الله الفراوي، وأبي القاسم الشحامي، وسمع معنا الكتب الكبار، ورحل إلى طوس معي لسماع " التفسير " للثعالبي، وحمدت سيرته وصحبته، وشرع في الوعظ، وقبله الناس، وخرج إلى بلاده ونفق
سوقه بها، وقد بلغني عنه الخبر في سنة نيف وأربعين وخمسمائة أنه نعي بقزوين.
والله أعلم (2).
وأبو عبد الله السيدي الطالقاني طالقان الري، من كبار مشايخهم وجلتهم، مات قبل العشر والثلاثمائة.
ذكره هكذا أبو عبد الرحمن السلمي في " تاريخ الصوفية ".
الطامذي: بفتح الطاء المهملة، والميم، بينهما الالف، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " طامذ " وظني أنها قرية من قرى أصبهان، واشتهر بهذه النسبة: أبو الفضل العباس بن إسماعيل الطامذي، من أهل أصبهان كان من العباد والزهاد، ولم ينقل عنه إلا ما حفظ عنه الحديث بعد الحديث، والشئ اليسير، حدث عن أبي يعقوب إسحاق بن مهران، والقعنبي وسهل بن عثمان، وعلي بن عبيد الطنافسي وطبقتهم.
روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، وعلي بن رستم وطبقتهم.
ومات بعد الستين والمائتين.
[ هامش...(1) وضبطها ابن خلكان رحمه الله في " الوفيات " 1: 231 فقال: " كان مولده لاربع عشرة ليلة بقيت من ذي القعدة سنة ست وعشرين وثلاثمائة ".
(2) كأن المصنف رحمه الله لم يعتمد مع نعي المترجم له، والواقع ليس كما أخبره المخبر، فقد امتدت بالمترجم الحياة إلى أول سنة 590.
قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: وصار مدرس النظامية ببغداد، ورزق قبولا عظيما، ثم ترك التدريس وعاد إلى قزوين، ومات بها في ثاني عشر المحرم سنة تسعين وخمسمائة ".
قلت: بل أنظر لضبط تايخ اليوم الذي توفي فيه " التدوين في أخبار قزوين " للامام الرافعي 132 / 1، و " طبقات الشافعية " للسبكي 6: 11.
وانظره أيضا لسبب تركه التدريس وعوده إلى قزوين، مقارنا مع كلام ابن كثير في " البداية والنهاية " 13: 9 ].(4/31)
الطاواني: بفتح الطاء المهملة، والواو، بين الالفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طاوان " وهو اسم لجد:
أبي بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان البزار الواسطي الطاواني، من أهل واسط له رحلة إلى البصرة، سمع أبا الحسن بن خزفة، وأبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، وأبا علي محمد بن علي بن المعلى الشاهد، وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين العلوي الواسطي وغيرهم.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وذكر أنه سمع منه بواسط.
الطاهري: بفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " طاهر " بن الحسين أحد القواد المعروفين، وببغداد محلة كبيرة على دجلة بالجانب الغربي يقال لها " الحريم الطاهري ".
وجماعة كثيرة من أولاد " طاهر " ومن أهل " الحريم الطاهري "، والمشهور بهذه النسبة: أبو عمرو أحمد بن الحسن الطاهري، يروي عن أحمد بن خلف الزعفراني.
روي عنه صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ.
وأبو القاسم أحمد بن محمد بن العباس بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق بن أسعد الطاهري النيسابوري، واسمه أسعد بن فرخان، يروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبي شعيب الحراني.
وأبو العباس محمد بن طاهر البغدادي الطاهري، يروي عن أبي العباس أحمد بن يحيى.
روى عنه المرزباني.
وأحمد بن محمد أبو طاهر الطاهري، روى عن أبي عروبة الحراني.
روى عنه أبو نصر أحمد بن علي بن عبدوس الاهوازي.
وعلي بن عبد الوهاب الطاهري، يروي عن العباس بن الفضل الاسفاطي.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن مصعب بن رزيق بن محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الطاهري، يروي عن أبي القاسم البغوي،
ويحيى بن صاعد، ومحمد بن عبد الله المستعيني.
روى عنه أبو الحسن العتيقي،(4/32)
وأبو طالب بن العشاري، وكان ثقة.
مات في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وعلي بن عبد الله الطاهري، يروي عن هشام بن علي السيرافي.
روى عنه محمد بن الطيب البلوطي.
وأبو الحسن علي بن عبد العزيز بن الحسن بن محمد بن هارون بن عصام بن رزيق بن محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب الطاهري، يروي عن أبي بحر محمد بن الحسن بن كوثر، وأحمد بن جعفر بن سلم، وابن مالك القطيعي وغيرهم.
وأخوه أبو يعلى أحمد بن عبد العزيز الطاهري، يروي عن أبي طاهر المخلص، وابن أخي ميمي وغيرهما.
مات في شوال سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن محمد بن إسماعيل الطاهري، يروي عن أبي حفص بن شاهين.
وجماعة من أهل الحريم الطاهري: أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن رزيق الطاهري.
وأبو بكر أحمد بن علي بن عبد الواحد الاشقر الدلال الطاهري، يرويان عن القاضي أبي الحسن بن المهتدي بالله الهاشمي.
وأبو القاسم عبد الله بن الحسين قشامي الحنبلي الطاهري، يروي عن أبي نصر الزينبي.
سمعت منهم.
وأبو عبد الله الحسين بن الطيب بن محمد بن طاهر بن الحسين الطاهري، من أولاد الامير بن الامير طاهر بن الحسين، كان على خلافة سمرقند مدة طويلة، وكان خطيبها وإمامها، كان شافعي المذهب، وكان سماعه من محمد بن صالح بن محمود الكرابيسي، وأبي النضر الرشادي صحيحا، وخلط في آخر عمره على ما حكي لي، قاله أبو سعد الادريسي الحافظ.
وقال: رأيت في كتاب عنده يوما من الايام أحاديث وضعها أبو محمد
الباهلي في فضائل سمرقند ومشايخها، على مشايخ يذكر أنه سمعها منهم.
مات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، أو سنة تسعين وثلاثمائة.
وأبو سعيد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن رزيق الطاهري، من أهل مرو، كان شيخا صالحا سديدا، وهو سبط أبي سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن بن الحسين البزاز، حدث عنه ب " جامع " معمر بن راشد.
روى لي عنه عمي الشهيد أبو محمد السمعاني، وأبو الرفاء(4/33)
محمد بن عبد الغفار بن عبد السلام الغياثي بمرو، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن معاوية الخطيب بإجازة وغيرهم.
ومات في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.
وأبو إسحاق طيب بن محمد بن طلحة بن طاهر النيسابوري الطاهري، من أكابر أهل بيت الطاهري، وكان اشتغاله بالعلم والحديث، وهو من أهل نيسابور، سمع علي بن حجر، وعلي بن خشرم، وإسحاق بن منصور، وغيرهم من الخراسانيين، وسمع بالعراق سعيد بن عبد الجبار القرشي، وعبيدالله بن القواريري.
يروي عنه أبو عمرو المستملي، وعبد الله بن محمد بن شيرويه.
ومات في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائتين ودفن في مقبرة الامير بنيسابور.
الطايفي: بفتح الطاء المهملة، وكسر الياء المنقوطة من تحتها، والفاء، بعد الالف.
هذه النسبة إلى " الطايف " وهي مدينة على اثني عشر فرسخا من مكة، حاصرها رسول الله صلى الله عليه وآله بعد فتح مكة لما فرغ من حنين، وبها مات عبد الله بن عباس، ومحمد بن الحنفية رضي الله عنهم، وبها قبرهما.
كان بها جماعة من العلماء والائمة قديما وحديثا، وأكثر من نزلها ثقيف، والمشهور بهذه النسبة: محمد بن مسلم الطايفي، يروي عن عبد الله بن دينار، وإبراهيم بن ميسرة، روى عنه يحيى بن سليم الطايفي وأهل العراق، وزعم عبد الرحمن بن مهدي أن كتب محمد بن مسلم
صحاح.
ومحمد بن عبد الله بن أفلح الطايفي الثقفي، يروي عن بشر بن عاصم.
روى عنه الثوري، وعبد الله بن المبارك.
وأبو يعلى عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب بن الثقفي الطايفي.
يروي عن عطاء.
روى عنه ابن المبارك، وأبو عاصم.
ومحمد بن سعيد الطايفي، قدم بغداد وحدث عن عبد الملك بن جريج.
روى عنه أبو عتبة أحمد بن الفرج الحجازي ساكن حمص.
ومحمد بن أحمد بن حمدان الطايفي، يروي عن أزهر بن عبد الله بن خنيس الخزاعي.
ومسلم بن عبد ربه الطايفي، يروي عن سفيان الثوري.
روى عنه الحسن بن يزيد بن معاوية.(4/34)
الطايكاني: ويقال لها " الطايفاني " أيضا بالقاف بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " الطايكان " وهي بليدة بنواحي بلخ من كور طخارستان وهي قصبتها، وبها منبر وسوق وواديان من أودية جيحون، وهي في غاية النزهة وكثرة المياه، وتسمى في كتب الفتوح ب " رمنجن " هكذا ذكره أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي في كتاب " مفاخر خراسان ".
والمشهور بالنسبة إليها: محمد بن القاسم الطايكاني من أهل بلخ، يروي عن العراقيين وأهل بلده.
روى عنه أهل خراسان أشياء لا يحل ذكرها في الكتب.
فكيف الاشتغال بروايتها ! ويأتي في الاخبار ما تشهد الامة على بطلانها وعدم الصحة في ثبوتها، وليس يعرفه أصحابنا، وإنما كتب عنه أصحاب الرأي، لكني ذكرته لئلا يغتر به عوام أصحابنا وبما يرويه ! قاله أبو حاتم بن حبان
البستي.
قلت: يروي عن عمر بن هارون، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال " قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الرجل الصالح يأتي بالخبر الصالح، والرجل السوء يأتي بالخبر السوء ".
أخبرنا به زاهر بن طاهر بنيسابور، أخبرنا أبو سعيد الجنزروذي، أخبرنا أبو نصر بن أبي مروان الضبي، حدثنا أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال، حدثنا محمد بن القاسم الطايكاني، حدثنا عمر بن هارون.
وأحمد بن حفص الطايكاني، قال أبو سعيد الادريسي: هو من طايكان بلخ، يروي عن يحيى بن سليم الطايفي.
روى عنه أبو يعقوب بن علي الابار السمرقندي، كتب عنه بسمرقند أو كس.
وأبو الحسن علي بن محمدان بن محمد البلخي القاضي الطايكاني، قدم بغداد حاجا وحدث بها عن شعيب بن إدريس البلخي، وإبراهيم بن عبد الله بن داود البرازي، ذكره أبو بكر الخطيب البغدادي فقال: كتبنا عنه يعني في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة قال: وما علمت من حاله إلا خيرا.
الطايي: بفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى " طئ " واسمه: جلهمة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن(4/35)
سام بن نوح.
وقيل: خرج من طئ ثلاثة لا نظير لهم: حاتم في جوده، وداود في فقهه وزهده، وأبو تمام في شعره.
فأما حاتم: فجاهلي لا نذكره.
وأما داود بن نصير الطايي كنيته أبو سليمان، الكوفي، اشتغل بالعلم مدة ودرس الفقه وغيره من العلوم، ثم اختار بعد ذلك العزلة.
وآثر الانفراد والخلوة، ولزم العبادة واجتهد فيها
إلى آخر عمره.
وحكي عن سفيان بن عيينة أنه قال: كان داود الطايي ممن علم وفقه، وكان يختلف إلى أبي حنيفة رحمه الله حتى نفذ في ذلك الكلام، قال: فأخذ حصاة فحذف بها إنسانا، فقال له: يا أبا سليمان طال لسانك وطالت يدك ! قال: فاختلف بعد ذلك سنة لا يسأل ولا يجيب، فلما علم أنه يصبر عمد إلى كتبه فغرقها في الفرات، ثم أقبل على العبادة وتخلى.
وقال غيره: كان لداود ثلاثمائة درهم فعاش بها عشرين سنة ينفقها على نفسه.
قال: وكنا ندخل عليه فلم يكن في بيته إلا بارية (1) ولبنة يضع عليها رأسه، وإجانة فيها خبز، ومطهرة يتوضأ منها ومنها يشرب، وورث من أمه دارا، وكان ينتقل في بيوت الدار كلما خرب بيت من الدار انتقل منه إلى آخر ولم يعمره، حتى أتى على عامة بيوت الدار.
قال: وورث عن أبيه دنانير وكان ينفق منها حتى كفن بآخرها، وصام أربعين سنة ما علم به أهله، وكان خزازا، وكان يحمل غداءه معه ويتصدق به في الطريق، ويرجع إلى أهله يفطر عشاء لا يعلمون أنه صائم.
وقال شعيب بن حرب: دخلت على داود الطايي فأكربني الحر في منزله، فقلت له: لو خرجنا إلى الدار نستروح ! فقال: إني لاستحيي من الله أن أخطو خطوة لذة.
وكانت له داية تدق الخبز اليابس وتطرحه في قصعة وتصب فيه الماء ويشربه داود، فقالت له دايته: يا أبا سليمان أما تشتهي الخبز ؟ قال: يا داية بين مضغ الخبر اليابس وشرب الفتيت قراءة خمسين آية ! وكان محارب بن دثار يقول: لو كان داود الطايي في الامم الماضية لقص الله علينا من خبره ! ومات داود بالكوفة سنة ستين ومائة، وقيل: سنة خمس وستين ومائة.
وأما أبو تمام: فهو: حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الاشج بن يحيى بن مرينا بن سهم بن خلجان بن مروان بن دفافة بن مر بن سعد بن كاهل بن عمرو بن [ هامش...(1) البارية: الحصير المنسوج ].(4/36)
عدي بن عمر بن الحارث بن طي الطايي المنبجي الشاعر، شامي الاصل، كان بمصر في حداثته يسقي الماء في المسجد الجامع، ثم جالس الادباء، فأخذ عنهم وتعلم منهم، وكان فطنا فهما، وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر وأجاد، وشاع ذكره وسار شعره، وبلغ المعتصم خبره فحمل إليه وهو بسر من رأى، فعمل به أبو تمام قصائد عديدة، وأجازه المعتصم، وقدمه على شعراء وقته، وقدم بغداد وجالس الادباء وعاشر العلماء، وكان موصوفا بالظرف وحسن الاخلاق وكرم النفس، وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارا مسندة، ومن مليح شعره قوله: فحواك دل على نجواك يا مذل * * * حتى م لا يتقضى قولك الخطل (1) فإن أسمج من تشكو إليه هوى * * * من كان أحسن شئ عنده العذل ما أقبلت أوجه اللذات سافرة * * * مذ أدبرت باللوى أيامنا الاول إن شئت أن لا ترى صبر القطين بها * * * فانظر على أي حال أصبح الطلل كأنما جاد مغناه فغيره * * * دموعنا يوم بانوا وهي تنهمل وحكي الصولي عن الحسين بن إسحاق قال: قلت للبحتري: الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمام ؟ فقال: والله ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام، ووالله ما أكلت الخبز إلا به، ولوددت أن الامر كما قالوا، ولكنني والله تابع له، لائذ به، آخذ منه، نسيمي يركد عند هوائه، وأرضي تنخفض عند سمائه ! وفي آخر عمره ولاه الحسن بن وهب بريد الموصل، وكانت له به عناية، فأقام بها أقل من سنتين، ومات بها في جمادى الاولى سنة إحدى وثلاث ومائتين، ودفن بها، وكانت ولادته سنة تسعين ومائة.
وقال الحسن بن وهب يرثيه: فجع القريض بخاتم الشعراء * * * وغدير روضتها حبيب الطائي ماتا معا فتجاورا في حفرة * * * وكذاك كانا قبل في الاحياء ورثاه الوزير محمد بن عبد الملك الزيات في حال وزارته:
نبأ أتى من أعظم الانباء * * * لما ألم مقلقل الاحشاء قالوا: حبيب قد ثوى، فأجبتهم: * * * ناشدتكم لا تجعلوه الطائي ! ونوح بن دراج الطايي، كان قاضيا بالكوفة، يروي عن العراقيين.
روى عنه علي بن [ هامش...(1) المذل: مفشي السر.
والقول الخطل: هو الفاسد.
وفي " الديوان " ص 200: " فحواك عين علي.." ].(4/37)
حجر، مات سنة اثنتين وثمانين ومائة، وكان أعمى، وهو ممن يروي الموضوعات عن الثقات حتى ربما يسبق إلى القلب أنه كان يتعمد ذاك، لكثرة ما يأتي به، وكان يحيى بن معين يقول: هو كذاب.
وأبو عبد الرحمن الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الطايي، أبوه من أهل واسط، وأمه من سبي منبج، وولد الهيثم بالكوفة وبها نشأ، ثم انتقل إلى بغداد وسكنها، ومات بها، قال أبو حاتم بن حبان البستي: الهيثم بن عدي كان من علماء الناس بالسير وأيام الناس وأخبار العرب، إلا أنه روى عن الثقات أشياء كأنها موضوعة، يسبق إلى القلب أنه كان يدلسها، فألزقت تلك المعضلات به، ووجب مجانبة حديثه على علمه بالتاريخ ومعرفته بالرجال، ولكن صناعة الحديث صناعة من لم يقنع بيسير ما سمع عن كثير ما فاته: لم يفلح فيها، وإن لم يقبل حديثه على الايام لبالحري أن لا تستحيله الانام، وكل من حدث عن كل من سمع في الايام ما عنده: عرض نفسه للقدح فيه والملام، ولست أعلم للمحدث إذا لم يحسن صناعة الحديث خطة خيرا له أن ينظر إلى كل حديث يقال له: إن هذا غريب ليس عند غيرك: أن يضرب عليه في كتابه ولا يحدث به، لئلا يكون ممن ينفرد بما لو أراد الحاسد أن يقدح فيه تهيأ له، فأما من الحديث صناعته فلا يحل له ولا يسعه أن يروي إلا عن شيخ ثقة بحديث صحيح، يكون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بنقل العدل عن العدل موصولا.
ثم أبو سليمان داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان بن ذكوان الطايي البصري، من
أهل البصرة، نزل بغداد، وهو مصنف " كتاب العقل ".
حدث عن شعبة، وحماد بن سلمة، وهمام بن يحيى، وعباد بن كثير، وصالح المري، والهيثم بن حماد، وعدي بن الفضل، وعبد الواحد بن زياد، وغياث بن إبراهيم، وإسماعيل بن عياش، وهياج بن بسطام وطبقتهم.
روى عنه محمد بن الحسين البرجلاني، ومحمد بن إسحاق الصغاني، ومحمد بن عبيدالله بن المنادي، والحسن بن مكرم البزاز، وأبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي وغيرهم.
واختلف الناس فيه فمن موثق ومن مكذب.
ذكره يحيى بن معين فأحسن الثناء عليه وذكره بخير وقال: ما زال معروفا بالحديث يكتب الحديث، ثم ترك الحديث وذهب فصحب قوما من المعتزلة وأفسدوه، وهو ثقة، وقال يحيى بن معين في موضع آخر: داود ليس بكذاب، وقد كتبت عن أبيه المحبر بن قحذم، وكان داود ثقة، ولكنه جفا الحديث ثم(4/38)
حدث.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ عقب قول يحيى بن معين: حال داود ظاهرة في كونه غير ثقة، ولو لم يكن له غير وضعه " كتاب العقل " بأسره لكان دليلا كافيا على ما ذكرته.
ثم قال: حدثني الصوري، سمعت عبد الغني بن سعيد يقول: قال لنا أبو الحسن الدارقطني: " كتاب العقل " وضعه أربعة: أولهم ميسرة بن عبد ربه، ثم سرقه منه داود بن المحبر وكتبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء فركبه بأسانيد أخر، ثم سرقه سليمان بن عيسى السجزي فأتى بأسانيد أخر.
أو كما قال الدارقطني.
وقال البخاري: داود بن المحبر منكر الحديث، شبه لا شئ، لا يدري ما الحديث.
مات داود بن المحبر ببغداد يوم الجمعة لثمان مضين من جمادي الاولى سنة ست ومائتين.
وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح الطايي، من أهل بغداد، روى عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عليهم السلام نسخة.
حدث عنه أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو حفص عمر بن أحمد بن
شاهين، وإسماعيل بن محمد بن زنجي، وأبو الحسن بن الجندي وغيرهم.
وكان أميا، لم يكن بالمرضي.
وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن حرب بن محمد بن علي بن حبان بن مازن بن الغضوبة الطايي الموصلي، ذكر أن مازن بن الغضوبة وفد على النبي صلى الله عليه وآله.
وأما علي بن حرب فإنه كان أحد من رحل في الحديث إلى الحجاز وبغداد والكوفة والبصرة، ورأى المعافي بن عمران إلا أنه لم يسمع منه، وسمع عمر بن أيوب الموصلي، وزيد بن أبي الزرقاء، وقاسم بن يزيد الجرمي، وسفيان بن عيينة، وأبا ضمرة أنس بن عياض، وعبد الله بن وهب، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن إدريس، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي، وكان ثقة صدوقا، وولد بأذربيجان في شعبان سنة خمس وسبعين ومائة، ومات بالموصل في شوال سنة خمس وستين ومائتين، وصلى عليه أخوه معاوية بن حرب.
ومن أولاد عدي بن حاتم الطائي: أبو صالح يحيى بن واقد بن محمد بن عدي بن حاتم الطايي، ولد في خلافة المهدي سنة خمس وستين، وكان عارفا بالنحو والعربية.
وقال إبراهيم من أورمة الاصبهاني الحافظ: يحيى بن واقد من الثقات، يروي عن هشيم بن بشير، وابن أبي زائدة، وابن عيينة، وأبي عاصم عبيدالله بن تمام البصري وغيرهم.
روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن سلم.(4/39)
وأبو مكنف زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل بن سودان ويقال أسودان وهو: نبهان بن عمرو بن الغوث بن طئ بن أدد بن زيد الطايي، الوافد على رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان من مشاهير فرسان طئ.
وله أولاد: حريث ومكنف وعروة.
وابنه حريث له صحبة.
وابنه عروة شهد القادسية
وما بعدها.
وأبو الحسن رافع بن عميرة الطايي، وهو رافع بن أبي رافع الذي غزا مع أبي بكر الصديق، وهو الذي قطع ما بين الكوفة (1) ودمشق في خمس ليال وقال فيه الشاعر: لله در رافع أنى اهتدى * * * فوز من قراقر إلى سوى خمسا إذا ما سارها الجيش بكى (2) يقال: إنه كان لصا في الجاهلية، وكان يعرف المفاوز.
[ هامش...(1) وهكذا قال ابن عبد البر في " الاستيعاب " 1: 486، وابن ماكولا في " الاكمال " 6: 279، وتعقب ذلك ابن ناصر بأن الكوفة لم تكن بنيت بعد، وصوابه: من الحيرة.
ولهذا جاءت عبارة ابن سعد في " الطبقات " 6: 45، والحافظ، ناقلا عن غيره في " الاصابة " 1: 485: " من العراق إلى الشام ".
(2) وتتمة البيتين: " ما سارها قبلك من إنس أرى " كما في " طبقات " ابن سعد وصوبت ما أثبته عنه و " تاريخ الطبري " 3: 416، وفي البيتين تقديم وتأخير عند ياقوت في " معجم البلدان " 7: 44.
والجيش: هكذا في الاصول، والطبري، و " المعجم "، وعند ابن سعد و " المحبر " ص 191: الجبس، وهو الجبان ].(4/40)
باب الطاء والباء الطباع: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة المشددة، وفي آخرها العين.
هذا الاسم لمن يعمل السيوف، واشتهر به: أبو جعفر محمد بن عيسى بن الطباع، من أهل بغداد، أخو إسحاق ويوسف، انتقل إلى أذنة فسكنها، وحدث عن مالك بن أنس، وحماد بن زيد، وسلام بن أبي مطيع، وجويرية بن أسماء، وقزعة بن سويد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وشريك، وهشيم.
روى عنه ابن أخيه محمد بن يوسف، وأبو حاتم الرازي، وأبو الوليد بن برد الانطاكي، وعبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي.
وكان أحمد بن حنبل يقول: إن ابن الطباع لثبت كيس.
وقيل لابن الطباع: كيف عرفت أحمد بن حنبل ؟ " قال: " لم يكن يقعد في حلقتنا
أصغر منه.
وكان أبو داود يقول: ابن الطباع يتفقه، وكان يحفظ نحوا من أربعين ألف حديث، وكان ربما دلس.
ومات سنة أربع وعشرين ومائتين.
وأبو يحيى عيسى بن يوسف بن عيسى بن الطباع، من أهل بغداد، حدث عن حلبس بن محمد الكلبي وقيل الكلابي وأبي بكر بن عياش، وابن أبي فديك، وبشر بن عمر الزهراني، وعمه إسحاق بن عيسى، روى عنه أخوه محمد بن يوسف، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعبد الوهاب بن أبي حية وراق الجاحظ ومات سنة سبع وأربعين ومائتين.
الطبايي: بكسر الطاء المهملة، وفتح الباء الموحدة، بعدهما الالف، وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى " طبا " وهي قرية من قرى اليمن، منها: أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن أحمد الخطيب الطبايي، من أهل هذه القرية، سمع الفقيه قاسم بن عبيدالله القرشي.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه في " معجم شيوخه ".
الطبراخي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الراء، وفي آخرها الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى " الطبراخ " وهو لقب جد:(4/41)
أبي الحسن علي بن أبي هاشم عبيدالله بن الطبراخ الطبراخي، من أهل بغداد، حدث عن عبد الوارث بن سعيد، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن سعد، وشريك بن عبد الله، ومعتمر بن سليمان، وإسماعيل بن علية، وكان كاتب إسماعيل.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في " صحيحه " وإسحاق بن الحسن الحربي، وأحمد بن علي البربهاري.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتب أبي عنه بالري وببغداد، قال: وسمعت
أبي يقول: ما علمته إلا صدوقا، وقف في القرآن فترك الناس حديثه.
الطبراني: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طبرية " وهي مدينة في الاردن بناحية الغور، وهي في يد الفرنج، بت بها ليلة، ودخلت حمامها الذي هو من عجائب الدنيا.
وإحدى بلدتي طوس يقال لها " الطابران " ويسقطون الالف عنها وينسبون إليه ب " الطبراني " والنسبة الصحيحة: " الطابراني ".
وقيل: موضع قوم لوط البحيرة " بحيرة الطبرية " اليوم، وهي من نواحي الشام، ثم وقعت القرية حتى قلبها جبرئيل عليه السلام بين بحر الشام إلى مصر وصارت تلولا في البحر.
والمنسوب إلى طبرية الاردن: أبو العباس الوليد بن سلمة الطبراني، كان على قضاء الاردن، يروي عن عبيدالله بن عمر.
روى عنه أهل الشام، وابنه إبراهيم بن الوليد الطبراني، كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يجوز الاحتجاج به بحال، وابنه ثقة، وكان دحيم بن اليتيم يقول: كذابا هذه الامة: صاحب طبرية وصاحب صيدا: الوليد بن سلمة، وأبو البختري القاضي.
وأبو سعيد هاشم بن مرثد الطبراني، يروي عن آدم بن أبي إياس العسقلاني.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني في " معجم شيوخه ".
وابنه سعيد بن هاشم بن مرثد بن سليمان بن عبد الصمد بن أحمد بن أيوب بن موهوب الطبراني، وهو مولى عبد الله بن عباس، يروي عن إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني، ودحيم بن إبراهيم بن اليتيم، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبو حاتم بن حبان البستي، وأبو بكر بن المقرئ.
توفي بتنيس منصرفا من مصر إلى بلده في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الطبراني، حافظ عصره وصاحب الرحلة، رحل إلى ديار مصر والحجاز واليمن والجزيرة والعراق، وأدرك الشيوخ، وذاكر الحفاظ، وسكن أصبهان إلى آخر عمره، وصنف التصانيف، يروي عن إسحاق بن(4/42)
إبراهيم الدبري الصنعاني، وجمع شيوخه الذين سمع منهم وكانوا ألف شيخ.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني.
وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، والعالم.
ولد سنة ستين ومائتين بطبرية، ومات لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين وثلاثمائة بأصبهان، وكان يقول: أول ما قدمت أصبهان سنة تسعين ومائتين.
وقد ينسب إلى " الطابران " قصبة طوس: " الطبراني " والنسبة الصحيحة بإثبات الالف، والنسبة إليها: طبراني أيضا.
أخبرنا أبو سعد ناصر بن سهل البغدادي بنوقان، أخبرنا أبو سعيد الفرخواري الطوسي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثعلبي صاحب " التفسير " أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن إبراهيم بن محمد الطبراني بها، حدثا شافع بن محمد وغيره.
فنسبه على هذا المثال، وهو من أهل هذه البلدة وليس من طبرية الشام والله أعلم.
ومن طبرية الشام: أبو الفرج محمد بن سعيد بن عبدان بن سهل بن مهران البغدادي ثم الطبراني، من أهل بغداد، سكن طبرية ونزل الشام، وحدث بدمشق وبمصر عن محمد بن يحيى بن الحسين العمي وأبي سعيد الحسن بن علي العدوي وغيرهما.
روى عنه أبو عبد الله تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وأبو الفتح بن مسرور البلخي.
وذكر أبو الفتح أنه سمع منه في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، قال: وسألته عن مولده ؟ فقال: ولدت ببغداد في ذي الحجة سنة سبع وثمانين ومائتين.
قال أبو الفتح: وكان ثقة.
وأبو الفضل صالح بن بشير بن سلمة الطبراني، روي عن روح بن عبادة، وكثير بن هشام، وأبي النضر هاشم بن القاسم، ومكي بن إبراهيم المقرئ، قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بطبرية وهو صدوق.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى القاضي الطبراني، ولي القضاء بطبرية، سمع بصور أبا الطيب علي بن محمد بن أبي سليمان القاضي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن
محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
وأبو الفرج محمد بن إبراهيم بن الحسن الطبراني القاضي، له رحلة إلى العراق، وسمع بالاهواز أبا محمد عبدان بن أحمد بن موسى العسكري.
روى عنه أبو بكر النسوي الحافظ أيضا.
وأبو الفرج محمد بن سعيد بن عبدان الطبراني سمع بالعراق أبا الليث نصر بن(4/43)
القاسم بن نصر الفرائضي، وأبا خبيب العباس بن أحمد بن محمد البرتي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر النسوي، وذكر أنه سمع منه بطبرية في مجلس القاضي.
وأبو الحسين علي بن إسحاق بن ردا القاضي الطبراني، قاضي طبرية، وكان أحد الثقات والظرفاء من أهل الشام.
هكذا ذكره أبو بكر ابن المقرئ لما روى عنه، سمع القاضي هذا علي بن نصر البصري، ونوح بن حبيب القومسي، وإدريس بن أبي الرباب وغيرهم.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وجماعة.
وأحمد بن إبراهيم بن رد الطبراني الخطيب.
يروي عن موسى بن أيوب النصيبي.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الطبرخزي: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة، وسكون الراء، وفتح الخاء المعجمة، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة اختص بها: أبو بكر محمد بن العباس الخوارزمي، الشاعر المعروف، لانه طبري الاب، خوارزمي الام، فركب من الاسمين اسما فقيل له: الطبرخزي، واشتهر بهذا الاسم والنسبة، وقد ذكرته في " حرف الخاء " وأعدت ذكره ها هنا، لانه عرف بهذه النسبة أيضا.
وكان حافظا للغة، عارفا بأصولها، شاعرا مفلقا، سمع الحديث ببغداد من أبي علي
إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار، وأبي بكر أحمد بن كامل بن خلف ابن شجرة (1) القاضي وغيرهما، وكان من الفضلاء الذين ينتابون مجلس الصاحب بن عباد، فهجا الصاحب بقوله: لا تمدحن ابن عباد وإن هطلت * * * كفاه من عسجد بين الورى ديما فإنها خطرات من وساوسه * * * يعطي ويمنع لا بخلا ولا كرما (1) فلما مات بنيسابور أعني الخوارزمي منتصف شهر رمضان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة، بلغ الصاحب وفاته فقال: [ هامش...(1) سقط من كوبرلي، وعلى هامش الظاهرية إشارة إلى رواية ثانية لعجز البيت الاول: " كفاه بالجود حتى يخجل الديما " وهي تشابه رواية ابن خلكان 4: 402، وانظره، وانظر تعليقه على نسبة البيتين للمترجم ].(4/44)
أقول لركب من خراسان رائح: * * * أمات خوارزميكم ؟ قيل لي: نعم فقلت: أكتبوا بالجص من فوق قبره: * * * ألا لعن الرحمن من كفر النعم الطبركي: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة، والراء، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى موضع بالري يقال له " طبرك " وإليه تنسب قلعة طبرك، منها: أبو عبد الله محمد بن الحسين بن علي الطبركي الرازي، من أهل الري، حدث عن حسان بن حسان كتابة، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي نزيل بخارى.
الطبري: بفتح الطاء المهملة، والباء الموحدة، بعدها راء مهملة.
هذه النسبة إلى " طبرستان " وهي: آمل وولايتها: سمعت القاضي أبا بكر الانصاري ببغداد: إنما هي تبرستان لان أهلها يحاربون بالتبر يعني " الفاس " فعرب وقيل: طبرستان.
والنسبة إليها طبري، وخرج من آمل جماعة كثيرة من العلماء والفقهاء والمحدثين، منهم: أبو مروان الحكم بن محمد الطبري، يروي عن سفيان بن عيينة.
روى عنه أهل طبرستان.
مات سنة بضع عشرة ومائتين.
وإسحاق بن إبراهيم الطبري، شيخ سكن اليمن، روى عن ابن عيينة، والفضيل بن عياض، منكر الحديث جدا، يأتي عن الثقات بالاشياء الموضوعات، لا يحل كتبة حديثه إلا على سبيل التعجب.
وجماعة من أهل طبرستان قديما وحديثا حدثوا وكتب عنهم الناس.
وقد ينسب واحد إلى طبرية الشام طبريا، والنسبة الصحيحة إليها طبراني، وقد ذكرناه.
فأما الذي ينسب إلى " طبرية " بهذه النسبة: حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج ببغداد، أنشدنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي.
أنشدنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن ماكولا لابي بكر الخوارزمي الطبري، من طبرية الشام، نسيب قصيدة في الصاحب أبي القاسم بن عباد: يفل غدا جيش النوى عسكر اللقا * * * فرأيك في سح الدموع موفقا ولما رأيت الالف يعزم للنوى * * * عزمت على الاجفان أن تترقرقا قال المقدسي: وزاد في فخر الرؤساء أبو المظفر الابيوردي:(4/45)
وخذ حجتي في ترك جيبي سالما * * * وقلبي، ومن حقيهما أن يشققا يدي ضعفت عن أن تمزق جيبها * * * وما كان قلبي حاضرا فيمزقا وأبو بكر الخوارزمي: طبري الاب من طبرستان آمل، خوارزمي الام، فنسب إلى البلدتين جميعا، وهو يذكر ذلك في " رسائله " وليس من طبرية الشام، غير أنه أقام بالشام مدة: بحلب ونواحيها.
وأبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، من ساكني بغداد، استوطنها إلى حين وفاته، وكان أحد الائمة العلماء، يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب
الله عارفا بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من الخالفين في الاحكام ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور في " تاريخ الامم والملوك " وكتاب في " التفسير " لم يصنف أحد مثله، وكتاب سماه " تهذيب الآثار " لم ير سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء، وتفرد بمسائل حفظت عنه، وله رحلة إلى الحجاز والشام ومصر، سمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، وإسحاق بن أبي إسرائيل، وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبا همام الوليد بن شجاع، وأبا كريب محمد بن العلاء، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأبا سعيد الاشج، وعمرو بن علي، ومحمد بن بشار، ومحمد بن المثنى البصريين، وخلقا كثيرا نحوهم.
روى عنه القاضي أبو بكر أحمد بن كامل الشجري، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ومخلد بن جعفر، وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري وغيرهم.
وحكي أن محمد بن جرير مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة ! وقال أبو حامد الاسفرايني: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب " تفسير محمد بن جرير " لم يكن ذلك كثيرا.
وقال يوما أبو جعفر الطبري لاصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن ؟ قالوا: كم يكون قدره ؟ قال: ثلاثين ألف ورقة ! فقالوا: هذا مما تفنى الاعمار قبل تمامه ! فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة.
ثم قال: هل تنشطون تاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا ؟ قالوا: كم قدره ؟ فذكر نحوا مما ذكره في التفسير، فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنا لله ماتت الهمم ! فاختصره في نحو ما اختصر من التفسير.
قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة: ما أعلم على أديم الارض أعلم من محمد بن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة.
وكانت(4/46)
ولادته في آخر سنة أربع أو أول سنة خمس وعشرين ومائتين، وكان أسمر إلى الآدمة،
أعين، نحيف الجسم، مديد القامة، فصيح اللسان.
وتوفي في عشية يوم السبت، ودفن يوم الاحد بالغداة في داره لاربع بقين من شوال سنة عشر وثلاثمائة.
وأبو الطيب طاهر بن عبد الله بن طاهر بن عمر الطبري، الفقيه الشافعي، من أهل طبرستان، استوطن بغداد ودرس بها العلم وأفتى، وولي القضاء بربع الكرخ بعد موت أبي عبد الله الصيمري، ولم يزل قاضيا إلى حين وفاته، وكان معمرا ذكيا متيقظا ورعا، عارفا بأصول الفقه وفروعه، محققا في علمه، سليم الصدر حسن الخلق صحيح المذهب، فصيح اللسان يقول الشعر على طريقة الفقهاء، وله تصانيف في الفقه والاصول، سمع أبا الحسن الدارقطني، وأبا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني، وعلي بن عمر السكري، وبجرجان أبا أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، وكان يتفقه بنيسابور على أبي الحسن الماسرجسي، وبطبرستان على أبي علي الزجاجي.
وكانت ولادته في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الاول سنة خمسين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
روى لنا عنه الحديث: أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري.
وكتبت أنا عن جماعة بها الحديث، فإني أقمت بها قريبا من أربعين يوما في خانقاه أبي العباس القصاب منصرفي من العراق.
وأبو غالب محمد بن أحمد بن عمر بن الطبر الجريري الطبري، ينسب إلى جده، وكان يعرف بابن الطبر، خال شيخنا عبد الوهاب الحافظ، وكان شيخنا مسنا صالحا معمرا، سمع أبا الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الوكيل، وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، وأبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وطبقتهم.
وأخوه أبو القاسم هبة الله بن أحمد الطبري، أيضا كان من الصالحين المعمرين، آخر من روى في الدنيا عن أبي الحسن الوكيل بن زوج الحرة، وشيوخه شيوخ أخيه، لم أدركه، وكتب لي الاجازة بجميع مسموعاته، روى لنا عنهما جماعة بخراسان والعراق مثل ابن اختهما أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي الحافظ، وتوفي أبو غالب في صفر سنة سبع
عشر وخمسمائة.
وتوفي أخوه أبو القاسم وثلاثين وخمسمائة جميعا ببغداد.
وأبو بكر محمد بن عمير الطبري، جليس أبي زرعة الرازي، والمفتي في مجلسه، من أهل طبرستان آمل، يروي عن عبد الله بن الزبير الحميدي كتاب " الرد على النعمان " وكتاب " التفسير " عن الحميدي وأبي جعفر الجمال، وسهل بن زنجلة.
قال ابن أبي حاتم: وهو(4/47)
صدوق ثقة، وكان يفتي برأي أبي الثور.
وأبو عبد الله محمد بن غصن الطبري، من القدماء يروي عن وكيع، وعبد الرزاق، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان محمد بن غصن يختلف معنا إلى كاتب الليث، وأصبغ بن الفرج.
الطبسي: بفتح الطاء المهملة، والباء المنقوطة بواحدة، والسين المهملة.
هذه النسبة إلى " طبس " وهي بلدة في برية، إذا خرجت منها إلى أي صوب منها سلكت وقصدت: لا بد من ركوب البرية، وهي بين نيسابور وأصبهان وكرمان، فتحت في زمن عمر ولم يفتح في زمانه من خراسان سواها.
وثم طبسان: طبس كيلكي وطبس مسينان ويقال لهما: الطبسان، فهما في هذا الموضع.
وخرج منها جماعة من المحدثين قديما وحديثا، منهم: أبو جعفر بن محمد الطبسي، نزيل جرجان، يروي " كتاب المجروحين " عن أبي حاتم محمد بن حبان البستي.
روى عنه أبو مسعود البجلي الحافظ.
وأبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي الحافظ، صاحب التصانيف الكثيرة، كتب عن الحاكم عن أبي عبد الله الحافظ، وأبي طاهر بن محمش الزيادي، وأبي القاسم بن حبيب المفسر، وأبي الحسن محمد بن القاسم الفارسي ومن دونهم من أصحاب أبي العباس الاصم، ورحل إلى مرو وكتب بها عن أبي غانم الكراعي، وغيره.
روى لي عنه جماعة بنيسابور وهراة مثل عبد الوهاب بن الشاه الشاذياخي بنيسابور،
والجنيد بن محمد بن علي القايني بهراة.
وكانت وفاته في حدود سنة ثمانين وأربعمائة بطبس نيسابور.
وأبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي، كان يقرأ الحديث على المشايخ ويفيد الناس، وكان صحيح القراءة، سمعت " الصحيحين " بقراءته من الامام محمد بن الفضل الفراوي، وكتبت عنه الحديث عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي الحافظ، سمع منه ببلدهما طبس، وصارت قراءة الحديث له دربة.
وتوفي بنيسابور في سنة (1) وثلاثين وخمسمائة ودفن (1) بكنجروذ عند إمام الائمة ابن خزيمة، وزرت قبره.
[ هامش...(1) بياض الاصول قدر كلمة واحدة ].(4/48)
ومن القدماء: أبو الحسن علي بن محمد بن زيد الحداد الطبسي، يروي عن ابن المقرئ.
روى عنه أبو بكر محمد بن جعفر المزكي.
وأبو الحسين سهيل بن إبراهيم الطبسي، يروي عن الحسين بن منصور.
روى عنه الحسن بن محمد السكوني.
وأبو علي الحسن بن الحسين بن الحسن بن الفضل الطبسي، يروي عن أبي الحسن علي بن عمر بن التقي السمرقندي، عن أبي عيسى الترمذي، بكتاب " الجامع " له.
وأبو علي الحسن بن محمد بن فيروزان الطبسي الفقيه، سمع أبا العباس الاصم.
وأبو الحسين أحمد بن سهل بن بحر الطبسي الفقيه، له تصانيف في اللغة، يروي عن يحيى بن صاعد، وابن خزيمة.
وأحمد بن أبي جعفر الطبسي.
سمع محمد بن حبان أبا حاتم البستي.
كذا في كتاب ابن ماكولا.
ومحمد بن أبي بكر المقرئ الطبسي، يروي عن إسماعيل القراب المقرئ.
وأبو منصور عبد الله بن محمد بن إبراهيم الطبسي، يروي عن القاضي أبي بكر الحيري.
والحاكم أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر الطبسي، يروي عن أحمد بن أبي جعفر الطبسي.
روى عنه أبو عمرو محمد.
وأبو الحسن (1) أحمد بن محمد بن سهل الفقيه البارع الطبسي الشافعي، وكان من المتقدمين من أصحاب المروزي، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وبالعراق أبا محمد بن صاعد، وسكن بنيسابور في الخانقاه بباغ الرازيين، وكان يدرس ويملي الحديث ثم انصرف إلى الطبسين، فبلغني أنه توفي بها سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
قال الحاكم: وبلغني أن لابي الحسن (1) شرحا لمذهب الشافعي في ألف جزء، فكنت أقدر أنها أجزاء خفاف، حتى قصدته وسألته أن يخرج [ هامش...(1) وفي كوبرلي و " طبقات الشافعية الكبرى " 3: 44: " أبو الحسن ".
هذا، وقد جعل المعلمي هذا المترجم هو المترجم قبل أربع تراجم المذكور باسم: أحمد بن سهل، فيكون ابن ماكولا قد نسبه إلى جده، ووهم المصنف فظنهما رجلين ! وهو اجتهاد مفتقر إلى دليل ! وللمترجم ترجمة بنحو ما هنا في " الطبقات الوسطى " منقولة في التعليق على " الطبقات الكبرى " فتنظر.(4/49)
إلي منهما شيئا فأخرجهما إلي، فإذا هي بخطة أدق ما يكون، في كل جزء دستجة أو قريب منها !.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبسي التاجر، نزيل نيسابور، سمع أبا قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني وغيره، وأظنه مات بنيسابور.
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
الطبني: هذه النسبة بضم الطاء المهملة، وضم الباء المنقوطة من تحتها بنقطة، وكسر النون المشددة، وقيل: بسكون الباء، وتخفيف النون وهو المحفوظ: إلى " الطبن "
وهي بلدة بالمغرب من أرض الزاب، والزاب في عدوة بلاد المغرب، وقيل: " طبنة " ساكنة الباء مخففة، هكذا ذكره عبد الغني بن سعيد.
والمنتسب إليها: علي بن منصور الطبني، يروي عن محمد بن مخارق.
وأبو محمد القاسم بن علي بن معاوية بن الوليد الطبني، حدث بمصر عن ابن المقرئ، كتب عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني.
ومحمد بن الحسين الطبني الحماني الزابي، وذكرناه في حرف الزاي.
وأبو جابر يحيى بن خالد السهمي الطبني، قال أبو سعيد بن يونس: أظنه من الموالي، مغربي، توفي بطبنة، وهو على القضاء بها، سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأبو الفضل عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن بن يوسف القرشي الطبني القيرواني المعروف بابن لاذخان، سكن بغداد، ووالده أبو الحسن علي بن عطية جاور بمكة سنين، ولا أدري: أبو الفضل ولد بها أو حمله والده من بلاد المغرب صغيرا ونشأ بمكة ؟ سمع أبو الفضل بمكة من أبي معشر عبد الكريم بن عبد الصمد المقرئ الطبري، لقيته ببغداد، ولم يتفق لي السماع منه.
ومن مليح شعره أنشدني أبو الحسين عبيدالله بن علي بن المعمر الحسني من لفظه إملاء ببغداد، أنشدني أبو الفضل بن لاذخان الشاهد لنفسه: قالوا: التحى وانكسفت شمسه * * * وما دروا عذر عذاريه مرآة خديه جلاها الصبا * * * فبان فيها فئ صدغيه توفي في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ببغداد.(4/50)
باب الطاء والحاء الطحان: بفتح الطاء، والحاء المهملتين، في آخرهما النون.
صاحب الرحى والذي يطحن الحب.
والمشهور بهذه النسبة: أبو موسى حبيب بن صالح الطحان، عداده في أهل الشام، يروي عن يزيد بن
شريح.
روى عنه حريز بن عثمان.
وأبو الهيثم خالد بن عبد الله الطحان الواسطي، مولى مزينة، يروي عن حميد الطويل، وأبي عثمان الاصبحي، وعراك بن مالك، ومشكان بن أبي عمرو، وراشد بن سعد.
روى عنه قتيبة بن سعيد، وعمرو بن عون، وسعيد بن منصور، وسعيد بن سليمان، ومسدد، وأهل العراق.
وقال أحمد بن حنبل: كان خالد الطحان ثقة صالحا في دينه، بلغني أنه اشترى نفسه من الله عزوجل ثلاث مرات (1)، وكان يقول: خالد أحب إلينا من هشيم (2)، وسئل أبو زرعة عنه ؟ فقال: ثقة.
مات سنة تسع وسبعين ومائة، وقد قيل: سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وأبو يزيد رستم الطحان، كوفي، من التابعين، روى عنه خالد بن مخلد القطواني.
وأبو نعيم ضرار بن صرد الطحان، من أهل الكوفة، يروي عن المعتمر، والدرا وردي، كان فقيها عالما بالفرائض، إلا أنه يروي المقلوبات عن الثقات حتى إذا سمعها من كان دخيلا في العلم شهد عليه بالجرح والوهن، كان يحيى بن معين يكذبه.
روى عنه زكريا بن يحيى بن عاصم الكوفي.
ومعلى بن هلال الطحان، يروي عن قيس بن مسلم، ويونس بن عبيد.
روى عنه العراقيون، وكان يروي الموضوعات عن أقوام ثقات، وكان أميا لا يكتب، وكان غاليا في التشيع يسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، لا يحل الرواية عنه بحال، [ هامش...(1) وفي " تاريخ بغداد " 8: 294 عن الامام أحمد نفسه: أربع مرات، وبينت روايته كيف اشترى نفسه، قال: " تصدق بوزن نفسه فضة أربع مرات ".
(2) وتمامه في " العلل ": " خالد لم يتلبس من السلطان بشئ " وهي تتمة مهمة في معرفة أمر الرجلين، لكن ابن أبي حاتم لم ينقلها وتابعه المصنف.(4/51)
ولا كتبة حديثه إلا على جهة التعجب.
روى عنه خالد بن مرداس.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن سراج الطحان السنجي، من علماء مرو، ورواية " جامع الترمذي " وغيره عن أبي العباس المحبوبي.
سمع منه جدي الاعلى القاضي أبو منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني، وتوفي بعد سنة أربعمائة، زرت قبره بقرية سنج غير مرة، وأبو جعفر محمد بن الحسن بن محمد بن عبد الله الحافظ المعروف بالطحان، من أهل همذان، كان يقال له: حافظ اشيامان، كان صالحا كثير السماع والكتابة، رحل إلى العراق والحجاز وجرجان ومزندران وبلاد خراسان، وجال في أطرافها، وحصل النسخ وقرأ الكثير على من حدثنا مشايخنا عنه، وكان بهمذان رواية " صحيح البخاري " عن أبي الخير بن أبي عمران المروزى الصفار، عن أبي الهيثم الكشميهني، لم يتفق لي السماع منه، وكتب لي الاجازة غير مرة.
وتوفي في شوال سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، وكنت بإصبهان عازما على الرحلة إليه.
وأبو القاسم حمدان بن سلمان بن حمدان الطحان، من أهل بغداد، وكان من أهل الصدق.
سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وعبيد الله بن عثمان بن يحيى، وأبا حفص عمر بن إبراهيم الكتاني.
روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو سعيد مسعود بن ناصر السجزي، وقال الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا.
وروى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري بالاجازة، فإن لشيخنا عنه إجازة، وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ومات في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ببغداد.
وأبو جعفر محمد بن سويد بن يزيد الطحان، من أهل بغداد، سمع عاصم بن علي، وإسماعيل بن أبي أويس، وإبراهيم بن محمد الشافعي، وعبد العزيز عبد الله الاويسي.
روى عنه الهيثم بن خلف الدوري، وأمد بن عثمان بن يحيى الادمي، ومحمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وكان ثقة، ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
الطحاوي: بفتح الطاء، والحاء المهملتين.
هذه النسبة إلى " طحا " وهي قرية بأسفل أرض مصر من الصعيد، يعمل فيها كيزان يقال لها: الطحوية، من طين أحمر.
والمشهور بالانتساب إليها:(4/52)
يعفر بن غريب بن عبد كلال الرعيني، وزعموا أنه شهد فتح مصر.
قاله ابن يونس.
وفي ذلك نظر.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليمان الازدي الطحاوي، صاحب " شرح الآثار ".
كان إماما ثقة ثبتا فقيها عالما لم يخلف مثله !.
وعداده في حجر الازد، وولد سنة تسع وثلاثين ومائتين.
وتوفي ليلة الخميس مستهل ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، وكان تلميذ أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني، فانتقل من مذهبه إلى مذهب أبي حنيفة رحمهم الله.
وابنه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي، يروي عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وغيره.
قال أبو زكريا يحيى بن علي الطحان: حدثونا عنه.
توفي في شهر ربيع الاول سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
وحافده أبو علي الحسين بن علي بن أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي.
توفي في ربيع الآخر سنة ستين وثلاثمائة.
وأبو العظيم أحمد بن عبد الواحد بن معاوية الطحاوي ويقال: عبدالاحد بدل عبد الواحد من أهل مصر، يروي عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، وتوفي في جمادي الاولى سنة خمس وخمسين ومائتين.
وأبوه عبد الواحد بن معاوية الطحاوي، مولى قريش، والد أبي العظيم، توفي يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وأبو مسعود عمرو بن حفص بن عمر بن الخيار الطحاوي المعروف بالانف، يقال:
مولى لخم، يروي عن عبد الغني العسال وطبقة نحوه وبعده (1) يوم الاثنين لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثمائة.
[ هامش...(1) في الاوصول بياض قدر ثلاث كلمات إلى كوبرلي فلا إشارة فيه إلى شئ.
وفي " الاكمال ": " العسال ونحوه ".(4/53)
باب الطاء والخاء الطخارستاني: بفتح الطاء المهملة، وفتح الخاء المعجمة، بعدها الالف، وضم الراء، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المعجمة باثنتين من فوقها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طخارستان " وهي ناحية كبيرة مشتملة على بلدان وراء نهر بلخ أعني جيحون.
خرج منها جماعة من العلماء والفضلاء في كل فن، منهم: أبو حاتم صالح بن مطرف بن مهلهل الازدي الطخارستاني، جالس رجاء بن المرجى المروزي الحافظ وذاكره، وكان من ساكني سمرقند، وحكى عنه أبو سعيد عصمة بن مسعود التميمي حكاية طويلة.
الطخروذي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وضم الراء، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " طخروذ " وهي قرية من قرى نيسابور، منها: أبو القاسم يحيى بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد الطخروذي.
وأخوه أبو نصر أحمد بن عبد الوهاب، سمعا أبا المظفر موسى بن عمران الانصاري.
فأما أبو القاسم أدركته منصرفي من الرحلة، ولم يتفق أن سمعت منه شيئا، وكانت ولادته في شعبان سنة ثمان وأربعمائة، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة بمرو.
وأخوه أبو نصر بن عبد الوهاب قرأت عليه أوراقا بنيسابور، وكان له حضور على أبي المظفر موسى بن عمران، وكانت ولادته في سنة تسع وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
الطخشي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها الشين
المعجمة.
هذه النسبة إلى " طخش " وهي قرية من قرى مرو على فرسخين، يقال لها: نحح، كان منها: أبو سلمة يحيى بن محمد بن يحيى بن سلم الطخشي المروزي، كان شيخا صدوقا ثقة فقيها فاضلا، كتب الحديث الكثير ببغداد والبصرة وبلده، سمع بمرو عبد الله بن أبي دارة،(4/54)
وأبا رجاء محمد بن حمدويه السنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وبغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل، وبالبصرة أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وطبقتهم.
وكان ضابطا لنفسه صائنا لها، وكان يجلس للعامة وأخذ الوعظ من محمد بن سور.
وكان في جيرته ذاعر يعرف (بالانفال سكر ؟) كان يزجره أبدا عن سوء فعله، فدخل عليه المسجد ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وكان قد فرغ من التراويح وقعد ينتظر الوتر، فهجم عليه ذلك الذاعر وضربه بالسكين، وكان لابي سلمة هذا شاكري يعرف بابن عبدوس، كان معه في المسجد وفي يده خشب، فرفع الخشب ليضرب الذاعر، فأصاب رأس أبي سلمة فدمغه فمات على المكان، وخرج في جنازته خلق كثير لا يحصى للصلاة عليه.
وطخشي: اسم رجل من أهل مصر، قرأت في " معجم الطبراني ": حدثنا أحمد بن إبراهيم بن مخشي الفرغاني بمصر ابن أخي طخشي.
يروي عن عبيدالله (1) بن سعيد بن عفير.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
باب الطاء والراء الطرازي: بفتح الطاء، والراء المهملتين، وكسر الزاي المعجمة في آخرها.
هذه النسبة إلى " طراز " وهي بلدة على حد ثغر الترك، خرج منها جماعة من الائمة العلماء حديثا وقديما، وكانوا من أصحاب الشافعي رحمه الله، وهي عند إسبيجاب،
فمنها: محمد ومحمود ابنا يعقوب بن إبراهيم الطرازي الحجاج، كتبا الحديث بعد الاربعمائة ببخارى.
ومن المتأخرين: أبو عمرو عثمان بن محمد الطرازي، إمام مسجد راعوم ببلخ، كان منها، وحدث بكتاب " شرف الاوقات " للسيد أبي المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي نزيل سمرقند، عنه، وتوفي بعد سنة عشرين وخمسمائة.
والامام أبو القاسم محمود بن علي بن أبي علي الطرازي، فقيه فاضل له الباع الطويل في علم النظر، كان صالحا سديد السيرة دائم التلاوة للقرآن، كتب الحديث عن أبي صادق [ هامش...(1) وتحرف في " اللباب " إلى: " عبد الله ".(4/55)
أحمد بن الحسين الزندي (1)، وأبي الحسن علي بن محمد بن خذام البخاريين وطبقتهما، أدركته ولي عنه إجازة، وتوفي بقرية عند طواويس وحمل إلى بخارى ودفن بها، وكان ذلك في خمس وثلاثين وخمسمائة.
وكان له أولاد أئمة علماء، من أهل الرأي والعلم، لقيتهم بمرو وبخاري وسمرقند.
وبأصبهان سكة معروفة يقال لها " سكة طراز " وظني أن التجار الذي كانوا يجيئون من طراز ينزلونها فنسبت إليهم.
وكان شيخنا أبو طاهر محمد بن أبي نصر إبراهيم بن مكي المعروف ب " هاجر " يسكنها، وكنت أنسبه إليها وأقول: أخبرنا أبو طاهر الطرازي، وكان شيخا صالحا، قرأت عليه كتاب " معرفة الصحابة " لابي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ، بروايته عن أبي منصور شجاع، وأبي زيد أحمد ابني علي بن شجاع المصقلي (2)، عن المصنف.
وسمع الحديث من غيرهما أيضا.
الطرازي: بكسر الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الزاي بعد الالف.
هذه النسبة إلى من يعمل الثياب المطرزة، أو يستعملها، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن أحمد المقرئ البغدادي الطرازي، من أهل بغداد، سكن نيسابور وكان من أصحاب أبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ، والمختصين به، وكان أديبا فاضلا بارعا شاعرا، مكثرا من الحديث، سمع ببغداد أبا القاسم عبد الله ابن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وبنيسابور أبا بكر محمد بن الحسين القطان، وأبا طاهر محمد بن الحسين المحمداباذي وغيرهم.
روى عنه ابنه، وأبو عبد الله الحافظ البيع، وآخر من روى عنه أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي.
وذكره الحاكم في " التاريخ " فقال: أبو بكر الطرازي، سكن نيسابور، وخرج من بغداد سنة ثلاثين وثلاثمائة، وكان من الناسكين المذكورين بحسن السيرة والمذهب، ثم دخل البصرة أيام أبي روق وأقرانه، وورد أصبهان وكتب بها الكثير، ثم ورد نيسابور سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، وكان من القراء المتجردين، ومن المذكورين بحفظ الحديث، خالف [ هامش...(1) من " التحبير " ق 119 / 2، وأقرب الاصول إلى الصحة ما في كوبرلي ففيه بياض موضع " القاسم " فقط، وتحرف في الظاهرية وليده إلى: " أبو محمد علي بن أبي علي ".
وذكره ياقوت على الصواب من غير تكنية.
(2) من كوبرلي و " التحبير " و " اللباب ".
وتحرف في الاصول الاخرى و " معجم " ياقوت إلى: " الصيقلي " و " الصقلي ".
وأنظر ترجمته في نسبته ].(4/56)
الائمة في آخره عمره في أحاديث حدث بها من حفظه وفروعه والله أعلم.
وتوفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، وكانت ولادته سنة ثلاثمائة.
وابنه: أبو الحسن علي بن أبي بكر الطرازي.
الطرايفي: بفتح الطاء المهملة، والراء، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بعد الالف، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى بيع " الطرايف " وشرائها، وهي الاشياء المليحة المتخذة من
الخشب !.
والمشهور بهذه النسبة.
أبو الفضل محمد بن الحسن بن موسى بن معاوية الطرايفي، من أهل نيسابور، سمع عبد الصمد بن الفضل وغيره.
والحسن بن يوسف الطرايفي بمصر، سمع محمد بن عبد الله بن عبد الحكم.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن خالد الطرايفي، من أهل مصر، حدث عن محمد بن يوسف الرازي.
روى عن هؤلاء الثلاثة أبو عبد الله بن منده الحافظ.
وأما أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس بن سلمة بن مسور بن سنان بن مزاحم الطرايفي، مولى خداش بن حلبس العنزي، حدث عن جماعة من القدماء مثل: السري بن خزيمة، ومحمد بن أشرس السلمي، والحسين بن الفضل البجلي بنيسابور، وعثمان بن سعيد الدارمي، ومعاذ وأحمد ابني نجدة بن العريان القرشي، ومحمد بن سهل بن صيغون العتكي وطبقتهم.
روى عنه أبو بكر بن إسحاق الصبغي، وأبو علي الحافظ، وأبو عبد الله البيع الحافظ النيسابوريون.
ذكره الحافظ أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور " فقال: أبو الحسن الطرايفي، كان من أهل الصدق والمحدثين المشهورين، انتخب عليه أبو علي الحافظ ثلاثة أجزاء، وأبو الحسين الحجاجي سبعة إجزاء، ولم يزل مقبولا في الحديث مع ما كان يرجع إليه من السلامة، وسمعته يقول: أقمت ببغداد مدة: سنة أربع وخمسين، وخمس وثمانين ومائتين على التجارة ولم أسمع بها حديثا واحدا، وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وأربعين وثلاثمائة، وصلى عليه الاستاذ أبو الوليد.
وأما أبو عبد الرحمن عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم المكتب الحراني القرشي يعرف بالطرايفي، وإنما قيل له الطرايفي ولقب به: لانه كان يتتبع طرائف الاحاديث ويطلبها، يروي(4/57)
عن قوم ضعاف، وهو مولى منصور بن محمد بن مروان، يروي عن هشام القردوسي،
وخصيف بن عبد الرحمن.
روى عنه قتيبة بن سعيد، وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي.
ذكر ذلك أبو أحمد الحافظ النيسابوري في كتاب " الكنى ".
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، أخبرنا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الهيثم الدشتي، أخبرنا أبو الحسن عبيدالله بن المغيرة بن المنصور النيسابوري، حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الاسفرايني، حدثنا محمد بن بحير، حدثنا محمد بن أسد، حدثنا سليمان بن عبد الرحمن بن كنان، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني أبو عبد الرحمن الطرايفي، كان صاحب عجائب، حدثنا علي بن عروة (1) الدمشقي، عن ابن جريح، عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أسنده قال: كان له صلى الله عليه وسلم قسطاس يسمى الركن.
وأبو النضر أحمد بن محمد بن الحسن الفقيه الطرايفي، من أهل نيسابور، سمع الحديث ثم تفقه على كبر السن، رأى أبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي، ثم سمع الحديث بعده من مثل أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي وطبقته.
وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
حكى أبو النضر الطرايفي عن أبي علي الثقفي أنه قال: يعجبني من أهل الحديث أن يدعو الخلاف في الطهارة والصلاة، فيأخذوا بالشدة لا بالرخصة.
وأبو عبد الله محمد بن حمدان بن سفيان الطرايفي المخرمي، من أهل بغداد، سمع علي بن مسلم الطوسي، والحسن بن عرفة، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، ومحمد بن زياد بن عبد العزيز الثقفي وغيرهم من البغداديين والرازيين والمصريين.
روى عنه أحمد بن قاج الوراق، ومحمد بن المظفر، ومحمد بن عبد الله بن الشخير.
ذكره أبو الفضل صالح ابن أحمد الهمذاني الحافظ في " طبقات الهمذانيين " فقال: أبو عبد الله الطرايفي، قدم علينا سنة ثماني عشرة وثلاثمائة، سمعت منه مع أبي، وكان عنده عامة كتب الشافعي: " الام " وغيره، عن الربيع، وكان رجلا سهلا حسن الاخلاق يصبر على التحديث، واسع
العلم صدوقا.
الطرخا باذي: بفتح الطاء، وسكون الراء المهملتين، وفتخ الخاء المعجمة، والباء [ هامش...(1) من أيا صوفيا، وهو الصواب، وتحرف ي سائر الاصول إلى وجوه ! انظر ترجمة الطرائفي في " التهذيب ".(4/58)
الموحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " طرخاباذ " وظني أنها قرية من قرى جرجان والله أعلم، منهم: علي بن أحمد الطرخا باذي، روى بجرجان عن أبي يعلى أحمد بن علي الموصلي.
روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد الاسماعيلي.
الطرخاني: بفتح الطاء، وسكون الراء المهملتين، وفتخ الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى الجد وهو " طرخان " والمشهور بهذه النسبة: صاحب " الجامع " و " المسند ": أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان بن جباش البلخي الطرخاني، كان من العلماء الذين عنوا بطلب الحديث وكتبه والاجتهاد فيه وجمع الجموع، أدرك جماعة من شيوخ البخاري.
ووالده: محمد بن علي الطرخاني كان محدثا أيضا.
الطرخوني: بفتح الطاء المهملة، والراء الساكنة، والخاء المعجمة المضمومة، وفي آخرها النون: هذه النسبة إلى " طرخون " وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو: أبو عبد الله محمد بن أبي السري إسماعيل بن طرخون الطرخوني البخاري، له رحلة إلى الحجاز والعراق والشام، يروي عن ابن عيينة، ويحيى بن سليم، ومروان بن معاوية، وعبد الحميد بن عبد العزيز، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وعيسى بن موسى غنجار.
روى عنه إسحاق ابن أحمد بن خلف البخاري، ومات سنة سبع وأربعين ومائتين.
وأبو الفضل محمد بن أحنف بن طرخون بن رستم الطرخوني من أهل بخارى أيضا،
وهو جد أبي بكر بن أبي عمرو، ويروي عن سعيد بن الجناح، وحفص بن داود، ونصر بن الحسين.
روى عنه أبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي.
وأبو بكر أحمد بن سهل بن عبد الرحمن بن معبد بن طرخون البانبي الطرخوني، نسب إلى جده الاعلى من قرية بانب من قرى بخارى، يروي عن أبي الطيب جلوان بن سمرة البانبي، والحسين بن يحيى بن جعفر البخاري وغيرهما.
وأبو بكر بن أبي عمرو بن أبي الفضل هو محمد بن سعيد بن محمد بن الاحنف بن طرخون بن رستم الحافظ الطرخوني، من أهل بخارى، يروي عن أبي علي صالح بن(4/59)
محمد، وحامد بن سهل، وإبراهيم بن معقل، وتوفي في المحرم سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
الطرسوسي: بفتح الطاء والراء المهملتين، والواو بين السينين المهملتين، الاولى مضمومة، والثانية مكسورة.
هذه النسبة إلى " طرطوس " وهي من بلاد الثغر بالشام، وكان يضرب بعيدها المثل، وكانوا يقولون على ما سمعت أبا علي الحسن بن مسعود الوزير الدمشقي الحافظ يقول: كان المشايخ يقولون: زينة الاسلام ثلاثة: التراويح بمكة، فهم يطوفون سبعا بين كل ترويحتين، ويوم الجمعة بجامع المنصور، لكثرة الناس والزحمة ونصب الاسواق، ويوم العيد بطوسوس، لانها ثغر، وأهلها يتزينون ويخرجون بالاسحلة الكثيرة المليحة، والخيل الحسان، ليصل الخبر إلى الكفار فلا يرغبون في قتالهم !.
وقد كان هذا قبل أيامنا، والساعة صار هذا البلد في أيدي الفرنج (1)، وبجامع المنصور لا يصلون إلا جماعة يسيرة، وتراويح مكة بقيت على حالها على ما سمعت، ولكن خف الناس وقل المجاورون وانتقصت الشموع والقناديل.
وأبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الطرسوسي، من ثقات البغداديين
المكثرين، أقام بطرسوس، وتوفي بها في جمادى الآخرة سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وحفيده محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي أمية الطرسوسي، يروي عن جده أبي أمية.
روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني.
وأبو بكر أحمد بن الحسين بن بندار بن أبان الاصبهاني القاضي الطرسوسي، الشيخ العابد الصالح المجتهد، سمع أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي، وعبد الله بن محمد بن العلاء الطرسوسي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: أبو بكر الطرسوسي، ورد علينا بنيسابور عند محنة أهل طوسوس، وسكنها إلى أن توفي بها في شهر رمضان سنة سبعين وثلاثمائة ودفن في مقبرة باب معمر.
وأبو الفتح محمد بن إبراهيم بن محمد (2) بن يزيد الغازي الطرسوسي المعروف بابن البصري، سكن بيت المقدس، سمع أبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي (2)، [ هامش...(1) كان استيلاؤهم عليها سنة 354، وهو تاريخ " محنة طرطوس " في كلام الآتي في الصفحة الآتية، وانظر فظائع ذلك في " معجم البلدان " و " البداية والنهاية " 11: 255.
(2 2) هذا ما جاء في عامة الاصول.
والذي في " تاريخ بغداد ": " سمع محمد بن إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي " =(4/60)
= وهو الصواب، فقد تقدم أن وفاة أبي أمية سنة 273 وسيأتي أن وفاة المترجم سنة 409 أو 410، فلا بد من واسطة بينهما ! ويؤكد هذا: أن ابن جميع يروي عن الحفيد، وكانت وفاة ابن جميع قبيل الاربعمائة، ووفاة المترجم بعيدها، فهما من طبقة واحدة ].
وخيثمة بن سليمان الاطرابلسي، وأحمد بن محمد بن أحمد بن سلام، ومحمد بن محمد بن داود بن عيسى الكرجي، وسليمان بن أحمد الملطي، وعبيدالله بن الحسين الانطاكي، وأحمد بن بهزاد السيرافي، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد الاعرابي، والحسن بن عبد الرزاق بن زريق الحمصي، وقدم بغداد وحدث بها.
روى عنه أبو بكر البرقاني، ومحمد بن الفرج بن علي البزاز، وأبو القاسم الازهري، والقاضي أبو العلاء محمد بن علي
الواسطي، وعلي بن طلحة المقرئ، وكان ثقة، ومات ببيت المقدس في سنة تسع أو عشر وأربعمائة.
وأبو الحسن علي بن عبد الله الطرسوسي الصوفي، سكن بخارى، يروي عن جعفر بن محمد بن نصير الخلدي وغيره.
روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو عبد الله الغنجار الحافظ.
وتوفي ببخارى سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
وأبو محمد ناعم بن السري بن عاصم الطرسوسي، من أهل طرسوس، يروي عن أبيه، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج الكوفي وغيرهما.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وقال: أخبرنا ناعم بن السري بن عاصم بطرسوس وأضافني رحمه الله.
الطرطوسي: بالراء الساكنة (1)، بين الطائين المهملتين، بفتح الاولى، وضم الاخرى، بعدها الواو، وفي آخرها السين.
هذه النسبة إلى " طرطوس " وهي بلدة من بلاد الشام، أظنها من الساحل، منها: أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين الخواص المقرئ الطرطوسي، يروي عن أبي بكر محمد بن سفيان صاحب المزني، ويونس بن عبد الاعلى.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وسمع منه بطرطوس.
وأبو الفضل العباس بن أحمد الخواتيمي الطرطوسي، ولي القضاء بطرطوس، سمع أبا المؤمل العباس بن الفضل الكناني الارسوفي، روى عنه أبو بكر النسوي أيضا.
[ هامش...(1) وضبطها بالفتح ابن خلكان 1: 68، وياقوت وقال: " بوزن قربوس " وكان قد قال عند طرطوس: " بفتح أوله وثانيه.
بوزن قربوس.
ولا يجوز سكون الراء إلا في ضرورة الشعر، لان فعلول ليس من أبنيتهم ".(4/61)
وأبو سهل محمد بن هارون بن القاسم الطوطوسي المطرزي، ورد إلى العراق وسمع بالنهروان العباس بن حبيب النهرواني.
روى عنه أبو بكر بن عبدوس النسوي.
وأبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الكريم التميمي الطرطوسي، سمع بطبرية أبا عثمان
سعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي.
وأبو محمد عبيدالله بن يحيى بن عبد الباقي التميمي الطرطوسي، وكان رئيس طرطوس، حدث عن أبيه.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن علي الزراد الطرطوسي، يروي عنه عن أبيه.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
الطرطوشي: بسكون الراء، بين الطائين المهملتين المضموتين، وبعدهما الواو، وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " طرطوشة " وهي بلدة من آخر بلاد المسلمين بالاندلس، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أحمد بن ميسرة الاندلسي الطوطوشي، رحل في طلب العلم، وكتب الكثير، وتوفي بالاندلس سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وطاهر بن حزم الطرطوشي، مولى بني أمية، يروي عن يحيى بن يحيى بن كثير الاندلسي وغيره.
توفي بالاندلس سنة خمس وثمانين ومائتين شهيدا في المعترك.
وأبو بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي نزل الاسكندرية، وتدبر بها إلى حين وفاته، وكان إماما فقيها صالحا سديد السيرة، مشتغلا بما يعنيه، ملاذا للغرباء والفقهاء، ورد بغداد وتفقه بها على أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي، وانحدر إلى البصرة وسمع بها " السنن " لابي داود، عن أبي علي أحمد بن علي التستري، عن أبي عمر الهاشمي، عن أبي علي اللؤلؤي عنه.
روى لنا عنه أبو القاسم أحمد بن أحمد بن إسحاق الدندانقاني بمكة وغيره.
وروى عن أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي السرقسطي، سمع منه بسرقسطة، وتوفي بعد سنة ست عشرة وخمسمائة، وقيل: سنة عشرين بإسكندرية.
الطرقي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الراء، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " طرق " وهي قرية كبيرة مثل البليدة من أصبهان، على عشرين فرسخا
منها، رأيتها من بعيد، وما اتفق لي دخولها، منها:(4/62)
أبو العباس أحمد بن ثابت بن محمد الطرقي الاصبهاني، كان حافظا متقنا مكثرا من الحديث، عارفا بطرقه، وله معرفة بالادب، سمع بأصبهان أبا الفضل المطهر بن عبد الواحد البزاني، وبنيسابور أبا عمرو عثمان بن محمد بن عبيدالله المحمي، وبهراة أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري، وببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار، وبالبصرة أبا علي علي بن أحمد بن علي التستري، وبالاهواز أبا سعد محمد بن الحسن بن علي بن عثمان الاهوازي وطبقتهم.
روى لنا عنه أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، وأبو الفرج عبد الخالق بن أحمد بن يوسف الحافظ ببغداد.
وتوفي بعد سنة عشرين وخمسمائة، وحكي عنه أنه كان يقول: الروح قديمة !.
الطرماحي: بكسر الطاء المهملة، والراء، والميم المفتوحة المشددة، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " الطرماح " وهم اسم لبعض أجداد: أبي محمد عبد الله بن محمد بن هاشم بن طرماح الطوسي الطرماحي وكان وجه الناحية ورئيسها، ومن أعيان المحدثين في عصره.
وكذا ابنه أبو القاسم في وقته.
وابن ابنه الرئيس أبو منصور بن أبي القاسم، هو الرئيس بها.
وابنه أبو محمد عبد الله بن أبي منصور مزكي الناحية وعينها.
قال الحاكم: وكان شيخنا رشق المحدث الذي كتبنا عنه مولى عبد الله بن محمد بن هاشم يقول: استشهد أبو محمد المزكي الطرماحي، ومات أبوه أبو منصور بعده كلاهما في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، سمع أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي، وأبا الحسن علي بن الحسن الهلالي وأقرانهما بنيسابور، ثم حدث على كبر السن، وسمع منه، وروى عنه أبو علي الحافظ وإسماعيل بن
نجيد السلمي وطبقتهما.
الطرواخي: بضم الطاء المهملة، وقيل: بفتحها وسكون الراء، والواو، وفي آخرها الخاء المنقوطة.
هذه النسبة إلى " طرواخى " وهي من قرى بخارى، على أربع فراسخ منها، وأهل بخارى العوام منهم يقولون لها: طراخي.
والمشهور منها: الفقيه أبو الفضل محمد بن محمد بن أحيد بن سعيد الطرواخي، أحد الفقهاء، حدث(4/63)
عن الفقيه سعيد بن موسى الكعبي الخوارزمي، وأبي بكر القاسمي صاحب يعقوب بن سفيان، وهو صاحب يعقوب بن سفيان بن جوان الكبير صاحب التصانيف، روى عنه أبو كامل البصيري، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في " معجم شيوخه " قال: أبو الفضل الطرواخي، شيخ فقيه على مذهب الشافعي، ثقة في الرواية، له أصول صحاح، وسماعات في كتب الناس، سمع أبا الحسين محمد بن عمران بن موسى الجرجاني، وأبا أحمد محمد بن محمد بن الحسن الحاكم المحتسب، وأبا بكر محمد بن الطرماحي: بكسر الطاء المهملة، والراء، والميم المفتوحة المشددة، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " الطرماح " وهو اسم لبعض أجداد: أبي محمد عبد الله بن محمد بن هاشم بن طرماح الطوسي الطرماحي وكان وجه الناحية ورئيسها، ومن أعيان المحدثين في عصره.
وكذلك ابنه أبو القاسم في وقته.
وابن ابنه الرئيس أبو منصور بن أبي القاسم، هو الرئيس بها.
وابنه أبو محمد عبد الله بن أبي منصور مزكي الناحية وعينها.
قال الحاكم: وكان شيخنا رشق المحدث الذي كتبنا عنه مولى عبد الله بن محمد بن هاشم يقول: اشتشهد أبو محمد
المزكي الطرماحي، ومات أبوه أبو منصور بعده كلاهما في سنة سبع وثمانين وثلاثمائة، سمع أبا أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي، وأبا الحسن علي بن الحسن الهلالي وأقرانهما بنيسابور، ثم حدث على كبر السن، وسمع منه، وروى عنه أبو علي الحافظ وإسماعيل بن نجيد السلمي وطبقتهما.
الطرواخي: بضم الطاء المهملة، وقيل: بفتحها وسكون الراء، والواو، وفي آخرها الخاء المنقوطة.
هذه النسبة إلى " طرواخي " وهي من قرى بخارى، على أربع فراسخ منها، وأهل بخارى العوام منهم يقولون لها: طراخي.
والمشهور منها: الفقيه أبو الفضل محمد بن محمد بن أحيد بن سعيد الطرواخي، أحد الفقهاء، حدث عن الفقيه سعيد بن موسى الكعبي الخوارزمي، وأبي بكر القاسمي صاحب يعقوب بن سفيان، وهو صاحب يعقوب بن سفيان بن جوان الكبير صاحب التصانيف، روى عنه(4/64)
أبو كامل البصيري، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في " معجم شيوخه " قال: أبو الفضل الطرواخي، شيخ فقيه على مذهب الشافعي، ثقة في الرواية، له أصول صحاح، وسماعات في كتب الناس، سمع أبا الحسين محمد بن عمران بن موسى الجرجاني، وأبا أحمد محمد بن محمد بن الحسن الحاكم المحتسب، وأبا بكر محمد بن القاسم، وأبا سعيد بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي وجماعة.
سمعنا منه قطعة صالحة من " تفسير " يعقوب بن سفيان، وغيره.
الطريثيثي:: بضم الطاء المهملة، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الثاء المثلثة بين اليائين، وفي آخرها مثلثة أخرى.
هذه النسبة إلى " طريثيث " وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور، بها قرى كثيرة، ويقال لها بالعجمية " ترشيز " خرج منها جماعة من أهل العلم قديما، والساعة صارت في يد
أهل القلاع واستولوا عليها، منها: أبو الفضل شافع بن علي بن أبي الفضل الطريثيثي، سكن نيسابور شيخ نظيف ظريف كثير العبادة مليح المشاهدة، من أفراد المشايخ المحققين، سمع بمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر الازدي، وبالبصرة أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن طلحة بن غسان الحافظ وغيرهما.
روى لي عنه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي، وابن أخيه أبو منصور عبد الخالق بن زاهر، وابن أخته ظريفة: أبو البركات عبد الله بن محمد الفراوي، وكانت ولادته بطريثيث سنة أربعمائة، وسكن رباط السلمي بنيسابور، وتوفي بها في ذي الحجة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، ودفن بكنجروذ في مشهد ابن خزيمة الامام.
الطريقي (1): المنسوب إلى هذه النسبة: علي بن المنذر الطريقي، من أئمة الكوفة، سمع محد بن الفضيل الكوفي.
روى عنه إسحاق بن أيوب بن حسان الواسطي.
سألت أستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضيل بأصبهان عن علي بن المنذر الطريقي: لاي شئ نسب هذا ؟ قال: كان ولد في الطريق فنسب إليها.
[ هامش...(1) قال ابن الاثير رحمه الله: " قلت: فاته " الطريقي ": بفتح الطاء، وكسر الراء، وبعدها ياء تحتها نقطتان، وبعدها فاء.
نسبة إلى طريف بن حيي بن عمرو بن سلسلة بن غنم، بطن من طئ، منهم: أدهم بن أبي الزعراء واسمه: سويد بن مسعود بن جعفر بن عبد الله بن طريف بن حيي الشاعر " ].(4/65)
باب الطاء والسين الطساس: بفتح الطاء، والالف بين السينين المهملات.
هذه النسبة لمن يعمل " الطست " وقيل له: " الطس " أيضا، قال الشاعر: لو عرضت لاتيلي (؟) قس * * * أشعث في هيكله مندس حن إليها كحنين الطس والمشهور بهذه النسبة:
الفضل بن زياد الطساس البغدادي، يروي عن عباد عن عباد المهلبي، وعلي بن هاشم بن البريد، وخلف بن خليفة.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
قال ابن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عنه ؟ فقال: كتبت عنه، كان يبيع الطساس، شيخ ثقة.
الطستي: بفتح الطاء المهملة، وسكون السين المهملة أيضا، وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى " الطست " وعمله، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم الطستي الوكيل، وهو ابن أخي الحسين بن مكرم (1)، من أهل بغداد، يروي عن أحمد بن عبيدالله النرسي، والحارث بن أبي أسامة ومسلم بن عيسى الصفار، وتمتام وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران، وأبو الحسين بن جميع الغساني، وأبو علي بن شاذان وجماعة.
ورأيت له كتاب " المعجم " لشيوخه في أجزاء عند شيخنا أبي نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الغازي الحافظ بأصبهان، فلم يتفق لي سماعه، وكانت ولادته في سنة ست وستين ومائتين، ومات في شعبان سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
[ هامش...(1) من كوبرلي و " تاريخ بغداد " 11: 41، وينظر ؟ فلعل الصواب: ابن ابن أخي، وانظر " التاريخ " 12: 62، وفي أيا صوفيا: " ابن أخي أبي الحسن "، وفي الباقي: " ابن أخي أبي الحسين ".(4/66)
باب الطاء والغين الطغامي: بفتح الطاء المهملة، والغين المعجمة.
هذه النسبة إلى " طغامى " وهي قرية من سواد بخارى، والمشهور بالانتساب إليها: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد بن عقار بن رخشاب الطغامي، صاحب الاوقاف.
يروي عن أبي سهيل سهل بن بشر، ومحمد بن دينار، وصالح بن محمد الحافظ وموسى بن أفلح، ويحيى بن بدر وغيرهم.
روى عنه جماعة، وتوفي في شوال سنة تسع
وأربعين وثلاثمائة.(4/67)
باب الطاء والفاء الطفال: بفتح الطاء المهملة، وتشديد الفاء.
هذه النسبة إلى بيع " الطفل " وهو الطين الذي يؤكل، وفي أصل اللغة الطفل: السواد والطين الذي يؤكل يكون عليه السواد، لانه يشوى عند الاكل فيسود، ويقولون في ديار مصر للذي يبيعه: الطفال، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن أحمد بن السري بن المقرئ بن الطفال، من أهل مصر، شيخ ثقة صدوق مكثر، سمع أبا الطاهر أحمد بن عبد الله بن نصر القاضي الذهلي، وأبا الحسن بن حيويه، وأبا محمد الحسن بن رشيق العسكري المصريين.
روى عنه أبو بكر محمد بن إسماعيل بن أحمد الكسي، وأبو الفتح نصر بن الحسن بن القاسم السكني، وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وذكره في " معجم " شيوخه وقال: أبو الحسن بن الطفال، نيسابوري الاصل، سكن أبوه مصر، وولد هو بها، وقد كان باع أصوله فكان يوجد سماعه في كتب الناس لا بأس به.
الطفاوي: بضم الطاء المهملة، وفتح الفاء، وفي آخرها واو، بعد الالف.
هذه النسبة إلى " طفاوة " (1) والمشهور بهذه النسبة: أبو المنذر محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، من أئمة البصرة، يروي عن حميد الطويل، والاعمش، وهشام بن عروة، وأيوب السختياني.
روى عنه أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وعلي بن المديني، والمقدمي، وأبو الاشعث أحمد بن المقدام العجلي، وعمرو بن محمد الناقد، وكان يحيى بن معين يقول: الطفاوي قدم علينا ها هنا، لم يكن به [ هامش...(1) قال ابن الاثير رحمه الله: " قلت: لم يذكر طفاوة من أي العرب هي، وهذه النسبة إلى ثعلبة وعامر ومعاوية أولاد
أعصر بن سعد بن قيس عيلان.
وقيل في أسمائهم غير ذلك، وأمهم طفاوة بنت جرم بن ريان، فنسبوا إليها، ولا خلاف أنهم نسبوا إلى أمهم، وأنهم من أولاد أعصر، وإن اختلفوا في أسماء أولادهما.
أولادهما.
قلت: ريان تحريف مطبعي، صوابه: ربان، كما في " الاكمال " 4: 113، و " التبصير " ص 615.(4/68)
بأس، البصريون يرضونه، وكان علي بن المديني يقول: هو ثقة.
ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
وأبو المعذل عطية الطفاوي، من تابعي البصرة، يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه سليمان التيمي، وخالد الحذاء، وعوف الاعرابي.
ومدرك بن عبد الرحمن الطفاوي، من أهل البصرة، يروي عن حميد الطويل ما لا يتابع عليه.
روى عنه البصريون، استحب مجانبة ما انفرد بن من الروايات.
روى عنه يحيى بن خذام السقطي.
وعبد الله بن عيسى الطفاوي، من أهل البصرة، سكن بغداد، وحدث بها عن أبيه، ومسمع بن عاصم، ويوسف بن عطية الصفار، وعبيدالله بن شميط بن عجلان.
روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وحاتم بن الليث الجوهري، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وأبو المهلب هريم بن عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عيسى بن هريم بن عتيق الطفاوي، من أهل البصرة.
روى عن سلام بن مسكين، وعمارة بن زاذان، وأبي هلال الراسبي، وحماد بن سلمة، والقاسم بن الفضل الحداني.
وعبد العزيز بن مسلم.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وجماعة.(4/69)
باب الطاء واللام
الطلحي: بفتح الطاء المهملة، وسكون اللام، وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى " طلحة " بن عبيدالله رضي الله عنه، والمشهور بهذا الانتساب جماعة من أولاد طلحة وأحفاده قديما وحديثا، منهم: أبو الحسن محمد بن عمر بن معاوية بن يحيى الطلحي، من ولد طلحة، بغدادي، يروي عن أبيه.
روى عنه أبو علي بن شاذان البزاز.
وأبو عمر عبد الرحمن بن طلحة بن محمد بن عيسى بن محمد بن عيسى بن صالح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيدالله الطلحي التيمي الاصبهاني ثم العمري، حدث عن جماعة من القدماء مثل الفضل بن الخصيب، وابن الجارود، والعباس بن الوليد بن شجاع وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم الاصبهاني بآمد، وجماعة من شيوخنا حدثونا عن أصحابه.
ومنهم صالح بن موسى الطلحي، من ولد طلحة بن عبيدالله، يروي عن سهيل بن أبي صالح، عداده في أهل المدينة.
روى عنه أهلها، كان يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات حتى يشهد المستمع لها أنها معمولة أو مقلوبة، لا يجوز الاحتجاج به.
وعبد الرحمن بن حماد الطلحي، من ولد طلحة بن عبيدالله، يروي عن طلحة بن يحيى نسخة موضوعة.
روى عنه ابن عائشة فلست أدري أوضعها أو قلبت عليه ؟ وأيا ما كان من ذلك فهو ساقط الاحتجاج به، لما أتى بما لا أصل له في الروايات على الاحوال كلها.
روى عن طلحة بن يحيى، عن أبيه، عن طلحة بن عبيدالله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله.
وذكر حديث السفرجلة (1).
وعبد الرحمن بن صالح بن إبراهيم بن محمد بن طلحة بن عبيدالله التيمي ويعرف بالطلحي، كان من أهل الصدق، يروي عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن محمد بن عمران الطلحي، وأخيه طلحة بن صالح الطلحي.
قال [ هامش...(1) هذا كلام ابن حبان أيضا في المجروحين " 2: 62 61، وفيه تحريفات تصحح على ما هنا، وتتمة حديث طلحة رضي الله عنه: ".
وفي يده سفرجلة فرمى بها إلي وقال: دونكها يا أبا محمد فإنها تجم الفؤاد ".
قلت: والحديث رواه ابن ماجة 2: 1118 من طريق أخرى إلى طلحة، وفيه مجاهيل.
ورواه الطبراني عن ابن عباس قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " 5: 45: " عن علي القرشي، عن عمرو بن دينار، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات ".(4/70)
ابن أبي حاتم: سمع أبي منه بالمدينة سنة ست عشرة ومائتين، وسألت أبي عنه ؟ قال: هو صدوق.
الطلقي: بفتح الطاء المهملة، واللام، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " طلق " والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الطلقي الاستراباذي، من أهل إستراباذ وجرجان، حدث بها عن أبي الحسان أحمد بن عبد الله الاستراباذي.
الطليطلي: بضم الطاء المهملة، وفتح اللام، وسكون الياء المنقوطة بأثنتين من تحتها، وكسر الطاء الاخرى، وفي آخرها لام أخرى.
هذه النسبة إلى " طليطلة " وهي بلدة بالاندلس من المغرب، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أحمد بن الوليد بن عبد الخالق بن عبد الجبار بن بشر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن قتيبة بن مسلم الباهلي قاضي طليطلة، يروي عن عيسى بن دينار، ويحيى بن يحيى بن كثير، رحل وسمع من سحنون بن سعيد، وهو قديم، توفي بالاندلس.
هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس.
وإسماعيل بن أمية الطليطلي، توفي بالاندلس سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن قاسم الطليطلي، حدث بمكة عن أبي عبد الله محمد بن سند بن الحداد.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في " معجم " شيوخه.
الطلي: بفتح الطاء المهملة، وتشديد اللام.
هذه النسبة إلى " بيت طل " وهي قرية من كورة غزة وهي من فلسطين، والمنتسب إليها: وهب بن زياد بن حمير (1) الطلي، من التابعين، يروي عن تميم الداري رضي الله عنه.
روى عنه أهل فلسطين.
قال أبو حاتم بن حبان: كان يسكن قرية يقال لها بيت طل من كورة غزة.
[ هامش...(1) وفي " اللباب ": " بن حميد ".(4/71)
باب الطاء والميم الطميسي: بفتح الطاء، وكسر السين المهملتين، بينهما الميم المكسورة، والياء الساكنة آخر الحروف.
هذه النسبة إلى " طميسة " وهي قرية من قرى مازندران يقال لها: طميسة بالعربية، بت بها ليلة فيما أظن، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الطميسي، يروي عن أبي عبد الله محمد بن محمد السكسكي.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الجناري وغيره.(4/72)
باب الطاء والنون الطناجيري: بفتح الطاء المهملة، والنون، والالف، وكسر الجيم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " طناجير " وهي جمع طنجير (1)، ولعل واحدا من أجداده يعمل هذا، والمشهور بهذه النسبة: أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيدالله بن أحمد بن ثابت بن جعفر بن عبد الكريم
الطناجيري، من أهل بغداد، كان من أهل الخير والدين، سمع أبا الحسن علي بن عبد الرحمن البكائي، ومحمد بن زيد مروان الكوفيين، ومحمد بن المظفر الحافظ، وأبا حفص بن شاهين، ومحمد بن النضر النخاس، وأبا بكر بن شاذان، وخلقا من هذه الطبقة، ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبنا عنه، وكان دينا مستورا ثقة صدوقا، وسمعته يقول: كتبت عن ابن مالك القطيعي " أمالي " ثم ضاعت، فليس عندي عنه شئ، وكانت ولادته في ذي الحجة سنة خمسين وثلاثمائة، ومات سلخ ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمائة، ودفن بمقبرة باب حرب.
الطنافسي: بفتح الطاء المهملة، والنون، وكسر الفاء، والسين المهملة.
هذه النسبة إلى " الطنفسة " والمنتسب إليها الاخوة الثلاثة: أحدهم: أبو حفص عمر بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الحنفي، من أهل الكوفة، يروي عن أبي إسحاق السبيعي، وسماك بن حرب.
روى عنه إسحاق بن إبراهيم، وأهل العراق، ومات سنة سبع وثمانين ومائة.
وأخوه أبو عبد الله محمد بن عبيد بن أبي أمية واسمه: عبد الرحمن الايادي الطنافسي الكوفي الاحدب، مولى بني (2) حنيفة، أخو عمر ويعلى سمع هشام بن عروة، (1) وهي هذا الاناء الذي يطبخ به.
وهي كلمة معربة.
(2) في الاصول: " ابن ".
والمثبت من " تاريخ بغداد " 2: 365، وهو الصواب، ولذا ينسب كل منهم هو وإخوته: " الحنفي " نسبة إلى بني حنيفة ولاء، وليسوا منسوبين إلى مذهب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه كما ظنه القرشي رحمه الله في " طبقاته " ! أنظرنا 1: 136 و 342 و 393، 2: 89 و 228.(4/73)
ومحمد بن إسحاق بن يسار، وسليمان الاعمش، وعبيدالله بن عمر، ومسعر بن كدام، وإسماعيل بن أبي خالد وغيرهم.
حدث عنه أخوه يعلى، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، كان من أهل الكوفة، سكن
بغداد مدة ورجع إلى الكوفة، وكان الدارقطني يقول: يعلى ومحمد وعمر وإدريس وإبراهيم بنو عبيد الطنافسيون: كلهم ثقات، وأبوهم عبيد بن أبي أمية ثقة، حدث أيضا، وكان أبو طالب الحافظ يقول: هو عبيد بن أبي أمية.
وقال رجل عند محمد بن عبيد: أبو بكر وعمر وعلي وعثمان ! فقال له: ويلك من لم يقل: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فقد أزري على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي عنهم ! وقال يحيى بن معين: أتيت محمد بن عبيد الطنافسي يعني حين قدم بغداد وقد كنت أبطأت عنه، فلما أتيته وقد كان الناس كثروا قال: يحيى أبو زكريا ! أنشأت تطلب وصلنا * * * في الصيف ضيعت اللبن قال يحيى: قال بعضهم: في هذا الصيف ضيحت اللبن (1).
وهو الصواب !.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: محمد بن عبيد الطنافسي يكنى أبا عبد الله، وكان أحدب كوفيا ثقة، وكان عثمانيا، وكان حديثه أربعة آلاف يحفظها، وكانت ولادته سنة سبع وعشرين ومائة.
وقال يعلى ابن عبيد: أنا أكبر من أخي بتسع سنين، ولدت سنة ثماني عشرة، وتوفي محمد بن عبيد سنة أربع ومائتين، وقيل: سنة خمس، وقيل: سنة ثلاث، وأما أخوهما أبو يوسف يعلى بن عبيد بن أبي أمية الطنافسي الايادي الحنفي الكوفي، كان من الثقات، يروي عن الاعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، و عبد الملك بن أبي سليمان.
روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو بكر عثمان ابنا أبي شيبة، وكان أكبر من جعفر بن عون، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن يعلى بن عبيد، فقال: كان صحيح السماع، وكان صالحا في نفسه.
وقال يحيى بن معين: هو ثقة.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن يعلى بن عبيد ؟ فقال: صدوق، وكان أثبت أولاد أبيه في الحديث.
وابن أخت يعلى بن عبيد الطنافسي: الحسن بن محمد الطنافسي، يروي عن [ هامش...(1) من الاصول إلا كوبرلي ففيه: " ضبحت "، وفي " التاريخ " 2: 366: " ضحيت " وهو تحريف.
واللبن
الضياح: هو الممزوج بالماء.(4/74)
أبي بكر بن عياش، ومحمد بن الفضيل، وعبد الله بن إدريس وغيرهم.
روى عنه أبو زرعة الرازي، ويحيى بن عبدك القزويني، وكثير بن شهاب.
الطنبذي: بضم الطاء المهملة، وسكون النون، وضم الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " طنبذي " وهي قرية من قرى مصر، من البهنسا، وهي من الطبارحيات، والمشهور بهذه النسبة: أبو عثمان مسلم بن يسار الطنبذي، ويقال: الاصبحي، قاله مسلم ابن الحجاج، وهو رضيع عبد الملك بن مروان، سمع أبا هريرة.
حدث عنه أبو هانئ حميد الخولاني.
روى مسلم بن الحجاج له حديثا واحدا في صدر كتابه (1): " سيكون في آخر الزمان دجالون كذابون " الحديث.
قاله أبو علي الغساني، وقال: هو منسوب إلى طنبذي، وهي قرية من قرى مصر فيما بلغني.
الطنبي: بضم الطاء المهملة، وسكون النون، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " طنب " وهو موضع في طريق مكة، نزل بها زبيب بن ثعلبة العنبري التميمي الطنبي.
قال ابن أبي حاتم: زبيب بصري، كان ينزل بالطنب في طريق مكة.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه بنوه عبد الله ودحين بن زبيب والعذور بن دحين.
روى عنه ابنه شعيث بن عبد الله بن زبيب.
الطنجي: بفتح الطاء المهملة، وسكون النون، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " طنجة " وهي من بلاد المغرب، والمشهور بالانتساب إليها: بلج بن بشر الطنجي القيسي كان واليا على طنجة وما والاها، فتكاثرت عليه عساكر خوارج البربر، قال: فانهزم عنها إلى الاندلس ودخلها من جهة المجاز، وادعى ولايتها وشهد
له بعض المنهزمين معه، وكان الامير حينئذ عبد الملك بن قطن، فوقع في ذلك اختلاف وفتنة، إلى أن ظفر بلج بعبد الملك فسجنه ثم قتله سنة خمس وعشرين ومائة.
قال ابن ماكولا في ترجمة " بلج ".
[ هامش...(1) " صحيح مسلم " بشرح النووي 1: 78 من طريقين إليه، وتتمة الحديث: " يأتونكم من الاحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم " ].(4/75)
الطنزي: بفتح الطاء المهملة، وسكون النون، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى " طنزة " وهي قرية من ديار بكر بالجزيرة من نواحي ميافارقين: والمشهور بالانتساب إليها: أبو الفضل يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد الطنزي الحصكفي الخطيب، كان إماما فاضلا حسن الشعر رقيق الطبع، سار شعره في الاقطار، وشاع ذكره في الامصار، كان ولد بطنزة، وتربى بحصن كيفا، وسكن ميافارقين، وكان المفتي بديار بكر في عصره، ولد سنة ستين وأربعمائة، وكتب لي الاجازة في جميع مسموعاته، وروى لي عنه جماعة من رفقائنا وأصدقائنا، مثل: عسكر بن أسامة النصيبي ببغداد وهو حصل لي الاجازة منه والخضر بن ثروان الثعلبي ببلخ، وساعد بن فضائل المنبجي بنيسابور، وعلي بن مسعود الاسعردي بالرقة، وسلامة بن قيصر السنجاري بالقعلة المعروفة بجعبر وغيرهم.
أنشدني أبو العباس الفارقي إملاء من حفظة ببلخ.
قال: أنشدني يحيى بن سلامة الطنزي لنفسه بميا فارقين: وخليع بت أعذله * * * ويرى عذلي من العبث قلت: إن الخمر مخبثة * * * قال: حاشاها من الخبث ! قلت: فالارفاث يتبعها * * * قال: طيب العيش في الرفث ! قلت: منها القئ، قال: أجل * * * صرفت عن مخرج الحدث
وسأسلوها، فقلت: متى ؟ * * * قال: عند الكون في الجدث وأبو عبد الله مروان بن علي بن سلامة بن مروان الطنزي، ورد بغداد، وتفقه بها على الامام أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسين الشاشي، وبرع في الفقه، وسمع الحديث من أبي بكر أحمد بن علي بن الحسين الطريثيثي وغيره، ورجع إلى بلاده وسكن قلعة فنك موضع من ديار بكر وكان في الاحياء وقت وصولي إلى بلاد الجزيرة، ولم يتفق لي الاجتماع به، وحدثني عنه أصحابنا ورفقاؤنا مثل أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ بدمشق، وأبي الحسين سعد الله بن محمد بن علي الدقاق ببغداد، وكان وفاته فيما أظن بعد سنة أربعين وخمسمائة.
[ هامش...(1) توفي المترجم سنة 553 كما في " المختصر في أخبار البشر للمؤيد أبي الفداء 3: 34 و " البداية والنهاية " 12: 238 و " وفيات " ابن خلكان 6: 205 وله ترجمة عند السبكي في " طبقاته " 7: 33 دون تاريخ لوفاته.(4/76)
وببغداد محلة من نهر طابق خربت الساعة يقال لها: شارع الطنز، والنسبة إليها " طنزي " منها: شيخنا أبو المحاسن نصر بن المظفر بن الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى بن أحمد بن محمد بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي الطنزي، من أهل بغداد، سكن همذان، ويلقب ب " الشخص " وبه عرف، من بيت قديم مشهور غير أن الزمان تقاعد به، وكان يصلي ببعض الاتراك بها، سمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد النقور البزاز، وبأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده العبدي وغيرهما.
سمعت منه بهمذان في النوبة الثانية، وسألته عن مولده فقال: ولدت بشارع الطنز بدرب البرمة من نهر طابق في حدود سنة خمسين وأربعمائة، أو قبلها، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة خمسين وخمسمائة بهمذان.(4/77)
باب الطاء والواو الطوابيقي: بفتح الطاء والواو، وكسر الباء، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " الطوابيق " وهي الآجر الكبير الذي يفرش في الدار، وعملها، واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم: أبو جعفر محمد بن جعفر بن علان الوراق الشروطي المعروف بالطوابيقي، كان شيخا مستورا من أهل القرآن ضابطا لحروف قراءات كانت تقرأ عليه، حدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي على الطوماري، ومخلد بن جعفر، ومحمد بن الحسين الازدي، وأبي عبد الله الشماخي الهروي.
سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وقال: كتبت عنه وكان صدوقا، ومات في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، ودفن بمقابر باب الدير.
الطواويسي: بفتح الطاء المهملة، والالف بين الواوين: المفتوحة والمكسورة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها السين.
هذه النسبة إلى " طواويس " وهي قرية من قرى بخارى على ثمانية فراسخ منها، وهي المرحلة الثانية، معروفة للمتوجه إلى سمرقند من بخارى، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم: الفقيه الفاضل الورع الزاهد الثقة أبو بكر أحمد بن محمد بن حامد بن هاشم الطواويسي، أثنى عليه أبو سعيد الادريسي في كتاب " الاكمال " وكان من عباد الله الصالحين، روى عنه محمد بن نصر المروزي، وعبد الله بن شيرويه النيسابوري، ومحمد بن الفضل البلخي وغيرهم.
روى عنه محمد بن نصر بن غريب القايد الشاشي، وأحمد بن عبد الله بن إدريس خال الادريسي الحافظ وغيرهما.
وذكر الادريسي أن أبا بكر الطواويسي مات في الحمام في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة بسمرقند.
الطوبي: بضم الطاء المهملة، بعدها الواو، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قصر " الطوب ".
وهو موضع بإفريقية، منها: موسى بن جميل العابد الطوبي، من أهل بغداد، انتقل إلى بلاد المغرب، وسكن بإفريقية في موضع يقال له: قصر الطوب، وكان يتعبد هناك وكان من العباد.(4/78)
الطورخاري: بضم الطاء المهملة، بعدها الواو، والخاء المعجمة والالف، بين الرائين.
هذه النسبة إلى الجد، واشتهر بهذه النسبة.
أبو إسحاق إبراهيم بن أبي علي محمد بن أبي عبد الله محمد بن عمرو بن صالح بن الحسن بن طورخار النسفي الطورخاري، من أهل نخشب، سمع أبا الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة النسفي.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وقال: وجدنا سماعه ل " مسند عثمان بن عفان " من " مسند " إبراهيم بن معقل، وقرأنا عليه فمات.
الطوريني: بضم الطاء المهملة، والراء المكسورة، بينهما الواو، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طورين " وهي قرية من قرى الري، على نصف فرسخ منها، دخلتها وسمعت بها، منها: محمد بن سلمة بن مالك الرازي الباهلي الطوريني، كان يسكن طورين، يروي عن عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل، وفضيل بن عياض، وعبد العزيز بن عبد الصمد، وعبد الله بن رجاء المكي.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه ؟ فقال: صدوق، ما علمته إلا صحيح الحديث.
الطوساني: بضم الطاء، وفتح السين المهملتين، وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى " طوسان " وهي إحدى قرى مرو على فرسخين منها، والمنتسب إلى
هذه القرية: أبو الفضل سويد بن نصر بن سويد الكاتب القرشي المروزي الطوساني، يعرف بالشاه، أحد العلماء الثقات، رواية عبد الله بن المبارك، وسمع الكتب منه، وكان ثقة ورعا سنيا، ويروي عن أبي عصمة أيضا (1).
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وذكره في " التاريخ الكبير " ومسلم بن الحجاج القشيري، وأبو عبد الرحمن النسائي وغيرهم من الائمة.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب " الثقات ": سويد بن نصر الطوساني، حدثنا عنه [ هامش...(1) هو أبو عصمة نوح بن أبي مريم، الملقب ب " نوح الجامع "، وكلمة ابن حبان فيه مشهور.(4/79)
إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل، مات بقريته طوسان سنة أربعين ومائتين.
وهو ابن إحدى وتسعين سنة، وكان متقنا.
وأبو أحمد عون بن منصور بن نوح الطوساني، سمع سويد بن نصر الطوساني القرشي، وموسى بن بحر الكوفي، ورافع بن أشرس وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الرحمن محمد بن مأمون، ومحمد بن إسحاق الماسي المروزيان.
ومات سنة تسعين ومائتين.
الطوسي: بضم الطاء المهملة، بعدها الواو، وفي آخرها السين المهملة والنون (1) هذه النسبة إلى " طوسن " وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو حفص عمران بن رضوان الطوسي من أهل بخارى، يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص، وأبي طاهر أسباط بن اليسع.
روى عنه خلف ابن محمد بن إسماعيل الخيام.
الطوسي: بضم الطاء المهملة وفي آخرها السين المهملة أيضا.
هذه النسبة إلى بلدة بخراسان يقال لها " طوس " وهي محتوية على بلدتين يقال لاحداهما: الطابران، وللاخرى: نوقان، ولهما أكثر من ألف قرية، وكان فتحها في خلافة عثمان بن عفان على يد عبد الله بن عامر بن كريز في سنة تسع وعشرين من الهجرة.
خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا.
وهذه النسبة اسم طوسي بن طالب بن جرير البجلي، حدث عن أبيه.
روى عنه حمزة بن المطلب الخزاعي البصري.
والمنسوب إلى هذه البلدة: أبو نضر محمد بن محمد بن يوسف بن الحجاج بن الجراح بن عبد الله بن عبد الخالق الفقيه الطوسي، من أهل طابران طوس، كان إماما زاهدا ورعا حسن السمت والسيرة، سمع بنيسابور الحسين بن محمد بن زياد السمدي، وإسماعيل بن قتيبة، وبمرو يحيى بن ساسويه، وأبا رجاء الهورقاني، وبهراة عثمان بن سعيد الدارمي، ومعاذ بن نجدة، وبالري علي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أيوب الرازي، [ هامش...(1) من أيا صوفيا وكوبرلي، فيكون المنسوب إليه: " طوسن "، ويؤيد هذه الزيادة أن المصنف أفرد النسبة إلى " طوس " بنسبة خاصة، ولو كان الموضعان برسم واحد لجعل لهما نسبة واحدة، كعادته، وكما فعل ابن الاثير في " اللباب ".
وأما ياقوت فذكر آخر كلامه على " طوس " خراسان " طوس " بخارى هذه، ونقل عن المصنف كلامه هذا وترجمة هذا المترجم، ثم ذكر " طوسن " وأنها من قرى بخارى، ولم ينسب إليها أحدا.
والله أعلم.(4/80)
وببغداد إسماعيل بن إسحاق القاضي، والحارث بن أبي أسامة، وبالكوفة أحمد بن موسى بن إسحاق الكوفي، ومطين الحضرمي، وبمكة علي بن عبد العزيز، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ، وسمع بسمرقند من مصنفات أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي.
وروى عنه الحافظ أبو علي، وأبو أحمد الحاكم، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله البيع النيسابوريون وذكر الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " فقال: الفقيه الاديب أبو عبد الله العابد، أبو نضر الامام الطوسي، وما رأيت في مشايخي أحسن صلاة ولا أبعد عن الذم منه، وكان يصوم النهار ويقوم الليل، ويتصدق بالفاضل من قوته، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، سمع بطوس تميم بن محمد، وإبراهيم العنبري، وكتب عنهما جميعا " المسند "
فقد صنفاه، وقال الحاكم: سألت أبا النضر: متى تتفرغ إلى التصنيف مع ما أنت فيه من هذه الفتاوى والتوسط ؟ قال: قد جزأت الليل ثلاثة أجزاء: جزء للتصنيف: وجزء لقراءة القرآن، وجزء للنوم.
رؤي أبو النضر في المنام بعد وفاته لسبع ليال فقيل له: وصلت إلى ما طلبته ؟ فقال: إي والله، نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله، وبشر بن الحارث يحجبنا بين يديه ويرافقنا.
قلت: كيف وجدت مصنفاتك في الحديث ؟ قال: قد عرضتها كلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضيها.
وقال: توفي أبو النضر بطوس في شعبان سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
وأبو محمد حاجب بن أحمد بن يرحم بن سفيان الطوسي، من أهل طوس، كان شيخا مسنا، سمع جماعة من المتقدمين وعمر حتى حدث عنهم، مثل: محمد بن رافع القشيري، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن حماد الابيوردي.
، وعبد الله بن هاشم، وعبد الرحيم بن منيب المروزي، وإسحاق بن منصور الكوسج وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
روى عنه أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، والقاضي أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري وغيرهما.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " فقال: حاجب بن أحمد أبو محمد الطوسي، حدث عن شيخ كان لا يسميه فيقول: حدثنا أبو عبد الرحمن، حدثنا عبد الله بن المبارك، وبلغنا أن شيخنا أبا محمد البلاذري كان يشهد له بلقي هؤلاء الشيوخ، وكان يزعم أنه ابن ؟ مائة وثمان سنين، هذا وهو بنيسابور سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وحضرت دار السنة بعد فراغ أبي العباس من الاملاء، وحمل حاجب بن أحمد فوضع على الدكة وقرأ عليه أبو أحمد الوراق من تلك الاجزاء الخمسة ثلاثة أجزاء إلى أن أذنوا لصلاة العصر، وفيها: عن عبد الله بن هاشم وعبد الرحيم بن منيب(4/81)
وغيرهما.
وقال له أبو أحمد: كما قرأت عليك ؟ فقال: نعم وأشار برأسه، ولم يصل إلى ذلك السماع.
قال: فسمعت أبا الفضل الطوسي يقول: توفي حاجب بن أحمد في قريته فجأة
سنة ست وثلاثين وثلاثمائة.
الطولوني: بضم الطاء المهملة، واللام المضمومة بين الواوين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " ابن طولون " أمير مصر، والمنتسب إليه.
أبو معد عدنان بن الامير أحمد بن طولون المصري الطولوني، ولد بمصر، وروى عن الربيع بن سليمان المرادي وغيره، وكان قد عني به، وتوفي المحرم سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وكنيز الخادم الفقيه المعدل الطولوني.
ولؤلؤ الرومي الطولوني، مصريان، وهما من موالي أحمد بن طولون، يرويان عن الربيع بن سليمان المصري.
روى عنهما أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الطوماري: بفتح الطاء المهملة، وسكون الواو، وفتح الميم، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " طومار " وهو لقب رجل، واشتهر بهذه النسبة: أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد بن عمر بن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج الطوماري، من أهل بغداد، اشتهر بصحبة أبي الفضل بن طومار الهاشمي، فقيل له الطوماري، من أهل بغداد، حدث عن الحارث بن أبي أسامة، والحسين بن فهم، وبشر بن موسى، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبوي العباس ثعلب، والمبرد، ومطين الكوفي، ومحمد بن يونس الكديمي، وعبد الله بن محمد بن ناجية وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز، وعلي بن عبد الله الهاشمي، وأبو علي بن شاذان، ومحمد بن جعفر بن علان، وأبو نعيم الاصبهاني وجماعة سواهم.
وذكر أبو الحسن بن الفرات قال: أبو علي الطوماري من ولد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح، وشهر بصحبة أبي الفضل بن طومار الهاشمي.
وكان يذكر أنه عنده.
تاريخ " ابن أبي خيثمة، و " كتب " أبي عبيد، عن علي بن عبد العزيز، و " كتب " ابن أبي الدنيا وغير ذلك عن ثعلب المبرد، إلا أنه لم يظهر ؟ له أصول، وكان يحدث
بتخريجات ما جرى مجرى الحكايات والمذاكرات، ولم يكن بذاك، وخلط في آخر أمره في أشياء حدث بها من كتب جاؤوه بها ولم يكن له بها أصول، منها " الكامل " عن المبرد(4/82)
و " المبتدأ " عن ابن البراء، عن عبد المنعم، وغير ذلك.
وكانت ولادته في يوم عاشوراء من سنة اثنتين وستين ومائتين، ومات في المحرم أو صفر من سنة ستين وثلاثمائة.
الطويتي: بضم الطاء المهملة، والواو المفتوحة، والياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى " طويت " وهو جد عبد الله بن محمد بن طويت البزاز الرملي الطويتي، من أهل الرملة، يروي عن محمد بن علي بن أخي رواد ابن الجراح.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الطويطي: بالواو المفتوحة، والياء الساكنة آخر الحروف بين الطائين المهملتين.
هذه النسبة إلى " طويط " وهو: أبو الفضل عبد الله بن محمد بن نصر بن طويط الرملي الطويطي، من أهل الرملة، يروي عن هشام بن عمار.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني (1).
الطويل: بفتح الطاء المهملة، وكسر الواو، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
عرف بهذه الصفة جماعة، منهم: أبو عبيدة حميد بن أبي حميد الطويل البصري، مولى طلحة الطلحات الخزاعي، ويقال: كنيته أبو عبيد، واسم أبيه تيرويه، وقد قيل: تيرو، ويقال اسم أبيه: عبد الرحمن، وهو الذي يقال له: حميد بن أبي داود، قال أبو حاتم بن حبان: كان قصير القامة طويل اليدين، فسمي حميدا الطويل، إما (2) على الضد، لقصر قامته، وإما قيل له الطويل لطول يديه.
ولد سنة ثمان وستين، ومات سنة ثلاث وأربعين ومائة.
يروي عن أنس بن مالك.
روى عنه الناس، وكان يدلس، سمع من أنس بن مالك ثمانية عشر حديثا،
وسمع الباقي من ثابت فدلس عنه.
وأبو حمزة عبد الله بن سليمان الطويل، من أهل مصر، يروي عن نافع.
روى عنه الليث بن سعد، والمفضل بن فضالة.
[ هامش...(1) قال الحافظ ابن الاثير رحمه الله متعقبا: " قلت: قد فرق السمعاني بين هذا وبين الذي في الترجمة التي قبله، وقد اشتبه عليه حيث رأى في تلك: " طويت " بالتاء، وفي هذه: " ؟ بط " بالطاء، ورأى في تلك: روى عنه الطبراني، وفي هذه: روى عنه ابن عدي ! وهما في زمان واحد، وقد ينطق بعض الناس بالتاء مفخمة فتكون كالطاء، أو بالعكس من ذلك، وهما واحد.
والله أعلم ".
(2) من كوبرلي، وفي غيره: " يعني..وإنما ".(4/83)
وأبو سليمان سلام بن سلم الطويل السلمي السعدي التميمي، وقد قيل: سلام بن سليمان، ويقال: سلام بن سليم، من أهل المدائن، يروي عن زيد العمي، وحميد الطويل.
روى عنه أبو النضر هاشم بن القاسم، وأبو خالد الاحمر، يروي عن الثقات الموضوعات، كأنه كان المتعمد لها، وكان يحيى بن معين يقول: سلام بن سليمان ليس حديثه بشئ.
وموسى الطويل، قال أبو حاتم بن حبان: شيخ، كان يزعم أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه.
روى عنه محمد بن مسلمة الواسطي، روى عن أنس أشياء موضوعة كان يضعها، أو وضعت له فحدث بها، لا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب ! قال: روى عن أنس نسخة موضوعة أكره ذكرها لشهرتها عند من هذا الشأن صناعته.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد المروزي الطويل، سكن الري، خرج إلى بيت المقدس والشام في العبادة، ومات هناك.
روى عن يحيى بن سليم الطائفي، وابن عيينة، وأبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي، وسليمان بن أبي هوذة، وإسحاق بن سليمان، وأبي معاوية الضرير.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي وأجمل القول فيه.(4/84)
باب الطاء والهاء الطهراني: بكسر الطاء المهملة، وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " طهران " وهي قرية كبيرة على باب أصبهان، وطهران أيضا قرية بالري، وإلينا ينسب الرمان الحسن.
فأما المنتسب إلى القرية التي بأصبهان فمنها: أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن سهلويه الطهراني الجواد، يروي عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ مجالس من " أماليه ".
روى لي عنه جماعة بأصبهان مثل: أبي نصر أحمد بن عمر الغازي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، ومات في شهر رمضان سنة تسع وستين وأربعمائة.
ومضيت إلى هذه القرية قاصدا وسمعت بها عن شيخ يقال له: أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني (1).
ومن القدماء الذين انتسبوا إلى هذه القرية أعني طهران أصبهان: أبو صالح عقيل بن يحيى الطهراني، ثقة، حدث عن سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان.
توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وأبو بكر أبراهيم بن سليمان وقيل: ابن سفيان الطهراني، سمع إبراهيم بن نصر وغيره.
وسعيد بن مهران بن محمد الطهراني، سمع عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي.
وعلي بن رستم بن المطيار الطهراني عم أبي علي أحمد بن محمد بن رستم، يكنى أبا الحسن، سمع محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي لوينا.
[ هامش...(1) سقط من كوبرلي.
وهذا الطهراني الاصفهاني المتأخر غير ذاك الطهراني الرازي المتقدم زمنا، الذي تأتي ترجمته بعد قليل.
ثم إن الذي رأيته في " معجم " المصنف 79 / 2 هو " أبو جعفر محمد بن أحمد الطهراني من أهل أصبهان من
قرية طهران.." ؟.(4/85)
وعلي بن يحيى الطهراني، سمع قتيبة بن مهران الاصبهاني.
ومحمد بن محمد بن صخر بن سدوس الطهراني التميمي أبو جعفر، ثقة، وكان من الصالحين، سمع أبا عبد الرحمن المقرئ، وأبا عاصم النبيل، وخالد بن يحيى وغيرهم.
وناجية بن سدوس أبو القاسم الطهراني، وما أعرف أحدا روى عنه غير محمد بن أحمد بن تميم من أهل هذه البلد، ذكر ذلك جميعه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ في " تاريخ أصبهان ".
وأبو صالح عقيل بن يحيى بن الاسود الطهراني، من أصبهان، ثقة، حدث عن ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو داود.
وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين ومائتين.
أخبرنا به أبو الفضل عبد الله بن محمد العدل، وأبو الفضل محمد بن عبد الواحد المغازلي جميعا بجامع أصبهان، قالا أخبرنا أبو الخير بن ررا الامام، سمعت أبا بكر بن مردويه يقول ذلك.
ومن المتأخرين: أبو نصر محمود بن عمران بن إبراهيم بن أحمد الطهراني، روى عن أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، سمع منه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي.
وأبو الحسن علي بن رستم بن المطيار الطهراني، من أصبهان، ثقة متقن، روى عن لوين، وجبر، ومحمد بن الوليد، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأما المنتسب إلى طهران الري، وهو أشهر من طهران أصبهان، خرج منها: أبو عبد الله محمد بن حماد الطهراني الرازي، سمع عبد الرزاق بن همام وغيره.
روى عن الائمة، وكان من ثقات المسلمين، سمع عبيدالله بن موسى وعبد الرزاق بن همام، وأبا عاصم النبيل، وحفص بن عمر العدني وكان جوالا، حدث بالري وبغداد والشام.
روى
عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمعت منه مع أبي بالري وببغداد وبإسكندرية، وهو صدوق ثقة.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي، أخبرنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، سمعت منصورا الفقيه يقول: لم أر من الشيوخ أحدا فأحببت أن أكون مثله في(4/86)
الفضل غير ثلاثة، فذكر أولهم محمد بن حماد الطهراني، لانه كان قد صار إلى مصر وحدث بها، وكان بالشام يسكن عسقلان.
أخبرنا أبو الخير أحمد بن أحمد الواعظ إجازة مشافهة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني كتابة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق الحافظ قال: قال أبو سعيد بن يونس: محمد بن حماد الطهراني كان من أهل الرحلة في طلب الحديث، وكان ثقة صاحب حديث يفهم، وخرج عن مصر، وكانت وفاته بعسقلان من أرض الشام سنة إحدى وستين ومائتين ليلة الجمعة لثلاث بقين من شهر ربيع الآخر.
الطهرمسي: بضم الطاء المهملة، والهاء، وسكون الراء، وضم الميم (1)، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مصر يقال لها " طهرمس " وهي قرية من جيزة فسطاط مصر، ومن أهلها: إسحاق بن وهب بن عبد الله الطهرمسي، يروي عن عبد الله بن وهب.
روى عنه محمد بن المسيب الارغياني، وعمران بن موسى بن فضالة الموصلي وغيرهما.
ذكره أبو حاتم بن حبان في " كتاب المجروحين " وقال: حدثنا عنه شيوخنا، يضع الحديث صراحا، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
قال: روى عن ابن وهب عن
مالك من نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " لرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين ألف حجة مبرورة ".
أخبرنا بالحديث زاهر بن طاهر الشحامي بمرو، أخبرنا أبو القاسم القشيري، أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح المحاربي، حدثا عمي أحمد بن جناح بن إسحاق، أخبرنا أبو الحريش أحمد بن عيسى بن مخلد الكلابي، حدثنا إسحاق بن وهب الطهرمسي.
الحديث.
ذكره أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي في " تاريخ مصر " قال: إسحاق بن وهب بن عبد الله الطهرمسي، مولى آل سعيد بن أبي مريم، يكنى أبا يعقوب، روى عن ابن وهب أحاديث كان ابن وهب أتقى لله من أن يحدث بها، وأحسبه وهم فيها، لانه لم يكن من أصحاب الحديث وكان أيضا يحدث حفظا، توفي بطهرمس يوم الاربعاء لسبع [ هامش...(1) أقحم هنا في " اللباب ": " بن عبد الله " ومحلها بعد " وهب " السابق، كما هنا ].(4/87)
بقين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسين ومائتين.
الطهماني: بفتح الطاء المهملة، وسكون الهاء، وفتح الميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى إبراهيم بن " طهمان ".
والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن حمويه بن عباد الطهماني النيسابوري، وإنما قيل له " الطهماني " لجمعه حديث إبراهيم بن طهمان، وكان من أهل نيسابور.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخه " فقال: ومسكنه عندنا بباب غرزة المنزل الذي كتبنا عن ابنه أبي القاسم فيه، ثم بنى فيه الخان للدقاقين، سمع كتاب إبراهيم بن طهمان من أحمد بن حفص، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد النيسابوريين، وكتب بالحجاز والعراق.
روى عنه أبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم والشيوخ.
وتوفي يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وأبو العباس عيسى بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن سليمان المروزي الكاتب المعروف بالطهماني، أظن أنه من ولد إبراهيم بن طهمان، وهو إمام في اللغة والعلم وأحد أشراف خراسان بنفسه وآبائه وأسلافه.
وابنه أبو صالح محمد بن عيسى، سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، ومحمد بن قدامة السلمي، وعلي بن حجر السعدي، وعلي خشرم، ويوسف بن عيسى.
روى عنه الحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود السعدي، وأحمد بن الخضر المروزي، وعمرو بن مالك، وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، وأبو سعيد بن الاعرابي، وعبد الباقي بن قانع وغيرهم.
وكان ثقة صدوقا.
مات في صفر سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وأبو عبد الرحمن بن أبي الليث، عبد الله بن عبيدالله بن سريج بن حجر بن الفضل بن طهمان الشيباني الطهماني البخاري، من أهل بخارى، قيل له الطهماني نسبة إلى جده الاعلى، كان من أئمة المسلمين، رحل إلى العراق والحجاز وديار مصر والشامات والجزائر وبلاد خراسان.
قال غنجار: كان من أهل العدالة والصدق، وله كتب كثيرة مصنفة، يروي عن أبيه، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأحمد بن نصر العتكي، وأبي عبد الله بن أبي حفص، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، وأحمد بن عيسى الخشني، والربيع بن سليمان، وبحر بن نصر الخولاني، ومحمد بن عوف الحمصي، وعبد بن حميد الكسي، وكان صاحب التصانيف الحسان، روى عنه أبو نصر(4/88)
أحمد بن محمد بن زنك الباهلي (1) الوراق، وأبو العباس جعفر بن محمد بن المكي النسفي، وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري وغيرهم.
ومات يوم الجمعة في جمادي الآخرة لثمان بقين سنة سبع وثلاثمائة بسمرقند.
الطهوي: بضم الطاء المهملة، وفتح الهاء، هذه النسبة إلى بني " طهية " وهم بطن من تميم، وطهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم (2).
وقد تسكن الهاء فيقال:
طهوي، قد تفتح الطاء مع إسكان الهاء فيقال: طهوي.
ثلاث لغات.
قال أبو علي الغساني: هكذا قيدناه في " غريب المصنف " لابي عبيد.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو المنهال سيار بن سلامة الرياحي، ويقال: الطهوري، يروي عن أبي برزة الاسلمي.
روى عنه خالد الحذاء، وشعبة، وعوف الاعرابي.
والحسن بن زريق الطهوي، شيخ، يروي عن ابن عيينة المقلوبات تجب مجانبة حديثه على الاحوال.
روى عنه زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة.
وأبو حمزة سعد بن عبيدة الطهوي، ختن أبي عبد الرحمن، نسبه يحيى بن معين (3).
[ هامش...(1) " زنك " هو الصواب، كما في " الاكمال " 4: 169، وتحرفت في كل أصل على وجه.
وفي الاوصول و " الاكمال ": " الباهلي " إلا الظاهرية ف: " الكاهلي ".
(2) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: ذكر طهية وهي الام التى ينسب إليها، ولم يذكر الاب، وهما اثنان: أبوسود وعوف ابنا مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وأمهما طهية، فنسب أولادهما إليها ".
(3) ثبتت هذه النسبة وتراجمها في أياصوفيا وكوبرلي فقط، وموضعها فيهما بعد نسبة " الطوسي " وقبل " الطولوني "، فأخرتها إلى هنا، مراعاة لذكرها في " اللباب " ولترتيبها الهجائي ].(4/89)
باب الطاء واللام ألف الطلاس: بفتح الطاء المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها السين المهملة.
عرف بهذا جماعة، منهم: أبو عبد الله محمد بن الحسن الطلاس المقرئ الرازي، من أهل الري، حدث بجرجان عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ.
وأبو محمد ربيع بن عبد الوهاب الطلاس.
روى عن محمد بن يوسف البلخي أخي عصام بن يوسف.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بالري.
وسعد بن عبد الله الطلاس الرازي الازدي المعروف بسعدويه، يروي عن عباد بن العوام.
روى عنه أبو حاتم الرازي، وعلي بن الحسين بن الجنيد.
ويزيد بن عبد العزيز الطلاس، روى عن داود العطار.
روى عنه عبد الحميد بن بهرام، وسحيل بن أبي يحيى، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، ويعقوب القمي، وعباد بن العوام.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه ؟ فقال: صدوق ثقة من نبلاء الرجال.(4/90)
باب الطاء والياء الطيار: بفتح الطاء المهملة، وتشديد الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها الراء.
هذه الكملة لقب جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب الطيار رضي الله عنه، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله لما قطع يداه يوم مؤتة وأخذ اللواء بعضديه: " لقد أبدله الله بيديه جناحين يطير بهما في الجنة فسمي الطيار ".
ونبيشة الخير الهذلي، هو: نبيشة بن عمرو بن عوف بن سلمة بن حنش بن الطيار بن الذيال بن عمير بن عادية بن صعصعة بن وائلة بن لحيان بن هذيل بن مدركة، يكنى: أبا طريف، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وآله.
حدث عنه أبو المليح الهذلي.
الطيالسي: بفتح الطاء المهملة، والياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وسكون الالف، وكسر اللام، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبه إلى " الطيالسة " وهي التي تكون فوق العمامة، والمشهور بهذه النسبة: أبو داود سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي، أصله من فارس، سكن البصرة، كان أبوه مولى لقريش، وأمه مولاة لبني نصر بن معاوية، روى عن شعبة، والثوري، وهشام
الدستوائي، وهمام بن يحيى، وأبان بن يزيد، وأبي عوانة وغيرهم، وأهل العراق، وله " مسند " مجموع على الصحابة.
روى عنه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وأبو بكر بن أبي شيبة، وأخوه عثمان، والناس.
وكان مولده سنة ثلاث وثلاثين ومائة، ومات سنة ثلاث ومائتين في ربيع الاول.
وحكي عن محمد بن المنهال الضرير أنه قال: قلت لابي داود صاحب الطيالسة يوما: سمعت من ابن عون شيئا ؟ قال: لا، قال: فتركته سنة، وكنت أتهمه بشئ قبل ذلك، حتى نسي ما قال، فلما كان سنة قلت له: يا أبا داود سمعت من ابن عون شيئا ؟ قال: نعم.
قلت: كم ؟ قال: عشرين حديثا ونيفا.
قلت: عدها علي فعدها كلها فإذا هي أحاديث يزيد بن زريع ما خلا واحدا له لم أعرفه.(4/91)
قيل: إن أبا داود كان يحدث من حفظه فيغلط، من أن غلطه يسير في جنب ما روى على الصحة والسلامة.
وحكى محمد بن بشار قال: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: حدثت بأصبهان أحدا وأربعين ألف حديث ابتداء من غير أن أسأل، وقال أحمد العجلي قال: أبو داود الطيالسي بصري ثقة، وكان كثير الحفظ، رحلت إليه فأصبته مات قبل قدومي بيوم، وكان قد شرب البلاذر هو وعبد الرحمن بن مهدي فجذم أبو داود، وبرص عبد الرحمن، فحفظ أبو داود أربعين ألف حديث، وحفظ عبد الرحمن عشرة آلاف حديث.
وكان وكيع يقول: ما بقي أحد أحفظ لحديث طويل من أبي داود، وقد ذكر ذلك لابي داود فقال: قل له: ولا قصير.
قال عبد الله: قدم علينا أبو داود وكان يملي من حفظه، وكان يحفظ ثلاثين ألف حديث.
وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، مولى باهلة، من أهل البصرة، يروي عن شعبة، وسليمان بن المغيرة، وزائدة، وزهير بن معاوية، والاسود بن شيبان وعمار بن عمارة، ومبارك بن فضالة، وسلم بن زرير، وجرير بن حازم، والليث بن سعد وغيرهم.
روى عنه محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى وأحمد بن سنان وأبو زرعة، وأبو حاتم
الرازيان، ومحمد بن مسلم البصري وغيرهم.
قال علي بن المديني: اكتب عن أبي الوليد الاصول، وقال أحمد بن حنبل: أبو الوليد متقن، وقال أحمد بن سنان: أبو الوليد أمير المحدثين، وقال أبو حاتم الرازي: أبو الوليد إمام فقيه عاقل، وما رأيت في يده كتابا قط.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة الرازي يقول وذكر أبا الوليد الطيالسي فقال: أدركت نصف الاسلام وكان إماما في زمانه جليلا عند الناس.
مات أبو الوليد الطيالسي سنة سبع وعشرين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله الطيالسي الرازي، كان جوالا، حدث ببغداد وبمصر وطرسوس، وسكن قرميسين، وعمر عمرا طويلا، كان يحدث عن إبراهيم بن موسى الفراء، والمعافى ابن سليمان الرسعني (1)، ويحيى بن معين، وعبيدالله بن عمر القواريري، وأبي مصعب الزهري، وعلي بن حكيم الاودي، ومحمد بن حميد الرازي، وأبي غسان زنيج (1)، وعبد الرحمن بن يونس الرقي وغيرهم.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، والحسن بن محمد بن شعبة، ومكرم بن أحمد القاضي، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبو بكر بن الجعابي.
قال صالح ابن أحمد الحافظ الهمذاني: محمد بن إبراهيم بن زياد الرازي، نزيل قرميسين، حدثنا عنه أحمد بن محمد المقرئ، [ هامش...(1) وتحرف في " تاريخ بغداد " إلى: " الرسغني " مرتين و " ذبيح " ].(4/92)
ومحمد بن أحمد الصفار.
ثم قال: سمعت أبا جعفر الصفار يقول: تكلموا فيه، وكان فهما بالحديث مسنا.
وقال صالح: سمعت أبي يقول: كتب عنه ابن وهب الدينوري وأفسد حاله بمرة، فذكرت ذلك لابي جعفر فقال: ابن وهب يتكلم في الناس وله في نفسه من الشغل ما لا يتفرغ لغيره ! قال صالح: سمعت أبا جعفر يقول: توهمت أن الناس لا يحملون حديثه لضعفه.
وذكره الحاكم أبو أحمد الحافظ قال: محمد بن إبراهيم الطيالسي عمر الكثير، وكان
يروي عن المعافى بن سليمان الرسعني، وأمية بن بسطام العيشي، وإبراهيم بن حمزة الزبيري.
والله أعلم أشرها كان ذلك منه أم صدقا ؟ ذكره الدارقطني فقال: متروك، وفي موضع: ضعيف، وسئل أبو بكر البرقاني عنه ؟ فقال: بئس الرجل.
وذكره الخطيب فقال: سألت أبا حازم العبدوي الحافظ بنيسابور عن محمد بن إبراهيم بن زياد ؟ فقال: سمعت أبا أحمد الحافظ ذكره فقال: لو أنه اقتصر على سماعه لكان فيه مقنع، لكنه حدث عن شيوخ لم يدركهم، أو قال كلاما هذا معناه.
وأبو محمد عبد الله بن العباس بن عبيدالله الطيالسي، سمع عبد الله بن معاوية الجمحي، ومحمد بن موسى الحرشي، وبشر بن معاذ العقدي، والفضل بن الصباح السمسار، وعبد الرحيم بن محمد السكري، ونصر بن علي الجهضمي، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن حفص بن عبد الله وغيرهم.
روى عنه محمد بن مخلد، وعبد الباقي بن قانع، وأبو بكر محمد بن الحسين الآجري، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي.
وكان ثقة.
ومات في ذي القعدة وقيل: في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة.
وأبو بشر حوشب بن مسلم الثقفي الطيالسي صاحب الطيالسة، من أهل البصرة، يروي عن الحسن.
روى عنه شعبة، وجعفر بن سليمان، ومسكين أبو فاطمة، ونوح بن قيس وغيرهم.
الطيان: بفتح الطاء، وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون.
هذه الحرفة المعلومة اشتهر بها جماعة من المحدثين، منهم: أبو الفتح المفضل بن الحسين بن علي بن الصقر الصواف الموصلي، يعرف بابن الطيان، يروي عن أبي الحسين علي بن محمد الصواف، وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة وغيرهما.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن يوسف بن إسحاق السنجي الطيان الشاعر بالعجمية، من أهل قرية سنج، وكان أكثر قوله في السخف والمطايبة، وديوانه معروف بمرو، ثم تاب(4/93)
ورجع عن قول الشعر، وكان فيما يصنعه الابنية، وقيل: إن المنارة التي بباب جامع المدينة، وبجامع سنج من بنائه وصنعته.
سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه السنجي الهورقاني.
روى عنه أبو علي الحسين بن علي بن محمد البردعي السمرقندي.
وعبد الله بن أحمد بن داود الطيان، يروي عن محمد بن أبي عيسى عن الشاه بن محمد الطوسي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان، من أهل أصبهان، يروي عن إسحاق بن خرشيد قوله التاجر، يروي لنا عنه أبو الرجاء بدر بن ثابت الرازي بأصبهان، وأبو سعيد أحمد بن محمد البغدادي بمكة وجماعة كثيرة سواهم، توفي في حدود سنة ثمانين وأربعمائة.
الطيب: بفتح الطاء المهملة، وتشديد الياء المكسورة المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الباء.
هذه اللفظة لقب: مرة الطيب، وهو: مرة بن شراحيل بن الطيب أبو إسماعيل، سمي طيبا لعبادته وزهده.
روى عنه إسماعيل بن أبي خالد وغيره.
الطيبي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وبعدها الباء الموحدة.
هذه النسبة لابي الفضل محمد بن عبد الله بن مسعود الطيبي الجرجاني، من أهل جرجان، وهو من أولاد أبي طيبة عيسى بن سليمان الدارمي، كان من العلماء الزهاد، من أتباع التابعين، صاحب كرز بن وبرة.
وأبو الفضل فقيه فاضل مناظر، عارف بالادب، مليح الشعر تفقه بمرو على القاضي محمد بن الحسين الارسابندي، لقيته ببلدة جرجان، ودخل علي زائرا ومسلما، فسمعت منه بيتين من شعره لا غير، ورأيت أهل بلدته مجمتعين على الثناء عليه والاطراء له.
أنشدني أبو الفضل الطيبي لنفسه بجرجان: أبا الفضل ادرع صبرا جميلا * * * ولا تيأس وإن شط المزار
فإن الماء يكدر ثم يصفو * * * وإن الليل يعقبه النهار كان يصل إلي خبره سنة نيف (1) وأربعين وخمسمائة، ثم عاب عني خبره للتشويش [ هامش...(1) وفي " اللباب ": " ست " وكأنه تحريف، وترجمه المصنف رحمه الله في " معجمه الكبير " 97 / 1 وقال: " توفي في رجب سنة خمسين وخمسمائة بجرجان ".(4/94)
الواقع بخراسان.
وعبد الواسع ابن أبي طيبة عيسى بن سليمان بن دينار الدارمي الطيبي، من أهل جرجان، كان لهم ضياع ونعم سابغة.
ومن ولده: سعيد بن عبد الواسع، روى عن أبيه أبي طيبة، وياسين بن معاذ وغيرهما.
روى عنه زافر بن سليمان، والحسين بن الحسن الجرجاني.
وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الواسع بن أبي طيبة الطيبي، من أهل جرجان، حدث عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ.
وأبو طيبة الذي نبسه في الاول روى عن كرز بن وبرة، وجعفر بن محمد الصادق، وسليمان الاعمش وغيرهم.
روى عنه ابناه: أحمد وعبد الواسع، وسعد بن سعيد وغيرهم.
وكانت له نعمة ظاهرة من الضياع والعقار، ولو أوقاف تعرف به إلى اليوم على أولاده وأولاد أولاده وأقربائه بجوزجانان في بلد يعرف بأشبورقان، تحمل من الاوقاف التي عليهم من جرجان وإستراباذ، وقصر بقرب نهر طيفور في طرف مقبرة سليمان اباذ ومات سنة ثلاث وخمسين ومائة.
الطيبي: هذه النسبة بالطاء المكسورة، والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين، والباء المنقوطة من تحتها بنقطة إلى " طيب " وهي بلدة بين واسط وكور الاهواز مشهورة، والمنتسب إليها: أبو بكر أحمد بن إسحاق بن نيخاب (1) الطيبي.
وأبو عبد الله هلال بن عبد الله بن محمد الطيبي المعلم، روى عن ابن مالك، وابن إسماعيل.
روى عنه أبو بكر الخطيب وقال: مؤدبي، مات سنة أثنتين وعشرين وأربعمائة.
وبكر بن محمد بن جعفر الطيبي، روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن الخليل الماليني الصوفي، نزيل مصر.
وأبو عبد الله الحسين بن الضحاك بن محمد الانماطي البغدادي، يعرف بابن الطيبي، يروي عن أبي بكر الشافعي.
وجامع بن عمران بن أبي الزعفران الطيبي، يروي عن أبي موسى محمد بن المثنى الزمن البصري.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وذكر أنه سمع منه بالطيب.(4/95)
الطيرايي: بكسر الطاء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، بعدها الراء المفتوحة، وفي آخرها ياء أخرى.
هذه النسبة إلى " طيراي " وهي قرية من قرى أصبهان، منها: أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن متة الطيرايي، من أهل أصبهان، له رحلة، كتب الحديث الكثير، ولم يحدث إلا بشئ يسير، سمع أبا عبيدة عبد الله بن محمد بن ؟ ؟ سن بن زياد الجهرمي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
الطيري: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء النقوطة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " الطير " وهو لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الفرج محمد بن محمد بن أحمد بن الطير القصري الطيري المقرئ، من أهل بغداد، وكان شيخا صالحا، كبير السن ضرير البصر، كثير الذكر والعبادة، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما.
كتبت عنه شيئا يسيرا، وكانت ولادته في سنة خمس وستين وأربعمائة، وتوفي في حدود سنة
أربعين وخمسمائة والله أعلم.
الطيري: بكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى " طيرة " وهي ضيعة من ضياع دمشق، والمشهور بالنسبة إليها من المحدثين: الحسن بن علي الطيري، حدث عن أبي الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد بن حمزة التميمي الطيري، شاب كتبت عنه (1).
الطيسفوني: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح السين المهملة، وضم الفاء، وسكون الواو، وفي آخرها النون.
[ هامش...(1) هكذا قال المصنف، وعبارة الامير ابن ماكولا في " الاكمال " 5: 253: " روى عنه محمد بن حمزة التميمي الدمشقي ".
فإن كان الذي ذكره الامير والمصنف واحدا كان ثمة إشكال كبير، لتباين الطبقة، إذ أن ولادة المصنف بعد وفاة الامير بإحدى وثلاثين سنة، فكيف يأخذ عمن ذكره الامير ؟ وأظن أن الذي ذكره المصنف هو حفيد الذي ذكره الامير ليصح قول المصنف: " شاب كتبت عنه "، لكن لا يصح حينئذ قوله: " روى عنه.
".
فالله أعلم ].(4/96)
هذه نسبة إلى " طيسفون " وهي قرية من قرى مرو على فرسخين، كان بها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم: أبو الحسن علي بن عبد الله بن (1) الطيسفوني، كان فقيها فاضلا ومحدثا مكثرا، سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهري، وأبا عصمة عباد بن محمد بن أحمد السنجي وأبا جعفر محمد بن عبد الله بن سليم المكي القاضي وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد الفوراني، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الكشميهني، وأبو عبد الله محمد بن بحتويه الشير نخشيري وجماعة.
وتوفي في حدود سنة
عشر وأربعمائة.
الطيشي: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " طيشة " وهو اسم لجد: يزداد بن موسى بن جميل بن السبال بن طيشة الطيشي، من أهل بغداد، حدث عن إسرائيل بن يونس، ومالك بن أنس، وأبي جعفر الرازي.
روى عنه علي بن الحسين بن حبان، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وعمر بن أيوب السقطي، وعبد الله بن إسحاق المدائني.
الطيفوري: بفتح الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وضم الفاء، والراء بعد الواو.
هذه النسبة إلى " طيفور " وهو جد: أبي جعفر محمد بن يزيد بن طيفور البغدادي، المعروف بالطيفوري، حدث عن أبي معاوية الضرير، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وخالد بن إسماعيل، ومحمد بن عبد الله الانصاري، وأبي داود الطيالسي وغيرهم.
روى عنه الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقرئ، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو سعيد أحمد بن محمد بن الاعرابي وجماعة.
ومات في شهر رمضان سنة ست وستين ومائتين.
وأما أبو بكر عمر بن عبد الله بن محمد بن هارون البزاز الطيفوري، من أهل سر من رأى، سكن بغداد في " رحبة طيفور " موضع ببغداد، حدث عن محمد بن منير بن صغير، [ هامش...(1) بياض في أياصوفيا وكوبرلي قدر كلمة، ولا شئ في غيرهما ولا " اللباب " ].(4/97)
ومحمد بن محمد الباغندي.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز.
ومات في المحرم سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وأبو بكر عبد الله بن بحر بن عبد الله بن طيفور الطيفوري النيسابوري، من أهل نيسابور، نسب إلى جده الاعلى، سمع سليمان بن الربيع النهدي.
روى عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم الهاشمي.
وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الطيفوري، المعروف بأبي القاسم، من أهل جرجان، يروي عن عمار بن رجاء " مسنده " روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وغيره.
وأبو بكر محمد بن يزيد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن طيفور الطيفوري، يروي عن جعفر بن محمد الفريابي.
روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر الاسماعيلي.
وتوفي بعد سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
الطيني: بكسر الطاء المهملة، وسكون الياء المنقوطة بنقطتين، والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى " الطين ".
وظني أنه إلى بيع الطين المالح الذي يأكله الناس، والمشهور بهذه النسبة: عبد الله بن الهيثم الطيني، يروي عن طاهر بن خالد بن نزار الايلي.
وذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ أن هذه النسبة إلى بيع الطين، وإلى موضع بالمغرب.
وأما إلى بيع الطين قال: أبو الحسن بن الطفال المصري: كان جماعة من شيوخنا يروون عنه فيقولون الطيني.
وأما أبو الحسن علي بن محمد الطيني الاستراباذي روى عن أبي نعيم بن عدي الجرجاني.
روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار بن المثنى الاستراباذي ببيت المقدس.
وروى عنه أبو الحسين علي بن محمد بن جعفر الاصبهاني فقال: علي بن أحمد بن موسى (1).
وأما أبو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن أبي الطين الواسطي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل واسط حدث ببغداد عن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي.
روى عنه
أبو الحسين أحمد بن علي التوزي سمع منه ببغداد.
[ هامش...(1) ولذا ترجمه حمزة السهمي في " تاريخ جرجان " ص 488 ترجمة مستقلة ظنا منه أنهما رجلان !.(4/98)
حرف الظاء المعجمة باب الظاء والالف الظاهري: بفتح الظاء المعجمة، والهاء المكسورة بعد الالف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى أصحاب " الظاهر " وهم جماعة ينتحلون مذهب داود ابن علي الاصبهاني صاحب الظاهر، فإنهم يجرون النصوص على ظاهرها، وفيهم كثرة، منهم: أبو الحسين محمد بن الحسين البصري الظاهري، كان على مذهب داود حدث عن محمد بن الحسن بن الصباح الداودي.
روى عنه أبو نصر بن أبي عبد الله الشيرازي.
وأما داود فهو: أبو سليمان داود بن علي خلف الفقيه الظاهري، أصبهاني الاصل، سكن بغداد، وكان من أهل قاشان بلدة عند أصبهان، سمع سليمان بن حرب، وعمرو بن مرزوق، والقعنبي، ومحمد بن كثير العبدي، ومسدد بن مسرهد، رحل إلى نيسابور وسمع من إسحاق بن راهويه " المسند " و " التفسير " ثم قدم بغداد وصنف كتبه بها، وهو إمام أصحاب الظاهر، وكان ورعا ناسكا زاهدا، وفي كتبه حديث كثير إلا أن الرواية عنه عزيزة جدا.
روى عنه ابنه محمد بن داود، وزكريا بن يحيى الساجي، ويوسف بن يعقوب ابن مهران الداودي، والعباس بن أحمد المذكر.
وذكره أبو العباس ثعلب فقال: كان عقله أكثر من علمه، وقال أبو عبد الله المحاملي: رأيت داود بن علي يصلي فما رأيت مصليا يشبهه في حسن تواضعه.
وقد حكي لاحمد بن حنبل عنه قول في القرآن بدعه فيه وامتنع من الاجتماع معه بسببه، واستأذن له ابنه صالح بن أحمد أن يدخل عليه فامتنع وقال: كتب إلي محمد بن يحيى الذهلي من نيسابور أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني ! قال: يا أبت إنه ينتفي من هذا وينكره ! فقال أحمد بن حنبل: محمد بن يحيى
أصدق منه، لا تأذن له في المصير إلي.
قال أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف: في شهر رمضان يعني سنة سبعين ومائتين مات داود بن علي خلف الاصبهاني، وهو أول من أظهر انتحال الظاهر، ونفي القياس في الاحكام قولا، واضطر إليه فعلا فسماه دليلا ! وحكى ابنه محمد بن داود قال: رأيت أبي في المنام فقلت له: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي وسامحني.
فقلت: غفر لك، فمم(4/99)
سامحك ؟ قال يا بني الامر عظيم والويل كل الويل لمن لم يسامح ! ولد سنة إحدى ومائتين، ومات ببغداد سنة سبعين ومائتين.
وكان أبوه علي بن خلف يتولى كتابة عبد الله بن خالد الكوفي قاضي أصبهان أيام المأمون.
وابنه أبو بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الاصبهاني القاشاني، صاحب كتاب " الزهرة " كان عالما أديبا وشاعرا ظريفا، وله في " الزهرة " (1) أحاديث عن عباس بن محمد الدوري وطبقته.
ولما جلس في حلقة أبيه بعد وفاته يفتي استصغروه عن ذلك، فدسوا إليه رجلا وقالوا له: سله عن حد السكر ما هو ؟ ومتى يكون الانسان سكران فأتاه الرجل فسأله عن حد السكر ما هو ؟ ومتى يكون الانسان سكران ؟ فقال محمد بن داود: إذا غربت عنه الهموم، وباح بسره المكتوم.
فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم ومن مليح شعره قوله: سقى الله أياما لنا ولياليا * * * لهن بأكناف الشباب ملاعب إذ العيش غض والزمان بغرة * * * وشاهد آفات المجيب غائب وله أخبار ومناظرات مع أبي العباس بن سريج الشافعي بحضرة القاضي أبي عمر يوسف مثبتة مسطورة لحسنها، ومن جملة أشعاره: أنظر إلى السحر يجري في لواحظه * * * وانظر إلى دعج في طرفه الساجي وانظر إلى شعرات فوق عارضه * * * كأنهن نمال دب في عاج
مات أبو بكر بن داود الاصبهاني الظاهري والقاضي يوسف بن يعقوب في يوم واحد: يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة سبع وتسعين ومائتين، وقيل: مات محمد بن داود لسبع خلون من شوال من السنة.
وأبو الحسن عبد الله بن أحمد بن محمد المغلس الفقيه الظاهري، له مصنفات على مذهب داود بن علي، وحدث عن جده محمد بن المغلس، وعلي بن داود القنطري، وأبي قلابة الرقاشي، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسن بن علي المعمري وغيرهم.
روى عنه أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني، وكان ثقة فاضلا فهما، أخذ العلوم عن أبي بكر محمد بن داود.
وعن ابن المغلس انتشر علم داود في الاسلام.
وتوفي في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة، أصابته سكتة.
[ هامش...(1) وصفه ابن خلكان 4: 260 فقال: " هو مجموع أدب، أتى فيه بكل غريبة ونادرة وشعر رائق " ].(4/100)
باب الظاء (1) والفاء الظفري: بفتح الظاء المعجمة، والفاء، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه السنبة إلى " ظفر " وهو بطن من الانصار، وهو: كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الاوس.
واسم ظفر: كعب.
والمشهور بالنسبة إليه: يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري.
من أهل المدينة، يروي عن أبيه، له صحبة.
روى عنه فضيل بن سليمان النميري.
وحفيده إدريس بن محمد بن يونس الظفري، وهو أبو محمد، روى عن إدريس: يعقوب بن محمد الزهري، وابن أبي فديك.
وقتادة بن النعمان الظفري، من بني ظفر أيضا من الانصار.
وأبو ذرة الحارث بن معاذ بن زرارة الظفري، شهد مع النبي صى الله على وآله وسلم
أحدا.
ذكر ذلك محمد بن جرير الطبري.
وفي بني سليم: بنو ظفر بن الحارث بن بهثة بن سليم.
والمنتسب إلى الانصار ولاء: خطاب بن صالح الظفري الانصاري، مولى بني ظفر، يروي عن أمه سلامة بنت معقل امرأة من قيس عيلان.
روى عنه البصريون.
وقيل: إن ظفر بطن من حمير، قاله أبو سعيد بن يونسن.
وقال: معافى بن عمران الظفري، وظفر بطن من حمير.
هو: ظفر بن معاوية.
والمعافى من أهل مصر، قدم حمص وكتب عنه.
[ هامش...(1) قال ابن الاثير رحمه الله متمما: " باب الظاء والباء " قلت: فاته " الظبياني ": بفتح الظاء، وسكون الباء الموحدة، وبعد باء تحتها نقطتان.
نسبة إلى ظبيان بن غامد بن عبد الله بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد، بطن من الازد ثم من غامد، منهم: جندب الخير بن عبد الله بن ضب بن الاخرم بن مشعث بن حثم بن جشم بن سلامان بن عثمان بن ظبيان، له صحبة ".(4/101)
وجماعة ببغداد ينتسبون إلى محلة بشرقيها يقال لها: " الظفرية " إحدى المحال المعروفة: فشيخنا: أبو بكر أحمد بن ظفر بن أحمد المغازلي الظفري الشيباني، منها، روى لنا عن أبي الغنائم بن المأمون الهاشمي، وأبي علي بن البنا المقرئ وغيرهما، مات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن عبدالمك ؟ الاسدي الظفري، دخلت عليه داره بالظفرية ولم يحضر أصلا أقرأ عليه، وكان مريضا فعدته واستجزت منه وخرجت، وكان سمع أبا بكر الخطيب الحافظ، وأبا الفرج بن المخبزي وغيرهما.
ومات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وأبو محمد سليمان بن الحسين الشحام الظفري، سمع مع والدي رحمه الله من أصحاب أبي القاسم بن بشران، وأبي علي بن شاذان.
سمعت منه بالظفرية.
وأبو طليحة قيس بن عاصم الظفري التميمي السعدي، بصري، له صحبة.
روى عنه الحسن البصري، وابنه حكيم بن قيس، وابن ابنه خليفة بن حصين.
ومنهم من يروي عن خليفة بن حصين، عن أبيه، عن جده قيس بن عاصم.
وروى عنه شعبة بن التوأم.
هكذا ذكره أبو حاتم الرازي (1).
[ هامش...(1) ونقله عنه ابنه في " الجرح والتعديل " 2 / 2 / 101، وما بين المعكوفين زدته منه، ويلاحظ أن ذكر رواية شعبة بن التوأم من زيادات الابن على أبيه ].(4/102)
باب الظاء (1) والنون الظني: بفتح الظاء المعجمة، وفي آخرها النون المشددة.
هذه النسبة إلى " ظنة " وهي قيلة.
هكذا ذكر لنا صاحبنا أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي الحافظ، والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر بن عبد الله الظني السراج، منه أهل دمشق، يروي عن أبي الحسن علي بن الحسن بن طاووس القرئ الدير عاقولي.
روى لي عنه أبو القاسم الدمشقي.
[ هامش...(1) قال الحافظ ابن الاثير متمما: " باب الظاء واللام " قلت: فاته " الظليمي ": بضم الظاء، وفتح اللام، وسكون الياء تحتها نقطتان، وفي آخره ميم.
هذه النسبة إلى ظليم، واسمه: مرة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وهو أحد بطون البراجم.
ينسب إليه الحكم بن عبد الله بن عداء بن الظليمي الشاعر، وهو القائل: لو كنت جار بني هند تداركني * * * عوف بن نعمان أو عمران أو مطر
وبعضهم يجعل هذا البيت ليزيد بن مفرغ، وليس له.
قلت: انظر من هم البراجم ولم لقبوا بذلك في " جمهرة " ابن حزم ص 222.
وهكذا في " اللباب ": " عداء بن الظليمي " وواضح أنه " بن الظليم " ].(4/103)
باب الظاء والهاء الظهراني: بكسر الظاء المعجمة، وسكون الهاء، وفتح الراء، بعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " ظهران " وهي قرية قريبة من مكة، وليست هي بمر الظهران، لان ذلك موضع آخر، ويقال له: بطن مر أيضا.
حدث بظهران التي هي قرية قريبة من مكة: أبو القاسم علي بن يعقوب الدمشقي، حدث عن مكحول البيروتي.
روى عن أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بظهران.
الظهري: بكسر الظاء المعجمة، وسكون الهاء، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " ظهر " وهي بطن من حمير، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحارث حبيب بن محمد الظهري الحمصي، كان قاضيا زمن عبد الملك، لقي أبا الدرداء وروي عنه.
روى عن حوشب بن عقيل.
وأبو مسعود المعافى بن عمران الظهري الموصلي، كان أحد الزهاد، وكان الثوري يسميه " الياقوتة ".
يروي عن الاوزاعي، وعثمان بن الاسود.(4/104)
باب الظاء والياء الظيقي: بفتح الظاء المعجمة، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " ظيقة " وهو منزل على عشرة فراسخ من برية عيذاب، منها: أبو الحسن طاهر بن عتيق السكاك الظيقي، روى عنه أبو الفضل محمد بن طاهر بن
علي المقدسي الحافظ في " معجم شيوخه " وقال: أنشدنا رفيقي أبو الحسن السكاك بالظيقة.(4/105)
حرف العين المهملة باب العين والالف العابد: جماعة اشتهروا لكثرة عبادتهم وزهدهم بهذا الاسم، منهم: أبو سليمان محمد بن الفضل بن العباس بن الحجاج البلخي العابد، يروي عن أبي ضمرة يعلى بن عبيد.
روى عنه أحمد بن خلف وغيره.
وله " كتاب الجامع " و " كتاب الزهد " و " كتاب صفة الجنة والنار " أورد فيها أشياء عجيبة، الحمل فيها على غيره.
ذكره أبو حاتم بن حبان في " الثقات " وقال: محمد بن الفضل العابد، كان شيخا متعبدا متقنا، ولكنه كان مرجئا.
وأبو السري هناد بن السري العابد، من أهل الكوفة، صاحب " كتاب الزهد " عرف ب " العابد " لكثرة عبادته.
يروي عن هشيم بن بشير، وأبي الاحوص.
روى عنه أبو عيسى الترمذي وجماعة.
مات يوم الاربعاء آخر يوم من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وأقدم منهما: أبو سليمان داود بن نصير الطايي العابد، من أهل الكوفة، يروي عن حميد الطويل، وإسماعيل بن أبي خالد.
روي عنه إسماعيل بن علية، ومصعب بن المقدام، وإسحاق بن منصور السلولي.
مات سنة ستين ومائة وهو وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق في أيام، قبل الثوري، وكان داود من الفقهاء ممن كان يجالس أبا حنيفة رحمهما الله، ثم عزم على العبادة فجرب نفسه سنة على السكوت، وكان يحضر المجلس وهم يخوضون وهو لا ينطق، فلما أتى عليه سنة وعلم أنه يصبر أنه لا يتكلم في العلم غرق كتبه في الفرات ولزم العبادة، فورث عشرين دينارا أكلها في عشرين سنة ثم مات، لم يأخذ من السلطان عطية ولا قبل من الاخوان هدية !.
وكهمس بن الحسن العابد، من أهل البصرة، يروي الرقائق، ماله حديث مسند يرجع إليه.
روى عنه البصريون الحكايات.
وأبو جعفر محمد بن منصور بن داود بن إبراهيم العابد المعروف بالطوسي، من أهل بغداد، كان زاهدا عابدا متقللا من الدنيا، له حكايات مع معروف الكرخي: حديث(4/106)
السفرجلة وإفطاره عليها، وكان محدثا ثقة، يروي عن إسماعيل بن علية، وسفيان بن عيينة، وحجاج بن محمد الاعور، وروح بن عبادة، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وعفان بن مسلم وغيرهم.
روى عنه محمد بن عبد الله المطين الحضرمي، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
ومات في شوال سنة أربع وخمسين ومائتين عن ثمان وثمانين سنة.
العابدي: بالعين المهملة، والباء المكسورة المنقوطة بواحدة، وكسر الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عابد " بن عمرو بن مخزوم، منهم: عبد الله بن المسيب بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي العابدي، أرتث (1) يوم الدار، وأبوه المسيب هاجر بعد مرجع رسول الله صلى الله عليه وآله من خبير ؟.
وعبد الله بن عمران العابدي، صاحب سفيان بن عيينة.
والعجب أنه قد اجتمع في مخزوم: عابد، وعايذ.
فالعابدي ذكرناه، و " العايذي " نذكره في موضعه إن شاء الله.
وأحمد بن زكريا بن علي بن الحسن العابدي، روى عن الحسين بن الحسن المروزي، حدث عنه حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الهروي.
وعبد الله بن السائب العابدي، له صحبة.
ذكر له البخاري حديثا واحدا معلقا في كتابه لا غير، وروى له مسلم هذا الحديث مسندا (2).
وأبو المظفر ناصر بن نصر بن أحمد بن محمد العابدي السمرقندي، قيل له العابدي لان أباه نصرا كان دهقانا كثير المال، وكان له ثلاثمائة بعير حمولة تحمل غلاته وأمواله، ووقع بسمرقند قحط وكانت له حنطة كثيرة فقال: أعلم أني لو فرقتها على أهل سمرقند لم تكفهم، فاستخرج وجها وهو: أنه كان يخرج إلى دروب سمرقند، ومن رأى من جلبة الطعام قال له: أعطيك درهمين وتحط من الثمن للناس وتبيع للناس بأقل من درهمين، فلم يزل كذلك حتى تراجعت الاسعار، ثم أخرج غلاته فباعها منهم بنصف السعر فتوسعوا، فقال ناس: هذا عابد [ هامش...(1) في " نهاية " ابن الاثير 2: 295: " الارتثاث ": أن يحمل الجريح من المعركة وهو ضعيف قد أثخنته الجراح ".
(2) هو في البخاري معلقا: 398 2.
ومسلم مسندا 4: 177، وهو حديث قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بسورة المؤمنين في صلاة الفجر، حتى إذا وصل إلى ذكر موسى وهارون، أو ذكر عيسى، أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فركع ].(4/107)
وليس بتاجر ! فلقب بالعابدي، وبقي في عشيرته هذا.
روى عن أبي نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي، وتوفي سنة إحدى وستين وأربعمائة ودفن بجاكرديزة.
العابري: بفتح العين المهملة، والباء الموحدة، بينهما الالف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عابر " وهو من أحفاد نوح، وهو عابر بن أرفخشذ بن سام بن نوح صلوات الله عليه.
العابسي: بفتح العين المهملة، بعدها الالف، وكسر الباء المعجمة بنقطة، والسين المهملة.
هذه النسبة إلى " بني عابس " وهو فخذ من بكر بن وائل.
والمشهور بهذه النسبة: أبو معاوية يزيد بن زريع البصري العابسي، وهو من تيم الله، وتيم الله فخذ من بني عابس، وهو من بكر بن وائل، يروي عن حميد الطويل.
روى عنه أهل البصرة: محمد بن عبد الاعلى الصنعاني وغيره.
مات سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ومائة يوم الاربعاء لثمان خلون من شهر شوال، وكان من أورع أهل زمانه، مات أبوه وكان واليا على الايلة وخلف خمسمائة
ألف، فما أخذ منها حبة، وكان أبو عوانة الوضاح اليشكري يقول: صحبت يزيد بن زريع أربعين سنة، فهو يزداد في كل سنة خيرا (1).
العاجي: بفتح العين المهملة، وفي آخرها الجيم، بعد الالف.
هذه النسبة إلى " العاج " وهو ما يعمل من عظم الفيل، والمشهور بهذه النسبة: [ هامش...(1) قال الحافظ ابن الاثر رحمه الله في " اللباب " متعقبا: " قلت: قوله في هذه الترجمة: " العابسي " بالباء الموحدة والسين المهملة: خطأ، لانه قال: إنه من تيم الله بن ثعلبة ! والذي في تيم الله بن ثعلبة هو: عايش، بالياء المثناة من تحت والشين المعجمة، وقد ذكره هو أيضا كذلك بعد أي: في " العايشي " و " العيشي " ولان يزيد بن زريع من تيم الله، ثم من عايش، بالشين المعجمة.
ثم قال: إن عابسا فخذ من بكر، ثم قال: وهم فخذ من عابس ! فكيف يكون الاب فخذا من الاب ؟ فإنه: عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهذا كلام من لا يعرف اصطلاح القوم، فإنهم جعلوا الشعب أكبرها، ثم القبيلة، ثم العمارة، ثم البطن، ثم الفخذ، ثم الفصيلة، ثم العشيرة.
مثاله: أولاد الحسين رضي الله عنه: عشيرة، وأولاد أبي طالب فصيلة، وأولاد هاشم فخذ، وقصي بطن، وقريش عمارة، وكنانة قبيلة، ومضر شعب.
ولولا خوف التطويل لشرحت أكثر من هذا ".
قلت: وقد أشار الحافظ في " التبصير " ص 981 إلى كلام ابن الاثير هذا ووافقه.
وعلى هذا فليس ثمة من ينسب عابسيا، ولهذا لم يذكر السيوطي في " اللب " هذه النسبة أبدا ].(4/108)
أبو الحسين محمد بن أحمد بن مالك العاجي، وقيل: محمد بن حمدان بن مالك العاجي من أهل بغداد، حدث عن عباس بن محمد الدوري، عن علي بن عمرو الحريري.
وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
ومعاوية بن عمرو العاجي، قال ابن أبي حاتم الرازي: هو بياع العاج، بصري، روى عن طلحة بن زيد الرقي، وابن عيينة، سمع منه أبي بالبصرة أيام الانصاري، وضرب على حديثه عمرو بن علي، وجده في كتاب أبي فخط عليه لما لم يكن عنده بصدوق.
العادايي: بالعين المفتوحة، والدال المهملتين، بين الالفين.
هذه النسبة إلى " بني عاداة " منهم: الفزع بن المجشر هو العادايي.
هكذا ذكره الدارقطني.
العادلي: بفتح العين، وكسر الدال المهملتين.
هذه النسبة إلى " عادل " وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو: أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن منصور بن الحسن بن محمد بن عادل العادلي، من أهل بخارى، روى عن خاله أبي محمد عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن حيويه الحافظ البخاري، وأبي محمد أحمد بن عبد الله المزني، وأبي منصور العباس بن الفضل بن زكريا الهروي، وأبي الفضل محمد بن عبد الله بن محمد بن خميرويه بن سيار الكرابيسي الهرويين، كتب عنهما بهراة.
روى عنه أبو تراب إسماعيل بن طاهر النسفي الحافظ، ودخل كس وخرج منها قاصدا للصغانيان، فمرض في المرحلة الاولى.
ورجع إلى كس، ومات بها في شهور سنة تسع وأربعمائة.
العادي: بفتح العين المهملة، بعدها الالف، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عادية " وهو بطن من قبيلتين.
قال محمد بن حبيب: في بجيلة: بنو عادية بن عامر مقلد الذهب بن قدار.
قال: وفي قيس عيلان: بنو عادية وهما: عبد الله والحارث ابنا صعصعة بن معاوية، وعادية أمهما، وبها يعرفان.
العارض: بفتح العين المهملة، والراء المكسورة بعد الالف، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذا الاسم لمن يعرف العسكر ويحفظ أرزاقهم ويوصلها إليهم، ويعرض السكر على(4/109)
الملك إذا احتيج إلى ذلك، واشتهر به: أبو صالح محمد بن محمد بن عيسى بن عبد الرحمن بن سليمان العارض كان أديبا
فاضلا عالما، تقلد الاعمال الجليلة للسلطان، وحمدت سيرته فيها، وكان سمع الحديث الكثير بخراسان والعراق، سمع بنيسابور أباه، وبمرو يحيى بن ساسويه المروزي، وببخارى أبا علي صالح بن محمد الحافظ الجزري، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وببغداد عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في " التاريخ " فقال: أبو صالح ابن عيسى العارض، أحد مشايخ خراسان ومعتمده أوليا السلطان، وكان من العقلاء الادباء المحبين للعلماء والصالحين المفضلين عليهم بماله وجاهه، وكان يرشح للوزارة فيأبى عليهم.
قال الحاكم: وكان أبو صالح ابن خال أمي ولنا به اختصاص القرابة والصحبة، كتبت عنه بنيسابور غير مرة ثم كتبنا عنه بمرو، ونظرت في كتبه بها سنة ثلاث وأربعين، وتوفي بمرو ليلة الجمعة لخمس بقين من صفر سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
عارم: بفتح العين، وكسر الراء المهملتين، بينهما الالف، وآخرها الميم.
هذه اللفظة لقب أبي النعمان محمد بن الفضل البصري، من علماء البصرة، لقبه الاسود بن شيبان ب " عارم " وكان بعيدا من العرامة (1)، وبقي اللقب عليه، سمع الحمادين: ابن سلمة وابن زيد، وثابت بن يزيد، وأبي هلال، ومحمد بن راشد، وسعيد بن زيد وغيرهم.
روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن مسلم بن واره، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وعلي بن عبد العزيز وجماعة.
وقيل: إنه اختلط في آخر عمره (2).
العاصمي: بفتح العين المهملة، وكسر الصاد المهملة، وفي آخرها الميم.
[ هامش...(1) وهي حدة الطبع وشراسة الخلق، ولذا كان الامام الذهلي يقول: حدثنا عارم، وكان بعيدا من العرامة.
(2) توقف المصنف رحمه الله في الجزم باختلاطه، وجزم ابن الاثير بذلك، كما جزم المصنف فيما سبق وقد قال الدارقطني كما في " التهذيب " 9: 404 وغيره: " ما ظهر له بعد اختلاطه حديث منكر ".
ولما نقل الذهبي في " الميزان " 4: 8 كلام ابن حبان تعقبه بقوله: " قلت: فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين
هذا القول من قول ابن حبان ولم يقدر أن يسوق له حديثا منكرا، فأين ما زعم ؟ ! ".
فهو قد اختلط، ولكن لم يؤثر على حديثه، ولهذا حسن تضعيف القول باختلاطه.
ومما يذكر: أن سماع البخاري منه كان قبل الاختلاط، كما تقدم ].(4/110)
هذه النسبة إلى " عاصم " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الحسن عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم بن مهران العاصمي، من أهل كرخ بغداد، سكن باب الشعير، من ملاح البغداديين وظرفائهم، وكان ثقة صدوقا ورعا دينا مكثرا من الحديث، وكان صاحب طرف وأخبار وأشعار، مطبوع النادرة مليح المحاورة، وكان له شعر رقيق مليح في الغزل ووصف الخمر في غاية الحسن، ما عرف له صبوة ولا اشتغال قط بمعاناة ذلك، سمع أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، وأبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن حماد بن المتيم الواعظ، وأبا الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران السكري، وأبا الحسن محمد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي، انتشرت روايته في البلدان ورحلوا إليه.
وروى لي عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، وأبو نصر أحمد بن عمر بن الغازي بأصبهان، وأبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي الحافظ، وأبو إسحاق إبراهيم وأبو الفضل محمد ابنا أحمد بن مالك الدير عاقولي، وأبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة الحسيني بالكوفة، وأبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن الحافظ بمكة والمدينة، وأبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاوس المقرئ بدمشق، وجماعة كثيرة سواهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في كتاب " المؤتنف " وتوفي قبله بعشرين سنة، وكانت ولادته سنة سبع وتسعين وثلاثمائة، وتوفي في جمادي الآخرة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة جامع المدينة.
وأبو الفضل يعقوب بن يوسف بن عاصم العاصمي البخاري، من أهل بخارى، شيخ أهل بلده لاهل الحديث في عصره، وقد رأيت بها أعقابه وصحبنا نافلته (1) أبا الفضل، ورأيت آثار سلفه وصدقاتهم على أهل الحديث، وكان متمكنا من ولاة خراسان في ثروة وأبوة قديمة، سمع بالعراق محمد بن عبيد الله بن المنادي، ومحمد بن سنان القزاز، وأبا قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، والعباس بن محمد الدوري وغيرهم.
روى عنه يحيى بن منصور القاضي، وعلي بن عيسى، وعبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الحيري، ورد نيسابور وعقد له مجلس كبير سنة أربع عشرة وثلاثمائة ومات ببخارى سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
[ هامش...(1) من الظاهرية وليدن، ونافلة الرجل: أحفاده، فالمراد: صحب حفيده أبا الفضل.
وفي أياصوفيا: " ناقلته " ويكون مراده: روايته وناقلة عمله، ولا يصح، لبعد ما بين التاريخين: وأهملت في كوبرلي ].(4/111)
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان بن المقرئ العاصمي الزاذاني، نسب إلى جده الاعلى، من أهل أصبهان، وكان من الورعين الصادقين المكثرين من الحديث، كتب عنه جماعة ممن تقدمت وفاته: كأبي محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ الاصبهاني.
وقد ذكرته في الزاي، وسأعيد ذكره في الميم، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظان (1).
العاضي: بفتح العين المهملة، بعدها الالف، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى " العاض " وهو بطن من الازد، وهو: العاض بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس.
العاقولي: بفتح العين المهملة، وضم القاف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " دير العاقول " وهي بليدة على خمسة عشر فرسخا من بغداد، وقد ينسب إليها ب " الدير عاقولي " أيضا، وقد سبق ذكر جماعة منهم في الدال ومن هذا الموضع أيضا:
أبو البركات طلحة بن أحمد بن طلحة بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن بادي بن الحارث بن قيس بن الاشعث بن قيس الكندي العاقولي، ولد بدير العاقول، ودخل بغداد، واشتغل بالتفقه على القاضي أبى يعلى بن الفراء ودرس عليه، وكان صالحا خيرا، سمع منه الحديث، ومن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبي الحسين محمد بن أحمد بن حسنون النرسي ومن بعدهم.
روى لي عنه أبو الحسين الامين بدمشق، وأبو المعمر الانصاري ببغداد، وأبو جعفر الساوي بأصبهان وغيرهم.
ولد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وتوفي قبل سنة عشرين وبعد سنة عشر وخمسمائة (2).
وأبو الحسن الطيب بن أحمد بن الطيب بن عبد الله الشاهد الدير عاقولي يعرف بابن الاحول، كان ثقة أمينا من أهل السير والصلاح، وحدث عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي [ هامش...(1) قال ابن الاثير: متمما: فاته " العاصمي " نسبة إلى عاصم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، بطن من تميم، ينسب إليه كثير، منهم: طارق بن ديسق بن عوف بن عاصم بن عبيد، وديسق فارس الوقاح، وهو اسم فرسه.
وفاته النسبة إلى عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
وعرف بها جماعة ".
(2) وحدد وفاته شاهد عيان، وهو ابن أبي يعلى القاضي في " طبقات الجنابلة " 2: 258 فقال: " دفن في يوم الاربعاء ثالث شعبان سنة اثنتي عشرة وخمسمائة، وصليت عليه إماما في المصلى، ودفن في مقبرة عبد العزيز " ].(4/112)
الازجي.
وروى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وأبو البركات هبة الله بن المبارك السقطي وغيرهما.
العالي: بالعين المهملة (1).
هو: أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور العالي الخطيب الفوشنجي، من أهل فوشنج، ثقة صدوق، عرف بالعالي، رحل إلى جرجان وسمع بها أبا أحمد عبد الله بن محمد بن عدي الجرجاني، وإلى سجستان فسمع بها أبا عمر محمد بن أحمد بن سليمان النوقاني وجماعة سواهم.
روى عنه أبو نصر أحمد بن محمد بن محمد العاصمي، وابو عبد الله محمد بن علي
العميري، وتوفي بعد الاربعمائة.
العامري: بفتح العين المهملة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ثلاثة رجال، منهم: عامر بن لؤي.
وفيهم كثرة، منهم: حسل العامري، ومحمد بن عمرو بن عطاء، وعباس بن علقمة العامري، مولى بني عامر بن لؤي، يكنى أبا عبد الله، يروي عن أبن عباس رضي الله عنهما وغيره.
والثاني: منسوب إلى عامر بن صعصعة وقال فيهم: نحن خيار عامر بن صعصعة منهم: قبيصة بن عقبة الكوفي العامري من بني سواءة بن عامر بن صعصعة، سمع الثوري وغيره.
روى عنه البخاري ومحمد بن أسلم وجماعة.
وأبو عمرو أشهب بن عبد العزيز بن داود بن إبراهيم القيسي العامري، من بني جعدة، أحد الفقهاء بمصر، وكان من خصوم (2) أصحاب الشافعي، وله مسائل مذكورة.
توفي لثمان [ هامش...(1) " وبعد الالف لام " كما في " اللباب "، ولم يذكر المصنف ولا ابن الاثير هذه النسبة إلى أي شئ ؟ وظاهر كلام الحافظ في " التبصير " ص 891 أنها نسبة إلى الجد، ففيه: " العالي: أبو الحسين أحمد بن محمد بن منصور بن حسين بن العالي بن سليمان البوشنجي ".
(2) من كوبرلي، وفي الاصول الاخرى: " متقدمي " ولعلها تحرفت عن " منتقدي " ؟.
ثم إنه من طبقة الامام الشافعي سنا ولقيا للشيوخ.
فمخالفته تكون معه كما في ترجمتها لا مع أصحاب الشافعي، كما يقول المصنف هنا.
وكانت ولادة أشهب سنة 140 أو 150.
نعم عبارة ابن الاثير أسلم وأدق، قال: " له مناظرات مع أصحاب الشافعي رضي الله عنه بمصر " ].(4/113)
بقين من شعبان سنة أربعين وثلاثمائة.
والثالث: منسوب إلى عامر بن عدي بن تجيب، منهم:
أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عروة بن السحوج التجيبي ثم العامري.
وثم رواة جمة من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومن بني قشير وعقيل والحريش وجعدة بني كعب بني ربيعة بن عامر بن صعصعة، ومن بني نمير وهلال ابني عامر بن صعصعة، ومن بني سلول، وهم: مرة بن صعصعة، وكل من كان من أولاد هؤلاء البطون ينسبون إلى الجد الاعلى فيقال له: العامري.
وأما أبو مالك العامري المروزي فلا أدري من أي البطون ؟ وظني أنه من بني عامر بن صعصعة، وهو: أبو مالك سعيد بن هبيرة العامري، من أهل مرو، يروي عن حماد بن سلمة وأهل العراق، وكان ممن رحل وكتب، ولكنه كثيرا ما يحدث بموضوعات عن الثقات، كأنه كان يضعها أو توضع له فيجتنب فيها، لا يحل الاحتجاج به بحال.
وعامر بطن من قيس عيلان والمشهور بهذه النسبة: أبو سلمة مسعر بن كدام بن ظهير بن هلال العامري، من أهل الكوفة، يروي عن قتادة، وأبي الزبير، يروي عنه الثوري، وشعبة وأهل العراق.
مات سنة ثلاث وخمسين ومائة، وقيل: خمس وخمسين ومائة.
وكان مرجئا ثبتا في الحديث، وكان يسمى ب " المصحف " لقلة خطئه وحفظه.
وفضيل بن محرز العامري وإنما قيل له العامري لانه كان ينزل في بني عامر عند حجام عنترة، وهو موضع بالكوفة، يروي عن مسلم مولى حذيفة، عن حذيفة رضي الله عنه.
روى عنه أبو أحمد الزبيري.
وعبد الله بن محرر العامري الجزري، من أهل الرقة، كان مولى لبني هلال، ولاه أبو جعفر قضاء الرقة، يروي عن قتادة، والزهري.
روى عن عبد الرزاق والعراقيون، وكان من خيار عباد الله، ممن يكذب ولا يعلم، ويقلب الاخبار ولا يفهم، وكان عبد الله بن المبارك يقول: لو خيرت بين أن أدخل الجنة وبين أن ألقى عبد الله بن محرر لاخترت أن ألقاه ثم أدخل الجنة، فلما رأيته كانت بعرة أحب إلي منه ! وكان يحيى بن معين يقول: عبد الله بن
محرر ليس بثقة.
والوليد بن عمرو بن عبد الرحمن بن مسافع العامري، من بني عامر بن لؤي القرشي(4/114)
الحجازي، روى عن سعيد بن المسيب، وعامر بن عبد الله بن الزبير، ويعقوب بن عتبة.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي الزناد وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وزهرة بن عمرو التميمي، وموسى بن هشام هكذا ذكره أبو حاتم الرازي في ما حكى ابنه عنه.
العامري: والمشهور به: عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وكان أبوه عامر بن كريز أسلم يوم فتح مكة، وبقي إلى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد مر على ابنه عبد الله بن عامر بالبصرة، وهو واليها لعثمان بن عفان، وكانت أم عامر البيضاء بنت عبد المطلب، وكان مضعوما فأتي به عبد المطلب فمسه فقال: وعظام هاشم ما في عبد مناف مولود أحمق منه ! وعبد الله بن عامر، حفر نهر الابلة، وكان يقول: لو تركت لخرجت المرأة في حداجتها على دابتها ترد كل يوم على ماء وسوق حتى توافي مكة.
ومات بعرفة، ودفن بعرفات وعليه كبد وكانت وفاته سنة تسع وخمسين قبل وفاة معاوية بسنة، ولم يرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا: " من قتل دون ماله فهو شهيد " (1).
وقد ذكرته أيضا في حرف " الكاف والراء " في " الكريزي ".
ولبيد بن ربيعة العامري الشاعر، كان من المعمرين، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، عمره مائة سنة وأربعين، وأدرك الاسلام فأسلم، وأنه لما بلغ سبعين سنة من عمره قال: كأني وقد جاوزت سبعين حجة * * * خلعت بها عن منكبي ردائيا فلما بلغ سبعا وسبعين سنة أنشأ يقول: باتت تشكى إلي النفس مجهشة * * * وقد حملتك سبعا بعد سبعين (2)
[ هامش...(1) ذكر قصة روايته له: مصعب الزبيري في " نسب قريش " ص 148، قال ابن عبد البر في " الاستيعاب " 2: 351: " وقد روى عبد الله بن عامر هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما أظنه سمع منه ولا حفظ منه.
" ووافقه الحافظ في " الاصابة " 3: 61، وأفاد أن هذا الحديث رواه البغوي وابن قانع وابن منده من طريق مصعب الزبيري بسنده إلى عبد الله بن الزبير وعبد الله بن عامر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكرا الحديث.
قال الحافظ " ليس في السياق تصريح بسماعه فهو مرسل ".
ويلاحظ أن الحديث بقصته مذكور عند مصعب الزبيري كما تقدم، لكن ليس في النسخة المطبوعة ذكره لسنده !.
(2) هكذا في الاصل، ومثله في " طبقات فحول الشعراء " للجمحي 1: 61، وعلق عليه العلامة الاديب الكبير الاستاذ =(4/115)
= محمود شاكر: " قافية البيتين في سائر الكتب: سبعينا، للثمانينا " ومن ذلك: " المعمرون والوصايا " ص 77 و 78 و " طبقات ابن سعد " 6: 178، و " الاستيعاب " 3: 310 ].
فإن تزادي ثلاثا تبلغي أملا * * * وفي الثلاث وفاء للثمانين فلما بلغ تسعين سنة قال (1): كأني وقد جاوزت تسعين حجة * * * خلعت بها عني عذار لجام رمتني بنات الدهر من حيث لا أرى * * * فكيف لمن يرمى وليس برام ؟ فلو أنني أرمى بنبل رأيتها * * * ولكنني أرمى بغير سهام ولما بلغ مائة سنة وعشرة قال: إليس في مائة قد عاشها رجل * * * وفي تكامل عشر بعدها عمر ! فلما بلغ مائة وعشرين سنة قال: غلب الرجال وكان غير مغلب * * * دهر طويل دائم ممدود دهر إذا يأتي علي وليلة * * * وكلاهما بعد المضي يعود (2) فلما حضرته الوفاة قال لابنه: إن أباك لم يمت، ولكن فني ! فإذا قبض أبوك فأغمضه، وأقبله القبلة، وسجه بثوبه ولا أعلمن ما صرخت علي صارخة ولا بكت علي باكية.
وانظر إلى
جفنتي اللتين كنت أصنعهما فأصنعهما ثم أحملهما إلى مسجدك، ومن كان (3) عليها حضور، فإذا سلم الامام فقدمهما إليهم يأكلوا، فإذا فرغوا فقال: أحضروا جنازة أخيكم [ هامش...(1) هذا ما حكاه المصنف، وتقدم قبل تعليقه واحدة أن لبيدا رضي الله عنه أنشد ذاك البيت لما بلغ التسعين، وهو الظاهر، فإن هذا الابيات الثلاثة ليست للبيد، إنما هي لعمرو بن قميئة، ذكرها له المرزباني في " معجم الشعراء " ص 3، وذكرها وزاد عليها أبو حاتم السجستاني في " المعمرون " ص 78 و 113.
وقد تمثل بها عبد الملك بن مروان وهو مريض أمام الشعبي فحكى له الشعبي أبيات لبيد هذه التي قالها عند بلوغه كل مرحلة من هذه المراحل، يريد تسليته وتبشيره بطول عمره، فلم يكن ذلك، ومات من ليلته تلك، عن ستين سنة.
انظر " المعمرون ".
(2) وفي " الاستيعاب " أنه أنشد: ولقد سئمت من الحياة وطولها * * * وسؤال هذا الناس: كيف لبيد وفي " المعمرون: وغنيت سبتا بعد مجرى داحس * * * لو كان للنفس اللجوج خلود فلما بلغ أربعين ومائة قال: ولقد سئمت من الحياة وطولها...(3) بياض في الاصل ].(4/116)
لبيد بن ربيعة فقد قبضه الله.
ثم أنشأ يقول: وإذا دفنت أباك * * * فاجعل فوقه خشبا وطينا وصفائحا صما روا * * * سيها يسددن الغضونا ليقين وجه المرء * * * سفساف التراب، ولن يقينا (1) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد لما قال: إلا كل شئ ما خلا الله باطل * * * وكل نعيم لا محالة زائل
وقال عليه السلام: " صدقت في الاولى، وكذبت في الثانية، نعيم الجنة لا يزول " (2).
ولما أسلم قال: ولى الشباب ولم أحفل به بالا * * * وأقبل الشيب في الاسلام إقبالا والحمد لله إذ لم يأتني أجلي * * * حتى لبست من الاسلام سربالا (3) وسهيل بن عمرو يكنى أبا يزيد، وهو من بني حسل بن عامر بن لؤي، من قريش، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة، وكان من المؤلفة قلوبهم، ثم حسن إسلامه، وخرج إلى الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مجاهدا، فمات بها في طاعون عمواس.
وكان أخوه السكران بن عمرو من مهاجري الحبشة، وكانت سودة تحته، فلما مات تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، وليس للسكران عقب أيضا.
وكان سهيل بن عمرو أسلم يوم فتح مكة، وتوفي بالمدينة (4).
[ هامش...(1) اشتبهت كلمة " سفساف " في الاصل، فأثبتها من " ديوان لبيد " ص 200.
(2) هكذا ساق المصنف رحمه الله هذا الحديث ! والمعروف منه شطره الاول: " أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كل شئ ما خلا الله باطل ".
وهذا القدر منه رواه البخاري 8: 152 و 13: 159 ومسلم 15: 12.
وأما الشطر الثاني منه وهو تصديق الجملة الاولى من البيت، وتكذيب الثانية منه فالمعروف أنه من كلام عثمان بن مظعون رضي الله عنه، وضرب على عينه من أجل ذلك فأخضرت، وكان ذلك عقب رجوعه من الهجرة الثانية إلى الحبشة، ذكر ذلك عنه ابن إسحاق انظر " سيرة ابن هشام " 2: 9 والطبراني مرسلا في إسناده أيضا ابن لهيعة كما في " مجمع الزوائد " 6: 34.
(3) نسب هذان البيتان للبيد، ونسبا لقردة بن نفاثة.
انظر " معجم الشعراء " للمرزباني ص 223 و " جمهرة " ابن حزم ص 272، وقال ابن عبد البر في الموضع الثاني: " قيل: إن هذا البيت لقردة بن نفاثة، وهو أصح عندي ".
وانظر تأويل الحافظ ذلك في الموضع الاول.
(4) هكذا في الاصل ! وتقدم أنه خرج إلى الشام فمات بها مطعونا، فيلحرر.(4/117)
والقاضي الامام أو عاصم محمد بن أحمد العامري المروزي، من كبار أصحاب أبي حنيفة رحمه الله في الفقه والتفسير والفتيا، تفقه بأبي نصر بن مهرويه، وأبي إسحاق النوقدي بما وراء النهر، ولما رجع إلى مرو أخذ يرد على أبي العباس المعداني فتاويه، ويعترض على أقاويله كما جرت عادة الشبان ! وروي أن المعداني في حال كبره كان قد اختل حاله، وكان من الافاضل الكبار، ذا فنون، كثير العلم، وكان يقع الشئ بعد الشئ من الخطأ في فتاويه، وكان القاضي أبو عاصم توجه في زمانه، وكان يخطؤه في تلك الفتاوي ويعيدها إليه وكان ذلك مما أساء المعداني، فقال له يوما وهو حاضر: أيها الفقيه إلى كم تعيد إلينا فتاوينا ؟ فقال: أيها الشيخ إن فيها شيئا ! قال: إن خطئي صواب اليوم، وصوابك اليوم خطأ ! ويجب أن تصبر حتى تموت المشايخ كما صبرنا حتى مات المشايخ ! وروي أنه قال يوما: لو فقدت كتب أبي حنيفة رحمه الله لامليتها من نفسي حفظا ! وله تصانيف وشروح للفقه مقبولة، وبه تخرج جماعة من كبار فقهاء مرو، مثل القاضي علي بن الحسين الدهقان، والحاكم أبي نصر الصفار.
تولى قضاء مرو مدة مديدة، وحبسه محمود بن سبكتكين في قلعة مواحر أمد، فلما رجع إلى مرو وأطلق عنه كتب إليه أبو سهل الروزني كتاب التهنئة، وذكر فيه هذين البيتين: وعدت إلى مرو فعاد حبيرها * * * وجادت غواديها وهبت شمالها إذا غبت عن أرض ويممت غيرها * * * فقد غاب عنها شمسها وهلالها وكان يروي الحديث عن الحاكم أبي الفضل الحدادي، وأبي أحمد محمد بن أحمد بن أبي زيد البزار.
روى عنه القاضي محمد السمعاني، والسيد أبو القاسم علي بن القاسم الموسوي.
وتوفي رحمه الله بمرو سنة خمس عشرة وأربعمائة، وقبره معروف يزار على رأس سكة سحسان بأسفل ماجان.
ومدرك بن الحارث العامري من التابعين، يروي عن الصحابة.
روى عنه الوليد بن عبد الرحمن الجرشي.
والشيخ أبو مضر ربيعة بن محمد بن محمد العامري، من أهل إستراباذ، روى عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن نصر الصفار، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن يوسف الجرجاني في كتابه " مائة حديث مخرجة من الاصول ".
العاملي: بفتح العين والميم المكسورة، بينهما الالف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " عاملة " وهو من العماليق، منها:(4/118)
الظرب بن حسان بن أذينة بن السميدع بن هوبر العاملي، كان ملك العرب في قديم الزمان، في الوقت الذي كان ملك الفرس سابور (1).
وبكار بن بلال العاملي، والد محمد بن بكار، من أهل دمشق، يروي عن زيد بن واقد.
روى عنه ابنه محمد بن بكار قاضي دمشق.
العاني: بفتح العين المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عانة " وهي بليدة تقارب حديثة الفرات، وأهلها نصيرية يعتقدون الالهية بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
سمعت شيخنا عمر بن إبراهيم بن حمزة الحسيني بالكوفة يقول: دخلت: عانة الفرات منصرفا من الشام فسألوني عن اسمي ؟ فقلت: عمر، فصالوا علي وكادوا أن يقتلوني لان اسمي عمر، حتى قلت: إني رجل علوي كوفي زيدي المذهب والنسب، من أهل العلم، حتى تخلصت منها.
وقرى عانات بناها كسرى، وكانت بيت هيت وقرقيسيا، بيضاء من غير عمارة، حتى بني أزدشير العانات.
والمشهور بهذه النسبة: يعيش بن الجهم الحديثي، روى عنه الحسن بن إدريس وقال: حدثنا يعيش بن الجهم العاني.
العايذي: بفتح العين المهملة، وكسر الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها ذال منقوطة.
فهم من ولد عايذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة القرشي أخي عمر بن مخزوم الذي ذكرنا أبن بني عابد بالباء المنقوطة بواحدة والدال المهملة من أولاده.
قال الزبير بن بكار: كل من كان من ولد عمر بن مخزوم فهو عابد بالدال المهملة، ومن كان من ولد عمران فهو عايذ بالذال المعجمة.
وفي قريش عايذون وهم: بنو خزيمة بن [ هامش...(1) تعقبه ابن الاثير في " اللباب " فقال: " قلت: هكذا ذكر أبو سعد أن عاملة من العماليق، ولم يذكر من قال ذلك ليبرأ من عهدة هذا القول.
والصحيح: أن عاملة ولد الحارث بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
يجتمع عاملة وكندة في عدي بن الحارث، فإن كندة هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة.
ونسب ولد الحارث بن عدي إلى أمهم عاملة بنت مالك بن وديعة من قضاعة، منهم: عدي بن الرقاع، وهو: عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن الرقاع بن عصر بن عدة بن شعل بن معاوية بن الحارث بن عدي العاملي الشاعر، وغيره ].(4/119)
لؤي، وأمهم عايذة بنت الخمس ابن قحافة بن خثعم، بها يعرفون، وهم أحلاف بني شيبان منهم: أبو الحسن علي بن مسهر القرشي العايذي، قاضي الموصل، عن أبي إسحاق، والاعمش، وهشام بن عروة، وعبيدالله بن عمر، ويحيى بن سعيد.
وعلي بن هاشم بن البريد العايذي، مولاهم، يروي عن هشام بن عروة، حديثه في صحيح مسلم وحده.
ومقاس العايذي الشاعر، ومن شعره الذي رواه المفضل بن محمد في مجموعه: أقيموا بني النعمان عنا صدوركم * * * وإلا: تقيموا صاغرين رؤوسا وبنو عايذة أيضا من ضبة، وهم: بنو عايذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد،
وقيل: عايذ الله بن سعد بن ضبة.
منهم: أبو عمر حمزة العايذي، روى عن أنس بن مالك.
روى عنه شعبة.
وسعيد بن حنظلة العايذي، روى عن محمد بن إسماعيل بن رجاء.
وأبو طلق عدي بن حنظلة العايذي، روى عنه شرقي بن القطامي.
وأبو الحسن أحمد بن حمدان العايذي الانطاكي، يروي عن الحسين بن الجنيد الدامغاني.
روى عنه علي بن الفضل بن طاهر البلخي.
والمثلم بن المشخر الضبي ثم العايذي، من عايذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة، شاعر فارس.
وبكر بن الاسود العايذي الكوفي، يقال له بكار، روى عن أبي المحياة، وأبي بكر بن عياش، وابن المبارك، وأبي أمية الزيات.
روى عنه أبو سعيد الاشج، وأبو حاتم الرازي.
قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالبصرة في الرحلة الثانية أيام أبي الوليد.
وسعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم القرشي، من أئمة التابعين والفقهاء السبعة، مدني، من عايذ مخزوم (1).
[ هامش...(1) قال الحافظ ابن الاثير رحمه الله في " اللباب ": " قلت فاته النسبة إلى: عايذ بن ثعلبة بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
منهم: يزيد بن حجية بن عمرو بن عبد الله بن عايذ، كان من أصحاب علي عليه السلام، فكسر الخراج ولحق بمعاوية.(4/120)
= وزياد بن خصفة بن ثقف بن ربيعة بن غنم بن عايذ، شهد مع علي الجمل وصفين.
وخلق كثير غيرهما.
وفاته النسبة إلى: عايذ الله بن سعد العشيرة بن مالك بن أدد، وعايذ الله أخو جعفي.
منهم: مجمع بن عبد الله بن مجمع بن مالك بن إياس بن عبد مناة بن عايذ الله.
قتل مع الحسين بن علي عليه السلام " ].
العايشي: بفتح العين المهملة، وكسر الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها الشين.
هذه النسبة إلى " عايشة " [ رضي الله عنها ] (1) والمشهور بها: عبيدالله بن محمد بن حفص بن عايشة القرشي التيمي المعمري، من ولد عمر بن عبيدالله بن معمر، ينسب إلى عايشة [ رضي الله عنها ] (1) هكذا قال أبو كامل البصيري، وسأذكره في ترجمة " العيشي " بعد ذلك، وله جزء كبير، يروي عنه أبو القاسم البغوي، سمعته ببغداد عن القاضي أبي بكر الانصاري، عن أبي يعلى بن الفراء، عن ابن حبابة، عن البغوي، عنه.
والعايشي أيضا منسوب إلى بني عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي، منهم: الصعق بن حزن العايشي، من أهل البصرة، وكان يقال: إن من الابدال، روى عنه أبو النعمان محمد بن الفضل عرف بعارم.
ومنهم: عبد الله بن زياد بن ظبيان العايشي.
قاله عبد الغني بن سعيد.
وحجاج بن حسان العايشي التيمي، يروي عن أبي حمزة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم البصري.
روى عنه محمد بن بشر العبدي.
[ هامش...(1) من أياصوفيا وكوبرلي، وإطلاق " عائشة " يوهم أنها أم المؤمنين رضي الله عنها، لكن صرح ابن الاثير والحافظ في " التهذيب " 7: 45 أنها: " عائشة بنت طلحة " ].(4/121)
باب العين والباء العبابي: بفتح العين المهملة، والباء الموحدة المشددة، وباء أخرى في آخرها بعد الالف.
هذه النسبة إلى " عباب " وهو اسم رجل، وهو قيس بن العباب.
قال سيف بن عمر:
عن عمر بن محمد، عن الشعبي: لم يقسم يوم القادسية لاكثر من فرسين، وكان الذين معهم أكثر من الفرسين المشهورين جماعة سماهم منهم: قيس بن العباب، وقعقاع بن عمرو، وعطارد بن حاجب، وهاشم بن عتبة، وذو الخمار الاسدي وغيرهم.
قال سيف: وكان ممن يغير على سواد الفرس من قواد سعد أبي وقاص: عبد الله بن عامر بن حجية أحد بني تيم الله أحد بني العباب.
والعباب هو: الحارث بن ربيعة بن عجل قال ابن الكلبي: إنما سمي الحارث بن ربيعة بن عجل العباب لانه عب في ماء فسمي العباب.
وفي الاسماء: العباب بن جنبل، وهو: ربيعة بن بجالة بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة.
العباداني: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، والدال المهملة بين الالفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عبادان " وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر، وكان يسكنها جماعة من العلماء والزهاد للعبادة والخلوة.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب بن إسحاق بن عبدة بن الربيع بن صبيح العباداني القرشي، سكن بغداد، يروي عن علي بن حرب الطائي.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو علي بن شاذان البزاز وجماعة.
وأبو بكر محمد بن الفضل بن جعفر بن محمد بن يحيى بن سعيد بن بشر القرشي العباداني، هو من ولد عبد الاعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز، سكن البصرة، وكان أبوه شيخ الصوفية في وقته، وله بالبصرة رباط ينسب إليه بالقرب من الجامع.
وأما أبو بكر فكان أحد المذكورين بالصلاح والخير ورد بغداد سنة أربعمائة، وحدث بها عن يوسف بن يعقوب النجيرمي، وفارق بن عبد الكبير الخطابي.
روى عنه حفيده، والحسن بن محمد الخلال،(4/122)
وعبد العزيز بن علي الازجي، وكان صدوقا وتوفي في شهر رمضان سنة خمس عشرة
وأربعمائة.
وحفيده أبو طاهر جعفر بن عباد العباداني القرشي، من أهل البصرة، يروي عن القاضي أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي.
روى لنا عنه أبو محمد جابر بن محمد الانصاري بالبصرة، وأبو الفتح عبد الرزاق بن محمد المقرئ بأصبهان وغيرهما.
وتوفي في سنة نيف وتسعين وأربعمائة.
ومن القدماء: محمد بن مقاتل العباداني، يروي عن حماد بن سلمة.
روى عنه مصلح بن الفضل الاسدي وأهل العراق.
وأبو عاصم عبد الله بن عبيدالله العباداني، ويقال: عبيدالله بن عبد الله العباداني، وقد قيل: عبد الله بن عبيد المرائي، من أهل البصرة، يروي عن علي بن زيد بن جدعان.
روى عنه أهل البصرة، وقال أبو حاتم بن حبان: وكان يخطئ.
العبادي: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء الموحدة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى بعض أجداد المنتسب، والمشهور بهذه النسبة جماعة كثيرة، منهم: القاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عباد العبادي الهروي، وكان إماما مفتيا مناظرا دقيق النظر، تفقه بهراة على القاضي أبي منصور الازدي، وبنيسابور على القاضي أبي عمر البسطامي، وصنف الكتب في الفقه مثل كتاب " المبسوط " و " الهادي إلى مذاهب العلماء " في الفقه، وكتابا في " الرد على القاضي السمعاني " وغيرهما، وسمع الحديث الكثير وحدث، ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة، وتوفي في شهر شوال سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وبمرو قرية كبيرة يقال لها: " سنج العبادي " منها: أبو الحسين أردشير بن أبي منصور العبادي الملقب بأمير، كان واعظا مليح الوعظ، حسن السيرة، ظهر له القبول التام ببغداد فيما بين العوام، وكان يروي الحديث عن أبي عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشايي، روى لنا عنه أبو بكر عتيق بن علي الغازي
المقرئ، ومات سنة نيف وتسعين وأربعمائة.
وابنه الامير أبو منصور المظفر بن أبي الحسن بن أبي منصور العبادي، من أهل مرو، أحد من اشتهر بحسن الوعظ وتنميق العبارة وتحسينها، وصار رسولا من السلطان إلى بغداد،(4/123)
وكان سمع الحديث الكثير بنيسابور من أبي علي نصر الله بن أحمد الخشنامي، وأبي عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وأبي عبد الله محمد بن الرشيدي، وأبي الفضل العباس بن أحمد الشقاني وطبقتهم.
سمعت منه أحاديث يسيرة ببنج ديه، وكان صحيح السماع، ولم يكن بموثوق به في دينه، رأيت منه أشياء، وطالعت بخطه رسالة جمعها في إباحة الخمر وشربها ! وتوفي بعسكر مكرم في بلاد الخوز في سنة سبع وأربعين وخمسمائة ثم حمل إلى بغداد ودفن بها.
العبادي: بضم العين المهملة، وفتح الباء المخففة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عباد " وهو: ابن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي، والمشهور بالنسبة إليهم: عبد الله بن محمد العبادي، يروي عن الحسن بن حبيب بن ندبة.
حدث عنه عبدان وغيره.
قال الصوري: العبادي وشدد الباء ثم قال: العبادي: منسوب إلى بني عباد بن ربيعة.
ولست أعرف من اسمه عباد، وإنما هو عباد بالتخفيف.
قاله ابن ماكولا.
وعبادة: حي من العرب كثير عددهم، نزلوا على جانب من الفرات (1).
سمعت أبا أربد الخفاجي في برية السماوة وقلت: أي العرب ؟ فقال: نحن أكثرهم عددا وخيلا، وعبادة أكثر جملا، وغزية أكثر رجلا.
ثم قال: يكون في قبيلتنا خفاجة ستون ألف فارس ! ومن ولد عبادة بن الصامت: أبو إسحاق إبراهيم بن الحارث بن مصعب بن الوليد بن عبادة بن الصامت العبادي،
ينزل الثغر الشامي، وحدث عن علي بن المديني، وعبد الرحمن بن عفان الصوفي.
روى عنه أحمد بن محمد بن أبي موسى الانطاكي، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني وقال: كان إبراهيم بن الحارث العبادي بغداديا، كتبنا عنه بطرسوس.
وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال: إبراهيم بن الحارث العبادي رجل من كبار أصحاب أبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل روى عنه أبو بكر الاثرم، وحرب بن إسماعيل، وجماعة من الشيوخ [ هامش...(1) قال ابن الاثير: " لم يذكر السمعاني من أي العرب عبادة، ولا ذكر أحدا ممن فيها من كثرتها وهو: عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر " ].(4/124)
المتقدمين، وكان أبو عبد الله يعظمه ويرفع من قدره ويحتمله في أشياء لا يحتمل فيها غيره، يبسطه في الكلام بحضرته، ويتوقف أبو عبد الله عن الجواب في الشئ فيجيب بحضرة أبي عبد الله، فيعجب أبو عبد الله ويقول: جزاك الله خيرا يا أبا إسحاق.
حكى ذلك أبو بكر الاثرم.
العبادي: بضم العين المهملة، وفتح الباء المشددة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عباد " بن ربيعة، والمنتسب إليه: عبد الله بن محمد العبادي، وقد ذكرنا أن الصوري شدد الباء وقال: منسوب إلى بني عباد بن ربيعة.
قال ابن ماكولا: ولست أعرف من اسمه عباد، وإنما هو عباد بالتخفيف.
العبادي: بكسر العين المهملة، وفتح الباء المخففة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عباد " وهي قبيلة (1) من تجيب، وعدي بن زيد العبادي، شاعر مشهور، وأولاده.
وعتبة بن المنذر العبادي، يروي عن أبي أمامة الباهلي.
ذكره أحمد بن محمد بن عيسى في " تاريخ الحمصين ".
وعباد بطن من تجيب، نزل مصر، منهم: سليمان بن أبي صالح مولى الحصين بن عبد الرحمن التجيبي ثم العبادي، كان من عمال الخراج بمصر زمن ابن الحبحاب.
وولده سلمة بن سليمان، كان عاملا في أيام المنصور.
قاله ابن يونس.
[ هامش...(1) عبارة ابن ماكولا 6: 344، وابن الاثير: " بطن " وهي أولى.
انظر ما تقدم تعليقا ص 310.
ثم قال ابن الاثير: " قلت: قوله: تجيب عباد: فإن أراد عباد بن عقبة بن السكون فليس من تجيب، لان تجيب ولد عدي سعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون.
نسبوا إلى أمهم تجيب بنت ثوبان بن سليم بن رهاء، من مذحج.
وإن أراد غيره فقد فاته هذا عباد، ينسب إليه خلق كثير، منهم: عبادة بن نسي الكندي السكوني العبادي، قاضي الاردن، كان من صالحي التابعين.
نسي: بضم النون، وفتح السين المهملة.
وفاته النسبة إلى: عباد الحيرة، وهم عدة من قبائل شتى، نزلوا الحيرة، وكانوا نصارى، ينسب إليهم كثير، منهم: عدي بن زيد بن حماد بن زيد بن أيوب بن مجروف بن عامر بن عصبة بن أمرئ القيس بن زيد مناة بن تميم التميمي العبادي، الشاعر المشهور، وكل من العباد ينسب إلى قبيلته، وكلهم يقال لهم: عباد ".
قلت: الصواب في اسم جد عدي بن زيد أنه بالراء لا بالدال.
أنظر " الاكمال " 2: 549 ].(4/125)
وشعيب بن يحيى بن السائب العبادي من تجيب، أبويحيى، يروي عن مالك بن أنس، ويحيى بن أيوب، ونافع بن يزيد، وكان رجلا صالحا.
توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، ويقال: سنة خمس عشرة.
قاله ابن يونس.
وليس عدي بن زيد منهم.
أبويحيى شعيب بن يحيى بن السائب التجيبي ثم العبادي، والعباد بطن من السكون، يروي عن يحيى بن أيوب، ومالك، ونافع بن يزيد، وكان رجلا صالحا غلبت عليه العبادة.
توفي سنة إحدى عشرة ومائتين، وقيل سنة خمس عشرة ومائتين.
وعمر بن مصعب بن أبي عمر بن زرارة بن عمرو بن هاشم العبادي، أندلسي، قاله ابن يونس.
العبابي: بفتح العين المهملة، والباء الموحدة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى " بيع العباء " وهو الكساء، والمشهور بهذه النسبة: أبو أحمد محمد بن يحيى العبايي السمرقندي، يروي عن عبد العزيز بن المرزبان، روى عنه علي بن إبراهيم بن نصرويه السمرقندي الذي ورد علينا بغداد، قاله ابن ماكولا، وقال: أظنه بيع العباء.
يعني إلى بيعه.
عبد: هو عبد بن عابد المتوطن برباط الجوزناوس، كان رجلا صالحا زاهدا كثير السماع، يروي الكتب الكثيرة عن عبد الله بن سعد الزاهد الكرداني.
روى القاضي الامام عماد الدين أبو بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي تلميذ الاستاذ شمس الائمة أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني رحمهما الله عن عبد بن عابد الكثير من الكتب، منها: كتب أبي عبد الرحمن بن أبي الليث: " كتاب البستان " و " كتاب أحداث الزمان " و " كتاب علامات الاخبار " و " أخبار القرآن " و " تفسير مسند فضائل الرباط " و " فضائل المصيبة " و " فضائل عاشوراء " و " كتاب ذكر الصالحين " يرويها عن عبد بن سعد، عن أبي النضر محمد بن أحمد البزاز، عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث.
و " كتاب بدء الخلق " عن وهب بن منبه، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد والحسن بن حميد، عن أبي علي محمد بن محمد بن الحارث الحافظ، عن صالح بن سعيد الزبيدي، عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه.(4/126)
و " كتاب الجهاد " عن ابن المبارك، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد، عن أبي النضر، عن أبي عبد الله محمد بن حامد، عن علي بن إسحاق بن عبد الوارث بن عبيدالله العتكي، عن ابن المبارك.
و " كتاب المناجاة " عن كعب الاحبار، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد، عن أبي النضر عن أبي عبد الله محمد بن الفضل البلخي، عن أبي سهل فارس بن عمرو، عن واصل بن إبراهيم، عن حبلة، عن ابن نعامة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن كعب الاحبار.
و " كتاب الالوية " و " حديث الصور " يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد، عن أبي النضر محمد بن أحمد البزار وأبي بكر محمد بن أحمد، عن أبي الحسن عبد الرزاق بن محمد الفارسي المصنف.
و " كتاب التفسير " عن عبد بن حميد الكشي، يرويه عن عبد بن عابد، عن الحسن بن حميد، وعن أبي سعد بن بكر بن المرزبان، عن عبد بن حميد.
وبرواية أخرى عن عبد، عن عبد، عن أبي النضر، عن نوح بن جناح، عن عبد بن حميد.
و " مسائل عبد الله بن سلام " يرويها عن عبد، عن أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق البخاري، عن أبي يعقوب يوسف بن أبي سعيد، عن أبي موسى عبد الله بن منصور الطواويسي، عن عبد الله بن أبي حنيفة الدبوسي، عن محمد بن عبد الملك المروزي، عن أبي قتادة عبد الله بن واقد الحراني، عن جعفر بن محمد الحنظلي، عن جويبر بن سعيد، عن الضحاك بن مزاحم، عن ابن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
و " كتاب العين " عن الحجاج بن منهال، يرويه عن عبد، عن عبد، عن عبد الله، عن جده، عن أبي حامد البلخي، عن أبي حفص عمر بن حفص الباهلي، عن الحجاج بن منهال.
و " كتاب رسالة مالك بن أنس إلى هارون الرشيد " يرويه عن عبد، عن عبد، عن
أبي القاسم عمرو بن محمد الانصاري، عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله، عن أبي بكر بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (1)، عن مالك بن أنس، أنه كتب إلى هارون الرشيد.
[ هامش...(1) هكذا، وظاهر أنه حصل سقط من رجال النسب، أو اختصار ].(4/127)
و " كتاب غريب الحديث " عن أبي عبيد القاسم بن سلام البغدادي، يرويه عن عبد، عن عبد، عن سعيد بن إبراهيم بن معقل النسفي، قال: قرئ على علي بن عبد العزيز قال: سمعت مرارا " كتاب غريب الحديث " عن أبي عبيد.
و " كتاب مواعظ أبي الليث البخاري " يرويه عن عبد بن عابد المتوطن برباط الجوز هذا، عن عبد بن سعد هذا، عن أبي النضر محمد بن أحمد البزار، عن أبي عبد الرحمن، عن أبيه أبي الليث.
و " كتاب أحكام القرآن " عن محمد بن الازهر، يرويه عن عبد، عن عبد، عن أبي النضر محمد بن أحمد البزار، عن الربيع بن حسان الكشي، عن محمد بن الازهر.
و " كتاب مواعظ الحسن بن أبي الحسن البصري " يرويه عن عبد، عن عبد، عن أبي القاسم عمرو بن محمد بن عامر الانصاري، عن يعقوب بن إسحاق.
عن أبي عبيدة هلال بن فياض، عن أبي عبيد الناجي، عن الحسن البصري.
و " كتاب مواعظ فضيل بن عياض " يرويه عن هذا، عن هذا، عن أبي النضر محمد بن أحمد البزار، عن محمد بن سعيد، عن أبي يعقوب، عن أبي نصر، عن إبراهيم بن الاشعث، عن فضيل بن عياض.
و " كتاب الاطعمة " عن وكيع بن الجراح، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد، عن أبي النضر، عن أبي بكر الاعمش، عن موسى بن نعيم أبي عمران القطان، عن علي بن حكيم، عن وكيع.
و " كتاب الزهد والآداب " عنه بهذا الاسناد أيضا.
و " كتاب الورع " عن ابن أبي الدنيا، يرويه عن عبد، عن عبد، عن أبي أحمد، عن أبي عمرو، عن ابن أبي الدنيا، وهو: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي.
و " كتاب التقوى والقنوت " و " كتاب ذم الدنيا " عن ابن أبي الدنيا أيضا، يرويه عن عبد بن عابد، عن عبد بن سعد، عن محمد بن شبيب، عن ابن أبي الدنيا.
و " كتاب التعبير " عن محمد بن سيرين، يرويه عن عبد، عن عبد، عن أبي النضر، عن أبي عبد الرحمن، عن أبي جعفر الحمار، عن محمد بن سيرين.
و " كتاب صفة الجنة والنار " عن أبي بكر محمد بن فضل البلخي، يرويه عن عبد،(4/128)
عن عبد، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المروزي، عن أبي بكر محمد بن فضل.
و " كتاب العالم والمتعلم " عن أبي بكر الوراق الترمذي، يرويه عن عبد، عن عبد، عن أبي محمد الصفار، عن أبي بكر الوراق.
و " كتاب المبتدأ " بهذا الاسناد.
عبدان: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الذال المهملة، وفي آخرها النون.
هذه الكلمة للامام أبي محمد عبد الله بن محمد بن عيسى المروزي المعروف ب " عبدان " الامام الزاهد الحافظ الورع، أصله من جنوجرد ومسجده مشهور في فاصه (؟) سكة عبد الكريم، كان إماما في عصره بمرو، من أصحاب الحديث، وأول من حمل " مختصر المزني " إلى مرو، وقرأ علم الشافعي على المزني والربيع، وأقام بمصر سنين كثيرة.
كان فقيها حافظا للحديث زاهدا.
وكان الامير إسماعيل بن أحمد يتمنى لقاءه، وكان عبدان لا يدخل عليه إلى أن نوى عبدان الخروج إلى الحج.
كما قال أبو ذر البخاري: صار إلي عبدان بن محمد وقال: أحب
أن آتي الامير إسماعيل بن أحمد وأدخل عليه.
قال: فأكملت وأعلمت الامير، فسر بذلك، وجاءني حتى دخلنا على الامير، فرحب به ثم قال: إني أريد الخروج إلى الحج، وجئتك أستأذنك في ذلك.
فاشتد ذلك على الامير وقال: هل بلغك أني منعت أحدا من الحج حتى تحتاج إلى الاستئذان ؟ ! فقال عبدان: ليس لهذا استأذنت، ولكن لان الله عزوجل قال: (وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه) إلى قوله: (فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم) (1) وبلغني عنك العدل فأحببت أن أخرج بإذنك.
قال: فسر بذلك الامير واستبشر، وبعث على يدي إليه: إما دراهم، وإما دنانير: قال: فحملت إليه، فلم يقبل وقال: لا حاجة لي في ذلك ! وكات خرجة عبدان هذه سنة سبع وثمانين ومائتين.
وعن محمد بن عبد الله السني يقول: خرجت بخروج عبدان إلى الحج، فلما بلغنا نيسابور أخذ محمد بن إسحاق بن خزيمة يبعث إليه رقاع الفتاوي ويقول: لا أفتي ببلدة أستاذي بها ! وكان أول رحلة عبدان إلى قتيبة بن سعيد، ثم خرج سنة أربع (2) ومائتين، فسمع [ هامش...(1) الآية من سورة النور رقم 62.
(2) هكذا، وهو خطأ جزما، فقد كانت ولادة المترجم سنة 220.(4/129)
بالعراق والحجاز والشام ومصر، فأما شيوخ عبدان بخراسان: فقتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، عبد الله بن منير، ومحمود بن عبدان، وأحمد بن عبد الله بن حكيم.
وشيوخه بالعراق: فأبو كريب محمد بن العلاء، وهارون بن إسحاق الهمداني، وجويرية بن محمد المنقري، وخالد بن يوسف السمتي، وأبو موسى، وبندار، وعمرو بن علي الفلاس، ومحمد بن زياد الزيادي.
وأما شيوخه بالحجاز: فعبد الله بن محمد الزهري، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وأما شيوخه بالشام: فهشام بن عمار، ودحيم بن اليتيم.
وبمصر: فأبو الطاهر بن السرح، وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ويونس بن
عبد الاعلى، والربيع بن سليمان.
وروى عن عبدان: أبو نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري، وأبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وعمر بن أحمد بن علي الجوهري فمن بعدهم من شيوخ خراسان: أحمد بن كامل بن خلف القاضي، وعبد الباقي بن قانع الحافظ، وسليمان بن أحمد الطبراني.
وصنف عبدان " كتاب المعرفة " في مائة جزء، و " كتاب الموطأ "، وجمع " حديث مالك "، واجتمع في عبدان أربعة أنواع من المناقب: الفقه والاسناد، والورع والاجتهاد.
وممن تخرج على عبدان في الفقه من المراوزة: أبو بكر محمد بن محمود المحمودي، وأبو الحسن بن عمرو الجنوجردي، وأبو الحسن علي بن الحسن السنجاني، وأبو محمد الكشهيمني، وأبو العباس السياري، وأبو إسحاق الخالد آباذي المعروف بالمروزي صاحب " الشرح ".
ولد عبدان سنة عشرين ومائتين، ومات سنة ثلاث وتسعين، وقيل سنة أربع، وقبره بمرو خلف مقبرة تنوركران قدام رباط عبد الله بن المبارك معروف يزار، رحمه الله.
العبداني: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " ريكنج عبدان " وهي قرية معروفة بمرو على فرسخين منها،(4/130)
والمنسوب إليها: أبو القاسم عبد الحميد بن عبد الرحمن بن أحمد العبداني، من أهل ركينز عبدان، كان إماما فاضلا عالما، يروي عن أبي بكر بن أبي الهيثم الترابي، وأبي محمد مكي بن عبد الرزاق الكشميهني، وخاله القاضي أبي الحسن علي بن الحسن الدهقاني، وعرف بأبي القاسم خواهرزادة لانه ابن أخت القاضي علي الدهقان.
وابنه أبو سعد محمد بن عبد الحميد العبداني، كان فقيها فاضلا صالحا مكثرا من الحديث، ولم يكن في عصره من أصحاب إمام المسلمين أبي حنيفة رحمه الله أشد عناية بطلب الحديث منه، وعندنا له مسودات ومجموعات، سمع القاضي أبا الحسن علي بن الحسين الدهقان، وأبا الحسن عبد الوهاب بن محمد الكسائي الخطيب، وأبا طاهر محمد بن عبد الملك الدندانقاني وغيرهم، ولم يحدث، وإن حدث فبشئ يسير، وتوفي في جمادي الاولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
العبدري: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عبدالدار " والمشهور بالنسبة إليهم: عبد الحميد بن زكريا بن جهم العبدري، وأخوه عبد الله.
له ولاخيه رواية.
وحكى عبد الحميد عن أبيه.
ومحمد بن راشد بن أبي سكنة العبدري، تقدم ذكره، وعده ابن يونس في جملة سبعة عشر رجلا ينفرد بالرواية عنهم حرملة بن عمران.
ومصعب بن محمد بن شرحبيل العبدري، عن بني عبدالدار، يروي عن يعلى بن أبي يحيى.
العبدشي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الدال المهملة أيضا، وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " عبد شويه " وهو إسم رجل وهو: محمد بن عبد الملك بن سلمة العبدشي النيسابوري، يعرف بابن عبدشويه، سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وغيره، وفي الرحلة محمد بن منصور الجواز وغيره.
روى عنه عبد الله بن سعد الحافظ.(4/131)
العبدكي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى " عبدك " وهو والد علي بن عبدك، واسمه عبد الكريم، وعبدك صاحب محمد بن الحسن الفقيه، وتفقه عليه، والمشهور بهذه النسبة.
أبو أحمد محمد بن علي بن عبدك الشيعي العبدكي، من أهل جرجان كان مقدم الشيعة وإمام أهل التشيع بها، سمع عمران بن موسى بن مجاشع الجرجاني وأقرانه.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ البيع وعرفه ونسبه هكذا وقال: كان من الادباء الموصوفين بالعقل والكمال وحسن النظر، استوطن نيسابور، وبنى بها الدار والحمام المعروف بباب غرزة، وتوفي بعد الستين والثلاثمائة بجرجان.
العبدلي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى رجلين وموضع.
أحدهما: إلى " بني عبد الله " وهو بطن من خولان.
والثاني: جماعة من أصحاب " أبي عبد الله بن كرام " انتحلوا مذهبه فنسبوا إليه.
وجماعة إلى قرية " عبد الله " وهي قرية كبيرة بأسفل أرض واسط العراق.
فأما من انتسب إلى بني عبد الله فهو: أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن موسى بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن كعب بن سلمة الخولاني العبدلي، قال أبو سعيد بن يونس: هو من بني عبد الله من أنفسهم، يروي عن يونس بن عبد الاعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وكان ربعة من الرجال دحداحا (1)، وكان صالحا حسن الصلاة، ثقة أمينا، وتوفي في رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة، وكانت وفاته بيركون قرية من شرقية فسطاط مصر.
وأبو القاسم محمود بن علي بن إسماعيل البخار العبدلي الصوفي، من ساكني قرية
عبد الله، شيخ فاضل حسن النسبة، صالح سليم الجانب جميل الامر نظيف، كان يعظ [ هامش...(1) أي: قصيرا، فكأنه ربعة وإلى القصر ما هو ].(4/132)
ببغداد وواسط، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد البطر القاري، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، ما اتفق أني كتبت عنه بقرية عبد الله شيئا، وصادفته بهراة، وكتبت عنه ببغداد، وكانت ولادته في سنة ثمانين وأربعمائة، وتركته حيا في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
العبد الملكي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وضم الدال والميم المفتوحة، بينهما الالف واللام، بعدهما اللام المكسورة، وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى " عبد الملك " وهو اسم لجد المنتسب إليه، ولا أعرف أحدا بهذه النسبة إلا أبا محمد أحمد بن محمد بن عبد الملك العبد الملكي ابن بنت عمار بن رجاء الاستراباذي، عرف بهذه النسبة، من إستراباذ، يروي عن عمران بن موسى السختياني، وأحمد بن محمد بن عمر التاجر مات بعد الخمسين والثلاثمائة.
العبدوسي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وضم الدال المهملة، بعدها الواو، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " عبدوس " وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو: أبو القاسم عبد الله بن العباس بن أبي يحيى بن أبي منصور بن عبد الله بن عبدوس بن أحمد بن عبدوس السرخسي، المعروف بالقاضي العبدوسي، من أهل سرخس، كان من مفاخر بلده، فقيها متقنا فاضلا مبرزا مناظرا حافظا للمذاهب، تفقه على أبي سفيان محمد بن محمد بن الفضل القاضي، وتبحر في العلم، سمع الامام أبا علي زاهر بن أحمد الفقيه، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن أبي إسحاق بن محمد بن إبراهيم الحجاجي وغيرهما.
روى لي عنه أبو نصر محمد بن محمود السرهمرد بمرو، وأبو نصر محمد بن أبي عبد الله الحموشي
بسرخس، ولم يحدثني عنه سواهما، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة بسرخس.
العبدوي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الدال المهملة، وقيل في هذه النسبة: عبدويي.
وهذه النسبة إلى " عبدويه " فإن قيل كما يقول النحويون " عبدويه ": فالنسبة إليه " عبدوي " بفتح الدال، وإن قيل كما يقول المحدثون " عبدويه " بضم الدال: فالنسبة إليه " عبدويي ".
فمنهم:(4/133)
أبو نصر أحمد بن إسحاق بن سليمان بن عبدويه العبدويي، سمع محمد بن عبد الوهاب العبدي، والسري بن خزيمة ولم يحدث.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ حكاية من لفظه وتوفي سلخ المحرم سنة أربعين وثلاثمائة.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن سلام بن عبدويه العبدويي، سكن مصر، من أهل بغداد، وحدث بها عن عبد الاعلى بن حماد النرسي، وأبي معمر الهذلي، وداود بن رشيد، ومحمد بن بكار بن الريان، والحسن بن عيسى الماسرجسي.
روى عنه أبو جعفر الطحاوي.
وأبو سعيد بن يونس بن عبد الاعلى، والحسن بن الخضر السيوطي، وكان من أهل الخير والفضل.
قال أبو سعيد بن يونس: هو من خيار عباد الله.
مات بمصر في جمادي الاولى سنة اثنتين وثلاثمائة، وعمي قبل وفاته بيسير.
وأبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبد الله بن عبيدالله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود العبدويي الهذلي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو حازم بن أبي الحسن العبدويي، ابن أخي شيخنا أبي عبد الله العبدويي وكان من أفاضل المسلمين، وأبو حازم ممن تقدم ذكره في كثرة السماع والرحلة في طلب الحديث، سمع بنيسابور بعد الخمسين والثلاثمائة، ثم أدرك الشيخ أبا بكر الاسماعيلي وأكثر منه،
وأدرك بهراة الاسانيد العالية، وحج سنة تسع وثمانين وثلاثمائة.
وسمع بالعراق والحجاز.
وحدث بانتخابي عليه.
وقال أبو بكر الخطيب في " تاريخ بغداد ": أبو حازم العبدويي كتبت عنه الكثير، وكان ثقة صادقا عارفا حافظا، يسمع الناس بإفادته ويكتبون بانتخابه، ومات يوم عيد الفطر من سنة سبع عشرة وأربعمائة.
وأبوه أبو الحسن أحمد بن إبراهيم العبدويي، أخو أبي عبد الله العبدويي، وكان عارفا زاهدا، سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وبهراة أبا يزيد حاتم بن محبوب.
وأبا علي أحمد بن محمد بن رزين.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله وقال: توفي في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة عاصم.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبدويه بن سدوس بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي العبدويي، عم أبي حازم، كان معروفا كثير السماع والرحلة في طلب الحديث، والتصنيف وإفادة الناس في الحضر والسفر، سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وبهراة أحمد بن نجدة،(4/134)
وبالعراق أبا خليفة القاضي، وبالحجاز المفضل بن محمد الجندي، وبمصر علان بن أحمد بن سليمان، وبالشام أحمد بن عمير بن جوصا، وبالجزيرة أبا عروبة الحراني، والاهواز عبدان بن أحمد العسكري، وكان يستملي على أبي بكر بن إسحاق بن خزيمة.
روى عنه أبو إسحاق المزكي.
وأبو محمد بن زياد، والحسن بن محمد الماسرجسي، وتوفي شهيدا بالكوفة سنة القرمطي أصابته جراحة في البادية، فرد إلى الكوفة، فمات بها في عشر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
العبدي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عبد القيس " في ربيعة بن نزار، وهو: عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، والمنتسب إليه مخير بين أن يقول " عبدي " أو " عبقسي ".
فأما العبدي: فممن نسب بهذه النسبة: الجارود بن المعلى العبدي، من عبد القيس، قدم من البحرين وافدا على رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان سيد عبد القيس، وقد قيل: الجارود بن العلاء، والاول أصح، والجارود لقب، واسمه: بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى، نسب إلى جده، سكن البصرة، حديثه عند أهلها قتل في خلافة عمر بأرض فارس غازيا، وكان كنيته أبا غياث.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
وأبو بكر معاذ بن خالد بن شقيق بن دينار العبدي، مولى عبد القيس، من أهل مرو، يروي عن حماد بن سلمة، وابن المبارك.
روى عنه محمد بن عبد الله بن قهزاد، مات قبل الثمانين ومائتين.
ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم بن كثير الدورقي العبدي، وهو من عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، وقد ذكرناهما في حرف الدال، في " الدورقي ".
وجهير بن يزيد العبدي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من عبد القيس، بصري، كنيته أبو حفص الزاهد، يروي عن ابن سيرين.
يروي عن النضر بن طاهر القيسي.
والحسن بن شقيق بن محمد بن دينار بن مشعب العبدي، من أنفسهم، من أهل مرو، قال: رأيت عبد الله بن بريدة يبول في الماء الجاري.
روى عنه ابن علي بن الحسن بن شقيق صاحب ابن المبارك وقد ذكرناه في " الشقيقي " في " الشين مع القاف ".(4/135)
وأبو هارون العبدي، من التابعين، يروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مررت ليلة أسري بي إلى السماء فرأيت يوسف، فقلت: يا جبريل من
هذا ؟ فقال: يوسف الصديق.
قالوا: كيف رأيته يا رسول الله ؟ قال: كان كالقمر ليلة البدر ".
وأبو يعقوب واقد العبدي، ولقبه: وقدان.
روى عن عبد الله بن أبي أوفى الاسلمي.
وأبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري، من ثقات تابعي أهل البصرة، سمع ابن عمر، وجابرا، وابن عباس، وأبا سعيد الخدري، وسمرة بن جندب، وأنس بن مالك وغيرهم.
روى عنه قتادة، وسليمان التيمي، وحميد الطويل، والجريري، وداود بن أبي هند، وأبو مسلمة، وأبو الاشهب وغيرهم.
قال البخاري: مات أبو نضرة قبل الحسن البصري بقليل.
قال: مات سنة ثمان ومائة، وأوصى أن يصلي عليه الحسن.
ومحمود بن والان العبدي المروزي الساسجردي، من قرية ساسجرد، وكان من شيوخ المراوزة ومن قدمائهم، روى عن الكبار من المروزيين نحو: علي بن حجر، وأحمد بن عبد الله بن الحكيم الفرياناني، وأبي داود سليمان بن معبد ؟ السنجي، وعلي بن خشرم، وأبو عبد الله محمد بن علي الحافظ الهروي، وعمار، وسعيد بن شهاب، ومحمد بن أبان، وقتيبة بن سعيد.
ومحمد بن علي بن حرب، وأبو عمار الحسين بن حريث، ومحمود بن عبدان، وعلي بن هلال، ومحمد بن عبد الله، وعبد العزيز بن مسلم، وحميد بن زياد، وأحمد بن مصعب وغيرهم.
قال محمود بن والان: أنبأنا أحمد بن عبد الله بن الحكيم، أنبأنا سهل بن مزاحم، عن سلام، عن زيد العمي، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أوحى الله تعالى إلى موسى: يا موسى أتحب أن أسكن معك في بيتك ؟ قال: فخر لله ساجدا قال: يا رب وكيف تسكن معي في بيتي وأنت منزه عن المكان ؟ قال: يا موسى أما علمت أني جليس من ذكرني، وحيثما التمسني عبدي وجدني ! " (1).
[ هامش...() 1) في " كنز العمال " 1: 432 و " منتخبه " على حاشية " المسند 1: 331: رواه " ابن شاهين في " الترغيب في الذكر " عن جابر، وفيه محمد بن جعفر المدائني، قال أحمد: لا أحدث عنه أبدا، عن سلام بن سلم المدائني
متروك، عن زيد العمي، ليس بالقوي " ].(4/136)
وروى محمود بن عبد الله بن منير أيضا، ومحمود بن عصام، والعلاء بن الفضل، وعمرو بن سهل وغيرهم.
روى عنه: الحسين بن بكر البركاني وغيره.
وروى عن عبد العزيز بن مسلم، عن المقبري، عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه يجري له أجر عمله حتى يبعث ".
وقد مر ذكر وفاته ومولده في " حرف السين المهملة " في: " الساسجردي ".
وأبو علي الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي، محدث كبير ثقة، حدث ببغداد وسر من رأى، سمع إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك، والمبارك بن سعيد، وعيسى بن يونس، وعبد السلام بن حرب، وهشيم بن بشير الواسطي، وجرير بن عبد الحميد، وعباد بن عباد، وبشر بن المفضل، وخالد بن الحارث، وإسماعيل بن علية، وأبا حفص الابار، ومروان بن معاوية الفزاري، والوليد بن بكير،، والمطلب بن زياد الثقفي، وعيينة بن سليمان الكلابي، وأبا معاوية، وعلي بن ثابت الجزري.
روى عنه جماعة من الكبار: أبو عيسى الترمذي، ومعاذ بن المثنى العنبري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البغوي، وأبو علي إسماعيل بن محمد الصفار النحوي وغيرهم، وعاش رحمه الله مائة وعشر سنين.
وكان له عشرة أولاد سماهم بأسامي العشرة المبشرين: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وسعد، وسعيد، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن، وأبو عبيدة.
ولد في سنة خمسين ومائة، ومات سنة سبع وخمسين ومائتين، ودفن بسر من رأى.
وعن محمد بن المسيب يقول: سمعت الحسن بن عرفة يقول: قد كتب عني خمسة قرون.
وولد بشر بن الحارث، والشافعي، والحسن بن عرفة في تلك السنة.
مذكور في " تاريخ
الخطيب ".
وأبو عبد الله محمد بن كثير العبدي، من ثقات البصرة، سمع سفيان الثوري.
وشعبة بن الحجاج، وإسرائيل، وعبد الله بن المبارك.
روى عنه علي بن المديني، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو العباس أحمد بن محمد البسري ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن فتين العبدي.
روى عنه والدي الامام(4/137)
محمد، وذكره في " أماليه "، يروي عن أبي طاهر محمد بن محمد بن الحسين الصباغ.
والاشج العبدي: هو: منذر بن عائذ بن عصر، وكان عمرو بن بعد قيس ابن أخته، وهو أول من أسلم من ربيعة، وذلك أن الاشج بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم علمه، فلما لقي النبي صلى الله عليه وسلم أسلم وأتى الاشج فأخبره بأخباره، فأسلم الاشج وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " يا أشج إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والحياء ".
وصحار بن عباس العبدي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أخطب الناس، وكان أحمر أزرق، وقال له معاوية، يا أزرق ! قال: البازي أزرق.
قال: يا أحمر ! قال: الذهب أحمر.
وكان عثمانيا، وهو جد جعفر بن يزيد، وكان فاضلا خيرا عابدا.
قد روى صحار عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين أو ثلاثة.
والجارود العبدي الذي ذكرناه في ترجمة العبدي.
وهو: بشر بن عمرو بن حنش بن المعلي، من عبد القيس، وأسلم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
وابنه: عبد الله بن الجارود، وكان يلقب العضاد (1) لقصره، وكان رأس عبد القيس، واجتمعت عليه القبائل من أهل البصرة والكوفة، فولوه أمرهم، وقاتلوا الحجاج، وظفر بهم، وأخذه الحجاج وصلبه.
وابنه: المنذر بن الجارود، ولي إصطخر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وابنه: الحكم بن المنذر، سيد عبد القيس، وفيه يقول الكذاب الحرمازي: يا حكم بن المنذر بن الجارود * * * سرادق المجد عليك ممدود أنت الجواد بن الجواد المحمود * * * نبت في الجود وفي بيت الجواد والعود قد ينبت في أصل العود ومات في حبس الحجاج الذي يعرف بالديماس.
وأبو عائشة زيد بن صوحان بن حجر بن الهجرس بن صبرة بن حدرجان بن ليث بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبدي، وقيل: يكنى أبا سلمان، وقيل أبا عبد الله، وقيل أبا مسلم، وقيل له كنيتان: أبو عبد الله [ هامش...(1) رسمت في الاصل " الصاو " ولعل صوابه ما أثبته، فإنه من أسماء القصر، ثم رأيت في " جمهرة أنساب " ابن حزم ص 296: " يلقب: بظئر العناق " ].(4/138)
وأبو عائشة، وهو أخو صعصعة وسيحان ابني صوحان العبدي، نزل الكوفة، من التابعين، سمع عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة الاسدي، والعيزار بن حريث وغيرهما.
روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من سره أن ينظر إلى رجل يسبقه بعض أعضائه إلى الجنة فلينظر إلى زيد بن صوحان ".
وقطعت يد زيد في جهاد المشركين، وعاش بعد ذلك دهرا حتى قتل يوم الجمل.
روى العيزار بن حريث قال: قال زيد بن صوحان: لا تغسلوا عني دما ولا تنزعوا عني ثوبا إلا الخفين، وارمسوني في الارض رمسا فإني رجل محاج وروي: أحاج يوم القيامة.
قال يعقوب بن سفيان: قتل زيد بن صوحان يوم الجمل، وكانت وقعة الجمل في جمادى الاولى سنة ست وثلاثين من الهجرة.
وأبو بكر يموت بن المزرع بن يموت بن عدس بن سيار بن المزرع بن الحارث بن
ثعلبة بن عمرو بن ضمرة بن دلهاث بن وديعة بن بكر بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبدي، بصري، من أهل العلم والادب، كان صاحب أخبار وملح وآداب، وهو ابن أخت أبي عثمان بن بحر الجاحظ ورد بغداد سنة إحدى وثلاثمائة وهو شيخ كبير، وخرج إلى الشام وبها مات، حدث عن أبي عثمان المازني، وأبي غسان رفيع بن سلمة دماذ، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الفضل الرياشي، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن يحيى الازدي، وعبد الرحمن بن أخي الاصمعي.
روى عنه الحسن بن أحمد السبيعي، وعبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن الواثق، وسهل بن أحمد الديباجي.
وكان يقول: بليت بالاسم الذي سماني به أبي ! فإذا عدت مريضا فاستأذنت عليه فقيل: من هذا ؟ قلت: أنا ابن المزرع: وأسقطت اسمي لكي لا يتشاءم بذلك ! ومات بطبرية الشام سنة ثلاث وثلاثمائة، وقيل: بدمشق.
العبرتايي: بفتح العين المهملة، والباء الموحدة، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى " عبرتا " وهي قرية من نواحي النهروان، منها: أبو الحسن (1) رجاء بن يحيى العبرتايي الكاتب، حدث عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، وحماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي روى عنه أبو الفضل [ هامش...(1) في كوبرلي و " اللباب ": " أبو الحسين " ].(4/139)
محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني الكوفي.
العبري: بضم العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عبرة " وهو بطن من الازد.
قال ابن حبيب: وفي الازد: عبرة وهو: عوف بن منهب بن دوس.
قال: وفيها أيضا: عبرة بن زهران بن كمعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر من الازد.
وفيهم أيضا: عبرة بن هداد بن زيد مناة بن
الحجر بن عمران بن مزيقياء.
العبسي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وكسر السين المهملة.
إلى: " عبس " بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي القبيلة المشهورة التي ينسب إليها العبسيون بالكوفة، ولهم بها مسجد، وفيهم كثرة.
وجماعة ينسبون إلى " عبس مراد ".
وقال ابن حبيب: في الازد عبس بن هوازن بن أفصى بن أسلم بن حارثة، إخوة خزاعة.
فأما المنتسب إلى عبس بطن من غطفان وهو الاشهر فمنهم: أبو شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي، من أهل واسط، مولى لعبس، كنيته أبو شيبة، جد أبي بكر وعثمان والقاسم بني محمد بن إبراهيم العبسي، ولي القضاء بواسط للمنصور ثلاثا وعشرين سنة، وكان يزيد بن هارون يكتب له حيث كان على القضاء، روى عنه إسماعيل بن أبان، وكان إذا حدث عن الحكم جاء بأشياء معضلة، وكان ممن كثر وهمه وفحش خطؤه حتى خرج عن حج الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين هكذا ذكر أبو حاتم بن حبان في " كتاب المجروحين ".
وابنه محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي الكوفي، والد المشايخ: أبي بكر عبد الله وعثمان والقاسم، سمع أباه أبا شيبة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الاعمش، ومحمد بن عمرو بن علقمة، وعبد الحميد بن جعفر.
روى عنه يزيد بن هارون، وابنه عثمان بن محمد، وسعيد بن سليمان الواسطي.
وحكي عن يحيى بن معين أنه قال: محمد بن إبراهيم بن عثمان، قد رأيته ببغداد، وكان رجلا جميلا ثقة كيسا أكيس من يزيد بن هارون، فلم أكتب عنه شيئا، وكان على قضاء فارس.
مات بفارس قديما ويزعم(4/140)
ولده أبن أبا سعدة (1) صاحب سعد جدهم.
وفي موضع آخر قال أبو زكريا: قد رأيت محمد بن
أبي شيبة أبا هؤلاء شابا جميلا، وكان ثقة مأمونا مات قبل أن أكتب عنه، ولم أكتب عنه شيئا ومات سنة اثنتين وثمانين ومائة وهو ابن سبع وسبعين.
وابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي مولاهم، من أهل الكوفة، سكن بغداد، وكان كثير الحديث واسع الرواية، ذا معرفة وفهم وإدراك، وله " تاريخ " كبير في معرفة الرجال، حدث عن أبيه، وعميه: أبي بكر والقاسم، وأحمد بن يونس، ومنجاب بن الحارث، وسعيد بن عمرو الاشعثي، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني ونحوهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن محمد بن الباغندي، ويحيى بن محمد بن صاعد، والقاضي المحاملي، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وأبو بكر الشافعي، وأبو علي الصواف وغيرهم.
وثقه صالح جزرة الحافظ، ووقع بينه وبين مطين كلام خرجا إلى الخشونة، وبسط كل واحد لسانه في صاحبه، وتكلم في محمد بن عثمان جماعة من أهل العلم مثل: عبد الله بن أسامة الكلبي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وداود بن يحيى، وجعفر الطيالسي وغيرهم.
ومات ببغداد في شهر ربيع الاول سنة سبع وتسعين ومائتين، وفي هذه السنة مات مطين أيضا بالكوفة.
وأبو فزارة راشد بن كيسان العبسي، من أهل الكوفة، يروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وميمون بن مهران.
روى عنه شريك، وأهل الكوفة.
وأبو محمد عبيدالله بن موسى العبسي مولى لهم، من أهل الكوفة، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، والاعمش.
روى عنه أهل العراق والغرباء.
مات سنة اثنتي عشرة أو ثلاثة عشرة ومائتين، وكان يتشيع.
وأما المنتسب إلى عبس مراد منهم: أمين بن مسلم العبسي.
روى عنه سعيد بن عفير.
وليث بن قيس العبسي عبس مراد، روى عن سالم بن عبد الله بن عمر.
روى عنه
يزيد بن أبي حبيب.
[ هامش...(1) من الاصول جميعها، وفي " مشتبه النسبة " ص 54: " أبو سعيدة العبسي أسامة بن قتادة " ].(4/141)
وأما من عبس غطفان من أنفسهم صلبية: فهو: ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان العبسي الكوفي، من التابعين، روى عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وحذيفة بن اليمان، وأبي بكرة، وعمران بن حصين رضي الله عنهم أجمعين.
روى عنه عامر الشعبي، و عبد الملك بن عمير، ومنصور بن المعتمر، وأبو مالك الاشجعي، وحصين بن عبد الرحمن، وحميد بن هلال، وإبراهيم بن مهاجر وطبقتهم، وكان ثقة صدوقا، وهو أخو مسعود وربيع ابني حراش.
ويقال: إن ربعيا لم يكذب قط.
وكان له ابنان عاصيان في زمن الحجاج فقيل للحجاج: إن أباهما لم يكذب كذبة قط لو أرسلت إليه فسألته عنهما ! فأرسل إليه فقال: أين ابناك ؟ فقال: هما في البيت.
قال: قد عفونا عنهما بصدقك.
! وحكي عن الحارث الغنوي أنه قال: آلى الربيع بن حراش أن لا تفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره ! فما ضحك إلا بعد موته.
وآلى أخوه ربعي بعده أن لا يضحك حتى يعلم في الجنة هو أو في النار ؟ قال الحارث الغنوي: فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل مبتسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه.
توفي ربعي زمن الحجاج يعني الجماجم وكان ممتعا بإحدى عينيه.
مات سنة أربع ومائة.
والعبشمي: بفتح العين المهملة، وسكون الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى بني " عبد شمس " بن عبد مناف (1).
والمنتسب إلى بني عبد شمس: علي بن عبد الله بن علي العبشمي، من بني عبد شمس، من أهل الحجاز، يروي عن أبيه.
روى عنه عمر بن سعيد بن أبي حسين.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن عبد الله الفقيه العبشمي، من أهل نيسابور، وكان تولى الحكومة بسرخس، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، وأبا العباس محمد بن [ هامش...(1) قال ابن الاثير رحمه الله: " قلت: فاته النسبة إلى عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم، ينسب إليه كثير، ومنهم: نميلة بن مرة صاحب شرطة إبراهيم بن عبد الله بن الحسن.
وقيل: النسبة إلى هذا بتشديد الباء الموحدة.
ومنهم: عرقوب بن معبد بن أسد بن شعيبة بن خوات بن عبشمس، الذي يضرب به المثل في خلف المواعيد.
وقيل: إن عرقوبا رجل من الامم الماضية ".
قلت: هكذا جاء نسب عرقوب، وهو قول، وهكذا جاء فيه " شعيبة " وفي " جمهرة " ابن حزم ص 215: " شعبة " وهو الظاهر، فانظره وانظر " شرح قصيدة بانت سعاد " لابن هشام ص 40 ].(4/142)
يعقوب الاصم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وثلاثمائة.
العبقري: بفتح العين المهملة، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفتح القاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عبقر " وهو بطن من بجيلة وهو: عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، وهو بجيلة أخو الازد بن غوث، وابنه علقة.
من ولده: جندب بن عبد الله بن سفيان العلقي، وقال الغلابي: جندب بن عبد الله بن سفيان، صحب النبي صلى الله عليه وسلم، من بني علقة بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، ويضرب به المثل في الشدة يقال: كأنه من جنة عبقر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصف عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " فلم أر عبقريا من الرجال يفري فريه ".
العبقسي: هذه النسبة إلى " عبد القيس " وقد ذكرنا أنه ينسب إليها العبدي أيضا، والعبقسي أشهر.
والمعروف بهذه النسبة: أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي العبقسي، من أهل مكة، سمع أبا جعفر
الديبلي، وأبا محمد بن المقرئ وغيرهما.
روى عنه أبو علي الشافعي المكي، وأبو نصر الخير اخري البخاري.
وكذلك ابنه أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن أحمد بن فراس العبقسي، شيخ مكة في عصره، سمع أبا الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وأحمد بن عبد المؤمن المكي وغيرهما.
سمع منه جماعة من الحجاج، وكان يحدث إلى سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
والمنتسب إلى هذه القبيلة ولاء من القدماء: أبو عبد الرحمن علي بن الحسن بن شقيق المروزي، قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى عبد القيس، من أهل مرو.
وقد ذكرناه في " الشقيقي " و " العبدي ".
يروي عن ابن المبارك، وأبي حمزة السكري، روى عنه ابنه محمد بن علي بن الحسن.
كان مولده سنة سبع وثلاثين ومائة ليلة قتل أبي مسلم بالمدائن ومات سنة خمس وعشرة ومائتين وهو(4/143)
ابن ثمان وسبعين سنة.
العبقي: بفتح العين المهملة، وكسر الباء الموحدة أو فتحها، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " عبق " وهو اسم لعبض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو إسحاق إسماعيل بن عمر بن حفص بن عبد الله بن عبق بن أسد العبقي البخاري، من أهل بخارى، هكذا ذكره أبو العباس المستغفري وقال: روى عن أبي بكر أحمد بن سعد بن بكار الشمسي، وأبي محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم السدوسي البغدادي.
وأبي صالح خلف بن محمد الخيام، وأبي جعفر محمد بن عبد الله الفقيه البلخي هو الهنداوي، وهارون بن أحمد الاستراباذي.
سألته عن سنه ؟ فقال: ولدت في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، ومات ببخارى في شهر سنة سبع عشرة وأربعمائة، عاش ثمانين، ذكره أبو كامل البصيري في كتاب " المضافات " وقال: سمعت منه الكثير، منها كتاب " المسند "
لسفيان الثوري تأليف أبي الحسن علي بن سلم الاصبهاني في مجلدتين بتمامه، يروي عن أبي سهل هارون بن أحمد الاستراباذي، عنه، وغير ذلك من التصانيف.
ويروي العبقي عن أبي أحمد بشر بن عبد الله الرازي، عن بكر بن سهل الدمياطي.
روى عنه أبو الفضل إبراهيم بن حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن أبان الهمذاني وغيره.
العبلي: بفتح العين المهملة، والباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " العبل " وهو بطن من رعين.
وعبلة بنت عبيد بن حافل بن قيس بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم هي أم أمية الاصغر بن عبد شمس، وإليها ينسب ولدها فيقال لهم: العبلات.
قال ذلك الزبير بن بكار.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو هانئ مرثد بن زيد الرعيني ثم العبلي، صاحب حرس عمر بن عبد العزيز، ممن بايع معاذ بن جبل باليمن حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إليها، وشهد فتح مصر، يحدث عن معاذ بن جبل، حدث عنه بكر بن سوادة، قتلته الروم بالاسكندرية.
وزرعة بن قرة بن الينحر بن رقى بن زيد بن ذي العابل بن رحيب بن ينحض بن تزايد بن العبل بن عمرو بن مالك بن زيد بن رعين الرعيني ثم العبلي، شهد فتح مصر.
وأخوه نمران بن قرة العبلي أبو خليفة، مصري، حدث عن ليث بن سعد، وابن لهيعة، وكان قد عمر طويلا، توفي في شهر شوال سنة سبع وأربعين ومائتين.(4/144)
وعبد الله بن عمر العبشمي العبلي، يروي عن عبيد بن جبير.
روى عنه ابن إسحاق.
وحجاج بن عبد الله بن حمرة بن شفي بن رقى بن زيد بن ذي العابل بن رحيب الرعيني ثم العبلي، يروي عن بكير بن الاشج، وعمرو بن الحارث.
روى عنه الليث بن سعد، وعبد الله بن وهب حديثا واحدا.
توفي سنة تسع وأربعين ومائة وكان أميرا على زويلة في إمرأة عبد الملك بن مروان النصيري من ولد موسى بن نصير صاحب الاندلس.
قاله ابن يونس.
وأبو قرة محمد بن حميد بن هشام الرعيني العبلي.
وابنه قرة بن محمد.
وابنه أبو خليفة محمد بن قرة الرعيني العبلي.
العبودي: بفتح العين المهملة، وضم الباء الموحدة المشددة، بعدها الواو، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عبود " وهو اسم لجد: أبي عبد الله أحمد بن عبد الواحد بن عبود بن واقد العبودي، من أهل دمشق، يروي عن الوليد بن الوليد القلانسي، ومروان بن محمد، وهشام بن إسماعيل العطار، وأبي مسهر عبد الاعلى بن مسهر الغساني، حدث عنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بدمشق.
العبويي: بفتح العين المهملة، وتشديد الباء المضمومة، مع سكون الواو، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحت.
هذه النسبة إلى " عبويه " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بالانتساب إليها: أبو بكر محمد بن الحسين بن عبويه بن محمد الانباري الاديب، من أهل مرو، شيخ ثقة صالح صدوق، سمع أبا العباس النصري، وأبا نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري، وأبا القاسم الحسين بن أحمد بن إسحاق.
روى عنه أبو عبد الله المهربند قشايي، وأبو الفضل، بن سهلك الطبسي، وأبو القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد بن إسحاق الداهري الدندانقاني، وأبو محمد كامكار بن عبد الرزاق بن محتاج الاديب، وأبو سهل بريدة بن محمد بن بريدة بن أحمد بن عباس بن خلف بن برد بن حماد بن صخر بن(4/145)
عبد الله بن بريدة الاسلمي، وأبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن عبد الصمد التاجر وغيرهم من الائمة، توفي أبو بكر بن عبويه الانباري بمرو سنة نيف وعشرين وأربعمائة (1).
[ هامش...(1) هذه النسبة وترجمتها في كوبرلي فقط.
وما بين المعكوفين في ضبط النسبة زيادة مني.
هذا، وقد قال ابن الاثير متمما: " قلت: فاته " العبيدي " بضم العين، وفتح الباء، نسبة إلى: عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، بطن من تميم، منهم: مالك ومتمم ابنا نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة، أسلما وارتد مالك فقتل في الردة، وعاش أخوه متمم بعده فرثاه فأحسن ما شاء، فمن ذلك قوله: فقالت: أتبكي كل قبر رأيته * * * لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك فقلت لها: إن الشجى يبعث الشجى * * * ذريني فهذا كله قبر مالك وكثير غيرهما ينسبون كذلك ].(4/146)
باب العين والتاء العتابي: بفتح العين المهملة، وتشديد التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين، والباء المنقوطة بواحدة بعد الالف.
هذه النسبة إلى أشياء، منها: إلى الجد وهو: أبو خالد عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز بن أمية بن خالد بن عبد الرحمن بن سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد القرشي الاموي العتابي، من أهل البصرة، سمع أزهر السمان، وجعفر بن عون وغيرهما.
روى عنه إسماعيل الصفار، وأبو عمرو بن السماك البغداديان.
ومات سنة أربع وثمانين ومائتين بالبصرة.
وأبو عبد الرحمن الحسن بن عثمان العتابي البخاري، وليس بالقاضي، يروي عن عبيدة بن بلال العمي، ومحمد بن الفضل.
روى عنه حفص بن داود الربعي.
وببغداد محلة يقال لها " العتابيين " بالجانب الغربي منها، وبها الشيخ الزاهد أبو الخير أحمد بن أبي غالب بن الطلاية العتابي، سمع أبا القاسم عبد العزيز بن علي الانماطي، سمعت منه في محلته في مسجده.
وقد ينسب إلى أهل هذه المحلة بالعتابي.
وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد هلال بن الخبازة العتابي من العتابيين، سمع أبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز.
روى لنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، ويحيى بن علي الطراح، وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وأربعمائة.
وأبو سهل العتابي روى عنه أبو أحمد بن أبي سهل العتابي، حدثنا عنه مشايخنا والكهول ببخارى وسمرقند، وإنما قيل له العتابي لانه كان يسكن محلة يقال له " دار عتاب ".
ومات أحمد بعد سنة عشر وخمسمائة.
ومن القدماء من هذه المحلة: أبو عثمان سعيد بن حاتم المؤذن العتابي، دار عتاب، يروي عن أسباط بن اليسع، وعلي بن أبي هريرة، وأبي عبد الله بن أبي حفص الكبير.
روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحيم الكندي.
وأما أبو عمرو كلثوم بن عمرو بن أيوب بن عبيد بن خنيس وقيل حبيش بن أوس بن(4/147)
مسعود بن عبد الله بن عمرو بن كلثوم الشاعر وهو ابن مالك بن عتاب بن سعد العتابي، وهو منسوب إلى العتاب بن سعد بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب العتابي.
هذا كان شاعرا بليغا مجيدا، من أهل قنسرين بلدة بالشام، مدح الرشيد وغيره من الخلفاء، وقد ذكرته في " القاف ".
قال أبو بكر بن دريد: حدثنا الرياشي قال: قال مالك بن طوق للعتابي: يا أبا عمرو رأيتك كلمت فلانا فأقللت كلامك ! قال: نعم ! كانت معي حيرة الداخل، وفكرة صاحب الحاجة، وذل المسألة، وخوف الرد مع شدة الطمع.
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أخبرنا محمد بن عبيدالله المقرئ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ إملاء قال أنشدني يوسف بن صالح النحوي، أنشدني علي بن هارون النديم لرجل سماه ذهب عني اسمه:
لم أقل للشباب: في كنف الل * * * ه وفي ستره، غداة استقلا زائرا لم يزل مقيما إلى أن * * * سود الصحف بالذنوب وولى ثم قال علي بن هارون: أحسن ما سمعت في هذا المعنى ما أنشدنيه عمي أبو أحمد يحيى بن علي للعتابي كلثوم بن عمرو: صحوت فودعت الصبي بعد كبرة * * * ولم أقر ذكراه الدموع الجواريا ولم أتفجع في بقايا شبيبة * * * جنيت بماضيها علي الدواهيا وأبو الحسن محمد بن عبيدالله بن أبي الآذان العتابي، وقيل: إن كنيته أبو الفرج، من أهل العتابيين محلة ببغداد، حدث عن أبي القاسم البغوي بحديث واحد، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبو طالب محمد بن علي العشاري وغيرهما، وكان قد ذهبت كتبه، وكان يحفظ هذا الحديث الواحد.
العتايدي: بفتح العين المهملة، والتاء ثالث الحروف، بعدها الالف، والياء المكسورة آخر الحروف، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عتايد " والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن يوسف بن يعقوب العتايدي الشيرازي الحافظ، عنده جماعة من أهل شيراز، ورحل إلى العراق وكتب عن جماعة، تكلموا فيه وفي روايته عن أبي الصلت البغدادي اتهموه فلزم بيته إلى أن مات سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.(4/148)
العتبي: بضم العين المهملة، وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وكسر الباء المنقوطة بواحدة من تحتها.
هذه النسبة إلى " عتبة " بن أبي سفيان، وهم جماعة من أولاده، والمشهور بهذه النسبة: محمد بن عبيد الله بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن عدي بن عتبة بن أبي سفيان كنيته
أبو عبد الرحمن، العتبي الاخباري، من أهل البصرة، له أخبار وآداب، حدث عن أبيه، وسفيان بن عيينة.
روى عنه أبو حاتم السجستاني، وأبو الفضل الرياشي، وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن معاوية بن أبي عبد الرحمن بن أبي القاسم بن محمد بن أبي سفيان بن عمرو بن أبي العباس بن عتبة بن أبي سفيان بن صخر بن حرب العتبي، مصري، عن ابن عفير، وابن بكير، حدث عنه ابن الورد، حدث عنه ابنه أبو سفيان محمد.
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن أبي سفيان بن عبد الرحمن بن معاوية.
قال ابن ماكولا: هؤلاء من أولاد عتبة بن أبي سفيان.
ومحمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عتبة بن حميد بن عتبة الاندلسي العتبي، فقيه، منسوب إلى ولاء عتبة بن أبي سفيان، يروي عن يحيى بن يحيى الليثي وغيره.
رحل إلى المشرق وسمع بها، وله تصنيف في الفقه يعرف ب " المستخرجة " عن مالك، ويعرف أيضا ب " العتبية ".
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عمر بن لبابة، مات سنة خمس وخمسين ومائتين.
وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العتبي، من ولد عتبة بن مسعود، نيسابوري، حدث عن أبي بكر بن خزيمة.
روى عنه ابنه أبو حازم عمر، وأبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله الحيري.
وأما أبو إبراهيم أسعد بن مسعود بن علي بن محمد بن محمد بن الحسن العتبي، من ولد عتبة بن عزوان، يروي عن أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي، وجده أبي النضر العتبي.
روى لي عنه عمي، وأبو الطاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي، وأبو منصور الطبري بمرو، وأبو منصور عبد الخالق وأبو سعيد(4/149)
طاهر وأبو محمد الفضل بنو أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، وأبو البركات بن الفراوي بنيسابور، وكان ولادته سنة أربع وأربعمائة، ومات في جمادى الاولى سنة أربع وتسعين وأربعمائة، ودفن بشاهنبر إحدى مقابر نيسابور.
العتري: بفتح العين المهملة، والتاء ثالث الحروف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عتر " وهو بطن من الاشعريين.
قال ابن حبيب: عتر بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن الجماهر بن الاشعر.
قال محمد بن جرير الطبري: أبو موسى الاشعري هو: عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن عامر بن عتر بن عامر.
ولابي موسى إخوة أسلموا، منهم: أبو عامر بن قيس، قتل يوم أوطاس.
وأبو بردة بن قيس.
وأبورهم بن قيس، ولم يرو أبورهم عن النبي صلى الله عليه وسلم شيئا.
وقد ذكرت في القاف في " القيسي " مناقبهم (1).
العتري: بفتح العين المهملة، وسكون التاء، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عترة " وهو بطن من خزاعة.
قال الدار قطني: وفي نسخة أبي الخطاب بن الفرات عقب قوله: " وفي خزاعة: عترة بن عمرو بن أفصى بن حارثة ": وفي نسخة أبي الخطاب: " وفي خزاعة: عنرة بن عمرو بن أفصى بن حارثة " والله أعلم.
فهذا الرجل يقال له " عترة ".
اختلفوا فيه.
العتري: بضم العين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عتر " وهو بطن من كلب.
قال ابن حبيب: في كلب: عتر بن بكر بن تيم اللات بن رفيدة، وفي نسخة أخرى عن ابن حبيب غبر بالباء الموحدة والغين المعجمة.
وعنه: في هوازن أيضا: عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان بن نصر بن الازد.
العتري: بضم العين المهملة، وسكون التاء ثالث الحروف، وفي آخرها الراء.
وهذه النسبة إلى " عترة " وهو بطن من عجل بن لجيم.
قال ابن حبيب: وفي عجل بن [ هامش...(1) من كوبرلي، وقوله عن أبي عامر أخي أبي موسى: " قتل يوم أوطاس " فيه: أن المقتول يوم أوطاس هو أبو عامر
الاشعر عم أبي موسى لا أخوه، كما أفاده الحافظ في " الاصابة " 4: 123 122.
وأما إحالة المصنف إلى " القيسي " وأنه سيذكر هناك مناقبهم: فلم أر في الاصول التي بين يدي تعرضا لاحد منهم في هذه النسبة، حتى في نسخة كوبرلي ! ].(4/150)
لجيم: عترة بن عامر بن كعب بن عجل.
العتري: بكسر العين المهملة، وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوق، وفي آخرها را.
هذه النسبة إلى " بني عترة " وهم حي نزل أكثرهم الكوفة.
قال ابن حبيب: في هوازن: عتر بن معاذ بن عمرو بن الحارث بن معاوية بن بكر بن هوازن، وفي عك: عتر بن السمناة بن صحار بن عك.
وفي بلي: عتر بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي.
قال ابن حبيب: في ربيعة: عتر بن عوف بن إياس بن ثعلبة بن جارية بن فهم بن بكر بن عبلة بن أنمار بن مبشر بن عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
قال ابن حبيب: وفي هذيل: عترة بن عمرو بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل.
وفيها أيضا: عترة بن عادية بن صعصعة بن كعب بن طابخة بن لحيان بن هذيل.
قال الدارقطني: وفي نسخة أخرى عن ابن حبيب: عبر بن عوف.
يعني: بالباء الموحدة.
قال الدارقطني: عتر بطن من هوازن، عدادهم في بني رواس، كلهم بالكوفة.
والمشهور بالنسبة إليهم: سنان بن مظاهر العتري.
يروي عن عبد الحميد بن أبي جعفر الكوفي.
روى عنه أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني.
وبكار بن سلام العتري.
روى عنه محمد بن قيس الازدي.
وأبان بن أرقم العتري، وله أخوان قاسم ومطر، وهو كوفيون.
ومالك بن ضمرة العتري، يروي عن علي رضي الله عنه.
وعبد الرحمن بن عديس البلوي العتري أحد من سار إلى عثمان من مصر.
ومحمد بن موسى بن محمد بن مالك بن ضمرة العتري، كوفي، يروي عن فضيل بن مرزوق.
روى عنه عبد الرحمن بن صالح، جد أبيه مالك بن ضمرة العتري.
وزمل بن عمرو بن العتر بن خشاف بن خديج بن واثلة العتري، من عذرة، ينسب إلى جده، وفد على النبي صلى الله عليه وآله وكتب له كتاب، قال ذلك الطبري.
وقال ابن الكلبي ذلك وزاد فيه: وعقد له لواء، فشهد بلوائه ذلك صفين مع معاوية.
العتقي: بضم العين المهملة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وكسر القاف.(4/151)
هذه النسبة إلى " العتقيين " و " العتقاء "، ليسوا من قبيلة واحدة، وهم جماعة من قبائل شتى، منهم من حجر حمير، ومن كنانة مضر، ومن سعد العشيرة، وغيرهم.
والمنتسب إليه بهذه النسبة: الفقيه أبو عبد الله عبد الرحمن بن القاسم بن خالد بن جنادة العتقي مولى العتقيين، ثم لزبيد بن الحارث العتقي، وقيل: إن زبيدا كان من حجر حمير، صاحب مالك، من كبراء المصريين وفقهائهم.
وابنه أبو الأزهر عبد الصمد بن عبد الرحمن العتقي، يروي عن ورش، عن نافع.
وحكى أبو الحسن الدارقطني عن أبي عمر الكندي النسابة أن عبد الرحمن بن القاسم مولى زبيد بن الحارث العتقي، وكان زبيد (1) من حجر وذلك (1) كنانة ومضر وغيرهم، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " الطلقاء من قريش، والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة ".
و عبد الله بن قيس العتقي، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله.
مات سنة تسع وأربعين، قاله ابن يونس.
والحارث بن سعيد العتقي، يروي عن عبد الله بن منين، عن عمرو بن العاص.
روى
عنه نافع بن يزيد، وابن لهيعة.
وزبيد بن الحارث العتقي مولى عبد الرحمن بن القاسم الفقيه، من فوق.
وأبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن محمد العتقي المعروف، له " تاريخ " في المغاربة.
قال عبد الغني: كتبت عنه عن أبي العرب.
وأبو مطرف عبد الرحمن بن الفضل بن عميرة بن راشد الكناني العتقي الاندلسي، ولي القضاء بتدمير، يروي عن ابن وهب، وابن القاسم وغيرهما.
توفي سنة سبع وعشرين ومائتين.
قاله ابن يونس.
وأبو المطرف عبد الرحمن بن الفضل بن الفضل بن عميرة العتقي روى عن أبيه، توفي [ هامش...(1) الكلام متصل في الظاهرية وليدن، وفي أياصوفيا بياض قدر أبع كلمات، وفي كوبرلي جملة غير كاملة المعنى فلم أثبتها، ونصها: " ذلك أن العتقاء أسماء جماع " وكأنها إشارة إلى ما حكاه ابن خلكان آخر ترجمة ابن القاسم 3: 130 129، وابن فرحون في " الديباج " ص 147 أن العتقاء " جماع من القبائل، كانوا يقطعون الطريق على من أراد النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إليهم، فأتي بهم أسرى فأعتقهم، فقيل لهم: العتقاء " ].(4/152)
بالاندلس سنة أربع وتسعين ومائتين.
العتكي: بفتح العين المهملة، والتاء المنقوطة بنقطتين من فوق، وكسر الكاف.
هذه النسبة إلى " عتيك " وهو بطن من الازد، وهو: عتيك بن النضر ابن الازد بن الغوث بن نبت مالك بن كهلان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح (1).
والمشهور بالانتساب إليها: أبو أسماء بن ضب (1) العتكي، من أهل مرو، يروي عن سيف بن سبيعة، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه الفضل بن موسى السيناني.
وأبو بسطام شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي، مولى بني عتيك، من أهل واسط، سكن البصرة، يروي عن قتادة، وأبي إسحاق، وهشام بن زيد بن أنس بن مالك رضي الله
عنه، وأبي عمران الجوني، وعمرو بن مرة، وسعيد بن أبي بردة، ومحمد بن المنكدر.
روى عنه عبد الله بن المبارك وأبو الوليد الطيالسي، ومحمد بن إسماعيل البخاري وسليمان بن حرب، وغندر، ومسلم بن الحجاج وحميد بن زنجويه وعلي بن الجعد، وعبد الله بن إدريس، والثوري، وحماد بن سلمة والبصريون.
كان مولده سنة ثلاث وثمانين بنهرناب قرية أسفل من واسط، ومات سنة ستين ومائة في أولها، وله يوم مات سبع وسبعون سنة، وكان أكبر من سفيان بعشر سنين.
وكان من سادات أهل زمانه حفظا وإتقانا وورعا وفضلا، وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين حتى صار علما يقتدى به، ثم تبعه عليه بعد أهل العراق.
وكان جمع بين العلم والزهادة، والجد والصلابة، والصدق والقناعة، وعبد الله تعالى حتى جف جلده على عظمه، كما قال أبو بحر البكراوي: ما رأيت أعبد لله من شعبة بن الحجاج ! لقد عبد الله حتى جف جلده على عظمه ليس بينهما لحم !.
وقال شعبة: رأيت الحسن بن أبي الحسن وعليه عمامة سوداء.
وسمع عبد الله بن مسلمة القعنبي من شعبة بن الحجاج الحديث الواحد، وما سمع [ هامش...(1) قال الحافظ ابن الاثير رحمه الله مصححا: " هكذا نسب السمعاني " العتيك " وقد أسقط منه إن لم يكن غلطا من الناسخ.
والمعروف أن العتيك بن الاسد بن عمران بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن أمرى ء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد.
منهم: المهلب بن أبي صفرة بن سراق بن صبح بن كندي، عمرو بن عدي بن وائل بن الحارث بن عتيك " ].(4/153)
القعنبي عبد الله بن مسلمة من شعبة غير هذا الحديث الواحد.
لان القعنبي لما وافى البصرة قصد منزل شعبة ليسمع منه، فصادف المجلس قد انقضى، فحمله الشره والحرص على أن دخل دار شعبة من غير استئذان، وكان شعبة يقضي حاجة لا يمكن أن يقضيها غيره، فقال القعنبي له: السلام عليك، رجل غريب، قدمت من بلد بعيد لتحدثني ! فقال له شعبة: دخلت
منزلي بغير إذني وتكلمني على مثل هذه الحال ! تأخر عني حتى أصلح من شأني.
فقال: إني إخشى الفوت، وألح عليه غاية الالحاح، فقال شعبة: أخبرنا منصور، عن ربعي بن حراش، عن مسعود البدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الاولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ".
ثم قال: والله لا أحدثك بغير هذا الحديث، ولا حدثت قوما تكون فيهم.
فما سمع منه إلا هذا الحديث.
وعياش بن سنان العتكي الصيرفي، من أهل البصرة، يروي عن أبي نضرة، وأبي الحلال.
روى عنه سلم بن قتيبة.
وأبو المنيب عبيدالله بن عبد الله العتكي، من أهل مرو، يروي عن عبد الله بن بريدة، روى عنه أهل بلده، ينفرد عن الثقات بالاشياء المقلوبة، يجب مجانبة ما يتفرد به والاعتبار بما يوافق الثقات دون الاحتجاج به، أراد ابن المبارك أن يأتيه فقيل: إنه روى عن عكرمة: " لا يجتمع الخراج والعشر في أرض " فلم يأته وتركه.
والمشهور من المنتسبين إلى هؤلاء: أو عبدة يوسف بن عبدة العتكي، مولى يزيد بن المهلب، من أهل البصرة ختن حميد الطويل، يروي عن الحسن، وابن سيرين، وحميد الطويل.
روى عنه الاصمعي وأهل البصرة.
وقد كتب عنه الحسن بن موسى.
وأحمد بن نصر العتكي، روى عنه داود بن سليمان القطان.
ومحمد بن عبد الله بن عمار العتكي، عم سهل بن عمار، يروي عن إبراهيم بن طهمان، وابن المبارك.
روى عنه سهل بن عمار.
وسعيد بن عثمان بن أحمد الفقيه الكعبي الخوارزمي العتكي، روى بجرجان عن إسماعيل بن محمد الصفار، كتب عنه أبو نصر وأبو سعد ابنا أبي بكر الاسماعيلي.
وأبو عمرو عثمان بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف بن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران بن عتيك بن(4/154)
النضر بن الازد العتكي خطيب الانطاكية، سماه وكناه ونسبه هكذا أبو القاسم الازهري، قدم بغداد آخر سنة ست وسبعين وثلاثمائة، وحدث عن موسى بن محمد بن هاشم الديلمي، وعبد العزيز بن سليمان الحرملي، وعثمان بن عبد الله بن عفان الفرائضي، وعبد الله بن إبراهيم بن العباس الانطاكي.
روى عنه أبو القاسم عبيدالله بن أحمد بن عثمان الازهري.
وسالم بن عبد الله العتكي، من التابعين.
قال: رأيت أنس بن مالك رضي الله عنه عليه جبة وكساء ومطرف خز أدكن، وعمامة سوداء لها ذؤابة من خلفه، يخضب بالصفرة.
روى عنه طالوت بن عباد.
وأبو معاوية عباد بن عباد العتكي المهلبي البصري، من أئمة الحديث.
روى عن هشام بن عروة.
روى عنه يحيى بن يحيى التميمي النيسابوري.
وقد مر ذكره في " المهلبي ".
وأبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن الحكم العتكي المروزي الفرياناني، من كبار محدثي أهل مرو، من قرية يقال لها فريانان، خربت واندرست الساعة، وبقي قبره وهو مشهور يزار.
سمع جماعة مثل الحارث بن مسلم، وأحمد بن سليمان، وجرير بن حازم، وعبد الله بن وهب، وأبي معاوية، والحسن بن سوار، وأبي إسحاق الطالقاني، وإسماعيل بن عياش، وسهل بن مزاحم وغيرهم.
روى عنه محمود بن والان العبدي.
قال مسلم بن الحجاج: جلت الدنيا في طلب الحديث، فوجدت الجميع بنواحي مرو في قرية يقال لها: فريانان.
وأراد بذلك أحمد بن عبد الله.
قد مر ذكره في حرف الفاء في " الفرياناني ".
العتواري: بضم العين المهملة، وسكون التاء بنقطتين من فوقها، وفي آخرها راء مهملة.
هذه النسبة إلى " عتوارة " وظني أنها بطن من الازد (1)، والمشهور بهذه النسبة:
أبو الهيثم سليمان بن عمرو بن عبد العتواري، من أهل مصر، كان يتيما في حجر أبي سعيد الخدري.
روى عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وأبي بصرة (2) الغفاري.
روى عنه [ هامش...(1) تعقبه ابن الاثير في " اللباب " فقال: " ليس كذلك، وإنما هو بطن من كنانة، وهو: عتوارة بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة ".
(2) من " اللباب " وهو الصواب، وفي الاصول: " نضرة " إلا كوبرلي فأهملت، وقد تحرف إلى " نضرة " في غير مصدر ].(4/155)
دراج أبو السمح، وعبيدالله بن المغيرة ابن ميعقيب، وكان ثقة.
وإسماعيل بن الحسن العتواري، يروي عن ابن عمر.
روى عنه أخوه يعقوب بن الحسن العتواري.
ومحمد بن عمرو بن ثابت العتواري الليثي، من أهل المدينة.
يروي عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري.
روى عنه فليح بن سليمان.
العتودي: بفتح العين المهملة، وضم التاء ثالث الحروف، بعدهما الواو، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عتود " وهو بطن من طئ.
قال الدارقطني: أما عتود: فهو في نسب طئ بحتر بن عتود، منهم: أبو عبادة البحتري وغيره.
العتيقي: بفتح العين المهملة، وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " عتيق " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن منصور العتيقي، هو روياني الاصل، ولد ببغداد، ورويان من بلاد طبرستان، كان أحد الثقات المكثرين من الحديث، رحل إلى الشام وديار مصر، وسمع الحديث الكثير.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت
الخطيب الحافظ، وذكره في " التاريخ " وأثنى عليه قال: قلت له: فالعتيقي نسبة إلى أيش ؟ فقال: بعض أجدادي كان يسمى عتيقا فنسبنا إليه.
وكانت ولادته في المحرم سنة سبع وستين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة إحدى وأربعين وأربعمائة ببغداد.
وجماعة ينتسبون إلى آل أبي عتيق البكري، ولم أجد من الرواة منهم أحدا.(4/156)
باب العين والثاء العثري: بفتح العين المهملة، والثاء المثلثة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عثر " وهي مدينة باليمن، منها: أبو العباس أحمد بن الحسن بن علي الحارثي العثري، حدث بحديث منكر عن أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن المقرئ، سمع منه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ وقال: أخبرنا أبو العباس الحارثي بمدينة عثر، وأنا أبرأ من عهدته.
العثري: بفتح العين المهملة، وسكون الثاء المنقوطة بثلاث، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عثر " وهي بلدة مشهورة باليمن، والمنتسب إليها جماعة، منهم: يوسف بن إبراهيم العثري، يروي عن عبد الرزاق بن همام.
روى عنه شعيب بن محمد الذارع (1).
العثماني: بضم العين المهملة، وسكون الثاء المنقوطة بثلاث، والميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عثمان " بن عفان رضي الله عنه، إما نسبا، أو ولاء واتباعا وهوى كأهل الشام قديما، فممن انتسب إليه: أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الملك بن سليمان بن [ هامش...(1) فرق المصنف بين المنسوب بفتح الثاء، والمنسوب بسكونها، وتابعه ابن الاثير والسيوطي في مختصريهما، وهو غريب، فالكل منسوب إلى موضع واحد باليمن ضبطه ياقوت بسكون الثاء، فكأن منهم من ترك الاسم على حاله في
النسبة، ومنهم من فتح الثاء في النسبة، كالجادة، ولم يذكر ابن ماكولا في " الاكمال " 7: 44 إلا المنسوب بسكون الثاء، وأصرح منه أن الحافظ ضبط في " التبصير " ص 1028 بسكون الثاء من ضبطه المصنف بفتحها.
ثم إن ابن الاثير قال: " قلت: فاته " العثري " بفتح العين، والثاء المثلثة المشددة، وفي آخرها راء.
هذه النسبة إلى " عثر " وهو موضع.
قال زهير: ليث بعثر يصطاد الرجال إذا * * * ما النكس كذب عن أقرانه صدقا لم يخرج السمعاني هذه الترجمة، ويحتمل أنه لم يعمل منسوبا إليها فتركها " ].(4/157)
عبد الملك بن عبد الله بن عنبسة بن عمرو بن عثمان بن عفان العثماني، من أهل البصرة، حدث بها وبأصبهان عن محمد بن عبد السلام.
روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الاصبهاني الحافظ، وأكثر عنه في تصانيفه.
وأبو عفان عثمان بن خالد بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان العثماني، من أهل المدينة، يروي عن مالك، وابن أبي الزناد.
روى عنه العراقيون: الحسين بن أبي زيد الدباغ وغيره، كان ممن يروي المقلوبات عن الثقات، ويروي عن الاثبات أسانيد ليس من روايتهم، كأنه كان يقلب الاسانيد لا يحل الاحتجاج بخبره.
العثمي: بفتح العين المهملة، وسكون الثاء المثلثة، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " عثم " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الحسن الفضل بن عمير بن عثم بن المنتجع بن عمرو بن عمير بن المنتجع بن صخر بن هند بن رباح بن عبيد بن عوف بن حرام العثمي، من أهل مرو، وحدث بسمرقند وخراسان، يروي عن شاذ بن فياض، وحفص بن عمر الحوضي البصرين، وإسماعيل بن أبي أويس المدني، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وعلي بن حجر السعدي، وأبي عمار الحسين ابن حريث المروزيين، وغيرهم.
روى عنه عبد الرحمن بن الفتح السراج،
وعبد الله بن محمد بن مسعدة المقرئ، ومحمد بن يحيى بن الفتح القصري السمرقنديون.
مات بالشاش في مدينة تسمى خرشكت في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين.
وفي القبائل: عثم بن الربيعة بن رشدان بن قيس بن جهينة، من قضاعة، من ولده: عبد العزيز بن بدر بن زيد بن معاوية بن خشان بن أسعد بن وديعة بن مبذول بن عدي بن عثم بن الربيعة العثمي، وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان اسمه عبد العزى فغيره.
والكلح الضبي، هو: عبد الله بن طارق بن عثم بن نعيم العثمي، كان مع القعقاع بن عمرو يوم القادسية، له بلاء وذكر.(4/158)
باب العين والجيم العجبي: بفتح العين المهملة، والجيم، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " العجب " وهو اسم لجد: أبي عثمان سعد بن عبد الله بن أبي رجاء العجبي الانباري المعروف بابن عجب، من أهل الانبار، حدث ببغداد عن هشام بن عمار الدمشقي، وأبي عمر الدوري المقرئ، وسعيد بن عمرو السكوني الحمصي، وإسحاق بن بهلول التنوخي، وعمرو بن النضر الكوفي، وموسى بن خاقان البغدادي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، وإبراهيم بن مرزوق البصري وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل القاضي، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر المفيد الجرجرائي، ومخلد بن جعفر، وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به، ومات بالانبار في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
العجردي: بفتح العين المهملة، وسكون الجيم، وفتح الراء، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة لطائفة من الخوارج من الازارقة، ينسبون إلى عبد الكريم بن " عجرد " زعيم العجاردة من الخوارج، وهو من أصحاب عطية بن الاسود الحنفي اليمامي الذي ينسب إليه " العطوية ".
العجرمي: بفتح العين والراء المهملتين، بينهما الجيم، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " أبي عجرم " وهو جد: أبي عيسى حنين بن إبراهيم بن عامر بن أبي عجرم المقرئ الانطاكي العجرمي، من أهل أنطاكية، يروي عن عبد الله بن محمد بن إسحاق الآذرمي، وعبد الله بن خبيق الانطاكي وغيرهما.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
العجسي: بفتح العين المهملة، والسين المكسورة، بينهما الجيم المشددة المفتوحة.
هذه النسبة إلى قرية " عجس " وظني أنها من قرى عسقلان الشام، منها:(4/159)
ذاكر بن شيبة العسقلاني العجسي، روى عن أبي عصام رواد بن الجراح.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بقرية عجس (1).
العجلي: بفتح العين المهملة، والجيم.
والنسبة المشهورة: بكسر العين وسكون الجيم، إلى " بني عجل ".
وهذه النسبة: للامام أبي سعد عثمان بن علي بن شراف العجلي، من أهل بنج ديه، وهو إمام فاضل مصيب في الفتوى، تفقه على القاضي حسين المرو الروذي، وسمع الحديث عن جماعة من المتقدمين، وعمر، وكانت نسبة العجلي رأيتها مضبوطة بخط أبي بكر محمد بن علي بن ياسر الجياني، فسألته عن هذا التقييد ؟ فقال: جرى بيني وبينه كلام فقال: هذه النسبة إلى " العجلة " وهي المجنون الذي يدار على الثور والفرس، ولعل واحدا من أجداده كان يعمله ؟ كتب لي الاجازة بجميع مسموعاته بسؤال أبي المكارم الاشهبي، وكانت ولادته في حدود سنة أربع وأربعين وأربعمائة أو قبلها، ومات في شعبان سنة ست وعشرين وخمسمائة
ببنج ديه.
العجلي: بكسر العين المهملة، وسكون الجيم.
هذه النسبة إلى " بني عجل " بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
والمشهور بها: أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، من أهل البصرة، يروي عن حماد بن زيد.
روى عنه الحسن بن سفيان، وجماعة من مشاهير الائمة منهم: مسلم بن حجاج، وأبو عيسى الترمذي ويحيى بن محمد بن صاعد مات سنة أحدى وخمسين ومائتين.
ومن التابعين: آدم بن علي العجلي البكري، من أهل الكوفة، يروي عن ابن عمر.
روى عنه الثوري، وشعبة.
ومات في ولاية هشام بن عبد الملك.
وأما إبراهيم بن زياد العجلي الذي يروي عن أبي بكر بن عياش، ويروي عنه الفضل بن يوسف، وهو نزل في بني عجل فنسب إليهم وليس منهم.
وأما أبو المعتمر المورق بن المشمرج بن رفاعة بن زيد بن ضباعة بن عجل بن لجيم العجلي، كان من كبار التابعين، حج مع عبد الله بن عمر بن الخطاب وصحبه، وروى عنه، [ هامش...(1) " المعجم الصغير " للطبراني 1: 163، وتحرف فيه اسم القرية إلى: " عجشر " ].(4/160)
وعن ابن عباس، وأبي ذر، وعائشة، وأنس بن مالك رضي الله عنهم.
روى عنه من التابعين عاصم الاحول، وقتادة، وأبان بن أبي عياش وغيرهم، ورد مرو وحدث بها، وبلاد ما وراء النهر وتوفي إن شاء الله بمرو.
وحفيده الاسفل أبو عمرو نصر بن زكريا بن نصر بن داود بن سليمان بن عبد الله بن حطان بن المورق العجلي، من أهل مرو، ورحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر، وروى عن محمد بن رميح التجيبي، وأحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن المصفى الحمصي، وسليمان بن سلمة الخبائري، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وهشام بن
عمار، وعلي بن حجر وغيرهم.
روى عنه جماعة كثيرة، وتوفي في حدود سنة ثلاثمائة.
وأبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن شيخ العجلي الكرجي أمير الكرج، ذكرته في " حرف الكاف ".
وشيخنا أبو علي أحمد بن سعد بن علي العجلي، من أهل همذان.
إمام فاضل لطيف الطبع مليح الشعر عرف بالبديع، سمع جماعة من أصحاب أبي بكر بن لال، ورحل إلى العراق وأصبهان، وأدرك الشيوخ، وأكثر من الحديث، وسمعت منه في النوبة الاولى بهمذان، وسمعته يقول: كنت قاعدا مع الاديب تاج العرب الابيوردي فلما أردت أن أقوم أخذ الابيوردي بعضدي فقال: أموي يعضد عجليا كفى هذا شرفا ! ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، ومات في الخامس من رجب سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بهمذان.
العجمي: بفتح العين المهملة، والجيم، وكسر الميم.
هذه النسبة إلى " العجم " وبلاد فارس ومن لسانه غير العربية وهو بالفارسية.
والمشهور بالانتساب إليه: أبو محمد حبيب بن عيسى (1) العجمي، أصله من فارس، سكن البصرة، روى عن الحسن، وأبي تميمة الهجيمي.
روى عنه أهل البصرة مثل: حماد بن سلمة وجعفر بن [ هامش...(1) هكذا باتفاق الاصول و " اللباب " والذي في " التهذيب " 2: 189 وأمثاله: " حبيب بن محمد "، وكذلك " الميزان " 1: 457.
وأما البخاري في " التاريخ " فذكره 1 / 2 / 326 فيمن اسمه حبيب واسم أبيه من حرف الميم، من أجل كنيته " أبو محمد " لا لان اسم أبيه محمد، وذكره ابن أبي حاتم 1 / 2 / 112 فيمن " يسمى حبيبا ولا ينسب " أي: لا يعرف اسم أبيه، فيكون كالبخاري لم يسم أباه.
والمصنف ينقل من " الثقات " لابن حبان، كما يستفاد من " التهذيب " ].(4/161)
سليمان، ويزيد بن يزيد الخثعمي، يعد في البصريين، وكان عابدا فاضلا ورعا تقيا من المجابين الدعوة في الاوقات، أخباره في التقشف والعبادة مشهورة، تغني عن الاغراق في
ذكرها.
العجنسي: بفتح العين المهملة، والجيم، والنون المشددة، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " عجنس " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو: أبو محمد أحمد بن محمد بن العجنس بن يوسف بن أيوب بن هشام بن الفضل بن أسد بن بشر بن عمر العجنسي البخاري، له نسب مذكور إلى معد بن عدنان، من أهل بخارى، كانت له رحلة إلى العراق، وأدرك فيها علماء البصريين والحجاز، سمع نصر بن علي الجهضمي، وبندارا محمد بن بشار، وأبا موسى محمد بن المثنى العنزي، وهارون بن موسى الفروي، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وسلم بن جنادة وطبقتهم، وهو خال أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي.
روى عنه ابن أخته أبو يعلى، وأبو الحسين محمد بن طالب بن علي، وأبو بكر محمد بن زكريا النسفيون، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الاستاذ، وأبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وأبو نصر أحمد بن سهل، وجماعة كثيرة سواهم، أدرك داود بن علي الاصبهاني وقرأ عليه كتبه المصنفة، وانتحل مذهبه مذهب أصحاب الظاهر، وأنكر القياس وكان صاحب رقي وعزائم، ويحكى عنه العجائب فيها، مات في شعبان سنة تسعين ومائتين.
وحفيده أبو الحسن أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن العجنس العجنسي، تفقه وكتب الحديث عن جده أبي الحسين، وأبو يعلى والمشايخ، ثم ارتحل إلى نيسابور وأدرك أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم وسمع منه، مات بنيسابور شابا قبل أن يحدث.
وأبو عبد الله عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن العجنس بن يوسف بن أيوب العجنسي المؤذن، سمع أباه وشيوخ البلد، لم يشتغل بالحديث وكان يشتغل بعمارة الكروم والحوائط وغرس الاشجار، ومات في سنة أربع وستين وثلاثمائة.
وأبو الحسين علي بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد العجنس بن
يوسف بن أيوب الفقيه العجنسي، تفقه على الشيخ أبي بكر الاودني وسمع منه، وكان مقلا(4/162)
في الحديث، بارعا في الفقه، ورعا فاضلا.
مات في البادية في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة قبل أن يحدث.
العجوزي: بفتح العين المهملة، وضم الجيم، وفي آخرها الزاي معجمة.
هذه النسبة إلى " العجوز " واشتهر بهذه النسبة: أبو بكر أحمد بن محمد بن بشار بن رجاء العجوزي، ويعرف بابن أبي العجوز، من أهل بغداد، سمع أبا همام الوليد بن شجاع، ولوينا محمد بن سليمان، وخلاد بن أسلم، والفضل بن زياد القطان، ومحمود بن خداش، وأبا هشام الرفاعي، والحسن بن هارون بن عقار.
روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ، ومحمد بن خلف بن جيان الخلال، ومحمد بن المظفر البزاز الحافظ، وكان ثقة، وثقه أبو الحسن الدارقطني، ومات في شعبان سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
وأخوه أبو العباس جعفر بن محمد بن بشار بن رجاء العجوزي، حدث عن الحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي، ومحمود بن خداش، وعمر بن محمد بن الحسن الاسدي.
روى عنه أبو الفضل الزهري، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن عبيدالله بن الشخير، ومات سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
العجلاني: بفتح العين المهملة، وسكون الجيم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " بني عجلان " والمنتسب إليه: عبد الواحد بن أبي البداح بن عاصم بن عدي الانصاري العجلاني أحد بني العجلان، من أهل المدينة، يروي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية (1).
روى عن ابن إسحاق.
ومرة بن الحباب بن عدي بن العجلان العجلاني، شهد بدرا.
وزيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان العجلاني شهد بدرا.
وثابت بن قرم بن ثعلبة بن عدي بن عجلان العجلاني شهد بدرا، قتله طليحة.
وعبد الله بن سلمة بن مالك بن الحارث بن عدي بن العجلان العجلاني شهد بدرا، وقتل يوم أحد شهيدا، كلهم من مرة بن الحباب، من ولد هميم بن ذهل بن هني بن بلي.
[ هامش...(1) هكذا هو الصواب " جارية ".
وتحرف في الاصول إلى " حارثة "، وفي " اللباب " إلى " طرفة " ].(4/163)
باب العين والدال العداس: بفتح العين، وتشديد الدال، وفي آخرها السين المهملات.
هذه النسبة إلى " العدس " وهو نوع من الحبوب، والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد الحسن بن علي بن موسى العداس، من أهل مصر، كان معنيا بأمر الاخبار وطلب التواريخ، ولي حسبة سوق الدقيق وسوق مصر، حدث وروى، وتوفي في المحرم سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
والوليد بن العباس العداس المصري، من أهل مصر، يروي عن أبي صالح عبد الغفار بن داود الحراني.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
العدبسي: بفتح العين، والدال المهملتين، والباء الموحدة المشددة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " عدبس " وهو لجد: أبي العباس عبد الله بن أحمد بن وهب العدبسي الدمشقي، المعروف بابن عدبس، قدم بغداد وحدث بها عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، والعباس بن الوليد البيروتي، وعبد الواحد بن شعيب الجبلي وغيرهم.
روى عنه القاضي الجراحي، والدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، والقواس، وأبو القاسم بن الثلاج.
كتب عنه الدارقطني في سنة ثماني عشرة، وفي سنة نيف وعشرين أيضا وثلاثمائة.
العد ثاني: بضم العين، وسكون الدال المهملتين، بعدهما الثاء المثلثة، ثم الالف،
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عدثان " وهو بطن من الازد.
قال أحمد بن الحباب: دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد، منهم: الطفيل بن عمرو الدوسي، وأبو هريرة، في جماعة.
وقال ابن الحباب: عك بن عدثان بن عبد الله بن الازد (1).
وعدثان بن عبد الله بن زهران وهو جد جذيمة [ هامش...(1) ذكر الحافظ في " التبصير " ص 935 عدنان وعدثان ثم قال: " اختلف في عك بن عدثان بن عبد الله بن الازد، فقاله ابن حبيب كالاول، وقاله ابن الحباب النسابة كالثاني.
وقيل كالاول لكن داله مفتوحة " ].(4/164)
الابرش، والعجب أن في الازد أيضا: عدنان بنونين بينهما الالف ابن عبد الله بن الازد.
وعك بن عدثان بالثاء المثلثة، قد ذكرناه.
العدسي: بفتح العين، والدال المهملتين، وكسر السين المهملة.
هذه النسبة إلى " العدس " وهو شئ من الحبوب، والمشهور بالنسبة إليه: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن عبدك الوراق العدسي الجرجاني، سمع إسحاق بن إبراهيم الدبري بصنعاء، وأبا الحسن علي بن عبد العزيز المكي بمكة المكرمة.
مات يوم عرفة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
ذكره حمزة بن يوسف السهمي.
العدل: بفتح العين، وسكون الدال المهملة، واللام في آخرها.
هذه الكلمة لقب لابي الحسن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد الدباس العدل، شيخ من شيوخ هراة ومحدثيها، روى عن الامام أبي علي حامد بن محمد الرفاء، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرو الوراق، والفقيه أبي حامد أحمد بن محمد بن شارك الشاركي، وأبي جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الاصبهاني وغيرهم.
روى عنه أبو الفتح نصر بن أحمد الحنفي، وأبو المعالي محمد بن محمد بن علي بن محمد العرسي، وأبو عطاء عبد الاعلى بن عبد الواحد المليحي.
العدني: بفتح العين، وسكون الدال المهملتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى عمل الابراد بنيسابور، وهي نوع من الثياب، وبها سكة يقال لها " سكة عدنان كوبان "، بها من يقصر الابراد ويغسلها ويدقها، والنسبة إليها " عدني " بسكون الدال، وقد يقال بفتح الدال المهملة.
وشيخنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم العدني، سمعت منه بنيسابور.
روى لنا عن أبي بكر محمد بن إسماعيل بن السري التفليسي، وأم البنين فاطمة بنت أبي علي الدقاق وغيرهما.
توفي بعد سنة ثلاثين وخمسمائة.
ومن القدماء: أبو عمرو مكي بن أحمد بن زياد العدني الشاهد، من أهل نيسابور، سمع عبد الله بن شيرويه وغيره.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ حكاية.
أخبرنا زاهر بن طاهر النيسابوري، أخبرنا أبو عثمان الصابوني إجازة، سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عمرو العدني يقول: سمعت الربيع بن سليمان يقول:(4/165)
سمعت الشافعي رحمه الله يقول: لا يدخل في الوصية إلا أحمق أو لص.
العدني: بفتح العين، والدال المهملتين، وفي آخرها النون.
نسبة إلى بلدة من بلاد اليمن يقال لها " عدن " وقد ورد في الحديث: " نار تخرج من المشرق تسوق الناس إلى قعر عدن " (1).
خرج منها جماعة من الائمة والمحدثين.
وأبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، من ساكني مكة، كان والده منها، وولد هو بمكة ونشأ لها، صاحب " المسند "، روى عن سفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وهشام بن سليمان، وبشر بن السري، وفضيل بن عياض.
روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل البستي، وأبو الوليد محمد بن عبد الله الازرقي، وإسحاق بن أحمد بن نافع الخزاعي وغيرهم.
ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي فقال: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، سمع منه أبي بمكة سنة خمس وثلاثين ومائتين، وروى عنه
أبي وأبو زرعة، سألت أبي عنه ؟ فقال: كان رجل صالحا وكان به غفلة، ورأيت عنده حديثا موضوعا حدث به عن ابن عيينة، وهو صدوق.
قال أحمد بن سهل الاسفرايني: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عمن يكتب حديثه ؟ فقال: أما بمكة فابن أبي عمر.
قلت: قرأت " مسنده " على سعيد بن أبي الرجاء بأصبهان، عن أبي العباس بن النعمان، عن ابن المقرئ، عن إسحاق الخزاعي، عنه.
وأبو عبد الله يزيد بن أبى حكيم العدني وهو ابن يزيد بن مليك، يروي عن جده يزيد بن مليك، والثوري، والحكم بن أبان.
روى عنه منجاب بن الحارث، وسلمة بن شبيب، والحسن بن عيسى بن حمران، وهارون بن إسحاق.
روى عنه يزيد بن سنان، وأحمد بن منصور الرمادي.
قال بن أبي حاتم: سألت أبي عنه ؟ قال: صالح الحديث، كنت اتفقت مع رفيق لي في الخروج إليه فخالفني وركب السفينة ولم ينتظرني، فغيرت عزمي وتركت الخروج إلى صنعاء وخرجت إلى مصر.
[ هامش...(1) انقلب لفظ الحديث على المصنف، والمعروف أن النار تخرج من قعر عدن فتسوق الناس إلى جهة أخرى، ففي " صحيح مسلم " 18: 28 عن حذيفة بن أسيد مرفوعا: " إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات..ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس ".
ومثله في " المسند " 4: 7، والترمذي 6: 345 ولفظهما: "..ونار تخرج من قعر عدن تسوق أو تحشر الناس، أو تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا ".
وفي رواية أبي داود 4: 193 أنها تسوق الناس إلى المحشر، وفي رواية أخرى أنها تسوق الناس إلى المغرب، انظرها في " مجمع الزوائد " 8: 12، وسميت في رواة ابن ماجه ص 1347: " عدن أبين " وأبين: مخلاف باليمن، عدن من جملته، كما قال ياقوت ].(4/166)
العدوي: بفتح العين، والدال المهملتين.
هذه النسبة إلى خمسة رجال منهم: عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، جد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ورهطه
وأولاده من بعده ومواليه ينتسبون إليه، وفيهم كثرة وشهرة، وقد أدركنا جماعة منهم بهراة ومرو، وسمعنا منهم.
والثاني: منسوب إلى عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة، منهم: أبو السوار حسان بن حريث، من التابعين، سمع عمران بن حصين.
روى عنه قتادة.
وعمر بن حبيب العدوي البصري، من بني عدي بن عبد مناة، روى عن داود بن أبي هند، وخالد الحذاء، وعمران بن حدير، وعبد الملك بن جريح، وشعبة، وسليمان التيمي، وهشام بن عروة.
روى عنه محمد بن عبيدالله بن المنادي، وأبو قلابة الرقاشي، وأبو العباس الكديمي، وزكريا بن الحارث بن ميمون، وعبد الرحمن بن محمد الحارثي، وكان قدم بغداد وولي قضاء الشرقية بها، وولي قضاء البصرة أيضا من قبل الرشيد، فقال ليحيى بن خالد: إنكم تبعثوني إلى ملك جبار لا آمنه يعني محمد بن سليمان فبعث يحيى معه قائدا في مائة ! فكان إذا جلس للقضاء أقام الجند عن يمينه ويساره سماطين، ولم يكن قاض أهيب منه، وكان لا يكلم في طريق، وكانت وفاته بالبصرة سنة سبع ومائتين.
وأبو نصر حميد بن هلال بن هبيرة العدوي الهلالي البصري.
والثالث: عدي الانصار منهم: حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو الانصاري، من بني عدي بن النجار، شهد بدرا [ مداح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاطع ألسنة المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمؤيد بروح القدس، الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أهج المشركين فإن جبريل معك ".
وحارثة بن سراقة من بني عدي بن النجار.
والرابع: منسوب إلى بني العدوية وهي أمهم، من بني عدي الرباب (1)، وأبوهم [ هامش...(1) قال الحافظ ابن الاثير متعقبا: " قلت: هكذا قال السمعاني: عدي بن عبد مناة بن أد، ثم قال: وإلى بني العدوية من عدي الرباب.
ولا شك أنه ظن أن عدي بن عبد مناة غير عدي الرباب، فلهذا فرق النسبة إليهما ! فإن عدي بن عبد مناة هو عدي الرباب، وإنما قيل به عدي الرباب لان تيم اللات وعديا وعكلا وثورا بني عبد مناة بن أد تعاقدوا =(4/167)
وتحالفوا على التناصر وقالوا: نصير معا كرباب السهام مجتمعين.
وقيل: بل سموا: ربابا لانهم غمسوا أيديهم في رب عند التحالف وأكلوا منه ".
والرب: الدبس.
قلت: أنظر جزم ابن الاثير في قوله: " ولا شك أنه ظن أن عدي بن عبد مناة غير عدي الرباب " مع قول المصنف الآتي قريبا: " وجماعة ينتسبون إلى عدي الرباب، وهو عدي بن عبد مناة " ].
تميمي أيضا، منهم: أبو المعلى زيد بن مرة العدوي البصري، ويقال: زيد بن أبي ليلى، رأى أنس بن مالك، وروى عن الحسن وغيره.
روى عنه المعتمر بن سليمان وغيره.
وهو من موالي بني العدوية.
والخامس: عدي بن خزاعة، منهم: حبشية العدوية زوجة سفيان ابن معمر بن حبيب البياضي، من مهاجرة الحبشة.
وأبو هريرة أحمد بن عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن علي بن عبد الملك العدوي عدي الرباب، من أهل مصر، كان يستملي ويورق على الشيوخ، وكان ثقة، رحل إلى العراق وسمع أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وأبا يزيد القراطيسي، وتوفي في ربيع الآخر سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وزيد بن عمرو بن نفيل العدوي.
وابن سعيد بن زيد أحد العشرة رضي الله عنهم.
وخارجة بن حذاقة العدوي.
وأبوالجهم بن حذيفة بن عامر العدوي، شهد فتح مصر.
قاله ابن يونس.
وعبد الله بن أبي حذيفة العدوي، يروي عن رويفع بن ثابت.
روى عنه حميد بن عبد الله المزني الشامي.
قاله ابن يونس.
والربيع بن عون بن خارجة بن حذافة العدوي، وكان في النفر الذين خرجوا ببيعة أهل
مصر إلى الوليد بن يزيد، روى عنه جعفر بن ربيعة.
وأبو قتادة تميم بن نذير العدوي، يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
روى عنه حميد بن هلال.
والمنتسب إليها ولاء: أبو أنس محمد بن أنس العدوي مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يروي عن عاصم بن كليب، والاعمش، والكوفيين.
روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء.(4/168)
وأما أبو الربيع خلف بن مهران العدوي، إنما قيل له العدوي لانه كان إمام مسجد بني عدي، وهي محلة بالصبرة.
قال أبو حاتم بن حبان: أبو الربيع العدوي، من أهل البصرة، إماما مسجد بني عدي، يروي عن عامر الاحول.
روى عنه حرمي بن عمارة.
وجماعة ينتسبون إلى عدي الرباب، وهو عدي بن عبد مناة بن أد بن طابخة، منهم: أبو رفاعة تميم بن أسيد العدوي أسيد: بفتح الهمزة وكسر السين.
ويقال: بضم الهمزة وفتح السين، على التصغير له صحبة، روى عنه حميد بن هلال.
وأبو قتادة تميم بن نذير العدوي، من عدي بن عبد مناة، يروي عن عمران بن حصين.
وإسحاق بن سويد العدوي، يروي عنه معتمر بن سليمان.
وحميد بن هلال العدوي، يروي عن عبد الله بن مغفل، وأنس بن مالك، وأبي رفاعة العدوي، وأبي بردة، وأبي صالح ذكوان الزيات.
وأبو الدهماء قرفة بن بهيس العدوي حديثه في " الصحيح " لمسلم ابن الحجاج (1).
وحجير بن الربيع العدوي.
وأبو نعمامة العدوي عمرو بن عيسى.
وخالد بن عمير العدوي، ثلاثتهم من كبار التابعين وقدمائهم، وحديثهم في الصحيح.
وإلى عدي خزاعة، وهو عدي بن عمرو بن ربيعة، وهو يحيى (2) بن حارثة بن عمرو بن عامر، منهم: بديل بن ورقاء الخزاعي، أتى ذكره في حديث صلح الحديبية.
وأبو شريح الخزاعي العدوي، ويقال الكعبي كعب خزاعة، له صحبة.
يروي عنه سعيد المقبري، ونافع بن جبير بن مطعم (3).
[ هامش...(1) هو ما رواه مسلم 18: 86 عن هشام بن عامر الانصاري مرفوعا: " ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال ".
وكأنه لم يرو له غيره.
(2) في " اللباب ": " لحي " ؟.
(3) قال الحافظ ابن الاثير في " اللباب " متمما: " فاته النسبة إلى عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن(4/169)
= ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ، بطن من طئ، منهم: حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي.
وابنه: عدي بن حاتم: قال عبد الله بن خليفة يخاطب عدي بن حاتم: أتنسى بلائي سادرا يا ابن حاتم * * * عشية ما أغنت عديك حذمرا والقصة في هذا الشعر مشهورة ].
العديسي: بضم العين، وفتح الدال المهملتين، وسكون الياء المنقوطة من تحتها اثنتين، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " عديسة " وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الحسين أحمد بن عمر بن القاسم بن بشر بن عصام بن أحمد النرسي العديسي المعروف بابن عديسة أخو أبي بكر محمد بن عمر، وكان الاكبر، من أهل بغداد، يروي عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وغيرهما.
وقيل: إنه يحفظ عن إسماعيل بن محمد الصفار حديثا واحدا، وكان ثقة.
قال أبو بكر الخطيب: كتب عنه أصحابنا ولم أسمع منه شيئا.
ومات في رجب سنة اثنتي عشرة
وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
وأخوه محمد بن عمر بن النرسي المعروف بابن عديسة، وكان أصغر من أخيه، سمع أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، كتبنا عنه (1)، وكان شيخا صالحا صدوقا من أهل السنة معروفا بالخير.
سمع منه أبو بكر الخطيب، وأبو المعالي ثابت بن يزيد بن بندار البقال، وأبو غالب محمد بن الحسن الباقلاني، وكانت ولادته سنة أربعين وثلاثمائة، ومات في شعبان سنة ست وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وأبو علي الحسن بن محمد بن عمر بن القاسم بن النرسي العديسي البزار، كان من أهل القرآن والعلم به، سمع أبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم الصيدلاني، ومحمد بن عبد الله بن جامع الدهان ومن بعدهم، ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا من أهل القرآن والمعرفة بالقراءات، وانتقل بأخرة إلى مكة فسكنها.
ولد سنة ثمانين وثلاثمائة، وبلغنا أنه توفي بمكة في ليلة النصف من رحب سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.
[ هامش...(1) قائل هذا هو الخطيب البغدادي في " تاريخه " 3: 37، لا المصنف، إذ كانت وفاة المترجم سنة 426، وذلك قبل ولادة المصنف بثمانين سنة !.
هذا، وقد تحرف في " التاريخ " إلى " ابن عدسية " فليصحح(4/170)
باب العين والذال العذاري: بكسر العين المهملة، وفتح الذال المعجمة، وبعدها الالف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عذار " وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو: أبو بكر محمد بن حامد بن علي بن يزيد بن عذار الفقيه العذاري من أهل بخارى، يروي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم الفقيه، والهيثم، بن كليب، وأبو محمد عبد الله بن محمد ابن يعقوب الاستاذ.
وتوفي في رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
العذافري: بفتح العين، والذال المعجمة، والالف الساكنة، والفاء المكسورة، وفي
آخرها الراء.
هذه النسبة لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو بكر محمد بن زكريا بن عذافر المؤدب السرخسي، شيخ من المراوزة، أصله من كورة سرخس، سمع بمرو أيوب بن غسان، وأبا الموجه، وبالعراق أبا مسلم الكجي، وباليمن إسحاق بن إبراهيم الدبري.
روى عنه العباس أحمد بن سعيد المعداني، وأبو سعيد الكرابيسي، وأبو سهل عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار المذكر، وأخذ الادب عن أيوب بن غسان المروزي، ونفطويه، توفي العذافري قريبا من الاربعين والثلاثمائة.
العذري: بفتح العين المهملة، وفتح الذال المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عذر " وهو بطن من الاشعريين، وقال ابن حبيب: في الاشعريين عذر بن وائل بن الجماهر بن الاشعر.
العذري: بضم العين المهملة، وفتح الذال المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عذر " وهو بطن من همدان وهو: عذر بن سعد بن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد.
العذري: بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عذرة " وهو: ابن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كعب بن وبرة بن(4/171)
تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وهي قبيلة معروفة، ينسب إكثرهم إلى العشق حتى قال بعض المتأخرين: أبناء عذرة لا تعلم صبوة * * * والوز سبحا والحمام هديلا وقال غيره: إذا العذري مات بحتف أنف * * * فذا كالعبد في يده الرشاء والمشهور بالنسبة إلى هذه القبيلة جماعة كثيرة، ومنهم:
أبو مجاهد عذرة بن صعب بن الزبير بن مجاهد بن ثعلبة بن هانئ بن قتادة العذري، مؤذن المسجد الجامع بمصر، يروي عن أبيه، وابن وهب، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة، أسند ثلاثة أحاديث فيما أعلم.
مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
روى عنه أحمد بن عبد الله المؤذن.
وعبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري أبو محمد، حليف بني زهرة، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وقد نسبه أحمد بن صالح المصري في حديث رواه عنه فقال: " العدوي " فصحف، وإنما هو من بني عذرة هكذا قال أبو علي الغساني المغربي والشرقي بن القطامي هو: الوليد بن الحصينه بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك، من بني عمرو بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر الاكبر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف العذري، هكذا ذكره أبو الحسن الدارقطني.
وقال غيره: هو ابن جابر بن مالك بن مرار بن عمرو بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن الحصين العذري، كان من أهل الكوفة، سكن الحربية ببغداد، حدث عنه شعبة.
وحكى الشرقي بن القطامي أنه دخل على المنصور فقال: يا شرقي على م يؤتى المرء ؟ فقال: أصلح الله الخليفة ! على معروف قد سلف، ومثله مؤتنف، أو قديم شرف، أو علم مطرف.
وقال إبراهيم الحربي: شرقي كوفي، قد تكلم فيه، وكان صاحب سمر.
وقال زكريا الساجي: شرقي الجعفي هو ابن قطامي، ضعيف يحدث عنه شعبة، له حديث واحد ليس بالقائم (1).
[ هامش...(1) قال ابن الاثير متعقبا مصححا: " قلت: هذا معنى ما ذكره السمعاني رحمه الله تعالى، وجميعها قد خلط فيها الشول بالعشار ! فإنه قال: عذرة بن زيد اللات بن رفيدة، وقال: يكثير فيه العشق، وليس كذلك، وإنما عذرة القبيلة التي يكثر فيها العشق هو: عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، يجتمع هذا عذرة والاول في الحاف بن قضاعة.
= ثم قال: ومنهم: عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري، فليس كذلك.
وإنما هو من عذرة بن سعد هذيم.
وأما الشرقي بن القطامي فمن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة، كما ذكره، على أنه فيه اختلاف كثير، وقد أتينا عليه في " الشرقي ".
ومن عذرة بن سعد هذيم: عروة بن حزام الذي مات في العشق، صاحب عفراء.
وجميل بن معمر العذري صاحب بثينة.
ومتى أطلق " عذرة " فلا يراد به إلا عذرة بن سعد هذيم، منهم: ربيعة بن حرام بن ضنة، أخو قصي بن كلاب جد النبي صلى الله عليه وسلم لامه.
وإنما قيل له " عذرة بن سعد هذيم " لان سعد بن زيد حضنه عبد حبشي اسمه هذيم، فغلب عليه، وهو أخو جهينة بن زيد الذي ينسب إليه القبيلة المشهورة.
وأما عذرة الذي ذكره السمعاني فهو بطن من كلب، وإن كان الجميع من قضاعة.
والله أعلم " ].(4/172)
وقال زكريا الساجي: شرقي الجعفي هو ابن قطامي، ضعيف يحدث عنه شعبة حديث واحد ليس بالقائم (1).(4/173)
باب العين والراء العرابي: بفتح العين المهملة، والراء، وفي آخرها الباء.
هذه النسبة إلى " عرابة " وهو اسم لجد المنتسب إليه، ولقب.
أما النسبة فهو: محمد بن عبد الله بن أحمد بن شعيب بن أبي عرابة العرابي، أظنه من أهل المدينة، سكن مصر وعد منهم، ذكره أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر " وقال: كان كريما سمحا، وكانت له بمصر منزلة عند السلطان والعامة، توفي بمصر يوم الاحد لست خلون من شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأما اللقب: فهو محمد بن الحسين بن المبارك.
قال أبو الحسن الدارقطني: لقبه عرابي، يروي عن يونس المؤدب، وعمرو بن حماد بن طلحة، وأبي غسان وغيرهم.
حدثنا
عنه جماعة من شيوخنا.
عرابي: بضم العين، والراء المهملتين، وفي آخرها الباء الموحدة بعد الالف.
هذه لها صورة النسبة وهي اسم أبي زمعة عرابي بن معاوية الحضرمي، ويقال: إن كنيته أبو ربيعة، روى عن سليمان بن زياد الحضرمي، وعبد الله بن هبيرة السبإي.
روى عنه يحيى بن غيلان، ويحيى بن بكير وغيرهما.
قال أبو كامل البصيري: رأيت في موضع أن البخاري يقول: هو بإعجام الغين وضمه.
أورده في " تاريخه " في " باب الغين المعجمة ".
قال أبو الحسن الدارقطني: عرابي بن معاوية الحضرمي، من أهل مصر، يكنى أبا زمعة، سمع عمه سليمان بن زياد.
روى عنه يحيى بن عبد الله بن بكير.
ذكره البخاري في باب الواحد في " الغين المعجمة " وصحف رحمه الله في اسمه فقال: غرابي بن معاوية، وإنما هو: عرابي بالمهملة، مشهور عن المصريين.
وابنه زمعة بن عرابي بن معاوية، يروي عن أبيه، وحفص بن ميسرة.
العراد: بفتح العين، والراء المشددة، وآخرها الدال، المهملات.
هذه اللفظة لمن يعمل " العرادة " وهو يرمى منه الحجر من الحصون والثغور، وإليها، متخذة من الخشب، واشتهر به.
أبو عيسى أحمد بن محمد بن موسى البغدادي، المعروف بابن العراد، سمع أبا همام(4/174)
الوليد بن شجاع، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن سليمان، ويحيى بن أكثم.
روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأبو علي محمد بن أحمد بن الحسن الصواف، وأبو حفص عمر بن أحمد الزيات، وكان ثقة، وكان ولادته في سنة خمس وعشرين ومائتين، ومات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة.
وابنه أبو القاسم سعيد بن أحمد بن محمد بن موسى العراد، حدث عن محمد بن سنان القزاز، ومحمد بن الهيثم بن حماد العكبري.
روى عنه القاضي أبو علي الحسن بن الحسن
الجراحي، وأبو القاسم بن الثلاج، وذكر ابن الثلاج أنه توفي سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
العرافي: بفتح العين المهملة، وتشديد الراء، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى (1) والمشهور بها: أبو سليمان عبد الله بن محمد بن حجر العرافي، يروي عن شيخ بالحدث يكنى أبا الحسن، يروي عن يحيى بن كثير، عن سعيد الاودي.
روى عنه الحسن بن يزداد.
العراقي: بكسر العين المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " العراق " أخذ من عراق القربة، وهو الخرز المثني الذي في أسفله، والجمع العرق، وبه شبه العراق.
فسمي عراقا.
قال ابن الاعرابي: سميت أرض العراق من عراق القربة، أي: إنها أسفل أرض العرب، ويقال: بل العراق شاطئ البحر، والعراق من الارض: السبخة تنبت الطرفاء ويقال: بل العراق مأخوذ من عروق الشجر، والعراق من منابت الشجرة.
وجماعة كثيرة ينسبون إليها، منهم: أبو الحسين أحمد بن جعفر بن أحمد بن أيوب بن العراقي، مولى زياد بن رداد بن ربيعة بن سليم بن عمير، جد أبي صالح عبد الغفار بن داود بن مهران بن زياد الحراني.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمائة، وكتب الحديث.
قاله ابن يونس.
وأبو نصر منصور بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن بشر بن كامل بن زيد بن سعيد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن معتمد بن هبة الله بن زيد بن محمد بن جرير بن عبد الله البجلي المقرئ المعروف بالعراقي صاحب كتاب " الوقوف " وقيل له: العراقي [ هامش...(1) بياض في الاصول و " اللباب " إلا كوبرلي ففيه: " المشهور بهذه النسبة " ].(4/175)
لكثرة مقامه بالعراق وسفره إليها، كان من القراء المجودين، رحل في طلبها إلى العراق والحجاز، وأدرك الشيوخ من القراء وقرأ عليهم القرآن، ورجع إلى ما وراء النهر، وصنف
التصانيف في القرآن، ورأيت له مصنفا في القراءات بنسف أحسن فيه غاية الاحسان، وأورد فيه الروايات وذكر القراء سبعا (1)، وتوفي في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
وابنه أبو محمد عبد الحميد بن منصور بن محمد بن العراقي، رأس القراء بما وراء النهر في عصره، وسمع أبا نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي الحافظ وغيره.
روى عنه أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز البخاري كاك.
وتوفي بسمرقند ضحوة يوم الاربعاء السابع من ذي الحجة سنة ست وثمانين وأربعمائة.
عربي: بفتح العين والراء المهملتين، في آخرها باء معجمة بنقطة.
هو اسم، وهو يشبه النسبة.
وأبو سلمة الزبير بن عربي البصري، يروي عن ابن عمر، روى عن حماد بن زيد، ومعمر.
وحسين بن عربي، بصري أيضا.
والنضر بن عربي، سمع أبا الطفيل، وسمع عكرمة.
روى عنه عمرو بن خالد، ومعافى بن سليمان.
ويحيى بن حبيب بن عربي البصري، يروي عن المعتمر، وشعبة، وخالد بن الحارث.
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، والبصريون.
وعبد الله بن محمد بن سعيد بن عربي الطايفي.
روى عنه محمد بن عمرو العقيلي.
وإبراهيم بن عربي الكوفي، يروي عن الاعمش.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العربي، من سمنان، كان شيخ الصوفية بها، وكان يرجع إلى علم وفضل وورع وزهد، سمع أبا القاسم بن القشيري وغيره.
رأيته بمرو ولم يتفق لي أن سمعت منه شيئا، وكان قد توفي قبل أن أدخل سمنان، وكانت وفاته في سنة سبع [ هامش...(1) يشبه أن يكون كذلك ؟.
فإن كان النص كذلك ففي صوابه نظر، إذ للمترجم كتاب " الاشارة في القراءات العشر " ذكره ابن الجزري: 1: 361، فما أظنه يقتصر في غيره على السبعة، أو لعله يكون مشى على وجه في كتاب، وعلى
آخر في غيره.
ويستفاد من هنا تاريخ وفاة المترجم، ولم يذكره ابن الجزري 2: 311 ].(4/176)
أو ثمان وعشرين وخمسمائة.
العربي: بفتح العين والراء المهملتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " العرب ".
وانتسب إليه جماعة، غير أن جماعة عرفوا بهذه النسبة، منهم: أبو سعيد محمد بن علي بن محمد بن العربي السمناني، من أهل سمنان، كان أحد المشهورين بالفضل والعلم والزهد، وكان متحليا بالاخلاق الزكية المرضية، لم أره، رأيت الناس مجتمعين على الثناء عليه، توفي قبل دخولي سمنان، وورد علينا مرو في زماني ولم ألقه، سمع بنيسابور أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري وكان من جملة مريديه، وأبا بكر محمد بن القاسم الصفار وغيرهما.
روى لنا عنه أبو زيد محمد بن الفضل بن علي الفراوي بآمل طبرستان، وأبو عبد الله القاسم بن محمد بن الليث الصوفي بسمنك، وجماعة.
توفي في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وعرب سوس: موضع معروف.
هكذا قال أبو الحسن الدارقطني.
العرجي: بفتح العين المهملة، وسكون الراء، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " العرج " وهو موضع بمكة (1)، والمشهور بالانتساب إليه: عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الاموي القرشي العرجي الشاعر، كان ينزل العرج فنسب إليه، وكان من أشعر بني أمية.
العرزبي: بفتح العين، والراء الساكنة المهملتين، والزاي المفتوحة، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " عرزب " وهو اسم رجل، والمنتسب إليه: الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب العرزبي.
قال ابن أبي حاتم: الضحاك بن
عبد الرحمن بن عرزب.
ويقال: عرزم، وعرزب أصح.
روى عن أبي موسى الاشعري [ هامش...(1) تعقبه ابن الاثير فقال: " العرج: بين مكة والمدينة، وليس بمكة ".
وقال ياقوت: " قرية جامعة في واد من نواحي الطائف، إليها ينسب العرجي الشاعر ".
واعتمد القول بأنها من الطائف الاستاذ خير الدين الزركلي المتوفي يوم الخميس الرابع من ذي الحجة من عام 1396 رحمه الله تعالى.
انظر كتابه العجاب " الاعلام " 4: 246 ].(4/177)
مرسلا، وعن أبي هريرة، وعبد الرحمن بن غنم، روى عنه مكحول، وعدي بن عدي، وأبو سنان عيسى بن سنان، وعبد الله بن نعيم الاردني.
العرزمي: بفتح العين المهملة، وسكون الراء، وفتح الزاي المعجمة.
هذه النسبة إلى " عرزم " وظني أنه بطن من فزارة، وجبانة " عرزم " بالكوفة.
ولعل هذه القبيلة نزلت بها فنسب الموضع إليهم ؟.
أخبرنا أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني الامام بمرو، أخبرنا أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشمي ببغداد، أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي الوزير، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا شريك، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: كانوا يحرمون من الكوفة فأحرم الاسود من جبانة عرزم.
والمنتسب إليه: عبد الرحمن بن محمد بن عبيدالله بن أبي سليمان الفزاري العرزمي، يروي عن الكوفيين.
روى عن أهل الكوفة، مات سنة ثمانين ومائة، يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه.
وأخو السابق ذكره: إسحاق بن محمد بن عبيدالله العرزمي، يروي عن شريك.
روى عنه عبد العزيز بن منيب أبو الدرداء.
وأبو عبد الله عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي مولى فزارة، عم محمد بن عبيدالله العرزمي، واسم أبي سليمان: ميسرة، يروي عن سعيد بن جبير، وعطاء.
روى عنه الثوري، وشعبة وأهل العراق، ربما خطأ، وثقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
قال
أبو حاتم بن حبان: كان عبد الملك من خيار أهل الكوفة وحفاظهم، والغالب على من يحفظ ويحدث من حفظه أن يهم، وليس من الانصاف ترك حديث شيخ ثبتت صحة عدالته بأوهام يهم في روايته ! ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك حديث الزهري وابن جريج الثوري وشعبة، لانهم أهل حفظ وإتقان، وكانوا يحدثون من حفظهم، ولم يكونوا معصومين حتى لا يهموا في الروايات، والاولى ترك ما صح أنه وهم فيه ما لم يفحش ذلك منه، حتى يغلب على صوابه، فإذا كان ذلك استحق الترك.
ومات عبد الملك سنة خمس وأربعين ومائة.
وسئل سفيان الثوري عن عبد الملك بن أبي سليمان ؟ فقال: ميزان.
قال [ هامش...(1) ثم تركه، وقد قال أمية بن خالد لشعبة: مالك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان وقد كان حسن الحديث ؟ فقال: من حسنها فررت.
كما في " التهذيب ".
وشعبة متشدد ].(4/178)
ابن ماكولا: أبو عبد الله العرزمي مولى بني فزارة، نزل جبانة عرزم بالكوفة فنسب إليها، روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعطاء بن أبي رباح، وسلمة بن كهيل، وأنس بن سيرين وغيرهم.
روى عنه سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك وخالد بن عبد الله الطحان، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الازرق، وعبدة بن سليمان، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد وغيرهم.
قال سفيان الثوري: حفاظ الناس إسماعيل بن أبي خالد، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي، ويحيى بن سعيد الانصاري.
وكان شعبة يعجب من حفظه.
قال أبو داود السجستاني: قلت لاحمد: عبد الملك بن أبي سليمان ؟ قال: ثقة.
قلت يخطئ ؟ قال: نعم، وكان من أحفظ أهل الكوفة إلا أنه رفع أحاديث عن عطاء، ومت في ذي الحجة سنة خمس وأربعين مائة.
وأبو عبد الرحمن محمد بن عبيدالله العرزمي، هو ابن أخي عبد الملك بن أبي سليمان، واسم أبي سليمان: ميسرة، وهو الذي يروي عنه شريك ويقول: حدثني
محمد بن سليمان العرزمي، ينسبه إلى جده حتى لا يعرف، يروي عن عطاء، روى عنه العراقيون، مات سنة خمس وخمسين ومائة، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وكان صدوقا إلا أن كتبه ذهبت وكان ردئ الحفظ فجعل يحدث من حفظه ويهم، فكثرت المناكير في روايته، تركه ابن المبارك، ويحيى بن القطان، وابن مهدي، ويحيى بن معين.
ومن ولده: عباد بن أحمد العرزمي، روى عنه القاسم بن جعفر بن أحمد الشامي الكوفي وغيره من أهل الكوفة.
العرضي: بضم العين، وسكون الراء المهملتين، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى " عرض " وهي ناحية بدمشق (1)، خرج منها جماعة من العلماء والتجار المعروفين، كما جماعة منهم يسمعون معنا الحديث بدمشق في مجلس صاحبنا ورفيقنا أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ.
وهو أيضا اسم: العرضي بن زياد، ذكره في كتاب " الترغيب " لحميد بن زنجويه النسائي.
[ هامش...(1) قال في " اللباب ": " ليست عرض من نواحي دمشق، وإنما هي مدينة صغيرة في البر، بين الفرات ودمشق، وهي من أعمال حلب ".
ونحوه في " معجم البلدان " ].(4/179)
والمنتسب إلى الموضع الذي ذكرنا من المشهورين: أبو الحارث عبد الوهاب بن الضحاك العرضي السلمي، من أهل حمص، يروي عن إسماعيل بن عياش والشاميين.
قال أبو حاتم بن حيان: حدثنا عنه شيوخنا، وكان ممن يسرق الحديث ويرويه، ويجيب فيما يسأل، ويحدث بما يقرأ عليه، لا يحل الاحتجاج به ولا الذكر عنه إلا على جهة الاعتبار.
وأبو عبد الله سلمة بن داود العرضي من أهل سلمية.
روى عن أبي المليح الرقي، وسعدان بن يحيى، وإسماعيل بن عياش.
روى عنه صالح بن بشر بن سلمة الطبراني، وأبو حاتم
الرازي، قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي في الرحلة، وقال: سمعت أبي يقول: سلمة بن داود العرضي من سلمية، وكان ثقة صالح الحديث.
العرفطي: بضم العين المهملة، والفاء المعجمة، بينهما الراء الساكنة، وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى " عرفطة " وهو الجد الاعلى لطالوت بن أبي بكر بن خالد بن عرفطة، حليف بني زهرة، روى عن عمر رضي الله عنه.
روى عنه أبو طالب يحيى بن يعقوب بن مدرك.
قاله أبو حاتم الرازي.
والقاسم بن عبد الكريم العرفطي، من ولد خالد بن عرفطة، هكذا ذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عن كلاب بن عمرو، وأبي خالد البزاز.
روى عنه جعفر بن عبد الله بن جعفر بن خباب بن الارت، وأبو كريب محمد بن العلاء.
العرفي: بفتح العين، والراء المهملتين، بعدها الفاء.
هذه النسبة إلى " عرفات " والمشهور بها: أبو عبد الله زنفل العرفي، من أهل الحجاز، نزل عرفات فنسب إليها، يروى عن ابن أبي مليكة.
روى عنه إبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، وحاتم بن سالم القزاز الاعرجي.
وقال أبو حاتم بن حيان البستي: زنفل بن شداد العرفي، من أهل عرفات، كان يسكن مكة، يروي عن ابن أبي مليكة.
روى عنه الحميدي، كان قليل الحديث، وفي قلته مناكير، لا يحتج به، وسئل يحيى بن معين عنه ؟ فقال: ليش بشئ.
وقال أبو حاتم الرازي: زنفل ضعيف الحديث.
العرقي: بكسر العين المهملة، وسكون الراء، وفي آخرها القاف.(4/180)
هذه النسبة إلى " عرقة " وهي بلدة تقارب أطرابلس الشام، وهي بين رفنية وأطرابلس.
قاله ابن ماكولا.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو بكر أحمد بن سليمان الزنبقي العرقي، يروي عن سعيد بن منصور، ومهدي بن جعفر، ويزيد بن موهب، ومروان بن جعفر السمري، وأبي تقي هشام بن عبد الملك اليزني وغيرهم.
روى عنه محمد بن يوسف ابن بشر الحافظ الهروي.
وعروة بن مروان الجوزي العرقي الجرار، كان أميا، وكان يسكن عرقة من أرض الشام، فنسب إليها.
قال الدارقطني، يروي عن عبيدالله بن عمرو الرقي، وموسى بن أعين وغيرهما.
روى عنه أيوب بن محمد الوزان، وخير بن عرفة.
وواثلة بن الحسن العرقي، يروي عن كثير بن عبيد الحمصي.
روى عنه أبو القاسم الطبراني سليمان بن أحمد.
وأبو الرضا الحسين بن عيسى الخزرجي العرقي، حدث بعرقة عن يوسف بن بحر.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني.
وأما أبو القاسم بشر بن نصر بن منصور الفقيه العرقي، كان فقيها فاضلا ورعا.
قال أبو سعيد بن يونس: كان يتفقه على مذهب الشافعي، يعرف بغلام عرق، وعرق خادم من خدم السلطان، كان على البريد بمصر، يقال له عرق الموت، كان بشر بن نصر قدم مصر في جملة من قدم بغداد وتفقه، وكان فقيها مستصلحا دينا، توفي في مصر في جمادى الآخرة سنة اثنتين وثلاثمائة، وقد سمعت منه.
وأبو عبد الله بن مروان العرقي، من أهل عرقة من بلاد الشام، قدم إلى مصر وكان من العابدين، وكتبت عنه، وكان آخر من حدث عنه بمصر خير بن عرفة.
وأحمد بن محمد بن الحارث بن محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي الحمصي العرقي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل حمص، يروي عن أبيه محمد بن الحارث، يروي عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وجده أبو الوليد محمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي العرقي، يروي عن عبد الله بن بسر المازني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه.
روى عنه بقية بن الوليد،
وإسماعيل بن عياش، وسعيد بن عبد الجبار، ويحيى بن سعيد العطار، وأبو ضمرة محمد بن سليمان الحمصي وغيره.(4/181)
العركي: بفتح العين والراء المهملتين، وفي آخرها الكاف.
هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم للذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن التوضئ بماء البحر.
فقال: " هو الطهور ماؤه الحل ميتته ".
وعركي بغير ألف ولام في نسب معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان، والحارث بن بكر بن عركي بن عرار بن قتال بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض، وهو اسم نابغة بن ذبيان الاصغر، وهو أحد بني قتال، وهو شاعر معروف.
العرني: بضم العين، وفتح الراء المهملتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عرينة " وعكل وعرينة قبيلتان ورد ذكرهما في الحديث الصحيح: أن نفرا من عكل وعرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعرينة وهو ابن نذير بن قسر بن عبقر وهو بجيلة ابن أنمار، منهم: الحر والحسن بن عبد الله العرني، يروي عن ابن عباس.
روى عنه سلمة بن كهيل.
قاله أبو حاتم بن حبان وقال: وهو يخطئ.
وقال ابن ماكولا: هو يروي عن سعيد بن جبير.
روى عنه سلمة، والحاكم ابن عتيبة.
والحسين بن الحسن العرني.
والقاسم بن الحسن العرني الكوفي أيضا.
وفي الحديث: " عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة ".
وفي الحديث: " ارتفعوا عن بطن عرنة " يعني: لا تنزلوا فيه.
وهو واد بالحجاز قريب من منى.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سفيان بن نبيح الكلبي إلى بطن عرنة.
العرني: بضم العين المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عرنة " والنسبة إليها: عرني وعريني.
وهي (1) واد بين عرفات ومنى.
وعرينة قبيلة من بجيلة.
وقصة العرنيين مشهورة، والمنتسب إليها: الحسن العرني، من التابعين، يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
روى عن الحكم بن عتيبة وعزرة.
قال [ هامش...(1) من كوبرلي، وفي غيره: " وظني أنها واد.
".
ونحوه جزم ابن الاثير ولم يفرده بنسبة مستقلة وتقدم أنه واد قريب من منى، وتقريبه من عرفات أولى ].(4/182)
يحيى بن معين: الحسن العرني ليس به بأس صدوق، إنما يقال: إنه لم يسمع من ابن عباس: سئل أبو زرعة عن الحسن العرني فقال: كوفي ثقة.
وأبو أحمد القاسم بن الحكم بن كثير العرني قاضي همذان، يروي عن مسعر بن كدام، وزكريا بن أبي زائدة، وسلمة بن نبيط، وسعيد بن عبيد، وعبيد الله بن الوليد الوصافي.
روى عنه محمد بن سلام، أو حجر عمرو بن رافع وغيرهما.
سئل أبو حاتم الرازي عنه فقال: محله الصدق يكتب حديثه ولا يحتج به، وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال: صدوق.
حكى إبراهيم بن مسعود الهمذاني قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات العرني أو عرنيكم، أي: القاسم ونحن نريد أن نشد إليه الرحلة.
وسئل أبو نعيم الكوفي لما سئل (1) عن القاسم العرني ؟ فقال: فيه تلك الغفلة كما كانت.
العرواني: بفتح العين، وسكون الراء المهملتين، والواو المفتوحة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عروان " وهو في نسب كندة.
وهو: عروان بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث.
قال ذلك أحمد بن الحباب الحميري في " نسب كندة ".
وعروان بن كنانة، قال الزبير بن بكار: عروان بن كنانة بن خزيمة، هم قرينان أمه برة بنت مر.
وقال عثمان بن أبي سليمان: غزوان بن كنانة.
بالغين والزاي.
العروضي: بفتح العين المهملة، وضم الراء، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى " العروض " وهي التي بها أوزان الشعر، والمشهور بهذه النسبة: أبو سهل محمد بن منصور بن الحسن العروضي البرجي، من أهل أصبهان، كان فاضلا كثير المحفوظ، سمع أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وغيره، وكان كثير السماع، توفي في النصف من جمادى الآخرة سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
ذكره يحيى بن أبي عمرو بن منده في " كتاب أصبهان " وقال: أبو سهل العروضي، كان أشعريا صلبا، سمع أبا نعيم، [ هامش...(1) هكذا في الاصول: " وسئل.
لما سئل.
".
وفي " الجرح والتعديل " 3 / 2 / 109: عن " إبراهيم بن مسعود الهمذاني قال: سألني أبو نعيم عن القاسم بن الحكم الهمذاني فقال.." وأظن أن فيه تحريفا أيضا، صوابه: " سألت أبا نعيم.
" ؟ ].(4/183)
وكان يسمع إلى أن مات، كثير السماع قليل الرواية.
وحفيده القاضي الامام أبو الفتح محمد بن أبي الوفاء الفضل بن أبي سهل العروضي.
المعروف بقاضي أصبهان، كان فقيها فاضلا ومناظرا فحلا، وأصوليا وأديبا مبرزا، وبارعا حسن الشعر، كثير المحفوظ، لطيف الطبع، سمع بأصبهان، ولم يكن له أصول بما سمع، لقيته أولا ببلخ ثم ببخارى (1)، وكنت شديد الانس به، كثير الحضور عندي، وكان لا يمل جليسه من محاضرته اللطيفة، علقت عنه كثير من شعره وغيره.
وقد كان تفقه على البرهان عبد العزيز بن عمر ببخارى، ثم سكن بلخ، ثم لقيته ببخارى، وخرج إلى بلاد الترك إلى أوزكند وبلا ساغون.
رده الله إلينا سالما.
وأبو يحيى عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان الخولاني النحوي العروضي الخشا، من أهل مصر، يروي عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي وغيره.
روى عنه أبو زكريا يحيى بن علي الطحان.
توفي في صفر سنة ست وستين وثلاثمائة.
وأبو المنذر يعلى بن عقيل بن زياد بن سليم بن هند بن عبد الله بن ربيعة بن الياس بن
يعلى بن محمد بن زيد بن يعلى بن عبد الله الغنوي العروضي من أهل بغداد، كان يؤدب أبا عيسى بن الرشيد، وكان شاعرا مدح أبا دلف العجلي.
وروى أبو عمر الدوري المقرئ عنه.
والذي وضع العروض أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد العروضي، صاحب العروض، من أهل البصرة، يروي عن عثمان بن حاضر، عن ابن عباس، وعن أيوب السختياني.
روى عنه النضر بن شميل، والاصمعي، وعلي بن نصر، ووهب بن جرير وغيرهم.
العريبي: بضم العين، وفتح الراء المهملتين، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " عريبة " وهو اسم رجل.
العريجي: بضم العين المهملة، وفتح الراء، وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الجيم.
[ هامش...(1) أرخ المصنف رحمه الله في " معجمه الكبير " لقاءه بالمترجم في بلخ سنة ست وأربعين وخمسمائة، ولقاءه به في بخارى سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ].(4/184)
هذه النسبة إلى " العريج " وهو اسم لجماعة، ولبطون من العرب، وهو: عريج بن بكر بن عبد مناف بن كنانة، منهم: أبو نوفل بن أبي عقرب العريجي البصري، وهو من ولد بجير بن عمرو بن حماس بن عريج، يروي عن أبيه.
روى عنه الاسود بن شيبان.
وعريج بن سعد بن جمح، له صحبة، وهو مؤذن المسجد الحرام (1).
ومن ولده أيضا: سعدى بنت عريج هي أم عبد الله بن جدعان التيمي.
وسعيد بن عامر بن حذيم بن سلمان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن ولد عريج بن سعد بن جمح: نافع بن عمر بن عبد الله بن جميل الجمحي العريجي، يروي عن ابن أبي مليكة.
ومنهم أيضا: سعيد بن عبد الرحمن الجمحي، يروي عن هشام بن عروة وغيره.
قال: عريج بن عبد رضا بن جبيل بن عامر بن عوف بن كناة.
ذكر ذلك ابن الكلبي في " نسب قضاعة ".
العريفي: بفتح العين المهملة، وكسر الراء، بعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " عريف " وهو بطن من جشم.
من ولده: فارس قيس وهو: دريد بن الصمة بن الحارث بن بكر بن جلهمة بن خزاعي بن عريف بن جشم العريفي الجشمي، كانت له أيام غارات، كان من فرسان قيس المعدودين، شهد حنينا مع المشركين وقتل كافرا، وكان أعمى، لما نزل المشركون بأوطاس قال: أين أنتم ؟ قالوا: بأوطاس ؟ قال: نعم مجال الخيل، لا حزم ضرس ولا سهل دهس.
وقال لبعض من ضربه بالسيف ولم يؤثر فيه: بئس ما سلحتك أمك !.
[ هامش...(1) هكذا في أياصوفيا وكوبرلي، وفيه سقط فاحش، وفي الاصلين الآخرين سقط من هذا الذي أثبته، فتضاعف الفحش وتداخلت هذه الترجمة مع التي قبلها.
والنص بمعناه التام ما جاء في " الباب ": هذه النسبة: " إلى عريج بن سعد بن جمح، من ولده: أبو محذورة ؟ أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج العريجي الجمحي مؤذن المسجد الحرام، له صحبة ".
وفي " الاكمال " 6: 181 ما يؤيده ].(4/185)
العريفي: بضم العين المهملة، وفتح الراء، بعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " عريف "، وهو بطن من حضرموت.
قال ابن الكلبي في " نسب حضرموت ": عريف بن أبد بن الصدف.
العريني: بفتح العين المهملة، وكسر الراء، بعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عرين " وهو بطن من قبائل عدة، منها بطن من قضاعة، وهو: عرين بن أبي جابر بن زهير بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
من ولده: تويل بن بشر بن حنظلة بن علقمة بن شراحيل بن عرين، قتل مع معاوية رضي الله عنه يوم صفين ومعه اللواء.
ذكر ذلك ابن حبيب عن ابن الكلبي.
والقحل (1) بن عياش بن حسان بن سمير بن شراحيل بن عرين العريني، هو الذي قتل يزيد بن المهلب يوم التل، وقتله يزيد، ضرب كل واحد منهما صاحبه فقتله.
وعرين بطن من يربوع، وهو: عرين بن ثعلبة بن يربوع.
قال يحيى بن معين: أبو ريحانة عبد الله بن مطر العريني، من بني عرين بن ثعلبة.
قال ابن حبيب: وفي تميم: عرين بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة.
قال ابن حبيب أيضا: وفي بجيلة: عرين بن سعد بن نذير بن قسر.
العريني: بضم العين، وفتح الراء المهملتين، بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عرينة " وقصة العرنيين الذين استاقوا إبل النبي صلى الله عليه وسلم فجئ بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم.
[ هامش...(1) في الاصول: " الفحل " بالفاء، والتصويب من " الاكمال " 7: 54، و " التبصير " ص 1064 ].(4/186)
باب العين والزاي العزازي: بفتح العين المهملة، والالف بين الزايين المعجمتين.
هذه النسبة إلى " عزاز " مخففة.
قال الدارقطني الحافظ: وهو موضع بين حران وحلب، ينسب إليها العزازيون.
قال فيه بعض الشعراء (1): إن قلبي بالتل تل عزاز * * * عند ظبي من الظباء الجوازي العزري: بفتح العين المهملة، وسكون الزاي، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " باب عزرة " وهي محلة كبيرة بنيسابور، وكان منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن حسن الفقيه العزري، من محلة باب عزرة.
من نيسابور، وكان من فقهاء أصحاب أبي حنيفة رحمة الله عليهم أجمعين.
سمع أبا سعيد عبد الرحمن بن الحسن، وإبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوريين، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
والعزوري: بفتح العين المهملة، وسكون الزاي المعجمة، وفي آخرها الراء، بعد الواو المفتوحة.
هذه النسبة إلى " عزورة " وهو إسم لجد: أبي محمد سليمان بن الربيع بن هشام بن عزور بن مهلهل النهدي الكوفي العزوري، من أهل الكوفة، حدث عن أبي جنادة حصين بن مخارق، وهمام بن مسلم الزاهد، وكادح بن رحمة، وأبي نعيم الفضل بن دكين.
روى عنه محمد بن جرير الطبري، وأحمد بن [ هامش...(1) نسبه ياقوت في " معجم البلدان " إلى إسحاق الموصلي، وذكر له بيتا ثانيا هو: شادن يسكن الشآم وفيه * * * مع ظرف العراق لطف الحجاز لكن عبارته هكذا: " وذكر أبو الفرج الاصبهاني في " كتاب الديرة " أن عزاز ؟ بالرقة، وأنشد عليه لاسحاق الموصلي.." وذكر البيتين، وقال عقبهما: " وينسب إلى عزاز حلب: أبو العباس.."، وهذا يفهم أن الشعر في عزاز الرقة لا عزاز حلب ].(4/187)
الحسين بن إسحاق الصوفي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد العطار.
ومات سنة أربعين وسبعين ومائتين.
العزيري: بضم العين المهملة، والزاي المفتوحة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى " عزير " الذي اختلفوا فيه: هل هو نبي أو لا ؟ وهو: أبو العباس أحمد بن عبيدالله بن عمار الكاتب العزيري: كان يعرف بحمار العزير، يروي عن عثمان بن أبي شيبة، وسليمان بن أبي شيخ وغيرهما، وكان شيعيا غاليا في التشيع، وله مصنفات في مقاتل الطالبيين وغير ذلك.
وكتاب " غريب القرآن " للعزيري، وهو محمد بن عزير السجستاني المعروف بالعزيري، لانه من بني عزرة.
هكذا ذكره القاضي أبو الفرج محمد بن عبيدالله بن أبي البقاء البصري القاضي، وروى الكتاب عن أبي موسى الاندلسي، عن أبي الفتح بن أبي الفوارس الحافظ، عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، عن محمد بن عزير العزيري.
ومن قال " العزيزي " بالزايين فقد أخطا.
تم المجلد الخامس بحمد الله..في المجلد السادس قوله: باب العين والسين.
العسال.
والحمد لله وحده، وصلى الله عليه محمد وآله (1).
[ هامش...(1) من أياصوفيا، وفي الظاهرية: " آخر المجلد الخامس من الاصل ".
والمجلد السادس من نسخة أياصوفيا غير موجود، فلذا اقتصر في تحقيق نص الكتاب على النسخ الثلاثة الاخرى، ابتداء من هنا، حتى أواخر الجزء التاسع، نسبة: " القيار " ].(4/188)
باب العين والسين العسال: بفتح العين وتشديد السين المهملتين.
هذه اللفظة لمن يبيع العسل ويشتاره، والمشهور بهذه النسبة.
أبو عبد الله محمد بن موسى العسال، نيسابوري فقيه زاهد، يعد من أقران يحيى بن يحيى، سمع ابن عيينة، وهشيما، وابن المبارك، والنضر بن شميل.
روى عنه أحمد بن حرب، وأيوب بن الحسن، ومشايخ عصره.
وأبو جعفر أحمد بن إسحاق بن واضح بن عبد الصمد بن واضح العسال مولى قريش، توفي في صفر سنة أربع وثمانين ومائتين، يروي عن سعيد بن أسد بن موسى وغيره.
قاله ابن يونس.
وأبو بكر بن عبد الوارث بن حرب بن عيسى الاسواني العسال، دعوتهم في موالي عثمان بن عفان، حدث عن محمد بن رمح التجيبي، وعيسى بن حماد بن زغبة وغيرهما.
روى عنه أبو القاسم الطبراني، وأبو بكر بن المقرئ، وأبو أحمد بن عدي وغيرهم، توفي بمصر في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وأبو علي الحسن بن محمد بن أحمد العسال المصري، وكان في تفسير الرؤيا عجبا من العجائب، وسمع الحديث.
ذكره ابن يونس.
توفي بتنيس وحمل منها ميتا في سنة اثنتين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الغني بن عبد العزيز بن سلام العسال الفقيه، يروي عن ابن وهب، وابن عيينة، كان فقيها عاقلا، توفي في المحرم سنة أربع وخمسين ومائتين.
وابن ابنه أبو محمد عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن عبد العزيز العسال سمع من أبيه وغيره، ومات سنة تسع وثلاثين ومائتين.
قاله ابن يونس.
والامام أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان بن محمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله العسال، من أهل أصبهان، ولي القضاء بها خليفة لعبد الرحمن بن أحمد الطبري، إمام كبير جليل القدر أحد أئمة الحديث فهما وإتقانا وأمانة.
قال أبو عبد الله بن(4/189)
منده: طفت الدنيا شرقا وغربا فلم أر مثل أبي أحمد العسال، قرأت على قبره بأصبهان.
وله
تصانيف كثيرة، يروي الحديث عن محمد بن أيوب الرازي، ومحمد بن إبراهيم بن زهير الحلواني، والحسن بن علي السري، وبكر بن سهل الدمياطي، وجماعة كثيرة سواهم، وكانت له رحلة إلى العراق والشام وديار مصر، روى عنه الحافظان أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني، وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني، وتوفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ومولده يوم التروية ستة تسع وستين ومائتين.
وروى عنه أبو إسحاق بن حمزة، وأبو الشيخ الاصبهانيان.
وأبوه أبو جعفر أحمد بن إبراهيم العسال، يروي عن إسماعيل بن عمرو، وسهل بن عثمان وغيرهما.
روى عنه ابنه القاضي أبو أحمد العسال.
وابنه أبو عامر عبد الوهاب بن أبي أحمد العسال القاضي، يروي عن أبيه وغيره، روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ أيضا.
وأبو الرجاء الحسين بن محمد بن الفضل العسال، أخو أستاذنا الحافظ إسماعيل، شيخ صالح، يروي عن أبي عمرو بن منده، وسليمان بن إبراهيم الحافظ سمعت منه بأصبهان وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
وعسال: اسم جد أبي طالب علي بن أحمد بن عسال بن شرحبيل بن عسال بن الصلت الجبلي، من أهل مدينة جبلة، ذكرته في حرف الجيم في الجيم والباء.
العساني: بضم العين، وفتح السين المخففة المهملتين، بعدهما الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عسان " وهو بطن من الصدف، منهم: حماد بن عسان بن جذام بن الصدف وهو عساني، وأخواه دحين وربيعة ابنا عسان.
قاله ابن حبيب عن ابن الكلبي في " نسب حضرموت ".
السعقلاني: بفتح العين المهملة، وسكون السين المهملة، وفتح القاف وبعدها لام ألف وفي آخرها النون.
هذه النسبة لموضعين: أحدهما إلى بلدة من بلاد الساحل مما يلي حد مصر يقال لها " عسقلان " الشام، والثاني إلى محلة ببلخ يقال لها: " عسقلان ".
وعسقلان الشام دمشق يقال لهما: العروسان، من حسنهما.
فأما المنتسب إلى الاول وهو عسقلان الشام هو:(4/190)
محمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني، يروي عن ابن عيينة، والمعتمر بن سليمان.
روى عنه أبو العباس بن الحسن بن قتيبة السعقلاني (1) مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين، وكان من الحفاظ.
والمحدث المشهور أبو الحسن آدم بن أبي إياس واسمه: ناهية ويقال: آدم ابن عبد الرحمن بن محمد العسقلاني، مولى بني تميم، أصله من خراسان، رحل إلى العراقين والحجاز والشام، سكن عسقلان، يروي عن شعبة، وحماد بن سلمة.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري والناس، مات سنة عشرين ومائتين.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: آدم بن أبي إياس العسقلاني، قال: مولى بني تميم، روي عن شعبة، وإسرائيل، والمسعودي، وورقاء.
قال أبو حاتم الرازي: حضرت آدم بن أبي إياس العسقلاني وقال له رجل: سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن شعبة: كان يملي عليهم ببغداد أو يقرأ ؟ قال: كان يقرأ رمزا، وكان أربعة أنفس يكتبون: آدم ويملي الناس.
فقال آدم: صدق، كنت سريع الخط، وكنت أكتب، وكان الناس يأخذون من عندي.
وقدم شعبة فحدث فيها أربعين مجلسا، في كل مجلس مائة حديث، فحضرت أنا فيه عشرين مجلسا، سمعت ألفي حديث وفاتني عشرون مجلسا.
مات سنة عشرين ومائتين.
وحفيده محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني، يروي عن أبي عمير عيسى بن محمد النحاس الرملي.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو الحسين محمد بن محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد السعقلاني، أصله منها،
وهو مقدسي، خرج منها وقت استيلاء الفرنج على بيت المقدس، سمع أباه، وله إجازة عن جماعة كثيرة من العراقيين، قرأت عليه بدمشق، وتوفي بعد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة (2).
وأكثر الانتساب إلى عسقلان الشام.
وأما عسقلان بلخ فهي محلة من محالها.
مضيت إليها وقرأت في مسجدها على جماعة [ هامش...(1) في " اللباب " هنا زيادة كلمة " البلخي "، وهي مقحمة خطأ، وستأتي ترجمته صفحة 452، وفيها النص صراحة على أنه من " عسقلان الشام " من عسقلان بلخ.
(2) وفي " التحبير ": " في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة " وكتب تحت هذا القول بخط مغاير للاصل " بل في ذي القعدة سنة ست وثلاثين " ].(4/191)
الحديث، ومن قال إنها قرية ببلخ فقد وهم (1).
والمشهور بالانتساب إليها: أبويحيى عيسى بن أحمد بن أحمد بن عيسى بن وردان العسقلاني، قال أبو عبد الرحمن النسائي: حدثنا عيسى بن أحمد العسقلاني عسقلان بلخ.
سمع عبد الله بن وهب، وإسحاق بن الفرات المصريين، ويحيى بن أبي الحجاج البصري، وبشر بن بكر التنيسي، وبقية بن الوليد، وضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزرقاء، والنضر بن شميل.
روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي وسئل عنه فقال: صدوق، وروى عنه بعده الائمة والاعلام، وكان أبو العباس السراج يقول: كتب إلي عيسى بن أحمد السعقلاني.
ويقال: إنه أصله بغدادي نزل عسقلان بلخ فنسب إليها.
قال أبو حاتم الرازي في " جمعه أسماء مشايخه ": عيسى بن أحمد العسقلاني صدوق، ببلخ قرية يقال لها عسقلان.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عيسى بن أحمد بلخي ثقة.
وعبد الله بن محمد بن أبي السري العسقلاني، يروي عن أبيه.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وسلامة بن محمود بن عيسى بن قرعة السعقلاني من عسقلان الشام، كان زاهدا ورعا، يروي عن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ قال: وكان يقال إنه من الابدال.
وأبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة بن زيادة بن الطفيل العسقلاني من عسقلان الشام، يروي عن أبيه الحسن، ومحمد بن المصفى الحمصي، وجعفر بن مسافر، وأبي أيوب الخبائري الحمصي، وحرملة بن يحيى التجيبي، وهشام بن عمار، وكثير بن عبيد المذحجي، وإبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، وأبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح، وأبي خالد يزيد بن موهب الرملي، ويحيى بن آدم المصيصي.
روى عنه أبو حاتم بن حبان، وأبو القاسم الطبراني، وأبو أحمد بن عدي، وأبو بكر بن المقرئ وطبقتهم، وتوفي بعد سنة عشر وثلاثمائة.
وابنه أبو الفضل العباس بن محمد بن قتيبة العسقلاني، يروي عن جماعة منهم: [ هامش...(1) هذا تعريض بابن طاهر المقدسي في كتابه " الانساب المتفقة " ص 107، وسيأتي في كلام أبي حاتم الرازي أيضا، ولعلها كانت أيام أبي حاتم قرية قديمة من مدينة بلخ، ثم اتسعت المدينة فانضمت إليها القرية فصارت محلة من محالها ؟ ].(4/192)
عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ الاصبهاني.
العسكري: بفتح العين، وسكون السين المهملتين، وفتح الكاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى مواضع وأشياء، فأشهرها المنسوب إلى " عسكر مكرم " وهي بلدة من كور الاهواز يقال لها بالعجمية: لشكر، ومكرم الذي ينسب إليه البلد هو: مكرم الباهلي، وهو أول من اختطها العرب، فنسبت البلدة إليه، فمنها: أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، صاحب التصانيف الحسنة
المليحة، أحد أئمة الادب، وصاحب الاخبار والنوادر.
وأخوه أبو علي محمد بن عبد الله العسكري، يرويان عن عبد الله بن أحمد بن موسى العسكري عبدان.
وأبو أحمد صاحب كتاب " الزواجر والمواعظ " قدم أصبهان مع أبي بكر بن الجعابي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، ثم قدم أصبهان أيضا سنة أربع وخمسن وثلاثمائة.
هكذا قال أبو بكر بن مردويه.
وأبو مسعود سهل بن عثمان بن فارس العسكري، ثقة، من عسكر مكرم، قد أصبهان أيضا سنة ثلاثين ومائتين، وخرج منها سنة اثنتين إلى الري، ثم رجع إلى العراق ومات بعسكر مكرم صنف " التفسير " و " المسند ".
وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن موسى العسكري المعروف بعبدان، من علماء المسلمين وأئمتهم، كان فاضلا رحل إلى العراق والشام، وصنف التصانيف، وسمع منه الحفاظ والائمة كأبي علي النيسابوري، وأبي القاسم الطبراني وأبي حاتم بن حبان، وأبي الشيخ الاصبهاني، وأبي أحمد بن عدي الجرجاني، ومن لا يعد كثرة.
وجماعة استغنينا عن ذكرهم لشهرتهم، وقد ذكرت عبدان في " الجواليقي ".
وأما المنتسب إلى " عسكر مصر " ففيهم أيضا كثرة، منهم: محمد بن علي العسكري، مفتي أهل العسكر بمصر، حدث وكان يتفقه على مذهب الشافعي، وحدث بكتبه عن الربيع بن سليمان، ويونس بن عبد الاعلى المصرين وغيرهما.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سليمان بن عدي الشافعي العسكري، يروي عن(4/193)
أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي حديثا واحدا، سمع منه أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحان المصري وقال: توفي ليومين خليا من رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
وأبو القاسم سليمان بن داود بن سليمان بن أيوب البزاز العسكري، من عسكر مصر،
يروي عن الربيع ين سليمان المرادي، ومحمد بن خزيمة بن راشد المصري وطبقتهما، وكان ثقة، توفي سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو محمد الحسن بن رشيق المعدل العسكري، من عسكر مصر، كان محدثا مشهورا بمصر، يروي عن أبي عبد الرحمن النسائي، وأحمد بن حماد العتكي، ويموت بن المزرع البصري وغيرهم، وقال أبو زكريا يحيى ابن علي بن محمد الطحان المصري: سألت ابن رشيق عن مولده ؟ فقال: ولدت يوم الاثنين ضحوة لاربع ليال خلون من صفر سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
وتوفي في جمادى الاولى سنة سبعين وثلاثمائة.
وأحمد بن رشيق العسكري، سمع وكتب، وما علمته حدث، وهو أخو شيخنا الحسن بن رشيق.
هكذا ذكره أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحان المصري.
وجماعة ينسبون إلى عسكر سر من رأى الذي بناه المعتصم، لما كثر عسكره وضاقت عليه بغداد وتأذى به الناس، فانتقل إلى هذا الموضع بعسكره، وبنى بها البنيان المليح، وسمي: سر من رأى ويقال لها: سامرة وسامراء.
وسميت " العسكر " لان عسكر المعتصم نزل بها، وذلك في سنة إحدى وعشرين ومائتين.
فمن نسب إلى العسكر بالعراق فلاجل سكنى سامراء، ومنهم من ينسب إلى سامراء ولا يقال له العسكري، وفيهم كثرة، ويتميزون برواياتهم.
وأبو بكر محمد بن سهل بن هارون بن موسى العسكري، سمع حميد ابن الربيع، والحسن بن عرفة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان.
روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي وطالب بن عثمان الازدي، وكان ثقة، وكانت ولادته في سنة سبع وثلاثين ومائتين، ومات في رجب سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
فمن عسكر سامراء.
وأبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العسكري العلوي، كان سكن سر من رأى، وهو أحد من يعتقد فيه الشيعة الامامية، وهو أحد الاثني عشر الذين يعتقدون في إمامتهم، وكانت ولادته
في سنة إحدى وثلاثين ومائتين، ووفاته في شهر ربيع الاول سنة ستين ومائتين بسر من رأى ودفن بجنب أبيه.(4/194)
وأما أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد بن أحمد بن مخلد بن أبان الدقاق المعروف بابن العسكري، فقال: إنما قيل لنا العسكري لان جدي سافر إلى سر من رأى، فلما عاد إلى بغداد سمي العسكري، حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن يحيى المروزي، وأحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، ومحمد بن العباس اليزيدي، وإبراهيم بن عبد الله المخرمي، وحمزة بن محمد بن عيسى الكاتب وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم الازهري، وأبو محمد الجوهري، والحسن بن محمد الخلال، وأحمد بن محمد العتيقي، وأبو الفرج بن برهان، والقاضي أبو العلاء الواسطي وغيرهم، ذكره محمد بن أبي الفوارس الحافظ فقال: كان فيه تساهل، وقال أبو القاسم الازهري: تكلموا فيه، وقال العتيقي: كان ثقة أمينا، وكانت ولادته في شوال سنة ست وثمانين ومائتين، ومات في شوال سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن هارون العسكري الفقيه، أظنه من عسكر سر من رأى، كان يتفقه لابي ثور، وحدث عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد بتصانيفه في الزهد، وعن الحسن بن عرفة، وعباس الدوري وطبقتهم.
روى عنه محمد بن الحسين الآجري، وأبو الحسن الجراحي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو الحسين ابن أخي ميمي الدقاق، ويوسف بن عمر القواس، وأبو عبيدالله المرزباني، وعبد الله بن عثمان الصفار، وكان ثقة، وثقه الدارقطني، وتوفي في شوال سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وأبو إسماعيل محمد بن عبد الله بن منصور الشيباني العسكري الفقيه، صاحب مذهب أبي حنيفة رحمه الله، يعرف بالبطيخي، ذكرته في حرف الباء.
وأبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العسكري من عسكر سامراء، أحد الثقات،
يروي عن عبد الرحمن بن سلام بن المبارك الواسطي، وعبد السلام بن عبيد بن أبي فروة النصيبي.
روى عنه محمد بن القاسم بن محمد المديني، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم.
قدم أصبهان سنة ثمان وتسعين ومائتين، ثم خرج إلى نيسابور ومات بها سنة ثلاثمائة، وكان يحفظ ويصنف وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المعروف بالعسكري من عسكر سر من رأى، أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بغداد، ثم إلى سر من رأى، فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفي بها في أيام المعتز بالله، وهو أحد من(4/195)
يعتقد الشيعة فيه الامامية، ويعرف بأبي الحسن العسكري، وقيل: إن المتوكل في أول خلافته اعتل فقال: لئن برئت لاتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك ؟ فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى يعني أبا الحسن العسكري فسأله فقال: يتصدق بثلاثة وثمانين دينارا، فتعجب قوم من ذلك، وتعصب قوم عليه وقالوا: تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا ؟ فرد الرسول إليه، فقال له: قل لامير المؤمنين: في هذه الوفاء بالنذر، لان الله تعالى قال: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة، ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) (1) فروى أهلنا جميعا أن المواطن في المواقع والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له وأجرى عليه في الدنيا والآخرة.
ولد أبو الحسن العسكري في سنة أربع عشرة ومائتين، ومات بسر من رأى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين، ودفن في داره.
وأبو العباس عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن حماد البزاز الفقيه العسكري، ختن زكريا بن الخطاب، كان يسكن درب الزعفراني، وحدث عن محمد بن عبيدالله بن
المنادي، ومحمد بن إسماعيل الصائغ المكي، وأبي داود السجستاني، ويحيى بن أبي طالب، والحسن بن مكرم، وأحمد بن ملاعب، ومحمد بن سعد العوفي، وأبي قلابة الرقاشي، وأحمد بن الوليد الفحام، ومحمد بن الحسين الحنيني، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، وأحمد بن أبي خيثمة: زهير بن حرب.
روى عنه محمد بن المظفر الحافظ، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج وجماعة، آخرهم محمد بن أحمد بن رزقويه، وكان ثقة، مات في شهر ربيع الاول سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن سعيد بن عبد الله العسكري، من أهل عسكر مكرم، أحد أعيان الجوالين من أصحاب الحديث، كثير التصنيف، حسن الحديث، أعلى إسناده بالبصرة: عمرو بن علي، ونصر بن علي، وأبو موسى الزمن، وبندار، وكتب بالاهواز والري والكوفة وجور، ورد نيسابور وأقام بها على تجارة له مدة، وقد كان أبو علي الحسين بن علي الحافظ كتب عنه بالري أيضا وفي بلدان شتى.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وعلي بن الحسن بن سلم الاصبهاني وهما من أقرانه، وحدث عنه حفاظ الدنيا في عصره، [ هامش...(1) من سورة التوبة الآية 25 ].(4/196)
وتوفي بالري سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة بالري.
وأما أبو بكر محمد بن عبد الرحمن العسكري، منسوب إلى قضاء عسكر المهدي، أحد أصحاب الامام أبي حنيفة رضي الله عنه، كان يتولى القضاء بعسكر المهدي، وهو ممن اشتهر بالاعتزال، وكان يعد من عقلاء الرجال ونبلائهم.
العسيلي: بضم العين، وفتح السين المهملتين، بعدهما الياء آخر الحروف، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " عسيل " وهو بطن من سامة بن لؤي.
هكذا ذكره أحمد بن الهيثم بن قراش بن محمد عن عمه في " بني سامة بن لؤي ".
وهو عسيل بن عقبة بن صمعة بن
عاصم بن مالك بن قيس بن مالك بن حيي بن صبرة بن عتبة بن أبي بن سعد بن الشطن بن مالك بن لؤي بن الحارث بن سامة بن لؤي.(4/197)
باب العين والشين العشاري: بضم العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد الالف.
هذه النسبة لابي طالب محمد بن علي بن الفتح بن محمد بن علي الحربي المعروف بابن العشاري، من أهل بغداد، وهذا لقب جده، لانه كان طويلا فقيل له العشاري لذلك، كان صالحا سديد السيرة مكثرا من الحديث، سمع أبا الحسن علي بن عمر الحربي السكري، وأبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وأبا الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبا الفتح يوسف بن عمر القواس، وأبا القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة، وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وخلقا من هذه الطبقة يطول ذكرهم.
روى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ولم يحدثاه عنه سواه.
وذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب فقال: أبو طالب العشاري كان ثقة دينا صالحا، سألته عن مولده فقال: ولدت في المحرم سنة ست وستين وثلاثمائة.
ومات يوم الثلاثاء التاسع والعشرين من جمادي الاولى سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، قال: وكنت إذ ذاك بدمشق.
العشي: بضم العين المهملة، وفي آخرها الشين المعجمة المشددة.
هذه النسبة إلى " عش " بن لبيد، وهو بطن من قضاعة، قال ابن حبيب عن ابن الكلبي في " نسب قضاعة ": عش بن لبيد بن عداء بن أمية بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضنة بن سعد هذيم بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، وهو شاعر جاهلي، ومن ولده: حريث وعاطف ابنا سليم بن عش بن لبيد.
وذكر لعش بن لبيد الزبير بن بكار في كتاب " النسب " شعرا في أخبار قصي بن كلاب قال: هو فارس الزحاف.(4/198)
باب العين والصاد العصاب: بفتح العين، والصاد المشددة المهملتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
والمشهور بهذه النسبة: الحسن بن عبد الله بن ميسرة العصاب، يروي عن نافع مولى ابن عمر.
روى عنه الفضل بن موسى السيناني.
ومحمد بن إسحاق العصاب، كوفي، يروي عن سلمة بن العوام بن حوشب.
روى عنه الحسن بن الحسين العطار.
العصار: بفتح العين المهملة، وتشديد الصاد، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى عصر الدهن من البزر والسمسم.
وجماعة من أهل العلم والمحدثين اشتهروا بهذه النسبة، منهم: القاسم بن عيسى العصار، دمشقي، يروي عن عبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله بن يزيد بن تميم، ونظرائه.
وأبو موسى هارون بن كامل العصار، مصري، وابناه موسى وأحمد.
وأبو محمد هاشم بن يونس العصار المصري، يروي عن أبي صالح عبد الله بن صالح، وعلي بن معبد، ونعيم بن حماد.
روى عنه أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، وعلي بن محمد المصري، وسليمان بن أحمد الطبراني.
ويحيى بن هشام العصار، يروي عن الثوري، وإسرائيل بن يونس.
حدث عنه محمد بن علي بن مروان.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن العباس العصار الجرجاني، يروي عن الحسين بن علي العجلي، وهشام بن يونس اللؤلؤي وغيرهما.
روى عنه إبراهيم بن موسى، وأحمد بن موسى الجرجانيان.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن العصار الجرجاني، من أهل جرجان كان مع(4/199)
أحمد بن حنبل في الرحلة إلى اليمن وغيره، وهو أول من أظهر مذهب الحديث بجرجان، روى عن عبد الرزاق، وإبراهيم بن الحكم وغيرهما.
روى عنه أبو إسحاق عمران بن موسى السختياني، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن، وإبراهيم بن نومرد وغيرهم.
العصاري: بفتح العين، والصاد المهملتين، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " العصار " وقد ذكرناه، وقد جرت عادة عدة من البلاد أن ينتسب أهلها إلى الحرف، مثل: خوارزم وجرجان وآمل طبرستان.
والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن أحمد بن محمد بن العباس العصاري الاقطع الجرجاني، يروى عن أبي عبد الله العصاري الجرجاني، والمفضل بن فضالة، وموسى بن عبد الرحمن المسروقي وغيرهم.
ذكره حمزة بن يوسف السهمي الحافظ (1).
وأبو عامر أحمد بن علي بن أبي سعد العصاري الجرجاني إمام صالح ثقة مكثر من الحديث، رحل إلى العراق وأصبهان، وأدرك الشيوخ، سمع بجرجان أبا الغيث الثقفي، وإبراهيم بن عثمان الجلالي، وببغداد أبا غالب الباقلاني، وجعفرا السراج، وبأصبهان أبا مطيع المصري، وأبا سعد المطرز وغيرهم.
قدم علينا مرو أولا سنة سبع وعشرين وكتبت عنه ثم لقيته بجرجان وقرأت عليه الكثير، وقدم علينا مرو ثانية سنة نيف وأربعين، وسمعت منه كتاب " حلية الاولياء " لابي نعيم الحافظ، ثم لقيته بنيسابور سنة أربع وأربعين وكان آخر العهد به.
العصايدي: بفتح العين والصاد المهملتين، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الدال، هذه النسبة إلى عمل " العصيدة " واشتهر بهذه النسبة: أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد بن أحمد العصايدي، لعل بعض أجداده
كان يعمل هذه، وسعيد كان صالحا سديدا، وإسماعيل هذا كان شيخا كاتبا شهما، ذا بصر بالامور الجليلة، مليح الشيبة، سمع بقراءته جدي الامام أبي المظفر عن جماعة، منهم: أبو بكر محمد بن يحيى بن إبراهيم المزكي، وأبو سعيد عبد الرحمن بن منصور بن [ هامش...(1) في " تاريخ جرجان " ص 59.
وصنيع الحافظ السهمي فيه يدل على أنه يرى أن هذا المترجم هو غير الذي سبقت ترجمته في " العصار " ص 462، والله أعلم، وقريب جدا أن يكون واحدا، لكنه أعلم بأهل بلده.(4/200)
رامش (1)، وأبو بكر محمد بن عبد الجبار بن علي الاسفرايني، وأبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني وغيرهم، حدث بالكثير، وعمر العمر الطويل، وأملى مدة مديدة بجامع نيسابور، وحضرت مجلس إملائه وكتبت عنه بمرو ونيسابور، وكانت ولادته في سنة خمس وستين وأربعمائة بنيسابور، ووفاته بقصبة خواف.
العصبي: بفتح العين والصاد المهملتين، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى عصبة " وهو بطن من قضاعة.
قال ابن حبيب: وعو عصبة بن هصيص بن حيي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين بن جسر.
وعصبة جد تميم بن زيد بن دحمان بن منبه بن معقل بن حارثة بن مبذول بن عصبة العصبي صاحب الهند، له يقول الفرزدق: تميم بن زيد لا تكونن حاجتي * * * بظهر فلا يخفى علي جوابها وأيوب بن عصبة بن أمرئ القيس، شاعر له شعر كثير في وقعة الهرمزان بنهر تيري.
ذكره سيف في " الفتوح ".
وأما أبو الحسن علي بن الفتح بن العصب الملحي الشاعر العصبي.
ينسب إلى جده، يروي عن ابن أبي عوف البزوري، وأبي بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي (2).
العصري: بفتح العين والصاد المهملتين، في آخرها راء مهملة.
هذه النسبة إلى " عصر " وهو بطن من عبد القيس، وهو: عصر بن عوف بن عمرو بن
عوف بن جذيمة.
قاله ابن حبيب: وقال: في طئ: عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود وفي عميرة: عصر بن علي بن عايش بن زبينة بن إياس بن ثعلبة بن جارية بن [ هامش...(1) وفي " اللباب " " دامش ".
(2) قال ابن الاثير رحمه الله: " قلت: فاته النسبة إلى العصبة بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، ينسب إليه خلق كثير، منهم: لاهز بن قريط بن سري بن الكاهن بن زيد بن العصبة، أحد نقباء بني العباس، قتله أبو مسلم الخراساني لقوله لنصر بن سيار: " إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك ".
وأظن أن أبا سعد أراد هذا العصبة بن امرئ القيس، فغلط في قوله: له شعر في وقعة الهرمزان بنهر تيري، لان هذا العصبة هو جد أيوب بن مجروف بن عامر بن الصعبة، وأيوب شاعر إلا (أنه) أقدم من عهد الهرمزان، لانه جد عدي بن زيد العبادي، لان عدي بن زيد بن حمار بن زيد بن أيوب، فإن كان أراده فقد أخطأ، وإن لم يرده فقد فاته ".
قلت: انظر ترجمة لاهز وضبطه رجال نسبه فيما تقدم 7: 407 " الشوالي ".
وهذا الظن من ابن الاثير هو كالاصل لكلام المعلمي في تعليقه على " الاكمال " 6: 212 ].(4/201)
فهم بن بكر بن علبة.
والمشهور منها: المنذر بن عايذ العصري المعروف بالاشج العبدي.
قال الدارقطني: الاشج العبدي أشج بني عصر، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي بكرة.
قال ابن أبي حاتم: وروى عنه المثنى بن ماري العبدي سوى ابن أبي بكرة.
وأبو حسان خليد بن حسان العبدي العصري الهجري، سكن بخارى، يروي عن الحسن البصري.
روى عنه خازم بن خزيمة، قال أبو حاتم بن حبان: خليد يخطئ ويهم.
ومحمد بن عبيد الله العصري، من أهل البصرة، يروي عن ثابت ما لا يتابع عليه كأنه ثابت آخر ! لا يجوز الاحتجاج به ولا الاعتبار بما يرويه إلا عند الوفاق للاستئناس به.
ومحمد بن ثابت العصري، يروي عن نافع.
وأبو سليمان خليد بن عبد الله العصري، يروي عن أبي الدرداء.
وأبو سليمان كعب بن شبيب العصري، حدث عنه سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد.
وقال الطبراني: عمرو بن المسبح بن كعب بن طريف بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ، كان أرمى العرب، وعاش عمرو بن المسبح خمسين ومائة سنة، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد إليه واسلم.
وقد ذكرته في حرف الطاء في ترجمة " الطائي ".
العصري: بكسر العين وسكون الصاد وفي آخرها الراء المهملات.
هذه النسبة إلى " عصر " وهو بطن من قضاعة، وهو: عصر بن عبيد بن وائلة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
قال ابن إسحاق وموسى بن عقبة وأبو معشر والواقدي: هو عصر بكسر العين، وقال ابن الكلبي: عصر بفتح العين والصاد.
والمنتسب إليه: نعمان بن عصر، قاله الطبري.
وقال عروة بن الزبير نعمان بن عصر، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: هو لقيط بن عصر، شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها، وقتل يوم اليمامة.
ذكر ذلك الطبري محمد بن جرير صاحب " التاريخ ".
العصفري: بضم العين، وسكون الصاد المهملتين، وضم الفاء، بعدها راء مهملة.
هذه النسبة إلى " العصفر " وبيعه وشرائه، وهي شئ تصبغ به الثياب، والمشهور بهذه النسبة:(4/202)
أبو عمر خليفة بن خياط العصفري، من أهل البصرة، يعرف بشباب، يروي عن سفيان بن عيينة، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان، وعامة البصريين.
قال ابن حبان: حدثنا عنه الحسن بن سفيان وكان متقنا عالما بأيام الناس وأنسابهم.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه ؟ فقال: لا أحدث عنه، هو غير قوي، كتبت
من " مسنده " أحاديث ثلاثة عن أبي الوليد، فأتيت أبا الوليد وسألته عنها فأنكرها وقال: ما هذه من حديثي ! فقلت: كتبتها من كتاب شباب العصفري فعرفه وسكن غضبه.
قال ابن أبي حاتم: وانتهى أبو زرعة إلى أحاديث كان أخرجها في فوائده عن شباب العصفري، فلم يقرأ علينا، فضربنا عليه وترك الرواية عنه.
وجده أبو هبيرة خليفة بن خياط العصفري الليثي، سمع حميدا الطويل، وكان راويا لعمرو بن شعيب.
روى عنه أبو الوليد الطيالسي، مات سنة ستين ومائة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن منقذ بن إبراهيم بن عيسى بن يحيى العصفري مولى خولان، من أصحاب عبد الله بن وهب، كانت كتبه احترقت قديما وبقيت له منها بقية، وكان يحدث بما بقي له من كتبه، وبنو عمه يزعمون أنهم من ولد عامر بن فهيرة، والاشهر أنه مولى خولان ثم رضا.
توفي ليلة الخميس لتسع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسع وستين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن موسى العصفري، من أهل بغداد، سمع الحسن بن عرفة، وسعدان بن نصر، وحفص بن عمرو الربالي، وأحمد بن منصور الرمادي وغيرهم.
روى عنه أبو أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ، وذكر أنه بغدادي، سكن طرسوس وهناك سمع منه.
وأبو بكر محمد بن إسحاق بن عامر بن جبلة العصفري، من أهل سمرقند، كان من أفاضل الناس وممن له الرحلة والرغبة في طلب العلم والجهاد، يروي عن أبي حاتم الرازي، وأبي بكر محمد بن عيسى الطوسوسي وأحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل البصري، وأبي علي صالح بن محمد الحافظ جزرة وغيرهم.
روى عنه محمد بن أبي سعد الحافظ السرخسي، ومعتمر بن جبرئيل بن عاصم الكرميني وغيرهما.
وأخوه أبو عمرو محمد بن إسحاق العصفري، كان من خيار عباد الله الصالحين فضلا وورعا ورغبة في الغزو والجهاد وطلب العلم، رحل إلى العراق، وكتب بها عن إبراهيم بن إسحاق الحربي، ومحمد بن يونس الكديمي، وسمع بسمرقند أبا الفضل محمد بن إبراهيم
البكري، وسعيد بن خشنام السمرقندي، ومحمد بن نصر المروزي وغيرهم، وكان على أيام الجمع بجامع سمرقند، يروي عنه أبو سعد الادريسي، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم(4/203)
الكاعدي وغيرهما.
مات سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
العصفوري: بضم العين وسكون الصاد المهملتين، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عصفور " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: عصفور بن سدار مولى شداد بن هميان السدوسي والمنتسب إليه: أبو علي محمد بن عيسى بن شيبة بن الصلت بن عصفور البصري العصفوري، من أهل البصرة، سكن مصر وبها حدث، وتوفي بها يوم السبت لخمس خلون من جمادي الآخرة سنة ثلاثمائة.
وقرابته أبو الحسن علي بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي مولاهم العصفوري، وهو أخو يعقوب بن شيبة البصري.
سكن بغداد مدة، ثم انتقل إلى مصر فسكنها وحدث بها عن يزيد بن هارون، والحسن بن موسى الاشيب، وعبد العزيز بن أبان، وقبيصة بن عقبة، ويحيى بن يحيى النيسابوري.
روى عنه عبد العزيز بن أحمد الغافقي وغيره من الصريين أحاديث مستقيمة.
قال أبو سعيد بن يونس: علي بن شيبة بن الصلت بن عصفور مولى هميان بن عدي السدوسي، بصري قدم مصر وسكنها وحدث بها، وكان قدومه إلى مصر من بغداد، وتوفي بمصر في ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ومائتين، وكان قد عمي قبل موته بيسير.
وأبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي العصفوري، من أهل البصرة، سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، ويعلى بن عبيد، ومعلى بن منصور، وأبا نعيم، وقبيصة بن عقبة، ومسلم بن إبراهيم.
روى عنه ابن ابنه محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، وكان ثقة، سكن بغداد، وحدث بها وبسر من رأى، وصنف " مسندا "
معللا، إلا أنه لم يتممه، وروي أن يعقوب كان في منزهل أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين لتبييض " المسند " ونقله، ولزمه على ما خرج من " المسند " عشرة آلاف دينار ! قال: وقيل: إن نسخة بمسند أبي هريرة شوهدت بمصر فكانت مائتي جزء.
والذي ظهر له مسند العشرة وابن مسعود، وعتبة بن غزوان، والعباس، وبعض الموالي.
هذا الذي رؤي من مسنده حسب.
وكان على مذهب مالك.
ومات في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وستين ومائتين ببغداد.
العصمي: بضم العين وسكون الصاد المهملتين: هذه النسبة إلى " عصم " وهو اسم رجل من أجداد المنتسب إليه، وهو ينسب لبيت كبير(4/204)
مشهور من أهل العلم بهراة، أشهرهم: أبو عبد الله بن أبي ذهل العصمي، واسمه: محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن عصم بن بلال بن بجادة الضبي العصمي، كان رئيسا عالما فاضلا مكثرا من الحديث، حدث سنين على الصحة والاستقامة، سمع منه جماعة من العلماء ماتوا قبله سمع بهراة أبا الحسن محمد بن عبد الله بن محمد المخلدي، وأبا جعفر محمد بن معاذ الماليني، وبنيسابور أبا الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى الماسرجسي، وأبا عمرو الحيري، وبالري عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وأبا عبد الله أحمد بن خالد الحروري، وببغداد أبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا عمر محمد بن يوسف بن يعقوب القاضي وطبقتهم، وأدرك ببغداد أبا القاسم ابن بنت أحمد بن منيع حيا ولكن كان في آخر مرضه الذي مات فيه فلم يتفق له الاستماع منه، سمع منه الحفاظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، وابو الحسين محمد بن ابن محمد الحجاجي، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن البيع، وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وغيرهم.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " فقال: أبو عبد الله بن أبي ذهل
العصمي، الرئيس الوجيه العالم، سمع بهراة، وأول سماعه بها سنة تسع وثلاثمائة، وورد نيسابور سنة ست عشرة وثلاثمائة، ودخل بغداد سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وذكر العصمي قال: كتب عني الحديث سنة عشرين وثلاثمائة إملاء، وقد توفي جماعة من أهل العلم حدثوا عني في حياتي وأودعوها مصنفاتهم.
قال الحاكم: وكان العصمي يقيم بنيسابور السنة والسنتين وأكثر، وكنت أنتقي عنه في مجالسه، وقد كان يعاشر الصالحين وأماثل الفقهاء من أئمة الدين ويفضل عليهم إفضالا بينا أثره، حتى إنه كان يضرب له الدنانير، وكل دينار منها مثقال ونصف وأكثر من ذلك، فيتصدق بها ثم يقول: إني لافرح إذا ناولت فقيرا كاغدة فيتوهم أنه فضة فيفتحه فيفرح إذا رأى صفرته، ثم يزنه فيفرح إذا زاد على المثقال.
وما كان يدخل عشر غلاته داره، وكان يحملها من الصحراء إلى المستورين والفقراء وكان أكثر المتجملين من أهل هراة يتقوتون من أعشاره طول السنة.
وحكي عنه أنه قال: ما مسست بيدي درهما ولا دينارا أكثر من ثلاثين سنة، وذلك أن العادة جرت في أكثر الناس من الحجامين والكناسين وأمثالهم أن يطرحوها في أفواههم وآذانهم، وليس للناس في غسلها وتطهيرها عادة.
قال الحاكم: وصحبت أبا عبد الله العصمي في السفر والحضر فما رأيت أحسن وضوءا(4/205)
وصلاة منه، ولا رأيت في مشايخنا أحسن تضرعا ولا ابتهالا في دعواته منه ! وكان الاكابر من أئمة عصره يثنون عليه ويصفونه بخصال الايمان مثل الورع الصادق، والسخاء، وحسن الخلق، والتواضع، والاحسان إلى الفقراء.
وكانت ولادته سنة أربع وتسعين ومائتين، ثم استشهد بنيسابور برساتيق خواف في قرية سلويل لتسع بقين من صفر سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، وكان دخل الحمام فلما خرج لبس قيصا ملطخا بالسم، فلما أحس بالموت دعا بدواة فكتب ملطفة شاع ذكرها في بلاد خراسان، وأوصى أن يحمل تابوته إلى تنوران من هراة، فنقل إليها ودفن بها رحمه الله.(4/206)
باب العين والطاء العطار: هذه النسبة إلى بيع " العطر " والطيب، والمنتسبون إلى هذه الصنعة جماعة كثيرة من العلماء والمحدثين، وقد ذكر أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن سعيد بن إسماعيل السعدي التميمي الهروي في كتابه " الصناع من الفقهاء والمحدثين " جماعة كثيرة قريبا من خمسين نفسا، منهم: أبو حمزة العطار، عن ابن سيرين، روى عنه الاصمعي.
وأبو الهيثم العطار اسمه عمار، روى عنه شعبة، وهو كوفي.
وأبو حاتم العطار، سمع ابن سيرين، سمع منه وكيع.
وأبو عامر صالح بن رستم العطار، وهو يعرف بالخزاز، روى عنه يزيد بن هارون.
وأبو الورقاء فائد بن عبد الرحمن العطار، روى عنه حماد.
ومرحوم بن عبد العزيز العطار، بصري، روى عنه الثوري.
وابنه عنبس بن مرحوم العطار، قال أحمد بن حنبل: مرحوم رجل صالح.
ويحيى بن سعيد العطار الحمصي، روى عنه حيوة الحمصي.
والعلاء بن عبد الجبار العطار، من أهل البصرة، سكن مكة وولد له بها ابنه أبو بكر عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار العطار.
قال أبو حاتم بن حبان البستي: أبو بكر العطار من أهل مكة، أصله من البصرة، سكن أبوه مكة وولد بها عبد الجبار، روى عن ابن عيينة.
روى عنه الناس، مات بمكة سنة ثمان وأربعين ومائتين، وكان متقنا.
سمعت ابن خزيمة يقول: ما رأيت أسرع قراءة من بندار وعبد الجبار بن العلاء.
قلت: روى عن عبد الجبار جماعة من الائمة مثل أبي عيسى الترمذي، وأبي عبد الرحمن النسائي، ومسلم بن الحجاج القشيري، وعمر بن محمد البحيري وغيرهم.
ومن القدماء: سليمان العطار، من أهل واسط، والد صلة بن سليمان، يروي عن(4/207)
رياح بن عبيدة، عن ابن عمر.
روى عنه شعبة بن الحجاج.
وأبو علي سيما بن عبد الله العطار، مولى الخازمية ووكيله، من أهل نيسابور، وكان صحيح السماع والكتاب، وعهدت (1) مشايخنا يقولون: لم يعرف لاحد من الوجوه في نيسابور مولى كمولى الخازمية سيما، وكان كاتبا حاسبا معروفا بالامامية، سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد المقرئ العطار، شيخ قرأ على القاضي أبي العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، قرأ عليه الامام المقرئ أبو نصر محمد بن أحمد بن علي بن حامد المقرئ الكركانجي وذكره في كتابيه " التذكرة " و " المعول ".
ومحمد بن جامع العطار، يروي عن عبد العزيز بن عبد الصمد.
روى عنه العباس بن عزير القطان.
العطاردي: بضم العين، وفتح الطاء، وكسر الراء، والدال المهملات.
هذه النسبة إلى " عطارد " هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو عمر أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي العطاردي، من أهل الكوفة، قدم بغداد وحدث بها عن عبد الله بن إدريس الاودي، وأبي بكر بن عياش، وحفص بن غياث، ويونس بن بكير، ومحمد بن فضيل، ووكيع بن الجراح، وكان عنده عن أبي معاوية " تفسيره " وعن يونس بن بكير " مغازي " محمد بن إسحاق.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو القاسم البغوي، وقاسم بن زكريا المطرز، والمحاملي، وابن صاعد، وكان ضعيفا تكلموا فيه، ووثقه جماعة، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين ومائة في عشر ذي الحجة، ومات في شعبان سنة اثنتين ومائتين
بالكوفة.
قال ابن أبي حاتم: العطاردي كتبت عنه وأمسكت عن التحديث عنه لما تكلم الناس فيه، وسمعت أبي يقول: أحمد بن عبد الجبار ليس بقوي.
وقرابته أبو الحسن المصري الحاجبي العطاردي.
ذكرته في الحاء المهملة.
وأبو سفيان طريف بن سفيان السعدي العطاردي، هو الذي يقال له: طريف بن سعد، وقد قيل طريف بن شهاب، ويقال أيضا: طريف الاشل، يحتالون فيه لكي لا يعرف،(4/208)
يروي عن أبي نضرة والحسن.
روى عنه شريك والكوفيون، كان شيخا مغفلا يهم في الاخبار حتى يقلبها، ويروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، وكان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عن أبي سفيان السعدي بشئ قط، قاله عمرو بن علي.
وأبو السعادات أحمد بن محمد بن غالب العطاردي، شيخ فاظل عالم، وله شعر فائق رائق، من أهل كرخ بغداد، غير أنه كان يميل إلى التشيع على ما هو مذهب أكثر الكوفيين، سمع القاضي أبا يوسف عبد السلام بن يوسف القزويني، وأبا المعالي أحمد بن علي بن قدامة الحنفي، وهو شيخ ما كان يعرفه أصحاب الحديث ولا أبو بكر بن كامل المفيد، نزلت عليه وكتبت عنه " كتاب طيف الخيال " للمرتضى، وكتبت عنه من شعره مقطعات أيضا (1).
العطشي: بفتح العين والطاء المهملتين، وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " سوق العطش " وهو موضع ببغداد بالجانب الشرقي، منه: أبو بكر محمد بن فارس بن حمدان بن عبد الرحمن العطشي المعبدي، ذكرته في الميم مع العين المهملة.
وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد بن حمزة العطشي، من أهل بغداد، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: حدث عن الحسين بن محمد بن المطبقي، وأبي سعيد أحمد بن محمد بن الاعرابي وغيرهما روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي
الجواليقي، الكوفي، وذكر أنه سمع منه بالكوفة في صفر سنة تسع وخمسين وثلاثمائة عند مرجعه من الحج.
وأبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى بن عمرو بن بيان بن فروخ البزاز العطشي المعروف بالادمي، كان ثقة صدوقا حسن الحديث، ينزل سوق العطش، سمع محمد بن ماهان زنبقة، وعباس بن محمد الدوري، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، ومحمد بن الحسين الحنيني، وموسى بن سهل الوشاء، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وأبا قلابة الرقاشي، وأبا الاحوص محمد بن الهيثم القاضي.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، وأبو سهم محمود بن عمر [ هامش...(1) قال ابن الاثير في " اللباب " متعقبا: " قلت: لم يذكر السمعاني النسبة إلى عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة، بطن من تميم، منهم: أبو رجاء العطاردي، واسمه عمران بن تيم.
وجماعة سواه، وهم أشهر من كل من ذكره " ].(4/209)
العكبري، وأبو الحسين بن بشران، وأبو علي بن شاذان، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني.
وقال أبو بكر الخطيب: سألت أبا بكر البرقاني عن أبي بكر الادمي القاري ؟ فقال: لا أعرف حاله، لكن أحمد بن عثمان الادمي ثقة.
توفي في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
وأبو علي محمد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن إسماعيل البزاز العطشي شيخ ثقة مأمون، من أهل بغداد، سمع جعفر بن محمد الفريابي، وأبا يعلى الموصلي، ومحمد بن صالح بن ذريح العكبري، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر بن أبي داود السجستاني.
روى عنه أبو محمد الخلال، وعلي بن طلحة المقرئ، وأبو الفرج الطناجيري، والحسن بن علي الجوهري.
توفي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبدوس العطشي المقرئ، من أهل بغداد، حدث عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وحماد بن الحسن بن عنبسة الوراق، وعلي بن حرب الطائي، ومحمد بن إسحاق الصغاني.
روى عنه أبو بكر محمد بن الحسين الآجري وأبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس وغيرهم.
مات في ذي الحجة سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
العطوفي: بفتح العين، وضم الطاء المهملتين، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " عطوف " والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن وهب بن واقد بن هرثمة العطوفي، من أهل بغداد، سكن الشام وحدث بها وبمصر عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومحمد بن نصر بن منصور الصائغ، ويوسف بن يعقوب القاضي، وجعفر بن محمد الفريابي، ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الاصبهاني، وتمام بن محمد بن عبد الله الرازي الحافظان، وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر النحاس، وذكر أنه سمع منه في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وكان صدوقا.
العطوي: بفتح العين، والطاء المهملتين، وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى " عطية " وهو اسم لجد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة:(4/210)
الشاعر أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن عطية العطري، وقيل: هو محمد بن عطية، من أهل البصرة، مولى بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، وكان يعد في متكلمي المعتزلة، ويذهب مذهب الحسين النجار في خلق الافعال، قدم بغداد أيام أحمد بن أبي دؤاد فاتصل به بسر من رأى مدة، وشعره يستحسن، وللمبرد منه اختيارات، وقد روى عنه بعض شعره أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي وغيره.
حكي عن أبي العباس المبرد أنه
قال: كان العطوي لا ينطق بالشعر معنا بالبصرة، ثم ورد علينا شعره لما صار إلى سر من رأى، وكنا نتهاداه، وكان مقترا عليه، ظاهر الدمامة والوسخ، منهوما بالنبيذ، وله فيه وفي الصبوح وذكر الندامى والمجالس أحسن قول، وليس له شئ يسقط، ومن ذلك قوله: يأمل المرء أبعد الآمال * * * وهو رهن بأقرب الآجال لو رأى المرء رأي عينيه يوما * * * كيف صول الآجال بالآمال لتناهى وأقصر الخطو في الل * * * هو ولم يغترر بدار الزوال نحن نلهو ونحن يحصى علينا * * * حركات الادبار والاقبال فإذا ساعة المنية حمت * * * لم يكن غير عاثر بمقال أي شئ تركت يا عارفا بال * * * له للممترين والجهال تركب الامر ليس فيه سوى أن * * * ك تهواه فعل أهل الضلال أنت ضيف، وكل ضيف وإن * * * طالت لياليه مؤذن بارتحال أيها الجامع الذي ليس يدري * * * كيف حوز الاهلين للاموال يستوي في الممات والبعث والمو * * * قف أهل الاكثار والاقلال ثم لا يقسمون للنار والجن * * * نة إلا بسالف الاعمال وأما العطوية فطائفة من الخوارج، انتسبوا إلى عطية بن الاسود الحنفي اليمامي، وكان قد وقع بينه وبين أبي فديك رجل آخر من الخوارج حرب فأنفذ عبد الملك بن مروان معمر بن عبد الله بن معمر إلى حرب أبي فديك، فحاربه أياما ثم قتله، ولحق عطية بأرض سجستان وظهر له أصحاب، فيقال لاصحابه: العطوية.(4/211)
باب العين والفاء العفصي: بفتح العين المهملة، وسكون الفاء، وفي آخرها الصاد المهلمة.
هذه النبة إلى " العفص " وهو شئ يخلط بشئ آخر وتسود به الاشياء، والمشهور
بهذه النسبة: أبو حامد أحمد بن محمد بالويه العفصي، سمع أبا علي محمد بن عمرو الحرشي، وأحمد بن سلمة البزار، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: أبو حامد بن بالويه، أبو حامد العفصي، وبالويه اسمه محمد، وكان مستسلما.
فأما أبو حامد فإنه صدوق، سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، والحسن بن أحمد بن الليث، وببغداد بشر بن موسى الاسدي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وبمكة أحمد بن طاهر بن حرملة بن يحيى التجيبي، وقرأ " المسند الصحيح " عن أحمد بن سلمة، وكتاب " الزهد " عن أبي بكر الاسماعيلي، عن أحمد بن أبي الحواري، وتوفي أبو حامد العفصي يوم الخميس السادس والعشرين من جمادى الاولى سنة ثلاثه وأربعين وثلاثمائة وكان العفصي يقول: سمعت أحمد بن سلمة يقول: صحبت مسلم بن الحجاج من سنة سبع وعشرين إلى أن دفنته سنة تسع وخمسين ومائتين.(4/212)
باب العين والقاف العقابي: بضم العين الهملة، وفتح القاف، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " العقابة " (1) وهو بطن من حضرموت، ورأيت بخطي في " تاريخ مصر " ألفا مقيدا.
والمشهور بهذه النسبة: أواب بن عبد الله بن محمد بن الحضرمي العقابي من بطن يقال لهم: العقابة، كتب عن ابن عفير، ويحيى بن بكير، مات قديما.
قاله ابن يونس: وإسحاق بن عمرو بن سبطة الحضرمي من بطن يقال لهم: العقابة، يروي عن يحيى بن حسان، وأسد بن موسى.
توفي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
العقبي: بفتح العين المهملة والقاف، وفي آخرها الباء.
هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما العقبة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الانصار بها قبل
الهجرة، وجماعة من الصحابة يقال لكل واحد منهم: عقبي، يعني شهد بيعة العقبة.
وفيهم كثرة.
والثاني عقبة وراء نهر عيسى بن علي قريبة من دجلة بغداد.
خرج منها: أبو أحمد حمزة بن محمد بن العباس بن الفضل بن الحارث بن جنادة بن شبيب بن يزيد الدهقان العقبي، سمع العباس بن محمد الدوري، ومحمد بن منده الاصبهاني، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي.
ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن الوليد الفحام وطبقتهم، روى عنه أبو الحسن الداقطني، وأبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن عبد الملك ابنا بشران، وأبو الحسين بن فضل القطان، وأبو علي بن شاذان.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: حمزة بن محمد بن العباس الدهقان كان ثقة يسكن العقبة وراء نهر عيسى بن علي قريبا من [ هامش...(1) وفي " لب اللباب: " العقاب ".
وما أثبته هو في الاصول الثلاثة و " اللباب " و " تاج العروس " 1: 359 نقلا عن " أنساب " البلبيسي.(4/213)
دجلة، وتوفي في ذي القعدة سنة سبع وأربعين وثلاثمائة.
العقبي: بفتح العين المهملة، وكسر القاف، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " العقب " وظني أنه بطن من كنانة، والفرق بين السابق ذكره وهذا: أن ذلك بفتح القاف، وهذا بكسرها.
والمنتسب إليه: أبو العافية فضل بن عمير بن راشد بن عبد الله بن سعيد بن شريك بن عبد الله بن مسلم بن نوفل بن ربيعة بن مسلم الكناني ثم العقبي، ثم أهل مصر، يروي عن عبد الله بن وهب، وعبد الرحمن بن القاسم وغيرهما، وولي القضاء بكورة تدمير من نواحي مصر (1)، وتوفي سنة سبع وتسعين ومائة.
العقدي: بفتح العين المهملة، وبالقاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى بطن من بجيلة، وقال صاحب " كتاب العين ": العقديون بطن من قيس.
والمشهور بهذه الانتساب: أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي، يروي عن شعبة، وعلي بن المبارك.
العقدي: بضم العين المهملة، وفتح القاف، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عقدة " وهو لقب والد أبي العباس بن عقدة الحافظ، وإنما لقب بذلك لعلمه بالتصريف والنحو كان بورق بالكوفة ويعلم القرآن والادب.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن عجلان العقدي الكوفي المعروف بابن عقدة الحافظ، من أهل الكوفة، وزياد هو مولى عبد الواحد بن عيسى بن موسى الهاشمي عتاقة، وجده عجلان هو مولى عبد الرحمن بن سعيد بن قيس الهمداني، كان حافظا متقنا مكثرا عالما، جمع التراجم والابواب والمشيخة، وأكثر الرواية وانتشر حديثه، سمع أحمد بن عبد الحميد الحارثي، وعبد الله بن أسامة (2) الكلبي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وعبد الله بن أبي مسرة، المكي، ومحمد بن عبيدالله بن المنادي، والحسن بن مكرم، وأحمد بن أبي خيثمة، [ هامش...(1) قال ابن الاثير متعقبا: " قلت: قد ذكر أبو سعد أي المصنف في حرف التاء 3: 28 أن تدمير من الاندلس.
وهو الصحيح لاننا سمعناه من كثير من أهلها كذلك ".
(2) من الاصول " واللباب " و " تذكرة الحفاظ " ص 839، وفي " تاريخ بغداد " 5: 14: " بن أبي أسامة " ].(4/214)
وعبد الله بن روح المدائني وغيرهم.
يروي عنه الاكابر من الحفاظ مثل أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، وأبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبي نعيم عبد الله بن عدي الجرجاني (1)، وأبي الحسين محمد بن المظفر البغداد، وأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبي حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وعبد الله بن موسى الهاشمي، وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وأبي حفص عمر بن إبراهيم الكناني وخلق يطول ذكرهم.
وحكى أبو أحمد الحافظ النيسابوري قال: قال لي أبو العباس بن عقدة: دخل البرديجي الكوفة فزعم أنه أحفظ مني، فقلت: لا تطول، نتقدم إلى دكان وراق ونضع القبان، ونزن من الكتب ما شئت، ثم تلقى علينا، فنذكره، فبقي..وكان الدارقطني يقول: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن عبد الله بن مسعود إلى زمن أبي العباس بن عقدة أحفظ منه.
وقال أبو الطيب بن هرثمة: كنا بحضرة ابن عقدة المحدث نكتب عنه، وفي المجلس رجل هاشمي إلى جانبه، فجرى حديث حفاظ الحديث فقال أبو العباس: أنا أجيب في ثلاثمائة ألف حديث من حديث أهل بيت هذا، سوى غيرهم.
وضرب بيده على الهاشمي.
ولد سنة تسع وأربعين ومائتين ليلة النصف من المحرم، ومات في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
العقدي: بضم العين الهملة، وسكون القاف، والدال المهملة.
هذه النسبة إلى " عقدة " وهي اسم امرأة والمشهور بهذه النسبة: الطرماح بن الجهم الطائي ثم العقدي، شاعر راجز.
وبنو سنبس بن معاوية بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ، أمهم: عقدة بنت معتر بن بولان، وإليها ينسبون.
قاله ابن ماكولا (2).
العقرقوفي: بفتح العين المهملة، والراء الساكنة بين القافين: أولاهما مفتوحة والثانية [ هامش...(1) هكذا في الاصول جميعها، وفيه سبق قلم من المصنف السمعاني الامام رحمه الله، فابن عدي في المحدثين رجلان، أولهما: الحافظ الفقيه أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني المتوفى سنة 323، ثانيهما: الحافظ أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني صاحب " الكامل " المتوفى سنة 365، والثاني تلميذ الاول، والثاني هو المراد هنا، فإنه تلميذ ابن عقدة المترجم.
فيكون سبق القلم حصل للمصنف في جعله كنية الاول للثاني والصواب أن يقال: وأبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني.
(2) في " الاكمال " 6: 351 ثم قال في " اللباب " مستدركا: " قلت: فاته العقدي نسبة إلى مويلك بن كعب بن الحارث بن(4/215)
= كعب، نسبوا إلى أم ولده، واسمها: عقدة، من باهلة.
منهم: حويص بن أبي مويلك العقدي الحارثي، من ولد الحارث بن كعب " ].
ضمومة، وفي آخرها الفاء، بعد الواو، هذه النسبة إلى " عقرقوف " وهي قرية قديمة على فرسخين من بغداد، وتل عقرقوف من المواضع العالية المشهورة بالعراق، ونزلت بها ساعة في الرحلة الثانية إلى الانبار، وقعدت في ظل التل ساعة، وأقمت في جامعها نصف النهار.
والمشهور بالنزول بها: سعد بن زيد بن وديعة بن عمرو بن قيس الانصاري الخزرجي العقرقوفي أحد بني الحبلى، قدم العراق في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونزل عرقوف وهي قرية ببغداد على نحو فرسخين فصار ولده بها، يقال لهم: بنو عبد الواحد بن بشير بن محمد بن موسى بن سعد بن زيد بن وديعة.
وليس بالمدينة منهم أحد هذا كلام محمد بن سعد الزهري غلام الواقدي.
العقري: بفتح العين المهملة، والقاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " العقر " وظني أنها قرية من قرى الرملة.
ورأيت في " معجم الشيوخ " لابي بكر بن المقرئ مقيدا مضبوطا: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن إبراهيم العقري الرملي، يروي عن عيسى بن يونس الفاخوري.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي المقري الاصبهاني، وسمع منه بعد سنة عشر وثلاثمائة.
العقري: بفتح العين المهملة، وسكون القاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " العقر " وهي قرية على طريق بغداد إذا خرجت من الدسكرة إلى بغداد.
منها: أبو الدر لؤلؤ بن أبي الكرم بن لؤلؤ بن فارس العلاجي العقري، من أهل هذه القرية، بت بها ليلة، وكتبت عنه أبياتا من الشعر.
والعقفاني: بضم العين المهملة، والقاف الساكنة، والفاء المفتوحة، بعدها الالف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عقفان " ! وهو موضع فيما أظن (1) بالحجاز، منه: [ هامش...(1) جزم بذلك ياقوت وصاحب " القاموس " وشارحه 6: 203، أما ابن الاثير فعلق القول على ظن المصنف، وقال ](4/216)
السيوطي في " اللب ": " بطن من يربوع " أخذا من استدراك ابن الاثير الذي لخص كلام المصنف هنا ثم قال: " قلت لا أعرف موضعا اسمه عقفان، فإن كان موضعا فقد فاته النسبة إلى عقفان بن سويد بن خالد بن أسامة بن العنبر بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، بطن من يربوع، نزلوا الكوفة، منهم: الفاخر بن محمد بن غلوان بن أوس بن شقيق بن زياد بن عقفان العقفاني اليربوعي ".
وفي " القاموس " أيضا أن عقفان بطن من خزاعة ].
خزيمة بن شجرة العقفاني، روى عنه سيف بن عمر، وحدث عن عثمان بن سويد، عن سويد بن مثعبة الرياحي قال: قدم خالد بن الوليد البطاح فلم يجد عليه أحدا ووجد مالكا يعني ابن نويرة قد فرقهم في أموالهم.
ونهاهم عن الاجتماع.
وذكر خبرا طويلا فيه رجوع مالك بن نويرة إلى منزله، وقتل خالد إياه.
ومن بني سامة بن لؤي: خزيمة بن حبان بن عبد الحارث بن حجنة بن بطنة من سامة بن لوي.
ومن ولده: أبو عبد الملك بشر بن عبد الملك بن بشر بن سريال بن خزيمة بن حبان الخزيمي العقيلي: بفتح العين المهملة، وكسر القاف، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هو اسم لجد: القاسم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب العقيلي، وكان إذا حدث عن جده يقول: حدثني أبي.
وجده عبد الله بن سمع بن عمر، وجابر بن عبد الله، والطفيل بن أبي بن كعب.
روى عنه الثوري، وابن عيينة، وشريك بن عبد الله، وزهير بن محمد، ومحمد بن
عجلان، وبشر بن المفضل وغيرهم: أما أبو محمد الحكم بن هشام الثقفي العقيلي من آل أبي عقيل، كوفي وقع إلى دمشق، وحدث عن أبي إسحاق السبيعي، وقتادة بن عبد الملك بن عمير، وحماد بن أبي سليمان، ويونس بن عبيد، وهشام بن عروة، والثوري.
حدث عنه يعقوب القمي، ويحيى بن اليمان، وكثير بن هشام، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وهشام بن عمار.
وثقه يحيى بن معين، وقال أبو زرعة الرازي لما سئل عنه: لا بأس به.
وعبد الله بن الحسين (بن محمد) العقيلي، يروي عن بشر بن المنذر.
ومحمد بن علي بن مسلم البصري العقيلي من ولد عبيد بن عقيل، يروي عن أبي سليمان بن محمد بن يحيى القزاز، روى عنه أبو نعيم الاصبهاني:(4/217)
وأبو الحسن عيسى بن زيد بن عيسى بن زيد بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب الطالبي العقيلي الاديب الشافعي.
ذكره الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور " وقال: أبو الحسن العقيلي الاديب سكن آخر عمره رستاق بشت من نيسابور، وسمع بمكة الكتب من علي بن عبد العزيز، وسمع من أقرانه فلم يقتصر عليهم، وأبي إلا أن يرتقي إلى قوم لعل بعضهم مات قبل أن يولد ! قرأ " المختصر " عن أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني ببشت ونيسابور، وروى عن جماعة ماتوا قبل المزني، كتب عنه سنة سبع وثلاثين، وانصرف في تلك السنة إلى طريثيث، ومات في أواخر سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
العقيلي: بضم العين، وفتح القاف، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى " عقيل " بن كعب بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر والمشهور بها: أبو عبد الرحمن عبد الله بن شقيق العقيلي البصري من التابعين، سمع أبا هريرة، وابن عباس، وعائشة.
وأبو جعفر بن عمرو بن موسى العقيلي الحافظ.
قال أبو الفضل المقدسي هو منسوب إلى عقيل.
وأبو اليسير محمد بن عبد الله بن علاثة بن علقمة بن مالك بن عوف بن عمر وابن عويمر بن ربيعة بن عقيل بن كعب بن عامر بن ربيعة العقيلي، من أهل حران، وهو أخو سليمان وزياد، وحدث عن هشام بن حسان، والاوزاعي وعلي بن بذيمة، وعبيدالله بن عمر، روى عنه عبد الله بن المبارك، ووكيع، ومحمد بن سلمة الحراني، وحرمي بن حفص ن وكان قاضيا بالجانب الشرقي من بغداد زمن المهدي، وكان صديقا لسفيان الثوري، فلما ولي القضاء أنكر عليه سفيان ذلك واستأذن ابن علاثة عليه وكان سفيان يعجن كسبا (1) للشاه، فلم يزل بن عمار حتى أذن له، فدخل ابن علاثة فلم يحول وجهه إليه، ثم ناداه يا ابن علاثة ألهذا كتبت العلم ؟ ! لو اشتريت صيرا بدرهم يعني سميكاء (2) ثم درت في سكك الكوفة لكان خيرا من هذا.
أثنى عليه يحيى بن معين ووصفه بالثقة والخيرية، ومات سنة ثمان وستين ومائة.
[ هامش...1) الكسب: عصارة الدهن وثفله، كما في كتب اللغة.
ولعل المراد هنا: ثفل السمسم بعد استخراج الشيرج منه.
(2) اضطربت الاصول في كلمتي " صيرا " و " سميكاء "، والصير: هو السميكاء، كما فسره، والسميكاء: سمك صغير يملح ويجفف ].(4/218)
ومن التابعين: يعلى بن الاشدق العقيلي.
روى عن عبد الله بن جراد ونابغة بن جعدة.
روى عنه الوليد بن عبد الملك بن مسرح، وعمرو بن قسط، وداود بن رشيد، ومحمد بن سفيان بن وردان الكوفي.
قال أبو مسهر: قدم يعلى بن الاشدق بن جراد بن معاوية يكنى بأبي الهيثم العقيلي دمشق وكان أعرابيا، فحدث عن عبد الله بن جراد بسبعة أحاديث، فقلنا: لعله حق، ثم جعله عشرة، ثم جعله عشرين، ثم جعله أربعين ! فكان هو ذا يزيد، وكان سائلا يسأل الناس.
قال أبو مسهر: كنا نسخر بيعلى بن الاشدق، وكان يدور في الآفاق.
وقال أبو حاتم: هو ليس بشئ، ضعيف الحديث، وسئل أبو زرعة عن يعلى بن الاشدق العقيلي فقال هو عندي لا يصدق بشئ، قدم الرقة فقال: رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله بن جراد، فأعطوه على ذلك، فوضع أربعين حديثا !(4/219)
باب العين والكاف العكاشي: بضم العين، وتشديد الكاف، وفي آخرها الشين المعجمة.
وهذه النسبة إلى عكاشة بن محصن، وكان أستاذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان يذكر هذه اللفظة بالتخفيف، والقدماء لا يذكرونه إلا بالتشديد والمشهور بالنسبة إليه: محمد بن إسحاق العكاشي الغنوي.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من ولد عكاشة بن محصن سكن الشام، يروي عن الاوزاعي، والزبيدي، وإبراهيم بن أبي عبلة، ومكحول روى عنه أهل الشام كان ممن يضع الحديث على الثقات، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب عند أهل الصناعة.
وإبراهيم بن عكاشة بن محصن العكاشي، هكذا ذكره ابن أبي حاتم وقال: روى عن سفيان الثوري.
روى عنه أبو صالح كاتب الليط.
وقال: روى عن الثوري حديثا منكرا دل على أن الرجل غير صدوق.
العكاوي: بفتح العين المهملة، والكاف المشددة، وبعدها الالف، ثم الواو.
هذه النسبة إلى " عكا " وهي مدينة كبيرة من بلاد الثغور على ساحل بحر الروم، أقمت بها بعض يوم، وهي في يد الفرنج، ونزلت في جامعها، وكانوا قد استولوا عليها وتركوا البعض للمسلمين، والنسبة إليها: عكاوي، وعكي.
وأما: مأمون بن هارون بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القومي ثم العكاوي، كان أحد الزهاد المنقطعين، سمع الحسين بن عيسى البسطامي.
روى عنه أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن المقرئ، وقال حدثنا مأمون القومي بمدينة عكا، وكان يقال إنه من الابدال.
وأبو بكر الحصن بن محمد بن عوف التنوخي العكاوي، من أهل عكا، حدث بصيدا عن أبي عبد الله بحر بن نصر بن سابق الخولاني.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ.
وأحمد بن عبد الله اللصياني العكاوي، يروي عن آدم بن أبي إياس العسقلاني.
روى(4/220)
عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عمرو غوث بن أحمد بن حيان الطائي العكاوي، حدث بصيدا عن إبراهيم بن معاوية.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، كتب عنه بصيدا.
وإبراهيم بن إسحاق بن الاصم العكاوي، يروي عن منخل بن منصور.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وذكر أنه سمع منه بمدينة عكا.
وسعدون بن سهل بن عبد الرحمن بن أبي ذويب العكاوي، يروي عن أبيه.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وذكر أنه سمع منه بمدينة عكا.
وأبوه سهل بن عبد الرحمن العكاوي، يروي عن أبي معاوية شيبان بن عبد الرحمن النحوي وغيره.
العكبري: بضم العين، وفتح الباء الموحدة، وقيل: بضم الباء أيضا.
والصحيح بفتحها، بلدة على الدجلة فوق بغداد بعشرة فراسخ من الجانب الشرقي.
خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، وهي أقدم من بغداد، فمن القدماء منها: أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد العكبري، يروي عن أبي نعيم، وإسحاق الحبلى.
روى عنه جماعة كثيرة، وكان يتولى القضاء بعكبرا، وكان من أهل العلم والفضل، ورحل في طلب الحديث إلى الكوفة والبصرة والشام ومصر، ومات في جمادى
الاولى سنة تسع وسبعين ومائتين (1).
وأبو عبد الله عبيدالله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري المعروف بابن بطة بفتح الباء الامام المصنف، زرت قبره بعكبرا، وقد ذكرته في " الباء " في " البطي ".
وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري، كتب عن جماعة من المحدثين بعكبرا غيرها.
حدثنا عنه جماعة من الشيوخ ببغداد وأصبهان مات سنة [ هامش...(1) هكذا جاء تاريخ وفاته في الاصول والمصادر المتعددة التي وقفت عليها وفيها ترجمة هذا الرجل، إلا الحافظ في " التهذيب " 9: 499 فإنه قال " تسع وتسعين ومائتين " وزاد الامر تأكيدا في " التقريب " فقال: " قبل الثلاثمائة بسنة ".
وكأنه يريد أن ينفي قول غيره ].(4/221)
اثنتين وسبعين واربعمائة.
ببغداد.
وأبوه أبو نصر حدث عن أحمد بن يوسف بن خلاد، وأبي علي بن الصواف، وأبيه أحمد بن الحسين العكبري.
سمع منه ابنه أبو منصور محمد، وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الصوري، وأبو طاهر عبد العزيز بن أحمد الكتاني، ومات بعكبرا في شهر ربيع الاول سنة عشرين وأربعمائة، وكان صدوقا.
وعمه أبو الحسن عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن عبد العزيز العكبري المعدل، حدث عن أبي بكر أحمد بن سليمان النجاد، وجعفر بن محمد الخلدي (وأبي بكر الشافعي)، وأبي بكر الجعابي، وأبي القاسم الحسن بن محمد السكوني الكوفي.
روى عنه ابن أخيه أبو منصور وكان صدوقا متشيعا.
ومات في رجب سنة تسع عشرة وأربعمائة بعكبرا.
وأبو علي الحسن بن شهاب بن الحسن بن علي بن شهاب العكبري، كان فقيها فاضلا، يتفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ويقرئ القرآن، ويعرف الادب ويقول الشعر، وكان ثقة أمينا، وكان حسن الخط يكتب بالوراقة، وكان سريع القلم صحيح النقل، وكان يقول كسبت في الوراقة خمسة وعشرين ألف درهم راضية.
سمع الحديث على كبر السن من
أبي علي محمد بن أحمد بن الصواف، وأحمد بن يوسف بن خلاد، وحبيب بن الحسن القزاز، وأبي بكر بن مالك القطيعي ومن بعدهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، ومات بعكبرا في ليلة النصف من رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة.
وأبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان العكبري، سكن بغداد، وحدث بها عن أبي بكر محمد بن أيوب بن المعافى الزاهد، وإبراهيم بن علي بن الحسن القافلائي.
روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز الكعبري وقال: ولد بعكبرا في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، وسمعت منه ببغداد وبعكبرا، ومات ببغداد في سنة سبع وأربعمائة، وذكره أبو القاسم بن برهان العكبري فأثنى عليه ووثقه وقال: كان صدوقا.
وأبو جعفر محمد بن صالح بن ذريح بن حكيم بن هرمز العكبري، سمع جبارة بن مغلس، وعثمان بن أبي شيبة، وهناد بن السري، وعبد الاعلى بن حماد النرسي، وبشر بن معاذ العقدي، وأبا مصعب، وسفيان، ووكيع بن الجراح، وأبا ثور.
روى عنه أبو الحسين بن المنادي، وأبو علي بن الصواف، وأبو جعفر الزيات، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وكان ثقة، حدث ببغداد وتوفي في ذي الحجة سنة سبع وثلاثمائة.
وأبو صالح عبد الوهاب بن أبي عصمة عصام بن الحكم بن عيسى بن زياد الشيباني(4/222)
العكبري، حدث عن أبيه، ومحمد بن عبيد الاسدي، والنضر بن طاهر البصري.
روى عنه ابنه عبد الدائم بن عبد الوهاب، وابن ابنه عبد السميع بن محمد بن عبد الوهاب، وعلي بن عمر السكري، وعبد العزيز بن محمد بن الواثق بالله، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا وغيرهم.
مات بعكبرا سنة ثمان وثلاثمائة.
وأبو سهل محمود بن عمر بن جعفر بن إسحاق بن محمود بن علي بن بيان بن بهير العكبري الفارسي، فارسي الاصل، سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بن عثمان بن يحيى الادمي، وأبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وأبي سهل أحمد بن محمد بن زياد
القطاني وغيرهم.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وقال: كتبت عنه، وسمعت أحمد بن علي البادا ذكره فقال: عبد صالح أدام الصيام ثلاثين سنة، وليس هو في الحديث بذاك، لانه روى " كتاب القناعة " عن شيخ لم يسمعه محمود منه، قال الخطيب: والشيخ هو علي بن الفرج بن أبي روح، وكانت ولادته في سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة، ومات بعكبرا في شعبان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة (1).
العكلي: بضم العين المهملة، وسكون الكاف، وكسر اللام.
هذه النسبة إلى " عكل " وهو بطن من تميم (2).
وورد في الحديث الصحيح: أن نفرا من عكل وعرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر حديث العرنيين: والمشهور بهذه النسبة: زيد بن الحباب العكلي التميمي الكوفي أبو الحسين، سمع مالك بن مغول، وسفيان [ هامش...(1) قال ابن الاثير رحمه الله متمما: قلت: فاته العكبي: بكسر العين، وفتح الكاف، وبعدها، باء مشددة موحدة.
نسبة إلى عكب بن أسد بن الحارث بن العتيك.
منهم: عمرو بن الاشرف بن المجتري بن ذهل بن زيد بن عكب.
قتل مع عائشة يوم الجمل.
ومنهم: زياد بن عمرو بن الاشرف، جعلته الازد عليها يقاتل تميما لما قتل مسعود بن عمر ".
وتحرفت العكبي إلى العتكي في بعض المصادر، فلتصحح، من ذلك: " تاريخ الطبري " 4: 520 و 522 عند ذكره لعمرو بن الاشرف، ومواضع أخرى منه عند ذكر (ه) لزياد بن عمرو، انظرها في فهرسه 10: 256.
(2) في كوبرلي " تيم ".
وقال ابن الاثير رحمه الله مستدركا: " قلت: هكذا قال السمعاني: إن عكلا بطن من تميم ! وليس بصحيح، وإنما عكل اسم أمة لامرأة من حمير، يقال لها: بنت ذي اللحية، فتزوجها عوف بن قيس بن وائل بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة، فولدت له جشما وسعدا وعليا، ثم هلكت الحميرية، فحضنت عكل ولدها، فغلبت عليهم ونسبوا إليها، وعكل من جملة الرباب الذين تحالفوا على بني تميم ".
ومصدره في هذا الاستدارك الامام الحافظ ابن عبد البر رحمه الله في " الانباه " ص 80، والنص موجود فيه بالحرف.
وقال الحازمي رحمه الله في " عجلة المبتدي " ص 94: " العكلي: منسوب إلى عكل وهي امرأة حضنت ولد عوف بن إياس بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة، فنسبوا إليها.
قبيل، منهم: الحارث بن زهير بن أقيش.
وجماعة سواه، أكثرهم بالبصرة " ].(4/223)
الثوري، وشعبة، وسيف بن سليمان، ومالك بن أنس، وابن أبي ذئب، ومعاوية بن صالح روى عنه عبد الله بن وهب، ويزيد بن هارون، وأحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، ويحيى الحماني، والحسن بن عرفة، وعباس الدوري وغيرهم.
وذكره أحمد بن حنبل فقال: كان صاحب حديث، كيسا، قد رحل إلى مصر وخراسان في الحديث، وما كان أصبره على الفقر ! كتبت عنه بالكوفة وهاهنا، وقد ضرب في الحديث إلى الاندلس.
وإنما قال أحمد " ضرب في الحديث إلى الانلدس " عنى بذلك سماع زيد من معاوية بن صالح الحمصي وكان يتولى قضاء الاندلس فظن أحمد أن زيدا سمع منه هناك، وهذا وهم منه.
هكذا قال أبو بكر الخطيب، قال: وأحسب أن زيدا سمع من معاوية بن صالح بمكة، فإن عبد الرحمن بن مهدي سمع بها منه.
وقال أبو حاتم بن حبان: زيد بن الحباب كان يخطئ، يعتبر حديثه إذا روى عن المشاهير، وأما روايته عن المجاهيل ففيه المناكير.
مات سنة ثلاث ومائتين.
وأبو محمد حمران بن عبد العزيز العكلي الحريري، وقد قيل.
كنيته أبو الحكم، من بني قيس بن ثوبان، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وأم حفص أم ولد عمران بن حصين.
روى عنه وكيع، وأبو داود، وهو والد محمد بن حمران.
والحسن العكلي، من أصحاب شعبة، من الطبقة الرابعة من الغرباء.
روى عن شعبة.
ودهثم بن قران العكلي اليمامي، يروي عن نمران بن جارية، روى عنه مروان بن معاوية الفزاري.
ومحمد بن عباد بن موسى بن راشد العكلي يلقب سندولا، وهو كوفي سكن بغداد، وكان صاحب أخبار وحفظ لايام الناس، وحدث عن أبيه، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، ويحيى بن سليم الطائفي، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث،
وأسباط بن محمد، وزيد بن الحباب، وهشام بن محمد الكلبي وغيرهم.
روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن الليث الجوهري، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار وغيرهم.
قال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد: سألت يحيى بن معين عن محمد بن عباد بن موسى، فلم يحمده.
قلت: إنما أكتب عنه سمرا وعربية، فرخص لي فيه.
وقال ابن عقدة: محمد بن عباد العكلي نزل بغداد، في أمره نظر.(4/224)
وأبو علي غسان بن محمد بن غسان بن موسى العكلي، حدث بأصبهان عن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن جميل راوية " المسند " لاحمد بن منيع.
روى عنه أبو بكر بن مردويه.
العكي: فتح العين المهملة، وتشديد الكاف المكسورة.
هذه النسبة إلى " عك " وهي قبيلة يقال لها: عك بن عدنان أخو معد بن عدنان، حالفوا اليمن ونزلوا في الاشعريين، وهم على نسبهم، وفيهم قال العباس بن مرداس: وعك بن عدنان الذين تلعبوا * * * بغسان حتى طردوا كل مطرد وإلى بلدة على ساحل بحر الشام يقال له " عكا " ويعرف بسنارستان عكة، ودخلتها للزيارة فأقمت بها بعض يوم، وهي في يد الفرنج، والنسبة الصحيحة إليها " عكاوي ".
وكذا وردت هذه النسبة.
فأما المنسوب إلى قبيلة عك: مطهر بن حي العكي، من التابعين، أدرك جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
روى عنه أهل الشام، قتل بالطوانة حين فتحت سنة ثمان وثمانين.
وصالح بن أبي شعيب العكي، يروي عن الشعبي، روى عنه وكيع، وأبو نعيم الكوفيان.
وجماعة من أهل عكا فيهم كثرة من أهل الشام، منهم:
الحسن بن إبراهيم العكي، يروي عن الحسن بن جرير الصوري.
روى عنه عبد الصمد بن الحكم.
وقال في روايته: " العكي بعكا ".
والمشهور بهذه النسبة عند أهل الشام " العكاوي ".
وقد نسب جماعة من أهل هذه البلدة بالنسبة الاولى.
قال أبو عوانة الاسفرايني: الحافظ قال حدثني القراطيسي العكي بعكا في كتاب المزارعة.
وقال أبو نصر السراج صاحب " اللمع ": حدثنا أبو الطيب العكي بعكا.
ومنهم أيضا: سعد بن محمد العكي، حدث عنه عبد الله بن عدي الحافظ وقال: حدثنا سعد بن محمد العكي بعكة، عن المسيب بن واضح.
ومن القدماء: الضحاك بن شرحبيل العكي، قال أبو حاتم بن حبان: أصله من عكة، انتقل إلى مصر، يروي عن ابن عمر.
روى عنه موسى بن أيوب الغافقي.(4/225)
وأبو هاشم أصبغ بن القاسم بن العلاء الانصاري، قال أبو سعيد بن يونس: هو من أهل عكا من سواحل الشام، وقدم مصر وحدث بها وكتبت أنا عنه سنة أربع وتسعين ومائتين.
وأبو الفضل عبد الله بن أحمد بن العباس العكي، حدث ببغداد عن يحيى بن معين، روى عنه علي بن عمر السكري، ومات في سنة تسع وثلاثمائة.(4/226)
باب العين واللام العلفي: بضم العين المهملة، واللام المشددة المفتوحة، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " علفة " وهو بطن من قيس، وهو علفة بن الحارث بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة ابن عوف بن سعد بن ذبيان.
وفي الاسماء: المستورد بن علفة الخارجي، قتل معقل بن قيس الرياحي بدجلة، وقتله معقل، قتل كل واحد منهما صاحبه، وكان معقل مع علي، وهو الذي قتل بني سامة وسباهم.
العلقي: بفتح العين المهملة، واللام، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى " علقة " (1) وهو بطن من بجيلة، وهو علقة بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، وهو بجيلة، هكذا ذكره ابن ماكولا.
وفي قيس: علقة بن جداعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن.
وفي الازد: علقة بن عبيد بن عبرة بن زهران.
وعلقة بن قيس بن الحارث وهو الخلج بن فهر.
ومن علقة بن عبقر بن أنمار الذي هو بطن من بجيلة: أبو عبد الله جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقي، وهو الذي يقال له: جندب الخير، نزل الكوفة ثم تحول إلى البصرة، فحديثه عند أهل هذين المصرين جميعا، وهو من الصحابة، وقد قيل: إنه جندب بن خالد بن سفيان، والاول أصح، ومن قال إنه جندب بن سفيان فقد نسبه إلى جده.
روى عنه جماعة من التابعين، منهم: عبد الملك بن عمير، والاسود بن قيس، الحسن البصري، وسلمة بن كهيل، وأبو عمران الجوني وأبو تميمة الهجيمي.
العلقي: هي قرية على باب نيسابور، على نصف فرسخ منها، والمشهور منها بالانتساب إليها: أبو الطيب طاهر بن يحيى بن قبيصة العلقي.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ [ هامش...(1) من " اللباب ".
وفي الاصول " علق " ].(4/227)
النيسابوريين ": أبو الطيب العلقي وهي قرية على نصف فرسخ كتب عن النيسابوريين الكثير، وخص بمصنفات إبراهيم بن طهمان عن أحمد بن حفص وغيره.
روى عنه أبو علي الحافظ والمشايخ، ثم صار ابنه راوية له.
قال: سمعت أبا الحسين محمد بن طاهر بن يحيى يقول: توفي أبي رحمه الله في رجب من سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
علك: هو الامام عبد الرحمن بن أحمد بن علك بن ذات، وكنيته أبو طاهر، من أهل
سمرقند، ومن متقنيهم.
توفي ببغداد وهو ابن اثنتين وخمسين سنة، ودفن ببغداد يوم السادس والعشرين من شوال سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
العلكي: بفتح العين، واللام المشددة وقد تخفف تسهيلا والكاف في آخرها، هذه النسبة إلى " علك " وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو حفص عمر بن أحمد بن علي بن عبد الرحمن (بن أحمد) الجوري المروزي المعروف بابن علك، كان فقيها عالما فاضلا (ورعا) عارفا بالحديث وفقهه، وهو من أهل مرو، سمع أبا الحسن أحمد بن سيار وعبد العزيز بن حاتم، وسعيد بن مسعود، وأبا الموجه محمد بن عمرو بن الموجه، ومحمد بن الليث، ومحمد بن معاذ، ونصر بن أحمد المروزيين، ومحمد بن عمران الهمذاني، وعباس بن محمد الدروي، وأبا قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، وغيرهم من أهل خراسان والعراق.
روى عنه أبو الحسن بن علي بن عمر الدارقطني، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وأبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين، والقاضي الجراحي، وأبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ الهمذاني وغيرهم.
ذكره صالح في " تاريخ همذان " وقال: أبو حفص بن علك المروزي طرأ علنيا منصرفا من الحج سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وحضر مجلسه عامة مشايخ أهل العلم ببلدنا والكهول، وكان ثقة صدوقا، يحسن الحديث، فقيها بمتون الاخبار، متقنا متيقظا.
وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ابن علك المروزي مشهور بطلب الحديث، وكان من الناسكين، وبلغني أنه توفي بمرو سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
العلمي: فتح العين المهملة، واللام.
هذه النسبة إلى " علم " وهو جد: أبي بكر محمد بن عبد الله بن عمرويه بن علم الصفار (العلمي) (1) من بغداد، سمع [ هامش...(1) من " اللباب " زدتها لعادة المصنف ذكرها.
ويلاحظ أن المصنف جعل " عمرويه " ابن علم، وأنه الجد الذي ينتسب(4/228)
إليه المترجم، في حين أن الخطيب في " تاريخ بغداد " 5: 454 وهو مصدر المصنف يقول: " محمد بن عبد الله بن عمرويه، أبو عبد الله ويقال: أبو بكر الصفار، ويعرف ب (ابن علم).
فليس (علم) أبا لعمرويه، حتى يقال: " وهو جد أبي بكر..".
إنما هو بمنزلة اللقب للمترجم، وعليه: فلا ينسب إليه.
والله أعلم ].
محمد بن إسحاق الصاغاني، وأحمد بن أبي خثيمه، وكان جميع ما عنده عنهما جزء واحد، وفي آخره حكايات عن صالح وعبد الله ابني أحمد بن حنبل، ومحمد بن نصر الصائغ.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن رزقويه، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل، وأبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، وكان ولادته سنة ثمان وأربعين ومائتين، ومات في شعبان سنة تسع وأربعين وثلاثمائة عن مائة سنة وسنة واحدة.
العلوي: فتح العين المهملة، واللام المخففة، وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى أربعة ممن أسمهم " علي ".
أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفي أولاده كثرة استغنينا عن تعدادهم، لشهرة بطونهم وعشائرهم.
والثاني: المنسوب إلى بطن من الازد، يقال لهم: بنو علي بن ثوبان، منهم: سلم العلوي، روى عن أنس.
روى عنه جرير بن حازم وغيره، تكلم فيه شعبة، ووثقه يحيى بن معين، وأبو بكر بن أبي داود.
أخبرنا إسماعيل بن مسعدة، أخبرنا حمزة بن يوسف، أخبرنا عبد الله بن عدي قال: سلم ليس من أولاد علي بن أبي طالب، إلا أن قوما بالبصرة يقال لهم: بنو علي، فنسب إليهم.
والثالث: من ولد علي بن سود منهم: خالد بن يزيد العلوي.
روى حكاية عن الحسن البصري لما دخل على الحجاج.
روى عنه الاصمعي ونسبه هكذا.
والرابع: من بني مدلج منهم: جندب بن سرحان المدلجي العلوي حدت عن تبيع.
روى عنه ابن لهيعة.
ومدلج من بني عبد مناة بن كنانة، وإنما يقال لولده: بنو علي لان أمهم
الزفراء واسمها فكهة، تزوجها بعد أبيهم علي بن مسعود الذئبي (1) من غسان، فنسبوا إليه، وإياهم عنى أمية بن أبي الصلت في قوله: لله در بني علي * * * أيم منهم وناكح [ هامش...(1) رسمها في الاصول يشبه، وجاء كذلك في " الانساب المتفقة "، وهو صواب، أنظر " مختلف القبائل " لابن حبيب ص 9 ].(4/229)
العلويي (1) بفتح العين المهملة، وضم اللام المشددة (وسكون الواو، وفي آخرها ياء تحتها نقطتان).
هذه النسبة إلى " علويه "، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة جماعة من أهل نيسابور وأبيورد.
منهم: علي بن الحسن العلويي، كان إماما فاضلا مقدما، وكان من بيت العلم والرئاسة، حميد السيرة، بالغا في الورع والاحتياط كثير العبادة، تفقه على أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وكان من عبد الله الصالحين، سمع أبا سعد عبد الرحمن بن حمدان النصرويي، وكانت ولادته سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وتوفي بأبيورد سنة سبع وتسعين وأربعمائة.
وأبو النضر محمد بن بكر بن محمد بن مسعود بن علويه بن مخلد القرشي السمرقندي العلويي، نسب إلى جده الاعلى.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه قدم بغداد حاجا في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وحدثهم عن عمر بن محمد بن بجير السمرقندي.
والفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن علويه الرزاز العلويي الجرجاني، من أئمة عصره للشافعيين، سمع بخراسان محمد بن عيسى الدامغاني، ومحمد بن عبيدة (2) الرازي، وبالبصرة نصر بن علي الجهضمي، وبالكوفة أبا كريب محمد بن العلاء، وبدمشق هشام بن عمار، وبحران عبد الحميد بن المستام الحراني.
وبمصر يونس بن عبد الاعلى، وأحمد بن
عبد الرحمن بن وهب، وتفقه على أبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم المزني.
روى عنه أبو حامد بن الشرقي، وأبو عبد الله بن يعقوب، ويحيى بن منصور القاضي.
وقال: أقام أبو عبد الله بن علويه الفقيه عندنا سنين يدرس وسمعنا منه " مختصر المزني " سماعا من المزني، ومات بجرجان سنة تسعين ومائتين.
العلياني: بفتح العين المهملة، وسكون اللام، والياء بعدهما الالف، وفي آخرها النون.
[ هامش...(1) النسبة وتراجمها من كوبرلي فقط، وقد أشار المصنف رحمه الله: 6: 111 إلى هذه النسبة، ووردت مختصرة التراجم في " اللباب "، على طريقته.
لكنها وردت في كوبرلي متأخرة إلى ما بعد " العليصي "، فقدمتها إلى هنا تبعا ل " اللباب " ولانه أدق ترتيبا.
وسوف أشير إلى جميع المغايرات مع " اللباب ".
(2) هكذا في كوبرلي، ولعل صوابه ما في " اللباب ": " بن حميد " ].(4/230)
هذه النسبة إلى " عليان " وهو بطن من دهمان، ودهمان من أشجع (1).
قال ابن حبيب: في دهمان عليان بن أرحب بن دعام بن دومان.
العليجي: بفتح العين المهملة، وكسر اللام، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " عليجة " وهو تصغير علي.
وهو: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الفقيه العليجي النسوي، أبو بكر بن أبي سعيد بن عليجة، من أهل نسا، من بيت الثروة والعدالة في بلده وحمل إلى أبي الوليد القرشي متفقها وأكثر السماع بنيسابور ثم خرج إلى العراق عند أبي الحسين القطان، وسمع أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأقرانه.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أنشدني أبو بكر بن أبي سعيد الفقيه قال: أنشدني المتنبي في قصيدة له يقول: قضى الله يا كافور أنك أول * * * وليس بقاض أن يرى لك ثاني
العليصي: بضم العين المهملة، وفتح اللام، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى " عليص " وهو: عليس بن ضمضم بن عدي، منها: الرعبل بن عصام بن حصن بن حارثة بن عليص الشاعر العليصي، كان لصا مشهورا، وفيه يقول الشاعر: مخالفة ليل الرعبل بن عصام العليمي: بضم العين المهملة، وفتح اللام، وبعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى " عليم " وهو بطن من عذرة (2) وهو: عليم بن جناب بن هبل بن [ هامش...(1) تعقبه ابن الاثير رحمه الله فقال: " كذا قال: بطن من أشجع ! وليس كذلك، وإنما هو بطن من همدان ".
قلت: قول أبا الاثير هذا يوهم أنه ليس في بطون أشجع من يسمى " دهمان ".
وليس كذلك، بل فيها دهمان، وقد تقدم قول المصنف هذا 5: 425 وموافقة ابن الاثير له.
والله أعلم.
(2) هكذا في الاصول وهو مراد المصنف، ووقع في " اللباب " " من كلب " " وهو سهو قلم من الناسخ قطعا يدل عليه تمام كلام ابن الاثير الآتي فإنه لخص ما عند المصنف ثم قال مستدركا: " قلت: هكذا قال: إن عليما بطن من عذرة، ومتى قيل عذرة بغير نسب فإنما يعني عذرة بن سعد هذيم.
وقد أشبعنا القول فيه في " العذري ".
وهذا عذرة الذي(4/231)
= في نسب عليم فهو عذرة بن اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة.
وعليم بطن من كلب.
وكلام السمعاني في جميع كتابه يدل على أنه كان يظن أن عذرة القبيلة المشهورة التي ينسب إليها عذري هو ابن زيد اللات.
وليس كذلك.
وفاته " العليمي " نسبة إلى عليم بن عدي بن عمرو بن معن، بطن من باهلة.
منهم: معاوية بن بكر بن معاوية بن مظهر بن معاوية بن نبيشة بن جندب بن كليب بن عليم الباهلي العليمي " ].
عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة.
وأما يحيى بن محمد بن عليم العليمي المقرئ هكذا ذكره الدارقطني، نسب إلى جده، روى عن حماد بن زيد (1)، عن عاصم القراءة.
روى عنه يوسف بن يعقوب الواسطي.
وصاحبنا أبو حفص عمر بن محمد العليمي الدمشقي، من أهل دمشق، شاب كيس، حريص على طلب العلم، رحل إلى العراق وخراسان للحديث، لقيته أولا بنيسابور في رحلتي الرابعة إليها، وأدرك مشايخنا الذين رروا لنا عن موسى بن عمران، وأحمد بن علي بن خلف، وكتب عني، وعلقت شيئا يسيرا عنه ثم ورد علينا مرو، وكتب عن شيوخنا، وانصرف إلى بلاده وآخر عهدي به سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ثم قدم خوارزم سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
العلي: بضم العين المهملة، واللام المخففة.
هذه النسبة إلى " علة " وهو بطن من مذحج.
قال ابن حبيب: في مذحج: علة بن جلد بن مالك بن أدد.
من ولده: عبد الحجر بن عبدالمدان واسمه عمرو بن الديان واسمه يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني الحارث بن كعب فقال: " من أنت " ؟ قال: أنا عبد الحجر.
قال: قال: أنت عبد الله " فأسلم، وكانت ابنته عائشة عند عبيدالله بن العباس، وقتل أباها وولديها بسر بن أبي أرطأة.
[ هامش...(1) هكذا في الاصول و " اللباب " و " الاكمال " 6: 264، وصوابه: حماد بن أبي زياد، كما جاء في ترجمة المترجم من " طبقات القراء " لابن الجزري 2: 378، وانظر مثله في ترجمة حماد نفسه من المصدر المذكور: 1: 258.
في الاصول " أبو جعفر " إلا كوبرلي و " اللباب ": " أبو حفص " ولعله أقرب لقرينة اسمه " عمر " ؟ ].(4/232)
ومن ولده أيضا: زرارة بن قيس بن الحارث بن عدي بن الحارث بن عوف بن جشم بن كعب بن قيس بن سعد بن مالك النخع بن عمرو بن علة بن جلد العلي، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في وفد النجع وهم مائتا رجل، فأسلموا.
قال ذلك محمد بن جرير الطبري.
العلي: بكسر العين المهملة، واللام المشددة.
هذه النسبة إلى " علة " وهو بطن من قضاعة.
قال ابن حبيب: علة بن غنم بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم.
وعلة بن غنم بن ضنة بن سعد هذيم.(4/233)
باب العين والميم العماري: بفتح العين المهملة، والميم المشددة، وفي آخرها الراء (بعد الالف).
هذه النسبة إلى " عمار " وهو اسم جد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة: أبو محمد بن أبي عمرو، وهو: عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عمار بن يحيى بن العباس بن عبد الرحمن بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي الانصاري العماري، من ولد عمار بن يحيى، كان من بيت التزكية والعلم، والثروة والرئاسة، وكان كثير السماع متبحرا، في هذا العلم، فهما وحفظا وإتقانا، سمع ببلده نيسابور أبا العباس محمد بن إسحاق الصبغي، وأبا علي حامد بن محمد الرفاء الهروي، وسمع بالعراق والحجاز، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخه " فقال: أبو محمد بن أبي عمر والعماري صنف وذاكر أهل الصنعة، وورد علي كتاب أبي الحسن علي بن عمر الحافظ يعني الدارقطني بخطه يذكر سروره برؤيته وأنه رضي بقدمه في هذا العلم، وحدث إملاء بحضرة أكثر مشايخنا في شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة، وحدث بالحجاز والعراق، وتوفي في رجب سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، وله سبع وخمسون سنة، وصلى إليه أبو الطيب سهل بن محمد، ودفن في داره.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عمار بن يحيى بن العباس بن عبد الرحمن بن سالم بن قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي العماري، من أهل نيسابور أيضا.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: كان يديم الاختلاف معنا لسماع الحديث ويكتب بخطه، ويواظب على العلم، ثم خرج إلى الحج وكان عديل الحاكم أبي الطيب بن فورس، فانصرف ومرض، ثم جن، وبقي على ذاك سنين إلى أن توفي بعد التسعين والثلاثمائة (1).
[ هامش...(1) من كوبرلي، وفي غيره: " وثلاثين " وهو تحريف، فقد كانت ولادة المترجم سنة 337 كما يستفاد مما سيأتي.
سقطت الترجمة من نسخة الظاهرية، وتاريخ وفاته من ليدن، وفي كوبرلي: " بعد السبعين " هكذا، وقال ابن الاثير: " قلت: فاته النسبة إلى عمارة بن مالك بن بثيرة بن مشنوء بن القيس بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن إراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي، بطن من بلي، منهم: المجذر بن ذياد بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة البلوي، حليف الانصار، شهد بدرا وأبلى فيها ".
ووقع تحريف في " اللباب " في هذه الاسماء الثلاثة فأثبت صوابها، وهي: قسميل، والمجذر، وذياد ].(4/234)
العماني (1): بضم العين المهملة، وتخفيف الميم، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عمان " وهي من بلاد البحر أسفل البصرة، والمنتسب إليها: الحسن بن هادية العماني، روى عن ابن عمر، روى عنه الزبير بن خريت في فضل الحج.
وأبو هارون غطريف العماني، يروي عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، عن ابن عباس، روى عنه الحكم بن أبان العدني.
وأبو بكر قريش بن حيان العجلي العماني، قال أبو حاتم بن حيان: هو من بكر بن وائل، أصله من عمان، سكن البصرة، يروي عن ثابت البناني، وبكر بن وائل بن داود.
روى عنه شعبة بن الحجاج، والبصريون الذي روى عنه عثمان بن عمر بن فارس عن
العلاء بن عبد الرحمن.
وداود بن عفان العماني يروي عن أنس بن مالك.
روى عنه عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي.
ومحمد بن صالح بن سهل العماني، حدث عن محمد بن إسحاق الفاكهي المكي، روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي.
ويعقوب بن غيلان العماني، حدث عن سعيد بن عروة الربعي البصري.
روى عنه أبو القاسم الطبراني، وعبد الباقي بن قانع.
وعلي بن محمد العماني، حدث عن أحمد بن سعيد الدارمي.
روى عنه أبو الحسن بن الجندي.
وعمر بن داود العماني، حدث عن عباس الدوري، وأبي بكر بن أبي خيثمة، وثعلب.
روى عنه أبو عبيدالله المرزباني وعمر بن عنبسة العماني، يروي عن أبي بكر [ هامش...(1) من عمان لا مطلقا، ففي " تاريخ " البخاري 1 / 2 / 307 بإسناده إلى جرير بن حازم عن الحسن بن هادية قال: لقيت ابن عمر قال: إني لاعلم أرضا ينضح بجانبها البحر، الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها، وذكر عمان ".
وهذا موقوف، وجعله ياقوت مرفوعا، وتحرف فيه " هادية " إلى " عادية ".
وفي " مسند " الامام أحمد 1: 44 حديث مرفوع في فضل أهل عمان أوله كالجملة المذكورة هنا، وهو من رواية جرير بن حازم عن الزبير بن خريت أيضا عن أبي لبيد لمازة بن زبار، عن عمر بن الخطاب مرفوعا، قال الهيثمي 10: 52: " رجاله رجال الصحيح غير لمازة بن زبار وهو ثقة، ورواه أبو يعلى كذلك " ].(4/235)
محمد بن المطلب.
روى عنه منصور بن جعفر.
وأبو عبد الله محمد بن عيسى العماني النحوي، كان ببغداد، روى عن إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج " كتاب فعلت وأفعلت ".
روى عنه علي بن محمد بن الحسن الحربي.
وأبو العباس النهشلي هو محمد بن ذؤيب التميمي المعروف بالعماني الراجز، قدم بغداد ومدح هارون الرشيد والفضل بن الربيع، وكان من أهل الجزيرة، فطرأ إلى عمان، ثم رجع إلى بلاده فقيل له " العماني " وغلب عليه، وعمر عمرا طويلا، فذكر الاصمعي أنه مات وهو ابن ثلاثين ومائة سنة، ويقال: إن أشعر الرجاز الرشيديين أربعة: العماني أولهم.
ودخل على الرشيد فأنشده أرجوزة يصف فيها فرسه شبه أذنيه بقلم محرف فقال: كأن أذنيه إذا تشوفا * * * قادمة أو قلما محرفا فقال له الرشيد: دع كأن، وقل: نخال، حتى يستوي الاعراب.
والحسين العماني، من أهل نيسابور، شيخ ثقة صالح، يروي عن أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، سمعت منه في النوبة الثانية بنيسابور، توفي في حدود سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
ومن القدماء: جيفر بن الجلندي العماني، كان رئيس أهل عمان هو وأخوه عبد، أسلما على يد عمرو بن العاص حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يريا النبي صلى الله عليه وسلم ولا أخوه، وكان إسلامهما بعد خيبر.
العماني: بفتح العين المهملة، والميم المشددة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عمان " وهو موضع بالشام.
وقال أبو القاسم الدمشقي الحافظ: عمان موضع عند بصرى.
وقال غيره: بلدة عند بيت المقدس، خربت، وعمان هي مدينة البلقاء، سميت بعمان بن لوط.
والمشهور بالنسبة إليها: محمد بن كامل العماني، حدث عن أبان بن يزيد العطار، روى عنه محمد بن زكريا الاضاخي.
وأبو الفتح نصر بن مسرور بن محمد الزهري العماني، حدث ببيت المقدس عن أبي الفتح محمد بن إبراهيم الطرسوسي، كتب عنه أبو بكر أحمد بن ثابت الخطيب.(4/236)
العمايمي: بفتح العين المهملة، والميم وكسر الياء آخر الحروف، بعدها ميم أخرى.
هذه النسبة إلى (العمامة) والمشهور بها: أبو الفضل محمد بن حامد بن حرب البلخي المعروف بالعمايمي، قدم بغداد، وحدث بها عن علي بن سلمة اللبقي.
روى عنه محمد بن علي بن سهل المحاملي المقرئ.
العمراني: بكسر العين المهملة، وسكون الميم، وفتح الراء، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى شيئين أولهما أهل بيت كبير بسرخس، وهو بيت قديم، الذي رأيت منهم: الرئيس أبا الحسن علي بن محمد العمراني السرخسي قرابتنا، حظي عند السلطان سنجر بن ملكشاه وارتفع أمره، ثم حبس وقتل بمرو بقرية شيج (1) وتغير رأي السلطان عليه في سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
والعمرانية قرية بالموصل، وإليها ينسب: القاضي أبو منصور العمراني، وكان يسكن ميافارقين، قرأ القرآن على أبي علي الاهوازي، وتفقه ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي، قرأ صاحبنا أبو العباس الخضر بن ثروان التغلبي القرآن عليه بميا فارقين.
وأبو بكر محمد بن محمد (2) بن القاسم بن منصور بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن معمر بن عمران الكسبوي من أهل كسبة قرية من قرى نسف، ونسب العمراني إلى جده الاعلى عمران، كان بسمرقند يلي أعمال السلطان من الرئاسة والوزارة وغير ذلك ثم تركها في آخر عمره وحدث عن الدهقان العالم أبي إسماعيل إبراهيم بن محمد الحاجي الحلمي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفي بكسبة في القعدة سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
[ هامش...(1) في الظاهرية وليدن: " شيخ فصوبتها إلى ما ترى، و " شيخ ": " قرية بمرو على خمسة فراسخ " كما تقدم: 7: 441،
وفي كوبرلي: " سنح " فيكون قد أهملت الجيم منها، وصوابها " سنج ": " وهي قرية كبيرة من قرى مرو على سبعة فراسخ منها " كما تقدم 7: 165.
(2) في " اللباب ": " محمد بن القاسم " ولم يتكرر: محمد بن محمد.
والمثبت من الاصول ].(4/237)
العمروسي: بفتح العين المهملة، وسكون الميم، وضم الراء، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى " عمروس " وهو جد: أبي الفضل محمد بن عبيدالله بن أحمد بن عمروس البزار العمروسي المالكي، من أهل بغداد، وكان أحد الفقهاء على مذهب مالك، وكان أيضا من حفاظ القرآن ومدرسيه، سمع أبا القاسم عبيدالله بن محمد بن حبابة المتوثي، وأبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين، وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وأبا القاسم عبيدالله بن الصيدلاني، سمع منه أبو بكر الخطيب وذكره في " التاريخ " فقال: كتبت عنه، وكان دينا ثقة مستورا، وإليه انتهت الفتوى في الفقه على مذهب مالك ببغداد، وقبل القاضي أبو عبد الله الدامغاني شهادته، وكان يسكن بباب الشام، وكانت ولادته في رجب سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وبلغنا ونحن في دمشق أنه مات في أول المحرم سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
العمري: بفتح العين المهملة، وسكون الميم، وكسر الراء.
هذه النسبة إلى ثلاثة رجال، أولهم: منسوب إلى بني عمرو بن عامر بن ربيعة والمشهور بها: موألة بن كثيف العمري، يروي عن أبن هوذة العمري، روى أنهما وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهما مساكنهما من المصباعة ومران.
روى عنه ابنه عبد العزيز بن موألة.
وسمعان بن مشنج العمري، يروي عن سمرة بن جندب.
روى عنه الشعبي، وقيل هو منسوب إلى عمرو بن حريث.
والله أعلم
وأحوص بن هشام العمري الكوفي، يروي عن وكيع، ومحمد بن عبد الوهاب السكري، والحسين بن علي الجعفي.
روى عنه مطين.
وأبو بكر محمد بن الحسين العمري، يروي عن محمد بن إسحاق الجبلي.
روى عنه محمد بن السائب الدقاق.
وعبد الرحمن بن يزيد بن جارية أخو مجمع بن يزيد بن جارية الانصاري العمري من بني عمرو بن عوف يروي عنهما القاسم بن محمد.
ومرارة بن الربيع العمري، من بني عمرو بن عوف أيضا، أحد الثلاثة الذين خلفوا ثم تاب الله عليهم، جرى ذكره في حديث الثلاثة الذين خلفوا.(4/238)
والثاني: منسوب إلى جده عمرو بن حريث، منهم: جعفر بن عون بن عمرو بن حريث، نسب إلى جده عمرو.
والثالث: منسوب إلى قراءة أبي عمرو بن العلاء البصري وليست بنسب، منهم: عبيدالله بن إبراهيم العمري، حدث عن يعقوب بن المبارك.
روى عنه عبد الغني بن سعيد المصري الحافظ (1).
وفرقة من المعتزلة يقال لهم " العمرية " وهم أصحاب عمرو بن عبيد البصري، وقد ذكرته في " المعتزلي " وبدعتهم في القدر، ونفي الصفات الازلية، وفي المنزلة بين المنزلتين: كبدعة الواصلية فيها، غير أن عمرا زاد على واصل في شهادة علي وطلحة والزبير نادرة، وذلك أن واصلا قال: لو شهد علي وطلحة رضي الله عنهما على حكم لا أحكم بشهادتهما، لان أحدهما فاسق ! ولو شهد علي مع رجل من عسكره، أو شهد طلحة مع رجل من عسكره، على شئ أحكم بشهادتهما.
قال عمرو: لا أقبل شهادتهما في هذه الموضع أيضا.
وفي هذا تصريح بفسق الفريقين، وكونهما من أصحاب النار ! وكان واصل يفسق أحد الفريقين ولا يعرف الفاسق منهما، وكلاهما فسقة عند عمرو (2) !.
العمري: بضم العين المهملة، وفتح الميم، وكسر الراء.
هذه النسبة إلى " العمرين " أحدهما: عمر بن الخطاب، والثاني منسوب إلى عمر بن [ هامش...(1) هكذا في الاصول، وتابعه ابن الاثير، ومصدر المصنف فيه الحافظ ابن طاهر في " الانساب المتفقة " ص 112، لكن جاءت عبارة الحافظ عبد الغني نفسه في " مشتبه النسبة " ص 51 كما يلي: " عبيدالله بن إبراهيم العمري، حدثنا عنه يعقوب بن المبارك وغيره ".
ونحوها عبارة ابن ماكولا: 6: 364 363: " وروى عنه يعقوب بن المبارك ".
فيعقوب تلميذ للمترجم لا شيخ له.
وكانت وفاة المترجم سنة 307 كما في " طبقات القراء " لابن الجزري 1: 484، في حين أن ولادة الحافظ عبد الغني سنة 332.
(2) قال ابن الاثير في " اللباب " مستدركا: " قلت: فاته النسبة إلى عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الانصاري الساعدي: ينسب إليه أبو أسيد مالك بن ربيعة بن البدن بن عمرو بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدهم.
وفاته النسبة إلى عمرو بن أسد بن الحراث بن العتيك، بطن من الازد.
وإلى عمرو بن الحارث بن العتيك.
منهم: أبو مسكين كزمان بن سيف بن سعد بن قطن بن مالك بن تيم بن عمرو.
كان شريفا ".
قلت: هكذا جاء نسب أبي أسيد الساعدي في " اللباب " و " البدن " هكذا ضبطه الحافظ بن حجر رحمه الله في " تقريب التهذيب "، وأثبتها الاستاذ عبد السلام هارون " البدي " في " جمهرة أنساب " ابن حزم ص 366(4/239)
علي بن أبي طالب، فأما المنتسب إلى عمر بن الخطاب فالمشهور بهذه النسبة هو: عبد الله وعبيدالله ابنا عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري، ويحيى بن عمر أخوهما، وهما أدركا التابعين، واشتهرا بالرواية بالمدينة، وكتب عنهما الناس.
ورباح بن عبيدالله بن عمر العمري، له حديث واحد: " بئس الشعب جياد ".
والقاسم بن عبد الله بن عمر العمري، وأخوه عبد الرحمن بن عبد الله.
وعبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب العمري الزاهد، نزيل مكة، وأمه أمة الحميد بنت عبد الحميد بن عياض، يروي عن موسى بن عقبة.
روى عنه منصور بن أبي مزاحم، كنيته أبو عبد الرحمن، كان من أزهد أهل زمانه، وأكثرهم تخليا للعبادة مع المواظبة، وجميع ما حدث قدره أربعة أحاديث.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان مات سنة أربع وثمانين ومائة، وكان له أخ اسمه عمر بن عبد العزيز، ولي المدينة فلم يكلمه أخوه إلى أن مات.
وأبو بكر محمد بن أبي عاصم العمري، من أهل هراة، روى عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الانصاري، روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي بنيسابور، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بمرو، وكانت وفاته بعد سنة خمسين وأربعمائة.
وحفيداه أبو القاسم عبد الملك وأبو الفتح سالم ابنا عبد الله بن عمر بن محمد بن عبد الله بن أبي عاصم العمري سمعت منهما الكثير.
أما عبد الملك فسمعت عنه بأرجان ومرو عن نحيب بن ميمون الواسطي، وأبي عبد الله العميري، وعبد الله بن يوسف الجرجاني وغيرهم.
وسالم سمعت منه بهراة، وسمع مني أيضا، ومات عبد الملك بالدندانقان في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، بعد معاقبة الغز.
وأما العمريون الذين ينتسبون إلى عمر بن علي، منهم: عبد الله وعبيدالله ابنا محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب: حدثا.
وهاشم بن محمد العمري، من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حكى عن أبيه.
روى عنه أبو يعلى الموصلي.(4/240)
وأبو عثمان عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي
العدوي، يروي عن القاسم، وسالم، ونافع، والزهري، وعطاء، وأهل الحجاز.
روى عنه شعبة، ومالك، والثوري، ومات سنة أربع أو خمس وأربعين ومائة، وكان من سادات أهل المدينة وأشراف قريش فضلا وعلما وعبادة وشرفا وحفظا وإتقانا.
وأخوه عبد الله بن عمر ضعيف.
وأمهما فاطمة بنت عمر بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
وأما عبد الله يروي عن نافع، روى عنه العراقيون، وأهل المدينة، كان ممن غلب عليه الصلاح والعبادة حتى غفل عن ضبط الاخبار وجودة الحفظ للآثار، فوقع المناكير في روايته، فلما فحش خطؤه استحق الترك، ومات سنة ثلاث وسبعين ومائة، وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عن عبد الله بن عمر.
وأما أبو القاسم علي بن يعلى بن عوض بن محمد بن حمزة بن جعفر بن نعل بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العمري، من أهل هراة، وهو من أولاد عمر بن علي رضي الله عنهما، كان واعظا مليح الوعظ، كثير المحفوظ، سمع بنيسابور أبا علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي، وببلدة هراة أبا عبد الله محمد بن علي العميري وأبا عطاء عبد الاعلى بن عبد الواحد المليحي، وأبا سهل نحيب بن ميمون الواسطي، رأيته وسمعت منه حديثا واحدا من حفظه في مجلس وعظه، وحدثني عنه جماعة، وتوفي بمروروذ سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
وأبو طاهر محمد بن يحيى بن ظفر بن الداعي بن مهدي بن محمد.
ابن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب العلوي العمري، من أهل إستراباذ، شيخ الامامية بها، وهو مقدم طائفته وشيخ عشيرته من بيت الحديث: أبوه أبو طالب من المحدثين، وجده أبو الفضل ظفر ورد نيسابور وحدث بها، وسمع منه جماعة من شيوخنا، وجده الاعلى أبو محمد الداعي بن مهدي العمري من المحدثين أيضا، روى عنه ابنه أبو الفضل، وأبو طاهر محمد بن يحيى حدث عن جده، وسمعت منه بإستراباذ، وكانت ولادته
في المحرم سنة ست وستين وأربعمائة.
العميري: بفتح العين المهملة، والميم المكسورة، وسكون الياء آخر الحروف، وبعدها الراء.
هذه النسبة إلى " عميرة " وهو بطن من ربيعة، وهو: عميرة بن أسد بن ربيعة بن نزار.(4/241)
قاله أحمد بن الحباب النسابة (1).
العميري: بضم العين المهملة، وفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى الجد، والمنتسب إليه: الامام الحافظ أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عمير العميري، محدث مشهور، من أهل هراة، حدث بالكثير، يروي عن القاضي أبي بشر طاهر بن العباس العبادي، والحاكم الفقيه أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد بن حامد الديناري، وأبي عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن محمد الباشاني الهروي، وأبي يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب، وأبي الفضل عبد الملك بن أبي عصمة السجزي، وأبي الحسن علي بن سرى الليثي السجزي وغيرهم.
روى عنه المشايخ أبو النضر عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي، وأبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني، وأبو محمد رافع بن أبي سهل بن أبي الحسن بن أبي سهل الغزواني، وأبو محمد عبد السيد بن أبي بكر بن أبي الفضل بن مال السا الطاقي، وأبو الفتح عبد العزيز بن عبد الجبار بن ناصر بن أحمد القواس، وأبو عبد الله محمد بن المفضل بن سيار بن ذكوان الدهان، والشريف أبو القاسم عبد الملك بن أبي عاصم العمري، والسيد أبو الحسن علي بن حمزة بن إسماعيل الموسوي، وأبو الفتح القاسم بن عمر بن عطاء بن سهل الجراحي، وصاعد بن سيار بن ذكوان الدهان الاسحاقي، وغيرهم.
العمي: بفتح العين المهملة، وتشديد الميم.
هذه النسبة إلى " العم " وهو بطن من تميم، وقد ذكره جرير في شعره فقال: سيروا بني العم، فالاهواز منزلكم * * * ونهر تيري، فلم تعرفكم العرب منهم: مرة بن مالك بن حنظلة الخثعمي العمي.
قال ابن الاعرابي: وهم العميون.
وقال ابن الكلبي: مرة هذا من ولد عمرو بن مالك فهو الازدي، وهو مرة بن وائل بن عمرو، [ هامش...(1) قال ابن الاثير: " قلت: ومثله قال هشام الكلبي: منهم: عامر بن مسلم بن قيس بن سلمة بن طريف بن أبان بن سلمة بن جارية بن فهم بن بكر بن عبلة بن أنمار بن مبشر بن عميرة، قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهما، ولطريف صحبة ".
قلت: هكذا جاء فيه " سلمة بن طريف ".
وفي " جمهرة " ابن حزم ص 293: " مسلمة " وأشار في التعليق إلى وروده " سلمة " في بعض الاصول ].(4/242)
وهم بنو العم الذين في بني تميم.
هذا نسبهم.
ثم قالوا: هو مرة بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
وعكاشة العمي الضرير البصري، شاعر جيد القول.
ومحمد بن عبد الله العمي، يروي عن ثابت البناني، روى عنه أبو النضر وغيره.
وأبو الحواري زيد الحواري العمي، من أهل البصرة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ومعاوية بن قر.
روى عنه الثوري وشعبة، وكان قاضيا بهراة يروي عن أنس أشياء موضوعة لا أصول لها حتى سبق إلى القلب أنه المتعمد لها، وكان يحيى يمرض القول فيه، وهو عندي لا يجوز الاحتجاج بخبره ولا كتبة حديثه إلا للاعتبار.
وإنما قيل لزيد " العمي " فيما ذكره عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتابه: وقال حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الهروي، سمعت أبي يقول: قال علي بن مصعب: سمي زيد العمي لانه كان كلما سئل عن شئ قال: حتى أسأل عمي.
وابنه أبو زيد عبد الرحيم بن زيد العمي، عداده في أهل البصرة، يروي عن أبيه العجائب بما لا يشك من الحديث صفته أنها معمولة أو مقلوبة كلها، يروي عن أبيه روى عنه العراقيون.
فأما ما روى عن أبيه فالجرح ملزق بأحدهما أو بهما، وهذا مما لا سبيل إلى معرفته إذ الضعيفان إذا انفرد أحدهما عن الآخر بخبر لا يتهيأ حكم القدح في أحدهما دون الآخر، فإن كان وجود المناكير في حديث منهما معا أو من أحدهما استحق الترك.
روى عنه محمد بن موسى الجرشي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب البصري، وجعفر بن مهران السماك وغيرهم.
وعمران العمي، من أهل البصرة، وهو القطان.
قاله البخاري وهو: عمران بن جاور، يروي عن الحسن روى عنه حماد بن مسعدة والبصريون، ومن زعم أنه (1) فقد وهم، وكان عمران العمي اختلط حتى لا يدري ما كان يحدث به.
كتب عنه يحيى القطان أشياء ثم رمى بها ولم يحدث عنه.
وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي البصري، يكنى أبا عبد الصمد، (يروي عن أبي عمران الجوني، ومنصور، وحصين).
[ هامش...(1) سقط وبياض في الاصول قدر كلمة، والنص من هنا إلى آخر الترجمة من " المجروحين " لابن حبان 2: 123، وتقدم قبل تعليقه واحدة نقل كلامه، وفيه ما يملا الفراغ ].(4/243)
وعقبة بن مكرم العمي (1) يروي عنه مسلم بن الحجاج.
وموسى بن خلف أبو خلف العمي، عن قتادة.
روى عنه ابنه خلف بن موسى، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل المنقري التبوذكي.
ومحمد بن يحيى بن الحسين العمي، عن أبي مالك كثير بن يحيى وغيره.
وبهز بن أسد العمي، أخو معلى بن أسد العمي، حديثهما في الصحيحين ومعلى من شيوخ البخاري.
وأبو محمد عبد الرحمن بن محمود بن أحمد بن عبد الله (2) بن أبي بكر بن أبي ريحان العمي السكري، أحد المشهورين المعدلين بمرو، كان فاضلا عالما حسن السيرة محتاطا، سمع أبا الفضل محمد بن عبد الرزاق الماخواني، سمعت منه قبل الخروج إلى الرحلة، ولما انصرفت منها كان قد تغير عقله واختلط، وكان يعرف بابن العم، وكان يكتب لنفسه " العمي ".
وابن علي كان معنا في المكتب فذكر في حق أبي الفتح النظري شيئا لما بلغه نبؤه، فشتمه وقال: يكفيك أنك ابن العم ولست بابن الاب.
وتوفي عبد الرحمن بمرو في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة أو ذي الحجة.
[ هامش...(1) زيادة من كوبرلي، وهي صحيحة، وفي " اللباب " ما يؤيدها.
(2) من الاصول و " المعجم الكبير " للمصنف ق 41 / 2، وتحرف في " اللباب " إلى: " هبة الله " ].(4/244)
باب العين والنون العنابي: بضم العين المهملة، وتشديد النون المفتوحة، وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " العناب " وهو شئ أحمر من الفواكه.
والمشهور بهذه النسبة: علي بن عبيدالله بن محمد العنابي، من أهل مصر، يروي عنه أبو عبد الله الصوري الحافظ.
وأبو زرعة محمد بن سهل بن عبد الرحمن بن أحمد الاستراباذي، يعرف بالعنابي، من أهل إستراباذ، سكن سمرقند وحدث بها إلى أن مات بها قبل الستين والثلاثمائة.
وأبو مسعود بن العنابي، شاب صالح من أهل جرجان، يروي عن أبي الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي، سمعت منه أحاديث بجرجان.
العنبري: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفتح الباء الموحدة، والراء.
هذه النسبة إلى: " بني العنبر " ويخفف، فيقال لهم: " بلعنبر "، وهم جماعة من بني
تميم، ينسبون إلى بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار، منهم: أبو عبد الرحمن محمد بن أبان بن الحكم بن يزيد بن جابر بن خيران (1) بن أخزم بن ذهل بن ذؤيب بن عمور بن العنبر العنبري، يروي عن الثوري وأبي حنيفة، ومسعر بن كدام، وشعبة.
وهو ابن عم محمد بن يحيى بن أبان العنبري (2).
وأبو عبد الله عامر بن عبد الله بن عبد قيس التميمي العنبري، من عباد أهل البصرة [ هامش...(1) ثبت هذا الاسم هنا وفيما سيأتي ص 438 بالراء مع إهمال الحاء، وجاء في " الانساب المتفقة ": " خيوان "، وفي تعليق المعلمي على " الاكمال " 1: 38: " خيران " وهو أقرب إلى اسم الاصل فأثبته، ثم رأيته كذلك في " الاكمال " نفسه: 256.
(2) سقط ما بين المعكوفين من كوبرلي، ومحله " وغيرهم "، والصواب.
وهو عم محمد بن يحيى، كما جاء في " الانساب المتفقة " ص 114 ].(4/245)
وزهادهم، وكثرة الاخبار عنه في الصلاح تغني عن الاشتغال بذكرها، وهو من الزهاد الثمانية (1).
رأى جماعة من الصحابة رضي الله عنهم، روى عنه الحسن، وابن سيرين، وأهل البصرة، سكن الشام (2).
وأبو عبيدالله الحسن بن حصين بن أبي الحر بن الخشخاش العنبري، والد عبيدالله بن الحسن العنبري الفقيه، من أهل البصرة، يروي عن سعيد بن جبير، وعلي بن الحسين، روى عنه معاذ بن معاذ العنبري وغيره.
والخشخاش بن جناب العنبري، له صحبة.
وعبيد بن الخشخاش بالشينين المعجمتين أيضا يروي عن أبي ذر.
وممن انتسب إليه ولاء: أبو غسان يحيى بن كثير بن درهم العنبري مولاهم، أصله من
خراسان، وعداده في البصرة، وهو الذي يقال له السعيري، روى عن شعبة، روى عنه بندار وأهل البصرة، ومات بعد المائتين.
وأبو غياث روح بن القاسم العنبري التميمي من أنفسهم، بصري، يروي عن عطاء، وأبن المنكدر.
روى عنه ابن المبارك، ويزيد بن زريع، وابن علية، ومات قبل الحجاج بن أرطأة سنة إحدى وأربعين ومائة، وكان حافظا متقنا.
قال الطبري: وردان وحيدة ابنا مخرم بن مخرمة (3) بن قرط بن جناب العنبري، من بني العنبر بن عمرو بن تميم، لهما صحبة.
وأبو عبد الله سوار بن عبد الله بن قدامة العنبري القاضي، من أهل البصرة، يروي عن بكر بن عبد الله المزني، وكان فقيها.
روى عنه أهل البصرة، وابنه عبد الله بن سوار.
وعبد الملك بن حسان العنبري أخو نصر بن حسان، من أهل البصرة، يروي عن [ هامش...(1) لعلهم الذين عناهم ابن أبي حاتم في رسالته " الزهاد الثمانية من التابعين " وهم: المترجم، وأويس القرني، والربيع بن خثيم، وأبو مسلم الخولاني والاسود بن يزيد، ومسروق بن الاجدع، والحسن البصري، وهرم بن حيان.
رضي الله عنهم.
(2) سقط من كوبرلي قوله: " سكن الشام ".
وهي زيادة صحيحة، فإنه نزل بيت المقدس من بلاد الشام، وتوفي فيه رحمه الله.
(3) هكذا صواب هذين الاسمين.
وتحرفا في الاصول وأهملا، وهكذا صواب ضبط " مخرم " كما في " الاكمال " 7: 220، فيصحح ضبطه، في " جمهرة " ابن حزم ص 208 ].(4/246)
العراقيين.
روى عنه جويرية بن أسماء.
وعبيدالله بن الحسن بن الحصين بن أبي الحر بن الخشخاش العنبري التميمي، قاضي البصرة، يروي عن حميد الطويل.
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي، وأهل بلده.
مات سنة ثمان وستين ومائة.
وأبن عبد الله سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة بن نقب بن عمرو بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو البصري العنبري، من أهل البصرة، نزل بغداد، وولي قضاء الرصافة، وحدث عن أبيه، وعن عبد الوارث بن سعيد، ومعتمر بن سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل، وروى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهما.
أثنى عليه أحمد بن حنبل، ووثقه أبو عبد الرحمن النسائي، وكان فقيها فصيحا أديبا شاعرا عظيما اللحية، توفي في شوال سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن عمر العنبري الشاعر، من أهل بغداد، وكان ظريفا أديبا حسن العشرة، صلف النفس، مليح الشعر، روى عنه أبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري، ومن مليح شعره قوله: ما أبالي إذا حملت عن الاخ * * * وان ثقلي ودنت بالتخفيف ورفضت الكثير من كل شئ * * * وتقنعت بالقليل الطفيف ورآني الانام طرا بعيني * * * زاهد في وضيعهم والشريف أنا عبد الصديق ما صدق الود * * * د، وبعض الانام عبد الرغيف ومات العنبري في جمادى الاولى سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
وأبو الفضل العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة بن كيسان العنبري، من أهل البصرة، سمع يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن هشام، وعبد الرزاق بن همام وطبقتهم.
روى عنه أبو حاتم الرازي، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود السجستاني وغيرهم، قدم بغداد وجالس بها أحمد بن حنبل، وأبا عبيد القاسم بن سلام، وبشر بن الحارث، وكان ثقة مأمونا، ومات سنة ست وأربعين ومائتين.
وأبو المثنى معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك بن الخشخاش بن جناب بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم
العنبري، من أهل البصرة، سمع سليمان التيمي، وعبد الله بن عون، وعوفا الاعرابي،(4/247)
وسعيد بن أبي عروبة، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وعبد الرحمن المسعودي وغيرهم.
روى عنه ابناه عبيدالله والمثنى، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وسعدان بن نصر وغيرهم.
تولى القضاء بالبصرة وكان له محل ومنزلة، فلم يحمد أهل البصرة أمره، وكثر الكارهون له والرفائع عليه، فلما صرف عن القضاء أظهر أهل البصرة السرور به ونحروا الجزور وتصدقوا بلحمها، واستتر في بيته خوف الوثوب عليه، ثم أشخص بعد هذا الوقت إلى الرشيد فاعتذر فقبل عذره، ووهب له ألف دينار، وكان من الاثبات في الحديث، وكان يحيى بن سعيد في سجوده يقول: اللهم اغفر لخالد بن الحارث ولمعاذ بن معاذ، فذكرت (1) ذلك ليحيى فلم ينكره وقال: حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة قال: قال أبو الدرداء: إني لاستغفر لسبعين من إخواني في السجود، أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم.
قال يحيى القطان: طلبت الحديث مع رجلين من العرب: خالد بن الحارث بن سليم الهجيمي ومعاذ بن معاذ العنبري، وأنا مولى لقريش: لتيم الله، فوالله ما سبقاني إلى محدث قط فكتبا أشياء حتى أحضر، وما أبالي إذا تابعني معاذ بن معاذ وخالد بن الحارث من خالفني من الناس.
ومات بالبصرة وهو ابن سبع وسبعين سنة في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائة، في خلافة محمد بن هارون، وصلى عليه محمد بن عباد المهلبي وكان يومئذ على صلاة البرة والامرة.
وابنه أبو الحسن المثنى بن معاذ العنبري البصري، قدم بغداد وحدث عن أبيه، وبشر بن المفضل، ومعتمر بن سليمان، وسلم بن قتيبة، ويحيى بن سعيد القطان.
روى عنه ابنه معاذ بن المثنى، وأبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وكان ثقة.
ذكره يحيى بن معين، ووصفه بالتوثق والصدق وقال: كان من خيار المسلمين وهو خير من أخيه عبيدالله بن معاذ مائة مرة.
ومات سنة ثمان وعشرين ومائتين.
والذي نسب إلى جده الاعلى: أبو عبد الله سعيد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بغيان العنبري النيسابوري، وكان من أعيان وجوه نيسابور، من المذكورين بالادب والكتابة، وسمع علي بن الحسين (2) الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، وقطن بن [ هامش...(1) قائل هذا هو أبو حفص عمرو بن علي الفلاس أحد أئمة الحديث، أنظر الخبر في " تاريخ بغداد ".
(2) في كوبرلي و " اللباب ": " الحسن " ].(4/248)
إبراهيم القشيري، وبالري أبا زرعة، ومحمد بن مسلم بن واره، وأبا حاتم الرازي، روى عنه أبو زكريا العنبري، ومات في شهر رمضان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأبو الفوارس أحمد بن الفضل بن أحمد بن علي بن محمد بن يحيى بن أحمد بن يحيى بن أبان بن الحكم بن يزيد بن جابر بن خيران بن الاخزم بن ذهل بن ذويب بن حنجود (1) بن جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العنبري، من أهل أصبهان، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه، وأبا سعيد محمد بن علي بن عمرو النقاش وغيرهم.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وذكره في " معجم شيوخه " وقال: الشيخ الثقة الامين، من أهل السنة، من خواص أصحاب الشيخ أبي القاسم بن منده.
وابن عبد السلام بن أحمد بن الفضل العنبري، سمع عبد الرحمن بن أبي عبد الله بن منده، سمعت منه مجالس من أمالي أبي عبد الله بن منده بأصبهان.
وثم من ينسب إلى جده الاعلى وليس من بلعنبر هو: أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله بن عنبر بن صالح بن محمد بن عبد الله بن بغيان (2) العنبري السلمي مولى (أبي) حزقاء السلمي، من أهل نيسابور، وكان من المشاهير
من علماء المحدثين، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وابنه أبو العباس محمد بن يحيى العنبري، كان من الادباء حسن الشعر، سمع أبا نعيم الجرجاني، وأبا عمرو الحيري.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: صحبنا إلى بغداد سنة خمس وأربعين، ولم يحج تلك السنة ومات في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وابنه الآخر أبو محمد عبد الله بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر العنبري، كان من الصلحاء، سمعه أبوه عن أبي بكر محمد بن إسحاق.
(بن خزيمة، وأبي العباس [ هامش...(1) ويلاحظ أن " حنجود بن جندب " لم يرد ذكرهما فيما تقدم ص 434، فأخشى أن يكونا أقحما هنا في عمود هذا النسب، من نسب عنبري آخر.
انظر نسب الامام زفر بن الهذيل في " جمهرة " ابن حزم.
(2) تحرف في الاصلين إلى: " ثعبان " وما أثبته هو الصواب.
انظر ما تقدم ص 437، ويصحح ما جاء في طبعة " طبقات الشافعية " للسبكي 3: 485، و " طبقات المفسرين " 2: 375 ].(4/249)
محمد بن إسحاق) الثقفي، روى عنه الحافظ أبو عبد الله أيضا وقال: توفي في شهر رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
العنبي: بكسر العين المهملة وفتح النون، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " العنب " وبيعه.
قال أبو كامل البصري: وشيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمران (1) العنبي، يبيع العنب والفاكهة، يروي عن القدماء ببخارى.
وشيخ من الكتاب يقال له: علي العنبي، وابنه أحمد، سمع عن أبي عن إسحاق الحصري، وأبي تراب إسماعيل بن طاهر الحافظ النخشبي.
العنتري: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى " عنترة " وهم جماعة من أولاد عبد الملك بن هارون بن عنترة، من أهل
الكوفة، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن علي (بن محمد) العنتري.
قال أبو كامل البصيري: هو من كهولنا، فقيه فاضل، كتب عن جدنا أبي الحسن البرحاني العلوم.
العنزي: بفتح العين المهملة، والنون، وكسر الزاي.
هذه النسبة إلى " عنزة " وهو حي من ربيعة، وهو: عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، قاله ابن حبيب، وأحمد بن حباب الحميري، وقال ابن حبيب: في الازد: عنزة بن عمرو بن عوف بن عدي بن عمرو بن مازن بن الازد.
وقال أيضا: في خزاعة أيضا: عنزة بن عمرو بن أفصى بن حارثة، منهم: نبيح العنزي، روى عنه الاسود بن قيس.
ومعبد بن هلال العنزي.
وأبو موسى محمد بن المثنى العنزي الزمن، من أهل البصرة، يروي عن غندر.
روى عند البخاري والناس، والمثنى بن عوف العنزي.
[ هامش...(1) في ليدن: " عمر " وفي كوبرلي: " إسماعيل بن عمرو " وفي " اللباب ": " وإسماعيل بن عمر " ].(4/250)
وأبو خفاف ناجية العنزي.
روى عنه أبو إسحاق.
وعليل بن أحمد العنزي، مصري.
وأبو علي حبان بن علي العنزي، من أهل الكوفة، يروي عن الناس.
روى عنه الكوفيون والبغداديون، فاحش الخطأ فيما يروي، يجب التوقف في أمره.
قال يحيى بن معين: مندل وحبان ابنا علي ليس حديثهما بشئ.
وأخوه أبو عبد الله مندل بن علي العنزي، من أهل الكوفة، يروي عن هشام بن عروة، وابن جريج، والاعمش.
روى عنه وكيع وأهل الكوفة، وكان مرجئا، من العباد، إلا أنه كان يرفع المراسيل ويسند الموقوفات، ويخالف الثقات في الروايات من سوء حفظه، فلما سلك
غير مسلك المتقنين مما لا ينفك منه البشر من الخطأ وفحش ذلك منه، عدل به غير مسلك العدول، فاستحق الترك، وكان أخوه حبان يتشيع.
وقال معاذ بن معاذ: دخلت الكوفة فلم أر أحد أورع من مندل بن علي.
قال أبو حاتم بن حبان: قيل إن مندلا كان لقبا له، واسمه عمرو، مات في مندل في شهر رمضان سنة ثمان وستين ومائة.
والنضر بن منصور العنزي، شيخ من أهل الكوفة يروي عن أبي الجنوب.
روى عنه العراقيون، منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج بحديثه، ولا الاحتجاج به، لما فيه من غلبة المناكير.
وقال الدرامي: قلت ليحيى بن معين: النضر بن منصور العنزي، يروي عنه ابن أبي معشر عن أبي الجنوب عن علي، من هؤلاء ؟ قال: هؤلاء حمالة الحطب.
ومنهم: ضبة بن محصن العنزي، يروي عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه الحسن البصري.
وعبد الله بن أبي الهذيل العنزي يروي عن أبي الاحوص.
وطلق بن حبيب العنزي، يروي عن عبد الله بن الزبير.
ومحمد بن المثنى أبو موسى العنزي، يعرف بالزمن، بصري، يروي عن جماعة.
روى عنه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو عيسى، والنسائي، كان من الثقات.
العنزي: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وكسر الزاي المعجمة.
هذه النسبة إلى " عنز " وهو عنز بن وائل أخو بكر بن وائل وأخوهما تغلب، ومن ولد عنز بن وائل: عامر بن ربيعة العنزي.
هكذا ذكره عبد الغني بن سعيد في " كتابه " وقال: هو(4/251)
حليف بني عدي بن كعب، له صحبة، ويقال له: العدوي (1)، شهد بدرا.
وروى هو وابنه عن النبي صلى الله عليه وسلم اسم ابنه عبد الله بن عامر.
وقال أبو حاتم بن حبان في " كتاب الصحابة " من كتاب " الثقات ": عامر بن ربيعة من ولد عنز بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دغمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، حليف عمر بن الخطاب، ويقال: حليف
مطيع بن الاسود بن المطلب، ومطيع كان حليفا لبني عدي، كنيته أبو عبد الله، وعنز بن وائل هو أخو بكر وتغلب.
مات عامر بن ربيعة سنة ثلاث وثلاثين.
وقال محمد بن جرير الطبري: عامر بن ربيعة بن مالك بن عامر بن ربيعة بن حجر بن سلامان بن مالك بن ربيعة بن رفيدة بن عنز بن وائل مفتوحة النون وقال علي بن المديني: عامر بن ربيعة بن عنز.
والاول أصح.
وعبادة بن الاشيب العنزي، وفد على النبي صلى الله عليه وآله وأمره على قومه، روى عنه المصادف بن أمية العنزي.
وأبو شاهر محمد بن جابر بن وهب بن شاهر بن أمية العنزي، روى عن مطرف بن أبي الجبير بن مصادف بن أمية العنزي، جده المصادف بن أمية، عن عبادة بن الاشيب.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: وعدد العنزيين في الارض قليل.
العنسي: بفتح العين المهملة، وسكون النون، وفي آخرها سين مهملة.
هذه النسبة إلى " عنس " وهو عنس بن مالك بن أدد بن زيد، وهو من مذحج في اليمن، وجماعة منهم نزل الشام، وأكثرهم بها، منهم: أبو عياض عمرو بن الاسود العنسي، ويقال: أبو عبد الرحمن، من عباد أهل الشام وزهادهم، وكان يقسم على الله فيبره، يروي عن عمر، ومعاوية.
روى عنه خالد بن معدان والشاميون.
وأبو الوليد عمير بن هانئ العنسي، من أهل الشام، أدرك ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه الاوزاعي، وابن جابر، وكان [ هامش...(1) لانه حليف عمر بن الخطاب رضي الله عنه " كما في " الاكمال " 7: 44، وفي " الاصابة " 2: 249: " حليف بني عدي، ثم الخطاب والد عمر.
، وكان الخطاب قد تبنى عامرا فكان يقال: عامر بن الخطاب، حتى نزلت: أدعوهم لآبائهم.
وفي " جمهرة " ابن حزم ص 303،.
و " التهذيب " 5: 62، " حليف آل الخطاب ".
وانظر كلام ابن حبان الآتي قريبا ].(4/252)
عاملا لعمر بن عبد العزيز على البثنية وحوران، قتله الصقر بن حبيب المري بدارياسا سنة اثنين وثلاثين ومائة (1) قبل دخول عبد الله بن علي دمشق بثلاثة أشهر.
وأبو يزيد شرحبيل بن شفعة العنسي، ويقال: الرحبي، شامي، يروي شرحبيل بن حسنة، وعتبة بن عبد.
روى عنه يزيد بن حمير.
وأبو شداد بن سالم العنسي (عن أبي أمامة.
روى عنه معاوية بن صالح).
وعمرو بن الاسود العنسي، آخر، روى عنه شرحبيل بن مسلم، وغيره.
ونصيح العنسي، يروي عن ركب المصري.
وتميم بن عبد الله بن شرحبيل العنسي، مصري، روى عنه عمرو بن الحارث، وضمام بن إسماعيل.
قاله ابن يونس.
وأبو عتبة إسماعيل بن عياش العنسي الحمصي، يروي عن شرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد.
سمع عنه ابن المبارك وغيره مات سنة إحدى وثمانين ومائة.
وأبو وهب عمرو بن عبد الرحمن العنسي، يروي عن شرحبيل بن مسلم.
روى عنه أبو اليمان.
وعظم عنس بالشام.
العنقزي: بفتح العين المهملة، والقاف، بينهما النون الساكنة، وفي آخرها الزاء المعجمة.
هذه النسبة إلى " العنقز " وهو المرزنجوش، والمشهور بهذه النسبة: أبو سعيد عمرو بن محمد العنقزي القرشي مولى لهم، من أهل الكوفة، قال أبو حاتم بن حبان في " كتاب الثقات ": عمرو بن محمد العنقزي، والعنقز المرزنجوش، كان يبيع العنقز فنسب إليه، يروي عن إسرائيل والثوري.
روى عنه الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي، وأهل العراق، مات سنة تسع وتسعين ومائة.
وقال ابن ماكولا: عمرو بن محمد بن العنقزي، وابنه الحسين: أظن أنهما نسبا إلى العنقز وهو الشاهسفرم، لانه كان يبيعه أو يزرعه.
وقال
[ هامش...(1) هكذا، وفي " التهذيب " 8: 150 عن أبي زرعة الدمشقي: " سنة سبع وعشرين ومائة " ومثله في " تاريخ الاسلام " للذهبي: 5: 119، و " تاريخ دول الاسلام " ص 87، ونقل في " التهذيب " أيضا عن " التاريخ الاوسط " للبخاري أنه ذكر عميرا في " فصل من مات من سنة مائه إلى عشر ومائة " ولعل هذا يؤيد قول دحيم المذكور في " التهذيب " كذلك: ما قتل، إنما المقتول ابنه عمير بن هانئ ؟ والله أعلم ].(4/253)
البخاري ثنا قتيبة، العنقزي، حدثنا حنظلة، قال: إنه نسب إلى العنقز، وهو المرزنجوش، ويقال: الريحان.
وقال الاخطل: ألا اسم سلمت أبا مالك * * * وحياك ربك بالعنقز وقال أبو الحسن الدارقطني: أما عنقز فهو الذي ينسب إليه عمرو بن محمد العنقزي، وابنه الحسين بن عمرو، ويقال هو الريحان المعروف بالشاه أسفرم.
قال الشاعر وهو الاخطل في يزيد بن معاوية: ألا اسلم سلمت أبا خالد * * * وحياك ربك بالعنقز وروى مشاش بالخندريس..(سقط الباقي من الاصل بخطه).
والحسين العنقزي، يروي عن عثام بن علي، وإبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، ويونس بن بكير.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي بالكوفة، وقال أبو حاتم: يتكلمون فيه وكان لا يصدق.
العنقي: بضم العين المهملة، والنون، وكسر القاف.
ما عرفت هذه النسبة إلا في " كتاب المضافات " لابي كامل البصيري، قال: أبو نصر أحمد بن العباس بن الياس الغازي العنقي.
قال البصيري: قال العنقي: إنما قيل لي هذا لاني كلما دعي إنسان من شركائي أخرجت عنقي من بيتي، فسميت العنقي.
قال: توفي أبو نصر العنقي ببخارى في شوال سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
العنيني: بضم العين المهملة، والياء الساكنة، بين النونين.
هذه النسبة إلى " عنين " وهو بطن من طئ، وهو جد بحتر، وهو: عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث، من ولده: بحتر بن عتود بن عنين، الذي ينسب إليه البحتري الشاعر، ومن ولده، فيما ذكره محمد بن جرير الطبري: والوليد بن جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن تدول بن بحتر، نسبه الطبري إلى طي، وذكر أنه على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم.
ومنهم: عمرو بن المسبح بن كعب بن طريف بن عصر بن غنم بن حارثة بن ثوب بن(4/254)
معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طي العنيني، كان من أرمى العرب، وله يقول امرؤ القيس: رب رام من بني ثعل * * * مخرج كفيه من ستره وعاش عمرو بن المسبح خمسين ومائة سنة، ثم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد إليه وأسلم.(4/255)
باب العين والواو العودي: بضم العين المهملة، وسكون الواو، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة (إلى " العود " وهو خشبة تلقى على النار ليتضوع كريح السمك) والمشهور بها: محمد بن أحمد بن هارون العودي، يروي عن كثير بن يحيى بن مالك، والحسن بن علي بن راشد وغيرهما.
روى عنه أحمد بن الحسين البصري المعروف بشعبة.
ومحمد بن عمر العودي، عن مسمع بن عاصم روى عنه عبيدالله بن يوسف الجبيري.
وأبو عبد الله محمد بن أيوب بن سليمان العودي الكلهي، قدم بغداد، وحدث بها عن أبي المهلب سليمان بن محمد بن الحسن الصيني عن الاعمش، حديثا منكرا.
رواه عنه أبو
بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان.
العوذي: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، في آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى بني " عوذ " (وهو بطن من الازد، وعوذ بن سود بن حجر بن عمران بن عمرو مزيقاء.
قال أحمد بن الحباب: عوذ وعايذ وعياذ بنو سود بن حجر بن عمران بن عمرو بن عامر ماء السماء.
وقال أحمد بن الحباب الحميري في " نسب كندة " فقال أبو الحرام بن العمرط بن غنم بن عوذ بن عبيد بن بدر بن غنم بن أريش.
وعوذ) مناة بن يقدم من ولده: النمر بن الطمثان بن عوذ مناة بن يقدم والمشهور بها: أبو عبد الله همام بن يحيى بن دينار الازدي العوذي، مولى بني عوذ، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وقتادة.
روى عنه ابن المبارك وأهل البصرة.
مات سنة ثلاث أو أربع وستين ومائتين في شهر رمضان.
ويوسف بن زياد العوذي، يروي عن ابن سيرين.
روى عنه حبان بن هلال.
وأبو نهار عقبة بن عبد الغافر الازدي العوذي، يروي عن أبي سعيد الخدري.
روى عنه يحيى بن أبي كثير، وقتادة والبصريون، قتل في الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
وحبيب بن قرفة العوذي.
قال ابن ماكولا عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس، شاعر.(4/256)
وأبو مالك غسان بن سيار العوذي، من أهل البصرة، يروي عن قتادة، وثمامة بن عبد الله روى عنه المعلى بن أسد.
وأبو واسع معمر بن واسع العوذي، تابعي، أدرك أنس بن مالك، ولي وادي مرو أيام قتيبة.
وابنه عون بن معمر العوذي، ثقة.
روى عنه ابن المبارك، والفضل موسى السيناني.
وبكر بن عبد الله بن يحيى العوذي، حدث عن هارون بن موسى الاعور.
روى عنه نصر بن علي الجهضمي.
وحسين بن ذكوان المعلم العوذي.
وعبد الصمد بن حبيب العوذي، بصري، حدث عن مسلم بن إبراهيم.
ومحمد بن عيسى العوذي، عن سفيان الثوري روى عنه عتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي.
وعبد الصمد بن حبيب وقيل: عبد الصمد بن عبد الله بن حبيب الازدي العوذي، من أهل البصرة، سكن بغداد وحدث عن أبيه، وسعيد بن طهمان القطعي.
روى عنه محمد بن جعفر المدائني، والبهلول بن حسان الانباري ومسلم بن إبراهيم.
قال البخاري: هو لين الحديث، ضعفه أحمد.
يعني أحمد بن حنبل.
العوسجي: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، وفتح السين المهملة، وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى " عوسجة " وهو اسم لجد: محمد بن جعفر بن أحمد بن عوسجة البغدادي العوسجي، حدث عن داود بن رشيد الخوارزمي، روى عنه علي بن الحسين بن علان الحراني الحافظ.
العوصي: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، في آخرها الصاد.
هذه النسبة إلى " عوص " (1) والمشهور بهذه النسبة (سلمة بن) عبد الملك (بن أحمد) [ هامش...(1) قال ابن الاثير رحمه الله متمما: " قلت: لم يذكر السمعاني " عوص " من أي القبائل هو ؟ وهو بطن من كلب ؟ وهو: عوص بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، منهم: دارم بن عامر بن فضالة بن =(4/257)
= سلامان بن علي بن عوص.
ومطر بن ثابت الذي أراد قتل الاخطل وهجا عوصا وفي (ذلك) يقول أعشى قيس بن ثعلبة: فدى لاناس جالدوا بخفية * * * فوارس عوص خالي ربناني وكلمة " ذلك " بين المعكوفين زدتها، ومحلها بياض في " اللباب " ].
العوصي الحمصي، يروي عن الحسن بن صالح بن حي.
روى عنه ابنه.
وابنه عبد الله بن سلمة بن عبد الملك العوصي الحمصي، يروي عن أبيه.
روى عنه محمد بن سلمة.
العوفي: فتح العين وسكون الواو وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى " عوف " وهم جماعة، منهم: عوف بن يشكر، وعبد الرحمن بن عوف، وأولاده يقال لهم: العوفيون، وفيهم كثرة.
وأبو سليمان يحيى بن يعمر القاضي العوفي، من بني عوف بن يشكر، من أهل البصرة وقد قيل: أبو سعيد، من بني عوف بن بكر يروي عن ابن عمر، وابن عباس رضي الله عنهم، وكان على القضاء بمرو، ولاه قتيبة بن مسلم.
روى عنه عبد الله بن بريدة، وإسحاق بن سويد، وكان يحيى من فصحاء أهل زمانه وأكثرهم علما باللغة، مع الورع الشديد.
وسعد بن جنادة العوفي، وولده عطية بن سعد، وأولاده الحسن والحسين وعمر بنو عطية وأولادهم.
وأما أبو جعفر محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة العوفي، من بني عوف بن سعد، فخذ من بني عمرو بن عياذ بن يشكر بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
وقال أحمد بن كامل بن شجرة القاضي: هو محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد بن جنادة بن أسد بن لاحب بن عبد بن عامر بن صعصعة بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من أهل بغداد، حدث عن يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعبد الله بن بكر السهمي، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد وأبي عبد الرحمن المقرئ، وأبيه سعد بن محمد وغيرهم.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو عبد الله الحكيمي،(4/258)
وعبد الله بن إسحاق البغوي، وأحمد بن كامل القاضي، كان لينا في الحديث.
وقال الدارقطني: هو لا بأس به، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين ومائتين.
وأحمد بن إبراهيم العوفي، وكان بمصر، روى عنه محمد بن ريان المصري.
وعطية العوفي ورطهه وأولاده كلهم كوفيون من بني سعد بن بكر بن هوازن، وهم حضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجماعة ينسبون إلى عوف غطفان، وهم عوف بن سعد بن ذبيان، وهو بيت جليل فيهم.
وقوم ينسبون عوف غطفان إلى قريش فيقولون: عوف بن لؤي، وكان الحارث بن ظالم يخلج نفسه إلى قريش في شعره فقال: وضعت الرمح إذا قالوا قريش * * * وشبهت القبائل والقبابا فما قومي بثعلبة بن سعد * * * ولا بفزارة الشعر الرقابا ومنهم: أبو القاسم ثابت بن حزم بن عبد الرحمن بن مطرف بن سليمان بن يحيى العوفي، من غطفان، أندلسي من أهل سرقسطة، وكان قاضيها، رحل وطلب، وتوفي بالاندلس سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
العوقي: بفتح العين المهملة، والواو، بعدها قاف.
هذه النسبة إلى " عوقة " وهو موضع بالبصرة.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان، والمشهور بهذه النسبة: محمد بن سنان العوقي الباهلي، من أهل البصرة، إنما قيل له العوقي لانه نزل العوقة المحلة المنسوبة إليهم، ولم يكن من أنفسهم.
روى عن همام بن يحيى، وهشيم بن بشير، وموسى بن علي بن رباح.
مات سنة اثنتين أو ثلاث وعشرين ومائتين، وآخر من حدث عنه أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري.
وقال ابن ماكولا: العوقة من عبد القيس، والمنتسب إليها: أبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العوقي، يروي عن أبي سعيد الخدري، وربما قيل
فيه: العبدي والعصري.
والذي ذكره أبو حاتم بن حبان أنه موضع بالبصرة يشبه أن يكون هذه القبيلة نزلت ذلك الموضع فنسب إليهم، والعوقة بطن من عبد القيس وهو عوقة بن الديل بن عمرو بن وديعة بن(4/259)
لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
قال ابن دريد: العوقة بطن خامل من عبد القيس.
والعوقة: من التعويق، من قولهم: عاقني عن كذا: أي صرفني عنه.
هكذا قاله أبو علي الغساني المغربي في كتاب " تقييد المهمل ".
العوني: بفتح العين المهملة، وسكون الواو، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عون ".
والمشهور بالانتساب إليه: العوني الشاعر، وكان شاعر الشيعة، وذكر الصحابة، وثلبهم في قصيدة له وذكر فيهم ما هو لائق به، لا بهم، والله تعالى يكافيه ويرضى عنهم، وأول هذه القصيدة: ليس الوقوف على الاطلال من شاني سمعت عن عمر بن عبد العزيز لما بلغه عنه يسب الصحابة أمر حتى ضرب العمود بالمدينة فمات فيه.
العوهي: بفتح العين، والواو (1)، وكسر الهاء.
هذه النسبة إلى " العوه " وهو بطن من (العرب).
والمشهور بهذه النسبة: أبو حميد أحمد بن محمد بن سيار الحمصي العوهي، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في كتاب " الجرح والتعديل ": كتبت عن أبي حميد العوهي، وهو صدوق ثقة، وكان أبي ينكر على العوهي، فلما قرأ " كتاب السير " رأى فيه رأيه العوة قال: هذا صاحبك.
العوي: بفتح العين المهملة، والواو المشددة.
هذه النسبة إلى " عوة " وهو بطن من بني سامة بن لؤي، وهو: عوة بن حجنة بن وهب بن حاضر بن وهب بن الحارث بن مجزم، من بني سامة بن لؤي.
وشيخ بغدادي، يعرف بابن عوة يقال له: العوي.
قال الدارقطني: وأما عوة فهو شيخ كتبنا عنه يعرف بابن عوة الحذاء، اسمه عبد الله، يحدث عن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي وغيره.
[ هامش...(1) هكذا في الاصول كلها، ومقتضاه أن الواو مفتوحة أيضا، لكن صرح ابن الاثير في " اللباب " ب " سكون الواو " ونحوه السيوطي في " اللب "، وهو مقتضى بيت أنشده الزبيدي في " التاج " 9: 401 لذي الجوشن الضبابي: فيا راكبا اما عرضت مبلغا * * * قبائل عوهي والعمر دوالمع وقد تركت الواو غير مضبوطة مراعاة لكلام المصنف رحمه الله ].(4/260)
باب العين واللام ألف العلاثي: بضم العين المهملة، واللام ألف، وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى " علاثة " وهو اسم لجد: سليمان بن عبد الله بن عثلاثة الكناني العلاثي، كان ينزل حران، وكان على قضائها، روى عن عمر بن عبد العزيز.
روى عنه أخوه محمد بن عبد الله بن علاثة.
وقال يحيى بن معين: سليمان بن علاثة الذي يروي عنه.
معمر بن راشد ثقة.
العلاطي: بكسر العين المهملة، وفي آخرها الطاء المهملة، بعد اللام ألف.
والمشهور بهذه النسبة: رجل من ولد الحجاج بن علاط، وعرف بالعلاطي.
أخبرنا أبو بكر الانصاري إجازة شفاها، أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، أخبرنا أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ، حدثنا محمد بن جعفر الادمي، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا يحيى بن عمر الليثي، حدثنا ابن يسار العلاطي من ولد الحجاج بن علاط وعرف بالعلاطي، حدثتني جدتي، عن أمها، أنها سمعت الحجاج بن علاط يقول: أذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ودائعي التي كانت بمكة أن أكذب
حتى آخذها، فأخبرتهم أن محمدا قد أصيب، فدفعت إلي ودائعي، ثم خرجت في جوف الليل حتى أتيت النبي صلى الله عليه وآله وهو بخيبر، فأخبرته بذلك.
ورأيت في كتاب " الاكمال " لابن ماكولا: " ابن يسار العلاطي من ولد الحجاج بن علاط لم يسم، روى عن جدته ".
العلاف: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة لمن يبيع علف الدواب أو يجمعه من الصحاري ويبيعه، واشتهر جماعة بهذه النسبة، لعل بعض أجداد المنتسب اختص بهذه الصنعة، منهم: أبو بكر الحسن بن علي بن أحمد بن بشار بن زياد الشاعر المعروف بابن العلاف، كان أحد الشعراء المجودين المقيمين لصنعة الشعر، سمع الحديث الكثير، وحدث عن أبي عمرو(4/261)
الدوري، وحميد بن مسعدة البصري، ونصر بن علي الجهضمي، ومحمد بن إسماعيل الحساني، روى عنه عبد الله بن الحسن بن النخاس، وأبو الحسن الجراحي القاضي، وأبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين وجماعة، وكان أحد ندماء المعتضد، وحكى عنه أنه قال: أطلنا الجلوس بحضرته، ثم نهضنا إلى مجالسنا في حجرة كانت موسومة بالندماء، فلما هدأت العيون أحسسنا بفتح الابواب، فارتاعت الجماعة وجلسنا في فرشنا، فدخل إلينا خادم خدم المعتضد فقال: إن أمير المؤمنين يقول لكم: أرقت الليلة بعد انصرافكم، فعملت: ولما انتبهنا للخيال الذي سرى * * * إذا الدار قفر والمزار بعيد وقد ارتج علي تمامه، فأجيزوه، ومن أجازه بما يوافق غرضي أجزلت جائزته، وفي الجماعة كل شاعر مجيد مذكور، وأديب فاضل مشهور، فأفحمت الجماعة، فقلت مبتدرا لهم: فقلت: لعيني: عاودي النوم واهجعي * * * لعل خيالا طارقا سيعود
فرجع الخادم إليه بهذا الجواب، ثم عاد إلي فقال: أمير المؤمنين يقول لك: أحسنت، وأمر لك بجائزة، ومات في سنة تسع عشرة وثلاثمائة عن مائة سنة.
وأبو بكر هبة الله بن الحسن بن محمد بن الفضل بن إسماعيل بن سعيد بن معبد بن يونس بن المشعل بن عبد الله بن الاسود بن سعيد بن علقمة بن عوف بن الحارث بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الاديب النحوي العلامة الفارسي المعروف بالعلاف، من أهل شيراز، كان إماما فاضلا وشاعرا بارعا، ورد خراسان وخرج إلى ما وراء النهر، سمع حماد بن مدرك، وإبراهيم بن حميد، وأحمد بن الاغر، ومحمد بن جعفر التمار، وأبا عبد الله محمد بن أحمد الفارسي، وطبقتهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ لنيسابور " فقال: العلامة أبو بكر الفارسي المعروف بالعلاف، كان من أفراد الزمان في عصره في أنواع العلوم، ورد نيسابور في جملة الفقهاء الذين خرجوا إلى بخارى للمصاهرة بين الامير السديد وعضد الدولة، وذلك في سنة ستين وثلاثمائة، وكان أبو بكر الاديب قد قارب السبعين وما وخطه الشيب، حتى إني لما رأيته توهمته شابا، فكنت أقول: من هو أبو بكر العلاف ؟ فأشاروا إلي إليه، وله في ذلك أشعار، وتوفي بشيراز في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وهو(4/262)
ابن نيف وتسعين سنة.
وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن الحسن بن إسحاق التميمي العلاف، من أهل بغداد، سكن مصر، وانتشر حديثه بها، وحدث بحلب ومصر عن أحمد بن عبيدالله النرسي، ومحمد بن سليمان الباغندي، وأبي العباس الكديمي، وإسحاق بن إبراهيم بن سنين، الختلي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب التمتام، ومحمد بن شاذان الجوهري، وعلي بن الحسن (1) بن بيان الباقلاني (وعبد الله بن أحمد بن حنبل، روى عنه عبد الغني بن
سعيد، وأبو محمد بن النحاس المصريان، قال أبو عبد الله محمد بن علي الصوري: قدم محمد بن عيسى العلاف البغدادي مصر) وحدث بها مجلسا واحدا يوم الجمعة، ومات فجأة لثمان عشرة خلت من جمادي الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وصلى عليه في مصلى بني مسكين بمصر.
وأبو طاهر محمد بن علي بن محمد بن يوسف العلاف الحافظ، من أهل بغداد، سمع أبا بكر بن مالك القطيعي، وأحمد بن جعفر بن سلم، ومخلد بن جعفر.
ذكره أبو بكر الخطيب وقال كتبت عنه، وكان صدوقا مستورا، ظاهر الوقار، حسن السمت، جميل المذهب، كان يعظ بجامع المهدي، ثم اتخذ حلقة في جامع المنصور، ومات في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة الخيزران.
وأبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف بن دوست العلاف، وهو أخو أبي عبد الله أحمد، وكان الاصغر، من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وعمر بن جعفر بن سلم، وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وعلي بن أحمد بن محمد القزويني المعروف ببادويه، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، وأبو المعالي ثابت بن بندار البقال، وذكره الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا، وكان مسكنه بباب الشام، وكانت ولادته في سنة ثلاث (أو اثنتين) وأربعين وثلاثمائة، ومات في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وابن أبي طاهر السابق ذكره: أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن العلاف.
المعروف بالحاجب، من أولاد المحدثين، كانت له طريقة جميلة، وشاكلة حميدة، وخصال مرضية، عمر العمر الطويل حتى صار إليه الرحلة من أقطار [ هامش...(1) من الاصول وترجمة الباقلاني هذا في " تاريخ بغداد " 11: 375، وهو الصواب، وتحرف في " تاريخ بغداد " 2: 405 في ترجمة العلاف إلى: " الحسين " ].(4/263)
الارض، وكان آخر من روى في الدنيا عن أبي الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقرئ، وسمع أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران العبدي، سمع منه والدي.
روى عنه في بغداد ابنه أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف، وأبو القاسم علي بن طراد الوزير، وبالموصل أبو عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الجهني، وبمكة أبو سعد بن محمد بن أحمد بن الحسن الحافظ، وبالسوارقية أبو الكرم المبارك بن مسعود بن حنيس الماوردي، ونعم الصلح أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي، وبالكوفة أبو الحسن صافي بن عبد الله بن المنادي، وبأصفهان أبو الفخر أسعد بن عبد الواحد التاجر، وبمرو أبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي، وببلخ أبو المظفر عبد الله بن طاهر بن فارس الخياط، وبفوشنج أبو معشر رزق الله بن محمد بن عبد الملك الكرخي، وبالحاجر أبو الحسن عنبر بن عبد الله الستري، وجماعة كثير سواهم.
وعد والدي رحمه الله أصحاب أبي القاسم بن بشران فذكر أبا الحسن بن العلاف وقال: هو رجل من أجل أصحابه عندي.
وولد سنة ست وأربعمائة، ومات في المحرم سنة خمس وخمسمائة، وعاش تسعا وتسعين سنة.
العلاقي: بكسر العين المهملة، والقاف بعد اللام ألف.
هذه النسبة إلى " بني علاقة " والمشهور بهذه النسبة: أبو علي الحسين بن زياد المروزي العلاقي، مولى بني علاقة، سكن طرسوس، يروي عن الفضيل بن عياض.
روى عنه إسحاق بن الجراح الاذني، وأبو عمار المروزي، وأهل الثغر.
مات سنة عشرين ومائتين.
العلالي: العين المهملة، واللام ألف بعدها، وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى " علالة " وهو اسم لبعض أجداد: أبي أحمد نصر بن علي بن مضر الطحان العلالي المعروف بابن علالة، من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد، وذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: كان ثقة، سكن النصرية ناحية باب الشام، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين
وأربعمائة.
علان: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها النون..هذه اللفظة لقب جماعة ممن اسمه علي، منهم: علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المخزومي المقرئ، المعروف بعلان، يروي عن(4/264)
العوام بن عباد بن العوام، وآدم بن أبي إياس، وأبي زهير محمد بن إسحاق المروزي، وابن أبي مريم، وعلي بن حكيم الاودي، وفضالة بن المفضل بن فضالة.
روى عنه عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
وأبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الصمد الطيالسي البغدادي المعروف بعلان ما غمه، يروي عن عبد الله بن داهر الرازي، يحدث عنه أحمد بن إبراهيم السمرقندي.
وعلي بن إبراهيم بن عبد الله البغدادي المعروف بعلان، سمع يعقوب بن صالح الاصطخري.
روى عنه عبد الله بن محمد بن محمود المروزي السعدي.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن سليمان بن الصيقل المصري المعدل، من أهل مصر، الملقب بعلان، روى عن محمد بن سهل بن عمير، ومحمد بن هشام بن أبي خيرة.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ، وسمع منه بمكة ومصر، ومات بعد سنة تسع وثلاثمائة.
العلاني: بفتح العين المهملة، وتشديد اللام ألف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى (أبي) علانة وإلى علان.
فأما: أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الله بن أحمد بن الحسن بن أبي علانة العلاني، من أهل بغداد، سمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وأبا علي الحسن بن حكمان الفقيه وغيرهما.
ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا، روى لي عنه أبو محمد يحيى بن علي الطراح المدبر، وكانت ولادته سنة ثمانين وثلاثمائة (1)
ومات في شعبان سنة اثنتين وستين وأربعمائة فجأة، ودفن في مقبرة باب الدير.
العلايي: بفتح العين، واللام ألف، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها سوى ياء النسبة.
هذه إلى سكة " العلاء " ببخارى، وهي سكة مشهورة، والمنتسب إليها: أبو سعيد الكاتب العلايي، صاحب خريطة الحاكم ببخارى، قال أبو كامل البصيري: حدثنا عن مشايخ بغداد وغيرهم.
ومن المتأخرين: الامام الزاهد محمد بن عبد الرحمن العلايي، واعظ أهل بخارى [ هامش...(1) من " تاريخ بغداد " وفي ليدن: " ثمان وأربعمائة "، وفي غيره: " ثمانين وأربعمائة ".
ويستفاد من هنا تاريخ وفاته.
إذ لم يذكر في " تاريخ بغداد "، لقرب وفاة المترجم من وفاة الخطيب ].(4/265)
ومفسرهم، كان فصيحا، حسن الآداب، مقبولا عند الخاص والعام، حدث وسمع منه، وما أدركته حيا ببخارى.
وأبو عبد الرحمن المسيب بن إسحاق بن راشد العبدي العلايي، من أهل بخارى، من سكة العلاء، يروي عن ابن عيينة، ويحيى بن سليم، ووكيع بن الجراح، وعمر بن هارون، وسلم بن سالم.
روى عنه هريم بن رفيد، وتوفي بالنصف من المحرم سنة تسع وعشرين ومائتين.(4/266)
باب العين والياء التحتانية العيابي: بفتح العين المهملة، والياء المخففة المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى " عيابة " وهو ابن عامر بن زيد، إخوة بن زيد بن عدوان (1).
والمشهور بهذه النسبة.
الشماخ بن أبي شداد الشاعر العيابي.
العياضي: بكسر العين المهملة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى " عياض " وهو اسم لجد المنتسب إليه، والمشهور بها: أبو بكر محمد بن أحمد بن العباس بن الحسن بن جبلة بن غالب بن جابر بن نوفل بن عياض بن يحيى بن قيس بن سعد بن عبادة الانصاري المعروف بالعياضي، أخو أبي أحمد بن أبي نصر العياضي، من أهل سمرقند، كان فقيها جليلا، من رؤساء البلدة والمنظور إليهم.
قال أبو سعد الاردريسي: لقيته وحضرت معه مجلس المناظرة في دار الحاكم مكي بن إسحاق، ولم أكتب عنه شيئا، ولم يكن عنده كبير إسناد ولا رواية، ثم لم صنفت هذا الكتاب لم أحب الاخلال بذكره، فحدثني أبو جعفر محمد بن صالح الجبار (1) عنه، عن أبي علي محمد بن محمد بن الحارث الحافظ السمرقندي بحديث.
العيداني: بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، والدال المهملة المفتوحة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عيدان " وهو بطن من حضرموت، وهو: ربيعة بن عيدان بن ربيعة ذي العرف بن وائل ذي طواف.
ذكره ابن الكلبي في " نسب حضرموت ".
وذكر أبو سعيد بن يونس في " تاريخ المصريين ": ربيعة بن عيدان بن ربيعة الحضرمي، من أصحاب [ هامش...(1) في الاصول الثلاثة: " غزوان ".
والمثبت من المصادر الاخرى.
(2) في " اللباب ": " الخباز " ].(4/267)
رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر.
وقال ابن الحباب النسابة: عيدان هو جيشان بن حجر بن ذي رعين.
العيذي: بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى " عيذ الله " بن سعد العشيرة، منهم: محمد بن سليمان بن العيذي، يروي عن هارون بن سعد.
روى عنه إسحاق بن منصور، وقال ابن حبيب في " جمهرة قيس عيلان " فولد صعصعة بن معاوية وذكر جماعة ثم قال: وعيذ الله والحارث، وأمهما عادية، بها يعرفون.
قال أبو أحمد العسكري: في بني ضبة بنو عائذة، ويقال: هم من بني عيذ الله بياء مشددة يقال لاحدهم: عيذي (1).
ولست أعلم هل هذا التشديد في الذي ذكره العسكري أم في الجميع ؟ قاله الامير ابن ماكولا في كتاب " الاكمال ".
وعلقمة بن قيس العيذي، يروي عن علي وحذيفة رضي الله عنهما.
وأبو إدريس الخولاني العيذي، واسمه عائذ الله بن عبد الله.
وبكار بن الاسود العيذي الكوفي، يروي عن يحيى بن يمان، وأبي بكر بن عياش يروي عنه محمد بن عبيد بن عتبة.
ويحيى بن قزعة العيذي الكوفي، يروي عن سنان بن هارون.
روى عنه الحسين بن عبد الله (وعبد الله بن أسلم).
وعبيد بن عتيبة العيذي، يروي عن وهب بن كعب بن عبد الله بن سور (الازدي، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه).
روى عنه يونس بن بكير.
العيشوني: بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقطوة من تحتها باثنتين، وضم الشين المعجمة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى: ابن عيشون.
أحد البغداديين.
وأبو داود سليمان بن فيروز بن عبد الله الخياط العيشوني، كان أبوه فيروز مولى عتيق بن عيشون فنسب إليه، وسليمان هذا كان خياطا بين الدربين بشرقي بغداد، سمع أبا الحسن [ هامش...(1) ينظر هل ضبطها بتشديد الياء أو بتخفيفها ؟ فقد قال الحافظ رحمه الله في " تبصير المنتبه " ص 906: " ذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب " لحن العامة " أنه: عيذ الله، بتشديد الياء، قال: لكن إن نسبت إليه خففت فسكنت الياء، لئلا تجتمع ثلاث ياءات " ].(4/268)
علي بن محمد بن علي العلاف، سمعت منه حديثا واحدا، وكان شيخا صالحا.
وأما من جهة النسب: فأبو جعفر بن عبد الله بن محمد بن يحشون الحرانى العيشوني، من أهل حران، يروي عن محمد بن سليمان.
روى عنه ابنه.
وابنه أبو الحسن جعفر بن عبد الله بن محمد بن عيشون العيشوني، يروي عن أبيه.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني.
العيشي: بفتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " عايشة " والمشهور بها: أبو عبد الرحمن عبيدالله بن محمد (1) بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيدالله بن معمر التيمي العيشي، يقال له: ابن عايشة، القرشي، لانه من ولد عايشة بنت طلحة بن عبيدالله التيمي من أهل البصرة سمع حماد بن سلمة وكان عنده تسعة آلاف حديث، وسمع وهيب بن خالد، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وأبا عوانة، ومهدي بن ميمون، وسفيان بن عيينة، وصالح المري، وعبد الواحد بن زياد وغيرهم.
روى عنه أحمد بن حنبل، وعبد الله بن روح المدائني، وعباس الدوري، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وكان فصيحا أديبا سخيا حسن الخلق، غزير العلم عارفا بأيام الناس.
قال أبو حاتم بن حبان: ابن عايشة القرشي عبيدالله بن محمد (1)، من أهل البصرة، يروي عن حماد بن سلمة والبصريين، حدثنا عنه أبو خليفة هو الفضل بن الحباب الجمحي، وابن منيع هو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وغيرهما، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان عالما بأنساب العرب حافظا لانسابهم، مستقيم الحديث مع ذلك.
وابنه عبد الرحمن بن عبيدالله بن محمد بن حفص التيمي، يعرف بابن عايشة، من أهل البصرة كان متأدبا شاعرا، وقدم بغداد، واتصل بأحمد بن أبي دؤاد القاضي، وأقام
بناحيته ثم خرج إلى سر من رأى ومات سنة سبع وعشرين ومائتين قبل أبيه بسنة.
وجماعة ينتسبون إلى بني عايش، وهم نزلوا البصرة وصارت محلة تنسب إليهم، منهم: محمد بن بكار بن الريان العيشي، روى عنه مسلم بن الحجاج.
[ هامش...(1) في الاصول و " اللباب " والمثبت هو الصواب وانظر ما تقدم 8: 332 ].(4/269)
وأبو بكر عبد الرحمن بن المبارك العيشي البصري، يروي عن قريش بن حيان.
روى عنه البخاري.
وأزهر بن حفص العيشي، روى عنه أمية بن بسطام.
وأمية بن بسطام العيشي، هو ابن عم ابن يزيد بن زريع العيشي، يروي عنه البخاري ومسلم.
وحماد بن واقد العيشي وابنه فطر بن حماد.
ولوط بن محمد العيشي، يروي عن إبراهيم بن بشار الرمادي، حدث عنه أحمد بن بهزاذ، وذكر أنه سمع منه في بني عيش بالبصرة، وهكذا يقول المحدثون: بنو عيش وقال خليفة بن خياط وغيره هو منسوب إلى بني عايش بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن عكاية بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.
العيشي: بكسر العين المهملة، والياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى " عيش " وهو اسم لبطون من القبائل، منهم في بلي بن عمرو بن الحاف: عيش بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم.
قاله ابن حبيب: وقال: وفي بني الحارث بن سعد هذيم: عيش بن ثعلبة بن عبد الله بن ذبيان بن الحارث بن سعد هذيم قال: وفي مزينة:
عيش بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة.
وفي أشجع: عيش بن خلاوة بن سبيع.
وفيما ذكر ابن الكلبي في " نسب قضاعة " عيش بن أسيد بن بذاوة بن معاوية بن عامر وهو طابخة بن ثعلب بن وبرة.
العين زربي: بفتح العين المهملة، والياء الساكنة، وبعدهما النون، والزاي المفتوحة، والراء الساكنة، والباء الموحدة.
هذه النسبة إلى " عين زربة " وهي بلدة من بلاد الجزيرة مما يقرب الرها وحران (1)، منها: [ هامش...(1) قال ابن الاثير رحمه الله متعقبا هذا: " قلت: هكذا قال السمعاني: إن عين زربة تقارب حران والرها، وليس =(4/270)
= كذلك، وإنما كانت قديما من ثغور المسلمين الموغلة في بلاد الروم تقارب طرسوس وأذنة، وملكها الروم من المسلمين أيام سيف الدولة بن حمدان سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة " ].
أبو القاسم حسين بن (1) محمد بن الفرخ بن عبد الله العين زربي، يروي عن أبي فروة يزيد بن محمد الرهاوي.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي وذكر أنه سمع منه بعين زربة.
العينوني: بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، والواو بين النونين.
هذه النسبة إلى " عينون " وهي قرية فيما أظن (2) من قرى بيت المقدس، إليها ينتسب الزبيب العينوني: منها: عبد الصمد بن محمد العينوني المقدسي، يروي عن أبي هبيرة الوليد بن محمد الدمشقي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (3).
العيني: فتح العين المهملة، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عين التمر " بليدة بنواحي الحجاز (4) مما يلي المدينة، منها:
أبو إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان العنزي العيني، المعروف بأبي العتاهية الشاعر، أصله من عين التمر، ومنشؤه الكوفة، ثم سكن بغداد، وأبو العتاهية لقب لقب به لاضطراب كان فيه، وقيل: بل كان يحب المجون والخلاعة فكني لعتوه أبا العتاهية، وهو أحد من سار قوله وانتشر شعره، ويقال إن أحدا لم يجتمع له ديوانه بكماله، لعظمه، وكان يقول في الغزل والمديح والهجاء قديما، ثم تنسك وعدل عن ذلك إلى الشعر في الزهد وطريقة الوعظ، فأحسن القول فيه وجود، وأربى على كل من ذهب ذلك المذهب، وأكثر شعره حكم وأمثال، وكان سهل القول، قريب المأخذ، بعيدا عن التكليف، مقدما في الطبع، وكانت ولادته في سنة ثلاثين ومائة، ومات ببغداد في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرة ومائتين.
[ هامش...(1) وفي كوبرلي و " اللباب ": " حسنون " ولم أره في " الاكمال " 6: 375، فلذا آثرت ما جاء في الاصلين الآخرين.
(2) لم يظن ابن الاثير ولا السيوطي في " اللب " بل جزما.
في " معجم البلدان ": " قيل: هي من قرى بيت المقدس، وقيل: قرية من وراء البثنية من دون القلزم في طرف الشام ".
(3) في " المعجم الصغير " 1: 247.
(4) من نواحي العراق مما يلي بادية الشام ].(4/271)
العيلاني: بفتح العين المهملة، وسكون الياء آخر الحروف، بعدها اللام ألف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى " عيلان " وهو قيس عيلان بن مضر، ويقال: قيس بن عيلان، وهو الناس، أخو إلياس بن مضر.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: إنما سمي قيس عيلان بفرس كان له، يعني " عيلان " اسم فرس كان له وقال قوم: سمي عيلان بغلام كان له، وقال آخرون: بل برجل كان حضنه وقال آخرون: بل بكلب كان له.(4/272)
حرف الغين المعجمة باب الغين والالف الغابي: بفتح العين المعجمة، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة (1)، والمشهور بهذه النسبة: محمد بن عبد الله الغابي، روى جعفر بن أحمد بن علي بن بيان المصري، عنه، عن مالك.
قال الامير أبو نصر بن ماكولا: ولم أجدهم جعفرا، وروى عن جعفر عمر بن العباس القاضي بغزة.
الغاتفري: بفتح الغين، وسكون التاء (2) المعجمتين، والفاء (المفتوحة) وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى موضع بسمرقند في نفس البلد يقال له: رأس قنطرة غاتفر، وهي محلة كبيرة حسنة، منها: أبو الفضل أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يوسف بن إسحاق بن إبراهيم الغاتفري الصفار، من أهل غاتفر، كان سمع الكثير من عبد الله بن مسعود بن كامل.
واختص به، وكان ثقة في الرواية، سمع منه أبو سعد الادريسي، وكانت ولادته في ربيع الآخر سنة عشر وثلاثمائة، ومات سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
وأبو الفضل محمد بن أحمد الغاتفري، يروي عن أحمد بن علي الافطح، مستقيم الحديث.
روى عنه إبراهيم بن حمدويه الاشتيخني.
[ هامش...(1) لم يعين المصنف رحمه الله المنسوب إليه، ولا ابن الاثير، وسلفهما في هذا ابن ماكولا في " الاكمال " 7: 42، وقال السيوطي في " اللب " من زياداته: إما إلى " غاب " موضع باليمن، أو إلى " غابة " موضع قرب المدينة ".
ومصدره في زياداته " معجم البلدان " كما نص على ذلك في المقدمة، فينبغي على هذا: أن يزاد ما جاء في " المعجم " قال: " والغابة أيضا قرية بالبحرين ".
(2) هكذا ضبطه المصنف بالتاء، وتابعه ابن الاثير في " اللباب " فاستدركه السيوطي في " اللب " بأنه " بنون ساكنة " كما قال
ياقوت ].(4/273)
ومحمد بن أبي بكر بن أبي صادق الغاتفري إمام فاضل صالح كثير العبادة والمجاهدة، سمع أبا بكر البلدي، وأبا محمد القطواني (والامام الحسن بن محمد بن جعفر السمرقندي الفقاعي) سمعت منه بسمرقند، ثم قدم علينا مرو حاجا، وتوفي في المحرم سنة تسع وأربعين وخمسمائة، بفيد منصرفا (1) من الحجاز.
الغادري: بفتح الغين المعجمة، وكسر الدال المهملة، بينهما ألف، وفي آخرها الراء (2).
هذه النسبة لطائفة من الخوارج يقال لهم " الغادرية " لانهم عذروا بالجهالات في أحكام الفروع، وهم أصحاب نجدة بن عامر الحنفي، ويقال لهم: النجدات، وكان من شأنه أنه خرج من اليمامة مع عسكر له يريد الازارقة واللحوق بهم، فاستقبله أبو فديك وعطية بن الاسود الحنفي في الطائفة الذين خالفوا نافع بن الازرق، فأخبروه بما أحدث نافع من الخلاف بتكفير القعدة عنة، وإباحته قتل الاطفال وإسقاط الرجم، وإسقاط حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال، مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء، فبايعوا نجدة وسمعوه أمير المؤمنين، ثم إنهم اختلفوا على نجدة فأكفره قوم منهم، لامور نقموها منه، منها: أنه بعث ابنه مع جيش إلى أهل القطيف، فقتلوا وسبوا النساء وفرقوها على أنفسهم وقالوا: إن صارت قيمتهن في حصصنا فذلك، وإلا رددنا الفضل، ونكحوهن قبل القسمة وأكلوا من الغنيمة قبل القسمة، فلما رجعوا إلى نجدة أخبروه بذلك.
فقال: لم يسعكم ما صنعتم، فقالوا: لم نعلم أن ذلك لا يسعنا، فعذرهم بجهالتهم، واختلف أصحابه عليه في ذلك، فتبعه قوم على ذلك وعذروا بالجهالات في الحكم الاجتهادي، وقالوا: الدين شيئان: معرفة الله عزوجل، ومعرفة رسله وتحريم دماء المسلمين وأموالهم يعنون بالمسلمين موافقيهم والاقرار بما جاء من عند الله جملة، فهذا
واجب على الجميع.
وما سواه فالناس معذورون (3) بجهالاتهم إلى أن تقوم عليهم الحجة في [ هامش...(1) في كوبرلي: " قبل منصرفه ".
وسيأتي أن " فيد قلعة بنجد على منتصف الطريق من ناحية العراق ".
(2) قال ابن الاثير رحمه الله مستدركا: " قلت: هؤلاء العاذرية: بالعين المهملة والذال المعجمة، من العذر، وكلامه يدل أيضا على ذلك ".
فحقه أن يذكر هذه النسبة في حرف العين، ولذا أسقط السيوطي النسبة مطلقا، وذكرهم الشهرستاني في " الملل والنحل " 1: 122 على أنهم " العاذرية ".
(3) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 372: " قلت: هؤلاء العاذرية بالعين المهملة والذال المعجمة، من العذر، وكلامه يدل أيضا على ذلك " ].(4/274)
الحلال والحرام.
الغازي: بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي، هذه النسبة إلى الغزو والجهاد مع الكفار.
والمشهور (بهذه النسبة) أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الطبري الغازي من أهل طبرستان (1) يروي عن عمرو بن علي، روى عنه الحاكم أبو أحمد الحافظ وأبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي، وأبو عمرو بن حمدان، وأبوه إبراهيم.
حدث عن قبيصة بن عقبة، روى عنه ابنه.
وقد ذكرته في الغزاء.
وإلياس بن محمد بن إلياس التجيبي الغازي.
وأحمد بن توبة الغازي المطوعي من الزهاد وسنذكره في (الميم) المطوعي.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن يحيى النيسابوري الغازي سمع محمد بن يحيى الذهلي وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم وأحمد بن يوسف وأقرانهم، حدث عنه علي بن عيسى وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان.
وأبو حامد أحمد بن محمد الرفاء (الغازي) النيسابوري سمع الذهلي ومحمد بن زيد السلمي.
وأبو محمد جعفر بن أحمد بن عمر الغازي النيسابوري يعرف بجعفرك سمع أبا الازهر وأحمد بن يوسف السلمي ومحمد بن يزيد والنضر بن سلمة بن عروة، روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن حمشاذ (العدل) الغازي من أهل نيسابور سمع أحمد بن سلمة وأبا عبد الله
البوشنجي وأبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أبو بكر الغازي جار الجامع وكان من المطوعة (2) وأولاد المطوعة ومن الصالحين وبقية مشايخ القراءة وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، فغسله أبو عمرو بن مطر، ودفن في مقبرة سليمان بن مطر.
وأبو الليث محمد بن عبد الوهاب بن الغاز الامام الغازي الصيداوي (3) من ولد هشام بن الغاز من أهل صيدا يروي عن يحيى بن عبد الرحمن.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجم شيوخه.
وشيخنا أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الغازي (الحافظ أصبهاني جليل القدر [ هامش...(1) طبرستان: بلاد واسعة تقع جنوب بحر الخزر، وهي اليوم إحدى مدن إيران.
وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية، 409.
(2) المطوعة: جماعة فرغوا أنفسهم للغزو ومرابطة الثغور وقصدوا جهاد العدو في بلاده إذا قصد العدو بلاد الاسلام وانظر الانساب 834، واللباب 3 / 266، ولب اللباب 247.
(3) في ك: " الصيداني " وهو أحد الوجهين الجائزين في النسبة إلى صيدا.
أو أن الصيداني نسبة إلى صيدا والصيداوي نسبة إلى صيد.
وهو عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وانظر الانساب 8 / 121 116 واللباب 2 / 253 ].(4/275)
كثير المعرفة رحل إلى العراق والحجاز وخراسان وسمع الكثير سمعت منه بأصبهان.
وأخوه أبو الفتح خالد بن عمر (1) الغازي روى عن أبي عمرو بن أبي عبد الله بن منده.
سمعت منه أيضا بأصبهان (2).
الغافري: بفتح العين المعجمة بعدها الالف والفاء المكسورة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى غافر وهو بطن من بني سامة بن لؤي.
منه عطية بن جابر بن غافر الغافري ذكره أبو سعيد السكري عن أحمد بن الهيثم عن فراس في نسب سامة.
الغافقي: بفتح الغين المعجمة وكسر الفاء والقاف.
هذه النسبة إلى غافق.
منها
إياس بن عامر الغافقي، مصري يروي عن عقبة بن عامر، ورى عنه موسى بن أيوب الحضرمي.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن عقبة بن لهيعة الحضرمي الغافقي.
قال أبو حاتم بن حبان البستي: يروي عن الاعرج وأبي الزبير، روى عنه ابن المبارك وابن وهب.
كان مولده سنة ست وتسعين، ومات سنة أربع وسبعين ومائة، وصلى عليه داود بن يزيد بن حاتم وكان شيخا صالحا ولكنه كان يدلس عن الضعفاء قبل احتراق كتبه ثم احترقت كتبه في سنة سبعين ومائة قبل موته بأربع سنين.
وكان أصحابنا يقولون إن سماع من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة (3) فسماعهم صحيح، ومن سمع بعد احتراق كتبه فسماعه ليس بشئ.
وكان ابن لهيعة من الكتابين للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه ولقد حدثني شكر حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم عن بشر بن المنذر قال: كان ابن لهيعة يكنى أبا خريطة (وذلك أنه كانت له خريطة معلقة في عنقه وكان يدور بمصر فكلما قدم قوم كان يدور عليهم فكان إذا رأى شيخا سأله من لقيت وعمن كتبت فإن وجد عنده شيخا كتب عنه، فلذلك كان يكنى أبا خريطة.
وقال إبراهيم بن إسحاق حليف بني زهرة قاضي مصر: أنا حملت رسالة الليث بن سعد إلى [ هامش...(1) انظر التحبير 1 / 261.
(2) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 372 " قلت: فاته: الغاضري بفتح الغين وبالضاد المعجمة هذه النسبة إلى غاضرة بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة.
ينسب إليه كثير.
منهم زر بن حبيش بن حباشة بن أوس بن بلالي بن سعد بن حبال بن نصر بن غاضرة الاسدي الفقيه، تابعي.
والحكم بن عبدل بن بجلة بن عمرو بن ثعلبة بن عقال بن بلالي الغاضري الشاعر.
وفاته أيضا النسبة إلى غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو بن ربيعة، بطن من خزاعة، منهم عمران بن الحصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حربية بن جهمة بن غاضرة أبو نجيد الخزاعي، له صحبة.
(3) وهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن المبارك بن يزيد المقرئ وعبد الله بن سلمة القعينبي كما في كتاب المجروحين لابن حبان ].(4/276)
مالك بن أنس فجعل يسألني عن ابن لهيعة فأخبره بحاله فجعل يقول: فابن لهيعة ليس يذكر الحج فسبق إلى قلبي أنه يريد مشافهته والسماع منه وقال) أحمد بن حنبل: من سمع من ابن لهيعة قديما فسماعه أصح، قدم علينا ابن المبارك سنة تسع وسبعين فقال: من سمع من ابن لهيعة منذ عشرينه سنة فهو صحيح، قلت له: سمعت من ابن المبارك قال: لا.
وأبو عبد الله عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي يعرف بسوادة مولى عمر بن عبد العزيز من أهل مصر وإنما قيل له الغافقي لسكناه غافق، يروي عن ضمام بن إسماعيل ورشدين بن سعد وعبد الله بن وهب آخر من حدث عنه عبد الكريم بن إبراهيم بن حسان (وتوفي قريبا من سنة خمس وأربعين ومائة).
الغالي: بفتح الغين المعجمة هذه اللفظة مبالغة في الغلو (ونسبة إليه) والمشهور به أبو الغمر الغالي الديكي قال ابن ماكولا: أنشد له الشريف النسابة: أنا أبصرت ديك العر * * * ش في صورة إنسي (1) كذب لعنه الله وقبحه ولعن من يعتقد مذهبه.
وأما أبو منصور محمد (بن حامد) محمد الغالي من أهل نيسابور وقيل له الغالي نسبة إلى غالية أم محمد بن حامد وكان من الملازمين للعلماء والرؤساء وأكابر الناس يكثر مجالستهم.
سمع أبا بكر (محمد) بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهما، سمع منه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وقال: أخبرني الثقة من أصحابنا: أنه حضر أبو زكريا العنبري مجلسه، وأبو منصور هذا يعاتبه ويقول: لم تنسبني إلى أمي وتقول: ابن غاليه ! ؟ فقال أبو زكريا: سبحان الله كانت غالية تغشى (بيوتنا) وبيوت أقاربنا البالوية وبها عرفناك.
وهذا منصور بن صفية رجل كبير من التابعين ينسب إلى أمه في الروايات وإمام القراء عاصم بن بهدلة منسوب إلى أمه ثم من الامراء بهذه الديار أحمد بن بانو في جلالته لا يترفع عن هذا وهذا مزكي بلدنا أحمد بن عبدويه منسوب في أمه وأجل بيت من أهل الثروة بنيسابور (2) منسوب إلى امرأتين بثينة وميكال فلم تترفع أنت من غالية وكانت صالحة عفيفة ؟ وقال: توفي أبو منصور بن غالية سنة
سبع وستين وثلاثمائة وأنا في طريق الحج.
[ هامش...(1) مكان اللفظة الاخيرة في ك وم بياض.
وبعد البيت في الاكمال 7 / 134 البيت التالي: يقول أنا أبصرت ربي قا * * * عدا في حي جعفي ونقول كما قال السمعاني رحمه الله: كذب لعنه الله وقبحه ولعن من يعتقد مذهبه.
(2) نيسابور كانت ولا تزاآل إلى يومنا مركزا لاقليم خراسان الذي يقع في الزاوية الشمالية الغربية من إيران على حدود روسيا وأفغانستان.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 428 424 ].(4/277)
الغامدي: بفتح الغين المعجمة وكسر الميم والدال المهملة (في آخرها) هذه النسبة إلى غامد وهو بطن من الازد.
منها: أبو جعفر محمد بن عبد الله بن عمار بن سوادة المخرمي الغامدي من أهل بغداد نزل الموصل، كان أحد أهل الفضل والمتحققين بالعلم، حسن الحفظ كثير الحديث.
روى عن عيسى بن يونس وسفيان بن عيينة ومن عاصرهما، وكان تاجرا قدم بغداد غير مرة وجالس بها الحفاظ وذاكرهم وحدثهم، روى عنه علي بن حرب الموصلي ويعقوب بن سفيان الفسوي وعلي بن عبد العزيز البغوي وجعفر الفريابي ومحمد بن محمد الباغندي، وروى عنه الحسين بن إدريس الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ.
وحكى ابن عمار قال: سألت المعافى بن عمران فقلت: إني أعطي دراهم ههنا وآخذها ببغداد وأشتري منها أجلب منها شيئا وأبيعه، فقالت تركت المسألة فلم أدر ما يقول حتى أعدت عليه فيقال: ذهابك إلى بغداد ودخولك بغداد أشد علي مما تسأل عنه.
وقال أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الازدي في كتاب طبقات العلماء من أهل الموصل.
محمد بن عبد الله بن عمار الغامدي من الازد كان فهما بالحديث وبعلله رحالا فيه جماعا له.
سمع من هشيم وسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل وعيسى بن يونس وأبي أسامة ويحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي وأبي معاوية.
وكانت ولادته سنة اثنتين وستين ومائة، ومات في سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وقال أبو عبد الرحمن
النسائي: محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ثقة صاحب حديث.
الغانمي: فتح الغين المعجمة وكسر النون وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى غانم وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو الاديب محمد بن غانم الغانمي كان من أفاضل عصره وديوان شعره سائر في الآفاق وهو من مداحي نظام الملك، روى لي من شعره صاحبه أبو بكر الاسفراييني.
وابنه أبو المحاسن مسعود بن محمد بن غانم بن أبي الحسين بن أحمد بن علي بن إبراهيم الغانمي الهروي.
ولد بنيسابور ونشأ بطوس (1) وسكن هراة كان إماما فاضلا عالما ورعا حسن السيرة كثير المحفوظ حسن الشعر بديع النظم له أبيات سماها السحرية يعني مقولة في وقت (السحر).
سمع ببلخ (2) أبا القاسم أحمد بن محمد بن محمد الخليلي وأبا [ هامش...(1) في التحبير: " ولد بطوس ونشأ بنيسابور ".
قلت: ولعل الذي في هذا اللبس قرب المدينتين من بعضيهما فبينهما عشرة فراسخ فقط.
وكلتاهما مع هراة من مدن منطقة خراسان التي تقع اليوم في الشمال الشرقي من إيران.
وبعض منها في أراضي الاتحاد السوفياتي.
(2) بلخ: قصبة خراسان تقوم اليوم ضمن حدود أفغانستان.
وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية 465 462 ].(4/278)
جعفر بن محمد بن الحسين السمنجاني (والاستاذ أبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري والوزير الصاحب نظام الملك أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي والشيخ الزكي أبا بكر عبد الغفار بن محمد السمرقندي وغيرهم).
كتبت عنه الكثير وسمعت منه جميع مسند الهيثم بن كليب والشمائل لابي عيسى (محمد بن عيسى) الترمذي وغيرهما من الفوائد وكتبت عنه من أشعاره الشئ الكثير.
وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين وأربعمائة بنيسابور ووفاته بهراة في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.(4/279)
باب الغين والباء
الغبابي: بضم الغين (المعجمة) والالف بين البائين الموحدتين.
هذه النسبة إلى غباب وهو لقب ثعلبة بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة وإنما لقب بالغباب لانه قال في حرب كلب: (من السريع): يضرب ضربا غير تغبيب (1) ويقال سمي به يوم التحالق (2).
الغبري: بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة وفي آخرها راء.
هذه النسبة إلى بني غبر وهو بطن من يشكر (من ربيعة) هو غبر بن غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر بن وائل بن ربيعة، قال ابن الكلبي: إنما سمي غبر بن غنم لان غنما تزوج الناقمية وهي رقاش بنت عامر وهو ناقم بن جدان بن جديلة بن أسد بن ربيعة وهي عجوز فقيل له: ما ترجو منها فقال: أتغبرها غلاما فسمي غبر.
وغبر بن بكر بن تيم اللات بن رفيدة ذكره ابن حبيب عن الكلبي في نسب قضاعة.
فالمنتسب إلى غبر بن غنم: عباد بن قبيصة الغبري يروي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) روى عنه الحسين بن واقد.
(وعباد) بن شرحبيل الغبري، روى عنه أبو بشر جعفر بن إياس.
وأبو عبيدة سرار بن مجشر الغبري يروي عن أيوب السختياني وسعيد بن أبي عروبة.
وأبو كثير يزيد بن عبد الرحمن بن غفيلة ويقال ابن أذينة الغبري (وهو ابن أذينة).
يروي عن أبي هريرة.
وأبو العباس الوليد بن خالد العبري الاعرابي.
وخالد بن عبد الله الغبري.
يروي عن عايذ بن عمرو، روى شعبة بن بسطام عنه، ومن ولد غبر بن غنم: الحارث بن غبر بن الغنم كان يسوس بكرا ويقودها وله فرخ عقاب يقال له غبة يربطه على قارعة [ هامش...(1) هذا عجز بيت وصدره: " أغدوا إلى الحرب بقلب امرئ " والتغبيب أن يدع عدوه وبه شئ من حياة.
وانظر تاج العروس " غبب " وفي ك وم " ضرب ".
(2) اللفظة محرفة في ك وم.
ويوم التحالق ويقال أيضا " تحلاق اللمم " حرب بين بكر وتغلب.
وسمي بذلك لان الفريق
الرابح حلق رؤوس أعدائه على خسارتهم.
وانظر مجمع الامثال 2 / 439.
(3) في التاج: " فقال: لعلي أتغبر منها ولدا: أي أستفيده.
فلما ولد له ولد سماه غبر كزفر ].(4/280)
الطريق يتحاماه الناس لعزه ولا يسلك في ذلك الطريق ما دام فيه غبة أحد قال ذلك أبو عبيدة معمر بن المثنى.
وأبو سهل النضر بن كثير الغبري ويقال له العنزي من أهل البصرة يروي عن ابن طاوس روى عنه العراقيون.
كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات على قلة روايته حتى إذا سمعها من الحديث صناعته شهد أنها موضوعة لا يجوز الاحتجاج به بحال.
والوليد بن شجاع الغبري.
وابنه أبو بدر عباد بن الوليد.
وأحمد بن العباس بن الربيع الغبري أخو أبي جعفر محمد بن العباس الفقيه المعروف بالتل أصله من البصرة ومولده بمصر مات في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
قاله ابن يونس.
ومحمد بن عبيد بن حساب الغبري.
والحسين بن عبد الله بن الفضل بن الربيع الغبري أبو طاهر توفي في انصرافه من الحج سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة كتب عنه أبو سعيد بن يونس حكايات.
وحمزة بن علي بن العباس بن الربيع بن عبد رب الغبري مصري يكنى أبا عمارة وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وثلاثمائة سمع من يونس بن عبد الاعلى.
والكروس بن سليم اليشكري ثم الغبري شاعر.
وأبو بدر (عباد) بن الوليد بن خالد الغبري سمع أبا داود الطيالسي وعمرو بن محمد بن أبي رزين وسعيد بن عامر وبدل بن المحبر وحفص بن واقد وحبان بن هلال، روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا وابو عبد الله المحاملي وابن مخلد وقال ابن أبي حاتم سمعت منه مع أبي وهو صدوق ومات في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وأبو محمد حازم الغبري عن عطاء بن السايب، قبل روى عنه نصر بن علي الجهضمي قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: منكر الحديث.(4/281)
باب الغين والجيم الغجدواني: بضم الغين المعجمة وسكون الجيم وفتح الدال المهملة وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى غجدوان وهي قرية من قرى بخارى (1) على ستة فراسخ منها وبها سوق في كل أسبوع يوم يجتمع فيه أهل القرى للبيع والشراء.
والمشهور منها: أبو نصر أحمد بن يوسف بن أبي بكر بن محمد بن يوسف بن حاتم بن نصر بن مالك بن سمعان الغجدواني المعروف بالسيرة يروي عن جده أبي بكر الغجدواني وهو يروي عن الهيثم بن أحمد البصري نسخة دينار عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) سمعناها من الامام أبي علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي بمرو عن القاضي أبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي عن يوسف بن محمد بن يوسف بن حاتم الغجدواني عن أبيه محمد بن يوسف عن دينار وهي نسخة باطلة لا يحتج بشئ منها.
وأبو سعيد حاتم بن نصر بن مالك بن سمعان المروزي الغجدواني سكن غجدوان، يروي عن أبي نعيم الفضل بن دكين وهوذة بن خليفة البكراوي وأحمد بن حفص ومحمد بن سلام وغيرهم، روى عنه إبراهيم بن ابن هارون بن المهلب وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وستين ومائتين.
وابنه أبو يعقوب يوسف بن حاتم بن نصر بن مالك بن سمعان الغجدواني وأصله من مرو (1) يروي عن أبيه حاتم بن نصر وأبي عبد الله بن (أبي) حفص وأرطأة بن أسباط بن اليسع، روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن يوسف الغجدواني.
[ هامش...(1) بخارى: إحدى مدن السغد، تبعد عن سمرقند سبعة وثلاثين فرسخا.
وبينما كانت سمرقند مركز السغد السياسي كانت بخارى عاصمته الدينية.
وتقع اليوم في أوزبكستان الروسية في الاتحاد السوفياتي على ملتقى الطرق الواصلة بين روسيا وفارس والهند والصين.
(2) كانت مرو الكبرى تعرف باسم مرو الشاهجان تمييزا لها من مرو الروذ وهي مرو الصغرى ومرو كانت إحدى مدن خراسان الكبرى.
وتقع اليوم في تركستان الروسية.
وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية 445 440 ].(4/282)
باب الغين والدال الغداني: بضم الغين المعجمة وفتح الدال المهملة المخففة وفي آخرها النون.
هذه
النسبة إلى غدانة (1) بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم.
والشاهد لتخفيف الدال ما قاله الفرزدق: (من الكامل): أبني غدانة إنني حررتكم * * * فوهبتكم لعطية بن جعال والمشهور بالانتساب إليها: أبو عمر الغداني، يروي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) روى عنه قتادة.
ومنصور بن عبد الرحمن الغداني، يروي عن الشعبي، روى عنه إسماعيل بن علية.
وأبو سفيان عبيدالله بن سفيان بن عبيدالله بن رواحة الاسدي الغداني الصوفي البصري الصواف من أهل البصرة، يروي عن ابن عوف ومالك بن أنس وسفيان الثوري والائمة، روى عنه عبد الرحمن بن عمر الاصبهاني رسته وأبو بلال الاشعري وبشر بن الحكم العبدي وابنه عبد الرحمن (وأبو العباس محمد بن يونس الكديمي) كان ممن يتفرد (بالمقلوبات) عن الاثبات ويأتي عن الثقات بالمعضلات وكان يحيى بن معين يقول: هو كذاب.
وأحمد بن عبيدالله بن سهيل بن صخر الغداني من أهل البصرة يروي عن أبي أسامة حماد بن أسامة وخالد بن الحارث وروح بن المسيب الكلبي، سمع منه (محمد بن إسماعيل) البخاري (صاحب الصحيح) وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: هو صدوق وقال ابن أبي حاتم هكذا قال أبي: أحمد بن عبيدالله بن سهيل بن صخر (وقال أبو زرعة: أحمد بن عبد الله بن سهيل).
[ هامش...(1) في عجالة المبتدي 97 أن اسم غدانة أشرس ].(4/283)
باب الغين والذال الغداني: بفتح الغين والذال المعجمتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غذانة (1) وهي قرية من قرى بخارى والمنتسب إليها: أحمد بن إسحاق الغذاني وقال أبو كامل البصيري كتب معنا الحديث عن شيوخنا.
الغذاوذي: بضم الغين وفتح الذال المعجمتين وبعدهما الالف والواو ثم في آخره ذال
أخرى.
هذه النسبة إلى غذاوذ وهي محلة من حائط سمرقند (2) على فرسخ.
منها أبو بكر محمد بن يعقوب الغذاوذي، يروي عن عمران بن موسى السجستاني الجرجاني كأنه مات قديما، روى عنه بالوجادة محمد بن عبد الله بن إبراهيم المستملي.
الغذشفردري: بضم الغين المعجمة والذال المفتوحة وسكون الشين المعجمة وفتح الفاء والدال بينهما الراء الساكنة وفي آخرها الراء (أيضا).
هذه النسبة إلى غذشفردر وهي قرية من قرى بخارى منها: أبو عمر حفص بن عمر بن (3) الحسين الغذشفردري البخاري، يروي عن أبي سليمان محمد بن منصور البلخي وسليمان بن داود الهروي.
سمع منه ببلخ روى عنه أبو حفص أحمد بن القاسم بن محمد بن عمير (4) البخاري.
ومات في صفر سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
[ هامش...(1) في معجم البلدان " غذان: بالفتح قرية من قرى نسف بما وراء النهر وقيل من قرى بخارى ينسب إليها أحمد بن إسحاق الغذاني سمع مع أبي كامل الحديث من شيوخه ".
(2) سمرقند: إحدى مدن السغد وتقدم أنها كانت مركزه السياسي بينما كانت بخارى مركزه الديني وتقع على بعد مئة وخمسين ميلا شرقي بخارى.
وهي اليوم إحدى مدن الجمهورية الاوزبكية السوفياتية.
وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة 506.
(3) في ظ " أبو حفص عمر بن الحسين دين " وفي م " أبو حفص عمرو بن الحسين " وانظر اللباب 2 / 376.
(4) في نسخ أخرى " عمر " وانظر اللباب ].(4/284)
باب الغين والراء الغراء: بفتح الغين المعجمة وبعدها الراء المشددة المفتوحة.
هذه النسبة إلى الغراء وعمله والمشهور بهذه النسبة: أبو الغنائم محمد بن محمد (بن محمد) بن أحمد بن منصور المقرئ البصري يعرف بابن الغراء، يروي عن أبي محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وأبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي وغيرهما، روى عن أبو بكر
أحمد بن ثابت الخطيب وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وأبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وغيرهم وتوفي بعد سنة ستين وأربعمائة.
وقال أبو نصر بن ماكولا: ابن الغراء قال لي إنه سمع بهجة الاسرار من علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني وضاع كتابه وبقيت عنده الزيادات وهي خمسة أجزاء سمعتها منه بالقدس، وحدث عن أبي محمد بن النحاس المصري وابن أبي نصرل الدمشقي وغيرهما.
الغرابي: بضم الغين المعجمة وفتح الراء وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة لجماعة من غلاة الشيعة يقال لهم الغرابية وهم يزعمون أن جبرائيل عليه السلام غلط في النزول على محمد صلى الله عليه وسلم وإنما كان مبعوثا إلى علي (رضي الله عنه) (وغرابي) منزل بين سامراء والموصل نزلنا به بعض يوم وهبت لنا به ريح شديدة كادت أن تدفننا في التراب جميعا فرحمنا الله تعالى برش من المطر وأزال عنا الشر (1).
الغراد: بفتح الغين (المعجمة) والراء المشددة (المهملة) وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة لمن يعمل الخص هو الحائط من القصب على الشطوط والسطوح والمشهور بهذا الانتساب: أبو بكر لبيد بن الحسن بن عمر الغراد من أهل بغداد شيخ صالح يسكن شارع دار الرقيق سمع أبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا عبد الله الحسين بن علي بن السري وغيرهما.
كتبت عنه ببغداد وتوفي في شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
الغربي: بفتح الغين المعجمة والراء وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى محلة [ هامش...(1) بعده في اللباب 2 / 377: " قلت: فاته: الغرابي، نسبة إلى غراب بن ظالم بن فزارة، بطن مشهور، منهم بيهس الملقب نعامة وإخوته وهم..ومنهم ربيع بن خلف بن هلال بن غراب بن ظالم الغرابي وغيرهم " ].(4/285)
ببغداد مما يلي الشط يقال لها باب الغربة ملاصق دار الخلافة منها أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر القارئ الغربي هكذا كان يسنبه لنا أبو الفضل عبد الرحيم بن
أحمد بن الاخوة البغدادي.
وأبو الخطاب كان شيخا صالحا ثقة، سمع الحديث من أصحاب المحاملي، وعمر حتى انفرد في وقته بالرواية، ورحل إليه طلبة الحديث وتزاحموا عليه.
سمع أبا عبد الله بن عبد الله بن يحيى البيع وأبا الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز وأبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري وغيرهم، سمع منه جماعة من حفاظ شيوخنا الاصبهانيين ورووا لنا عنه وروى لنا عنه أبو محمد سفيان بن إبراهيم العبدي وأبو الخير شعبة بن أبي بكر الصباغ بأصبهان وأبو الحسن مرجان بن عبد الله الحبشي وأبو عبد الله كثير بن سعيد الوكيل بمكة وأبو الحسن نصر بن عبد الله الكمالي أمير الحاج والحرمين بالمدينة في الروضة وأبو المسك عنبر بن عبد الله الحبشي السري بالحاجر وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وابنه أبو طاهر عبد الباقي ببغداد وأبو غالب المبارك بن عبد الوهاب السدي بعكبرا (وأوانا) (1) وأبو محمد (أحمد) وأبو الرضا المبارك ابنا عبيدالله بن الاغلاقي الآمدي بواسط وأبو عبد الله الحسين بن نصر بن خميس (2) الجهني بالموصل وأبو علي أحمد بن سعيد العجلي بهمذان وأبو الغنائم إسماعيل بن محمد بن مهدي الموسوي بمرو (وأبو جعفر جنيد بن علي السجزي بهراة) (3) وجماعة كثيرة سواهم يقربون من خمسين نفسا، وكانت ولادته في سنة سبع أو ثمان وثلاثمائة ومات في شهر ربيع الاول سنة أربع وتسعين وأربعمائة ودفن من الغد بمقبرة باب حرب.
الغردياني: بفتح الغين المعجمة وسكون (الراء وكسر) الدال المهملة المنقوطة من تحتها باثنتين بعدها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غرديان وهي قرية من رساتيق كس (4) إحدى بلاد ما وراء النهر منها: محمد بن عبد الله بن إبراهيم الغردياني يروي عن محمد بن سرور البلخي ذكر أنه كتب عنه بمسرقند بأحديث مناكير أرجوا أن البلية فيها من محمد بن سرور فإنه كذاب روى عنه محمد بن رجاء البخاري.
هكذا ذكره أبو سعيد الادريسي الحافظ.
[ هامش...(1) عكبرا وأوانا بلدتان من نواحي دجيل بينهما وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة الشمال " معجم البلدان ".
(2) في نسخ أخرى " الحسين " وانظر ترجمته في معجم البلدان " جهينة " وفيه أن نسبته إلى قرية كبيرة من نواحي الموصل.
(3) هراة: مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان، وتقع اليوم في أفغانستان وانظر معجم البلدان " هراة "، وبلدان الخلافة 451 449.
(4) كسن قيل: كش، وقيل بفتحهما مدينة تقارب سمرقند.
معجم البلدان، وبلدان الخلافة 512 ].(4/286)
الغرزي: بفتح الغين المعجمة والراء وبعدها الزاي (المعجمة).
هذه النسبة إلى قيس بن أبي غرزة الغفاري له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه وائل ويزيد الضخم.
ومن ولده (أبو) عمرو بن أبي غرزة وهو أبو عمرو أحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن محمد بن حازم بن قيس بن أبي غرزة (الغرزي).
الغفاري من أهل الكوفة وكان من علمائها ممن جمع المسند.
حدث عن يعلى بن عبيد وعلي بن قادم وجعفر بن عون (العجلي) وأبو نعيم الفضل بن دكين وبكر بن عبد الرحمن وعبيدالله بن موسى الكوفيين، روى عنه أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الكوفي وغيره، وأبو ذر حازم بن محمد بن يونس بن محمد بن حازم بن قيس بن أبي عزرة الغفاري الغرزي، يروي عن أمه حمادة بنت محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، روى عنه زرعة وأبو حاتم الرازيان قال ابن أبي حاتم سألت أبي عنه فقال صدوق.
الغرقي: بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى غرق وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ (عند نوش الاسفل خربت حيطانه وبقيت مزارعه خرج) منها جرموز بن عبيدالله الغرقي من أهل هذه القرية.
رحل إلى العراق وحدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين وأبي تميلة يحيى واضح المروزي وروى عن أبي نصر تفسير مقاتل بن سليمان، وهو ضعيف.
(والامام يوسف الغرقي من شيوخ مرو وأئمتهم وهو مدفون مقابل قبر أبي علي الاسود المعروف بأبي علي سياه في مقبرة سنجدان من مقابر برد).
الغرمينوي: بضم الغين وسكون الراء وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح النون وفي آخرها الواو والياء.
هذه (النسبة) إلى غرمينوي من دستاق ما يمرغ على فرسخين أو ثلاثة من سمرقند.
والمنتسب إليه أبو سعيد محمد بن شبل الغرمينوي يروي عن موسى بن أحمد بن عمر السمرقندي روى عنه أبو سلمة سعيد بن سليمان الصفار.
الغرناطي: بفتح الغين المعجمة وسكون الراء وفتح النون بعدها الالف وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى غرناطة (1) وهي من بلاد المغرب منها أبو حامد محمد بن أبي الربيع سليمان بن الربيع بن عاصم الغرناطي المازني من أهل غرناطة سكن سقسين من بلاد [ هامش...(1) غرناطة مدينة مشهورة في الاندلس من كورة البيرة، بينها، وبين قرطبة ثلاثة وثلاثون فرسخا، وانظر معجم البلدان ].(4/287)
ساحة الترك دون بلغار كان فقيها فاضلا وشاعرا مليح القول حدث بخوارزم بكتاب الشهاب لابي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي والموطأ لمالك بن أنس والرحلة للشافعي وكتاب العالم والمتعلم ورياضة العالم والمتعلم لابي نعيم الاصبهاني، وكان بخوارزم سنة سبع وأربعين وخمسمائة وانصرف إلى سقسين بعد ذلك.
سمعت أبا المكارم مسلم بن حمير الماعوذي صاحبي ببخارى يقول: سمعت أبا حامد الغرناطي ينشد لنفسه: (من الكامل): يهنيك عيد الفطر جاء مهنئا * * * لك بالقبول وتلك من حسناته الغريري: بضم الغين المعجمة والياء الساكنة آخر الحروف بين الرائين (المهملتين) أولاهما مفتوحة.
هذه النسبة إلى غرير وهو اسم رجل والمنتسب إليه: إسحاق بن غرير بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري وغرير اسمه عبد الرحمن بن المغيرة.
وابنه محمد بن غرير الغريري من وجوه أهل المدينة وكان أكبر من أخيه إسحاق.
وأخوهما يعقوب بن غرير كان من وجوه قريش سماحة وكان مألفا يغشاه الناس في باديته وأمهم جميعا هند بنت مروان بن الحارث بن عمرو بن سعد بن معاذ الانصاري.
ويوسف بن يعقوب بن غرير الغريري كان على بيت المال في خلافة الرشيد.
وعبد الرحمن بن محمد بن غرير
الغريري كان من وجوه قريش وسرواتهم.
وأبو عبد الرحمن محمد بن غرير بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المعروف بالغريري يروي عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ومطرف بن عبد الله المدني اليساري حدث عنه (أبو عبد الله) محمد بن إسماعيل البخاري وعبد الله بن شبيب المكي ومحمد بن أحمد بن نصر الترمذي.(4/288)
باب الغين والزاي الغزاء: بفتح الغين المعجمة وبعدها الزاي المفتوحة المشددة.
هذه اللفظة للمبالغة في الغزو.
والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد الغزاء العنبري يروي عن أبي عبد الرحمن المقرئ، روى عنه عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن رشدين المصري.
وإسماعيل بن عبد الله الغزاء، يروي عن علي بن مصعب السرخسي أخي خارجة، روى عنه عبد الواحد بن حماد بن الحارث الخجندي.
وعبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء يروي عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي ويوسف بن سعيد بن مسلم وعبد الملك بن عبد الحميد الميموني، يروي عنه الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي.
وأبو الحسين محمد بن إبراهيم بن شعيب الغزاء الطبري من أهل طبرستان وعرف بالغازي وقد سبق يروي عن نصر بن علي الجهضمي وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن علي الحسن بن شقيق، روى عنه الحسن بن الليث وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان والحاكم أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ والقاضي أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي وجماعة.
قال ابن أبي حاتم: أبو الحسين الغزاء الطبري وهو صدوق سمعت منه بالري.
الغزال: بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي.
هذا اسم لمن يبيع الغزل.
وأبو بكر عبد الله بن سرحان السعدي الغزال من أهل البصرة يروي عن الحسن روى عنه عبد الرحمن بن مهدي.
ومن المتأخرين: أبو الحسن محمد بن الحسين بن عمر بن برهان
الغزال من أهل بغداد سمع إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وأبا عبد الله الحسن بن علي العسكري ومحمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت الدقاق وأبا حقص عمر بن أحمد بن الزيات وأبا بكر محمد بن عبد الله (الابهري) وأبا الفضل الزهري ومحمد بن المظفر وأبا الحسن بن لؤلؤ، كتب عنه أبو بكر الخطيب وذكره في التاريخ فقال: كتبنا عنه شيئا يسيرا بعد أن كف بصره وكان صدوقا وكانت ولادته سنة ست وستين وثلاثمائة قال وسمعت منه الحديث في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة يعني مات بعد هذه السنة.
وأخوه أبو الفرج عبد الوهاب بن الحسين الغزال سكن صور من ساحل بحر الروم وكان الاصغر، سمع الحسين بن محمد بن عبد العسكري، وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وأبا حفص عمر بن أحمد بن علي بن الزيات وأبا بكر محمد بن عبد الله الابهري وأبا الحسين(4/289)
محمد بن المظفر الحافظ وغيرهم، روى عن أبو بكر أحمد بن علي الخطيب (الحافظ) وقال: انتقل عن بغداد إلى الشام فسكن بالساحل في مدينة صور وبها لقيته وسمعت منه عند رجوعي من الحج وذلك في سنة ست وأربعين وأربعمائة وكان ثقة سألته عن مولده فقال: في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ومات بصور في شوال سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
وولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
قلت روى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم بن نصر المقدسي وأبو محمد بن عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي وذكره في معجم شيوخه وقال: أبو الفرج بن برهان الغزال بغدادي المولد سكن صور يتجر إلى مصر، شيخ لا بأس به صحيح الاصول (1).
الغزقي: بفتح الغين والزاي المعجمتين وفي آخرها القاف هذه النسبة: قال الامير (أبو نصر) بن ماكولا (صاحب كتاب الاكمال) إلى قرية مرو، وقال: جرموز بن عبيدالله الغزقي من قرية غزق يقول لها العواز: غزك.
من نواحي مرو ويروي عن أبي نعيم وأبي تميلة وروى عن أبي نصر تفسير مقاتل بن سليمان وهو ضعيف قلت: لا أعرف بمرو قرية اسمها غزق
بالزاي وأعرف قرية يقال هال غرق بالراء الساكنة (المهملة).
ولعله اشتبه على ابن ماكولا.
وجماعة إلى الساعة ينسبون إلى هذه القرية وهي قرية غرق على ثلاثة فراسخ منها، عند نوش كناركان بأسفل البلد وخربت حيطانها وبقيت مزارعها.
وقرية بفرغانة (2) بما وراء النهر يقال لها غزق منها القاضي أبو نصر منصور بن أحمد بن إسماعيل الغزقي، كان إماما فاضلا وفقيها مبرزا.
سكن سمرقند حدث عنه أولاده.
توفي ليلة الاحد السادس والعشرين من صفر سنة خمس وستين وأربعمائة ودفن في في المشهد (بمقبرة) جاكرديزة (من مقابر سمرقند).
وأبو علي الحسين بن أبي الحسين بن عبد الله بن أبي جعفر الغزقي خليفة درس القاضي أبي نصر منصور بن أحمد الغزقي من غزق فرغانة كان فقيها فاضلا زاهدا كاملا وكان عظيما في الفقه والمحاضر والسجلات.
وكان ودع ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان قومه بعد الختم وقال: [ هامش...(1) بعدها في اللباب 2 / 379: " قلت فاته: الغزالي: بفتح الغين والزاي المشددة وبعد الالف لام، أطن أن هذه النسبة إلى الغزال على عادة أهل جرجان وخوارزم، كالعصاري نسبة إلى العصار.
واشتهر بها الامام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي الفقيه الشافعي المشهور، توفي سنة خمس وخمسمائة وسمعت من يقول إنه بالتخفيف نسبة إلى غزالة قرية من طوس وهو خلاف المشهور ".
(2) فرغانة: مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر، متاخمة لبلاد تركستان، بينها وبين سمرقند خمسون فرسخا، وتقع اليوم في تركستان الروسية على نهر سرداريا في الاتحاد السوفياتي.
وكان أقليم فرغانة يعرف إلى وقت قريب باسم خانية خوقد.
وقد أعيد الآن اسمه القديم.
وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية ].(4/290)
قرب رحيلي.
وتوفي في شوال سنة اثنتين وستين وأربعمائة ودفن بجاكرديزة في مشهد السادات.
الغزنوي: بفتح الغين المعجمة والزاي الساكنة (المعجمة وفي آخرها) النون المفتوحة.
هذه النسبة إلى غزنة (1) وهي بلدة (أول) من بلاد الهند خرج منها جماعة من بالعلماء في كل فن.
وقد ذكرت مشايخها في قراها من الحروف.
الغزنياني: بفتح الغين وسكون الزاي المعجمتين وفتح النون والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غزنيان وهي قرية من قرى كس.
منها أبو عمر حفص بن أبي حفص الكسي الغزنياني، يروي عن يحيى بن عبد الغفار وأبي سعيد عطاء بن موسى الجرجاني وأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الباب كسي السمرقندي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن محمد بن شاه السمرقندي وعيسى بن الحسين (2) الكسبوي النسفي، حدث قبل الثلاثمائة وكان من أبناء مائة سنة.
والامام الفقيه صديق بن أبي بكر بن الحسين الغزنياني الكسي يروي عن أبي الفتح المبارك بن إسماعيل بن محمد الباهلي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وأقام بمسرقند.
وتوفي بها في شهر شعبان سنة ثمان وستين وخمسمائة، ودفن بمقبرة قنطرة غانفر.
الغزواني: بفتح الغين وسكون الزاي المعجمتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غزوان وهي محلة من محال هراة يقال لها بهناء غزوان، وفيها قبر الامام الزاهد أبي علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الازدي الهروي، وسط المدينة.
والمنسوب إلى هذه المحلة: شيخنا أبو محمد رافع بن أبي سهل بن أبي الحسن بن أبي سهل الغزواني، يروي عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري الامام، قرأت عليه أحاديث أبي الحسن الديناري وعلى أبي محمد عبد السيد بن أبي بكر بن أبي الفضل بن ينال البناء الطاقي بجامع هراة وعلى الامام زين الاسلام أبي القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني في سنة سبع وأربعين وخمسمائة بهراة قالوا: أنا العميري أنا الحاكم الفقيه أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الديناري وهو المصنف.
[ هامش...(1) غزنة أو غزنين وهي قصبة زابلستان الواقعة في طرف خراسان، بينها وبين الهند، وهي اليوم إحدى مدن أفغانستان.
انظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية 388 387.
(2) " عيسى بن الحسن " تصحيف.
وهو أبو أحمد عيسى بن الحسين بن الربيع الكسبوي النسفي، صاحب كتاب البستان، ونسبته إلى كسبة وهي إحدى قرى نسف قرب سمرقند.
وانظر معجم البلدان: كسبة، والانساب
م 483 / أ ].(4/291)
وأما أبو علي الرفاء الحافظ فهو أبو علي حامد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن معاذ الرفاء الازدي الحافظ الهروي شيخ ثقة محدث بلده في عصره سمع الحديث بخراسان والعراق والحجاز من عثمان بن سعيد الدارمي الهروي وداود بن الحسين النيسابوري ومحمد بن أيوب الرازي ومحمد بن المغيرة الهمداني السكري وإبراهيم بن زهير الحلواني وبشر بن موسى وإسحاق بن الحسن وأبي المثنى معاذ بن المثنى العنبري الحربي وعلي بن عبد العزيز البغوي ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وأبي بكر بن حفص بن عمر السدوسي وعلي بن مسكان الساوي وأبي علي الحسين بن إدريس الانصاري وأبي زكريا يحيى بن عبد الله بن ماهان وأبي يزيد جلاد بن هانئ الاسدي وأبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي ويوسف بن يعقوب القاضي ومحمد بن صالح الاشج ومحمد بن يونس ومحمد بن معاذ الجوهري.
يروي عنه الفقيه أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الديناري وأبو علي بن شاذان البزار والشيخ الامام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان الصعلوكي وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي وأبو سعد عبد الملك بن أبي عثمان الواعظ الخركوشي النيسابوري وأبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن محمد الباشاني الهروي وأبو الحسين عفيف بن محمد الخطيب الفوشنجي وأبو الحسن محمد بن عبد الرحمن الدباس والامام أبو الفضل محمد بن أحمد الجارودي وأبو سعد شعيب بن محمد بن إبراهيم المؤدب والشيخ الامام أبو زكريا يحيى بن عمار بن يحيى الشيباني.
توفي بهراة في شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاثمائة بمحلة غزوان وقبره مشهور يزار، زرناه مرارا وقد مر ذكره في حرف الراء في ترجمة الرفاء.
الغزوي: بفتح الغين والزاي (المعجمتين) بعدهما الواو.
هذه النسبة إلى غزية وهي قبيلة كبيرة كثيرة العدد.
قال لي أبو أزيد الخفاجي في بادية السماوة (1) نحن أكثر خيلا وفرسانا وغزية أكثر عددا ورجالا وعبادة أكثر جمالا وبعرانا.
فأما غزية فظني أنها تنزل حوالي نجد (2)
وصحبني بدوي منهم يقال له طعان الغزوي وكان خفيرا لي منهم في بادية السماوة وعلقت عنه شيئا يسيرا من الشعر.
وعمرو بن شمر بن غزية الغزوي نسب إلى جده وهو أحد من بقي من [ هامش...(1) بادية السماوة: بين الكوفة والشام " معجم البلدان ".
(2) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 380 " قلت: قوله: غزية قبيلة كثيرة العدد تنزل نجدا.
فيا ليت شعري، من أي العرب هي هذه القبيلة ؟ ! وكم من قبيلة كثيرة العدد بنجد ! وهي من طئ ولد سيف ومسعود وحارثة أولاد أبي بن غنم بن حارثة بن ثوب بن معن بن عتود أخي بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ فخذ من طي " ].(4/292)
قواد أهل اليمن بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان (1).
الغزينزي: بفتح الغين المعجمة وكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وكسر النون وفي آخرها زاي أخرى.
هذه النسبة إلى غزينز وهي قرية من قرى خوارزم (2) من ناحية مراغرد منها أبو عاصم المظفر بن أحمد بن محمد بن محمد بن عراق الغزينزي الكاثي كان فقيها فاضلا حسن السيرة راعيا للحقوق سمع الغيلانيات من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الشيباني لقيته بخوارزم وكتبت عنه شيئا يسيرا وكانت ولادته في شوال سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
الغزيلي: بضم الغين المعجمة وفتح الزاي والياء آخر الحروف (المشددة المكسورة) وفي آخرها اللام هذه النسبة إلى غزيل وهو بطن من جمل من مراد.
قال محمد بن جرير الطبري قيس بن المكشوح وهو هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بداء بن عامر بن عوبثان بن زاهر بن مراد وعداده في جمل.
الغزي (غزة) بليدة من بلاد فلسطين على مرحلة من بيت المقدس خرج منها جماعة من الائمة والمحدثين ولد بها (الامام) الشافعي محمد بن إدريس، وممن كان بها من المحدثين: أبو عبد الله محمد بن عمرو بن الجراح الغزي يروي عن مالك بن أنس والوليد بن (مسلم) وضمرة بن ربيعة ورواد بن الجراح، روى عنه محمد بن
الحسن بن قتيبة العسقلاني وسعيد بن محمد البيروتي وأبو زرعة الرازي وكان لا بأس به.
ومحمد بن حبيش الغزي يروي عن سفيان بن عيينة، روى عنه الحسن بن سفيان الشيباني النسوي.
وعبد الرحمن بن عثمان الغزي وكان من العباد باليمن يروي عن عبيد بن عمير، روى عنه يزيد بن أبي حكيم.
ومحمد بن عبيد الغزي روى عنه ابن قتيبة.
وعبد الله بن وهب الغزي.
وعلي بن عياش بن عبد الله بن الاشعث الغزي (أبو الحسن يروي عن محمد بن حماد الظهراني، روى عنه أحمد بن عمر بن محمد المصري الجيزي.
وحملة بن محمد [ هامش...(1) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 381 380 " ثم قال: وإلى غزية جد عمرو بن شمر بن غزية الغزوي وكان من أهل اليمن قدم الشام مع يزيد بن أبي سفيان.
والذي أعرفه أن غزية فخذ من هوازن، وهو غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.
منهم دريد بن الصمة الشاعر قتل يوم أوطاس كافرا.
فإن كان ظن أن غزية جد عمرو وهو غزية هوازن أو غزية طئ فليس كذلك، هما أقدم منه بكثير، فإن من يعاصر عمرا ينتسب إلى غزية هوازن، وطئ آباء كثيرة، والله أعلم ".
(2) خوارزم: أوله بين الضمة والفتحة والالف مسترقة مختلسة ليست بألف صحيحة، هكذا يتلفظون به.
وهي مدينة في =(4/293)
جنوب بحيرة خوارزم وشرقي بحر قزوين.
وتقع اليوم في تركستان الروسية في الاتحاد السوفياتي.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 492 491 ].
الغزي يروي عن عبد الله بن محمد) بن عمرو الغزي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وذكر أنه سمع منه بمدينة غزة.
وأبو التمام سيف بن عمرو الغزي يروي عن محمد بن أبي السري العسقلاني روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
وأبو الحسين بن الترجمان الغزي الصوفي.
ذكرته في حرف التاء في ترجمة الترجماني.(4/294)
باب الغين والسين الغسال: بفتح الغين المعجمة، وتشديد السين المهملة، وفي آخرها اللام.
هذه
النسبة لمن يغسل الموتى.
وهو عبد الله بن محمد بن نوح الغسال المروزي يروي عن صخر بن محمد الحاجبي وأحمد بن عبد الحكيم الفرياناني.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم الغسال، أحد أئمة الحديث.
الغساني: بفتح الغين المعجمة، وتشديد السين المهملة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غسان، وهي قبيلة نزلت الشام، وإنما سميت غسان بما نزلوها.
قال أبو المنذر الكلبي: سمي ماء السماء لانه كان غياثا لقومه مثل ماء (السماء).
وأما المنذر بن ماء السماء فإن أمه كانت تسمى ماوية لقبت ماء السماء وهي بنت عوف بن جشم أخوه لامه جابر بن أبي حطو الحظائر النمري، فعامر هو ماء السماء بن حارثة، وهو الغطريف بن ثعلبة بن امرئ القيس بن مازن وهو جماع غسان (وغسان) ماء شرب منه أبناء مازن فسمواغ غسان ولم يشرب من خزاعة ولا أسلم ولا بارق ولا أزد عمان فلا يقال لهم غسان.
وهو من أولاد مازن بن الاسد و (المشهور) المنتسب إلى غسان جماعة كثيرة: منهم أبو مسهر (عبد الاعلى بن مسهر) الدمشقي الغساني من أنفسهم من أهل دمشق سمع سعيد بن عبد العزيز التنوخي ويحيى بن حمزة الحضرمي ومالك بن أنس وعبد الله بن العلاء بن زبر وغيرهم.
روى عنه يحيى بن معين ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه (وأبو زرعة الدمشقي وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم الدمشقي وهو من كبار محدثي دمشق وأعيان متقنيهم سمع أيضا صدقة بن خالد وسفيان بن عيينة وعيسى بن يونس وغيرهم وقال يحيى بن معين: إذا حدثت في بلدة فيها مثل أبي مسهر صح للحيتي أن تحلق).
(وغير واحد من الائمة) وكان من أعلم الناس بالمغازي وأيام الناس حمله المأمون إلى بغداد في أيام المحنة فحبسه بها إلى أن مات وقال أبو مسهر: ولد لي والاوزاعي حي جالست سعيد بن عبد العزيز اثنتي عشرة سنة قال: وما كان أحد من أصحابي أحفظ لحديثه مني غير أني نسيت.
ومات أبو مسهر (ببغداد) في الحبس غرة رجب سنة ثمان عشرة ومائتين وأخرج ليدفن فشهده ناس كثير من أهل بغداد وكان ابن تسع وسبعين سنة.
ورفدة بن قضاعة الغساني من أهل الشام يروي عن الاوزاعي وسعيد بن عبد العزيز، روى عنه
هشام بن عمار ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير لا يحتج به إذا وافق الثقات فكيف إذا انفرد عن الاثبات بالاشياء المقلوبات.
وأما الغسانية فهم طائفة من مرجئة الكوفة انتسبوا إلى رجل(4/295)
اسمه غسان زعموا أن الايمان هو المعرفة بالله (عزوجل) وبرسوله والاقرار (بهما) وبما جاء من عندهمان في الجملة دون التفسير وأن الايمان يزيد و (لا) ينقص وزعمت هذه الطائفة أن قائلا لو قال (أعلم) أن الله حرم (لحم) الخنزير ولا أدري هل الخنزير هذه الحيوان المعروف أم غيره كان مؤمنا.
ولو قال: اعلم أن الله قد فرض الحج في الكعبة غير أني لا أدري أين الكعبة ولعلها بالهند كان مؤمنا ولو قال: أعلم أن الله بعث محمدا رسول الله ولا أدري لعله هذا الزنجي كان مؤمنا.
نعوذ بالله من الكفر والضلال.
وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني الصيداني ذكرته في الصيداني في حرف الصاد.
وولده الحسن وحفيده ووالده.
وأبو إسحاق إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن محمد بن غسان البصري (الحافظ) الغساني نسب إلى جده الاعلى من أهل البصرة كان حافظا مكثرا من الحديث وكان عمه أبو الحسين أحمد بن محمد بن محمد بن غسان البصري الحافظ سمعه من الشيوخ شيئا كثيرا ثم لما كبر نقم عليه في بعض أموره وكان يقطع أول الورقة التي فيها سماعه، سمع أبا يعقوب إسحاق النجيرمي وأبا العباس أحمد بن عبد الرحمن الخاركي وأبا القاسم عبيدالله بن محمد بن بابويه المخرمي وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي وأبو الفضل جعفر بن يحيى الحكاك وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الخزاعي وجماعة سواهم وقال النخشبي كان عمه أبو الحسين سمعه الكثير ثم غضب عليه وكان يقطع الاوراق التي عليها سماعه من أجزائه وكان عنده من ذلك كثير وبقيت عليه بقية لم تقطع وكان كلما قطع يعلم أنه كان سماعه على ما سمعتهم بالبصرة يذكرون.
وإبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني الدمشقي حفيد يحيى بن يحيى من أهل دمشق يروي عن أبيه وسعيد بن عبد العزيز وعبد الله بن عياض الاسكندراني.
قال أبو حاتم الرازي: قلت لابي زرعة: لا تحدث عن
إبراهيم بن هشام فإني ذهبت إلى قريته فأخرج إلي كتابا زعم أنه سمعه من سعيد بن عبد العزيز فنظرت فيه فإذا فيه أحاديث ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة وعن ابن شوذب ويحيى بن أبي عمرو السيباني فنظرت إلى حديث فاستحسنته من حديث ليث بن سعد عن عقيل فقلت له: أذكر هذا فقال: هذا سعيد عن ليث عن عقيل بالكسر، ورأيت في كتابه أحاديث قد قلبها وأظنه لم يطلب العلم.
وهو كذاب.
وجده يحيى عن يحيى الغساني الدمشقي كان قاضي دمشق يروي عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن وغيرهم، روى عنه محمد بن إسحاق وسفيان بن عيينة.
وابنه هشام بن يحيى (بن يحيى) وكان من الثقات، وثقه يحيى بن معين وقيل إنه شرب شربة فشرق بها فمات سنة خمس وثلاثين ومائة ].(4/296)
الغساني: بضم الغين المعجمة وفتح السين المشددة المهملة بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غسان وهو بطن من حضرموت قال الدراقطني ففي نسب حضرموت غسان بن جذام بن الصدف.
الغسيلي: بفتح الغين المعجمة وكسر السين غير المنقوطة والياء المنقوطة من تحتها بنقطتين (وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى غسيل الملائكة) وهو حنظلة (بن أبي عامر الراهب) الذي قتل يوم أحد (منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان جنبا لانه أتى أهله فلما سمع تلك الصيحة (يعني ألا) إن محمدا (قد) قتل خرج بسيفه فقاتل حتى قتل فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الملائكة تغسله فسال عنه أهله فحكت القصة وكان يسمى غسيل الملائكة.
والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عيسى بن محمد بن من مسملة بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة الغسيلي البغدادي يروي عن العراقيين بندار بن بشار ومحمد بن المثنى وعمرو بن علي ودونهم حدث بخراسان وكان يقلب الاخبار ويسرق الحديث.
وأبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان (1) بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الغسيلي (من أولاد حنظلة الغسيل أيضا) أخو مسلمة الانصاري من أهل المدينة يروي عن سهل بن سعد، روى عنه
عبد الله بن إدريس مات إحدى وقيل سنة اثنتين وسبعين ومائة وكان ممن يخطئ ويهم كثيرا على صدق فيه، والذي هو مثل فيه ترك ما خالف الثقات من الاخبار والاحتجاج بما وافق الاثبات من الآثار ومرض الشيخان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين القول فيه.
[ هامش...(1) في نسخة: " أبو سليمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حنظلة " وفي ك وم: " أبو سليمان عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة " وكلاهما تصحيف.
وانظر تهذيب التهذيب 6 / 189 ].(4/297)
باب الغين والشين الغشتي: فتح الغين المعجمة وسكون الشين المعجمة وفي آخرها تاء معجمة من فوقها باثنتين هذه النسبة إلى () (1) والمشهور بهذه النسبة إبراهيم بن محمد الغشتي يروي عن العابس بن عزير المروزي.
الغشداني: بضم الغين وسكون الشين المعجمتين وفتح الدال المهملة وفي آخرها نون.
هذه النسبة إلى غشدان وهي قرية من قرى سمرقند عند جبل شاوذار.
منها أبو منصور غالب بن الحسن بن خلف بن حبوبه بن نماح بن يحيى الغشداني يروي عن إسماعيل بن حاتم الاربنجني الكرابيسي.
قال أبو سعد الادريسي: كتبنا عنه بسمرقند ومات بها وحدثنا بالوجادة من كتب جماعة من مشايخ سمرقند ومات (و) لم تكن الرواية من صنعته.
الغشيدي: بفتح الغين وكسر الشين المعجمتين بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى غشيد وهي قرية من قرى بخارى وقد سمعت بذكر غشتي ولا أدري هذه تلك أو غيرها لكن رأيت هذه الصورة في تاريخ بخارى للحافظ الغنجار منها: أبو حامد محمود بن يونس بن مكرم الغشيدي البخاري يروي عن أبي طاهر أسباط بن اليسع وأبي مقاتل حامد بن غالب الطواويسي، روى عنه ابنه أبو بكر ومحمد بن محمود الوزان.
[ هامش...(1) بياض في الاصول وانظر مادة الغيشتي من هذا الكتاب ومادة غيشتي في معجم البلدان ولب اللباب 190 ].(4/298)
باب الغين والضاد الغضائري: بفتح الغين والضاد المعجمتين والياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى الغضارة وهو إناء يؤكل فيه لاطعام ونسب جماعة إلى عملها أو واحد من آبائهم منهم: أبو الحسن علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن سليمان بن محمد الغضائري من أهل حلب قيل إنه كان بغداديا سكنها وكان من الصالحين الزهاد الثقات سمع عبد الله بن معاوية الجمحي وعبيدالله بن عمر القواريري ومحمد بن أبي عمر العدني وعبد الاعلى بن حماد النرسي ومجاهد بن موسى روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني وأحمد بن عاصم المصري وغيرهمان وقال: دققت على السري السقطي بابه فقام إلى عضادتي الباب فسمعته يقول: اللهم اشغل من شغلني عنك بك.
فقال الغضائري: كان من بركة دعائه أني حججت على رجلي أربعين حجة من حلب ذاهبا وجائيا ومات في شوال من سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وأبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن يحيى بن حلبس بن عبد الله المخزومي المعروف بالغضائري من أهل بغداد سمع أبا بكر محمد بن يحيى الصولي وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز وأبا عمرو بن السماك وأحمد بن سليمان النجاد وجعفر بن نصير الخلدي ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبنا عنه وكان ثقة فاضلا ومات في المحرم سنة أربع عشرة وأربعمائة ودفن في مقبرة باب حرب.
وأبو بكر الطيب بن محمد بن أحمد الغضائري الصوفي من أهل أبيورد شيخ الصوفية بها كان صالحا كثير العبادة حسن الاخلاق متواضعا صناع اليد خدم الصوفية في الاسفار وسلك البراري وقصد البلاد النائية سمع أبا الحسن علي بن أحمد بن علي الفاروزي وأبا عبد الله محمد بن حامد بن أحمد المروزي وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن كلك التبريزي وطبقتهم، سمعت منه أجزاء بمرو قبل خروجي إلى الرحلة وانتخبت عليه جزءا سمع عمي الامام وجماعة منه ذلك الجزء وتوفي بأبيورد إما في أحد الربيعين أو الجمادين سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة
وكنب ببغداد.
وأبو الفتوح نصر بن الحسين بن إبراهيم بن نوح المقرئ الغضائري من مشاهير خراسان وكان مقرئا فاضلا حسن التلاوة طيب النغمة لطيفا كثر العبادة له يد باسطة في وضح الالحان وأكثر القراء بخراسان تلامذته سمع أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي وفاطمة بنت الاستاذ أبي علي الدقاق وأبا تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي والسيد أبا الفضل ظفر بن الداعي بن مهدي العلوي سمعت منه بميهنة ولقيته ببغداد ونيسابور.(4/299)
الغضبي: بفتح الغين المعجمة وسكون الضاد المنقوطة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى غضب وهو بطن من الانصار ومن سليم.
قال ابن حبيب: في سليم بن منصور: غضب بن كعب بن الحارث بن بهثة بن سليم.
قال: وفي الانصار: غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة.
قال محمد بن إسحاق بن يسار: من بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن ثعلبة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر: رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق.
الغضنفري: بفتح الغين والضاد المعجمتين وسكون النون وفتح الفاء وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الغضنفر وهو اسم للاسد، وفي اللغة للاسد سبعون اسما منها الزبير والضيغم والعرباض والهماس والحارث والحفص والشبل واللبوة واسم الجد الاعلى لمحمد بن الضوء بن الصلصال بن الدلهمس بن حمل بن جندلة بن بجيلة بن منقذ بن المحتجب بن الاغر بن الغضنفر الغضنفري من تيم بن ربيعة بن نزار بن معد.
قال أبو حاتم بن حبان: هو شيخ روى عن أبيه المناكير لا يجوز الاحتجاج به، يروي لنا عنه علي بن سعيد العسكري.
وقال بعضهم في الغضنفر حين نجى الله تعالى بن حمير من شر الجنة، والقصة طويلة: (من الطويل): ومن يعتصم عند الشدائد بالذي (1) * * * إليه التجى بعد الاياس ابن حمير
سيصبح محفوظ الجوانب آمنا * * * من الجنة السوداء أو من (غضنفر) الغضيضي: بفتح الغين والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين بين الضادين المعجمتين.
هذه النسبة إلى غضيض.
والمشهور بالنسبة إليها: محمد بن يوسف بن الصباح الغضيضي كان متولي حمدونة بنت غضيض أم ولد الرشيد فنسب إليها.
هكذا ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخه.
حدث عن رشدين بن سعد وعبد الله بن وهب.
روى عنه محمد بن عبيدالله بن المنادي وأبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري وأحمد بن محمد بن بكر القصير وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي.
وكان ثقة ومات في سنة تسع وثلاثين ومائتين.
[ هامش...(1) رواية الشطر في إحدى النسخ: " ومن يعتصم بالشدائد عنه الذى " وهو مختل الوزن وما هنا يتطلبه الوزن ].(4/300)
باب الغين والطاء الغطريفي: بكسر الغين المعجمة وسكون الطاء وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى الغطريف وهو جد المنتسب إليه.
وأما الغطريفي الذي بما وراء النهر ويقول لها العوام عذر في فهو منسوب إلى الغطريف بن عطاء الكندي على ما سأذكره.
وأما المنتسب إلى الجد فهو أبو أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن القاسم بن الغطريف بن الجهم الرباطي الغطريفي الجرجاني العبدي من أهل جرجان كان إماما فاضلا ومكثرا من الحديث صنف المسند الصحيح على كتاب البخاري وجمع الابواب وكان ينزل في دار الشيخ أبي بكر الاسماعيلي، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وزكريا بن يحيى الساجي وعمران بن موسى السختياني والهيثم بن خلف
الدوري وقاسم بن زكريا المطرز وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وأحمد بن الحسن الصوفي الصغير وطبقتهم من أهل بغداد والبصرة، روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي وجماعة آخرهم أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وسمع أبو بكر الاسماعيلي عنه في الصحيح حديثين أو أكثر، روى عنه قال مرة: حدثنا محمد بن أبي حامد النيسابوري وقال مرة: محمد بن أحمد العبقسي وقال في حديث آخر حدثنا محمد بن أحمد العبدي وقد قال الثغري أيضا وقال محمد بن أحمد بن الحسين وقد أنكروا عن أبي أحمد الغطريفي حديثا.
روى حديثا عن مالك بن أنس عن الزهري عن أنس عن أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أهدى جملا لابي جهل وكان يذكر أن ابن صاعد وابن مظاهر أفاداه عن الصوفي هذا الحديث، ولا يبعد أن يكون قد سمع إلا أنه لم يخرج أصله وقد حدث غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بهذا الحديث عن الصوفي حدثنا به أبو الفتح الحافظ الازدي الموصلي به عن الصوفي وغيره ببغداد في مجلس أبي الحسين أبي الحسين بن المظفر (الحافظ) وكان أبو الفضل الجارودي حاضرا وكتبت عنه هذه الحديث الذي أنكروا عليه وأنكروا عليه أيضا أنه حدث بمسند إسحاق بن إبراهيم الحنظلي عن ابن شيرويه من غير أصله الذي سمع منه.
قال حمزة بن يوسف السهمي وسمعت أبا عمرو الرزجاهي يقول: رأيت سماع أبي أحمد الغطريفي في جميع كتاب ابن شيرويه وكان له عن أبي خليفة وعن مشايخ أهل بغداد والبصرة أصول جياد بخطه وخط غيره سماعه فيها وتفرد أبو أحمد الغطريفي عن أبي العباس بن سريج بأحاديث.
لا أعلم روى عنه غيره وتوفي بجرجان في رجب سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
والدرهم الغطريفي ببخارى وما(4/301)
وراء النهر نسب إلى غطريف بن عطاء الكندي لانه لما قدم أميرا على خراسان في سنة خمس وسبعين ومائة في خلافة الرشيد سأله أهل بخارى أن يضرب لهم درهما لا يحمل إلى موضع ولا يروج في بلد سواه فضرب درهما فيه من عدة جواهر نفيسة فإذا سبك لا يحصل منه شئ فجمع الذهب والفضة والحديد والرصاص والنحاس والآنك والصفر ولطخن بالمسك فضربوا
منها الدراهم الغطريفية فنسب إلى عطريف بن عطاء الكندي.
وأبو الحسين أحمد بن أبي الطيب محمد بن أحمد بن الغطريف بن الحكم بن يزيد الحيري الغطريفي من أهل نيسابور سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي سمع منه الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) وذكره في التاريخ فقال: أبو الحسين بن أبي الطيب الحيري أكثر عن أبي عمرو الحيري وتوفي لخمس بقين من شوال سنة ست وستين وثلاثمائة.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن الغطريف الكاتب الغطريفي من أهل جرجان ابن عم أبي أحمد الغطريفي حدث عن محمد بن حيوية، روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي وأبو أحمد الغطريفي وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي قال: ولم أكتب عنه غير هذا الحديث يعني حديثا واحدا.
الغطفاني: بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة وفتح الفاء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غطفان وهي قبيلة من قيس عيلان وهي بيت قيس عيلان نزلت الكوفة.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو البلاد يحيى بن أبي سليمان الغطفاني، يروي عن الشعبي، روى عنه مروان بن معاوية وتميم بن مسيح الغطفاني الذهلي كان من أهل الكوفة يروي عن علي (رضي الله عنه) روى عنه ذهل بن أوس والناس وربعي بن حراش الغطفاني القيسي (من قيس) عيلان كوفي أخو الربيع بن حراش ومسعود وكان ربعي بن عباد أهل الكوفة وكان أعور، روى عن حذيفة وعمر (رضي الله عنهما) روى عنه منصور وعبد الملك بن عمير.
مات في خلافة (عمر بن) عبد العزيز سنة مائة أو إحدى وصلى عليه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ويقال إنه تكلم بعد الموت.
وأبو سيدان عبيد بن الطفيل العبسي الغطفاني من أهل الكوفة يروي عن ربعي بن حراش، روى عنه الكوفيون.
وأبو عمرو عثمان بن عثمان الغطفاني القرشي من أهل البصرة، يروي عن علي بن زيد بن جدعان، روى عنه أحمد بن حنبل وأهل العراق قال أبو حاتم بن حبان: وكان ممن يخطئ وأبو عاصم علي بن عبيدالله الغطفاني من أهل الكوفة يروي عن ثابت بن عبيد ويسار بن نمير عنه الثوري وأبو عوانة.
وأبو مالك بن عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الغطفاني من أهل البصرة يروي عن أبيه، روى عنه
شعبة ووكيع.
وجماعة ينسبون إلى غطفان جذام قال أبو بكر بن أبي داود: نعيم بن الهدار ويقال ابن هبار (ويقال ابن عمار) ويقال ابن خمار والصواب ابن همار وهو غطفاني من غطفان(4/302)
جذام لا من غطفان قيس عيلان، حكى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني هذا الكلام في كتاب الافراد (في الجزء التاسع والثلاثين من أجزائه، وجمع مسنده في جزء ضخم والاختلاف في نسبه أبو بكر أحمد بن علي بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ قرأت جمعه على أبي منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد (القزاز) عن مصنفه).
الغطيفي (1): بضم الغين المعجمة وفتح الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والفاء في آخرها.
هذه النسبة إلى غطيف وهو بطن من مراد منهم فروة: بن مسيك الغطيفي المرادي له صحبة، روى عنه يحيى بن هانئ وسعيد بن أبيض.
وسهل بن سعيد الغطيفي مصري حديثه في كتاب الشويخ ليونس بن عبد الاعلى.
وعلقمة بن يزيد بن عمرو بن سلمة بن منبه بن ذهل بن غطيف بن عبد الله بن ناجية بن مراد المرادي ثم الغطيفي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه عمر، وشهد فتح مصر ورجع إلى اليمن.
وعابس بن ربيعة الغطيفي شهد فتح مصر.
وشريك بن سمي وعابس بن سعيد قاضي مصر وأزهر بن يزيد وأبو شريك يحيى بن ضماد غطيفون.
والازهر بن يزيد الغطيفي يروي عن مقداد بن الاسود (الكندي) روى عنه الحارث بن يزيد.
أبو الأصبغ عبد العزيز بن سهل بن سعيد الغطيفي من الموالى، وأبو الاصبغ كان لقبا له فقبله وكان يكنى به، وكانت القضاة تقبله، يروي عن رشدين بن سعد وعبد الله بن وهب وابن القاسم.
وتوفي شهر ربيع الآخر سنة عشرين ومائتين.
[ هامش...(1) قبلها في اللباب 2 / 386: " قلت: فاته النسبة إلى غطفان بن قيس بن جهينة، بطن من جهينة بن زيد بن ليث ينسب إليه كثير، منهم عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن الحارث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان، صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول من ألحق قضاعة باليمن فقال في ذلك بعض البلويين:
فلا تهلكوا في لجة قالها عمرو يعني لجاجة، قال الكلبي: وقوله: غطفان جذام ولم ينسبه فهو غطفان بن سعد بن إياس بن ربيل بن حرام بن جذام " ].(4/303)
باب الغين والفاء الغفاري: بكسر الغين المعجمة، وفتح الفاء، وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى غفار، وهو غفار بن مليل بن ضمرة (بن بكر) بن عبد مناة بن كنانة (بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار " وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله.
وأيضا روى عنه صلى الله عليه وسلم قال: قريش والانصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي، ليس لهم مولى دون الله ورسوله.
فمنها أبو ذر جندب بن جنادة ويقال برير بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفاري رضي الله عنه.
كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزهادهم وكبرائهم، ومن العلماء العاملين والحكماء السابقين، والعظماء الصادقين.
أسلم قبل الهجرة، ودخل مكة فراى النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به، وكان خامسا في الاسلام إلى أن رجع إلى بلاد قومه بأمره صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وسيره عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الربذة بشئ جرى بينهما، وتوفي بها لاربع سنين بقيت من إمرة عثمان رضي الله عنه.
وصلى عليه عبد الله بن مسعود.
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أراد أن ينظر إلى زهد عيسى بن مريم فلينظر إلى زهد أبي ذر الغفاري.
وقال أيضا: إن أبا ذر يأكل وحده ويشرب وحده ويموت وحده، ويبعثه الرب يوم القيامة وحده.
وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: ما أظلت الخضراء وما أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر الغفاري.
وقال أبو ذر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن () (1) فقال: يا أبا ذر مرة أو ذر.
ومن كلماته: إنكم في زمان الناس فيه كالشجرة الخضرة لا شوك لها إن دنوت منهم آذوك وإن أمرتهم بمعروف عصوك وإن نهيتهم عن
منكر عادوك.
روى عنه أبو إدريس الخولاني عايذ الله.
والحكم بن عمرو بن مجدع بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهو) من أولاد مليل، وغفار ونعلية أخوان، وهما من ولد مليل، وأخوه رافع بن عمرو الغفاري صحب النبي صلى الله عليه وآله.
روى عن عبادة بن الصامت.
والحكم توفي بمرو [ هامش...(1) لا يتضح ما بينهما في عدة نسخ ].(4/304)
سنة خمسين وقبره مشهور يزار بتنوركران (1) روى عن الحكم (الحسن) البصري وأبو تميمة الهجيمي.
وللحكم أخوان: عطية ورافع وهما لم يرويا عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا قليلا.
أمر زياد بن أبيه بحبسه وتقييده فتوفي في السجن مقيدا بمرو في أيام يزيد بن معاوية ودفن بجنب بريدة في مقبرة حصين التي تدعي اليوم تنوركران من مقابر مرو.
وحين دنا من الموت قيل له: نحل القيد عنك ؟ قال: لا بل ادفنوني مقيدا لابعث مخاصما لزياد يوم القيامة، فدفن مقيدا رضي الله عنه في سنة خمسين من الهجرة، ويقال لهذا التل تل الصحابة وتل المقابل يعني مقابل حمام أبي حمزة محمد بن ميمون السكري ويقال إن غطفان عمرو أخا الحكم مدفون في هذا التل بجنبه.
وذكر أبو عمرو النوقاني في كتاب أنس الغريب أن الحكم بن عمرو مر يوما حين كان والي خراسان فسمع صوتنا من حائط صوتا حزينا من هاتف يهتف به: تعز بصبر لا رجعت لكي ترى * * * سنام الحمى آخر الليل الغرائر كأن فؤادي من تذكره الحمى * * * وأهل الحمى يهفو به ريش طائر فوقف الحكم وقال: من هذا القائل فجاؤوا إليه فقالوا له: من أي موضع أنت ؟ قال: من بني عامر من نجد، قال ايش تفعل في خراسان ؟ قال: من وقب عبد الله بن عامر بن كريز حبسوني ههنا رهنا فقالا له أشتهيت لقاء ديارك وأقربائك فإني أهيئ أسبابك فقال: وقعت في ضيق المعاش والولدان، فقال: إني أهيئ أسبابك وأسبابهم فقال: كفافي
ههنا، ووقع بين يديه هذا الرجل ومات ساعتئذ، ويقال إن قثم بن العباس بن عبد المطلب قتل بسمرقند ثم حمل منها إلى مروان بمرو ودفن بالجصين بقرب بريدة.
وقال عبد المؤمن بن خالد الحنفي: قبر الحكم بجنب بريدة بن الحصيب الاسلي الخراساني.
وأخواه عطية بن عمرو ورافع بن عمرو الغفاريان صحبا النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنهما عبادة بن الصامت، وروى عن الحكم الحسن البصري وأبو تميمة الهجيمي.
وأبو الحارث خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري يروي عن أبيه وله صحبة.
روى عنه خالد بن عبد الله بن حرملة.
وأبو نعيم محمد بن عبد الرحمن الغفاري المروزي أصله من بردفان، شيخ عالم، [ هامش...(1) وهي مقبرة كان مكانها محلة بمرو اسمها جصين بأعلى البلد ثم اندرست وصارت مقبرة، ومعناها صناع التنانير.
وانظر الانساب 3 / 284، ومعجم البلدان " جصين " ].(4/305)
عبد، دين، سمع من عبدان بن محمد وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وأبا عمرو أحمد بن نصر الخفاف النيسابوري ويحيى بن ماسويه الذهلي ومحمود بن والان الساسجردي وأبا عبد الله بن عمر الذهلي صاحب صدقة بن الفضل وعبد الله بن عبد الله بن أبي مسعود صاحب غيلان بن عثمان وغيرهم من المراوزة.
روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني صاحب تاريخ المراوزة وعبد العزيز بن محمد البزناتي ومن بعدهم من المراوزة.
وأكثر الحاكم أبو عبد الله الحافظ الرواية عنه في كتبه وكان سكن سكة زريق من سكك مرو وتوفي رحمه الله في سنة ستين وثلاثمائة بسنجذان.
وأبو الفيض ثابت بن قيس الغفاري.
روى عنه زيد بن الحباب.
روى عن أبي سعيد المقبري.
الغفيلي: بضم الغين المعجمة وفتح الفاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى غفيلة وهو بطن من السكون ومن ربيعة بن نزار أما السكون قال ابن
حبيب: في السكون غفيلة بن عوف بن سلمة بن شكامة بن شبيب.
ابن السكون.
قال: وفي ربيعة (بن نزار) غفيلة بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة.
وأبو كثير يزيد بن عبد الرحمن بن غفيلة السحيمي الغفيلي نسب إلى جده ويقال: هو ابن أذينة بدل غفيلة، من التابعين، يروي عن أبي هريرة (رضي الله عنه).(4/306)
باب الغين واللام الغلبوني: بفتح الغين المعجمة والام الساكنة والباء الموحدة المضمومة ثم الواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غلبون وهو اسم لجد أبي الطيب محمد بن أحمد بن غلبون (المقرئ) المصري الغلبوني من أهل مصر فضلاء القراء المجودين سمع أبا بكر محمد بن النضر السامري، روى عنه أبو الفضل بن جعفر الخزاعي وأبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ وغيرهما.
الغلطاني: بضم الغين المعجمة وسكون اللام وفتح الطاء المهملة بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غلطان (1) وهي قرية من قرى مرو بأعلى البلد على أربعة فراسخ منها: محمد بن جيهان الغلطاني من قدماء العلماء يروي عن أبي سليمان داود البصري، روى عنه محمد بن بكار البرزي من أهل قرية البرز (2).
ومعاذ بن حرملة اليحمدي الغلطاني يروي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) روى عنه عيسى بن عبيد (الكندي).
الغلفي: بضم الغين المعجمة وسكون اللام في آخرها الفاء.
هذه النسبة (إلى غلف) والمشهور بهذه (النسبة) أبو زيد الغلفي يروي عن أبي أسامة حماد بن أسامة، يروي عنه إسحاق بن الحسن الحربي.
وأبو بكر أحمد بن عثمان بن إبراهيم الغلفي، بغدادي يروي عن (محمد بن) عبد الملك الدقيقي، روى عنه محمد بن سليمان الربعي الدمشقي.
وأبو غانم الفضل بن إسماعيل بن إبراهيم العطار الغلفي، بغدادي أيضا يروي عن أحمد بن
منصور الرمادي والحسن بن محمد الزعفراني ومحمد بن عبد الملك الدقيقي وغيرهم، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس وغيرهم.
الغليمي: بضم الغين المعجمة وفتح اللام وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى غليم، وهو اسم لولد سام.
قال ابن إسحاق: ولد لسام عابر وغليم وأشوذ وأرفخشذ (ويقال أرفخشاذ بالالف) ولاوذ وإرم وكان مقامه بمكة.
[ هامش...(1) ضبطها ياقوت التحريك " غلطان " وكذلك هي في اللباب 2 / 387.
(2) برز: من قرى مرو على خمسة فراسخ.
وانظر الانساب 2 / 160، ومعجم البلدان " برز " ].(4/307)
الغلي: بضم الغين المعجمة وفي آخرها اللام المشددة.
هذه النسبة إلى الغل، والمشهور بهذه النسبة: أبوعمران موسى بن محمد الشطوي يعرف بابن الغلي من أهل بغداد، حدث عن أبي بكر بن عياش، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، وقال أبو الحسن الدارقطني: ابن الغلي حدث ببغداد، ضعيف، يترك.
الغلوي: بفتح الغين المعجمة واللام وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى الغلو وهو اسم رجل، قال هشام بن الكلبي في الالقاب: إنما سمي منبه والحارث والغلي وسنحان وشمران وهفان بنو يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد جنبا لانهم جانبوا صداء وهو ابن يزيد بن حرب وحالفوا سعد العشيرة فسموا جنبا.
وقال أحمد بن الحباب نحو ذلك وقال: لانهم جانبوا أخاهم صداء وهو ابن يزيد بن حرب.
[ هامش...(1) انظر جمهرة أنساب العرب 413 ].(4/308)
باب الغين والميم الغمري: بفتح الغين وسكون الميم وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى غمر
وهم بطن من غافق وقد قيل إن هذه النسبة بضم الغين أيضا فالمشهور بهذه النسبة أبو العباس الوليد بن بكر بن محمد بن أبي زياد الاندلسي الغمري صاحب كتاب التاريخ لعبدالله بن صالح العجلي وقد سمعته من شيخنا أبي طاهر السنجي بروايته عن إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عن الصفار عن الوليد بن بكر الغمري، وروى عن الوليد الحاكم أبو عبد الله الحافظ وغيره من الائمة وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو العباس الغمري الفقيه المالكي الاديب من أهل الاندلس سكن نيسابور ثم انصرف إلى العراق ثم عاد إلى نيسابور وسماعاته في أقطار الارض شرقا وغربا كثيرة وهو مقدم في الادب وشاعر فائق وتوفي بالدينور في رجب من سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة وقعد غلامه ذكوان على قبره، بلغني أنه جن بوفاته.
والنضر بن عامر الغافقي الغمري (كان) يروي الملاحم.
وإسماعيل بن فليح الغمري روى عنه يحيى بن عثمان.
الغمزي: بفتح الغين (المعجمة) وسكون الميم وفي آخرها الزاي.
والمشهور بهذه النسبة محمد بن إسحاق العكاشي الغمزي قال ابن ماكولا ذكره لنا أبو زكريا البخاري.(4/309)
باب الغين والنون الغناجي: بفتح الغين المعجمة والنون المشددة بعدها الالف وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى غناج وهي بلدة بنواحي الشاش (1) منها: أبو نصر محمد بن أحمد الجرجاني ثم الغناجي هكذا ذكره حمزة بن يوسف السهمي الحافظ في تاريخ جرجان، وقال أبو نصر الجرجاني: يعرف بالغناجي سكن في ناحية شاش في بلدة تعرف بغناج روى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: قاله لي بشر بن محمد.
الغنا دوستي: بكسر الغين المعجمة وفتح النون وضم الدال المهملة وسكون السين المهملة وفي آخرها التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها.
هذه النسبة إلى غنادوست وهي قرية من قرى سرخس (2) على فرسخ منها يقال لها فلندوس وعرفت القرية بهذا الاسم منها: أبو
عبد الله الحسين بن عبد الله بن الغنا دوستي من كورة سرخس كان أديبا فاضلا شاعرا وفقيها كاتبا لبيبا تفقه على القاضيين أبي الفضل وأبي الحارث الحارثيين وقرأ أصول الادب على الاديب الزاهد الفضلوني وكان إذا قرأ عليه تلامذته الادب رد عليهم من حفظه لانه كان يحفظ الاصول، وسمع الحديث من أبي نصر محمد بن علي بن الحجاج السرخسي صاحب أبي علي زاهر بن أحمد الفقيه (السرخسي) ومن شعره ومن قيله: (من الوافر): تبشرني المنى ببقاء نفسي * * * وشيب الرأس ينذر بالتفاني إلى كم ذا التسلي بالتمني * * * وكم هذا (التمادي) في التواني أترضى أن تعيش وأنت راض * * * من الدنيا بتعليل الاماني وجد المرء مقترن بجد * * * فجد ولم يكن جد لو اني وموت المرء في الاكرام خير * * * من العيش المرخي في الهوان [ هامش...(1) الشاش: من بلاد ما وراء النهر في الشمال الشرقي من سمرقند.
وتقع اليوم في الاتحاد السوفياتي وتمثل الخرائب المعروفة بتاشكند القديمة.
وانظر معجم البلدان: الشاش، وبلدان الخلافة الشرقية 525 523.
(2) سرخس ويقال سرخس بالتحريك والاول أكثر مدينة قديمة من نواحي خراسان بين نيسابور ومرو في وسط الطريق وموقعها اليوم على الحدود الايرانية الروسية بين مرو ومشهد.
وانظر معجم البلدان، والانساب 7 / 69، وبلدان الخلافة 438 437 ].(4/310)
ومن قيله: (من الطويل): وبتنا على رغم الحسود وبيننا * * * حديث كريح المسك شيب به الخمر حديث لو أن الميت يوحى ببعضه * * * لاصبح حيا بعدما ضمه القبر فوسدتها كفي وبت ضجيعها * * * وقلت لليلي طل رقد البدر فلما أضاء الصبح فرق بيننا * * * وأي نعيم لا يكدره الدهر
الغنثي: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى غنث وهو بطن من مالك بن كنانة قال ابن حبيب: وفي مالك بن كنانة غنث وهو ابن أفيان بن القحم بن معد بن عدنان.
الغنجار: بضم الغين (المعجمة) وسكون النون وفي آخرها الراء.
اشتهر بهذا اللقب اثنان: أولهما أبو محمد عيسى بن موسى التيمي تيم قريش مولاهم الملقب بغنجار وإنما لقب به لحمرة وجنتيه وكان فاضلا عالما صدوقا عابدا من أهل بخارى رحل إلى العراق والحجاز ومصر وأدرك العلماء وسمع مالك بن أنس وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة والحمادين: ابن زيد وابن سلمة وإبراهيم بن طهمان وجماعة كثيرة سواهم، روى عنه عبد الله بن المبارك ويعقوب بن إسحاق الحضرمي وآدم بن أبي إياس العسقلاني وإسماعيل بن سعيد الشالنجني ومحمد بن سلام البيكندي وغيرهم.
أخبرنا بكر بن محمد الزرنجري ومحمد بن علي بن سعيد في كتابيهما قالا: أخبرنا عبد الملك بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن أبي بكر الوراق، أخبرنا أبو بكر محمد بن خالد بن الحسن المطوعي، حدثنا أبو علي بن الحسين بن علي البزار، سمعت عبد الله بن واصل يقول: مات عيسى بن موسى الغنجار في سنة خمس وثمانين ومائة.
قال عبد الله بن واصل: ورأيت قبر عيسى بن موسى غنجار بسرخس وإنما سمي الغنجار لاحمرار خديه.
وأما الثاني فهو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أحمد بن محمد بن سليمان بن كامل البخاري الوراق المعروف بغنجار (الحافظ) صاحب كتاب تاريخ بخارى (وكتاب فضائل الصحابة الاربعة) كان مكثرا من الحديث وكان يورق وكانت له معرفة بالحديث وإنما قيل له غنجار لتتبعه حديث عيسى بن موسى (التيمي غنجار) فإنه في شيبة كان يتبع أحاديثه ويكتبها فلقب بذلك، سمع أبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيارم وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب البخاري وأبا حامد أحمد بن الحسين بن علي الهمذاني وجماعة كثيرة لا يحصون وكان رحل إلى مرو وكتب عن شيوخها وظني أنه لم يجاوزها، روى عنه(4/311)
السيد (الامام) أبو بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفري وأبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي وأبو الوليد الحسن بن محمد الدربندي وأبو محمد عبد الملك بن عبد الرحمن الاسيدي وأبو حفص عمر بن أحمد البزاز المعروف بخت وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الحافظ الشيرازي وأبو سعد أحمد بن محمد بن عبد الله الماليني وأبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة الهمذاني وغيرهم مات سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ببخارى.
الغنجيري: بضم الغين المعجمة وسكون النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى غنجير وهي إحدى قرى السغد (1) من نواحي سمرقند والمشهور بالانتساب إليها: أبو الفضل محمد بن المعذل بن ماجد بن عصمة الغنجيري كان فقيها سمع أبا بكر محمد بن أبي الفضل وأبا نصر الحربي وأبا أحمد الحاكم وأبا بكر الاسماعيلي البخاريين وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ (في معجم شيوخه ذكره).
وأبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن أبي نصر بن عابد بن أبي النصر بن مدوسة الكشاني الغنجيري كان فقيها مناظرا فاضلا حسن السيرة مفسرا واعظا متواضعا سمع أباه وأبا القاسم عبيدالله بن عمر الخطيب بالكشانية (2) وأبا إبراهيم إسحاق بن محمد التنوخي وأبا الحسن علي بن عثمان الخراط بمسرقند وأبا بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي ببخارى كتبت عنه أجزاء وقرأت عليه بجامع سمرقند قبل الصلاة وفوض إليه الخطابة بجامع سمرقند نيابة عن شيخ الاسلام محمود بن أحمد الساغرجي وكانت ولادته بقرية غنجير غرة ذي القعدة سنة ثمان وسبعين وأربعمائة ومات سنة ثلاث أو أربع وخمسين وخمسمائة.
والغندابي: بفتح الغين المعجمة وسكون النون والدال المهملة وفي آخرها ياء منقوطة (بنقطة) بعد الالف.
هذه النسبة إلى محلة من محال بلدة مرغينان (3) وهي (من) بلاد فرغانة يقال لتلك المحلة غنداب.
والمنتسب إليها: أبو محمد عمر بن أحمد بن أبي الحسن (بن
[ هامش...(1) السغد أو الصغد: أقليم كبير من أقاليم ما وراء النهر، قصبتاه سمرقند وبخاري، ويقع في الجهة الشرقية لبحر قزوين ويفصل بينهما إقليم جرجان ومفازة الغز.
ويقع معظمه اليوم في الاتحاد السوفياتي على حدوده الايرانية الافغانية.
وانظر معجم البلدان: السغد والصغد وبلدان الخلافة الشرقية 476.
(2) الكشانية: بلدة بنواحي سمرقند في إقليم الصغد بينها وبين سمرقند اثنا عشر فرسخا.
وهي بالفتح والتخفيف في معجم البلدان وبالضم والتخفيف في الانساب 483 / ب وبلدان الخلافة الشرقية 509 وبالضم والتشديد في الاكمال 7 / 185.
(3) مرغينان: بلدة من فرغانة بما وراء النهر " معجم البلدان " وبلدان الخلافة الشرقية 522 ].(4/312)
الحسين) (1) الغندابي الممر غيناني المعروف بالفرغاني كان إليه الفتوى بمسرقند وكان فقيها بارعا تفقه على القاضي محمود الاوزجندي وكان به طرش لا يسمع إلا عند رفع الصوت.
سمع ببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني وأبا علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن بن أبي القصر الخطيب وغيرهم، سمعت منه الاحاديث بمسرقند (2) وكانت ولادته بغنداب سنة خمس وثمانين وأربعمائة.
الغندجاني: بفتح الغين (3) المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة والجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غندجان (3) وهي بلدة منكور الاهواز (4) من بلاد الخوذ.
منها: أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد بن موسى بن داذ فروخ الغندجاني الاهوازي سمع بالاهواز أبا بكر أحمد بن عبدان الشيرازي وببغداد أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وأبا القاسم عبيدالله بن أحمد الصيدلاني وغيرهم روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ وروى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وكانت له إجازة عن الغندجاني وذكره أبو بكر الخطيب وقال: وقع إلي ببغداد أصل أبي بكر بن عبدان بكتاب تاريخ البخاري وكان في بعضه سماع الغندجاني فذكر أنه سمع من ابن عبدان جميع الكتب فسمعه منه الصوري وجماعة من أصحابنا وأرجوا أن يكون صدوقا وسألته عن مولده فقال: ولدت بالاهواز في سنة ست وستين
وثلاثمائة وخرج من بغداد يقصد البصرة في أول المحرم من سنة سبع وأربعين وأربعمائة ثم عاد من واسط مصعدا إلينا فمات بالمبارك (5) في يوم الاحد ثاني جمادى الاولى من هذه السنة ودفن بالنعمانية.
وابن عمه أبو (محمد) الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني كان شيخا صالحا ثقة صدوقا مكثرا سكن واسط بأخرة سمع ببغداد مع ابن عمه أبا طاهر المخلص وأبا حفص الكتاني وأبا أحمد الفرضي وأبا عبد الله بن دوست العلاف، روى لي عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن الحلال بواسط وكانت ولادته في شوال سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ووفاته في جمادى الاولى سنة سبع وستين وأربعمائة.
[ هامش...(1) في إحدى النسخ " الحسين ".
وانظر اللباب 2 / 390.
(2) تقدم تعريفها في ص 129.
(3 3) ضبطها ياقوت في معجم البلدان بالضم والفتح.
(4) الاهواز: سبع كور بين البصرة وفارس وكانت تسمى خوزستان وفيها مواضع يقال لكل منها خوز، والاهواز اسم للكورة كلها وأما البلد الذي يغلب عليه هذا الاسم فإنما هو سوق للاهواز.
وصارت المنطقة بعد ذلك تدعى بعربستان.
وانظر معجم البلدان: الاهواز وبلدان الخلافة 267 - 268.
(5) المبارك: قرية فوق واسط بينهما ثلاثة فراسخ " معجم البلدان: المبارك " وبلدان الخلافة الشرقية 57 ].(4/313)
(وحفيده) أبو الجوائز سعد بن عبد الكريم بن الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني من أهل (واسط) شيخ صالح من أهل العلم وبيته سديد السيرة سمع ببغداد أبا الخطاب نصر بن أحمد بن نصر القاري وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وبواسط أبا البركات أحمد بن عثمان بن نفيس المصري وطبقتهم (قرأت عليه بواسط) وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربعمائة وتركته حيا في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وأبو الفضل عبد الرحمن بن مهدي الغندجاني سمع بمصر أبا محمد عبد الرحيم بن عمير بن النحاس وببغداد أبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري وغيرهما، سمع منه
أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وذكره في معجم شيوخه فقال: الغندجاني سمع ببغداد وبمصر من جماعة حدثنا بحديث من حفظه وكان عسرا كتبت عنه بسابور (1) فارس.
غندر: بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال والراء المهملتين.
هذه الكلمة اسم رجل معروف من المحدثين يقال له غندر.
روى عنه صاحب الصحيح محمد بن إسماعيل البخاري.
الغندروذي: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة وضم الراء وفي آخرها الذال (المعجمة) هذه النسبة إلى غندروذ وهي قرية من قرى هراة.
والمنتسب إليها: أبو عمرو الفتح بن نعيم الهروي الغندروذي قال أبو عبد الله الوراق صاحب كتاب الطبقات: يروي عن شريك والحكم بن ظهير روى عنه إسحاق بن الهياج.
الغندلي: بضم الغين المعجمة وسكون النون وفتح الدال المهملة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة لابي الحسن محمد بن سليمان بن منصور بن عبد الله الغندلي الازرق يعرف بابن غندلك حدث عن علي بن إسماعيل أبي النجم، روى عنه أبو الفتح بن مسرور البلخي وكان ثقة ذكرته في الضاد في الضبابي وسقت نسبه.
الغنفري: بفتح العين المعجمة وسكون النون وفتح الفاء وكسر الراء المهملة.
هذه النسبة إلى غنفر وهو اسم جد أبي محمد الحسن بن بشر بن إسماعيل بن غدق بن حبتر بن غنفر الغنفري شيخ مصري لعبد الغني هكذا ذكره ابن ماكولا وذكره أبو كامل البصيري البخاري [ هامش...(1) سابور: كورة مشهورة بأرض فارس وقبتها سابور أيضا.
" وانظر معجم البلدان: سابور " وبلدان الخلافة الشرقية 298 - 299 - ].(4/314)
بالعين المهملة.
الغنمي: بفتح الغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى غنم
وهم بطون من قبائل، وأسماء جماعة.
قال ابن حبيب: في الازد غنم بن دوس وفي طئ غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل.
وقال ابن الكلبي في نسب قضاعة: سهل بن رافع بن خديج بن مالك بن غنم بن سري بن سلمة بن أنيف هو الغنمي صاحب الصاع.
وغنم بن دودان بطن من بني أسد بن خزيمة.
قال أحمد بن الحباب الحميري النسابة في نسب كندة أبو الحرام بن العمرط بن غنم بن عوذ بن عبيد بن زر بن غنم بن أريش.
وفي نسب قضاعة غنم بن ضنة أخي عذرة بن سعد بن زيد، وغنم بطن من بكر بن وائل وهو غنم بن حبيب بن كعب بن يشكر بن بكر بن وائل.
وروى عن الزهري عن المحرر بن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: كان اسم أبي عبد عمرو بن عبد غنم.
وعمرو بن غنم الطائي الشاعر ذكرته في الصاد في الصوت (1).
الغنوي: بفتح الغين المعجمة والنون وكسر الواو.
هذه النسبة إلى غني وهو غني بن يعصر وقيل أعصر واسمه منبه بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر.
والمنتسب إلى غني ولاء: أبو أسامة زيد بن أنيسة الجزري مولى لغني قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى لغني وهي قبيلة، كان يسكن بالرها (2) يروي عن سعيد المقبري روى عنه مالك وأهل بلده مات سنة خمس وعشرين ومائة وهو ابن ست وثلاثين سنة وكان فقيها ورعا وهو أخو يحيى بن أبي أنيسة، يحيى ضعيف وزيد ثقة.
وحنظلة بن خويلد الغنوي يروي عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) روى عنه الاسود بن شيبان.
والعلاء بن عبد الله بن بدر الغنوي يروي عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، روى عنه أبو سنان والكوفيون.
وأبو حذيفة اليمان بن المغيرة التيمي الغنوي يروي عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه وكيع بن الجراح منكر الحديث جدا، يروي عن عطاء أشياء لا يتابع عليها من المناكير التي لا أصول لها.
فلما كثر ذلك في روايته استحق [ هامش...(1) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 391: " قلت: فاته: النسبة إلى غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، ينسب إليهم خلق كثير من الانصار، منهم أبو أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك، شهد العقبة وبدرا.
وفاته: النسبة إلى غنم بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، بطن كبير من
عبد القيس، منهم حكيم بن جبلة بن حصن بن أسود بن كعب بن عامر بن الحارث بن الديل بن عمرو بن غنم، قتل بالبصرة بن قدوم علي رضي الله عنه.
وديعة: بفتح الواو وكسر الدال المهملة، وحكيم: بضم الحاء المهملة وفتح الكاف وقيل بفتح الحاء وكسر الكاف والاول أكثر ".
(2) الرها: مدينة بالجزيرة بين الموصل والشام.
وانظر معجم البلدان " ].(4/315)
الترك.
ومن الصحابة أبو مرثد الغنوي شهد بدرا واسمه كناز بن حصين حليف حمزة بن عبد المطلب روى عنه واثلة بن الاسقع صحابي أيضا.
ومحمد بن سوقة الغنوي الفقيه من أهل الكوفة يروي عن سعيد بن جبير ونافع بن جبير ومنذر الثوري (حديثه) في الصحيحين وأحمد بن عبد الله بن ميسرة الحراني الغنوي كان يسكن نهاوند (1) روى عن محمد بن سلمة الحراني وعتاب بن بشير ويحيى بن يمان وأنس بن عياض.
قال أبو حاتم الرازي: يتكلمون فيه.
[ هامش...(1) نهاوند: بفتح النون الاولى وتكسر مدينة في قبلة همذان بينهما ثلاثة أيام وتقع على نحو أربعين ميلا جنوبها.
وانظر مجم البلدان، وبلدان الخلافة 232 ].(4/316)
باب الغين والواو الغوبديني: بضم الغين المعجمة وسكون الباء الموحدة وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غوبدين وهي قرية من قرى نسف (1) على فرسخين منها.
خرج منها جماعة من أهل العلم منهم: أبو الحسن محمد بن نعيم بن إسحاق بن عبيدالله بن حاتم بن شداد بن سعد الكاتب (الغوبديني كان كاتبا) الحاكم الشهيد أبي الفضل السلمي الوزير (الحنفي) سمع أبا الفضل محمد بن أحمد السلمي وأبا الاحوص أحمد بن محمد العجلي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الاستاذ البخاري وغيرهم، روى عنه ابناه أبو نعيم والعلاء وتوفي في المحرم سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة.
وابنه أبو نعيم الحسين بن محمد بن نعيم الغوبديني كان ثقة صالحا صدوقا مكثرا من الحديث رحل إلى خراسان والعراق والحجاز وأدرك الشيوخ.
سمع ببخارى أبا صالح خلف بن محمد الخيام وأبا سهل هارون بن أحمد الاستر اباذي وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر البخاري، وبنسا (2) أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب النسوي صاحب الحسن بن سفيان، وببغداد أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص وأبا حفص عمر بنه إبراهيم الكتاني وطبقتهم، روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري وأبو علي الحسن بن عبد الملك القاضي النسفيان وكانت ولادته في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ووفاته في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وأربعمائة.
وأخوه أبو الحسين العلاء بن محمد بن نعيم الغوبديني روى عن أبيه وخلف بن محمد الخيام وأبي أحمد عبد الرحمن بن عبد الله بن يزداد الرازي، روى عنه المستغفري أيضا ومات في شهر رمضان سنة تسع وأربعمائة بنسف.
وأبو علي الحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن الغوبديني البتخداني مقرئ فاضل صالح سمع أبا بكر البلدي محمد بن أحمد بن محمد قرأت عليه أجزاء بنسف وكانت ولادته في أول يوم من المحرم سنة إحدى وتسعين [ هامش...(1) نسف: مدينة كبيرة بين جيحون، وهو واد ونهر عظيم في خراسان، وسمرقند.
وتقوم مقامها اليوم مدينة اسمها قرشي.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 513.
(2) نسا: مدينة في أقليم خراسان بينها وبين سرخس يومان وبين مرو خمسة أيام وبين أبيورد يوم وبين نيسابور ستة أيام، وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 436 435 ].(4/317)
وأربعمائة وسمعت منه سنة إحدى وخمسين وخمسمائة وذكرته في حرف الباء.
ومن القدماء أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمرو بن محمد بن محمد بن هاشم الغوبديني الكاتب سكن بخارى يروي عن أبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وأبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبي عمرو محمد بن صابر فمن دونهم، روى عنه أبو
تراب إسماعيل بن طاهر الحريفي الحافظ ومات سنة عشرين وأربعمائة.
والقاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن منصور الغوبديني النسفي كان إماما فاضلا ولي القضاء بسمرقند وحدث عن جماعة مثل أبي الطيب طاهر بن الحسن المطوعي روى لي عنه أبو علي الحسين (1) بن علي اللامشي بمرو وأبو حفص عمر بن أبي بكر السبخي ببخارى وأبو المحامد محمود بن أحمد الساغرجي بسمرقند.
ومات ببخارى سلخ صفر سنة خمس وخمسمائة.
الغوثي: بفتح الغين المعجمة وسكون الواو وفي آخرها الثاء المنقوطة بثلاث.
هذه النسبة إلى الغوث.
والمشهور بالانتساب إليه: عكاشة بن ثور بن أصغر الغوثي بعثه (رسول الله) صلى الله عليه وعلى آله وسلم على السكاسك والسكون ومعاوية من كندة.
الغورجكي: بضم الغين المعجمة وفتح الراء وسكون الجيم وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى غورجك وهي من أعمال (إشتيخن (2) وهي من السغد) بنواحي سمرقند.
والمنتسب إليها أبو منصور خشنام بن أبي المغوار الغورجكي يروي عن سفيان بن عيينة وأبي معاذ خالد بن سليمان البلخي وغيرهما.
روى عنه إبراهيم بن نصر بن عنبر الضبي وإسحاق بن إسماعيل بن الوضاح بن راشد المروزي وجماعة وكان ابن الوضاح إذا روى عنه قال: أخبرنا أبو منصور خشنام بن أبي المغوار الزاهد رأيته بغورجك برباط يقال له مابان بين الجبلين.
الغورشكي: بضم الغين المعجمة بعدها الواو والراء والشين المعجمة الساكنة وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى غورشك وهي قرية بناحية سمرقند منها الخطيب أبو يعقوب يوسف بن شاهك بن طالب بن الفتح بن محمد بن أسلم الغورشكي (كان) يسكن سمرقند يروي عن القاضي أبي نصر منصور بن أحمد الغزقي ومات في جمادى الاولى سنة إحدى [ هامش...(1) في إحدى النسخ: " الحسن ".
وهو أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي نسبة إلى لامش إحدى قرى فرغانة الواقعة في تركستان، ولد بها سنة 441 ه وتوفي بسمرقند سنة 520 وانظر ترجمته في المنتظم 10 / 10، والتحبير 1 / 234، ومعجم البلدان " لامش " والنجوم الزاهرة 5 / 233.
(2) إشتيخن: من قرى سمرقند تقع على بعد سبعة فراسخ شمالها.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة
الشرقية 509 ].(4/318)
وعشرين وخمسمائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
الغوري: بضم الغين: بضم الغين (المعجمة) وفي آخرها الراء (المهلمة).
هذه النسبة إلى الغور (1) وهي بلاد في الجبال قريبة من هراة بخراسان.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو القاسم فارس بن محمد بن محمود بن عيسى الغوري من أهل بغداد ولعله غوري الاصل يروي عن أحمد بن محمد بن عبد الخالق الوراق وحامد بن شعيب البلخي ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي ومحمد بن السري التمار وغيرهم، روى عنه ابنه محمد وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وعبد العزيز بن محمد بن نصر الستوري وكان ثقة مات في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وابنه أبو الفرج محمد بن فارس الغوري، كان شيخا صالحا صدوقا دينا يروي عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن المنادي وأبي الحسن علي بن محمد المصري وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو الحسن علي بن محمد بن نصر الدينوري اللبان ومات في شعبان سنة تسع وأربعمائة.
وأبو القاسم يوسف بن أحمد بن صالح (الغوري المقرئ بسوق الثلاثاء سمع أبا الحسن علي بن أحمد الحمامي وغيره وكان عالما صدوقا يلقن كتاب الله عليه حدث بشئ يسير لان الغالب عليه تلقين القرآن، سمع منه أبو القاسم مكي بن عبد السلام الرميلي وأبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي الحافظان وتوفي في رجب سنة سبع وستين وأربعمائة ودفن بمقبرة باب حرب).
الغوزمي: بضم الغين المعجمة والزاي بعد الواو وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى غوزم وظني أنها من نواحي هراة، والمشهور بهذه النسبة: أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه الهروي الغوزمي يروي عن الحسين بن إدريس الانصاري روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو حازم العبدوي (2) وغيرهما.
الغوطي: بضم الغين المعجمة والواو في آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى غوطة دمشق وهي من جنات الدنيا ورأيتها فصادفتها كما وصفت.
منها: أبو علي الحسن بن علي بن روح بن عوانة الدمشقي الغوطي الكفر بطناني يروي عن هشام بن خالد الازرق، روى [ هامش...(1) الغور: جبال وولاية بين هراة وغزنة وهي بلاد باردة واسعة موحشة لا تنطوي على مدينة مشهورة وأكبر ما فيها قلعة يقال لها فيروزكوه يسكن ملوكهم فيها.
وتقع اليوم في أفغانستان.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 377.
(2) في عدة نسخ: " أبو حاتم "، وفي ك " العبدريني ".
وهو عمر بن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه أبو حازم العبدوي، نسبة إلى عبدويه جد أبيه.
وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 11 / 272، والانساب 8 / 354 ].(4/319)
عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ الاصبهاني.
الغولي: بضم الغين المعجمة هو عبد العزيز (1) بن يحيى المكي المعروف بالغولي وكان يشبه بالغول لقبح وجهه إلا أنه كان شديد المذهب والسيرة وكان يناظر بشر بن غياث المريسي في مسأله القرآن ويثبت الصفات أدركه أبو العباس محمد بن يعقوب الاصم وأبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الحارثي الاستاذ.
هكذا ذكره الحافظ أبو كامل البصيري في كتاب المضاهاة.
الغولقاني: بضم الغين المعجمة والواو واللام الساكنتين وفتح القاف وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها غولقان بنواحي كمسان (2) بينها وبين مرو خمسه فراسخ بأعلى البلد.
منها أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم الغولقاني شيخ محدث روى عن أبي الفتوح عبد الغافر بن الحسين بن علي بن خلف الالمعي الكاشغري مات في حدود سنة تسع وتسعين وأربعمائة.
[ هامش...(1) في إحدى النسخ: " عبد الرحمن " تصحيف، وهو عبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز بن مسلم بن ميمون الكناني المكي صاحب الحسن، كان يلقب بالغول لدمامته وينسب إليه كتاب الحيدة الذي طبعه مجمع اللغة العربية بدمشق، ناظر فيه بشرا المريسي.
قال الذهبي: " قلت لم يصح إسناد كتاب الحيدة إليه فكأنه وضع عليه والله
أعلم ".
وذكر داود الظاهري أنه صحب الشافعي مدة.
وانظر تاريخ بغداد 10 / 449، وميزان الاعتدال 2 / 639، وتهذيب التهذيب 6 / 363.
(2) وفي اللباب 3 / 109: بالضم والسكون وهي من قرى مرو كبيرة بها جامع خربها الغز سنة 548 وانظر معجم البلدان، والانساب 487 / أ، واللباب 3 / 109 ].(4/320)
باب الغين واللام ألف الغلابي: بفتح الغين واللام ألف (المخففة) وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى غلاب وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر محمد بن زكريا بن دينار الغلابي البصري من أهل البصرة عرف بزكرويه، يروي عن عبد الله بن رجاء الغداني والعباس بن بكار، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وفهد بن إبراهيم بن فهد البصري وغيرهما، وسمعت بعض الحفاظ ينسبه إلى التشيع والله أعلم.
الغلابي: بفتح الغين المعجمة وتشديد اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى غلاب وهو والد خالد بن غلاب البصري.
قال أبو بكر بن مردويه الحافظ في تاريخ أصبهان: خالد بن غلاب القرشي، له صحبة، وكان واليا لعثمان بن عفان (رضي الله عنه) على أصهبان، وهو جد الغلابيين الذين هم بالبصرة، وغلاب أمه، وهو خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن عتر بن وائلة بن دهمان بن نصر.
والمنتسب إليه ولاء عبد الله بن معاذ بن نشيط الغلابي من أهل البصرة، يروى عن البصريين، روى عنه هشام بن يوسف قاضي صنعاء.
قال أبو حاتم بن حبان: كان انتقل إليها (يعني إلى صنعاء).
وأما أبو أمية الاحوص بن المفضل بن غسان بن المفضل بن معاوية بن عمرو بن خالد بن غلاب الغلابي، فنسب إلى غلاب وهو اسم امرأة (1)، وهي أم خالد بن الحارث بن أوس بن النابغة بن عتر بن حبيب بن وائلة بن دهمان.
وأبو أمية الغلابي من أهل بغداد، روى عن أبيه كتاب التاريخ له ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وإبراهيم بن سعيد الجوهري وأحمد بن عبدة الضبي، ولي القضاء بالبصرة، وكان ببغداد يتجر في البز فاستز ابن الفرات الوزير عنده في بعض الاوقات [ هامش...(1) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 396: " قلت: قد ذكر في هذه الترجمة غلاب بالتشديد اسم امرأة.
ولا يعرف إلا بالتخفيف والبناء على الكسر مثل قطام، كذلك ذكره أهل اللغة.
ثم إنه ذكر أبا أمية ونسبه إلى امرأة.
وذكر أولا خالد بن غلاب وقال: غلاب بن خالد، وهذا أبو أمية من ولد ذلك خالد بن غلاب، على أنه له بعض العذر حيث نقل بعد قوله والد خالد بن غلاب كلام أبي بكر بن مردويه ونسبه إلى امرأة " ].(4/321)
وقال له: إن وليت الوزارة (فايش تحب أن أصنع بك ؟) فقال أبو أمية: تقلدني شيئا من أعمال السلطان، قال: ويحك لا يجئ منك عامل ولا أمير ولا كاتب ولا قائد ولا صاحب شرطة فأي شئ أقلدك ؟ قال: لا أدري ! فقال له ابن الفرات: أقلدك القضاء ! قال: قد رضيت.
ثم خرج ابن الفرات، وولي الوزارة وأحسن إلى أبي أمية، وأفضل عليه، وولاه قضاء البصرة وواسط والاهواز.
فانحدر أبو أمية إلى أعماله وأقام بالبصرة، وكان قليل العلم إلا أن عفته وتصونه غطيا نقصه، فلم يزل بالبصرة حتى قبض عليه ابن كنداج أمير البصرة في بعض نكبات المقتدر بالله لابن الفرات، وكان بين أبي أمية وابن كنداج وحشة فأودعه السجن، فأقام فيه مدة إلى أن مات فيه ولا نعم أن قاضيا مات في السجن سواه ومات في شهر ربيع الاول سنة ثلاثمائة بالبصرة.
ووالده أبو عبد الرحمن المفضل بن غسان بن المفضل الغلابي البصري سكن بغداد وحدث بها عن أبيه وعبد الله بن داود الخريبي (1) وعبد الرحمن بن مهدي وأبي داود الطيالسي ويزيد بن هارون وسليمان بن حرب وروح بن عبداة روى عنه ابنه الاحوص ويعقوب بن شيبة وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو القاسم البغوي وأبو الليث الفرائضي.
وكان ثقة.
الغلاظي: بكسر الغين المعجمة وفي آخرها الظاء المعجمة (بعد اللام ألف).
هذه
النسبة إلى غلاظ.
والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم علي بن محمد بن أحمد بن أيوب المقرئ الغلاظي من أهل البصرة يروي عن أحمد بن عبيد الله النهرديري.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.
الغلام: بضم الغين المعجمة.
عرف بهذا الاسم عتبة بن أبان بن صمعة البصري المعروف (بعتبة) الغلام وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم ممن جالس الحسن وأخذ هديه في العبادة ودله في التقشف روى عنه (البصريون) الحكايات والرقائق وما عندنا له حديث مسند.
وأبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أي هاشم اللغوي الزاهد المعروف بغلام ثعلب كان تلميذ ثعلب وعنه أخذ علم اللغة فنسب إليه، من أهل بغداد سمع أحمد بن عبد الله النرسي وموسى بن سهل الوشاء وأحمد بن سعيد الحمال وإبراهيم بن الهيثم البلدي وبشر بن موسى الاسدي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأبو الحسين بن بشران [ هامش...(1) في الاصول: " الحربي ".
وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن داود الخريبي الهمداني.
أصله من الكوفة، نزل خريبة البصرة فنسب إليها.
روى عنه أهل العراق.
مات سنة 211 ه وانظر الاكمال 3 / 285، والانساب 5 / 107، وتهذيب التهذيب 5 / 199 ].(4/322)
وعبد العزيز بن محمد الستوري وعلي بن أحمد الرزاز وأبو علي بن شاذان البزاز وكان ابن ماسي ينفذ إلى أبي عمر الغلام وقتا بعد وقت كفايته فقطع عنه مدة وذلك لعذر ثم أنفذ إليه جملة ما كان في رسمه وكتب إليه رقعة يعتذر إليه فرده وأمر من بين يديه أن يكتب (على ظهر رقته): " أكرمتنا فملكتنا ثم أعرضت عنا فأرحتنا ".
وقيل إن أبا علي الحاتمي اعتل فتأخر عن مجلس أبي عمر فسأل عنه فقيل: إنه عليل فجاء أبو عمر يعوده واتفق أن المريض خرج إلى الحمام فكتب بخطه على بابه بإسفيداج (1): (من المتقارب): وأعجب شئ سمعنا به * * * عليل يعاد فلا يوجد
وتوفي أبو عمر في ذي القعدة سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسن بن القاسم بن علي الواسطي المقرئ المعروف بغلام الهراس من أهل واسط كان يدعى إمام الحرمينه وقرأ بالامصار وسافر في طلب إسناد القراءات وأتعب نفسه في التجويد والتحقيق حتى صار طبقة في العصر.
ورحل إليه الناس في طلب القراءات.
وأسند قراءة أبي عمرو عن أبي قرة عن أبي بكر بن مجاهد.
ولم يكن في عصره من يشاركه في ذلك، وكف بصره في آخر عمره، وقيل إنه خلط في شئ من القراءات.
هكذا قال أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الامين.
وقال: غلام الهراس كان مقرئا غير أنه خلط في شئ من القراءات، وادعى إسنادا في شئ لا حقيقة له، وروى عجائب.
قلت: سمع أبا الحسن علي بن محمد بن خزفة الواسطي وغيره.
روى لي عنه أبو القاسم بن المسرقندي وكان له عنده إجازة وكانت ولادته سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ووفاته في جمادى الاولى سنة ثمان وستين وأربعمائة بواسط.
[ هامش...(1) الاسفيداج: كلمة فارسية، وهو نوعان: الحي وهي النورة، والهندي: وهو شئ كالطباشير هش.
وانظر حاج العروس " سفدج " والمساعد 1 / 220 ].(4/323)
باب الغين والياء الغياثي: بكسر الغين المعجمة وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى غياث.
والمشهور بهذه النسبة: أبو علي محمد بن الحسين الغياثي البصري يروي عن عيسى بن إسماعيل تينة روى عنه أبو بكر الصولي.
وعبد الملك بن محمد الغياثي حكى عن أبي عمرو بن يحيى وعبد الله بن منازل الصوفي النيسابوري حدث عنه أبو حازم العبدوي.
وأبو الوفاء محمد بن عبد الغفار بن عبد السلام بن علي بن أحمد بن عبيدالله بن محمد بن سعدويه بن بشر بن إسحاق بن
إبراهيم بن غياث الغياثي نسب إلى جده الاعلى غياث من بيت معروف، شيخ بهي المنظر شهي المخبر سمع أبا سعيد عبد الله بن أحمد بن محمد الطاهري سمعت منه أحاديث بمرو وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
وقيل إنما قيل له الغياثي انتسابا إلى السلطان غياث الدولة والدين والله أعلم.
وابنه (أبو سعد) مسعود بن محمد بن (عبد الغفار بن) عبد السلام (الغياثي) فقيه فاضل سمع أبن نصر الماهاني وأبا عبد الله الدقاق الاصبهاني سمعت منه شيئا يسيرا بالآخرة.
وأخوه الموفق بن محمد بن عبد السلام يروي عن القاضي أبي (نصر) الماهاني (لم يتفق لي السماع) منه سمع منه أصحابنا).
الغياني: بفتح الغين المعجمة والياء المشددة بعدهما الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى غيان وهو بطن من جهينة وهو غيان بن قيس بن جهينة بن زيد، وسموا بني رشدان لانهم قدمموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من أنتم ؟ فقالوا نحن: بنو غيان.
فقال: بن أنتم بنو رشدان.
فغلب عليهم وكان واديهم يسمى غوى فسمي رشادا وروي عن سعد بن وهب الجهني أنه قال: كان هذا الرجل يدعى في الجاهلية غيان وكان أهله حين أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعه ببلد من بلاد جهينة يقال لها غوا فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسمه وأين ترك أهله ؟ فقال: اسمي غيان وتركت أهلي بغوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أنت رشدان وأهلك برشاد فقال: فتلك البلدة (إلى اليوم) تدعى رشادا ويدعى الرجل رشدان.(4/324)
وغيان بطن من الخزرج منها ثابت بن صهيب بن كرز بن عبد مناة بن عمرو بن غيان بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة شهد أحدا.
قاله الطبري.
وغيان بطن من خطمة منها عمير بن حبيب بن حباشة بن جويبر بن عبيد بن غيان بن عامر بن خطمة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ججد أبي جعفر الخطمي.
وفي الاسماء غيان بن حبيب بن الاوس بن طريف بن النمر بن يقدم بن عنزة.
الغيثي: بفتح الغين المعجمة والياء المكسورة المشددة آخر الحروف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى غيث و (هو) بطن من طي قال ابن حبيب: في طئ غيث بن عمرو بن الغوث بن طئ.
الغيثي: بفتح الغين (المعجمة) وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى غيث وهو بطن من عبس ومن تميم قال ابن حبيب: في (عبس) غيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس وهو (جد) خالد بن سنان النبي الذي ضيعه قومه.
قال ابن حبيب: (و) في تميم غيث وهو حبيب (بن) عامر بن الهجيم.
الغيري: بكسر الغين المعجمة وفتح الياء آخر الحروف بعدها الراء.
هذه النسبة إلى غيرة وهو اسم لبطون من قبائل منهم: بطن من كنانة قال ابن حبيب وفي كنانة: غيرة بن سعد بن ليث بن بكر.
وفي بلي: غيرة بن ذهل بن هني بن بلي.
وفي ثقيف (غيرة بن عوف بن ثقيف).
فمن أولاد من نسبناه أولا إياس وخالد وعاقل وعامر بنو البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الغيري شهدوا بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فاستشهد عاقل يوم بدر وكان اسمه غافلا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عاقلا.
وأبو قرصافة واثلة بن الاسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة الغيري من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن الرجيب بن سحيم بن غيرة بن سعد بن ليث حليف بني أسد قتل بخيبر مع النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك الطبري.
وغيرة بن عوف بن قسي وهو ثقيف بن منبه بن بكر بن هوازن قال ذلك أحمد بن الحباب وقال الطبري: هو جد المغيرة بن الاخنس بن شريق.
الغيشتي: بكسر الغين (المعجمة) وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والشين المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى يقال لها غيشتى منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن هشام الغيشتي الامير وهشام لقبه شام من أهل بخارى سمع بمرو وبخاري وحدث عن أبي يعقوب إسرائيل بن السميدع وأبي سهيل سهل بن بشر الكندي وعلي بن الحسين البيكندي وقيس بن أنيف وعبد العزيز بن(4/325)
حاتم المروزي وأبي الموجه محمد (بن عمرو) بن الموجه الفزاري المروزي والفضل (بن) أحمد (1) بن سهل الآملي وغيرهم.
وكانت وفاته في سنة ست وأربعين وثلاثمائة وأبو الحسن علي بن طالب بن عبد الله بن مسعود الغيشتي من أهل بخارى يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص (الكبير صاحب كتاب الرد على أهل الاهواء) وأبي يحيى حاتم بن هاشم ومحمد بن الضوء ويحيى بن بدر القرشي وغيرهم، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام وتوفي في سنة عشرين وثلاثمائة.
الغيفي: بفتح الغين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى غيفة وهي قرية تقارب بلبيس (2) وهي بليدة من مصر إليها: مرحلة ينزل فيها قافلة الحاج إذا خرجوا من مصر.
والمشهور بالنسبة إليها أبو علي حسين بن أدريس بن عبد الكبير الغيفي مولى آل عثمان بن عفان (رضي الله عنه) يروي عن سلمة بن شبيب.
وأخوه عمرو بن إدريس الغيفي أبو الطيب.
تعرف وتنكر مات في شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة روى عنه التميمي وغيره.
الغيماني: بفتح الغين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف والميم المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى (ذي) غيمان وهو من حمير.
قال أبو سفيان بن أبرهة بن الصباح ومحمد بن النضر بن يريم، وذو غيمان الذي يقول له الشاعر: خرجنا من حريمين فبتنا ذا الخماس * * * فحيا الله ذا غيمان من رب وماتي والمثامنة (3) ذكرناهم في (حرف) الميم: (في الميم والثاء) (3).
الغيلاني: بفتح الغين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى (غيلان) وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو طالب محمد (بن [ هامش...(1) في نسخة: " وأبي الفضل أحمد بن سهل " تصحيف.
وهو أبو العباس الفضل بن أحمد بن سهل (وفي معجم البلدان: الفضل بن سهل بن أحمد) بن سعيد بن تميم الآملي من آمل جيحون حدث ببخارى.
وانظر الانساب
1 / 84، ومعجم البلدان " آمل ".
(2) بلبيس: مدينة بينها وبين فسطاط مصر أي القاهرة عشرة فراسخ على طريق الشام.
وانظر معجم البلدان.
(3 3) انظر الانساب 507 / ب واللباب 3 / 164 وفيهما: " كان الملك من ملوك حمير يكون له من أصحابه ثمانية ليس في حمير مثلهم، وسبعون رجلا دونهم، فإذا مات الملك أخذوا أفضل رجل من سائر حمير من أفضلهم فصيروه في في حمير مثلهم، وسبعون رجلا دونهم، فإذا مات الملك أخذوا أفضل رجل في الثمانية فصيروه، ملكا، وأخذوا رجلا من السبعين فجعلوه في الثمانية، وأخذوا رجلا من سائر حمير من أفضلهم فصيروه في السبعين فكان يقال لكل رجل من الثمانية مثامني، ويقال لجميعهم المثامنة " ].(4/326)
محمد) بن إبراهيم بن غيلان (بن عبد الله بن غيلان) بن حكيم بن غيلان البزاز الهمداني الغيلاني أخو غيلان كان شيخا مسنا صدوقا دينا (صالحا) سمع أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبا إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في جماعة كثيرة آخرهم أبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين الكاتب وكانت ولادته في المحرم سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ومات في شوال سنة أربعين وأربعمائة ببغداد.
وأبو القاسم غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان، بن حكيم الهمداني البزاز الغيلاني أخو أبي طالب وكان أكبر منه سمعه أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي ودعلج بن أحمد السجزي وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا روى (عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ: (وكان ثقة) وكانت ولادته في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ومات (ببغداد) في شعبان سنة ست عشرة وأربعمائة ودفن بباب حرب.
ومن القدماء أبو أيوب سليمان بن عبيدالله الغيلاني يروي عن أبي عامر العقدي روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري.
وأما الغيلانية ففرقة من المرجئة ينتمون إلى غيلان القدري زعموا أن الايمان هو المعرفة الثانية بالله عزوجل والمحبة الخضوعه له والاقرار بما جاء به الرسول وبما جاء من عند الله والمعرفة الاولى عندهم اضطرارية فلذلك لم يجعلوها من الايمان (1).
[ هامش...(1) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 399: " قلت: فاته: الغيلاني: نسبة إلى غيلان بن دعمي بن إياد بن نزار بن معد.
منهم هارون بن عمران بن راشد واسم راشد: قرضاب بن شهاب بن عمرو الايادي ثم الغيلاني من بني غيلان، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يسمى أيضا حنيفا " ].(4/327)
حرف الفاء باب الفاء والالف الفابجاني: بفتح الفاء والباء الموحدة (المكسورة) بعد الالف والجيم المفتوحة بعدها ألف أخرى وفي آخرها النون.
وهي قرية من قرى أصبهان ولا أدري (هي) الفابزان التي يأتي ذكرها أو غيها وظني أنهما قريتان (1) منها: أبو علي الحسن بن إبراهيم بن بشار الفابجاني مولى قريش ثقة من أهل أصبهان يروي عن سليمان الشاذكوني وعبد الله بن عمر الاصبهاني، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهاني توفي سنة إحدى وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفابجاني من أهل أصبهان حدث عن جده من قبل أمه عيسى بن إبراهيم العقيلي الفابجاني وإسحاق هذا يعرف (بسكونه) وعيسى وسكونه أخوان.
وجده من قبل أمه أبو موسى عيسى بن إبراهيم بن صالح بن زياد العقيلي الفابجاني كان يسكن هذه القرية من أهل أصبهان حدث عن آدم بن أبي إياس وأبي توبة الربيع بن نافع روى عنه حفيده عبد الله بن محمد الفابجاني ومات سنة سبعين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن إسحاق بن صالح الفابجاني العقيلي من أهل أصبهان يروي عن هشام بن عمار ودحيم بن اليتيم وغيرهما، روى عنه عبد الله بن خالد بن محمد بن رستم التيمي وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
الفابزاني: بفتح الفاء والباء الموحدة بعد الالف وبعدها الزاي (المعجمة) وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى فابزان وهي قرية من قرى أصبهان.
منها أبو جعفر أحمد بن سليمان بن يوسف بن صالح بن زياد بن عبد الله العقيلي الفابزاني يروي عن أبيه.
وأبوه سليمان مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
وابنه أحمد (يروي عن محمد بن أبان والحسين بن
حفص روى عنه محمد بن أحمد بن يعقوب الاصبهاني ومات سنة إحدى وثلاثمائة.
وإبراهيم بن محمد الفابزاني) يروي عن محمد بن حميد روى عنه أحمد بن إسحاق الاصبهاني ويزيد بن هزار بن الفابزاني سمع من سعيد بن جبير بأصبهان وذكر أنه مر بهم فلقيه فسأله.
[ هامش...(1) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 400: " قلت: قوله: (وظني أنهما قريتان) أظن أنه وهم منه لان المنسوب في (الفابزاني) يجتمع هو وأبو موسى المنسوب في (الفابجاني) في جدهما صالح بن زياد على ما تراه، وهذا مما يغلب على الظن أنهما قرية واحدة، والله أعلم " ].(4/328)
الفاتني: بفتح الفاء وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فاتن (1) مولى أمير المؤمنين المطيع لله، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن بشرى بن مسيس الروحي الفاتني كان مولى فاتن مولى المطيع لله فنسب إليه وكان شيخا صالحا صدوقا سمع محمد بن جعفر بن الهيثم البندار بن بدر الحمامي وأبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأحمد بن جعفر بن سالم الختلي والحسين بن محمد بن عبيد العسكري وأبا يعقوب النجيري البصري وسعد بن محمد الصيرفي وعمر بن محمد بن سبنك وخلقا كثيرا يطول ذكرهم روى عنه الامام أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب والسيد أبو الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسني وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الامين.
وكان بشرى يذكر أنه أسر من بلاد الروم وهو كبير: قال وأهداني بعض أمراء بني حمدان لفاتن فعلمني وأدبني وسمعني الحديث قال الخطيب: كتبنا عنه وكان صادقا صالحا دينا وحدثني أن أباه ورد بغداد سرا ليتلطف في أخذه ورده إلى بلد الروم قال فلما رآني على تلك الصفة من الاشتغال بالعلم والمثابرة على (لقاء) الشيوخ علم ثبوت الاسلام في قلبي ويئس مني وانصرف ومات في يوم (عيد) الفطر من سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
الفاخراني: بفتح الفاء والخاء المعجمة المكسورة والراء المفتوحة بين الالفين وفي آخرها النون.
هذه النسبة لمن يعمل الاواني الخزفية ويقال له الفاخوري، أيضا اشتهر بهذه
النسة جماعة منهم: حمة الفاخراني الهمذاني من أهل همذان يروي عن يعقوب بن إسحاق السراج، روى عنه أبو بكر محمد بن شعيب بن عبد الوهاب البزاز.
وشاب من أهل بغداد يقال له منصور بن أبي بكر الفاخراني (صحبنا من همذان (2) إلى بغداد) كتبت عنه شيئا يسيرا في الطريق بجامع قرميسين (3) سنة إثنتين وثلاثين وخمسمائة.
الفاخوري: بفتح الفاء وضم الخاء المعجمة بينهما الالف وفي آخرها الواو والراء.
هذه النسبة إلى بيع الكيزان من الخزف (ويقال لمن يعمل ذلك الفاخراني، والمشهور بهذه [ هامش...(1) هو أبو الخير فاتن بن عبد الله مولى المطيع لله.
روى عن الحسين بن محمد بن المطبقي وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي وخالد بن محمد بن عبيدالله الدمياطي وغيرهم، حدث عنه ابن رزقويه.
قال ابن ماكولا: " حدثنا عنه مولاه بشرى بن عبد الله الفاتني ".
انظر الاكمال 7 / 51.
(2) همذان: تقع جنوب بحر الخزر وشمال غربي أصفهان، وهي إحدى مدن إيران اليوم في جنوب غربي العاصمة طهران.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 230 229.
(3) قرميسين: بلد بين همذان وحلوان على جادة الحاج قرب الدينور وبينها وبين همذان ثلاثون فرسخا، وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 222 221 ].(4/329)
النسبة أبو موسى عيسى بن يونس الفاخوري الرملي) قال أبو حاتم بن حبان: عيسى بن يونس بياع الفاخور من أهل الرمله (1) (يروي) عن يزيد بن هارون وكان راويا لضمرة حدثنا عنه ابن أسلم وغنيره من شيوخنا وربما أخطأ.
الفاداري: بفتح الفاء والدال المهملة بين الالفين (الساكنين) وفي آخرها الراء (المهملة).
هذه النسبة إلى فادار وهو اسم لجد علي الحسن بن علي بن الحسين بن فادار الاستر اباذي الفاداري من أهل أستراباذ (2) وكان يعرف بمائة ألفي، أخو أبي حاتم يروي عن محمد بن جعفر بن طرخان وجعفر بن أحمد بن سهريل وأحمد بن جسرد ومات قبل السبعين وثلاثمائة.
الفاذجاني: بفتح الفاء والذال المعجمة (والجيم) وفي آخرها النون (بعد الالف والجيم).
هذه النسبة إلى فاذجان وهي قرية من قرى أصبهان منها أبو بكر محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفاذجاني وهو أصبهاني سكن بغداد وحدث بها عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي وأسيد بن عاصم وأحمد بن عصام الاصبهانيين، روى عنه أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي.
فاذشاه: بفتح الفاء وسكون الذال المعجمة، وفتح الشين المنقوطة بثلاث فوقها، وفي آخرها الهاء بعد الالف.
هذه النسبة اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو الشيخ أبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه يروي عنه أبو منصور محمود بن إسماعيل بن محمد الصيرفي، وفاذشاه يروي عن صاحب المعجمات الثلاثة: الكبير والوسيط والصغير لابي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
الفاذويي: بفتح الفاء والذال المعجمة المضمومة بين الالف والواو، وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى فاذويه وهو اسم لجد أبي القاسم عبد العزيز بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن فاذويه الاصبهاني شيخ صالح صدوق ثقة سمع أبا الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر الاصبهاني روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد [ هامش...(1) الرملة: مدينة في فلسطين بينها وبين بيت المقدس ثمانيه عشر يوما.
وتقع اليوم بالقرب من ساحل البحر الابيض المتوسط شمال شرقي القدس.
وتقرن بمدينة أخرى هي اللد.
وانظر معجم البلدان.
(2) أستراباذ: بلدة كبيرة من أعمال طبرستان بين سارية وجرجان.
وتقع على الساحل الشرقي لبحر الخزر وهي اليوم قاعدة أقليم استراباذ في إيران.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 419 ].(4/330)
النخشبي الحافظ وأبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي سعيد البغدادي وقال النخشبي: هو (1) شيخ فقيه متقن متزن من أهل السنة.
الفاذي: بفتح الفاء والذال المعجمة بعد الالف.
هذه النسبة إلى فإذ وهو اسم لجد
عبد الله بن يوسف بن (فإذ) الختلي (البغدادي من أهل بغداد) يروي (عن) عمر بن سعيد الدمشقي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد (بن أيوب) الطبراني.
الفارابي: بفتح الفاء والراء (المهملة) بين الالفين وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى فاراب (2) وهي بلدة فوق الشاش قريبة من بلاساغون (3) (وأهلها على مذهب الشافعي (4) رحمه الله).
والمشهور بالانتساب إليها أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي صاحب كتاب ديوان الادب وكان من أهل اللغة واشتهر تصنيفه في الآفاق.
الفاراني: بفتح الفاء والراء بين الالفين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما إلى جبال فاران، وهي جبال بالحجاز، قيل إن في التوراة ذكر جبال فاران قاله ابن ماكولا.
والمشهور بهذه النسبة بكر بن القاسم بن قضاعة القضاعي الفاراني الاسكندراني أبو الفضل توفي بالاسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين قاله ابن يونس، والثاني إلى قرية من قرى سمرقند يقال لها فاران وهي بين سمرقند وإشتيخن على أربعة فراسخ من سمرقند منها أبو منصور محمد بن بكر بن إسماعيل السمرقندي الفاراني يروي عن محمد بن الضوء الكرميني ونصر بن أحمد الكندي الحافظ البغدادي، روى عنه أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد الكاغدي السمرقندي.
الفارزي: بفتح الفاء بعدها الالف وكسر الراء والزاي.
هذه النسبة إلى قصر فارزة محلة من بخارى خارج درب الميدان منها: أبو قتيبة بن الحسن الفارزي ولقب الحسن كج وهو والد حميد بن قتيبة ومحمد بن قتيبة روى عن عباد بن العوام ومخلد بن عمر، روى [ هامش...(1) في ك: " قال النخشبي: هو ثقة يروي عن أهل السنة ".
(2) فاراب: ولاية نهر سيحون في تخوم بلاد الترك وتسمى اليوم أترار أو أطرار، وتقع شرقي بحر الخزر في الاتحاد السوفياتي في جمهورية تركستان الروسية.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 528.
(3) اللفظة مصحفة في م.
وبلاساغون: بلد عظيم في ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر ويصعب اليوم تعيين موضعها الصحيح.
معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 525 523.
(4) قال ياقوت: " وأهلها شافعية المذهب، وإنما أشاع بها هذا المذهب مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي فإنه فارقها ثم عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه ومات في سنة 366 ه "، وانظر معجم البلدان " شاش " ].(4/331)
عنه محمد بن الحسين والد إبراهيم.
وأبو بكر حامد بن عبيدالله بن قريش بن الحسن الفارزي من قصر فارزة أيضا، يروي عن عمه محمد بن قتيبة بن الحسن وأبي السكين زكريا بن يحيى وغيرهما، روى عنه أبو علي محمد بن محمد بن محمود البخاري.
والشيخ الواعظ يوسف (بن محمد بن يوسف) بن أحمد الفارزي النسفي من أهل نسف سمعت بعضهم أنه كان يبيع الفارز يعني الخرز ويقال له بيرزي فروش فعرف بذلك، سمع صاحب الجيش أبا الحسين علي بن عبد الواحد بن محمد بن عبد العزيز بن الفضل المطيع لله، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وتوفي في يوم الاحد الثالث عشر من شعبان سنة ثلاثين وخمسمائة ودفن بمقبرة قنطرة رأس غاتفرا.
الفارجي: بفتح الفاء بعدها الالف ثم الراء الساكنة وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى باب فارجك وهي محلة كبيرة ببخارى، منها: أبو الأشعث عبد العزيز بن أبي الحارث بن عبد الله النزاري البخاري الفارجي من أهل بخارى سمع أبا بكر محمد بن الفضل الامام والحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ وجماعة، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ (1).
الفارسجيني: بفتح الفاء وكسر الراء وسكون السين وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فارسجين ويقال (لها) بلسانهم بارستين من رستاق الالمر التي يقال لها الاعلم (2) وهي من نواحي همذان.
منها: أبو منصور محمد بن أحمد (بن محمد) بن علي بن مزدين الفارسجيني من أهل همذان كان من ثقات المحدثين ومشاهيرهم وكان يروي عن () (3) روى عنه القاضي أبو علي الحسن بن علي بن
محمد الوحشي الحافظ وتوفي بعد سنة عشر وأربعمائة.
الفارسي: بفتح الفاء بعدها الالف والراء المكسورة وفي آخرها السين المهملة.
هذا الاسم لعدة من المدن الكبيرة وهي من الاقاليم المعروفة أصلها ودار مملكتها شيراز خرج منها جماعة كثيرة من العلماء في كل فن من هذه البلاد واشتهروا بهذه النسبة.
منهم: أبو الحسن [ هامش...(1) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 403: " قلت: الفارجي: بكسر الراء، نسبة إلى فارج بن مالك بن كعب بن القين، بطن من القين منهم مالك وعقيل ابنا فارج اللذين جاءا بعمرو بن عدي إلى خاله خذيمة الابرس ".
(2) الاعلم: اسم كورة كبيرة بين همذان وزنجان من نواحي الجبال والعجم يسمونها المر بفتح الهمزة واللام وسكون الميم والراء وكانت إحدى أعمال همذان الخمسة.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 231 230.
(3) انظر اللباب 2 / 403 ].(4/332)
علي بن (عيسى بن سليمان بن محمد) بن سليمان بن أبان بن أصروخ الفارسي السكري النفري الشاعر أصله من نفر (1) وهو بلد على النرس من بلاد الفرس كان إماما متفننا في كل جنس صحب القاضي أبا بكر الباقلاني ودرس عليه الكلام وكان يحفظ القرآن والقراآت وكان متفننا في الادب وله ديوان شعر كبير وكله إلا اليسير منه في مدح الصحابة (والرد على الرافضة والنقض على شعرائهم) وكانت ولادته ببغداد في صفر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة ومات في شعبان سنة ثلاث عشرة وأربعمائة ودفن بمقبرة باب الدير.
الفارض: بفتح الفاء وكسر الراء وفي آخرها الضاد المعجمة.
كان أبو عبد الله نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث بن همام بن سلمة بن مالك المروزي الخزاعي الاعور ساكن مصر يقال له الفارض لانه يعرف الفرائض وقسمة المواريث معرفة حسنة واشتهر بهذه النسبة حتى كان يقال له نعيم الفارض يروي عن عبد الله بن المبارك وإبراهيم بن سعد وابن عيينة وأبي حمزة السكري والفضل بن موسى السيناني (2) روى عنه يحيى بن معين ومحمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن إسحاق الصغاني وأبو حاتم (الرازي) وأبو زرعة الرازي وعبيد بن شريك
البزاز وجماعة آخرهم حمزة بن محمد بن عيسى (الكاتب) وكان من العلماء ولكنه ربما كان يهم ويخطئ، ومن ينجو من ذلك ؟ ثبت في المحنة حتى مات في الحبس، وسمع منه حمزة الكاتب في الحبس وكان قد امتنع عن القول بخلق القرآن وكان يقول: أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم فلما طلبت الحديث علمت أن أمرهم يرجع إلى التعطيل.
ومات في جمادى الاولى سنة ثمان وعشرين ومائتين وكان يفهم الحديث روى أحاديث مناكير عن الثقات.
ولما مات جر بأقياده وألقي في حفرة ولم يكفن ولم يصل عليه، فعل به ذلك صاحب بن أبي دؤاد المعتزلي.
وأبو طاهر الحسن بن إسماعيل الفارض الغساني كان من أهل الادب يروي عن يونس بن عبد الاعلى وغيره وتوفي في شوال سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن سيف بن سعيد الفارض أصله من سجستان (3) سمع أبا إبراهيم المزني ويونس بن عبد الاعلى الصدفي وعمر بن شبة النميري، روى عنه دعلج بن أحمد السجزي وأبو [ هامش...(1) نفر: بلد تقع على نهر النرس وهو من أنهار الكوفة " معجم البلدان: نفر ونرس " وبلدان الخلافة 100.
(2) في نسخ أخرى: " الشيباني " وهو تصحيف، والصحيح ما أثبتناه لان نسبته إلى قرية سينان وهي إحدى قرى مرو وانظر تاريخ البخاري ج 4 / ق 1 / 117، والانساب 7 / 270، وتهذيب التهذيب 7 / 286.
(3) سجستان: إقليم كبير حول بحيرة رزه وفي شرقها وجنوب إقليم خراسان.
ويقع اليوم بين إيران وأفغانستان.
وأما مدينة سجستان فقد كانت مركز الاقليم وقد خرجت في القرن الثامن الهجري.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 376 372 ].(4/333)
القاسم بن النحاس المقرئ وأبو حفص بن شاهين وأبو طاهر المخلص وكان ثقة وكان خليفة القاضي أبي عمرو بن يوسف ومات في جمادى الاولى سنة ست عشرة ثلاثمائة.
وأبو علي أحمد بن سليمان بن داود بن داود بن سليمان التمار الفارض كان ينزل بنهر طابق (1) من بغداد وهو من أهلها حدث عن أبي القاسم البغوي ومحمد بن مخلد الدوري.
روى عنه أبو بكر بن البقال وأبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه وهو ثقة.
الفارفاني: بفتح الفاء وسكون الراء بعد الالف وفتح فاء أخرى وفي آخرها النون.
هذه النسة إلى فارفان (2) وهي قرية من قرى أصبهان منها أبو منصور شابور بن محمد بن محمود القاضي بفارفان يروي عن الرئيس أبي عبد الله القاسم بن الفضل الثقفي سمعت منه أحاديث.
الفارقي: بفتح الفاء والراء المكسورة بينهما الالف وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى ميافارقين وقد ذكرتها في الميم أيضا، غير أن الاشهر في هذه النسبة على التخفيف وقيل لهذه البلدة ميافارقين (3) لان ميا بنت أدهي التي بنت المدينة، وفارقين هو خندق المدينة بالعجمية يقال لها باركين (4) فقيل: ميافارقين وقيل: ما بني منه بالصخر فهو بناء أنو شروان وما بني بالآجر فهو بناء أبرويز، وهي من بلاد الجزيرة قريبة من آمد منها: أبو البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي أصله من ميافارقين ويحيى هذا بغدادي شيخ ثقة صالح شديد وكان أحد الشهود المعدلين سمع أبا الحسين أحمد (بن محمد بن أحمد) بن النقور البزاز وأبا الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم الكرخي وغيرهما مات قبل دخولي بغداد ولي عنه إجازة وحدثني عنه جماعة بخراسان والشام والعراق وكانت ولادته في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ومات في سلخ رجب سنة تسع وعشرين وخمسمائة ببغداد.
الفارمذي: بفتح الفاء والراء والميم (6) بينهما الالف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه [ هامش...(1) نهر الطابق: محلة ببغداد من الجانب الغربي قرب نهر القلائين شرقا وقد أحرقت هذه المحلة في فتنة وقعت سنة 488 ه فتحولت إلى تلال.
وانظر معجم البلدان.
(2) فارفان اليوم: قرية قرب أصبهان في إيران.
(3) ميافارقين: أشهر مدينة بديار بكر تقع إلى الشمال الغربي من الموصل، بين الجزيرة وبين أرمينيا، وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 143 142.
(4) عند ياقوت: " قالوا: سميت بميا بنت، لانها أول من بناها، وفارقين هو الخلاف بالفارسية يقال له بارجين لانها كانت أحسنت خندقها فسميت بذلك ".
(5) آمد: إحدى مدن ديار بكر على شاطئ دجلة الايسر، وتقع اليوم في الاراضي التركية شمالي ماردين.
وانظر معجم
البلدان.
(6) معجم البلدان: " فارمذ: بالراء الساكنة يلتقي بسكونها ساكنان وفتح الميم " ].(4/334)
النسبة إلى فارمذ وهي قرية من قرى طوس (1)، والمشهور بالنسبة إليها أبو علي الفضل بن محمد بن علي الفارمذي لسان خراسان وشيخها وصاحب الطريقة الحسنة من تربية المريدين والاصحاب وكان مجلس وعظه على ما سمعت كروضة فيها أنواع الازهار والثمار، سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن باكويه الشيرازي وأبا حامد محمد بن أحمد الغزالي وأبا عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز النيلي وطبقتهم، روى لي عنه ابنه أبو بكر وجماعة كثيرة وكانت وفاته بطوس في سنة سبع وسبعين وأربعمائة.
زرت قبره غير مرة وله أولاد ثلاثة: أبو المحاسن علي وأبو الفضل محمد وأبو بكر عبد الواحد.
فأما أبو المحاسن فكان زاهدا متبركا به ظهر، له قبول عند الخاص والعام سمع أبا بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي وأبا الخير بن أبي عمران الصفار وجده لامه أبا القاسم عبد الله بن علي الكركاني وغيرهم، روى لي عنه ابنه أبو علي الفضل (بن علي الفارمذي) وجماعة وكانت وفاته () (2).
وأخوه أبو الفضل محمد بن أبي علي سمع جماعة مثل أبي المظفر موسى بن عمرانه الانصاري وأبي عمرو عثمان بن محمد بن عبيدالله المحمي وغيرهما لم ألحقه وحدث بشئ يسير وكان زاهدا عفيفا ظريفا (مات).
وأخوهما أبو بكر عبد الواحد كان بقية أولاد الامام أبي علي وكان حسن الاخلاق جليل القدر ظريفا معاشرا سافر الكثير وصحب المشايخ سمع بطوس والده (وجده) أبا القاسم الكركاني وأبا الفتح نصر (بن محمد) بن علي الحاكم وبمرو أبا عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشايي وأبا الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار وبنيسابور الامام أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي وأبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وببغداد أبا علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وأبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز وطبقتهم.
أدركته وقرأت عليه الكثير ولازمته حتى قرأت عليه الاجزاء وكان يكرمني وما وردت
طوس في النوبة الثانية كان قد فلج وبقي في داره وما كان الناس يدخلون عليه فدخلت مسلما ولقيته قاعدا في زاوية لا يمكنه أن يتحرك فبكيت وقعدت ساعة ثم رجعت إلى نيسابور.
توفي في المحرم سنة ثلاثين وخمسمائة.
الفاروزي: بفتح الفاء وضم الراء وكسر الزاي.
هذه النسبة إلى فاروز وهي قرية من قرى نسا على فرسخ ونصف منها بت بها ليلتين.
وممن ينتسب إليها: أبو محمد علي بن [ هامش...(1) طوس: مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ تشتمل على بلدتين يقال لاحداهما الطابران وللاخرى نوقان وتقع اليوم في مقاطعة خراسان شمالي شرقي إيران.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 432 430.
(2) فراغ في الاصول.
ووفاته في معجم البلدان: " فارمذ " والتحبير 2 / 21: " في الحادي عشر من ذي الحجة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة " ].(4/335)
الفاروزي من أهل العلم يروي عن محمد بن إبراهيم بن الجنيد، روى عنه أبو حاتم محمد بن حبان المبستي ؟ وقد ذكرت عنه حكاية في ترجمة العريني.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن إبراهيم بن حنويه بن خرزاذ الكاتب الفاروزي من أهل ثغر شهرستانة (1) كان من كبار الصوفية وكان جليل القدر حسن السيرة أخذ التصوف عن أبي عبد الله محمد بن عبد الله باكويه الشيرازي وسمع الحديث من أبي بكر أحمد بن الحسن الحيري وأبي سعيد محمد بن موسى الصيرفي بنيسابور وأبي بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب الحديثي بأسفرايين (2) وأبي طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز البغدادي ببغداد وأبي الحسن الليث بن الحسن الليثي بسرخس وغيرهم، روى لنا عنه أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي وأبو بكر الطيب بن محمد بن أحمد الغضايري بمرو وتوفي سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة بشهرستانة.
الفاروق: بفتح الفاء والراء المضمومة بينهما الالف ثم الواو القاف.
هذه اللفظة لقب أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى القرشي العدوي، أعز الله تعالى به الاسلام ومصر به الامصار وجبى به الاموال شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وسمي
الفاروق لانه فرق به بين الحق والباطل.
الفارويي: بفتح الفاء وضم الراء وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى فارويه وهي سكة معروفة بنيسابور منها: أبو الحسين محمد بن يعقوب بن ناصح الاديب النحوي الفارويي الاصبهاني قال الحاكم في تاريخ نيسابور: كان يسكن سكة فارويه ويدرس كتب الادب وكان من أقران أبي عمر الزاهد وأبي محمد بن درستويه في الاختلاف إلى أبوي العباس ثعلب والمبرد وكان صدوق اللهجة من أعيان الادباء وأظنه كان صحب السلاطين ثم ترك صحبتهم وحدثني الثقة من أصحابنا أنه كان ينشد عن البحتري غير أني لم أسمع منه ذلك وسمع الحديث عن بشر بن موسى الاسدي وأبي العباس محمد بن يونس القرشي وأقرانهما وتوفي في نيسابور في شهر ربيع الآخر من سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن العباس بن الفضل بن إسحاق بن عبد الله بن بشير بن مجاهد الانصاري النسفي الفارويي لا أدري هو منسوب إلى هذه السكة أو فارو: هي قرية من [ هامش...(1) شهرستانة: بليدة من الثغور عند نسا من خراسان مما يلي خوارزم يقال لها رباط شهرستانة وانظر الانساب 7 / 421، ومعجم البلدان " شهرستانة ".
(2) اسفرايين: اختلف في همزتها، فتحا كما في معجم البلدان، وبلدان الخلافة 434 أو كسرا كما في الانساب 1 / 223، واللبا 1 / 55 وهي بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان ].(4/336)
قرى نسف ؟ سمع بنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي وبنسا أبا بكر محمد بن زهير بن أخطل النسوي وغيرهما سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وقال: أبو العباس الانصاري النسفي الفاروبي أخو أبي المظفر رأيته بالجزيرة جزيرة ابن عمر (1) خرج إلى الحج بعد ذلك.
صاحب (حديث).
الفاريابي: بفتح الفاء والراء والياء المنقوطة من تحتها باثنتين (بين الالفين) وفي آخرها الباء (الموحدة).
هذه النسبة إلى الفرياب (2) ويقال لها بالعجمية البارياب وقد ينسب إليها
الفيريابي والفريابي، والكل منسوب إلى موضع واحد وهو الفارياب.
والمعروف بهذه النسبة مع الالف: أبوعمران موسى بن أحمد بن عفير بن غيلان بن كثير الفاريابي المعروف بابن أبي حاتم طاف في البلاد ولقي الاكابر وسكن سمرقند.
روى عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشيح وأحمد ويعقوب ابني إبراهيم الدورقي ودادو بن محراق الفاريابي وأحمد بن صالح المكي والحسين بن الحسن المروزي وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي وسفيان بن وكيع وغيرهم، روى عنه أبو جعفر محمد بن أحمد بن هاشم الذهبي وأبو عبد الله محمد بن عصام (3) القطواني وحماد بن شاكر وجعفر بن طالب النسفيان.
الفازي: بفتح الفاء وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى قرية مشهورة بطوس يقال لها فاز ويقال بالباء المنقوطة بواحدة بالعجمية (وهي قرية كبيرة مشهورة، بها الجامع) دخلتها غير مرة وأقمت بها الايام والليالي.
والمحدث المشهور منها: أبو بكر محمد بن وكيع بن داوس الفازي روى الجامع عن محمد بن أسلم الطوسي الزاهد شيخنا الخطيب أبو () (4) الفازي (بالفاء) وظني أنه وهم فيه والصواب الغازي بالغين المعجمة ويقال له أبو نصر المطوعي لانه من مطوعة الغزاة فلما رآه مروزيا ظن أنه قال: إنه من فاز والله أعلم.
ومحمد بن إبراهيم بن أبي يونس الفازي المروزي من قرية فاز، يروي عن أحمد بن إبراهيم البختي وأبو جعفر [ هامش...(1) جزيرة ابن عمر: بلدة فوق الموصل بينهما ثلاثة أيام نسبة إلى الحسن بن عمر بن خطاب التغلبي أول من عمرها وتمثل اليوم الحدود السورية العراقية التركية.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 124 123.
(2) الفارياب: مدينة مشهورة بخراسان من أعمال جوزجان قرب بلخ غربي جيحون، وقد تطابق خرائبها ما يعرف اليوم بخيراباد حيث توجد قلعة قديمة تحيط بها تلول من الآجر.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقي 468 467.
(3) في اللباب: " محمد بن عصار " وانظر معجم البلدان: قطوان.
(4) فراغ في الاصول بقدر كلمتين أو ثلاث.
وهو أبو نصر أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله الغازي تقدم الحديث عنه في ترجمة الغازي، وانظر أيضا تذكرة الحفاظ 4 / 1276، والعبر 4 / 86 ].(4/337)
أحمد بن محمد بن إسماعيل المؤدب الفازي قال أبو زرعة السنجي: هو من قرية فاز كتب عن حصين بن عبد الكريم وكان كاتبا بليغا.
الفاسي: بفتح الفاء وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى فاس وهي بلدة بالمغرب في أقصاه يقارب سبته (1) (من بلاد العدوة وهي) مدينة عظيمة سكنها الصالحون وعامتهم حملة القرآن على مذهب مالك بن أنس وهي على طرف الاندلس (ومن الاندلس) إلى القيروان مائة فرسخ ومنها إلى اطرابلس مائة فرسخ ومن اطرابلس إلى مصر ألف فرسخ كان بها جماعة من أهل العلم مهم.
أبوعمران موسى بن عيسى بن يحج الفاسي وكنية يحج أبو حاج فقيه أهل القيروان في وقته ونزل بها.
وأبو علي الحسين بن علي الفاسي كان من أهل العلم والفضل كثير الطلب متشاغلا به لا يفتر عنه، وأبو موسى عيسى بن أبي عيسى بن أبي نزار بن بحير الفاسي المغربي كان فقيها فاضلا مبرزا تفقه على مذهب مالك وبرع فيه ورد بغداد وسمع بها أبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وغيره وحدث عنه ببيت المقدس بشئ يسير، سمع منه أبو القاسم مكي بن عبد السلام المقدسي قال أبو الحسن الدارقطني بباب عمار الفاسي من أهل المغرب حدث بمصر، وأبو القاسم بن محمد الفاسي شيخ صالح من أهل هذه البلدة صحبنا من دمشق إلى طبرية منصرفا إلى بلاده كتبت عنه شيئا يسيرا بطبرية الاردن وكان منصرفا من الحجاز.
وأبو موسى عمران بن علي بن الحسين بن أبي القاسم بن عبد الملك الفاسي، كان ضريرا صالحا حافظا للقرآن تفقه على مذهب مالك وكان رجلا جوالا في الآفاق دخل ديار مصر والشام والحجاز والسواحل وبلاد اليمن وكور الاهواز وفارس وكرمان (2) وخراسان ما وراء النهر مع العمى وكبر السن، لقيته ببلخ وكتبت عنه شيئا يسيرا وتوفي بها سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
الفاشاني: بفتح الفاء والشين المعجمة وفي (آخرها) النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فاشان وقد يقال لها بالباء، وبهراة قرية أخرى يقال لها باشان بالباء الموحدة
خرج من فاشان جماعة من العلماء قديما وحديثا.
فمنهم: الامام أبو زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد الفاشاني الامام المنقطع القرين في عصره ومن أحفظ الناس لمذهب [ هامش...(1) سبته مرسى: من بلاد المغرب تقابل جزيرة الاندلس.
وتقع اليوم على مضيق (جبل) طارق في المملكة المغربية مقابلة لمدينة طنجة.
وانظر معجم البلدان.
(2) كرمان: بفتح الكاف، وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة وهي ولاية مشهورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان، فشرقيها مكران والمفازة، وغربيها أرض فارس، وشماليها مفازة خراسان، وجنوبيها بحر فارس وهي اليوم إقليم في جنوب شرقي إيران على الحدود الافغانية وعلى خليج عمان، وانظر معجم البلدان ].(4/338)
الشافعي وأحسنهم نظرا فيه وأزهدهم في الدنيا وأصدقهم ورعا.
أقام بمكة سبع سنين مجاورا حرم الله عزوجل وسمع الحديث من محمد بن عبد الله السعدي وجماعة من أصحاب علي بن حجر وأكثر عن أبي بكر أحمد (بن محمد) بن عمر المنكدري روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدراقطني والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع ومحمد بن أحمد بن القاسم المحاملي وجماعة كثيرة بخراسان، وكان تفقه ببغداد على أبي إسحاق المروزي الخالد اباذي وسمع جامع الصحيح للبخاري عن صاحبه محمد بن يوسف الفربري وما دام بمرو في الاحياء ما كان يقرأ على غيره لفضله وعلمه واتقانه وحدث بهذا الكتاب بمكة وهو أجل من روى ذلك الكتاب ودرس الفقه بمرو وظهر له الاصحاب المنتسبون إليه وتوفي في يوم الخميس الثالث عشر من رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ودفن برأس سنجدان على يمين الطريق وقبره معروف يزار.
وأبو بكر الهراس الفاشاني شيخ حدث ببخارى عن الحاكم أبي الفضل محمد بن الحسين الحدادي، روى عنه أبو كامل البصري.
وأبو حفص عمر بن عبد الله الفاشاني الامام الفاضل المتكلم تفقه ببغداد على جماعة وانحدر إلى البصرة وسمع السنن لابي داود على القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي بروايته عن أبي علي اللؤلؤي عنه وحدث بمرو بهذا الكتاب وسمع منه، وله أولاد فضلاء عبد الله وعبيدالله من أهل
فاشان أيضا ورأيت ابنا لعبد الله اسمه عمر تولى الامور الجليلة بمرو وبخوارزم وتوفي بذات عرق (1) بعد فراغه من الحج في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وشيخنا الامام أبو نصر (بن محمد) بن يوسف الفاشاني الامام الفاضل العالم الورع تفقه على محمد بن عبد الرزاق الماخواني وبرع في الفقه وكان لطيف الطبع كثير المحفوظ حسن المحاورة لا يمل جليسه منه وكانت له يد باسطة في اللغة صحب الاكابر وعمر العمر الطويل في الورع والزهد ونشر العلم وكثرة التهجد ودوام التلاوة سمع أبا عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشابي وأبا الحسن مصعب بن عبد الرزاق المصعبي وجدي الامام أبا المظفر السمعاني وغيرهم، سمعت منه الكثير واستفدت منه، وتوفي في السابع عشر من المحرم من سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وصلينا عليه ودفن بسنجدان إحدى مقابر (مرو).
ومن القدماء موسى بن حاتم الفاشاني يروي عن المقرئ وأبي الوزير روى عنه محمود بن ولان الساسجردي.
وابنه محمد بن موسى بن حاتم الفاشاني يروي عن علي بن [ هامش...(1) ذات عرق: هو الحد بين نجد وتهامة وقيل هو جبل بمكة، وكانت على مسيرة يومين من شمالي شرقي مكة.
وانظر معجم البلدان " عرق " وبلدان الخلافة الشرقية: 112 ].(4/339)
الحسن بن شقيق وعبدان وغيرهما وكان محمد بن علي الحافظ الهرمز فرهي (1) سيئ الرأي فيه قاله أبو العباس المعداني وقال: سمعت القاسم بن أبي القاسم السياري يقول: أنا برئ من عهدته.
وأبو عبد الله محمد بن أبي الفضل (بن) سعد الفاشاني شيخ صالح يحفظ كلام المشايخ المتأخرين ويتكلم على لسان الصوفية سمع جدي الامام أبا المظفر السمعاني، سمعت عنه جزءا أو جزئين من الحديث الالف له.
وأبو الفضل عبد الرحمن بن عبد الملك بن علي الفاشاني سمع الحاكم أبا عمرو محمد بن عبد العزيز القنطري سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ هكذا رأيت في معجم شيوخه.
ومن القدماء زهير بن سالم الفاشاني من قرية فاشان سمع إسحاق بن سليمان هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الفاشوقي: بفتح الفاء وضم الشين المعجمة بينهما الالف ثم الواو وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى فاشوق وهي قرية من قرى بخارى منها: أبو عبد الله محمد سرور البلخي الفاشوقي كان كذابا وضاعا وكان يزعم نسبة أبيه محمد بن سرور بن حامد بن أحمد بن طاهر بن يوسف بن حاشر بن ماحي بن ليث بن أيوب بن أبي أيوب الانصاري، سكن قرية فاشوق وضع أحاديث بواطيل على الثقات وسماه كتاب الكنز.
الفاطمي: بفتح الفاء وكسر الطاء المهملة بعد الالف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة كنت أظن أنها إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة النساء (رضوان الله عليها) لانه في نسب السادة العلوية إلى أن رأيت في نسب بعض أولاد عمر بن علي رضي الله عنهما ذلك فعلمت أن هذه النسبة إلى غيرها والمشهور بهذا الانتساب: أبو القاسم منصور بن أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم محمد بن أبي طاهر الطيب بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي الفاطمي من أهل هراة كان إماما مبرزا وفقيها مناظرا وكان جليل القدر عظيم المنزلة عند الملوك والخواص والعوام، وكان أحد الدهاة الموصوفين بالكياسة والحذق، ونكته وكلماته سائرة مشهورة في ألسنة أهل خراسان، سمع أبا بكر محمد بن أبي عاصم العمري وأبا المظفر منصور بن إسماعيل بن أبي قرة الحنفي وجده من قبل أمه أبا العلاء صاعد بن منصور بن محمد بن محمد بن عبد الله الازدي وغيرهم كتب إلي الاجازة بجميع مسموعاته وروى لي عنه عبد الرحمن بن عبد الجبار الفامي بهراة وأبو المعمر الانصاري ببغداد وأبو النجح يوسف بن شعيب الشرواني بنيسابور وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد الخرجردي بخرو الجبل (2) وجماعة وكانت ولادته يوم الاربعاء الرابع [ هامش...(1) انظر اللباب 3 / 385.
(2) خرو الجبل: قرية كبيرة بين خابران وطوس في إقليم خراسان.
وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة 436 ].(4/340)
من شهر ربيع الاول سنة أربع وأربعين وأربعمائة وتوفي بهراة في شهر رمضان سنة سبع
وعشرين وخمسمائة ودفن بكاز ياركاه (1).
الفاغي: بفتح الفاء ثم الغين المعجمة بعد الالف.
هذه النسبة إلى فاغ وهي فما أظن قرية من قرى سمرقند منها: الحاكم الامام أبو الحسن علي بن عالم بن بكر الفاغي السمرقندي الصكاك يروي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن سامع السنكباثي روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي وكانت ولادته سنة نيف وثلاثين وأربعمائة ومات في صفر سنة إحدى عشرة وخمسمائة ودفن بمقبرة جاكرديزه.
وأخوه أو حفص عمر مات في ذي القعدة سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
الفأفأ (2): بالالف الساكنة بين الفائين وفي الآخر ألف أخرى.
هذا الاسم لمن ينعقد لسانه وقت الكلام (3) واشتهر به بعض أجداد (المنتسب إليه) أبي الحسن أحمد بن محمد بن سليمان العلاف المعروف بابن الفأفأ من أهل بغداد يروي (عن) طالوت بن عباد ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وصباح بن مروان وهشام بن عمار روى عنه محمد بن مخلد العطار والقاضي أبو الحسين بن الاشناني وإسماعيل بن علي الخطيب وكان من أهل الخير، ومات في النصف من المحرم سنة خمس وثمانين ومائتين.
وأبو الطيب ظفران بن الحسن بن الفيرزان النخاس الدينوري المعروف بالفأفأ سكن بغداد وحدث بها عن أبي هارون موسى بن محمد الزرقي، روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي والقاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبو عبد الله الحسين بن محمد الثقفي المعروف بابن فنجويه وغيرهم وكانت ولادته في سنة إحدى وثلاثمائة وأول سماعه بالدينور (4) سنة عشر وثلاثمائة وضاعت أصوله قال: وسمعت من أبي هارون الانصاري بالموصل في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
وخالد بن سلمة المخزومي الفأفأ القرشي الكوفي يروي عن الشعبي وأبي بردة بن أبي موسى وموسى بن [ هامش...(1) اللفظة محرفة في م.
وكاز ياركاه: جبل وقرية بهراة فيها مقبرة لهم " معجم البلدان ".
(2) الفأفأ الحفدفد.
والفأفاء مثل بلبال.
يقال: رجل فأفاء وفأفأ، يمد ويقصر: " تاج العروس: فأفأ " وقد رسمت في الاصول بالقصر، ورسمت بالمد في تاريخ البخاري ق 1 / ج 2 /.
(3) في ك: " التكلم " وفي تاج العروس: " فأفأ " أنه " هو الذي يكثر ترداد الكلام إذا تكلم أو هو مردد الفاء ومكثره في كلامه إذا تكلم وهو قول المبرد.
وفيه فأفأة أي حبسة في اللسان وغلبة الفاء على الكلام.
وقال الليث: الفأفأ في الكلام كأن الفاء تغلب على اللسان ".
(4) الدينور: مدينة من أعمال الجبل قرب قرمسيسن، بينها وبين همذان نيف وعشرون فرسخا، ومنها إلى شهرزور أربع مراحل.
وبقيت منها اليوم أطلال في إيران.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 224 ].(4/341)
طلحة روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري والثوري وابن عيينة وسهل بن أسلم وشعبة وكان ثقة وقال أبو حاتم الرازي: هو شيخ يكتب حديثه.
الفاكهي: بفتح الفاء والكاف المكسورة وفي آخرها الهاء.
هذه النسبة إلى الفاكهة وبيعها واشتهر بها أبو عمار زياد بن ميمون الفاكهي قال ابن أبي حاتم: صاحب الفاكهة يروي عن أنس بن مالك، روى عنه عباد بن منصور وأبو عروة والحارث بن مسلم قال أبو حاتم الرازي قال محمود بن غيلان: قلت لابي داود الطيالسي: زياد بن ميمون الفاكهي فقال: لقيته أنا وعبد الرحمن بن مهدي فسألناه فقال: عدوا أن الناس لا يعلمون أني لم ألق أنسا ألا تعلمان أني لم ألق أنسا ثم بلغنا أنه يروي عنه فأتيناه فقال: عدوا أن رجلا أذنب ذنبا فيتوب لا يتوب الله عليه ؟ قلنا: نعم، قال: فإني أتوب.
ما سمعت من أنس قليلا ولا كثيرا وكان بعد ذلك يبلغنا أنه يروي عنه فتركناه وقال يزيد بن هارون تركت أحاديث زياد بن ميمون وكان كذابا وقد استبان لي كذبه وقال زياد بن ميمون: عدوا أني كنت يهوديا أو نصرانيا فأسلمت أما كنتم تقبلون توبتي ؟ إني لم أسمع من أنس شيئا وكان أبو حاتم الرازي يقول: زياد بن ميمون كان يقال إنه كذاب وترك حديثه وسئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال واهي الحديث.
وموسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الانصاري السلمي الحرامي المديني الفاكهي نسب إلى جده الاعلى روى عن طلحة بن خراش روى عنه يوسف بن عدي وعلي بن المديني وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم وعبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي ويحيى بن
حبيب بن عربي ويعقوب بن حميد.
قال ابن أبي حاتم سمعت: أبي يقول ذلك.
الفالي: بفتح الفاء وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى بلدة تسمى فالة قال أبو بكر الخطيب أظنها من بلاد فارس قريبة من إيذج (1) والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن سلك المؤدب الفالي سمع بالبصرة القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وأبا الحسن علي بن القاسم النجاد وأبا عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندي وغيرهم أقام ببغداد إلى آخر عمره وكان أديبا شاعرا فاضلا روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري وغيرهما ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ فقال أبو الحسن المؤدب المعروف بالفالي من أهل بلدة تسمى فالة قريبة من ايذج أقام بالبصرة مدة طويلة وسمع بهاغ من شيوخ ذلك الوقت وقدم بغداد فاستوطنها وحدث بها، كتبت عنه شيئا يسيرا وكان ثقة.
ومات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ببغداد.
[ هامش...(1) إيذج: كورة وبلد بين خوزستان وأصبهان.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 280 ].(4/342)
الفاميني: بفتح الفاء بعدها الالف والميم المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فامين وهي قرية من قرى (بخارى) منها: أبو أحمد محمد بن مردك بن هاشم بن راشد الفاميني الشيباني مولاهم من قرية فامين يروي عن محمد بن سلام وأبي جعفر المسندي (1) وأبي قدامة السرخسي، روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد بن محمد الفاميني وأبو عبد الله هذا يروي عن أبيه والحسين بن يحيى بن جعفر والعباس بن محمد بن أسامة العلوي، روى عنه أبو الفضل محمد بن يوسف بن ريحان الازدي عن أبيه.
الفامي: فتح الفاء وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى الحرفة وهي لمن يبيع الاشياء من الفواكه اليابسة ويقال له البقال.
واشتهر بهذه النسبة جماعة منهم: أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الفامي النيسابوري سمع محمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن حفص ومحمد بن يزيد روى عنه ابنه أبو بكر وغيره.
وأبو الفضل عباس بن حميد الفامي الكوفي يروي عن
عبد الله بن نمير الهمداني، حدث عنه محمد بن عبيد الاموي الصفار.
وأبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار بن عثمان الفامي الحافظ من أهل هراة (2) وكان من أهل العلم والفضل سمع الحديث الكثير ونسخ بخطه وحصل الاصول سمع عبد الله (بن) محمد الانصاري وأبا عبد الله العميري ونجيب بن ميمون الواسطي وغيرهم، سمعت منه الكثير بهراة وفوشنج (3) وكانت ولادته () (4).
وأما أبو عبد الله عمر بن إدريس الصلحي ثم الفامي سكن بغداد وهو منسوب إلى فامية قرية من قرى واسط من ناحية فم الصلح (5) حدث عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، روى عنه أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وعرفه بالنسبة التي ذكرناها أولا.
وبالشام بلدة يقال لها فامية أيضا هكذا ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ ولم يقع إلي من حدث من أهلها فأذكره.
الفائشي: بفتح الفاء وكسر الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها والشين المعجمة في [ هامش...(1) في م وظ: " السدي ".
وأبو جعفر هو عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الجعفي المسندي وقيل له ذلك لانه كان يطلب المسند من الحديث ويترك ما سواه.
توفي سنة 229 ه.
وانظر ترجمته في تاريخ البخاري ج 3 / ق 1 / 189، والجرح والتعديل ج 2 / ق 2 / 162، واللباب 3 / 213، وتهذيب التهذيب 6 / 9.
(2) تقديم تعريفها في ص 134.
(3) فوشنج: بليدة بينها وبين هراة عشرة فراسخ في واد كثير الشجر والفواكه.
وكانت تقوم مقام مدينة غريان الحالية في منطقة هراة في أفغانستان.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 453.
(4) بياض في م بقدر كلمتين أو ثلاثة.
(5) فم الصلح: تبعد عن واسط الواقعة بين الكوفة والبصرة حوالي 35 كلم.
انظر بلدان الخلافة الشرقية 61 " الحاشية 4 " ].(4/343)
آخرها.
هذه النسبة إلى فاش وظني أنه بطن من همدان.
والمنتسب إليها: أبو بكر عبد الرحمن بن يزيد الفائشي الهمداني من أهل الكوفة يروي عن علي، روى عنه أبو إسحاق
السبيعي قتل يوم الجماجم سنة ثلاث وثمانين، وأبو إبراهيم مضاء الفائشي يروي عن عائشة (رضي الله عنها) روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
وابو عرفجة الفائشي عن عطية العوفي روى عنه أبو معاوية الضرير الكوفي.(4/344)
باب الفاء والباء الفبي: بضم الفاء وفي آخرها الباء المشددة المنقوطة بواحدة.
اختلف في هذه النسبة إلى ماذا ؟ وهو سعدان بن بشر (الفبي) الجهني من أهل الكوفة يقال اسمه سعيد، وسعدان لقبه.
قال يحيى بن معين.
الفبة بالكوفة بحضرة المسجد الجامع.
وقال أبو علي الغساني: رأيت لحمزة بن محمد الكناني المصري أنه قال: الفبي ينسب إلى بطن من همدان يقال لهم الفبيون قلت: ويمكن الجمع بين كلام يحيى بن معين وحمزة الكناني الحافظ وهو أن هذا البطن من همدان نزل موضعا عند الجامع بالكوفة فنسب إليهم.(4/345)
باب الفاء وتاء الفتياني: بكسر الفاء وسكون التاء ثالث الحروف والياء المفتوحة آخر الحروف بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فتيان وهي قبيلة قال ابن الحباب الحميري النسابة: فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن غوث بن أنمار، وفي نسب معقل بن سنان: فتيان وهو معقل بن سنان بن مظهر بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع الفتياني شهد الفتح وبقي إلى يوم الحرة.
وفي الاسماء: أبو الخيار فتيان بن أبي السمح الفقيه المصري يروي عن مالك بن أنس وكان من كبار أصحاب مالك المتعصبين لمذهبه من المصريين وجرى بينه وبين الشافعي خصومات وضربه السلطان وشهره ومات سنة خمس ومائتين.
ومن المتأخرين أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي الدهستاني الحافظ وكان حافظا مكثرا ممن له العناية التامة في طلب الحديث والرحلة فيه إلى العراق والحجاز والشام
ومصر وخراسان ونسخ بخطه ما لا يدخل تحت الحد سمع بمرو أبا بكر محمد بن أبي الهيثم الترابي وبنيسابور أبا عثمان وإسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني وبدهستان أبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي وببغداد أبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وبمصر أبا عبد الله الحسين بن محمد بن الشيوخ المصري وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد السملي وبصور أبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وطبقتهم، روى لنا عنه جماعة كثيرة ومات بسرخس في جمادى الاولى سنة ثلاث وخمسمائة زرت قبره غير مرة على طرف النهر في وسط البلد.
وفتيان بطن من بجيلة من اليمن نزلت الكوفة والمنتسب إليها: رفاعة بن عاصم الفتياني يروي عن عمرو بن الحمق (رضي الله عنه) وقال أبو حاتم بن حبان: أبو عاصم رفاعة بن شداد الفتياني وفتيان بطن من بجيلة من أهل اليمن عداده في أهل الكوفة يروي عن عمرو بن الحمق الخزاعي روى عنه السدي وكان ممن انفلت (1) من عين الوردة حين قتل الحسين بن علي (رضى الله عنهما) في تسعة آلاف من أصحاب الحسين فتلقاهم عبيدالله بن زياد في أهل الشام فقتلهم عن آخرهم.
[ هامش...(1) في اللباب: وشهد عين الوردة مع سليمان بن صرد لما قتلهم عبيدالله بن زياد وأهل الشام ].(4/346)
الفتيتي: بضم الفاء والياء الساكنة بين التائين ثالث الحروف.
كذا رأيت في تاريخ بغداد مقيدا مضبوطا.
وهو أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن الفتيتي القطان من أهل النهروان سمع عمر بن روح النهرواني وأبا الحسن بن الصلت (المحبر) ونحوهما.
كتبت عنه بالنهروان في رحلتي إلى نيسابور وذلك في سنة خمس عشرة وأربعمائة وكان لا بأس به.(4/347)
باب الفاء والحاء الفحام: بفتح الفاء وتشديد الحاء.
هذه النسبة إلى بيع الفحم وهو الذي يستعمله
الحداد والصفار ويوقدونه في الشتاء.
والمشهور بهذه الصنعة: حاتم بن راشد الفحام من أهل البصرة يروي عن الحسن وابن سيرين، روى عنه موسى بن إسماعيل.
وأبو علي الحسن بن يوسف بن يعقوب الفحام الاسواني سمع يونس بن عبد الاعلى وبحر بن نصر والربيع بن سليمان المرادي وتوفي في ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثلاثمائة وكان ثقة.
وأبو جعفر محمد بن الوليد بن أبي الوليد الفحام وهو أخو أحمد بن الوليد من أهل بغداد سمع سفيان بن عيينة وأبا المغيرة النضر بن إسماعيل وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن السكن ويحيى بن آدم وأسباط بن محمد وغيرهم.
روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن محمد الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد الحسين بن إسماعيل المحاملي وغيرهم.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: محمد بن الوليد فحام بغدادي لا بأس به.
ومات ببغداد سنة اثنتين وخمسين مائتين.
وأبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى المقرئ المعروف بابن الفحام من أهل سر من رأى.
حدث عن أحمد بن علي بن يحيى بن حسان السامري وإسماعيل بن محمد بن الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز ومحمد بن الفرخان الدوري ومن بعدهم وقرأ القرآن على أبي بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش قال أبو بكر الخطيب (الحافظ): حدثني عنه أبو سعد السمان الرازي ومحمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وغيرهما وكان يتفقه على مذهب الامام الشافعي وكان يرمى بالتشيع ومات بسر من رأى سنة ثمان وأربعمائة.
الفحلي: بكسر الفاء وسكون الحاء المهملة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى فحل وهو موضع بالشام كان به وقائع بين المسلمين هو المشركين فنسبت تلك الوقعة إلى الموضع فقيل وقعة فحل وعام فحل وأخبار ذلك في الفتوح مشهورة.(4/348)
باب الفاء والدال الفدكي: فدك قرية قريبة من المدينة كان النبي صلى الله عليه وسلم يجعلها في أهل بيته وكانت
الخصومة واقعة بين علي والعباس (رضي الله عنهما) بسببها بحضرة عمر (رضي الله عنه) في خلافته فدفعها إليهم لا على سبيل الارث.
ولها قصة في التواريخ.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو عبد الله (محمد) بن صدقة الفدكي سمع مالك بن أنس روى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي قال أبو حاتم بن حبان: يعتبر بحديث محمد بن صدقة (الفدكي) إذا بين السماع في روايته فإنه كان يسمع عن أقوام ضعفاء عن مالك ثم يدلس عنهم.
ومن التابعين مسعر الفدكي (يروي عن علي بن أبي طالب روى عن أبو إسحاق السبيعي وعبد الله بن هرمز الفدكي يروي (عن سعيد بن عبيد روى) عنه حاتم بن إسماعيل وإسماعيل بن أبي خالد الفدكي، يروي عن أبي هريرة (رضي الله عنه) روى شعبة عن عكرمة بن عمار عنه.
الفدويي: بفتح الفاء وتشديد الدال (المهملة) المضمومة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى فدويه وهو اسم لجد المنتسب إليه وهما اثنان: أولهما أبو الحسن (محمد بن إسحاق بن محمد بن فدويه الكوفي الفدويي المعدل من أهل الكوفة كان ثقة صدوقا سمع أبا الحسن علي بن) عبد الرحمن بن (أبي) السري البكائي، سمع منه أبو عبد الله محمد بن علي الصوري وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو الغنائم (1) محمد بن علي بن ميمون النرسي وغيرهم، ذكره أبو بكر بن ثابت الخطيب في تاريخ بغداد وقال: أبو الحسن بن فدويه الكوفي قدم علينا في سنة أربع وعشرين وأربعمائة وكان شيخا ثقة له هيئة حسنة ووقار ظاهر ولم يكن معه لما قدم علينا غير جزء واحد فسمعناه منه وكان أبو عبد الله الصوري قد كتب عنه بالكوفة أشياء عن حديثه فسألته عنه فأثنى عليه خيرا وقال: أصوله جياد وسماعه صحيح.
والشيخ في نفسه حسن الاعتقاد من أهل السنة وليت كان كل من لقيته بالكوفة مثله، ومات في شوال سنة ست وأربعين وأربعمائة.
وأبو القاسم محمود بن الفدويي من أهل الطابران (2) قصبة طوس كان فقيهاغ فاضلا [ هامش...(1) انظر اللباب 3 / 306.
(2) الطابران: إحدى مدينتي طوس والثانية نوقان.
وطوس مقاطعة في خراسان شمالي شرقي إيران، معجم البلدان.(4/349)
صالحا ورعا حسن السيرة جميل الامر، سمع أبا القاسم ناصر بن أحمد (بن محمد) عبد الله العياضي وغيره، لقيته غير مرة بطوس وسمعت منه أحاديث يسيرة بقرية تروغبذ (1) وكانت ولادته في حدود سنة تسعينه وأربعمائة أو قبلها.
الفديكي: بضم الفاء والدال المهملة المفتوحة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى فديك وهو رجل من الصحابة حجازي روى عنه صالح بن بشير بن فديك، ومن أولاده أبو عيسى فديك بن سليمان الفديكي روى عن الاوزاعي، روى عنه محمد بن المتوكل العسقلاني والعباس بن الوليد بن صبح الدمشقي وإبراهيم (بن الوليد) بن سلمة الطبراني وغيرهم.
[ هامش...(1) تروغبذ: قرية من قرى طوس على أربعة فراسخ منها.
وانظر معجم البلدان، والانساب 3 / 47 ].(4/350)
باب الفاء والراء الفراء: بفتح الفاء وتشديد الراء المفتوحة.
هذه النسبة إلى خياطة الفرو وبيعه.
والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم (نوح بن) صالح الفراء نيسابوري سمع مالكا وعبد الله بن عمر العمري ومسلم بن خالد الزنجي وإبراهيم بن طهمان وأبن المبارك، روى عنه أحمد بن حفص والحسين بن منصور وأيوب بن الحسين وغيرهم.
توفي سنة تسع وعشرين ومائتين.
وأبو أحمد محمد بن أبي خالد يزيد بن صالح الفراء هو ابن أبي صالح النيسابوري سمع أباه ويحيى بن يحيى، روى عنه طاهر بن يحيى ومكي بن عبدان وغيرهما.
مات في شعبان سنة ست ومائتين.
ويحيى بن عمر الفراء يروي عن أبي الاحوص سلام بن سليم، روى عنه أحمد بن محمد بن يحيى القطان.
ومحمد بن نصر الفراء النيسابوري سمع أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم، روى
عنه أبو العباس الازهري.
وأبو أحمد (محمد بن) عبد الوهاب بن الفراء نيسابوري سمع مخاضر بن المورع وجعفر بن عون ويعلى بن عبيد، روى عنه أبو العباس السراج وجماعة.
وأبو علي (الحسين بن علي بن) الحسن بن يزيد بن نافع الفراء من موالي عيسى بن روف من مراد، يروي عن محمد بن سلمة المرادي والحارث بن مسكين وغيرهما.
توفي سنة تسع وثلاثمائة.
وأبو الوليد الحسين بن محمد الكاتب الاندلسي القرطبي يعرف بابن الفراء من أهل الادب، يروي عن أبي عمر بن دراج وأبي عامر بن شهيد ومن قبلهما قاله أبو عبد الله الحميدي.
وأبو أيوب سليمان بن زياد الفراء مصري مولى بني سعد بن بكر بن قيس عيلان يروي عن ابن وهب وحجاج بن محمد الاعور وفي روايته عن ابن وهب آخر من حدث عنه علان بن الصيقل ويقال: كان اختلط آخر عمره.
توفي في سنة خمسين ومائتين.
قاله ابن يونس: وأبو يعلى محمد بن الحسين بن خلف بن أحمد بن الفراء فقيه فاضل مناظر من أصحاب أحمد بن حنبل من بغداد وله فيه تصانيف درس وأفتى يروي عن أبي القاسم(4/351)
البغوي ويحيى بن صاعد، روى عنه أبو بكر الانصاري وأنو سعد (بن) الزوزني ولم يحدثنا عنه سواهما.
وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
وكانت ولادته في المحرم سنة ثمانين وثلاثمائة.
وأخوه أبو خازم محمد بن الحسين بن الفراء يروي عن ابن حبابة والمخلص وأبي عمر بن حيويه وأبي الحسن الدارقطني وعلي بن عمر السكري وأبي حفص بن شاهين وغيرهم، كتب عنه أبو بكر الخطيب الحافظ وذكره في التاريخ قال: كتبنا عنه وكان لا بأس به رأيت له أصولا سماعه فيها صحيح ثم بلغنا عنه أنه خلط في التحديث بمصر اشترى من الوراقين صحفا فروى منها وكان يذهب إلى الاعتزال قال: مات أبو خازمك بتنيس (1) في يوم
الخميس السابع عشر من المحرم في سنة ثلاثين وأربعمائة ودفن بدمياط.
وابن يعلى أبو الحسين (محمد بن محمد بن الحسين بن) الفراء يروي عن أبيه وابن المهتدي بالله وابن النقور وأبي بكر الخطيب، لي عنه إجازة قبل سنة نيف وعشرين وخمسمائة.
وأبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الفراء مولى بني أسد من أهل الكوفة نزل بغداد وأملى بها كتبه في معاني القرآن وعلومه.
قال أبو الفضل الفلكي: ولقب بالفراء لانه كان يفري الكلام، هكذا قال في كتاب الالقاب، وحدث عن قيس بن الربيع ومندل بن علي وعلي بن حمزة الكسائي وأبي بكر بن عياش وسفيان بن عيينة، روى عنه سلمة بن عاصم ومحمد بن الجهم السمري وغيرهما وكان ثقة إماما، ويحكى عن ثعلب أنه قال: لولا الفراء لما كانت عربية لانه خلصها وضبطها ولولا الفراء لسقطت العربية لانها كانت يتنازع (فيها) ويدعها كل من أراد ويتكلم الناس فيها على مقادير عقولهم وقرائحهم فتذهب.
وكان محمد بن الحسن الفقيه الشيباني ابن خالة الفراء وكان يقال الفراء أمير المؤمنين في النحو، ومات ببغداد في سنة سبع ومائتين وقد كان بلغ ثلاثا وستين سنة وقيل: مات في طريق مكة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم الفراء البلخي من أهل بلخ كان منه أهل العلم والفضل له رحلة إلى العراق والحجاز والشام وما وراء النهر، سمع بالشاش أبا جعفر محمد بن الحكم بن علي الحجبي وببخارى أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرازي [ هامش...(1) تنيس: جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط.
والفرما في شرقيها.
وانظر معجم البلدان، والانساب 3 / 98 ].(4/352)
وببغداد أبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري وأبا الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز وأبا الحسن أحمد بن موسى بن القاسم بن محمد بن الصلت بن المجبر وبالبصرة أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وبالكوفة القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الله الجعفي وبسامراء أبا
الحسن علي بن أحمد بن الفراء السامري وبدمشق أبا الحسن علي بن داود المقرئ صاحب أحمد بن سليمان بن حذلم وغيرهم، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن (محمد) النخشبي الحافظ (ذكره) وفي معجم شيوخه وقال: سمعت الشيخ العالم أبا إسحاق الفراء البلخي يقول: رحلت إلى أبي علي الحاجبي إلى كشانية فقالوا: هو ببخارى فلم أرحل إلى بخارى ولكن أقمت في الكشانية حتى رجع إليها فدخلت عليه وهو مريض فلم يمكنني أن أسمع منه ولكن أجازني جميع مسموعاته ورحل إلى الشام وإلى بخارى بعد ذلك (ورحل إلى بغداد) ودخل مكة.
وقد مات أبو الحسن بن فراس وفاته من شيوخ واسط والبصرة والشام وهو ثقة متقن حافظ من أهل السنة كتبت عنه ببلخ.
الفرابي: بفتح الفاء والراء والباء المنقوطة من تحت بنقطة واحدة.
وهو شيخنا أبو الفتح أحمد بن الحسين بن عبد الرحمن العبسي سكن قرية على ثمانية فراسخ من سمرقند يقال لها فراب بسفح الجبل وهذه القرية عند سكي وتذكر القريتان معا، قدم علنيا سمرقند وذكر أنه سمع الامام أبا بكر) أحمد بن محمد بن الفضل الفارسي والسيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني الحافظ البغدادي ولكن ضاع أصل سماعه عنهما ووجدنا له إجازة بخط السيد فقرأنا عليه قريبا من عشرة كتب من تصانيف السيد وانصرف إلى قرية فراب ووصل الخبر إلي وأنا بنسف أنه توفي بهذه القرية يوم عرفة من سنة خمسين وخمسمائة وكانت ولادته في سنة خمس وستين وأربعمائة بقرية يقال لها خرقان من قرى سمرقند.
الفراتي: هذه النسبة إلى الجد وإلى النهر المعروف بالفرات.
وآل الفرات جماعة من الوزراء ببغداد درجوا قبل الاربعمائة وكانوا يقرنون بالبرامكة في الجود حتى قال بعضهم: (من الكامل) آل الفرات آل برمك ما لكم * * * قل المعين لكم وقل الناصر كان الزمان يحبكم فبدا له * * * إن الزمان هو المحب الغادر وأبو عمرو أحمد بن أبي الفراتي ممن سكن خوجان وأعقب بها جماعة من
الاولاد.
والذي سمعنا منه الامير أبو عبد الله سعيد بن محمد بن أحمد الفراتي سمعت منه بنيسابور.
وأخوه أبو الفضل أحمد بن محمد الفراتي سمعت منه بخوجان.
وأما أبو الحسين(4/353)
أحمد بن جعفر بن أحمد بن مهدويه الفراتي ف (سمعت منه بنيسابور).
وأخوه أبو الرضا الحسن هما من أهل الانبار (1) وهي على طرف الفرات سمعت منهما بالانبار.
وأبو الحسن محمد بن العباس بن أحمد بن محمد بن الفرات الفراتي نسب إلى جده الاعلى منه أهل بغداد كان ثقة صدوقا فهما ذكيا حسن الكتابة صحيح السماع، سمع القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وعلي بن محمد بن عبيد الحافظ وحمزة بن القاسم الهاشمي وأبا عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي وأبا الحسن علي بن محمد المصري وغيرهم.
روى عنه أحمد بن علي بن البادا وإبراهيم بن عمر البرمكي وأبو الحسن محمد بن عبد الواحد الوكيل وجماعة.
ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ فقال: أبو الحسن بن الفرات كان ثقة كتب الكثير وجمع ما لم يجمعه أحد في وقته وبلغني أنه كان عنده عن علي بن محمد المصري وحده ألف جزء وأنه كتب مائة تفسير ومائة تاريخ ولم يخرج عنه إلا شئ يسير.
وقال أبو القاسم الازهري: خلف ابن الفرات ثمانية عشر صندوقا مملوءة كتبا أكثرها بخطه سوى ما سرق من كتبه.
وكانت له أيضا سماعات كثيرة مع غيره لم ينسخها قال: وكتابه هو الحجة في صحة النقل وجودة الضبط، وكان مولده في سنة بضع عشرة وثلاثمائة ومكث يكتب الحديث من قبل سنة ثلاثين وثلاثمائة إلى أن مات وكان عنده عن ابن عبيد الحافظ وطبقته.
قال: ولم يكن لابن الفرات بالنهار وقت يتسع للنسخ لان مجالسه التي كان يقرأ فيها على الشيوخ كانت متصلة في كل يوم (غدوة وعشية) وكان يحضر كتابه الذي قد نسخه من أصل الشيخ بعد الفراغ من تصحيحه ومقابلته وذلك أن جارية له كانت تعارضه بما يكتبه فلا يحتاج إلى أن يغير كتابه وقت قراءته على الشيخ وقال العتيقي: ما رأيت ولا سمعت أحسن قراءة منه للحديث حدث بشئ يسير.
ومات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
وأبو رفاعة عمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري الفراتي ينسب إلى جده الاعلى من أهل مصر، يروي عن سعيد بن أبي مريم، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الفراديسي: بفتح الفاء والراء المهملة بعدها (الالف) ثم الدال المهملة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها السين (المهملة).
هذه النسبة إلى الفراديس وهو موضع بدمشق ولها باب يقال له باب الفراديس منها: أبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الدمشقي الفراديسي [ هامش...(1) الانبار: مدينة على الفرات في غربي بغداد، بينهما عشرة فراسخ.
وانظر معجم البلدان وبلدان الخلافة الشرقية 92 91 ].(4/354)
من أهل دمشق، يروي عن محمد بن شعيب بن شابور ويحيى بن حمزة ومعاوية بن يحيى الاطرابلسي ويزيد بن ربيعة، سمع منه أبو حاتم الرازي وقال أبو زرعة.
أدركناه ولم نكتب عنه.
الفراسي: بكسر الفاء وفتح الراء بعدهما الالف وفي آخرها السين المهملة هذه النسبة إلى بني فراس وهو فراس بن غنم بن مالك بن كنانة (منها) ربيعة بن مكدم الفراسي قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: فارس كنانة (ربيعة بن) مكدم الفراسي أحد بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة كان يعقر على قبره ولا يعرف في الجاهلية الجهلاء عربي كان يعقر على قبره غيره كان لا يمر به رجل من العرب إلا عقر (وذكر خبرا).
الفراشي: بفتح الفاء والراء (المخففة) (بعدهما الالف) وفي آخرها الشين (المعجمة).
هذه النسبة إلى فراشة وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن فراشة بن سلم بن عبد الله المروزي الفراشي من أهل مرو، سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه السنجي وأبا بكر أحمد بن محمد بن عمر البسطامي، روى عنه جماعة وكان حدث ببغداد روى (عنه) أبو الحسن محمد (بن أحمد) بن رزق
البزاز (1).
الفراني: بفتح الفاء والراء (المخففة) بعدهما الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فران وهو بطن من قضاعة قال محمد بن حبيب: في (بلي) فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة منها: المجذر بن ذياد واسمه عبد الله بن ذياد بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشر بن تميم بن عوذ مناة بن ناج بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة هو الفراني، قيل له المجذر لانه كان مجذر الخلق وهو الغليظ شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقتل يوم أحد.
ويقال لبني عمرو بن عمارة بنو غصينة وحلفهم في بني عمرو بن عوف.
(ومنهم بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه عبد الله بن ثعلبة شهد بدرا أيضا وحلفهم في بني عوف بن الخزرج قال ذلك كله ابن الكلبي.
وعبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة وهو أخو المجذر لامه قتل يوم أحد وقال الطبري: يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثير بن القشر من [ هامش...(1) بعده في اللباب 2 / 415: " قلت: وفاته: النسبة إلى درب فراشا، محلة ببغداد، وإلى قرية فراشا من أعمال بغداد بينها وبين الحلة، ينسب إليهما " ].(4/355)
بني فران بن بلي.
والنسب الاول أصح.
وعبد الرحمن بن عبد الله بن بيجان (1) بن عامر بن عامر بن أنيف هو الفراني من فران بن بلي شهد بدرا وخلفه في بني جحجبي ومنها: سهل بن رافع صاحب الصاع وطلحة بن البراء الذي قال له النبي صلى الله عليه وآله: اللهم ألق طلحة وأنت تضحك إليه ويضحك إليك.
وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.
وفران بن صعصعة بن زهير بن قطبة بن الحارث بن يربوع بن هبيرة الشاعر، ذكره ابن الكلبي في نسب قضاعة.
والفراني: بفتح الفاء والراء المشددة بعدهما الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فران وهو بطن من قضاعة وهو فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، منهم يزيد بن ثعلبة بن خزمة (2) بن أصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك الفراني من بني فران من بلي شهد العقبتين جميعا (3).
الفراوي: بضم الفاء وفتح الراء بعدهما الالف وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى فراوة وهي بليدة على الثغر مما يلي خوارزم يقال لها رباط فراوة (4) بناها أمير خراسان عبد الله بن [ هامش...(1) في الاستيعاب 2 / 839: " ثبحان "، وفي الاصابة 2 / 407: " أبو عقيل بفتح العين، مشهور بكنيته...ويقال كان اسمه عبد العزى، فغيره النبي صلى الله عليه وسلم وذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن شهد بدرا: فأما ابن إسحاق فقال: أبو عقيل منه الانصار، وأما موسى فقال: عبد الله بن ثعلبة أبو عقيلة، وأما الواقدي فسماه عبد الرحمن، وقال: استشهد باليمامة بعد أن أبلى بلاء حسنا.
ومنهم من نسبه إلى جد والده فقال عبد الرحمن بن بيجان، ومنهم من أبدل الموحدة أوله سينا مهملة.
ذكره ابن منده، وضبطها بعضهم بنون وبدل الجيم حاء مهملة.
ذكره ابن عبد البر والاول هو المعروف ".
قلت: وانظر الاستيعاب 4 / 1718.
(2) في الاستيعاب 4 / 1573: " وخزمة بفتح الزاي فيما ذكر الدارقنطي.
وقال ابن إسحاق وابن الكلبي: خزمة بسكون الزاي، وهو الصواب.
قال أبو عمر ليس في الانصار خزمة بالتحريك.
وعمارة بفتح العين وتشديد الميم في بلي " وانظر الاصابة: 3 / 653.
(3) بعدها في اللباب 2 / 416: " قلت: ذكر أبو سعد الترجمة بالتشديد والتي قبلها بالتخفيف وهما واحد.
والعجب منه أنه قال في الاولى: فران بن بلي بن عمران، وقال في الثانية: فران بن بلي بن عمران، فساق النسب فيهما واحدا.
ثم إنه ذكر في الاولى يزيد بن ثعلبة وساق نسبه كما ذكرناه، وذكره أيضا في الثانية بنسبه، فلو غير النسبة في الثانية فربما كان اشتبه عليه.
وغاية ما يتعذر عنه أنه رآه عن بعض العلماء بالتخفيف، وعن بعض بالتشديد، فلا يدل ذلك على أنهما اثنان فكان قال على عادته في أمثاله: وقال فلان بالتخفيف أو التشديد جميعا.
(4) فراوة: بليدة من أعمال نسا، بينها وبين دهستان وخوارزم.
أما موضعها اليوم فأكبر الظن أنها تطابق قزل أروات الحديثة.
وهذا الاسم تحريف قزل رباط لان فراوة كان بها رباط يحمي البلاد من هجمات الاتراك.
وانظر معجم
البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 421 ].(4/356)
طاهر في خلافة المأمون.
خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين منهم: أبو نعيم محمد بن القاسم الفراوي صاحب الرباط بفراوة، سمع حميد بن زنجويه وغيره، روى عنه أبو إسحاق محمد بن يحيى وأبو بكر محمد بن جعفر وكان من المجتهدين في العبادة وكان من البكائين (1).
الفراهيدي (2): (فراهيد) بطن من الازد.
والمشهور بهذه النسبة أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفارهيدي الازدي القصاب من أهل البصرة من الثقات المتقنين يروي عن قرة بن خالد وهشام بن أبي عبد الله الدستوائي وشعبة بن الحجاج، روى عنه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وغيرهما.
مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين بالبصرة، وقع لي جزء عال من حديثه سمعته من أبي القاسم الشحامي بمرو عن أبي يعلى الصابوني عن أبي سعيد بن عبد الوهاب الرازي عن محمد بن أيوب الرازي عنه.
وأبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الازدي الفراهيدي من أهل البصرة، قال أبو حاتم بن حبان: الخليل بن أحمد بن فراهيد صاحب العروض وكتاب العين يروي المقاطيع، روى عنه حماد بن زيد وكان من خيار عبد الله المتقشفين في العبادة قلت: تلمذ له النضر بن شميل وعالم لا يحصى، قرأت ببخارى على وجه الجزء التاسع والعشرين من غريب الحديث لابي سليمان الخطابي بخط بعض الائمة: قال الشيخ أبو سليمان ليس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته من اسمه أحمد ما بينه وبين أحمد الفراهيدي أبي الخليل بن أحمد.
الفراهيناني: بضم الفاء وفتح الراء المهملة (وكسر الهاء) وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها) والالف بين النونين.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فراهينان على أربعة فراسخ منها خرج منها جماعة كثيرة منهم: أبو علي محمد بن علي بن حمزة الفراهيناني الحافظ كان إماما حافظا ثقة صدوقا كتب الكثير ورحل إلى العراقين والحجاز وانصرف وصنف التصانيف منها التاريخ في رجال المحدثين بمرو سمع أباه أبا الحسن (علي بن الحسين) بن
واقد وحبان بن موسى الكشميهني وعبدان بن عثمان بمرو وأبا نعيم الفضل بن دكين الملائي وعبيدالله بن موسى ويعلى بن عبيد بالكوفة وأبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل وأبا محمد شيبان بن فروخ الابلي بالبصرة وغيرهم، روى عنه ابنه وأحمد بن جعفر بن نصر [ هامش...(1) أضاف ياقوت في المنسوبين إلى فراوة وهما: الاول: أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد الفراوي المتوفي سنة 503 ه.
والثاني: منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد بن الفضل الفراوي، أبو القاسم بن أبي المعالي بن أبي البركات بن أبي عبد الله بن أبي مسعود النيسابوري المتوفي سنة 608 ه.
(2) أنظر اللباب 2 / 416 ].(4/357)
الجمال (1) ومحمد بن معن السحيمي وأبو العباس الفضل بن شاذان المقرئ وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي وغيرهم.
ومات بقريته في رجب سنة سبع وأربعين ومائتين وزرت قبره بها.
وابنه القاسم بن محمد بن علي بن حمزة الفراهيناني كان حافظا متقنا أيضا ذكرته في ترجمة البرازجاني.
وأبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق الفراهيناني فقيه من من أصحاب والدي رحمه الله وصار نقيب الفقهاء لعمي الامام رحمة الله عليه سمع الحافظ أبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الاصبهاني سمعت منه مجلسا من إملائه وكانت ولادته سنة نيف وثمانين وأربعمائة (ووفاته).
الفرائضي: بفتح الفاء والراء والياء (المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى الفرائض وهي المقدرات وعلم المواريث ويقال لمن يعلم هذا العلم الفرضي والفارض والفرائضي.
واشتهر بهذه النسبة جماعة منهم: أبو الحسن أحمد بن موسى بن عيسى بن عبد الرحمن الجرجاني الفرائضي حدث عن محمد بن إسماعيل المكتب
وغيره ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ في) التاريخ وقال: أبو الحسن أحمد بن أبي عمران الفرائضي كان يضع الحديث ويركب الاسانيد على المتون وأقدم سماع كان يدعيه من عمران بن موسى السختياني وغيره إلا أن موضوعاته على قوم لا يعرفون، كان يقدم نيسابور وآخر ما رأيته سنة خمس وثلاثمائة ونحن في مجلس أبي سعيد الخلالي أول ما عقدت له المجلس فقال لي أبو القاسم الصوفي: هذا ابن أبي عمران فلما فرغنا من المجلس أدخلوه (مسجد) ح يحيى بن صبيح المقرئ وقرؤوا عليه ووالله ما دخلت معهم ولا سمعت منهم جزءا قط ثم كتبت عن رجل عنه ثم بلغني أنه توفي بجرجان (2) سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وأبو الليث نصر بن القاسم بن نصر بن زيد الفرائضي من أهل بغداد.
سمع عبيدالله بن عمر القواريري وأبا همام الوليد بن شجاع وعبد الاعلى بن حماد وأبا بكر بن أبي شيبة وسريج بن يونس وغيرهم، روى عنه أبو الحسين بن البواب المقرئ وأبو الفضل الزرهي وأبو [ هامش...(1) ح انظر اللباب 1 / 290.
(2) جرجان: مدينة عظيمة مشهورة بين طبرستان وخراسان فبعض يعدها من هذه وبعض يعدها من هذه ولا يزال حتى يومنا الحاضر تسمى جرجان وبها سمي الاقليم كله الواقع جنوب شرقي بحر قزوين في إيران.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 419 417 ].(4/358)
حفص بن شاهين وكان ثقة مأمونا فرائضيا كبير المنزلة في العلم بها وكان فقيها على مذهب أبي حنيفة (رحمه الله) وكان مقرئا جليلا، على قراءة أبي عمرو وكان حائكا في قديم الايام.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
الفربري: بفتح الفاء والراء وسكون الباء الموحدة وبعدها راء أخرى.
هذه النسبة إلى فربر وهي (بلدة) على طرف جيحون (1) مما يلي بخارى أقمت بها أياما في انصرافي من وراء النهر، والمشهور بالنسبة إليها أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفربري رواية كتاب الجامع (الصحيح) لمحمد بن إسماعيل البخاري عنه رجل إليه الناس وحملوا عنه
هذا الكتاب وكان سمع علي بن خشرم المروزي.
روى عنه من الائمة المعروفين أبو زيد محمد بن أحمد بن عبد الله الفاشاني وجماعة سواه وقال أبو الحسن الدارقطني: وأما فربر بالفاء والباء فهي بلدة من بلاد خراسان منها محمد بن يوسف بن مطر الفربري الراوي لكتاب الصحيح عن محمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد حموية السرخسي وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المستملي وأبو الهيثم محمد بن المكي الكشميهني وأول من روى هذا الكتاب عنه أبو زيد الفاشاني وآخرهم رواية عنه أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني، وسمع الفربري الكتاب من البخاري في ثلاث سنين في سنة ثلاث وأربع وخمسين ومائتين، وسمع من علي بن خشرم بفربر سنة ثمان وخمسين ومائتين وكان وافى فربر مرابطا وكانت ولادة الفربري سنة إحدى وثلاثين ومائتين ومات يوم الاحد لثلاث خلون من شوال سنة عشرين وثلاثمائة.
وحفيده أبو محمد أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف الفربري (يروي عن جده كتاب الجامع الصحيح روى عنه غنجار وتوفي في سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وأبو البشر محمد بن علي بن عبد العزيز الفربري المعروف بالصغير كتب الحديث ببخارى عن أبي الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري وأبي نصر أحمد بن عبد الرحمن الريغدموني كتب لي الاجازة بجميع مسموعاته ومات بفربر سنة خمسين وخمسمائة.
وأبو بكر محمد بن أبي بكر بن عائشة المقرئ الفربري شيخ ثقة صالح من أهل القرآن كتبت عنه بفربر شيئا من الاناشيد.
وأبو منصور الحسين بن علي بن يوسف الفربري روى عن [ هامش...(1) جيحون: اسم وادي خراسان سمي باسم نهر ينبع من الهند، واسمه اليوم أموداريا وتقطع طريقه في آسيا السوفياتية ويصب في بحيرة آرال.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 476 وما بعدها ].(4/359)
أبي علي الحسين بن إسماعيل الفارسي وأبي الفضل السلمي وغيرهما وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسين بن يوسف بن عبد المجيد البندار الفربري، يروي عن أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي الحافظ، روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني وأبو عبيد عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن منصور بن محمد بن الفضل بن يوسف الفقيه الفربري، سمع أبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي (الحافظ وجده لامه أبا منصور الحسين بن علي بن يوسف الفربري وجماعة سواهما، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ.
الفرجاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الجيم وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى فرجيا وهي قرية من قرى سمرقند منها أبو جعفر محمد بن إبراهيم الفرجاني، روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الرحمن المحمودي الآملي.
الفرجي: بفتح الفاء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى الفرج وهو اسم رجل والمشهور بهذه النسبة: أبو جعفر محمد بن يعقوب (الصوفي) المعروف بابن الفرجي نسب إلى جده الاعلى من أهل سر من رأى.
ذكر أبو سعيد بن الاعرابي أنه كان من أبناء الدنيا وأرباب الاموال وأنه ورث مالا كثيرا فأخرجه جميعه وأنفقه في طلب العلم وعلى الفقراء والنساك والصوفية وكان له موضع من الفقه والعلم ومعرفة الحديث لزم علي بن المديني وأكثر عنه وكان يحفظ الحديث ويفتي المقطعات عن الشعبي والحسن وابن سيرين وغيرهم وصحب الصوفية مثل أبي تراب النخشبي وذي النون المصري ونحوهما ونزل الرملة وكان له مجلس للوعظ جامعها، وحدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي وأبي ثور الفقيه، روى عنه محمد بن يوسف بن بشر الهروي وغيره.
ومات بالرملة بعد سنة سبعين (1) ومائتين.
الفرجي: بضم الفاء وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى فرج وهي قرية من () (2) منها أبو بكر عبد الله (بن إبراهيم) بن علي بن محمد بن جنكويه الفقيه الفرجي [ هامش...(1) انظر اللباب 2 / 418.
(2) فراغ في الاصول بقد كلمتين أو ثلاث.
وفي معجم البلدان: " مدينة بآخر أعمال فارس ".
وفي بلدان الخلافة
الشرقية 329 أنها تعرف اليوم بفرك، وأنها ما زالت من المدن الكبيرة على ثلاث مراحل جنوب شرقي دار أبجرد إلى الشمال الغربي من ميناء بندر عباس ].(4/360)
كان شيخا صالحا ورعا، سمع أبا طالب حمزة بن الحسين بن عبد بن () (1) الصوفي، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الفقيه الحافظ.
وذكر أنه سمع منه بفرج قال: وكتب لي بخطه وأثنى عليه.
وقال: أخبرنا الشيخ الفقيه الصالح أبو بكر بن الفرجي.
الفرخاني: بفتح الفاء وضم الراء المشددة وفتح الخاء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فرخان (2) وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن فرخان الفقيه الفرخاني الجرجاني كان من رساتيق أستراباذ وكان فاضلا خيرا ثقة مأمونا دينا زاهدا سكن سمرقند، يروي عن عبد الرحمن بن عبد المؤمن وأحمد بن (محمد بن) عبد الكريم الوزان الجرجانيين وعبد الله بن أبي داود السجستاني وعبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد البغدادي وغيرهم قال أبو سعد الادريسي: كتبنا عنه قديما وحديثا.
ومات بسمرقند في شهر ربيع الآخر سنة سبعين وثلاثمائة وله ست وثمانون سنة.
وأبو الطيب محمد بن الفرخان بن روزبه الدوري الفرخاني عرف به لان أباه اسمه الفرخان قدم بغداد وحدث بها عن أبيه وأبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وغيرهما ؟ أحاديث منكرة ذكرت اسمه في الدوري.
وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن الحسن () (3) بن محمد بن فرخان الفقيه الفرخاني الجرجاني نسب إلى جده الاعلى من أهل جرجان نزل سمرقند وكان فقيها ثقة في الحديث زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة، يروي عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني ويحيى بن محمد بن صاعد وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وعبد الرحمن بن عبد المؤمن الجرجاني وغيرهم، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد
الادريسي وذكره في تاريخ أستراباذ.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحسن بن عمر بن بشير بن الفرخان الثقفي المقرئ الكسائي الفرخاني من أهل أصبهان كان من الصحالين، يروي عن أهل بلده والبصريين مثل هشام السيرافي وأبي خالد القرشي.
[ هامش...(1) فراغ في عدة نسخ.
(2) الفرخان بن روزبة: مولى المتوكل على الله.
حدث عنه ابنه محمد عنه عن الحسن بن عرفة.
تاريخ بغداد 12 / 399.
(3) في نسخ أخرى " بشر " ].(4/361)
وعبد الله بن محمد بن النعمان ومحمد بن إبراهيم بن أبان وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن مردويه.
وتوفي في شعبان سنة سبع وأربعينه وثلاثمائة.
الفرخشي: بفتح الفاء والراء وسكون الخاء والشين المعجمتين.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى يقال لها فرخشي وقد يقال افرخشي وقد ذكرتها في الالف ويقال فرخشة منها: أبو بكر محمد بن حامد بن أحمد بن حاجب الفقيه الفرخشي سمع أبا رجاء محمد بن حمدويه (1) الحافظ الهورقاني وأبا سهل محمد بن عبد الله بن سهل وعلي بن موسى القمي ومحمد بن المنذر الهروي شكر، وعبد الله بن يحيى السرخسي وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ البخاري.
وتوفي في رجب سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
وأبو موسى عمران بن قطن الفرخشي قال غنجار.
من قرية فرخشة يروي عن عبيدالله بن موسى وأبي نعيم الفضل بن دكين ويعقوب بن إبراهيم الزهري والعلاء بن عبد الجبار المكي وعبد الله بن محمد بن يزيد المقرئ وعلي بن الحسن بن شقيق وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن صاحب بن خزيمة الصكاك وعبد الله بن منيح بن سيف وجماعة
من أهل بلده.
وأبو بكر محمد بن حاتم بن أذكر المؤذن الفرخشي، يروي عن أبي عمرو قيس بن أنيف وأبي علي صالح بن محمد البغدادي.
ومات في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وكان قارب المائة فجأة لما أفطر بقيت لقمة قطائف في حلقه فمات منها.
الفرخوز ديزجي: هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف يقال لها فرخوزديزه على بعد فرسخين منها من العوالي.
بت بها ليلة.
وشيخنا أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الملك بن بنكي الفرخوز ديزجي منها وبها ولد سنة إحدى وتسعين وأربعمائة.
سمعت منه ببخارى الثلث الاول من الجامع الصحيح للبخاري وكتاب أخبار مكة للازرقي إلا جزئين من أوله بروايته عن أبي بكر البلدي ولم يسمع منه أحد الحديث قبلي وكان شيخا صالحا ساكنا خفيفا متواضعا صحيح السماع، وجماعة من القدماء من أهل هذه القرية ذكرهم أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري في تاريخ نسف منهم: علي بن نجاح الفرخوز ديزجي (قال: من قرية فرخوزديزه) سمع أحمد بن حامد المقرئ وإسحاق بن عمر بن [ هامش...(1) أنظر اللباب 3 / 395.(4/362)
(ميسر) الزاهد، سمع منه أبو رجاء الزاهد.
الفرخي: بفتح الفاء وسكون الراء وفي آخرها الخاء.
هذه النسبة إلى فرخ وهو اسم رجل وهو عبد الله بن محمد بن فرخ الواسطي الفرخي قال الدارقطني: يحدث عن كردوس وهو خلف بن محمد الواسطي قال الدارقطني: كتبت عنه بواسط.
وفي الاسماء: مالك بن الفرخ بن عمرو بن مالك من بني سامة بن لؤي هو الذي يقول: (من الرجز): إني أنا الفرخ وابن الفرخ * * * فرخ لؤي في الروابي الشمخ هكذا قال ابن فراس عن عمه في نسب بني سامة بن لؤي.
الفرداجي: بكسر الفاء وسكون الراء والدال المفتوحة المهملة ثم الالف بعدها وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى فرداج وهو اسم لجد أبي بكر محمد بن بركة بن الفرداج القنسري الحلبي الحافظ الفرداجي من أهل قنسرين (1) يروي عن أحمد بن هاشم الانطاكي ويوسف بن سعيد بن مسلم، روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
الفرددي: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الدال (المهملة) (الاولى) وكسر الثانية.
هذه النسبة إلى فردد وهي قرية من قرى سمرقند بقرب مزن (2) منها أبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن سريج وقد قيل ابن شريح الفرددي، يروي عن محمد بن أيوب الرازي ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وأحمد بن محمد بن حنبل وغيرهم، روى عنه محمد بن علي بن النعمان الكبوذنجكثي (3) وأبو نصر محمد بن عبد الله المقرئ وأبو محمد محمد بن محمد بن غالب الاخسيكثي وكان يقول الاخسيكثي: حدثني إبراهيم بن منصور بن سريج المزني بقرية فردد.
الفردمي: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى بني الفردم وهو بطن من تجيب منهم أبو الدهمج رباح بن ذؤابة بن رباح بن عقبة بن عبد الله بن عمرو التجيبي الفردمي من أهل مصر، يروي عن سالم بن غيلان، روى عنه ابن عفير وهو معروف من أهل مصر.
[ هامش...(1) قنسرين: مدينة قديمة كانت بين حمص وحلب على بعد مرحلة من حلب " معجم البلدان ".
(2) مزن: من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها أو أربعة.
وانظر معجم البلدان، والانساب 527 / أو اللباب 3 / 204.
(3) انظر اللباب 3 / 81 ].(4/363)
الفرزاميثني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الزاي وكسر الميم وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها) وفتح الثاء (المثلثة) وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فرزاميثن وهي محلة من حائط سمرقند سكنها أبو موسى (عيسى) بن
عبدك بن حماد وقد قيل ابن عبده بن عبد الله العبدي الفرزاميثني المعروف بالجلاب يقال إنه شاشي سكن بسمرقند (فرزاميثن) يروي عن أحمد بن نصر العتكي نسخة كبيرة عن أبي مقاتل السمرقندي عن أبي سهل كثير بن زياد البرساني البصري، روى عنه أبو نصر محمد بن عبد الرحمن الشافعي ومحمد بن علي الصفار وعلي القاسم الخطابي المروزي.
ومات بعد العشر والثلاثمائة.
الفرزكي: بضم الفاء وسكون الراء وفتح الزاي وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى فرزك وهو اسم لجد أبي محمد يحيى بن أحمد بن الحسن بن فرزك الايذجي الفرزكي من أهل إيذج يروي عن أبي بشر مكي بن مردك الاهوازي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني.
الفرسا باذي: بضم الفاء وسكون الراء وفتح السين المهملة والباء (الموحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة).
هذه النسبة إلى فرساباذ وهي قرية من قرى مرو على فرسخين، منها: عبد الحميد بن حميد الفرسا باذي أدرك التابعين وروى عن عامر بن الشعبي.
والفرساني: بكسر الفاء أو ضمها والله أعلم وسكون الراء المهملة وبعدها السين المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فرسان وهي قرية من قرى أصبهان وكنت أظن أنها بضم الفاء إلى أن رأيت بخط الامير ابن ماكولا بكسر الفاء.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو محمد بذال بن سعد بن خالد بن محمد بن أيوب الفرساني الاصبهاني، يروي عن محمد بن بكير الحضرمي، روى عنه أبو محمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني في معجم شيوخه.
وأبو الحسن علي بن عبد العزيز بن عمران الفرساني ثقة سمع بأصبهان الحديث الكثير وحدث عن أبي بشر أحمد بن محمد بن عمرو المروزي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وأبو () (1) محمد بن عبد الجبار بن محمد بن جعفر الضبي الفرساني شيخ صالح كثير السماع من أهل أصبهان، يروي عن أبي بكر بن أبي علي وأبي [ هامش...(1) في نسخ أخرى: " وأبو محمد عبد الجبار " ].(4/364)
القاسم الاسد اباذي (1) روى عنه أبو سعد البغدادي الحافظ بالحجاز وكانت ولادته سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
وتوفي بأصبهان في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين وأربعمائة.
ووالده أبو القاسم عبد الجبار بن محمد بن عبد الجبار بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن محمد بن أبان بن حمزة بن الحنيف بن مسلم بن عثمان بن شريك بن طفيل الفرساني الضبي، يروي عن أبي بكر محمد بن أبراهيم بن المقرئ.
مات في شهر ربيع الاول سنة خمس وعشرين وأربعمائة.
ومن القدماء أبو إسحاق (إبراهيم) بن أيوب الفرساني العنبري (من أهل أصبهان) يروي عن سفيان الثوري والمبارك بن فضالة وأبي هاني والنعمان بن عبد السلام والاسود بن رزين، كان صاحب ليل وعبادة لم يعرف له فرش منذ أربعين سنة، روى عنه عبد الله بن داود، وإبراهيم بن حيان بن حكيم بن حنظلة بن سويد بن علقمة بن سعد بن معاذ الاشهلي الفرساني، يروي عن أبيه وشريك بن عبد الله وغيرهما، روى عنه النضر بن هشام المكتب.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن الجعد الفرساني، روى عن عبد الله بن عمران وسهل بن عثمان ورأى إبراهيم (بن أيوب) الذي روى عن النعمان، روى عنه أبو عمرو بن حكيم.
الفرساني: بالفاء ولا أدري بالفتح أو الضم أو الكسر وسكون الراء وفتح السين المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فرسانة (2) وهي قرية من قرى أفريقية من بلاد المغرب.
منها: الحسن بن إسماعيل الكندي الفرساني حدث عن أصبغ بن الفرج وغيره.
توفي في وادي مخبل (من عمل) برقة سنة ثلاث وستين ومائتين.
الفرشي: بضم الفاء وسكون الراء وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى الفرش.
والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن بن الحسين بن عتيق الفرشي، يروي عن أحمد بن الحسن المقرئ وغيره، روى عنه أبو القاسم سعد بن علي الزنجاني والشريف
أبو الحسن علي بن أحمد بن الحارث العثماني وغيرهما.
الفرضي: بفتح الفاء والراء وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى الفريضة [ هامش...(1) في م " الا سفرا باذي ".
وهو أبو القاسم علي بن عمر بن إسحاق بن إبراهيم بن معمر الاسدباذي الادمي الاصبهاني.
توفي في حدود سنة أربعمائة.
وانظر الانساب 1 / 212.
(2) في معجم البلدان والمشترك وضعا 332: " فرسان: من قرى أفريقية نحو المغرب " ].(4/365)
والفرض والفرائض وهو علم المقدرات ويقال في النسبة إليه فرضي وفارض وفرائضي، واشتهر بهذه النسبة جماعة من أهل العلم منهم: أبو أحمد عبيدالله بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم هو محمد بن علي بن مهران الفرضي المقرئ من أهل بغداد كان إماما فاضلا ثقة، مأمونا من الائمة الورعين وكان رأسا في القراآت، سمع القاضي أبا عبد الله المحاملي (1) ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ومن بعدهما وحضر مجلس أبي بكر بن الانباري وغيرهم، روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال أبو القاسم الازهري وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وجماعة آخرهم أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار وكان من أهل الدين والورع قال علي بن عبد الواحد بن مهدي اختلفت إلى أبي أحد الفرضي ثلاث عشرة سنة لم أره فيها غير أنه قرأ علينا يوما كتاب الانبساط فأراد أن يضحك فغطى فمه وكان إذا جاء إلى أبي حامد الاسفراييني قام من مجلسه ومشى إلى باب مسجده حافيا مستقبلا له وكتب أبو حامد يوما إليه مع رجل خراساني يشفع له أن يأخذ عليه القرآن فظن أبو أحمد أنها مسألة قد استفتي فيها.
فلما قرأ الكتاب غضب ورماه من يده وقال: أنا لا أقرئ القرآن بشفاعة وكان أبو القاسم الكرخي الفقيه يقول: لم أر في الشيوخ من يعلم العلم لله خالصا لا يشوبه بشئ من الدنيا غير أبي أحمد الفرضي فإنه كان يكره أدنى سبب حتى المديح لاجل العلم قال وكان قد اجتمعت فيه أدوات الرئاسة من علم وقرآن وإسناد وحالة متسعة في الدنيا وغير ذلك من الاسباب التي يداخل بمثلها السلطان وتنال بها الدنيا، وكان مع ذلك من أورع
الخلق.
ومات عن اثنتين وثمانين سنة في شوال سنة ست وأربعمائة ببغداد.
وأخوه أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي مسلم الفرضي من أهل بغداد انتقل عنها وسكن بالبصرة إلى آخر عمره وكان يعرف بأبي الطاهر الرسول، حدث بالبصرة عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد وحمزة بن محمد الدهقان وأبي الحسن علي بن محمد بن الزبير الكوفي وعبد الله بن إسحاق الخراساني وأبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي والقاضي أبي بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ وحبيب بن الحسن القزاز وغيرهم، يروي عنه أبو القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شغبة الحافظ وأبو ليلى أحمد بن محمد بن أحمد العبدي البصريان ذكره أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد وقال: أدركته حيا في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة إلا أنه كان عليلا فلم يقض لي السماع منه.
ومات بعد خروجي عن البصرة بمده وكان صدوقا.
[ هامش...(1) في ك " بن المحاملي ".
وهو أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي المحاملي " وانظر اللباب 3 / 172 ].(4/366)
الفرعي: بكسر الفاء وفتح الراء وفي آخرها عين مهملة.
هذه النسبة إلى الفرع وهو اسم لوالد تميم بن فرع الفرعي المصري من أهل مصر، روى عن عمر بن العاص وعقبة بن عامر وأبي نضرة، روى عنه حرملة بن عمران حضر فتح الاسكندرية، ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخه لاهل مصر.
الفرغاني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الغين المعجمة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى موضعين: أحدهما فرغانة وهي ولاية وراء الشاش من بلاد المشرق وراء نهر جيحون وسيحون (1) وفيهم كثرة وشهرة في كل فن ونوع من العلوم واستغنينا عن ذكرهم (2).
وأما الثاني فهو فرغان قرية من قرى فارس وخرج منها (جماعة منهم): أبو الفتح محمد بن إسماعيل الفارسي الفرغاني دخل نيسابور وسمع من أبي يعلى
حمزة بن عبد العزيز المهلبي وغيره وسماع أثبت في جزء لابي يعلى والظن أنه ما روى شيئا.
وأما أبو المظفر المشطب بن محمد بن أسامة بن زيد بن النعمان بن سفيان الفرغاني من فرغانة ما وراء النهر كان من فحول المناظرين وكانت له يد باسطة في النظر والجدل وكان مختلطا بالعسكر وكان لا يفارقهم، سمع أبا الوفاء (3) محمد بن بديع الحاجب وأبا مسعود سليمان بن إبراهيم وأبا سعد ثابت بن أحمد بن عبدوس الرازي وأبا سعد محمد بن جعفر بن محمد المطيبي وأبا عبيد محمد بن سليمان بن بكر الكرواني (4) وغيرهم، روى لنا عنه أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي.
وتوفي ببغداد في شوال سنة ست وثمانين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن حمويه بن حديد بن هارون بن إدريس بن عبد الله الفرغاني، يروي عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن الازهر الوراق، روى عنه أبو الحسن علي بن عمر السكري الحربي لانه حدث ببغداد لما قدمها حاجا.
[ هامش...(1) جيحون وسيحون: نهران عظيمان يسميان اليوم أموداريا وسرداريا ومنابعهما من أواسط آسيا وطولهما على الترتيب 1850 كم و 2700 كلم وترفدهما أنهار كثيرة، ومعظم مجراهما في أراضي الاتحاد السوفياتي، ويصبان في بحيرة خوارزم التي تسمى اليوم بحر آرال.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 477، 521 516.
(2) ذكره أبو سعد تحت هذا العنوان ثمانية أشخاص: أحدهم من فرغانة فارس وهو أبو الفتح محمد بن إسماعيل الفارسي، واثنان آخران غير محددين وهما أبو بكر محمد بن حمويه وأبو صالح عبد العزيز بن عباد، والخمسة الباقون كلهم من فرغانة وراء النهر.
(3) انظر اللباب 1 / 326.
(4) انظر اللباب 3 / 95 ].(4/367)
وأبو جعفر محمد بن عبد الله الفرغاني الصوفي من فرغانة الشاش أيضا، نزل بغداد ولزم الجنيد واشتهر بصحبته وروى عنه كلامه، حكى عنه أبو العباس محمد بن الحسن الخشاب وغيره وحكى عنه أنه قال: " التوكل باللسان يورث الدعوى والتوكل بالقلب يورث
الغنى ".
وأبو صالح عبد العزيز بن عباد الفرغاني أخو حمدان حدث عن يزيد بن هارون ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري روى عنه محمد بن مخلد الدوري وعلي بن إسحاق المادرائي وكان صدوقا.
مات في صفر سنة تسع وستين ومائتين.
وأبو سعيد مسعدة بن بكر بن يوسف بن ساسان الفرغاني من فرغانة ما وراء النهر قدم بغداد حاجا وحدث عن الحسن بن سفيان النسوي، روى عنه أبو الحسن الدارقطني ويوسف بن عمر القواس.
وكانت وفاته بعد سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الرحمن القاسم بن محمد بن عبد الله الفرغاني المذكر من فرغانة ما وراء النهر كان يضع الحديث وضعا فاحشا، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ ووصفه بما قلت ثم قال: ما ذكرته إلا على التعجب والتذكرة ليعرفه من لم يقف على حاله كان يدور في رساتيقنا بين نيسابور وجرجان فيحدث عن قبيصة بن عقبة وأبو عاصم النبيل وعبد الله بن يوسف وأبي حذيفة النهدي وأقرانهم بالموضوعات وتوفي باسفرايين سنة إحدى وستين ومائتين.
وحكى الفرغاني عن بشر بن الحارث الحافي أنه قال " الحمد لله إذ لم يرزقني زهد أبي ذر، ولم يجعلني في الجهل مثل أبي جهل ".
وأبو العباس حاجب بن مالك بن أركين الفرغاني الضرير الدمشقي ويقال حاجب بن أبي بكر ظني أن أصله من فرغانة منا وراء النهر، وحاجب هذا كان حافظا مكثرا جليل القدر سكن دمشق.
قدم أصبهان أيام بدر الحمامي سنة ست وتسعين ومائتين ورجع إلى دمشق وبها توفي، سمع أحمد بن عبد الرحمن بن بكار الدمشقي وعبد الرحمن بن يونس الرقي، روى عنه عبد الرحمن (بن محمد بن أحمد بن سياه وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد) (البستي) وغيرهم.
الفرغليظي: بضم الفاء وسكون الراء وضم الغين (المعجمة) وكسر اللام وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها) وفي آخرها الظاء (المعجمة).(4/368)
هذه النسبة إلى قرية من نواحي قرطبة من بلاد الاندلس من المغرب من أعمال شقورة (1) منها صاحبنا ورفيقنا وصديقنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان بن المرادي الفرغليظي ورد نيسابور وتفقه على محمد بن يحيى وكان جميل السيرة متعبدا ناسكا كثير العبادة والخير، سمع معنا الكثير وقبلنا من شيوخنا وحصل كتب الامام أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي.
نسخا وتوريقا وخرجنا صحبة واحدة إلى نوقان طوس لسماع كتاب التفسير لابي إسحاق الثعالبي وشاهدت منه أحوالا سنية قلما تتفق في أحد ثم صادفته بنيسابور لما انصرفت من الرحلة وكان قد انتقل من المدرسة إلى جوار عبد الرحمن الاكافي رحمهما الله وخرج بعد ذلك إلى الحجاز عازما على الانصراف إلى بلاده فرجع عنها لفساد بلاد المغرب وظهور واحد يدعي الملك فخرج إلى الشام وسكن مدة دمشق ثم انتقل إلى حماة ثم إلى حلب.
وتوفي بها في عشر ذي الحجة سنة أربع وأربعين وخمسمائة وكانت ولادته قبل الخمس ولعله بلغ الخمسين وما جوزها.
الفرغولي: بفتح الفاء وسكون الراء وضم الغين المعجمة.
هذه النسبة إلى فرغول وظني أنها قرية من قرى دهستان (2) والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم الفرغولي نزيل مرو وولد بدهستان ونشأ بجرجان وتفقه بنيسابور وسكن مرو إلى حين وفاته وكان أديبا فاضلا متكلما عالما باللغة بصيرا بالنحو، صحب الائمة القشيرية وانتسب إليهم في التصوف وكان قد اشتغل بعلم الاوائل مدة ثم ترك ذلك وكان له مال قد حصله من كل جنس فصار يرد المظالم ويتصدق منه ويخرج الزكوات سمع بدهستان: أبا أحمد (عبد) الحليم بن محمد بن عبد الحليم القصاري وأبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرؤاسي وبجرجان أبا تميم
كامل بن إبراهيم الخندقي وأبا القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي وبنيسابور أبا عمرو عثمان بن محمد بن عبد الله المحمي وأبا الفضل محمد بن عبيدالله الانصاري وبمرو جدي الامام أبا المظفر السمعاني وطبقتهم، كتبت عنه الكثير، وسمع منه القدماء وجماعة من شيوخه، فإنه أنشدني هذين البيتين (لبعض) الاعراب: [ من الطويل ]: [ هامش...(1) شقورة: تقع شمالي مرسية في الاندلس.
معجم البلدان.
(2) دهستان: بل في طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان وعلى بعد أربع مراحل من جرجان بالقرب من بحر قزوين، ويقع بالقرب منها خليج ضحل من بحر قزوين كانت السفن ترسو فيه.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 420 ].(4/369)
ألا قل لارباب (المخائض) أهملوا * * * لقد تاب مما يعلمون يزيد وإن امرءا ينجو من النار بعدما * * * تزود من أعمالها لسعيد وقال: (جاء) إلي أبو نعيم عبيدالله بن أبي علي الحداد وكتب عني البيتين وحدثني أن أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي (روى عنه البيتين) وعقدت له مجلس الاملاء وأملى في مسجد رأس (سكنه بسكة أبي معاذ وكتبت عنه) وكانت ولادته في شعبان سنة ست وخمسين وأربعمائة بدهستان ووفاته () (1).
وابنه أبو بكر علي بن عمر الفرغولي البناء كان شابا صالحا سديدا سمعه أبوه عن جماعة مثل أبي الحسن علي بن أحمد بن (محمد) المديني وأبي علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي وأبي بكر محمد بن مأمون المتولي وغيرهم، سمعت منه جزئين من ثلاثة وكانت ولادته قبل سنة تسعين وأربعمائة ووفاته وخمسمائة بمرو.
الفرقدي: بفتح الفاء والقاف بينهما الراء الساكنة وفي آخرها الدال (المهملة).
هذه النسبة إلى فرقد والمشهور بهذه النسبة أبو جعفر بن علي بن مخلد بن مزيد (2) بن محرز الفرقدي الدراكي من أهل أصبهان.
يروي عن إسماعيل بن عمر البجلي وهو آخر من مات من
أصحابه، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم.
ومات سنة سبع وثلاثمائة.
ومحمد بن جعفر بن الهيثم بن يحيى بن فرقد الضبي المديني الفرقدي من أهل أصبهان نسب إلى جده، روى عن محمد بن يحيى بن فياض الزماني، روى عنه محمد بن (أحمد بن) إبراهيم.
الفركي: بفتح الفاء والراء.
هذه النسبة إلى فرك وهي قرية من قرى أصبهان منها أبو نجم بدر بن خلف بن يوسف بن محمد الفركي الحاجي من أهل أصبهان، سمع أبا نصر إبراهيم بن محمد بن علي الكسائي المقرئ وغيره.
وكانت ولادته سنة تسع عشرة وأربعمائة ووفاته سنة أثنتين وخمسمائة.
الفركي: بكسر الفاء وسكون الراء وفي آخرها الكاف (الفرك) موضع ببغداد على [ هامش...(1) في الاصول فراغ بقدر ثلاث كلمات أو أربع.
وفي التحبير 1 / 531، ومعجم البلدان: " وتوفي بمور في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة ودفن بسنجدان ".
(2) انظر اللباب 2 / 423 " يزيد " ].(4/370)
الدجلة أسفل من باب الازج قال بن المعتز: يا ربة المنزل (بالفرك) ومحفوظ بن إبراهيم الفركي: ظني أنه نسب إلى هذا الموضع، يروي عن سلام بن سليمان المدائني، روى عنه أبو عيسى موسى بن موسى الختلي.
الفرماوي: فتح الفاء والراء (والميم) بعدها الالف وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى فرما وهي بليدة من أرض مصر (1) والنسبة إليها فرمي وفرماوي.
منها أبو حفص عمر بن يعقوب بن زريق الفرماوي، يروي عن بكر بن سهل الدمياطي، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ وذكر أنه سمع منه بمدينة الفرما.
الفرمنكي: بفتح الفاء والميم بينهما الراء (الساكنة) والنون (الساكنة) بعدها وفي آخرها
الكاف.
هذه النسبة إلى فرمنك وهو جد أبي محمد بن حميد بن فروة بن فرمنك الوراق الفرمنكي من أهل بخارا كان وراقا لابي حذيفة إسحاق بن بشر، روى عن ابن المبارك وخارجة بن مصعب وسفيان بن عيينة والفضيل بن عياض، روى عنه أبو معشر حمدويه بن الخطاب.
وابنه أبو عبد الله بن حميد الفرمنكي وهو يروي يعني محمد بن حميد عن إبراهيم بن الاشعث، روى عنه أبو بكري السعداني.
الفرمي: فتح الفاء والراء وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى الفرما وهى بليدة بنواحي مصر.
والمشهور بالنسبة إليها أبو علي الحسين بن محمد بن هارون بن يحيى بن يزيد الفرمي، قيل إنه من موالي آل شرحبيل بن حسنة حدث عن أحمد بن داود المكي ويحيى بن أيوب العلاف والحسن بن عليب وغيرهم وكان موثقا، نعم الرجل.
توفي في ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة.
وأبو حفص عمر (بن يعقوب) بن زريق الفرماوي قد ذكرناه.
الفرنباذي: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح النون والباء الموحدة وفي آخرها الذال (المعجمة).
هذه النسبة إلى فرنباذ وهي قرية كبيرة بمرو على خمسة فراسخ وبها كان أولاد [ هامش...(1) في معجم البلدان أنها حصن على ضفة البحر في مصر بين العريش والفسطاط وينسب إليها أبو علي الحسين بن محمد بن هارون بن يحيى " ].(4/371)
الشيخ أبي علي الاسود، منها أبو أحمد محمد بن سورة بن يعقوب الفرنباذي، يروي عن سعيد بن هبيرة هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الفرنجي: بفتح الفاء والراء والنون الساكنة وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى فرنجة وهو فرنجة بن حام وقيل فرنج أبو الفرنجي بن ليطي بن خيم بن يافث وقيل فرنجة بن مصر وهو موضع ينسب إليه جماعة من الروم يقال لكل واحد الفرنجي أو الافرنجي، لقيت منهم ببيت
المقدس وبلاد فلسطين جماعة كثيرة.
الفرندا باذي: بفتح الفاء والراء وسكون النون وفتح الدال (المهلمة) والباء (المنقوطة) بواحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى (فرانداباذ وهي قرية على باب نيسابور والمشهور بالنسبة إليها: أبو الفضل العباس بن منصور بن العباس بن شداد بن داود) الفرندا باذي النيسابوري سمع (محمد) بن يحيى الذهلي وأيوب بن الحسن الزاهد وعتيق بن محمد الجرشي وأحمد بن يوسف السلمي وعلي بن الحسن الهلالي وأقرانهم، روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى (1) المزكي وغيرهما.
وتوفي ليلة الاربعاء ليومين بقيا من ذي القعدة سنة ست وعشرين وثلاثمائة، وكان من اصحاب الرأي.
الفرنكدي: بفتح الفاء والراء وسكون النون وفتح الكاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فرنكد وهي من قرى سمرقند ويقال لها افرنكد أيضا وهي من أعمال إشتيخن وكان أبو سعد الادريسي، يقول: فرنكد على خمسة فراسخ من سمرقند وهي من بلاد إشتيخن، خرج منها جماعة من العلماء منهم أبو محمد بكر بن مسعود بن الحسن بن الوارد الفرنكدي السغدي، يروي عن جماعة كثيرة منهم عبد الله بن حماد الآملي وعبد الصمد بن الفضل البلخي وأبو حفص عمر بن حفص الباهلي وغالب بن حربيل وسعد بن خشنام السمرقنديون روى عنه جماعة كثيرة وسمعت جزءا من فوائده من شيخنا الامام عمر بن أبي الحسن البسطامي ذكره الله بالخير.
وأبو العباس الفضل بن محمد بن نصر الفرنكدي يعرف القضاعي، يروي عن محمد بن سعيد والحسن بن أحمد الفرنكديين، روى عنه سعد الادريسي الحافظ.
وأبو أحمد حامد بن أحمد بن حمدويه القاري الفرنكدي السغدي، يروي عن أبي الحسن علي بن [ هامش...(1) انظر اللباب 3 / 204 ].(4/372)
الحسن المقرئ وقرأ عليه القرآن.
قال أبو سعد الادريسي: كتبنا عنه بفرنكد لم يكن به بأس.
وأبو أحمد أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن فرنكدك النسفي الفرنكدي له نسب أطول من هذا مذكور في تاريخ نسف والد عبد الرحمن وعبد الواحد وعبد الجليل، يروي عن أبي يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، روى عن أبو العباس المستغفري الحافظ وقال إنه مات في العشر الاواخر من شهر ربيع الاول سنة أربعمائة.
وأحمد بن عبد الواحد بن منصور بن نصر بن متين الافرنكدي المدرس المفتي بفرنكد كان فقيها فاضلا، يروي عن محمد بن أحمد الحميجكثي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد النسفي الحافظ.
وتوفي في شعبان سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
الفرنيفثاني: بفتح الفاء وسكون الراء وكسر النون بعد (ها) الياء (المنقوطة من تحتها باثنتين) وبعدهما الفاء ثم الثاء المثلثة وفي آخرها النون بعد الالف.
هي قرية من قرى خوارزم يقال لها فرنيفثان على فرسخين من مدى (1) كاث (2) رأيت فقيها شابا بمدرى كاث إحدى قرى خوارزم من نفس هذه القرية وأنشدني شيئا من الشعر سمعت أبا يعقوب يوسف بن الحسين بن أبي القاسم الفرنيفثاني مذاكرة بمدري كان يقول سمعت عمر بن محمد الامامي الجرجاني بخوارزم يقول: كنت ليلة جمعة في ضيعتي ففتحت سورة الكهف وقرأت حتى بلغت هذه الآية: (وتحسبهم أيقاظا وهم رقود) ففكرت في أهل زماننا وفيهم وفي نفسي فقلت: ما أبين البين بين قوم ظنوا أيقاظا وهو رقود وبين أيقاظ عصرنا ذا فإن أيقاظهم هجود بل لو يعدون في انعدام ساغ وإن ضمهم وجود.
الفرني: بضم الفاء وسكون الراء بعدها النون.
هذه النسبة إلى فرنة وهو اسم لجد محمد بن إبراهيم بن فرنة الفرني نسب إلى جده.
يحدث عن معاذ بن هشام وغيره حدث عنه أبو الليث الفرائضي.
الفرواجاني: بفتح الفاء وسكون الراء والواو والجيم بينهما الالف وفي (آخرها) النون.
[ هامش...(1) مدار: نهر يرفد جيحون، كان يسقي مدينة وما جاورها.
انظر المسالك والممالك للاصطخري 169، وبلدان الخلافة 496.
(2) كانت (كاث) إحدى قصبتي منطقة خوارزم ولكن طغيان نهر جيحون خربها فبنى الناس مدينة جديدة إلى شرق الاولى وما تزال هذه الجديدة قائمة تسمى خيتة.
وانظر المسالك والممالك للاصطخري 168، وبلدان الخلافة الشرقية 490 489 ].(4/373)
هذه النسبة إلى فرواجان وهي قرية على فرسخ من مرو يقال لها برواجان منها: أبو عبد الله محمد بن الحسن بن زيد المروزي الفرواجاني وقيل محمد بن الحسن بن علي الفرواجاني، روى عن عبد العزيز بن حاتم المروزي، روى عنه أبو سعيد أحمد بن محمد بن الفضل الكرابيسي وأبو منصور محمد بن محمد الرحمويي والحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع وأبو الحسن علي بن الحسين الحفصويي وغيرهم.
الفرواني: بفتح الفاء وسكون الراء وفتح الواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فروان وهي بليدة عند غزنة كان في نصفها منبر والنصف الآخر في أيدي الهند ولهم هناك سوق للرواني مشهور وليس يجوز للهند حكم في النصف الذي في أيدي المسلمين ولا للمسلمين حكم في النصف في أيدي المشركين هكذا وقع الصلح.
وقد صارت كلها في أيدي المسلمين.
منها أبو وهب منبه بن محمد بن أحمد بن المخلص الفرواني واعظ زاهد ورع مليح الوعظ سليم الجانب له معرفة بالتفسير، سمع أبا حامد بن محمد الشجاعي وحدث عنه بكتاب النوادر لمحمد بن علي بن الحكيم، روى عنه أبو الفتح محمد بن إبراهيم القهستاني بسرخس وأبو محمد محمد بن محمد بن أحمد بن الحسن السانوا جردي بمرو وأبو بكر محمد بن الحسن الغزنوي بحلب وغيرهم.
وكانت وفاته في حدود سنة خمسمائة.
والاديب أبو بكر محمد بن يعقوب بن محمود بن إبراهيم الفرواني، ذكره (أبو محمد)
عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في معجم شيوخه وقال: كتبت عنه بما رمل في جبل بلخ حديثا واحدا خطا من حفظه.
وأبو سعد عبد الكريم بن أحمد الثعالبي الفرواني، سمع أبا مسلم غالب بن علي الرازي، روى عنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الالمعي وذكر أنه سمع منه بفروان.
الفروي: بفتح الفاء وسكون الراء المهملة.
هذه النسبة إلى الجد الاعلى.
والمشهور أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن (أبي) فروة الفروي القرشي مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه من ثقات أهل المدينة، يروي عن مالك بن أنس وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة وعبيدة بنت نابل ونافع بن أبي نعيم، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان الامامان وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان صدوقا ولكن ذهب بصره فربما لقن الحديث وكتبه صحيحة وكتب أبي وأبو زرعة عنه ورويا عنه ].(4/374)
وهارون بن موسى الفروي وأبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة الفروي ابن عم إسحاق مولى آل عثمان بن عفان، يروي عن الاعرج ويزيد بن خصيفة، وروى عنه إبراهيم بن المنذر الحزامي وأحمد بن عبدة الضبي وأهل المدينة، مات في المحرم سنة تسعين ومائة.
وأبو سليمان إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الفروي مولى عثمان بن عفان القرشي المديني روى عن نافع والزهري وابن أبي مليكة، روى عنه عبد السلام بن حرب ويحيى بن حمزة ومحمد بن شعيب وكان أحمد بن حنبل يقول: لا تحل الرواية عندي عن إسحاق بن أبي فروة قلت: يا أبا عبد الله لا تحل ؟ قال عندي.
وقال يحيى بن معين: إسحاق بن أبي فروة: لا شئ كذاب.
قال عمرو بن علي: (ابن) أبي فروة متروك الحديث وقال أبو حاتم.
الرازي: هو ذاهب الحديث.
وقال أبو زرعة الرازي: إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ذاهب الحديث متروك وكان في كتابه حديث عنه فلم يقرأه عليه وقال أضعف ولد أبي فروة إسحاق.
الفرهاذ جردي: بفتح الفاء وسكون الراء والذال المعجمة بعد الهاء والالف وكسر الجيم
وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فرهاذجرد وهي قرية بمرو على فراسخ منها وبنيسابور قرية يقال لها فرهاذ جرد أيضا من قرى أشفند (1) من نواحي نيسابور وهى من القرى السبع القديمة التي كانت مع القهندز (2) وكان أبو طلحة سركت من أشفند.
والمنتسب إلى فرهاذجرد مرو: أيو يحيى زكريا بن لشاذ بن مسلم بن العباس الفرهاذ جردي سمع بنيسابور محمد بن رافع القشيري وبمرو علي بن خشرم المروزي وغيرهما، روى عنه علي بن عيسى وأبو عمرو بن جعفر الزاهد وجماعة سواهما.
ومن فرهاذجرد نيسابور عياش الفرهاذاني من رستاق أشفند وكان صاحب (حبس) أبي طلحة سركت وإبراهيم بن سركت ومقدم قوادهما.
وأبو الفضل صالح بن نوح بن منصور النيسابوري الفرهاذ جردي، سمع أحمد بن حفص بن عبد الله (ومحمد بن) بن، روى عنه أبو أحمد بن شعيب الفقيه المعدل.
[ هامش...(1) أشفند: كورة كبيرة من نواحي نيسابور قصبتها فرهاذجرد، وتسمى أسفند أو أشبند.
والظاهر أن اسم الكورة القديم قد ضاع اليوم ولكن القرية التي يقال لها فراجرد (عوضا عن فرهاذجرد القديمة) ما زالت يؤشر عليها في الخرائط في الموضع الذي ذكرته كتب المسالك.
معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 429.
(2) في م: " القاهندز " وتضبط: قهندز أو قهندز ومعناها القعلة.
وانظر معجم البلدان والقاموس والتاج: فهندز ].(4/375)
الفريابي: بكسر الفاء وسكون الراء ثم الياء المفتوحة آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى فارياب بليدة بنواحي بلخ.
وينسب إليها بالفريابي والفاريابي والفيريابي أيضا بإثبات الياء.
خرج منها جماعة من المحدثين والائمة.
وأما المشهور فهو أبو عبد الله محمد بن يوسف الفريابي سكن قيسارية (1) بلدة على الساحل رحل الناس إليه وكتبوا عنه.
قال محمد بن إسماعيل البخاري: خرجنا من حمص فاستقبلنا أحمد بن حنبل وقد فاته
محمد بن يوسف الفريابي.
سمع الفريابي من الاوزاعي والثوري وإبراهيم بن أبي عبلة وإسرائيل وزائدة، روى عنه أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن إسماعيل البخاري وأحمد بن أبي الحواري وغيرهم.
مات سنة اثنتي عشرة ومائتين وكان مولده سنة ست وعشرين ومائة قال أبو حاتم بن حبان: الفريابي من خيار عباد الله (الصالحين) قال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: محمد بن يوسف الفريابي سكن قيسارية ساحل الشام.
قال أحمد بن حنبل: الفريابي سمع من الثوري بالكوفة وصحبه وسمع منه.
قال أحمد: وكتبت أنا عن الفريابي بمكة وقال يحيى بن معين لما سأله عيسى بن محمد الرملي أيهما أحب إليك كتاب الفريابي أو كتاب قبيصة ؟ قال: كتاب الفريابي.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن الفريابي فقال: صدوق ثقة، وسألت أبا زرعة عن الفريابي ويحيى بن اليمان فقال: الفريابي أحب إلي من يحي بن يمان.
وأبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض الفريابي أحد الائمة المشهورين رحل من الشرق إلى الغرب وأدرك العلماء وولي القضاء بالدينور مدة وسكن بغداد واجتمع في مجلس إملائه ثلاثون ألفا ممن كان يكتب.
وتوفي ببغداد سنة إحدى وثلاثمائة.
وابنه أبو الحسن محمد بن جعفر الفريابي حدث عن أبي يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي ومحمد بن أحمد بن الجنيد الدقاق وعباس بن محمد الدوري وإسحاق بن سيار النصيبي والمطلب بن شعيب المصري وموسى بن الحسن الصقلي والحسن بن كليب الانصاري، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق ويوسف بن عمر القواس وأبو الحسين بن جميع الغساني وأبو حفص بن شاهين وأبو حفص الكناني وكان ثقة.
وكانت ولادته سنة سبع وأربعين ومائتين.
[ هامش...(1) قيسارية: بلد على ساحل بحر الشام، تعد في أعمال فلسطين بينها وبين طبرية ثلاثة أيام " معجم البلدان " ].(4/376)
وعلي بن جعفر الفريابي.
وعبد الله بن محمد بن يوسف الفريابي.
وإبراهيم بن محمد
الفريابي المقدسي.
وعبد الله بن محمد بن هارون الفريابي وعدد كثير.
وأبو محمد عبد الرحيم بن حبيب الفريابي أصله من بغداد سكن فارياب، يروي عن بقية وإسحاق بن نجيح وكان يضع الحديث على الثقات وضعا.
قال أبو حاتم بن حبان: حدثنا عنه محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي وغيره من شيوخنا، لا يحل الرواية عنه ولا كتبة حديثه إلا للمتبحر في هذه الصناعة ولعل هذا الشيخ قد وضع أكثر من خمسمائة حديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها عن الثقات.
ومحمد بن تميم بن سليمان السعدي الفاريابي يضع الحديث، يعلق محمد بن كرام برجله وتشبث بالجويباري (1) في كتابه فأكثر روايته عنهما جميعا وكانا يضعان الحديث، ليس عند أصحابنا عنهما شئ وإنما ذكرناهما لئلا يتوهم أحداث أصحابنا أو شيوخنا تركوهما للارجاء فقط وإنما كان السبب في تركهم إياهما أنهما كانا يضعان الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعبد الله بن محمد بن سلم الفريابي المقدسي، يروي عن محمد بن الوزير الدمشقي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وإبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي نزل ببيت المقدس وسكنها، يروي حمزة وأيوب بن سويد ورواد بن الجراح ومؤمل بن إسماعيل وإبراهيم بن أعين، سمع منه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي وذكر أنه سمع منه ببيت المقدس.
الفرياناني: بكسر الفاء وسكون الراء وفتح الياء آخر الحروف والنون بين الالفين وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو يقال لها فريانان بكسر الفاء والياء المنقوطة والنون.
ومنها: أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن حكيم العتكي الفرياناني وهذه القرية بمرو عند باجخوست خربت الساعة وبقي قبر أبي عبد الرحمن بها يزوره الناس ويدورون حوله، زرته غير مرة وهو يروي عن أبي حمزة أنس بن عياض ويحيى بر خريش (وجماعة من أهل
العراق روى عنه إسحاق بن إبراهيم القاضي وعبدان بن محمد الفقيه وأبو علي بن شبويه [ هامش...(1) هو أبو علي أحمد بن عبد الله بن خالد التميمي القيسي الجويباري، من أهل هراة.
قال ابن حبان: هو دجال من الدجاجلة، كذاب.
وانظر الانساب 3 / 424، والمغني في الضعفاء 1 / 43 ].(4/377)
والحسن بن سفيان) وجماعة من المراوزة وكان ممن يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم وكان محمد بن علي الحافظ سيئ الرأي (فيه وسئل أحمد بن سيار عنه فقال لا سبيل إليه).
الفرياني: بكسر الفاء وسكون الراء وفتح الياء آخر الحروف وبعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى جد أبي بكر محمد بن عبد بن خالد بن فريان بن فرقد (1) النخعي البلخي الفرياني قدم بغداد وحدث بها عن قتيبة بن سعيد ويحيى بن موسى خت، روى عنه مكرم بن أحمد القاضي وعلي بن الفضل بن طاهر البلخي والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله السدوسي وكان ثقة.
الفريري: بفتح الفاء والياء الساكنة (آخر الحروف) بين الرائين.
هذه النسبة إلى اسم رجل وهو فرير وهو قيس بن الفرير بن أمية الفريري من بني سلمة ابنته ليلى بن قيس هي أم عبد الله بن عمرو بن حرام وكان عبد الله من النقباء (2).
الفريزني: بفتح الفاء وكسر الراء وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها) وفتح الزاي وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فريزن وهي من قرى هراة ويقال لها فريزة أيضا خرج منها من المحدثين أبو محمد سعيد بن زيد أبي نصر الفريزني، يروي عن أبي الحسن علي بن أبي طالب محمد بن أحمد بن إبراهيم الخوارزمي راوي أبي علي الرفا، روى لنا عنه جماعة منهم أبو الفتح سالم بن عبد الله بن عمر العمري وتوفي في سنة نيف وتسعين وأربعمائة.
الفريسي: بضم الفاء وفتح الراء والياء الساكنة (آخر الحروف) وفي آخرها السين المهملة هذه النسبة إلى فريس وهو اسم جد أبي بكر أحمد بن محمد بن فريس بن سهل البزاز البغدادي الفريسي، يحدث عن أحمد بن الهيثم الدوري وأبي بكر محمد بن
محمد بن سليمان الباغندي ونظرائهما.
قال الدارقطني: وابناه علي ومحمد أبو الفتح يعرفان ببني أبي الفوارس كتبا الحديث ورحل (محمد في طلبه) إلى خراسان وأصبهان وغيرهما قلت: هو محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ البغدادي حافظ كبير متقن مكثر من الحديث، سمع منه أبو بكر بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأكثر عنه وذكره في [ هامش...(1) انظر اللباب 2 / 428.
(2) بعدها في اللباب 2 / 428: " قلت فاته: الفريري أيضا إلى فرير بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ، بطن من طئ، منهم عتبان بن سلمان بن مالك بن خناس بن أبي كعب بن عبد الله بن مالك بن سعد بن فريز.
كان عتبان رئيس فرير أيام لقوا أنمار من بغيض، وأما خناس وهو الحسحاس جد عتبان فعنه كان بدء حرب الفساد " ].(4/378)
التاريخ وأثنى عليه.
وفي الاسماء فريس بن صعصعة سمع ابن عمر رضي الله عنهما وشداد بن معقل، روى عنه وقاء بن إياس وفطو بن خليفة.
الفريشي: بفتح الفاء وكسر الراء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى فريش وهو بطن من تيم الرباب وهو الفريش بن ضباري بن نشبة بن ربيع بن عمرو بن تيم الرباب.
ومن ولده وردان بن مجالد بن علفة بن الفريش بن ضباري الفريشي كان مع عبد الرحمن بن ملجم ليلة قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتله عبد الله بن نجبة بن عبيد بن عمرو بن عتبة بن طريف التيمي تيم (الرباب) وهو من رهط المستورد بن علفة بن الفريش الخارجي الفريشي قتله معقل بن قيس الرياحي صاحب علي بن أبي طالب.
الفريشي: بكسر الفاء والراء المشددة بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى فريش وهي بلدة بالاندلس تقارب قرطبة يكون بها الرخام الجيد.
والمشهور بالانتساب إليها: خلف بن بسيل الفريشي الاندلسي مذكور بالفضل وطلب العلم محدث كبير توفي بالاندلس سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
الفريعي: بضم الفاء وفتح الراء (بعدهما) الياء الساكنة (آخر الحروف) وفي آخرها العين (المهملة).
هذه النسبة إلى فريع وهو بطن من (بني) عبد القيس.
قال ابن حبيب: " وفي عبد قيس فريع بالفاء وهو ثعلبة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ".(4/379)
باب الفاء والزاي الفزاري: بفتح الفاء والزاي والراء في آخرها بعد الالف.
هذه النسبة إلى فزارة وهي قبيلة كان منها جماعة من العلماء والائمة.
فمنهم: أبو عبد الله مروان بن معاوية بن الحارث بن عثمان بن أسماء بن خارجة بن عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري من أهل الكوفة سكن مكة ثم صار إلى دمشق ومات بمكة.
يروي عن ابن أبي خالد ويحيى بن سعيد الانصاري وسليمان الاعمش وعمر بن حمزة وحميد الطويل وعاصم الاحول روى عنه الناس مثل قتيبة بن سعيد وداود بن عمرو الضبي وأحمد بن حنبل وأبي خيثمة، ويحيى بن معين وكان من أهل الكوفة سكن مكة ثم انتقل إلى دمشق فسكنها.
وثقه الائمة مثل يحيى بن معين، وسئل علي بن المديني عنه فقال: ثقة فيما روى عن المعروفين وضعفه فيما روى عن المجهولين.
مات قبل التروية بيوم فجاءة بمكة سنة ثلاث وقيل أربع وتسعين ومائة.
قال ابن نمير: كان مروان بن معاوية يلتقط الشيوخ من السكك، وقال غيره: يكثر روايته عن الشيوخ المجهولين.
وقال أحمد بن حنبل: مروان بن معاوية ثبت حافظ.
وأسماء بن خارجة بن حصن الفزاري جد مروان، يروي عن جماعة من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم مات سنة خمس وستين.
وأسماء بن الحكم الفزاري يروي عن علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) روى عنه علي بن ربيعة الوالبي.
قال أبو حاتم بن حبان: يخطئ.
وخرشة بن الحر الفزاري أخو سلامة بنت الحر عداده في أهل الكوفة وكان يتيما في حجر عمر يروي عن ابن عمر وأبي ذر رضي الله عنهم.
(روى عنه) سليمان بن مسهر الفزاري.
مات سنة أربع وسبعين في ولاية بشر بن مروان على العراق.
والركين بين الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي يروي عن ابن عمر وابن الزبير (رضي الله عنهم) روى عنه الثوري وشريك.
مات سنة إحدى وثلاثين ومائة.
وأبو عمرو شبابة بن سوار الفزاري مولاهم أصله من خراسان نزل المدائن (1) وحدث بها [ هامش...(1) المدائن: مدينة كانت تقع على سبعة فراسخ جنوبي بغداد على جانبي دجلة.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 54 51 ].(4/380)
وببغداد عن شعبة وحريز بن عثمان وورقاء بن عمر ويونس بن أبي إسحاق والمغيرة بن مسلم وابن أبي ذئب والليث بن سعد (وعبد الله بن العلاء بن زبر، روى عنه أحمد بن حنبل) ويحيى بن معين وأبو خيثمة وأحمد بن إبراهيم الدورقي والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني والحسن بن أبي الربيع والحسن بن عرفة وعبد الله بن روح المدائني.
ووالد شبابة اسمه مروان غلب عليه سوار.
وكان شعبة يتفقد أصحاب الحديث فقال يوما: ما فعل ذلك الغلام الجميل ؟ يعني شبابة، وقيل إنه كان يدعو إلى الارجاء وكان صدوقا وقيل له: أليس الايمان قولا وعملا ؟ قال: إذا قال فقد عمل.
وقال محمد بن سعد: شبابة بن سوار الفزاري كان ثقة صالح الامر في الحديث وكان مرجئا.
خرج شبابة إلى مكة ومات بها سنة ست ومائتين.
الفزي: بفتح الفاء وسكون الزاي (بعدها الراء) هذه النسبة إلى الاسم وهو الفزر بن أوس، وخالد بن الفزر يروي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) روى عنه الحسن بن
صالح بن حي وكنت أسمع هذه القبيلة الفزر بكسر الفاء وكذا قرأت في آخر شعر: قيس عيلان والفزر (1) والاسمان المذكوران (كذا) ذكرهما الدارقطني في كتابه بفتح الفاء.
الفزعي: بفتح الفاء وسكون الزاي وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى الفزع وهو اسم لبطون من قبائل (العرب) قال ابن حبيب: وفي تميم الفزع بن عبد الله بن ربيعة بن جندل بن ثور بن عامر بن أحيمر بن بهدلة بن عوف قال: والفزع في كلب وفي خزاعة خفيفان أيضا قال: وابن الفزع هو الذي صلبه أبو جعفر بالبصرة خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن.
الفزعي: بفتح الفاء والزاي وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى الفزع وهو بطن من خثعم وهو الفزع بن شهران بن عفرس قاله ابن حبيب: ولا أدري شهران بالنون أو القاف (2) والله أعلم.
وفي الاسماء فزع بن عفيق بصري، يروي عن ابن عمر في سرق الحرير وروى عنه [ هامش...(1) هذا جزء من الشطر الثاني من بيت لموسى بن جابر الحنفي.
وتتمته على النحو التالي: وجدنا أبانا كان حل ببلدة * * * سوى بين قيس قيس عيلان والفزر وانظر الاكمال 7 / 65.
(2) قال ابن الاثير في اللبا 2 / 430: " قلت: الصحيح شهران بالنون " ].(4/381)
أيضا مفضل بن فضالة أخو المبارك.
والفزع روى عن المنقع فيمن كذب عن النبي صلى الله عليه وسلم روى حديثه سيف بن هرون البرجمي.
الفزي: بضم الفاء وبعدها الزاي المشددة.
هذه النسبة إلى فز وهي محلة بنيسابور يقال لها يوز، كان منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، منهم: أبو سعيد
عبد الرحمن بن محمد بن حسكا الحاكم الفزي من أهل نيسابور وكانت له رحلة إلى العراق والجزيرة، وسمع أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وأبا حبيب القاضي وحامد بن محمد بن شعيب (البلخي) ومحمد بن صالح العكبري وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأقرانهم ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ.
وقال أبو سعيد الحاكم الفزي كان يتصرف في مكاتبة الحاكم بنواحي نيسابور ثم دخل بخارى وقلد قضاء الترمذ (1) وغيره وأقام ببخارى مدة ثم انصرف إلى نيسابور على كبر السن ولم يكن من أصحاب الرأي أسند منه.
وتوفي في شعبان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
الفزاوي: بفتح الفاء والزاي المنقوطة من فوقها بثلاث.
هذه النسبة إلى الجد الاعلى وهو أبو بكر محمد بن علي بن الحسين بن يوسف بن النضر بن فراوة (الافراني الفزاري) من أهل أفران إحدى قرى نسف سمع إبراهيم بن معقل النسفي وغيره، روى عنه ناقلته أبو الأزهر أحمد بن محمد بن محمد بن علي الافراني ومات سنة عشرين وثلاثمائة أو بعدها قريبا.
وابنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن علي (الفزاوي) الافراني رحل إلى العراق وسمع الكثير، روى عنه ابنه أبو الأزهر وكانت رحلته بعد سنة عشرين.
ومات شابا سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وابنه أبو الأزهر أحمد بن محمد الفزاوي الافراني يروي عن أبيه وأبي الاحوص محمد بن مسلمة الكاسي.
روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ.
وكانت وفاته بعد سنة ست وثمانين ومائتين.
[ هامش...(1) ترمذ: تقع على ضفة الشرقية لنهر جيحون متصلة العمل بالصغانيان.
وانظر معجم البلدان والانساب 3 / 41، وبلدان الخلافة الشرقية 484 ].(4/382)
باب الفاء والسين الفساطيطي: بفتح الفاء والسين المهملة والياء (المنقوطة بنقطتين من تحتها) بين
الطائين المهملتين.
هذه النسبة إلى الفساطيط (1) وهي البيوت من الشعر (1).
والمشهور بهذه النسبة أبو محمد حجاج بن نصير الفساطيطي من أهل البصرة، يروي عن شعبة (2) روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي وأهل العراق مثل الحسين بن عيسى ويحيى بن زياد بن أبي الخصيب وأحمد بن الحسن الترمذي وحميد بن زنجويه وغيرهم.
قال علي بن المديني: الحجاج بن نصير منكر الحديث ذهب حديثه.
وقال أبو حاتم الرازي فيما سأله ابنه عنه قال: الحجاج بن نصير منكر الحديث ضعيف ترك حديثه وكان الناس لا يحدثون عنه.
ومات سنه ثلاث أو أربع عشرة ومائتين.
وأبو سعيد الفساطيطي قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو سعيد صاحب الفساطيط مولى سهيل بن ذريح، سمع سمرة بن جندب، روى وهب بن إسماعيل عن أبي كبشة عنه سمعت أبي يقول ذلك.
الفسحمي: بضم الفاء والحاء المهملة بينهما السين الساكنة المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى فسحم وهو اسم لبعض أجداد يزيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحرث (بن الخزرج) يقال له ابن فسحم وهو فسحمي (3) شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم (ورضي الله عنه).
الفسطاطي: بضم الفاء وسكون السين المهملة والالف بين الطائين المهملتين.
هذه النسبة إلى الفسطاط وهو ستر عريض طويل (4) يخاط بالخيمة في الصحراء واسم البلدة [ هامش...(1 1) انظر اللباب 2 / 431.
(2) انظر اللباب 2 / 431.
(3) انظر اللباب 2 / 431.
(4) قال ابن الاثير في اللباب 2 / 432: " قلت: قوله (الفسطاط ستر عريض طويل)، ليس كذلك وإنما هو البيت من الشعر، قال ذلك الجوهري وغيره من أهل اللغة " ].(4/383)
المعروفة الساعة (بمصر) بالفسطاط لان عمرو بن العاص (رضي الله عنه) نزل بهذا الموضع وضرب فسطاطه ونصبه وأقام حتى فتح مصر ثم بنى في ذلك الموضع الذي نصب فيه الفسطاط البلدة فسميت بالفسطاط لان أصحاب عمرو كانوا يكثرون من هذه اللفظة في تلك المدة فبقي الاسم عليها وكان البناء في سنة اثنتين وعشرين من الهجرة.
والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عيسى بن حماد المقرئ المعروف بالفسطاطي من أهل بغداد، حدث عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الازدي وحميد بن الربيع اللخمي وعمر بن محمد النسائي، روى عنه أبو بكر أحمد بن عمر بن سلم.
مات في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثمائة (وكان ثقة).
الفسنجاني: بكسر الفاء والسين (المهلمة) وسكون النون (وفتح الجيم وفي آخرها النون) بعد الالف.
هذه النسبة إلى فسنجان بليدة ناحية فارس والمنتسب إليها أبو الفضل حماد بن مدرك بن حماد الفسنجاني، حدث بشيراز عن أبي عمر الحوضي ومحمد بن كثير العبدي وعمرو بن مرزوق الباهلي وجماعة، روى عنه محمد بن بدر الحمامي ومنصور بن محمد بن منصور الاصبهاني وذكر أبو الشيخ أنه مات سنة إحدى وثلاثمائة، ذكر أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي في تاريخ شيراز فقال: أبو الفضل حماد بن مدرك بن حماد الفسنجاني، روى عنه جماعة من أهل شيراز.
مات يوم السبت في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الفسنجاني، أدرك الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن شهريار وحدث عنه.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في معجم شيوخه وقال: أخبرنا أبو عبد الله الفسنجاني بها.
الفسوي: بفتح الفاء والسين.
هذه النسبة إلى فسا وهي بلدة من بلاد فارس يقال لها بسا خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والرحالين، منهم: أبو يوسف يعقوب بن سفيان بن
جوان الفسوي الفارسي كان من الائمة الكبار ممن جمع ورحل من المشرق إلى المغرب وصنف أكثر من الورع والنسك والصلاة في النسة رحل إلى العراق والحجاز والشام والجزائر وديار مصر وكتب عن عبيدالله بن موسى، وروى عنه أبو محمد بن درستويه النحوي.
مات في رجب الثالث والعشرين منه من سبع وسبعين ومائتين.
ويزيد بن المبارك الفارسي الفسوي منها أيضا، رحل إلى العراقين يروي عن أبي عاصم(4/384)
النبيل وأبي نعيم الملائي وكان راويا لسلمة بن الفضل، روى عنه أبو بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن كردي الفسوي القاضي من أهل فسا ولي القضاء بشيراز نيابة عن القاضي أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ثم استقضى المقتدر بالله علي بن أحمد الفسوي هذا بعد موت والمحاملي على كور أردشير خرة (1) وإصطخر (2) واستقضاه القاهر بالله على فارس وكرمان فلم يزل قاضيا إلى أن توفي.
يروي عن يحيى بن أبي طالب وعمران بن موسى وطاهر بن محمود النسفي وعلي بن داود القنطري وجعفر بن محمد الصايغ وغيرهم.
وكانت وفاته في النصف من شوال سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وكان يتقلب على فراشه من مرض موته ويقول: من القضاء إلى القبر (من القضاء إلى القبر).
وأبو يوسف يعقوب بن سفيان بن زياد الاصفر الفسوي، يروي عن يزيد بن المبارك وأبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي الكبير وغيرهما، روى عن أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد النسابة الفارسي.
هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي في تاريخ فارس.
وأبو عبد الله محمد بن حفص بن عمرو الفسوي الغازي يروي عن الحسين بن عبيدالله الابزاري رحل وكتب وصنف، روى عنه أبو العباس الفضل بن يحيى بن أبراهيم.
مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نزيل البصرة، عنده أكثر مصنفات أبي يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي ثقة نبيل، روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن جعفر الفقيه الشيرازي وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن جميع ذكره أبو عبد الله الشيرازي الحافظ في تاريخ فارس.
وأبو العباس الحسين بن الحسن بن سفيان بن زياد الفسوي التاجر سكن بخارى إلى حين وفاته، يروي عن أبي عمار الحسين بن حريث الخزاعي ومحمد بن رافع وأحمد بن [ هامش...(1) أردشير خره: كورة من كور فارس ومعناها: بهاء أردشير وهو ملك من ملوك الفرس.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة 283.
(2) إصطخر: إحدى مدن فارس في الاقليم الثالث، بينها وبين شيراز اثنا عشر فرسخا.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 284، 312 311 ].(4/385)
حفص السلمي ومحمد بن يحيى الذهلي، روى عنه أبو أحمد محمد بن عبد الله بن يوسف الشافعي وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وأبو الحسن أحمد بن جعفر بن عبد الله بن سليمان بن أبي توبة الفسوي من أهل فسا كان شيخا نبيلا ثقة زاهدا وكان أوحد وقته في التصوف وفي الحديث وكان إليه الرحله وله فضائل معروفة وكان في كل يوم وليلة ورده ألف ركعة يروي عن علي بن سعيد العسكري وأبي المثنى أحمد بن إبراهيم الربضي وعلي بن سميع الفارسي وجماعة من أهل العراق والري (1) وطبرستان وفارس.
ومات في ذي الحجة سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وأبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن سهل القزاز الفسوي الشاهد نزيل شيراز رجل به والده إلى العراق والشام ومصر وبيت المقدس، كتب مع الحفاظ سمع أبا بكر محمد بن زبان بن حبيب وأبا الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي وأبا عروبة
الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني وأبا الحسين أحمد بن عمير بن جوصاء الدمشقي الجوصي وعبد الحكم بن أحمد الصدفي وجماعة من كبار أهل بغداد وشيراز ومجلسه في الجامع في باب المصاحف في الجمعان بعد الصلاة وكان الناس قديمنا يفتخرون بإملاء باب المصاحف.
ومات في المحرم سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن شيرويه الفسوي من أهل فسا ذكرته في الشيرويي وأبو الحسين أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن بشر بن درستويه بن يزيد بن زهمويه الفسوي الفارسي أصله من فسا سكن بخارى يروي عن أبي بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي وأبي بكر أحمد بن سعد بن عبيدالله الزاهد وأبي بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي، روى عنه جماعة (مثل السيد أبي بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري وأبي الحسن علي بن محمد بن حذام الحذامي وأبي صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام) وكانت ولادته سنة أربعين وثلاثمائة في ذي الحجة.
ومات ببخارى في شهر ربيع الاول سنة عشرين وأربعمائة.
[ هامش...(1) الري: مدينة كبيرة من بلاد الديلم بين قومس والجبال، وموقعها كان إلى جانب موقع طهران اليوم.
وانظر الانساب 6 / 33، ومعجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 252 249 ].(4/386)
باب الفاء والشين الفشني: بفتح الفاء وسكون الشين (المعجمة) وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فشنة وهي قرية من قرى بخارى منها أبو زكريا يحيى بن زكريا بن صالح الفشني البخاري، يروي عن سفيان بن عبد الحكيم وإبراهيم بن محمد بن الحسين وأحمد بن الليث وأسباط بن اليسع وأبي عبد الله بن أبي حفص البخاريين يروي عنه جعفر بن محمد بن حمويه البخاري.
الفشيديزجي: بفتح الفاء وكسر الشين (المعجمة) وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها) وفتح الدال المهملة وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها) وبعدهما الزاي وفي آخرها
الجيم.
هذه النسبة إلى فشيديزة منها: أبو علي الحسين بن الخضر (بن محمد بن دنيف الفقيه الفشيديزجي والد أبي علي، كان من فشيديزه وأمه من بتخذان (1) من رستاق غويزين (1) من ساكني بخارى استقضي عليها بعد موت أبي جعفر الاسروشني (2) كان إمام عصره بلا مدافعة أقام ببغداد مدة وتفقه بها وتعلم وناظر الخصوم) وله قصة في مسألة توريث الانبياء مع المرتضى مقدم الشيعة في قوله صلى الله عليه وسلم: لا نورث ما تركنا صدقة، فإن أبا علي تمسك بهذا الحديث فاعترض عليه المرتضى الموسوي وقال: كيف يقول إعراب صدقة بالرفع أو النصب ؟ إن قلت بالرفع فليس كذلك، وإن قلت بالنصب فهو حجتي لان النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركنا صدقة، يعني لم نتركه صدقة فدخل أبو علي وقال: فيما ذهبت إليه أبطال فائدة الحديث فإن أحدا لا يخفى عليه أن الانسان إذا مات يرثه قريبه وأقرب الناس إليه ولا يكون صدقة ولا يقع فيه الاشكال فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن ما تركه صدقة بخلاف سائر الناس.
سمع أبو علي ببخارى أبا بكر محمد بن الفضل الامام وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر بن كاتب وأبا سعيد الخليل بن أحمد السجزي وببغداد أبا الفضل عبيدالله بن عبد الرحمن الزهري وأبا الحسن علي بن عمر بن محمد الحربي وأبا عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الادمي وبالكوفة أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الهرواني وبمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس [ هامش...(1 1) بتخذان وغوبزين قريتان من قرى نسف.
(2) أبو جعفر الاسروشني هو محمد بن عمرو بن الشعبي بن سليمان كان قاضيا على بخارى وولي القضاء بسمرقند وبها مات سنة 404، وانظر الانساب 1 / 221 ].(4/387)
العبقسي وبهمذان أبا بكر أحمد بن علي بن لال الامام وبساوة (1) أبا بكر محمد بن الحسن بن علي الساوي وبالري أبا القاسم جعفر بن عبد الله بن يعقوب بن فناكي الرازي وبمرو أبا علي محمد بن عمر بن شبويه المروزي وطبقتهم.
روى عنه جماعة كثية وظهر له أصحاب وتلامذة وأخذوا عنه العلم وآخر من حدث عنه ابن بنته أبو الحسن علي بن محمد الحزامي البخاري.
ومات لما قارب الثمانين ببخارى في يوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شعبان سنة 424 وزرت قبره (غير مرة) بمقبرة كلاباذ.
(1) ساوة: بين الري وهمذان في وسط، بينهما وبين كل واحدة منهما ثلاثون فرسخا، والنسبة إليها ساوي وساوجي وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 247 246 ].(4/388)
باب الفاء والصاد الفصيلي: بفتح (الفاء وكسر) الصاد (المهملة) بعدهما الياء (الساكنة آخر الحروف) و (في آخرها) اللام.
هذه النسبة إلى اسم رجل (وهو) محمد بن الحكم بن الفصيل الفصيلي الواسطي ينسب إلى جده، يروي عن خالد الطحان، يروي عنه أحمد بن حكيم الواسطي وذكره بحشل في الجزء الثالث من تاريخه لواسط وأبوه (أبو محمد الحكم بن فصل، يروي عن خالد الحذاء ويعلى بن عطاء وسيار بن أبي الحكم، روى عنه بشر بن مبشر وعاصم بن علي) ومحمد بن أبان الواسطي، عداده في أهل واسط.
توفي سنة خمس وسبعين ومائة.
وفي الاسماء عدي بن الفصيل بصري، حدث عنه معتمر بن سليمان والاصمعي قال ذلك يحيى بن معين فيما حكاه عنه حسين بن حبان ويحيى بن فضيل عداده في الكوفيين، يروي عن الحسن بن صالح، روى عنه محمد بن إسماعيل الاحمسي والحسن بن علي بن عفان.(4/389)
باب الفاء والضاد الفضلي: بفتح الفاء والضاد (المعجمة الساكنة) وفي آخرها اللام.
هذه (النسبة) إلى أبي بكر محمد بن الفضل إمام بخارى ومن أولاده الزكي المعمر أبو عمرو وعثمان بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي بكر (محمد) بن الفضل بن جعفر بن رجاء بن زرعة بن نيضاب بن نمراس بن حيوة الاسدي البخاري المعروف بالفضلي كان صالحا سديد السيرة عالما من أولاد
الائمة سمع أبا إسحاق (إبراهيم) بن الريورثوني والقاضي أبا الحسن علي بن الحسين بن محمد السغدي وغيرهما وعمر حتى حدث بالكثير عنه وعن أبي سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي وغيرهما.
روى لي عنه جماعة كثيرة ببخارى وسمرقند وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ست وعشرين وأربعمائة.
وتوفي ببخارى في سنة ثمان وخمسائة.
وابنه القاضي أبو محمد عبد العزيز بن عثمان بن إبراهيم الفضلي المعروف بالقاضي السيف، قاضي بخارى وكان فاضلا مفضالا كريما بهي المنظر مليح الشيبة حمد الناس سيرته في ولايته القضاء، حج حجا مغبوطا في سنة خمس عشرة وخمسمائة.
سمع ببخارى أباه وأبا محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري وببغداد أبا سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري وبمكة رزين بن معاوية بن عمار المالكي وغيرهم أملى ببخارى ولقيته بمرو لما قدمها ولم يتفق أن سمعت منه شيئا وحدثني عنه أبو بكر محمد بن عمر القلانسي المفيد ببخارى ومات في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثلاثين وخمسائة.
وحفيد عمه أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفضل الفضلي خطيب ببخارى كان عفيفا زاهدا مليح الشيبة منور الوجه سمع ابن عم أبيه أبا عمرو عثمان بن إبراهيم الفضلي، كتبت عنه جزءا ببخاري في داره ورأينا عنده عصا النبي (1) صلى الله وسلم على ما قيل وتبركنا بذلك.
وتوفي سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
الفضيلي: بضم الفاء وفتح الضاد (المعجمة) وسكون الياء (المنقوطة من تحتها باثنتين) وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى الفضيل وهو اسم لجد المنتسب إليه.
واشتهر بهذ النسبة.
[ هامش...(1) في التحبير 2 / 226 أن السمعاني رأى عنده نعل النبي صلى الله عليه وسلم وعصا بنصفين ].(4/390)
بيت كبير بهراة منهم أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي من أهل هراة، كان مشهورا بالعدالة والتزكية عالما باللغة، سمع الحديث الكثير وكان من بيت الحديث غير أنه ولي الاوقاف.
ولم تحمد سيرته فيما ولي وفوض إليه، سمع أباه وأبا مضر بن إسماعيل بن مضر الضبي وأبا الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المظفر الداودي وأبا سهل نجيب بن ميمون الواسطي وأبا عطاء عبد الرحمن بن أبي عاصم الجوهري وأبا عامر محمود بن القاسم الازدي وجماعة سواهم، لم أسمع منه فإنه قدم مرو وحدث بها وكنت غائبا عنها في الرحلة ولما رحلت إلى هراة كان قد توفي.
وكانت وفاته في سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.(4/391)
باب الفاء والطاء الفطحي: بفتح الفاء وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى الافطح.
والمشهور بهذا اللقب جماعة من الامامية وهم من غلاة الشيعة يقال لهم الفطحية لانهم على انتظار خروج عبد الله بن جعفر الملقب بالافطح، كما أن جماعة من هذه الطائفة يقال لهم الاسماعيلية هم على انتظار خروج إسماعيل بن جعفر الصادق مع تواتر الخبر بأنه مات قبل أبيه جعفر بمدة.
الفطري: بكسر الفاء وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الفطريين وهم من موالي بني مخزوم.
والمشهور بالانتساب إليهم محمد بن موسى الفطري مدني، يروي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، روى عنه قتيبة بن سعيد قال البخاري محمد بن موسى بن أبي عبد الله مولى الفطريين موالي بني مخزوم، يروي عن عبد الله بن عبد الله بن طلحة بن أبي طلحة، حدث عنه خالد بن مخلد.
حديثه في الصحيح لمسلم بن الحجاج.(4/392)
باب الفاء والغين الفغانديزي: بفتح الفاء والغين المعجمة بعدهما الالف والنون الساكنة وكسر الدال المهملة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى فغانديزه وهي قرية من قرى بخارى.
والمشهور بالانتساب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن نوح بن عبد الله بن كاراك
الفغانديزي وعبد الله لقبه صديف من أهل بخارى يروى عن أبيه نوح بن صديف ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم المقرئ، روى عنه أبو الحسين الازدي.
الفغديري: بفتح الفاء وسكون الغين المعجمة بعدها وسكر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحت وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قرية فغدير من قرى بخارى والمشهور بالانتساب إليها أبو أحمد نبهان بن الحسن الفغديري البخاري، يروي عن عيسى بن موسى غنجار، حدث عنه محمد بن الحسن بن الوضاح.
الفغديني: بفتح الفاء وسكون الغين المعجمة بعدها الدال المهملة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فغدين وهي قرية من قرى بخارى منها: أبويحيى يوسف بن يعقوب بن إبراهيم بن أبي خيران واسمه سلمة الليثي الفغديني مولى نصر بن سيار الليثي من قرية فغدين، يروي عن أبيه وعبد الصمد بن أبي عبد الكريم السكري وعلي بن خشرم وسعد بن معاذ وأبي عبد الله بن أبي حفص وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن سعد بن نصر الزاهد.
وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ثلاثمائة.
الفغشتي: بفتح الفاء وكسر الغين وسكون الشين المعجمتين وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى الجد وهو أبو عمر حفص بن منصور بن فغشت البيكندي الفغشتي من أهل بخارى، سمع عبد الله بن المبارك وأبا عصمة نوح بن الجامع، روى عنه محمد بن سلام وهم ثلاثة إخوة: حفص وهوازن وغالب بن منصور وكان محمد بن سلام يقول: ما رأيت رجلا آنس ورعا منه.
الفغيدزي: بفتح الفاء وكسر الغين (المعجمة) وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر الدال المهملة وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى فغيدزة وهي محلة بسمرقند منها أبو(4/393)
العباس الفضل بن منصور بن قريش بن خالد الفغيدزي، يروي عن عمر بن أبي مقاتل وأبي
حذيفة ومحمد بن السري إن صح لان الراوي عنه أبو محمد عبد الله بن علي الباهلي وهو غير موثوق به في الرواية ويتهم بالوضع.
وأبو طاهر عثمان بن أبي أحمد بن إسحاق بن حمة الواعظ السكاك الكشاني الفغيدزي من أهل الكشانية سكن فغيدزة محلة بسمرقند يروي عن القاضي أبي نصر منصور بن أحمد الغزقي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي قال: وتوفي في رجب سنة أربع عشرة وخمسمائة ودفن بجاكرديزة وهو ابن ست وسبعين سنة.
الفغيطوسيني: بفتح الفاء وكسر الغين المعجمة بعدهما الياء آخر الحروف وضم الطاء بعدها الواو والسين المهملة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فغيطوسين وهي قرية من قرى بخارى ويقال لها فغيطيسين أيضا، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن المهلب بن عبد الكريم المعبر الفغيطوسيني من أهل بخارى يروي عن أبي إبراهيم الجويباري وإبراهيم بن قريش الصباغ وأسباط بن اليسع وغيرهم، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وأبو يوسف يعقوب بن عمرو بن عمار الفغيطوسيني، يروي عن أبي عصمة سعد بن معاذ المروزي وسفيان بن عبد الحكيم وأحمد بن الليث، روى عنه أبو سليمان داود بن محمد بن موسى.
وتوفي سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأبو الفضل محمد بن نعيم بن علي بن الفضل الفغيطوسني، يروي عن أبي بكر محمد بن يوسف بن عاصم ومحمد بن سعيد بن محمود وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن علي الطرخاني وغيرهم، روى عنه غنجار الحافظ.
وتوفي في شهور سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة.(4/394)
باب الفاء والقاف الفقاعي: بضم الفاء وفتح القاف وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى بيع الفقاع
وعمله.
والمشهور بالنسبة إلى هذه الصنعة: أبو محمد عطاء بن أبي سعد بن عطاء بن أبي عياض الفقاعي الصوفي الهروي من أهل مالين (1) هراة كان من جملة مريدي عبد الله الانصاري ومن يضرب به المثل في إرادته والجد في خدمته وله مقامات وحكايات بالعراق والشام مع الوزير نظام الملك في وقت تسيير الشيخ عبد الله إلى بلخ من هراة، سمع ببغداد شيخه عبد الله بن محمد الانصاري وببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهم، كتب إلي الاجازة بجميع مسموعاته غير مرة، وكانت ولادته في سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
وفاته في سنة خمس وثلاثين وخمسمائة بهراة ودفن بجبل كازياركاه (2).
وأبو الفضل عبد الصمد بن محمد بن عبد الله بن هارون البغدادي المعروف بابن الفقاعي الخطيب الرخجي من أهل بغداد، وسمع أبا بكر بن مالك القطيعي وأبا بكر بن إسماعيل الوراق ومحمد بن إبراهيم بن نيطرا (3) العاقولي وأبا علي بن حمكان الفقيه الهمذاني، سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ وقد ذكرته في الراء في الرخجي.
والقاضي أبو علي الحسن بن محمد بن جعفر بن يوسف بن عاصم بن أحمد الفقاعي السمرقندي من من أهل سمرقند حدث عن أبي نصر أحمد بن إسماعيل الكسبوي، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وتوفي بسمرقد سنة سبع وخمسمائة أو بعدها.
الفقيري: بفتح الفاء والقاف المكسورة بعدها الياء الساكنة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الفقير وهو اسم رجل وهو فقير بن موسى بن فقير بن عيسى الاسواني الفقيري نسب إلى جده وهو من أهل مصر.
حدث عن أبي حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الاسواني [ هامش...(1) مالين: كورة ذات قرى مجتمعة على فرسخين جنوب هراة يقال لجميعها مالين وأهل هراة يقولون مالان.
وانظر معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 452.
(2) كازياركاه: جبل وقرية فيها مقبرة لهم " معجم البلدان ".
(3) انظر اللباب: 3 / 342 ].(4/395)
المصري عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، روى عنه أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري المصري.
الفقيمي: بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين.
هذه النسبة إلى بني فقيم والمشهور بالنسبة إليهم: أبو غاضرة عروة الفقيمي يقال إن له صحبة ذكره ابن حبان في الصحابة، روى عنه ابنه غاضرة، ويروي عن ابنه جماعة من المصريين.
والحسن بن عمرو الفقيمي التميمي من أهل الكوفة أخو الفضيل بن عمرو الفقيمي، يروي عن إبراهيم النخعي، روى عنه سفيان الثوري وأهل الكوفة.
مات سنة اثنتين وأربعين ومائة.
وعمرو الفقيمي من أهل الكوفة، يروي عن سعيد بن جبير، روى عنه ابناه الفضيل والحسن الكوفيان.
وغاضرة بن عروة الفقيمي، يروي عن أبيه عداده في أهل البصرة، يروي عنه عاصم بن هلال البارقي.
وفضيل بن عمرو الفقيمي أخو الحسن من أهل الكوفة، يروي عن إبراهيم النخعي، روى عنه الاعمش وأخوه الحسن.
مات سنة عشر ومائة.
ومسلم بن عطية الفقيمي شيخ يروي عن عطاء بن أبي رباح، روى عنه بدر بن الخليل الاسدي منكر الحديث ينفرد عن عطاء وغيره من الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات، إذا نظر المتبحر في روايته عن الثقات علم أنها معمولة.(4/396)
باب الفاء واللام.
الفلخاري: هذه قرية بين مروالروذ وبنج ديه (1) وهي قرية معروفة.
خرج منها من
الامة أستاذنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن على بن عطاء الفلخاري المعروف بالمرو روذي سكن مرو وتفقه على الامام الحسن البيهقي صاحب القاضي حسين وكان والدي أوصى إليه بأولاده وأطفاله وكان يقوم بأمورنا أحسن قيام وكان يحتاط حتى كان لا يشرب الماء من كوز دارنا احترازا عن أكل أموال اليتامى والانتفاع بما لهم، وكان من العلماء الورعين العاملين بالعلم محتاطا في اللقمة مصيبا في الفتاوى، علقت عليه من الفقه كتاب الطهارة ولم يتفق لي الاتمام عليه لامر عرض ومانع وقع (والله تعالى) يجزيه عني أحسن الجزاء.
نزلت بهذه القرية وهي فلخار غير مرة ويقال لهذه (القرية) أيضا فرخار (بالراء أيضا) غير أني رأيت على ظهر كتاب المسند للحماني الذي سمعناه من لفظه: الفلخاري باللام وهو أعرف بقريته ولد سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة بفلخار وقتل بمرو شهيدا في الوقعة الخوارزم شاهية، أصابه سهم عائر وهو في الصلاة.
وتوفي منه في شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين وخمسمائة بمرو ودفن في داره بأسف الماجان (1).
الفلسطيني: بكسر الفاء وفتح اللام وسكون السين المهملة وبعدها الطاء المهملة المكسورة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فلسطين وهي ناحية كبيرة وراء الاردن مشتملة على عدة من البلاد المعروفة مثل بيت المقدس ونابلس وغزة والرملة وغيرها كلها من كور فسلطين ولعلها نسبت إلى فلسطين بن كسلوخيم بن لنطي ين يونان، وقيل سميت فسلطين بفلشتان ويقال فلشتيم بن كلسوخيم بن كنعان بن حام بن نوح فعربته العرب، وقيل كانت فلسطين للعيص بن إسحاق بن إبراهيم (عليهما السلام) وأبو عبد الله ضمرة بن ربيعة الفلسطيني الرملي الحملي ذكرته في الحاء.
وعبد الحميد بن حميد الفلسطيني، يروي عن رجل عن أبي هريرة (رضي الله عنه) [ هامش...(1) بنج ديه: معناه بالفارسية: خمس القرى وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي مرو الروذ ثم من نواحي خراسان عمرت حتى اتصلت العمارة بخمس القرى وصارت كالمحال.
معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 448.
(2) الماجان: في معجم البلدان نهر كان يشق مدينة مرو والماخان من قرى هذه المدينة.
وفي بلدان الخلافة
الشرقية 445: أن الماجان كان يطلق على الربض الغربي العظيم في مرو وإن الرواة صحفوه إلى ماخان ].(4/397)
روى عنه زيد بن أسلم وحميد بن عقبة القرشي الفلسطيني، يروي عن ابن عمر وأبي الدرداء (رضي الله عنهم) روى عنه يحيى بن أبي عمرو الشيباني والوليد بن سليمان بن أبي السائب.
وعبد الله بن زياد الفلسطيني شيخ يروي عن زرعة بن إبراهيم صاحب نافع، روى عنه الحكيم بن موسى، يروي الموضوعات تجب مجانبة ما يرويه وإن وافق الثقات في بعض الروايات.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان البستي.
وأبو اليمان بشر بن عقربة الجهني الفلسطيني، له صحبة روى عنه عبد الله بن عوف القاري.
الفلفلاني: باللام الساكنة بين الفائين المكسورتين وفي آخرها اللام ألف بعدها النون.
هذه النسبة إلى فلفلان وهي قرية من قرى أصبهان هكذا سمعت شيخي إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول ذلك.
(وقال أبو بكر بن مردويه: وهي قرية على باب أصبهان) منها أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن السكين الفلفلاني شيخ قديم من أهل أصبهان، حدث عن إسحاق بن سليمان الرازي صاحب حريز بن عثمان، روى عنه أبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الاصبهاني وله أخ يقال له محمد.
وتوفي بعد الستين ومائتين.
الفلقي: بكسر الفاء وفتح اللام وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى فلق وهي قرية على نصف فرسخ من نيسابور.
والمشهور بهذه النسبة طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي النيسابوري.
كتب الكثير واختص بمصنفات إبراهيم بن طهمان عن أحمد بن حفص وغيره.
روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ.
وتوفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وابنه أبو الحسين محمد بن طاهر الفلقي.
الفلقي (1): بالفاء المفتوحة إن شاء الله واللام وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى فلق
وهي قرية على نصف فرسخ من نيسابور قرية كبيرة عامرة.
منها أبو الحسين محمد بن طاهر بن يحيى بن قبيصة الفلقي من أهل نيسابور كان أبوه من كبار المحدثين لاصحاب الرأي، وأبو [ هامش...(1) هذه المادة تكرار للتي قبلها ومع ذلك فقد آثرت إبقاءها على نحو ما وردت في الاصول الثلاثة.
وقد أشار ابن الاثير في لبايه 2 / 439 إلى شئ من ذلك فقال: " قلت: هذه الترجمة هي التي قبلها، وهذا أبو الحسين هو ابن طاهر المقدم ذكره في تلك الترجمة، ولا أعلم لم جعلها ترجمتين.
فإن كان شك في الكسر والفتح كان فعل كما جرت عادته يقول: وقيل بالفتح وأنا أشك وأظن، وما جرى المجرى من الكلام، وإن كان اشتبه عليه، وهو بعيد جدا، فقد نبهنا عليه على أن شكه في الترجمة الثانية ويقينه في الاولى يدل على أنه ظنهما اثنين والله أعلم " ].(4/398)
الحسين هذا سمع أباه وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأقرانهما.
توفي سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
الفلكي: بفتح الفاء وسكون اللام هذه النسبة إلى فلك.
وهي قرية من قرى سرخس والمشهور بالنسبة إليها محمد بن رجاء الفلكي السرخسي، يروي عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري وأبي جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الكوفي الحضرمي يعرف بمطين وغيرهما.
الفلكي: بفتح الفاء واللام وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى الفلك ومعرفته وحسابه وعرف بهذه النسبة أبو بكر أحمد بن الحسن بن القاسم بن الحسن بن علي الحاسب الفلكي الهمذاني من أهل همذان هكذا ذكره حفيده أبو الفضل الفلكي وقال: الفلكي أبو بكر الحاسب الهمذاني جدي أخو القاسم وعلي وكانا أيضا من أهل الحديث وكان جدي جامعا في كل فن عالما بالادب والنحو والعروض وسائر العلوم وخاصة في علم الحساب ولقب بالفلكي لهذا المعنى حتى قد كان يقال إنه لم ينشأ في الشرق والغرب أعرف بالحساب منه، وكان رجلا هيوبا له حشمة ومنزلة عند الناس، سمع أبا عبد الله الحسن بن أبي الحباء التميمي وأبا الحسين علي (بن) سعد البزاز وأبا جعفر محمد بن الحسين الجهني الطيان وأبا العباس
الفضل بن الحسين الضبي وأبا بكر عمر بن سهل الحافظ الدينوري، سمع منه والدي أبو عبد الله الحسين وعمي أبو الصقر الحسن، ابنا أحمد، وأبو أحمد عبيد الله بن أحمد عبيدالله بن أحمد الكرخي وعبد الرحمن بن يزيد قال أبو الفضل: سمعت أبا طاهر الحسن بن أحمد بن جعفر يقول: ما لقيت أبا علي الحافظ الشيرازي إلا وذكرت جدك ما كنت أشبهه بأحد من خلق الله إلا به خلقا وخلقا وهيبة ووقارا.
وقال لي: هل تذكره ؟ قلت: لا.
ثم قال أبو الفضل: سمعت الحافظ أبا نصر أحمد بن عمر يقول: أتينا جدك أبا بكر أنا وأبو بكر بن روزبه والطبقة فسألناه عن الحديث فصاح علينا وأبي أن يحدثنا فخرجنا من عنده فزعين وقال: ولد قبل الثلاثمائة وقبض على خمس وثمانين سنة في ذي القعدة من سنة أربع وثمانين وثلاثمائة.
وحفيده أبو الفضل علي بن الحسين بن أحمد بن الحسن الفلكي الحافظ الهمذاني كان من الحفاظ المبرزين رحل وجمع وصنف وله من الكتب كتاب معرفة ألقاب المحدثين وكتاب منتهى الكمال في معرفة الرجال وغيرهما وكتاب الالقاب عندي بخط ابن حسول (1) الهمذاني [ هامش...(1) اللفظة محرفة في الاصول.
وهو محمد بن علي بن حسول الكاتب الهمذاني علاء الدين.
كان كاتبا شاعرا.
توفي =(4/399)
سنة 450 ه.
وانظر تتمة اليتيمة 1 / 107، ودمية القصر ط مصر 1 / 413، والوافي 4 / 132، وفوات الوفيات 3 / 430، والمحدثون من الشعراء 366، والاعلام 7 / 162، و 10 / 215 ].
وهو كتاب حسن مفيد.
الفلكي: بكسر الفاء وفتح اللام وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى الفلك وهي جمع فلكة وهي التي تعمل في المغازل.
والمشهور بهذه النسبة أبو الحسين علي بن محمد بن حمزة بن محمد بن حمزة بن محمد الفلكي الاصبهاني شيخ صالح سديد السيرة حافظ القرآن كثير التلاوة حسن الخط كثير الخير قدم علينا سمرقند سنة خمسين وخمسمائة وذكر لي أنه سمع كتاب الحلية لابي نعيم الحافظ عن أبي (علي) الحسن بن أحمد الحداد عنه وقال سمعت كتاب المعجم (الصغير) لابي
القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني بروايته عن أبي علي الحداد عن أبي بكر بن ريذة عن الطبراني وقرأت أكثر الكتابين عليه وسمعت الباقي منه وإن لم يكن له أصل مثبت سماعه فيه ولكن محله الصدق، وقرأنا عليه بقوله وكانت ولادته بأصبهان في حدود سنة تسعين وأربعمائة وكان سمع معي الحديث بمكة في سنة أربع وثلاثين من بلدية أبي سعد البغدادي وسمعت بعد ذلك أنه عاد من سمرقند على طريق خوارزم إلى وطنه أصبهان.
الفلوي: بفتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو.
هذه النسبة إلى الفلو وهو اسم لجد أبي بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن الفلو الكتبي من أهل بغداد، سمع (أبا بكر أحمد بن سلمان النجدي وأحمد بن عبد الرحمن المعروف بالوالي ذكره أبو بكر الخطيب (الحافظ) وقال: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا).
الفلوي: بفتح الفاء وسكون اللام وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى الفلو وهو اسم لبعض أجداد أبي عمر الحسن بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن سورة الواعظ الفلوي المعروف بابن الفلو من أهل بغداد، سمع جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي وأبا العباس ختن الصرصري وأبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأباه عثمان بن أحمد بن الفلو ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبت عنه وكان لا بأس به وكان له لسان وعارضة وبلاغة وكان سمحا كريما وكانت ولادته في شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ومات في صفر سنة ست وعشرين وأربعمائة ودفن بباب حرب.
وأبوه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن الحسين بن الفلو الفلوي، حدث عن القاضي (أبي(4/400)
عبد الله المحاملي) وأبي عبد الله بن مخلد وأبي علي الصفار وأبي جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز أحاديث مستقيمة، روى عنه أبو عمر الحسن ومات بمصر في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
الفليي: بفتح الفاء واللام وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى
فلة وهى قرية من قرى خابران (1) قريبة من مهينة وأظنها بين أزجاه (2) وميهنة، خرج منها جماعة من العلماء والصالحين منهم: أحمد بن محمد الميهني الفليي المعروف ببابو فليي كان من رفقاء الشيخ أبي سعد بن أبي الخير ومن جملة مريدي الشيخ أبي الفضل بن الحسن وكان آية في الزهد والورع والتجريد، عاش نيفا وثمانين سنة قيل إنه لم يغتسل قط لا فعلا ولا حلما أقام في الخانقاه المنسوبة إليه، بسرخس خمسين سنة كان يختم القرآن كل يوم ختمة وكان قليل الكلام كثير الصلاة وكان يقول: من عاينني وقال إنه قراء فهو أحب إلي ممن يقول إنه صوفي لان عهدة التصوف لا يمكن التفصي عنها لكل أحد.
وتوفي سنة ستين وأربعمائة ودفن بجنب الشيخ أبي الفضل بن الحسن، وحكى عن عبد العزيز بن المؤذن، وكان من جملة مشايخ الصوفية أنه رأى أبا الفضل بن الحسن في المنام فقال: هل تأذن إذا مت أن أدفن إلى جنبك ؟ فقال: استأذن من بابوفلة فإن ذلك موضعه.
[ هامش...(1) خابران: ناحية ومدينة فيها عدة قرى بين سرخس وأبو يرد من خراسان ومن قراها ميهنة وكانت مدينة كبيرة خرب أكثرها.
معجم البلدان، وبلدان الخلافة 436.
(2) أزجاه: قرية من قرى خابران، ثم من نواحي سرخس.
معجم البلدان، وبلدان الخلافة الشرقية 436 ].(4/401)
باب الفاء والنون الفنجكاني: بضم الفاء وسكون النون والجيم وفتح الكاف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فنجكان وهي إحدى قرى مرو على فرسخين عند نوش (1) كنارجان، منها أبو الحسين علي بن عبد الله بن إبراهيم الفنجكاني.
كان يروي عن أبي بكر عبد الله بن الزبير الحميدي وغيره، روى عنه أبو العباس الحسن بن سفيان النسوي.
الفنجكردي: بفتح الفاء وسكون النون وضم الجيم أو سكونها وكسر الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فنجكرد وهي قرية من نواحي نيسابور والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن
علي بن أحمد بن محمد الفنجكردي الاديب البارع صاحب النظم والنثر الجاريين في سلك السلاسة الباقيين معه على هرمه وطعنه في السن، قرأ أصول اللغة على يعقوب بن أحمد الاديب وغيرها وكان عفيفا خفيفا ظريف المحاورة قاضيا للحقوق محمود الاحوال أصابته علة أزمنته ومنعته الخروج وطعن في السن فتأخر عن الزيارة بالقدم فاستناب عنها التعهد بالقلم، سمع الحديث من القاضي الناصحي وكتب إلي الاجازة بجميع مسموعاته وحدثني عنه جماعة من مشايخنا.
وتوفي ليلة الجمعة الثالث عشر من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة وخمسمائة وصلوا عليه في الجامع الكبير القديم ودفن بالحيرة في مقبرة نوح.
الفندورجي (1): بفتح الفاء وسكون النون وضم الدال المهملة وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى فندورجة وهي قرية بنواحي نيسابور.
وعرف بهذه النسبة الناصح الفندورجي كان من خواص نظام الملك.
وأبو الحسن علي بن نضر بن محمد بن عبد الصمد الفندورجي من أهل أسفرايين كان يرجع إلى فضل وافر [ هامش...(1) اللفظة مصحفة في الاصول.
ونوش ويقال نوح: عدة قرى بمرو، منها نوش كناركان.
معجم البلدان.
(2) قبل هذه اللفظة في اللبا 2 / 422: قلت فاته: الفندلاوي: بكسر الفاء وتسكين النون وفتح الدال المهملة وبعدها لام ألف ثم واو عرف بهذه النسبة: يوسف بن دوناس بن عيسى الفقيه المالكي المغربي، أقام بدمشق وقتل بها شهيدا.
قتله الفرنج سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وكان يدرس الفقه على مذهب مالك، وروى الحديث، وسمع منه الحافظ أبو القاسم بن عساكر وغيره، وكان صالحا فاضلا ].(4/402)
ومعرفة تامة بالادب واللغة مليح الشعر حسن النظم والنثر وكان ينشئ الكتب في ديوان السلطان والوزير سمع بنيسابور أبا بكر عبد الغافر بن محمد بن الحسين الشيروي وغيره، كتبت عنه من شعره وشعر غيره بأسفرايين ومرو وبلخ وكانت ولادته في سنه تسع وثمانين وأربعمائة بنيسابور (وتوفي).
الفنديني: بضم الفاء وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين
(من تحتها) وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فندين وهي قرية بمرو على خمسة فراسخ خرج منها جماعة من العلماء قديما وحديثا منهم معدان بن عصام بن () (1) وأبو إسحاق إبراهيم بن الحسن الفنديني المعروف بالرازي، يروي عن أحمد بن (سيار وأحمد بن) منصور الرمادي وأبي داود سليمان بن معبد (السنجي) وغيرهم.
الفنكدي: بفتح الفاء وسكون النون (وفتح الكاف) وفي آخرها الدال (المهملة) هذه النسبة إلى فنكد وهي قرية من قرى نسف وظني أني اجتزأت بها، والمشهور منها أبو جعفر محمد بن منصور بن إسرافيل المقرئ الفنكدي من أهل القرآن (قرأ القرآن) (بروايات) على جماعة مثل تمام بن محمد بن عبد الله المقرئ وأبي أحمد محمد بن عوض المقرئ وغيرهما، وروى أبو العباس المستغفري عنه في تاريخ نسف أنه قال: أنشدنا تمام المقرئ (النسفي) لبعضهم: (من المتقارب): إذا ما قرأت على محسن * * * قرانا أفادك من خيره وعشرك من مقرئ حاذق * * * فخير من الالف من غيره وروى أبو جعفر هذا عن إبراهيم بن نصر الواشجردي أيضا.
الفنكي: بفتح الفاء والنون وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى فنك وهي قرية من حائط سمرقند على نصف فرسخ من البلد يقال لها فنك، منها أبا الفضل العباس بن الفضل بن يحيى بن حميد الندبي الفنكي، يروي عن أحمد بن أبي مقاتل الفزاري وعاصم بن عبد الرحمن الخزاعي وأحمد بن عبد الله القهندزي ومحمد بن سهيل بن واقد الباهلي، روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن حلبس الاعمش وبكر بن محمد بن أحمد الورسنيني وأبو [ هامش...(1) مكان المعقوفتين في الاصول فراغ بقدر كلمة واحدة ].(4/403)
عبد الله محمد بن عصام القطواني وغيرهم (1)
الفنويي: بفتح الفاء وضم النون المشددة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين.
هذه النسبة إلى فنويه وهم اسم لجد المنتسب إليه وهو أحمد بن عمرو بن نصر بن حامد بن أحيد بن فنويه بن دبوسة الفنويي الدبوسي من أهل نسف أسلم دبوسة على يدي قتيبة بن مسلم سنة ثلاث وتسعين، سمع أحمد أباه عمرا وأبا الحسين محمد بن طالب وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف ومحمد بن محمود بن عنبر ومحمد بن زكريا بن الحسين وأبا بكر عبد الرحمن بن أحمد بن سعيد المروزي الانماطي وطبقتهم، روى عنه ابنه أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمرو الفنويي.
ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
الفنيني: بفتح الفاء (1) والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين النونين.
هذه النسبة إلى فنين وهي قرية من قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها وبها قبر سليمان بن بريدة (رضي الله عنه) والمشهور بهذه النسبة: أبو عثمان الفنيني قال ابن ماكولا: شيخ روى عنه أبو رجاء محمد بن أحمد الهورقاني صاحب تاريخ المراوزة قلت: وهو أبو رجاء محمد بن حمدويه.
ومن القدماء من هذه القرية أبو الحكم عيسى بن أعين الفنيني من الموالي وعيسى أجل من أخيه لابيه تولى النقابة، وأخوه بديل وكان خازن بيت المال للشيعة، وكان أبو مسلم نزل منزله ومن منزله وجه الرسل إلى كور خراسان والدعاة وكان أبو مسلم وجهه إلى همذان وأمره أن يتوجه إلى أذربيجان.
وأبو حمزة عمرو بن أعين الفنيني مولى خزاعة ويقال إنه مولى لعمران بن حصين ويقال إنه مولى لبريدة بن الحصيب من قرية، وكان عمرو بن أعين من الذين حبسهم أسد بن عبد الله وضربه ضربا شديدا ورجع إلى خراسان وقتله عبد الجبار لما قدمها أميرا.
وسليمان بن بريدة فنيني وكان على قضاء مرو أيام المهلب بن أبي صفرة استعفاه فأعفاه وجعل مكانه أخاه عبد الله بن بريدة وكانا ولدا في بطن واحد على عهد عمر (رضي الله عنه) مات سليمان سنة خمس ومائة بفنين وقبره بها مشهور يزار.
[ هامش...(1) بعدها في اللباب 2 / 443: " قلت: قد أهمل النسبة إلى فنك وهو حصن منيع من ديار بكر يجاور جزيرة ابن عمر،
ينسب إليه جماعة، منهم أبو عبد الله مروان بن علي بن سلامة بن مروان الفقيه، تفقه على أبي بكر الشاشي ببغداد وسمع الحديث من الطريثيثي وغيره، روى عنه الحافظ أبو القاسم الدمشقي وغيره، ذكر ذلك السمعاني في موضع آخر.
وإلى فنك حصن من أعمال قرطبة من بلاد الاندلس ينسب إليه جماعة كثيرة ".
(2) انظر اللباب 2 / 343 ].(4/404)
باب الفاء والواو الفوذاني: بضم الفاء بعدها الواو الذال المعجمة المفتوحة في آخرها النون.
هذه النسبة إلى فوذان وهي قرية من قرى أصبهان منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حيلان الفوذاني من أهل أصبهان، يروي عن سمويه حدث عن السرنجاني.
الفوراردي (1): بضم الفاء والواو والالف بين الرائين وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فورارد وهي قرية من قرى الري منها: أبو علي زيد بن واقد البصري السمتي الفوراردي.
قال ابن أبي حاتم: نزيل الري، روى عن حميد الطويل والسدي وداود بن أبي هند، وأبي هارون العبدي.
روى عنه سهل بن زنجلة وأبي.
قال: سمعت أبي يقول: قدم من البصرة فنزل الري بفورارد وكتبت عنه وكان شيخا فانيا كبيرا.
ثم قال: سئل أبو زرعة عن زيد بن واقد البصري فقال: هذه شيخ كان بالري، قد رأيته يحدث عن السدي، وأبي هارون العبدي.
ليس بشئ.
وأبو أيوب محمد بن إبراهيم بن حبيب الفوراردي الرازي.
روى عن شيبان بن فروخ وعبد الاعلى بن حماد النرسي وداود بن رشيد وإسماعيل بن إبراهيم الترجماني.
قال ابن أبي حاتم.
كتبت عنه.
وهو صدوق.
الفوراني: بضم الفاء وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فوران وهم اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو الامام أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فوران المروزي الفوراني.
إمام فاضل مبرز صار مقدم أصحاب الحديث بمرو وكان
من وجوه تلامذة أبي بكر القفال، صنف التصانيف في الفقه.
سمع الحديث من أبي الحسن علي بن عبد الله الطيسفوني.
روى لي عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن عمر الصدفي بمرو وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري بنيسابور وجماعة، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة.
الفورسي: بضم الفاء والراء بعد الواو وفي آخرها السين.
هذه النسبة إلى فورس وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو أبو الطيب عبد الله بن محمد بن أحمد بن حيان القاضي الفورسي [ هامش...(1) انظر اللباب 2 / 444 ].(4/405)
المعروف بابن فورس من اهل نيسابور كان ولي قضاء طوس مرة بعد أخرى، وكان من أصحاب أبي علي الثقفي المتحققين بالاخذ عنه سمع أبا بكر محمد بن إسماعيل بن مهران وأبا الحسن مسدد بن قطن القشيري وأبا يعقوب يوسف بن موسى المرورذي وأبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الانماطي وأقرانهم طبقة قبل الامام أبي بكر بن خزيمة.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: خرجت له الفوائد سنة خمسين وثلاثمائة وخرج إلى الحج وحدث بتلك الديار ثم توفي ليلة الاثنين وقت العتمة ودفن يوم الاثنين الحادي عشر من شعبان سنة ست وخمسين وثلاثمائة ودفن في داره في سكة حرب.
وأخوه أبو الفضل أحمد بن (محمد) العابد الفورسي ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) في التاريخ فقال: أبو الفضل بن فورس أخو أبي الطيب الحاكم وكان من الزهاد، سمع أبا عبد الله الفوشنجي وغيره بلغني أنه توفي يوم الفطر من سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
الفورقاني: بضم الفاء وسكون الواو والراء وفتح الفاء وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى فورفارة وهي قرية من قرى السغد من نواحي أربنجن (1) على فرسخ ونصف من سمرقند منها سليمان بن معاذ السغدي الفورقاني، يروي عن محمد بن سهيل بن واقد الباهلي وعبد بن حميد الكشي، روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد بن حاجب.
ونصر بن أحمد بن
إسماعيل بن سابح الكشانيان.
وأبو جعفر محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الاربنجني الفورقاني كان من أفاضل الناس حسن الحديث، يروي عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري ويحيى بن أكتم القاضي وإسحاق بن أبي إسرائيل وصالح بن مسمار الكشميهني وهناد بن السري ومحمد بن بشار والحسين بن حريث المروزي وغيرهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عصمة المقرئ السمرقندي.
الفوركي: بضم الفاء وبعدها الواو وفتح الراء وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى فورك وهو اسم لجد المنتسب إليه وهم جماعة منهم: أبو عبد الله محمد بن موسى بن مروديه بن فورك بن موسى بن جعفر الفقيه الاصبهاني الفوركي من أصبهان ذكره أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ في تاريخ أصبهان.
وقال أخي رحمه الله: كان يدرس بأصبهان ويفتي بها ثلاثين سنة وكان درس على أبي حامد المروزي بالبصرة وسمع بها الحديث الكثير من أبي عبد الله بن داسة ومحمد بن أحمد بن محمود العسكري وأحمد بن عبيد [ هامش...(1) أربنجن: بليدة من نواحي السغد من أعمال سمرقند، وربما أسقطوا الهمزة فقالوا ربنجن.
معجم البلدان، وبلدان الخلافة 511 ].(4/406)
الصفار وغيرهم، سمع بأصبهان الكثير: من العباس بن حمدان المافروخي وأبي الحسن اللنباني وأبي عمرو (ممك وأبي الحسن المظالمي وأبي علي عاصم وعبد الله بن جعفر) وغيرهم.
(قلت): روى عنه جماعة منهم القاضي عبد الله بن أبي الرجاء التميمي.
ووالده أبوعمران موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الفوركي والد أبي بكر بن مردويه الحافظ ذكره في تاريخ أصبهان.
وقال والدي رحمه الله.
كان يجالس إبراهيم بن متويه وسمع منه الكثير.
لم أحفظ عنه إلا حديثا واحدا قرأته عليه لفظا.
مات سنة ست وخمسين وثلاثمائة.
الفوركي: بضم الفاء وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى فور وظني أنها قرية من قرى
بلخ والمشهور بالنسبة إليها: أبو سورة هميم بن فايد بن هميم بن فايد (1) البلخي الفوري.
قال أبو عبد الله الوراق هو من أهل قرية فور، سمع أبا الحسن علي بن خشرم وغيره، روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق.
وتوفي آخر سنة اثنتين وتسعين وأول سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وأما أبو سعيد محمد بن الحسين بن موسى بن محمود بن فور بن عبد الله السمسار الفوري نسب إلى جده الاعلى من أهل نيسابور وكان أبوه من كبار المحدثين.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: ذكرته في هذه الطبقة في الجماعة الذين لم أدركهم، وأبو سعيد من الصحالين ومن الصادقين من أولاد المحدثين، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا قريش محمد بن جمعة القهستاني وأقرانهم من الشيوخ.
وتوفي في شهر رمضان سنة ثمانين وثلاثمائة ودفن في مقبرة المصلى وهو ابن ثمانين سنة.
وأبو الحسن علي بن محمد (بن أحمد) بن علي بن عبد الله بن فور النيسابوري الفوري كان كثير الحديث، سمع عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وأبا الحسن أحمد بن يوسف السلمي وأبا حاتم بن إدريس الرازي وجماعة في الرحلة.
الفوزي: بفتح الفاء وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى فوز و (ظني أنها) قرية من (قرى) حمص بلدة بالشام.
والمشهور بهذه النسبة: أبو عثمان بن سليم بن عثمان الفوزي الحمصي، يروي عن محمد بن زياد الالهاني، روى عنه سليمان بن سلمة الخبائري وأبو عتبة [ هامش...(1) ليس " بن فايد " في ك ولا في م.
وفي تاريخ أصبهان لابن نعيم: " هميم بن حكيم "، وفي معجم البلدان " أبو سورة قائد بن هميم البلخي ".
وهو كذلك: " قائد " في اللباب ].(4/407)
أحمد بن الفرج الحمصي.
وأبو عمرو خطاب بن عثمان الفوزي، وقيل أبو عمر، حمصي، يروي عن إسماعيل بن عياش ومحمد بن حمير، روى عنه البخاري في الذبائح وسليمان بن عبد الحميد
البهراني وسبطه سلمة ومحمد بن عوف وعمران بن بكار وقال ابن أبي حاتم: أدركه أبي.
وابن بنته سلمة بن أحمد بن أحمد الفوزي الحمصي، يروي عن جده هذا، روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني عن عمرو بن محمد بن سليم (في معجمه) قال: وجدت في كتاب جدي عبد الجبار بن سليم حدثنا إسماعيل بن عياش بحديث ذكره.
وعبد الجبار بن سليم الفوي، يروي عن إسماعيل بن عياش، يروي عن سليمان بن أحمد الطبراني.
وأحمد بن سليم الفوزي، عن عيسى بن يونس، روى عنه أخيه القاسم بن عفان بن سليم الفوزي.
وعمرو بن محمد بن سليم الفوزي الرسي حدث عن كتاب جده (عبد الجبار بن سليم) روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني.
والقاسم بن عفان بن سليم الفوزي يروي عن عمه أحمد بن سليم، روى عنه سليمان الطبراني، وأبو عثمان سليم بن عثمان الطائي الفوزي، يروي عن محمد بن زياد عن أبي أمامة وأبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، روى عنه محمد بن العون.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه قال: عنده عجائب وهم مجهولون.
الفوشنجي: بضم الفاء وفتح الشين المعجمة بعدها نون ساكنة وجيم.
هذه النسبة إلى بوشنك وهي بلدة قديمة كثيرة الخير على سبعة فراسخ من هراة بخراسان والنسبة إليها فوشنجي (وبوشنجي) بالفاء والباء المنقوطة بنقطة وكثر أهل العلم والفضل بها ومنها، وكان العباس بن عبد المطلب (رضي الله عنه) في الجاهلية قد سافر إليها للتجارة وقال: كنت..أقبل تحت شجرة صنوبر بها.
من المتقدمين أبو نعيم حمزة بن الهيصم الفوشنجي التميمي قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى لتميم من أهل بوشنج، يروي عن جرير بن عبد الحميد والناس، روى عنه عبد الحميد بن إبراهيم الفوشنجي (التميمي) والناس وكان متقنا (1).
الفوطي: بضم الفاء وفتح الواو وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى الفوط وهي جمع فوطة وهي نوع من الثياب (إن شاء الله) والمشهور بهذه النسبة: إبراهيم بن ثابت بن [ هامش...(1) ذكر أبو سعد في مادة " البوشنجي " في الانساب 2 / 359: أبا غانم محمد بن سعيد بن هناد الخزاعي البوشنجي.
وذكر ياقوت في " بوشنج ": المختار بن عبد الحميد بن المنتضى بن محمد بن علي أبو الفتح الاديب البوشنجي من مشايخ السمعاني توفي سنة 536 ه ].(4/408)
محمد الفوطي الواسطي، يروي عن عبد الله بن فروخ، روى عنه أبو عبد الله أحمد بن علي بن محمد التباني.
وأبو بكر الفوطي من مشايخ الصوفية، حكى عنه محمد بن داود الدقي وغيره كان الفوطي وأبو عمرو بن الآدمي يتواخيان في الله خرجا من بغداد يريدان الكوفة فلما صارا في بعض الطريق إذا هما بسبعين رابضين على الطريق فقال أبو بكر لابي عمرو: أنا أكبر سنا منك، دعني أتقدمك فإن كانت حادثة اشتغلا بي عنك ونجوت أنت فقال له أبو عمرو: نفسي ما تسامحني بهذا ولكن نكون جميعا في مكان واحد فإن كانت حادثة كنا جميعا فجازا جميعا في وسط السبعين فلم يتحركا ومرا سالمين.
الفوكردي: بضم الفاء وكسر الكاف بينهما الواو (والراء) الساكنة وفي آخرها الدال (المهملة) هذه النسبة إلى فوكرد وهي قرية من قرى أستراباذ على فرسخ، منها أبو يعقوب يوسف بن موسى بن الحسين الفوكردي الاستراباذي، يروي عن محمد بن عبدك السروي والحسين بن بندار المفسر وأبي جعفر محمد بن أبي علي نوكرداني وغيرهم، روى عنه مطرف بن الحسين المطر في.
الفوي: بفتح الفاء وتشديد الواو المكسورة.
هذه النسبة إلى فوي وهو بطن من المعافر، وفوة من بلاد مصر عند رشيد والمشهور بهذه النسبة سفيان بن هانئ بن جبير بن عمرو الفوي وهو ابن سعد الفوي وهو ابن ذاخر بن شرحبيل بن عمرو بن جعفر بن يعفر بن عريب بن شراحيل ويقال شرحبيل بن اليسع بن ثوب بن ثويب ويقال ثويب بن أسعد أبي كريب بن كريب بن معد يكرب ويقال ابن أسعد يكرب بن أسعد الحيري بن هانئ بن ذي المعافر بن جبر بن معاوية بن المعافر بن يعفر بن زيد بن النعمان بن ثوب بن يقدم بن يعفر بن
مالك بن مرة بن أدد بن يشجب بن عريب بن كهلان بن سبأ وهم بطن من المعافر حلفاء في جيشان شهد فتح مصر وفد على علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وروى عنه وعن عقبة بن عامر وزيد بن خالد وكان علوي المذهب روى عنه الحارث بن يزيد وعبد الله بن هبيرة ومسلم بن أبي مريم.
الفوي: بضم الفاء وفي (آخرها) الواو المشددة (المكسورة).
هذه النسبة إلى فوة وظني أنها بنواحي البصرة وقال لي بعض المغاربة إنها الفوة (1) بفتح الفاء وهي بلدة من ديار [ هامش...(1) في معجم البلدان: " قوة: بليدة على شاطئ النيل من نواحي مصر، قرب رشيد، بينها وبين البحر خمسة فراسخ أو ستة وهي ذات أسواق ونخل كثير " ].(4/409)
مصر بين الفسطاط والاسكندرية وليست هي على النيل بل هي في وسط البلاد والمشهور بالنسبة إليها أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي البصري من أهل البصرة، يروي عن أبي علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (الخطيب) الحافظ.
وتوفي بعد سنة عشر وأربعمائة.
وأما أبو محمد الفوي فهو فقيه فاضل من فوة مصر تفقه بالاسكندرية على أبي (بكر) محمد بن الوليد الطرطوشي وبرع في الفقه حتى كان يرجع إليه في الفتاوى بعد سنة عشرين وخمسمائة حكى لي يوسف بن الحسن الفاسي بمسرقند وكان قد تفقه عليه ].(4/410)
باب الفاء والهاء الفهدي: بفتح الفاء وسكون الهاء وبعدها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فهد وهو اسم لجد أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن فهد الانصاري الفهدي (1) من فقهاء أهل المدينة وعبادهم، سمع من أنس بن مالك (رضي الله عنه) أحاديث يسيرة وله أخوان صدوقان: سعد بن سعيد وعبد ربه بن سعيد وجميعا (حدثا) وكان يحيى بن
سعيد يتقشف فاستقضاه أبو جعفر المنصور فما أنكر من زيه شيئا في عمله.
ومات بالعراق سنة ثلاث وأربعين ومئة وقيل ست وأربعين ومئة.
وكان سمع من أنس مقدرا عشرة أحاديث أربعة منها مشاهير وستة أفراد وغرائب، وقد روى عن يحيى بن سعيد عن أنس غير هذه العشرة ستون حديثا أخرى مسندا كلها موضوعة ومقلوبة ما لشئ منها محصول وصنعها الرواة ورووها عنه وكان خفيف الحاذ.
ومحمد بن إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي الفهدي البصري: مات بها قبل العشرين والثلاثمائة بالبصرة وكان من أولاد المحدثين ووالده إبراهيم بن فهد الساجي من كبار العلماء بالبصرة، روى عن قرة بن حبيب وغيره من أصحاب شعبة، حدث عنه يحيى بن محمد بن صاعد وغيره.
سمعت جابر بن محمد الانصاري الحافظ بالبصرة مذاكرة يقول: إبراهيم بن فهد كان يقال له رئيس المحدثين.
الفهرويي: بكسر الفاء وسكون الهاء وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى فهرويه وهو اسم لبعض أجداد أبي محمد عبيدالله بن محمد بن سليمان بن بابويه بن فهرويه بن عبد الله بن مرزوق الدقاق المخرمي الفهرويي يعرف بابن جغوما من أهل بغداد كان مستقيم الحديث (وأخر) في آخر عمره، سمع أباه محمد بن سليمان [ هامش...(1) كل الذين ترجموا له أو لجده ذكروه بالقاف: إلا تاج العروس ففيه بالفاء: أ فجده قيس بن قهد في تاريخ البخاري 4 / 142، والجرح والتعديل ج 3 / ق 2 / 101، والمؤتلف والمختلف لعبد الغني 104، والاكمال 7 / 76، والاستيعاب 3 / 1298، والاصابة 3 / 257.
ب وهو يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد في تاريخ البخاري ج 4 ق 2 / 257، وفي طبقات خليفة 2 / 675، والجرح والتعديل ج 4 / ق 2 / 147، والتهذيب 11 / 221 وقد علق ابن الاثير على ذلك بقوله في اللباب 2 / 447: " قلت: إنما هو يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد بالقاف لا بالفاء والله أعلم " ].(4/411)
وجعفر بن محمد الفريابي والحسين بن محمد بن عفير وإبراهيم بن عبد الله بن أيوب
المخرمي، روى عنه أحمد بن علي بن عثمان الخطبي وبشرى بن عبد الله الفاتني وعبد العزيز بن علي الازجي وأبو القاسم التنوخي.
وتوفي في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
الفهري: بكسر الفاء وسكون الهاء بعدها الراء.
هذه النسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وإليه تنتسب قريش ومحارب والحارث بن فهر وقال الشاعر في قصي بن مالك الفهري: به جمع الله القبائل من فهر (1) ومنها حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك الفهري القرشي من ولد شيبان بن محارب بن فهر من الصحابة الذين سكنوا الشام.
ومات بأرمينية وقد قيل بالشام سنة اثنتين وأربعين وصلى عليه مروان بن الحكم.
ومنها أبو عبيدة بين الجراح الفهري أحد العشرة المبشرة بالجنة.
والضحاك بن قيس الفهري.
وفاطمة بنت قيس التي روت حديث الجساسة وغيرهم.
والمنتسب إليهم ولاء: أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي الفهري مولى ريحانة وقد قيل إنه مولى بني فهر من أهل مصر، يروي عن الثوري ومالك والليث، روى عنه الليث بن سعد وأهل بلده كان مولده خمس وعشرين ومائة.
ومات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين ومائة في شعبان، وكان ممن جع وصنف وهو الذي حفظ علم أهل الحجاز ومصر وكتب حديثهم وعني بجميع ما رروا من الاسانيد والمقاطيع وكان من العباد وقرئ عليه كتاب الاهوال من تصنيفه فمات فيه.
وعبد الملك بن قطن بن عصمة بن أنيس بن عبد الله بن حجوان بن عمرو بن حبيب بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهري أمير الاندلس.
قتل بها سنة خمس وعشرين ومائة.
وجماعة نسبوا إلى فهر الانصار منهم عبادة بن الصامت الفهري.
وأخوه أوس بن الصامت الفهري.
[ هامش...(1) هذا عجز بيت وصدره: " قصي لعمري كان يدعى مجمعا " أو " أبونا قصي كان يدعى مجمعا " وانظر الاشتقاق لابن دريد 155، والسيرة 1 / 80، واللسان: جمع " ].(4/412)
الفهمي: بفتح الفاء وسكون الهاء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى فهم وهم بطن من قيس علان منهم أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي إمام أهل مصر في الفقه والحديث معا فاق أهل زمانه بالسخاوة والبذل وكان لا يحدث أحدا حتى يدخل في جملة من يجري عليهم ما يحتاجون إليه في وقت مقامهم عليه فإذا خرجوا من عنده زودهم ما فيه البلغة إلى أوطانهم، وكانت ولادته في شعبان سنة أربع وعشرين ومائة بقرقشندة قرية بأسفل مصر.
ومات بالفسطاط في النصف من شعبان سنة خمس وسبعين ومائة وصلى عليه موسى بن عيسى الهاشمي وسأذكره في القاف مع الراء (1).
[ هامش...(1) قال ابن الاثير في اللباب 2: 448: " قلت: الفهمي: نسبة إلى فهم بن غنم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد، بطن من الازد، منهم خلق كثير، منهم جذيمة الابرش بن مالك بن فهم، الملك المشهور.
وفاته: النسبة إلى فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة، بطن منهم، وعلى فهم نتجت تنوخ، من ولده زمير بن عمرو بن فهم، وعليه وعلى عمه مالك بن فهم نتجت تنوخ، وفي فهم البيت من تنوخ، وفي تنوخ نفر ممن ينسب هذه النسبة ].(4/413)
باب الفاء واللام ألف الفلاحي: بفتح الفاء بعدها اللام ألف المخففة وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى فلاح وهو اسم لجد عمرو بن عبد الرحمن بن فلاح الصنعاني الفلاحي من أهل صنعاء، حدث عن محمد بن عيينة، روى عنه محمد بن عبد الله بن القاسم الصنعاني.
الفلاس: بفتح الفاء وتشديد اللام ألف وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى بيع
الفلوس، وكان صيرفيا واشتهر بهذه النسبة: أبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز السقاء الفلاس الصيرفي من أهل البصرة سكن بغداد وصنف التصانيف مثل التفسير والتاريخ.
قال ابوماكولا: " روى عني عفان بن مسلم حديثا فسماني الفلاس وما كنت فلاسا قط " يروي عن عبد الرحمن بن مهدي ويزيد زريع ومعتمر بن سليمان، وكان من أئمة أهل النقل روى عنه عفان بن مسلم والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود وأبو عيسى والنسائي وغيرهم وكان من الحفاظ المتقنين وآخر من روى عنه المحاملي.
ومات بسر من رأى في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو شعيب الفلاس يروي عن الاعمش، روى عنه عبيدالله بن يوسف الجبيري.
وأبو الحسن مقاتل بن إبراهيم العامري البلخي الفلاس سمع مالكا وابن عيينة، روى عنه جماعة من أهل بلخ ومرو الروذ ونيسابور ومنهم أبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله بن الربيع الهمذاني الفلاس الجويباري، يروي عن هوزة بن خليفة وأبي نعيم، روى عنه قيس بن أنيف وأمد بن يونس بن الجنيد.
وأبو صالح عامر بن الفضل بن سليمان الفلاس البخاري، يروي عن إسحاق بن حمزة وإبراهيم وعمر ابني محمد بن الحسين بن صالح بن غزوان.
ومحمد بن هارون الفلاس البغدادي يلقب شيطا، كان من الحفاظ للمسند والمقطوع.
قاله الدارقطني (1).
[ هامش...(1) أضاف ابن ماكولا في الاكمال 7 / 89 لهذه النسبة الاسمين التاليين: الاول: أبو سليمان الفلاس السمرقندي سمع سفيان الثوري، روى عنه محمد بن الحكم.
والثاني: شجاع بن مخلد الفلاس البغدادي عن هشيم، روى عنه علي بن عبد العزيز ].(4/414)
باب الفاء والياء الفياذسوني: بضم الفاء ثم الياء (المفتوحة) آخر الحروف ثم الذال المعجمة (إن شاء الله) ثم السين المهملة بعدها الواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فياذسون وهي قرية من
قرى بخارى منها أبو صالح سلمة بن النجم بن محمد الفياذسوني (النحوي) من أهل بخارى ويلقب سلمويه يروى عن أبي قرصافة محمد محمد بن عبد الوهاب بن موسى العسقلاني، روى عنه أبو صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
الفياري: بفتح الفاء والياء المشددة آخر الحروف (بعدهما الالف) وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى فيار وهو اسم لجد أبي صالح عبيدالله بن محمد بن أحمد بن فيار الجوزداني الفياري من أهل أصبهان، له رحلة إلى العراق سمع أهل بلده والبغداديين مثل أبي عبد الله أحمد بن محمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
الفياضي: بفتح الفاء والياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها الضاد المعجمة بعد الالف.
هذه النسبة إلى الفياض وهو اسم لجد أبي بكر عمر بن محمد بن عمر بن الفياض الفياضي من أهل بغداد حدث عن أبي طلحة أحمد بن محمد بن عبد الكريم البصري وأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري وغيرهما، روى عنه القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عثمان البجلي.
الفيج: بفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الجيم.
هذا اسم لمن يحمل الكتب بسرعة (1) من بلد إلى بلد.
ولعل بعض أجداد المنتسب إليه يعمل هذا، والمشهور به أبو المعالي أحمد بن الحسن بن أحمد بن طاهر الفيج من أهل بغداد كان يبيع البز وكان رجلا صالحا، سمع أبا يعلى محمد بن الحسن (بن) الفراء وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبا الغنائم محمد بن علي (بن) الدجاجي وغيرهم، روى لنا عنه أبو الحسن علي بن هبة الله بن الحسن الامين بدمشق وغيره وكانت ولادته في سنة أربع [ هامش...(1) عبارة ظ: " هذه النسبة لاسم من يحمل الكتب من بلد إلى بلد بسرعة " ].(4/415)
وأربعين وأربعمائة.
وتوفي في رجب سنة ثلاث عشرة وخمسمائة ودفن في مقابر الشهداء بباب
حرب.
الفيجكثي: بكسر الفاء والياء الساكنة آخر الحروف والجيم والكاف المفتوحتين وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى فيجكث وهي قرية من قرى نسف منها: القاضي أبو نصر أحمد بن طاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى بن سعيد بن إبراهيم بن يوسف بن الفيجكثي النسفي حدث بسمرقند عن جده أحمد بن محمد بن عيسى الفيجكثي، روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ وذكر أنه توفي في شهر بيع الاول سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
والامام أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن الوليد بن أبي القاسم بن اليمان بن حذيفة الفيجكثي النسفي الصدري، يروي عن أبي محمد أحمد بن محمد بن عيسى الشيركثي روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وولد في صفر سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة.
والقاضي أبو المظفر محمود بن عبد الرحيم بن عبد الملك بن الشعبي بن علي الفيجكثي النسفي، حدث عن أبيه بسمرقند سمع منه أبو حفص عمر بو محمد بن أحمد النسفي.
واشتشهد بفيجكث في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
الفيدي: بفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى فيد وهي قلعة بالنجد على منتصف الطريق في ناحية العراق يترك الحجيج بها نصف أزوادهم، نزلت بها غير مرة وسمعت بها الحديث عن جماعة من الحجاج.
والذي اشتهر بالانتساب إليها: أبو محمد يحيى بن ضريس الفيدي.
وأبو إسحاق عيسى بن إبراهيم الفيدي، يروي عن موسى الجهني، روى عنه عبد الله بن عامر بن زرارة الكوفي.
ومحمد بن جعفر بن أبي مؤاتية الكوفي الفيدي أبو جعفر، من أهل الكوفة نزل فيدا وإنما قيل له الفيدي لنزوله بها، يروي عن محمد بن فضيل الكوفي روى عنه البخاري.
وأبو العباس أحمد بن هاشم بن محمد بن هاشم الكناني الكوفي المعروف بالفيدي وبالطريقي قدم بغداد وحدث بها عن عبيد بن كثير التمار ومحمد بن سحيم البعلبكي ومحمد بن نوح بن حرب العسكري وغيرهم.
روى عنه أبو العباس عبد الله بن موسى الهاشمي وأبو حفص عمرو بن أحمد بن شاهين أبو الحسن أحمد بن محمد بن الجندي وأبو(4/416)
الفرج المعافى بن زكريا الجريري وأبو القاسم بن الثلاج وذكر أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة بباب المحول.
ومحمد بن يحيى بن الضريس الكوفي الفيدي كان يسكن فيه، روى عن محمد بن فضيل والوليد بن بكير ومحمد بن الطفيل وعمرو بن هاشم الجنبي وعيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، سمع منه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي.
الفيرزاني: بكسر الفاء وسكون الياء (المنقوطة من تحتها باثنتين) آخر الحروف وفتح الراء وفتح الزاي وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى الفيرزان وهو جد أبي محمد الحسن بن حباش بن يحيى بن محمد بن أبان بن الفيرزان الدهقان الفيرزاني من أهل الكوفة، روى عن هناد بن السري وجبارة بن مغلس وإسماعيل بن موسى الفزاري وعباد بن يعقوب الرواجني وأبي سعيد الاشج والحسن بن علي الحلواني وغيرهم، روى عنه أبو العباس بن عقدة وأبو بكر بن أبي دارم الحافظان بالكوفة وعبد الله بن يحيى الطلحي قال أبو بكر الخطيب في التاريخ حاكيا بإسناده عن محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان قال: سنة ثلاث وثلاثمائة فيها مات الحسن بن حباش وكان الكلام فيه كثيرا وكان في الظاهر يظهر الامانة وكان يرمى بغير ذلك في الدين بأمر عظيم، وحدثني أبو الحسن محمد بن محمد بن رباح النحوي قال: أتيته في يوم شهر رمضان ومعي ابن الهيثم فخرج إلينا وهو يتخلل وفي يده أثر قلية صفراء، وكان صاحب أدب وأخبار.
الفيروز اباذي: بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الراء وسكون
الواو وفتح الزاي والباء المنقوطة بواحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى فيروزاباذ وهي بلدة بفارس يقال هي بلدة جور (1).
والمشهور بالنسبة إلى هذه البلدة الامام أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروز اباذي المشهور بالشيرازي إمام الدنيا على الاطلاق والمدرس ببغداد تفقه بفارس أولا على أبي الفرج بن البضاوي وبالبصرة على الخوزي وببغداد على أبي الطيب الطبري وكان أنظر أهل زمانه حتى قال العقيلي: [ من الطويل ]: كفاني إذا عن الحوادث صارم * * * بنيلتي المأمول بالاثر والاثر (2) [ هامش...(1) في معجم البلدان: " فيروزاباذ " بفارس قرب شيراز كان اسمها جور فغيرها عضد الدولة.
(2) الاثر: فرند السيف وجوهره.
والاثر: جمع الاثرة والآثار وهي البقية من العلم والمكرمة المتوارثة والفعل الحميد " القاموس: أثر ".(4/417)
يقد ويفري في اللقاء كأنه * * * لسان أبي إسحاق في مجلس النظر سمع الحديث من أبي بكر البرقاني وأبي علي بن شاذان، روى عنه لنا يوسف (بن) أيوب الامام بمرو وأحمد بن سهل المسجدي بنيسابور وأبو بكر الفارمذي بطوس وأبو زيد صالح بن محمد بن المعزم بهمذان وأبو نصر الغازي بأصهبان وأبو المنذر الكرخي ببغداد السعادات الواسطي بفم الصلح وشيب بن الحسن البروجردي بالكوفة وأبو بكر بن الشهرزودي بالموصل والمبارك بن الحسين الشاهد بواسط وجماعة كثيرة سواهم، ولد بفيروز اباذ في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
وتوفي ببغداد سنة ست وسبعين وأربعمائة في جمادى الآخرة ودفن بمقبرة باب أبرز وزرت قبره غير مرة.
وأبو محمد عبد الله بن بندار الزاهد الفيروز اباذي من أهل هذه البلدة، سمع أبا محمد عبد الله بن القاسم الخطيب، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وروى عنه حديثا واحدا في معجم شيوخه سمع منه بفيروز اباذ.
وأبو واثلة عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن نصر بن الحسين بن عثمان بن بشران بن المحتفز المزني الفيروز اباذي من قرية فيروزاباذ قرية على ثلاثة فراسخ من مرو رحل إلى العراق وكتب عن مشايخها كان فاضلا ورعا على مذهب أهل المدينة في جميع الامور حتى في القرآن.
مات سنة سبع وثلاثمائة هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في موضعين من كتابه، وأبو واثلة كان إماما عالما زاهدا مجاب الدعوة أقاما بالمدينة ثمان سنين يتفقه ثم عاد، سمع علي بن حجر وأبا عمار الحسين بن حريث وأبا سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ويحيى بن سليمان بن نضلة ومحمد بن عبد الله المقرئ وغيرهم، روى عنه حفيده عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي واثلة وأبو الحسن محمد بن محمود الفقيه وأبو سوار الشابرنجي وغيرهم.
الفيروز نخجيري: بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الراء والزاي بعد الواو وفتح النون وسكون الخاء المعجمة وكسر الجيم وسكون الياء الاخرى المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى فيروز نخجير ويعربونها فيقولون فيروز نخشير وهي إحدى قرى بلخ والمشهور بالانتساب إليها: أبو القاسم عبد الرحمن ابن محمد بن جعفر الفيروز نخجيري كان فقيها ببلخ سمع بدمشق أبا محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر التميمي وغيره، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وقال: مات في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.(4/418)
ومنهم أبو سهل فارس بن عمرو الفيروز نخجيري، يروي عن صالح بن محمد بن الترمذي كتاب التفسير للكلبي، روى عنه أبو الفضل العباس بن طاهر بن ظهير الجباخاني وغيره.
توفي قبل سنة ثلاثمائة إن شاء الله.
الفيروزي: بكسر الفاء وسكون الياء آخر الحروف وضم الراء بعده الواو ثم الزاي.
هذه النسبة إلى فيروز وهي قرية من قرى حمص من الشام هكذا ذكر أبو بكر بن المقرئ منها: أبو الحسن عباس بن عبد الله بن فيروز بن جميل بن زياد الحمصي الفيروزي من أهل هذه القرية ويمكن أن ينسب إلى جده أيضا، يروي عن يحيى بن عثمان الحمصي روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وقال حدثنا أبو الحسن الحمصي من قرية يقال لها فيروز.
وأما أبو الحسن إسماعيل بن إبراهيم بن مفرج بن فيروز البلدي الفيروزي ينسب إلى جده فيروز من أهل بلد الحطب بلدة فوق الموصل، يروي عن يحيى بن أبي طالب، روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وذكره في معجم شيوخه.
الفيري: بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى فيرة وهي بلدة بالاندلس منها عثمان بن أحمد بن مدرك الفيري الاندلسي، حدث وتوفي بالاندلس سنة عشرين وثلاثمائة.
الفيلي: بكسر الفاء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى فيل وهو اسم لجد أبي طاهر الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي ثم الانطاكي (الفيلي) الاسدي من أهل أنطاكية، وأصله من بالس وكان قديما من الكوفة وذكرته في الباء كان من مشاهير المحدثين، يروى عن نوح بن حبيب القومسي ومحمد بن سليمان المصيصي (لوين) ومحمد بن مصفى الحمصي والحسين بن الحسن المروزي وغيرهما، روى عنه أبو القاسم الطبراني وأبو حاتم بن حبان وأبو أحمد بن عدي الحافظ وأبو بكر بن المقري الاصبهاني.
وابنه أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن فيل الانطاكي الفيلي، يروي عن محمد بن إبراهيم الصوري، روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني.
الفيني: بكسر الفاء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى فين وهي قرية من قرى قاشان من نواحي أصبهان منها الوزير أبو نصر أنوشروان بن خالد بن محمد الفيني القاشاني كان قد وزر لامير المؤمنين المسترشد بالله والسلطان محمود بن ملكشاه، وكان قد جمع الله فيه الفضل الوافر والعقل الكامل والتواضع ورعاية الحقوق، سمع
أبا محمد عبد الله بن الحسن الكامخي (الساوي) أدركته ببغداد حيا ولم يتفق لي السماع منه(4/419)
عاقني المرض عن ذلك، سمع منه أصحابنا وحدثونا عنه وكان القاضي أبو بكر الارجاني سأله خيمة لما أراد الانحدار من بغداد إلى كور الاهواز فنفذ إليه صرة فيها مائة دينار أحمر فكتب إليه الارجاني) [ من المنسرح ]: لله در ابن خالد رجلا * * * أحيا لنا الجود بعد ما ذهبا سألته خيمة ألوذ بها * * * فجاد لي ملء خيمة ذهبا توفي ببغداد في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة ودفن بمشهد باب التبن (1) ثم نقل إلى مشهد أمير المؤمنين (رضي الله عنه) بالكوفة.
الفيومي: بفتح الفاء وضم الياء المشددة آخر الحروف (بعدهما الواو) وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى فيوم وهو موضع وراء مصر من أرضها وهي مدينة يوسف النبي (عليه السلام) وهو الذي احتفر نهرها بالوحي.
يقال لنهرها اللاهون وله سكر (2) عظيم يأخذ من عرض النيل وهو مبني بآجر كبار وكلس وفيه تجول السفن من النيل إلى فوق السكر حتى تصل ذراعا، وبنى في الفيوم بما في مائة قرية وأجرى إليها خليجا من النيل وجعل لكل قرية شربا على حدة وغرس فيها النخل وأنواع الفواكه.
وقتل بها مروان الحمار وهو أبو عبد الملك مروان بن محمد بن مروان بن الحكم (3) الاموي.
بويع في ربيع الاول سنة سبع وعشرين ومائة، وقتل بالفيوم من مصر في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
وهو آخر الخلفاء من بني أمية.
الفيي: بفتح الفاء وفي آخرها الياء المشددة المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى في وهي قرية من قرى سغد سمرقند بين إشتيخن والكشانية.
والمشهور منها سراب الفيي، يروي عن محمد بن إسماعيل البخاري، روى عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن سهل الزاهد.
ذكره أبو سعد الادريسي في كتاب الكمال وقال: أظنه
قديم الموت، حدثني عن محمد بن إسماعيل البخاري أنه تقدم عنه في الموت، روى عنه محمد بن الحسن شيخ قديم أظنه سمرقندي.
[ هامش...(1) في نسخة: " ودفن بمشهد التين " وباب التبن اسم محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وبجانبها مشهد باب التبن وفيه قبر الامام موسى الكاظم.
وانظر تاريخ بغداد 1 / 121، ومعجم البلدان: " باب التبن ".
(2) السكر: السد " أساس البلاغة والقاموس: سكر ".
(3) في نسخة: " أبو مروان محمد بن مروان بن عبد الله بن الحكم ".
وانظر الاعلام 8 / 96 وفيه سرد لمظان ترجمته ].(4/420)
حرف القاف باب القاف والالف القابسي: بفتح القاف، وكسر الباء الموحدة، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قابس، وهي بلدة من بلاد المغرب، بين الاسكندرية والقيروان (1).
وكان بها جماعة من المحدثين والعلماء، قديما وحديثا.
ولقيت شيخا صالحا من قابس بجامع دمشق، يقال له: أبو الحسن علي بن عبد الغفار القابسي، وكان شيخا متميزا، وكان منصرفا من الحجاز على طريق العراق، راجعا إلى بلاده، فكتبت عنه أبياتا من الشعر، بإفادة صاحبنا أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ.
ومنها: أبو منصور فمود بن مسلم القابسي.
وعبد الله بن محمد.
قال ابن ماكولا: حدث عنه شيخنا أبو زكريا البخاري وأبو موسى عيسى بن أبي عيسى القابسي، واسم أبيه بزاز، سمع ببلاده من أبي عبد الله الحسين بن عبد الرحمن الاجدابي الفقيه، وكتب عن (بعض) مشايخنا ببغداد.
قاله ابن ماكولا.
القابوسي: بفتح القاف، وضم الباء الموحدة، وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قابوس، وهو موضع، والثاني إلى قابوس بن وشمكير أمر جرجان،
وقبة قابوس معروفة، دخلتها وعليها مكتوب: هذا القصر العالي للامير شمس المعالي الامير ابن الامير قابوس بن وشمكير.
والمنتسب إليها: أبو شجاع أحمد بن إبراهيم بن سهل القابوسي.
قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: سألته عن هذه النسبة، فقال: أنا من أولاد قابوس.
أنشدنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، من لفظه بأصبهان، أنشدنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أنشدنا أبو شجاع القابوسي، أنشدنا [ هامش...(1) قال ياقوت: مدينة بين طرابلس وسفاقس ثم المهدية على ساحل البحر.
معجم البلدان 4 / 3 ].(4/421)
إبراهيم بن الفرج الغزالي الهمذاني الصوفي: سري نديمي في أخفى الخفيات * * * وخاطري مؤنسي في كل حالاتي والسر مني يناجي السر عن هممي * * * بألسن ضمها أفواه نيات إن رمت إبراز ما أحويه في فكري * * * دلت عليه بقيات الاشارات وهمتي قبة الافلاك منزلها * * * وضاق عن حملها عرض السموات (1) القادسي: بفتح القاف، وكسر الدال والسين المهملتين.
هذه النسبة إلى قادسية: وهو موضع قرب الكوفة على فرسخ منها، ومنها كانت الوقعة المشهورة بين العرب والعجم زمن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وكان أميرها سعد بن أبي وقاص، والمشهور بالانتساب إليها: على بن أحمد القادسي القطان، حدث عن عبد الحميد بن صالح، روى عنه جعفر بن محمد بن نصير الخلدي.
وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب القادسي، حدث عن ابن مالك وابن ماسي، وأبي بكر المفيد، وأبي الفضل الزهري، وغيرهم، وكانت له سماعات جيدة،
أفسد نفسه، نسأل الله توفيقا وخاتمة بخير.
قاله ابن ماكولا.
وذكر الخطيب في حقه فصلا طويلا، أنه كان حدث من غير أصله، فمنعه عن ذلك، وطالبه بالاصل، فلم يخرج، فقلت له: لا تمل ههنا بجامع المنصور إلا من الاصل.
فمضى إلى جامع براثا، وأملى للرافضة أشياء، وقال لهم: منعني النواصب من إملاء فضائل أهل البيت.
ومات في ذي القعدة، سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
وأبو النعمان رستم بن أسامة الضبي القادسي، قال ابن أبي حاتم: منزله القادسية، روى عنه أبي الاحوص، وعلي بن مسهر، وأبي بكر بن عياش، وأبي خالد الاحمر، وعمار بن سيف، وعيسى بن يونس، روى عنه أبي يعني أبا حاتم وكتب عنه بمكة وبالقادسية.
[ هامش...(1) قال ابن الاثير: " قلت: فاته (القادحي) بالقاف، والدال والحاء المهملتين: نسبة إلى قادح النار بن بذية بن عقبة بن السكون، منها: عاصم بن أبي برذعة بن حسان بن عبيدة بن عباد بن حذيفة بن حريم بن الحارث بن القادح القادحى السكوني، كان على شرط الري أيام المنصور.
بذية، بضم الباء الموحدة، وفتح الذال المعجمة، وتشديد الياء تحتها نقطتان، وفي آخرها هاء " ].(4/422)
وقادس: قرية معروفة، عند الدرق العليا، بنواحي مروروذ، وربما ينتسب المنتسب بالقادسي.
ولا أعرف منها أحدا من أهل العلم.
القاراني: بفتح القاف، والراء المفتوحة بين الالفين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قاران، وهو بطن من قضاعة، وهو قاران بن بلي، والمنتسب إليه: فرج بن سهل بن الفرج القاراني، من أهل مصر، يروي عن عبد الله بن وهب، توفي في المحرم، سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
القارزي: بفتح القاف، وكسر الراء وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى قارز، وهي قرية من قرى نيسابور، يقال لها كارز، فيما أظن،
وسأذكرها في الكاف، والمشهور بهذه النسبة: أبو جعفر غسان بن محمد العابد القارزي، (من أهل نيسابور)، سمع عبد الله بن مسلم الدمشقي، ومحمد بن رافع، روى عنه أبو الحسن بن هانئ العدل.
القارئ: بفتح القاف، وكسر الراء المهملة، وهمز الياء في آخرها.
هذه النسبة إلى القراءة، وإقراء القرآن للغير، ومن ينتسب إلى القراءة فأصله الهمز في آخره، ويجوز تركه للتخفيف، إلا أنه لا يجوز تشديد يائه كالقاري، من أهل القارة، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الرحمن نافع بن أبي نعيم القارئ المدني، مولى جعونة بن شعوب الليثي، حليف بني هاشم، يروي عن نافع، روى عنه خالد بن مخلد، وابن أبي مريم، والمصريون، مات سنة تسع وستين ومائه، وكان إمام أهل المدينة في القراءة.
روى ابن وهب، عن الليث بن سعد، قال: أدركت أهل المدينة وهو يقولون: قراءة نافع (سنة).
وأبو جعفر يزيد بن القعقاع القارئ المدني، مولى عبد الله بن عياش بن ربيعة المخزومي، من أهل المدينة.
يروي ابن عمر، روى عنه مالك، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وقد قيل: إنه مات في ولاية مروان الحمار.
وشيبة بن نصاح القارئ، مولى أم سلمة، يروي عن ابن المسيب، والقاسم بن محمد، وكان قاضيا بالمدينة، روى عنه محمد بن إسحاق، وابن أبي الموال، وقد قيل: إنه سمع أم سلمة.
وأبو بشير صالح بن بشير القارئ المري، من أهل البصرة، وسأذكره في الميم.
كان(4/423)
من زهاد البصرة ووعاظها وقرائها، حدث عن الحسن، ومحمد بن سيرين، وبكر بن عبد الله المزني، وثابت البناني، وسليمان التيمي، ويزيد الرقاشي، وغيرهم.
روى عنه سريج بن النعمان، وعفان بن مسلم، ويونس بن محمد المؤدب، وأبو إبراهيم الترجماني، وخالد بن
خدش، وصالح بن مالك الخوارزمي.
وكان المهدي يفد إليه، وأقدمه بغداد، فلما أدخل عليه، ودنا بحماره من بساط المهدي، أمر ابنيه، وهما وليا العهد، موسى وهارون، فقال: قوما فأنزلا عمكما.
فلما انتهيا إليه أقبل صالح على نفسه فقال: يا صالح، لقد خبت وخسرت إن كنت إنما عملت لهذا اليوم.
وله موعظة طويلة للمهدي.
مذكورة في تاريخ بغداد.
وذكر لحماد بن زيد حديث عن صالح المري في فضل القرآن، فقال: كان صالح صاحب قرآن، فلعله كان سمعه ولم أسمعه أنا.
وروي عن عبد الرحمن بن مهدي، قال: قال سفيان الثوري: أما لكم مذكر ؟ قال: قلت بلى، لنا قاص.
قال: فمر بنا إليه.
قال: فذهبت معه ما بين المغرب والعشاء، فلما انصرف قال: يا أبا عبد الرحمن تقول: قاص ؟ هذا نذير قوم يعني صالحا المري ومات سنة سبع وسبعين ومائة.
وأبو عدي عمرو (1) بن عبد الله القارئ الخطمي الضرير، من الصحابة، هو الذي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " اذهبوا بنا إلى البصير نعوده ".
وأبو زيد سعيد بن عبيد القارئ الانصاري، من الصحابة.
هكذا قاله عبد الغني بن سعيد.
ونافع بن أبي القارئ، من أهل المدينة.
و عبد الله بن يزيد القارئ، شامي، يروي عن ثور بن يزيد الشامي.
وأبو الحجاج مجاهد بن جبر القارئ، وهو من موالي عبد الله بن السائب، وقيل: [ هامش...(1) في نسخة: " عمر ".
ثم ذكر " عمير بن عدي الخطمي " وقال: إمام بني خطمة وقارئهم الاعمى " الاستيعاب 3 / 1217.
وعنه نقل الصفدي، في نكت الهميان 222 ].(4/424)
كنيته أبو محمد، يروي عن أهل مكة، يروي عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه الحكم ومنصور، كان فقيها عبدا ورعا متقيا، مات بمكة وهو ساجد.
وكان إذا رؤي كأنه خربندج (1) ضل حماره فهو يطلبه، لما فيه من الوله.
مات سنة اثنتين أو ثلاث ومائة، وكان مولده سنة إحدى وعشرين، في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم العباد المعروف بإبراهيمك القارئ، كان من الصالحين، من أهل نيسابور.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: حدثونا أنه كان يقرأ عند أبي عمرو الحيري، والمتقدمين من مشايخنا، ولا نذكره إلا شيخا هرما، كان على رأس سكة خشاورة، سمع أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى، والسري بن خزيمة، وأقر أنهما بنيسابور، وذكرته في الخشاوري.
وأبو بكر محمد بن جعفر الادمي القارئ، ذكرته في الالف.
القاري: بالقاف، والراء المهملة المكسورة، وتشديد ياء النسبة غير مهموزة هذه النسبة إلى بني قارة، وهو بطن معروف من العرب.
قال بعضهم: أيثع (2) بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
ومن قال: أيثع بن الهون.
فقد وهم.
(قال أبو عبيدة): أيثع هو القارة.
وقال غيره: القارة بل هو الديش بن محلم بن غالب بن عايذة بن أيشع بن مليح بن الهون بن خزيمة بن مدركة.
وإنما سموا القارة لان يعمر بن عوف الشداخ أراد أن يفرقهم في بطون بني كنانة، فقال رجل منهم: دعونا قارة لا تنفرنا * * * فنجفل مثل أجفال الظليم.
فسموا القارة (3).
ويعمر بن الشداخ أحد بني الليث.
وقيل في المثل السائر: قد أنصف من راماها.
يصفهم بالرمي والاصابة.
والمشهور بهذه النسبة.
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد القاري، يروي عن عمر بن الخطاب، عداده في أهل
[ هامش...(1) ساق الذهبي ما يوضح هذا فقال: " وقال الاعمش: كنت إذا رأيت مجاهدا أزدريته مبتذلا، كأنه خربندج قد ضل حماره وهو مهتم لذلك، فإذا نطق من فيه اللؤلؤ ".
تذكرة الحفاظ 1 / 92.
وفي الالفاظ الفارسية المعربة: 52: " الخربندية: المكارون، تعريف خربنده ومعناه مربي الحمار ".
(2) أنظر اللباب 3 / 16.
(3) قال ابن دريد: " وأما القارة فإنما سموا بهذا لان القارة أكمة سوداء فيها حجارة ".
الاشتقاق 179 ].(4/425)
المدينة، وكان عامل عمر على بيت المال، روى عن عروة بن الزبير، وحميد بن عبد الرحمن، وإبناه إبراهيم ومحمد، مات سنة ثمان وثمانين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
وإبراهيم بن عبد الرحمن القاري، يروي عن ابن عمر، روى عنه حمزة بن أبي جعفر بن حريث بن أبي ذئب.
قال: رأيت ابن عمر وضع يده على مقعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المنبر، ثم وضعها على وجهه.
وسعيد بن سفيان القاري، من قارة أيضا، يروي عن علي، روى عنه يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن عبد الله بن ناشر، عنه.
وأبو عثمان عبد الله بن عثمان بن خثيم، من القارة، يروي عن أبي الطفيل، عداده في أهل مكة، روى عنه معمر، مات سنة أربع وأربعين ومائة، وقيل سنة خمس وثلاثين ومائة.
وأبو يوسف يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري، سكن الاسكندرية، سمع أبا حازم سلمة بن دينار، وعمرو بن أبي عمرو، قال أبو سعيد بن يونس: هو من القارة، حليف بني زهرة، مدني قدم مصر، روى عنه الليث، وابن وهب، وروى عنه أبو شريف المراري، والصباحي آخر من حدث عنه من أهل مصر، توفي بالاسكندرية سنة إحدى وثمانين ومائة.
القاساني: بفتح القاف، والسين المهملة والمعجمة، وفي آخرها النون: هذه النسبة إلى قاسان، وهي بلدة عند قم على ثلاثين فرسخا من أصبهان، دخلتها
وأقمت بها يومين، وأهلها من الشيعة، وكان بها جماعة من أهل العلم والفضل، وأدركت جماعة منهم بها.
فالمنتسب إليها: أبو محمد جعفر بن محمد بن القاساني الرازي، يروي عنه أبو سهل هارون بن أحمد الاستراباذي.
وكتبت بأصبهان عن جماعة من المنتسبين إليها، وأردكت بها: السيد الفاضل أبا الرضا فضل الله بن علي (العلوي) الحسيني القاساني، وكتبت عنه أحاديث وأقطاعا من شعره، ولما وصلت إلى باب داره قرعت الحلقة، وقعدت على الدكة أنتظر خروجه، فنظرت إلى الباب فرأيت مكتوبا فوقه بالجص إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، أنشدني أبو الرضا العلوي القاسان لنفسه بقاسان،(4/426)
وكتب له بخطه: هل لك يا مغرور من زاجر * * * فترعوي عن جهلك الغامر أمس تقضى وغدا لم يجئ * * * واليوم يمضي لمحة الباصر فذلك العمر كذا ينقضي * * * ما أشبه الماضي بالغابر ومن القدماء: علي بن زيد القاساني، قال ابوماكولا: أحد الفضلاء المشهورين.
ومن القدماء: إبراهيم بن قرة الاسدي القاضي القاساني الاصم، مات سنة عشر ومائتين، كان يروي عن الثوري، حدث عنه إبراهيم بن أيوب، ومحمد بن حميد، وأبو حجر عمر بن رافع، وكان ثقة، ويقال: إن الثوري كان يحدثه في أذنه.
وله ابن يقال له إسحاق بن إبراهيم، خرج إلى مصر، وحدث بها، يروي عن أبي حفص عمرو بن علي الفلاس.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله القاساني، يروي عن أبي مصعب أحمد بن أبي بكر
الزهري، صاحب مالك، روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم.
والقاضي أحمد بن موسى بن عيسى الفراز القاساني، ولي القضاء بها، يروي عن إبراهيم بن الحسين بن ديزل الهمذاني، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
القاشي: بفتح القاف، وفي آخرها الشين.
هذه تشبه النسبة وهو إسم رجل، وهو عيسى القاشي، شاعر محدث، كان يجالس أحمد بن حنبل، وقيل: إن اسمه عيسى، وقيل: العباس بن الفضل.
وقال أبو الفرج الاصبهاني: إنه من أهل المدائن، وروى عن ابنه عنه وكان يشبب بجارية يقال لها مرام لعائشة بنت المعتصم، وله فيها أشعار.
والقاشي: نسبة إلى قاشان أيضا، وهي بلدة قريبة من أصبهان، والمشهور بهذه النسبة: أحمد بن علي بن بابه القاشي، الاديب، كان فاضلا يعرف الادب والتاريخ، صاحب كتب حسان، وجمع أشياء روى لنا عنه أبو مضر طاهر بن مهدي الطبري.
القاص: بفتح القاف، وفي آخرها الصاد المشددة المهملة.(4/427)
هذه نسبة إلى القصص والموعظة، وهم جماعة.
فمنهم: محمد بن كعب بن سليم القرظي أبو حمزة القاص، يروي عن زيد بن أرقم.
وأبو حزرة يعقوب بن مجاهد القاص المخزومي، يكنى: أبا يوسف يلقب بأبي حزرة القاص، يروى عن عبادة بن الوليد، ومحمد بن كعب والقاسم بن محمد حديثه في صحيح مسلم بن الحجاج، روى عنه حاتم بن إسماعيل، ويحيى بن سعيد.
ومحمد بن عيسى القاص، وهو قاص بن عبد العزيز، كان يقص بالمدينة، يروي عن أبي هريرة، وجابر، مرسلا، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وأبي صرمة، وعمر بن عبد العزيز، روى عنه سليمان التيمي، والليث بن سعد، ومحمد بن إسحاق بن يسار،
وحرب بن قيس، وعبد العزيز بن العباس، وأبو معشر نجيح، وعمر بن عبد الرحمن بن محيصن، وموسى بن عبيدة.
وقال ابن أبي حاتم: محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، مديني، سمعت محمد بن أبي العباس الخليلي الحافظ بنوقان يقول: طالعت الامالي التي أملاها والدك، رحمه الله، وجهدت أن أعثر فيها على خطأ، فما عثرت عليه، حتى رأيت فيها: محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز فقلت: هذا وهم، وإنما هو قاص عمر بن عبد العزيز.
ثم قال محمد بن أبي العباس: فرأيت بعد ذلك في كتاب معتمد: محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز، وهو قاضي عمر بن عبد العزيز، فعرفت أنه ما وهم.
ومحمد بن قيس كان يقال له قاص عمر بن عبد العزيز وهو قاضي عمر بن عبد العزيز.
وأبو إبراهيم بن أبي سليمان القاص، يروي عن أبي حرزة يعقوب بن مجاهد، روى عنه عبد العزيز بن عبدالهل الاويسي.
وعطاء بن يسار قاص أهل المدينة.
وسعيد بن حسان، قاص أهل مكة، يروي عن عروة بن عياض، عن جابر، روى عنه سفيان بن عيينة، وأبو أحمد الزبيري.
ومطيع القاص (1).
قاله يحيى بن معين.
وعمر بن ذر المرهبي، قاص أهل الكوفة.
[ هامش...(1) تكملة لازمة.
وأبو أحمد الزبيري السابق اسمه محمد بن عبد الله.
أنظر الانساب 6 / 268، 269 ].(4/428)
وأبو بكر أحمد بن الحسن بن عمران بن موسى، القاص، من أهل بغداد، حدث عن أحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني روى عنه أحمد بن الفرج بن الحجاج.
وذكر ابن الثلاج أنه سمع منه في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وعبدوس بن محمد القاص، بغدادي نزل مصر، وكان يقص بها، وحدث بها، وكتب
عنه، وتوفي بمصر في جمادي الاولى سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين ومائتين.
وأبو عمرو بن عبد الرحمن القاص القرشي الكوفي، بياع الملاء، ويقال طائي، يروي عن أبيه، وعكرمة، روى عنه سليمان التيمي، والثوري، وشريك، وأبو معاوية الضرير، وابن ابنه أسباط.
وأبو عمرو محمد بن ميسرة (1) القاص، والد أسباط بن محمد، يروي عن عكرمة روى عنه سليمان التيمي وابنه أسباط.
وسئل بن معين عنه قال: شيخ.
وأبو عمرو بن عبد الرحمن القاص القرشي الكوفي، بياع الملاء، ويقال طائي، يروي عن أبيه، وعكرمة، روى عنه سليمان التيمي، والثوري، وشريك، وأبو معاوية الضرير، وابن ابنه أسباط.
وأبو عمرو محمد بن ميسرة (1) القاص، والد أسباط بن محمد، يروي عن عكرمة روى عنه سليمان التيمي وابنه أسباط.
وسئل بن معين عنه قال: شيخ.
وأبو وائل عبد الله بن بحير القاص الصنعاني، وليس هذا بعبد الله بن بحير بن ريسان، ذاك ثقة، وهذا يروي عن عروة بن محمد بن عطية، وعبد الرحمن بن يزيد الصنعاني، العجائب التي كأنها معمولة، ولا يجوز الاحتجاج به، روى عنه عبد الرزاق بن همام، وإبراهيم بن خالد، والصنعانيان.
وعبد الرحمن بن إبراهيم القاص، كان يسكن كرمان، ثم انتقل إلى البصرة، يروي عن العلاء بن عبد الرحمن.
روى عنه عفان، منكر الحديث، يروي ما لا يتابع عليه، وليس بمشهور في العدالة، فيقبل منه ما انفرد به، على أن التنكب عن أخباره أولى عند الاحتجاج.
وأبو بكر محمد بن العباس بن الحسين القاص، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في [ هامش...(1) هو أبو عمرو محمد بن عبد الرحمن السابق.
قال ابن حجر: " قال الآجري: سئل أبو داود عن أبي عمرو الذي
حدث عنه سليمان التيمي، فقال: هو محمد أبو أسباط.
وزاد في نسبه إلى جد أبيه، وأفاد أبو حاتم أنه الذي روى عنه شريك، فقال: عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة وهو وهم عن بعض الرواة: عن شريك، فإنه غيره.
وقال الخطيب: هو محمد السدي، لانه كان يبيع الملاء في سدة المسجد، وذكره ابن حبان في الثقات، وسماه محمد بن ميسرة بن عبد الرحمن.
وكذا قال أبو حاتم الرازي ".
تهذيب التهذيب 9 / 297.
وقال ابن حجر أيضا: " محمد بن ميسرة بن عبد الرحمن، والد أسباط.
تقدم في محمد بن عبد الرحمن " تهذيب التهذيب 9 / 484 ].(4/429)
التاريخ، وقال: كان شيخا فقيرا، يقص في جامع المنصور ببغداد، وفي الطرقات والاسواق، وسمعته يقول: حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد.
وذكر حديثا، ثم قال: سمعت منه هذا الحديث في سنة تسع وأربعمائة، وحدثنا أيضا عن أبي بكر بن مالك القطيعي، بحكاية عن العباس بن يوسف الشكلي، وكانت وفاته في أول سنة ثلاثين وأربعمائة.
والامام أبو العباس أحمد بن أبي أحمد القاص الطبري، أمام عصره، وصاحب التصانيف في الفقه والفرائض وأدب القاضي معرفة القبلة وغيرها، تفقه على أبي العباس بن سريج، وبرع في الفقه، وتلمذ له جماعة، منهم أبو علي الطبري المعروف بالزجاجي.
وإنما قيل لابي العباس القاص لدخوله دار الديلم والجبل، وقود عساكر الجهاد منها إلى الروم بالوعظ والتذكير.
ومن أشهر مصنفاته كتابه الموسوم بالتلخيص، وهو أجمع كتاب في فنه للاصول والفروع، على قلة عدد أوراقه، وخفة محمله على أصحابه، وكتابه في أصول الفقه، وهو كتاب مقنع ممتع.
وكان من أخشع الناس قلبا إذا قص، فمن ذلك ما يحكى عنه، أنه كان يقص على الناس بطرسوس، فأدركته روعة ما كان يصف من جلال الله وعظمته، وملكته خشية ما كان يذكر من بأسه وسطوته، فخر مغشيا عليه، وانقلب إلى
الآخرة، لاحقا باللطيف الخبير.
القاضي: بفتح القاف، وضاد معجمة بعد الالف.
هذه النسبة إلى القضاء بين الناس والحكومة.
وأول من عرف بهذه النسبة أول قاض بالكوفة سلمان بن ربيعة الباهلي التميمي، وهو أو قاض استقضي بالكوفة، فمكث بها أربعين يوما لا يأتيه خصم، وكان ولاه عمر قضاء الكوفة، ويقال له سلمان الخيل، وقد ذكرناه في الخيل.
وأبو أمية بن الحارث القاضي الكندي، ويقال له: أبو عبد الرحمن، حليف لهم من بني رائش، كان فائقا، وكان شاعرا، وكان قاضيا، يروى عن عمر، روى عنه الشعبي، مات سنة تسع وثمانين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وقيل: إنه مات سنة ثمان وسبعين، وهو ابن مائة وعشرين سنة.
وأبو البختري وهب القاضي، وأمه عبدة بنت على بن يزيد بن ركانة، استقضاه الرشيد، يروي عن هشام بن عروة، وجعفر بن محمد، وابن عجلان، روى عنه العراقيون، وأهل الشام.(4/430)
قال أبو حاتم بن حبان: انتقل أبو البختري القاضي في آخر عمره إلى صيدا، مدينة على الساحل، قد دخلتها وكان ممن يضع الحديث على الثقات، كان إذا جنه الليل سهر عامة ليله يتذكر الحديث ويضعه، ثم يكتبه ويحدث به، لا تجوز الرواية عنه، ولا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب، وكان يحيى بن معين يقول: أبو البختري كذاب، يصنع الحديث.
وأبو موسى عيسى بن أبان بن صدقة القاضي، من أهل بغداد، صحب محمد بن الحسن الشيباني، وتفقه به، واستخلفه يحيى بن أكثم على القضاء بعسكر المهدي، وقت خروج يحيى بن أكثم مع المأمون إلى فم الصلح (1)، فلم يزل على عمله إلى أن رجع يحيى، ثم تولى عيسى القضاء بالبصرة، فلم يزل عليه حتى مات.
وأسند الحديث عن
إسماعيل بن جعفر، وهشيم بن بشير، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ومحمد الحسن، وغيرهم.
روى عنه الحسن بن سلام السواق.
قال محمد بن سماعة: كان عيسى بن أبان حسن الوجه، وكان يصلي معنا، وكنت أدعوه أن يأتي محمد بن الحسن، فيقول: هؤلاء قوم يخالفون الحديث.
وكان عيسى حسن الحفظ للحديث، فصلى معنا يوما الصبح، وكان يوم مجلس محمد، فلم أفارقه حتى جلس في المجلس، فلما فرغ محمد أدنيته إليه، وقلت: هذا ابن أخيك أبان ابن صدقة الكاتب ومعه ذكاء ومعرفة بالحديث، وأنا أدعوه إليك فيأبى، ويقول: إنا نخالف الحديث.
فأقبل عليه وقال: يا بني، ما الذي رأيتنا نخالفه من الحديث ؟ لا تشهد علينا حتى تسمع منا.
فسأله يومئذ عن خمسة وعشرين بابا من الحديث، فجعل محمد بن الحسن يجيبه عنه، ويخبره بما فيها من المنسوخ، ويأتي بالشواهد والدلائل، والتفت إلي بعد ما خارجنا فقال: كان بيني وبين النور ستر فارتفع عني، ما ظننت أن في ملك الله مثل هذا الرجل يظهره للناس.
ولزم محمد بن الحسن لزوما شديدا حتى تفقه.
قال أبو حازم القاضي: ما رأيت أهل بغداد حدثا أذكى من عيسى بن أبان، وبشر بن الوليد.
وقال أبو حازم: كان عيسر رجلا سخيا جدا، وكان يقول: والله لو أتيت برجل يفعل في ماله كفعلي في مالي لحجرت عليه.
قال: وقدم إليه رجل محمد بن عباد المهلبي، فأدعي على أربعمائة دينار، فسأله عيسى عما ادعى عليه، فأقر له بذلك، فقال له الرجل: [ هامش...(1) سقط من: ك، والصلح نهر كبير فوق واسط، بينهما وبين الجبل، عليه عدة قرى، وفيه كانت دار الحسن بن سهل وزير المأمون، وفيه بنى المأمون ببوران.
معجم البلدان 3 / 917 ].(4/431)
احبسه لي، فقال له عيسى: أما الحبس فواجب ولكن لا أرى أبي عبد الله، وأنا أقدر على فدائه من مالي.
فغرمها عنه عيسى من ماله.
وكان يذهب إلى القول بخلق القرآن.
وحكى أن رجلا مسلما بالبصرة أحضر إلى
عيسى (1) بن أبان رجلا يهوديا، فوقع اليمين على المسلم فقال له القاضي: قل والله الذي لا إله إلا هو.
فقال له اليهودي: حلفه بالخالق لا بالمخلوق، لانه لا إله إلا هو في القرآن، وأنتم تزعمون أنه مخلوق.
قال: فتحير عيسى عند ذلك، وقال: قوما حتى أنظر في أمركما.
ومات بالبصرة في المحرم سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وأبو يوسف يعقوب بن إبراهيم القاضي الكوفي، هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد بن بحير بن معاوية، وأم سعد حبته بنت مالك، من بني عمرو بن عوف، صاحب أبي حنيفة، رحمهما الله، من أهل الكوفة، سمع أبا إسحاق الشيباني، وسليمان التميي، ويحيى بن سعيد الانصاري، وسليمان الاعمش، وهشام بن عروة، وعبيدالله بن عمر العمري، وحنظلة بن أبي سفيان، وعطاء بن السائب، ومحمد بن إسحاق بن يسار، وحجاج بن أرطأة، وليث بن سعد، وغيرهم.
روى عنه محمد بن الحسن الشيباني، وبشر بن الوليد الكندي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعمرو بن محمد الناقد، وأحمد بن منيع، في آخرين.
وكان قد سكن ببغداد، وولاه الهادي موسى بن المهدي القضاء بها، ثم هارون الرشيد من بعده، وهو أول من دعي بقاضي القضاة في الاسلام، ولم يختلف يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وعلي بن المدين، في ثقته في النقل، ولم يتقدمه أحد في زمانه، وكان النهاية في العلم والحكم والرياسة والقدر، وأول من وضع الكتب في أصول الفقه على مذهب أبي حنيفة، وأملى المسائل ونشرها، وبث علم أبي حنيفة في أقطار الارض.
قال محمد بن الحسن: مرض أبو يوسف في زمن أبي حنيفة مرضا خيف عليه منه، قال: فعاده أبو حنيفة ونحن ومعه، فلما خرج من عنده وضع يديه على عتبة بابه.
وقال: إن يمت هذا الفتى فإنه أعلم من عليها.
وأومأ إلى الارض.
قال أبو يوسف: سألني الاعمش عن مسألة فأجبته فيها، فقال لي: من أين قلت هذا ؟ [ هامش...(1) في إحدى النسخ: " اختصم إلى عيسى " وفي تاريخ بغداد 11 / 159: " فاختصم رجل مسلم ورجل يهودي عند
القاضي " ].(4/432)
فقلت: لحديثك الذي حدثتنا أنت.
ثم ذكرت له الحديث، فقال لي: يا يعقوب، إني لاحفظ هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك، فما عرفت تأويله حتى الآن.
وقال جعفر بن ياسين: كنت عند المزني، فوقف عليه رجل فسأله عن أهل العراق، فقال له: ما تقول في أبي حنيفة ؟ فقال: سيدهم.
قال: فأبو يوسف ؟ قال: أتبعهم للحديث.
قال: فمحمد بن الحسن قال: أكثرهم تفريعا.
قال: فزفر ؟ قال: أحدهم قياسا.
وكان رجل يجلس إلى أبي يوسف ويطيل الصمت، فقال له أبو يوسف: ألا تتكلم ؟ فقال: بلى، متى يفطر الصائم ؟ قال: إذا غابت الشمس.
قال: فإن لم تغب إلى نصف الليل ؟ قال: فضحك أبو يوسف، وقال له: أصبت في صمتك، وأخطأت أنا في استدعاء نطقك، ثم تمثل: عجبت لازاء العيي بنفسه * * * وصمت الذي قد كان بالقول أعلما وفي الصمت للعيي وإنما * * * صحيفة لب المرء أن يتكلما ولد القاضي أبو يوسف سنة ثلاث عشرة ومائة، ومات في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وثمانين ومائة ببغداد.
القافلاني: بفتح القاف، وسكون الفاء.
هذه النسبة إلى حرفة عجيبة، سمعت القاضي أبا بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد مذاكرة يقول: القافلاني اسم لمن يشتري السفن الكبار المنحدرة من الموصل، والمصعدة من البصرة، ويكسرها ويبيع خشبها وقيرها وقفلها، والقفل الحديد الذي فيها يقال: لمن يفعل هذه الصنعة القفلاني: والمشهور بهذه النسبة:
أبو الربيع سليمان بن محمد بن سليمان القافلاني، يروي عن عطاء، والحسن، وابن سيرين، عداده في أهل البصرة، روى عنه أهلها، يروي عن الاثبات الموضوعات، حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد، واسم أبي سليمان محمد (1)، وكان سليمان يبيع السفن [ هامش...(1) هذا إيضاح من ابن حبان، حيث جاء رأس الترجمة عنده: " سليمان بن أبي سليمان " وقد نقله ابن السمعاني مع تصريحه باسمه في صدر الترجمة ].(4/433)
بالبصرة.
قاله أبو حاتم بن حبان.
قال ابن أبي حاتم: سليمان بن محمد القافلاني.
روى عن أبي طالوت، عن مالك بن عبد الله الخطمي، روى عنه عمرو بن عاصم الكلابي، وسئل يحيى بن معين عن سليمان القافلاني، فقال: ليس بشئ.
وأبو الفضل جعفر بن محمد بن أحمد بن الوليد القافلاني، من أهل بغداد، كان من الثقات، وكان يعرف شيئا من الحديث، سمع من محمد بن إسحاق الغاني، وعلي بن داود القنطري، وأحمد بن الوليد الفحام، وعيسى بن محمد الاسكافي، وعبد الله بن روح المدائني، وأحمد بن أبي خيثمة، روى عنه أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وعبد العزيز بن جعفر الخرقي، وأبو الفضل عبيدالله بن عبد الرحمن الزهري، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار، وأبو الفتح يوسف بن عمر القواس، وتوفي في جمادى الاولى من سنة خمس وعشرين وثلاثمائة.
وأبو القاسم الحسن بن إدريس بن محمد بن شاذان القافلاني، من أهل بغداد.
يروي عن عبد الله بن أيوب المخرمي، وأبي الفضل بن موسى مولى بن هاشم، عيسى بن أبي حرب الصفار.
روى عنه القاضي أبو الحسن الجراحي، وأبو عمر بن حيويه وأبو الحسن الدارقطني، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، ومات سنة تسع وثلاثمائة.
قالون: بفتح القاف، واللام المضمومة، بينهما الالف ثم الواو، والنون.
هذا لقب أبي موسى عيسى بن مينا المقري المدني، صاحب نافع بن أبي نعيم المقري وروايته، لقبه قالون (1)، لقبه بذلك مالك بن أنس، سمع عبد الله بن نافع، وأستاذه نافع بن أبي نعيم، عبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وغيرهم.
روى عنه أبو زرعة الرازي، وموسى بن إسحاق الانصاري، وعلي بن الحسن الهسنجاني، وإبراهيم بن الحسين الهمذاني، ويقال إنه كان شديد الصم ويقرأ عليه القرآن فيفهم ويرد خطأهم ولحنهم بتحريك شفة من يقرأ عليه، ويرد عليهم.
القالي: بفتح القاف، وبعد الالف لام [ هامش...(1) قالون: لفظ معناها الجيد.
معرفة القراء الكبار للذهبي 129، غاية النهاية 1 / 615.
قال ابن الجزري: " سألت الروم عن ذلك فقالوا نعم.
غير أنهم نطقوا لي بالقاف كاف على عادتهم " ].(4/434)
هذه النسبة إلى قاليقلا، وهي قرية من منازجرد، وهي من ديار بكر، والمشهور بالنسبة إليها أبو علي إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل بن عيذون بن هرن بن عيسى بن محمد بن سلمان، مولى محمد بن عبد الملك بن مروان، يعرف بالقالي اللغوي، ولد بمنازجرد، ورد بغداد، وأقام بها مدة مديدة، وخرج عنا مسافرا حتى بلغ الاندلس واستوطنها، وحدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأبي سعيد العدوي، ومن بعدهم، ويقال: إنه سمع من أبي يعلى الموصلي، يروي عنه أبو بكر بن الحسن الزبيدي الاندلسي، قال: وكان أحفظ أهل زمانه للغة وأرواهم للشعر، وأعلمهم بعلل النحو على مذهب البصريين.
وقال: سألته لم قيل له القالي ؟ فقال: لما انحدرنا إلى بغداد في رفقة فيها أهل قاليقلا، وكانوا يكرمون لمكانهم من الثغر فلما دخلنا إلى بغداد انتسبت إلى قاليقلا، وهي
قرية من منازجرد، ورجوت أن أنتفع بذلك عند العلماء، فمضى علي القالي.
ولد أبو علي القالي بمنازجد، سنة ثمان وثمانين ومائتين، ودخل بغداد سنة ثلاث وثلاثمائة، وخرج منها سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ودخل الاندلس في سنة ثلاثين، واستوطن قرطبة، وأملى بها كتابا كبيرا في النوادر، يشتمل على أشعار وأخبار ولغة، وتوفي في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة بقرطبة.
القانفي: بفتح القاف، والنون المكسورة، بينهما الالف، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى الجد، وهو قانف، والمشهور بهذه النسبة: القاسم بن عبد الله بن ربيعة بن قانف الثقفي القانفي، يروي عن سعد بن أبي وقاص روى عنه يعلى بن عطاء.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
القايد: بفتح القاف، وكسر الياء المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الالف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه اسم لمن يقود العسكر ويتقدمم.
واشتهر بهذ الاسم: خزيمة بن حازم النهشلي القايد، وكان له تقدم ومنزلة عند الخلفاء ببغداد، ودرب خزيمة إليه ينسب، ولعل أصله من خراسان، إلا أنه نزل بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته ]،(4/435)
حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، روى عنه يعقوب بن يوسف الاصم، ومات في شعبان سنة ثلاث ومائتين.
القايفي: بفتح القاف وبعدها الالف، ثم الياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى القياف وهي إلحاق الاولاد بالآباء، يقال لواحد (1) منهم القايف، والنسبة إليه قايفي، وكانت القافة من بني مدلج، وقالت عائشة: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وكانت أسارير وجهه تبرق.
فقال: " ألم ترى أن مجززا المدلجي قال لاسامة وزيد: إن هذه الاقدام بعضها من بعض ".
القايمي: بفتح القاف، والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين، بعدها الالف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى القائم بأمر الله أمير المؤمنين، وكان له جماعة من الخدم سمعوا الحديث، وانتسبوا إليه، منهم: عفيف القايمي، كان راغبا في الخير، وسماع الحديث، وخرج إلى خراسان رسولا مع الامام أبي إسحاق الشيرازي، وسمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، وأبا القاسم علي بن أحمد بن البسري، وطبقتهما، وجماعة من مشايخنا سمعوا معه الحديث وظني أنه توفي في حدود سنة تسعين وأربعمائة، أو قبلها.
وأبو الحسن صندل بن عبد الله القايمي، الملقب بالمخلص، كان جليل القدر، سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، روى لنا عنه أبو المعمر الانصاري، وتوفي في رجب سنة ثمان وخمسمائة.
القايني: بفتح القاف، والياء (2) المنقوطة باثنتين بعد الالف من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قاين وهي بلدة (2) قريبة من طبس، بين نيسابور وأصبهان، خرج منها [ هامش...(1) في اللباب: " يقال للواحد ممن يعلمه قاف ".
(2) مقضتى كلام السمعاني أن الياء مفتوحة، وقال ياقوت: " قاين: بعد الالف ياء مثناة من تحت وآخره نون..كذا قال السمعاني ".
معجم البلدان 4 / 22.
ذكر ابن الاثير أن " القايني " مثل ما قبله أي " القايمي إلا أن عوض الميم نون ومقتضى هذا أن تكون الياء مكسورة ".
(3) راجع اللباب 3 / 10 ].(4/436)
جماعة من المحدثين قديما وحديثا، والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن إسحاق بن أحمد بن إبراهيم القايني، يروي عن أبي قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ، روى عن أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمود الثقفي الحافظ الواعظ.
وأبو منصور محمد بن علي القايني الدباغ، أحد المشهورين بالخير والفضل، سمع الامام أبا بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبا عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبا القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وغيرهم، سمع منه والدي رحمه الله، وروى لي عنه أبو طاهر السنجي، وابنه أبو القاسم.
وأما ابنه أبو القاسم الجنيد بن محمد بن علي القايني، إمام فاضل متدين، وصوفي لطيف ظريف، كثير الورع، سمع بأصبهان أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي، وبالطبسين أبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي جعفر الطبسي الحافظ، وجماعة سواهم سمعت منه الكثير بهراة، وتوفي في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.(4/437)
باب القاف والباء القباب: بفتح القاف، وتشديد الباء الاولى الموحدة، وفي آخرها باء أخرى.
هذه النسبة إلى عمل القباب التي هي كالهوادج، والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك القباب، من أهل أصهبان.
يروي عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن النعمان، وأبي بكر بن أبي عاصم.
روى عنه أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الاصبهاني نزيل نيسابور، وغيرهما.
وسمعت أهل أصبهان يقول: إن واحدا كان يقرأ عليه الحديث فوصل إلى هذا
الحديث: " لا يدخل الجنة قتات (1) ".
فقال مصحفا لا يدخل الجنة قباب.
فغضب الشيخ، وقال: لا يدخل الجنة أنت ولا أبوك، قم من عندي.
فاعتذر القارئ، وقال: جرى على لساني من غير قصد.
فقبل عذره.
ومات يوم الاحد، الخامس عشر من ذي القعدة، سنة سبعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله محمد بن محمد بن فورك بن عطاء بن عبد الله بن سمرة القباب، من أهل أصبهان.
يروي عن محمد بن عصام جبر، وإسحاق بن إبراهيم بن شاذان، ويسار بن سمير بن يسار بن عثمان، روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ، وأبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي الاصبهاني، وطبقتهما.
وعمر بن يزيد القباب الرقي، سأل أبا المهاجر عنه أبو يوسف الصيدلاني، ذكره أبو علي محمد بن سعيد الحراني، في " تاريخ الرقة ".
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن الحارث بن كامل بن مليح القباب، حدث بمصر عن بحر بن نصر، وإبراهيم بن مرزوق، وغيرهما.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم المقري.
[ هامش...(1) القتات: النمام، والحديث أخرجه البخاري، في باب ما يكره من النميمة، من كتاب الادب.
صحيح البخاري 8 / 21، ومسلم، في باب بيان غلظ تحريم النميمة، من كتاب الايمان.
صحيح مسلم 1 / 101، وأبو داود، في باب في القتات، من كتاب الادب.
سنن أبي داود 2 / 556 ].(4/438)
وكان ثقة يفهم، توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة القبابي: بكسر القاف وتخفيف الباء الموحدة المفتوحة، وبعد الالف باء أخرى.
هذه النسبة إلى قباب، وهو موضع بنيسابور وسمرقند.
أما قباب نيسابور، وهي أقصى محلة من نيسابور على طريق العراق.
قاله ابن ماكولا، نقلا عن " تاريخ " الحاكم أبي عبد الله الحافظ، والمشهور بالانتساب إليها: أبو الحسن علي بن محمد بن العلاء القبابي النيسابوري، سمع محمد بن يحيى
الذهلي، وأحمد بن حفص السلمي، وقطن بن إبراهيم القشيري، وإسحاق بن منصور، وعبد الله بن هاشم، وعمار بن رجاء، ويحيى بن معاذ الرازي روى عنه أبو عبد الله الصفار، وأبو علي الحافظ، وأبو طاهر بن خزيمة، وغيرهم.
وتوفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
وأبو العباس محمد بن محمود القبابي الزاهد، يروي عن أبي حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي، وغيره.
والثاني منسوب إلى قباب سمرقند، منهم: أحمد بن لقمان بن عبد الله أبو بكر السمرقندي المعروف بالقبابي.
حدث بالري وغيرها.
يروي عن أبي عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم بن هامان العسكري.
القبات: بفتح القاف، والباء الموحدة المخففة، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه اللفظة لجد رجل، وإنما ذكرتها لانها تشبه الانساب، كالقباب والقتات.
وهذه اللفظة اسم جد أبي نصر عبد الصمد بن ظفر بن قبات الحلبي كهل صالح راغب في سماع الحديث، من أهل حلب، كان سمع معنا بدمشق من شيوخنا، مثل أبي المعالي محمد بن يحيى بن علي القرشي القاضي، وأبي الحسين علي بن عبد الرحمن بن عياض الصوري، وغيرهما.
تركته بدمشق سنة ست وثلاثين وخمسمائة حيا.
القباثي: بفتح القاف، والباء الموحدة بعدهما الالف، وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى قباث، وهو لجد أبي حفص عمر بن قباث بن حكيم بن سعد بن جابر الاسدي، من أهل بلخ.
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وسويد بن سعيد، وفطر ابن حماد بن واقد.
روى عنه عبد الله بن محمد بن علي ].(4/439)
القباذياني: بضم القاف، وفتح الباء الموحدة، وكسر الذال المعجمة وفتح الباء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون.
هذه النسبة، إلى قباذيان، وهي من نواحي بلخ، ويقال لها: قواديان، بالدال (1) المهملة أيضا، والمشهور بالباء، وهي نزهة، يشقها أحد أودية جيحون، وهو المسمى راميل، ماؤه أعذب ماء وأرقه، ولهم عين مشهورة، قال أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي: ما رأيت من الشجر والزروع في موضع من المواضع أشد خضرة منه بهذه الكورة، ولهم حسان يغرسون فيها (2) السرو والصوح الايند الذي يقال له العنم (2)، وإذا دخلتها في الشتاء، رأيت منظرا حسنا من الخضرة والحمرة، وإنما يشتد حمرته في الشتاء، وبها من العرب تميم، ولرجالاتهم رأي وحيلة في الحروب.
المنتسب إليه: الحسين بن وداع (3) القباذياني، يروي عن أبي جعفر محمد بن عيسى ابن الطباع.
روى عنه محمد بن محمد بن الصديق البزار، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى، ومحمد بن حمدان بن صغير، البلخيون وغيرهم.
القباني: بفتح القاف، وتشديد الباء الموحدة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القبان، وهو الذي يوزن به الاشياء، والمنتسب إليه إما إلى عمله، أو إلى الوزن به، والمشهور بهذه النسبة: علي بن الحسين القباني، روى عن عبد الله بن هاشم الطوسي، روى عنه القاضي يوسف الميانجي.
وأبو علي الحسين بن محمد بن محمد بن زياد القباني الحافظ، أحد أركان الحديث، وحفاظ الدنيا، رحل وأكثر السماع، وصنف " المسند " و " التاريخ "، " الكني "، و " الابواب "، أخرج البخاري عن حسين غير منسوب عن أحمد بن منيع في كتاب الطب، فقال أبو نصر الكلاباذي: هو عندي حسين بن محمد بن زياد القباني، كان عنده " مسند أحمد بن منيع "، وبلغني أنه كان يلزم البخاري، ويهوى هواه لما وقع له بنيسابور ما وقع، [ هامش...(1) في م: " ويقال لها قواذيان وبالدال ".
وفي اللباب: " ويقال لها قواذيان وبالدال المهملة أيضا ".
(3 2) في نسخه: " السرق والمصوح الاسيد الذي يقال له الحسم "، وفي نسخة أخرى: " والصوح الاسد " وما أثبته في نسخة مختلفة وفيها: " النعم " مكان " العنم "، والنص غير واضح كما ترى.
(3) في اللباب: " رداع " ](4/440)
].
وكان الحسين يقول: كان الجدي زياد قبان، ولم يكن وزانا ولم يكن بنيسابور إذ ذاك كثير قبان، وكان الناس إذا أرادوا شيئا جاءوا واستعاروا قبان جدي، فشهر بالقباني، وبقي علينا هذا اللقب، وكان جدي زياد حمل ذلك القبان من فارس إلى نيسابور.
قال أبو عبد الله محمد بن يعقوب: كان الحسين بن محمد بن زياد من أحفظ الناس لحديثه، وأعرفهم بالاسامي والكني، كان مجمع أهل الحديث بعد مسلم بن الحجاج عنده، سمع الحنظلي، وعمرو بن زرارة الكلابي، وأبا بكر بن أبي شيبة، والقواريري، وغيرهم: توفي سنة تسع وثمانين ومائتين، ودفن بمقبرة الحسين.
يروي عنه أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ودعلج بن أحمد السجزي، وغيرهم.
وأبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكبريتي القباني الوزان، كان يزن بالقبان، من أهل أصبهان، شيخ صالح سديد.
سمع أبا مسلم بن مهربزد الاديب، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبا سعيد السجزي، وغيرم.
كتبت عنه كتاب " الاوائل " لابي عروبة الحراني، بروايته عن أبي مسلم محمد بن علي بن مهربزد الاديب، عن أبي بكر محمد بن علي بن المقري، عن أبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني السلمي، وغير ذلك من الفوائد، وتوفي بأصبهان سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، رحمه الله.
وأحمد بن لقمان القباني، حدث بجرجان إملاء، روى عنه أبو عبد الرحمن بن حمدان.
قاله حمزة بن يوسف.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن السري بن الصباح القباني العابد الكرماني، كان من
كبار أصحاب أبي علي الثقفي.
يروي عن أبي لبيد محمد بن إدريس الشامي، وأبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، روى عنه أبو حازم العبدوي الحافظ، وعبد الله بن الحاكم البيع.
ومات في شهر ربيع الاول سنة ست وستين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الحسين.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن محمود الزاهد القباني، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ "، وقال: أبو العباس القباني، الشيخ الصالح على الحقيقة، كان يورق ولا يأكل إلا من كسب يده، ثم ما كنا نصعد إلى حجرته في سكة الدقاقين إلا يطيبنا، ويتحفنا بالريحان في وقته، والنرجس في وقته، والتفاح في وقته، لم يخلني قط من شئ منه، وأقله الماورد، ولقد تساهل في أمر الدنيا الدنية، التي أتعبتنا، ولم يكن عنده إلا بلغة.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس أحمد بن محمد(4/441)
الماسرجسي، وأقرانهما.
وتوفي في شهر ربيع الاول سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، وإنما كتب الحديث على كبر السن.
القباوي: بضم القاف، والباء المفتوحة الموحدة.
هذه النسبة إلى قبا، وهي بلدة كبيرة من بلاد فرغانة، والمنتسب إليها يلحق في نسبه الواو، فلهذا المعنى أفردت لها ترجمة، منها: الخليل بن أحمد القباوي، كان فقيها زاهدا، حدث ببخارى.
وعثمان بن موسى بن مسلم القباوي أيضا، حدث ببخارى، سمع منه أبو بكر محمد بن عبد الله السرخكتي.
الفقيه المقري داود القباوي، وابن سليمان، قال أبو كامل البصيري: كتبا الحديث معنا، وهما من أهل فرغانة، من بلدة يقال لها: قبا.
والاديب أبو المكارم رزق الله بن محمد بن أبي الحسن بن عمر القباوي، روى لنا عن
أبي الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، سمعت منه أحاديث يسيرة في بخارى، وكان يعلم صبيان الادب.
ومن القدماء، منها: أبو بكر مسعدة بن أسفع بن مسعدة بن المبارك بن زيد بن أحمد الفرغاني القباوي، دخل سمرقند، وحدث بها.
وقيل: إنه مروزي سكن قبا فنسب إليها.
يروي عن محمد بن الجهم السمري، وإبراهيم بن عبد الله العبسي، وابن أبي مسرة المكي، ويحيى بن الفضل الخجندي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن عصمة المقري.
القبائي: بضم القاف، والباء المعجمة بواحدة من تحتها.
هذه النسبة إلى قباء وهو موضع بالمدينة، وبه مسجد ذكره الله عزوجل في كتابه: لمسجد، أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه، والمنتسب إليه: أفلح بن سعيد الانصاري، وهو من أهل قباء، يروي عن عبد الله بن رافع.
روى عنه زيد بن الحباب، وعيسى بن يونس.
قال أبو حاتم بن حبان: هو شيخ من أهل قباء، سكن المدينة، يروي عن الثقات الموضوعات، وعن الاثبات الملزقات، لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه بحال.
وقال أبو علي الغساني: أفلح بن سعيد القبائي، سكن قباء بالمدينة(4/442)
فنسب إليها، يروي عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، حدث عنه أبو عامر العقدي.
روى له مسلم وحده.
ومجمع بن يعقوب بن يزد بن جارية الانصاري، من أهل قباء، روى عنه أهل المدينة: قال ابن أبي حاتم: مجمع بن يعقوب القبائي، من أهل قباء، وهو ابن مجمع بن جارية الانصاري عن أبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، يكنى بأبي عبد الرحمن، مديني، مات سنة ستين ومائة، روى عن محمد بن سليمان الكناني، ومحمد بن إسماعيل، روى عنه يونس بن محمد المؤدب، وأبو عامر العقدي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وإسماعيل بن
أبي أويس، وقتيبة بن سعيد.
وعبد الرحمن بن عباس الانصاري القبائي، يروي عن دلهم بن الاسود العقيلي، روى عنه عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي.
ومحمد بن سليمان القبائي، من أهل قباء، يروي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف روى عنه عبد العزيز الدراوردي، وحاتم بن إسماعيل وعبد الرحمن بن أبي الموال، وزيد بن الحباب، وأفلح بن سعيد الانصاري القبائي، روى عنه أبو عامر العقدي وزيد بن الحباب وابن المباك، وعيسى بن يونس، وهو يروي عن عبد الله بن رافع، ومحمد بن كعب، ومحمد بن يزيد بن سفيان.
وقال يحيى بن معين: أفلح بن سعيد ليس به بأس.
وقال أبو حاتم الرازي: أفلح بن سعد شيخ صالح الحديث.
وعاصم، سويد بن عامر الانصاري القبائي، مديني، وهو بن يزيد بن جارية، ورى عن يحيى بن سعيد الانصاري، وموسى بن محمد بن إبراهيم.
روى عنه أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، ومحمد بن الصباح الجرجرائي.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: هو شيخ محله الصدق، روى حديثين منكرين.
وسئل يحيى بن معين عنه فقال: لا أعرفه.
القبرياني: بضم القاف، وسكون الباء الموحدة والراء المكسورة، وبعدهما ياء منقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قبريان، وظني أنها قرية بأفريقية، والمشهور بالانتساب إليها: سهل بن عبد العزيز القبرياني.
قال ابن ماكولا: من أهل أفريقية يروي عن سحنون بن سعيد المغربي.(4/443)
القبرسي: بضم القاف والراء، وبينهما الباء الموحدة الساكنة، وفي آخرها السين
المهملة.
هذه النسبة إلى قبرس، وهي جزيرة في بحر الروم، ينسب إليها الثياب القبرسية، وهي الكتان.
وأما طاهر بن عيسى بن قبرس المقري المصري التميمي القبرسي، ينسب إلى جده.
هكذا قيدت هذا الاسم عن أبي علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي الحافظ، بكسر القاف والراء، يروي عن أصبغ بن الفرج.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
القبضي: بفتح القاف والباء المنقوطة، وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه النسبة إلى القبض، وهو بطن من رعين، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبيد بن نمران القبضي، شهد فتح مصر.
قاله أبو يونس.
وابنه عبيد بن زياد زياد بن نمران القبضي الرعيني.
يروي عن رويفع بن ثابت، وعقبة بن عامر، صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه حيوة بن شريح.
القبطي: بسكر القاف، وسكون الباء المعجمة بواحدة، والطاء المهملة.
هذه النسبة إلى ثلاثة أشياء، والقبط: طائفة بمصر قديمة، ويقال بنو قبطي بن مصر.
ويقال القبط بن قوط بن حام.
وقبط بطن من حمير.
وقبطي: فرس لعبد الملك بن عمر القبطي الفرسي (1)، وإنما قيل له القبطي لانه كان له فرس سباق يقال له القبطي، فنسب عبد الملك إليه.
رأى عليا، والمغيرة بن شعبة.
يروي عن جندب، وجابر بن سمرة.
روى عنه الثوري، وشعبة.
ولد الثلاث سنين بقين من خلافه عثمان رضي الله عنه، ومات سنة ست وثلاثين ومائة، وكان مدلسا.
وممن انتسب إلى ولائهم، منهم: أبو عبد الرحمن عبد الله بن الوليد بن هاشم القبطي، مولى القبطيين، من أهل حران.
روى عن أبو نعيم الكوفي، روى عن أبو عروبة السلمي.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان، في كتاب " الثقات "، وقال: مات يعني أبا عبد الرحمن سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
[ هامش...(1) في ظ: " الهرسي "، وفي ك: " القرشي ".
والمثبت من: ك.
قال ابن الاثير " ويقال لعبد الملك أيضا الفرسي، نسبة إلى فرسه، لانه كان سابقا ".
وانظر التهذيب 1 / 526.
وذكر ابن حجر أيضا أنه يجوز فيه: " الفرسي والقرشي " أنظر تهذيب التهذيب 6 / 413 ].(4/444)
ومهاجر بن القبطية، يروي عن أم سلمة.
أمه كانت قبطية.
روى عنه حاتم بن أبي صغيرة، ومسعر.
قال أبو حاتم بن حبان: أحسبه أخا عبد الله بن القبطية.
وإبراهيم القبطي، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يكنى أبا رافع، شهد الفتح بمصر، واختط بها.
روى عنه من أهلها علي بن رباح.
وصار إلى علي، رضي الله عنه، فولاه بيت المال بالكوفة، وتوفي سنة أربعين.
وإبراهيم بن مسلم بن يعقوب القبطي، مولى لبني فهر، كان فقيها.
يقال: إن لجده يعقوب صحبة، وكان يعقوب ممن بعثه المقوقس مع مارية والهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم، وتولى بني فهر.
حدث إبراهيم عن أبي علقمة مولى بن عباس.
حدث عنه بكر بن عمرو، وحيي بن عبد الله، المعافريان.
وعبيد بن جبر، ويقال: جبير، القبطي، روى عن أبي مويهبة (1).
روى عنه يعلى بن عطاء.
وجماعة نسبوا إلى قبط مصر، منهم: جبر بن عبد الله القبطي، مولى بني عفار، رسول المقوقس بمارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهل مصر ينسبونه إلى أبي بصرة الغفاري (2).
ومسلم بن يعقوب القبطي، مولى بني فهر، يعقوب كان أحد رسل المقوقس وأبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال: اسمه أسلم.
ويقال: هرمز.
ويقال: إبراهيم، ويقال: ثابت.
وكان قبطيا.
وإبراهيم بن مسلم بن يعقوب القبطي.
والثاني: قبط، بطن من حمير، منهم: زياد بن عبيد الله القبطي، يروي عن رويفع بن ثابت.
روى عنه حيوة بن شريح.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
والثالث: لقب عبد الملك بن عمر القبطي، وقد سبق ذكره.
[ هامش...(1) مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنظر التاريخ الكبير للبخاري 3 / 1 / 445، والكنى منه 73، 74، والاصابة 7 / 393 (2) وهو جميل بن بصرة.
المشتبه 84 ].(4/445)
أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ، وأبو منصور علي بن علي بن عبد الله الامين، وأبو سعد أحمد بن محمد بن علي الزوزني، جميعا ببغداد قالوا: أخبرنا أبو محمد بن هزارمرد الصريفيني الخطيب، أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدثني إبراهيم بن هاني، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا سفيان، قال: جاء رجل فقال: إني أريد عبد الملك بن عمير القبطي.
فقال: أنا عبد الملك بن عمير، والقبطي فرس سبق يعني القبطي اسم فرسه.
وقيل فيه غير ذلك، حدثنا أبوالعلا، أحمد بن محمد بن طاهر.
وقيل فيه غير ذلك، حدثنا أبوالعلا، أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بأصبهان، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى، حدثنا أبو بكر محمد بن القاسم الانباري، حدثنا محمد بن المرزبان، حدثنا أبو عكرمة الضبي، قال: إنما قيل لعبد الملك بن عمير القبطي، لان بعض أمهاته كانت قبطية، فنسب إليها.
وزياد بن عبيد القبطي، قال ابن أبي حاتم: القبطي بطن من حمير، روى عن رويفع بن ثابت، روى عنه حيوة بن شريح، سمعت أبي يقول ذلك.
القبلي: بفتح القاف والباء الموحدة، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى (1).
والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن عمر بن حفص بن الحكم الثغري: المعروف بالقبلي، قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن عبد العزيز بن المبارك، وهلال بن العلاء، والحسن بن عصام بن بسطام، وجعفر بن محمد بن الحجاج الرقي، وغيرهم.
روى عنه أبو بكر الشافعي، وعمر بن الزيات، ومحمد بن عبيدالله بن الشخير، وأبو الفتح محمد بن الحسين الازدي الموصلي، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، وأبو حفص بن شاهين والمعافى بن زكريا النهرواني.
وقال أبو الحسن الدارقطني: محمد بن عمر القبلي ضعيف جدا.
القبي: بفتح القاف، وكسر الباء الموحدة المشددة.
هذه النسبة إلى القب، وهو مكيال به الغلات.
قاله ابن ماكولا.
[ هامش...(1) سقط من: ك، وبعده بياض فيها، وكذلك في سائر الاصول، واللباب، ولم يذكر الامير بن ماكولا إلى أي شئ هذه النسبة ].(4/446)
والمشهور بهذه الانتساب: أبو سليمان أيوب بن يحيى بن أيوب الحراني القبي.
أخبرنا أبو الحسن الصايغ إجازة شافهني بها، أنبأنا أبو بكر الخطيب الحافظ، أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن التغلبي بدمشق، أخبرنا تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علان الحراني الحافظ في كتاب " تاريخ الجزريين "، قال: أيوب بن يحيى بن أيوب، من أهل حران، كان يعرف بالقبي، كان له قب خلفه، يكنى أبا سليمان، وكان من الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر، مات بعد سنة ثمانين ومائتين.
القبي: بضم القاف، وتشديد الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قب، وهو بطن من مراد.
قال ابن ماكولا: منسوب إلى قبيل من مراده والمشهور بهذه النسبة: عمران بن سليمان المرادي القبي، من الاتباع، من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي.
روى عنه عيسى بن يونس، وحفص بن غياث.
وأبو جعفر القبي المرادي، أدرك عبد الله بن مسعود، روى عنه عمران بن سليم.
وعمر بن كثير القبي (1) الكوفي، سمع سعيد بن جبير، روى عنه حسان بن أبي يحيى الكندي.
وحنان بن أبي معاوية القبي، من شيوخ الشيعة.
ذكره ابن فضال هكذا ذكره الدارقطني.
[ هامش...(1) قال ابن ماكولا: " منسوب إلى القبة، وهي الرحبة بالكوفة " ].(4/447)
باب القاف والتاء القتاب: بفتح القاف والتاء المشددة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى بيع القتب، وهو إكاف الجمل.
والمشهور بهذه النسبة.
عمر بن فروخ القتاب العبدي، من أهل البصرة.
يروي عن بسطام بن النضر، وحبيب بن الزبير، وغيرهما.
روى عنه وكيع بن الجراح، ويعقوب الحضرمي، وكثير بن هشام، وقرة بن سليمان، وأبو نعيم، وأبو عمر الحوضي.
قال ابن ماكولا: عمر بن فروخ كان يبيع الاقتاب.
وقال الدارقطني: وأما قتاب فهو ذو قتاب.
مالك بن زيد بن سهل، أخو السمع بن مالك، رهط أبي رهم أحزات بن أسد (1) السمعي.
قال ذلك أحمد بن الحباب الحميري النسابة، في نسب كندة.
القتات: بفتح الفاء وتشديد التاء الاولى المعجمة بنقطتين من فوق وفي آخرها تاء أخرى.
هذه النسبة إلى بيع القت، وهو نوع من كلاء تسمن به الدواب.
والمشهور بالانتساب إليه: أبويحيى القتات، واسمه عبد الرحمن بن دينار، وقيل: زادان من أهل الكوفة.
يروي عن مجاهد.
روى عنه الثوري، وأهل الكوفة، ممن فحش خطأه، وكثر وهمه، حتى سلك غير مسلك العدول في الروايات، وجانب قصد السبيل في أشياء، يجب أن يتنكب ما انفرد به من الاخبار، وإن اعتبر بما وافق الثقات من الآثار فلا ضير من غير أن يحكم بموافقة العدالة في النقل على أحد فيه.
وقد قيل: إن اسم أبي يحيى القتات زادان.
وقيل: مسلم.
والاول أشبه.
وأبو عمر محمد بن جعفر بن محمد بن حبيب بن أزهر القتات الكوفي، يروي عن [ هامش...(1) أنظر اللباب 3 / 14 ].(4/448)
أبي نعيم الفضل بن دكين الملائي، وأحمد بن يونس ومنجاب بن الحارث.
روى عنه إسماعيل بن علي الخطبي، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر الجعابي، وغيرهم.
وكان ضعيفا.
توفي في جمادى الاول سنة ثلاث، مات ببغداد، ونقل إلى الكوفة فدفن بها.
وأخوه الحسين بن بن جعفر بن محمد بن حبيب القتات، كوفي، يروي عن يزيد بن مهران بن أبي خالد الخباز، ومنجاب بن الحارث، وعبد الحميد بن صالح.
والربيع بن النعمان القتات الكوفي.
وأبو يحيى مسلم القتات، ويقال: زادان.
ويقال: عبد الرحمن بن دينار.
القتباني: بكسر القاف وسكون التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وبعدها باء منقوطة بواحدة وفي آخرها النون.
قتبان: موضع بعدن، من بلاد اليمن.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبابن البستي.
وأبو شعيب موسى بن عبد العزيز القتباني، قال: يروي عن الحكم بن أبان، وأهل اليمن.
روى عنه بشر بن الحكم النيسابوري، وابنه عبد الرحمن.
مات سنة خمس وسبعين
ومائة.
هذا كلام أبي حاتم: وأنا سمعت في نسبه: أبو شعيب القنباري بالقاف المكسورة والنون والباء والراء وكذا حدث أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد، وأبو حامد أحمد بن محمد الشرقي، النيسابوريان الامامان التقيان الحافظان، عن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدي، عن أبي شعيب القنباري، عن الحكم بن أبان، عن عكومة، عن ابن عباس، حديث صلاة التسبيح.
وسألت أبا علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي الحافظ، عن هذه النسبة فقال: كنبار نبت تفتل منه خيوط تشد بها السفن، فعرب، وقيل له: قنبار، وأبو شعيب نسب إلى ذلك.
والله أعلم.
وقتبان في اليمن: بطن من رعين نزل مصر.
والمنتسب إليه: عياش بن عباس القنباني، كنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الرحيم، من أهل مصر.
يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي، وأبي سلمة بن عبد الرحمن.
روى عنه الليث بن سعد، والمفضل بن فضالة وابنه أبو جعفر عبد الله بن عياش.(4/449)
والمفضل بن فضالة بن عبيد القتباني، قاضي مصر، يروي عن ابن عجلان، وجابر بن ياسر بن عويص بن فدل بن ذي إيوان بن عمرو بن قيس بن سلمة بن شراحيل بن الحارث بن معاوية بن مرتع بن قتبان بن مصبح بن وائل بن رعين القتباني، شهد فتح مصر، وهو جد عياش وجابر بن عباس بن جابر.
كذلك هو بخط الصوري أبي عبد الله الحافظ.
والمفضل بن عبيد القتباني أبو معاوية، قاضي مصر.
وابنه فضالة بن مفضل.
وأخوه عبد الله بن المفضل بن فضالة القتباني، مات سنة أربع وثمانين ومائة،
وما علمت له رواية، قاله ابن يونس: والمفضل يروي عن عقيل بن خالد، حديثه في الصحيحين: وأبو زرعة عبدالاحد بن الليث بن عاصم القتباني.
وجابر بن العباس بن جابر القتباني، حدث عنه سيار بن عبد الرحمن الصدفي، وعبد العزيز بن صلح.
وحذيفة القتباني الزاهد، رآه أبو زرارة القتباني.
ذكر ذلك ابن يونس.
وروح بن إسحاق بن مسرة القتباني، مولى أبي زرارة القتباني، يروي عن أبي عبد الله سعد بن عمر (1) بن سواد السرحي، حدث عنه ابن يونس.
وأبو شجاع سعيد بن يزيد القتباني، مصري، روى عنه الليث بن سعد، وابن سعد المبارك، وأبو غسان محمد بن مطرف، وأبو زرارة الليث بن عاصم.
مات بالاسكندرية سنة أربع وخمسين ومائة، وكان ثقة، عبدا، مجتهدا، ذكره ابن يونس.
وليس بمصر من حديثه إلا واحد، حديث فضالة بن عبيد: اشتريت يوم خيبر قلادة (2).
وسفيان بن أمية القتباني، روى عنه رجاء بن أبي عطاء المعافري.
قاله ابن يونس.
[ هامش...(1) هو سعد بن عمر بن عمرو.
انظر الانساب 7 / 68.
(2) تمام الحديث: باثني عشر دينارا، فيها ذهب وخرز، ففصلتها فوجدتها أكثر من أثني عشر دينارا، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " لا تباع حتى تفصل ".
أخرجه مسلم، في باب بيع القلادة فيها خرز وذهب، من كتاب المساقاة.
صحيح مسلم 3 / 1213.
وأبو داود، في باب في حلية السيف تباع بالدراهم، من كتاب البيوع.
سنن أبي داود 2 / 223 ].(4/450)
وشرحبيل بن جميل القتباني، روى عنه يحيى بن بكير.
قاله ابن يونس.
وشيبان بن أمية القتباني، أبو حذيفة، شهد فتح مصر، روى عن رويفع بن ثابت، وأبي عميرة المزني.
روى عنه شييم بن بيتان، وبكر بن سوادة الجذامي.
وشييم بن بيتان القتباني، يروي عن أبيه، وجنادة بن أبي أمية.
روى عنه عياش بن عباس القتباني، وخير بن نعيم.
وأبو محمد الصباح بن الحسن بن عبدالاحد بن الليث بن عاصم القتباني ذكره ابن يونس، وقال: ما كتبت عنه شيئا.
وأبو زرعة عبدالاحد بن الليث بن عاصم بن كليب القتباني، يروي عن حيوة بن شريح ومالك بن أنس، ويحيى بن أيوب، وغيرهم.
مات سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وسمع من جده، وهو صدوق في الحديث.
وقال: رأيت أشهب يخضب عنفقته (1).
وتوفي لعشر خلون من رمضان سنة تسع وستين ومائتين.
وأبو عثمان سعيد بن عيسى بن تليد الرعيني الفقيه، يروي عن بكر بن مضر، وابن عيينة.
روى عنه أبن أخيه مقدام بن داود بن تليد القتباني، توفي سنة تسع عشرة ومائتين.
وهو من موالي قتبان.
وذكر بن الحباب: قتبان بن ردمان بن وائل بن الغوث، في قبائل حمير.
قاله ابن ماكولا.
وأبو الليث عاصم بن كليب بن جبار بن جبر بن ناشرة بن مري بن الارقم بن مرثد بن ذي مرثد بن جسر بن مالك بن شراحيل بن يرعش بن قتبان القتباني.
وابنه أبو زرارة الليث بن عاصم.
وابن ابنه أبو زرعة عبد الاعلى بن الليث.
ولعاصم أخ يقال له: رجاء، أكبر منه.
توفي عصام سنة ستين ومائة.
قاله ابن يونس، في " تاريخ مصر ".
القتبي: بضم القاف وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وكسر الباء المنقوطة بواحدة.
[ هامش...(1) العنفقة: الشعر الذي في الشفة السفلى.
وقيل: الشعر الذي بينها وبين الذقن.
النهاية 3 / 309 ].(4/451)
هذه النسبة إلى الجد، وإلى بطن من باهلة، فأما النسبة إلى الجد هو قتيبة المشهور بهذه النسبة: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري الكاتب، من أهل الدينور، سكن بغداد، وهو صاحب التصانيف، ك " غريب الحديث "، و " مختلف الحديث " و " المعارف " و " مشكل القرآن "، و " مشكل الحديث " و " أدب الكاتب "، و " عيون الاخبار " و " الانوار ".
وغيرها من الكتب الحسنة المفيدة.
وحدث عن إسحاق بن راهويه، ومحمد بن زياد الزيادي، وأبي حاتم السجستاني، وأبي الخطاب زياد بن يحيى الحساني.
روى عنه ابنه أحمد، وعبيدالله بن عبد الرحمن السكري، وإبراهيم بن محمد بن أيوب الصائغ، وعبد الله بن اجعفر بن درستويه الفارسي، وعبيدالله بن أحمد بن بكير التميمي، روى عنه أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي الاديب.
وقيل: إن أباه مروزي، وأما هو فمولده ببغداد، وأقام بالدينور مدة فنسب إليها.
ومات فجاءة، صاح صيحة سمعت من بعد، ثم أغمي عليه، ثم هدأ، فما زال يتشهد إلى وقت السحر، ومات أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين ومائتين، وقيل: مات في ذي القعدة سنة سبعين ومائتين.
وحفيده أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة القتبي، ولد ببغداد سنة سبعين ومائتين، وانتقل إلى مصر فسكنها.
روى بها عن أبيه عن جده كتبه المصنفة.
سمع منه أبو الفتح عبد الواحد بن مسرور البلخي.
وكان ثقة.
وأما المنتسب إلى باهلة، هم رهط قتيبة بن معن بن باهلة، منهم: العلاء بن الهلال القتبي، من باهلة، وابنه هلال بن العلاء بن هلال.
من أهل بيتهم.
القتيري: بفتح القاف وكسر التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها ثم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قتيرة (1)، وهم من تجيب، والمشهور بهذا الانتساب أبو مروان حبيب بن الشهيد القتيري، مولى عقبة بن بجرة التجيبي القتيري.
يروي عن حنش الصنعاني.
يروي
عنه يزيد بن أبي حبيب.
وجعفر بن ربيعة.
توفي سنة تسع ومائة.
[ هامش...(1) زاد في اللباب: " وهو قتيرة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن السكون: بطن من تجيب " ].(4/452)
ومحمد بن روح القتيري، مصري، يحدث عن ابن وهب.
وأبو مرزوق القتيري التجيبي.
هكذا ذكره ابن ماكولا.
والحسن بن علاء القتيري، يروي عن عبد الصمد بن حسان.
روي عنه سلمان بن إسرائيل الخجندي.(4/453)
باب القاف والثاء القثاثي: فتح القاف والالف بين الثائين المثلثتين: هذه السنبة إلى قثاث، وهو بطن من مهرة، وهو قثاث بن قمومي بن يقلل بن العيدي بن ندغي بن مهرة، ومن ولده: ذهين بن قرضم بن الجعيل بن قثاث القثاثي، الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يكرمه لبعد مسافته.
وذكره الطبري، فقال: زهير بن قرضم.
والله أعلم.(4/454)
باب القاف والحاء القحذمي (1): بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الذال المعجمة وفي آخرها ميم.
هذه النبة إلى الجد، وهو قحذم، والمشهور بها: أبو عبد الله الوليد بن هشام بن قحذم القحذمي، من أهل البصرة.
يروي عن حريز بن عثمان بن عبد الله بن بسر، وعن أبيه.
روى عنه أبو خليفة الفضل بن حباب الجمحي، وسليمان بن معبد السنجي، مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
قال ابن أبي حاتم
الرازي: سمع عنه أبي، أيام الانصاري، ومحمد بن مسلم.
القحطاني: بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قحطان، ونزل اليمن، وهو من ملوكها، وهو قحطان بن عابر بن أبي شالخ، وهو أول من سلم عليه وحيي ب " أبيت اللعن "، وقحطان هو الذي ينتسب جميع الانصار إليه، واليمن كلها، وهم بنو يعرب بن يشجب بن قحطان، واسمه يقطن بن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.
قال ذلك ابن الكلبي.
وقيل اسمه يقطان.
وقال إسماعيل بن أبي أويس: اسم قحطان مهزم سمي قحطان لانه كان أول من تجبر وغصب وظلم وقحط أموال الناس من ملوك العرب.
وقيل: هو قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم.
وقحطان جرثومة العرب واختص جماعة بالانتساب إليه، منهم: أبو عبد الله بن صالح بن السمح بن صالح بن هاشم بن غريب القحطاني المالكي المعافري الاندلسي.
وقال غنجار، في " تاريخ بخارى ": هو محمد بن صالح بن محمد بن السمح المعافري الاندلسي، كان فقيها حافظا، جمع " تاريخا " لاهل الاندلس.
روى عن محمد بن رفاعة، ومحمد بن الوضاح، وإبراهيم بن القزاز، والحسن بن سعد، وأحمد بن حزم، والقاسم بن أصبغ، الاندلسبين.
وسمع بالشام خيثمة بن سليمان الاطرابلسي، وببغداد إسماعيل بن محمد الصفار.
ذكره أبو سعيد الادريسي في " تاريخ [ هامش...(1) قبل هذه النسبة في اللباب: " قلت: فاته القحافي، بضم القاف وفتح الحاء وبعد الالف فاء.
هذه النسبة إلى قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعيد بن مالك بن نسر بن وهب الله بن شهران بن عفرس بن حلف بن خثعم، وهم بيت من خثعم، منهم: إبراهيم بن عبد الله بن النعمان بن تيم بن كعب بن مالك بن قحافة القحافي، كان شريفا بالشام، وشهد مع معاوية حروبه.
نسر بالنون والسين المهملة.
وحلف بفتح الحاء المهملة وسكون اللام " ].(4/455)
سمرقند "، وقال: أبو عبد الله الفقيه القحطاني، قدم علينا سمرقند قبل الخمسين والثلاثمائة، وكتب بها عن مشايخنا، وأكثر عنهم، وجمع " تاريخا للاندلسيين "، سمعناه
منه بسمرقند، وكان من أفاضل الناس، ومن ثقاتهم، جمع من الحديث شيئا لا يوصف، من مشايخ الاندلس، والمغرب والشام والحجاز والعراق والجبال وخراسان وما وراء النهر، ومات رحمه الله ببخارى في نيف وسبعين وثلاثمائة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ لنيسابور "، فقال: محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار بن عمر بن ثعلبة القحطاني المعافري الفقيه أبو عبد الله الاندلسي المالكي، وكان ممن رحل من المغرب إلى المشرق، وإنا اجتمعنا بهمذان، في شوال سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، فتوجه منها إلى أصبهان وقد كان سمع في بلاده وبمصر من أصحاب يونس بن عبد الاعلى، وأبي إبراهيم المزني، وبالحجاز من أبي سعيد بن الاعرابي، وبالشام من خيثمة بن سليمان، وبالجزيرة من أصحاب علي بن حرب، وببغداد من إسماعيل الصفار، ورد نيسابور في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين، وسمع الكثير، ثم خرج إلى مرو، ومنها إلى أبي بكر بن حنيف فبقي بها إلى أن توفي رحمه الله ببخارى، في رجب ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
وقال غنجار: توفي أبو عبد الله الاندلسي ببخارى، سنة تسع وسبعين وثلاثمائة (1).
القحطبي: بفتح القاف وسكون الحاء وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قحطبة، والمشهور بهذه النسبة: أبو الغوث الطيب بن إسماعيل بن الحسن بن قحطبة بن خالد بن معدان الطائي القحطبي، من أهل بغداد، ويسمى " طي " أيضا، نسبة إلى جده، حدث عن أحمد بن عمران الاخنسي، وعبد الرحمن بن صالح الازدي، روى عنه عبد الباقي بن قانع الحافظ وسماه الطيب.
وروى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وسماه " طي "، وكانت وفاته قبل سنة ثلاثمائة.
وأبو عمار الحسين بن حريث المروزي القحطبي الخزاعي، مولى الحسن بن ثابت بن قحطبة، مولى عمران بن حصين.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
يروي عن الفضل بن موسى السيناني.
روى عنه الحسن بن سفيان.
ومات بقرميسين، منصرفا من الحج سنة أربع
[ هامش...(1) في تاريخ علماء الاندلس، لابن الفرضي، أنه توفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة.
فيما ذكره عبد الرحمن بن عبد الله التاجر ].(4/456)
وأربعين ومائتين.
وأبو الفضل العباس بن أحمد بن علي القحطبي، من أهل جرجان، وكان رئيسها، يروي عن محمد بن عمران المقابري.
روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن أحمد النقيمي.
ومحمد بن إبراهيم القحطبي، بغدادي، يروي عن معاوية بن عمرو.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق، كتب لنا إبراهيم بن أورمة بخطه ما سمعنا منه.(4/457)
باب القاف والدال القداح: بفتح القاف وتشديد الدال المهملة وفي آخرها الحاء المهملة أيضا.
والمشهور به: أبو عثمان سعيد بن سالم القداح، أصله من خراسان، سكن مكة، يروي عن ابن جريج.
روى عنه الشافعي.
وكان يرى الارجاء، وكان يهم في الاخبار حتى يجئ بها مقلوبة، حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سعيد بن سالم أبو عثمان القداح، سكن مكة، روى عن ابن جريج، وسفيان الثوري، روى عنه يحيى بن آدم، والشافعي، وأسد بن موسى، وأحمد بن يونس، قال يحيى بن معين: القداح ليس به بأس، وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق.
وقال أبو زرعة: هو عندي إلى الصدق ما هو وعبد الله بن ميمون القداح، من أهل مكة، يروي عن جعفر بن محمد، وطلحة بن عمرو، وأهل العراق والحجاز، والمقلوبات، وعن الاثبات من الغرباء المزقات، لا يجوز
الاحتجاج به إذ انفرد.
روى عنه حسين بن منصور النيسابوري.
وأبو الحصين عبيدالله بن زياد القداح، من أهل مكة، روى عن أبي الطفيل، والقاسم، بن محمد.
روى عنه الثوري، وهشيم.
كان ممن ينفرد عن القاسم بما لا يتابع عليه، وكان ردئ الحفظ، كثير الوهم، لم يكن في الاتقان بالحال التي يقبل ما انفرد به، فلا يجوز الاحتجاج بأخباره إلا بما يوافق فيه الثقات.
مات سنة خمسين ومائة.
وكان يحيى بن معين يقول: عبيدالله بن أبي زياد القداح ضعيف.
وأبو الفضل موسى بن علي بن قداح الخياط، كان شيخا صالحا ببغداد، له دكان بين الدربين للخياطة، سمع أبا الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الانصاري، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وغيرهما.
سمعت منه أحاديث من " أمالي أبي عبد الله الصوري "، وغيرهما.
القداحي: بفتح القاف والدال المهملة المشددة وفي آخرها الحاء المهملة بعد الالف.
هذه النسبة لطائفة من الباطنية، يقال لهم القداحية، وهم ينتمون إلى عبد الله بن ميمون القداح، وهو جد زعيم الباطنية بناحية المغرب، وكان هذا القداح ثنويا، ومولى عتيقا من(4/458)
موالي جعفر الصادق فمخرق على غلاة الروافض بأنه منهم، حتى أجابه قوم منهم إلى ضلالته، وكانت دعوته إلى بدعته سنة مائتين وعشر من الهجرة، وكان ميمون غلام جعفر، وعبد الله كان مع محمد بن إسماعيل بن جعفر في الكتاب فلما مات محمد كان يخدم إسماعيل، فلما مات إسماعيل ادعى عبد الله أنه ابن إسماعيل، وانتسب إليه، وهو ابن ميمون (1).
القدادي: بضم القاف والالف بين الدالين المهملتين.
هذه النسبة إلى قداد، وهو بطن من بجيلة.
قال ابن حبيب، وقال ابن الحباب الحميري النسابة: قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار (2).
القدامي: بضم القاف وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى قدامة، والمشهور بالنسبة إليها: عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، من أهل المصيصة، يروي عن مالك، وإبراهيم بن سعد.
روى عن أهل الثغر.
كان يقلب له الاخبار فيجيب فيها.
وكا آفته ابنه، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار، ولعله قد أقلب له على مالك أكثر من مائة وخمسين حديثا، فحدث بها كلها، وعن إبراهيم بن سعد الشئ الكثير.
وعبد الملك بن قدامة القرشي القدامي، قال أبو حاتم بن حبان: هو من ولد قدامة بن [ هامش...(1) قال ابن الاثير بعد أن ذكره باسم عبيدالله بن ميمون القداح: " قلت: هذه الترجمة غلط، فإن قوله لما مات محمد بن إسماعيل بن جعفر خدم أباه إسماعيل، فلما مات ادعى أنه ابنه، من أعجب القول، فإن محمدا عاش بعد أبيه، وتوفي أبوه إسماعيل في حياة ابنه جعفر الصادق، وأظهره أبوه للناس حتى رآه جماعة كثيرة من أهل المدينة ميتا، لانه خالف المنصور أن يقول له: إن ابنك لم يمت، وإنما اختفى ليطلب الخلافة كما فعل محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن الحسين بن الحسن، فيفعل به كما فعل بأولاد الحسن بن الحسن من الحبس وغيره، فكيف يدعي القداح أنه ابن محمد بن إسماعيل، مع وجود جده جعفر، هذا ما لا يمكن، لانه قال: إن القداح ادعى أنه ابن إسماعيل بعد موته، وإسماعيل مات في حياة أبيه، لا شبعة فيه، وقوله زعيم الباطنية بالغرب، يعني به عبيدالله الملقب بالمهدي، جد الخلفاء العلويين الذين ملكوا أفريقية ومصر، وهذا يقوله من يطعن في نسبهم، ونسبهم صحيح، قال الشريف الرضي في ذلك: من أبوه أبي ومولاه مولا * * * ي إذا ضامني البعيد القصي أنظر حاشية اللباب أيضا، وحاشية الاعلام للزركلي 4 / 286.
(2) في اللباب: " قلت: قد قال أولا عن ابن حبيب، أن قدادا بطن من بجيلة، ثم قال: وقال ابن الحباب: قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار.
وهذا يدل على أنه ظن بأن ولد الغوث بن أنمار ليسوا من بجيلة، وهو غلط، فإن ولد الغوث هم بجيلة، وقد تقدم في البجلي " ].(4/459)
مظعون الجمحي، يروي عن عبد الله بن دينار، روى عنه إسماعيل بن أبي أويس، كان صدوقا في الرواية، إلا أنه كان ممن فحش خطؤه، وكثر وهمه، حتى يأتي بالشئ على التوهم فيحليه عن معناه، وعن سنته، لا يجوز الاحتجاج به فيما لم يوافق الثقات.
القدري: بفتح القاف والدال المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الطائفة المشهورة بالقدرية، وهم جماعة يزعمون أن الله لا يقدر الشر ويقولون: إن الخير من الله، والشر من إبليس.
ويزعمون أن الله قد يريد الشئ فلا يكون، ويكره كون الشئ فيكون، وأنه قد يريد من العبد شيئا، ويريد الشيطان من ذلك العبد شيئا، خلاف مراد الله عزوجل، فيتم مراد الشيطان، ولا يتم مراد الله فيه، تعالى الله عما يقول الجاحدون علوا كبيرا، ويزعمون أن الله خلق الخلق لابقاء الحكمة على نفسه، وأنه لو لم يخلق الخلق لم يكن حكيما.
القدوري: بضم القاف والدال المهملة والراء بعد الواو.
هذه النسبة إلى القدور، واشتهر بهذه النسبة.
أبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن حمدان، الفقيه المعروف بالقدوري، من أهل بغداد، كان فقيها صدوقا، وممن أنجب في الفقه، لذكائه وحفظه، وانتهت إليه بالعراق رياسة أصحاب أبي حنيفة، وعظم قدره عندهم، وارتفع جاهه، وكان حسن العبارة في النظر، جرئ اللسان، مديما لتلاوة القرآن.
سمع الحديث من عبيدالله بن محمد الحوشبي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، ولم يحدث إلا بشئ يسير.
وكانت ولادته في سنة اثنتين وثلاثمائة.
ومات في رجب سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، ببغداد، ودفن في داره بدرب أبي خلف.
القديدي: بضم القاف والياء الساكنة، آخر الحروف بين الدالين المهملتين.
هذه النسبة إلى قديد، وهو منزل بين مكة والمدينة، منها: جزام بن هشام بن حبيش الخزاعي القديدي.
قال ابن أبي حاتم هو من أهل قديد.
يروي عن عمر بن عبد العزيز، وأبيه، وأخيه عبد الله بن هشام.
روى عنه بن إدريس، ووكيع، وهاشم بن القاسم، وأبو سعيد مولى بن هاشم، وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزير، ويحيى بن يحيى، ويسرة بن صفوان، وغيرهم.
وأما أبو بكر محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين البخاري القديدي، لا أدري(4/460)
نسب إلى أي شئ، من أهل بخارى، إمام فاضل عارف بمذهب أبي حنيفة، يعرف ببكر خواهرزاده، وقد ذكرته في الخاء.
القديسي: بضم القاف وفتح الدال المهملة وسكون الباء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قديس، أو قديسة، وظني أنها من أعمال بغداد، والمشهور بها: أبو إسحاق محمد بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر العطار القديسي، من أهل بغداد.
ذكره أبو بكر الخطيب، في " تاريخ بغداد "، وقال: سمع أبا عبد الله محمد بن مخلد الدوري، أدركته ولم أسمع منه شيئا، ولكن حدثني عنه أبو بكر البرقاني، وسألت عنه أبا القاسم الازهري، فقال: ثقة ].(4/461)
باب القاف والراء القراء: بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة.
هذه النسبة إلى قراءة القرآن والزهد، وهذا بيت بقزوين، من أهل العلم، ويقال له: القرائي، منهم: أبو الحسن علي بن منصور بن القراء القزويني، نزل بغداد، ومات بها.
يروي عن أبي بكر البرقاني، سمع منه الحميدي، ومشايخنا.
وابنه أبو منصور محمد بن علي بن منصور بن القراء، وسمع أبا طالب بن غيلان،
وأبا منصور السواق، وأبا محمد الجوهري.
روى لنا عنه جماعة.
قال ابن ناصر الحافظ: كان هو مدني.
ويقال لهم: القرائي أيضا.
وأبوه أبو الحسن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن القراء القزويني المؤدب، كان أحد البغداديين الاخيار.
وأبو منصور ممن رحل، وطاف في الآفاق، وسمع وجمع ونسخ بخطه الكثير، واخترمته المنية قبل بلوغه إلى وقت الرواية.
سمع أبو الحسن أباه منصورا، وأبا علي الحسين بن أحمد بن شاذان البزاز، روى لنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة إحدى وثمانين وأربعمائة.
وأبو منصور نصر بن عبد الجبار بن منصور بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن زهير بن أسد التميمي القرائي القزويني، من هذا البيت، كان شيخا واعظا، صالحا محدثا.
سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري ببغداد.
وأبا يعلى الخليل بن عبد الله القزويني بها، وكان قد جمع شيوخه على حروف المعجم.
روى لنا عنه أبو بكر الطيب بن محمد بن أحمد الغضائري بمرو، وأبو القاسم إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي بآمل طبرستان، وتوفي بقزوين، بعد سنة سبع وخمسمائة.
القراب: بفتح القاف وتشديد الراء وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.(4/462)
هذه النسبة لمن يعمل القرابة (1)، وهي آنية زجاجية، والمشهور بها: أبو طاهر عطاء بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن تغلب بن النعمان بن قيس بن سيف الدارمي القراب، من أهل هراة، كان شيخا صالحا، كثير الخير، سافر إلى العراق والحجاز واليمن، وظني أنه حج من طريق البحر.
سمع أبا أحمد عبد الرحمن بن أحمد
الشير نخشيري، وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن أحمد الحساني، وأبا الحسن علي بن أبي طالب الخوارزمي، وأبا سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه السرخسي، وأبا سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمود، وغيرهم.
روى لنا عنه أبو النصر عبد الرحمن بن محمد بن محمود، وغيرهم.
روى لنا عنه أبو النصر عبد الرحمن بن عبد الجبار الكامي، وأبو جعفر حنبل بن علي السجزي، وأبو الحسن محمد بن إسماعيل الحسني، وغيرهم.
وكانت ولادته في سنة أربع وأربعمائة وتوفي في شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة، ودفن بباب خشك (2).
القرادي: بضم القاف وفتح الراء وفي آخرها الدال المهملة بعد الالف.
هذه النسبة إلى قراد، وهو لقب جد أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن غزوان الخزاعي القرادي، المقري المؤدب، المعروف جده بقراد، حدث عن عبد الله بن هاشم الطوسي، ورزق الله بن موسى الاسكافي، ومحمد بن خداش، ويوسف بن موسى القطان.
روى عنه عبيدالله بن عبد الله بن أبي سمرة، ومحمد بن المظفر، وعلي بن عمر الحربي.
وذكره الدارقطني، فقال: متروك، يضع هو وأبوه جميعا.
ومات سنة تسع وثلاثمائة.
وفي الاسماء القراد بن صالح.
وقراد: بطن من..، (3) والمشهور بالنسبة إليه: نصر بن أبي الاشعث القرادي الكوفي، يروي عن أبي إسحاق الهمداني، وأبي الزبير المكي، وغيرهما.
روى عنه أبو شهاب الخياط، والفضل بن دكين.
القراري: بفتح القاف والالف بين الرائين مخففة.
[ هامش...(1) في اللباب: " القرب ".
(2) خشك: باب من أبواب هراة.
معجم البلدان 2 / 446.
(3) كذا في: ك، واللباب، وسقط " من " من: ظ، م.
وفي حاشية اللباب: " وبنو مراد بطن من بني فهر بن
مالك "، وهو كذلك فيه 9 / 31 (الكويت) ].(4/463)
هذه النسبة إلى قرار، وهي قبيلة من بكر.
قال ابن ماكولا: ذكره ابن معين.
وقال ابن ماكولا في موضع آخر: قرار (قبيلة) من اليمن.
والمشهور بالانتساب إليه: أبو الأسد سهل القراري الكوفي، روى عن بكير الجزري (1)، عن أنس، روى عنه الاعمش، ومسعر، والمسعودي، وشعبة، ووهم في اسمه فسماه عليا.
وقال ابن ماكولا: سهل القراري الكوفي، يروي عن أنس بن مالك.
وعلي بن الهيثم بن عثمان بن عبيدة بن يزيد القراري، يروي عنه أبو الحسين عبد الباقي بن قانع البغدادي.
وأبو المقدام زريق بن حيان القراري، ويقال زريق، بالزاي المقدمة على الراء، وكان أبو حاتم الرازي يقول: زريق أصح.
قال ابن أبي حاتم: أبو المقدام، مولى بني فزارة، كان على جواز مصر زمن الوليد وسليمان وعمر بن عبد العزيز، روى عن مسلم بن قرظة، وعمر بن عبد العزيز.
روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ويزيد بن يزيد بن جابر.
القراري: بكسر القاف والالف بين الرائين.
هذه النسبة إلى قرار، وهو بطن من عنزة، وهو قرار بن ثعلبة بن مالك بن حرب بن النمر بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
القراطيسي: بفتح القاف والراء المهملة وكسر الطاء وسكون الباء المنقوطة من تحتها بنقطتين بعدها سين مهملة.
هذه النسبة إلى عمل القراطيس وبيعها، والمشهور بهذه النسبة: أبو عثمان، وقيل: أبو عمرو، سعيد بن بحر القراطيسي، من أهل بغداد، يروي عن
يزيد بن هارون، وأبي نعيم الفضل بن دكين، والحسين بن علي الجعفي، ومحمد بن مصعب القرقساني، وعثمان بن عمر بن فارس.
روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي.
مات في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وأبو ذر القاسم بن داود بن سليمان البغدادي القراطيسي، من أهل بغداد، رواية كتب [ هامش...(1) أنظر اللباب 3 / 21 ].(4/464)
أبي بكر (عبد الله) بن محمد بن أبي الدنيا القرشي.
روى عنه أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي، وروى عن أبي عثمان سعدان بن نصر البزاز، روى عنه أبو الحسين بن أحمد بن جميع الغساني.
وأبو سليمان صالح بن سليمان القراطيسي، من أهل البصرة، يروي عن عثمان بن عبد الحميد، عن مطر الوراق.
روى عنه يعقوب بن سفيان.
وأبو بكر محمد بن بشر بن موسى بن مروان القراطيسي، أصله من أنطاكية، سكن بغداد، وحدث عن الحسن بن عرفة، ومحمد بن شعبة بن جوان.
روى عنه القاضي أبو الحسين علي بن الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر بن محمد بن القواس، وذكر يوسف أنه سمع منه في سنة عشرين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن بشر بن مروان القراطيسي، من أهل دمشق، قدم بغداد، وحدث بها عن بحر بن نصر، والزبير بن سليمان، المصريين.
روى عنه أبو الحسن علي الدارقنطي، وأبو الحسن محمد بن جعفر بن العباس النجار.
القراطي: بفتح القاف والراء وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى قراطة، وهي بلدة من بلاد الاندلس، منها: بقي بن العاص القراطي، حدث، وسمع منه، وتوفي بالاندلس، سنة أربع وعشرين وثلاثمائة (1).
هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ المصريين ".
القراظ: بفتح القاف والراء المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الظاء المعجمة.
هذه النسبة إلى بيع القرظ، وهو نبات يدبغ به الادم، عرف بذلك: أبو عبد الله دينار القراظ، قال ابن أبي حاتم: كان يبيع القرظ.
روى عن سعد بن أبي وقاص، ولا يدرى سمع منه أم لا ؟ وأبي هريرة.
روى عنه موسى بن عقبة، وعمر بن نبيه، وأبو معشر، (و) موسى بن عبيدة الربذي، وأسامة بن زيد.
القرافي: بفتح القاف والراء وكسر الفاء.
هذه النسبة إلى القرافة، وهو بطن من المعافر، والمشهور بهذه النسبة: [ هامش...(1) أنظر اللباب 3 / 22 ].(4/465)
أبو دجانة أحمد بن إبراهيم بن الحكم بن صالح القرافي، حدث عن حرملة بن يحيى، وهارون بن سعيد الايلي، وغيره.
يقال إنه غلط فحمل شيئا من حديث هارون بن سعيد الايلي، عن حرملة.
توفي في شهر ربيع الآخر، سنه تسع وتسعين ومائتين (1).
ذكره ابن يونس.
وأبو سعيد علقمة بن عاصم المعافري، ثم القرافي، روى عن عبد الله بن عمرو، روى عنه أبو قبيل المعافري.
قاله ابن يونس.
وممن ينتسب إلى القرافة، لسكناه بها، وهي محلة بمصر، نزلت هذه القبيلة بها فنسبت إليهم: أبو الحسن علي بن صالح الوزير القرافي.
وأبو الفضل الجوهري القرافي.
سمع منها أبو نصر بن ماكولا الامير الحافظ.
القرائي: بضم القاف وتشديد الراء المفتوحة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى القراء، عرف بهذا اللقب بعض أجداد المنتسب إليه، وهو بيت كبير بقزوين، لقيت منه شابا ببخارى وسمرقند من أهل العلم والفقه، وأكثرهم محدثون، منهم: أبو إبراهيم الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله القرائي التميمي القزويني، شيخ صالح مستور، سافر الكثير إلى العراق وخراسان وديار مصر، وسمع ببغداد أبا الغنائم عبد الصمد بن محمد بن المأمون وأبن الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشميين، وبمصر أبا عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي القاضي، وبقزوين عمه علي بن عبد الله القرائي، وطبقتهم.
روى لي عنه أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري بنيسابور.
وتوفي بعد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة.
وأبو منصور محمد بن علي بن منصور بن عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد [ هامش...(1) في النسخ: " ومائة "، والتصويب من اللباب.
وقد حدث عن هارون بن سعيد الايلي، وكانت وفاة هارون سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
تهذيب التهذيب 11 / 7 ].(4/466)
القرائي القزويني، سكن بغداد، وكان عارفا باللغة العربية، وقرأ القرآن على أبي بكر الخياط المقري، سمع أباه، وأبا طالب محمد بن محمد بن غيلان البزاز، وأبا إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، وأبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي.
روى لنا عنه جماعة من أصحابنا، مثل أبي الحسين هبة الله بن الحسن الامين بدمشق، وأبي بكر المبارك بن كامل الخفاف.
وتوفي بشوال سنة عشر وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
القرابي: بكسر القاف وفتح الراء وفي آخرها الباء.
هذه النسبة إلى القرب، والمشهور بالنسبة إليها: أبو بكر بن أبي عون القربي، يروي عن بجاد الضبي، عن ابن عباس وعائشة والاشتر.
روى عنه الرياشي.
وأبو عون الحكم بن سنان القربي، يروي عن مالك بن دينار، وهو والد عون بن الحكم.
قال ابن أبي حاتم أبو عون صاحب القرب، بصري، يروي عن مالك بن دينار، وأيوب، ويحيى بن عتيق، ويزيد القرواشي.
روى عنه المقدمي، وابنه عون بن الحكم، وإبراهيم بن موسى، قال، سمعنا أبي يقول: عنده وهم كثير، وليس بالقوي ومحله الصدق يكتب حديثه.
وعبد الله بن أيوب القربي، بغدادي يروي عن يحيى الحماني، وغيره.
وأبو بكر أحمد بن داود بن سليمان بن جوين بن زيان القربي، مولى حضرموت، مصري، يروي عن الربيع بن سليمان الجيزي، وعيسى بن مثرود، ويونس بن عبد الاعلى، وأحمد بن محمد بن يعقوب، توفي في حدود سنة عشرين وثلاثمائة.
قاله ابن يونس.
القرتائي: بفتح القاف والراء والتاء المشددة ثالث الحروف وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى قرتا، وظني أنها من قرى البحر (1) من عمان (1)، منها أبو عبد الله محمد بن خلف بن محمد بن سليمان بن أيوب النهرديري، يعرف بالقرتائي، سكن الصليق (2)، قدم بغداد في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وأملى في جامع المدينة مجلسا.
[ هامش...(1) (1 1) أنظر اللباب 3 / 23.
(2) الصليق: مواضع كانت في بطيحة واسط، بينها وبين بغداد.
معجم البلدان 3 / 515 ](4/467)
حدث فيه عن أحمد بن عبيدالله بن القاسم النهرويري، والحسن بن أحمد بن أبي زيد، وأبي شجاع محمد بن فارس، البصريين، وغيرهم من أهل البصرة.
ذكره أبو بكر الخطيب.
الحافظ في " التاريخ "، فقال: كتب عنه أصحابنا، ولم أسمع منه شيئا، ولا رأيته.
القرثعي: بفتح القاف وسكون الراء وفتح الثاء المثلثة وفي آخرها العين.
هذه النسبة إلى قرثعة، وهو اسم رجل، وهو (والد): المختار بن قرثعة القرثعي الواسطي، من أهل واسط، يروي عن أبيه، روى عنه أبو سفيان الحميري.
وزيد بن معاوية القرثعي، قيل: له صحبة، ولا يصح ذلك، لان ذلك الحديث رواه الشاذكوني، عن النميري، عن عائذ بن ربيعة، عن عباد بن زيد، عنه، ولا يعتد برواية الشاذكوني، هكذا.
قال ابن أبي حاتم، ويزيد بن عبد الملك، وعائذ بن ربيعة، وعباد بن زيد، لا يعرفون.
القرجني: بضم القاف وسكون الراء وفتح الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرجن، وهي قرية من قرى الري، هكذا ذكره أبو كامل البصري، والمشهور بهذه النسبة: علي بن الحسين القرجني، روى عنه إبراهيم بن موسى الفراء، حدث عنه العقيلي.
القرجي: بفتح القاف وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى القرج، وهي ناجية بالري، منها: المغيرة بن يحيى بن المغيرة السدي الرازي القرجي.
قال ابن أبي حاتم: وهو من قرية وهبن، ظن رستاق القرج.
وسأذكره في الواو.
القرجي: بضم القاف وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى قرج، وهي قرية من قرى الري فيما أظن، منها: أيوب بن عروة القرجي.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: وهو كوفي، نزيل الري في بعض القرى، روى عن أبي مالك الجنبي، وأبي بكر بن عياش، وحفص بن غياث، وعبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، ومصعب بن سلام، وعبد الله بن خراش، وقال: كتب عنه أبي بالري، وأبو زرعة، ورويا عنه.(4/468)
القردمي: بفتح القاف وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى بني قدرم، وهم جماعة من العرب نزلوا أفريقية، والمنتسب إليهم: عبد الله بن عبد الرحمن بن الطفيل التجيبي القردمي، قاضي أفريقية، لموسى بن نصير، يروي عن علقمة بن وقاص، روى عنه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الافريقي.
القردواني: بفتح القاف وسكون الراء وضم الدال وفتح الواو بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قردوان.
وأبو العباس الفضل بن عبد الله بن محمد القردواني، حدث عن علي بن داود القنطري.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، وذكر أنه سمع من أبي العباس بسر من رأى.
القردوسي: بضم القاف وسكون الراء وضم الدال المهملتين وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى درب القراديس بالبصرة، وباب القراديس بالفاء، بدمشق.
والقراديس: طن من الازد، نزلوا محلة بالبصرة، فنسبت المحلة إليهم.
وقردوس: بطن من دوس، وهو قردوس بن الحارث بن فهم بن غانم بن دوس.
قال ذلك أحمد بن الحباب الحميري النسابة.
والمشهور إلى قراديس الازد: أبو الحسن معلى بن زياد القردسي، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وأبي غالب.
روى عنه هشام بن حسان.
وأبو عبد الله بن هشام بن حسان القردوسي، من أهل البصرة، مولى لعتيك، يروي عن عطاء، والحسن، وأبي الزبير، وابن سيرين.
روى عنه يحيى بن راشد البراء، وأهل البصرة.
ومات في أول يوم من صفر، سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة.
قال أبو حاتم بن
حبان: هشام بن حسان، كان ينزل درب القراديس، فنسب إليه، وكان من العباد الخشن، والكبائين في الليل.
وعبد الله بن حسان القردوسي، من أهل البصرة، أخو هشام، يروي عن كثير(4/469)
مولاهم، عن عكرمة.
روى عنه موسى بن إسماعيل.
والحسن القردوسي، أو ابن القردوسي، يروي عن الحسن البصري، روى عنه عكرمة بن عمار (1).
القرشي: بضم القاف وفتح الراء وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى قريش، وقد ذكرت تسمية قريش قريشا في القريشي، بعد هذه الترجمة بأوراق، وفيهم كثرة على اختلاف قبائلهم، واشتهر بهذه النسبة جماعة من أهل العلم، مع الانتساب إلى قبيلة خاصة من قريش، منهم: الشريف أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد بن علي بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن أمية بن خالد بن حراز بن محرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشي المزكي، من أهل هراة، كان ثقة صدوقا، سمع العباس بن الفضل النضرويي، وأبا الفضل بن خميرويه، وأبا حتم محمد بن يعقوب، الهرويين، وأبا عمرو محمد بن أحمد بن حمدان المقري، وأبا سعيد عبد الله بن عبد الوهاب الرازي، ومنصور بن العباس البوشنجي، وأبا منصور بن أحمد الازهري، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي، وعلي بن عيسى الماليني، وأبا عبد الله الشماخي.
قال أبو بكر الخطيب: قدم بغداد حاجا، وحدث بها في سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
كتب بعد رجوعه من حجه، وكان ثقة، ومات بهراة في سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين وأربعمائة.
والفقيه أبو الوليد حسان بن محمد بن أحمد بن هارون بن حسان بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص الاكبر بن أمية بن
عبد شمس بن عبد مناف القرشي، كان إمام عصره، وفقيه خراسان، تفقه على أبي العباس أحمد بن سريج، ورجع إلى خراسان، واجتمع عليه الناس والفقهاء، ونشر العلم، ودرس الفقه.
سمع الحديث بخراسان من أبي عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي، وأبي بكر محمد بن نعيم المديني، وأبي محمد جعفر بن محمد بن الحسن الترك، وأبي بكر محمد بن إسماعيل الاسماعيلي، وببغداد أبا عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وبنسا [ هامش...(1) في اللباب بعد نهاية الترجمة: " هكذا قال السمعاني: القراديس بطن من الازد.
ثم قال: وقردوس بطن من دوس.
ولعله قد ظن أن قردوس الازد غير قردوس دوس، أو حيث رأى في أحدهما قراديس وفي الآخر قردوسا ظنهما اثنين وهما واحد.
ودوس من الازد، وهو دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد " ].(4/470)
أبا العباس الحسن بن سفيان النسوي، وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ "، فقال: أبو الوليد القرشي، الفقيه، أما أهل الحديث بخراسان في عصره، وكان أزهد من رأيت من العلماء، وأكثرهم تقشفا ولزوما لمدرسته وبيته، وأكثرهم اجتهادا في العبادة، سمع المسند والكتب من الحسن بن سفيان، ودخل العراق سنة خمس وثلاثمائة، وصنف " المخرج على مذهب الشافعي "، و " المخرج على المسند الصحيح " لمسلم بن الحجاج، وتوفي ليلة الجمعة، الخامس من ربيع الاول، سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
فغسله أبو عمرو بن مطر، وحملت جنازته على الطريق الذي كان يمشي فيه كل جمعة إلى الجامع، حتى بلغ مصلى الحيرة، فصلى عليه يحيى بن منصور القاضي، ثم أخذ يبكي، فقال: قد أوصيت أن يصلي علي ابو الوليد وقد صليت عليه، ثم دفن بمقبرة نصر بن زياد القاضي، المدفون فيها ثلاثة من أصحابه.
ورؤى الاستاذ أبو الوليد في المنام فسئل عن حاله، فقال: قابلت، أو عارضت جميع ما قلت، فكنت أخطأت في عشرين، أو واحد وعشرين.
وكان الفقيه أبو الحسين عبد الله بن محمد يقول: ما وقعت في ورطة قط، ولا عرض لي أمر مهم، فقصدت قبر أبي الوليد، وتوسلت به إلى الله عزوجل، إلا استجاب
لي.
وأبو الصهباء حيدر بن محمد بن فتحويه بن محمود بن هارون بن عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن ربيعة بن عبد شمس القرشي، من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وتوفي في ذي الحجة، سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن مائة وثلاث سنوات.
روى عنه ابنه أبو السنابل هبة الله.
والمصنف المعروف، أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي، المعروف بابن أبي الدنيا.
قيل له القرشي لانه مولى بني أمية.
كان ثقة، صدوقا، مكثرا من التصانيف في الزهد والرقائق، وكان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
سمع أباه، وسعيد بن سليمان الواسطي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وخالد بن خداش المهلبي، ومحرز بن عون، وأحمد بن جميل المروزي، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، وداود بن عمرو الضبي، ومحمد بن الحسين البرجلاثي، وخلقا يطول ذكرهم.
روى عنه الحارث بن محمد بن أبي أسامة، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وعبيدالله بن عبد الرحمن السكري، وأبو ذر القاسم بن داود الكاتب، وعمر بن سعد القراطيسي، وأبو علي بن صفوان البردعي، وجماعة آخرهم أبو بكر الشافعي.
وسأل عبد المؤمن بن خلف النسفي أبا علي صالح بن محمد جزرة، عن ابن أبي الدنيا،(4/471)
فقال: صدوق، وكان يختلف معنا، إلا أنه كان يسمع من إنسان يقال له: محمد بن إسحاق، بلخي، وكان يضع للكلام إسنادا، وكان كذابا، يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير.
وكان إبراهيم الحربي يقول رحم الله أبا بكر بن أبي الدنيا، كنا نمضي إلى عفان نسمع منه، فنرى ابن أبي الدنيا جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني، خلف شريجة (1)، فقال: يكتب عنه ويدع عفان.
قال القاضي بن الحسين بن أبي عمر محمد بن يوسف: بكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن أبي الدنيا، فقلت له: أعز الله
القاضي، مات ابن أبي الدنيا.
فقال: رحم الله أبا بكر، مات معه علم كثير.
اذهب يا غلام إلى يوسف حتى يصلي، فحضر يوسف بن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية، ودفن فيها سنة ثمانين.
وهذا غلط، والصحيح أن ولادته كانت في سنة ثمان ومائتين، ومات في جمادى الاولى سنة إحدى وثمانين ومائتين.
القرطبي: بضم القاف وسكون الراء وضم الطاء المهملة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قرطبة، وهي بلدة كبيرة من بلاد المغرب من الاندلس، وهي دار ملك السلطان، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء في كل فن قديم وحديثا، والمشهور بهذه النسبة: أبو عمر يوسف بن عبد البر النمري الاندلسي القرطبي الحافظ، كان إماما فاضلا كبيرا، جليل القدر، صنف التصانيف، يروي عن أبي عبد الله محمد بن عبد الملك بن ضيفون الرصافي.
وإبراهيم بن نصر القرطبي، توفي سنة سبع وثمانين ومائتين.
ذكره أبو سعيد بن يونس.
ويحيى بن يحيى القرطبي.
نذكره في " المصمودي ".
وهو من أهل قرطبة.
وإسحاق بن جابر القرطبي، يروي عن يحيى بن يحيى القرطبي، توفي سنة ثلاث وستين ومائتين.
وأحمد بن مروان القرطبي، يروي عن يحيى بن يحيى بن كثير، وسعيد بن حسان، وعبد الملك بن حبيب.
توفي بالاندلس سنة ست وثمانين ومائتين.
[ هامش...(1) في النسخ: " شريحة "، والمثبت في تاريخ بغداد.
والشريجة: شئ من سعف، يحمل فيه البطيح ونحوه ].(4/472)
وأبو الحسن طاهر بن عبد العزيز الرعيني الاندلسي القرطبي.
سمع من محمد بن
إسماعيل الصائغ الكبير، ومحمد بن علي بن زيد الصائغ الصغير، وعلي بن عبد العزيز، كتب أبي عبيد، وحدث.
ذكره الخشني، في " تاريخ الاندلس "، وقال: توفي سنة أربع وثلاثمائة، وكان عالما فهما، عارفا باللغة.
وأبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الازدي القرطبي، مقرئ فاضل، إمام نحوي، عرف باللغة والنحو، كثير الادب، كتب الكتب بالاسكندرية ومصر بعد الخمسمائة.
ورد العراق (1)، وأدرك الشيوخ.
لقيته بدمشق، وكتبت عنه أجزاء.
وكان ساكنا فاضلا متدينا.
وسمعت أنه انتقل من دمشق إلى بلاد أذربيجان وسكنها، ورأيت له أصولا حسنة في القراءات والحديث (2).
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عبد الاعلى بن سالم بن عبد الله بن محمد بن سالم بن غيلان التجيبي الاندلسي القرطبي، المالكي، حدث وروى وولد بقرطبة سنة ثلاث وثمانين ومائتين، وتوفي سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.
قال أبو زكريا يحيى بن علي الطحان: حدثونا عنه.
القرطمي: بكسر القاف وسكون الراء والطاء المهملة وفي آخرها الميم.
هكذا رأيت في " تاريخ أصبهان " مقيدا مضبوطا، ولعله نسب إلى حب القرطم وبيعه، وهو كالكتان، واشتهر بهذه النسبة: أبو مسلم، وقيل: أبو محمد، عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن يحيى القرطمي الموذن، من أهل أصبهان.
يروي عن عبد الله بن محمد بن النعمان، وأبي طالب بن سوادة.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
ووالده محمد بن عمرو بن يحيى القرطمي، المعروف بابن شساه، من أهل صبهان، يروي عن إسماعيل بن عمرو البجلي.
روى عنه ابنه عبد الرحمن، ولم يحدث عنه سواه.
والفضل بن العباس القرطمي البغدادي، يروي عن يحيى بن عثمان الحربي.
روى عنه
[ هامش...(1) في اللباب: " ورد الشام والعراق ".
(2) في اللباب: " قلت: وانتقل إلى الموصل، وسكنها، وانتفع به الناس، وقرأوا عليه القرآن الحديث والنحو، وغير ذلك، وكان ثقة صالحا فاضلا، وتوفي بالموصل سنه سبع وستين وخمسمائة " ].(4/473)
سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
القرطي: بضم القاف وسكون الراء وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى القرط، والمشهور بالانتساب إليه: عثمان بن روح ابنا شعبان القرطي.
وابن أخيهما أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان، الفقيه القرطي.
كان مصنفا على مذهب مالك، وهو مصري.
القرظ: بفتح القاف والراء وفي آخرها الظاء.
هذه النسبة إلى سعد بن عائذ القرظ، المؤذن المديني.
قال ابن أبي حاتم: له صحبة، وإنما سمي القرظ، لانه كلما تجر في شئ وضع فيه، فاتجر في القرظ، فربح فلزم التجارة فيه، روى عنه ابنه عمار بن سعد، وابن ابنه حفص بن عمر بن سعد.
وجماعة من أولاده نسبوا إليه.
القرظي: بفتح القاف والراء وفي آخرها الظاء المعجمة.
هذه النسبة إلى سعد بن عائذ القرظ، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم والمشهور بالانتساب إليه: عبد الرحمن بن سعد بن عمار القرظي، من أولاد سعد القرظ، يروي عن آبائه، روى عنه أبو بكر الحميدي، وإسحاق الطالقاني.
ومحمد بن عمار بن سعد القرظ، المؤذن القرظي، يروي عن أبي هريرة.
روى عنه ابن ابنه محمد بن عمار بن حفص القرظي، وعمر بن عبد الرحمن بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب.
ومحمد بن عمار بن حفص بن عمر بن سعد القرظ، المؤذن الانصاري القرظي، المعروف بكشاكش.
روى عن عمه (1)، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر، وسعيد المقبري، وصالح مولى التوأمة.
روى عنه معن بن عيسى، وأبو عامر العقدي، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعد، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، وسعيد بن عبد الجبار، وعثمان بن ربيعة بن أبي عبد الرحمن.
وقال أحمد بن حنبل: كشاكش ما أرى به بأسا.
قال أبو حاتم [ هامش...(1) في تهذيب التهذيب 9 / 358: " روى عنه جده لامه محمد بن عمار بن سعد القرظ " ].(4/474)
الرازي: يكتب حديثه.
القرظي، بضم القاف وفتح الراء الهملة والظاء المعجمة.
هذه النسبة إلى قريظة، وهو اسم رجل نزل قلعة حصينة بقرب المدينة، فنسب إليهم.
وقريظة والنضير أخوان، من أولاد هارون النبي صلوات الله عليه، والمنتسب إليه.
كعب بن سليم القرظي، من أهل المدينة.
يروي عن علي بن أبي طالب.
روى عنه ابنه محمد بن كعب القرظي.
وأبو حمزة محمد بن كعب بن سليم بن عمرو بن إياس بن حيان بن قرظة بن عمران بن عمير بن قريظة بن الحارث القرظي، من أهل المدينة، كان أبوه ممن لم ينبت يوم قريظة فترك، يروي عن ابن عباس، وابن عمر، وزيد بن أرقم.
وكان من أفاضل أهل المدينة علما وفقها، وبها مات، سنة ثمان ومائة، وقد قيل إنه مات سنة سبع عشرة ومائة.
وإسحاق بن كعب القرظي، أخو محمد بن كعب، من أهل المدينة، يروي عن أخيه، روى عنه يزيد بن أبي زياد.
وعبد الله بن محمد بن عقبة بن أبي مالك القرظي، يروي عن أبيه، عن أم سلمة.
روى عنه يعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وعطية القرظي، قال: عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فلم أكن أنبت، فجعلني في
السبي، روى عنه مجاهد، وعبيد الملك بن عمير، وغيرهما.
وأبو جعفر ثعلبة بن أبي مالك القرظي، المدني، كان إمام بني قريظة.
يروي عن ابن عمر.
روى عنه الزهري، وابن الهاد.
وعلي بن عبد الله بن رفاعة القرظي، من أهل المدينة.
روى عن الربيع بن سعيد.
روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري.
وأبو يحيى زكريا بن منظور بن عقبة بن ثعلبة بن أبي مالك القرظي، من أهل المدينة.
يروي عن أبي حازم.
منكر الحديث جدا، يروي عن أبي حازم ما لا أصل له من حديثه.
قال عباس بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: زكريا بن منظور ليس بشئ.
فراجعته مرارا فزعم أنه ليس بشئ.
قال: وكان طفيليا.
وحدث عن هشام بن عروة، وعطاف بن خالد، وثابت بن زيد الحجازي، وذويه.
روى عنه محمد بن الحسن بن زياد، وعبد الله بن الزبير الحميدي، وإسحاق بن أبي إبراهيم، وغيرهم.
وكان متروك الحديث.(4/475)
القرقري: بالراء بين القافين المفتوحين والقاف بين الرائين.
هذه النسبة إلى قرقر، وهو اسم لجد: أبي محمد عبد الله بن عمر بن أحمد بن قرقر الحافظ القرقري، يروي عن علي بن محمد بن منصور الرهاوي، سمع منه بالرها.
روى عنه أبو الحسين محمد بن جميع الغساني.
وقرقرى: موضع باليمامة.
قال يحيى بن أبي طالب (1) اليمامي، لما ركب البريد إلى خراسان: أقول لاصحابي ونحن بقومس * * * ونحن على أكباد محذوفة جرد بعدنا وحق الله من أهل قرقرى * * * ومن أهل موسوج وزدنا على البعد القرقري: بالراء الساكنة بين القافين المضموتين وفي آخرها راء أخرى.
هذه النسبة إلى لقب بعض أجداد أبي طاهر عبد الواحد بن حسين بن عمر بن قرقر الحذاء القرقري، من أهل بغداد، وكان يتشيع، وهو صحيح السماع، سمع أبوي الحسن علي بن عمر الدارقطني، وعلي بن عمر الحربي، وأبا حفص بن شاهين، وأبا القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد، وعبيدالله بن عثمان بن يحيى، وغيرهم.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا وذكر لنا عنه أنه كان يتشيع، وهو من أهل باب الطاق، وكان دكانه في الحذائين من سوق الكرخ، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، ومات في شوال سنة تسع وأربعين وأربعمائة ببغداد.
القرقساني (2): هذه النسبة إلى قرقيسيا، وهي ببلدة بالجزيرة، على ستة فراسخ من رحبة مالك بن طوق، قريبة من الرقة، لم يتفق لي دخولهما والنسبة بإثبات النون وإسقاطها، والقائل بالنون وإثباتها أكثر، حتى اشتهر بذلك.
وكان نزل بها جرير بن عبد الله البجلي، وعدي بن حاتم الطائي، وحنظلة الكاتب، لما أظهر بنو أمية شتم الصحابة رضوان الله عليهم [ هامش...(1) في معجم البلدان أنه يحيى بن طالب الحنفي، وكان مولى لقريش باليمامة، وأنه خرج إلى خراسان هاربا من الدين.
معجم البلدان 4 / 64.
وجاء البيت الثاني في معجم ما استعجم 3 / 1065 منسوبا إلى مالك بن الريب.
(2) في اللباب: " بفتح القافين بينهما راء ساكنة وبعدها سين مهملة مفتوحة وبعد الالف نون، وقد تحذف ويجعل عوضها ياء " ].(4/476)
بالكوفة، خرجوا عنها، ونزلوا قرقيسيا، وقالوا: لا نسكن بلدة يسب فيها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات جرير بها، والمشهور من علمائها: عبد الملك بن سليمان بن القرقساني، روى عنه عيسى بن يونس السبيعي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن بجير الهمذاني، صاحب الجامع الكبير.
أثنى عليه أبو حاتم بن حبان، وقال: هو مستقيم الحديث.
وإمام مسجد قرقيسيا أبو عمرو عثمان بن يحيى بن عيسى القرقساني الصياد، يروي عن ابن عيينة، حدث عن أحمد بن يحيى بن الازهر السجستاني، مات سنة ثمان وخمسين ومائتين.
والحسن بن علي بن جبير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي القرقساني، من أهل قرقيسيا، قدم مصر، وروى عنه سعيد بن عفير.
وأبو عبد الله، وقيل: أبو الحسن، محمد بن مصعب بن صدقة القرقساني، من أهل قرقيسيا، كان حافظا، وكان كثير الغلط، وقيل إنه منكر الحديث.
حدث عن الاوزاعي ومالك بن أنس، وحماد بن سلمة، وأبي بكر بن أبي مريم، وسحيم بن هانئ، ومبارك بن فضالة، وغيرهم.
روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد وأحمد بن حنبل، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن منصور الرمادي بن إسحاق الصنعاي، وجماعة.
مات سنة ثمان ومائتين ببغداد.
قال يحيى بن معين: لم يكن محمد بن مصعب من أصحاب الحديث، كان مغفلا.
وقال أبو زرعة لما سئل عن محمد بن مصعب، فقال: صدوق في الحديث ولكنه حدث بأحاديث منكرة، فليس هذا مما يضعفه.
قال: نظن أنه غلط فيها.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، قال: ليس بقوي.
قال: وسألت أبا زرعة عنه، فقال: صدوق في الحديث، ولكنه حدث بأحاديث منكرة، فليس هذا مما يضعفه.
قال: نظن أنه غلط فيها.
قال: وسألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث.
فقلت له: إن أبا زرعة قال كذا فحكيت له كلامه فقال: ليس هو عندي كذا، ضعف لما حدث بهذه المناكير.
قال ابن أبي حاتم: قلت لابي زرعة: محمد بن مصعب، وعلي بن عاصم، أيهما أحب إليك ؟ قال: محمد بن مصعب أحب إلي، علي بن عاصم تكلم بكلام سوء، ما أقل من حدث عنه من أصحابنا.
وأبو الاصبع محمد بن عبد الرحمن بن كامل بن موسى بن صفوان الاسدي القرقساني قدم بغداد حاجا، وحدث بها عن أبي جعفر النفيلي، وإبراهيم بن المنذر الحزامي،(4/477)
وأبي بكر بن الاسود، ومعلى بن مهدي، ويزيد بن مهران، وعبيد بن يعيش.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وإسماعيل بن محمد الصفار، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الصمد بن علي الطستي، وأبو بكر الشافعي البزار.
وكان ثقة، حسن الحديث.
وتوفي سنة سبع وثمانين ومائتين.
القرقوبي: بضم القافين بينهما الراء وفي آخرهما الباء.
هذه النسبة إلى قرقوب، وهي بلدة قريبة من الطيب، بين واسط وكور الاهواز، منها: أبو عبد الله محمد بن محمود بن الحسين بن محمد بن حامد بن الحسين بن يوسف القرقوبي الخطيب، ولي الخطابة بهذه البلدة، وكان فاضلا، حسن الشعر، كتب عنه ببغداد شيخنا أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ، وأنشدني عنه أقطاعا من الشعر، وكان ورده بغداد سنة تسع وخمسمائة، وانصرف إلى بلدته.
وأبو سعيد الحسن بن علي بن سهلان القرقوبي، نزيل أصبهان، من أهل الخير والصلاح، سمع عبد الله بن محمد الصائغ، وعبد الله بن محمد بن جعفر بن حبان، وغيرهما.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وذكره في " معجم شيوخه "، فقال: أبو سعيد القرقوبي نزيل أصبهان، شيخ صالح، محب للسنة، سمع من أبي الشيخ " كتابه " المخرج على الصحيح، ومات بأصبهان، وأنا بها بعد، قبل أن أخرج منها، يوم الجمعة، وقت الصلاة، السادس والعشرين من شعبان، سنة أربع وثلاثين وأربعمائة.
القرمطي: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وفي آخرها الطاء.
هذه النسبة إلى المذهب المذموم، والرأي الخبيث، وهم جماعة من أهل هجر والبحرين والحسا، قيل لهم: القرامطة، قتلوا حاج بيت الله في الحرم، وفي رمل زهير، وقيل باللام وإنما نسبوا إلى رجل من سواد الكوفة، يقل له: قرمط، وقيل: حمدان بن قرمط، وكان ممن قبل دعوتهم، ثم صار رأسا في الدعوة، وقد دمر الله تعالى عليه، وألحقه
بأخويه عاد وثمود.
والقصة في القرامطة وظهورهم، أن جماعة من أولاد بهرام جور كانوا حبسوا في محبس شبل (1) وزير المهدي واسمه عبد الله، وكاتبوا بن المقفع، وأحمد بن حسين الجراح، [ هامش...(1) في نسخ أخرى وقد وزر المهدي اثنان: أبو عبيدالله معاوية بن يسار، وأبو عبد الله يعقوب بن داود.
أنظر الفخري 133، 135 ].(4/478)
وعبد الله بن ميمون القداح، والدنداني، وغيرهم، فذكروا آباءهم وأجدادهم، وما كانوا فيه من الشرف والعز والملك، وما آل أمرهم إليه من الذل، وكان هذا في أيام أبي مسلم صاحب الدولة، فقالوا: إن أبا مسلم كيف نقل الخلافة من بني مروان إلى بني العباس، وكان من الموالي، ونحن من أولاد الملوك، فاتفقوا، خذلهم الله تعالى، على أن يسعوا في رفع الاسلام، وقالوا: ينبغي أن تفرق دعوتهم، ويخرج بعضهم على بعض.
فقيل: إن ملوكهم ظلمة، قتلوا أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنشأوا الاشعار في ذلك، وشوشوا أمر الرعية على الملوك فقسموا الدنيا على أرباع أربعة، واختاروا أربعة من الرجال، ونفذوهم إلى الارباع والاقاليم، فنفذوا واحدا إلى الكوفة، فأول من أجابه حمدان بن قرمط، أعانه على الدعوة، وتبعه عالم لا يحصون، فنسبوا إليه.
وصار هذا لقبا لعامر بن ربيعة القرمطي، جد محمد بن عبد الله العدوي، وقال أبو القاسم الطبراني: إنما نسبوا إلى القرامطة، لان النبي صلى الله عليه وسلم رأى عامرا جدهم يمشي، قال: " إنه ليقرمط في مشيته "، وهو من أهل المدينة، حدث عن بكر بن عبد الوهاب.
ويحيى بن سليمان بن نضلة.
روى عنه محمد بن عمر بن غالب، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وغيرهم.
القرميسيني: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم والسين المهملة المكسورة بين اليائين الساكنتين آخر الحروف والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى قرميسين، وهي بلدة بجبال العراق، على ثلاثين فرسخا من همذان عنه دينور، على طريق الحاج، بت بها ليلتين، يقال لها: كرمان شاهان، خرج منها جماعة من العلماء والمشايخ الصوفية منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن شيبان القرميسيني، شيخ الجبال على الاطلاق في وقته، صاحب كرامات وآيات، وكانت له حالة عجيبة حسنة، صحب من المشايخ أبا عبد الله المغربي.
وأبو بكر عمر بن سهل بن إسماعيل أبي الجعد القرميسيني الحافظ، الملقب بكذو، نزل الدينور، قدم همذان، وحدث بها عن أبي قلابة الرقاشي، ومحمد بن الجهم السمري، وإبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس، وزيد بن إسماعيل الصائغ، وإبراهيم بن الحسين الهمذاني، وعبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي، وأحمد بن زهير.
روى عنه أبو العباس أحمد بن إبراهيم التميمي.
ومات سنة ثلاث وثلاثمائة ].(4/479)
وأبو القاسم عبد الملك بن إبراهيم بن أحمد بن الحسين القرميسيني، أصله من قرميسين، وهو ولد ببغداد، في صفر، سنة سبع وثلاثمائة، وكان شيخاه صالحا ثقة، سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا زر بن الباغندي، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وعبد العزيز بن علي الازجي.
ومات ببغداد، في شوال، سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن الفضل بن شكر بن بكران الخياط القرميسيني، سكن بغداد، وهو والد أبي القاسم عبد العزيز الازجي كان فقيها صدوقا، تفقه على مذهب أحمد بن حنبل، ورأى إبراهيم بن شيبان، شيخ الجبال، يروي عن أبي بكر أحمد بن سلمان النجاد، ومحمد بن علي بن الهيثم المقري، وإسماعيل بن علي الخطبي روى عنه ابنه.
القرناني: بفتح القاف وسكون الراء والنون والالف والنون بعدها.
هذه النسبة إلى بني القرناء، والمشهور بهذه النسبة: شريك بن سويد التجيبي ثم القرناني، شهد فتح مصر.
القرنايي: بفتح القاف وسكون الراء وفتح النون وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى بني القرناء، وهم من تجيب، إن شاء الله، والمشهور بهذا الانتساب: شريك بن سويد بن همان التجيبي ثم القرناني، شهد فتح مصر.
قاله ابن يونس (1).
القرناني: بضم القاف وفتح الراء، وبعدها النون المفتوحة، هذه النسبة إلى بني القرناء، وهو بطن من تجيب، والمنتسب إليهم: عميرة بن تميم بن حيي القرناني التجيبي، قال أبو سعيد بن يونس: من بني القرناء، صاحب الجب المعروف بجب عميرة، في الموضع الذي يبرز إليه الحاج من مصر لخروجهم [ هامش...(1) في اللباب: " قلت: هاتان الترجمتان واحدة، وعادته أن يذكر ما هو من هذا النوع في ترجمة واحدة، كما فعل آنفا في القرقساني، فإنه قال: وقد تحذف النون ويجعل عوضها ياء.
وما فرق بينهما، لعله قد ظن أنهما اثنتين وهو غلط، وكذلك الترجمة التي تجئ الآن، الكل واحد، والله أعلم " ].(4/480)
إلى مكة، وعقبة بالاندلس بسرقسطة.
القرنجلي: بفتح القاف والراء وسكون النون وضم الجيم وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى قرنجل، وظني أنها من قرى الانبار، والله أعلم، فإني رأيت في الكتب جماعة من الانبار ينسبون إليها، منهم:...(1) وابنه أبو عمر محمد بن أحمد بن يعقوب الانباري، المعروف بالقرنجلي، روى عنه أبيه، عن إبراهيم الحربي، كتب عنه علي بن أحمد بن أبي الفوارس، بالانبار.
وأبو عبد الله بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحارث الانباري، يعرف بالقرنجلي، سمع إسحاق بن بهلول التنوخي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن (2) إبراهيم الاسماعيلي الجرجاني، وكان ثقة.
القرني: بفتح القاف والراء وكسر النون.
هذه النسبة إلى قرن، وهو بطن من مراد، يقال له قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد، نزل اليمن، والمشهور بهذه النسبة المعروف في الاقطار: أويس بن عامر القرني، وقصته في الزهد معروفة، وقال الدارقطني: قرن، بفتحتين، فهو فيما ذكر ابن حبيب، قال: في مراد قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد، قوم أويس بن عامر القرني الزاهد.
والموضع الذي يحرم منه أهل نجد يقال له: قرن المنازل، بسكون الراء.
وأويس سكن الكوفة، وكان عبدا زاهدا.
يروي عن عمر.
واختلفوا في موته، فمنهم من زعم أنه قتل يوم صفين في رجالة علي، ومنهم من زعم أنه مات علي جبل أبي قبيس بمكة، ومنهم من زعم أن مات بدمشق.
ويحكون في موته قصصا تشبه المعجزات التي رويت عنه.
قال أبو حاتم بن حبان: قد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا: قال شعبة: سألت عمرو بن مرة، وأبا إسحاق عن أويس القرني، فلم يعرفاه.
قلت: وذكر قصته في [ هامش...(1) بياض بالنسخ.
(2) بعد هذا في ظ، م زيادة: " أبي الفوارس بالانبار.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد يعقوب الانباري المعروف بابن ".
وهو خلط ].(4/481)
" الصحيح " لمسلم بن الحجاج.
وموسى بن عبد الرحمن القرني الصنعاني، يروي عن هشام بن عروة،
وابن جريج.
روى عنه عبد الغني بن سعيد البرقي الثقفي.
القرني: بفتح القاف وسكون الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرن.
قال ابن حبيب في مذحج قرن بن مالك بن كعب بن أود بن صعب بن سعد العشيرة، وهم رهط عافية القاضي القرني.
وقال غيره: عافية بن يزيد بن قيس القرني القاضي، يروي عن هشام بن عروة، ومجالد بن سعيد.
وفي الازد قرن بن عك بن عدنان بن عبد الله بن الازد.
وقرن المنازل: موضع يحرم منه أهل نجد، جعله النبي صلى الله عليه وسلم محرما يحرم منه أهل نجد.
وقرن الثعالب: موضع ورد في الحديث ذكره لما عرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل وعلى عبد ياليل، قال فبينا أنا بقرن الثعالب إذ جائني الملك.
وخالد بن يزيد القرني، ويقال: ابن أبي يزيد، وهذ أصح أبو الهيثم، منسوب إلى قرن، وهي قرية بين قطربل، والمزرفة، من أعمال بغداد.
روى عن شعبة، وحماد بن زيد، ومندل ابن علي، وأبي الشهاب الحناط، وعاصم بن هلال، وإسماعيل بن عياش، وجعفر بن سليمان، وسلامة الطويل.
روى عنه محمد بن إسحاق الغاني، وبشر بن موسى، وأحمد بن سعيد الجمال، وعباس الدري، ومحمد بن الحسين البرجلاني.
وقال يحيى بن معين: كتبت خالد المزرفي، ولم يكن به بأس.
وقيل: هو أبو الهيثم خالد بن أبي يزيد، واسم بن يزيد بهبدان بن يزيد البهبداني المزرفي القطربلي، وهو خالد القرني.
القروي: بفتح القاف والراء وكسر الواو.
وذكر أبو نصر بن ماكولا، أن هذه النسبة إلى القيروان، البلد المعروف بالمغرب، قال: ومنهم أبو العرب بن تميم، صاحب " تاريخ المغاربة "، وغيره.
والنسبة إلى القرية أيضا: قروي.
ويمكن أن من لم يكن من البلد وكان من السواد يقال
له القروي ].(4/482)
وأبو علي الحسن بن علي بن القاسم القروي الاسكاف، من أهل القيروان، نزيل دمشق.
سمع أبا الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي الدمشقي.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ بدمشق.
القريبي: بفتح القاف وكسر الراء والياء الساكنة.
وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قريبة، وهو اسم رجل، والمنتسب إليه: حبيب المعلم القريبي، وهو ابن أبي قريبة، واسم أبي قريبة زائدة مولى معقل، ويقال: ابن أبي بقية، أبو محمد المعلم البصري.
يروي عن عطاء، وابن سيرين.
روى عنه الحمادان، ويزيد بن زريع.
قال أحمد بن حنبل: حبيب المعلم ثقة، صالح، ما أصح، حديثه.
ووثقه يحيى بن معين.
وقال أبو زرعة: حبيب بصري ثقة.
القريبي: بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، والمشهور بالانتساب إليها: أبو الحسن علي بن عاصم بن صهيب القريبي، وهو مولى قريبة السابق ذكرها، من أهل واسط، يروي عن محمد بن سوقة، وحصين.
مات سنة إحدى ومائتين.
وكان ممن يخطئ ويقيم على خطئه، فإذا بين له لم يرجع.
وكان شعبة يقول: أفادني علي بن عاصم، عن خالد الحذاء بأشياء، سألت خالد عنها فأنكرها.
وكان أحمد بن حنبل سيئ الرأي فيه.
قال أبو حاتم بن حبان: والذي عندي في أمره ترك ما انفرد به من الاخبار، والاحتجاج بما وافق الثقات، لان له رحلة وسماعة وكتابة، وقد يخطئ الانسان فلا يستحق الترك، وأما ما بين له من خطئه فلم يرجع، فيشبه أن يكون في ذلك متوهما أنه كما حدث به.
قال: سمعت محمد بن علي الفارمذي بنسا يقول: سمعت محمد بن إبراهيم بن
الجنيد، يقول: سمعت علي بن عاصم، يقول لما أردت الخروج في طلب العلم دفع إلي أبي مائة ألف درهم، واشترى لي بغلا بألف، فخرجت وأردفت هشيم بن بشير، ثم رجعت إلى أبي بمائة ألف حديث.
قيل: إنه مات في جمادى الاولى، سنة إحدى ومائتين، وكانت ولادته سنة تسع ومائة، ووفاته بواسط.
صام شهر رمضان ثمانين سنة.
رأى الثوري في المنام في الجنة، يطير من نخلة إلى نخلة، ومن شجرة إلى شجرة، قلت: يا أبا عبد الله، بم نلت هذا ؟ قال: بالورع، قال: ما بال علي بن عاصم ؟ قال ذلك لا نكاد نراه إلا كما يرى الكواكب.(4/483)
وأبو محمد الحسن بن علي بن عاصم بن صهيب البغدادي القريبي، هو مولى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهما، وهو أخو عاصم بن علي، واسطي الاصل، سكن بغداد، وحدث بها عن أيمن بن نابل، وعن أبي عمرو والاوزاعي، وعبد الملك بن مسلم بن سلام.
روى عنه أخوه عاصم، وأحمد بن حنبل.
وقال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين عن عاصم بن علي، فطعن فيه وفي أبيه وأخيه.
ومات الحسن في حياة أبيه علي بن عاصم.
وأخوه أبو الحسين بن عاصم بن علي القريبي، واسطي، نزل بغداد زمانا طويلا، وحدث بها عن أبي ذئب، وشعبة، والمسعودي، وعاصم بن محمد بن زيد، والليث بن سعد، وغيرهم.
روى عنه أحمد بن حنبل، وعبيدالله القواريري، وعمرو بن علي، والبخاري في " صحيحه "، ومحمد بن يحيى المروزي، وجماعة.
ولما ورد بغداد أملى بها في مسجد الرصافة، وكان مجلسه يحزر بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان المستملي هارون الديك يركب نخلة معوجة ويستملي، فبلغ المعتصم كثرة الجمع، فأمر بحزرهم.
فوجه بقطاعي الغنم، فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف.
وقال أحمد بن عيسى: بكرت إلى مجلس عاصم، فأصابتني فترة فرجعت فنمت، فأتاني آت في منامي.
فقال: إيت مجلس عاصم، فإنه غيظ
لاهل الكفر.
وكان يحيى بن معين يقول، عاصم ليس بشئ.
وسئل عنه فذمه واتهمه.
ومات في رجب، سنة إحدى وعشرين ومائتين.
القريحي: بفتح القاف وكسر الراء بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى القريح، وهو بطن من سامة بن لؤي، ذكر أبو فراس الشامي، في نسب بني سامة بن لؤي: قريح بن المنخل بن ربيعة بن قبيصة، من ولده: أبو سارة الذي قتله أبو جعفر المنصور، وهو أبو سارة خالد بن ربيعة بن قطن بن قريح القريحي.
القريشي: بضم القاف وفتح الراء بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الشين المعجمة.
منسوب إلى قريش، وأكثر ما ورد في هذه النسبة بإسقاط الياء، والذي اشتهر بالنسبة إلى قريش، مع الياء: أبو نصر محمد بن عبد الرحمن القريشي، شيخ من أهل سرخس.
سمع آخر مجلس(4/484)
أملاه أبو علي زاهر بن أحمد بن الفقيه السرخسي.
سمع منه جدنا أبو المظفر السمعاني.
روى لي عنه أبو نصر محمد بن محمود السرة مرد الشجاعي ذلك المجلس، ولم يرو لنا عنه غيره.
قال ابن ماكولا.
شيخ كان بسرخس، حدث عن زاهر بن أحمد، وهو آخر من حدث عنه، وحدث عن غيره.
يقال له أبو نصر محمد بن عبد الرحمن القريشي، مشهور بها، سمع منه جماعة، ودخلت سرخس وسألت عنه لاسمع منه، فأخبرت بموته، ذكر لي اسمه ونسبه أبو محمد الطبسي.
وإنما سميت قريش بهذا الاسم لتجمعهم على قصي بن كلاب، وسمى قصي مجمعا، وفي ذلك يقول حذافة بن غانم الجمحي، يمدحه:
أبو قصي كان يدعي مجمعا * * * به جمع الله القبائل من فهر هم نزلوها والمياه قليلة * * * وليس بها إلا كهول بني عمرو يريد بني عمرو خزاعة.
وفي رواية أخرى: هم ملكوا البطحاء مجدا وسؤددا * * * وهم طردوا عنها غواة بني بكر (1) والتجمع: التقرش.
في بعض كلام العرب.
ويقال: كان يقال لقصي القريشي، ولم تسم قريش قبله.
ويقال أيضا: إن النضر بن كنانة، كان يسمى القريش.
قال الدارقطني: أما قريش، فالقبيلة المعروفة، وهي بطنان: قريش البطاح، وقريش الظواهر وقد قيل أيضا: إنما سميت قريش قريشا لانها كانت تجارا تكسب وتتجر وتحترش، فشبهت بحوت في البحر، وسنذكر قول ابن عباس فيه.
وأما قصة بن كلاب، واجتماع الناس عليه، الذي به سمي هو قريشا، أخبرنا الاديب أبو القاسم محمود بن علي بن نصر النسفي بمسرقند، وأبو يعقوب يوسف بن أبي بكر المقري بنسف، وأبو محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن العلوي ببخارى، وغيرهم، قالوا: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النضر البلدي، أخبرنا أبو المعالي معتمر بن محمد بن محمد بن مكحول النسفي، أخبرنا أبو سهل هارون بن أحمد بن هارون الاستر اباذي، أخبرنا أبو محمد إسحاق بن محمد بن نافع الخزاعي بمكة، أخبرنا أبو الوليد [ هامش...(1) البيت في: البداية والنهاية 2 / 208، وفيه: " هم ملاوا البطحاء " ].(4/485)
محمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد الازرقي، حدثني جدي، حدثنا سعيد بن سالم، عن عثمان بن ساج، عن ابن جريج، وعن ابن إسحاق يزيد أحدهما على صاحبه قالا: أقامت خزاعة على ما كانت عليه، من ولاية البيت.
وأما المنسوب إلى قريش، وليس منهم، فهو:
عمرو بن خالد القريشي، وهذا هو همذاني، من أهل واسط، كان الراوي عنه يدلسه بالقريشي، ولا ينسبه إلى بلده وقبيلته، لشدة ضعفه.
القريعي: بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى قريعة، وهم بطون من قبائل شتى.
قال ابن حبيب: في قيس قريع بن الحارث بن نمير بن عامر.
وقال: في تميم قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة ابن تميم.
وقال ابن الكلبي، عن رجل من بني أنف الناقة، يقال له إسماعيل، قال: إنما سمي جعفر بن قريع بن عوف بن كعب بن زيد مناة بن تميم بن أنف الناقة، لان قريعا نحر جزورا، فقسمها في نسائه، وكان عنده ثلاث نسوة، منهم الشموس بنت القمر، من بني وائل بن سعد بن هذيم بن قضاعة، أم جعفر بن قريع، فقالت: انطلق إلى أبيك، فانظر هل بقي عنده شئ، فأتاه، فلم يجد عنده إلا رأس الجزور، فأخذ بأنفها يجره، فقيل: ما هذا ؟ فقال: أنف الناقة.
فسمي بذلك.
وكانوا يغضبون من ذلك، فلما مدحهم الحطيئة الشاعر صار مديحا، مدح بغيض بن عامر بن لابي بن شماس بن أنف الناقة، وهو قوله: قوم هم الانف والاذناب غيرهم * * * ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا ومن ولده: المخبل الساعر، وهو ربيع بن ربيعة بن عوف بن قتال بن أنف الناقة.
ومنهم: أوس بن مغراء الشاعر، من بني حدان، من قريع.
وقريع بن غيلان بن جاوة، يحدث عن جنادة بن جراد، روى عنه ابنه زياد بن قريع.
والقاضي أبو بكر محمد بن عبد الرحمن القريعي، المعروف بابن قريعة، من أهل بغداد، ولاه أبو السائب عتبة بن عبيدالله القاضي قضاء السندية وغيرها من أعمال الفرات، وكان كثير النوادر، حسن الخاطر، عجيب الكلام، يسرع بالجواب المسجوع المطبوع، من غير تعمل ولا تعمق فيه، وله أخبار مستفيضة طريفة.
ذكر القاضي أبو العلاء محمد بن علي(4/486)
الواسطي قال: لما قدم ابن قريعة واسط، سمعت منه أخبارا أملاها علينا، عن أبي بكر بن الانباري وغيره.
واتفق أنه كان ببغداد قائد يلقب بإلكيا، كنيته أبو إسحاق، وكان يخاطب ابن قريعة بالقاضي، فبدر منه يوما في المخاطبة أن قال لابن قريعة: يا أبا بكر، فقال ابن قريعة: لبيك يا أبا إسحاق.
فقال القائد: ما هذا ؟ لما لا تقول يا إلكيا ؟ فقال: إنما نكويك إذا قضيتنا، بكرتنا تسحقناك.
وسئل ابن قريعة عن حدود القفا، فأجابه في الوقت.
ما داعبك فيه إخوانك، وشرطك فيه حجامك، وأدبك فيه سلطانك، واشتمل عليه جربانك.
فقال له: ما مد الصفع ؟ قال: الرفع والوضع، للضرر والنقع.
وتوفي في جمادى الآخرة، سنة سبع وستين وثلاثمائة، عن خمس وستين سنة.
القرينيني: بفتح القاف وكسر الراء وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وبأخرى بين النونين.
هذه النسبة إلى القرينين، وهي بليدة على وادي مرو، يقال لها بركدين، وإنما قيل لها: القرينين، لان في الذكر كان يقرن بينهما وبين مرو الروذ، خرج منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن محصل بن عاصم القرينيني، عن سيف بن محمد المرو الروذي، وأبو علي بن شبويه الفقيه، وغيرهما.
روى عنه أبو محمد عبد الله بن يوسف بن بابويه الاصهابني.
وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وثلاثمائة.
وأبو المظفر محمد بن الحسن بن أحمد بن عمر بن إسحاق المروزي القرينيني، ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، في " تاريخ بغداد "، فقال: أبو المظفر المروزي القرينيني، وقرينين ناحية من نواحي مرو.
سكن بغداد، وحدث بها عن زاهر بن محمد أحمد بن السرخسي وأبي طاهر المخلص، وغيرهما.
وقال أبو بكر الخطيب الحافظ: كتبت عنه، وكان صدوقا، يتفقه على مذهب الشافعي.
مات أبو المظفر بناحية شهرزور، على ما بلغنا، في
ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن أحمد القرينيني الكناني، من أهل مرو، سمع أبا غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، سمع منه أبو القاسم الشيرازي الحافظ، روى لي عنه.
القريني: بفتح القاف وكسر الراء بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون ].(4/487)
هذه النسبة إلى القرينة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بالانتساب إليه: أبو طلحة منصور بن محمد بن علي بن قرينة بن سويد الدهقان النسفي البزدي القريني، من أهل بزدة.
يروي عن أحمد بن إسماعيل البخاري كتاب " الجامع الصحيح "، وهو أحد من حدث به عنه، وكان ثقة، توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة (1).
وأبو محمد الحسن بن علي بن عاصم بن صهيب البغدادي القريني، وهو مولى قرينة بنت محمد بن أبي بكر الصديق وهو أخو عاصم بن علي، واسطي الاصل، سكن بغداد، وحدث بها عن أيمن بن نابل، وعن أبي عمرو الاوزاعي، وعبد الملك بن مسلم بن سلام.
روى عن أخوه عاصم، وأحمد بن حنبل.
وقال يعقوب بن شيبة: سألت يحيى بن معين عن عاصم عن علي، فطعن فيه وفي أبيه وأخيه.
ومات الحسن في حياة أبيه علي بن عاصم.
وأخوه أبو الحسن عاصم بن علي القريني الواسطي، نزل بغداد زمانا طويلا، وحدث بها عن ابن أبي ذئب، وشعبة، والمسعودي، وعاصم بن محمد بن زيد، والليث بن سعد، وغيرهم.
يروي عن أحمد بن حنبل، وعبيدالله القواريري، وعمرو بن علي، والبخاري في " صحيحه "، ومحمد بن يحيى المروزي، وجماعة.
ولما ورد بغداد أملى بها في مسجد الرصافة، وكان مجلسه يحزر بأكثر من مائة ألف إنسان، وكان المستملي هارون الديك يركب
نخلة معوجة ويستملي.
فبلغ المعتصم كثرة الجمع، فأمر بحزرهم، فوجه بقطاعي الغنم، فحزروا المجلس عشرين ومائة ألف.
وقال أحمد بن عيسى: بكرت إلى مجلس عاصم، فاصابتني فترة، فرجعت ونمت، فأتاني آت في المنام، فقال: إئت مجلس عاصم، فإنه غيظ لاهل الكفر.
وكان يحيى بن معين يقول: عاصم ليس بشئ.
وسئل عنه، فذمه واتهمه.
ومات في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين.
وقرين بن سهل بن قرين القريني، نسب إلى جده، حدث عن أبيه سهل، وأبوه يحدث عن ابن أبي ذئب.
وروى عن قرين محمد بن غالب تمتام، وعن أبيه سهل ابنه، [ هامش...(1) ما بعد هذا إلى قوله: " وقرين بن سهل " الآتي سقط من: ك، وهو في: ظ، م، وهو تكرار لما ورد في " القريبي "، نسبة إلى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، وقد جعلها هنا: " قرينة "، ونبه إلى هذا ابن الاثير، فقال بعد إيراده النسبة والمترجمين فيها: " قلت: قد تقدم قبل في القريبي، بضم القاف وفتح الراء وفي آخرها باء موحدة ذكر علي بن عاصم وأولاده، ونسبهم إلى قريبة بنت محمد بن أبي بكر الصديق، وههنا قد ذكرها أيضا كما ترى، والاول أصح " ].(4/488)
وعبد الرحمن بن سلام الجمحي (1).
القريني: بضم القاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرين، وهو اسم لجد أبي الحسن موسى بن جعفر بن قرين العثماني القريني، من أهل بغداد، ذكره أبو الحسن الداقطني، فقال: كتبنا عنه، عن الربيع بن سليمان " كتاب البويطي "، وغيره، عن بكار بن قتيبة، وإبراهيم بن مرزوق، ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، ومحمد بن الحسين الحنيني، وغيرهم من البغداديين.
وفي الاسماء: عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام، لقبه قرين، وبه يعرف، وأمه سكينة بنت الحسين بن علي.
وقرين بن عمر، يروي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وغيره.
روى عنه عبيدالله بن
عبد الرحمن بن موهب (2).
القري: بضم القاف ثم الراء في آخرها.
هذه النسبة إلى قرة، حي من عبد القيس، والمشهور بهذه النسبة: مسلم بن مخراق القري، يروي المراسيل.
روى عنه ابن عون وشعبة.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: مسلم القري، هو مسلم بن مخراق (3) مولى ضبة بن قرة، حي من عبد القيس (3)، وهو العبدي، وكان ضمن أن يجلب القطن من شهرزور على مسلم.
روى عنه ابن عمر.
روى عنه عبد الله بن عون، وشعبة.
قال أحمد بن حنبل: مسلم القري، حدث عنه شعبة، وابن عون، وما أرى به بأسا.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن مسلم القري، فقال: ما أرى به بأسا.
القري: بكسر القاف والراء المشددة.
[ هامش...(1) زاد ابن الاثير في نهاية النسبة: " وهي أيضا نسبة إلى قرية ".
(2) بعد هذا في اللباب: " قلت: قد ذكر أول هذه الترجمة أن قرينا جد أبي الحسن موسى بن جعفر بن قرين العثماني، ثم قال: وفي الاسماء عثمان بن عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام.
وظنه في الموضعين اسما وليس كذلك، وظنهما رجلين وهما واحد، وهو لقب عثمان بن عبد الله الاول، وهو جد ؟ موسى بن جعفر، فإن موسى بن جعفر بن عثمان هو قرين ".
(3 3) بعد هذا في ك زيادة: " وقال ابن ماكولا، في الاكمال: مسلم بن مخراق القري، وحي من عبد القيس.
وقيل: بل كان ينزل في قنطرة قرة.
يروي عن ابن عمر، روى عنه ابن عون، وشعبة " ثم جاء النقل عن ابن أبي حاتم الذي سبقت الاشارة إلى سقوطه من: ك.
والنقل عن ابن ماكولا، في الاكمال 7 / 143 ].(4/489)
هذه النسبة إلى القرية، وهي بطون من قبائل.
قال ابن حبيب: في النمر بن قاسط القرية، وهي جماعة (1) بنت جشم بن سعد بن زيد مناة.
وقال أيضا: والقرية بن عنس بن مالك.
وقال: في النمر ابن قاسط القرية (2).
وفي الاسماء: أيوب بن القرية (3)، صحب بني (4) مروان، والحجاج بن يوسف، به يضرب المثل في الفصاحة.
[ هامش...(1) في النسخ، واللباب: " جماعة "، والمثبت في: مختلف القبائل ومؤتلفها، والمشتبه 171، قال الذهبي: " وبخاء جماعة بنت جشم.
شبطه الدارقطني في النسب ".
(2) شرح ابن الاثير النسبة بأوفى من هذا فقال: " هذا النسبة إلى القرية، وهي بطون من قبائل شتى، ففي النمر بن قاسط القرى، وهي نسبة إلى عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر، وإنما نسب ولده لذلك، لانه تزوج القرية، واسمها جماعة (كذا) بنت سعد بن جعشم (كذا) بن سعد بن مناة بن تميم، فولدت له سفيان، وتزوجها بعده ابنه مالك بن عمرو، فولدت له كليبا وخيثما.
(3) ساق ابن الاثير نسبه، فقال: " أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة بن سلمة بن خيثمة بن مالك ".
(4) أنظر اللباب 3 / 33 ].(4/490)
باب القاف والزاي القزاز: بفتح القاف والزاي المشددة وفي آخرها زاي أخرى.
هذه النسبة إلى بيع القز وعمله، والمشهور بهذه النسبة: فرات القزاز التميمي، أصله من البصرة، سكن الكوفة.
يروي عن أبي الطفيل، وأبي حازم سلمان (1)، وعبيدالله بن القبطية، روى عنه شعبة، والثوري، وإسرائيل، وابن عيينة، وابنه الحسن بن فرات.
يروي عنه معن بن عيسى.
وأبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي القزاز.
حديثه في " صحيح " مسلم بن الحجاج، وجماعة كثيرة.
وشيخنا أبو منصور عبد الرحمن بن أبي غالب محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني القزاز، شيخ ثقة صالح، من أهل بغداد.
يروي عن جماعة كثرة، مثل: أبو الحسين بن المهتدي، وأبي الغنائم بن المأمون، الهاشميين، وأبي بكر الخطيب،
وأبي الحسن بن النقور، وغيرهم.
سمعت منه الكثير، وتوفي سنة خمس وثلاثين.
ووالد أبو غالب، يعرف بابن زريق، محدث مشهور، حدثونا عنه، وبيتهم معروف بالحريم الطاهري غربي بغداد.
وأبو الحسن محمد بن سنان بن يزيد بن الذيال بن خالد بن عبد الله بن يزيد بن سعيد القزاز البصري، مولى عثمان بن عفان، وهو أخو يزيد الذي كان بمصر، سكن محمد بغداد، وكان من مشاهير المحدثين، وكان يروي عن محمد بن بكر البرساني، وعمر بن يونس اليمامي، وأبي عاصم النبيل، ووهب بن جرير، وروح بن عبادة، وقريش بن أنس، وأبي عامر العقدي، ويحيى بن أبي بكير.
روى عنه إبراهيم الحربي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو ذر بن الباغندي، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، وإسماعيل بن محمد الصفار، وغيرهم.
وقال الدارقطني: محمد بن سنان القزاز، أصله بصري، سكن بغداد، لا بأس به.
وقيل إن أبا داود السجستاني كان يتكلم فيه، وكان يطلق فيه الكذب.
وكان عبد الرحمن بن خراش، يقول: [ هامش...(1) أي: الاشجعي.
أنظر تهذيب التهذيب 8 / 258، 259.
وفي اللباب: " سلمة " ].(4/491)
هو كذاب.
ومات في رجب، وقيل في جمادى الآخرة سنة إحدى وسبعين ومائتين.
ومحمد بن عبدك بن سالم القزاز، من أهل بغداد، سمع حجاج بن محمد الاعور، وعبد الله بن بكر السهمي، وروح بن عبادة، وهوذة بن خليفة، ويونس بن محمد المؤدب.
روى عنه محمد بن عمرو الرزاز، وأبو عمرو بن السماك، وعبد الله بن سليمان الفامي.
وكان ثقة.
وقال القزاز: اجتمعت مع زهير السامي، وتحدثنا، فلما أردت مفارقته قلت: متى نلتقي ؟ فقال: إن نعش نلتقي وإلا فما * * * أشغل من مات عن جميع الانام ومات في شوال، سنة ست وسبعين ومائتين.
القزازي: مثل الاول، غير أن هذا بإلحاق ياء الاضافة، والنسبة إلى الحرف اختص بها أهل آمل طبرستان (1) وخوارزم، والمشهور بهذه النسبة: أبو زيد محمد بن الفضل بن علي بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن أبي الفضل بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القزازي، من أهل آمل طبرستان.
شيخ من أهل العلم وبيته، وهو في نفسه فاضل، كثير المحفوظ والفوائد، متودد مستفيد، مع أنه بلغ أوان الافادة، في الفضل والرواية، حريص على طلب الحديث وكتابته، وله شعر مليح رائق.
سمع بآمل وأبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني، وببغداد أبا سعد أحمد بن عبد الجبار بن الطيوري، وطبقتهما، كتبت عنه، وكتب عني وأكثر، وكان يلازمني مدة مقامي بآمل في خانقاه الشيخ أبي العباس القصاب.
فمن جملة ما أنشدني لنفسه إملاء (2): فؤادي أسود لما ابيض فودي * * * فتهت تحيرا في ألف واد (3) سواد الشعر مني ليت شعري * * * أمن فودي يفر إلى فؤادي وأنشدني لنفسه، وكتب لي بخطه: [ هامش...(1) آمل: أكبر مدينة بطبرستان في السهل، وبين آمل وسارية ثمانية عشر فرسخا، وبين آمل والرويان اثنا عشر فرسخا، وبين آمل وسالوس عشرون فرسخا.
معجم البلدان 1 / 68.
(2) البيتان في اللباب.
(3) الفود: معظم شعر الرأس مما يلي الاذن ].(4/492)
لقد عذلتني جيرتي إذ رأيتني * * * أحن إلى هند ورأسي شائب حسبن بياض الشعر شيبا بمفرقي * * * وقلن انتبه فالصبح بالليل ذاهب فقلت الكرى عند الصباح لذاذة * * * وأول ما يبدو من الفجر كاذب (1) ولد القزازي في المحرم سنة خمس وثمانين وأربعمائة بآمل، وتوفي..(2).
القزداري: ضم القاف وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وفي آخرها الراء بعد الالف.
هذه النسبة إلى قزدار، وهي ناحية من نواحي الهند بينها وبين بست ثمانون فرسخا، ويقال قصدار أيضا، منها: أبو داود سيويه بن إسماعيل بن داود بن أبي داود الواحدي القزداري، كان من المجاورين بمكة، وبها حدث.
سمع القاضي أبا القاسم علي بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن طاهر الحسيني، وأبا الفتح رجاء بن عبد الواحد الاصبهاني، وأبا الحسين يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن عبد الله الحكاك، وغيرهم.
روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ.
ومات سنة نيف وأربعمائة، أو بعدها.
القزغندي: بضم القاف وسكون الزاي وضم الغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى قزغند.
وظني أنها من قرى سمرقند، منها: أبو محمد القاسم بن سهل بن محمود القزغندي، كتب عن الحارث بن أسد العتكي الدبوسي.
روى له محمد بن بكر بن محمد بن أحمد الفقيه.
القزويني: بفتح القاف وسكون الزاي والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قزوين، وهي إحدى المدائن المعروفة بأصبهان، ويقال بها باب الجنة، خرج منها جماعة من العلماء، والائمة والفضلاء، في كل فن ونوع، اسغنينا عن ذكرهم لشهرتهم.
[ هامش...(1) في ك: " فقلت الكري عند الصباح لذيذة ".
(2) بياض في النسخ.
ولعل وفاته كانت بعد السمعاني ].(4/493)
وأما محمد بن سعيد بن سابق القزويني، رازي الاصل، سكن قزوين فنسب إليها.
يروي عن عمرو بن أبي قيس، وأبي جعفر الرازي، ويعقوب القمي.
روى عنه أبو زرعة الرازي، ومحمد بن مسلم بن وارة، ويحيى بن عبدك، وكثير بن شهاب.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني، كان فقيها على مذهب الشافعي وكانت له حلقة بمصر، وقد تولى قضاء الرملة، وكان محمودا فيما تولى، وكان يظهر عبادة وورعا، وكان قد ثقل سمعه ثقلا شديدا، وكان يفهم الحديث ويحفظ، وكان له مجلس إملاء في داره، وكان يجتمع إلى حفاظ الحديث، وذوو الاسنان منهم، وكان مجلسه حسنا وقورا، ويجتمع فيه جمع كثير، فخلط في آخر عمره، ووضع أحاديث على متون محفوظة، معروفة مشهورة، فافتضح وحرقت الكتب في وجهه، وسقط عند الناس، وترك فلم يكن يجئ إليه كثير أحد.
وتوفي بعد ذلك بيسير.
وأبو عمر زاذان بن عبد الله بن زاذان القزويني، من بيت الحديث، حدث بقزوين وبغداد عن أبي الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني، وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان القزويني، وغيرهما.
روى عنه أبو القاسم عبيدالله بن أحمد الازهري وأبو محمد بن الحسن بن محمد الخلال، الحافظان.
وأبو الحسن علي بن عمر بن محمد بن الحسن الحربي، المعروف بابن القزويني، من أهل بغداد، كان زاهدا ورعا، عاقلا، حسن السيرة من الابدال.
سمع أبا حفص بن الزيات، وأبا العباس بن مكرم، والقاضي أبا الحسن بن الجراحي، وأبا عمر بن جيويه، وأبا بكر بن شاذان، وغيرهم.
سمع منه جماعة، منهم: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان أحد الزهاد المذكورين، ومن عبد الله الصالحين، يقرأ القرآن، ويروي الحديث، ولا يخرج من بيته إلا للصلاة، وكان وافر العقل، صحيح الرأي.
كانت ولادته في المحرم، سنة ستين وثلاثمائة.
ومات في شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن في منزله بالحربية، وحضرت الصلاة عليه، وكان الخلق متوافرا جدا،
يفوت الاحصاء، لم أر جمعا على جنازة أعظم منه، فأغلق جميع البلد في ذلك اليوم.
وأبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني، حدث في الغربة ببغداد والجبال، عن يحيى بن عبدك القزويني، وداود بن سليمان الغازي، ومحمد بن الغميرة، والحسن بن علي بن عفان.
روى عنه عمر بن محمد بن سبنك، وأبو بكر محمد بن عبد الله الابهري.(4/494)
ومحمد بن عبيدالله بن الشخير، وأبو حفص بن شاهين الواعظ، وغيرهم ذكره أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد الحافظ، في " طبقات أهل همذان "، وقال: أبو الحسن القزويني، قدم علينا سنة ثمان عشرة روى عنه هارون بن هراري، وداود بن سليمان الغازي، نسخة علي بن موسى الرضا، ومحمد بن الجهم السمري، والعباس بن محمد الدوري، ويحيى بن أبي طالب، وأبي حاتم الرازي.
وسمعت منه مع أبي، وكان يأخذ على نسخة علي بن موسى، وكان شيخا مسنا، محله الصدق.
وسعيد بن صالح القزويني، يروي عن عبد العزيز الدراوردي، وغسان بن مضر، ويوسف بن الماجشون، وهشيم بن بشير، وعباد بن العوام، ومعمر، وابن علية.
روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم الرازي.
وقال أبو حاتم: سألت أبا زرعة عنه، فقال: هو شيخ لنا رازي، سكن قزوين، وكان يتفقه، وكان صحيح الكتب، صدوقا في الحديث، كتبت عنه بالري.
القزيعي: بضم القاف وفتح الزاء وبعدهما الياء الساكنة بعدها العين المهملة.
هذه النسبة إلى قزيع، وهو بطن من بجلية، وهو قزيع بن فتيان بن ثعلبة بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار بن أراش.
وفي الاسماء: الربيع بن قزيع، من التابعين.
يروي عن ابن عمر.
روى عنه شعبة، وقيس.(4/495)
باب القاف والسين القسام: بفتح القاف والسين المهملة.
هذه النسبة إلى القسمة للاشياء، وأهل البصرة يقولون للقسام الرشك.
والمشهور بهذه النسبة: أبو الأزهر يزيد بن أبي يزيد الرشك القسام، من أهل البصرة.
يروي عن معاذة العدوية.
روى عنه البصريون.
مات سنة ثلاثين ومائة بالبصرة.
وأبو سعيد المثنى بن سعيد الضبعي القسام الذراع، من تابعي البصرة.
يروي عن أنس بن مالك.
روى عنه ابن المبارك، وابن مهدي.
وأبو زكريا يحيى بن عبد الله بن محمد بن الوليد العنبري القسام، ويقال له الذراع أيضا، من أهل أصبهان.
يروي عن أبي مسعود أحمد بن الفرات الرازي الكتب، وعبد الله بن عمر، ويحيى بن واقد الطائي وغيرهما.
روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم.
وتوفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن محمد القسام الشيرازي، من أهل شيراز، سمع أبا الحسين عبيدالله بن محمد بن عبيدالله الخرجوشي، وجماعة.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وأثنى عليه، وقال: شيخ ثقة.
وعدي بن أبي عمارة الذراع الجرمي القسام، الوراق.
سمع قتادة، وزياد النميري، ومعاوية بن قرة.
سمع منه علي بن المديني، وإبراهيم بن موسى، وابنه.
قال أبو حاتم الرازي: عدي بن أبي عمارة ليس به بأس.
القسحمي: بضم القاف وسكون السين والحاء المضمومة المهملة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى قسحم، وهو بطن من الصدف، وهو قسحم بن جذام بن الصدف، من ولده: مالك بن سويد بن أجدة بن قسحم بن جذام بن الصدف القسحمي.
قتل قتيلا من قومه
ثم لحق بمكة، فحالف بني مالك ابن حطيط بن جشم بن ثقيف، ثم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبايع تحت الشجرة، فسماه رسول الله صلى الله عليه الشريد، وهو الشريد بن سويد، تزوج(4/496)
ريحانة بنت أبي العاص بن أمية، وهو الذي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " الجار أحق بصقبه (1) ".
وقال قوم: إن الشريد هو سويد بن مالك بن خيشنة بن أجدة بن قسحم بن جذام بن الصدف، فولد الشريد محمدا، وجعفرا، وعمرا وكان يؤثر عنه الحديث والوليد، وسعيدا، وجابرا، وعروة، والخطاب، وربيعة، والشرد، لامهات شتى من قريش، ومن ثقيف.
قاله محمد بن حبيب.
القسري: بفتح القاف وسكون السين المهملة وفي آخرها الراء المهملة.
هذه النسبة إلى قسر، وهو بطن من قيس، وقيس: بطن من بجيلة.
قال ابن ماكولا: هو قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث أخي الاسد، وقيل: عمرو بن نبت بن زيد بن كهلان، قبيل من بجيلة، والمنتسب إليه: الامير خالد بن عبد الله القسري، أمير العراق، ومنهم من ينسبه إلى قصر بن هبيرة وأبدلوا السين من الصاد، ومنهم من قال: إلى قصر بجيلة، موضع بالكوفة، وهو بجلي أيضا أصله من اليمن.
يروي عن أبيه عن جده يزيد بن أسد.
روى عنه أهل العراق.
قتل بالكوفة سنة عشرين ومائة، أو قريب منها.
ويزيد بن أسد جده، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخالد بن يزيد القسري، يروي عن هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد.
روى عنه أحمد بن بكر البالسي.
وجندب القسري، من الصحابة.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " من صلى الصبح فهو في ذمة الله ".
روى عنه أنس بن سيرين.
وإنما نسب جندب إلى قسر، وهو من بني علقة بن عبقر، وقد ذكرته في العلقي.
وعلقة وقسر أخوان، وكلاهما في بجيلة، والمشهور في جندب أنه
علقي لا قسري.
وأبو المنذر أسد بن عمرو بن عامر بن عبد الله بن عمرو بن أسلم بن صعب بن يشكر بن رهم بن أفرك، وهو غانم بن نذير بن قيس بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن نبت بن [ هامش...(1) الصقب: القرب والملاصقة، والمراد: الشفقة.
والحديث رواه البخاري، عن عمرو بن الشريد، في باب في الهبة والشفعة، من كتاب الحيل، وفي باب احتيال العامل ليهدي له، من كتاب الحيل.
صحيح البخاري 9 / 37 35.
رواه الامام أحمد، وفي مسنده 6 / 390 ].(4/497)
زيد بن كهلان البجلي الكوفي، صاحب أبي حنيفة.
سمع إبراهيم بن جرير بن عبد الله، وأبا حنيفة النعمان بن ثابت، ومطرف بن طريف، وحجاج بن أرطأة.
روى عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن بكار بن الريان، وأحمد بن منيع، والحسن بن محمد الزعفراني ولي القضاء ببغداد، وواسط.
وكان عنده حديث كثير، وهو ثقة إن شاء الله.
هكذا قال أبو بكر الخطيب.
ومات سنة ثمان وثمانين ومائة.
وقيل: سنة تسعين ومائة.
القسطار: بضم القاف (1) وسكون السين والطاء المهملة المفتوحة وفي آخرها الالف والراء.
هذه النسبة إلى من يحفظ الذهب الكثير ليبدله بالورق ويتصرف فيه، يقال له: كيسه كار.
بالعجمية، والمشهور بهذا: أبو محمد جعفر بن محمد بن عبد الله القسطار الحراني، من أهل حران.
يروي عن يحيى بن مصفى الرهاوي.
روى عنه أبو محمد بن عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني.
القسطاني: بضم القاف وسكون السين وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها النون.
قال ابن ماكولا في كتاب " الاكمال ": لا أدري من نسب.
قلت: وهذه النسبة إلى قسطانة، وهي قرية كبيرة بين الري وساوة يقال لها كشتانة،
بت بها ليلة منصرفي من العراق، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن الفضل بن موسى بن عزرة بن خالد بن يزيد بن زياد بن ميمون الرازي القسطاني.
يروي عن محمد بن خالد بن حرملة العبدي أبي عبد الرحمن.
روى عنه حمزة بن عبيدالله المالكي.
ذكره أبو بكر الخطيب، في " التاريخ "، وقال: أبو بكر الرازي القسطاني، مولى علي بن أبي طالب، وقسطانة: قرية من قرى الري، قدم بغداد، وحدث بها عن شيبان بن فروخ، وهدية بن خالد، وطالوت بن عباد، والخليل بن مسلم، وعلي بن إسحاق السمرقندي، وصالح بن عبد الله الترمذي.
روى عنه القاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو سهل بن زياد القطان، وأبو بكر الشافعي.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه، وهو صدوق.
[ هامش...(1) في القاموس بفتح القاف، وهو فيه: الجهبذ والجسيم ومنتقد الدراهم.
وانظر الالفاظ الفارسية المعربة 125، 126.
وهو في المعرب بضم القاف وكسرها: الميزان.
ويقال للذي يلي القرية وشئونها قسطار.
المعرب 311 ].(4/498)
القسطلي: بفتح القاف وسكون السين وفتح الطاء المهملتين وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى القسطل، وهو موضع بالشام، والمنتسب إليه: أبو عبد الغني الحسن بن علي الازدي، يروي عن مالك، وغيره من الثقات، ويضع عليهم، لا يحل كتبة حديثه، ولا الرواية عنه بحال.
وقال أبو حاتم بن حبان البستي: شيخ لا يكاد يعرفه أهل الحديث لخفائه، ولكني ذكرته لئلا يغتر بروايته من كتب كديثه ولم يسبر أخباره.
روى عنه عمر بن سنان الحافظ بمنبج.
القسطنطيني: بضم القاف والسين الساكنة والنون الساكنة بين الطائين المهملتين بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القسطنطينية، وهي بلدة كبيرة من بلاد الروم، بناها قسطنطين الملك،
وهو أول من تنصر من الملوك الروم، وسبب بنائه أن ملك الروم قبل أنطيجيش (1)، وأنه هم بغزو بلاد إيران شهر، وملك إيران شهر بلاش (2) بن كسرى، وضعف أمر فارس، فلما هم كتب بلاش إلى ملوك الطوائف بذلك، واستعانهم عليه، فاجتمعت ملوك الطوائف، وبعث إليه كل رجل بطاقته من جنده حتى اجتمعوا.
يقال: إنهم بلغوا أربعمائة ألف مقاتل، فجعل عليهم بلاش الساطرون بن أسيطرون الجرمقاني، صاحب الحضر مدينة بالجزيرة، فسار الساطرون بتلك الجنود، حتى لقي أنطيجيش خلف دروب الروم، قبل أن يخرج، فالتقوا، وكانت بينهم ملحمة عظيمة، فقتل الساطرون ملك الروم، واستباح عسكره، وغنم غنائم كثيرة (3) ثم ملك قسطنطين، وبنى قسطنطينية (3)، وسببه هذا.
القسملي: بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الميم بعدها اللام.
هذه النسبة إلى القساملة، بفتح القاف وكسر الميم، وهي قبيلة من الازد، نزلت البصرة فنسبت الخطة والمحلة إليهم، دخلتها وبت أول ليلة دخلت البصرة بها، وقرأت بها الحديث، والنسبة الصحيحة إليها قسملي، كالنسبة إلى المسامع مسمعي، والمشهور بهذه النسبة: [ هامش...(1) في أسماء ملوك الروم: " أنطيخس ".
أنظر تاريخ الطبري 2 / 18.
(2) هو بلاش بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور.
أنظر خبره في تاريخ الطبري 2 / 90.
(3 3) في نسخة: " ثم ملك قسطنطينية وبناها " ].(4/499)
أبو علي حرمي بن حفص بن عمر القسملي العتكي، من أهل البصرة.
يروي عن عبد الواحد بن زياد، وخالد بن أبي عثمان، روى عنه محمد بن يحيى الذهلي (1).
مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو سلمة المغيرة بن مسلم السراج، أخو عبد العزيز بن مسلم، القسملي.
قال أبو حاتم بن حبان: أصلهما من مرو، وكانا ينزلان القسامل بالبصرة.
يروي المغيرة عن
عكرمة، وأبي الزبير، روي عنه ابن المبارك، ومروان بن معاوية.
وعبد العزيز كنيته أبو زيد، أخو المغيرة، أصلهم من مرو، وانتقل عبد العزيز إلى البصرة، وكان ينزل في القسامل بالبصرة فنسب إليها.
يروي عن ثابت، والبصريين.
روى عنه أهل العراق.
مات سنة سبع وستين ومائة.
وأبو سنان عيسى بن سنان القسملي النسائي، كان ينزل القسامل بالبصرة فنسب إليها.
يروي عن عثمان بن أبي سودة، ويعلى بن شداد.
روى عنه حماد بن سلمة، وعيسى بن يونس.
وأبو ظلال هلال بن أبي مالك القسملي، وقيل: أبو ظلال هلال بن بشر القسملي، الاعمى، من أهل البصرة واسم أبيه سويد، الازدي الاحمري، وقد ذكرته في الاحمري.
وقرأت على أبي العز طلحة بن علي بن عمر المالكي القسملي، على باب داره بالقسامل " مسند طلحة بن عبيدالله " جمع أبي الحسن المادراني، بروايته عن أبي طاهر جعفر بن محمد بن الفضل العباداني، عن القاضي أبي عمر الهاشمي، عنه.
توفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة، بالبصرة، سمعت منه سنة ثلاث وثلاثين.
ومن القدماء: حجاج الاسود القسملي.
قال ابن أبي حاتم: حجاج الاسود، هو ابن أبي زياد، من القسامل، ويقال له: زق العسل.
يروي عن معاوية بن قرة، وأبي الصديق وأبو نضرة، وشهر بن حوشب.
روى عنه حماد بن سلمة، وجعفر بن سليمان الضبعي، وعيسى بن يونس وروح بن عبادة.
قال أحمد بن حنبل: حجاج الاسود القسملي، ثقة، رجل صالح، حدث عنه حماد بن سلمة، وما أرى به بأسا.
ووثقه يحيى بن معين.
[ هامش...(1) أنظر اللباب 3 / في ظ، م: " الاهلي " خطأ.
والصواب في: ك، واللباب، وتهذيب التهذيب 2 / 232 ].(4/500)
باب القاف والشين
القشري: بضم القاف وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القشر.
هكذا رأيت مقيدا في " كتاب الدارقطني " وهو بطن من تميم.
وهو قشر بن تميم بن عوذ مناة، من ولده: عبد الله بن زياد بن عمرو بن زمزمة بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشر بن تميم، يقال له المجذر وكان مجذر الخلق، وهو الغليظ، شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو الحسن الدارقطني: وأما قشر، فذكر أبو سعيد السكري عن ابن حبيب، عن ابن الكلبي، وفي نسب قضاعة.
القشيبي: بفتح القاف وكسر الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الياء.
هذه النسبة إلى بني قشيب، وهو بطن من أزد، من لخم، والمنتسب إليه: أبو عبد الله علي بن رباح بن قصير اللخمي القشيبي.
قال أبو سعيد بن يونس: هو من أزد، ثم من بني القشيب، من أهل مصر، ولد سنة خمس عشرة، عام اليرموك، وكان أعور، ذهبت عينه يوم ذي الصواري في البحر، مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح، سنة أربع وثلاثين.
وكان يعد اليمانية، من أهل مصر على عبد الملك بن مروان، وكانت له من عبد العزيز بن مروان منزلة، وهو الذي زف أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان إلى الوليد بن عبد الملك، ثم عتب عليه عبد العزيز بن مروان فأغزاه أفريقية، فلم يزل بها إلى أن توفي بها، ويقال: إن وفاته كانت سنة أربع عشرة ومائة، في ولاية الحبحاب وقيل: إنه توفي سنة سبع عشرة ومائة.
القشيري: بضم القاف وفتح الشين المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بني قشير (1).
[ هامش...(1) في اللباب: " هذه النسبة إلى قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، قبيلة كبيرة ينسب إليها كثير من العلماء،
ومنهم " ].(4/501)
وثمامة بن حزن القشيري، يروي عن عائشة، وقدم على عمر بن الخطاب.
روى عنه الجريري، والاسود بن شيبان.
وعبد الله بن كهف القشيري، يروي عن ابن سيرين: روى عنه أبو أسامة: وبشر بن نمير القشيري، من أهل البصرة.
يروي عن القاسم بن عبد الرحمن.
روى عنه حماد بن زيد، ويزيد بن زريع.
منكر الحديث جدا، فلا أدري التخليط في حديثه من القاسم، أو منهما معا ؟ لان القاسم ليس بشئ في الحديث، وأكثر رواية بشر عنه، فمن هنا وقع الاشتباه فيه.
وبهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري، من أهل البصرة.
يروي عن أبيه، عن جده، وعن زرارة بن أوفى.
روى عنه الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وابن المبارك، ومروان بن معاوية، وابن علية، ويزيد بن هارون، وأبو عاصم، والانصاري.
كان يخطئ كثيرا، فأما أحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، فهما يحتجان به، ويرويان عنه، تركه جماعة، قال أبو حاتم بن حبان البستي: لولا حديث بهز بن حكيم: " إنا آخذوه وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا " لادخلناه في الثقات، وهو ممن أستخير الله فيه.
والمنتسب إليه ولاء: أبو يونس حاتم بن أبي صغيرة القشيري، مولى بني قشير، من أهل البصرة، واسم أبيه مسلم، وأبو صغيرة الذي نسب إليه حاتم أبو أمه.
يروي عن عمرو بن دينار.
وسماك بن حرب.
روى عنه شعبة ويحيى بن القطان.
وأبو محمد داود بن أبي هند، واسمه دينار، القشيري البصري، مولى بني قشير، من أهل البصرة، كان أبوه من خراسان، وقيل: كنيته أبو بكر.
يروي عن سعيد بن
المسيب، والحسن، وعكرمة، والشعبي.
روى عنه أشعث الحمراني، وشعبة، وأهل العراق.
مات سنة تسع وثلاثين ومائة، في طريق مكة.
قال أبو حاتم بن حبان: وقد روى عن أنس خمسة أحاديث لم يسمعها منه، وكان داود من خيار أهل البصرة، من المتقين في الرواية، إلا أنه كان يهم إذا حدث من حفظه، لا يستحق الانسان بالخطإ اليسير يخطئ، والوهم القليل يهم، حتى لا يفحش ذلك منه، لان هذا مما لا ينفك منه البشر، ولو سلكنا هذا المسلك للزمنا ترك جماعة من الثقات الائمة، لانهم لم يكونوا معصومين عن الخطإ.
قال سفيان بن عيينة: رأيت داود بن أبي هند، وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهو(4/502)
يسمى داود القاري.
وهارون بن زياد القشيري، شيخ، يروي عن الاعمش.
روى عنه خالد بن حيان الرقي، كان ممن يصنع الحديث على الثقات لا يحل كتبة حديثه، ولا الرواية عنه، إلا على سبيل الاعتبار.
وأبو سعيد قطن بن إبراهيم بن عيسى بن مسلم بن خالد بن قطن بن عبد الله بن غطفان بن سهل بن سلمة بن قشير القشيري، له رحلة إلى العراق، حدث عن حفص بن عبد الرحمن، وحفص بن عبد الله السلمي، وحماد بن قيراط، وعبدان بن عثمان.
والجارود بن يزيد، وعبيد الله بن موسى.
وقبيصة بن عقبة، ويحيى بن يحيى.
روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، الرازيان، وتكلموا فيه.
قيل: حدث بما لم يسمع، وكانت وفاته في سنة إحدى وستين ومائتين.
وأبو الحسين بن الحجاج بن مسلم القشيري، أحد أئمة الدنيا، المشهور كتابه " الصحيح " في الشرق والغرب، رحل إلى خراسان، والعراق، والشام، ومصر، والحجاز.
سمع يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وعلي بن الجعد، وأحمد بن حنبل، ومحمد بن رمح، وحرملة بن يحيى، والقعنبي، وطبقتهم.
روى عنه
يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وأبو حامد الشرقي، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الاخرم، وأبو محمد بن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ووالده وقال: كتبت عنه بالري، وكان ثقة من الحفاظ، له معرفة بالحديث.
قلت: وكان يقول: صنفت " المسند الصحيح " من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة.
وكان أبو علي الحافظ النيسابوري يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم بن الحجاج في علم الحديث.
ومات في رجب سنة إحدى وستين ومائتين.
ومن المتأخرين المشهورين بخراسان: الاستاذ الامام أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري، أحد مشاهير الدنيا بالفضل والعلم والزهد.
وأولاده: أبو سعد عبد الله، وأبو سعيد عبد الواحد، وأبو منصور عبد الرحمن، وأبو نصر عبد الرحيم، وأبو الفتح عبيدالله، وأبو المظفر عبد المنعم، حدثوا جميعا بالكثير.
روى لي عن الاستاذ قريب من خمسة عشر نفسا، وعن أولاده الثلاثة الاول جماعة كثيرة، وأدركت أبا المظفر، وقرأت عليه الكثير.(4/503)
وأبو الاسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد بن أبي القاسم القشيري روى عن جده ومن دونه، سمعت منه الكثير.
وفيهم كثرة: وأبو بكرة محمد بن زنجويه بن الهيثم بن عيسى بن عبد الله القشيري من أهل نيسابور.
سمع بنيسابور إسحاق بن إبراهيم، وعبد العزيز بن يحيى، وعمرو بن زرارة.
وبالعراق عبد الاعلى بن حماد النرسي، ويحيى بن أكثم، وأبا كريب الكوفي، وبالحجاز أبا مصعب الزهري.
روى لي عنه علي بن حمشاد العدل، وعبد الله بن سعد الحافظ.
وتوفي سنة اثنتين وثلاثمائة.
وابن السابق ذكره: أبو الحسن مسدد بن قطن بن إبراهيم القشيري النيسابوري، سبقت نسبته عند ذكر أبيه.
من أهل نيسابور، وكان مزكي عصره، والمقدم في الزهد والورع والتمكين من العقل، وكان ابن بنت بشر بن الحكم العبدي، وابن أخت عبد الرحمن بن بشر، وأكبر بيت في العلم بنيسابور بيته في الطريقين جميعا.
سمع بنيسابور يحيى بن يحيى، ثم تورع عن الرواية عنه لصغر سنه.
وسمع جده بشر بن الحكم، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعمرو بن زرارة، وأبا عمار، وعلي بن خشرم.
وبالري محمد بن حميد، وببغداد داود بن رشيد، وأحمد بن منيع.
وسمع كتاب " الزهد " من أوله إلى آخره، من أحمد بن إبراهيم الدورقي، وبالكوفة سمع " المسند " عن آخره، من عثمان بن أبي شيبة، وبالبصرة الصلت ابن المسعود الجحدري، وبالحجاز أبا مصعب الزهري.
روى عنه أبو العباس السراج، وأبو حامد بن الشرقي.
سئل إبراهيم بن أبي طالب، عن قطن بن إبراهيم، فقال: ابنه مسدد رجل صالح.
مات سنة إحدى وثلاثمائة.
وأبو الحسن درست بن زياد القزاز القشيري البصري.
يروي عن حميد الطويل، ويزيد الرقاشي، وأبان بن طارق.
روى عنه مشدد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي، ونصر بن علي الجهضمي، وبشر بن يوسف البصري جار عارم.
قال يحيى بن معين: درست بن زياد لا شئ.
وقال أبو حاتم الرازي، فيما سأل ابنه عنه: درست حديثه ليس بالقائم، عامة حديثه عن يزيد الرقاشي، ليس يمكن أن يعتبر بحديثه.
وسئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال: واهي الحديث (1).
[ هامش...(1) قال ابن الاثير بعد إيراد تهذبيه للنسبة: " قلت: فاته القشيري، نسبة إلى قشير بن خزيمة بن مالك بن سلامان بن(4/504)
= أسلم بن أقصى بن حارثة: بطن من أسلم، منهم سلمة بن الاكوع، واسمه سنان بن عبد الله بن قشير، له صحبة، وقيل: سملة بن عمرو بن الاكوع " ].
القشيشي: بكسر القاف والياء آخر الحروف الساكنة بين الشينين المعجمتين.
هذه النسبة إلى جد أبي بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن قشيش السمسار القشيشي، من أهل بغداد.
سمع إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا عمرو بن السماك، وأحمد بن سليمان النجاد، وجعفر بن محمد الخلدي، وكان من أهل القرآن، وينتحل في الفقه مذهب أحمد بن حنبل، حدث عنه ابنه علي بن محمد القشيشي.
وتوفي في المحرم سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.(4/505)
باب القاف والصاد القصاب: بفتح القاف وتشديد الصاد وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى بيع اللحم، وإلى الذي يذبح الشاة ويبيع لحمها، والمشهور بهذه النسبة: الحسن بن عبيد الله (1) القصاب.
يروي عن نافع، عن ابن عمر، قال: وقت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين يوما وليلة، وللمسافر ثلاثة أيام.
روى مليح بن وكيع بن الجراح، عن أبيه، عنه.
وأبو عبد الله حبيب بن أبي عمرة القطاب، من أهل الكوفة.
يروي عن سعيد بن جبير.
روى عنه الثوري.
مات سنة اثنتين وأربعين ومائة.
وعبد العزيز بن موسى القصاب.
شيخ من أهل مرو.
يروي عن أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان كتاب " السنن " لابي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكنجي البصري.
سمع منه جدي الامام أبو المظفر السمعاني، وحدثنا عنه في " أماليه " أحاديث.
وروى لي عنه أبو عبد الله محمد بن علي الملحمي الصوفي، ولم يحدثني عنه سواه.
ومات عبد العزيز في حدود سنة خمس وستين وأربعمائة، فإن جدي سمع منه سنة أربع وستين.
وأبو رافع بن القصاب.
شيخ قصاب بباب فيروزاباد، إحدى المحال الخارجية من هراة.
سمع أبا عبد الله محمد بن علي العميري.
سمعنا منه أحاديث في خانقاه شيخنا الامام
الجنيد بن محمد القايني.
أبو جناب عباد بن أبي عون القصاب، بصري، يروي عن قتادة، وزرارة بن أوفى.
روى عنه أهل البصرة.
وليس هذا بأبي جناب القصاب، ذالك ضعيف (2).
وأبو حمزة ميمون التمار القصاب الاعور، من أهل الكوفة، يروي عن إبراهيم النخعي، والحسن.
روى عنه منصور بن المعتمر، والثوري، وحماد بن سلمة.
وكان فاحش الخطإ، كثير الوهم، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات.
تركه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
[ هامش...(1) في اللباب: " عبد الله ".
(2) كذا قال، وأبو جناب القصاب هو عون بن ذكوان وهو الذي سمع زرارة بن أوفى الذي سبق في كلام السمعاني.
أنظر الاكمال 2 / 135، 7 / 145، والمشتبه 204 ].(4/506)
وأبو عبد الكريم عبد ربه القصاب البقلي، يروي عن أبي رجاء العطاردي، وابن سيرين.
عداده في أهل البصرة.
روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث.
وأبو جعفر جسر فرقد القصاب، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وابن سيرين، وحدث عنه البصريون، كان ممن غلب عليه التقشف حتى أغضى عن تعاهد الحديث، وأخذ يهم إذا روى، ويخطئ إذا حدث، حتى خرج عن حد العدالة.
هكذا قال أبو حاتم بن حبان، في " كتاب الجرح والتعديل ".
وأبو جزي نصر بن طريف الباهلي القصاب، يروي عن قتادة.
روى عنه أهل البصرة، وكان مكفوفا، يروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم.
كأنه كان المعتمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به.
قيل: مرض أبو جزي فكانوا عنده، فقال: إنه قد حضر من أمري ما ترون، وإني كذبت في أحاديث، وأستغفر الله منه.
قلنا: ما أحسن ما صنعت، تبت إلى الله تعالى.
قال: ثم صح من مرضه، فمر في تلك الاحاديث كلها.
وقال يحيى بن معين:
أبو جزي ليس بشئ.
وأبو الحسن علي بن الحسن بن توبة القصاب البخاري، يروي عن قتيبة بن سعيد، وزنيج (1)، وإبراهيم بن موسى، ومحمد ابن سلام، والمسندي، حدث عنه أبو هارون سهل بن شاذويه ابن الوزير الباهلي.
توفي سنة ست وسبعين ومائتين.
وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن محمد بن عبد الله القصاب، يروي عن أبي محمد بن ماسي، وغيره.
وأبو عثمان حبويه بن أبي السمح القصاب، يروي عن أبي المليح، وعدي بن أرطأة.
روى عنه أبو موسى محمد بن المثنى.
وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء الواسطي، القصاب، بياع القصب.
ذكرته في القصبي.
القصار: بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قصارة، والمشهور بها: أبو حريش القصار.
[ هامش...(1) في نسخة: " وذبيح "، والصواب في: نسخ أخرى، والاكمال.
وهو أبو غسان محمد بن عمرو.
المشتبه 307 ].(4/507)
ومعاوية بن هشام القصار.
يروي عن الثوري، ومالك.
وأبو حاتم نوح بن أيوب بن نوح القصار البخاري، يروي عن حفص بن داود الربعي، وعبد الرحمن بن محمد بن هاشم، وإسحاق بن حمزة، والوليد بن إسماعيل، وسعيد بن جناح.
روى عنه أبو صالح خلف بن محمد الخيام.
توفي أبو حاتم سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق الاصبهاني المعدل، المعروف بالقصار، وإنما لقب لانه كان يغسل الموتى، لورعه وزهده، ومتابعته السنة في ذلك فلقب
القصار.
سمع بأصبهان الوليد بن أبان، والحسن بن محمد الداركي، وسمع بالعراق والشام، روى عنه أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، وغيره، وقال: حج معنا أبو إسحاق ومعه ابنه أبو سعيد، سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، وحدثا جميعا ببغداد، ثم انصرفا.
وتوفي أبو سعيد، وبقي أبو إسحاق يحدث ويشهد، ويغسل الموتى، إلى أن توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، وهو ابن مائة وثلاث سنين، وكف بصره سنة سبع وستين وثلاثمائة.
وأبو سعد سليمان بن محمد بن الحسين القصادري ظني أن هذه النسبة إلى الاول القاضي، فاضل، أصولي، مناظر، من أهل الكرج، يعرف بالكافي.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الابهري.
سمع منه بكرج نسخة لوين، وتوفي سنة نيف وثلاثين وخمسمائة.
وأبو صالح حمدون بن أحمد بن عمارة بن رستم القصار النيسابوري، من أهل نيسابور، كان من الابدال، من أصحاب أبي حفص الحداد، وهو والد أبي حامد الاعمش.
سمع بنيسابور إسحاق بن راهويه، ومحمد بن رافع، وبالعراق بن كردي والحسن بن علي الحلواني، ومحمد بن يسار.
روى عنه أبو عثمان سعيد بن إسماعيل، وأبو جعفر بن حمدان، وأبو عمرو المستملي، ومكي بن عبدان، وغيرهم (1).
القصاري: بفتح القاف والصاد المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القصار، وهو الذي يقصر الثياب، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه يستعمل هذا الشغل، ومثل هذا الانتساب أعني إلى الحرف، اختص بها أهل خوارزم وآمل وطبرستان، والمشهور بهذه النسبة: [ هامش...(1) ذكر أبو عبد الرحمن السلمي، أنه توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين، بنيسابور.
طبقات الصوفية 123 ].(4/508)
أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم بن علي القصاري الخوارزمي، سكن بغداد، وكان رسولا من حضرة الخلافة إلى غزنة، ولم يكن يعرف شيئا، غير أنه كان فطنا كيسا هكذا
ذكره لي عبد الوهاب بن المبارك الانماطي.
سمع أبا القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله بن الهيثم بن هشام الصرصري الاحاديث المعروفة ب " الصرصريات ".
روى لنا عنه ابنه، وأبو القاسم السمرقندي، وعبد الوهاب الحافظ، ومفلح ؟ بن أحمد الوراق، وعبد الخالق بن البدن، البغداديون.
كانت ولادته سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وتوفي يوم السبت، ثاني عشر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربعمائة، ودفن في مقبرة معروف الكرخي، ويقال لها باب الدير.
وابنه أبو عبد الله محمد بن أحمد القصاري، من أهل بغداد، بها ولد ونشأ، شيخ كان يسكن باب المراتب، أحضره والده مجلس أبي محمد بن هزارمرد الصريفيني الخطيب، وسمع أجزاء منه، وسمع أباه، وغيرهما.
قرأت عليه شيئا يسيرا.
وتوفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة فجأة.
وأبو عمرو محمد بن إبراهيم بن عمر القصاري الفقيه، من أهل جرجان.
يروي عن أبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبي محمد بن أحمد الغطريفي، وغيرهما.
ذكره أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي، في " تاريخ جرجان ".
والنسبة إلى سكة بمرو مشهورة، يقال لها سكة القصارين، منها: أبو بكر محمد بن أبي سعيد بن محمد الدرغاني (1) البزاز القصاري (2) تفقه على الامام جده، وصحب والدي، وكان شريكه في درس الجدل (3)، وكان صدوقا، محققا في الامور، تاركا للميل والمحاباة، غير أنه كان يشرب المسكر، وينسبونه إلى أشياء، والله تعالى يغفر لنا وله.
سمع جدي، وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري، وأبا أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الشاه السيقذنجي، وأبا السير محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، وأبا الفتح عبيدالله بن محمد الهاشمي، وغيرهم.
كتبت عته، وقرأت عليه، [ هامش...(1) درغان، بفتح أوله وسكون ثانيه وغير معجمة وآخره نون: مدينة على شاطئ جيحون وهي أول حدود خوارزم من ناحية أعلى جيحون، دون آمل، وعلى طريق مرو أيضا معجم البلدان 2 / 567.
(2) التحبير 2 / 262، 263، وفيه: " المقصري، من أهل مرو، كان يسكن سكة المقصرة فنسب إليها "، ولعل " المقصرة " جمع " القصار " جمع تكسير.
(3) في التحبير أنه كان شريكه في الدرس دون تعيين ].(4/509)
وعمر العمر الطويل في رفاهية وصحة، وكان يتعاهد الاغذية الصالحة، ويتناولها، ويجتنب المطعومات (2).
وكان يروض نفسه كل يوم بالمشي السريع ستة آلاف خطوة.
وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربعمائة، وقتل في معاقبة الغز، في رجب سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
القصاعي: بكسر القاف وفتح الصاد المهملة وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى القصاع، وظني أنها جمع قصعة، والمشهور بها: أبو العباس الفضل بن محمد بن نصر السغدي ثم الفرنكدي القصاعي من أهل سمرقند، حدث عنه محمد بن معبد، والحسن بن أحمد، ابن أحمد، الفرنكديين.
روى عنه أبو سعد الادريسي الحافظ.
القصباني: بفتح القاف والصاد المهملة والباء الموحدة بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القصب وبيعه، واشتهر بها: أبو نصر مذكور بن سليمان القصباني المخرمي، من أهل بغداد حدث عن خالد بن مخلد، وزكريا بن عدي.
روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وعبد الله بن محمد بن مسلم الاسفرايني.
ومات في صفر سنة ثلاث وستين ومائتين.
وأبو عبد الله حبيب بن أبي عمرة القصباني، بياع القصب.
هكذا قال عبد الرحمن بن أبي حاتم.
يروي عن سعيد بن جبير.
روى عنه الثوري، وجرير بن عبد الحميد، وفضل بن مهلهل أخو مفضل.
وقال جرير: حبيب بن أبي عمرة، كان من اللحامين (2).
قال يحيى بن معين: حبيب بن أبي عمرة، شيخ كوفي كنيته أبو عبد الله بن قصاب (2).
قال أبو حاتم:
الرازي: هو صالح.
القصبي: بفتح القاف والصاد المهملة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة لابي حنيفة محمد بن حنيفة بن محمد بن ماهان القصبي الواسطي، ظني إنما قيل له القصبي لانه واسطي، وواسط يقال لها القصب، لانها كانت قبل أن يبني الحجاج بها بلدا كانت بها قصبا، فقيل لها واسط القصب، وأبو حنيفة القصبي، سكن [ هامش...(1) " ولا يأكل إلا ما يوافقه معرضا عن الاشياء المضرة ".
(2 2) دخل بعض هذه الاقوال في بعض، ففي الجرح والتعديل أن أحمد بن حنبل قال: حبيب بن أبي عميرة، شيخ ثقة، كنيته أبو عبد الله، قصاب "، وأن يحيى بن معين قال: " حبيب بن أبي عمرة كوفي ثقة " ].(4/510)
بغداد، وحدث بها عن عمه أحمد بن محمد بن ماهان، والمقدم بن محمد بن يحيى المقدمي، وخالد بن يوسف السمتي، والحسن بن حبلة الشيرازي.
روى عنه محمد بن مخلد، وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن الحسن بن مقسم، وإسماعيل بن علي الخطبي، ومخلد بن جعفر الدقاق، ذكره أبو الحسن الدارقطني، فقال: ليس بالقوي.
وقرأت في كتاب " الجرح والتعديل "، لعبد الرحمن بن أبي حاتم: أحمد بن محمد بن ماهان، المعروف والده بأبي حنيفة، صاحب القصب، الواسطي، روى عن أبيه.
كتب لنا أبو عون عمرو بن عون شيئا من فوائده فلم يعرف أبي والده، وقال: هو مجهول.
ولم يسمع منه.
وأحمد بن عمر القصبي، روى عن مسلمة بن محمد الثقفي.
روى عنه محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، وقال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه، فقال: مجهول.
وأبو حمزة عمران بن أبي عطاء الواسطي القصاب الاسدي، بياع القصب، روى عن ابن عباس، وابن الحنفية، وأبيه.
روى عنه الثوري، وشعبة، وأبو عوانة، وهشيم،
وسويد بن عبد العزيز.
قال أحمد بن حنبل: أبو حمزة القصاب الاسدي، صاحب ابن عباس، ليس به بأس، صالح الحديث.
وقال يحيى بن معين: هو ثقة، وقال أبو حاتم الرازي: هو ليس بقوي.
وقال أبو زرعة الرازي: هو بصري لين.
القصداري: بضم القاف وسكون الصاد وفتح الذال المهملتين بعدهما الالف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قصدار، وهي ناحية مشهورة عند غزنة (1)، منها: أبو محمد جعفر بن الخطاب القصداري، كان فقيها، زاهدا، سكن بلخ، وهو من قصدار، سمع أبا الفضل عبد الصمد بن محمد بن نصير القاضي.
روى عنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين بن علي الكاشغري الحافظ الالمعي.
القصراني: بفتح القاف وسكون الصاد والراء المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القصران، وهما قصران الداخل والخارج، وصلت إلى الخارج منهما وأقمت بها ليلة، وهي بنواحي الري، والمشهور بالنسبة إليها: [ هامش...(1) قال ياقوت بعد أن نقل كلام السمعاني هذا: " وقد تقدم في قزدار، وأنها من بلاد الهند.
وكلا القولين من كتاب السمعاني.
وذكر أبو النصر العتبي، في كتاب اليميني أن قصدار من نواحي السند، وهو الصحيح، وقصدار: قصبة ناحية يقال لها طوران ".
معجم البلدان 4 / 105 ].(4/511)
محمد بن أبان بن عائشة القصراني، أخو الوليد بن أبان، وكان الوليد كاتب عيسى بن جعفر.
روى عن هشام بن عبيدالله.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي وأبا زرعة يقولان: هو كذاب، كما يفتعل الحديث، وكان لا يحسن أن يفتعل، كان يحدث بعد هشام في مسجد حرم، ويجتمع عليه الناس، فسمعت أبا زرعة يقول: أول ما قدم الري قال الناس: أي شئ يشتهي أهل الري من الحديث، فقيل له: أحاديث في الارجاء.
فافتعل لهم جزءا في الاراء.
القصري: بفتح القاف وسكون الصاد المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القصر، وهو في ستة مواضع، منها قصر بجيلة، ويكتب بالسين أيضا، والمنتسب بهذه النسبة: خالد بن عبد الله القصري، أمير العراق، يروي عن محمد بن زياد.
روى عنه عبد الله بن بزيع، وقد ذكرناه في " القسري " بالسين.
وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله، ظني أنه من أهل قصر بن هبيرة.
يروي عن عبد الرحمن بن عبد المؤمن، ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله الباقلاني.
روى عنه حمزة بن يوسف السهمي.
والثاني منسوب إلى قصر بن هبيرة، وهو أبو المثنى عمر بن هبيرة، عامل العراق من قبل بني أمية، وإياه عني الفرزدق بقوله: تفيهق بالعراق أبو المثنى * * * وعلم قومه أكل الخبيص (1) وهو من بني سكين، بطن من فزارة، حدث عن أهل هذه القصر: أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الحسن القصري، وهو أخو أحمد ومحمد.
روى عن عبد الله بن إبراهيم الازدي، وغيره.
روى عنه ابن أخيه أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن إبراهيم.
وعبد الله بن محمد بن الحسن الازدي القصري الضرير، حدث عن حسن الجلودي، وأحمد الدورقي.
روى عنه أبو بكر الاسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي، وغيرهما.
وأبو عبد الله عبد الكريم بن علي بن أحمد بن علي بن الحسين بن عبد الله التميمي [ هامش...(1) الخبيص: المعمول من التمر والعسل ].(4/512)
القصري، المعروف بابن السني، يروي عن محمد بن عمر بن زنبور، وأبي محمد الاكفاني.
روى عنه أبو بكر الخطيب، صاحب " التاريخ " ووثقه.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن رميس بن عمرو القصري، منها أيضا، سمع أبا علقمة الفروي، والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وعثمان بن سعيد بن سعيد بن نوح، وجماعة من هذه الطبقة.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني.
وكان ابن رميس يقول: بعت صف الحدادين ببغداد، بثلاثة آلاف دينار، فأنفقها كلها على الحديث.
وكان بغداديا، نزل القصر، وأقام بها إلى حين وفاته.
ومات بها سنة ست وعشرين وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني، المعروف بالقصري، ففيه، مناظر فاضل، سديد السيرة، حميد الامر.
سكن حلب، وهذه النسبة إلى القصر، وهو موضع على ساحل البحر بين حيفا وقيسارية.
هكذا ذكر لي.
سمع ببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز.
كتبت عنه بحلب نسخة الحسن بن عرفة.
وتوفي في سنة سبع أو ثمان وثلاثين وخمسمائة، بحلب.
والرابع منسوب إلى قصر عبد الجبار، من أهل نيسابور، منهم: أبو عبد الله بن شعيب بن صالح القصري النيسابوري، من أهل نيسابور، سمع قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه.
روى عنه علي بن عيسى، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي.
الخامس إلى قصر اللصوص: مدينة على سبعة فراسخ من إستراباذ، يقال لها بالفارسية: كنكور، نزلت بها غير مرة، وبت بها ليلتين، ومن حدث بها من أهل العلم ينسب إلى القصري.
وأبو القاسم عبد العزيز بن بدر بن القصري الولاشجردي، من أهل هذا القصر.
ولي القضاء بها، وكان فاضلا، عارفا بالادب، كثير المحفوظ، ظريف الجملة والتفصيل.
سمع...(1)، كتبت عنه في النوبتين جميعا.
وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمائة.
والسادس منسوب إلى سكنى قصر رافع بن الليث بن نصر بن سيار، بسمرقند، منهم: أبو بكر محمد بن يحيى بن الفتح بن معاوية بن صالح البزاز السمرقندي القصري، من
[ هامش...(1) بياض بالنسخ، وورد سماعه في التحبير 1 / 463 هكذا: " سمع أبا غالب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد الغازي الخفاف الهمذاني، والاديب أبا المظفر محمد بن أحمد الابيوردي، وأبا العلاء حمد بن نصر الاعمش، وغيرهم " ].(4/513)
أهل هذه القصر.
يروي عن عبيدالله بن حماد الآملي وغيره.
قال أبو سعيد الادريسي: إنما سمي القصري لسكناه قصر رافع بن الليث.
وأما أبو القاسم عبيدالله بن محمد بن أحمد بن عبيدالله بن أبي القصر السجستاني القصري، نسبة إلى جده الاعلى أبي القصر، من أهل سجستان، سكن بلخ.
شيخ صالح، جليل القدر، مكرم لاهل العلم، مقبول عند أهل بلده، ولي الخطابة ببلخ.
سمع أبا القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد الساباذي، وأبا الحسين أحمد بن حمدان بن يوسف السجستاني، وأبا نصر أحمد بن محمد بن أبي شداد، وأبا بكر بن أبي صالح البغدادي، وابن الحسين محمد بن المظفر بن موسى البزاز البغدادي، وجماعة سواهم، ورحل إلى البصرة حاجا، ورجع إلى بغداد.
سمع منه ابنه عبد الرحمن، وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وذكره في " معجم شيوخه "، فقال: أبو القاسم عبيدالله بن أبي القصر السجستاني المقري ببلخ، ورحل إلى البصرة حاجا، ورجع إلى بغداد، فسمع " مسند الشافعي " من أبي الحسين بن المظفر الحافظ، عن الطحاوي، عن المزني، عنه.
شيخ صالح، جليل القدر، معظم للعلم، عارف لحقه، لم يكن يقرأ للبلخيين إلا أن يجتمعوا عليه فيقرأ لهم خطيب البلد، فلما عرف أني ورفيقي سافرنا إلى بلخ في طلب العلم، كان يقعد لي وله، يقرأ عليه، ثلاثة أو أربعة، تعظيما للعلم، ومعرفة لحقه، رحمه الله.
مات في أيدي الغر بعدما رجعنا عنه، سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، سمعتهم يذكرون ذلك، وأوصى أن يدفن في قيوده ليلقى الله بها، فيخاصمهم، فدفن كما هو، على ما سمعت.
القصيري: بفتح القاف وسكون الياء بعد الصاد المكسورة وفي آخرها الراء.
واشتهر بهذا الاسم: أبو سعيد ربيعة بن يزيد القصير الدمشقي، من التابعين، وكان من خيار عباد الله.
يروي عن واثلة بن الاسقع، وأبي إدريس الخولاني، وعبد الله بن الديلمي، وعبد الله بن عامر اليحصبي.
روى عنه الاوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومعاوية بن صالح، وأهل الشام.
قال أبو حاتم بن حبان: خرج ربيعة بن يزيد القصير غازيا، نحو المغرب، في بعث بعثه هشام بن عبد الملك، واستعمل عليهم كلثوم بن عياض القشيري، فقتل ربيعة في ذلك البعث بالمغرب.
وأبو بكر عمران بن مسلم القصير المنقري، من أهل البصرة.
يروي عن أبي رجاء العطاردي، والحسن بن سيرين، وعطاء، وعبد الله بن دينار.
روى عنه شعبة، والبصريون، والثوري، ومهدي بن ميمون، ويحيى بن سعد القطان، وبشر بن المفضل.(4/514)
وثقه يحيى بن سعد، وغيره.
وهو الذي روى عنه يحيى بن سليم إلا أن في رواية يحيى بن سليم عنه بعض المناكير، وكذلك في رواية سويد بن عبد العزيز، عنه.
وأبو بكر عمران بن مسلم القصير المنقري، من أهل البصرة.
يروي عن عبد الله بن دينار، والحسن.
روى عنه البصريون والغرباء.
قال أبو حاتم بن حبان الامام: فأما راوية أهل بلده عنه فمستقيمة، تشبه حديث الاثبات، وأما ما روى عنه الغرباء، مثل سويد بن عبد العزيز، ويحيى بن سليم، ودونهما مناكير كثيرة، فلست أدري أكان يدخل عليه فيجيب، أو تغير حتى حمل عنه هذه المناكير، على أن يحيى بن سليم، وسويد بن عبد العزيز جميعا يكثران الوهم والخطأ عليه، ولا يجوز أن يحكم على مسلم بالجرح، وأنه ليس بعدل، إلا بعد السبر، بل الانصاف عندي في أمره مجانبة ما روي عنه من ليس بمتقن في الرواية، والاحتجاج بما روى عنه الثقات، على أن له مدخلا في العدالة في جملة المتقنين، وهو ممن استخير الله تعالى فيه.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن بكر بن خالد بن يزيد النيسابوري، المعروف بالقصير.
سمع أباه، ويحيى بن عثمان الحربي، ويزيد بن مهران الخباز، ويوسف بن يعقوب الصفار، وإسماعيل بن موسى الفزاري، الكوفيين، وأحمد بن محمد بن أبي بزة المكي.
روى عنه موسى بن هارون الحافظ، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك.
وكان ثقة.
وقال ابن المنادي: أحمد بن محمد بن بكر أبو العباس النيسابوري، المعروف بالقصير بن القصير، وكان ينزل في درب الزاغوني، النافذ إلى درب عمارة.
مات في ربيع الاول، سنة أربع وثمانين ومائتين.
وأبوه أبو جعفر بن بكر بن خالد القصير، كاتب أبي يوسف القاضي.
سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وفضيل بن عياض، وأبا صيفي بشير بن ميمون، ومحمد بن مناذر الشاعر.
روى عنه ابنه أحمد، وأحمد بن علي الخزاز، وشعيب بن محمد الذراع، ومحمد بن بنان الخلال، وصالح بن أحمد القيراطي.
وكان ثقة.
ومات في ذي القعدة، سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن الحسن النخاس، ينزل المخرم، أحد المحال ببغداد، وحدث عن عمر بن محمد بن الحسن الكوفي.
روى عنه أبو بكر الاسماعيلي.
وأبو بكر محمد بن شعيب بن علي النيسابوري، ويلقب بالقصير، من أهل نيسابور.
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعمرو بن زرارة.
روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم النيسابوري.(4/515)
باب القاف والضاد القضاعي: بضم القاف وفتح الضاد المعجمة وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى قضاعة، ويقال: إن قضاعة هو ابن معد بن عدنان ويقال: بل هو من حمير، ومن نسبه فيهم، قال: هو عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن
حمير بن سبأ، ولقبه قضاعة، وقال شاعرهم في ذلك: قضاعة بن مالك بن حمير * * * النسب المعروف غير المنكر والمنتسب إليه جماعة كثيرة، منهم: كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، ومن كلب جماعة، منهم: حب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي القضاعي.
وبنو بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، منهم: عبد الرحمن بن عديس البلوي.
ومن قضاعة: جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، منهم من الصحابة: زيد بن خالد الجهني وعقبة بن عامر الجهني.
ومن المتأخرين: القاضي الامام أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، قاضي مصر.
سمع جماعة كثيرة، وصنف كتاب " الشهاب " مسندا، ويطرح الاسانيد.
روى لي عنه على سبيل الاجازة أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري ببغداد.
وتوفي سنة أربع وخمسين وأربعمائة بمصر.
قال أبو بكر الخطيب: لقته بمكة، وحدثني عن أبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب البغدادي، وغيره.
قال ابن ماكولا: والقاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر بن علي بن حكمون القضاعي المصري، كان فقيها على مذهب الشافعي، متقنا في عدة علوم، وصنف وحدث، روى عن أبي مسلم البغدادي، وأحمد بن عمر الجيزي، وأبي عبد الله التميمي، وخلق كثير، ولم أر بمصر من يجري مجراه.
وأبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ابن عبد الله بن علي القضاعي المالكي، من أهل مصر، كان فاضلا، راغبا في العلم وطلبه.
سمع بمصر أبا عبد الله محمد بن أحمد الحسين القيسي، وبتنيس أبا محمد عبد الله بن يوسف التنيسي،(4/516)
وبمكة أبا بكر محمد بن أبي سعيد بن سختويه الاسفرايني، صاحب أبي بكر الاسماعيلي،
وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وطبقتهم.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وذكره في " معجم شيوخه "، وقال: أبو محمد القضاعي المالكي، نزل مصر، شاب كان يكتب معنا الحديث، كتب لي جزءان من حديثه بمصر، وقرأه لي.(4/517)
باب القاف والطاء القطابي: بضم القاف وفتح الطاء المهملة بعدها الالف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى قطابة، وهي قرية من قرى مصر، منها: محمد بن سنجر الجرجاني ثم القطابي، كان من أهل جرجان خرج من إلى مصر، وسكن قطابة، بعد أن كتب بالعراق وبسائر البلاد.
يروي عن خالد بن مخلد القطواني، ومحمد بن يوسف الفرياني، وغيرهما.
روى عنه جماعة.
وكان يزيد بن سنان البصري، يقول: محمد بن سنجر عندنا بالبصرة، وكان يكتب ويعمل عمل القز، وحكى محمد بن المسيب، عن ممحد بن سنجر، قال: خرجت إلى الرحلة، وأخرجت معي إسحاق الكوسج، وأخرجت معي تسعة آلاف دينار وخمسمائة دينار، وكان إسحاق يورق لي، ويتزوج في كل بلد، وأودي عنه مهرها.
وقال أبو أحمد بن عدي: سكن محمد بن سنجر في قرية من قرى مصر، يقال لها: قطابة، وصنف شيئا.
ومات في ربيع الاول، سنة ثمان وخمسين ومائتين.
القطامي: بضم القاف وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الميم.
هذه إسم يشبه النسبة، وهو والد الشرقي بن القطامي، واسم القطامي، الحصين بن جمال بن حبيب بن جابر بن مالك العذري وقد ذكرت نسبه في ترجمة ابنه الشرقي، وقيل: إن اسمه عمير بن شييم بن عمرو بن عباد بن بكر بن عامر بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب.
وقيل: ابن مالك بن جشم بن بكر، لقب بقوله: يحطهن جانبا فجانبا * * * حط القطامي قطا قواربا (1)
[ هامش...(1) سقط من نسخة " قط ".
قال ابن الاثير: " قلت: هكذا ذكر السمعاني في نسب القطامي، تاره جعله من عذرة، وتارة جعله من تغلب، ثم إنه جعله والد الشرقي بن القطامي الاخباري، وليس بينهما نسب، فإن الشرقي بن القطامي بن كلب بلا شك قد ساق نسبه إلى كلب في الشرقي، ثم ذكر ههنا أنه من كلب أن من تغلب، ولا شك أن سبب هذا الاختلاف عنده والوهم، أنه ظن أن القطامي الشاعر والد الشرقي، ورأى في نسب القطامي أنه من تغلب، فساق النسب إلى تغلب على ذلك، ورأى في نسب الشرقي أنه من كلب فظنه ابن هذا القطامي ن فقال: وقيل إنه من كلب، وإلا لو علم أن القطامي الشاعر ليس والد للشرقي لزال هذا الوهم عنده.
والله أعلم.
والقطامي الشاعر من تغلب لا كلام فيه، واسمه عمير بن شييم، ثم إنه جعله عذريا حيث رأى في نسب الشرقي أنه من عذرة بن يزيد اللات بن رفيدة، وليس كذلك، فإنه لا يقال عذري إلا لمن ينسب إلى عذبرة بن سعد بن هذيم ].(4/518)
القطان: بفتح القاف وتشديد الطاء المهملة وفي آخرها نون.
هذه النسبة إلى بيع القطن، والمشهور بها: هو أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ الاحول القطان.
مولى بني تميم، من أئمة أهل البصرة، يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري، وهشام بن عروة.
روى عنه أهل العراق.
مات يوم الاحد، سنة ثمان وتسعين ومائة.
وكان إذا قيل له في علته: يعافيك الله.
قال: أحبه إلي أحبه إلى الله عزوجل.
وكان من سادات أهل زمانه حفظا، وورعا وعقلا، وفهما، وفضلا، ودينا، وعلما، وهو الذي مهد لاهل العراق رسم الحديث، وأمعن في البحث عن النقل، وترك الضعفاء، ومنه تعلم علم الحديث أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني.
ذكر عمرو بن علي الفلاس أن يحيى بن سعيد القطان كان يختم القرآن كل يوم وليلة، ويدعو لالف إنسان، ثم يخرج بعد العصر فيحدث الناس.
وكان يروي عن سميه يحيى بن سعيد الانصاري، وهشام بن عروة والاعمش، وابن جريج، والثوري، وشعبة، ومالك، في آخرين.
وكان يقول: لزمت شعبة عشرين سنة، فما كنت أرجع من
عنده إلا بثلاثة أحاديث، وعشرة أكثر ما كنت أسمع منه في كل يوم وقال يحيى بن معين: أقام يحيى بن سعيد عشرين سنة يختم القرآن في كل ليلة، ولم يفته الزوال في المسجد أربعين سنة، وما رؤي يطلب جماعة قط.
وسكين بن عبد العزيز بن قيس القطان، من أهل البصرة.
يروي عن سيار بن سلامة، وأبيه.
روى عنه موسى بن إسماعيل.
وغالب بن أبي غيلان القطان، واسم أبي غيلان خطاف.
مولى عبد الله بن عامر بن كريز.
ويقال: هو مولى بني تميم.
وقد قيل: مولى بني غنم.
ومنهم من زعم أنه مولى بني راسب بن عبد القيس.
يروي عن الحسن، وبكر بن عبد الله المزني.
عداده في أهل البصرة.
روى عنه أهلها.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل القطان، من أهل نيسابور.
سمع محمد بن يحيى الذهلي، وأبا الازهر العبدي، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم، وأحمد بن يوسف السلمي، وأحمد بن منصور المروزي، وأقرانهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب، وأبو علي الحسين بن علي الحافظ، وأبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وطبقتهم.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، فقال: أبو بكر القطان، الشيخ الصالح، أسند أهل نيسابور في مشايخ النيسابوريين في عصره، وقد أحضرت في(4/519)
مجلسه غير مرة، ولم يحصل لي عنه شئ، ومات في شوال، سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسين القطان العابد، من أهل نيسابور أيضا.
سمع أباه، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي وغيرهما.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ "، فقال: أبو إسحاق العابد القطان، الرجل الصالح، ابن محدث البلد.
توفي في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة.
وأبو محمد الحسن بن إبراهيم بن يزيد الاسلمي القطان الفارسي، نزيل ينسابور.
سمع أبا محمد جعفر بن درستويه، وحماد بن مدرك، الفارسييين، وببغداد عبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وطبقتهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ " فقال: أبو محمد الفارسي القطان، نزيل نيسابور.
شيخ صالح، ثقة في الحديث، فهم في الرواية، ورد نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، وكتبنا عنه في خان الفرس، وأكثرنا الاختلاف إليه، وتوفي بنيسابور في ذي الحجة، سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وأبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم الازرق القطان، من أهل بغداد، متوثي الاصل، كان صدوقا، مشهورا في مشايخ بغداد.
سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا جعفر بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وأبا عمرو عثمان بن أحمد السماك، وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، وأبا الحسين بن ماتي الكوفي، وجعفر بن محمد الخلدي، وأبا سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان، وأبا بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش، وطبقتهم.
انتخب عليه محمد بن أبي الفوارس الحافظ، وهبة الله بن الحسن الطبري.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.
وأبو علي الحسن بن علي الوخشي، وأبو الوليد الحسن بن محمد الدينوري، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبو محمد عبد الله بن يوسف الجويني، وغيرهم.
وكانت ولادته في شوال، سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
وكان يسكن دار القطن ببغداد.
وتوفي في شهر رمضان، سنة خمس عشرة وأربعمائة.
وأبو سهل بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان المتوثي ذكرته في الميم.
وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن الحسين القطان.
سمع أبا طاهر المخلص،(4/520)
وأبا القاسم الصيدلاني.
روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ.
وكانت ولادته في ذي الحجة، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
ومات في شهر ربيع الاول، سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
القطانقاني: بضم القاف وفتح الطاء المهملة وسكون النون وفتح القاف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قطانقان، وهي قرية بسرخس، على نصف فرسخ منها، خربت وصارت مرزعة، منها: شاذي بن علي القطانقاني.
يروي عن عبد الله بن عثمان، وحامد بن آدم، وإبراهيم بن السري، وغيرهم.
القطايعي: بفتح القاف والطاء والياء آخر الحروف بعد الالف وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى القطايع، والمنتسب إليها: أبو بكر محمد بن الحسن بن أزهر بن جبير بن جعفر القطايعي الدعاء الاصم، لم يكن ثقة، حدث عن قعنب بن المحرر الباهلي، والعباس بن يزيد البحراني، وعمر بن شبة النميري، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه، وأحمد بن منصور الرمادي، وحميد بن الربيع، وعباس بن محمد الدوري.
روى عنه أبو عمرو بن السماك كتاب " الحيدة "، ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق، وعبيدالله بن أبي سمرة البغوي، وأبو حفص بن شاهين، ومحمد بن جعفر بن النجار.
وكان غير ثقة، يروي الموضوعات عن الثقات، ومن جملة الاحاديث التي وضعها: " وزن جبر العلماء بدم الشهداء فرجح عليهم ".
وتوفي في أول سنة عشرين وثلاثمائة.
القطراني: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة بعدها الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القطران وبيعه، والمنتسب إليه: أبو عبد الرحمن حمدان بن موسى بن الجنيد القطراني الوراق الجرجاني، يروي عن
إبراهيم بن موسى العصار بجرجان، في سنة سبع وسبعين ومائتين.
قاله حمزة السهمي.
وأبو علي الحسين بن محمد بن الحسين القطراني الجرجاني، يروي عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد، وعلي بن محمد بن حاتم، وغيرهما ذكره حمزة بن يوسف السهمي ].(4/521)
وسعيد بن عثمان القطراني، كان من رؤساء جرجان.
روى عنه قوله والد أبي بكر الاسماعيلي، وعمه.
وأبو زكريا يحيى بن يعلى الاسلمي القطراني، من أهل الكوفة، يروي عن يونس بن خباب، وموسى بن أيوب الغافقي، وعثمان بن الاسود، وحيوة بن شريح.
روى عنه جندل بن والق، وأبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن عباد الخراز.
قال أبو حاتم الرازي: هو كوفي، ليس بالقوي، ضعيف الحديث.
القطربلي: بضم القاف وسكون الطاء المهملة وضم الراء والباء الموحدة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى قطربل، وهي قرية من قرى بغداد، مذكورة في الاشعار وذكر في حديث غريب: تبنى مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل "، منها: إسحاق بن عبد الله بن أبي بدر القطربلي، حدث عن الحسين بن محمد المروذي.
روى عنه محمد بن الحسين، المعروف بابن عبيد العجل.
وأبو علي الحسن بن الحكم، القطربلي، يروي عن المشمعل بن ملحان الطائي، والوليد بن مسلم، وشعيب بن حرب.
روى عنه إبراهيم بن هانئ، ويعقوب بن شيبة السدوسي، وغيرهما.
مات بقطربل سنة ثلاثين ومائتين.
قاله أبو القاسم البغوي قال: وسمعت منه.
وأبو علي الحسين بن أحمد بن محمد القطربلي، حدث عن أبي العباس ثعلب، وأحمد بن الحسن بن شقير.
روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري، وذكر أنه
سمع منه في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة بمكة.
وأبو محمد الحسين بن سعد بن الحسن بن سعد القطربلي، ذكر أبو القاسم بن الثلاج، أنه حدثه في سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي.
القطري: بفتح القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الراء، والمشهور بهذه النسبة: أبو عاصم عصام بن محمد بن أحمد بن يحيى القطري الثقفي المديني، مدينة أصبهان روى عنه محمد بن عمر بن حفص.
روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ.
توفي سنة خمس وستين وثلاثمائة.
القطري: بكسر القاف وسكون الطاء المهملة، وفي آخرها الراء.(4/522)
هذه النسبة إلى القطر، والمنتسب إليه: محمد بن عبد الحكم القطري.
يروي عن آدم بن أبي إياس، وسعيد بن أبي مريم.
روى عنه عثمان بن محمد السمرقندي.
القطعي: بضم القاف وفتح الطاء وكسر العين المهملتين.
هذه النسبة إلى بني قطيعة، وهم قوم من بني زبيد، وزبيد بن مذحج، وهو قطيعة بن عبس بن فزارة بن ذبيان.
وقال ابن ماكولا: قطيعة اسمه عمرو بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي (1)، وقطيعة بن عبس: بطن (1).
والمشهور بهذه النسبة: حزم بن أبي حزم مهران أبو بكر إسماعيل القطعي، بصري.
سمع الحسن.
سمع منه ابن المبارك، وموسى بن إسماعيل.
مات سنة خمس وسبعين ومائة، وغسله حماد بن زيد.
وأخواه: عبد الواحد، وسهيل.
وأبو الهيثم قطن بن كعب المقطعي، بصري، جد أبي قطن عمرو بن الهيثم.
حدث
عن أبي أمامة، وعن أبي يزيد المدني روى عنه عبد الوارث بن سعيد، وشعبة، والنضر بن بن شميل.
ومحمد بن يحيى بن أبي حزم القطعي.
وحباب المقطعي.
يروي عن أبي إسحاق السبيعي.
روى عنه جعفر بن سليمان الضبعي.
والفضل بن معروف المقطعي.
يروى عنه بشر بن حرب الندبي.
وعمرو بن سفيان المقطعي.
وأبو جعفر أحمد بن سنان بن أسد بن حبان القطان الواسطي القطيعي.
روى عنه جماعة.
[ هامش...(1 1) في نسخ أخرى: " وقطيعة بطن من عبس "، والمثبت في: ك، والاكمال.
وقال ابن الاثير: " قلت: هذا ما ذكره السمعاني أن قطيعة بطن من زبيد، وزبيد من مذحج.
ثم قال: وقال ابن ماكولا: قطيعة بن عبيدة.
وساق نسبه إلى سام بن لؤي.
أما قوله: قطيعة بطن من زبيد.
فلا ينسب قط مطلقا إلا إلى قطيعة بن عبس بن بغيض من ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان ].(4/523)
وسوادة بن أبي العالية القطعي.
يروي عن الحسن البصري، حدث عنه داود بن معاذ بن أخت مخلد بن الحسين.
القطعي: بكسر القاف وفتح الطاء وكسر العين المهملتين.
هذه النسبة إلى أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الفرزدق القطعي.
قال ابن ماكولا: كان يبيع قطع الثياب، لا الثياب الصحاح، فقيل له القطعي.
وهو كوفي مشهور معروف.
يروي عن بكر بن سهل الدمياطي، والحسن بن علي بن بزيع، وعلي بن رجاء، ومحمد بن عبيدالله بن عتبة، وعلي بن الحسين بن كعب، والحسن بن جعفر بن مدرار، وحريث بن محمد بن حريث الحارثي، وأبي سعيد الحسن بن علي العدوي وخلق كثير.
روى عنه
محمد بن جعفر بن محمد التميمي، والقاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الهرواني الجعفي، وغيرهما.
وعبد الله بن علي بن القاسم القطعي، شيخ آخر، كوفي.
يروي عنه التميمي، والهرواني أيضا.
القطفتي: بضم القاف والطاء المهملة وسكون الفاء وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى قطفتا، وهي محلة بالجانب الغربي من بغداد، وراء نهر عيسى، كان منها جماعة من العلماء والمحدثين، منهم: أبو الحسن علي بن هارون المغازلي القطفتي، شيخ صالح مستور، من أهل بغداد.
سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري الفقيه.
روى لنا عنه أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي، وأبو المعمر المبارك بن أحمد الازجي.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن قفرجل الوزان القطفتي.
سمع جده لامه (1) أبا بكر بن قفرجل، وأبا الحسن بن لؤلؤ، ومحمد بن إسماعيل الوراق، وأبا حفص بن شاهين.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، في " التاريخ "، وقال: كتبت عنه، وكان صدوقا يسكن بقطفتا وراء نهر عيسى بن علي الهاشمي، وسألته عن مولده، فقال: في سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
ومات يوم الجمعة، الرابع من شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، ودفن من الغد في مقبرة باب الدير.
[ هامش...(1) أنظر اللباب 3 / 46 ].(4/524)
وأبو القاسم سلامة بن الحسين المقري (الخفاف) القطفتي.
سمع أبا الحسن علي بن عمر الدارقطني.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي.
الخطيب، وقال: كتبت عنه، وكان صالحا دينا ثقة.
يسكن وراء نهر عيسى ناحية قطفتا، ومات في صفر، سنة ثمان عشرة وأربعمائة،
ودفن في مقبرة معروف الكرخي.
القطفي: بضم القاف وسكون الطاء المهملة وفي آخرها الفاء.
والمشهور بهذه النسبة: محمد بن معدان القطفي.
القطواني: بفتح القاف والطاء المهملة والواو وفي آخرها النون.
هذا موضع بالكوفة، ولعله اسم رجل أو قبيلة نزلت هذه الموضع، فنسب الموضع إليهم.
وقال أبو الفضل المقدسي: قطوان الكوفة: موضع بها، وليس بقبيلة.
وأما قطوان فقرية كبية على خمسة فراسخ من سمرقند، بها الجامع والمنبر، وكانت بها مقتلة عظيمة للمسلمين.
وبها مقابر الشهداء، غير أن أهل سمرقند يقولونها بسكون الطاء، وظني أنها محركة، خرجت إليها للزيارة، وأقمت بها ليلتين.
فأما المنسوب إلى قطران الكوفة، فجماعة، منهم: أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي زياد القطواني، واسم أبي زياد الحكم.
روى عنه وكيع بن الجراح، وسيار بن حاتم العنزي.
قال أبو حاتم بن حبان: حدثنا عنه محمد بن الحسن بن...، وغيره من شيوخنا، وقطوان الذي ينسب إليه موضع بالكوفة.
ومنهم: أبو الهيثم خالد بن مخلد القطواني البجلي، من أهل الكوفة.
يروي عن موسى بن يعقوب الزمعي، وسليمان بن بلال.
روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة، وأهل العراق.
وكان يكره أن يقال له القطواني.
وخالد بن يزيد القطواني.
من أهل الكوفة أيضا، يروي عن ابن شهاب، وإسماعيل بن جعفر.
روى عنه محمد بن علي بن داود البغدادي.
ومن المتأخرين: أبو جعفر ثابت بن عبيدالله بن هبة الله بن محمد القطواني، قطوان الكوفة.
سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الله الهرواني القاضي.
سمعوا منه.
وذكره أبو محمد عبد العزيز بن
محمد النخشبي الحافظ.(4/525)
وأبو زكريا يحيى بن يعلى الاسلمي القطواني، من قطوان الكوفة.
قال أبو حاتم بن حبان: وقطوان موضع بالكوفة، وليس هو يحيى بن يعلى المحاربي، ذاك ثقة، وهذا يروي عن يونس بن خباب، وعبد الملك بن أبي سليمان.
روى عنه أبو نعيم ضرار بن صرد.
يروي عن الثقات الاشياء المقلوبات، فلست أدري يقع ذلك في روايته منه، أو من أبي نعيم لان أبا نعيم ضرار بن صرد، سئ الحفظ، كثير الخطأ، فلا يتهيأ إلزاق الجرح بأحدهما فيما رويا دون الآخر، ووجب التنكب عما رويا جملة، وترك الاحتجاج بهما على كل حال.
وأما قطوان سمرقند، فمنها: الامام المشهور أبو محمد بن محمد بن محمد بن أيوب القطواني، كان مفتيا، واعظا، مفسرا مشهورا، سقط عن دابته منصرفا من صلاة الجمعة، فاندقت عنقه، ومات من الغد، وكان ذلك سنة ست وخمسمائة.
خلف أولادا، رأيت واحدا منهم بسمرقند، والعجب أن هذا القطواني لما حج سمع بالكوفة عن رجل قطواني، منسوب إلى قطوان الكوفة.
ومن المتقدمين: أبو عبد الله محمد بن عصام بن أبي حمدان الفقيه القطواني.
سمع محمد بن نصر المروزي.
روى عنه أبو سعد الادريسي الحافظ.
ومات سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وإسماعيل بن مسلم، شيخ، حدث بقطوان عن محمد بن عمر بن علي المقدمي.
روى عنه العباس بن الفضل بن يحيى السمرقندي.
قال أبو سعد الادريسي، صاحب " تاريخ سمرقند ": لا أدري هو من أهلها أو من ساكنيها ؟.
وأبو علي الحسن بن علي بن محمد المفتي الحافظ القطواني، من قطوان سمرقند.
يروي عن أبي القاسم حمزة بن محمد.
ومات في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين
وخمسمائة.
وأبو علي بن محمد القطواني.
مات في أواخر شهر رمضان، سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
والامام أبو عمرو عثمان بن عمر بن الحسين بنعلي بن عمرو القطواني السمرقندي.
يروي عن أبي العباس جعفر بن محمد المعتز السمرقندي روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وذكر أنه توفي في أواخر ربيع الآخر، سنة ثلاث عشرة وخمسمائة،(4/526)
ودفن أمام مشهد الائمة بجاكرديزه (1).
وأبو الحسن علي بن محمد المفتي القطواني.
يروي عن أبي القاسم حمزة بن محمد.
روى عنه ابنه، وهو: أبو علي الحسن بن علي بن محمد القطواني.
يروي عن أبيه.
وتوفي أبوه علي في أواخر رمضان، سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
ومات ابنه أبو علي الحسن، في ذي الحجة، سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة.
القطوطي: بفتح القاف والواو بين الطائين المهملتين.
هذه النسبة إلى قطوط، وظني أنها محلة ببغداد بنواحي الدور، ولا أدري هي قطوطا أو غيرها، وظني أنهما واحد، منها: أبو محمد الهيثم بن خلف الدوري القطوطي، وقد ذكرته في الدوري.
يروي عن الربيع بن ثعلب، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
روى عنه جماعة، منهم: أبو بكر بن المقري.
القطوطايي: بفتح القاف وضم الطاء المهملة وطاء أخرى مفتوحة بينهما الواو ثم الالف وفي آخرها ياء أخرى.
هذه النسبة إلى قطوطا، وهي قرية من قرى بغداد فيما أظن، منها:
مكرم بن أحمد بن مكرم القطوطايي، عم أبي العباس بن مكرم العدل.
القطيطي: بضم القاف والياء الساكنة آخر الحروف بنى الطائين المهملتين أولهما مفتوحة.
هذه النسبة لابي الفتح محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر القطيطي الشيباني العطار: من أهل بغداد، كان يعرف بقطيط، حدث عن أبي الفضل الزهري، وطاهر بن لبوة البصري، ومحمد بن النضر النخاس ن ومحمد بن المظفر الحافظ، وعلي بن عمر السكري، وأبي حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، ومحمد بن الطيب البلوطي.
سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وذكره في التاريخ، فقال: قطيط [ هامش...(1) جاكرديزة: محلة كبيرة بسمرقند.
معجم البلدان 2 / 9 ].(4/527)
أحد من تغرب وسافر الكثير إلى: البصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، وبلاد الثغور، وبلاد فارس.
وذكر جماعة، ثم قال: وغيرهم من أهل البصرة، والاهواز، وتستر، وأصبهان.
سمعت منه في دار أبي القاسم الازهري جزءا من تخريج أبي الحسن النعيمي له عن هؤلاء الشيوخ.
وكان شيخا ظريفا، مليح المحاضرة، يسلك طريق التصوف، وسمعته يقول: ولدت ببغداد، في سنة خمس وخمسين وثلاثمائة، وولد أبي ببغداد، وجدي محمد من أهل سامراء، وجعفر جد أبي من أهل البادية، ولما ولدت سميت قطيطا، على أسماء أهل البادية، وكان إسمي إلى أن كبرت، ثم إن بعض أهلي سماني محمدا، فاسمي الآن قطيط، ولقبي محمد، وهو الغالب علي، وتوفي بالاهواز، سنة أربعة وثلاثين وأربعمائة.
القطيعي: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى القطيعة، وهي مواضع وقطائع في مجال متفرقة ببغداد، والمشهور بهذه النسبة:
أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهروي القطيعي، كان سكن قطيعة الربيع، وهو موضع اقتطعه الربيع في أيام المنصور، بغدادي ثقة.
وجده معمر بن الحسن محدث أيضا.
حدث عن هشيم، وغيره.
روى عنه البخاري، وروى البخاري عن محمد بن عبد الرحيم البزاز، عنه حديثا.
مات في جمادى الاولى، سنة ست وثلاثين ومائتين.
وأبو جعر ؟ محمد بن سابق التميمي مولاهم، القطيعي.
يروي عن شيبان النحوي، ومالك بن مغول.
أصله كوفي، ثم سكن بغداد في قطيعة الربيع، فنسب إليها ومات بها.
وأحمد بن الوليد البغدادي القطيعي، يحدث عن يحيى بن محمد الجاري.
روى عنه مطين.
والمحدث المشهور أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك بن شبيب القطيعي.
من قطيعة الدقيق، محله في أعلى غربي بغداد.
يروي عن إسحاق، وإبراهيم، الحربيين، والكديمي، وأبي مسلم الكشي، وكان يروي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل " المسند "، عن أبيه، وكان مكثرا.
يروي عنه أبو عبد الله الحافظ البيع، وأبو نعيم الحافظ الاصبهاني، في جماعة كثيرة، آخرهم أبو محمد الحسن بن علي الجوهري ؟ ؟.
مات في ذي الحجة، سنة ثمان وستين وثلاثمائة.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن منصور العتيقي.
قال ابن ماكولا: قال لي إنه روياني الاصل، وانتقل أهله إلى طرسوس، ثم خرجوا عنها بعد سمع الكثير، وخرج من الصحيحين.
وكان ثقة، متيقنا، يفهم ما عنده، وكان الخطيب الحافظ ربما دلسه.
روى عنه(4/528)
وهو في الحياة، يقول: أخبرني أحمد بن أبي جعفر القطيعي لسكناه في قطيعة أم عيسى.
وأما المنسوب إلى قطيعة أم جعفر، منهم: أبو عيسى إسحاق بن محمد بن إسحاق الناقد، حدث عن الحسن بن عرفة.
روى عنه أبو الحسن الجراحي، ويوسف بن عمر القواس.
وأبو محمد إدريس بن طهوي بن حكيم بن مهران بن فروخ القطيعي.
يروي عن أبي بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن سليمان لوين.
روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وغيره.
ومات سنة ثمان وثلاثمائة.
وأما المنسوب إلى قطيعة عيسى بن علي، منهم: أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن الهيثم القطيعي.
كان يسكن في جوار عبيد العجل بقطيعة عيسى.
حدث عن منصور بن أبي مزاحم، وأبي معمر الهذلي، وعمرو الناقد، وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأما المنسوب إلى قطيعة الفقهاء بالكرخ، منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن منصور القطيعي الكرخي، من أولاد الائمة، شيخ سديد.
روى عن خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية، وهو آخر من روى عنها، وأبي الحسين بن النقور، وأبي بكر الخطيب، وأبي محمد بن هزارمرد الصريفيني، وأبي القاسم بن مسعدة الاسماعيلي، وجماعة سواهم.
قرأت عليه الكثير، وكنت أكتب له القطيعي لانه كان يسكن قطيعة الفقهاء بالكرخ، وكنت أقرأ عليه بها.
وتوفي في سنة سبع أو ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وأبو خراسان أحمد بن محمد بن السكن القطيعي البغدادي، يكنى أبا بكر، ويعرف بأبي خراسان.
سمع أبا يعقوب إسحاق بن هشام التمار الخراساني، وأبا يحيى زكريا بن عدي، وأبا جعفر محمد بن سابق التميمي، وعبد الصمد بن حسان.
حدث عنه أبو بكر محمد بن صالح بن الحسن القهستاني، وأبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري، وأبو الحسن علي بن إسحاق المدرائي، وغيرهم.
القطيفي: بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى قطيف، وهي بلدة بناحية الاحساء، استولت عليه القرامطة،
أبو سعيد الجنابي وخيله ورجله.(4/529)
باب القاف والظاء.
القظيفي: بضم القاف وفتح الظاء المعجمة وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها باثنتين والفاء.
قظيف: بطن من مراد، أكثرهم نزل مصر، منهم: علقمة بن يزيد القظيفي.
وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه عمر، وشهد فتح مصر.
وعابس بن ربيعة القظيفي، مصري.
وفروة بن مسيك القظيفي.
وسهل بن سعد القظيفي المصري.
له صحبة.
وعابس بن سعيد القظيفي قاضي مصر.
وذكر جماعة سواهم.
هذا كله عبد الغني بن سعيد (1).
[ هامش...(1) قال ابن الاثير: " قلت: الذي أعرفه في نسب فروة وعلقمة وعابس أنهم غطيفيون، بالغين المعجمة والطاء المهملة، من غطيف بن عبد الله بن ناجية بن يحابر، وهو مراد، وقد ذكرهم أبو سعد في الغطيفي، فلا أدري من أين وقع له هذه النسبة، هل هي تصحيف أم لا ؟ والله أعلم " ].(4/530)
باب القاف والعين القعاصي: بكسر القاف أو ضمها والعين المهملة المفتوحة وفي آخرها الصاد المهملة بعد الالف.
هذه النسبة إلى قعاص، وهو اسم لجد: يحيى بن هاني بن عروة بن قعاص المرادي الكوفي القعاصي، من أهل الكوفة، من أشراف العرب.
روى عن عبد الحميد بن محمود، ورجاء الزبيدي، وأبيه، ونعيم بن
دجاجة.
وأبو عمير.
روى عنه الثوري، وشعبة، وشريك بن عبد الله، وثقه يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي.
القعنبي: بفتح القاف وسكون العين المهملة وفتح النون بعدها باء منقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي.
من أهل المدينة، سكن البصرة.
يروي عن سليمان بن بلال، ومالك بن أنس.
ومات في صفر، سنة إحدى وعشرين ومائتين بالبصرة.
وكان من المتقشفة الخشن، وكان لا يحدث إلا بالليل، يقول لاصحاب الحديث: اختلفوا إلى من شئتم، فإذا كان بالليل ولم يحدثكم إنسان فتعالوا حتى أحدثكم.
وربما خرج عليهم وليس عليه إلا بارية قد اتشح بها، وكان من المتقنين في الحديث، وكان يحيى بن معين لا يقدم عليه في مالك أحدا.
وأخوه إسماعيل بن مسلمة القعنبي.
ووالدهما مسلمة بن قعنب القعنبي، من أهل المدينة.
يروي عن هشام بن عروة.
روى عنه إسماعيل وعبد الله ابنا مسلمة القعنبيان.
القعيني: بضم القاف وفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
هذه النسبة ما رأيتها إلا في حكاية ذكرها أبو نصر علي بن ماكولا، في كتاب " الاكمال " ما أخبرنا به أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ إجازة مشافهة، حدثنا أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا الحافظ إذنا، قال: قال لنا الشريف العمري، قال لنا الشريف أبو علي بن(4/531)
أخي اللبن: احتاج بدوي فدخل الكوفة، فآجر نفسه، فطحن في رحا الرجل، فكدته، فلما فرغ أتى القعيني فقال: ما يريد القائل: تجد بنا وتسرع حين نمشي * * * ونضربها فما برحت مكانا
وتعصف بالرديف إذا علاها * * * بدرتها فقد غلبت حرانا فقال القعيني، لا أعلم.
فقال: ها هي في هذا البيت.
فإذا به يريد الرحا.(4/532)
باب القاف والفاء القفال: بفتح القاف وتشديد الفاء.
هذه النسبة إلى عمل الاقفال، واشتهر به: أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال، وكان يقال له: القفال الكبير، الشاشي، من أهل الشاش، إمام عصره بلا مدافعة، وكان إماما أصوليا، لغويا، محدثا، شاعرا، أفنى عمره في طلب العلم ونشره، وشاع ذكره في الشرق والغرب، وصنف التصانيف الحسان، منها: " دلائل النبوة " " ومحاسن الشريعة ".
رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، والثغور.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، وأبا الجهم أحمد بن الحسين بن طلاب المشغرائي، وطبقتهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الله بن منده الحافظ، وأبو عبد الله الغنجار الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو سعد الادريسي.
وقيل فيه: هذه أبو بكر الفقيه القفال * * * يفتح بالفقه صعاب الاقفال ولد ليلة البراءة، في سنة إحدى وتسعين ومائتين.
ومات بالشاش، في ذي الحجة، سنة خمس وستين وثلاثمائة.
وأبو بكر عبد الله بن أحمد القفال المروزي الفقيه.
القفصي: بفتح القاف وسكون الفاء وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى قفصة، وهي بلدة بالمغرب، تقارب قسطيلية، وهما كثيرتا التمر، والمشهور بهذه النسبة:
جميل بن طارق القفصي الافريقي.
روى عن سحنون بن سعيد، وكنيته أبو سعيد.
محمد بن تميم بن واقد العنبري القفصي.
ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ مصر "، وقال: رأيت في تاريخ المغاربة أن محمد بن تميم توفي بقفصة سنة تسع وخمسين ومائتين.
القفصي: مثل الاول، إلا أن القاف بالضم.
هذه النسبة إلى القفص، وهي قرية على دجلة، من أعمال الدجيل على ثلاثة فراسخ(4/533)
منها، وهي خبثة، وكانت من متنزهات بغداد، اجتزت بها، وجماعة من الشعراء وصفوا هذا الموضع، وذكروه في أشعارهم.
أنشدني أبو سعد بن الزوزني، إملاء من حفظه، ببغداد أنشدني عاصم بن الحسن الكرخي لنفسه: يا صاحبي بالقفص لا صاحبي * * * بأربع بالجزع أدراس عرج على دير بقطربل * * * وانزل بقسيس وشماس واشرب على الآس ووجه الذي * * * سار به في حضرة الآس ودغدغ الكأس فإني امرؤ * * * يعجبني دغدغة الكاس وأبو العباس أحمد بن الحسن بن أحمد بن سلمان (1) القفصي، شيخ صالح، يسكن باب المراتب ببغداد.
سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وأبا الحسن علي بن الحسين بن أيوب، وغيرهما.
وقال لي: كتبت على كبر السن.
سمعت منه، وكان شيخا صالحا، على زي الصوفية، وقال: ولدت بالقفص، في سنة ست وستين وأربعمائة.
وتوفي ببغداد.
القفلي: بفتح القاف والفاء وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى قفل، وهو اسم لجد: أبي عبد الرحمن المؤمل بن إهاب بن عبد العزيز بن قفل بن سدل الربعي القفلي
الكوفي، من أهل الكوفة، كان صالحا، عالما، فاضلا، مكثرا في الحديث، جوالا في الآفاق.
حدث ببلاد الشام، وديار مصر، عن مالك بن سعير بن الخمس، وضمرة بن ربيعة، وسيار بن حاتم، وأبي داود الطيالسي، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق بن همام.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن أبي خيثمة، وصالح جزرة، وأبو عبد الرحمن النسائي، والهيثم بن خلف الدوري، وغيرهم.
وحكي أن مؤمل بن يهاب قدم الرملة، فاجتمع عليه أصحاب الحديث، وكان زعرا، ممتنعا، فألحوا عليه، فامتنع أن يحدثهم، فمضوا بأجمعهم.
وألفوا منهم نقيبين، فتقدما إلى السلطان، فقالا: إن لنا عبدا خلاسيا (2)، له علينا حق صحبة وتربية، وقد كان أدبنا فأحسن لنا التأديب.
وآلت بنا الحال إلى الاضافة.
وإنا أردنا بيعه، فامتنع علينا.
فقال لهم السلطان.
[ هامش...(1) أنظر اللباب 3 / 50.
(2) الخلاسي، بالكسر: الولد بين أبوين أبيض وأسود ].(4/534)
وكيف علم صحة ما ذكرتم ؟ قالوا: إن معنا بالباب جماعة من حملة الآثار، وطلاب العلم، وثقات الناس، يكتفى بالنظر إليهم دون المسألة عنهم، وهم يعلمون ذلك، فتأذن بوصولهم إليك، لتسمع منهم.
فأدخلهم، وسمع مقالتهم، ووجه خلف المؤمل بالشرط والاعوان، فتقزز، فجذبوه وجرروه، وقالوا: أخبرنا أنك استطعمت الاباق، فصار معهم إلى السلطان، فلما دخل عليه قال له: ما يكفيك ما أنت فيه من الاباق، حتى تتعزز على سلطانك امضوا به إلى الحبس، فحبس، وكان من هيئته أنه أصفر، طوال خفيف اللحية، يشبه عبيد أهل الحجاز، فلم يزل في حبسه أياما، حتى علم بذلك جماعة من إخوانه، فصاروا إلى السلطان، وقالوا: إن هذا مؤمل بن يهاب في حبسك مظلوم.
قال: ومن ظلمه.
قالوا: أنت.
قال: ما أعرف من هذا شيئا، ومن مؤمل ؟ فقالوا: الشيخ الذي اجتمع عليه جماعة، وقالوا: العبد الآبق.
وما هو بآبق، بل هو إمام من أئمة المسلمين في الحديث.
فأمر
بإخراجه، وسأله عن حاله، فأخبره كما أخبره الذين جاءوا يذكرون له حاله، فصرفه، وسأله أن يحله.
فلم ير بعده ممتنعا امتناعه الاول، حتى لحق بالله عزوجل.
ومات بالرملة، في رجب، سنة أربع وخمسين ومائتين.(4/535)
باب القاف واللام القلزمي: بفتح القاف وسكون اللام وضم الزاي وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى القلزم، وهي بلدة على ساحل البحر، وينسب بحر القلزم إليها، بين مصر ومكة، وهي من بلاد مصر، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو غسان عبد الله بن محمد بن يوسف بن حجاج بن مصعب بن سليم العبدي المكي، سكن القلزم، من أرض مصر، فنسب إليه.
قال أبو سعيد بن يونس: أبو غسان القلزمي العبدي، مكي سكن القلزم من أرض مصر، وتوفي بها، في شهر ربيع الاول، سنة أحدى وعشرين وثلاثمائة، حدث، ولم يكن بذلك، تعرف وتنكر.
ويعقوب بن إسحاق بن أبي عباد العبدي المكي البصري، ثم القلزمي، بصري، أقام بمكة مدة، وقدم مصر، وكان بالقلزم، وسكنها، فنسب إليها، حدث، وكان ثقة، وبالقلزم كانت وفاته، نحو عشرين ومائتين.
يروي عن سعيد بن بشير، وإبراهيم بن طهمان، وحماد بن شعيب، وعطاف بن خالد، وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، وداود العطار، ومحمد بن عيينة.
روى عنه موسى بن سهل، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المصري.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: كان يسكن قلزم، قدمت قلزم وهو غائب، فلم أكتب عنه، محله الصدق، لا بأس به.
وأبو عبد الله غسان بن محمد بن يوسف بن أبي غسان القلزمي ولي القضاء بها.
يروي عن محمد بن أيوب بن يحيى القرشي القلزمي، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي، وذكر أنه سمع منه بالقلزم.
وأبو اليمان الحكم بن نافع القلزمي.
يروي عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
القلعي: بفتح القاف واللام وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى بلدة يقال لها: قلعة، منها: أبو محمد عبد الله بن عثمان بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد المقري القلعي.
قال عمر النسفي: من بلدة قلعة، دخل سمرقند، سنه تسع عشرة وخمسمائة، وكان فاضلا، حاسبا، مقرئا، حدث عن أبي الفضل جعفر بن محمد.(4/536)
القلندوشي: بفتح القاف واللام وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى قرية من قرى سرخس، يقال لها: قلندوش، وعرفت القرية بهذا الاسم، ويقال لها: غنادوست.
وقد ذكرناها في حرف الغين.
القلوحي: بفتح القاف وضم اللام المشددة وبعدها الواو وفي آخرها الحاء.
هذه النسبة إلى القلوحة، هكذا رأيت مضبوطا مقيدا، والقلوحة: قرية كبيرة، عند الانبار، من بغداد، ولا أدري هل أخطأت الكاتب في ذلك، أم هي قرية أخرى، فإني قرأت بالقاف والحاء المهملة في كتاب " الجرح والتعديل " لعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، منها: أبو زيد القلوحي.
قال أبو حاتم: دهقان القلوحة، والد العباس الهمذاني.
يروي عن عمر بن الخطاب.
روى عنه...(1) قال أبو حاتم الرازي: هو مجهول.
القلوري: بفتح القاف واللام والواو المشددة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قلورة، وهو إسم لجد: عمر بن إبراهيم بن قلورة البلدي القلوري، من أهل بلد الحطب.
يروي عن
إسماعيل.
محمد المزني.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع عنه ببلد.
القلوسي: بضم القاف واللام بعدهما الواو وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى القلوس، فيما أظن، وهو جمع قلس، وهو الحبل الذي يكون في السفينة، إن شاء الله، والمشهور بهذه النسبة: أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري، المعروف بالقلوسي من أهل البصرة.
سمع أبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، ومحمد بن عبد الله الانصاري، وعثمان بن عمر بن فارس، وحجاج بن المنهال وغيرهم.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن عليل العنزي والقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود، [ هامش...(1) بياض في النسخ، وفي الجرح والتعديل ].(4/537)
وغيرهم.
وكان حافظا، ثقة، ضابطا.
ولي القضاء نصيبين، فخرج إليها، وحدث ببغداد، ومات بنصيبين، في جمادى الاولى، سنة إحدى وسبعين ومائتين.
وحفيده: أبو يوسف يعقوب بن مسدد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد القلوسي، بصري الاصل.
حدث ببغداد عن كتاب جده أبي يوسف وجادة، وعن أبي يعلي أحمد بن علي بن المثنى الموصلي سماعا.
روى عنه أبو حفص بن شاهين.
وابنه: أبو الحسين مسدد بن يعقوب بن إسحاق بن زياد، المعروف بالقلوسي.
يروي عن أبيه، حدث بمصر، وحران.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وذكر أنه سمع منه بمصر وحران.
قال مسدد: قال لي سعيد بن علي بن الجليل: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: يا رسول الله، حدثنا القلوسي عنك بهذا الحديث، فقال: صدق القلوسي.(4/538)
باب القاف والميم
القماح: بفتح القاف وتشديد وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى بيع القمح وشرائه، وهو الحنطة، ويقال للحنطة بديار مصر: القمح، والمشهور بهذه النسبة جماعة، منهم: أبو الفضل العباس بن أحمد بن سعيد بن مقاتل القماح، مولى الجعافرة، من أهل مصر.
يروي عن محمد بن زياد، وغيره.
سمع منه أبو زكريا يحيى بن علي الطحان الحافظ، وتوفي في شعبان، سنة ثلاث وستين وثلاثمائة.
القماشويي: بفتح القاف والميم وضم الشين المعجمة وفي آخرها الياء آخر الحروف بعد الواو.
هذه النسبة إلى قماشويه، وهو إسم لبعض أجداد: أبي الطيب عبد العزيز بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن سهل اللؤلؤي القماشويي، من أهل بغداد، يعرف بابن قماشويه.
روى عن إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، كتاب الحدود وكتاب الرضاع، ولم يكن عنده من الحديث سوى ذلك.
روى عنه أبو الحسن بن أحمد بن شاذان.
وتوفي في النصف من شعبان (1)، سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة.
القماصي: بفتح القاف وتشديد الميم وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى بيع القميص أو القمصان، وهي جمع قمص، والمشهور بهذه النسبة: أبو الفتح الحسين بن أبي القاسم بن أبي سعد بن أبي القاسم القماص، من أهل نيسابور، شيخ صالح، راغب في الخيرات، وحضور مجالس العلماء.
سمع بنيسابور أبا سعيد عبد الواحد بن أبي القاسم القشيري وأبا الحسن أحمد بن محمد الشجاعي، وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي، وببلخ أبا علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي، وببغداد أبا القاسم علي بن أحمد بن بيان الرزاز، طبقتهم.
لقيته ببغداد، سنة
[ هامش...(1) في تاريخ بغداد: " ليلة الثلاثاء لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان " ].(4/539)
اثنتين وثلاثين، وسمع بقراءتي أجزاء من أبي سعد أحمد بن محمد الزوزني، ثم لما انصرفت من العراق كتب عنه بنيسابور، وكانت ولدته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة بنيسابور.
وتوفي في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
القماط: بفتح القاف والميم المشددة وفي آخرها الطاء المهملة، واشتهر بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن علي بن عتاب الايادي القماط، من أهل بغداد.
سمع عبيدالله بن محمد بن عائشة، وأبا الربيع الزهراني، والربيع بن ثعلب، ومحمد بن حميد الرازي، وداود بن عمرو الضبي، وغيرهم روى عنه أبو الحسين بن المنادي، وإسماعيل بن علي الخطبي.
وكان كثير الكتاب، أحد الاثبات.
مات في رجب، سنة تسع وثمانين ومائتين.
وأبو الحسن علي بن محمد بن عيسى القماط، من أهل بغداد.
حدث عن عباس بن يزيد البحراني.
روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ، وذكر أنه سمع منه بسر من رأى.
القماطري: بفتح القاف والميم وكسر الطاء المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القماطر، وهي جمع القمطر، واشتهر بهذه النسبة: أبو الحسين محمد بن جعفر بن حمدان القماطري، من أهل بغداد، حدث عن أبي عتبة أحمد بن الفرج الحمصي، وأبي علي أحمد بن الفرج الجشمي، ويحيى بن أبي طالب.
روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر، وأبو الحسن علي بن عمر الدارقطني، الحافظان.
القمراطي: بفتح القاف وسكون الميم وفتح الراء وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى قمراطة، وهي من بلاد المغرب، وأظنها من الاندلس، والمشهور بالنسبة إليها:
بقي بن العاص الاندلسي القمراطي.
حدث، وسمع منه، وتوفي بالاندلس، سنة أربع وعشرين ومائتين.
القمري: بفتح القاف والميم وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القمر، وهو: أبو علي جعفر بن عبد الله بن إسماعيل القمري المستوفي، من أهل مرو، كان شيخا.(4/540)
مستورا، له سمت وهيبة.
سمع الاديب أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي، وعليه قرأ الادب، سمعت منه، وما أظن أن أحدا قرأ عليه الحديث قبلي وبعدي.
وكانت ولادته في حدود السبعين وأربعمائة.
ووفاته سنة نيف وثلاثين وخمسمائة، في رحلتي إلى العراق.
وقال ابن الكلبي، في الالقاب: إنما سمي مسعود بن عمرو بن عدي بن محارب بن صنيم بن مليح بن شرطان بن معن بن فهم بن غنم، وكان يلقب بقمر العراق، لجماله.
والنسبة إلى أولاده " القمري ".
القمري: بضم القاف وسكون الميم والراء المهملة في آخرها.
هذه النسبة إلى القمر، وهي بلدة تشبه الجص لبياضها، وأظن أنها من بلاد مصر، والمشهور بها: الحجاج بن سليمان بن أفلح القمري، مصري.
يروي عن مالك بن أنس، والليث بن سعيد، وحرملة بن عمران، وابن لهيعة، وفي حديثه خطأ ومنكاير.
توفي فجأة سنة سبع وتسعين ومائة، وهو على حماره.
روى عنه محمد بن سلمة المرادي.
والقمري: طير منسوب إلى هذه البلدة: هكذا ذكره أبو الحسين بن فارس اللغوي، صاحب " المجمل " فيه.
القمني: بكسر القاف وتشديد الميم المفتوحة (1) وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قمن، وهي قرية بنواحي مصر، خرج منها جماعة من المحدثين
والعلماء، منهم: أبو الحسن يوسف بن عبدالاحد بن سفيان القمني.
ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ مصر "، وقال: نسبوه في موالي رعين لآل عبد الاعلى بن سعيد الجيشاني.
توفي بقمن، في رجب، سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
يروي عن عبيدالله بن سعيد بن كثير بن عفير، وأبي موسى يونس بن عبد الاعلى الصدفي.
روى عنه محمد بن الحسين بن الابري السجزي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، وذكره وقال: أبو الحسن القمني المصري بمصر، وقمن: قرية من قرى مصر.
القميري: بفتح القاف والميم المكسورة والياء الساكنة وفي آخرها الراء.
[ هامش...(1) في معجم البلدان 4 / 177: " وفتح ثانيه وآخره نون، بوزن سمن...قرية من قرى مصر نحو الصعيد " ].(4/541)
هذه النسبة إلى قمير، وهو بطن من العرب، منها: ذؤيب بن حلحلة بن عمرو، ثم أحد بني قمير.
هكذا قال ابن أبي حاتم.
شهد الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم مسلما، وكان يسكن قديد.
وهو الخزاعي الازدي.
والد قبيصة بن ذويب، مدني، له صحبة، روى عنه ابن عباس، سمعت أبي يقول بعض ذلك، وبعضا وجدته مكتوبا بخطه (1).
القميري: بضم القاف والميم المفتوحة بعدهما الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قمير، وهو بطن من الانصار، وهو قمير بن مالك بن سواد بن مري بن أراشة، من ولده: جابر بن النعمان بن عمير بن مالك بن قمير القميري.
عداده في الانصار.
ذكر ابن حبيب، عن ابن الكلبي، في نسب قضاعة.
وأما زهير بن محمد بن قمير بن شعبة المروزي القميري.
يروي عن عبد الرزاق بن
همام، وأبي صالح الفراء.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن إسحاق بن البهلول، وأبو الفضل الصيدلي، وأبو عبد الله المحاملي.
القمي: بضم القاف وتشديد الميم المكسورة.
هذه النسبة إلى بلدة قم، وهي بلدة بين أصبهان وساوة، كبيرة، غير أن أكثر أهلها الشيعة، وبنيت هذه المدينة زمن الحجاج بن يوسف، سنة ثلاث وثمانين، وذلك لان عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث بن قيس بن معدي كرب الكندي، كان أمير سجستان من جهة الحجاج، وخرج عليه، وكان في عسكره سبعة عشر نفسا من علماء التابعين من العراقيين، وخرج على الحجاج، وجرت بينهما وقائع وحروب، حتى انهزم عبد الرحمن، ورجع إلى كابل، وقتل أكثر عسكره، وهرب جماعة منهم، وكانت إخوة من بني الاشعر، يقال لهم: عبد الله، والاحوص، وإسحاق، ونعيم، وعبد الرحمن، بنو سعد بن [ هامش...(1) قال ابن الاثير: " قلت: لم يذكر في القميري نسبه، وهو قمير بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي وهو أبو خزاعة منه تفرقت.
وقد ذكر قميرا بالفتح، وأنا فما أظنه إلا بضم القاف وفتح الميم، ومنه ذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير الخزاعي القميري، صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويقال: ذؤيب بن حبيب بن حلحلة.
وقد جعل أبو حاتم الرازي ذؤيب بن حبيب، غير ذؤيب بن حلحلة، فقال: ذؤيب بن حبيب أحد بني مالك بن أفصى، وهو صاحب بدن النبي صلى الله عليه وسلم.
وذؤيب بن حلحلة أحد بني قمير، شهد الفتح، وهو والد قبيصة.
والصواب أنهما واحد، وقد اختلف في اسم أبيه، والله أعلم ".
وانظر الجرح والتعديل 1 / 2 / 448، 449 ].(4/542)
مالك بن عامر الاشعري، وقعوا إلى الناحية التي بنيت بها قم، وكان مقدمهم عبد الله، ويعرف بعبدالله سعدان، وكانت في تلك الناحية قرى سبعة، بعضها قريب من بعض، ولكل قرية قلعة ولها اسم، واسم إحدى القرى كميدان، فنزل الاخوة على طرف نهر، ونصبوا كساء على خشب، وأقاموا، فلما سمعت أقرباؤهم بذكرهم اتصلوا بهم، وقتلوا رؤساء تلك
القرى، واستولوا عليها، واستخلصوا أموالهم، واستتبعوا تلك الجموع، وبنوا البنيان، ونقلوا إليها من الاكسية والخيم، وصارت القرى سبع محلات من البلدة، ولقبت حصونها بها، وسميت البلدة باسم قرية واحدة، وهي كميدان، فأسقطوا بعض الحروف للايجاز والاختصار، وأبدلوا الكاف بالقاف على ما جرت به عادة العرب، وسموا الموضع بقم، وكان لعبدالله سعدان بالكوفة ابن يسمى موسى، وانتقل إلى قم، وكان لعبدالله سعدان بالكوفة ابن يسمى موسى، وانتقل إلى قم، وهو الذي أظهر مذهب الشيعة بها.
ذكر هذه القصة أبو الوفاء محمد بن محمد بن القاسم الاخسيكثي، في " تاريخه "، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن يعقوب بن عبد الله بن سعد بن مالك بن هانئ بن عامر الاشعري القمي.
يروي عن عيسى بن جارية، عن جابر، وكان راويا لجعفر بن أبي المغيرة، وحفص بن حميد.
روى عنه أحمد بن يونس، وأبو الربيع الزهراني، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن مهدي، والنعمان بن عبد السلام، وعبيدالله بن موسى، وهو ابن عم أشعث بن إسحاق بن سعد، وتوفي بقزوين، سنة أربع وسبعين ومائة.
وأشعث بن إسحاق القمي.
يروي عن جعفر بن أبي المغيرة وأبو الحسن علي بن موسى ين يزداد، وقيل: يزيد، القمي، له كتاب " أحكام القرآن " إمام أهل الرأي في عصره، سمع محمد بن حميد الرازي ن والعباس بن يزيد البحراني ومحمد بن شجاع البلخي (1) روى عنه أبو الفضل أحمد بن أحيد الكاغذي، وأبو بكر أحمد بن سعد بن نصر السميثني، ورد نيسابور عند منصرف الامير الشهيد أحمد بن إسماعيل من الري إلى نيسابور، وأقام مدة، وعقد له المجلس، وحدث بجملة من مصنفاته.
وتوفي سنة خمس وثلاثمائة.
[ هامش...(1) في نسخة: " الثلجي ".
قال عبد القادر القرشي: " محمد بن شجاع الثلجي، ويقال البخلي ".
الجواهر المضية ترجمة رقم 1326 ].(4/543)
وأبو عبد الله عيسى بن إبراهيم بن موسى بن إبراهيم القمي، من أهل قم، قدم مصر، وكتب عنه.
توفي بمصر، في ذي الحجة سنة إحدى وثلاثمائة.
قاله أبو سعيد بن يونس، وقال: كتبت عنه.
وأبو جعفر بن علي بن الحسين بن بابويه القمي.
نزل بغداد، وحدث بها عن أبيه، وكان من شيوخ الشيعة، ومشهوري الرافضة.
روى عنه محمد بن طلحة النعالي.
ويعقوب بن عبد الله بن سعد القمي.
استشهد به البخاري في كتابه، " في كتاب الطب، فقال في حديث: " الشفاء في ثلاثة: شرطة محجم، وشربة عسل، وكية بنار ".
قال: رواه القمي، عن ليث عن مجاهد، عن ابن عباس.
والاستاذ العميد أبو طاهر سعد بن علي بن عيسى القمي.
صار وزيرا لسلطان سنجر بن ملكشاه.
سمع جدي أبا المظفر الامام، أذكره ولم أسمع منه، وفيه يقول إبراهيم الغزي: بلونا سعد قم وكان نحسا * * * ورب اسم حكى بول البعير سمعت بأن خلف السد قوما * * * ولم أسمع بقمي وزير وكان الاستاذ أبو طاهر من خير الرجال، ولكن لا يسلم من ألسنة الشعراء أحد.
توفي بسرخس، في سنة خمس عشرة وخمسمائة، وحمل إلى مشهد علي بن موسى الرضا بطوس، فدفن بها.
وأبو عبيد حفص بن حميد القمي.
من الاتباع، من أهل قم.
يروي عن عكرمة، وشمر بن عطية.
وقرأ القرآن على أبي حميد عبد الرحمن السلمي.
روى عنه يعقوب القمي ].(4/544)
باب القاف والنون القناد: بفتح القاف والنون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى من يبيع القند، وهو السكر، والمشهور بهذه النسبة:
حبيب القناد.
شيخ من أهل البصرة.
يروي عن أهل بلده.
روى عنه أيوب السختياني.
وأبو حماد بن عمرو القناد.
من أهل الكوفة.
يروي عن الشعبي، وعكرمة، وسعيد بن جبير.
روى عنه وكيع بن الجراح، وأبو أسامة.
وهو جد: عمرو بن حماد بن طلحة القناد.
وطلحة بن عبد الرحمن القناد، من أهل البصرة.
يروي عن قتادة.
روى عنه القاسم بن عيسى الطائي.
وليس هذا بالاول.
وفضيل بن عبد الوهاب القناد، أخو محمد، أصله من أصبهان، وسكن الكوفة.
يروي عن سعيد بن الحسن، وجعفر بن سليمان، وحماد بن يزيد، وغيرهم.
روى عنه جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ.
وأخوه أبويحيى محمد بن عبد الوهاب القناد الكوفي، يروي عن سفيان الثوري، ومسعر بن كدام، وغيرهما، روى عنه هارون بن إسحاق الهمداني، والحسن بن الربيع.
وكان ثقة.
مات سنة اثنتي عشرة ومائتين.
وأبو الحسن علي بن عبد الرحيم الواسطي القنادي الصوفي، أحد الصوفية، ممن سافر على التجريد، ولقي المشايخ، وله كلام.
روى عن الحسين بن منصور الحلاج شيئا من كلامه.
روى عنه عبد الله بن أحمد بن الفارسي، وأحمد بن حاتم القزويني، وأبو العباس بن تركان، وغيرهم.
وإبراهيم بن عبد الملك القناد.
روى عن يحيى بن أبي كثير.
حدث عنه لوين محمد بن سليمان المصيصي.
القنادري: بفتح القاف والنون بعدها الالف وبعدها الدال المهملة والراء المكسورتين.
هذه النسبة إلى قنادر، وهي محلة بأصبهان، منها:(4/545)
أبو الحسين محمد بن علي بن يحيى الطبيب القنادري الاصبهاني.
من أهل قنادر، محلة بأصبهان.
يروي عن عبد الله بن محمد بن عمرو الاصبهاني، ومحمد بن علي بن مخلد بن يزيد الفرقدي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
القنارزي: بفتح القاف والنون وكسر الراء والزاء.
هذه النسبة إلى قنارز، وهي قرية على باب نيسابور، والمشهور في هذه القرية من المحدثين: أبو حاتم عقيل بن عمرو بن إسحاق القنارزي، سمع أحمد بن حفص السملي، ومحمد بن يزيد السلمي، النيسابورييين ؟.
روى عنه أبو (1) محمد بن جعفر، ومحمد بن إسماعيل السكري (2).
ذكره الحاكم أبو عبد الله في " تاريخ نيسابور "، وذكر أنه توفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
وأبو سعيد محمد بن أحمد بن أبي سعد الصوفي القنارزي، شيخ صوفي.
يختص بأبي العز محمد بن الحسن البستي، وأصحابه.
سمع أبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي.
سمعت منه شيئا يسيرا بنيسابور.
القنايي: بضم القاف وتشديد النون المفتوحة وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى...(3)، والمشهور بالانتساب إليها: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي القنائي الكاتب.
سمع من الوليد بن القاسم.
لا أعلم حدث أم لا.
قاله ابن ماكولا (4).
القنبري: بفتح القاف وسكون النون وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء.
[ هامش...(1) في نسخة: " الثلجي ".
قال عبد القادر القرشي: " محمد بن شجاع الثلجي، ويقال البلخي ".
الجواهر المضية ترجمة رقم 1326.
(2) في نسخة ظ: " أبو جعفر ومحمد بن إسماعيل السكري "، وفي أخرى: " أبو جعفر بن إسماعيل السكري "، وفي
اللباب " أبو محمد جعفر بن محمد بن إسماعيل السكري ".
(3) بياض في النسخ، واللباب.
وقال ياقوت: " قنا، بضم أوله ثم التشديد والقصر، دير قنى، من نواحي النهروان قرب الصافية، وقد ذكرته في الديرة، وإنما أعيدها هنا لان النسبة إليه قنائي ".
معجم البلدان 4 / 178.
(4) قال ابن الاثير: " فاته القناني، بفتح القاف ونونين بينهما ألف، نسبة إلى قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب، بطن من الحارث بن كعب، من مذحج، منهم ذو العصبة، واسمه الحصين بن يزيد بن شداد بن قنان الحارثي القناني، ورأس بني الحارث بن كعب مائة سنة، وإنما قيل له ذو الغصة لغصة كانت بحلقة " ].(4/546)
هذه النسبة إلى قنبر، وهو إسم رجل، والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد جعفر بن إبراهيم القاضي القنبري.
قال ابن ماكولا: أظنه أردبيليا.
يروي عن عبد الله بن جعفر بن فارس.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إسماعيل بن رواد الزاهد الاردبيلي.
قال ابن ماكولا: وشاعر من ولد قنبر، مولى علي بن أبي طالب، كان يسكن همذان، ويرد الحضرة بسر من رأى ويختص بعبيد الله بن يحيى بن خاقان، يقال له محمد بن علي القنبري، من ولد قنبر، كان مقيما بهمذان، ويغشى الحضرة، ويمدح الوزراء والكتاب في أيام المعتمد، وعاش إلى أيام المكتفي.
روى عنه الصولي.
وأحمد بن بشر القنبري البصري، يروي عن بشر بن هلال الصواف.
روى عنه ابنه بشر.
وأبو الفضل العباس بن الحسن بن خشيش القنبري، من ولد قنبر، مولى علي.
يروي عن حاجب بن سليمان المنبجي.
روى عنه محمد بن المظفر.
وأبو عبد الله محمد بن روح بن عمران القنبري.
من أهل مصر، مولى بني قنبر، منكر
الحديث.
توفي في ذي الحجة، سنة خمس وأربعين ومائتين (1).
القنبلي: بضم القاف والباء الموحدة بينهما النون الساكنة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى قنبل، وهو اسم لجد: أبي سعد أحمد بن عبد الله بن قنبل المكي القنبلي، من أهل مكة، يحدث عن الامام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، وكان من أصحابه القدماء بمكة.
روى عنه أبو الوليد بن أبي الجارود.
القنبيطي: بضم القاف وفتح النون المشددة وكسر الباء الموحدة وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى القنبيط وبيعه، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن محمد بن الحسين بن خالد القنيبطي، من أهل بغداد.
كان ثقة، سمع إبراهيم بن سعيد الجوهري، وعمر بن إسماعيل بن مجالد، وإسحاق بن إبراهيم البغوي، [ هامش...(1) قال ابن الاثير: " قلت فاته القنباري، بكسر القاف وسكون النون وفتح الباء الموحدة وبعد الالف راء،: هذه النسبة إلى قنبار، وهو ليف الجوز الهندي، ويقال لمن يفتله ليحرز به المراكب البحرية قنباري.
وعرف بهذه النسبة موسى بن عبد العزيز أبو شعيب القنباري، روى عن الحكم بن أبان، روى عنه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم " ].(4/547)
والحسين بن علي الصدائي، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ومحمد بن حسان الازرق.
روى عنه ابن بنته عيسى بن حامد الرخجي، وأبو علي بن الصواف، ومحمد بن أحمد بن يحيى العطشي، وعلي بن محمد بن لؤلؤ الوراق.
وكان ثقة.
ومات في صفر، سنة أربع وثلاثمائة.
القندي: بفتح القاف وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى قند، وهو شئ من الحلاوة، معمولة من السكر، اختص بهذه النسبة
جماعة، منهم: أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران بن محمد بن بشر بن مهران الاموي القرشي القندي الواعظ، أخو أبي الحسين علي بن بشران، وكان الاصغر، وهو من أهل بغداد.
سمع أحمد بن سلمان النجاد، وحمزة بن محمد الدهقان، وأبا سهل بن زياد القطان، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعمر بن محمد الجمحي، وعبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي، وأبا العباس أحمد بن إبراهيم الكندي، المكيين، ودعلج بن أحمد السجزي، ومحمد بن الحسين الآجري، وعبد الباقي بن قانع.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ الاصبهاني وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، وأبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي، وجماعة كثيرة، آخرهم أبو الحسين علي بن أحمد بن فتحان الشهرزوري.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، وأثنى عليه.
قال: وكان صدوقا، ثبتا، صالحا، وكان يشهد قديما عند الحكام، ثم ترك الشهادة رغبة عنها.
وكان مولده في شوال، سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.
ومات في شهر ربيع الآخر، سنة ثلاثين وأربعمائة، ودفن بمقبرة المالكية، إلى جنب أبي طالب المكي، وكان أوصى بذلك، وصلينا عليه في جامع الرصافة، وكان الجمع كثيرا جدا يتجاوز الحد، ويفوت الاحصاء.
القنديشتني: بفتح القاف وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قنديشتن، وظني أنها من قرى نيسابور، أو نواحي بيهق، والله أعلم، منها: الدهقان أبو منصور معتز بن عبد الله بن حمزة بن حبيبة بن حفص القنديشتني.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " التاريخ "، وقال: كان من مشايخ أهل البيوتات، ومن(4/548)
الصالحين الراغبين في الخير والصدقة، المحبين للعباد والزهاد، وكان يكثر الكون في الجامع عند الصلوات، إذا كان مقيما في البلد، له أعقاب فيهم فضل وصلاح.
سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي طالب، وأبا عمرو أحمد بن نصر وطبقتهم، وتوفي سنة أربعين وثلاثمائة.
وقيل: سنة أربع وثلاثين.
القنديلي: بكسر القاف وسكون النون وكسر الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى القنديل وعملها، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن الحسين بن شيرويه (1) العصار الاستراباذي، يعرف بالقنديلي.
من أهل إستراباذ، وكان مشهورا بالستر والصلاح، إلا أنه كان أميا، غافلا عما يقرأ عليه، لا يفهم منه شيئا.
يروي عن عمار بن رجاء.
روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر الاسماعيلي، والقاضي أبو نعيم النعيمي، وجماعة.
القنسريني: بكسر القاف وتشديد النون (2) وسكون السين المهملة وكسر الراء والياء المنقوطة من تحتها باثنتين والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى بلدة عند حلب، يقال لها قنسرين، بت ليلة بقربها، وكان جند في ابتداء السلام ينزل بها، يقال لهم: جند قنسرين، وكان خالد بن الوليد عليها من جهة أبي عبيدة بن الجراح، وقد ينسب إليها بالقنسري أيضا، والمنسوب إليها: معلى بن الوليد القعقاعي القنسريني، من أهل قنسرين، سكن مصر.
يروي عن موسى بن أعين، ويزيد بن سعيد بن ذي عصوان.
روى عنه أهل مصر.
ومحمد بن بركة القنسريني، وكان بحمص.
ومتوكل القنسريني، يروي عن حميد بن العلاء يقال له: ابن أبي زهرة في كتاب " الترغيب " لحميد بن زنجويه.
وحاتم بن أبي نصر القنسريني، من أهل قنسرين، يروي عن عبادة بن نسي.
روى عنه
هشام بن سعيد.
وقيس بن بشر التغلبي القنسريني، يروي عنه أبيه.
روى عنه هشام بن سعيد.
[ هامش...(1) في النسخ: " بشرويه "، والمثبت من اللباب، ومن الزيادات التي استدركها السهمي من تاريخ إستراباذ بآخر تاريخ جرجان 192.
(2) في اللباب: " وفتح النون المشددة " ].(4/549)
وحوثرة بن سهيل الباهلي القنسريني، أخو العجلان بن سهيل، من أهل قنسرين.
قال أبو سعيد بن يونس: كان أمير مصر لمروان بن محمد، وكان رجل سوء، سفاكا للدماء، يحكى عنه حكايات في خطبته.
وأبو عمرو كلثوم بن عمرو العتابي القنسريني، من أهل قنسرين، وذكرته في العتابي، لانه اشتهر بهذه النسبة، وسقت نسبته إلى عتاب في ذلك الموضع، وكان شاعرا مترسلا، مطبوعا، متصرفا في فنون من الشعر، مقدما في الخطابة والرواية، حسن العارضة والبديهة، من شعراء الدولة العباسية، وكان يتجنب غشيان السلطان، قناعة وتنزها، وصيانة وتعززا، وكان يلبس الصوف، ويظهر الزهد، وكان منقطعا إلى البرامكة، فوصفوه للرشيد، ووصلوه به، فبلغ عنده كل مبلغ، وعظمت فوائده منه.
ومنصور النمري روايته وتلميذه، ثم فسدت الحال بينهما وتباعدت.
وحكي أن طوق بن مالك كان قريبا للعتابي، وفكتب إليه يستزيره ويدعوه إلى أن يصل القرابة بينه وبينه، فرد عليه: إن قريبك من قرب منك خيره، وإن عمك من عمك نفعه، وإن عشيرتك من أحسن عشرتك، وإن أحب الناس إليك أجداهم بالمنفعة عليك، ولذلك أقول: ولقد بلوت الناس ثم سبرتهم * * * وخبرت ما وصلوا من الانساب فإذا القرابة لا تقرب قاطعا * * * وإذا المودة أقرب الاسباب وقيل للعتابي: إنك تلقى العامة ببشر وتقريب ؟ فقال: رفع ضغينة بأيسر مؤونة،
واكتساب إخوان بأهون مبذول.
وكتب المأمون في إشخاص العتابي، فلما قدم عليه، قال: يا كلثوم، بلغتني وفاتك فساءتني، ثم بلغتني وفادتك فسرتني.
فقال له العتابي: يا أمير المؤمنين، لو قسمت هاتان الكلمتان على أهل الارض لوسعتاهم فضلا وإنعاما، وقد خصصتني منهما مما لا يتسع له أمنية، ولا ينبسط بسؤله أمل، لانه لا دين إلا بك، ولا دنيا إلا معك.
قال: سلني.
قال: يدك بالعطاء أطلق من لساني بالسؤال.
فوصله صلات سنية، وبلغ به من التقديم والاكرام أعلى محل.
القنسري: بكسر القاف والنون المفتوحة المشددة والسين المهملة الساكنة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قنسرين، وهي بلده قريبة من حلب، أحد بلاد الشام، وجند قنسرين في زمن عمر بن الخطاب معروفة، بت بها ليلة وقت خروجي من حلب، في موضع قريب منها، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: ](4/550)
أبو بكر محمد بن بركة بن الفرداج الحلبي القنسري الحافظ.
يروي عن أحمد بن هاشم الانطاكي، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وغيرهما.
روى عنه أبو بكر بن المقري الاصبهاني.
وحماد بن عبد الرحمن الحلبي القنسري، من أهل قنسرين.
يروي عن سماك بن حرب، وخالد بن الزبرقان.
روى عنه هشام بن عمار.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هو شيخ مجهول، منكر الحديث، ضعيف الحديث.
قال: وسئل أبو زرعة الرازي، عن حماد بن عبد الرحمن، فقال: يروي أحاديث مناكير.
روى عنه الوليد بن مسلم، وهشام بن عمار.
القنطري: بفتح القاف وسكون النون وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القنطرة، وإلى رأس القنطرة، وهي القناطر على المواضع للعبور إلى
عدة مواضع ببلاد مختلفة، فأما: أبو الفضل عباس بن الحسين القنطري البغدادي، من قنطرة بردان (1)، وهي محلة ببغداد، أحد الثقات المشهورين من أهل بغداد.
يروى عن مبشر بن إسماعيل، وسعيد بن مسلمة، ويحيى بن آدم.
روى عنه البخاري (2) في " صحيحه "، والمعمري، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
توفي سنة أربعين ومائتين.
وأبو صالح الحكم بن موسى بن أبي زهير القنطري، نسائي الاصل.
رأى مالك بن أنس، وسمع يحيى بن حمزة.
روى عنه الائمة، هو من قنطرة البردان.
ومحمد بن جعفر بن الحارث الخزاز القنطري، حدث عن خالد بن عمرو القرشي.
روى عنه الامام أبو بكر بن خزيمة.
وأبو الحسن علي بن داود بن يزيد القنطري التميمي، سمع سعيد بن أبي مريم، وأبا صالح كاتب الليث، وغيرهما.
روى عنه إبراهيم الحربي، والبغوي، وابن صاعد.
وأخوه أبو جعفر محمد بن داود بن يزيد التميمي القنطري، أخو علي، وهو الاكبر، سمع أدم بن أبي أياس، وسعيد بن أبي مريم، وغيرهما.
روى عنه القاسم بن زكريا [ هامش...(1) أنظر اللباب 3 / 60.
(2) أنظر اللباب 3 / 60 ].(4/551)
المطرز، ويحيى بن صاعد، ومات في رجب، سنة ثمان وخمسين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن علي الصباغ القنطري، يروي عن أحمد بن منيع البغوي.
روى عنه إبراهيم بن أحمد الخرقي.
وأحمد بن محمد القنطري، يروي عن محمد بن عبيد بن حساب.
روى عنه غلام الخلال.
ومحمد بن العوام بن إسماعيل القنطري الخبار.
يروي عن منصور بن أبي مزاحم،
وشريح بن يونس، وغيرهما.
روى عنه أبو عبد الله الحكيمي، وأحمد بن كامل القاضي.
وأبو بكر محمد بن السري بن سهل القنطري، سمع محمد بكار بن الريان، وعثمان بن أبي شيبة، روى عنه أحمد بن جعفر بن سلم الختلي، ومحمد بن حميد المخرمي.
وأبو إسحاق بكر بن أيوب بن أحمد بن عبد القادر القنطري.
يروي عن محمد بن حسان الازرق.
روى عنه أبو القاسم بن الثلاج.
وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن الحسن بن الوليد بن السكن الصفار القنطري.
سمع الحسن بن عرفة.
روى عنه أبو القاسم بن الثلاج.
وأبو منصور أحمد بن مصعب بن سرويه القنطري، حدث عن سهل بن زنجلة.
روى عنه عبد الصمد الطستي.
وأبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الرحمن القنطري الزاهد، وكان يشبه بشر بن الحارث.
وعثمان بن سعيد، ابن أخي علي بن داود القنطري، حدث عن يحيى بن الحسن القلانسي.
روى عنه أبو الحسن المصري.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن تميم الخياط القنطري، من أهل بغداد، كان فيه لين.
هكذا قال محمد بن أبي الفوارس الحافظ، حدث عن أحمد بن عبيدالله النرسي، وأبي قلابة الرقاشي، ومحمد بن سعيد العوفي، وأبي إسماعيل الترمذي، ومحمد بن يونس الكديمي.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق، وأبو الحسن علي بن أحمد بن عمر المقري، وأبو الحسن علي بن الحسين بن دوما النعالي، والحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وتوفي في شعبان، سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عمران موسى بن نصر بن سلام البزاز القنطري، حدث عن عبد الله بن عون،(4/552)
وغيره.
روى عنه محمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري، البغداديان، وخيثمة بن
سليمان الاطرابلسي.
والثاني جماعة نسبوا إلى محلة بنيسابور، يقال لها: رأس القنطرة، حدث منها جماعة، منهم: أبو علي الحسن بن محمد بن سنان القنطري السواق، من أهل نيسابور، سمع محمد بن يحيى، وأحمد بن يوسف.
روى عنه أبو علي الحافظ النيسابوري.
وأبو محمد عبد الله بن الحسين بن حميد بن مقل القنطري، سمع محمد بن يحيى، و عبد الرحمن بن بشر، وأبا الازهر، وغيرهم.
روى عنه أبو علي الحافظ النيسابوري أيضا.
وأبو محمد عبد الله بن عمر النيسابوري القنطري، سمع محمد بن يحيى.
روى عنه أبو علي الحافظ أيضا.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن عمر الخفاف القنطري الزاهد، يروي عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج.
روى عنه الاستاذ أبو القاسم القشيري، وجماعة كثيرة، آخرهم أبو القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب.
والثالث بسمرقند، قرية كبيرة من السغد، يقال لها: رأس القنطرة، رأيتها من بعد، خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم، يقال لكل واحد منهم: القنطري، منها: أبو منصور جعفر بن صادق بن الجنيد القنطري.
قاله أبو العباس المستغفري، وقال: هو من رأس القنطرة.
يروي عن خلف بن عامر البخاري، وأبي عصمة سهل بن المتوكل.
خرج حاجا إلى بيت الله الحرام، في سنة ثلاث وتسعين ومائة.
وكتب بمرو عن أبي عاصم، عمرو بن عاصم وأبي بكر أحمد بن محمد المروزي، صاحب أبي عصمة، وأبي الهيثم المثنى بن محمد الازدي، وأبي عبد الله أحمد بن خشنام الدندانقاني، صاحب أبي عمار الحسين بن حريث، وبنيسابور عن أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة.
ومات جعفر بن صادق يوم السبت، لعشر بقين من ربيع الاول، سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن إسحاق بن أيوب القنطري.
قال المستغفري: هو
ثقة جليل، من علماء نسف، من رأس القنطرة يروي عن أبي زرعة الرازي.
روى عنه محمد بن زكريا، وتوفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وثلاثمائة.
وأبو أحمد القاسم بن محمد بن أحمد بن معروف القنطري النسفي، كان على عمل(4/553)
القضاء بنسف زمانا، في أيام الشيخ أبي بكر محمد بن إبراهيم القلانسي، وكان على عمل القضاء بالصغانيان زمانا.
يروي عن محمد بن يعقوب الاصم، ولم يترك السماع منه إلا قليلا في آخر عمره.
وروى عن أبي يعلى المؤمن بن خلف، وأبي الحسن بن محمد بن عمر بن محمد البختري، وأبي أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله الحمال فمن دونهم من شيوخ خراسان وما وراء النهر، وكان فقيها، أديبا، شاعرا، محدثا، متفننا في فنون العلم.
روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري الحافظ، قال: مات ضحوة يوم السبت، لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر، سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
وكان سبب موته أنه اقتصد يوم الاربعاء، وشرب الدواء يوم الخميس، فاعتل يوم الجمعة، ومات ضحوة يوم السبت، رحمه الله، وتجاوز عنه.
وأبو بكر محمد بن مسلم بن عبد الرحمن القنطري، ذكره أبو الحسين بن المنادي، في جملة من كان قاطنا ببغداد من أهل الصلاح، وكان ينزل قنطرة البردان، فنسب إليها، وكان يشبه في الزهد والورع والشغل عن الدنيا وأهلها بشر بن الحارث، وكان قوته شيئا يسيرا، كان يكتب " جامع سفيان الثوري " لقوم لا يشك في صلاحهم ببضعة عشر درهما، فمنها قوته، قالوا: وكان له ابن أخت حدث، فرآه يلعب بالطيور، فدعا الله أن يميته، فما أمسى يوم ذلك إلا ميتا.
وحكى جعفر الخلدي، عن الجنيد بن محمد، قال: عبرت يوما إلى أبي بكر بن مسلم، في نصف النهار، فقال لي: ما كان لك في هذا الوقت عمل يشغلك عن المجئ إلي ! قلت: إذا كان مجيئي إليك العمل فما أعمل ؟ وتوفي في ذي الحجة، سنة ستين ومائتين.
القنفذي: بضم القاف والفاء بينهما النون الساكنة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى قنفذ، وهو اسم لجد: زيد بن مهاجر بن قنفذ القنفذي، من التابعين.
روى عنه ابنه محمد بن زيد بن مهاجر، أنه قال: كنا نصلي مع عمر الجمعة وإنا لنتمارى في الغداة (1).
القنقلي: بالنون الساكنة بين القافين أولاهما مفتوحة والاخرى مضمومة.
هذه النسبة إلى قنقل، وهم اسم لجد: [ هامش...(1) قال ابن الاثير: " قلت: فاته النسبة إلى قنفذ بن مالك بن عوف بن أمرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، منهم: أحمد بن يزيد بن أسد بن زافر بن أسماء بن أسيد بن قنفذ بن جابر بن قنفذ، وإلى الموصل وأرمينية " ].(4/554)
أبي علي محمد بن عبد الله بن قنفل القلزمي القنفلي، من أهل القلزم.
يروي عن عبد الله بن سعيد بن كثير بن عفير القاسم المصري.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه بالقلزم.
القنوي: هذه النسبة إلى قناة، وهي الرمح، والمعروف بهذه النسبة: أبو علي قرة بن حبيب بن يزيد بن مطر القشيري، القنوي، منسوب إلى عمله، يروي عن شعبة، وعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار.
روى عنه بندار محمد بن بشار، والحسن بن الصباح الزعفراني.
قال أبو حاتم بن حبان: قرة بن حبيب القنوي، صاحب الرماح، ويقال له: الرماح أيضا.
القنيني: بضم القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين النونين (1).
هذه النسبة إلى قنين، والمشهور بالانتساب إليه: أبو عبد الله الحسين بن أحمد القنيني.
القني: بضم القاف وفي آخرها النون المشددة المكسورة.
هذه النسبة إلى قنة، وظني أنها قرية.
ذكر أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، فيما أخبرنا عنه أبو الحسن الازجي إجازة، أخبرنا أبو بكر الخطيب كتابة، قال: أبو معاذ عبد الغالب بن الحسن بن علي الضراب، يعرف بابن القني، سمع محمد بن إسماعيل الوراق، كتبت عنه شيئا يسيرا.
وابنه علي بن عبد الغالب أبو الحسن، كان رفيقي في رحلتي إلى خراسان، ونعم الرفيق، كان سمع من ابن الصلت المجبر، وأبي أحمر الفرضي، وأبي عمر بن مهدي، وهذه الطبقة من شيوخنا، وسمع بمصر من أبي محمد بن النحاس، وبدمشق من أبي محمد بن أبي نصر، وحدث، وعلقت عنه أحاديث.
[ هامش...(1) لم يضبط السمعاني النون الاولى، وكذلك لم يضبطها ابن ماكولا، في الاكمال 7 / 87 حيث قال: " بالقاف والنون المخففة "، وضبطها ابن الاثر فقال: " وكسر النون " ].(4/555)
باب القاف والواو القواذي: بفتح القاف والواو وفي آخرها الذال المعجمة بعد الالف.
محمد بن جعفر القواذي، من أهل بغداد، سكن مصر.
ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ مصر "، وقال: القواذي محمد بن جعفر، من أهل بغداد، قدم مصر، وكتب عنه، وكان يلزم تنيس، ويتجر بها، وله بها دار حسنة.
توفي بمصر، في رجب، سنة عشر وثلاثمائة.
القواريري: بفتح القاف والواو والراء المكسورة بعد الالف والياء المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الرائين.
هذه النسبة إلى القوارير، وهي عمل القارورة وبيعها (1)، واشتهر به جماعة، منهم: أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد الخزاز، ويقال له: القواريري، وقيل: كان أبوه قواريريا، وكان هو خزازا، وأصله من نهاوند، إلا أن مولده ومنشأه ببغداد، سمع بها
الحديث، ولقي العلماء، ودرس الفقه على أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي وصحب جماعة من الصالحين، واشتهر منهم بصحبة الحارث المحاسبي، وسري السقطي.
ثم اشتغل بالعبادة ولازمها، حتى علت سنة، وصار شيخ وقته، وفريد عصره، في علم الاحوال، والكلام على لسان الصوفية، وطريقة الوعظ.
وله أخبار مشهورة، وكرامات مأثورة.
سمع أبا علي الحسن بن عرفة العبدي.
روى عنه جعفر بن محمد بن نصير الخلدي.
وقيل: إنه كان يفتي في حلقة أبي ثور بحضوره.
وكان في سوقه، وكان ورده في كل يوم ثلاثمائة ركعة، وثلاثين ألف تسبيحة.
وكان يقول لنا: لو علمت أن لله علما تحت أديم السماء أشرف من هذه العلم الذي نتكلم فيه مع أصحابنا وإخواننا، لسعيت إليه، وقصدته.
ومات الجنيد ليلة النيروز، في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
فذكر أنهم حزروا الجمع الذين يومئذ صلوا عليه نحو ستين ألف إنسان، ثم ما زال الناس ينتابون قبره في كل يوم نحو الشهر أو أكثر، ودفن عند خاله السري السقطي، في مقابر الشونيزي.
أبو سعيد عبيدالله بن عمر بن ميسرة الجشمي، مولاهم، المعروف بالقواريري، من [ هامش...(1) كذا في النسخ، وفي اللباب: " هذه النسبة لمن يعمل القوارير أو يبيعها " ].(4/556)
أهل البصرة، سكن بغداد، وكان ثقة، صدوقا، مكثرا من الحديث.
سمع معاذ بن زيد، وأبا عوانة الوضاح، وعبد الوارث بن سعيد، وسلم بن خالد، وسفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم.
روى عنه أبو قدامة السرخسي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأبو داود السجستاني، وأبو زرعة، وأبو حاتم، الرازيان، وأحمد بن أبي خيثمة، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهم.
وكان أحمد بن سيار المروزي يقول: لم أر في جميع من رأيت مثل مسدد بالبصرة، والقواريري ببغداد، وصدقة بمرو.
وثقه يحيى بن معين، وغيره.
وقال أبو علي جزرة الحافظ: القواريري أثبت من الزهراني، وأشهر وأعلم بحديث البصرة،
وما رأيت أحدا أعلم بحديث البصرة منه.
توفي في ذى الحجة، سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وحكى حفص بن عمرو الربالي، قال: رأيت عبيدالله بن عمر القواريري في المنام، فقلت: ما صنع الله بك ؟ قال: غفر لي، وعاتبني، وقال: يا عبيدالله، أخذت من هولاء القوم ؟ قال: قلت يا رب، أنت أحوجتني إليهم، ولو لم تحوجني لم آخذه.
قال: فقال لي: إذا قدموا علينا كافأناهم عنك.
قال: ثم قال لي: أما ترضى أن كتبتك في أم الكتاب سعيدا.
ويحيى بن محمد بن قيس بن بشر البصري القواريري، من أهل البصرة.
كان من الحفاظ، سمع منه بالري وأصبهان، وكان قدومه أصبهان قبل الخمسين ومائتين، فخرج عنها، وروى عن يحيى بن آدم، وأي عاصم النبيل، ومسلم بن إبراهيم، وغيرهم.
حدث عنه أحمد بن الحسين الانصاري، وجماعة.
القواس: بفتح القاف وتشديد الواو وفي آخرها السين المهملة.
المنتسب إليها لعمل القسي وبعيها، والمشهور بهذه النسبة: أبو سهل الحسن بن أبي الحسناء القواس العنزي (1)، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وأبي العالية.
روى عنه أبو قتيبة مسلم بن قتيبة، وأهل بلده.
وأبو الفتح يوسف بن عمر بن مسرور القواس، من أهل بغداد، كان ثقة، زاهدا، عالما، صالحا، ورعا، وكان من الابدال.
سمع أبا القاسم البغوي، وأبا بكر بن أبي داود، [ هامش...(1) في نسخ: " العنبري "، وفي أخرى: " الغنري "، ولعل الصواب ما أثبته، فالمترجم أزدي، وفي الازد عنزة، أنظر ما تقدم في نسبة " العنزي " ].(4/557)
ويحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد وجعفر ابني محمد بن المغلس.
روى عنه أبو محمد الخلال، وأبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي، وأبو طالب العشاري.
قال الدارقطني: كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي، وكانت ولادته في أول يوم من ذي
الحجة، سنة ثلاثمائة.
ومات في شهر ربيع الآخر، سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ببغداد.
وقواس: اسم رجل، وهو: الخضر بن قواس البجلي.
يروي عن أبي سخيلة، عن علي.
روى عنه مروان بن معاوية.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: مجهول.
القوافي: بفتح القاف والواو بعدهما الالف وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة لبعض الشعراء، وهو: عويف القوافي الشاعر، وهو عويف بن عقبة بن معاوية بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري.
وسمي عويف القوافي لقوله: سأكذب من قد كان يزعم أنني * * * إذا قلت قولا لا أجيد القوافيا وقيل: بل هو عويف بن معاوية بن عقبة (1) بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة.
القورسي: بضم القاف والراء بينهما الواو وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى قورس، وظني أنها من قرى حلب، والله أعلم، فإنه (2) حدث بحلب، والمشهور بهذه النسبة: أبو العباس أحمد بن محمد بن إسحاق القورسي.
يروي عن الفضل بن عباس البغدادي.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ، وذكر أنه سمع منه بحلب.
القوريني: بضم القاف وسكون الواو والراء المكسورة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون.
[ هامش...(1) كذا في: الاغاني، وفي معجم الشعراء للمرزباني 127: " عوف بن معاوية بن عتيبة بن حصن ".
وصححه الاستاذ الميمني في حاشية السمط 814 إلى " عيينة " مكان " عتيبة "، وفي المسط: " عويف بن معاوية بن حصن "، وفي خزانة الادب 6 / 384: " عوف بن معاويه بن عقبة بن ثعلبة بن حصن ".
(1) أنظر اللباب 3 / 63 ].(4/558)
هذه النسبة إلى قورين، وهي بلدة من الجزيرة، يقال بها: قردى وثمانين، عند جبل الجودي، بناها نوح عليه السلام.
وقيل: إن قورين بناها أردشير بن بابك، منها (1).
القوصي: بضم القاف وفي آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى قوص، وهي بلدة على طرف البحر، بين مكة ومصر، من صعيد مصر، كان بها جماعة من أهل العلم.
وأبو القاسم عبيدالله (2) بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر المديني القوصي، سكن قوص فنسب إليها.
ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ مصر "، وقال: آخر من حدثنا عنه بمصر علي بن الحسن بن خلف بن قديه.
قال: فقال لي ابن قديد كان سماعي من عبيدالله المنكدري بقوص، في سنة خمس وأربعين ومائتين، ثم حج من عامه ذلك، فتوفي بمكة بعد الحج، في ذي الحجة، سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأخوه عبد العزيز بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر المديني القوصي، الساكن بها، توفي بقوص، سنة اثنتين وأربعين ومائتين (3).
القومسي (4): هذه ناحية يقال لها بالفارسية: كومش، وهي من بسطام إلى سمنان، وهما من قومس، وهي على طريق خراسان، إذا توجه العراقي إليها، وقد ذكر في شعر [ هامش...(1) كذا وقف الكلم في النسخ: وعقب بن الاثير على النسبة، فقال: " قلت: هكذا ذكر السمعاني بالقاف، وليس بقدري، وإنما بها سورين، عوض القاف سين، وهي الآن قرية مشهورة بقردى والله أعلم ".
وغير الناشر في مطبوعة اللباب كلمة " باسورين "، وقال: " وفي نسخة الدار القديمة سورين، وهو خطأ "، والحق أنه الصواب، يدل عليه تقييد ابن الاثير له بقوله: " عوض القاف سين " أي عوض القاف من: " قورين " سين فيصبح " سورين ".
(2) في اللباب: " عبد الله "، وانظر الطالع السعيد 345، والعقد الثمين 5 / 311.
(3) قال ابن الاثير: " قلت: فاته القوقلي، بفتح القاف وسكون الواو وفتح القاف الثانية بعدها لام.
هذه النسبة إلى قوقل، واسمه غانم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة الانصاري الخزرجي، منهم: عبادة بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن قوقل الانصاري القوقلي، وإن شئت قلت الغنمي، شهد العقبة وبدرا، ومات بالشام، سنة أربع وثلاثين ".
(4) ضبطها ابن الاثير بضم القاف وسكون الواو وفي آخرها سين مهملة، وضبطها ياقوت بالضم ثم السكون وكسر الميم وسين مهملة.
معجم البلدان 4 / 203 ].(4/559)
القدماء (1): أقول لاصحابي ونحن بقومس * * * ونحن على أكتاف محذوفة جرد بعدنا وحق الله من أهل قرقرى * * * ومن أهل موسوج وزدنا على البعد والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن أبي غالب القومسي.
يروي عن يزيد بن هارون، وغيره.
روى عنه العراقيون.
مات في شهر رمضان، سنة خمسين ومائتين.
ونوح بن حبيب القومسي، الامام المشهور ببذشي، ذكرناه في الباء، وهي قرية من قرى قومس.
وسليمان بن سعيد القومسي.
يروي عن سفيان بن عيينة، وأبي معاوية الضرير.
روى عنه عبد الله بن محمود السعدي المروزي.
ومحمد بن داود بن أبي نصر القومسي، سكن بغداد، وحدث بها، عن مسلم بن إبراهيم وأبي سلمة التبوذكي، وأبي حذيفة النهدي، وعمرو بن خالد الحراني، ويحيى بن بكير المصري، وسهل بن عثمان العسكري.
روى عنه إسماعيل بن محمد الصفار، وأبو جعفر بن عمر الرزاز، وغيرهما، وسئل محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي عنه،
فقال: كان هو وأخوه عندنا ههنا من أصحاب الحديث، ثقتين.
وعبد الله بن محمد بن عبيدة القومسي، حدث ببغداد عن أبيه.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين القاضي القومسي، كان فقيها، درس الفقه على أبي إسحاق المروزي، وكان قاضي جرجان.
روى عنه أبيه، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبي محمد يحيى بن محمد بن [ هامش...(1) البيتان في معجم البلدان 4 / 64، 203، ونسبهما ياقوت إلى يحيى بن طالب الحنفي، والبيت الثاني في معجم ما استعجم 3 / 1065، ونسبه البكري إلى مالك بن الريب.
وتقدم البيتان في " القرقري " ].(4/560)
صاعد، وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي.
وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة سبع وستين وثلاثمائة، وصلى عليه أبو بكر الاسماعيلي، وكان ابن ثمان وسبعين سنة.
ولما مات القومسي، قال الاسماعيلي: بعده بجرجان يكون قاض (1)..وأبو الحسن علي بن محمد بن حاتم بن دينار بن عبيد القومسي، مولى بني هاشم، ويقال له: الحدادي أيضا: روى عنه جماعة من أهل جرجان، والعراق.
روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وعلي بن عمر الختلي، وغيرهما من أهل بغداد، وأهل الكوفة.
روى عنه أبو بكر الاسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي الحافظ، وأبو أحمد الغطريفي.
ومات في شهر رمضان، سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
وأبو عامر الحسن بن محمد بن علي النسوي القومسي، أصله من قومس، ولد بنسا، ونشأ بها، ثم سكن نيسابور، شيخ فاضل، عالم، عارف باللغة، ثقة، سديد، فقير، على شرط أهل العلم.
سمع بنيسابور أبا القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد بن يعقوب النسوي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
سمع منه جماعة من القدماء، مثل أبي محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، وأبي محمد الحسن بن أحمد بن محمد
السمرقندي، الحافظين، وسمع منه شيخنا أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، ولم يتفق أن سمعت منه شيئا عنه فيما أعلم.
ذكره أبو محمد عبد العزيز النخشبي، في " معجم شيوخه "، وقال: أبو عامر القومسي أصلا، النسوي مولدا، نزيل نيسابور، شيخ من أهل السنة، سمعته يقول: سمعت من أبي القاسم عبد الله بن أحمد النسوي مسند الحسن بن سفيان "، ولكن ضاع منه.
وسمع في سفره من أبي بكر بن المقري بأصبهان، وغيره.
ومات في حدود سنة خمسين وأربعمائة.
القوهستاني: بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من تحتها باثنتين والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى قوهستان، يعنى إلى الجبال وفي كل إقليم (2) ولاية يقال لها: قوهستان، وقهستان المعروفة أحد أطرافها متصل بنواحي هراة وبالعراق وهمذان ونهاوند [ هامش...(1) كذا في نسخ بياض قدر كلمة، وفي تاريخ جرجان: " يكون قاضي ديب ".
وفي حاشية تاريخ جرجان: " ومقصود الاسماعيلي الاستفهام الانكاري، أي أنه لا يكون بعد القومسي قاض مثله في فضله "، والبياض على هذا متوهم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.
(2) أي في بلاد العجم، وأشار إليه ياقوت بقوله: " وأكثر بلاد العجم لا يخلو عن موضع يقال له قوهستان، لما ذكرنا " ].(4/561)
وبروجرد وما يتصل بها، والمشهور بالنسبة إلى قهستان: أبو سليمان زافر بن سليمان الايادي، وهو الذي يقال له: القوهستاني، كان أصله من قوهستان، وولد بالكوفة، ثم انتقل إلى بغداد، ثم صار إلى الرأي، وأقام بها.
وقيل: كان سبب نسبه بالقوهستان لانه كان يجلب المتاع القوهي إلى بغداد.
يروي عن شعبة، ومالك، وإسرائيل، وسفيان الثوري، وعبد الملك بن جريج، وعبد العزيز بن أبي رواد وورقاء بن عمر، وغيرهم، كثير الغلط في الاخبار، وواسع الوهم في الآثار، على صدق فيه، والذي عندي في أمره الاعتبار بروايته التي يوافق فيها الثقات، وتنكب ما انفرد به من الروايات.
روى
عنه يعلى بن عبيدالله، وعبيدالله بن موسى، والحسين بن علي الجعفي، وخلف بن تميم، وعبد الله بن الجراح، ومحمد بن مقاتل المروزي، والحسن بن عرفة، ويحيى بن معين.
وأبو جعفر محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبدان بن حبلة القوهستاني، قدم بغداد، وحدث بها عن أبي قريش محمد بن جمعة بن خلف القوهستاني، وأبي العباس محمد بن إسحاق السراج، وغيرهما.
روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله الدوري الوراق، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
القوهياري: بضم القاف وكسر الهاء وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الاسم، وإلى الموضع، فأما الموضع فهو قرية بطبرستان، يقال لها: قوهيار، إذا عربت، ويقال لها: كوهيار، وأما النسبة إلى الاسم، فهو: أبو الفضل العباس بن محمد بن قوهيار الكسائي القوهياري.
من أهل نيسابور.
سمع إبراهيم بن عبد الله السعدي، وعلي بن الحسن الهلالي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، وإسحاق بن عبد الله بن رزين السلمي، أنتخب عليه أبو علي الحسين بن علي الحافظ.
وسمع منه المشايخ.
وقيل: إنه دخل الحمام، فحلق رأسه والحلاق سكران، فأرسل الموسى في دماغه وهو لا يشعر، فأخرج من الحمام، وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة باب معمر.
وأبنه أبو بكر محمد بن العباس بن محمد بن قوهيار القوهياري الكسائي، كان شيخا صالحا.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا أحمد محمد بن سليمان بن فارس، وأقرانهما، كتب عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأثنى عليه في " تاريخه "، وقال: كان من الصالحين.
ولم يذكر وفاته، وكانت قبل الاربعمائة.
والله أعلم ].(4/562)
وأما القوهياري المنسوب إلى الموضع، فذكرته في حرف الكاف.
القوي: بفتح القاف وكسر الواو وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذا لقب أبي يونس الحسن بن يزيد الضمري، المعروف بالقوي، يروي عن سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن.
روى عنه الثوري.
قال أبو حاتم بن حبان: إنما سمي أبو يونس القوي لقوته على العبادة، وذلك أنه قدم مكة فطاف في يوم واحد سبعين أسبوعا، فسمي القوي، وكان من عباد أهل الكوفة وقرائهم.
قال أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني: القوي إنما لقب بالقوي لقوته على العبادة، صام حتى خوي، وبكى حتى عمي، وطاف بالبيت حتى أقعد.
وفي كتاب أبي نصر بن ماكولا: أبو يونس القوي.
رأيته مقيدا مضبوطا بخط صاحبنا ابن المجد بن الشعار الحراني، ولا أدري الوهم منه (1)، أو ممن قرأ عليه، وهو شيخنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ، أو من ابن ماكولا، والظاهر أنه من ابن الشعار، فإن هذا لا يخفى على أبي الفضل، وأبو نصر بن ماكولا أجل من أن يخفى، والصواب ما قاله أبو حاتم بن حبان.
روى عنه سعيد بن سالم القداح، وأبو عاصم النبيل.
وهو لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يسميه القوي الامين، لقوته في ذات الله، ويقرأ قوله: إن خير من استأجرت القوي الامين.
وقوة: بطن من عبدالقس، منها: مسلم بن مخراق القوي (2): ذكر ذلك المفضل بن غسان، في " كتابه ".
[ هامش...(1) لم يتضح لي استشكال السمعاني، والذي في الاكمال 7 / 88: " وأما القوي، بالقاف وكسر الواو، فهو أبو يونس القوي، اسمه الحسن بن يزيد العجلي، أحد الزهاد، حدث...".
وذكر أبن حجر، في تهذيب التهذيب 2 / 327، 328 أن أبا حاتم فرق بين الحسن بن يزيد بن فروخ الضمري، والحسن بن يزيد بن أبي يونس القوي.
وقال ابن معين والذهلي: هما واحد.
(2) كذا وذكر السمعاني هنا، وقد تحرف عليه، فهو " القرى "، وتقدم فيه، وانظر تهذيب التهذيب 10 / 136، وتقريب التهذيب 2 / 246 ].(4/563)
باب القاف والهاء القهستاني: بضم القاف والهاء وسكون السين المهملة وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قهستان، وهي ناحية بخراسان، بين هراة ونيسابور، فيما بين الجبال، وهي قوهستان، بمعنى مواضع من الجبل، فعرب فقل: قهستان، فتحها عبد الله بن عامر بن كريز، في سنة تسع وعشرين من الهجرة، في خلافة عثمان، منها: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عمرويه بن عبد الرحمن القهستاني، أصله منها، وهو المروزي، وكان واعظا، حسن الوجه، لقب نفسه بالعبد الذليل لرب جليل رحل إلى وكتب ببلده، وفي الرحلة، عن أبي عبد الله محمد بن مخلد العطار، وأبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي، وأبي بكر محمد بن عمر بن هشام بن عبد الله الرازي، وأبي عبد الله محمد بن المنذر الهروي شكر، وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو علي منصور بن عبد الله الخالدي، وكانت وفاته في حدود سنة خمسين وثلاثمائة.
وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن محمد بن يزيد بن عبد الله الحساب القهستاني.
سمع أبا عبد الله محمد بن أيوب الرازي، والحسن بن أحمد بن الليث.
سمع منه أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وأبو القاسم الحسن بن أحمد بن علي بن مهران القهستاني الاديب، كان أديبا فاضلا وشاعرا بارعا، دخل الشام، وسمع بها بالمصيصة محمد بن عمر بن يحيى المقري.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ "، فقال: أبو القاسم القهستاني الاديب، الفقيه، الزاهد، سمع الحديث بالعراقين، والحجاز، ومصر، والشام.
وكانت رحلته في التصوف، وكان الامير أبو علي بن ناصر الدولة جالسه، وتلمذ له، وتخرج به،
ورد نيسابور غير مرة فلم يحدث، ثم سألته فحدث بنيسابور سنة إحدى أو اثنتين وتسعين وثلاثمائة.
وحكى لنا عنه أنه رأى في المنام منشدا ينشد هذا البيت.
أتفرح بالايام تمضى وتنقضي * * * وعمرك فيها لا محالة يذهب قال فما استيقظت أضفت إليه بيتا آخر:(4/564)
عجبت لمختار الغنى وهو فقره * * * وعامر دار وهو في الدار يخرب قال: وتوفي بقاين، في ذي الحجة من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة.
وأبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الحافظ المشهور، وكان ضابطا، متقنا، حافظا، كثير السماع والرحلة، جمع " المسندين " على الرجال، والابواب، وصنف حديث الائمة: مالك، والثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد، وغيرهم.
وكان يذاكر بحديثهم حفاظ عصره فيغلبهم، وانتشر حديثه بخراسان لمقامه فيها.
سمع محمد بن حميد الرازي، وأحمد بن منيع البغوي، ومحمد بن زنبور المكي، وأبا كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن المثنى العنزي، وسلم بن جنادة، ومحمد بن سهل بن عسكر، وعبد الجبار بن العلاء، وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي، وغيرهم.
سمع منه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري، وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي.
وكان أبو علي الحافظ النيسابوري، يقول: أبو قريش القهستاني الحافظ، الثقة، المتقن.
وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو قريش حافظ، حديثه عند أهل خراسان.
وكانت وفاته بقهستان، سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة.
وأبو تراب محمد بن سهل بن عبد الله القهستاني.
سمع بخراسان أبا مسلم القهستاني، ومحمد بن يحيى، وأبا الازهر، وبالعراق الزعفراني، والرمادي، وصالح بن أحمد بن حنبل، وبالشام أبا ذهل عبيد بن الغازي، ومحمد بن عوف، وعبد العزيز بن عبد الوهاب الحمصي، ويوسف بن سعيد بن مسلم.
روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ.
وكان أكثر مقامه بنيسابور.
وتوفي في المحرم، سنة أربع عشرة وثلاثمائة.
وأبو سليمان زافر بن سليمان الايادي القهستاني، سكن الري.
روى عنه الثوري، وشعبة، وابن جريج، وإسرائيل، وعبيدالله الوصافي، وأصبغ بن يزيد، وأبي سنان الشيباني، وورقاء، وأبي بكر الهذلي، وجعفر الاحمر.
روى عنه يعلى بن عبيد، والحسين بن علي الجعفي، وأبو نصر هاشم بن القاسم، وعبيدالله بن موسى، وهشام بن عبيدالله، ومحمد بن سعيد الاصبهاني، ومحمد بن مقاتل المروزي، والحسن بن عرفة، وجماعة.
وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: زافر ثقة.
قال أحمد: رأيته.
وقال أبو حاتم الرازي: زافر بن سليمان محله الصدق.
وأبو عبد الله محمد بن منصور القهستاني، يعرف بأبي طالوت الرازي.
يروي عن عبد الرحمن الدشنكي، ومحمد بن عبد الله بن جعفر الرازي، وإبراهيم بن الاشعث صاحب ابن فضيل، وإسحاق ختن سلمة بن الفضل.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه(4/565)
أبي، وسألته عنه، فقال: ثقة.
القهمي: بفتح القاف وسكون الهاء بعدها الميم.
هذه النسبة إلى قهم، وهو بطن من همدان.
قال ابن حبيب: كل فهم في العرب من البطون فهو بالفاء، إلا قهم بن جابر بن عبد الله بن قادم بن زيد عريب، من همدان.
وفي الاسماء: النهاس بن قهم، بصري.
يروي عن شداد أبي عمار (1)، وعن القاسم بن عوف الشيباني، وقتادة.
روى عنه يزيد بن زريع، ومسعود بن واصل، وغيرهما.
القهندزي: بضم القاف والهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها الزاء (2).
هذه النسبة إلى قهندز، بلاد شتى، وهي المدينة الداخلة المسورة، وأما قهندز بخارى فهي المدينة الداخلة فيما أظن، قال قائلهم: لولا ابن جعدة لم يفتح قهندزكم * * * ولا بخارى حتى يفتح الصور
والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الرحمن محمد بن هارون الانصاري القهندزي، من أهل بخارى، كان من أهل العلم.
سمع عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، والفضيل بن عياض، ومحمد بن مسلم الطائفي، وعيسى بن موسى غنجار.
وكانت له رحلة إلى العراق، والمجاز.
روى عنه سعيد بن جناح، وأسباط بن اليسع، البخاريان.
وأبو الحسن علي بن بن الحسن بن الخليل بن شاذويه المؤذن القهندزي، من قهندز بخارى.
يروي عن أبي زكريا يحيى بن إسماعيل بن الحسن بن عثمان، وأبي زيد عمران بن فرينام، وسهل بن المتوكل، وقيس بن أنيف، وغيرهم.
وتوفي في جمادى الاولى سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
وأبو عمرو محمد بن حامد بن نصر بن الفتح القهندزي، يعرف بمؤذن الابيض، من أهل [ هامش...(1) في اللباب: " بن عمار "، وفي تهذيب التهذيب 10 / 478: " بن عامر "، والصواب في: ظ، ك، وميزان الاعتدال 4 / 274، وهو شداد بن عبيد الدمشقي، تقريب التهذيب 2 / 453.
(2) ضبطها ياقوت بفتح أوله وثانيه وسكون النون وفتح الدال وزاء.
قال: " وهي في الاصل اسم الحصن أو القلعة في وسط المدينة، وهي لغة كأنها لاهل خراسان وما وراء النهر خاصة، وأكثر الرواة يسمونه قهندز ".
معجم البلدان 4 / 210 ].(4/566)
بخارى.
يروي عن أبي بكر المنكدري، وأبي عمرو سعيد بن محمد بن الاحنف.
ومات سنة تسع وستين وثلاثمائة.
وأما قهندز نيسابور، وفيهم كثرة، منهم: أبو سعيد الحسن بن عبد الصمد بن عبد الله بن رزين القهندزي، من أهل نيسابور.
وعمر، ومبشر، ومسعود، بنو عبد الله بن رزين القندوزيون.
وأبو سعيد أحمد بن عمرو بن القهندزي النيسابوري، سمع أبا نعيم الفضل بن دكين،
وغيره.
وأبو حماد عبد الله بن حماد القهندوزي.
سمع نهشل بن سعيد النيسابوري، وغيره.
والثاني، منسوب إلى قهندوز، ويقال لها: المدينة الداخلة، وهي باقية إلى الساعة، ولكنها غير معمورة، ولا مسكونة، وقال بعض الشعراء: لولا ابن جعدة...البيت.
وفيهم كثرة.
والثالث، منسوب إلى قهندز سمرقند، منهم: أبو محمد بن عبد الله القهندزي السمرقندي.
ذكره أبو سعد الادريسي، في " تاريخ سمرقند "، هكذا، وقال: يروي عن معروف بن حسان، وعمار بن نصر، روى عنه سهل بن خلف، وعصمة بن مسعود.
ومنهم من ينسب إلى قهندز هراة، منهم: أبو بشر القهندزي.
روى عنه أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري.
وأبو العسكر كافور بن عبد الله القهندزي، من قهندز بخارى، مولى الامير أبي الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني.
يروي عن أبي عبد الله محمد بن محمد الازهري، وعبد الله بن محمد بن يعقوب الاستاذ.
وتوفي في سنة ست وسبعين وثلاثمائة.
والمنسوب إلى قهندز نيسابور أيضا: أبو عمرو محمد بن الفضيل الخفاف القهندزي، من قهندز نيسابور، وهو من ولد(4/567)
رزين، والد أبي حاتم.
سمع أبا عبد الله البوشنجي، وأقرانه.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: سألت أبا حاتم القهندزي الوكيل عن وفاة أبيه، فذكر أنه توفي في سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
وأبو الحسن أحمد بن أبي الفضل محمد بن يوسف، الفقيه القهندزي، من أهل نيسابور، كان من أعيان المعدلين، وأبو الحسن تفقه عند أبي الوليد، وكان في أيامه من المناظرين المبرزين.
سمع أبا حامد أحمد بن محمد الشرقي، وأبا حاتم مكي بن عبدان التميمي.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: توفي في رجب، من سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، ودفن بمقبرة الحيرة.(4/568)
باب القاف واللام ألف القلا: بفتح القاف وتشديد اللام ألف.
هذه نسبة: إبراهيم بن الحجاج بن منير الحمصي القلا، كان يقلي الحمص.
ذكره أبو سعيد بن يونس.
سمع من أبيه، وغيره.
وكان ثقة، مرضيا.
القلاس: بفتح القاف وتشديد اللام ألف وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة ظني أنها إلى القلس، وهو الحبل الذي تربط بن السفينة، والمشهور بها: أبو بكر محمد بن هارون القلاس.
قال أبو نصر بن ماكولا: عبد الغني، وأنا أخشى أن يكون هذا شيطا، وقد وهم في نسبته.
وأبو عبد الله محمد بن خزيمة القلاس البلخي.
يروي عن جماعة.
ومقاتل بن إبراهيم القلاس.
وأبو يحيى زكريا القلاس العابد.
يروي عنه عبد الصمد بن الفضل البلخي.
والحسين، وقيل: الحسن، وهو الاشبه، القلاس.
بغدادي، من أصحاب الشافعي رحمه الله.
قال داود بن علي: كان من علية أصحاب الحديث وحفاظهم له ولمقالة الشافعي.
وأبو يحيى جعفر بن هاشم بن حلبس القلاس، يروي عن معلى بن أسد، روى عنه
ابن مخلد العطار.
وأبو إبراهيم إسحاق بن عبد الله بن الربيع القلاس، من أهل بخارى، حدث عن محمد بن أمية الساوي، وكعب بن سعيد، ومحمد بن سلام.
وروى عنه عمران بن موسى، وموسى بن عيسى، وسهل بن بشر، البخاريون.
وعنبر بن يزيد القلاس أبو محمد، روى عنه إبراهيم بن الاشعث، ومحمد بن سلام، وكعبان، روى عنه حمامد بن سهل بن الحارث.
وأبو بكر محمد بن يعقوب بن القلاس، من أهل بغداد، حدث عن علي بن الجعد، وحماد بن إسحاق الموصلي.
روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأبو بكر أحمد بن(4/569)
جعفر بن مسلم الختلي.
ومات في جمادى الآخرة، سنة خمس وتسعين ومائتين.
القلاسي: بفتح القاف واللام ألف وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى (1)...، والمشهور بها بيت معروف بنسف، بلدة بما وراء النهر لاهل العلم، منهم: الامام أبو نصر أحمد بن محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبرئيل بن مهدي بن واصل القلاسي، النسفي، كان من أئمة نسف، تفقه بسمرقند على القاضي منصور بن أحمد الغزقي، وكتب عنه الحديث، وعن أئمة سمرقند، مثل أبي الحسن علي بن أحمد بن الربيع السنكباثي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ، وذكر أن ولادته في رجب، أو شعبان، سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة.
وتوفي بسمرقند، ليلة الجمعة، الثاني عشر من ذي الحجة، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ودفن بجاكرديزه، بقرب المشهد.
وعم أبيه أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبرئيل بن مهدي القلاسي الرئيس، من أهل نسف، يروي عن جده أبي بكر محمد بن إبراهيم القلاسي، وأبي علي
الحسن (2) بن صديق الوزغجني النسفي، وفايق (3) الاندلس الخاصة (3)، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الرازي، وأبي بكر أحمد بن محمد الاسماعيلي.
ولد سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وتوفي في رجب، سنة سبع وأربعين وأربعمائة.
ووالد السابق ذكره أبو طاهر محمد بن نصر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن جبرئيل بن مهدي بن واصل القلاسي النسفي، كان يلي الاعمال الكبار للسلطان، ثم تركها آخر عمره، وكان يملي بنسف، ويقرأ عليه التفسير، وغيره.
وتوفي بنسف سنة ثمان أو تسع وسبعين وأربعمائة، في ذي الحجة.
وابنه الآخر أبو بكر محمد بن محمد بن نصر القلاسي، تفقه بسمرقند على الامام علي السنكباثي، وتوفي بنسف، يوم الاربعاء، الثامن عشر من ذي الحجة، سنة خمس وثمانين [ هامش...(1) بياض في النسخ، وفي اللباب أيضا.
(2) في النسخ: " الحسين "، والصواب من ترجمته في الجواهر المضية برقم 2 ويأتي في " الوزغنجي ".
(3 3) كذا في: ظ، م، وفي ك: " وفايق الاندلسي الخاصة "، ولم يتجه لي.
والمعروف بفائق الخاصة، هو عميد الدولة، مولى الامير نوح بن منصور الساماني، وهو مختص به، والتاء للمبالغة.
أنظر أخباره في اليميني وشرحه 1 / 96، وما بعدها، والجزء التاسع من الكامل ].(4/570)
وأربعمائة، وكانت ولادته في ذي الحجة، سنة ثمان عشرة وأربعمائة، وكان يروي عن أبي بكر محمد بن عبد الله النجار.
وأخوه أبو محمد ناصر بن محمد بن نصر بن أحمد القلاسي، كتب الكثير بنسف وسمرقند.
قال عمر النسفي: لقيته وأنا صغير، فلم أستفد منه شيئا، كان يدرس، ويملي، ويذكر، بنسف، وكتب الكثير يعني من الحديث، وولد في النصف من ذي الحجة، سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وتوفي في شهر ربيع الاول، سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
القلانسي: بفتح القاف واللام ألف بعدها النون المكسورة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى القلانس، جمع قلنسوة، وعملها، ولعل بعض أجداد المنتسب إليه كانت صنعته القلانس، منهم: أبو أحمد مصعب بن أحمد بن مصعب القلانسي الصوفي، وأصله من مرو، ومولده ومنشأه بغداد، كان أحد الزهاد والنساك، وكان أبو سعيد بن الاعرابي البصري ينتمي إليه في التصوف، وقال: صحبته إلى أن مات، وكان لا يبيت ذهبا ولا فضة.
وكان من أقران الجنيد ورويم.
وقال أبو أحمد القلانسي: فرق رجل من التجار ببغداد على الفقراء أربعين ألف درهم، فقال له سمنون: يا أبا أحمد، ليس لنا شئ ننفقه، فاذهب إلى موضع نصلي فيه بكل درهم ركعة، فذهبنا إلى المدائن، فصلينا أربعين ألف ركعة، وزرنا قبر سلمان رضي الله عنه، وانصرفنا، وتزوج أبو أحمد القلانسي بعد التفرد، وطول العزوبة، وكان يلزم الصحارى والمساجد، وكان شاب يصحبه، يقال له: محمد الغلام، فأراد أن يتزوج، وكلم القلانسي، وأخذ لتزوجه بنته، فأجاب (1)، فلما اجتمعوا رغب محمد الغلام عن التزويج، وامتنع، وندم، فغضب أبو أحمد، وقال: تخطب إلى رجل كريمته، وبذل لك، ثم تأبى، لا يتزوجها غيري، فتزوجها، وكانت معه حتى مات عنها.
وحج سنة سبعين ومائتين، فمات بمكة بعد انصراف الحاج بقليل، ودفن بأجياد، عند الهدف.
[ هامش...(1) القصة بأوضح من هذا في تاريخ بغداد، حيث جاء في هذا الموضع: " وكان يصحبه شاب يعرف بمحمد الغلام وهو محمد بن يعقوب المالكي وكان حدث السن، فقال: أنا أحب أن أتزوج.
فسأل أبو أحمد بريهة أن تطلب له زوجة، فكلمت إنسانا يقال له ابن المطبخي من النساك في بنت له، فأجاب لها " ].(4/571)
باب القاف والياء القيار: بفتح القاف والياء المشددة آخر الحروف بعدهما الالف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى القير وعمله، والمشهور بهذه النسبة: أبو الفضل المقري القيار، حدث عن عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي (1)، يروي
عنه أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري.
القيافي: بفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى القيافة، وهو بطن من غافق، منها: أبو عتاب حماد بن صفوان بن عتاب الغافقي القيافي، من أهل مصر، كان جليسا لليث بن سعد، وكان يحفظ مذهب الليث.
القياني: قيانة، بكسر القاف والياء المخففة المعجمة بنقطتين من تحتها والنون بعد الالف، وهو بطن من غافق، نزل مصر، ومنه: عبدوس بن علي بن عبدوس القياني.
هكذا ذكره عبد الغني بن سعيد.
وقال أبو كامل البصري: عبدوس بن المعلى بن عبدوس القياني.
هكذا قاله أبو الفتح، عن أبي سعيد بن يونس.
وقال ابن ماكولا: هو عبدوس بن المعلى بن عبدوس القياني، يكنى أبا عبد الملك، عمر، وعلت سنه، وكان أديبا، وروى مكي عنه، وجدته في " تاريخ ابن يونس " بفتح القاف، بخط الصوري وابن الثلاج.
ذكره ابن يونس (2).
القيراطي: بكسر القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الطاء المهملة.
وهذه النسبة إلى القيراط، وهو أكبر من الحبة، وقال بعضهم: ما للتجار والمكارم إنما تن * * * بت أجسادهم على القيراط والمشهور بالنسبة إليه: [ هامش...(1) في نسخ أخرى: " العاقولي "، وهو صواب أيضا.
وتقدم في " الدير عاقولي " صفحة 442 من الجزء الخامس.
(2) قال ابن الاثير: " قلت: الذي أعرفه القياتة، بالقاء فوقها نقطتان، عوض النون والفاء (في النسخة: والهاء.
خطأ) في الترجمة التي قبل هذه " ].(4/572)
أبو الحسين صالح بن أحمد بن أبي مقاتل القيراطي.
قال أبو حاتم بن حبان: شيخ،
كتبنا عنه ببغداد، يروي عن يوسف القطان، وبندار، يسرق الحديث ويقلبه، ولعله قد قلب أكثر من عشرة آلاف حديث، فيما خرج عن الشيوخ والابواب، شهرته عند من كتب الحديث من أصحابنا تغني عن الاشتغال بما قلب من الاخبار، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وأبو بكر عبد الله بن محمد بن عمرو القيراطي الواعظ، قيل له القيراطي لانه من ولد حماد بن قيراط، من أهل نيسابور، سمع الحسن بن عيسى، وإسحاق بن منصور، وأحمد بن حرب.
روى عنه أبو الفضل محمد بن إبراهيم النيسابوري، ومات في جمادى الاولى، سنة تسع وثلاثمائة.
القيرواني: بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء والواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى القيروان، وهي بلدة بالمغرب عند أفريقية، والقيروان كلمة فارسية، وذلك أن قافلة من قريش أقبلت من مكة تريد أرض طليطلة، وهو ابن حام بن نوح، بعد الفيل، فنزلت بعض صحاريها، فقال القوم: كاروان آمد.
يريدون أن يقطعوا عليها، فعرب كاروان، فقيل: القيروان.
وقيل: القيروان بن مصر بن حام بن نوح.
وقيل: بنى القيروان محمد بن الاشعث الخزاعي، وتحت لوائه عشرون ومائة قائد، ومن القيروان إلى طرابلس مائة فرسخ، ومنها إلى مصر ألف فرسخ، ومن مصر إلى مكة خمسمائة فرسخ، خرج منها جماعة كثيرة من أهل العلم قديما وحديثا، في كل فن، منهم: عقبة بن نافع بن عبد القيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الظرب بن الحارث بن فهر بن مالك القيرواني، يقال: له صحبة.
ولم يصح، شهد فتح مصر، واختط بها، وتولى الامرة على المغرب لمعاوية بن أبي سفيان، وليزيد بن معاوية، وهو الذي بني القيروان (1)، وأنزلها المسلمين.
روي أن أباه كان مع هبار بن الاسود، حين نخس بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجرت.
وروي أن أباه هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: " إن لقيتم نافعا وهبارا فاجعلوهما بين حزمتي حطب فأحرقوهما بالنار، ثم قال: " إن لقيتموهما فاقتلوهما، فإنه لا يعذب بعذاب
الله " (2)، وروى عن معاوية بن أبي سفيان.
روى عنه ابنه مرة، وعلي بن رباح.
قتله البربر [ هامش...(1) في ك: " قيروان أفريقية ".
(2) أنظر الحديث: " باب يعذب بعذاب الله، من كتاب الجهاد.
صحيح البخاري 3 / 75.
وباب التحريق بالنار،(4/573)
من أبواب السير.
عارضة الاحوذي 7 / 66.
وباب في كراهية حرق العدو بالنار، من كتاب الجهاد.
سنن أبي داود 2 / 50، 51.
ومسند الامام أحمد 2 / 307، 338، 453، 3 / 494 ].
بتهوذة (1)، من أرض الزاب (2) بالمغرب، سنة ثلاث وستين، ومن ولده بمصر إلى الآن بقية، وبأفريقية، وبغزة من أرض الشام.
وسليمان بن داود بن سلمون القيرواني، كان فقيها فاضلا.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الله البغدادي، روى عنه عبد الله بن ميمون بن أشقند الاطرابلسي المغربي.
وأبو عقال بن علوان القيرواني المغربي من قدماء مشايخ المغرب، صحب أبا هارون الاندلسي.
ومات أبو عقال بمكة، وبها قبره، أقام أبو عقال بمكة أربع سنين، لم يأكل ولم يشرب إلى أن توفي، وقيل: اثنتي عشرة سنة.
وقيل: كان يسمي حمامة (3) الحرم.
قال أبو إسحاق المغربي نزيل طرسوس: كان أبي فيمن لقي أبا عقال بمسجد الخيف، وعليه خيشتان، مترزا بإحداهما، ومتشحا بالاخرى، وحوله جماعة يكتبون كلامه، فلما انقضى المجلس خلوت به، قلت: حدثني بأشد ما مر بك في الحجاز.
قال: لا تقدر تسمعه، ولكن أحدثك ببعضه، كان معي في بعض السنين سبعون صاحب ركوة (4)، فوقع القحط في الحجاز، فماتوا عن آخرهم، وبقي معي خمسة نفر، قد أثر فيهم الضر، فوقع القحط في الحجاز، فماتوا عن آخرهم، وبقي معي خمسة نفر، قد أثر فيهم الضر، وبقينا سبع عشرة ليلة متواليات، لم نطعم فيها شيئا، فضعفت وأيست من الحياة، فوقع في سري أن آتي الركن وألتزمه إلى أن أموت، فحبوت إليه حبوا، ورفعت، واستندت إلى زمزم، فإذا أنا
بأسود، على رأسه مكتل (5) كبير، وحمل مشوي، وصرة كبيرة من فضة، فقال لي: أنت أبو عقال ؟ قلت: نعم.
فوضعه بين يدي وفر، فأومأت إلى أصحابي، فأتوني حبوا، وكنت فيهم كواحد منهم.
وأبو علي الضرير القيرواني، بكى حتى عمي، ثم رجع إليه بصره، فبكى حتى عمي ثانيا، وهو من كبار مشايخهم، صحب الخولاني.
[ هامش...(1) وفي البيان المغرب 1 / 30: " تهودا ".
قال ابن عذارى: " وصفة مدينة تهودا هي مدينة قديمة، بنيانها بالحجارة، لها أسواق كثيرة، وربض واحد، وبها جامع جليل، ومساجد، وفنادق كبار، ويسكنها قوم من البربر ".
(2) الكلمة مصفحة بالنسخ.
والزاب: كورة عظيمة، ونهر جرار، بأرض المغرب على البر الاعظم، عليه بلاد واسعة، وقرى متواطئة، بين تلمسان وسجلماسة.
معجم البلدان 2 / 904.
(3) الصواب في: نسخ أخرى واللباب وقال ابن الاثير: لملازمته المقام فيه.
(4) الركوة للماء، وهو يعني من الصوفية الفقراء.
(5) المكتل: شبه الزنبيل، يسع خمسة عشر صاعا ].(4/574)
وأبو عبد الله الزيات، من مشايخ المغرب، من أهل القيروان، كبير الحال، ذو حظ من السماع، عالم فيه، كان هو المرجوع إليه بناحيته في علوم القوم.
القيسراني (1): هذه النسبة إلى بلدة على ساحل بحر الروم، يقال لها: قيسارية، دخلتها يوم الجمعة، وقت الصلاة، فلم أجد بها من المسلمين إلا رجلا واحدا وأهله، واستولت عليها الفرنج، وكانت من أمهات البلدان، فتحت زمن عمر بن الخطاب، والنسبة إليها القيسراني، والمشهور بهذه النسبة: أبو عيسى فديك بن سليمان القيسراني، يروي عن الاوزاعي، روى عنه عبد الرحمن بن إبراهيم، الملقب بدحيم بن اليتيم.
ومنها: أبو عمر ثور بن عمرو القيسراني، يروي عن ابن عيينة، والوليد بن مسلم.
روى عنه أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، ومات سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وإبراهيم بن أبي سفيان القيسراني، من مشاهير المحدثين، يروي عن محمد بن يوسف الفريابي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
ومن المتأخرين: شيخنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني، المعروف بالقصري، لقيته بحلب، وكتبت عنه بها، وكان فقيها مناظرا، حسن السيرة، صالحا.
وأبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني، أشعر أهل الشام، لقيته بدير (2) الحافر (2)، وكتبت عنه، وكان ولد بعكا، ونشأ بقيسارية.
القيسي: بفتح القاف وسكون الياء وكسر السين.
هذه النسبة إلى جماعة اسمهم قيس، والمشهور بالنسبة: أبو الخصيب زياد بن عبد الرحمن القيسي.
قال أبو الحاتم بن حبان: هو من بني [ هامش...(1) في ظ: " القيساري "، وسيأتي ذكر " القيسراني " خلال الترجمة.
ولم يضبط النسبة السمعاني، وضبطها ابن الاثير، فقال: " بفتح القاف وسكون الياء تحتها نقطتان وفتح السين المهملة والراء وبعد الالف نون ".
(2 2) في ظ: " بدار الخافر " خطأ.
ودير حافر: قرية بين حلب وبالس.
معجم البلدان 2 / 653 ].(4/575)
قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، عداده في أهل البصرة، يروي عن ابن عمر، روى عنه عقيل بن طلحة.
وأبو المهاجر بن عميرة بن حصن القيسي، من بني قيس بن ثعلبة، عداده في أهل الكوفة، يروي عن عمر، وحذيفة، روى عنه سماك بن حرب، وهو الذي يقول فيه إسرائيل (1).
عبد الله بن حصين العجلي (2).
ومنها ولاء: أبو سعيد سليمان بن المغيرة القيسي البصري، مولى قيس بن ثعلبة بن بكر بن وائل، من أهل البصرة، يروي عن الحسن، وثابت البناني، روى عنه ابن المبارك، وأهل العراق، ومات سنة خمس وستين ومائة.
وحميد بن علي بن هارون القيسي، يعرف بزوج غنج، من أهل البصرة.
قال أبو حاتم بن حبان: هو شيخ كان بالبصرة، ذهبت إليه يوما وجماعة من أصحابنا، لاختبرة، فدللنا عليه في بني قيس، فلما أتيناه، إذا شيخ يظهر الصلاح والخير، فسألته أن يملي علينا شيئا يحفظه، فأملى علينا عن عبد الواحد بن غياث، وغيره، فذكر أحاديث مقلوبة، ثم قال: فأملى علينا أحاديث من هذا الضرب، فقمنا وتركناه، وعلمت أنه لا يخلو أمره من أحد شيئين، إما أن يكون هو الذي يتعمد في قلب هذه الاحاديث، أو قلبت له فحط بها، فلا يجوز الاحتجاج به، بعد روايته هذه الاشياء، عن هؤلاء الثقات، الذين لم يحدثوا بهذه الاحاديث.
على هذه النحو، وهذا شيخ ليس يعرفه كثير أحد، وإنما ذكرته لعل من يجئ بعدنا يحتج بشئ مما روى هذا الشيخ، ويوهم المستمعين أنه كان ثقة.
وأبو محمد روح بن عبادة بن العلاء بن حسان بن عمرو بن مرثد القيسي، من بني قيس بن ثعلبة، من أنفسهم، سمع عبد الله بن عون، وعمران بن حدير، وأشعث بن عبد الملك، وسعيد بن أبي عروبة، وابن جريج، والاوزاعي، وابن أبي ذئب، ومالك بن أنس، وسفيان الثوري، وشعبة، والحمادين، وسفيان بن عيينة.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، وعلي بن المديني، وإسحاق بن راهويه، وهارون بن عبد الله، وأحمد بن منيع، وبندار بن بشار، ويعقوب الدورقي.
وكان من أهل البصرة، وقدم بغداد، وحدث بها مدة طويلة، ثم انصرف إلى البصرة، فمات بها.
وكان كثير الحديث، وصنف [ هامش...(1) وهو إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي.
أنظر ترجمته في تذكرة الحفاظ 1 / 214.
(2) في ترجمة عبد الله بن عمير بن حصن، أنه يقال: ابن حصين العجلي.
أنظر تهذيب التهذيب 5 / 344 ].(4/576)
في السنن، والاحكام، وجمع " التفسير "، وكان ثقة.
وقال علي بن المديني: نظرت لروح بن عبادة في أكثر من مائة ألف حديث كتبت منها عشرة آلاف.
ومات سنة خمس، وقيل: سنة سبع ومائتين.
وخبية بن كناز القيسي، من قيس ثعلبة، كان على الابلة، فقال عمر بن الخطاب، لا حاجة لنا فيه، هو يخبأ، وأبوه يكنز.
قال ذلك الحارث عن المدائني.
ورياح بن عمرو القيسي.
وإسماعيل بن قيس القيسي، عن نافع وعكرمة، روى عنه موسى بن إسماعيل.
وأبو محمد روح بن عبادة القيسي.
وأبو عمرو بكر بن بكار القيسي، يروي عن شعبة، وحمزة بن حبيب، عن عيسى بن المسيب.
وأبو خالد هدبة بن خالد القيسي، من أهل البصرة، يروي عن همام بن يحيى، وسهيب بن أبي حزم، روى عنه البخاري، ومسلم، في جماعة آخرهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي.
والحسين بن محمد بن داود القيسي، مأمون.
وأبو محمد السري بن هناد القيسي المروزي، حدث عن أبي عثمان بن القاسم البغدادي، ومحمد بن شقيق بن إبراهيم البلخي.
وأبو بكر عبد الصمد بن هارون بن عمرو بن حبان بن يزيد القيسي، من أهل نيسابور، الملقب بقاتل قتيبة، سمع بخراسان قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وبالعراق أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وبالحجاز أبا مصعب الزهري، ومحمد بن يحيى بن أبي عمرو، وبالشام هشام بن عمار، وأقرانهم.
روى عنه المؤمل بن الحسين بن عيسى، وأبو حامد بن الشرقي، وغيرهما.
ومات في شوال، سنة أربع وثمانين ومائتين، بنيسابور.
وجماعة من القيسيين ينسبون إلى قيس بن عيلان بن مضر بن نزار، حكى معتمر بن سليمان، عن أبيه، أنه قال له: إذا كتبت نفسك في الشهادة فلا تكتب المري، ولا التيمي، واكتب القيسي، فإن أبي كان مكاتبا لبحير بن بحران، وأمي مولاة لبني سليم، فاكتب القيسي، فإن كنت من بني مرة فأنت من قيس بن ثعلبة، وإن كنت من بني سليم، فأنت من(4/577)
قيس عيلان، فاكتب القيسي.
وقرية بصعيد مصر تسمى القيسي، حدث منها: ليث القيسي، مولى محمد بن عياض الزهري، يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر.
روى عنه الليث بن سعد.
وإنما قيل لهذه القرية قيس، لان فتحها كان على يدي قيس بن الحارث المرادي، فنسبت إليه، وهو شهد فتح مصر، يروي عن عمر بن الخطاب، روى عنه سويد بن قيس، وبكر بن سوادة (1).
القيصري: بفتح القاف وسكون الياء المعجمة باثنتين وفتح الصاد المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قيصر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو عمرو أحمد بن محمد بن قيصر القيصري، من أهل سمرقند، وكان فاضلا، ثقة، صدوقا في الرواية، من أهل العلم والدراية، يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج، وهارون بن إسحاق الهمذاني، وأحمد بن منصور الرمادي، والحسن بن الصباح الزعفراني.
روى عن عبد الله بن محمد بن شاه.
وأحمد بن محمد بن حجر الدهقان، وغيرهما، وتوفي في شهر ربيع الاول، سنة إحدى وثلاثمائة.
القيضي: بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها الضاد
المعجمة.
هذه النسبة إلى بطن من حمير، هكذا ذكره أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، ومنه: زياد بن عبيد القيضي (2)، سمع رويفع بن ثابت.
روى عنه حيوة بن شريح.
هكذا [ هامش...(1) قال ابن الاثير: " قلت: فاته النسبة إلى قيس بن سعد بن مالك بن النخع، بطن من النخع، منهم: عمرو بن زرارة بن قيس بن الحارث بن عوف بن جشم بن كعب بن قيس بن سعد النخعي القيسي، وهو أول خلق الله خلع عثمان، ثم بايع عليا رضي الله عنهما ".
(2) في التاريخ الكبير: " القبضي "، وفي حاشيته: هكذا ضبطه ابن ماكولا في الاكمال، وابن السمعاني في الانساب،(4/578)
ووقع في الاصول " الفيضي "، وبالهامش " خ القبضي بالقاف " ح.
ولم أجد شيئا من ذلك في الاكمال، والانساب بين يديك.
وبعد " القيضي " في ك زيادة: " بطن من حمير "، وهي في التاريخ الكبير، وتقدمت ].
ذكره البخاري، في " تاريخه ".
قيظي: هذا اسم يشبه النسبة، وهو: عمرو بن قيظي بن عامر بن شداد بن أسيد السلمي، يروي عن أبيه، عن جده، روى عنه زيد بن الحباب.
ذكره أبو حاتم بن حبان، في كتاب " الثقات ".
وقيظ، بفتح القاف وسكون الياء المعجمة من تحتها بنقطتين والظاء المعجمة: بطن من حمير.
وزياد بن عبيد القيظي، منسوب إلى هذا البطن.
روى عن رويفع بن ثابت البلوي.
روى عنه حيوة بن شريح.
قال ابن ماكولا: قيظي بن شداد بن أسيد السلمي، عن شداد.
روى عنه ابنه عمرو.
قاله البخاري.
وصيفي، وحباب، ابنا قيظي، من بني عبد الاشهل، وأمهم الصعبة بنت التيهان، أخت أبي الهيثم، قتلا يوم أحد شهيدين (1).
القيم: بفتح القاف والياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى من يقوم بمصالح المساجد أو الحمام، منهم: هارون بن أبي الهيذام، واسمه محمد بن هارون القيم الرملي كان قيم المسجد الجامع بالرملة.
يروي عن قتيبة بن سعيد، وهدبة بن خالد، وهشام بن عمار، ونصر بن علي الجهضمي، وغيرهم.
القيناني: بفتح القاف والنون بينهما الياء الساكنة آخر الحروف بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قينان، وهو من البطن الرابع من أولاد آدم، وهو قينان بن أنوش بن [ هامش...(1) آخر كلام ابن ماكولا.
قال ابن الاثير: " قد تقدم ذكر هذا البطن من حمير، في القيضي، بالضاد المعجمة، وأعاده ههنا بالظاء المعجمة، وهذا زياد بن عبيد هو المذكور في تلك الترجمة، فهو كما ترى " ].(4/579)
شيث بن آدم، عليهما السلام، وهو والد الانبياء كلهم، والعرب كلها، والناس.
وقينان: من قرى سرخس، خربت الساعة، وبقي بها الزارعة، منها: علي بن سعيد القيناني.
قال أبو حاتم بن حبان: علي بن سعيد، من أهل سرخس، وقينان قرية من قراها، يروي عن ابن المبارك الاصناف كلها، روى عنه أهل بلده.
القيني: بفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى..(1)، والمشهور بهذه النسبة: عبد الله بن نعيم القيني، يروي عن الضحاك بن عبد الرحمن.
وعبد الغني بن عبد الله بن نعيم القيني، ابنه، يروي عن أبيه، حدث عنه داود بن
رشيد.
وأخوه عاصم بن عبد الله القيني، يروي عن عروة بن محمد السعدي.
وهم من الاردن.
وزهير بن الحكم بن سعيد بن الاسود القيني، أفريقي، يكنى أبا الحكم، توفي في شهر رمضان، سنة ست وتسعين ومائتين.
يروي عن أبيه، عن جده، أخبار المغرب.
وابنه إبراهيم بن زهير، روى عنه ابن يونس.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سلمة بن إسحاق القيني، أندلسي، إخباري، عالم، له " كتاب " يشتمل على عدة أجزاء في أخبار رية (2)، وفي بلاد الاندلس، وحصونها، وولاتها، وفقهائها، وشعرائها، وحروبها.
ذكره أبو محمد بن حزم.
[ هامش...(1) بياض في النسخ، وكذلك في أصل اللباب، وقال ابن الاثير عقب إيراد الترجمة: " قلت: لم يذكر أبو سعد إلى أي شئ هذه النسبة، وهي النسبة إلى القين، واسمه النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، قبيلة من قضاعة ".
(2) رية: كورة واسعة بالاندلس، متصلة بالجزيرة الخضراء، وهي قبلي قرطبة، ولها مدن وحصون، ورستاق واسع.
معجم البلدان 2 / 892.
وذكر الحميدي أن هذا الكتاب لاسحاق بن سلمة بن إسحاق القيني.
ونقل هذا عن ابن حزم أيضا.
جذوة المقتبس 169.
وذكر ياقوت أن أبا عبد الحميد إسحاق بن سلمة بن وليد بن زيد بن أسد بن مهلهل بن ثعلبة بن مودوعة بن قطيعة القيني، من أهل رية، جمع كتابا في أخبار أهل الاندلس، أمره بجمعه المستنصر.
وعن ياقوت نقل البغدادي في هدية العارفين 1 / 200 ].(4/580)
القيومي: بفتح القاف وضم الياء المشددة آخر الحروف بعدها الواو وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى قيوما، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه.
شهر رمضان، سنة ست وتسعين ومائتين.
يروي عن أبيه، عن جده، أخبار المغرب.
وابنه إبراهيم بن زهير، روى عنه ابن يونس.
وأبو إسحاق إبراهيم بن سلمة بن إسحاق القيني، أندلسي، إخباري، عالم، له " كتاب " يشتمل على عدة أجزاء في أخبار رية (2)، وفي بلاد الاندلس، وحصونها، وولاتها، وفقهائها، وشعرائها، وحروبها.
ذكره أبو محمد بن حزم.
[ هامش...(1) بياض في النسخ، وكذلك في أصل اللباب، وقال ابن الاثير عقب إيراد الترجمة: " قلت: لم يذكر أبو سعد إلى أي شئ هذه النسبة، وهي النسبة إلى القين، واسمه النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، قبيلة من قضاعة ".
(2) رية: كورة واسعة بالاندلس، متصلة بالجزيرة الخضراء، وهي قبلي قرطبة، ولها مدن وحصون، ورستاق واسع.
معجم البلدان 2 / 892.
وذكر الحميدي أن هذا الكتاب لاسحاق بن سلمة بن إسحاق القيني.
ونقل هذا عن ابن حزم أيضا.
جذوة المقتبس 169.
وذكر ياقوت أن أبا عبد الحميد إسحاق بن سلمة بن وليد بن زيد بن أسد بن مهلهل بن ثعلبة بن مودوعة بن قطيعة القيني، من أهل رية، جمع كتابا في أخبار أهل الاندلس، أمره بجمعه المستنصر.
وعن ياقوت نقل البغدادي في هدية العارفين 1 / 200 ].(4/581)
القيومي: بفتح القاف وضم الياء المشددة آخر الحروف بعدها الواو وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى قيوما، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه.
وأبو حفص عمرو بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن جعفر البندار النهرواني القيومي، من أهل بغداد، المعروف ابن قيوما، حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وأحمد بن عيسى بن السكين البلدي.
يروي عن أبو بكر البرقاني، وأبو علي بن دوما النعالي.
وكان أحد الشهود المعدلين.
وكانت وفاته بعد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.(4/581)
الانساب - السمعاني ج 5
الانساب
السمعاني ج 5(5/)
الانساب للامام أبي سعد عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي السمعاني المتوفي سنة 562 ه تقديم وتعليق عبد الله عمر البارودي مركز الخدمات والابحاث الثقافية الجزء الخامس دار الجنان(5/3)
ملتزم الطبع والنشر والتوزيع دار الجنان الطبعة الاولى 1408 - ه 1988 م(5/4)
حرف الكاف باب الكاف والالف الكابلي: بفتح الكاف وضم الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى كابل، وهي ناحية معروفة من بلاد الهند، اشتهر بالانتساب إليها جماعة، منهم: أبو الحسين محمد بن الحسين الكابلي، من أهل بلخ.
قال أبو الفضل الفلكي الكابلي: لقيته، وكان من الجهمية، حدث عن يزيد بن هارون، وأبي عبد الرحمن
الباهلي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
مات يوم الاربعاء، النصف من المحرم.
هكذا وجدت في كتاب " الطبقات لعلماء بلخ "، وانقطع من الكتاب باقي التاريخ، ولعله في حدود سنة خمسين ومائتين.
وأبو بكر محمد بن علي بن..(1) الكابلي، من أهل أصبهان، لعل أصله من كابل، شيخ، صالح، سديد.
سمع أبا القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك النيسابوري.
سمعت منه بأصبهان.
وأبو مجاهد علي بن مجاهد بن مسلم بن رفيع الرازي، يعرف بابن الكابلي، مولى حكيم بن جبلة من عبد القيس، قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن إسحاق بن بشار، والجعد بن أبي الجعد، وغيرهم.
روى عنه الصلت بن مسعود الجحدري، وأحمد بن حنبل، وزياد بن أيوب، وقال يحيى بن معين: أبو مجاهد بن الكابلي، قد رأيته على باب هشيم، وما أرى به بأسا، ولم أكتب عنه شيئا.
ورماه يحيى بن الضريس بالكذب، ذكر ذلك عبد الرحمن بن أبي حاتم، في كتاب " الجرح والتعديل ".
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسن بن ماهان المروزي، المعروف بالكابلي، سكن بغداد، وكان ثقة.
سمع عبد العزيز بن عبد الله الاويسي، وعاصم بن علي، وإبراهيم بن موسى الفراء.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأبو عمرو بن السماك، وأحمد بن كامل الشجري، ووثقه الدار قطني.
وذكره أبو الحسين بن
__________
(1) بياض بالنسخ، وتمام نسبه في التحبير 2 / 185: " ابن عمر بن أبي بكر بن علي بن الحسين بن علي " [ * ](5/5)
المنادي، وقال: مات ببغداد، في سنة سبع وسبعين ومائتين قال: وكان له أدنى حفظ، ولم يكن عند الناس بالمحمود في مذهبه، ولا في روايته.
الكاتب: بكسر التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والباء بعدها.
اشتهر بها جماعة الكتابة المعروفة، وأول من علم الكتابة بالعربية مرامر بن مرة،
وأسلم بن سدرة، وعامر بن حدرة، وقيل: هم من طيئ، ثم علموها أهل الانبار، فعلمها أهل الانبار بشر بن عبد الملك من أهل الحيرة، ثم أتى بشر الطائف فعلم غيلان بن سلمة الثقفي، ثم أتى بادية مضر، فعلم عمرو بن زرارة، فسمي عمرو الكاتب، وعلم بشر أيضا سفيان بن أمية بن عبد شمس، وابا قيس بن عبد مناف بن زهرة، فسمي الكاتب، فهم يدعون بني الكاتب بالكوفة، وأكيدر بن عبد الملك، وأخوه بشر بن عبد الملك، هو علم أهل الانبار خطا، وكانوا يسمونه الجزم.
وأول من كتب ببقة (1) قوم من طيئ، يقولون: هم من بولان، ومنهم: حنظلة بن الربيع الاسيدي الكاتب التميمي، كان من كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له الكاتب لهذا، واشتهر به، وهو صاحب حديث النفاق، وهو من الصحابة الذين انتقلوا إلى الكوفة، وسكنوها، ثم انتقل حنظلة الكاتب من الكوفة إلى قرقيسيا.
وسكنها، وقال: لا أقيم ببلدة يشتم فيها عثمان.
ومن المحدثين المشهورين بهذه النسبة.
الازهر بن سليمان الكاتب البلخي، كان كاتب ابن الرماح، من أهل بلخ.
يروي عن إبراهيم بن طهمان، ومسلم بن خالد الزنجي.
روى عنه أهل بلده.
وأبو صالح عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الكاتب المصري، مولى جهينة، وهو كاتب الليث بن سعد.
يروي عن ابن لهيعة، ومعاوية بن صالح، وكانت ولادته في سنة سبع وثلاثين ومائة.
وماتت يوم عاشوراء من سنة ثلاثة وعشرين ومائتين.
روى عن الليث مناكير، منكر الحديث جدا، يروي عن الاثبات ما لا يشبه حديث الثقات، وعنده المناكير الكثيرة عن أقوام مشاهير أئمة، وكان في نفسه صدوقا، يكتب لليث بن سعد الحساب، وكان كاتبه على الغلات، وإنما وقع المناكير في حديثه من قبل جار له، رجل سوء.
قال أبو حاتم بن
__________
(1) بقة: اسم موضع قريب من الحيرة.
معجم البلدان 1 / 702.
[ * ](5/6)
حبان: سمعت ابن خزيمة: يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس، بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرحه في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله، فيحدث به، يتوهم أنه خطه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره.
قال زياد بن أيوب: نهاني أحمد بن حنبل أن أروي حديث عبد الله بن صالح.
وأبو الفيض يوسف بن السفر الكاتب الشامي، كان كاتب الاوزاعي، من أهل الشام.
يروي عنه.
روى عنه بقية بن الوليد، وسعيد بن يعقوب الطالقاني.
كان ممن يروي عن الاوزاعي ما ليس من حديثه من المناكير، التي لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها موضوعة، لا يحل الاحتجاج به بحال.
روى عنه الخطاب بن عثمان.
وأبو إسحاق إبراهيم بن تميم الكاتب، مولى بكر بن مضر، مولى شرحبيل بن حسنة، من أهل مصر، كان كاتبا في ديوان الخراج.
ثم تناهت به الامور إلى أن ولي خراج مصر، وتوفي سنة سبع عشرة ومائتين.
وأبو مسلم محمد بن أحمد بن علي بن الحسين الكاتب البغدادي، كاتب الوزير أبي الفضل بن حنزابة، من أهل بغداد، نزل مصر، وعمر، حتى حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وعبد الله بن أبي داود السجستاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وبدر بن الهيثم، وسعيد بن محمد أخي زبير الحافظ، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد، وأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقري، وإبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي.
روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبو عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي، وأبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي، وغيرهم.
وذكر أبو عبد الله الصوري الحافظ، قال: كان بعض أصول أبي مسلم عن البغوي وغيره جيادا.
قلت: وكيف كانت حاله من حال ابن الجندي ؟ فقال: قد اطلع منه على تخليط، وهو أمثل من ابن الجندي.
وقال أبو الحسين العطار، وكيل أبي مسلم الكاتب، قال الصوري: كان أبو الحسين من أهل
العلم والمعرفة بالحديث، كتب وجمع، ولم يكن بمصر بعد عبد الغني بن سعيد أفهم منه.
قال العطار: ما رأيت في أصول أبي مسلم عن البغوي شيئا صحيحا، غير جزء واحد، كان سماعه فيه صحيحا، وما عدا ذلك مفسود.
وقال العتيقي: سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فيها توفي أبو مسلم الكاتب البغدادي.
بمصر، وكان آخر من بقي من أصحاب ابن منيع.
وقال غيره: توفي في ذي القعدة، من السنة.(5/7)
وأبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح الكاتب، من أهل بغداد، وهو عم علي بن عيسى الوزير.
كان من علماء الكتاب، فاضلا، عارفا بأيام الناس، وأخبار الخلفاء والوزراء، وله في ذلك مصنفات معروفة، وحدث عن عمر بن شبة النميري، وعبيد الله بن سعد الزهري، وابي يعلى زكريا بن يحيى المنقري.
روى عنه أحمد بن عبيد الله بن عمار، والقاضي عمر بن الحسن بن الاشناقي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني.
ولد في سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
ومات سنة ست وتسعين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الكاتب الزهري، مولى بني هاشم، وهو كاتب محمد بن عمر الواقدي، ويعرف بغلام الواقدي أيضا.
سمع سفيان بن عيينة، وإسماعل بن علية، ومحمد بن أبي فديك، وأبا ضمرة أنس بن عياض، ومعن بن عيسى، والوليد بن مسلم، ومن بعدهم.
وكان من أهل الفضل والعلم، وصنف " كتابا " كبيرا في طبقات الصحابة والتابعين والخالفين إلى وقته، فأجاد فيه، وأحسن.
روى عنه الحارث بن أبي أسامة، والحسين بن قهم، وأبو بكر بن أبي الدنيا.
وحكي عن يحيى بن معين أنه رماه بالكذب، ولعل الناقل عنه غلط أو وهم، لانه من أهل العدالة، وحديثه يدل على صدقه، فإنه يتحرى في كثير من رواياته.
وقال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن محمد بن سعد.
فقال: يصدق، رأيته جاء إلى القواريري، وسأله عن أحاديث، فحدثه.
وحكى إبراهيم الحربي، قال: كان أحمد بن حنبل يوجه في كل جمعة بحنبل بن إسحاق إلى
ابن سعد، يأخذ منه جزأين من حديث الواقدي، ينظر فيهما إلى الجمعة الاخرى، ثم يردهما ويأخذ غيرهما، قال إبراهيم: ولو ذهب سمعهما كان خيرا له.
ومات في جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين، ببغداد، وهو ابن اثنتين وستين سنة، وكان كثير العلم، والحديث، والرواية، والكتب، كتب الحديث، وغيره من كتب الغريب والفقه.
وهشام بن معدان الكاتب، من أهل بغداد، كتب أبي يوسف القاضي، خرج إلى بلاد المغرب، وسكن أفريقية، ومات بها، وقال: حضرت أبا العتاهية، في مقبرة بغداد، وهو ينشد، فقلت: يا أبا العتاهية، ما أشعر ما قلت.
قال: قولي: الناس في غفلاتهم * ورحى المنية تطحن وتوفي هشام بأفريقية، سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وأبو محمد طلق بن غنام بن طلق بن معاوية الكاتب النخعي الكوفي، كاتب شريك القاضي، كوفي.
روى عن شريك، وقيس.
روى عنه محمد بن عبد الله بن نمير،(5/8)
وأبو كريب، والاشج، وإسرائيل.
وحجاج بن عمران السدوسي الكاتب، كان كاتب بكار بن قتيبة القاضي بمصر، من أهل مصر.
يروي عن سليمان بن داود الشاذكوني.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وسعيد بن عبدوس بن أبي زيدون الرملي الكاتب، من أهل الرملة، كان محمد بن يوسف الفريابي، نزيل قيسارية، روى عنه.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه بالرملة، وهو صدوق.
الكاجري (1): هذه النسبة إلى قرية من قرى نسف، يقال لها: كاجر، على فرسخين منها.
خرج منها جماعة من المحدثين والائمة، سمعت السيد أبا بكر أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني، ببخارى، يقول: قال بعضهم:
ومن العجائب والبدائع جمة * في مجلس السلطان عيسى الكاجري ومن هذه القرية: أبو أحمد محمد بن جعفر بن محمد بن عصمة الكاجري.
سمع أبا سهل هارون بن أحمد الاستراباذي، وأبا جعفر محمد بن عبد الله الفقيه الهندواني، وأبا الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة النسفي، وجماعة.
روى عنه أبو العباس المستغفري.
ومات في رجب، سنة إحدى عشرة وأربعمائة.
وأبو سلمة أحمد بن محمد بن عيسى بن سليمان بن داود الكاجري.
سمع الليث بن نصر الكاجري.
روى عنه أبو تراب إسماعيل بن طاهر النسفي، ولم يسمع منه أحد سواه.
ومات يوم الجمعة، بعد الصلاة، ودفن يوم السبت، لليلتين بقيتا من المحرم، سنة عشر وأربعمائة.
وأبو محمد عبد الرحمن بن الليث بن نصر بن يونس بن إبراهيم بن ثابت الكاجري، يروي عن أبيه، ومحمد بن طالب بن زكريا، وعبد المؤمن بن خلف، النسفيين.
روى عنه أبو جعفر عبد الملك بن عبد الله الخزاعي الهروي، وغيره.
الكاجغري: بفتح الكاف والجيم الساكنة بينهما الالف والغين المعجمة المفتوحة وفي
__________
(1) ضبط ابن الاثير النسبة، فقال: " بالكاف المفتوحة وبعد الالف جيم ثم راء ".
[ * ](5/9)
آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بلدة من تركستان، يقال لها: كاجغر، وكاشغر أيضا، وسأذكره بالشين في موضعه، وكنت أظن أن اسم هذه البلدة بالشين، حتى رأيت في " معجم شيوخ " أبي الفتوح عبد الغافر بن الحسين الالمعي، الكاجغري، بالجيم، فذكرت هذه الترجمة لذلك، فمنهم: أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف المشهدي (1) الكاجغري.
يروي عن أبي الطيب طاهر بن
الحسين.
روى عنه الالمعي.
وأبو المظفر إبراهيم بن أبي إبراهيم الاديب الكاجغري.
يروي عن أبي يعقوب يوسف بن عاصم.
سمع منه الالمعي الكاجغري.
وأبو إسحاق إبراهيم بن يوسف الياراني الكاجغري.
حدث عن أبي الحسن علي بن إبراهيم الخطيبي.
سمع منه الالمعي.
وأبو الفضل إدريس بن فلوج الحاج الكاجغري.
يروي عن أبي محمد بن عبد الله بن الحسين.
روى عنه الالمعي.
وأبو جابر أيوب بن بلال الكاجغري، المتفقة.
يروي عن أبي الحارث محمد بن خلف.
روى عنه الالمعي.
وأبو موسى إلياس بن عبد الله المؤذن الكاجغري.
يروي عن أحمد بن محمد المقري، سمع منه الالمعي.
وأبو محمد جعفر بن المحسن الزينبي الكاجغري، حدث عن محمد بن سراقة.
سمع منه الالمعي.
الكاخشتواني: بفتح الكاف وضم الخاء وسكون الشين المعجمتين وضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاخشتوان، وهي قرية ببخارى، وبها رباط يقال له: رباط كاخشتوان، والمشهور بالنسبة إلى هذا الموضع:
__________
(1) راجع اللباب 3 / 72.
[ * ](5/10)
أبو بكر محمد بن سليمان بن علي الكاخشتواني البخاري، يعرف بمرو علم.
ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ في " معجم شيوخه "، وقال: سمع أبا ذر البغدادي، فمن دونه، وروى عن أبي بكر الاسماعيلي، وابي بكر محمد بن الفضل،
وأبي سعيد الرازي، إلا أنه حدث بما لم يسمع، كان يشتري الكتب من السوق.
فيكتب سماعه فيها، ويحدث بها.
مات في سنة تسع وأربعين وأربعمائة، بعدما رجعت من السفر.
قلت: روى لنا عنه على طريق الاجازة أبو الفضل بكر بن محمد بن علي الزرنجري، وهو آخر من حدث عنه، فيما أظن.
الكاذي: بفتح الكاف والذال المعجمة بعد الالف.
هذه النسبة إلى كاذة، ذكر صدر الافاضل الخوارزمي، في " خلوة الرياحين " الكاذي ريحانة من رياحين الحروم، ومعدنها سيراف، يشبه الياسمين، إلا أنها زهر أحمر، يرى به دهن الكاذي، قال أبو نواس: اشرب على الورد في نيسان مصطبحا * من خمر قطربل حمراء كالكاذي وهي قرية من قرى بغداد، منها: أبو الحسين إسحاق بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الكاذي، كان يقدم من قرية كاذة إلى بغداد، فيحدث بها.
روى عن محمد بن يوسف بن الطباع، ومحمد بن الهيثم بن حماد، وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل.
روى عنه أبو الحسن بن رزقويه، وأبو الحسين بن بشران.
وكان ثقة.
ووصفه بن رزقويه بالزهد (1).
الكاراتي: بفتح الكاف والراء بين الالفين وفي آخرها التاء الثالثة في الحروف.
هذه النسبة إلى كارات، منها: أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين بن الخطاب بن فرات بن حيان العجلي، يعرف بالكاراتي.
حدث عن أبي يحيى محمد بن سعيد العطار، وحمدون بن عباد الفرغاني، وزيد بن إسماعيل الصايغ، وسعدان بن نصر، وأبي البختري العنبري.
روى عنه أبو عرفة بن السماك، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أحاديث مستقيمة.
__________
(1) كانت وفاة الكاذي على ما جاء في تاريخ بغداد يوم الاربعاء لليلة خلت من شعبان، سنة ست وأربعين وثلاثمائة.
[ * ](5/11)
الكارزني: بفتح الكاف وسكون الراء وفتح الزاي وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كارزن، وهي من قرى سمرقند، ونواحيها.
وقال أبو سعد الادريسي: كارزن، من قرى أربنجن.
قلت: وهي من سغد سمرقند، والمشهور بالانتساب إليها: أبو جعفر محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الكارزني.
قال أبو بكر الخطيب، في " المؤتنف ": هو من قرية من قرى سمرقند، يقا لها: كارزن، أخبرني بحديثه علي بن أبي علي المعدل، قال: كتب إلي أبو سعد عبد الرحمن بن محمد السمرقندي، أن محمد بن محمد بن أحمد بن موسى الكارزني حدثه، قال: وحدث في كتاب عم أبي مطهر بن محمد الكارزني، حدثنا أبي أبو جعفر محمد بن موسى.
وذكر الحديث.
وحافده أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن رجاء الاربنجني الكارزني، كان من دهاقين كارزن ورؤسائها.
يروي عن أبيه، كان من أبناء المحدثين، لوالده ولجده محمد بن موسى رواية.
قال أبو سعد الادريسي: كتبنا عنه بأربنجن، ومات بها قبل سبعين والثلاثمائة.
وأما المطهر، فهو أبو الحسن مطهر بن محمد بن موسى بن رجاء بن حنش الكارزني.
يروي عن أبيه محمد بن موسى.
روى عنه ابن أخيه بالوجادة من كتابه محمد بن محمد بن أحمد بن موسى الكارزني.
الكارزياتي: بفتح الكاف وكسر الراء وسكون الزاء وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى كارزيات، وهي بلد بفارس، خرج منها جماعة من العلماء والقراء.
الكارزيني: بفتح الكاف والراء وكسر الزاي بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها نون.
هذه النسبة إلى كارزين، وهي من بلاد فارس، بنواحيها مما يلي البحر، والمشهور
بالانتساب إليها: أبو الحسن محمد بن المحسن بن سهل الكارزيني، حدث ببغداد بشئ من الشعر عن أبيه.
يروي لي عنه أبو شجاع كيخسروا بن يحيى بن باكير (1) الشيرازي.
أنشدني
__________
(1) في نسخة " ماكر " وفي اللباب: " ماكير ".
[ * ](5/12)
كيخسروا بن يحيى الشيرازي إملاء من حفظه ببغداد، أنشدنا أبو الحسن محمد بن المحسن بن سهل الكارزيني الرئيس الاديب ببغداد، أنشدني والدي بكارزين، أنشدني أبو سعد بن خلف التيرماني لنفسه قصيدة، أولها قال قد أتيت فيه بمعنى غريب، فانظره لي بعين الرضا، وهو: مولاي عبدك من هواك بحال * فارحمه قبل شماتة العذال أحبابنا في الناس مثل حبابنا * في الكأس اسماء بلا أفعال تلهيك أولى نظرة ترمي بها * منهم إلى كاللؤلؤ المتلالي فإذا كررت الطرف منهم ثانيا * حالت عهود وجودهم في الحال الكارزي: بفتح الكاف وكسر الراء والزاي، وقال ابن ماكولا: بفتح الراء.
هذه النسبة إلى كارز، وهي قرية بنواحي نيسابور، على نصف فرسخ منها، والمشهور بالانتساب إليها: ابو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي.
كان بنيسابور، يروي عن أبي الحسن علي بن عبد العزيز البغوي، كتب أبي عبيد القاسم بن سلام.
روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو القاسم السراج، وأبو علي الحافظ، وأبو الحسين الحجاجي، وأبو عبد الله الحاكم البيع النيسابوريون، وقد ذكرته في الميم، في المكاتب.
وأبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الكارزي الطوسي، رحل في طلب الحديث إلى العراق، والحجاز، والشام، فسمع بالعراق أبا بكر بن الباغندي، وأقرانه، وبالشام
أبا العباس محمد بن الحسن بن قتيبة، وأقرانه، وحدث بنيسابور غير مرة، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ "، فقال: حدث بنيسابور غير مرة واحدة، خرج من عندنا سنة إحدى وستين إلى مكة، وحج، ثم توفي بمكة، سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
الكاري: بفتح الكاف بعدها الالف والراء.
هذه النسبة إلى كار، وإلى قرية من قرى أصبهان، خرجت إليها لاسمع من جماعة الحديث، وبت بها ليلة، منهم: أبو الطيب عبد الجبار بن الفضل بن محمد بن أحمد الكاري، من أهل كار، سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث(5/13)
الشيرازي الحافظ، في " معجم شيوخه " حديثا واحدا، وذكر أنه سمع منه بإفادة أبي زكريا يحيى بن أبي عمرو بن مندة (1).
الكازروني: بفتح الكاف وسكون الزاي وضم الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كازرون، وهي إحدى بلاد فارس، خرج منها جماعة من العلماء والفضلاء، وأهل الخير، منهم: أبو عمر عبد الملك بن علي بن عبد الله بن عمر الكازروني، كان يعد من الابدال، ومن مجابي الدعوة، رحل، وكتب عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، وجماعة من أهل العراق، وكان ثقة، نبيلا، زاهدا.
رحل إليه جماعة من أهل شيراز، روى عنه أبو القاسم الدهان، وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الرازي، وغيرهم، توفي يوم الثلاثاء، لخمس بقين من ذي الحجة، سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
وأبو العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد الكازروني.
نزل الاهواز، ودخل شيراز،
وحدث بها من حفظه، وذكر أن كتبه هلكت وكان يحفظ أحاديث، وكان يحدث بها.
سمع منه أبو عبد الله محمد بن عبد الله الشيرازي الحافظ، ومات في حدود سنة ست وتسعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد بن مهين دونه الكازروني، المعروف بدهزور، من أهل كازرون، له رحلة إلى العراق، ومكة، فسمع بمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي، وبالبصرة أبا بكر أحمد بن يعقوب الطائي، وجماعة سواهما، وكان شيخا صالحا، ثقة، له قيام ليل وتهجد.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، الحافظ.
الكازقي: بفتح الكاف والزاي وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى كازة، وهي قرية قريبة من فرنباذ، من قرى مرو، منها: أبو سهل أحمد بن محمد بن منصور الكازقي، سمع ببخارى أبا نصر الحسن بن عبد الواحد الشيرازي.
روى عنه أبو الفتح طاهر بن سعيد بن أبي سعيد بن أبي الخير
__________
(1) قال ابن الاثير: " قلت: فاته النسبة إلى الكار، وهي قرية عند الموصل، ينسب إليها: فتح الكاري الموصلي الزاهد، الذي سار ذكره شرقا وغربا ".
[ * ](5/14)
الصوفي.
وكانت وفاته في حدود سنة ستين وأربعمائة.
الكاساني: بفتح الكاف والسين بينهما الالف والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى كاسان، وهي بلدة وراء الشاش، وها قلعة حصينة، منها: أبو نصر أحمد بن سليمان بن نصر بن حاتم بن علي بن الحسن الكاساني، كان قاضى القضاة في زمن الخاقان أبي شجاع الخضر بن إبراهيم، أخي شمس الملك، حدث بسمرقند، وأملى في داره بسكة المحتسب، ولم يكن محمود السيرة في ولايته.
روى عنه أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني، الخطيب بسمرقند، ولم يحدثني عنه سواه.
وصار وزيرا في زمن أحمد بن الخضر خاقان، واستشهد في أول عهده (1).
وبكر بن سليمان بن عمران بن إلياس الكاساني.
قدم سمرقند، وأقام بها مدة يتفقه، ثم رجع إلى كاسان.
سمع أبا إسحاق إبراهيم بن إسحاق الواغري.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وذكر أنه توفي بكاسان بعد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة.
والقاضي الامام أبو الجود عطاء بن أحمد بن الصادق الخالدي الكاساني، من أولاد خالد بن الوليد، أقام بسمرقند مدة مديدة، ثم رجع إلى كاسان، واستشهد بها.
الكاسكاني: بفتح الكاف والسين المهملة بينهما الالف والكاف الاخرى وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاسكان، وهي قرية من قرى كازرون فارس منها: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن برخرد الصوفي الكاسكاني.
يروي عن أبي محمد الحسين بن علي بن أحمد بن بشار النيسابوري، صاحب المادرائي.
سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وخرج عنه حديثا واحدا، في " معجم شيوخه "، وذكر أنه سمع منه بكاسكان.
الكاسني: بفتح الكاف والسين المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاسن، وهي قرية من قرى نخشب، وسمعت الاديب محمود بن علي النسفي بسمرقند، يقول: سمع دهقانا من أهل كاسن يقول: قد ذكر الله تعالى قريتنا في
__________
(1) كان ابتداء أمر أحمد خان هذا سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، وقتل سنة ثمان وثمانين وأربعمائة.
أنظر الكامل 10 / 171، 243.
[ * ](5/15)
القرآن.
قلت: وأين ؟ قال: في قوله تعالى: (وكأسا دهاقا) (1).
خرج منها جماعة من الزهاد والعلماء، منهم: أبو عبد الرحمن معاذ بن يعقوب النسفي الكاسني، كان زاهدا، عالما، وكان من خيار
المسلمين، ومن عباد الله الصالحين، الذي أسس المسجد الجامع العتيق في زمانه، إلى هذا المسجد، وذلك في سنة تسع عشرة ومائتين، وهو الذي بنى المسجد والرباط في سكة الزهاد، واتخذ العين، والمتوضأ، وتلك الآثار من تأسيسه، وتلك السكة كانت تسمى دار أبي عبد الرحمن الزاهد، زرت قبره بنسف، وكان يحكي الحكايات عن حاتم بن عنوان الاصم الزاهد البلخي في الزهد، حكى عنه أبو جعفر محمد بن أحمد بن هاشم الرعيني.
وأبو نصر أحمد بن الشيخ بن حمويه بن زهير الفقيه الكاسني الاديب الشاعر.
كان أديبا فاضلا، ثم تفقه وصار من كبار أصحاب الشافعي المناظرين، وصنف كتاب " تواتر الحجج "، وقال في أوله:
__________
(1) سورة النبأ 34.
[ * ](5/16)
شئ تلالا تلالؤ السرج * ثم تسمى تواتر الحجج سمع أبا الحسين محمد بن طالب، وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفيين.
مات شابا ولم يمتع بالعمر، ولم يحدث.
مات بقريته كاسن، في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة.
وصلى عليه أبو يعلى بن خلف.
وأبو نصر أحمد بن جعفر بن هرمز بن عيسى بن جبريل بن محمود الكاسني، الملقب بشعبة، من أهل كاسن.
قال عمر النخشبي الحافظ: أبو نصر أحمد بن جعفر بن عدي بن عيسى بن عدنان بن محمود الكاسني، ختن المستغفري، وهو سماه شعبة، وكان ممن يفهم الحديث ويعرفه.
سمع أبا الحسين أحمد بن عبد الله الاستراباذي، وأبا سلمة محمد بن أحمد بن عبد العزيز السني، وأبا العباس جعفر بن محمد ببن المعتز المستغفري، وأبا جعفر محمد، وأبا بكر أحمد، ابني سليمان، وغيرهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي، وأبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ.
وذكره في " معجم شيوخه "، وقال سمعته يقول: أول ما كتبت الحديث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة،
وسمعته يقول: مولدي سنة ست وثمانين وثلاثمائة.
وقال غيره: مات شعبة غداة يوم الجمعة، الرابع من شوال، سنة اثنتين وستين وأربعمائة، بنسف.
والقاضي أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم بن يمين بن كاتب الكاسني.
سمع أبا ذر عمار بن محمد بن مخلد التميمي، وأبا بكر محمد بن الفضل، وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الاسماعيلي، وأبا نصر منصور بن محمد الحربي، وجماعة.
وسمع أبا بكر محمد بن عمرو البزدوي العراقي " تفسير محمد بن جرير الطبري " صاحب رأي.
سماعه صحيح.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي.
الكاسي: بفتح الكاف وفي آخرها السين المهملة بعد الالف.
هذه النسبة إلى كاس، وهو اسم لجد: علي بن محمد بن الحسن بن كاس النخعي الكاسي، القاضي الكوفي، من أهل الكوفة.
يروي عن محمد بن علي بن عفان.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الكاشغري: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الغين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المشرق، يقال لها: كاشغر، وهي من ثغور المسلمين(5/17)
اليوم، خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن، والمشهور بالنسبة إليها: أبو عبد الله الحسين بن علي بن خلف بن جبريل بن الخليل بن صالح بن محمد الالمعي الكاشغري، شيخ، فاضل، واعظ، ولكن أكثر رواياته وأحاديثه مناكير.
واسمه الحسين، غير أنه عرف بالفضل، صنف التصانيف الكثيرة في الحديث، لعلها تربي على مائة وعشرين مصنفا، وعامتها مناكير، روى الحديث عن أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد الصوري، وأبي طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز، وأبي القاسم عبد العزيز بن علي الازجي، وأبي عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن الحسيني
الكوفي، وطبقتهم.
روى عنه جماعة من القدماء، وحدثني عنه أبو نصر محمد بن محمود بن السره مرد الشجاعي، وأبو سفيان محمد بن أحمد بن عبد الله بن العباس العبدوسي بسرخس، وما أظن أن أحدا حدثني عنه سواهما.
وتوفي بعد سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
وأما ابنه أبو الفتوح عبد الغافر بن الحسين الكاشغري، كان حافظا، ثقة، مكثرا، صدوقا.
وأما أبوه فلم يكن كذلك، والابن كان خيرا من الاب بكثير.
سمع الابن عن جماعة، مثل: أبي طاهر محمد بن عبد الملك الدندانقاني.
وتوفي قبل الاب بعشر سنين.
روى لي عنه أبو بكر هبة الله بن الفرج، بهمذان، وأبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بمرو، وكانت له رحلة إلى الجبال، والعراق، وما جاوز بغداد.
وأبو المعالي طغرلشاه بن محمد بن الحسين الكاشغري.
سمع معنا الحديث الكثير بنيسابور، عن أبي عبد الله الفراوي، وأبي القاسم الشجاعي، وأبي محمد عبد الجبار بن محمد الخواري، وطبقتهم.
وكان واعظا حسن الوعظ.
سكن هراة، ونفق سوقه عندهم، وصاهر بعض الاتراك.
ولقيته بهراة في النوبة الثانية، سنة ست وأربعين وخمسمائة، وسمع بقراءتي أجزاء، وسمع أولاده، وسمع بنفسه " الصحيح " مع ولدي من أبي الوقت السجزي.
بروايته عن الدوادي، عن الحمويي، عن الفربري، عن البخاري، وكتب بخطه أحاديث يسيرة، وسمعت منه ذلك.
الكاغذي: بفتح الغين وكسر الذال المعجمتين.
هذه النسبة إلى عمل الكاغذ، الذي يكتب عليه وبيعه، وهو لا يعمل في المشرق إلا بسمرقند، والمشهور بهذه النسبة: أبو توبة سعيد بن هاشم الكاغذي السمرقندي.
يروي عن عمرو بن عاصم الكلابي،(5/18)
وقبيصة بن عقبة، وأبي الوليد الطيالسي، وغيرهم.
وكان ممن جمع، ورحل.
مات سنة
تسع وخمسين ومائتين.
وأبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن مت بن بحير الكاغذي.
من أهل سمرقند أيضا، وإليه ينسب الكاغذ المنصوري، المشهور ببلاد خراسان.
سمع أبا سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن حمزة الجمال وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن بن خدام، وابو إسحاق الاصبهاني، وابو بكر الحسن بن الحسين البخاري، والامام أبو بكر الشاشي نزيل هراة.
وتوفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة، بسمرقند.
وصاحبنا أبو علي الحسن بن ناصر الكاغذي، المعروف بالدهقان، وإليه ينسب الكاغذ الحسني، الذي لم يلحقه من سبقه، في جودة الصنعة، ونقاء الآلة وبياضها.
كان يحضر المجالس التي أمليتها بسمرقند، وكان سديد السيرة، صدوق اللهجة، فقيها، سمع جماعة من العلماء، وبلغ أوان الرواية.
ومن القدماء: أبو عمرو محمد بن خشنام بن أحمد بن خشنام بن سعد الكاغذي، من أهل نيسابور، وكان من بيت العلم من الطرفين جميعا، فإن أباه وجده كانا محدثين، وجده من قبل أمه أبو بكر بن زكريا كان من المحدثين، وقدمت ذكرهم.
سمع جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ، وعبد الله بن شيرويه، وأبا قريش محمد بن جمعة بن خلف، واقرانهما.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وذكره، وقال: حدث في آخر عمره، وتوفي سنة سبعين وثلاثمائة.
وأبو أحمد حامد بن محمد بن أحمد بن جعفر الصوفي الكاغذي، من أهل نيسابور.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " التاريخ "، وقال: أبو أحمد، صاحب اللسان والبيان، خرج إلى سجستان، سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة، فصار خطيب الناحية.
وتوفي بها، سنة
ست وخمسين وثلاثمائة.
الكافوري: بفتح الكاف وضم الفاء وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى (1) كافور، وهو من الطيب (1) وبيعه، والمشهور بهذه النسبة:
__________
(1 - 1) في اللباب: " إلى الكافور، وهو نوع من الطيب ".
[ * ](5/19)
أبو زكريا يحيى بن عبد الملك بن أحمد بن شعيب الكافوري الصوري، حلبي المولد والنجار، بغدادي المنشإ والمقام، كان ساكنا، سليم الجانب، عفيفا ذا سمت ووقار، صاحب الشيخ حمادا الدباس، وانتفع بصحبته ولازمه، وكان قد جمع كلامه بعد وفاته.
سمع أبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، وأبا الحسن بن محمد بن عبد العزيز البككي، وغيرهما.
سمعت منه أحاديث يسيرة.
وكانت ولادته سنة ست وسبعين وأربعمائة.
بحلب.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عيسى بن القاسم الكاغوري، حدث بدمشق، عن أبي سعيد العدوي.
يروي عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي الحافظ.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن مهران بن عبد الله الكافوري الاصبهاني، كان من الجوالين الرحالة في طلب الحديث.
سمع باصبهان الوليد بن أبان، وبالعراق أبا بكر بن الباغندي، وأبا القاسم البغوي.
ورد نيسابور أيام ابي بكر محمد بن إسحاق، وأقام بها مدة، ثم إنه خرج إلى مرو، وسكنها إلي أن توفي بها، سنة خمس وأربعين وثلاثمائة.
الكاكني: بالالف بين الكافين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاكن، وظني أنها قرية من قرى بخارى، منها: محمد بن علي بن أحمد بن أبي الليث الصكاك الكاكني.
وابنه محمد بن محمد الكاكني.
سمعا الامام يوسف بن حيدر بن لقمان الخميثني.
وأبو محمد عبد الله بن بكر بن أبان الكاكني البخاري.
يروي عن يحيى بن جعفر، ومحمد بن إسماعيل البخاري.
روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المكي.
الكاكويي: بالالف بين الكافين المفتوحة والمضمومة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى كاكويه، وهي بلسان أهل بلخ (1)، الاخ، عرف بهذا أحمد بن متويه، كانوا يقولون له كاكو أحمد (2)، والمنتسب إليه:
__________
(1) في نسخة: " بنج ديه ".
وهي قرى خمس متقاربة، من نواحي مرو الروذ، ثم من نواحي خراسان.
معجم البلدان 1 / 743.
وبلخ أيضا من مدن خراسان.
(2) في اللباب: " كاكويه أحمد ".
[ * ](5/20)
أبو عمرو الفضل بن أحمد بن أبي أحمد بن محمد بن متويه الكاكويي، شيخ صالح، حسن السيرة.
وسمعه أبوه من جماعة، مثل: أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأبي سعد محمد بن عبد الرحمن الجنجروذي، وأبي نصر زهير بن الحسن بن علي الجذامي، وأبي حفص عمر بن أحمد بن مسرور الزاهد، وأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، وأبي عثمان سعيد بن محمد البحيري، وغيرهم.
سمع منه والدي الكثير، وروى لي عنه أولاده: أبو الطيب المطهر، وفاطمة، وعائشة، وعمي الامام.
ولي عنه إجازة.
ووفاته ليلة عيد الفطر، من سنة ست وخمسمائة، بقرية لاكمالان.
وولادته في سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
وابنه أبو الطيب المطهر، ذكرته في المتويي، في حرف الميم.
الكالفي: بفتح الكاف وكسر اللام والفاء.
هذه النسبة إلى كالف، وهي قلعة حصينة، شبه بليدة، على طرف جيحون، على ثمانية عشر فرسخا من بلخ، والمشهور بالانتساب إليها:
الاديب أبو...(1) الكالفي.
كان أديبا، فاضلا، تعلم عليه جماعة من المشاهير الادب، لقيته ببخارى أول ما وردتها، ذكر أنه سمع من القاضي أبي بكر محمد بن الحسن بن منظور النسفي، وغيره، ولم يتفق أني سمعت منه شيئا.
الكالي: بفتح الكاف وفي آخرها اللام بعد الالف.
هذه النسبة إلى كال، وهو اسم لجد: أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن مهران بن كال الجرجاني الكالي، المقيم بسمرقند: سمع اباه، وأبا سعد الخرجوشي، وعلي بن أحمد بن شاهين، بسمرقند، ومحمد بن عبد الله بن إدريس، وأبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي، بهراة، وغيرهم.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ.
الكامجري: بفتح الكاف وسكون الميم وفتح الجيم وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كامجر، وهو لقب جد:
__________
(1) في اللباب.
وقال ياقوت: " ينسب إليها الاديب الكالفي، ذكره أبو سعد في شيوخه، ولم يسمه ".
معجم البلدان 4 / 229.
[ * ](5/21)
إسحاق المروزي، وهو إسحاق بن إبراهيم بن كامجر المروزي الكامجري، وهو يعرف بإسحاق بن أبي إسرائيل.
وابنه محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن كامجر المروزي الكامجري، وهو مروزي الاصل، سكن بغداد.
قال أبو العباس بن عقدة الحافظ: توفي محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل، سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
قال: ورأيته عندنا بالكوفة وببغداد يخضب بالحمرة.
الكامددي: بالدالين المهملتين، وقد رأيت في نسخة الكامدزي، الاولى دال والاخرى زاي، والاشبه الاول، وهي من قرى بخارى، والمشهور بهذه النسبة:
أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن نوح بن صالح بن سيار الكامددي البخاري.
كان والده أبو حامد الكامددي على قضاء نسف مدة.
وأبو نصر سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن خنب البغدادي.
وأبو حامد أحمد يروى عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي، وأبي حسان عيسى بن عبد الله، وغيرهما.
روى أبو العباس المستغفري الحافظ عن أبي نصر الكامددي.
وكانت ولادته سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، ومات بعد سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
ووالده أبو حامد أحمد بن محمد بن نوح بن صالح بن سيار الكامددي، كان يتولى عمل المظالم يروي عن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي، وأبي حسان عيسى بن أحمد العثماني، وغيرهما.
وتوفي في شوال، سنة إحدى وتسعين ومائتين.
الكاملي: هذه النسبة إلى الجد، منهم: أبو يعلى حمزة بن محمد بن محمد بن سليمان بن حاتم الكاملي، وهو ابن أبي عبيد بن أبي عمرو بن أبي كامل، وأبو كامل كنية سليمان.
من أهل نسف، كتب الحديث على كبر سن.
قال المستغفري، في " التاريخ " أبو يعلى الكاملي، كتب الحديث في كبر سنه عني، وعن جعفر بن محمد الفقيه التوبني، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، وأبي مروان عبد الملك بن سعيد بن إبراهيم، وأبي الحسن محمد بن المكي، وأبي محمد عبد الله بن أحمد بن الحسين الجوبقي، وغيرهم من أصحاب الشيخ أبي يعلى.
مات ليلة الثلاثاء، ودفن من يومه السابع والعشرين من جمادى الآخرة، سنة أربع عشرة وأربعمائة، وقد بلغ من(5/22)
السن ستا وسبعين أو نحوها.
وجماعة من غلاة الشيعة، يقال لهم: الكاملية، وهم ينسبون إلى أبي كامل، والمنسب إليه يقال له: الكاملي.
وأبو كامل هو الذي كفر الصحابة بتركهم بيعة علي، وكفر
عليا بتركه طلب حقه.
الكاوداني: بفتح الكاف والدال المهملة بعد الالف والواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاودان، وظني أنها من قرى آمل طبرستان، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبيد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن عطاء بن رستم الكاوداني الآملي، قدم جرجان في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وروى عن أبي العباس أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي، وأبي بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ.
سمع منه جماعة.
الكاورداني: بفتح الكاف والواو بينهما الالف وسكون الواو والدال المهملة المفتوحة بعد ألف أخرى وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كاوردان، وهي قرية من قرى طبرستان (1)، إن شاء الله، منها: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن عطاء بن رستم الكاورداني الآملي.
قدم جرجان في جملة المشايخ الذين وفدوا على الامير شمس المعالي قابوس بن وشمكير، في سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
كانت له رحلة إلى مصر، وكان رفيق أبي جعفر بن دلان إليها.
سمع أبا العباس أحمد بن الحسن بن إسحاق بن عتبة الرازي، ثم المصري، وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني الحافظ.
روى عنه الرئيس أبو المحاسن سعد بن محمد بن منصور الجولكي، وأبو بكر محمد بن الحسن الجاجرمي، وأبو الفضل، وأبو الحسن، ابنا أبي سعد الاسماعيلي.
الكاهلي: هذه النسبة إلى بني كاهل (2)، والمنتسب إليه: أبو محمد سليمان بن مهران الاعمش الكاهلي، من أئمة الكوفة، كان أبوه من سبي
__________
(1) في اللباب: " آمل طبرستان ".
(2) زاد ابن الاثير: " ابن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر...إلى كاهل بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر ".
[ * ](5/23)
دنباوند.
رأى أنس بن مالك بواسط ومكة.
روى عنه شبيها بخمسين حديثا، ولم يسمع منه إلا أحرفا معدودة.
ولد في السنة التي قتل فيها حسين بن علي، سنة ستين.
وقيل: إنه ولد قبل مقتل حسين بسنتين، وكانت فيه دعابة.
مات سنة ثمان وأربعين ومائة.
والبراء بن ناجية الكاهلي.
يروي عن ابن مسعود.
روى عنه سفيان بن عيينة.
وأبو حذيفة إسحاق بن بشر الكاهلي القرشي، أصله من بلخ، ومنشأه ببخارى.
سكن بغداد مدة، وحدثهم بها.
كان يضع الحديث على الثقات، ويأتي بما لا أصل له عن الاثبات، مثل مالك وغيره.
روى عنه البغداديون، وأهل خراسان، لا يحل كتب حديثه إلا على جهة التعجب فقط.
قال إسحاق بن منصور الكوسج: قدم علينا أبو حذيفة، فكان يحدث عن ابن طاوس، ورجال كبار من التابعين، ممن ماتوا قبل حميد الطويل.
قال: فقلنا له: كتبت عن حميد الطويل ؟ ففزع، وقال: جئتم تسخرون بي، حميد يروي عن أنس ! جدي ولم ير حميدا.
فقلنا: أنت تروي عن من مات قبل حميد بكذا وكذا سنة.
قال: فعلمنا ضعفه، وأنه لا يعلم ما يقول.
والازهر بن راشد الكاهلي.
من أهل الكوفة، يروي عن أنس بن مالك.
روى عنه مروان بن معاوية الفزاري، وهو الذي يروي عن العوام بن حوشب.
كان فاحش الوهم.
وعباد بن كثير الثقي الكاهلي، أصله من البصرة، سكن مكة، وليس هذا بعباد بن كثير الرملي.
قال أبو حاتم بن حبان: وقد قال أصحابنا: إنهما واحد.
روى عنه المحاربي والناس.
قال: مجيب بن موسى: كنت مع سفيان الثوري بمكة.
فمات عباد بن كثير، فلم يشهد سفيان جنازته (1).
الكايشكني: بفتح الكاف والياء آخر الحروف بعد الالف ثم الشين المعجمة والكاف بعدها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كايشكن، وهي قرية من قرى بخارى، منها:
أبو أحمد القاسم بن محمد بن عبد الله بن حمدان الكايشكني البخاري.
يروي عن أبي علي صالح بن محمد، ونصر بن أحمد الكندي، وغيرهما.
روى عنه أبو نصر محمد بن أحمد بن موسى البزار.
__________
(1) قال ابن الاثير: " فاته النسبة إلى كاهل بن عذرة بن سعد بن هذيم، منه: جمرة بن النعمان العذري، ثم الكاهلي، له صحبة، وهو أول من قدم من عذرة بالصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم.
جمرة بالجيم ".
[ * ](5/24)
باب الكاف والباء الكباري: بضم الكاف وفتح الباء الموحدة بعدهما الالف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ذي كبار المذكور الاخير، الذي سبق ذكره، وهو ذو كبار شراحيل الحميري، يحدث عن أبيه ابن ذي كبار.
قال ذلك ابن دريد.
وقال يحيى بن معين: امرأة أبي إسحاق العالية بنت أيفع بن شراحيل بن ذي كبار وهو عمار.
الكباري: بكسر الكاف والباء الموحدة المفتوحة بعدهما الالف وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى ذي كبار وكبار فأما ذوكبار، فهو قيل من أقيال اليمن، وكان من ولده: أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الكباري، من أهل اليمن.
ووهب بن منبه بن كامل بن سيج بن ذي كبار الكباري، وكان من أبناء فارس.
والعالية بنت أيفع بن شراحيل ذي كبار الكباري.
وقيل: ذو كبار، بضم الكاف (1).
الكباش: بفتح الكاف والباء المنقوطة بواحدة المشددة وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى الكبش، وهو نوع من الغنم، وتربيته، واشتهر بهذه النسبة جماعة من أهل العلم بديار مصر، منهم: أبو العباس وهب بن جعفر بن إلياس بن صدقة الكباش.
ذكره أبو زكريا يحيى بن علي الطحان الحافظ، وقال: يروي عن أبيه جعفر بن إلياس الكباش.
روى عنه أبي يعني
علي بن محمد الطحان المصري.
وأبو الحسين ذمر بن الحسين بن محمد البغدادي، يعرف بابن الكباش.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، في " تاريخ بغداد "، وقال: أبو الحسين بن الكباش.
ذكر لنا أنه ولد ببغداد، في سنة أربع وستين وثلاثمائة، يوم مات المطيع، وسافر في حداثته إلى خراسان، فسمع بنيسابور من الحسن بن أحمد المخلدي، وأحمد بن
__________
(1) قال ابن الاثير: قلت: " قد ذكر العالية في الترجمة التي قبل هذه بضم الكاف ولم يشك، فكيف جاء الشك ههنا ! والصحيح في الجميع بضم الكاف لا غير " وسبق أن الامير ذكره في المختلف فيه.
(*)(5/25)
محمد بن عمرو الخفاف، وأبي بكر الطرازي، ومحمد بن عبد الله الجوزقي.
وسمع بمرو من محمد بن الحسين الحدادي، وبسرخس عن زاهر بن أحمد الفقيه، وبأسفراين من شافع بن أحمد بن أبي عوانة، وبكشميهن من محمد بن المكي " صحيح البخاري ".
قال: وسمعت ببغداد من أبي حفص بن شاهين، والوليد بن بكر الاندلسي.
وسمع من غير هؤلاء أيضا.
كتبنا كتبنا عنه من تخريج خرجه له بعض أصحاب الحديث ببلاد العجم، وكان يحفظ أحاديث يرويها من حفظه.
ثم قال: سمعنا من ذمر ببغداد، في سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، وخرج من عندنا إلى البصرة في ذلك الوقت، وغاب عنا خبره.
الكبري: بفتح الكاف وسكون الباء الموحدة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الكير، وهو لقب حفص عمر بن حكيم الكبري، الملقب بالكير، ويقال بالفاء: الكفر.
حدث عن هشام بن عروة، وعمرو بن قيس الملائي، روى عنه علي بن حرب الطائي، ومحمد بن غالب التمتام.
وتكلموا فيه.
قال أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ: وحفص بن عمر، لقبه الكبر، حدث عن عمرو بن قيس الملائي، عن عطاء، عن ابن عباس، أحاديث بواطيل.
الكبشي: بفتح الكاف وسكون الياء الموحدة وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى موضع ببغداد، يقال له: الكبش، وراء الحربية، وبه قبر إبراهيم بن إسحاق الحربي، والمشهور بالانتساب إلى هذا الموضع: أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الصباح بن يزيد بن شيرذاذا الكبشي الهروي، قال أبو بكر الخطيب الحافظ: نسب إلى الموضع المعروف بالكبش، وهو هروي الاصل.
سمع أبا العباس البرتي القاضي، وإبراهيم بن إسحاق الحربي، ومعاذ بن المثنى العنبري، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري.
ونحوهم.
روى عنه أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، وأبو بكر أحمد بن محمد بن أبي درة السقاء الحربي.
وكان ثقة، صدوقا.
مات في سنة أربع وخمسين وثلاثمائة.
وإبراهيم الكبشي المعدل.
كان عنده حديثان، أحدهما عن الحكم بن موسى، والآخر عن هناد بن السري.
ومات في سنة سبع وتسعين ومائتين.
وأبو محمد عبيد الله بن أحمد بن كوهي الكبشي.
ذكرته في كوهي.
وأبو عمرو عثمان بن عبدويه بن عمرو البزار الكبشي.
من أهل بغداد.
كان ثقة،(5/26)
صدوقا.
سمع علي بن شعيب السمسار، وعلي بن سهل البزاز، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، ومحمد بن عبيد الله المنادي، والحسن بن علي بن عفان العامري، وعبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي، وكثير بن شهاب القزويني، وإبراهيم بن إسحاق الحربي.
روى عنه أبو بكر بن أبي موسى القاضي، وأحمد بن الفرج بن الحجاج، والحسن بن علي بن أحمد بن عون الحربي.
مات في شهر رمضان، سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.
الكبندوي: بضم الكاف وقيل بفتحها وهو الاصح وكسر الباء الموحدة وسكون النون وفتح الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كبندة معقل، وهي قرية من قرى نسف، منها:
أبو إسحاق إبراهيم بن الاشرس الضبي الكبندوي.
يروي عن أبي عبيد القاسم بن سلام، وغيره من القدماء.
قديم الموت.
وأبو الليث نصر بن المنذر بن جرير النسفي الكبندوي.
رحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، ومصر، وغرق في البحر.
سمع قتيبة بن سعيد، وأبا مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وهشام بن عمار الدمشقي، ومحمد بن رمح التجيبي.
ذكره أبو العباس المستغفري، في " تاريخ نسف "، ثم قال: مات غريقا في البحر، في الدجلة.
كتب عنه الغرباء.
وجدت ذلك مكتوبا بخط محمد بن زكريا.
ومن المتأخرين: أبو بكر محمد بن ماناز أميرك بنشاه الكبندوي، إمام فاضل، يروي عن أحمد بن جعفر النسفي، المعروف بشعبة الحافظ، وأحمد بن محمد بن الحسن الدلال الكسبوي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
ولد سنة ثلاثين وأربعمائة.
وتوفي بنسف، يوم الاحد، الثالث من صفر، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
عاش ثلاثا وستين سنة، وهو جد صاحبنا: أبي بكر محمد بن أحمد بن ماناز الكبندوي، شاب حريص على طلب العلم، كان يسمع معنا بسمرقند، ثم سمع معنا كتاب " الجامع الصحيح " لعمر بن محمد البجيري، من أبي نصر أحمد بن عبد الجبار البلدي، وغيره، بنسف.
وأخو السابق ذكره أبو محمد بكر بن ماناز بن أميرك بن شاه بن نصر بن الشعبي بن(5/27)
سمعان النسفي الكبندوي.
سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني.
سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي الحافظ، وقال: بكر بن ماناز الكبندوي، سمع الكثير من الاحاديث بسمرقند، وأسمع، ووعظ مدة في محلة نهر القصارين، وكانت ولادته في سنة ثلاثين وأربعمائة، ووفاته بنسف، في الثالث من صفر،
سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
عاش ثلاثا وستين سنة.
الكبوذنجكثي: بفتح الكاف وضم الباء المنقوطة بواحدة وفتح الذال المعجمة وسكون النون وفتح الجيم والكاف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى كبوذنجكث، وهي من مدن سمرند.
هكذا ذكره أبو سعد الادريسي، وقال: هي على فرسخين من سمرقند، خرج منها جماعة، منهم: أبو بكر محمد بن علي بن النعمان بن سهل بن إسرائيل بن جعفر بن إسحاق الكبوذنجكثي، من مدن سمرقند، كان أمين الحكام بتلك الناحية.
يروي عن أبيه، وإبراهيم بن حمدويه الاشتيخني، وغيرهما.
سمع منه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي.
مات بكبوذنجكث، سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.
وأخته: فاطمة بنت علي بن النعمان الكبوذنجكثية.
تروي عن أبيها، والنضر بن رسول اليزداذي.
قال الادريسي: كتبنا عنها بكبوذنجكث، وكان سماعها صحيحا.
ماتت بكبوذنجكث، بعد الثمانين والثلاثمائة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن نصر بن عنبر بن جرير بن محمد بن شاهويه الضبي الكبوذنجكثي.
أصله من مرو، كان كثير الحديث، مستقيم الرواية.
يروي عن أحمد بن نصر العتكي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وسعيد بن هاشم الكاغذي، وأبي داود سليمان بن معبد السنجي، وعلي بن خشرم المابر سامي، وعلي بن النضر المروزي، وغيرهم.
روى عنه جماعة.
وكان سنيا، فاضلا، ثقة.
مات في شهر ربيع الاول، سنة خمس عشرة وثلاثمائة.
وأبو جعفر محمد بن جعفر بن الاشعث الكبوذنجكثي، كان فاضلا، ثقة، له رحلة وعناية في طلب الحديث، جمع الكثير، وحدث، وأفاد الناس.
يروي عن أبي حاتم الرازي، ويحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الجهم السمري، وعبد الله بن روح المدائني، ومحمد بن عبد بن حميد الكشي، وجماعة من أهل العراق، وخراسان، روى عنه أبو نصر
أحمد بن أبي سعيد الرزاد، وجعفر بن محمد بن شعيب الكرابيسي، وغيرهما.(5/28)
الكبوذي: بفتح الكاف وضم الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى كبوذ، وهي قرية من قرى سمرقند، بقرب فاران (1)، على أربعة فراسخ من سمرقند، معروفة مشهورة، منها: سعيد بن رجب، أخو موسى بن رجب الكبوذي.
يروي عن محمد بن حمزة السمرقندي.
روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف السمرقندي.
وموسى بن رجب الكبوذي، أخو سعيد بن رجب.
يروي عن عبد بن حميد الكشي، وغيره.
روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف الكاتب.
الكبلاني: بفتح الكاف وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها لام ألف، بعدها نون.
هذه النسبة إلى كبلان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو بكر المبارك بن المبارك أحمد بن الحسن بن الحسين بن كبلان السقلاطوني الكبلاني، من أهل بغداد.
من ساكني باب البصرة.
شيخ صالح، من أهل الستر والصلاح والامانة، من أولاد المحدثين.
سمع أبا المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال المقري.
كتبت عنه أحاديث يسيرة.
وكانت ولادته في سنة أربع وثمانين وأربعمائة.
وتوفي في رجب، سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
ودفن بباب حرب.
الكبيري: بفتح الكاف وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كبير، وهو اسم جماعة، منهم: ابن خطل الكبيري، الذي قتل يوم فتح مكة، وهو من ولد كبير بن تيم الادرم بن غالب، من ولده: هلال بن عبد الله، المعروف بابن خطل، المقتول يوم الفتح، وهو متعلق
بأستار الكعبة.
وقيل: هلال بن خطل بن عبد الله بن عبد مناف بن أسعد بن جابر بن كبير الكبيري.
وضرار بن الخطاب بن مرداس بن كبير الفهري الكبيري، فارس قريش، وشاعرهم.
__________
(1) فاران: قرية من نواحي سغد، من أعمال سمرقند.
معجم البلدان 3 / 834.
[ * ](5/29)
وكبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل، من ولده: أسامة بن عمير الهذلي، له صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وابنه أبو المليح عامر بن أسامة بن عمير الكبيري الهذلي.
يروي عن أبيه.
روى عنه جماعة.
وكبير: بطن من أسد، وهو كبير بن غنم بن دودان بن أسد، من ولده: عبد الله بن جحش بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير الكبيري، قتل يوم أحد، بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي الاسماء: أبو كبير بن ثابت الهذلي، الشاعر المعروف.
وجنادة بن أبي أمية، اسم أبي أمية، كبير.
وبقرب جيحون مما يلي بخارى قرية، يقال لها: الكبير، يعني بالعجمية ده بزرك، منها: أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مسلم القرشي الكبيري، من أهل بخارى، يروي عن محمد بن بكر البغدادي، سمع منه بآمل جيحون.
روى عنه محمد بن نصر بن إبراهيم الميداني.
الكبيسي: بضم الكاف وفتح الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى كبيسة، وهي بليدة على طرف برية السماوة، على أربعة فراسخ من هيت، مما يلي الفرات، نزلت بها، وبت بها ليلة منصرفي من الشام، وكتبت بها عن جماعة من أهلها، مثل: أبي محمد مسلم بن يوسف بن خلف الكبيسي.
وكان شيخا مستورا.
وأبي عامر ياسين بن جدل بن عامر الكبيسي المزيدي، وكان صالحا، سليم الجانب، سألته عن اسمه فقال: اسمي (يس * والقرآن الحكيم).
__________
(1) سورة يس 1، 2.
[ * ](5/30)
باب الكاف والتاء الكتامي: بضم الكاف وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى كتامة، وهي قبيلة من البربر، نزلت ناحية من بلاد المغرب، منها: أبو علي الحسن بن سعد بن إدريس بن خلف بن رزين بن كسيلة بن مليكة البربري الكتامي، من أهل المغرب، رحل إلى اليمن، روى عن بقي بن مخلد الاندلسي، وإسحاق بن إبراهيم الدبري، وغيرهما.
كتب الحديث، ورحل إلى صنعاء، وتوفي بالمغرب، سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (1).
الكتاني: بفتح الكاف وتشديد التاء المفتوحة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى الكتان، وهو نوع من الثياب، وعمله، والمشهور به: محمد بن الحسين الكتاني، يروي عن يحيى بن عثمان، وطبقته.
روى عنه ابن برد وطبقته.
وأحمد بن عبد الواحد الكتاني، عن نصر بن مرزوق.
كذلك قاله عبد الغني، وهو أحمد بن محمد بن عبد الواحد الكتاني، يزعم أنه من موالي عمر بن الخطاب، يكنى أبا الحسن، حدث عن علي بن زيد الفرائضي، ويونس بن عبد الاعلى، وغيره.
توفي سنة
ست وعشرين وثلاثمائة، ولم يكن بذاك.
قاله ابن يونس.
وفضيل بن الحسن المعافري الكتاني المقري، مكثر، ثقة، سمع البغوي، وابن صاعد، وابن أبي داود.
وخلقا كثيرا.
وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير بن هارون بن مهران الكتاني المقري، مقرئ، أهل بغداد في عصره.
سمع أبا سعيد العدوي.
وأبا حامد الحضرمي، وأبا القاسم البغوي، وابن صاعد، وغيرهم.
روى عنه الازهري، والخلال، والتنوخي، وأبو الحسين بن النقور، وأبو محمد بن هزار مرد الصريفيني، وأبو الحسين بن المهتدي بالله
__________
(1) قال ابن الاثير: " قلت: فاته نسب يحيى بن بختيار بن عبد الله أبو زكريا الشيرازي الكتامي، نسبة إلى أمه كتامة العالمة.
روى عن نصر بن إبراهيم الزاهد.
روى عنه الحافظ أبو القاسم بن عساكر.
وتوفي في منتصف رجب، سنة سبع وخمسين وخمسمائة ".
[ * ](5/31)
الهاشمي، وجماعة، وآخر من روى عنه ابن النقور.
وكان ثقة، صدوقا.
قيل: إن كتابه بقراءة عاصم، عن ابن مجاهد، فيه بعض النظر.
وكانت ولادته في سنة ثلاثمائة.
وتوفي في رجب، سنة تسعين وثلاثمائة.
ومحمد بن الحسن المذحجي الاندلسي القرطبي، يعرف بابن الكتاني، أديب، شاعر، طبيب، له في الطب رسائل، وكتب في الادب.
عاش بعد سنة أربعمائة مدة.
قاله الحميدي.
وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي بن سلمان بن عبد العزيز بن إبراهيم الكتاني الدمشقي، حافظ، مكثر، متقن.
يروي عن تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وطبقته، قال ابن ماكولا: كتبت عنه، وكتب عني.
سمع منه أبو بكر الخطيب الحافظ، وروى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي الحافظ.
وأبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب الكتاني، من أهل
بغداد، سمع أبا عمر بن حيويه، ومحمد بن زيد بن علي بن مروان الانصاري، وأبا القاسم بن حبابة، وأبا طاهر المخلص، والقاضي أبا بكر بن أبي موسى الهاشمي.
كتبت عنه، وكان صدوقا، دينا، من أهل القرآن.
وكانت ولادته في صفر، سنة أربع وستين وثلاثمائة، ومات في شهر ربيع الاول، سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ودفن بمقبرة الشونيزية.
ووالده: أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر بن عبد المجيب بن عبد الحميد الكتاني، من أهل بغداد.
سمع أحمد بن سلمان النجاد، وأحمد بن عثمان بن يحيى الادمي، وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، ودعلج بن أحمد السجزي، وجماعة سواهم.
ذكره أبو بكر الخطيب، وقال: كتبنا عنه، وكان ثقة، صالحا، ستيرا، دينا.
وكانت ولادته في سنة ست وثلاثين وثلاثمائة ومات في ذي القعدة، سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
وأبو بكر محمد بن علي بن جعفر الكتاني، أحد مشايخ الصوفية، سكن مكة، وكان فاضلا، نبيلا، حسن الاشارة.
حكى عن أبي سعيد الخراز، وجنيد بن محمد، وغيرهما.
قال أبو محمد المرتعش (1): ختم الكتاني في الطواف اثني عشر ألف ختمة، وكان الكتاني
__________
(1) الذي حكى عن المرتعش هو قوله: " الكتاني سراج الحرم " أنظر طبقات الصوفية 373، ورواه الخطيب عن = [ * ](5/32)
يقول: التصوف خلق، من زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف.
وكان يقول: لولا أن ذكره علي فرض ما ذكرته، إجلالا له، مثلي يذكره ولم يغسل فمه بألف توبة متقبلة ! وقال الكتاني: كنت أنا وأبو سعيد الخراز، وعباس بن المهتدي، وآخر لم يذكره، نسير بالشام، علي ساحل البحر، إذا شاب يمشي، معه محبرة، ظننا أنه من أصحاب الحديث، فتثاقلنا به، فقال له أبو سعيد: يا فتي، على أي طريق تسير ؟ فقال: ليس أعرف إلا طريقين، أما طريق العامة فهذا الذي أنتم عليه، وأما طريق الخاصة فبسم الله.
وتقدم إلى
البحر، ومشى حيالنا على الماء، فلم نزل نراه حتى غاب عن أبصارنا.
وكان الكتاني صحبه الخراز، وعمرو المكي.
ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
__________
أبي عبد الرحمن السلمي.
وروى عنه أيضا قوله: " سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان يقول: كان يقول إن الكتاني ختم في الطواف اثني عشر ألف ختمة ".
[ * ](5/33)
باب الكاف والثاء الكثوي: بفتح الكاف وتشديد الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى كثة، وهي قرية من قرى بخارى، على أربعة فراسخ منها، اجتزت بها وقت خروجي من سرمارى (1) إلى مغكان (2) والمشهور بالنسبة إليها: أبو أحمد...(3) الكثوي.
يروى عن أبى بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشى الامام.
الكثيري: بفتح الكاف وكسر الثاء المثلثة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى كثير، وهو اسم رجل والمنتسب إليه: أبو الفضل جعفر بن الحسين بن منصور بن الحسن بن منصور البياري الكثيري، وإنما عرف بهذه النسبة، لان جده لامه أبا القاسم كثيرا كان عارضا لمحمود بن سبكتكين فنسب إليه، وهو من أهل بيار (4) وعرف بالناصح، كان شيخا فاضلا، عالما بالادب، والشعر، وتعبير الرؤيا، وكان يحفظ من أشعار المتقدمين والمتأخرين شيئا كثيرا.
سمع بنيسابور أبا سعيد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري، والاديب أبا القاسم أسعد بن علي البارع الزوزني، وطبقتهما.
لقيته أولا بمرو، ثم ببخارى، ثم بسمرقند، وكتبت عنه شيئا من شعره، فمن جملة ما أنشدني إملاء من حفظه لنفسه، بسمرقند، وكان قد أخبر بقتل ابنه: توالت غمومي فلم لا تولت * وجلت همومي لم لا تجلت
ووعد الاله وقول النبي * إذا ما الهموم توالت تولت
__________
(1) في نسخة: " سر من رأى " خطأ.
وسر ماري: قرية بينها وبين بخارى ثلاثة فراسخ.
معجم البلدان 3 / 82.
(2) ضبطهما السمعاني بضم الميم.
وضبطها ياقوت بفتح الميم، وقال: من قرى بخارى بينها وبين المدينة خمسة فراسخ.
معجم البلدان 4 / 583.
(3) كذا بياض بالنسخ، وفي اللباب، ومعجم البلدان 4 / 239: " أبو أحمد الكثوي " دون البياض.
(4) في النسخ: " نيار "، والتصويب من مجمع البلدان، وفيه: " بيار: مدينة لطيفة، من أعمال قومس، بين بسطام وبيهق ".
[ * ](5/34)
وكانت ولادته في رجب، سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ببيار.
ومات ببخارى، في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.
ومن القدماء: أبو عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن كثير بن الصلت المدينى الكثيري، من أهل مصر، لسكناه بها.
قال أبو سعيد بن يونس: هو مديني، قدم مصر، وحدث بها، وخرج إلى الاسكندرية، فحدث بها أيضا.
وكانت وفاته سنة اثنتين وستين ومائتين.
يرى عن إسماعيل بن أبى أويس.
قال ابن أبى حاتم: كتبت عنه بالمدينة، ومحله الصدق.
الكثي: بفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى كث، وهي قرية من قرى بخارى، اجتزت بها، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو علي الحسين بن فارس الفقيه الكثي.
سمع أحمد بن سهل البخاري، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن يزداذ الرازي، وأبا بكر أحمد بن سعيد بن بكار، وأبا صالح خلف بن محمد الخيام، وغيرهم، ومات في ذي القعدة، سنة ست وتسعين وثلاثمائة.(5/35)
باب الكاف والجيم الكجي: بفتح الكاف والجيم المشددة.
هذه النسبة إلى الكج، وهو الجص، اشتهر بهذه النسبة: أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن كش البصري الكجي الكشي، من أهل البصرة.
وكان من ثقات المحدثين، وكبارهم، عمر حتى حدث بالكثير، وقيل له: الكجي.
قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: سمعت أبا القاسم الشيرازي، يقول: إنما لقب بالكشي، لانه كان يبني دارا بالبصرة فكان يقول: هاتوا الكج.
وأكثر من ذكره، فلقب بالكجي.
ويقال الكثي.
والكج بالفارسية: الجص (1).
قلت: وظني أن الكشي منسوب إلى جده الاعلى كش.
والله أعلم، فإني رأيت نسبه حسب ما سقته أولا، في " كتاب " أبي الفضل الفلكي لالقاب المحدثين.
سمع مسلم بن إبراهيم، وعفان بن مسلم، وعمرو بن حكام، ومحمد بن كثير العبدي، وعمرو بن مرزوق، وطبقتهم من قدماء البصريين.
روى عنه جماعة كثيرة، مثل: أبي بكر عمر بن أحمد النهاوندي، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، وهو آخر من روى عنه.
وأما القاضي الامام أبو القاسم يوسف بن أحمد بن كج الدينوري الكجي، نسب إلى جده، كان أحد أئمة أصحابنا الكبار، وممن يضرب به المثل في حفظ المذهب، ولما دخل عليه أبو علي الحسين بن شعيب السنجي، منصرفا من عند أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الاسفرايني، وسمع درسه، فقال له: يا أستاذ، ولم ذلك ؟ فقال أبو القاسم: رفعته بغداد، وحطتني الدينور.
يعني رفع ذكره بغداد، وكثرة الخلق بها، وبقي ذكري خاملا لصغر بلدي.
سمع ببلده الدينور.
روى عنه ابوخمية محمد بن أحمد بن أبي جعفر الحنظلي الخلمي البلخي.
قرأت بخط والدي: قتل القاضي أبو القاسم بن كج بالدينور، ليلة السابع والعشرين، من شهر رمضان، سنة خمس وأربعمائة، قتله العيارون من القصابين.
قال:
وزلزلت الدينور قبل قتله بسبع سنين، في شهر رمضان، سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
وقيل: مات تحت الهدم أربعون ألف نسمة.
__________
(1) قال الحافظ الاصبهاني: " ولا أرى لما ذكره أصلا، ولو كان كذلك لما قيل له إلا الكجي بالجيم، وأظنه منسوبا إلى ناحية بخوزستان، يقال لها: " زيركج ".
[ * ](5/36)
باب الكاف والحاء الكحال: بفتح الكاف والحاء المهملة المشددة، وبعدها الالف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة لمن يكحل العين ويداويها، واشتهر بهذه النسبة: أبو سليمان إسماعيل بن سليمان الكحال البصري الضبي.
يروي عن ثابت، وعبد الله بن أوس.
روى عنه أبو عبيدة الحداد، والنضر بن شميل، ويحيى بن كثير العبدي، ومحمد بن عبد الله الانصاري.
سمع منه أبو زرعة، وأبو حاتم.
الرازيان.
وقال أبو حاتم: هو صالح الحديث.
الكحوني (1): هذه النسبة إلى قرية كحون، منها: النضر بن عبد العزيز الكحوني، والد هذيل بن النضر، يروي عن عيسى بن موسى غنجار.
روى عنه ابنه الهذيل بن النضر الكحوني.
الكحلي: بضم الكاف وسكون الحاء المهملة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى الكحل وعمله، وبيعه، واشتهر بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن أحمد بن علي، الاديب النيسابوري الكحلي، من أهل نيسابور.
سمع الحسين بن الفضل البجلي، وأقرانه.
كان روى كتب الادب بالسماع، وقد رأيته غير مرة، ولم أكتب عنه.
روى عنه أبو زكريا العنبري، وغيره.
ومات سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة.
الكحلاني: بضم الكاف وسكون الحاء المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كحلان، وهو بطن من رعين، والمشهور بهذه النسبة: الحسن بن يزيد بن وفاء بن زيد بن يفضل بن شراحيل بن إياد بن ذي شجر بن كحلان بن شريح بن الحارث بن مالك بن رعين الرعيني، ثم الكحلاني.
كان على شرط مصر لايوب بن شرحبيل الاصبحي، أمير مصر لعمر بن عبد العزيز.
توفي في رجب، سنة تسع وتسعين.
__________
(1) في اللباب: " الكحرني "، و " كحون ".
[ * ](5/37)
باب الكاف والدال الكدكي: بالدال المهملة بين الكافين المفتوحتين (1).
هذه النسبة إلى كدك، منها: أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن عبد الله الغازي الكدكي، من أهل سمرقند، صهر الامام عمر القراء.
يروي عن أبي طاهر محمد بن علي بن محمد بن بويه الحافظ البخاري، روى عنه أبو حفص عمر بن أبي بكر بن أبي الاشعث القراء.
وتوفي في شعبان، سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، ودفن بجا كرديزة.
الكدني: بفتح الكاف والدال المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كدن، وهي قرية من قرى...(2)، منها: الامام أبو أحمد عبد الله بن علي بن الشاه الكدني، كان إماما فاضلا.
خرج إلى الاستسقاء بسمرقند، فصعد المنبر، واصعد معه علويين.
فكشف رأسه، وقال: يا رب، أرقنا ماء وجوهنا بالمعاصي، ولكن اجتزنا الساعة يجمعنا في سكة المجوس، فكانوا ينظرون إلينا، وعرفوا أنا خرجنا للاستسقاء فلا تخجلنا في وجوه الاعداء.
فما برحوا حتى سقوا.
ولد في سنة اثنتين وأربعمائة.
ومات في رجب، سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة (3).
الكدوشي: بضم الكاف والدال المهملة بعدهما الواو وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى الكدوش، وهو اسم لجد: أبي الطيب محمد بن جعفر بن أحمد بن عيسى الكدوشي الوراق، يعرف بابن الكدوش، من أهل بغداد.
سمع حامد بن محمد بن شعيب البلخي، ومفضل بن محمد الجندي، وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري.
وحدث بشئ يسير.
روى عنه عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقاق.
قال محمد بن أبي الفوارس: ابن الكدوش كان صاحب
__________
(1) في ك: " المفتوحات " والمثبت في: ص، ظ، م، واللباب.
وكيف يصح هذا والكاف الثانية تكسر لياء النسبة.
وضبطها ياقوت بالفتح ثم السكون وكاف أخرى، قال: " من نواحي سمرقند فيما أحسب " معجم البلدان 4 / 245: (2) بياض بالنسخ وأصل اللباب، وفي البلدان 4 / 245 " كدن، بالتحريك وآخره نون، قرية من قرى سمرقند ".
(3) في اللباب، وعنه نقل القرشي في الجواهر: " سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ".
[ * ](5/38)
كتاب، وكان ثقة، مأمونا، مستورا، حسن المذهب، سمعت منه، ومات في جمادى الاولى، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.
ومولده سنة ثمانين ومائتين.
الكديمي: بضم الكاف وفتح الدال المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى كديم، وهو اسم للجد الاعلى: لابي العباس محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد بن ربيعة بن كديم البصري الكديمي القرشي الشامي، من أهل بغداد.
يروي عن روح بن عبادة وهو زوج أم الكديمي والخريبي، والعقدي، وأبي نعيم الكوفي.
وكان يضع على الثقات الحديث وضعا، ولعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
قال أبو حاتم بن حبان: روى الكديمي عن أبي نعيم، عن الاعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أكذب الناس الصباغون والصواغون ".
قال أبو حاتم: حدثناه أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا الكديمي محمد بن يونس، فيما يشبه هذا من الاحاديث، التي تغني شهرتها عند من سلك مسلك الحديث عن الاغراق في ذكرها للقدح فيه.
وهذا الحديث ليس يعرف إلا من حديث همام، عن فرقد السبخي، عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي هريرة، وفرقد ليس بشئ.
هذا ذكر أبي حاتم له.
وقال أبو بكر الخطيب الحافظ: أبو العباس الكديمي البصري، كان حافظا.
كثير الحديث، سافر، وسمع بالحجاز واليمن، ثم انتقل إلى بغداد، فسكنها، وحدث بها.
روى عنه جماعة كثيرة عددهم، آخرهم أبو بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وذكر عبيد الله (1) بن أحمد بن أبي طاهر أن الكديمي حج أربعين حجة.
وكانت ولادته في الليلة التي مات فيها هشيم بن بشير، من سنة ثلاث وثمانين ومائة.
وكان أحمد بن حنبل، يقول: كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث، حسن المعرفة، ما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني.
ويقال: إنه ما دخل دار دميك أكذب من سليمان الشاذكوني.
وكان الامام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، سأل عمرو بن محمد بن مصنور، فقال: يا أبا سعيد كتبت عن الكديمي ؟ فقلت: نعم، كتبت عنه بالبصرة، في حياة أبي موسى وبندار.
ومات سنة ست وثمانين ومائتين.
__________
(1) في نسخ: " عبد الله "، والمثبت في نسخة أخرى، وتاريخ بغداد، ورد النص فيه: " وذكر أن عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر الكديمي حج أربعين حجة " خطأ حيث قدم: " أن "، وموضعها قبل " الكديمي ".
[ * ](5/39)
ومن القدماء: عبد الرحمن بن زيد بن عقبة بن كديم الانصاري الكديمي.
يروي عن أنس بن مالك.
روى عنه موسى بن عقبة، وغيره.
يعرف بأبي البندق.(5/40)
باب الكاف والذال
الكذرايي: بفتح الكاف وسكون الذال المعجمة وفتح الراء بعدها الالف وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى كذراء، وهي قرية باليمن، والناس يقولون بالدال المهملة (1)، غير أني رأيت بالذال المعجمة بخط هبة الله الشيرازي الحافظ، وهو دخلها، وسمع بها، فهو أعرف، منها: أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد أبي عقامة بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن هارون القاضي الشافعي الكذرايي، من أهل كذراء.
سمع أبا سعيد عمر بن محمد بن محمد بن داود السجستاني.
سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وذكره في " معجم شيوخه "، وقال: أخبرنا القاضي أبو الحسن الشافعي بكذراء، من اليمن، إملاء من حفظه.
وعبد الله بن محمد بن جعبان القاضي الكذرايي.
يروي عن أبي قرة إسحاق بن عبد الله الصغير.
يروي عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وذكر أنه سمع منه بمدينة الكذراء.
__________
(1) وكذا ذكرها ياقوت، وقال: " اسم مدينة باليمن، على وادي سهام " معجم البلدان 4 / 244.
[ * ](5/41)
باب الكاف والراء الكرابيسي: هذه النسبة إلى بيع الثياب، والمشهور بها: أبو سليمان أيوب بن سليمان البصري الاودي، صاحب الكرابيس، مولى يعمر بن معدان، من أهل البصرة.
يروي عن أبي عوانة.
روى عنه عمرو بن علي القلاس.
وأبو علي الحسين بن علي الكرابيسي.
من أهل بغداد.
يروي عن يزيد بن هارون، وأهل العراق.
روى عنه الحسن بن سفيان.
قال أبو حاتم بن حبان: أبو علي الكرابيسي.
ممن جمع وصنف، ممن يحسن الفقه والحديث، ولكنه أفسده قلة عقله،
فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير، حتى صار علما يقتدى به، ووضع من شاء مع العلم الكثير، حتى صار لا يلتفت إليه.
وأبو الحسن عباد بن ليث الكرابيسي، صاحب الكرابيس.
يروي عن عبد المجيد أبي وهب، عن العداء بن خالد بن هوذة، ممن ينفرد بما لا يتابع عليه، على قلة روايته، فلا أرى الاحتجاج بما روى، إلا فيما وافقه الثقات، فأما ما انفرد به عن الاثبات، وإن لم يكن بالمعضلات، فالتنكب عنها أولى، والاعتبار بضدها أحرى، قاله أبو حاتم بن حبان.
الكراجكي: بفتح الكاف والراء والجيم وفي آخرها كاف أخرى.
هذه النسبة إلى كراجك، وهي قرية على باب واسط.
هكذا سمعت أستاذي أبا القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ باصبهان، لما سألته، منها: أحمد بن عيسى الكراجكي، حدث عن شجاع بن الوليد.
روى عنه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأخوه علي بن عيسى الكراجكي، حدث عن حجين بن المثنى، وشبابة بن سوار، وقبيصة بن عقبة، وهشام بن خارجة، ويعقوب بن حيدر بن كاسب.
روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، وإبراهيم بن موسى بن الرواس، والقاضي المحاملي.
ومات سنة سبع وأربعين ومائتين.
الكرازي: بفتح الكاف والراء المشددة وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى الكراز، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الحسن علي بن محمد بن عيسى بن المؤمل الواسطي الكرازي، عرف بابن كراز،(5/42)
من أهل واسط.
سكن بغداد في المدرسة النظامية، وكان أحد الشهود المعدلين، تفقه على إلكيا الهراسي، وكان يتكلم في المسائل، وكان يصعد إلى بغداد أكثر الاوقات، وينحدر في بعضها إلى واسط.
سمع بالمدينة أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي، وبالبصرة
أبا عمرو محمد بن أحمد بن عمر بن النهاوندي، وبواسط أبا الحسن علي بن محمد بن سنان النهاوندي، وغيرهم.
كتبت عنه ببغداد، وتوفي سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
الكراعي: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى بيع الاكارع والرؤوس، اشتهر بهذه انسبة أهل بيت بمرو، من رواة الحديث، منهم: أبو الحسين محمد بن علي بن الحسين بن مهدي الكراعي المروزي.
سمع أباه، وأبا يوسف أحمد بن محمد بن قيس السجستاني المذكر.
روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي توبة الخطيب، وغيره.
وأخوه غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي.
شيخ عصره، ومحدث مرو.
سمع أباه وأبا الحسن، وأبا العباس عبد الله بن الحسين البصري، وأبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي.
وغيرهم.
روى عنه أبو الفضل محمد بن أحمد الطيسي الحافظ، وروى لي عنه حفيده أبو منصور الكراعي.
ومات سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
وحفيده: أبو منصور محمد بن علي بن محمود الكراعي الزولهي.
ذكرناه في حرف الزاي.
الكرامي: بفتح الكاف وتشديد الراء المهملة.
هذه النسبة إلى أبي عبد الله محمد بن كرام النيسابوري، وكان والده يحفظ الكرم، فقيل له: الكرام، وعالم لا يحصون بنيسابور وهراة ونواحيها، على مذهبه، يقال لكل واحد منهم: الكرامي.
وأبو عبد الله من أهل نيسابور، ثم أزعج عنها، وانتقل إلى بيت المقدس، وسكنها، ومات بها.
يروي عن مالك بن سليمان الهروي.
روى عنه محمد بن إسماعيل بن إسحاق، وحكى عنه من الزهد والتقشف أشياء، وفي المذهب أشياء من التشبيه، والتجسيم، وذكر في كتاب له، سماه " عذاب القبر " في وصف الرب عزوجل، أنه أحدي الذات، أحدي
الجوهر.
فشارك النصارى في وصفه إياه بالجوهر، وشارك اليهود والهشامية والجوالقية من(5/43)
مشبهة الروافض، في وصفه إياه، بأنه جسم.
وناقض أصحابه في امتناعهم عن وصفهم إياه أنه جوهر، مع إطلاقهم وصفه بأنه جسم، لان إطلاق الجسم أفحش من إطلاق الجوهر.
وذكر في هذا الكتاب أنه معبود في مكان مخصوص، وأنه مماس لعرشه من فوقه، وهكذا حكى عنه.
وقيل: إنه من بني نزار، ولد بقرية من قرى زرنج، ونشأ بسجستان، ثم دخل بلاد خراسان، وأكثر الاختلاف إلى أحمد بن حرب الزاهد.
وسمع ببلخ إبراهيم بن يوسف الماكياني، وبمرو علي بن حجر، وبهراة عبد الله بن مالك بن سليمان، وبنيسابور أحمد بن حرب.
وأكثر الرواية عن أحمد بن عبد الله الجويباري، ومحمد بن تميم الفاريابي، ولو عرفهما لامسك عن الرواية عنهما.
روى عنه إبراهيم بن محمد بن سفيان، وإبراهيم بن الحجاج، وعبد الله بن محمد القيراطي، وأحمد بن محمد بن يحيى الدهان، وجماعة سواهم.
ولما ورد نيسابور، بعد المجاورة، بمكة خمس سنين، وانصرف إلى سجستان، وباع بها ما كان يملكه، وانصرف إلى نيسابور، فحبسه طاهر بن عبد الله، ثم لما أطلق عنه خرج إلى ثغور الشام، ثم انصرف إلى نيسابور، فحبسه محمد بن طاهر بن عبد الله، وطالت محنته، فكان يغتسل كل يوم جمعة، ويتأهب للخروج إلى الجامع، ثم يقول للسجان: أتأذن لي في الخروج ؟ فيقول: لا.
وكان أبو عبد الله يقول: اللهم إنك تعلم أني بذلت مجهودي، والمنع فيه من غيري.
وخرج من نيسابور في شوال، سنة إحدى وخمسين ومائتين.
ومات في صفر، سنة خمس وخمسين ومائتين.
وكانت وفاته ببيت المقدس، ودفن بباب أريحا.
والمشهور بالانتساب إليه: أبو يعقوب إسحاق بن محمشاذ الزاهد الكرامي.
ذكره لحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ لنيسابور "، فقال: أبو يعقوب الكرامي، شيخهم، وإمامهم في عصره، كان على الحقيقة من الزهاد، العباد، المجتهدين، التاركين للدنيا مع القدرة عليها أن لو
شاء.
سمع العلم من جماعة من الفريقين، ثم اشتغل بالوعظ، والذكر، ثم ذكر عنه أنه قال في مواعظه: ألا تدخلون مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتسألون عن قصوره وبساتينه، ثم تسألون عن منازل ابنته فاطمة، وعن حليها وجواهرها، ثم تسألون عن قصور أصحاب راياته والخلفاء من بعده ؟ ثم قال: والله لو فعلتم لم تجدوا منها شيئا، ولعلمتم أنكم على ضلال في طلب الدنيا.
ويذكر أنه أسلم على يديه، من أهل الكتابين والمجوس بنيسابور، ما يزيد على خمسة آلاف رجل وامرأة.
وتوفي عشية الخميس، ودفن عشية الجمعة، الخامس والعشرين من رجب، سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.
قال الحاكم: وصلي عليه في جبانة خوانجان،(5/44)
فإن ميادين البلد لم تسع ذلك الخلق، فأما أنا فما رأيت بنيسابور قط مثل ذلك الجمع، وما أرى أنه تخلف عنه أحد، من السلطان والرعية والفريقين.
الكراني: بفتح الكاف والراء مع التشديد وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كران، وهي محلة كبيرة بأصبهان، وكان منها جماعة من المحدثين، منهم: أبو طاهر محمد بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن عبيد الله الكراني، ابن خال بشر (1) الحنفي، وبإفادته سمع الحديث من أبي بكر بن أبي علي الذكواني.
وتوفي في السابع عشر من جمادي الاولى، سنة ست وتسعين وأربعمائة.
ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده، فقال: لم يعرف شرائط التحديث.
وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن محمد بن يونس البقال الكراني الشرابي.
حدث عن أبي عبد الله بن مندة الحافظ، وأبو جعفر الابهري.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي.
مات سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
قليل الرواية.
وأبو القاسم إبراهيم بن منصور بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله السلمي الجبار الكراني أبو القاسم، المعروف بسبط بحرويه.
كان شيخا صالحا، عفيفا، ثقيل السمع.
سمع أبا بكر
محمد بن إبراهيم بن المقري، سمع منه كتاب " المسند " لابي يعلى الموصلي، وكتاب " التفسير " لعبد الرزاق بن همام، بروايته عن ابن المقري، عن أبي عروبة الحراني، عن سلمة بن شبيب، عنه.
وبعض كتاب " فضائل مكة والمدينة " للجندي.
روى لنا عنه أبو عبد الله الخلام، وأبو الفرج الصيرفي، وأبو الوفاء الصباغ، وأبو عبد الله بن طلحة الصالحاني، وأبو منصور العطار، وغيرهم.
كانت ولادته في سنة اثنتين أو ثلاث وستين وثلاثمائة.
وتوفي في شهر ربيع الاول، سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
وأبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الكراني، من أهل هذه المحلة، كان ثقة.
مأمونا، يحفظ الحديث، ويفهم، ويذاكر به، وكان كثير الحديث عن الاصبهانيين.
يروي عن عبد الله بن أحمد بن يزيد الشيباني، وعمران بن عبد الرحيم، وعبد الله بن محمد بن النعمان، وغيرهم.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة، وأبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وجماعة.
وكانت وفاته في شهر ربيع الاول، سنة تسع وثلاثين
__________
(1) في الباب " بسر ".
[ * ](5/45)
وثلاثمائة.
الكربي: بفتح الكاف وكسر الراء وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى كرب وهو الجد الاعلى، لابي عبد الله محمد بن عمرو بن الحسن بن هاشم بن أبي كرب الحمصي الكربي، من أهل حمص.
يروي عن سعيد بن عمرو السكوني الحمصي.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصبهاني.
الكرجي: بفتح الكاف والراء والجيم في آخرها.
هذه النسبة إلى الكرج، وهي بلدة من بلاد الجبل، بين أصبهان وهمذان، أقمت بها قريبا من عشرين يوما، وبنيت الكرج في زمن المهدي، وهو أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر المنصور، بناها عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن خزاعي العجلي، وكان من عرب
الكوفة، وكان هو وأولاده يقطعون الطريق في برية نواحي أصبهان، ثم تاب وجمع عشيرته، وأجرى الماء في أرض الكرج وتوطنها، ثم ابنه أبو دلف القاسم بن عيسى العجلي زاد في عمارتها، وجعلها تشبه البلدة، والمهشور بهذه النسبة: محمد بن محمد بن داود الكرجي، حدث بطوس.
وأبو الحسين الكرجي الاصم، حدث بمصر.
كتب عنه عبد الغني بن سعيد.
وأبو العباس الكرجي، القاضي، المقيم بمكة.
ومحمد بن علي الكرجي الفقيه.
يروي عن أحمد بن أبي عمران الهروي بمكة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن يزيد، الفقيه الكرجي.
سكن بغداد، وحدث بها عن أبي مسعود الرازي، وعبد العزيز بن معاوية القرشي، وأحمد بن عبد الرحمن الحراني، ويوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
روى عنه عمر بن بشران السكري، وأبو الحسين بن البواب، ومحمد بن المظفر الحافظ.
وقال عمر بن بشران: حدثنا الكرجي إملاء في القطيعة، سنة خمس وثلاثمائة.
وكان ثقة، يحفظ.
وقال غيره: توفي في جمادي الاولى، سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وأبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني، محدث بغداد في عصره كان يعرف بالكرجي.
روى عن أبي علي بن شاذان، وطبقته.
حدثنا جماعة من مشايخنا عنه.
وأخوه: أبو غالب أحمد بن الحسن الباقلاني، يعرف بالكرجي أيضا، وحدث عن(5/46)
جماعة: مثل: أبي علي بن شاذان، وأبي الحسين المحاملي، وغيرهما.
روى لنا عنهة جماعة ببغداد، وأصبهان، وجرجان، ومرو.
وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر، سنة خمسمائة، ببغداد.
وولادته في سنة إحدى وعشرين وأربعمائة.
وأبوه: أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن بن حدادي الكرجي الباقلاني، كرجي الاصل.
ذكره أبو بكر الحافظ، قال: وكتب معنا من شيوخنا: أبي عمر بن مهدي،
وأبي الحسين بن المقيم، وكتبت عنه.
وكان صدوقا، دينا، خيرا، من أهل القرآن والسنة.
وكانت ولادته سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
ووفاته في المحرم، سنة أربعين وأربعمائة، ودفن بباب حرب.
وجماعة من أهل الكرج، كتبت عنهم بها، وبغيرها من البلاد، فكتبت بالكرج عن: الامام أبي الحسن محمد بن أبي طالب عبد الملك بن محمد الكرجي، وكان إماما، متقنا، مكثرا من الحديث، وسمعت من ابنه أبي معمر وهب الله بالكرج، ومن ابنه الآخر أبي معشر رزق الله بن أبي الحسن الكرجي، سمعت منه بقوشنج كتاب " اعتلال القلوب " للخرائطي، وغيره.
وأبو نصر عبد الحكيم بن المظفر الفحفحي، الاديب، والكرجي.
سمعت منه بالكرج.
والقاضي أبو سعد سليمان بن محمد بن الحسين القصار، المعروف بالكافي الكرجي، واحد عصره في علم النظر والاصول، قرأت عليه، وعلى عبد الحكيم " جزء لوين " بروايتهما عن أبي بكر ابن ماجه.
وأبو الصفاء ثامر بن علي الكرجي.
يروي عن أبي الحسن السمنجاني، قرأت عليه بالكرج.
وأبو حفص عمر بن الكرجي، قرأت عليه بالكرج، عن أبي الصفاء ثامر بن علي الكرجي، جد المذكور.
وغيرهم.
وصاحبنا الزاهد أبو نصر عبد الواحد بن عبد الملك الفضلويي الكرجي، كتبت عنه بالكرج، ثم ببغداد، ثم بواسط، وكان أحد الزهاد، يسلك البادية على الانفراد في غير موسم الحاج، وجاور سنين.
وصحب الاكابر.
ومن القدماء: أمير الكرج، أبو دلف القاسم بن عيسى بن إدريس بن معقل بن عمرو بن(5/47)
شيخ بن معاوية بن خزاعي بن عبد العزي بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد بن عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان الكرجي العجلي، كان أميرا، شجاعا، أديبا، وسمحا جوادا، وبطلا شجاعا، ورد بغداد غير مرة، وكان يسافر عنها، وبها مات، وحكى أن بكر بن النطاح انشده: مثال أبي دلف آية * وخلق أبي دلف عسكر وإن المنايا إلى الدارعين * بعيني أبي دلف تنظر فأمر له بعشرة آلاف درهم، فمضى واشترى بها بستانا بنهر الابلة، ثم عاد من قابل، فأنشده: بك ابتعت في نهر الابلة جنة * عليها قصير بالرخام مشيد إلى لزقها أخت لها يعرضونها * وعندك مال للهبات عتيد فقال له أبو دلف: بكم الاخرى ؟ قال: بعشرة آلاف.
قال: ادفعوها إليه.
ثم قال: لا تجئني قابلا، فنقول بلزقها أخرى، فإنك تعلم أن لزق كل أخرى متصلة، إلى ما لا نهاية له.
وذكر العتابي، قال: اجتمعنا على باب أبي دلف، جماعة من الشعراء، فكان يعدنا بأمواله من الكرج وغيرها، فأتته الاموال، فبسطها على الانطاع وأجلسنا حولها، ودخل إلينا، فقمنا إليه، فأومأ إلينا أن لا نقوم إليه، ثم اتكأ على قائم سيفه، ثم أنشأ يقول: الا يا أيها الزوار لا يد عندكم * أياديكم عندي أجل وأكبر فإن كنتم افردتموني للرجا * فشكري لكم من شكركم لي أكثر كفاني من مالي دلاص وسابح * وأبيض من صافي الحديد ومغفر ثم أمر بنهب تلك الاموال، فأخذ كل واحد منا على قدر قوته.
وذكر أن جماعة من الشعراء اجتمعوا على باب أبي دلف، فمدحوه، وتعذر عليهم
الوصول إليه، وحجبهم حياء لضيقة نزلت به، فارسل إليهم خادما له يعتذر إليهم، ويقول: انصرفوا في هذه السنة، وعودوا إلى القابلة، فإني اضعف لكم العطية، وأبلغكم الامنية، فكتبوا إليه:(5/48)
أيهذا العزيز قد مسنا الده * ر بضر وأهلنا أشتات وأبونا شيخ كبير فقير * ولدينا بضاعة مزجاة قل طلابها فبارت علينا * وبضاعاتنا بها الترهات فاغتنم شكرنا وأوف لنا الكي * ل وصدق فإننا أموات فلما وصل إليه الشعر ضحك، وقال: علي بهم.
فلما دخلوا قال: أبيتم إلا أن تضربوا وجهي بسورة يوسف، والله إني لمضيق، ولكني أقول، كما قال الشاعر: لقد خبرت أن عليك دينا * فزد في رقم دينك واقض ديني يا غلام، اقترض لي عشرين الفا بأربعين الفا، وفرقها فيهم.
وحكى (1) أن المأمون قال يوما لابي دلف، وهو مقطب: أنت الذي يقول فيك الشاعر: إنما الدنيا أبو دلف * عند مغزاه ومحتضره فإذا ولى أبو دلف * ولت الدنيا على أثره فقال: يا أمير المؤمنين، شهادة زور، وقول غرور، وملق معتف، وطالب عرض، وأصدق منه ابن أخت لي حيث يقول: دعيني أجوب الارض التمس الغنى * فلا الكرج الدنيا ولا الناس قاسم فضحك المأمون، وسكن غضبه.
وحكى ابنه دلف بن أبي دلف، قال: رأيت كأن آتيا أتاني بعد موت أبي، فقال: أجب الامير، فقمت معه، وأدخلني دارا وحشة، وعرة سوداء الحيطان، مقلعة السقوف والابواب، ثم أصعدني درجا فيها، ثم أدخلني غرفة في حيطانها أثر النيران، وفي أرضها أثر
الرماد، وإذا أبي عريان، واضع رأسه بين ركبتيه، فقال لي كالمستفهم: دلف ؟ فقلت: نعم، أصلح الله الامير، فأنشأ يقول: أبلغن أهلنا ولا تخف عنهم * ما لقينا في البرزخ الخناق قد سئلنا عن كل ما قد فعلنا * فارحموا وحشتي وما قد ألاقي أفهمت ؟ قلت: نعم.
ثم انشأ يقول:
__________
(1) القصة والشعر في: تاريخ بغداد 12 / 421، 422، والبيتان اللذان أنشدهما المأمون لعلي بن جبلة، وهما في الاغاني 8 / 254، والعقد 1 / 307، 2 / 166.
[ * ](5/49)
فلوكنا إذ متنا تركنا * لكان الموت راحة كل حي ولكنا إذا متنا بعثنا * ونسأل بعده عن كل شئ انصرف.
قال: فانتبهت.
مات أبو دلف في سنة خمس وعشرين ومائتين.
وأبو عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الكرجي الحافظ، قدم أصبهان، وسمع من أحمد بن عصام، وروى عن البغداديين، مثل محمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس بن محمد الدوري، وغيرهم.
وكان أبو أحمد العسال يثني عليه، ويذكر فضله.
روى عنه أحمد بن عبيد الله المقري.
سمع منه بالكرج.
الكرجي: بضم الكاف وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كرج، وهي ناحية من ثغور اذربيجان، من الروم (1)، خرج منها جماعة من الموالي سمعوا الحديث، ورووا، منهم: أبو الحسن فيروز بن عبد الله الكرجي، عتيق أبي الفضل بن عيشون (2) المنجم الموصلي، وهو أبو شيخنا سليمان بن فيروز الخياط، وكان من ساكني بغداد.
سمع بالموصل القاضي أبا نصر عبد الاعلى بن عبد الله السنجاري، وببغداد أبا جعفر محمد بن
أحمد بن المسلمة المعدل، وغيرهما.
روى لنا عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الانصاري، ببغداد، وأبو القاسم علي بن الحسن الحافظ بدمشق، وكانت وفاته في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
الكرخي: هذه النسبة إلى عدة مواضع اسمها الكرخ، بفتح الكاف وسكون الراء وفي آخرها الخاء المعجمة، منها إلى كرخ سامرة: وأحمد بن الوليد الكرخي منها.
يروي عن أبي نعيم الكوفي، والعراقيين.
يروي عنه حاجب بن أركين الفرغاني.
__________
(1) قال ياقوت: " الكرج، بالضم ثم السكون وآخره جيم، وهو جيل من الناس نصارى، كانوا يسكنون في جبال القبق وبلد السرير، فقويت شوكتهم، حتى ملكوا مدينة تفليس، ولهم ولاية تنسب إليهم، وملك، ولغة يرأسها، وشوكة وقوة، وكثر عدد ".
معجم البلدان 4 / 251.
[ * ](5/50)
ومنها إلى كرخ بغداد، وهي محلة بالجانب الغربي منها، اشتهر بالنسبة إليها: أحمد بن الحسن العطار الكرخي، حدث عن الحسن بن شبيب.
روى عنه حمزة الكتاني وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن الحسين الكاتب الكرخي، سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب، وأحمد بن سليمان النجاد، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي، وأبا بكر بن داسة التمار.
روى عنه أبو حفص بن شاهين خبرا في " فضائل أحمد بن حنبل "، وأبو القاسم الازهري، وأحمد بن محمد العتيقي: وغيرهم.
قال الخطيب: سمعت أبا بكر البرقاني ذكر الكرخي هذا فقال: كان كاتب ابن الكرخي - يعني أبا منصور الصيرفي، قال: وكان له قرابة من الدار قطني، وخرج له الدار قطني فوائد، وكان شابا في لحيته بياض.
فقلت: أكان ثقة ؟ فقال: ثقة،
ثقة، ثقة.
ومات ي ذي الحجة، سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة.
ومنها إلى كرخ باجدا، قرية بنواحي العراق، منها: معروف بن الفيرزان الكرخي، أبو محفوظ، المشتهر.
وأخوه عيسى بن الفيرزان الكرخي، حكى عن أخيه معروف.
روى عنه محمد بن سليمان بن فهرويه العلاف.
وذكر أبو الفضل المقدسي الحافظ، فيما حدثني عنه أبو العلاء الحافظ بأصبهان، قال: سمعت خلفا الكرخي المجهز، يقول: نحن من كرخ بأجدا، منها معروف الكرخي، وبيته معروف يزار إلى اليوم.
وأما أبو بكر الخطيب البغدادي الحافظ، فنسبه إلى كرخ بغداد، والله أعلم.
وكان أحد المجتهدين المشهورين بالزهد، والعزوف عن الدنيا، يغشاه الصالحون، ويتبرك بلقائه العارفون.
وكان يوصف بأنه مجاب الدعوة، ويحكى عنه كرامات، وأسند أحاديث يسيرة، عن بكر بن خنيس، والربيع بن صبيح، وغيرهما.
روى عنه خلف بن هشام البزار، وزكريا بن يحيى المروزي، ويحيى بن أبي طالب.
وله أخبار مستحسنة، جمعها الناس.
ومات في سنة مائتين.
وقيل: سنة أربع ومائتين.
والاول أصح.
ومن هذه القرية أيضا:(5/51)
أبو الحسن عبيد الله بن الحسين بن دلهم الفقيه الكرخي، من أهل كرخ جدان، سكن بغداد، وحدث عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، ومحمد بن عبد الله الحضرمي.
روى عنه أبو عمر بن حيويه، وأبو حفص بن شاهين، وغيرهما، وهو المصنف على مذهب أبي حنيفة، رحمه الله.
ومن أهل كرخ جدان: القاضي أبو العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد بن إبراهيم بن محمد
الكرخي، من أهل كرخ جدان، كان إماما، فاضلا، من فحول المناظرين، وكان كامل العقل، غزير الفضل، وكان يضرب به المثل في بغداد في السكون والوقار.
سمع أبا إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، وأبا نصر عبد السيد بن محمد بن الصباغ، وأباه أبا البركات سلامة بن عبيد الله الكرخي، وأبا عبد الله محمد بن علي الدامغاني، وأبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجه الابهري.
روى لنا عنه جماعة من أصحابنا.
وتوفي في رجب، سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
ودفن بباب أبرز، عند قبر أستاذه أبي إسحاق الشيرازي.
وابن أخيه أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن سلامة الكرخي، كان أحد الشهود المعدلين، وكان جميل السيرة لازما بيته، مشتغلا بما يعنيه.
سمع أبا القاسم علي بن أحمد البسري البندار.
سمعت منه أحاديث يسيرة.
وكانت ولادته في سنة ثمان وستين وأربعمائة.
وأبو الفوارس محمد بن علي بن محمد بن إسحاق بن محمد بن القاسم بن محمد الكرخي، قيل: هومن كرخ البصرة.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الملك بن محمد القرشي، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة.
روى لنا عنه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف.
وتوفي في شهر ربيع الآخر، سنة أربع عشرة وخمسمائة، ببغداد.
وأما طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن الكرخي، قرابة أبي العباس بن الكرخي، وظني أنه من هذا الكرخ، كان أحد نواب القاضي أبي القاسم الزينبي، كان مرضي الطريقة في القضاء والاحكام، حسن المعاشرة.
سمع أبا عبد الله بن طلحة النعالي، وأبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري، وغيرهما.
سمعت منه أحاديث.
وكانت ولادته في سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن عزرة بن المغيرة بن صالح الكرخي، من أهل كرخ جدان، وأصله من البصرة.
ولد سنة اثنتين وثلاثمائة.
وسكن بغداد، وحدث(5/52)
بها عن أحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي، حدثني عنه الحسين بن علي الطناجيري.
وكان ثقة.
وأبو القاسم منصور بن عمر بن علي الفقيه الشافعي الكرخي، من أهل كرخ جدان، جد شيخنا أبي البدر إبراهيم.
سكن بغداد.
ودرس بها الفقه على أبي حامد الاسفرايني.
وسمع أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، ومن بعده.
ذكره أبو بكر الخطيب، وقال: كتبت عنه، وكان سماعه صحيحا.
ومات في جمادى الآخرة، سنة سبع وأربعين وأربعمائة، ببغداد.
وابنه أبو بكر محمد بن منصور بن عمر بن علي الكرخي، الفقيه الشافعي، من أهل كرخ جدان أيضا.
سكن كرخ بغداد، كان فقيها صالحا، متدينا.
يرجع إلى فضل وعلم.
سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز، وأبا الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز، وغيرهما.
روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي، وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ.
وتوفي في جمادى الاولى، سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
وابنه أبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، كان يسكن كرخ بغداد، في دار الامام أبي حامد الاسفرايني، وأصله من كرخ جدان، كان شيخا مسنا، مستورا، كبيرا، صالحا، دينا، وضعف وعجز عن المشي إلا بجهد.
سمع أبا بكر الخطيب، وأبا الغنائم ابن المأمون، وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم المهرواني، وأبا القاسم بن مسعدة الاسماعيلي، وغيرهم، وهو آخر من حدث عن خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية، قرأت عليه الكثير بالكرخ.
وكانت ولادته تقديرا، في سنة خمسين وأربعمائة، أو قبلها، ومات في شهر ربيع الاول، من سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، ودفن بباب حرب.
الكردي: بفتح الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
والمشهور بهذه النسبة:
أبو علي أحمد بن محمد الكردي.
يروي عن أبي بكر الاسماعيلي.
ذكره حمزة بن يوسف السهمي، بفتح الكاف.
__________
(1) كذا في اللباب، والانساب المتفقة 129، وتهذيب التهذيب 2 / 44.
وذكر الامير، في الاكمال 7 / 184: " جابر بن ميمون الكردي ".
ولعل صوابه " جابر بن كردي، وميمون الكردي " وسيأتي.
[ * ](5/53)
الكردي: بضم الكاف وسكون الراء والدال المهملة.
هذه النسبة إلى طائفة بالعراق ينزلون بالصحارى، وقد سكن بعضهم القرى، يقال لهم: الاكراد، خصوصا في جبال حلوان، والنسبة إليهم: الكردي، وقرية أيضا، يقال لها: كرد.
فأما جابر بن كردي (1) الواسطي، من الثقات المشهورين، وهو اسم يشبه النسبة.
حدث عن يزيد بن هارون الواسطي، وسعيد بن عامر، وغندر محمد بن جعفر البصري.
روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر بن دينار الواسطي.
ومن القدماء: أبو نصير ميمون الكردي.
يروي عن أبي عثمان النهدي.
روى عنه حماد بن زيد، وديلم بن غزوان.
وأما المنسوب إلى القرية، فهي قرية كرد، وهي قرية من قرى بيضاء فارس، منها: أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد الله الكردي.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان، يقول: سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي، يقول: شيخنا أبو الحسن الكردي، حدثنا عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين بن فاذشاه الاصبهاني، عن أبي القاسم الطبراني، بكتاب " الادعية " من تصنيفه، سألته عن هذه النسبة، فقال: نحن من قرية بيضاء، يقال لها: كرد.
وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن خالد بن عبد الرحمن الكردي، ينسب إلى الاكراد،
فيما أظن، وهو مولى بني هاشم.
حدث عن عبد الملك بن عمير، وموسى بن عبد الملك بن عمير، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذيب، وأبي معشر، وسفيان الثوري، وشعبة، وحماد بن سلمة، وزائدة، ويحيى بن سلمة بن كهيل، ومرحوم بن عبد العزيز.
روى عنه عبد الله بن أيوب المخرمي، وإبراهيم بن الوليد الجشاش، وإسحاق بن سنين الختلي، وغيرهم.
وكان غير ثقة، يروي المناكير عن الاثبات.
وقال أبو العباس بن عقدة: عمر بن إبراهيم ضعيف.
وأبو الحسن علي بن الكردي بن عمر بن عيسى العطار النهرواني.
سمع عبد الملك بن بكران المقري النهرواني.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي الخطيب في " التاريخ "، وقال: كتبت عنه بالنهروان، وكان صدوقا، مستورا، صالحا.(5/54)
الكرزي: بضم الكاف وسكون الراء وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى كرز، ولا أدرى هو ابن وبرة الجرجاني، أو الكرز الذي هو الجوالق، والمشهور بهذه النسبة: محمد بن سليمان بن كعب الصباحي البصري، ابن أخت عاصم بن سليمان الكرزي.
يروي عن أبيه خبرا عجيبا.
روى عنه محمد بن يونس الكديمي.
وشجاع بن صبيح الجرجاني الكرزي، يقال: إنه مولى كرز بن وبرة، من أهل جرجان، وكان محتسبا.
روى عن أبي طيبة عيسى بن سليمان، وقيل: يروي عن كرز أيضا.
روى عنه إبراهيم بن موسى القصار.
وحكى أن هارون الرشيد لما قدم جرجان، كان معه أبو يوسف صاحب أبي حنيفة، فصلى يوما، ورآه شجاع الجرجاني، فقال شجاع الجرجاني لابي يوسف: احسن صلاتك.
أيها القاضي، فقال أبو يوسف: فما من وقت اصلي إلا وأظن أن ورائي شجاع الجرجاني، يقول لي: أحسن صلاتك.
أو كما قال.
وكان قبر شجاع في مقابر سليمان اباذ.
قال أبو بكر الاسماعيلي: أراني أبو عمر أن ابن هاني قبره،
فنسيته، وكان رجلا صالحا.
الكركانجي: بضم الكاف والراء بين الكافين والنون بعد الالف وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كركانج، وهو اسم بلدة خوارزم، يقال لها: الكركانجية، اشتهر بهذه النسبة: أبو حامد محمد بن أحمد بن علي المقري الكركانجي، أحد من رحل إلى الآفاق في علم القرآن، وأدرك الائمة، وقرأ عليهم بالشام، والحجاز، والعراق، وصنف التصانيف، ورزق الاصحاب والاولاد.
وتوفي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة، بمرو.
وابنه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الكركانجي، إمام فاضل في القراءات وعلومها، حسن الاخذ والاقراء، اختص بجدي، وكان من فضلاء أصحابه.
سمع الحديث الكثير عن جماعة، لقيته ولم يتفق لي أن سمعت منه شيئا يسيرا من الحديث فيما أظن.
وابنه أبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكركانجي، شيخ صالح، ورع، مليح الشيبة، حسن الوجه، عفيف.
سمع أبا سهل بريدة بن محمد بن بريدة الاسلمي، والاديب أبا محمد كامكار بن عبد الرزاق المحتاجي، وأبا بكر عبد الله بن عبد الصمد البراني، وغيرهم.
كتبت عنه، وقرأت عليه اجزاء وتوفي..الكركنتي: بكسر الكافين بينهما الراء الساكنة وبعدها النون ساكنة وفي آخرها التاء(5/55)
المنقوطة من فوق باثنتين.
هذه النسبة إلى كركنت، وهي قرية من قرى القيروان، إحدى بلاد المغرب، منها: أبو عثمان سعيد بن سلام، وقيل: سالم، المغربي الصوفي، ولد بهذه القرية، واشتهر بالمغربي أبي عثمان، وكان أوحد عصره في الورع، والزهد، والصبر على العزلة.
لقي الشيوخ بمصر، ثم دخل بلاد الشام، وصحب أبا الخير الاقطع، وجاور بمكة سنين فوق العشر، وكان لا يظهر في الموسم، ثم انصرف إلى العراق لمحنة لحقته بمكة، في السنة،
فسئل المقام بالعراق، فلم يجبهم إلى ذلك، فورد نيسباور، وبقي بها إلى أن مات.
وكان من كبار المشايخ، له أحوال مأثورة، وكرامات مذكورة.
وحكى أبو عبد الله المغربي، قال: كنت ببغداد، وكان بي وجع في ركبتي، حتى نزل إلى مثانتي، واشتد وجعي، وكنت أستغيث بالله، فناداني بعض الجن: ما استغاثتك بالله، وغوثه بعيد ! فلما سمعت ذلك رفعت صوتي، وزدت في مقالتي، حتى سمع أهل الدار صوتي، فما كان إلا ساعة حتى غلب علي البول، فقدم إلي سطل أهريق فيه الماء، فخرج من مذاكيري شئ بقوة، وضرب وسط السطل، حتى سمعت له صوتا، فأمرت من كان في الدار، فطلب، فإذا هو حجر قد خرج من مثانتي، وذهب الوجع.
وقلت: ما أسرع الغوث ! وهكذا الظن به.
وحكى محمد بن علي الصغير القوال، قال: قال لي جماعة من أصحابنا: تعال حتى ندخل على الشيخ أبي عثمان المغربي، فنسلم عليه.
فقلت: إنه رجل منقبض، وأنا أستحيي منه.
فالحوا علي، فأدخلنا على أبي عثمان، فلما وقع بصره علي، قال: يا أبا الحسن، كان انقباضي بالحجاز، وانبساطي بخراسان، وسئل أبو عثمان المغربي عن الخلق، فقال: قوالب وأشباح، تجرى عليهم أحكام القدرة.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أبو عثمان المغربي كان مقيما بمكة سنين، فسعي به إلى العلوية في زور نسب إليه، وحرش عليه العلوية، حتى أخرجوه من مكة، فرجع إلى بغداد، واقام بها سنة، ثم خرج منها إلى نيسابور، ومات بها، سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
ودفن بجنب أبي عثمان الحيري.
الكرماني: بكسر الكاف وقيل بفتحها وسكون الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بلدان شتى: مثل: خبيص، وجيرفت، والسيرجان، وبردسير، يقال لجميعها كرمان، وقيل بفتح الكاف، وهو الصحيح، غير أنه اشتهر بكسر الكاف.
والمشهور بهذه النسبة جماعة كثيرة من المتقدمين والمتأخرين.
فمن المتقدمين:(5/56)
أبو هشام حسان بن إبراهيم الكرماني العنبري.
يروي عن يونس بن يزيد الايلي، وسعيد بن مسروق.
روى عنه علي بن المديني، وأهل العراق.
ومن المتأخرين: أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد الكرماني.
نزيل مرو.
روى لنا عن أبيه، وعن أستاذه القاضي أبي بكر محمد بن الحسين الارسابندي، وأبي الفتح عبيد الله بن محمد الهشامي، وغيرهم.
مات في ذي القعدة، سنة أربع وأربعين وخمسمائة بمرو، وكانت ولادته سنة سبع وخمسين وأربعمائة، بكرمان.
ولهذه النسبة اسم رجل، وهو: الكرماني بن عمرو بن المهلب المعني، أخو معاوية بن عمرو القصري.
يروي عن حماد بن سلمة، وبشر بن عمر بن ذر.
روى عنه إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي.
وعلي بن جديع، المعروف بالكرماني، لم يكن من أهل كرمان، ولكن عرف بهذا الاسم، وهو الذي وقع بينه وبين نصر بن سيار ما وقع، ثم دخل بينهما أبو مسلم صاحب الدولة، وغلبهما جميعا، وقصتهم معروفة في الفتوح.
ومن التابعين: الحسن بن مهران الكرماني.
يروي عن فرقد، وله صحبة.
روى عنه محمد بن سلام.
وأبو عمرو حفص بن عمرو بن هبيرة البخاري الكرماني، من أهل قرية يقال لها: كرمانية.
وذكر أبو القاسم بن الثلاج، أنه قدم بغداد حاجا، وحدثهم عن شجاع بن مجاع الكشاني.
قلت: هكذا ذكره أبو بكر الخطيب، وظني أنه من كرمينية، بلدة بين بخارى وسغد سمرقند، وسأذكره في موضعه.
وبنيسابور محلة كبيرة، يقال لها: مربعة الكرمانية، والنسبة إليها: الكرماني، واشتهر بالنسبة إليها:
أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن يعقوب بن عبد الله الكرماني الشيباني، الفقيه الحافظ، المعروف بابن الاخرم، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وخطتهم مربعة الكرمانية، قال الحاكم: وقرأت على ظهر كتابه بخطه: ليعقوب بن يوسف الكرماني.
وقد كان أطال المقام بمصر، وكان يكاتبه على القرطاس أبو إبراهيم المزني، وقد أرانا أبو عبد الله بن الاخرم منها كتابا.
سمع بخراسان قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي، وعمرو بن زرارة، وبالحديثة سويد بن سعيد الانباري، وبالكوفة أبا كريب الهمداني، وبالبصرة عبد الله بن معاوية الجمحي، وبمصر أبا عبد الله بن وهب، ويونس بن(5/57)
عبد الاعلى، وبالشام دحيم بن اليتيم، وهشام بن عمار، وبالجزيرة محمد بن وهب بن أبي كريمة، وقد كان دخل على أحمد بن حنبل غير مرة.
روى عنه أبو حامد بن الشرقي، وابنه أبو عبد الله بن الاخرم، وعلي بن حمشاذ العدل، ومحمد بن صالح بن هاني، وغيرهم.
قال الحاكم: قلت لمحمد بن صالح: كيف لم يكثروا عن يعقوب الاخرم ؟ قال: كان أبو عبد الله يبخل علينا بحديث أبيه، فلا يمكننا منه، وكان الرجل كبير المحل، محتشما.
وتوفي في شعبان، سنة سبع وثمانين ومائتين.
وأبو محمد حرب بن إسماعيل الحنظلي، الكرماني.
قال أبو محمد بن أبي حاتم: رفيق أبي، يروي عن أبي يحيى أحمد بن سليمان الباهلي، وعبيد الله بن معاذ العنبري، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، كتب عنه أبي بدمشق.
الكرمجيني: بفتح الكاف وسكون الراء وضم الميم وكسر الجيم بعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كرمجين، وهي قرية من قرى نسف، منها: أبو الحسن اليمان بن الطيب بن خنيس بن عمر الكرمجيني النسفي، من قرية كرمجين.
يروي عن أبي محمد عبد الله، وأبي سليمان داود، ابني نصر بن سهيل
البزدويين.
روى عنه أبو العباس المستغفري.
ومات في ذي الحجة، سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.
ووالده أبو طاهر الطيب بن خنيس بن عمر الكرمجيني.
ذكره أبو العباس المستغفري، وقال: روى يعني الطيب ورأيت له كتاب " المبدأ " لوهب بن منبه، وتاريخ كتابته في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
الكرميني: بفتح الكاف وسكون الراء وكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها والنون في آخرها.
هذه النسبة إلى كرمينية، وهي إحدى بلاد ما وراء النهر، على ثمانية عشر فرسخا من بخارى، وسمعت الاديب أبا تراب علي بن طاهر الكرميني، يقول: بلدتنا كرمينية، فإن العرب في الفتوح لما رأوها قالوا: هي كأرمينية.
شبهوها في الحسن، وكثرة المياه والخضر بأرمينية، أقمت بها يوما وليلة، في توجهي إلى سمرقند، وقد استولى الخراب عليها، خرج منها جماعة من الائمة، والعلماء، والمشاهير، قديما وحديثا، فمنهم: أبو عبد الله محمد بن الضوء بن المنذر بن يزيد الشيباني الكرميني، له نسخة يرويها عنه أبو حامد أحمد بن الليث الكرميني، وحدث هو عن أبي عبيد القاسم بن سلام، ومزاحم بن(5/58)
سعيد الكشميهني، وأبي عمر الحوضي، وسليمان بن حرب، ومسدد بن مسرهد.
مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وأخوه أبو بكر أحمد بن الضوء بن المنذر بن يزيد بن عبد الملك بن شيبان البكري الكرميني.
يروي عن أسماعيل بن مسلمة بن قعنب، وأخيه عبد الله بن مسلمة، والحكم بن المبارك، ومكي بن إبراهيم، وغيرهم.
روى عنه أبو الخير أحمد بن محمد بن الخليل، وعمر بن محمد بن بحير، وغيرهما.
قال علي بن محمود الكرميني: رأيت في المنام كأن صحيفة تطير بين السماء والارض، فوقعت في يدي، فنظرت، فإذا فيها مكتوب: بسم الله
الرحمن الرحيم، هذا كتاب من الله العزيز العليم، براءة لاحمد بن الضوء من عذاب أليم.
مات في النصف من رجب، سنة خمس وستين ومائتين.
والمستقر بن محمد الكرميني المدث المشهور.
والامام المسيب بن محمد القضاعي الكرميني.
روى كتاب " المختصر في.." لابي الموجه الفزاري، عن أبي محمد الحسن بن محمد بن حليم المروزي، ويروي المسيب أيضا عن أبي العباس عبد الله بن الحسين البصري.
وأبو الفرج عزيز بن عبد الله الكرميني، وكان أحد نظار أصحاب الشافعي، في الصفة ببخارى، وبكرمينية أيضا.
والاديب أبو تراب علي بن طاهر بن..الكرميني التميمي، أفضل أهل عصره في اللغة وحفظها على الاطلاق، لقيته ببخارى.
وكتبت عنه، وكان من أهل كرمينية.
وأبو سليمان معمر بن جبرئيل بن مصعب بن إسماعيل بن أيوب الكرميني المؤدب، سكن سمرقند، وكان شيخا فاضلا، ثقة، دينا، حسن الاصول، من اهل السنة.
قال أبو سعد الادريسي: كتبنا عنه بسمرقند.
يروي عن الفتح بن عبيد السمرقندي، وأبي حفص عمر بن محمد بن بحير، وغيرهما.
ومن القدماء: أبو محمد صهيب بن عاصم بن إبراهيم بن رشيد بن ليث بن عصمة بن قيس الكرميني، له رحلة إلى العراق، وكان عم جده الاعلى عصمة بن قيس من الصحابة.
سمع ابن عيينة، والفضيل بن عياض، وبشر بن السري، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير.
روى عنه أبو عمرو عامر بن المنتجع.
وأبو بكر محمد بن أبي جعفر محمد بن إسماعيل بن أحمد بن جعفر بن محمد بن عثمان اليشكري الكرميني، كان فقيها شافعي المذهب سمع(5/59)
أبا الوفاء المسيب بن محمد القضاعي بكرمينية.
لا بأس على ما سمعنا منه بالدبوسية.
الكرواني: بفتح الكاف والواو بينهما الراء الساكنة ثم الالف والنون.
هذه النسبة إلى كروان، وظني أنها قرية من قرى طرسوس، والمشهور بهذه النسبة: الحسن بن أحمد بن حبيب الكرواني، حدث بطرسوس عن أبي الربيع بن سليمان بن داود الزهراني.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عبيد محمد بن سليمان بن بكر الكرواني الخطيب، ظني أن كروان هذه قرية من قرى فرغانة، فإن هذا الخطيب ممن سكن أخسيكث، وهو راوية " الآداب والمواعظ " (1) للقاضي الامام أبي سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل السجزي.
روى عنه أبو المظفر المشطب بن محمد بن أسامة بن زيد الفرغاني، وأبو القاسم محمد بن محمد الصوفي الاخسيكثي، وغيرهما.
الكروخي: بفتح الكاف وضم الراء وفي آخرها الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى الكروخ، وهي بلدة بنواحي هراة، على عشرة فراسخ منها، خرج منها جماعة من أهل العلم والخير، منهم: أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم عبيد الله بن أبي سهل بن القاسم بن أبي منصور بن ماخ الكروخي، شيخ صالح سديد السيرة، كثير الخير والعبادة، من أهل هراة، وأصله من كروخ، وعرف بالكروخي، سكن بغداد مدة، وكان سمع بهراة بقراءة المؤتمن بن أحمد الساجي، وأبي محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي، الحافظين، من أبي عطاء عبد الرحمن بن أبي عاصم الجوهري، وأبي إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري، وأبي عامر محمود بن القاسم الازدي، وأبي المظفر عبيد الله بن علي بن ياسين الدهان، وأبي نصر عبد العزيز بن محمد الترياقي، وأبي بكر أحمد بن عبد الصمد الغورجي، وأبي عبد الله محمد بن علي بن محمد العمري، وطبقتهم.
سمعت منه ببغداد، وقرأت عليه جميع " الجامع "، لابي عيسى الترمذي، وسمع بقراءتي منه جماعة كثيرة، وسمعت أنه بعد خروجي من بغداد، انتقل إلى مكة، وجاور بها إلى أن توفي بها، في الخامس والعشرين من
ذي الحجة، سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، بعد رحيل الحاج من مكة.
وكانت ولادته
__________
(1) اسم الكتاب: " الدعوات والآداب والمواعظ " أنظر الجواهر المضية (تحقيقي) 2 / 178.
[ * ](5/60)
بهراة، في شهر ربيع الاول، سنة اثنتين وستين وأربعمائة.
وأبو داود سليمان بن محمد بن راوي الكروخي، شاب صوفي، صالح، حافظ لكتاب الله كثير القراءة، رأيته بحلب، وصحبني منه إلى حمص وخرج منها إلي بعلبك وخرجت أنا إلى دمشق، ثم وردها بعد انصرافي من بيت المقدس، وتركته في دمشق، وذلك في أوائل سنة ست وثلاثين وخمسمائة، كتبت عنه شيئا يسيرا بحمص.
الكريزي: بفتح الكاف وكسر الراء بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى كريز، وهو اسم جد: طلحة بن عبيد الله بن كريز الكريزي، من التابعين.
يروي عن ابن عمر.
روى عنه حميد الطويل، وحماد بن سلمة.
الكريزي: بضم الكاف وفتح الراء وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى كريز، وهو بطن من عبد شمس، وهو كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف، وابنته: أروى بنت كريز، أم عثمان بن عفان.
وابنته: أرنب بنت كريز، أم ولد عامر بن الحضرمي.
وابنه عامر بن كريز، وأم عامر بن كريز البيضاء بنت عبد المطلب، أسلم يوم الفتح، وبقي إلى خلافة عثمان، وهو والد: عبد الله بن عامر بن كريز الكريزي، الذي ولاه عثمان بن عفان البصرة وخراسان.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله آثار في فتوح خراسان.
ومسلم بن عبيس بن كريز الكريزي، وهو ابن عم عبد الله بن عامر بن كريز، قتله الخوارج.
وكيسة بنت الحارث بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، كانت عند مسيلمة.
الكذاب، ثم خلف عليها عبد الله بن عامر بن كريز، فولدت له عبد الله، وعبد الملك الذي يقال له قفيز، وعبد الرحمن قتل يوم الجمل، وكان أكبر ولده.
وزينب بنت عبد الله بن عامر بن كريز.(5/61)
وفي الاسماء: كريز بن سامة، له صحبة، ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأيوب بن كريز، يروي عن عبد الرحمن بن غنم، صاحب معاذ بن جبل.
روى عنه سعيد بن مسروق، والد سفيان الثوري.
وكريز بن معقل الباهلي.
سمع هشام بن عقبة.
سمع منه عبد الصمد، قاله البخاري.
وفي الانساب: أبو قمامة جبلة بن محمد بن كريز بن سعيد بن قتادة الصدفي الكريزي المصري، حدث عن أبي شريك يحيى بن يزيد بن ضماد، ويونس بن عبد الاعلى، وعيسى بن إبراهيم بن مثرود، وغيرهم.
مات بعد الثلاثمائة.
وأبو علي الحسين بن واقد الكريزي المروزي، مولى عبد الله بن عامر بن كريز القرشي.
يروى عن عبد الله بن بريدة.
روى عنه ابنه علي بن الحسين، وأهل مرو.
مات سنة تسع وخمسين ومائة.
وقيل: سبع وخمسين ومائة.
وكان على قضاء مرو، كان إذا قام من مجلس الحكم اشترى لحما، وعلقه بأصبعه، وحمله إلى أهله، وكان من خيار الناس، وقعت فتنة أبي مسلم فلم يسأل عنها أحدا إلى أن انجلت، وربما أخطأ في الروايات، قد
كتب عن أيوب السختياني، وأيوب بن خوط جميعا، فكل حديث منكر عنه، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، إنما هو أيوب بن خوط، ليس بأيوب السختياني.
وأبو محمد عبد الله بن سعد بن يحيى القاضي الكريزي الرقي.
يروي عن أحمد بن سيار الحراني القرشي.
روى عنه أبو المفضل.
وسعيد بن عيسى الكريزي، من أهل البصرة، قدم بغداد، وحدث بها عن معتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن جعفر غندر، وعبد الله بن إدريس، ومحمد بن عبد الله الانصاري.
روى عنه الحسن بن محمد بن شعبة الانصاري، وعبد الملك بن أحمد بن نصر الدقاق، وأبو عبيد بن المحاملي، وغيرهم.
وقال أبو الحسن الدارقطني: سعيد بن عيسى الكريزي، بصري ضعيف.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن سعيد بن أحمد بن كريز بن نوفل بن عبد الله بن عبد الكريم بن عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف(5/62)
القرشي العبشمي الكريزي، من أهل أزجاه.
يروي عن جده لامه أبي جعفر أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم العنبري.
روى عنه حفيده أبو المظفر محمد بن سعيد بن محمد الكريزي.
الكريني: بضم الكاف وكسر الراء المشددة أو المخففة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كرين، وهي قرية من قرى طبس، وبعضهم قال: إنها إحدى الطبسين، منها: أبو جعفر محمد بن كثير الكريني.
سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعيد العبدي.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن جعفر الطبسي، حديثه في " معجم أبي القاسم الشيرازي ".(5/63)
باب الكاف والزاء الكزبراني: بضم الكاف وسكون الزاء وضم الباء الموحدة وفتح الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كزبران، وهو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن سيار الحراني الكزبراني، مولى بني أمية، من أهل حران، قدم بغداد، وحدث بها عن عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، والمغيرة بن سقلاب، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائقي، وعمرو بن عاصم، ومسكين بن بكير، ومحمد بن سليمان بن أبي داود.
روى عنه محمد بن الليث الجوهري، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وقاسم بن زكريا المطرز، ويحيى بن محمد بن صاعد، وغيرهم، وما علمت من حاله إلا خيرا.
قال ابن أبي حاتم: أدركته ولم أسمع منه، ومات سنة أربع وستين ومائتين.
الكزماني: بضم الكاف وسكون الزاي وفتح الميم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كزمان، وهي إلى الجد الاعلى، وهو: أبو عصمة ريحان بن سعيد بن المثنى بن ليث بن معدان بن زيد بن كزمان بن الحارث بن أسامة بن لؤي، وقيل بدل معدان صفران، الناجي الكزماني البصري، يقال: إنه من بني سامة بن لؤي.
قدم بغداد، وحدث بها، عن عباد بن منصور، وشعبة بن الحجاج، ومحمد بن عبد الله المعويي ؟ ؟، وغيرهم.
روى عنه مجاهد بن موسى، وإبراهيم بن سعيد الجوهري، ومحمد بن حسان الازرق، وسعيد بن بحر القراطيسي، وسئل عنه أبو داود السجستاني، فلم يرضه.
وقال الدارقطني: ريحان بن سعيد، بصري يحتج به.
وقال محمد بن سعد الزهري، وساق نسب الكزماني كما سقناه أولا، وقال: توفي بالبصرة، سنة ثلاث أو أربع ومائتين، في خلافة عبد الله بن هارون.
ومن ولد كزمان: عرعرة بن البرند بن النعمان بن عبد الله بن علجة بن الاقفع بن كزمان
الكزماني، من أهل الكوفة.(5/64)
باب الكاف والسين الكسادني: بفتح الكاف والسين والدال المهملتين بينهما الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كسادن، وهي قرية من قرى سمرقند، منها: أبو بكر محمد بن محمد بن سفيان بن رمضان بن محمد بن يوسف بن عبد الرحيم بن الفضل بن أبي ساجد الكسادني.
يروي عن محمد بن سفيان، عن جده سفيان بن رمضان.
روى عن أبي بكر أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ.
الكسائي: بكسر الكاف وفتح السين المهملة وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة لجماعة من المشاهير ببيع الكساء، أو نسجه، أو الاشتمال به ولبسه، منهم: إمام القراء، أبو الحسن علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الاسدي الكوفي، المعروف بالكسائي، النحوي، مولى بني أسد، أحد أئمة القراء، من أهل الكوفة.
سكن بغداد، وكان يعلم بها الرشيد، ثم الامين من بعده، وإنما قيل له الكسائي، لانه دخل الكوفة، وجاء إلى مسجد السبيع، وكان حمزة بن حبيب الزيات يقرئ فيه، فتقدم الكسائي مع أذان الفجر، فجلس وهو ملتف بكساء من البركان (1) الاسود، فلما صلى حمزة قال: من تقدم في الوقت يقرأ ؟ قيل له: الكسائي أول من تقدم.
يعنون صاحب الكساء.
فرمقه القوم بأبصارهم، وقالوا: إن كان حائكا فسيقرأ سورة يوسف، وإن كان ملاحا فسيقرأ سورة طه.
فسمعهم، فابتدأ بسورة يوسف، فلما بلغ إلى قصة الذئب، قرأ فأكله الذيب (2) بغير همز، فقال له حمزة الذئب بالهمز.
فقال له الكسائي: وكذلك اهمز الحوت: فالتقمه الحوت (3).
قال: لا.
قال: فلم همزت الذئب ولم تهمز الحوت ؟ فرفع حمزة بصره إلى خلاد الاحول، وكان أجمل غلمانه، فتقدم إليه في جماعة أهل المجلس، فناظروه فلم يصنعوا
شيئا، فقالوا: أفدنا يرحمك الله.
فقال لهم الكسائي: تفهموا عن الحائك ! تقول إذا نسبت
__________
(1) في النسخ: " البركان "، والمثبت في تاريخ بغداد.
وفي القاموس: " ويقال للكساء الاسود ": البركان والبركاني، مشددتين والبرنكان، كزعفران، والبرنكاني ".
(2) سورة يوسف 13.
(3) سورة الصافات 142.
[ * ](5/65)
الرجل إلى الذئب قد استذأب الرجل.
ولو قلت: استذاب، بغير همز، لكنت إنما نسبته إلى الهزال، تقول قد استذاب الرجل.
إذا استذاب شحمه، بغير همزة، فإذا نسبته إلى الحوت، قلت: قد استحات الرجل.
أي كثر أكله، لا يجوز فيه الهمز، فلتلك العلة همز الذئب، ولم يهمز الحوت، وفيه معنى آخر، لا يسقط الهمز من مفرده ولا من جمعه، وأنشدهم: أيها الذئب وابنه وأبوه * أنت عندي من أذؤب ضاريات قال: فسمي الكسائي من ذلك اليوم.
وقال عبد الرحيم بن موسى، قلت للكسائي: لم سميت الكسائي قال: لاني أحرمت في كساء.
ثم أقرأ ببغداد زمانا بقراءة حمزة، ثم اختار لنفسه قراءة، فأقرأ بها الناس، وقرأ عليه بها خلق كثير ببغداد، وبالرقة، وغيرهما من البلاد، وحفظت عنه.
وصنف " معاني القرآن "، و " الآثار " في القراءات.
وكان قد سمع من سليمان بن أرقم، وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن عبيد الله العرزمي، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
روى عنه أبو توبة ميمون بن حفص، وأبو زكريا الفراء، وأبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو عمر حفص بن عمر الدوري، وجماعة.
وإنما تعلم الكسائي النحو على الكبر، وكان سبب تعلمه أنه جاء يوما وقد مشى حتى أعيى، فجلس إلى الهباريين، وكان يجالسهم كثيرا، فقال: قد عييت.
فقالوا له:
أتجالسنا وأنت تلحن ! ؟ قال: كيف لحنت ؟ قالوا له: إن كنت أردت من التعب، فقل: قد أعييت.
وإن أردت من انقطاع الحيلة والتحير في الامر، فقل: عييت.
مخففة.
فأنف من هذه الكلمة، وقام من فوره ذلك، فسأل عمن يعلم النحو، فارشدوه إلى معاذ الهراء، فلزمه، حتى أنفد ما عنده، ثم خرج إلى البصرة، فلقي الخليل، وجلس في حلقته، فقال له رجل من الاعراب: تركت أسد الكوفة وتميمها، وعندها الفصاحة، وجئت إلى البصرة ! ؟ فقال للخليل: من أين أخذت علمك هذا ؟ فقال: من بوادي الحجاز ونجد وتهامة.
فخرج، ورجع وقد أنفد خمس عشرة قنينة حبرا في الكتابة عن العرب، سوى ما حفظ، فلم يكن له هم غير البصرة والخليل، فوجد الخليل قد مات، وقد جلس في موضعه يونس النحوي، فجرت بينهم مسائل أقر له يونس فيها، وصدره موضعه.
وقال الفراء: قال لي قوم: ما اختلافك إلى الكسائي وأنت مثله في العلم ؟ فأعجبتني نفسي، فناظرته، فكأني كنت طائرا يشرب من بحر.
ومات الكسائي ومحمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة في يوم واحد(5/66)
بالري، في سنة تسع وثمانين ومائة.
وقيل: مات برنبويه، إحدى قرى الري.
وقيل: مات بطوس، سنة اثنتين أو ثلاث وثمانين ومائة.
والله أعلم.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن حمدون بن داود بن حمدون الصيدلاني الكسائي، من أهل مصر، قال أبو زكريا يحيى بن علي الطحان المقري المصري: سمعت منه.
وتوفي سنة ستين وثلاثمائة.
وأبو منصور محمد بن أحمد بن بابويه الكسائي، صاحب أبي العباس أحمد بن هارون الفقيه.
سمع أبا عمرو الحيري، والمؤمل بن الحسن، وأبا حامد الشرقي، ومكي بن عبدان.
وحدث.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في شهر رمضان، سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى الاديب الكسائي، كان أديبا، فاضلا.
حدث
بكتاب " صحيح مسلم بن الحجاج " عن صاحبه أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " تاريخه "، فقال: أبو بكر الكسائي الاديب، كان من قدماء الادباء بنيسابور، وتخرج به جماعة في الادب، ثم إنه على كبر السن حدث ب " صحيح مسلم بن الحجاج "، من كتاد جديد بخط يده، عن إبراهيم بن محمد بن سفيان، عن مسلم، وكان يقول في أول كل حديث: حدثنا إبراهيم، حدثنا مسلم.
فأنكرته، وكان قد قرأه غير مرة، فحضرني رحمه الله وعاتبني، فقلت: أنت أحد مشايخنا من الادباء، والمعرفة بيننا أكثر من خمسين سنة، فلو أخرجت أصلك العتيق، وأخبرتني بالحديث فيه على وجهه ؟ فقال لي: قد كان والدي حضرني مجلس إبراهيم لسماع هذا الكتاب، ثم لم أجد سماعي، فقال لي أبو أحمد بن عيسى: قد كنت أرى أباك يقيمك في المجلس لتسمع.
وأنت تنام لصغرك، ولم يبق بعدي لهذا الكتاب راو غيرك، فاكتبه من كتابي، فإنك تنتفع به.
فكتبته من كتابه.
فلما حدثني بهذا، قلت: هذا لا يحل لك، فاتق الله فيه.
فقام من مجلسي، وشكاني بعد ذلك، فهذا حديثه، ثم كتب إلي بعد ذلك رقعة بخط يده طويلة، يذكر فيها أنه وجد جزءا من سماعه من إبراهيم، فراسلته بأن يعرض علي ذلك الجزء، فلم يفعل.
فهذا حديثه، رحمنا الله وإياه.
قال: توفي أبو بكر الاديب الكسائي ليلة الاضحى، من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة.
قلت: روى عنه كتاب " صحيح مسلم " أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الحافظ.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن يعقوب المروزي الكسائي، الملقب بطريق غريب.(5/67)
ولقب بهذا لانه كان يكتب المكرر، فيقال له في ذلك: قد كتبته.
فيقول: هذا بذا الطريق غريب، روى خبره أبو بكر أحمد بن علي بن عمر بن بسطام المروزي، وكان من رفقائه.
هكذا ذكره أبو الفضل الفلكي، في كتاب " الالقاب ".
والامام الحجاج أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن علي بن محمد الكسائي البخاري،
من أهل بخارى، كان يعظ ويجلس للعامة، وكان من أهل الخير والعلم.
سمع أبا محمد عبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الرباطي.
روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
ومات ببخارى، في شوال سنة ثمان عشرة وخمسمائة.
وأبو الحسن عطاء بن أبي عطاء أحمد بن جعفر الهروي الكسائي، من أهل هراة، كان مكثرا من الحديث، خرج له أبو علي محمد بن الفضل بن محمد جهان دار الهروي الفوائد، عن جماعة من شيوخ بخراسان، والعراق.
سمع بهراة أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الشريحي، وأبا منصور محمد بن محمد بن عبد الله الازدي، وببغداد أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، وأبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري، وأبا الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبا الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز، وبفيد (1) أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم التاجر.
روى عنه البرهان عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مازة، وجماعة.
وتوفي ببغداد (2)، سنة خمس وخمسين وأربعمائة.
الكسبوي: بفتح الكاف وسكون السين المهملة وفتح الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى كسبة، وقد ينسب إليها بالكسبجي، أيضا، وهي إحدى قرى نسف.
على أربعة فراسخ منها، بها الجامع، والمشهور بالنسبة إليها: أبو أحمد عيسى بن الحسين بن الربيع الكسبوي، مصنف كتاب " البستان ".
روى عنه عبد الملك المعرف، وأبو سعد الادريسي.
والحاكم أبو محمد جعفر بن محمد بن علي بن حمدان بن واقد الكسبوي.
روى عن أبي جعفر الفرخاني، قال أبو كامل البصيري: كتبنا عنه حديث ابن عمر، فيمن مسح عنقه أمن من الغل يوم القيامة.
ولم يكتب عن أحد غيره.
__________
(1) فيد: منزل للحاج بطريق مكة.
معجم البلدان 3 / 927.
(2) سقط: ك.
[ * ](5/68)
وابن عمه الحسن بن محمد بن علي الكسبوي.
رويا عن عيسى بن الحسين الكسبوي.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم الكسبوي، المفتي بدرب الجديد.
يروي عن أبي الحسن البوزجاني.
سمع منه أبو كامل البصيري.
وأبو المؤيد منير بن محمد بن جعفر الكسبوي.
سمع الكثير، وكان أديبا، فاضلا.
سمع جماعة بنسف، أشفورقان، وتوفي بها.
وأخوه مسعود، سمع الكثير، ونسخ بخطه، وأدركت ولديهما، فأما: أبو العلاء صاعد بن منير بن محمد الكسبوي.
روى عن أبي بكر محمد بن أحمد البلدي.
لقيته باشفورقان، وكتبت عنه بنسف.
وأبو الفرج محمد بن مسعود الكسبوي، من أهلها، سألناه أن كسبة إلى ما يمرغ، لان القافلة نزلت بها، فقرأت عليه أجزاء بها، بروايته عن أبي بكر البلدي، وغيره.
وأبو نصر أحمد بن إسماعيل بن محمد بن هارون بن إسماعيل بن بلال السكاك الكسبوي، يروي عن أبي بكر أحمد بن سعد بن عبيد الله بن بكار الزاهد.
روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ.
ومات يوم الجمعة، السادس من شوال، اثنتي عشرة وأربعمائة.
وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن أبي النضر الكسبوي.
يروي عن أبي نصر أحمد بن جعفر الكاسني شعبة الحافظ.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وتوفي بنسف ليلة الاثنين، لسبع بقين من ذي الحجة، سنة تسع وأربعمائة.
والامام أبو بكر محمد بن محمد بن أبي محمد، واسمه عبد الملك بن محمد بن محمد بن سليمان بن قريش بن وتنده بن فارسنج أتوفيد شيشير الكسبوي، هذا الامام منه إلى
جده الاعلى سليمان، كانوا من الائمة والعلماء.
حدث محمد بن محمد بن سليمان عن أبي جعفر الكرابيسي البلخي، والباقون روى الابن عن الاب، وحدث الاب عن أبيه.
وكان أبو بكر فاضلا، مناظرا.
وكانت ولادته في صفر، سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
ووفاته بكسبة، صبيحة يوم الخميس، الثاني والعشرين من شهور سنة أربع وتسعين وأربعمائة.(5/69)
وأبوه: محمد بن محمد بن أبي محمد، كانت ولادته في اليوم الثاني عشر، من شهر ربيع الاول، سنة خمس وأربعمائة.
ووفاته يوم الاثنين، الرابع عشر من شهر ربيع الاول، سنة ثمانين وأربعمائة.
الكسكري: بالسين المهملة الساكنة بين الكافين المفتوحتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كسكر، وهي قرية بالعراق قديمة، أظنها من نواحي المدائن، والله أعلم، منها: أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر بن سعدان بن عبد الرحمن الحفار الكشكري، ويكنى بأبي النجم أيضا، من أهل بغداد.
كان ثقة، صدوقا، مكثرا من الحديث.
سمع أبا عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان، وأبا الحسين أحمد بن عثمان الادمي، وأبا القاسم إسماعيل بن أخي دعبل الخزاعي، وجماعة سواهم.
روى عنه جماعة من الحفاظ، مثل: أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وأبي الفضل علي بن الحسين الفلكي.
وأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وأبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وغيرهم، وآخر من حدث عنه أبو الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي الهاشمي.
كانت ولادته في شهر ربيع الآخر، سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة.
ومات في صفر، سنة أربع عشرة وأربعمائة، ببغداد.
ومن أتباع التابعين: النعمان الكسكري، يروي عن الشعبي، روى عنه شعبة.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
الكسي (1): بكسر الكاف وتشديد السين المهملة.
هذه النسبة إلى بلدة بما وراء النهر، يقال لها: كس، أقمت بها أثني عشر يوما، وقد ذكر الحفاظ في تواريخهم أن اسم هذه البلدة كس، بكسر الكاف والسين غير المنقوطة، والنسبة إليها: كسي.
غير أن المشهور كش، بفتح الكاف والشين المنقوطة، بقرب نخشب، والمعروف من هذه البلدة: أبو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكشي، وهو المعروف بعبد حميد، إمام
__________
(1) هذه النسبة كلها لم ترد في: أكثرية النسخ بعد " الكشي " في باب الكاف والشين، وقد وضعتها هنا لان الترتيب [ * ](5/70)
جليل القدر، ممن جمع وصنف.
سمع يزيد بن هارون، وعبد الرزاق بن همام.
روى عنه مسلم بن الحجاج، وأبو عيسى الترمذي، وعمر بن محمد البحيري، وغيرهم.
وكانت إليه الرحلة من أقطار الارض.
مات في شهر رمضان، سنة تسع وأربعين ومائتين.
وأبو نصر الفتح بن عمرو الكسي الوراق.
يروي عن يزيد بن هارون أيضا، وعبيد الله بن موسى، وأزهر السمان، وعبيد الله بن ثور، وعبد الحميد الحماني، والحسن بن قتيبة، وإبراهيم بن الحكم بن أبان.
روى عنه أحمد بن محمد بن الحسن البلخي، وأبو حاتم الرازي، وأحمد بن سلمة النيسابوري.
وهو مستقيم الحديث، صدوق.
وأبو الفضائل محمد بن عبد الله بن أبي المظفر الكسي، ولد بها (1)، وسكن سمرقند، أصله من نسف.
سمعت منه بسمرقند.
ومن القدماء: أبو جعفر محمد بن حاتم بن خزيمة بن قتيبة بن محمد بن علي بن القاسم بن جعفر بن
الفضل بن إبراهيم بن أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي الكسي، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، فقال: محمد بن حاتم الكسي أبو جعفر، قدم علينا هذا الشيخ في رجب، من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فحدث عن عبد بن حميد، وفتح بن عمرو، الكسيين، وقد ماتا قبل الخمسين والمائتين، وذكر أنه ابن مائة وثمان سنين.
وعرضت كتبه على الامام أبي بكر بن إسحاق الفقيه، فأمرنا بالسماع منه، والله أعلم.
ثم قال: توفي أبو جعفر محمد بن حاتم الكسي، رحمه الله، في توجهه إلى الحج، بهمذان، في شوال، من سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، ولم يحدث بالعراق، ولا بالحجاز، فإني تعرفت ذلك بعد وفاته.
وأبو نصر محمد بن الطيب الكسي الزاهد، وكان من الفقهاء العباد، والرحالة في طلب الحديث.
سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب، وببغداد يوسف بن يعقوب القاضي.
روى عنه أبو الوليد الفقيه، وأبو إسحاق المزكي، وأبو سعيد بن أبي عثمان.
وكان أبو الحسن علي بن محمد بن يحيى التميمي سلم ابنه أبا أحمد الحسين بن
__________
يقتضيه، واقتديت بابن الاثير في اللباب.
(1) في التحبير أنه كان يذكر أن مولده تقديرا في سنة سبع وثمانين وأربعمائة.
[ * ](5/71)
علي إليه، حتى حج به، ورده إلى بغداد، وأقام معه يسمعه الحديث، فسمع أبو أحمد يذكر اجتهاده وعبادته، في تورعه عن أشياء عجيبة، وصبره على الاجتهاد، وقلة الطعم، وكثرة الصوم، في السفر والحضر، ما يطول شرحه.
وكانت وفاته سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
ودفن في مقبرة الحسين.(5/72)
باب الكاف والشين الكشاني: بضم الكاف والشين المعجمة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى الكشانية، وهي بلدة من بلاد السغد، بنواحي سمرقند، على اثني عشر فرسخا منها، كان بها جماعة من العلماء، والفقهاء، والفضلا، والمحدثين، منهم: أبو عمرو أحمد بن حاجب بن محمد بن خمانة الكشاني، يروي عن الامام أبي بكر الاسماعيلي، وجماعة.
وابنه أبو نصر محمد بن أحمد بن حاجب الكشاني.
يروي عنه أبو الوفاء المسيب بن محمد القضاعي الكرميني.
وابنه أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن حاجب، آخر من روى " صحيح البخاري "، عن الفربري، ومات سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
وذكرته في الحاجبي.
وأبو نصر أحمد بن المهذب بن يعلى بن مسلم بن سعيد بن الخطاب بن نصر الكشاني.
حدث عن نصر بن محمد الغنجيري.
روى عنه ابنه الامام أبو الورع عبيد الله بن أحمد الكشاني، عاش ثمانيا وسبعين سنة، وتوفي في ذي القعدة، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
والقاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن حميد بن عبد الله بن الاشعث الكشاني، كان إماما.
ورد سمرقند، وحدث بها في الدار الجوزجانية، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري.
روى عنه أبو محمد إسحاق بن عمر الخطيب النوحي، عاش مائة وعشرين سنة، وكان حديد البصر، يطالع الخط بالليل بنور القمر، مات بعد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.
ومن المتأخرين: أبو المعالي مسعود بن الحسن بن الحسين بن محمد الكشاني، كان إماما فاضلا، حسن السيرة، جميل الامر، ولي الخطابة بسمرقند مدة، وحدث، وأملى، ودرس في مدرسة قثم، رضي الله عنه، وكان يروي عن أبي القاسم عبيد الله بن عمر الخطيب، وأبي نصر محمد بن الحسن الباهلي، الكشانيين.
روى لنا عنه ابنه ببخارى، وأبو المحامد
محمود بن أحمد بن الفرج الساغرجي بسمرقند، وجماعة سواهما.
وتوفي سنة أربعين(5/73)
وخمسمائة، وزرت قبره في مدخل مشهد قثم، رضى الله عنه، بسمرقند.
وابنه: أبو الفتح محمد بن مسعود الكشاني، ولي القضاء ببخارى، ولم تحمد سيرته في ولايته.
سمع أباه، وأبا القاسم علي بن أحمد بن إسماعيل الكلاباذي، وغيرهما.
كتبت عنه ببخارى، وتوفي فجأة، في الليلة الرابعة من شهر رمضان، بعد أن صلى التراويح، من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وابن أخيه: أبو الحسن علي بن موجود بن الحسن الكشاني، إمام فاضل، مناظر فحل، واعظ، قوال بالحق.
سمع عمه مسعودا، وأبا بكر محمد بن عبد الله بن فاعل السرخكتي، وغيرهما.
تولى التدريس بالمدرسة الخاقانية بمرو، وسكنها، لقيته بمرو، ثم ببخارى، ثم بسمرقند، وكتبت عنه شيئا يسيرا، بمرو، وكانت بيني وبينه صداقة أكيدة، وكانت ولادته (1)..وهو أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن محمد بن أحيد الخطيب الكشاني، كان فاضلا، مشهورا، ثقة، عالما، مكثرا من الحديث، عمر العمر الطويل، وأملى سنين حتى سمع منه الكثير.
سمع أبا عبد الله محمد بن الحسن الباهلي، وأبا الحسن علي بن أحمد بن الربيع السنكباني، وأبا سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن الكلاباذي، وأبا نصر أحمد بن عبد الله بن الفضل الخير اخري، وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد الحلواني.
سمع منه جماعة من المتقدمين.
وروى لي عنه أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكشاني، وأبو العلاء آصف بن محمد بن عمر النسفي، وأبو الرجاء عطاء بن مالك بن محمد بن أحمد النقاش، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الوذاري، وأبو المعالي محمد بن نصر بن منصور المديني، وأبو الفضائل محمد بن عبد الله بن أبي المظفر الكشي، وأبو أحمد محمد بن محمد بن الحسين بن حمزة الحمزي، كلهم بسمرقند، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن محمد بن
نصر الخزرجي الاديب بنسف، وكانت ولادته في حدود سنة عشر وأربعمائة.
وتوفي في رجب، سنة اثنتين وخمسمائة، بالكشانية.
الكشفلي: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وضم الفاء وفي آخرها اللام.
__________
(1) كذا في النسخ.
وفي التحبير: " وكانت ولادته في الليلة السابعة والعشرين من شهر رمضان، سنة ثمانين وأربعمائة.
ومات بمرو، ليلة الثلاثاء السابعة عشرة من شهر ربيع الاول، سنة سبع وخمسين وخمسمائة، ودفن من الغد بأقصى سنجدان ".
[ * ](5/74)
هذه النسبة إلى كشفل، وظني أنها قرية من قرى بغداد، ثم سمعت بعض الفقهاء ممن أثق به يقول: إن كشفل من قرى آمل طبرستان، وهو الصحيح، انتسب إليها جماعة من العلماء، منهم: أبو عبد الله الحسين بن محمد الطبري الكشفلي، نزيل بغداد، كان من الفقهاء الشافعيين، درس على أبي القاسم الداركي، ودرس في مسجد عبد الله بن المبارك، بعد موت أبي حامد الاسفرايني، وكان فهما فاضلا، صالحا متقللا، زاهدا.
ومات في شهر ربيع الآخر، من سنة أربع عشرة وأربعمائة.
ودفن في مقبرة باب حرب.
قلت: وزرت قبره ببغداد.
وأبو القاسم إسماعيل بن مسعود الكشفلي، من أهل بغداد.
سمع منه أبو الحسن علي بن محمد بن الشهرستاني، وحصل لي الاجازة عنه، ولم ألحقه ببغداد.
الكشمردي: بكسر الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الميم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كشمرد، وظني أنه اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والله أعلم، وهو: أبو بكر محمد بن علي بن عبيد الله الكشمردي، من أهل بغداد، شيخ صالح، كثير
الرغبة إلى الخير، وحضور مجالس العلم.
سمع أبا عبد الله الحسين بن علي بن أحمد بن البسري.
سمعت منه أحاديث يسيرة.
الكشميهني: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة وكسر الميم وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الهاء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها في الرمل، إذا خرجت إلى ما وراء النهر، وكانت قرية قديمة، استولى عليها الخراب، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء، قديما وحديثا، منهم: أبو محمد حبان بن موسى بن سواد الكشميهني السلمي، كان ثقة، صدوقا، راويا كتب ابن المبارك، رحل الناس إليه، وسمعوا منه في قريته، وآخر أمره أنه ترك وطنه، وسكن الثغور بفربر مرابطا، وتوفي بها، في سنة إحدى، أو اثنتين، أو ثلاث وثلاثين ومائتين.
روى عن عبد الله بن المبارك، ونوح بن أبي مريم الجامع، وأبي غانم يونس بن(5/75)
نافع، والنضر بن محمد العامري، وغيرهم.
روى عنه عبد الله بن محمود السغدي، والحسن بن سفيان النسوي، وجماعة كثيرة من أهل ما وراء النهر، وكان علي بن حجر، يقول: لم يسمعوا علم عبد الله من أحد * تثبت اليوم فيه غير حبان وقال أبو حاتم بن حبان: حبان بن موسى، يروي عن ابن المبارك، وداود العطار.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمود.
مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وأبو الهيثم محمد بن مكي بن محمد بن زراع بن هارون بن زراع الكشميهني، الاديب، اشتهر في الشرق والغرب بروايته كتاب " الجامع "، لانه آخر من حدث بهذا الكتاب عاليا بخراسان، كان فقيها، أديبا، زاهدا، ورعا.
رحل إلى العراق، والحجاز وأدرك
الشيوخ.
سمع بفربر أبا عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، وبمرو عمر بن أحمد بن علي الجوهري، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، وبنيسابور أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم، وبالري أبا حاتم الوسقندي (1)، وببغداد أبا محمد جعفر بن محمد نصير الخلدي، وبالكوفة أبا الحسن علي بن محمد بن محمد بن عقبة الشيباني، وبمكة أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد الاعرابي، وجماعة كثيرة سواهم.
روى عنه القاضي المحسن بن أحمد الخالدي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار (2) البخاري، وأبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ، وجماعة كثيرة، وآخر من روى عنه في الدنيا، فيما نعلم، أبو الخير محمد بن موسى بن عبد الله الصفار المروزي.
وتوفي بقريته، يوم عيد الاضحي، من سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وزرت قبره بها غير مرة، بمقابل قتيبة (3)، في الرمل.
وأبو حامد أحمد بن علي الكشميهني، كان فقيها، فاضلا، عارفا باللغة.
يروي عن علي بن حجر، وغيره، وتوفي...وأبو الفضل صالح بن مسمار الكشميهني، رحل إلى العراق، والحجاز.
وروى عن
__________
(1) نسبة إلى وسقند، من قرى الري، وهو محمد بن عيسى بن محمد.
معجم البلدان 4 / 928.
(2) وانظر اللباب: 3 / 99.
(3) بياض في عدة نسخ.
[ * ](5/76)
سفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام البصري، ومعن بن عيسى القزاز المديني، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ووكيع بن الجراح، والعلاء بن الفضل بن أبي سوية المنقري، وغيرهم.
روى عنه جماعة كثيرة من أهل مرو، وما وراء النهر، فإنه حدث بتلك الديار، ووصل إلى سمرقند، ومات بقرية كشميهن، في شهر رمضان، سنة ست وأربعين ومائتين.
وأحمد بن عيسى الكشميهني، سمع أحمد بن سيار.
ذكره أبو زرعة السنجي، في
" تاريخه لمرو ".
وأبو عبد الله أحمد بن يحيى الكشميهني.
يروي عن عبد الله بن محمود.
الكشوري: بفتح الكاف وقيل بالكسر والواو بينهما الشين المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كشور، وهي قرية من قرى صنعاء اليمن، منها: أبو محمد عبيد الله بن محمد بن إبراهيم الكشوري الازدي، الصنعاني، من أهل صنعاء اليمن.
يروي عن عبد الله بن أبي غسان الصنعاني، من أهل صنعاء اليمن، وهشام بن مسلمة بن مسلمة المنبهي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، وأبو الحسن علي بن أبي صالح القطان، وغيرهما.
هكذا ذكره أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي.
الكشويي: بفتح الكاف وضم الشين المعجمة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى كشويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو: أبو عثمان عمرو بن أحمد بن كشويه البغدادي الكشويي، قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر، وكتبت عنه، وكان له بمصر مكان عند الناس، وكان تاجرا.
توفي بمصر، يوم الجمعة، لست بقين من جمادى الآخرة، سنة سبعين ومائتين.
وكان له ابن أخ شاعرا، مجودا، من أهل الادب.
الكشي: بفتح الكاف وتشديد الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى كش، قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان على الجبل، والمشهور بالنسبة إليها: أبو زرعة محمد بن يوسف بن محمد بن الجنيد الكشي الجنيدي الجرجاني، كان والده(5/77)
من قرية كش على الجبل معروفة، ذكر ذلك حمزة بن يوسف السهمي.
يروي عن أبي نعيم
عبد الملك بن محمد بن عدي، وموسى بن العباس الآز اذياري، وعبد الله بن محمد بن مسلم، ومكي بن عبدان، والدغولي، وابن أبي حاتم، وببغداد ومكة.
وجمع الابواب والمشايخ، وكان يحفظ، وحدث ببغداد، وأملى في جامع البصرة، وبهمذان، وببغداد، ومكة، عن جماعة، وكان يفهم ويحفظ.
قال حمزة السهمي: روى بجرجان شيئا يسيرا بعد الجهد، ثم دخل بغداد، وحدث بها، ثم دخل البصرة، وأملى في جامع البصرة، ثم انتقل إلى مكة، وحدث بها سنين، حتى مات بها، في سنة تسعين وثلاثمائة.
سمع منه حمزة بن يوسف السهمي، بالبصرة إملاء، في شعبان سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
وقيده كذلك، في " تاريخ جرجان ".
والكشي: منسوب إلى قرية قريبة من سمرقند، خرج منها جماعة كثيرة، ويقال لها: كس، بكسر الكاف والسين المهملة المشددة، وعرف بكش، بفتح الكاف والشين المشددة المعجمة، وقد ذكرته فيما تقدم.
وكشا اسم جد أبي علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن الفضل الكشي الليثي الشيرازي، حافظ، فقيه، مكثر، من أهل شيراز.
ذكرته في اللام، في " الليثي ".
وأبو كبير نصير بن كثير الكشي، من أهل قرية كش، من ناحية جرجان، وكان من العلماء الزهاد، قبره معروف يزار، ويتبرك به بكش، له رحلة إلى الشام.
يروي عن بقية بن الوليد، وأبي عاصم العسقلاني، وغيرهما.
روى عنه محمد بن بندار السباك، وإدريس بن إبراهيم الجرجاني، ومحمد بن يحيى السابري.
والكشي: معرب الكجي، وهو: أبو مسلم الكجي، عرف بالكشي، ذكرته في الكجي.
وابنه أبو الحسن محمد بن إبراهيم الكشي.
يروي عن أبيه.
روى عنه أبو بكر بن المقري الاصبهاني، وقال: أخبرنا أبو الحسن الكشي بالبصرة في المسامعة، وكان ظريفا.(5/78)
باب الكاف والعين الكعبي: بفتح الكاف وسكون العين المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى أربعة: الاول، منسوب إلى كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، منهم: أبو أمية، وقيل: أبو مية، أنس بن مالك الكعبي، له صحبة، وقيل له: القشيري، وهو من بني عبد الله بن كعب، من الصحابة الذين سكنوا البصرة.
سمع من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا في الصوم، وهو حديث الفطر في السفر (1).
روى عنه البصريون.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان البستي.
والثاني، منسوب إلى كعب بن عوف بن أنعم بن مراد، منهم: جديع بن نذير المرادي الكعبي، كان خادما للنبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مصر، وهو جد: أبي ظبيان عبد الرحمن بن مالك بن جديع.
ذكره أبو سعيد بن يونس، في " تاريخ مصر "، وقال: هو رجل معروف، من أهل مصر، ولا أعرف له رواية.
ومنهم: قيس بن الحارث المرادي، ثم الكعبي، شهد فتح مصر.
روى عن عمر بن الخطاب.
وكان مفتي الناس في زمانه.
قاله أبو سعيد بن يونس.
والثالث، منسوب إلى كعب خزاعة (2)، منهم: القاسم بن مكرم بن محمد محرز بن المهدي بن عبد الرحمن بن عمرو بن خويلد بن خليد بن منقذ بن ربيعة بن حرام بن حبيش بن كعب الخزاعي، ثم الكعبي.
سمع أباه محرز بن المهدي.
__________
(1) أخرجه أبو داود، في باب اختيار الفطرة في كتاب الصيام.
سنن أبي داود 1 / 561، والترمذي، في باب ما جاء في الرخصة في الافطار للحبلى والمرضع، من أبواب الصوم.
عارضة الاحوذي 3 / 235.
والنسائي، في باب وضع الصيام عن الحبلى والمرضع، من كتاب الصوم.
المجتبي 4 / 160.
وابن ماجه، في باب ما جاء في الافطار للحامل والمرضع، من كتاب الصيام سنن ابن ماجه 1 / 533.
والامام
أحمد، في مسنده، 4 / 347، 5 / 29.
(2) وضحه ابن الاثير فقال: " كعب بن عمرو بن ربيعة، من خزاعة ".
[ * ](5/79)
والرابع، منسوب إلى جده الاعلى، وليس من القبائل، منهم: أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب الكعبي.
سمع محمد بن أيوب الرازي، وعلي بن عبد العزيز، وغيرهما.
وأخوه أبو سعيد أحمد بن محمد بن موسى بن كعب الكعبي.
سمع يعقوب بن يوسف الاخرم، وإبراهيم بن علي الذهلي، وغيرهما.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وهما من أهل نيسابور.
وقال الحاكم: كان يقال في رأس الازقة منزل واحد، يخرج منه محدث، وشاهد، وفقيه.
قال: وتوفي أبو سعيد في صفر، سنة أربعين وثلاثمائة.
وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي، رأس المعتزلة ورئيسهم.
ذكره أبو العباس المستغفري، في " تاريخ نسف "، وقال: دخل نسف في أيام رئاسة أبي عثمان سعيد بن إبراهيم، ونزل رباط الجوبق (1)، وعقد له مجلس الاملاء.
روى عنه محمد بن زكريا بن الحسين النسفي، ولولا أنه ذكره لما كان من حقه أن يذكر في كتابي هذا، لتصلبه في الجهم، والاعتزال، ولانه كان داعية إلى ضلالته، أكره الرواية عنه، وعن أمثاله.
وذكر المستغفري، أن أبا يعلى بن خلف امتنع من زيارته، ولما دخل عليه الكعبي مسلما وزائرا، لم يقم له أبو يعلى، ولا كلمه.
والفرقة الكعبية ينتمون إليه، وهم جماعة من المعتزلة، وكانت تزعم أن ليس لله عز وجل إرادة، وزعمت أن جميع افعاله واقعة منه بغير إرادة، ولا مشيئة منه لها، وقد كفرت المعتزلة قبله بقولها: إن الشرور واقعة من العباد بخلاف إرادة الله عزوجل ومشيئته، مع قولهم بأن أفعاله التي ليست بإرادة واقعة بمشيئته، فزاد أبو القاسم الكعبي عليهم في هذا
الكفر، فزعم أنه ليس لله عزوجل إرادة ولا مشيئة على الحقيقة (2).
__________
(1) في نسخ " الخورنق "، والصواب موضع بنسف.
وفي ظن السمعاني أنه شبه خان يجتمع فيه الناس.
أنظر ما تقدم في الانساب 3 / 380.
(2) قال ابن الاثير: " قلت: فاته النسبة إلى كعب بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس، بطن من هذيل، منهم: أبو كثير ثابت بن عبد شمس بن خالد بن عمرو بن عبد بن كعب بن كاهل الهذلي الكعبي.
وفاته النسبة إلى كعب بن جشم بن سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم: [ * ](5/80)
__________
خالد بن غنم بن رجل بن ذبيان بن كعب.
سيد بني كعب في زمانه.
وفاته النسبة إلى كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل، بطن من خفاجة، القبيلة المشهورة، منهم: توبة (في مطبوع اللباب نوفة.
خطأ) بن الحمير بن ربيعة بن كعب بن خفاجة، الشاعر المشهور، وغيره.
وخفاجة كلها كعب وحزن.
وفاته الكعبي، نسبة إلى كعب الارت بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب، بطن من مذحج، ثم من الحارث بن كعب، منهم: جعفر بن علية بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث بن الحارث بن معاوية بن صلاءة بن كعب بن المعقل بن كعب الارت.
وفاته الكعبي، نسبة إلى كعب بن عليم بن جناب بن هبل، بطن من كلب، منهم: حارثة، وحصن، ابنا قطن بن زابر بن كعب بن حصن الكلبيان الكعبيان، لهما صحبة " وفي اللباب المطبوع: " حارثة وحضر ابنا قطن بن زار بن حصن بن كعب ".
والتصحيح من أسد الغابة 1 / 427، 2 / 24.
[ * ](5/81)
باب الكاف والفاء الكفربطنايي: بفتح الكاف والفاء (1) والباء الموحدة والنون بينهما الراء والطاء المهملة
الساكنتان والياء آخر الحروف في آخرها.
هذ النسبة إلى كفر بطنة، وهي قرية من أعمال دمشق، من الغوطة، منها: أبو علي حسن بن علي بن روح بن عوانة الدمشقي الغوطي الكفربطنايي.
يروي عن هشام بن خالد الازرق.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري.
الكفرتكيسي: بفتح الكاف والفاء والتاء ثالث الحروف والراء الساكنة بينهما ثم الكاف المكسورة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى كفرتكيس، وهي قرية من قرى حمص بالشام، منها: أبو علي حسين بن تقي بن أبي التقي هشام بن عبد الملك اليزني الحمصي الكفرتكيسي.
روى عن جده أبي التقي هشام بن عبد الملك الحمصي.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري، ونسبه هكذا.
الكفرتوثي: هذه النسبة إلى قرية بأعالي الشام، يقال لها كفرتوثا، وهي قرية من قرى فلسطين فيما أظن.
وعبد الرحمن بن الحارث الرحبي الكفرتوثي، الذي روى عن بقية بن الوليد، ولقبه حجة الدين، من هذه القرية.
روى عنه الحسين القطان الرقي.
ذكره أبو حاتم البستي، وقال: حدثنا عنه القطان، وغيره من شيوخنا، وهو يروي عن عبد الله بن إدريس الكوفي، وأشكاله.
حدث عنه الحسين بن محمد المطبقي، ونظراؤه (2).
الكفرجدي: بفتح الكاف والفاء والجيم بينهما الراء المهملة وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كفرجديا، وهي قرية من قرى حران (3)، من الجزيرة، منها:
__________
(1) ضبط ابن الاثير الفاء بالسكون والراء بالفتح، وقال ياقوت، في معجم البلدان 4 / 286: " بفتح أوله وسكون ثانيه، وبعض يفتحها أيضا ".
(2) قال ابن الاثير: " قلت: قد ذكر السمعاني أن كفرتوثا بين فلسطين، وليس كذلك، وإنما هي من الجزيرة بالقرب من
ماردين، وإن كان في القديم بفلسطين هذه القرية، فقد أخل بذكر هذه الجزيرة " المشهورة ".
(3) معجم البلدان: " من قرى الرها..وقيل: من قرى حران ".
[ * ](5/82)
أبو المعافى محمد بن وهب بن عمر بن أبي كريمة الكفرجدي، من مشاهير المحدثين.
مات بكفرجديا، قرية إلى جانب حران، في شهر رمضان، سنة ثلاث ومائتين (1).
الكفرطايي: بفتح الكاف والفاء وسكون الراء وفتح الطاء المهملة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى كفرطاب، وهي بلدة من بلاد الشام، عند معرة النعمان، بين حلب وحماة، منها: أبو الفضل عبد المحسن بن عبد المنعم بن علي بن مثيب الكفرطابي، كان فقيها، فاضلا، سكن دمشق، ورد بغداد، وتفقه بها، ورجع إلى الشام.
أنشدنا أبو الحجاج يوسف بن محمد الجماهري، ببغداد، أنشدني الفقيه الصالح عبد المحسن بن عبد المنعم الكفرطابي، لنفسه: كم اصرف القلب كرها عن مطلعه * وأغضب النفس خوف الكاشح الامر وأكتم الجفن ما بالقلب من حرق * كيلا ينم لسان الدمع بالخبر الكفريي: بفتح الكاف والفاء ثم الراء الساكنة وفي آخرها اجتماع اليائين آخر الحروف.
هذه النسبة إلى كفريية، وهي قرية من قرى الشام، منها: محمد بن أحمد بن عنبسة البزاز الكفريي، يروي عن محمد بن كثير الصنعاني.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وذكر أنه سمع منه بكفريية.
الكفسيسواني: بفتح الكاف وسكون الفاء والياء الساكنة بين السينين المهملتين
وبعدهما الواو والالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى، يقال لها: كفسيسوان، منها:
__________
(1) قال ابن الاثير: " قلت: فاته الفكرسوسي، بفتح أولها وسكون الفاء وبعد الراء سين مهملة وبعدها واو ثم سين ثانية.
هذه النسبة إلى كفرسوسية، قرية بغوطة دمشق، منها: أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله الكفرسوسي، إمام جامع دمشق.
روى عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ.
وغيره.
روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن نصر، وقيل: اسمه عبد الرحمن.
توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة ".
[ * ](5/83)
أبو الفضل حمدان بن يحيى بن عبد الله الكفسيسواني البخاري.
روى عن حميد بن قتيبة، وبجير بن النضر، ومحمد بن سالم.
روى عنه محمد بن ذبيان.
الكفيني: بضم الكاف وكسر الفاء والباء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كفين، وهي قرية من قرى بخارى، أو موضع ببخارى، منها: الحاكم الامام أبو محمد عبد الله بن محمد الكفيني، كان فقيها فاضلا.
روى عنه الامام أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد الكرميني، وغيره.(5/84)
باب الكاف واللام الكلبي: هذه النسبة إلى قبائل، منها: كلب اليمن.
وزيد، وجبلة، ابنا حارثة بن شراحيل بن كعب بن عبد العزى بن يزيد بن امرئ القيس بن النعمان بن عمران بن عبد ود بن كنانة بن عوف بن زيد اللات بن رفيد، من كلب اليمن.
وأسامة - حب رسول الله صلى الله عليه وسلم - بن زيد، وزيد قتل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان
ابن عمر، يقول: ما كنا ندعوه إلا حبه زيد بن محمد، حتى نزلت: (ادعوهم لآبائهم).
توفي ابنه أسامة عقب خلافة عثمان بن عفان.
وابنه محمد بن أسامة بن زيد.
يروي عن ابيه، وكان ابن عمر يقول: لو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لاحبك.
روى عنه الاعرج، وسعيد بن عبيد بن السباق.
مات في زمن الوليد بن عبد الملك.
وأما جبلة بن حارثة بن كلب، من اليمن، سكن الكوفة، له صحبة، حديثه عند أهلها.
روى عنه أبو عمرو الشيباني، وغيره.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
ومن كلب هذه: دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن عامر بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة الكلبي، كان يشبه بجبريل عليه السلام، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا إلى قيصر.
سكن مصر.
وأبو عبد الله محمد بن عمرو بن حنان الكلبي، من أهل حمص، قدم بغداد، وحدث بها عن بقية بن الوليد.
روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الله الكوفي مطين، وأبو العباس السراج، والقاضي أبو عبد الله بن المحاملي.
وأخوه أبو عبيد القاسم، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول التنوخي.
وكان ثقة.
ومات آخر يوم من جمادى الاولى، سنة ثلاث وخمسين ومائتين.
وأبو ثور إبراهيم بن خالد الكلبي، من أهل بغداد، فقيه فاضل، من أصحاب الشافعي.
سمع ابن عيينة، وأبا معاوية الضرير، ووكيع بن الجراح، وإسماعيل ابن علية.
سمع منه أبو حاتم الرازي.
قال ابنه أبو محمد بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أبو ثور(5/85)
رجل يتكلم بالراي، يخطئ ويصيب، وليس محله محل المتسعين في الحديث، وقد كتبت عنه.
ومن بني كلب، وهو كلب بن وبرة بن قضاعة، منهم:
أبو الوليد سويد بن عمرو الكلبي، من أهل الكوفة.
يروي عن حماد بن سلمة، وأهل العراق.
روى عنه أبو كريب.
مات سنة ثلاث ومائتين، وكان يقلب الاسانيد، ويضع على الاسانيد الصحاح المتون الواهية، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
وشعيب بن مبشر الكلبي.
يروي عن الاوزاعي.
روى عنه ابن الطباع، ينفرد عن الثقات بما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
وأبو النضر محمد بن السائب بن بشر بن عمرو بن الحارث بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب الكلبي صاحب " التفسير "، من أهل الكوفة.
يروي عنه الثوري، ومحمد بن إسحاق، ويقولان: حدثنا أبو النضر.
حتى لا يعرف، وهو الذي كناه عطية العوفي أبا سعيد، فكان يقول: حدثني أبو سعيد بن ندبة الكلبي، فيتوهمون أنه أراد به أبا سعيد الخدري.
وكاتن الكلبي سبايا، من أصحاب عبد الله بن سبأ، من أولئك الذين يقولون: إن عليا لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة، فيملاها عدلا كما ملئت جورا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها.
حتى تبرأ واحد منهم، وقال: ومن قوم إذا ذكروا عليا * يصلون الصلاة على السحاب مات الكلبي سنة ست وأربعين ومائة.
وابنه أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي، من أهل الكوفة، صاحب النسب.
يروي عن أبيه، ومعروف مولى سليمان، والعراقيين، العجائب والاخبار التي لا اصول لها.
روى عنه شباب العصفري، وابنه العباس بن هشام، ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وعلي بن حرب الموصلي، وعبد الله بن الضحاك الهدادي، وأبو الاشعث أحمد بن المقدام العجلي.
وكان غاليا في التشيع، أخباره في الاغلوطات أشهر من أن يحتاج إلى الاغراق في وصفها.
وكان هشام بن الكلبي يقول: حفظت ما لم يحفظ أحد، ونسيت ما لم ينسه أحد، كان لي عم يعاتبني على حفظ القرآن، فدخلت بيتا، وحلفت أن لا أخرج
منه حتى أحفظ القرآن، فحفظته في ثلاثة أيام، ونظرت يوما في المرآة، وقبضت على لحيتي لآخذ ما دون القبضة، فأخذت ما فوق القبضة، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت(5/86)
أبي يقول: هشام بن محمد بن السائب الكلبي، من يحدث عنه ؟ ! إنما هو صاحب شعر ونسب، ما ظننت انه أحدا يحدث عنه.
ومات في سنة أربع أو ست ومائتين (1).
الكلخباقاني: بضم الكاف وسكون اللام وفتح الخاء والباء الموحدة والقاف بين الالفين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كلخباقان، وهي قرية من قرى مرو، وقد يبدل الجيم من الكاف، ويقال: جلخباقان، منها: أبو عبد الله وهب بن زمعة التميمي الكلخباقاني، ادرك عبد الله بن المبارك، وروى عنه كتبه، وكان مولعا به، وبمذهبه وشمائله، حتى روى عن رجل عنه، وكان ألف كتابا في معرفة الحديث، والقول فيمن يجب تركه، وما في الاحاديث من خطأ وشنعة، سماه كتاب " المتروكين ".
روى عنه أبو الموجه محمد بن عمرو الفزاري، ومحمد بن عبد الله بن قهزاد، وغيرهما.
ومات بعد عبدان بقليل.
قاله العباس بن مصعب.
الكلخجاني: بضم الكاف وفتح اللام وسكون الخاء المعجمة وضم التاء المنقوطة ؟ ؟ بن من فوقها وفتح الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كلختجان، وهي قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ منها، ويقال
__________
(1) قال ابن الاثير: " قلت: هكذا ذكر السمعاني، أن الكلبي نسبه إلى قبائل منها كلب اليمن، ومنها قلب من قضاعة.
ولا شك أنه قد رأى في موضع كلب من اليمن.
وفي غيره: كلب من قضاعة.
وقضاعة من معد، وظنهما اثنين، وهما واحد، وهو كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
وقد اختلف النسابون في قضاعة، هل هو من معد أو من اليمن ؟ فقيل: هو قضاعة بن معد بن عدنان، وبه كان معد يكنى.
وقيل: هو من اليمن، وهو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير.
ولهذا
الاختلاف قال محمد بن سلام البصري النسابة، لما سئل: أنزار أكثر أم اليمن ؟ فقال: ما شاءت قضاعة إن تمعددت فنزار أكثر، وان تيمنت فاليمن أكثر.
والله أعلم.
وفاته النسبة إلى كلب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن لبانة بن خزيمة، بطن من بني ليث، منهم: غالب بن عبد الله الليثي، ثم الكلبي، له صحبة، كان أمير سرية، سيريها النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني الملوح سنة ثمان من الهجرة.
وفاته النسبة إلى كلب بن عمرو بن لؤي بن دهم بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار: بطن من بجيلة، منهم: قيس وحازم، ابنا أبي حازم، واسمه عوف بن عبد الحارث بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلب.
قتل حازم مع علي بصفين، وكان قيس من فقهاء التابعين، صحب ابن مسعود، وعليا ".
[ * ](5/87)
بدل الكاف الباء بلختجان، ويقال بالعجمية كلجكان، وهي قرية كبيرة، بها الجامع المليح، منها: أبو عطاء محمد بن أبي زيد بن أبي الازهر بن زهير بن أبي جعفر بن شماس بن مروان بن المتوكل بن هلال المتوكلي الكلنتجاني، كان إماما فاضلا، ورعا، حسن السيرة، دائم الصوم والتهجد.
سمع ببغداد القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وغيره.
روى لنا عنه أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي.
وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، ودفن بقرية كلختجان.
وابن أخيه أبو مسعود بن...(1) الكلدي: بفتح الكاف واللام وفي آخرها الدال المهملة: هذه النسبة إلى الجد، وهو الحارث بن حسان بن كلدة البكري، صاحب قيلة (2)، له صحبة، كوفي.
روى عنه أبو وائل.
وهكذا ذكره أبو حاتم الرازي.
الكفي: بضم الكاف وفتح اللام وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى كلفه، وهو بطن من تميم.
قاله البخاري، منهم: الحكم بن حزن الكلفي.
روى أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم سابع سبعة، أو تاسع تسعة.
روى عنه شعيب بن رزيق.
وفضالة بن عبيد بن ناقد بن جحجبى بن كلفة الانصاري الكلفي، نسب إلى جده الاعلى، من الاوس، من بني عمرو بن عوف.
نزل الشام، له صحبة، نزل دمشق، وبنى بها دارا، ومات بها في وسط إمرة معاوية، وله عقب.
روى عنه أبو علي عمرو بن مالك الجنبي، وحنش الصنعاني، وميسرة مولى فضالة، وأبو علي الهمداني ثمامة بن شفي، وعبد الرحمن بن محيريز، وعلي بن ربيعة، وجماعة (3).
__________
(1) كذا بياض بالنسخ.
(2) قيلة: حصن من نواحي صنعاء، على رأس جبل يقال له كنن.
معجم البلدان 4 / 218.
(3) قال ابن الاثير: " قلت: هكذا ضبطه السمعاني بفتح اللام، والذي أعرفه بسكون اللام، وأما الحكم بن حزن الكلفي فقيل في نسبه: إنه من كلفة بن عوف بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوزان، وهو أصح، فإن تميما ليس فيها كلفة إلا في البراجم، وهو كلفة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، ولا ينسب إليه إلا برجمي، على أن كثيرا من أهل الحديث يقولون كما ذكره السمعاني.
والله أعلم ".
[ * ](5/88)
الكلماتي: بفتح الكاف واللام والميم وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
ظني أن هذه النسبة إلى معرفة الكلام والاصول، اشتهر بها: أبو الحسن محمد بن سفيان بن محمد بن محمود الاديب الكاتب الكلماتي.
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: أبو الحسن بن سفيان الجوهري، كان يناظر في الفقه والكلام، وهو أحد من امتحن في أمر أبي أحمد الذهلي، وفارق نيسابور سنة أربعين وثلاثمائة، وأقام ببخارى سنين، ثم وقع إلى الجوزجانان، واتصل بأولئك السلاطين.
وتوفي
بها، قبل الخمسين يعني والثلاثمائة وسماعاته من أبي بكر محمد بن إسحاق، وأبي العباس محمد بن إسحاق الثقفي، وأقرانهما، كثيرة، هذا الذي ذكره الحاكم، وسمع منه، وأبو يعلى حمزة بن عبد العزيز المهلبي.
الكلنكي: بضم الكاف وفتح اللام وسكون النون وفي آخرها كاف أخرى.
هذه النسبة إلى كلتك، والمشهور بها: أبو جعفر أحمد بن الحسين بن أبي الحسن الانصاري، يعرف بالكلنكي، من أهل أصبهان، كان كتب الحديث الكثير، وكان حسن المعرفة.
سمع روح بن عصام بن يزيد المعروف بجبر.
روى عنه القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال.
الكلواذاني: بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو والذال المعجمة بين الالفين وفي آخرها النون.
هذه (1) النسبة إلى كلوذان، وهي قرية من قرى بغداد (1)، على خمسة فراسخ منها، فالنسبة إليها كلواذاني، وكلوذاني، ومن مشهوري المحدثين منها: أبو بكر محمد بن رزق الله الكلواذاني، من أهل بغداد.
يروي عن أبي عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، ويزيد بن هارون، وشبابة بن سوار، ويعقوب بن (2) عبد الله بن محمد بن ناجية، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، ويوسف بن يعقوب التنوخي.
ومات في شوال، سنة تسع وأربعين ومائتين.
روى عنه
__________
(1) في نسخة: " كلواذي من قرى بغداد " وفي نسخة أخرى: " كلواذان من قرى بغداد ".
(2) كذا ورد في النسخ، وفيها سقط على ما يبدو، يكمله ما ورد في تاريخ بغداد، وفيه: " ويعقوب بن إبراهيم بن سعد، وزيد بن الحباب العكلي، وأبا اليمان الحمصي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك، وأبا صالح كاتب الليث.
ورى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية..".
[ * ](5/89)
حاجب بن أركين الفرغاني، وأبو بكر محمد بن هارون الروياني، وغيرهما.
وأبو محمد حبوش بن رزق الله بن بيان الكلواذاني، ولد بمصر، وأبوه من أهل كلوذان، ثقة.
يروي عن أبي صالح كاتب الليث، ونضر بن عبد الجبار.
توفي في شوال، سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
وإبراهيم بن رزق الله بن بيان الكلواذاني، من أهل كلواذي.
أخو حبوش، مولده ببلده، ومولد أخيه بمصر.
وأبو الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن بن أحمد الكلواذاني، من أهل باب الازج، أحد الفقهاء، وكان مفتيا، فاضلا، ورعا، دينا، غزير الفضل، وافر العقل، وكان له شعر رقيق.
سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري، وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري، وأبا علي محمد بن الحسين الجازري، وأبا يعلى محمد بن الحسين بن الفراء، وغيرهم.
سمع منه جماعة من الائمة، ويروي لنا عنه أبو الكرم المبارك بن مسعود بن خميس العسال، وأبو طالب محمد بن علي بن خضير الصيرفي، وأبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الازجي، وغيرهم.
وكانت ولادته في شوال، سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
وتوفي في جمادى الآخرة، سنة عشر وخمسمائة.
وصلي عليه في جامع القصر، ودفن بباب حرب.
ومن القدماء: أبو الحسين أحمد بن عبيد الله بن أحمد الكلواذاني، المعروف بابن قزعة، سمع المحاملي، والصولي.
روى عنه محمد بن عمر بن بكير المقري، وكان من أهل الادب والعلم، وكتب الحديث الكثير، والمصنفات الطوال، من سائر الاصناف، وطلب العلم طول عمره، ولم يحدث إلا بشئ يسير.
الكلهي: بضم الكاف وفتح اللام وفي آخرها الهاء.
هذه النسبة إلى...(1).
وأبو عبد الله محمد بن أيوب بن سليمان بن يوسف بن أشرو سنبذاذ العودي الكلهي.
__________
(1) بياض بالنسخ، واللباب.
وقال ياقوت: " كله ": فرضه في الهند، وهي في منتصف الطريف بين عمان والصين، وموقعها من المعمورة في طرف خط الاستواء "، معجم البلدان 4 / 302، 303.
وضبطت الكاف واللام بالفتح، ضبط قلم.
[ * ](5/90)
قدم بغداد، وحدث بها عن أبي المهلب سليمان بن محمد بن الحسين الصيني، عن الاعمش حديثا منكرا.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز.
الكليني: بضم الكاف وكسر اللام وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كلين، وهي قرية (1) بالري (1)، والمشهور بالنسبة إليها: أبو رجاء الكليني.
قال يحيى بن معين: أبو رجاء الكليني ثقة.
الكليبي: بضم الكاف وفتح اللام وسكون الباء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الباء المعجمة بواحدة (2).
هذه النسبة إلى كليب بن يربوع، وهو بطن من بني (3) تميم، والمشهور بالانتساب إليها: أبو بكر عبد الله بن القاسم الكليبي، يروي عن شيخ له عند قصر أوس، وعن أبي سعيد الخدري.
روى عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي.
وعياش الكليبي، روى عن عبد الله بن باباه.
روى عنه شعبة بن الحجاج، وقد روى عن أنس رضى الله عنه، ولم يسمع منه.
وأبو رجاء روح بن المسيب الكليبي التميمي، من أهل البصرة.
يروي عن ثابت البناني، وعمرو بن مالك البكري، روى عنه مسلم بن إبراهيم، ويحيى بن يحيى.
وكان روح ممن يروي عن الثقات الموضوعات، ويقلب الاسانيد، ويرفع الموقوفات، وهو أنكر حديثا من روح بن غطيف، لا تحل الرواية عنه، ولا كتبته إلا للاختبار.
وظبيان بن محمد بن ظبيان الكليبي، شيخ من أهل حمص.
يروي عن أبيه العجائب، لا يحل الاحتجاج به.
روى عن أبيه، عن جده.
روى عنه عبد الصمد بن سعيد الحمصي، بحمص.
والقاسم بن عاصم الكليبي البصري.
سمع زهدم الجرمي.
روى عنه أيوب
__________
(1 - 1) قال ياقوت: " كلين ": المرحلة الاولى من الري، لمن يريد خوار، على طريق الحاج " معجم البلدان 4 / 303.
(2) كذا أورده السمعاني وابن الاثير بعد " الكليني " والترتيب يقتضي أن يكون قبله.
(3) فصله ابن الاثير، فقال: " كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم " [ * ](5/91)
السختياني، مقرونا معه أبو قلابة، كلاهما عن زهدم، في " كتاب البخاري " (1).
__________
(1) قال ابن الاثير: " قلت: وفاته الكليبي، نسبة إلى كليب بن حبشية بن سلول بن كعب بن خزاعة، ينسب إليه السفاح بن عبد مناة بن عبد عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب الكليبي الخزاعي، ومنهم: خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل بن منقذ بن عوف بن عفيف، كان حليفا لبني مخزوم، وهو الذي حلق شعر النبي صلى الله عليه وسلم.
وفاته النسبة إلى كليب بن ربيعة بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع، منهم: ثابت بن قيس، وهو المقنع بن الحارث بن كليب بن ربيعة، كان شريفا بالشام، وله منزلة من معاوية ".
[ * ](5/92)
باب الكاف والميم كماري: بفتح الكاف والميم وفي آخرها الراء بعد الالف.
هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم لجد بعض العلماء، وهو: الطيب بن جعفر بن كماري الواسطي الطحان، يروي عن إسحاق الحربي.
روى عنه أحمد بن الطيب، وهو: أبو بكر أحمد بن الطيب بن جعفر، ويعرف بابن كماري الطحان.
سمع أبا محمد
عبد الله بن عمر بن أحمد بن علي بن شوذب، أباه الطيب، والزعفراني.
يروي عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن نصر بن علان القاوساني، وابنه أبو الحسين محمد بن أحمد.
وهو: أبو الحسين محمد بن أحمد بن الطيب بن كماري، حدث عن أبيه، وعن بكر بن أحمد بن محمي أبي القاسم، وغيرهم.
توفي سنة سبع عشرة وأربعمائة.
وكان فقيها عراقيا، عدلا، قرأ الفقه على أبي بكر الرازي.
وابنه: القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد الفقيه، العدل، ولي قضاء واسط.
سمع عبيد الله بن محمد بن أسد، وأبا بكر أحمد بن عبيد بن بيري، وأبا عبد الله بن مهدي، وأبا الحسن بن خزفة، وابن دينار.
مولده سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، يوم الفطر، ومات في جمادي الاولى، من سنة ثمان وستين وأربعمائة.
وكان ثقة.
قاله الامير ابن ماكولا: قلت: روى لي عن أبي علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب بن جعفر بن كماري القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الجلابي، بواسط، ولم يحدثنا عنه سواه.
وببخارى قرية يقال لها: كماري، منها: أبو نصر الليث بن عبد الله بن عمرو بن حفص الكماري.
قال غنجار: هو من قرية كماي.
يروي عن إلياس بن كدام البخاري.
روى عنه أبو عمرو أحمد بن محمد بن عمر المقري.
وتوفي في المحرم، سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة.
الكمرجي: بفتح الكاف والميم وسكون الراء وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كمرجة، وهي قرية من سغد سمرقند على الجادة، أقمت بها يوما في توجهي إلى سمرقند، منها:(5/93)
محمد بن أحمد بن محمد الاسكاف المؤذن السغدي الكمرجي، يروي عن محمد بن موسى الزكاني.
ذكره أبو سعد الادريسي، في " تاريخ سمرقند "، وقال: كتبنا عنه بسمرقند، ولم تكن الرواية من صنعته.
وأبو محمد محمد بن نصر بن حمويه الكمرجي السغدي، يروي عن محمد بن موسى السغدي، وأبراهيم بن حمدويه الاشتيخني.
قال أبو سعد الادريسي: كتبت عنه برزمان في السغد، بعد الستين والثلاثمائة.
وأبو حفص محمد بن نصر بن حمويه الكمرجي، يروي عن أبي حفص عمر بن محمد بن بجير السغدي.
روى عنه ابنه محمد بن محمد بن نصر بن حمويه، برزمان، على سبعة فراسخ من سمرقند، كأنه مات قديما.
وأبوه: أبو الليث نصر بن حمويه الكمرجي السغدي، كتب عن محمد بن بجير بن خازم البجيري، والد عمر، حدث بالوجادة من كتابه حافده محمد بن محمد بن نصر الكمرجي.
الكمردي: بفتح الكاف والميم وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كمرد، وهي قرية من رساتيق سمرقند، أو السغد، هكذا شك أبو سعد الادريسي، منها: أبو جعفر الكمردي غير مسمى ولا منسوب.
يروي عن حبان بن موسى الكشمهني.
روى عنه أبو نصر الفتح بن عبد الله الواعظ السمرقندي.
الكمري: بفتح الكاف والميم وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كمرة، وهي من قرى بخارى، منها: أبو يعقوب يوسف بن الفضل الكمري.
يروي عن عيسى بن موسى، وكعب بن سعيد، وغيرهما.
روى عنه سهل بن شاذويه.
الكمساني: بفتح الكاف وسكون الميم وفتح السين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو، يقال لها: كمسان، على خمسة فراسخ، وكانت من أمهات القرى، بها الجامع الحسن، والسوق القائمة، خربها الغز، في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، ثم عادت مسكونة سنة ثلاث وخمسين، خرج منها جماعة من العلماء،
قديما وحديثا، منهم:(5/94)
أبو جعفر عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن مجاهد بن يوسف بن المثنى الكمساني، كان حافظا، يعرف الحديث، ويفهم طرفا منه.
سمع أبا محمد الحسن بن محمد بن حكيم العامري، وحدث عنه ب " سنن أبي الموجه ".
روى عنه أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن أبي شحمة المأموني، شيخ أبي الحسن الصدفي.
ذكره أحمد بن ماما الاصبهاني الحافظ، في " زيادات التاريخ "، فقال: أبو جعر الكمساني، قدم علينا يعني بخارى في سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة، وكان يدعي حفظ الحديث.
روى عن أبي العباس النضري، وابن حليم، وغيرهما، ثم رجع إلى مرو.
ومات بها.
وأبو حاتم أحمد بن محمد بن جميل الكمساني.
روى عن علي بن الحسن.
روى عنه أحمد بن سيار.
كذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو العباس أحمد بن أبي يوسف الكمساني.
روى عنه مصعب.
الكموني: بفتح الكاف وضم الميم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بني كمونة، والمنتسب إليهم: أبو الحسن علي بن الحسن الكموني.
قال أبو سعيد بن يونس: من بني كمونة قد جرت دعوتهم في المعافر.
توفي في ذي الحجة، سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وأبو المعالي المبارك بن بركة بن علي بن فتوح بن كمونة النحاس الكموني، نسب إلى جده الاعلى، ومن اهل بغداد، كان شيخا صالحا، مستورا.
سمع أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن أيوب العكبري، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي، وغيرهما.
قرأت عليه جزءا من حديث أبي الحسين بن بشران، بإفادة يوسف بن محمد الدمشقي صاحبنا، وكانت ولادته في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
توفي بعد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، ببغداد.
وأبو القاسم سهل بن محمد بن عبد الله الكموني السرخسي، والظن أنه قيل له الكموني، لان بعض أجداده كان يبيع الكمون، وهو من الحبوب.
كان إماما فاضلا، ورعا، سديد السيرة، تفقه على أبي طاهر السنجي، وتخرج عليه.
وجرى بينه وبين شريكه أبي الفضل التميمي وحشة ومنافرة، فمد أبو الفضل يده إلى السكين وجذبه، فأمسك أبو القاسم، وقرأ عليه هذه الآية: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك إني أخاف الله رب العالمين).
فسمع استاذهما أبو طاهر بالقصة، فأخرج التميمي من البلد، ونفاه.
وسمع الحديث الكثير، وحدث باليسير.
روى لي عنه أبو سعد(5/95)
ناضر بن سهل البغدادي بنوقان.
وخرج في محنة الامام جدي موافقة له ولسائر الائمة إلى طوس، فمرض بميهن، وتوفي بها في سنة ثمان وستين وأربعمائة، أظن في شهر رمضان، وزرت قبره بها.
وأحمد بن إبراهيم بن كمونة المصري المعافري الكموني، نسب إلى جده.
هكذا رأيت مشدد الميم.
يروي عن سعد بن عبد الله بن عبد الحكم.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.(5/96)
باب الكاف والنون الكناركي: بفتح الكاف والنون والراء بعد الالف وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى كنارك، وهي محلة بسجستان، أنتسب إليها جماعة، منهم: محمد بن يعقوب الكناركي السجزي.
يروي عن إبراهيم بن إسحاق الغسيلي.
روى عنه أبو عمر محمد بن إسماعيل بن أحمد بن العنبر الفقيه العنبري، وغيره.
الكناسي: بضم الكاف وفتح النون بعدهما الالف والسين المهملة في آخرها.
هذه النسبة إلى الكناسة، وظني أنها محلة بالكوفة، يباع بها الدواب، منها:
نصير بن أبي الاشعث القرادي الكناسي.
يروي عن يزيد الرقاشي، وأبي الزبير، وأبي حمزة، وسليمان الاحمسي، وحماد بن خوار.
روى عنه أبو بكر بن عياش، وأبو نعيم.
وثقه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وأبو يحيى محمد بن عبد الله بن عبد الاعلى بن خليفة بن زهير بن نصلة بن معاوية بن مازن بن كعب بن ذؤيية بن أسامة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان الاسدي الكناسي، يعرف بابن كناسة، قيل: إن كناسة لقب جده الاعلى، وقيل: لقب أبيه عبد الله، وهو ابن أخت إبراهيم بن أدهم، من أهل الكوفة، وكان عالما بالعربية، وأيام الناس، والشعر.
سمع هشام بن عروة، وإسماعيل بن أبي خالد، وسليمان الاعمش، وجعفر بن برقان.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأبو خيثمة، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن منصور الرمادي، والحارث بن أبي أسامة.
ومن مليح شعره: خففت على الاخوان حتى جفوتهم * على غير زهد في الاخاء ولا الود ولكن أيامي تخر من قوتي * فما أبلغ الحاجات إلا على جهد وقال: في انقباض وحشمة فإذا * صادفت أهل الوفاء والكرم أرسلت نفسي على سجيتها * وقلت ما قلت غير محتشم(5/97)
ومات بالكوفة، سنة سبع ومائتين.
الكناني: بكسر الكاف وفتح النون وكسر النون الثانية.
هذه النسبة إلى عدة من القبائل، منها: أبو قرصافة جندرة بن خيشنة بن نقير الكناني، من بني عمرو بن الحارث بن مالك بن كنانة، له صحبة، سكن الشام، ومات بها، وقبره بناحيته بالقرب من عسقلان.
هكذا ذكره
أبو حاتم بن حبان، في الصحابة الذين ذكرهم في كتاب " الثقات ".
والنحام الكناني، من التابعين.
قال ابن حبان: هو من بني مالك بن كنانة.
يروي عن أبي موسى الاشعري.
روى عنه الزهري.
وكان يطلب الفقه، ويحرص عليه.
وأبو سلمة سليمان بن سليم الكناني كنانة كلب الحمصي.
قاله أبو حاتم بن حبان.
من أهل حمص.
يروي عن يحيى بن جابر، وأهل الشام، روى عنه محمد بن حرب الابرش.
وأما كنانة قريش، فجماعة ينسبون إليها، وفيهم كثرة وشهرة.
وجماعة انتسبوا إلى آبائهم وأجدادهم، وليسوا من القبائل، منهم: أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن كنانة المؤدب الكناني.
يروي عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي.
روى عنه علي بن أحمد الرزاز، وبشرى بن عبد الله الفاتني.
وخلف بن حامد بن الفرج بن كنافة الكناني القاضي، من أهل الفضل والعلم.
ولي القضاء ببعض نواحي الاندلس.
وحافظ ديار مصر في عصره، أبو القاسم حمزة بن محمد بن علي بن العباس الكناني، روى عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ، وأبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحان.
وتوفي في ذي الحجة، سنة سبع وخمسين وثلاثمائة.(5/98)
وأما: أبو النضر هاشم بن القاسم بن الكناني، من بني ليث بن كنانة، من أنفسهم، يلقب بالقيصر، خراساني الاصل.
سمع شعبة بن الحجاج، وشيبان بن عبد الرحمن، وسليمان بن المغيرة، وعبد الرحمن المسعودي، والليث بن سعد، وزهير بن معاوية.
روى عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبو خيثمة، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسحاق الصغاني، والحارث بن أبي أسامة، وثقه يحيى بن معين.
وكان من
الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، صاحب سنة.
وكان أهل بغداد يفخرون به.
ويقولون: إن رجلا جاء إلى أبي النضر، فسأله أن يكلم له عبد الله بن مالك، فقال أبو النضر: قد مضيت إليه مع رجل، وسألته له فاعتذر.
فقال الرجل لابي النضر: لعل ذلك لم يرزق وأنا أرزق.
فثقل على أبي النضر العود إلى عبد الله بن مالك، فاشار إلى وجهه، وقال: أخلقه ليوم تجدد فيه الوجوه.
ومات ببغداد، في سنة سبع ومائتين.
وأبو الوليد عبد الله بن محمد الكناني، من أهل اصبهان.
يروي عن أبي معاوية الضرير، وعبد الله بن إدريس، وأبي داود الطيالسي، وأبي عاصم النبيل، ومحمد بن يوسف الفريابي، وكان كتب الحديث الكثير، ثم أنكر خلافة أبي بكر الصديق رضى الله عنه، فاحضره عبد العزيز بن دلف، وكان والي أصبهان، وجمع مشايخ البلد، وفيهم أبو مسعود الرازي، ومحمد بن بكار، وزيد بن خرشه، وغيرهم، فناظروه فأبى أن يرجع عن قوله، فضربه أربعين سوطا، فباينه الناس وهجروه، وبطل حديثه، وصنف أبو مسعود الرازي كتابا، سماه " الرد على أبي الوليد الكناني ".
وأبو الفضل محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن نصر بن الليث بن سيار الحافظ الكناني، من أهل بخارى، كان يعرف الحديث، ويحفظ.
سمع الحافظين: أبا علي صالح بن محمد، ونصر بن أحمد البغدادي، وسهل بن حزام، وعلي بن الحسن النجار.
روى عنه أحمد بن سهل بن بشر الكندي، وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، وغيرهم.
وأبو نصر فتح بن نصر الكناني المصري، من أهل مصر.
يروي عن بشر بن بكر، وأسد بن موسى، وحسان بن غالب.
قال أبو محمد بن أبي حاتم الرازي: كتبنا فوائده لان نسمع منه، فتكلموا فيه وضعفوه، فلم نسمع منه (1).
__________
(1) قال ابن الاثير: " قلت: هكذا قال السمعاني: كنانة نسبة إلى عدة قبائل، وذكر أبا قرصافة، من بني مالك بن [ * ](5/99)
الكنجروذي: بفتح الكاف وسكون النون وفتح الجيم وضم الراء بعدها الواو وفي آخرها
الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى كنجروذ، وهي قرية على باب نيسابور، في ربضها، وتعرب فيقال لها: جنزروذ، وقد ذكرتها في الجيم، وأما المشهور بهذه النسبة: أبو سعد محمد بن عبد الرحمن بن محمد الاديب الكنجروذي، من أهل نيسابور، كان اديبا فاضلا، عاقلا، حسن السيرة، ثقة، صدوقا، عمر العمر الطويل، حتى حدث بالكثير، وسمع أقرانه منه، وكان سمعه أبوه أبو بكر عن جماعة، منهم: أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيري، وأبو أحمد الحسين بن علي التميمي، وأبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الادريسي، وأبو بكر محمد بن محمد بن عثمان الطرازي، وجماعة سواهم.
روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبو محمد هبة الله بن سهل السيدي، وأبو بكر يحيى بن عبد الرحيم اللبيكي، وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري، وأبو سعد بن أبي صادق صادق المتطيب بنيسابور، وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي.
بمرو وأصبهان.
وحدث عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ في كتبه.
__________
كنانة، وذكر أبا النضر من بني ليث بن كنانة.
ثم قال: وأما كنانة قريش فينسب إليها جماعة، فهذا قول يدل على أنه ظن أن كنانة قريش غير كنانة الذي نسب إليه أبا قرصافة وأبا النضر، وليس كذلك، فإنهما واحد، فإن كنانة قريش هو كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، وهو والد النضر جد قريش، ففي قول إن ولد النضر يقال لهم قريش، وفي قول يقال ذلك لولد فهر بن مالك ابن النضر، وإذا قيل في النسب كناني فهم ولد كنانة بن خزيمة غير النضر، مثل: ليث، والديل، وضمره، وبني عبد مناة بن كنانة، فيقال: كناني ليثي، وكذلك مدلج بن مرة بن عبد مناة بن كنانة، فيقال لولده، مدلجي وكناني، وهذا كنانة وهو والد النضر، وعبد مناة أخو النضر، فيظهر بهذا أن كنانة قريش هو كنانة الذي ينسب بنو ليث، الذين منهم أبو النضر، وبنو مالك الذي منهم أبو قرصافة.
وفاته النسب إلى كنانة بن حرب بن يشكر بن بكر بن وائل، ممن ينسب لذلك: عبد الله بن الكوا، واسمه عمرو بن النعمان بن ظالم بن مالك بن أبي عصم بن سعد بن عمرو بن جشم بن كنانة ومنهم.
الحارث بن حلزة بن مكروه بن بديد بن عبد الله بن مالك بن عبد سعد بن عمرو بن جشم بن كنانة.
عمرو بن جشم بن كنانة.
وفاته النسبة إلى كنانة بن تيم بن سامة بن مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب، وينسب إليه خلق كثير، منهم: حنظلة بن قيس بن هوبر، قائد تغلب أيام عمير بن الحباب السلمي.
وأما كنانة كلب، فهو كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب ".
[ * ](5/100)
وكانت وفاته في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة.
الكنجكاني: بسكون النون وضم الجيم بين الكافين المفتوحتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى مرو بأعلى البلد، يقال لها: كنجكان، خربت الساعة، منها: أبو سهل أحمد بن عبد الله بن جذاع الكنجكاني، من أهل مرو، حدث بوصية النبي صلى الله عليه وسلم لابي هريرة، عن أحمد بن تميم المديني، وأبي العباس محمد بن عقدة المروزي، وغيرهما.
روى عنه أحمد بن محمد بن الحسين الزاهد.
الكندايجي: بضم الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة بعدها الالف والياء آخر الحروف وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كندايج، وهي قرية من قرى أصبهان، منها: أبو العباس أحمد بن عبد الله بن موسى الكندايجي المديني، أحد الفقهاء، من أهل مدينة أصبهان.
ذكره أبو بكر بن مردويه في " تاريخ أصبهان ".
الكندراني: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وفتح الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كندران، وظني أنها قرية من قرى قاين، وقاين بلدة قريبة من طبس، منها:
أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن إسحاق بن إبراهيم الكندراني القايني، قايني الاصل، هروي المولد، سمرقندي الدار، كان عالما فاضلا، راغبا في كتابة الحديث، من أصحاب الرأي.
سمع أبا علي حامد بن محمد الرفاء، ومحمد بن أحمد بن يوسف المرواني، وغيرهما.
وكتب بخراسان، وببخارى، وسمرقند.
وعمر، مات بعد الخمسين والثلاثمائة.
روى عنه أبو سعد الادريسي الحافظ.
الكندري: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال وكسر الراء المهملتين.
هذه النسبة إلى بيع الكندر (1)، وإلى قريتين.
__________
(1) في اللباب زيادة: " الذي يمضغه الانسان ".
وفي القاموس: " الكندر، بالضم ضرب من العلك، نافع لقطع البلغم جدا ".
[ * ](5/101)
فأما إلى بيع الكندر، وهو العلك، فالمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الرحمن عبد الملك بن سليمان الكندري.
سمع حسان بن إبراهيم الكرماني.
روى عنه أبو علي زكريا بن يحيى بن أبان.
ذكره أبو سعيد بن يونس، في كتاب " التاريخ لاهل مصر "، وقال: الكندري، من أهل أنطاكية، وأظنه كان يبيع اللبان.
والقرية الاولى هي كندر، قرية بالقرب من قزوين، منها: أبو غانم الحسين، وأبو الحسن علي، ابنا عيسى بن الحسين الكندري.
سمعا أبا عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي الصوفي، وكتبا تصانيفه، ولهما في جامع قزوين كتب موقوفة تنسب إليهما في الصندوق المعروف بالعثماني.
والقرية الثانية هي: كندر، من أعمال طريشيث، ويقال لها: ترشيش، من نواحي نيسابور، يقال: هي من بشت، ناحية من نيسابور.
وقيل: إن كندر من القرى السبعة، التي كانت مع القهندز لقدمها، منها: العميد كان، الوزير صار، أبو نصر الكندري، له شعر وآثار وحكايات، وكان من
رجال الدهر، جودا، وسخاء، وكفاية، وشهامة، وفضلا، وإفضالا، وأدبا قتل بمرو الروذ، في حدود سنة ستين وأربعمائة.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ، بجامع أصبهان، سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، يقول: سمعت الشيخ أبا ثابت الصوفي يحيى بن منصور الهمذاني رحمه الله يقول: لم أر صوفيا مثل أبي نصر الكندري، سمعته يقول: أنا لا أشتغل بأمس وغدا، وإنما أشتغل باليوم الذي أنا فيه.
قال الشيخ: يعني أن أمس قد فات، والاشتغال بالفائت لا يجدي نفعا، وغدا لم يأت، والاشتغال لما لم يأت تقصير في الوقت.
هذا معنى كلامه بالفارسية، أنا عربته.
وأبو سعيد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين الكندري، وظني أنه من كندر طريثيث، كان أديبا فاضلا، مسنا، من أولاد الادباء.
سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وأبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الامام، وأبا بكر محمد بن إسماعيل التفليسي، وغيرهم، لقيته بجوسقان أسفراين، وكتبت عنه شيئا يسيرا.
ومات في آخر سنة سبع أو أوائل سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
الكندسرواني: بفتح الكاف وسكون النون وفتح الدال المهملة والسين والراء الساكنة بعدها الواو ثم الالف وفي آخرها النون.(5/102)
هذه النسبة إلى كندسروان، وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو محمد نصر بن صابر بن داود الكندسرواني البخاري.
يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص، وأسباط بن اليسع.
الكندكيني: هذه النسبة إلى كندكين، بفتح الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وكسر الكاف الثانية وسكون الياء المنقوطة بنقطتين وفي آخرها نون أخرى.
وهي قرية على نصف فرسخ من الدبوسية، من سغد سمرقند، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسين بن أبي نصر بن الاشعث بن حاشد بن غضبان
الكندكيني، والده كان قاضي كندكين، وورد هو على كبر السن بخارى، وبها لقيناه.
وسمعنا منه.
وذكر أن السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني البغدادي، ورد قريتهم، فقرأ والده له عليه ورقة من الكتاب، واستجاز الباقي، ووجدنا سماعه في الجزء الثالث من كتاب " الحروف " للحسن بن سفيان، عن القاضي أبي علي الحسن بن عبد الملك بن الحسين النسفي، عن أبي نعيم الغوبديني، عن أبي القاسم النسوي عن المصنف.
وقرأنا عليه.
وذكر ما يقتضي أن ولادته في سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.
أو قبلها بسنة أو سنتين.
الكندلاني: بضم الكاف وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كندلان، وهي قرية من قرى أصبهان، والمشهور بالانتساب إليها: أبو طالب أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن دينار القرشي الكندلاني، من أهل أصبهان.
سمع الحديث الكثير، وخلط ما لم يسمع بما سمع، وسقطت روايته.
ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن منده الحافظ، في " كتاب أصبهان "، فقال: أبو طالب الكندلاني، حدث عن أبي بكر بن أبي علي، وأبي عبد الله الجمال، وغلام محسن، وأبي علي الصيدلاني.
وروى عن أبي بكر بن مردويه، ولم يسمع منه، ولم تكن الرواية والحديث من صنعته، إن أخطأ لا يعتمد على روايته إلا ما كتب عنه أهل الرواية والمعرفة، ومات في التاسع عشر من المحرم، سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة.
وكان شيخنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يقول: أبو طالب الكندلاني فيه لين.
الكنديكثي: بضم الكاف والنون والدال المهملة المكسورة ثم الياء الساكنة آخر الحروف وكاف أخرى مفتوحة وفي آخرها الثاء، ثالث الحروف.(5/103)
هذه النسبة إلى كنديكث، وهي قرية من قرى درغم، بنواحي سمرقند، منها: عمر بن سعيد بن عبد الرحيم بن أحمد الاصم الكنديكثي السمرقندي.
يروي عن
الامام عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار البخاري.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وقال: سكن باري، وهو جبل بنواحي سمرقند، وكان يسكن كنديكث، وقال: ولدت بسمرقند، عام وفاة الخاقان إبراهيم بن نصر طمغاج خان، وتوفي بباري، في صفر، أو شهر ربيع الاول، سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
الكندي: بضم الكاف وسكون النون وكسر الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كندي، وهي قرية من قرى سمرقند، والمشهور بالنسبة إليها: أبو المحامد محمد بن عبد الخالق بن عبد الوهاب بن سلمة الكندي، كان فقيها فاضلا، وإماما مبرزا، ورعا، حسن السيرة، من أهل سمرقند.
كانت له حلقة يوم الجمعة، في جامعها.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد البلدي النسفي.
سمعت منه أحاديث يسيرة.
وتوفي بعد خروجي منها، يوم الاثنين، الثالث عشر من شهر ربيع الآخر، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، ودفن بجاكرديزه، ووصل إلي نعيه ونا ببخارى.
الكندي: بكسر الكاف وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كندة، وهي قبيلة مشهورة من اليمن، تفرقت في البلاد، فكان منها جماعة من المشهورين في كل فن (1)، قال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا أبو مسهر، سمعت كامل بن سلمة بن رجاء بن حيوة، قال: قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين ؟ قالوا: رجاء بن حيوة.
قال: فمن سيد أهل الاردن ؟ قالوا: عبادة بن نسي.
قال: فمن سيد أهل دمشق ؟ قالوا: يحيى بن يحيى الغساني.
قال: فمن سيد أهل حمص ؟ قالوا: عمرو بن قيس.
قال: فمن سيد أهل الجزيرة ؟ قالوا: عدي بن عدي الكندي.
قال: يا آل كندة.
إنما قال ذلك لان هؤلاي كلهم من كندة.
وإياس بن عفيف الكندي.
يروي عن أبيه، وله صحبة، رضي الله عنه.
روى عنه ابنه إسماعيل بن إياس.
والمنتسسب إليه من الاتباع:
__________
(1) قال ابن الاثير: " واسم كندة التي تنسب إليه قبيلة: ثور بن مرتع بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقيل: هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وقيل غير [ * ] ذلك ".(5/104)
أبو محمد عبد الجبار بن وائل بن حجر الكندي، يروي عن أمه، عن أبيه، وهو أخو علقمة بن وائل، ومن زعم أنه سمع أباه فقد وهم، لان وائل بن حجر مات وأمه حامل به، ووضعته بعد وائل بستة أشهر، عداده في أهل الكوفة.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وابنه سعيد بن عبد الجبار.
ومات سنة اثنتي عشرة ومائة.
وأبو المقدام رجاء بن حيوة الكندي الشامي، سكن فلسطين، وكان من عباد أهل الشام، وزهادهم، وفقهائهم.
يروي عن أبي أمامة.
روى عنه ابن عون، وأهل الشام.
مات رجاء بن حيوة سنة اثنتي عشرة ومائة.
وأبو حجية الاجلح بن عبد الله بن حجية الكندي، من أهل الكوفة، وقيل: إن اسمه يحيى، والاجلح لقب.
يروي عن الشعبي، وأبي الزبير.
روى عنه أهل الكوفة.
وكان لا يدري ما يقول، يجعل أبا سفيان أبا الزبير، ويقلب الاسامي هكذا.
مات سنة خمس وأربعين ومائة.
وسعيد بن سنان الكندي، من أهل الشام، من حمص، كنيته أبو المهدي.
يروي عن أبي الزاهرية.
روى عنه أهل الشام، منكر الحديث، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
مات سنة ثمان وستين ومائة.
وكان يحيى بن معين سئ الرأي فيه.
وزكريا بن دريد الكندي، شيخ يضع الحديث على حميد الطويل، كنيته أبو أحمد.
كان يدور بالشام، ويحدثهم بها، ويزعم أنه له مائة سنة وخمسا وثلاثين سنة، لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه.
روى عنه أحمد بن موسى بن الفضل بن معدان، بحران.
وأبو محمد المبارك بن أحمد بن بركة الكندي، شيخ صالح، من أهل باب البصرة ببغداد.
سمع أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن الكرخي، وأبا الغنائم بن السواق، وغيرهم.
سمعت منه أجزاء، وتوفي في سنة...(1) وأربعين وخمسمائة، ببغداد.
الكنوني: بفتح الكاف والواو بين النونين.
هذه النسبة إلى كنون، وهي محلة من محال سمرقند، منها: الفقيه الزاهد أبو محمد عبد الله بن يوسف بن موسى بن علي بن زيد الكنوني، سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني.
وتوفي بكنون سنة نيف وثمانين وأربعمائة.
__________
(1) بياض في النسخ.
[ * ](5/105)
باب الكاف والواو الكواري: بضم الكاف وفتح الواو وبعدها الالف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى كوار، وظني أنها من ناحية فارس، إما قرية، أو بلدة، أو بليدة (1)، منها: الحاكم أبو طالب زيد بن علي بن أحمد الكواري.
حدث عن عبد الرحمن بن أبي العباس الجوال.
روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه، في " معجم شيوخه "، بحديث واحد.
الكواز: بفتح الكاف والواو المشددة بعدها الالف وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة لمن يعمل الكيزان الخزفية، واشتهر بهذا جماعة، منهم: أبو نصر عامر بن محمد بن المتقمر الكواز البصري، من أهل البصرة، حدث ببغداد، وسر من رأى، عن كامل بن طلحة، ومحمد بن بشر بن أبي بشر المزلق.
روى عنه محمد بن جعفر المطيري، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وعبد الله بن إسحاق الخراساني.
وكان
شاهدا معدلا.
الكوجي: بضم الكاف وسكون الواو وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى كوج، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، والمنتسب إليه: أبو العباس أحمد بن أسد بن أحمد بن مادل الكوجي الصوفي، شيخ الحرم، وكان قد سافر الكثير، وسمع الحديث وأكثر منه، سمع بالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان الصوفي، وبقيسارية أبا محمد عبد الله بن منيع الصوفي، وغيرهما.
سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وأبو الفيتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي، الحافظان.
وتوفي بعد سنة ستين وأربعمائة.
الكوراني: بضم الكاف وفتح الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كوران، وهي إحدى قرى أسفراين، والمشهور بالانتساب إليها:
__________
(1) قال ياقوت: " بلدة بينها وبين شيراز، عشرة فراسخ ".
معجم البلدان 4 / 315.
[ * ](5/106)
أبو الفضل العباس بن إبراهيم بن العباس الكوراني الاسفرايني، كان شيخا حسن الخلق.
يروي عن أبي أحمد شعثم بن أصيل العجلي، ومحمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن حيوة الاسفرايني، وغيرهم.
روى عنه أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب الحجاجي، وغيره.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: هذا شيخ من أهل أسفراين، من قرية كوران.
توفي في حدود الثلاثمائة.
الكوزي: بضم الكاف وسكون الواو وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى الكوز، والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد، ويقال: أبو شعيب، عاصم بن سليمان التميمي الكوزي العبدي من أهل البصرة.
يروي عن هشام بن حسان، وعاصم الاحول، وداود بن أبي هند، وبرد بن سنان، والبصريين.
روى عنه الحرشي، والحسن بن عرفة، وأهل العراق.
وهو صاحب حديث:
" شرب الماء على الريق يعقد الشحم "، يرويه عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن روى مثل هذا كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، لا يحل كتبة حديثه إلا على جهة التعجب.
قال عمرو بن علي: عاصم الكوزي، كان كذابا، يحدث بأحاديث ليس لها أصول، كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وقال أبو حاتم الرازي: سليمان الكوزي ضعيف، متروك الحديث.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن إبراهيم بن السكن بن سلمة بن الحكم بن السكن بن أخنس بن كوز السكني البخاري، نسب إلى جده الاعلى، كان شيخا صالحا، صحيح السماع.
سمع ببخارى أبا سهل هارون بن أحمد الاستر اباذي، وأبا عمرو محمد بن محمد بن صابر، وأبا شجاع الفضل بن العباس الهروي، وغيرهم.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي، الحافظ، وذكره في " معجم شيوخه "، وقال: شيخ صالح، ليس الحديث من شأنه.
الكوسج: بفتح الكاف والسين المهملة وسكون الواو والجيم في آخره.
هو: أبو يعقوب إسحاق بن منصور بن بهرام التميمي، المعروف بالكوسج، اشتهر به، وإلى الساعة بمروسكة تنسب إليه، ويقال لها: كوى إسحاق كوسة، وهي سكة إذا جاوزت سكة كارنكلي، على يسار المنحدر إلى أسفل الماجان، وفوق درب السكة مسجد، كان يختص به، ويصلي فيه، وكنت كثيرا ما كنت أقعد في هذا المسجد إذا مضيت إلى الامام الماخواني، وإسحاق من أهل مرو.
يروي عن سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان،(5/107)
وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، والنضر بن شعيل، وعبد الرزاق، وأبي أسامة وهو الذي يروي المسائل عن أحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وصنف كتابا كبيرا في الصلاة، قال مسلم بن الحجاج القشيري: لم أر أحدا أصلح كتابا من إسحاق بن منصور.
وروى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، الرازيان.
مات بنيسابور، يوم
الاثنين، ودفن يوم الثلاثاء.
لعشر خلون من جمادى الاولى، سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وأبو سعيد الحسن بن حبيب بن ندبة الكوسج، من أهل البصرة.
يروي عن روح بن القاسم.
روى عنه البصريون.
وأبو عبد الله عبد ربه بن بارق الحنبلي الكوسج، من أهل اليمامة.
يروى عن جده أبي زميل سماك بن الوليد الحنفي.
روى عنه بشر بن الحكم، وقال: رأيته بالبصرة.
الكوشيذي: بضم الكاف وسكون الواو وكسر الشين المعجمة بعدها الياء وفي آخر الحروف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى كوشيذ، وهو اسم لجد: أبي بكر عبد العزيز بن عمران بن كوشيذ المديني الكوشيذي، من أهل أصبهان، ودخل الشام، ومصر، والعراق.
وكتب الحديث، وصنف، وجمع.
سمع منه عمر بن يحيى الاملي.
روى عن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، وغيره.
الكوفني: بضم الكاف وسكون الواو وفتح الفاء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كوفن، وهي بليدة صغيرة، على ستة فراسخ من أبيورد بخراسان، بناها أمير خراسان عبد الله بن طاهر بن الحسين، في خلافة المأمون، خرج منها جماعة من المحدثين والفضلاء، منهم: الاديب أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن الحسن بن منصور بن معاوية الاموي الكوفني، المعروف بالاديب الابيوردي، كان من كوفن، وهي مسقط رأسه ومنشأه، وقد ذكرته في الميم، في " المعاوي "، لانه كان ينسب إلى جده الاعلى معاوية، فذكرته فيه.
والقاضي أبو محمد عبد الله بن ميمون بن المالكني الكوفني.
كان فقيها فاضلا مبرزا، له باع طويل في المناظرة والجدال، ومعرفة تامة بهما، تفقه على الامام والدي رحمه الله، وسمع الحديث معه ومنه.
وسمع بنيسابور أبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين(5/108)
الشيروبي، وغيره.
سمعت منه حديثا واحدا، ولقيته بمرو وكوفن وأبيورد.
وكانت ولادته في حدود سنة تسعين وأربعمائة، ووفاته...(1).
الكوفياذقاني: بضم الكاف وسكون الواو وكسر الفاء وفتح الباء المنقوطة من تحتها باثنتين وسكون الذال المعجمة بعدها القاف المفتوحة في آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية من قرى طوس، يقال لها: كوفياذقان، والمنتسب إليها: أبو المعالي عبد الملك بن الحسن بن عبد الملك بن محمد بن يوسف بن الحسن الكوفياذقاني، فقيه فاضل، مناظر.
سمع أبا الفتيان عمر بن عبد الكريم الرواسي الحافظ.
ورد مرو غير مرة، وسمعت منه بطوس مجلسا، من إملاء أبي الفتيان.
وتوفي سنة ثمان أو تسع وأربعين وخمسمائة، بطوس.
الكوفي: بضم الكاف وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى بلدة بالعراق، هي من أمهات بلاد المسلمين، بنيت في زمن عمر بن الخطاب، وخرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، قديما وحديثا، وفيهم شهرة.
واستغنينا عن ذكرهم لشهرتهم.
وأيضا فإن جماعة من المحدثين عرفوا بهذا الاسم، من أهل أصبهان، وليسوا من الكوفة، منهم: محمد بن القاسم بن كوفي الاصبهاني، يروي عن محمد بن عاصم بن عبد الله المديني، مدينة أصبهان، روى عنه أبو عبد الله بن منده الحافظ، وغيره.
وعبد الله بن محمود بن محمد بن كوفي الاصبهاني، شيخ لابي بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وأحمد بن كوفي، روى عن عثمان بن أبي شيبة.
روى عنه عبد الله بن جعفر بن أحمد الاصبهاني.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن كوفي ببن نمراذ الاصبهاني، يحدث عن إبراهيم بن نائلة.
وإبراهيم بن بوبة عبد العزيز بن كوفي بن عبد الله.
__________
(1) بياض في النسخ.
[ * ](5/109)
وسعيد بن إشكاب بن كوفي، سمع أبا عبد الرحمن المقري، وأبا داود الطيالسي، وغيرهما.
وأبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن القاسم بن كوفي الفقيه.
وأبو سهل كوفي بن زاذان بن فروخ الاصبهاني، سمع سليمان ابن حرب، وغيره.
ومحمد بن هارون بن كوفي الاصبهاني.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن كوفي الوزان الاصبهاني، وغيرهما.
وأبو بكر أحمد بن كوفي بن أيوب بن إبراهيم الاصبهاني المعدل التاجر، سكن نيسابور.
كان شيخا صالحا.
سمع بأصبهان أزهر بن رسته، ومحمد بن عبد الله بن الحسن، وبنيسابور إسماعيل بن قتيبة، وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ "، فقال: كان ورد نيسابور سنة ثمانين ومائتين، وسكنها إلى أن توفي بها، وكان من الصالحين المقبولين عند الكافة، وتوفي في جمادي الآخرة، سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
ودفن في مقبرة باب معمر.
الكوكبي: بفتح الكافين بينهما الواو الساكنة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى الكوكب، واشتهر بهذه النسبة: أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر بن محمد بن خالد بن بشر المعروف بالكوكبي، وهو أخو أبي علي الحسين بن القاسم، حدث عن قعنب بن المحرر بن قعنب، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، وعمر بن شبة، وعبد الله بن أبي سعد الوراق، والحسين بن الحكم الحيري الكوفي، وغيرهم.
روى عنه أبو الحسين بن البواب المقري، وأبو عمر بن حيويه الخزاز، وأبو الفضل الزهري،
وأبو الحسن الدار قطني، وأبو طاهر المخلص.
وكان ثقة.
ومات سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وأخوه أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي الكاتب، صاحب أخبار وآداب، حدث عن أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة، ومحمد بن موسى الدولابي، عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأبي العيناء محمد بن القاسم الضرير، وأبي بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن فهم، وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن الدار قطني، والمعافى بن زكريا الجريري، وأبو العباس بن مكرم، وإسماعيل بن سعيد بن سويد، وجماعة.
وكانت وفاته في شهر ربيع الاول، سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.
وأبو منصور إسماعيل بن عبد الله بن عمر بن سليمان الكوكبي، من أهل نيسابور، كان(5/110)
من الصالحين، الآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، والملازمين للمجالس والجامع طول عمره.
وكان أبوه أبو العباس، في الفضل والتقدم، مشهورا.
وتوفي أبو منصور صغير، لم يسمع منه، وسمع أبا محمد عبد الله، وأبا حامد أحمد بن الحسن، الشرقيين، ومكيبن عبدان، وغيرهم.
ولم يزل يسمع إلى أن توفي في ذي الحجة، سنة سبع وتسعين وثلاثمائة.
وأبو العباس عبد الله بن عمر بن سليمان الكوكبي النيسابوري، من الرحالين المكثرين، ومن الصالحين الاثبات.
سمع بخراسان إسحاق بن منصور، وعلي بن خشرم، وبالعراق الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، وعلي بن حرب، وأحمد بن منصور الرمادي.
الكوكلي: بضم الكاف وسكون الواو وفتح الكاف الاخرى وفي آخره اللام.
هذه النسبة إلى كوكلا، وهو لقب بعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم الحسين بن المعمر بن الحسين بن أحمد بن جعفر بن كوكلا الاسدي الكوفي الكوكلي.
من أهل الكوفة.
وحدث عن أبي القاسم ولاد بن علي بن سهل الاسدي.
روى لنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي ببغداد.
وكانت ولادته في سنة ست وأربعمائة.
وتوفي بعد
سنة سبعين وأربعمائة.
الكولخشي: بضم الكاف وفتح اللام وسكون الفاء المعجمة وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى كولخش، وهو اسم لجد: أبي محمد خالد بن محمد بن خالد بن كولخش الصفار الكولخشي، يعرف بالختلي، من أهل بغداد، حدث عن أبي إبراهيم الترجماني، وبشر بن الوليد الكندي، ويحيى بن معين، وعبد الرحمن بن صالح، وعبد الصمد بن يزيد بن مردويه، وعبد الله بن عمر بن أبان.
روى عنه حمزة بن أحمد بن مخلد العطار، وطاهر بن عبد الله الوراق، وعلي بن عمر بن محمد السكري، وأبو الحسن بن لؤلؤ.
وسئل الدار قطني عنه، فقال: صالح.
ومات في سنة عشر وثلاثمائة.
الكولي: بضم الكاف وفتح الواو وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى باب كول، وهي محلة من شيراز إحدى بلاد فارس، منها: أبو أحمد عبد الله بن الحسن بن علي الكولي الاصم الشيرازي.
كان ينزل باب كول،(5/111)
وكان أصم.
قرأ الحديث بالجهد، وكان قليل الرواية.
يروي عن محمد بن علان، ومحمد بن عمر بن يزيد، وغيرهما.
مات قبل التسعين والثلاثمائة.
الكوملاباذي: بضم الكاف والميم بينهما الواو ثم اللام ألف والباء الموحدة بعدها الالف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى كوملاباذ، وهي قرية من قرى همذان، منها: أبو الفضل صالح بن أحمد بن محمود الكوملاباذي الهمذاني، مصنف كتاب " سنن الحديث "، وكتاب " طبقات العلماء لاهل همذان ".
كان من أهل العلم والفضل، عارفا بالحديث وطرقه.
سمع أبا العباس الفضل بن سهل بن السري القزويني.
وأبوه: أبو الحسن أحمد بن محمد الكوملاباذي، كان سمع الحديث.
الكونجاني: بفتح الكاف وكسر الواو وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كونجان، وهي قرية من قرى شيراز، والمنتسب إليها: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن حمويه بن يزيد الكونجاني، المؤدب بشيراز وكان شيخا صدوقا، لا بأس به.
يروي عن عبد الله بن سعد الرقي، وعبدان بن أبي صالح الهمذاني، والكلاباذي.
روى عنه جماعة من أهل فارس.
توفي بعد سنة نيف وستين وثلاثمائة.
الكوهياري: بضم الكاف وكسر الهاء وفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قرية كبيرة من قرى طبرستان، وتعرب فيقال: قوهيار، ذكرتها في القاف، فأما المنتسب إليها: فأبو القاسم محمود بن الكوهياري الشاعر، كان شيخا سخي النفس، متخلقا بأخلاق حسنة.
سمع الحديث الكثير، وأملى الحديث في صفة أبي بكر الاودني سنين، وكان له شعر حسن بالعجمية.
سمع أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني وأبا الحسن علي بن أحمد بن خدام الخدامي.(5/112)
باب الكاف والهاء الكهمسي: بفتح الكاف وسكون الهاء وفتح الميم وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى كهمس، وهو اسم لجد المنتسب إليه.
وهو: أبو جعفر عبد الله بن عمر بن إسحاق بن محمد بن معمر بن حبيب بن كهمس بن المنهال الكهمسي، من أهل مصر.
لا يروي عن أبي علاثة، وغيره.
ولد بمصر سنة تسع وسبعين ومائتين.
وتوفي في ذي الحجة، سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة.(5/113)
باب الكاف واللام الف الكلاباذي: بفتح الكاف والباء الموحدة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى محلتين، إحداهما محلة كبيرة بأعلى البلد من بخارى، يقال لها: كلاباذ، خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والائمة، في كل فن، والمشهور منها: أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن رستم بن جكرة بن مافتم بن جنينام الكلاباذي الحافظ، أحد الحفاظ المتقنين.
سمع أبا أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي، وأبا محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الاستاذ، وأبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن خنب، وأبا سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، وعلي بن محتاج الكشاني، وأبا جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي الجمال، وطبقتهم، روى عنه أبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي حديثا واحدا، وأبو العباس جعفر بن محمد المعتز المستغفري الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " تاريخه "، فقال: أبو نصر الكلاباذي الكاتب، من حفاظ الحديث، حسن الفهم والمعرفة، عارف ب " الجامع الصحيح "، لمحمد بن إسماعيل البخاري، ورد نيسابور، وأقام بها غير مرة، وكتب بمرو، ونيسابور، والري، والعراق، وجدت شيخنا أبا الحسن الدار قطني قد رضي فهمه ومعرفته كما رضيناه، وهو متقن، ثبت في الرواية والمذاكرة.
قال أبو العباس المستغفري: كانت ولادة أبي النصر الكلاباذي في سنة ستين وثلاثمائة.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، في " التاريخ "، ورد علي كتاب ابنه أبي القاسم بخط يده، يذكر وفاة أبيه أبي نصر، ليلة السبت، الثالث والعشرين من جمادى الآخرة، سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة.
نضر الله وجهه، فإنه لم يخلف بما وراء النهر مثله.
وابنه: أبو القاسم علي بن أبي نصر الكلاباذي.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن سعيد بن يعقوب اللؤلؤي الكلاباذي، وكان على مظالم
بخارى.
يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير، والفتح بن أبي علوان، وأبي زيد عمران بن فرينام، وأبي عبد الله محمد بن أبي رجاء البخاريين.
روى عنه ابنه أبو القاسم عبيد الله بن محمد الكلاباذي.
ومات في ربيع الاول، سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وأبو سهل عبد الكريم بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سليمان بن فرينام بن(5/114)
حازم الكلاباذي البخاري، من كلاباذ بخارى.
سمع أبا بكر أحمد بن سعد بن نصر الزاهد، وأبا صالح خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
وصح سماعه عنهما، ولم يصح سماعه عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الخازن.
سمع منه جماعة كثيرة من القدماء والمتأخرين.
ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، في " معجم شيوخه "، قال: أبو سهل الكلاباذي، سألناه أن يخرج أصل سماعه من أبي بكر بن سعد، وخلف بن محمد، فأخرج إلينا جزءا بخط الصبي، ذكر أنه خط أخيه كان أكبر منه قد مات، وفيه مجالس بخط أبيه، فكان مما كتب أخوه عن أبي عبد الله الخازن الرازي سنة تسع وخمسين، ولم يكن فيها سماعه وفيها بخط أخيه وبخط أبيه، عن أبي بكر بن سعد وخلف.
فوجدنا سماعه في مجلس واحد عن أبي بكر بن سعد صحيحا، ومجالس بخط أخيه بلغت وابني محمد بن عبد الرحمن وابني الآخر عبد الكريم، وهو ابن سبع سنين.
وأهل بخارى لا يسمعون لاقل من سبع سنين.
فعلمنا أن المخرج غلط عليه في تخريجه له عن الخازن، وكان حمزة فيما سمعت مجازفا، تجاوز الله عنه.
قلت: وحمزة لعله الذي خرج لابي سهل الكلاباذي والثانية، محلة بنيسابور، منها: أبو حامد أحمد بن السري بن سهل النيسابوري الجلاب الكلاباذي، كان سكن كلاباذ نيسابور.
سمع محمد بن يزيد السلمي، وسهل بن عثمان، وغيرهما.
روى عنه محمد بن
الفضل المذكر، وغيره.
هكذا ذكره أبو الفضل المقدسي الحافظ.
وظني أنها كلاباذ، بضم الكاف، وهي محلة معروفة، والله أعلم.
وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد القاضي البخاري الكلاباذي، كان من أعيان القضاة بخراسان، ولي قضاء مرو، وهراة، وسمرقند، والشاش، وفرغانة، وبلخ.
ثم قلد بعد ذلك قضاء بخارى، فصار قاضي القضاة.
سمع بالكوفة أبا العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وذكره في " تاريخ لنيسابور "، فقال: أبو القاسم الكلاباذي.
دخلت بخارى سنة خمس وخمسين، وهو على القضاء بها، وكان أبوه ولي قضاء بخارى سبع سنين، وكنت أسمعهم يقولون في مساجدهم ومجالسهم: اللهم اغفر للقاضي الكلاباذي محمد بن أحمد.
يعنون أباه.
فحسد بعض الزعماء أبا القاسم بذلك، فقال لاهل بخارى: هذا رجل معتزلي.
وحرشهم عليه، فالتمسوا عزله عن بخارى، فقلد قضاء نيسابور، إجلالا لمحله، لم يعزلوه إلا بولاية، فقلد قضاء نيسابور وأنا ببخارى، فالتمس مني الخروج في صحبته، فامتنعت، فخرج، ثم قضي أني(5/115)
وردت نيسابور، وهو بها على القضاء، فسألته فحدث، وانتخبت عليه، وذلك في سنة تسع وستين (1) وثلاثمائة.
الكلاباذي: بضم الكاف وفتح الباء الموحدة بين اللام ألف والالف والذال المعمة في آخرها.
هذه النسبة إلى كلاباذ، وهي محلة بنيسابور يتقرب فيقال جلاباذ بالجيم، وقد ذكرتها فيها، وأعدت ذكرها ههنا، والله تعالى الموفق.
الكلابزي: بفتح الكاف واللام ألف والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى حفظ الكلاب، وتربيتها، والصيد بها، واشتهر بهذه النسبة: إبراهيم بن حميد الكلابزي النحوي البصري، يروي عن أبي حاتم سهل بن محمد
السجستاني.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
الكلابي: بضم الكاف واللام ألف المشددة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى كلاب، وهم جماعة من المنتسبين إلى: عبد الله بن كلاب البصري، المتكلم على مذهب المثبتة، وجماعة من أهل مقالته ينتمون إليه، وفيهم كثرة.
الكلابي: بكسر الكاف بعدها اللام ألف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى عدة من قبائل العرب، فمنهم إلى: كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، من أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو: قصي، وزهرة، ابني كلاب بن مرة.
والقبيلة المعروفة، هي: كلاب بن عامر بن صعصعة، وقد صحبت في برية السماوة جماعة منهم، والمنتسب إليها: أبو عثمان عمرو بن عاصم الكلابي، من أهل البصرة.
قال أبو حاتم بن حبان: عمرو بن عاصم الكلابي، كلاب بني قيس.
يروي عن همام، وعمران القطان.
روى عنه
__________
(1) المثبت في الجواهر، ويعضده ما ورد في الجواهر، حيث نقل القرشي عن الحاكم أنه: " لحقه موجدة فاستخلف بنيسابور، في سنة ستين وثلاثمائة، وترك العمل على خليفته، وخرج إلى بخارى، واستعفى عن قضاء نيسابور ".
[ * ](5/116)
أحمد بن الحسن بن خراش، وأهل العراق.
مات سنة ثلاث عشرة ومائتين.
وأبو زكريا ظالم بن مكتوم الكلابي، من اهل الانبار، حدث عنه أبو القاسم بن الثلاج، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي، وذكر أنه سمع منه بالانبار، وكان حدادا.
وأبو محمد عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي النيسابوري، من أهل نيسابور، ويقال: عمرو بن أبي عمرو.
سمع معاذ بن معاذ العنبري، وأبا عبيدة الحداد، وسفيان بن عيينة،
وحاتم بن إسماعيل، وزياد بن عبد الله البكائي، وهشيم بن بشير، وإسماعيل بن علية، والنضر بن إسماعيل البجلي.
وقرأ القرآن على علي بن حمزة الكسائي.
روى عنه محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأحمد بن سنان، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي.
وهو ثقة.
وحكى عنه أنه خرج يوما للتحديث.
فسمع ضحك رجل من المستمعين.
فدخل الدار، ولم يحدثنا بحرف، وكان يقول: صحبت ابن علية ثلاث عشرة سنة ما رأيته يتبسم، ومات عن ثمان وسبعين سنة (1).
الكلاس: بفتح الكاف واللام ألف المشددة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى الكلس، وهو الجص.
والكلاس الجصاص، عرف بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن الحسن بن أحمد بن الحسن الحراني، المعروف بالكلاس، من أهل حران.
يروي عن علي بن إبراهيم بن عزون الحراني.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني.
الكلاشكردي: بضم الكاف وسكون الشين المعجمة بعد اللام ألف وكسر الكاف وسكون الراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى كلاشكرد، وقد يعرب، فيقال: جلاشجرد، وهي قرية على فرسخين من مرو، وكان منها: سام بن نوح الكلاشكردي، يروي عن عبد الله بن المبارك، وغيره.
ورئيس بن سليمان بن حارثة بن قدامة الجلاشجردي، وحارثة من أصحاب علي بن
__________
(1) قال ابن الاثير: " قلت: أما قوله: كلاب بن عامر بن صعصعة.
فلعله قد نسب إلى جده، وإلا فهو كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان، من مضر ".
[ * ](5/117)
أبي طالب، رضي الله عنه، قدم رئيس خراسان أيام الاحنف بن قيس، ونزل قرية جلاشجرد.
هكذا ذكره أبو زرعة المسبحي.
الكلاعي: بفتح الكاف وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى قبيلة، يقال لها: " كلاع، نزلت الشام، وأكثرهم نزل حمص، والمشهور بالانتساب إليها: عبد الله بن خالد بن معدان الكلاعي، من أهل الشام.
يروي عن أبيه.
روى عنه عقيل بن مدرك.
وأبو منقذ عبد الرحمن بن ثور الكلاعي، من أهل الشام.
روى عنه صفوان بن عمرو السكسكي.
وأبو سلمة عبيد الله بن عبد الله الكلاعي الحمصي، من أهل الشام.
يروي عن مكحول.
روى عنه الشاميون.
والحارث بن عبيدة الحمصي الكلاعي، قاضي حمص.
يروي عن الزبيدي، وسعيد بن غزوان، والعلاء بن عتبة اليحصبي.
روى عنه الربيع بن روح، ويزيد بن عبد ربه، وعبد الله بن عبد الجبار، وعمرو بن عثمان.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هو شيخ ليس بالقوي.
وأبو عبد الله خالد بن معدان بن أبي كريب الكلاعي.
يروي عن أبي أمامة، والمقدام بن معديكرب.
ولقي سبعين رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من خيار عباد الله الصالحين.
قدم العباس بن الوليد واليا على حمص.
فحضر يوم الجمعة للصلاة، وخالد بن معدان في الصف، فلما رآه إذا على العباس بن الوليد ثوب حرير، فقام إليه خالد، وشق الصفوف حتى أتاه، فقال: يا ابن أخي، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن لبس هذا.
فقال: يا عم، هلا قلت أخفى من هذا.
قال: وغمك ما قلت ؟ والله لا سكنت بلدا أنت فيه.
فخرج عنه، وسكن طرسوس، فكتب العباس إلى أبيه يخبره بذلك، فكتب إليه الوليد: يا بني، ألحقه بعطائه أين ما كان، فإنا لا نأمن أن يدعوا علينا بدعوة فنهلك.
وأقام بطرسوس متعبدا مرابطا، إلى أن مات، سنة أربع ومائة، وقيل: ثمان ومائة.
وقيل سنة
ثلاث ومائة.
وأبو سهل عباد بن العوام الكلاعي، من أهل واسط.
يروي عن حميد الطويل، روى(5/118)
عنه أهل العراق.
مات سنة ست وثلاثين ومائة.
وأبو محمد بقية بن الوليد بن صائد بن كعب بن جرير الحمصي الكلاعي، من أنفسهم، الميتمي، من أهل حمص.
يروي عن محمد بن زياد الالهاني.
روى عنه ابن المبارك، والناس.
وكان مولده سنة عشر ومائة.
ومات سنة سبع وتسعين ومائة.
اشتبه أمره على شيوخنا.
قال أبو حاتم بن حبان البستي: حدثني بنسبته سالم بن معاذ بدمشق، حدثني عطية بن بقية بن الوليد، حدثني أبي بقية بن الوليد بن صائد بن جرير بن فضالة بن كعب الميتمي الكلاعي، قال: سمعت ابن خزيمة يقول: سمعت أحمد بن الحسن الترمذي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير، فعلمنا من أين أتي.
قال أبو حاتم: لم يسبر أبو عبد الله رحمه الله شأن بقية، وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة، رويت عن أقوام ثقات، فأنكرها، ولعمري إنه موضع الانكار، وفي دون هذا ما يسقط عدالة الانسان في الحديث، ولقد دخلت حمص وأكثر همي شأن بقية، فتتبعت حديثه، وكتبت النسخ على الوجه، وتتبعت ما لم أجد بعلو من رواية القدماء، فرأيته ثقة، مأمونا، ولكنه كان مدلسا.
سمع من عبيد الله بن عمرو، وشعبة، ومالك، أحاديث يسيرة مستقيمة.
ثم سمع عن أقوام كذابين ضعفاء متروكين، عن عبيد الله بن عمرو، وشعبة، ومالك، مثل: المجاشع بن عمرو، والسري بن عبد الحميد، وعمر بن موسى الميتمي، وأشباههم، وأقوام لا يعرفون إلا بالكنى، فروى عن أولئك الثقات، الذين رآهم، بالتدليس، ما سمع من هؤلاء الضعفاء، وكان يقول: قال عبيد الله بن عمر بن نافع.
وقال مالك عن نافع كذا.
فجعلوه: بقية عن عبيد الله، وبقية عن مالك.
وأسقط الواهي بينهما، فالتزق الموضوع ببقية،
وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه، ويسوونه، فالتزق ذلك كله به، وكان يحيى بن معين حسن الرأي فيه، وسئل ابن عيينة عن حديث حسن.
فقال: بقية بن الوليد، أخبرنا أبو العجب، أخبرنا.
ويروي أبو محمد بقية بن الوليد الكلاعي، من أنفسهم، الحمصي أيضا، عن بجير بن سعد، ومحمد بن زياد، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وغيرهم.
روى عنه ابن المبارك، وأبو صالح كاتب الليث، وإبراهيم بن موسى، وهشام بن عمار.
وتكلموا فيه، قال ابن عيينة: لا تسمعوا من بقية ما كان في سنة، واسمعوا منه ما كان في ثواب وغيره.
قال ابن المبارك: إذا اجتمع إسماعيل بن عياش وبقية في الحديث، فبقية أحب إلي.
وقال أبو مسهر: بقية أحاديثه ليست نقية، فكن منها على تقية.
وقال يحيى بن معين، وسئل عن بقية بن الوليد، قال: إذا حدث(5/119)
عن الثقات، مثل صفوان وغيره، فأما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا، وإذا كنى ولم يسم الرجل فليس يساوي شيئا.
فقيل ليحيى: أيما أثبت، بقية أو إسماعيل بن عياش ؟ فقال: كلاهما صالحان.
قال أبو زرعة الرازي: بقية أحب إلي من إسماعيل بن عياش، ما لبقية عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين، فأما الصدق، فلا يؤتى من الصدق، وإذا حدث عن الثقات فهو ثقة.
وأما أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسين بن الصباح بن الخليل بن عبيد بن الحارث بن يزيد ذي الكلاع الحذاء الكلاعي، يعرف بابن عوة، نسب إلى ذي الكلاع.
من أهل بغداد، حدث عن إسحاق بن إبراهيم بن شاذان الفارسي.
روى عنه أبو الحسن الدار قطني، والقاضي الجراحي، وابن شاهين، والكتاني، ويوسف القواس.
وهو ذكر نسبه كما سقناه أولا، وكان ثقة، ولم يكن عنده شئ من الحديث، إلا جزء واحد عن شاذان.
ومات بالكرخ، سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
الكلالي: بفتح الكاف وبعدها اللام ألف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى كلالة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو: أبو الأصبغ شبيب بن حفص بن إسماعيل بن كلالة المصري الكلالي، مولى بني فهر، من قريش، وكان شبيب ينكر الولاء، وكان فقيها مقبولا عند القضاة، آخر من حدث عنه بمصر محمد بن موسى بن النعمان.
وتوفي في معجرود، من طريق القلزم، وهو راجع من الحج، يوم الاربعاء، آخر يوم من المحرم، سنة ستين ومائتين، وحمل ودفن بمصر.
الكلائي: بفتح الكاف واللام ألف المشددة.
هذه النسبة إلى الكلا (1)، وهو موضع بالبصرة، منها: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن البصري الكلائي.
يروي عن أبي الحسن محمد بن عبد الله السدري.
قال أبو الفضل علي بن الحسين الفلكي: سمعنا منه بالكلا، موضع بالبصرة.
__________
(1) ذكر ياقوت أنه " الكلاء " و " الكلا " الاول مشدد ممدود، والثاني مهموز مقصور، معجم البلدان 4 / 293.
[ * ](5/120)
باب الكاف والياء الكيال: بفتح الكاف وتشديد الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام.
هذه اللفظة لمن يكيل الطعام، واشتهر بها جماعة، منهم: أبو القاسم ظفر بن محمد بن أبي محمد الكيال الصوفي، من أهل مرو، شيخ صالح، كثير العبادة والتهجد، عفيف.
سمع السيد أبا الحسن إسماعيل بن الحسين بن القاسم العلوي.
كتبت عنه، وقرأت عليه جزءا، وما سمع أحد منه الحديث غيري.
وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
ومن القدماء: أبو محمد إسحاق بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن شريح الجرجاني، نزيل نيسابور، ويعرف بابن أبي إسحاق الكيال، قال أبو بكر الخطيب: قدم بغداد، وحدث بها عن
محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، وأبي العباس محمد بن يعقوب الاصم، وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الصفار الاصبهاني، حدثنا عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأحمد بن محمد العتيقي.
وأبو بكر محمد بن عبيد الله بن الفضل بن قفرجل الكيال، من أهل بغداد.
سمع جعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وأبا بكر عبد الله بن أبي داود، ومحمد بن هارون بن المجدر.
روى عنه ابن بنته أحمد بن محمد، ومحمد بن الفرج البزاز، وأبو القاسم الازهري، وغيرهم.
وكان صدوقا.
قال أبو بكر الخطيب: سمعت الازهري ذكره، فقال: كان أعمى القلب.
قال: وحدثني أبو عبد الله بن بكير عنه، أنه خرج حديث الثوري، وكان عنده نسخة، لابن عيينة، بنزول، فأخرجها كلها في حديث الثوري.
ومات في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
وأبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أحمد الكيال المؤدب، من أهل أصبهان.
سمع الكثير ببلده، وبخراسان، وما وراء النهر.
سمع أبا عبد الرحمن عبد الله بن محمود السغدي، وأبا عمران موسى بن شعيب السمرقندي، وغيرهما.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وغيره.
ومات سنة أربع وأربعين وثلاثمائة.
الكيخاراني: بفتح الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الخاء المنقوطة(5/121)
والراء بين الالفين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كيخاران، وهي قرية من قرى اليمن، والمشهور بهذا الانتساب: عطاء بن يعقوب الكيخاراني، من أهل اليمن، مولى بني سباع، وكيخاران: موضع باليمن، نسب إليه.
يروي عن أم الدرداء، وأبي الدرداء أيضا.
روى عنه الزهري، والقاسم بن أبي بزة، ومن زعم أنه قد سمع معاذ بن جبل، فقد وهم.
أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد البسطامي، في داره بنيسابور، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي خلف
الشيرازي، أخبرنا أحمد بن عبد الله الفارسي، أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف، سمعت جدي محمد بن يوسف الفربري، يقول: سمعت محمد بن أبي حاتم البخاري، سمعت أبا بكر المديني، بالشاش، زمن عبد الله بن أبي عرابة، يقوله: كنا عند إسحاق بن راهويه، وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في المجلس، فمر إسحاق بحديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان دون صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عطاء الكيخاراني، فقال إسحاق: يا أبا عبد الله، أي شئ كيخاران ؟ قال: قرية باليمن، كان معاوية بن أبي سفيان بعث هذا الرجل، وكان يسميه " أبا بكر " يعني المديني فأما نسبته إلى اليمن، فمر بكيخاران، فسمع منه عطاء حديثين، فقال له إسحاق: يا أبا عبد الله، كأنك شهدت القوم.
وقد ذكر أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ، في كتاب " التاريخ " الذي جمعه لقصبتي نسف وكش، عقب حديث أبي الدرداء: " ما من شئ يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن "، ثم قال: تفرد به القاسم بن أبي بزة فجمع حديثه عن عطاء الكيخاراني، وكيخاران: قرية من رستاق مرو.
قلت: وهذا وهم لان أهل مرو لا يعرفون هذه القرية، وليست عندهم، وهي قرية باليمن كما ذكرنا (1).
الكيز داباذي: بكسر الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وفتح الباء الموحدة بين الالفين والذال المعجمة في آخرها.
هذه النسبة إلى كيزداباذ، وهي قرية من قرى طريثيث، فيما أظن، منها: عيسى بن محمد بن موسى الكيز داباذي الطريثيثي.
حدث عن أبي نصر صاحب مقاتل بن سليمان.
روى عنه أبو زكريا يحيى بن محمد الكرميني حديثا في " تاريخ
__________
(1) قال ابن الاثير: فاته: الكيزاني المصري، وهو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت، وله طائفة بمصر ينتمون إليه، قيل: كان مشبها.
وله ديون شعر ".
[ * ](5/122)
نيسابور "، في ترجمة عبد الله البشتي الزاهد، من شيوخ الحاكم أبي عبد الله الحافظ.
الكيساني: بفتح الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح السين المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى كيسان، وهواسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور منهم: أبو محمد سليمان بن شعيب بن سليمان بن سليم بن كيسان الكلبي، يعرف بالكيساني، من أهل مصر.
يروي عن أبيه، وأسد بن موسى، وطبقتهما.
روى عنه أبو الحسن علي بن محمد المصري.
وكان مولده بمصر، سنة خمس وثمانين ومائة.
وتوفي في صفر، سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
وكان ثقة.
وأبو نصر علي بن الحسن بن سليمان بن شعيب بن سليمان بن سليم بن كيسان الكيساني، من أهل مصر.
يروي عن جده سليمان بن شعيب، وغيره.
وكان مؤدبا، فقيرا، وكان ثقة.
توفي في شعبان، سنة ثلاثين وثلاثمائة.
وسليمان بن كيسان الكلبي الكيساني، شامي من أهل صور، قدم مصر.
وروى عن أبيه، والمفضل بن فضالة، وسعيد بن أبي أيوب.
وأبو سعيد شعيب بن سليمان بن سليم بن كيسان الكلبي، قدم مصر روى عنه سعيد بن عقبة، وغيره.
وهو والد سليمان بن شعيب.
وتوفي بمصر، سنة أربع ومائتين، يوم السبت، لاحدى عشرة ليلة بقيت من شوال.
الكيشي: بكسر الكاف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى كيش، وهي جزيرة قيس، في وسط البحر (1)، جعلوا قيسا كيشا، منها: إسماعيل بن مسلم العبدي الكيشي، قاضي قيس، من أهل البصرة، ولي القضاء بها.
يروي عن الحسن، وأبي المتوكل، وعطاء، وأبي كثير مولى الانصار.
روى عنه يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح، وأبو نعيم، وغيرهم.
أثنى عليه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ووثقاه، وقال علي بن المديني: إسماعيل بن مسلم العبدي، كان قاضي جزيرة البحر، وإنما روى ثلاثين أو أربعين حديثا.
قال أبو حاتم
الرازي: إسماعيل العبدي، قاضي قيس، ثقة، وليس هو بالمكي.
__________
(1) زاد ياقوت: " تعد في أعمال فارس، لان أهلها فرس، وقد ذكرتها في قيس، وتعد من أعمال عمان ".
معجم البلدان 4 / 333.
[ * ](5/123)
حرف اللام باب اللام والباء اللباد: بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بيع اللبود وهي جمع لبد وعملها..والمشهور بهذه النسبة: أحمد بن علي بن محمد اللباد: شيخ مجهول لا بأس به.
قال ابن ماكولا: لم أر كثير أحد يروي عنه.
تأخر موته.
روى عن علي بن الحسن بن شقيق.
كان يسكن عليا باذبمرو.
وروى عنه أبو إسحاق الماسي.
ومحمد بن إسحاق بن نصر اللباد النيسابوري بن أخي أحمد بن نصر: شيخ الكوفيين بنيسابور.
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وغيره، روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان.
وأبو علي الحسن بن الحسين بن مسعود بن عبد الله بن اللباد المؤذن البخاري: يروي عن الحميدي وأبي نعيم وعلي بن الحكم المروزي ومحمد بن مقاتل المروزي.
روى عنه محمد بن أحمد السعداني ومحمد بن صابر.
توفي سنة إحدى وسبعين ومائتين.
ومحمد بن نصر اللباد النيسابوري والد أبي نصر أحمد: روى عنه ابنه.
وإسماعيل بن زكريا اللباد الحافظ: نيسابوري لقبه شاذان.
حدث عن محمود بن هشام.
روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد بن يحيى الوزان الحيري.
وأبو الحسين أحمد بن حسنويه بن علي التاجر اللباد: نيسابوري، سمع أبا بكر بن
خزيمة ومكي بن عبدان وأبا بكر بن الباغندي ومن بعده.
وأبو محمد زنجويه بن محمد بن الحسن بن عمر الزاهد اللباد: من أهل نيسابور كان أحد المجتهدين في العبادة.
سمع محمد بن رافع ومحمد بن أسلم وإسحاق بن منصور والحسين بن عيسى البسامي بخراسان وحميد بن الربيع الخزاز وأحمد بن منصور الرمادي بالعراق، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو الفضل بن إبراهيم.
ومات في سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: عهدت الحفاظ من مشايخنا كلهم يثنون على(5/124)
زنجويه عن أبي الحسين الحجاجي فسألته عنه فقال: زاد على ما كان عنده عن محمد بن أسلم فقال أنكرت عليه غير هذا ؟ ! قال: لا.
اللبادي: بفتح اللام والباء الموحدة المشددة، بعدهما الالف، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى سكة اللبادين: وهي محلة بسمرقند، يقال لها كوي نهر كدان.
منها: القاضي الامام محمد بن طاهر بن عبد الرحمن بن الحسن بن محمد السعيدي السمرقندي اللبادي: كان يسكن سكة اللبادين يروي عن أستاذه أبي اليسر محمد بن محمد بن الحسن البزدوي.
وتوفي في النصف من صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة.
ومحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن يحيى الكرابيسي اللبادي: من أهل سمرقند، من هذه السكة.
توفي ليلة الجمعة السابع من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة ودفن بجاكرديزه.
حدث عن أبيه عن أبي نصر العراقي.
اللبان: بفتح اللام وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بيع اللبن.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو عبد الرحمن الحسين بن أحمد اللبان الجرجاني: يروي عن محمد بن عبيدة العمري عن أبي مسلم.
روى عنه أحمد بن أبي عمران الوكيل.
وأبو الحسين (1) محمد بن عبد الله بن الحسن بن اللبان الغرضي البصير: انتهى إليه علم الفرائض في وقته وصنف كتبا اشتهرت به، سمع أبا العباس محمد بن أحمد الاثرم ومحمد بن أحمد بن محموية العسكري والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي وأبا بكر محمد بن بكر بن داسة التمار، سمع منه كتاب السنن.
روى عنه أبو القاسم التنوخي وأبو الطيب الطبري وأبو محمد الخلال وعبد العزيز بن علي الازجي.
وذكر القاضي أبو الطيب الطبري أنه سمع كتاب السنن عن ابن داسة عن أبي داود، وكان ثقة، وكانت وفاته في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وأربع مئة.
وأبو محمد (عبد السلام) بن محمد بن عبد الله بن اللبان المصدل، من أهل أصبهان، فاضل مليح الخط مكثر.
سمع أبا منصور بن شكروية القاضي والمسهر بن عبد الواحد البزاني وغيرهما.
سمعت منه بأصبهان.
وأبو حاتم محمد بن عبد الواحد بن محمد بن زكريا الخزاعي اللبان، من أهل الري.
__________
(1) انظر اللباب 3 / 126.
[ * ](5/125)
حدث عنه أبي الحسن محمد بن أحمد البرذعي المعروف بابن حرارة نسخة بشر بن عمرو بن سام الكابلي، وروى أيضا عن بكر بن عبد الله الحبال وعتاب بن محمد الوارميني (1) ومسرة بن علي القزويني وعبد الله بن علي الجرجاني وحامد بن محمد بن عبد الله الهروي وغيرهم.
روى عنه أبو العلاء الواسطي والحسن بن محمد الخلال والحسن بن علي الجوهري وأبو يعلي أحمد بن عبد الواحد الوكيل، وكان من أهل الصدق.
هكذا ذكره أبو بكر الخطيب توفي بعد سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة بعد رجوعه من الحج.
وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط بن عقبة بن جشم بن وائل بن مهامة بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة (2) بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الاصبهاني المعروف بابن اللبان: من أهل أصبهان، سكن بغداد، أحد أوعية العلم من أهل الدين والفضل.
سمع بأصبهان أبا بكر
محمد بن إبراهيم بن المقرئ وأبا عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ وأبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قوله التاجر وأبا الحسن علي بن محمد بن أحمد بن ميله الفقيه، وببغداد أبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، وبمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس المكي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ في التاريخ وقال: أبو محمد بن اللبان الاصبهاني كان ثقة صحب القاضي أبا بكر الاشعري ودرس عليه أصول الديانات وأصول الفقه ودرس فقه الشافعي على أبي حامد الاسفرايني وقرأ القرآن بعدة روايات.
وولي قضاء أزج، وحدث ببغداد فسمعنا منه.
وله كتب كثيرة مصنفة.
كان من أحسن الناس تلاوة للقرآن.
ومن أوجز الناس عبارة في المناظرة، مع تدين، جميل وعبادة كثيرة ووع بين وتقشف ظاهر وخلق حسن.
وسمعته يقول: حفظت القرآن ولي خمس سنين وأحضرت عند أبي بكر بن المقرى ولي أربع سنين فأرادوا أن يسمعوا لي فيما حضرة قراءته فقال بعضهم: إنه يصغر عن السماع، فقال لي ابن المقرئ: اقرأ سورة الكافرين (3)، فقرأتها، فقال لي: اقرأ سورة التكوير (4)، فقرأتها، فقال لي غيره: اقرأ سورة " والمراسلات " فقرأتها.
ولم أغلط فيها، فقال ابن المقرئ: سمعوا له والعهدة علي.
ومات بأصبهان في
__________
(1) نسبته إلى ورامين، وهي بليدة من نواحي الري بينهما نحو ثلاثين ميلا في طريق القاصد من الري إلى أصبهان.
وانظر معجم البلدان (ورامين) واللباب 3 / 358.
(2) اختلفت النسخ في رسم بعض هذه الاسماء من مثل (عقبة وجشم ومهامة وعكابة) وأثبت ما في تاريخ بغداد 10 / 144.
(3) وفي نسخة: (الكافرون) على الحكاية.
(4) في نسخ: (الكوثر).
[ * ](5/126)
جمادي الآخرة من سنة ست وأربعين وأربعمائة.
اللبشموني: بفتح اللام والباء الموحدة وسكون الشين المعجمة وضم الميم وفي آخرها
النون.
هذه النسبة إلى لبشمونة: وهي قرية من قرى الاندلس.
منها: عبد الرحمن بن عبيد الله (1) اللبشموني الاندلسي: روى عن مالك بن أنس الامام وحدث، روى عنه جماعة.
اللبقي: بفتح اللام والباء الموحدة وفي آخرها القاف منهم: علي بن سلمة اللبقي يروي عن شبابة بن سوار ومالك بن سعير (2).
اللبواني: بفتح اللام وسكون الباء المنقوطة بواحدة وفتح الواو وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى لبوان وهو بطن من المعافر يقال له لبوان بن مالك بن الحارث.
والمنتسب إليه: أبو عبد الرحمن عقبة بن نافع المعافري اللبواني، يقال إنه مولى بني لبوان بن مالك بن الحارث بن المعافر، سكن الاسكندرية، وكان فقيها، يروي عن عبد المؤمن بن عبد الله بن هبيرة السباي وربيعة بن أبي عبد الرحمن وخالد بن يزيد، روى عنه عبد الرحمن بن وهب المصري.
وتوفي بالاسكندرية سنة ست وتسعين ومئة.
وكان له عقب لهم شرف ومنزلة يسكنون الفسطاط ودارهم هي الدار المذهبة التي بمهرة.
قاله أبو سعيد بن يونس المصري.
اللبيبي: بفتح اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين البائين المنقوطتين بواحدة.
هذه النسبة إلى لبيب، وهو اسم لبعض (3) أجداد المنتسب إليه، منهم: عبد الكريم بن محمد بن لبيب اللبيبي، أخوه إبراهيم، وعبد الكريم الاكبر، حدث عن أهل مصر وتوفي سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة.
اللبيدي: بفتح اللام وكسر الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الدال المهملة.
والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي اللبيدي: فقيه مشهور من
__________
(1) انظر اللباب 3 / 127.
(2) بعده في اللباب 3 / 127: (قلت.
فاته: اللبناني: بضم اللام وسكون الباء وفتح النون وبعد الالف نون ثانية نسبة إلى جبل لبنان من أرض الشام مشهور يسكنه الصالحون، ينسب إليه جماعة كثيرة).
(3) في نسخة (وهو اسم لجد بعض أجداد).
[ * ](5/127)
فقهاء القيروان بالمغرب.
توفي قريبا من سنة ثلاثين وأربع مئة، حدث وروى.
اللبيري: بفتح اللام وكسر الباء المنقوطة بواحدة بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى لبيرة وهي من بلاد الاندلس (1)، والمشهور بهذه النسبة: أبو الخضر (2) حامد بن الاخطل بن أبي العريض التغلبي اللبيري الاندلسي: يروي عن العتبي وابن المزين.
رحل وسمع وذكر بخير وزهد وورع.
توفي بالاندلس سنة ثمانين ومئتين.
وإبراهيم بن خالد الاموي اللبيري: يروي عن يحيى بن يحيى (1) صاحب الموطأ وسعيد بن حسان.
توفي سنة ثمان وستين ومائتين.
وإبراهيم بن خلاد اللخمي اللبيري: سمع يحيى بن يحيى.
مات بها سنة سبعين ومائتين.
وأحمد بن عمرو بن منصور اللبيري الاندلسي: يروي عن يونس بن عبد الاعلى وغيره، توفي بالاندلس سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة، نسبه في موالي بني أمية، قاله ابن يونس.
ويسر بن إبراهيم بن خالد اللبيري: قال أبو سعيد بن يونس: هو أندلسي من أهل اللبيرة، نسبوه في موالي بني أمية، يروي عن أبيه وجماعة.
ذكره الخشني وقال: توفي سنة اثنتين وثلاثمائة، وكان فقيها موفقا.
__________
(1) معجم البلدان (لبيري): هي إلبيرة كورة كبيرة من الاندلس بينها وبين قرطبة تسعون ميلا، ومن مدنها غرناطة.
(2) انظر اللباب 3 / 128.
(3) في الاصول (يحيى بن عيسى) وهو تصحيف.
انظر الاكمال 7 / 195 ومعجم البلدان (البيرة) وتهذيب التهذيب 11 / 300 ويبدو أنه بصاحب الموطأ لانه رواه عن مالك.
[ * ](5/128)
باب اللام والجيم اللجام: بفتح اللام، وتشديد الجيم، هذه النسبة إلى عمل اللجام وبيعه، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر أحمد بن الحسين اللجام الاردبيلي: قال ابن ماكولا: ثبتني فيه أحمد بن يوسف، شيخ أردبيل (1).
وخلف بن عثمان الاندلسي يعرف بابن اللجام.
يروي عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم الاصيلي المحدث وأبي بكر يحيى بن هذيل الشاعر، ذكره أبو محمد بن حزم الاندلسي.
اللجوني: بفتح اللام، وضم الجيم، بعدهما الواو، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى لجون (2)، وهي مدينة بالشام بها مسجد إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، وعين ماء ينبع من تحت المسجد.
منها: القاضي أبو الفضل جعفر بن أحمد بن سليمان السعيدي اللحوني: سمع بالقلزم أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن يوسف العبدي المكي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بمدينة لجون.
__________
(1) أردبيل من أشهر مدن أذربيجان، تقع غربي بحر الخرز بينهما مسيرة يومين.
(2) في معجم البلدان أن بينها وبين طبرية عشرين ميلا وبينها وبين الرملة أربعون ميلا.
[ * ](5/129)
باب اللام والحاء اللحافي: بكسر اللام، وفتح الحاء، بعدهما الالف، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى اللحاف.
واشتهر بهذه النسبة: أبو عبد الله المسهر بن محمد بن إبراهيم الشيرازي الصوفي المعروف باللحافي: كان أحد الشيوخ الصالحين، وممن جاور بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم نحو أربعين سنة.
وقدم بغداد وسكن
الرباط الذي كان عند جامع المدينة.
وحدث عن أبي العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي.
قال أبو بكر الخطيب: كتبت عنه وكان سماعه صحيحا.
وتوفي بأيذج في رجب سنة خمس وأربعين وأربعمائة.
قال: بلغتنا وفاته ونحن ببيت المقدس.
اللحام: بفتح اللام والحاء المهملة، هذه اللفظة نسبة إلى بيع اللحم.
وشيبان اللحام يروي عن ابن الحنفية.
روى عنه سالم بن أبي حفصة.
ومن القدماء في الجاهلية عن عرفجة بن سلامة بن عرفجة بن سلامة بن أبي بن أبي النعمان بن زهير بن جناب اللحام.
قيل له اللحام لكثرة من كان يقتل.
وأبو الحسن اللحام: يروي عن أبي قلابة.
روى عنه شعبة.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا يسمى.
اللحجي: بفتح اللام، وسكون الحاء المهملة، والجيم في آخرها، هذه النسبة إلى لحج وهي قرية من أبين (1) من بلاد اليمن، قال عمر بن أبي ربيعة في شعر له: وأيقنت أن لحجا ليس من وطني (2) ولحج بطن من حمير، وهو لحج بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حمير بن سبأ، نزلت بهذا الموضع فنسب إليهم، والمنسوب إلى هذا الموضع: أبو الحسن علي بن زياد اللحجي: ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات وقال: علي بن زياد: من أهل اليمن، سمع ابن عيينة، وكان راويا لابي قرة، حدثنا عنه
__________
(1) أبين: مخلاف باليمن منه عدن، وقيل: هو موضع في جبل عدن " معجم البلدان ".
(2) هذا عجز بيت ورد في ديوان ابن أبي ربيعة 158 وصدره (لاستيقنت غير ما ظنت بصاحبها) وروايته فيه: " وأيقنت أن عكا..".
[ * ](5/130)
المفضل بن محمد الجندي، مستقيم الحديث.
وأبو حمة محمد بن يوسف بن محمد الزبيدي اللحجي، كنيته أبو يوسف، وعرف بأبي
حمه.
سمع أبا قرة موسى بن طارق.
يروي عنه أبو سعيد المفضل بن محمد الجندي وعلي بن الحسن القافلاني ومحمد بن صالح الطبري وغيرهم (1).
__________
(1) في اللباب 3 / 129: (قلت: فاته: اللحياني: بكسر اللام وسكون الحاء المهملة وفتح الياء تحتها نقطتان وبعد الالف نون نسبة إلى لحيان بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، ينسب إليهم خلق كثير، منهم أبو مليح بن أسامة بن عمير بن عامر بن الاقيشر وهو عمتر بن عبد الله بن حبيب بن يسار بن ناجية بن عمرو بن الحارث بن كثير بن هند بن ابن طانجة بن لحيان الهذلي اللحياني، كان شريفا).
[ * ](5/131)
باب اللام والخاء اللخمي: بفتح اللام المشددة وسكون الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى لخم، ولخم وجذام قبيلتان من اليمن نزلتا الشام، والمشهور بالنسبة إليها: أبويحيى سعدان بن يحيى بن صالح اللخمي: من أهل الكوفة، سكن دمشق.
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد.
روى عنه سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار.
وقيل إن اسمه سعيد وسعدان لقب.
وأبو الحسن حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن سحيم بن عايذ الله بن عوذ بن معاوية بن عبيد بن نزار بن عتم بن أرش بن إدريس بن جديلة بن لخم اللخمي الكوفي: قدم بغداد وحدث بها عن هشيم بن بشير وسسفيان بن عيينة وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث ويحيى بن آدم ومحمد بن فضيل وغيرهم.
روى عنه محمد بن حمد بن البراء وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن محمد الباغندي والحسين بن إسماعيل المحاملي وغيرهم.
تكلم فيه الدار قطني وقال: تكلموا فيه.
وطعن عليه يحيى بن معين.
وكان أحمد بن حنبل يحسن القول فيه.
وقال الدار قطني فيما سأل أبو عبد الرحمن السلمي عنه فقال: تكلم فيه يحيى بن معين، وقد حمل الحديث عنه الائمة ورووا عنه، ومن تكلم فيه لم يتكلم فيه بحجة.
وقال غيره: كانت وفاته في سنة ثمان وخمسين ومائتين بسر من رأى.
وأبو الحسن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع بن مالك اللخمي: ذكر أبو القاسم بن الثلاج أنه حدث عن محمد بن القاسم بن جعفر الشطوي.
ووالده أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع بن مالك اللخمي الكوفي: سكن بغداد وحدث بها عن أبي سعيد الاشج ومحمد بن ثواب الهباري وجده حميد بن الربيع وهارون بن إسحاق الهمذاني والخضر بن أبان الهاشمي ومحمد بن الحجاج وإبراهيم بن أبي العنبس القاضي وأحمد بن حازم الغفاري وغيرهم.
روى عنه الحسين بن محمد بن عفير الانصاري وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرى وأبو حفص بن الزيات وأبو حفص بن شاهين وأبو بكر بن شاذان البزاز وأبو حفص عمر بن إبراهيم الكتاني.
وكان أبو العباس بن عقدة سيئ الرأي فيه، قال ابن عقدة: كنت عند الحضرمي يعني مطينا فمر عليه ابن للحسين بن ابن حميد الخزاز فقال: هذا كذاب ابن كذاب.
قال ابن عدي الحافظ: رأيت أنا ابن الحسين بن(5/132)
حميد هذا كان شيخا وراقا على باب جامع الكوفة.
وقال أبو يعلي الطوسي بخلاف هذا، فقال: محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع كان ثقة يفهم.
قال أبو الحسن بن سفيان الحافظ: سنة ثماني عشرة وثلاثمائة فيها مات أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي من أنفسهم ببغداد، وجئ به فدفن بالكوفة.
وكان قد خرج في وقت دخول القرمطي الكوفة سنة خمس عشرة وثلاثمائة، ولم يعد إلى أن مات، وكان ثقة صاحب مذهب حسن وجماعة، وأمر بمعروف ونهى عن منكر، وكان ممن يطلب للشهادة فيأبى ذلك.
وسمعته يقول: ولدت سنة أربعين ومئتين، ومات غرة ذي القعدة سنة ثماني عشرة وثلاثمائة.
وعمير بن الفيض اللخمي: يروي عن أبي ذر وعمرو بن العاص.
روى عنه الحارث بن يزيد وابنه عتبة بن عمير.
وأبو هاشم قباث بن رزين اللخمي: من أهل مصر.
يروي عن عكرمة.
روى عنه ابن المبارك والمقرئ مات سنة ست وخمسين ومئة.
ومسرة بن معبد اللخمي أخو زهرة بن معبد: من أهل الشام.
يروي عن يزيد بن أبي كبشة.
روى عنه أهل بلده.
كان ممن يتفرد عن الثقات بما ليس من أحاديث الاثبات على قلة روايته لا يجوز الاحتجاج به.
إذا انفرد.
وأبو بكر محمد بن حميد بن محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي: قد ذكرت نسبه فيما تقدم.
يروي عن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول ومحمد بن سهل بن هارون العسكري وأبي بكر محمد بن يحيى الصولي وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم الازهري وأحمد بن محمد العتيقي.
وكان ضعيفا.
ولد للنصف من شعبان سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة ومات في جمادى الاولى سنة إحدى وتسعين وثلاث مئة.
وأبو إبراهيم محمد بن الحجاج اللخمي من أهل واسط، سكن بغداد.
وحدث بها عن عبد الملك بن عمير ومجالد بن سعيد.
روى عنه داود بن مهران الدباغ ومحمد بن حسان السمتي ويحيى بن أيوب المقابري وسريج بن يونس، وهو صاحب حديث: (اطعمني جبريل عليه السلام هريسة).
قال يحيى بن معين: هو كذاب.
قال يحيى بن أيوب محمد بن الحجاج سمعت منه وكنت أرى صاحب هريسة كذابا خبيثا.
وقال أبو داود: محمد بن الحجاج اللخمي ليس بثقة ومات سنة إحدى وثمانين ومئة.
وموسى بن علي بن رباح بن معاوية بن حديج الاسكندراني اللخمي: من أهل الاسكندرية، يقال إنه كان يكره أن يقال له علي، ويقول: لا أجعل في حل من يقول لي(5/133)
علي.
روى عن أبيه والزهري وحبان بن أبي جبلة.
روى عنه الليث وابن لهيعة وأسامة بن زيد وابن المبارك وابن وهب والمقري وأبو نعيم الكوفي.
قال أحمد بن حنبل: موسى بن علي شيخ ثقة.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن موسى بن علي فقال: كان رجلا صالحا، كان من ثقات المصريين وكان واليا على مصر.
وأبو صفوان يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي الشامي الدمشقي من أهل دمشق:
يروي عن نافع بن عمر الجمحي ومحمد بن مسلم السائفي وإبراهيم بن سعد وحزام بن هشام، روى عنه دحيم بن اليتيم وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ومحمد بن إسماعيل البخاري وغيرهم.(5/134)
باب اللام والدال اللدي: بضم اللام، وتشديد الدال المهملة: هذه النسبة إلى لد وهو موضع بالشام، وفي الحديث: يقتل الدجال بباب لد.
منها: أبو يعقوب إسحاق بن سيار اللدي: حدث عن أحمد بن هشام بن عمار الدمشقي، روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ، وذكر أنه كتب عنه إملاء يوم الجمعة في مسجد له في حدود سنة ستين وثلاث مئة.(5/135)
باب اللام والراء اللرقي: بضم اللام، وسكون الراء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى لرقة، وهي حصن بشرقي الاندلس بين مرسية والمرية، والمشهور بالنسبة إليها: أبو القاسم خلف بن هاشم الاشعري اللرقي: يروي عن محمد بن أحمد العتبي.
ومات هناك سنة أربع وثلاث مئة.
اللري: بفتح اللام، وكسر الراء المشددة، هذه النسبة إلى كرة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن القاسم بن عرة الاصبهاني اللري: من أهل أصبهان.
حدث ببلاد الغربة ودخل ما وراء النهر وحدث بها سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة، وحدث بكتاب التاريخ لابي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه عنه، وروى عن أبي القاسم عبد العزيز بن أحمد وغيرهما.
سمع منه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز بن المكي النسفي وجماعة.
اللري: بضم اللام، وتشديد الراء المكسورة، هذه النسبة إلى قرى وناحية في الجبل يقال لرستان قريبة من جبال أصفهان وأشتر (1) خرج منها جماعة، وأكثرهم زهاد متقشفون، رأيت واحدا منهم ببلادنا يقال له أحمد اللري لم أسمع منه شيئا، غير أني ذكرته للقرينة حتى تعرف النسبة والموضع.
__________
(1) في نسخة (أصفهان) وفي أخرى (أصبهان) وفي نسخة مختلفة (واشتهر) وأشتر: ناحية بين نهاوند وهمذان انظر معجم البلدان (أشتر).
[ * ](5/136)
باب اللام والغين اللغوي: بضم اللام، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى اللغة، ويقال لمن يعرف اللغة والادب لغوي.
واشتهر بهذه النسبة: أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد البصري اللغوي من أهل البصرة، سكن بغداد وكان عارفا باللغة والادب وعلوم القرآن، سمع محمد بن إسحاق بن عباد التمار وجماعة من البصريين.
روى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي وغيره.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، وقال: كان صدوقا عالما أديبا قارئا للقرآن عارفا بالقراءات، وكان يتولى ببغداد النظر في دار الكتب وإليه حفظها والاشراف عليها وقال أبو القاسم عبيد الله بن علي الرقي الاديب: كان عبد السلام البصري من أحسن الناس تلاوة للقرآن وإنشاد الشعر، قال: وكان سمحا سخيا ربما جاءه السائل وليس معه شئ يعطيه فيدفع إليه بعض كتبه التي لها قيمة كثيرة وخطر كبير وكانت ولادته في سنة تسع وعشرين وثلاث مئة.
ومات في المحرم سنة خمس وأربع مئة.(5/137)
باب اللام والفاء اللفتواني: بفتح اللام، وسكون الفاء، وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي
آخرها النون، هذه النسبة إلى لفتوان، وهي إحدى قرى أصبهان، والمنتسب إليها: أبو نصر شجاع بن أبي بكر بن علي بن إبراهيم اللفتواني: كان صهر أبي الفتح عمر بن مهلب البزاز.
يروي عن أبي طاهر بن عبد الرحيم الكاتب وأبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن النعمان القصاص.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ في معجم شيوخه، وروى لي عنه ابنه أبو بكر، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وتسعين وأربع مئة وابنه شيخنا أبو بكر محمد بن شجاع بن أبي بكر اللفتواني المدحث المشهور بالطلب والحرص على جمع الحديث وكتابته ولعله لم يترك بأصبهان إسنادا نازلا وعاليا إلا سمعه ونسخه بخطه، وكانوا يقولون محمد اللفتواني عدة أصحاب الحديث بأصبهان.
سمع أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده العبدي وأبا الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني وأبا منصور محمد بن أحمد بن شكرويه القاضي وجماعة من هؤلاء الطبقة ومن بعدهم سمعت منه الكثير بأصبهان.(5/138)
باب اللام والقاف اللقيطي: بفتح اللام، وكسر القاف، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى لقيط، وهو اسم لجد أبي بكر أحمد بن عنبس بن لقيط الضبي اللقيطي المروزي: قدم بغداد وحدث بها عن أبي الفضل سويد بن نصر الطوساني، روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري.(5/139)
باب اللام والكاف اللكاف: بفتح اللام والكاف المشددة، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة لمن يعمل الاكاف ويبيعه وثياب الدواب، واشتهر به: وجيه بن الحسن بن يوسف اللكاف المصري، من أهل مصر.
ذكره أبو زكريا الحافظ
المصري في زيادات تاريخ مصر، وقال: يروي عن خير بن عرفة، حدثونا عنه، وذكره أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في معجم شيوخه، وروى حديثا عن إبراهيم بن مرزوق.
سمع منه بمصر.
وشيخ كان يسمع معنا الحديث ويسمع أولاده، من باب الازج، وفيه خيرية وديانة، يقال له أبو (..) (1) مذكور بن أديب اللكاف.
سمعت منه شيئا يسيرا، سمع بالعراق وكور الاهواز.
اللكزي: بفتح اللام، وسكون الكاف، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى لكز، وهي بليدة بدربند خزران فنسبت إلى بانيها، وقيل الترك والخزر وبلنجر واللكز وصقلب بنو يافث بن نوح.
منها: حكيم بن إبراهيم بن حكيم اللكزي الدربندي: فقيه صالح سديد السيرة، تفقه على أبي حامد النزالي ببغداد والموفق الهروي بمرو.
وسمع الحديث الكثير بخسه.
وكان يحفظ الاشعار القديمة.
وخرج إلى بخارى وأقام بها أكثر من عشرين سنة إلى أن توفي بها في شوال سنة ثمان وثلاثين وخمس مئة.
اللكي: بضم اللام والكاف المشددة، هذه النسبة إلى اللك، وهي بلدة من بلاد برقة ولاية بين الاسكندرية واطرابلس المغرب، منها: أبو القاسم اللكي، فقيه فاضل، تفقه على أبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي بالاسكندرية، وصار مرجوعا إليه في الفتاوى بالاسكندرية بعد سنة عشرين وخمس مئة.
__________
(1) بياض في الاصول.
[ * ](5/140)
باب اللام والميم اللمغاني: بفتح اللام، وسكون الميم، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى لمغان وهي مواضع وناحية في جبال غزنة، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو محمد عبد الملك بن عبد السلام بن الحسين اللمغاني، أحد أجداده، من هذه الناحية، وأبو محمد هذا من بيت العدالة والتزكية، وهو فقيه حنفي المذهب جميل الظاهر.
سمع أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي.
سمع منه صاحبنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ الدمشقي.
وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وخمس مئة ببغداد.(5/141)
باب اللام والنون اللنباني: بضم اللام، وسكون النون، وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى محلة كبيرة بأصبهان، ولها باب يعرف بهذه المحلة، يقال له: باب لبنان.
سمعت بها عن جماعة من المحدثين.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني: محدث مشهور ثقة معروف مكثر.
رحل إلى العراق وسمع كتب أبي بكر عبد الله محمد بن أبي الدنيا القرشي عنه.
وسمع إسماعيل بن أبي كثير أيضا.
روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد بن يوه المديني وإبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ وعبد الله بن أحمد بن إسحاق الاصبهاني والد أبي نعيم وغيرهم.
وكانت وفاته في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو منصور معمر بن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان العبدي اللنباني: كان من مشاهير هذه المحلة.
روى الحديث عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن فاذمشاه وأبي سعد عبد الرحمن الصفار وأبي بكر محمد بن عبد الله بن زيدة الصبني وطبقتهم.
مات مبطونا في يوم الخميس الثالث عشر من شهر رمضان سنة تسع وثمانين وأربع مئة، واجتمع في جنازته خلق لا يحصون كثرة، صلى عليه ابنه أبو الحسن.
وابناه أبو الحسن محمد وأبو الروح محمد ابنا معمر بن أحمد اللنباني، سمعت منهما بهذه المحلة وكان أحدهما شيخ المحلة والمقدم بها.
روى عن أبي محمد بن رزق الله بن
عبد الوهاب التميمي وغيره.
سمعت منهما أحاديث يسيرة.(5/142)
باب اللام والواو اللواز: بفتح اللام، وتشديد الواو، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى بيع اللوز.
والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسن اللواز المصري المعافري الدمياطي، مولى مهرة.
يروي عنه يونس بن عبد الاعلى وأحمد بن عيسى الخشاب ويزيد بن سنان وغيرهم وكان ثقة، وكانت القضاة تقبله.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، ومات سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
وعبد العليم بن محمد بن الحسن اللواز الدمياطي، أبو الحسن.
يروي عن يونس بن عبد الاعلى ويزيد بن سنان مات سنة ثماني عشرة وثلاث مئة.
قاله ابن يونس.
اللوبياباذي: بضم اللام، بعدها الواو والباء الموحدة المكسورة، ثم الياء المفتوحة آخر الحروف، والباء الموحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى لوبيا باذ، وهي محلة بأصبهان أو قرية، وظني أنها محلة، منها: أبو الفضل محمد بن أبي بكر أحمد بن أبي جعفر محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن الحسين بن يزدة اللوبيا بازي المعروف بالفتح الغرضي، من أهل أصبهان.
سمع أبا عبد الله الحسين بن إبراهيم بن نهشل الحمال، سمع منه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر بن السمرقندي الحافظ وغيره.
وكانت ولادته يوم عاشوراء من سنة إحدى عشرة وأربع مئة.
وتوفي بعد سنة ثمانين وأربع مئة.
اللوبي: بضم اللام، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى لوبية وهي بلدة من بلاد مصر، منها: أبو مروان عبد الملك بن مسلمة بن يزيد اللوبي مولى جزي بن عبد العزيز بن
مروان.
قال أبو سعيد بن يونس المصري: يقال: كان أصله من لوبية وكان فقيها من أصحاب مالك وكانت فيه غفلة وسلامة.
يروي عن مالك وابن لهيعة والليث، وهو منكر الحديث.
قال ابن بكير: ابطأ علينا يوما حبيب (1) كاتب مالك فقال مالك: يقرأ بعضكم، فقلنا
__________
(1) في م، مط: (حبيب) تصحيف، وهو حبيب بن أبي حبيب إبراهيم ويقال مرزوق ويقال رزيق الحنيفي، أبو محمد المصري، كاتب مالك.
توفي سنة 218 وانظر تهذيب التهذيب 2 / 180 - 182.
[ * ](5/143)
لعبد الملك بن مسلمة: اقرأ، فجعل يقرأ، فكلما مر باسم ابن شهاب قال حدثك شهاب ويسقط (الابن)، ففعل ذلك مرارا حتى ضجر مالك ضجرا شديدا من كثرة ما يرد عليه حتى هم ألا يحدثنا بشئ.
وقال ابن بكير: كنا عند مالك فربما لم يحضر معنا عبد الملك، فإذا انصرفنا أخذنا ألواحه فكتبنا فيها بعض ما سمعنا مما لم يسمعه، فيقول له اقرأ ألواحك فيقرؤها ويقول: حدثنا مالك حتى إذا فرغ منها ضحكنا منه.
وقال يحيى: كنا نقول له: كتبنا لك، فيقول: هي ألواحي وأنا كتبتها وسمعتها من مالك، قال.
فنعجب منه ونضحك من شدة غفلته.
قال أبو سعيد بن يونس: هو منكر الحديث، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وعشرين ومائتين، ويقال: كان مولده سنة أربعين ومئة.
اللورقي: بضم اللام والواو، وسكون الراء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى لورقة (1)، وهي من بلاد الاندلس من المغرب منها: أبو القاسم خلف بن هاشم الاشعري اللورقي: أندلسي يروي عن العتبي.
قاله أبو سعيد بن يونس وقال: هو من أهل لورقة، توفي سنة أربع وثلاث مئة بالاندلس.
اللوري: بضم اللام، بعدها الواو، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى لور (2)، وهي من رستاق خوزستان، وظني أنها جبال بها يقال لها لرستان، والمشهور بالنسبة إليها: عامر بن محمد اللوري.
يروي حكاية الجوزة والموزة المسلسلة بالتبسم والضحك عن أحمد بن نصر (3) الهلالي روى عنه أبو الحسن عبد الله بن موسى السلامي الاخباري.
اللوزي: بفتح اللام، وسكون الواو، وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى محلة ببغداد يقال لها (اللوزية) (4) بالجانب الشرقي، ناحية باب الازج.
وكنت أكتب لشيخنا أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الارموي اللوزي لانه كان يسكن اللوزية بالجانب الشرقي: إمام فاضل عارف بالمذهب، تفقه على أبي إسحاق الشيرازي وهو آخر أصحابه موتا.
سمع الحديث الكثير من أبي جعفر بن المسلمة وأبي بكر
__________
(1) لرقة: مدينة بالاندلس من أعمال تدمير التي تتصل بحيان شرقي قرطبة (معجم البلدان): لرقة، تدمير وانظر مادة: (اللرقي) التي تقدمت قبل صفحات، فهذه المادة تكرار لها، وانظر (معجم البلدان).
(2) اللور: كورة واسعة بين خوزستان وأصبهان معدودة من عمل خزستان (معجم البلدان).
(3) انظر اللباب 4 / 135.
(4) ذكر ياقوت في (اللوزية) من المنسوبين إليها: أبا شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي المعروف بابن المقرون.
مات سنة 597.
[ * ](5/144)
الخطيب وأبي الحسين بن المهتدي بالله وأبي الغنائم بن المأمون وجابر بن ياسين الحنائي، وتفرد بالرواية في وقته عن هؤلاء، فإنه عمر حتى توفي أقرانه ودرجوا.
وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة وتوفي سنة سبع وأربعين وخمس مئة.
اللوكري: بضم اللام، وسكون الواو، وفتح الكاف، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى لوكر (1)، وهي قرية بين بنج ديه (2) وبركوز على طرف وادي مرو، خربت الساعة، والمشهور منها: أبو نصر محمد بن عدنان بن محمد بن أحمد بن أبي العباس بن عمرويه اللوكري: شدا طرفا من مذهب أبي حنيفة رحمه الله، وكان رجلا شهما جلدا كافيا منطقيا ووجذ وجاهة ومنزلته عند السلطان وحظي من الاتراك وكان خالطهم سمع بمرو جد والدي أبي منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني، وبسرخس أبا الفضل محمد بن أحمد الجارودي وبمكة أبا
الفضل جعفر بن يحيى الحكاك الحافظ وغيرهم.
روى لنا عنه أبو القاسم أسعد بن الحسين بن علي الخطيب بترمذ.
وتوفي بمرو في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وخمس مئة، ودفن بتنوركران.
اللؤلؤي: نسب بهذه النسبة جماعة كانوا يبيعون اللؤلؤ.
والمشهور بهذه النسبة من القدماء: أبو سعيد عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن اللؤلؤي من أهل البصرة، مولى الازد.
كان من الحفاظ المتقنين وأهل الورع في الدين، ممن حفظ وجمع وتفقه وصنف وحدث وما كان يروي إلا عن الثقات وروى عن جماعة أدركوا الصحابة رضى الله عنهم، غير أنه أكثر الرواية عن شعبة ومالك والثوري.
روى عنه عبد الله بن المبارك وغيره من الائمة.
ولد سنة خمس وثلاثين ومئة.
ومات سنة ثمان وتسعين ومئة.
ومنهم أبو علي الحسن بن زياد اللؤلوي، صاحب أبي حنيفة رحمه الله، مولى
__________
(1) لوكر: قرية كبيرة على نهر مرو قرب بنج ده مقابلة لقرية يقال لها (بركدزلوكر) وقد مر بها ياقوت سنة 616 فوجدها قد خربت.
انظر معجم البلدان.
(2) قال ياقوت: (بنج ده معناه بالفارسية الخمس قرى، وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي مرو الروذ، ثم من نواحي خراسان، عمرت حتى اتصلت العمارة بالخمس قرى وصارت كالمحال بعد أن كانت كل واحدة مفردة، فارقتها سنة 617 قبل استيلاء التتر على خراسان وقتلهم أهلها، وهي من مدن خراسان ولا أدري إلى أي شئ آل أمرها.
وقد تعرب فيقال فنج ديه) وانظر معجم البلدان.
[ * ](5/145)
الانصار.
ولي القضاء، وكان حافظا لروايات أبي حنيفة، وكان إذا جلس ليحكم ذهب عنه التوفيق حتى يسأل أصحابه عن الحكم في ذلك، فإذا قام من مجلس القضاء عاد إلى ما كان عليه من الحفظ، فبعث إليه البكائي وقال: ويحك إنك لم توفق للقضاء وأرجو أن تكون هذه الخيرة أرادها الله لك فاستعف، فاستعفي واستراح.
وكان يقول: كتبت عن ابن جريج اثني
عشر ألف حديث كلها يحتاج إليها الفقهاء.
وكان أحمد بن عبد الحميد الحارثي يقول: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن بن زياد ولا أقرب مأخذا ولا أسهل جانبا، قال: وكان الحسن بن زياد يكسو مماليكه كما يكسو نفسه، وكان الناس تكلموا فيه، وليس في الحديث بشئ.
ومات في سنة أربع ومائتين.
وكان من أهل الكوفة.
وأبو القاسم هشام بن يونس بن.
وابل اللؤلؤي النهشلي الدارمي من أهل الكوفة، يروي عن القاسم بن مالك المزني وسفيان بن عيينة وأبي مالك الجنبي.
روى عنه يعقوب بن سفيان وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن الحسين الاشناني.
وإسحاق بن إبراهيم بن هشام بن يونس بن وابل بن الوضاح أبو يعقوب النهشلي اللؤلؤي الكوفي.
يروي عن جده هشام.
روى عنه أبو القاسم بن النخاس (1) المقرئ وغيره.
ومن المتأخرين أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي القاسم النسفي يعرف ببرواريد، قيل له اللؤلؤي، من أهل نسف سكن بخارى.
سمع بنسف أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي.
سمعت منه أجزاء ببخارى وسألته عن هذه النسبة، فقال: كان من أجدادنا من يبيع اللؤلؤ.
وأبو الحسين سريح بن النعمان بن مروان اللؤلؤي: خراساني الاصل بغدادي الدار.
سمع حماد بن سلمة وفليح بن سليمان وعمارة بن زاذان وعبد الرحمن بن أبي الزناد وأبا عوانة وصالحا المري وسفيان بن عيينة وغيرهم.
روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو همام الوليد بن شجاع وأحمد بن منيع وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وكان ثقة صدوقا.
قال: قدمت البصرة سنة خمس أو أربع وستين، فقيل لي: مات همام منذ جمعة أو جمعتين.
ومات في ذي الحجة سنة سبع عشرة ومائتين، ودفن يوم الاضحى.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن حرب اللؤلؤي السهمي مولاهم، من أهل بلخ
__________
(1) في كل الاصول عداك: (النحاس) وهو عبد الله بن الحسن بن سليمان أبو القاسم البغدادي المعروف بالنخاس، توفي سنة 368، وانظر تاريخ بغداد 9 / 438 وغاية النهاية 1 / 414.
[ * ](5/146)
ويعرف بابن أبي يعقوب.
كان حافظا لعلوم الحديث والادب، عارفا بأيام الناس.
وقدم بغداد فجالس بها الحفاظ من أهلها وذاكرهم.
وحدث عن مالك بن أنس وخارجة بن مصعب وبشر بن السري ويحيى بن اليمان وخالد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا والفضل بن محمد اليزيدي وأبو عبد الله بن أبي الاحوص الثقفي وجماعة.
ولم يكن يوثق به في علمه وروى عن أبي العباس بن عقدة الحافظ أنه قال: سمعت محمد بن عبيد الكندي يقول قدم محمد بن إسحاق البلخي اللؤلوي الكوفي قبل سنة ثلاثين ومائتين.
وكان من أحفظ الناس، كان يجلس مع أبي بكر بن أبي شيبة فلا ينبعث معه أبو بكر إنما يهدر هدرا.
وحكي عن أحمد بن سيار المروزي أنه ذكر من كان ببلخ من أهل العلم فقال: وكان بها إنسان يقال له ابن أبي يعقوب واسمه محمد بن إسحاق أبو عبد الله، وكان لا يخضب، وكان قد قارب ثمانين سنة، وكان آية من الآيات في حفظ الحديث ومعرفة أيام الناس، وله لسان وبصر بالشعر ومعرفة بالادب، ولا يكلمه إنسان إلا علاه في كل فن.
وقدم بغداد في سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
وأبو علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي البصري من أهل البصرة، يروي عن أبي داود سليمان بن الاشعث السجستاني وأبي الهيثم بشر بن حافي وغيرهما.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وأبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، وهو آخر من حدث عنه بكتاب السنن لابي داود.
وأبو طاهر محمد بن أحمد اللؤلؤي، يروي عن أبي النصر محمد بن أحمد الفقيه.
روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني في معجم شيوخه.
ومنصور بن سعد اللؤلؤي صاحب اللؤلؤ، بصري روى عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم وميمون بن سياه وبديل بن ميسرة.
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي وأبو همام والصلت بن محمد الخاركي والمعلى بن منصور الرازي وموسى بن إسماعيل، قال يحيى بن
معين: منصور بن سعد شيخ يروي عنه البصريون.
وموسى بن داود اللؤلؤي من أهل البصرة.
قال ابن أبي حاتم: موسى بن داود بصري صاحب اللؤلؤ أبو حاتم ويقال ابن أبي داود روى عن طاوس والحسن البصري.
روى عنه ابن المبارك وحبان بن هلال وموسى بن إسماعيل وعلي بن عثمان اللاحقي ومسلم بن إبراهيم.
قال يحيى بن معين: موسى أبو حاتم صاحب اللؤلؤ ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: هو مجهول لا أعرفه.(5/147)
اللوهري: بفتح اللام، والهاء بين الواوين، ثم واو ثالثة، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى لوهوور، وهي مدينة كبيرة من بلاد الهند كثيرة الخير ويقال لها لوهور ولهاور خرج منها جماعة من العلماء.
منهم أبو الحسن علي بن عمر بن الحكيم اللوهووري كان شيخا أديبا شاعرا كثير المحفوظ مليح المجاورة.
سمع أبا علي المظفر بن الياس بن سعيد السعيدي الحافظ، لم ألحقه.
وروى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ البغدادي وأبو الفتوح عبد الصمد بن عبد الرحمن الاشعثي اللوهووري بسمرقند وتوفي سنة تسع وعشرين وخمس مئة بلوهوور.
وأبو القاسم محمود بن خلف اللوهووري: فقيه مناظر تفقه على جدي الامام أبي المظفر السمعاني وسمع منه ومن غيره سمعت منه شيئا يسيرا باسفرايين وكان قد سكنها وتوفي في حدود سنة أربعين وخمس مئة.
__________
(1) في نسخ (لوهور) وانظر معجم البلدان فللفظ أكثر من رسم، وهي المدينة المشهورة في الباكستان اليوم.
[ * ](5/148)
باب اللام والهاء اللهبي: بفتح اللام والهاء، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى أبي
لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم والمشهور بهذه النسبة: علي بن أبي علي اللهبي: حجازي من ولد أبي لهب.
يروي عن محمد بن المنكور.
روى عنه محمد بن عباد المكي، عداده في أهل المدينة، يروي عن الثقات الموضوعات، وعن الاثبات المقلوبات، لا يجوز الاحتجاج به، روى عنه أبو مصعب.
وإبراهيم بن أبي حميد اللهبي: حراني.
وإبراهيم بن أبي خداش الهاشمي اللهبي: من أهل مكة، يروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
روى عنه ابن جريج.
وأبو سعيد هشام بن سعد القرشي اللهبي، مولى لابي لهب: من أهل المدينة.
يروي عن الزهري، سعيد بن المسيب وزيد بن أسلم ونافع.
وكان ممن يقلب الاسانيد، وهو لا يفهم، ويسند الموقوفات من حيث لا يعلم، فلما كثرت مخالفته الاثبات فيما يرويه عن الثقات بطل الاحتجاج به، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه فلا ضير.
قال محمد بن حبيب: وفي عدوان لهب، وهو ابن عمرو بن عباد بن يشكر بن عدوان وهو الحارث بن عمرو بن قيس بن عيلان.
اللهبي: بكسر اللام وسكون الهاء، وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى لهب وهو بسن من الازد، وهو لهب بن أحجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد، قاله ابن ماكولا.
قال أبو الحسن الدار قطني: وهي القبيلة التي تعرف بالقيافة والزجر، كان جبير بن مطعم يقول: أنا واقف مع عمر بعرفات إذ قال رجل يا خليفة الله، فقال رجل خلفي: قطع الله لهجتك، والله لا يقف أمير الؤمنين بعد هذا العام أبدا قال جبير: فالتفت فإذا هو رجل من لهب، ولهب بطن من الازد، وبينما نحن نرمي الجمار يوم النحر إذ رمى إنسان فاصاب رأس عمر رضى الله عنه فشجه، فقال رجل خلفي: قطع الله يده، ما أرى أمير المؤمنين إلا سيقتل، قال جبير بن مطعم: فالتفت فإذا هو ذاك اللهبي.(5/149)
والنعمان بن رازية اللهبي، يعد من الصحابة، رضى الله عنهم أجمعين (1).
قلت: وقع إلي مسندا وأوردته في كتاب تحفة المسافر.
وأما لهب بن قطن بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد، وهو أبو ثمالة القبيلة التي منها محمد بن يزيد المبرد النحوي.
ومنها ابن براق الثمالي الشاعر.
وذكر ابن الكلبي أن ثمالة اسمه عوف بن أسلم بن أحجن بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد، وهذا هو الاكثر، والله أعلم.
وفي زجر هذه القبيلة يقول الشاعر: فما أصدق اللهبي لا عز ناصره (2) وفيهم يقول كثير: تممت لهبا أبتغي العلم فيهم * وقد رد علم العائفين إلى لهب (3) وقد قيل إن لهبا بطن من دوس عدنان وهم العافة (4).
__________
(1) بعدها في الاصول ما يلي وهو كلام معاذ: (وهي قبيلة تعرف بالقيافة وجودة الزجر وكان جبير بن مطعم الحكاية).
(2) هذا عجز بيت لكثير عزة ورد في زهر الآداب 2 / 169 وعيون الاخبار 1471 برواية: فما أعيف النهدي لادردره * وأزجره لا عز ناصره وهو في جمهرة أنساب العرب 376 برواية (اللهبي).
والشطر وحده في الاكمال 7 / 196.
(3) بعدها في له، ص: (والنعمان بن ابرادية اللهبي يعد في الصحابة) وقد مر ذلك قبل.
(4) في م، ظ: (القافة) وبعدها في اللباب 3 / 137 (قلت فاته: اللهازم: بفتح اللام والهاء بعد الالف زاي ثم ميم وهم تيم الله بن ثعلبة وقيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكير بن وائل وعجل بن لجيم صعب، اجتمعوا فصاروا يدا.
قال لهم رجل: تحالفوا تكونوا كاللهزمة، فسموا اللهازم.
ينسب إليهم كثير ويجئ ذكرهم في الاشعار والانساب وغيرها كذلك، قال جرير: رضينا بحكم الحي بكر بن وائل * إذا كان في الذهلين أو في اللهازم
والذهلان: ذهل بن ثعلبة وذهل بن شيبان).
[ * ](5/150)
باب اللام والياء الليثي: بفتح اللام وتشديدها، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، في آخرها ثاء منقوطة بثلاث من فوقها، هذه النسبة إلى ليث بن كنانة، حليف بني زهرة، وإلى ليث بن بكر بن عبد مناه، والمشهور بها: قارظ بن شيبة الليثي.
قال أبو حاتم بن حبان: يروي عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أهل المدينة.
مات في ولاية سليمان بن عبد الملك.
وأبو بكر عبد الله بن يزيد بن هرمز المدني، من بني ليث: يروي عن المدنيين وأبيه.
روى عنه مالك بن أنس مات سنة ثمان وأربعين ومئة.
وأبوه يزيد بن هرمز هو يزيد الفارسي الذي روى عنه عوف الاعرابي.
ومحمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي من أهل مكة، يروي عن عطاء وعمرو بن دينار.
روى عنه داود بن عمرو الضبي والعراقيون.
كان ممن يقلب الاسانيد من حيث لا يفهم من سوء حفظه، فلما فحش ذلك منه استحق مجانبته.
ومن الصحابة أبو الأسقع واثلة بن الاسقع بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر الليثي، وقيل كنيته أبو قرصافة.
سكن الشام، وحديثه عند أهلها.
مات سنة ثلاث وثمانين وهو ابن مئة سنة وخمس سنين وقيل مات سنة خمس وثمانين.
وأبو الحسن محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي من أهل المدينة من جلة العلماء ومن قراء المدينة ومتقنيهم ومتقشفيهم.
مات بالمدينة سنة أربع أو خمس وأربع مئة.
وقد روى عن محمد بن عمر وجماعة من الثقات المتقنين وأهل الفضل في الدين.
وممن ينسب إلى جده الليث لا إلى القبيلة: أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الحافظ الليثي.
كان حافظا من أهل بخارى، أحد حفاظ الحديث، وممن رحل في طلبه،
وتعب في جمعه، خرج التخاريج، وجمع الجموع.
وسمع بخراسان والعراق وبلاده، وسكن مدة أصبهان.
روى لنا عنه أبو عبد الله الخلال وأبو نصر المؤذن وغيرهما.
ومات بخوزستان في سنة ست وستين وأربع مئة.
وأما أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن الفضل بن الكشي الحافظ(5/151)
الشيرازي الليثي، من أهل شيراز، فنسب إلى جده، حافظ جليل القدر، من أهل القرآن والعلم.
سمع أبا العباس محمد بن يعقوب الاصم وأبا محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي وأبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عبد الله محمد بن يعقوب الاخرم وعبد الله بن جعفر بن درستويه وغيرهم.
حدث ببلده وبنيسابور.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وجماعة.
وذكره الحاكم في تاريخ نيسابور فقال: أبو علي بن الليث الفارسي، متقدم في معرفة القراءات، حافظ للحديث، كثير الرحلة والسماع.
قدم نيسابور أيام أبي العباس الاصم فكتب عنه، ثم قدم علينا سنة ثلاث وخمسين، وقد زاد في كل نوع من العلم، ودخل العراق وكان ما علمته من المشهورين من أهل العلم.
قال محمد بن عبد العزيز الشيرازي: وكان أبو علي بقية الاسناد والقراءة والشهود، عالما بالتفسير والمعاني ومعرفة الرجال وغيرها.
رحل إلى خراسان.
ومات لثماني عشرة مضت من شعبان سنة خمس وأربع مئة.
وابنه أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث بن كشي الصفار الليثي: شيخ ثقة صالح يفهم، وكان خطيب شيراز.
بكر به أبوه في سماع الحديث إلى هراة، وسمع بها أبا الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الكرابيسي وأبا منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضروبي وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه بن مردويه الهروي وأبا عبد الله الحسين بن أحمد الشماخي الحافظ.
وسمع نفسا أبا بكر محمد بن عبيد الله بن شيرويه الفسوي وبأصبهان أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وطبقتهم من شيوخ شيراز.
وكانت ولادته سنة ثلاث وستين وثلاث مئة هكذا ذكره عبد العزيز النخشبي ؟ قلت: وأظنه أنه مات
قبل سنة أربعين وأربع مئة والله أعلم.
وأبو الحسن علي بن بشرى الحافظ الليثي السجزي: من أهل سجستان.
كان بشرى مولى عمرو بن الليث وعلي كان من أهل الفضل والعلم، وكان عارفا بطرق الحديث مكثرا منه، له رحلة إلى العراق والحجاز، وأكثر عن الشيوخ.
سمع أبا الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم الآبري بسجستان.
وإبراهيم بن صدقة الليثي، من أهل البصرة.
كان ينزل في بني ليث فنسب إليهم.
يروي عن يونس بن عبيد وسعيد بن حسين.
روى عنه عبد الله بن محمد بن أبي شيبة.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: شيخ قال: وسمعت علي بن الحسين بن الجنيد يقول: محله الصدق.
روى عنه محمد بن مرزوق ابن بنت مهدي بن ميمون.
الليفي: بكسر اللام المشددة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الفاء، هذه(5/152)
النسبة لابي عبد الله محمد بن العباس المؤدب الليفي، مولى بني هاشم، يعرف بلحية الليف من أهل بغداد.
سمع هوذة بن خليفة وشريح بن النعمان وعفان بن مسلم وإبراهيم بن أبي الليث.
روى عنه أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وعبد الباقي بن قانع وإسماعيل بن علي الخطبي وغيرهم.
وكان ثقة صدوقا صالحا، وقال ابن الرومي في حقه: أنت ألحى معلم وطويل * حسبنا بعض ذا ونعم الوكيل مات لحية الليف في شهر ربيع الاول سنة تسعين ومائتين.
الليموسكي: بكسر اللام، بعدها الياء آخر الحروف، والميم المضمومة بعدها الواو، ثم السين المهملة الساكنة، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى ليموسك، وهي قرية من قرى استراباذ على فرسخ ونصف، منها: أبو جعفر أحمد بن عمران الليموسكي الاستراباذي: فقيه من أصحاب الرأى، وكان
على اعتقاد أهل السنة مجانبا لاهل البدع.
يروي عن الحسن بن سلام السواق وأحمد بن حازم بن أبي غرزة والهيثم بن خالد ومحمد بن سعيد العوفي وابن أبي العوام وغيرهم.
هكذا ذكره أبو سعد الادريسي الحافظ في تاريخ استراباذ.
الليني: باللامين، وبعدهما الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون.
ذكر هذه النسبة الامير ابن ماكولا في الاكمال مع قرينتها الليثي.
قال: وأما الليني بالنون فهو محمد بن نصر بن الحسين بن عثمان بن المزني المروزي الليني، من قرية اللين.
كان من عباد الله الصالحين.
روى عن وكيع وابن المبارك وريعان ومحمد بن فضيل.
مات سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
ذكره ابن أبي معدان في تاريخ مرو.
هكذا ذكره الامير.
وهذه النسبة لا أعرفها ولا قرية اللين، وظني أنها آلين بالالف الممدودة وبعدها اللام، والنسبة إليها: (الآليني).
ومحمد بن نصر بن الحسين بن عثمان المزني ظني أنه أبو واثلة المعروف بالعم المدفون بقرية فيروز آباد.(5/153)
حرف الميم باب الميم والالف المابرسامي: بفتح الميم، وكسر الباء المنقوطة بواحدة بعد الالف، وسكون الراء، وفتح السين المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى ما برسام، وهي إحدى قرى مرو على أربعة فراسخ، ويقال لهم الساعة ميمسيم: خرج منها جماعة من أهل العلم منهم: أبو الحسن علي بن خشرم بن عبد الرحمن بن عساء بن هلال بن ماهان بن عبد الله المابرسامي، هو ابن أخت بشر بن الحارث الحافي، كان إماما عالما رضيا، عمر العمر الطويل حتى كان يقول: صمت ثمانية وثمانين رمضانا.
وله ابنان عمار وأبو لبيد محمد، وعمار مات في حياته.
سمع عيسى بن يونس ووكيع بن الجراح وهشيم بن بشير وجرير بن
عبد الحميد وسفيان بن عيينة والفضل بن موسى السيناني وغيرهم.
روى عنه البخاري ومسلم وجماعة سواهما مثل أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري (1)، سمع منه بفربر لما قدمها علي مرابطا.
ومات في شهر رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين.
وأبو الفضل محمد بن يعلي بن عمرو المابرسامي: حدث عن أبيه يعلي بن عمرو المابرسامي.
روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد المعداني الفقيه.
أخبرنا وجيه بن طاهر أبا الحسن بن أحمد الحافظ أنا أبو بشر بن هارون أنا أبو سعد الاستراباذي أنا أحمد بن سعيد بن معدان المروزي بها قال قال أبو الفضل محمد بن يعلي بن عمرو، من قرية ما برسام أخبرني أبي يعلي بن عمرو وقال: لما أراد ابن المبارك الخروج إلى العراق قال له شاذويه: يا أبا عبد الرحمن حضرتني قافية أودعك بها، فقال هات فأنشأ يقول: وهون وجدي أن فرقة بيننا * فراق حياة لا فراق ممات فقال عبد الله: أعد علي فظننت أنه حفظها.
المايي: بفتح الميم، بعدها الالف، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى ما به، وهو اسم لجد أبي سعد أحمد بن عبد الوهاب بن ما به القاضي الفسوي، ولي القضاء
__________
(1) فربر: بكسر الفاء أو فتحها وفتح الراء وسكون الباء بليدة بين جيجون وبخاري وهي أقرب إلى جيحون وبينهما فرسخ واحد.
[ * ](5/154)
بفسا (1) إحدى بلاد فارس.
سمع أبا عبد الله محمد بن عبد الملك القفصي.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
الماتريني: بفتح الميم، وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها تاء أخرى منقوطة من فوق، هذه النسبة إلى محلة من حائط سمرقند، يقال لها (ماتريت)، ويقال بالدال أيضا: (ما تريد)، مضيت إليها غير مرة.
خرج منها جماعة من العلماء والفضلاء منهم:
أبو نصر الفتح بن أبي حفص الماتريني: يروي عن محمد بن غير.
روى عنه عبد بن سهل الزاهد السمرقندي.
وأبو بكر محمد بن محمد بن حسان الماتريني: يروي عن أبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي.
قال أبو سعد الادريسي حدثني بالوجادة من كتابه إبراهيم بن محمد بن إسحاق الدهقان.
والقاضي الامام أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن عفان بن علي بن الفضل بن زكريا بن عثمان بن عفان بن خالد بن زيد بن كليب الماتريني، وخالد هو أبو أيوب الانصاري، كانت أمه بنت الشيخ الامام أبي منصور الماتريني.
حدث عن أبيه.
وأبوه روى عن القاضي أبو جعفر محمد بن عمرو بن الشعبي (2).
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وتوفي أبو الحسن علي في شهر ربيع الاول سنة إحدى عشرة وخمس مئة، ودفن بجاكرديزه إحدى مقابر سمرقند.
الماجرمي: بفتح الميم والجيم، وسكون الراء، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى ما جرم، وهي قرية من قرى سمرقند، والمنتسب إليها: أسد بن علي بن طغريل الماجرمي: وابن عمه أبو سعد بكر بن المرزبان بن طغريل الماجرمي: وهما يرويان عن عبد بن حميد الكسي (3) وغيره.
روى عن أسد أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر الكاغذي.
__________
(1) فسا: بينها وبين شيراز أربع مراحل وهي مدينة نزهة قديمة: (معجم البلدان).
(2) وانظر اللباب 2 / 199.
(3) أنظر اللباب 3 / 98.
[ * ](5/155)
أخبرنا وجيه بن طاهر أنا أبو محمد السمرقندي أنا أبو بشر بن هارون أنا أبو سعد
الادريسي قال: أعطاني محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم الفارسي كتاب جده محمد بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم الفارسي المقيم بسمرقند بخطه فقرأت فيه: سمعنا تفسير عبد بن حميد الكسي من بكر بن المرزبان بن طغريل الماجرمي في صفر سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة في دار أبي علي التماري الحاكم، وسئل بكر بن المرزبان عن رحلته إلى عبد بن حميد في أي سنة كانت فقال رحلت إليه مع ابني عمي وهما أسد بن علي بن طغريل والحسن بن علي بن طغريل وذلك في سنة تسع وأربعين ومائتين، فقرأ علينا عبد بن حميد التفسير والمسند من أولهما إلى آخرهما في أربعة أشهر، وفرغنا من سماع المسند والتفسير في شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين ومائتين، وكنت أنا إذ ذاك ابن خمس عشرة سنة، وكتبنا التفسير والمسند بكس، وكان وراقنا عمر بن الوليد السمرقندي وأبو سعيد الخجندي وكان معنا من الرحالة نوح بن جناح الماجرمي ونصر بن سيار الداودي وعمر الماجرمي وصابر بن المتوكل الماجرمي وشعيب بن كنجل الماجرمي.
وأبو عبد الله نوح بن جناح الماجرمي يروي عن قتيبة بن سعيد البغلاني وأبي العلى إسماعيل بن عبد الله البغلاني وعبد بن حميد الكسي وعبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي وغيرهم.
وكان حسن الحديث والرواية روى عنه أحمد بن صالح بن عجيف وأبو النضر محمد بن أحمد بن الحكم البزاز وعبد الله بن أبي سعد الصكاك وإبراهيم بن حمدويه الاشتيخني وأبو عبد الله محمد بن عصام القطواني.
الماحوزي: بالحاء المهملة والزاي، هذه النسبة إلى الماحوز، وهي من قرى الشام، منها: أبو أمية: من كبار أقران ابن الجلاء، وكان أبو بكر الفرغاني يقول: ما رأيت في عمري إلا رجلا ونصف رجل، فقيل له: من الرجل ؟ قال أبو أمية الماحوزي، ونصف رجل أبو عبد الله بن الجلاء.
فقيل له: جعلت ذلك رجلا وهذا نصف رجل ؟ ! فقال: كان أبو أمية يأكل ما ليس للمخلوقين فيه صنيع، وأما ابن الجلاء فكان يأكل من مال رجل يقال له علي بن عبد الله القطان.
وقال الدقي: ذهبت مرة إلى الماحوز.
إذ جاء أبو أمية فحممت عنده.
فقال
لي يوما: أنت خوار، أعرف من به هذه العلة من عشرين سنة لم يعلم به أحد.
الماجشون: بفتح الميم، وكسر الجيم (1)، وضم الشين المعجمة، وفي آخرها النون،
__________
(1) كذا في الاصول جميعا وفي مط: (والجيم).
والماجشون بتثليث الجيم وضم الشين، معرب (ماه كون) ومعناه: يشبه القمر أو الورد.
وانظر المحمدون من الشعراء 133 / 2.
[ * ](5/156)
هذا لقب أبي سلمة يوسف بن يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون واسم أبي سلمة الثاني دينار وهو مولى لآل المنكدر، وإنما قيل له الماجشون لحمرة خديه، وهذه لغة أهل المدينة.
وقال أبو حاتم بن حبان: الماجشون بالفارسية المورد.
يروي ابن الماجشون عن محمد بن المنكدر وسعيد المقبري وأبيه الماجشون.
روى عنه محمد بن الصباح والعراقيون.
مات سنة ثلاث أو أربع وثمانين ومئة.
وعبد العزيز بن يعقوب بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون من أهل المدينة، أخو يوسف بن يعقوب.
يروي عن محمد بن المنكدر.
روى عنه يحيى بن معين ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وكل شئ عنده كان ثلاثة أحاديث.
وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ابن عمه أكثر حديثا منه.
وأبو عبد الله وقيل أبو الأصبغ عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، واسم أبي سلمة دينار مولى آل الهدير التيمي، وهو من أهل مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سمع ابن شهاب ومحمد بن المنكدر وعبد الله بن دينار وأبا حازم سلمة بن دينار، وحميدا السويل وهشام بن عروة وغيرهم.
روى عنه الليث بن سعد وبشر بن الفضل ووكيع بن الجراح وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وعلي بن الجعد وأبو نعيم الفضل بن دكين وغيرهم.
وكان عالما فقيها.
قدم بغداد، وحدث بها إلى حين وفاته.
وحج أبو جعفر المنصور فشيعه المهدي فلما أراد الوداع قال: يا بني استشهدني، قال استهديك رجلا عاقلا، فأهدى له عبد العزيز بن الماجشون ومات سنة أربع وستين ومئة في خلافة المهدي.
وقال أبو بكر بن مردويه الحافظ في تاريخ أصبهان: عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة الماجشون: مدني أصله من أصبهان، وإليهم تنسب سكة الماجشون.
قال أبو بكر بن أبي خيثمة: كان الماجشون من أهل أصبهان فنزل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان يلقى الناس فيقول لهم: جوني جوني قلت: والاشبه عندي ما قاله أبو حاتم بن حبان البستي.
الماجندي: بفتح الميم والجيم، وسكون النون، وفتح الدال، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماجندن، وهي قرية من قرى سمرقند على خمسة فراسخ منها: محمود (1) بن آدم الماجندي السمرقندي.
يروي عن موسى بن إبراهيم وكعب بن سعيد البخاري المعروف بكعبان ويحكي عن حاتم بن عنوان الاصم الزاهد البلخي حكايات في
__________
(1) في اللباب 3 / 141: (محمد).
[ * ](5/157)
الزهد.
روى عنه إسحاق بن صالح المعلم وكتب عنه أحمد بن خلف الشوخناكي (1).
الماحوزي: تقدمت قبل (الماجشون).
الماخكي: بفتح الميم والخاء المعجمة، بينهما الالف، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى ماخك، وهو اسم لجد أبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن ماخك الصفار الماخكي: من أهل بخارى، يروي عن أبي إبراهيم إسحاق بن عبد الله الجويباي.
روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام البخاري.
الماخواني: بفتح الميم، وضم الخاء المعجمة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية بمرو يقال لها ماخوان على ثلاثة فراسخ منها، والمنتسب إليها جماعة: قيل إن أبا مسلم صاحب الدعوة كان خروجه وبروزه إلى الصحراء بهذه القرية.
وأبو الحسن أحمد بن شبويه بن أحمد بن ثابت بن عثمان بن مسعود بن يزيد الاكبر بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن قرط بن مازن بن سنان بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن عامر، وهو خزاعة، الماخواني المروزي.
قال ابن ماكولا: من قرية ماخوان، وقيل هو مولى بديل بن ورقاء الخزاعي سمع وكيعا ومحمد بن يحيى الكناني وأيوب بن سليمان بن بلال
والفضل بن موسى وعبد الرزاق وغيرهم، حدث عنه ابنه عبد الله وأبو زرعة الدمشقي وأبو داود السجستاني وأبو بكر بن أبي خيثمة وغيرهم مات بطرسوس في شهر ربيع الاول سنة تسع وعشرين ومائتين وهو ابن ستين سنة.
وابنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن شبويه الماخواني: يروي عن أبيه.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد.
ومن المتأخرين أبو الفضل محمد بن عبد الرزاق بن عبد الملك الماخواني المروزي إمام فاضل متبحر في مذهب الشافعي، تفقه على أبي طاهر السنجي، وكان يروي الحديث عن الامام أبي علي السنجي، روى لنا عنه ابناه وعبد الرحمن بن علي القمي العدل وغيرهم.
توفي سنة نيف وتسعين وأربع مئة.
وأبو بكر عتيق بن محمد بن عبد الرزاق الماخواني: كانت بيننا وبينه مصاهرة، يروي عن أبيه، سمعت منه أحاديث، ومات ببلخ في جمادي الآخرة سنة خمس وأربعين وخمس مئة.
__________
(1) أنظر اللباب 2 / 214.
[ * ](5/158)
وأخوه أبو عبد الله عبد الرزاق بن محمد الماخواني: يروي عن أبيه، سمعت منه، وتوفي بقرية ماخوان.
سنة نيف وأربعين وخمس مئة.
الماخي: بفتح الميم، وفي آخرها خاء معجمة، هذه النسبة إلى رجل من المجوس اسمه فاخ، أسلم وعمل داره ومسجدا ببخارى، يقال له مسجد ماخ، وعنده محلة كبيرة وسوق قائمة عرفا بباب مسجد ماخ.
والمنسوب إلى تلك البقعة: المقرئ أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد الحذائي الماخي، هكذا ذكره أبو كامل البصيري في كتاب المضافات وابنه شيخنا أبو بكر محمد بن أحمد المقرئ الحذائي الماخي، يروي عن خلف بن محمد الخيام وجماعة، لم أرزق السماع منه وقرأت عليه
القرآن في الدور في مسجد درب الحديد.
وابنه المقرئ الزاهد أبو حفص أحمد بن أبي بكر الحذائي الماضي، سمعنا منه الكثير، يروي عن المعداني أبي العباس المروزي والخليل بن أحمد السجزي، قرأت عليه كتاب الايمان لابي عبد الله بن أبي حفص، مات وصلي عليه في الجامع يوم الجمعة، وهو أول من رأيت الصلاة عليه في جامع بخارى.
وأبو محمد الابرد بن خالد بن عبد الرحمن بن ماخ البخاري الماخي، من أهل بخارى، والد مت بن الابرد، يروي عن عيسى بن موسى غنجار التيمي، روى عنه ابنه محمد بن الابرد.
المادري: بفتح الميم والدال المهملة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مادرة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه: وهو أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن جداية بن قيس بن مادرة الابريسمي المادري الشافعي السمرقندي، من أهل سمرقند، أصله من مرو، سكن سمرقند، حدث عن أبي جعفر محمد بن عبد الرحمن الارزناني الحافظ وأبي نصر أحمد بن أبي الفضل البكري المعروف بالنبيرة وأبي بكر أحمد بن محمد الفقيه الشوذبي وغيرهم، وسمع من أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي، غير أنه لم يظفر بالسماع منه، روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي وقال: أبو بكر الابريسمي الشافعي، أصله من مرو، كان فقيها فاضلا ثقة خيرا حسن الخلق معاشرا، يروي عن أهل سمرقند، كتبنا عنه، قال: ومات قبل الستين والثلاث مئة.
__________
(1) في نسخة: (وصلى على جنازته في الجامع بعد الجمعة وهو أول من رأيت الصلاة على جنازته في مسجد بخارى).
[ * ](5/159)
ومن أولاده القاضي أبو عبد الرحمن بن عبد الملك بن القاسم بن محمد بن محمد بن أحمد الابريسمي السمرقندي ذكرته في الالف في (الابريسمي).
المادرائي: بفتح الميم والدال المهملة بعد الالف، وبعدها الراء، هذه النسبة إلى
مادرايا (1)، وظني أنها من أعمال البصرة، والمشهور بالانتساب إليها: أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي، من أعمال البصرة، صنف المسند وجمع، وحدث ببلده وبمكة، سمع علي بن حرب السائي ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ومحمد بن أحمد بن الجنيد وغيرهم، روى عنه أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وأبو الحسن علي بن القاسم النجاد البصريان وجماعة، وسمع منه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وروى عنه في معجم شيوخه وقال: أنا أبو الحسن المادرائي بمكة سنة سبع وثلاث مئة، وبالبصرة سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
وأما أبو بكر محمد بن علي بن أحمد بن رستم المادرائي الكاتب وزير أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون.
قال أبو سعيد بن يونس: ولد بالعراق، وقدم مصر هو وأخوه أحمد بن علي، فكانا بمصر مع أبيهما علي بن أحمد، وكان أبوهما يلي خراج مصر لابي الجيش خمارويه، وكان محمد بن علي قد كتب الحديث ببغداد عن العطاردي وطبقة نحوه.
وكان مولده سنة سبع وخمسين ومائتين، واحترقت كتبه في إحراق داره، وبقي له شئ وكان عنده بعض الكتاب ممن سمع منه جزءا أو جزئين عن العطاردي، فسمع ذلك منه بعض ولده وأهله وقوم من الكتاب، وتوفي بمصر في شوال سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.
وابن أخيه أبو أحمد الحسن بن أحمد بن علي بن أحمد المادرائي، ذكره أبو زكريا يحيى بن علي الطحان المصري في " تاريخ مصر " وقال: توفي في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة.
الماذرائي: بفتح الميم والذال المعجمة والراء وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى الجد وهو ماذرا وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن ماذرا المديني يلقب بسبويه من أهل بغداد، حدث عن أغلب بن تميم وعامر بن صالح بن رستم وعون بن المعمر وعبد الحكم بن
__________
(1) كذا في الاصول جميعا وفي المطبوع.
وأما في معجم البلدان فقد قال ياقوت: (والصحيح أن مادرايا قرية فوق واسط
من أعمال فم الصلح مقابل نهر سائس والآن قد خرب أكثرها).
[ * ](5/160)
منصور وفضيل بن سليمان النميري وبشر بن المفضل وسليم بن أخضر وغيرهم، روى عنه محمد بن هارون الفلاس المخرمي وعباس بن محمد الدوري وأحمد بن حرب المعدل وأحمد بن إسحاق بن صالح الوزان.
المارباني: بفتح الميم والراء والباء الموحدة بين الالفين، وفي آخر النون، وربما يقال المارباني هذه النسبة إلى ماربان، وهي قرية على نصف فرسخ من أصبهان، حضرتها للقراءة على أبي المظفر شبيب بن خورة، وقرأت عليه جزءا ورجعت، منها: أبو علي أحمد بن محمد بن رستم المارباني عامل السلطان، وكان يعرف بأحمد بن ناجيكه: شيخ صالح، وكان قد سمع الحديث الكثير، ثم سمع بنفسه الكثير إلى أن توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين بأصبهان.
وأبو عبد الله محمد بن الفضل بن الخطاب العنبري المارباني، وكان ثقة كثير الحديث، يروي عن أحمد بن بديل ومحمد بن عبد العزيز الدينوري، روى عنه عبد الله بن محمد بن يزيد ومحمد بن جعفر الاصبهانيان.
المأربي: هذه النسبة إلى مأرب وهي ناحية باليمن، استقطع النبي صلى الله عليه وسلم أبيض بن حمال المأربي الملح الذي بمأرب فأقطعه إياه، وقد ورد ذكره في الحديث.
وثابت بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي، يروي عن أبيه عن جده، عداده في أهل اليمن.
روى عنه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي.
ويحيى بن قيس المأربي: يروي عن أبيض بن حمال، روى عنه ابنه محمد بن يحيى بن قيس.
وأخوه جبر بن سعيد بن ابيض بن حمال المأربي، يروي عن عبد الله بن جزيع بن حمال عن ابن عمر رضي الله عنهما في صلاة المسافر، روى عنه ابن أخيه فرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض ويحيى بن قيس.
وفرج بن سعيد بن علقمة بن سعيد بن أبيض بن حمال المأربي السبئي، يعد في أهل اليمن، سمع عمه ثابت بن سعيد وغيره، روى عنه أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وغيرهما.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عن عم له آخر يسمى جبر بن سعيد وعن منصور بن شيبة من أهل مأرب، سألت أبا زرعة رحمه الله عن فرج بن سعيد بن علقمة فقال لا بأس به.
الماردي: بفتح الميم، وكسر الراء، وفي آخرها الدال المهملة، هذ النسبة إلى ماردة(5/161)
وهو اسم لبعض أجداد أبي محمد عبد الله بن مكي بن عبد الله بن إبراهيم السواق المقرئ المعروف بابن ماردة، من أهل بغداد سمع أبا الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي وأبا عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد العسكري ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال كتبنا عنه، وكان صدوقا دينا، ومات في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وأربع مئة، ودفن بباب حرب.
المارديني: بفتح الميم، وكسر الراء، وبعدها الدال المهملة، بعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماردين وهي بلدة من بلاد الجزيرة عند الرحبة منها أبو..(1).
المارستاني: بفتح الميم، وكسر الراء، وسكون السين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى المارستان، وهو موضع ببغداد يجتمع فيه المرضى والمجانين وهو البيمارستان يعني موضع المرضى، واشتهر بالنسبة إليها: أبو العباس عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن مالك بن سعد المارستاني الضرير، من أهل بغداد، حدث عن رزق الله بن موسى وإسحاق بن البهلول ومهنا بن يحيى الشامي وشعيب بن أيوب الصريفيني، روى عنه أبو الحسن الدار قطني وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس وأبو حفص الكتاني وأبو طاهر المخلص وغيرهم، وقد تكلموا فيه، ومات سنة سبع
عشرة وثلاث مئة.
المارشكي: بفتح الميم، وكسر الراء، وسكون الشين المعجمة، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى مارشك، وهي إحدى قرى طوس والمشهور بالانتساب إلى هذه القرية: الامام أبو الفتح محمد بن الفضل بن علي المارشكي، تفقه على الامام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي، وبرع في الفقه، وكان مصيبا في الفتاوى، حسن الكلام في المسائل، وكان عارفا بالاصول، سمع أبا الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ وأبا عمرو عثمان بن محمد الطرازي وغيرهما، وسمعت منه أحايث يسيرة بطوس، ورأيته بمرو غير مرة، وتكلمت معه في المسائل، وتوفي في فتنة الغز من الخوف في شهر رمضان سنة تسع وأربعين وخمس مئة بطوس.
__________
(1) بياض في الاصول جميعا، ولم يذكر ابن الاثير ولا ياقوت ولا ابن حجر أحدا ممن ينسب إلى هذه البلدة.
[ * ](5/162)
المارملي: بفتح الميم، والراء المكسورة بعدها، وميم أخرى مضمومة، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى مارمل، وهي قرية في جبال بلخ، منها: أبو بكر محمد بن يعقوب بن محمود بن إبراهيم الغرواني ثم المارملي، ظني أنه سكن مارمل، فإن عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ ذكره وقال: كتبت عنه بمارمل في جبل بلخ حديثا واحدا خطأ من حفظه.
المارمي: بفتح الميم، بعدها الالف، وكسر الراء، وفي آخرها الميم المشددة، هذه اللفظة تشبه النسبة، وهي اسم في نسب أبي زكريا يحيى بن موسى بن ما رمي - ويقال: مارمه - الوراق البغدادي، من أهل بغداد، حدث عن عبيد الله بن موسى وقبيصة بن عقبة وعفان بن مسلم، روى عنه إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي وأبو عبد الله محمد بن مخلد العطار.
المازلي: بفتح الميم، وضم الزاي، بينهما الالف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى مازل، وظني أنها قرية من قرى نيسابور، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسين محمد بن الحسين بن معاذ النيسابوري المازلي، سمع الحسين بن الفضل البجلي وأحمد بن نصر اللباد وتمتاما وغيرهم، روى عنه أبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان، توفي سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن رزمة المازلي النيسابوري، سمع بنيسابور أبا الازهر وأحمد بن يوسف السلمي وبالري أبا حاتم الرازي، وبالعراق أبا إسماعيل الترمذي، روى عنه أبو إسحاق المزكي، ومات في صفر سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة.
المازني: هذه النسبة إلى قبيلة مازن، والمازن بيض النمل، وهي من تميم، يقال لها مازن بن عمرو بن تميم، منهم: الاعشي المازني، واسمه عبد الله بن الاعور، وهو من المخضرمين، أدرك الجاهلية والاسلام، وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم بسبب امرأته معاذة، وكانت قد نشزت عليه، لان الاعشى خرج يمير أهله من هجر، فهربت امرأته، فعاذت برجل منهم يقال له مطرف بن بهصل، فأتاه الاعشي وقال: يا ابن عم عندك امرأتي معاذة فادفعها إلي، فقال: ليست عندي، ولو كانت لم أدفعها إليك، وكان مطرف أعز من الاعشي، فخرج الاعشي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعاذ به.
أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد الزينبي وأبو الفوارس هبة الله بن أحمد بن(5/163)
سوار المقرئ ببغداد، قالا: أنا أبو الفوارس طرد بن محمد النقيب أنا أبو بكر بن وصيف الصياد، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، أنا معاذ ابن المثنى ثنا محمد بن أبي بكر أبو عبد الله ثنا أبو معشر هو البراء حدثني صدقة بن طيله حدثني الاعشي المازني رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فانشدته: يا مالك الناس وديان العرب * إني وجدت ذربة من الذرب
غدوت أبغيها الطعام في رجب * أخلفت الوعد ولطت بالذنب وهن شر غالب لمن غلب هكذا في رواية صدقة عن الاعشي، ورواه أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات عن المقدمي وهو أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ثنا أبو معشر البراء حدثني صدقة بن طيسلة حدثني معن بن ثعلبة المازني حدثني الاعشي المازني وذكر الابيات، قال في آخره: فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يتمثلها ويقول: وهن شر غالب لمن غلب وقد ذكرت قصة الاعشي مع امرأته بتمامها في ديباجة المذيل: والامام المشهور أبو الحسن النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم بن عنزة بن زهير بن عمرو بن حجر بن خزاعي بن مازن بن عمرو بن تميم المازني، أصله من البصرة، ومولده بمرو الروذ، لان أباه خرج من البصرة وسكنها، وولد النضر بها، وخرج به أبوه زمن الفتنة هاربا من مرو الروذ إلى البصرة سنة ثمان وعشرين ومئة، وهو ابن ست سنين، فكتب بالبصرة عن ابن عون وعوف الاعرابي والبصريين ثم رجع إلى مرو الروذ وسكنها، وكتب بها الحديث، وتعلم الفقه، وأخذ الخط الوافر من الادب والمعرفة بأيام الناس (1)، فسكن مرو الروذ (1) على جهد جهيد وورع شديد، وكان يقال له (يا لك من درة بين مروين ضائع) يريد بالمروين: مرو ومرو الروذ، وكان من فصحاء الناس وعلمائهم بالادب وأيام الناس، سكن مرو، وبها مات، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحميد بن زنجويه، مات بمرو آخر يوم من ذي الحجة، ودفن أول يوم من المحرم سنة أربع ومائتين، وقبره عند المصلى القديم بسنجدان على يساره إذا انحدر واحد إلى المقبرة.
وأبو أحمد الهيثم بن خارجة المرو الروذي، قال أبو حاتم بن حبان: أصله من
__________
(1 - 1) العبارة في أحدى النسخ: (ثم رجع إلى مرو الروذ وسكنها).
[ * ](5/164)
خراسان، من مرو الروذ، سكن بغداد، يروي عن مالك بن أنس وحفص بن ميسرة، حدثنا عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، ومات ببغداد يوم الاثنين لسبع بقين من ذي الحجة سنة سبع وعشرين ومائتين، وكان يسمى شعبه الصغير لتيقظه.
ومازن بن الغضوبة (1)، وقال لي أبو العلاء الحافظ بأصبهان: الغضوبة بالغين المعجمة منهم سلمة بن عمرو المازني وغيره.
وأما مازن قيس فمنهم عبد الله بن بسر، وأخوه عسية بن بسر، وأهل بيتهم، وهو مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس.
المازني: بفتح الميم وكسر الزاي، وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى مازن، وهم قبائل وبطون: فأما مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان وهو أخو سليم وهوازن، والمشهور منها: عبيد الله بن عتبة بن غزوان المازني من بني مازن بن منصور، قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين ومن مازن الانصار عبد الله بن زيد بن عاصم المازني.
وأخوه تميم بن زيد.
وابن أخيه عباد بن تميم.
وحبان بن منقذ، جد محمد بن يحيى، من مازن الانصار.
وأبو صرمة مالك بن قيس المازني منهم أيضا.
ومن مازن أخي سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر: عتبة بن غزوان وهو الذي بنى البصرة.
وعبد الله بن بسر، وعسية بن بسر.
والصماء بنت بسسر، فهؤلاء من مازن أخي سليم.
ومن مازن سليم: الاعشي المازني الشاعر: بصري له صحبة.
وهم مازن سليم، كذا قال ابن أبي حاتم الرازي، روى عنه معن بن ثعلبة وصدقة بن طيسلة، وذكر أن الاعشي اسمه
عبد الله بن الاعور، وهو من مازن سليم لا مازن تميم.
__________
(1) قال ابن الاثير في اللباب 3 / 145 (قلت: لم يذكر أبو سعد من أي القبائل هو مازن بن الغضوبة، وهو طائي من بني خطامة بن سعد بن ثعلبة بن نصر بن بسعد بن نبهان بن عمرو بن الغوث بن طئ.
ولمازن صحبة وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحديثه في معالم النبوة مشهور، وهو جد علي بن حرب الطائي الخطامي الموصلي).
[ * ](5/165)
ومن مازن تميم ممن نزل البصرة صفوان بن محرز المازني.
وأبو عثمان بكر بن محمد المازني النحوي.
وعبيد الله بن العيزار المازني.
ومن مازن عمرو بن تميم الاعشي.
وأبو بكر محمد بن عبد الرحيم بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن سعيد بن مازن بن عمرو الازدي المازني الكاتب: ظني أنه نسب إلى جده الاعلى من أهل بغداد، سمع أبا القاسم البغوي وأبا حامد الحضرمي ويحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن سليمان السوسي وإسماعيل بن العباس الوراق وعبيد الله بن أحمد بن بكر التميمي وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري.
روى عنه ابنه علي وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال وعمر بن إبراهيم الفقيه وأبو القاسم التنوخي، وكان ثقة مأمونا، ومات في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة.
وأبو عثمان بكر بن محمد بن بقية وقيل: بكر بن محمد بن عدي بن حبيب المازني النحوي، من أهل البصرة من بني مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، استاذ أبي العباس المبرد أحد أئمة الادب، يروي عن أبي عبيدة والاصمعي وأبي زيد الانصاري ومحبوب بن الحسن القزاز.
روى عنه الفضل بن محمد اليزيدي والمبرد والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن الجهم السمري، ومات بالبصرة سنة تسع وأربعين ومائتين.
ومن مازن الانصار أيضا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة الانصاري المازني، يروي عن عمه عن أبي هريرة رضى الله عنه، روى عنه معقل بن عبد الله وعبد الكريم الجزرياني.
وأما مازن تميم ففيهم كثرة، ويقال لبني مازن مالك بن عمرو بن تميم، وبني يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم: الانكدان، قال القشيري: ها إن ذا الشر مجموع * الانكدان مازن ويربوع (1)
__________
(1) قال ابن الاثير في اللباب 3 / 146: (وفاته: النسبة إلى مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، بطن كبير من تميم، ينسب إليهم كثير، منهم قطري بن الفجاءة بن مازن بن يزيد بن زياد بن حنثر بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو، وإنما قيل لابيه = [ * ](5/166)
المازياري: بفتح الميم، والزاي المكسورة، والياء المفتوحة آخر الحروف بين الالفين، وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى رجل يقال له مازيار، وهم فرقة من البابكية الخرمية، ومازيار كان من وجوه عسكر المعتصم، وأكثر عسكره كان من الغلمان والموالي من أولاد العجم، مثل أفشين وقارن وأولاده الثلاثة: شهريار وكوهيار ومازيار، وإليه ينسب الشئ الذي يعمل من السكر واللوز، ويترك في العجين ويخبز، ويقال له المازياري: وهو كان من أخبثهم عقيدة، ووجدوا كتابا بخط مازيار، كتبه إلى أفشين أنه ما بقي على الدين القديم الذي لنا إلا أنا وأنت وبابك، وكفى الله تعالى شرهم (1).
الماستيني: بفتح الميم، وسكون السين، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وبعدها ياء ساكنة منقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية ماستين، ويقال لها: ماستي، وهي من قرى بخارى، وكانت من القرى الكبار، غير أنها خربت، وانقطع عنها الماء، اجتزت بها غير مرة، ذاهبا وجائيا، وهي على جادة خراسان بين خنبون (2) وبخاري، كان بها جماعة كثيرة من العلماء، منهم:
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن القسام الماستيني البخاري المعروف بخنب، من قرية ماستين، يروي عن علي بن حجر وعلي بن خشرم وإسحاق بن منصور
__________
الفجاءة، واسمه جعونة، لانه كان باليمن فقدم على أهله فجاءة فبقي عليه.
وفاته النسبة إلى مازن بن كثير بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد، منهم عبد شمس بن عفيف بن زهير بن مالك بن عوف بن ثعلبة بن مر بن مازن له صحبة.
وفاته: النسبة إلى مازن بن الدؤل بن سعد بن مناة بن عامر وهو عم الاول، منهم الحجن بن المرقع بن سعد بن عبد بن عبد الحارث بن مازن بن الدؤل، له صحبة).
(1) قال ابن الاثير في اللباب 3 / 146: (قلت: هذا جميع ما ذكره السمعاني، وهو غير مستقيم، فإن مازيار لم يكن من عسكر المعتصم إنما كان من طبرستان ويحمل الخراج إلى المعتصم.
وقوله إن مازيار كتب إلى أفشين.
فليس كذلك أيضا، إنما أفشين كتب إلى مازيار يقول له: لم يكن للدين القديم من ينصره غيري وغيرك وغير بابك فأما بابك فلم يتركه حمقه حتى أهلكه فإن خالفت أنت لم يكن للمعتصم من يرسله إليك غيري، فإن وجهت إليك اتفقنا على نصرة الدين القديم.
فعصى مازيار فلم يرسل المعتصم الافشين إليه، وإنما أمر عبد الله بن طاهر وهو أمير خراسان بمحاربته فحاربه بعساكره فظفر به وأسره وسيره إلى المعتصم، وقبض المعتصم على الافشين بأسباب أعظمها هذا الكتاب.
وقوله إن كوهيار بن مازيار فليس بصحيح، إنما هو ابن أخيه، فغصبه مازيار نصيبه من طبرستان، وهو كان السبب في استيلاء المسلمين على مازيار وأسره وأخذ بلاده.
وخبره طويل مشهور).
(2) في ظ (حنون)، وفي م: (حينون)، وفي مط (حيتوت) وكل ذلك تصحيف وخنبون من قرى بخارى على طريق خراسان بينهما أربعة فراسخ.
وانظر (معجم البلدان: خنبون).
[ * ](5/167)
وأحمد بن مصعب وعبد الكريم السكري، حدث عنه محمد بن عمر بن شاذويه ومحمد بن أحمد بن داود الماستيني من هذه القرية وخلف بن محمد بن إسماعيل الخيام، ولد سنة ثماني عشرة ومائتين، ومات في شوال سنة إحدى وثلاث مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن علي بن عبد الله الماستيني، كان على حكومة نسف مدة في سنة سبع وثلاث مئة، وحدث عن محمد بن علي بن الذهلي المروزي وأحمد بن عبد الرحمن بن المنذر المروزي وأبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب وأبي محمد الحسن بن محمد حليم المروزيين وأبي الفضل محمد بن محمود بن عنبر وأبي يعلي عبد المؤمن بن خلف النسفيين، وفي داره نزل بنسف، مات بعد ما كف بصره، في سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.
وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن سليمان بن مقاتل الماستيني، يروي عن أبي ذر محمد بن يوسف القاضي وأبي بكر العاصمي، وتوفي سنة أربع وستين وثلاث مئة (1).
الماسرجسي: بفتح الميم، والسين المهملة، وسكون الواو، وكسر الجيم، وفي آخرها سين أخرى، هذه النسبة إلى ماسرجس، وهو اسم لجد أبي علي الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري الماسرجسي، من أهل نيسابور، أسلم على يدي عبد الله بن المبارك، وكان من أهل بيت الثروة والتقدم في النصرانية، ورحل في العلم ولقي المشايخ، وكان دينا ورعا ثقة، ولم يزل من عقبه بنيسابور فقهاء ومحدثون، سمع عبد الله بن المبارك وأبا الاحوص سلام بن سليم وسفيان بن عيينة وسعير بن الخمس وجرير بن عبد الحميد وأبا بكر بن عياش ووكيع بن الجراح وأبا معاوية الضرير، سمع منه أحمد بن حنبل، روى عنه البخاري ومسلم وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وغيرهم من الائمة، وحكى أن ابن المبارك نزل مرة رأس سكة عيسى وكان الحسن يركب ويجتاز به في المجلس، والحسن من أحسن الشباب وجها، فسأل عنه ابن المبارك، فقيل: إنه نصراني، فقال: اللهم ارزقه الاسلام، فاستجاب الله دعوته فيه.
ومات في المنصرف من مكة بالثعلبية (2) سنة تسع وثلاثين وقيل سنة أربعين ومائتين، وهو الاصح.
وحكى أبويحيى البزاز قال: كنت فيمن حج مع
__________
(1) قال ابن الاثير في اللباب 3 / 147: (قلت فاته: النسبة إلى ماسخة بالجيم المفتوحة وبعد الالف سين مهملة وبعدها خاء معجمة وهو ماسخة بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد، بطن ينسب إليه كثير، وإليه
تنسب القسي الماسخية أيضا.
(2) الثعلبية من منازل طريق مكة من الكوفة بعد الشقوق وقبل الخزيمية وهي ثلثا الطريق (معجم البلدان).
[ * ](5/168)
الحسن بن عيسى وقت وفاته بالثعلبية سنة أربعين ومائتين بها فدفن بها فاشتغلت بحفظ محملي وآلاتي عن حضور جنازته والصلاة عليه لغيبه عديلي عني، فأريته في منامي، فقلت له: يا أبا علي، ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي.
قلت: غفر لك ربك ! كالمستخبر، قال: نعم، غفر لي ربي، ولكل من صلى علي، قلت: فإني فاتتني الصلاة عليك لغيبة العديل عن الرحل.
فقال لا تجزع، قد غفر لي ولكل من صلى علي ولكل من يترحم علي.
وابنه أبو الوفاء المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس النيسابوري الماسرجسي: شيخ نيسابور في عصره أبوة وثروة وكمال عقل وسخاء وكرما حتى ضرب به المثل في ذلك، سمع بخراسان إسحاق بن منصور ومحمد بن يحيى وعبد الله بن هاشم، وبالعراق الحسن بن محمد الزعفراني وأحمد بن منصور الرمادي، وبالحجاز عبد الله بن حمزة الزبيري، روى عنه ابناه أبو بكر وأبو القاسم حكي أن عبد الله بن طاهر اقترض منه ألف ألف ورأيت البدر تحمل، فقلت: يا أبة، إلى أين يحمل هذا المال، فقال: سيرد إن شاء الله، وقال ابنه أبو القاسم: اذكر أن بين يديه أموالا مصبوبة، فغدوت إليه، فقال: تريد من هذا ؟ قلت: نعم، فأخذ درهما مكسورا، فخدش به بطن كفي، فبكيت فغدوت ثم بلغني أنه قال لاصحابه أردت أن لا يدخل حب المال في قلبه بهذه العملة، ومات في شهر ربيع الآخر من سنة تسع عشرة وثلاث مئة.
وحفيده أبو القاسم علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي: من أهل نيسابور.
كان عاقلا لبيبا ورعا، سمع بنيسابور الفضل بن محمد الشعراني وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وببغداد محمد بن يونس الكديمي، وبالكوفة محمد بن عباس الحضرمي مطينا، وحدث سنين، سمع منه
الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ، وأثنى عليه، وكان من التمكن من عقله ودينه بحيث يضرب به المثل، وكان من أورع مشايخنا وأحسنهم بيانا، وكان الشيخ أبو بكر أسن منه إلا أنهما كان يجتمعان، وكان أبو بكر يحفظ لسانه بحضرته لعقله وحسن سمعته وورعه وقال: حججت معه سنة إحدى وأربعين، وكان أكثر الليل يقرأ في العمارية، وإذا نزل قام إلى الصلاة ولا يشتغل بغيرها، ولما أحرم كنت أسمع طول تلبيته وما أعلم أني أخلت الطواف إلا وجدته يطوف، وتوفي في التاسع من صفر سنة تسع وأربعين وثلاث مئة ودفن في داره.
وابنه أبو عبد الله بن أبي القاسم علي بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس المزكي الماسرجسي: وكان من عقلاء الرجال ونبلائهم سمع جده المؤمل بن الحسن وأبا(5/169)
حامد وأبا محمد ابني محمد بن الحسن الشرقي ومكي بن عبدان وغيرهم، سمع منه الحاكم أبا عبد الله الحافظ، وقال: توفي في جمادي الاولى سنة ثمانين وثلاث مئة وهو ابن إحدى وسبعين سنة.
والفقيه أبو الحسن محمد بن علي بن سهل بن مصلح الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى بن ماسرجس، أحد أئمة الشافعيين بخراسان، وكان من أعرف أصحابنا بالمذهب وترتيبه وفروع المسائل، تفقه بخراسان والعراق والحجاز، صحب أبا إسحاق المروزي إلى مصر ولزمه إلى أن دفنه، ثم انصرف إلى بغداد فكان خليفة أبي علي بن أبي هريرة القاضي في مجالسه، وكان المجلس له بعد قيام القاضي أبي علي، وانصرف إلى خراسان سنة أربع وأربعين، وعقد له مجلس الدرس والنظر، وسمع الحديث من المؤمل بن الحسن بن عيسى وأبي حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وأقرانهم وبمصر من أصحاب يونس بن عبد الاعلى وأبي إبراهيم المزني وأقرانهما، وبالشام أصحاب يوسف بن سعيد بن مسلم وسليمان بن سيف، وبالبصرة من ابن داسة، وبواسط من ابن شوذب.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ وأبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وغيرهما، وذكره الحاكم فقال: عقدت له مجلس الاملاء في دار السنة في رجب سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة.
وتوفي عشية الاربعاء، ودفن عشية الخميس السادس من جمادي الآخرة سنة أربع وثمانين وثلاث مئة، وهو ابن ست وسبعين سنة.
أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي أحد وجوه خراسان وأحسنهم بيانا، وافصحهم لسانا، ولقد صحبته في السفر والحضر فما رأيته يكلم بالفارسية إلا من يعلم أنه أعجمي لا يحسن العربية، هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ ثم قال: وكنت معه ببغداد والحرمين سنة إحدى وأربعين، فتحير أهل تلك الديار من فصاحته وحسن بيانه، حتى أن المشايخ البغداديين يقولون إلى شيخ خراسان كأنه لم يتكلم بالفارسية قط، سمع الحسين بن الفضل البجلي والفضل بن محمد الشعراني وجعفر بن محمد بن سوار وعبدان بن الحكم، وأكثر سماعه قبل الثمانين والمائتين، وكان قد ضيع جملة من سماعاته.
وتوفي ليلة الفطر من سنة خمسين وثلاث مئة، وهو ابن تسع وثمانين سنة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، هو ابن أبي نصر، وهو ابن بنت الحسن بن عيسى، ذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو العباس بن أبي نصر الماسرجسي ابن بنت الحسن بن عيسى، فذكر شمائل سلفه(5/170)
ومحاسنهم وأما أبو العباس فإني لما خرجت الفوائد لابيه رأيت له سماعات كثيرة عن أبي حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وأقرانهما، وحدث أبو العباس بعد ذلك سنين، وتوفي في النصف من شهر ربيع الاول سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأبو محمد الحسن بن أبي بكر بن المؤمل بن الحسن بن عيسى بن ماسرجس الماسرجسي: كان أديبا فصيحا، حج مع أبيه سنة إحدى وأربعين، قال الحاكم: أبو عبد الله
الحافظ: حججت معهما فجاء أهل العلم ببغداد يسألون الشيخ أبا بكر أن يحدثهم، فقال: لم استصحب شيئا من مسموعاتي، فسألت أبا الحسن فقال: قد حملت أنا شيئا من سماعي من محمد بن إسحاق، فكتبنا عن الحسن، وكان أبو بكر يندم على ما ضيع من سماعاته إلى أن وردنا نيسابور فعقدنا له المجلس، وتوفي في شعبان سنة ثلاث وخمسين وثلاث مئة.
وأبو علي الحسين بن محمد بن أحمد بن الحسين الحافظ الماسرجسي، أخو أبي العباس، السابق ذكره، سمع جده وأباه وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أبو علي الحافظ الماسرجسي، سفينة عصره في كثرة الكتابة والسماع والرحلة، وأثبت أصحابنا في السماع والاداء، ومن بيت الحديث، فإني أعد في سلفه وبيته بضعة عشر محدثا، وكان أسند أهل عصره، وكان من أصحاب مسلم بن الحجاج، ورحل إلى العراق سنة إحدى وعشرين، فسمع أبا عبد الله بن مخلد وطبقته، ثم خرج إلى الشام، وكتب عن أصحاب هشام بن عمار وأقرانهم، ثم دخل مصر وأكثر المقام بها، وسمع أصحاب المزني، وصنف المسند الكبير في ألف وثلاث مئة جزء مهذبا بالعلم، وجمع حديث الزهري جمعا لم يسبقه إليه أحد، وكان يحفظ حديث الزهري مثل الماء، وصنف المغازي والقبائل، وكان عارفا، وصنف أكثر المشايخ والابواب، وخرج على كتاب البخاري ومسلم في الصحيح، ولم يبلغ رحمه الله وقت الحاجة إليه، نظرت أنا له في الزهري وفي الفوائد مقدار مئة وخمسين جزءا من المسند، وأدركته المنية قبل الحاجة إلى إسناده وتوفي في رجب سنة خمس وستين وثلاث مئة، شهدت جنازته وصلى عليه الفقيه أبو الحسن الماسرجسي ابن أخته، ودفن في داره وهو ابن ثمان وستين، فإن مولده كان سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن علم كثير بدفنه.
ووالده أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، هو ابن أبي العباس، سمع محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي ومسلم بن الحجاج القشيري،
روى عنه أبو علي الحسين بن محمد الحافظ وابن أخيه أبو نصر وحدث بكتاب (جلود(5/171)
السباع (1)) لمسلم بن الحجاج في خمسة أجزاء وليس لمسلم بن الحجاج بعد الصحيح كتاب أحسن منه، ومات أبو أحمد في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وثلاث مئة، وصلى عليه أخوه، ودفن بجنب أبيه.
الماسكاني: بفتح الميم، والسين المهملة والكاف بينهما الالف، وفي آخرها النون بعد الالف، هذه النسبة إلى ماسكان (2)، وهي بليدة بنواحي كرمان (3)، وظني أنها ليست منها.
أبو () (4) عبد الملك بن محمد بن عبد الملك الماسكاني، من أولاد المحدثين، يروي عن أبي حامد أحمد بن عبد الله الجعفر اباذي، روى لنا عنه أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي ببلخ.
ووالده القاضي الخطيب أبو بكر محمد بن عبد الملك بن علي الماسكاني: يروي عن الفقيه أبي نصر يونس بن حمد بن حيون البلخي وأبي الحسن الدامغاني وأبي محمد عبد العزيز على المفسر وأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد الصائغ وأبي بكر أحمد بن محمد بن العباس البزاز وأبي الفضل العباس بن المفضل بن المبارك وأبي القاسم يونس بن طاهر النصري وأبي القاسم الحسين بن محمد المقري النيسابوري وأحمد بن علي بن عبد الله الفقيه.
ومات ليلة الجمعة لليلتين بقيتا من شهر ربيع الاول سنة خمس وسبعين وأربع مئة.
الماسكي: بفتح الميم والسين المهملة بينهما الالف، وفي آخرها الكاف: هذه النسبة إلى ماسك، وهو جد أبي بكر محمد بن يعقوب بن إسحاق بن ماسك الواسطي الماسكي، من أهل واسط، يروي عن أبي يحيى عيسى بن موسى بن أبي حرب الصفار وعلي بن داود القنطري، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقري الاصفهاني.
الماسور اباذي: بفتح الميم، وضم السين المهملة، بينهما الالف، والراء المفتوحة بعد الواو، والباء الموحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال، هذه النسبة ماسوراباذ قرية
__________
(1) في كل الاصول عدا نسخة: (وجدت كتابا بجلود السبع) وقد ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ 2 / 590 هذا الكتاب باسم: (كتاب الانتفاع بأهب السباع).
(2) قال ياقوت: (بلد مشهور بالنواحي المجاورة لمكران ورآسجستان وأظنها من نواحي سجستان.
وقال حمزة: ماه شكان اسم لسجستان وسجستان يسمى سكان وماسكان أيضا) معجم البلدان: باشكان.
(3) كرمان بفتح الكاف وربما كسرت والفتح أشهر وهي ولاية مشهورة وناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس ومكران وسجستان وخراسان وتقع اليوم ضمن إيران في المنطقة الواقعة شمال الخليج العربي عند مضيق هرمز.
(4) في نسختين فراغ بقدر كلمة.
[ * ](5/172)
بجرجان (1) فيما أظن، منها: محمد بن عبيد الله الماسور اباذي، له رحلة إلى اليمن، سمع فيها عبد الرزاق بن همام، روى عنه القاسم بن أبي حليم الجرجاني.
ماسي: بفتح الميم، وكسر السين المهملة، هذه اللفظة لها شكل النسبة، وبها عرف: أبو محمد عبد الله بن أيوب بن ماسي المتوثي، من ثقات أهل بغداد، حدث عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري، روى عنه جماعة كثيرة، وآخر من روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عمر البرمكي، روى لنا نسخة محمد بن عبد الله الانصاري من طريق ابن ماسي أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري بروايته عن البرمكي عن ابن ماسي.
الماشي: بفتح الميم، وكسر الشين المعجمة، بينهما الالف، هذه النسبة إلى ماش، وهو شئ من الحبوب معروف، وكان بعض أجداد المنتسب إليه يكثر من أكله، فإني رأيت في نسبتهم في تصانيف المعداني أبا فلان الماشخوار (2)، وهذا بيت معروف للمحدثين بمرو (3)، ورأيت أنا شابا من أولادهم.
ومنهم المحدث المعروف أبو القاسم الحسين بن محمد بن إسحاق الماشي المروزي، من أهل مرو، سمع الائمة مثل أبي عبد الرحمن عبد الله بن محمود السعدي وأبي القاسم حماد بن أحمد بن حماد القاضي السلمي وأبي عبد الله محمد بن علي الحافظ الهرمز فرهي والشاه بن النزال السعدي وغيرهم وحدث بمرو وبخاري، وانتشرت عنه الرواية، ومات بمرو في جمادى الاولى سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
الماصري: بفتح الميم، والصاد المكسورة، بينهما الالف، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى ماصر (4) وسأذكر السبب فيه، والمشهور بهذه النسبة:
__________
(1) قال ياقوت: (قرية من قرى جرجان رأيتها بعيني يوم دخولي)، (معجم البلدان: ماسك).
(2) كذا في الاصول جميعا، وفي المطبوع: (الماشجار) وفي هامشه: (ماشموار: كلمة فارسية معناه: آكل المامش والواو في مثل هذه تكتب ولا تقرأ).
(3) تقع مرو اليوم في جمهورية أوزبكستان الروسية.
(4) قال ابن الاثير 3 / 149: (وفي تاج العروس: الماصر في كلامهم: الحبل يلقى في الماء ليمنع السفن عن السير حتى يؤدي صاحبها ما عليه من حق السلطان هذا في دجلة والفرات).
[ * ](5/173)
أبو بشر يونس بن حبيب بن عبد القاهر بن عبد العزيز بن عمر بن قيس بن أبي مسلم العجلي الماصري، كان له محل عظيم، كاتبه المعتز بالله كتابا بالنظر في أمر متظلم تظلم إليه، وهو ابن بنت حبيب بن الزبير الذي روى عنه شعبة، وكان ينزل المدينة.
وكان أبو مسلم من سبي الديلم، سباه أهل الكوفة، وحسن إسلامه، فولد له قيس الماصر، ويقال إنه مولى لعلي بن أبي طالب رضى الله عنه، ثم ولاه الماصر، وكان من أول من مصر الفرات ودجلة فسمي قيس الماصر، والنسبة إليه ماصري، وكان ممن خرج مع عبد الرحمن بن الاشعث أيام الحجاج مع القراء، فلما هزم ابن الاشعث هرب عبد العزيز بن عمر بن قيس مع أهله إلى أصبهان، وأقام عمر بن قيس الماصر بالكوفة، روى عنه الكوفيون، وتزوج
عبد العزيز بأم البنين بنت الزبير بن مشكان وتزوجوا في الزبير، وتزوج فيهم الزبير بن مشكان، فهذه قصة قيس الماصر.
وأما أبو بشر يونس بن حبيب فهو من مشاهير المحدثين بأصبهان، سمع أبا داود سليمان بن داود الطيالسي والحسين بن حفص وقتيبة بن مهران وبكر بن بكار وعامر بن إبراهيم ومحمد بن كثير الصنعاني سمع منه بمكة وغيرهم، وهو راوية السنن للطيالسي، روى عنه أبو عوانة يعقوب بن إسحاق الاسفراييني وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس الاصبهاني وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وقال: كتبت عنه بأصبهان وهو ثقة، وقال أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، سألت أبا مسعود أحمد بن الفرات قلت: مثلك إذا كان ببلد لم يجب أن نكتب عن أحد حتى نسألك عنه.
فعمن ترى أن أكتب فقال يونس بن حبيب بدأ به من بين جماعة محدثيهم.
قلت: توفي قبل الثلاث مئة.
المافروخي: بفتح الميم والفاء، بينهما الالف والراء المضمومة المشددة، وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى مافروخ، وهو اسم لبعض الموالي من العجم، واسمه ماه فروخ فخفف، والمشهور بهذه النسبة: أبو العباس أحمد بن أبي جعفر محمد بن علي المافروخي الاصبهاني، من أهل أصبهان، يروي عن عمرو بن علي والحسن بن عرفة العراقيين، روى عنه أبو الشيخ وأبو بكر القباب وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن علي الاصبهانيون.
وأبو الفضل العباس بن حمدان بن العباس بن مافروخ المديني المافروخي، من أهل أصبهان، يروي عن النضر بن هاشم المؤدب وإبراهيم بن ناصح وأحمد بن مهدي وأحمد بن يونس الضبي ومحمد بن عامر وغيرهم، قال أبو بكر أحمد بن موسى مردويه الحافظ: رأيته بقرية سين يحدث فلم أضبط عنه.(5/174)
وأبو عيسى محمد بن عبد الله بن العباس المافروخي، من أهل أصبهان، كان ثقة
صدوقا من تناء (1) البلد، يروي عن أحمد بن يونس الضبي، وأبي العباس محمد بن القاسم وغيرهما من الاصبهانيين والعراقيين.
الماقلاصاني: بفتح الميم والقاف، بعد الالف، ثم اللام ألف، وبعد الصاد المهملة المفتوحة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى: ماقلاصان، وهي قرية من قرى جرجان، منها: أبو سليمان داود الماقلاصاني، يروي عن أحمد بن يونس، روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن علي القرشي وهو من أهل جرجان.
الماكسيني: بفتح الميم، وكسر الكاف، والسين المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماكسين، وهي مدينة من الجزيرة قريبة من رحبة مالك بن طرق (2) بنواحي الرقة، خرج منها جماعة من أهل العلم ومن التجار المعروفين منهم: أبو عبد الرحمن سلمان بن جروان بن الحسين الماكسيني البورائي من أهل هذه البلدة، شيخ صالح راغب في الخير يكتسب بنفسه، سكن ببغداد ناحية باب الشام، سمع أبا سعيد محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكرخي وأبا غالب شجاع بن فارس الذهلي وغيرهما، كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد، وكان يسمع بقراءتي ومني بجامع المنصور وتركته ببغداد وانصرفت منها إلى خراسان، ثم بلغني أنه خرج إلى بلاد الموصل، وتوفي باربل، قلعة على مرحلة من الموصل في شهر ربيع الاول سنة أربع وأربعين وخمس مئة.
الماكياني: والمشهور بهذه النسبة: أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن ميمون بن رزين الباهلي البلخي الماكياني، يروي عن حماد بن زيد وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك.
وروى عن مالك بن أنس حديثا واحدا، روى عنه جماعة من أهل بلخ.
مات سنة إحدى وأربعين ومائتين في أولها.
قال أبو
__________
(1) في نسخ (من بناء البلد) وفي أخرى (من بنائي) وتناء: ج تانئ من قولهم: تنأ بالمكان أقام وقطن.
قال ثعلب: وبه سمي
التانئ.
انظر اللسان: تنأ.
(2) تقع رحبة مالك بن طوق على شاطئ الفرات بين الرقة وبغداد، وهي اليوم قرب دير الزور في سوريا.
[ * ](5/175)
حاتم بن حبان: وكان ظاهر مذهبه يعني أبا إسحاق الماكياني الارجاء، واعتقاده في الباطن السنة.
قال محمد بن داود الفوعي: حلفت الا أكتب إلا عمن يقول: الايمان قول وعمل.
ومحمد بن علي بن جعفر بن الماكيان الازدي الماكياني المعروف بالسرخسي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل بغداد، حدث عن أبي بكر ابن أبي الدنيا، روى عنه جعفر بن محمد بن علي الساهري، وذكر أنه سمع منه في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مئة.
وأبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الماكياني النيسابوري، سمع محمد بن حميد الرازي، روى عنه أبو بكر محمد بن أبي الحسين أحمد بن يحيى الحيري.
الماكيني: بفتح الميم، والكاف المكسورة بعد الالف، ثم الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون هذه النسبة إلى ماكينة، وهو اسم لجد إبراهيم بن محمد بن ماكينة الماكيني، روى عنه أبو زرعة الرازي ووثقه وقال كان ثقة.
المالجي: بفتح الميم واللام، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مالج، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه أو لقبه: وهو أبو جعفر محمد بن معاوية بن يزيد الانماطي يعرف بابن مالج من أهل بغداد، كان شيخا لا بأس به وقيل: إنه كان واقفيا، سمع إبراهيم بن سعد الزهري ومحمد بن سلمة الحراني وداود بن الزبرقان وسفيان بن عيينة وخلف بن خليفة وأبا بكر بن عياش وكثير بن مروان الفلسطيني وعبد الرحمن بن مالك بن مغول وغيرهم روى عنه عبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن جرير الطبري وعبد الوهاب بن عيسى بن أبي حية ويحيى بن محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي.
المالحاني: بفتح الميم، واللام المكسورة، والحاء المهملة المفتوحة بين الالفين،
وفي آخرها النون، هذه النسبة لمن يبيع السمك المالح، يقال له المالحاني، واشتهر بها: أبو محمد إسماعيل بن إسحاق بن عبد الله بن راهب المالحاني الكوفي، من أهل الكوفة، يروي عن محمد بن عبيد المحاربي النحاس، حدث عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداد الرازي.
المالقي: بفتح الميم، وكسر اللام، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى مالقة، وهي بلدة من بلاد الاندلس بالمغرب ومن المتقدمين منها عزيز بن محمد اللخمي الاندلسي المالقي.(5/176)
وسليمان بن سليمان المعافري المالقي الاندلسي (1)، من أهل مالقة، ذكره الخشني في تاريخ المغاربة () المالقي حافظ كبير زاهد ورع فاضل عارف بالفقه والحديث واللغة، كتب بالمغرب وبمصر وبمكة، ورد العراق وخرج منها إلى خراسان وكان متقنا صحيح النقل كثير الضبط سكن نيسابور وتوفي بها في حدود سنة خمس وعشرين وخمس مئة، لم ألقه، وكتب عنه أصحابنا في المذاكرة.
المالكي: بفتح الميم، وكسر اللام، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى رجلين (2) وقرية: أما أبو عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الاصنجي إمام دار الهجرة وجماعة كثيرة لا يحصون ينسبون إلى مذهبه يقال لكل واحد منهم المالكي: وجميع أهل المغرب إذا جاوزت مصر إلى مغرب الشمس كلهم مالكية إلا ما شاء الله.
وأما أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن وهب بن علي المالكي الآمدي فهو ينسب إلى بني مالك بن حبيب، ويعرف بالآمدي، حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم، روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وعبد الصمد بن علي السبسي وعلي بن محمد بن المعلى.
وأبو الفتح بن أبي إسحاق أميرك بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن مالك المعافري المالكي، نسب إلى جده مالك من أهل بغداد، شيخ مشهور سمع أبا عبد الله الحسين بن أبي القاسم البسري، كتبت عنه شيئا يسيرا وعن والده إبراهيم وعمه محمد، سمعت من ثلاثتهم، ينسبون إلى جدهم مالك، وكان مولد أبي الفتح في سنة ست وثمانين وأربع مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم.
وأبو الفضل محمد: سمعا أبا الحسين عاصم بن الحسن الكرخي وأبا الفوارس طراد بن
__________
(1) في ك، مط: (أندلسي).
(2) في اللباب 3 / 51: " هذه النسبة إلى رجال وموضع.
أما الرجال فأحدهم مالك بن أنس..والثاني إلى مالك بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غانم بن تغلب بطن من تغلب، منهم السفاح واسمه سلمة بن خليد بن كعب بن زهير بن قسيم بن أسامة بن مالك وخلق كثير.
والثالث أبو الفتح بن أبي إسحاق أميرك..والرابع: أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المالكي الزهري المعروف بالوقاصي..والخامس: زريق المالكي من بني مالك بن كعب بن سعد..والسادس الهيثم بن زريق المالكي..وأما المكان فهو المالكية قرية على الفرات بالعراق ينسب إليها أبو الفتح عبد الوهاب..".
[ * ](5/177)
محمد الزينبي، سمعت منهما وتوفيا في يوم واحد، يوم الخميس الثاني والعشرين من جمادى الاولى سنة إحدى وأربعين وخمس مئة.
وأما أبو الفتح عبد الوهاب بن محمد بن الحسين الصابوني الخفاف المالكي، من أهل بغداد، حنبلي المذهب، وإنما قيل له المالكي لان أصله من قرية على الفرات يقال لها المالكية، شيخ مقرئ، صدوق صالح، سديد السيرة، قيم بكتاب الله تعالى، قرأ القرآن بروايات على القراء، ويقرئ الناس، ويعمل الخفاف ويتعيش بها، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البسر وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن السيوري، سمعت منه أجزاء في دكانه بدرب الدواب، وكانت ولادته في شوال
سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة.
وأبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن المالكي الزهري المعروف الوقاصي، من ولد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وقيل له المالكي لان اسم والد سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه، وقيل له المالكي لان اسم والد سعد بن ابي وقاص مالك، أدرك التابعين، وحدث عن عطاء بن أبي رباح ونافع مولى ابن عمر ومحمد بن المنكدر وابن شهاب الزهري وسابق البربري وغيرهم، روى عنه صالح بن مالك الخوارزمي وأبو عمر الدوري المقرئ.
وقال يحيى بن معين: لا يكتب حديثه، كان يكذب قال عبد الله بن علي بن المديني: سألت أبي عن الوقاصي قال فضعفه جدا.
وقال البخاري: تركوه، وقال النسائي: هو متروك الحديث.
وتوفي في خلافة هارون.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمود بن حمزة الفقيه القطان المالكي، كان بنيسابور يسكن مسجد ميان دهينه، ولم يكن بنيسابور بعده للمالكية مدرس، وكان يدرس فقه مالك بتلك المدرسة، أقام بمصر مدة يتفقه على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، سمع بها من أبي عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ويونس بن عبد الاعلى الصدفي، وبمكة عبد الجبار بن العلاء العطار، وبالكوفة هارون بن إسحاق الهمذاني، وببغداد أحمد بن منيع البغوي، وبالشام يوسف بن سعيد بن مسلم، وبنيسابور محمد بن رافع ومحمد بن يحيى الذهلي وغيرهم.
قال إبراهيم المالكي: قال لي أبو عبد الله بن عبد الحكم يعني محمدا: ما قدم علينا خراساني أعرف بطريقة مالك منك، فإذا انصرفت إلى خراسان فادع الناس إلى رأي مالك.
وكان إبراهيم يصوم النهار ويقوم الليل، ولا يدع الجهاد في كل ثلاث سنين، ومات في شعبان سنة تسع وتسعين ومائتين، وصلى عليه أبو بكر بن خزيمة.(5/178)
وأما رزيق المالكي فهو من بني مالك بن كعب بن سعد (1)، يروي عن الاسلع بن شريك، هكذا ذكره ابن أبي حاتم حكاية عن أبيه.
والهيثم بن رزيق المالكي، من بني مالك بن سعد، نسب إليه، عاش مئة وسبع عشرة سنة، روى عن أبيه عن الاسلع بن شريك، روى عنه الفضل بن أبي سويد المقرئ.
قاله أبو حاتم الرازي فيما حكى عنه ابنه (2).
الماليني: بالياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بعد اللام المكسورة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مالين، وهي في موضعين: أحدهما قرى مجتمعة على فرسخين من هراة (3) يقال لجميعها مالين، وأهل هراة يقولون: مالان.
ومالين أيضا قرية من قرى باخرز (4).
وكتبت بمالين هراة نوبا عدة، وكتبت عن جماعة كثيرة من قراها.
فأما أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الانصاري الصوفي الماليني فمن مالين هراة.
كان أحد الرحالين في طلب الحديث والمكثرين منه، كتب الحديث ببلاد خراسان، ثم خرج إلى الرحلة وطاف ما بين الشامش إلى الاسكندرية، وأدرك المشايخ وسمع الحديث، وسمع منه، وكان فاضلا عالما صوفيا ورعا متخلفا بأحسن الاخلاق، سمع أبا عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي وأبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبا محمد الحسن بن رشيق العسكري وأبا بكر محمد بن
__________
(1) في اللباب 3 / 152: (فقلت: قال: زريق المالكي من بني مالك بن كعب بن سعد وقال بعده: الهيثم بن زريق المالكي من بني مالك بن سعد، فالثاني هو ابن الاول بلا شك لانه روى عن أبيه عن الاسلع بن شريك وهو شيخ أبيه (لعله يقصد شيخ ابنه) فقوله في نسب الاب: مالك بن كعب بن سعد لا أعرفه، وإنما الصواب مالك بن سعد بن زيد مناة بن تميم على ما ذكره في نسب الابن فلعله غلط من الناسخ).
(2) وقال ابن الاثير في اللباب 3 / 153 - 155: (وفاته: النسب إلى مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن مهز، بطن كبير من عامر، ينسب إليه خلق كثير، منهم سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل العامري المالكي، له صحبة، وأخوه السكران بن عمر من مهاجرة الحبشة كان زوج سودة بنت زمعة قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
(3) هراة مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان (معجم البلدان) وتقع اليوم غربي أفغانستان قرب الحدود الايرانية.
(4) باخرز: كورة ذات قرى كبيرة بين نيسابور وهراة.
[ * ](5/179)
عدي بن زحر المنقري وأبا القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الحافظ الدمشقي، وجماعة كثيرة.
روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منده الحافظ وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الاصبهاني وأبو الحسين أحمد بن عبد الرحمن الذكواني وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي.
وكان سمع وكتب من الكتب الكبار والمصنفات الطوال ما لم يكن عند أحد، وذكره مشهور مودن في الكتب.
ومات بمصر في شوال سنة اثنتي عشرة وأربع مئة.
وأبو معشر موسى بن محمد بن موسى بن شعيب الماليني.
سمع بخراسان أبا عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي وأحمد بن نجدة القرشي وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وبالعراق أبا محمد عبد الله بن محمد بن ناجية والقاسم بن زكريا المطرز، وبالحجاز محمد بن إبراهيم الديبلي وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، ومات سنة ثمان وأربعين وثلاث مئة.
المالي: بفتح الميم، وفي آخرها اللام بعد الالف، هذه النسبة إلى مال وهو اسم لجد أبي بكر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم بن مهران بن ماله الحربي المالي، من أهل بغداد، كان شيخا صالحا، سمع أبا جعفر عبد الله بن إسماعيل بن برية الهاشمي ودعلج بن أحمد وأبا بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري وعلي بن العباس البرداني.
روى عنه أبو القاسم الازهري وعبد العزيز بن علي الازجي ومحمد بن علي بن الفتح الحربي، وقال لي الازهري: كان شيخا صالحا.
المامطيري: بالالف بين الميمين، والطاء المهملة المكسورة، بعدها الياء آخر
الحروف، وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى مامطير، وهي بليدة بناحية آمل (1) طبرستان، خرج منها جماعة من أهل العلم منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله المامطيري، سمع منه أبو القاسم الشيرازي الحافظ، وقرأت في معجم شيوخه: أنشدني إبراهيم بن عبد الله أبو إسحاق المامطيري بالطائف (من الطويل): أشابت همومي يوم سرت مفارقي * وفارقت روحي مذ غدوت مفارقي فلو أن كفي قطعت من مرافقي * لما ساءني إذ كنت أنت مرافقي
__________
(1) آمل بلد بطبرستان جنوبي بحر قزوين (معجم البلدان) وطبرستان بلدان واسعة تقع جنوبي بحر الخزر.
[ * ](5/180)
المامايي: بالالف بين الميمين المفتوحتين، والميم بين الالفين، وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى ماما، وهو اسم لبعض أجداد أبي حامد أحمد بن محمد بن أحيد بن عبد الله بن ماما الحافظ المامايي الاصبهاني، من أهل أصبهان، كان حافظا متقنا مكثرا من الحديث، حريصا على طلبه.
سكن بخارى إلى أن توفي بها.
جمع وصنف التصانيف منها الزيادات لتاريخ بخارى لغنجار، والمختلف والمؤتلف في الاسماء سمع أبا علي إسماعيل بن محمد بن حاجب الكشاني وأبا نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر الملاحمي وأبا حامد أحمد بن محمد بن الحسن المقرئ وأبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي شريح الانصاري وأبا بكر عبدة بن محمد بن أحمد بن ملة البزاز الهروي وأبا نصر أسامة بن ولي بن محمد بن حامد الهروي وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني والسيد أبا الحسن محمد بن علي العامري الوصي وأبا بكر محمد بن أبي عيسى البغدادي وأبا إسحاق إبراهيم بن أبي بكر الرازي وأبا عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي وجماعة سواهم روى عنه أبو بكر الحسن بن الحسين البخاري وجماعة.
قرأت على ظهر كتاب " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم: مات أحمد بن ماما خامس شعبان سنة ست وثلاثين
وأربع مئة ببخارى، قال: ومات أبو المسهر قبله بأسبوع.
الماموني: بالالف بين الميمين، أولاهما مفتوحة، والاخرى مضمومة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى أمير المؤمنين المأمون، وهو أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب بن موسى بن المأمون المأموني، سمع أبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو محمد المأموني قد كنت رأيته ببغداد في مجلس قاضي القضاة محمد بن صالح، فورد نيسابور وأقام بها سنين، ثم فارقها وخرج على طريق جرجان.
المانقاني: بفتح الميم والقاف بينهما الالف، والنون الساكنة، وفي آخرها ألف ونون أيضا، هذه النسبة إلى مانقان، وهي محلة كبيرة من قرية السبخ وهي إحدى قرى مرو منها: جعفر بن حمويه المانقاني، قال أبو زرعة السنجي جعفر بن حمويه سمع علي بن حجر من قرية السبخ من مانقان.
الماوردي: بفتح الميم والواو، وسكون الراء، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى بيع الماورد وعمله، واشتهر بهذه النسبة جماعة من العلماء لان بعض أجداده كان يعمله أو يبيعه.
منهم:(5/181)
أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري المعروف بالماوردي، من أهل البصرة سكن بغداد وكان من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وفي غير ذلك، وجعل إليه ولاية القضاء ببلدان كثيرة، وسكن بغداد في درب الزعفراني، وحدث عن الحسن بن علي بن محمد الجبلي صاحب أبي خليفة وعن محمد بن عدي زحر المنقري ومحمد بن المعلى الازدي وجعفر بن محمد بن الفضل البغدادي، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وجماعة آخرهم أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش العكبري.
وقال الخطيب: كتب عنه وكان ثقة ومات في شهر ربيع الاول
من سنة خمسين وأربع مئة، ودفن من الغد في مقبرة باب حرب وقد كان بلغ ستا وثمانين سنة.
وأبو غالب محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الماوردي البصري من أهل البصرة سكن بغداد، وكان يورق وينسخ إلى حين وفاته، وكان عجيب الخط، وكان صالحا مكثرا.
سمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز، وبواسط أبا محمد بن عبد السلام الاصبهاني، وبالبصرة أبا علي علي بن أحمد بن علي التستري، وبالكوفة أبا الحسن محمد بن الحسن بن المنشور الجهني وبأصبهان أبا الفضل المسهر بن عبد الواحد البزاني وغيرهم.
سمع منه جماعة من أصحابنا، وكان قد نسخ لوالدي رحمه الله شيئا كثيرا، وكانت ولادته في سنة خمسين وأربع مئة بالبصرة، وتوفي ببغداد في شهر رمضان سنة خمس وعشرين وخمس مئة ودفن بمقبرة باب الدير.
الماهاني: بفتح الميم والهاء بين الالفين، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماهان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهم جماعة منهم: أبو محمد عبد الله بن جابر بن محمد بن عبد الله بن علي بن رستم بن ماهان الفقيه الماهاني الاصبهاني الواعظ من أهل نيسابور، وكان (أبوه) من أعيان التجار من الاصبهانيين، نزل نيسابور، وأبو محمد ولد بنيسابور وتفقه عند أبي الحسن البيهقي ثم خرج إلى أبي علي بن أبي هريرة، وتعلم الكلام من أبي علي الثقفي وأعيان الشيوخ، وسمع بنيسابور أبا حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان وأقرانهما، وبالعراق أبا بكر المطيري وأقرانه، خرج من نيسابور في طلب العلم مع الشيخ أبي بكر محمد بن إسحاق متوجها إلى غزاة الروم، ثم دخل بغداد وذلك في سنة أربع وثلاثين، وانصرف إلينا آخر سنة سبع وثلاثين، وعقد له مجلس الدرس، ثم جلس للوعظ بعد ذك سنين.
وتوفي في جمادى الاولى سنة تسع وثمانين وثلاث مئة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة، واشتهر.
وصلى عليه الفقيه أبو بكر بن فورك ودفن في مقبرة باب معمر.(5/182)
الماهياباذي: بفتح الميم وكسر الهاء وبعدها الياء المفتوحة المنقوطة من تحتها باثنتين، والباء الموحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى ماهياباذ وهي محلة كبيرة بأعلى بلدة مرو، شبه قرية منفصلة منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن هشام بن محمد بن إبراهيم الماهياباذي والد عبد الله بن أبي دارة.
سمع أبا وهب محمد بن مزاحم وعلي بن الحسن الشقيفي المروزيين وغيرهما، وخطتهم بالقرب من السوق الحديثة بماهياباذ.
الماهياني: بفتح الميم، وكسر الهاء، وبعدها ياء منقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماهيان، وهي من قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها، كان منها جماعة من المحدثين منهم: أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن بن قريش الماهياني الغازي، سكن نيسابور ومات بها، يروي عن محمد بن عبد الكريم الذهلي والحسن بن معاذ والفضل بن عبد الجبار وأحمد بن سيار وأقرانهم، روى عنه أبو أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الحافظ وأبو الحسين الحافظ هو الحجاجي.
وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن حفص الماهياني، إمام فاضل مبرر عارف بالمذهب، أدرك العلماء، وتفقه عليهم، مثل أبي الفضل التميمي وأبي المعالي الجويني وأبي سعد المتولي وسمع الحديث منهم ومن أبي الحسن علي بن أحمد الواحدي وأبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن وجماعة سواهم.
سمعت منه جميع التفسير المعروف بالوسيط للواحدي، وتوفي بقرية ماهيان في أواخر رجب سنة خمس وعشرين وخمس مئة.
وابنه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الفضل الماهياني، كان من عباد الله الصالحين ورعا وزهدا وتفقه على شيخنا أبي إسحاق المرو الروذي وحفظ المذهب، وسمع معنا ومنا، وسمعت منه أحاديث، وتوفي بقرية ماهيان في سنة خمسين وخمس مئة، ووصل إلي نعيه وأنا بسمرقند.
ومن القدماء أحمد بن أبي إسحاق الماهياني: سمع سلمة بن سليمان، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه.
المائقي: بفتح الميم، والياء المكسورة المنقوطة من تحتها باثنتين بعد الالف، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى مائق الدشت، وهي قرية بناحية أستوا من نواحي نيسابور، منها:(5/183)
أبو عمرو عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان السلمي المائقي الاستواني من مائق الدشت وهو ابن خال أبي القاسم القشيري وختنه على ابنته الكبرى، من أسباط أبي علي الدقاق، شيخ كبير مشهور ثقة نبيل من شيوخ الطريقة ووجوه المتصوفة، شريك الاستاذ أبي القاسم القشيري في الارادة والانتماء إلى الدقاق، له الاحوال السنية والكلمات والاشعار بالفارسية في بيان الطريقة والمجاهدات والرياضات، سمع بنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وببغداد أبا الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن بشران السكري وغيرهما، روى لنا عنه حفيده أبو الأسعد هبة الرحمن بن أبي سعيد بن القشيري، وأبو الفتح عبد الوهاب بن الشاه بن أحمد الشاذياخي وغيرهم، وكانت وفاته في حدود سنة سبعين وأربع مئة.
وحفيده أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الوهاب بن عبد الرحمن السلمي المائقي: شيخ صالح بهي المنظر، سمع جده أبا عمرو السلمي المائقي، كتبت عنه كتاب الذكر لابي بكر بن أبي الدنيا وغير ذلك وكانت وفاته بعد سنة ثلاثين وخمس مئة.
المايمرغي: بسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الميمين المفتوحتين، وسكون الراء، وفي آخرها الغين المعجمة المكسورة، هذه النسبة إلى ما يمرغ، وهي قرية كبيرة حسنة على طريق بخارى من نواحي نخشب (1) نزلت بها يوما وقت خروجي إلى بخارى من نسف.
وما يمرغ: موضع آخر على طرف جيحون، وكان بها جماعة من الفضلاء وما يمرغ
قرية من قرى سمرقند.
والمشهور بالانتساب إلى ما يمرغ القرية التي بنسف أبو نصر أحمد بن علي بن الحسن بن عيسى المقرئ الضرير المايمرغي: كان شيخا ثقة صالحا صدوقا مكثرا من الحديث، سمع أبا عمرو محمد بن صابر وأبا سعيد الخليل بن أحمد وأبا بكر محمد بن الفضل وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل وأبا أحمد الحاكم القاضي البخاريين، وروى عن أبي بكر بن أبي إسحاق الكلاباذي صاحب معاني الاخبار، روى عنه جماعة منهم: أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي النصر البلدي، وكانت وفاته بعد سنة ثلاثين وأربع مئة، روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وأبو بكر
__________
(1) نخشب: من مدن وراء النهر بين جيحون وسمرقند، وهي نسف نفسها (معجم البلدان)، وسمرقند اليوم عاصمة إحدى جمهوريات الاتحاد السوفياتي.
[ * ](5/184)
محمد بن أحمد البلدي النسفيان وغيرهما.
ذكره عبد العزيز النخشبي الرحال في معجم شيوخه وأثنى عليه وقال: كان زاهدا ثقة، سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة، كتبت عنه بما يمرغ.
وأبو العباس الفضل بن نصر المايمرغي، قال أبو سعد الادريسي: هو من قرية من قرى سمرقند على فرسخين أو ثلاثة يقال لها ما يمرغ، يروي عن العباس بن عبد الله السمرقندي، روى عنه بكر بن محمد بن أحمد الفقيه.
ومحمد بن أبي عبد الله المايمرغي الفقيه المذكر: سمع شيوخ بخارى، مات ببخارى وحمل إلى قريته ما يمرغ، ودفن بها في العشر الاوائل من جمادى الآخرة سنة ست وتسعين وثلاث مئة.
وابنه أبو الفضل محمد بن محمد بن أبي عبد الله المايمرغي: يروي عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الرازي وأبي محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد، ومات شابا.
روى عنه
أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري.
والامام الحجاج أبو المؤيد محمد بن أحمد بن محمود بن محمد بن نصر بن موسى بن أحمد المايمرغي النسفي والد الامام الاوحد، كان إماما فاضلا، يروي عن المقرئ محمد بن منصور بن علكان الشرواني الامام بالمدينة.
روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي، ولد بما يمرغ في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.
ولد ابنه أحمد في شعبان سنة إحدى وثمانين وأربع مئة.
المايني: بفتح الميم، وكسر الياء المنقوطة تحتها باثنتين، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ماين (1)، وهي من بلاد فارس، خرج منها جماعة من العلماء والصلحاء منهم: أبو القاسم فارس بن الحسين بن شهريار المايني: يروي عن بكر بن أحمد الفارسي روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الشيرازي الحافظ، ومات بعد سنة خمس وتسعين وثلاث مئة فإنه توفي في هذه السنة.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب بن أحمد المايني، يروي عن أبي يحيى بكر بن أحمد الفارسي وأحمد بن عطاء وأبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي وأبي موسى البيضاوي،
__________
(1) كذا في كل الاصول ومط وفي معجم البلدان، مائين بعد الالف ياء مهموزة وياء ساكنة ونون بلد من أعمال فارس من نواحي شيراز.
[ * ](5/185)
سمع منه محمد بن عبد العزيز الشيرازي، وتوفي بعد سنة خمس وتسعين وثلاث مئة.
وأبو الحسن علي بن محمد المايني: حدث بشيراز عن أبي بكر أحمد بن موسى بن عمار القرشي صاحب أبي بكر السني الدينوري، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن أحمد المايني القاضي: ولي القضاء بماين، رحل إلى أصبهان، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وعبد الله بن القباب وأبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر وأبو يحيى بكر بن أحمد الشيرازي: وكان ورعا فاضلا دينا،
يروي عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز الفارسي الشيرازي الحافظ، ومات بماين في حدود سنة أربع مئة.
وأبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن محمد الصوفي المقرئ نزيل حلب: كان مقرئا فاضلا صالحا سديد السيرة، قلما يتفق في الصوفية مثله، وكان كثير الاسفار رحالا جوالا، طاف في بلاد العراق والجبال والشام والحجاز، سمع بشيراز أبا شجاع محمد بن سعدان المقاريضي، وببغداد أبا بكر أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي وأبا محمد جعفر بن أحمد بن الحسين السراج وأبا المعالي ثابت بن بندار البقال وأبا الفضل محمد بن عبد السلام الانصاري وبأصبهان أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن مردويه الحافظ، وبهمذان أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين الدوني وغيرهم، لقيته بحلب وأنست به غاية الانس وكتبت، وكانت أصوله قد ضاعت في برية الرقة، هكذا ذكر لي.
ومات بعد سنة أربعين وخمس مئة بحلب.
المايوسي: بفتح الميم، وضم الياء آخر الحروف بعد الالف والواو بعدها السين المهملة في آخرها، واشتهر بهذه النسبة: أبو القاسم عبد السلام بن الحسن بن علي الصفار المعروف بالمايوسي، من أهل بغداد حدث عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبي الحسين محمد بن المظفر الحافظ، ذكره أبو بكر الخطيب، وقال: كتبت عنه وكان ثقة يسكن درب سليمان طرف الجسر، ومات في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة.(5/186)
باب الميم والباء المباردي: بفتح الميم، والباء الموحدة، وكسر الراء، والدال المهملة، هذه النسبة إلى المبارد وهو جمع المبرد والمشهور بهذه النسبة: أبوخذاداذ بن سلامة العراقي المباردي، كان نقاش المبارد.
وابنه أبو بكر محمد بن خذاداذ المباردي، كان ينقش المبارد أيضا، وكان فقيها صالحا من أصحاب أحمد درس الفقه على أبي الخطاب محفوظ بن أحمد الكلو اذاني، وسمع الحديث من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطير الغربي القارئ وأبي عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما.
سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد.
المباركي: بضم الميم والباء المنقوطة من تحتها، وفتح الراء المهملة بعد الالف وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى مبارك، وهي بليدة بين بغداد وواسط على طرف الدجلة، رأيتها ولم أدخلها، وقال: أبو علي الغساني: المبارك اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن عبد الله القسري، والمشهور من أهلها: أبو داود سليمان بن محمد المباركي، وقيل سليمان بن داود المباركي، يروي عن أبي شهاب الحناط وعامر بن صالح ويحيى بن أبي زائدة وأبي حفص الابار وعبد الرحمن بن محمد المحاربي.
قال أبو حاتم بن حبان: روى عنه أحمد بن الحسن ببغداد.
ومبارك التي نسب إليها على الدجلة فوق واسط، دخلتها.
ومات سنة إحدى وثلاثين ومائتين، وقال غيره: في ذي القعدة قلت: روى عنه مسلم بن الحجاج القشيري وأبو زرعة الرازي وأسيد بن عاصم الاصبهاني.
ومن القدماء الذين كانوا ينزلونها منصور بن زاذان الواسط مولى عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي، يروي عن الحسن وابن سيرين وقتادة وأبي قحذم، روى عنه عبيد الله بن عمر وشعبة والضحاك بن حمزة ومسلم بن سعيد وهشيم، وهو الذي يروي عنه هشيم ويقول: حدثنا منصور بن أبي المغيرة: كان كنية زاذان أبو المغيرة، قال أبو حاتم بن حبان: كان منصور بن زاذان من المتقشفة المتجردين للدين، وكان ينزل المبارك قرية من قرى واسط على الدجلة، دخلتها.
ومات سنة تسع وعشرين ومئة، وقيل إنه مات في الساعون سنة إحدى وثلاثين ومئة، وخرج في جنازته المسلمون واليهود والنصارى والمجوس يبكون عليه.
قال ابن(5/187)
أبي حاتم: منصور بن زاذان الواسطي كان ينزل بالمبارك، وهو مولى عبد الله بن أبي عقيل، أثنى عليه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ووثقاه.
وأبو الهذيل حصين بن عبد الرحمن السلمي المباركي، من أهل الكوفة، يروي عن زيد بن وهب والشعبي، وكان أكبر من الاعمش بسنة، يقال سنه سن النخعي، روى عنه الثوري وشعبة وأهل العراق، مات سنة ثلاث وستين ومئة.
قال أبو حاتم بن حبان: أبو الهذيل حصين كان ينزل المبارك قرية على الدجلة دخلتها، أسفل من نهر سائس، وقد قيل إنه سمع من عمارة بن رويبة ولعمارة صحبة، فإن صح ذلك فهو من التابعين.
وأبو زكريا يحيى بن يعقوب بن مرداس بن عبد الله البقال المعروف بالمباركي، حدث عن سليمان المباركي المتقدم ذكره، وسويد بن سعيد وغيرهما، روى عنه عبد الصمد بن علي الطستي وأبو بكر الشافعي وأبو القاسم الطبراني وقال فيه أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ: والمبارك هذا نهر حفره هشام بن عبد الملك وإياه عنى الشاعر بقوله (1): على نهرك المشؤوم غير المبارك وأما أبو الطيب المباركي النيسابوري، إنما قيل له المباركي لانه انتسب: إلى جده وهو أبو الطيب محمد بن محمد بن عبد الله بن المبارك، سمع إسحاق بن يعقوب السمسار، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب كتاب التاريخ.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان، سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر بن علي الحافظ، سمعت أبا نعيم هو عبيد الله بن الحسن الحداد الحافظ يقول: سألته يعني القاضي أبا إسحاق عن هذه النسبة فقال: كان جدي أبو عبد الله من أهل العلم، وكان كلما قيل له شئ يقول: (ميمون مبارك)، فقلت به، ثم قال لي أبو العلاء الحافظ: سمعت هذه الحكاية من القاضي أبي إسحاق المباركي إلا أني لم أحفظ قوله (ميمون).
المبارمي: بفتح الميم والباء الموحدة بعدها الالف، وفي آخرها الراء والميم هذه
النسبة إلى المبرم وهو جمع المبرم وهو المبضع وهو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الصفار المبارمي الاستراباذي، من أهل استراباذ كان يستعمل المبارم، وكان عفيفا لله ثقة يروي عن
__________
(1) الشاعر هو الفرزدق وصدر البيت هو: (وأهلكت مال الله في غير حقه) أنظر معجم البلدان.
[ * ](5/188)
أبي محمد إسحاق بن أحمد بن نافع بن إسحاق الخزاعي المقرئ المكي وغيره، وتوفي باستراباذ.
المبذولي: بفتح الميم، وسكون الباء المنقوطة بواحدة، وضم الذال المعجمة، هذه النسبة إلى بني مبذول وهو بطن من ضبة، والمشهور به: تميم بن ذهل المبذولي الضبي.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من بني مبذول أدرك الجمل، روى عنه ابن عمه خالد بن مجاهد بن حبان (1): المبيضي: بضم الميم، وفتح الباء الموحدة، والياء المكسورة آخر الحروف، وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى البياضية (2) وهم طائفة من الشيعة ولهم لواء خلاف لواء بني العباس (3) فإن لواءهم أسود، يقال لهم المبيضة وجماعة منهم بنواحي بخارى إلى الساعة يقال لهم (سبيد جامكان) قيل إنهم يسكنون قصر عمير.
__________
(1) في ك، مط واللباب 3 / 160 (حيان).
وبعده في اللباب: قال ابن الاثير: (قلت فاته النسبة إلى مبذول بن مالك بن النجار الانصاري الخزرجي ينسب إليه كثير منهم ثعلبة بن عمرو المبذولي البخاري، شهد بدرا.
وأخوه حبيب بن عمر، وقتل مع علي رضي الله عنه بصفين).
(2) انظر اللباب 3 / 160 (البياض).
(3) في نسخ أخرى: (ولهم لواء أبيض خلافا لبني العباس).
[ * ](5/189)
باب الميم والتاء المتطبب: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين والطاء، وكسر الباء
الموحدة بعدها باء أخرى، هذا لمن يعرف الطب ويعلمه ويتطبب، واشتهر به جماعة.
منهم أبو محمد الحسن بن محمد بن نصر بن حمدويه بن نصر بن عثمان بن الوليد بن مدرك الرازي المتطبب، من أهل الري، حدث عن عصام بن محمد الرازي وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي وعيسى بن محمد القهستاني وغيرهم، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: أبو محمد المتطبب الرازي قدم نيسابور سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة.
وكان يحدث عن الكديمي وأقرانه بالعجائب، وكان ينزل الخشابين.
المتعي: بضم الميم، والتاء ثالث الحروف، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى متع، وهو بطن من فهم فيما أظن.
منها أبو سيارة عامر بن هلال المتعي من بني عبس بن حبيب الذي كتب له النبي صلى الله عليه وآله وسلم كتابا، والكتاب عند بني عمه المتعيين.
قال أبو يعلي حسان بن محمد الفهمي: أبوسيارز المتعي ابن عمي، واسمه عامر بن هلال من بني عبس.
المتكلم: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والكاف، وكسر اللام المشددة، وفي آخرها الميم، هذه اللفظة لمن يعرف علم الكلام والاصول، وقيل لهذا النوع من العلم (الكلام) لان أول خلاف وقع إنما وقع في كلام الله مخلوقه هو أو غير مخلوق، فتكلم فيه الناس، فسمي هذا النوع من العلم (الكلام) وإن كان جميع العلوم نشرها بالكلام، والمشهور به: أبو بكر أحمد بن محمد بن يحيى المتكلم الاشقر، من أهل نيسابور، شيخ أهل الكلام في عصره بنيسابور من أهل الصدق في رواية الحديث، سمع جعفر بن محمد بن سوار وإبراهيم بن أبي طالب ويوسف بن موسى المرو الروذي وإبراهيم بن محمد السكني وأقرانهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وكان سمع المسند الصحيح من أحمد بن علي القلانسي ورواه، وهو أحسن راوية لذلك الكتاب، وأنهم ثقاة، وتوفي في ذي الحجة سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.(5/190)
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي المتكلم، صاحب أبي الحسن الاشعري، من أهل البصرة، قدم بغداد، ودرس بها الكلام، وله كتب حسان في الاصول وعليه درس القاضي أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ، فقال: ذكر لنا عنه غير واحد من شيوخنا أنه كان ثخين الستر حسن التدين، جميل الطريقة، وكان أبو بكر البرقاني يثني عليه ثناء حسنا، وقد أدركه ببغداد فيما أحسب والله أعلم، روى عنه الحسن بن الحسين الشافعي الهمذاني.
وأبو بكر محمد بن الطيب المتكلم الباقلاني، ذكرته في الباء الموحدة.
وأبو الحسين محمد بن علي بن الطيب المتكلم، من أهل البصرة، سكن بغداد، وهو صاحب التصانيف، على مذاهب المعتزلة، ودرس الكلام إلى حين وفاته، وكان يروي حديثا واحدا عنه من حفظه عن هلال بن محمد بن أخي هلال الرأي، وذكر أنه سمع من طاهر بن لبؤة، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأبو علي محمد بن أحمد بن الوليد صاحبه المعتزلي، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة ست وثلاثين وأربع مئة وصلى عليه القاضي أبو عبد الله الصيمري، ودفن في مقبرة الشونيزي.
المتكي: بفتح الميم، وسكون التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين وفي آخرها الكاف هذه النسبة إلى متك، وهو جد أبي عبد الله محمد بن حم بن متك الساوي المتكي الجمال، وكان من الصالحين، أقام بنيسابور مدة، وكان يحج في كل موسم ويكري الجمال، سمع جعفر بن محمد الفريابي وعبد الله بن محمد بن ناجية ومحمد بن الليث الجوهري وغيرهم، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أظنه من نيسابور.
المتنبي: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة من فوقها بنقطتين والنون وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة لابي الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الشاعر المعروف بالمتنبي.
ولد بالكوفة، ونشأ بالشام وأكثر المقام بالبادية لما خرج إلى كلب
وأقام فيهم ادعى أنه علوي حسني ثم ادعى بعد ذلك النبوة ثم عاد يدعي أنه علوي إلى أن شهد عليه أهل الشام بالكذب في الدعوتين.
وحبس دهرا طويلا وأشرف على القتل ثم استتيب وأشهد عليه بالتوبة وأطلق، ولما تنبأ في بادية السماوة ونواحيها خرج إليه لؤلؤ أمير حمص من قبل الاخشيدية فقاتله وأسره وشرد من كان اجتمع إليه من كلب وكلاب وغيرهما من قبائل العرب وحبسه في السجن دهرا طويلا، فاعتل وكاد يتلف حتى سئل في أمره فاستتابه وكتب عليه وثيقة وأشهد عليه فيها ببطلان ما ادعاه ورجوعه إلى الاسلام وأنه تائب منه ولا يعاود مثله أطلقه.(5/191)
قال: وكان قد تلا على البوادي كلاما ذكر أنه قرآن أنزل عليه، وكانوا يحكون عنه سورا منها: (والنجم السيار، والفلك الدوار، والليل والنهار، إن الكافر لفي أخطار، امض على سنتك، واقف أثر من كان قبلك، من المرسلين، فإن الله فامع بك زيغ من ألحد في دينه وضل عن سبيله).
قال: وهي طويلة.
وقال أبو علي بن أبي حامد: قال لي أبي: لولا جهله أين قوله: (امض على سنتك) إلى آخر الكلام من قوله الله تعالى: " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين) (1) إلى آخرها وهل تتقارب الفصاحة فيهما أو يشبه الكلامان.
وقيل: إنما قيل له المتنبي لبيت من الشعر قال، وهو: أنا في أمة تداركها الل * ه غريب كصالح في ثمود وكان قد طلب الادب وعلم العربية ونظر في أيام الناس، وتعاطى قول الشعر من حداثته حتى بلغ فيه الغاية التي فاق فيها أهل عصره، وعلا شعراء وقته، واتصل بالامير أبي الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدولة وانقطع إليه، وأكثر القول في مدحه، ثم مضى إلى مصر فمدح بها كافورا الخادم، وأقام هنالك مدة ثم خرج من مصر وورد العراق، ودخل بغداد وجالس بها أهل الادب، وقرئ عليه ديوان شعره.
وكان السيد أبو الحسن محمد بن يحيى العلوي الزيدي يقول: كان المتنبي، وهو صبي، ينزل في جواري بالكوفة، وكان أبوه يعرف بعبدان السقاء، يسقي لنا ولاهل المحلة، ونشأ هو محبا للعلم والادب فطلبه وصحب الاعراب في البادية، فجاءنا بعد سنين بدويا قحا، وان قد تعلم الكتابة والقراءة، فلزم أهل العلم والادب، وأكثر من ملازمة الوراقين فكان علمه من دفاترهم، وكان إذا نظر في ثلاثين ورقة حفظها بنظرة واحدة.
وكان والد المتنبي جعفيا وأمه همدانية صحيحة النسب، كانت من صلحاء النساء الكوفيات.
وسئل المتنبي عن نسبه فقال: أنا رجل أحفظ القبائل وأطوي البوادي وحدي، ومتى انتسبت لم آمن أن يأخذني بعض العرب بمطالبة بينها وبين القبيلة التي أنتسب إليها، وما دمت غير منتسب إلى أحد فأنا أسلم على جميعهم ويخافون لساني.
__________
(1) سورة الحجر 15 / 94 و 95.
[ * ](5/192)
وخرج المتنبي من بغداد إلى فارس فمدح بها عضد الدولة واقام عنده مديدة ثم رجع بريد بغداد فقتل في الطريق بالقرب من النعمانية في شهر رمضان سنة أربع وخمسين وثلاث مئة.
وروى عنه القاضي أبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي البغدادي.
المتوثي: بفتح الميم، وضم التاء المثلثة المشددة ثالث الحروف، وفي آخرها الثاء المثلثة، هذ النسبة إلى متوث (1) وهي بليدة بين قرقوب وكور الاهواز، خرج منها جماعة من العلماء، منهم: محمد بن عبد الله بن زياد بن عماد القطان المتوثي، والد أبي سهل، أصله من متوث، حدث عن إبراهيم بن الحجاج وعبد الله بن الجارود السلمي وغيرهما من البصريين، روى عنه ابنه أبو سهل أحاديث يسيرة.
وابنه أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان المتوثي.
وأبو علي إسماعيل بن إبراهيم المتوثي، من أهل متوث، يروي عن عبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي، ويحيى بن أبي طالب وغيرهما، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وذكر أنه سمع منه بمتوث.
المتوكلي: بضم الميم، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، والواو، وكسر الكاف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المتوكل على الله، واسمه جعفر، والمشهور بالانتساب إليه: أبو السعادات أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبيد الله وهو السفينين بن محمد بن عيسى بن جعفر المتوكل بن محمد المعتصم بن الرشيد هارون بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي المتوكلي: شريف سديد السيرة، حافظ لكتاب الله تعالى، سمع أبا جعفر بن المسلمة وأبا بكر الخطيب وغيرهما، روى لي عنه جماعة من أصدقائنا، وختم القرآن ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان وصعد السطح فوقع منه واندقت عنقه، وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وخمس مئة.
__________
(1) متوث: قلعة حصينة بين الاهواز وواسط (معجم البلدان) وموقعها اليوم قرب الحدود الايرانية العراقية قرب الخليج.
[ * ](5/193)
وأبو علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد المتوكلي الهاشمي، من أهل بغداد، كان شريفا صالحا عالما له معرفة بالادب، سمع أبا الحسن علي بن محمد بن العلاف وغيره، فسمعت منه شيئا يسيرا، وكانت ولادته في سنة سبع وسبعين وأربع مئة.
وأبو الفضل عيسى بن موسى بن أبي محمد بن المتوكل على الله الهاشمي المتوكلي، من أهل بغداد، سمع محمد بن خلف بن المرزبان وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني ومن في طبقتهما، روى عنه أبو علي بن شاذان البزاز، وكان ثقة ثبتا حسن الاخلاق جميل
المذهب، وقيل إنه لازم أبا بكر بن أبي داود في سماع الحديث منه نيفا وعشرين سنة، ومكث طول تلك المدة يشتهي أكل الهريسة في أول النهار فلا يتمكن من ذلك لبكوره إلى مجالس السماع، وكانت ولادته في سنة ثمانين ومائتين وأول سماعه في سنة تسعين ومائتين، وكان سماعه في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وستين وثلاث مئة.
المتويي: بفتح الميم، وضم التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى متويه، وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو: أبو جعفر أحمد بن محمد بن متويه المرو الروذي من أهل مرو الروذ، كان صوفيا، سديد السيرة، عالما حريصا على طلب الحديث وسماعه وكان قد سافر إلى الشام والعراق والحجاز وديار مصر، وأدرك الشيوخ وسمع منهم، وانصرف إلى بلاده، وحدث بها، سمع بمصر أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء، وبتنيس أبا محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله البغدادي، وبالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان، وبدمشق أبا القاسم عبد الرحمن بن عبد العزيز السراج، وبصيدا أبا مسعود صالح بن أحمد بن القاسم القاضي وبميا فارقين أبا الطيب سلامة بن إسحاق بن محمد الشاهد، وبآمد أبا عبد الله الحسين بن أحمد بن سلمة المالكي وغيرهم، روى لنا عنه الاخوان أبو القاسم زاهر وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمد الشحامي بنيسابور، وأبو الفضل عبد الرحمن بن الحسن السيرافي ببنج ديه، وكانت وفاته بعد سنة أربع وستين وأربع مئة فإنه حدث في هذه السنة.
وولده أبو عمرو الفضل بن أحمد المتويي ثقة صالح، سمع أبا سعد الكنجروذي وأبا حفص بن مسرور وغيرهما، سمع منه والدي رحمه الله، ولي عنه إجازة، وسكن مرو بقرية يقال لها لاكملان، وتوفي بها ليلة عيد الفطر من سنة ست وخمس مئة.
وأبو الطيب المطهر بن الفضل المتويي، سمع أباه وأبا منصور محمد بن محمد بن حومكين المشهوري قرأت عليه أحاديث وسكن بأخرة لاكملان أيضا، وكانت ولادته بها في(5/194)
شعبان سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، ووفاته أيضا بقرية لاكملان في شهر ربيع الاول سنة أربع وخمسين وخمس مئة وحمل إلى البلد، ودفن بسنجدان.
وإبراهيم بن محمد بن الحسن بن أبي الحسن المتويي الاصبهاني المعروف بابن متويه، من أهل أصبهان، إمام الجامع، كان ثقة فاضلا، يصوم الدهر، حدث عن المصريين والشاميين والبصريين، مثل يحيى بن سليمان بن نضلة وصالح بن عبد الله بن صالح المقرئ، روى عنه أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الاصبهاني والقاسم بن عبد الله بن محمد الوراق المديني، ومات في سنة اثنتين وثلاث مئة (1).
المتي: بفتح الميم، وتشديد التاء المكسورة المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى اسم بعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو إسحاق محمد بن عبد الله بن جبريل بن مت المتي من أولاد أبي همام الخزرجي، من أهل نسف، سمع إسحاق بن عمر بن مبشر الزاهد وأبا سهل هارون بن أحمد الاستراباذي وأبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي وغيرهم، مات ببخارى في جمادى الاولى سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة، فحمل إلى نسف ودفن بها.
وابنه أبو المظفر عبد الله بن محمد المتي كان حريف أبي العباس المستغفري في المكتب، حدث عن أبيه هارون بن أحمد الاستراباذي وأبي سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي وأبي ذر عمار بن محمد بن مخلد البغدادي روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ، وكانت ولادته سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة، ووفاته في شوال سنة اثنتي عشرة وأربع مئة.
وابنه الآخر أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن جبريل بن مت المتي: سمع أبا عمرو بكر بن محمد بن جعفر بن راهب وأبا بكر محمد بن إبراهيم القلانسي وأبا المعين محمد بن مكحول، وكان يستملي لابي العباس المستغفري، مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة.
وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسين علي بن الحسن بن أحيد بن مت بن جبريل
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 163 (قلت: فاته نسبة الواحدي أبي الحسن علي بن أحمد بن متويه المتويي الواحدي المفسر المشهور).
[ * ](5/195)
الاسكاف البخاري المتي، من أهل بخارى، نسب إلى جده الاعلى، سمع أبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا شجاع الفضيل بن العباس بن الخصيب الهروي وغيرهما، سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وذكر أنه شيخ لا بأس به صالح وسماعه صحيح، ومات يوم السبت الثالث عشر من رجب سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة.(5/196)
باب الميم والثاء المثامني: بفتح الميم والثاء المثلثة، بعدهما الالف، والميم المكسورة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى المثامنة، وكان الملك من ملوك حمير يكون من أصحابه ثمانية ليس في حمير مثلهم، سبعون رجلا دونهم، فإذا مات الملك أخذوا أفضل رجل في الثمانية فصيروه ملكا، وأخذوا رجلا من السبعين فجعلوه في الثمانية، وأخذوا من سائر حمير رجلا من أفاضلهم فصيروه في السبعين.(5/197)
باب الميم والجيم المجاسري: بضم الميم، والجيم المفتوحة، بعدهما الالف، وبعدها السين المكسورة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مجاسر، وهو بطن من طئ، وهو مجاسر بن الصامت بن غنم بن مالك بن سعد بن نبهان.
المجاشعي: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الشين المعجمة، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى مجاشع وهي قبيلة من تميم بن دارم، وهو مجاشع بن دارم بن
مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، والمشهور بالنسبة إليها: أبو قبيصة سكين بن يزيد المجاشعي، يروي عن ميمون بن مهران وعبيد الله بن عبيد بن عمير، روى عنه العراقيون.
والحتات بن يزيد بن علقمة بن حوى بن سفيان بن مجاشع بن دارم المجاشعي، كان ممن هرب من علي بن أبي طالب، وهو القائل.
: لعمر أبيك فلا تجزعي * لقد ذهب الخير إلا قليلا وقد فتن الناس في دينهم * وخلى ابن عفان شرا طويلا وأول الابيات: نأتك أمامة نأيا مخيلا * وأعقبك الشوق حزنا دخيلا وحال أبو حسن دونها * فما نستطيع إليها سبيلا وهو الذي أجاز الزبير بن العوام، وقتل الزبير في جواره فعيره جرير في شعره، وغزا الحتات وحارثة بن قوامة والاحنف، فرجع الحتات المجاشعي وقال لمعاوية: فضلت علي محرقا ومخذلا قال: إني اشتريت منهما دينهما، قال: وأنت فاشتر مني ديني.
قال نصر بن علي الجهضمي: يعنى بالمحرق: حارثة بن قدامة، لانه حرق دار الامارة، والاحنف خذل عن عائشة والزبير رضي الله عنهما.
عقال بن صعصعة بن ناجية بن مجاشع المجاشعي التميمي، يروي عن أبيه، سمع النبي صلى الله عليه وسلم، وأبوه عم الفرزدق قد على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول: (أمك أباك أختك أخاك أدناك(5/198)
أدناك)، وقد سكن البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله: (احفظ ما بين لحييك ورجليك).
وأبو علي عبد الرحيم بن محمد بن مجاشع المجاشعي الاصبهاني، من أهل أصبهان، سكن الرملة بلدة بفلسطين الشام حدث عن الاصبهانيين والشاميين، وحدث بدمشق عن عبيد الله بن علي الرماني، روى عنه أبو عمرو محمد بن أحمد بن إبراهيم المديني.
وأبو الفضل العباس بن محمد بن مجاشع المجاشعي: ينسب إلى جده، من أهل أصبهان، يروي عن محمد بن أبي يعقوب الكرماني بعض مسنده، روى عنه أبو عمرو بن حكيم المديني.
المجاشي: بفتح الميم والجيم، بعدهما الالف، وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى () (1).
وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز (2) المعروف بالمجاشي، من أهل بغداد، سمع الحسن بن علوية القطان وأحمد بن فرج المقرئ والحسن بن الطيب الشجاعي وهشيم بن خلف الدوري وعلي بن إسحاق بن زاطيا ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، روى عنه أبو الفرج بن سميكة القاضي، ومحمد بن طلحة النعالي وابن بكير النجار، وكان ثقة ستيرا كثير الكتب، جميل المذهب والامر، مات في المحرم سنة سبع وستين وثلاث مئة.
وأبو عمرو عثمان بن موسى بن حميد الرزاز المعروف بالمجاشي، حدث عن رضوان بن أحمد الصيدلاني، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز.
المجبر: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الباء الموحدة المشددة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى يجبر الكسير، واشتهر بهذا اللقب: أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بن الحارث بن مالك بن سعد بن قيس بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي بن كلاب المجبر، من أهل بغداد، سمع إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبا بكر محمد بن القاسم بن الانباري ومحمد بن يحيى الصولي وأبا علي
__________
(1) بياض في الاصول جميعا.
(2) في ظ، م، ص، واللباب: (البزاز) وانظر تاريخ بغداد 11 / 306.
[ * ](5/199)
إسماعيل بن محمد بن الصفار وغيرهم، روى عنه أبو القاسم عبد الله بن أحمد الازهري وجماعة، وكان أبو بكر البرقاني ينسبه إلى الضعف، وأما حمزة بن محمد الدقاق فأثنى عليه وقال: كان شيخا صالحا دينا، سمعنا منه كتاب أحكام القرآن لاسماعيل القاضي، وكان يرويه عن إسماعيل الصفار، ثم بلغنا أنه قد ابتدأ يحدث بكتاب الامثال لابي عبيد عن دعلج بن أحمد عن علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد، فمضيت إليه وأنكرت عليه روايته الكتاب، وكان قوم من أصحاب الحديث لقنوه وذكروا له أن دعلجا سمع الكتاب من علي بن عبد العزيز فأعلمته أن ذلك القول باطل، فامتنع من روايته، وكانت ولادته في سنة سبع عشرة وثلاث مئة، ووفاته في رجب سنة خمس وأربع مئة ببغداد.
وأبو الحسين عبد الرحمن بن سيما بن عبد الله بن إسماعيل وقيل هو عبد الرحمن بن سيما بن عبد الله بن سيما المجبر، مولى بني هاشم، كان يسكن بسويقة غالب من بغداد، حدث عن أبي العباس البرتي محمد بن يونس الكديمي وإسماعيل بن محمد الفسوي ومحمد بن عيسى بن أبي قماش وأحمد بن علي الاسفذني ومحمد بن غالب التمام وأحمد بن علي الخراز، روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق وأبو الحسين محمد بن أحمد بن رزق، وأبو علي الحسن بن شاذان البزاز، وكان ثقة، ومات في جمادى الاولى سنة خمسين وثلاث مئة.
المجبر: بضم الميم، وفتح الجيم، الباء المشددة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الراء، عرف بهذه الصفة: أبو عبد الرحمن بن محمد المجبر إنما قيل له المجبر لانه كان قد انكسر فجبر، وكان من أولاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
المجبري: بضم الميم وفتح الجيم، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو محمد بن عبد العزيز المديني المجبري العمري، يروي عن سعيد بن سليمان المساحقي، روى عنه
الزبير بن بكار في كتاب النسب.
المجبستي: بفتح الميم، وضم الجيم، وجزم الباء المنقوطة بواحدة، وفتح السين المهملة، وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى قرية مجبست، وهي من قرى بخارى، والمنتسب إليها: طاهر بن الحسين الواعظ المجبستي.
وأبوه أبو علي منها.
سمع من طاهر أبو كامل البصري.(5/200)
المجبسي: بفتح الميم، وضم الجيم، وسكون الباء الموحدة، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مجبس وهي قرية من قرى بخارى، ولا أدري هي السابق ذكرها أم غيرها، والله أعلم.
ذكر الذي قبل هذا أبو كامل البصيري في كتابه، وذكر هذا من غير التاء غنجار في تاريخه وقال: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن هاشم المجبسي من أهل (1) قرية مجبس، يروي عن سعيد بن أيوب بن أبي إبراهيم الجويباي وأبي عبد الله بن أبي حفص، روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيام.
المجد اباذي: بفتح الميم، وسكون الجيم، والدال المهملة، والباء المنقوطة بواحدة بين الالفين، والذال المعجمة، هذه النسبة إلى قرية مجداباذ، وهي على باب همذان، مشهورة معروفة، نزلت بها يوما وقت انصرافي إلى خراسان من همذان، وكتبت عن خطيبها أحاديث من الاربعين لمحمد بن أسلم الطوسي.
المجدر: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الدال المفتوحة المهملة، وفي آخرها الراء، هذه اللفظة إنما تقال لمن كان به الجدري، فذهب وبقي الاثر، والمشهور بهذه النسبة: نصر بن زيد المجدر، يروي عن مالك بن أنس وشريك بن عبد الله وغيرهما.
وأبو بكر محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، بغدادي يروي عن محمد بن جبير الرازي وأبي مصعب الزهري وغيرهما، روى عنه أبو الفضل عبد الله بن عبد الرحمن الزهري.
المجدواني: بضم الميم، وسكون الجيم، وضم الدال المهملة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مجدوان، وهي قرية من قرى نسف، كانت عامرة فخربت، منها: أبو جعفر محمد بن النضر بن رمضان المؤدب، الزاهد المجدواني، كان عبدا صالحا زاهدا متعبدا مباركا مخرجا شاعرا أديبا بارعا (2)، سمع كتاب غريب الحديث لابي عبيد بن أبي الحسين محمد بن طالب بن علي النسفي وغيره، سمع منه أبو العباس المستغفري: وابنه أبو ذر محمد جعفر بن محمد، وتوفي في شوال سنة سبع وثمانين وثلاث مئة.
وأبو الهيثم أحمد بن عمرو المجدواني النسفي، سكن بسمرقند، سمع أبا عمرو
__________
(1) قال ياقوت: (ويقال لها أو لغيرها من قرى بخارى: مجبس).
(2) في نسخ: (كان عبدا صالحا زاهدا متعبدا أديبا بارعا شاعرا محرجا مباركا).
[ * ](5/201)
محمد بن إسحاق العصفري، ومات بسمرقند في أوائل شهر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وأربع مئة.
المجدوني: بكسر الميم (1)، وسكون الجيم، وبعدها الدال المهملة، هذه النسبة إلى قرية مجدون، وهي من قرى بخارى، ويقول لها العوام، ثردون، ومن هذه القرية: أبو محمد عبد الله بن محمد المجدوني الازدي المؤذن، كان يسكن كلاباذ بخارى، ويعرف بمؤذن ثردون، كان شيخا فاضلا، سمع الكثير عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب السبذموني وأبي بكر محمد بن أحمد بن حبيب البغدادي وجماعة سواهما، وروى عنه أبو عبد الله بن أحمد الحافظ الغنجار وأبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري وغيرهما وذكر أبو كامل البصري الحافظ في كتاب المضاهاة والمضافات وقال: المؤذن المجدوني الازدي، يروي عن حاتم بن إسماعيل مسند يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثونا عنه، وحكوا لنا عنه، أنه كان كبيرا مسنا يميل إلى الجواري والسريات كثيرا يشتريهن ويبيعن (2)، فقيل له في ذلك، فقال: إن عضو الانسان مثل الكلب والجرو لا يهر إلى المعارف ويهر إلى
الاجنبي، حدثني بالحكاية عنه حمزة بن أحمد بن الحافظ رحمه الله ولد المجدوني.
المجذعي: بضم الميم، وفتح الجيم، والذال المعجمة المشددة، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى المجذع وهو من قضاعة، وهو مالك، وهو المجذع بن عمرو بن غنم بن وهب اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
قال ذلك ابن الكلبي في نسب قضاعة.
المجربي: بفتح الميم، وسكون الجيم، وفتح الراء، وفي آخرها الباء الموحدة وهو مجربة بن كنانة بن خزيمة أمه هالة بنت سويد بن الغطريف، من بني البنيت، وقال الزبير عن عمه: مجربة هم بنو ساعدة رهط سعد بن عبادة منهم: المسيب بن شريك بن (3) مجربة بن ربيعة من بني شقرة بن الحارث بن تميم بن مر الفقيه، قاله ابن الكلبي.
المجزمي: بكسر الميم، وسكون الجيم، وفتح الزاي، وفي آخرها ميم أخرى، هذه
__________
(1) في معجم البلدان: (مجدون كأنه جمع صحيح لمجد من قرى بخارى وقد روي بكسر ميمها).
(2) في ظ: (يسيرهن من رسغهن) وفوقها لفظة (كذا).
(3) بعده في اللباب 3 / 167 (قلت: قوله هذا يدل على أنه نظر أن مجربة كنانة قيل إنه مجربة بن تميم وليس كذلك وإنما في كنانة مجربة وفي تميم مجربة بن الحارث كما ذكره).
[ * ](5/202)
النسبة إلى مجزم (1) وهو من بني سامة بن لؤي وهو أبو عبد الله أحمد بن الهيثم بن فراس بن محمد بن عطاء بن شعيب بن خولى بن جديد بن عوف بن ذهل بن عوف بن المجزم بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤي بن الحارث بن سامة بن لؤي المجزمي السامي، صاحب أخبار وحكايات عن أبيه وغيره، روى عنه الحسن بن عليل العتري ومحمد بن موسى بن حماد البربري ومحمد بن خلف بن المرزبان والحسين بن القاسم الكوكبي.
ومحمد بن أحمد الحكيمي.
وعمه أبو فراس محمد بن فراس بن محمد بن عطاء بن شعيب بن خولى المجزمي، له
كتاب نسب سامة بن لؤي.
وذكر ابن الكلبي: العقم بن زياد بن ذهل بن عوف بن المجزم، من بني سامة بن لؤي، قتل يوم الجمل مع عائشة رضى الله عنهما.
المجفري: بضم الميم، وفتح الجيم، وكسر الفاء المشددة، وفي آخرها الراء (2)، هذه النسبة إلى مجفر وهو بطن من تميم بن مر، من ولده الخشخاش (3) بن جناب بن الحارث بن مجفر هو المجفري، له صحبة، يروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (ابنك لا تجني عليه، ولا تجني عليك)، روى عنه حصين بن أبي الحر العنبري.
المجمر: بضم الميم وسكون الجيم، وكسر الميم الاخرى، وفي آخرها راء، واشتهر به: أبو عبد الله بن نعيم بن عبد الله المجمر، مولى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، وقد قيل اسم أبيه محمد، قال أبو حاتم بن حبان: إنما قيل له المجمر لانه كان يأخذ المجمر قدام عمر بن الخطاب رضي الله عنه لذا خرج إلى الصلاة في شهر رمضان.
وقال ابن ماكولا: كان يجمر المسجد، يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه، روى عنه مالك بن أنس والناس، قال مالك بن أنس: لزم نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة.
__________
(1) في اللباب 3 / 168 167 (وهو المجزم بن بكر بن عمرو بن عوف بن عباد بن لؤي).
(2) وفي اللباب 3 / 168 قال ابن الاثير: (قلت: هكذا ضبط السمعاني المجعفري بفتح الجيم وتشديد الفاء والذي ضبطه ابن ماكولا بسكون الجيم وكسر الفاء، وهو مجفر بن كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم وهو أعلم) وانظر الاكمال 7 / 211.
(3) في اللباب 3 / 168: (الحسحاس)، وانظر الاكمال 7 / 212.
[ * ](5/203)
المجندر: بضم الميم، وفتح الجيم، وسكون النون، وكسر الدال، والراء المهملتين، هذه اللفظة لمن يجندر الثياب، وهو أن يضع عليها شيئا ثقيلا يحصل له
الصقال، والمشهور به: أبو القاسم يحيى بن أحمد بن بدر المجندر البغدادي، شيخ صالح مستور، سمع أبا الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزاز، كتبت عنه شيئا يسيرا، عرفنيه أبو الفتوح بن الزوزني، وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.
ومن القدماء أبو عثمان سعيد بن سعد عبد الله البغدادي المجندر.
ذكر أبو القاسم بن الثلاج، أنه حدثه في سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة عن أبي العباس محمد بن يونس الكديمي (1).
المجنون: بفتح الميم، والجيم الساكنة، والواو بين النونين، هذا لقب قيس بن الملوح أحد بني جعدة بن كعب بن سعد بن عامر بن صعصعة، ويعرف بالاكبر، قيل إنه لقب بالمجنون لحبه ليلى وهيمانه بها وكثرة هذيانه، وذهاب عقله أحيانا، وأنسه بالوحش في البراري، وله وقائع وحالات عجيبة، وقال الجنيد: مجنون ليلى من أولياء الله تعالى، ستر حاله بجنونه، وقيل إنما لقب بالمجنون لقوله: جننا بليلى وهي جنت بغيرنا * وأخرى بنا مجنونة لا نريدها المجوجي: بفتح الميم، والواو بين الجيمين، هذه النسبة إلى مجوجا، وهو لقب لبعض أجداد أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الحسن بن بيان المجوجي المؤذن، من أهل بغداد، يعرف بابن مجوجا، كان من أهل الصدق حدث عن علي بن عمرو الحريري وأبي العباس عبد الله بن موسى الهاشمي.
قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: كتبت عنه وكان صدوقا، وذكر لي أنه كان كتب عن حبيب بن الحسن القزاز وأبي بكر بن مالك القطيعي أمالي، وأن كتبه ضاعت، وسألته عن مولده فقال: في رجب من سنة سبع وأربعين وثلاث مئة، ومات في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وأربع مئة، ودفن من الغد في مقبرة باب الكناس.
__________
(1) في اللباب 3 / 168 قال ابن الاثير: (قلت: فاته المجمعي بضم الميم وفتح الجيم وتشديد الميم وآخره عين نسبة إلى
مجمع بن مالك بن كعب بن سعد بن عوف بن خزيمة بن جعفي بطن من جعفي، منهم عبيد الله بن الحر بن عمرو بن خالد المجمع الشاعر الفارس القاتل الجعفي المجمعي، اعتزل عليا عليه السلام ثم خرج على عبيد الله بن زياد بعد قتل الحسين، وخبره مشهور).
[ * ](5/204)
المجوز: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الواو المكسورة، وفي آخرها الزاي والمشهور بالنسبة إليه: الحسن بن سهل المجوز، يروي عن سهل بن بكار، قال ابن ماكولا أظنه كوفيا، روى عنه القاضي محمد بن عبيد الله الانيسي.
المجوسي: بفتح الميم، وضم الجيم، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى سكة من ناحية قطفتا (1) بالجانب الغربي من بغداد، يقال لها درب المجوس، ومن أهل هذا الدرب: أبو الحسن علي بن هارون المغازلي، ويمكن أن يقال له (المجوسي) نسبة إلى هذا الدرب، وأبو الحسن كان شيخا صالحا، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الجوهري، روى عنه عمر بن ظفر المغازلي والمبارك بن أحمد الانصاري.
وأبو سعد المبارك بن علي بن محمد السقطي المجوسي، كان يسكن درب المجوس، شيخ صالح، سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم الزهري، روى لنا عنه أبو المعمر الانصاري، وعمر بن ظفر المغازلي، وكانت ولادته سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة، وتوفي في حدود سنة تسعين وأربع مئة ببغداد.
وأبو الخطاب عبد الصمد بن محمد بن نصر بن محمد بن أحمد بن محمد بن مكرم المجوسي، من أهل بغداد، يسكن ؟ ؟ درب المجوس في جوار ابن شاذان، سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن الزيات وأبا بكر محمد بن عبد الله بن صالح الابهري وأبا القاسم إسماعيل بن سعد بن سويد وغيرهم، سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وقال
كتبت عنه وكان صدوقا، وكانت ولادته سنة ست وستين وثلاث مئة.
ومات في شوال سنة أربعين وأربع مئة.
المجهز: بضم الميم، وفتح الجيم، وتشديد الهاء المكسورة، وفي آخرها الزاي، هذا لمن يحمل مال التجار من بلد إلى بلد، ويسلمه إلى شريكه، ويرد مثله إليه، كان جماعة من المحدثين اشتهروا بهذا مثل:
__________
(1) قطفتا: محلة كبيرة ذات أسواق بالجانب الغربي من بغداد مجاورة لمقبرة الدير التي فيها قبر الشيخ معروف الكرخي رضي الله عنه بينها وبين دجلة أقل من ميل وهي مشرفة على نهر عيسى إلا أن العمارة بها متصلة إلى دجلة بينها القرية محلة معروفة (معجم البلدان).
[ * ](5/205)
أبي الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن منصور المجهز العتيقي الروياني، وهو روياني الاصل، ولد ببغداد، وبكر به في سماع الحديث من أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي وإسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي وأبي الحسن محمد بن المظفر الحافظ وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز وإبراهيم بن أحمد بن جعفر الخرقي وأبي حفص بن الزيات وأبي القاسم الدراكي وأبي بكر الابهري وأبي حفص بن شاهين وأبي عمر بن حيويه الخزاز وغيرهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وأثنى عليه ووثقه، ووصفه بالخيرية وأبو الحسين بن المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، وكانت ولادته في المحرم سنة سبع وستين وثلاث مئة.
ومات في صفر سنة إحدى وأربعين وأربع مئة، ودفن في مقبرة الشونيزي.
وأبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي المجهز، كان مجهزا وقد ذكرته في حرف الشين.
المجهولي: بفتح الميم، وسكون الجيم، وضم الهاء، بعدها الواو، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى طائفة من الخوارج، يقال لهم المجهولية، وهم ضد المعلومية، وهم
من الخازمية إلا أنهم فارقوا المعلومية في المعرفة وقالوا: إن من عرف الله ببعض أسمائه فقد عرفه، وقالوا أيضا: إن أعمال العباد مخلوقة لله وأكفر كل واحد من الفريقين الفريق الآخر.(5/206)
باب الميم والحاء المحاربي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، بعدها الالف وفي آخرها الراء المكسورة، والباء الموحدة، هذه النسبة إلى الجد وإلى قبيلة محارب.
وأما أبو العلاء محارب بن محمد بن محارب القاضي الشافعي المحاربي السدوسي، من ولد محارب بن دثار، من أهل بغداد، حدث عن جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي وعلي بن إسحاق بن زاطيا المخرمي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصفوي وغيرهم، روى عنه عبد الله بن محمد بن إسحاق بن أبي سعد الجواربي وكان عالما بالاصول، وله مصنف في الرد على المخالفين من القدرية والجهمية والرافضة، وتوفي فجأة في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وثلاث مئة (1).
المحاسبي: بضم الميم، وفتح الحاء، وكسر السين المهملة، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه نسبة أبي عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي، وقيل له هذه النسبة لانه كان يحاسب نفسه، وقيل كانت له حصى يعدها ويحسبها حالة الذكر.
والحارث أحد من اجتمع له الزهد والمعرفة بعلم الظاهر والباطن، وحدث عن يزيد بن هارون ومحمد بن كثير الكوفي وغيرهما، روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الطوسي وغيره، وله كتب كثيرة في الزهد وفي أصول الديانات والرد على المخالفين من المعتزلة والرافضة وكتبه كثيرة الفوائد جمة المنافع.
ذكر أبو علي بن شاذان يوما كتاب الحارث في الدماء، فقال: على هذا الكتاب عول أصحابنا في أمر الدماء التي جرت بين الصحابة.
وقال الجنيد: مات أبو الحارث المحاسبي يوم مات وإن الحارث لمحتاج إلى دانق فضة وخلف مالا كثيرا وما أخذ منه حبة واحدة وقال: أهل ملتين لا يتوارثان، وكان أبوه واقفيا.
وقال أبو علي بن خيران
__________
(1) قال ابن الاثير في اللباب 3 / 171 170 (قلت: هذا جميع ما قاله، ولم يذكر شيئا لانه ترك القبائل والبطون المشهورة وذكر من لم يعرفه إلا آحاد الناس.
والذي فاته النسبة إلى محارب وهو عدة، منهم: محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، بطن من قريش، منهم حبيب بن مسلمة الفهري ثم المحاربي وغيره.
ومنهم محارب بن خصفة بن قيس عيلان، منهم طارق بن عبد الله المحاربي، والمؤمل بن أميل المحاربي الشاعر وخلق كثير.
ومنهم محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس ومنهم محارب بن مزيد بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن خطمة بن محارب، وفد هو وأخوه على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغيره.
ومنهم محارب بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة ينسب إليه بعض الشعراء وغيرهم).
[ * ](5/207)
الفقيه " رأيت الحارث المحاسبي في باب الطاق في وسط الطريق متعلقا بأبيه والناس قد اجتمعوا عليه يقول له: طلق أمي فإنك على دين وهي على غيره.
وكان أحمد بن حنبل يكره للحارث نظره في الكلام وتصانيفه الكتب فيه ويصد الناس عنه.
وقال أبو القاسم النصر اباذي: بلغني أن الحارث المحاسبي تكلم في شئ من الكلام فهجره أحمد بن حنبل فاختفى في داره ببغداد ومات فيها ولم يصل عليه إلا أربعة نفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
المحاسني: بفتح الميم، والحاء المهملة، بعدهما الالف، ثم السين المهملة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى المحاسن، وهو بطن من كلب.
قال ابن حبيب: في كلب محاسن، وهو زيد مناة بن عبدود بن عوف بن كنانة بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة.
وقال ابن الكلبي في نسب قضاعة: وبرة بن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو بن عبدود الكلبي، وهو أخو النعمان بن المنذر لامه، وهي سلمة بنت وائل.
وقال ابن الكلبي: إنما سمي زيد مناة بن عمرو بن عبدود محاسنا لانه كان وسيما.
المحاملي: بفتح الميم، والحاء المهملة، والميم بعد الالف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المحامل التي يحمل فيها الناس على الجمال إلى مكة.
وهذا بيت كبير ببغداد لجماعة من أهل الحديث والفقه.
منهم:
أبو عبيد القاسم أبو عبد الله الحسين ابنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي المعروف بابن المحاملي.
فأما أبو عبيد القاسم بن إسماعيل بن محمد بن ابان المحاملي، أخو القاضي أبي عبد الله.
سمع عمرو بن علي ومحمد بن المثنى والفضل بن يعقوب الرخامي والحسن بن شاذان الواسطي ويعقوب الدورقي وأبا الاشعث العجلي.
روى عنه محمد بن المظفر وأبو بكر بن شاذان وأبو الحسن الدار قطني وأبو حفص بن شاهين وأبو بكر بن المقرئ وأبو القاسم الطبراني وأبو حاتم بن حبان.
وكان ثقة صدوقا.
وكانت ولادته في سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
ومات سلخ رجب سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة ببغداد.
وكان اصغر من أخيه بسنتين.
وأخوه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
كان فاضلا صادقا دينا ثقة صدوقا، وأول سماعه الحديث في سنة أربع وأربعين ومائتين، وله عشر سنين وشهد عند القضاة وله عشرون سنة، وولى قضاء الكوفة ستين سنة، سمع يوسف بن موسى القطان وأبا هامش الرفاعي ويعقوب بن أحمد الدورقي والحسن بن الصباح البزار وعمرو بن علي الفلاس ومحمد بن المثنى العنبري وأبا الاشعث أحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن إسماعيل البخاري وخلقا(5/208)
من هذه الطبقة ومن بعدهم.
روى عنه دعلج بن أحمد السجزي وأبو بكر بن الجعابي ومحمد بن المظفر وأبو القاسم الطبراني وأبو بكر بن المقرئ وأبو الحسن الدارقطني وأبو حفص بن شاهين، وآخر من روى عنه أبو عمر بن مهدى وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن البيع، وكان يحضر مجلس إملائه عشرة آلاف رجل، وكانت ولادته في سنة خمس أو ست وثلاثين ومائتين.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين وثلاث مئة.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل الضبي المحاملي، أحد الفقهاء المجودين على مذهب الشافعي.
وكان قد درس على أبي حامد الاسفرايني، فبرع
في الفقه، ورزق من الذكاء وحسن الفهم ما أربى به على أقرانه ودرس في حياة أبي حامد وبعده سمع أبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ ببغداد، ورحل به أبوه إلى الكوفة، فسمع أبا الحسن ابن أبي السري وغيره.
روى عنه أبو بكر الخطيب وأبو القاسم التنوخي، وكان استاذه أبو حامد يقول: أبو الحسن أحفظ للفقه مني.
ذكره أبو بكر الخطيب فقال: اختلفت إليه في درس الفقه وهو أول من علقت عنه، وسألته غير مرة أن يحدثني بشئ من سماعاته فكان يعدني بذلك ويرجئ الامر إلى أن مات.
ولم أسمع منه إلا خبر محمد بن جرير الطبري عن قصة الخراساني الذي ضاع هميانه بمكة.
وكانت ولادته سنة ثمان وستين وثلاث مئة.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وأربع مئة.
وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الضبي المحاملي.
كان صحيح السماع، وكانت سماعاته في كتب أبي الحسين محمد بن أحمد بن القاسم المحاملي، قاله أبو بكر الخطيب.
قال: فأما هو فلم يكن له كتاب، كتبنا عنه، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا سهل بن زياد القطان وحامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبا علي الصواف ودعلج بن أحمد السجزي وعمرو بن جعفر بن سلم وغيرهم.
وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة، وآخر ما حدث في أول سنة ثمان وعشرين وأربع مئة، ولم يرو بعد ذلك شيئا لانه صار أصم لا يسمع ما يقرأ عليه.
ومات في شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وأربع مئة، ودفن في مقبرة باب حرب.
وأبو الحسين محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي المعروف بابن المحاملي.
كان ثقة صادقا خيرا فاضلا.
سمع أبا علي إسماعيل بن محمد الصفار وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد وأبا بكر محمد بن الحسن بن زياد(5/209)
النقاش.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ.
وقال بعد أن اثنى عليه: حضرت مجلسه غير مرة، وسمعت منه، ولم يحصل عندي عنه شئ.
وقال أبو الحسن الدار قطني: أبو الحسين بن المحاملي الفقيه الشافعي الشاهد، حفظ القرآن والفرائض وحسابها والدور، ودرس الفقه على مذهب الشافعي، وكتب الحديث، ولزم العلم ونشأ فيه، وهو عندي ممن يزداد خيرا كل يوم.
مولده سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
قال الخطيب: ومات في رجب سنة سبع وأربع مئة.
وأبو بكر محمد بن علي بن محمد بن سهل بن سليمان بن سالم بن نوح الضبي المحاملي يعرف بابن الامام، من أهل بغداد.
حدث عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة والحسن بن علي العمري وأحمد بن علي الابار وأحمد بن النضر بن محمود وجعفر الفريابي وأحمد بن يوسف بن الضحاك المخرمي وأحمد بن عبيد الله بن عمار.
روى عنه أبو الحسن الدار قطني والمعافى بن زكريا وأبو الحسن بن رزقويه وأبو نعيم الاصبهاني الحافظ.
ولد سنة إحدى وسبعين ومائتين.
ومات في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، قاله محمد بن أبي الفوارس، ثم قال: وكان فيه تسهل لم يكن بذلك.
وأبو الفتح عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن إسماعيل المحاملي من أهل بغداد.
شيخ ثقة مكثر صالح، وهو أخو أبي الحسين الفقيه السابق ذكره، سمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا الحسن علي بن عمر السكري وأبا الحسن علي بن عمر الدار قطني وأبا جعفر عمر بن أحمد بن شاهين وطبقتهم.
سمع منه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو محمد بن عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وأثنيا عليه ووثقاه.
وكانت لشيخنا أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري عنه إجازة صحيحة، قرأت عليه اشياء بإجازته عنه.
ومات عبد الكريم في المحرم سنة ثمان وأربعين وأربع مئة ببغداد.
المحب: بضم الميم، وكسر الحاء المهملة، وفي آخرها الباء الموحدة المشددة.
عرف بهذا اللقب:
أبو القاسم سمنون بن حمزة المحب الصوفي، وقيل أبو الحسن، وقيل: أبو بكر، لكثرة كلامه في المحبة.
كان أحد مشايخ القوم من العباد القوام المجتهدين.
ذكره أبو عبد الرحمن السلمي فقال: سمنون بن حمزة، ويقال سمنون بن عبد الله، كنيته أبو القاسم.
صحب سريا السقطي ومحمد بن علي القصاب وأبا أحمد القلانسي.
ووسوس وكان يتكلم في المحبة بأحسن كلام.
وهو من كبار المشايخ بالعراق.
مات بعد الجنيد.(5/210)
وسمي نفسه: سمنون الكذاب بسبب أبياته التي قال فيها: (من مخلع البسيط): فليس لي في سواك حظ * فكيف ما شئت فامتحني فحصر بوله من ساعته، فسمي نفسه سمنون الكذاب، وقيل كان ورده في كل يوم وليلة خمس مئة ركعة.
وكان يقول: إذا بسط الجليل غدا بساط المجد دخل ذنوب الاولين والآخرين في حواشيه.
وإذا بدت عين من عيون الجود ألحقت المسيئين بالمحسنين.
وانشد سمنون: (من الطويل): كأن رقيبا منك يرعى خواطري * وآخر يرعى ناظري ولسانيا فما خطرت من ذكر غيرك خطرة * على القلب إلا عرجا بفنانيا ومن القدماء أبو الفضل العباس بن أحمد بن يزيد الوشاء المحب، من أهل بغداد.
حدث عن أبي إبراهيم الترجماني وعبد الملك بن عبد ربه الطائي.
روى عنه أبو علي الخطبي وأبو علي بن الصواف، وكان أحد الشيوخ الصالحين الدارسين للقرآن.
ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين.
وأبو القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب من أهل نيسابور.
المحبري: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، والباء المشددة الموحدة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى كتاب جمعه.
وهو محمد بن حبيب المحبري صاحب كتاب المحبر.
حدث عن هشام بن محمد
الكلبي.
روى عنه محمد بن أحمد بن أبي عوانة وأبو سعيد السكري.
وكان عالما بالنسبة وأخبار العرب، موثقا في روايته، ويقال إن حبيبا اسم أمه، وقيل بل اسم أبيه، والله أعلم.
وقال أبو الطاهر القاضي: محمد بن حبيب صاحب كتاب المحبر، حبيب أمه، وهو ولد ملاعنة.
وقال ثعلب: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يمل، فقلت: ويحك أمل مالك ؟ فلم يفعل حتى قمت.
وكان والله حافظا صدوقا الحق، وكان يعقوب أعلم منه، وكان هو أحفظ للانساب والاخبار وتوفي بسر من رأى في ذي الحجة سنة خمس وأربعين ومائتين.
المحبقي: بضم الميم، والحاء المهملة، والباء المشددة الموحدة، وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى: سلمة بن المحبق هو الحكم بن سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي المحبقي.
حدث وروى عنه ابنه أبو عاصم.(5/211)
وابنه حفص بن الحكم بن سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي المحبقي يروي عن أبيه وأبي المليح ورأى الحسن البصري روى عنه أبو عاصم النبيل وموسى بن إسماعيل وغيرهما.
المحبوبي: بفتح الميم، وسكون الحاء المهملة، وضم الباء الموحدة، وفي آخرها باء أخرى، بعد الواو، هذه النسبة إلى محبوب وهو اسم لجد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة: أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي التاجر، من أهل مرو، راوية كتاب الجامع (1).
وابنه أبو محمد عبد الله بن أبي العباس المحبوبي المروزي.
وكان أبوه شيخ أهل الثروة من التجار بخراسان، وإليه كانت الرحلة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقال: دخلت مرو فرأيت أبا محمد يقف بني يدي أبيه، وهو أظرف من رأيت من الاحداث وأحسنهم صورة وبزة، فقدم علينا نيسابور، وقد شاخ، وحدث عندنا، وخرجنا معا في الموسم وحججنا
معا، وجاور بها أبو محمد، وانصرفت إلى خراسان، ثم انصرف إلينا سنة تسع وستين فأقام عندنا بعد الموسم، وحدث وانصرف إلى مرو.
وتوفي في سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة.
حدث عن أبيه.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
المحتسب: بضم الميم، وسكون الحاء، وفتح الباء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى عمل الاحتساب، هو أن يأمر الناس بالمعروف وينهي عن المنكر، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن الحسن بن يحيى بن الاشعث البخاري وهو أبو الحاكم أبي أحمد الورداني جد الرئيس أبي ثابت البخراي.
ومنهم الفقيه أبو حفص أحمد بن أحيد بن حمدان الابرحيني المحسب، من أهل بخارى أيضا.
والحاكم أبو نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب المحتسب صنف وجمع، وكتب ببخارى ومرو.
وكان محتسب بخارى مدة طويلة.
كتب بالشام والعراق عن مشايخها، وعني بطلب الحديث، وكان متقنا، يروي عن أبي العباس بن عقدة الكوفي والحسين بن إسماعيل
__________
(1) في اللباب 3 / 173 (راوية كتاب الجامع للترمذي).
[ * ](5/212)
المحاملي وأبي بكر محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة وأبي محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي وأبي حفص عمر بن أحمد بن علي الجوهري وأبي الاحرز محمد بن عمر بن جميل الطوسي وجماعة يكثر عددهم من أهل الشام والعراق وخراسان وما وراء النهر.
روى عنه أبو سعد الادريسي وأبو عبد الله الغنجار الحفاظان وأبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الصدفي وغيرهم.
ومات ببخارى سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة.
وأبو الحسين أحمد بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسين بن محمد بن موسى المحتسب المعروف بابن التوزي، وقد ذكرناه في التاء وهو من أهل بغداد، ثقة صدوق،
كثير الكتابة قديم حضور مجالس الحديث والسماع.
سمع أبا الحسن بن لؤلؤ الوراق ومحمد بن المظفر وأبا بكر بن شاذان وأبا الفضل الزهري وموسى بن جعفر بن عرفة وأبا حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس والمعافى بن زكريا الجريري وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب.
وكانت ولادته في المحرم سنة أربع وستين وثلاث مئة.
ومات في ظهر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.
المحثلي: بضم الميم، وسكون الحاء المهملة، وفتح الثاء المثلثة، وفي آخرها اللام، هذ النسبة إلى المحتل، وهو من قضاعة.
قال ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة: المحتل بن الجوساء (1) بن عروة بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي من جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن جلوان بن الحاف بن قضاعة.
كان شاعرا.
المحرمي: بضم الميم، وسكون الحاء المهملة، وكسر الراء، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى المحرم، وعرف بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد بن أبان الجوهري المحرمي المحتسب المعروف بابن المحرم، من أهل بغداد، كان أحد غلمان محمد بن جرير الطبري.
حدث عن محمد بن يوسف بن الطباع وإبراهيم بن الهيثم البلدي وأبي إسماعيل الترمذي وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن موسى الشطوي والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن يونس الكديمي.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه ومحمد بن أحمد بن يوسف الصياد وعلي بن أحمد بن الرزاز وأبو علي بن شاذان وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني وغيرهم.
__________
(1) كذا في كل الاصول، وفي نسخة (الجوثاء) وفي اللباب (الحوثاء).
[ * ](5/213)
وقال محمد بن أبي الفوارس: كان يقال في كتبه أحاديث مناكير ولم يكن عندهم بذلك.
وقال أبو بكر البرقاني: هو لا بأس به.
وحكى أن ابن المحرم هذا تزوج امرأة، فلما حملت إليه
جلس في بعض الايام على العادة يكتب شيئا والمحبرة بين يديه، فجاءت أم الزوجة وأخذت المحبرة فضربت بها الارض وكسرتها وقالت: هذه شر على بنتي من ثلاث مئة ضرة.
توفي ابن المحرم في شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، وكانت ولادته في سنة أربع وستين ومائتين.
المحفوظي: بفتح الميم، وسكون الحاء المهملة، وضم الفاء، وفي آخرها الظاء المعجمة، هذه النسبة إلى محفوظ وهو اسم لجد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة: أبو الهيثم نصر بن أبي يعلى أحمد بن محمد بن محفوظ المحفوظي، من أهل نسف، وكان من أمناء التجار ببلدنا، ومن صالحي عباد الله، سمع أبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي.
ومات في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاث مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن محمد بن محفوظ بن معقل المحفوظي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل نيسابور.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأبا العباس الماسرجسي وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو إسحاق المحفوظي شيخ من أهل البيوتات في بيته علماء وعدول وتناء (1)، وكان أحد المجتهدين في العبادة، وعرض علي في آخر عمره أصوله أكثرها بخطه وكلها صحاح، فسمعنا منه.
وتوفي في شهر ربيع الاول سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة، وهو ابن تسع وثمانين سنة.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محفوظ بن معقل المحفوظي، من أهل نيسابور، وينسب إلى جدهم، وهو شيخ عشيرته في عصره، سمع أحمد بن سعيد الدارمي وعبد الله بن هامش بن حيان (2) وأحمد بن منصور المروذي وغيرهم.
روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ وأبو محمد عبد الله بن سعد والمشايخ.
المحكمي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الكاف المكسورة وفي آخرها
__________
(1) سبق شرحه في هذا الجزء.
(2) في م، مط: (وثناء)، وفوق اللفظة في ظ: (كذا).
وثناء: ج تانئ وهو من قولهم: تنأ بالمكان: أقام وقطن.
قال ثعلب: وبلى سمي التانئ.
انظر (اللسان: تنأ).
[ * ](5/214)
الميم.
هذه النسبة إلى المحكمة الاولى، وهم طائفة من الخوارج خرجوا على علي رضي الله عنه بحروراء من ناحية الكوفة مع عبد الله بن الكواء وغياث الاعور وعبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية، وكانوا يومئذ في اثني عشر ألف رجل، وكانوا على جملة الدين إلا في تكفير أهل الذنوب ولم يحدثوا شيئا من بدع الخوارج غير ذلك.
المحكمي: بفتح الميم (1) والحاء المهملة، والكاف المشددة، وفي آخرها الميم هذه النسبة () (2).
وهو أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن بكر بن عيسى الاستراباذي المحكمي، من أهل استراباذ.
كان فقيها فاضلا جميل الظاهر.
له معرفة بالادب، سمع الحديث، وأكثر منه، وعمر حتى حدث وحمل عنه.
سمع ببلده استراباذ أبا عبد الله محمد بن شادي الجبلي، وببغداد أبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري وأبا الحسن علي بن أحمد بن عمر بن الحمامي وأبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز، وبنيسابور أبا بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحيري وأبا سعد محمد بن موسى الصيرفي، وبأصبهان أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي وجماعة كبيرة من الغرباء.
روى لنا عنه أبو بكر هبة الله بن السراج المظفراباذي ولم يحدثنا عنه سواه.
وكانت ولادته أول يوم من رجب سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة.
وتوفي في حدود سنة سبعين وأربع مئة.
المحلمي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد اللام وكسرها، هذه النسبة إلى محلم بن تميم، والمشهور بالانتساب إليه: جعد (3) بن الصلت المحلمي.
يروي عن عكرمة.
روى عنه محمد بن ربيعة.
قاله أبو
حاتم بن حبان.
وثمامة بن عقبة المحلمي.
يروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه عداده في أهل الكوفة.
روى عنه الاعمش وهارون بن سعد.
وأبو عبد الله ناصح بن عبد الله المحلمي، من أهل الكوفة.
كان يسكن في بني محلم
__________
(1) انظر اللباب 3 / 174.
(2) بياض في نسخ واللباب 3 / 174.
(3) في اللباب 3 / 174: (جعفر بن الصلت).
[ * ](5/215)
فنسب إليهم.
يروي عن سماك بن حرب.
روى عنه علي بن هاشم والكوفيون، وكان شيخا صالحا، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، وينفرد بالمناكير عن ثقات مشاهير، غلب عليه الصلاح، فكان يأتي بالشئ على التوهم، فلما فحش ذلك منه استحق ترك حديثه.
وهمام بن يحيى بن دينار العوذي الازدي مولى بني عوذ، قال أبو علي الغساني المغربي: ويقال فيه المحلمي الشيباني، من نسبه في الازد قال العوذي، ومن نسبه في ربيعة بن نزار قال المحلمي الشيباني، وهو محلم بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب، يكنى أبا بكر يعني هماما.
يروي عن نافع وثابت وقتادة.
وقد ذكرناه في العوذي.
المحلي: بفتح الميم، والحاء المهملة، واللام المشددة، هذه النسبة إلى المحلة، وهي بلدة من ديار مصر بين الفسطاط والاسكندرية على النيل، منها: أبو الثريا المحلي، كان فقيها فاضلا، حسن السيرة، تفقه على الفقيه أبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي بالاسكندرية، وبرع في الفقه، وكان يفتى بها بعد سنة عشرين وخمس مئة.
المحمد اباذي: بضم الميم، وفتح الثانية، بينهما الحاء المهملة، وبعدها الدال المهملة، ثم الباء المنقوطة بواحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى محمد اباذ وهي محلة خارج نيسابور، وبها آثار الظاهرية، وهي على ميلين من البلد، وكان بها جماعة من المعروفين والعلماء، منهم: أبو عمرو أحمد بن محمد بن الحسن المحمد اباذي.
وأبو محدث عصره بنيسابور وهو أبو طاهر محمد بن الحسن المحمد اباذي.
روى عنه أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي.
وأبو عمرو هذا سمع عبد الله بن شيرويه في طبقة قبل أبي بكر محمد بن إسحاق، وبعث به أبوه سنة تسع وثلاث مئة إلى أبي لبيد السرخسي وأبي لبابة محمد بن مهدى الابيوردي وأكبرهما، وكان أبو عمرو يحكم بربع الريوند.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: هو لنا صديق، وكان حسن العشرة.
وتوفي في المحرم من سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.
وشهدت جنازته، وصلى عليه الاستاذ أبو سهل، ودفن في مقبرة الظاهرية بمحمداباذ.(5/216)
وأبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد المحمد اباذي.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: كان من أكابر المشايخ الثقات وكان مقدما في معرفة الادب ومعاني القرآن.
سمع بنيسابور أحمد بن يوسف السلمي وعلي بن الحسن الهلالي وحامد بن محمود المقرئ، وكان أول سماعه سنة ثلاث وستين ومائتين.
وسمع بالعراق محمد بن إسحاق الصغاني والعباس بن محمد الدورني ويحيى بن أبي طالب وأقرانهم، سماعهم بها سنة سبعين ومائتين.
وكان كثير الحديث صحيح الاصول.
روى عنه الشيخ أبو بكر بن إسحاق وأبو علي الحافظ وعبد الله بن سعد ومشايخنا، وقد اختلفت إليه أكثر من سنة وسمعت منه الكثير، ولم أصل إلى حرف من سماعاتي عنه، ولم أحدث عنه بشئ من حديثه لكني خرجته في شيوخي لكثرة اختلافي إليه.
وكان أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة إذا شك في شئ من اللغة لا
يرجع فيها إلا إلى أبي طاهر المحمد اباذي.
وتوفي في جمادى الاولى سنة ست وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو الفضل العباس بن الفضل بن الحسن المحمد اباذي النيسابوري سمع بنيسابور أحمد بن يوسف السلمي وعلي بن الحسن الهلالي، وببغداد أبا بكر محمد بن إسحاق الصغاني والعباس بن محمد الدوري وغيرهم.
وكتب الكثير عن أبي حاتم الرازي بالري.
وتوفي في المحرم سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة.
وأبو علي أحمد بن أبي حفص واسمه عمر بن يزيد المحمد اباذي النيسابوري.
سمع بنيسابور إسحاق بن إبراهيم وعمرو بن زرارة وبالري عبد السلام بن عاصم الهسنجاني ومحمد بن حميد، وببغداد أحمد بن منيع وإبراهيم بن سعيد الجوهري، وبالبصرة سوار بن عبد الله القاضي ونصر بن علي الجهضمي، وبالكوفة أبا كريب محمد بن العلاء، وبالحجاز سلمة بن شبيب ومحمد بن يحيى بن أبي عمر وأقرانهم.
روى عنه أبو علي الحافظ ومحمد بن صالح بن هاني ومحمد بن إبراهيم بن الفضل.
وكان يقول: مات إسحاق بن إبراهيم وعمرو بن زرارة سنة ثمان وثلاثين ومائتين وأنا ابن إحدى وعشرين سنة.
وأبو الحسن محمد بن الفضل المحمد اباذي النيسابوري، كان بندارا بجرجان، ثم ترك العلماء وخرج إلى سجستان (1) وبها مات.
يروي عن عبد الله بن مسلم الدمشقي.
روى عنه أبو بكر الاسماعيلي وأبو أحمد بن عدي الحافظ.
ومات بسجستان في سنة ثمان وتسعين ومائتين.
__________
(1) سجستان: ناحية كبيرة جنوب هراة بينهما عشرة أيام (معجم البلدان).
[ * ](5/217)
المحمدي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وفتح الميم المشددة، وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى محمد بن الحنفية بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والمنتسب إليه:
أبو الفضل علي بن ناصر بن محمد بن الحسن بن أحمد بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب المحمدي، من أهل بغداد، نقيب مشهد باب التبن (1)، وكان يسكن الكرخ.
له معرفة بالانساب.
سمع أبا محمد الحسن بن علي الجوهري وغيره.
روى لي عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد الانصاري وأبو طالب بن خضير الصيرفي.
وكانت ولادته سنة إحدى وأربعين وأربع مئة.
وتوفي بعد سنة ست وخمس مئة، فإن أبا بكر بن فولاذ الطيوري سمع منه في هذه السنة.
وطائفة من الامامية، وهم من غلاة الشيعة يقال لهم المحمدية، وإنما قيل لهم المحمدية لانهم ينتظرون خروج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فهم على انتظاره من عهد أبي جعفر المنصور إلى يومنا هذا، مع تواتر الخبر بقتله.
المحمري: بالحاء المهملة المفتوحة بين الميمين أولاهما مضمومة والاخرى مشددة مكسورة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى طائفة من البابكية الخرمدينية يقال لهم المحمرة لانهم لبسوا الحمر من الثياب في أيام بابك، فقيل لهم المحمرة.
والمحمرة هم البابكية في العقيدة، وقيل سموا بذلك لانهم يزعمون أن مخالفيهم من المسلمين حمر.
والتأويل الاول أصح، وقيل إنهم في عقائدهم وإباحة نكاح المحارم كالحمر.
وقال الشعبي: لعن الله الروافض لو كانوا من الطير لكانوا رخما ولو كانوا من الدواب لكانوا حمرا.
والسبب في ابتداء دعوتهم أن نفرا من المجوس يقال لهم الجهار بختيارية جمعهم فتذاكروا ما كان عليه أسلافهم من الملك الذي غلب عليه المسلمون فقالوا لا سبيل لنا إلى دفعهم عنهم بالسيف لكثرتهم وقوتهم، ولكن نحتال بتأويل شرائعهم على وجوه يعود أمرها إلى موافقة أديان الاسلاف من المجوس، وقالوا في هذه الحيلة: بايدار.
وقال أبو عبادة البحتري فيهم:
__________
(1) في نسخ: (باب البيت) وهو تصحيف.
وباب التبن محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر، ويلصق بهذا الموضع مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم، ويعرف قبره بمشهد باب التبن.
وهو الآن زمن
ياقوت محلة عامرة ذات سور.
وانظر معجم البلدان.
[ * ](5/218)
تلك المحمرة الذين تهافتوا * فمشرق في غيه ومغرب ناهضتهم والبارقات كأنها * شعل على أيديهم تتلهب سلبوا وأشرفت الدماء عليهم * محمرة فكأنهم لم يسلبوا المحمودي: بفتح الميم وسكون الحاء المهملة، وضم الميم الاخرى، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى محمود وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وبين المحمودية بمرو مشهور معروف بالعلم، وبيت المحمودية بالسلطنة والملك معروف بغزنة والبلاد.
وأما أبو محمد أحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن مغلس المحمودي المعدل البخاري، كان من أهل بخارى.
يروي عن أبي منصور محمد بن الحسن بن محمد بن قديد المقرئ السغدي.
وتوفي في سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.
وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمود بن مجاهد بن خلف بن يانة بن كلاب المحمودي، كان على حكومة آمل جيحون.
ذكرته في الياني.
وأبو زكريا يحيى بن يحيى بن عبد الله بن محمود البخاري، من أهل بخارى.
سمع بخراسان علي بن محتاج وأبا جعفر بن الجوزجاني وعبد الله بن محمد بن يعقوب، وبالعراق إسماعيل بن محمد الصفار.
سمع منه أبو عبد الله الحاكم الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو زكريا المحمودي إمام أهل الحديث في عصره ببخارى وابن إمامها.
ورد نيسابور متفقها سنة تسع وثلاثين.
ثم انصرف من العراق وأقام مدة ثم وردها بعد ذلك رسولا من السلطان.
ومات ببخارى في صفر سنة أربع وثمانين وثلاث مئة وأغلقت الحوانيت بوفاته.
وأبو سعد عمر بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن أبي ذر المحمودي الطالقاني.
سكن جده بلخ.
وأبو سعد هذا كان فاضلا لطيف الطبع حسن السيرة كثير العبادة.
سمع أبا علي الحسن بن علي الوخشي الحافظ وأبا المظفر منصور بن محمد بن
أحمد البسطامي وغيرهما.
سمعت منه ببلخ وكان قد ولي القضاء مدة ببلخ.
ولد في شهر رمضان سنة سبع وخمسين وأربع مئة.
وتوفي في شهر رمضان سنة ست وأربعين وخمس مئة.
المحمويي: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين وفي آخرها الياء آخر الحروف بعد الواو.
هذه النسبة إلى الجد وهو محمويه.
والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه المحمويي عم جابر بن ياسين، من أهل بغداد، سكن البصرة.
حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي(5/219)
وأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد المقرئ.
روى عنه القاضي أبو عبد الله الحسين بن علي الصيمري.
وابن أخيه أبو الحسن جابر بن ياسين بن الحسن بن محمويه المحمويي الحياني ذكرته في الحاء المهملة.
المحمي: بالحاء المهملة الساكنة بين الميمين أولاهما مفتوحة، هذه النسبة إلى محم، وهو بيت كبير بنيسابور يقال لهم المحمية منهم أبو علي الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن النضر بن محمد بن محم المحمي من أهل نيسابور، كان ثقة عدلا.
قدم بغداد وحدث بها عن علي بن محمد بن حبيب وأبي صخر محمد بن مالك المروزيين وأبي العباس الاصم وأبي علي الحافظ النيسابوري وأحمد بن سهل البخاري الفقيه وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم الازهري ومحمد بن طلحة النعالي.
وابن أخيه أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله المحمي، من أهل نيسابور من بيت الزعامة والثروة، وكان جده الشيخ الرئيس أبو الحسن المحمي.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: كان أبو محمد في عنفوان شبابه لا يشتغل إلا بالعلم والاختلاف إلى أهله، ولقد رأيته يناظر مناظرة حسنة، ويعلق في مجلس الاستاذ أبي الوليد بخط يده، ثم اشتغل بالضياع والثروة بعد ذلك سمع عبد الله بن محمد الشرقي وأقرانه ولم يحدث.
توفي
في رجب سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة.
ودفن في داره بملقباذ (1).
وعمه وهو أخو السابق ذكره أبو منصور عبيد الله بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن النصر المحمي بن أبي الحسن، من أهل نيسابور الرئيس ابن الرئيس، وكان من أحسن الناس ديانة ونصيحة للمسلمين، وأكثرهم احتياطا للراعي والرعية ومن أكثرهم تركا لكل ما لا يعنيه.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأبا علي الحسن علي بن نصر الطوسي وأبا عمرو أحمد بن محمد الجرشي وأبا الوفاء المؤمل بن الحسن الماسرجسي، حدث بشئ يسير، وقرأ عليه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكر قصة في تاريخه أنه لم يسمع منه أحد سواه ومات في رجب سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، وصلى عليه القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الجرشي، وكان الرئيس أبو منصور خاله.
وأبو القاسم النضر بن أبي العباس محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن النضر بن
__________
(1) في نسخ (بلمقاباذ) وملقاباذ: محلة بأصبهان وقيل بنيسابور (معجم البلدان).
[ * ](5/220)
محمد المحمي الحفيد، من أهل نيسابور.
سمع أبا علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وأبا القاسم بن مروية المزكي وأقرانهم، وخرج له الفوائد وأملى وحدث سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي في شعبان سنة خمس وتسعين وثلاث مئة.
المحولي: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد الواو المفتوحة، هذه النسبة إلى المحول وهي قرية على فرسخين من بغداد، وهي إحدى متنزهاتها، والمشهور بالنسبة إليها: أبو جعفر المحولي العابد أحد الزهاد المنقطعين إلى الله.
روى عنه أبو إبراهيم الترجماني كلامه.
وأبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام الآجري المحولي، إنما قيل له المحولي
لانه يسكن موضعا ببغداد يقال له باب المحول، لعل (1) هذا الباب يخرج منه المقاصد إلى المحول.
وأبو بكر صاحب التصانيف الكثيرة المليحة.
حدث عن محمد بن أبي السري الازدي والزبير بن بكار وأبي بكر بن أبي الدنيا وأحمد بن أبي خيثمة وأحمد بن منصور الرمادي.
روى عنه أبو أحمد بن عدي الحافظ وأبو عمر بن حيويه الخزاز وأبو بكر بن الانباري وأبو جعفر بن بريه الهاشمي.
وتوفي في سنة تسع وثلاث مئة.
وأبو عبد الله أحمد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي، أخو محمد بن خلف، وكان الاصغر، صاحب أخبار وملح وأشعار، وله تصانيف وروايات عن عبد الله بن أبي سعد الوراق وأحمد بن أبي طاهر وأبي بكر بن أبي الدنيا وأبي سعيد السكري وغيرهم.
حدث عنه أبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، ومات سنة عشر وثلاث مئة.
وأبو الازهر الضحاك بن سليمان بن سالم المحولي، من أهل المحول، وكان شاعرا فاضلا عارفا باللغة والادب، رأيت اسمه في مشيخة أبي المعمر الانصاري فسألته عنه فقال لي هو يعيش بالمحول فخرجت إليه وكتبت عنه أقطاعا من شعره.
__________
(1) في نسخ: (لعل من هذا الباب يخرج القاصد إلى المحول).
[ * ](5/221)
باب الميم والخاء المخبزي: بفتح الميم، وسكون الخاء المنقوطة وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وبعدها زاي، هذه النسبة إلى المخبز، وهو موضع يخبز فيه الرغفان وإلى الساعة موضع ببغداد، داخل دار الخليفة يقال له المخبز والمشهور بهذه النسبة: أبو الفرج أحمد وأبو الفتح عبد الوهاب ابنا عثمان بن الفضل بن جعفر المخبزي، من أهل بغداد، قال أبو بكر الخطيب: كانا يعرفان بابني المخبزي، وحدثا عن أبي القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، كتبت عنهما جميعا.
قلت روى لي عن أبي الفرج بن المخبزي أبو محمد يحيى بن علي بن محمد بن الطراح المدير ببغداد.
وأما أبو
الفتح عبد الوهاب كانت ولادته في سنة تسع وسبعين وثلاث مئة، ومات في رجب من سنة خمسين وأربع مئة.
المخدوجي: بفتح الميم وسكون الخاء المعجمة، وضم الدال المهملة، بعدها الواو، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مخدوج وهو بطن من قضاعة، وهو مخدوج بن الحر بن فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
المخراقي: بكسر الميم، والخاء المعجمة الساكنة (1)، بعدها الالف، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى مخراق، وهو اسم لجد إسماعيل بن داود بن عبد الله بن مخراق المديني المخراقي.
يروي عن مالك بن أنس وسليمان بن بلال والدراوردي وإسماعيل بن أبي أويس.
روى عنه محمد بن ميمون الخياط المكي وبكر بن خلف ورزق الله بن موسى البصري.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الامام: سمعت أبي يقول: هو ضعيف الحديث.
المخرمي: بفتح الميم، وسكون الخاء المنقوطة، وفتح الراء المهملة المخففة، هذه النسبة إلى المسور بن مخرمة بن (2) نوفل بن عبد مناف القرشي، والمنتسب بهذه النسبة: أبو عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة المخرمي من أهل المدينة،
__________
(1) انظر اللباب 3 / 178.
(2) في اللباب 3 / 178: (أهيب بن).
[ * ](5/222)
يروي عن سهيل بن أبي صالح وسعيد المقبري روى عنه العراقيون وأهل المدينة.
وكان كثير الوهم في الاخبار حتى يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، فإذا من الحديث صناعته شهد أنها مقلوبة، فاستحق الترك.
مات سنة سبعين ومائة.
ومحمد بن عبد الله المخرمي المكي، قال ابن ماكولا: لعله من ولد مخرمة بن نوفل يروي عن محمد إدريس الشافعي، روى عنه عبد العزيز بن محمد بن الحسن المعروف بابن زبالة.
وأما أبو بكر محمد بن إسحاق بن بسار القرشي المخرمي، صاحب السيرة، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف أدرك جماعة من التابعين، وهو من أهل المدينة.
المخرمي: بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وتشديد الراء المكسورة، هذه النسبة إلى المخرم، وهي محلة ببغداد مشهورة، وإنما قيل له المخرم لان بعض ولد يزيد بن المخرم نزلها فسميت به.
قاله ابن الكلبي.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد بن الحافظ وإبراهيم بن محمد الكرخي ببغداد، قالا: أخبرنا إسماعيل بن مسعدة الجرجاني أنا حمزة بن يوسف الحافظ أنا أبو عبد الله بن عدي الحافظ، أنا أحمد بن الحسين بن ابن إسحاق الصوفي سمعت عباسا الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: دارنا بوقا وسويقة قطوطا، والمخرم معدن الكذابين ومفيض السفل، والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد خلف بن سالم المخرمي، يروي عن يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي.
قال أبو حاتم بن حبان: خلف بن سالم كان من الحفاظ المتقنين، حدثنا عنه أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، مات في آخر رمضان سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو عثمان سعدان بن نصر بن يزيد المخرمي، من أهل بغداد، يروي عن ابن عيينة، روى عنه العراقيون وأبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البحتري الرزاز، وكان ممن عمر.
مات ببغداد.
ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي القاضي أبو جعفر، يروي عن إسماعيل بن عليه ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدى وأزهر بن سعد السمان ويزيد بن هارون ووكيع بن الجراح وغيرهم، وكان ثبتا عالما، أخرج عنه البخاري في صحيحه، وأبو حاتم الرازي ويعقوب بن سفيان وإبراهيم الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي وابن صاعد، وآخر من(5/223)
حدث عنه الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي، حدث عن سعيد بن محمد الجرمي والفضل بن غانم وعبيد الله بن عمر القواريري وسري السقطي.
روى عنه أبو علي بن الصواف وأبو عبد الله بن العسكري وأبو حفص بن الزيات وأبو الفضل الزهري وغيرهم.
ومات في شهر رمضان سنة أربع وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن جعفر العطار المخرمي النحوي، يلقب خرتك.
حدث عن الحسن بن عرفة وعباس بن محمد الدوري.
روى عنه محمد بن المظفر وأبو الحسن علي بن عمر الدار قطني.
وأبو بكر محمد بن حميد بن سهل بن إسماعيل بن شداد المخرمي، من أهل بغداد، سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب وجعفر بن محمد الفريابي والهيثم بن خلف الدوري وقاسم بن زكريا المطرز وأبا العباس البراثي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني وأبو الفتح هلال بن محمد الحفار وعلي بن المظفر الاصبهاني وبشرى بن عبد الله الرومي وأبو نعيم الحافظ.
قال أبو الحسن بن الفرات قال محمد بن حميد المخرمي كان عنده أحاديث غرائب، كتب مع الحفاظ القدماء إلا أنه كان منه تخليط في أشياء قبل أن يموت ولا أحسبه تعمد ذلك لانه كان جميل الامر إلا أن الانسان تلحقه الغفلة.
وقال محمد بن أبي الفوارس الحافظ: محمد بن حميد المخرمي كان فيه تساهل شديد، وكان سمع حدثثا كثيرا إلا أنه كان منه شره، ومات في شهر ربيع الاول سنة إحدى وستين وثلاث مئة.
وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قاضي حلوان.
سمع يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير، وأبا أسامة وصفوان بن عيسى وأزهر بن سعد، وكان من أحفظ الناس للاثر، وأعلمهم بالحديث.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وأبو حاتم الرازي ويعقوب بن سفيان وإبراهيم
الحربي وأبو عبد الرحمن النسائي ومحمد بن محمد بن الباغندي ويحيى بن محمد بن صاعد والحسين بن إسماعيل المحاملي.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال لي أبي: كتبت حديث عبد الله عن نافع عن ابن عمر (كنا نغسل الميت، فمنا من يغتسل ومنا من لا يغتسل) قال: قلت: لا، قال: وفي ذلك الجانب المخرمي شاب يقال له محمد بن عبد الله يحدث به عن أبي هشام المخرومي عن وهيب فاكتبه عن.
وذكره نصر بن أحمد بن نصر فقال: كان(5/224)
من الحفاظ المتقنين المأمونين ومات في سنة أربع وخمسين ومائتين.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن أيوب بن صبيح المخرمي، سمع سفيان بن عيينة ويحيى بن سليمان وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وعلي بن عاصم وعبد الله بن نمير وأسباط بن محمد وبكر بن بكار وروح بن عبادة.
روى عنه علي بن حسنويه القطان ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد والحسين بن يحيى بن عياش وإسماعيل بن محمد الصفار.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي، وهو صدوق.
قال محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قال بسر من رأى وكان عبد الله بن أيوب المخرمي يقرب إلي فخرج توقيع الخليفة بتقليده القضاء.
فانحدرت في الحال من سر من رأى إلى بغداد حتى دققت على عبد الله بن أيوب بابه فخرج إلي، فقلت: له: البشرى ! فقلت: له: البشرى ! فقال: بشرك الله بخير، وما هي ؟ ! قال: قلت: خرج توقيع السلطان بتقليدك القضاء لاحد البلدية إما سر من رأى أو بغداد.
قال: فأطبق الباب وقال: بشرك الله بالنار.
وجاء أصحاب السلطان إليه فلم يظهر إليهم فانصرفوا ومات في جمادى الاولى سنة خمس وستين ومائتين وقد جاز التسعين.
ومن القبائل: قال الدار قطني: وأما مخرم فهو وردان وحيدة ابنا مخرم بن مخرمة بن قرط بن جناب من بني العنبر وفدا إلى النبي صلى الله عليه وآله فأسلما ودعا لهما.
وقال ابن دريد: يزيد بن مخرم الحارث أبو الحارثي من ولد صاحب المخرم ببغداد.
المخزومي: بفتح الميم، وسكون الخاء المعجمة، وضم الزاي، وفي آخرها الميم،
هذه النسبة إلى قبيلتين: إحداهما تنسب إلى بني مخزوم بن عمرو.
ومخزوم قريش هو مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب.
والمشهور بالنسبة إليهم: عبد الله بن عكرمة بن عبد الرحمن المخزومي.
وأبو عمر محمد بن عبد الرحمن بن يزيد بن محمد بن حنظلة بن أبي سلمة بن سفيان بن عبد الاسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة المخزومي، من أهل مكة، ولي القضاء ببغداد بعد محمد بن عمر الواقدي، وكان قد سمع الحديث من ابن جريج.
روى عنه محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي، واستقضاه موسى الهادي على مكة.
وأقره الرشيد حتى صرفه المأمون فولاه قضاء بغداد أشهرا ثم صرفه.
قال عبد الله بن مصعب: كنت عند أمير المؤمنين الرشيد، فقال له بعض جلسائه في محمد بن عبد الرحمن: هو حدث السن وليس مثله يلي القضاء، فقلت: لا تضيع فتي من قريش في مجلس أنا فيه،(5/225)
فاقبلت عليهم وقلت: هل عاب الله أحدا بالحداثة، أمير المؤمنين حدث السن أفتعيبونه ؟ ! وقد قال الله تعالى: (سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) فقال لهم أمير المؤمنين: صدق، أنا حدث السن أتعيبونني بالحداثة.
وأقره على القضاء.
وأبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد بن محمد بن يحيى بن حليس بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة المخزومي السلامي.
وذكرته في السنن.
وأما مخزوم بن المغيرة فالمنتسب إليه جماعة منهم: أبو عبد الرحمن بن الحارث المخزومي (1).
المخشلبي: بفتح الميم والشين المعجمة، بينهما الخاء الساكنة، واللام المفتوحة، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى المخشلب، وهو خرز والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر محمد بن الاصبغ بن محمد القرقساني (2) المخشلبي، من أهل قرقيسيا.
يروي عن مؤمل بن إهاب.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ الاصبهاني وسمع منه بقرقيسياء.
مخشي: بفتح الميم، وسكون الخاء المعجمة، هذه اللفظة لها صورة النسبة، وهي اسم، والمشهور بها: مخشي بن حمير الاشجعي، حليف بني سلمة، كان من المنافقين، وسار مع النبي صلى الله عليه وآله إلى تبوك وأرجفوا به ثم تاب، وقيل فيه نزلت: (إن تعف عن طائفة منكم تعذب طائفة) وقتل يوم اليمامة شهيدا.
__________
(1) بعدها في اللباب 4 / 179 (قلت: لم يذكر مخزوم بن عمرو من أي القبائل هو ولا بعض من ينسب إليه، وهو مخزوم بن عمرو بن..وفاته: النسبة إلى مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بطن من عبس، منهم خالد بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم الذي يقال فيه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم الفارس الشاعر عنترة بن شداد.
وفاته النسبة إلى مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن حارث بن تميم بن سعد بن هذيل بطن من هذيل، ينسب إليه كثير، منهم عمرو بن عميس بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم وهو ابن أخي عبد الله بن مسعود، كان عاملا لعلي بن أبي طالب عليه السلام فقتله الضحاك بن قيس الفهري بالقطقطانة).
(2) اختلفت المصادر في رسم اللفظة.
ونسبته إلى قرقيسياء وهي بلد على نهر الخابور قرب رحبة مالك بن طوق (معجم البلدان).
[ * ](5/226)
ومخشي بن معاوية شيخ من أهل البصرة.
يروي عن هشام بن عروة وغيره.
روى عنه عمر بن شبة وغيره.
وأمية بن مخشي له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
روى عنه ابن ابنه المثنى بن عبد الرحمن بن أمية بن مخشي ومسلم بن مخشي يروي عن ابن الفراسي روى عنه بكر بن سوادة، حديثه عند البصريين.
أم حجير بنت سفيان بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مخشي بن قيس، هي أم فاطمة
بنت المغيرة بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي.
قاله شبل.
وأحمد بن إبراهيم بن مخشي الفرغاني بن أخي طخشي المصري، مصري.
يروي عن عبيد الله بن سعيد بن عفير.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأحمد بن حاتم بن مخشي البصري.
يروي عن عبد الواحد بن زياد وحماد بن زيد.
روى عنه أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي.
المخلدي: بفتح الميم، وسكون الخاء المعجمة، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مخلد، وهو اسم لجد بعض المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد الهروي المخلدي النيسابوري، يروي عن أبي الطاهر بن السراج وأبي الربيع بن أخي رشدين وأحمد بن سعيد الهمذاني وطبقتهم.
روى عنه أبو عمرو الحيري وأبو بكر بن علي وأبو حفص بن حمدان وغيرهم.
وأبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن مخلد بن شيبان المخلدي من أهل نيسابور.
يروي عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج وأبي بكر أحمد بن الحسن الذهبي وأبي الوفاء المؤمل بن الحسن الماسرجسي وأبي حامد الاعمش وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ ووثقه وجماعة سواه مثل أبي بكر يعقوب بن أحمد بن الصيرفي وأبي حامد أحمد بن الحسن الازهري.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ فقال: أبو محمد المخلدي شيخ العدالة وبقية أهل البيوتات في عصرة، وهو صحيح الكتب والسماع، متقن في الرواية، صاحب الاملاء في دار السنة.
وتوفي في الخامس من رجب سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.
وأما أخوه أبو عمرو يحيى بن محمد بن أحمد المخلدي.
سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن الشرقي وأخاه أبا محمد عبد الله ومكي بن عبدان التميمي.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو عمرو المخلدي كان من مشايخ أهل البيوتات ومن(5/227)
العباد المجتهدين، وقرأ القرآن، وختن يحيى بن منصور القاضي على ابنته، ورفيق أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران المقرئ في أسفاره وسماعهما بالعراق والشام معا بعد الثلاثين، وحدث بكتاب التاريخ لابي بكر بن أبي خيثمة عن ذاك الشيخ الواسطي عنه.
وتوفي في الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة، ودفن في مقبرة باب معمر وهو ابن ثمان وسبعين سنة.
وجدهم أبو محمد الحسن بن علي بن مخلد بن شيبان المطوعي المخلدي سمع بنيسابور إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعمرو بن زرارة ومحمد بن رافع، وبالعراق أحمد بن منيع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، وبالحجاز هارون بن موسى الفردي وعبد الجبار بن العلاء وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ وجماعة وذكر حفيده أنه مات سنة تسع وتسعين ومائتين.
المخلص: بضم الميم، وفتح الخاء، وكسر اللام، وفي آخرها الصاد، هذا الاسم لمن يخلص الذهب من الغش ويفصل بينهما، واشتهر به أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا المخلص، من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا صالحا مكثرا من الحديث.
سمع أبا بكر بن أبي داود السجستاني وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأحمد بن سليمان السوسي وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري ورضوان بن أحمد الصيدلاني وجماعة من أمثالهم.
روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو القاسم الازهري وأبو محمد الخلال وهبة الله بن الحسن اللالكائي وأبو القاسم التنوخي وأبو الحسين بن البقور في جماعة كثيرة من المتقدمين والمتأخرين آخرهم الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي الصوفي.
وكانت ولادته في شوال سنة خمس وثلاث مئة، وأول سماعه في ذي القعدة سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة من ابن بنت منيع البغوي.
ومات في شهر رمضان من سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة، وله ثمان وثمانون سنة.
المخلطي: بضم الميم، وفتح الخاء المعجمة، وفتح اللام المشددة، وفي آخرها
الطاء، هذه النسبة إلى بيع المخلط وهو الفاكهة اليابسة من كل جنس إذا خلط ببعضها ببعض، فيقال لمن يبيع هذا (المخلطي)، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد الدباس المخلطي، من أهل بغداد، كان قد شدا طرفا من الفقه على أبي يعلي محمد بن الحسين بن الفراء القاضي، وسمع الحديث(5/228)
منه، ومن أبي علي الحسن بن غالب بن المبارك المقرئ وغيرهما.
روى لنا عنه أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الازجي الانصاري.
وتوفي في جمادى الاولى سنة ثمان وخمس مئة ودفن بباب حرب.
المخولي: بالخاء المعجمة، وتشديد الواو، وفي آخرها اللام، والمشهور بهذه النسبة: إسحاق بن عبد الله المخولي الكوفي، يروي عن أبي إسحاق السبيعي.
روى عنه إسماعيل بن محمد بن جحادة.
المخي: بفتح الميم، والخاء المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى مخة وهي اسم أخت بشر بن الحارث الحافي.
وأبو حفص عمر بن منصور بن نصر الكاتب المخي هو ابن بنت مخة أخت بشر، روى عن بشر بن الحارث حكايات، حدث عنه عبد الله (1) بن أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى السمسار وجعفر بن محمد الصندلي.
المخي: بضم الميم، ثم الخاء المعجمة المشددة، هذه النسبة إلى مخ وهو اسم لجد أبي الحسين (2) عبد الله بن علي بن عبد الله بن المخ المعدل (3) الصيداوي المخي، من أهل صيدا.
سمع أبا الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي.
روى عنه أبو الحسن علي بن هبة الدين ماكولا الامير الحافظ وذكر أنه كتب بصيدا في حجرة البيع في ذي الحجة سنة ستين (4) وأربع مئة وقال: ما وجدت عنده غيره، يعني الثاني في معجم شيوخ ابن
جميع، أفادينه سعيد الادريسي بصور.
__________
(1) وانظر اللباب 3 / 182.
(2) وانظر اللباب 3 / 182.
(3) (العدل) وانظر اللباب 2 / 182.
(4) في اللباب 3 / 182: (ست).
[ * ](5/229)
باب الميم والدال المدائني: بفتح الميم، والدال المهملة، وكسر الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها، وفي آخرها نون، هذه النسبة إلى المدائن، وهي بلدة قديمة مبنية على الدجلة، وكانت دار مملكة الاكاسرة على سبعة فراسخ من بغداد.
والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله المدائني، يروي عن ربعي بن خراش، روى عنه عمرو بن هرم.
وأبو الهيثم خالد بن القاسم المدائني، كان يوصل المقطوع ويرفع المراسيل ويسند الموقوف، وأكثر ما فعل ذلك بالليث بن سعد، لا يحل كتبة حديثه.
روى عنه عيسى بن أبي حرب الصفار.
وأبو جعفر عبد الله بن المسور بن عون بن أبي جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدائني، سكن المدائن، يروي عن المدائنيين روى عنه خالد بن أبي كريمة، كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، ويرسل من الاخبار ما ليس لها أصول على قلة روايته لا يحتج بخبره وإن وافق الاثبات.
كان يحيى بن معين يكذبه.
وأبو عثمان هشام بن لاحق المدائني، روى عن عاصم الاحول، روى عنه العراقيون، منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به لما أكثر من المعلومات عن أقوام ثقات.
وأبو القاسم الزبير بن سعيد بن سليمان بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي المدنيي المدائني، من أهل المدينة، نزل المدائن وسكنها، حدث بها عن محمد بن المنكدر وعن علي بن يزيد بن ركانه.
روى عنه جرير بن حازم وسعد بن زكريا المدائني وعبد الله بن المبارك وأبو عاصم النبيل وغيرهم، وكان صعبا في الرواية.
وقال أبو بكر المرو الروذي: سألت يعني أحمد بن حنبل عن الزبير بن سعيد فلين أمره.
وقال صالح جزرة: الزبير بن سعيد كان بالبصرة.
روى حديثين أو ثلاثة، مجهول.
وسلام بن صبيح المدائني، حدث عن منصور بن زاذان.
روى عنه أبو معاوية محمد بن خازم الضرير.(5/230)
وأبو المنذر سلام بن سليمان المدائني الضرير، وقيل أبو العباس، وهو ابن أخي شبابة بن سوار.
سكن دمشق بأخرة، وحدث عن مغيرة بن مسلم السراج ومسلمة بن الصلت وعبد الرحمن المسعودي وشعبة بن الحجاج وأبي عمرو بن العلاء وورقاء بن عمر وبكر بن خنيس، روى عنه سليمان بن توبة النهرواني ومحمد بن عيسى بن حيان وعبد الله بن روح المدائنيان وهارون بن موسى الاخفش ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقيان.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع أبي منه بدمشق، وسئل عنه فقال: ليس بالقوي.
وقال أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني: سلام الثقفي المدائني الضرير يقال له الدمشقي لمقامه بدمشق، وهو منكر الحديث.
وأبو صالح شعيب بن حرب المدائني، وهو من أبناء خراسان.
سمع شعبة وسفيان الثوري وزهير بن معاوية ومحمد بن مسلم الطائفي.
روي عنه موسى بن داود الضبي ويحيى بن أيوب المقابري وأحمد بن حنبل ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني، وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأراد أن يتزوج امرأة فقيل لها: إنه سيئ الخلق، فقالت: اسوأ خلقا منك من أحوجك أن تكون سيئ الخلق فقال: إذا أنت امرأتي.
وذكر أبو
حمدون المقرئ يقول: ذهبنا إلى المدائن إلى شعيب بن حرب، وكان قاعدا على شط الدجلة، وكان قد بنى كوخا، وطها خبزا معلقا في شريط، ومطهرة، يأخذ كل ليلة رغيفا يبله في المطهرة ويأكله، فقال بيده هكذا وإنما كان جلدا وعظما، قال فقال أرى هنا بعد لحما والله لاعملن في ذوبانه حتى أدخل إلى القبر وأنا عظام تقعقع، أريد السمن للدود والحيات، فبلغ أحمد بن حنبل قوله فقال: شعيب بن حرب حمل على نفسه في الورع.
وقيل إنه خرج إلى مكة، ومات بها سنة ست وتسعين وقيل سنة سبع وقيل سنة تسع وتسعين ومئة.
وأبو عبد الله محمد بن عيسى بن حيان المدائني.
يروي عن سفيان بن عيينة ومحمد بن الفضل بن عطية وشعيب بن حرب ويزيد بن هارون والحسن بن قتيبة وعلي بن عاصم وعثمان بن عمر بن فارس.
روى لنا عنه الحسن بن علي المعمري وأبو بكر بن أبي داود وأبو بكر بن مجاهد المقرئ والحسين بن إسماعيل المحاملي وأبو عمرو بن السماك الدقاق وغيرهم، ضعفه الدار قطني.
وقال الحاكم أبو أحمد الحافظ: محمد بن عيسى المدائني حدث عن مشايخه بما لم يتابع عليه.
قال: سمعت من يحكي أنه كان مغفلا لم يكن يدري ما الحديث، وسأل أبو بكر الخطيب أبا القاسم هبة الله بن الحسن الطبري عنه فقال: صالح ليس يرفع عن السماع، ولكن كان الغالب علهي إقراء القرآن.(5/231)
وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي شعيب (1) المدائني مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي، وهو بصري سكن المدائن، ثم انتقل عنها إلى بغداد فلم يزل بها إلى حين وفاته، وهو صاحب الكتب المصنفة.
روى عنه الزبير بن بكار وأحمد بن أبي خيثمة والحارث بن أبي أسامة.
قال يحيى بن معين غير مرة: اكتب عن المدائني كتبه.
وكان أبو العباس ثعلب يقول: من أراد أخبار الجاهلية فعليه بكتب أبي عبيدة، ومن أراد أخبار الاسلام فعليه بكتب المدائني.
ذكر الحارث بن أبي أسامة أن أبا الحسن المدائني سرد الصوم قبل موته بثلاثين سنة، وأنه كان قد قارب مئة سنة، فقيل له في مرضه: ما تشتهي.
قال:
أشتهي أن أعيش، وكان مولده ومنشأه بالبصرة، ثم صار إلى المدائن بعد حين ثم صار إلى بغداد، فلم يزل بها حتى توفي بها في ذي القعدة سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان عالما بأيام الناس وأخبار العرب وأنسابهم عالما بالفتوح والمغازي وراوية للشعر صدوقا في ذلك.
ذكر غيره أنه مات في سنة خمس وعشرين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة.
ومن القدماء اسم لا نظير له في الاسماء وهو أبو الربيع هلوات المدائني روى عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر ومجاهد روى عنه الثوري.
المدركي: بضم الميم وسكون الدال المهملة، وبعدها الراء، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى أجداد المنتسب، وهو مدرك، والمشهور بهذه النسبة: أبو عاصم سعيد بن أحمد بن مدرك المدركي الزاهد الباشاني.
يروي عن أبي علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء الهروي.
روى عنه أبو إسماعيل عبد الله محمد بن علي الانصاري (2) في أماليه.
المدلجي: بضم الميم، وسكون الدال المهملة، وكسر اللام وفي آخرها جيم، هذه النسبة إلى بني مدلج، وهم من القافة الذين يلحقون الاولاد بالآباء، منهم: سراقة بن جعشم وقيل سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي.
وأخوة مالك بن جشم المدلجي.
يروي عن سراقة، روى عنه ابنه عبد الرحمن بن مالك بن جعشم.
وصخر بن عبد الله بن حرملة المدلجي.
يروي عن أبي سلمة وعامر بن عبد الله بن
__________
(1) انظر اللباب 3 / 182 (سيف).
(2) في اللباب 3 / 183 (أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الانصاري).
[ * ](5/232)
الزبير.
روى عنه بكر بن مضر.
وأبو العباس المدلجي.
يروي عن أبي الزبير رضي الله عنه.
روى عنه أبن أخته
محمد بن عطاء بن يحنس.
وأبو نضلة حبان بن خالد بن عبد الله بن معاذ بن وهب بن كعب بن معاذ بن عتوان بن عمرو بن مدلج المدلجي قاضي مصر لهشام بن عبد الملك.
وكان رجلا صالحا توفي سنة خمس عشرة ومئة.
وأبو معاوية مسلم بن مخشي المدلجي، يعد في المصريين.
روى عن ابن الفراسي، روى عنه بكر بن سوادة الحزامي.
هكذا قال ابن أبي حاتم الرازي عن أبيه.
يعمر بن خالد المدلجي، روى عنه عبد الرحمن بن وعلة، روى عنه الليث بن سعد (1).
المدوري: بضم الميم، وفتح الدال، وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى المدور، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه والمشهور به: أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن سليمان بن إبراهيم بن موسى بن يزيد بن أبي المدور الازدي المدوري، يعرف ابن أبي المدور نسبوه في موالي الازد، يروي عن شعيب بن يحيى وغيره.
توفي في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
المدويي: بفتح الميم، وضم الدال المهملة، بعدها الواو، وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى مدوة (2)، وهي إحدى القرى الخمس التي يقال لها: بنج ديه، بلدة معروفة بخراسان، خرج منها جماعة من المحدثين، وكتب بها عن جماعة، منها: أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف بن عبد الرحمن المدويي العاملي، يروي عن أبي محمد عبد الله بن أحمد الشير نخشيري المروزي، روى عنه أبو
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 182 (منهم مجزر المدلجي له صحبة أيضا، وخلق كثير.
قلت فاته: المدلجي: نسبة إلى مدلج: بن ميزن بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم، منهم حوى بن معاذ بن عبد الله بن قيس بن عبد هلال بن القلمس بن مدلج العذري المدلجي).
(2) انظر اللباب 3 / 183 (مدويه).
[ * ](5/233)
القاسم هبة الله عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بمدوه (1).
المديانكثي: بضم الميم، وسكون الدال المهملة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، والنون الساكنة بعد الالف، وفتح الكاف، وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى مديا نكث وهي من قرى بخارى، منها: أبو الخضر الياس بن حفص البخاري المديانكثي، رحل إلى العراق، سمع أبا محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي وأبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي وإسماعيل بن إسحاق القاضي ومحمد بن غالب بن حرب وغيرهم، روى عنه أحمد بن خالد بن الخليل البخاري وجماعة.
المدير: بضم الميم، وكسر الدال المهملة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الراء، هذا الاسم لمن يدير السجلات التي حكم بها القاضي على الشهود حتى يكتبوا شهادتهم عليها، ويقال ببغداد لهذا الرجل في ديوان الحكم (المدير) واشتهر بهذا الاسم: أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الطراح المدير، من أهل بغداد، كان شيخا خيرا صالحا، سمع أبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران العبدي وغيره، روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي الحافظ وذكر أنه توفي في العشر الاول من ذي الجة سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة.
وابنه أبو محمد يحيى بن علي المدير، شيخ صالح كثير الخير ساكن وكان فوض إليه هذا الشغل، يعني الادارة، في مجلس القاضي الزينبي وكان من أولاد المحدثين، مكثرا من الحديث، صاحب أصول، سمع أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن محمد بن المأمون الهاشميين وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة المعدل
وأبا الفرج أحمد بن عثمان المخبزي وأبا بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وطبقتهم.
سمعت منه الكثير وانتخبت عليه من أجزائه، وكانت ولادته في سنة تسع وخمسين وأربع مئة، وتوفي يوم الجمعة الرابع من شهر رمضان سنة ست وثلاثين وخمس مئة ودفن بالشونيزية.
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 183 - 184 (قلت فاته: المدويي: مثل ما قبله إلا أنه بتشديد الدال نسبة إلى مدويه، وهو والد محمد بن مديه، روى عن الفضل بن دكين، روى عنه أبو عيسى الترمذي).
[ * ](5/234)
وأبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن عقيل الساوي المعروف بسيط المدير، من أهل بغداد، كان فاضلا في علم الكلام والجدل وله يد باسطة فيه، سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي.
سمعت منه أحاديث يسيرة.
وكانت ولادته في سنة تسع وستين وأربع مئة.
المديني: بفتح الميم، وسكون الدال المهملة، وفتح الياء آخر الحروف، وفي آخرها النون، على وزن المفعلي، وهذا النسب: لابي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن مدين الاصبهاني المديني، نسب إلى جده من أهل أصبهان، يروي عن أبي بكر بن أبي عاصم، وأبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزاز وغيرهما.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردوية الحافظ.
المديني: بفتح الميم، والدال المهملة المكسورة، بعدها الياء آخر الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى عدة من المدن، منها مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله أكثر ما ينسب إليها يقال المدني والمديني، وإلى مدينة بغداد، وإلى مدينة أصبهان، وإلى مدينة نيسابور، وإلى المدينة الداخلة بمرو، وإلى مدينة بخارى، وإلى مدينة سمرقند، وإلى مدينة نسف، وغيرها من المدن (1).
فأما النسبة إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأكثر من أن تحصى، والمعروف بهذه النسبة:
أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي المعروف بابن المديني، كان أصله من المدينة، ونزل علي بالبصرة هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات، وقال ابن المديني يروي عن حماد بن زيد، عنه أبو خليفة وشيوخنا.
مات ليومين بقيا من ذي القعدة يوم الاثنين سنة أربع وثلاثين ومائتين، ودفن بالعسكر، مولده سنة اثنتين وستين ومئة في شهر ربيع الاول، وكان من أعلم أهل زمانه بعلل حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، محمد رحل وجمع وكتب وصنف وحفظ وذاكر.
وقد قال الامام محمد بن إسماعيل البخاري في هذا حرفا اسابه أبو بكر الشحامي بنيسابور أنا أبو محمد السمرقندي أنا أبو بشر بن هارون أنا أبو سعد الادريسي الحافظ، حدثني مظفر بن منصور الفقيه الطوسي بسمرقند، سمعت محمد بن محمد بن يحيى بن بشر القراب
__________
(1) أضاف ياقوت لفظة (مدينة) إلى خمس عشرة بلدة هي: بالاضافة إلى ما ذكر السمعاني: مدينة الانبار، ومدينة جابر، ومدينة قبرة، ومدينة محمد بن الغمر، ومدينة مصر، ومدينة موسى بقزوين، ومدينة النحاس.
[ * ](5/235)
الهروي بسمرقند يقول: سمعت محمد بن سليمان بن فارس يقول سمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: المديني هو الذي اقام بالمدينة ولم يفارقها والمدني الذي تحول عنها وكان منها.
والثاني هو المنسوب إلى مدينة مرو منهم: أبو روح حاتم بن يوسف المديني العابد.
قال أبو حاتم بن حبان: من أهل مرو من المدينة الداخلة، يروي عن ابن المبارك عن مبارك بن فضالة حديث (ليأتي على الناس زمان) روى عنه محمد بن أحمد بن حكيم.
ومنهم أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى المديني، من المدينة الداخلة بمرو، حدث عن أحمد بن سعيد الرباطي.
روى عنه أحمد بن سعيد المعداني والحاكم أبو الفضل الحداد وغيرهما، وفيهم كثرة.
والثالث منسوب إلى مدينة نيسابور وهي المدينة التي لم يستول الغز عليها ولم يقدروا على نهبها، منها: أبو عبد الله محمد بن الحسين بن عماره المديني.
سمع إسحاق بن راهويه ومحمد بن رافع وغيرهما.
وأبو بكر محمد بن نعيم بن عبد الله النيسابوري المديني.
سمع قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، روى عنه من الاقران محمد بن إسماعيل البخاري وأبو العباس السراج وبعدهما أبو حامد بن الشرقي ومكي بن عبدان والطبقة.
وسليمان بن محمد بن ناجية.
المديني من نيسابور يروي عن أحمد بن سلمة.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن سعد بن أيوب المديني، سمع أبا بكر بن خزيمة وأبا العباس السراج، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
ومن المتأخرين أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن الاخرم المديني المؤذن، إمام فاضل ورع، سمع أبا عبد الرحمن السلمي، وأبا زكريا المزكي وأبا القاسم السراج وغيرهم، سمع منه والدي، وروى لنا عنه جماعة كثيرة بخراسان والعراق وتوفي (سنة أربع) وتسعين وأربع مئة وكانت ولادته بعد سنة أربع مئة.(5/236)
والرابع منسوب إلى مدينة أصبهان، وهي جي (1)، سمعت بها عن جماعة من أهلها الحديث، وفي المحدثين المنتسبين إليها كثرة استغنينا عن ذكرهم بشهرتهم فإن من كان من الاصبهانيين يقال له (المديني) فهو من هذه المدينة.
ومن القدماء أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رستم المديني.
كتب بالشام عن أبي اليمان، وبمصر عن ابن أبي مريم وأبي صالح كاتب الليث، وبالعراق عن أبي نعيم وقبيصة، وكان ثقة ثبتا.
وأبو الفضل الخصيب بن الفضل بن محمد بن الفضل بن محمد بن سلم بن عوذ بن سلامة
الحنفي المديني، ومحمد بن سلم هو أخو الخصيب بن سلم، ومات الخصيب سنة ثمان وعشرين ومائتين، وكان سمع من بكر بن بكار، وكان على خراج أصبهان.
وأبو الحسين أسيد بن عاصم بن عبد الله الثقفي المديني، من مدينة أصبهان، ثقة، هو أخو محمد بن عاصم وهم إخوة محمد وعلى والنعمان وأسيد بنو عاصم.
روى أسيد عن سعيد بن عامر ومحمد بن عبد الوراث والبصريين وعن الحصين بن حفص الاصبهاني.
روى عنه أبو العباس.
وتوفي سنة سبعين ومائتين وصلى عليه إسماعيل بن أحمد.
ومن مدينة أصبهان أبو بكر عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام المديني التيمي.
كان ثقة مأمونا، ذكر أنه كان يمتنع من التحديث ثم رأى رؤيا فحدث وكان من عباد الله الصالحين، وذكر عن أبي عبد الله الكسائي، قال: قدم عبد الله بن المغيرة أصبهان، فذهب إلى عبد الله بن محمد بن النعمان فاستأذن عليه فلما رآه أكب عليه يقبله، فقيل له في ذلك فقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ومعه رجلان، فقلت: من هذان يا رسول الله ؟ فقال: هذا أبو بكر الصديق وهذا عبد الله بن محمد بن النعمان، فالذي أقدمني أصبهان رؤية هذا الشيخ وهو الذي رأيته مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
وكان يروي عن أبي ربيعة زيد بن عوف وأبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم.
روى عنه أبو محمد غياث بن محمد بن غياث المعدل وعبيد الله بن أحمد بن علي بن الجارود وأبي علي أحمد بن
__________
(1) أصبهان منهم من يفتح الهمزة وهم الاكثر، وكسرها آخرون منهم السمعاني وأبو عبد البكري وهو اسم للاقليم، وكانت مدينتها (جي) ثم صارت اليهودية.
قال ياقوت نقلا عن منصور بن باذان: وكانت مدينة أصبهان بالموضع المعروف هو الآن يعرف بشهرستان وبالمدينة، فلما سار بخت نصر وأخذ بيت المقدس وسبي أهلها حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان فبنوا لهم في طرف مدينة جي محلة ونزلوها وسميت باليهودية، ومضت على ذلك الايام والاعوام فخربت جي وما بقي منها إلا القليل وعمرت اليهودية.
فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية (معجم البلدان) (أصبهان، جي، اليهودية).
[ * ](5/237)
محمد بن عاصم الاصبهانيون.
وتوفي يوم الاحد من سنة إحدى وثمانين ومائتين.
وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن اشكاب المديني، من أهل أصبهان، تحول في آخر عمره إلى خانكنجان وسكنها، وكان حافظا صنف المسند والشيوخ، حدث عن الحسين بن أبي زيد ويوسف بن سلمان وغيرهما.
روى عنه غياث بن محمد بن غياث وإسحاق بن إبراهيم بن يزيد وجماعة، ومات سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة.
والخامس إلى مدينة المبارك بقزوين منها: أبو يعقوب يوسف بن حمدان المديني القزويني، كان يسكن مدينة المبارك من قزوين.
سمع أبا حجر ومحمد بن حميد الرازي وغيرهما، روى عنه علي بن محمد بن مهروية القزويني.
ومات سنة ثلاث وثلاث مئة.
والسادس إلى مدينة بخارى، خرج منها جماعة من العلماء والائمة منهم من المتأخرين.
أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عثمان المديني البزدوي، شيخ صالح سديد ورع يديم الصوم ويتهجد بالليل.
صحب يوسف الهمذاني والزاهد الصفار وسمع الحديث من أبي محمد الزبيري وأبي اليسر البزدوي وأبي بكر النسفي وغيرهم.
وأخوه أبو حفص عمر بن أبي بكر المديني الصابوني.
شيخ سديد له الاحساء إلى الفقراء.
سمع مشايخ أخيه وسمعت منهما بمدينة بخارى.
وقرابتهما أبو أحمد محمود بن أبي بكر بن محمد بن علي بن يوسف الصابوني المديني شيخ صالح كثير الخير، سمع أبا بكر محمد بن عمر الثيابي وأبا القاسم علي بن عمر القارئ ومن بعدهما، سمعت منه في داره بمدينة بخارى وكانت ولادته سنة خمس وثمانين وأربع مئة.
والسابع منسوب إلى مدينة سمرقند، وهي الساعة باقية مسكونة معمورة منها: أبو بكر إسماعيل بن أحمد المديني السمرقندي، يروي عنه أبي عمر الحوضي، روى
عنه محمد بن عيسى الغزال.
وأبو محمد محمد بن عبيد الله بن محمد المديني السمرقندي.
روى عنه أبو سعد الادريسي.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن صالح بن مساور البزار المديني السمرقندي، يروي(5/238)
عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وطبقته.
ومحمد بن عيسى بن قريش بن فرقد المديني الغزال السمرقندي.
يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي وجماعة كثيرة سواهم.
وشيخنا أبو المعالي محمد بن نصر بن منصور بن علي بن محمد بن محمد بن يعلي بن الفضل بن طاهر بن سلمة بن علقمة بن علاثة بن عوف بن أحوص بن خالد بن كلب بن صعصعة بن عامر العوفي العامري الخطيب المدنيي السمرقندي.
تفقه على علي بن محمد البرجدي والسيد أبي شجاع العلوي، وكان شيخا مسنا كبيرا جليل القدر، سمع السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني وأبا علي الحسن بن عبد الملك النسفي وأبا الحسن علي بن محمد بن الحسين البزدوي وغيرهم.
سمعت منه الكثير في داره بسمرقند، وكان قد ناطح المئة سنة.
وذكر غيره أن مولده سنة أربع وخمسين وأربع مئة، وتوفي في شعبان سنة خمسين وخمس مئة، وصلى عليه بمصلى السيد البغدادي ودفن بجاكرديزه، وحضرت الصلاة عليه، وكان الجمع كثيرا جدا خار عن العد والاحصاء.
والثامن منسوب إلى مدينة نسف وهو: أبو الفضل جعفر بن الصديقي المديني.
قال المستغفري: من المدينة الداخلة، يعني نسف، روى عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وجماعة من أهل العراق وخراسان، وكان يحفظ من الحكايات والاشعار والنتف والملح من أهل العراق وغيرهم ما لا يحصى روى عنه محمد بن
زكريا بن الحسين وأحمد بن يعقوب بن يوسف وأحمد بن عبد العزيز المكي وغيرهم..مات قبل أبيه.
وأبو محمد حماد بن شاكر بن سورة بن ونوسان الوراق المديني النسفي، قال أبو العباس المستغفري: من المدينة الداخلة، ثقة جليل.
روى عن محمد بن إسماعيل البخاري الجامع وروى عن أبي عيسى الترمذي وعيسى بن أحمد العسقلاني ومحمد بن الفضل العابد البلخيين.
ارتحل إلى الشام والعراق.
روى عن أهل بلده والغرباء، سمع منه أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي الجامع، وروى عنه محمد بن زكريا بن الحسين وأهل بلده والغرباء.
مات في يوم الاثنين لسبع بقين من ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاث مئة.(5/239)
باب الميم والذال المذاري: بفتح الميم، والذال المعجمة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مذار، وهي قرية بأسفل أرض البصرة.
هكذا ذكره أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي الحافظ، والمشهور بهذه النسبة: الاخوة الثلاثة: أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين بن المذاري، من هذا الموضع، سكن والده بغداد وولد له بها الاولاد، وأبو الحسن المذاري هذا كانت له ثروة ونعمة، سمع أبا الحسن علي بن أبي طالب المكي وأبا يعلي محمد بن الحسين بن الفراء وأبا الحسين محمد بن أحمد بن الآبنوسي وغيرهم، روى عنه أبو المعمر الانصاري وأبو نصر بن المكرم الصوفي وتوفي في ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مئة، ودفن بباب حرب.
وأخوه أبو المعالي أحمد بن محمد بن الحسين بن المذاري، شيخ مستور سديد، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري البندار وأبا علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البناء الحافظ وغيرهما.
كتبت عنه كتاب (من عاش بعد الموت) لابي بكر بن أبي الدنيا وغيره وأخوهما أبو السعود عبد الرحمن بن محمد بن الحسين بن المذاري، سمع أبا الغنائم
محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق وغيره.
سمعت منه أحاديث يسيرة ببغداد.
ومن القدماء أبو جعفر محمد بن أحمد بن زيد المذاري، من أهل البصرة، يروي عن محمد بن عبد الله الانصاري والبصريين، روى عنه عبد الله بن قحطبة.
ومن القدماء جناب بن الخشخاش المذاري، ولي القضاء بميسان والمذار، وسأذكره في الميم مع الياء إن شاء الله.
المذحجي: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وكسر الحاء المهملة والجيم، هذه النسبة إلى مذحج، وهي قبيلة من اليمن.
أخبرني عمي أبو محمد الحسن بن أبي المظفر السمعاني بمرو وأبو طاهر محمد بن أبي بكر السنجي ببلخ وأبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب البحير اباذي (1) بنيسابور قالوا أنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد التاجر أنا أبو
__________
(1) في ظ (بحراباد) وفي م، مط: (البحر ابادي) وكلاهما تصحيف.
ونسبته إلى بحبراباذ وهي من قرى مرو، ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب.
أنظر معجم البلدان (بحيراباذ).
[ * ](5/240)
القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج أنا أبو الحسن عبدوس الطراثفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سليمان الشاذكوني ثنا عبد الله بن واقد عن صفوان بن عمر السكسكي عن شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن عايذ عن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أكثر القبائل في الجنة مذحج.
والمنتسب إليها قيس بن الحارث المذحجي الحمصي يروي عن الصنابحي.
روى عنه أبو عبيد حاجب بن سليمان بن عبد الملك.
وأبو الحسن كثير بن شهاب بن عاصم بن مالك المذحجي، من ولد أسد الله بن سعد العشيرة، وهو قزويني، روى عن محمد بن سعيد بن سابق وعبد الله بن الجراح القوهستاني والحسن بن محمد الطنافسي قال ابن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه بقزوين وهو صدوق.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد الدوري وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز وغيرهم.
ومات في سنة اثنتين وسبعين ومائتين.
وأبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن عبد الله المذحجي الرملي.
قدم أصبهان ونزل سكة القصارين.
وحدث بأحاديث من حفظه وأخطا فيها.
وكان يروي عن آدم بن أبي إياس ومحمد بن رمح المصري.
روى عنه أحمد بن إسحاق الاصبهاني وتوفي بأصبهان سنة ثمان وثمانين ومائتين.
وأحمد بن معاوية بن وديع المذحجي.
روى عن الحر بن وسيم العابد.
روى عنه محمد بن وهب بن عطية الدمشقي.
المذعوري: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وضم العين المهملة، وفي آخرها الراء بعد الواو، هذه النسبة إلى مذعور.
وهو: أبو عبد الله محمد بن عمرو بن سلميان بن أبي مذعور البغدادي المذعوري، من أهل بغداد سمع عبد العزيز بن محمد الدراوردي وعبد العزيز بن أبي حازم وعمر بن أبي خليفة العبدي ومعاذ بن معاذ العنبري والوليد بن مسلم الدمشقي ويزيد بن زريع ونحوهم.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وجماعة آخرهم الحسين بن إسماعيل المحاملي.
وكان ثقة وثقه الدار قطني.
المذكر: بضم الميم، وفتح الذال المعجمة، وكسر الكاف، وفي آخرها الراء، هذه(5/241)
اللفظة لمن يذكر ويعظ، واشتهر بها: أبو محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن القاسم بن محمد بن عبد الرحمن الزهري المذكر، من ولد عبد الرحمن بن عوف، وهو ابن أبي الفضل المتكلم الاشعري، سمع أبا حامد بن بلال هو أحمد بن محمد بن بلال وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وأقرانهما.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ ثم قال: وصحبني عند أبي النصر بطوس وعند المحبوبي والسياري
بمرو وسمع معنا الكثير، وكان يصوم الدهر ويختم القرآن في كل يومين.
وتوفي في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة.
دخلت عليه يوم وفاته باكرا فبكى كثيرا وقال: استودعك الله أيها الحاكم فإني راحل.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن عبد العزيز بن شاذان المذكر الرازي، من أهل الري، كان مليحا ظريفا، صحب يوسف بن الحسين الرازي ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو بكر الرازي المذكر وكان قد جمع من كلام التصوف وأكثر، ورد نيسابور سنة أربعين وثلاث مئة، والمشايخ متوافرون، وهو محمود عند جماعتهم في التصوف، وصحبة الفقراء ومجالستهم، فعلقت في ذلك الوقت عنه حكايات المتصوفة، ثم اجتمعنا ببخارى سنة خمس وخمسين وكتبت بخطي خمسة أجزاء من تلك الحكايات لبعض الصدور بها، وقرأتها عليه بحضرته، ثم إني دخلت الري سنة سبع وستين فصادفته بها وهو ينتسب إلى محمد بن أيوب، فأخبرني عبد العزيز بن أبان أنه أملى عليهم محمد بن عبد الله بن محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس البجلي، فقلت لعبد العزيز: لا تذكر هذا لاحد حتى التقي به، فخلوت به، وذكرته عنه، فانزجر وترك ذلك النسب، ولو سمع أهل الري بذلك لتولد منه ما يكرهه، فإن محمد بن أيوب لم يعقب ولدا ذكرا قط ثم التقينا بنيسابور سنة سبعين وثلاث مئة، وما كنت رأيته قبل ذلك يحدث بالمسانيد، فحدث عن علي بن عبد العزيز وأقرانه والله تعالى يرحمنا وإياه وتوفي بنيسابور يوم الاحد الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن علي بن الحسن المذكر المؤدب، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو بكر المذكر شيخ لحياني صالح، كان يؤدب في سكة عيسى بن ماسرجس، ويذكر في المسجد وغير موضع، سمع أبا خليفة القاضي وبابوية ابن خالد وعبدان الاهوازي وغيرهم.
كتبنا عنه قديما، ثم عمر بعد ذلك، وتوفي بعد الاربعين والثلاث مئة، وقبل الخمسين بلا شك.(5/242)
وأبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن عمر المذكر، من أهل نيسابور.
وأبوه أبو علي المذكر، أظن قد ذكرناه في الباء الموحدة وفي البرنوذي.
وأبو العباس هذا سمع إبراهيم بن علي الاهلي، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: أبو العباس المذكر هو ابن أبي علي، يعني البونوذي الذي كتبنا عنه وأوثق من أبيه وتوفي شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين وثلاث مئة.
وأبو محمد عبد الله بن أبي القاسم عمر بن عبد الله بن الهيثم المذكر من أهل أصبهان، كان دينا فاضلا خيرا مكثرا من الحديث، يروى عن الوليد بن أبان ومحمد بن سهل بن الصباح والحسن بن محمد الداركي والحسن بن محمد بن دكة وأبي القاسم بن أخي أبي زرعة وغيرهم، روى عنه أبو بكر بن مردوية الحافظ، وعائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية وغيرهما.
المذهبي: بفتح الميم، وسكون الذال المعجمة، وكسر الهاء، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى المذهب، وعرف به بعض أجداد: أبي علي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن أحمد بن وهب شبيل بن فروة بن واقد المذهبي التميمي الواعظ المعروف بابن المذهبي من أهل بغداد، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان وأبا الحسن علي بن عمر الدار قطني، قال أبو بكر أحمد بن علي الخطيب: كتبنا عنه وكان يروي عن ابن مالك مسند أحمد بن حنبل بأسره وكان سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه فإنه الحق اسمه فيها وكذلك فعل في أجزاء من فوائد ابن مالك، وكان يروي عن ابن مالك أيضا كتاب الزهد لاحمد بن حنبل ولم يكن له أصل عتيق، وإنما كانت النسخة بخط كتبها بأخره، وليس بمحل للحجة سألته عن مولده فقال: في سنة خمس وخمسين وثلاث مئة ومات في ليلة الجمعة سلخ شهر ربيع الآخر من سنة أربع وأربعين وأربع مئة ودفن بباب حرب.
المذيا مجكثي: بكسر الميم، وسكون الذال المعجمة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الميم، وسكون الجيم، وفتح الكاف، وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى قرية من رساتيق كرمينية (1) يقال لها مذيامجكث، منها:
__________
(1) كرمينية: هي بلدة من نواحي الصغد كثيرة الشجر والماء بين سمرقند وبخاري بينها وبين بخارى ثمانية عشر فرسخا.
[ * ](5/243)
أبو محمد جعفر بن محمد بن حاجب المذيا مجكثي، كان صحيح السماعات، يروي عن عبد الله بن منصور الخرعانكثي (1) صاحب محمد بن إسماعيل البخاري كان قدم دبوسية (2) سنة سبع وخمسين وثلاث مئة وكتبنا عنه بها أظنه مات قبل الستين والثلاث مئة.
المذيانكني: بضم الميم، وسكون الذال المعجمة، والياء المفتوحة آخر الحروف، بعدها الالف، ثم النون، والكاف المفتوحة، وفي آخرها النون هذه النسبة إلى مذيانكن، وهي قرية من قرى بخارى منها: أبو الخضر الياس بن حفص المذيانكثي البخاري، يروي عن الحارث بن أبي أسامة وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ويحيى بن عبد الله بن ماهان روى عنه أحمد بن خالد بن الخليل البخاري.
__________
(1) وقال ياقوت: (خرغانكث: موضع بما وراء النهر وذكرها السمعاني بالعين المهملة وقال: هي قرية من بخارى).
(2) دبوسية: بليد من أعمال الصغد من وراء النهر.
[ * ](5/244)
الحارث بن معاوية الاكرمين لما أغار عليه ابن الهبولة السليحي فأخذها فقال لها: كيف ترين الآن حجرا ؟ فقالت: أراه، والله، حثيث الطلب شديد الكلب، كأنه بعير آكل مرار.
والمرار نبت حار يأكله البعير فيقلص منه مشغره وكان حجر أفوه خارج الاسنان فشبهته به، فسمي آكل المرار بذلك، وكل من يكون من ولده يقال له (المراري) لهذا.
المراغي: بفتح الميم والراء وفي آخرها الغين المعجمة، هذه النسبة إلى القبيلة
والبلد.
أما القبيلة هو المراغ حي من الازد، ذكره أبو على الغساني في كتاب تقييد المهمل وهو أبو أيوب يحيى بن مالك الازدي المراغي، روى عن عبد الله بن عمرو بن العاص وسمرة بن جندب رضى الله عنهم، روى عنه قتادة حديثه في الصحيح لمسلم بن الحجاج في كتاب الصلاة والادب.
وقيل: إنه المراغ بالكسر، والمشهور بالفتح.
قال أبو بكر بن أبي داود: المراغة بطن من الازد.
والمراغة: بلدة من بلاد أذربيجان خرج منها جماعة من الائمة والمحدثين، منهم: والامام أبو تراب عبد الباقي بن يوسف بن علي بن صالح بن عبد الملك بن هارون المراغي، نزيل نيسابور، إمام فاضل زاهد حسن السيرة حسن الاخلاق، من المراغة، تفقه ببغداد على القاضي أبي الطيب الطبري وتخرج به واشتهر به ثم ورد نيسابور، وصار المفتي بها.
سمع ببغداد أبا علي بن شاذان البزاز وأبا عبد الله بن المحاملي وأبا القاسم بن بشران البغداديين.
روى لنا عنه أبو سعد عمر بن علي الدامغاني بنيسابور وأبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن منصور الرماني بالدامغان (1) وأبو حفص عمر بن محمد الفرغولي بمرو وأبو سعد محمد بن أبي العباس الخليلي بنوقان (2) وأبو بكر محمد بن أحمد الخطيب بمهنة (3) وأبو القاسم إسماعيل بن محمد الحافظ بأصبهان وجماعة كثيرة سواهم.
ولد أبو تراب المراغي سنة إحدى وأربع مئة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة.
__________
(1) الدامغان بلد كبير بين الري ونيسابور وهو قصبة قومس.
وبينها وبين قومس مرحلتان (معجم البلدان) وموقعها في الحافة الجنوبية الشرقية لبحر الخزر.
(2) نوقان: إحدى قصبتي طوس (معجم البلدان) وموقعها اليوم في الجنوب الشرقي من بحر الخزر إلى الشرق من نيسابور.
(3) ميهنة: من قرى خابران، وهي ناحية بين أبيورد وسرخس (معجم البلدان) وموقعها اليوم إلى الشرق من بحر الخزر.
[ * ](5/245)
وأبو الحسن علي بن حكسوية بن إبراهيم المراغي: أديب فاضل عالم فقيه صوفي حسن السيرة تفقه ببغداد على الامام أبي إسحاق الشيرازي، وسكن مرو إلى ان توفي، وسمع ببغداد استاذه أبا إسحاق وأبا محمد عبد الله بن محمد بن هزار مرد الصريفيني الخطيب وغيرهما، سمعت منه، وظهر لي السماع عنه في جزء بروايته عن الامام أبي إسحاق الشيرازي وتوفي فجأة يوم الاثنين سلخ المحرم سنة ست عشرة وخمس مئة، كان يمشى في الطريق فوقع ميتا.
وأبو بكر محمد بن موسى بن حبشون المراغي الطرسوسي، أمير ساحل الشام، سكن صيدا، يروي عن أبي نصر فتح بن أملج الطرسوسي، روى عنه أبو الحسين بن جميع.
وأما أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن الليث بن ذهل بن الجراح بن الحارث بن أهبان بن أوس مكلم الذئب الخزاعي المعروف بابن المراغي.
كان بعض أجداده من المراغة.
وأبو القاسم هذا كان من أهل بلخ ثقة مكثرا من الحديث.
حدث عن أبيه وأبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، وأبي الفضل محمد بن أحمد السلمي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن علي بن طرخان الباهلي وأبي عمرو محمد بن إسحاق العصفري وأبي بكر محمد بن أحمد بن حبيب وأبي محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب الاستاذ وأبي جعفر محمد بن محمد بن عبد الله بن جميل البغداي وغيرهم.
حدث ببلخ وبخاري ونسف وسمرقند بمسند الهيثم بن كليب، وغريب الحديث للقتبي وشمائل النبي صلى الله عليه وآله لابي عيسى الترمذي والجامع له أيضا وغير ذلك من الاجزاء المنشورة.
وكانت ولادته ببلخ في رجب سنة ست وعشرين وثلاث مئة، ووفاته ببخارى يوم الخميس الثامن والعشرين من صفر سنة إحدى عشرة وأربع مئة.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن الحارث المراغي، نزيل نيسابور شيخ الرحالة في طلب الحديث وأكثرهم له جميعا.
كتب الحديث بأصابعه نيفا وستين سنة، ولم يزل يكتب إلى أن
توفاه الله تعالى، وكان من أصدق الناس فيه وأثبتهم.
سمع ببغداد أبا بكر جعفر بن محمد الفريابي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن ناجية وأبا بكر محمد بن يحيى بن سليم المروزي، وبالبصرة أبا خليفة القاضي وزكريا بن يحيى الساجي، وبالكوفة عبد الله بن محمد بن سواد الهاشمي، وبالاهواز عبد الله بن أحمد الجواليقي وبتستر أحمد بن يحيى بن زهير، وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي، وبعسقلان محمد بن الحسن بن قتيبة، وبالموصل أبا يعلي أحمد بن علي بن المثنى وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في تاريخ نيسابور فقال: أبو محمد المراغي، ورد(5/246)
باب الميم والراء المرابطي: بضم الميم، والراء المفتوحة، بعدهما الالف، ثم الباء الموحدة المكسورة، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى من يرابط من الغزاة في الثغور ولقب جماعة من المتلثمة يقال لهم (المرابطية) بمكة قدموا من المغرب حجاجا، والمشهور بهذه النسبة: أبو إسحاق إبراهيم بن أبي بكر المرابطي البخاري، من أهل بخارى، يروي عن مكي بن إبراهيم وشداد بن حكيم، روى عنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبيد الله البخاري، من أهل بخارى.
وأبو عبد الله محمد بن حفص بن عبد الرحمن المرابطي، كان بمصر، وحدث عن محمد بن تميم الفريابي عن عبد الملك بن إبراهيم الجزري عن الثوري، حدث عنه أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر وجماعة.
المراجلي: بفتح الميم، والراء، وكسر الجيم بعد الالف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المراجل وعملها فيما أظن، وهي جمع مرجل، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم العجلي البزاز ويعرف بالمراجلي،
من أهل بغداد، حدث عن عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي وأبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ومحمد بن يونس الكديمي.
روى عنه أبو الفضل جعفر بن خنزابة الوزير والقاضي المعافى بن زكريا الجريري، وذكر أنهما سمعا منه بسر من رأى.
وأبو () (1) أحمد بن الحسين بن الحسن المراجلي، من أهل بخارى (2).
المراري: بفتح الميم، والالف بين الرائين، الاولى مشددة، هذه النسبة إلى مرار،
__________
(1) بياض في النسخ.
(2) بعده في اللباب 2 / 188: (قلت فاته: المرادي بضم الميم وفتح الراء وبعد الالف دال مهملة هذه النسبة إلى مراد واسمه يحابر بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ.
ومالك بن أدد هو مذحج.
وينسب إلى مراد خلق كثير من الجاهلية والصحابة ومن بعدهم، منهم صفوان بن عسال المرادي له صحبة وعبد الرحمن بن ملجم المرادي قاتل علي رضي الله عنه عن علي ولعن ابن ملجم).
[ * ](5/247)
وهو اسم رجل، منهم: بحر بن مرار بن عبد الرحمن بن أبي بكر المراري، ثقة، روى عنه يحيى بن معين، من أهل البصرة روى عنه أبو الأسود بن شيبان ويحيى بن سعيد القطان.
وأبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني المراري النحوي اللغوي.
روى عنه أحمد بن حنبل، روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي اللغة، يقول: حدثني عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه، ومات سنة عشر ومائتين يوم الشعانين.
المراري: بفتح الميم، والالف بين الرائين المهملتين، هذه النسبة إلى المرار، وهو نوع من الحبال المتخذة من القنب وهو جلد الكتان، إلى بيعه وعمله، والمشهور بهذه النسبة: أبو سعيد حاتم بن عقيل بن المهتدي بن إسحاق المراري اللؤلوي.
يروى عن عبد الله بن حماد الآملي والفتح بن أبي علوان ويحيى بن إسماعيل روى عنه القاسم بن
محمد بن القاسم بن الخليل، توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن حمدان المراري المعدل النيسابوري.
يروي عن الحسين بن إسماعيل المحاملي ويوسف بن يعقوب بن بهلول وأبي العباس عقدة الحافظ ومحمد بن يحيى الصولي ومحمد بن مخلد الدوري ومكي بن عبدان وأبي عيسى عبد الله بن هارون بن هاشم الانباري.
روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن عليك وأبو عثمان سعيد بن محمد البحيري وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي.
حدث سنين حتى لم يبق من أقرانه أحد.
وتوفي في جمادى الآخرة من سنة خمس وتسعين وثلاث مئة ودفن بباب معمر وصلى عليه القاضي أبو الهيثم، وتوفي وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
وأبو حامد أحمد بن محمد بن حمدان المعدل المراري.
سمع أبا العباس محمد بن إسحاق السراج بنيسابور وأبا العباس أحمد بن محمد بن عقدة الحافظ بالكوفة وأبا عبد الله محمد بن مخلد العطار ببغداد وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
المراري: بضم الميم، والالف بين الرائين، هذه النسبة إلى آكل المرار، وهو نبت.
عرف بهذا اللقب والد امرئ القيس بن حجر قال ابن الكلبي: إنما سمي حجر بن عمرو بن معاوية الاكرمين والد (1) امرئ القيس الشاعر آكل المرار لان امرأته هند بنت ظالم بن وهب بن
__________
(1) في اللباب 3 / 189: (قلت: كذا قال: والد امرئ القيس.
وليس بوالده إلا أنه عنى به الجد، فإنه امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار.
قال الاصمعي وابن حبيب ومحمد بن سلام وابن الكلبي وغيرهم).
[ * ](5/248)
نيسابور سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، فكتب عن الشرقي ومكي وأقرانهما، ثم خرج إلى أبي العباس الدغولي، وأقام عليه حتى كتب الكثير من حديثه، ثم خرج إلى هراة، وانصرف إلينا، وعهدي به كل سنة يتأهب للخروج ويقول أنا خرج في هذا الموسم فقد خشيت على كتبي بالعراق والشام أن تذهب ثم لا يخرج.
روى عنه أبو علي الحافظ حديث أبي العميس عن الشعبي.
وتوفي بنيسابور في رجب سنة ست وخمسين وثلاث مئة وهو ابن نيف وثمانين
سنة.
المراقي: بضم الميم، وفتح الراء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد المغرب يقال لها المراقية (1)، والمنتسب إليها: أبو محمد عبد الله بن أبي رومان عبد الملك بن يحيى بن هلال الاسكندراني المراقي، مولى المعافر، ثم لبني سريح.
فسكن الاسكندرية، يقال كان أصله من المغرب من مراقية.
يروي عن ابن وهب عن أبيه أبي رومان وعمه موسى بن يحيى، وهو ضعيف الحديث.
روى المناكير، قاله أبو سعيد بن يونس في تاريخ المصريين.
وقال توفي في شوال سنة ست وخمسين ومائتين.
المراني: بفتح الميم، والراء المشددة، بعدها الالف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مران، وهو بطن من جعفي، من ولده: أبو سبرة يزيد بن مالك بن عبد الله بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي المراني، وفد إلى النبي صلى الله عليه وآله ومعه ابناه عزيز وسبرة، وهو جد خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الذي يروي عنه منصور والاعمش.
ومن ولده أيضا قيس بن سلمة أحد ابني مليكة صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله.
المراني: بضم الميم، والراء المفتوحة المشددة، بعدهما الالف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رجل اسمه ذو مران والمشهور بالنسبة إليه: مجالد بن سعيد بن عمير ذي مران الكوفي المراني الهمداني، من أهل الكوفة.
يروي عن قيس بن أبي حازم وغيره.
روى عنه وجرير بن حازم وعباد بن عباد المهلبي وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث وإبراهيم بن سليمان المؤدب وابنه إسماعيل.
قال
__________
(1) قال ياقوت: (إذا قصد القاصد من الاسكندرية إلى إفريقية فأول بلد يلقاه مراقية ثم لوبية).
[ * ](5/249)
علي بن المديني: قلت ليحيى بن سعيد: مجالد ؟ قال: في نفسي منه شئ.
وقال
يحيى بن سعيد: مجالد لا يحتج بحديثه.
وقال مرة أخرى: هو واهي الحديث.
ودير مران بقعة على باب دمشق نزهة بين الرياض والمياه، لما وصلت إليها قال لي رفيقي: أبو القاسم علي بن الحسن الدمشقي الحافظ: هذا دير مران، وفيه يقول أبو بكر الصنوبري: (من الوافر): أمر بدير مران فأحيا * وأجعل بيت لهوي بيت لهيا ولي في باب جيرون ظباء * أعاطيها الهوى ظبيا فظبيا والنسبة إليها مراني أيضا.
المراوحي: بفتح الميم، والراء، وكسر الواو بعد الالف، وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى المراوح، وهو جمع المروحة، والمشهور بالنسبة إليها: أبو نصر عبد الصمد بن الفضل بن خالد بن هلال الربعي المراوحي.
ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر وقال: كان ينزل بمصر في المعافر، وكان رجلا صالحا، وكان أول من أخرج عمل المراوح بمصر، وكان يحدث عن ابن وهب وابن عيينة ووكيع وقد لقيت من يحدث عنه.
توفي بمصر ليلة الجمعة لعشرين ليلة خلت من جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وقال أبو سعيد بن يونس في آخر كتاب الغرباء: أبو عروة المراوحي بصري قدم مصر قديما.
روى عنه المفضل بن فضالة، وكان أول من عمل المراوح بمصر.
المرئي: بفتح الميم، والراء المهملة، والالف المهموزة، هذه النسبة إلى امرئ القيس بن مضر.
منهم: ميمون بن موسى المرئي بن امرئ القيس بن مضر.
روى عن أبيه موسى بن عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة المرئي يروى عن أبيه عن جده أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه.
روى عنه ابنه ميمون، قال أبو حاتم بن حبان: ميمون بن موسى المرئي بن امرئ القيس بن مضر عداده في أهل البصرة، يروي عن الحسن، روى عنه أهل البصرة، منكر الحديث، يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد، وقال
الدار قطني: وأما المرئي فهو موسى بن ميمون المرئي يروي عن الحسن البصري وغيره.
روى عنه يزيد بن هارون وابنه ميمون بن موسى بن ميمون وغيرهما، وهم ينسبون إلى امرئ القيس.(5/250)
وتميم بن عبيد بن عامر المرئي، من أهل البصرة، يروي عن الحسن بن () (1) روى عنه موسى بن إسماعيل.
وأبو الازهر الضحاك بن سلمان بن مسلم المرئي بن امرئ القيس بن مالك بن أوس.
شيخ عارف فاضل باللغة والادب، يعلم الصبيان الادب بقرية المحول (2) من قرى بغداد.
رأيت اسمه في مشيخة أبي المعمر الانصاري فسألته عنه فقال إنه يعيش بالمحول، فخرجت إليه، فكتبت عنه الكثير من شعره.
وأبو الفضل ربيع بن يحيى المرئي، صاحب الاشنان.
يروي عن شعبة والثوري وحماد بن سلمة ووهب وزائدة والمبارك بن فضال.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وقال أبو حاتم هو ثقة ثبت.
وأبو أيوب يحيى بن مالك الازدي العتكي البصري المرئي.
قال ابن أبي حاتم: أبو أيوب المرئي قبيلة من العرب روى عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة وابن عباس وسمرة بن جندب وجويرية.
مات في ولاية الحجاج، روى عنه قتادة وأبو عمران الجوني وأبو واصل عبد الحميد بن واصل (3).
المربدي: بكسر الميم، وسكون الراء، وفتح الباء المنقوطة بواحدة وكسر الدال المهملة، هذه النسبة إلى المربد، وهو موضع بالبصرة وبنيت به محلة كبيرة، وأظن أن حرب الجمل بين علي وعائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين كان بها.
ومضت إليها مع شيخي جابر بن محمد الانصاري لزيارة الشهداء.
والمشهور بالنسبة إليها:
__________
(1) بياض في النسخ.
(2) قال ياقوت: (المحول: بليدة حسن طيبة نزهة كثيرة البساتين والفواكه والاسواق والمياه، بينها وبين بغداد فرسخ.
وباب المحول: محلة كبيرة هي اليوم منفردة بجنب الكرخ وكانت متصلة بالكرخ أولا).
انظر معجم البلدان (محول).
(3) بعده في اللباب 3 / 192: (قلت: هذا جميع ما ذكره السمعاني، ولم يتعرض إلى النسبة إلى امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم.
وإلى امرئ القيس بن الحارث الاصغر بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور وهو كندة بطن من كندة.
ومتى قيل مرئي لا يعرف غيرهما لاشتهارهما.
على أن ميمون بن موسى الذي قال ينسب إلى امرئ القيس بن مضر هو من امرئ القيس بن زيد مناة.
ومن بني امرئ القيس من كندة: موسى بن أبي الورقاء وغيره.
ولم يذكر أيضا أحدا ممن ينسب إلى امرئ القيس بن زهير بن حباب بن هبل بطن من كلب بن وبرة، منهم عبيد الله بن عمير بن قيس بن بحر بن الحارث بن امرئ القيس الكلبي المرئي كان شريفا، من ولده خالد بن الاصفح بن عبد الله بن عمير ولي واسطا للمنصور.
ولا أعلم معنى قوله امرئ القيس بن مضر بن أراد.
[ * ](5/251)
سماك بن عطية المربدي من أهل البصرة، يروي عن الحسن وأيوب، روى عن حماد بن زيد.
وأبو حبيب يزيد بن أبي صالح المربدي، يروي عن أنس بن مالك وأبي عثمان الهندي، روى عنه أبو قتيبة وغيره.
وأبو بحر عبد الواحد بن غياث المربدي الصيرفي.
يروي عن حماد بن سلمة وعبد العزيز بن مسلم القسملي والفضل بن ميمون وغيرهم.
روى عنه جماعة آخرهم أبو القاسم البغوي.
وعلي بن حسان المربدي يروي عن ابن مهدي، روى عنه ابن صاعد.
ومحمد بن يحيى بن إسماعيل بن إبراهيم التميمي المربدي، يروي عن يحيى بن حبيب بن عربي، حدث عنه أبو حفص بن شاهين.
وأبو الفضل عبد الله بن الربيع بن راشد المريدي، مولى بني هاشم بن مربد البصرة.
يروي عن عباس بن محمد الدوري.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وذكر أنه سمع بمربد البصرة.
المربعي: بضم الميم، وفتح الراء، وتشديد الباء الموحدة المفتوحة، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى رباط المربعة بسمرقند، وهذا المنتسب ينزل قريبا من المربعة فنسب إليها، وهو: أبو منصور نصر بن الفتح بن يزيد بن سالم العتكي المعروف بالفامي المرتعي، من أهل سمرقند.
يروي عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ورجاء بن المرجي الحافظ المروزي ومحمد بن صالح الترمذي ومحمد بن إسحاق الصغاني ومحمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي ومحمد بن معاذ بن يوسف المروزي وجماعة كثيرة سواهم.
روى عنه أبو نصر محمد بن عبد الرحمن الشافعي ومحمد بن عبد الله بن محمد بن جعفر الكاغذي.
ومات سنة ست عشرة وثلاث مئة.
وأما أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب المربعي الانماطي يعرف بابن المربع من أهل بغداد.
سمع عاصم بن علي وأحمد بن يونس وسعيد بن داود ويحيى بن معين.
روى عنه محمد بن مخلد وأحمد بن كامل وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وكان ثقة مات في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين.(5/252)
وأبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي وقيل المربعي مربعة الازد، من أهل البصرة، من ثقات التابعين وعلمائهم.
يروي عن عائشة وابن عباس وعبد الله بن عمر.
روى عنه بديل بن ميسرة وعمرو بن مالك النكري.
وذكره أبو حاتم الرازي وقال: هو ثقة وسئل أبو زرعة عن أبي الجوزاء المربعي فقال: بصري ثقة.
المرتب: بضم الميم، وفتح الراء، وكسر التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه اللفظة لمن يرتب الصفوف في الصلاة للمسلمين وصفوف
الفقهاء.
فأما أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الدهان المرتب، كان مرتب الصفوف بجامع المنصورة.
كانت له معرفة بأحوال القضاة والشهود والخطباء، وجمع جزءا في وفاة الشيوخ.
سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن حمدويه الرزاز المقرئ.
سمع منه أصحابنا وتوفي في سنة سبع عشرة وخمس مئة.
وأبو طاهر إبراهيم بن شيبان بن محمد بن شيبان النفيلي المرتب من أهل دمشق، سكن بغداد، وكان مرتب الفقهاء بالمدرسة النظامية من أيام أبي إسحاق الشيرازي إلى زماننا هذا.
وأدركته ببغداد، وكان مرتبا في المدرسة ويأخذ الجراية على ذلك.
سمع جده من قبل أمه بدمشق محمد بن أبي نصر الطالقاني، وببغداد أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهما.
سمع منه أحاديث.
وكانت ولادته قبل سنة خمسين وأربع مئة بدمشق.
وتوفي ببغداد في رابع جمادى الاولى من سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.
المرتعش: بضم الميم، وسكون الراء، وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وكسر العين المهملة، وفي آخرها الشين المعجمة، هذا لقب شيخ عصره أبي محمد جعفر بن المرتعش، من كبار مشايخ الصوفية، وهو نيسابوري، كان من ذوي الاحوال وأرباب الاموال، فتخلى منها وصحب الفقراء وسافر كثيرا، ثم استوطن بغداد إلى أن مات بها.
وكان في ابتداء أمره ابن دهقان، فسسأله صاحب خرقة شيئا، فقال في نفسه: شاب جلد صحيح البدن لا يأنف من هذا ؟ ! قال: فزعق في وجهي زعقة أفزعتني، ثم قال: أعوذ بالله مما خامر في سرك، قال: فغشي علي وسقطت على وجهي، فلما أفقت لم أر أحدا، فندمت على ما كان مني، فبت ليلة بغم، فرأيت علي بن أبي طالب في منامي، ومعه ذلك الشاب، وعلي رضي الله عنه يشير إلي ويؤنبني ويقول: إن الله تعالى لا يجيب سؤال مانع سائليه، فانتبهت وفرقت جميع ما كان لي، وخرجت في السفر، فسمعت بوفاة والدي بعد(5/253)
خمس عشرة سنة، فرجعت وسألت الله العون على خلاصي مما ورثت فأعان الله تعالى.
وقال أبو عبد الله الرازي: حضرت وفاة أبي محمد المرتعش في مسجد الشونيزية سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة فقال: انظروا ديون ! فنظروا فقالوا: بضعة عشر درهما، فقال: انظروا خريقاتي فلما قربت منه قال: اجعلوها في ديوني، وأرجو أن الله تعالى يعطيني الكفن، ثم قال: سألت ثلاثا عند موتي فأعطانيها، سألته أن يميتني على الفقر رأسا برأس، وسألته أن يجعل موتي في هذا المسجد فقد صحبت فيه اقواما، وسألته أن يكون حولي من آنس به وأحبه، وغمض عينيه ومات بعد ساعة رحمه الله.
المرتعي: بضم الميم، وسكون الراء، وفي آخرها العين المهملة، بعد التاء المكسورة ثالث الحروف، هذه النسبة إلى مرتع، وهو كندة وقيل التاء بالتشديد: مرتع، ومنهم: المقداد بن معدي كرب بن عمر بن يزيد بن معدي كرب بن عبد الله بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن ثور وهو كندة.
وغيره من الصحابة.
وقال ابن الكلبي: إنما سمي عمرو بن معاوية بن ثور مرتعا لانه كان يقال له أرتعنا في أرضك فيقول: قد أرتعتك في مكان كذا وكذا.
فسمي مرتعا.
المرثدي: بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الثاء المثلثة، وكسر الدال المهملة، هذه النسبة إلى مرثد، وهو رجل من أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة: أبو علي أحمد بن بشر بن سعد المرثدي.
يروي عن أبي داود سليمان بن يزيد بن سليمان القزويني.
شيخ أبي إسحاق بن يزداد الرازي.
روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي.
المرجي: بفتح الميم، وسكون الراء، والجيم في آخرها، هذه النسبة إلى المرج، وهي قرية كبيرة حسنة شبه بليدة بين همذان وبغداد، بينها وبين حلوان ثمانية فراسخ، ولها جامع أقمت بها يومين، ولعلية بنت المهدي قصة مع اخيها الرشيد بالمرج.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ببغداد أنا محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين، أنا آدم بن محمد بن آدم أنا علي بن الحسين الاصبهاني والمشهور بالانتساب إليها: أبو نصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن المرجي، سكن الموصل وحدث بها، يروي عن السليل بن أحمد بن أبي صالح وغيره، روى عنه الآحاد.(5/254)
وأبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجي، سكن بعض آبائه الموصل، وولد هو بها، وهو أول من حدث عن أبي يعلي أحمد بن علي بن المثني الموصلي.
روى عنه جماعة آخرهم أحمد بن عبد الباقي بن طوق.
ومات في حدود سنة تسعين وثلاث مئة.
وإبراهيم بن () (1) المرجي: شيخ الحرم في عصره، وكان له بمكة رباط وأصحاب، سمع منه والدي، روى لي عنه أبو طاهر السنجي بمرو، وقد سمعت عن شيخ بالمرج شيئا من الشعر يقال له () (2).
المرجئ: بضم الميم، وسكون الراء، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى المرجئة، وهم طائفة من القدرية، أخذ اللفظ من الارجاء وهو التأخير، والمرجئ من يؤخر العمل عن التوحيد في الايمان، وجمعه المرجئة وهم عدة فرق منهم من وافق القدرية كالشبيبي أتباع محمد بن شبيب، والصالحي والخالدي، وهو داخل في جملة القدرية، والذي قال بالارجاء دون القدر خمس فرق أكفر بعضها بعضا وسنذكرهم في ترجمتهم.
المرحبي: بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى مرحب، والمنتسب إليه: أبو نصر المظفر بن نظيف بن عبد الله المرحبي، مولى بني هاشم، يعرف بغلام بمرحب، كان قاصا يقص، وحدث عن القاضي أبي عبد الله المحاملي ومحمد بن مخلد الدوري وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، روى عنه عبد العزيز بن علي الازجي ومحمد بن محمد بن علي الشروطي، وتوفي في شعبان سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة.
المرداري: بضم الميم، وسكون الراء، وفتح الدال المهملة، والالف بعدها، ثم راء أخرى، هذه النسبة إلى مردار، وهم طائفة من المعتزلية يقال لهم المردارية، وهم ينتمون إلى عيسى بن صبيح الملقب بأبي موسى المردار، وهو صاحب بشر بن المعتمر، ومن فضائحه قوله: (إن الناس قادرون على مثل القرآن وأحسن منه نظما) وفي هذا إبطال إعجاز القرآن، ومن اعتقد هذا يكفر.
المرداسنجي: بضم الميم، وسكون الراء، وفتح الدال والسين المهملتين، بينهما
__________
(1) في نسخة (إبراهيم بن المرجي).
(2) في اللباب 3 / 194 قلت: إنما نسب إلى المرج وهو عمل كبير من أعمال الموصل يشتمل على قرى كثيرة.
[ * ](5/255)
الالف، وسكون النون، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مرداسنجة، وهو لقب جد المنتسب إليه.
وهو أبو بكر محمد بن المبارك بن محمد بن مرداسنجة السلامي المرداسنجي: شيخ مستور، من أهل بغداد.
سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد البطر القارئ وغيره.
سمعت منه أحاديث يسيرة وتركته حيا في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة ببغداد.
المرزباني: بفتح الميم، وسكون الراء، وضم الزاي وفتح الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها النون، هذ النسبة إلى المرزبان وهو اسم لجد المنتسب إليه، وفيهم كثرة.
منهم: أبو صالح أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن المرزبان بن تركش تقي المرزباني: أحد الامراء العالمين بسمرقند، وكان خليفة الامير بكتاش على سمرقند سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة أو إحدى وخمسين.
يروي عن أبيه عبد العزيز بن محمد بن المرزبان وكان صحيح السماع.
مات في منصرفه من الحج ببخارى، وحمل تابوته إلى سمرقند، ودفن بها في جمادى الآخر سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وأبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد الكاتب المرزباني: من أهل بغداد.
كان صاحب أخبار ورواية للآداب.
وصنف كتبا كثيرة في أخبار الشعراء المتقدمين والمحدثين على طبقاتهم، وكتبا في الغزل والنوادر وغير ذلك.
وكان حسن الترتيب لما يجمعه، غير أن أكثر كتبه لم يكثر سماعا له، وكان يرويها إجازة، ويقول في الاجازة: (أخبرنا) ولا يبنيها.
حدث عن أبي القاسم البغوي وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي وأحمد بن سليمان السوسي وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد وأبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي وأبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الانباري.
روى عنه أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التنوخي وعلي بن أيوب القمي وأبو محمد الحسن بن علي الجوهري ومن في طبقتهم ومن بعدهم.
وكان أبو علي الفارسي يقول: أبو عبيد الله المرزباني: من محاسن الدنيا، وكان عضد الدولة يجتاز بباب داره فيقف حتى يخرج إليه أبو عبيد الله ليسلم عليه ويسأله عن حاله.
وكان المرزباني يقول: سودت عشرة آلاف ورقة فصح لي منها مبيضا ثلاثة آلاف ورقة.
وكان المرزباني يقول: في داري خمسون ما بين لحاف ودواج معدة لاهل العلم الذين يبيتون عندي.
وكان أهل الادب الذين روى عنهم سمع منهم في داره، وكان يشرب النبيذ ويكتب كثيرا، فسأله عضد الدولة عن حاله فقال: كيف حال من هو بين قارورتين، يعني: المحبرة.(5/256)
وقدح النبيذ، ولكنه كان معتزليا، وصنف كتابا جمع فيه أخبار المعتزلة وكان فيه تشيع أيضا.
ولد سنة ست وتسعين ومائتين.
ومات في شوال سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.
المرزبني: بضم الميم، وسكون الراء والزاي المكسورة بعدها الباء آخر الحروف وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مرزبن وهي قرية من قرى بخارى.
منها: أبو حفص أحمد بن الفضل المرزبني، لقبه (حباب)، من أهل مرزبن.
له رحلة إلى الحجاز يروي عن الفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة وعيسى بن موسى غنجار وغيرهم.
روى عنه أبو سفيان محبوب بن يعقوب بن محمد البخاري وتوفي في سنة ثلاث وأربعين
ومائتين.
المرسي: بفتح الميم، وسكون الراء، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى المرس، وهي قرية نحو المدينة، منها: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن علي بن أبي طالب المرسي المديني قال أبو سعيد بن يونس المصري: أبو عبد الله المديني، كان يسكن المرس، قرية نحو المدينة.
قدم مصر قديما.
روى عن أبيه عن جده حديثا في فضل حضور موائد آل رسول الله صلى الله عليه وآله، حدثني بالحديث عنه.
والمرسية مدينة من مشاهير بلاد الاندلس منها: أبو غالب تمام بن غالب اللغوي المرسي الاندلسي يعرف بابن التياني.
وله كتاب مصنف في اللغة.
المرسي: بضم الميم، وسكون الراء، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مرسية، وهي بلدة من بلاد المغرب، هكذا رأيت بالضم مقيدا مضبوطا في كتاب ابن ماكولا، وكنت أسمع من المغاربة يذكرونها بفتح الميم، والله أعلم.
وكان بها جماعة من العلماء والمحدثين.
ومن المشاهير أبو غالب تمام بن غالب بن التياني المرسي اللغوي، من أهل مرسية.
ألف كتابا في اللغة أحسن فيه.
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 196: (قلت: قول السمعاني في هذه الترجمة بالضم وفي التي قبلها بالفتح وهما واحد لا وجه له، فإن عادته في أمثال هذا يذكر ترجمة واحدة ويقول: وقيل: بالفتح أو بالضم، أو بالتشديد كما تقدم آنفا في = [ * ](5/257)
المرعشي: بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى مرعش (1)، وهي بلدة من بلاد الشام، وظني أنها من بلاد الساحل، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم:
أبو عمر عبد الله بن يزيد الذهلي المرعشي، من أهل مرعش، قدم مصر، روى عنه أبو عفير.
وأحمد بن محمد بن الحجاج بن محمد المرعشي.
روى عن أبيه.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني في معجم شيوخه.
ومرعش اسم علوي انتسب إليه أبو جعفر المهدي بن إسماعيل بن إبراهيم وهو يعرف بناصر بن أبي حرب إبراهيم بن الحسين وهو يعرف بأميرك بن إبراهيم بن علي وهوب المرعش بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي المرعش يعرف بناصر الدين ذكر له نسبه هذا أحمد بن علي العلوي النسابة السقا علوي، قاطن متميز سافر إلى الحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر والبصرة وخوزستان، ورأى الائمة وصحبهم.
وكان بينه وبين والدي رحمه الله صداقة متأكدة.
ولد بدهستان (2)، ونشأ بجرجان، وسكن في آخر عمره سارية (3) مازندران.
حدث لي أنه سمع ببغداد أبا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني، وبالكوفة أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الثقفي وبجرجان أبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي وبأصبهان أبا علي بن الحسن بن علي بن إسحاق الوزير، وبنهاوند أبا عبد الله الحسين بن نصر بن مرهف القاضي وبالبصرة أبا عمر محمد بن أحمد بن عمر بن النهاوندي وطبقتهم.
وكان يرجع إلى فضل وتمييز، وكان غاليا في التشيع
__________
= (المرتعي).
وأما ميله إلى أنها بالفتح فغريب جدا، وإنما هي بالضم، وهي واحدة بالاندلس لا غير، ومن يراه قد ذكر في الترجمة الاولى مرسية بالاندلس فبقي الثاني مرسية بالمغرب يظن أن هذه غير تلك لان العادة جارية أن يقال لبلاد العدوة المغرب ويقال لبلد الاندلس، فهذا يوهم لبسا، ودليل أنهما مدينة واحدة أن المنسوب إليهما واحد والله أعلم).
(1) مرعش عند ياقوت مدينة في الثغور بين الشام وبلاد الروم.
وموقعها اليوم فيما يسمى تركيا في هضبة أرضروم الشرقية.
(2) دهستان: بلد مشهور بن طرف مازندران قرب خوارزم وجرجان (معجم البلدان) وموقعها في خرائط اليوم في شرق
بحره الخزر شمالي جرجان.
(3) سارية: إحدى كور طبرستان (مازندران) وبينها وبين البحر ثلاثة فراسخ (معجم البلدان) وموقعها اليوم في جنوب بحر الخزر.
[ * ](5/258)
معروفا به.
لقيته بمرو أولا وأنا صغير.
ثم لقيته بسارية وكتبت عنه شيئا يسيرا وكانت ولادته في صفر سنة اثنتين وستين وأربع مئة بدهستان.
وتوفى في شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.
المرغباني: بفتح الميم، وسكون الراء، وفتح الغين المعجمة، والباء الموحدة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مرغبان وهي قرية من قرى كس (1).
وأبو عمرو أحمد بن أبي البختري الحسن بن أحمد بن الحسن المروزي المرغباني، من أهل مرو، سكن قرية مرغبان فنسب إليها.
سمع بمرو أبا العباب أحمد بن سعيد المعداني وأبا الفضل محمد بن الحسين الحدادي وأبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل البخاري الاسماعيلي وأبا علي زاهر بن أحمد السرخسي وغيرهم.
سمع منه جماعة.
وكانت وفاته بعد سنة ثلاثين وأربع مئة.
المرغبوني: بفتح الميم، والغين المعجمة، بينهما الراء الساكنة، ثم الباء المضمومة الموحدة، والواو، ثم النون في آخرها، هذه النسبة إلى مرغبون، وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو حفص عمرو بن المغيرة المرغبوني: يروي عن المسيب بن إسحاق وبحير بن النضر.
وحدث ببمجلث (2) سنة ثلاث وسبعين ومائتين.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن نوح بن طريف البخاري.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن حريث بن حموك المرغبوني البخاري، يروي عن محمد بن عيسى الطرسوسي.
روى عنه أحمد بن محمد بن يوسف الازدي وغيره.
المرغيناني: بفتح الميم، وسكون الراء، وكسر الغين، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح النون، وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى مرغينان، وهي بلدة من بلاد فرغانة (3)، ومن مشاهير البلاد بها.
خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم:
__________
(1) في نسخ: (ركش).
وكس: مدينة تقارب سمرقند، وقيل هي الصغد وكش: قرية على ثلاثة فراسخ من جرجان.
(2) بمجكث: من قرى بخارى، قال الاصطخري: وأما بخارى فاسمها بومجكث، وقال في موضع آخر: (أما أبو مجكث فإنها على يسار الذاهب إلى الطواويس على أربعة فراسخ من بخارى بينها وبين الطريق نصف فرسخ (معجم البلدان).
وتقع اليوم ضمن حدود الاتحاد السوفياتي.
(3) فرغانة: كورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان (معجم البلدان) وموقعها اليوم في الاتحاد السوفياتي.
[ * ](5/259)
أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن حمزة بن مأمون بن يونس بن ناج المرغيناني، من أهل فرغينان فرغانة، سمع بمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، وحدث عنه باليمن ونجد.
سمع منه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ.
وأبو المظفر بهرام بن حمزة بن المبارك المرغيناني.
ذكره عمر بن محمد بن أحمد النسفي وقال: الامام الحجاج أقام بسرخس وتوفي بها سنة ست عشرة وخمس مئة أو بعدها.
وذكر عنه حديثا باطلا عن يعقوب بن محمد الحامدي عن أسد بن القامش التركي عن النبي صلى الله عليه وآله ولا أدري الحمل فيه على من ؟ على هذا المرغيناني أو الحامدي ؟ فإنهما مجهولان لا يعرفان.
والامام عبد العزيز بن عبد الرزاق بن أبي نصر بن جعد بن سليمان بن متكان المرغيناني.
كان له ستة بنين كلهم يصلح للتدريس والفتوى منهم محمود وعلي والمعلى فإذا خرج مع أولاده قالوا: سبعة من المفتين خرجوا من دار واحدة.
سمع الامام أبا الحسن نصر بن الحسن المرغيناني وغيره.
روى عنه أولاده.
دخل سمرقند وحدث بها.
ورجع إلى بلده، مات بمرغينان سنة سبع وسبعين وأربع مئة وهو ابن ثمان وستين سنة.
والامير الامام أبو المعالي قيس بن إسحاق بن محمد بن أميرك المرغيناني.
كان إماما فاضلا، أقام بسمرقند مدة، ودرس بها.
سمع محمود بن عبد الله الجرجاني، روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وتوفي يوم الجمعة في جامع سمرقند بعد ما تكلم في المناظرة وفرغ وكان صائما، وهو اليوم التاسع عشر من شوال سنة ست وعشرين وخمس مئة وحمل إلى داره ودفن يوم السبت في مقبرة جاكرديزة قبالة مشهد الائمة.
والامام أبو الحسن نصر بن الحسن المرغيناني: من مشاهير الائمة والعلماء، وكان له شعر مليح لطيف في الزهد والحكمة سار في الآفاق وتداولته الرواة.
يروي عن أحمد بن محمد بن أحيد صاحب محمد بن يوسف الفربري.
روى عنه عبد الرزاق بن مسعود الامام وجماعة كثيرة.
ومن جملة أشعاره.
أأنعم عيشا بعدما حل عارضي * طلائع شيب ليس يغني خضابها المركب: بضم الميم، وفتح الراء، وكسر الكاف المشددة، وفي آخرها الباء الموحدة: هذه اللفظة لمن يعمل السروج والركب التي فيها.
واشتهر بها جماعة، منهم: أبو أحمد عبيد الله بن علي المركب البغدادي: حدث عن العباس بن يوسف الشكلي.(5/260)
روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال الحافظ.
المرندي: بفتح الميم، والراء، وسكون النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مرند (1)، وهي بلدة من بلاد اذربيجان مشهورة معروفة وسميت مرند بمرند الاكبر بن رواند الاصغر بن الضحاك بيوراسف، هو بناها، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن قديما وحديثا.
ومن المتأخرين: الاديب الفاضل أبو محمد عبد الله بن نصر بن عبد العزيز بن سويد المرندي الخطيب: أقام بمرو مدة، وكانت له يد باسطة في اللغة وسرعة النظم والنثر مع الجودة فيها، وله الخط الحسن المليح.
أقام ببغداد مدة في المدرسة زمن أسعد بن أبي نصر الميهني، ثم سكن مرو
قريبا من خمس عشرة سنة، وخرج إلى مرو الروذ، وأقام بها شيئا يسيرا.
ومات بها يوم عاشوراء من سنة إحدى وأربعون وخمس مئة.
ومن المتقدمين أبو إسحاق إبراهيم بن الازهر المرندي الحافظ.
حدث عن على بن جابر الازدي الموصلي وإسحاق بن سيار النصيبي.
روى عنه أبو الفضل الشيباني.
قال ابن ماكولا: المرندي شيخ رأيته على باب نظام الملك، يحدث عن أبيه عن أبي سعيد بن الاعرابي ولم أسمع منه شيئا.
وأبو الوفاء الخليل بن المحسن بن محمد المرندي: فقيه صالح، سديد السيرة، تفقه ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي.
وسمع بها أبا الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز وأبا نصر محمد بن محمد بن محمد بن علي الزينبي وغيرهما، ما أدركته وحدثني عنه جماعة من أصحابنا وأقراننا.
وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.
ودفن بالشوينزية.
وأبو بكر محمد بن موسى بن صالح المرندي الاذربيجاني وقد قيل: محمد بن صالح: روى بسمرقند عن علي بن محمد بن حاتم بن دينار القومسي.
روى عنه الحسن بن محمد بن سهل الفارسي.
وتوفي بعد سنة خمس وعشرين وثلاث مئة.
ومنها أبو الفرج هبة الله بن نصر بن أحمد المرندي: ورد بغداد، وتعلم بها، وسمع أبا عمرو عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي.
سمع منه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن
__________
(1) مرند: قال ياقوت: من مشاهير مدن أذربيجان، بينها وبين تبريز يومان، قد تشعثت الآن، وبدأ فيها الخراب منذ نهبها الكرج وأخذوا جميع أهلها (معجم البلدان: مرند) وتبريز اليوم إحدى مدن إيران وتقع شرقي بحر الخزر.
[ * ](5/261)
سعدويه الرواسي الحافظ، وحدث عنه في معجم شيوخه.
وتوفي بعد سنة ستين وأربع مئة.
وأبو عمرو عثمان بن الخطاب بن عبد الله بن العوام البلوي المرندي المغربي الاشج المعروف بأبي الدنيا: هو من مدينة بالمغرب يقال لها مرندة، وقد ذكرته في الاشج.
المرو الروذي: بفتح الميم، والواو، بينهما الراء الساكنة، بعدها الالف واللام، وراء أخرى مضمومة، بعدها الواو، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى مرو الروذ، وقد يخفف في النسبة إليها فيقال (المروذي) أيضا، هذه بلدة حسنة مبنية على وادي مرو، بينهما أربعون فرسخا، والوادي بالعجمية يقال له (الرود)، فركبوا على اسم البلد الذي ماؤه في هذا الوادي والبلد اسما وقالوا (مروالروذ).
فتحها الاحنف بن قيس من جهة عبد الله بن عامر.
دخلتها غير مرة، وأقمت بها مدة، وكان بها جماعة من الفضلاء والعلماء قديما وحديثا.
فمن المتقدمين أبو زهير محمد بن إسحاق المرو الروذي، كان رفيق أبي حاتم الرازي، سكن العراق.
وسمع وكيع بن الجراح والاشجعي.
روى عنه أبو بكر الاعين وأهل العراق.
والنضر بن شميل المرو الروذي.
ذكرته في المازني.
والقاضي أبو حامد أحمد بن بشر بن عامر الفقيه العامري المرو الروذي فقيه أصحاب الشافعي: له مصنفات.
سكن البصرة.
ومحمد بن إبراهيم بن يحيى بن جنادة المرة الروذي.
وأبو الحسين محمد بن على الشاه المرو الروذي.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن علي بن الشاه، صاحب كتاب " الفوائد والموائد ".
وممن اشتهر بهذه النسبة القاضي الامام أبو محمد الحسين بن محمد بن أحمد المرو الروذي إمام عصره: تفقه على أبي بكر القفال المروزي، وتخرج عليه جماعة من العلماء، وصار مرو الروذ محط العلماء ومقصد الفقهاء بسببه وبعده وبقي على ذلك إلى الساعة.
وتوفي في سنة اثنتين وستين وأربع مئة.
وشيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المرو الروذي الامام: تفقه على الحسن التيهي وعلى جدي الامام أبي المظفر السمعاني، وصارت إليه الرحلة بمرو لتعلم المذهب.(5/262)
ولد سنة ثلاث وخمسين وأربع مئة.
وقتل في وقعة الخوارز مشاهية بمرو في شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين وخمس مئة.
ومن القدماء المشهورين من هذه البلدة أبو الحسن النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم المازني المروروذي.
وقد ذكرناه في (المازني).
ومنهم أبو علي الحسين بن محمد المؤدب البغدادي التميمي، أصله من مرو الروذ.
يروي عن جرير بن حازم ومحمد بن مطرف روى عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري.
وأما أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج البغدادي المعروف بالمرورذي صاحب أحمد بن حنبل.
كانت أمه مروذية وأبوه خوارزميا، وهو المقدم من أصحاب أحمد بن حنبل لورعه وفضله.
وكان أحمد يأنس به وينبسط إليه.
وهو الذي تولى إغماضه، لما مات، وغسله.
وقد روى عنه مسائل كثيرة، وأسند عنه أحاديث صالحة.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد الدوري.
وقيل إنه لما خرج أبو بكر المرو الروذي إلى الغزو وشيعه الناس إلى سامراء فجعل يردهم فلا يرجعون، قال: فحزروا فإذا هم بسامراء سوى من رجع نحو من خمسين ألف إنسان فقيل له: يا أبا بكر احمد الله فهذا علم قد نشر لك.
قال: فبكى ثم قال: ليس هذا العلم لي، وإنما هذا علم أحمد بن حنبل.
ومات ببغداد في جمادى الاولى سنة خمس وسبعين ومائتين، ودفن قريبا من قبر أحمد بن حنبل.
وأبو الحارث سريج بن يونس بن إبراهيم المرو الروذي سكن بغداد.
كان عالما زاهدا صالحا ورعا صاحب كرامات.
سمع سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير وإسماعيل بن علية ومروان بن شجاع وعمر بن عبيد وسلم بن سالم روى عنه أبويحيى صاعقة ومحمد بن عبيد الله المنادي وموسى بن هارون وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري وأبو القاسم البغوي وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وحكى عنه أنه قال: خرجت يوم الجمعة أريد مسجد الجامع فلما دخلت القنطرة رأيت سمكتين في سفود في دكان شعراء فاشتهيتهما لقلبي للصبيان ولم أتكلم به فلما قضيت الجمعة،
ورجعت رأيتهما وقد أخرجهما الشواء فتمنيتهما بقلبي.
فلما دخلت البيت ما استقررت حينا فإذا داق يدق الباب، فقلت: من هذا ؟ وخرجت فإذا رجل معه طبق عليه السمكتان وبقل وخل ورطب كثير فقال لي: يا أبا الحارث كل هذا مع الصبيان، فأخذته منه.
وحكي عنه قال: رأيت رب العزة في المنام، فقال لي: يا سريج سلني، فقلت: يا رب سر بسر.(5/263)
وحكى عن بقال سريج قال: جاءني سريج ليلا وقد ولد له مولود فأعطاني ثلاثة دراهم وقال: أعطني بدرهم عسلا، وبدرهم سمنا وبدرهم سويقا، ولم يكن عندي شئ، وكنت قد عزلت الظروف لابكر فاشتري فقلت ما عندي شئ قد عزلت الظروف لابكر فأشتري فقال: أنظر قليلا ايش ما كان أمسح البراني، فجئت فوجدت البراني والجرات ملاى، فأعطيته شيئا كثيرا.
فقال لي: ما هذا أليس قلت ما عندي شئ ؟ قال قلت خذ واسكت فقال: ما آخذ أو تصدقني.
فخبرته بالقصة، فقال لي: لا تحدث بها أحدا ما دمت حيا.
ومات في ربيع الاول سنة خمس وثلاثين ومائتين.
ومن مشاهير المحدثين منها أبو يعقوب يوسف بن موسى بن عبد الله بن خالد بن حموك المرو الروذي من أعيان محدثي خراسان والمشهورين بالطلب والرحلة.
سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعلي بن حجر السعدي، وببغداد أحمد بن منيع البغوي، وبالبصرة نصر بن علي الجهضمي، وبالكوفة أبا كريب محمد بن العلاء، وبالحجاز أبا مصعب الزهري، وبمصر أحمد بن صالح وعيسى بن حماد، وبالشام المسيب بن واضح وكثير بن عبيد وغيرهم.
حدث بخراسان والعراق والحجاز.
وأكثر أبو العباس بن عقدة عنه.
وروى عنه أبو حامد بن الشرقي وأبو عبد الله بن يعقوب بن الاخرم وأبو علي الحسين بن علي الحفاظ.
ومات بمرو الروذ بعد انصرافه من الحجة الثانية سنة ست وتسعين ومائتين.
وأبو زهير محمد بن إسحاق المرو الروذي.
قال ابن أبي حاتم: رفيق أبي.
روى عن
ابن أبي فديك ومعن بن عيسسى ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع.
سمع منه أبي، وسئل أبي عنه فقال: ثقة قلت: ولابي زهير قصة مع أبي حاتم الرازي وانقطاعهما في البرية.
المرواني: بفتح الميم، وكسون الراء، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى رجلين: أحدهما مروان بن الحكم، وهو والد المروانية، وإليه ينسبون، وكذلك جميع الخلفاء المروانية تنسب إليه.
وأما أبو نصر أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين بن يحيى بن مروان الضبي المرواني فهو ينسب إلى مروان بن غيلان بن خرشة الضبي: سمع السري بن خزيمة وأبا العباس السراج.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وجماعة آخرهم أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الجنزروذي وكانت وفاته في شعبان سنة ثمانين وثلاث مئة.(5/264)
المروتي: بفتح الميم، والواو، بينهما الراء الساكنة، وفي آخرها التاء ثالث الحروف، هذه النسبة إلى دي المروة، وهي قرية فيما أظن بمكة أو المدينة (1).
منها حرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة الجهني.
قال ابن أبي حاتم: من أهل ذي المروة، روى عن عمه عبد الملك بن الربيع والحكم بن موسى ودحيم وأحمد بن عمرو بن السرح والحميدي ويعقوب بن حميد.
يروي عن أبيه عن جده عن عثمان وعمر ابني مضرس بن عثمان الجهنيين عن أبيهما عن عمرو بن مرة الجهني، وهما ابنا عمه، عن النبي صلى الله عليه وآله، قال: يروي عن عبد الحكيم بن شعيب هو المروتي من أهل ذي المروة عن ابن لعبد الله بن سلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
روى عنه أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي الفراديسي.
المرودي: بفتح الميم، وضم الراء، وكسر الدال المهملتين، بينهما الواو، هذه النسبة إلى مرودة، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه:
منهم أبو الفضل محمد بن أبي سعيد عثمان بن إسحاق بن شعيب بن الفضل بن عاصم بن مرودة المرودي النسفي، من أهل نسف.
كان شيخا ثقة، وهو آخر من روى عن محمود بن عنبر بن نعيم النسفي، وذهب عنه سماعه، وكان عنده عن محمود نحو تسعين حديثا.
سمع منه أبو العباس المستغفري الخطيب وابنه أبو ذر محمد بن جعفر.
وكانت ولادته في سنة سبع وتسعين ومائتين.
ومات في ذي القعدة سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
سمع منه الصغار والكبار.
وأثنى عليه المستغفري.
المروزي: بفتح الميم والواو، بينهما الراء الساكنة، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى مرو الشاهجان، وإنما قيل لها الشاهجان يعني شاه جاء في موضع الملوك ومستقرهم (2).
خرج منها جماعة كثيرة قديما وحديثا من أهل العلم والحديث.
وكان فتح مرو سنة ثلاثين من الهجرة على يدي حاتم بن النعمان الباهلي نفذه عبد الله بن عامر بن كريز من نيسابور إلى مرو حتى فتحها، وهو كان أمير خراسان وصاحب الجيوش بها زمن عثمان رضي الله عنه.
__________
(1) قال ياقوت: (ذو المروة قرية بوادي القرى وقيل بين خشب ووادي القرى).
(2) المعنى غير واضح.
وتعليل ياقوت أقرب إلى الفهم والصحة فهو يقول: (معناها نفس السلطان لان الجان هي النفس أو الروح والشاه هو السلطان، سميت بذلك لجلالتها عندهم).
[ * ](5/265)
وكان إلحاق الزاي في هذه النسبة فيما أظن للفرق بين النسبة إلى المروي وهي الثياب المشهورة بالعراق منسوبة إلى قرية بالكوفة.
والمراوزة فيهم كثرة، فاستغنينا عن ذكرهم لشهرتهم.
فأما ببغداد در يقال له (درب المروزي) أو محلة المراوزة، وظني أنها من الكرخ ومن هذه المحلة.
أبو عبد الله محمد بن خلف بن عبد السلام الاعور المروزي لانه كان يسكن هذه
المحلة.
روى عن يحيى بن هاشم السمسار وعاصم بن علي وعلي بن الجعد.
روى عنه أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وعبد الصمد بن علي الطبسي وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وكان صدوقا.
مات في سنة إحدى وثمانين ومائتين.
المروي: بفتح الميم والراء، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى مروة، وهي مدينة بالحجاز بناحية وادي القرى منها: أبو غسان محمد بن عبد الله بن محمد المروي سمع بالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي البصري.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي.
وذكر أنه سمع منه بالمروة، وهي مدينة بالحجاز.
المرهبي: بضم الميم، وسكون الراء، وكسر الهاء، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى بني مرهبة، وهم نزلوا الكوفة، وهم بطن من همدان، وهو مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان.
والمشهور بالانتساب إليه أبو عمر ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني المرهبي، من أهل الكوفة، من عبادها، وكان يقص.
يروي عنه سعيد بن جبير و عبد الله بن شداد بن الهاد.
روى عنه منصور بن المعتمر.
وابنه عمر بن ذر الكوفي المرهبي.
والوليد بن أبي ذر ثور الهمداني المرهبي، من أهل البصرة.
سكن الكوفة، يحدث عن زياد بن علاقة والكوفيين روى عنه أهل العراق.
مات بعد سنة اثنتين وسبعين ومئة، منكر الحديث جدا، وفي أحاديثه اشياء لا تشبه أحاديث الاثبات حتى إذا سمعها من الحديث صناعته علم أنها معمولة أو مقلوبة.
وكان يحيى بن معين يقول: الوليد بن ثور ليس بشئ.(5/266)
المريدي: بضم الميم، وفتح الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها الذال المهملة، هذه النسبة () (1).
والمشهور بهذه النسبة: عرفة المريدي، حدث عن أبي العلاء البحراني.
روى عنه عوذ (2) بن عمارة البصري.
المريسي: بفتح الميم، وكسر الراء، وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مريس (3) وهي قرية بمصر، هكذا ذكره أبو سعد الآبي في كتاب النتف والطرف، ثم قال: وإليها ينسب: بشر المريسي.
قلت وهو أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كريمة المريسي، مولى زيد بن الخطاب، من أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي إلا أنه اشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن، وحكي عنه أقوال شنيعة ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وأكفره أكثرهم لاجلها.
وقد أسند من الحديث شيئا يسيرا عن حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة وأبي يوسف القاضي وغيرهم.
روى عنه محمد بن عمر الجرجاني ومحمد بن عبد الوهاب.
وكانت بينه وبين الشافعي مناظرات، وكان الشافعي يقول بعده: لا يفلح هذا الرجل.
وقال بعضهم: كنا عند يزيد بن هارون فذكروا المريسي، فقال: ما يقول ؟ قلنا: يقول: إن القرآن مخلوق.
فقال: هذا كافر.
وقال: أبو يوسف لبشر المريسي: طلب العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار رأسا في الكلام قيل زنديق أو رمي بالزندقة، يا بشر بلغني أنك تتكلم في القرآن، إن أقررت أن الله علما خصمت، وإن جحدت العلم كفرت..ومات بشر في ذي الحجة سنة ثماني عشرة ومائتين، ويقال: سنة تسع عشرة.
قال أحمد بن الدورقي: مات رجل من جيراننا شاب فرأيته في الليل وقد شاب،
__________
(1) بياض في عدة نسخ.
وفي معجم البلدان أن النسبة إلى (مريد: وهو أطم بالمدينة لبني خطمة، وعرف بهذه النسبة عرفة المريدي).
(2) انظر اللباب 3 / 300.
(3) في معجم البلدان (مريسة: قرية بمصر وولاية من ناحية الصعيد).
[ * ](5/267)
فقلت: ما قصتك ؟ قال: دفن بشر في مقبرتنا فزفرت جهنم زفرة شاب كل من في المقبرة.
وإليه تنسب الطائفة من الفرقة المرجئة الذين يقال لهم (المريسية).
وكان يزعم أن الايمان هو التصديق لان معناه في اللغة التصديق، وما ليس بتصديق فليس بإيمان، والتصديق يكون بالقلب واللسان جميعا.
وإلى هذا القول ذهب ابن الريوندي، وزعم أن الكفر هو الجحد والانكار.
وزعم ايضا أن السجود للشمس والقمر ليس بكفر لكنه علامة الكفر.
المريضي: بفتح الميم، وكسر الراء، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى المريض، وعرف به بعض أجداد المنتسب وهو: أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن الصباح المريضي العطار، يعرف بابن المريض، من أهل بغداد.
كان من أهل الصدق سمع أبا القاسم البغوي وأبا بكر بن أبي داود.
روى عنه أبو محمد الخلال وأبو الحسن العتيقي والقاضيان أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التنوخي وأبو طالب بن العشاري ومات في رجب سنة خمس وثمانين وثلاث مئة.
المريني: بضم الميم، وكسر الراء، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مرين، وهي قرية بمرو على فرسخين منها يقال لها (مرين دشت) منها: أحمد بن تميم بن عباد بن سلم المريني المروزي، يروي عن أحمد بن منيع وعلي بن حجر.
مات يوم الاثنين في صفر سنة ثلاث مئة وهو ابن اثنتين وتسعين سنة.
المري: بفتح الميم، وتشديد الراء المكسورة، هذه النسبة إلى مر بن عمرو بن الغوث بن طيئ.
من ولده داود بن نصير الطائي المري العابد: تفقه ثم تزهد واشتغل بالعبادة، وهو مشهور مذكور في الكتب.
والمرية مدينة عظيمة على ساحل من سواحل بحر الاندلس في شرقيها، خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين، والمنتسب إليها المري.
ذكره أبو نصر بن ماكولا.
وفي الاسماء مر المؤذن.
سمع عمرو بن فيروز الديلمي، روى عنه أبو صالح الاحمسي.
قال ذلك البخاري.
المري: بضم الميم والراء المكسورة المشددة، هذه النسبة إلى جماعة بطون من قبائل شتى، منهم:(5/268)
مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر أبو تميم (1).
ومر بن حسين بن عمرو بن الغوث بن طيئ.
وفي جهينة: مر بن كاهل بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة.
وفي همدان: مر بن الجبار بن عبد الله بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم.
وفي قضاعة: مر بن خشين (2) بن النمر بن وبرة.
وفي همدان أيضا: مر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وداعة.
قال ذلك ابن حبيب.
وقال أبو علي الغساني: مرة غطفان هو مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان.
وفي تميم أيضا: مرة بن عبيد بن مقاعس رهط الاحنف بن قيس.
وأبو غطفان بن طريف وهو سعد بن طريف.
قيل اسمه يزيد المري.
يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأبو ثفال المري ثمامة بن الحصين ويقال ابن وائل الشاعر.
حدث عنه الدراوردي.
وأحمد بن سليمان بن نصر المري: أندلسي مات بها سنة عشر وثلاث مئة وحدث.
قاله ابن يونس.
وأيوب بن سليمان بن نصر بن منصور بن كامل المري مرة غطفان.
يروي عن أبيه عن بقي بن مخلد.
أندلسي توفي بها سنة عشرين وثلاث مئة.
وعبد الرحمن بن أوس المري: مصري يروي عن أبي هريرة.
روى عنه بكر بن سوادة.
وعثمان بن سعيد المري، كوفي، يروي عن مسعر بن كدام وعلي والحسن ابني صالح بن حي وشريك.
وجنادة بن محمد المري له غرائب عن ابن أبي العشرين.
__________
(1) انظر اللباب 3 / 201.
(2) انظر اللباب 3 / 202.
[ * ](5/269)
وأحمد بن محمد بن الوليد المري: حدث عنه ابن المفسر.
وبدمشق موضع يقال له مرة.
هكذا قال أبو الفضل المقدسي الحافظ فيما حدثني به عنه أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان.
وأبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري الدمشقي من أهل دمشق، يروي عن أبي عمر محمد بن موسى بن فضالة.
روى عنه أبو القاسم سعيد بن علي الزنجاني وأبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي.
وتوفي بعد سنة عشر وأربع مئة.
وأقدم منه خالد بن يزيد بن صبيح المري، يروي عن يونس بن ميسرة، روى عنه أبو خليل عتبة بن حماء.
وأبو عامر موسى بن عامر المري يروي عن سفيان بن عيينة.
روى عنه أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل الدمشقي.
وجماعة نسبوا إلى مرة بن الحارث بن عبد القيس.
منهم صالح بن بشير المري، كان مملوكا لامرأة من بني مرة بن الحارث.
وأبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن، وقيل يحيى بن معين بن غياث بن زكريا بن عون بن بسطام المري مرة غطفان، من أهل بغداد، كان إماما ربانيا عالما حافظا ثبتا متقنا مرجوعا إليه في الجرح التعديل.
ووالده معين كان على خراج الري فمات وخلف لابنه يحيى ألف ألف درهم وخمسين ألف درهم فأنفقها كلها على الحديث حتى لم يبق له نعل يلبسه.
سمع عبد الله بن المبارك وهشيم بن بشير وعيسى بن يونس وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وأبا معاوية الضرير.
روى عنه من رفقائه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة ومحمد بن إسحاق الصغاني ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبو داود السجستاني وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم.
وانتهى علم العلماء إليه حتى قال أحمد بن حنبل: هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن يظهر كذب الكذابين يعني يحيى بن معين.
وقال علي بن المديني: لا نعلم أحدا من لدن آدم كتب من الحديث ما كتب يحيى بن معين.
قال أبو حاتم الرازي: إذا رأيت البغدادي(5/270)
يحب أحمد بن حنبل فاعلم أنه صاحب سنة، وإذا رأيته يبغض يحيى بن معين فاعلم أنه كذاب.
وكانت ولادته في خلافة أبي جعفر سنة ثمان وخمسين ومئة في آخرها.
وكان يحيى بن معين يحج فيذهب إلى مكة على المدينة ويرجع على المدينة، فلما كان آخر حجة حجها خرج على المدينة ورجع على المدينة فأقام بها يومين أو ثلاثة ثم خرج حتى نزل المنزل مع رفقائه فباتوا فرأى في النوم هاتفا يهتف: يا أبا زكريا أترغب عن جواري، فلما أصبح قال لرفقائه: امضوا فإني راجع إلى المدينة فمضوا ورجع فأقام بها ثلاثا ثم مات.
قال فحمل على أعواد النبي صلى الله عليه وآله، وصلى عليه الناس وجعلوا يقولون: هذا الذاب عن
رسول الله صلى الله عليه وآله الكذب.
ومات لسبع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين.
وقال بعض المحدثين في مرثيته: (من الكامل).
ذهب العليم يعيب كل محدث * ولكل مختلف من الاسناد وبكل وهم في الحديث ومشكل * يعيى به علماء كل بلاد ومنهم الاسود بن سريع من بني مرة بن عبيد السعدي التميمي، كنيته أبو عبد الله.
وسريع هو ابن حمير بن عباد بن حصين بن النزال بن مرة، عداده في البصريين.
وكان شاعرا، وهو أول من قص في مسجد الجامع بالبصرة.
والاحنف بن قيس ابن عمه.
ومات الاسود بن سريع بعد يوم الجمل سنة ست وثلاثين وقد قيل إنه بقي إلى بعد الاربعين والذي حكم به علي بن المديني أنه قتل يوم الجمل، وكان ينفي أن يكون الحسن سمع منه، هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
وأبو بشر صالح بن بشير المري من أهل البصرة، يروي عن ثابت والحسن وابن سيرين وابن جريج.
روى عنه العراقيون حمله المهدي إلى بغداد ليصلي بهم فسمع منه البغداديون.
مات سنة ست وسبعين ومئة وقد قيل سنة اثنتين وسبعين ومئة.
وكان من عباد أهل البصرة وقرائهم وهو الذي يقال له صالح الناجي وكان من أحزن أهل البصرة صوتا وأرقهم قراءة.
غلب عليه الخير والصلاح حتى غفل عن الاتقان في الحفظ، وكان يروي الشئ الذي سمعه من ثابت والحسن وهؤلاء على التوهم فيجعله عن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله.(5/271)
وظهر في روايته الموضوعات التي يرويها عن الاثبات فاستحق الترك عند الاحتجاج وإن كان في الدين مائلا عن طريق الاعوجاج.
وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه.
وقال ابن ماكولا: كان قاصا جلس إليه سفيان الثوري (1).
المريقي: بضم الميم، وكسر الراء المشددة، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها القاف، هكذا رأيت مقيدا مضبوطا بخط شجاع بن فارس الذهلي في تاريخ أبي بكر الخطيب.
والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد الحميد المريقي، من أهل بغداد.
سمع عمر بن شبة النميري ورجاء بن الجارود وعبد الله بن أيوب المخرمي وغيرهم روى عنه عبد العزيز بن جعفر الخرقي وأبو القاسم بن النخاس المقرئ.
قال حمزة بن محمد بن علي الكناني الحافظ: أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن عبد الحميد البغدادي ثقة مأمون شيخ كبير حافظ.
ومات في سنة خمس وثلاث مئة.
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 202: " قلت فاته: النسبة إلى مرة بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، منهم الاحنف بن قيس بن معاوية بن حصين بن جعفر بن عبادة بن النزال بن مرة بن عبيد التميمي السعدي ثم المري من كبار التابعين وساداتهم، وقد ذكره بعضهم في الصحابة ولا يصح، جمع رياسة الدنيا والدين.
وفاته: النسبة إلى مرة بن ذهل بن شيبان، منهم المثني بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة، ومنهم بسطام بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدين، واسمه عبد الله بن عمرو بن الحارث بن همام بن مرة الشيباني المري وهو أول من سمي من العرب بسطاما ".
[ * ](5/272)
باب الميم والزاي المزاحمي: بضم الميم وفتح الزاي، وكسر الحاء المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى المزاحمة، وهي قرية من قرى رحبة مالك بن طوق من بلاد الجزيرة.
والمنتسب إليها: أبو محمد محمود بن محمد بن مالك بن محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن بسطام المزاحمي ورد بغداد، وسمع بها القاضي أبا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني، ورجع إلى دياره، وحدث بها، سمع منه صاحبنا ورفيقنا أبو القاسم علي بن
الحسن بن هبة الله الدمشقي الحافظ، وحدثني عنه بدمشق، وكانت وفاته في حدود سنة خمس وعشرين وخمس مئة.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن سعيد بن عبد الرحمن الفقيه المزاحمي، ظني أن جده اسمه مزاحم فنسب إليه، وهو من أهل نيسابور.
تفقه عند الاستاذ أبي القاسم القرشي وسمع أبا العباس محمد بن يعقوب وأقرانه سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في شعبان من سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.
المزدكي: بفتح الميم، وسكون الزاي، وفتح الدال المهملة، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى مزدك وهو اسم رجل من أهل حبيص كرمان (1)، وقيل كان أصله من نسا، خرج في أيام قباذ بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور ملك العجم، وأباح النساء والاموال، وجوز فعل ما يشتيهه الانسان.
وكان يقول: الخصومة في الدنيا بسبب الاموال والنساء والله تعالى خلقهما لينتفع الرجال وامتد أيامه وظهر له أصحاب إلى أيام قباذ أنو شروان وكان يقيم عليه في زمان أبيه.
فلما انتهى الملك إليه أقعده معه على السرير على باب بستان وأعد رجالا بالسيوف المجذبة في البستان وكان الرجال من أتباع مزدك يدخلون البستان ويقتلهم أصحاب أنو شروان، إلى أن قتل منهم عالم لا يحصون، ثم أخذ بيد مزدك ودخل البستان أمر بقتله وكفى الله شره.
وبقي على اعتقاده جمع ينسبون إليه.
__________
(1) كرمان: ناحية كبيرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بين فارس وسجستان وخراسان، ومن مدنه المشهورة خبيص.
(معجم البلدان) وموقعها اليوم على الخليج العربي في إيران.
[ * ](5/273)
المزرد: بضم الميم وفتح الزاي والراء المكسورة وفي آخرها الدال المهملة هذه اللفظة لقب يزيد بن ضرار بن مرحلة بن صيغي بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد الشاعر سمي مزردا بقوله (من الطويل): فقلت تزردها عبيد فإنني * لزرد الموالي في السنين مزرد
وهو أحو الشماخ بن ضرار.
المزرفي: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها الفاء هذه النسبة إلى المزرفة، وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.
اجتزت بها وفي صحرائها في توجهي إلى أوانا (1) وصريفين (2) والمشهور بالانتساب إليها.
أبو الهيثم خالد بن أبي يزيد ويقال يزيد القرني المزرفي.
وقرن (3) أيضا قرية، مزرفة قرية يروي عن شعبة وحماد بن زيد ومندل بن علي وجعفر بن سلميان ؟ ؟ وسلام الطويل وأبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط.
روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني وعباس بن محمد الدوري ومحمد بن غالب تمتام وجعفر بن محمد بن شاكر وبشر بن موسى وأحمد بن سعيد الجمال والحسن بن علي بن المتوكل ومحمد بن خلف المرادي ومحمد بن عبد الله بن أبي الثلج.
وأبو المعالي أحمد بن أحمد بن عبد الله بن رزقويه المزرفي سمع أبا الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد وأبا طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري وأبا الحسن علي بن إبراهيم الباقلاني وغيرهم تفقه، وهو جد سليمان بن مسعود الشحام الذي سمعنا منه توفي في ذي الحجة سنة سبع وتسعين وأربع مئة ودفن بباب حرب.
وأبو بكر محمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عبد الله الفرضي المزرفي الشيباني، شيخ ثقة صالح عالم.
سمع الكثير بنفسه ومتع بما سمع سمع أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وطبقتهما.
سمع منه جماعة من أصدقائنا.
وولد في سلخ () (4) سنة تسع وثلاثين وأربع مئة، وتوفي في المحرم سنة سبع وعشرين وخمس مئة.
__________
(1) أوانا: بليدة من نواحي دجيل بغداد بينهما عشرة فراسخ من جهة تكريت (معجم البلدان).
(2) صريفين: قرية كبيرة قرب عكبراء وأوانا على ضفة نهر دجيل (معجم البلدان).
(3) القرن: قرية من نواحي بغداد بين قطربل والمزرفة ينسب إليها خالد بن يزيد القرني (معجم البلدان: قرن).
(4) بياض في الاصول جميعا.
[ * ](5/274)
وأبو الحسن محمد بن عبيد الله بن أحمد القاضي المزرفي من أهل المزرفة حدث عن أبي بكر محمد بن جعفر الادمي القارئ روى عنه أبو علي الحسن بن غالب المقرئ.
وقال: خرجت مع أبي الحسين السوسنجردي وحمزة بن محمد بن طاهر إليه حتى سمعنا منه بالمزرفة.
المزرنكني: بفتح الميم والراء بينهما الزاي والنون الساكنة وفتح الكاف وفي آخرها النون هذه النسبة إلى مزرنكن وهي قرية من قرى بخارى منها.
أبو عبد الله محمد بن الحسن بن طلحة بن سليمان المرادي العابد المزرنكني، من أهل بخارى يروي عن عبد الصمد بن الفضل (1) وحماد (2) بن ذي النون.
روى عنه أبو بكر محمد بن حفص بن أسلم البخاري.
توفي سنة تسع وعشرين وثلاث مئة.
المزكي: بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها الكاف المشددة، هذا اسم لمن يزكي الشهود ويبحث عن حالهم ويبلغ القاضي حالهم واشتهر بهذا بنيسابور بيت كبير فيهم جماعة من المحدثين الكبار منهم: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي شيخ نيسابور في عصره، وكان من العباد المجتهدين من الحجاجين المنفقين على العلماء والمستورين.
سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس السراج الثقفي وأبا العباس الماسرجسي وأبا العباس الازهري وبالري أبا محمد عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي وأحمد بن خالد المروزي، وببغداد أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، وبالكوفة ابن بنت هشام بن يونس، وبالحجاز أبا عبيد الله محمد بن الربيع الجيزي، وبسرخس أبا العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ابنه وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو إسحاق المزكي، شيخ نيسابور، عقد له الاملاء بنيسابور سنة ست وثلاثين وثلاث مئة، وهو أسود الرأس واللحية، وزكى وهو كذلك في تلك السنة، يحدث عن أبي حامد بن الشرقي بعد وفاة الشرقي بعشر سنين، وكنا نعد في مجلسه أربعة عشر محدثا منهم أبو العباس الاصم وأبو عبد الله بن الاخرم
__________
(1) في ظ: (المفضل).
وانظر اللباب 3 / 204.
(2) في ك: (حمدان).
وانظر اللباب 3 / 204.
[ * ](5/275)
وأبو عبد الله الصفار وأقرانهم.
وتوفي بسوسنقين (1) ليلة الاربعاء غرة شعبان سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
وحمل تابوته، فصلينا عليه، ودفن في داره في بيت فتح منه باب إلى مقبرة باغك (2) وهو يوم مات ابن سبع وستين سنة.
وأبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي بن المزكي، من أهل نيسابور.
كان صالحا ورعا متهجدا ناسكا.
سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن الحسين القطان وأبا عثمان عمرو بن عبيد الله البصري، وبالري أبا حاتم الوسقندي، وببغداد أبا علي الصفار وأبا جعفر الرزاز، وبمكة أبا سعيد بن الاعرابي وطبقتهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال: وكان شيخه أخذ له الاجازة من أبي العباس الدغولي بخط يده.
روى عنه أبوه أبو إسحاق المزكي وأبو الحسين محمد بن مظفر الحافظ.
حدث بمدينة السلام غير مرة إملاء، واستملي عليه أبو بكر بن إسماعيل، وعقدنا له الاملاء بنيسابور سنة اثنتين وثلاث مئة، وحضر مجالسه السادة العلوية والفقهاء والفضلاء من الفريقين، وخرج له الفوائد من أصوله سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
وكان مولده في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة، واختلف معي إلى مكتب أبي العباس الكرخي من سنة ثلاث وثلاثين إلى سنة ست وثلاثين، ثم اصطحبنا ببغداد وفي طريق مكة، وعندي أن الملائكة لم تكتب عليه خطيئة، وجاور مسجد أبيه وصام الدهر نيفا وعشرين سنة، ولقد استقبلني وهو
يسعى بين الصفا والمروة حافيا حاسرا وهو محموم، فأخذت بيده حتى صعد الصفا، فلما قعد غشي عليه، فطلبنا الماء، وكنت أرشه على وجهه حتى أفاق فقلت: لو رفقت بنفسك وأنت عليل، فقال: ألا تدري اين نحن ؟ ولا ندر نرجع إليها أم لا.
وتوفي في شعبان سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وحدثني أبو عبد الله بن أبي إسحاق أنه رأى أخاه أبا حامد في المنام في نعمة وراحة وصفها، فسأله عن حاله ؟ فقال: لقد أنعم الله علي وإن أردت اللحوق فالزم لما كنت عليه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الفضل بن إسحاق الهاشمي المعدل وهو ابن أبي الفضل بن فضلويه المزكي، وكان أبو الفضل محدث وقته والمزكي في عصره، وأبو إسحاق من أعيان الشهود وأكبر ولد أبيه، وطالت عشرتنا سمع أبا أحمد بن الشرقي ومكي بن
__________
(1) ليست في معجم البلدان.
وفي تاريخ بغداد 6 / 168 أنها منزل بين همذان وساوة.
(2) باغك: من محال نيسابور (معجم البلدان).
[ * ](5/276)
عبدان وأقرانهما من الشيوخ.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو إسحاق بن أبي الفضل المزكي، له سماع كثير، وسئل غير مرة فلم يحدث وإنما علقنا عنه أحاديث في القديم.
توفي في رجب سنة ست وستين وثلاث مئة، وصلى عليه أخوه الفضل، ودفن عشية الجمعة في داره.
المزلق: بضم الميم، والزاي المفتوحة، واللام المشددة، وفي آخرها القاف.
وهو أبو بشر بكر بن الحكم المزلق التميمي اليربوعي صاحب البصري، من أهل البصرة.
يروي عن ثابت ويزيد الرقاشي وعبد الله بن عطاء.
روى عنه أبو عبيدة الحداد وحرمي بن عمارة وموسى بن إسماعيل.
وكان من الثقات عند عبد الواحد بن واصل.
وقال أبو زرعة: أبو بشر المزلق شيخ ليس بالقوي.
المزنويي: بضم الميم، وسكون الزاي، وضم النون، وفي آخرها الواو، والياء
المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند يقال لها مزنوي (1) على أربعة فراسخ منها.
خرج منها أبو العباس الفضل بن أحمد بن إسماعيل بن عبد الرحمن المزنويي الدهقان.
يروي عن أبي بكر محمد بن إدريس المكي وقعنب بن محرز وأبي سعيد الاشج وعلي بن خشرم وسليمان بن سعيد وغيرهم.
روى عنه أحمد بن محمد بن علباء الخزاعي ومحمد بن جعفر الكبوذنجكثي.
المزني: بضم الميم، وسكون الزاي، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مزن، وهي قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فرساخ.
منها (1).
(أحمد بن إبراهيم بن العيزار المزني) (1) يروي عن علي بن الحسين البيكندي وجعفر بن محمد بن مسعدة السمرقندي وغيرهما.
روى عنه محمد بن جعفر بن الاشعث الكبوذنجكثي، ومحمد بن الفضل بن عبد الله النيسابوري.
المزني: بضم الميم، وفتح الزاي، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مزينة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، واسم مزينة عمرو، وإنما سمي
__________
(1) في اللباب 3 / 204 (مزنوي).
(2 2) انظر اللباب 3 / 204.
[ * ](5/277)
باسم أمه مزينة بنت كلب بن وبرة.
وولدت هي عثمان وأوسا ابني عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، فهم مزنية.
وجماعة نسبوا إلى مزنية تميم، وهم أحلاف الانصار، وفيهم كثرة.
فأما المنتسب إلى الاول فهو عبد الله بن مغفل المزني.
ومعقل بن يسار المزني.
وعبد الله بن عمرو المزني.
وأبو حاتم المزني، له صحبة.
وقرة بن الياس المزني.
ومعقل والنعمان وسويد بن مقرن المزني.
والنعمان كان أمير حرب نهاوند من قبل عمر رضي الله عنه، واستشهد بها، وولي الامر حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، وفيهم كثرة.
والفقيه أبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني صاحب المختصر، تلميذ الشافعي رحمهما الله.
يروي عن علي بن معبد البصري وغيره.
روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وأبو بكر عبد الله بن زياد النيسابوري وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن علي الاستراباذي وغيرهم.
وأبو محمد أحمد بن عبد الله المزني الذي يقال له الشيخ الجليل ببخارى، من أهل هراة.
مات ببخارى وهو من أولاد عبد الله بن المغفل المزني.
قال أبو كامل البصيري: سمعت عبد الصمد بن نصر العاصمي يقول: سمعت أبا بكر الاودني يقول: احتاج أبو بكر محمد بن علي القفال الشاشي إلى سماع حديث واحد من حديث المزني، فأراد أن يقرأ عليه، فاستأذن عليه، فقال له: إلى يوم المجلس يا أبا بكر، فقال القفال: أيد الله الشيخ الجليل إني مع القافلة، وهي تخرج اليوم، فإن أذن لي بالقراءة عليه.
قال: قد قلت إلى يوم المجلس، فلم يقدر له ولم يقرأه، ولم يدعه يسمع منه ذلك الحديث الذي فيه حاجة القفال.
قال البصيري: سمعت أبا الحسين أحمد بن الحسين الخفاف يقول: سمعت الشيخ الجليل أبا محمد المزني يقول: حديث النزول قد صح، والايمان به واجب، ولكن ينبغي أن يعرف أنه كما لا كيف لذاته لا كيف لصفاته.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: أبو محمد المزني، كان إمام(5/278)
أهل العلم والوجوه وأولياء السلطان بخراسان في عصره بلا مدافعة.
سمع بهراة علي بن
محمد بن عيسى الجكاني، وبنيسابور إبراهيم بن أبي طالب، وبمرو الروذ يوسف بن موسى، وبنسا الحسن بن سفيان، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني (1)، وبجرجان عمران بن موسى السجستاني، وببغداد يوسف القاضي، وبالكوفة عبد الله بن غنام، وبالبصرة أبا خليفة القاضي وبالاهواز عبدان بن أحمد، وبمكة المفضل بن محمد الجندي، وبمصر علان بن أحمد، وبالشام أصحاب المعافى والنفيلي.
قام بمصر ثلاث سنين، وحج بالناس، وخطب بمكة.
روى عنه أبو بكر بن إسحاق الضبعي، وعمر بن الربيع بن سليمان وأبو العباس بن عقدة الحافظ وأبو بكر القفال ومشايخ عصره بخراسان.
وكان من مفاخر عصره.
قيل إنه كان قتيل حب الوطن.
أملى مجلسا في هذا المعنى، وبكى ومرض عقيبه.
ومات في شهر رمضان سنة ست وخمسين وثلاث مئة ببخارى، وحمل الوزير أبو يعلى البلعمي تابوته، وقدم ابنه للصلاة عليه، وحمل إلى هراة فدفن بها.
وأخوه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر بن مفضل بن حسان بن عبد الله بن مغفل المزني الهروي، كان بينهما سنتان، والشيخ أبو محمد أكبر منه، وأبو عبد الله كان قد اشترى بنيسابور دار يحيى بن يحيى الامام، وكان يكثر المقام بها، سمع علي بن محمد بن عيسى الجكاني وأحمد بن نجدة بن العريان القرشي.
وحدث بالعراق ونيسابور وهراة.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي بنيسابور في جمادى الاولى سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وقد قارب الثمانين.
وأبو الحسين محمد بن عبد الله بن محمد بن بشر المزني الهروي.
ذكره الحاكم في التاريخ وقال: ورد نيسابور سنة أربعين وثلاث مئة، فسمع الكتب من أبي العباس، وأكثر عن الشيوخ، ثم انصرف إلى هراة.
وقدم علينا سنة إحدى وخمسين حاجا ثم قدم علينا في أواخر عمره، وكان يحدث، فخرج إلى بغداد وسمع بها، وخلط ثم استشهد بهراة في سنة ثمانين وثلاث مئة.
ومزينة محلة بالبصرة، ولعل جماعة من هذه القبيلة نزلت تلك المحلة فنسبت إليهم.
منها رفيقنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أحمد البصري المزني، سمع منا ومعنا ببغداد، وانحدرنا في سفينة واحدة إلى البصرة رحمه الله.
__________
(1) انظر اللباب 3 / 388.
[ * ](5/279)
وأبو وائلة إياس بن معاوية بن قرة بن إياس المزني، من أهل البصرة، وكان على القضاء بها.
يروي عن سعيد بن المسيب وأبيه.
روى عنه شعبة وابن عجلان، وكان من دهاة الناس.
مات سنة اثنتين وعشرين ومئة.
وقد ذكرنا عبد الله بن مغفل المزني.
ومن أولاده عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن مغفل، وجده من قبل أمه إياس بن عبد.
يروي عن موسى بن عبد الله بن يزيد.
روى عنه إسماعيل بن زكريا الكوفي.
وأما أحمد بن إبراهيم بن العيزار المزني فإنه ينسب إلى مزنة، وهي قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها يقال لها (مزن) وتحرك النسبة إليها.
يروي عن علي بن الحسين البيكندي.
روى عنه محمد بن جعفر بن الاشعث.
المزوق: بضم الميم، وفتح الزاي، وكسر الواو المشددة، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى حرفة التزويق وتدهين الاشياء الخشبية والسقوف.
والمشهور بهذه النسبة أبو علي الحسين بن حاتم المزوق، من أهل بغداد.
حدث عن العلاء بن عمرو الحنفي والحسن بن بشر بن سلم (1) البجلي وثابت بن موسى الضبي.
روى عنه محمد بن أحمد الحكيمي.
ومات في ذي القعدة سنة أربع وسبعين، ولم يزد على هذا.
وأبو موسى هارون بن علي بن الحكم المزوق.
سمع يعقوب بن ماهان وأبا عمر الدوري وإبراهيم بن سعيد الجوهري والحسين بن علي الصدائي وزياد بن أيوب السوسي.
روى عنه أبو الحسين بن المنادي ومحمد بن حميد المخرمي وعمر بن أحمد بن يوسف
الوكيل.
وكان ثقة.
وأبو بكر يحيى بن أحمد بن هارون المزوق، من أهل بغداد، حدث عن محمد بن عبيد المحاربي الكوفي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي الجرجاني.
المزيزي: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، بين الزائين المعجمتين الخفيفتين، هذه النسبة إلى مزيز وهو اسم رجل.
والمشهور بالنسبة إليه إسحاق بن إبراهيم بن مزيز السرخسي، يروي عن مغيث بن بديل
__________
(1) انظر اللباب 3 / 205.
[ * ](5/280)
عن خارجة بكتاب القراءات تصنيف خارجة وغير ذلك.
وابنه أبو الحسن أحمد بن إسحاق المزيزي.
يروي عن أبيه.
روى عنه أبو إسحاق المزكي النيسابوري وهاشم بن عبد الله بن إسحاق المروزي ومحمد بن العباس الرملي صاحب أصول.
يروي عن عبيد بن الحسن وعبد الله بن محمد بن زكريا وأحمد بن أبي وابنه أبو علي محمد بن أحمد بن إسحاق المزيزي.
يروي عن أبيه ومحمد بن عبد الرحمن الشامي ومحمد بن عبد الله بن محمد بن مخلد ومحمد المنذر الهرويين والحسن بن سفيان النسائي (1).
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز ورأيت له بسرخس جزءا منفردا سمعته من أبي نصر محمد بن محمود السره مرد الشجاعي.
المزين: بضم الميم، وفتح الزاي، وكسر الياء المشددة آخر الحروف، وفي آخرها النون، هذا الاسم لمن يحلق الشعر.
واشتهر بهذا الاسم أبو الحسن علي بن محمد الصوفي المعروف بالمزين، من أهل بغداد، صحب سهل بن عبد الله التستري والجند بن محمد وبنان الحمال، وكان يقال له: المزين الكبير، وكان صاحب اجتهاد وتعبد.
وكان يقول: (الكلام من غير ضرورة مقت من
الله للعبد).
أقام بمكة مدة مجاورا إلى أن مات بها في سنة ثمان وعشرين وثلاث مائة.
وأبو يوسف يعقوب بن شاذة بن إسحاق بن إبراهيم المزين الاصبهاني ثقة صدوق، صاحب أصول.
يروي عن عبيد بن الحسن وعبد الله بن محمد بن زكريا وأحمد بن أبي عاصم وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
المزيني: بضم الميم وفتح الزاي، وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مزينة ومزين.
أما مزينة فقد ذكرناها في (المزني) وقد جاءت النسبة فيها كذلك.
وأما المنسوب إلى مزين فهو يحيى بن إبراهيم بن مزين المزيني.
يروي عن مطرف والقعنبي، توفي في سنة ستين ومائتين وهو مولى آل عثمان بن عفان رضي الله عنه.
المزيناني: بفتح الميم، وكسر الزاي، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، والالف بين النونين، هذه النسبة إلى مزينان وهي بليدة من آخر حد خراسان، لذا خرجت إلى
__________
(1) انظر اللباب 3 / 307 و 308.
[ * ](5/281)
العراق.
نزلت بها ساعة.
والمهشور بالنسبة إليها أبو عمرو أحمد بن معقل الكاتب السرخسي المزيناني، من أهل سرخس، نزل مزينان فنسب إليها.
سمع بسرخس أبا لبيد محمد بن إدريس الشامي، وببغداد أبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبا عبد الله أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ محمد بن عبد الله البيع، وقال: كان إذا قدم نزل على أبي أحمد الحسين بن علي التميمي وكانت وافته بمزينان سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة.
وأبو العباس بالويه بن محمد بن بالويه المزيناني.
كان وكيل أبي أحمد الحسين بن علي التميمي بنيسابور.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق
السراج وأبا عبد الله محمد بن علي المستملي المروزي وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
المزي: بكسر الميم والزاي، وفي آخرها ياء النسبة، هذه النسبة إلى المزة، وهي ضيعة حسنة على باب دمشق.
خرجت إليها يوما مع رفيقنا أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ وأبي القاسم وهب بن سليمان بن الزيف وغيرهما من الفقهاء وكتبت شيئا يسيرا: أنشدني المزي بالمزة من لفظه، أنشدني علي بن الحسن الشافعي لنفسه: (1) ().
__________
بياض في الاصول بقدر أربع كلمات.
[ * ](5/282)
باب الميم والسين المساحقي: هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها عبد الجبار بن سعيد (1) بن سليمان بن نوفل بن مساحق المساحقي، من أهل المدينة.
ونوفل من المشهورين.
وكان على عمل الصدقات.
روى عبد الجبار عن أبي الزناد وأهل المدينة.
روى عنه أبو زرعة الرازي الامام وغيره.
ذكره أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات.
المسافري: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وكسر الفاء، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مسافر، وهو الجد الاعلى لابي بكر بن أبي تراب، وهو محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن مهدي بن مسافر الطوسي النوقاني المسافري، من أهل نوقان إحدى بلدتي طوس من أولاد المحدثين.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهما.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره وقال: طالت صحبتنا معه ببخارى ونيسابور، وكان من أصحاب أبي يعلى العلوي، ثم سكن بخارى إلى أن دفنته بها، وكان يسمع معنا إلى أن توفي في منزلي ببخارى ليلة الجمعة النصف من صفر سنة سبع وخمسين وثلاث مئة، صلى عليه الفقيه أبو بكر الاودني ودفناه بكلاباذ.
ووالده أبو تراب أحمد بن محمد بن الحسين الطوسي الواعظ.
ذكره الحاكم أبو
عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: هو والد أبي بكر المسافري النوقاني.
حدث بنيسابور غير مرة بعد أن نظرت في حديثه بالنوقان.
سمع بخراسان إبراهيم بن إسماعيل العنبري وتميم بن محمد الطوسيين ومحمد بن المنذر شكر، وببغداد أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وحامد بن شعيب البلخي.
قال: حدثني ابنه أبو بكر أنه توفي في النوقان سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
المسائلي: بفتح الميم والسين، وكسر الياء آخر الحروف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة () (2).
وأبو الحسين محمد بن حمويه بن سهل المسائلي الاستراباذي، (من أهل استراباذ)
__________
(1) انظر اللباب 3 / 206.
(2) بياض في الاصول.
[ * ](5/283)
يروي عن محمد بن جبرئيل (ومحمد بن نوكرد والحسين بن بندار) وغيرهم.
روى عنه أبو عبد الله الطلقي.
المسبحي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، بعدها الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الحاء، هذه النسبة إلى الجد (هو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه).
والمشهور بها (1) محمد بن عبيد الله بن أحمد بن إدريس (1) المسبحي، صاحب تاريخ المغاربة ومصر.
(قال ابن ماكولا: رأيت التاريخ عند فخر الدولة نقيب الطالبين بها، وهو كتاب كبير جدا).
وأبو علي محمد بن زكريا بن يحيى بن داود بن سليمان بن مسبح البغدادي الاعرج المسبحي، هكذا ذكره أبو بكر أحمد (بن علي بن ثابت) في تاريخ بغداد وقال: يروي عن أبي شعيب الحراني وأبي خليفة الجمحي ومطين الكوفي وغيرهم.
روى عنه (أبو عبد الله) بن منده الاصبهاني الحافظ وأبو سعيد الخليل بن أحمد السجزي وغيرهما.
وتوفي بجوزجانان (2)
في سنة خمسين وثلاث مئة.
(وقال أبو العباس المستغفري: أبو علي الاعرج المسبحي، كان على عمل المظالم بنسف.
وكان أبو عبيد محمد بن محمد بن سليمان خليفته في الحكم في حال شبابه.
قال أبو عبيد: كان المسبحي على قضاء نسف، وكنت خليفته فوقعت بينه وبين شيخنا أبي بكر القلانسي وحشة، فكنت إذا دخلت عليه قال: قل لصاحبك: تفزع البط بالشط، يعني تفزعني بالصوف وأنت بالمسجد منذ كذا وكذا سنة ولا يعلوك إلا الحشيش).
المسبعي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وتشديد (الباء) الموحدة المكسورة، وفي آخرها العين، هذه النسبة إلى المسبعة ويقال لهم السبعية لامرين: أحدهما قولهم: سبعة أئمة في كل دور من الزمان، من غير أن ينتهي ذلك إلى قيامة أو فناء.
والثاني: لقولهم بأن تدابير العالم منوطة بالكواكب السبعة، وقالوا: الاشياء السبعية كثيرة: فإن السموات سبع والارضين سبع، والبحار سبع والايام سبع (وقالوا: يجب بهذه القضية أن تكون مدبرات العالم سبعة كواكب.
وهذا قول الثنوية وكفرة المنجمين الذين قالوا بقدم الافلاك والكواكب السبعة وأضافوا إليها تدبير العالم).
المستدركي: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء (ثالث الحروف)،
__________
(1 1) انظر اللباب 3 / 207.
(2) جوزجانان أو جوزجان هما واحد، كورة واسعة من كور بلخ بخراسان بين مرو الروذ وفارياب وبلخ.
[ * ](5/284)
وسكون الدال المهملة، وكسر الراء، هذه النسبة إلى السائفة المعروفة بالمستدركة من الفرق النجارية، (وكانوا على قول الزعفرانية، ثم استدركوا فقالوا: يجب إطلاق القول بخلق القرآن لانا قد قلنا إنه غير الله، وما كان غيره فهو مخلوق، ثم إنهم ازدادوا في هذا الباب غلوا، فزعموا وقالوا إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قال لاصحابه: القرآن مخلوق بهذه العبارة على هذا النظم من الحروف.
وقالوا: من لم يقل إن الرسول صلى الله عليه وآله قال ذلك بهذه العبارة فهو كافر.
فاستدركت عليهم طائفة منهم وقالوا: نقول إن النبي صلى الله عليه وآله قد اشار إلى خلق القرآن بما يدل عليه
ولا نقول إنه قال: القرآن مخلوق على هذه العبارة، وكل واحدة من هذه الفرق الثلاث المنتسبة إلى النجارية تكفر صاحبتها، ومخالفوهم يكفرونهم جميعا، فلا تصح دعوى واحدة منها في أنها الفرقة الناجية لان الكفر والنجاة لا يجتمعان.
وأعجب أمور هذه الطائفة المستدركة أنها زعمت أن أقوال مخالفيهم كلها ضلال وكفر حتى أنهم قالوا: إن الواحد من مخالفيهم إذا قال: لا إله إلا الله أو قال: محمد رسول الله فقوله ضلال منه وبدعة وكفر).
المستعطف: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف، وسكون العين، وكسر الطاء المهملتين، وفي آخرها الفاء.
هذا لقب أبي موسى عيسى بن مهران المستعطف، من أهل بغداد، حدث عن عمرو بن جرير البجلي وحسن بن حسين العرني ونحوهما، روى عنه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وغيره.
وقال أبو الحسن الدار قطني: عيسى بن مهران (المستعطف) بغدادي رجل سوء ومذهب سوء يروي عنه ابن جرير الطبري.
وقال غيره وهو أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب في تاريخ بغداد كان عيسى بن المستعطف من شياطين الرافضة ومردتهم، رفع إلي كتاب من تصنيفه في الطعن على الصحابة وتضليلهم وإكفارهم وتفسيقهم، فوالله لقد قف شعري عند نظري فيه وعظم تعجبي مما أودع ذلك الكتاب من الاحاديث الموضوعة والاقاصيص المختلفة والانباء المفتعلة بالاسانيد المظلمة عن سقاط الكوفيين من المعروفين بالكذب ومن المجهولين، ودلني ذلك على عمي بصيرة واضعه وخبث سريرة جامعة وخيبة سعي طالبه واحتقاب وزر كاتبه فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (1).
المستعيني: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف، وكسر
__________
(1) سورة الشعراء رقم 227.
[ * ](5/285)
العين المهملة، وسكون الياء، وفي آخره النون وهذه النسبة إلى المستعين أحد الخلفاء.
والمشهور بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عبد الله بن الحسين العلاف ويعرف بالمستعيني، من أهل بغداد، وحدث عن علي بن حرب وأبي النضر إسماعيل بن عبد الله بن ميمون الفقيه والحسن بن عرفة وحماد بن الحسن بن عنبسة وعبد الله بن علي بن المديني ومحمد بن يوسف بن الطباع.
روى عنه محمد بن إسحاق القطيعي وأبو الحسن الدار قطني ويوسف بن عمر القواس وعبد الله بن عثمان الصفار.
وكان ثقة، ومات في شعبان من سنة خمس وعشرين وثلاث مئة.
المستغفري: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وسكون الغين المعجمة، وكسر الفاء، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى المستغفر وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو علي محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر بن الفتح بن إدريس المطوعي الجلاب) المستغفري، من أهل نسف، سمع أبا حفص أحمد بن محمد العجلي، سمع منه جزءا واحدا.
روى عنه ابنه، وكانت ولادته في شهور سنة ثماني عشرة وثلاث مئة.
ووفاته في شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.
وابنه أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز بن محمد بن المستغفر النسفي المستغفري، خطيب نسف.
كان فقيها فاضلا ومحدثا مكثرا صدوقا يرجع إلى فهم ومعرفة وإتقان، جمع الجموع، وصنف التصانيف وأحسن فيها، وكان قد رحل إلى خراسان وأقام بمرو وسرخس مدة وأكثر عن أبي علي زاهر بن أحمد السرخسي وما جاوزه.
سمع بنسف أبا سهل هارون بن أحمد الاستراباذي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن زر الرازي، وببخارى أبا عبد الله بن محمد بن أحمد غنجار الحافظ، وبمرو أبا الهيثم محمد (بن المكي) الكشمهيني وجماعة كثيرة سواهم.
روى عنه جدي الاعلى القاضي أبو منصور محمد بن عبد الجبار السمعاني وأبو علي الحسن بن عبد الملك القاضي وأبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ، وجمع كثير لا يحصون ولم يكن بما وراء النهر في عصره من يجري مجراه في الجمع
والتصنيف وفهم الحديث وكانت ولادته سنة خمسين وثلاث مئة.
ووفاته سلخ جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين وأربع مئة وزرت قبره بنسف على طرف الوادي.
وابنه أبو ذر محمد بن جعفر المستغفري كان خطيب نسف.
سمعه أبوه عن جماعة من الشيوخ شارك أباه فيهم وولي الخطابة مدة بعد أبيه، وكان من أهل العلم والخير.
ذكره أبو(5/286)
محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ (في معجم شيوخه) وقال: أبو ذر المستغفري ابن شيخنا الامام أبي العباس.
سمع أبا الفضل يعقوب بن إسحاق السلامي وأبا محمد عبد الملك بن مروان (بن إبراهيم بن رافع) الميداني، ورحل به أبوه إلى أبي علي الحاجبي فسمعه الصحيح للبخاري (وقطعة صالحة من المتفرقات).
كان (ربما يملي في حياة والده)، صحيح السماع.
المستملي: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وسكون الميم، وفي آخرها اللام، اختص بهذه النسبة جماعة كثيرة كانوا يستملون للاكابر والعلماء منهم: أبو بكر محمد بن أبان بن وزير المستملي البلخي، وكان أحد حفاظ الحديث ومتقنيهم بخراسان، وإنما قيل له المستملي لانه كان يستملي على وكيع بن الجراح، يروي عن مروان بن معاوية الفزاري ويحيى بن سليم الطائفي وعبد الرزاق (بن همام وسفيان) بن عيينة.
روى عنه جماعة من أهل بغداد والكوفة، وكان فاضلا حسن المذاكرة ممن جمع وصنف، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وإسماعيل بن إسحاق القاضي وإبراهيم بن إسحاق الحربي والحسن بن علي المعمري وموسى بن هارون وعبد الله بن محمد البغوي وغيرهم.
مات سنة أربع أو خمس وأربعين ومائتين.
ويحيى بن راشد البصري مستملي أبي عاصم النبيل.
يروي عن داود ابن أبي هند، دخل الشام وحدثهم بها، فحديثه عند أهل العراق والشام، مات سنة إحدى عشرة ومائتين قبل
أبي عاصم بسنة، ومات أبوه راشد بعده بسنة.
وأبو عبد الرحمن سلمة بن شبيب النيسابوري المستملي سكن مكة، وكان مستملي المقبري.
يروي عن يزيد بن هارون وعبد الرزاق بن همام.
روى عنه الناس، مات (بمكة) سنة سبع وأربعين ومائتين.
وأبو إسحاق المستملي البلخي هو إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن داود الحافظ (من أهل بلخ)، كان يستملي على أبي بكر عبد الله (بن محمد بن علي) الطرخاني الحافظ وكان عالما عارفا بأحاديث أهل بلخ ومشايخهم والتواريخ وجمع علومهم وكان يروي الصحيح الجامع للبخاري عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري وكان بندرا في الحديث.
روى عنه أبو ذر (عبد بن أحمد) الهروي بمكة وأبو عبد الله (محمد بن أحمد بن محمد) الغنجار الحافظ ببخارى، ومات ببلخ في شهور سنة ست وسبعين وثلاث مئة.(5/287)
والحسن بن عبد الملك بن الحسن بن أحمد الانصاري المستملي اليشكري من بني يشكر من أهل بخارى، كان مستملي شيوخ بخارى قاطبة في زمانه، سمع أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني وأبا صالح خلف بن محمد الخيام ببخارى وببغداد أبا بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي وأبا بكر أحمد مالك القطيعي وأبا علي محمد بن أحمد الصواف وسمع منه جماعة ومات ببخارى قبل الصلاة في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن عمر بن مهران (بن فيروز بن سعيد) المستملي الوراق المعروف بأبي بكر بن أبي علي، من أهل بغداد.
سمع أباه أبا علي الحسن بن الطيب الشجاعي وعمر بن أبي غيلان الثقفي وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وحامد بن محمد بن شعيب البلخي ومحمد بن يحيى بن الحسين العمي ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي وعبد الله بن محمد البغوي ومن بعدهم.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو بكر البرقاني وأبو القاسم الازهري والحسن بن محمد الخلال.
وأبو محمد
الحسن بن علي الجوهري وجماعة يطول ذكرهم.
وحكي عنه أنه قال: دققت على أبي محمد بن صاعد بابه فقال: من ذا ؟ فقلت: أنا أبو بكر بن أبي علي، يحيى هاهنا ؟ فسمعته يقول للجارية: هاتي النعل حتى أخرج إلى هذا الجاهل الذي يكني نفسه وأباه ويسميني فأصفعه.
وسئل أبو بكر البرقاني عن أبي بكر بن أبي علي فقال: ثقة ثقة.
وقال محمد بن أبي الفوارس: أبو بكر بن إسماعيل متيقظ حسن المعرفة، وكانت كتبه ضاعت في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأبو مسلم عبد الرحمن بن يونس بن هاشم الرومي المستملي، مولى أبي جعفر المنصور كان يستملي على سفيان بن عيينة ويزيد بن هارون وحدث عن ابن عيينة وحاتم بن إسماعيل ومعن بن عيسى وعبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه وحاتم بن الليث الجوهري وعباس بن محمد الدوري وحنبل بن إسحاق وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو بكر بن أبي الدنيا القرشي.
وسئل عنه أبو حاتم الرازي فقال: صدوق.
ومات سنة خمس وعشرين أو نحوها.
وأبو سفيان هارون بن سفيان بن راشد المستملي المعروف بمكحلة.
حدث عن محمد بن حرب الخولاني وبقية بن الوليد ويعلى بن الاشدق ويحيى بن سليم الطائفي.
روى عنه إبراهيم بن موسى الجوزي وعبد الله بن إسحاق المدائني وأبو القاسم البغوي.
وكان مستملي أبي نعيم الملائي، فيما أظن، فإنه روى قال: قال لي أبو نعيم: يا هارون اطلب لنفسك صناعة غير الحديث فكأنك بالحديث قد صار على مزبلة.
ومات مكحلة ببغداد في(5/288)
شعبان سنة سبع وأربعين ومائتين.
وأبو سفيان هارون بن سفيان بن بشير المستملي.
كان مستملي يزيد بن هارون، يعرف بالديك.
حدث عن يزيد بن هارون ومعاذ بن فضالة وأبي زيد النحوي وزياد بن سهل الحارثي ومحمد بن عمر الواقدي وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم.
روى عنه جعفر بن محمد بن
كزال وعبيد العجل وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن إسحاق المدائني ومات في سنة خمسين أو إحدى وخمسين ومائتين ببغداد.
وأبو طاهر إبراهيم بن أحمد بن سعيد بن محمد بن إسحاق المستملي البخاري الطبيب، كان يستملي على شيوخ بخارى.
والده سمع أبا عمرو محمد بن محمد بن صابر وأبا أحمد محمد بن الحسن البخاريين.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ.
وأبو إبراهيم إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن سهل بن سهيل بن أرزح الآملي المستلمي المذكر المفسر من أهل بخارى.
سمع أبا العباس جعفر بن محمد بن المكي بن المسيب بن حجر النقبوني (1) والقاضي أبا سعيد الخليل بن أحمد السجزي وأبا حامد محمد بن محمد بن عبد الله الصائغ، وسمع منه مسند السراج القدر الذي قرئ عليه ببخارى.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد (بن محمد) النخشبي والسيد أبو بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري.
وذكره عبد العزيز في معجم شيوخه فقال: إسماعيل المستملي يميل إلى مذهب المتكلمين في الاصول فسر كتاب التعرف لمذهب التصوف لابي بكر بن أبي إسحاق فذكر فيه من البدع ما ذكر.
وسمع من شيوخ آمل جيحون أيضا بعد السبعين.
مات يوم الاثنين بعد الظهر السادس عشر من ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وأربع مئة.
وأبو سعد وجيه بن أبي الطيب المستملي، وكان يستملي على شيوخ نيسابور.
سمع أبا محمد الحسن بن أحمد المخلدي وغيره.
سمع منه عبد العزيز النخشبي.
المستيناني: بفتح الميم، وسكون السين المهملة والياء الساكنة بين التاء المكسورة والنون المفتوحة، والالف بين النونين، هذه النسبة إلى مستينان، وظني أنها قرية من قرى بلخ.
__________
(1) انظر اللباب 3 / 3222.
[ * ](5/289)
اشتهر بهذه النسبة: عمر بن عبيد بن الخضر بن موسى المستيناني.
يروي عن أبي القاسم أحمد بن محمد بن محمد (1) بن عبد الله الخليلي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد الحافظ النسفي، وأقام بسمرقند وحدث بها في سنة عشرين وخمس مئة.
فتكون وفاته بعد هذا التاريخ.
المسدي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وكسر الدال المهملة، المشددة، هذه النسبة إنما تقال لمن يعمل السدا ببغداد للثياب السقلاطونية.
والمشهور بهذه النسبة أبو غالب المبارك بن عبد الوهاب بن محمد بن منصور (القزاز) المسدي، من أهل بغداد، شيخ صالح، سليم الجانب، يحفظ الاشعار، وكنت آنس به كثيرا.
سمع أبا محمد التميمي وطرادا الزينبي وأبا طاهر الباقلاني وعبد الله بن جابر بن ياسين الجياني وغيرهم.
وكان يحضر معنا مجالس الحديث.
وسمع عند أبي بكر الانصاري وأبي منصور بن زريق وغيرهما.
سمعت منه ببغداد، وخرج معي إلى عكبرا (2)، وكتبت عنه بها وبأوانا وفي طريقها.
وتوفي في شعبان سنة أربع وأربعين وخمس مئة، ودفن بمقبرة باب الشام عند ثعلب النحوي.
المسروقي: بفتح الميم والسين الساكنة، والراء المضمومة، (والواو بعدها)، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى مسروق وهو اسم لجد أبي عيسى موسى بن عبد الرحمن بن سعيد بن مسروق الكندي المسروقي.
روى عن أبي سامة ومحمد بن بشر ويحيى بن زكريا بن إبراهيم بن سويد وزيد بن الحباب والمؤمل بن إسماعيل وعبيد بن الصباح الخزاز وطلاب بن حوشب وسفيان بن عقبة أخي قبيصة.
قال ابن أبي حاتم الرازي: كتب أبي عنه.
قديما وكتبت عنه معه أخيرا وهو صدوق ثقة.
المسعري: بكسر الميم، وسكون السين المهملة، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مسعر، وهو جد أبي أحمد عبد الرحمن بن عثمان بن مسعر
المسعري، من أهل بغداد، حدث عن محمد بن عمرو بن العباس الباهلي والحسن بن أبي الربيع الجرجاني.
روى عنه أبو أحمد الحسين بن علي التميمي المعروف بحسينك النيسابوري.
__________
(1) انظر اللباب 3 / 209.
(2) عكبرا: بليدة من نواحي دجيل قرب صريفني وأوانا بينها وبين بغداد عشرة فراسخ (معجم البلدان).
[ * ](5/290)
وعبيد الله بن محمد بن مسعر المسعري، من أهل بغداد.
حدث عن عباس بن محمد الدوري.
روى عنه أبو زيد الحسين بن الحسن بن عامر الكوفي.
المسعودي: بفتح الميم، وسكون السين المهملة، وضم العين المهملة، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مسعود والد عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه).
والمشهور بهذا الانتساب من القدماء: أبو العميس عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي أخو عبد الرحمن المسعودي يروي عن إياس بن سلمة بن الاكوع.
روى عنه وكيع وأهل الكوفة.
وأما عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي الهذلي الذي يقال له (المسعودي): يروي عن الحصين والقاسم بن عبد الرحمن.
روى عنه وكيع والكوفيون.
مات سنة ستين ومئة.
وكان المسعودي) صدوقا، إلا أنه اختلط في آخر عمره اختلاطا شديدا حتى ذهب عقله، وكان يحدث بما يحبه فحمل عليه فاختلط حديثه القديم بحديثه الاخير ولم يتميز فاستحق الترك.
قال عمرو بن علي: سمعت أبا قتيبة مسلم بن قتيبة يقول: رأيت المسعودي سنة ثلاث وخمسين فكتبت عنه، وهو صحيح، ثم رأيته سنة سبع وخمسين والذر يدخل في أذنه وأبو داود يكتب عنه، فقلت: أتطمع أن تحدث عنه وأنا حي ! ؟ ! وعبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود الهذلي المسعودي من أهل الكوفة.
سمع القاسم بن عبد الرحمن وأبا حصين عثمان بن عاصم وسلمة بن كهيل
وعاصم بن بهدلة وإبراهيم السكسكي وجامع بن شداد وموسى الجهني وعبد الرحمن بن الاسود.
روى عنه سفيان الثور وابن عيينة وشعبة ووكيع وأبو نعيم ويزيد بن هارون وروح بن عبادة وأبو داود الطيالسي وأبو النصر هاشم بن القاسم وعاصم بن علي وعلي بن الجعد، وكان يغلط في الرواية عن عاصم بن بهدلة وسلمة، ووثقه يحيى بن معين.
وقيل إنه اختلط في آخر عمره.
ومات ببغداد سنة ستين ومئة.
وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود المسعودي: إمام فاضل مبرز عالم زاهد ورع حسن السيرة من أهل مرو.
شرح مختصر المزني، وأحسن فيه.
سمع الحديث القليل من استاذه أبي بكر عبد الله بن أحمد القفال.
وتوفي سنة نيف وعشرين وأربع مئة بمرو.
وأبو الفضل محمد بن أبي نصر سعيد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود بن أحمد بن محمد بن مسعود المسعودي: إمام زاهد ورع حسن السيرة كثير المحفوظ متواضع، يكرم(5/291)
الناس.
سمع أبا القاسم يحيى بن علي الكشميهني وأبا القاسم علي بن موسى الموسوي وأبا عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشائي وغيرهم.
سمعت منه الكثير.
وكانت ولادته في حدود سنة خمسين وأربع مئة.
وتوفي في غرة جمادى الاولى سنة ثمان وعشرين وخمس مئة.
(ودفن بسنجذان).
وابنه أبو المظفر منصور بن محمد المسعودي: كان أحد الفضلاء المبرزين قرأ الادب وبرع فيه.
وكان يعظ وعظا حسنا مسجعا.
قرأ الفقه على والدي، واختص بعمي رحمهما الله.
وكان يقوم بمصالحه سمع جدي الامام أبا المظفر السمعاني وأبا إبراهيم إسماعيل بن عبد الجبار الناقدي وأبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيروي وطبقتهم.
سمعت منه بمرو وبنواحي طوس.
وكانت ولادته في منتصف رجب سنة إحدى وثمانين وأربع مئة.
وأخوه أبو الفتح مسعود بن محمد المسعودي: فاضل حسن السيرة جميل الامر كثير
المحفوظ مليح الاخلاق شديد التواضع.
تفقه على الامام والدي رحمه الله، ورأى جدي الامام أبا المظفر السمعاني وسمع منه الحديث، ومن أبي جعفر أحمد بن الحسين الفقيه الخزاعي وأبي المظفر سليمان بن محمد بن داود الصيدلاني وغيرهم.
وكانت له إجازة عن أبي بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وأبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي وأبي محمد الحسن بن أحمد السمرقندي وغيرهم.
سمعت منه الكثير مثل تاريخ نسف لابي العباس المستغفري وكتاب الشعر والشعراء للمستغفري أيضا بروايته عن السمرقندي عنه وكان كثير الميل إلي، وكنت آنس بن كثيرا، وأفرح بلقياه ومحاورته.
ولد في الثاني عشر من شهر ربيع الاول سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة بمرو.
ومحمد بن العباس بن أحمد بن مسعود بن عمرو المسعودي، ينسب إلى جده الاعلى من أهل أستراباذ.
كان يتحفظ من كل شئ رحل إلى الشام والعراق ومصر يروي عن أبي خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبي يعلى أحمد بن علي بن المثني وعلي بن أحمد بن علي المصري يعرف بعلان وأبي بشر الدولابي وغيرهم مات بعد الخمسين والثلاث مئة.
وأخوه أبو بكر محمد بن العباس بن أحمد بن مسعود المسعودي، أخو أبي عمرو وأبي الحسن، وكان فقيها.
رحل إلى العراق.
وروى عن أبي يعلى الموصلي وأبي القاسم البغوي وغيرهما قيل إنه حدث من تصانيف أخيه من غير أن يكون له فيها سماع ومات بعد السبعين والثلاث مئة.
المسكيني: بكسر الميم، والسين الساكنة، والكاف المكسورة، ثم بعدها الياء(5/292)
الساكنة آخر الحروف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مسكين وهو: مسكين بن الحارث المصري، صاحب الشافعي وتلميذه.
ومن أولاده أبو الحسن عبد الملك بن الفقيه أبي محمد عبد الله بن ابن حميد بن محمد بن عبد القادر بن الحارث بن مسكين بن الحارث المصري المسكيني، من أهل
مصر، كان فقيها فاضلا ثقة في الحديث.
سمع أباه.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ، (وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو الحسن بن أبي محمد المصري.
فقيه على مذهب الشافعي في الحديث، من عباد الله الصالحين.
سمعته يقول: كنت أشتغل بتعلم النجوم في شبابي، فتعلمته حتى حللت الزيج المأموني، وكنت عند أستاذي يوما آخر النهار فأمرني بالرجوع، فاختفيت في موضع فطلع المشتري فسجد له لما طلع في سعده وقال: يا مولانا افعل كذا وافعل كذا يدعو في جماعة، فسجدت معه خوفا منه وجئت إلى والدي فقال لي: أين كنت ؟ قلت: كفرت وسجدت لغير الله، فقال لي والدي: ويحك، أجننت ؟ ! فقصصت عليه القصة، وحلفت أن لا أعود أنظر في النجوم وتركت ذلك من تلك الساعة إلى هذه الساعة وأموت على ذلك قال النخشبي: وكان في السنة قويا وكان معاشه من التجارة سمعته يقول: مولدي لثلاث خلون من صفر سنة إحدى وسبعين وثلاث مئة.
ومات بعد سنة أربعين وأربع مئة.
المسكي: بكسر الميم، وسكون السين المهملة، هذه النسبة إلى المسك وبيعه والتجارة فيه.
والمشهور بها: أبو سعيد محمد بن هارون بن منصور المسكي النيسابوري، من أعيان أصحاب الحديث.
سمع محمد بن يحيى وأبا الازهر وأحمد بن يوسف والصغاني والدوري ومحمد بن اسماعيل بن سالم والدبري وابن أبي مسرة وغيرهم.
روى عنه الحفاظ أبو علي وأبو الحسين وأبو أحمد والمزكي أبو إسحاق وغيرهم.
توفي في المحرم سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
وأبو يزيد حامد بن إسماعيل العطار السمرقندي يعرف بالمسكي، من أهل سمرقند، يروي عن سفيان بن عيينة الهلالي وأبي إسماعيل أيوب بن النجار الحنفي اليمامي والوليد بن مسلم الدمشقي والقاسم بن الحكم العربي وغيرهم.
روى عنه حمدويه بن قطن الاشتيخني وجبريل بن مجاع الكشاني.
ومات يوم الخميس لست بقين من صفر سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وأبو أحمد محمد بن أحمد بن عبد الله السكري المسكي، ابن بنت جعفر بن أحمد بن(5/293)
نصر الحافظ.
سمع جده الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
توفي في رجب من سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
وأبو سهل محمد بن محمد بن عبدان بن محمد بن عبد السلام بن بشار الوراق المسكي، من أهل نيسابور.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: فأما أخونا أبو سهل فإنه نشأ وطال اختلافه إلى أبي علي الثقفي وعاشر مشايخ التصوف وخدمهم بخراسان والعراق والحجاز وجاور بمكة مرتين.
سمع بنيسابور بعد الثلاثين وسمع بالحجاز من أبي سعيد بن الاعرابي، وبالعراق من أبي علي الصفار، وكان قد أقام بمكة الكرة الثانية، فخرجت سنة خمس وأربعين وعاهد الله على أن يجيئني إلى بغداد فدخل البادية وحده ووفى لي بما وعد ثم استشهد في رجب سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.
في طريق فراوة غرقا.
المسلمي: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وكسر اللام، وفي آخرها ميم أخرى، هذه النسبة إلى المسلمة وجماعة ببغداد، من أولاد اقرباء رئيس الرؤساء علي بن الحسن عرفوا بابن المسلمة، منهم: أبو جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل المسلمي المعروف بابن المسلمة.
أسلم الرفيل على يدي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وكان أبو جعفر بن المسلمة حسن الطريقة نبيلا كثير السماع ثقة صدوقا.
سمع أبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري وأبا محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف القاضي.
وأبو جعفر آخر من روى عنهما، وسمع أيضا أبا القاسم عيسى بن علي الوزير وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن بن المخلص وأبا القاسم إسماعيل بن سعيد بن سويد الشاهد وأبا الحسين محمد بن الحسين بن أخي ميمي الدقاق وطبقتهم.
سمع منه القدماء مثل أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وخرج له الامالي، واستملي عليه.
روى
لنا عنه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني وأبو سعد يحيى بن علي الحلواني وأبو تمام أحمد بن محمد بن المختار الهاشمي بمرو وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف الحربي وأبو النجم بدر بن عبد الله الشيخي وأبو غالب محمد بن علي بن الداية المكبر وجماعة سواهم نحو سبعة عشر نفسا، وكانت ولادته في شهر ربيع الاول سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
وتوفي في جمادى الاولى سنة خمس وستين وأربع مئة.
ودفن بمقبرة الخيزران.
وابنه أبو علي محمد بن محمد بن المسلمي أحد الثقب المعروفين.
سمع أبا الحسن بن الحمامي وأبا القاسم بن بشران وغيرهما.
روى لنا عنه أبو القاسم بن السمرقندي(5/294)
وأبو الحسن بن عبد السلام الكاتب وغيرهما.
وتوفي في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وأربع مئة.
ودفن بباب حرب.
وكانت ولادته سنة أربع مئة.
وأبو القاسم علي بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة المسلمي البغدادي أخو شيخنا محمد بن المظفر المسلمي توفي في شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.
وأخوه الاجل أبو الحسن محمد بن المظفر المسلمي من خير الرجال، لم أر شيخا أحسن وجها منه ولا أنشف منه، ترك الدنيا عن اختيار واشتغل بالعبادة، وجعل داره رباطا للصلحاء والصوفية.
سمع أبا الخطاب علي بن عبد الرحمن بن الجراح المقرئ وأبا الحسن علي بن محمد بن العلاف وغيرهما سمعت منه وانتفعت برؤيته وكلامه وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وتوفي () (1).
وأبو جعفر محمد بن عمر بن الحسن بن عبيد بن عمرو بن خالد بن الرفيل المسلمي المعروف بابن المسلمة، جد أبي جعفر السابق ذكره.
سمع محمد بن جرير الطبري والقاضي أبا عمر محمد بن يوسف وأبا عبد الله محمد بن أحمد الحكيمي.
روى عنه ابنه أبو الفرج أحمد، وكان ثقة، وتوفي في جمادي الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وحدث بشئ يسير.
وابنه أبو الفرج أحمد بن محمد بن عمر المسلمي، والد أبي جعفر وابن أبي جعفر أيضا.
المسلي: بضم الميم، وسكون السين، وتخفيفها، هذه النسبة إلى بني مسلية، وهي قبيلة من بني الحارث.
وهو مسلية بن عامر بن عمرو بن عكة بن جلد (2) بن مالك بن أدد بن حبابة.
قال أبو علي الغساني المغربي في كتاب تقييد المهمل: بنو مسلية هو مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج، وهم بنو عم بني الحارث بن كعب بن عمرو بن علة.
قال: وقال أبو بكر بن دريد: مسلية مفعلة من أسليته عن كذا، وهو السلو والسلوان، وهذه القبيلة نزلت الكوفة وصارت محلة معروفة لنزولها بها.
فالمشهور بالنسبة إليها أبو خزيمة وبرة بن عبد الرحمن المسلي الحارثي من أهل
__________
(1) بياض في كل الاصول.
(2) انظر اللباب 3 / 211.
[ * ](5/295)
الكوفة، من التابعين.
يروي عن ابن عمر (رضى الله عنهما)، روى عنه بيان بن بشر ومسعود المسعودي.
مات في ولاية خالد بن عبد الله على العراق.
وابن جباية الشاعر المسلي، اسمه: الحارث بن ثعلبة بن ناشرة بن الابيض بن كنانة بن مسلية بن عامر، وحبابة هي أم ثعلبة وأخيه صبح ابني ناشرة، وهي حبابة بنت الاعمى بن منبه بن كنانة بن مسلية، وبنو الحارث بن ثعلبة بها يعرفون، ولهم يقول عبد الله بن عبد المدان: وبنو حبابة ضاربون قبابهم * بقضيب تغرب حولهم انعام وتميم بن طرفة الطائي المسلي، من أهل الكوفة.
يروي عن عدي بن حاتم وجابر بن سمرة (رضي الله عنهما) روى عنه سماك بن حرب والمسيب بن رافع.
وكان من الثقات.
مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين.
وشيخنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن الناقة المسلي كان يسكن في بني مسلية بالكوفة، وكان شيخا فاضلا شاعرا، له أنس بالحديث.
سمع الكثير وجمع كتابا في الحديث سماه الامثال.
سمع بالكوفة أبا البقاء المعمر بن محمد بن علي الحبال وأبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي، وببغداد أبا محمد الحسن بن علي بن عبد العزيز التككي وهبة الله بن أحمد بن الموصلي وغيرهم.
كتبت عنه أولا ببغداد لما قدمها، ثم بالكوفة، وكنت اقرأ عليه بالكوفة على باب داره في بني مسلية.
وعمر بن شبيب بن عمر المسلي، من أهل الكوفة.
قدم بغداد وحدث بما عن عبد الملك بن عمير وعثمان بن ثوبان وعلقمة بن مرثد وعبد الله بن عيسى، وذكر أنه رأى أبا إسحاق السبيعي.
روى عنه إسحاق بن موسى الانصاري ويعقوب الدورقي سعدان بن نصر والحسن بن إسحاق بن يزيد العطار وغيرهم.
وكان شيخا صالحا صدوقا ولكنه كان يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
وقال يحيى بن معين: عمر بن شبيب ليس بشئ، وسئل عن أبيه شبيب فقال: ثقة.
وقال أبو زرعة (الرازي): عمر بن شبيب واهي الحديث.
وقال يعقوب بن سفيان في تصنيفه باب من يرغب عن الرواية عنهم: كتب وكنت أسمع أصحابنا يضعفونهم، منهم عمر بن شبيب الكوفي.
وقال يعقوب في موضع آخر عمر بن شبيب كوفي، حديثه ليس بشئ.(5/296)
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: عمر بن شبيب المسلي ليس بالقوي.
وجارية بن سليمان المسلي يروي عن عبد الله بن الزبير.
روى عنه إسماعيل بن أبي خالد ويعقوب بن عطاء وإسماعيل بن مسلم.
المسمعي: هذه النسبة إلى المسامعة، وهي محلة بالبصرة، نزلها المسمعيون فنسبت
المحلة إليهم، وهي بفتح الميم الاولى، وكسر الثانية، والنسبة إليها مسمعي بكسر الميم الاولى، وفتح الثانية، هكذا سمعنا مشايخنا يقولون.
ومن المحدثين المعروفين بها: أبو يعلى محمد بن شداد بن عيسى المسمعي، يعرف بزرقان، كان أحد المتكلمين على مذاهب المعتزلة.
وحدث عن يحيى بن سعيد القطان وأبي زكير المدائني وعباد بن صهيب وأبي عاصم النبيل وعون بن عمارة وأبي عامر العقدي وروح بن عمارة وجعفر بن عون وعبيد الله بن موسى.
روى عنه الحسين بن صفوان البرذعي ومكرم بن أحمد القاضي وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي.
قال أبو بكر الخطيب: سألت أبا بكر البرقاني عن محمد بن شداد المسمعي فقال: ضعيف جدا.
وقال لي مرة أخرى: المسمعي لا يحتج به.
وقال لي مرة أخرى: كان أبو الحسن الدار قطني يقول: محمد بن شداد المسمعي لا يكتب حديثه.
مات أبو يعلى (المسمعي) ببغداد في سنة ثمان أو تسع وتسعين ومائتين.
ومنهم أبو محمد عبد النور بن عبد الله بن سنان المسمعي، من أهل البصرة.
قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى المسامعة، من أهل البصرة.
يروي عن عبد الملك بن أبي سليمان.
روى عنه البصريون.
ووهيب بن غسان بن مالك المسمعي، من أهل البصرة.
يروي عن أبي عاصم النبيل ومعن بن سليمان.
روى عنه محمد بن المسيب الارغيناني.
وبكير بن أبي السمط المسمعي ولاء، مولى المسامعة، من أهل البصرة.
يروي عن قتادة.
روى عنه حبان بن هلال ومسلم بن إبراهيم.
وأبو محمد شيبان بن محمد المسمعي البصري، من أهل البصرة، يروي عن نصر بن علي الجهضمي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد (بن أيوب) الطبراني.
المسناني: بكسر الميم، وسكون السين، والالف بين النونين، هذه النسبة إلى مسنان، وهي قرية من قرى نسف.(5/297)
منها عمران بن العباس بن موسى المسناني الفقيه.
كان من القدماء، (من قرية مسنان).
يروي عن محمد بن حميد الرازي.
ومحمد بن فضيل بن غزوان وغيرهما.
روى عنه مكحول بن الفضل النسفي وإبراهيم بن فضلويه الكسبوي.
مات في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين ومائتين.
المسندي: بضم الميم، وسكون السين المهملة، وفتح النون، وفي آخرها الدال المهملة: وهو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان بن أخنس بن خنيس المسندي الجعفي الامام العالم، من أهل بخارى، إنما قيل له (المسندي) لانه كان يطلب الاحاديث المسندة دون المقاطيع والمراسيل في حداثته، فلكثرة طلبه ذلك نسب إليه، وقيل له (المسندي) يروي عن ابن عيينة وشبل وأبي محمد بن عمارة (وعبد الرزاق بن همام وأبي عاصم النبيل وهشام بن يوسف وإسحاق الازرق وأبي النضر هاشم بن القاسم).
روى عنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأحمد بن سيار ومحمد بن نصر المروزي.
مات يوم الخميس لست ليال بقين من ذي القعدة سنة تسع وعشرين ومائتين.
وكان متقنا.
قال أبو علي الغساني الحافظ: أبو جعفر المسندي، إنما عرف بهذا لانه كان في وقت الطلب يتتبع الاحاديث المسندة، ولا يرغب في المقاطيع والمراسيل.
حدث عنه البخاري وهو مولاه من فوق.
المسوحي: بضم الميم، والسين، والحاء المهملتين بعد الواو، هذه النسبة إلى المسوح، وهي جمع مسح، ولعله لقب على الضد، لانه كان يدخل البادية بازار ورداء.
وهو أبو علي أحمد بن إبراهيم بن أيوب المسوحي، من كبار مشايخ الصوفية، صحب سريا السقطي، وصحب ذا النون المصري، وحدث عن محمد بن يحيى بن عبد الكريم الازدي.
روى عنه جعفر الخلدي.
وقال أبو علي المسوحي: دخلت على حسن المسوحي فقلت: يا أبا علي، ما الذي ينقض العزم ؟ قال: طول الآمال وجب الراحات.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: أحمد بن إبراهيم المسوحي، من جلة مشايخ بغداد وظرافهم ومتوكليهم.
وقال جعفر الخواص: كان المسوحي يحج بقميص ورداء ونعل طاق، ولا يحمل معه(5/298)
شيئا لا كوزا ولا ركوة إلا كوز بلور فيه تفاح شامي يشمه من جوف بغداد إلى مكة، وكان من أفاضل الناس.
وأبو علي الحسن بن علي المسوحي أحد الكبراء من شيوخ الصوفية.
يحكي عن بشر بن الحارث.
روى عنه الجنيد بن محمد وأبو العباس بن مسروق والقاضي وأبو عبد الله المحاملي.
وأسند عنه محمد بن هارون بن برية الهاشمي حديثا عن بشر بن الحارث الحافي، ولم يكن له منزل يأوي إليه، وكان يأوي بباب الكناس في مسجد يكنه من الحر والبرد.
وحكي عن الجيند أنه قال: كلمت يوما حسنا المسوحي في شئ من الانس، فقال لي: ويحك ما الانس، لو مات من تحت السماء ما استوحشت.
المسوسي: بفتح الميم، والواو بين السنيين المهملتين، هذه النسبة إلى مسوس، وهي قرية من قرى مرو على سبعة فراسخ منها، من أعالي البلد.
منها أبو سعيد عبد الرحمن بن سعيد بن محمد بن حازم المسوسي، من هذه القرية كان محدثا رحل إلى مصر.
وقال أبو العباس المعداني: مات عبد الرحمن بن سعيد بن محمد بمسوس سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في كتابه، وزاد، وقال: رحل إلى مصر وحمل كتب
الشافعي عن الربيع بن سليمان.
والخاقان محمد بن سليمان المسوسي المعروف بارسلان خان، ملك من ماء جيحون إلى بلاد الصين، وقهر الخصوم، وكان ملكا مطاعا شجاعا.
ولد بهذه القرية، وكان ينسب إليها، ويذكر أيامه وملاعبه بها.
وكانت بينه وبين السلطان سنجر بن ملك شاه محاربات ومواقعات، مع ما كان بينهما من المصاهرة إلى أن فلج بسمرقد وبطل، وحاصره السلطان سنجر بن ملك شاه وأنزله من مدينتها صلحا، وحمله إلى بلخ.
ومات بها سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة، وحمل إلى مرو ودفن في مدرسته بها.
المسيبي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، والياء المشددة آخر الحروف، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى الجد الاعلى وهو: أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن(5/299)
محمد بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب المسيبي من أهل المدينة، سكن بغداد، روى عن أبيه عن نافع القراءات.
ويروي الحديث عن يزيد بن هارون وإبراهيم بن علي بن حسن بن علي بن أبي رافع ومحمد بن فليج وسفيان بن عيينة وجماعة.
روى عنه أبو زرعة الرازي وموسى بن إسحاق وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي وكان أبوه أحد القراء بمدينة رسول الله صلى الله عليه وآله، جليل القدر.
ومحمد هذا يروي عن أبيه ومحمد بن فليح وأبي ضمرة أنس بن عياض ومعن بن عيسى الاشجعي وعبد الله بن نافع الزبيري.
روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني ومسلم بن الحجاج القشيري وإبراهيم بن إسحاق الحربي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وغيرهم.
توفي في شهر ربيع الاول سنة ست وثلاثين ومائتين ببغداد.
المسيحي: بفتح الميم، وكسر السين المهملة، بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى المسيح عيسى عليه الصلاة والسلام.
والنصارى يقولون لانفسهم: المسيحي، وسمي مسيحا لانه كان ممسوح القدم، وقيل لانه مسح وجه الارض، يعني كان كثير السفر والسياحة.
وأما أبو علي محمد بن زكريا بن يحيى بن داود بن سليمان بن مسيح بن الاعرج البغدادي، يعرف بالمسيحي لان جده الاعلى كان اسمه المسيح كان يتولى عمل المظالم بخراسان يروي عن يوسف بن يعقوب القاضي وأبي شعيب الحراني أبي خليفة الجمحي وإبراهيم بن شريك الاسدي وإسحاق بن أحمد الخزاعي.
توفي بجوزجانان سنة خمسين وثلاث مئة.
ورأيته بالباء الموحدة المشددة في تاريخ أبي بكر الخطيب البغدادي وظني أنه الصواب.(5/300)
باب الميم والشين المشاط: بفتح الميم، والشين المعجمة المشددة، بعدها الالف، وفي آخرها الطاء (المهملة)، هذا الاسم لمن يعمل المشط.
واشتهر بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن أبي طالب المشاط الاستراباذي من أهل استراباذ حدث بجرجان عن الفضل بن العباس.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي.
المشاطي: بفتح الميم، والشين المعجمة المشددة، بعدهما الالف، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى ابن مشاط واشتهر بها.
أبو خالد يزيد المشاطي، مؤذن أهل مكة، مولى ابن مشاط، روى عن علي الازدي.
روى عنه سفيان بن حبيب، قاله أبو حاتم الرازي.
المشاني: بفتح الميم، والشين المعجمة، بعدهما الالف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية كبيرة شبه بليدة من البصرة، وبها التمر الكثير، ويضرب برطبها المثل، حتى قال قائلهم: بعلة الورشان يأكل رطب المشان وهذا مثل سائر على ألسن العامة، وهذه القرية
موصوفة بعفونة الهواء، وهي غير موافقة للغرباء.
وسمعت بعض البغداديين يقول: قيل لملك الموت: أين نطلبك ؟ قال: تحت قنطرة حلوان، فقيل: إن لم نجدك ؟ فقال: ما أبرح من مشرعة المشان، يعني الناس بها يموتون كثيرا.
وصلت قريبا من هذه الناحية، وما اتفق لي دخولها.
منها أبو الحسن (1) أحمد بن الحسن بن محمد المالكي المشاني، من أهل المشان.
يروي عن أبي الحسين علي بن أحمد بن محمد بن غسان البصري.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وذكر أنه سمع منه بالمشان.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن علي بن عبد الرحمن بن ريهان المشاني.
حدث عن أبي الحسن محمد بن عمر بن إبراهيم الذهبي.
روى عنه أبو القاسم الشيرازي الحافظ وذكر أنه سمع منه بمشان.
__________
(1) في اللباب: (أبو الحسن).
[ * ](5/301)
المشتلي: بفتح الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح (التاء ثالث الحروف)، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى مشتلة وهي من قرى أصبهان.
منها: عامر بن حمدويه الزاهد المشتلي.
كان فاضلا زاهدا يحدث عن سفيان الثوري وشعبة (بن الحجاج) عامر بن بساف وغيرهم.
روى عنه إبراهيم بن أيوب وعقيل بن يحيى.
ولما قدم أبو داود الطيالسي أصبهان قال: عامر بن حمدويه عمن يحدث أبو داود ؟ ! عن شعبة، قال شعبة: أنا أيضا كتبت عنه وإني من مشتلة وذلك من البصرة.
المشتولي: بضم الميم، وسكون (الشين) المعجمة.
وضم (التاء ثالث الحروف)، هذه النسبة إلى قرية من قرى مصر (1) يقال لها مشتول.
منها أبو علي المشتولي، واسمه: الحسن بن علي بن موسى، من مشايخ الصوفية فحكى الحسين بن جعفر قال: دخلت على أبي علي، وكان موسدا، فدفع إلي دينارا وسقة
فقلت: لم أجئك لهذا فقال: خذه فإني لست اعطيك إنما انا واسطة أوصل إليكم حقوقكم، قال الحسين: فذكرت هذه الحكاية علي على الكاتب، فقال: ما كنت أعلم أن في الدنيا أحدا يحسن أن يقول هذا.
المشتولي: بضم الميم، وسكون (الشين) المعجمة، والتاء المضمومة ثالث الحروف، واشتهر بهذه النسبة: حمدان (2) بن محمد المشتولي.
يروي عن عمران بن موسى السختياني، وهو من أهل جرجان.
المشرفي: بفتح الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح الراء، وفي آخرها الفاء، هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم.
والمشهور به: أبو المشرفي ليث، يروي عن أبي معشر زياد بن كليب والحسن.
روى عنه الثوري وهشيم وشريك.
قال وكيع: هو الواسطي.
قاله البخاري.
__________
(1) في معجم البلدان: (مشتول:..قريتان، مشتول الطواحين ومشتول القاضي، وكلتاهما من كورة الشرقية، قال المهلبي: مر بينهما طريقان، فالايمن منهما إلى مشتول الطواحين، وهي مدينة حسنة العمارة، جليلة الارتفاع، بها عدة طواحين تطحن الدقيق الحوارى وتجهز إلى مصر، وإليها ينسب أبو علي الحسن بن علي بن موسى المشتولي، من مشايخ الصوفية، تخرج من القاهرة إلى عين شمس إلى الكوم الاحمر إلى مشتول ثمانية عشر ميلا).
(2) انظر اللباب 3 / 215.
[ * ](5/302)
وأبو المشرفي عمرو بن جابر بن أزهر الحميري، قيل هو أول من ولد بواسط.
المشرفي: بكسر الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح الراء، (وفي آخرها) الفاء، هذه النسبة إلى مشرف، وهو بطن من همدان منها: الضحاك بن شراحيل المشرفي.
يروي عن أبي سعيد الخدري (رضى الله عنه).
روى عنه حبيب بن أبي ثابت والزهري مقرونا بأبي سلمة بن عبد الرحمن والاعمش مقرونا بإبراهيم
النخعي.
وقال أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري.
ومن فتح الميم في هذا يعني المشرفي فقد صحف.
المشرقي: (بفتح الميم، وسكون الشين المعجمة، وكسر الراء المهملة، وفي آخرها القاف) هذه النسبة إلى مشرق، وظني أنه بطن من همدان نزل الكوفة.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: المشرق حي من همدان من اليمن، والمشهور بالنسبة إليه: عمرو بن منصور المشرقي الهمداني من أهل الكوفة.
يروي عن الشعبي.
روى عنه عيسى بن يونس ووكيع بن الجراح.
وعريب بن يزيد المشرقي الهمداني: روى المقاطيع.
روى عنه عبد الجبار بن العباس الشبامي.
والضحاك بن شراحيل المشرقي: يروي عن أبي سعيد الخدري.
روى عنه الزهري وحبيب بن أبي ثابت.
ويزيد المشرقي: كوفي كان الحسن والحسين يرسلان إلى الحارث بن عبد الله الاعور برسالاته.
قاله الشعبي عنه: وعمرو بن منصور المشرقي: كوفي يروي عن الشعبي.
روى عنه وكيع.
وعباس بن الوليد المشرقي: يروي عن علي بن المديني بحديث منكر.
روى عنه أحمد بن أبي الحواري.
قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: حبان المشرقي، ومشرق قبيلة من همدان، إنه كان لا يرى بأرواثها، يعني الابل، وأبوالها بأسا، روى عنه مسروق والشعبي، سمعت أبي يقول ذلك (1).
__________
(1) في اللباب 3 / 216: (قلت: قد قيد السمعاني هذه الترجمة والتي قبلها تقييدا غير صحيح، فإنه قال في الاولى [ * ](5/303)
المشرقي: بضم الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وكسر الراء، وفي آخرها
القاف، هذه النسبة إلى مشرق، وهو غلام للسامانية هكذا سمعت بعضهم يقول: والمنتسب بهذه النسبة أهل بيت ببلدة كوفن (1) كان منهم جماعة من أهل العلم (والخواجكية) منهم: أبو المكارم عبد الكريم بن بدر بن عبد الله بن محمد المشرقي الكوفني، من أهل كوفن، كان ورد مع أخيه حسان بن بدر مرو وأدرك أواخر أيام جدي رحمه الله، كان من بيت العلم والحديث، وتفقه بمرو وعاد إلى كوفن، وولي بها القضاء، سمع بمرو جدي الامام أبا المظفر السمعاني وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري وأبا محمد كامكار بن عبد الرزاق الاديب وغيرهم لقيته بكوفن في انصرافي من نسا إلى مرو ولم تكن معه أصول بما سمع مكان سماعه في أصولي بمرو، ووجدت سماعه في كتاب الرقاق لابن مبارك عن الزاهري.
سمعت منه الكتاب بمرو ولا أحب الرواية عنه لاني سمعت بأنه كان يخل بالصلوات والله يعفو عنه.
وكانت ولادته تقديرا في سنة سبعين وأربع مئة ومات في حدود سنة خمسين وخمس مئة.
وأما الضحاك بن شرحيل المشرقي فقيل بفتح الميم.
يروي عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) ويقال ابن شراحيل.
روى عنه محمد بن مسلم الزهري وحبيب بن أبي ثابت وغيرهما.
قيل إن نسبته فيما أظن إلى جبل باليمن يقال له مشرق.
المشروقي: بفتح الميم والشين المعجمة الساكنة، وضم الراء، بعدها الواو، وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى مشروق، وهو موضع باليمن.
منها: معدي كرب الهمداني المشروقي وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ويقال: العبدي وهو مشروقي، ومشروق موضع باليمن من التابعين يروي عن علي وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وخباب.
روى عنه أبو إسحاق الهمداني.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقوله.
المشطاحي: بكسر الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح الطاء المهملة، وفي آخرها الحاء المهملة هذه النسبة إلى () (2).
__________
وفي آخرها فاء: وليس كذلك إنما في آخرها قاف.
وإليها ينسب الضحاك المشرقي بكسر الميم وفي آخرها قاف.
وأما الترجمة الثانية وتقييدها بفتح فليس بصحيح إنما هو بالكسر وفي آخرها قاف، وهي الاولى بعينها، ولهذا ذكر في
الترجمتين الضحاك بن شراحيل المشرقي فلو ركب من الترجمتين ترجمة واحدة بأن يكسر أولها ويجعل في آخرها قافا لاصاب، والله أعلم).
(1) كوفن: بليدة صغيرة بخراسان على ستة فراسخ من أبيورد وأحدثها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون.
وأبيورد: مدينة بخراسان بين سرخس ونسا (معجم البلدان).
(2) بياض في الاصول.
وفي اللباب 3 / 317: (هذه النسبة عرف بها أبو الحسن).
[ * ](5/304)
وهو أبو الحسين أحمد بن علي بن عمر بن الحسن بن علي بن حسين الجريري المعروف بالمشطاحي، من أهل بغداد، سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجزي وأحمد بن محمد بن المغلس وإبراهيم بن موسى بن الرواس سمع منه أبو عبد الله بن بكير وأبو الحسن بن البيضاوي (وأبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون الموصلي).
وكان ثقة وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وثمانين وثلاث مئة.
المشظي: بكسر الميم، وفتح (الشين) المعجمة، وفي آخرها الظاء المعجمة، المشددة، هذه النسبة إلى المشظ وهو اسم لجد البياع بن قيس بن عبد مالك بن مخزوم بن سفيان بن المشظ واسمه عوف بن عامر (المذمم بن عوف بن عامر الاكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران الحاف بن قضاعة، هو المشظي.
كان البياع فارسا يغير على بكر بن وائل، وكان آخر إغارة أغارها في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه).
المشغرائي: بفتح الميم وسكون الشين المعجمة، وفتح الغين المعجمة، والراء، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى مشغرى، وهي قرية من قرى دمشق (1).
والمشهور بالانتساب إليها: أبو الجهم أحمد بن الحسين بن أحمد بن طلاب القرشي المشغرائي الدمشقي: سكن (مشغرى) وحدث بها.
وببيت لهيا (2).
قرية أخرى بدمشق.
سمع أبا الوليد هشام بن
عمار بن نصير السلمي وأبا الحسن أحمد بن علي بن أبي الحواري الزاهد الدمشقي، هكذا قاله الحاكم أبو أحمد الحافظ في كتاب الكنى قلت: روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني وغيره.
وكانت وفاته بعد الثلاث مئة (3).
المشكاني: بضم الميم، وسكون (الشين) المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها
__________
(1) أضاف ياقوت بعد ذلك: (من ناحية البقاع).
قلت وتقع (مشغرة) اليوم في لبنان في محافظة البقاع إلى الغرب من راشيا.
(2) في معجم البلدان: (أصله من بيت لهيا تعلم بها ثم انتقل إلى مشغرى قرية على سفح جبل لبنان فصار بها إمامهم وخطيبهم).
(3) في معجم البلدان: (ومات بدمشق في ذي الحجة سنة 317).
[ * ](5/305)
النون، هذه النسبة إلى مشكان، وهي قرية من أعمال روذراور (1) قريبة منها من نواحي همذان.
منها: أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الخطيب المشكاني، خطيب هذه القرية، وكان شيخا عالما بهيا، حسن المنظر، مليح الشيبة، مطبوع الاخلاق متوددا.
قدم علينا بغداد في سنة اثنتين وثلاثين في صحبة رئيس روذراور، ونزل بنواحي باب الازج.
وأخبرني عبد الملك بن علي الهمذاني، وكان شيخا يسمع معنا الحديث: أن خطيب مشكان قدم، وعنده التاريخ الصغير لمحمد بن إسماعيل البخاري عاليا، فقصدته وأخبرت اثنين ثلاثة من أصحاب الحديث وطلابه، ومضينا إليه، فصادفناه متأخرا مريضا في دار باب الازج، فقرأت عليه جميع الكتاب.
وخرج من بغداد عقيب القراءة، ولم يقرأ عليه ثانيا ببغداد، وكان يرويه عن أبي منصور محمد بن الحسن بن يونس النهاوندي عن القاضي أبي العباس أحمد بن الحسين بن زنبيل النهاوندي عن أبي القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل بن
الاشقر القاضي عن الامام أبي عبد الله (محمد بن إسماعيل) البخاري رحمه الله.
وكانت ولادته بمشكان في اوائل شهر رمضان سنة ست وستين وأربع مئة.
وتوفي في حدود سنة أربعين وخمس مئة بروذراور.
ورأيت في تاريخ أبي بكر الخطيب: (أحمد بن جنيد) أبو طالب المشكاني، صاحب أبي عبد الله أحمد بن حنبل، روى عن أحمد مسائل تفرد بها، وكان أحمد يكرمه ويقدمه، وكان رجلا صالحا فقيرا صبورا (على الفقر).
فعلمه أبو عبد الله مذهب القنوع والاحتراف.
ومات قديما بالقرب من موت أبي عبد الله فلم يقع مسائله إلى الاحداث.
مات في سنة أربع وأربعين ومائتين.
وأبو سعيد محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن غالب بن مشكان المروزي المشكاني، ينسب إلى جده الاعلى.
قدم بغداد، وحدث بها عن عبد الله (2) بن محمود السعدي ويحيى بن ساسوية ومحمد بن عمير بن هشام الرازي وغيرهم.
روى عنه أبو الفتح محمد بن الحسين الازدي وأبو الحسن علي بن عمر الدار قطني وأبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وغيرهم، وكان ثقة.
__________
(1) في معجم البلدان (مشكان): قرية من نواحي روذبار من أعمال همذان، وفي موضع آخر في مادة (روذبار) أنها محلة بهمذان.
(2) انظر اللباب 3 / 218.
[ * ](5/306)
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن أسد بن مشكان النيسابوري الزوزني المشكاني: نسب إلى جده الاعلى.
فقيه من أصحاب الرأي.
سمع أحمد بن منصور المروزي زاج وغيره.
ومحمد بن النضر بن أحمد بن حبيب بن الزبير بن مشكان الهلالي المشكاني: من أهل أصبهان نسب إلى جده الاعلى، يلقب بممشاذ يروي عن الحسين بن جعفر وبكر بن بكار وعامر بن إبراهيم.
روى عنه محمد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني.(5/307)
باب الميم والصاد المصاحفي: بفتح الميم والصاد المهملة، وكسر الحاء المهملة، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى المصاحف، وهي جمع مصحف، والمشهور بهذه النسبة: أبو داود سليمان بن سليم المصاحفي، وقيل إن سليما (1) كان من أهل بلخ، وكان مولى الفرامضة بن ظهير ومؤذن مسجده وإمامهم، ولعله تولى كتابة المصاحف فنسب إليها، وكان من أهل الخير والعلم والفضل.
حدث عن النضر بن شميل المازني وغيره.
أثنى عليه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق في كتابه طبقات علماء بلخ وروى عنه أبو عيسى محمد بن عيسى الحافظ وأبو عبد الله محمد بن صالح بن سهل السلمي الترمذيان وغيرهما.
وأبو حبيب محمد بن أحمد بن موسى المصاحفي الجامعي.
وقد ذكرته في (الجامعي).
سمع أبا يحيى سهل بن عمار العتكي وغيره، وكان يكتب المصاحف حسنة ويوقفها.
وكانت وفاته في صفر سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة.
وهو ابن ثلاث وتسعين سنة.
وأحمد بن محمد بن إبراهيم المصاحفي.
يروي عن محمد بن خلف المروزي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وزياد مولى سعد المصاحفي.
قال ابن أبي حاتم: زياد مولى سعد صاحب المصاحف.
روى عن ابن عباس.
روى عنه بكير بن مسمار.
سمعت أبي يقول ذلك.
المصايدي: بفتح الميم والصاد المهملة، وميم أخرى مكسورة قبلها ألف، وفي آخرها
__________
(1) في ك، مط: (وقيل ابن سليم من أهل بلخ كان مولى لفرامضة).
(2) هذه المادة في ك تختلف قليلا عما هنا على الشكل التالي: (المصامدي: بفتح الميم، والصاد المهملة، والميم الاخرى المكسورة، بينهما الالف، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى المصامدة، وهم رجال من أقصى المغرب لهم بلاد كثيرة يقال لها بلاد المصامدة وهم قوم سود طوال حافظون لكتاب الله تعالى، رأيت بمكة منهم
فيخرج القاصد إلى مكة نحو سجلماسة ومنها إلى فاس ومنها إلى الاندلس إلى القيروان ومن القيروان إلى طرابلس المغرب ومن أطرابلس المغرب إلى مصر ألف فرسخ ومن أطرابلس إلى بلاد السوس وهي بجنب بلاد المصامدة مسيرة ثلاث سنين ت وبالفراسخ أكثر من ثلاثة آلاف فرسخ كلها في بلاد الاسلام لا يزوج واحد منهم ما لم يحج يخرج الحاج من هناك فيكون في الطريق ثلاث سنين ونصف ويرجع في ثلاث سنين ونصف.
والسوس مدينة عظيمة ومنها يخرج إلى السوس الاقصى، وهي على ساحل البحر المحيط بالدنيا فمن أهل بلاد المصامدة جماعة كثيرة).
[ * ](5/308)
دال مهملة (1)، هذه النسبة إلى المصامدة، وهم رجال بأقصى المغرب، لهم بلاد كثيرة (يقال لها بلاد المصامدة)، وهم قوم سود طوال حافظون لكتاب الله تعالى، رأيت بمكة منهم فيخرج القاصد إلى مكة منهم نحو سجلماسة (2)، ومنها إلى فارس، ومنها إلى إفريقية أو القيروان ومنها إلى اطرابلس الغرب ومن اطرابلس الغرب إلى مصر ألف فرسخ، ومن اطرابلس إلى بلاد السوس وهي بجنب بلاد المصامدة مسيرة أشهر كلها في بلاد الاسلام، ولا يتزوج واحد منهم ما لم يحج، فيخرج الحاج من هناك فيكون في الطريق مدة كبيرة ويرجع في مثلها.
والسوس (3) مدينة عظيمة، ومنها يخرج إلى السوس الاقصى، وهي على ساحل البحر المحيط بالدنيا، فمن أهل بلاد المصامدة جماعة كثيرة من أهل العلم.
المصراثائي: بكسر الميم، وسكون الصاد المهملة وفتح الراء والثاء المثلثة، بينهما الالف، وفي آخرها (الياء المنقوطة باثنتين من تحتها) هذه النسبة إلى مصراثا، وهي قرية بجنب كلواذى (4) من سواد بغداد.
منها: أبو بكر أحمد بن موسى بن عبد الله بن إسحاق المصراثائي المعروف بالروشنائي الزاهد، من أهل هذه القرية.
سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وأبا محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي وأبا بكر (محمد بن أحمد) المفيد.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: كتبت عنه في قريته، ونعم العبد كان فضلا وديانة وصلاحا وعبادة وكان له بيت إلى جنب مسجده يدخله ويغلقه على نفسه، ويشتغل فيه بالعبادة ولا يخرج منه الا لصلاة
الجمعة، وكان شيخنا أبو الحسين بن بشران يزوره في الاحيان، ويقيم عنده العدد من الايام متبركا برؤيته، ومستروحا إلى مشاهدته.
ومات بمصراثا في رجب سنة إحدى عشرة وأربع مئة.
وخرج الناس من بغداد حتى حضروا الصلاة عليه وكان الجمع كثيرا جدا ودفن في قريته.
__________
(1) قال ياقوت: (المصامدة هو مثل المهالبة نسبة إلى مصمودة وهي قبيلة بالمغرب فيه موضع يعرف بهم وبينهم كان محمد بن تومرت صاحب دعوة بني عبد المؤمن حتى تم له بالمغرب ما تم من الاستيلاء على البلاد والغلبة).
(2) في نسخ: (سلجماسة) وهو تصحيف.
وسجلماسة: مدينة في جنوبي المغرب في طرف بلاد السودان بينها وبين فاس عشرة أيام تلقاء الجنوب.
(3) (السوس: بلد بالمغرب كانت الروم تسميها قمونية وقيل السوس بالمغرب كورة مدينتها طنجة وهنا السوس الاقصى كورة أخرى مدينتها طرقلة، ومن السوس الادنى إلى السوس الاقصى مسيرة شهرين وبعده بحر الرمل) أنظر (معجم البلدان: السوس).
(4) كلواذي: مدينة قرب بغداد، وناحية الجانب الشرقي من بغداد من جانبها وناحية الجانب الغربي من نهر بوق.
قال ياقوت: وهي الآن خراب أثرها باق بينها وبين بغداد فرسخ واحد للمنحدر، معجم البلدان: كلواذى.
[ * ](5/309)
المصري: بكسر الميم، وسكون الصاد، وكسر الراء المهملتين، هذه النسبة إلى مصر وديارها.
قال الله تعالى في كتابه: (أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي) وإنما سميت مصر بمصر بن حام بن نوح، وقيل مصراييم كذلك في التوراة واسم مصر في أول الدهر بابلون (1)، وهو قصر عتيق مبني بالحجارة والجس بموضع يسمى محصبا هو قائم إلى اليوم يقال إنه بني بعد الطوفان بعد بناء ثمانين (2) بالجزيرة، وقيل أتريب وصا وأشمون وقفط ولد مصر بن حام بن نوح المامات أبوهم اقتسم أولاده تلك الاماكن التي كان منها آباؤهم وسموها بأسمائهم.
مصر مسيرة ثلاثة أشهر، وهي ثمانون كورة، وأول مصر من رأس الجسر المعقود
بالفسطاط على النيل فما كان فوق الجسر فهو من الصعيد وهي ثمانون وأشمون وطحا وذلك مما يلي بلاد النوبة، وما كان دون ذلك فهو أسفل الارض.
وحائط العجوز بمصر على شاطئ النيل بنته عجوز كانت في أول الدهر، وكانت كثيرة المال، وكان لها ابن أكله السبع، فقالت: لامنعن السباع أن تشرب من النيل، فبنت الحائط.
كان ذلك الحائط طلسما، وكانت فيه تماثيل أهل كل إقليم: الناس والدواب والسلاح على هيئتهم وزيهم، وكل أمة مصورة.
والائمة والعلماء منها أشهر وأكثر من أن يحصيهم العاد.
وقد صنف أبو سعيد بن يونس بن عبد الاعلى تاريخ المصريين، وذكر رجالها من الصحابة إلى زمانه.
وأما أبو موسى يحيى بن موسى بن أبي العلاء الباهلي صاحب المصري: يروي عن نافع، روى عنه يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي.
قال أبو حاتم بن حبان: إنما قيل له المصري لانه كان يبيع الثياب المصرية فنسب إليها.
وأما أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن الحسن الواعظ المعروف بالمصري، بغدادي أقام بمصر مدة طويلة ثم رجع إلى بغداد فعرف بالمصري.
سمع أحمد بن عبيد بن ناصح وغيره.
روى عنه محمد بن المظفر الحافظ.
قال ذلك أبو بكر الخطيب ووثقه.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن عيسى بن الجراح بن النحاس المصري الحافظ، كان أحد الحفاظ المكثرين الرحالين من المغرب إلى المشرق.
__________
(1) في معجم البلدان: بابليون: وهو اسم عام لديار مصر بلغة القدماء وقيل هو اسم لموضع الفسطاط خاصته.
(2) ثمانين: بليدة عند جبل الجودي قرب جزيرة ابن عمر التغلبي فوق الموصل (معجم البلدان).
[ * ](5/310)
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور، وقال: الحافظ أبو العباس بن النحاس المصري، كتب في بلده وبالحجاز والشام والعراقين وخوزستان وأصبهان والجبال، ثم ورد على أبي نعيم جرجان سنة تسع عشرة وثلاث مئة، وانحدر منها إلى جوين (1) وكتب
عن أبي عمران، وأدرك بنيسابور الشرقيين ومكيا وأقرانهم، وخرج إلى سرخس وكتب عن أبي العباس الدغولي، وأول سماعه في بلده سنة خمس وثلاث مئة، كما حدثني عن علان وأقرانه، وبالشام مكحولا وأحمد بن عمير وببغداد أبا القاسم البغوي وبحران أبا عروبة الحراني، وأقام على عبد الرحمن بن أبي حاتم مدة وكانت سماعاته منه كثيرة إلا أن سماعاته بالعراق والحجاز والشام ذهبت عن آخرها وحصل سائرها.
وحدث عندنا سنين إملاء وقراءة، واستوطن نيسابور سنة إحدى وعشرين إلى أن توفي بها يوم السبت سلخ ذي القعدة من سنة ست وسبعين وثلاث مئة.
وأخبرني أنه كان ابن خمس وثمانين سنة وصليت عليه.
وأبو الحسن بن أبي الليث هو أحمد بن نصر بن محمد المصري الحافظ كان حافظا فاضلا فهما.
رحل من المغرب إلى المشرق، وأدرك الشيوخ والاسانيد، وذاكر الحفاظ.
سمع ببلده أصحاب يونس بن عبد الاعلى الصدفي وأبا عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب.
وسمع بدمشق أبا علي محمد بن هارون الانصاري، وبقيسارية أحمد بن عبد الرحيم القيسراني وبالجزيرة محمد بن عبد الرحمن الامام، وبالعراق أبا علي الصفار النحوي وأبا عبد الله الحكيمي الاخباري محمد بن أحمد، وبطبرستان محمد بن جعفر النحوي، وبنيسابور أبا العباس الاصم وأبا عبد الله بن الصفار وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ وقال: أحمد بن أبي الليث المصري الحافظ، قدم علينا نيسابور، وهو باقعة في الحفظ، ولقد رأيته يوما يذكر بحضرة أبي علي الحافظ ترجمة سليمان التيمي عن أنس رضي الله عنه فشبهته بالسحر في المذاكرة هذا سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة، ورد مع أبي الفضل العطار وأبي العباس بن الخشاب وكان مع هذا يتقشف ويجالس الصالحين من الصوفية وكتب عندنا سنين ثم آذاه بلدي له فخرج إلى ما وراء النهر اشتغل بالادب والشعر ثم إنه تصرف للسلطان في أعمال كثيرة للبندرة والبريد.
وردت تلك الحضرة سنة خمس وخمسين وهو بآلات سرية وغلمان ومراكب، ثم وردتها بعد ذلك وقد نقص، وكان كثير الاجتماع معي، وحفظه كما كان، وكنت أتعجب منه، وجاءنا
__________
(1) جوين: اسم كورة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور، حدودها متصلة بحدود بيهق من جهة القبلة، وبحدود جاجرم من جهة الشمال (معجم البلدان).
[ * ](5/311)
نعيه في شهر رمضان من سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وأبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المصري.
سمع القاضي أبا الحسن علي بن محمد بن يزيد الحلبي ومن بعده بمصر وأبا الحسين بن جميع الغساني بصيداء.
وقدم بغداد قبل سنة أربع مئة.
هكذا ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ في التاريخ.
وقال: قدم بغداد وأقام بها، وكتب عن عامة شيوخها حديثا كثيرا، واحترقت كتبه دفعات.
وروى شيئا يسيرا فكتبت عنه على سبيل التذكرة.
قال: وكانوا يذكرون أن المصري كان يشتري من الوراقين الكتب التي لم يكن سمعها، ويسمع فيها لنفسه.
وذكر الحسن بن أحمد الباقلاني قال: جاءني المصري بأصل لابي الحسن بن رزقويه عليه سماعي لاشتريه منه ولم يكن عليه سماعه.
وقال لي: لو كان هذا سماعي لم أبعه، فمكث عندي مدة ثم رددته عليه، فلما كان بعد سنين كثيرة حمل إلي ذلك الاصل بعينه وقد سمع عليه لنفسه ونسي أنه كان قد حمله إلى قبل التسميع فرددته عليه.
وكانت ولادته سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.
ومات في المحرم من سنة أربعين وأربع مئة ببغداد.
المصطلقي: هذه النسبة إلى سعد بن عمرو، وسعد هو المصطلق، والذي ينسب إليه هو: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن الحارث بن مالك بن خزيمة بن سعد بن عمرو المصطلقية، (وسعد هو المصطلق، وهي) زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أمهات المؤمنين، وكانت من سبي المريسيع، وهو موضع من أرض خزاعة أعتقها النبي صلى الله عليه وسلم واستنكحها، وجعل صداقها كل سبي من قومها.
ماتت سنة خمس وخمسين في ولاية معاوية وصلى عليها مروان.
هكذا ذكره أبو حاتم بن حبان.
المصعبي: بضم الميم، وسكون الصاد، وفتح العين المهملة، وفي آخرها (الباء المنقوطة بواحدة)، هذه النسبة إلى رجلين من أجداد المنتسب إليه: أولهما: مصعب بن الزبير بن العوام، أمير العراقين، جماعة انتسبوا إليه.
والثاني: إلى مصعب بن بشر بن فضالة.
منهم: أبو بشر أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر بن فضالة بن عبد الله بن راشد المصعبي المروزي الكندي: محدث مشهور معروف، كان مقدم بلده والمرجوع إليه في الحادثات والنوازل، ولكنه لم يكن ثقة في الحديث، وله من النسخ الموضوعة شئ كثير،(5/312)
وكان يفهم الحديث ويعرفه، ورحل في طلبه إلى اليمن والعراق وخلط في أشياء، وكان يروي عن محمود بن آدم وأبي عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن حكيم الغرياناني وإسحاق بن إبراهيم الدبري وعبيد الكشوري الصغانيين سمع منه جماعة كثيرة من الائمة، وأجمعوا على ترك حديثه، وقال هو ضعيف مطعون مثل أبي سعد الادريسي وأبي أحمد بن عدي وأبي حاتم (بن حبان) وأبي عبد الله (الغنجار) وغيرهم.
وتوفي في سنة ثلاث وعشرين وثلاث مئة.
وأما جده الاعلى مصعب الذي ينسب إليه هو وأولاده فهو أبو بشر مصعب بن بشر بن فضالة بن عبيد.
كان ولاؤه إلى عبد الرحمن بن محمد بن الاشعث الكندي الخارج على الحجاج، وكان صاحب ابن المبارك.
سمع منه الكتب، وكان يعرف النحو واللغة والادب.
سمع خارجة بن مصعب والمنذر بن ثعلبة.
روى عنه محمد بن عبدك.
وأما أبو الحسن عبد الرزاق بن مصعب بن بشر بن أحمد بن محمد بن عمرو بن فضالة المصعبي.
كان شيخا فقيها.
سمع أبا بكر القفال وأحمد بن الفضل البرونجردي وجماعة من هذه الطبقة.
روى لنا عنه ابنه (مصعب وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف الفاشاني.
وكانت وفاته في حدود سنة سبعين وأربع مئة).
وأما ابنه أبو بشر مصعب بن عبد الرزاق بن مصعب بن بشر بن أحمد المصعبي شيخ
ظريف الجملة حسن المعاشرة من بيت العلم، سمع أباه والسيدين أبا القاسم علي بن موسى الموسوي وأبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسيني والامامين (1) أبا عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشائي وأبا الفضل محمد بن أحمد التميمي والوزير أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي وغيرهم.
قرأت عليه أجزاء، وكانت ولادته قبل سنة ستين وأربع مئة، وتوفي في المحرم سنة تسع وعشرين وخمس مئة، ودفن بسنجدان (1).
المصفر: بضم الميم، وفتح الصاد المهملة، وتشديد الفاء المكسورة، وفي آخرها الراء، هذا لقب أبي عبد الله، وقيل أبو جعفر محمد بن الحجاج، مولى العباس بن محمد
__________
(1 - 1) بعدها في اللباب 3 / 220: (قلت: فاته النسبة إلى مصعب جد طاهر بن الحسين بن مصعب القائد المشهور الذي قتل الامين وشد أمر الخلافة للمأمون، وشهرته تغني عن ذكره، وينسب هو وأولاده إخوته وبهذه النسبة وبها يعرفون.
قال عوف بن محلم الحرائي أبياتا في عبد الله بن طاهر أولها: يابن الذي دان له المشرقان * طرا وقد دان له المغربان ولم تدع في لمستمع * إلا لساني وبحسبي لسان أدعو إلى الله وأثني به * على الامر المصعبي الهجان) [ * ](5/313)
الهاشمي، ويقال إنه مخزومي، ويعرف بالمصفر، وقيل إنه واسطي، سكن بغداد.
وحدث بها عن شعبة وعبد العزيز الدراوردي وخوات بن صالح بن خوات بن جبير وبريه بن عمر بن سفينة.
روى عنه عمرو بن محمد الناقد والفضل بن سهل الاعرج وإبراهيم بن راشد الادمي وجعفر بن محمد بن شاكر الصانع.
قال أحمد بن حنبل: محمد بن الحجاج المصفر تركت حديثه أو تركنا حديثه.
وقال يحيى بن معين: هو ليس بثقة.
وقال يحيى بن معين: محمد بن الحجاج المخزومي المصفر، كان يحدث بأحاديث منكرة.
أنا رأيت كتابه وكتبت عنه ما كان في كتابه وليس هو بشئ.
وقال حاتم بن الليث: محمد بن الحجاج المصفر كان يتشيع، ترك حديثه.
مات ببغداد سنة ست عشر ومائتين.
المصقلي: بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة، وفتح القاف، هذه النسبة إلى الجد، وهو مصقلة بين هبيرة، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن شجاع بن محمد بن علي بن مسهر بن عبد العزيز بن سليل بن عبد الله بن زكير وقيل زكريا بن مصقلة بن هبيرة بن بشر بن يثربي بن امرئ القيس بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن شيبان الشيباني المصقلي الصوفي.
كان من مشاهير المحدثين، رحل إلى بغداد ومكة وخراسان وشيراز.
وتوفي لعشر خلون من شهر ربيع الاول سنة ثلاث أو اثنتين وأربعين وأربع مئة.
وله ابنان أحدهما أبو زيد أحمد بن علي بن شجاع المصقلي، كان من الثقات، يسكن باغ سلم، محله بأصبهان.
سمع معرفة الصحابة عن أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ.
وسمع الطاهر أيضا.
روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ بمرو.
وأبو النجم طالب بن علي بن شهريار البيع بأصبهان وجماعة.
وتوفي في شوال سنة أربع وستين وأربع مئة.
وأما أبو منصور شجاع بن علي بن شجاع الصوفي المصقلي، من أهل أصبهان يسكن باغ عيسى، كثير السماع، واسع الرواية معروف بالطلب.
سمع أبا عبد الله بن منده وأحمد بن يوسف الخشاب وأبا جعفر الانهري وغيرهم.
روى لنا عنه أبو سعد أحمد بن محمد الحافظ بمكة، وأبو طاهر (محمد بن إبراهيم بن مكي) الطرازي بأصبهان في جماعة كثيرة.
وتوفي في المحرم من سنة ست وستين وأربع مئة بأصبهان.(5/314)
المصمودي: بفتح الميم، وسكون الصاد المهملة وضم الميم وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى مصمودة، وهي قبيلة من البربر من أهل المغرب، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو محمد يحيى بن يحيى بن كثير الليثي القرطبي المصمودي.
قال ابن ماكولا: يحيى بن كثير بن رسلاس وقيل: وسلاس، أصله من البربر من قبيلة يقال له مصمودة، مولى بني ليث، فنسب إليهم، وكان مالك بن أنس يسميه (عاقل الاندلس)، ومنه انتشر مذهب مالك بن أنس بالاندلس.
يروي الموطأ عن مالك (بن أنس) وعن سفيان بن عيينة والليث بن سعد و (عبد الرحمن) بن القاسم وابن وهب.
وتوفي في رجب سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وولداه إسحاق وعبيد الله.
يكنى إسحاق أبا يعقوب.
يروي عن أبيه.
توفي (بالاندلس) سنة إحدى وستين ومائتين (وهو قرطبي مصمودي أيضا).
وعبيد الله يكنى أبا مروان.
سمع أباه ورحل إلى العراق.
وسمع بها.
روى عنه أحمد بن مطرف وأحمد بن سعيد (بن حزم) الصدفي وأبو عيسى يحيى بن عبد الله (بن أبي عيسى).
وغيرهم من الاندلسيين.
ومات سنة سبع وتسعين ومائتين.
المصيصي: (بكسر الميم والياء المنقوطة باثنتين من تحتها) بين الصادين المهملتين، الاولى مشددة: هذه النسبة إلى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام، يقال لها المصيصة، وقد استولت الفرنج عليها، وهي في أيديهم إلى الساعة، واختلف في اسمها، والصحيح الصواب المشددة بكسر الميم.
ولما أمليت ببخارى: حدثنا عن أبي القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي ثم الدمشقي حضر المجلس الاديب الفاضل أبو تراب علي بن طاهر الكرميني التميمي، فلما فرغت من الاملاء قال لي: المصيصي بفتح الميم من غير تشديد، فقلت: كان شيخنا وأستاذنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ يروي لنا كذا كما تقول في هذه النسبة، ولكن ما وافقه أحد على هذا.
ورأيت في كتب القدماء بالتشديد والكسر، وكذلك سمعت شيوخي بالشام، خصوصا فقيه أهل الشام أبا الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي.
فأخرج الاديب الكرميني ديوان الادب للفارابي وفيه: المصيصة بلاد، فقلت: لا أقبل منه، فإن الفارابي من أهل بلادكم والمصيصة بساحل الشام ولعله غلط.
وأهل تلك
البلاد لا يذكرونها إلا بالتشديد وكسر الميم.
وكنت قد سمعت أبا المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي المعيد بنيسابور مذاكرة يقول: سمعت الامام أبا علي الحسن بن محمد بن(5/315)
تقي المالقي الاندلسي الحافظ يقول في هذه النسبة: إني دخلت هذه البلدة وسمعت أهلها يقولون بالفتح والتخفيف والكسر والتشديد، ولما سمع ذلك أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ ببغداد مني أنكر غاية الانكار وقال: هذه البلدة لا تعرف إلا بالتشديد وكسر الميم.
وهكذا رأيناه في غير موضع بخط أبي بكر الخطيب الحافظ وأبو علي المالقي لما دخلها كان قد استولى الفرنج عليها ولم يبق فيها أحد من المسلمين فعن من سأل ومن ذكر له هذا فالاكثرون على الكسر والتشديد.
والمشهور منها أبو يعقوب يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، رحل إلى العراقين، ويروي عن أبي عاصم النبيل وأبي نعيم الكوفي وعبيد الله بن موسى وعلي بن بكار وحجاج بن محمد وبشر بن المنذر.
يروي عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري.
وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الحافظ وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب (النسائي) ومحمد بن المنذر الهروي شكر.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم.
هو كان بالمصيصة ولم أدخل المصيصة ولم أكتب عنه ثم كتب إلى أبي وأبي زرعة والي ببعض حديثه، وهو صدوق ثقة.
ومن المتأخرين شيخنا فقيه أهل الشام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي وكذا كان يكتب بكسر الميم وتشديد الصاد.
ولد باللاذقية، ونشأ وتربى بالمصيصة، ثم انتقل عنها لما كبر إلى صور وكانت ولادة الفقيه نصر الله باللاذقية في سنة نيف وخمسين وأربع مئة.
وتوفي في حدود سنة أربعين وخمس مئة بدمشق.
وأما إبراهيم بن مهدي المصيصي فهو بغدادي انتقل إلى المصيصة فسكنها، وحدث عن إبراهيم بن سعد وحماد بن زيد وغيرهما.
روى عنه أحمد بن حنبل وحسن الزعفراني وعباس
الدوري وغيرهم، ويقال له الطرسوسي أيضا.
وأبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي الملقب بلوين: محدث بغدادي مشهور.
سمع ابن عيينة وسكن المصيصة فنسب إليها.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن صفوة المصيصي.
يروي عن يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي.
روى عنه (أبو الحسن أحمد بن محمد) بن جميع (الغساني) في معجم شيوخه.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي مهزول المصيصي.
إمام جامع المصيصة.
يروي عن يوسف بن سعيد بن مسلم أيضا.
روى عنه ابن جميع في معجم شيوخه.(5/316)
وأبو الحسن شاكر بن عبد الله المصيصي: من أهل المصيصة.
قدم بغداد مستنفرا.
وحدث عن محمد بن موسى النهرتيري وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الانطاكي وأبي سعيد الحسن بن علي الفقيه ومحمد بن عبد الصمد بن أبي الجراح وأيوب بن سليمان العطار المصيصيين وأحمد بن إبراهيم بن البطال اليماني.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز وأبو محمد عبد الله بن يحيى (بن عبد الجبار) السكري ومحمد بن طلحة النعالي وعلي بن أحمد الرزاز وغيرهم.
وذكره أبو بكر الخطيب فقال: ما علمت من حاله إلا خيرا.
ومات في صفر سنة أربع وخمسين وثلاث مئة.
ببغداد.
وأبو عمرو محمد بن موسى بن عبد الله بن محمد بن عمر التيمي المصيصي.
يروي عن محمد بن قدامة.
وأبو عمرو محمد بن القاسم بن سنان الازدي الدقاق المصيصي.
يروي عن أبي شرحبيل عيسى بن خالد المعلم الحمصي.
وأبو () محمد بن سفيان بن موسى الصفار المصيصي.
يروي عن محمد بن آدم وإبراهيم بن الحسن المقسمي.
روي عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ في معجم شيوخه وكتب في حدود سنة عشر وثلاث مئة ومحمد بن سفيان روى عنه الحاكم أبو عبد الله
الحافظ.
وأبو أحمد عبيد بن عبد القادر بن عبيد المصيصي.
يروي عن أبي أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي.
روى عنه أبو الحسين بن جميع الغساني.
ومحمد بن آدم بن سليمان المصيصي: روى عن أبي المليح الرقي وعلي بن عابس وأبي المحياة وعبد الله بن المبارك.
قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي في الرحلة الثانية، وروى عنه وسئل عنه فقال: صدوق.
__________
(1) في م (عمرو) وانظر مادة (المنبجي) من هذا الجزء.
[ * ](5/317)
باب الميم والضاد المضروب: بفتح الميم، وسكون الضاد المعجمة، وضم الراء، وفي آخرها الباء: هو: نوح بن ميمون بن عبد الحميد بن أبي الرجال العجلي المروزي، كان يسكن في قطيعة الربيع ببغداد.
يقال له المضروب لضربة في وجهه لها أثر ظاهر، ضربته اللصوص.
يروي عن سفيان الثوري ومالك بن أنس.
روى عنه محمد بن عبيد الاسدي الهمذاني ويحيى بن سهيل السلمي البخاري وغيرهما.
وابنه محمد بن نوح بن ميمون المضروب.
كان أحد الثقات المشهورين بالسنة.
حدث بشئ يسير عن إسحاق بن يوسف الازرق.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن حجاج المروزي.
وكان جار أحمد بن حنبل، سئل عنه أحمد بن حنبل فقال: اكتبوا عنه فإنه ثقة وكان المأمون، وهو بالرقة، كتب إلى إسحاق بن إبراهيم صاحب الشرطة ببغداد يحمل أحمد بن حنبل ومحمد بن نوح إليه بسبب المحنة، فأخرجا من بغداد على بعير متزاملين، ثم إن محمد بن نوح أدركه المرض في طريقه ومات وقال أحمد بن حنبل: ما رأيت أحدا على حداثة سنه وقلة علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح وإني لارجو أن يكون الله قد ختم له بخير.
قال لي ذات يوم وأنا
معه خلوين: يا أبا عبد الله الله الله إنك لست مثلي، أنت رجل يقتدى بك، وقد مد إليك هذا الخلق أعناقهم لما يكون منك، فاتق الله وأثبت لامر الله، أو نحو هذا من الكلام قال أبو عبد الله: فعجبت من تقويته لي وموعظته إياي ثم قال أبو عبد الله: انظر بما ختم له، فلم يزل ابن نوح كذلك، ومرض حتى صار إلى بعض الطريق مات فصليت عليه ودفنته بعانة (1) وكانت وفاته في سنة ثماني عشرة ومائتين.
المضري: بضم الميم، وفتح الضاد المعجمة، وفي آخرها الراء هذه النسبة إلى مضر، وهي القبيلة المعروفة التي ينسب إليها قريش، وهو مضر بن نزار بن معد بن عدنان، أخو ربيعة بن نزار، وهما القبيلتان العظيمتان اللتان يقال فيهما: أكثر من ربيعة ومضر وجماعة من العلماء والمحدثين من المتقدمين والمتأخرين، منهم: أحمد بن الحسن المضري البصري حدث عن أبي عاصم وعبد الصمد بن حسان.
__________
(1) عانة: بلد مشهور بين الرقة وهيت يعد في أعمال الجزيرة (معجم البلدان).
[ * ](5/318)
بروى عنه عبد الباقي بن قانع وسليمان بن أحمد الطبراني وأحمد بن محمود بن خرزاذ السينيزي ومحمد بن إسحاق بن دارا الاهوازي، ضعفوه.
وسليمان بن أحمد بن يحيى الملطي المضري: يتهم بالكذب ولا يوثق بما يرويه.
يروي عنه أبو القاسم بن الثلاج.(5/319)
باب الميم والطاء المطاعي: بضم الميم والطاء المهملة (المفتوحة)، بعدهما الالف، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى مطاع وهو اسم رجل سماه النبي صلى الله عليه وآله مطاعا، وحمله على فرس أبلق، وأعطاه الراية، وقال له: يا مطاع امض إلى أصحابك فمن دخل تحت رايتي هذه فقد أمن من العذاب.
ومن ولده أبو مسعود عبد الرحمن بن المثنى بن مطاع بن عيسى بن مطاع بن زيادة بن مسلم بن مسعود بن الضحاك بن جابر بن عبدي بن إراش بن جديلة بن لخم اللخمي المطاعي.
يروي عن أبيه المثنى.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني: المطاميري: بفتح الميم والطاء المهملة، وكسر الميم الثانية، وسكون (الياء المنقوطة باثنتين)، وفي آخرها الراء المهملة، هذه النسبة إلى المطامير، وهي ضيعة بحلوان العراق انتسب إليها جماعة منهم: أبو محمد الحسن بن عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن صالح التيمي المطاميري المكي حدث بمكة عن أبي القاسم عبيد الله بن أحمد السقطي.
سمع منه أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي الحافظ، قال: وسألته عن المطامير فقال: ضيعة بحلوان العراق.
قال وتوفي يعني أبا محمد المطاميري في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين وأربع مئة.
المطبخي: بفتح الميم وقد يقال بالضم وسكون الطاء المهملة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها الخاء المعجمة، هذه النسبة إلى موضع الطبخ أو الشئ المطبوخ.
والمشهور بهذه النسبة: أبو محمد سهل بن نصر بن إبراهيم بن ميسرة المطبخي، من أهل بغداد.
كان من أهل الصدق، وثقه يحيى بن معين.
وسمع حماد بن زيد وجعفر بن سليمان وفضيل بن عياض ومحمد بن صبيح بن السماك وغيرهم.
روى عنه عباس الدوري وأحمد بن أبي خيثمة ومقاتل بن صالح المطرز ومحمد بن الفضل الوصيفي وغيرهم.
وأبو سعيد محمد بن أحمد المطبخي الاصبهاني.
نزل بغداد وحدث بها عن محمد بن(5/320)
عمر بن حفص الاصبهاني حديثا واحدا.
روى عنه أبو الحسن أحمد بن الجندي.
وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن عبيد المطبخي السامري من أهل سر من رأى.
سمع
عمرو بن علي وعلي بن حرب وفضل بن سهل الاعرج.
روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو جعفر اليقطيني.
وذكر ابن عدي (أنه) سمع منه بسر من رأى وقال: كان شيخا صالحا.
المطرز: بضم الميم، وفتح الطاء المهملة، وكسر الراء المشددة، وفي آخرها الزاي، هذه الكلمة لمن يطرز الثياب، واشتهر بها جماعة من أهل العلم منهم: أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن محمد بن موسى المطرز: أصبهاني الاصل، سكن بغداد، وكان وكيلا على باب دار القضاة.
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن كيسان الحربي وأحمد بن جعفر بن محمد بن الفرج الخلال ومحمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق.
سمع منه أبو بكر الخطيب، وذكره في التاريخ فقال: كتبت عنه وكان صدوقا صحيح الاصول.
وجده من أهل أصبهان.
وأبوه ولد ببغداد.
وكانت ولادة محمد بن إبراهيم هذا في شوال سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة وتوفي في شوال من سنة ثمان وثلاثين وأربع مئة.
وأبو يعلى محمد بن الحسن بن العباس المطرز، يعرف بابن الكرخي.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي الخطيب في التاريخ وقال: أبو يعلى المطرز كان صاحبا لنا مختصا بنا، سمع معنا الكثير من أبي عمر بن مهدي وأبي الحسين المتيم وأبي الحسن بن الصلت الاهوازي وكان قد سمع قبلنا من أبي الصلت المجبر وأبي أحمد الفرضي وغيرهما.
علقت عنه أحاديث يسيرة وكان صدوقا مستورا حافظا للقرآن.
وتوفي وهو شاب في شهر رمضان سنة سبع وعشرين وأربع مئة وأحسبه لم يبلغ سنه الاربعين.
وكان الشيب كثيرا في لحيته.
ثم قال: رأيته في المنام بعد موته بسنة على صورة حسنة وهيئة جميلة لابسا ثيابا بيضاء، فسلم علي ثم قال ابتداء: إن الله غفر لي ذنوبي كلها.
وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن يحيى بن أيوب المطرز الشاعر من أهل بغداد.
كان كثير الشعر سائر القول في المديح والهجاء والغزل و (غير) ذلك.
ذكره أبو بكر الخطيب الحافظ، وقال: قرأت عليه أكثر شعره، ومن مليح شعره: من الطويل:
ولما وقفنا بالصراة (1) عشية * حيارى لتوديع ورد سلام
__________
(1) الصراة: نهر يأخذ من نهر عيسى من عند بلدة يقال لها المحول بينها وبين بغداد فرسخ ويمر من بغداد ويصب في دجلة وعليه قنطرتان العتيقة والجديدة.
[ * ](5/321)
وقفنا على رغم الحسود وكلنا * يعض عن الاشواق كل ختام وشوقني عند الوداع عناقه * فلما رأى وجدي به وغرامي تلثم مرتابا بفضل ردائه * فقلت هلال بعد بدر تمام وقبلته فوق اللثام فقال لي * هي الخمر إلا أنها بغدام كانت ولادته في سنة خمس وخمسين وثلاث مئة ومات مستهل جمادى الآخرة من سنة تسع وثلاثين وأربع مئة.
وأبو بكر القاسم بن زكريا بن يحيى المقرئ المطرز، من أهل بغداد.
سمع عمران بن موسى القزاز وسويد بن سعيد وبشر بن خالد وإسحاق بن موسى وأبا كريب الكوفي.
روى عنه أبو الحسين بن المنادي وجعفر بن محمد الخلدي وأبو بكر بن الجعابي.
وكان ثقة ثبتا نبيلا مقرئا فاضلا.
صنف المسند والابواب والرجال، من المكثرين.
مات في صفر سنة خمس وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن يحيى بن سهل النيسابوري المطرز.
والمسجد الكبير المليح بنيسابور منسوب إليه وهو بناه كان من جلة المشايخ إتقانا واجتهادا وعبادة.
سمع إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع النيسابوري وأبا قدامة السرخسي وإسحاق بن منصور وهو صاحب محمد بن يحيى الذهلي والمختص به، ومن أكثر الناس سماعا منه.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي وأبو الفضل بن إبراهيم وأبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان (وإبراهيم بن أحمد بن رجاء وعبد الله بن أحمد بن سعد) وطبقتهم.
توفي بعد سنة ثلاث مئة.
وابنه أبو محمد عبد الله بن أبي بكر المطرز، كان يضرب به المثل في السخاء والبذل.
سمع اباه وإسماعيل بن قتيبة وطبقتهما.
ولم يحدث قط.
هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ.
المطر في: بضم الميم، وفتح الطاء (المهملة)، وتشديد الراء، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى مطرف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهم جماعة منهم: أبو الميمون محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن مطرف، ومطرف هو أبو غسان المديني ابن داود بن مطرف بن عبد الله بن سارية المطر في العسقلاني، وسارية مولى عمر بن الخطاب (رضى الله عنه)، من أهل عسقلان الشام.(5/322)
قال أبو سعيد بن يونس: قدم مصر في سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
وخرج عن مصر في شهور سنة أربعين وثلاث مئة، حدث بمصر عن ثابت بن نعيم بن معن وأبي ذهل عبيد بن الغازي وعبيد الله المعمري وبكر بن سهل.
وكان إخباريا حسن الادب، وكان في سمعه ثقل قليل.
وأبو جعفر محمد بن هارون بن مطرف بن إسحاق المطر في النيسابوري المعروف بابن أبي جعفر، وكان من أولاد الجرجانيين ولد بنيسابور، وكان مسكنه رأس القنطرة سمع أبا الازهر العبدي وأحمد بن يوسف السلمي.
روى عنه الاستاذ أبو الوليد القرشي.
ومات سنة تسع عشرة وثلاث مئة.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف بن محمد بن علي بن حميد المطر في المعروف بأبي الحسين بن أبي أحمد الاستراباذي: كان من أفاضل الناس في زمانه، كثير العبادة والصدقة وتلاوة القرآن.
روى حكاية عن عمار بن رجاء ومن الضحاك بن الحسين الازدي ومحمد بن يزداد بن سالم وغيرهم.
روى عنه عبد الله بن موسى السلامي وعبد الله بن الحسن الهمداني ومطرز بن الحسين الفقيه.
ومات سنة أربع وأربعين وثلاث
مئة.
وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الحسين بن أحمد المطر في أخو أبي الحسن المطر في.
كان فقيها فاضلا ثبتا في الرواية.
رحل إلى العراق وتفقه وكتب الحديث الكثير عن أبي خليفة الجمحي وأبي يعلى الموصلي.
روى عنه أخوه أبو الحسن.
وأبو عبد الله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف المطر في من أهل جرجان، يروي عن عم أبيه أبي الحسين ونعيم بن أبي نعيم الاستراباذي وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وغيرهم.
مات سنة إحدى عشرة وأربع مئة.
وأبو أحمد محمد بن إبراهيم بن مطرف بن محمد بن علي بن حميد المطر في الاستراباذي.
كان من روساء استراباذ وأجلائها.
كان يروي عن إسحاق بن إبراهيم الطلقي وأبي سعيد عبد الله بن سعيد الاشج ومحمد بن عبد الله المقرئ.
روى عنه أحمد بن المهلب الاستراباذي ومات سنة ثلاث مئة.
وأبو سعيد محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف المطر في: من أهل استراباذ أيضا.
روى عن ابن ماجة وأبي نعيم (عبد الملك بن محمد بن علي) الاستراباذي وغيرهما.
قيل إنه توفي في سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة.
باستراباذ.(5/323)
وأخوه أبو الحسن الحسين بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف بن محمد بن علي بن حميد المطر في الفقيه الاستراباذي وكان من رؤساء استراباذ.
رحل إلى العراقين وفارس.
يروي عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبي بكر عبد الله بن أبي داود وأبي سعيد الحسن بن علي بن زكريا العدوي وغيرهم.
روى عنه ابنه أبو علي مطرف بن الحسين الفقيه.
ومات في رجب سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
وحفيده محمد بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مطرف (بن محمد بن علي بن حميد) المطر في الفقيه الزاهد.
كان إليه فتيا استراباذ، من أصحاب الشافعي في
عصره، كتب الكثير، ودون الابواب والمشايخ، سمع أبا جعفر محمد بن جعفر الحازمي وعلي بن أحمد بن نوكرد وغيرهما.
مات سنة تسع وخمسين وثلاث مئة.
المطر في: بكسر الميم، وسكون الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى مطرف وهو لقب: عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان (رضى الله عنه): قال الدار قطني كان من حسنه يسمى (المطرف).
قلت: ومن أولاده جماعة حدثوا يقال لهم المطر في.
المطرقي: بكسر الميم، وسكون الطاء المهملة، وفتح الراء، وفي آخرها القاف: رأيت في كتاب تقييد المهمل لابي علي الغساني: المطرقي بالقاف: إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة المطرقي، مولى آل الزبير بن العوام.
وأبو إبراهيم بن عقبة.
وعماه: موسى ومحمد بنو عقبة المدينون المطرقيون.
سمع نافعا مولى بن عمر وعمه موسى.
روى عنه إسماعيل بن أبي أويس وسعيد بن أبي مريم.
تفرد به البخاري.
هكذا رأيت في كتابه (وذكر بالقاف).
وقال ابن أبي حاتم: موسى بن عقبة، أخو إبراهيم ومحمد ابني عقبة، مولى الزبير (بن العوام)، ويكنى بأبي محمد المطرقي أدرك ابن عمر ورأى سهل بن سعد.
وروى عن أمه ابنة خالد بن معدان عن أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص.
روى عنه الثوري ومالك وشعبة ووهيب وابن عيينة والدراوردي وحاتم وابن أبي الزناد وابن المبارك (وعبد العزيز بن المختار.
وكان مالك بن أنس إذا قيل له: مغازي من نكتب ؟ قال: عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة.
وقال) يحيى بن معين (وهو ثقة).(5/324)
المطرودي: بفتح الميم، وسكون الطاء المهملة، وضم الراء، وسكون الواو، وكسر الدال المهملة، هذه النسبة إلى مطرود (1) وهو فخذ من سليم، والمنتسب إليه.
عبد الله بن سيدان المطرودي فإنه يروي عن أبي ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان ورأى أبا بكر وعمر (رضى الله عنهم) عداده في أهل البصرة (2).
روى عنه ميمون بن مهران وحبيب بن أبي مرزوق.
قاله البخاري.
المطري: بفتح الميم والطاء المهملة، والراء في آخرها، هذه النسبة إلى مطر، وهو اسم لجد أبي عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر المعدل المطري، كان شيخا عالما فاضلا زاهدا ورعا.
سمع الحديث الكثير، وأفاد الناس، وانتقى أجزاء على أبي العباس الاصم (اشتهرت به) له رحلة إلى العراقين والحجاز وكور الاهواز.
سمع بنيسابور إبراهيم بن أبي طالب وإبراهيم بن علي الذهلي، وبالري محمد بن أيوب الرازي، وببغداد جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي، وبالكوفة عبد الله بن محمد بن سوار، وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وبمكة أحمد بن هارون بن المنذر القزاز، وبالاهواز عبدان بن أحمد العسكري وأقرانهم.
سمع منه الحفاظ أبو علي الحسين بن علي وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد وأبو الحسن محمد بن يعقوب والحاكم أبو عبد الله (الحافظ)، وهؤلاء حفاظ نيسابور وأئمتها.
وقد حدث عنه أبو العباس بن عقدة الكوفي بأحاديث لابي حنيفة وغيره.
وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو عمرو بن مطر الزاهد، شيخ العدالة ومعدن الورع والمعروف بالسماع والرحلة والطلب على الصدق والضبط والاتقان.
رأى أبا عبد الله البوشنجي وحضر مجالسه ولم يصح له عنه شئ فتركه ولم يحدث عنه.
قال: ولقد حدثني الثقة من أصحابنا أن صدرا من صدور أهل العلم بنيسابور قال له: يا أبا عمرو فاتك أبو عبد الله البوشنجي فقال الرجل من إذا لم يسمع الشئ يمكنه أن يقول لم أسمع روى عنه حفاظ نيسابور، وأعجب من ذلك أنا كتبنا عن محمد بن صالح بن هانئ عن أبي الحسن الشافعي عن أبي عمرو بن مطر، وقد ماتا قبله ببضعة عشر سنة.
وتوفي أبو عمرو
__________
(1) في اللباب 3 / 225: (قلت: لم يذكر نسب مطرود، وهو مطرود بن مالك بن عوف بن امرئ القيس بن بهيثة بن
سليم بن منصور، بطن من سليم).
(2) في نسخ: (الربذة) وهي قرية من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مكة.
[ * ](5/325)
في جمادي الآخرة من سنة ستين وثلاث مئة، وهو ابن خمس وتسعين سنة، ودفن في مقبرة الحيرة جاءنا نعيه وأنا بنسا.
وابناه المحمدان أبو بكر وأبو أحمد ابنا محمد بن جعفر المطري: فأما أبو بكر محمد بن محمد بن جعفر المطري: سمع بتصحيح أبيه وإفادته عن عبد الله بن شيرويه وإبراهيم بن إسحاق الانماطي وأحمد بن إبراهيم بن عبد الله وإبراهيم بن جعفر بن الوليد وأقرانهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: توفي في شهر رمضان سنة سبعين وثلاث مئة، وصلى عليه أخوه أبو أحمد، ودفن بجنب أبيه.
وأما أخوه أبو أحمد محمد بن محمد بن جعفر المطري كان يشهد مع أبيه ثلاثين سنة أقل وأكثر وخرج أبوه له الفوائد، وحدث بها ببغداد.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس (محمد بن إسحاق) الثقفي وغيرهما.
سمع منه الحاكم (أبو عبد الله الحافظ)، وتوفي في رجب سنة ست وسبعين وثلاث مئة وهو ابن ثمانين سنة (1).
المطلبي: هذه النسبة إلى المطلب بن عبد مناف، وهو بضم الميم، وتشديد الطاء المهملة وفتحها، وكسر اللام، والمنتسب إليه جماعة من أولاده.
منهم الامام أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف الشافعي المطلبي رحمه الله.
وروى أن النبي صلى الله عليه وآله أعطى بني المطلب ما أعطى بني هاشم وحرمهم ما حرم بني هاشم من الصدقة.
فقال بنو عبد شمس وبنو نوفل في ذلك فقال: نحن وبنو المطلب ما فارقنا في جاهلية ولا إسلام.
ومنهم محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف المطلبي: يروي عن عبيد الله الخولاني وعكرمة، روى عنه محمد بن إسحاق بن يسار.
المطوعي: بضم الميم، وتشديد الطاء المهملة وفتحها.
وكسر الواو، وفي آخرها
__________
(1) في اللباب 3 / 225: (قلت: فاته النسبة إلى مطر بن شريك بن عمرو بن قيس بن شراحيل بن مرة بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان أخي الحوفزان بن شريك.
منهم: معن بن زائدة بن عبد الله بن زائدة بن مطر بن شريك الشيباني المطري، قال فيه الشاعر: بنو مطر يوم اللقاء كأنهم * أسود لها في غيل خفان أشبل) [ * ](5/326)
العين (المهملة)، هذه النسبة إلى المطوعة، وهم جماعة فرغوا أنفسهم للغزو والجهاد ورابطوا في الثغور وتطوعوا بالغزو فقصدوا الغزو في بلاد الكفر لا إذا وجب عليهم وحضر إلى بلادهم، والمشهور بهذه النسبة: أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل بن يزيد المطوعي المروزي، (من اهل مرو) ويروي عن أبي داود السنجي وأبي الموجه محمد بن عمرو الفزاري ومحمود بن آدم المروزي.
روى عنه أبو الحسن الدار قطني وأبو عمر بن حيويه الخزاز وأبو علي الحافظ النيسابوري وأبو إسحاق المزكي وغيرهم.
وتوفي سنة تسع وعشرين وثلاث مئة.
وأحمد بن توبة الغازي المطوعي السلمي الزاهد، من أهل مرو أيضا، وهو أحد الزهاد ويروي عن ابن المبارك إلا أنه لم يتهدف للحديث، وكان يقال إنه مستجاب الدعوة فتح استيجاب في أربعين رجلا وبها أولادهم يعرفون بأولاد الاربعين يشار إليهم.
وقال غنجار صاحب تاريخ بخارى: سكن بيكند (1)، ومات بها يروي عن ابن المبارك وإبراهيم بن المغيرة وابن عيينة وحرملة بن عبد العزيز بن سبرة.
روى عنه إسحاق بن منصور وعبد الله بن أحمد بن شبويه ويحيى بن المثنى.
ذكره ابن ماكولا.
وأبو بكر محمد بن خالد بن الحسن بن خالد المطوعي البخاري المعروف ابن أبي الهيثم، من مشايخ بخارى، وأولاد المشايخ، وكان حسن الحديث، سمع ببخارى مسيح بن محمد وأبا عبد الرحمن بن أبي الليث، وبمرو عبد الله بن محمود السعدي، وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس الثقفي السراج، وبالري أبا العباس الجمال، وببغداد أبا بكر بن الباغندي وطبقتهم.
حدث ببلاده وبخراسان.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله (محمد بن عبد الله) الحافظ، وقال: قدم علينا نيسابور حاجا سنة تسع وأربعين وكتبنا عنه، ثم انتقيت عليه ببخارى سنين، وجاءنا نعيه سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
وأبو جعفر بن أبي تمام أحمد بن القاسم بن الهياج بن سليمان المطوعي السمرقندي: يروي عن عبد الله بن حماد الآملي ومحمد بن عيسى بن يزيد الطرسوسي وغيرهما.
حدث ببخارى في سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مئة.
المطهري: بضم الميم، وفتح الطاء المهملة، وفتح الهاء المشددة، وفي آخرها
__________
(1) بيكند: بلدة بين بخارى وجيحون على مرحلة من بخارى (معجم البلدان).
[ * ](5/327)
الراء، هذه النسبة إلى مطهر، وهي قرية من قرى سارية مازندران (1)، والمشهور بالانتساب إليها: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن موسى بن هارون بن الفضل بن هارون بن يزيد السروي المطهري: كان إماما فاضلا زاهدا ورعا، وله تصانيف كثيرة في المذهب والخلاف والاصول والفرائض.
تفقه ببلده على أبي محمد بن أبي يحيى، وببغداد على أبي حامد الاسفرايني والفرائض على أبي الحسين اللبان.
وسمع ببغداد الحديث من أبي طاهر المخلص وأبي حفص الكتاني، وبمكة أبا العباس النسوي، وبجرجان أبا نصر محمد بن أبي بكر الاسماعيلي، وانصرف إلى سارية، وفوض إليه التدريس والفتوى، وولي بها القضاء سبع عشرة سنة إلى أن مضى لسبيله.
ومات عن مئة سنة في صفر سنة ثمان وخمسين وأربع
مئة.
ومن نسب إلى جد له اسمه مطهر القاضي أبو الفضل محمد بن علي بن سعيد بن محمد بن المطهر بن عبد العزيز بن محمد بن علي بن جابر بن سعيد بن إبراهيم بن الربيع المطهري البخاري، من أهل بخارى، كان شيخا من أهل العلم، رجع إلى كفاية وشهامة ومعرفة بالامور.
والده سمعه في صغره عن جماعة واستجاز له.
سمع أباه وأبا حفص عمر بن منصور بن خنب الحافظ وأبا بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري وأبا بكر محمد بن عبد الله بن أبي القاسم الكرابيسي وعبد الصمد بن محمد بن إبراهيم الرباطي والرئيس أبا عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد البرقي وأبا محمد عبد الملك بن عبد الرحمن السبيري وغيرهم.
كتب لي الاجازة بجميع مسموعاته من بلخ ثم قدم علينا مرو، ودخل مدرستنا باستدعاء محمد بن الحسين الازدي، وأجاز لي مشافهة بجميع مسموعاته، وكتب بخطه، وحصل بخط الزاهد الصفار لي الاجازة أيضا.
وتوفي ببخارى في سنة سبع وثلاثين وخمس مئة، وزرت قبره.
وأبو القاضي أبو الحسن علي بن سعيد بن محمد بن المطهر المطهري كان فقيها فاضلا.
سمع أبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الحافظ، وشيوخ ولده المذكورين.
روى عنه ابنه.
المطيبي: بضم الميم، وفتح الطاء المهملة المشدد، وفتح الياء المشددة (المنقوطة
__________
(1) في معجم البلدان (المطهر: قرية من أعمال سارية بطبرستان).
قلت: وطبرستان هي مازندران، وهي ولاية تقع على الشاطئ الجنوبي لبحر الخزر.
[ * ](5/328)
باثنتين من تحتها)، وفي آخرها الباء، هذه النسبة إلى المطيب وهو اسم لبعض أجداد المنتسب وهو: أبو منصور حامد بن محمد بن أبي جعفر بن المطيب بن الفضل (بن إبراهيم الماليني)
المطيبي، من أهل هراة يروي عن محمد بن علي بن الحسين الجباخاني (1) البلخي.
روى عنه القاضي أبو عاصم محمد بن أحمد بن محمد العبادي.
المطيري: بفتح الميم، وكسر الطاء المهملة، وسكون (الياء آخر الحروف)، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى المطيرة، وهي قرية من نواحي سر من رأى، قال الوليد بن عبادة البحتري: (من الوافر): ويوم بالمطيرة أمطرينا * سماء غب وابله قطار خرج منها جماعة من المحدثين، منهم: أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد بن يزيد الصيرفي المطيري، (من أهل مطيرة سر من رأى) سكن بغداد، كان شيخا عالما حافظا صالحا ثقة صدوقا مأمونا.
حدث عن الحسن بن عرفة وعلي بن حرب ويحيى بن عياش القطان وعباس بن عبد الله الترقفي وإبرهيم بن سليمان بن حبان التيمي وعباس بن محمد الدوري والحسن بن علي بن عفان الكوفي وأبي البحتري عبد الله بن محمد بن شاكر العنبري وجماعة نحوهم.
روى عنه أبو الحسين بن البواب وأبو الحسن الدار قطني وأبو حفص بن شاهين وأبو الحسين بن جميع وغيرهم من المتقدمين.
ومن المتأخرين أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت الاهوازي وقال الدار قطني: هو ثقة مأمون، وكان ينزل بغداد درب خزاعة، وكان حافظا للحديث، وكان لا بأس به في دينه والثقة ومات في صفر سنة خمس وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو جعفر محمد بن داود بن صدقة الشحام المطيري، من أهل المطيرة.
حدث عن أبي نعيم الفضل بن دكين، وأبي سعيد الاشج.
روى عنه محمد بن جعفر المطيري.
المطين: بضم الميم، وفتح الطاء (المهملة)، وتشديد الياء المفتوحة آخر الحروف،
__________
(1) نسبته إلى جباخان: وهي قرية على باب بلخ، منها أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن الفرج الجباخاني البلخي الحافظ، توفي ببلخ سنة 357 وقيل 356 (معجم البلدان).
[ * ](5/329)
وفي آخرها النون.
هذا لقب أبي جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي، لقب المطين لان أبا نعيم الفضل بن دكين الملائي مر عليه وهو يلعب مع الصبيان بالطين وقد طينوه فقال له يا مطين آن لك أن تسمع الحديث فلقب بالمطين، وكان من ثقات الكوفيين.
يروي عن عمرو بن سلام وأحمد بن حنبل وغيرهم.
روى عنه الحفاظ أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة الهمداني وأبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي وجماعة كثيرة سواهم.
وله تصنيف في التاريخ وغير ذلك.(5/330)
باب الميم والظاء المعجمة (1) المظالمي: بفتح الميم والظاء المعجمة، واللام المكسورة بعد الالف، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى عمل المظالم، وهو ترفع إليه الظلامات (2) فيدفعها.
وأحمد بن سلمة المدائني المظالمي كان صاحب المظالم.
يروي عن منصور بن عمار.
روى عنه أبو موسى عيسى بن خشنام المدائني (المعروف) بترجه (3).
وأبو الحسن علي بن الحسن بن علي المظالمي القاضي، من أهل أصبهان.
كان ثقة مأمونا.
يروي عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي ومحمد بن غالب بن حرب تمتام والحارث بن أبي أسامة وغيرهم (وعن الاصبهانيين) روى عنه عبد الله بن محمد بن النعمان.
وتوفي سنة ست وثلاثين وثلاث مئة.
المظهري: بضم الميم، وفتح الظاء المعجمة، والهاء المفتوحة المشددة، والراء في آخرها، هذه النسبة إلى مظهر.
وهو جد معقل بن سنان (4) بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع، هو
المظهري، شهد فتح مكة، وبقي إلى يوم الحرة.
وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
والحارث بن مسعود بن عبده بن مظهر بن قيس بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، هو المظهري، صحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، (وقتل) يوم الجسر.
قاله الطبري.
وفي الاسماء المظهر بن رافع بن عدي الانصاري، أخو ظهير بن رافع وهما عما رافع بن خديج، لهما صحبة، روى عنهما ابن أخيهما رافع بن خديج، شهد (مظهر) أحدا وقتلته يهود في خلافة عمر (رضى الله عنه).
وحبيب بن مظهر بن رئاب بن الاشتر الاسدي، قتل مع الحسين بن (علي رضى الله عنهما).
__________
(1) ليس ما بين الرقمين في الاصول واستدركته عن اللباب 3 / 227.
(2) في نسخة: (الظلمات)، وما هنا عن اللباب 3 / 228.
(3) كذا في الاصول، وفي اللباب 3 / 228 (المعروف بأترجة).
(4) في نسخة: (يسار)، وانظر اللباب 4 / 228 والاكمال 7 / 261.
[ * ](5/331)
باب الميم والعين المهملة المعاذي: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى (آل) معاذ، وهو بيت كبير بمرو.
منهم أبو وهب أحمد بن أبي زهير سهيل بن سليمان المعاذي المروزي، سكن أعلى الرزيق (1)، وهو من آل معاذ.
حدث عن عبد العزيز بن أبي رزمة.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر البسطامي وأبو الوفاء داود بن علي الشابرنجي.
وأبو النضر سلمة بن أحمد بن سلمة بن مسلم الذهلي المعاذي الاديب الكاتب الشاعر، وكان جد جده سلمة بن مسلم أخو معاذ بن مسلم فقيل له المعاذي والمنسوب إليهم سكة مسلم بنيسابور.
وكتب الكثير في حداثة سنه، وكان له خط حسن وبلاغة عجيبة، وكان مشايخنا
تعجبهم القراءة من خطه، وتصحيح الكتاب بقلمه، رأيت أبا عبد الله بن الاخرم على شراسة أخلاقه يميل إليه، ويقول في مجالسته ابن سلمة المعاذي سمع أبا حامد أحمد بن محمد بن بلال وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وأبا العباس محمد بن يعقوب الاصم وجمع شيئا من كتاب مسلم بن الحجاج.
روى عنه الحاكم (أبو عبد الله الحافظ) وقال: توفي في شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأخوه أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن سلمة المعاذي.
قال الحاكم أبو عبد الله: هو جارنا بباب عرزة، أديب كاتب من أهل البيوتات، سمع عبد الله بن محمد الشرقي وأبا بكر بن دلويه وأقرانهما، وكان يسمع معنا المسند من علي بن حمشاذ، ومات في رجب سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة.
وأبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين الاديب المعاذي شيخ المعادلة في وقته وأكبر الاخوة، وكان من أدب أهل البيوتات في عصره.
سمع أبا عبد الله محمد بن إبراهيم
__________
(1) في نسخة: (الزريف) وزريق: قال الحازمي: نهر كان يمرو.
وهو غلط وتصحيف، وصوابه: رزيق: بتقديم الراء على الزاي، هكذا يقول أهل مرو، وسمعته منهم.
وذكره السمعاني في كتاب النسب بتقديم الراء المهملة أيضا، وهو أعرف ببلده، وإنما ذكرته هكذا للتنبيه عليه لئلا يغتر بقول الحازمي وانظر معجم البلدان: (رزيق وزريق).
[ * ](5/332)
البوشنجي وإبراهيم بن علي الذهلي وإبراهيم بن أبي طالب وأقرانهم.
ذكره الحاكم (أبو عبد الله الحافظ)، وخرجت له الفوائد، وحدث قبل وفاته بسنة، وتوفي في رجب من سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
وأبو الحسين معاذ بن محمد بن الحسين بن معاذ المعدل الانماطي المعروف بالمعاذي، وليس من ولد معاذ بن مسلم، وكان من الصالحين، إمام مسجد عقيل الخزاعي.
سمع عبد الله بن محمد بن شيرويه وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ وأقرانهما.
وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وثلاث مئة، وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
وأبو منصور الحسن بن أبي الحسن أحمد بن الحسن بن محمد المعاذي من أهل نيسابور.
كان من أهل الخير والعدل.
سمع أبا عمران موسى بن العباس الجويني وغيره من مشايخ خراسان.
سمع منه الحاكم (أبو عبد الله الحافظ) وذكره في التاريخ فقال: أبو منصور ابن أبي الحسن المعاذي (المزكي) وكان من أعيان أهل البيوتات ووجوه أهل المروءات، اشتغل بالدهقنة وأسباب المروءة إلى أن تقلد التزكية فأقبل على قراءة القرآن وعقد مجلس القراء والتقشف والانابة ورزق حسن العاقبة.
وتوفي في السابع من رجب سنة إحدى وخمسين وثلاث مئة وصلى عليه الحاكم أبو القاسم بن ياسين.
المعاركي: بضم الميم، وفتح العين المهملة، (وكسر) الراء، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى معارك، وهو اسم لجد المنتسب إليه: وهو أبو علي الحسين بن نصر بن المعارك المعاركي البغدادي.
قال أبو سعيد بن يونس: هو بغدادي، قدم إلى مصر وحدث بها وتوفي في يوم الجمعة لاربع وعشرين يوما خلون من شعبان سنة إحدى وستين ومائتين، وكان ثقة ثبتا.
المعاز: بفتح الميم، والعين المهملة المشددة، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى رعاية المعزي: والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن علي بن هارون المعاز، من أهل بغداد، شيخ صالح مستور.
سمع أبا طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد الزهري.
روى لنا عنه أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي وأبو المعمر المبارك بن أحمد الانصاري.
المعافري: بفتح الميم، والعين المهملة، وكسر الفاء والراء، هذه النسبة إلى المعافر.(5/333)
وأبو عشانة حيي بن يومن بن بجيل بن حديج بن أسعد المعافري: مصري يروي عن
عبد الله بن عمر وعطية بن عامر.
روى عنه عمرو بن الحارث ومعروف بن سويد والليث وابن لهيعة وعبد الله بن عياش وأبو قبيل وغيرهم.
توفي سنة ثماني عشرة ومئة.
وكان ثقة.
وأبو شريح ضمام بن إسماعيل بن مالك المعافري.
وقد قيل أبو إسماعيل، من أهل مصر، يروي عن أبي قبيل وموسى بن وردان روى عنه يحيى بن بكير وسويد بن سعيد وأهل مصر.
كان مولده سنة سبع وتسعين وتوفي سنة خمس وثمانين ومئة.
قال أبو حاتم بن حبان: وكان يخطئ.
و عبد الله بن جنادة المعافري: من أهل مصر.
يروي عن أبي عبد الرحمن الحبلي.
روى عنه سعيد بن أبي أيوب.
وأبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سعد بن نزار بن عمر بن ثعلبة القحطاني المعافر الفقيه الاندلسي المالكي.
ذكرته في القاف، في (القحطاني).
وأبو محمد قرة بن عبد الرحمن بن حيويل بن ناشرة المعافري، أصله من المدينة، سكن مصر.
يروي عن الزهري وربيعة ويحيى وسعد بني سعيد المدني.
روى عنه الاوزاعي وابن وهب ورشد بن سعد وكان يزيد بن السمط يقول: أعلم الناس بالزهري قرة بن عبد الرحمن بن حيويل.
قال أبو حاتم بن حبان هو الذي قال يزيد بن السمط ليس شئ يحكم به على الاطلاق وكيف يكون قرة بن عبد الرحمن أعلم الناس بالزهري وكل شئ روى عنه لا يكون ستين حديثا بل أتقن الناس في الزهري مالك ومعمر والزبيدي ويونس وعقيل وابن عيينة هؤلاء الستة أهل الحفظ والاتقان والضبط والمذاكرة وبهم يعتبر حديث الزهري إذا خالف بعض أصحاب الزهري بعضا في شئ يرويه.
وكان إسماعيل بن عياش يقول: إن قرة بن عبد الرحمن اسمه يحيى وقرة لقب والله أعلم.
قلت: قرة روى عنه الاوزاعي والليث بن سعد وعبد الله بن وهب.
وتوفي سنة سبع وأربعين ومئة.
وأبو قبيل حيي بن هانئ بن ناضر بن يمنع المعافري من بني سريع، عقل مقتل عثمان رضي الله عنه وهو باليمن، وقدم مصر في أيام معاوية، وغزا رودس مع جنادة بن أبي
أمية، والمغرب مع حسان بن النعمان.
روى عنه عمر وابن الحارث ويزيد بن أبي حبيب ومعاوية بن سعيد ويحيى بن أيوب وعبد الله بن لهيعة والليث بن سعد وضمام بن إسماعيل وغيرهم.
توفي سنة ثماني وعشرين ومئة بالبرلس.
قاله ابن يونس، وليس في الاسامي ناضر بالضاد المعجمة إلا في نسب أبي قبيل هذا.(5/334)
المعاولي (1): بضم الميم (1)، والعين المهملة، بعدها ألف وواو ولام (2)، هذه النسبة إلى المعاول، وهو بطن من الازد، والمشهور بها: أبويحيى مهدي بن ميمون البصري.
قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى المعاول من الازد يروي عن ابن سيرين.
روى عنه وكيع وأهل البصرة.
مات سنة إحدى أو اثنتين وسبعين ومئة.
المعاوي: بضم الميم وفتح (العين) المهملة، هذه النسبة إلى معاوية، وهم جماعة منهم: علي بن عبد الرحمن المعاوي، وهو ينسب إلى بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف، بطن من الاوس.
منهم جابر بن عتيك: شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وآله.
وروى علي بن عبد الرحمن المعاوي هذا عن ابن عمر (رضى الله عنهما).
روى عنه مسلم بن أبي مريم، حديثه عند مالك وابن عيينة وفي الموطأ عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك: قال: أتانا عبد الله بن عمر في بني معاوية، وهي قرية من قرى الانصار فقال هل تدرون أين صلى رسول الله صلى الله عليه وآله من مسجدكم هذا ؟ قلت له: نعم..الحديث.
وبشير المعاوي: حدث عن النبي صلى الله عليه وآله: وابنه أيوب بن بشير.
وأبو سليمان الانصاري المعاوي (الاويسي) روى عن عبد الله بن الزبير.
روى عنه الزهري وهو من أهل المدينة.
وجبر بن عتيك الانصاري المعاوي.
وأخوه جابر بن عتيك.
والنعمان بن غصن بن الحارث المعاوي: شهد بدرا.
وجماعة نسبوا إلى معاوية بن أبي سفيان، وفيهم كثرة.
وأما من انتسب إلى معاوية الاصغر فهو أبو المظفر محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن الحسين بن منصور بن معاوية بن محمد بن عثمان بن عتبة بن عنبسة بن أبي
__________
(1 - 1) في نسخة، وانظر اللباب 3 / 229.
(2) انظر اللباب 3 / 229.
[ * ](5/335)
سفيان بن صخر بن حرب الاموي الاديب الابيوردي الكوفني.
وكان يكتب لنفسه (المعاوي) ينسب إلى معاوية الاصغر، وهو ابن محمد بن عثمان (المذكور في نسبه لا معاوية بن أبي سفيان.
وكتب الاديب الابيوردي قصة إلى أمير المؤمنين المستظهر بالله، وكتب على رأسها (الخادم المعاوي)، فحك الخليفة الميم من (المعاوي) ورد القصة فصار (الخادم العاوي).
والاديب الابيوردي هذا) كان أوحد عصره وفريد دهره في معرفة اللغة والانساب، وشعره مدون سائر على ألسنة الناس، (وله العراقيات والنجديات) سمع أبا القاسم إسماعيل بن مسعدة الاسماعيلي وأبا الفضل أحمد بن الحسن (بن خيرون) الامين وغيرهم.
روى لنا عن جماعة منهم أبو بكر بن الشهرزوري بالموصل وأبو علي الادمي بأصبهان وأبو الفضل الاديب بهمذان وعمر بن عثمان الحيري بمرو وجماعة.
وتوفي في شهر ربيع الاول سنة سبع وخمس مئة بأصبهان.
المعبدي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الباء الموحدة، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى أم معبد الخزاعية.
وهو أبو بكر محمد بن فارس بن حمدان بن عبد الرحمن بن محمد بن صبيح بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن معبد العطشي (1) ويعرف بالمعبدي.
قال أبو بكر
الخطيب الحافظ: كان يذكر أنه من ولد أم معبد الخزاعية.
حدث عن جعفر بن محمد القلانسي الرملي والحسن بن علي المعمري ومخلد بن محمد الماخوري وسلامة بن محمد بن ناهض المقدسي وخطاب بن عبد الدائم الارسوفي وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني وأبو بكر (أحمد بن محمد) البرقاني وأبو نعيم الحافظ.
قال: وسألت أبا نعيم عنه فقال: كان رافضيا غاليا في الرفض وكان أيضا ضعيفا في الحديث.
وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وستين وثلاث مئة.
قال أبو الحسن علي بن الفرات (قال): وكان غير ثقة ولا محمود المذهب.
وأبو عبد الله محمد بن أبي موسى عيسى بن أحمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي المعبدي، نسب إلى جده الاعلى معبد بن العباس من أهل بغداد كان رئيسا مقدما وإليه انتهت رئاسة العباسيين في وقته، وكان ثقة.
سمع جعفر بن محمد الفريابي.
روى عنه ابنه أحمد.
وقال أبو إسحاق
__________
(1) انظر اللباب.
[ * ](5/336)
الطبري: رأيت ثلاثة يتقدمون ثلاثة أصناف من أبناء جنسهم فلا يزاحمهم أحد، أبو عبد الله بن الحسين بن أحمد الموسوي مقدم الطالبيين فلا يزاحمه أحد، وأبو عبد الله بن موسى أبي الهاشمي يتقدم العباسيين فلا يزاحمه أحد، وأبو بكر الاكفاني يتقدم الشهود فلا يزاحمه أحد.
وأما المعبدية فهم فرقة من الخوارج انتسبوا إلى معبد وهم من الثعالبة، وهم كانوا يرون أخذ الزكوات من عبيدهم إذا استغنوا ويعطونهم منها إذا افتقروا، ثم ندموا على هذا القول وقالوا إنه خطا ولم يتبرأوا ممن قال به.
المعبر: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد (الباء المنقوطة بواحدة) المكسورة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى تعبير الرؤيا وجماعة من العلماء كانوا يتعاطون
ذلك، والمشهور بهذه الصفة: أبوسعنة المعبر: حدث عن همام بن يحيى.
روى عنه محمد بن هارون (بن أبي الرؤوس) المقرئ قاله ابن ماكولا.
وأبو عبد الله عثمان بن عبد الله المعبر الفراء، ويقال أبو عمرو: حدث عن أبيه.
روى عنه زكريا بن يحيى الساجي.
وأبو عبيد الله محمد بن السري المعبر البخاري.
حدث عنه حنش بن حرب وهانئ بن النضر ومحمد بن جعفر العجلي.
روى عنه أحمد بن سليمان بن فرنيام وغيره وفيهم كثرة.
وأبو محمد خالد بن فضاء الازدي المعبر أخو محمد بن فضاء.
قال ابن أبي حاتم: (المعبر) للرؤيا.
روى عن إياس بن معاوية.
روى عنه حماد بن زيد.
ومحمد بن موسى المعبر.
حدث عن أبي الخطاب كاتب أبي يوسف القاضي، حدث عنه محمد بن أبي هارون الوراق بخبر.
وإبراهيم بن هارون بن المهلب البخاري المعبر حدث عن نصر بن محمد القلانسي.
روى عنه خلف بن محمد الخيام.
ومحمد بن الحسن بن محمد بن موسى المعبر.
يروي عن عمرو بن تميم.
روى عنه أبو الطيب الشروطي.
وأبو المنجا حيدرة بن علي بن محمد بن إبراهيم الانطاكي المالكي المعبر.
قال ابن ماكولا: (شيخ) كتبت عنه بدمشق حدث عن عبد الرحمن بن أبي نصر.(5/337)
وأبو عبد الله ربعي بن جناح بن نصر بن عيسى بن خسرو الكسي المعبر.
كان عالما بتأويل الرؤيا وتعبيرها.
يروي عن أبيه وعبد بن حميد الكسيين.
روى عنه عبد الله بن إبراهيم الجنابذي القهستاني.
وأبو الخطاب محمد بن خلف بن جعفر بن محمد بن أبي كثير البلخي المنجم المعبر
المقيم ببخارى.
ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) في التاريخ وقال: أبو الخطاب المعبر كان من عجائب الزمان تفقه أولا ببلخ عند أبي بكر الفارسي ثم خرج إلى العراق وترك الفقه وأقبل على تعلم النجوم والتعبير، وكتب شيئا من الحديث، ثم انصرف إلى نيسابور فأقام بها مدة أيام الامراء من آل أبي عمران ثم خرج إلى بخارى فاستوطنها سنين وآخر ذلك كان في منزل أبي عبد الله وأبي الفضل الحليميين فطالبت صحبتنا وكثرت المسموعات التي لا تليق بهذا الكتاب منه.
المعبري: بضم الميم، وفتح العين المهملة، والباء الموحدة المشددة المكسورة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى معبر وهو في نسب معقل بن يسار بن عبد الله معبر بن حران بن لاي بن كعب المزين المعبري صاحب نهر معقل بالبصرة.
وفي الاسماء أبوسعنة المعبر.
روى عن همام.
روى عنه محمد بن هارون المقرئ.
المعتري: بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح التاء ثالث الحروف، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى معتر وهو بطن من طئ وهو معتر بن بولان بن عمرو بن الغوث.
المعتزلي: بضم الميم، وسكون العين المهملة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وكسر الزاي، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الاعتزال وهو الاجتناب، والجماعة المعروفة بهذه القصيدة إنما سموا بهذا الاسم لان أبا عثمان عمرو بن عبيد بن كيسان بن باب البصري مولى بني تميم.
وكان أصله من فارس سكن البصرة ومات في طريق مكة سنة أربع وأربعين ومئة.
كان من العباد الخشن، وأهل الورع الدقيق ممن جالس الحسن البصري سنين كثيرة، ثم أحدث ما أحدث من البدع واعتزل مجلس الحسن البصري وجماعة معه فسموا (المعتزلة).
وكان عمرو بن عبيد داعية إلى الاعتزال ويشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ويكذب مع ذلك في الحديث توهما لا تعمدا، هكذا قال أبو حاتم بن حبان البستي.
وأصل المعتزلة أن (1) واصل بن عطاء كان من مشائي (1) مجلس الحسن البصري
__________
(1 - 1) كذا في نسخ عدة: (وأصل المعتزلة عن واصل بن عطاء كان ممن يأتي).
[ * ](5/338)
بالبصرة، فلما ظهر الخلاف بين الجماعة وبين مرتكبي الكبائر من المسلمين فقالت الخوارج بتكفيرهم وقالت الجماعة بأنهم مؤمنون وإن فسقوا بالكبائر خرج واصل عن قول الفريقين فزعم أن الفاسق من هذه الامة لا مؤمن ولا كافر وفسقه منزلة بين المنزلتين الايمان والكفر فطرده الحسن عن مجلسه فاعتزل عند سارية في مسجد البصرة وانضم إليه عمرو بن عبيد فقيل لهما ولاتباعهما معتزلي لما اعتزلوا قول الامة في المنزلة بين المنزلتين.
المعتلي: بضم الميم، وسكون العين المهملة، وفتح التاء (المنقوطة باثنتين من فوقها)، وفي آخرها اللام المشددة.
والمشهور (بهذه النسبة) يحيى بن علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن عبد الله بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب، تسمى بالخلافة بالاندلس، ويلقب بالمعتلي سنة ثلاث عشرة وأربع مئة.
وكان فارسا مشهورا بالشجاعة وقتل في بعض حروبه في سنة سبع وعشرين وأربع مئة في المحرم.
المعداني: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الدال (المهملة) وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى معدان، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد بن معدان الفقيه المعداني الازدي: كان فقيها فاضلا حافظا مكثرا من الحديث.
رحل إلى العراق والحجاز، وأدرك الاسانيد العالية، وانصرف إلى وطنه، واشتغل بالجمع والتصنيف، غير أن تصانيفه جمع فيها بين الغث والسمين واللحم والعظم، سمع (بمرو) أبا عبد الرحمن (عبد الله بن محمود) السعدي وأبا علي (الحسين بن محمد بن مصعب) السنجي وبسرخس أبا لبيد محمد بن إدريس السامي، وبنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الامام وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وبالري أبا العباس عبد الرحمن بن عبد الله بن حماد الطهراني، وببغداد أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وأبا بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وبالكوفة أبا جعفر محمد بن
الحسين الاشناني الخثعمي وطبقتهم.
روى عنه جماعة من الحفاظ مثل أبي عبد الله محمد (بن عبد الله) البيع وأبي عبد الله محمد بن أحمد الغنجار البخاري وأبي عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي وأبي بكر أحمد بن علي بن منجويه الاصبهاني وأبي غانم أحمد بن علي الكراعي وجماعة كثيرة سواهم.
ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين.
وتوفي في الثامن من شهر رمضان سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
وأبو طاهر عمر بن محمد بن علي بن معدان الاديب الوراق الاصبهاني الاعرج(5/339)
المعداني.
كان أديبا فاضلا عالما.
سمع أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن منده الحافظ وعبد الله (بن عمر بن الهيثم) المذكر وأبا عمر بن عبد الوهاب الاصبهانيين ومن في طبقتهم.
ذكره أبو (زكريا) يحيى بن أبي عمرو بن منده، وقال: تكلموا فيه من قبل مذهبه يكتب كتب الادب بالوراقة.
سمع منه جماعة، قلت: وظني أنه توفي في حدود سنة خمسين وأربع مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن حفص بن معدان الاصبهاني.
كان ثقة يروي عن بكر بن بكار وعلي بن عبد الحميد المعني ومحمد بن أبان (العنبري).
روى عنه هارون بن سليمان وأحمد بن علي الجارود.
وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وأبو زرعة عبيد الله بن محمد بن أحمد بن راشد بن معدان بن عبد الرحيم بن راشد المديني المعداني نسب إلى جده الاعلى من أهل أصبهان حدث عن أبيه وأبي بكر عبد الله بن محمد بن النعمان.
روى عنه (أبو بكر بن) مردويه الحافظ.
وتوفي بعد سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة.
وأبو محمد يعقوب بن يوسف بن معدان بن يزيد بن عبد الرحمن الاصبهاني المعداني، أخو محمد بن يوسف البناء الصوفي (من أهل أصبهان) لا يعلم أنه حدث إلا ما روى في كتبه وجودا.
روى عن أبي عثمان (سعيد بن محمد بن زريق) الراسبي.
روى عنه عبد الله بن أحمد بن إسحاق الاصبهاني.
ومعدان بن عبد الجبار بن محمد بن عمر بن معدان الازدي المعداني، ظني أنه من أهل الري.
يروي عن عمه عمر بن محمد بن عمر بن معدان المعداني.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال هو صدوق.
قال: واختلفت إليه أكثر من عشرين مرة في سبب حديث واحد ولم يكن عنده غيره حتى سمعته.
المعدل: بضم الميم، وفتح العين، والدال المشددة المهملتين، وفي آخرها اللام، هذا اسم لمن عدل وزكي وقبلت شهادته عند القضاة وفيهم كثرة، منهم: أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران (بن محمد بن بشر) بن مهران بن عبد الله الاموي المعدل السكري أخو أبي القاسم عبد الملك، من أهل بغداد.
سمع أبا علي إسماعيل بن محمد (الصفار) وأبا الحسن علي بن محمد (المصري) وأبا جعفر محمد بن عمرو بن البختري (الرزاز) وأبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا علي الحسين بن صفوان البرذعي وأبا الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي وجماعة كثيرة سواهم.
روى عنه أبو بكر (أحمد بن الحسين) البيهقي وأبو القاسم عبد الكريم بن هوازن (القشيري) وأبو محمد(5/340)
عبد الله بن يوسف (الجويني) وأبو بكر أحمد بن علي بن ثابت (الخطيب الحافظ) وقال: كتبنا عنه، وكان صدوقا ثقة ثبتا حسن الاخلاق تام المروءة طاهر الديانة.
وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وثلاث مئة.
ومات في شعبان سنة خمس عشرة وأربع مئة، ودفن بباب حرب.
وأبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن محمد بن عبيد الله بن طوق بن سلام بن مختار بن سليم الربعي المعدل، من أهل الموصل، كان شيخا فقيها مسنا معمرا.
سمع أبا القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل المرجى الموصلي صاحب أبي يعلي سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث (الشيرازي الحافظ).
وتوفي في حدود سنة ستين وأربع مئة أو بعدها.
المعدني: بفتح الميم، والعين المهملة الساكنة، والدال المهملة المفتوحة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى معدن، وهي قرية من زوزن ناحية نيسابور منها: أبو جعفر محمد بن إبراهيم المعدني (معدن زوزن)، قيل إنه رأى على جدار مكتوبا: لكل شئ فقدته عوض * وما لفقد الحبيب من عوض فأجازه بقوله: وليس في الدهر من شدائده * أشد من فاقة على مرض المعروفي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، والراء المضمومة، بعدها الواو، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى معروف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو: أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن معروف المعروفي البخاري، سمع ببخارى حامد بن سهل، وأبا سهل محمد بن عبد الله بن سهل، وبالبصرة أبا الخليفة الفضل بن الحباب (الجمحي) وأبا يحيى زكريا (بن يحيى) الساجي وغيرهم.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد بن معروف المعروفي، صاحب الاوقاف.
يروي عن أبي سعيد الهيثم بن كليب (الشاشي) وأبي علي الحسين بن إسماعيل (الفارسي) وغيرهما.
وتوفي في رجب سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.
المعري: بفتح الميم، والعين المهملة، وكسر الراء المشددة، هذه النسبة إلى معرة النعمان، وهي بلدة من بلاد الشام على اثني عشر فرسخا من حلب.
وذكر أبو نصر بن هميماه (الرامشي) أن النسبة الصحيحة إليها معر نمي لان ثمة معرتين: معرة النعمان ومعرة نسرين،(5/341)
فالنسبة إلى الاول: (معرنمي)، وإلى الثاني: (معرنسي)، غير أن أكثر أهل العلم لا يعرف ذلك.
والمعري المطلق منسوب إلى معرة النعمان.
وخرج منها جماعة من الفضلاء في كل فن.
وقبر عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) في سوادها بموضع يقال له دير سمعان.
والمشهور بهذه النسبة من المحدثين: أبو البهي ميمون بن أحمد بن روح المعري.
يروي عن يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي وغيره حدث وروى الناس عنه.
والشاعر المعروف البحر الذي لا ساحل له في اللغة ومعرفتها أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري البصير أعجوبة الزمان غير أنه تكلم في عقيدته أدركت بحمص من كان يذكر وفاته بالمعرة وهو أبو المعالي عشائر بن ميمون بن مراد التنوخي، وتوفي أبو العلاء في شهر ربيع الاول سنة تسع وأربعين وأربع مئة بالمعرة.
وبيت أبي حصين التنوخي كلهم فضلاء شعراء من أهل المعرة، أدركت القاضي الامام أبا البيان محمد بن أبي غانم عبد الرزاق بن أبي حصين المعري (التنوخي) بحمص وكان يتولى القضاء بها، وكتبت من شعر والده وعميه وجده وعم والده وأبيهما شيئا كثيرا، وكان من الفصاحة والجودة لا إلى غاية فهؤلاء كلهم من أهل معرة النعمان.
سمعت القاضي أبا البيان المعري بحمص يقول: لما مات الجد أبو حصين ما دخل الاب والعم والاقرباء سنة الحمام حتى طالت شعورهم، وأنشد الواحد منهم: لو كان يغني بعد مصرع هالك * تطويلنا الاشعار والاشعارا لوقفت في سيل القوافي خاطري * وجعلت من شعري علي شعارا قال ابن ماكولا: وأبو المجد وأبو العلاء أحمد ابنا سليمان كانا عارفين باللغة، ولهما شعر.
وترك أبو المجد قول الشعر ومات قديما، وبقي أبو العلاء طويلا، وله شعر كثير وتصانيف ملاح، وحدث وسمع منه أبو طاهر بن أبي الصقر الخطيب الانباري.
وذكرت أبا العلاء في حرف التاء في ترجمة التنوخي المعري كان إماما في الادب وقول الشعر أدركته وقد نسك وترك قول الشعر وحرق ديوانه ولازم منزله ومسجده وحدث قلت: يروي عن (1) ().
روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ وأبو (2) () ابن الطرسوسي وغيرهما.
__________
(1) بياض في النسخ.
(2) بياض في النسخ.
[ * ](5/342)
وأبو المعالي عشائر بن محمد بن ميمون بن مراد التنوخي المعري من أهل المعرة وانتقل عنها وسكن حمص وروى عن أبي غانم المعري من أهل المعرة وانتقل عنها وسكن حمص وروى عن ؟ ؟ ؟ وذكر لي أنه حضر جنازة أبي العلاء المعري مع والده بالمعرة ولما دخلت عليه بكى وقال لي يا والدي من أين أنت قلت من خراسان قال ولاي شئ جئت قلت لاسمع الحديث فقال الحمد لله كنت أتعجب في هذه الايام أني سمعت الحديث وكبر سني وقرب الموت ولم يسمع أحد مني فسهل الله تعالى لك حتى دخلت وسمعت مني وتوفي أظن سنة ست أو سبع وثلاثين وخمس مئة.
المعشاري: بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، والراء بعد الالف، هذه النسبة إلى المعشار، وهو بطن من همدان فيما أظن منها: أبو الحسن محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني ثم المعشاري، من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بها عن عمرو بن قيس الملائي وهشام بن عروة وجعفر بن محمد وعائذ المكتب وأبي حمزة الثمالي روى عنه سريج بن يونس ومحمد بن هشام المرو الروذي وشهاب بن عباد وحسين بن عبد الاول وعمرو بن زرارة وغيرهم.
وكان ضعيفا لينا في الحديث.
قال البخاري: قال لي عمرو بن زرارة ثنا محمد بن الحسن أبو الحسن الهمداني نزل واسطا، رأيته ببغداد عن عباد المنقري وسعيد بن عبد الرحمن.
وقال في موضع آخر: ما أراه يسوي شيئا كان ينزل عند مقابر الخيزران جعل يحدثنا بأحاديث يجئ بها كما يحدث بها ابن أبي زائدة وأبو معاوية.
وقال أحمد بن حنبل: هو ضعيف.
وقال (يحيى) بن معين: هو ليس بثقة.
وقال أبو داود (السجستاني): هو كذاب وثب على كتب أبيه.
وقال (أبو عبد الرحمن) النسائي: هو متروك الحديث.
المعشري: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة لابي محمد القاسم بن العباس الفقيه المعشري، إنما قيل له المعشري لانه ابن بنت أبي معشر نجيح المدني وكان فقيها زاهدا ورعا حسن السيرة.
سمع أبا الوليد الطيالسي وسهل بن بكار ومسدد بن مسرهد وعبد الواحد بن عمرو العجلي).
روى عنه أبو عمرو بن السماك وأحمد بن كامل القاضي وأبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي.
وذكره الدارقطني فقال: لا بأس به ومات في شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين.(5/343)
فقال: لا بأس به ومات في شوال سنة ثمان وسبعين ومائتين.
المعقري: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وكسر القاف، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى معقر، وهي بلدة باليمن، هكذا ذكره أبو علي الغساني وقال: هكذا ضبطه ابن الحذاء بخطه، والمشهور بالنسبة إليها: أحمد بن جعفر المعقري.
روى عن النضر بن محمد، وهو من شيوخ مسلم بن الحجاج.
قلت: وهكذا سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ يقول بأصبهان إنه من شيوخ مسلم.
وقال أبو علي: كذا ضبطته عن شيوخي والمسند لمسلم.
وقيده أبو الوليد الفرضي في كتاب مشتبه النسبة: المعقري بالميم (المضمومة والعين) المفتوحة والقاف مشددة.
وذكر عن أبي الفضل المهري أنه نسب إلى بلد باليمن.
قلت: روى عنه أبو محمد جعفر بن أحمد بن محبوب المكي وحديثه في معجم شيوخ أبي بكر بن المقرئ في الجيم.
المعقلي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وبعدها القاف المكسورة، هذه النسبة إلى معقل، وهو اسم لبعض أجداد الراوي.
والمشهور بهذه النسبة أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إدريس المعقلي: حدث عن إسحاق بن مرزوق المروزي.
روى عنه أبو إسحاق المزكي النيسابوري (1).
وأبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد الله الاصم المعقلي النيسابوري، أحد الثقات المكثرين.
سمع الربيع بن سليمان ومحمد بن عبد الله (بن عبد الحكم) المصريين ومحمد بن هشام بن فلاس وأبا أمية محمد بن إبراهيم الشاميين وخلقا
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 235، (قلت فاته: المعقلي: نسبة إلى المعقل واسمه ربيعة بن كعب، وهو الادب بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بطن من مذحج، فمنهم مرثد ومرثيد ابنا سلمة بن معقل المذحجيان المعقليان، وهم يدعون المراثد.
والتمر المعقلي ينسب إلى معقل بن يسار من الصحابة وإليه أيضا ينسب نهر معقل بالبصرة.
وفاته: المعقلي: نسبة إلى معقل بن مالك بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعان بطن من طئ منهم الكروس بن زيد بن الاجذم بن مصاد بن معقل المعقلي الطائي وهو الذي جاء بقتلي أهل الحرة إلى الكوفة.
وفاته: المعقلي: نسبة إلى معقل بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل، بطن من كلب بن وبرة، منهم حمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل الكلبي المعقلي له صحبة وهو القائل: البث قليلا يلحق الهيجا حمل حمل بفتح الحاء المهملة والميم).
[ * ](5/344)
كثيرا.
سمع منه أربعة بطون وماتوا والحق الاحفاد بالاجداد.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبو عبد الله بن منده الاصبهاني وعالم لا يحصون.
وأبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني المعقلي صاحب محمد بن يحيى الذهلي وسأذكره في الميداني.
المعلومي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وضم اللام، بعدها الواو، وفي آخرها الميم، هذه النسبة للطائفة المعلومية وهم كانوا في الاصل خازمية غير أنهم قالوا: من لم يعلم الله بجميع أسمائه فهو جاهل به وقالوا أيضا إن أفعال العباد غير مخلوقة مع قولهم بأن الاستطاعة مع الفعل فيبرئ منهم أكثر الخارجية.
المعمراني: بسكون العين المهملة بين الميمين، وفتح الراء، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى معمران، وهي قرية من قرى مرو، منها: أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد المعمراني: كان شيخا فقيها زاهدا صالحا من أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، سكن قرية باسناباد، حدث عن أبي العباس أردشير بن محمد الهشامي وأبي أحمد (محمد بن أبي علي) الهرمز فرهي وأبي سهل (عبد الصمد بن عبد الرحمن) البزاز (وغيرهم)، واختلف في الفقه إلى القاضي أبي نصر (الحسن بن أحمد) الخالدي، وكان كثير العبادة يدخل البلد كل شهر رمضان فيحيي الليالي ويتعبد.
وأدركته وفاته في البلد، ودفن بمقبرة حصين عند الصحابة.
المعمري: بفتح الميمين، وسكون العين بينهما، وفي آخرها راء، هذه النسبة إلى معمر، ولكن كل واحد ينسب بهذه النسبة بسبب آخر: فأما أبو سفيان محمد بن حميد اليشكري المعمري إنما اشتهر بهذه النسبة لرحلته إلى معمر بن راشد بصنعاء وتحصيله كتبه وحديثه وسمع أيضا هشام بن حسن وسفيان الثوري.
روى عنه محمد بن عيسى بن الطباع وعبد الله بن عون الخراز وأبو جعفر النفيلي وعمرو بن محمد الناقد ومحمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الاشج وكان مذكورا بالصلاح والعبادة فاضلا.
وقيل ليحيى بن يحيى: محمد بن حميد من أين ؟ قال: بصري، وكان يكون ببغداد.
قلت: أين كتبت عن معمر ؟ قال: باليمن.
وكان يحيى بن معين يقول: المعمري أحب إلي(5/345)
من عبد الرزاق.
وكان يوثقه.
مات في سنة اثنتين وثمانين ومئة.
وابنه أبو محمد القاسم بن أبي سفيان المعمري يروي عن عبد الرحمن بن حبيب بن أبي حبيب.
روى عنه قتيبة بن سعيد ومحمد بن أبي عتاب الاعين والحسن بن الصباح وغيرهم.
وأبو علي الحسن بن علي بن شبيب المعمري الحافظ.
إنما اشتهر (بهذه النسبة) لانه
عني بجمع حديث معمر وقيل إن أمه بنت سفيان بن أبي سفيان صاحب معمر بن راشد فنسب إليها.
وكان حافظا جليل القدر كثير السماع صاحب كتاب اليوم والليلة كثرت الرواية عنه وسمعت جزءا من هذا الكتاب بواسط عن قاضيها أبي عبد الله الجلابي.
وروى الكتاب كله محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ عن أبي بكر محمد بن أحمد المفيد عنه سمع هدبة بن خالد وعبيد الله بن معاذ العنبري وعلي بن المديني ويحيى بن معين وداود بن عمر الضبي ودحيم بن اليتيم وأحمد بن عمرو بن السرح وخلقا يطول ذكرهم.
روى عنه يحيى بن صاعد ومحمد بن مخلد وأبو بكر بن النجاد وأبو سهل بن زياد.
ومات في المحرم سنة خمس وتسعين ومائتين.
وأبو عمرو عثمان بن عمر المعمري التيمي صاحب الزهري منسوب إلى عبيد الله بن معمر.
ومن القدماء عبد الله بن عبد الرحمن المعمري: يروي عن سعيد بن المسيب.
روى عنه ابن جريج.
ومن أولاد من تقدم أبو بكر محمد بن عبد الله بن سفيان بن أبي سفيان (محمد بن حميد) المعمري: يروي عن محمد بن الفرح الازرق والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن سليمان الباغندي وإسماعيل بن إسحاق القاضي.
روى عنه القاضي أبو عمر القاسم بن عبد الواحد الهاشمي وأبو العلاء محمد بن الحسن الوراق البغدادي.
انتقل إلى البصرة في آخر عمره وسكنها إلى حين وفاته.
ومات بعد سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة بالبصرة.
وأما أبو بكر أحمد بن علي بن يحيى بن عوف بن الحارث بن الطفيل بن أبي معمر عبد الله بن سخبرة الازدي المعروف بالمعمري من أهل قصر ابن هبيرة، وإنما نسب إلى جده أبي معمر وهو أخو يحيى بن علي.
روى عن أبي القاسم (عبد الله بن محمد) البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد.
روى عنه الحسن بن محمد الخلال أبو محمد وكان ثقة وتوفي في سنة أربع وثمانين وثلاث مئة.(5/346)
وأما عبيد الله بن محمد بن حفص بن عائشة التيمي المعمري، من ولد عمر بن عبيد الله بن معمر والمشهور بالنسبة إلى عائشة وقد ذكرناه في العيشي والعائشي.
وأبو القاسم علي بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن معمر الهمداني المعمري نسب إلى جده.
يروي عن أبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي.
وأما المعمرية فهم المنتمون إلى معمر، رجل من القدرية، وهو من أعظمهم في الدقائق كفرا، وفضائحه كثيرة (منها قولهم: إن الله عزوجل لم يخلق شيئا غير الاجسام فأما الاعراض فهي اختراعات الاجسام إما بالطبع أو بالاختيار والاعراض كلها من فعل الاجسام).
ولهم مقالات سوى هذه أشنع من هذه.
المعمري: بضم الميم، وفتح العين المهملة، والميم الاخرى مشددة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى معمر بن سليمان الرقي، والمشهور بالانتساب إليه: إسحاق بن الحصين المعمري، وهو صاحب معمر بن سليمان وتلميذه.
وابنه أبو العباس إسماعيل بن إسحاق بن الحصين المعمري، هو ابن بنت معمر بن سليمان: يروي عن أبيه وعبد الله بن معاوية الجمحي وحكيم بن سيف الحراني وأحمد بن حنبل ومحمد بن خلاد الباهلي ومحمد بن عمر بن الواقدي.
حدث عنه عبد الله بن جعفر بن شاذان ومحمد بن العباس بن نجيح ومحمد بن المظفر الحافظ وأبو جعفر بن الميتم وعمر بن أحمد بن يوسف الوكيل.
المعني: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى معن، وهو معن بن مالك بن قهم بن غنم بن دوس بن زهران من الازد، والمنتسب إليه: أبو عمرو معاوية بن عمرو بن المهلب الازدي المعني يروي عن زائدة وإبراهيم الفزاري روى عنه البخاري في الصحيح في كتاب الجمعة.
وأبو الحسين علي بن عبد الحميد المعني ابن عم معاوية بن عمرو واستشهد به البخاري في كتاب العلم إثر حديث صمام بن ثعلبة.
وأما يوسف بن حماد المعني هو من ولد معن بن زائدة، من شيوخ مسلم (بن الحجاج) صاحب الصحيح.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن النضر بن عبد الله بن مصعب المعني ابن بنت معاوية بن(5/347)
عمرو الازدي المعني: سمع جده معاوية بن عمرو وأبا غسان مالك بن إسماعيل وعبد الله (بن مسلمة) القعنبي.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن مخلد وأبو عمرو (عثمان بن أحمد) السماك وأبو بكر (أحمد بن سلمان) النجاد وأبو سهل (أحمد بن محمد بن زياد) القطان وأبو بكر (محمد بن عبد الله) الشافعي وأبو بكر أحمد بن كامل القاضي وإسماعيل بن علي الخطبي.
وكانت ولادته في سنة ست وتسعين ومئة.
ومات في صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين ودفن في مقابر الشام، وصلى عليه أخوه أبو غالب (1).
المعولي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الواو، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى معولة، وهو بطن من الازد ويقال له المعاول أيضا.
قال أبو علي الغساني: المعاول من الازد والنسبة إليهم معولي (بفتح الميم) ومعولة وحدان ابنا شمس بن عمرو بن غنم بن غالب بن عثمان بن نصر بن زهران، والنسبة إلى معاول معولي، والمعولة والمعاول واحد.
غير أن غيلان بن جرير المعاولي الازدي الضبي اشتهر بهذه النسبة وهو من أهل البصرة.
يروي عن أنس بن مالك وأبي بردة (رضي الله عنهما).
روى عنه مهدي بن ميمون.
مات سنة تسع وعشرين ومئة.
والصلت بن طريف المعولي من الاتباع من أهل البصرة.
يروي عن الحسن.
روى عنه موسى بن إسماعيل.
وعبد السلام بن شعيب بن الحجاب المعولي الازدي من أهل البصرة، يروي عن أبيه،
روى عنه عبد القدوس بن عبد الكبير وحماد بن زيد وعبد الوارث والبصريون.
مات سنة أربع وثمانين ومئة.
وأبو سعيد عمارة بن مهران المعولي العابد من أهل البصرة.
يروي عن الحسن وأبي نضرة.
روى عنه المعتمر بن سليمان وعبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحجاب أبو بكر العطار المعولي يروي عن عمرو بن عاصم.
روى عنه البخاري في كتاب الردة.
قال أبو علي الغساني: قال الاصمعي: وفي الحديث: فلان المعولي بفتح الميم والعين المهملة وهي مسكنة وهم حي من الازد.
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 238: (قلت فاته: النسبة إلى معن بن مالك بن يعسر بن سعد بن سعد بن قيس بن عيلان وهم باهلة وباهلة أمه نسب إليها ولده.
وفاته: النسبة إلى معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بطن من طئ، منهم مروان وإياس الشاعران ابنا مالك بن عبد الله بن خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن وكان أبوهما مالك وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
[ * ](5/348)
وسيف بن عبد الحميد بن محمود المعولي يروي عن مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن سيف.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
وأبو يحيى مهدي بن ميمون الازد المعولي البصري المعولي من أهل البصرة مولى المعاول.
روى عن الحسن وابن سيرين وغيلان بن جرير ومحمد بن عبد الله بن يعقوب.
توفي زمن المهدي.
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعفان ومسلم بن إبراهيم وموسى بن إسماعيل وخالد بن خداش وهدبة بن خالد وثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
المعوي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى معوية وهو بطن من قضاعة.
قال ابن حبيب: كل شئ في العرب معاوية (1) إلا معاوية بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مالك بن كنانة بن
القين (2) بن جسر في قضاعة.
المعير: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد (الياء المنقوطة باثنتين من تحتها) وكسرها، وفي آخرها الراء، هذه الصفة لمن يحفظ عيار الذهب حتى لا يخالطوا به الغش ويقال له المعير والصحيح المعاير ولكن اشتهر على هذا الوجه.
والمشهور به أبو () (3) أحمد بن أبي غالب () (3).
وأبو النجيب عبد الفتاح بن أمير حبة المعير الصيرفي، من أهل هراة.
سكن مرو، وكان خيرا مليحا.
سمع أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري بهراة.
سمعت منه مجلسا من إملائه بمرو ولم يقرأ عليه أحد الحديث قبلي.
ومات (بمرو) في سنة نيف وأربعين وخمس مئة، ودفن بسنجذان.
المعيري: بكسر الميم، وسكون العين المهملة، وفتح الياء آخر الحروف، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى معير، وهو بطن من بني أسد، وهو معير بن حبيب بن أسامة بن مالك بن نصر بن قعين.
وفي الاسماء أبو محذورة سمرة بن معير وقيل أوس بن معير بن لوذان بن ربيعة بن
__________
(1) في اللباب 3 / 238: (وكل ما في العرب معاوية بألف وعين مفتوحة إلا هذا فإنه بعين ساكنة وبغير ألف).
(2) في اللباب 3 / 238: (بطن من القين ثم من قضاعة).
(3 - 3) بياض في الاصول.
[ * ](5/349)
عريج بن سعد بن حجح.
المعيطي: هذه النسبة إلى معيط، بضم الميم، وفتح العين (المهملة) وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الطاء المهملة، والمشهور بهذه النسبة: أبو النجم عمران بن إسماعيل المعيطي، وهو من أولاد موالي عقبة بن أبي معيط (1)، من النقباء الاثني عشر للدولة الهاشمية بمرو، وكان من حائط مرو.
وأبو العباس أحمد بن وهب بن عمرو بن عثمان الرقي المعيطي، من ولد عقبة بن أبي معيط، من أهل الجزيرة، قدم بغداد وحدث عن حكيم بن سيف الرقي، روى عنه مخلد بن جعفر الباقرحي، ومات ببغداد في سنة تسع وتسعين ومائتين.
والمنتسب إليه ولاء أبو بشر محمد بن الزبير المعيطي (الحراني).
يروي عن أبي بكر محمد بن مسلم بن شهاب الزهري روى عنه أبو جعفر النفيلي.
قال أبو حاتم: محمد بن الزبير مولى المعيطيين، إمام مسجد حران، وكان معلما لبني هاشم بالرصافة.
وأبو عبد الله محمد بن عمر المعيطي.
سمع شريك بن عبد الله وأبا الاحوص سلام بن سليم وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة ومحمد بن فضيل وعبد الله بن المبارك وبقية بن الوليد.
روى عنه محمد (بن الحسين) البرجلاني وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ وزكريا بن يحيى الناقدي ومحمد بن يونس الكديمي وإسحاق بن الحسن الحربي وغيرهم.
وذكره محمد بن سعد في الطبقات فقال: (محمد بن أبي حفص) المعيطي، مولى لهم، ويكنى أبا عبد الله واسم أبي حفص عمر.
وكان ثقة، صاحب حديث، وكان أهل من بغداد وصلى الجمعة وانصرف إلى منزله وأوى إلى فراشه ليلة السبت فطرقه الفالج، فعاش بقية ليلته ويوم السبت إلى العصر ثم توفي فدفن في مقابر الخيزران يوم الاحد لست ليال خلون من شعبان سنة اثنتين وعشرين ومائتين وصلي عليه خارج الطاقات الثلاث، وشهده قوم كثير.
المعيوفي: بفتح الميم، وسكون العين المهملة، وضم (الياء المنقوطة باثنتين من تحتها)، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى معيوف والمشهور بالنسبة إليه: أبو البركات المسلم بن عبد الواحد بن محمد بن عمرو المعيوفي، من أهل دمشق.
يروي عن أبي محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر التميمي.
روى عنه المتأخرون ممن هو في طبقة شيوخنا.
__________
(1) بعده في نسخة: (من أهل الجزيرة قدم بغداد وحدث عن حكيم الرقي) وفوقها إشارة إلغاء.
وسترد الجملة بعد أسطر.
[ * ](5/350)
باب الميم والغين المغازلي: بفتح الميم، والغين المعجمة، وكسر الزاي بعد الالف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المغازل وعملها.
واشتهر بهذه النسبة جماعة، منهم: أبو جعفر محمد بن منصور الفروي المغازلي، من أهل بغداد.
كان عبدا صالحا متقللا يبيع المغازل، له سؤال عن بشر بن الحارث.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار.
وقال أبو جعفر قال لي بشر بن الحارث: كم تعمل مغازل ؟ قلت مائتين في اليوم والليلة.
قال لي: اعمل.
قلت: يا أبا نصر أنا شاب وأنا عزب والنساء يجلسن حولي قال: إذا جلسن فقل: لا حول ولا قوة إلا بالله (إنما سلطانه على الذين يتولونه).
وأبو منصور محمد بن عبد العزيز بن صالح البزاز المعروف بابن المغازلي.
كان أحد التجار المياسير، من أهل بغداد.
سمع بمصر أبا مسلم محمد بن أحمد بن علي الكاتب.
ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال: كتبت عنه وكان صدوقا، ومات في ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وأربع مئة.
المغالي: هذه النسبة إلى مغالة، وهي امرأة منهم: أبو الوليد حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن ماء السماء بن حارثة بن الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الازد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وهو من القوم الذين يقال لهم بنو مقالة، وهم بنو عدي بن مالك بن النجار.
ومقالة أمهم.
مات وهو ابن مئة وأربع سنين أيام قتل علي بن أبي طالب (رضى الله عنه) ومات أبوه وهو ابن مئة وأربع سنين ومات جده كذلك.
وقد قيل كان لكل واحد منهم عشرون ومئة سنة.
وأخواه أبو شيخ أبي بن ثابت والآخر أوس بن ثابت، لابي صحبة.
وأما أوس شهدا
بدرا والعقبة.
ومات أوس سنة خمس وثلاثين وثلاثتهم من بني مغالة.
ذكر أكثره أبو حاتم بن حبان مفرقا في مواضع.
المغامي: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وفي آخرها ميم أخرى بعد الالف،(5/351)
هذه النسبة إلى مغامه، وهي مدينة بالاندلس من بلاد المغرب منها: يوسف بن يحيى الازدي المعامي.
يروي عن عبد الملك بن حبيب وغيره.
توفي نحو سنة ثلاث وثمانين ومائتين.
المغبر: بضم الميم، وفتح الغين، وتشديد الباء المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الراء، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن الحسين بن خالد بن المغبر.
حدث بمكة.
يروي عن محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وأحمد بن عمران بن سلامة اليماني.
روى عنه أبو أحمد بن عدي الجرجاني وأبو محمد بن السقاء المزني.
المغترفي: بضم الميم، وسكون الغين المعجمة، وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وبعدها الراء المكسورة، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى المغترف، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
فالمشهور بهذه النسبة.
الزبير بن عبد الله بن عبيد الله بن رباح بن المغترف الفهري المغترفي.
يروي عن أبيه.
روى عنه إسحاق بن الزبير.
والزبير بن إسحاق بن الزبير بن عبد الله بن عبيد الله المغترفي.
يروي عن أبيه.
روى عنه أبو نصر أحمد بن علي بن صالح بن مسلم قاله بن يونس.
المغربي: بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة، وكسر الراء.
وفي آخرها (الباء المنقوطة بواحدة)، هذه النسبة إلى بلاد المغرب، وفيهم كثرة في فنون العلم قديما وحديثا ورأينا جماعة كثيرة منهم من الفضلاء في كل فن.
قال البصيري في كتاب المضافاة: وفي زماننا الوارد من المغرب من لم تر عيناي مثله أبو الحسن المغربي السيد الجليل العالم المالكي الشاعر المناظر المقرئ الحافظ البصير محمد بن عمران.
قلت روى عنه أبو سعيد القشيري وطبقته.
وأقدم منه أبو عمرو عثمان بن عبد الله المغربي الاموي: شيخ قدم خراسان فحدثهم بها.
يروي عن الليث بن سعد ومالك وابن لهيعة وحماد بن سلمة ويضع عليهم الحديث كتب عنه أصحاب الرأي لا يحل كتبة حديثه إلا على سبيل الاعتبار.
روى عنه جعفر بن أحمد بن سلمة السلمي.(5/352)
وبهلول بن راشد المغربي: يروي عن يونس بن يزيد الايلي وعبد الله (بن عمر) بن غانم وغيرهما.
وعبد الوهاب المغربي.
يروي عن موسى بن وردان.
روى عنه مروان الفزاري وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الاسلمي دلسه الفزاري وهو أبو الذئب.
وجماعة كثيرة وكتبت عنهم من جماعة نسبتهم إلى بلادهم التي هم منها.
المغفلي: بضم الميم، وفتح الغين المعجمة، وتشديد الفاء المفتوحة، هذه النسبة إلى عبد الله بن مغفل (رضي الله عنه)، له صحبة، والمشهور بالانتساب إليه: أبو العباس أحمد بن أصرم بن خزيمة بن عباد بن عبد الله بن حسان بن عبد الله بن مغفل المغفلي المزني من أهل بغداد.
حدث عن عبد الاعلى بن حماد النرسي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبو طالب بن البهلول وغيرهما.
المغكاني: بضم الميم، وسكون الغين المعجمة، وفتح الكاف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مغكان، وهي من قرى بخارى، خرج منها جماعة من أهل العلم قديما وحديثا، خرجت إليها قاصدا لاسمع من أبي الحسن علي بن محمد الجويني فبت بها ليلة
وسمعت.
ومنها: أبو غالب زاهر بن عبد الله بن الخصيب السغدي المغكاني، من قرية مغكان.
كان حسن الحديث مستقيم الرواية رحل إلى عبد بن حميد الكسي وسمع منه التفسير كله.
ويروي عن محمد بن بجير بن خازم البجيري وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ومحمد بن أسلم القاضي بسمرقند وغيرهم، ورحل إلى العراق وسمع بها من محمد بن الجهم السمري صاحب الفراء ومحمد بن إسحاق المازني والقاسم بن محمد بن أبي شيبة الكوفي ومن كان في زمانهم من أهل خراسان والعراق وما وراء النهر.
روى عنه جماعة مثل محمد بن أبي سعيد الحافظ السرخسي وعلي بن الحسن بن نصر الفقيه السمرقندي وغيرهما.
ومات سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة.(5/353)
وأبو علي إسماعيل بن عمران بن موسى بن بسطام المغكاني السغدي: كان فقيها فاضلا عالما عارفا باللغة من أهل سمرقند، ورد خراسان وخرج إلى العراق وتلمذ لابي بكر بن مجاهد وأبي بكر بن بشار الانباري وغيرهما.
روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي الحافظ، ومات قبل الثمانين والثلاث مئة.
وأبو الحسن علي بن عيسى بن محمد بن المنذر بن أحمد المغكاني.
يروي عن أبي خضر الليث بن نصر الكاجري.
روى عنه أبو العباس المستغفري، ومات في شهور سنة اثنتي عشرة وأربع مئة.
المغناني: بضم الميم، وسكون الغين المعجمة، والالف بين النونين، هذه النسبة إلى مغنان، وهي قرية من قرى مرو، منها: علي بن حماد المغناني، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي في تاريخه.
وقال علي بن حماد من قرى مغنان، عنده مناكير.
المغني: بضم الميم، وفتح الغين المنقوطة، وكسر النون المشددة، هذه النسبة إلى
الغناء، والمشهور بها: رباح بن المغترف المغني، كان يغني غناء النصب، وهو نوع من الحداء.
وبربر المغني يروي عن مالك بن أنس من أهل المدينة.
وابن سريج المغني.
ومعبد (المغني).
والغريض (المغني).
ومالك بن أبي السمح المغني.
وابن عائشة المغني.
وإبراهيم الموصلي المغني.
له روايات.
وإسحاق بن إبراهيم الموصلي المغني شاعر متأدب فاضل له روايات.
وخلق كثير غير هؤلاء مغنون.
(وأبو الحسن جحظة البرمكي المغني.
شاعر مليح الشعر وله روايات).
المغوني: بضم الميم، والغين المعجمة، وفي آخرها النون بعد الواو، هذه النسبة إلى قرية (برستاق بشت)، من نواحي نيسابور يقال لها مغلون، منها:(5/354)
عبدوس بن أحمد المغنوي.
حكى عنه أنه قال: رأيت محمد بن إسحاق بن خزيمة في المنام فقلت له: جزاك الله خيرا عن الاسلام فقال: هكذا قال لي جبريل عليه السلام في السماء.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد الجرجاني المقرئ.
المغوي: بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة، وفي آخرها الواو، هذه النسبة إلى مغوية وهو بطن من العرب، وهو أجرم بن ناهس بن عفرس بن حلف بن أقيل بن أنمار.
ومغوية: بضم الميم وهو أبو مغوية، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فكناه أبا راشد (1).
المغيري: بضم الميم، وكسر الغين المعجمة، وسكون الياء آخر الحروف، وفي
آخرها الراء، هذه النسبة إلى المغيرة بن سعيد، وهو الذي وصف معبوده بالاعضاء على مثال حروف الهجاء، وأصحابه يقال لهم المغيرية، وهم من غلاة الشيعة قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: مغيرة بن سعيد، الذي ينسب إلى الترفض والتخشب، وينسبه شعبة إلى المغيرية.
روى عنه منصور بن عبد الرحمن سمعت أبي يقول ذلك.
وقال إبراهيم النخعي: إياكم والمغيرة بن سعيد فإنه كذاب.
وقال يحيى بن سعيد: المغيرة بن سعيد رجل سوء.
المغيلي: بفتح الميم، وكسر الغين المعجمة، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، واللام المخففة في آخرها، هذه النسبة إلى مغيلة وهي قبيلة من البربر، قاله أبو محمد بن أبي حبيب الاندلسي فيما ذكر عنه ابن ناصر الحافظ.
والمشهور بهذه النسبة أبو بكر المغيلي شاعر أندلسي، كان في أيام الحكم المستنصر مشهور لا يعرف اسمه.
قال ابن ماكولا قاله لنا الحميدي.
__________
(1) في جمهرة أنساب العرب 390 (أن بني مغوية وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: أنتم بنو رشد).
[ * ](5/355)
باب الميم والفاء المفتولي: بفتح الميم، وسكون الفاء، وضم التاء ثالث الحروف، بعدها الواو، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المفتول، وهو نوع من الحلفاء المفتول بعضها على بعض، تضم وتخاط منها فرش المسجد.
والمشهور (بهذه النسبة): أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن مندة المفتولي، من أهل أصبهان، يروي عن حاجب (1) بن أركين الفرغاني الدمشقي وغيره.
روى عنه أبو بكر بن مردويه الحافظ.
المفرض: بضم الميم وسكون الفاء وكسر الراء وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه اللفظة اسم لمن يعمل الفرائض، وأهل مصر يقولون له المفرض والفارض، وأهل العراق يقولون له: الفرائضي والفرضي والمشهور بهذه النسبة: أبو طيبة عبد الملك بن نصير المفرض الجنبي، مولى جنب بن مراد.
قال أبو سعيد بن
يونس المصري: عبد الملك بن نصير، مولى جنب من مراد، كان مفرض أهل مصر في زمانه، وكان ولده وولد ولده أهل معرفة بالفرائض.
يروي عن الليث بن سعد ومالك بن أنس وعمران بن عطية وغيرهم.
توفي في ذي القعدة سنة إحدى عشرة ومائتين.
المفرض: بضم الميم، وفتح الفاء، وتشديد الراء، وفي آخرها الضاد المعجمة، عرف بهذا الاسم: زهدم بن معبد بن عبد الحارث بن هلال بن ربيعة بن مالك بن ربيعة بن عجل لجيم الشاعر المفرض، إنما سمي المفرض بقوله: مجزوء الكامل.
أنا المفرض في جنو * ب الغادرين بكل جار تفريض زند قادح * في كل ما يورى بنار المفصلي: بضم الميم، وفتح الفاء، والصاد المهملة المشددة، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المفصل وهذه النسبة لجماعة من أهل بروجرد إحدى بلاد الجبل منهم من لم ألحقه وأثبت ذكرهم في الكتب والتسميعات ببغداد وبروجرد، وممن أدركتهم:
__________
(1) انظر اللباب 3 / 342.
[ * ](5/356)
أبو غانم المظفر بن الحسين بن المظفر بن عبيد الله المفصلي الروجردي كان شيخا عالما فاضلا صالحا سديد السيرة مشتغلا بما يعنيه لازما منزله تفقه ببغداد على السيد أبي القاسم علي بن أبي يعلى الدبوسي، وسمع الحديث ببغداد من أبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وأبي بكر محمد بن المظفر بن بكران الشامي وعلي بن عبد الواحد المنصوري المشهدي وببروجرد من أبي الفتح عبد الواحد بن إسماعيل بن تعاره الجبلي التعاري، كتبت عنه أجزاء ببروجرد وقرأتها عليه.
وكانت ولادته في العاشر من جمادى الاولى سنة خمس وخمسين وأربع مئة.
وتوفي بعد خروجي من بروجرد بقليل وكان خروجي منها في صفر سنة اثنتين وثلاثين وخمس مئة.
المفلحي: بضم الميم، وسكون الفاء، وكسر اللام، وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى مفلح، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن مفلح الفارسي المفلحي.
سكن سمرقند، كان ثقة عدلا.
يروي عن أبي جعفر (عمر بن محمد) البجيري وعبد الرزاق بن محمد بن حمزة ومحمد بن يزيد القطان الفارسيين.
روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي الحافظ، وقال: مات بسمرقند في ذي الحجة سنة أربع وستين وثلاث مئة.
المفوضي: بضم الميم، وفتح الفاء، وكسر الواو المشددة، وفي آخرها الضاد، هذه النسبة لقوم من غلاة الشيعة يقال لهم المفوضة وهم يزعمون أن الله تعالى خلق محمدا أولا ثم فوض إليه خلق الدنيا فهو الخالق لها بما فيها من الاجسام والاعراض.
وفي المفوضة من قال مثل هذا القول في علي رضي الله عنه فهؤلاء مشركون لدعواهم شريكا في خلق العالم، وفي التنزيل: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) فوض القطع على كون هؤلاء من أهل النار.
المفيد: بضم الميم، وكسر الفاء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفي آخرها الدال (المهملة)، هذه اللفظة لمن يفيد الناس الحديث عن المشايخ، واشتهر بها جماعة منهم: أبو بكر محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد المفيد البغدادي الملقب بغندر، كان حافظا فهما عارفا بطرق الحديث.
رحل إلى البلاد.
فطاف في الاقطار والاكناف إلى أن حصل الكثير وسكن بعد هذه الدورة مرو.
سمع ببغداد أبا بكر بن الباغندي وبالموصل عبد الله بن أبي سفيان الموصلي وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني السلمي وبدمشق أبا الحسن أحمد بن عمير بن جوصا وببيروت مكحولا البيروتي، وبمصر أبا جعفر الطحاوي(5/357)
وأسامة بن علي وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) وأبو محمد عبد الله بن أحمد الشرنخشيري وغيرهما.
وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو بكر المفيد البغدادي كان يحفظ سؤالات شيوخه، ويعرف رسوم هذا العلم.
أقام بنيسابور سنين، وتزوج بها وولد له، وكان يفيدنا سنة ست وسبع وثلاثين إلى أن خرج إلى أفراق الخراسانيين من حدثني سنة ست وستين، ثم إنه خرج إلى مرو وبقي بها سمع ببغداد وبالجزيرة وبالشام وبمصر ثم دخل البصرة والاهواز وخوزستان وأصبهان والجبال، ودخل خراسان وما وراء النهر إلى الترك وعلى طريق بلخ إلى سجستان وكتب من الحديث ما لم يتقدمه فيه أحد كثرة ثم استدعى إلى الحضرة ببخارى ليحدث بها من مرو توفي (رحمه الله) في المفازة سنة (1) سبعين وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب بن عبد الله الجرجرائي المفيد، من أهل جرجرايا (2)، كان مكثرا من الحديث رحالا في طلبه وإنما سماه المفيد موسى بن هارون الحافظ.
وحدث عن جماعة من المشاهير والمجاهيل.
وروى عن علي بن محمد بن أبي الشوارب القاضي وأبي شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني ومحمد بن يحيى بن سليمان المروزي وموسى بن هارون الحافظ وأبي يعلى أحمد بن علي الموصلي وعن خلق لا يحصون.
وروى عن أحمد بن عبد الرحمن السقطي وهو مجهول لا يعرف وما روى عنه إلا المفيد روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الماليني وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني وأبو منصور محمد بن أحمد بن سعيد الروياني وأبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النصرويي (3) وأبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي وأبو بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني وغيرهم.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: كان شيخنا أبو بكر اليرقاني قد أخرج في مسنده الصحيح عن المفيد حديثا واحدا فكان كلما روى عليه اعتذر من روايته عنه وذكر أن ذلك الحديث لم يقع إليه إلا من جهته فأخرجه عنه وسألته عنه فقال ليس بحجة قال لنا البرقاني: رحلت إلى المفيد فكتبت عنه الموطأ فلما رجعت إلى بغداد قال لي أبو بكر بن أبي سعيد أخلف الله عليك
__________
(1) في م واللباب 3 / 244: (سنة تسعين وثلاثمائة).
وانظر تاريخ بغداد 2 / 152.
(2) (جرجرايا: بلد من أعمال النهروان الاسفل بين واسط وبغداد من الجانب الشرقي كانت مدينة وخربت) معجم البلدان.
(3) انظر اللباب 3 / 311.
[ * ](5/358)
نفقتك فدفعته إلى بعض الناس وأخدت بدله بياضا.
قال الخطيب: روى المفيد الموطأ عن عبد الله العبد عن القعنبي فاشار ابن أبي سعد إلى أن نفقة البرقاني ضاعت في رحلته وذلك أن العبدي مجهول لا يعرف.
وكانت ولادته ببغداد سنة أربع وثمانين ومائتين ووفاته بجرجرايا في شهر ربيع الآخر من سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وأبو علي الحسين بن سابور الطبري المفيد كان يفيد من الشيوخ، وكان من أهل العلم والقرآن صالحا سديد السيرة سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو علي الطبري المفيد بنيسابور كان من القراء العباد المجتهدين في صيام النهار وقيام الليل، ورد نيسابور أيام الشرقي، وكان يفيد سنين، ثم خرج بعد وفاة أبي عبد الله الصفار سنة تسع وثلاثين إلى مرو وسكنها فدخلتها سنة ثلاث وأربعين وهو يفيد عن أبي العباس المحبوبي وأبي الحسن السني أقمت بها سبعة أشهر ولعله لم يفارقنا ثم جاءنا نعيه من مرو، ومات بها في رجب من سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن موسى المفيد الحافظ، من أهل نيسابور يعرف ببغداد بجعفرك المفيد وبالشام بجعفر النيسابوري، وكان سكن الشام.
سمع بنيسابور محمد بن يحيى وأحمد بن حفص وعلي بن الحسن (الذهلي) وعبد الله بن هاشم وأحمد بن يوسف السلمي وأبا الازهر وبالعراق علي بن حرب والحسن بن عرفة وبالشام محمد بن عوف الحمصي ويوسف بن سعيد بن مسلم وبمصر بكار بن قتيبة وأحمد بن طاهر بن حرملة.
روى عنه أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة الحافظ وأبو بكر بن أبي دارم الكوفي وسمعا منه
بالكوفة وأبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ (وأبو محمد الحسن بن أحمد بن صالح الحافظ السبيعي سمعا منه بحلب وأبو القاسم عبد الله بن محمد الجرجاني سمع منه بحران وأبو الحسن أحمد بن محبوب الرملي.
حدث عنه بمكة وسمع منه ببيت المقدس).
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: روى عنه إبراهيم بن محمد بن حمزة ومشايخنا الحفاظ المجودون وهو علي جميع الاحوال ثقة مأمون حجة توفي بحلب سنة سبع وثلاث مئة.
ومحمد بن حاتم الجرجرائي المفيد المعروف بجبي يروي عن ابن المبارك وغيره روى عنه جعفر بن محمد بن الحجاج القطان الرقي.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: (قدمنا جرجرايا وكان خالي إسماعيل معي وهو مريض وكان بها محمد بن حاتم فاشتغلت بعلة خالي ولم أسمع منه و) كان صدوقا.(5/359)
باب الميم والقاف المقابري: بفتح الميم والقاف بعدها الالف ثم بعدها الباء الموحدة وفي آخرها الراء، هذه نسبة إلى أبي زكريا يحيى بن أيوب الزاهد المقابري، وإنما قيل له المقابري لزهده وكثرة زيارته المقابر، وهو من أهل بغداد.
يروي عن هشيم بن بشير وإسماعيل بن جعفر.
روى عنه محمد بن علي بن الحسن بن شفيق المروزي وغيره.
مات سنة أربع وثلاثين ومائتين.
ذكر محمد بن علي الشقيقي قال: مر يحيى بن أيوب المقابري في المقابر فقال: يا قرة عين المطيعين، ويا قرة عين المذنبين، وكيف لا تقر عين المطيعين بك، وأنت مننت عليهم بالطاعة ؟ ! وكيف لا تقر عين المذنبين بك، وأنت مننت عليهم بالتوبة ؟ وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن مروان البغداي يعرف بابن المقابري.
حدث بدمشق وبمصر عن الحسن بن علي بن المتوكل ومحمد بن يونس الكديمي وعبد الله بن محمد بن أسد الاصبهاني روى عنه تمام بن محمد بن عبد الله الرازي.
سكن دمشق وأبو محمد بن النحاس المصري وعبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر الدمشقي أحاديث
مستقيمة، وذكر أبو الفتح بن مسرور أنه سمع منه وقال: كان يذكر عنه بعض اللين.
وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن إسحاق المقابري، من أهل نيسابور، وكان من الصالحين، سمع محمد بن يزيد وإسحاق بن عبد الله بن رزن السلميين وسهل بن عمار العتكي.
روى عنه أبو الطيب المذكر.
وتوفي في شوال سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
المقاتلي: بضم الميم، وفتح القاف، وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين بين الالف واللام، هذه النسبة إلى الجد، وهو اسم رجل يقال له مقاتل وهو جد المنتسب إليه، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن مقاتل بن محمد المقاتلي المروزي من أهل مرو.
كان مدثا غير أنه كان مجازفا في الرواية.
وأما أبو محمد عبد الجبار بن أحمد بن نصر بن محمد بن الحسين القاضي المديني المقاتلي كان يسكن سكة مقاتل بسمرقند وهو إمام فاضل سمع أبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وتوفي ليلة العاشر من رجب(5/360)
سنة أربع عشرة وخمس مئة بسمرقند (1).
المقانعي: بفتح الميم والقاف بعدهما الالف وكسر النون، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى المقانع، وهو جمع مقنعة التي تختمر بها النساء، يعني الخمار، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن العباس بن الوليد البجلي المقانعي.
كان يبيع الخمر بالكوفة.
يروي عن محمد بن مروان الكوفي وغيره.
روى عنه أبو بكر بن المقرئ.
ومات بعد شوال سنة ست وستين وثلاثمائة فإنه حدث في هذا الشهر.
المقباسي: بكسر الميم، وسكون القاف، والباء الموحدة المفتوحة، بعدها الالف، وفي آخرها السين، هذه النسبة إلى مقباس، وهو بطن من سلول، وهو مقباس بن حبتر بن
عدي بن سلول بن كعب الخزاعي، ومن ولده: بديل بن أم أصرم، وهو بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الاجب (2) بن مقباس، هو مقباسي يعرف بأمه، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني كعب يستنفرهم لغزو مكة هو وبشر بن سفيان.
المقبري: بفتح الميم، وسكون القاف، وضم الباء (المعجمة بنقطة) وفي آخرها راء مهملة، هذه النسبة قريبة من الاولى وهو سعيد بن أبي سعيد المقبري، وكنيته أبو سعيد.
قال أبو حاتم بن حبان: نسب إلى مقبرة كان يسكن بالقرب منها، واسم أبيه كيسان، وكان مكاتبا لامرأة من بني ليث، عداده في أهل المدينة.
يروي عن أبي هريرة وعن أبيه عن أبي هريرة وابن عمر (رضي الله عنهم).
روى الناس مثل مالك بن أنس وابن أبي ذئب وعبد الرحمن بن إسحاق مات سنة ثلاث وعشرين ومئة.
وقيل سنة ست وعشرين ومئة وثقه جماعة مثل أبي زرعة الرازي، وكان قد اختلط قبل الموت بأربع سنين.
وقال أبو علي الغساني المغربي: أبو سعيد كيسان وابنه سعيد المقبري يرويان عن أبي هريرة رضي الله عنه، وحديثهما في الكتابين، يعني الصحيحين.
وذكر أبو
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 245: (قلت فاته: المقاعسي: نسبة إلى مقاعس بن عمر بن كعب بن زيد مناة بن تميم.
منهم: حنظلة بن عراوة الشاعر التميمي ثم المقاعسي.
ومرة بن محكان المقاعسي.
ويقال لولد عبيد بن مقاعس وهم عوف ومرة وعامر وزيد مناة ونجدة وأسعد وعمرو الليد لانهم تلبدوا على بني مرة بن عبيد).
(2) انظر اللباب 3 / 245.
[ * ](5/361)
الحسن المدائني أن أبا سعيد المقبري كان يحفظ مقبرة بني دينار، وكان قد بلغه أنه يبعث بها ستون ألفا يدخلون الجنة فمات فدفن في مقبرة بني سلمة فكان ينسب المقبري من أجل هذه المقبرة، وكان مولى لبني ليث، قال الغساني: مقبرة بضم الباء وفتحها.
وسعد بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، مولى بني ليث.
يروي عنه أخيه وأبيه عن جده
بصحيفة لا تشبه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يتخايل إلى المستمع لها أنها موضوعة أو مقلوبة أو موهوبة، لا يحل الاحتجاج بخبره.
روى عنه هشام بن عمار.
وأخوه أبو عباد عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
يروي عن أبيه سعيد المقبري.
روى عنه الثوري والكوفيون كان ممن يقلب الاخبار ويهم في الآثار حتى يسبق إلى قلب من يطمعها أنه كان المتعمد لها.
المقتدري: بضم الميم، وسكون القاف، وفتح التاء ثالث الحروف، وكسر الدال المهملة والراء هذه النسبة إلى المقتدر بالله أحد الخلفاء العباسية فانتسب إليه نسبا: أبو محمد الحسن بن عيسى بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن أبي أحمد الموفق بن جعفر المتوكل المقتدري الهاشمي: كان من أهل العلم والفضل والشرف بغداديا سمع مؤدبه أحمد بن منصور اليشكرى وأبا الازهر عبد الوهاب بن عبد الرحمن الكاتب.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن الحسين الشيباني وهو آخر من حدث عنه.
وذكره أبو الخطيب في التاريخ وقال: كتبنا عنه كان فاضلا دينا حافظا لاخبار الخلفاء عارفا بأيام الناس.
سمعته يقول: ولدت في المحرم سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة.
ومات في شعبان سنة أربعين وأربع مئة وأوصى أن يدفن بمقبرة باب حرب.
والمنتسب إليه ولاء أبو الهواء نسيم بن عبد الله المقتدري الخادم، مولى المقتدر بالله.
سكن بيت المقدس، وكان يتولى النظر في مصالح المسجد الاقصى.
وحدث عن أبي عمرو يوسف بن يعقوب النيسابوري وأحمد بن القاسم (أخي أبي الليث) الفرائضي (ومحمد بن هارون الحضرمي وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري والحسين والقاسم ابني إسماعيل المحاملي) وجماعة سواهم.
روى عنه عبد الله بن علي الابروني وعمر بن أحمد (بن محمد) الواسطي (ساكن بيت المقدس).
وذكر عمر أنه سمع منه في سنة سبع وستين وثلاث مئة.
وأحاديثه مستقيمة تدل على صدقه.(5/362)
المقدر: بضم الميم، وفتح القاف، وكسر الدال المشددة المهملة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة لمن يعلم الفرائض والمقدرات والحساب، واشتهر بهذا: أبو بكر محمد بن عبد الله (1) بن بحر خالد بن صفوان بن عمرو بن الاهتم التميمي الاصبهاني المعروف بابن المقدر.
سكن بغداد وحدث بها عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن الابنوسي وكان سماعه مع أبيه في سنة تسعين وثلاث مئة.
وابنه أبو الفتح منصور بن محمد بن المقدر كان معتزليا خبيث المذهب داعية، يزري على أصحاب الحديث ويستهزئ بالآثار.
وحدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد القباب الاصبهاني.
سمع منه أبو بكر بن ثابت الخطيب ومات ببغداد في جمادى الآخرة سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة.
المقدسي: بفتح الميم، وسكون القاف، وكسر الدال، والسين المهملتين، هذه النسبة إلى بيت المقدس، وهي البلدة المشهورة التي ذكرها الله تعالى في القرآن في غير موضع، وفيها المسجد الاقصى وقبة الصخرة والمواضع الشريفة.
وكان إليها قبلة المسلمين سبعة عشر شهرا أول ما قدم رسول الله صلى عليه وسلم المدينة.
دخلتها زائرا وأقمت بها يوما وليلة.
كثر بها الائمة والمحدثون قديما وحديثا.
واستولى عليها الافرنج سنة اثنتين وتسعين وأربع مئة، وهي في يدهم إلى الساعة، ردها الله تعالى إلى المسلمين.
قيل بناها كورش بن حام بن نوح.
وقيل بناها بهمن بن اسفنديار بعد إسلامه وذلك أنه أمر بخت نصر بن سبى بن نبت بن حودرز بخراب بيت المقدس فخربها بأمره ثم هو أسلم وبناه ورد إليه الآنية التي أخذها بختنصر.
وفي بعض كتب الانبياء من التوراة وغيره أن اسم بهمن كورش، وفي ذلك يقول الفارسي: من الوافر: وبيت المقدس المعمور بيت * ورثناه عن المتقدمينا
بناه كورش الباني المعالي * بأمر الله خير الآمرينا خرج منها جماعة من المحدثين قديما وحديثا، منهم: أبو (محمد) عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي.
كان مكثرا من الحديث.
له رحلة إلى بلاد الشام والحجاز.
سمع هشام بن عمار ومحمد بن ميمون الخياط والمسيب بن واضح والحسين بن الحسن المروزي ومحمد بن مصلى الحمصي وطبقتهم.
روى عنه أبو حاتم
__________
(1) انظر اللباب 3 / 246.
[ * ](5/363)
محمد بن حبان التميمي البستي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني وطبقتهم.
وتوفي بعد سنة عشر وثلاث مئة.
وأبين بن سفيان المقدسي شيخ يقلب الاخبار وأكثر روايته الضعفاء يجب التنكب عن أخباره على الاحوال يروي عن خليفة بن سلام.
روى عنه عثمان بن عبد الرحمن وهو أيضا ضعيف.
وأبو طاهر موسى بن محمد بن عطاء المقدسي.
كان كذابا مهجورا.
روى عن حجر بن الحارث وأبي المليح والوليد بن محمد الموقري والهيثم بن حميد.
روى عنه عباس بن الوليد بن صبيح الخلال وموسى بن سهل الرملي قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: رأيته عند هشام بن عمار ولم أكتب عنه.
وكان يكذب ويأتي بالاباطيل.
وقال موسى بن سهل: أشهد عليه أنه يكذب.
وسئل أبو زرعة عن (أبي طاهر المقدسي) فقال أتيته فحدث عن الهيثم بن حميد وفلان وفلان وكان يكذب.
وشيخنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن عبد الله المقدسي، من أهل بيت المقدس.
سكن بغداد.
وكان يؤم الناس في مشهد أبي حنيفة (رحمهما الله) بباب الطاق.
وكان قد تفقه على القاضي أبي عبد الله الدامغاني.
وسمع منه الحديث ومن أبي الحسين عاصم بن الحسن
العاصمي.
وكان سديد السيرة ثقة سمعت منه أجزاء من فوائد المحاملي وغيرها.
المقدمي: بضم الميم، وفتح القاف، وتشديد الدال المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الجد، والمشهور بها: أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي (1)، مولى ثقيف ابن أخي محمد بن علي المقدمي، يروي عن حماد بن زيد والبصريين.
روى عنه الحسن بن سفيان وأبو يعلي أحمد بن علي الموصلي وغيرهما.
مات في أول سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وعبد الله بن أبي بكر المقدمي، أخو محمد بن أبي بكر، من أهل البصرة، يروي عن حماد بن زيد.
روى عنه الحسن بن سفيان.
وابن عم أبي عبد الله السابق ذكره محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي،
__________
(1) بعد هذه اللفظة في ظ: (كان كذابا مهجورا يروي عن علي بن حجر وأبي المليح والوليد محمد الموقري) وقد تقدم هذا الكلام قبل أسطر.
[ * ](5/364)
من أهل البصرة أيضا يروي عن أبيه والبصريين.
روى عنه الامام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة.
وأبو عثمان أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي من أهل البصرة، سكن بغداد.
يروي عن علي بن المديني وأبي الوليد الطيالسي وأبي همام الخاركي ومسلمة بن إبراهيم وأبيه وحجاج بن منهال وغيرهم من البصريين.
روى عنه محمد بن المنذر بن سعيد الهروي وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو بكر بن الباغندي ومحمد بن مخلد الدوري ويحيى بن صاعد.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه بمكة، وهو صدوق، ومات في جمادى الآخرة سنة أربع وستين ومائتين.
وأبو حفص عمر بن علي بن مقدم المقدمي، من أهل البصرة أيضا.
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد.
روى عنه ابن أخيه محمد بن أبي بكر المقدمي وأهل العراق.
مات
سنة تسعين ومئة، وقد قيل سنة اثنتين وتسعين ومئة.
وابنه أبو بشر عاصم بن عمر بن علي بن مقدم المقدمي البصري، سكن بغداد، وحدث بها عن أبيه.
روى عنه عباس الدوري وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي الدنيا القرشي وأحمد بن الحسن عبد الله الصوفي وغيرهم مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن علي (بن مقدم) المقدمي القاضي، مولى ثقيف، من أهل بغداد، وكان ثقة صدوقا.
سمع عمرو بن علي الفلاس ومحمد بن خالد بن خداش ومحمد بن يحيى القطيعي ومقدم بن محمد المقدمي ويعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن المثنى وزيد بن أخرم وغيرهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن يحيى الصولي وأبو بكر محمد بن عمر بن مسلم الجعابي وأبو حفص عمر بن أحمد بن الزيات.
وتوفي في غرة شوال سنة إحدى وثلاث مئة.
المقدي: بفتح الميم والقاف، والدال المهملة المشددة، هذه النسبة إلى حصن مقدية، وهي من عمل أذرعات من أعمال دمشق.
هكذا ذكره أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، والمشهور بهذه النسبة: الاسود بن مروان المقدي.
يروي عن سليمان بن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل الدمشقي، أثنى عليه الطبراني سليمان بن أحمد بن أيوب وروى عنه في معجم شيوخه ووثقه(5/365)
المقراضي: بكسر الميم، وسكون القاف، وفتح الراء، بعدها الالف، وفي آخرها الضاد المعجمة، هذه النسبة إلى المقراض، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وإلى عمل المقراض.
فممن عرف جده به أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون بن زياد المقراضي الشطوي المعروف بابن مقراض.
من أهل بغداد، سمع محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني
والحسن بن عيسى بن ماسرجس وأبا هشام الرفاعي.
روى عنه محمد بن الحسن بن مقسم وأبو بكر بن الجعابي وعبد العزيز بن جعفر الخرقي وأبو حفص بن الزيات.
وكان ثقة ثبتا.
مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاث مئة.
ووالده يوسف المقراضي.
سمع عبد الله بن الزبير الحميدي وذكره محمد بن مخلد في تاريخ وفاة شيوخه فقال: مات في رجب سنة سبعين ومائتين.
المقرائي: بضم الميم، وقيل بفتحها، وسكون القاف، وفتح الراء، بعدها همزة، هذه النسبة إلى مقرى قرية بدمشق.
ومنها غيلان بن معشر المقرائي.
يروي عنه أبي أمامة الباهلي، عداده في أهل الشام.
روى عنه معاوية بن صالح قال أبو حاتم بن حبان في ترجمة غيلان بن معشر في كتاب الثقات.
ومن زعم أنه المقري فقد وهم إنما هو المقرائي ومقرى قرية بدمشق.
ومنها أبو الصلت شريح بن عبيد الحضرمي الشامي المقرائي: يروي عن معاوية بن أبي سفيان وفضالة بن عبيد.
روى عنه صفوان بن عمرو السكسكي وأهل الشام.
وجميع بن عبيد المقرائي يروي عن أهل الشام مثل عمر بن عبد العزيز.
روى عنه (عبد الله) بن المبارك.
وجابر بن آزاذ المقرائي، ومقرى قرية بدمشق يروي عن عمرو البكالي.
روى صفوان بن عمرو عن أبيه عنه.
قال أبو حاتم وذكر ابن الكلبي أن هذه النسبة: مقرى بفتح الميم، والنسبة إليه مقرائي.
قال ابن ناصر الحافظ: كذا رأيته بخط علي بن عبيد بن الكوفي صاحب ثعلب، وكان ضابطا، وأصحاب الحديث يقولون مقرائي بضم الميم، وهو خطأ.
وحسان بن سليم المقرائي روى عن عمرو بن مسلم.
روى عنه بقية بن الوليد.(5/366)
وراشد بن سعد المقرائي، كذا كان مفتوحا في الجرح والتعديل لابن أبي حاتم.
يروي عن ثوبان وأبي أمامة ويعلي بن مرة وجبلة بن الازرق ومعاوية.
روى عنه ثور بن يزيد وحريز بن
عثمان ومعاوية بن صالح ومحمد بن سليمان أبو حمزة قال أحمد بن حنبل: راشد بن سعد لا بأس به.
المقرئ: هذه النسبة إلى قراءة القرآن وإقرائه، اختص بهذه النسبة جماعة من المحدثين، فمن مشهوريهم: أبويحيى محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، من أهل مكة، من الثقات، يروي عن سفيان بن عيينة ويحيى بن سليم.
حدث عنه جماعة من المكيين والغرباء منهم حفيده ومكحول البيروتي وأبو عيسى الترمذي.
وأبوه أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، مولى آل عمر بن الخطاب، أصله من البصرة، سكن مكة، يروي عن الثوري وشعبة.
روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي والناس بمكة.
مات بها سنة اثنتين أو ثلاث عشرة ومائتين.
ومن المتأخرين أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم بن محمد الفقيه المقرئ الهروي، من هراة، له رحلة إلى خراسان والعراق، وكان من أهل العلم والقرآن.
صنف التصانيف.
وسمع الحديث من أبي أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبي الحسن أحمد بن جعفر بن محمد بن الفرح البغدادي.
سمع منه جماعة كثيرة منهم الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وآخر من حدث عنه أبو عطاء (عبد الاعلى بن عبد الواحد) المليحي.
وذكره الحاكم فقال المقرئ الهروي من صالحي أهل العلم والمقدمين في معرفة القراءات طلب العلم بخراسان والعراق، وهو من أجل بيت لاهل الحديث بهراة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان بن المقرئ الاصبهاني، حافظ ثقة مأمون صاحب أصول مكثر من الحديث كتب الكثير بالشام والعراق ومصر والثغور.
سمع حاجب بن اركين الدمشقي وأحمد بن عبد الوارث العسال المصري وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي وجماعة ذكرتهم في ترجمته في حرف الزاي، في الزاذاني روى عنه أبو إسحاق
إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ وذلك في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة.
المقعد: بضم الميم، وسكون القاف، وفتح العين، وضم الدال المهملتين، هذا لمن أقعد وعجز عن الخروج، واشتهر به:(5/367)
أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، واسمه ميسرة المنقري المقعد البصري من أهل البصرة، صاحب عبد الوراث بن سعيد سمع منه ومن ملازم بن عمرو الحنفي وعبد العزيز بن محمد الدراوردي روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث وإبراهيم بن سعيد الجوهري ومحمد بن إسماعيل البخاري وأبو حاتم الرازي ومحمد بن إسحاق الصغاني وإسحاق بن الحسن الحربي وجماعة.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو معمر سمعت أبي يقول كتبنا عنه ببغداد وقال غيره: كان يذكر محاسن عمرو بن عبيد البصري فتكلموا فيه لذلك وكان ثقة ثبتا صحيح الكتاب ولكنه يقول بالقدر.
وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين.
المقنعي: بضم الميم، وفتح القاف والنون وتشديدها، وفي آخرها العين (المهملة)، هذه النسبة لمحدث بغداد أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري المقنعي.
كان ثقة أمينا كثير السماع، وهو شيرازي الاصل بغدادي المولد والمنشأ.
سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان يقول سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول: أبو محمد الجوهري يقال له المقنعي، سمعتهم ببغداد يقولون إنه أول من تقنع تحت العمامة كما يفعله العدول اليوم ببغداد.
سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي والحسين بن محمد بن عبيد العسكري وعلي بن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ الكبير.
وروى لنا عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري الكثير بالسماع.
وجماعة سواه بالاجازة عنه.
ولد في شعبان سنة ثلاث وستين وثلاث مئة.
وتوفي في السابع من ذي القعدة سنة أربع وخمسين وأربع مائة، ودفن بمقبرة باب أبرز (1) بالجانب
الشرقي.
وأما أبو العباس الفضل بن محمد المروزي المقنعي فلا شك أنه ينتسب إلى غير الذي انتسب إليه أبو محمد الجوهري والله أعلم ذلك.
روى عن الحسن بن علي بن عفان العادي والحسن بن عطية العسقلاني وغيرهما ذكر في تاريخ أصبهان.
ووالد السابق ذكره أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله الجوهري المعروف بالمقنعي، من أهل شيراز سكن بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن علي الهجيمي.
روى
__________
(1) اللفظة مصحفة في الاصول ومط.
وقال ياقوت في معجم البلدان (بيبرز: محلة ببغداد وهي اليوم مقبرة بين عمارات البلد، بها قبور جماعة من الائمة، ومنهم من يسميها باب أبرز).
[ * ](5/368)
عنه ابنه أبو محمد الحسن وكان ثقة، وشهد ببغداد، وكان يقرئ القرآن، وكان قرأ بالبصرة على ابن خشنام وببغداد على أبي طاهر بن أبي هاشم، وما رأيت أقرأ لكتاب الله منه.
وحكى ابنه عنه قال: ما طلع الفجر عليه إلا وهو يدرس القرآن.
ومات في المحرم سنة خمس وتسعين وثلاث مئة.
المقنعي: بكسر الميم، وسكون القاف، والنون المفتوحة، وفي آخرها العين، هذه النسبة إلى عمل المقنعة وبيعها.
وهذه النسبة للفضل بن محمد المقنعي المروزي.
هكذا رأيت اسمه في تاريخ أصبهان لابي بكر بن مردويه الحافظ.
قال: وكان يقص.
يروي عن أحمد بن سيار المروزي الامام.
روى عنه عبد الله بن محمد، لعله أبو الشيخ.
المقني: بضم الميم، وفتح القاف، وفي آخرها النون المشددة، هذه اللفظة لمن يحفر القنى، واشتهر بهذه النسبة: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن القاسم المقني المقرئ الزاهد، من أهل الموصل، كان أحد الزهاد.
سمع أبا الحسن أحمد بن إدريس بن محمد بن
إدريس بن سليمان العبدي.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه في معجم شيوخه فقال: أخبرنا أبو الحسن المقني المقرئ الزاهد بقراءتي عليه بنينوى على تل التوبة الذي تاب الله على قوم يونس عليه السلام فيه.
المقومي: بضم الميم، وفتح القاف، وتشديد الواو المكسورة والميم، (هذه النسبة) () (1).
والمشهور (بهذه النسبة) يحيى بن حكيم المقومي صاحب المسند.
روى عنه المسند الذي صنفه الحسين بن محمد بن مصعب بن رزيق السنجي (2) وحدث عنه الخلق بعد.
وأبو منصور محمد بن الحسين بن () (3) المقومي، من أهل قزوين.
حدث بها وبالري بكتاب السنن لابي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني الحافظ عن الخطيب (أبي) () (4) سمع منه الحفاظ.
وروى لنا عنه أبو سعد عبد الرحمن (بن عبد الله)
__________
(1) بياض في النسخ.
(2) انظر اللباب 3 / 249.
(3) بياض في النسخ.
(4) بياض في النسخ.
[ * ](5/369)
الحصيري وأبو القاسم محمود بن () (1) الطالقاني بالري وجماعة (سواهما).
وكانت وفاة المقومي في حدود سنة ثمانين وأربع مئة.
المقلاصي: بكسر الميم، وسكون القاف، بعدهما اللام ألف، وفي آخرها الصاد المهملة، هذه النسبة إلى مقلاص، وهي قرية من قرى جرجان، ولا أدري هي قرية ماقلاصان التي تقدم ذكرها أم غيرها.
منها أبو عبد الله شبيب بن إدريس المقلاصي.
قال حمزة بن يوسف هو من قرية مقلاص روى عن عمه محمد بن مقلاص المقلاصي.
روى عنه طاهر بن محمد الحاسب الجرجاني.
وعمه أبو عبد الله محمد بن مقلاص المقلاصي حدث عن أحمد بن يونس.
روى عنه ابن أخيه شبيب بن إدريس المقلاصي (2).
المقياسي: بكسر الميم، وسكون القاف، وفتح (الياء آخر الحروف)، بعدها الالف، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى مقياس.
وعرف بهذه النسبة أبو الرداد (3) عبد الله بن عبد السلام المقياسي صاحب المقياس بمصر، من أهل مصر.
يروي عن أبي زرعة المؤذن وهبة الله بن راشد وغيره.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وأبو بكر عبد الله (بن محمد) بن زياد النيسابوري وعبد الملك الدقاق.
__________
(1) بياض في النسخ.
(2) في اللباب 3 / 249: (قلت: قد ذكر أول الترجمة أن النسبة إلى قرية مقلاص، ثم ذكر أن عم شبيب محمد بن مقلاص المقلاصي فنسبه إلى أبيه، وهذا اختلاف في القول، بينما يجعل النسبة إلى قرية ثم يجعلها إلى رجل، فيتأمل من تاريخ جرجان لعله يظهر فيه الحق).
(3) في ظ، م: (أبو الدرداء): وفي مط (أبو الزواد)، وفي اللباب 3 / 250 (أبو الرواد) وما هنا عن ك وهو يوافق ما في معجم البلدان وقد أورد ياقوت اسم جد أبيه على النحو التالي: (أبو الرداد عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي الرداد) وهي رواية الاكمال 7 / 284.
[ * ](5/370)
باب الميم مع الكاف المكاتب: بضم الميم، وفتح الكاف، والتاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وفي آخرها الباء الموحدة، هذا الاسم لنائب الحكم في القرى والسواد، يكاتبه القاضي من البلد إليه في قطع الخصومات وفصلها، وهذا أكثر ما يقال في نواحي نيسابور.
والمشهور بهذا الفقيه أبو موسى عمران بن موسى بن الحصين بن نوشان الخبوشاني المكاتب النوشاني (1) وسأذكره في حرف النون (إن شاء الله تعالى).
وأبو العباس محمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان الاسفرايني المكاتب بها كان من الصادقين في الرواية.
سمع بخراسان أبا بكر محمد بن محمد بن رجاء السندي وأحمد بن
سهل بن مالك وبالعراق عبد الله بن أحمد بن حنبل وبشر بن موسى ومحمد بن أحمد بن النضر الازدي ومحمد بن يونس الكديمي وتوفي باسفراين في ذي الحجة من سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة.
وأبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري المكاتب بربع نشب فروش وكان من الصالحين.
سمع محمد بن يزيد السلمي وسهل بن عمار العتكي وغيرهما.
روى عنه محمد الشيباني ومات سنة سبع عشرة وثلاث مئة.
وأبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن بن الحارث الكارزي المكاتب بتلك الناحية وكارز (2) قرية على نصف فرسخ من البلد.
وكان أبو الحسن يحكم بين أهل تلك القرى وكان صحيح السماع مقبولا في الرواية، وكان به صمم يحتاج الرجل أن يرفع صوته في القراءة عليه.
سمع بنيسابور الحسين بن محمد القباني وأبا عبد الله البوشنجي وأقرانهما ثم لم يكتب بالعراق وحج به أبوه وجاور بمكة حتى سمع الكتب من علي بن عبد العزيز البغوي كتاب الغريب وكتاب الاموال والاحاديث المتفرقة غير المسند فإنه لم يسمع منه المسند.
وسمع أيضا بمكة عن محمد بن علي بن زيد الصايغ ومسعدة بن سعد العطار وإسحاق بن أحمد الخزاعي وغيرهم.
روى عنه أبو علي الحافظ وأبو الحسن الحجاجي وجماعة من مشايخنا.
هكذا ذكره الحاكم
__________
(1) انظر اللباب 3 / 331.
(2) كارز: قرية على نصف فرسخ من نيسابور (معجم البلدان).
[ * ](5/371)
في التاريخ وقال: توفي يوم الاحد السادس عشر من شوال سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن منصور الريوندي المكاتب بها سمع بخراسان أبا عبد الله البوشنجي وبالعراق أبا خليفة القاضي وبالجزيرة أبا يعلي الموصلي وبالاهواز عبدان الاهوازي.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره وقال: كتبنا عنه من مجلس الشيخ أبي بكر بن إسحاق سنة ثمان وثلاثين مئة.
وبلغني أنه توفي سنة إحدى
وأربعين وثلاث مئة.
المكاري: بضم الميم، وفتح الكاف، بعدهما الالف، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى إكراء الدواب، واشتهر بهذه النسبة: أبوعمران موسى بن هارون بن برطق الماري، من أهل بغداد، وكان له ببغداد بغال يكريها إلى خراسان.
سمع محمد بن بكار بن الريان.
روى عنه علي بن عبد الله بن الفضل البغدادي.
وقال أبو الحسين بن المنادي: موسى بن هارون المكاري.
مات سنة تسع وتسعين ومائتين وقال: كان في ربضنا يكري البغال إلى خراسان.
كتب فيما ذكر عن قتيبة بن سعيد وكتب عنه قبل وفاته وكان كثير السن.
المكبر: بضم الميم، وفتح الكاف، وكسر الباء المشددة المنقوطة بواحدة، وفي آخرها الراء، هذه اللفظة قيل: لمن يكبر في الجوامع ويبلغ تكبير الامام إلى الناس إذ كثروا ووقفوا بعيدا عن الامام.
وأبو غالب محمد بن علي بن الداية المكبر البغدادي شيخ صالح.
سمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وغيره، وكان مستورا لا يعرفه كثير أحد.
سمعت منه جزء صفة النفاق ببغداد في مسجد أبي الحسن بن توبة بالقوية وتوفي في المحرم سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة.
المكتب: بضم الميم، وسكون الكاف، وكسر التاء المنقوطة باثنتين، وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذه النسبة إلى تعليم الخط ومن يحسن ذلك ويعلم الصبيان الخط والادب والمشهور به: أبو سالم توبة بن سالم، ويقال أبو سالم المكتب الكوفي.
كان مكتب النخع.
يروي عن زر بن حبيش وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص.
روى عنه مروان بن معاوية الفزاري ومحمد بن عبيد الطنافسي.(5/372)
وحسين بن ذكوان المعلم المكتب العوذي، من أهل البصرة.
يروي عن عبد الله بن بريد.
روى عنه شعبة وابن المبارك والناس وهو الذي يقال له حسين المكتب.
وعتبة بن عمرو المكتب من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي وعكرمة روى عنه أبو صيفي والكوفيون، وليس هذا بعبيد بن عمرو المكتب.
وأبو الطيب محمد بن جعفر بن زيد المكتب، من أهل بغداد، حدث عن أبي القاسم (عبد الله بن محمد) البغوي.
روى عنه ابنه أبو طاهر عبد الغفار، وكان ولادته سنة إحدى وثلاث مئة.
ومات في شعبان سنة سبع وسبعين وثلاث مئة.
وأبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن سويد بن مالك بن معاوية بن الخشخاش العنبري المكتب، من أهل بغداد.
يروي عن محمد ابن محمد بن الباغندي وأحمد بن سهل الاشناني وأبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي وعبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي عروبة الحراني وأبي جابر زيد بن عبد العزيز الموصلي وأحمد بن يعقوب بن سراج النصيبي ومحمد بن حصن الالوسي ومحمد بن أحمد الرسعني وعبد الله بن أبي سفيان الموصلي وغيرهم.
وكان سافر الكثير وكتب عن الغرباء.
روى عنه أبو بكر البرقاني ومحمد بن علي بن مخلد والقاضي أبو القاسم التنوخي وأبو القاسم الازهري.
ووثقه أبو بكر البرقاني.
وقال الازهري: هو صدوق وقد تكلموا فيه بسبب روايته عن الاشناني كتاب قراءة عاصم.
وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة.
وقال العقيقي: وكان متساهلا في الحديث.
المكتومي: بفتح الميم، وسكون الكاف، ضم التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، وبعدها الواو، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الجد لابي إسحاق إبراهيم بن محمد بن مكتوم المستملي المكتومي، من أهل نيسابور، سكن طوس، سمع محمد بن أحمد بن نصر الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه وأقرانهما.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال: أبو إسحاق المكتومي كتبت باستملائه على أبي العباس الاصم وغيره سنة
ثلاث وثلاثين وثلاث مئة، ثم غاب عنا وسكن الطابران (1) بطوس سنين ثم انصرف إلينا بعد الاربعين وكان يحدث وتوفي بطوس سنة نيف وخمسين وثلاث مئة.
__________
(1) في نسخة (الطابر).
وطوس مدينتان إحداهما الطابران والاخرى نوقان وانظر معجم البلدان.
[ * ](5/373)
المكحولي: بفتح الميم، وسكون الكاف، وضم الحاء المهملة، هذه النسبة إلى مكحول، وهو صاحب كتاب اللؤلؤيات في الزهد وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهم جماعة.
منهم أبو البديع أحمد بن محمد بن مكحول بن الفضل النسفي المكحولي من أهل نسف، سمع أباه أبا المعين المكحولي وأبا سهل هارون بن أحمد الاسفرايني وأحمد بن حمدان المقرئ، وكان بارعا في الفقه.
درس العلم على عيسى اليغنوي وكان يرمي بما رمي به عيسى.
مات ببخارى وحمل إلى نسف في صفر سنة تسع وسبعين وثلاث مئة وكانت ولادته في سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة.
وأخوه أبو المعالي معتمد بن محمد بن محمد بن مكحول بن الفضل النسفي المكحولي.
يروي عن جده أبي المعين كتاب اللؤلؤيات وسمع أبا سهل هارون بن أحمد الاسفرايني (1).
روى عنه كتاب أخبار مكة وغيره وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ست وأربعين وثلاث مئة ووفاته سنة نيف وثلاثين وأربع مئة.
وأما أبويحيى محمد بن راشد المكحولي الخزاعي الشامي، من أهل دمشق، عرف بالمكحولي لانه صاحب أبي عبد الله مكحول الهذلي، من أهل الشام، انتقل إلى البصرة وسكنها وحدث عن مكحول وسليمان بن موسى الدمشقي وعبده بن أبي لبابة.
روى عنه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وأبو نعيم وعبد الرزاق بن همام والهيثم بن حجيل وأبو النضر هاشم بن القاسم وعلي بن الجهد وغيرهم.
وسئل أحمد بن حنبل عنه فقال: ثقة.
وقال عبد الرزاق: ما رأيت أحدا في
الحديث أورع منه.
وقال أبو النضر كنت أوصي شعبة بالرصافة فمر محمد بن راشد فقال شعبة: ما كتبت عن هذا أما أنه صدوق ولكنه شيعي أو قدري شك أبي.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ثم قال أحمد حدث عنه ابن المبارك ووكيع وابن مهدي.
قال يحيى بن معين: المكحولي هو شامي دمشقي خزاعي وهو ممن هرب من مروان ونزل العراق فأقام بها حتى هلك أيام المهدي وكان ممن طلبه مروان بدم الوليد بن يزيد وذلك أن أهل دمشق قتلوا الوليد.
وقال يحيى في موضع آخر: محمد بن راشد صاحب مكحول، شامي نزل البصرة، ثقة.
وقيل لابي مسهر الغساني: كيف لم تكتب عن محمد بن راشد قال: كان يرى الخروج على الائمة.
ومات بعد سنة ستين ومئة.
__________
(1) انظر اللباب 3 / 215.
[ * ](5/374)
المكراني: بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مكران وهي بلدة من بلاد كرمان منها أبو حفص عمر بن محمد بن سليمان المكراني.
ورد العراق، وخرج إلى الحجاز، وسكن تلك الناحية، وحدث بها عن أبي الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وذكر أنه سمع منه بوادي لية (1).
المكرمي: بضم الميم، وسكون الكاف، وفتح الراء، وفي آخرها الميم، هذه النسبة لطائفة من الخوارج يقال لهم المكرمية، وهم أصحاب أبي مكرم وتغربت هذه الطائفة بأنهم يعتقدون أن تارك الصلاة كافر فإنها إذا تركها كفر لجهله بالله عزوجل وزعموا أن من ارتكب كبيرة فهو جاهل بالله تعالى وأكفروا النعالية في خلاف هذا القول وأكفروهم أيضا في قولهم إن الاطفال ركن من أركان آبائهم في النار.
المكشوفي: بفتح الميم، وسكون الكاف، وضم الشين المعجمة، وفي آخرها الفاء بعد الواو، هذه النسبة إلى رجل يلقب بمكشوف الرأس لانه ما كان يغطي رأسه صيفا ولا
شتاء، وعرف بذلك من أولاده جماعة نسبوا إليه وقد ذكرت جماعة منهم في الحاء في ترجمة الحسناباذي () (2) ببغداد وكرمان تعرف بالمكشوفي منسوبة إليه.
منهم أبو طاهر عبد الكريم بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن سليمان الحسناباذي الصوفي المكشوفي، من أهل أصبهان، وهو الذي عرف بمكشوف الرأس.
له رحلة إلى العراق والشام ومصر وأكثر عن الشيوخ وعمر حتى حدث بالكثير سمع بأصبهان أبا الشيخ عبد الله بن جعفر بن حيان (3) وأبا بكر محمد بن إراهيم بن المقرى وبدمشق أبا الحسين عبد الوهاب بن الحسن بن الوليد الكلابي وبأذنه (4) أبا الحسن علي بن الحسين القاضي وبمصر أبا بكر بن المهندس وجماعة كثيرة سواهم.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وذكره في معجم شيوخه فقال: أبو طاهر
__________
(1) في نسخة: (لبة) تصحيف.
(ولية واد لثقيف.
قال الاصمعي: لية واد قرب الطائف أعلاه لثقيف وأسفله لنصر بن معاوية).
وهو اليوم أشهر أودية الطائف.
وانظر: معجم البلدان (لية) وكتاب بلاد العرب للاصفهاني - دار اليمامة - 30.
(2) بياض في النسخ.
(3) انظر اللباب 1 / 404.
(4) أذنه: بلدة من الثغور قرب المصيصة منها القاضي علي بن الحسين بن بندار بن عبد الله بن جبر أبو الحسن الاذني قاضي أذنة.
[ * ](5/375)
الحسناباذي المعروف بالمكشوف، صحيح السماع ثقة متقن كان لا يغطي رأسه شتاء ولا صيفا، وكان يلقب بمكشوف الرأس.
المكي: بفتح الميم، وتشديد الكاف، هذه النسبة إلى أشرف بقعة على وجه الارض منزل الانبياء ومهبط الوحي.
خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن.
وأما إسماعيل بن مسلم المكي: قال يحيى بن معين في التاريخ: لم يكن مكيا لكنه كان يكثر الحج والتجارة إلى مكة فسمي مكيا.
وأما أبو طالب محمد بن علي بن عطية المكي صاحب كتاب قوت القلوب.
حدث عن أبي بكر المفيد الجرجرائي وغيره، روى عنه عبد العزيز الازجي.
وقال أبو طاهر بن العلاف: كان أبو طالب من أهل الجبل ونشأ بمكة ودخل البصرة بعد وفاة أبي الحسن بن سالم فانتمى إلى مقالته وقدم بغداد فاجتمع الناس عليه بعد ذلك.
قال أبو بكر الخطيب: صنف كتابا سماه قوت القلوب على لسان الصوفية، ذكر فيه أشياء منكرة مستبشعة في مجلس الوعظ فخلط في كلامه، وحفظ عنه أنه قال: ليس على المخلوقين أضر من الخالق.
فبدعه الناس وهجروه، وامتنع من الكلام على الناس في الصفات.
وتوفي في جمادى الآخرة من سنة ست وثمانين وثلاث مئة.
وأبو عبد الله محمد بن عباد بن الزبرقان المكي، من مشاهير المحدثين، سكن بغداد وحدث عن سفيان بن عيينة وحاتم بن إسماعيل وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وأنس بن عياض.
روى عنه البخاري ومسلم بن الحجاج في الصحيحين ومحمد بن إسحاق الصاغاني وموسى بن هارون وأحمد بن علي الابار وعبد الله بن محمد البغوي ومات غرة المحرم سنة خمس وثلاثين ومائتين.(5/376)
باب الميم واللام الملبراني: () (1) هذه النسبة إلى ملبران، وهي قرية من قرى بلخ، والمنتسب إليها: أبو زكريا يحيى بن زكريا بن يحيى بن محمد بن الهياج الملبراني، شيخ ثقة، من أهل بلخ، وكانت عنده نسخة يرويها عن عبد الله بن خراش بن حوشب ابن أخي العوام بن حوشب عن العوام بن حوشب.
الملحمي: بضم الميم، وسكون اللام، وفتح الحاء المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الملحم، وهي ثياب تنسج بمرو من الابريسم قديما، وجماعة من القدماء
اشتهروا (بهذه النسبة).
ومن المتأخرين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد الملحمي الصوفي، سمع مسند أبي مسلم الكجي بقراءة جدي الامام أبي المظفر السمعاني (من عبد العزيز بن موسى القصاب عن أبي الحسين الدهان عن الفاروق (2) بن عبد الكبير الخطابي عنه قرأت عليه أحاديث في مرض موته وتوفي (3).
وأبو تغلب عبد الوهاب بن علي بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن داوريد المؤدب الفارسي الملحمي ويعرف بأبي حنيفة الفارسي، كان فقيها مقرئا فرضيا، حدث عن القاضي أبي الفرج المعافى بن زكريا الجريري.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وأبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم البقال.
ذكره أبو بكر الخطيب وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا وكان أحد حفاظ القرآن عارفا بالقراءات عالما بالفرائض وقسمة المواريث
__________
(1) بياض في إحدى النسخ.
(2) في نسخة (القارون) وهو تصحيف.
وقد ذكر السمعاني في التحبير 1 / 189 و 2 / 188 طريقين لمسند الكجي أحدهما عن أبي نعيم والثاني عن أبي عمر عبد العزيز بن موسى القصاب المعلم بقراءة أبي المظفر السمعاني سنة 464 عن أبي الحسين عبد الرحمن بن محمد الدهان المقرئ عن فاروق بن عبد الكبير وقال: (قرأت عليه من أول الكتاب قدر ورقتين، ولا حدث بشئ إلا ذلك القدر، ولم يحدثنا عن شيخه إلا هو).
(3) في التحبير 2 / 188: (وتوفي عشية يوم الاحد ودفن ضحوة يوم الاثنين السابع من رجب سنة ثلاث وأربعين وخمس مئة بمقبرة كشانشاه على شط الرزيق عند يعقوب الصوفي).
[ * ](5/377)
حافظا لظاهر فقه الشافعي.
وكانت ولادته في آخر سنة ثلاث وستين وثلاث مئة، ومات في ذي الحجة من سنة تسع وثلاثين وأربع مئة.
وأما أبو سعيد علي بن محمد (بن علي بن عطاء) البلدي الملحمي، من أهل البلد، نزل بغداد في قطيعة الملحم فنسب إليها حدث عن جعفر بن محمد بن الحجاج وثواب بن
يزيد بن ثواب الموصليين وعن يوسف بن يعقوب بن محمد الارموي وغيرهم.
روى عنه أبو محمد الخلال الحافظ وما علمت من حاله إلا خيرا.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن حرب بن سعيد بن عمرو الملحمي مولى سليمان بن علي الهاشمي الجرجاني من أهل جرجان.
روى عن علي بن الجعد وأبي مصعب المدني وعمران بن سوار وجماعة.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي وأحمد بن أبي عمران وكان كذابا يتعمد الكذب وكان يلقن فيتلقن.
الملحي: بضم الميم، وفتح اللام، وفي آخرها الحاء، هذه النسبة إلى الملح يعني النوادر والطرف، والمشهور بهذه النسبة: أشعب الطامع الملحي نسب إلى الملح لكثرة نوادره.
وأبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار الملحي، من أهل بغداد، عرف بهذه النسبة لكثرة ما يرويه من الملح.
يروي عن الحسن بن عرفة وسعدان بن نصر وعبد الله بن أيوب المخرمي وزكريا بن يحيى المروزي وأحمد بن منصور الرمادي وخلقا كثيرا سواهم، وكان أديبا فاضلا له شعر.
روى عنه أبو الحسن الدار قطني وأبو جعفر بن شاهين وخلق يطول ذكرهم آخرهم أبو الحسن بن مخلد البزاز.
روى عنه ابن شاهين فقال حدثنا إسماعيل بن محمد الملحي وكان بن شاهين يعرف أيضا بابن الملحي (1).
الملحي: بكسر الميم، وسكون اللام، وكسر الحاء المهملة، هذه النسبة إلى الملح وبيعه، والمشهور بها: أبو الحسن علي بن محمد بن الفتح بن أبي العصب الملحي الشاعر، من أهل بغداد،
__________
(1) في اللباب 3 / 254: (قلت فاته: النسبة إلى مليح بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو بن عامر بطن من خزاعة، ينسب إليه كثير عزة وغيره.
وفاته: النسبة إلى مليح بن الهون بن خزيمة، منهم مسعود بن ربيعة بن عمير القاري الملحي، له صحبة حليف بني زهرة).
[ * ](5/378)
مولى المتوكل على الله.
حدث عن أحمد بن (عبد الرحمن بن أبي عوف) البزوري.
روى عنه أبو محمد (الحسن بن علي) الجوهري (1).
الملطي: بفتح الميم واللام، وفي آخرها الطاء المهملة، هذه النسبة إلى الملطية، وهي من ثغور الروم مما يلي اذربيجان (2).
وسمعت أن أكثر من خرج عنها من المحدثين كانوا ضعفاء بني (هذه المدينة) الاسكندر والمنتسب إليها: إسحاق بن نجيح الملطي، سكن بغداد، دجال من الدجاجلة، كان يضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحا.
روى عن أبن جريج ويحيى بن أبي كثير.
روى عنه محمد بن حرب النشائي الواسطي وعلي بن حجر السعدي المروزي.
وتمام بن نجيح الملطي الاسدي، مولده بملطية، سكن حلب، يروي عن الحسن وعون بن عبد الله.
روى عنه بشر بن إسماعيل، منكر الحديث جدا.
يروي أشياء موضوعة عن الثقات كأنه المتعمد لها.
وضرار بن عمرو الملطي، يروي عن يزيد الرقاشي وأهل البصرة، روى عنه الناس، منكر الحديث جدا، كثير الرواية عن المشاهير بالاشياء المناكير في أخباره، بطل الاحتجاج بآثاره.
وأبو يعقوب إسحاق بن محمود بن الجراح الملطي.
سمع أبا عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور، وقال: أبو يعقوب الملطي قدم علينا نيسابور وهو كهل مقيم، وكان من الملازمين لابي العباس الاصم حتى سمع حديثه وسمع أبا عروبة الحراني وأقرانه.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن مسلم الملطي، مولى حمير إمام الجامع العتيق، حدث عن إبراهيم بن مرزوق بن قتيبة وبكار وغيرهما وكان نحويا.
قال ذلك أبو سعيد بن يونس المصري.
وأبو هشام محمد بن إبراهيم بن العباس الطائي الملطي، مولى حمير إمام الجامع
العتيق، حدث عن إبراهيم بن مرزوق بن قتيبة وبكار وغيرهما وكان نحويا.
قال ذلك أبو سعيد بن يونس المصري.
وأبو هشام محمد بن إبراهيم بن العباس الطائي الملطي.
حدث بعكبرا عن إبراهيم بن عبد الله بن زاد فروخ الفارسي.
روى عنه محمد بن عبد الله بن نجيب الدقاق.
__________
(1) في اللباب 3 / 254: (قلت فاته: النسبة إلى الطائفة التي خرجت على المستنصر بالله صاحب مصر بها، وقصتهم في التواريخ مشهورة، وهم الملحية، ويقال لكل واحد منهم ملح، وهم كثيرون).
(2) في معجم البلدان (أنها بلدة من بلاد الروم تتاخم الشام).
[ * ](5/379)
والقاسم بن إبراهيم بن أحمد الملطي، قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن سليمان لوين.
روى عنه علي بن محمد بن لؤلؤ الوراق وعلي (بن عمر) السكري، وكان كذابا أفاكا يضع الحديث.
روى عنه الغرباء عن أبي أمية المبارك بن عبد الله وعدلوين عن مالك عجائب من الاباطيل، ومات بعد سنة ثلاث وعشرين وثلاث سنين.
وكان عبد الغني بن سعيد الحافظ المصري يقول ليس في الملطيين ثقة.
وأبو سعيد محمد بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن سفيان الملطي.
يروي عن جده عبد الرحمن بن سفيان الملطي.
وأبو الحسين محمد بن إبراهيم بن أبي الشيخ الفقيه الملطي يروي عن إبراهيم بن عبد الله والحسن بن سفيان روى عنهما أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني.
وأبو أيوب سليمان بن أحمد بن يحيى بن عثمان بن أبي صلابة الملطي من أهل ملطية، يروي عن موسى بن زكريا التستري وأحمد بن إبراهيم العسكري ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي وغيرهما، روى عنه أبو بكر بن المقرئ الحافظ وأبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني الحافظ ولما روى عنه في معجم شيوخه قال: براءتي من عهدته، وذكر أنه سمع منه بحلب.
وأبو العطاف غياث بن أحمد بن عقبة التميمي إمام مسجد جامع ملطية، يروي عن فضيل بن محمد الملطي، روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني.
وأبو العلاء عبد المجيد بن محمد بن طاهر بن محمد بن عبد الله بن أبي الخطاب أحمد بن يحيى بن علي بن بشر بن حيان بن الحكم بن مالك بن خالد بن صخر بن عمرو بن الحارث بن الشريد الملطي، انتقل جده إلى حمص حين أخذت الروم ملطية، وهو شاب بحمص، سمع الفرح بن جوانمرد الزنجاني قال عبد العزيز بن محمد بن النخشبي الحافظ: رأيته فسألته هل ثم من عنده حديث ؟ فقال: عندي حديث فلم يدلني عليه.
ثم رأيت أباه بدمشق فذكر أنه سمع من أبي الحسن علي بن عبد الله بن سعيد البعلبكي، ولم يستصحب معه الجزء، فلم أقدر أن أكتب منه شيئا إذ كان يحفظ، ولم يكن معه نسخة.
الملجكاني: بضم الميم، وسكون اللام، وضم الميم، وفتح الكاف، وفي آخرها النون، ههذ النسبة إلى ملجكان، وهي قرية من قرى مرو قديمة معروفة على فرسخين منها.(5/380)
أبو الحسن علي بن الحكم الانصاري المروزي الملجكاني، يروي عن جرير بن حازم وأبي عوانة وسليمان بن المغيرة وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وعدي بن الفضل وعبد الرحمن بن أبي الزناد وغيرهم روى عنه عبد الله بن أبي عوانة الشاشي ومحمد بن إسماعيل البخاري ومحمد بن بجير بن حارم البجيري والد أبي حفص عمر ومحمد بن موسى البامشاني، ومات سنة ست وعشرين ومائتين.
وحمزة بن عبد المجيد الملجكاني، سمع موسى بن بحر هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الملقي: بضم الميم، وسكون اللام، وفي آخرها القاف، هذا اسم عرف به الفقيه أبو الحسن يوسف بن إسحاق الملقي الجرجاني وكان ملقي أبي علي بن أبي هريرة، يعني يلقي عيه الدروس على أصحابه كالمعيد.
سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي
الاستراباذي وأبا بكر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ المكي وغيرهما، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: أبو الحسن الملقي الجرجاني، سكن نيسابور بعد منصرفه من العراق حتى توفي بها ورأيته ملقي أبي علي بن أبي هريرة القاضي، وكان يدرس عندنا سنين، وتفقه عنه جماعة وتوفي بنيسابور في شهر رمضان سنة أربع وسبعين وثلاث مئة ودفن في مقبرة الحسين بن معاذ.
وأبو الطيب الملقي، من أهل بغداد، كان من خواص أبي العباس بن شريح والمتولي للالقاء والاعادة في مجلسه، وله كتاب في مسائل الخلاف يعرف بعرائس المجالس حسن الموضوع.
الملكاني: بفتح الميم واللام والكاف، بعدها الالف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ملكان، وهو بطن من قضاعة.
قال ابن حبيب: كل شئ من العرب ملكان مكسور الميم، ساكنة اللام إلا في قضاعة ملكان بن جرم بن ربان بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وفي السكون أيضا ملكان بن عباد بن عياض بن عقبة بن السكون.
الملنجي: بكسر الميم، وفتح اللام، وسكون النون.
وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى قرية بأصبهان، يقال لها ملنجة قد قيل إنها محلة (بأصبهان)، والمشهور بالنسبة إليها: أبو عبد الله أحمد بن محمد بن الحسين بن يزدة المقرئ الملنجي، من أهل أصبهان، حدث عن أبي بكر عبد الله بن محمد القباب وأبي الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي، ومات في جمادى الآخرة سنة(5/381)
سبع وثلاثين وأربع مئة.
وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان المنجي الحافظ، أبوه كان من الفضلاء في الحديث والادب، سمع أبا بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، روى عنه لي أبو بكر الخطيب البغدادي وأبو سهل غانم بن محمد بن عبد الواحد الحافظ الاصبهاني، وأما أبو
مسعود فكان رحل إلى فارس والبصرة والجبال وبغداد، وأكثر عن الشيوخ، وخرج التخاريج، سمع بأصبهان أبا بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ وببغداد أبا علي الحسن بن أحمد بن شاذان وجماعة كثيرة سواهما، وكان يستملى لابي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، روى لنا عنه أكثر من ثلاثين نفسا بالشام العراق وخراسان، وتوفي سنة نيف وثمانين وأربع مئة.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سالم القرشي الملبخي، قال أبو بكر بن مردويه في تاريخ أصبهان: كان يروي عن يوسف بن موسى القطان والحسن بن عرفة وغيرهما، روى عنه عبد الله بن أحمد بن إسحاق الاصبهاني.
المليجي: بفتح الميم، وكسر اللام، وسكون الياء (المنقوطة باثنتين من تحتها)، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى مليج، وهي قرية من أسفل أرض مصر.
وقال ابن ماكولا: قرية من ريف مصر، تعرف بمليج، شاهدتها، وقال لي أبو الحسين بن فلينا الاسكندراني: مليج بلدة من ريف مصر ولها خليج، والمشهور بالنسبة إليها: أبو القاسم عمران بن موسى بن حميد المليجي المعروف بابن الطبيب من أهل مصر، حدث عن يحيى بن عبد الله بن بكير وعمرو بن خالد ومهدي بن جعفر، روى عنه أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن بن يونس الصدفي المصري وأبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش المقرئ البغدادي.
وذكر ابن يونس أنه توفي بمصر سنة خمس وتسعين ومائتين.
وعبد الحاكم بن وهب المليجي، كان قاضي القضاة بمصر، وكان عارفا باختلاف الفقهاء متكلما.
المليحي: بفتح الميم، (والياء المنقوطة باثنتين من تحتها الساكنة) بعد اللام وفي آخرها الحاء المهملة (..) (1) والمشهور بهذه النسبة:
__________
(1) وفي معجم البلدان أنها قرية من قرى هراة منها أبو عمر عبد الواحد بن أحمد.
[ * ](5/382)
أبو عمر عبد الواحد بن أحمد بن أبي القاسم المليحي الهروي، من أهلها، يروي عن أبي منصور محمد بن محمد بن سمعان النيسابوري عن أحمد بن عبد الجبار الرذاني عن حميد بن زنجويه بالزهد، وحدث عن أبي الحسين الخفاف (وأبي محمد المخلدي وأبي عمرو أحمد بن أبي الفراتي وأبي زكريا يحيى بن إسماعيل الحيري وعبد الرحمن بن أبي شريح الانصاري)، وحدث عن أبي حامد التميمي بكتاب الصحيح للبخاري وجماعة، روى عنه الحسين بن مسعود الفراء الامام وأبو سعد (محمد بن الربيع) الجبلي وغيرهما.
ولم يحدثني عنه أحد بالسماع، فروى لي عنه أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال وأبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بأصبهان، قرأت عليهما عن أبي عمر المليجي إجازة.
وابنه أبو عطاء عبد الاعلى بن أبي عمر المليحي.
شيخ تفقه صدوق يروي عن القاضي أبي عمر (محمد بن الحسين) البسطامي وأبي محمد (إسماعيل بن إبراهيم) المقرئ وغيرهما، روى لي عنه أكثر من أربعين نفسا بمرو ونيسابور وأصبهان وهراة وتوفي سنة نيف وثمانين وأربع مئة.
المليكي: بضم الميم، وفتح اللام، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وكسر القاف، هذه النسبة إلى مليكة وهو عبد الله بن أبي ملكية، والمشهور بالانتساب إليها.
عبد الرحمن بن أبي بكر (بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جد عابد ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة) المليكي الجدعاني، يروي عن عمه ابن أبي مليكة وطاوس والزهري والقاسم، روى عنه ابنه محمد بن عبد الرحمن، منكر الحديث جدا، يتفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الاثبات (فلا أدري كثرة الوهم في أخباره منه أو من أبيه على أن أكثر روايته ومدار حديثه يدور على أبيه وأبوه فاحش الخطأ فمن هنا (اشتبه إملاؤه و) وجب تركه وهو الذي يروي عن عمه عن عائشة رضي الله عنها حديث وزير صدق.
وأبو الحسن علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة المليكي القرشي الاعمى، من أهل البصرة.
يروي عن أنس (رضى الله عنه) وأبي عثمان.
روى عنه الثوري وابن عيينة وحماد بن زيد
والبصريون، كان شيخا جليلا وكان يهم في الاخبار ويخطئ في الآثار حتى كثر ذلك في أخباره وتبين فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير فاستحق ترك الاحتجاج به، مات بعد سنة سبع وعشرين ومئة، وقد قيل سنة إحدى وثلاثين ومئة.(5/383)
باب الميم والميم الممزق: بضم الميم الاولى، وفتح (الميم) الاخرى، وتشديد الزاي، وفي آخرها القاف، هذا لقب شأس بن نها (بن أسود بن جزنك) الممزق، وإنما سمي بهذا الاسم لبيت قاله: فإن كنت مأكولا فكن خير آكل * وإلا فأدركني ولما أمزق) الممسي: بضم الميم الاولى، وسكون (الميم الاخرى)، وفي آخرها السين المهملة، (وفي آخرها السين المهملة)، هذه النسبة إلى قرية بالمغرب يقال لها ممسة، والمنتسب إليها: أبو الفضل عباس بن عيسى بن محمد التميمي الافريقي الفقيه المعروف بابن الممسي قال أبو سعيد بن يونس: وهي قرية بالمغرب يقال لها ممسة، قيل في فتنة الغز مع أبي يزيد اليزيدي في سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة.
المميز: بضم الميم الاولى، وفتح الميم الاخرى، وكسر الياء المشددة آخر الحروف وفي آخرها الزاي، هذه اللفظة لمن يميز (..) واشتهر بهذه الحرفة جماعة بأصبهان منهم: أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن أحمد المميز، من أصل أصبهان، سمع أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن خرشيد قوله التاجر، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ (وروى عنه في معجم شيوخه).(5/384)
باب الميم والنون
المناحي: بفتح الميم والنون المشددة، بعدهما الالف، وفي آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى مناح وهو جد موسى بن عمران بن مناح المنناحي المديني، من أهل المدينة، يروي عن أبان بن عثمان بن عفان وعن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق.
روى عنه إسماعيل بن أمية وعبد الواحد بن أبي عون.
المناديلي: بفتح الميم والنون والدال المهملة المكسورة بعد الالف وبعدها الياء الساكنة (المنقوطة من تحتها باثنتين)، واللام في آخرها هذه النسبة إلى بيع المناديل ونسجها، والمشهور بهذه النسبة: أبو الطيب المناديلي واسمه محمد بن أحمد بن الحسن الحيري المؤذن، وكان من الصالحين، حدث عن أهل نيسابور عن أبي أحمد محمد بن عبد الوهاب العبدي ومحمد بن عبد الرحيم بن مسعود القهندزي و (أحمد) بن معاذ السلمي وأقرانهم ومن أهل العراق عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، ومن أهل الحجاز عن أبي يحيى بن أبي مسرة.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله وذكر أنه كتب عنه إملاء قال: وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وأربعين وثلاث مئة.
المنادي: بضم الميم، وفتح النون، وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى من ينادي على الاشياء التي تباع والاشياء المفقودة التى يطلبها أربابها، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر أحمد بن موسى بن محمد العابد المنادي، من أهل نيسابور، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الامام وغيره.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وذكره في التاريخ فقال أبو بكر المنادي العابد الرجل الصالح سمع أبن خزيمة وأقرانه وتوفي في جمادى الآخرة سنة ستين وثلاث مئة.
وأبو جعفر محمد بن أبي داود (عبيد الله بن يزيد) المنادي، من أهل بغداد، سمع أبا بدر شجاع بن الوليد (وحفص بن غياث) وأبا أسامة ويزيد بن هارون وأبا النضر هاشم بن القاسم وعبد الله بن بكر السمي ومكي بن إبراهيم وروح بن عبادة وعفان بن مسلم وغيرهم
روى عنه (محمد بن إسماعيل) البخاري وأبو داود السجستاني وعبد الله بن محمد البغوي(5/385)
ومحمد بن مخلد الدوري وابن ابنه أبو الحسين بن المنادي وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز وأبو عمرو بن السماك وأبو سهل بن زياد القطان.
وكان ثقة صدوقا، وسماه بعض الناس أحمد.
ولد في جمادى الاولى سنة إحدى وسبعين ومئة، ومات في شهر رمضان سنة اثنتين وسبعين ومائتين عن مئة سنة وسنة واحدة.
وكان يقول: صمت اثنين وتسعين رمضانا وقال: وكان أحمد بن حنبل أكبر مني بسبع سنين وكان يحيى بن معين أكبر من أحمد بن حنبل بسبع سنين.
وأبو نصر الهيثم بن بشر بن حماد الازدي البصري المنادي، من أهل البصرة، (قدم أصبهان وسكنها إلى أن مات، وكان منادي القاضي إبراهيم بن أحمد الخطابي، وكان وكيله)، يروي عن أبي الوليد الطيالسي وأبي عمر الحوضي ومحمد بن سعيد بن زياد الاثرم والربيع بن يحيى وغيرهم.
روى عنه أحمد بن محمد (بن نصر) المديني وأحمد بن عاصم الاصبهانيان.
المناري: بفتح الميم والنون، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى منارة، وهي بطن من غافق، والمشهور بالنسبة إليها: إياس بن عامر الغافقي ثم المناري، كان من شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوافدين إليه من مصر وشهد معه مشاهده.
سمع عليا، حدث عنه ابن أخيه موسى بن أيوب بن عامر المناري، روى عنه عبد الله بن وهب.
المناشر: بضم الميم، وفتح النون، وكسر الشين المعجمة، وفي آخرها الراء، هذه اللفظة لمن يعمل المنشار أو يعمل به في الجذوع، واشتهر بها: أبو حفص عمر بن محمد بن حميد بن بهته المناشر من أهل بغداد، سمع أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي وجعفر بن محمد الفريابي ومحمد (بن صالح بن أبي العوام)
الصائغ.
روى عنه محمد بن عمير بن بكير، وكان ثقة لا بأس به وكانت ولادته في سنة خمس وستين ومائتين.
وتوفي في سنة سبع وستين وثلاث مئة، (وكان عنده عن الفريابي جزء وعن شيخ آخر جزء آخر، وكان يحفظ حديثا واحدا عن أبي مسلم الكجي).
المناشكي: بفتح الميم والنون، وكسر الشين المعجمة، وفي آخرها الكاف، هذه النسبة إلى مناشك، وهي محلة من محال نيسابور ومنها باب ينسب إلى هذه المحلة، يقال لها دروازة منشك.(5/386)
منها أبو القاسم سليمان بن محمد (بن الحسن بن علي بن أيوب) المناشكي الفقيه.
كان (فقيها) من أصحاب الرأي.
ذكره الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) في تاريخ نيسابور وقال: أبو القاسم المناشكي قلما رأيت من فقهاء أصحاب الرأي من جمع من الحديث ما جمعه، وأدركته المنية وسنه دون الخمسين وتوفي في جمادى الاولى سنة ثمان وثلاث مئة.
وأبو العباس محمد بن إبراهيم بن الحسن بن موسى بن يزيد بن مهران المناشكي المحاملي، شيخ معروف بنيسابور، وكان أكثر جلوسه على باب خان مكي لشركة له هناك، سمع محمد بن إبراهيم العبدي والمسيب بن زهير وجعفر بن سوار وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: كتب الحديث قبل التسعين والمئتين وعمر إلى النيف وستين وثلاث مئة، وحدث في أواخر عمره، وتوفي في شهر رمضان سنة خمس وستين وثلاث مئة وهو ابت أربع وتسعين سنة.
وأبو الحسن علي بن الفضل بن إسحاق بن حماد المناشكي، يروي عن أحمد بن يحيى بن زكير، روى عنه أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن إسماعيل السملي.
والقاضي أبو بكر محمد بن جعفر بن إبراهيم بن يوسف الفامي المناشكي.
سمع بنيسابور أبا عبد الله البوشنجي والحسين بن محمد القباني وبهراة عثمان بن سعيد الدارمي.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله (الحافظ) وقال: سمعت أبا زكريا العنبري يثني عليه.
وتوفي
سنة أربعين وثلاث مئة وهو ابن تسعين سنة.
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن علي بن يحيى المناشكي: سمع أبا بكر محمد بن عبد الله بن يوسف وأبا سعيد عبد الرحمن بن الحسين وأقرانهما سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في صفر سنة سبع وسبعين وثلاث مئة.
وأبو حامد أحمد بن عبد الله المناشكي: قال الحاكم: من محلة مناكش.
سمع إسحاق بن راهويه وعمرو بن زرارة وكتب بالحجاز أيضا.
روى عنه أبو عبد الله بن يعقوب الاخرم الحافظ.
المناطقي: بفتح الميم والنون بعدهما الالف، والطاء المهملة المكسورة، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى المناطق وهي جمع منطقة.
اشتهر بهذه النسبة أحمد بن محمد بن عبد الوهاب المناطقي الرملي، من أهل الرملة.
يروي عن محمد بن إسماعيل الصايغ.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.(5/387)
المنبجي: بفتح الميم، وسكون النون، وكسر الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الجيم، منبج إحدى بلاد الشام وإياها عنى الامير أبو فراس: لولا العجوز بمنبج * ما خفت أسباب المنية ومنبج بناها كسرى حين غلب على ناحية من الشام مما كان في أيدي الروم وسماها منبه وبنى بها ست نار سمى يزداينار من ولد أزدشير بن نائب، وهو جد سليمان بن مجالد الفقيه.
فأعرب العرب منبه منبج، ويقال إنما سمي ببيت نار منبه، فغلب على اسم المدينة كان بها.
ومنها جماعة من العلماء والمحدثين، ومنهم: محمد بن سلام المنبجي، يروي عن عيسى بن يونس، روى عنه الفضل بن محمد الباهلي.
والضحاك بن حجوة المنبجي، يروي عن ابن يونس، روى عنه الفضل (بن محمد).
الباهلي.
والضحاك بن حجوة المنبجي، يروي عن ابن عيينة وأهل بلده العجائب، روى عنه عمر بن سعيد بن سنان الحافظ المنبجي بنسخة مقلوبة يطول ذكرها، ولا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا للمعرفة فقط.
روى عنه أبو أسامة.
وحاجب بن سليمان المنبجي يروي عن وكيع وخالد بن عمرو القرشي ومحمد بن معصب الفرقساني.
روى عند عبد الله بن زياد الموصلي.
وأحمد بن يوسف المنبجي.
وعمر بن سعيد بن سنان المنبجي الحافظ يروي عن أحمد (ابن أبي شعيب) الحراني وأبي مصعب الزهري (وعبد العيز بن يحيى الحراني وسعيد بن حفص النفيلي وهشام بن عمار وبركة بن محمد).
روى عنه سليمان بن أحمد الطبراني وعبد الله بن عدي الجرجاني ومحمد بن الحسن اليقطيني وغيرهم.
وعلي بن زيد المنبجي يروي عن مؤمل بن إهاب، روى عنه الطبراني.
ومن المتأخرين أبو علي الحسن بن سلامة بن ساعد المنبجي الفقيه (كان منها)، تفقه على القاضي أبي عبد الله الدامغاني روى عن أبي نصر الزينبي وعاصم (بن الحسن) الكرخي سمعت منه ببغداد.
ومحمد بن حاتم بن هزهاز المنبجي، حدث عن أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني، روى عنه أبو الفضل الشيباني.(5/388)
وأحمد بن يوسف بن إسحاق المنبجي، حدث عن عبد الله بن خبيق وسهل بن صالح، روى عنه أبو شاكر عثمان بن محمد بن حجاج الشافعي.
وأبو الفضل صالح بن أحمد بن أبي الاصبغ المنبجي، حدث عن موسى بن سليمان ومحمد بن عوف الحمصيين، روى عنه أبو سليمان (محمد بن الحسين) الحراني ومحمد بن
المظفر الحافظ.
ويعقوب بن إسحاق المنبجي، حدث عن الضحاك بن حجوة.
حدث عنه عثمان بن جعفر.
وابن الزبير الحافظ المنبجي له مصنفات شاهدت منها بمنبج أشياء واسمه..وشيخنا أبو..وأبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري الشاعر منبجي قال ابن ماكولا: رأيت خطته ودوره بها وقبره يقارب باب الجسر.
وأبو العباس عبد الله بن عبد الملك بن الاصبغ بن وهب المنبجي يروي عن عمر بن سنان المنبجي الحافظ.
روى عنه أبو الحسين بن جميع وذكر أنه سمع منه بمنبج.
المنبوزي: بفتح الميم، وسكون النون، وضم (الباء) الموحدة، وفي آخرها الزاي، هذه النسبة إلى المنبوز، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو البقاء المؤمل بن محمد بن الحسين بن علي بن عبد الواحد بن عبد الله بن اسحاق بن المنبوزي الهاشمي، من أهل واسط، نزل بغداد، وكان يؤم الناس في المدرسة النظامية، وكان خيرا صالحا قيما بكتاب الله عزوجل.
سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، وحدث عنه، سمع منه أبو الحسين هبة الله بن الحسن الامين الدمشقي، وكانت ولادته سنة إحدى وخمسين وأربع مئة، وتوفي في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة وخمس مئة بواسط (1).
المنتوف: بفتح الميم، وسكون النون، وضم (التاء ثالث الحروف) وفي آخرها الفاء.
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 259 (قلت فاته المنتفقي: بضم الميم، وسكون النون، وفتح التاء فوقها نقطتان ثم فاء وقاف، هذه النسبة إلى المنتفق بن عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن صعصعة، قبيل مشهور، منهم لقيط بن عامر بن المنتفق له صحبة.
وعمرو بن معاوية بن المنتفق صاحب الصوائف أيام بني أمية).
[ * ](5/389)
هذا لقب أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن يزيد بن حبان الاعسم، (مولى بني هاشم)، ويعرف بالمنتوف، سمع شبابة بن سوار وعلي بن عاصم وروح بن عبادة.
روى عنه القاضي المحاملي (وذكرته في الالف في الاعسم).
المنثوري: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الثاء المثلثة، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى المنثور، وهواسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو الحسن محمد بن الحسن بن محمد بن القاسم بن المنثور الجهني الكوفي المنثوري، من أهل الكوفة، كان من الشيوخ المتقدمين بها ومن رؤسائها (المذكورين) غير أنه كان سيئ المعتقد عسرا في الرواية.
سمع بالكوفة أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي الهرواني القاضي وهو آخر من حدث عنه في الدنيا.
روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ببغداد وأبو البركات عمر بن إبراهيم بن حمزة الحسيني بالكوفة، وكانت ولادته في شهر رمضان سنة أربع وتسعين وثلاث مئة، وتوفي في شعبان سنة ست وسبعين وأربع مئة بالكوفة.
المنجاني: بفتح الميم والجيم، بينهما النون الساكنة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى منجان وهي من قرى أصبهان.
منها أبو إسحاق إبراهيم بن ابجة بن أعصر المنجاني، يروي عن محمد (بن عاصم) الاصبهاني، حدث عنه أبو إسحاق السريجاني.
المنجم: بضم الميم، وفتح النون، وكسر الجيم، وفي آخرها الميم، هذا لمن يعرف علم النجوم ويقول به وفيهم كثرة.
ومن المحدثين أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون بن يحيى بن أبي منصور المنجم، من أهل بغداد، حدث عن أبيه علي بن هارون المنجم روى عنه القاضي أبو القاسم (علي بن المحسن) التنوخي وكان أبو منصور منجم المنصور أمير المؤمنين، وكان مجوسيا.
وأما ابنه
يحيى فكان منجم المأمون ونديمه وأسلم على يده فصار بذلك مولاه، وكان علي بن هارون مشهورا بالفضل والعلم والادب وخدمة الخلفاء، وابنه أبو الفتح كان ثقة.
وهم جماعة إخوة: أبو الفتح أحمد، وأبو القاسم المحسن، وأبو محمد الحسن، وأبو منصور الفضل بنو علي بن هارون بن المنجم.
وأبوهم علي بن هارون بن يحيى بن أبي منصور المنجم من أهل بغداد، كان إخباريا أديبا شاعرا متكلما، روى عن بشر بن موسى الاسدي ومحمد بن العباس اليزيدى ومحمد بن(5/390)
أحمد المقدمي وطبقتهم.
روى عنه ابنه أحمد والحسن بن الحسين النوبختي وأبو عبد الله المرزباني، وكان ألثغ فتكلف حتى أزال ذلك وكانت ولادته في صفر سنة ست وسبعين ومائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة ببغداد.
وعمهم على بن يحيى بن أبي منصور المنجم، كان راوية للاخبار والاشعار، شاعرا محسنا، أخذ عن إسحاق بن إبراهيم الموصلي الادب وصنعته الغناء، ونادم جعفر المتوكل، وكان من خاصة ندمائه، وتقدم عنده وعند من بعده من الخلفاء إلى أيام المعتمد، وتوفي آخر أيام المعتمد ودفن بسر من رأى.
وأبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم من أهل بغداد، حدث عن أبيه والزبير بن بكار وأحمد بن الحارث الخزاز وإسحاق بن إبراهيم الموصلي وأبي هفان العبدي، روى عنه ابنه يوسف وابن أخيه علي بن هارون بن علي ومحمد بن أحمد الحكيمي وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي، وكان أديبا شاعرا ونادم غير واحد من الخلفاء.
ذكر أبو عبيد الله المرزباني أبا أحمد المنجم فقال: أديب شاعر مطبوع، أشعر أهل زمانه وأحسنهم أدبا وأكثرهم افتتانا في علوم العرب والعجم، وجالس الموفق والمعتضد وخص به وبالمكتفي من بعده، وهو من شجرة الادب الناضرة وأنجمه الزاهرة فاضل الآباء والاجداد، ومنجب الاهل والاولاد، وكانت ولادته سنة إحدى وأربعين ومائتين، ومات في شهر ربيع الآخر سنة
ثلاث مئة، وسنه ثمان وخمسون سنة.
المنجنيقي: بفتح الميم، وسكون النون، وفتح الجيم وكسر نون أخرى، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفي آخرها القاف هذه النسبة إلى منجنيق، وهو شئ يعمل لرمي الحجارة إلى القلاع والحصون وعرف بهذه النسبة جماعة.
منهم أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله القاضي الطبري المنجنيقي ويعرف بالعراقي، وأهل جرجان يعرفونه بالمنجنيقي، وكان قد ولي قضاء جرجان قديما، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: وقلما رأيت في الفقهاء أفصح لسانا منه، يناظر على مذهب الشافعي في الفقه وعلى مذهب الاشعري في الكلام، ورد نيسابور غير مرة وآخرها أني صحبته سنة تسع وخمسين من نيسابور إلى بخارى ثم توفي بقرب ذلك ببخارى، سمع بخراسان عمران بن موسى، وبالعراق أبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد وأقرانه، ودخل معنا بخارى وأبو جعفر البستي وزير السلطان فقام عليه يوما بحضرة الناس واستزاده في عطائه فقال الشيخ أبو جعفر قد رضينا وأعجبنا ما رأيناه من فصاحتك غير أنا لا بد منا من أن نستبرئ حالك ثم نقلدك،(5/391)
فقال: أيد الله الشيخ الجليل كيف تخصني باستبراء الحال من بين هؤلاء العمال، ومن يستبرئ حال مثلي، فاجتمعت معه بعد ذلك اليوم، فقال لي: أردت أن أقول بمن استبرأت حال أبي النصر ؟ بمن استبرأت حال شهمرد ؟ المنجوراني: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم والراء المفتوحة، بعد الواو، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى قرية من قرى بلخ على فرسخين منها، وفي البلد في سكة سبذباقان درب يقال لها سكة منجوران، ومن القرية.
علي بن محمد المنجوراني (يروي عن شعبة وأبي جعفر الرازي، روى عنه عبد الصمد بن الفضل البلخي وأهل بلده.
قال أبو حاتم بن حبان: علي بن محمد المنجوراني، من أهل بلخ، وذكر شيخنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي فيما قرأت
على حاشية كتاب الاكمال لابن ماكولا: منجوران قرية على فرسخين من بلخ على طريق غزنة، ذكر عنه أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ وذكر أن علي بن محمد يقال المنجوري).
المنجويي: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الجيم، وفي آخرها الياء (المنقوطة من تحتها باثنتين)، هذه النسبة إلى منجويه، وهو اسم لجد أبي بكر أحمد بن علي بن محمد بن إبراهيم بن أهرويه الحافظ الاصبهاني المعروف بابن منجويه، من أهل أصبهان، سكن نيسابور كان من الحفاظ المتقنين، وكان إماما فاضلا مكثرا من الحديث، سمع أبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي والحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن أحمد الحافظ وأبا محمد عبد الله بن جعفر الاصبهاني وغيرهم.
روى عنه أبو بكر (أحمد بن الحسين) البيهقي وأبو صالح (أحمد بن عبد الملك) المؤذن وأبو إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق بن منده الحافظ وجماعة كثيرة سواهم.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ لنيسابور فقال: أبو بكر أحمد بن علي الاصبهاني نزيل نيسابور من المقبولين في طلب العلم، رحل في طلب الحديث وجمع الصحيح والتراجم والابواب بفهم ودراية طلب الحديث بعد الستين والثلاث مئة، ورحل إلى الشيخ أبي بكر الاسماعيلي وأكثر عن أقرانه بخراسان بعد أن سمعه في بلده وأدرك إسناد وقته.
المنخلي: بضم الميم وفتح النون والخاء المعجمة، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى المنخل وهو بطن من سامة بن لؤي ومن بني منخل عطاء بن يعقور بن عمرو بن منخل المنخلي وسيف بن عبيد الله بن كعب بن منخل المنخلي، وبنو الحشرج بن قدامة بن منخل بخراسان.(5/392)
وفي الاسماء محمد بن منخل النيسابوري، يروي عن ابن أبي فديك ومكي بن إبراهيم وغيرهما، روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري.
المنذري: بضم الميم، وسكون النون، وكسر الذال المعجمة، وفي آخرها الراء،
هذه النسبة إلى المنذر وهو اسم لجد القاضي أبي القاسم (الحسن) بن الحسن بن علي بن المنذر بن عفان بن على بن عيسى بن الوليد بن ديمي بن المز الفارسي المنذري، من أهل بغداد، سمع إسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن عمرو الرزاز وأبا عمرو بن السماك وأبا بكر أحمد بن سلمان النجاد.
وعبد الصمد بن علي الطبسي وجعفر بن محمد المخلدي وطبقتهم ذكره أبو بكر الخطيب (الحافظ) وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا ضابطا صحيح النقل وكثير الكتاب حسن الفهم وكان حسن العلم بالفرائض وقسمة المواريث وخلف القاضي أبا عبد الله الحسين بن هارون الضبي على القضاء ببغداد، ثم خرج إلى ميافارقين فتولى القضاء هناك سنين كثيرة، ثم عاد بأضرة إلى بغداد وأقام يحدث بها إلى حين وفاته، وكانت ولادته مستهل جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة، ووفاته في شعبان سنة إحدى عشرة وأربع مئة (1).
المنشئ: بضم الميم، وسكون النون، وفي آخرها الشين المعجمة، هذه النسبة إلى إنشاء الكتب الديوانية والرسائل.
والمشهور بهذه النسبة الاستاذ أبو إسماعيل الحسين بن علي بن عبد الصمد المنشئ الاصبهاني، صدر العراق، وشهرة الآفاق، (غزير الفضل، لطيف الطبع، أقوم أهل عصره بصنعة النظم والنثر، خدم الملوك وقربوه إلى أن شرف بفضله، وقتل بالري سنة خمس عشرة وخمس مئة.
روى لي عنه من شعره أبو الفتح النطزي بمرو، وأبو طاهر العروضي ببلخ، وأبو بكر بن الشهرزوري بالموصل، وأبو الفضل الدباس بايحلة على الفرات وجماعة سواهم.
ومن مليح شعره ما أنشدني أبو بكر محمد بن القاسم الاربلي إملاء بجامع الموصل أنشدني أبو إسماعيل المنشئ لنفسه في صفة الشمعة):
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 262 (قلت فاته: النسبة إلى المنذر بن الحارث بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بطن من كندة، منهم: أبو العمرطة عمير بن يزيد بن عمرو بن شراحيل بن النعمان بن المنذر بن الحارث الكندي المنذري كان شيعيا وقاتل مع حجر بن عدي بالكوفة.
وفاته: أبو الفضل المنذري اللغوي، يروي عن أبي العباس ثعلب روى عنه أبو منصور الازهري اللغوي.
وفاته نسبة أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر الفقيه صاحب كتاب الاشراف في اختلاف الفقهاء، لقوله الفقهاء المنذري).
[ * ](5/393)
ومساعد لي بالبكاء مساهر * بالليل يؤنسني بطيب لقائه هامي المدامع أو يصاب بعينه * حامي الاصابع (1) أو يموت بدائه يحيى بما يغنى به من جسمه * فحياته مرهونة بغنائه ساويته في لونه ونحوله * وفضلته في بؤسه وشقائه هب أنه مثلي يحرقه قلبه * وسهاده جنح الدجا وبكائه أفوادع طول النهار مرفه * كمعذب بصباحه ومسائه وأبو الفضل محمد بن عاصم بن..المنشئ، كاتب فاضل حسن السيرة، خدم السلطان سنجر بن ملكشاه مدة وكان المنشئ في ديوان الرسائل، وله في النثر والنظم باع طويل، ثم ترك الاشغال الدنياوية وخلا في داره بهراة، وترك مخالطة الناس واشتغل بالعبادة، لقيته بهراة، وكتبت عنه من شعره شيئا يسيرا، وتوفي سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وخمس مئة بهراة.
ومن القدماء أبو الفرج عبيد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن القاسم بن سعيد بن عثمان بن هلال الحضرمي الكاتب المعروف بابن المنشئ، حدث عن إبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضي وإبراهيم (بن خفيف) المرثدي.
روى عنه أبو القاسم الازهري وكان ثقة.
المنصوري: بفتح الميم، وسكون النون، وضم الصاد المهملة، (وفي آخرها الراء)، هذه النسبة إلى المنصورة والمنصور.
أما المنصورة فهي بلدة بنواحي المولتان (2) فيما أظن.
منها أحمد بن محمد بن صالح القاضي المنصوري، سكن العراق وفارس، يكنى بأبي العباس، كان إماما على مذهب داود بن علي الاصبهاني، سمع الاثرم وطبقته، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وله نسب في بني تميم، هكذا قال أبو الفضل المقدسي وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن صالح بن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن عبد ربه بن الهيثم بن الربيع بن عبدة بن مري بن سالم بن عامر بن عبد الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي القاضي المنصوري، من أهل المنصورة
__________
(1) في اللباب 3 / 263: (حامي الاضالع).
(2) في ظ: (ملتان).
قال ياقوت: (المولتان، وأكثر ما يسمع فيه ملتان: بلد من بلاد الهند على سمت غزنة).
[ * ](5/394)
سكن العراق، وكان من أظرف من رأيت من العلماء، ورد في جملة الرسل الذين خرجوا إلى بخارى بنيسابور سنة ستين وثلاث مئة، وكنت أنا ببخارى فكتبت عنه وعن جماعة منهم ببخارى، وقد كتب أخواننا منهم بنيسابور، سمع بفارس أبا العباس الاثرم، وبالبصرة أبا روق الهراتي، فانصرف من خراسان إلى القضاء بارجان سنة ستين.
وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن مرة المنصوري المقرئ، كان أسود، سمع الحسن بن مكرم وأقرانه، روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وجماعة من الهاشمية انتسبوا إلى أبي جعفر المنصور أمير المؤمنين ببغداد منهم أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن أبي جعفر المنصور الهاشمي المنصوري يعرف بابن برية، كان إمام جامع مدينة المنصور، وكان ثقة يروي عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي وإسماعيل بن إسحاق القاضي وسوادة بن علي الاحمسي وأبي بكر بن أبي الدنيا ومحمد بن علي بن زيد الصائغ وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق وأحمد بن علي بن البادا وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز وجماعة ولد أبو جعفر بن برية المنصوري في سنة ستين ومائتين وتوفي في صفر سنة خمسين وثلاث مئة ودفن
من يومه.
وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله بن محمد الهاشمي المنصوري، من أولاده، سمع أبا بكر بن الباغندني وغيره، روى عنه أبو الحسن محمد بن علي بن صخر الازدي.
وأبو الحسن محمد بن عبد القادر بن الحسن بن المنصور من أولاده أيضا، شيخ باب البصرة ومقدمهم وكان حسن الوجه مليح الشيبة دائم الذكر، فلج في آخر عمره، وبقي في منزله بباب البصرة، سمع أبا القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبا القاسم يوسف بن محمد بن أحمد بن المهرواني وغيرهما، وسمعت منه، وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وخمس مئة بعد شيخنا أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري بخمسة أيام.
ومنهم أبو العباس محمد بن محمد بن الحسن بن العباس بن محمد بن علي بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصوري الهاشمي المنصوري، من أهل بغداد، ورد خراسان، وحدث بما وراء النهر وكان يحفظ ويعلم، كتب الكثير بالعراق والجزيرة والشام وحدث عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني وأبي القاسم (عبد الله بن محمد) البغوي وأبي جعفر محمد بن جرير الطبري وأبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني ومحمد بن عيسى الحلبي وجماعة سواهم.
روى عنه أبو سعد (عبد الرحمن بن محمد) الادريسي الحافظ(5/395)
وقال: أبو العباس المنصوري، قدم علينا سمرقند سنة نيف وخمسين وثلاث مئة فحدثنا بها وأخرج من سمرقند إلى بلاد الترك، ومات بها فيما أظن قبل الستين والثلاث مئة، وكان قد جمع له داود بن أبي هند وشيئا من الابواب، يقع في أحاديثه من متابعة الافرادات الضعفاء والمجهولين ما لا يطيب بها القلب.
وقال غنجار: توفي أبو العباس بفرغانة في سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.
وأبو الفصل محمد بن عبد العزيز بن العباس بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن المهدي بن المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن
عبد المطلب الهاشمي المنصوري، من أهل بغداد، كان خطيب جامع الحربية (1)، وكان من أهل الخير والفضل والعلم.
سمع الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي وأبا الحسين بن سمعون (الواعظ) وأبا القاسم الصيدلاني وأبا بكر بن أبي موسى الهاشمي وإدريس بن علي المؤدب ومن بعدهم، روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وذكره فقال: كتبت عنه وكان صدوقا خيرا فاضلا وكان أحد الشهود المعدلين ولد للنصف من شهر رمضان سنة ثمانين وثلاث مئة ومات في المحرم سنة أربع وأربعين وأربع مئة ودفن في داره بباب الشام.
وجماعة من غلاة الشيعة يقال لهم المنصورية، وهم أصحاب أبي منصور العجلي الذي زعم أنه الكسف الساقط من السماء، يقال لكل واحد منهم المنصوري.
المنفري: بضم الميم، والنون المفتوحة، والفاء المكسورة المشددة، في آخرها الراء، هذه النسبة إلى منفر وهو بطن من تميم وهو منفر بن إط بن عمرو بن كعب بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم منها: عبد الرحمن بن عبيد بن طارق بن جعونه بن منفر بن إط المنفري، كان على شرطة الحجاج بالبصرة وبالكوفة.
المنقري: هذه النسبة بكسر الميم، وجزم النون، وفتح القاف، والراء، هذه النسبة إلى بني منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن سعد بن عدنان، كان منها جماعة منهم:
__________
(1) الحربيه: محلة كبيرة ببغداد عند باب حرب، قرب مقبرة بشر الحافي وأحمد بن حنبل ولها جامع تقام فيه الخطبة والجمعة (معجم البلدان).
[ * ](5/396)
أبو معمر شبيب بن شيبة بن عبد الله بن عمرو بن الاهتم بن سمى بن سنان بن خالد بن منقر البصري المنقري الخطيب من أتباع البصرة، حدث عن الحسن ومعاوية بن قرة وعطاء بن
أبي رباح وهشام بن عروة، روى عنه عيسى بن يونس ومسلم بن إبراهيم وأبو سلمة موسى بن إسماعيل، وكان له لسن وفصاحة، (قدم بغداد في أيام المنصور فاتصل به بالمهدي من بعده، وكان كريما عليهما أثيرا عندهما، وغاب عن البصرة عشرين سنة، ثم قدمها، فأتى مجلسه فلم ير أحدا من جلسائه فقال: (مجزوء الكامل): يا مجلس القوم الذي * ن بهم تفرقت المنازل اصبحت بعد عمارة * قفرا تخرقك الشمائل فلئن رأيتك موحشا * ربما اراك وأنت آهل ضعفه النسائي وأبو زرعة الرازي.
والمنتسب إليها ولاء أبو زكريا يحيى بن يحيى التميمي مولى بني منقر من بني سعد من ساكني نيسابور، وهو من مرو وكان من سادات أهل زمانه علما ودينا ونسكا وإتقانا، يروي عن سليمان بن بلال ومالك بن أنس، روى عنه (محمد بن إسماعيل) البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري والناس.
مات في آخر صفر سنة ست وعشرين ومائتين وأوصى بثياب بدنه لاحمد بن حنبل، فكان أحمد يحضر الجمعات في تلك الثياب.
وأبو سفيان الحارث بن شريح المنقري التميمي البزاز، عداده في أهل البصرة يروي عن أبيه والحسن وأيوب.
روى عنه أهل البصرة، يخطئ كثيرا حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد، وقد قيل إنه الحارث بن أبي العالية الذي روى عنه القواريري.
وأبو الهذيل العلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي بن السوية المنقري، من أهل البصرة، يروي عن أبيه وعبيد الله بن عكراش، روى عنه البصريون.
كان ممن يتفرد باشياء مناكير عن أقوام مشاهير.
قال أبو حاتم بن حبان: لا يعجبني الاحتجاج بأخباره التي انفرد بها فأما ما وافق منها الثقات فإن اعتبر بها معتبر لم أر بذلك بأسا.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إسحاق بن حناد المنقري، يقال إن أصله من مرو الروذ، سمع مسلم بن إبراهيم الفراهيدي وأبا الوليد الطيالسي وأبا عمر الحوضي
(وموسى بن إسماعيل التبوذكي ومحمد بن أبي غالب) وغيرهم، روى عنه موسى بن هارون وعبد الله بن (محمد) البغوي (وأبو عبد الحكيمي وعلي بن محمد المصري ومحمد بن(5/397)
العباس بن نجيح البزار) وغيرهم.
ومات في طريق مكة بين السيالة والمدينة في ذي الحجة من سنة ست وسبعين ومائتين.
المنقي: بضم الميم، وفتح النون، وكسر القاف، هذه النسبة إلى من ينقي الحنطة وهو: أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي سعيد الطحان المنقي من أهل بغداد، كان شيخا خيرا مكتبا، سمع القاضي الشريف أبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله الهاشمي الخطيب، وروى لنا عنه أبو المعمر الانصاري وأبو بكر المفيد ببغداد وأبو القاسم الحافظ بدمشق وأبو الحسن بن الفاروزي وهو حصل لي عنه الاجازة وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمس مئة ببغداد.
ومن القدماء أبو بكر أحمد بن طلحة بن أحمد بن هارون بن المنقي الواعظ، سمع أبا بكر أحمد بن سلمان النجاد وأبا جعفر بن برية الهاشمي وأبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وعبد الصمد بن علي الطستي، وكان شيخا فقيرا مستورا ثقة قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب: سمعنا منه بانتخاب محمد بن أبي الفوارس الحافظ في جامع المدينة وكان يسكن شارع العباس، ومات في ذي الحجة سنة عشرين وأربع مئة.
المنكدري: بضم الميم، وسكون النون، وفتح الكاف، وكسر الدال والراء المهملتين، هذه النسبة إلى المنكدر، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن المنكدر، من أولاد محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزيز بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي المنكدري الحافظ، كان مولده
بمكة، ورحل إلى الاقاليم وحصل الاسانيد ويقع في حديثه المناكير والعجائب والافرادات، وكان يقول: أناظر في ثلاث مئة ألف حديث.
حدث عن العباس بن محمد الدوري وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي ومحمد بن إسماعيل السلمي وغيرهم، روى عنه جماعة كثيرة فإنه حدث ببلاد خراسان وما وراء النهر والعراق وتوفي بطخارستان سنة عشرين وثلاث مئة.
قال عبد الواحد بن أبي بكر المنكدري: مات والدي بفرجستان فنقلناه إلى مرو الروذ وبها قبره ومات (ليلة الثلاثاء لتسع خلون من جمادى الآخرة) سنة تسع عشرة وثلاث مئة.
وابنه أبو عمر عبد الواحد بن أبي بكر التيمي المنكدري، أقام بنيسابور مع أبيه مدة وسمع جعفر بن أحمد الحافظ وعبد الله بن محمد بن شيرويه وأقرانهما، ثم خرج مع أبيه إلى(5/398)
ما وراء النهر وانصرف إلى نيسابور بعد وفاة أبيه، وذلك في أيام صاحب الجيش أبي نصر منصور بن قرانكين ثم إنه خرج إلى الجوزجانان فاستوزر بها فبقي عند أولئك الملوك لوزارة الاب ثم الابن وآخر ما رأيته ببخارى سنة خمس وخمسين وثلاث مئة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ صاحب التاريخ ثم قال: وكتبنا عنه وانتخبت عليه ثم جاءنا بغتة من جوزجانان سنة تسع وخمسين وثلاث مئة، وكان من عقلاء الرجال.
وقال الحاكم: كنا مع أبي عمر المنكدري ببخارى فبلغني أن علي بن موسى الزراد قال له يوما: يا أبا عمر بلغني أنك قرمطي.
فقال أبو عمر: أنا رجل من تميم قريش وكان والدي من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتعلق بنا هذا القول وكل ذي نعمة محسود فسكت علي بن موسى.
المنواثي: بفتح الميم، وسكون النون أو فتحها، وفتح الواو، وفي آخرها الثاء المثلثة، هذه النسبة إلى منواث، وهي قرية من أعمال عكا.
وأبو عبد الله بن أحمد عطا الروذباري المنواثي، شيخ الصوفية في وقته، نشأ ببغداد، وأقام بها دهرا طويلا، ثم انتقل عنها فنزل صور من بلاد ساحل الشام، ومات بمنواث، (قرية من أعمال عكا)، فحمل إلى صور فدفن بها.
حدث عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني
والقاضي أبي عبد الله المحاملي ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول وغيرهم روى أحاديث وهم فيها وغلط غلطا فاحشا قال أبو عبد الله الصوري الحافظ، حدثونا عن أبي عبد الله الروذباري عن إسماعيل بن محمد الصفار عن الحسن بن عرفة أحاديث لم يروها الصفار عن ابن عرفة.
قال الصوري: ولا أظنه ممن كان يتعمد الكذب لكنه شبه عليه.
روى عنه عبد الله بن أبي الحسن السراج الطوسي وأبو الحسين أحمد بن الحسين بن أحمد الواعظ وعبد الله بن أحمد بن أبي السرى وغيرهم.
وكانت وفاته (في ذي الحجة) سنة تسع وستين وثلاث مئة في قرية منواث من عمل عكا وحمل إلى صور فدفن بها.
المنويي: بفتح الميم، وضم النون المشددة، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى منويه وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
وهو أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن عبد الله بن إدرريس بن الحسن بن منويه الاستراباذي المنويي الادريسي ذكرته في ترجمة الادريسي في أول الكتاب، وإنما أوردته لان بعض الرواة ربما ينسبه إلى جده حتى يعرف، وكان هو من حفاظ الحديث المتقنين فيه، سكن سمرقند وتوفي بها في سلخ ذي الحجة سنة خمس وأربع مئة.
المنيحي: بفتح الميم، وكسر النون، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي(5/399)
آخرها الحاء المهملة، هذه النسبة إلى المنيحة، وهي قرية من ضياع دمشق وضيعة بها، والمشهور بالانتساب إليها: أبو العباس الوليد بن عبد الملك بن خالد بن يزيد الخشني المنيحي.
حدث عن أبي خليد عتبة بن حماد، روى عنه أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي.
المنيعي: بفتح الميم، وسكون (الياء المنقوطة من تحتها باثنتين)، وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى منيع، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، منهم: أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المعروف بالمنيعي، وقيل له
المنيعي لانه ابن بنت أحمد بن منيع، وكان محدث بغداد في عصره، عمر العمر الطويل حتى ألحق الاحفاد بالاجداد ورحل إليه العلماء من الامصار سمع أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وزهير بن حرب وأبا بكر بن أبي شيبة (وخلف) وجماعة كثيرة من شيوخ البخاري ومسلم.
روى عنه من الائمة سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو محمد عبد الله بن محمد بن حبان الاصبهاني أبو الشيخ وأبو حاتم محمد بن حبان البستي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي (وأبو العباس أحمد بن سعيد المعداني) وطبقتهم.
والرئيس الحاجي أبو علي حسان بن سعيد بن حسان بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن منيع بن خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد المخزومي المنيعي، هذه النسبة إلى جده الاعلى منيع من أهل مرو الروذ، ساد أهل عصره بالفتوة والمروءة والثروة وحسن السيرة وكثرة العبادة وفعل الخير وأعمال البر، بني الجوامع والمساجد والرباطات والمدارس وقام بتربية العلماء وترتيب أمورهم ومن جملتها الجامع الكثير المليح بنيسابور، سمع الحديث بالعراق والحجاز وخراسان سمع بنيسابور أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وباسفرايين أبا الحسن علي بن محمد بن علي بن السقاء، وببلخ أبا علي الحسن بن أحمد بن محمد الخطيب، وبأصبهان أبا بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وبمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر الازدي البصري وغيرهم.
سمع منه جماعة كثيرة، وروى لنا عنه أبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري ولم يحدثنا عنه أحد سواه.
وتوفي في السابع والعشرين يوم الجمعة من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وأربع مئة بمرو الروذ وزرت قبره بها.
وابنه أبو الفتح عبد الرزاق بن حسان المنيعي الامام الرئيس، كان فقيها فاضلا ورئيسا محتشما، نشأ في حجر الرئاسة وتربى في الحشمة والثروة، تفقه على القاضي أبي علي الحسين بن محمد المرورذي، وتخرج به، وعلق عنه المذهب، سمع ببلده أباه وأستاذه وأبا(5/400)
سهل الرحموني، وبسرخس أبا منصور محمد بن عبد الملك المظفري، وبنيسابور أبا بكر
أحمد بن الحسين البيهقي، وببسطام أبا الفضل محمد بن علي بن أحمد السهلكي، وبهمدان أبا طاهر أحمد بن عبد الرحمن الصائغ وببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، وبالكوفة أبا الفرج محمد بن أحبمد بن علان الشاهد، وبمكة أبا علي الحسن بن عبد الرحمن الشافعي وجماعة كثيرة من هذه الطبقة.
سمع منه والدي الكثير، روى لي عنه أبو شحمة السنجي بمرو، وعبد الرحمن التيمي بمرو الروذ، وأبو الفضل بن السراف ببنج ديه، وأبو الفتوح السره مرد بسرخس، وإسماعيل العصائدي بنيسابور، وأبو الفتوح الجنزي ببلخ، وعمر بن علي البجيري بنوقان، وأبو بكر بن الفضل المهرجاني باسفراين، والفضل بن يحيى القاضي بهراة، وجماعة كثيرة سوى من ذكرناهم، وكانت ولادته في سنة اثنتي عشرة وأربع مئة، وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة بمرو الروذ.
وابنه أبو () (1) أحمد بن عبد الرزاق بن حسان المنيعي المعروف بالكمال، كان فقيها فاضلا مبرزا، رحل إليه الفقهاء ودرسوا عليه وبنى المدرسة الكبيرة ببلده مرو الروذ، حدث عن جماعة روى لنا عنه، عبد العزيز بن محمد بن محمد بن سيما الطبسي بجرجان وغيره، وتوفي بمرو الروذ في سنة نيف وعشرة وخمس مئة.
وجماعة من أولادهم انتسبوا بهذه النسبة وفيهم شهرة وكثرة استغنينا عن ذكرهم.
المنيني: بفتح الميم، وكسر النونين، والياء المنقوطة من تحتها باثنتين الساكنة بينهما، هذ النسبة إلى منين، وهي قرية من قرى جبل سنير (2)، وهذا الجبل من أعمال دمشق، منها: أبو بكر محمد بن رزق الله المنيني المقرئ، حدث عن أبي عمر محمد بن موسى بن فضالة، روى عنه أبو الوليد (الحسن بن محمد) الدربندي (الحافظ)، وأثنى عليه وقال: كان من ثقات المسلمين ولم يكن في جميع الشام من يكتني بأبي بكر غيره، وتوفي بعد سنة عشر وأربع مئة.
المنيني: بضم الميم، والياء الساكنة المنقوطة من تحتها بنقطتين بين النونين، هذه
النسبة إلى منينة، وهو اسم لبعض جدات المنتسب إليه، وهو:
__________
(1) بياض في عدة نسخ.
(2) انظر معجم البلدان ففيه أنه جبل بين حمص وبعلبك على الطريق يمتد مغربا إلى بعلبك ومشرقا إلى القريتين وسلمية وعلى رأسه قلعة سنير.
[ * ](5/401)
أبو الفضل عبد الرحمن بن علي بن محمد بن يحيى بن عبد الرحمن بن الفضل بن قطاف بن حبيب بن جريج بن قيس بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم المنيني التميمي، وهو ابن أبي الحسن بن أبي عبد الرحمن بن منينة الولد الثالث وكان من وجوه نيسابور وأعيان المشايخ ثروة وشهامة ومروءة.
سمع أبا بكر عبد الله بن محمد بن مسلم الاسفرايني وأبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة الامام وغيرهما.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: كنت قد تكنيت بأبي أحمد وأبي الفضل للوحشة القائمة بينهما فمرة كنت أتوسط ومرة آيس من صلحهما رحمة الله عليهما، وتوفي في شعبان من سنة ستين وثلاث مئة.
المنيي: بضم الميم، وسكون النون، وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى منية، وهي قرية بالاندلس قال ابن ماكولا: يقال لهذا الموضع منية عجب، والمشهور بهذه النسبة: خلف بن سعيد المنيي: محدث، توفي بالاندلس سنة خمس وثلاث مئة، قاله ابن يونس (1).
__________
(1) بعده في اللباب (قلت فاته: المواقيتي: بفتح الميم، والواو، وبعد الالف قاف مكسورة ثم ياء تحتها نقطتان، ثم تاء فوقها نقطتان، يقال هذا لمن يعرف المواقيت، واشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن محمد بن الخطيب البصري المواقيتي، له في المواقيت تصنيف وسمع الحديث الكثير، روى عنه غيث بن علي الارمنازي، وتوفي في المحرم سنة ثلاث وستين وأربعمائة وله ثمان وثمانون سنة).
[ * ](5/402)
باب الميم والواو المواني: بضم الميم، وفتح الواو، بعدهما الالف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى موان، وهي قرية من قرى نسف، منها: الفقيه الزاهد أبو محمد عثمان بن محمد بن أبي العمي النسفي المواني، يروي عن القاضي أبي الفوارس النسفي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وقال: توفي في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة.
المؤدب: بضم الميم، وفتح الواو، وكسر الدال (المهملة) المشددة، في آخرها الباء المنقوطة بواحدة، هذا اسم لمن يعلم الصبيان والناس الادب واللغة، والمشهور به: صالح بن كيسان المؤدب، مولى بني غفار، من أهل المدينة، وكان مؤدبا لعمر بن عبد العزيز، يروي عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة والزهري ونافع وكان من فقهاء أهل المدينة والجماعين للحديث والفقه من ذوي الهيئة والمروءة، روى عنه عمرو بن دينار ومالك وأهل المدينة وقد قيل إنه سمع ابن عمر (رضي الله عنهما) وما أراه بمحفوظ.
وأبو زكير يحيى بن محمد بن قيس المؤدب من أهل البصرة، وكان مؤدب بني جعفر، يروي عن زيد بن أسلم، روى عنه أهل البصرة وكان ممن يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل من غير تعمد، فلما كثر ذلك منه صار غير محتج به إلا عند الوفاق وإن اعتبر بما لم يخالف الاثبات من حديثه فلا ضير.
وأبو إسماعيل إبراهيم بن سليمان بن رزين المؤدب، مؤدب آل عبيد الله، روى عن عطية العوفي وعبد الملك بن عمير وعاصم والاعمش ومجالد وعبد الله بن مسلم بن هرمز وعمر مولى غفرة، روى عنه هارون بن معروف وسعيد بن الجرمي وعباد بن موسى وعثمان بن أبي شيبة.
قال يحيى بن معين: أبو إسماعيل المؤدب ليس به بأس.
المودوي: بضم الميم، والدال المهملة المفتوحة هذه النسبة إلى مودي قرية من قرى نسف، خرج منها جماعة، وظني أني دخلتها مجتازا.
منها:
محمد بن عصام بن زيد بن حسان بن الحارث بن قاتل الجوع بن سلمة بن معد يكرب بن أوس النسف الانصاري المودوي، من قرية مودي، يروي كتاب المبتدأ عن أبي(5/403)
حذيفة إسحاق بن بشر، روى عنه ابنه جعفر بن محمد المودوي وغيره.
وأبو علي محمد بن هاشم بن منصور بن يونس المودوي.
سمع أباه وحماد بن شاكر بن سوره وأبا الحارث أسد بن حمدويه النسفيين وغيرهم.
روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، وتوفي في رجب سنة خمس وسبعين وثلاث مئة.
المؤذن: بضم الميم، وفتح الواو، بعدها الذال المعجمة المشددة، وفي آخرها النون، هذه النسبة لجماعة كانوا يؤذنون في المساجد منهم بلال الحبشي، مؤذن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجماعة كثيرة (بعده استغنينا عن ذكرهم لشهرتهم) منهم: أبويحيى زربي بن عبد الله المؤذن، مؤذن مسجد هشام بن حسان مولى هند بنت المهلب، روى عن أنس بن مالك (رضي الله عنه).
روى عنه عبد الصمد بن عبد الوارث ومسلم بن إبراهيم بن موسى بن إسماعيل وبشر بن الوضاح وغيرهم.
وأبو عبد الملك صفوان بن صالح بن صفوان (الثقفي) الدمشقي المؤذن مؤذن مسجد دمشق، يروي عن الوليد بن مسلم وسفيان بن عينة وعمر بن عبد الواحد ومروان بن معاوية وسويد بن عبد العزيز ومحمد بن شعيب وضمرة بن ربيعة ووكيع بن الجراح وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان (والحسن بن سفيان) وغيرهم.
وطفيل المؤذن، مؤذن مسجد شريك بالكوفة، روى عن مبشر عن أبي جعفر، روى عنه عون بن سلام.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول.
وعمران بن بكار المؤذن البزاز البراد، حمصي، (مؤذن مسجد حمص)، روى عن أبي
المغيرة وبشر بن شعيب بن أبي حمزة وعصام بن خالد والربيع بن روح وعلي بن عياش ومحمد بن المبارك الصوري وهو صدوق، هكذا ذكر ابن أبي حاتم.
وعامر بن عمر المؤذن الارسوفي، مؤذن مدينة أرسوف (1) من ساحل فلسطين، روى عن ثابت البناني، روى عنه عبد الله بن يوسف التنيس (2).
__________
(1) أرسوف: مدينة على ساحل بحر الشام بين قيسارية ويافا (معجم البلدان).
(2) بعده في اللباب 3 / 268 (قلت فاته: المورياني: بضم الميم وسكون الواو وكسر الراء وبعد الالف نون هذه النسبة إلى موريان قرية من قرى خوزستان، ينسب إليها أبو أيوب المورياني وزير المنصور، قبض عليه المنصور سنة ثلاث وخمسين ومئة ومات سنة أربع وخمسين ومائة.
[ * ](5/404)
المورياني: بضم الميم، وبعدها الواو، والراء المكسورة، وبعدها الياء مع الالف، وفي آخرها النون، قرية من قرى الاهواز، منها: أبو أيوب المورياني، كان من هواجن المنصور وكان إذا دعاه المنصور يصفر ويرعد، فإذا خرج من عنده يراجع لونه وفيه حكاية يطول ذكرها، قال الخواري: رأيت هذا في بعض مطالعاتي.
قال الخواري: وقرأت من شعره: من الطويل: ألا ليتني لم ألق ما قد لقيته * وكنت بأدنى عيشة الناس راضيا رأيت علو المرء يدعو انحطاطه * ويضحي الوسيط الحال من ذاك ناجيا الموسائي: بضم الميم، وفتح السين المهملة، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين هذه النسبة إلى موسى وهو اسم لجد أبي أحمد محمد بن أحمد بن موسى بن حماد الموسائي، من أهل نيسابور، كان ورعا زاهدا (ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ فقال: أبو أحمد الموسائي جارنا وكان من أعيان أهل البيوتات وكثير الصلاة والزهد والصدقة ورفيق أبي الحسين بن أبي القاسم في طلب الحديث).
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأقرانهما، روى عنه الحاكم، وقال: توفي في رجب من
سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
والسيد أبو جعفر محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه العلوي الموسائي نسبه إلى موسى الكاظم، سنذكر الموسوي النسبة إليه، غير أني هكذا رأيت في تاريخ الحاكم أبي عبد الله الحافظ ثم قال: كان أحد الاشراف في عصره في حفظ الانساب والاخبار وأيام الناس، وكان من المجتهدين في العبادة على ما كان يرجع إليه من المودة الظاهرة ومحبة العلم وأهله.
وقال: سمعت أبا جعفر الموسائي غير مرة يذكر أنه يدين الله بفقه مالك بن أنس، سمع بالعراق أبا القاسم البغوي وأبا محمد بن صاعد وطبقتهما، وبالري أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، وكان كثير الرواية عن أهل بيته الطاهرين، وكان يقول: إنا أهل بيت لا تقية عندنا في ثلاث أشياء: كثرة الصلاة، وزيارة قبور الموتى، وترك المسح على الخفين.
الموسوي: بضم الميم، والسين المهملة المفتوحة بين الواوين، هذه النسبة لجماعة من السادة العلوية ينتسبون إلى موسى الكاظم، وهو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفيهم كثرة.(5/405)
وفرقة من غلاة الشيعة من الطائفة الامامية يقال لهم الموسوية لانهم على انتظار موسى بن جعفر الصادق، (وهم يشكون في وفاته، ومشهده ببغداد مشهور يزار، يقال له مشهد باب التبن (1) ويقال له مقابر قريش أيضا، زرته غير مرة مع ابن ابنه محمد بن الرضا علي بن موسى).
الموسياباذي: بضم الميم، وكسر السين المهملة، وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الباء المنقوطة بواحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى موسياباذ، وهي إحدى قرى همذان، والمشهور بالانتساب إليها:
أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن (2) الموسياباذي، من أهل همذان، حدث عن () (3) روى عنه جماعة، وتوفي في حدود سنة (ثمانين) وأربع مئة.
وابنه أبو علي الحسن بن أحمد الموسياباذي المعروف بالكمال، كان شيخ الصوفية بهمذان، وله رباط يخدم فيه الفقراء الصالحين، سمع أبا القاسم الفضل بن أبي حرب الزجاجي وأبا الفتح عبدوس بن محمد بن عبدوس الهمذاني وأباه وغيرهم، كتبت عنه أحاديث يسيرة بهمذان، وكانت ولادته في المحرم سنة اثنتين وستين وأربع مئة بهمذان وتوفي () (4).
الموشيلي: بضم الميم، وسكون الواو، وكسر الشين المعجمة، وسكون (الياء المنقوطة باثنتين من تحتها)، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى موشيلا وهو كتاب للنصارى (5) واسم من أسماء الله بلسانهم، والمنتسب إليها: أبو الغنائم غانم بن الحسين الموشيلي الارموي: فقيه فاضل ورع مفت مناظر، ورد بغداد وأقام بها متفقها على أبي إسحاق الشيرازي، وسمع أبا محمد عبد الله بن محمد بن
__________
(1) باب التبن: قال ياقوت: محلة كبيرة ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وهي الآن زمن ياقوت خراب، وبها قبر الامام أحمد بن حنبل، وبلصق هذا الموضع مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم ويعرف قبره بمشهد التبن (معجم البلدان باب التبن مقابر قريش).
(2) في اللباب 3 / 269.
(الحسين).
(3) بياض في الاصول.
(4) بياض في الاصول.
وفي التحبير 1 / 176 (ووفاته بهمذان يوم الثلاثاء النصف من رجب سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة ودفن في رباطه م وانظر معجم البلدان (موسياباذ).
(5) قال ابن الاثير في اللباب 3 / 269 (قلت قوله إن موشيلا كتاب للنصارى فليس هو كذلك، إنما هو من أسماء رجال النصارى معناه بالعربية موسى ولعل بعض أجداده كان اسمه كذلك فنسب إليه).
[ * ](5/406)
هزار مرد الصريفيني، وحدث بأرمية (1) عنه، روى لنا عنه أبو بكر الطيب بن أحمد بن محمد الفضائري الابيوردي وأبو الروح الفرج بن أبي بكر بن الفرج الارموي بمرو، وقال الفرج: مات أستاذنا غانم بن الحسين الموشيلي في حدود سنة عشرين وخمس مئة وقال لي كان جده نصرانيا.
الموصلي: بفتح الميم، وسكون الواو، وكسر الصاد المهملة، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى الموصل، وهي من بلاد الجزيرة، وإنما قيل لبلادها الجزيرة لانها بين الدجلة والفرات، خرج منها جماعة من العلماء والائمة من كل جنس وفي كل فن بنى كتاب طبقات العلماء من أهل الموصل أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس الازدي الموصلي وإنما قيل لها بالموصل لانها وصلت بين الفرات والدجلة، ومدينة الموصل تسمى الحديثة، وبينها وبين القديمة فراسخ، دخلتها وأقمت بها قريبا من عشرة أيام وكتبت بها عن جماعة من المواصلة، وأما من انتسب إليها، وهو ليس من أهلها، فهو: أبو إسحاق إبراهيم بن ماهان بن بهمن الموصلي، وهو من أرجان ينتسب إلى ولاء الحنظليين، وأصله من الفرس.
وإنما سمي الموصلي لانه صحب بالكوفة فتيانا في طلب الغناء واشتدت عليه أحواله في ذلك فخرج (من الكوفة) إلى الموصل ثم عاد إلى الكوفة فقال له إخوانه: مرحبا بالفتى الموصلي فبقي ذلك عليه، وكان أبوه ماهان خرج من أرجان بأم إبراهيم، وهي حامل، فقدم الكوفة، فولد إبراهيم بها (في بني عبد الله بن دارم سنة خمس وعشرين ومائتين، ونظر في الادب وقام الشعر وطلب عربي الغناء وسافر إلى البلاد حتى برع في الغناء واتصل بالخلفاء والملوك، ولم يزل ببغداد حتى توفي).
روى عنه الزبير بن بكار وأبو خالد يزيد بن محمد المهلبي.
وأما ابنه أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الموصلي، كان حلو النادرة مليح المحاضرة ظريفا فاضلا كتب الحديث عن ابن عيينة وهشيم بن بشير وأبي معاوية الضرير، وأخذ الادب عن الاصمعي وأبي عبيدة وبرع في علم الغناء فغلب عليه ونسب إليه، وكان الخلفاء يكرمونه
ويقربونه إلى أنفسهم، وهو الذي جمع الكتاب الكبير وسماه الاغاني.
روى عنه الزبير بن
__________
(1) في م، ظ (بأرمينية) وهو تصحيف.
وأرمية: مدينة بأذربيجان بينها وبين البحيرة نحو ثلاثة أميال أو أربعة وبينها وبين تبريز ثلاثة أيام وبين أربل سبعة أيام.
(2) بعده في اللباب 3 / 270: (قلت: قد ذكر أن الموصل تسمى الحديثة وبينها وبين القديمة فراسخ وليس كذلك، فإن الموصل اليوم هي الموصل القديمة، والحديثة مدينة تحت الموصل من الشرق وقد خرجت).
[ * ](5/407)
بكار قاضي مكة وأبو العيناء وميمون بن هارون (وغيرهم، وقيل إنه ولد في سنة خمسين ومئة) ومات سنة خمس وثلاثين ومائتين.
وأبو بكر ثواب بن يزيد بن ثواب الموصلي، يروي عن إبراهيم بن الهيثم البلدي، روى عنه أبو الخير محمد بن أحمد بن جميع الغساني.
وأبو مسعود معافى بن عمران الموصلي، من زهاد أهل الموصل وعبادها، زرت قبره بها، روى عن الاوزاعي ومسعر بن كدام والمغيرة بن زياد وجعفر بن برقان روى عنه أحمد بن عبد الله بن يونس والحسن بن بشر ومحمد بن جعفر الوركاني وابنه عبد الكبير وإسحاق (بن إبراهيم) الهروي (وموسى بن مروان الرقي وعبد الوهاب بن مليح المكي وطبقتهم، وثقه وكيع، وكان (سفيان) الثوري يسميه (ياقوتة العلماء).
وقال أحمد بن حنبل: المعافى شيخ له قدر وحال، وجعل يعظم أمره وكان رجلا صالحا، وسئل أبو زرعة عنه فقال: كان عبدا صالحا.
الموصلائي: بضم الميم، وفتح الصاد المهملة، وفي آخرها (الياء المنقوطة باثنتين من تحتها)، هذه النسبة إلى موصلايا وهو اسم لبعض النصارى الذي ينتسب إليه هذا الرجل.
وهو الرئيس أبو سعد العلاء بن الحسن بن وهب بن الموصلائي، من أهل (كرخ) بغداد، كان أحد الكتاب المجودين، ومن يضرب به المثل ببغداد في الفصاحة وحسن الكتابة وكان نصرانيا فأسلم في زمان الوزير أبي شجاع (وحسن إسلامه، وولي النيابة عن الوزير
بالكرخ وأضر في آخر عمره ورسائله وأشعاره مدونة بتداولها الناس ببغداد، وتوفي تقديرا في حدود سنة تسعين وأربع مئة.
أنشدني أبو منصور بن الجواليقي ببغداد أنشدني أبو سعد بن الموصلائي الكاتب لنفسه: أحن إلى روض التصابي وأرتاح * وأمتح من حوض التصافي وأمتاح وأشتاق ريما كلما رمت صيده * يصد يدي عنه سيوف وأرماح غزال إذا ما لاح أو فاح نشره * تعذب أرواح وتعذب أرواح الموفقي: بضم الميم، وفتح الواو والفاء، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى الموفق، والموفقيات الكتاب الحسن المليح، جمعها الزبير بن بكار قاضي مكة للموفق بالله أبي أحمد ولي العهد وصاحب الجيوش، وأما النسبة فجماعة نسبوا إلى أجدادهم، منهم:(5/408)
أبو الفرج محمد بن محمد بن الموفقي الكاتب، نزيل مصر، ذكره أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي في معجم شيوخه وقال: أبو الفرج الموفقي شيخ صالح من أهل السنة، دأبه النفقة على الفقراء والمصعدين إلى الصعيد الخارجين إلى الحج والراجعين من الحج وباب داره مفتوح لكل من حضر مسجده للضيافة، ولكن ليس الحديث من شأنه، سمع أبا الحسين عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار الصواف.
الموقاني: بضم الميم، والقاف المفتوحة، بينهما الواو، وفي آخرها الالف والنون، هذه النسبة إلى موقان (1)، وهي مدينة، فيما أظن من دربند بناها موقان بن كاشح بن يافث بن نوح فنسبت إليه، والمشهور بهذه النسبة () (2): الموقري: بضم الميم، وفتح الواو، وتشديد القاف، وفتحها وكسر الراء المهملة، هذه النسبة () (3): أبو بشر الوليد بن محمد الموقري القرشي، مولى يزيد بن عبد الملك من أهل الشام،
يروي عن الزهري وعطاء الخراساني، روى عنه علي بن حجر والوليد بن مسلم وأبو صالح عبد الغفار الحراني والحكم بن موسى وسويد بن سعيد وأهل بلده، كان ممن لا يبالي ما دفع إليه قرأه روى عن الزهري أشياء موضوعة لم يحدث بها الزهري قط، كما رواه وكان يرفع المراسيل ويسند الموقوف ولا يجوز الاحتجاج به بحال.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لابي: الموقري يروي عن الزهري العجائب قال: آه ليس ذاك بشئ.
وقال يحيى بن معين: الموقري كذاب.
قال أبو حاتم الرازي: سألت علي بن المديني عن الوليد بن محمد الموقري فقال: يروي عنه أهل الشام، وأرى أن كتبه من نسخ الزهري من الديوان.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عن الوليد الموقري فقال: ضعيف الحديث كان لا يقرأ من كتابه فإذا دفع إليه كتاب قرأه، وسئل أبو زرعة الرازي عنه فقال: لين الحديث.
الموقفي: بفتح الميم، والواو الساكنة، والقاف المكسورة، وفي آخرها الفاء، هذه النسبة إلى الموقف، وهي محلة بفسطاط مصر يسمى الموقف منها: أبو حريز الموقفي، مصري كان يكون بالموقف.
يروي عن محمد بن كعب القرظي،
__________
(1) موقان وجيلان هما أهل طبرستان وهي بأذربيجان يمر القاصد من أردبيل إلى تبريز في الجبال (معجم البلدان).
(2) بياض في ك.
(3) وفي معجم البلدان أن النسبة لموضع بنواحي البلقاء من نواحي دمشق.
[ * ](5/409)
روى عنه عبد الله بن وهب وسعيد بن كثير (بن عفير) وأبو هارون البكاء نزيل قزوين.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هو منكر الحديث مصري لا يسمى.
المولقاباذي: بضم الميم، وسكون الواو واللام، وفتح القاف والباء المنقوطة بواحدة بين الالفين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى مولقاباذ وهي محلة كبيرة على طرف الجنوب من نيسابور (ويقال لها ملقاباج)، خرج منها جماعة كثيرة خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والمحدثين قديما وحديثا وسمعت عن جماعة قريبة من عشرين نفسا من
أهلها، منهم: أبو الوليد حسان بن أحمد بن حسان المولقاباذي كان من بيت العلم والعدالة، حج نوبا عدة، وسمع أباه وعمه.
روى عنه أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي.
وكانت وفاته في حدود سنة سبعين وأربع مئة.
وأبو منصور محمد (بن) عبد الصمد المولقاباذي المعروف بالسديد، كان فقيها مناظرا اختص ببيت الجوينية، سمع أبا الحسن علي بن أحمد المديني وغيره، سمعت منه أحاديث بنيسابور وتوفي سنة تسع وأربعين وخمس مئة.
وأبو القاسم طاهر بن أحمد بن محمد بن طاهر الوراق المولقاباذي.
قال الحاكم أبو عبد الله: محله في أعلى البلد وكان مقدما في معرفة الطلب في زي مشايخ البلد إلا أنه كان يورق إلى أن مات فإنه لم يكن في جماعة الوراقين أحسن خطا منه سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس (محمد بن إسحاق) السراج وأبا العباس الازهري وطبقتهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي سنة سبع وخمسين وثلاث مئة.
الموني: بفتح الميم، وسكون الواو، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مونة، وهي قرية من قرى همذان، منها: أبو مسلم عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن عمر الصوفي الموني: سمع الكثير وذهبت أصوله ولم يبق منها إلا القليل حدث عن أبيه وأبي الفضل محمد بن عمر القومساني وأبي بكر أحمد بن عمر البزاز الصدوقي وغيرهم بالاجازة، كتبت عنه شيئا يسيرا بهمذان، وكانت ولادته في سنة أربع وستين وأربع مئة بمونه، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمس مئة.
الموهبي: بفتح الميم، وسكون الواو، وكسر الهاء، وفي آخرها (الباء) الموحدة، هذه النسبة إلى بني موهب، وهو بطن من المعافر، منهم:(5/410)
أبو بكر عمارة بن الحكم بن عباد المعافري الاسكندراني الموهبي، من أهل
الاسكندرية، حديثه معروف، وكان فاضلا صالحا، توفي في سنة سبع وخمسين ومائتين، وقيل توفي في شوال سنة ست وخمسين.
وعياض بن عمرو بن مرثد الكندي الموهبي، من بني موهب بن الحارث، قدم على عبد العزيز بن مروان فسأله أن يفرض له في شرف العطاء ولولده ويجعل عرافة على قومه بمصر وفعل ذلك عبد العزيز فقام بمصر وقيل هو ناقلة من حمص يروي عن وائلة بن الاسقع حديثا واحدا.
ذكره هانئ بن المنذر.(5/411)
باب الميم والهاء المهاجري: بفتح الميم، وفتح الهاء، وبعدهما الجيم، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مهاجر، وهواسم لبعض أجداد أبي محمد الحسين بن الحسن بن مهاجر السلمي المهاجري من أهل نيسابور، كان من كبار المحدثين، سمع بخراسان إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر ومحمد بن رافع وغيرهم، وبالحجاز أبا مصعب الزهري ويعقوب بن حميد بن كاسب وعبد الجبار بن العلاء وبمصر هارون بن سعيد الايلي ومحمد بن رمح وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وبالشام دحيم بن اليتيم وهشام بن عمار وغيرهم.
روى عنه إبراهيم بن أبي طالب ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ثم أبو حامد بن الشرقي.
وتوفي سنة ثمان وسبعين ومائتين، وذكر المهاجري قال: سألني محمد بن إسماعيل البخاري عن حديث أبي بن كعب في تلقين الامام فحملت إليه الاصل فكتبه.
المهذبي: بضم الميم، وفتح الهاء، والذال المعجمة المشددة، وفي آخرها الباء الموحدة، هذه النسبة إلى المهذب، وهو لقب معتق هذا الرجل وهو: أبو الحسن مخلص بن عبد الله الهندي المهذبي عتيق مهذب الدولة أبي جعفر عبد الله بن محمد بن علي الدامغاني، من أهل بغداد سمع بها أبا الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي وأبا القاسم (علي بن أحمد بن بيان) الرزاز وأبا الفضل محمد بن علي بن أبي
طالب الحنبلي، وبنيسابور أبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي وغيرهم.
كتبت عنه شيئا يسيرا ببغداد.
المهراني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، وفي آخرها النون، (بعد الالف)، هذه النسبة إلى مهران، وهو اسم لجد المنتسب إليه.
وهو أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران الزاهد المقرئ المهراني، من أهل نيسابور، صاحب كتاب الغاية في القراءات، وغيرها من التصانيف، وكان إماما زاهدا ورعا عارفا بالقراءات وعللها، رحل إلى العراق والشام في طلب أسانيد القراءات سمع بنيسابور أبا بكر (محمد بن إسحاق) بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق الثقفي وأبا العباس الماسرجسي وغيرهم.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ في جماعة آخرهم أبو سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ وذكره الحاكم في التاريخ فقال: أبو بكر بن مهران المقرئ إمام عصره في القراءات(5/412)
وأعبد من رأينا من القراء، وكان مجاب الدعوة، قرأنا عليه ببخارى كتابه المصنف في القراءات وهو كتاب الشامل سنة خمس وخمسين وثلاث مئة، ثم حمل إلى أبي جعفر المعيد بنيسابور سنة سبع وستين أصوله فانتقيت عليه أجزاء سمعوها منه.
ثم قال مرض أبو بكر بن مهران في العشر الاواخر من شهر رمضان ثم اشتد به المرض في شوال فدخلت عليه وهو بما به وكان يدعو لي ويشير بأصبعه، وتوفي يوم الاربعاء السابع والعشرين من شوال سنة إحدى وثمانين وثلاث مئة، وهو يوم مات ابن ست وثمانين سنة، وصلينا عليه في ميدان الطاهرية.
وتوفي في ذلك اليوم أبو الحسن العامري صاحب الفلسفة، ورأى بعض الثقات في المنام أبا بكر بن مهران في الليلة التي دفن فيها قال: فقلت: أيها الاستاذ ما فعل الله بك ؟ فقال: إن الله عزوجل أقام أبا الحسن العامري بحذائي وقال لي: هذا فداؤك من النار.
وأبو العباس محمد بن العباس بن حمدون بن يزداد بن مهران الكرابيسي ويعرف بالمهراني، من أهل نيسابور، قدم بغداد في سنة خمسين وثلاث مئة.
روى عن جعفر بن
أحمد بن نصر الخلدي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز.
وأبو بكر محمد بن حمدان بن مهران المهراني النيسابوري، من أهل نيسابور، سمع أبا عمار المروزي ومحمد بن رافع وإسحاق بن منصور.
روى عنه أبو عبد الله بن دينار وأبو جعفر الرازي ومشايخ أهل الرأي، وكان أبو أحمد الحافظ يقول: كان محمد بن حمدان بن مهران يروي المناكير عن محمد بن القاسم الطايكاني، ولم يكن فيها ذنب فإنه كان شيخا صدوقا من أهل الرأي، توفي في شعبان سنة عشر وثلاث مئة.
المهرباناني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، والباء الموحدة، والنون بين الالفين، وفي آخرها نون أخرى، هذه النسبة إلى مهربانان، وهي قرية من قرى أصبهان، منها: أبو محمد عبد الرحيم بن العباس بن مما المهرباناني، (من موالي المنصور)، روى عن عبد الجبار بن العلاء المكي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني وأبي الدرداء عبد العزيز بن منيب المروزي، روى عنه أبو عمرو بن حكيم المديني.
وأبو بكر محمد بن الفرخان بن أبان المهرباناني، من أهل أصبهان، يروي عن أبي مسعود (أحمد بن الفرات) الرانزي وأحمد بن يونس الضبي.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
المهربند قشائي: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الراء، والباء الموحدة، وسكون(5/413)
النون، وفتح الدال المهملة، وسكون القاف، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، هذه النسبة إلى مهربنذ قشائي (1)، وهي قرية على ثلاثة فراسخ من مرو في الرمل، خرب أكثرها.
منها: أبو عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربند قشائي كان إماما فاضلا ورعا متقنا عابدا مفتيا مكثرا من السماع، أدرك أبا بكر القفال وعليه تفقه، وكان يسكن أسفل الماجان،
سمع أستاذه أبا بكر عبد الله بن أحمد القفال وأبا أحمد مسلم بن الحسن الكاتب الحافظ وأبا جعفر محمد بن محمود الساسنجردي وأبا أحمد عبد الرحمن بن أبي بكر الشير نخشيري وأبا منصور أحمد بن الفضل البرونجردي وغيرهم ورحل إلى هراة وسمع بها أبا الفضل بن أبي سعد الهروي الزاهد وأبا أحمد محمد بن عبد الله بن محمود المعلم وسمع في الطريق ببغشور (2) أبا حامد أحمد بن محمد بن الجليل البغوي.
سمع منه جماعة من الائمة.
وروى لنا عنه أبو الفضل محمد بن أبي نصر المسعودي وأبو طاهر (محمد بن أبي النجم) البزاز وأبو حفص (عمر بن محمد بن علي) البرمويي وأبو بشر مصعب بن عبد الرزاق المصعبي (وأبو بكر عبد الواحد بن أبي علي الفارمذي) وأبو نصر محمد بن محمد بن يوسف القاشاني وغيرهم.
مات في سنة أربع وسبعين، وقيل سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة.
المهرجاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء، وفتح الجيم، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى شيئين (أحدهما) بلدة أسفرايين ويقال لها المهرجان، وحكي أن قباذ بن فيروز لقب أسفرايين بهذا اللقب لحسنه وخضرته وصحة هوائه لان أطيب الاوقات المهرجان في الفصول، وقيل إن كسرى أنو شروان أسفراييني ولد بها، وهو أن قباذ هرب من أخيه بلاش بن فيروز لما غلبه على المملكة وأخذ نحو خاقان ملك الترك للاستمداد منه، فنزل في طريقه المهرجان على رجل من أجلة الاساورة، فتاقت نفسه إلى النساء، فتزوج بابنة ذلك الاسوار فزوجه، ودخل بها، وحملت ثم مضى وسار إلى خاقان، واستمده فدافعه أربع سنين ثم وجه معه جيشا.
فلما انصرف مر بالمهرجان، وطلب المرأة فوجدها قد ولدت غلاما فانطلق بها وبالغلام وهو ابن ثلاث سنين فلما قدم المداين الفى أخاه قد هلك فملك الارض ومات بعد ثلاث وأربعين سنة، ثم ملك بعده أنو شروان، وهو ابن المرأة المهر جانية.
كان
__________
(1) في نسخ: (من بندقشاه)، ولو كانت كذلك لكانت النسبة إليها (مهربند قشاهي) وقد جاءت النسبة في ك (مهربند قشاني) وانظر معجم البلدان.
(2) بغشور: بليدة بين هراة ومروالروذ (معجم البلدان).
[ * ](5/414)
منها جماعة من العلماء تفوت الاحصاء ولو لم يكن غير رجاء بن السندي وبنيه وأعقابهم فإن فيهم كثرة، وروى أحمد بن حنبل عن رجاء بن السندي.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن مهدي بن أبي المهد السعداني المهرجاني النيسابوري.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: هو منقصبة المهرجان، شيخ كثير الرحلة والحديث وأبوه يلقب بعبدك، سمع بخراسان محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن رجاء (بن) السندي وبالري محمد بن مقاتل، وبالعراق محمد بن شبة وأبا سعيد الاشج، وبالحجاز عبد الله بن شبيب، روى عنه أبو علي الحافظ وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان وغيرهما.
وأبو هاشم إسماعيل بن عبد الله بن مهرجان المهرجاني البغدادي، من أهل بغداد نسب إلى جده حدث عن محمد بن حماد المقرئ روى عنه أبو كريمة عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز الصيداوي المؤذن.
وأبو بكر محمد بن محمد بن رجاء بن السندي المهرجاني الاسفراييني من أعقاب السابق ذكره، وكان أعلم أهل بيته بالحديث وعلله وأحفظهم له، وكان تقيا دينا مقدما في عصره سمع جده وإسحاق بن إبراهيم وعمرو بن زرارة وأحمد بن حنبل وأبا الربيع الزهراني وأبا بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير وإبراهيم بن المنذر الحرامي ومحمد بن يحيى بن أبي عمر.
صنف المسند الصحيح على شرط مسلم.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وقد نظرت في أكثره فوجدته قد جهد ألا يخالف شرطه، وهو يشاركه في أكثر شيوخه.
روى عنه أبو حامد بن الشرقي والمؤمل بن الحسن فمن بعدهما وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين.
المهرقاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، والراء والقاف المفتوحتين، وفي آخرها الالف والنون، هذه النسبة إلى مهرقان، وهي قرية من قرى الري، منها: أبو عمر حفص بن عمر المهرقاني الرازي، ويروي عن عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن
سعيد القطان ويحيى بن آدم وأبي داود هو الطيالسي، روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، سئل أبو زرعة الرازي عنه فقال صدوق ثم قال ما علمته إلا صدوقا.
المهرواني: بكسر الميم وسكون الهاء وفتح الراء والواو، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مهروان، وهي ناحية (مشتملة على قرى) بهمذان هكذا سمعت أبا بكر عتيق بن أبي القاسم بن أيوب الهمذاني ببخارى يقول.
وأبو القاسم يوسف بن محمد بن أحمد المهرواني الهمذاني، نزيل بغداد،(5/415)
ينسب إليها، شيخ ثقة صدوق صالح متصوف سمع القدماء ببغداد وعمر حتى حدث سمع أبا عمر (عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي وأبا الحسن أحمد بن محمد بن الصلت) القرشي وأبا عبد الله (الحسين بن الحسن) الغضائري وغيرهم، انتقى عليه وانتخب (الفوائد) الامام أبو بكر (أحمد بن علي بن ثابت) الخطيب الحافظ وأبو الفضل (أحمد بن الحسن بن خيرون الامير) البغداديان وروى لي عنه أبو يعقوب يوسف بن أيوب الهمذاني بمرو وأبو المظفر عبد المنعم بن أبي القاسم القشيري بنيسابور وأبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأبو منصور (عبد الرحمن بن أبي غالب) الطاهري وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي الحافظ ببغداد وغيرهم، مات في ذي الحجة سنة ثمان وستين وأربع مئة ببغداد.
المهريجاني: بكسر الميم، وسكون الهاء، وكسر الراء، وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين، وفتح الجيم، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى موضعين وهما قريتان إحداهما قرية من قرى مرو يقال لها مهريجان منها: مطر بن العباس بن عبد الله بن الجهم بن مرة بن عياض المهريجاني، وهو من التابعين، لقي عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهو غلام، فمسح يده على رأسه ووجهه وقال: اللهم أطل عمره، وقيل إنه عاش مئة وخمسا وثلاثين سنة.
ومات بمرو أيام نصر بن سيارة، وله بها عقب.
وأما أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن محمد المهريجاني، وظني أنها قرية من قرى كازرون فارس وحدث عن أبي سعد عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد.
سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه في معجم شيوخه.
المهريجميني: بكسر الميم، وكسر الراء، وسكون الهاء، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وكسر الجيم، وكسر الميم، وياء أخرى، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى مهريجمين، وهي قرية من قرى جرجان على ست فراسخ منها.
بيت بها ليلتين منصرفي إلى خراسان من جرجان، منها: أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد بن عبدك بن محمد بن سعيد الخفافي (1) المهريجميني: فقيه فاضل صالح، قدم مرو وتفقه بها على والدي الامام رحمه الله، وكتب عنه الحديث، لقيته بقريته وقت الرجوع، وكان مريضا مدنفا، قرأت عليه أحاديث، وتركته حيا في شعبان سنة سبع وثلاثين وخمس مئة.
__________
(1) في اللباب 3 / 275 (عبد الصمد بن سعيد بن عبدل بن محمد بن سعيد الحقاني) وفي التحبير (الخوافي).
[ * ](5/416)
المهري: بفتح الميم، وسكون الهاء، وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى مهرة...(1) وتميم بن قرع المهري منها، من أهل مصر يروي عن عمرو بن العاص، روى عنه حرملة بن عمران.
وأبو الحجاج رشدين بن سعد المهري، من أهل مصر يروي عن عقيل ويونس، روى عنه ابن المبارك وابن وهب، مات سنة ثمان وثمانين ومئة، وكان ممن يجيب في كل ما يسأل ويقرأ كل ما يدفع إليه سواء كان ذلك من حديثه أو من غيره فغلبت المناكير في أخباره على مستقيم حديثه.
وحي بن لقيط بن ناشرة المهري، حدث عنه عمرو بن الحارث مرسلا ودار أبيه لقيط بمهرة معروفة.
وأبو الخير الاسود بن خير المهري من بني مهرة، يروي عن بكر بن عمرو، روى عنه معاوية بن يحيى وأبو عبد الرحمن المقرئ.
وتميم بن قرع المهري مصري أنه كان في الجيش الذي فتح الاسكندرية في المرة الاخيرة وأنه كان غلاما قد أنبت فأعطي سهما بعنوان أبي بصرة الغفاري، يروي عن عمرو بن العاص وعقبة بن عامر وأبي بصرة روى عنه حرملة بن عمران المصري.
المهزمي: بكسر الميم، وسكون الهاء، وفتح الزاي، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى مهزم..واشتهر بهذه النسبة: أبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمي الشاعر، الظن أنه من أهل البصرة، سكن بغداد، وكان له محل كبير في الادب، وحدث عن الاصمعي، روى عنه أحمد بن أبي طاهر والجنيد بن حكيم الدقيق ويموت بن المزرع وغيرهم، ومر أبو هفان في بعض طرق بغداد فرأى جماعة على فرس، فانشأ أبو هفان يقول:
__________
(1) وفي اللباب 3 / 275 هذه النسبة إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة قبيلة كبيرة.
وقال ياقوت: مهرة بالفتح ثم السكون هكذا يرويه عامة الناس، والصحيح مهرة بالتحريك، وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه.
قال العمراني: مهرة بلاد تنسب إليها الابل.
قلت هذا خطأ إنما مهرة قبيلة وانظر: معجم البلدان.
[ * ](5/417)
أيارب قد ركب الارذلون * ورجلي من رحلتي داميه فإن كنت حاملنا مثلهم * وإلا فأرجل بني الزانيه المهفيروزي: بفتح الميم، وسكون الهاء، وكسر الفاء، بعدها الياء الساكنة آخر الحروف، ثم الراء المضمومة والواو بعدهما الزاي (1) هذه النسبة إلى ماه فيروزان، وهي قرية على باب شيراز، منها:
أبو القاسم علي بن الحسين (بن أحمد بن علي بن يوسف) الشيرازي المهفيروزي: سمع بشيراز عبيد الله الخرجوشي (2)، وببغداد أبا الحسن علي بن عمر وأبا الفتح يوسف (بن عمر) القواس (3) وغيرهم.
سمع منه أبو محمد (عبد) العزيز (بن محمد بن محمد) النخشبي الحافظ وقال: هو شيخ لا بأس به صحيح الاصول.
ولد سنة خمس وستين وثلاث مئة، وذكر أنه سمع منه بماه فيروزان قرية على باب شيراز.
المهلي: بضم الميم، وفتح الهاء، وتشديد اللام، وفي آخرها (الباء المنقوطة بواحدة)، هذه النسبة إلى أبي سعيد المهلب بن أبي صفرة الازدي أمير خراسان وأولاده العشرة نسبة وولاء.
منهم: أبو نصر منصور بن جعفر بن علي بن الحسين بن منصور بن خالد بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي الازدي.
كان مفتي سمرقند وإمامها في عصر المتأخرين من أصحاب الرأي عالما بمذهب أبي حنيفة رحمه الله وأصحابه فاضلا يقتدى به، ولم يكن يقدم عليه أحد في الفتيا.
يروي عن أحمد بن يحيى وفارس بن محمد وأحمد بن حم الصفار البلخيين.
قال أبو سعد الادريسي: لم أرزق الكتابة عنه وحدثني تلميذه وخليفته الفقيه عبد الكريم بن محمد وغيره من أصحابه ومات سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة.
وأبو الحسن أحمد بن هارون بن أحمد بن هارون بن الخليل بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن يزيد بن المهلب المهلبي: حدث عن أبي القاسم البغوي وعبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري.
روى عنه أحمد (بن محمد) بن منصور العتيقي.
__________
(1) في اللباب 3 / 275 (عبد الله).
(2) في نسخ: (الجرجوشي) وهو تصحيف ونسبته إلى خرجوش: والخراسانيون يقولونه بالكاف وهي سكة بنيسابور (معجم البلدان).
(3) انظر اللباب 3 / 62.
وانظر اللباب 3 / 62.
[ * ](5/418)
ومحمد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة الازدي المهلبي البصري العروف بمزيقياء.
كان يتولى الصلاة والامارة بالبصرة وحدث عن أبيه وصالح المري وهشيم بن بشير.
روى عنه ابنه القاسم وإبراهيم بن إسحاق الحربي وأبو العباس الكديمي وأبو قلابة الرقاشي وأبو العيناء وغيرهم.
وكان كريما سخيا.
قال له المأمون يوما: أردت أن أوليك فمنعني إسرافك في المال فقال محمد بن عباد: منع الموجود سوء ظن بالمعبود.
وقال له يوما: لو شئت أبقيت على نفسك فقال: يا أمير المؤمنين من له مولى غني لا يفتقر، فاستحسن المأمون ذلك وقال للناس: من أراد أن يكرمني فليكرم ضيفي محمد بن عباد، فجاءت الاموال إليه من كل ناحية فما برح وعنده منها درهم واحد، وقال إن الكريم لا تحنكه التجارب.
ومات وعليه خمسون ألف دينار ومات بالبصرة سنة ست عشرة ومائتين، ولما بلغ العتبي وفاته قال: نحن متنا بفقده وهي حي بمجده.
ومحمد بن ذكوان المهلبي مولى المهالبة، خال ولد حماد بن زيد، يروي عن مطر والحسن، عداده في أهل البصرة، وروى عنه محمد بن إسحاق بن يسار، يروي عن الثقات المناكير والمعضلات عن المشاهير على قلة روايته حتى سقط الاحتجاج به.
وأبو الهيثم خالد بن خداش بن عجلان المهلبي مولى آل المهلب (بن أبي صفرة الازدي) من أهل البصرة سكن بغداد وحدث بها عن مالك بن أنس والمغيرة بن عبد الرحمن ومهدي بن ميمون وحماد بن زيد وأبي عوانة وصالح المري وغيرهم.
روى عنه أحمد بن حنبل وأحمد بن إبراهيم الدورقي وعباس الدوري وفيه ضعف ووصفه بالصدق، وحكى محمد بن المثني قال: انصرفت مع بشر بن الحارث في يوم أضحى من المصلى، فلقي خالد بن خداش المحدث، فسلم عليه، فقصر بشر في السلام، فقال: بيني وبينك مودة من أكثر من ستين سنة ما تغيرت عليك، فما هذا التغير ؟ قال: فقال بشر: ما ههنا تغير ولا تقصير، ولكن هذا يوم تستحب فيه الهدايا، وما عندي من عرض الدنيا شئ أهدي لك، وقد روي في الحديث ان المسلمين إذا التقيا كان أكثرهما ثوابا اشبههما بصاحبه، فتركتك
لتكون أفضل ثوابا.
ومات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين ومائتين.
وأبو عمران إبراهيم بن هانئ بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة الفقيه الشافعي المهلبي، كان من العلماء والزهاد تخرج جماعة على يده من أهل جرجان من الفقهاء، وكان الشيخ أبو بكر الاسماعيلي من تلامذته وكان منزله في محلة مسجد دينار في سكة تعرف إلى اليوم بسكة أبي عمران بن هانئ ومسجده داخل السكة، روى عن عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وإسماعيل (بن زيد) الجرجاني(5/419)
ويعقوب بن أبي إسحاق القلوسي، وأكثر عن أحمد بن منصور الرمادي، وقبره معروف في المقبرة بقرب قنطرة عبد الله مشهور يزار.
مات سنة إحدى وثلاث مئة.
روى عنه أبو بكر الاسماعيلي وأبو أحمد بن عدي الحافظ وإبراهيم بن موسى وغيرهم وكان حسن اللباس.
خرج يوما إلى الجامع، وقد لبس ثيابا فاخرة، وتعسر فرأته امرأة فقالت له: يقال إنك عالم زاهد، تلبس مثل هذه الثياب لا تستحي من الله فقال أبوعمران: أستحي من الله أن ألبس أحسن من هذه فلا ألبس.
وابن أخيه أبو ذر جندب بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي، من أهل جرجان.
يروى عن أبي يعقوب البحري ومحمد بن الحسين بن ماهيار وأبيه وجده وحمزة بن العباس العقبي وأحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ودعلج بن أحمد السجزي وجماعة، وكان فقيه النفس متدينا، روى عنه حمزة بن يوسف السهمي وتوفي في رجب سنة ست وثمانين وثلاث مئة ودفن بمقبرة سليمان اباذ بجنب جده.
وجده أبو محمد عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن المهلب بن عيينة بن المهلب بن أبي صفرة الازدي المهلبي، من أهل جرجان، من بيت الحديث وأهله، له رحلة إلى العراق والحجاز وسمع أبا صالح محمد بن زنبور بن الازهر
المكي وعيسى بن محمد السلمي وجماعة.
روى عنه أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ وأبو الحسن القصري الجرجاني ومات سلخ المحرم من سنة تسع وثلاث مئة، ودفن بمقبرة سليمان اباذ (1).
ومن القدماء أبو عروة معمر بن راشد البصري المهلبي، مولى الازد، من أهل البصرة، سكن اليمن وهو معمر بن أبي عمر، وكان من ثقات العلماء يروي عن الزهري وقتادة (و) يحيى بن أبي كثير وأبي إسحاق الهمداني والاعمش.
روى عنه الثوري وشعبة (و) ابن أبي عروبة وابن عيينة وابن المبارك وإسماعيل بن علية ومروان الفزاري ورباح الصنعاني وهشام بن يوسف ومحمد بن ثور وعبد الرزاق بن همام.
قال ابن جريج: عليكم بهذا الرجل، يعني معمرا، فإنه لم يبق من أهل زمانه أعلم منه.
وسئل ابن جريج عن شئ من التفسير فأجابني، فقلت له: إن معمرا قال كذا وكذا، قال: إن معمرا شرب من العلم بأنفع، قال معمر: جلست إلى قتادة وأنا ابن أربع عشرة سنة، فما سمعت منه حديثا إلا كأنه منقش في صدري.
وقال
__________
(1) سليمان اباذ: محلة أو قرية من نواحي جرجان (معجم البلدان).
[ * ](5/420)
معمر: خرجت مع الصبيان وأنا غلام إلى جنازة الحسن وطلبت العلم سنة مات الحسن.
قال علي بن المديني: نظرت فإذا الاسناد يدور على ستة، فلاهل البصرة شعبة وسعيد بن أبي عروبة وحماد بن سلمة ومعمر بن راشد ويكنى أبا عروة مولى حدان.
ومات باليمن سنة أربع وخمسين ومئة.
قال أبو حاتم الرازي: انتهى الاسناد إلى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم، لا أعلم اجتمع لاحد غير معمر: من الحجاز الزهري وعمرو بن دينار.
ومن الكوفة أبو إسحاق والاعمش، ومن البصرة قتادة، ومن اليمامة يحيى بن أبي كثير قال أحمد بن حنبل: لا يضم أحد إلى معمر إلا وجدت معمرا أطلب للعلم منه.
المهلي: بضم الميم وكسر الهاء، وفي آخرها اللام المشددة هذه النسبة إلى الجد وهو جد محمد بن عبد الله مهل الصنعاني المهلي من أهل صنعاء، سكن مكة وبها حدث.
يروي
عن عبد الرزاق بن همام.
روى عنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري الفقيه.
المهمتي: بالهاء الساكنة بين الميمين المفتوحتين، وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، هذه النسبة إلى مهمت وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه وهو: أبو نصر محمد بن سعد بن الفرج أحمد بن علي بن مهمت بن علي الشيباني الحلواني المهمتي المعلم من أهل بغداد كان أديبا مستورا سمع أبا الحسين محمد بن علي بن الفريق وأبا الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون الهاشميين وأبا جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلمة وغيرهم، روى لنا (عنه) أبو المعمر المبارك (بن أحمد) الازجي الانصاري، ولد سنة خمس وأربعين وأربع مئة، وتوفي في شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة ببغداد.(5/421)
باب الميم واللام ألف الملاحمي: بفتح الميم واللام ألف، وكسر الحاء المهملة، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الملاحم..والمشهور بهذه النسبة: أبو نصر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى بن جعفر البخاري المعروف بالملاحمي، من أهل بخارى.
حدث ببلده وبغداد عن عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري وعلي بن محمد بن قريش ومحمد بن قريش بن سليمان وحاتم بن عقيل البخاري والهيثم بن كليب الشاشي وغيرهم.
وحدث ببغداد بكتاب رفع اليدين في الصلاة وكتاب القراءة خلف الامام عن محمود بن إسحاق البخاري عن أبي عبد الله البخاري مصنف الكتابين.
سمع منه أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني وروى عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي وعبد الصمد وعبد الكريم ابنا علي بن محمد بن المأمون الهاشمي ومحمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي في جماعة قيل وكان من أعيان أصحاب الحديث وحفاظهم كانت ولادته في سنة اثنتي عشرة وثلاث مئة.
مات في السابع من شعبان سنة 395.
وحفيده أبو الفتح عبد الصمد بن علي بن أبي نصر محمد بن أحمد الملاحمي
البخاري: شيخ صالح، سمع جده أبا نصر الملاحمي وجماعة سمع منه أبو محمد عبد العزيز النخشبي الحافظ، ذكره وقال: شيخ لا بأس به صحيح السماع.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون بن حمد بن سلمة الملاحمي، من أهل بخارى، يروي عن أبي عبد الرحمن بن أبي الليث وعمر بن محمد بن بجير وإسحاق بن أحمد بن خلف وتوفي في صفر سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
الملامسي: بضم الميم واللام ألف، بين الميمين، آخرها مكسورة، وفي آخرها السين المهملة، هذه النسبة إلى ولاء الملامس بن خزيمة الحضرمي.
وأبو الاصبغ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن أبي ميسرة الملامسي مولاهم، من أهل مصر.
كان عالما بأخبارهم وكان أسود قصيرا متراكب الاسنان، وكان في الاخبار شيئا عجيبا، وهو آخر من أخذت عنه المثالب.
روى عنه ابن عفير وابن قديد.
توفي سنة 222 وكان مولده سنة 161.(5/422)
الملائي: بضم الميم، هذه النسبة إلى الملاء والملاءة، وهو المرط الذي تتستر به المرأة إذا خرجت، وظني أن هذه النسبة إلى بيعه والمشهور بها: أبو بكر عبد السلام بن حرب الملائي من أهل الكوفة، يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري والبصريين، روى عنه أبو غسان وأبو نعيم الكوفيان وأهل العراق، مات سنة ست أو سبع وثمانين ومئة.
وأبو عبد الله عمرو بن قيس الملائي، من أهل الكوفة.
يروي عن المنهال بن عمرو وعكرمة.
روى عنه أبو خالد الاحمر والكوفيون قال عبد الرحمن بن مهدي: نظر الثوري إلى حماد بن سلمة فقال: يا أبا سلمة أشبهك بشيخ صالح، قال: ومن (هو) ؟ قال: عمرو بن قيس الملائي، من ثقات أهل الكوفة ومتقنيهم، وعباد أهل بلده وقرائهم وليس هذا بعمرو بن
قيس بن يسير (1) بن عمرو ذلك شيخ آخر كوفي صدوق أكثر روايته عن أبيه.
وأبو نعيم الفضل بن دكين، ودكين لقب واسمه عمرو، ابن حماد بن زهير بن درهم الاحول الملائي، مولى آل طلحة بن عبيد الله القرشي، من أهل الكوفة وأئمتها، وكان شريك عبد السلام بن حرب في دكان واحد يبيعان الملاء، وكان من الرواة عنه وعنده عنه ألوف.
يروي عن الاعمش ومسعر بن كدام وزكريا بن أبي زائدة والثوري ومالك وشعبة وقطر بن خليفة وغيرهم، روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وأحمد بن حنبل وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وإسحاق بن راهويه وعالم.
وكان مولده سنة ثلاثين ومئة.
ومات سنة ثمان أو تسع عشرة ومائتين وكان أصغر من وكيع بسنة وكان فيه دعابة ومزاح ولكن كان ثقة إماما.
وأبو إسرائيل إسماعيل بن أبي إسحاق الملائي العبسي، من أهل الكوفة، وقد قيل إنه مولى سعد بن حذيفة، ولد بعد الجماجم بسنة، وكانت الجماجم سنة ثلاث وثمانين، ومات وقد قارب الثمانين.
يروي عن الحكم وعطية وروى عنه أهل العراق وكان رافضيا يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تركه عبد الرحمن بن مهدي وحمل عليه أبو الوليد الطيالسي حملا شديدا، وهو مع ذلك منكر الحديث.
وأبو عبد الله ويقال أبو حمزة مسلم بن كيسان الاعور الملائي الضبي: يروي عن أنس بن مالك (رضي الله عنه) ومجاهد روى عنه الثوري وشعبة اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به فجعل يأتي بما لا أصل له عن الثقات فاختلط حديثه ولم يتميز.
تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
__________
(1) في نسخ (بعمرو بن قيس بن كثير وذاك).
[ * ](5/423)
باب الميم والياء المياحي: بفتح الميم، والياء المشددة آخر الحروف، وفي آخرها الحاء المهملة بعد
الالف هذه النسبة إلى مياح وهو اسم لجد أبي حامد محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد بن سليمان بن مياح المياحي الحضرمي المعروف بالبعراني، وقد ذكرته في الباء.
سمع خالد بن يوسف السمتي ونصر بن علي وعمرو بن علي وعلي بن نصر وغيرهم منه البصريين، وسمع إسحاق بن أبي إسرائيل وأبا همام الوليد بن شجاع وأبا مسلم عبد الرحمن بن واقد الواقدي وغيرهم.
وقال الدار قطني كتبنا عنه حديثا كثيرا.
وكانت وفاته في أول يوم من المحرم سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة.
وفي الاسماء مياح بن سريع: يروي عن مجاهد وعن عبد الملك بن أبي مخدورة.
روى عنه محمد بن بكر البرساني وأبو معشر يوسف بن يزيد البراء.
الميا فارقي: بفتح الميم، والياء المشددة، آخر الحروف، والفاء بين الالفين، وفي آخرها الراء، والقاف، هذه النسبة إلى ميافارقين، وهي مدينة كبير عند آمد من بلاد الجزيرة ولكثرة حروفها وثقلها خففوا هذه النسبة وأسقطوا من أولها ذكر ميا وقالوا: الفارقي، واشتهر أهلها بهذه النسبة غير أني ذكرت فإن النسبة قد ترد إليها المافرقي والميا فارقي والميا فارقيني ولهذا قال بعض الشعراء: وليلتنا بآحد لم ننمها * كليلتنا بميا فارقينا (1) وقد ذكرت هذه النسبة في الفارقي.
الميانجي: بفتح الميم، والياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح النون، وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى موضعين قال أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما حدثني عنه أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بجامع أصبهان قال المقدسي: الاول منسوب إلى
__________
(1) ليس من هذا البيت في الاصول سوى الكلمة الاخيرة وهو لعمرو بن مالك الزهري وقبله البيت التالي: ألا لله ليل لم تنمه * على ذات الخضاب مجنبينا وانظر معجم البلدان (آق) ومعجم ما استعجم (آمد).
[ * ](5/424)
موضع بالشام ولست أعرف في أي موضع هو منه يقال له الميانج، منهم: أبو بكر يوسف بن القاسم بن يوسف الميانجي.
سمع محمد بن عبد الله السمرقندي بالميانج.
روى عنه أبو الحسن محمد بن عوف الدمشقي.
وأبو مسعود صالح بن أحمد بن القاسم الميانجي.
سمع أبا الحسن الدار قطني وطبقته حدثنا عنه أبو معشر عبد الكرمي بن عبد الصمد المقرئ الطبري بمكة.
وأبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي روى عنه يوسف بن القاسم الميانجي ومات بالميانج.
والثاني منسوب إلى ميانه أذربيجان (منها): القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الميانجي قاضي همذان استشهد بها.
وولده أبو بكر محمد: سمعا الكثير وتفقها، هذا كلام المقدسي.
وأما القاضي أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الميانجي، أحد الفضلاء، المشهورين بالعراق.
تفقه ببغداد على القاضي أبي الطيب الطبري، وكان شريك الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في الدرس وكان يرجع إلى معرفة تامه بالفقه والادب.
سمع ببغداد أبا الحسن علي بن عمر القزويني وأبا محمد الحسن بن محمد الخلال وأبا الحسين (أحمد بن محمد) النوري وغيرهم روى لنا عنه أبو نصر محمد بن محمد بن الحسن الصائغ بأصبهان ولم يحدثنا عنه فيما أظن أحد سواه ورأيت كتابا للشيخ أبي إسحاق الشيرازي إلى القاضي الميانجي فكتب على عنوانه: مشاكره والمفتخر به والداعي له إبراهيم بن علي الفيروز ابادي، ومن شعره المليح ما أنشدني أبو الفتوح محمد بن محمد بن علي الطائي إملاء من حفظه بهمذان أنشدني أبو بكر محمد بن علي بن الحسن الميانجي أنشدنا والدي القاضي أبو الحسن لنفسه يمدح ماوشان همذان وهي موضع بسفح الجبل كثير الشجر والخضرة والماء العذب والظلال.
من الوافي: إذا ذكر الحسان من الجنان * فحيهلا بوادي ماوشان
تجد شعبا يشعب كل هم * وملهى ملهيا عن كل شان ومغنى مغنيا عن كل ظبي * وغانية تدل على الغواني بروض مونق وخرير ماء * ألذ من الثالث والمثاني وتغريد الهزار على ثمار * تراها كالعقيق وكالجمان فيا لك منزلا لولا اشتياقي * أصيحابي بدرب الزعفران(5/425)
فلما أنشدت هذه الابيات بين يدي الشيخ أبي إسحاق استوى جالسا وكان متكئا وقال: المراد بأصيحاب درب الزعفران أنا، ما أحسن عهده ! اشتاق إلينا من الجنة.
ذكر الكياشيرويه بن شهردار الديلمي أن القاضي أبا الحسن الميانجي قتل بهمذان بالعصبية في مسجده في صلاة في الصبح في شوال سنة إحدى وسبعين وأربع مئة.
وابنه أبو بكر محمد بن علي الميانجي، ولي القضاء بهمذان وكان فاضلا ذكيا حسن الظاهر، روى لنا عنه أبو الفتوح محمد بن أبي جعفر الطائب بهمذان.
وأما أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد الميانجي فقيه صالح سديد السيرة من أهل الميانج تصاحبنا في طريق مكة، وسمع بقراءتي على أبي عبد الله كثير بن سعيد بن شماليق البغدادي وغيره وكتبت عنه شيئا يسيرا بمكة وانصرفنا إلى العراق فرجع هو إلى بلاده وكان الرجوع في أوائل سنة ثلاث وثلاثين وخمس مئة.
الميبذي: بفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وضم الباء (المنقوطة بواحدة)، وفي آخرها الذال المعجمة هذه النسبة إلى ميبذ وهي بلدة بنواحي أصبهان من كور اصطخر فارس قريبة من يزد (1)، خرج منها جماعة من أهل العلم، منهم: أبو طاهر المطهر بن علي بن عبيد الله الميبذي، رجل معروف كثير السماع، رحل في طلب الحديث وكتب الكثير بخطه المليح، سمع بمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر الازدي، وببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز وغيرهما، وحدث بشئ يسير،
روى عنه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الحسين الميبذي، كانت له معرفة تامة باللغة والادب.
سافر في طلب الحديث إلى بغداد.
وسمع أبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبا نصر عبد الباقي بن أحمد الزهداري وغيرهم.
روى لنا عنه أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد السلامي.
وتوفي ببغداد في ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة.
ودفن في مقبرة المارستان بالقرب من جامع المدينة.
الميتمي: بفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وبعدها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى ميتم، وهم بطون من قبائل شتى منهم:
__________
(1) ويزد: مدينة متوسطة بين نيسابور وشيراز وأصبهان معدودة في أعمال فارس ثم من كورة اصطخر وهو اسم للناحية بينها وبين شيراز سبعون فرسخا (معجم البلدان).
[ * ](5/426)
ميتم بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل من حمير.
وفي رعين: ميتم بن مثوة بن دي رعين، وهو يريم، بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن عمرو بن الغوث، وقد تكرر بقية النسب في مواضع.
وفي ذي الكلاع: ميتم الكلاعي وهم قبيل بحمص يقال لهم الميتميون وللاول يقال ميتم رعين.
وفي نسب حمير ميتم بن سعد، بطن في ذي الكلاع رهط كعب الاحبار بن ماتع بن هيسوع بن ذي هجران بن سمي (1).
ومنهم عمرو بن الخلي الذي قتل النعمان بن بشير.
وأيفع بن عمر ولي حمص.
والنمر بن نمران (2) بن ميتم، وميتم هو ابن سعد، بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس، وقد تكرر بقية النسب، وهم الذين بحمص.
وسفيان بن نجيح بن مرثد (3) الكلاعي ثم الميتمي، وهم بطن من الكلاع من حمير، كان في الطبقة العليا من جند مصر ولا أعلم له رواية، قاله ابن يونس.
وبكر بن محمد الميتمي الحافظ الحمصي، رحل وطوف.
روى عنه محمد بن علي النقاش.
وبقية بن الوليد بن صائد الميتمي، كنيته أبو محمد الكلاعي الميتمي.
ويحمد، بضم الياء وكسر الميم.
ويدوم بن صبح الكلاعي ثم الميتمي، يروي عن تبيع بن عامر، حدث عنه يزيد بن عمرو المعافري قاله ابن يونس وقال يدوم بالياء و (تدوم) الصواب.
__________
(1) في جمهرة أنساب العرب 434 (كعب بن ماتع بن هلسوع بن ذي هجران بن ميثم) بن ذي هجران بن ميثم (وانظر المقتضب 113).
(2) انظر اللباب 3 / 206.
(3) انظر اللباب 3 / 280.
[ * ](5/427)
وأبو صالح الحيي ويقال الميتمي يروي عن أوس بن بشر المعافري (1).
الميثمي: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، وفتح الثاء المنقوطة بثلاث، وفي آخرها ميم أخرى، هذه النسبة إلى ميثم، وهم جماعة من ولد صالح بن ميثم الكوفي ورهطه وأكثرهم ممن نزل الكوفة.
ومن الكوفيين أحمد بن ميثم يروي المناكير عن أبي نعيم الفضل بن دكين.
وبنو ميثم جماعة من شيوخ الشيعة.
وفي الاسماء ميثم الكناني، يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه روى عنه القاسم بن الوليد الهمداني وابنه عمران بن ميثم.
قال الدار قطني: أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين يروي عن علي بن قادم وعن جده أبي نعيم وغيرهما، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا، قلت: وظني أنه أحمد بن ميثم السابق ذكره الذي روى عن..(2).
وبمرو يقال لمن يعمل المكاعب السود التي يلبسها الانسان مكان اللوالك (الميثمي).
وشيخنا أبو بكر عتيق الله بن أبي العباس بن أبي بكر الميثمي الشيخ الصالح الواعظ ينتسب إلى هذه الحرفة، سمعت منه أحاديث بروايته عن أبي الفضل محمد بن الفضل الارسابندي (3)، وسمع بمكة أبا شاكر أحمد بن محمد بن عبد العزيز العثماني، سمع والدي رحمهما الله وتوفي في المحرم سنة اثنتين وأربعين وخمس مئة بمرو، وكنت إذ ذاك بطوس.
__________
(1) بعدها في اللباب 3 / 280: (قلت هكذا ذكره أبو سعد ميتم بن سعد بن عوف، وفي رعين ميتم بن مثوه، وفي ذي الكلاع ميتم، وهم بحمص.
وفي حمير ميتم بن سعد، فجعلهم أربعة وهما اثنان، فإن ميتم بن سعد بن عوف الذي ذكره أول الترجمة هو ميتم الذي في حمير، وهو ميتم الذي في ذي الكلاع، وهم الذين سكنوا حمص، وقد ساق نسبهم في ميتم حمير، ومن قابل نسبه الذي ذكره في ميتم بن سعد بن عوف أول الترجمة والذي ذكره في ميتم حمير على أنهما واحد وأنهما ميتم ذي الكلاع، فجعل الواحد ثلاثة، ولا أعلم كيف خفي عليه وقد ساق النسب في الموضعين، فلو لم يذكر النسب لقد كان يظن فيه أنه قد رأى ميتم ذي الكلاع وميتم من حمير وميتم بن سعد بن عوف فظنهم ثلاثة، وأما مع الوقوف على أنسابهم والعلم بأنها نسب أحد فلا أعلم كيف اشتبه عليه، وأحسن الاحوال له أن ينسب إلى سوء الترتيب في التصنيف والله أعلم، وقد تبع في هذا الامير أبا نصر بن ماكولا، إنما أبو سعد زاد علمه زيادة عليه فلم يبق كلامه يحتمل التأويل وكلام الامير يحتمل التأويل).
(2) بياض في نسخ.
(3) في نسخ (الارسانيدي) وهو تصحيف: انظر معجم البلدان (أرسابند).
[ * ](5/428)
ورأيت في كتاب المجروحين والضعفاء لابي حاتم بن حبان البستي: عمر بن موسى الميثمي، فلا أدري أنا إلى أي شئ نسب ؟ أما هذه صورته.
قال أبو حاتم: شيخ من أهل حمص، يروي عن مكحول وعمرو بن دينار، وعبيد الله بن عمرو وأبي الزبير.
روى عنه بقية وعثمان بن عبد الرحمن، كان ممن يروي الموضوعات عن الاثبات، لا يحل ذكره في الكتب إلا على جهة التعجب ولا الرواية عنه بحال لان المستمع إلى أخباره التي يرويها عن الثقات لا يشك أنها موضوعة.
الميتي: بفتح الميم، وكسر الياء المشددة آخر الحروف، وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة لابراهيم بن حبيب الرواجني الميتي الكوفي يعرف بابن الميتة.
قال الدار قطني: روى عنه غير واحد من الكوفيين، وروى عنه أيضا موسى بن هارون بن عبد الله.
الميداني: بفتح الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الدال المهملة، وفي آخرها النون، هذ النسبة إلى موضعين: أحدهما إلى ميدان زياد بنيسابور، منهم: أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن معقل الميداني، صاحب محمد بن يحيى الذهلي وراويه، وهو آخر من روى عنه أبو بكر أحمد بن الحسين الحيري وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان وغيرهما وتوفي فجأة ليلة السبت لثلاث بقين من رجب سنة ست وثلاثين وثلاث مئة.
وأبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني الاديب، من أهل نيسابور، كان أديبا فاضلا عارفا بأصول اللغة.
صنف التصانيف المفيدة فيها وسمع الحديث وأجاز لي جميع مسموعاته (بخطه).
وتوفي في شهر رمضان سنة ثماني عشرة وخمس مئة ودفن بأعلى الميدان.
وأما ابنه أبو سعد سعيد بن أحمد بن محمد الميداني.
كان فاضلا ولا كأبيه مرعى ولا
كالسعدان.
سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيره، سمعت منه، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمس مئة (1).
والثاني منسوب إلى الميدان، وهي محلة من محال
__________
(1) في التحبير 1 / 303 أنه توفي بنيسابور يوم الاربعاء الرابع عشر من ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وخمس مئة.
[ * ](5/429)
أصبهان.
وكان شيخنا أبو سعدان أحمد بن محمد بن (أحمد بن) علي البغداي الحافظ يملي في مسجده بالميدان.
وكان منها أبو الفتح المطهر بن أحمد بن جعفر المفيد البيع.
سمع أبا نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ وغيره وتوفي..(1).
وأبو الحسين أحمد بن إبراهيم بن صالح بن داود الميداني من ميدان زياد بنيسابور.
سمع محمد بن يحيى الذهلي وعبد الله بن يزيد المقرئ.
روى عنه الفقيه أبو الوليد القرشي.
وتوفي سنة خمس عشرة وثلاث مئة.
وأبو يحيى زكريا بن محمد بن بكار الميداني المعدل، وكان مسجده في ميدان زياد معروفا.
وكان كما بلغني صاحب حديث فهما إلا أن المنية أدركته في حد الكهولة، فقد كان جمع الشيوخ والابواب، سمع بنيسابور أبا زكريا يحيى بن محمد بن يحيى الشهيد وإسماعيل بن قتيبة، وبالعراق أبا المثني العنبري وموسى بن هارون، روى عنه أبو الحسين بن يعقوب الحافظ وأبو أحمد التميمي.
وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.
وأبو الفضل عباس بن سهل الميداني النيسابوري من ميدان زياد، سمع إسحاق بن سليمان الرازي ومكي بن إبراهيم، وهو رفيق حامد المقرئ، روى عنه عبد الله بن شيرويه ومحمد بن عبد الله بن يوسف الزبيري وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وستين ومائتين.
ودرب ميدان محلة ببخارى، منها جماعة من المحدثين ينسبون إليها، منهم: محمد بن إسماعيل الميداني، وقال غنجار في تاريخ بخارى: أبو بكر محمد بن
إبراهيم بن أحمد الفقيه البصير، من درب ميدان، روى عن أبي بكر بن حريث وعلي بن موسى القيسي وغيرهما.
توفي في غرة ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.
وقال: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن بشير الميداني، من درب ميدان، روى عن القعنبي وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى ومحمد بن سلام وغيرهم، روى عنه أبو عصمة أحمد بن محمد بن أحمد اليشكري وأبو علي الحسين بن الحسين البزاز.
توفي ليلة الاحد لثلاث بقين من ربيع الاول سنة اثنتين..(2).
__________
(1) بياض في النسخ.
(2) بياض في النسخ.
[ * ](5/430)
الميرقي: بفتح (1) الميم، وضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وسكون الراء.
وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى ميرقة، وهي جزيرة قريبة من الاندلس، والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن حميد بن يصل الحميدي الميرقي الاندلسي، حافظ كبير جليل القدر، كثير السماع ذكرناه في حرف الحاء.
توفي ببغداد في سفر سنة إحدى وتسعين وأربع مئة.
المير ماهاني: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وسكون الراء، وفي آخرها النون، هذه النسبة ميرماهان وهي قرية من قرى مرو مشهورة متصلة بالمدينة الداخلة قريبة من قرية دروازه، والمشهور بهذه النسبة: أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد بن متى المديني الخالدي المير ماهاني.
قال ابن ماكولا: سكن مرو، سمع محمد بن رافع ومحمد بن يحيى الذهلي وأحمد بن سعيد الدارمي وعبد الصمد بن الفضل المقرئ، وروى التفسير عن إسحاق بن راهويه، وكان روى عن إسحاق حديثا واحدا وقال: هذا حفظنيه أبي، وكان لا يروي غيره، ثم روى عنه التفسير
روى عنه أبو الفضل محمد بن الحسين الحدادي وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ومات في المحرم سنة ثلاث عشرة وثلاث مئة.
وكان له ست وثمانون سنة.
ومنها أبو محمد الفضل بن عطية بن عمر بن خالد العبسي المير ماهاني المروزي، أدرك التابعين، وكان بينه وبين آل محمد بن شجاع مصاهرة، حدث عن عطاء بن أبي رياح وعبد الملك بن جريج، روى عبد الله بن المبارك عن سفيان الثوري عنه، وحدث عن الفضل بن عطية الثوري وابن عيينة وهشيم وعيسى بن جعفر قاضي الري وغيرهم وقال يحيى بن معين: محمد بن الفضل بن عطية خراساني ضعيف وأبوه ثقة يحدث عن أبيه عن سفيان بن عيينة.
الميساني: بفتح الميم، وسكون الياء آخر الحروف وفتح السين المهملة، بعدها الالف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميسان، وهي بليدة بأسفل لارض البصرة، منها:
__________
(1) في معجم البلدان (ميورقة) بالفتح ثم الضم.
[ * ](5/431)
جناب (1) بن الخشخاش الميساني، من ولد الحصين بن أبي الحر العنبري، يروي عن ابن (2) كلدة، حدث عنه عبد الله بن معاوية الجمحي وأبو الوليد الطيالسي ومحمد بن الحسن البكاري.
قال الدار قطني: ولي قضاء ميسان والمذار ثلاثين سنة.
وابنه خشخاش بن جناب هو ميساني، روى عنه الاصمعي.
الميشجاني: بكسر الميم، وسكون الياء آخر الحروف، والشين المعجمة الساكنة، وفتح الجيم، بعدها الالف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى (ميكشان) فعرب فقيل (مشيجان) على طريق أسفرايين، بت بها ليلة منصرفي من العراق.
منها: أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين النيسابوري الميشجاني، من أهل نيسابور، سمع أبا قدامة السرخسي ومحمد بن رافع وإسحاق بن منصور وعلي بن سلمة اللبقي وهو راوية
محمد بن يحيى الذهلي، روى عنه أبو علي الحافظ ومحمد بن صالح بن هانئ.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: (و) قد نظرت في جملة من أصوله فوجدتها أصول ضابط متقن محصل.
وتوفي سنة تسع وثلاث مئة.
الميشقي: بكسر الميم، وسكون الياء آخر الحروف، وفتح الشين المعجمة، وفي آخرها القاف، هذه النسبة إلى ميشة، وهي قرية من قرى جرجان، منها: أبو يزيد طيفور بن إسحاق بن إبراهيم الميشقي، يروي عن أبي جعفر محمد بن غسان الجرجاني.
روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في التاريخ وقال: الميشق قرية من قرى جرجان وقال: حدثنا أبو يزيد الميشقي على باب دار أبي بكر الاسماعيلي.
الميغني: بكسر الميم، والياء الساكنة آخر الحروف، والغين المعجمة المفتوحة، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميغن، وأظن أنها قرية من قرى سمرقند، منها: القاضي أبو حفص عمر بن أبي الحارث بن عبد الله الميغني الحاكم سمع السيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد الحسيني روى عنه أبو حفص عمر بن عمر بن أحمد النسفي الحافظ.
الميغي: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفي آخرها الغين،
__________
(1) وانظر اللباب 3 / 282.
(2) في نسخة (أبي كلدة) وانظر اللباب 3 / 282.
[ * ](5/432)
هذه النسبة إلى ميغ، وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو محمد عبد الكريم بن محمد بن موسى البخاري الميغي الفقيه، كان أحد الائمة، صاحب زهد وتقشف، وكان مفتي أصحاب الرأي وإمام أصحاب أبي حنيفة رحمه الله، وكان من المتورعين في الدين لم يكن في عصره بسمرقند مثله فقها وفضلا، وكان صحيح الاسمعة روى عنه عبد الله بن محمد بن يعقوب ومحمد بن عمران البخاريين وأبي القاسم الحكيم
السمرقندي، روى عنه أبو سعد الادريسي، ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وسبعين وثلاث مئة.
وعبد المجيد الميغي، يروي عن أبي سهل هارون بن أحمد الاستراباذي، سمع منه أبو كامل البصيري البخاري.
الميكالي: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، وفتح الكاف، وفي آخرها اللام، هذه النسبة إلى ميكال، وهو اسم لجد المنتسب إليه وهذا بيت معروف بخراسان، من أهل نيسابور، مدح بعضهم أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي بالقصيدة التي أولها: أما تري رأسي حاكى لونه * طرة صبح تحت أذيال الدجى ويقول فيها: إن ابن ميكال الامير انتاشني * من بعدما قد كنت كالشئ اللقا وفي هذا البيت شهرة، وفيه جماعة من الفضلاء والعلماء في كل فن.
وذكر الرئيس أبو محمد بن أبي العباس الميكالي نسبهم فقال: ميكال بن عبد الواحد بن جبريل بن القاسم بن بكر بن ديواشتي وهو شور الملك بن شور بن شور بن شور أربعة من الملوك بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام بن جور فمنهم: الامير أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الميكالي، من أهل نيسابور، أوحد عصره في خراسان أدبا وفضلا ونسبا وأصلا وعقلا، وكان حسن الاخلاق مليح الشمائل كثير العبادة دائم التلاوة سخي النفس.
ذكره علي بن الحسن الباخرزي في كتاب دمية القصر وقال: لو قلت لي من أمير الفضل ؟ لقلت الامير أبو الفضل.
سمع الكثير، وعقد له مجلس الاملاء في رجب سنة اثنتين وعشرين وأربع مئة، واستمر ذلك إلى حين وفاته وانتشرت تصانيفه وديوان شعره في(5/433)
الآفاق، سمع..(1)، روى عنه أبو الفضل محمد بن أحمد الطبسي الحافظ وأبو الحسن
علي بن أحمد المؤذن وأبو القاسم عبد الله بن علي الفقيه الاجل وجماعة، وكانت وفاته في اليوم العيد الاضحى من سنة ست وثلاثين وأربع مئة.
وعم أبيه أبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الميكالي، رئيس نيسابور، وكان مذكورا بالادب والكتابة وحفظ دواوين الشعر ودرس الفقه على قاضي الحرمين وغيره، وكان أوحد زمانه في معرفة الشروط، وكان أريد على ديوان الرسائل سنة أربع وستين وثلاث مئة، فامتنع واستعفى، ثم أكره بعد ذلك غير مرة على وزارة السلطان فامتنع وتضرع حتى أعفي، وكان يختم القرآن في ركعتين ويقول..(2)، وكان يفتح بابه بعد فراغه من صلاة الصبح إلى أن يصلي صلاة العتمة، فلا يحجب عنه صاحب حاجة، عقد له مجلس النظر سنة سبع وأربعين وثلاث مئة في حضرة إمامي المذهب أبي الوليد القرشي وأبي الحسن القاضي وحضر جميعا مجلسه، ثم تقلد الرئاسة سنة ست وخمسين وثلاث مئة وهو منفرد بها بلا منازع ولا مانع نيفا وعشرين سنة، فلم ير شاك مستنصف بجميع خراسان.
وكان قد حج سنة سبع وأربعين وثلاث مئة، ثم تأهب للخروج إلى الحج ثانيا في شهر رمضان سنة تسع وسبعين وثلاث مئة، فسئل أن يستصحب شيئا من مسموعاته من أبي حامد الشرقي وأقرانه من المحدثين ففعل.
وحدث بنيسابور والدامغان والري وهمذان وحدث ببغداد بجملة من الحديث، وكذلك بالكوفة ومكة، فحدثني غير واحد من أولاده وأقاربه الذين صحبوه بمكة أنه دخل مكة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة، ونظر في مولوده وقد حكم له المنجمون أنه يموت وهو ابن أربع وسبعين سنة فدعا بمكة في المشاعر الشريفة يقول: اللهم إن كنت قابضني بعد سنتين فاقبضني في حرمك، فاستجاب الله دعاءه، وتوفي بمكة في آخر أيام الموسم في ذي الحجة من سنة تسع وسبعين وثلاث مئة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة.
قال الحاكم: حدثني أبو بكر المحمد ابادي من أصحابنا أنه نام على فراشه في الليلة التي مات فيها وأمر كل من كان في رحله حتى ناموا وأنهم أصبحوا فوجدوه ميتا مستقبل القبلة، فغسلوه وكفنوه، فحمل على السرير وأدخل المسجد الحرام وطافوا به حول الكعبة، ثم
أخرجوه وصلوا عليه عند باب بني شيبة وذكروا أنه صلى عليه أكثر من مئة الف رجل، ودفن
__________
(1) بياض في عدة نسخ.
(2) في عدة نسخ بياض.
[ * ](5/434)
بالبطحاء بين سفيان بن عيينة والفضيل بن عياض، وقد كان أبو محمد قد حدثني غير مرة أنه ولد سنة سبع وثلاث مئة.
وأبو القاسم علي بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال المطوعي الميكالي، من أهل نيسابور، وكان من فرسان خراسان، ومن الراغبين في الخيرات والذابين عن حريم الاسلام، غزا بخراسان غزوات كثيرة ثم خرج إلى طرسوس وغزا الروم على الطريقين، وكان من الراغبين في صحبة الصالحين، وسمع بنيسابور أبا محمد عبد الله بن محمد بن الشرقي وأبا حامد أحمد (بن محمد) بن بلال البزاز وأبا الفضل بن قوهيار وغيرهم طبقة قبل الاصم، ثم كتب ببغداد والبصرة، وأظنه كتب بالشام أيضا ولم يحدث.
وتوفي بغراوة بعد أن سكنها وجاورها غازيا واقتنى بها ضياعا وعقارا بغراوة في جمادى الاولى (من) سنة ست وسبعين وثلاث مئة ودفن بها في البناء الذي ارتاده لترتبه.
وأبو جعفر محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن ميكال الاديب الميكالي، أديب شاعر لغوي وقد تفقه عند قاضي الحرمين أبي الحسين، وسمع أحمد بن كامل القاضي وأحمد بن سلمان الفقيه وعبد الله بن إسحاق الخراساني، وحدث وعقد له مجلس الاملاء سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في صفر سنة ثمان وثمانين وثلاث مئة، ودفن في دار أبي محمد ميكالي.
ووالد أبي محمد السابق ذكره هو أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال الاديب الميكالي شيخ خراسان ووجهها وعينها في عصره سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وأبا العباس أحمد بن محمد
الماسرجسي وبكور الاهواز عبدان بن أحمد بن موسى الجواليقي الحافظ والحسين بن يهمان وعلي بن سعيد العسكريين وأقرانهم.
سمع منه الحفاظ مثل أبي علي النيسابوري وأبي الحسين محمد بن الحجاجي وأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ.
وذكره في التاريخ فقال ولد أبو العباس بنيسابور فلما قلد أمير المؤمنين المقتدر بالله أباه عبد الله بن محمد الاعمال بكور الاهواز حمل إلى حضرة أبيه فاستدعى أبا بكر محمد بن الحسن الدريدي لتأديبه فأجيب إليه إيجابا له وبعث بأبي بكر الدريدي إليه فهو كان مؤدبه، وكان واحد عصره.
وفي أبي عبد الله بن محمد بن ميكال وابنه أبي العباس قال الدريدي قصيدته المشهورة في الدنيا التي مدحهم بها، ثم قال الحاكم: سمعت أبا العباس وسئل عن مقصورة الدريدي فقال: انشدنيها مؤدبي أبو بكر الدريدي ثم قرأتها عليه مرارا فسألناه أن ينشدناها قال: أنشدنا(5/435)
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، قلت: وأنشدناها عاليا الاديب أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال في داره بأصبهان، أنشدنا أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقرئ، قدم علينا قال: أنشدنا أبو مسلم محمد بن علي الكاتب بمصر، أنشدنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي لنفسه من الرجز: أما تري رأسي حاكى لونه * طرة صبح تحت أذيال الدجى واشتعل المبيض في مسوده * مثل اشتعال النار في جزل الغضا إلى أن قال في مدحهم: إن العراق لم أفارق أهله * عن شنا أصدني ولا قلى ولا أطبي عيني مذ باينتهم * شئ يروق الطرف من هذا الورى هم الشناخيب المنيفات الذرى * والناس أذحال سواهم ولقى هم البحور زاخر آذيها * والناس ضحضاح ثغاب وأضا إن كنت أبصرت لهم من بعدهم * مثلا فأغضيت على وخز السفا
حاشا الاميرين اللذين أوفدا * على طلا من نعيم قد ضفا هما اللذان أثبتا لي أملا * قد وقف الشيأس به على شفا تلافيا العيش الذي رنقه * صرف الزمان فاستساغ وصفا وأجريا ماء الحيالى رغدا * فاهتز غصن بعدما كان ذوى هما اللذان سموا بناظري * من بعد إغضائي على لذع القذى هما اللذان عمرا لي جانبا * من الرجا قد كان قدما قد عفا وقلداني منة لو قرنت * بشكر أهل الارض عني ما وفى بالعشر من معشارها وكان كال * بحسوة في آذي بحر قد طما إن ابن ميكال الامير انتاشني * من بعد ما قد كنت كالشئ اللقى ومد ضبعي أبو العباس من * بعد انقباض الذرع والباع الورى نفسي الفداء لاميري ومن * تحت السماء لاميري الفدا لا زال شكري لهما مواصلا * دهري أو يعتاقني صرف القنا وحكى الحاكم أبو عبد الله قال: سمعت أبا منصور الفقيه يقول: كنت باليمن سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة، فبينا أنا ذات يوم أسير في مدينة عدن إذ رأيت مؤدبا يعلم متأدبا له مقصورة الدريدي، وقد بلغ ذكر الميكالية فقال لي يا خراساني أبو العباس هذا لكم عنده عقب(5/436)
بخراسان ؟ فقلت: هو بنفسه حي، فتعجب من ذلك أشد التعجب وقال: أنا أعلم هذه القصيدة منذ كذا سنة.
قال: وسمعت أبا بكر محمد بن إبراهيم الجوري الاديب وهو يحدثنا عن أبي بكر بن دريد فقلت له أين كتبت عنه ولم تدخل العراق قال: كتبت (عنه) بفارس لما قدم على عبد الله بن محمد بن ميكال لتأديب ولده أبي العباس فقلت له: وأبو العباس إذ ذاك (صبي) قال: لا والله، إلا رجل إمام في الادب والفروسية بحيث يشار إليه.
ثم قال:
سمعت أبا عبد الله محمد بن الحسين الوضاحي (يقول سمعت أبا العباس بن ميكال يذكر صلة أبيه الدريدي في إنشائه المقصورة فيهم، قال الوضاحي فقلت: وايش الذي وصل إليه من خاصة الشيخ ؟ فقال: لم تصل يدي إذ ذاك إلا إلى ثلاث مئة دينار وضعتها في طبق كاغد ووضعتها بين يديه.
فأما سماعات أبي العباس بن ميكال فإنه لما وصل إلى فارس خصه عبدان الاهوازي بالمجلد الذي قرأه علينا وسمعت أبا علي الحافظ يقول: استفدت منها أكثر من مئة حديث.
وسمع الموطأ لمالك عن شيخ بحر فارس عن أبي مصعب.
وعند منصرفه إلى نيسابور سمع من ابن خزيمة وحدث بضعة عشر عاما إملاء وقراءة وروى عنه أبو علي الحافظ في مصنفاته وأبو الحسين الحجاجي ومشايخنا وتوفي ليلة الاثنين الخامس عشر من صفر سنة اثنتين وستين وثلاث مئة، وصلى عليه ابنه الرئيس أبو محمد ودفن في مقبرة باب معمر وهو ابن اثنتين وتسعين سنة، ورئي بعد موته في المنام، فقيل له: ما فعل بك ربك ؟ قال: غفر لي.
قيل: بماذا ؟ قال: بأحاديث حدث بها الناس في أواخر عمري (1).
الميمذي: بالياء الساكنة (المنقوطة باثنتين من تحتها) بين الميمين، وفي آخرها الذال المعجمة، هذ النسبة إلى ميمذ..(2) والمشهور بالنسبة إليها: أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الميمذي القاضي سمع بالبصرة أبا محمد عبد الله بن محمد بن قريعة الازدي قال ابن ماكولا: قالوا: إن الميمذي غير ثقة.
__________
(1) بعده في اللباب 3 / 284: (قلت فاته: الميماسي: بكسر الميم، وسكون الياء، وبعدها ميم ثانية، وبعد الالف سين مهملة نسبة إلى ميماس، وهي قرية بالشام، ينسب إليها أبو بكر محمد بن علي الميماسي، حدث وروى عنه الناس، وتوفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة).
(2) بياض في نسخة، والكلام متصل في نسخ أخرى.
وفي معجم البلدان أنها مدينة بأذربيجان أو أران.
[ * ](5/437)
الميموني: بالياء الساكنة بين الميمين أولهما مفتوحة والثانية مضمومة، بعدها الواو،
والنون، هذه النسبة إلى ميمون، وهو اسم لرجل، والمشهور بهذه النسبة: محمد بن زياد اليشكري الطحان يعرف بالميموني، من أهل بغداد، وإنما قيل له الميموني، لانه صاحب ميمون بن مهران والراوي عنه.
روى عنه الربيع بن ثعلب وزياد بن يحيى الحساني وغيرهما.
وكان يحيى بن معين يقول: كان ببغداد قوم يضعون الحديث كذابون (1) منهم محمد بن زياد كان يضع الحديث.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه فقال: كان يحدث عن ميمون بن مهران قال كذاب خبيث أعور يضع الحديث.
وكان أحمد بن حنبل يقول: ما كان أجرأه يقول ثنا ميمون بن مهران قال علي بن المديني: محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران كتبت عنه كتابا فرميت به، وضعفه جدا وقال عمرو بن علي: محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران متروك الحديث كذاب منكر الحديث سمعه يقول: حدثنا ميمون بن مهران عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: زينوا مجالس نسائكم بالمغزل، وقال البخاري: محمد بن زياد صاحب ميمون بن مهران هو متروك الحديث.
قال عمرو بن زرارة: كان محمد بن زياد يتهم بوضع الحديث وكذا قال أبو عيسى والنسائي.
وأبو القاسم سعد بن عبد الله بن الحسين بن علويه الفرضي الشافعي الميموني: قيل له الميموني لانه كان من ولد ميمون بن مهران.
سمع أبا عمرو عثمان بن أحمد بن السماك وأبا بكر أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد وأبا سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان.
سمع منه أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبو نصر أحمد بن عمر الحافظان.
والفرقة الميمونية طائفة من الخوارج، فهم من جملة العجاردة، وخالفوا جمهور الخوارج في بدع زادوها عليهم منها قولهم بالقدر على مذاهب المعتزلة وقالوا بتقديم الاستطاعة على الفعل، وزعموا أن ليس لله مشيئة في معاصي العباد فسموا هؤلاء قدرية الخوارج وأكفرهم بذلك جمهور الخوارج.
وذكر الحسين الكرابيسي في كتابه والذي حكى
فيه مقالات الخوارج أن الميمونية منهم يجيزون نكاح بنات البنين وبنات البنات وبنات أولاد الاخوة وبنات أولاد الاخوات ويقولون: إن الله عزوجل حرم البنات وبنات الاخت وبنات الاخ
__________
(1) (كذابين) ويبدو أنها من لغة المحدثين لانها وردت في تاريخ بغداد في ترجمة 5 / 279.
[ * ](5/438)
ولم يحرم بنات أولاد هؤلاء البنات.
وحكى الكعبي والاشعري عن الميمونية إنكارها أن تكون سورة يوسف من القرآن، وصح في حقهم المثل السائر مع كفره قدري (1).
الميهني: بكسر الميم، وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين، (وفتح الهاء) وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميهنة وهي إحدى قرى خابران ناحية بين سرخس وأبيورد، والمشهور القديم منها: صدقة بن عبد الله الميهني.
قال أبو حاتم بن حبان: هو شيخ من أهل ميهنة قرية من قرى أبيورد روى عن ابن لهيعة، روى عنه أهل بلده.
ومن المتأخرين أبو سعيد الفضل بن أحمد بن محمد يعرف بابن أبي الخير الميهني كان صاحب كرامات وآيات.
يروي عن أبي علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي.
روى عنه جماعة مثل أبي القاسم سلمان بن ناصر الانصاري.
توفي سنة أربعين وأربع مئة بقرية ميهنة ودخلتها غير مرة وكتبت عن جماعة من أهلها.
(يقول الخواري: ذكر الامام صدر الافاضل الخوارزمي: في جلوة الرياحين له: وأما الصاعد الميهني الطبيب فقد كان من ميهن قرية من قرى غزنة).
الميلاقاني: بكسر الميم، والياء الساكنة آخر الحروف، والقاف المفتوحة بين الالف واللام ألف، وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى ميلاقان وهي قرية من قرى مرو عند السنج منها: أبو شيبة أحمد بن محمد الميلاقاني، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
__________
(1) بعدها في اللباب 3 / 285 (قلت: فاته نسبة أبي القاسم عمر بن علي بن أحمد الميموني، سمع أبا الفرج الخيوطي
وغيره، ومات بعد الخمسين والاربعمائة، نسب إلى قرية ميمون بينها وبين واسط نصف فرسخ ذكر ذلك أبو طاهر السلفي عن خميس الحوزي).
[ * ](5/439)
حرف النون باب النون والالف النابتي: بفتح النون وكسر الباء الموحدة بعد الالف وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى نابت، وهو اسم رجل فيما أظن.
والمشهور بهذا الانتساب أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن يعيش الهمذاني، يعرف بابن النابتي.
من أهل همذان، وكان والده ولي القضاء بها.
يروي عن محمود بن غيلان، وحميد بن زنجويه وغيرهما.
روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم الاصبهاني لانه قدم أصبهان وحدث بها.
ونابت هو ابن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام.
ويقال: بل هو نابت بن سلامان بن حمل بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.
ويقال: نبت.
وقال عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي: وكنا ولاة البيت من بعد نابت * نطوف بذاك البيت والخير ظاهر قال عمرو بن علي الفلاس: قلت لحرمي بن عمارة بن أبي حفصة (ما اسم أبي حفصة) قال: ما يكون اسم العينة ؟ قلت: ابن ثابت، قال: صحفت صحفت، هو عمارة بن نابت.
قال الكلبي: في ولد حبيب بن خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة نابت، وهم النابتيون.
وحباب، وهم الحبابيون.
وحريث، وهم الحريثيون.
النابغي: بفتح النون بعدها الالف والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الغين المعجمة هذه النسبة إلى النابغة.
ويقال: بات فلان بليلة نابغة، يعني: بشر ليلة، لان النابغة قال: فبت كأني ساورتني ضئيلة * من الرقش في أنيابها السم ناقع
ومن الشعراء جماعة عرفوا بالنوابغ.
قال الفرزدق وهو الذي افتخر في شعره وذكر النوابغ: وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا * وأبو يزيد وذو القروح وجرول أما النوابغ فهم: نابغة بني ذبيان، ونابغة بني شيبان، ونابغة بني جعدة.
وأما أبو يزيد(5/440)
فهو المخبل السعدي.
وأما ذو القروح فهو امرؤ القيس.
وأما جرول فهو الحطيئة.
والمخبل السعدي قال: فترت، وقال: يا مخبل ما بجسمك من فتور.
النابلسي: بفتح النون وضم الباء المنقوطة بواحدة وضم اللام وكسر السين المهملة، هذه النسبة إلى نابلس، وهي بلدة من بلاد فلسطين.
بت فيها ليلتين في توجهي وصدري عن بيت المقدس.
استولى عليها الفرنج والسلطنة لهم، غير أن بها جماعة كثيرة من المسلمين، وبها الجامع ومسجد آخر للمسلمين، وهي من أمهات بلاد فلسطين وحسانها.
والمنتسب إليها أبو بكر محمد بن أحمد بن سهل النابلسي الشيخ الشهيد بالرملة.
روى عنه أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ، وأبو الحسين علي بن جعفر النابلسي خطيب نابلس، بت عنده ليلة بنابلس، وكتبت عنه بيتين من الشعر.
النابلي: بفتح النون والباء المكسورة الموحدة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى نابل، وهو بطن من طئ، وهو نابل بن أسودان وهو نبهان بن عمرو بن الغوث بن طئ، ومن ولده زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نابل وهو نابلي.
الناتلي: بفتح النون وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى ناتل، وهي بليدة بنواحي آمل طبرستان، كثيرة الخضر والمياه.
خرج منها جماعة من العلماء منهم: أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عمر الحلبي الناتلي، أحد التجار المعروفين، سافر إلى
ديار مصر والشام وخراسان، وسكن بغداد، وسمع بنيسابور أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وأبا الفضل محمد بن عبيد الله الصرام وغيرهما، وتوفي بعد شوال سنة سبع عشرة وخمسمئة.
وناتل: بطن من الصدف، وهو ناتل بن أسد بن جاحل الاكبر بن أسد بن جعشم بن حريم بن الصدف بن حضرموت.
ذكره ابن الكلبي في نسب حضرموت.
منها حيي بن رقي بن جعشم بن ناتل بن أسد الناتلي.
هكذا ذكره أبو الحسن الدار قطني في المختلف.
وناتل من قضاعة، وهو ناتل بن هصيص بن حيي بن وائل بن جشم بن مالك بن كعب بن القين، وهو النعمان بن جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة.
ذكره ابن حبيب عن ابن الكلبي.(5/441)
وفي الاسماء ناتل الشامي وهو أبو قيس الجذامي.
الناجي: بالنون المشددة والجيم بعد الالف، هذه النسبة إلى بني ناجية، وهم عدد كثير من بني سامة بن لؤي.
وقال أبو علي الغساني: ناجية بنت جرم بن رئاب أمهم كانت تحت سامة بن لؤي فنسبوا إليه، وعامتهم بالبصرة منهم: أبو الصديق بكر بن قيس الناجي، من أهل البصرة، يروي عن أبي سعيد الخدري، روى عنه ثابت البناني، مات سنة ثمان ومئة.
وسالم بن هلال الناجي.
يروي عن أبي الصديق الناجي، روى عنه يحيى بن سعيد القطان.
وأبو الحسن ميمون بن نجيح الناجي، يروي عن الحسن بن أبي الحسن.
روى عنه نصر بن علي الجهضمي، وأبو عاصم النبيل، والنضر بن شميل.
وسليمان بن الاسود الناجي.
يروي عن أبي المتوكل الناجي، روى عنه وهب وابن أبي عروبة.
والمنتسب إليها ولاء أبويحيى مالك بن دينار الناجي، مولى لبني ناجية بن سامة بن
لؤي بن غالب القرشي، من أهل البصرة، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وكان من زهاد التابعين والمتقشفة الخشن.
مات سنة ثلاث وعشرين ومئة، وقد قيل: سنة سبع وعشرين ومئة، ويقال: سنة ثلاثين ومئة، ويقال: سنة إحدى وثلاثين.
وأبو سلمة عباد بن منصور الناجي السامي القاضي بالبصرة.
يروي عن أيوب السختياني، حديثه مخرج في صحيح البخاري استشهادا.
وأبو عبيدة بكر بن الاسود الناجي، يروي عن الحسن، روى عنه وكيع، وهلال بن فياض.
ضعفه يحيى بن معين، وقال مرة أخرى: ليس به بأس.
وجميل بن عبد الرحمن بن سوادة الانصاري الناجي ولاء المؤدب، مولى ناجية بنت غزوان أخت عتبة بن غزوان.
عداده في أهل المدينة.
يروي عن سعيد بن المسيب، روى عنه يحيى بن سعيد الانصاري، ومالك وكانت أمه بنت سعد القرظ (1).
__________
(1) سعد القرظ: هو سعد بن عائذ المؤذن، مولى عمار بن ياسر، جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن مسجد قباء وخليفة بلال إذا غاب " أسد الغابة ": 2 - 355 - 356.
[ * ](5/442)
وإبراهيم بن نافع الجلاب البصري الناجي، من بني ناجية.
يروي عن مبارك بن فضالة، وعمر بن موسى الوجيهي، وروح بن مسافر، وابن المبارك وغيرهم.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: لا بأس به، كان حدث بأحاديث عن عمر بن موسى الوجيهي بواطيل، وعمر متروك الحديث (1).
الناخلي: بفتح النون وكسر الخاء المعجمة بعد الالف وفي آخرها اللام.
هذا الاسم لمن ينخل الدقيق.
والمشهور بهذه النسبة: أبو القاسم عمر بن محمد الناخلي الصوفي، من أهل دمشق.
كان بغداديا سكن دمشق فنسب إليها.
حدث بحكايات عن أبي الحسين المالكي وغيره.
روى عنه أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله المزي الدمشقي.
النار ناباذي: بفتح النون والراء ونون أخرى بين الالفين والباء الموحدة بين الالفين أيضا وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى نارناباذ، وهي من قرى مرو من ربع التقادم هكذا ذكره المعداني أبو العباس، ولا أعرف هذه القرية، وسألت جماعة من أهل المعرفة والخبرة فما عرف أيضا.
ولعلها كانت فخربت واندرست.
ومن هذه القرية أبو عثمان سعيد بن حرب العبدي النار ناباذي.
روى عن عبد الله بن الزبير وشهد أيامه، روى عنه أحمد بن خالد الذهلي.
ومن هذه القرية أبو سهل القاسم بن مجاشع بن تميم بن حبيب بن عبيد بن عامر المرامي النار ناباذي، أحد النقباء الاثني عشر.
ولما تحول أبو مسلم إلى الماخوان (2) استعمل القاسم بن مجاشع على القضاء، ثم إن القاسم أتى العراق مع أبي مسلم، ثم استأذن المنصور في الرجوع إلى مرو، فأذن له، فهلك في ولاية عبد الجبار (3).
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى ناج بن يشكر بن عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بطن، منهم أبو عبيدة الناجي، ومنهم بنو ثعلبة بن رهم بن ناج بن يشكر، وهم الدرعاء فخذ كبير منهم.
وفاته أيضا النسبة إلى ناجية بن مالك بن حريم بن جعفي، بطن من جعفي، منهم أبو الجنوب لعنه الله، وهو عبد الرحمن بن زياد بن زهير بن خنساء بن كعب بن الحارث بن سعد بن نا جنة، شهد قتل الحسين عليه السلام وأخذ جملا من جماله يستقي عليه الماء فسماه حسينا ".
(2) الماخوان، قرية كبيرة من قرى مرو.
" معجم البلدان ": 5 - 33.
(3) قال ابن الاثير في " اللباب ": قلت: فاته (الناري) بالنون وبعد الالف راء نسبة إلى النار، واسمه يزيد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بطن من بني الحارث بن كعب، وإنما قيل له النار = [ * ](5/443)
الناسخ: بفتح النون وكسر السين المهملة والخاء المعجمة في آخرها.
هذه اللفظة لمن ينسخ الكتب بالاجرة، ويقال له: الوراق بسائر البلاد، وببغداد يقال له: الناسخ.
واشتهر جماعة بهذه الصنعة منهم أبو طاهر أحمد بن أحمد بن علي بن عمر بن علي بن سلمان
الدقاق الناسخ.
من أهل بغداد، سمع أبا علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز.
روى لنا عنه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد السمرقندي.
وتوفي في ذي القعدة سنة سبعين وأربعمئة.
الناسري: بفتح النون وكسر السين المهملة وفي آخرها الراء (..) (1) والمشهور بهذه النسبة الحسن بن أحمد الناسري الجرجاني.
ذكره حمزة بن يوسف السهمي في " تاريخ جرجان " ولم يزد.
وهو بالنون والسين المهملة.
الناسي: بفتح النون وفي آخرها السين المهملة، هذا لقب القلمس وقيل له: الناس، لانه هو الذي كان ينسئ الشهور.
وقال بعضهم: ناسي الشهور القلمس.
وناس: قرية كبيرة بنواحي أبيورد، كان بها جماعة من العلماء يكتبون لانفسهم الناسي.
الناشري: بفتح النون وكسر الشين المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ناشرة (...) (2).
والمشهور بهذا الانتساب مالك بن أبي زيد.
مالك بن زيد الناشري المصري.
سمع أبا أيوب الانصاري، وعبد الله بن عمرو.
حدث عنه أبو قبيل المعافري.
والعباس بن الفضل الناشري الكوفي، حدث عن أبي داود النخعي، روى عنه محمد بن مروان الغزال.
ومحمد بن عبيس بن هشام الناشري الكوفي، حدث عن إسحاق بن بريد،
__________
لصرامته، منهم معبد بن تميم بن معشر بن تميم بن النار، كان من الشيعة الذين طعنوا على عثمان رضي الله عنه، فقيدوا حتى قتل عثمان.
(1) بياض في ك قدر ثلاث كلمات.
(2) بياض في ك قدر ثلاث كلمات، والكلام متصل في ظ وم، والذي في " اللباب ": هذه النسبة إلى ناشر بن الابيض بن كناني بن مسيلمة بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد، بطن من همدان، عامتهم بمصر.
[ * ](5/444)
والحسن بن علي بن فضال.
روى عنه محمد بن محمود الكندي الكوفي ابن بنت الاشج نزيل أسوان (1).
الناشي: بفتح النون المشددة وفي آخرها الشين المعجمة، وإنما قيل الناشي لانه نشأ في فن من الشعر.
والمشهور بهذه النسبة علي بن عبد الله الناشي.
شاعر مشهور، كان في زمن المقتدر والقاهر والراضي وغيرهم، وهو بغدادي سكن مصر.
وهكذا ذكره أبو نصر بن ماكولا.
وأبو العباس عبد الله بن محمد بن شرشير الناشي (2)، الشاعر المتكلم، من أهل الانبار، أقام ببغداد مدة طويلة، ثم خرج إلى مصر فنزلها، وله كتب ينقض فيها كتب المنطق وأشعار في ذلك، وكان شاعرا، وله قصيدة على روي واحد وقافية واحدة تكون أربعة آلاف بيت ذكرها الناجم وذكر أنه أنشده إياها.
وكان يقول في خلاف كل معنى قالت فيه الشعراء.
قال محمد بن عمران المرزباني: كان أبو العباس الناشئ متهوسا شديد الهوس، وشعره كثير وهو مع كثرته قليل الفائدة، وقد قرأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه، لانه أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعراء والعروضيين وغيرهم، ورام أن يحدث لنفسه أقوالا ينقض بها ما هم عليه، فسقط ببغداد، فلجأ إلى مصر فشخص إليها، وأقام بها بقية عمره.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ومحمد بن خلف بن المرزبان وغيرهما.
ومات في سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
الناصحي: بفتح النون وكسر الصاد والحاء المهملتين.
هذه النسبة إلى الناصح، وهو اسم رجل، منهم: أبو الحسن محمد بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن ناصح بن طلحة بن محمد بن
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": قلت: فاته النسبة إلى ناشرة بن نصر بن سواءة بن الحارث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ينسب إليه خلق كثير، منهم أبو مظفار مالك بن عوف بن معاوية بن كسر بن ناشرة
الذي يقول له النابغة: جيش يقودهم أبو مظفار.
ومنهم ملك العرب سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الازدي الناشري صاحب الحلي السيفية بالعراق، قتله السلطان محمد بن ملكشاه في الحرب سنة خمسمئة.
(2) " إنباه الرواة " القفطي: 2 - 128 - 129 وفيه ثبت بأهم مصادر ترجمته.
وشرشير بكسر الشين الاولى والثانية في الاصل: اسم طائر يصل إلى الديار المصرية في البحر زمن الشتاء، وهو أكبر من الحمام بقليل، كثير الوجود بساحل دمياط، وجعل اسما على المترجم.
[ * ](5/445)
جعفر بن يحيى الناصحي: من أهل نيسابور ومن أهل البيوتات، كان تفقه على الامام أبي محمد الجويني، وسمع أبا عبد الرحمن السلمي، وأبا القاسم السراج، وأبا بكر الحيري وغيرهم حدث وسمع منه.
وكانت ولادته في سنة ثلاث وأربعمئة.
ومات سنة تسع وسبعين وأربعمئة.
وأخوه أبو سعيد بن أبي جعفر محمد بن محمد بن جعفر بن علي بن محمد بن ناصح الناصحي، كان من بيت العلم، وكان عديم النظير في فضله وورعه وديانته، تفقه على أبي محمد الجويني.
وحدث عن أبي طاهر بن محمش الزيادي، وأبي محمد بن بايوية الاصبهاني، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي زكريا المزكي وغيرهم.
ولد سنة أربعمئة، ومات سنة خمس وخمسين وأربعمئة.
وأخوهما أبو سعد محمد بن محمد بن جعفر الناصحي: حدث عن أبي بكر بن فورك، والحاكم أبي عبد الله الحافظ، والسيد أبي الحسن الحسني، والاستاذ أبي طاهر بن محمش الزيادي وغيرهم.
وابنه أبو القاسم إسماعيل بن أبي سعد الناصحي.
حدث عن أبي الحسن علي بن أبي بكر الطرازي وطبقته.
الناضري: بفتح النون والضاد المعجمة المكسورة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بني ناضرة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور، بطن من سليم والمنسوب إليهم: محمد بن أبي مريم الناضري.
قال ابن أبي حاتم: هو مولى لبني سليم ثم لبني ناضرة.
يروي عن سعيد بن المسيب.
روى عنه بكير بن الاشج.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
الناطفي: بفتح النون وكسر الطاء المهملة والفاء.
هذه النسبة إلى بيع الناطف وعمله.
وأبو حفص عمر بن محمد بن أبو بكر الناطفي، من أهل مرو، كان شيخا صائبا صالحا.
سمع السيد أبا القاسم علي بن موسى الموسوي، وأبا عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشاني وغيرهما.
كتبت عنه شيئا يسيرا، وما أظن أن أحدا قرأ عليه الحديث قبلي وبعدي، ومن سمع منه فبقراءتي سمع، وكانت ولادته فيما أظن في حدود سنة خمسين وأربعمئة، ووفاته في المحرم سنة ست وثلاثين وخمسمئة بمرو، وكنت في هذا الوقت بدمشق.(5/446)
الناعطي: بفتح النون بعدها الالف والعين المهملة المكسورة وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى ناعط، وهو بطن من همدان، وهو ربيعة بن مرثد الهمداني.
منها مالك بن حمرة بن أيفع بن كرب الناعطي الهمداني، أسلم هو وعماه عمرو ومالك ابنا أيفع ووفدا على النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم عامر بن شهر الهمداني الناعطي، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقال: إنه من بكيل.
روى عنه الشعبي، هكذا ذكره أبو حاتم الرازي.
ومنهم مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني هو الناعطي، وجماعة سواهم.
قال الدار قطني: ناعط بن مرثد الهمداني كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، فهو جد المجالد.
النافخسي: بفتح النون والفاء والخاء المعجمة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى نافخس، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها، وأبو حامد أحمد بن محمد النافخسي وهو نيسابوري سكن نافخس، حدث عن أبي غياث البلخي، روى عنه أبو أحمد بكر بن محمد الورسنيني وغيره.
النافعي: بفتح النون وكسر الفاء وفي آخرها العين.
هذه النسبة إلى نافعين: أحدهما اسم لجد المنتسب إليه، والثاني إلى قراءة نافع القارئ.
والمشهور هذه النسبة.
الحسين بن مغيث النافعي، يروي عن أمه بنينة بنت بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، والحديث عند بكار بن قتيبة القاضي.
قيل له النافعي لان جده الاعلى اسمه نافع.
وأما جيش بن محمد المقرئ النافعي فنسب إلى قراءة نافع بن أبي نعيم القارئ فقيل له: النافعي.
والنافعية فرقة من الخوارج يقال لهم الازارقة، ينسبون إلى نافع بن الازرق صاحب المسائل، وقد ذكرناهم في الازارقة والازرقي.
النافقاني: بفتح النون والفاء الساكنة والقاف المفتوحة وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى نافقان، وهي قرية من قرى مرو على ستة فراسخ منها بأعلى البلد قريبة من كمسان، والمشهور بالنسبة إليها محمد بن عبيدة بن حماد بن الحزور بن إبراهيم بن سعد بن سعيد الازدي النافقاني، يروي عن الصباح بن موسى، روى عنه أبو رجاء محمد بن حمدويه السنجي قال ابن ماكولا: وهو صاحب مناكير، ذكره ابن أبي معدان.
وأحمد بن محمد بن عبدويه أبو النضر النافقاني، كتب عن مشايخ مصر والشام والعراق.(5/447)
وطلحة بن الشاه بن تميم النافقاني، يروي عن سليمان بن معبد السنجي، هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو نصر عبدوية بن محمد بن عبدوية النافقاني، رحل مع أخيه إلى العراق والشام،
وحملا كتبا كثيرة.
هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
الناقد: بفتح النون وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه اللفظة لجماعة من نقاد الحديث وحفاظه، لقبوا به لنقدهم ومعرفتهم.
وجماعة من الصيارفة حدثوا فنسبوا إلى ذلك العمل، منهم: أبو عثمان عمرو بن محمد بن بكير بن سابور الناقد، يروي عن سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، ومعتمر بن سليمان، ووكيع بن الجراح.
روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، ومسلم بن الحجاج، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي وغيرهم، وتوفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومئتين.
وأبو حفص عمرو بن علي بن بحر بن كنيز الصيرفي الناقد الفلاس، من أهل البصرة، سمع سفيان بن عيينة، وبشر بن المفضل، ويزيد بن زريع، وغندرا، ومعتمر بن سليمان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح وغيرهم.
روى عنه عفان بن مسلم، والبخاري ومسلم، وأبو زرعة، وأبو حاتم الرازيان وغيرهم من الائمة، وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومئتين.
الناقدسي: بفتح النون وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى الناقد وهو الصيرفي الذي ينقد الذهب.
اشتهر بهذه النسبة جماعة بمرو منهم: أبو إبراهيم إسماعيل بن عبد الوهاب بن (...) (1) الناقدي، كان شيخا صالحا، ثقة صدوقا، سمع أبا محمد عبد الله بن أحمد الشير نخشيري الفقيه، وحدث عنه بمجالس من أماليه روى لي عنه عمي الامام بنواحي طوس، وأبو المحاسن عبد الرحيم بن عبد الله بن أحمد الواعظ ببلخ، وأبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب الجويني بنيسابور وجماعة سواهم، وكانت وفاته في سنة نيف وتسعين وأربعمئة.
وأخوه أبو محمد عبد الجبار بن عبد الوهاب الناقدي، شيخ صالح عفيف، سمع أبا محمد عبد الله بن أحمد الشير نخشيري أيضا، وكتب إلى الاجازة بجميع مسموعاته
__________
(1) بياض في الاصول بقدر كلمتين.
[ * ](5/448)
بتحصيل أبي عبد الله الدقاق الحافظ الاصبهاني وروى لي عنه غير واحد.
وكانت وفاته بعد سنة سبع وخمسمئة.
الناقص: بفتح النون بعدها الالف والقاف المسكورة وفي آخرها الصاد المهملة.
هذا اللقب للخليفة أبي خالد يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان القرشي الاموي، ولقب بالناقص لانه نقص الناس من أعطياتهم.
بويع له بدمشق سنة ست وعشرين ومئة، وكانت مدته أربعة أشهر (1) وأياما.
الناقط: بفتح النون بعدها الالف والقاف المكسورة وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى نقط المصاحف ويقال له النقاط.
والمشهور بهذه النسبة محمد بن عمران الناقط البصري، من أهل البصرة، يروي عن عبدة بن عبد الله الصفار، روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني (2).
النامقي: بفتح النون والميم وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى نامة (3)، وكان يقرأ المناشير والكتب الواردة من الحضرة، فعرب وجعل نامقا.
والمشهور بهذه النسبة أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن الليث النامقي الفصال، من أهل نيسابور، شيخ صالح مستور من بعض النواحي، سكن بنيسابور، وسمع أبا طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي وغيرهم.
روى لنا عنه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبو علي الحسين بن علي بن الحسين الكاتب بمرو وغيرهما، وتوفي ليلة الخميس سلخ جمادى الاولى سنة ثمانين وأربعمئة.
النامي: بفتح النون.
هذه النسبة ظني أنها إلى النماء، وهو الزيادة، والله أعلم.
والمشهور بهذه النسبة أبو العباس أحمد بن محمد النامي المصيصي الشاعر.
أخبرنا
__________
(1) في نسخ: وكانت مدته أربعة عشر وأياما، والمثبت في ك.
وقال الذهبي في " سير أعلام النبلاء ": 5 - 374 - 375: كانت دولة يزيد ستة أشهر.
وفي " تاريخ الخلفاء " للسيوطي 404: كانت خلافته ستة أشهر ناقصة.
(2) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته الناقمي منسوب إلى الناقم، وهو عامر بن حدان بن حديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، منهم رقاش بنت الناقم الناقمية، وهي أم ثعلبة وسعد ابني مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد، بها يعرفون ".
(3) في ظ: نامق.
وفي " اللباب ": هذه النسبة إلى نامة، وهو الكتاب بالعجمية، فعرب فقيل له: نامق.
[ * ](5/449)
أبو الحسن الازجي إجازة، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنشدنا أبو الفتح أحمد بن علي بن محمد النحاس بحلب، أنشدنا الحسين بن علي بن عبيد الله بن أبي أسامة، أنشدنا أبو العباس أحمد بن محمد النامي لنفسه يصف الشقائق.
وعذراء كالعذراء عاقصة الشعر * بدت في وقايات لهامتها حمر تنشر عنها معجزا من زبرجد * يد الشمس ذرته عليها يد القطر وأبو العباس النامي الصغير شاعر آخر من أهل غزة، روى عنه أبو علي أحمد بن علي الهائم شيئا من شعره.
الناووسي: بفتح النون والواوين بعد الالف وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة لطائفة من الامامية، وهم من غلاة الشيعة، يقال لهم الناووسية وهم شكوا في موت الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم، فهم على انتظاره وهم ينتظرون أيضا جعفر بن محمد الصادق، والامة كلها تزور قبره بالبقيع من المدينة.
النايتي: بالنون المفتوحة وبعد الالف ياء مكسورة منقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها التاء المنقوطة نقطتين من فوقها.
هذه النسبة ظني أنها إلى ناحية بنواحي البصرة يقال لها نايت.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو الحسن علي بن عبد العزيز المؤدب البصري المعروف
بالنايتي.
روى عن الفاروق بن عبد الكبير الخطابي.
روى عنه أبو طاهر محمد بن أحمد الاشناني، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب في كتاب " المؤتنف ".
النايلي: بفتح النون بعدها الالف ثم الياء المكسورة آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى نايلة، وهو اسم امرأة.
والمنتسب إليها: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث بن ميمون المديني النايلي، من أهل أصبهان، يعرف بابن نايلة، أحد الثقات.
ويقال: إن نايلة أمه.
حدث عن أهل بلده والبصريين مثل محمد بن المغيرة، و عبد الرحمن بن المبارك العيشي، وعبيد بن عبيدة، ومحمد بن المنهال وغيره.
روى عنه أبو علي أحمد بن محمد بن عاصم الاصبهاني، ومحمد بن أحمد بن يعقوب.
ومات سنة إحدى وتسعين ومئتين.
الناينجي: بفتح النون والياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون النون وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى نايين، وهي بليدة بنواحي أصبهان على ثلاثن فرسخا منها إن شاء الله على طرف البرية.
منها: أبو الوفاء محمد بن الفضل بن عبد الواحد بن محمد بن جلة القاضي الناينجي،(5/450)
أصبهاني ولي القضاء بنايين فنسب إليها، كان شيخا عالما كيسا، سمع الكثير بأصبهان وبغداد، وخرج له أبو نصر اليونارتي الفوائد في عشرة أجزاء، وكذلك شيخنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ في جزء ضخم، وقرأت عليه الاجزاء الاحد عشر كلها.
سمع بأصبهان أبا إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القفال، وأبا بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجة الابهري، وببغداد أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ، وأبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وجماعة كثيرة سواهم.
وتوفي بأصبهان في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة وكنت بها.(5/451)
باب النون والباء النباتي: بفتح النون والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى اسم جد رجل وهو نبات، وهو أبو عبد الله محمد بن سعيد بن نبات الاندلسي صاحب بقي بن مخلد الاندلسي يروي عن عبد الله بن نصر الزاهد الاندلسي وغيره.
روى عنه علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الاندلسي.
مات بعد سنة أربعمئة، هكذا ذكره ابن ماكولا في الاكمال ".
النباتي: بضم النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى نباتة، واشتهر بها: أبو عبد الله الحسين بن عبد الرحمن النباتي، شاعر مجود، كان يصحب أبا نصر بن نباتة فنسب نفسه إليه، وكان يعرف بابن مسقط.
وأبو الفرج أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن نباتة الدقاق النباتي، نسب إلى جده الاعلى، من أهل بغداد، حدث عن حامد بن شعيب البلخي، كتب عنه علي بن أحمد بن محمد الوزان في سنة اثنتين وستين وثلاثمئة، وذكر أن سماعه كان صيحيحا بخط أبيه.
وأبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر بن خالد بن عمرو بن رزاح بن رياح بن أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم بن مر بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان النباتي السعدي، من أهل بغداد، أحد الشعراء المحسنين المجودين، كان جزل الكلام، فصيح القول، وله ديوان شعر قرأت جميعه على أبي منصور بن زريق ببغداد بروايته عن أصبهدوست الديلمي عنه، روى عنه أبو القاسم التنوخي وغيره.
ومن مليح شعره قوله: وإذا عجزت عن العدو فداره * وامزح له إن المزاح وفاق فالنار بالماء الذي هو ضدها * تعطي النضاج وطبعها الاحراق كانت ولادة ابن نباتة في سنة سبع وعشرين وثلاثمئة، ومات في شوال سنة خمس
وأربعمئة (1).
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى نباتة جد بني نباتة الخطباء المشهورين، ويكفيهم شرفا أن مثل [ * ](5/452)
النباجي: بكسر النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى النياج، وهي قرية في بادية البصرة على النصف من طريق مكة، مثل فيد لاهل الكوفة، وذكرها البحتري في شعره: إذا جزت صحراء النباج معربا * وجاءتك بطحاء السواجير يا سعد فقل لبني الضحاك: مهلا، فإنني * أنا الافعوان الصل والضيغم الورد والمشهور بالانتساب إليها بريد بن سعيد النباجي، سمع مالك بن دينار.
روى عنه رجاء بن محمد بن رجاء بن البصري.
وأبو عبد الله سعيد بن بريد النباجي، كان أحد عباد الله الصالحين، يحكي عنه حكايات وأحوالا أحمد بن أبي الحواري الدمشقي وغيره.
النبال: بفتح النون والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى بري النبال وبيعها.
والمشهور بها موسى بن أبي سهل النبال، من أهل المدينة، يروي عن زبيد بن الصلت، عن عثمان رضي الله عنه.
روى عنه الجعيد بن عبد الرحمن، وعبد الاعلى بن عبد الله.
وأبو اليمان معلى بن راشد النبال القواس، ومولى سنان بن سلمة، من أهل البصرة، يروي عن جدته أم عاصم، والحسن وميمون بن سياه.
روى عنه نعيم بن حماد، ومسلم بن إبراهيم، ومعلى بن أسد، وحفص بن عمر الجدي، وعبد الله القواريري، وإبراهيم بن موسى، وأحمد بن عبد الله بن صخر الغداني، ونصر بن علي الجهضمي.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: شيخ يعرف بحديث جدته أم عاصم وكانت أم ولد
لسنان بن سلمة عن نبيشة الخير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لحس القصعة استغفرت له القصعة " (1).
__________
أبي يحيى عبد الرحيم بن محمد بن إسماعيل بن نباتة النباتي منهم، صاحب الخطب المشهورة التي لم يعمل أحد مثلها لا قبله ولا بعده.
وهم من ميافارقين، وأعقابهم إلى الآن بها.
(1) أخرجه الترمذي رقم (1805) في الاطعمة، باب ما جاء في اللقمة تسقط، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث المعلى بن راشد.
وقد روى يزيد بن هارون وغير واحد من الائمة عن المعلى بن راشد هذا الحديث.
وانظر " جامع الاصول ": 4027.
[ * ](5/453)
النبري: بكسر النون وفتح الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نبر، وظني أنها من قرى بغداد.
والمنتسب إليها: أبو نصر منصور بن محمد الخباز المعروف بالنبري.
قال أبو بكر الخطيب: كان يذكر أنه أمي لا يحسن الكتابة، وكان ينظم شعرا صالحا في المدح والغزل وغير ذلك.
النبطي: بفتح النون والباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها طاء مهملة.
هذه النسبة إلى النبط، وهم قوم من العجم.
والمنتسب إليهم: مقاتل بن حنان النقطي، مولى بكر بن وائل بن ربيعة، وقيل: مولى تيم الله بن ثعلبة.
ويقال: مولى بني شيبان.
ولقب بحيان النبطي لانه جاء من العراق.
يروي عن قتادة، وشهر بن حوشب والعراقيين، سكن بلخ، وله بمرو خطة.
روى عنه علقمة بن مرثد، وبكير بن معروف، وكان صدوقا فيما يروي إذا كان دونه ثقة وكانت كنيته أبا بسطام، وهم إخوة أربعة: مقاتل والحسن ويزيد ومصعب بنو حيان ومات مقاتل بكابل، وكان قد هرب من أبي مسلم إليها.
وزياد بن أبي حسان النبطي يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعمر بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي.
روى عنه إسماعيل بن أمية.
كان شعبة شديد الحمل عليه، وكان ممن يروي أحاديث مناكير كثيرة وأوهاما كثيرة، لا يجوز الاحتجاج
به إذا انفرد (1).
النبقي: بالنون المفتوحة والباء المفتوحة الموحدة والقاف.
والمنتسب إليه رهط من قريش من ولد المطلب بن عبد مناف، وظني أن هذه النسبة إلى دار النبقة التي بمكة.
النبلي: بفتح النون وسكون الباء الموحدة واللام.
هذه النسبة إلى بري النبل وهو السهم.
والمشهور بهذا الانتساب:
__________
(1) قال ابن الاثير معقبا: " قلت ": قوله مولى بكر بن وائل ومولى شيبان ومولى تيم الله بن ثعلبة فلا حاجة إلى هذا التقسيم، لانه إذا كان مولى شيبان وتيم والله فهو مولى بكر بن وائل، ومن قرأ هذا الاختلاف يظنه متغايرا، فإن شيبان بن ثعلبة فلا حاجة إلى هذا التقسيم، لانه إذا كان مولى شيبان وتيم الله فهو مولى بكر بن وائل، ومن قرأ هذا الاختلاف يظنه متغايرا، فإن شيبان وتيم الله قبيلتان من بكر بن وائل، وهما أخوان ابنا ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل ".
[ * ](5/454)
يوسف بن يعقوب النبلي.
حدث عن سفيان بن عيينة.
روى عنه محمد بن يونس الكديمي، هكذا ذكر ابن ماكولا (1).
النبيل: بفتح النون وكسر الباء المنقوطة بواحدة من تحتها وبعدها الياء الساكنة المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها اللام والمشهور بها أبو عاصم الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم بن رافع بن رفيع بن الاسود بن عمرو بن زالان بن هلال بن ثعلبة بن شيبان الشيباني النبيل البصري، من أهل البصرة.
أخبرنا أبو الفضائل محمد بن عبد الله الكسي بسمرقند، أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الملك النسفي إجازة وحدثناه أبو الفتح مسعود بن محمد بن سعيد الخطيب إملاء بجامع مرو، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحافظ السمرقندي إجازة قالا: أخبرنا أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ قال: وجدت في كتاب عبد الله بن أحمد بن
محتاج بخطه، حدثنا محمد بن علي بن الحسين البلخي بنسف سنة أربع وثلاثين، حدثنا الامير إسماعيل بن أسد: سمعت أبي يقول: كنا عند أبي عاصم النبيل، فقيل له: لم سميت نبيلا ؟ قال: كنا أبوي عاصمين عند ابن جريج، وكنت أتجمل في الثياب، فقال يوما: اين أبو عاصم النبيل ؟ فسميت نبيلا.
وأخبركم عن نفسي بشئ طريف: تزوجت امرأة وبنيت بها، فلما دخلت عليها وأنفي كبير وأردت أن أقبلها فمنعني أنفي عن التقبيل، فلما أردت لم يمكني تقبيلها، فشددت أنفي على وجهها.
فقالت، نح ركبتك عن وجهي، فقلت لها: لست هي بركبة، إنما هو أنف.
وحفيده أبو علي محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم النبيل الشيباني، أصله من البصرة، ونشأ بأصبهان، وكتب بها الحديث، وانتقل إلى بغداد وسكنها إلى حين وفاته.
سمع عمه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل، وأسيد بن عاصم، وعمران بن عبد الرحيم الاصبهانيين، وحمد بن يحيى بن مالك السوسي، وأحمد بن عبد العزيز بن معاوية اليمامي، وسهيل بن عبد الله بن الفرخان الزاهد.
روى عنه أبوالصيدا ناجية بن حيان القاضي، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن المظفر الحافظ، وروى جعفر بن محمد بن نصير الخلدي عنه كتاب " الآحاد والمثاني " بروايته عن عمه أحمد بن عمرو بن أبي عاصم.
وتوفي
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (النبهاني) بفتح النون وسكون الباء وبعدها هاء نسبة إلى نبهان، واسمه سودان بن عمرو بن الغوث بن طئ، ينسب إليه خلق كثير، منهم زيد الخيل بن مهلهل بن يزيد بن منهب بن عبد رضا بن المختلس بن ثوب بن كنانة بن مالك بن نبهان النبهاني، له صحبة، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير ".
[ * ](5/455)
في شهر ربيع الاول سنة ثلاث عشرة وثلاثمئة.
وأبو الحسين عبد الله بن محمد بن الحسن بن أيوب الكاتب المعروف بالنبيل.
حدث عن علي بن المديني، روى عنه أبو القاسم بن الثلاج البغدادي.
النبي: بفتح النون وكسر الباء الموحدة المخففة، هذا يشبه النسبة وهو من النبوة،
واشتهر بهذه اللفظة سوى الانبياء المشهورين صلوات الله عليهم أجمعين خالد بن سنان العبسي، يقال له: خالد النبي.
قيل: كان نبيا مبعوثا.
روى حديثه عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وجاءت ابنته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: " مرحبا بابنة نبي ضيعه قومه ".
وقال أحمد بن حنبل: أبو يونس الذي روى عنه أبو عوانة حديث خالد النبي لا أعرفه.
قال الاديب محمد بن أبي العباس الابيوردي: فإن ضعت بين الاغنياء من الورى * فلي أسوة في خالد بن سنان وفي حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث خالد بن سنان الذي ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ذاك نبي ضيعه قومه " وفي خبره هذا أنه قال لقومه: " أنا أطفئ عنكم نار الحدثان ".(5/456)
باب النون والجيم النجاحي: بفتح النون والجيم وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى نجاح.
والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر يوسف بن يعقوب النجاحي، سكن مكة، من أهل بغداد، حدث عن سفيان بن عيينة.
روى عنه القاضي أبو عبد الله بن المحاملي، وإسماعيل بن العباس الوراق، وكان ثقة.
وقال النسائي: يوسف بن يعقوب بغدادي يعرف بالنجاحي، سكن مكة.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن واصل بن إبراهيم بن نجاح السلمي البيكندي النجاحي، نسب إلى جده الاعلى، تلميذ محمد بن إسماعيل البخاري ورفيقه.
روى عن علي بن حجر السعدي، وعلي بن خشرم، وإسحاق بن منصور الكوسج المروزيين.
النجاد: بفتح النون والميم المشددة وفي آخرها الدال المهملة.
هذه الحرفة مشهورة، والمعروف بها: أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس الفقيه الحنبلي المعروف بالنجاد: من أهل بغداد، كان له في جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان قبل الصلاة وبعدها،
إحداهما للفتوى في الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، والاخرى لاملاء الحديث.
وهو ممن اتسعت رواياته، وانتشرت أحاديثه.
سمع الحسن بن مكرم البزاز، ويحيى بن أبي طالب، وأحمد بن ملاعب المخرمي، وأبا داود السجستاني وأبا قلابة الرقاشي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن غالب التمتام، وأبا بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وقوما يطول ذكرهم.
وكانت ولادته في سنة ثلاث وخمسين ومئتين، ومات في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وأبو بكر محمد بن الحسن بن لسم النجاد: من أهل بغداد، كان ثقة مأمونا، صاحب كتب كثيرة، سمع أبا العباس أحمد بن محمد بن عقدة، ومحمد بن جعفر المطيري، وعلي بن محمد المصري، روى عنه أبو القاسم الازهري، وأحمد بن محمد العتيقي، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وثلاثمئة.
وأبو موسى هارون بن الحسين وقيل الحسن بن سعيد بن سابور النجاد: من أهل(5/457)
بغداد، حدث عن زيد بن أخزم الطائي، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، والسري بن عاصم الهمداني، وعلي بن عبدة التميمي وغيرهم، روى عنه محمد بن مخلد الدوري، وأحمد بن جعفر بن الخلال، وأبو الفضل الزهري.
النجادي: بفتح النون والجيم المشددة وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى خياطة اللحف والحشايا، ويقال له: النجاد.
وقد ذكرناه.
وهذه النسبة إلى نجاد وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو أبو طالب عمر بن إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن نجاد الزهري الفقيه الشافعي، من أهل بغداد، يروي عن أبي محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي البزاز (..) (1).
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وأبو الحسن علي بن هارون المعاز.
النجار: بفتح النون والجيم المشددة في آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نجارة الاخشاب
وعملها.
والمشهور بها: صالح بن دينار النجار: من أهل المدينة، وهو والد داود بن صالح.
يروي عن أبي سعيد الخدري.
روى عنه ابنه.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن العباس بن جعفر النجار: من أهل بغداد، كان ثقة صدوقا فهما، يحفظ القرآن حفظا حسنا ويلقب بغندر، هكذا ذكره أبو محمد الخلال الحافظ.
سمع محمد بن هارون بن المجدر، وأبا حامد الحضرمي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول.
روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد بن الحسن الخلال.
وتوفي في المحرم سنة تسع وسبعين وثلاثمئة.
وأبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد بن هارون بن فيروز بن ناجية بن مالك التميمي النحوي المعروف بابن النجار، من أهل الكوفة، كان ثقة، حدث بالكوفة، وببغداد عن محمد بن الحسين الاشناني، وعبيد الله بن ثابت الحريري وإسحاق بن محمد بن مروان، ومحمد بن القاسم بن بكر المحاربي، وأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الازدي، وإبراهيم بن محمد بن عرفة نفطوية، وأبي روق أحمد بن بكر الهزاني، وأبي بكر محمد بن يحيى الصولي وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم الازهري، ومحمد بن علي بن مخلد الوراق،
__________
(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
[ * ](5/458)
وأحمد بن علي التوزي، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل، وأبو الفتح سليمان بن أيوب الرازي، وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري وغيرهم.
وكانت ولادته في المحرم سنة ثلاث وثلاثمئة، وصار شيخ الكوفة في عصره، ومات في جمادي الاولى سنة اثنتين وأربعمئة بالكوفة.
وأبو بكر محمد بن عمر بن بكر بن ود بن وداد النجار: من أهل بغداد، وهو خال
أبي القاسم بن بشران القندي شيخ من أهل الصلاح والخير، سمع أبا بكر بن خلاد النصيبي، وأبا بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وأبا إسحاق المزكي، وأحمد بن جعفر بن سلم، وأبا بكر بن مالك القطيعي، وأبا الحسن محمد بن الحسن بن مقسم العطار وجماعة.
ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: كتبت عنه وكان شيخا مستورا ثقة من أهل القرآن.
قرأ على البزوري صاحب أحمد بن فرح.
ولد في شوال سنة ست وأربعين وثلاثمئة، ومات في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وثلاثين وأربعمئة، ودفن بمقابر الخيزران.
وأبو بكر محمد بن عثمان بن خالد العسكري النجار: من أهل بغداد، حدث عن الحسن بن عرفة، روى عنه محمد بن جعفر بن العباس النجار، وأبو زرعة محمد بن محمد بن عبد الوهاب العكبري.
والحسين بن محمد النجار صاحب مقالة الفرقة النجارية، وسأذكرهم بعد هذا.
وأبو أيوب سليمان بن داود بن محمد بن شعبة بن يزيد بن النجار اليمامي: بصري، روى عن فلح بن محمد، وعمارة بن عقبة اليمامي، ويحيى بن مروان الحنفي، وأبي ثمامة الجرمي.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سألني يحيى بن معين عن سليمان بن داود بن شعبة، فقلت: تركته بالبصرة في عافية.
فأثنى عليه خيرا وقال: قل من رأيت أفهم بحديث اليمامة منه.
النجاري: بفتح النون وتشديد الجيم وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ثلاث أشياء.
أحدها: إلى بطن من الخزرج.
والثاني: إلى محلة بالكوفة يقال لها: بنو النجار.
والثالث: إلى مذهب طائفة من المعتزلة يقال لهم النجارية.
فأما الاول فمنهم أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وإنما قيل له النجار لانه اختتن بقدوم وقيل: ضرب رجلا بقدوم فسمي نجارا، وهو النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، وهم أخوال عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم وهو(5/459)
تيم بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الخزرجي النجاري.
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وهو ابن عشر سنين، وتوفي وهو ابن عشرين سنة، وانتقل إلى البصرة وتوفي بها سنة إحدى وتسعين، وقيل: سنة ثلاث.
وكان يصفر لحيته بالورس.
وعمه أنس بن النضر بن ضمضم النجاري: من الصحابة الذين شهدوا أحدا.
وأبي بن كعب بن قيس، وحفيد عمه أنس بن معاذ بن أنس بن قيس هما من بني النجار أيضا، وقد ذكرناهما في الجدلي لانهما من أولاد جديلة.
وحسان وأوس وأبي بنو ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك النجار منهم أيضا، وقد ذكرتهم في المغالي.
وأبو سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن قهد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الانصاري النجاري المدني، من بني النجار.
وقد قيل: قيس بن عمرو، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
وكان خفيف الحال، استقضاه أبو جعفر فارتفع شأنه ولم تتغير حاله، فقيل له في ذلك، فقال: من كانت نفسه واحدة لم يضره المال.
مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين بالعراق، وقيل: سنة ست وأربعين.
وأبو عبد الله محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبي الورد بن قيس بن قهد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الانصاري النجاري، ويعرف بأبي العيناء.
روى عن إبراهيم بن صرمة عن يحيى بن سعيد الانصاري نسخته.
حدث عنه محمد بن مخلد الدوري.
والنجارية: جماعة بالري ينتسبون إلى الحسين بن محمد النجار الرازي، وكان ينفي عذاب القبر ورؤية الرب.
وكان يقول بخلق القرآن على ما نقل عنه، وكان يقول: إن كلام الله حادث، وإنه إذا قرئ فهو عرض، وإذا كتب فهو جسم.
وهذا كفر عظيم، لانه يلزمهم على هذا القول أن يقولوا: إن كلام الله إذا كتب بدم أو شئ نجس صارت تلك الحروف
المقطعة من الدم والنجاسة كلام الله، فيصير الدم وغيره من الانجاس كلاما لله.
وزعم أن الخشب والحجر إذا نقرت فيه الحروف آية من الآيات، فصارت الاجزاء من الخشب والحجر كلاما لله بعد أن كانت خشبا أو حجرا.
والمشهور منهم: القاضي عبد الوهاب النجاري.
روى عن القاضي عبد الجبار بن أحمد الاسد اباذي (1)، سمع منه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ.
__________
(1) في " اللباب ": الاستر اباذي [ * ](5/460)
وشيخنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن قلم النجاري من أهل الكوفة، من محلة بني النجار، سمع أبا الفوارس طراد بن محمد الزينبي وغيره.
سمعت منه على باب داره ببني النجار، وتوفي بعد سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
النجانيكثي: بضم النون وفتح الجيم بعدها الالف ثم نون أخرى مكسورة وياء ساكنة آخر الحروف والكاف المفتوحة وفي آخرها الثاء المثلثة هذه النسبة إلى نجانيكث، وهي بليدة بنواحي سمرقند فيما أظن عند أسروشنة، منها: أبو محمد يوسف بن علي بن العباس بن أبي بكر بن صالح بن جعفر بن محمد بن سالم النجانيكثي الاسروشني.
كان مقيما بسمرقند، وكان فقيها فاضلا، يدرس في مسجد العطارين، يروي عن أبي عمارة بن أحمد المفسر.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد المفسر النسفي.
وتوفي بسمرقند في شهر ربيع الاول سنة سبع وعشرين وخمسمئة ودفن بمقبرة جاكرديزه على باب المشهد.
وابنه أبو بكر محمد بن يوسف بن علي بن العباس النجانيكثي الاسروشني: كان فقيها صالحا ساكنا، سمع أبا الحسن علي بن عثمان الخراط وغيره، كتبت عنه بسمرقند، وحدث عن أبي إبراهيم إسحاق بن محمد بن إبراهيم النوحي الخطيب.
النجدي: بفتح النون وسكون الجيم وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى
نجد، وهي أرض ينزلها العرب على مياه لهم في البادية بنواحي فيد، وكثر ذكرها في الاشعار للقدماء والمحدثين، وقيل لابي مرة: إبليس الشيخ النجدي لان قريشا اجتمعت في دار الندوة ليدبروا أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم ويدفعوه عن أنفسهم ويكفوا أمره، فاجتمعوا في دار الندوة وقالوا: لا تدخلوا أحدا فيما بينكم حتى لا تنشروا أمركم، فجاء إبليس على صورة شيخ كبير فنظراني ودخل دار الندوة، فكأن قريشا كرهت دخوله، فقالت له: من أين الشيخ ؟ قال: من أهل نجد، رأيتكم اجتمعتم في هذا الموضع فعلمت أنكم ما اجتمعتم إلا لامر مهم، فقلت ربما يكون عند هذا الشيخ ما هو مصلحتكم.
ففرحوا به ودبروا فكلما تقرر أنهم على شئ قال إبليس: لا مصلحة للمعنى الفلاني، فكانت قريش تقول: صدق الشيخ النجدي.
فبقي هذا الاسم والنسبة عليه.
وأما النجدات: ففرقة من الخوارج، انتسبوا إلى نجدة بن عامر الحنفي اليمامي وقد ذكرناه في الغادرية، وهم طائفة من الخوارج.
النجراني: بفتح النون وسكون الجيم وفتح الراء المهملة وفي آخرها نون.
هذه النسبة(5/461)
إلى نجران وهو موضع بناحية اليمن وبهجر أيضا.
وقال بعض الشعراء: إذا نزلت نجران من رمل عالج * فقولا لها: ليس الطريق هنالكا والمنتسب إليه أبو عبد الملك محمد بن عمرو بن حزم الانصاري النجراني: من أهل المدينة، ولد بنجران سنة عشر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وولته الخزرج أمرها يوم الحرة، ومات في ذلك اليوم سنة ثلاث وستين.
روى عنه ابنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.
وعبد الله بن الحرث النجراني: يروي عن جندب بن عبد الله البجلي.
روى عنه.
عمرو بن مرة.
وجميل النجراني.
قال الدار قطني: وجميل مجهول.
وأبو الاسباط بشر بن رافع النجراني اليماني، وكان مفتي أهل نجران، يروي عن
يحيى بن أبي كثير، وابن عجلان روى عنه صفوان بن عيسى، وعبد الرزاق بن همام، يأتي بالطامات فيما يروي عن يحيى بن أبي كثير وأشياء موضوعة يعرفها من لم يكن الحديث من صناعته، كأنه المتعمد لها.
وجميل النجراني من القدماء.
وأبو عبد الله النجراني: روى عن الحسن بن ذكوان، والقاسم بن عبد الرحمن.
روى عنه يحيى بن حمزة، وسويد بن عبد العزيز المدشقيان.
وعبد الله بن العباس بن الربيع النجراني: حدث عن محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، روى عنه محمد بن بكر بن خالد بن النيسابوري، ونسبه إلى نجران اليمن، وقال: سمعت منه بعرفات.
وأيوب بن نجيح النجراني: يروي عن أبيه وغيره.
روى عنه مروان بن معاوية الفزاري.
قال أبو حاتم الرازي: لا أعرفه.
والحكم بن مسعود النجراني: يروي عن أنس بن أبي مرثد الانصاري، روى عنه خالد بن أبي عمران، وعبد الرحمن بن البيلماني.
وأبو العباس حمزة بن محمد بن خالد بن محمد بن خالد بن نجران النجراني الهروي، نسب إلى جده الاعلى، يروي عن يزيد بن هارون، والحسين الجعفي، وعبد الرزاق بن همام وغيرهم.(5/462)
النجيحي: بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى الجد لابي بكر محمد بن العباس بن نجيح بن سعيد بن نجيح البزاز النجيحي من أهل بغداد، كان حافظا، سمع يحيى بن أبي طالب، ومحمد بن الفرج الازرق، ومحمد بن يوسف بن الطباع، وأحمد بن سعيد الجمال، وأبا قلابة الرقاشي، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز،
وأبو الحسن محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان البزاز.
وولد في رجب من سنة ثلاث وستين ومئتين، ومات في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين وثلاثمئة.
النجيرمي: بفتح النون وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى نجيرم ويقال: نجارم وهي محلة بالبصرة، هكذا قرأت بخط أحمد بن عبد الله الصائغ في أول كتاب " المختلف والمؤتلف " لعبد الغني بن سعيد الحافظ.
منها: أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي السعتري البصري: من أهل البصرة.
يروي عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي.
روى عنه أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي المقرئ.
قال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: أباء بن جعفر النجيرمي شيخ كان بالبصرة، كان يقعد يوم الجمعة بحذاء مجلس الساجي في الجامع ويحدث.
ذهبت يوما إلى بيته للاختبار، فأخرج إلي أشياء خرجها في أبي حنيفة رحمه الله (1) أكثر من ثلاثمئة حديث ما لم يحدث به أبو حنيفة قط.
لا يجب أن يشتغل بروايته.
فقلت له: يا شيخ، اتق الله ولا تكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما زادني على أن قال لي: لست مني في حل، فقمت وتركته.
وإنما ذكرته لان أحداث أصحابنا لعلهم يشتغلون بشئ من روايته: وأبو سعيد الحسن بن أحمد بن يوسف النجيرمي: من أهل البصرة.
يروي عن أبي علاثة محمد بن عمرو بن خالد.
روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع الغساني.
__________
(1) يعد هذا في " المجروحين ": (فحدثنا منها عن محمد بن إسماعيل الصائغ، ثنا محمد بن بشر، ثنا أبو حنيفة، ثنا عبد الله بن دينار، ثنا ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الوتر في أول الليل مسخطة للشيطان، وأكل السحور مرضاة للرحمن ".
فرأيته قد وضع على أبي حنيفة.
[ * ](5/463)
وأبو القاسم علي بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد النجيرمي.
حدث بتوج (1).
سمع بالبصرة القاضي أبا عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، وأبا الحسن علي بن أحمد بن محمد بن غسان، وجماعة.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بسيف توج ساحل بحر فارس.
قال: وسماعه صحيح، صاحب حديث.
__________
(1) توج: مدينة بفارس قريبة من كازرون، بينها وبين شيراز اثنان وثلاثون فرسخا.
" معجم البلدان ": 2 / 56.
[ * ](5/464)
باب النون والحاء النحات: بفتح النون والحاء المهملة المشددة وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه اللفظة لمن ينحت الخشب، واشتهر بهذه النسبة: مسلم بن صاعد النحات: من أهل الكوفة، روى عن علي رضي الله عنه مرسلا، وروى عن مجاهد وعبد الله بن معدان.
روى عنه مروان بن معاوية الفزاري، وأبو معاوية الضرير.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عن مسلم النحات، فقال: كوفي روى عنه أبو معاوية وعبدة، أرجو أن يكون ثقة.
قال يحيى بن معين: هو ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: هو ضعيف الحديث.
النحاس: بفتح النون وتشديد الحاء المهملة وفي آخرها السين المهملة أيضا.
هذا إلى عمل النحاس، وأهل مصر يقولون لمن يعمل الاواني الصفرية ويبيعها النحاس.
والمشهور بهذا الاسم: أبو عمير عيسى بن محمد النحاس الرملي: من أهل الرملة، صاحب ضمرة بن ربيعة.
يروي عن أيوب بن سويد الرملي.
روى عنه محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني وجماعة.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحوي النحاس: من أهل مصر، له تصانيف
في التفسير والنحو جياد، صاحب كتاب " معاني القرآن ".
يروي عن محمد بن جعفر بن أعين، وأبي عبد الرحمن النسائي، والاخفش النحوي.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الله بن هاشم النحاس.
يروي عن محمد بن خلاد الاسكندراني وغيره.
مات بالاسكندية سنة ست وثمانين ومئتين.
وأبو العباس فضيل بن عبد الله بن هاشم النحاس: سمع من أبيه.
توفي في شعبان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمئة.
قاله ابن يونس.
وأبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن محمد بن سعيد البزاز المعروف بابن النحاس محدث مصر في عصره، رحل إلى مكة، وسمع بها أبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي، وبمصر سليمان بن داود العسكري، ومحمد بن بشر العسكري وغيرهم.
روى عنه(5/465)
أبو علي الحسن بن علي الوخشي البلخي الحافظ، وأحمد بن أبي نصر الكوفاني الهروي، وأبو الحسن علي بن يوسف الجويني، وأبو نصر عبيد الله ابن سعيد الوائلي السجزي نزيل مكة، ومحمد بن يوسف القطان النيسابوري وأبو إسحاق إبارهيم بن سعيد الحبال، وأبو الحسن علي بن الحسن الخلعي، وظني أنه آخر من حدث عنه.
وتوفي سنة ست عشرة وأربعمئة.
وشيخنا أبو المعالي عبد الخالق بن عبد الصمد بن البدن، كان يقعد في سوق الصفر ببغداد ويبيع ويشتري المتاع، وكنت أكتب له النحاس.
ثم صار يجلس في سوق الغزل.
وكان شيخا صالحا، ثقة، بكاء من خشية الله، مكثرا من الحديث.
تفرقت أصوله وتلفت في الحريق.
قرأنا عليه من أصول الناس.
سمع أبا الحسين بن المهتدي بالله الهاشمي، وأبا الغنائم بن المأمون، وأبا الحسين بن البقور، وأبا بكر بن الخياط المقرئ، وأبا القاسم بن الخلال وغيرهم.
ومات ببغداد في أحد الربيعين من سنة ثمان وثلاثين
وخمسمئة، وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وأربعمئة إن شاء الله.
النحام: بفتح النون والحاء المهملة المشددة وفي آخرها الميم بعد الالف.
هذه النسبة إلى (..) (1) إبراهيم بن صالح بن عبد الله بن النحام، يعرف بابن نعيم النحام، من أهل المدينة.
يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما مرسلا.
روى عنه يزيد بن أبي حبيب مرسلا، وأظن أن بين يزيد وبينه محمد بن إسحاق.
النحلي: بفتح النون وسكون الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى قرية من قرى بخارى يقال لها النحل.
والمنتسب إليها: منيح بن سيف (..) (2) بن الخليل البخاري النحلي.
حدث عن المسيب بن إسحاق، وأحمد بن حفص، والمختار بن سابق، ومحمد بن سلام، وحبان بن موسى.
روى عنه ابنه عبد الله بن منيح النحلي.
ذكر حديث غنجار في " تاريخ بخارى " فقال: " عبد الله بن منيح النحلي من قرية النحل ".
ومات في سنة أربع وستين ومائتين.
وابنه أبو عبد الرحمن عبد الله بن منيح النحلي.
روى عن أبيه، وأبي عبد الله بن
__________
(1) بياض في الاصل قدر كلمتين، وقال ابن الاثير في " اللباب ": (هذه النسبة إلى النحمة وهي السعلة، وقيل: النحنحنة.
وأصله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنعيم: " دخلت فسمعت نحمتك " فقيل له: النحام.
وعرف بها إبراهيم..).
(2) بياض في نسخة قدر كلمتين.
[ * ](5/466)
أبي حفص، وأبي طاهر المهدي بن اشكاب، وسعيد بن مسعود.
روى عنه الليث بن علي بن يحيى الاديب.
وتوفي في المحرم سنة سبع عشرة وثلاثمئة.
النحلي: بكسر النون وسكون الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى نحلين، وهي قرية من قرى حلب إحدى بلاد الشام.
والمشهور بالانتساب إلى هذه الضيعة: أبو محمد عامر بن سيار النحلي.
حدث عن عبد الاعلى بن أبي المساور، وعطاف بن
خالد، ومحمد بن عبد الملك الانصاري وغيرهم.
روى عنه محمد بن حماد الرازي، والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الانطاكي، وعمر بن الحسن بن نصر الحلبي.
النحوي: هذه النسبة إلى معرفة النحو وعلم الاعراب.
وقيل: إنما سمي هذا العلم بهذا الاسم لان العرب لما اختلطوا بالعجم وولد لهم الاولاد من الاعجميات فسد لسانهم، وصاروا يلحنون في الكلام، فقال علي رضي الله عنه لابي الاسود الدؤلي قد فسد لسان المولدين، فاجمع في علم الاعراب شيئا.
وكان العرب قبل ذلك لا يحتاجون إلى ذلك بطبعهم وأخذهم الادب واللسان من معدنه، فلما كثر أولاد السبايا احتاجوا إلى تعلم الاعراب، فجمع أبو الأسود الدؤلي شيئا في الاعراب، ثم قال لطالبها أو متعلمها: " انح نحوه " فسمي هذا النوع من العلم النحو.
وكان في هذا الفن جماعة كثيرة من العلماء.
والمشهور من المتقدمين به أبو معاذ الفضل بن خالد النحوي المروزي، مولى باهلة.
يروي عن ابن المبارك، وعبيد بن سليم.
روى عنه محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، وأهل بلده.
مات سنة إحدى عشرة ومئتين.
وأما أبو عمرو نعيم بن ميسرة النحوي ويقال: أبو عمر أيضا من أهل الكوفة، سكن الري، وقدم مرو، فكتب عن أهل المصرين.
يروي عن أبي إسحاق السبيعي.
روى عنه محمد بن حميد.
مات سنة أربع وسبعين ومئة.
يعتبر حديثه من غير رواية ابن حميد عنه.
وعبيدة النحوي يروي عن أبي حيان التميمي.
روى عنه عثمان والد عمرو بن عثمان.
وأبو بكر محمد بن مؤمن بن محمد بن بن مؤمن الكندي الرقي النحوي: من أهل مصر أو من ساكنيها.
ذكره أبو زكريا يحيى بن علي الطحان في " زيادات التاريخ "، وقال: كتب الحديث والنحو وأكثر، وكان رجلا صالحا.
توفي في ربيع الاول سنة إحدى وخمسين وثلاثمئة، وقد قارب الثمانين.
وأبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار النحوي الشيباني مولاهم، المعروف(5/467)
بثعلب: إمام الكوفيين في النحو واللغة، وكان ثقة حجة، دينا صالحا، مشهورا بالحفظ، وصدق اللهجة، والمعرفة بالغريب، ورواية الشعر القديم مقدما عند الشيوخ مذ هو حدث.
ويقال: إن أبا عبد الله محمد بن زياد بن الاعرابي إذا شك في الشئ فيقول: ما عندك يا أبا العباس في هذا ؟ ثقة بغزارة حفظه.
ولد في سنة مئتين، واشتغل بالعلم سنة عشر ومئتين، ومات في جمادى الاولى سنة إحدى وتسعين ومئتين.
فقلت: وزرت قبره غير مرة بباب الشام.
كنت أجتاز بقبره في كل أسبوع نوبتين أو ثلاثة.
وأبو بكر محمد بن عثمان بن مسبح الشيباني النحوي، يعرف بالجعد، من أهل بغداد، صاحب ابن كيسان النحوي كان من علماء الناس وأفاضلهم، وصنف كتابا في ناسخ القرآن ومنسوخه، حدث به عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن سلم عنه، وهو من أحسن الكتب وأجودها.
وقال أبو طاهر محمد بن علي بن محمد الواعظ: الجعد بغدادي، وله كتاب صنفه في غريب القرآن وكان لما فرغ من عمله أخذ نفسه بحفظه، فلم يمكث إلا يسيرا حتى توفي، ولم يخرج الكتاب عنه، وذكر غيره أن الجعد صنف كتبا عدة منها كتاب القراءات، وكتاب الهجاء، والمقصور والممدود، والمذكر والمؤنث، والعروض، وخلق الانسان، والفرق، ومختصر النحو.
ومن المعروفين سيد القراء أبو عمرو زبان (1) بن العلاء بن عمار بن العريان البصري النحوي: من أئمة البصرة في القراءات والنحو واللغة.
يروي عن الحسن، وعطاء، ومجاهد.
روى عنه عبد الوارث، ووكيع، والاصمعي، وأبو زيد النحوي، وأبو أسامة الكوفي، وجماعة سواهم.
وكان لابي عمرو بن العلاء أخ يقال له: أبو سفيان.
وسئل يحيى بن معين عنهما فقال: ليس بهما بأس.
وقال أبو خيثمة زهير بن حزب: كان أبو عمرو بن العلاء رجلا لا بأس به، ولكنه لم يحفظ.
وأما نحو بطن من الازد قال ابن ماكولا: قال لنا النسابة، وقال لنا الشريف ابن أخي اللبن (2): شيبان بن عبد الرحمن النحوي لم يكن نحويا، إنما هو من نحو بن شمس بن
مالك بن فهم من الازد، سمعت أبا العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ بأصبهان
__________
(1) قال ياقوت في " معجم الادباء ": 11 / 156: اختلف في اسمه على أحد وعشرين قولا والصحيح زبان.
وقال ابن خلكان في " الوفيات ": 3 / 467: الصحيح أن كنيته اسمه، وقيل اسمه زبان، وقيل غير ذلك.
وقال الذهبي في " سير أعلام النبلاء ": 6 / 407: اختلف في اسمه على أقوال أشهرها زبان، وقيل: العريان.
(2) هو عمر بن علي بن الحسين، أبو علي الصوفي النسابة، عرف بابن أخي اللبن.
أنظر " مشتبه النسبة ": 2 / 557.
[ * ](5/468)
يقول: سمعت أبا الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ يقول: نحوة بن شمس بضم الشين المعجمة بطن من الازد، منهم شيبان بن عبد الرحمن أبو معاوية التميمي النحوي المؤدب البصري، سكن الكوفة زمانا ثم انتقل عنها إلى بغداد.
حدث عن الحسن البصري، وقتادة، ويحيى بن أبي كثير وغيرهم.
روى عنه عبد الرحمن بن مهدي وغيره.
قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ: ذكر لي أبو الحسن النعيمي عن أبي أحمد العسكري: أن شيبان النحوي ينسب إلى بطن يقال لهم: بنو نحوة.
قال النعيمي: هم بنو نحوة بن شمس.
وقال أبو الحسين بن المنادي: أن المنسوب إلى القبيلة من الازد التي يقال لها: نحو، وهو يزيد النحوي لا شيبان.
وقال أبو بكر بن أبي داود: يزيد النحوي هو يزيد بن أبي سعيد، وهو بطن من الازد يقال لهم: بنو نحوة، ليسوا من نحو العربية، ولم يروي منهم الحديث إلا رجلان أحدهما يزيد هذا.
وسائر من يقال له النحوي، فمن نحو العربية: شيبان النحوي، وهارون النحوي، وأبو زيد النحوي.
مات شيبان بن عبد الرحمن النحوي ببغداد سنة أربع وستين ومئة، في خلافة المهدي، ودفن بمقبرة الخيزران.
وأما المنسوب إلى نحو العربية فهو أبو الحسين محمد بن عبد الله بن القاسم النحوي الحارثي الرازي، يلقب بجراب الكذب.
روى عن وهب بن إبراهيم الفامي، وأبي حاتم الرازي، وذكر أنه درس على المبرد وثعلب.
ويقال: إنه كان يقعد في جامع الري في زاوية تعرف بزاوية الكذب، ويحدث بأحاديث كذب، فقيل له: إنك لقبت بجراب الكذب،
فقال: بل أنا جواليق الكذب، فإن شئت فاسمع، وإلا فامض.(5/469)
باب النون والخاء النخار: بفتح النون والخاء المعجمة بعدها الالف وفي آخرها الراء.
هذه اللفظة تشبه النسبة، وهو اسم رجل من قضاعة، وهو النخار بن أوس بن أبير بن عمرو من ولد عبد مناف بن الحارث بن سعد بن قضاعة، وكان أنشب العرب، ودخل على معاوية فازدراه، وكان عليه عباءة، فقال: إن العباءة لا تكلمك، إنما يكلمك من فيها.
وقال معاوية للنخار العدوي: أخبرني عن أفصح العرب، فقال: والله إني أبغضهم، هم بنو أسد بن خزيمة.
النخاس: بفتح النون وتشديد الخاء المعجمة وفي آخرها السين المهملة.
هذا الاسم لمن يكون دلالا في بيع الجواري والغلمان والدواب.
وجماعة من العلماء كانوا يعملون هذا وآباؤهم.
وأبو جعفر محمد بن سليمان بن حبيب المصيصي نزيل أذنة من الثغور، كان نخاسا للفرس، وكان يقول: هذا الفرس له لوين، فلقب بلوين، وبه كان يعرف.
وأبو جميلة مفضل بن صالح النخاس.
وأبو علي الحسن بن علي بن موسى النخاس: يروي عن حامد بن يحيى، وعبد الاعلى بن حماد النرسي، وهشام بن عمار وغيرهم.
وأبو بكر أحمد بن جعفر النخاس الرملي: يروي عن أبي عبد الرحمن النسائي.
وأبو محمد فهد بن سليمان النخاس المصري: يروي عنه علي بن سراج المصري، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي.
وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن سليمان بن النخاس المقرئ.
يروي عن أحمد بن الحسن الصوفي، وابن ناحية، وأحمد بن عمر بن زنجوية، وموسى بن سهل الجوني، والحسن بن محمد بن عنبرة الوشاء، والبغوي، وابن أبي داود وغيرهم.
روى عنه
أبو الحسن بن الحمامي، وأبو بكر البرقاني وجماعة.
ومحمد بن النضر بن محمد بن سعيد بن رزين بن عبيد الله بن عثمان بن المغيرة النخاس الموصلي، أبو الحسين.
يروي عن أبي يعلي الموصلي معجم شيوخه ومن بعده مثل(5/470)
أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي.
روى عنه أبو بكر البرقاني، وأبو محمد الجوهري، وأبو الفرج الطناجيري، وأبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي.
وكان فيه تساهل.
وقيل: إنه كان واهيا ولم يكن بحجة، ومات في شهر ربيع الاول سنة تسع وسبعين وثلاثمئة.
وأبو الفتح عبد الله بن عبد الملك بن محمد بن سعيد النخاس الموصلي.
يروي عن القاضي المحاملي، وإسماعيل بن محمد الصفار، ومحمد بن عمرو بن البختري الرزاز، وأحمد بن سلمان النجاد، ومحمد بن الحسن النقاش، وكان عنده عن أبي عبد الله المحاملي مجلس واحد، وعن الصفار جزء الحسن بن عرفة، كتب عنه جماعة من أصحابنا، هكذا ذكره أبو بكر الخطيب، قال: ولم يقض لي السماع منه، وسألت البرقاني عنه، فقال: ثقة.
ومات في صفر سنة ثمان وأربعمئة ودفن بمقبرة الشونيزي.
وأبو الفتح أحمد بن علي بن علي بن محمد النخاس الحلبي: يروي عن الحسين بن علي بن أبي أسامة.
وأبو طالب محمد بن المظفر بن أبي بكران بن حملان النخاس الاثط.
سمع ابن الموصلي النخاس، وهلال بن محمد الحفار.
قال أبو نصر بن ماكولا: سمعت منه.
وأبو إسحاق إبراهيم بن ميمون الخياط ويعرف بالنخاس، مولى آل سمرة بن جندب: يروي عن أبيه، وعروة بن فائدة روى عنه ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان وإسماعيل بن زكريا، ووكيع بن الجراح، ومعاوية بن هشام، وابن المبارك، قال يحيى بن معين: إبراهيم بن ميمون الذي روى عن سعد بن سمرة ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: محله الصدق.
وأبو إسحاق إبراهيم بن ميمون السوائي مولاهم.
كان حناطا، ويعرف بالنخاس، روى عن أبيه، وعروة بن فائدة.
روى عنه ابن عيينة، وابن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان، ووكيع.
النخالي: بضم النون وفتح الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى النخالة وهي ما يستخرج من الدقيق، ولعله كان يبيعها فنسب إليها، وهو أبو سعد جعفر بن عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد بن مهران النخالي السرخسي، من أهل سرخس، وقد يكنى بأبي سعيد أيضا.
يروي عن أبي علي لقمان بن علي بن لقمان السرخسي، وأبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي وغيرهما.
روى عنه أبو الحسن الليث بن الحسن بن الليث الليثي.
وكانت وفاته في حدود سنة أربعمئة.(5/471)
وأبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن أحمد الدلال في العطارين، يعرف بابن النخالي، من أهل بغداد، حدث عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وحبيب بن الحسن القزاز، وأحمد بن إبراهيم القديسي، روى عنه أبو بكر الخطيب، وقال: كتبت عنه شيئا يسيرا، وكان صدوقا.
النخاني: بفتح النون والخاء المعجمة وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى نخان وهي قرية على باب مدينة أصبهان التي يقال لها: جي، منها أبو جعفر زيد بن بندار بن زيد النخاني، من أهل أصبهان كان يتفقه، وقيل: إنه صام أربعين سنة هو وابنه وامرأته.
سمع القعنبي، وعثمان بن أبي شيبة وغيرهما.
روى عنه أحمد بن محمد بن نصير الاصبهاني ومات سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
النخذي: بفتح النون والخاء المعجمة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى أندخوذ، وهي بليدة على طرف البرية بين بلخ ومرو.
كذا رأيت جماعة من أهل البلدة ينتسبون إليها.
منهم:
أبو يعقوب يوسف بن أحمد النخذي.
تفقه ببخارى وأقام بها مدة، وسمع بها الحديث من الرئيس أبي عبد الله محمد بن أحمد البرقي، والسيد أبي بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري وغيرهما.
أدركته ولم يتفق أني سمعت منه شيئا، وكتب إلي الاجازة لجميع مسموعاته بخطه على يد صاحبنا أبي علي بن الوزير الدمشقي، وهو تولى تحصيلها، وكانت ولادته في حدود سنة أربعين وأربعمئة أو قبلها، ووفاته في حدود سنة ثلاثين وخمسمئة بأندخوذ.
النخري: بضم النون وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الجد، وهو إبراهيم بن الحجاج بن الحجاج بن نخرة النخري الصنعاني، من أهل صنعاء، يروي عن إسحاق بن إبراهيم الطبري (1)، وعبد الله بن أبي غسان وغيرهما، حدث عنه أبو عيسى الرملي وغيره.
النخشبي: بفتح النون وسكون الخاء وفتح الشين المعجمتين وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى نخشب، وهي بلدة من بلاد ما وراء النهر عربت فقيل لها: وقد ذكرتها في النون والسين.
وذكرتها هنا لان جماعة من هذه البلدة اشتهروا في الدنيا
__________
(1) تحرفت في " اللباب " إلى: الديري.
وانظر " الاكمال ": 1 / 191.
[ * ](5/472)
والنخشبي، لكي لا يظن الناظر فيه أني لم أذكرها في كتابي.
واشتهر بهذه النسبة شيخ عصره بلا مدافعة أو تراب النخشبي، اختلف في اسمه، فالاشهر أن اسمه عسكر بن حصين، وقيل: عسكر بن محمد بن حصين.
كان من جلة المشايخ والمذكورين بالعلم والفتوة، والتوكل والزهد والورع.
روى الحديث عن محمد بن عبد الله بن نمير.
روى عنه محمد بن عبد الله بن مصعب، ويعقوب بن الوليد، وتوفي في البادية، فإنما قيل: نهسته السباع سنة خمس وأربعين ومئتين.
وخرج منها جماعة كثيرة من الكبار في كل فن من العلم، قد ذكرت بعضهم في
" النسفي ".
ولهذا البلد تاريخ كبير في مجلدتين ضخمتين جمعهما أبو العباس المستغفري الحافظ النسفي.
النخعي: بفتح النون والخاء المعجمة بعدها العين المهملة.
هذه النسبة إلى النخع، وهي قبيلة من العرب نزلت الكوفة، ومنها انتشر ذكرهم، وهو جسر بالفتح ابن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد.
سمي النخع لانه ذهب عن قومه.
قاله ابن ماكولا.
قال: ومن هذه القبلة علقمة والاسود وإبراهيم.
ومنها أبو شبل علقمة بن قيس بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن مالك بن علقمة بن سلامان بن كهل بن بكر بن عوف بن النخع النخعي الكوفي، وكان راهب أهل الكوفة عبادة وعلما وفضلا وفقها، وكان من أشبههم بعبد الله بن مسعود رضي الله عنه هديا ودلا (1) وهو عم الاسود بن يزيد، وخال إبراهيم النخعي، لان أم إبراهيم النخعي كانت مليكة أخت الاسود بن يزيد.
مات علقمة سنة ثنتين وستين (2)، وكان ممن غزا خراسان، وأقام بخوارزم سنين، ودخل مرو وأقام بها مدة يصلي ركعتين ركعتين.
وأبو عروة الحسن بن عبيد الله النخعي، من أهل الكوفة.
يروي عن الشعبي.
وإبراهيم.
روى عنه الثوري، وابن عيينة.
مات سنة تسع وثلاثين ومئة، وقيل: سنة اثنتين
__________
(1) في " اللباب ": هديا وولاء، خطأ.
والدل قريب المعنى من الهدى، وهما من السكينة والوقار في الهيئة والمنظ والشمائل وغير ذلك.
وفي الحديث: " فقلنا لحذيفة: أخبرنا برجل قريب السمت والهدي والدل من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نلزمه، فقال: ما أحد أقرب سمتا ولا هديا ولا دلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جدار الارض من ابن أم عبد ".
وانظر " لسان العرب " مادة: دلل.
(2) اختلف المؤرخون في تحديد سنة وفاة علقمة بن قيس على أقوال نقل الخطيب في " تاريخه " 12 / 229 - 300 أكثرها، وانظر أيضا " تاريخ ابن عساكر ": 11 / 414 / ب، " وسير أعلام النبلاء ": 4 - 61.
[ * ](5/473)
وأربعين ومئة.
وأبو عمر حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي، قاضي الكوفة.
يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، والاعمش.
روى عنه ابنه عمر بن حفص، وأهل العراق، ومات سنة خمس أو ست وتسعين ومئة.
وحصين بن عبد الرحمن النخعي أخو سلم بن عبد الرحمن.
يروي عن الشعبي، وأهل الكوفة.
روى عنه حفص بن غياث.
قال أبو حاتم بن حبان: ليس الحصين بن عبد الرحمن السلمي، ولا الحصين بن عبد الرحمن الحارثي، وهؤلاء الثلاثة من أهل الكوفة، قد روى ثلاثتهم عن الشعبي، وروى عنهم أهل الكوفة، وربما يتوهم أنهم واحد، وليس كذلك: أحدهم سلمي، والآخر حارثي، والثالث نخعي.
وأبو عبد الله شريك بن عبد الله بن شريك بن الحارث بن أوس بن الحارث بن ذهل بن كعب بن ذهيل بن عمرو بن سعد بن مالك النخعي كان مولده بخراسان.
قال منصور بن أبي مزاحم: سمعت شريكا يقول: ولد ببخارى مقتل قتيبة بن مسلم سنة خمس وسبعين.
يروي شريك عن أبي إسحاق، وسلمة بن كهيل.
روى عنه ابن المبارك، وأهل العراق.
ولي القضاء بواسط سنة خمسين ومئة، ثم ولي الكوفة بعد ذلك، ومات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة.
وكان في آخر أمره يخطئ فيما يروي، تغير عليه حفظه، فسماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون، وإسحاق الازرق، وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة.
وأبو عمرو الاسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله بن سلامان بن كهل بن بكر بن النخع النخعي، هو ابن أخي علقمة بن قيس.
يروي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
روى الشعبي والنخعي.
وكانت أم إبراهيم مليكة بنت قيس عمه الاسود بن يزيد، وكان الاسود صواما قواما، حج أربعين حجة وعمره، وكان فقيها وزاهدا.
مات سنة خمس وسبعين، وقيل: سنة أربع وسبعين.
وأبو أرطاة الحجاج بن أرطاة النخعي، من أهل الكوفة، كان صلفا، يروي عن عطاء،
وعمرو بن دينار، وروى عنه شعبة والثوري، وكان خرج مع المهدي إلى خراسان، فولاه القضاء، ومات في منصرفه بالري سنة خمس وأربعين ومئة.
تركه ابن المبارك، ويحيى القطان، وابن مهدي، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل.
وكان قبل أن يخرج مع المهدي على شرط الكوفة لعبد الله بن عمر بن عبد العزيز.
وكان ابن إدريس يقول سمعت الحجاج بن(5/474)
ارطأة يقول: لا ينبل (1) الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة قلت: إنما كان يقول ذلك لمزاحمته السفل وأرذال الناس، وما علم أن الناس بنو آدم، وآدم صلى الله عليه وسلم خلق من التراب.
وأبو الصباح سليمان بن قشير النخعي، وكان إمام النخع، وهو الذي يقال له: سليمان بن قسيم، وقد قيل: سليمان بن شقير، ويقال: سليمان بن سفيان، وقد قيل: سليمان بن أسير، كله واحد.
عداده في أهل الكوفة، روى عنه أهلها، وهو الذي يروي عن النخعي وغيره، يأتي بالمعضلات عن أقوام ثقات، وربما حدث عنه الثوري، ويكنيه يقول: حدثني أبو الصباح ولا يسميه.
وسئل يحيى بن معين عن سليمان بن سفيان، فقال: ليس بشئ.
وأبو داود سليمان بن عمرو النخعي الفامي: من أهل بغداد، كان ينزل عند درب البقر.
يروي عن أبي حازم وغيره.
قال أبو حاتم بن حبان: وكان رجلا صالحا في الظاهر إلا أنه كان يضع الحديث وضعا، وكان قدريا، لا تحل كتابة حديثه إلا على جهة الاختبار، ولا ذكره في الكتب إلا من طريق الاعتبار، روى عنه إبراهيم بن زكريا الواسطي.
قال أبو الحسين الرهاوي: سألت عبد الجبار بن محمد عن أبي داود النخعي وما يذكر من فضله، قال: كان أطول الناس قياما بليل، وأكثرهم صياما بنهار، وكان يضع الحديث وضعا.
وكميل بن زياد النخعي، وهو الذي يقال له: كميل بن عبد الله.
من أصحاب علي رضي الله عنه.
روى عنه عبد الرحمن بن عابس، والعباس بن ذريح، وأهل الكوفة.
وكان كميل من المفرطين في علي رضي الله عنه، ممن يروي عنه المعضلات، وفيه المعجزات.
منكر الحديث جدا، تتقى روايته، ولا يحتج به.
وأبو القاسم علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن عمر بن سعد بن مالك بن يحيى بن عمرو بن يحيى بن الحارث النخعي، المعروف بابن كاس.
من أهل الكوفة، سكن بغداد، هكذا نسبه الدار قطني، ووافقه ابن الثلاج في نسبه إلى مالك، ثم قال: ابن كامل بن كميل بن زياد بن نهيك بن هيثم بن سعد بن مالك بن النخع.
حدث عن الحسن ومحمد ابني علي بن عفان، وإبراهيم بن أبي العنبس، وسليمان بن الربيع النهدي، والحارث بن أبي أسامة.
وكان ثقة فاضلا، عارفا بالفقه على مذهب أبي حنيفة، يقرئ القرآن.
روى عنه
__________
(1) كذا الاصل، وعبارة ابن حبان في " المجروحين ": 1 / 225: لا يبتلى الرجل..وقد نقل الذهبي هذه العبارة في " الميزان ": 1 / 459، " وسير أعلام النبلاء ": 7 / 72 بلفظ: لا تتم مروءة الرجل حتى يترك الصلاة في الجماعة.
وقال: قلت: لعن الله هذه المروءة، ما هي إلا الحمق والكبر.
[ * ](5/475)
أبو الحسن الدار قطني، وأبو حفص بن شاهين، وكان خرج عن الكوفة وولي ولايات بالشام، ثم قدم إلى بغداد، ثم ولي الرملة فخرج إليها، وقدم بعد ذلك بغداد، وركب في سمارية ففرق وأخرج حيا.
وكان مقدما في علم أبي حنيفة، ومقدما في علم الفرائض، وغرق يوم عاشوراء من سنة أربع وعشرين وثلاثمئة.
ومالك المعروف بالاشتر بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن أشجع النخعي.
كان أحد الفرسان المشهورين يوم الجمل وصفين، وكان مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
يروي عن خالد بن الوليد، روى عنه الشعبي، ومات بالقلزم مسموما سنة سبع وثلاثين من الهجرة، سمه معاوية في العسل، ولما بلغه الخبر قال: إن لله جنودا من العسل.
قال عمير بن سعيد: دخلت على الاشتر بأصبهان في أناس من النخع نعوده، فقال: هل في البيت إلا نخعي ؟ قلنا: لا، قال: إن هذه الامة عمدت إلى خيرها فقتلوه يعني
عثمان وسوف تسيرون إلى قوم لا بيعة لكم عليهم، فلينظر امرؤ أين يضع سيفه يعني أهل صفين.
النخلي: بفتح النون وسكون الخاء المعجمة.
هذ النسبة إلى النخل، وظني أنها القرية المعروفة التي على ستة فراسخ من مكة، وأهلها أكثرهم من هذيل.
والمشهور بهذه النسبة عمران النخلي.
يروي عن سفينة، روى عنه شريك بن عبد الله القاضي، وله ولد يقال له حماد بن عمران النخلي روى عنه أبو نعيم الفضل بن دكين الكوفي.
وأبو عبد الله إبراهيم بن محمد النخلي صاحب التاريخ.
ومن ولده أبو عبد الله محمد بن عمران النخلي: له علم بالرجال ومعرفة بالاسماء والكنى والانساب.
روى عنه أبو بكر بن أبي الاسود.
النخلاني: بفتح النون وسكون الخاء المعجمة وبعدها لام ألف وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى نخلان، وهو بطن، من سلف، وسلف بطن من كلاع، والكلاع من حمير.
والمشهور بهذه النسبة رافع بن عقيب النخلاني السلفي (1).
ويزيد بن خالد بن مسعود بن خولي النخلاني.
ذكره أبو سعيد بن يونس، وقال: ونخلان من سبأ.
وكان على الشرط بمصر، توفي في سنة خمس وستين ومئتين.
__________
(1) زاد ابن الاثير في " اللباب ": روى عن عمر بن الخطاب، روى عنه ثمامة بن شفي.
[ * ](5/476)
باب النون مع الدال الندبي: بفتح النون والدال المهملة أو السكون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى ندب وهو حي من الازد.
والمشهور بالانتساب إليه أبو عمرو بشر بن حرب الندبي.
عداده في أهل البصرة، يروي عن ابن عمر وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم.
روى عنه الحمادان، ابن سلمة، وابن زيد، ومرثد بن عامر الهنائي.
تركه يحيى بن سعيد القطان، وكان علي بن المديني لا يرضاه لانفراده عن الثقات بما ليس من حديثهم.
مات في
ولاية يوسف بن عمر على العراق، وكانت وفاته من سنة إحدى وعشرين ومئة إلى سنة أربع وعشرين ومئة.
وكان يحيى بن معين يضعفه، وأحمد بن حنبل يقول: ليس هو بالقوي في الحديث.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث.(5/477)
باب النون والذال (المعجمة) النذيري: بفتح النون والذال المكسورة المعجمة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نذير وهو بطن من بجيلة، وهو نذير بن قسر بن عبقر.
النذيري: بضم النون وفتح الذال المعجمة والياء الساكنة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نذير وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو الامام أبو يعقوب يوسف بن محمد بن موسى بن العباس بن الفضل بن النذير الحنيفي النذيري المودوي، من أهل نسف.
كان أحد الائمة العلماء.
يروي عن أبي نصر أحمد بن محمد الراهبي.
روى عنه محمد بن الخليل النسفي أخو الحسين.
وتوفي غرة صفر سنة تسع وأربعين وأربعمئة آخر مدة الوباء الواقع بنسف، وصلى عليه أحمد بن محمد البلدي.(5/478)
باب النون والراء النرسي: بفتح النون وسكون الراء وكسر السين المهملة.
هذه النسبة إلى النرس، وهو نهر من أنهار الكوفة، عليه عدة من القرى ينتسب إليها جماعة من مشاهير المحدثين بالكوفة.
والعباس بن الوليد النرسي: يروي عن يزيد بن زريع وغيره.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد البجيري، وإسحاق بن خالويه.
وأبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن حسنون النرسي: من أهل بغداد، يروي عن أبي جعفر بن البتري الرزاز، ومحمد بن إسماعيل الوراق، روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو الفوارس طراد بن محمد الزينبي.
وابنه أبو الحسين محمد بن نصر بن النرسي: يروي عن جماعة كثيرة من أصحاب أبي القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد مثل أبي القاسم بن صابر وأبي طاهر المخلص.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب وأثنى عليه وقال: كتبنا عنه وكان صدوقا ثقة من أهل القرآن حسن الاعتقاد، وروى لي عنه أبو بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري.
وكان ولادته في سنة سبع وستين وثلاثمئة، ومات في صفر سنة ست وخمسين وأربعمئة.
وابنه أبو نصر هبة الله بن أبي الحسين بن النرسي: حدث عن أبيه، وأبي محمد الجوهري.
حدثونا عنه.
وابنه أبو الفضل عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي الحسين بن النرسي: من التجار المعروفين.
شيخ سديد السيرة، لقيته ببلخ ثم بسمرقند وسمعت منه كتاب " المقامات " لابي محمد القاسم بن علي الحريري بروايته عن منشئها، ثم لقيته ببخارى وسألته عن النرس، فقال: سمعت أنها قرية بفارس.
وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي الكوفي.
سمع بالكوفة من الشريف أبي عبد الله بن عبد الرحمن الحسني، ومن أبي بكر محمد بن إسحاق بن فدويه، وعن جماعة ببغداد، وكان حافظا، من أهل الخير والعلم، متقنا ثبتا صالحا، يعرف بأبي.
سمع منه والدي رحمه الله، وروى لي عنه جماعة كثيرة بالكوفة وبغداد وأصبهان وخراسان من شيوخي رحمهم الله.
وكانت وفاته سنة سبع وخمسمئة.(5/479)
وأما أبويحيى عبد الاعلى بن حماد بن نصر النرسي: من علماء البصرة وائمتهم، وإنما قيل له النرسي لان جده اسمه نصر، والنبط إذا أرادوا أن يقولوا: نصر، قالوا: نرس، فبقي عليه، وقيل له نرس لهذا، ونسب ولده إليه.
سمع مالك بن أنس، وحماد بن سلمة، ووهيب بن خالد وغيرهم، روى عنه البخاري ومسلم وغيرهما وجماعة آخرهم أبو القاسم البغوي.
وكان من الثقات الصادقين.
ومات بالبصرة سنة سبع وثلاثين ومئتين.
النرشخي: بفتح النون وسكون الراء وفتح الشين المعجمة وكسر الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى نرشخ، وهي قرية من قرى بخارى بقرب قرية وابكنة.
والمنتسب إليها أبو نصر أحمد بن محمد بن إسماعيل البرشخي.
كان فاضلا عالما.
سمع منه والد أبي كامل البصيري.
وأبو عبد الله محمد بن حمدان النرشخي: من أهل بخارى، يروي عن يحيى بن سهيل.
روى عنه داود بن محمد بن موسى البخاري.
وأبو بكر محمد بن جعفر بن زكريا بن الخطاب بن شريك بن بزيغ النرشخي: من أهل بخارى.
يروي عن أبي بكر بن حريث، وعبد الله بن جعفر وغيرهما.
وولد سنة ست وثمانين ومئتين، وتوفي في صفر سنة ثمان وأربعين وثلاثمئة.
النرمقي: بفتح النون والميم بينهما الراء وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى نرمق: وهي قرية من قرى الري، يقال لها: نرمة.
منها: أحمد بن إبراهيم النرمقي الرازي: يروي عن سهل بن عبد ربه السندي، روى عنه محمد بن المرزبان الادمي الشيرازي شيخ أبي القاسم الطبراني.
النريزي: بفتح النون وكسر الراء المهملة بعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى قرية يقال لها: نريز من رستاق أذربيجان.
والمشهور بالنسبة إليها: أحمد بن عثمان بن نصر النريزي.
حدث عن أحمد بن الهيثم الشعراني، ويحيى بن عمرو بن فضلان التنوخي.
روى عنه أبو الفضل محمد بن المطلب الشيباني الكوفي.
والامام أبو تراب عبد الباقي بن يوسف بن (..) (1) النريزي المراغي.
كان من
__________
(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
[ * ](5/480)
الائمة المتقنين، والفضلاء المبرزين، وكان ورعا زاهدا، سكن نيسابور إلى حين وفاته،
وولي الامامة والتدريس بمسجد عقيل.
يروي عن أبي عبد الله أحمد بن الحسين المحاملي، وأبي القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران العبدي وغيرها.
روى عنه أبو البركات ابن الفراوي، وأبو منصور الشحامي وجماعة كثيرة بنيسابور وسائر بلاد خراسان.
وتوفي في سنة إحدى وتسعين وأربعمئة.(5/481)
باب النون والسين النسابة: بفتح النون والسين المشددة المهملة والباء الموحدة المفتوحة بعد الالف وفي آخرها الهاء.
هذه النسبة إلى النسب النسابة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " وقال: أبو الحسن الكوفي الشاعر النسابة، ورد علينا نيسابور سنة خمس وثلاثمئة، وكان يكثر الكون عند أبي أحمد التميمي، وكان من أحفظ الناس لايام الناس وأخبارهم وأشعار المتقدمين والمتأخرين، ثم إنه خرج إلى بخارى وتوفي بها، وذاك أن أبا الاصبع أخبرني أنه دفنه في مقبرة بقرب سعيد بن نصر الاندلسي.
سمع أبا العباس بن سعيد بن عقدة، وأبا عبد الله الحسين بن إسماعيل بن القاضي، وأبا بكر محمد بن يحيى الصولي وأقرانهم، وتوفي ببخارى سنة ثلاث وخمسين وثلاثمئة.
النساب: بفتح النون والسين المهملة المشددة بعدها الالف وفي آخرها الباء الموحدة، مثل الاول غير أنه بغير الهاء، وعرف بهذا دغفل بن حنظلة السدوسي النساب، بصري.
هكذا ذكره أبو محمد بن أبي حاتم وقال: له صحبة، ويقال: ليست له صحبة روى عنه الحسن البصري.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل.
قلت لابي: دغفل له صحبة ؟ قال: ما أعرفه يعني: لا يدري له صحبة أم لا.
النساج: بفتح النون وتشديد السين المهملة وفي آخرها جيم.
اشتهر بهذه النسبة جماعة ينتسبون إلى نسج الثياب، منهم: أبو حمزة مجمع بن صمغان النساج التيمي: من أهل الكوفة، يروي عن أبي صالح.
روى عنه ابن عيينة، وكان من العباد.
وكان أبو حيان التيمي يقول: أوثق عملي حتى مجمع التيمي.
وأبو محمد جرثومة بن عبد الله النساج، مولى بلال بن أبي بردة، من أهل البصرة، رأى أنس بن مالك رضى الله عنه.
يروي عن الحسن وثابت وبكر بن عبد الله المزني.
روى عنه موسى بن إسماعيل التبوذكي، وحماد بن زيد، وعلي بن عثمان اللاحقي، وكان ثقة.
وأبو القاسم بكر بن أحمد بن محمي بن كثير بن صالح النساج.
سكن واسط، وحدث بها عن يعقوب بن تحية.
روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ، والقاضي أبو العلاء(5/482)
محمد بن علي الواسطي، ولم يروي إلا ثلاثة أحاديث ومات في حدود سنة خمسين وثلاثمئة.
وأبو الحسن خير بن عبد الله النساج الصوفي: من أهل سر من رأى، نزل بغداد، وكانت له حلقة يتكلم فيها، وكان صحب أبا حمزة محمد بن إبراهيم الصوفي وغيره، وصحبه الجنيد، وأبو العباس بن عطاء، وأبو محمد الجريري، وأبو بكر الشبلي، وقيل: إن إبراهيم الخواص صحبه.
وعمر عمرا طويلا حتى لقيه أحمد بن عطاء الروذباري، وللصوفية عنه حكايات غريبة، وأمور مستطرفة عجيبة.
وذكر فارس البغدادي أن اسمه محمد بن إسماعيل، ولقبه خير، وكان قد عمر مئة وعشرين سنة، ومات سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة.
ولما مات رآه بعض أصحابه في المنام، فقال: له: ما فعل الله بك ؟ قال: لا تسألني عن هذا، ولكن استرحت من دنياكم الوضرة.
وأبو منصور مقرب بن الحسن بن الحسين النساخ: من أهل بغداد، كان شيخا صالحا، تاليا للقرآن، سمع أبا يعلي محمد بن الحسين بن الفراء، وأبا الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وغيرهم.
لم ألحقه، وحدثونا عنه، وأثنى مشايخنا عليه.
روى لي عنه أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد الصوفي.
وتوفي
في ربيع الاول سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة ببغداد.
وابنه أحمد بن مقرب بن النساج، كان شيخا صالحا فقيها سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ، وأبا عبد الله الحسين بن أحمد بن طلحة النعالي وغيرهما، سمعت منه أحاديث.
النسائي: بفتح النون والسين المهملة وبعد الالف همزة وياء النسب هذه النسبة إلى بلد بخراسان يقال لها: نسا، والنسبة المشهورة إلى هذه البلدة النسوي والنسائي، وسمعت إسماعيل بن محمد بن الفضل بأصبهان يقول: سمعت الاديب أبا المظفر محمد بن أحمد الابيوردي يقول: النسبة الصحيحة إلى هذه البلدة نسائي.
وكان الاديب جمع جزءا في تاريخ نسا وأبيورد، وأنا دخلتها وأقمت بها أربعين يوما، وكتبت عن جماعة بها.
وسمعت أن هذه البلدة إنما سميت بهذا الاسم في ابتداء الاسلام لان المسلمين لما أرادوا فتحها كان رجالها غيبا عنها، فحاربت النساء الغزاة، فلما عرفت العرب ذلك كفوا عن الحرب، لان النساء لا يحاربن، وقالوا: وضعنا هذه القرية في النساء، يعني التأخير، حتى يعود وقت عود رجالهن.
إنما سميت نسا لان النساء كانت تحارب دون الرجال، والله أعلم.(5/483)
وفيها سمعت أبا نصر محمد بن أحمد الازجاهي الضرير أملي من حفظه لبعض العرب القديمة من أهل عسكر قتيبة بن مسلم الباهلي: فتحنا سمرقند العريضة بالقنا * شتاء وأربعنا نؤم نساء فلا تجعلنا يا قتيبة والذي * ينام ضحى يوم الحروب سواء وقيل قديما: إن من دخل نسا نسي الوطني.
والمنسوب إلى هذه البلدة جماعة من الائمة الكبار، منهم: أبو أحمد فضالة بن إبراهيم التميمي النسائي: من كبار أصحاب ابن المبارك، روى عن الليث بن سعد، وعبد الله بن لهيعة.
روى عنه جماعة.
قال أبو حاتم بن حبان: كان
قتيبة بن سعيد مع فضالة بن إبراهيم التميمي بمصر، وكان من أهل الحفظ والضبط والعلم باللغة والشعر، وهو والد أبي يزيد عبيد الله بن فضالة.
وأبو أحمد حميد بن زنجوية بن قتيبة بن عبد الله الازدي النسوي، الامام الفاضل، صاحب كتاب " الترغيب " و " الآداب ".
رحل إلى العراق والحجاز والشام وديار مصر ورجع إلى بلده، وكان من سادات أهل بلده فقها وعلما، وهو الذي اظهر السنة بنسا.
يروي عن النضر بن شميل، ويعلي بن عبيد.
روى عنه الحسن بن سفيان.
قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالمدينة بمصر، وروى عنه أبو زرعة، ومات بها في سنة سبع وأربعين ومئتين.
وزرت قبره بنسا، وأتممت عند قبره قراءة كتاب " الآداب " من تصنيفه.
تمنها أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر بن سنان النسائي، صاحب كتاب " السنن ".
إمام عصره، سكن مصر مدة، وانتشرت بها تصانيفه.
حدث عن قتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر وغيرهما.
توفي سنة ثلاث وثلاثمئة، قيل: بمكة، وقيل: بالرملة.
وابنه عبد الكريم بن أحمد النسائي: من أهل مصر، ولد بمصر في صفر سنة سبع وسبعين ومئتين، وتوفي بها سنة أربع وأربعين وثلاثمئة.
وعبد الله بن وهب النسائي: شيخ دجال، يضع الحديث على الثقات، ويلزق الموضوعات بالضعفاء.
يروي عن يزيد بن هارون وأهل العراق.
لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الجرح فيه.
قال أبو حاتم بن حبان: وهو شيخ ليس يعرفه كل إنسان إلا من تتبع الضعفاء والتنقير عن(5/484)
أتباعهم وكتابة حديثهم للمعرفة والسبر.
روى عنه من أهل بلده محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل.
قال أبو حاتم: بنسا، وقال: حدثناه محمد بن سدوس بنسا في قرية الحسن بن سفيان.
قال ابن ماكولا في " الاكمال ":
وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان بن عبد الرحمن النسوي، كتب بخراسان والعراق والحجاز.
سمع عيسى بن حماد زغبة، ودميم بن اليتيم، وقتيبة وأبا مصعب، وهشام بن عمار وغيرهم.
حدث عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب وأبو القاسم يوسف بن يعقوب السوسي.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أحمد بن عثمان النسائي، أبو عبد الرحمن، رفيق أبي بمصر في الرحلة الثانية، سمعت منه، وهو صدوق ثقة.
وأبو محمد عبد الرحمن بن بحر بن معاذ النسوي البزاز، سمع محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وهشام بن عمار.
روى عنه ابنه أبو عبد الله، وأبو محمد زياد العدل.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد النسوي، سمع محمد بن رمح، وأبا مصعب، ونصر بن علي، وأبا الطاهر.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ، وأبو جعفر بن سعيد.
توفي سنة سبع وثمانين ومئتين.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن سعيد بن ذؤيب النسوي، والد أبي بكر بن أبي الحسن رئيس نسا.
سمع ببلده حميد بن زنجوية، وبخراسان محمد بن عيسى الدامغاني، وبالري محمد بن حميد، وبالعراق أحمد بن منيع، وأبا كريب، وبالحجاز أبا مصعب وغيرهم.
روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم.
وعلي بن سعيد بن جرير النسوي.
روى عنه ابنه محمد بن علي.
ابنه أبو عبد الله محمد بن علي بن سعيد بن جرير النسوي سمع أباه وقتيبة، روى عنه أبو الفضل بن إبراهيم.
وجماعة من بني نسي، وهو بطن من الصدف، وظني أن النسبة إليه نسائي.
منهم أبو زرعة عقبة بن يزيد بن سعيد بن قتادة بن جبلة بن نمر بن الحارث الصدفي النسائي: من أهل مصر.
توفي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين ومئتين.
وأبو خيثمة زهير بن حرب بن شداد النسائي.
كان اسم جده أشتال، فعرب وجعل شداد.
وأبو خيثمة نسائي سكن بغداد، وحدث بها عن سفيان بن عيينة، وهشيم بن بشر،(5/485)
وإسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سعيد القطان، وأبو معاوية الضرير، ووكيع بن الجراح وغيرهم.
روى عنه ابنه أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، ويعقوب بن شيبة، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج، وأبو داود السجستاني، وأبو عيسى الترمذي، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وكان ثقة، ثبتا، حافظا، متقنا، ومكثرا من الحديث.
قال الفريابي: سألت محمد بن عبد الله بن نمير أيما أحب إليك أبو خيثمة أو أبو بكر بن أبي شيبة ؟ فقال: أبو خيثمة.
وجعل يطري أبا خيثمة ويضع من أبي بكر.
ومات أبو خيثمة في شعبان سنة أربع وثلاثين ومئتين في خلافة جعفر المتوكل، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
وابنه أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة النسائي (..) (1).
وابن أخيه أبو جعفر محمد بن زاهر بن حرب بن شداد النسائي أخو القاسم بن زاهر.
سكن دمشق، وحدث بها عن أحمد بن شبوية المروزي.
روى عنه محمود بن إبراهيم بن سميع الدمشقي، والعباس بن الوليد بن مزيد البيروتي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه، فقال: كان بدمشق، توفي هناك وأنا صليت عليه، وكان من أقراني، ولم يكن به بأس.
النسطاسي: بكسر النون والطاء المهملة والالف بين السينين.
هذه النسبة إلى الجد، وهو أبو يعفور عبد الرحمن بن عبيد بن نسطاس النسطاسي.
يروي عن أبي الضحى مسلم بن صبيح.
روى عنه الثوري، وابن عيينة، وابن المبارك، ومروان الفزاري.
النسفي: بفتح النون والسين وكسر الفاء.
هذه النسبة إلى نسف وهي من بلاد ما وراء النهر، يقال لها: نخشب.
أقمت بها قريبا من شهرين وسمعت بها من جماعة.
خرج منها من العلماء في كل فن جماعة لا يحصون.
وذكرها أبو تمام حبيب بن أوس في قصيدة يقولها للمعتصم:
تهاب الروم في معاقلها * والترك تخشاك من وراء نسف فأما أبو إسحاق إبراهيم بن معقل بن الحجاج بن خداش النسفي: كان من جلة أهل
__________
(1) بياض في الاصل قدر ثلاث كلمات، وأبو بكر هذا قال فيه الخطيب البغدادي: (..وكان ثقة عالما متفننا حافظا بصيرا بأيام الناس رواية للادب..وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته..) " تاريخ بغداد ": 4 / 162 - 164.
[ * ](5/486)
السنة وأصحاب الحديث، ومن ثقاتهم وأفاضلها، كتب الكثير وجمع المسند والتفسير، وحدث بها، يقال: إنه كان على قضاء نسف مدة.
رحل إلى بلاد خراسان والعراق والشام وديار مصر.
سمع عبد الله بن عثمان الدبوسي، وقتيبة بن سعيد البغلاني، وهشام بن عمار الدمشقي، وحرملة بن يحيى المصري، ويعقوب بن حميد بن كاسب وغيرهم.
روى عنه جماعة كثيرة من أهل بلده والغرباء.
وتوفي سنة أربع وتسعين ومئتين.
وابنه أبو عثمان سعيد بن إبراهيم بن معقل بن الحجاج النسفي.
يروي عن أبيه، وعبد الصمد بن الفضل البلخي، ومحمد بن عبد بن حميد الكسي، وعلي بن عبد العزيز المكي، وإبراهيم بن محمد بن سويد الصنعاني، والحسن بن عبد الاعلى البوسي وغيرهم من أهل اليمن والحجاز والعراق وخراسان وما وراء النهر جماعة يكثر عددهم.
وكان فاضلا ثقة صاحب أدب وشعر.
روى عنه جماعة كثيرة مثل محمد بن أبي سعيد السرخسي، وعلي بن محمد بن عصمة المروزي، ومحمد بن عمران الاشتيخني، وآخرهم أبو الفضل منصور بن نصر الكاغدي.
وتوفي في صفر سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة.
وأبو علي الحسين بن الخضر النسفي الفقيه، ذكرته في ترجمة الفاء في الفشيديزجي.
وقد جمع لرجالها أبو العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري النسفي الحافظ كتابا مشبعا يشتمل على ثمانين طاقة أو أكثر.
النسوي: بفت النون والسين المهملة والواو.
هذه النسبة إلى نسا، وقد ذكرنا النسبة
إليها النسائي.
ومنهم من قال بالواو وجعل النسبة إليها النسوي.
واشتهر بهذه النسبة أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء النسوي الشيباني.
إمام متقن ورع حافظ، ذكرته في حرف الباء في البالوزي.
وأبو الحسن علي بن إبراهيم بن أحمد النسوي من أهل نسا، سمع بالعراق أبا كريب، ونصر بن علي، وبالحجاز أبا مصعب الزهري ويعقوب بن حميد بن كاسب، وبمصر حرملة بن يحيى، وأبا الطاهر بن السرح وغيرهم.
حدث بالكثير منها الموطأ لمالك عن أبي مصعب.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الاخرم، وأبو الفضل الشرمقاني، ومات بنسا في سنة سبع وثمانين ومئتين.
وأبو طاهر بحر بن شعيب النسوي.
ذكره أبو محمد بن أبي حاتم الرازي وقال: هو رفيق أبي في الرحلة إلى مصر، وتوفي بمصر.
روى عن علي بن الحسن بن شقيق، والمغيرة بن موسى المزني، وسليمان بن أبي هوذة الراوي، والنضر بن شميل، وسلمة بن سليمان.(5/487)
وحفيد الحسن بن سفيان السابق ذكره أبو يعقوب إسحاق بن سعد بن الحسن بن سفيان النسوي.
كان شيخا ثقة، حدث بخراسان والعراق، وكتب عنه الناس بانتخاب أبي الحسن الدار قطني.
وحدث عن جده الحسن، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وعبد الله بن زيدان الكوفي، وتميم بن يوسف الحمصي، وأبي بكر بن الباغندي، وأبي القاسم بن منيع.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وطاهر بن عبد العزيز الحصري، وإبراهيم بن عمر البرمكي، وعبد الغفار بن محمد الارموي، وأبو القاسم علي بن المحسن التنوخي وأحمد بن محمد بن منصور العتيقي.
كانت ولادته سنة ثلاث وتسعين ومئتين في شهر رمضان، وحدث ببغداد سنة إحدى وسبعين، وتوفي بنسا سنة أربع وسبعين وثلاثمئة.
وأبو عبد الله محمد بن سعد بن حمويه النسوي.
له رحلة إلى العراق والحجاز واليمن،
سمع بالعراق إبراهيم بن الهيثم البلدي، وجعفر بن محمد بن شاكر، وبالحجاز أبا يحيى بن أبي مسرة، وعلي بن عبد العزيز، وباليمن إسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن المبارك الصنعاني وغيرهم.
روى عنه أبو علي الحافظ، وأبو إسحاق المزكي، وانتقى عليه أبو علي الحافظ بنيسابور سنة ست وعشرين وثلاثمئة.(5/488)
باب النون والشين (المعجمة) النشاستجي: بفتح النون والشين المعجمة بعدها الالف ثم السين المهملة والتاء المفتوحة ثالث الحروف وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى النشاستج، وهو شئ يؤخذ من الحنطة، ويقال له: النشا، والنسبة إليه نشائي ونشاستجي.
والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن حرب الواسطي النشاستجي، من أهل واسط، وسأذكره في النشائي.
روى عن يحيى بن سعيد القطان، ومحمد بن يزيد، وعبيدة بن حميد وعمر بن حبيب، ومحمد بن ربيعة.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وسئل أبو حاتم عنه، فقال: صدوق.
النشائي: هذه النسبة بالنون والشين المفتوحة المنقوطة وهمز الالف إلى عمل النشا، وهو النشاستج: شئ يستخرج من الحنطة، تقصر به الثياب وتطرا.
والمشهور بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن حرب النسائي، وقيل له: النشاستجي أيضا، من أهل واسط شيخ ثقة صدوق.
يروي عن يزيد بن هارون وغيره.
سمع منه البخاري ومسلم بن الحجاج وأبو داود السجستاني وابنه أبو بكر عبد الله بن سليمان وغيرهم.
وأبو حفص عمر بن محمد بن علي الرفاء النشائي.
فقيه صالح، سديد السيرة، يعظ في الرساتيق، من أصحاب والدي رحمه الله، وسمع منه الحديث، ومن مشايخنا، ومن أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق.
سمعت منه قطعة من أمالي الدقاق.
وتوفي (..) (1) وخمسمائة، ودفن بسجذان.
وأبو الفتح محمد بن أبي بكر بن ريحان النشائي الدلال، من أهل هراة.
شيخ صالح أقعد وزمن، وكانت له عجلة يركبها ويسيرها إما بنفسه أو بغيره.
سمع أبا إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري، وأبا عبد الله محمد بن علي العميري وغيرهما.
سمعت منه بهراة في النوبة الثانية، وتوفي في حدود سنة خمس أو ست وأربعين وخمسمئة.
__________
(1) بياض في الاصل، وقد سبق للمؤلف أن ترجمة في الرفاء: 6 / 143 وقال: " وتوفي في الثامن عشر من شهر رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمئة، ودفن بسجذان ".
[ * ](5/489)
النشغي: بفتح النون وسكون الشين المعجمة وفي آخرها الغين المعجمة أيضا.
هذه النسبة إلى نشغة، وهو بطن من عذرة، وهو نشغة بن جناب بن معاوية، وهو الجوشن بن بكر بن عامر الاكبر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة، ومن ولده عيال بن سلامة بن نشغة النشغي.
كان يغير علي بني عبد الله بن كنانة فيكثر.
قال ذلك ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب قضاعة.
النشكي: بفتح النون وسكون الشين المعجمة وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى نشك وهي قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ، منها: أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد النشكي.
كان فقيها فاضلا صالحا ورعا، كثير الاحتياط.
تفقه على جدي، وصحب والدي مدة، ثم خرج إلى باخرز وسكنها إلى آخر عمره، وكان الناس يراجعونه في الفتاوى.
سمع جدي وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري، لقيته غير مرة، ولم يتفق لي أن أسمع منه شيئا من الحديث، وأجاز لي رواية مسموعاته، وكتب لي خطه بذلك.
وكانت ولادته في شهر ربيع الاول سنة ثمان وستين وأربعمئة بمرو، ووفاته (..) (1).
النشوي: بفتح النون والشين المعجمة.
هذه النسبة إلى نشا، ويقال: نشوى.
وهي بلدة متصلة بأذربيجان وأرمينية، ويقال لها: نخجوان، وهي من أعمال أران من بلاد
أرمينية، بينها وبين تبريز ستة فراسخ.
والمشهور بهذه النسبة: أبو حاتم عبد الرحمن بن علي بن يحيى بن محمد بن الرواس النشوي.
يروي عن بجيد بن محمد بن بجيد.
روى عنه خذاداذ بن عاصم.
ومن القدماء أبو موسى هارون بن حيان النشوي.
يروي عن عبد الرحمن بن عبد الله الدشكتي.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن غني الا رومي.
وأبو الفضل خذاداذ بن عاصم بن بكران النشوي، خازن دار الكتب بجنزة.
سمع ببغداد وغيرها من البلاد.
يروي عن أبي نصر عبد الواحد بن مسرة القزويني والحسن بن علي، وأبي مسلم عبد الرحمن بن غزو العطار النهاوندي، وشعيب بن صالح التبريزي وغيرهم.
قاله ابن ماكولا، وقال: سمعت منه بجنزة.
__________
(1) بياض في الاصل.
[ * ](5/490)
وأبو سعيد سلم بن بندار بن الحسين النشوي الارمني، قدم بغداد، وحدث بها عن محمد بن سفيان بن سعيد، ومحمد بن علي بن أبي الحديد المصريين، وبكر بن أحمد التنيسي، ومحمد بن عمر الدمشقي.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه البزاز البغدادي (1).
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى نشا قرية من الريف، ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن بندار النشوي، روى عن القاضي أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حمكا، روى عنه محمد بن طاهر المقدسي ".
[ * ](5/491)
باب النون والصاد (المهملة) النصر اباذي: بفتح النون وسكون الصاد وفتح الراء المهملتين والباء الموحدة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى محلتين: إحداهما بنيسابور وهي من أعالي البلد منها:
أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الله بن شهمرد النصر اباذي: من فقهاء أصحاب الرأي.
سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس السراج، وأبا القاسم البغوي وغيرهم.
وأبو الحسين أحمد بن الحسين بن الحسين بن منصور النصر اباذي، أخو أبي الحسن، سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ومات في شهر ربيع الاول من سنة أربع وستين وثلاثمئة.
وأبو أحمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن الحسين بن منصور النصر اباذي سمع الشرقيين أبا حامد أحمد، وأبا محمد عبد الله ابني محمد بن الحسن.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عمرو النصر اباذي.
سمع محمد بن رافع، والحسن بن عيسى، ومحمد بن أسلم وغيرهم.
وأبو الفضل عبدوس بن الحسين بن منصور النصر اباذي، أخو إسحاق.
سمع محمد بن عبد الوهاب الفراء وطبقته.
روى عنه أبو علي الحافظ.
ويقال: إن اسم عبدوس عبد القدوس، والله أعلم.
وأبو القاسم إبراهيم بن محمد بن أحمد بن محمويه العازف النصر اباذي الواعظ.
شيخ وقته بخراسان، وكان من مشاهير شيوخ الحقيقة، وله رحلة إلى العراق والشام وديار مصر.
سمع بنيسابور أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج، وبالري أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وببغداد أبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وبحران أبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، وبمصر أحمد بن عبد الوارث العسال، وبدمشق أبا الحسن بن عمير بن جوصا الدمشقي، وبدمياط أبا محمد زكريا بن يحيى الدمياطي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الرحمن السلمي، وجماعة سواهما.
وذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ(5/492)
نيسابور " فقال: أبو القاسم النصر اباذي الواعظ، لسان أهل الحقائق في عصره، وصاحب الاصول الصحيحة، وكان مع تقدمه في التصوف من الجماعين للروايات، ومن الرحالين في طلب الحديث.
سمع بنيسابور وبالعراق وبالشام وبمصر وبالري.
أكثر عن أبي محمد بن أبي حاتم، وقام عليه لسماع مصنفاته، وقد كان يورق قديما، فلما وصل إلى علم أهل الحقائق ترك، وغاب عن نيسابور نيفا وعشرين سنة، ثم انصرف إلى وطنه سنة أربعين، وكان يعظ ويذكر على ستر وصيانة، ثم خرج إلى مكة سنة خمس وستين، وجاور بها، ولزم العبادة فوق ما كان من عبادته، وكان يعظ بها ويذكر.
ثم توفي بها في ذي الحجة من سنة سبع وستين، ودفن بالبطحاء عند تربة الفضيل بن عياض.
حججت في تلك السنة، وكان معي ابنه إسماعيل وامرأته سريرة، وقد خرجنا لزيارة أبي القاسم، فنعي إلينا بقرب الحرم، وإذا به مات قبل وصولنا إلى مكة بسبعة أيام.
فأما إسماعيل فإنه ترجل ووضع التراب على رأسه حافيا، وأما سريرة فإنها لم تدع على رأسها شعرة واحدة، فصارت كالرجل الاصلع، وكنا نبكي لبكائهما.
ثم زرت قبره في البطحاء غير مرة، رحمة الله ورضوانه عليه.
وابنه أبو إبراهيم إسماعيل بن أبي القاسم النصر اباذي الواعظ، الصوفي ابن الصوفي، والمحدث ابن المحدث.
سمع الكثير بخراسان والعراق والحجاز والاهواز.
سمع أبا عمرو محمد بن جعفر بن مطر، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبا أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجائي، وأبا محمد عبد الله بن محمد السقا المزني، وأبا العباس أحمد بن سعيد المعداني.
وعقد له مجلس الاملاء بنيسابور، وانتشرت عنه الروايات الكثيرة.
روى عنه أبو الفضل محمد بن علي السهلكي، وأبو سعد علي بن عبد الله بن الحسن بن أبي صادق الحيري.
ومات في المحرم سنة ثمان وعشرين وأربعمئة.
والمحلة الثانية هي نصراباذ: محلة بالري، في أعلى البلد.
منها أبو عمرو محمد بن عبد الله النصر ابادي.
سمع أبا زهير عبد الرحمن بن مغراء.
روى عنه محمد بن يوسف
الرازي.
وعبد العزيز بن محمد الرازي النصر اباذي من نصراباذ الري.
روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وقال: لعلي لا أقدم عليه كبير أحد بنصراباذ.
وأبو محمد الحسن بن الحسين بن منصور النصر اباذي السمسار، من أهل نيسابور.
كان من العباد المشهورين بطلب العلم، المنفقين ماله على أهل الحديث.
سمع أحمد بن(5/493)
يوسف السلمي، ومحمد بن عبد الوهاب العبدي، وعلي بن الحسن الهلالي.
روى عنه أبو علي الحافظ وابنه أبو الحسن بن الحسين.
وتوفي غرة شهر ربيع الاول سنة ثلاثين وثلاثمئة، ودفن بشاهنبر.
النصرويي: بفتح النون وسكون الصاد المهملة والراء المضمومة وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، هذه النسبة إلى نصرويه وهو في أجداد المنتسب.
والمشهور بهذا الانتساب أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان بن (...) (1) النصرويي من أهل نيسابور.
رحل إلى العراق والخوز، وكتب الكثير.
يروي عن عبيد الله بن العباس الشطوي البغدادي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد الجرجائي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، وجماعة من المتأخرين.
وأبو علي محمد بن علي بن محمد بن نصرويه المقرئ النصرويي، خال الحاكم أبي عبد الله الحافظ البيع.
كان شيخا صالحا، سديد السيرة.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأبا العباس محمد بن إسحاق السراج وغيرهما.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في التاريخ فقال: أبو علي المؤذن المقرئ.
كان من العباد الصالحين، القاعدين عن السوق والتصرف، القانعين بميراث الآباء.
حج، وغزا، وأنفق على العلماء الفاضل من قوته، وأذن نيفا وخمسين سنة محتسبا، وتوفي في شعبان سنة تسع وسبعين وثلاثمئة، وصلى عليه ابنه، ودفن في مقبرة باب معمر، وتوفي ابن مئة وثلاث
سنين.
النصري: بفتح النون وسكون الصاد المهملة وفي آخرها راء مهملة.
هذه النسبة إلى بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بن مالك بن عوف أخي جشم بن معاوية.
والمشهور بالانتساب إليها مالك بن أوس بن الحدثان النصري المدني، من تابعي المدينة.
روى عن عمر، وعثمان، وعلي، والعباس، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن مالك.
وكان من فصحاء العرب.
روى عنه الزهري، وعكرمة بن خالد، وأبو الزبير.
مات سنة ثنتين وتسعين، ومن زعم أن له صحبة فقد وهم.
وأبوه أوس بن الحدثان بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق بمكة ينادي إنها أيام أكل وشرب.
روى عنه ابنه مالك.
__________
(1) بياض في عدة نسخ ومتصل في أخرى.
[ * ](5/494)
وأبو عبد الله سالم النصري، مولى النصريين.
لقبه سبلان بفتح السين والباء المنقوطة بواحدة مولى مالك بن أوس بن الحدثان.
روى عن عائشة، وأبي هريرة، وسعد بن مالك، وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم.
روى عنه أبو سلمة، ويحيى بن أبي كثير، وعمران بن بشير، وسعيد المقبري، ونعيم المجمر.
وعبد الواحد بن عبد الله النصري.
يروي عن واثلة بن الاسقع، وعبد الله بن بشر.
روى عنه حريز بن عثمان.
وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن محمد بن إسحاق النصري.
أظنه من نصر بن معاوية.
يروي عن أبي الحسن خيثمة بن سليمان الاطرابلسي روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري الحافظ.
ومن الصحابة عبدة بن حزن النصري.
يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي.
وعمر بن يزيد النصري.
يروي عن الزهري وغيره.
روى عنه عمرو بن واقد، ومحمد بن شعيب بن شابور.
وجماعة نسبوا إلى النصرية وهي محلة ببغداد بالجانب الغربي منها: أبو منصور عبد المحسن بن محمد بن علي النصري التاجر الحافظ، رحل إلى الشام وديار مصر، وكتب الكثير بها، وتوفي سنة نيف وثمانين وأربعمئة.
وأبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الانصاري النصري، من النصرية.
أشهر من أن يذكر.
سمعت منه الكثير، وحدث عن شيوخ له لم يحدث عنهم أحد في عصره.
وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وخمسمئة بالنصرية، وحمل إلى باب حرب، ودفن بها عند بشر بن الحارث الحافي.
وابنه أبو طاهر عبد الباقي بن محمد بن عبد الباقي النصري.
سمع عبد الواحد بن علوان، وأبا الخطاب نصر بن أحمد بن البسر القاري ومن دونهما.
سمعت منه، وتوفي في حدود سنة أربعين وخمسمئة.
وهذه المحلة كان بها جماعة من مشاهير المحدثين مثل أبي إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وغيره.
توفي سنة خمس وأربعين وأربعمئة.
وأما أبو الحسن أحمد بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن نصر النصري المؤذن(5/495)
الجرجاني، يروي عن أحمد بن محمد بن مالك الجرجاني هكذا ذكره حمزة بن يوسف السهمي الحافظ.
وإنما قيل له النصري نسبة إلى جده الاعلى نصر.
وهو من أهل جرجان.
وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري الدمشقي.
من أهل دمشق، هو من بني نصر بن معاوية.
أحد أئمة الحديث وممن له العناية التامة في طلبه.
صنف التصانيف منها التاريخ (1).
روى عن علي بن عياش الحمصي، ومطرف بن عبد الله المدني، ومحمد بن بكار بن بلال، ويحيى بن معين، وأحمد بن شبويه، وأبي بكر بن
أبي شيبة، وأبي نعيم الملائي، ومحمد بن أبي عمر العدني، وأحمد بن صالح المصري، وعبيد الله بن عمر وسعيد بن منصور، وعلي بن مسهر، وإسماعيل بن أبي أويس (2).
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وأبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن راشد البجلي.
وكانت وفاته في حدود سنة ثمانين ومئتين إن شاء الله.
وابنه محمد بن أبي زرعة الدمشقي النصري.
من أولاد المحدثين.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني أيضا، وهو يروي عن هشام بن عمار الدمشقي (3).
النصيبي: بفتح النون وكسر الصاد المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة هذه النسبة إلى نصيبين، وهي بلدة عند آمد وميا فارقين من ناحية ديار بكر، خرج منها جماعة كثيرة منهم ميمون بن الاصبغ بن الفرات النصيبي.
يروي عن يزيد بن هارون.
روى عنه عمر بن عبد العزيز النصيبي.
مات سنة ست وخمسين ومئتين.
وأبو يعقوب إسحاق بن منصور بن سيار النصيبي.
يروي عن عبيد الله بن موسى، وأبي عاصم النبيل.
روى عنه أهل الجزيرة، وقال ابن أبي حاتم: أدركناه، وكتب إلي ببعض حديثه، وكان صدوقا ثقة.
مات في ذي الحجة سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
__________
(1) طبع هذا الكتاب بجزأيه في دمشق مطبوعات مجمع اللغة العربية سنة 1980 م بعد أن نال به محققه شكر الله بن نعمة الله القوجاني درجة الماجستير في التاريخ الاسلامي من كلية الآداب بجامعة بغداد سنة 1973، وتعتبر مقدمة هذا الكتاب مصدرا ثرا لترجمة مؤلفه.
(2) تصحف في ك إلى: إسماعيل بن إدريي، والمثبت في م.
وإسماعيل هذا هو أبو عبد الله اسماعيل بن أبي يس بن أخت الامام مالك بن أنس.
أنظر مقدمة " تاريخ أبي زرعة " 1 / 40.
(3) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، بطن من بني أسد بن خزيمة، منهم العلاء بن محمد بن منظور النصري، ولي شرطة الكوفة.
وقيسي بن أهبان بن جابر النصري وغيرهما.
وأما نصر بن الازط فتشعب أولاده بطونا وقبائل نسبوا إليها ظ ون نصر، فلهذا تركنا ذكره ".
[ * ](5/496)
ومحمد بن مسلم النصيبي.
يروي عن علي بن قادم، وعمرو بن عاصم الكلابي، ومحمد بن عرعرة، ويحيى بن حماد، وأبي جابر محمد بن عبد الملك، وفهد بن حبان.
وصاحبنا أبو عبد الرحمن عسكر بن أسامة بن جامع بن مسلم النصيبي منها، صحبني بمكة وبغداد والكوفة، وكتبنا عن الشيوخ، وكتب عني، وكتبت عنه شيئا يسيرا، وكان من خير الرجال، حسن الصحبة، له ورع تام.
انصرف إلى نصيبين في سنة ست وثلاثين وخمسمئة.
ورأيت علويا بمرو من قرية أندغن، سمى لي نفسه وقال: أنا أبو (..) (1) النصيبي، وإنما سمي جدنا الاعلى بهذه النسبة لانه كان يطلب رزق بني هاشم والعلوية من الديوان ويقول: أين نصيبي ؟ ما فعل نصيبي ؟ فسمي بالنصيبي إلا أنه من أهل نصيبين.
وأبو الحسن محمد بن عبيد الله بن محمد النصيبي المؤدب، صاحب أخبار ورواية للشعر والادب.
نزل بغداد وحدث بها عن أبي عمر الزاهد صاحب ثعلب وغيره.
روى عنه علي بن المحسن التنوخي.
وكانت ولادته في سنة أربع عشرة وثلاثمئة بنصيبين، ووفاته ببغداد سنة أربع وثمانين وثلاثمئة.
وإبراهيم بن أبي حرة النصيبي.
كان من أهل نصيبين، انتقل إلى مكة وسكنها.
يروي عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر.
روى عنه منصور بن المعتمر، وابن عيينة.
وزيد بن الجزري النصيبي، مولى أسماء بن خارجة، من أهل نصيبين.
يروي عن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود.
روى عنه معمر وأهل بلده.
وكان فقيها ورعا فاضلا.
وأما أبو بكر أحمد بن يوسف بن أحمد بن خلاد بن منصور بن أحمد بن خلاد العطار النصيبي.
أصله من بلدة نصيبين.
ذكرته في الخاء في الخلادي.
وأبو الحسن سلامة بن عمر بن عيسى بن الحارث بن القاسم النصيبي.
سكن بغداد، وحدث بها عن أحمد بن يوسف بن خلاد، ومحمد بن عيسى بن ديزك البروجزدي، وأبي بكر
أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: كتبت عنه، وكان صدوقا، وكان يذكر أنه ولد بنصيبين في سنة سبع وثلاثين وثلاثمئة.
ومات ببغداد في صفر سنة سبع عشرة وأربعمئة، وكنت فيمن صلي عليه.
ودفن من يومه.
__________
(1) بياض في عدة نسخ قدر كلمة، والكلام متصل في " اللباب ".
[ * ](5/497)
والقاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن بن عبد الله النصيبي.
من أهل نصيبين.
سكن بغداد، وحدث بها عن أبي الميمون عبد الرحمن بن عبد الله الدمشقي البجلي صاحب أبي زرعة الدمشقي الحافظ وعن غيره من شيوخ الشام.
وحدث أيضا عن أبي الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي، وإسماعيل بن محمد الصفار وجماعة من البغداديين.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد البرقاني والقاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأبو محمد عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال، وأبو يعقوب يوسف بن محمد بن يوسف الهمداني الخطيب وجماعة.
ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ وقال: جئت إلى أبي بكر البرقاني يوما، فاستأذنته في أن اقرأ عليه.
فقال: ما تريد أن تقرأ ؟ قلت: شيئا علقته من " تاريخ أبي زرعة " وفيه سماعك من القاضي النصيبي.
فعبس وجهه وقال: كنت عزمت على أن لا أحدث عنه، ولكني أسامحك أنت خاصة في بابه.
وأذن لي، فقرأت عليه.
ثم قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن علي البادا ذكر القاضي النصيبي فقال: كنت أحدث عنه، حتى نهاني جماعة من أصحاب الحديث عن الرواية عنه، فلم أحدث عنه بعد.
وضعف البادا أمره جدا.
وذكر حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال: سمعت من القاضي النصيبي " وتاريخ أبي زرعة " وكان سماعه أياه صحيحا من أبي الميمون البجلي عن أبي زرعة.
وكان أمر النصيبي في وقت سماعنا هذا الكتاب منه مستقيما، ثم فسد بعد ذلك لانه كان يخلف القاضي أبا عبد الله الضبي على بعض عمله بالكرخ، فروى للشيعة المناكير، ووضع لهم أيضا أحاديث.
وروى عن أبي الحسين بن المنادي وإسماعيل الصفار.
وكان
قدوم النصيبي بغداد بعد موت الصفار بعدة سنين.
سألت أبا القاسم الازهري عن النصيبي، فقال: كذاب، أخرج إلينا كتب ابن المنادي، وقد كتب عليها سماعه بخطه، فقلت له: متى سمعت هذه الكتب ؟ فقال: في سنة خمس وثلاثين وثلاثمئة.
فقلت: أنت إنما قدمت بغداد بعد الاربعين، فكيف هذا ؟ ! فما رد علي شيئا.
قال الازهري: وكان أمره في الابتداء مستقيما، وحدث عن الشاميين من سماع صحيح.
أو كما قال: وكانت وفاته في شهر رمضان سنة ست وأربعمئة، ودفن في داره بالكرخ.
وإبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم النصيبي من أهل نصيبين.
يروي عن ميمون بن الاصبغ.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
النصيري: بضم النون وفتح الصاد المهملة وسكون الياء المنقوطة بنقطتين بعدها راء مهملة.
وهذه النسبة لطائفة من غلاة الشيعة يقال لهم النصيرية، والنسبة إليها نصيري.
وهذه الطائفة ينتسبون إلى رجل اسمه نصير، وكان في جماعة قريبا من سبقه عشر نفسا، كانوا يزعمون أن(5/498)
عليا هو الله.
وهؤلاء شر الشيعة.
وكان ذلك في زمن علي، فحذرهم وقال: إن لم ترجعوا عن هذا القول وتجددوا إسلامكم وإلا عاقبتكم عقوبة ما سمع مثلها في الاسلام.
ثم أمر بأخدود وحفر في رحبة جامع الكوفة، فاشتعل فيه النار، وأمرهم بالرجوع فما رجعوا، فأمر غلامه قنبر حتى القاهم في النار، فهرب واحد من الجماعة اسمه نصير، واشتهر هذا الكفر منه، وأن عليا لما ألقاهم في النار التفت واحد وقال: الآن تحققت أنه هو الله، لانه بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا يعذب بالنار إلا ربها " (1).
وكان علي يرميهم في النار وينشد: إني إذا أبصرت أمرا منكرا * أوقدت ناري دعوت قنبرا ولما بلغ ابن عباس ما فعل علي رضي الله عنه قال: لو كنت مكان علي رضي الله عنه كنت اقتلهم وما كنت أحرقهم.
وهذه الطائفة بالحديثة بلدة على الفرات.
سمعت الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني شيخ الزيدية بالكوفة يقول: لما انصرفت من الشام دخلت
الحديثة مجتازا، فسألوا عن اسمي، فقلت: عمر.
فأرادوا أن يقتلوني لان اسمي عمر، حتى قلت: إني علوي وإني كوفي، فتخلصت منهم وإلا كادوا أن يقتلوني.
ومن المحدثين ممن اشتهر بهذه النسبة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن نصير بن عبد الله النصيري، منسوب إلى جده الاعلى، كان بنيسابور.
حدث في سنة سبع وثمانين وثلاثمئة عن أبي بكر عبد الله بن الحسين الجوري النيسابوري، وأبي العباس محمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن عمر بن حفص المقابري، وأحمد بن محمد بن الحسين الماسرجي وغيرهم.
روى عنه القاضي أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي، والحافظ أبو مسعود أبي أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي وغيرهما.
وتوفي بعد صفر سنة خمس وسبعين وثلاثمئة، فإن ابن بكير سمع منه بهذا التاريخ.
__________
(1) أخرج البخاري: 6 / 140 - 105 في الجهاد باب لا يعذب الله، وأبو داود رقم (2674) في الجهاد باب كراهية حرق العدو بالنار، والترمذي رقم (1571) في السير باب الحرق بالنار، والدارمي في سنته: 2 / 222 في السير باب النهي عن التعذيب بعذاب الله، وأحمد في مسنده: 2 / 307 و 338 و 453 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال: إن وجدتم فلانا وفلانا الرجلين من قريش سماهما فاحرقوهما بالنار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج: إني أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما.
وأخرج أبو داود رقم (2673) في الجهاد باب كراهية حرق العدو بالنار: عن حمزة الاسلمي رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية، قال: فخرجت فيها، وقال: إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار، فوليت، فناداني، فرجعت إليه، قال: إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار.
[ * ](5/499)
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن نصير بن عبد الله النصيري النيسابوري، من أهل نيسابور، المعدل النصيري، من أكابر الشهود ومتوسط التجار، والامانة في تقية قديمة.
خرج له أبو بكر البغدادي فوائد لخروجه إلى الحج، فيه عن أبي بكر محمد بن إسحاق،
وأبي قريش محمد بن جمعة، وأبي العباس السراج، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في المحرم سنة تسع وثمانين وثلاثمئة.
وأبو منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون الدباس النصيري، من أهل بغداد.
شيخ مقرئ فاضل ثقة مكثر من الحديث.
سمعه عمه أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون عن جماعة مثل أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن مسلمة، وأبي الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز وطبقتهم.
سمعت منه الكثير ببغداد، وإنما كنت أكتب له النصيري لانه كان يسكن درب نصير محلة معروفة ببغداد.
ولد سنة أربع وخمسين وأربعئمة، وتوفي ليلة الاثنين سادس عشر رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمئة.
وأبو مسلم عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن نصير المديني المعدل النصيري.
نسب إلى جده الاعلى.
من أهل اصبهان، هو ابن أخي أحمد بن محمد بن نصير.
يروي أبو مسلم عن جده من قبل أمه أبي أسيد أحمد بن أسيد المديني.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وتوفي في شعبان سنة ثلاث وثمانين وثلاثمئة.
والقاضي الامام أبو علي صاعد بن نصير بن أحمد بن الشاه بن علي بن الحسين بن شبل بن نصير النصيري النسفي، من أهل نسف.
نسب إلى جده الاعلى.
حدث عن أبيه أبي أحمد نصر بن أحمد النصيري.
وعن أبي نعيم الغويديني.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وتوفي بسمرقند في سكة حائط حيان يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين وأربعمئة، وهو ابن ثمان - أو تسع - وخمسين سنة، ودفن بجاكرديزة بجنب المشهد.(5/500)
باب النون والضاد (المعجمة) النضاري: بضم النون وفتح الضاد المعجمة بعدها الالف وفي آخرها الراء.
هذه
النسبة إلى نضار وهو جد نضر بن دهمان بن نضار بن بكر بن سليم بن أشجع بن ريث بن غطفان، وهو نضاري، كان من سادة غطفان، خرف وحناه الكبر، وعاش مئة وتسعين سنة، واعتدل ذلك، وعاد شابا، واسود شعره يافعا، فلا تعرف أعجوبة في زمانه في العرب مثلها.
قال فيه الشاعر (1): نصر بن دهمان الهنيدة عاشها * وتسعين حولا ثم قوص فانصاتا وعاد سواد الرأس بعد بياضه * ولكنه من بعد ذا كله ماتا وقال أبو عبيدة: فأما غطفان فكانت فيهم خلة شهرتهم في العرب نصر بن دهمان بن نضار.
وفي همدان نضار بن حديق بن عبد الله بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، أخو الحارث وهو حاشد بن حديق.
قال ذلك أحمد بن الحباب الحميري في نسب همدان.
النضرويي: بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وضم الراء وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى نضرويه، وهو اسم بعض أجداد المنتسب إليه والمشهور بهذه النسبة أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضرويي الهروي، يروي عن أحمد بن نجدة القرشي، وعبد الله بن عروة الفقيه، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن
__________
(1) هو سلمة بن الخرشب الانماري، ويقال: بل عياض بن مرداس.
والخبر بنحوه في كتاب " المعمرون والوصايا " لابي حاتم السجستاني: ص 80 ورواية الابيات فيه: نصر بن دهمان الهنيدة عاشها * وتسعين حولا ثم قوم فانصاتا وعاد سواد الرأس بعد ابيضاضه * وراجعه شرخ الشباب الذي فاتا وراجع عقلا بعد عقل وقوة * ولكنه من بعد ذا كله ماتا والهنيدة: مئة سنة.
وإنصات الرجل: إذا استوت قامته بعد انحناء كأنه اقتبل شبابه.
أنظر " لسان العرب " مادتي: (هند) و (صوت).
[ * ](5/501)
إدريس.
روى عنه أبو بكر البرقاني وأبو حازم العبدوني، وأبو عثمان سعيد بن العباس القرشي وغيرهم.
النضري: بفتح النون والضاد المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بني النضير، وهم جماعة من اليهود، سكنوا حصنا قريبا من المدينة فتحه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرق نخلهم، وله يقول حسان (1): وهان على سراة بني لؤي * حريق بالبويرة (2) مستطير فأنزل الله هذه الآية: (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله) (3) والنسبة إليه نضري ونضيري.
والمشهور بالنسبة إليها أبو سعد بن وهب النضري له صحبة، روى عنه ابنه أسامة.
وحسين بن عبد الله النضري.
يروي عن أسامة بن أبي سعد بن وهب.
وبكر بن عبد الله النضري.
روى عنه الواقدي محمد بن عمر.
قال ابن ماكولا نقلا عن كتاب الدرا قطني: كل هؤلاء من بني النضير، ومنهم ربيع بن أبي الحقيق اليهودي النضري الشاعر.
النضري: بفتح النون وسكون الضاد المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الجد.
والمشهور بها أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أحمد بن النضر بن حكيم النضري المروزي.
وابنه الحاكم أبو العباس عبد الله بن الحسين النضري، وهذه النسبة إلى الجد الاعلى.
فأما أبو عبد الله يروي عن أبي الفضل العباس بن محمد الدوري، وأبي داود السجستاني، وأبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا.
روى عنه (..) (4).
وأما ابنه أبو العباس فولي الحكومة بمرو مدة، وكان يروي عن أبي محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة التميمي، وأبي إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، ومحمد بن
__________
(1) هو حسان بن ثابت الانصاري، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والبيت في " ديوانه " ص 250.
(2) البويرة: موضع منازل بني النضير.
أنظر " معجم البلدان ": 1 / 512.
(3) سورة الحشر، الآية: 5.
وانظر " أسباب نزول القرآن " للواحدي: ص 442 - 445.
(4) بياض في ك قدر كلمتين، والكلام متصل في نسخ أخرى.
[ * ](5/502)
شاذان الجوهري، روى عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي وغيرهما.
وقع لي من حديثه عاليا أجزاء من حديث الحارث بن أبي أسامة، سمعتها من أبي منصور الكرعي، عن جده أبي غانم الكراعي، عن أبي العباس النضري عنه.
ومات في شعبان سنة سبع وخمسين وثلاثمئة، ومات عن سبع وتسعين سنة.
وابنه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله النضري.
حدث عن أبيه، وكان على قضاء نسف، وكان رئيسا فاضلا، لم يقبل هدية بنسف، وكان في غاية التواضع.
دخل على القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد ببخارى فبجله وقبل حاشيته، فلما رجع رفع نعل الشيخ فقبله وخرج.
وأبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضري الهروي، من أهل هراة، والظاهر أنه منسوب إلى جده أيضا، سمع أحمد بن نجدة القرشي، والحسين بن إدريس الانصاري وغيرهما.
روى عنه أبو بكر البرقاني وجماعة.
ويقال فيه النضرويي أيضا.
النضيري: بفتح النون وكسر الضاد المعجمة وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بني النضير، وهو قريظة أخوان من أولاد هارون النبي عليه السلام، سكنا قلعتين، والنضير أولاده نزلوا قلعة على منازل من المدينة، وهم جماعة من اليهود، وهم كانوا من حلفاء الخزرج.
وقريظة التي ذكرناها في القرظي كانوا من حلفاء الاوس، والنبي صلى الله عليه وسلم حاصر أهلها أعني النضير وقطع نخلها، وحرق شجرها، فأنزل الله
تعالى في ذلك: (ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله) وقال قائلهم في الحريق: وهان على سراة بني لوي * حريق بالبويرة مستطير والمنتسب إليها جماعة من القدماء، ومن الاتباع أبو معاذ سليمان بن أرقم البصري النضيري، كان مولى النضير أو قريظة، أدرك التابعين، وحدث عن الحسن البصري، وابن شهاب الزهري، ويحيى بن أبي كثير وغيرهم.
روى عنه علي بن حمزة الكسائي، ومنصور بن أبي مزاحم، ومحمد بن بكار بن الريان.
وكان يحيى بن معين يقول: سليمان بن أرقم وسليمان بن قرم جميعا ضعيفان.
وقال يحيى في موضع آخر: سليمان بن أرقم ليس بشئ.
وقال النسائي: سليمان بن أرقم أبو معاذ متروك الحديث.
وأبو الحارث صالح بن حسان الانصاري النضيري، هو من بني النضير، مديني، روى(5/503)
عن محمد بن كعب القرظي، وعروة بن الزبير.
قال ابن أبي حاتم الرازي: هو حجازي، قدم بغداد، روى عنه ابن أبي ذئب، وأنس بن عياض، وعائذ بن حبيب، وسعيد بن محمد الوراق.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: في قول ابن أبي حاتم.
روى عنه بن أبي ذئب، عندي نظر، لان الذي يروي عنه ابن أبي ذئب هو صالح بن أبي حسان، لا ابن حسان، وذاك يروي عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، والله أعلم.
وقد روى عن صالح بن حسان أبو حفص عمر بن عبد الرحمن الابار، وإبراهيم بن عيينة، وأبو يحيى الحماني، وحفص بن عمر قاضي حلب، وأبو عاصم النبيل، وأبو داود الحفري.
وقال يحيى بن معين: صالح بن حسان: مديني وليس حديثه بشئ.
وقال محمد بن سعد: صالح بن حسان النضيري، من حلفاء الاوس.
قال محمد بن عمر: أدرك المهدي، وكان سريا مريا، يملا المجلس إذا تحدث،
وكان عنده جوار مغنيات، فهن وضعنه عند الناس، وكان يحدث عن محمد بن كعب القرظي وغيره.
قدم الكوفة، فسمع منه الكوفيون، وكان قليل الحديث.
وقال البخاري: هو منكر الحديث.
وقال جزرة: هو ضعيف الحديث.
وقال أبو داود: في حديثه نكارة.
وقال النسائي: صالح بن حسان متروك الحديث، مديني، وقيل: بصري.(5/504)
باب النون والطاء النطاحي: بفتح النون وتشديد الطاء المهملة وفي آخرها حاء مهملة.
هذه النسبة إلى النطاح، وهو اسم لجد أبي عبد الله محمد بن صالح بن مهران النطاحي، مولى بني هاشم، المعروف بابن النطاح، وقيل يكنى أبا جعفر.
من أهل البصرة، قدم بغداد، وحدث بها عن يوسف بن عطية الصفار، وعون بن كهمس، والمنذر بن زياد الطائي، ومعتمر بن سليمان.
روى عنه أحمد بن علي الجزار، وبشر بن موسى الاسدي، وأحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، والهيثم بن خلف الدوري، وعبد الله بن محمد بن ناجية.
وكان أخباريا، ناسبا، راوية للسير.
وله كتاب الدولة، وهو أول من صنف في أخبارها كتابا.
ومات في سنة اثنتين وخمسين ومئتين.
النطنزي: بفتح النون والطاء المهملة وسكون النون الاخرى وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى نطنز، وهي بليدة بنواحي أصبهان، ظني أنه بينهما قريبا من عشرين فرسخا.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم بن أحمد النطنزي الاديب، من أهل أصبهان، صاحب التصانيف في الادب مثل الخلاص وغيره.
وكان يلقب بذي اللسانين، وكان حسن الشعر، دقيق النظر فيه.
سمع الحديث من أبي بكر محمد بن عبد الله بن ريذة الضبي، وأبي ذر
محمد بن إبراهيم الصالحاني، وأبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي وطبقتهم.
روى لنا عنه سبطه أبو الفتح محمد بن علي النطنزي بمرو، وأبو العباس أحمد بن المؤذن الاديب بأصبهان وجماعة.
ذكره يحيى بن أبي عمرو بن مندة الحافظ في كتاب التاريخ لاصبهان وقال: كان أديبا فاضلا بارعا، يلقب بذي اللسانين.
وكان من أهل السنة والجماعة، محبا لهم، أنفق عمره على التعلم والتعليم.
ومات في المحرم سنة سبع وتسعين وأربعمئة.
سكن سكة آذرويه بجويارة.
وسبطه أبو الفتح محمد بن علي بن إبراهيم النطنزي، أفضل من بخراسان والعراق باللغة والادب والقيام بصنعة الشعر، قدم علينا مرو سنة إحدى وعشرين، وقرأت عليه طرفا صالحا من الادب، واستفدت منه، واغترفت من بحره.
ثم لقيته بهمذان، ثم قدم علينا بغداد غير مرة في مدة مقامي بها، وما لقيته إلا وكتبت عنه، واقتبست منه.
سمع بأصبهان(5/505)
أبا سعيد المطرز وأبا علي الحداد، وغانم بن أبي نصر البرجي.
وببغداد أبا القاسم بن بيان الرزاز، وأبا علي بن نبهان الكاتب وطبقتهم.
سمعت منه أجزاء بمرو من الحديث.
وكانت ولادته (..) (1) وثمانين وأربعمئة بأصبهان.
أنشدني أبو الفتح النطنزي لنفسه وكتب لي بخطه: إن تراني عريت بعد رياش * فجمال السيوف حين تشام واختصار الخصور في البيض تم * وكذا صحة الجفون السقام
__________
(1) بياض في عدة نسخ ومتصل في نسخ أخرى.
[ * ](5/506)
باب النون والظاء النظامي: بفتح النون وتشديد الظاء المعجمة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى النظام، وطائفة من المعتزلة يقال لهم: النظامية، وهم أصحاب إبراهيم بن يسار المعروف
بالنظام، وما في القدرية أجمع منه لانواع الكفر، وكان عاشر في شبابه قوما من الثنوية وقوما من الدهرية الحصرية القائلين بتكافؤ الادلة، وشر ذمة من الفلاسفة.
فأخذ قوله ينفي الجزء الذي لا يتجزأ من ملحدة الفلاسفة.
وقوله بأن فاعل العدل لا يقدر على الظلم من الثنوية.
وأخذ قوله بأن الالوان والطعوم والروائح والاصوات أجسام من الهشامية.
ودلس مذاهب الثنوية والفلاسفة في دين المسلمين.
ومع زيغه وضلالته كان أفسق خلق الله بشرب الخمر، يغدو ويروح على السكر، ولذلك قال في شعر له: ما زلت آخذ روح الزق في لطف * وأستبيح دما من غير مجروح حتى انثنيت ولي روحان في جسدي * والزق مطرح جسم بلا روح(5/507)
باب النون والعين النعالي: بكسر النون وفتح العين المهملة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى عمل النعال وبيعها.
والمشهور بهذه النسبة جماعة منهم: أبو علي الحسن بن الحسين بن العباس بن الفضل بن المغيرة بن دوما النعالي.
من أهل بغداد.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، ومخلد بن جعفر الدقاق، وأحمد بن نصر الذارع، وخلقا كثيرا من هذه الطبقة.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وذكره وقال: كتبنا عنه، وكان كثير السماع، إلا أنه أفسد أمره بأن ألحق لنفسه السماع في اشياء لم تكن سماعه.
وكانت ولادته في سنة ست وأربعين وثلاثمئة، ووفاته في ذي الحجة سنة، إحدى وثلاثين وأربعمئة.
وخاله أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق النعالي.
سمع علي بن دليل الوراق، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي، ومن في تلك الطبقة، وهو من أهل بغداد.
روى عنه ابن أخته أبو علي بن دوما النعالي السابق ذكره.
وتوفي قبل سنة سبعين
وثلاثمئة.
وأبو الحسن محمد بن طلحة بن محمد بن عثمان النعالي، من أهل بغداد.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ وقال: أبو الحسن النعالي شيخ كان يكتب معنا الحديث إلى أن مات، ويتتبع الغرائب والمناكير، وحدث عن أبي بكر محمد بن عبد الله الشافعي، وأبي بحر محمد بن الحسن بن كوثر البربهاري، وأبي عمرو بن سنقة، ومحمد بن عمر بن سلم الجعابي، وحبيب بن الحسن القزاز، وعبد الخالق بن الحسن بن أبي روبا، وأبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي وغيرهم.
كتبت عنه، وكان رافضيا.
وقال أبو القاسم الازهري: ذكر ابن طلحة بحضرتي يوما معاوية بن أبي سفيان، فلعنه، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ثلاث عشرة وأربعمئة.
وحفيده أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي الحمامي.
من أهل الكرخ.(5/508)
النعماني: بضم النون وسكون العين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بلدة على شط الدجلة يقال لها النعمانية، بين بغداد وواسط صليت بها الجمعة في انحداري إلى البصرة، وبقيت بها أياما في رجوعي من واسط، وعطفت منها إلى النيل (1).
والمشهور بالنسبة إليها: أبو جعفر محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن عمرو بن الحصين الباهلي النعماني.
حدث عن أحمد بن بديل اليابي، ومحمد بن حسان الاموي، وعبد الله بن عبد الصمد بن أبي خداش، والحسين بن عبد الرحمن الجرجاني، وعباس بن يزيد البحراني، ومحمد بن عبد الله المخرمي.
وكان من الثقات.
روى عنه أبو حفص بن شاهين، ويوسف بن عمر القواس، وأبو الحسن علي بن عمر الدار قطني، وأثنى عليه ووثقه.
ومات بالنعمانية في ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة.
وأبو بكر محمد بن الحسن بن علي بن ثابت بن أحمد بن إسماعيل النعماني.
سمع
عبد الخالق بن الحسن، وأحمد بن سندي الحداد.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ، وصحح سماعه وقال: توفي في جمادي الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعئمة، ودفن بمقبرة باب الدير، وكانت ولادته في سنة تسع وأربعين وثلاثمئة.
وأبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم النعماني.
سمع إسحاق بن الحسن الحربي.
روى عنه أبو الحسن بن رزقوية.
وأبو الحسن علي بن ثابت بن أحمد بن إسماعيل النعماني.
روى عن إسحاق الحربي، وسليمان بن محمد النعماني.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره.
وكان ثقة.
وأبو حفص عمر بن الحسن الصيرفي النعماني.
يروي عن أبي علي الحسن بن عرفة.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وذكر أنه كتب عنه بمدينة النعمانية بانتخاب إبراهيم بن مند.
والقاضي أبو جعفر محمد بن حامد بن ينبق النعماني، من أهل النعمانية أيضا.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب المفيد الجرجاني بجرجرايا، وأبا علي بن المعلى الشاهد بواسط.
سمع منه عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ وقال: سمعتهم بالنعمانية يذكرون أنه عاش مئة وعشرين سنة، وكتب عن أبي بكر بن المفيد.
وهو كبير صحيح الاصول.
__________
(1) النيل: بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة.
" معجم البلدان ": 5 / 334.
[ * ](5/509)
وشاب يقال له: عمر بن (..) (1) النعماني، وأخوه محمد: فقيهان سديدان، ومحمد أفقه وأعلم وأورع.
لقيتهما بمرو أولا، وكانا يتفقهان معنا على شيخنا عمر بن محمد الشيرازي السرخسي، ثم خرجا إلى بلخ وسكناها.
كتبت عن عمر بيتين من الشعر ببلخ.
النعيتي: بفتح النون والعين المهملة المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى النعيت، وهو في نسب بني خامة بن لؤي.
ذكر
أبو فراس في نسبهم النعيت بن سعيد بن زيد بن عمرو بن النعمان بن شراحيل بن بكر بن لخوة من بني سامة بن لؤي، وقال: وولد النعيت بخراسان.
النعيلي: بضم النون وفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى نعيلة، وهي قبيلة ليس لاسمها نظير فيما انتهي إلينا.
قال الدارقطني.
وهي نعيلة بن مليل، أخو غفار.
منها الحكم ورافع ابنا عمرو بن مخدج بن حذيم بن الحارث بن نعيلة بن مليل بن ضمرة، وهما نعيليان، صحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورويا عنه، وهما ممن سكن البصرة من أصحابه، وانتقل الحكم إلى مرو، وبها توفي.
روى عنه، أبو حاجب سوادة بن عاصم، ودلجة بن قيس، وروى عنه أخيه رافع عبد الله بن الصامت ابن أخي أبي ذر الغفاري رضي الله عنه.
النعيمي: بفتح النون وكسر العين المهملة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى نعيمة، وهو بطن من الكلاع.
ونعيمة والخباير أخوان من الكلاع، والكلاع من حمير.
والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن حي النعيمي الكلاعي.
تابعي من أهل مصر.
حدث عن أبي أيوب في غسل المرأة من الاحتلام، رواه يزيد بن أبي حبيب، وعمرو بن الحارث عن أيوب بن إبراهيم السبأي عنه.
وقد جعله أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي: نعيمة بضم النون وفتح العين وظني أنه وهم فيه.
وقال: أبو الحسن بن حي النعيمي، يروي عن أبي أيوب الانصاري رضي الله عنه.
النعيمي: بضم النون وفتح العين المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى نعيم، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
والمشهور بهذه النسبة: أبوخامد أحمد بن عبد الله بن نعيم بن الخليل النعيمي السرخسي.
يروي عن
__________
(1) بياض في عدة نسخ والكلام متصل في نسخ أخرى.
[ * ](5/510)
أبي العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، والحسين بن محمد بن مصعب السنجي، وإبراهيم بن حمدويه السلمي، وأحمد بن إسحاق بن إبراهيم المزيزي، وأبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري.
حدث بجامع البخاري عنه.
وروى عنه الحفاظ مثل أبي الفتح بن أبي الفوارس البغدادي، وأبي بكر البرقاني، وأبي حازم العبدويي، وظني أن آخر من روى عنه أبو عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي الهروي.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم البصري النعيمي.
رحل إلى كور الاهواز وفارس، وكان من الحفاظ المجودين والفقهاء المبرزين، وكان يحدث من حفظه، وله شعر مطبوع، ومعرفة بالكلام.
يروي عن أحمد بن محمد بن العباس الاسفاطي، وأحمد بن عبيد الله النهرديري، وأبي أحمد العسكري، ومحمد بن عدي بن زحر المنقري.
روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو الفضل بن خيرون، وعاصم بن محمد العاصمي وغيرهم.
ذكره أبو إسحاق الشيرازي في كتاب " الفقهاء " لاصحاب الشافعي رحمه الله.
أنشدنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن طاووس المقرئ بدمشق، وأبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الانماطي الحافظ ببغداد قالا: أخبرنا أبو الحسين عاصم بن الحسن العاصمي الكرخي، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد النعيمي لنفسه: إذا أظمأتك أكف اللئام * كفتك القناعة شبعا وريا فكن رجلا رجله في الثرى * وهامة همته في الثريا أبيا لنائل ذي ثروة * تراه بما في يديه أبيا فإن إراقة ماء الحياة * دون إراقة ماء المحيا ذكره أبو بكر الخطيب في التاريخ لبغداد وقال: أبو الحسن النعيمي البصري، سكن بغداد، وكتبت عنه، وكان حافظا عارفا متكلما شاعرا.
قال الخطيب: حدثني الازهري قال: وضع النعيمي على أبي الحسين بن المظفر حديثا لشعبة، ثم تنبه أصحاب الحديث على ذلك، فخرج النعيمي عن بغداد لهذا السبب وأقام حتى مات ابن المظفر، ومات من
عرف قصته في وضعه الحديث، ثم عاد إلى بغداد، ثم قال: سمعت محمد بن علي الصوري يقول: لم أر ببغداد أحدا أكمل من النعيمي، كان قد جمع معرفة الحديث والكلام والادب، ودرس شيئا من فقه الشافعي.
قال: وكان أبو بكر البرقاني يقول: هو كامل في كل شئ لولا (1) بأو فيه.
قال حدثنا البرقاني بعد موت النعيمي قال رأيته في منامي بهيئة جميلة،
__________
(1) البأو: الفخر بالنفس.
" القاموس ".
[ * ](5/511)
وحالة صالحة.
ثم قال البرقاني: قد كان شديد العصبية في السنة، وكان يعرف من كل علم شيئا.
ومات مستهل ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمئة.
وأبو منصور أحمد بن الفضل النعيمي: جرجاني، روى عن أبي بكر الاسماعيلي، وأبي أحمد الغطريفي، وأبي أحمد بن عدي، وأبي أحمد النيسابوري الحافظ، وأبي عمرو الحيري، ونصر بن عبد الملك الاندلسي وغيرهم.
صنف كتابا في أخبار الحيل، وصنف في الحديث كتابا سماه " المجتبى ".
مات في شوال سنة خمس عشرة وأربعمئة.
والحسن بن علي بن نعيم بن سهل بن أبان البغدادي المعروف بالنعيمي.
حدث بمصر عن غسان بن خلف الضرير.
روى عنه أبو الفتح بن مسرور، وذكر أنه غير ثقة.(5/512)
باب النون والغين (المعجمة) النغوبي: هو أبو السعادات المبارك بن الحسين بن عبد الوهاب الواسطي النغوبي المعروف بابن نغوبا.
شيخ واسطي متميز، يحفظ كثيرا من الحكايات والاشعار.
كتبت عنه بواسط وفم الصلح والنعمانية والنيل، وكنا قد تصاحبنا من واسط إلى بغداد.
سمع ببغداد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، وأبا القاسم علي بن أحمد البسري البذار، وأبا الفتح نصر بن الحسن الشاشي، وأبا الحسن علي بن محمد بن العلاف وغيرهم.
سألته عن النغوبي، فقال: كانت لجدي بواسط ضيعة اسمها نغوبا، وكان يحبها ويكثر التردد إليها
حتى عرف بذلك، وقيل له: ابن نغوبا.
والمبارك هو نغوبي، ولد سنة خمسين وأربعمئة، ومات بواسط في سنة ثمان أو تسع وثلاثين وخمسمئة.(5/513)
باب النون والفاء النفاتي: بضم النون وفتح الفاء بعدها الالف وفي آخرها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى نفاتة وهو بطن من كنانة، منها: نوفل بن معاوية بن عروة الديلي الحجازي، له صحبة، من كنانة، ثم أحد بني نفاتة، وافد النبي صلى الله عليه وسلم في الفتح سلما، وخرج إلى المدينة فنزل بها في بني الديل، وحج مع أبي بكر سنة تسع، ومع النبي صلى الله عليه وسلم سنة عشر.
ومات بالمدينة زمن يزيد بن معاوية، وكان قد بلغ المئة.
روى عنه عبد الرحمن بن مطيع بن الاسود، وعراك بن مالك (1).
النفاحي: بفتح النون والفاء المشددة وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى النفاح وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الله بن النفاح بن بدر الباهلي النفاحي، أصله من سامرا، سافر إلى الشام وكتب بها، ثم استوطن مصر وسكنها.
سمع أبا عمر حفص بن عمر الدوري، وإسحاق بن أبي إسرائيل وأحمد بن إبراهيم الدورقي وغيرهم.
روى عنه المصريون، وحصل حديثه عندهم.
روى عنه من الغرباء أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني، وكان ثقة، ثبتا، متقللا، صاحب حديث، من أهل الصيانة.
وتوفي بمصر في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وثلاثمئة.
النفاط: بفتح النون وتشديد الفاء وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى النفط، وهو نوع من الدهن الذي إذا وقع فيه النار يشق إطفاؤها.
والمشهور بها أبو السمح إبراهيم بن طلق بن السمح النفاط اللخمي.
قال أبو سعيد بن يونس الحافظ في " تاريخ مصر ": كان نفاطا يرمي بالنار، روى عن أبيه.
وأبو السمح طلق بن السمح بن شرحبيل بن طلق بن رافع اللخمي النفاط، من أهل
مصر، يروي عن حيوة بن شريح، وموسى بن علي، وابن لهيعة، ونافع بن يزيد، ويحيى بن أيوب وغيرهم.
قال أبو سعيد بن يونس: وكان نفاطا من أهل مصر في البحر يرمي
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: هكذا ذكر السمعاني نفاته بالتاء ثالث الحروف، والذي أعرفه بالثاء المثلثة في هذا الاسم وفي غيره وهو صحيح إن شاء الله تعالى.
وهكذا قردة بن نفاثة بالثاء المثلثة أيضا ".
وانظر " الاشتقاق " لابن دريد: ص 174.
[ * ](5/514)
بالنار.
توفي سنة إحدى عشرة ومئتين بالاسكندرية.
النفري: بكسر النون وفتح الفاء المشددة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى النفر، وظني أنه موضع بالبصرة.
وقال أبو بكر الخطيب البغدادي: النفر بلد على النرس من بلاد الفرس.
والمشهور بهذه النسبة أحمد بن الفضل النفري.
حدث عن عمار بن يزيد بن بريد البصري وغيره.
وأبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن إسماعيل النفري، من أهل البصرة.
سمع الكثير، وكانت له معرفة تامة باللغة والادب، سمع أبا الحسين عاصم بن الحسن بن محمد الكرخي ومن دونه.
قال لي أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي: أبو الحسن بن النفري كان رفيقي في سماع الحديث، وعلقت عنه شيئا من الشعر.
وأبو عمرو أحمد بن الفضل بن سهل بن الراهبون القاضي النفري قدم بغداد، وحدث بها عن إسماعيل بن موسى الفزاري، وسفين بن وكيع، وأبي كريب محمد بن العلاء، وأبي سعيد الاشج، ومحمد بن وزير الواسطي.
روى عنه أبو الحسن أحمد بن جعفر الخلال، ومحمد بن إسماعيل الوراق، ومحمد بن المظفر، وموسى بن جعفر بن عرفة السمسار، وكان محمد بن إسماعيل بن العباس المستملي إذا روى عنه قال: حدثنا أبو عمرو أحمد بن الفضل بن سهل القاضي النفري قدم علينا نفر سنة تسع وثلاثمئة.
وأبو الحسن محمد بن عثمان بن محمد بن شهاب النفري من أهل بغداد، سمع
أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي، وسعيد بن محمد أخا زبير الحافظ، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، والحسين بن محمد بن زنجي الدباغ، وعبد الملك بن يحيى الزعفراني، والحسين والقاسم ابني إسماعيل المحاملي، وأبا بكر بن زياد النيسابوري.
روى عنه أبو القاسم الازهري، وأبو العلاء الواسطي، وأبو الفرج الطناجيري، وأحمد بن محمد العتيقي.
وكان ثقة، وولد في رجب سنة إحدى عشرة وثلاثمئة، وكتب الحديث في سنة تسع عشرة وما بعدها.
وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وتسعين وثلاثمئة.
وأبو الحسن علي بن عيسى بن سليمان بن محمد بن سليمان الفارسي النفري.
ذكرته في الفاء.
النفوسي: بضم النون والفاء وفي آخرها السين.
هذه النسبة إلى نفوس، وهو بطن من بربر بلاد المغرب.
قال صاحبنا أبو محمد بن حبيب الاندلسي قاضي اشبيلية هي نفوسة(5/515)
بفتح النون قبيلة من البربر، سكنت جبال إفريقية.
والمشهور بهذه النسبة: إهاب بن مازن النفوسي البربري.
قال أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ": إهاب بن مازن نفوسي بربري، كان يكتب الحديث معنا ويتفقه على مذهب مالك بن أنس.
كتب عن أبي يزيد القراطيسي بمصر وطبقة بعده، وكان كثير الصمت والعزلة، وكان يحكي لنا عن ابن سحنون حكايات.
توفي قديما على ما بلغني بالمغرب قبل العشرين وثلاثمئة.
النفيلي: بضم النون وفتح الفاء وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى الجد الاعلى.
والمشهور بها أبو عمرو سعيد بن حفص بن عمرو بن نفيل الحراني النفيلي، وهو خال أبي جعفر النفيلي، وهما من أهل حران، وأما سعيد يروي عن معقل بن عبيد الله.
روى عنه الحسن بن سفيان.
مات سنة سبع وثلاثين ومئتين.
وأما أبو جعفر فهو عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع بن عبد الله بن قيس بن
عصيم بن كوز بن هلال بن عصيم بن نصر بن زمان بن خزيمة بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة النفيلي: من أهل جران أيضا، وبعض النساب يقول: نضر: بالنون والضاد الساكنة.
يروي عن زهير بن معاويز، ومعقل بن عبيد الله.
روى عنه محمد بن يحيى الذهلي وأهل بلده.
مات سنة أربع وثلاثين ومئتين، وكان متقنا يحفظ.
وكان أحمد بن حنبل يقول: أبو جعفر النفيلي أهل أن يقتدى به.
وجده أبو محمد علي بن نفيل النفيلي جد أبي جعفر.
يروي عن سعيد بن المسيب.
روى عنه نصر بن غربي، والثوري.
وأبو محمد عبد الله بن محمد بن الوليد بن حازم النفيلي: بصري الاصل، من أهل أصبهان.
روى عن علي بن الجعد، وكامل بن طلحة روى عنه محمد بن القاسم بن محمد المديني، ومات سنة إحدى وتسعين ومئتين.
ونفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، وهو جد عمر بن الخطاب بن نفيل، وهو أيضا جد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل النفيلي.
يروي عن أبيه عن جده.
روى عنه المسعودي.(5/516)
باب النون والقاف النقادي: بضم النون وفتح القاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى نقادة، وهو اسم لجد عاصم بن سعر بن نقادة النقادي روى عن أبيه.
روى عنه ابنه عيينة.
وابنه عيينة بن عاصم بن السعر بن نقادة النقادي الاسدي.
يروي عن أبيه عن جده نقادة.
وأما الامام عمر بن الحسين بن الحسن النقادي الفرغاني: من أهل نقادة، وظني أنها من قرى فرغانة، والله أعلم.
يسكن مدينة كس.
وحدث عن عبد المجيد بن يونس بن يوسف.
سمع منه عمر بن محمد بن أحمد النسفي، ومات بكس يوم الخميس سلخ ذي القعدة سنة خمس وعشرين وخمسمئة.
النقاش: بفتح النون والقاف المشددة وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة والحرفة لمن ينقش السقوف والحيطان، وعرف بها: أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند المقرئ النقاش.
موصلي الاصل، بغدادي المولد والمنشأ، كان عالما بحروف القرآن، حافظا للتفسير، صنف فيه كتابا سماه " شفاء الصدور " وله تصانيف في القراءات وغيرها من العلوم، وكان سافر الكثير شرقا وغربا، وكتب بالكوفة، والبصرة، ومكة، ومصر، والشام، والجزيرة، والموصل، والجبال، وببلاد خراسان، وما وراء النهر.
وفي حديثه مناكير بأسانيد مشهورة.
سمع ببغداد أبا مسلم إبراهيم بن عبد الله الكجي، وبالكوفة محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، وبمكة محمد بن علي بن زيد الصائغ، وبحلوان إبراهيم بن زهير الحلواني، وبمصر أحمد بن محمد بن رشدين المصري، وبالمصيصة محمد بن عبد الصمد المقرئ، وبطبرستان أحمد بن حماد بن سفيان القاضي، وبحمص نصر بن منصور النحوي، وبدمشق إسماعيل بن قيراط الدمشقي، وبالرملة محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وبأنطاكية الفضل بن محمد الانطاكي، وبطبرية محمد بن أيوب القلا، وبهراة الحسين بن إدريس الانصاري، وبنسا الحسن بن سفيان الشيباني، وجماعة سواهم من هذه الطبقة.
روى عنه أبو الحسن بن رزقوية، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان، ومحمد بن أبي الفوارس، وأبو الحسن بن الحمامي المقرئ، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحربي، وجماعة آخرهم أبو علي بن شاذان البزاز.
وذكر طلحة بن محمد بن جعفر النقاش فقال: كان(5/517)
يكذب في الحديث، والغالب عليه القصص.
وسئل أبو بكر البرقاني عن النقاش فقال: كل حديثه منكر.
وقال البرقاني وذكر تفسير النقاش فقال: ليس فيه حديث صحيح.
وكان هبة الله الطبري اللالكائي يقول: تفسير النقاش ذلك إشفاء الصدور وليس بشفاء
الصدور.
ولد النقاش سنة ست وستين ومئتين، وتوفي في شوال سنة إحدى وخمسين وثلاثمئة، وذكر أبو الحسين بن الفضل القطان قال: حضرت أبا بكر النقاش وهو يجود بنفسه، فجعل يحرك شفتيه بشئ لا أعلم ما هو، ثم نادى بعلو صوته: (لمثل هذا فليعمل العالمون) (1).
وأبو عبد الله هبة الله بن عيسى بن (..) (2) النقاش البزاز، من أهل بغداد، كان لطيف الطبع، حسن المعاشرة، له شعر رقيق مطبوع من غير معرفة باللغة والادب، سمع أبا الحسن علي بن محمد الانباري الخطيب.
سمعت منه أحاديث يسيرة، وعلقت عنه أقطاعا من شعره (..) (3).
وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن محمد بن مرة المقرئ النقاش.
هو ابن أبي عمر، من أهل بغداد، كان سمع أبا علي الحسن بن الحسين الصواف، وأبا جعفر بن بدينا.
روى عنه علي بن المظفر الاصبهاني، وكان ثقة صالحا دينا فاضلا، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة ثنتين وخمسين وثلاثمئة.
النقاض: بفتح النون والقاف المشددة وفي آخرها الضاد المعجمة.
هذه الكلمة إلى عمل الابريسم وفتله.
والمشهور بهذه النسبة: أبو شريح إسماعيل بن أحمد بن الحسن النقاض الشاشي، كان شيخا عالما زاهدا فاضلا ثقة صدوقا مشهورا.
ورد بلاد خراسان، وسمع بها، وحدث بها.
سمع أبا الحسن محمد بن عبد الرحمن الدباس، وأبا عثمان سعيد بن العباس القرشي وغيرهما.
روى لنا عنه بنيسابور أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وبمرو أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي،
__________
(1) سورة الصافات، الآية: 61، والخبر في " تاريخ بغداد ": 2 / 205.
(2) بياض في إحدى النسخ قدر كلمة.
(3) بياض في إحدى النسخ قدر ثلاث كلمات.
[ * ](5/518)
وبطوس أبو عبيد صخر بن عبيد بن صخر الطبراني وغيرهم.
وكانت وفاته قبل سنة سبعين وأربعمئة.
النقاط: بفتح النون وتشديد القاف وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى نقط المصاحف.
والمشهور بهذه النسبة: أبو توبة محمد بن يعقوب النقاط البلخي المقرئ.
كان من أهل القرآن والعلم، وكان ينقط المصاحف.
يروي عن أبي عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ المكي وغيره.
روى عنه أهل بلخ.
وأبو مسعود عبد الله بن محمد بن أحمد بن يزيد الزهري النقاط المؤدب.
حدث عن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي.
وأبوه محمد يروي عن عبد الله بن عمر أخي رستة، وإسماعيل بن يزيد.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
النقال: بالنون المفتوحة وتشديد القاف وفي آخرها اللام.
والمشهور بها: أبو عمر الحارث بن سريج النقال.
أصله من خوارزم، سكن بغداد.
يروي عن المعتمر بن سليمان وأهل العراق.
روى عنه أبو عبد الله الصوفي أحمد بن الحسن، وأبو القاسم البغوي، والحسن بن سفيان.
وظني أنه اشتهر بالنقال لنقله رسالة الشافعي إلى عبد الرحمن بن مهدي رحمهم الله، لانه هو الذي حمل كتاب " الرسالة " منه إليه.
ذكر الحسن بن سفيان: سمعت الحارث بن سريج النقال يقول: أنا حملت رسالة الشافعي إلى عبد الرحمن بن مهدي، فجعل يتعجب ويقول: لو كان أقل ليفهم، لو كان أقل ليفهم.
ومات ببغداد في سنة ثلاثين ومئتين.
وبسام بن يزيد بن صغير النقال.
أبو الحسين.
حدث عن حماد بن سلمة.
روى عنه إبراهيم بن راشد، ويزيد بن الهيثم البادا.
وأبو القاسم..هو بغدادي..من أهل العراق.
وحسنويه النقال، واسمه الحسن بن إسحاق الخراساني.
حدث عن أصرم بن
حوشب.
روى عنه عبد الله بن محمود المروزي.
وأبو الحسن علي بن عيسى النقال المعروف بعلوية.
حدث عن علي بن عاصم.
روى عنه محمد بن موسى الدولابي.
ومات في ذي القعدة سنة تسع وخمسين ومئتين.
النقبوني: بفتح النون والقاف وضم الباء الموحدة بعدها الواو وفي آخرها النون.
هذه(5/519)
النسبة إلى نقبون، وهي قرية من قرى بخارى يقال لها: نكبون، وسأعيد ذكرها في النون مع الكاف، وكتبت ها هنا لكي لا يظن أحد أنهما قريتان، وكلاهما قرية واحدة.
منها: أبو العباس جعفر بن محمد بن المكي بن حجر النقبوني، من أهل هذه القرية.
يروي عن محمد بن المنذر الهروي، ومحمد بن خالد بن حفص البيكندي، ومحمد بن يوسف بن مطر، وأبي بكر السعداني وغيرهم.
روى عنه غنجار، قال: وتوفي في أول يوم من شهر رمضان سنة أربع وسبعين وثلاثمئة.
النقري: بضم النون والقاف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة رأيتها في كتاب " تقييد المهمل " لابي علي الغساني الحافظ، فقال: النقري.
بالنون المضمومة والقاف، من ينتسب إلى نقر بن عمرو بن لؤي بن دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمس، قال منهم طارق بن شهاب الاحمسي ثم النقري، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وغزا في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
النقوي: بفتح النون والقاف بعدها الواو.
هذه النسبة إلى نقو، وظني أنها من قرى صنعاء اليمن.
منها: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي الصنعاني.
سمع أبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري.
روى عنه جماعة، وروى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ على سبيل الاجازة.
النقيايي: بفتح النون وكسر القاف أو فتحها، وبعدها الياء المفتوحة آخر الحروف بعدها
الالف وفي آخرها ياء أخرى.
هذه النسبة إلى نقيا، وهي قرية من الانبار على اثني عشر فرسخا من بغداد.
منها: أبو زكريا يحيى بن معين بن عون بن زياد بن بسطام بن عبد الرحمن المري النقيايي، من أهل نقيا.
ويقال: إن فرعون كان من أهل نقيا.
وأبوه معين كان كاتبا لعبد الله بن مالك وقد ذكرته في المري في حرف الميم.
النقيب: بفتح النون والقاف المكسورة بعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى النقابة، وهذا لقب لجماعة يتولون نقابة السادة العلوية أو العباسية أو نقابة القواد.
واشتهر به جماعة منهم: أبو الحسن علي بن يحيى بن إسحاق التجيبي الواسطي، يعرف بالنقيب.
سكن بغداد(5/520)
وحدث بها عن أبي بكر بن أبي داود السجستاني ومحمد بن زهير بن الفضل الابلي، ومحمد بن سليمان النعماني، والحسن بن محمد بن شعبة الانصاري، وأحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير القاضي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي وغيرهم.
روى عنه القاضي أبو العلاء الواسطي، وأبو الفرج الطناجيري، وعبد العزيز بن علي الازجي وغيرهم.
وكان يتشيع.
ومات في جمادي الآخرة سنة خمس وسبعين وثلاثمئة.
النقيري: بضم النون وفتح القاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نقيرة، وعرف بها بعض أجداد أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ويقال: إبراهيم بن محمد بن علي بن الحسين بن عبد الله بن رستم بن دينار بن عبيد الله البزاز النقيري، المعروف بابن نقيرة.
من أهل بغداد.
حدث عن علي بن المديني، والمفضل بن غسان الغلابي.
ومحمد بن سليمان لوين، ويحيى بن أكثم، وأبي هشام الرفاعي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر بن شاذان، وأبو الحسن الدار قطني، وكان ضعيفا.
وقال الحسن بن علي البصري: إبراهيم بن محمد ليس بالمرضي.
ومات في صفر
سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة.
النقيشي: بضم النون وفتح القاف وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى نقيش، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الحسن علي بن أحمد بن مروان بن عيسى بن حاتم المقرئ النقيشي، المعروف بابن نقيش.
من أهل سر من رأى.
سمع الحسن بن عبد الرحمن الاحتياطي، والحسن بن يزيد الجصاص.
وأبا عقيل يحيى بن حبيب الكوفي، والحسن بن عرفة، وعمر بن شبة وجماعة.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وشافع بن محمد بن أبي عوانة الاسفراييني، وأبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ البغدادي وغيرهم.
ومات بسر من رأى في سنة إحدى وعشرين وثلاثمئة.
النقي: بفتح النون وكسر القاف.
عرف بهذا عباس بن الوليد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن عبيد الغافقي.
من الموالي، يعرف بعباس النقي لوضح كان به.
أحد الشهود بمصر.
توفي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومئتين.(5/521)
باب النون والكاف النكبوني: بفتح النون والكاف وضم الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى نكبون، وهي قرية من قرى بخارى منها: أبو زكريا يحيى بن جعفر بن أعين الازدي البيكندي النكبوني.
كان من أهل بيكند، وسكن قرية نكبون، وهو صاحب كتاب التفسير، وله كتب مصنفة في الصوم والصلاة والمناسك والبيوع.
وله رحلة إلى العراق والحجاز أدرك فيها سفيان بن عيينة، ومحمد بن فضيل بن غزوان، ووكيع بن الجراح، وأبا معاوية محمد بن حازم الضرير الكوفيين.
روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري الامام، وعبيد الله بن واصل، وخلف بن عامر وغيرهم.
وأبو العباس جعفر بن محمد بن المكي بن المسيب النكبوني البخاري حدث بمرو عن
أبي بشر أحمد بن محمد بن عمرو المصعبي، وأبي عبد الله محمد بن مطر الفربري وغيرهما.
روى عنه أبو بكر عبد الله بن أحمد بن عبد الله القفال المروزي، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن محمد المندوراني، والطبقة.
النكري: بضم النون وسكون الكاف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى بني نكر، وهم قوم من عبد القيس، وهو نكرة بن نكيز بن أقصى بن عبد القيس.
من ولده المثقب الشاعر العبدي يعني من عبد القيس واسم المثقب عائذ بن محصن.
الممزق العبدي، واسمه شأس بن نهار الشاعر.
قال ابن الكلبي: كل ما في بني أسد من الاسماء نكرة بالنون، منهم نكرة بن جذيمة بن الصيدا، من ولد شيخ بن عميرة الاسدي.
كان مع الحسين بن علي رضي الله عنهما، فأرسله إلى أهل الكوفة، فأخذه ابن زياد، فأمره أن يلعن الحسين، فلعن ابن زياد، فألقاه من فوق القصر، فقتله.
هكذا ذكره الدار قطني.
والمشهور بالنسبة إلى نكرة بن نكير بن أقصى بن عبد القيس أبو مالك عمرو بن مالك النكري.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من عبد القيس، من أهل البصرة.
يروي عن أبي الجوزاء.
روى عنه حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان.
وابنه يحيى بن عمرو النكري: يعتبر حديثه من غير رواية ابنه عنه.
مات سنة تسع(5/522)
وعشرين ومئة وقال أبو حاتم بن حبان: كان منكر الرواية عن أبيه، ويحتمل أن يكون السبب في ذلك منه أو من أبيه أو منهما.
روى عنه عبد الله بن عبد الوهاب الحجي.
وابنه أبو غسان مالك بن يحيى بن عرو بن مالك النكري.
من أهل البصرة، يروي عن أبيه.
روى عنه يعقوب بن سفيان والعراقيون.
منكر الحديث جدا، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد عن الثقات بالمفاريد التي لا أصول لها.
ويعقوب وأحمد ابنا إبراهيم بن كثير الدورقي النكري.
قد ذكرناهما في الدورقي.
ويقال لهما العبديان لانهما من عبد القيس أيضا.
وحماد بن كيسان النكري.
يروي عن أبيه عن علي رضي الله عنه.
روى عنه مروان بن معاوية الفزاري.
وأبو الخطاب زياد بن يحيى البصري النكري.
يروي عن زياد بن الربيع اليحمدي، وعبد العزيز بن عبد الصمد، ومحمد بن أبي عدي.
قال ابن أبي حاتم: سمعت منه مع أبي في الرحلة الثالثة، وسألته عنه، فقال: هو ثقة.(5/523)
باب النون والميم النماري: بضم النون وفتح الميم بعدها الالف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نمارة، وهم بطون من قبائل، منهم نمارة بن لخم بن عدي، منهم الدار بن هانئ بن حبيب بن مارة رهط تميم الداري وأخيه أبي هند صاحبي رسول الله صلى الله وسلم.
ومنهم أيضا بنو نصر بن ربيعة بن عمرو بن الحارث بن سعود بن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم، هم الملوك، رهط النعمان بن المنذر ملك العرب.
وقال ابن حبيب: وفي إياد بن نزار نمارة بن إياد بن نزار.
النمذ اباذي: بفتح النون والميم والذال المعجمة بعدها الالف والباء الموحدة بين الالفين وفي آخرها ذال أخرى.
هذه النسبة إلى نمذاباذ، وهي محلة بنيسابور منها: أبو محمد جعفر بن محمد بن أحمد بن بحر التميمي النيسابوري.
سمع أحمد بن يوسف السلمي، وسهل بن عمار.
روى عنه أبو أحمد الحاكم، وأبو علي الحافظان.
ومات سنة سبع عشرة وثلاثمئة بنيسابور.
وأبو علي الحسن بن علي بن الحسين بن جعفر النمذ اباذي النيسابوري سمع محمد بن بريدة الذهلي السلمي، وسهل بن عمار العتكي وأقرانهما روى عنه عبد الله بن محد الثقفي، ومات في سنة تسع عشرة وثلاثمئة.
وأبو علي الحسين بن أحمد بن حفص بن عبد الله النمذ اباذي، مولى الانصار، من أهل
نيسابور.
سمع محمد بن رفع، وعلي بن خشرم فمن بعدهما.
روى عنه أبو علي الحافظ، وعبد الله بن سعد، وأبو القاسم علي بن المؤمل، توفي سنة ثنتي عشرة وثلاثمئة.
النمذياني: بفتح النون والميم وكسر الذال المعجمة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى نمذيان، وهي قرية من قرى بلخ.
والمشهور بالنسبة إليها: محمد بن فوران النمذياني، من أهل بلخ.
روى عن محمد بن هشام المرورذي، وكتب عنه ببغداد.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن جعفر بن غالب الوراق الحافظ.
النمري: بفتح النون والميم وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى النمر، وهو النمر بن(5/524)
قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار، وينتسب أيضا إلى النمر بن عثمان بن نصر بن زهران، من الازد.
والمشهور بهذه النسبة: جابر بن عراب النمري.
يروي عن هرم بن حيان.
روى عنه أبو نضرة واسمه المنذر بن مالك.
وأبو روح سلام بن مسكين النمري الازدي من أهل البصرة.
يروي عن الحسن، وثابت.
روى عنه مسلم، وأبو نعيم.
مات سنة أربع وستين ومئة وقد قيل: سنة سبع وستين ومئة.
وصهيب بن سنان النمري، من النمر بن قاسط.
وعمرو بن تغلب النمري: من النمر بن قاسط أيضا.
لهما صحبة، وهما من معروفي الصحابة.
وأبو الحسن كهمس بن الحسن النمري القيسي، نسب إلى أخواله قيس، يروي عن عبد الله بن بريدة.
وأبو عمر حفص بن عمر بن الحارث الحوضي النمري، من النمر بن عثمان.
يروي عن شعبة وحماد بن زيد.
روى عنه البخاري في الصحيح.
وأبو الفضل منصور بن سلمة بن الزبرقان بن شريك بن مطعم الكبش الرخم بن مالك بن سعد بن عامر الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط، وقيل: هو منصور بن الزبرقان بن سلمة النمري الشاعر، من أهل الجزيرة، قدم بغداد ومدح بها هارون الرشيد.
ويقال: إنه لم يمدح من الخلفاء غيره، وقد مدح غير واحد من الاشراف، وإنما سمي جده الاعلى عامر الضحيان لانه كان سيد قومه وحاكمهم، وكان يجلس إليهم إذا أضحى النهار، فسمي الضحيان.
وسمي جد منصور مطعم الكبش الرخم لانه أطعم ناسا نزلوا به ونحر لهم، ثم رفع رأسه فإذا هو برخم يحمن حول أضيافه، فأمر أن يذبح لهن كبش ويرمي به بين أيديهن، ففعل ذلك ونزلن عليه، فتمزقنه، فسمي مطعم الكبش الرخم.
وفي ذلك يقول أبو نعجة النمري يمدح رجلا منهم: أبوك زعيم بني ساقط * وخالك ذو الكبش يقري الرخم وكان تلميذ كلثوم بن عمرو العتابي وراويته، وعنه أخذ، والعتابي وصفه للفضل بن يحيى بن خالد حتى استقدمه من الجزيرة واستصحبه ثم وصله بالرشيد، وجرت بعد ذلك بينه وبين العتابي وحشة، حتى تهاجيا وتناقضا، وسعى كل واحد منهما على هلاك صاحبه.(5/525)
وسأل منصور بن جمهور كلثوم العتابي عن سبب غضب الرشيد عليه، فقال: إني استقبلت منصورا النمري يوما من الايام، فرأيته واجما كئيبا، فقلت له: ما خبرك ؟ فقال: تركت امرأتي تطلق، وقد عسر عليها ولادها، وهي يدي ورجلي والقيمة بأمري، فقلت له: لم لا تكتب على فرجها هارون الرشيد ؟ قال: ليكون ماذا ؟ قلت: لتلد على المكان، قال: وكيف ذاك ؟ قلت: لقولك: إن أخلف الغيث لم تخلف مخايله * أو ضاق أمر ذكرناه فيتسع فقال: يا كشحان، والله لئن تخلصت امرأتي لاذكرن قولك هذا للرشيد، فلما ولدت امرأته خبر الرشيد بما كان بيني وبينه، فغضب الرشيد بذلك، وأمر بطلبي، فاستترت عند
الفضل بن الربيع، فلم يزل يستل ما في قلبه علي حتى أذن لي في الظهور، فلما دخلت عليه قال لي: قد بلغني ما قلته للنمري، فاعتذرت إليه حتى قبل، ثم قلت له: والله ما حمله على التكذيب إلا ميله إلى العلوية فإن أراد أمير المؤمنين أن أنشده شعره في مديحهم، فقال: انشدني، فانشدته: شاء من الناس راتع هامل * يعللون النفوس بالباطل حتى بلغت إلى قوله: ألا مساعير يغضبون لهم * بسلة البيض والقنا الذابل فغضب الرشيد من ذلك غضبا شديدا وقال للفضل بن الربيع: أحضره الساعة، فبعث الفضل في ذلك، فوجده قد توفي، فأمر بنبشه ليحرقه، فلم يزل الفضل يلطف له حتى كف عنه (1).
النمطي: بفتح النون والميم وفي آخره الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى النمط، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو بكر أحمد بن محمد بن الصقر المقرئ النمطي، المعروف بابن النمط.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الله الشافعي، كتب بالبصرة عن الفاروق بن عبد الكبير الخطابي، ويوسف بن يعقوب النجيرمي، وأبي قلابة الرقاشي،
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": قلت: فاته النسبة إلى النمر بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وهم قبيلة كبيرة، ينسب إليها كثير، منهم أبو ثعلبة النمري ثم الخشني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن بني النمر بن وبرة أيضا غاضرة وعانية ابنا النمر، دخلا في بني سليم فقال: هما ابنا سليم.
ومن النمر أيضا التيم ومشجعة والغوث كل هذه بطون من النمر، والنمر في هذا جميعه مكسور الميم والنسبة إليه فتحها.
[ * ](5/526)
ومحمد بن أحمد بن حمدان السراج.
قال أبو بكر الخطيب: كتبت عنه، وكان ثقة صالحا، ويذكرون أنه كان مستجاب الدعوة، سألته عن مولده فقال: لا أحقه، إلا أني كنت كتبت عن الشافعي في سنة خمسين وثلاثمئة، وأنا عاقل محصل، وكان لي في ذلك الوقت على التقليل
والاستظهار عشر سنين، ومات في المحرم سنة ثمان وعشرين وأربعمئة، ودفن بمقبرة باب حرب.
النمكباني: بفتح النون والميم والكاف والباء الموحدة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى نمكبان، وهي قرية على طرف البرية بمرو قريبة من سنج، منها بلال بن عبد الله النمكباني: من قدماء المراوزة، أدرك عبد الله بن المبارك وروى كتبه عنه، وكان صاحب عربية.
سمع خارجة بن مصعب وأبا عصمة نوح بن أبي مريم، وشراحيل، ومحمد بن عيسى، وعبد الكبير بن دينار وغيرهم، روى عنه أبو داود سليمان بن معبد السنجي وقال: أول ما اختلفت إليه.
ومات بعد سنة مئتين إن شاء الله.
وأبو عمرو أحمد بن القاسم النمكباني.
سمع أبا داود سليمان بن معبد السنجي.
النميري: بضم النون وفتح الميم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها راء.
هذه النسبة إلى بني نمير، وهو نمير بن عامر بن صعصعة.
والمشهور بالنسبة إليها: إياس بن قتادة العبشمي النميري، ابن أخت الاحنف بن قيس، من أهل البصرة، كان على قضاء الري.
يروي عن قيس بن عباد.
روى عنه شعبة.
مات في أيام مصعب بن الزبير سنة إحدى وسبعين (1).
وأبو نافع صخر بن جويرية الازدي النميري، مولى بني نمير، من أهل البصرة.
يروي عن نافع.
روى عنه ابن المبارك، ويحيى القطان.
وأبو سليمان فضيل بن سليمان النميري، من أهل البصرة.
يروي عن أبي حازم، وموسى بن عقبة.
روى عنه أهل البصرة مات سنة ست وثمانين ومئة.
وزياد بن عبد الله النميري.
شيخ من أهل البصرة.
يروي عن أنس بن مالك رضى الله عنه.
روى عنه أهل البصرة.
منكر الحديث، يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه اشياء
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب " معقبا: قلت: قوله إن إياس بن قتادة نميري فليس كذلك، إنما هو تميمي، وهو إياس بن قتادة بن أوفى بن موالة بن عتبة بن ملادس بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم حامل الديات وهو
ابن أخت الاحنف.
[ * ](5/527)
لا تشبه حديث الثقات.
لا يجوز الاحتجاج به.
تركه يحيى بن معين.
وعبد الله بن عمير النميري، يقال: إنه عبد الله بن غانم.
نزل إفريقية، وهو الذي كان يكتب إلى مالك بن أنس في المسائل.
قال أبو علي الغساني: هكذا روينا في نسبه النميري.
وقال عبد الغني فيه: النمري، بحذف ياء التصغير.
يروي عن يونس بن يزيد الايلي.
روى عنه حجاج بن محمد.
وأبو الفضل عصمة بن الفضل النميري.
سكن بغداد.
سمع حرمي بن عمارة بن أبي حفصة، ومحمد بن بشر العبدي، ويحيى بن آدم، والحسين بن علي الجعفي، وعبد الله بن الوليد العدني.
روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، والحسن بن علي بن شبيب المعمري، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومات سنة خمسين ومئتين.
النميلي: بضم النون وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى نميلة، وهو اسم جد محمد بن مسكين بن نميلة اليمامي، من أهل اليمامة.
يروي عن يحيى بن حسان التنيسي وغيره.
قال أبو الحسن الدار قطني: حدثنا عنه أبو علي المالكي، وحدث عنه أبويحيى الساجي وغيره.
وفي الاسماء مالك بن نميلة، من مزينة.
حليف لبني معاوية.
له صحبة.
ونميلة بن عبد الله هو الذي قتل مقيس بن صبابة، وهو رجل من قومه.
قال ذلك محمد بن إسحاق بن يسار في المغازي التي يرويها عنه إبراهيم بن سعد.
وقال الطبري: نميلة بن عبد الله بن حثيم بن حزن بن سيار الليثي، شهد خيبر.
ونميلة بن مرة التميمي.
كان على شرطة إبراهيم بن عبد الله بن حسن، ثم صار في صحابة أبي جعفر.(5/528)
باب النون والواو النوا: بفتح النون وتشديد الواو.
هذه النسبة إلى بيع النواة.
وجرت عادة أهل المدينة أنهم يبيعون النواة ويعلفون بها الجمال.
والمشهور بهذه النسبة كثير النوا، مولى تيم الله، وكنيته أبو إسماعيل يروي عن عطية.
روى عنه الكوفيون.
وعلي بن محمد بن العصب النوا.
يروي عن أحمد بن أبي عوف.
روى عنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي الحافظ.
النواسي: بضم النون وفتح الواو المخففة وفي آخرها السين المهملة.
هذه نسبة أبي نواس الحسن بن هانئ، الشاعر المشهور.
ولنفسه يقوله هو في أبيات: النوائي: بفتح النون والواو وفي آخرها التقاء الياءين الاصلية والنسبية.
وهذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها يقال لها: نوى اجتزت بها في انصرافي من زيارة قبر أبي مزاحم الوذاري.
ومن هذه القرية أبو جعفر محمد بن المكي بن النضر النوائي.
يروي عن محمد بن إبراهيم بن الخطاب الورسنيني.
روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي الحافظ.
وأبو الحسين محمد بن محمد بن سعيد بن عبادة النوائي.
يروي عن أبي النضر محمد بن أحمد بن الحكم البزاز.
روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الادريسي الحافظ، وقال: كتبنا عنه بسمرقند يعني بعد السبعين والثلاثمائة.
النوبختي: بضم النون أو فتحها وفتح الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى نوبخت وهو اسم لبعض أجداد أبي محمد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت الكاتب
النوبختي.
من أهل بغداد كان معتزليا رافضيا ردئ المذهب، إلا أنه صدوق وصحيح السماع.
سمع أبا الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
روى عنه أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم الازهري، وأبو الفرج(5/529)
الطناجيري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو القاسم بن الخلال، وكانت ولادته في أول سنة عشرين وثلاثمئة، ووفاته في ذي القعدة سنة اثنتين وأربعمئة.
النوبندجاني: بفتح النون والباء الموحدة والدال المهملة والجيم بينهما الواو والنون الساكنتان بعدها الالف وفي آخرها النون هذه النسبة نوبندجان، وهي بلدة من بلاد فارس منها: أبو عبد الله محمد بن يعقوب الغازي النوبندجاني.
شرق وغرب، وله رحلة وجد في طلب الحديث، وجمع منه الكثير، وصنف التصانيف الكثيرة.
وكان ثقة نبيلا.
يروي عن محمد بن معاذ وغيره.
روى عنه الفضل بن يحيى بن إبراهيم.
ومات ليلة الجمعة، ودفن يوم الجمعة آخر يوم من المحرم سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة.
النوبي: بضم النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى بلاد النوبة وهو السودان، وهو النوبة بن حام وقيل: الزنج والحبش والنوبة وزغاوة وفزان هم ولد رغيا بن كوش بن حام.
وقيل: السودان من بني صدقيا بن كنعان بن حام.
وأكثر هذه النسبة في الموالي.
والمهشور بهذه النسبة: أبو سلام ممطور النوبي ويقال: الحبشي.
حدث عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي أمامة الباهلي.
روى عنه ابن ابنه زيد بن سلام، وابن جابر، وابن زبر.
وأبو محمد رباح النوبي، مولى آل الزبير بن العوام.
حدث عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما روى عنه علي بن مجاهد الكابلي.
ودينار بن عبد الله النوبي.
حدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
روى عنه يحيى بن
شبيب، وأحمد بن محمد بن غالب غلام الخليل.
وسالم بن عبد الله النوابي.
حدث عن عبد الله بن لهيعة.
روى عنه عبيد الله بن محمد بن حنيس الدمياطي.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن سعيد الغزي، يعرف بابن النوبي.
حدث عن محمد بن أبي السري العسقلاني.
روى عنه عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ في معجم شيوخه، وذكر أنه سمع منه بتنيس.
وسويد النوبي، مولى شريك بن الطفيل العامري، يكنى أبا حبيب.
كان نوبيا من سبي دمقلة.
روى أنه صلى الجمعة مع قيس بن سعد بن عبادة.
روى عنه ابنه يزيد بن(5/530)
أبي حبيب.
وأبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري النوبي، ذكرته في الالف لانه كان يسكن إخميم.
النوجا باذي: بفتح النون وسكون الواو وفتح الجيم والباء الموحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى نوجاباذ، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو المحاسن محمد بن أبي نصر بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله النوجا باذي البخاري.
سمع أبا غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي، وحدث عنه بهراة.
روى عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن السمرقندي الحافظ، نزيل بغداد.
وتوفي بعد سنة سبعين وأربعمئة.
النوحي: بضم النون وسكون الواو وفي آخرها الحاء.
هذه النسبة إلى نوح، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو إبراهيم إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح بن زيد بن نعمان بن عبد الله بن الحسن بن زيد بن نوح النوحي الخطيب، من أهل نسف.
كان فاضلا فقيها، ولي الخطابة ببلده، وعمر العمر الطويل، وحدث بسمرقند وأملى، وسمع منه عالم لا يحصون.
سمع أبا بكر محمد بن عبد الرحمن المقرئ نافلة
محمد بن علي الترمذي، وأبا مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي وغيرهما.
روى لنا عنه أبو المحامد محمود بن أحمد بن أحمد بن الفرج الساغرجي، وأحمد بن محمد بن عبد الجليل الحبشي وجماعة سواهما.
وكانت ولادته في صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمئة.
ومات بنسف ليلة الجمعة التاسع عشر (1) من جمادي الاولى سنة ثمان عشرة وخمسمئة.
وأخوه القاضي الامام الخطيب أبو محمد إسماعيل بن محمد بن إبراهيم النوحي.
كتب الحديث بسمرقند وجلس فيها للعامة كثيرا، وخطب على منبر سمرقند، سمع أبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ.
وروى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي، وكانت ولادته في شعبان سنة ثلاث وعشرين وأربعمئة.
ومات يوم النحر من سنة إحدى وثمانين وأربعمئة بسمرقند.
وأخوهما أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم النوحي النسفي روى عن أبيه أبي بكر محمد بن إبراهيم النوحي الخطيب.
روى عنه عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل النسفي.
__________
(1) في " اللباب ": التاسع والعشرين.
[ * ](5/531)
وكانت ولادته في صفر سنة ست وثلاثين وأربعمئة، ومات بنسف في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وخمسمئة.
ووالدهم أبو بكر محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح بن زيد بن النعمان النوحي النسفي، والد البنين الاربعة: الامامان الخطيبان إسماعيل وإسحاق، والرئيسان العالمان إبراهيم ويعقوب.
حدث أبو بكر عن أبي القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي.
روى عنه أولاده، ومات في المحرم سنة تسع وخمسين وأربعمئة بقرية وركة، وحمل إلى نسف، ودفن بها في مقبرة النوحيين.
وأما أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد النوحي، كان شهما كافيا من الرجال جلدا
سخي النفس، سمع أباه وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي وغيرهما.
رأيت سماعه بنسف في أجزاء من كتاب " الجامع " لابي حفص عمر بن محمد بن بجير البجيري عن أبي بكر البلدي، ما لقيته ولما رجعت إلى بخارى من نسف وردها منصرفا من خراسان فعاقني المرض لم أسمع منه وسمع منه صاحبنا محمد بن أبي الفوارس الطبري، وخرج إلى نسف، وآخر عهدي به سنة إحدى وخمسين وخمسمئة.
والقاضي الرئيس أبو يوسف يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن نوح بن زيد بن النعمان النوحي النسفي.
يروي عن القاضي أبي الفوارس عبد الملك بن الحسن بن علي النسفي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وكانت ولادته غرة شعبان سنة اثنتين وأربعين وأربعمئة، ووفاته بنسف ليلة السبت الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وخمسمئة.
النوخسي: بفتح النون وسكون الواو وفتح الخاء المعجمة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى نوخس، وهي من رستاق بخارى.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو أحمد أحمد بن عبد الواحد بن رفيد بن وهب النوخسي البخاري، وكنيته أبو بكر، غير أنه عرف بأبي أحمد، يروي عن أبي الليث عبيد الله بن شريح البخاري، وأبي عبد الله بن أبي حفص الكبير.
روى عنه إبراهيم بن محمد بن هارون، وأحمد بن محمد الباهلي وغيرهما، وتوفي في يوم العيد من سنة إحدى عشرة وثلاثمئة.
وأبوه أبو أحمد عبد الواحد بن رفيد بن وهب النوخسي.
يروي عن أبي حفص أحمد بن حفص.
والمسيب بن إسحاق، وأحمد بن الجنيد وغيرهم.
روى عنه أبو شعيب صالح بن حمدان بن خزيمة.(5/532)
النوردي: بضم النون وسكون الواو والراء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى نورد، وهي بلدة من بلاد فارس، وهي قصبة كازرون.
خرج منها جماعة من العلماء
والمحدثين.
منهم أبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد بن المبارك النوردي الصوفي.
سمع محمد بن أحمد البربهاري (1) صاحب أبي القاسم الطبراني.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وذكر أنه سمع منه بنورد.
وأبو عبد الله محمد بن إسحاق بن عبد الله النوردي الصوفي، من نورد كازرون.
سمع بالبصرة أبا الحسن علي بن القاسم بن الحسن النجاد الشاهد صاحب أبي الحسن المادرائي.
روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وذكر أنه سمع منه بنورد كازرون.
النوري: بضم النون المشددة والراء المهملة بعد الواو.
هذه النسبة إلى نور، وهي بليدة بين بخارى وسمرقند عند جبل، بها مزارات ومشاهد يقصدها الناس للزيارات، فمن أهلها علي بن مسعدة النوري.
وأبو شعيب صالح بن محمد بن شعيب السنجاري النوري.
وبنى سنجار ونور فرسخ واحد.
والحاكم أبو نصر أحمد بن جعفر النوري.
وابنه الحاكم محمد بن أحمد بن جعفر النوري.
والقاضي أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن داود الداودي النوري.
يروي عن أبي محمد عبد الصمد بن إبراهيم الحنظلي.
روى عنه عمر بن محمد النسفي.
قال: وكان مولده في صفر سنة إحدى وخمسين وأربعمئة، وتوفي بالنور في جمادي الاولى سنة ثمان عشرة وخمسمئة.
قال البصيري: وفي حديث الاديب إسماعيل بن محمد بن حام الرعفندوي: حدثنا أحمد بن عبد الواحد بن رفيد حدثنا أبو موسى عمران بن عبد الله الحافظ النوري.
قلت: هو أبو موسى عمران بن عبد الله النوري الحافظ.
قال ابن ماكولا: والنور من أعمال بخارى.
روى عن أحمد بن حفص، ومحمد بن سلام البيكندي، وحبان بن موسى، ومحمد بن حفص البلخي، والحسن بن سهرب.
روى عنه ابن رفيد، وعبد الله بن منيح.
قال غنجار الحافظ وذكر أبو موسى عمران بن عبد الله بن إدريس النوري
__________
(1) في " اللباب ": الرهاوي.
[ * ](5/533)
الحافظ: روى عن محمد بن سلام، وأحمد بن حفص، وعبدان بن عثمان.
وأبو مقاتل أحمد بن محمد بن حمد بن النوري.
سمع أبا حامد أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن بشرويه بن حرب الهروي، وجماعة من شيوخ بخارى، عقد له مجلس الاملاء ببخارى، روى عنه أبو العباس، المستغفري، وتوفي في رجب سنة سبع عشرة وأربعمئة.
وجماعة من أهل العراق نسبتهم هكذا ولا أدري لاي شئ قيل لهم النوري، منهم أبو الحسين محمد بن محمد بن الصوفي النوري من كبار المشايخ، قيل: إنما سمي النوري لحسن وجهه ونور فيه.
وأبو الحسين أحمد بن محمد بن إدريس النوري، حدث عن أبا بن جعفر النجيري، وسليمان بن عيسى الجوهري.
حدث عنه أبو الحسن النعيمي، وعلي بن حمزة المؤذن البصري.
وأحمد بن محمد بن مخلد النوري.
حدث عن يوسف بن موسى القطان.
حدث عنه ابن ابنه عبيد الله بن محمد.
وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن مخلد النوري، بغدادي.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وابن صاعد، والقاسم بن بكر الطيالسي، ومحمد بن حمدويه المروزي.
حدث عنه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان.
ذكر هذا كله ابن ماكولا.
قلت: توفي أبو القاسم النوري في شهر ربيع الآخر من سنة ثمانين وثلاثمئة.
النوز اباذي: بفتح النون وسكون الواو والزاي المفتوحة والباء الموحدة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى نوزاباذ، وهي إحدى قرى بخارى إن شاء الله.
منها أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمود بن موسى الخياط النزاباذي.
يروي عن إسحاق بن حمزة، ويحيى بن محمد اللؤلؤي وغيرهما.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون، ومحمد بن حم بن ناقب البخاريان.
ومات في المحرم سنة إحدى وعشرين
وثلاثمئة.
النوسي: بفتح النون وسكون الواو وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى نوس، وهي قرية بمرو، واختص بهذه التسمية ثلاث قرى: إحداها: نوس بايه المعروفة بنوس كارنجان، والثانية: نوس فراهينان، قريتان متصلتان، والثالثة: نوس مخلدان عند مرغوم.
ويقال بالعجمية لكل واحدة منها: نوح بالجيم.
والمنتسب إليها أبو الحسن علي بن محمد(5/534)
النوسي، وأظن أنه من نوس فراهينان.
كان فقيها فاضلا، سمع أبا الفيض أحمد بن محمد بن إبراهيم اللاكمالاني.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن الحسن المهربند قشاني.
توفي بعد سنة عشر وأربعمئة.
وأبو الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن أبي سعيد الحصيري النوسي.
من أهل نوس كارنجان، شيخ صالح عفيف، من أهل العلم والقرآن، دائم التلاوة.
سمع أبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وأبا الفتح نصر بن علي بن الحسن الحاكمي وغيرهما.
سمعت منه بقريته نوس.
وكانت ولادته قبل سنة ستين وأربعمئة، ووفاته بقريته في سادس عشر ذي القعدة سنة سبع وأربعين وخمسمئة.
النوشاري: بضم النون وفتح الشين بينهما الواو ثم الالف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نوشار، وهي قرية ببلخ وقيل: قصر ببلخ منها الامير داود بن العباس النوشاري البلخي.
وقيل: لما قدم يعقوب بن الليث بلخ هرب داود بن العباس إلى سمرقند، فلما رجع يعقوب رجع داود بن العباس إلى وطنه، فوجد قصره قد خرب يعني نوشار فأنشد هذه الابيات، وشق صدره من الفم، ومات بعده بسبعة عشر يوما: هيهات يا داود لم تر مثلها * سرتك في وضح النهار نجوما فكأنما نوشار قاع صفصف * يدعو صداه بجانبيه البوما لا تفرحن بدعوة خولتها * وزوالها قد قارب الحلقوما
الوشاني: بضم النون وفتح الشين المعجمة وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى نوشان، وهو اسم لجد أبي موسى عمران بن موسى بن الحصين بن نوشان، الفقيه الخبوشاني النوشاني الكاتب بأستوا.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقال: كان شيخا يشبه المشايخ، سمع أبا عبد الله البوشنجي، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبا عمرو الخفاف، ومسدد بن قطن، وجعفر الحافظ وأقرانهم.
توفي في قريته برستاق أستوا بعد سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة.
النوشجاني: بضم النون بعدها الواو وسكون الشين المعجمة وفتح الجيم بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى نوشجان، وهي بلدة من بلاد فارس إن شاء الله.
منها: أبو تغلب طلحة بن أحمد بن أيوب المقرئ النوشجاني، كان يسكن نورد كازرون في خانقاه الشيخ المرشد أبي إسحاق بن شهريار.
يروي عن أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر(5/535)
الحفار.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
النوشري: بضم النون وسكون الواو وفتح الشين المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نوشر (..) (1) والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن محمد، وأبو بكر أحمد ابنا منصور بن محمد بن حاتم النوشري.
فأما أبو الحسن القاضي هو الاكبر، من أهل بغداد حدث عن الحسين بن محمد بن عفير الانصاري، وأحمد بن محمد بن أبي شحمة الختلي، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخي، ومحمد بن إبراهيم بن فيروز الانماطي وغيرهم.
روى عنه محمد بن عمر بن بكير النجار، والحسن بن محمد الخلال، وكان لا بأس به.
وأخوه أبو بكر أحمد بن منصور النوشري الوراق، كان ثقة.
سمع يحيى بن محمد بن صاعد، وأحمد بن سليمان الطوسي، وإبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، وأحمد بن علي بن
العلاء الجوزجاني، والحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد الدوري، وروى عنه أبو القاسم الازهري، وعبد العزيز بن علي الازجي، وأحمد بن محمد بن منصور العتيقي، أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي.
وكانت ولادته في سنة ثمان وثلاثمئة، وأول سماعه من ابن صاعد في سنة ثمان عشرة، ومات في المحرم من سنة ثمان وثمانين وثلاثمئة.
النوفلي: بفتح النون وسكون الواو وفتح الفاء.
هذه النسبة إلى نوفل بن عبد مناف عم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعض الشعراء: نزلوا بمكة في قبائل نوفل * ونزلت بالبيداء أبعد منزل والمنتسب إليه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي، من أهل مكة.
يروي عن نافع بن جبير بن مطعم.
روى عنه الثوري، ومالك، وشعيب بن أبي حمزة الشامي.
وعمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي القرشي، من أهل مكة.
يروي عن ابن أبي مليكة.
روى عنه الثوري، وابن المبارك.
وأبو خالد يزيد بن عبد الملك بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي النوفلي، وهذه النسبة إلى نوفل جد يزيد، لا إلى نوفل بن عبد مناف، يروي عن سعيد المقبري،
__________
(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
[ * ](5/536)
ويزيد بن خصيفة.
روى عنه معن بن عيسى، وعبد الله بن نافع، وابنه يحيى بن يزيد النوفلي.
كان (1) ممن ساء حفظه، حتى كان يروي المقلوبات عن الثقات.
ويأتي بالمناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في أخباره بطل الاحتجاج بآثاره، وإن اعتبر معتبر بما وافق من الثقات حديثه من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأسا.
كان أحمد بن حنبل سيئ الرأي فيه.
ويحيى بن معين كان يقول: هو ضعيف.
وتوفي سنة خمس وستين ومئة.
وعبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي النوفلي القرشي، من بني نوفل بن عبد مناف.
يروي عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان.
روى عنه عروة بن الزبير، وحميد بن
عبد الرحمن رضي الله عنهم أجمعين.
مات سنة خمس وتسعين من الهجرة.
وأبو عبد الله أحمد بن الخليل بن حرب بن عبد الله بن سوار بن سابق النوفلي القومسي، مولى نوفل بن الحارث، من أهل أصبهان.
حدث عن الاصمعي.
فيه لين روى عنه الفضل بن الخصيب.
النوقاني: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى نقوان، وهي إحدى بلدتي طوس.
كان بها جماعة من الفضلاء قديما وحديثا.
دخلتها ست مرات، وأقمت بها مدة، وكتبت عن جماعة كثيرة من أهلها.
ومن القدماء أبو علي الحسن بن علي بن نصر بن منصور الطوسي النقاني.
يروي عن محمد بن عبد الكريم العبدي المروزي، والزبير بن بكار، وعثمان بن سعيد الدارمي وغيرهم.
ودخل بلاد ما وراء النهر، وحدث بنسف في سنة ثلاث وتسعين ومئتين.
روى عنه جعفر بن طالب بن علي ومحمد بن طالب بن علي ومحمد بن زكريا بن الحسين وغيرهم.
النوقدي: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها الدال المهملة، هذه النسبة إلى نوقد وهي قرية كبيرة على ستة فراسخ من نسف يقال لها: نوقد قريش، وبما وراء النهر قرية أخرى يقال لها: نوقد أيضا.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو الفضائل عبد القادر بن عبد الخالق بن عبد الرحمن بن كاسم بن الفضل بن عبد الرحيم بن الحسن بن الربيع النوقدي.
قال: من أهل نوقد قريش.
كان إماما فاضلا، سمع ببخارى السيد أبا بكر محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، وبمكة أبا عبد الله الحسين بن علي الطبري وغيرهما.
سمع منه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
__________
(1) الضمير هنا يعود إلى المترجم يزيد بن عبد الملك بن نوفل، مع أنه وضعت علامة ابتداء بترجمة جديدة في ك وظ عند قول المؤلف: وابنه يحيى..في حين أن علماء الرجال قد ضعفوا الاثنين.
أنظر ذلك في " الجرح والتعديل ": 9 / 189 و 278 - 279، و " المجروحين ": 3 / 102 - 103: و " ميزان الاعتدال ": 4 / 414 و 433 - 434.
[ * ](5/537)
وكانت ولادته ليلة البراءة من سنة خمسين وأربعمئة (1).
والامام الزاهد، صائم الدهر، محمد بن منصور بن مخلص بن إسماعيل النوقدي المدرس المفتي بسمرقند.
يروي عن القاضي أبي اليسر محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، ومات بسمرقند في شهر رمضان سنة خمس وثلاثين وخمسمئة.
وأما أبو بكر محمد بن سليمان بن الخضر بن أحمد بن الحكم المعدل النوقدي، من نوقد خرداخن من نواحي نسف.
كان ثقة أمينا.
يروي عن محمد بن محمود بن عنبر عن أبي عيسى الترمذي كتاب " الجامع " له، وعن غيرهما.
ومات غرة جمادي الاولى سنة سبع وأربعمئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن نوح بن محمد بن زيد بن النعمان بن عبد الله بن الحسن بن زيد بن نوح الفقيه النوحي النوقدي، من نوقد ساذه.
يروي عن أبي بكر بن بندار الاستراباذي، وأبي جعفر محمد بن إبراهيم الفرخاني، وأبي الليث نصر بن عمران النوقدي، وأبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي، وأبي محمد إبراهيم القلانسي وغيرهم.
روى عنه أبو العباس المستغفري الخطيب.
وكان قوالا بالحق، ناصرا له.
مات في ذي القعدة سنة خمس وعشرين وأربعمئة.
وأبو الليث نصر بن عامر بن حفص النوقدي، من نوقد خرداخن.
يروي عن أبي النضر محمد بن إسحاق السمرقندي عن إبراهيم بن السري كتاب " جزاء الاعمال ".
سمع منه الفقيه أبو القاسم النوحي.
قال المستغفري: لم أرغب في سماعه، لان أكثر ما فيه موضوعات محمد بن تميم الفارياني، وأحمد بن عبد الله الجويباري.
النوقذي: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى نوقذ (...) (2) والمنتسب إليها: أبو محمد عبد الله بن محمد بن رجاء بن غواني النوقذي (3).
يروي عن أبي مسلم الكجي، وأبي شعيب الحراني، ومحمد بن أيوب الرازي وغيرهم.
توفي في شهر ربيع الآخر سنة أربع وثلاثمئة (4).
__________
(1) في نسخ: وخمسمئة، خطأ.
وزاد ابن الاثير في " اللباب ": وتوفي سنة سبع وعشرين وخمسمئة.
(2) بياض في نسخة بقدر كلمتين.
(3) ذكره ياقوت في " معجمه ": 5 / 312 مع من نسبهم إلى (نوقد) وقال: " أما أبو محمد عبد الله بن محمد بن رجاء بن غواني النوقدي يروي عن أبي مسلم الكجي وأبي شعيب الحراني فقد رواه المحدثون بالذال المعجمة ولا أدري إلى أي شئ نسب ومات سنة 400 ".
وانظر أيضا التعليق على الاكمال: 1 / 545 - 546 و 6 / 197.
(4) قال ابن الاثير في " اللباب ": قلت: وفاته (النوقي): بضم النون وسكون الواو وآخره قاف نسبة إلى قرية من قرى = [ * ](5/538)
النوكدكي: بفتح النون وسكون الواو والدال المفتوحة المهملة بين الكافين المفتوحة والمكسورة.
هذه النسبة إلى قرية يقال لها: نوكدك، من قرى إشتيخن وهي من سفد سمرقند، منها: أبو عبد الله أحمد بن هشام الاشتيخني النوكدكي.
كتب الكثير، وصنف التفسير.
كانت له رحلة إلى خراسان والعراق، وسمع بها قبيصة بن عقبة، وبدل بن المحبر، والوليد بن محمد السلمي، وعبد الله بن عثمان الدبوسي، وعبد الله بن خالد المروزي وغيرهم.
روى عنه العباس بن الطيب السمرقندي وطبقته.
النوكندي: بالواو الساكنة والكاف المفتوحة بين النونين وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى نوكند، وهي قرية من قرى سمرقند فيما أظن، منها أبو نصر أحمد بن عبد الواحد بن طرخان النوكندي.
يروي عن الامام أبي بكر محمد بن يعقوب بن يوسف الرشداني.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
وتوفي بسمرقند في جمادي الآخرة سنة أربع وعشرين وخمسمئة.
النوماهوي: بفتح النون وسكون الواو وفتح الميم وبعدها الالف وضم الهاء وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى نوما هو وهي من قرى الطبسين فيما أظن.
منها: أبو علي الحسن بن منصور بن أبي نصر بن محمد بن إبراهيم بن الحسن النوماهوي
الطبسي.
حدث عن أبي عبد الله محمد بن علي بن جعفر الطبسي.
روى عنه ابنه أبو محمد عبد الله بن الحسن النوماهوي الحافظ.
وذكره بهذه النسبة أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي في معجم شيوخه.
وأبو محمد الطبسي هذا أحد الحفاظ المتقنين، ممن رحل إلى العراق والحجاز وأصبهان، وأدرك الشيوخ، وتتبع الصحاح والموافقات وأكثر عنها.
سمع ببغداد أبا الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزاز، وبأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة، وبنيسابور أبا القاسم الفضل بن عبد الله بن المحب وطبقتهم، وسكن في آخر عمره مرو الروذ إلى أن توفي بها.
روى لي عنه أبو بكر محمد بن القاسم بن الشهرزوري بالموصل، وأبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله النيهي بمرو الروذ، وأبو عبد الله محمد بن الحسين الازدي الحافظ بمرو وجماعة.
وكانت وفاته في سنة نيف وتسعين وأربعمئة، وزرت قبره بمروالروذ.
__________
بلخ، منها أحمد بن قدامة بن محمد البلخي النوقي، حدث عن يحيى بن بدر السمرقندي، روى عنه أبو إسحاق المستملي، وتوفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة ".(5/539)
النومردي: بفتح النون وسكون الواو والميم المفتوحة وسكون الراء وفي آخرها الدال.
هذه النسبة إلى الجد، واشتهر بهذه النسبة: أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن نومرد الفقيه الشافعي النومردي، من أهل جرجان.
كان منزله ومسجده برأس القرية في سكة الشاميين الاعلى.
تفقه على الامام أبي العباس أحمد بن عمر بن سريج، وكان من أحد أصدقاء أبي بكر الاسماعيلي، وهو جد أبي القاسم والد أبي بكر النومردي التاجر من قبل أمه.
وكان خرج من الحمام، فوقع عليه حائط، فمات في سنة تسع وعشرين وثلاثمئة.
النوندي: بالواو الساكنة بين النونين أولاهما مضمومة والاخرى ساكنة وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى سكة بنيسابور وإلى محلة بسمرقند، فأما التي بنيسابور يقال لها:
سكة نوند، وهي سكة معروفة، بها الخانقاهان للسلمي وأحمد بن محمود.
منها أبو عبد الرحمن عبد الله بن حمشاذ بن جندل بن عمران بن حماد بن زيد بن مطرف المطوعي النوندي، من أهل نيسابور.
سمع بخراسان محمد بن يزيد السلمي، وسهل بن عمار، وبالعراق أبا قلابة الرقاشي، وبالحجاز أبا يحيى بن أبي مسرة.
روى عنه أبو علي الماسرجسي، وتوفي سنة ست وعشرين وثلاثمئة.
وباب نوند محلة بسمرقند معروفة، منها: أحمد النوندي السمرقندي من أهل سمرقند، حدث عن أحمد بن عبد الله السمرقندي.
روى عنه إبراهيم بن حمدويه الاشتيخني.
النويزي: بضم النون وفتح الواو وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى نويز ويقال: بكسر الواو أيضا منها.
غياث بن حمزة بن مهاجر النويزي، من أهل سرخس.
رحل إلى العراق، وسمع يزيد بن هارون الواسطي روى عنه عبد الله بن محمد بن أحمد بن إسحاق السرخسي أبو العباس.
النوي: بفتح النون وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى نو، وهي قرية من ناحية ارهستان، منها: أبو بكر أحمد بن طاهر بن الحسن الصوفي النوي، من أهل قرية نو.
سمع أخاه أبا الوفاء عبد العزيز بن طاهر النوي.
سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.(5/540)
باب النون والهاء (1) النهاوندي: بضم النون وفتح الهاء والواو بينهما الالف وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى نهاوند، وهي بلدة من بلاد الجبل قديمة، كانت بها وقعة
للمسلمين زمن عمر رضي الله عنه.
أقمت بها أكثر من عشرة أيام، وقيل: إنها بناها نوح النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقال لها: نوح أوند، فابدلوا الحاء بالهاء والله أعلم.
خرج منها جماعة من العلماء في كل فن، منهم: أبو جعفر محمد بن يزيد بن عبد الوراق النهاوندي.
حدث عن محمد بن سليمان الباغندي.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
وأبو أحمد يحيى بن الحسين بن جبير النهاوندي الحافظ.
هكذا ذكره أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني في " معجم شيوخه " هكذا، وروى عنه حديثا واحدا عن محمد بن عبد العزيز بن المبارك، وذكر أنه سمع منه ببغداد.
وأبو بكر أحمد بن يحيى النهاوندي، عرف بمحمود، سمع أبا الاصبع محمد بن عبد الرحمن القرقساني، وهلال بن العلاء الرقي، ومحمد بن سليمان الباغندي.
سمع منه أبو الحسين أحمد بن محمد بن صالح وابنه أبو الفضل صالح بن أحمد الهمذاني.
قال أبو الفضل الفلكي: قدم همذان، وحدث بها.
ومن القدماء أبو المسافر النهاوندي، من أهل نهاوند.
روى عن ابن عباس وغيره.
روى عنه أبو إسحاق الهمذاني، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول ذلك.
النهدي: بفتح النون وسكون الهاء وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى بني نهد، وهو نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة: إليه ينتسب النهديون، ومنهم باليمن والشام كلهم من ولد خزيمة بن نهد، وهم في تنوخ في نهد اليمن،
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (النهاري): بالنون والهاء بعد الالف راء هذه النسبة إلى نهار بن عامر بن سعد بن مر بن جميل بن كنانة بن ناجية بن مراد، بطن من مراد، وفيهم يقول الشاعر: لو كنت جار بني بهار لم ترم * داري وقوتل دونها بسلاحي منهم زائدة بن سمير بن عبد الله بن نهار، وقتل مع علي يوم النهر ".
[ * ](5/541)
وأما نهد الشام فعوف وزمان وسليم وصباح بن نهد.
منهم: عبد الله بن عجلان بن عبدالاحب بن صباح الشاعر، جاهلي.
وقال ابن حبيب: في همدان نهد بن مرهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان.
والمشهور بهذه النسبة أشعث بن طلق النهدي.
يروي عن ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه ابن عيينة.
وحبيب بن أبي مليكة النهدي الحراني، كنيته أبو ثور، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
روى عنه الشعبي.
وعلي بن غالب النهدي القرشي، من ساكني مصر.
يروي عن واهب بن عبد الله.
روى عنه يحيى بن أيوب.
كان كثير التدليس فيما يحدث حتى وقع المناكير في روايته، وبطل الاحتجاج بها، لانه لا يدري سماعه لما يروي عمن يروي في كل ما يروي، ومن كان هذا نعته كان ساقط الاحتجاج بما يروي لما عليه الغالب من التدليس.
وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن خزيمة وقيل حذيمة بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن اسلم بن عمرو بن الحاف بن قضاعة بن مالك بن حمير النهدي.
أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أنه لم يلقه، ولقي عدة من الصحابة، ونزل الكوفة، وصار إلى البصرة بعد.
حدث عنه أيوب السختياني، وقتادة، وسليمان التيمي، وعاصم الاحول، وخالد الحذاء، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وأبو السليل ضريب بن نقير، وابو نعامة السعدي وغيرهم.
عاش مئة وثلاثين سنة، وأدرك الجاهلية والاسلام، ومات سنة مئة من الهجرة.
وأبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، وهو ابن إسماعيل بن زياد بن درهم الكوفي، مولى لهم.
يروي عن اسرائيل، وزهير، وحسن بن صالح، ومسعود بن سعد، وعبد الرحمن بن حميد الرؤاسي، وأبي إسرائيل الملائي، وعمرو بن حريث، وحماد بن
زيد، وشريك، وإبراهيم بن يوسف، وغيرهم.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان.
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالكوفة أتقن من أبي غسان، قال: ابن نمير يقول: أبو غسان النهدي أحب إلي منه يعني محمد بن الصلت.
وأبو غسان محدث من أئمة المحدثين.
وقال أبو حاتم الرازي: كان أبو غسان يملي علينا من أصله، ولا يملي حديثا حتى يقرأه، ولم أر(5/542)
بالكوفة أتقن من أبي غسان لا أبو نعيم ولا غيره.
النهربيني: بفتح النون وسكون الهاء وضم الراء وكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى نهر بين، وهي من قرى بغداد.
منها: أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر النهربيني الاكار.
شيخ صالح من أهل قرية نهر بين، خرج من بغداد، وسكن دمشق، وحدث بها عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري.
سمع منه رفيقنا أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ، وحدثني عنه بدمشق.
وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمئة.
النهرتيري: بفتح النون وسكون الهاء وبعدها الراء وكسر التاء المنقوطة من فوقها باثنتين وبعدها الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قرية يقال لها: نهر تيري، بنواحي البصرة.
والمشهور منها: النضر بن يزيد النهرتيري.
سكن الاهواز.
يروي عن عيسى بن يونس، وأهل العراق.
روى عنه عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي المعروف بعبدان حافظ عسكر مكرم.
وأبو عبد الله محمد بن موسى بن أبي موسى النهرتيري.
سمع محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأحمد بن عبدة الضبي، ومحمد بن عبد الاعلى الصنعاني، ومحمد بن بشار العبدي، ويعقوب بن أحمد الدورقي وغيرهم.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، وسليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن مخلد العطار، وأبو بكر محمد بن عبد الله
الشافعي، وكان ثقة، فاضلا، جليلا، ذا قدر كبير ومحل عظيم، من أهل العلم والقرآن.
ومات ببغداد في سنة تسع وثمانين ومئتين.
ويعقوب بن عبيد بن أبي موسى النهرتيري.
سكن بغداد، وحدث بها عن علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم النبيل، وإسحاق بن سليمان الرازي ووكيع بن الجراح، وهشام بن عمار.
روى عن أبي أسامة.
وإسحاق بن سليمان الرازي وعلي بن عاصم، وأبي زيد الهروي، وأبي عاصم النبيل.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو أحمد محمد بن محمد المطرز، ومحمد بن مخلد الدوري، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي، وابنه أبو محمد عبد الرحمن.
وكان صدوقا.
ومات ببغداد في شوال سنة إحدى وستين ومئتين.(5/543)
ويوسف بن يعقوب بن عبيد بن أبي موسى، يعرف بابن النهرتير حدث عن محمد بن سابق.
روى عنه محمد بن مخلد الدوري.
النهرديري: بفتح النون وسكون الهاء والراء وفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نهر الدير، وهي قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة، بت بها ليلة في انحداري إليها.
كان منها جماعة من المحدثين، منها أبو (..) (1) أحمد بن عبيد الله بن القاسم النهرديري.
وأبو عبد الله محمد بن خلف بن محمد النهرديري.
يعرف بالقرتائي، ذكرته في القاف.
النهرسابسي: بفتح النون وسكون الهاء وضم الراء والالف والباء الموحدة المضمومة بين السينين المهملتين.
هذه النسبة إلى نهر سابس، وهي قرية من نواحي الكوفة، منها: السيد أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، علوي، ويعرف
بالنهرسابسي.
سمع أبا المثنى محمد بن أحمد بن موسى الدهقان.
قال أبو بكر الخطيب: كتبنا عنه، وكان صدوقا، وذكر لي عنه حسن الاعتقاد وصحة المذهب.
سألته عن مولده فقال: ولدت بالكوفة في سنة تسع وعشرين وثلاثمئة، ومات بواسط في جمادي الآخرة سنة تسع عشرة وأربعمئة.
النهرواني: بفتح النون وسكون الهاء وفتح الراء المهملة والواو وفي آخرها نون أخرى.
هذه النسبة إلى بليدة قديمة على أربع فراسخ، من الدجلة يقال لها النهروان، وقد خرب أكثرها، ولها نواح كثيرة وقرى يتصل بعضها ببعض، دخلتها غير مرة، وبت ليلة في انصرافي من بغداد.
والمشهور بهذه النسبة: أبو أيوب أحمد بن عبد الصمد النهرواني.
يروي عن إسماعيل بن قيس، عن يحيى بن سعيد الانصاري.
روى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي وغيره.
وأبو الحسين أحمد بن عمر بن روح بن علي النهرواني.
كان فاضلا، صدوقا، دينا، حسن المذاكرة، مليح المحاضرة، ينتحل مذهب المعتزلة.
سمع أبا حفص بن الزيات،
__________
(1) بياض في نسخ قدر كلمتين وفي " اللباب ": منها أحمد بن..[ * ](5/544)
والحسين بن محمد بن عبيد العسكري، والحسن بن جعفر الحرفي، وأبا الحسين بن البواب، وأبا بكر بن شاذان البزاز وعبد الله بن أحمد بن ماهبزد الاصبهاني، وأبا الحسن الدار قطني، وأبا الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، والمعافى بن زكريا الجريري وغيرهم.
وكانت ولادته في شهر رمضان سنة ثمان وستين وثلاثمئة، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة خمس وأربعين وأربعمئة، ودفن في مقبرة ماسرز.
ومن القدماء أبو داود سليمان بن توبة بن زياد النهرواني.
سمع يزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وشبابة بن سوار، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وسلام بن سليمان المدائني، وأبا حذيفة موسى بن مسعود، وعلي بن الحسن بن شقيق، وأبا عمران
الوركاني.
روى عنه أبو العباس محمد بن إسحاق السراج، ويحيى بن محمد بن صاعد، ومحمد بن مخلد العطار وغيرهم.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: كتبت عنه بنهروان، وكان صدوقا.
وقال الدار قطني: هو ثقة، ومات في صفر سنة إحدى وستين ومئتين.
ومحمد بن جعفر بن سليمان بن نوح النهرواني.
حدث عن أحمد بن منصور الرمادي، وأبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي وأبي محمد الحارث بن أبي أسامة التميمي.
روى عنه المعافى بن زكريا الجريري.
وأبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد بن حماد بن داود النهرواني الجريري القاضي، المعروف بابن طرارا.
كان يذهب إلى مذهب محمد بن جرير الطبري.
وكان من أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الادب، وصنف كتابا مليح كثير الفوائد سماه " الجليس والانيس ".
حدث عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبي بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي.
روى عنه القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وأبو القاسم الازهري، وأحمد بن عمر النهرواني وطبقتهم.
وحضر المعافى دار بعض الروساء، وكان هناك جماعة من أهل العلم والادب فقالوا له: في أي نوع من العلوم يتذاكر، فقال المعافى لذلك الرئيس: خزانتك قد جمعت أنواع العلوم وأصناف الادب فإن رأيت أن تبعث بالغلام إليها، وتأمره أن يفتح بابها، ويضرب بيده أي كتاب قرب منها، فيحمله ثم تفتحه، وتنظر في أي نوع هو، فنتذاكره ونتجارى فيه.
وكان أبو محمد الباقي يقول: لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أعلم الناس، لوجب أن يدفع إلى المعافى بن زكريا.
وكان الباقي يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها.
وكانت ولادته في سنة خمس وثلاثمئة،(5/545)
وتوفي في ذي الحجة سنة تسعين وثلاثمئة ببغداد.
النهشلي (1): بفتح النون وسكون الهاء وفتح الشين المعجمة وفي آخرها اللام هذه النسبة
إلى بني نهشل (..) (2) وأبو غسان مالك بن سليمان النهشلي، من أهل البصرة.
يروي عن يزيد الضبي، والبصريين.
روى عنه الصلت بن مسعود، ويأتي عن الثقات بها لا يشبه حديث الاثبات.
وأبو يحيى الوضاح بن يحيى النهشلي الانباري، سكن الكوفة يروي عن العراقيين.
روى عنه أهل بغداد.
منكر الحديث، يروي عن الثقات بالاشياء المقلوبة التى كأنها معولة.
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد لسوء حفظه، وإن اعتبر بما وافق الثقات من حديثه معتبر فلا ضير.
وأبو عبيد الله حماد بن الحسن بن عنبسة النهشلي الوراق البصري، سكن سر من رأى وحدث بها عن أزهر بن سعد السمان، ومحمد بن بكر البرساني، وعمر بن حبيب العدوي، وأبي داود الطيالسي، وروح بن عبادة، وأبي عاصم النبيل وطبقتهم.
روى عنه موسى بن هارون، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، ومحمد بن مخلد، ومحمد بن جعفر المطيري.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت منه بسامرا، وهو ثقة صدوق.
وقال أبو بكر بن زياد: هو ثقة أمين.
ومات في جماي الآخرة سنة ست وستين ومئتين (3).
النهمي: بكسر النون وسكون الهاء وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى نهم، وهو بطن من همدان.
قال ابن حبيب: في همدان نهم بن ربيعة بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
منها قنان بن عبد الله النهمي، الذي يروي عن عبد الرحمن بن عوسجة وغيره.
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (النهري): بفتح النون وسكون الهاء وفي آخرها راء هذه النسبة إلى نهر القلايين، محلة غربي بغداد، منها جماعة منهم أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن الانماسي النهري الحافظ، ثقة، سمع من أبي محمد الصريفيني، وعبد العزيز بن علي الانماطي وغيرهما، روى عنه خلق كثير من شيوخنا وغيرهم ".
(2) وفي " اللباب ": هذه النسبة إلى نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، بطن كبير من
تميم، ينسب إليه جمع كثير.
(3) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى نهشل بن عدي بن جناب بن هبل بن عبد الله، بطن من بني كلب بن وبرة، منهم المنذر بن درهم بن أنيس بن جندل الشاعر العدوي النهشلي ".
[ * ](5/546)
النهمي: بضم النون وفتح الهاء وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى نهم، وهو بطن من عامر بن صعصعة.
وهو نهم بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بي عامر بن صعصعة.
ذكره محمد بن حبيب.
النهمي: بضم النون وسكون الهاء وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى بطن من بجيلة.
وهو عبد نهم بن مالك بن غانم بن مالك بن هوازن بن عرينة بن نذير بن قسر بن عبقر.
قاله ابن حبيب.
وفي قضاعة عبدنهم، ومن ولده قيس بن رفاعة بن عبد نهم بن شحب بن مرة بن زري بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة الشاعر، وكان فارسا.
قال ذلك ابن حبيب عن ابن الكلبي.
النهوذي: بفتح النون وضم الهاء وفي آخرها الذال المعجمة.
هذ النسبة إلى نهوذة، وهي بلدة من بلاد المغرب من أرض الزاب.
منها أبو المهاجر دينار بن عبد الله النهوذي الزابي، مولى جميلة بنت عقبة بن كريم الانصاري، أحد أمراء العرب، ولي المغرب لمعاوية بن أبي سفيان، وليزيد بن معاوية.
روى عنه الحارث بن يزيد الحضرمي.
قتل بنهوذة من أرض الزاب سنة ثلاث وستين مع عقبة بن نافع الفهري (1).
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (النهيكي): بفتح النون وكسر الهاء وبعدها ياء تحتها نقطتان ثم كاف نسبة إلى نهيك بن عامر بن صعصعة.
وممن ينسب إليه ذو البردين بن ربيعة بن رباح بن أبي ربيعة بن نهيك الذي يقول فيه الاصم الباهلي: أو كابن جعدة وفادا على ملك * أو كالنهيكي ذي البردين إذ فخرا [ * ](5/547)
باب النون والياء النيازكي: بكسر النون وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الزاي وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة فيما أظن إلى قرية كبيرة بين كس ونسف يقال لها نيازي، بت بها ليلة في ثلج وبرد وشدة.
والمشهور بهذه النسبة: أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسن بن حامد بن هارون بن المنذر بن عبد الجبار النيازكي الكرميني، من أهل كرمينية.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ في " تاريخ بخارى ".
قاله ابن ماكولا.
وذكره المستغفري في " تاريخ نسف " فقال: أبو نصر النيازكي، روى عن أبي الخير أحمد بن محمد بن الخليل النسفي كتاب " الادب " للبخاري، وروى عن محمد بن الفتح بن حامد، وأبي إسحاق محمود بن إسحاق القواس، وأبي سعيد الهيثم بن كليب، وأبي بكر محمد بن أحمد بن حبيب وغيرهم.
روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، ومات بكرمينية في شهور سنة تسع وسبعين وثلاثمئة.
ورأيت شابا اسمه أبو الفتوح محمد بن علي النيازكي بسمرقند، وظني أنه من أولاد هذا المذكور لانه كرميني.
كتب عني كثير، وقرأ علي الفقه والحديث.
النيازوي: بكسر النون والياء المفتوحة آخر الحروف بعدها الالف ثم الزاي المكسورة والواو بعدها.
هذه النسبة إلى نيازة ويقال: نيازي.
وهي قرية من قرى نسف، بت بها ليلة، والنسبة إليها: نيازي، ونيازوي، ونيازجي، ونياكي، وقد ذكرنا النيازكي، فأما النيازوي فهو الامام الخطيب أبو إبراهيم إسماعيل بن الصادق بن عبد الله بن سعيد بن مسعدة بن ميمون النايزوي.
كان فقيها فاضلا.
سمع أبا نصر الحسين بن عبد الواحد الشيرازي الحافظ وأبا محمد عبد الكريم بن موسى بن عيسى البزدوي وغيرهما.
روى عنه ابنه ميمون بن إسماعيل، والقاضي أبو اليسر محمد بن الحسين البزودي وجماعة.
وذكره عمر بن
محمد بن أحمد النسفي الحافظ في كتاب " القند " فقال: الامام الخطيب أبو إبراهيم إسماعيل بن عبد الصادق النيازوي، دخل سمرقند مرارا، رأيته بنيازة سنة إحدى وثمانين وأربعمئة وأنا صغير، وكان مفيدا مستفيدا، سألني عن مشكلات، ورأيته بعد ذلك بنسف.
ومات نصف ذي الحجة سنة أربع وتسعين وأربعمئة.(5/548)
النيربي: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى نيرب، وهي قرية من قرى دمشق، على نصف فرسخ منها على منتصف الطريق من الربوة، وهي كثيرة المياه والخضر.
دخلتها غير مرة مجتازا منها: أبو محمد عبد الهادي بن عبد الله الرومي النيربي.
كان اسمه خليعا، فلما أعتق تسمى بعبد الهادي.
وهو شيخ صالح مستور، من أهل الخير، يصلي بالناس في المسجد المليح الذي بنيرب.
سمع بدمشق أبا طاهر محمد بن الحسين بن محمد بن إبراهيم الحنائي وغيره.
كتبت عنه شيئا يسيرا بنيرب، وتركته حيا في سنة خمس وثلاثين وخمسمئة، وبلغني خبر سلامته في سنة خمسين وخمسمئة بسمرقند.
النيرماني: بكسر النون ويقال بفتحها وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الراء والميم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى نيرمان، وهي قرية من قرى همذان في الجبل منها: أبو سعد محمد بن علي بن خلف النيرماني.
فاضل جليل القدر، رقيق الطبع، مليح الشعر، وهو صاحب المنثور في حل أبيات الحماسة.
روى عنه القاضي أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، وأبو منصور محمد بن محمد بن عبد العزيز العكبري وغيرهما.
وتوفي في حدود سنة أربعمئة أو بعدها.
وابنه أبو الفرج أحمد بن أبي سعد بن خلف النيرماني، أحد المشهورين بالفضل وجودة الشعر وسلاسته ومتانته، وهو القائل:
ولي أنمل تغني وتفني كأنها * مسار غمام أو مثار حمام فما انبسطت إلا لاغناء معسر * وما انقبضت إلا لهز حسام النيريزي: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى نيريز، وهي من أعمال شيراز، والمنتسب إليها من المعروفين أبو نصر الحسين بن علي بن جعفر النيريزي.
حدث عن الخطيب أبي علي الحسن بن العباس بن محمد عن القاضي أبي محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي.
وروى عن أبي الحسن علي بن محمد بن علي القطان.
قال ابن ماكولا: حدثنا عنه خذاداذ بن عاصم بن بكران النشدي، وبينه لي.
النيري: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى النير، وهي قرية بنواحي بغداد فيما أظن، والمشهور بالانتساب إليها:(5/549)
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران البزاز المعروف بابن النيري البغدادي.
حدث عن أبي سعيد الاشج، وعلي بن شعيب البزاز، وزهير بن محمد بن قمير، ومحمد بن عبد الله المخرمي، وأشباههم روى عنه محمد بن المظفر الحافظ، وأبو حفص بن شاهين، وأبو الفتح يوسف القواس.
وحكي أن القواس ذكره في جملة شيوخه الثقات.
ومات في شعبان سنة عشرين وثلاثمئة.
النيزكي: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الزاي وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى نيزك، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب، وهو أبو العباس أحمد بن محمد بن يحيى بن نيزك بن صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن مرة النيزكي القومسي.
يروي عن مرة بن حبيب.
وسليمان بن حرب الواشجي، وعبد السلام بن مطهر البصري، وجماعة كثيرة سواهم.
روى عنه محمد بن صالح بن محمود الكبوذنجثي.
وتوفي بسمرقند في شهر ربيع الاول سنة خمس وسبعين ومئتين، ودفن بسنكرنرسان.
النيسابوري: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح السين المهملة وبعد الالف باء منقوطة بواحدة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نيسابور وهي أحسن مدينة وأجمعها للخيرات بخراسان.
والمنتسب إليها جماعة لا يحصون.
وقد جمع الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع تاريخ علمائها في ثمان مجلدات ضخمة.
ذكر أبو علي الغساني الحافظ في كتاب " تقييد المهمل " قال: قال محمد بن عبد السلام: أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد قال: إنما قيل لها نيسابور، لان سابور مر بها، فلما نظر إليها قال: هذه تصلح أن تكون مدينة، فأمر بها، فقطع قصبها، ثم كبس، ثم بنيت، فقيل لها: نيسابور، والني: القصب.
وكان فتحها زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد ابن خالته عبد الله بن عامر بن كريز في سنة تسع وعشرين من الهجرة، والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل بن ميمون النيسابوري الفقيه، مولى أبان بن عثمان بن عفان، من أهل نيسابور.
رحل في طلب العلم إلى العراق، والشام، ومصر، وسكن بعد ذلك بغداد.
وكان إماما، محدثا، حافظا، متقنا، عالما بالفقه والحديث معا، موثقا في روايته.
سمع بنيسابور محمد بن يحيى الذهلي، وأحمد بن يوسف السلمي، وبطوس عبد الله بن هاشم الطوسي، وببغداد الحسن بن محمد الزعفراني، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وبمصر يونس بن عبد الاعلى الصدفي وبالمصيصة يوسف بن سعيد بن مسلم المصيصي، وببيروت العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، وبحمص(5/550)
محمد بن عوف الحمصي، وبدمشق أبا أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي، وأمثال هؤلاء ممن يطول ذكره.
روى عنه دعلج بن أحمد السجزي، وأبو عمر بن حيوية، ومحمد بن المظفر، والدار قطني، وابن شاهين، والكتاني، والقواس، والمخلص وغيرهم.
وقال الدار قطني: أبو بكر النيسابوري لم نر مثله في مشايخنا، ولم نر أحفظ منه للاسانيد والمتون، وكان أفقه المشايخ، جالس المزني، والربيع، وكان يعرف زيادات الالفاظ في المتون، ولما
قعد للتحديث قالوا: حدث، قال: بل سلوا، فسئل عن أحاديث، فأجاب فيها وأملاها، ثم بعد ذلك ابتدأ يحدث.
وحكي عنه أنه قال: تعرف من أقام أربعين سنة لم ينم الليل، ويتقوت كل يوم بخمس حبات، ويصلي صلاة الغداة على طهارة العشاء الآخرة ؟ ثم قال: أنا هو، وهذا كله قبل أن أعرف أم عبد الرحمن يعني زوجته وكانت ولادته في سنة ثمان وثلاثين ومئتين، ومات في شهر ربيع الآخر من سنة أربع وعشرين وثلاثمئة.
النيظري: بفتح النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفتح الظاء المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى نيظرا، وهو لقب لبعض أجداد إبراهيم بن حمدان بن إبراهيم بن يونس النيظري المعروف بابن نيظرا، من أهل دير العاقول من نواحي بغداد.
حدث عن شعيب بن أيوب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وأبي داود السجستاني.
روى عنه ابنه محمد بن إبراهيم الدير عاقولي.
ووالده أبو جعفر حمدان بن إبراهيم بن يونس النيظري.
حدث عن عبد الاعلى بن حماد النرسي.
روى عنه ابن ابنه محمد بن إبراهيم بن حمدان القاضي.
وابنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان النيظري، قاضي دير العاقول، وحدث ببغداد عن جده حمدان، وأبيه إبراهيم، وعن عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي، وأحمد بن مكرم البرتي، ومحمد بن الحسين الاشناني، وعلي بن العباس المقانعي، وعبد الله بن زيدان الكوفيين، وأبي القاسم البغوي، وزيد بن الهيثم، وأبي حامد محمد بن هارون الحضرمي، وأبي بكر بن أبي داود، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم.
روى عنه أبو محمد الحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الازهري، وأبو القاسم التنوخي، وأبو بكر محمد بن عبد الملك بن بشران.
وقيل: إنه كان ثقة.
وتوفي بدير العاقول في شهر ربيع الاول سنة ثمانين وثلاثمئة.
النيلي: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين.
هذه النسبة إلى النيل، وهي بليدة على الفرات بين بغداد والكوفة.
دخلتها وأقمت بها يومين منصرفي من البصرة.(5/551)
وجماعة نسبوا إلى بيع النيل وشرائه، وما ينسب إليه من صناعته، وفيهم كثرة بنيسابور وأصبهان وغيرهما.
فأما المشهور بالانتساب إلى النيل البليدة، فهو أبو الوليد خالد بن دينار النيلي الشيباني، كان يسكن النيل.
حدث عن الحسن، والحارث العكلي، وسالم بن عبد الله، ومعاوية بن قرة، وعطاء، وعمارة بن يحيى العميدي.
روى عنه الثوري، ومحمد بن عبيد الطنافسي، ويونس بن بكير الشيباني.
قال ابن أبي حاتم الرازي: خالد بن دينار سكن النيل وهي مدينة بين الكوفة وواسط، بصري الاصل.
قال أحمد بن حنبل: هو شيخ ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي: خالد النيلي يكتب حديثه.
وأبو سهل صباح بن مروان النيلي.
يروي عن عبد الله بن سنان الزهري.
حدث عنه ابن ناجية.
وإبراهيم بن الحجاج النيلي.
ومحمد بن الفتيح النيلي المستملي.
وحميد بن الوزير النيلي.
حدث عن إبراهيم بن صدقة.
روى عنه عبد الله بن محمد الروحي البصري.
وليس بالقوي.
ومحمد بن خالد النيلي، من رحبة ابن طوق.
حدث عن الوليد بن مسلم.
حدث عنه أبو حاتم الرازي، وذكره في جمع مشايخه وقال: من مدينة يقال لها النيل.
صدوق.
وأبو عبد الله محمد بن خالد الراسبي النيلي، بصري.
حدث عن مهلب بن العلاء.
روى عنه أبو القاسم الطبراني.
قال ابن ماكولا: ومحمد بن خالد بن يزيد النيلي يروي عن هاشم بن القاسم الحراني، لعله الرحبي الذي تقدم ذكره.
وأبو بكر حبيش بن عبد الله بن هارون النيلي، واسطي.
حدث عن محمد بن حرب النشائي، حدث عنه أبو بكر الابهري.
ذكر هذا كله ابن ماكولا، ثم قال في آخر الترجمة:
وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين النيلي.
فقيه شاعر، سمع منه شيئا من شعره أبو حامد الدلويي.
قلت: أبو عبد الرحمن النيلي هو محمد بن عبد العزيز بن (..) (1) إمام فاضل ورع،
__________
(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
[ * ](5/552)
سمع الكثير من أبي عمرو بن حمدان وغيره، وله شعر حسن.
سمع منه المتقدمون ورووا عنه في كتبهم، وحدثنا عنه أبو سعيد عبد الملك بن أحمد الخرقي النيسابوري، ولم يحدثنا عنه سواه.
وتوفي في حدود سنة أربعين وأربعمئة.
النيهي: بكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الهاء، هذه النسبة إلى نيه، وهي بلدة بين سجستان وإسفزار صغيرة.
منها: أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن الحسين بن محمد بن الحسن بن عمر بن حفص بن زيد النيهي، إمام فاضل ورع، عارف بمذهب الشافعي رحمه الله، تفقه على القاضي الحسين بن محمد، وبرع في الفقه، ودرس بعده، انتشر عنه الاصحاب وهو أستاذ أستاذنا أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروروذي.
سمع الحديث من أستاذه، ومن أبي عبد الله محمد بن محمد بن العلاء البغوي وغيرهما.
وكانت وفاته في حدود سنة ثمانين وأربعمئة.
وابن أخيه أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن النيهي.
إمام فاضل دين، حافظ للمذهب، مصيب في الفتاوي، راغب في الحديث ونشره، حسن الاخلاق.
تفقه على الحسين بن مسعود بن الفراء، وتخرج عليه جماعة كثيرة من الفقهاء والعلماء، وكان مبارك النفس، كثير الصلاة والعبادة، جمع بين العلم والعمل، سمع أستاذه أبا محمد عبد الله بن الحسن الطبسي الحافظ، وأبا الفضل عبد الجبار بن محمد التاجر الاصبهاني، وأبا عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق الحافظ وغيرهم من الغرباء.
لقيته بمرو الروذ،
وقرأت عليه كتاب المعجم الصغير لابي القاسم الطبراني، وحضرت مجالس أماليه بمرو الروذ مدة مقامي بها، وورد مرو سنة ثلاث وأربعين، وحدث بالمعجم الصغير.
وكانت ولادته..(1).
__________
(1) بياض في الاصول.
وقال ياقوت في نهاية الترجمة نقلا عن السمعاني: " ومات في شعبان سنة 548 ".
قلت: وأورده ابن العماد الحنبلي في وفيات هذه السنة.
[ * ](5/553)
حرف الواو باب الواو والالف الوابشي: بفتح الواو والباء الموحدة المكسورة وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى وابش بن زيد بن عدوان بن عمرو بن قيس عيلان، وأخوه عباية بن زيد بطن من مصر منها: محمد بن عيسى الوابشي.
يروي عن شريك وأبيه عن الضحاك، وعبثر بن القاسم، وأبي الاحوص.
روى عنه يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب، وعلي بن جعفر الاحمر، وشهاب بن عباد، وأحمد بن إبراهيم الدورقي.
وأبو الصهباء مضرس بن عبد الله بن وهب الوابشي.
يروي عن الشعبي والضحاك.
روى عنه أبو نعيم.
وثقه يحيى بن معين (1).
الوابصي: بفتح الواو وكسر الباء المنقوطة بواحدة والصاد المهملة.
هذه النسبة إلى وابصة (..) (2).
والمنتسب إليها: عبد الله بن خالد الوابصي.
يروي عن عبد الحارث بن هشام.
روى عنه سعيد بن أبي أيوب.
وأبو الفضل عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معبد الاسدي الرقي الوابصي، من ولد وابصة بن معبد، كان قاضي الرقة، ثم ولي قضاء بغداد
بعد ذلك.
روى عنه محمد بن إسحاق الصغاني، وأبو الاصبع محمد بن عبد الرحمن القرقساني، وأحمد بن علي الابار، وأبو عروبة الحراني.
وكان قاضي الرقة ثم ولي القضاء ببغداد في أيام المتوكل، وكان جميل الطريقة عفيفا، فصرفه يحيى بن أكثم في أيام
__________
(1) قال ابن الاثير معقبا: " قلت: لم يذكر الوابشي إلى من ينسب، وهو ينسب إلى وابش بن زيد بن عدوان بن عمرو بن قيس عيدن، وهو أخو عباية بن زيد.
وممن ينسب إلى وابش أبو سيارة الذي كان يدفع بالناس في الموسم، ومنهم يحيى بن يعمر الوابشي وغيرهما ".
(2) بياض في إحدى النسخ قدر خمس كلمات.
[ * ](5/554)
المتوكل، وقال المتوكل ليحيى: لم صرفت الوابصي ؟ فذكر له شيئا أراه ضعفه في الفقه.
قال: فكتب المتوكل إلى أهل بغداد كتابا، وكتب عهدا فيه، ولم يسم القاضي فيه، وأنفذهما مع يعقوب قوصره، وأمره أن يحضر الجامع ببغداد ويحضر الناس ويسألهم عن الوابصي، فإن رضوا به وقع اسمه في العهد، ودفعه إليه.
قال: فوافي يعقوب، وجمع الناس إلى جامع الرصافة.
قال: فرأيتهم يدخلون الجامع كدخولهم يوم الجمعة من كثرة الناس.
ثم قرأ عليهم كتاب المتوكل والوابصي حاضر، وفيه مسألتهم عن الوابصي، فأجمعوا على الرضى به، فسلم إليه العهد على القضاء، فقبله، فقيل له: ادع بالخصوم، فدعى له بمن له حاجة، فحضر خصمان، فنظر في أمرهما، ثم قام فصار إلى منزله، ولم ينظر بعد ذلك.
ومات بالرقة سنة سبع، وقيل تسع وأربعين ومئتين.
الوابكني: بفتح الواو وسكون الباء الموحدة ثم الكاف، وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية وابكنة، وهي قرية من قرى بخارى على ثلاث فراسخ.
منها أبو يوسف يعقوب بن أبي جندب الوابكني، وابو جندب اسمه غرمل.
رحل إلى خراسان، وأدرك العلماء بها.
سمع المسيب بن إسحاق، ومحمد بن سلام البيكندي، وأبا حفص أحمد بن حفص البخاري، وأبا محمد حبان بن موسى الكشميهني، وحامد بن آدم المروزي، وعلي بن حجر
السعدي، وسويد بن نصر الطوساني وغيرهم.
روى عنه أبو أحمد شاهد بن محمد بن يوسف، وأبو حفص أحمد بن حاتم بن حماد، وأبو حامد أحمد بن محمود بن طالب البخاريون.
وأبو حامد أحمد بن محمود بن طالب بن جيت بن موسى بن سهل الصرام الوابكني.
يروي عن أبي عبد الله بن أبي حفص الكبير وأبو عبد الله محمد بن النضر بن الياس الوابكني، من أهل بخارى يروي عن سفيان بن عبد الحكم، وأحمد بن زهير، وأحمد بن الليث بن ناصح، وأسباط بن اليسع، وأبي عبد الله بن أبي حفص، ويعقوب بن غرمل.
روى عنه أبو بكر محمد بن داود بن عصام بن سلام البخاري.
الوابلي: بفتح الواو وكسر الباء الموحدة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى وابل، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو بكر محمد بن إسحاق بن محمد بن الطل بن وابل الازدي الوابلي الانباري من أهل الانبار.
سمع أحمد بن يعقوب القرنجلي.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري، وذكر أنه سمع منه بالانبار في سنة ثمان عشرة(5/555)
وأربعمئة، وقال: ومات في تلك السنة.
الواثقي: بفتح الواو وبعدها الالف وبعدها الثاء المثلثة وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى الواثق، وهو أحد الخلفاء، والمشهور بالنسبة إليه من أولاده.
أبو القاسم عبد الواحد بن عبد السلام بن محمد بن عبد العزيز إبراهيم بن الواثق بالله، الواثقي، من أهل بغداد.
سمع محمد بن إسماعيل الوراق، وأبا حفص عمر بن أحمد بن شاهين.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ، وأثنى عليه، وكان صدوقا.
وكانت ولادته في سنة سبع وخمسين وثلاثمئة، ومات بعد سنة خمس وعشرين وأربعمئة.
الواثلي: بفتح الواو وكسر الثاء المنقوطة بثلاث.
هذه النسبة إلى واثلة، والمشهور
بهذه النسبة: أبو المؤمن الواثلي.
يروي عن علي رضي الله عنه في قصة المخدج.
روى عنه سويد بن عبيد العجلي.
وحمران بن المنذر الواثلي.
سمع أبا هريرة رضي الله عنه.
قاله موسى بن إسماعيل، عن أبي الاخضر العبدي.
قاله البخاري.
وجماعة بخراسان وما وراء النهر نسبوا إلى واثلة بن الاسقع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أبو قرصافة واثلة بن الاسقع بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث الليثي.
فأما من أهل ما وراء النهر فشيخنا في الاجازة أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن زياد.
وقال ابن حبيب: في عذرة بن زيد بن واثلة بن هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير.
وقال ابن حبيب أيضا: في عبد القيس واثلة بن عمرو بن عوف بن بكار بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن نكيز.
الوادعي: بفتح الواو وكسر الدال المهملة بعد الالف وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى وادعة، وهو بطن من همدان، وهو وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، والمشهور بالنسبة إليه: أبو حصين بفتح الحاء محمد بن الحسين بن حبيب الوادعي القاضي، من أهل الكوفة، قدم بغداد، وحدث بها عن أحمد بن يونس اليربوعي، ويحيى بن عبد الحميد(5/556)
الحماني، وعون بن سلام، وجندل بن والق، وعبد الحميد بن صالح.
روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وأبو عمرو بن السماك، وأبو بكر أحمد بن سلمان النجاد، وإسماعيل بن علي الخطبي.
وكان فهما، صنف المسند.
وقال أبو الحسن الدار قطني: كان ثقة.
ومات بالكوفة في شهر رمضان سنة ست وتسعين ومئتين.
وكان قاضيا.
وأبو عائشة مسروق بن الاجدع الهمداني ثم الوادعي، من أهل الكوفة.
ذكرته في الهاء.
وجميل بن عامر الوادعي ويقال: ابن عمارة.
قال ابن أبي حاتم: أراه كوفيا.
روى عن سالم بن عبد الله بن عمر.
روى عنه إسماعيل بن نشيط.
الوادي: بفتح الواو وكسر الدال المهملة.
هذه النسبة إلى وادي القرى، وهي مدينة قديمة بالحجاز مما يلي الشام.
قال أبو حاتم محمد بن حبان البستي: أبو المعارك علي الوادي، من أهل وادي القرى من الشام.
يروي عن رجل عن المقداد.
روى عنه عياش بن عباس القتباني.
وحزم بن جون العذري، من أهل وادي القرى، وإلى أرض مصر.
توفي في رجب سنة مئتين.
والوادي اسم لجد شاب من أصحاب أحمد بن حنبل.
كان يكتب معنا الحديث ببغداد، وقرأ على شيخنا أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وهو أبو صالح سعد الله بن نجا بن الوادي البغدادي.
سمع معنا من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وأبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي وغيرهما، وكان من أبناء الاربعين في سنة سبع وثلاثين وخمسمئة إن شاء الله.
وأبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن إبراهيم المطر في الوادي، من أهل وادي القرى، يروي عن أبي جعفر محمد بن إبراهيم الديبلي المكي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الحافظ.
وأبو هشام سليمان بن عيسى المخزومي الوادي.
يروي عن أبي يحيى زكريا بن عبد الرحمن الساجي البصري.
روى عنه أبو بكر بن عبدوس النسوي.
وعروة بن زفر بن هدية بن معاذ بن عبد الله بن قيس العذري الوادي.
قال أبو سعيد بن(5/557)
يونس المصري: من أهل وادي القرى، قدم مصر.
روى عنه أحمد بن علي بن صالح.
وأبو محمد الحسن بن زيد بن الحسن بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجعفري الوادي، من أهل وادي القرى.
قدم بغداد، وحدث بها عن أبيه، وعن جعفر بن محمد القلانسي الرملي، وعبيد الله بن رماحس القيسي.
روى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزاز.
قال أبو الحسن بن الفرات: اتصل بنا أن أبا محمد الحسن بن زيد الجعفري توفي في خروجه من هاهنا مع الحاج إلى الري في الطريق في شهر ربيع الآخرة سنة أربع وأربعين وثلاثمئة.
وزياد بن نصر الوادي، من أهل وادي القرى.
يروي عن سليم بن مطير.
روى عنه بكر بن عبد الوهاب.
وإسماعيل بن خلف بن إبراهيم مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه، من أهل وادي القرى.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: أدركته، وكان يسكن وادي القرى.
قلت: ما حاله ؟ قال: هو شيخ.
مطير بن سليم الوادي.
قال ابن أبي حاتم: من أهل الوادي.
روى عن ذي اليدين، وذي الزوائد، وأبي الشموس البلوي، وعمير العنبري.
روى عنه ابناه شعيث وسليم.
سمعت أبي يقول ذلك.
الوادييني: بفتح الواو وبعدها الالف والدال المهملة المكسورة وفتح الياء آخر الحروف بعدها ياء أخرى وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى الواديين، وهي بلدة في جبال الشراة بقرب مدائن قوم لوط المخسوفة.
وقال الشاعر فيها: أحب هبوط الواديين وإنني * لمشتهر في الواديين غريب منها أبو بكر محمد بن موسى بن محمد بن المثنى الوادييني.
يروي عن أبي العباس حميد بن سفيح بن إبراهيم البلدي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي
الحافظ وذكر أنه سمع منه بالواديين.
الواذاري: بفتح الواو والذال المعجمة بين الالفين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى واذار، وهي قرية من قرى أصبهان.
والمشهور بالنسبة إليها:(5/558)
أبو العلاء المحسن بن إبراهيم بن أحمد الواذاري.
روى عنه أبو علي الحسن بن عمر بن يونس الحافظ.
وتوفي بعد الاربعمئة.
أنشدنا أبو حفص عمر بن الشيرازي بمرو، أنشدنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الحافظ، سمعت أبا علي بن يونس، سمعت أبا العلاء الواذاري يقول: قال أبو القاسم بن عباد في " المعجم الكبير " للطبراني: يصف شعرا: قد وجدنا في معجم الطبراني * ما فقدنا في سائر البلدان بأسانيد ليس فيها سناد * ومتون رفعن كل مبان وأبو علي أحمد بن مصقلة بن جبلة بن مصقلة بن مسلم بن عبد الله بن المستورد التيمي الواذاري، من أهل واذار أصبهان.
كان ثقة، كثير الحديث، يروي عن العراقيين مثل علي بن المنذر الطريقي.
روى عنه عبد الله أحمد بن إبراهيم المؤدب المديني، ومات في جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثمئة.
وابن عمه أبو علي الحسن بن جهم بن جبلة بن مصقلة التيمي الواذاري.
كان يسكن قرية واذار يروي عن إسماعيل بن عمرو، وعبد الله بن عمران، وروى عن الحسين بن الفرج كتاب المغازي عن الواقدي.
روى عنه عبد الرحمن بن محمد بن مهزم.
ومحمد بن أحمد بن يعقوب وغيرهما.
وتوفي بعد التسعين ومئتين.
ومحمد بن جعفر المعبر الواذاري، ثقة صدوق.
كان يروي التفسير عن سلمة بن شبيب.
روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم.
وأبو علي أحمد بن محمد بن مصقلة الواذاري.
يروي عن أحمد بن يحيى بن مالك
السوسي، والعباس بن أبي طالب روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ.
الواذناني: بفتح الواو والذال المعجمة بينهما الالف وبعدها الالف بين النونين.
هذه النسبة إلى واذنان، وهي قرية من قرى أصبهان، منها: أبو جعفر أحمد بن مالك بن بحر بن الاحنف بن قيس الواذناني، من أهل أصبهان.
روى عنه أبو إسحاق السرنجاني.
الوارثي: بفتح الواو وكسر الراء وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى الوارث، وهو جد أبي بكر محمد بن الحسن بن عبد الرحمن الرازي الوارثي، يعرف بابن الوارث.
ذكره أبو بكر الخطيب في " تاريخ بغداد " وقال: ابن الوارث قدم علينا في أيام عمر بن(5/559)
مهدي، وحدث عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن ماسك الارجاني.
علقت عنه أحاديث.
الواري: بفتح الواو وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى وارة، وهو اسم أو لقب لبعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو عبد الله محمد بن مسلم بن عثمان بن عبد الله بن وارة الرازي الواري، من أهل الري، المعروف بابن وارة.
كان حافظا، متقنا، مكثرا، أمينا صدوقا، فهما، غير أنه كان فيه تيه وتكبر وعجرفية.
له رحلة إلى العراق والحجاز والشام.
سمع أبا عاصم الضحاك بن مخلد النبيل، وعبيد الله بن موسى العبسي، وعمرو بن عاصم الكلابي، وأبا مسهر الدمشقي، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا المغيرة الحمصي ومحمد بن موسى بن أعين الجزري وغيرهم.
روى عنه عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة آخرهم محمد بن مخلد الدوري، وسمع منه جماعة من القدماء والكبراء مثل أبي عبد الله محمد بن يحيى الذهلي، ومحمد بن إسماعيل البخاري.
وقال سليمان الشاذكوني: جاءني محمد بن مسلم بن وارة، فقعد يتقعر في كلامه، قال: قلت له: من أي بلد أنت ؟ قال: من أهل الري، ثم قال لي: ألم يأتك خبري ؟ ألم
تسمع بنبئي ؟ أنا ذو الرحلتين.
قال: قلت: من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إن من الشعر حكمة، وإن من البيان سحرا (1) قال: فقال: حدثني بعض أصحابنا.
قال: قلت: من أصحابك ؟ قال: أبو نعيم وقبيصة.
قال: قلت: يا غلام ائتني بالدرة قال: فأتاني الغلام بالدرة.
قال: فأمرته حتى ضربه الغلام خمسين.
فقلت: أنت تخرج من عندي ما آمن أن تقول: حدثنا بعض غلماننا.
وجاء محمد بن مسلم بن وارة إلى أبي كريب الكوفي، وكان في ابن وارة بأو وتكبر، فقال لابي كريب: ألم يبلغك خبري ؟ ألم يأتك نبأي ؟ أنا ذو الرحلتين، أنا محمد بن مسلم بن وارة.
فقال له أبو كريب: وارة، وما وارة، وما أدراك ما وارة ؟ ! قم، فوالله
__________
(1) قوله صلى الله عليه وسلم: " إن من الشعر حكمة " أخرجه البخاري 10 / 445، 446 في الادب، وأبو داود برقم (5010) كلاهما من حديث أبي بن كعب، وأخرجه الترمذي برقم (2844) في الادب من حديث عبد الله بن مسعود، وقوله صلى الله عليه وسلم: " إن من البيان سحرا " أخرجه أحمد في " المسند " 2 / 16 و 59 و 62 و 94، والترمذي برقم (2028) في البر والصلة، كلاهما من حديث عبد الله بن عمر، وأخرجه من حديث بن ياسر مسلم برقم (869) في الجمعة، والدارمي 1 / 365 وفيه " تسجيرا "، وأخرجه مالك في " الموطأ " برقم (1806) في الكلام، والبخاري 10 / 173 في النكاح و 202 في الطب، وأبو داود برقم (5007) في الادب، كلهم من حديث عبد الله بن عمر أيضا بلفظ: " إن من البيان لسحرا " أو " إن بعض البيان سحر ".
[ * ](5/560)
لا حدثتك، ولا حدثت قوما أنت فيهم.
وكانت وفاته بالري في شهر رمضان سنة سبعين ومئتين.
الوازذي: بفتح الواو وسكون الزاي بعد الالف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى ويزد، ويقال لها: وازذ أيضا.
هذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند بشاوذار على أربعة فراسخ منها: والمنتسب إليها: أبو محمد إسحاق بن إبراهيم الوازذي يروي عن أبي حفص عمر بن حفص الباهلي، وسعيد بن هاشم الكاغذي، وثوابة بن دهيم البصري، ومحمد بن
سهل بن حماد الجزري، وأبي شعيب الحراني.
روى عنه بكر بن مسعود بن الحسن بن الوراد الفرنكدي وغيره.
الوازعي: بفتح الواو وكسر الزاي بعد الالف وفي آخرها العين المهملة هذه النسبة إلى الوازع، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو محمد بن نصر بن حميد بن الوازع البزاز الوازعي، من أهل بغداد.
حدث عن عبد الرحمن بن صالح الازدي، ومحمد بن عبد الله الرزي.
روى عنه أبو الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني الحافظ.
وأبو داود محمد بن الحسن بن الوازع الجمال بالجيم الوازعي، نسب إلى جده.
من أهل مرو وقدم بغداد، وحدث بها عن أبي عاصم المروزي، عن النضر بن محمد السياري وغيره.
روى عنه محمد بن مخلد الدوري في جمعه حديث أبي حنيفة رحمه الله.
وأحمد بن يحيى بن وازع بن غالي بن كثير البلخي المعلم، المعروف بحمدان.
من أهل بلخ.
يروي عن نصر بن الاصبغ.
روى عنه إبراهيم بن أحمد المستملي البلخي.
الواسطي: بكسر السين والطاء المهملتين.
هذه النسبة إلى خمسة مواضع: أولها: واسط العراق، ويقال لها: واسط القصب، بناها الحجاج بن يوسف أمير العراق في سنة ثلاث وثمانين من الهجرة.
وقيل لها: واسط، لانها في وسط العراقين: البصرة والكوفة، وهي واسطتها.
خرج منها جماعة من أهل العلم في كل فن، وفيهم كثرة وشهر.
وصنف تاريخها اسلم بن سهل بحشل.
والثاني: منسوب إلى واسط الرقة.
قال أبو علي محمد بن سعيد الحراني صاحب تاريخ الرقة: والمشهور منها سعيد بن أبي سعيد الواسطي، واسم أبيه مسلم بن ثابت.
خراساني سكن واسط الرقة وكان شيخا صالحا.
حدث أبوه مسلم عن شريك وغيره.
قال(5/561)
أبو علي: سمعت الميموني يقول: ذكروا ان الزهري لما قدم واسط الرقة عبر إليه سبعة من
أهل الرقة، وذكر قصة.
والثالث: واسط نوقان، وهي قرية على باب نوقان طوس يقال لها: واسط اليهود.
مضيت إلى هذه القرية، وسمعت بها من أبي بكر محمد بن الحسين الواعظ، يروي عن أبي القاسم إسماعيل بن الحسين السنجبستي الفرائضي.
والرابع: منسوب إلى واسط مرزاباد، وهي قرية بالقرب من مطير اباذ.
كان بها جماعة من الفضلاء.
أنشدنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بجامع أصبهان، أنشدنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ، أنشدنا أبو عبد الله أحمد بن علي الواسطي واسط هذه القرية أنشدنا أبو النجم عيسى بن فاتك الواسطي من هذه القرية لنفسه من قصيدة مدح بها بعض العمال بها: وما على قدره شكرت له * لكن شكري له على قدري.
لان شكري السهى وأنغمه ال * بدر وأين السهى من البدر والخامس: إلى واسط، وهي قرية ببلخ، منها محمد بن الصديق الواسطي.
يروي عن سيف بن هلال الاعور البلخي.
روى عنه علي بن الفضل بن طاهر البلخي.
وحديثه في تاريخ نيسابور " للحاكم أبي عبد الله الحافظ رحمه الله.
وأما أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد الواسطي، نزيل بيت المقدس، ظني أن أصله من العراق، سكن بيت المقدس إما هو أو أبوه.
سمع أبا العباس أحمد، وأبا طالب محمد ابني عمر بن يونس المقدسيين.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي في معجم شيوخه، وقال: كان عمر يخطب عند إبراهيم الخليل صلوات الله عليه، ثم ترك ذلك، وكان ابنه يخطب بعد ذلك، وكتب عنه ببيت المقدس من أصل أخيه أبي بكر بإفادة مشرف بن رجاء.
هكذا ذكر.
وأخوه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي.
روى عنه عبد العزيز المقدسي.
الواشجردي: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها
الدال المهملة.
هذه النسبة إلى واشجرد، وهي وراء نهر جيحون، وكان بها الثغر المتبرك به الذي يعرف فضله الادنى والاقصى، والخلق يقصدونه من الآفاق.
وأسعارها أرخص أسعار، وبها الرباطات المشهورة، والآثار العجيبة، والحروب التي كانت بها في ابتداء الاسلام معروفة مسطورة في الكتب.(5/562)
الواشحي: بكسر الشين المعجمة والحاء المهملة.
هذ النسبة إلى بني واشح، وهم بطن من الازد، نزلت البصرة.
قال أبو بكر بن دريد الازدي: واشتقاق الواشح من توشح الرجل بثوبه أو بسيفه إذا اتخذه وشاحا.
والمشهور بهذه النسبة: أبو أيوب سليمان بن حرب بن بجيل الواشحي الازدي، من أهل البصرة، كان على قضاء مكة مدة من قبل المأمون.
يروي عن شعبة بن الحجاج، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ومبارك بن فضالة، وسعيد بن زيد بن درهم.
روى عنه أبو الوليد الازرقي، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وغيرهم.
وكان مولده سنة أربعين ومئة في صفر، ومات سنة أربع وعشرين ومئتين.
ذكره أبو حاتم الرازي فقال: سليمان بن حرب إمام من الائمة، كان لا يدلس، ويتكلم في الرجال، وفي الفقه، وليس بدون عفان، ولعله أكبر منه، وقد ظهر من حديثه نحو من عشرة آلاف حديث، ما رأيت في يده كتابا قط، وهو أحب إلي من أبي سلمة التبوذكي في حماد بن سلمة وفي كل شئ.
ولقد حضرت مجلس سليمان بن حرب ببغداد، فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل، وكان مجلسه عند قصر المأمون، فبني له شبه منبر، فصعد سليمان، وحضر حوله جماعة من القواد عليهم السواد، والمأمون فوق قصره قد فتح باب القصر، وقد أرسل ستر شف، وهو خلفه يكتب ما يملي، فسئل أول شئ حديث حوشب بن عقيل، ولعله قد قال: حدثنا حوشب بن عقيل أكثر من عشر مرات، وهم يقولون: لا نسمع، فقام مستمل ومستمليان وثلاثة كل يليه كل ذلك يقولون: لا نسمع.
حتى قالوا:
ليس الرأي إلا أن يحضر هارون المستملي، فذهب جماعة فأحضروه، فلما حضر قال: من ذكرت ؟ فإذا صوته خلاف الرعد، فسكتوا، وقعد المستملون كلهم، واستملي هارون، وكان لا يسأل عن حديث إلا حدث من حفظه، فقمنا من مجلسه، فأتينا عفان، فقال: ما حدثكم أبو أيوب ؟ وإذا هو يعظمه.
وقيل: جاء رجل إلى سليمان بن حرب فقال: إن مولاك فلانا مات، وخلف قيمة عشرين ألف درهم.
قال: فلان أقرب إليه مني، المال لذاك دوني.
قال: وهو يومئذ محتاج إلى درهم.
الواصلي: بفتح الواو وكسر الصاد المهملة وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى واصل، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه.
والمشهور بهذه النسبة أبو القاسم علي بن أحمد بن واصل المستملي الواصلي الزوزني، من أهل زوزن، جال في بلاد خراسان، وخرج إلى ما وراء النهر، وكان رفيق الحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ البيع، وسمع معه عن جماعة، وروى عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، ومحمد بن أحمد بن(5/563)
نومرد الدامغاني وغيرهما.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي بزوزن في المحرم من سنة ست وسبعين وثلاثمئة.
وأبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء بن واصل الواصلي الرازي الصوفي، نسب إلى جده الاعلى.
جده أبو حاتم محمد بن عبد الوهاب التاجر.
كان من أهل سجستان، سكن الري، وولد أبو سعيد بها، وقدم خراسان على كبر السن، وخرج إلى ما وراء النهر، وحدث بتلك البلاد، وانتشرت رواياته.
سمع أبا عبد الله محمد بن أيوب بن يحيى بن ضريس الرازي، وكان آخر من روى عنه، ويوسف بن عاصم، وجعفر بن محمد بن مخلد القاشاني، ومحمد بن شكر الجوهري، وإسحاق بن إبراهيم البستي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وأبو عبد الله غنجار الوراق،
وأبو سعد الادريسي، وأبو العباس المستغفري، وآخر من روى عنه أبو سعد الخير روذي، وكانت ولادته بالري في رجب سنة سبع وثمانين ومئتين، وتوفي ببخارى في ربيع الاول سنة اثنتين وثمانين وثلاثمئة.
والواصلية: فرقة من المعتزلة، وهم أصحاب واصل بن عطاء الغزال بالمغرب، وهم شرذمة قليلة، منهم في بلد إدريس بن عبد الله الحسني الذي خرج بالمغرب في أيام أبي جعفر المنصور يقال لهم الواصلية، واعتزالهم يدور على ثلاثة أشياء، وهي: القول بالقدر، ونفي الصفات الازلية، وبالمنزلة بين المنزلتين في أصحاب الكبائر.
وزعيمهم واصل ابن عطاء كان من منتابي مجلس الحسن البصري بالبصرة، فلما ظهر الخلاف بين الجماعة وبين مرتكبي الكبائر من المسلمين، فقالت الخوارج بتفكيرهم، وقالت الجماعة بأنهم مؤمنون.
خرج واصل عن قول الفريقين، فزعم أن الفاسق من هذه الامة لا مؤمن ولا كافر، وفسقه منزلة بين المنزلتين الايمان والكفر، فطرده الحسن عن مجلسه، فاعتزل عنه.
الواضحي: بفتح الواو بعدها الالف وبعدهما الضاد المكسورة وفي آخرها الحاء المهملة.
هذه النسبة إلى واضح، وهو اسم لجد أبي عمر عامر بن أسيد بن واضح الواضحي، من أهل أصبهان.
إمام مسجد أيوب بن زياد.
حدث عن سفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع بن الجراح.
روى عنه محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأحمد بن محمود بن صبيح وغيرهما.(5/564)
الواعظ: بفتح الواو وكسر العين المهملة وفي آخرها الظاء المعجمة.
هذا اسم لمن يعظ ويذكر، وفيهم كثرة، منهم: أبو القاسم بكر بن شاذان بن بكر المقرئ الواعظ.
سمع جعفر بن محمد بن محمد الخلدي، وعبد الباقي بن قانع، وأبا بكر الشافعي، وقرأ القرآن على أبي بكر بن علون،
وأبي الحسن بن أبي عمر النقاش، وزيد بن أبي بلال وغيرهم.
وكان عبدا صالحا، ثقة، أمينا، كثير التهجد.
روى عنه أبو القاسم الازهري، وأبو محمد الخلال، وعبد العزيز بن علي الازجي.
وجرى بين بكر بن شاذان وأبي الفضل التميمي شئ، فبدرت من أبي الفضل كلمة ثقلت على بكر، وانصرفا، ثم ندم التميمي، فقصد أبا بكر بن يوسف وقال له: قد كلمت بكرا بشئ جفا عليه، وندمت عليه، وندمت على ذلك، وأريد أن تجمع بيني وبينه، فقال له ابن يوسف يخرج لصلاة العصر، فخرج بكر، وجاء إلى ابن يوسف والتميمي عنده، فقال له التميمي: أسألك أن تجعلني في حل، فقال بكر: سبحان الله ! والله ما فارقتك حتى أحللتك، وانصرف، فقال التيمي: قال لي والدي عبد الواحد: احذر أن تخاصم من إذا نمت كان منتبها.
قيل: وكان لبكر ورد من الليل لا يخل به.
وكانت ولادته في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة، ومات في شوال سنة خمس وأربعمئة، ودفن باب حرب.
وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد بن جعفر العقيلي الواعظ وكان حسن الكلام في الوعظ ومقدما، كان في صحبة الصالحين، رأى أبا العباس السراج، وسمع بعده بنيسابور، وسمع بالري أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، وببغداد الحسين بن إسماعيل القاضي، فإنه حج سنة إحدى وعشرين وثلاثمئة، سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وتوفي في جمادي الاولى سنة اثنتين وسبعين وثلاثمئة وهو ابن سبعين سنة، ودفن بشاهنبر.
الواعظي: بفتح الواو والعين المهملة المسكورة وفي آخرها الظاء المعجمة هذه النسبة إلى واعظ في أجداد المنتسب إليه.
والمشهور بهذه النسبة أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن خلف الواعظي البخاري، له رحلة إلى العراق.
يروي عن محمد بن الحسن بن علي الازركياني، ومحمد بن علي بن الحسين الجباخاني، وأبي بكر أحمد بن سليمان العباداني، وأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي وغيرهم.
روى عنه غنجار الحافظ، وتوفي سنة ثلاث وثماني وثلاثمئة.
الوافدي: بفتح الواو وكسر الفاء بينهما الالف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة(5/565)
إلى الوافد، وهو حبان بن مازن بن الغضوبة الطائي الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
وكتبت ببخارى أن الامام أبا بكر محمد بن الفضل البخاري لما روى عن أبي جعفر محمد بن يحيى البغدادي قال: الواقدي.
فذكرته ها هنا ليعرف ولكي لا يشتبه مع الواقدي بالقاف وهو أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب بن محمد بن علي بن حبان بن مازن بن الغضوبة الطائي الموصلي.
انتسب إلى مازن، وهو الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومحمد بن يحيى هذا قدم بغداد، وحدث بها عن جد أبيه علي بن حرب، وعن جده عمر بن علي، وأحمد بن إسحاق الخشاب الموصلي.
وسمع منه الجم الغفير من أهل بغداد والغرباء، وروى عنه أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبو بكر محمد بن الفضل البخاري.
وعمر بن أحمد بن أبي عمرو العكبري محمد بن أحمد بن محمد بن رزق البزاز، وأبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان، وأبو بكر محمد بن الفضل البخاري.
وعمر بن أحمد بن أبي عمرو العكبري وغيرهم.
وأملى بجامع المنصور.
أثنى عليه أبو بكر البرقاني وحسن أمره.
هكذا ذكره أبو بكر الخطيب عنه، وذكر عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات أن محمد بن يحيى بن عمر لم يكن بالمحمود الامر في الرواية.
وقيل: إنه ولد في سنة ثلاث وخمسين ومئتين في صفر، وتوفي في أول شهر رمضان سنة أربعين وثلاثمئة ببغداد، ودفن عند قبر معروف.
وحكى أبو بكر الخطيب عن أبي حازم العبدويي الحافظ وذكر محمد بن يحيى بن عمر فقال: لا أعلمه إلا ثقة، ولا أعرف أحدا تكلم فيه.
قال: وهو آخر من حدث عن علي بن حرب.
قال الخطيب: وهذا القول الاخير وهم من أبي حازم، قد حدث بعده عن علي بن حرب أحمد بن سليمان العباداني، وأحمد بن إبراهيم الامام البلدي.
الواقدي: بفتح الواو وكسر القاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى واقد، وهو إسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي المديني، مولى أسلم سمع بن أبي ذئب، ومعمر بن راشد، ومالك بن أنس، ومحمد بن عجلان، وربيعة بن عثمان، وابن جريج، وأسامة بن زيد، وعبد الحميد بن جعفر، وعبد الحميد بن جعفر، وسفيان الثوري، وجماعة كثيرة سوى هؤلاء.
روى عنه كاتبه محمد بن سعد، وأبو حسان الزيادي، ومحمد بن إسحاق الصغاني، وأحمد بن عبيد بن ناصح، والحارث بن
__________
(1) الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله هو مازن بن الفضوبة كما سيأتي بعد قليل.
وانظر " أسد الغابة ": 5 / 6 - 7.
[ * ](5/566)
أبي أسامة وغيرهم.
وهو من طبق شرق الارض وغربها ذكره، ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم والاحداث التي كانت في وقته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك.
وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء، وولي القضاء بالجانب الشرقي منها، وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومئة، ووفاته في ذي الحجة سنة سبع ومئتين.
وقيل: إنه لما انتقل من بغداد من الجانب الشرقي إلى الغربي حمل كتبه على عشرين ومئة وقر، وقيل: كان له ستمئة قمطر من الكتب: وقيل: إن حفظه كان أكثر من كتبه.
وقد تكلموا فيه.
وابنه أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر بن واقد الواقدي.
حدث عن أبيه بكتاب التاريخ وغيره، وحدث أيضا عن موسى بن داود.
روى عنه عباس بن عبد الله الترفقي، وإسماعيل بن إسحاق المعمري وغيرهما.
وأبو الحسين واقد بن أبي شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد الواقدي الدقاق.
حدث عن أبيه، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبي العباس محمد بن يونس الكديمي.
روى عنه أبو الحسن الدار قطني، وأبو حفص بن شاهين وغيرهما.
الواقفي: بفتح الواو وكسر القاف والفاء بعده.
هذه النسبة إلى بطن في الاوس من
الانصار، يقال لهم بنو واقف.
منهم هلال بن أمية بن واقف بن امرئ القيس بن مالك بن الاوس الانصاي الواقفي.
من أهل بدر وممن شهدها، وهو أحد الثلاثة الذي تيب عليهم.
قال الله تعالى: " وعلى الثلاثة الذين خلفوا ".
وهرمي بن عبد الله بن رفاعة بن نجدة بن جدعة بن كعب بن سالم وهو واقف الواقفي.
شهد الخندق والمشاهد إلا تبوكا، وهو أحد البكائين الذين قال الله تعالى فيهم: " تولوا وأعينهم تفيض من الدمع " روى عنه عبيد الله بن عبد الله بن الحصين الوائلي.
وقيل فيه: هرمي بن عتبة، وقد روى خزيمة بن ثابت.
وأبو سهل محمد بن عمرو بن عبيد بن حنظلة بن رافع الواقفي الانصاري، من أهل البصرة.
يروي عن الحسن والبصريين مثل ابن سيرين، وأيوب السختياني.
روى عنه أهل البصرة، وهو ممن يتفرد بالمناكير عن المشاهير، يعتبر حديثه من غير احتجاج به.
روى عنه عبد الله بن المبارك، وعبيد الله بن موسى، وزيد بن الحباب، وشريح بن النعمان، وعلي بن الجعد، وكامل بن طلحة الجحدري، وبشر بن الوليد القاضي.(5/567)
روى عن الحسن أوابد.
وضعفه يحيى بن معين وغيره.
وكان ينزل بالبصرة وعبادان.
قال يحيى بن سعيد: أبو سهل الواقفي روى عن الحسن أوابد.
الوالبي: بفتح الواو وكسر اللام والباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى والبة، وهي حي من بني أسد، منهم: أبو محمد ويقال: أبو عبد الله سعيد بن جبير الوالبي، كوفي مولى والبة حي من بني أسد كان أحد أئمة التابعين، راوية ابن عباس.
قتله الحجاج صبرا بواسط سنة أربع وتسعين من الهجرة، وهو ابن ثلاث وخمسين سنة.
ومنهم أبو يزيد وقاء بن إياس الوالبي، بالقاف وكسر الواو، وليس في الاسامي وقاء سواه.
يروي عن علي بن ربيعة الوالبي، والمختار بن فلفل، وسعيد بن جبير وغيرهم.
روى
عنه ابن المبارك، وأبو معاوية الضرير، وسفيان الثوري، ويزيد بن هارون، وابنه إياس بن وقاء.
وكان يحيى بن سعيد يقول: ما كان وقاء بن إياس بالذي يعتمد عليه: وأبو أنس قريش بن أنس الانصاري الوالبي، مولى بني والبة، من أهل البصرة.
يروي عن ابن عون والبصريين.
روى عنه العراقيون.
مات سنة تسع ومئتين، وكان شيخا صدوقا، إلا أنه اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدي ما يحدث به، وبقي ست سنين في اختلاطه، فظهر في روايته أشياء مناكير، لا يشبه حديثه حديث القديم، (1) فلما ظهر ذلك من غير أن يتميز مستقيم حديثه من غيره لم يجز الاحتجاج به فيما انفرد، فأما فيما وافق الثقات فهو المعتبر بأخباره تلك.
روى عنه محمد بن بشار المعروف ببندار البصري.
وبشر بن أبي خازم الشاعر الاسدي الوالبي، من بني والبة، جاهلي.
وأبو خازم اسمه عمرو بن عوف، سماه ابن الكلبي.
وجبلة بن سليمان ويقال: ابن أبي سليمان الوالبي، إمام مسجد سعيد بن جبير.
روى عن سعيد بن أبي عروبة.
روى عنه علي بن مسهر، ومروان بن معاوية، ومحمد بن مصعب، وعبد الرحمن بن هانئ، وأبو نعيم النخعي، وأحمد بن يونس، وخلاد بن يحيى.
وأبو نصر محمد بن قيس الكوفي الوالبي من بني والبة من أنفسهم.
يروي
__________
(1) في " المجروحين ": 2 / 220، و " ميزان الاعتدال ": 3 / 389: فظهر في روايته أشياء مناكير لا تشبه حديثه القديم.
[ * ](5/568)
عن الشعبي، وعلي بن ربيعة، وأبي الضحى، ومحارب، وبشير بن يسار.
روى عنه وكيع، وأبو نعيم، وحفص بن غياث.
وسئل أحمد بن حنبل عن محمد بن قيس فقال: ثقة لا يشك فيه.
صاحب ابن عمر، وهو أوثق من ذلك.
روى عنه أبن عيينة، ووكيع أروى الناس عنه (1).
الواهكاني: هذه النسبة إلى قرية واهكان، وظني أنها من قرى مرو لان المنتسب بهذه
النسبة مروزي، وما سمعت اسم هذه القرية، ولعلها خربت أو صارت باسم آخر، وهو عمرو بن حفص الواهكاني، من المحدثين.
روى عن علي بن خشرم.
روى عنه أبو سهل محمد بن العباس الكرابيسي.
الوائلي: بفتح الواو وكسر الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وبعدها لام.
هذه النسبة إلى عدة من القبائل، منهم وائل بن حجر، والمشهور بها محمد بن حجر الوائلي، من ولد وائل بن حجر.
ووائلة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن بلي من قضاعة، من ولده نعمان بن عصر، ويقال: عصر بن عبيد بن وائلة بن حارثة بن ضبيعة الوائلي، شهد بدرا وأحدا والخندق، وقتل يوم اليمامة.
ومن مضر وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، من ولده حبيب بن مسلمة بن مالك الاكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة الوائلي، من الصحابة، كان يقال له: حبيب الروم لكثرة دخوله إليهم، قاله مصعب.
ومن ولده أبو أنيس الضحاك بن قيس بن خالد الاكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة الوائلي.
قال ابن حبيب: وفي هوازن وائلة بن مازن بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن.
كان منهم عامر بن خلف الوائلي الذي قتل بشر بن أبي حازم، وله يقول:
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته النسبة إلى والبة بن الدؤل بن سعد مناة بن غامد، فمنهم سفيان بن عوف بن المغفل بن عوف بن عمير بن كلب بن ذهل بن سيار بن والبة الازدي ثم الغامدي ثم الوالبي، صاحب الصوائف أيام معاوية.
وعماه يزيد والحكم ابنا المغفل قتلا يوم النخيلة بالعراق ".
[ * ](5/569)
وإن الوائلي أصاب قلبي * بسهم لم يكن يكسى لغابا (1)
ومن ولده أبو عدي الحارث بن عبد نهم بن عباد بن زيد بن وائلة بن مازن الوائلي، وابنته أم عبد الله واقدة كانت عند هاشم بن عبد مناف بن قصي، فولدت له خالدة.
وفي إياد بن نزار وائلة بن الطمثان بن عوذ مناة.
وفي غطفان وائلة بن سهم بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان.
ووائلة بن ظرب بن عدوان أخو عامر بن ظرب حكم العرب.
ووائلة بن مازن بن صعصعة بن معاوية.
قال ذلك الزبير بن بكار في " النسب ".
وفي الازد وائلة بن الدول بن سعد مناة بن عمرو وهو عامر بن كعب من الازد.
وعبيد الله بن عبد الله بن الحصين الانصاري الخطمي الوائلي.
يروي عن هرمي بن عبد الله عن خزيمة (2) بن ثابت روى عنه ابن إسحاق، والوليد بن كثير، وابن الهاد، وعبد الله بن علي بن السائب.
ومعروف بن سليط الوائلي من وائل بن مالك بن جذام.
يروي عن سالم بن عبد الله بن عمر.
روى عنه جعفر بن ربيعة.
قاله أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ".
وأبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم بن أحمد بن محمد بن حاتم بن علويه بن سهل بن عيسى بن طلحة الوائلي السجزي، من قرية بسجستان على ثلاثة فراسخ، يقال لها وائل.
كان أحد الحفاظ، رحل إلى مصر، وكان قد جال في أطراف خراسان، وأدرك الشيوخ، وسكن مكة.
قال ابن ماكولا: أبو نصر الوائلي السجزي، كان أحد الحفاظ المتقنين، سمع بخراسان ومكة ومصر والبصرة والعراق الكثير، وجاور بمكة حتى مات رحمه الله.
قلت وكان صاحب التصانيف والتاريخ، سمع بسجستان أبا سليمان محمد بن محمد بن داود الاصم، أبا عمر محمد بن إسماعيل العنبري، وأبا زهير مسعود بن محمد بن محمد بن الحسين اللغوي، وأباه سعيد بن حاتم بن أحمد، وبنيسابور الحاكم أبا عبد الله محمد بن
__________
(1) البيت في " اللسان ": مادة لغب وروايته فيه.
وإن الوائلي أصاب قلبي * بسهم ريش لم يكس اللغابا
(2) وفي " اللباب ": يروي عن حرمي بن عبد الله بن خزيمة بن ثابت.
[ * ](5/570)
عبد الله الحافظ، وأبا يعلي حمزة بن عبد العزيز المهلبي، وبمكة أبا الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي وطبقتهم.
روى عنه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وأبو الفضل جعفر بن يحيى الحكاك الحافظان، وذكره عبد العزيز في معجم شيوخه، وقال: أبو نصر الوائلي كان من بكر بن وائل السجستاني العالم الحافظ، شيخ متقن ثقة ثبت من أهل السنة.
وكان أبوه فقيها على مذهب الكوفيين وجماعة بسجستان، ورحل إلى غزنة قبل الاربعمئة، ودخل نيسابور، ورحل إلى مكة حاجا سنة أربع وأربعمئة فسمع من أبي الحسن بن فراس بها، وأقام عليه، وسمع منه إلى أن مات في صفر سنة خمس وأربعمئة.
ودخل بغداد فسمع من جماعة ثم دخل الشام ومصر، حسن المعرفة بالحديث، حسين السيرة.
مات بعد الاربعين وأربعمئة (1).
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الوائلي) نسبة إلى وائل بن مروان بن جعفي، منهم جابر بن يزيد بن الحارث بن زيد بن عبد يغوث بن كعب بن الحارث بن معاوية بن وائل، الفقيه الوائلي، كان من غلاة الشيعة ".
[ * ](5/571)
باب الواو والباء (الموحدة) الوبري: بفتح الواو والباء الموحدة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الوبر والصوف، وهذا المنتسب كان ثعالبيا يعمل الفراء.
والمشهور بهذه النسبة: أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيدة بن زياد بن عبد الخالق الثعالبي الوبري، من أهل نيسابور، كان رحالا في الآفاق، مكثرا من الحديث، سمع بنيسابور محمد بن رافع القشيري، وبمرو علي بن خشرم وبالري موسى بن نصر، وببغداد أحمد بن منصور الرمادي، وبالبصرة عمر بن شبه النميري، وبالكوفة عمرو بن عبد الله الاودي، وبمكة أبا عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، وبمصر يونس بن عبد الاعلى الصدفي،
وبحمص محمد بن عوف الحمصي وطبقتهم.
روى عنه أبو حامد أحمد بن الشرقي الحافظ، وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الاخرم، وأبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي.
قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ: قرأت بخط أبي عمرو المستملي: أبو بكر الثعالبي خليفتي في الاستملاء، يستملي على الشيوخ حتى أجئ أنا.
وأبو محمد عبد الله بن أحمد الوبري النيسابوري.
سمع يحيى بن عبدك القزويني.
روى عنه أبو علي الحسين بن علي الحافظ.(5/572)
باب الواو والتاء (المثناة) الوتار: بفتح الواو والتاء المشددة المنقوطة باثنتين من فوقها وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى عمل الوتر وفتله إن شاء الله.
وهو أبو العز المبارك بن عمار بن هبار الوتار، المعروف بالراجل، من أهل بغداد، يروي عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري.
روى لنا عنه أبو حفص عمر بن ظفر المغازلي، وأبو المعمر المبارك بن أحمد الانصاري.
وأقدم منه أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان بن بكر بن ميمون السلمي الغزال، المعروف بابن الوتار، من أهل بغداد.
سمع أبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وأبا بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزار، وأبا المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، وأبا الحسن أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي وغيرهم ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في " التاريخ " وقال: كتبت عنه، ولم يكن ممن يعتمد عليه في الرواية، ولا أعلم سمع منه غيري، وكان يتشيع، وتوفي سنة تسع وعشرين وأربعمئة ببغداد.
وأبو عبد الله محمد بن موسى بن إبراهيم الوتار الحارثي الاصطخري الحافظ، من أهل فارس.
رحل وكتب الكثير، وكانت له معرفة بعلم الحديث.
سمع إسماعيل بن يحيى بن بحر الازدي، وأحمد بن يوسف الذارع، وإسحاق بن إبراهيم بن هارون، ويحيى بن
العباس بن أيوب التميمي: وعبد الله بن عبد الوهاب، ومات في شهر رمضان سنة إحدى عشرة وثلاثمئة.(5/573)
باب الواو والثاء الوثابي: بفتح الواو والثاء المثلثة المشددة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى وثاب، وهو اسم رجل، ولا أدري هل ينسب إلى وثاب والد يحيى بن وثاب مقرئ أهل الكوفة، لان وثابا كان من أهل قاشان، فوقع إلى ابن عباس رضي الله عنهما، فأقام معه سنتين، ثم استأذنه في الرجوع إلى قاشان، فأذن له، فرحل من الحجاز مع ابنه يحيى بن وثاب، فلما بلغ الكوفة قال لابيه إني مؤثر خط العلم على خط المال، فأعطني الاذن في المقام، فأذن له، وخرج وثاب إلى قاشان، وأقام يحيى بن وثاب بالكوفة، فصار إماما في القراءة، ومات بها سنة ثلاث ومئة، وكان الاعمش يقول: كانوا يقرؤون على يحيى بن وثاب، فلما مات أخذ قراءتي.
وكان أبو عبد الرحمن السلمي يقول: يحيى بن وثاب أقرأ من بال على التراب.
والمشهور بهذه النسبة الاديب الفاضل.
أبو طاهر إسماعيل بن محمد بن أحمد الوثابي، من أهل أصبهان، كان أحد فضلاء عصره، ممن لا يشق غباره في النظم والنثر مع السرعة والجودة، وأذكر أني دخلت داره غير مرة فرأيته في حالة رثة وثياب بالية، وكان قد ضعف بصره، فكتبت عنه الحديث، واستنشرته أقطاعا من الشعر، فمن جملة بما أنشدني لنفسه: أشاعوا وقالوا: وقفة ووداع * وزمت مطايا للرحيل سراع فقلت: فراق لا أطيق احتماله * كفاني من البين المشت سماع ولا يملك الكتمان قلب ملكته * وعند النوى سر الكتوم يذاع سمع بأصبهان أبا عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن مندة العبدي، وبنيسابور أبا بكر
محمد بن إسماعيل بن بتون التفليسي، وتوفي في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة، أو ثلاث وثلاثين، والله أعلم.(5/574)
باب الواو والجيم الوجيهي: بفتح الواو وكسر الجيم وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الهاء.
هذه النسبة إلى الجد وهو وجيه.
والمشهور بهذا الانتساب: عمر بن موسى بن وجيه الوجيهي.
يروي عن الزهري والقاسم.
روى عنه ابن إسحاق.
كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، فلما كثر روايته عن الثقات ما لا يشبه حديث الاثبات خرج عن حد العدالة إلى الجرح، فاستحق الترك.(5/575)
باب الواو والحاء (المهلمة) الوحاظي: بضم الواو وقيل: بكسرها وضبطه أبو المجد الصفار بالضم عن شيخنا أبي الفضل بن ناصر، وكذا قال أبو علي الغساني بالضم وفتح الحاء المهملة وفي آخرها الظاء المعجمة.
هذه النسبة إلى وحاظة، وهو بطن من حمير.
والمشهور بالانتساب إليها جماعة منهم: أبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي الحمصي.
يروي عن سليمان بن بلال، وأبي شعبة يونس بن عثمان المقرئ.
روى عنه إسحاق ومحمد غير مسنوبين.
روى البخاري عنهما عنه، وروى مسلم عن موسى بن قريش بن نافع عن أبي زكريا.
وهو صدوق ثقة.
وروى عنه أحمد بن أبي الحواري، ومحمد بن عوف، وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي ومحمد بن مسلم.
وثقه يحيى بن معين، وأبو حاتم الرازي.
وأبو يوسف عبد الله بن سالم الوحاظي الاشعري.
يروي عن محمد بن زياد الالهاني.
روى له البخاري حديثا واحدا في المزرعة.
والحكم بن الوليد الوحاظي الحمصي الكلاعي.
يروي عن عبد الله بن نمير،
وأبي فتيلة الكلاعي، وسليم بن عامر.
روى عنه محمد بن شعيب، ويحيى بن صالح، وعبد الله بن عبد الجبار.
وسئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال: لا بأس به.
وأبو سعيد عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الوحاظي، من أهل الشام.
يروي عن نافع، ومجاهد، والشعبي، وعكرمة ومكحول، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم.
روى عنه إبراهيم بن طهمان، وسفيان الثوري، وعمرو بن الحارث وحيوة بن شريح، والعلاء بن موسى الباهلي، وجماعة، وإسحاق بن أبي إسرائيل، والعراقيون.
وكان ابن المبارك يقول: لان أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن عبد القدوس الشامي.
قلت: إنما قال رحمه الله ذلك لانه كان يضع الحديث على الثقات.
قال أبو حاتم بن حبان: لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه يعني عبد القدوس الكلاعي.
وروي أن عبد الله بن المبارك يقول: اشتريت بعيرين فقدمت على عبد القدوس الشامي، فقال: حدثنا مجاهد عن ابن عمر، قلت: إن أصحابنا يروون هذا الحديث عن عبد الله بن عباس.(5/576)
فقال: ابن عباس لم يروي مجاهد عنه شيئا، وكان مجاهد مولى ابن عمر، فكان لا يروي إلا عن ابن عمر.
فقلت: إنا لله وفي سبيل الله على نفقتي ولغيري.
ورأيت عبد الله تبسم.
وسئل أبو داود عن عبد القدوس الشامي، فقال: ليس بشئ، وابنه شر منه.
روى عنه سفيان الثوري.
ومات عبد القدوس الوحاظي بالعراق عند أبي جعفر، وهو من أهل دمشق.
ووحاظة قرية باليمن منها أبو محمد خير بن يحيى بن عيسى بن إسماعيل بن ملامس الوحاظي، من وحاظة، كان فقيها، سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن أحمد البزاز المكي، صاحب أبي بكر الآجري، سمع منه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
وحشي: بفتح الواو وسكون الحاء المهملة وكسسر الشين المعجمة، هذه اللفظة لها صورة النسبة، وهو اسم رجل يقال له: وحشي، مولى جبير بن مطعم القرشي، وهو قاتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، ثم أسلم وجاهد مع (1) النبي صلى الله عليه وسلم أهل الردة، ويقال:
إنه قتل مسيلمة الكذاب يوم اليمامة.
وله روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدث عنه ابنه حرب.
ووحشي بن حرب بن وحشي، حدث عن أبيه.
روى عنه محمد بن سليمان الحراني الملقب ببومة.
__________
(1) كذا الاصل ولا يستقيم، حيث أن الردة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانظر ترجمة وحشي بن حرب في " أسد الغابة ": 5 / 438 - 440.
[ * ](5/577)
باب الواو والخاء (المعجمة) الوخشمالي: بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وضم الشين المعجمة وبعدها ميم وألف لام.
هذه النسبة إلى وخشمال، وهي قرية على فرسخين من بلخ، اجتزت بها يوم دخولي بها.
والمشهور بهذه النسبة: أبو نصر محمد بن علي بن محمد الوخشمالي.
يروي أمالى أبي القاسم يونس بن طاهر بن خيو البلخي النضري عنه.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن الواعظ البلخي وغيره.
حدثنا أبو شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي الامام إملاء بهراة، أخبرنا أبو إسحاق الواعظ ببلخ، أخبرنا أبو نصر الوخشمالي، أخبرنا الامام أبو القاسم النضري، حدثنا أحمد بن عبد الله الحاكم، حدثنا محمد بن جعفر، أخبرنا محمد بن الحسن الازدي، أخبرنا عبد الاول بن مرتد قال: لما جاء بغاء بأسري من بني نمير كنت كثيرا ما أذهب إليهم إذا أخرجوا من المخيس (1) ليستروحوا، فلا أعدم أن أسمع القول منهم، فسمعت شابا ذات يوم من شبابهم يتغنى بصوت له شجي: إذا جاءني منها الرسول بعتبها * خلوت ببيتي حيث كنت من الارض فأبكي لنفسي رحمة من جفائها * ويبكي من الهجران بعضي على بعضي وإني لاهواها على سوء فعلها * وأقضي على قلبي لها بالذي تقضي فحتى متى روح الهوى لا ينالني * وحتى متى أيام سخطك لا تمضي
قال: فعجبت من هذا الشعر الرقيق، فقلت: من يقول هذا ؟ قال: مجنوننا (2) وأبيك.
الوخشي: بفتح الواو وسكون الخاء المعجمة وفي آخرها الشين المنقوطة.
هذه النسبة إلى وخش، وهي بليدة بنواحي بلخ من ختلان وهي كورة واسعة كثيرة الخير، طيبة الهواء،
__________
(1) المخيس: سجن كان بالعراق.
قال ابن سيده: والمخيس السجن لانه يخيس المحبوسين وهو موضع التذليل وبه سمي سجن الحجاج مخيسا.
وقيل: هو سجن بالكوفة بناه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه.
راجع " اللسان " مادة (خيس).
(2) يعني مجنون ليلى، والابيات في " ديوانه ": ص 176.
[ * ](5/578)
بها منازل الملوك.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو علي الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن جعفر الوخشي الحافظ سافر الكثير في طلب الحديث إلى العراق والشام ومصر، وسمع بخراسان من أصحاب الاصم ونحوه، وسمع ببغداد أبا عمر عبد الواحد بن محمد بن مهدي الفارسي، وبالبصرة أبا الحسن علي بن القاسم النجاد، وبدمشق أبا عبد الله تمام بن محمد بن عبد الله الرازي، وبمصر أبا محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس وجماعة سواهم من طبقتهم.
روى لي عنه الامام عمر بن السرخسي بمرو، والقاضي عمر بن علي المحمودي ببلخ، وتوفي في سنة إحدى وسبعين وأربعمئة ببلخ.
وذكر أبو بكر الخطيب في " المؤتنف " قال: أبو علي الوخشي، سافر الكثير في طلب الحديث إلى العراق والشام ومصر، وسمع بخراسان وعاد إلى بلده فأقام به، وكنت علقت عنه أحاديث يسيرة ببغداد وبأصبهان.(5/579)
باب الواو والدال (المعجمة) الوداعي: بفتح الواو والدال المهملة وفي آخرها العين المهملة أيضا.
هذه النسبة إلى
بني وداعة بن عمرو من بني جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان.
والمشهور بهذه النسبة الاجدع بن مالك بن أمية الوداعي، فارس شاعر، أدرك الاسلام، وبقي إلى زمان عمر رضي الله عنه.
الوداني: بفتح الواو والدال المهملة المشددة بعدهما الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى بئر ودان، وهو موضع بين الحرمين، منها الصعب بن جثامة بن قيس الليثي الوداني.
قال ابن أبي حاتم: هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
كان ينزل بئر ودان في خلافة أبي بكر.
روى عنه عبد الله بن عباس، وشريح بن عبيد الحضرمي.
الودعاني: بفتح الواو وسكون الدال وفتح العين المهملتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ودعان، وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو الحاكم أبو نصر محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد بن صالح بن سليمان بن ودعان الموصلي الودعاني، من أهل الموصل، ولي بها الحكومة مدة، وكان فاضلا، ورواياته عن الثقات مستقيمة، سمع عمه أبا الفتح أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن صالح الودعاني، والحسين بن محمد بن جعفر الصيرفي وغيرهما.
روى لي عنه أبو الفضل يحيى بن عطاف الموصلي بمكة، وأبو عبد الله الحسين بن نصر بن خميس الجهني بالموصل، وأبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيز الانصاري ببغداد، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي، وأبو بكر محمد بن محمود الجوهري بنيسابور وغيرهم.
وكانت ولادته سنة إحدى أو أثنتين وأربعمئة بالموصل، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة 494.(5/580)
باب الواو والذال (المعجمة) الوذاري: بفتح الواو والذال المعجمة وفي آخرها الراء وقيل: بكسر الواو ويقال: ذاوذا، وهي قرية كبيرة، بها حصن وجامع ومنارة، على أربعة فراسخ من سمرقند، خرجت إليها لزيارة أبي مزاحم والسماع من إبراهيم خطيبها الشيخ الصالح الكريم، فسألنا المقام
وبالغ فيه، فبتنا ليلة عنده، وكنا خرجنا إلى زيارة رباط خرتنك (1) الذي به قبر الامام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله، فمضينا إليها.
خرج منها جماعة كثيرة من العلماء والمقدمين منهم: أبو مزاحم سباع بن النضر بن مسعدة بن بجير بن النضر بن حبيب بن عبد الله بن قطن بن المنذر بن حذافة بن حبيب بن ثعلبة بن سعد بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط البكري الوذاري.
كان بنى بها الجامع، وكان من قواد سمرقند وأجلائها ونبهائها وأفاضلها ووجوهها ورؤسائها، معروفا بالفضل والديانة والصيانة، له آثار جميلة، وأوقاف جليلة على وجوه الخيرات، جالس علي بن عبد الله المديني، ويحيى بن معين، وأخذ عنهما العلم.
روى عنه أبو عيسى الترمذي، ومحمد بن إسحاق الحافظ السمرقندي، والحسن بن علي بن نصر الطوسي، ومحمد بن المنذر الهروي الملقب بشكر وغيرهم.
رجع أبو مزاحم من العراق سنة ثلاث ومئتين، ومات في جمادى الاولى سنة تسع وستين ومئتين.
قلت زرت قبره في قبة بأسفل قرية وذار، وصلينا في المسجد بقربه.
وأبو الحسن علي بن عمر التقي بن كلثوم بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن الوذاري.
يروي عن سلمان بن الاحوص الدبوسي وأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي.
روى عنه ابنه أبو بكر محمد بن علي بن عمر الوذاري المؤدب، وأبو بكر أحمد بن محمد بن شاهين الفارسي وغيرهما.
وأبو علي محمد بن جعفر بن عبد الله بن هناد بن ونيف الوذاري.
كان حاكم وذار.
يروي عن أبي عمرو محمد بن حاتم بن عبد الرحمن الفقيه الوذاري.
روى عنه أبو سعد
__________
(1) خرتنك: من قرى سمرقند، على ثلاثة فراسخ منها.
راجع رسم (الخرتنكي): 5 / 74، و " معجم البلدان ": 2 / 356.
[ * ](5/581)
الادريسي الحافظ.
وأبو عمرو محمد بن حاتم بن عبد الرحمن الوذاري الفقيه.
يروي عن محمد بن حامد بن حميد الخرعوني.
روى عنه محمد بن جعفر الحاكم أبو علي الوذاري.
وأبو بكر محمد بن سباع بن النضر بن مسعدة الوذاري، ابن أبي مزاحم.
يروى عن أبيه، والامير نصر بن أحمد بن أسد، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي وغيرهم.
ومات في شهر رمضان سنة تسعين ومئتين.
وأحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن صالح الوذاري، خطيب قرية وذار، كان صالحا سديدا، سمع أبا حفص عمر بن منصور بن حبيب الحافظ وغيره.
ذكره عمر النسفي فقال: كان من جيراني، وكان يشهد مجلس إملائي، مات بسمرقند ليلة البراءة من سنة ثلاث وخمسمئة، ودفن في مقبرة سنك ديزه ستان (1) عند المصلى الجديد.
وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الخطيب الوذاري، كان شيخا صالحا، حسن السيرة، متوددا سخي النفس، سمع أبا القاسم عبيد الله بن عمر الكشاني، وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي وغيرهما.
كتبت عنه بسمرقند، ولقيته بقرية وذار، وبت عنده ليلة، وكانت ولادته في حدود سنة ثمانين وأربعمئة.
الوذنكاباذي: بفتح الواو والذال المعجمة وسكون النون وفتح الكاف والباء المنقوطة بواحدة المفتوحة بين الالفين وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى وذنكاباذ، وهي قرية من قرى أصبهان، والمنتسب إليها: أبو محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسين المعلم الوذنكاباذي، من أهل هذه القرية، كان كثير السماع.
توفي في جمادى الاولى سنة ثلاث وأربعين وأربعمئة.
وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن عمر الوذنكاباذي، سمع الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الاصبهاني.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي، وحدث عنه في معجم شيوخه بحديث واحد.
وأبو العباس أحمد بن محمود بن صبيح بن سهل بن إبراهيم الثقفي الوذنكاباذي، ثقة.
__________
(1) في نسخ: سند بن سنان، تصحيف.
وسنكديزة ويقال فيها: سنجديزة محلة بسمرقند أنظر " معجم البلدان " 3 / 264 و 268.
[ * ](5/582)
يروي عن حجاج بن يوسف، وعبد الله بن عمر، ومشايخ أصبهان.
روى عنه محمد بن أحمد بن إبراهيم أظنه أبا أحمد العسال وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وتوفي سنة عشر وثلاثمئة.
وأبو العباس أحمد بن محمد بن جعفر بن عيسى الضرير الوذنكاباذي من أهل أصبهان.
يروي عن أحمد بن محمد بن مصقلة الاصبهاني.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن الفرج الوذنكاباذي، من أهل أصبهان كان ثقة، وهو خال أبي محمد بن حيان.
يروي عن أبي حاتم محمد بن إدريس الرازي، وأبي عمر هلال بن العلاء الرقي، وأبيه محمود بن الفرج.
روى عنه الحسن بن إسحاق بن إبراهيم الاصبهاني، ومات سنة خمس وعشرين وثلاثمئة.
وجده الفرج بن عبد الله الوذنكاباذي.
يروي عن عثمان بن سعيد.
روى عنه ابنه محمود بن الفرج.
وأبو بكر محمود بن الفرج الوذنكاباذي الشعراني، كان ترك بلده أصبهان، وسكن ثغر طرسوس إلى أن مات.
يروي عن عبد الجبار بن العلاء المكي، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، وبشر بن هلال الصواف، وأحمد بن عبدة.
وهو جد أبي محمد بن حيان من قبل أمه، وذكر أنه أملى عليه ثلاثة أحاديث.
وذكر أبو محمد عنه قال: ذكر أنه رؤي في المنام بعد موته، فقال: كنت من الابدال ولم أعلم.
قال: وكان يقول في دعائه: اللهم اقبضني في أي المواطن أحب إليك، فخرج إلى طرسوس، ومات بها في سنة أربع وثمانين ومئتين.
وحدث بالعراق.
روى عنه أبو سهل بن زياد، وعبد الباقي بن قانع وغيرهما.
الوذلاني: بكسر الواو وسكون الذال المعجمة وفي آخرها النون.
هذه النسبة وذلان، وهي قرية من قرى أصبهان، خرج منها جماعة من المحدثين منهم: أبو جعفر محمد بن عمر بن إبراهيم بن أحمد بن الفتاح الوذلاني الاصبهاني.
سمع أبا بكر أحمد بن الفضل المقرئ الباطرقاني وغيره.
وتوفي يوم الاربعاء الثالث والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة تسع وخمسمئة.(5/583)
باب الواو والراء الورازاني: بفتح الواو والراء والزاي بين الالفين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى وارزان، وهي قرية من قرى نسف منها: أبو عبد الله نصوح بن واصل الورازاني النسفي، شيخ ثقة ورع عالم.
سمع التفسير الكبير من أبي حفص قتيبة بن أحمد البخاري، وكتبه بيده، وروى عنه بعضه، وسمع مغازي الواقدي.
روى عنه أحمد بن يعقوب النسفي، ومات في سنة ثلاث وأربعين وثلاثمئة.
الوراق: بفتح الواو وتشديد الراء وفي آخرها القاف، هذا اسم لمن يكتب المصاحف وكتب الحديث وغيرها، وقد يقال لمن يبيع الورق هو الكاغد ببغداد: الوراق أيضا.
والمشهور به: أبو عبد الله أصبغ بن زيد الوراق الجهني، من أهل واسط.
يروي عن القاسم بن أبي أيوب.
روى عنه يزيد بن هارون، كان يكتب المصاحف بواسط.
مات سنة تسع وخمسين ومئة، يخطئ كثيرا، لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد.
وأبو جعفر أحمد بن محمد بن أيوب الوراق، من أهل بغداد، كان يورق الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك، وذكر أنه سمع معه من إبراهيم بن سعد مغازي محمد بن إسحاق، فأنكر ذلك يحيى بن معين عليه، وأساء القول فيه، إلا أن الناس حملوا المغازي عنه، حدث أيضا عن أبي بكر بن عياش، وكان أحمد بن حنبل جميل الرأي فيه، وسمع ابنه
عبد الله منه، وروى عنه حنبل بن إسحاق، وأبو بكر بن أبي خيثمة، ويعقوب بن شيبة، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن يحيى المروزي وغيرهم.
وكان يحيى بن معين يقول عن منصور الحبال صاحب المغازي: ما سمعها الفضل بن يحيى بن إبراهيم، وهو غير ثقة.
وقال عبد الخالق بن منصور: سمعت يحيى بن معين يقول: إن كان صاحب المغازي سمعها من إبراهيم فقد سمعتها أنا من إبن إسحاق.
ومات ببغداد في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين ومئتين.
وأبو إسحاق إبراهيم بن مكتوم السلمي الوراق وراق المصاحف كان يسكن سر من رأى.
حدث عن أبي داود الطيالسي ووهب بن جرير، وعبد الله بن داود الخريبي، وعمرو بن عاصم وغيرهم.
روى عنه أحمد بن ملاعب، ويحيى بن محمد بن صاعد وأبو روق أحمد بن(5/584)
بكر الهزاني وغيرهم.
وقال أبو جعفر الطحاوي: إبراهيم بن مكتوم بصري صار إلى بغداد، فحدث هناك، وهو عند أهل الحديث معروف ثقة.
وأبو القاسم عبد الله بن الحسين بن بالويه بن بحر بن عبد الله بن إبراهيم بن الفرخان الوراق الصوفي المفيد، عن أبي العباس الاصم وغيره.
سمع أبا حامد بن الشرقي، ومكي بن عبدان وأقرانهما، وكان يسمع إلى أن توفي سلخ جمادى الاولى سنة ثلاث وثلاثمئة.
قاله الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وأبو بكر محمد بن عمر بن علي بن خلف بن محمد بن زنبور بن عمرو بن تميم الوراق، من أهل بغداد، كان فيه تساهل وضعف في الرواية.
حدث عن أبي القاسم البغوي، وأبي بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد الدربي.
روى عنه دجى الاسود مولى الطائع لله، وأبو القاسم الازهري، وأبو محمد الخلال، وأبو محمد بن هزار مرد الصريفيني الخطيب وغيرهم، وآخر من روى عنه أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي.
ذكره أبو بكر الخطيب في " التاريخ " وقال: سألت الازهري عنه، فقال: ضعف في روايته عن ابن منيع،
وذكر أن سماعه من الدربي صحيح.
وقال العتيقي: فيه تساهل.
وتوفي في صفر سنة ست وتسعين وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الله بن الفضل بن جعر الوراق العاقولي، وهو وراق عبد الكريم بن الهيثم، كان من أهل دير العاقول، نزل بغداد وحدث بها عن علي بن داود القنطري، وأبي البختري عبد الله بن محمد بن شاكر، الحسين بن محمد بن أبي معشر، وعبد الله بن روح المدائني، ويحيى بن أبي طالب، وعبد الكريم بن الهيثم الدير عاقولي وغيرهم أحاديث مستقيمة.
روى عنه موسى بن عيسى بن عبد الله السراج، وأبو القاسم بن الثلاج، وأحمد بن الفرج بن الحجاج.
وتوفي بعد سنة ثمان وعشرين وثلاثمئة.
قال أبن الثلاج: ذكر أنه سمع منه في هذه السنة.
وأبو القاسم عبد الوهاب بن عيسى بن عبد الوهاب بن أبي حية الوراق، كان وراق الجاحظ، من أهل بغداد، سمع إسحاق بن أبي إسرائيل، ومحمد بن معاوية بن مالج، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، ويعقوب بن شيبة السدوسي وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن الدارقطني وأبو عمر بن حيويه الخزار، وأبو حفص الكتابي، وأبو حفص بن شاهين.
وكان صدوقا في روايته، ويذهب إلى الوقف في القرآن (1).
ومات في شعبان من سنة تسع عشرة
__________
(1) الواقفية: هم الذين لا يقولون في القرآن مخلوق ولا غير مخلوق.
[ * ](5/585)
وثلاثمئة.
وأبو القاسم عيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي الوراق، وراق داود بن رشيد، حدث عن داود بن رشيد، وأحمد بن إبراهيم الموصلي، وأحمد بن منيع وغيرهم.
روى عنه أبو القاسم بن النخاس المقرئ، ومحمد بن المظفر، وعبد الله بن موسى الهاشمي، ومحمد بن عبيد الله بن الشخير، وعلي بن عمر السكري، وكان ثقة، ومات في شعبان سنة عشرة وثلاثمئة.
وأبو حفص عمر بن جعفر بن عبد الله بن أبي السري الوراق البصري الحافظ، من أهل البصرة، ورد بغداد وسكنها، وكان الناس يكتبون بإفادته، ويسمعون بانتخابه على الشيوخ.
وقدم بغداد قديما، وحدث بها عن أبي خليفة الفضل بن الحباب، والحسن بن المثنى، وأبي عثمان بن أبي سويد، وزكريا الساجي، وبكر بن عبد الوهاب البصريين، وحامد بن شعيب البلخي، وعبد الله الاهوازي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبي القاسم البغوي، ومحمد بن الحسين الاشناني وغيرهم.
روى عنه أبو الحسن بن رزقويه، وعلي بن أحمد الرزاز.
وقد كان أبو الحسن الدار قطني يتتبع خطأ عمر الوراق البصري هذا فيما انتقاه على أبي بكر الشافعي خاصة وعمل فيه رسالة إلى طاهر بن محمد الخاركي.
قال أبو بكر الخطيب الحافظ: ونظرت في الرسالة، فرأيت جميع ما ذكره أبو الحسن من الاوهام يلزم عمر غير موضعين أو ثلاثة.
وجمع أبو بكر الجعابي أوهام عمر فيما حدث به، ونظرت في ذلك، فرأيت أكثرها قد حدث به عمر على الصواب بخلاف ما حكى عنه الجعابي.
وكانت ولادة عمر البصري سنة ثمانين ومئتين، ومات في جمادى الاولى سنة سبع وخمسين وثلاثمئة.
ومحمود بن الحسن الوراق الشاعر، أكثر القول في الزهد والآداب والحكم.
روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو العباس بن مسروق وغيرهما.
وقيل: إنه كان نخاسا يبيع الرقيق، ومات في خلافة المعتصم، وقيل: إن المعتصم طلب جارية كانت لمحمود الوراق بسبعة بآلاف دينار، فامتنع محمود من بيعها، فلما مات محمود اشتريت للمعتصم من ميراث محمود بسبعمئة دينار، فلما دخلت إليه قال لها: كيف رأيت ؟ تركتك حتى اشتريتك من سبعة آلاف بسبعمئة ؟ قالت: أجل، إذا كان الخليفة ينتظر بشهواته المواريث، فإن سبعين دينارا كثيرة في ثمني فضلا عن سبعمئة، فأخجلته.
والفضل بن أحمد الرازي الوراق، وراق أبي زرعة الرازي، قدم أصبهان على(5/586)
أبي الحسن بن محمد الداركي وكتب عنه، وكان كتب عن أبي حاتم وأبي زرعة الرازيين.
روى عنه عبد الله بن محمد هو أبو الشيخ الاصبهاني.
الوراميني: بفتح الواو والراء بعدهما الالف ثم الميم المكسورة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ورامين وهي قرية كبيرة من قرى الري تشبه البلاد.
خرج منها جماعة من أهل العلم، وكان في زماننا ثم رئيس متمول يعمر الحرمين وينفق الاموال عليهما.
وابنه الحسين الوراميني ممن كان يكثر الحج، ويرغب في الخير والصدقة، غير أنه متشيع غال في ذلك.
والمشهور من هذه القرية عتاب بن محمد بن أحمد بن عتاب الوراميني الحافظ، من أهل هذه القرية، كان ممن يفهم الحديث ويعرفه، وبالغ في طلبه، وجمع منه الكثير.
سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وعلي بن مسلم، وأبا بكر أحمد بن عبد الرحمن بن عبدان الشيرازي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الحافظ.
وكانت وفاته بعد سنة عشر وثلاثمئة وأحمد بن محمد بن يوسف الوراميني.
يروي عن سلمان بن أحمد الاعسر الرملي.
روى عنه أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ الاصبهاني.
الورتنيسي: بفتح الواو وسكون الراء وفتح التاء المنقوطة بنقطتين من فوقها وكسر النون وسكون الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى ورتنيس، وظني أنها من قرى حران لان أهل حران ينتسبون بهذه النسبة.
والمشهور بالانتساب إليها أبو الحسن أحمد بن يزيد بن إبراهيم الورتنيسي، يعد في الحرانيين.
يروي عن زهير بن معاوية، وفليح بن سليمان.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول هو ضعيف الحديث، أدركته.
الورثاني: بفتح الواو والراء والثاء المثلثة بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ورثان، وهي من قرى شيراز فيما أظن، ولعله من دربند ظنا، وإنما قيل له هذا الاسم نسبة إلى بانيها ورثان بن أرميني بن لظي بن يونان من قدماء العجم.
والمنتسب إليها:
أبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني الصوفي، كان ممن رحل وكتب الكثير بالشام والعراق، وكان رفيق أحمد بن منصور الشيرازي بالشام.
ذكره أبو القاسم حمزة بن يوسف في تاريخ جرجان وأثنى عليه وقال: دخل جرجان في سنة خمس وستين وثلاثمئة في أيام الشيخ أبي بكر(5/587)
الاسماعيلي، وسمع وحدث بجرجان بأخبار وأحاديث وحكايات.
توفي بالحجاز سنة اثنتين وسبعين وثلاثمئة.
وأبو نصر نعيم بن أحمد بن محمد بن العلاء الورثاني الجرجاني روى بجرجان في سنة خمس وأربعين وثلاثمئة عن أبي بكر محمد بن حفصويه الفقيه.
وأبو بكر محمد بن خزيمة القاضي الورثاني، قاضي ورثان، هكذا ذكره أبو أحمد بن علي بن لال الامام في كتاب " المتحابين ".
حدث عن أبي ذر محمد بن يوسف بن محمد.
روى عنه الامام أبو بكر بن لال.
الورثيني: بفتح الواو والراء بعدها الثاء المثلثة المكسورة وبعدها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ورثين، وهي قرية من قرى نسف، منها: أبو الحارث أسد بن حمدويه بن معبد بن خرس الورثيني النسفي، من أهل نسف، كان مكثرا من الحديث، جماعا له، سمع الطفيل بن زيد التميمي والمثنى بن إبراهيم الغوبديني، وأبا عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري، وأبا العباس محمد بن يونس بن نحوسي الكديمي، وأبا الحسن علي بن عبد العزيز البغدادي، وأبا علي بشر بن موسى بن صالح الاسدي، والحسن بن عبد الاعلى البوسي الصنعاني، وعبيد الله بن محمد الكشوري وأبا يحيى بن أبي مسرة المكي، ومن دونهم من علماء زمانه.
وهو مصنف كتاب " البستان " وكتاب " العجائب " وأخبار الحسن والحسين " والمقتل " وكتاب " مفاخرة أهل كس ونسف " وكان مليح الحديث، حسن التصنيف، متفننا في فنون العلم، وكان من مفاخر بلدة نسف، وكانوا يذكرون عنه أنه قال: كتبت مئة ألف
ورقة، وجمعت مئة ألف درهم، وضربت مئة ألف لبنة، ويذكر من مناقبه أنه لم يخرج قط من باب داره إلا والمحبرة والمقلمة والدفتر في ساق خفه.
روى عنه أهل بلده والغرباء.
ومات في غرة رجب سنة خمس عشرة وثلاثمئة.
الورداني: بفتح الواو وسكون الراء وفتح الدال المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى وردان، وهو منسوب إلى بعض أجداد المنتسب إليه، واسم لقرية من قرى بخارى وهي وردانة (1).
والمشهور بهذه النسبة:
__________
(1) ذكر ياقوت في " معجمه " قريتين إحداهم: ورذان بذال معجمة قرية من قرى بخارى.
والثانية: ورذانة: من قرى أصبهان.
[ * ](5/588)
محمد بن يوسف بن إبراهيم الورداني، كوفي، يروي عن محمد بن السكين بن السرحال عن الخليل بن مرة.
روى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ الكوفي.
وأبو أحمد إدريس بن عبد العزيز الورداني، من قرية وردانة وهي من قرى بخارى يروي عن عيسى بن موسى غنجار، وأبي مقاتل حفص بن سلم وغيرهما.
روى عنه ابنه أبو عمرو همام بن إدريس بن عبد العزيز الورداني، وروى عن أبي عمرو هذا سهل بن شاذويه.
وأبو القاسم هارون بن أحمد بن عيسى بن وردان البلخي الورداني أخو أبي يحيى بن أحمد العسقلاني.
حدث عن النضر بن شميل، ونزل بغداد وسكنها ألى حين وفاته.
روى عنه أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي، ومحمد بن مخلد العطار.
وأما فرات بن زيد بن وردان الورداني نسب إلى جده وردان، وهو كان عبدا لعبد الله بن ربيعة الثقفي، أسلم وردان يوم الطائف.
هكذا ذكره أبو حاتم الرازي فيما حكى عنه ابنه أبو محمد عبد الرحمن في كتاب " الجرح والتعديل ".
الورذاني: بفتح الواو وسكون الراء وفتح الذال المعجمة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية ببخارى يقال لها: ورذانة والمشهور بالانتساب إليها: أبو سعد همام بن إدريس بن عبد العزيز الورذاني.
حدث عن أبيه.
روى عنه سهل بن شاذويه الباهلي.
وأبو الحسن محمد بن الفتح بن نذير بن عمر بن سعيد الورذاني، من أهل بخارى.
حدث عن أسباط بن اليسع الباهلي، ويعقوب بن غرمل.
روى عنه سهل بن عثمان السلمي البخاري.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن يحيى بن الاشعث المحتسب الورذاني.
يروي عن أبي صفوان إسحاق بن أحمد، وسهل بن المتوكل.
توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمئة (1).
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: هكذا ذكر السمعاني هذه القرية في هذه الترجمة بالذال المعجمة، وذكرها في التي قبلها بالدال المهملة وهما واحدة.
والمنسوب ها هنا هو الذي في الترجمة المتقدمة.
وليس هذا مما يخفي على أمثالنا مع قلة المعرفة، فكيف يخفى على مثل أبي سعد ! ولا أعلم لاي سبب فعله، وعادته في أمثال هذا يذكر الترجمة ثم يقول: وقيل فيها كذا ".
[ * ](5/589)
الورزناني: بفتح الواو وسكون الراء وفتح الزاي والنون ونون أخرى بينهما الف.
هذه النسبة إلى ورزنان، وظني أنها من قرى بغداد، والمنتسب إليها: أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن أحمد الورزناني الكاتب.
من أهل بغداد، وهو ابن بنت إسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي.
حدث عن الحسين بن عمر بن أبي الاحوص الكوفي.
سمع منه وكتب عنه محمد بن أحمد بن هاشم، ومحمد بن أحمد بن الفتح المنصوري.
الورسناني: بفتح الواو وسكون الراء والسين المهملة المكسورة والالف بين النونين.
هذه النسبة إلى ورسنان، وظني أنها قرية من قرى سمرقند، منها: أبو أحمد بكر (1) بن محمد بن أحمد بن مالك بن جماع بن عبد الرحمن بن فرقد السبخي الفقيه السمرقندي، يعرف بالورسناني.
روى عن أبي عبيدة وأبي عبد الرحمن ابني أبي الليث الفتح بن عبيد السمرقندي، والربيع بن حسان الكشي، وتوفي ببخارى سنة إحدى وخمسين وثلاثمئة، وحمل تابوته إلى سمرقند.
الورسنيني: بفتح الواو والراء وسكون السين المهملة (2) وسكون الياء بين النونين المكسورتين، هذه النسبة إلى ورسنين وهي محلة من محال سمرقند، ويقال لها ورسنان أيضا.
منها أبو أحمد بكر بن محمد بن أحمد بن مالك بن جماع بن عبد الله بن فرقد السبخي الورسنيني، سكن هذه المحلة فنسب إليها، وكان فقيها جليلا مناظرا، من أصحاب الرأي، كان له مجلس الاملاء وحلقة المناظرة بسمرقند.
حدث عن أبيه والفتح بن عبيد الكرابيسي، والعباس بن الفضل بن يحيى الندبي، وإبراهيم بن نصر بن عنبر السمرقنديين وغيرهم.
مات بسمرقند سنة اثنتين وخمسين وثلاثمئة.
روى عنه ابنه محمد بن بكر (3).
وأبو يحيى أحمد بن زكريا الاسكاف الورسنيني.
يروي عن لقمان بن محمد الخزاف الورسنيني.
روى عنه محمد بن أحمد بن إسحاق السمرقندي.
__________
(1) في " اللباب ": أبو بكر أحمد..(2) في " اللباب ": الورسنيني: بفتح الواو وسكون الراء والسين المهملة..وفي " معجم البلدان ": الورسنيني: بفتح الواو وسكون الراء وفتح السين..(3) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: ورسنين التي في هذه الترجمة هي ورسنان التي تقدمت، وهذا أبو أحمد هو المذكور في الترجمة قبلها، فلا أعلم لم أشك في الاولى وتيقن في الثانية أنها محلة من سمرقند ".
[ * ](5/590)
الورشي: بفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى ورش (1)، وهو أحد القراء المعروفين.
اشتهر بقراءة القرآن بحرفه:
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الاعلى بن القاسم المقرئ الورشي المغربي الاندلسي.
ذكره الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ وقال: أبو عبد الله المغربي من أهل الاندلس، ومن الصالحين المذكورين بالتقدم في علم القرآن، ويعرف بالعراق بالورشي.
سمع بمصر والشام والحجاز والعراقين والجبال وأصبهان الكثير بعد الخمسين، ورد نيسابور بعد السبعين والثلاثمئة، ودخل بلاد خراسان، وتوفي بسجستان في شهر ربيع الاول من سنة ثلاث وتسعين وثلاثمئة بعد أن سكنها سبع سنين.
قلت سمع بأصبهان علي بن المرزبان الاصبهاني، وبكور الاهواز عبد الواحد بن خلف الجنديسابوري، وبفارس أحمد بن عبد الرحمن بن الجارود الرقي.
الورغجني: بفتح الواو والراء وسكون الغين المعجمة وفتح الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى ورغجن وهي من قرى نسف فيما أظن، منها: أسلم بن ميمون النحوي الاديب الورغجني، من ورغجن المسلمين، هكذا ذكر أبو العباس المستغفري في تاريخ نسف وقال: كان صاحب العروض واللغة من القدماء.
وأبو علي الحسين بن الصديق بن الفتح بن الحجاج الورغنجي، شيخ صدوق ثقة، سمع أبا عبد الله محمد بن عقيل البلخي، وأبا القاسم أحمد بن حم الصفار، وأبا الحسن علي بن الحسن المؤدب وغيرهم.
روى عنه جعفر بن محمد بن حمدان الفقيه التوبني، وأبو طاهر محمد بن محمد بن إبراهيم القلانسي وجماعة.
مات في سنة ست وستين وثلاثمئة.
والفقيه سعيد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم المكي الورغنجي النسفي، كان فقيها فاضلا، تفقه على الامام يوسف بن محمد الحنفي النسفي، وكتب الحديث.
روى عنه ابنه علي بن سعيد الفقيه، وتوفي بورغجن سنة أربع وتسعين وأربعمئة.
الورغسري: بفتح الواو والراء وسكون الغين المعجمة وفتح السين المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قرية من قرى سمرقند على أربعة فراسخ منها، والمشهور بالانتساب
__________
(1) هو عثمان بن سعيد..القبطي الافريقي، مولى آل الزبير، وورش: لقب.
أنظر " طبقات القراء ": 1 / 502 - 503.
[ * ](5/591)
إليها أبو العباس إبراهيم بن موسى الهلالي الورغسري، أصله من مرو، سكن قرية ووغسر.
كان مستقيم الرواية.
يروي عن العباس بن عبد الله الترقفي، وزياد بن أيوب الطوسي، وعلي بن خشرم المروزي وغيرهم.
روى عنه محمد بن جعفر الكبوذنجكثي، وعبد بن سهل الزاهد، وأبو بكر المروزي الاعمش وغيرهم.
وأبو زكريا يحيى بن محمد بن صبيح الورغسري، الزاهد العابد وهو الذي تولى رباط ورغسر بسمرقند على خمسة فراسخ منها، وإليه نسب بعد، وله بها آثار جميلة، وصومعة كان يتعبد فيها يروي عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وغيره من الزهاد.
روى عنه عمر بن يعقوب الغاضري، وعصمة بن مسعود، وتميم بن عبد الله الكرابيسي السمرقنديون.
ومات في شهر ربيع الاول سنة ثلاثين ومئتين، وقيل في شهر ربيع الآخر.
ويوسف الورغسري.
كان مؤدبا، وكان أعمى.
يروي عن سعد بن معاذ الفقيه المروزي.
روى عنه عبد الله بن محمد بن شاه السمرقندي.
الورقودي: بفتح الواو وسكون الراء وضم القاف وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى ورقود، وظني أنها من قرى كرمينية.
والمشهور بهذه النسبة أبو أحمد أحمد بن محمد بن أحمد بن محفوظ الورقودي الكرميني.
روى صحيح محمد بن إسماعيل البخاري عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، وحدث بالكتاب بكرمينية عنه.
روى عنه أبو نصر أحمد بن أبي بكر بن أبي عبيد الخطيب الخديمنكني.
الوركاني: بفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى محلة وقرية.
أما الأولى فوركان محلة معروفة بأصبهان وبها سوق قائمة، اجتزت بها غير مرة.
منها: عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركاني، امرأة عالمة واعظة حسنة السيرة سمعت
أبا عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ وغيره.
روت لنا عنها أم الرضا ضوء بنت حمد بن علي الحبال وغيرها من الرجال والنساء.
توفيت سنة ستين وأربعمئة.
وذو النون المصري الوركاني، شيخ من أهل هذه المحلة.
روى عن أبي نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ.
روى عنه أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ.
والثانية منسوبة إلى وركان، وهي قرية من قرى قاشان، بلدة عند قم، خرج منها الاديب الفاضل أبو الحسين محمد بن الحسن بن الحسين الوركاني.
كان أديبا شاعرا فاضلا، سكن أصبهان، وكان له مجلس إملاء للحديث، وأكثر فضلاء أصبهان كانوا قرأوا عليه الادب.(5/592)
وابناه أبو المعالي محمد، وأبو المحاسن مسعود، سمعت منهما.
أما أبو المعالي: فإمام فاضل مناظر فصيح مقدم.
سمع أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي وغيره سمعت منه شيئا من حديث المحاملي.
وأبو المحاسن مسعود سمعت منه من شعره شيئا بجامع أصبهان وأختهما أم الضياء عاشوراء بنت الاديب الوركاني زوجة أستاذنا وشيخنا أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الحافظ، سمعت منها جزء لوين بروايتها عن أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجه الابهري.
وأبو عمران محمد بن جعفر بن زياد بن أبي هاشم الوركاني، من أهل خراسان، كذا قال الخطيب.
سكن بغداد، وحدث بها عن إبراهيم بن سعد الزهري، وأيوب بن جابر الحنفي، ومالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وأبي شهاب الحناط، وفضيل بن عياض.
روى عنه يحيى بن معين، وعباس الدوري، وأحمد بن أبي خيثمة، والحارث بن أبي أسامة، وأحمد بن بشر الطيالسي، ومحمد بن يوسف التركي، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازي، وموسى بن إسحاق القاضي
وعبد الله بن محمد البغوي.
ومات في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومئتين.
الوركي: بفتح الواو وسكون الراء وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى وركة، وهي قرية على فرسخين من بخارى على طريق نسف، بت بها ليلة منصرفي من نخشب إلى بخارى.
خرج منها جماعة من العلماء، منهم أبو بكر محمد بن بكر بن خلف بن مسلم بن عباد الوركي المطوعي.
كان شيخا صالحا من أهل وركة.
حدث عن إسحاق بن أحمد بن خلف أحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وأحمد بن محمد بن عمر المنكدري، وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي وغيرهم.
روى عنه أبو العباس المستغفري، ومات في شهر ربيع الآخر سنة ثمانين وثلاثمئة.
وأبو بكر محمد بن حفص بن أسلم بن حاضر الوركي البخاري، من قرية وركة، رحل إلى خراسان والعراق والحجاز، وسمع أبا الفضل يعقوب بن إسحاق العاصمي، وأبا علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأبا سعيد أحمد بن محمد بن زياد بن الاعرابي وغيرهم.
روى عنه أبو العباس جعفر بن محمد المستغفري، ومات ببخارى في شهر ربيع الاول سنة إحدى وثمانين وثلاثمئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن منصور بن يعربو الوركي.
يروي عن أبي الليث نصر بن(5/593)
الحسين، وحفص بن داود البخاريين.
روى عنه أبو حفص عمر بن حفص بن أحلم.
وأبو الليث شاكر بن حمدويه بن قريش بن قيس الهمذاني الوركي.
يروي عن يحيى بن جعفر الازدي، وعلي بن خشرم، ويحيى بن سهيل.
روى عنه أبو حفص عمر بن حفص بن أحلم وغيره.
وأبو سليمان داود بن الحسن بن الخضر الوركي.
يروي عن أبي شهاب معمر بن محمد العوفي، وإسحاق بن الهياج الجحدري، ومحمد بن الحسن صاحب الامالي، وتوفي في آخر يوم من ذي الحجة، ودفن أول يوم من المحرم سنة خمس وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري الوركي، فقيه إمام زاهد معمر عاش مئة وثلاثين سنة، كتب الاملاء عن أبي ذر عمار بن محمد التميمي، وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن يزداد الرازي، وأبي محمد إسماعيل بن الحسين الزاهد البخاري، وأبي محمد عبد الله بن محمد المجدوني الازدي، وأبي الحسن الحوري وغيرهم.
وحتى روى الكثير، ورحل إليه الناس من الاقطار ولم يكن في عصره من كان بين كتابته الاملاء وروايته مئة وعشر سنين إلا هو.
روى لنا عنه بسرخس أبو نصر محمد بن ناصر بن محمد العياضي، وبطوس أبو المحامد محمود بن أبي القاسم المستملي، وببخارى أبو عمرو عثمان بن علي البيكندي، وأبو العطاء أحمد بن أبي بكر الاديب، وأبو طاهر محمد وأبو حفص عمر ابنا أبي بكر بن عثمان السنجي، وكانت وفاته في سنة خمس وتسعين وأربعمئة، وقبره بقرية وركة وأعقب الاولاد، وزرت قبرهم بوركة.
الورنجي: بفتح الواو والراء وسكون النون وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى ورنج، وهي قرية من قرى جرجان، منها: داود بن قتيبة الورنجي، يروي عن يوسف بن خالد السمتي، ومحمد بن فضيل وغيرهما.
روى عنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأحمد بن حفص وغيرهما.
وكان داود بن قتيبة من خيار عباد الله، هكذا قال أبوعمران بن هانئ.
الوريي: بفتح الواو والراء وفي آخرها الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى وره، وهي قرية كبيرة مثل بليدة بنواحي الطالقان.
خرج منها جماعة من أهل العلم منهم أبو المظفر إسماعيل بن عدي بن الفضل بن عبيد الله الازهري الطالقاني الوريي.
كان فقيها فاضلا مفتيا، جال في أكناف خراسان وخرج إلى ما وراء النهر، وتفقه بها على البرهان وغيره.
سمع ببلخ أبا جعفر محمد بن الحسين السمنجاني، وأبا بكر محمد بن(5/594)
عبد الرحمن بن أبي النصر الخطيب، وببخارى السيد أبا إبراهيم إسماعيل بن محمد بن
المحسن الحسني وأبا المعين ميمون بن محمد بن محمد بن معتمد المكحولي النسفي وغيرهم، كتب عنه جماعة من رفقائنا مثل أبي علي بن الوزير الدمشقي، وأبي الحجاج بن فارو الاندلسي الحافظين.
وكتب لي الاجازة بجميع مسموعاته حصلها لي أبو الحجاج.
وكانت وفاته فيما أظن في حدود سنة أربعين وخمسمئة.(5/595)
باب الواو والزاي الوزاغري: بفتح الواو والزاي والغين المعجمة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى وزاغر، وهي من قرى سمرقند، خرج منها أبو عثمان سعيد بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن تريون الوزاغري السمرقندي من هذه القرية، كان يبيع الكرابيس بسمرقند، يري عن أبى حنيفة محمد بن إبراهيم الطالقاني وغيره.
روى عنه أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الاستراباذى الحافظ، وقال: حدثنى من أصول غير مرضية ولم يكن من أهل الصنعة وليس بثقة، لا يعتمد على روايته، فإنه كان بمرة مجازفا، قال: كتبنا عنه بسمرقند ومات سنة ست وثمانين وثلاثمئة في شوال.
الوزان: بفتح الواو والزاي المشددة، واشتهر بهذه النسبة جماعة يزنون الاشياء.
وأما أبو سليمان أيوب بن محمد بن فروخ بن زياد الوزان، من أهل الرقة، اشتهر بالوزان لانه كان يزن القطن.
يروى عن سفيان بن عيينة.
روى عنه أهل الجزيرة، منهم أبو عروبة الحراني.
مات في ذى القعدة سنة تسع وأربعين ومئتين.
وعبد العزيز بن زياد العمي الوزان، من أهل البصرة.
يروي عن قتادة المقاطيع.
روى عنه البصريون.
وأبو الاشعث عبيد بن مهران الوزان، من أهل البصرة يروى عن الحسن.
روى عنه حرمي بن حفص.
وبيت الوزان بالري بيت العلم والفضل، أصلهم أبو سعد عبد الكريم بن أحمد الوزان
الرازي، كان بعض أجداده يزن الاشياء فنسب إليه، تفقه على الامام القفال بمرو وصار من وجوه أصحابه، وأصله من ساوة، سكن الري وسمع الحديث من أبى الفضل الكاغذي، وأبى بكر الحيري وغيرهما.
روى لنا عنه زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور، وكانت وفاته في سنة...(1).
وولده أبو عبد الله محمد بن أبى سعد الوزان الرازي، كان إماما مناظرا أصوليا، سمع ببغداد أبا الحسن بن النقور، وبأصبهان المطهر بن عبد الواحد البزاني وغيرهما.
لقيته بمرو
__________
(1) بياض في الاصول.
[ * ](5/596)
غير مرة، ولم يتفق لي السماع منه.
سمع منه أصحابنا وحضر يوما مناظرتنا، فسألته عن مسألة الفاسق هل يكون وليا أم لا ؟ وشيخنا أبو منصور محمد بن حمد بن عبد الله الوزان الكبرتي شيخ صالح بأصبهان، سمع أبا مسلم بن مهريزد الاديب، وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني وغيرهما.
سمعت منه بأصبهان.
ومات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة.
ومن القدماء أبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء الوزان الجرجاني.
يروي عن محمد بن حميد، وأبي الاشعث وأبي السائب سلم بن جنادة، وعلي بن مسلم الطوسى وغيرهم.
حدث عنه أبو بكر الاسماعيلي، وأبو أحمد بن عدي وغيرهما، مات في شهر رمضان سنة سبع وثلاثمئة.
وأبو بكر محمد بن حامد بن أحمد بن حمدويه بن عبد الله بن الجراح الوزان البخاري.
حدث عن سهل بن المتوكل، وأبى محمد الهروي، ومحمد بن عبد الله السعدي وهارون بن هشام الكسائي، وسهل بن بشر الكندى.
ولد سنة أربع وستين ومئتين ومات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو يعقوب إسحاق بن صالح بن عطاء الواسطي المقرئ المعروف بالوزان، نزيل
سامرا.
يروي عن ريحان بن سعيد، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، وزيد بن الحباب، ويزيد بن هارون وغيرهم.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
وأيوب بن محمد بن زياد بن فروخ الرقي الوزان، مولى بن عباس.
روى عن أبى إسحاق الغزاري، ومطرف بن مازن وعمر بن أيوب ومعمر بن سليمان، وضمرة، ومروان الغزاري.
روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي الامام.
الوزدولي: بفتح الواو وسكون الزاي وضم الدال المهملة بعدها واو أخرى وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى وزدول، وظني أنها من قرى جرجان، منها: أبو علي محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق القاضي الجرجاني المعروف بالوزدولي.
سكن بغداد وحدث بها عن عمران بن موسى بن مجاشع، وأبي عروبة الحسين بن أبى معشر الحراني، ويحيى بن محمد بن صاعد، وإبراهيم بن حماد بن إسحاق القاضي وغيرهم.
روى عنه أحمد بن علي البادا، وأبو سعد أحمد بن محمد الماليني، وذكر بن البادا أنه سمع منه في سنة ثمان وستين وثلاثمئة.(5/597)
ومن القدماء أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الوزدولي، من أهل جرجان.
روى عن المعتمر بن سليمان، وعبد الله بن المبارك، وفضيل بن عياض وخالد بن نافع، وأبي معاوية محمد بن حارم، وسفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية وطبقتهم.
روى عنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن وأحمد بن جعفر السعدي وغيرهما.
قال أبو بكر جعفر بن محمد الحسن بن السمتعاض الغريابي: دخلت جرجان، فكتبت عن العصار والسباك وموسى بن السندي، فقيل له: يا أبا بكر ! وإبراهيم بن موسى الوزدولي ؟ قال: نعم، كان يحدث هنا ولم أكتب عنه لاني كنت لا أكتب عن أصحاب الرأي، وإبراهيم شيخ أصحاب الرأي.
قال أبو أحمد بن عدي: وله ابن يقال له: إسحاق، من أصحاب الحديث، صنف الكتب والسنن، مستقيم
الحديث، ثقة.
أسحاق بن إبراهيم بن موسى الوزدولي العصار الجرجاني، صنف المسند.
روى عن عبيد الله بن موسى، وآدم بن أبي إياس والحجاج والحمان.
روى عنه عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وإبراهيم بن نومرد الجرجاني، ومات بنيسابور في السجن سنة تسع وخمسين ومئتين.
وحفيده أبو عمرو محمد بن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى الوزدولي.
يروي عن الفضل بن محمد البيهقي وأحمد بن يوسف البجيري، روى عنه أبو بكر بن السباك، ومات في صفر سنة تسع وخمسين وثلاثمئة وصلى عليه أبو بكر الاسماعيلي.
وأبو الحسن علي بن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى الوزدولي.
يروي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن شيرين الجرجاني.
روى عنه أبو نصر محمد بن أبي بكر الاسماعيلي، وأبو عبد الله الجرجاني.
وابنه أبو علي محمد بن علي بن عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الوزدولي من أهل جرجان سكن العراق، وولي القضاء بالنهروان، وحدث بها وببغداد عن أحمد بن عبد الكريم بن محمد الجرجاني، وتوفي ببغداد في سنة ست وستين وثلاثمئة.
الوزغنجي: بفتح الواو وسكون الزاي وفتح الغين المعجمة وسكون الجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى وزغجن، وهي قرية من قرى من قرى ما وراء النهر، وظني أنها من نواحي نسف، والمشهور بهذه النسبة: أبو علي الحسن بن صديق الوزغني النسفي، يروي عن محمد بن عقيل، وأحمد بن حم.
قاله ابن ماكولا.(5/598)
الوزير: بفتح الواو وكسر الزاي وسكون الياء وفي آخرها الراء.
هذه اللفظة صارت لقبا لمن يدير الملك ويصدر الملك عن رأيه، وأول من لقب بهذا الاسم أبو سلمة حفص بن
سليمان الخلال بالعراق، قيل له: وزير آل محمد ولما قتل فتكا قال بعض الشعراء فيه: أن الوزير وزير آل محمد * أودى فمن يشناك كان وزيرا ولم يكن لاحد من خلفاء بني أمية وزير، وأول من استوزر أبو سلمة الخلال.
وهجا إبراهيم بن عثمان الغزي بعض الوزراء، فقال فيما أنشدنا أبو الفتح مسعود بن محمد المسعودي إملاء من حفظه، أنشدني الغزي لنفسه: من آلة الدست لم يعط الوزير سوى * تحريك لحيته في حال إيماء إن الوزير بلا وزر يشد به * مثل العروض له بحر بلا ماء واشتهر جماعة من المحدثين بهذا الاسم إما لانهم استوزروا بعض الملوك أو في آبائهم أحد.
فمنهم أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفرات، الوزير المعروف بابن حنزابة البغدادي، أحد الحفاظ كان كثير السماع، حسن العقل، ذا رأي وشهامة وله أنعام في حق أهل العلم، نزل مصر، وتقلد الوزارة لاميرها كافور، وكان أبوه وزير المقتدر بالله، وبلغني أنه كان يذكر سماعه عن أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي مجلسا من أماليه، ولم يكن عنده وكان يقول: من جاءني به أغنيته، وكان يملي الحديث بمصر، وبسببه خرج أبو الحسن الدار قطني إلى مصر.
وكانت ولادته في ذي الحجة سنة ثمان وثلاثمئة، وتوفي بمصر سنة تسعين وثلاثمئة وقيل: سنة إحدى وتسعين في شهر ربيع الاول.
الوزير المشهور في الشرق والغرب صاحب المدارس والخيرات من المساجد والرباطات أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق بن العباس الطوسي الوزير المعروف بنظام الملك صارت أيامه تاريخا للمكارم وأيام الخير سمع الحديث الكثير من أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، وأبي حامد أحمد بن الحسن الازهري بنيسابور، وأبا مسلم محمد بن علي بن مهريزد النحوي وأبا منصور شجاع بن علي المصقلي بأصبهان وطبقتهم.
روى لنا عنه عمي أبو محمد الحسن بن أبي المظفر السمعاني بمرو، وأبو القاسم علي بن طراد الزينبي ببغداد
وأبو القاسم إسماعيل بن نصر الله بن محمد بن عبد القوي المصيصي بدمشق وغيرهم.
ولد بنواحي الراذاكان في سنة ثمان وأربعمئة، وقتل بالسحنة في شهر رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمئة، وحمل إلى أصبهان ودفن بها وزرت قبره غير مرة في دار جنار.
ومن أولاده وأحفاده جماعة كثيرة من الوزراء منهم الوزير ابن الوزير أبو الفتح أحمد بن(5/599)
بن علي نظام الملك، المعروف بخواجة أحمد.
كان وزير السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه ثم صار وزير أمير المؤمنين المسترشد لامر الله، ولقيته ببغداد، ولزم داره وما كان يخرج منها.
سمع بأصبهان أبا الفتح عبد الكريم بن عبد الرزاق الحسناباذي وغيره.
سمعت منه مجلسا من أمالي أبي بكر بن مردويه الحافظ، وتوفي ببغداد في سنة..(1) وثلاثين وخمسمئة.
وصاحبنا أبو علي الحسن بن مسعود بن الوزير الدمشقي، من أهل دمشق.
كان حافظا فاضلا وفقيها مبرزا، وكان والده أو جده استوزر لبعض الملوك بدمشق، وأصله خوارزمي.
سمع الكثير، ونسخ بخطه أدرك جماعة من الشيوخ ممن لم ندركهم ببغداد وأصبهان، وسمعت منه شيئا يسيرا بمرو، وكنت كثير الاجتماع معه، شديد الانس به، والله تعالى يرحمه.
توفي بمرو في سنة...(2) وأربعين وخمسمئة، ودفن بمقبرة جصين وأبو الحسين عبيد الله بن محمد بن حموديه الوزير الرازي، من نواحي الري، قدم بغداد، وحدث بها عن أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي وحفص بن محمد بن زيد الحافظ، والعباس بن أحمد الشافعي البغدادي، وكان يسكن برذعة.
روى عنه أبو القاسم الازهر وأبو محمد الخلال، وأبو محمد الجوهري وغيرهم.
وأبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير، من أهل بغداد، كان والده علي بن عيسى وزير المقتدر بالله، وكان فاضلا من أهل البيوتات، صحيح السماع، وكان العلماء والمحدثون يحضرون دار والديه لرواية الحديث وبلغني أن عيسى بن الوزير لما
أملى الحديث قال: حدثنا أبو القاسم البغوي في هذا الرواق، وأخبرنا أبو بكر بن أبي داود في هذا الطرر، وأخبرنا يحيى بن صاعد في تلك الصفة..فقام واحد من الغرباء وقال: لقد اغبرت قدما سيدنا في طلب العلم، فاستحيى عيسى بن الوزير ولم يقل بعد ذلك مثل هذا.
سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأبا بكر عبد الله بن سليمان الاشعث السجستاني وأبا محمد يحيى بن محمد بن صاعد، وأبا القاسم بدر بن الهيثم القاضي، وأبا بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وأبا عمر محمد بن يوسف بن يعقوب القاضي، وأبا بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرئ، وأبا بكر محمد بن
__________
(1) بياض في عدة نسخ.
(2) بياض في الاصل.
[ * ](5/600)
الحسن بن دريد الازدي، وأباه أبا الحسن علي بن عيسى الوزير وغيرهم روى عنه أبو القاسم عبيد الله بن أحمد الازهري، وأبو محمد الحسن بن محمد الخلال، والقاضيان أبو عبد الله الصيمري، وأبو القاسم التنوخي وأبو محمد الجوهري، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة في جماعة آخرهم أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور البزار أثنى عليه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب وقال: كان ثبت السماع، صحيح الكتاب ومن شعره: رب ميت بقد صار بالعلم حيا * ومبقي قد حاز جهلا وغيا فاقتنوا العلم كي تنالوا خلودا * لا تعدوا الحياة في الجهل شيا وكانت ولادته في شهر رمضان سنة اثنتين وثلاثمئة، ومات في المحرم سنة إحدى وتسعين وثلاثمئة.
ووالده أبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح الوزير، كان وزير الخليفتين المقتدر بالله والقاهر بالله.
سمع أحمد بن بديل الكوفي، والحسن بن محمد الزعفراني، وحميد بن الربيع، وعمر بن شبة.
روى عنه ابنه عيسى، وسليمان بن أحمد الطبراني،
والقاضي أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن بجير الذهلي.
وكان صدوقا، دينا، فاضلا، عفيفا في ولايته، محمودا في وزارته، كثير البر والمعروف وقراءة القرآن والصلاة والصيام، يحب أهل الخير ويكثر مجالستهم ومذاكرتهم، وأصله من الفرس، وكان داود جده من ديرقني، وكان من وجوه الكتاب، وكذلك أبوه عيسى، ولم يزل علي بن عيسى من حداثته معروفا بالستر والصيانة، والصلاح والديانة، وعزل عن الوزارة وأخرج إلى مكة، ثم ردت الوزارة إليه، فأنشا بعض الناس يقول فيه: بحسبك أني لا أرى لك عائبا * سوى حاسد والحاسدون كثير وأنك مثل الغيث أما سحابه * فمزن وأما ماؤه فطهور وكانت ولادته في جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومئتين، ومات في ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو الحسن علي بن إسحاق بن إبراهيم الوزير، من أهل أصبهان.
روى عن أهل بلده والعراقيين وإنما لقب بالوزير لانه كان يقوم بحوائج أبي مسعود الرازي وحدث عن أبي كريب محمد بن العلاء الهمداني، وإسماعيل بن موسى بن بنت السدي، وعلي بن بشر بن عبد الملك وغيرهم.
روى عنه عبد العزيز بن محمد بن الحسن الخفاف، وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن سليمان بن حمزة بن سلم الاصبهاني، وقال: حدثنا علي بن(5/601)
إسحاق بن إبراهيم المعروف بوزير أبي مسعود.
وتوفي سنة سبع وتسعين ومئتين.
الوزيري: بفتح الواو وكسر الزاي وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى الوزير، ومن أولاده جماعة نسبوا إلى أجدادهم منهم: أبو بكر محمد بن يحيى بن سليمان الازدي المقرئ الوزيري، بصري الاصل، المعروف بابن وزير الرشيد.
روى عن بسطام بن الفضل أخي عارم، ومحمد بن معمر البحراني وغيرهما.
روى عنه أبو الحسن علي بن عمر الحربي السكري.
وأبو نصر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسن الوزير، الاديب المذكر المفسر الوزيري، من أهل نيسابور، كان كثير العلوم، فصيح اللسان، بارع الذكر والوعظ، وسمع الحديث الكثير.
سمع أبا حامد بن بلال البزاز، وعبد الله بن محمد الشرقي، وأبا علي الثقفي وأقرانهم وكتب بهراة بعد الثلاثين عن الحسن بن عمران وأقرانه وأكثر، وصنف شيئا من الابواب، وكان يذكر، سمع منه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وذكر أنه توفي في شهر رمضان سنة خمس وستين وثلاثمئة، ودفن في مقبرة شاهنبر.
وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب الوزيري.
حدث عن أحمد بن عبيد الله النرسي، وأحمد بن يحيى ثعلب، وأحمد بن علي الابار، روى عنه أبو عبد الله المرزباني، ومات في جمادي الآخرة سنة تسع وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن الوزير الآملي الوزيري، من آمل الشط.
يروي عن أبي الحسن علي بن أحمد بن الحسن الوصي الخوارزمي، ومحمد بن يوسف بن عاصم وأبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي.
وتوفي بآمل سنة ست وستين وثلاثمئة.
الوزويني: بسكون الزاي بين الواوين بعدها الياء آخر الحروف ثم النون.
هذه النسبة إلى وزوين، وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو محمد حاجب الزاهد الوزويني والد إدريس، من قرية وزوين، يروي عن عيسى بن موسى، وكعب بن سعيد وغيرهما.
روى عنه ابنه إدريس بن حاجب الوزويني.(5/602)
باب الواو والسين (المهملة) الوساوسي: بالواو المفتوحة والسينين المهملتين بينهما الالف وواو أخرى.
هذه النسبة إلى الوساوس، وهي (..) (1) والمشهور بهذه النسبة: أحمد بن إسماعيل الوساوسي البصري من أهل البصرة.
يروي عن شيبان بن فروخ الابلي، روى عنه أبو القاسم سليمان بن
أحمد بن أيوب الطبراني.
الوسسكري: بفتح الواو والسين المهملة بعدها سين أخرى والكاف المفتوحة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى قرية على سبعة فراسخ من جرجان يقال لها: وسسكر، وهي من رساتيق جردستان، منها أبو القاسم الخليل بن محمد بن عبد الرحمن بن الخليل بن محمد بن الخليل بن على الوسسكري.
يروي عن أبيه، ومحمد بن حمدان الجرجاني.
قال حمزة بن يوسف السهمي: توفي الخليل في البادية بعدها حج منصرفا إلى العراق، وقريته على سبعة فراسخ من جرجان يقال لها: وسسكر من رساتيق جردستان، وله أولاد خمس بنين: أبو يزيد محمد، وأبو كميل إسماعيل، وأبو سعد يوسف، وأبو نصر أحمد، وأبو عبد الله الفضل بن خليل بن محمد.
توفي سنة خمس وأربعمئة.
الوسيجي: بفتح الواو والسين المهملة المكسورة والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى وسيج، وهو موضع في بلاد الترك.
حبس فيها أبو محمد عبد السيد بن محمد بن عطاء بن إبراهيم بن موسى بن عمران بن إسحاق بن حمدويه ابرويه الآفراني النسفي ثم الوسيجي، الملقب بسعد الملك.
كان له حشمة وجاه ومنزلة عند الخاقان محمد بن سليمان، وكان يكرم أهل العلم ويبرهم بالشهر بعد الشهر.
سمع الرئيس أبا علي الحسن بن علي بن أحمد بن الربيع السنكباني.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ.
قال: وتوفي بحصار وسيج من بلاد تركستان في المحرم سنة أربع عشرة وخمسمئة.
__________
(1) بياض في الاصول.
[ * ](5/603)
باب الواو والشين (المعجمة) الوشاء: بفتح الواو والشين المعجمة المشددة.
هذه النسبة إلى بيع الوشي وهو نوع من الثياب المعمولة من الابريسم، منهم:
أبو يزيد وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي الغسوي الوشاء.
ذكره أبو سعيد بن يونس الصدفي في تاريخ مصر وقال: أبو يزيد من أهل فشا، قدم مصر قديما وخرج إلى الاندلس تاجرا، وكان يتجر في الوشي وقد صنف كتابا في أخبار الردة وجوده، وقدم من الاندلس إلى مصر وكتب عنه.
توفي بمصر يوم الاثنين لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين ومئتين، وله عقب بمصر إلى الآن.
وذكره في موضع آخر وقال: قدم إلى مصر من البصرة، وأصله من فارس.
وأبو إسحاق إبراهيم بن عبد السلام بن محمد بن شاكر بن سعد بن قيس الوشاء، من أهل بغداد، كف بصره في آخره عمره، وانتقل إلى مصر فمات بها، وذكره الدار قطني فقال: ضعيف.
حدث عن أحمد بن عبدة الضبي، والجراح بن مليح، وأبي كريب محمد بن العلاء، والحسين بن علي بن الاسود، ويونس بن عبد الاعلى المصري روى عنه أحمد بن عثمان الادمي، وإسماعيل بن علي الخطبي وأبو بكر الشافعي، ومحمد بن عبد الله الصفار الاصبهاني، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأحمد بن مسعود الزنبري المصري، ومات بمصر سنة اثنتين وثمانين ومئتين.
وابن عمه أبو علي الحسن بن محمد بن عنبر بن شاكر بن سعيد وقيل: سعد بن قيس الوشاء، من أهل بغداد.
حدث عن علي بن الجعد، وعبد الله بن عون الخزاز، والحكم بن موسى ويحيى بن أيوب العابد، وأبي الربيع الزهراني، ومنصور بن أبي مزاحم، ويحيى بن معين، وسريج بن يونس، وسويد بن سعيد، وعلي بن المديني وطبقتهم.
روى عنه محمد بن العباس بن نجيح، وأحمد بن جعفر بن سلم وعلي بن عمر الحربي وجماعة، وقال أبو أحمد بن عدي في الكامل: والحسن بن محمد بن عنبر ليس بذاك، وحدث بأحاديث أنكرتها عليه، وقال ابن قانع: هو ضعيف.
ووثقه أبو بكر البرقاني، ومات في جمادى الاولى سنة ثمان وثلاثمئة.
وأبو الطيب محمد بن إسحاق بن يحيى النحوي المعروف بابن الوشاء من أهل بغداد،(5/604)
كان من أهل الادب، حسن التصانيف مليح الاخبار يرجع إلى علم وفضل حدث عن عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأحمد بن عبيد بن ناصح، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن يونس الكديمي وأبوي العباس ثعلب والمبرد.
روت عنه منية جارية خلافة أم ولد المعتمد على الله.
وأبو عمران موسى بن سهل بن كثير بن سيار الوشاء الحرفي.
حدث عن إسماعيل بن علية، وعلي بن عاصم، ويزيد بن هارون وإسحاق الازرق، وأبي بدر شجاع بن الوليد، وعبد الله بن بكر السهمي.
روى عنه أبو عمرو بن السماك، والقاضي أبو الحسين الاشناني وأحمد بن عثمان بن يحيى الادمي وأبو عمر محمد بن عبد الواحد اللغوي.
وكان ضعيفا جدا.
وقيل لموسى بن سهل: متى كتبت عن إسماعيل بن علية ؟ فقال: كتبت عنه قبل أن يلي صدقات البصرة، فقال له السائل: فقد كتبت عنه قبل أن يكتب عنه أحمد بن حنبل.
ومات أول يوم من ذي القعدة سنة ثمان وسبعين ومئتين.
الوشيقي: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة وفي آخرها القاف.
هذه النسبة إلى الوشق وقيل: إلى وشقه وهو بطن من العتيك.
كذا قاله ابن ماكولا قال الدار قطني: هو من الازد.
والمشهور بالنسبة إليها: شميسة عزيز بن عامر الوشقية.
روى عبيد الله بن الخلال عن أمه أنها رأتها عليها خلخالان وهي عجوز كبيرة.
وحديدة بن الغمر الوشقي، أندلسي، رحل وطلب وحدث.
توفي بالاندلس سنة ثلاثمئة.
قاله ابن يونس.
وإبراهيم بن عجنس بن أسباط الزبادي الكلاعي الاندلسي الوشقي.
يروي عن يونس بن عبد الاعلى وغيره.
توفي بالاندلس في إمرة محمد بن عبد الرحمن بن الحكم نحو السبعين ومئتين، وكان فاضلا.
وأبو عثمان عفان بن محمد الوشقي الاندلسي، من أهل وشقة توفي سنة سبع وثلاثمئة.
__________
(1) " تاريخ علماء الاندلس ": 1 / 123 - 124.
وهذه النسبة إلى: وشقة - بليدة بالاندلس راجع " معجم البلدان ": 5 / 377.
[ * ](5/605)
باب الواو والصاد (المهملة) الوصابي: بفتح الواو وتشديد الصاد المهملة وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى وصاب، وهو من حمير، ونسبته وصاب بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك، وأخوه جيلان بن سهل.
إلى وصاب ينسب الوصابيون، وإلى جيلان ينسب الجيلانيون، وهما قبيلتان من حمير نزلتا حمص، وقد سبق الجيلاني.
والمشهور بالنسبة إليه..(1).
الوصافي: بفتح الواو وتشديد الصاد المهلمة في آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى وصاف.
هو اسم جماعة منهم الوصاف بن عامر العجلي، واسم الوصاف مالك، والمنتسب إلى هذا: عبيد الله بن الوليد الوصافي من أهل الكوفة، من ولد الوصاف العجلي روى عنه أهلها.
منكر الحديث جدا، يروي عن الثقات عطاء وغيره ما لا يشبه حديث الاثبات، حتى إذا سمعها المستمع سبق إلى قلبه أنه كان المعتمد لها فاستحق الترك (...وهو..أبو عبيد الله بن الوليد بن عبد الرحمن بن قيس بن سيار بن جابر بن سلمة بن مالك بن عامر بن كعب بن سعد بن ضبيعة بن عجل بن لجيم هو الوصافي).
قال البخاري: من ولد الوصاف بن عامر العجلي، واسم الوصاف مالك.
قال ابن ماكولا: قال البخاري: في ذكره العوفي وليس في نسبه عوف ولا أدري إلى أي شئ نسب.
يروي عن عسية وعطاء.
سمع منه يعلي بن عبيد ووكيع.
قال ذلك البخاري.
وطاهر بن محمد بن مزاحم بن وصاف بن هود بن زيد بن خالد المروزي الوصافي، جد
أحمد بن حامد بن طاهر المقرئ، مروزي الاصل، نسفي المولد والمنشأ قدم محمد بن مزاحم المروزي نسف فاعقب بها.
يروي عن معاذ بن يعقوب الزاهد الكاسني كلام الزهاد مثل شقيق بن إبراهيم وحاتم بن عنوان البلخيين وكان خليفته في محرابه بعد موته في مسجده بنسف.
روى عنه ابنه حامد بن طاهر الوصافي والوثير بن منذر بن حنك الآفراني.
__________
(1) بياض في الاصول.
[ * ](5/606)
وأبو العباس عبد الله بن محمد بن فرنكديك الوصافي نسب إلى سكة بنسف يقال لها: درب وصاف، وهو اسم رجل نسبت السكة إليه، وهو جد أبي أحمد أحمد بن محمد بن عبد الله بن فرنكديك.
سمع إبراهيم بن معقل وغيره.
قال أبو العباس المستغفري: عندي أجزاء بخطه من تفسير إبراهيم بن معقل سمعه منه.
الوصي: بفتح الواو وكسر الصاد المهملة.
هذا الاسم اشتهر به السيد أبو الحسن محمد بن أبي إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني الهمذاني المعروف بالوصي، وإنما قيل له ذلك لانه وصي الامير السديد نوح من آل سامان.
كان من أفاضل السادة وعلمائهم وكانت له سيرة حسنة.
صحب جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، وسمع الحديث بأطرابلس من أبي الحسن خثيمة بن سليمان بن حيدرة القرشي، وببغداد من أبي علي إسماعيل بن محمد الصفار، وبهمذان من أبي محمد عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، وأحمد بن محمد بن أوس الهمذاني، والقاسم بن أبي صالح الهمذاني، وغيرهم.
حدث عنه الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، وأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي وجماعة كثيرة من أهل خراسان وما وراء النهر.
ومات ببخارى في المحرم سنة خمس وتسعين وثلاثمئة، ودفن في داره.
وعلي بن أحمد بن الحسن الوصي الخوارزمي.
كان وصي الامير الشهيد أبي نصر
أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني.
روى عن إسحاق بن إبراهيم الحافظ بخوارزم، ويعقوب بن الجراح، وعبد الله بن عبد الوهاب الاحنفي.
روى عنه خلف، وأبو علي الحسين بن طاهر الابيوردي، ومحمد بن بكر بن خلف.
توفي في شوال سنة عشر وثلاثمئة.
ومحمد بن إبراهيم بن الوصي المصري.
يروي عن بكار بن قتيبة البصري.
روى عنه ابن النحاس.
وهو أبو أحمد محمد بن إبراهيم بن حفص بن عمر المصري، يعرف بابن الوصي.
هكذا ذكره أبو الحسين بن جميع الغساني، وحدث عنه عن يزيد بن سنان، وذكر أنه سمع منه بالفسطاط.(5/607)
باب الواو والضاد (المعجمة) الوضاحي: بفتح الواو والضاد المعجمة المشددة والحاء المهملة في آخرها.
هذه النسبة إلى الوضاح، وهو اسم لجد أبي عبد الله محمد بن الحسين بن علي بن الحسن بن يحيى بن حسان بن الوضاح بن حسان الانباري الوضاحي الشاعر.
من أهل الانبار، نزل نيسابور، وكان حسن الشعر، مليح القول، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخه وقال: أبو عبد الله الوشاحي الشاعر، نزيل نيسابور وكان من أشعر من ذكر في وقته وأحسنهم عشرة، وقد سمعته يذكر غير مرة سماعه العلم من أبي عبد الله المحاملي القاضي، وأبي عبد الله بن مخلد الدوري وأبي روق الهزاني وغيرهم.
وسمع بقراءتي من أبي النصر الفقيه، وأبي حامد الاسماعيلي وغيرهما بالطابران وذكر له قصيدة طويلة وأقطاعا من الشعر ثم قال: توفي أبو عبد الله الوضاحي بنيسابور في محلة الرمجار في شهر رمضان من سنة خمس وخمسين وثلاثمئة.(5/608)
باب الواو والطاء (المهملة) الوطيسي: بفتح الواو وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي
آخرها السين.
هذه النسبة إلى وطيس وهو التنور.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين: " الآن حمي الوطيس " يعني استعرت الحرب، وهذه اللفظة ما استعملها أحد قبل النبي صلى الله عليه وسلم.
والمشهور بهذه النسبة: أبو منصور شعيب بن طاهر بن إبراهيم الوطيسي، من أهل همذان، كان أديبا فاضلا حسن السيرة سألته عن هذه النسبة فقال: كان بعض أجدادي يعمل التنور.
وسمع الاخوين أبا بكر محمد وأبا الفرج إبراهيم ابني جامع بن محمد القطان.
سمعت منه بهمذان في النوبة الثانية منصرفي من بغداد، وكانت ولادته سنة أربع وستين وأربعمئة وتوفي بعد سنة سبع وثلاثين وخمسمئة فإني تركته حيا في هذه السنة.(5/609)
باب الواو والعين (المهملة) الوعلاني: بفتح الواو وسكون العين المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى وعلان، وهو بطن من مراد، منهم أبو بكر إبراهيم بن نشيط بن يوسف الوعلاني مولاهم، من أهل مصر.
كان له عبادة وفضل وكان فقيها.
قيل: إنه رأى ابن جز روى عنه الليث بن سعد، وابن المبارك ورشدين بن سعد، وابن وهب وتوفي سنة ثلاث وستين ومئة.
هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس في تاريخ مصر.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: إبراهيم بن نشيط ثقة، روى عنه ابن المبارك.
وسئل مرة عنه فقال: من الثقات.
وسئل أبو زرعة عنه، فقال: مصري ثقة.(5/610)
باب الواو والقاف الوقار: بفتح الواو والقاف المخففة وفي آخرها راء مهملة بعد الالف.
اشتهر بهذه الصفة والاسم: أبويحيى زكريا بن يحيى بن إبراهيم بن عبد الله الوقار، مولى قريش.
وإنما سمي
بذلك لسكونه وثباته، وهو من أهل مصر.
يروي عن سفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن القاسم.
وعبد الله بن وهب وخالد بن عبد الدائم.
روى عنه إسماعيل بن داود بن وردان المصري، ومحمد بن المعافى البيروتي، ومحمد بن إسماعيل المهندس المصري.
قال أبو حاتم بن حبان: يخطئ، وربما خالف وقال ابن ماكولا: الوقار كان فقيها فاضلا وفي حديثه مناكير كثيرة، وكان مولده سنة أربع وسبعين ومئة.
ومات سنة أربع وخمسين ومئتين.
قال ابن ماكولا: وأما الوقار بتشديد القاف فهو وقار بن الحسين بن عقبة أبو الحسن الكلابي الرقي.
حدث عن أيوب بن محمد الوزان، ومؤمل بن إهاب.
روى عنه أبو بكر الشافعي، وأبو أحمد بن عدي الحافظ.
الوقاصي: بفتح الواو وتشديد القاف في آخرها الصاد المهملة.
هذه النسبة إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
والمشهور بالانتساب إليه عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، كنيته أبو عمرو.
يروي عن الزهيري روى عنه العراقيون.
كان ممن يروي عن الثقات الاشياء الموضوعات.
لا يجوز الاحتجاج به.
وعرف أبو عمرو هذا بالوقاصي والمالكي، وذكرته في الميم (1).
الوقاياتي: بكسر الواو وفتح القاف والياء المنقوطة باثنتين من تحتها بين الالفين وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى الوقاية وهي المقنعة، ويقال لمن يبيعها الوقاياتي.
والمشهور بهذه النسبة:
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الوقاصي) نسبة إلى وقاص بن صلاءة بن ربيعة، وهو ابن المعقل بن كعب بن الحارث بن كعب، ينسب إليه كثير، منهم عبد يغوث بن الحارث بن وقاص، قتل يوم الكلاب، وكان على مذحج.
ومنهم وقاص بن عبدة بن وقاص صاحب الوقاصية بباروريا ".
[ * ](5/611)
أبو القاسم عثمان بن علي بن عبيد الله الوقاياتي، من أولاد المحدثين، من أهل بغداد،
مقرئ فاضل حسن السيرة سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ وغيره.
سمع منه أصحابنا مثل أبي القاسم الدمشقي وغيره.
وتوفي في حدود سنة خمس وعشرين وخمسمئة.
وأبو الحسين علي بن أحمد بن عبيد الله بن بكار الوقاياتي، من أهل بغداد، كان أحد القراء، ولم يكن موثوقا به في الروايات.
سمع أبا عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي.
سمع منه أصحابنا، وأدركته حيا ببغداد ولم يتفق لي السماع منه، عاقني المرض عن ذلك وتوفي في جمادى الاولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة، ودفن بمقبرة باب حرب الوقداني: بفتح الواو وسكون القاف وفتح الدال المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى وقدان وهو جد أبي محمد سليمان بن داود بن كثير بن وقدان الطوسي الوقداني، سكن بغداد، وكان من أهل الصدق.
حدث عن لوين محمد بن سليمان، وإسماعيل بن أبي كريمة الحراني، وأبي همام السكوني، وسوار بن عبد الله الغبري، ويعقوب بن إسحاق بن أبي إسرائيل وغيرهم.
روى عنه محمد بن إسماعيل الوراق، وأبو الفضل الزهري، وأبو حفص بن شاهين الواعظ وغيرهم.
وتوفي سنة خمس عشرة وثلاثمئة.(5/612)
باب الواو والكاف الوكيعي: بفتح الواو وكسر الكاف وسكون الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها العين.
هذه النسبة إلى وكيع، وعرف بهذه النسبة: أبو عبد الرحمن أحمد بن جعفر الوكيعي الضرير.
كان إماما حافظا، قيل: إنه كان يحفظ مئة ألف حديث، حتى قيل: ما سمع حديثا قط إلا حفظه.
ووثقه الدار قطني.
وظني إنما قيل له الوكيعي لانه رحل إلى وكيع بن الجراح وأكثر عنه وسمع منه.
سمع وكيعا، وأبا معاوية محمد بن خازم الضرير، وحفص بن غياث.
روى عنه إبراهيم بن إسحاق الحربي، وأحمد بن القاسم الانماطي وغيرهما.
وقال أبو نعيم: ما رأيت ضريرا أحفظ من
أحمد بن جعفر الوكيعي.
وقال أبو داود السجستاني: كان الوكيعي يحفظ العلم على الوجه.
ومات ببغداد سنة خمس عشرة ومئتين.
وابنه..محمد بن..وأبو جعفر أحمد بن عمر بن حفص بن جهم بن واقد بن عبد الله الجلاب الوكيعي، مولى حذيفة بن اليمان، من أهل الكوفة، وكان ضريرا، سكن بغداد، وحدث بها عن يحيى بن آدم ومحمد بن فضيل، ووكيع بن الجراح، وأبي معاوية الضرير، وعبد الله بن نمير، وجعفر بن عون، وزيد بن الحباب، ومؤمل بن إسماعيل.
روى عنه ابنه إبراهيم، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، ومسلم بن الحجاج، وجماعة سواهم من المتأخرين، وكان ثقة، أثنى عليه يحيى بن معين وغيره.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: كتبت عنه.
وسمعت أبي يقول أدركته ولم أكتب عنه.
ومات ببغداد سنة خمس وثلاثين ومئتين.
الوكيل: بفتح الواو وكسر الكاف بعدها الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين وفي آخرها اللام.
هذا اسم لمن يتوكل لاحد على باب دار القاضي أو يكون كذا خدي واحد من المعروفين في قضاء حوائجه ومهماته.
واشتهر به: أبو بكر محمد بن إبراهيم بن نصر الوكيل، من أهل نيسابور، ويعرف بأبي بكر الخلقاني.
سمع أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة.
ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في التاريخ وقال: أبو بكر الوكيل وكيل الشيخ أبي بكر أحمد بن إسحاق الفقيه رحمه الله.(5/613)
وتوفي في شعبان من سنة أربع وستين وثلاثمئة.
وأبو سعيد محمد بن محمد بن علي العطار الوكيل، من أهل نيسابور، وكيل والي خراسان وأمينه، وكان من عقلاء مشايخنا، ومن أولاد المياسير، ائتمنه الامير السعيد والامير الحميد على أملاكهما بنيسابور، ثم استعفي بعد وفاة الحميد: سمع إبراهيم بن أبي طالب، وجعفر بن أحمد بن نصر الحافظ.
سمع منه الحاكم أبو عبد الله الحافظ.
وقال: توفي غرة
شهر ربيع الآخر سنة سبع وخمسين وثلاثمئة.
وأبو حفص عمر بن أحمد بن يوسف الوكيل، يعرف بأبي نعيم وقيل: ابن نعيم.
كان وكيل المتقي لله، كان مستورا، ثقة، جميل الامر، وكان من معادن الصدق.
سمع علي بن الحسين بن حبان، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي وهارون بن يوسف بن زياد، وسليمان بن عيسى الجوهري، والمفضل بن محمد الجندي.
روى عنه محمد بن أبي الفوارس، ومحمد بن عمر بن بكير النجار وبشرى بن عبد الله الرومي وتوفي في صفر سنة تسع وستين وثلاثمئة.
وأبو علي الحسن بن محمد بن جابر السعتري المعروف بحسن الوكيل، من أهل نيسابور، وهو من أهل الصدق، وإنما قيل له الوكيل لانه كان صاحب الرئيس أبي عمرو الخفاف، والمتصرف في كذخدائيته، وكان حسن الوكيل يسفر بين محمد بن يحيى الذهلي ومحمد بن إسماعيل البخاري من جهة أبي عمرو الخفاف، وعلى لسانه سمع التفسير من عبد الله بن هاشم.
وعنه روى المشايخ.
وسمع محمد بن يحيى الذهلي، وإسحاق بن منصور، وعلي بن الحسن الذهلي وعبد الرحمن بن بشر، وأحمد بن سعيد الدارمي، وياسين بن النضر.
روى عنه أبو بكر بن إسحاق الصبغي وأبو علي الحافظ.
وكان يقول الوكيل: كنت أتردد بين محمد بن يحيى ومحمد بن إسماعيل أياما، فما رأيت أورع من محمد بن إسماعيل.
وكانت ولادته سنة ثلاث وثلاثين ومئتين، ومات في جمادى الاولى سنة عشرين وثلاثمئة.
وأبو محمد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله الوكيل، من أهل أصبهان، كان وكيل القضاة، ثم كبر وكان يؤدب الصبيان، وكان كثير الحديث عن أهل بلده.
يروي عن أبي بكر بن النعمان، وعمران بن عبد الرحيم، وكان ثقة.
روى عنه أبو بكر بن مردويه، ومات سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة.(5/614)
باب الواو واللام الولجي: بفتح الواو واللام وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى ولجة، وهو اسم ولقب لابي الفرج محمد بن عبد الله بن جعفر البزاز الاصبهاني الولجي، من أهل أصبهان، يعرف بولجة.
سمع بأصبهان عبد الله بن محمد القباب، وأبا بكر محمد بن إبراهيم المقرئ وبالري أبا علي حمد بن عبد الله الاصبهاني وغيرهم.
روى عنه عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ، وقال: شيخ لا بأس به، يدعي الحفظ مكربه، فسمع من القباب، وسمع بعد ذلك من ابن المقرئ.
الوليدي: بفتح الواو وكسر اللام وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى الوليد، وهو إسم لبعض أجداد المنتسب إليه، واشتهر بهذه النسبة الحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن داود بن الوليد بن عبد الله بن عبيد الله الوليد البزار البخاري أخو أبي منصور الوليدي.
سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل الاسماعيلي البخاري، وأبا حفص عمر بن محمد بن جعفر بن عمر المتولي وأبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز الحافظ المستغفري وغيرهم.
سمع منه أبو رجاء قتيبة بن محمد العثماني، وجده لامه أبو العباس المستغفري، وأبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد السمرقندي الحافظ.
وكانت وفاته بعد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمئة.
الولي: بفتح الواو وكسر اللام.
هذه اللفظة عرف بها أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل بن البختري العجلي الدقاق المقرئ المعروف بالولي، من أهل بغداد، سمع الحسن بن علي بن الوليد الفارسي، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن نصر الصائغ ومحمد بن الليث الجوهري وغيرهم.
روى عنه أبو إسحاق الطبري، وعبد الله بن محمد بن الغلو، وعلي بن أحمد الرزاز وغيرهم.
وكانت وفاته في رجب من سنة خمس وخمسين وثلاثمئة.
وأبو نصر محمد بن أبي سعيد أحمد بن سعيد الولي، من أهل نيسابور.
ذكره الحاكم
أبو عبد الله في التاريخ وقال: أبو نصر بن أبي سعيد الولي كتب معنا الكثير، وقرأ القرآن بأحرف، ثم كتب للقضاة سنين، وتوفي في شوال سنة إحدى وثمانين وثلاثمئة.
وصلى عليه أبو نصر القاضي، ودفن بمقبرة الحيرة.(5/615)
باب الواو والنون الونبي: بفتح الواو وكسر النون وفي آخرها الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى ونبة وهي بطن من مراد.
قال ابن ماكولا: الونب بطن من مراد.
والمشهور بالانتساب إليه: ثابت بن طريف المرادي ثم الونبي، شهد فتح مصر، يحدث عن الزبير بن العوام، وأبي ذر.
حدث عنه ابنه أبو سالم الجيشاني، ورزين بن عبد الله المذحجي.
وأبو رحبة عبد السلام بن محمد بن بكر المرادي ثم الونبي.
يروي عن ليث بن سعد، ومفضل بن فضالة، ومالك بن أنس.
توفي سنة ستين ومئتين.
قاله ابن يونس.
وعمار بن صفوان المرادي ثم الونبي من أنفسهم، مصري، يكنى أبا سالم، وله ابن يقال له: سالم، شاعر أيضا، توفي عمار سنة سبع ومئتين.
قاله ابن يونس.
الونجي: بفتح الواو والنون وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى ونة (1) وهي قرية من قرى نسف، بلدة بما وراء النهر، بها رباط، منها: أبو محمد عبد الصمد بن محمد بن جعفر بن عبد الله بن هارون الونجي بن بنت أبي نصر أحمد بن إسماعيل السكاك.
سمع جده لامه.
شيخ سديد السيرة.
سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي، وذكره في معجم شيوخه وقال: أبو محمد بن هارون شيخ صالح لا بأس به، كتبت عنه نوبة في سنة سبع وعشرين، وكان يعيش حين صنفت هذا الكتاب وذلك بعد الخمسين وأربعمئة.
الونكي: بفتح الواو والنون وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى ونك، وهي إحدى قرى الري، اجتزت بها في خروجي إلى القصر الخارج، منها.
السيد أبو الفتح نصر بن المهدي بن نصر بن المهدي بن محمد بن علي بن عبد الله بن عيسى بن أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسيني الونكي، كان علويا فاضلا عالما متميزا، حسن المظهر زيدي المذهب.
سمع
__________
(1) في س: ونج.
وقال ياقوت في " معجمه ": 5 / 384: " ونج هي ونه، قرية من قرى نسف ".
وقال أيضا: 5 / 384: " ونه ينسب إليها ونجي، من قرى نسف ".
وعلى هذا فالاسمان لقرية واحدة.
[ * ](5/616)
الحديث الكثير من أبي الفضل يحيى بن الحسين العلوي الزيدي المعروف بالكيا الحافظ، وأبي بكر إسماعيل بن علي الخطيب النيسابوري، وأبي محمد عبد الواحد بن الحسن الصفار الشروطي وأبي بكر طاهر بن الحسين بن علي السمان، وأبي داود سليمان بن داود بن يونس الغزنوي، وأبي سعد إسماعيل بن أحد الصفار الرازي وغيرهم، وذكر أنه سمع ببغداد القاضي أبا يوسف عبد السلام بن محمد بن يوسف القزويني قرأت على دكانة بباب مصلحكان (1)، وكان دكانه مجمع الفضلاء.
وكانت ولادته في شعبان سنة ثمان وستين وأربعمئة بالري.
الونندوني: بفتح الواو والنون الاولى وسكون النون الثانية وضم الدال المهملة بعدها الواو وفي آخرها نون ثالثة.
هذه النسبة إلى ونندون، وهي قرية من قرى بخارى على طرف نهر حرام كام، كنت نزلت بها ساعة في انصرافي من البرانية، منها: أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن صالح المقرئ الونندوني البخاري.
يروي عن عبيد الله بن واصل، وأبي صفوان السلمي، وبكر بن سهل الدمياطي، وأبي شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد، ومات في ربيع الاول سنة ثلاث عشرة وثلاثمئة.
الونوساني: بفتح الواو وضم النون وفتح السين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى اسم جد المنتسب إليه وهو أبو محمد حماد بن شاكر بن سورة بن رنوسان الوراق النسفي الونوساني، من أهل نسف من المدينة الداخلة، كان شيخا جليلا ثقة.
سمع أبا عبد الله
محمد بن إسماعيل البخاري، وأبا عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، وحدث بالجامعين عنهما، وانتشرت رواياته ببلده عنهما، وله رحلة إلى العراق والشام.
سمع منه أبو يعلي عبد المؤمن بن خلف الحافظ، ومحمد بن زكريا بن الحسين، وأهل بلده والغرباء.
ومات في القعدة من سنة إحدى عشرة وثلاثمئة.
الونوفاغي: بالنون المضمومة بين الواوين والفاء المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها الغين المعجمة.
هذه النسبة إلى ونوفاغ، وهي قرية من قرى بخارى بجنب طواويس.
منها: أبو عمرو قيس بن أنيف بن منصور الونوفاغي البخاري.
يروي عن قتيبة بن سعيد، ومحمود بن غيلان، وعلي بن حجر، وسويد بن نصر، ومحمد بن واصل المروزيين
__________
(1) اللفظة غير واضحة في الاصل، لكنها قريبة مما أثبته.
وانظر " معجم البلدان ": 5 / 143 ففيه أن (مصلحكان): محلة بالري.
[ * ](5/617)
وغيرهم.
روى عنه أبو نصر بن سهل البخاري.
وتوفي بمكة بعدما حج في سلخ ذي الحجة سنة ثمان وثمانين ومئتين.
الونوفخي: بضم النون بين الواوين والفاء المفتوحة وفي آخرها الخاء المعجمة.
هذه النسبة إلى ونوفخ، وهي قرية من قرى بخارى، منها أبو حرة عبد الله بن عافية بن سفيان الونوفخي البخاري.
يروي عن المختار بن سابق الحنظلي.
روى عنه أبو الحسن علي بن الحسن بن عبد الرحيم الكندي، وتوفي في سنة ثمانين ومئتين.
الوني: بفتح الواو وفي آخرها النون المشددة.
هذه النسبة إلى قرية..والمشهور بالانتساب إليها: أبو عبد الله الحسين بن محمد الوني، كان متقدما في علم الفرائض، وله فيه تصانيف جيدة، وكانت له يد في علوم أخر، وكان حسن الذكاء.
قال الامير ابن ماكولا: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: حضرنا مجلس بعض المحدثين أسماه وأنسيته أنا، قال: وكان معنا
أبو عبد الله الوني، فأملى أحاديث، ونهضنا وقد حفظ الوني منها بضعة عشر حديثا.
وقد كان سمع الحديث من أصحاب أبي علي الصفار، وأبي جعفر بن البختري وغيرهما.
وسمع منه أبو حكيم الخبري وغيره.
قلت: وروى عنه أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي أيضا.
والحسن بن شاذة بن ونة الاصبهاني الوني، من أهل أصبهان، ينسب إلى جده الاعلى.
يروي عن هدبة بن خالد، روى عنه أحمد بن جعفر الاصبهاني.(5/618)
باب الواو والهاء الوهبني: بفتح الواو والهاء وسكونها والباء الموحدة الساكنة أو فتحها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى وهبن، وهي قرية من رستاق القرج بناحية الري، هكذا ذكر عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي، وقال: مغيرة بن يحيى بن المغيرة السدي الرازي، من قرية وهبن من رستاق القرج.
وأبوه يحيى بن المغيرة صاحب حريز الذي رحل إليه أبي وأبو زرعة رحمهم الله.
روى عن عبد الصمد بن حسان، وعيسى بن جعفر قاضي الري ومحمد بن سفيان الكوفي، وأبوه سمعت منه بوهبن ومحله الصدق.
الوهبيلي: بفتح الواو وسكون الهاء وكسر الباء المنقوطة بواحدة وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها.
هذه النسبة إلى وهبيل، وهو بطن من النخع، وهو وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع بن عمرو بن علة بن جلد.
والمنتسب إلى هذه اللفظة: علي بن مدرك الوهبيلي.
ومن بني وهبيل سنان بن أنس قاتل الحسين بن علي رضي الله عنه، ولا رحم القاتل الخبيث.
الوهبي: بفتح الواو والهاء الساكنة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى وهب، وهو اسم لوالد عبد الله بن وهب المصري.
واشتهر بالنسبة إليه:
أبو عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب الوهبي المصري.
يروي عن عمه ابن وهب، وبشر بن بكر.
يعد في المصريين روى عنه أبو حاتم الرازي، ومسلم بن الحجاج، وجماعة من المصريين والغرباء مثل أبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: أدركناه ولم نكتب عنه، وسمعت أبي يقول: أدركته وكتبت عنه.
قال أبو حاتم الرازي: سمعت عبد الملك بن شعيب بن الليث يقول: أبو عبيد الله بن أخي بن وهب ثقة، ما رأينا إلا خيرا.
قلت: سمع من عمه ؟ قال: أي والله.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبا زرعة وأتاه بعض رفقائي، فحكى عن ابن أخي ابن وهب أنه رجع عن تلك الاحاديث فقال أبو زرعة: إن رجوعه مما يحسن حاله ولا يبلغ به المنزلة التي كانت قبل.
قال: سمعت أبي يقول: حدثنا أبو عبيد الله بن أخي بن(5/619)
وهب ثم قال: كتبنا عنه، وأمره مستقيم، ثم خلط بعد، ثم جاء في خبره أنه رجع عن التخليط.
قال: وسئل أبي عنه بعد ذلك، فقال: كان صدوقا.
قال أبو أحمد بن عدي الحافظ في ترجمة أبي عبد الله بن وهب: ومن ضعفه أنكر عليه أحاديث أنا ذاكر منها البعض، وكره روايته عن عمه، وحرملة أكثر رواية عن عمه منه، وكل ما أنكروه عليه فيحتمل وإن لم يروه عن عمه غيره، ولعله خصه به (1).
الوهراني: بفتح الواو وسكون الهاء وفتح الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى وهران وهي بلدة بعدوة الاندلس في الارض المتصلة بالقيروان، قاله أبو محمد بن حبيب الاشبيلي الحافظ صاحبنا.
والمشهور بالانتساب إليه: أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني الوهراني، أندلسي، يروي عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي.
روى عنه ابن عبد البر، وأبو محمد بن حزم حافظا الاندلس.
الوهطي: بفتح الواو وسكون الهاء وفي آخرها الطاء المهملة.
هذه النسبة إلى وهط،
وهي قرية بنواحي مكة أو ناحية بها، كان يسكنها جماعة من الصحابة منهم عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، كان منها أبو يوسف حامية بن عبادل بن سعيد بن يوسف بن عمرو بن سعيد بن شعيب بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي الوهطي.
حدث بإقطاع من الشعر بمكة.
روى عنه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ.
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الوهبي) نسبة إلى وهب بن ربيعة بن معاوية الاكرمين، بطن من كندة، منهم عدي بن عدي بن عميرة بن فروة بن ندارة بن الارقم بن النعمان بن عمرو بن وهب الكندي الوهبي، ولي الجزيرة ".
[ * ](5/620)
باب الواو واللام ألف الولادي: بفتح الواو واللام ألف المشددة، بعدها الدال المهملة.
رأيت هذه الصورة في تاريخ أصبهان لابن مردويه، والظاهر أنه ينسب إلى ولاد، وظني أنها قرية من قرى مدينة أصبهان التي يقال لها جي، فإن جماعة من أهل المدينة ينتسبون بهذه النسبة منهم: أبو العباس أحمد بن مسلم بن محمد الولادي الاديب المديني، من أهل مدينة أصبهان.
يروي عن أبي جعر محمد بن جرير الطبري.
وأبو بشر عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله بن الفضل الولادي المديني، له رحلة إلى العراق ومصر.
يروي عن أبي الوليد الطيالسي، وعثمان بن أبي شيبة، وحرملة بن يحيى وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، ومات بعد المئتين (1).
الولاشجرذي: بفتح الواو وسكون الشين المعجمة بينهما اللام ألف وكسر الجيم وسكون الراء وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى ولاشجرذ، وهي قرية من قرى قصر كنكور، مدينة بين همذان وكرمانشاهان، وولاشجرذ موضع بنواحي بلخ، كانت بها غزوة قتل فيها جماعة للمسلمين وكان من الثغور.
فأما ولاشجرذ كنكور الذي بالجبال من العراق منها أبو عمر عبدا لواحد بن محمد بن عمر بن هارون الولاشجرذي، كان فقيها فاضلا دينا، حسن
السيرة، جميل الامر، وكان رفيق إسماعيل بن محمد القومساني في الرحلة إلى بغداد.
سمع بها الشريف أبا الحسين بن الفريق الهاشمي، وأبا محمد بن هزارمرد الصريفيني وأبا الحسن جابر بن ياسين الحنائي وأبا بكر أحمد بن على الخطيب وطبقتهم، وسمع بهمذان أبا الفضل بن عثمان محمد القومساني وأبا القاسم يوسف بن محمد الخطيب، وأبا الفضل عبد الواحد بن علي بن بوعه وغيرهم.
ذكره أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الحافظ في طبقات رواة الآثار وذكر أنه توفي بكنكور في سنة اثنتين وخمسمئة.
__________
(1) قال ابن الاثير معقبا على المؤلف: " قلت: هذا الذي ذكره السمعاني، فإنه كان كما ذكر فقد فاته النسبة إلى ولاد بكر الواو والتخفيف، وهو ولاد، واسمه مالك بن خزيمة بن لؤي بن عمرو بن الحارث بن تيم بن عبد مناة بن أد بن طابخة.
فإن كانت النسبة إلى ولاد هذا وقد اشتبه عليه حيث رأى أن المنسوبين إليها من أهل أصبهان فظنها قرية فيحتمل ذلك، وقد كان كثير من القبائل والبطون تسكن كل واحدة منهم في مدينة فيمكن أن يكون هذا البطن قد نزلوا أصبهان، والله أعلم ".
[ * ](5/621)
باب الواو والياء الويبودي: بكسر الواو وسكون الياء آخر الحروف والباء المفتوحة الموحدة وسكون الواو وفي آخرها الدال.
هذه النسبة إلى ويبودي، وهي قرية من قرى بخارى، منها: أبو يوسف يعقوب بن إسحاق بن زكريا الاديب.
يروي عن أبي عبد الله محمد بن يوسف بن مطر الفربري، ومحمد بن يوسف بن عاصم، وتوفي في سنة خمس وسبعين وثلاثمئة.
الويذ اباذي: بكسر الواو وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الذال المعجمة وبعدها الباء المنقوطة بواحدة وفي آخرها الذال المعجمة، هذه النسبة إلى ويذاباذ، وهي محلة كبيرة على باب أصبهان، مضيت إليها، وسمعت بها الحديث عن جماعة، والمنتسب إليها:
أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عبد الله بن إسحاق بن ماجه الويذ اباذي المؤدب.
يروي عن القاضي أبي أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم العسال، وأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وإبراهيم بن حمزة الاصبهاني، وكان زاهدا واسع الرواية.
قال يحيى بن أبي عمرو بن مندة: لم يكن الحديث من شأنه، كتب عنه مشايخ أصبهان وسائر البلدان مات في جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وأربعمئة.
الويري: بكسر الواو والياء باثنتين والراء المهملة، والمنتسب إليها شيخنا أبو الفتح ناصر بن محمد بن أبي الفتح الويري، وهي قرية من قرى أصبهان، على خمسة عشر فرسخا منها.
سمع الكثير من جعفر بن عبد الواحد الثقفي، وإسماعيل بن أحمد السراج، وفاطمة بنت عبد الله الجوذ دانية وغيرهم.
وكان شيخا صالحا ثقة، سمعت منه الكثير.
توفي بأصبهان في سنة أربع وتسعين وخمسمئة فيما أظن.
الويمي: هذه النسبة إلى ويمة، بكسر الواو وسكون الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وفتح الميم، وهذه بليدة بين الري وطبرستان، أقمت بها ليلة.
ومن المنتسبين إليها:(5/622)
أبو محمد الحسين بن محمد الويمي.
يروي عن محمد بن سعيد الطبري.
روى عنه أبو محمد إسماعيل بن إبراهيم المقرئ.
أخبرنا محمد بن أبي بكر المقرئ إمام جامع هراة وأبو صابر عبد الصبور بن عبد السلام القاضي وغيرهما بهراة قالوا: أخبرنا أبو عطاء المليحي، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم المقرئ، أخبرنا الحسين بن محمد الويمي، حدثنا محمد بن سعيد الطيري، حدثنا أبو الربيع، حدثنا عبد الواحد بن زياد، عن داود، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سبعة لهم شفاعة كشفاعة الانبياء: المؤذن، والامام، والشهيد، حامل القرآن، العالم، المتعلم، والتائب.(5/623)
باب الهاء والالف
الهادي: بفتح الهاء والدال المهملة بينهما الالف.
هذه النسبة إلى الهاد وهو لقب أسامة الليثي، ولقب به لانه كان يوقد النار ليلا لمن سلك الطريق.
والمشهور بهذه النسبة: عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي الهادي، من المشاهير.
الهاروتي: بفتح الهاء والراء المضمومة بعد الالف وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى هاروت، وهي قرية بأسفل واسط العراق، منها أبو البقاء الهاروتي، ما عرفت اسمه، روى عنه أبو محمد عبد الله بن موسى بن عبد الله الكرخي.
الهاروني: بفتح الهاء وضم الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى الهارونية، وهي قرية من سواد العراق، خرج منها جماعة.
وأبو زرعة أحمد بن محمد بن أحمد بن هارون الاستراباذي الهاروني منسوب إلى جده هارون.
وأبو نصر عبد الله بن الحسين بن محمد بن الحسين بن هارون بن عروة الهاروني الوراق منسوب إلى جده.
شيخ صالح ورق سنين بخط معروف، سمع أبا بكر أحمد بن محمد بن الحارث التميمي وغيره.
روى لنا عنه أبو سعد محمد بن أبي العباس الخليلي الحافظ بنوقان، وأبو حفص عمر بن أحمد بن الصفار بمرو، وتوفي في المحرم سنة إحدى وتسعين وأربعمئة، ودفن بالحيرة، وكان مولده سنة ثلاث عشرة وأربعمئة.
وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن بسام الهاروني الرشيدي، من أولاد هارون الرشيد، نزل مصر، وكان يروي عن بكر بن سهل، ولد بمصر في رجب سنة ثمان وستين ومئتين، وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وخمسين وثلاثمئة.
قال أبو زكريا يحيى بن علي بن محمد الطحان: حدثونا عنه.
الهاشمي: بفتح الهاء بعدها الالف وفي آخرها الشين المعجمة بعدها الميم.
هذه النسبة إلى هاشم بن عبد مناف، وقيل: للنبي صلى الله عليه وسلم نسبة إلى هاشم، وكل علوي وعباسي فهو هاشمي، وإنما سمي هاشما لهشمه الثريد، واسمه عمرو، وقيل فيه: عمرو العلى هشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف (1)
__________
(1) البيت لمطرود بن كعب الخزاعي كما في " الاشتقاق ": ص 13، وانظر " اللسان " مادة: هشم.
[ * ](5/624)
واشتهر جماعة كثيرة بهذه النسبة منهم: القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي، من أهل البصرة.
وأراني شيخنا جابر بن محمد الانصاري الحافظ دورهم ومنازلهم وقت خروجنا إلى زيارة الزبير رضي الله عنه وقال: في هذه الدور المرتفعة كانت للقاضي أبي عمرو ورأيتها خربات وحيطانا قائمة، وأبو عمر كان ثقة أمينا فاضلا مكثرا من الحديث، سمع أبا الحسن علي بن إسحاق البختري المادرائي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي، ومحمد بن أحمد الاثرم، وأبا علي محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤي، ويزيد بن إسماعيل الخلال، ومحمد بن الحسين الزعفراني، والحسن بن محمد بن عثمان الفسوي وغيرهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، وأبو علي الحسن بن علي الوخشي، وأبو نصر المحسن بن أحمد الخالدي، وعمر بن عبد العزبز الفاشاني، وأبو علي الحسن بن (...) (1) يونس الحافظ، وأبو منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه الاصبهاني، وأبو علي بن أحمد التستري، وأظن أنه آخر من حدث عنه.
وكان ولي القضاء بالبصرة.
وولادته كانت في رجب سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة، ومات بالبصرة في ذي القعدة سنة أربع عشرة وأربعمئة (2).
الهالي: بفتح الهاء وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى هالة، وهو اسم رجل، والمنتسب إليه علي بن محمد بن عمرو بن تميم بن زيد بن هالة بن أبي هالة التميمي الهالي المصري، من أهل مصر.
يروي عن أبيه محمد بن عمرو أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راقد، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وضم هالة إلى صدره وقال: " هالة هالة هالة.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
__________
(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
(2) قال ابن الاثير في " اللباب ": وفاته (الهالكي): بفتح الهاء وسكون الالف وكسر اللام والكاف وهي نسبة إلى الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة بن مدركة ".
[ * ](5/625)
باب الهاء والباء الهباري: بفتح الهاء والباء المشددة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى هبار، وهو اسم جد عبد العزيز بن علي بن هبار الهباري.
يروي عن ابن أم كلاب.
روى عنه عيسى بن النعمان المدني.
والشريف أبو جعفر محمد بن محمد بن صالح الهاشمي المعروف بابن الهبارية.
كان شاعرا مجودا ولكنه كان هجاء خبيث اللسان، بغداديا، مات بكرمان ومن قوله ما أنشدني أبو الفتح محمد بن علي بن محمد البطري إملاء بمرو، أنشدنا ابن الهبارية لنفسه: وإذا البياذق في الدسوت تفرزنت * فالرأي أن يتبيذق الفرران خذ جملة البلوى ودع تفصيلها * ما في البرية كلها إنسان وتوفي بعد سنة تسعين وأربعمئة بكرمان.
ومن القدماء أبو عبد الله محمد بن ثواب بن سعيد الهباري الكوفي، من أهل الكوفة.
يروي عن مصعب بن المقدام، وحنان بن سدير وأبي أسامة، وأسباط بن محمد.
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق.
الهبر اثاني: بكسر الهاء وسكون الباء الموحدة وفتح الراء وفتح الثاء المثلثة بين الالفين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى هبراثان وهي قرية من قرى دهستان منها حمويه الهبر اثاني.
قال حمزة بن يوسف السهمي: هي قرية من قرى دهستان.
روى عن أبي نعيم الفضل بن دكين الكوفي.
الهبرتائي: بفتح الهاء والباء المنقوطة بواحدة وسكون الراء وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى هبرتا، وهي قرية من قرى دهستان.
والمشهور بهذه النسبة:
حمويه الهبرتائي.
يروي عن الفضل بن دكين، ذكره حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان (1).
__________
(1) قال ابن الاثير معقبا: " قلت: هاتان الترجمتان لقرية واحدة، والمنسوب إليهما واحد كما تراه ".
[ * ](5/626)
باب الهاء والجيم الهجري: بفتح الهاء والجيم وكسر الراء في آخرها.
هذه النسبة إلى هجر، وهي بلدة من بلاد اليمن من أقصاها وقلال هجر معروفة.
والمشهور بهذه النسبة: أبو عبد الله الزبير بن جنادة الهجري المعلم.
سكن مرو.
يروي عن عطاء، وابن بريدة.
روى عنه عيسى بن يونس، وأبو تميلة، وهو الذي يروي عن عطاء أنه سئل عن رجل فقئت عينه ليس له عين غيرها، قال: إن كانت عينه أصيبت في سبيل الله فديتها كاملة وإلا فالنصف.
رواه عنه أبوتميلة.
وأبو سهل عوف بن أبي جميلة الاعرابي العبدي الهجري، من أهل هجر، كان يسكن التجيب، وهو من ساكني البصرة، واسم أبي جميلة رزينة.
ذكرناه في الاعرابي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن مسلم الهجري العبدي، من أهل الكوفة يروي عن ابن أبي أوفى، وأبي الاحوص.
روى عنه أهل الكوفة.
كان ممن يخطئ فكثير.
ورشيد الهجري.
يروي عن أبيه، عداده في أهل الكوفة، كان يؤمن بالرجعة.
قال الشعبي: دخلت عليه يوما، فقال: خرجت حاجا، فقلت لاعهدن بأمير المؤمنين عهدا فأتيت بيت علي رضي الله عنه، فقلت لانسان: استاذن لي علي أمير المؤمنين، قال: أو ليس قد مات ؟ قلت: قد مات فيكم، والله إنه ليتنفس الآن تنفس الحي، فقال: أما إذا عرفت سر آل محمد فادخل.
قال: فدخلت على أمير المؤمنين، وأنبأني بأشياء تكون.
فقال له الشعبي: إن كنت كاذبا فلعنك الله.
وبلغ الخبر زيادا، فبعث إلى رشيد، فقطع لسانه وصلبه على باب دار عمرو بن حريث.
قال: سألت يحيى بن معين عن رشيد الهجري عن
أبيه، قال: ليس برشيد ولا أبوه.
وأبو الحسين علي بن عبيد الله بن محمد بن يوسف الهجري، هو منها، سمع أبا سعد محمد بن الحسين بن محمد الفسنجاني.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وذكر أنه سمع منه بهجر.
الهجيمي: بضم الهاء وفتح الجيم والياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلة إليهم، ومن هذه المحلة:(5/627)
أبو عبد الرحمن عبيد بن عمرو الضرير الهجيمي.
قال أبو حاتم بن حبان: عبيد بن عمرو كان ينزل بني هجيم.
يروي عن عطاء بن السائب.
روى عنه محمد بن سلام البيكندي.
وأبو عبد الله أشعث بن براز الهجيمي، من أهل البصرة.
يروي عن قتادة، وعلي بن زيد، روى عنه زيد بن حباب، ومسلم بن إبراهيم.
يخالف الثقات في الاخبار، ويروي المنكر في الآثار حتى خرج عن حد الاحتجاج به.
وأبو عبد الرحمن أحمد بن مصعب المروزي الهجيمي، من أهل مرو.
يروي عن الفضل بن موسى السيناني، وعبد الرحمن بن مهدي، وغندر، وحفص بن غياث.
قال ابن أبي حاتم: كتب عنه أبي بالري.
جاء إلى محمد بن حميد، وسألته عنه فقال: صدوق، من جلة أهل مرو.(5/628)
باب الهاء والدال (المهملة) الهدادي: بفتح الهاء والالف بين الدالين المهملتين مخففتين.
هذه النسبة إلى هداد، وهو بطن من الازد، قاله ابن ماكولا.
والمشهور بالنسبة إليه: أبو بشر عقبة بن سنان بن عقبة بن سنان بن سعد بن جابر بن محصن الذارع الهدادي،
من أهل البصرة، حدث عن الهيصم بن شداح، وغسان بن مضر.
روى عنه محمد بن يونس الكديمي، وأحمد بن حماد بن سفيان الكوفي، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم.
والوليد بن يزيد الهدادي أخو خالد بن يزيد، منكر الحديث جدا، من أهل البصرة.
يروي عن أقوام مجاهيل أشياء مناكير.
روى عن أبي عبد الدائم عبد الملك بن كردوس.
روى عنه قتيبة بن سعيد، وأبو سلمة، وإبراهيم بن موسى، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان بن عثمان العطار الكلابي مات سنة 182.
وكان القواريري يحمل عليه حملا شديدا.
وأبو حمزة خالد بن يزيد بن جابر الازدي الهدادي، من أهل البصرة.
يروي عن يحيى بن أبي كثير.
روى عنه البصريون.
الهدلي: بفتح الهاء وسكون الدال المهملة.
هذه النسبة إلى الهدل وهم قبيلة أخوة قريظة ودعوتهم في بني قريظة.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي ببغداد، أخبرنا أبو محمد الجوهري سماعا وإجازة، أخبرنا أبو عمر بن حيويه الخزاز، حدثنا أحمد بن معروف الخشاب.
حدثنا الحسين بن قهم، حدثنا محمد بن سعد قال: ذكر محمد بن عمر الواقدي أن أمامة بنت بشر بن وقش بن زغبة هي أم علي بن أسد بن عبيد بن سعية الهدلي والهدل إخوة قريظة ودعوتهم في بني قريظة، وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الانصاري: أم علي بن أسد بن عبيد بن سعية الهدلي أم علي بنت سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الاشهل، أسلمت أمامة وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قول محمد بن عمر.
الهدوي: بفتح الهاء والدال المهملة وفي آخرها الواو.
هذه النسبة إلى هدا، وهي ناحية بمكة من ناحية الطائف، منها أبو القاسم يوسف بن محمد بن القاسم الهدوي الحنيفي.
حدث بمكة عن أبي القاسم يوسف بن علي بن إبراهيم بن كعب المؤدب.
سمع منه أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ، ووفاته بعد سنة ستين وأربعمئة.(5/629)
الهدهادي: بسكون الدال المهملة بين الهاءين ودال أخرى بعد الالف.
هذه النسبة إلى
هدهاد، وهو اسم لجد أبي علي أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن ثابت بن شداد بن الهاد بن الهدهاد المروزي الهدهادي، المعروف بابن أبي الذيال.
مروزي الاصل، بغدادي المولد إن شاء الله.
حدث عن محمد بن الصباح الجرجرائي، وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وعبد الله بن الرومي، وعمر بن شبة وغيرهم.
روى عنه أحمد بن محمد الجوهري، والحسين بن علي بن المرزبان النحوي.
الهديري: بضم الهاء والدال المهملة المفتوحة بعدها الياء الساكنة آخر الحروف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى هدير وهو اسم لجد المنكدر بن عبد الله بن الهدير التيمي القرشي الهديري والد محمد وأبي بكر وعمر بني المنكدر، وأخوه ربيعة بن عبد الله بن الهدير يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ومحرز بن هارون بن عبد الله بن محمد بن الهدير الشامي القرشي الهديري المديني، روى عن الاعرج.
روى عنه ابن أبي فديك وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وعبد الله بن عمرو بن ميمون.
قال أبو حاتم الرازي: محرز بن هارون يروي ثلاثة أحاديث مناكير، ليس هو بالقوي.
وهارون بن هارون بن عبد الله الهديري.
روى عن الاعرج.
روى عنه محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، وذؤيب بن عمامة المديني.
قال ابن أبي حاتم الرازي: سألت أبي عنه، فقال: منكر الحديث، ليس بالقوي.
الهدي: بضم الهاء وتشديد الدال المهملة.
هذه النسبة إلى هدة، وهو اسم لجد أبي بكر عبد العزيز بن عبد الواحد بن محمد بن هدة المديني الهدي الفقيه.
حدث عن العراقيين والمصريين والاصبهانيين وهو من أهل مدينة أصبهان وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وتسعين وثلاثمئة.(5/630)
باب الهاء والذال (المعجمة)
الهذلي: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى هذيل، وهي قبيلة يقال لها هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، تفرقت في البلاد وأهل النخلة وهي قرية على ستة فراسخ من مكة على طريق الحاج أكثر أهلها من الهذيل، وجماعة منها نزلوا البصرة.
ومن الصحابة أسامة الهذلي والد أبي المليح عامر بن أسامة بن عمير بن عامر بن الاقيشر وهو عمير بن عبد الله بن حنيف بن سنان بن ناجية بن عمرو بن الحارث بن كبير بن هند بن طابخة بن لحيان بن هذيل، وبعض الناس يجعل مكان حنيف بن سنان حبيب بن يسار.
له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حدث عنه ابنه.
وسلمة بن المحبق (1) الهذلي، واسم المحبق صخر بن عتبة بن صخر بن حضير بن الحارث بن عبد العزى بن وائلة بن لحيان بن هذيل، له صحبة ورواية.
حدث عنه جون بن قتادة.
وأبو سنان سوار بن عبد الله الهذلي، من أهل البصرة.
يروي عن الحسن.
روى عنه أبو عبيدة الحداد، وليس هذا بسوار القاضي.
وأما أبو عبد الرحمن عبد الله بن مسعود فهو ابن الحارث بن شمخ بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن سعد بن هذيل الهذيلي، هكذا نسبه محمد بن إسحاق بن يسار.
من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتقدميهم وسادات فقهائهم ومفتيهم، له المناقب المأثورة والفضائل المشهورة شهد بدرا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان من السابقين الاولين.
أسلم وهو سادس ستة (2).
وكان حين أسلم غلاما يافعا يرعى غنما لعقبة بن أبي معيط بمكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقربه ويكرمه ولا يحجبه، وكان صاحب السواد والوساد
__________
(1) " أسد الغابة ": 2 / 431 - 432، وقد اختلف العلماء في ضبط باء (المحبق) فالمحدثون يفتحونها، واللغويون يكسرونها، وقد نقل ابن الاثير بعض أقوالهم في ذلك.
(2) أخرج أبو نعيم في " الحلية ": 1 / 126، والحاكم في " مستدركه ": 3 / 313 عن عبد الله بن مسعود قال: " لقد
رأيتني سادس ستة وما على ظهر الارض مسلم غيرنا ".
[ * ](5/631)
والسواك والنعلين (1)، انتقل إلى الكوفة بأمر عمر رضي الله عنهما، ونشر بها الفقه والعلم والسنة، وكثر أصحابه، وابتنى بها دارا، ثم رجع إلى المدينة، وتوفي بها سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن بضع وستين سنة، وأوصى أن يصلي عليه الزبير بن العوام، ودفن بالبقيع.
الهذمي: بفتح الهاء والذال المعجمة بعدها الميم.
هذه النسبة إلى هذمة وهو بطن من بحتر من طي، وهو هذمة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي بن بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثقل بن عمرو بن الغوث بن جلهمة، وهو طئ بن أدد.
الهذمي: بضم الهاء وسكون الذال المعجمة وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى هذمة وهو بطن من مزينة قال ابن حبيب: وفي مزينة هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو وهو مزينة بن أد بن طابخة.
منهم معقل بن يسار، وبلال بن الحارث، وعائذ بن عمرو، ورافع بن عمرو، وعبد الله بن المفضل المزنيون كلهم من هذمة، ولهم صحبة.
الهذيلي: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وبعدها الياء آخر الحروف وفي آخرها اللام.
هذه النسبة إلى الهذيل أيضا، ويقال في النسبة إليها الهذلي وقد سبق.
فأما الهذيل فجماعة من المعتزلة ينتسبون إلى أبي الهذيل العلاف البصري، ويقال لهم الهذيلية، وله فضائح كثيرة وعقائد خبيثة يطول شرحها.
الهذيمي: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى سعد هذيم وهو قبيلة معروفة من قضاعة قال ابن الكلبي: إنما سمي بسعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، وإنما قيل له سعد هذيم لانه كان حضنه عبد حبشي يقال له هذيم فغلب عليه، فسمي سعد هذيم.
والمنتسب إليه جماعة.
وفي الاسماء هذيم بن مخنف، ذكره البخاري.
وهذيم بن عبد الله بن علقمة، وأخوه جنادة بن عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف قتلا يوم اليمامة شهيدين (2).
__________
(1) أخرج ابن سعد في " طبقاته ": 3 / 153 من طريق الواقدي، عن عبد الرحمن بن محمد، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: " كان عبد الله بن مسعود صاحب سواد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني سره ووسادة يعني فراشه، وسواكه، ونعليه، وطهوره، وهذا يكون في السفر ".
وانظر " سير أعلام النبلاء ": 1 / 469.
(2) قال ابن الاثير في " اللباب ": " وفاته النسبة إلى هذيم بن عدي بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة، بطن من [ * ](5/632)
وهديم بالدال المهملة في قصة الصبي بن معبد، أردت الجمع بين الحج والعمرة، فلقيت رجلا من قومي يقال لها هديم، وقال منصور: هو أديم بالالف والدال المهملة.
__________
كلب، منهم حميل بن عياش بن شيث بن أساف بن هذيم، إليه تنسب الخيل الحميلية.
وابنه سعد كان على الحمى أيام معاوية.
حميل: بضم الحاء المهملة وفتح الميم وبعدها الياء الساكنة المثناة من تحت وبعدها لام ".
[ * ](5/633)
باب الهاء والراء الهرابي: بفتح الهاء والراء المشددة بعدهما الالف وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى هراب وهو بطن من سامة بن لؤي وهو هراب بن صبهان بن بطنة بن سامة بن عوف من بني سامة بن لؤي.
ذكره أبو فراس (1).
الهرشي: بفتح الهاء وسكون الراء وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى هرش، وهو اسم لبعض اجداد أبي القاسم الحسن بن سعيد بن الحسن بن يوسف بن عبد الرحمن الوراق الهرشي، يعرف بابن الهرش، مروزي الاصل، حدث عن إسحاق بن إبراهيم البغوي.
وإبراهيم بن هانئ النيسابوري، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه.
روى عنه أبو الحسن الدار قطني، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وكان ثقة.
مات في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمئة.
وأبوه سعيد بن الحسن بن يوسف الهرشي، مرو الروذي الاصل، حدث عن أبيه، وسعدويه الواسطي.
روى عنه ابنه الحسن.
الهرفي: بفتح الهاء وسكون الراء وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى هرفة، وهو اسم لبعض اجداد المنتسب إليه، وهو غنيمة بن أبي الفضل بن هرفة الضرير الهرفي، من أهل الحريم الطاهري بغربي بغداد، شيخ صالح كان أصحابنا يحسنون إلينا عليه ويصفونه بالجبرية.
سمع أبا سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش الكرخي وغيره.
سمعت منه أحاديث في دكان شيخنا أبي منصور بن زريق القزاز.
الهرمز غندي: بضم الهاء وسكون الراء وضم الميم وسكون الزاي وفتح الغين المعجمة وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى هرمزغند، وهي قرية من قرى مرو، على خمسة فراسخ، منها: عبد الحكم بن ميسرة الهرمز غندي، صاحب أحاديث الفتن.
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": قلت: فاته (الهرثي) بضم الهاء وسكون الراء وبالثاء المثلثة نسبة إلى الهرث، وهي قرية من أعمال واسط، منها أبو الغنائم محمد بن علي المعروف بابن المعلم الشاعر، وتوفي سنة اثنتين وتسعين وخمسمئة عن تسعين سنة، وديوانه مشهور ".
[ * ](5/634)
الهرمزفرهي: بضم الهاء والميم بينهما الراء الساكنة ثم الزاي الساكنة وفتح الفاء والراء وفي آخرها هاء أخرى.
هذه النسبة إلى هرمزفره، وهي قرية بأقاصي مرو على طرف البرية، يقال لها الساعة مسفرى على طريق ما وراء النهر، وإنما قيل لها هرمزفره على ما بلغني لان عسكر الاسلام لما وردوا مرو كان بقرية مسفرى أمير يقال له: هرمز، فهرب، فقالت العرب: هرمز فر، فبقي الاسم عليها، والله أعلم.
كان خرج منها جماعة من المشاهير والعلماء، منهم: أبو هاشم بكير بن ماهان الهرمز فرهي، كان ممن سعى في دولة بنى العباس، ونقل
الخلافة من بني أمية، ولما مات أبو رياح النبال اجتمعت الشيعة بالكوفة، وكتبوا إلى الامام من جماعتهم بموت أبي رياح.
وسألوه أن يولي عليهم رجلا وكان رسولهم بكتابهم إلى الامام أبو هاشم بكير بن ماهان من قرية هرمزفرة، وابتاعوا له عطرا، ومضى على حمار له كأنه عطار حتى قدم الشراة، فأتى الحميمة (1)، وكان يدور بالعطر ويبيع بأرخص مما كان يبيعه غيره إلى أن وقع إلى محمد بن علي، وأبلغه الكتاب، فولى أمرهم أبا الفضل سالم الاعمى، وهو يومئذ بصير، وبكير جد في أمر بني العباس.
وإبراهيم بن أحمد بن إبراهيم القزاز الهرمز فرهي، سمع علي بن خشرم، وسليمان بن معبد السنجي وغيرهما.
كذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو إسحاق إبراهيم بن البقال الهرمز فرهي، تحول إلى السنج وسكنها.
وأحمد بن قطن الهرمز فرهي.
قال محمد بن علي الحافظ: كان يقرأ كتب ابن المبارك، فإذا بلغ إلى: أي فلان، قال: سودوا وجهه.
وأبو الفضل حمدويه بن الفضل التاجر الهرمز فرهي.
سمع نصر بن علي، ومحمد بن بشار البصريين، ثبته محمد بن علي الحافظ.
هكذا ذكره أبو زرعة السنجي.
وأبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن إبرهيم الحافظ الهرمز فرهي المروزي.
كان حافظا، متقنا، ثقة، صدوقا، صاحب حديث، رحل وجمع وكتب الكثير بالعراق وخراسان والشام ومصر، وكتب بها كتب الشافعي، وسمعها وحملها إلى بلده.
سمع محمد بن عبد الله بن قهزاد، وإسحاق بن منصور الكوسج، وعلي بن خشرم.
وبندارا محمد بن
__________
(1) الحميمة: بلفظ تصغير الحمة، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام، كان منزل بني العباس.
" معجم البلدان ": 2 / 307.
[ * ](5/635)
بشار، وأبا موسى محمد بن المثنى.
روى عنه أبو العباس المحبوبي، وأبو القاسم الطبراني، وأبو العباس بن عقدة، وأبو بكر بن أبي دارم الكوفيان وجماعة كثيرة سواهم،
حدث بالعراق وخراسان وكان يقول: خرجت من البصرة وأنا أذاكر بمئة ألف حديث، وأنا اليوم أذاكر بعشرة آلاف حديث وقيل: سأل الامير خالد بن أحمد الذهلي أبا عبد الله محمد بن علي الحافظ أن يمكنه من كتبه عقيب انصرافه من رحلته إلى العراق والشام، فمكنه من كتبه، إما قال: أنفذها إليه أو حملها إليه، فنظر فيها، فلما رجع محمد بن علي سأل من حضر المجلس عما قاله خالد بن أحمد، فقيل له: إنه قال: قد أحس الكتابة إلا أنه لم يكتب الحكايات فرحل محمد بن علي ثانيا وكتب الحكايات ولم يكتب سوى ذلك شيئا، أو كما قال.
ومات بقريته في آخر المحرم سنة ست وثلاثمئة وزرت قبره بهرمزفره غير مرة.
هرمي: بفتح الهاء والراء وفي آخرها الميم.
هذه اللفظة لها صورة النسبة، وهي اسم جماعة منهم هرمي بن عبد الله بن رفاعة الانصاري الواقفي، له صحبة ولا يعرف له رواية.
وهرمي بن عبد الله، حدث عن خزيمة بن ثابت.
روى عنه عبد الملك بن عمرو الخطمي، وعرمو بن شعيب.
وشماس بن عثمان بن الشريد بن هرمي المخزومي، أحد الصحابة البدريين.
الهرمي: بفتح الهاء وسكون الراء وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى هرمة، وهو بطن من فهر، وهو هرمة بن هذيل بن ربيع بن عامر بن صبح بن عدي بن قيس بن الحارث بن فهر.
منهم: إبراهيم بن علي بن سلمة بن عامر بن هرمة الشاعر، مقدم شعراء المحدثين، قدمه محمد بن داود بن الجراح على بشار وأبي نواس وغيرهما من المحدثين.
الهرمي: بكسر الهاء وسكون الراء وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى هرم بن هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، من ولده النعمان بن عصر وقد تقدم نسبه، شهد بدرا.
هكذا ذكره الدار قطني.
الهرواني: بفتح الهاء والراء والواو وفي آخرها النون.
هذه النسبة وهو القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي القاضي الكوفي المعروف بابن الهرواني،
كان إماما فاضلا، جليل القدر، مفتيا على مذهب أبي حنيفة رحمه الله، ثقة، صدوقا، وكان من عاصره من الكوفيين يقول: لم يكن بالكوفة من زمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه(5/636)
إلى وقته أفقه منه.
سمع أبا الحسن علي بن محمد بن هارون الحميري، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي وغيرهما.
روى عنه أبو القاسم الازهري، وأبو الحسن العتيقي، وأبو القاسم التنوخي وأبو منصور محمد بن محمد العكبري، وأبو الفرج محمد بن محمد بن علان الخازن، وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن داود الخزاعي وغيرهم.
وكان آخر من روى عنه.
وكانت ولادته في سنة خمس وثلاثمئة، وشهد في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمئة، ومات بالكوفة في الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وأربعمئة وله خمس وتسعون سنة.
الهروي: بفتح الهاء والراء المهملة.
هذه النسبة إلى بلدة هراة، وهي إحدى بلاد خراسان وقد ذكرت فضائلها في الحنين إلى الاوطان فتحها خليد بن عبد الله الحنفي من جهة عبد الله بن عامر بن كريز زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه.
خرج منها جماعة من العلماء والائمة في كل فن، منهم: أبو علي الحسين بن إدريس بن المبارك بن الهيثم بن زياد بن عبد الرحمن بن زياد بن عبد الرحمن الانصاري الهروي، من أهلها.
يروي عن علي بن حجر المروزي، وكان ركنا من أركان السنة في بلده.
مات سنة ثلاثمئة في آخرها وفي أول سنة إحدى وثلاثمئة.
وأما أبو زيد الهروي الحرشي العامري فاسمه سعيد بن الربيع، من أهل البصرة، هو من موالي زرارة بن أوفى.
قال أبو حاتم بن حبان: أبو زيد إنما قيل له هروي لانه كان يبيع الثياب الهروية فنسب إليها.
يروي عن شعبة.
روى عنه أحمد بن المقدام العجلي وأهل العراق، مات سنة إحدى عشرة ومئتين.
وأبو هشام عائذ بن حبيب الهروي الاحول، من أهل البصرة.
قال أبو حاتم بن حبان: عائذ بن حبيب بياع الهروي مولى بني عبس.
يروي عن حميد الطويل.
روى عنه أهل
البصرة.
وأبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة الهروي، مولى عبد الرحمن بن سمرة القرشي.
يروي عن حماد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل علي رضي الله عنه وأهل بيته.
لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
قال أبو حاتم بن حبان: وهو الذي روى عن أبي معاوية عن الاعمش عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت من قبل الباب " وهذا شئ لا أصل له، ليس من حديث ابن عباس ولا مجاهد ولا الاعمش ولا أبو معاوية حدث به، وكل من حدث بهذا المتن فإنه سرقه من أبي الصلت هذا وإن أقلب إسناده.(5/637)
روى عنه محمد بن هشام المستملي، وكانت له رحلة في الحديث إلى البصرة والكوفة والحجاز واليمن، وأدرك حماد بن زيد، ومالك بن أنس وعبد الوارث بن سعيد وجعفر بن سليمان وشريك بن عبد الله، وعبد الله بن إدريس، وعبد الله العوام، وأبا معاوية الضرير، ومعتمر بن سليمان التيمي، وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق بن همام وغيرهم.
روى عنه أحمد بن منصور الرمادي، وعباس بن محمد الدوري وإسحاق بن الحسن الحربي والحسن بن علوية القطان وغيرهم من الغرباء.
ذكره أحمد بن سيار المروزي وقال: ذكر لنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي أنه من موالي عبد الرحمن بن سمرة وقد لقي وجالس الناس، ورحل في الحديث وكان صاحب قشافة، وهو من آحاد المحدودين في الزهد، قدم مرو أيام المأمون يريد التوجه إلى الغزو، فأدخل على المأمون فلما سمع كلامه جعله من الخاصة من إخوانه وحبسه عنده إلى أن خرج معه إلى الغزو فلم يزل عنده مكرما إلى أن أراد إظهار كلام جهم وقول القرآن مخلوق، وجمع بينه وبين بشر المريسي وسأله أن يكلمه، وكان أبو الصلت يرد على أهل الاهواء من المرجئة، والجهمية، والزنادقة، والقدرية، وكلم بشر المريسي غير
مرة بين يدي المأمون مع غيره من أهل الكلام، كل ذلك كان الظفر له.
وكان يعرف بكلام الشيعة، وناظرته في ذلك لاستخرج ما عنده فلم أره يفرط، ورأيته يقدم أبا بكر وعمر، ويترحم عن علي وعثمان، ولا يذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالجميل.
وسمعته يقول: هذا مذهبي الذي أدين الله به إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب.
وسألت إسحاق بن إبراهيم عن تلك الاحاديث وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى، وما روي في معاوية، فقال: هذه أحاديث قد رويت، قلت: فتكره كتابتها وروايتها والرواية عمن يرويها ؟ فقال: أما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك، وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم فاني لا أرى الرواية عنه.
وقال يحيى بن معين: أبو الصلت ثقة صدوق إلا أنه يتشيع.
وقال مرة أخرى: لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب، وهذه الاحاديث التي يرويها ما نعرفها.
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني: كان أبو الصلت زائفا عن الحق، مائلا عن القصد، سمعت من حدثني عن بعض الائمة أنه قال: فيه: هو أكذب من روث حمار الدجال، وكان قديما متلوثا في الاقذار.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: أبو الصلت ليس بثقة.
وقال الدار قطني: أبو الصلت كان خبيثا رافضيا، وقال: روى عن جعفر بن محمد عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الايمان إقرار بالقول وعمل بالجوارح " الحديث، وهو متهم بوضعه، لم يحدث به إلا من سرقه منه، فهو الابتداء في هذا الحديث.
وحكي عنه أنه قال: كلب العلوية(5/638)
خير من جميع بني أمية، فقيل: فيهم عثمان ؟ فقال: فيهم عثمان.
ومات في شوال سنة ست وثلاثين ومئتين.
وأبو..محمد بن يوسف بن..الهروي ثم الدمشقي، هروي الاصل، دمشقي المولد والمنشأ، كان من مشاهير المحدثين بدمشق.
يروي عن محمد بن أحمد بن يزيد الانصاري (..) (1) روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، والحاكم أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ
وغيرهم.
وأبو منصور محمد بن الحسن بن هوا الهروي، سكن ما وراء النهر، راوي السنن لابي داود السجستاني، سمعها من أبي بكر محمد بن بكر بن عبد الرزاق بن داسة التمار، روى عنه أبو حفص عمر بن منصور بن خنب البزاز الحافظ، وتوفي لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمئة.
__________
(1) بياض في إحدى النسخ قدر كلمتين.
[ * ](5/639)
باب الهاء والزاي الهزارسبي: بفتح الهاء والزاي والراء بينهما ألف والسين المهملة الساكنة وفي آخرها الباء الموحدة ويقال: بالفاء أيضا هزارسب وهي قلعة حصينة بخوارزم، منها أبو محمد عبد الله بن محمد بن حمزة الخوارزمي الهزارسبي، سكن فربر.
يروي عن أبي الليث عبيد الله بن سريج، وأبي عبد الله بن أبي حفص.
روى عنه أبو نصر أحمد بن سهل البخاري.
الهزاني: بكسر الهاء والزاي المشددة المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى هزان، وهو بطن من عتيك، وهو هزان بن صباح بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدان.
قال الدارقطني: هو بطن ينتسب إليه الهزانيون، وهو أخو محارب بن صباح.
قال: ومن الهزانيين شيخنا أبوروق أحمد بن محمد بن بكر الهزاني.
حدث هو وأبوه من قبله.
قلت: أبوروق من أهل البصرة.
يروي عن ميمون بن مهران الكاتب، وعبد الله بن شبيب المكي.
روى عنه جماعة كثيرة منهم أبو الحسن أحمد بن محمد بن الجندي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وغيرهما.
ومات بعد سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمئة (1).
وفي الاسماء هزان بن موسى.
روى عن ثابت بن عبيد.
روى عنه وكيع، يعد في
الكوفيين.
قال ذلك البخاري.
وأبو هزان رافع بن أبي جميلة (2) الشامي.
سمع حذيفة، روى عنه صفوان بن عمرو وفضيل بن فضالة، ويحيى بن حصين.
وأبو هزان يزيد بن سمرة الرهادي.
سمع عطاء الخراساني، وبكر بن خنيس، وروى
__________
(1) قال ابن الاثير معقبا: " قلت: قوله " بطن من العتيك " يوهم أن العتيك ها هنا قبيلة ليكون لها بطون، وليس كذلك، وإنما هو أب لا غير، وإنما العتيك الذي هو بطن كبير ينسب إليه عتكي فهو في الازد وقد تقدم ".
(2) وفي " الاكمال ": 7 - 414 ما نصه: " أبو هزان عطية بن أبي جميلة رافع شامي، سمع حذيفة ومعاوية، روى عنه صفوان بن عمرو وفضيل بن فضالة ويحيى بن حصين.
وقال مسلم والدار قطني: هو رافع بن أبي جميلة، وهو وهم، والصحيح أنه عطية بن أبي جميلة رافع.
ذكره البخاري وغيره ".
[ * ](5/640)
عنه هشام بن عمار، ويحيى بن بكير.
الهزمي: بفتح الهاء وسكون الزاي بعدها الميم.
هذه النسبة إلى هزمة، وهو جد المنتسب إليه.
قال سيف بن عمر: فيمن بقي بدمشق مع يزيد بن أبي سفيان بعد اليرموك من قواد أهل اليمن سهم بن المسافر بن هزمة، وهو هزمي.
الهزمي: بضم الهاء وفتح الزاي وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى هزم، وهو من أجداد بني العباس بن عبد المطلب.
قال أبو الحسن الدار قطني: وأما هزم فهو من أجداد أم بني العباس بن عبد المطلب، واسمها لبابة بنت الحارث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عارم بن صعصعة، وأختها ميمونة بنت الحراث بن حزن بن بجير بن الهزم زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم الهزيلي: بضم الهاء وفتح الزاي وسكون الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى هزيلة، وهي اسم امرأة.
والمشهور بالانتساب إليها: خالد بن أبي حيان الهزيلي.
قال أبو حاتم بن حبان: هو مولى هزيلة امرأة من بني
ذبيان ولدت في بني سلمة بالمدينة.
يروي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
روى عنه يعقوب بن محمد بن طحلاء.
سئل أبو زرعة الرازي عنه، فقال: مديني ثقة.
الهزيمي: بضم الهاء وفتح الزاي بعدهما الياء آخر الحروف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى هزيم، وهو بطن من حمير، وهو الهزيم بن أسعد بن عمرو بن وائل بن مرة بن حمير بن يزيد بن حضرموت.
ذكره ابن حبيب عن ابن الكلبي في نسب حضرموت.
وفي الاسماء سعد بن ليث بن سود القضاعي، يلقب هزيما.
ذكره ابن دريد.(5/641)
باب الهاء والسين (المهملة) الهسنجاني: بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها النون بعد الالف.
هذه النسبة إلى قرية من قرى الري يقال لها: هسنكان، فعرب إلى هسنجان.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني الرازي.
حدث عن عبيد الله بن معاذ العنبري، وعبد الاعلى بن حماد، وهشام بن عمار، وأبي الطاهر بن السرح وغيرهم.
وكانت له رحلة إلى العراق والشام وديار مصر.
روى عنه أبو جعفر بن مردويه الاصبهاني، وأبو عمرو بن مطر المقرئ، وأبو بكر الاسماعيلي.
توفي سنة إحدى وثلاثمئة.
هكذا ذكره أبو الشيخ الاصبهاني.
والحسن بن الحسين بن عاصم الهسنجاني بن أخي عبد السلام بن عاصم الهسنجاني.
يروي عن يزيد بن أبي حكيم العدني، وإسماعيل بن أبي أويس، ويحيى بن آدم، وسعيد بن منصور.
قال ابن أبي حاتم: سمعت محمد بن أيوب يقول: كنا لا نشك نحن وعلي بن شهاب أنه كذاب، ولم نحدث عنه.(5/642)
باب الهاء والشين (المعجمة)
الهشامي: بكسر الهاء وفتح الشين المعجمة والميم في آخرها بعد الالف.
هذه النسبة إلى جماعة اسمهم هشام.
والهشامية جماعة من غلاة الشيعة، وهم الهشامية الاولى والاخرى (1).
أما الاولى فهم أصحاب هشام بن الحكم الرافضي المفرط في التشبيه والتجسيم، وكان يقول: إن معبوده جسم ذو حد ونهاية، وإنه طويل عريض عميق، وطوله مثل عرضه، وعرضه مثل عمقه.
وله مقالات في هذا الفن حكيت عنه.
وأما الهشامية الاخرى فهم أصحاب هشام بن سالم الجواليقي، وكان يزعم أن معبوده جسم، وأنه على صورة الانسان ولكنه ليس بلحم ولا دم، بل هو نور ساطع يتلالا بياضا، وله حواس خمس كحواس الانسان، ويد ورجل وسائر الاعضاء، وأن نصفه الاعلى مجوف، ونصفه الاسفل مصمت.
وعنه أخذ داود الجواربي قوله: إن معبوده له جميع أعضاء الانسان إلا الفرج واللحية.
وزعم هشام بن الحكم أنه كسبيكة الفضة، وأنه يشبر نفسه سبعة أشبار.
وكل واد منهما يكفر صاحبه، ويكفرهما غيرهما.
وثم هشامية ثالثة، وهم..(2) ينتسبون إلى هشام بن عمرو الفوطي، وفضائحه كثيرة.
منها أنه حرم على الناس أن يقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وقد نطق القرآن بذلك.
وزعم أن الوكيل يقتضي موكلا، ولم يعلم أن الوكيل قد يكون بمعنى الحفيظ كقوله تعالى: " قل لست عليكم بوكيل) أي: بحفيظ.
__________
(1) راجع حول هاتين الفرقتين " الملل والنحل ": 1 / 184 - 185.
(2) بياض في إحدى النسخ قدر ثلاث كلمات.
وانظر حول هذه الفرقة " الملل والنحل ": 1 / 72 - 74.
[ * ](5/643)
باب الهاء والفاء الهفاني: بكسر الهاء وتشديد الفاء وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى هفان، وهفان في حنيفة، وهو هفان بن الحارث بن ذهل بن الدؤل بن حنيفة.
والمشهور بالانتساب إليه هو
ضمضم بن جوس الهفاني، يروي عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ثقة ولم يخرج حديثه في الكتابين.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: أخطأ معاذ بن معاذ حيث قال: عكرمة، عن ضمضم بن جوس المهراني كذا قال معاذ وإنما هو الهفاني، قاله أبو علي الغساني الحافظ.
وقال ابن أبي حاتم: يروي عن أبي هريرة، وعبد الله بن حنظلة.
روى عنه يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار.
وقال أحمد بن حنبل فيما روى عنه أبنه صالح: ضمضم بن جوس ليس به بأس، روى عنه يحيى بن أبي كثير، وعكرمة بن عمار.(5/644)
باب الهاء والكاف الهكاري: بفتح الهاء والكاف المشددة وفي آخرها الراء.
هذ النسبة إلى الهكارية وهي بلدة وناحية عند جبل، وقيل: جبال وقرى كثيرة فوق الموصل من الجزيرة.
والمشهور منها: أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة بن المأمون بن المؤمل بن الوليد بن القاسم بن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي الهكاري الملقب بشيخ الاسلام تفرد مدة بطاعة الله في الجبال، وابتنى أربطة ومواضع يأوي إليها الفقراء والصالحون، وكان كثير الخير والعبادة، مقبولا وقورا.
سمع بمكة أبا الحسن محمد بن علي بن صخر الازدي، وبمصر أبا عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء وأبا القاسم عبد الله بن علي بن شامة المعافري، وببغداد وأبا القاسم عبد الملك بن محمد بن بشران الواعظ، وأبا بكر محمد بن علي بن موسى الخياط، وبالرملة أبا الحسين محمد بن الحسين محمد بن الحسين الترجماني الصوفي، وبصيدا محمد بن أحمد بن جميع الغساني وطبقتهم.
سمع منه الفقهاء من الحفاظ.
روى لنا عنه بمكة أبو زكريا يحيى بن عطاف الموصلي، وببغداد عبد العزيز بن أحمد بن ساملوه المقبري، وعبد الرحمن بن الحسن الفارسي، وببروجرد أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ،
وصالح بن إسماعيل بن دودين الحبلي، وبأصبهان أبو الخير شعبة بن عمر الصباغ، وأبو محمد الحسن بن محمد بن جعفر المهراني وغيرهم.
وكانت ولادته سنة تسع وأربعمئة، ومات بالهكارية في أول المحرم من سنة ست وثمانين وأربعمئة.
وكان ببغداد في زماننا شاب صالح من الهكارية، سمع معنا الحديث من أبي بكر محمد بن عبد الباقي الانصاري وغيره.(5/645)
باب الهاء واللام الهلجي: بفتح الهاء واللام وفي آخرها الجيم.
هذه النسبة إلى هلجة، وهو اسم لجد يعقوب بن زيد بن هلجة بن عبد الله بن أبي مليكة التيمي الهلجي، وكان قاضيا، يروي عن سعيد المقبري وأبيه.
روى عنه مالك بن أنس، وهشام بن سعد، وموسى بن عبيدة، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير، وأيوب بن سيار، وأبو معشر نجيح، وإبراهيم بن طهمان.
قال علي بن المديني: يعقوب بن زيد شيخ معروف.
وقال أبو زرعة: هو مديني ثقة.
وقال أبو حاتم الرازي، لا بأس به، ولا يحتج بحديثه.(5/646)
باب الهاء والميم الهماني: بضم الهاء وفتح الميم المخففة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى همان (1)، وظني أنها قرية بالعراق من سواد بغداد.
والمشهور بهذه النسبة: أبو الفرج الحسن بن أحمد بن علي الهماني، من أهل بغداد.
روى عن عبد الله بن محمد بن جعفر بن شاذان وغيره.
روى عنه أبو القاسم عبد العزيز بن علي الازجي، وأبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي، وأبو الحسين محمد بن علي بن المهتدي بالله وغيرهم.
وأبو عمرو أحمد بن محمد بن الضحاك الهماني.
يروي عن عمار بن خالد.
روى عنه
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ، وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن الضحاك الهماني بها، أبو عمرو.
الهمداني: بفتح الهاء وسكون الميم والدال المهملة، هي منسوبة إلى همدان، وهي قبيلة من اليمن، نزلت الكوفة، وهي همدان بن أو سلة، وهمدان بن مالك بن زيد بن أو سلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
وقال أبو علي الغساني: همدان اسمه أو سلة - بسين مهملة - بن خيار - بخاء معجمة - بن كهلان بن سبأ.
وفي همدان بطون كثيرة منها سبيع ويام ومرهبة وأرحب، وفي كل بطن جماعة سنذكرهم في موضعهم، وسمعت أبا الغنائم المسلم بن نجم المزني الكوفي بسمرقند يقول: فاخرت أهل الكوفة أهل البصرة، حتى وقعوا في القبائل، فكل قبيلة ذكرها أهل الكوفة ذكر أهل البصرة أن جماعة من هذه القبيلة نزلت بالبصرة منهم طائفة أيضا، حتى وصل أهل الكوفة إلى همدان، فسكت أهل البصرة واعترفوا أن ليس بالبصرة من بني همدان أحد.
وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلي بسلام (2)
__________
(1) ذكر ياقوت في " معجمه " همانية، وقال: قرية كبيرة كالبلدة بين بغداد والنعمانية وسط البرية..والنسبة إليها هماني، وربما قيل: همني بغير ألف.
" معجم البلدان ": 5 / 410.
(2) البيت في " تبصير المنتبه ": 4 / 1462، وورد في الديوان المنسوب لعلي رضي الله عنه ص 114 بلفظ: إذا كنت بوابا على باب جنة * أقول لهمدان أدخلوا بسلام 8 ج(5/647)
والمشهور بهذه النسبة: أبو المورع محاضر بن المورع الهمداني، من أهل الكوفة، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، وهشام بن عروة، والاعمش.
روى عنه أحمد بن حنبل، وأهل العراق.
وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، همداني أيضا، وقد ذكرناه في السبيعي.
وأبو عبد الله الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري، من أهل الكوفة.
يروي عن السدي، وسماك بن حرب.
روى عنه أهل العراق، وكان مولده سنة مئة، ومات سنة سبع وستين ومئة، وكان فقيها ورعا، من المتقشفة الخشن، ممن تجرد للعبادة ورفض الرئاسة، على تشيع فيه.
وأبو هشام عبد الله بن نمير الهمداني، من أهل الكوفة.
يروي عن يحيى بن سعيد الانصاري وابن أبي خالد.
روى عنه ابنه محمد بن عبد الله بن نمير وأهل العراق، مات سنة 199.
وكتبت عن جماعة من الهمدانيين بالكوفة منهم: أبو الغنائم محمد بن محمد بن جناح الهمداني.
وعلي بن إبراهيم أبو الحسن الهمداني، وابنه أبو الأكرم بركات الهمداني، وغيرهم.
وأهل الكوفة فيهم هذه النسبة كثيرة.
وشيخنا أبو تمام إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن حمدان الهمداني.
يروي عن أبي يعقوب يوسف بن محمد الهمداني هو همداني يروي عن همداني.
كتبت عنه ببروجرد إحدى بلاد الجبل، وسمع أبا معشر الطبري بمكة، ومات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمئة ببروجرد.
وأبو ذر عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة الهمداني من أهل الكوفة.
يروي عن عطاء، ومجاهد.
روى عنه وكيع وأهل العراق.
مات سنة خمسين ومئة.
قال أبو حاتم بن حبان: عمر بن ذر كان مرجئا يقص.
وأبو عروة القاسم بن مخيمرة الهمداني.
يروي عن شريح بن هانئ والكوفيين.
قال أبو حاتم بن حبان: وما أحسبه سمع أبا موسى.
روى عنه الحكم بن عتيبة، وأهل العراق، وكان من خيار الناس، وكان من صالحي أهل الكوفة، خرج منها وسكن الشام مرابطا، ومات سنة مئة.
ومجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، من أهل الكوفة.
يروي عن الشعبي، وقيس بن(5/648)
أبي حازم.
روى عنه العراقيون.
مات سنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئة في ذي الجة، وكان ردئ الحفظ، يقلب الاسانيد، ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به.
وكان الشافعي رحمة الله عليه يقول: الحديث عن حرام بن عثمان حرام، والحديث عن مجالد يجالد، والحديث عن أبي العالية الرياحي رياح.
وقال أحمد بن حنبل: مجالد حديثه عن أصحابه كأنه حلم.
والاعشي الهمداني، هو عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم بن عمرو بن مالك بن الحارث بن عبد الحارث بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، يكنى أبا المصبح، وكان زوج أخت الشعبي، وكان من القراء ثم تركه وصار شاعرا، وخرج مع ابن الاشعث فأتي به الحجاج، فقتله صبرا.
وأبو عمر إسماعيل بن مجالد بن سعيد بن عمير بن ذي مران بن شرحبيل بن ربيعة بن مرثد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان الهمداني، من مشاهير أهل الكوفة، ورد بغداد وسكنها، وحدث عن أبيه، وبيان بن بشر الاحمسي، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي إسحاق السبيعي، وسماك بن حرب.
روى عنه ابنه عمر، وإبراهيم بن زياد سبلان، وسريج بن يونس، ويحيى بن معين، وعثمان بن أبي شيبة وغيرهم.
وقيل: إنه ليس بالقوي.
الهمذاني: بالهاء والميم المفتوحتين والذال المنقوطة بعدهما، فهي مدينة بالجبال مشهورة على طريق الحاج والقوافل، أقمت بها في التوجه والانصراف أربعين يوما وكان بها ومنها جماعة من العلماء والائمة والمحدثين عالم لا يحصى.
ومن المشهورين منها: أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي بن ديزيل الهمذاني المعروف بسيفنة، سمع علي بن عياش الحمصي، وآدم بن أبي إياس العسقلاني وإسماعيل بن أبي أويس المدني، ويحيى بن صالح الوحاظي، وعفان بن مسلم الانصاري (1).
روى عنه إبراهيم بن سعيد بن
معدان البزاز، وأبو حفص عمر بن حفص بن هند المستملي، والقاسم بن أبي صالح، وأحمد بن عبيد، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب وغيرهم.
وإنما قيل له سيفنة باسم طائر بمصر يقع على الشجرة ويقلع الاوراق منها بمنقاره ويرميها حتى لا يترك عليها ورقة واحدة،
__________
(1) في ظ وم: الصفار بدل الانصاري، وعفان بن مسلم الانصاري هذا يعرف بالصفار نسبة إلى بيع الاواني الصفرية المصنوعة من الصفر وهو ضرب من النحاس.
أنظر " سير أعلام النبلاء ": 10 / 241.
[ * ](5/649)
فلقب إبراهيم بن ديزيل به لانه إذا ظفر بمحدث لا يفارقه حتى يسمع منه ما عنده ويكتبه.
ولنا في حصره حكاية عجيبة.
مات يوم الاحد آخر يوم من شعبان سنة إحدى وثمانين ومئتين.
وأبو أحمد المران بن حمويه الهمذاني، يقال: إن البخاري حدث عنه عن أبي غسان في كتاب الشروط.
وعبد الحميد بن عصام الهمذاني، وهو من أهل جرجان، سكن همذان فنسب إليها.
روى عن سفيان بن عيينة وغيره.
روى عنه أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي.
وسئل عنه فقال: صدوق.
وأبو الفضل صالح بن أحمد بن محمد بن أحمد بن صالح بن عبد الله بن قيس بن الهذيل بن يزيد بن العباس بن الاحنف بن قيس التميمي الهمذاني، من أهل همذان، كان حفاظا، فهما، عالما، ثقة، ثبتا، صنف كتابا في طبقات الهمذانيين، وكتابا في سنن التحديث، وغير ذلك.
سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم، ومحمد بن قارن الرازيين، والحسن بن علي المكتب، وإبراهيم بن عمروس، والقاسم بن بندار، وعبد الرحمن بن حمدان الهمذانيين، ومحمد بن حمدان بن سفيان الطرائفي، وسليمان بن داود، وعلي بن إبراهيم بن سلمة القزوينيين وطبقتهم.
روى عنه أبو الفضل محمد بن عيسى البزاز الصوفي، ومحمد بن الفرج بن علي البزاز، وعلي بن طلحة المقرئ، وحدث ببغداد سنة سبعين وثلاثمئة.
وأبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمذاني الملقب بالبديع، كان أحد الفضلاء الفصحاء، وكان متعصبا لاهل الحديث والسنة، وما أخرجت همذان بعده مثله.
هكذا قال أبو الفضل الفلكي، وقال: كان من مفاخر بلدنا.
روى عن أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا الاديب، وعيسى بن هشام الاخباري.
حدث عنه القاضي أبو محمد عبد الله بن الحسين النيسابوري، والفقيه أبو سعد محمد بن الحسين بن يحيى أخوه.
وسكن هراة وبها مات، ويقال: إنه سم سنة ثمان وتسعين وثلاثمئة.
وأبو عائشة مسروق بن الاجدع بن مالك الهمداني ثم الوادعي، وهو من ولد عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، من أهل الكوفة، سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا، وأسلم أبوه الاجدع، فسمي عبد الرحمن.
رأى مسروق أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعليا.
وابن مسعود، وعائشة أم المؤمنين رضي الله عنهم.
روى عنه جماعة منهم عامر الشعبي(5/650)
وإبراهيم النخعي، وكان ممن حضر مع علي حرب النهروان، وحكي عنه أنه حج فما نام في الطريق إلا ساجدا، وهو ابن أخت عمرو بن معد يكرب، وكان أبوه أفرس فارس باليمن، وكان الشعبي يقول: ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.
وصلى حتى تورمت قدماه.
وأبو القاسم هارون بن إسحاق الهمداني، من أهل الكوفة من الثقات.
روى عن عبد السلام بن حرب، وأبي خالد الاحمر، وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن عبد الوهاب السكري، ومطلب بن زياد، ومعتمر بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكي.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وأبو بكر بن أبي داود السجستاني، وعبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
قال علي بن الحسين بن الجنيد: كان محمد بن عبد الله بن نمير يبجله، وقال أبو حاتم الرازي: هو صدوق.
وأبو سعيد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني الكوفي، يروي عن الاعمش، وإسماعيل بن أبي خالد، وعاصم الاحول.
مات بالمدائن وهو قاض بها في جمادى من سنة ثمانين، وهو أول من صنف بالكوفة.
روى عنه أبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة، وهناد بن السري، وأبو كريب وغيرهم.
وكان يحيى بن سعيد القطان يقول: ما خالفني بالكوفة أشد علي من ابن أبي زائدة.
وكان ابن نمير يقول: ابن أبي زيادة في الحديث أكثر بن ابن إدريس في الاتقان.
وثقه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن يحيى بن أبي زائدة فقال: مستقيم الحديث، صدوق، ثقة (1).
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الهميمي) بضم الهاء وفتح الميم وبعدها ياء تحتها نقطتان ساكنة ثم ميم أخرى نسبة إلى هميم بن عبد العزي بن ربيعة بن تيم بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار، منهم كدام بن حيان وعبد الرحمن بن حسان العنزيان، وفيهم قال عبد الله بن خليفة الطائي يذكر أصحاب حجر: ويا أخوينا من تميم هديتما * ويسرتما للصالحات فأبشرا وفاته النسبة إلى هميم بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى، بطن من اليمن، ينسب إليه سعيد الساجور وحبيب بن الجهم الهميمان.
وفاته النسبة إلى هميم بن ذهل بن هني بن بلي، بطن من بلي، منهم أبو بردة بن نيار ؟ ؟ بن عمرو بن عبيد بن عمرو بن كلاب بن دهمان بن غنم بن هميم حليف الانصار، شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم زيد بن أسلم بن ثعلبة بن عدي بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم البلوي الهميمي، له حلف في الانصار، شهد بدرا، وهو الذي قتله طليحة الاسدي يوم بزاخة، وقتل معه عكاشة بن محصن الاسدي ".
[ * ](5/651)
باب الهاء والنون الهنائي: بضم الهاء وفتح النون.
هذه النسبة إلى هناءة بن مالك بن فهم.
والمشهور بالانتساب إليها:
أبو يزيد يحيى بن يزيد بن مرة الهنائي، من التابعين.
يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
روى عنه شعبة.
قال أبو حاتم بن حبان: هو من هناءة، ومن قال: يزيد بن يحيى، أو يزيد بن أبي يحيى فقد وهم.
وحماد الهنائي شيخ بصري.
يروي عن معاوية المراسيل.
روى عنه أبو الشيخ الهنائي.
وأبو شيخ حيوان بن خالد الهنائي البصري.
يروي عن أخيه " أتاهم كتاب عمر وهو مع عثمان بن أبي العاص رضي الله عنهما.
روى عنه قتادة.
وأبو مرصفة عثمان بن مرجعة الهنائي، من أهل البصرة.
يروي عن عكرمة، ومالك بن دينار.
روى عنه أهل البصرة.
وعلي بن المبارك الهنائي، من أهل البصرة.
يروي عن هشام بن عروة، وكان راويا ليحيى بن أبي كثير.
روى عنه وكيع بن الجراح، ومسلم بن إبراهيم، وكان متقنا ضابطا.
وأبو شعيب الصلت بن دينار الازدي الهنائي المجنون، من أهل البصرة.
يروي عن ابن سيرين، وأبي نضرة.
روى عنه البصريون، وكان الثوري إذا حدث عنه كان يقول: حدثنا أبو شعيب، ولا يسميه، وكان ممن يشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتقص علي بن أبي طالب رضي الله عنه وينال منه ومن أهل بيته، على كثرة المناكير في روايته.
تركه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.
قال يحيى بن سعيد: ذهبت أنا وعوف إلى الصلت بن دينار، فذكر الصلت عليا فنال منه، فقال له عوف: مالك يا أبا شعيب ؟.
لا رفع الله صرعتك.
وبيهس بن فهدان الهنائي، بصري.
يروي عن أبي شيخ الهنائي.
روى عنه شعبة، ووكيع، والنضر بن شميل.
وثقه يحيى بن معين.
الهنبي: بكسر الهاء وسكون النون وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى هنب،(5/652)
وهو بطن من ربيعة بن نزار، وهو هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
من ولده عامر بن ربيعة العدوي، شهد بدرا.
وهنب بن القين بن هود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة (1).
الهندواني: بكسر الهاء وسكون النون وضم الدال المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة للفقيه أبي جعفر محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الفقيه الهندواني البلخي، من أهل بلخ، كان إماما فاضلا عارفا بفقه أبي حنيفة رحمه الله، حتى يقال له من فقهه: أبو حنيفة الصغير.
حدث بالحديث، وأفتى بالمشكلات، وشرح المعضلات.
وإنما قيل له الهندواني لانه من محلة ببلخ يقال لها: باب هندوان، ينزل فيها الغلمان والجواري التي تجلب من الهند.
اجتزت بها غير مرة.
وأبو جعفر سمع محمد بن عقيل الفقيه البلخي، وأبا القاسم أحمد بن حم، وأستاذه أبا بكر محمد بن أبي سعيد الفقيه وعليه تفقه، وعلي بن أحمد الفارسي، وإسحاق بن عبد الرحمن القارئ الكندي وغيرهم.
حدث، وسمع منه ببلخ وبلاد ما وراء النهر.
روى عنه جعفر بن محمد بن حمدان الفقيه، وأبو إسحاق إبراهيم بن مسلم بن محمد بن محمد البخاري، وأبو عبد الله طاهر بن محمد الحدادي وغيرهم.
مات ببخارى وحمل إلى بلخ ودفن بها يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وستين وثلاثمئة، وهو ابن اثنتين وستين سنة.
ومن القدماء نزال بن الهندواني.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: روى عن الضحاك روى عنه عاصم بن محمد العمري، ومروان بن معاوية، سمعت أبي يقول ذلك.
قلت: وليس هذا منسوبا إلى تلك المحلة.
الهندي: بكسر الهاء وسكون النون وفي أخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى البلاد وإلى القبيلة، فأما الاول فهو منسوب إلى بلاد الهند وفيهم كثرة وشهرة، منهم: شيخنا أبو الحسن بختيار بن عبد الله الهندي الصوفي، عتيق محمد بن إسماعيل اليعقوبي القاضي، من أهل فوشنج، شيخ صالح، سديد السيرة، سافر مع سيده إلى العراق
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (الهنتاتي) بكسر الهاء وسكون النون وفتح التاء فوقها نقطتان وبعد الالف تاء ثانية هذه النسبة إلى قبيلة كبيرة من البربر من المغرب يقال لها: هنتاتة، منهم أبو حفص عمر الهنتاني، من أكابر أصحاب المهدي محمد بن تومرت، وصار بعده في دولة عبد المؤمن هو المشار إليه، وذكره عظيم في المغرب، وكثير من القبيلة علماء ومقدمون ".
[ * ](5/653)
والحجاز وكور الاهواز وسمع ببغداد الشريف أبا نصر محمدا وأبا الفوارس طرادا ابني محمد بن علي الزينبي، وأبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وبالبصرة أبا علي علي بن أحمد بن علي التستري، وأبا القاسم عبد الملك بن علي بن خلف بن شعبة الحافظ، وأبا يعلي أحمد بن محمد بن الحسن العبدي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة بأصبهان وسائر بلاد الجبل وخوزستان.
سمعت منه بفوشنج وهراة.
توفي سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وخمسمئة.
وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي الفصاد، عتيق الامام والدي رحمه الله.
سافر معه إلى العراق والحجاز وسمعه الحديث الكثير، وكان عبدا صالحا.
سمع ببغداد أبا محمد بن أحمد بن الحسين السراج، وأبا الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الانصاري، وأبا الحسين المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري، وبهمذان أبا محمد عبد الرحمن بن حمد بن الحسن الدوني، وبأصبهان أبا الفتح أحمد بن محمد بن أحمد الحداد وأبا سعد محمد بن أبي عبد الله المطرز، وأبا علي الحسن بن أحمد الحداد وطبقتهم.
سمعت منه شيئا يسيرا.
وتوفي بمرو في صفر سنة إحدى وأربعين وخمسمئة.
والثاني جماعة من بني هند من بني شيبان.
حدثنا أبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ من لفظه بجامع أصبهان، أخبرنا أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي المقدسي الحافظ، أخبرنا أحمد بن أبي الربيع، حدثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني، حدثنا أبو العباس الاموي، حدثنا عباس الدوري، سمعت يحيى بن معين يقول: يسير بن عمرو جاهلي، وهو
هندي من بني هند من بني شيبان.
وأبو موسى إسرائيل بن موسى الهندي، بصري، كان ينزل الهند فنسب إليها.
روى عن الحسن.
روى عنه ابن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، والحسين الجعفي.
قال يحيى بن معين: إسرائيل صاحب الحسن ثقة (1).
الهنوي: بفتح الهاء والنون بعدهما الواو.
هذه النسبة إلى هني وهي قبيلة من قضاعة، وهو هني بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، منها:
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته " الهندي " نسبة إلى هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد هذيم، بطن من عذرة، منهم عروة بن حرام بن مالك العذري ثم الهندي، صاحب عفراء بنت مهاجر بن مالك، وهي ابنة عمه.
حرام: بالحاء المهملة وبالراء.
وضنة: بكسر الضاد المعجمة وبالنون.
وكبير: بالباء الموحدة ".
[ * ](5/654)
معن وعاصم ابنا عدي بن الجد بن العجلان.
شهدا بدرا.
وعبدة بن مغيث بن الجد بن العجلاني، شهد أحدا.
وابنه شريك الذي يقال له: ابن سحماء، صاحب اللعان وغيرهم مما ذكرته في الجدي.
ومن ولد هرم بن هني بن بلي النعمان بن عصر بن الربيع بن الحارث بن أديم بن أمية بن خدرة بن كاهل بن رشد بن أفرك.
شهد بدرا، عداده في بني معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس، وقيل: هو النعمان بن عصر بن عبيد بن وائلة بن حارثة.
الهني: بكسر الهاء والنون.
هذه النسبة إلى هني، وهو بطن من طئ، وهو هني بن عمرو بن الغوث بن طئ، قبيل منهم بنو حية رهط إياس بن قبصة الطائي ملك العرب بعد النعمان بن المنذر.
وأخوه مر بن عمرو بن الغوث بن طئ، منهم داود بن نصير الطائي العابد المحدث الكوفي.(5/655)
باب الهاء والواو الهوذي: بضم الهاء والواو الساكنة وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى هوذ، وهو بطن من عذرة، وهو الهوذ بن عمرو بن الاحب بن حن بن ربيعة بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة بن سعد بن زيد.
من ولده بثينة بنت حبا بن ثعلبة بن الهوذ العذرية الهوذية صاحبة جميل بن معمر الشاعر.
الهورقاني: بضم الهاء وسكون الواو والراء وبعدها القاف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى هورقان، وهي قرية قريبة من سنج على سبعة فراسخ من مرو.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو رجاء محمد بن حمدويه بن موسى بن طريف بن روح الهورقاني، هكذا ذكره المعداني، وقال: توفي سنة ست وثلاثمئة.
وقال أبو بكر الخطيب: محمد بن حمدويه بن أحمد وقيل: ابن عيسى أبو رجاء السنجي الهورقاني، يروي عن أحمد بن جميل، ومحمد بن حميد الرازي، وعتبة بن عبد الله، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وسويد بن نصر الطوسي، وحامد بن آدم، ورقاد بن إبراهيم وغيرهم.
روى عنه عبد الله بن أحمد بن الصديق المروزي وعلي بن حجر وغيرهما.
وله كتاب في تاريخ المراوزة.
هكذا ذكر اسمه ونسبه الخطيب.
قاله ابن ماكولا.
الهوزني: بفتح الهاء وسكون الواو وفتح الزاي وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى هوزن، وهو بطن من ذي الكلاع من حمير، نزلت الشام.
والهوزن في العربية الغبار، وقيل: نوع من الطير.
هكذا ذكره الحسين بن إبراهيم النظيري في كتاب " نظام العقدين ".
والمشهور بالانتساب إليها: أبو الوليد الازهر الهوزني، شامي، يروي عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه حريز بن عثمان الرحبي.
وفضيل بن فضالة الهوزني الشامي.
يروي عن المقدام بن معد يكرب، وفضالة بن
عبيد، وعطية بن رافع.
روى عنه صفوان بن عمرو، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ومعاوية بن صالح، وأبو بكر بن أبي مريم وغيرهم.(5/656)
باب الهاء واللام ألف الهلالي: بكسر الهاء.
هذه النسبة إلى بني هلال، وهي قبيلة نزلت الكوفة، والمنتسب إليها ولاء الامام أبو محمد سفيان بن عيينة بن أبي عمران، واسمه ميمون الهلالي مولى امرأة من بني هلال يقال لها (...) (1) من أهل الكوفة، انتقل إلى مكة، يروي عن الزهري، وعمرو بن دينار.
روى عنه أهل الحجاز والغرباء، وكان مولده سنة سبع ومئة ليلة النصف من شعبان، وجالس الزهري وهو ابن ست عشرة سنة وشهرين ونصف، وذلك أن الزهري قدم عليهم سنة ثلاث وعشرين ومئة، ثم خرج إلى الشام ومات بها سنة أربع وعشرين ومئة.
ومات سفيان بن عيينة يوم السبت في آخر يوم من جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومئة، وكان من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين، ممن علم كتاب الله وأكثر تلاوته له وسهره فيه، وحج نيفا وسبعين حجة، وهم إخوة خمسة: سفيان، ومحمد، وآدم، وعمران، وإبراهيم بنو عيينة، وكلهم قد حمل عنهم العلم.
وأبو القاسم الضحاك بن مزاحم الهلالي، وقيل: كنيته ابو محمد، من الاتباع، لقي جماعة من التابعين، ولم يشافه أحدا من الصحابة، ومن زعم أنه لقي بن عباس رضي الله عنهما فقد وهم، وإنما لقي سعيد بن جبير بالري، وأخذ عنه التفسير، وكان أصله من بلخ، وكان يقيم بها مدة، وبسمرقند مدة، وببخارى مدة.
وهم إخوة ثلاثة: مسلم، ومحمد، والضحاك.
ومات الضحاك سنة ثنتين ومئة، وقيل: سنة خمس ومئة.
وكانت أمه حاملا به سنتين، وولد له سنان، فقيل له الضحاك لذلك.
وكان معلم كتاب، يعلم الصبيان ولا يأخذ منهم شيئا.
وأبو محمد بشر بن الحسين الاصبهاني الهلالي.
يروي عن الزبير بن عدي بنسخة
موضوعة ما لكثير حديث منها أصل، يرويها عن الزبير عن أنس رضي الله عنه، شبيها بمئة وخمسين حديثا مسانيد كلها، وإنما سمع الزبير من أنس رضي الله عنه حديثا واحدا.
__________
(1) بياض في الاصل قدر خمس كلمات.
وفي " وفيات الاعيان ": 2 / 391 ما نصه: (مولى امرأة من بني هلال بن عامر رهط ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وقيل: مولى بني هاشم، وقيل: مولى الضحاك بن مزاحم، وقيل: مولى مسعر بن كدام..).
وانظر ترجمة بن عيينة في " سير أعلام النبلاء ": 8 / 400 - 418.
[ * ](5/657)
" لا يأتي عليكم (زمان) (1) إلا والذي بعده شر منه.
روى عنه حجاج بن يوسف بن قتيبة.
وأبو سلمة مسعر بن كدام بن ظهير الكوفي الهلالي العامري (2)، من قيس عيلان.
روى عن عمير بن سعيد، وعطاء، وأبي بكر بن عمرو بن عتبه، وبكير بن الاخنس.
روى عنه الثوري، وشعبة، ومالك بن مفول، وابن إسحاق، وابن عيينة، ووكيع، وأبو أسامة، وأبو نعيم، ووكيع، وأبو أسامة، وأبو نعيم، وثابت بن محمد الزاهد، وخلاد بن يحيى وغيرهم.
وكان سفيان الثوري يقول: كنا إذا اختلفنا في شئ سألنا مسعرا عنه.
وقال شعبة: كنا نسمي مسعرا المصحف.
وقال ابن عيينة: كان مسعر عندنا من معادن الصدق.
وسئل أبو حاتم الرازي عن سفيان الثوري ومسعر، فقال: مسعر أتقن وأجود حديثا، وأعلى إسنادا من الثوري، وأتقن من حماد بن زيد.
وعتبى بنت (..) (3) الهلالية، كانت امرأة صالحة عالمة فقيهة من أهل مرو وكانت تسكن بعض السواد أظنه قرية كمسان، سمعت الاربعين التي جمعها الشيخ الرحال أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي الساكن بجنوجرد.
روى لنا عنها تلك الاربعين أبو عبد الله محمد بن عبد الله الخلوقي بمرو، وعائشة بنت أبي الفضل الكمساني بقرية كمسان على خمسة فراسخ من مرو، وتوفيت بعد سنة نيف وسبعين وأربعمئة.
وشيخنا أبو نصر منصور بن محمد بن (..) (4) الهلالي الباخرزي، من أهل باخرز، ورد نيسابور في صباه، وبقي بها إلى أن مات.
كان فقيها صالحا متدينا، سديد السيرة،
يسكن مدرسة البيهقي بنيسابور.
سمع أبا بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، وأبا المظفر موسى بن عمران الانصاري، وأبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وأبا تراب عبد الباقي بن يوسف المراغي وغيرهم.
كتبت عنه في توجهي إلى العراق وانصرافي عنها، وعمر حتى سمعت ولدي عنه، وتوفي سنة (...) (5) وأربعين وخمسمئة بنيسابور.
__________
(1) الحديث أخرجه البخاري: 13 / 17 و 18 في الفتن، باب: لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، والترمذي رقم (2207) في الفتن.
وانظر " جامع الاصول ": 10 / 98.
(2) " سير أعلام النبلاء: 7 / 163 - 173.
(3) بياض في عدة نسخ.
(4) بياض في نسخ ومتصل في نسخ أخرى.
(5) بياض في الاصول قدر كلمة.
[ * ](5/658)
باب الهاء والياء الهياني: هذه صورته ولا أدري كيف هي، فإني قرأت في كتاب " تاريخ جرجان " لحمزة بن يوسف السهمي: أبو بكر محمد بن بسام بن بكر بن عبد الله بن بسام الجرجاني الهياني، سكن هيان باتوان قرية من قرى جرجان.
روى الموطأ عن القعنبي، وروى عن محمد بن كثير، والحجبي، وغيرهم.
روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، وأبو يعقوب البحري، وكميل بن جعفر وغيرهم.
وقال أبو نعيم: خرجنا أربعين نفسا من إستراباذ إلى محمد بن بسام، فأقمنا عليه شهرين، وكانت مؤونتنا ومؤونة دوابنا عليه.
وتوفي سنة تسع وسبعين ومئتين.
الهيتي: بكسر الهاء وسكون الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى هيت، وهي بلدة فوق الانبار، من أعمال بغداد، وصلت قريبا منها ولم يتفق لي دخولها، وبها قبر الامام عبد الله بن المبارك المروزي رحمه الله، وإنما
سميت باسم بانيها وهو هيت بن البلندي بن مالك بن دعر.
وقيل: لم يكن بين هيت إلى قرقيسيا عمران حتى كان كسرى بنى قرى غابات وقيا من جبل بهيت.
خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين منهم: أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن أيوب الهيتي، قدم بغداد وحدث بها عن يعيش بن الجهم الحريثي، والحسن بن عرفة، وحمزة بن العباس المروزي، وعبدوس بن بشر، وأحمد بن منصور الرمادي وغيرهم.
روى عنه عمر بن محمد بن سبنك، وأبو الفتح الازدي المصلي، وأبو بكر بن شاذان البزار، وأبو الحسن الدار قطني الحافظ وقال: أبو بكر بن أبي عبد الله الهيتي ثقة، قدم علينا في سنة سبع عشرة وثلاثمئة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبان بن قديس بن صفوان الهيتي التغلبي، ويعرف بابن أبي عبايه، من أهل هيت، كان شيخا صالحا مستورا فقيرا مقلا، سمع ببغداد والجزيرة والكوفة وغيرها.
حدث عن أبي عمرو عثمان بن أحمد بن السماك، وأبي بكر أحمد بن سلمان النجاد، وأبي بكر محمد بن جعفر الادمي، ورضوان بن أحمد بن غزوان، ومحمد بن الحجاج السلمي الرقيين، والحسن بن علي بن الدقم الكوفي.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ في تاريخه وقال: قدم علينا في سنة ست وأربعمئة، وكان يملي في(5/659)
جامع المنصور بعد أبي الحسن بن رزقويه فكتبنا عنه أماليه، وقرأنا عليه شيئا من أصوله عن ابن السماك والجماعة الذين ذكرناهم.
ثم قال: وحدثنا أيضا عن أبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن، وذكر لنا أنه سمع منه بالرحبة.
بحديث أبو الطيب هذا عن أحمد بن منصور الرمادي وجماعة من القدماء.
وكانت أصول أبي بكر الهيتي سقيمة كثيرة الخطأ إلا أنه كان شيخا مستورا صالحا، فقيرا مقلا، معروفا بالخير، وكان مغفلا مع خلوه من علم الحديث، ربما حدثنا عن شيخ شيخه وهو لا يعلم.
ولقد حدثنا في مجلس الاملاء فقال: حدثنا أبو الحسن علي بن العباس المقانعي، وذكر عنه حديثا طويلا هو في كتابي إلى الآن
على الخطأ لاني لا أعلم من حدثه عن المقانعي، وكنت إذ ذاك مبتدئا في كتب الحديث فلم أقف على أنه وهم فأسأله عنه.
وحدث يوما آخر فقال: حدثنا محمد بن علي بن حبيب الرقي المري الطرائفي، وأظن الحديثين عنده عن ابن الدقم، والله أعلم.
وكانت ولادته في جمادى الآخرة سنة إحدى وعشرين وثلاثمئة، وبلغنا أنه توفي يوم عيد الفطر من سنة عشر وأربعمئة، وكان خرج من بغداد قاصدا هيت، فأدركه أجله بالانبار ودفن بها، وحدثني بعض الهيتيين بعد عدة من السنين أن وفاته كانت بهيت، والله أعلم.
وأبو نصر هبة الله بن يحيى بن مقلد الهيتيي المقرئ، سكن بغداد، وكان شيخا صالحا، من أهل العلم والقرآن، حسن التلاوة له، سمع أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي وغيره ببغداد.
كتبت عنه ببغداد ثم لقيته بالانبار وقرأت عليه بها في الرحلة الاولى، وتركته بها، وسمعت أنه خرج منها إلى قرية عند الدسكرة يقال لها: شهراباذ، وتوفي بها في سنة ست وثلاثين وخمسمئة.
وأبو الخير كثير بن سالم بن أبي الحسن الهيتي، شيخ صالح، سكن الظفرية شرقي بغداد.
سمع أبا علي محمد بن محمد بن المهدي الهاشمي، كتبت عنه شيئا يسيرا، وسألته عن ولادته فقال: ولدت بهيت تقديرا في سنة إحدى وثمانين وأربعمئة.
الهيذامي: بفتح الهاء وسكون الياء آخر الحروف والذال المعجمة المفتوحة بعدها الالف وفي آخرها الميم، هذه النسبة إلى الجد الاعلى، وهو بطن من هذيم، وعرف بها: أبو هارون سهل بن شاذويه بن الوزير بن حذلم بن حنظلة بن تميم بن الهيذام بن الهذيم الهيذامي البخاري، أصله من اليمن، وشاذويه هو مسرة بن الوزير.
وكان صاحب الغرائب والنوادر والاخبار.
سمع حفص بن داود الربعي، ويحيى بن جعفر بن أعين الازدي، وعبد بن حميد، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وتوفي في ذي القعدة سنة تسع وتسعين ومئتين.(5/660)
الهيساني: بفتح الهاء وسكون الياء آخر الحروف والسين المهملة المفتوحة بعدها الالف
وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى هيسان، وهي قرية من قرى أصبهان، منها: أبو علي الحسن بن محمد بن حمزة الهيساني.
يروي عن علي بن محمد الطنافسي، ويحيى بن أكتم، وكان فاضلا ثقة.
روى عنه عبد الله بن محمد بن عيسى الاصبهاني.
وحفيده أبو عمر محمد بن أحمد بن الحسن بن محمد بن حمزة الهيساني.
يروي عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن النعمان، وإبراهيم بن نائلة، وروى كتاب الواقدي عن الحسن بن الجهم.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، وتوفي في سنة ثمان وخمسين وثلاثمئة وله ست وثمانون سنة.(5/661)
حرف اللام ألف باب اللام ألف والحاء اللاحقي: بكسر الحاء المهملة وفي آخرها القاف.
هذ النسبة إلى لاحق، وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو عمران بن سوار بن لاحق اللاحقي، بغدادي سكن نيسابور، وحدث عن إسماعيل بن عياش، وشريك بن عبد الله، وهشيم بن بشير، ومروان بن معاوية وغيرهم، وحديثه عند الخراسانيين.
روى عنه أبو عمر محمد بن العباس بن الفضل التميمي الخزاز.
ومحمد بن عبد الله بن مسلم الصفار اللاحقي، من أهل بغداد.
حدث عن علي بن موسى بن جعفر العلوي.
روى عنه عمر بن أحمد بن روح البصري وغيره.(5/662)
باب اللام ألف والذال (المعجمة) اللاذقي: هذه النسبة إلى بلدة يقال لها: اللاذقية، على ساحل بحر الشام، استولى عليها الافرنج الساعة.
خرج منها جماعة من الائمة والمحدثين، والمشهور منها عبد الواحد بن شعيب اللاذقي.
يروي عن خالد بن الحباب عن سليمان التيمي.
روى عنه
أبو عبد الرحمن محمد بن المنذر الهروي، المعروف بشكر.
وولد بهذه البلدة شيخنا فقيه أهل الشام أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي اللاذقي المصيصي، والمصيصة قريبة منها، وهما على الساحل.
ونصر الله كان فقيه أهل الشام، وكان فقيها مفتيا أصوليا، تفقه على الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي بصور، وسمع منه الحديث بها ومن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وبدمشق أبا القاسم علي بن محمد بن أبي العلاء المصيصي، وأبا الحسن علي بن الحسن بن طاوس العاقولي، وببغداد أبا محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وأبا الحسين عاصم بن الحسن الكرخي، وبأصبهان أبا منصور محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي، والوزير أبا علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، وبالانبار أبا الحسن علي بن محمد بن محمد بن الاخضر الخطيب وغيرهم.
سمعت منه الكثير، وكان متيقظا، حسن الاصغاء إلى من يقرأ عليه الحديث، ولد باللاذقية في أحد الجماديين من سنة ثمان وأربعين وأربعمئة، وتوفي بدمشق في شهر ربيع الاول سنة اثنتين وأربعين وخمسمئة، ودفن بباب الصغير.
والفضل بن الربيع اللاذقي يروي عن عبد الواحد بن شعيب الجبلي.
روى عنه سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني.
وأبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن الهيثم اللاذقي، حدث بجبل عن المسلم بن علي المقرئ، روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ، وحدث عنه بحديث واحد في معجم شيوخه.
وعبد الرحمن بن معدان بن جمعة اللاذقي.
يروي عن عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عبد الله الاويسي، ومطرف بن عبد الله المدني.
روى عنه أبو بكر محمد بن سهل التنوخي، سمع منه باللاذقية، وأبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني وغيرهما.(5/663)
باب اللام ألف والراء
اللارجاني: بتشديد اللام ألف وفتح الراء والجيم وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى اللارجان، وهي بلدة بين الري وطبرستان على منتصف الطريق بينهما، وبين كل واحد من البلدتين ثمانية عشر فرسخا، منها: صديقنا أبو القاسم محمد بن أحمد بن بندار اللارجاني، فقيه فاضل، مناظر مدقق، عارف بمذهب أبي حنيفة رحمه الله، واعظ شاعر أديب، بيني وبينه صداقة، ولي به أنس، وكان لا يخل بيوت المناظرة التي في المدرسة العميدية، وحضرت مجلس وعظه يوما فاستحسنت كلامه في الفقه والتذكير، وكانت ولادته سنة نيف وخمسمئة إن شاء الله.
اللارزي: بتشديد اللام ألف وكسر الراء والزاي.
هذه النسبة إلى اللارز، وهي قرية من آمل طبرستان، منها: أبو جعفر محمد بن علي اللارزي الطبري، شاب صالح دين، حريص على طلب الحديث، قدم بغداد متفقها وسكنها، وكان سمع بنيسابور أبا سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري، وأبا بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين الشيرويي، وببلدة آمل أبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني وغيرهم.
روى عنه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف، وكانت وفاته ببغداد في التاسع عشر من المحرم سنة ثمان عشرة وخمسمئة بالمارستان العضدي.
وأبو محمد عبد العزيز بن الحسين اللارزي، قيل: إنه بكراباذي من أهل جرجان.
روى عن محمد بن الحسين بن ماهيار، سمع منه أبو المحاسن سعد بن محمد بن منصور الجرجاني الرئيس، ومات بجرجان في سنة ثمان وتسعين وثلاثمئة.
اللاري: بتشديد اللام ألف بعدها الراء.
هذه النسبة إلى لار وهي جزيرة، منها: أبو محمد أبان بن هذيل بن أبي طاهر اللاري.
يروي عن أبي حفص عمر بن عبد الباقي الما وراء نهري.
روى عنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي الحافظ.
اللازي: بالزاي المنقوطة فوقها بثلاث.
هذه النسبة إلى اللاز، وهي من قرى خواف(5/664)
من ناحية نيسابور، منها أبو الحسن بن أبي سهل بن أبي الحسن اللازي، شاعر فاضل ومن شعره: تشم الانوف الشم عرصة داره * وأعجب بأنف راغم فاز بالفخر(5/665)
باب اللام ألف والسين اللاسكي: بتشديد اللام ألف وفتح السين المهملة وفي آخرها الكاف هذه النسبة إلى لاسك، وهو نوع من الثياب فيما أظن بمازندران، واشتهر بهذه النسبة: أبو عبد الله طاهر بن أحمد بن حمدان الرازي اللاسكي.
حدث ببعض تفسير الكلبي عن محمد بن جعفر الاشناني الرازي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، سمع منه لما قدم أصبهان.(5/666)
باب اللام ألف والعين اللاعبي: بتشديد اللام ألف وكسر العين المهملة وفي آخرها الياء الموحدة، هذه النسبة إلى اللاعب، واشتهر به أحد أجداد أبي الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله اللاعبي الانماطي المعروف بابن اللاعب، من أهل بغداد، كان مترفضا ولكنه كان صحيح السماع، سمع أبا بكر أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي، وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ، وعلي بن محمد بن سعيد الرزاز، والحاكم أحمد بن الحسين الهمذاني ونحوهم.
كتب عنه أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ، وكانت ولادته في سنة سبع وخمسين وثلاثمئة، ومات في ذي القعدة سنة تسع وثلاثين وأربعمئة، ودفن بمقابر قريش.(5/667)
باب اللام ألف والكاف
اللاكمالاني: بضم الكاف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى قرية لاكمالان، وهي من قرى مرو على خمسة فراسخ منها، وأهل هذه القرية مشهورون بسلامة الصدر والبله قديما، حتى قال إسحاق بن راهوية المروزي بمكة لمحمد بن إدريس الشافعي في مناظرتهما ببيع رباع مكة: مزدك لاكمالاني ينسب (1)، فلم يفهم الشافعي رحمه الله كلامه، فقال: تخطئ في الفتوى وتراطنني بالعجمية ؟ ! دخلتها غير مرة وبت فيها ليالي.
خرج منها جماعة من العلماء منهم: إبراهيم بن محمد بن سعيد بن خلف اللاكمالاني.
يروي عن أحمد بن سيار الامام وغيره.
وأبو الفيض..(2).
__________
(1) وفي " اللباب " مزدك لاكمالاني، يعني: رجيل سليم الصدر أو أبله.
(2) هكذا الاصل.
[ * ](5/668)
باب اللام ألف واللام اللالكائي: بفتح اللام ألف واللام والكاف بعدها الالف وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى بيع اللوالك، وهي التي تلبس في الارجل.
واشتهر بهذه النسبة: أبو الحسين محمد بن عبد الله بن محمد بن العباس بن الفضل بن أيوب المقرئ المعروف باللالكائي، من أهل شيراز، كان ثقة نبيلا.
يروي عن أحمد بن إبراهيم بن مسلمة، وحماد بن مدرك وغيرهما.
ومات سنة ثلاث وستين وثلاثمئة.
وأبو محمد هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي، من أهل بغداد، كان أحد الحفاظ المتقنين المكثرين من الحديث.
سمع وصنف.
وابنه أبو بكر محمد بن هبة الله اللالكائي، كان شيخا مأمونا، ثقة، صدوقا، سمع أبا الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، وأبا الحسين محمد بن الحسين القطان،
وأبا الحسين علي بن محمد بن بشران السكري، والحسين بن الحسن بن محمد بن القاسم المخزومي وغيرهم.
روى لي عنه أبو القاسم بن السمرقندي، وعبد الوهاب بن المبارك الانماطي وأبو الحسن بن عبد السلام الكاتب، وأبو منصور بن زريق، وعبد الخالق بن البدن، وأبو الفائز بن البزوري، وأبو محمد عبد الله بن علي المقرئ وغيرهم وكانت ولادته سنة تسع وأربعمئة في ذي الحجة ببغداد، ومات في جمادى الاولى سنة اثنتين وسبعين وأربعمئة، ودفن بمقبرة الشونيزي.
اللآل: بفتح اللام وبعدها الالف المشددة.
هذه النسبة إلى بيع اللؤلؤ، وقيل له: اللؤلؤي أيضا، سنذكره في موضعه.
وجماعة عرفوا بالنسبتين جميعا.
فمن عرف بهذا: أبو إسحاق يعقوب بن يوسف بن خالد بن مالك بن سنان اللآل السمرقندي، المعروف بالجوهري، من أهل سمرقند، يروي عن مسلم بن أبي مقاتل الفزاري، وأزهر بن يوسف العبدي، وعصام بن الحسين السمرقندي ومكي بن إبراهيم البلخي، وعلي بن محمد المنجوراني، وخالد بن مخلد القطواني، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن يزيد المقرئ وغيرهم من العراقيين والمكيين.
روى عنه موسى بن شعيب، ومحمد بن سهل، وعمر بن محمد البجيري وغيرهم.
وكان ممن عني بطلب العلم وجمع الآثار، وكان حسن الحديث،(5/669)
مستقيم الطريقة سنة تسعين ومئة، وتوفي ليلة الاحد الثامنة عشر من شوال سنة خمس وستين ومئتين، وصلى عليه الامير نصر بن أحمد الساماني.
ويوسف بن إبراهيم التيمي اللآل.
يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
روى عنه عقبة بن خالد المجدر، يروي عن أنس ما ليس من حديثه، لا تحل الرواية عنه ولا الاحتجاج به لما تفرد بالمناكير عن أنس وأقوام مشاهير.
وأبو علي الحسين بن الحسن بن نصر بن محمد بن محمد اللال، من أهل عسقلان.
يروي عن أبي حنيفة محمد بن عمر العسقلاني.
روى عنه أبو أحمد عبد الله بن عدي
الحافظ.
وأبو محمد إسماعيل بن إسرائل اللآل الرملي، من أهل الرملة.
يروي عن أيوب سويد، والمؤمل بن إسماعيل، والفريابي.
سمع منه أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: كتبت عنه، وهو ثقة صدوق.
اللالويي: بفتح ألف ثم اللام بعده الواو وفي آخرها الياء آخر الحروف.
هذه النسبة إلى لالويه، وهو اسم لجد أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن لالوية المجتهد الاندانقاني اللالوبي، كان من أهل الفضل والعلم.
سمع أبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني، وصالح بن شعيب السجاري، وأبا العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطواويسي وأبا العباس جعفر بن محمد بن المعتز المستغفري الحافظ النسفي وغيرهم.
وروى عنه نسيجه المستغفري، أبو سعد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الادريسي الاستراباذي، وكان قد دخل نسف، وأقام على المستغفري مدة، وكتب عامة تصانيفه.(5/670)
باب اللام ألف والميم اللامسي: بضم الميم، والسين المهملة في آخرها.
هذه النسبة إلى قرية من قرى المغرب يقال لها: لامس، منها: أبو سليمان المغربي اللامسي، من أقران أبي الخير الاقطع.
ذكر أنه كان يوما على حمار، قال: فضربته على رأسه، فقال لي: اضرب يا أبا سليمان، فإنما على دماغك تضرب.
قيل له: بلسان فصيح ؟ قال: كما تكلمني وأكلمك.
اللامي: بتشديد اللام ألف وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى الجد الاعلى، وهو أبو السكين زكريا بن يحيى حصن بن عمر بن حميد بن منهب بن حارثة بن خريم بن أوس بن حارثه بن لام الطائي اللامي الكوفي، حدث عن عم أبيه زحر بن حصن اللامي الطائي، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وأبي بكر بن عياش وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة.
روى عنه الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، ومحمد بن إسماعيل البخاري، وأبو بكر بن أبي الدنيا وعبد الله بن محمد بن ناجية، ويحيى بن محمد بن صاعد.
وكان ثقة.
قال أبو سليمان بن زبر: سنة إحدى وخمسين ومئتين، وفيها توفي أبو السكين الطائي.
اللامشي: بتشديد اللام ألف وكسر الميم وفي آخرها الشين المعجمة.
هذه النسبة إلى لامش، وهي قرية من قرى فرغانة من بلاد ما وراء النهر، والمشهور بهذه النسبة: أبو علي الحسين بن علي بن أبي القاسم اللامشي.
إمام فاضل مناظر، وله الباع الطويل فيه، وكان يدخل على الملوك ويقول الحق في وجوههم.
تفقه على السيد أبي شجاع العلوي، وسمع الحديث من القاضي أبي محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار الحافظ، والقاضي أبي بكر محمد بن الحسن بن منصور النسفي، والقاضي أبي علي الحسن بن عبد الملك النسفي وأبي ناصر أحمد بن عبد الرحمن الرنعدموني وطبقتهم.
ورد مرو رسولا من جهة الخاقان محمد بن سليمان إلى الامام المسترشد بالله، فأحضرت مجلسه وسمعت منه نسخة دينار بن عبد الله عن أنس رضي الله عنه، ولم يحصل لي عنه إلا ذلك الجزء، فكان ذلك في سنة ست عشرة وخمسمئة، وتوفي بسمرقند في شهر رمضان سنة اثنتين وعشرين وخمسمئة ودفن بمقبرة رأس قنطرة غانفر عند فارس البغدادي وزرت قبره غير مرة.(5/671)
باب اللام ألف والنون اللاني: بتشديد اللام ألف وبعدها النون.
هذه النسبة إلى لاني، وهو بطن من فزارة، وهو لاني بن عصيم بن شمخ بن فزارة، قاله ابن حبيب، وقال: مخاشن بن لاني (1).
__________
(1) قال ابن الاثير معقبا: " قلت: قول السمعاني: لاني بالنون، غلط، ولولا أنه ضبطه في هذه الترجمة لقلت إنه غلط من الناسخ، وإنما الترجمة تدل على أنه من المصنف.
وإنما هو لاي بلام وهمزة وياء تحتها نقطتان لا غير، ليس فيها نون.
قال ابن الكلبي: ولد شمخ بن فزارة هلالا وعصيما ولايا، ثم قال: فولد عصيم بن شمخ لايا، وأمه جهينة، فولد لاي خشينا وهو
ذو الرأسين وأخشن ومخاشن وخشانا ومخدشا، فمخاشن هذا هو الذي ذكره السمعاني.
وقال الامير أبو نصر: باب لاي ولابي ولاني، ثم قال: أما لاي بفتح اللام وسكون الهمزة وهو لاي بن عصيم بن فزارة.
وأما لابي بعد اللام المفتوحة ألف ثم باء موحدة ثم ياء معجمة باثنتين، فذكره.
وأما لاني مثل ما قبله سواء إلا أنه بنون فهو أبو عبد الله اللاني، فلو أن الاول بالنون لم يكن لقوله في هذه الترجمة: وأما لاني بالنون وهو أبو عبد الله فائدة، فهذا يدل على أنه لاي بغير نون والله أعلم ".
[ * ](5/672)
باب اللام وألف والهاء اللاهزي: باللام ألف والهاء المكسورة وفي آخرها الزاي.
هذه النسبة إلى لاهز بن قريط بن أبي رمثة ختن سليمان بن كثير الخزاعي، وهو من النقباء الاثنى عشر للدولة الهاشمية بمرو، وله بها عقب منهم علي بن جعفر بن محمد بن علي اللاهزي، وله أعقاب إلى اليوم وخطتهم كلهم قرية شوال (1)، وقد ذكرتهم في " تاريخ مرو "، والمقصود معرفة النسبة.
__________
(1) بلفظ اسم الشهر الذي بعد رمضان، قرية من مرو.
" معجم البلدان ": 3 / 370.
[ * ](5/673)
حرف الياء باب الياء والالف اليابسي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وكسر الباء الموحدة وفي آخرها السين المهملة.
هذه النسبة إلى أبي اليابسي، وهو أبو الحسين زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك بن فلفل بن دينار اليابسي البيع العامري الكوفي، المعروف بابن أبي اليابس، كان من أهل الكوفة، وكان صدوقا.
حدث عن إبراهيم بن عبد الله العبسي القصار، وداود بن يحيى الدهقان والحسين بن الحكم الحبري، وأحمد بن موسى الحمار.
روى عنه محمد بن المظفر، وأبو حفص بن شاهين، وأبو القاسم بن الثلاج، وأبو الحسن بن رزقويه.
قال محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ: سنة إحدى وأربعين وثلاثمئة: فيها مات زيد بن محمد
العامري المعروف بابن أبي اليابس البيع، لخمس بقين من ذي القعدة، وكان شيخا صالحا صدوقا وأقام ببغداد سنين، وحدث، ثم قدم إلى الكوفة، وكان قد اختلط عقله آخر عمره ووسوس.
كتبت عنه شيئا يسيرا.
وأما أبو علي إدريس بن اليمان الاندلسي اليابسي، قال الامير بن ماكولا: هذه النسبة إلى يابسة، وهي جزيرة من جزائر الاندلس من شرقيها.
أديب شاعر متقدم، مناظر بالقسطلي.
ذكره أبو عامر بن شهيد فنسبه إلى بلده، بقي إلى قبل سنة أربعين وأربعمئة.
ووادي اليابس موضع بالشام منسوب إلى رجل اسمه اليابس، وقيل يخرج السقباني من وادي اليابس.
الياركثي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الراء وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى ياركث كان يسكن محلة من سرقند يقال لها: ورسنين، وياركث التي هو منها من قرى أسروشنة ثم حولت إلى سمرقند، ثم حول إلى أسروشنة والمشهور منها: أبو سعيد أحيد بن الحكم بن خداش بن عرفج الياركثي المعلم.
يروي عن موسى بن هارون، وحماد بن أحمد السلمي، وعبد الله بن سهل الورسنيني وإبراهيم بن نصر بن(5/674)
الكبوذنجكثي.
روى عنه أبو نصر أحمد بن محمد بن منصور المزاحمي، والحسن بن محمد بن الحسن بن سهل الفارسي وغيرهما.
وأبو الفضل محمد بن محمد بن الفضل الياركثي، ورد سمرقند وأقام بها.
حدث عن الحسين بن الكاشفري.
روى عنه عمر بن محمد بن أحمد النسفي.
والفقيه المقرئ أبو بكر محمد بن الحسن بن جعفر بن علي بن أحمد بن المظفر بن عمر بن الحسين بن أبي بكر بن عبد الجليل بن أحمد الياركثي.
قال عمر بن محمد بن أحمد النسفي والد صاحبنا المستملي محمد بن محمد بن الحسن الياركثي.
قال: اقام بسمرقند
وتلمذ بنى يدي القاضي الامام محمد بن أحمد الخفاف، وسمع الاخبار من الامام الخطيب أبي بكر بن حمزة المديني، ومن القاضي أبي علي الحسن بن محمد بن جعفر الفقاعي ولد في سنة سبع وأربعين وأربعمئة، وتوفي ليلة العشرين من شوال سنة عشرين وخمسمئة ودفن بمقبرة جاكرديزة.
الياسري: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وكسر السين المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى ياسر والد عمار بن ياسر رضي الله عنه، والمشهور بهذه النسبة: أبو عمرو عثمان بن شعبان الياسري القرطي، من أهل مصر، حدث عن عبد الرحمن بن معاوية العتبي، ومحمد بن جعفر بن الامام.
روى عنه أبو محمد عبد الرحمن بن عمر المصري البزاز.
وببغداد قرية يقال لها: الياسرية دخلتها غير مرة والنسبة إليها ياسري.
وأبو منصور نصر بن الحكم بن زياد الياسري البغدادي منها.
حدث عن هشيم بن بشير، وداود بن الزبرقان، وخلف بن خليفة، والسكن بن إسماعيل.
روى عنه الحسن بن علويه القطان، وأحمد بن علي الابار، وإسحاق بن سنين الختلي وغيرهم.
اليافعي: بالياء المعجمة بنقطتين من تحتها والفاء المكسورة والعين المهملة.
هذه النسبة إلى يافع وهو (...) (1) منها: أبو يزيد أنيس بن عمران اليافعي، مصري، يروي المقاطيع عن روح بن الحارث بن حنش الصنعاني.
روى عنه أبو عبد الرحمن المقرئ، وموسى بن إسماعيل التبوذكي.
قال
__________
(1) ومكانه في " اللباب ": وهو يافع بن يزيد بن مالك بن زيد بن رعين، بطن من حمير ثم رعين، وهم بمصر.
[ * ](5/675)
أبو حاتم الرازي: أنيس بن عمران شيخ.
وقال أبو حاتم بن حبان: أنيس بن عمران يروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
روى عنه عبد الله بن يزيد المقرئ.
وعمرو بن شعواء اليافعي، يقال: إنه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مصر.
يروي عن أبي ذر الغفاري.
روى عنه أبو معشر الحميري، وسليمان بن زياد الحضرمي.
قاله ابن يونس.
وراشد بن جندل اليافعي.
يروي عن حبيب بن أوس الثقفي.
روى عنه يزيد بن أبي حبيب.
وعبد الله بن سعيد بن أبي الصعبة اليافعي.
يروي عن عبد الجليل بن حميد.
روى عنه ابن وهب.
وعبد الله بن موهب بن الاصرم اليافعي.
روى عنه نضلة بن كليب بن صبح اليافعي.
ومحمد بن عمرو اليافعي.
يروي عن ابن جريج.
روى عنه ابن وهب.
وسليمان بن إبراهيم اليافعي الاسكندراني أبو الربيع يروي عن ليث بن سعد، وضمام بن إسماعيل، والثوري.
حدث عنه سعيد بن عفير، ويونس بن عبد الاعلى.
ونضلة بن كليب اليافعي.
حدث عن عبد الله بن موهب اليافعي.
وعبد الله بن الصيقل اليافعي أبو سهل روى عنه ابنه سهل، وروى عنه ابنه سهل ضمام بن إسماعيل.
قاله ابن يونس.
وعبد الواحد اليافعي غير منسوب.
روى عنه أبو هانئ الخولاني قوله.
قاله ابن يونس.
اليافوني: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الفاء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى يافا وهي من بلاد ساحل الشام، والمشهور بالنسبة إليها: محمد بن عبد الله بن عمير اليافوني.
حدث ببلده يافا عن عمران بن هارون الرملي.
روى عنه أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وسمع منه بيافا.
وأبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن خنيس اليافوني، كان إمام الجامع بيافا.
يروي عن أبي عبد الله محمد بن حماد الطهراني روى عنه أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الغساني، وذكر أنه سمع منه بيافا.(5/676)
الياقوتي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم القاف وفي آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين.
هذه النسبة إلى بيع الياقوت، وهو شئ من الجواهر وعرف بها أبو محمد الياقوتي.
أخبرنا أبو الحسن الازجي ببغداد إجازة، أخبرنا أبو بكر الخطيب كتابة حدثني محمد بن علي الصوري، سمعت إبراهيم بن جعفر بن أبي الكرام البزاز بمصر يقول: سمعت أبا محمد الياقوتي يقول: رأيت الحلاج عند الجسر وهو على بقرة ووجهه إلى عجزها، فسمعته يقول: ما أنا بالحلاج ألقى علي شبهه وغاب، فلما أدني إلى الخشبة ليصلب عليها سمعته يقول: يا معين الضنا علي * أعني على الضنا وأبو الفضل مسعود بن علي بن عبد الرحيم الياقوتي، شيخ مقارب، ليس بذاك، سمع صحيح البجيري عن أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي، كتبت عنه ببلدة نسف.
الياموري: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وضم الميم بعد الالف وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى يامور، وظني أنها من قرى الانبار، والمشهور بهذه النسبة: أبو الحسن أحمد بن محمد بن إسحاق بن هشام التنوخي البزاز الانباري المعروف بالياموري، سكن بغداد عند مسجد الانباريين ببركة زلزل، وحدث عن يوسف بن يعقوب القاضي، ويحيى بن محمد بن البختري الحنائي، وجعفر بن محمد الفريابي، وقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله بن محمد بن ناجية وغيرهم.
وكان حافظا للقرآن، قرأ على أبي العباس أحمد بن سهل الاشناني بحرف عاصم من طريق حفص عنه.
روى عنه الامام أبو الحسن الدار قطني، وقال: الياموري ثقة صدوق، كثير الحديث، واسع الكتابة، إلا أنه لم يكثر ما حدث به لانه كان في وقته شيوخ كثيرون أعلى إسنادا منه، وإنما كان يكتب عنه نفر معدودون، وقال لي: إنه ولد في سنة أربع وثمانين ومئتين بالانبار.
قال: ومات ببغداد في سنة أربع وخمسين أو خمس وخمسين شك الدار قطني.
وقال ابن أبي الفوارس: توفي
في شعبان سنة أربع وخمسين وثلاثمئة.
اليامي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها الميم.
هذه النسبة إلى يام، وهو بطن من همدان، والمشهور بالانتساب إليها: الحارث بن عبد الكريم اليامي، والد زبيد.
يروي عن علي مرسلا.
روى عنه ابنه.
وابنه أبو عبد الرحمن زبيد بن الحارث بن عبد الكريم اليامي الكوفي.
حدث عن(5/677)
أبي وائل شقيق بن سلمة، ومرة بن شراحيل، وإبراهيم النخعي، وغيرهم من التابعين.
روى عنه ابناه عبد الرحمن وعبد الله، وعمرو بن قيس الملائي، ومنصور بن المعتمر، والاعمش، ومسعر، والثوري، وشعبة.
وزبيد بن عبد الرحمن بن زبيد اليامي.
يروي عن أبيه، حديثه عند الكوفيين.
وأبو جعفر أحمد بن بديل بن قريش بن الحارث اليامي من أهل الكوفة.
حدث عن أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، ووكيع، وأبي معاوية.
روى عنه محمد بن صالح بن ذريح العكبري، وعلي بن عيسى الوزير.
مات سنة ثمان وخمسين ومئتين.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن معاوية بن عبد الله اليامي الكوفي.
حدث عن مسروق بن المرزبان.
روى عنه أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن مروان الكوفي.
وطلحة بن مصرف بن كعب بن عمرو، أبو عبد الله اليامي.
سمع عبد الله بن أبي أوفى، وهزيل بن شرحبيل، وعبد الرحمن بن عوسجة.
روى عنه شعبة وجماعة غيره.
وابنه محمد بن طلحة بن مصرف اليامي.
وأبو عدي الزبير بن عدي اليامي الهمداني، كوفي، حدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وإبراهيم النخعي.
حدث عنه مالك بن مغول، والثوري، وبشر بن الحسين الاصبهاني.
يقال: مات بالري في سنة إحدى وثلاثين ومئة.
وأبو جعفر أحمد بن بديل بن قريش اليامي، يروي عن أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث وغيرهم.
روى عنه محمد بن صالح بن ذريح، ومحمد بن عبيد الله بن العلاء، وعلي بن عيسى الوزير وغيرهم.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن معاوية بن عبد الله اليامي الخطيب المعلم الكوفي.
يروي عن مسروق بن المرزبان.
روى عنه أبو عبد الله بن مروان الابزاري.
وأبو عون العلاء بن عبد الكريم اليامي.
يروي عن ابن سابط ومجاهد ومرة الهمداني.
روى عنه شريك، ووكيع، وأبو نعيم، وأثنى عليه أبو نعيم، وقال سفيان الثوري: العلاء كان مرضيا.
وقال أحمد بن حنبل: العلاء شيخ كوفي ثقة.
الياني: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى يانة،(5/678)
وهو اسم لجد المنتسب إليه، وهو أبو بكر عبد بن أبي العباس محمد بن محمود بن مجاهد بن خلف بن يانة بن كلاب المؤذن الزاهد الياني النسفي، كان من عباد الله الصالحين المجاب دعاؤهم.
يروي عن أحمد بن سيار الامام، وعيسى بن أحمد العسقلاني، وأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي، وأبي زيد الطفيل بن زيد التميمي وغيرهم.
روى عنه أبو يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي، ومحمد بن زكريا بن الحسين النسفي، ومات في سنة ست وعشرين وثلاثمئة.
وأبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمود بن مجاهد بن خلف بن يانة بن كلاب المحمودي الياني.
كان على حكومة آمل جيحون، سمع أبا عمرو سعيد بن القاسم بن العلاء البرذعي بطرز، وأبا جعفر محمد بن إبراهيم الفرجائي بسمرقند.
تفقه بسمرقند على عبد الرحمن بن القاسم القزاز، وببخارى على أبي بكر الاودني.
كنت علقت عنه أحاديث من أحاديث أبي عمرو البرذغي، هكذا قال أبو العباس المستغفري، وقال: مات في ذي الحجة سنة ست وتسعين وثلاثمئة.(5/679)
باب الياء والتاء اليتاخي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها، والتاء المخففة المنقوطة باثنتين من فوقها، وفي آخرها الخاء المنقوطة، هذه النسبة إلى يتاخ والمشهور بهذه النسبة: أحمد بن محمد بن يزيد اليتاخي الوراق.
يروي عن شبابة بن سوار، وهانئ بن يحيى، وبشر بن الحارث، وعبد الله بن الفرج القنطري.
روى عنه قاسم بن محمد الانباري، وأحمد بن محمد الجوهري، وعبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر الدمشقي، وأبو بكر الشافعي.(5/680)
باب الياء والثاء (المثلثة) اليثربي: بفتح الياء المنقوطة بنقطتين وسكون الثاء المنقوطة بثلاث وكسر الراء المهملة وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى يثرب، وهي أرض المدينة، ويثربي تشبه النسبة، وهو عميرة بن يثربي الضبي، قاضي البصرة، يروي عن أبي بن كعب رضي الله عنه.
روى عنه أنس بن سيرين وأبو حرب بن أبي الاسود.
وذكر أبو بكر الخطيب في " المؤتنف ": عمرو بن يثربي الضمري، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن ماكولا: روى عنه محارب بن دثار.
وأبو رمثة رفاعة بن يثربي التميمي، له صحبة.
وقيل: إن اسم أبي رمثة يثربي، وقيل: إن اسم أبيه عوف، والله أعلم.
اليثيعي: بضم الياء آخر الحروف وفتح الثاء المثلثة بعدهما ياء أخرى وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى اليثيع، هو بطن من الازد.
قال ابن حبيب: في الازد يثيع بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس، وفي الاشعريين يثيع بن الارغم بن الاشعر، وفي عدوان يثيع بن بكر بن يشكر بن عدوان، وفي لخم يثيع بن أزدة بن حجر بن جزيلة بن لخم.(5/681)
باب الياء والحاء (المهملة) اليحصبي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الحاء المهملة وكسر الصاد المهملة وقيل: بضم الصاد وهو أشهر، وكسر الباء المنقوطة بواحدة.
هذه النسبة إلى تحصب، وهي قبيلة من الحمير، أكثرهم نزلوا حمص، وقد قيل: إن يحصب قرية من قرى حمص، والاول أشبه، هكذا ذكره أبو نصر منصور بن محمد العراقي في كتاب " علل القراءات " وذكر بضم الصاد.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو دوس عثمان بن عبيد اليحصبي، من أهل الشام.
يروي عن شريح بن عبيد.
روى عنه أبو المغيرة وأهل الشام.
والعلاء بن عتبة اليحصبي، من أهل الشام، يروي عن خالد بن معدان، روى عنه الاوزاعي، ومعاوية بن صالح.
وأبو عائذ غفير بن معدان اليحصبي، من أهل الشام.
يروي عن خالد بن معدان وذويه وروى عنه أهل بلده حمص.
مات سنة بضع وسبعين ومئة.
وكان ممن يروي المناكير عن أقوام مشاهير، فلما كثر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره.
ويلع بن عامر اليحصبي يافع: بالياء آخر الحروف يروي عن سليمان بن موسى، وقتادة، روى عنه إسماعيل بن عياش، وبقية بن الوليد وغيرهما.
اليحمدي: بفتح الياء المنقوطة بنقطتين وسكون الهاء المهملة وفتح الميم وكسر الدال المهملة.
هذه النسبة إلى يحمد، وظني أنه بطن من الازد، والمشهور بهذه النسبة: سعيد بن حيان الازدي اليحمدي، أصله من البصرة، ولي القضاء ببلخ.
يروي عن ابن عباس وجابر بن زيد وسعيد بن جبير.
روى عنه عوف الاعرابي، وعامر الاحول.
وأبو يزيد محمد بن موسى بن عبد الرحمن بن عبد الله اليحمدي، وهو محمد بن أبي عمران أخو إسحاق بن أبي عمران الشافعي الاستراباذي وإسحاق كنيته أبو يعقوب،
ومحمد يعرف بالزاهد، كان ثقة في الحديث، يروي عن محمد بن بشار.
روى عنه أبو نعيم عبد الملك بن محمد الاستراباذي.
يحكى أن الديلم لما جاءت إلى إستراباذ أيام الحسن بن زيد العلوي باع أبو يزيد جميع أملاكه باستراباذ وانتقل إلى نيسابور، وقال: قد اختلط القوت(5/682)
واشتبه.
وكان بها إلى أن مات سنة ثلاث وسبعين ومئتين.
وأبو المنذر تميم بن حويص الازدي ثم اليحمدي الاهوازي.
يروي عن ابن عباس، وأبو زيد الانصاري.
روى عنه شعبة، ومعمر، ونوح بن قيس، أثنى عليه أبو حاتم الرازي، وقال: هو صالح.
وأبو خداش زياد بن الربيع اليحمدي، يروي عن أبي عمران الجوني، وأبي التياح، وصالح الدهان.
روى عنه أحمد بن حنبل، وإبراهيم بن موسى ونصر بن علي.
وقال أحمد بن حنبل: هو شيخ بصري ليس به بأس، من الثقات.
اليحيوي: بالحاء المهملة الساكنة بين الياءين المفتوحتين المنقوطتين بنقتطين من تحتها.
هذه النسبة إلى يحيويه، وهو اسم لجد أبي الحسين أحمد بن محمد بن يحيى بن يحيويه العدل اليحيوي، من أهل نيسابور، ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " التاريخ " وقال: أبو الحسين بن يحيويه كان من كبار مشايخنا من التجار، أقام ببغداد على تجارته سنين، ثم انصرف إلى وطنه، وكنت أرى الشيخ أبا بكر بن إسحاق يجله ويرفع محله، بلغني أنه كتب بنيسابور عن السري بن خزيمة، وبالعراق عن إسماعيل بن إسحاق القاضي وأقرانهما وقصدناه غير مرة وسألناه فلم يحدث، وتوفي يوم عاشوراء سنة أربع وثلاثمئة وأربعين، وصلى عليه أبو عمرو بن مطر.(5/683)
باب الياء والخاء (المعجمة) اليخامري: بضم الياء آخر الحروف وفتح الخاء المعجمة بعدها الالف وكسر الميم وفي
آخرها الراء.
هذه النسبة إلى يخامر، وهو اسم رجل والمشهور بهذه النسبة: أبو سعيد هشام بن منصور بن شبيب بن حبيب بن مالك بن حوذ بن كامل بن نعمان بن عبد الملك السكسكي اليخامري.
حدث عن كثير بن هشام الكلابي، ويعقوب بن محمد الزهري وأحمد بن سلمان الباهلي وكان ضريرا.
روى عنه الهيثم بن خلف الدوري، وأحمد بن محمد بن إسماعيل السوطي، ومحمد بن مخلد العطار، ومات سنة ثلاث وستين ومئتين.(5/684)
باب الياء والذال المعجمة اليذخكثي: بفتح الياء آخر الحروف وضم الذال المعجمة والخاء المعجمة الساكنة والكاف المفتوحة وفي آخرها الثاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى يدخكث، وهي قرية من قرى فراغانة منها: الاديب أبو محمد عبد الجيل بن محمد بن عبد الموجود بن نصر اليذخكثي الضحاك (1)، من خلفاء الدار الجوزجانية بسمرقند.
يروي عن أبي حفص عمر بن منصور بن خنب البزاز الحافظ.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ.
ولد يوم عرفة من سنة خمس وثلاثين وأربعمئة، وتوفي سنة ثمان وتسعين وأربعمئة.
__________
(1) في اللباب الصكاك.
[ * ](5/685)
باب الياء والراء اليربوعي: بفتح الياء المنقوطة بنقطتين من تحتها وسكون الراء وضم الباء المنقوطة بنقطة وفي آخرها العين المهملة، هذه النسبة إلى بني يربوع، وهو بطن من بني تميم.
والمشهور بهذه النسبة: مسروق بن أوس اليربوعي التميمي الحنظلي.
يروي عن عمر وأبي موسى رضي الله
عنهما.
روى عنه حميد بن هلال.
وأبو المقدام أصبغ بن علقمة بن علي بن علقمة بن شريك بن الحارث بن عاصم بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة اليربوعي، من أهل مرو، يروي عن سعيد بن المسيب، وعكرمة.
روى عنه عبد الله بن المبارك، وعيسى بن موسى.
وعامر بن حصين بن قيس اليربوعي الحنظلي، أخو زياد بن حصين.
يروي عن أبيه، عداده في أهل البصرة.
روى عنه عون الاعرابي.
وأبو عبد الله أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي، من أهل الكوفة.
يروي عن سفيان الثوري، ومالك بن مغول وغيرهما.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سمع أبي وأبا زرعة يقولان ذلك، وقالا: كتبنا عنه، قال: وسمعت أبي يقول: كان ثقة متقنا (1).
اليرغاني: بفتح الياء آخر الحروف وسكون الراء، وفتح الغين والالف بعدها وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى اسم رجل، وهو عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن يرغان اليرغاني بطرخان.
حدث عن عبد الرزاق بن همام، وهو من أهل بغداد.
روى عنه القاضي
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت " فاته النسبة إلى يرويع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوزان، منهم مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع اليربوعي النصري، كان على المشركين يوم حنين، وأسلم وله صحبة.
النصري: بالنون نسبة إلى نصر بن معاوية.
وفاته النسبة إلى يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، منهم النابغة، واسمه: زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع.
وعقيل بن علقمة بن الحارث بن معاوية بن ضباب.
والحارث بن ظالم بن جذيمة بن يربوع.
عقيل: بفتح العين.
وعلفة: بضم العين وتشديد اللام المفتوحة وبالفاء ".
[ * ](5/686)
أبو عبد الله المحاملي.
اليرموكي: بفتح الياء آخر الحروف وسكون الراء والميم المضمومة وفي آخرها
الكاف، هذه النسبة إلى يرموك وهو موضع بالشام، وغزوة اليرموك معروفة.(5/687)
باب الياء والزاي اليزداذي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفتح الدال المهملة بعدها الالف وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى يزداذ، وهذا الاسم يزداذ يعني هبة الله، وهو اسم لبعض أجداد المنتسب إليه منهم: أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى بن يزداذ الرازي اليزداذي، إبن أخي علي بن موسى القمي.
سمع عمه علي بن موسى، ومحمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وغيرهم.
ذكره أبو سعد الادريسي في تاريخه بسمرقند، وقال: سكن سمرقند سنين كثيرة، وكان على القضاء بها في عصرنا، ثم ولي ضبط خزانة والي خراسان منصور بن نوح، فتحول إلى بخارى، وله بسمرقند عقب.
كتبنا عنه ببخارى سنة سبع وخمسين وثلاثمئة ثم دخل سمرقند أظنه في سنة ستين وثلاثمئة، وكان بها أهله وداره، فكتبوا عنه بها وأنا غائب عنها، وولي قضاء فرغانة، فخرج إليها ومات بها، وحمل تابوته منها إلى سمرقند، ودفن بها في مقبرة جاكرديزة في صفر سنة إحدى وستين وثلاثمئة، وكان ثقة فاضلا، ينتحل مذهب الرأي.
وأبو بكر محمد بن زكريا بن الحسين بن يزيد بن إبراهيم بن يزداذ الحافظ الصعلوكي اليزداذي.
من أهل نسف، كان بندار شيوخ بلده وأحاديثه، عارفا لانسابهم، جامعا لعلومهم، مصنفا للابواب، فاضلا.
كانت رحلته إلى بخارى وسمرقند وبلاد السغد وكس ونواحيها، وقد غربل شيوخها غربلة، ولم يرحل إلى خراسان والعراق.
سمع أباه وإبراهيم بن معقل النسفي، وأبا عبد الله محمد بن نصر المروزي، وأبا علي صالح بن محمد الحافظ جزرة.
روى عنه جماعة كثيرة، واستملي لابي يعلي عبد المؤمن بن خلف، ومات قبله بسنتين، وكان يعتقد في أبي حاتم محمد بن حبان البستي، وكتب عنه الكثير من
مصنفاته، ومات اليزدادي قيل أبي حاتم بعشر سنين في جمادى الاولى سنة أربع وأربعين وثلاثمائة بنسف.
وأبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد الله بن يزداذ السرخسي اليزداذي المعروف بشيخ الاسلام، من أهل سرخس، خرج إلى بلاد الغربة، وحدث بما وراء النهر عن أبي عبد الله(5/688)
الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بكير البغدادي الحافظ بالاجازة.
روى عنه أبو تراب إسماعيل بن طاهر النخشبي، ومات غرة رجب سنة تسع وأربعمئة.
وأبو بكر محمد بن عبد الله بن يزداذ بن علي بن عبد الملك الرازي اليزداذي المفسر، من أهل الري، يعرف بابن الخباز، سكن بخارى ومات بها، وكتب بالري عن إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، ومحمد بن عمران بن الجنيد الصفار، وببغداد أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ومحمد بن جرير الطبري، وبالبصرة أبا يحيى زكريا بن يحيى الساجي وبالموصل أبا يعلي أحمد بن علي بن المثنى التميمي وطبقتهم، وتوفي ببخارى في صفر سنة ثلاث وخمسين وثلاثمئة، وكان مولده في سنة ثمانين ومئتين.
وأبو القاسم علي بن محمد بن أحمد بن موسى بن يزداذ الرازي اليزداذي، وهو ابن أبي عبد الله الخازن، سكن بخارى، وخرج إلى سمرقند، ومات بها.
يروي عن الاخوين أبي عبيد القاسم وأبي عبد الله الحسين ابني إسماعيل المحاملي وأبي بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري، وتوفي بسمرقند سنة ست وثمانين وثلاثمئة.
اليزدي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الزاي وفي آخرها الدال المهملة، ويزد مدينة من كور اصطخر فارس بين أصبهان وكرمان.
والمشهور بالنسبة إليها: أبو جعفر أحمد بن مهران بن خالد اليزدي، من أهل يزد، يروي عن عبيد الله بن موسى، وأبي نعيم النخعي وغيرهما من الكوفيين.
روى عنه المنكدري، وأحمد بن محمد بن المختار، ومحمد بن عبد الله الصفار، الاصبهانيان، مات سنة اثنتين وثمانين
ومئتين.
وإسحاق بن أحمد بن زيزك اليزدي، صنف المسند، وحدث عن محمد بن حميد الرازي وطبقته.
روى عنه أبو جعفر أحمد بن يعقوب الاصبهاني.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي، حدث عن محمد بن سعيد الحراني.
روى عنه أبو حازم العبدويي.
وأبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي.
سمع بنيسابور أبا علي الحافظ، وأبا بكر محمد بن الحسين القطان، وأبا العباس الاصم.
روى عنه سليمان بن إبراهيم الحافظ، وأبو الحسين الذكواني وغيرهما.
وأبو بكر أحمد بن محمد بن جعفر بن مهريار اليزدي، حدث عن أبي الشيخ عبد الله بن(5/689)
محمد بن جعفر بن حيان الاصبهاني، وأبي بكر القباب روى عنه أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ.
ومن المتأخرين الاخوان الامامان علي ومحمد ابنا أحمد بن الحسين بن محمويه اليزديان، نزلا بغداد، وكانا من الدين والعلم والورع بمكان، سمعت منهما.
وكان علي يقول: أنا وأخي نحيي الليل، أنا أطالع النصف الاول، ومحمد أخي يصلي النصف الاخير.
كتبت عنهما ببغداد.
ومن القدماء أبو محمد عبد الله بن محمد بن مهيمن اليزدي التاجر، كان من أعيان خراسان في العقل والادب والمعرفة والثروة، وحسن المروءة حتى كان في حد من يضرب به المثل في تقدمه.
وقد كان نادم الملوك والوزراء، وكان أبوه أبو عبد الله من أهل يزد من الناقلة إلى نيسابور، وولد أبو محمد هذا بنيسابور، وكتب الحديث الكثير.
سمع أبا العباس الدغولي، وأبا محمد وأبا حامد ابني الشرقي، ومكي بن عبدان وغيرهم.
ولم يحدث قط، هكذا ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في " تاريخ نيسابور " وقال: توفي في شعبان سنة ثلاث
وسبعين وثلاثمئة، وصلى عليه ابنه علي بحضرة الاشراف والقضاة والفقهاء والمشايخ إذ كان أوصى بذلك.
وأبو الحسن محمد بن أحمد بن جعفر اليزدي التاجر المطوعي، من أهل نيسابور، كان من أصحاب المروءات، والراغبين في الجهاد، الذابين عن حريم الاسلام، المتعصبين لاهل السنة، كثير الصلاة والصيام الصدوقة، ورد نيسابور في حياة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، ورآه ولم يحدث عنه تورعا.
سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن إدريس الحلبي بحلب، وأبا علي محمد بن سعيد الحافظ الحراني بالرقة، وأبا إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم القطان بنيسابور وغيرهم.
روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ، وذكره في " التاريخ " فقال: أبو الحسن اليزدي كان سمع بأصبهان في صباه من جماعة، فحدثني أنه لم يصل إلى سماعاته منهم، وذهبت سماعاته بأصبهان، وسمع بالشام، وخرج من نيسابور بعسكر كثير إلى غزاة قاليقلا سنة أربع وخمسين وثلاثمئة.
فسمعت أبا الحسن علي بن محمد الوراق يقول: خرجنا مع أبي الحسن اليزدي من طرسوس ونحن متوجهون إلى غزاة الروم، فلما توجهنا للقتال كان شعارنا يزديا منصور.
قال الحاكم: وسمعته يقول: دفعنا في حرب الروم عند متوجهنا إلى الغزو إلى أمر عظيم، وذاك أن الغسانيين صلن في مضيق وأخذ العدو علينا الطريق، فذكرت حديث الغار، قلت: اللهم إن كنت تعلم أني خلفت أسبابا كنت(5/690)
أغنيتني بها عن السعي في طلب الرزق، وقد توجهت إلى هذا الوجه طلبا لغزو الاسلام فأنقذني اليوم، فأخرجني الله من أيديهم بعد أن كنت أيست من روحي، واستنقذ معي جماعة من المسلمين الذين كانوا ساروا تحت رايتي.
هذا أو نحوه فإنه حدثني ونحن بنسا بحديث أطول من هذا قال: ومات بنيسابور في الثاني من المحرم سنة ثلاث وسبعين وثلاثمئة، ودفن في القبة التي بناها لنفسه في حياته، وتوفي وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
وأبو محمد جعفر بن محمد بن جعفر اليزدي.
سمع حاجب بن أركين الفرغاني
الدمشقي.
روى عنه أبو بكر أحمد بن موسى الحافظ، وتوفي سنة ست وستين وثلاثمئة.
اليزني: بفتح الياء المنقوطة من تحتها بنقطتين والزاي مفتوحة بعدها نون، فهذه النسبة إلى يزن، وهو بطن من حمير أظنه من الكلاع.
والمشهور بهذه النسبة: أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، من أهل مصر.
يروي عن عبد الله بن عمرو، وأبيه عمرو بن العاص، وعقبة بن عامر، وأبي أيوب الانصاري، وأبي بصرة الغفاري، ومالك بن هبيرة، وديلم الجيشاني وغيرهم.
روى عنه عبد الرحمن بن شماسة ويزيد بن أبي حبيب، وجعفر بن ربيعة، وعبد الله بن هبيرة، وعبد الله بن أبي جعفر، وعياش بن عياش، وكعب بن علقمة، وكان مفتي أهل مصر في أيامه، وكان عبد العزيز بن مروان يحضر مجلسه، وتوفي سنة تسعين بمصر.
قال عبد الله الرحمن بن أبي حاتم: مرثد ابن عبد الله اليزني أبو الخير المهدي من حمير.
روى عن عقبة بن عامر، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
روى عنه يزيد بن أبي حبيب، وعبد الرحمن بن شماسة.
ويزيد بن خمير اليزني، من أهل الشام ومن التابعين.
يروي عن عوف بن مالك، وكعب، وعبد الرحمن بن شبل، وروى عنه خالد بن معدان، ويسر بن عبيد الله الحضرمي، وفضيل بن فضالة.
وأبو تقي هشام بن عبد الملك الحمصي اليزني، من أهل حمص.
روى عن مروان بن معاوية الفزاري، وأبي حميد المقرئ، وبقية بن الوليد، وسويد بن عبد العزيز، وسعيد بن مسلمة بن هشام، ومعاوية بن حفص.
روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وكان من الثقات الصادقين.
وقال أبو حاتم الرازي: أبو تقي كان متقنا في الحديث.
اليزيدي: بفتح الياء المنقوطة من تحتها باثنتين والزاي المكسورة بين الياءين وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى يزيد، وهو اسم رجل في أجداد المنتسب إليه وفيهم كثرة.
فأما أبو محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي العدوي، هو مولى لبني عدي بن عبد مناة من(5/691)
الرباب.
سمع أبا عمرو بن العلاء، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج وغيرهما، وإنما لقب باليزيدي لانه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور الحميري خال المهدي أمير المؤمنين يؤدب ولده فعرف به، فنسب إليه.
كان أحد القراء الفصحاء، عالما بلغات العرب، وله كتاب " النوادر " في اللغة على مثال كتاب " النوادر " للاصمعي.
كان أبو عمرو بن العلاء يدنيه ويميل إليه لذكائه، وكان صحيح الرواية، صدوق اللهجة، وألف من الكتب كتاب " النوادر " وكتاب " المقصور والممدود "، وكتاب " مختصر النحو "، وكتاب " النقط والشكل " وكان يجلس في أيام الرشيد مع الكسائي ببغداد في مسجد واحد يقرئان الناس، فكان الكسائي يؤدب الامين، واليزيدي يؤدب المأمون.
وتوفي في سنة اثنتين ومئتين.
وابنه أبو عبد الله محمد بن أبي محمد اليزيدي العدوي، من أهل البصرة، سكن بغداد، وكان من أهل الادب والعلم بالقرآن واللغة، شاعر مجيد، مدح الرشيد والمأمون والفضل بن سهل ذو الرياستين ولم يزل فيما مضى ببغداد له عقب منهم عبيد الله بن محمد راوي قراءة أبي عمرو بن العلاء عن عمه إبراهيم بن يحيى اليزيدي، وعن أخيه أبي جعفر أحمد بن محمد اليزيدي كليهما عن أبي محمد يحيى بن المبارك، وآخر من روى العلم ببغداد من اليزيديين محمد بن العباس اليزيدي، وخرج أبو عبد الله محمد هذا مع المعتصم إلى مصر فمات بها.
وأبو القاسم عبيد الله بن محمد بن يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف بابن اليزيدي، سمع محمد بن منصور الطوسي وعبد الرحمن بن اخي الاصمعي.
روى عن عمه إبراهيم بن يحيى، وأخيه أحمد بن محمد عن جده أبي محمد اليزيدي عن أبي عمرو بن العلاء حروفه في القرآن.
حدث عنه بن أخيه محمد بن العباس اليزيدي، وأحمد بن عثمان الادمي وغيرهما، وكان ثقة، ومات في المحرم سنة أربع وثمانين ومئتين.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف بابن اليزيدي، بصري سكن بغداد، وكان ذا قدر وفضل وحظ وافر من الادب، سمع من
أبي زيد الانصاري، وأبي سيعد الاصمعي، وله كتاب مصنف يفتخر به اليزيديون، وهو " ما اتفق لفظه واختلف معناه " نحو من سبعمئة ورقة، رواه عنه ابن أخيه عبيد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي.
وذكر إبراهيم أنه بدأ بعمل ذلك الكتاب وهو بن سبع عشرة سنة، ولم يزل يعمله إلى أن أتت عليه ستون سنة.
وله كتاب " مصادر القرآن " وكتاب في بناء الكعبة وأخبارها.
وكان شاعرا مجيدا.(5/692)
وأبو علي إسماعيل بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة اليزيدي، أخو محمد وإبراهيم، كان أديبا راوية عن أبي العتاهية، ومحمد بن سلام الجمحي وغيرهما.
وكان شاعرا وله كتاب لطيف صنفه في طبقات الشعراء.
روى عنه محمد بن عبد الملك التاريخي، ومحمد بن القاسم بن مهرويسه.
وأبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي.
حدث عن عمه عبيد الله، وعن أبي الفضل الرياشي، وأبي العباس ثعلب وغيرهم.
وكان راوية للاخبار والآداب، مصدقا في حديثه.
روى عنه أبو بكر الصولي، وجعفر بن محمد بن الحكم المؤدب، وعمر بن محمد بن سيف.
ومات في جمادي الآخرة سنة عشرة وثلاثمئة، وكان قد بلغ اثنتين وثمانين سنة وثلاثة اشهر.
وأبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي محمد يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي، المعروف بابن اليزيدي، كان أديبا عالما عارفا بالنحو واللغة.
أخذ عن يحيى بن زياد الفراء وغيره، وصنف كتابا في " غريب القرآن " وكتابا في النحو مختصرا، وكتاب " الوقف والابتداء " وكتاب " إقامة اللسان على صواب المنطق ".
روى عنه ابن أخيه الفضل بن محمد اليزيدي، وكان ثعلب يقول: ما رأيت في أصحاب الغراء أعلم من عبد الله بن أبي محمد اليزيدي وهو أبو عبد الرحمن وخاصة في القرآن ومسائله.
وجماعة كثيرة لقيتهم بالعراق في جبال حلوان ونواحيها من اليزيدية، وهم يتزهدون في
القرى التي في تلك الجبال ويأكلون الحلال، وقلما يخالطون الناس، ويعتقدون في يزيد بن معاوية الامامة وكونه على الحق.
ورأيت جماعة منهم في جامع المرج منصرفي من العراق يوم الجمعة وكان قد حضروا الجامع للصلاة.
وسمعت أن الاديب الحسن بن بندار البروجردي وكان فاضلا مسفارا نزل عليهم مجتازا، ودخل مسجدا لهم، فسأله واحد من اليزيدية: ما قولك في يزيد ؟ فقال: أيش أقول لمن ذكره الله تعالى في كتابه في عدة مواضع حيث قال: " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال: " ويزيد الله الذين اهتدوا هدى " قال: فأكرموني وقدموا إلي الطعام الكثير.
وفرقة من الخوارج يقال لهم الزيدية، وهم أصحاب يزيد بن أنيسة الذي قال بتولي المحكمة الاولى قبل نافع، وتبرأ ممن بعدهم إلا الاباضية، وزعم يزيد بن أنيسة أن الله عز وجل سيبعث رسولا من العجم، وينزل عليه كتابا قد كتب في السماء، وينزل عليه جملة واحدة، ويترك شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، وتكون ملته الصابئة المذكورة في القرآن وهؤلاء من أكفر(5/693)
أصناف الخوارج.
وأما أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد اليزيدي الاندلسي الحافظ، المعروف بابن حزم، قيل له اليزيدي لان جده الاعلى كان من موالي يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنهما.
وأبو محمد كان من أفضل أهل عصره بالاندلس وبلاد المغرب، صاحب التصانيف والكتب المفيدة وكان حافظا في الحديث، وكان يميل إلى مذهب أصحاب الظاهر على ما سمعت.
سمع جماعة كثيرة من أهل الاندلس.
ووقع حديثه وتصانيفه بالعراق وخراسان بسبب أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي الحافظ، فإنه حدث عنه ونقلها منه.
وكانت وفاته قبل سنة خمسين وأربعمئة إن شاء الله تعالى.(5/694)
باب الياء والسين (المهملة)
اليسارغي: بفتح الياء آخر الحروف والسين المهملة والراء بعد الالف وفي آخرها الغين المعجمة.
هذه النسبة إلى يسارغ، وهو ابن يهودا بن يعقوب النبي صلى الله عليه وسلم.
والمنتسب إليه: أبو عبد الله محمد بن حنيف بن جعفر بن زين اليسارغي، من قرية بمجكث من أعمال بخارى.
روى عن بحير بن النضر، وأبي عبد الله بن أبي حفص، وأبي طاهر أسباط بن اليسع، ومحمد بن وضاح، ويعقوب بن معبد وغيرهم.
روى عنه أبو نصر الباهلي.
اليساري: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين المهملة وفي آخرها الراء.
هذه النسبة إلى يسار، ونزلت مع جماعة من العرب في بادية السماوة على جماعة من العرب يقال لهم آل يسار، ولعل النسبة إليهم.
والمشهور بالانتساب إليها: من اسمه يسار وغيره سليمان بن اليساري الحجازي.
حدث عن عبد الله بن عمران بن أبي فروة.
روى عنه الزبير بن بكار.
وأبو مصعب مطرف بن عبد الله بن سليمان بن يسار المديني، لعله نسب إلى جده الاعلى وهو من موالي ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
حدث عن مالك بن أنس.
روى عنه محمد بن يحيى الذهلي.
هكذا في كتاب " المؤتنف " للخطيب، وفي كتاب " الاكمال " لابن ماكولا: قطرب بن عبد الله بالقاف.
وسليمان بن محمد بن سليمان بن موسى بن عبد الله بن يسار الاسلمي اليساري المديني الجاري (1)، سكن الجار، من أهل المدينة وهو بن عم مطرف بن عبد الله.
روى عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وإسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، ومالك بن أنس، وابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن أبي حازم، ونافع بن أبي نعيم.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي، وسئل أبي عنه، فقال: صدوق.
اليسيركثي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين المهملة بين الياءين وبعدها
__________
(1) تقدمت ترجمته في (الجاري): 3 / 161.
والجار بليدة على الساحل بقرب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ * ](5/695)
الراء الساكنة وفتح الكاف وفي آخرها الثاء المثلثة.
هذه النسبة إلى يسيركث، وهي قرية من قرى سمرقند على فرسخ منها.
كان من هذه القرية عصام بن الفتح اليسيركثي.
كان كتب الكثير عن أحمد بن نصر بن عبد الملك العتكي، وعبد الله بن عبد الرحمن الدار لي.
روى عنه أبو عبيدة محمد بن أبي الليث عبيد الله بن سريج البخاري، وأبو سلمة أحمد بن حامد بن أحمد السني.
قال أبو سعد الادريسي الحافظ: حدثني عنه أبو سلمة من أصل لم أرضه.
وأبو عبد الله محمد بن عباد بن عمرو بن عيسى اليسيركثي.
يروي عن إبراهيم بن شماس السمرقندي، والليث بن مبشر المروزي، ومحمد بن الحسن البلخي، وعبد الله بن أبي عوانة الشاشي وسعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد وغيرهم.
روى عنه عبد بن سهل الزاهد، وأبو حفص أحمد بن حاتم البخاري، وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وستين ومئتين، ودفن بسمرقند.(5/696)
باب الياء والشين اليشكري: بفتح الياء باثنتين المنقوطة من تحتها وسكون الشين المعجمة وضم الكاف وفي آخرها الراء، ينسب إلى هذه القبيلة وهي يشكر جماعة.
فأما المنتسب إليها ولاء أبو قدامة عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن برد السرخسي.
قال أبو حاتم بن حبان: أبو قدامة عنه شيوخنا: ابن خزيمة ومحمد بن إسحاق الثقفي وغيرهما، مات سنة إحدى وأربعين ومئتين، وهو الذي أظهر السنة بسرخس ودعا الناس إليها.
وأبو عمرو محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي اليشكري، واسم أبي رزمة غزوان، هو مولى بني يشكر.
يروي عن أبي أسامة، والفضل بن موسى السيناني.
روى عنه إسحاق بن إبراهيم القاضي، وعبد الله بن محمود السعدي.
وأبو عبيدة شاذ بن الفياض اليشكري، من أهل البصرة، واسمه هلال، وشاذ لقب.
يروي عن عمر بن إبراهيم والبصريين.
مات سنة خمس وعشرين ومئتين.
كان ممن يرفع الموقوفات ويقلب الاسانيد، لا يشتغل بروايته، كان محمد بن إسماعيل البخاري شديد الحمل عليه.
وأبو العلاء صاعد بن مسلم اليشكري، مولى الشعبي، من أهل الكوفة، يروي عن الشعبي.
روى عنه عيسى بن يونس.
منكر الحديث على قلة روايته، وكان يحيى بن معين شديد الحمل عليه، وقال عمرو بن علي: كان يحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي لا يحدثان عن صاعد اليشكري.
والمنتسب إلى بني يشكر ولاء يزيد بن عساء الليثي اليشكري، مولى أبي عوانة الوضاح من فوق، وهو مولى بني يشكر من أهل واسط.
يروي عن أبي إسحاق السبعي، وسماك بن حرب.
روى عنه أبو داود الطيالسي والعراقيون.
ممن ساء حفظه حتى كان يقلب الاسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الاثبات، لا يجوز الاحتجاج به.
قال يحيى بن معين: اسم أبي عوانة وضاح، وكان عبدا ليزيد بن عطاء، وحديث أبي عوانة جائز، وحديث يزيد ضعيف، وثبت أبا عوانة وأسقط مولاه يزيد بن عطاء.
وأبو بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري وقيل: الشيباني.
أصله من خوارزم(5/697)
ويقال من مرو، ويقال من الكوفة " سكن المدائن وحدث بها عن عمرو بن دينار، وعبد الله بن دينار، ومنصور بن المعتمر وعبد الله بن أبي نجيح، وأبي الزناد وغيرهم.
روى عنه شعبة، وعبد الله بن المبارك، ووكيع وشبابة بن سوار، وآدم بن أبي إياس، وعلي بن الجعد وغيرهم.
قال معاذ بن معاذ ليحيى القطان: سمعت حديث منصور، فقال: ممن سمعت ؟ قال: من ورقاء، قال: ورقاء لا يساوي شيئا.
قال إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير قال للناس: خذوه، فليس فيه عن الكلبي ولا ورقاء شئ.
وقال يحيى بن معين: ورقاء بن
عمر ثقة، وقال أبو المنذر إسماعيل بن عمر: دخلنا على ورقاء بن عمر اليشكري وهو في الموت، فجعل يهلل ويكبر ويذكر الله، وجعل الناس يدخلون عليه أرسالا، فيسلمون عليه، فيرد عليهم، فلما أكثروا التفت إلى ابنه فقال: يا بني اكفني رد السلام على هؤلاء، لا يشغلوني عن ربي عزوجل.(5/698)
باب الياء والعين (المهملة) اليعقوبي: بفتح الياء وسكون العين المهملة وضم القاف وفي آخرها الباء.
هذه النسبة إلى يعقوب، وهواسم لجد بعض المنتسبين إليه، وهو بيت مشهور بفوشنج، حدث منهم جماعة.
وأما أبو نصر محمد بن إسماعيل بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن المفلس اليعقوبي، من أهل نسف، كان من أهل العلم، سمع جده لامه أبا عثمان سعيد بن إبراهيم بن معقل، وأبا يعلي عبد المؤمن بن خلف، ومحمد بن محمود بن عنبر، وأبا بكر محمد بن زكريا بن الحسين وحبه أبا منصور يوسف بن يعقوب اليعقوبي.
روى عنه أهل بخارى وسمعوا منه " جامع " أبي عيسى الترمذي ست مرات.
روى عنه أبو العباس المستغفري، وابنه أبو ذر محمد بن جعفر بن محمد بن المعتز، وتوفي في شهر رمضان سنة تسع وثمانين وثلاثمئة، وصلى عليه الحاكم أبو أحمد القنطري.
واليعقوبي شاعر محدث.
روى عنه ميمون بن هارون بن مخلد الكاتب، عن الحسين بن الضحاك خبرا لابي نواس.
اليعمري: بفتح الياء المعجمة باثنتين من تحتها وسكون العين المهملة وفتح الميم في آخرها الراء المهملة، وهذه النسبة إلى يعمر، وهو بطن من كنانة، والمشهور بالانتساب إليها: معدان بن أبي طلحة، ويقال: طلحة اليعمري.
يروي عن أبي الدرداء، وثوبان رضي
الله عنهما.
روى عنه سالم بن أبي الجعد وأهل الشام.(5/699)
باب الياء والغين اليغلبي: بفتح الياء آخر الحروف والغين المعجمة الساكنة وبعدها اللام وفي آخرها الباء الموحدة.
هذه النسبة إلى يغلب، وهو اسم لجد جماعة نسبوا إليه، منهم: أبو محجن توبة بن النمر بن حرمل بن يغلب بن ربيعة بن نمر بن شاهبي الحضرمي اليغلبي.
من أهل مصر، جمع له القضاء والقصص بمصر، حدث عنه زياد بن عجلان، والعلاء بن كثير، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد وابن لهيعة ورجاء بن عطاء، وضمام بن إسماعيل وكان فاضلا عابدا.
هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس في " تاريخ المصريين " وقال: توفي سنة عشرين ومئة.
وعمه الحارث بن حرملة بن يغلب اليغلبي، من التابعين، يروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعبد الله بن عمرو.
روى عنه رجاء بن حيوة، وجندب بن عبد الله العدواني، وعروة بن رويم.
وقيل: هو الزهراني وليس هو عم توبة.
هكذا ذكره الدارقطني.
وأبو عقبة عياش بن عقبة بن كليب بن يغلب بن كليب اليغلبي الحضرمي، من أهل مصر أيضا، أدرك التابعين، يروي عن يحيى بن ميمون، وموسى بن وردان.
روى عنه عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن وهب، وضمام بن إسماعيل، وزيد بن الحباب، وخالد بن حميد، ورشيد بن سعد، وروى عنه أبو عبد الرحمن بن المقرئ المكي، وقال: هو عم ابن لهيعة، ووهم في ذلك.
هكذا ذكره أبو سعيد بن يونس في " تاريخ مصر ".
اليغنوي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الغين المعجمة وفتح النون.
هذه النسبة إلى يغنى، وهي قرية من قرى نخشب، ظني أني اجتزت بها في توجهي إلى بخارى من نخشب، خرج من هذه القرية جماعة ذكرهم أبو العباس المستغفري الحافظ في
" تاريخ نسف ".
ومن جملة المنتسبين: أبو إسحاق إبراهيم بن محفوظ بن علي بن إسرافيل بن الليث اليغنوي، من أهل القرية، كان أديبا محدثا، سمع الحديث من أبي بكر محمد بن أحمد بن خنب، وأبي عبد الله محمد بن موسى بن علي بن عيسى الرازي، ومن دونهما.
ذكره أبو محمد(5/700)
عبد العزيز بن محمد بن محمد النخشبي الحافظ في " معجم شيوخه " وقال: لقيته وهو يؤدب أولاد الدهقان الربيع بن أحمد عندنا وأنا يومئذ أفهم وأقرأ على والدي رحمه الله الحديث، ولم أسمع منه شيئا وذلك في سنة عشرين وأربعمئة أو نحوها.
وأبو نصر أحمد بن نصر اليغنوي، يروي عن أبي يعقوب يوسف بن معروف الاشتيخني، والليث بن نصر الكاجري وغيرهما، وكان عبدا صالحا، زاهدا، عابدا، مات ليلة الجمعة لست خلون من شهر ربيع الاول لسنة أربعمئة.
روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ.
والشيخ الاديب أبو محمد عبد الرحيم بن علي بن نيازي بن علي بن النعمان اليغنوي النسفي، كان أديبا سديدا، سمع السيد أبا الحسن محمد بن محمد بن زيد الحسني العلوي، من أهل يغنى توطن سمرقند، وروى لي عنه الامام أبو شجاع بن محمد بن عبد الله البسطامي إن شاء الله، وتوفي يوم الثلاثاء النصف من شهر ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمئة، ودفن بجاكرديزة.
والامام أبو بكر محمد بن أحمد بن تمام اليغنوي النسفي، يروي عن أبي علي الحسن بن الحمادي النسفي.
روى عنه أبو حفص عمر بن محمد بن أحمد النسفي الحافظ، وكانت ولادته بعد سنة ثلاث وثلاثين وأربعمئة، ووفاته بعد سنة أربع وتسعين وأربعمئة ببخارى.(5/701)
باب الياء والفاء اليفتلي: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الفاء وفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وبعدها لام.
هذه النسبة إلى بلد من أواخر طخارستان يقال له: يفتل، والمشهور بالنسبة إليه: أبو نصر بن أبي الفتح اليفتلي، أمير بخراسان، له ذكر في أخبارها وفي الحرب التي كانت بينه وبين قراتكين بنواحي بلخ، أسر مرداويز، وذكره السلامي في " تاريخه ".
هكذا ذكره ابن ماكولا.
اليفرني: بفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وضم الفاء وفتح الراء وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى يفرن، وهي قبيلة من البربر ببلاد المغرب، والمشهور بهذه النسبة: عبد الرحمن بن عطاف اليفرني البربري، قال ابن ماكولا: هو من قبيلة منهم يقال لها يفرن، وربما قيل فيها: أفرن، استخلفه يحيى بن علي العلوي الحسني الملقب بالمعتلي أيام غلبته على قرطبة وتسميه بالخلافة، فأقاظ بها أميرا سنة ست عشرة أو سبع عشرة وأربعمئة.(5/702)
باب الياء والقاف اليقطيني: بفتح الياء المنقوطة باثنتين وسكون القاف وكسر الطاء المهملة بعدها ياء أخرى وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى يقطين، وهو اسم لبعض أجداد أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن علي بن يقطين بن موسى بن عبد الرحمن البزاز اليقطيني سمع الفضل بن موسى البصري مولى بني هاشم.
روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبيد بن يقطين بن موسى بن عبد الرحيم اليقطيني الاسدي المقرئ البغدادي، نزل مكة.
وذكر أبو الفتح بن مسرور: أنه قدم عليهم
مصر، وحدثهم بها عن أحمد بن بنت الحسن بن عيسى الماسرجي، قال: وتوفي بمكة في سنة خمسين وثلاثمئة، وكان ثقة.
وأبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن عيسى بن يقطين البزاز اليقطيني.
من أهل بغداد، كان فهما ذكيا، ثقة صدوقا، له رحلة في طلب الحديث، سمع أبا خليفة القاضي، والحسين بن عمر بن أبي الاحوص، وأبا يعلى أحمد بن علي الموصلي، وأبا بكر محمد بن محمد الباغندي، وأبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي ومن في طبقتم، وكان قد سافر وكتب بالجزيرة والشام وغيرهما من البلدان فأكثر.
روى عنه أبو نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني، وعلي بن محمد بن عبد الله الحذاء، وأبو علي بن دوما النعالي و عبد الله بن أبي الحسين بن بشران، وعلي بن عبد العزيز الطاهري وغيرهم.
وقال أبو الحسن بن الفرات: كان اليقطيني جميل الامر في الحديث، ثقة، وانتقى عليه من الحفاظ عمر البصري، وابن مظفر، والدار قطني، قال أبو بكر البرقاني: كان اليقطيني حسن الحديث ولم أرزق أن أسمع منه إلا شيئا يسيرا، فقلت له: أكان ثقة ؟ قال: نعم، وتوفي في شهر ربيع الاول سنة سبع وستين وثلاثمئة ببغداد.(5/703)
باب الياء والميم اليمابرتي: بفتح الياء آخر الحروف والميم والباء الموحدة وسكون الراء بعدها التاء ثالث الحروف.
هذه النسبة إلى يمابرت، وهي إحدى المحال الكبيرة بأصبهان، بها سوق قائمة كبيرة، ويقال لها يمافرت بالفاء غير الخالصة.
كتبت بها عن جماعة منها: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم اليمابرتي، من أهل أصبهان له رحلة إلى العراق، سمع أبا القاسم عبد الله بن محمد البغوي، وأبا بكر عبد الله بن أبي داود السجستاني، وأبا بكر محمد بن أحمد القاضي البوراني وغيرهم.
روى عنه ابو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ.
وأبو العباس الخليل بن محمد اليمابرتي، كان يسكن محلة يمافرت، يروي عن روح بن عبادة، وعبد العزيز أبان وغيرهما.
روى عنه عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس.
اليمامي: بفتح الياء المعجمة بنقطتين من تحتها والميمين بينهما ألف.
هذه النسبة إلى اليمامة وهي بلدة من بلاد العوالي مشهورة، وأكثر من نزل بها بنو حنيفة، وكان مسيلمة الكذاب المتنبئ منها خرج، وبها قتل زمن أبي بكر رضي الله عنه.
والمشهور بالانتساب إليها: أبو نصر يحيى بن أبي كثير، واسمه (1) القاسم اليمامي، من أهل البصرة، سكن اليمامة، وهو مولى لطئ، كان بصريا انتقل إلى اليمامة.
روى عن أنس بن مالك مرسلا ورأى أنسا رؤية، وروى عن سليمان بن يسار، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، وعبد الله بن أبي قتادة.
روى عنه الاوزاعي، وأيوب وأبان العطار، وهشام الدستوائي، ومعمر، وحرب بن شداد، وعلي بن المبارك وهمام بن يحيى، ومعاوية بن سلام، وأيوب بن عتبة.
وكان أيوب السجستاني يقول: ما بقي على وجه الارض مثل يحيى بن أبي كثيرة.
وكان شعبة يقول: يحيى بن أبي كثير أكثر حديثا من الزهري، وأقام بالمدينة عشر سنين في طلب
__________
(1) يعني: اسم أبيه، وقد اختلف في ذلك على أقوال ذكر الذهبي منها: صالحا، ويسارا، ونشيطا.
ونقل ابن سعد في " طبقاته أن اسم أبيه دينار..فالله أعلم.
[ * ](5/704)
الحديث، وكان لا يحدث إلا عن ثقة، وكان يكتب على السماكين في البارجاه، مات سنة تسع وعشرين ومئة، وكان يدلس، فكلما روى عن أنس رضي الله عنه يدلس، لم يسمع من أنس ولا من الصحابي شيئا.
وأبو يحيى أيوب بن عتبة اليمامي، قاضي اليمامة، يروي عن يحيى بن أبي كثير وأبي كثير السحيمي، وقيس بن طلق.
روى عنه ابن المبارك، وأبو نعيم الملائي، وأبو الوليد
خلف بن الوليد وقبيصة بن عقبة، وسعيد بن سليمان، ووكيع وكان يخطئ كثيرا ويهم شديدا حتى فحش الخطأ منه.
مات سنة ستين ومئة.
وقال يحيى بن معين: أيوب بن عتبة ليس بشئ.
وقال نوبة أخرى: ليس بالقوي.
وقال أحمد بن حنبل: أيوب بن عتبة مضطرب الحديث عن يحيى بن أبي كثير، وفي غير يحيى على ذاك، وقال أبو زرعة الرازي: قال لي سليمان بن داود بن شعبة اليمامي: وقع أيوب بن عتبة إلى البصرة وليس معه كتب، فحدث من حفظه، وكان لا يحفظ، فأما حديث اليمامة فاحدث به ثمة فهو مستقيم.
قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: أيوب بن عتبة فيه لين، قدم بغداد ولم يكن معه كتبه، فكان يحدث من حفظه على التوهم فليغلط، وأما كتبه في الاصل فهي صحيحة عن يحيى بن أبي كثير.
قال لي سليمان بن شعبة هذا الكلام وكان عالما بأهل اليمامة، وقال: هو أروى الناس عن يحيى بن أبي كثير، وأصح الناس كتابا عنه، فقيل لابي عبد الله: أيزيد أحب إليك أو أيوب بن عتبة ؟ فقال: أيوب بن عتبة أعجب إلي، وهو أحب إلي من محمد بن جابر.
وسئل أبو زرعة عن أيوب بن عتبة، فقال: ضعيف.
وأبو روح غسان بن أبان بن الارقم بن كلاب الحنفي، من أهل اليمامة، يروي العجائب، يروي عن حفص بن عمر بن أبي طلحة الانصاري.
ويحيى بن شبيب اليمامي.
حدث بالبصرة، يروي عن الثوري ما لم يحدث به قط، لا يجوز الاحتجاج به بحال.
روى عنه سهل بن علي الاهوازي.
وأبو عمر حجين بن المثنى اليمامي، سكن بغداد، وحدث بها عن مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، والليث بن سعد، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وغيرهم.
روى عنه أحمد بن حنبل، وزهير بن حرب، وأحمد بن منيع، وعباس الدوري، وأحمد بن منصور الرمادي، وقال البخاري: حجين بن المثنى أبو عمر البغدادي كان قاضيا على خراسان، وأصله من اليمامة.
وقال محمد بن سعد الزهري: حجين بن المثنى(5/705)
كان أصله من أهل اليمامة، وقدم بغداد فنزلها وكان صاحب لؤلؤ وجوهر، لزم السوق ببغداد وكان ثقة، ومات ببغداد.
وأبو سهل أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي، قدم أصبهان وحدث بأحاديث مناكير عن عبد الرزاق بن همام، وبكر بن الحجاج العدني وكتب بأصبهان عن إسماعيل بن عمرو البجلي.
روى عنه إبراهيم بن محمد بن الحارث الاصبهاني.
وأبو الجمل أيوب بن محمد اليمامي العجلي.
يروي عن يحيى بن أبي كثير، وعطاء بن السائب، وقيس بن طلق.
روى عنه عبد الحميد بن جعفر، وسهل بن بكار، وأبو علي الحنفي.
وسئل يحيى بن معين عن أبي الجمل اليمامي، فقال: لا شئ، اسمه أيوب.
قال أبو حاتم الرازي: لا بأس به.
وسئل أبو زرعة عنه، فقال: منكر الحديث.
اليماني: بفتح الياء آخر الحروف والميم بعدهما الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى اليمن، والنسبة إليها: يمني ويماني، وورد في الحديث الايمان يمان، والحكمة يمانية (1).
خرج من بلادها جماعة كثيرة من أهل العلم من الصحابة والتابعين إلى زماننا.
اليمني: بفتح الياء آخر الحروف والميم وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى اليمن، وبلاد اليمن بلاد عريضة كبيرة وقد ورد في الحديث في فضائلها أحاديث عدة قد ذكرتها في النزوع إلى الاوطان وإنما قيل لها اليمن لانها يمين الارض كما أن الشام شمال الارض.
وخرج منها جماعة كثيرة من التابعين إلى زماننا هذا.
وممن نسب إليها بسبب السكنى: أبو زرعة محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن بغداد بن سهل بن إسحاق بن سعيد بن عبد الواحد المؤذن المعلم الاستراباذي اليمني، وقيل له هذا لانه سكن اليمن مدة، وتزوج، وولد له بها ابنه إبراهيم.
ويقال له العطاري لانه جاور محمد بن بندار العطار.
كتب
__________
(1) أخرجه البخاري: 6 / 387 وفي الانبياء، باب قول الله تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) وفي المغازي، باب قدوم الاشعريين، وفي بدء الخلق، باب قول الله تعالى: (وبث فيها من كل دابة) ومسلم رقم
(52) في الايمان، باب تفاضل أهل الايمان، والترمذي رقم (2244) في الفتن، باب ما جاء في الدجال لا يدخل المدينة.
ولفظ الحديث بتمامه: " أتاكم أهل اليمن أرق أفئدة، وألين قلوبا، الايمان يمان، والحكمة يمانية، ورأس الكفر قبل المشرق، والفخر والخيلاء في أصحاب الابل، والسكينة والوقار من أهل الغنم ".
وانظر " جامع الاصول ": 9 / 347.
[ * ](5/706)
الكثير، ورحل إلى خراسان وكتب بها عن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج، وبالشام عن أبي الحسن أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي، وبالجزيرة عن أبي عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، وببغداد عن أبي بكر عبد الله بن أبي داود، وأبي القاسم البغوي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وبفارس عن علي بن الحسين بن معدان وغيرهم، وكتب بمصر.
روى عنه أبو سعد الادريسي الحافظ وغيره.
اليميني: بالميم المفتوحة بين الياءين آخر الحروف أولاهما مضمومة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى يمين، وهو جد حيان بن الاعين بن يمين بن سليع الحضرمي.
حدث عن عبد الله بن عمرو حدث عنه ابنه خالد بن حيان، وعقبة بن عامر الحضرمي.
ذكر ذلك أبو سعيد بن يونس.
باب الياء والنون الينبعي: بفتح الياء آخر الحروف والنون الساكنة والباء المضمومة الموحدة وفي آخرها العين المهملة.
هذه النسبة إلى ينبع، وهي قرية بناحية المدينة، ورد ذكرها في الحديث.
منها: أبو عبد الله حرملة المدلجي الينبعي.
له صحبة.
قال ابن أبي حاتم الرازي: أبو عبد الله كان ينزل ينبع.
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
سمعت أبي يقول ذلك.(5/707)
باب الياء والواو
اليواني: بفتح الياء آخر الحروف والواو بعدهما الالف وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى يوان، وهي قرية من قرى أصبهان على بابها، وبها قبر علي بن سهل شيخ الصوفية، منها: أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحكم اليواني، من أهل أصبهان، كان ثقة، يروي عن ابن أبي غرزة، والسري بن يحيى ويحيى بن أبي طالب وغيرهم.
روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الاصبهاني الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ، وتوفي سنة اثنتين وعشرين وثلاثمئة.
وأبو عبد الله محمد بن الحسن بن عبد الله بن مصعب بن سلم بن كيسان الثقفي الاصبهاني اليواني.
يروي عن سهل بن عثمان.
روى عنه عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم الخفاف، ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل، وغيرهما.
وأبو بكر محمد بن أحمد بن المغيرة اليواني، كان من عباد الله الصالحين، سمع من المظالمي، وأبي علي بن عصام، والخشاب، وعبد الله بن جعفر.
اليوخشوني: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الخاء المنقوطة وضم السين المهملة وفي آخرها النون.
هذه النسبة إلى يوخشون، وهي قرية من قرى بخارى، هكذا ذكرها عبد العزيز بن محمد النخشبي في " مععجم شيوخه ".
والمشهور بالانتساب إلى هذه القرية: القاضي أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين اليوخشوني البخاري، ولي القضاء بالكوفة وسكنها، وكان فقيها فاضلا، شافعي المذهب، سمع أبا نصر (...) (1) المرجي صاحب أبي يعلي بالموصل، وأبا الحسن علي بن عمر القصار بالري، وأبا الفضل أحمد بن أبي عمران الهوتي بمكة، وأبا طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص ببغداد وطبقتهم.
سمع منه أبو القاسم يحيى بن علي الكشميهني الامام، وأبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي
__________
(1) بياض في إحدى النسخ.
[ * ](5/708)
الحافظ، وقال: إنه توفي في سنة سبع أو ثمان وثلاثين وأربعمئة.
وأبو بكر محمد بن حم بن ناقب الصفار اليوخسوني، يروي عن محمد بن يوسف بن مطر الفربري كتاب " الجامع الصحيح " للبخاري، وعن أبي سعيد حاتم بن أحمد بن محمود الكندي، وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمئة.
اليوذوي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفتح الذال المعجمة وبعدها الواو.
هذه النسبة إلى يوذي، وهي قرية من قرى نسف، وينسب إليها بغير الواو وبإلحاق الواو.
والمشهور بهذه النسبة: أبو مقاتل أحمد بن محمد بن حمد بن المنذر بن تميم بن سابخي بن خواجة اليوذوي، من أهل نسف، سمع أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا القاسم عبيد الله بن عبد الله السرخسي، وشيوخ بخارى.
حدث ببخارى، وعقد له مجلس الاملاء بها.
روى عنه أبو العباس المستغفري الحافظ.
ومات ببخارى في رجب سنة سبع عشرة وأربعمئة.
اليوذي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الذال المعجمة.
هذه النسبة إلى يوذى وقيل: يوذة، وقيل في النسبة إليها اليوذوي، وهي من قرى نسف من أسفلها، بلدة بما وراء النهر.
والمشهور بالانتساب إليها جماعة من القدماء والمتأخرين منهم: أبو بكر محمد بن أحمد بن أحيد النسفي اليوذوي.
روى عن داود بن أبي داود المروزي، والطفيل بن زيد التميمي.
روى عنه أحمد بن محمد بن إسماعيل شيخ غنجار.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أبي القاسم أحمد بن حفص بن عمرو بن مكرم اليوذي، شيخ زاهد، سمع أبا الحسن طاهر بن محمد بن يونس بن خيو البلخي، سمه منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ، وتوفي في شهر رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمئة.
ومنها أبو بكر محمد بن أحمد بن أحيد بن ريوة بن الخطاب بن اسم بن انم الفقيه اليوذوي، نسبة أبو الفضل أحمد بن علي السليماني يروي عن طفيل بن زيد، وداود بن
أبي داود المروزي، وكان من أفاضل العلماء روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل، وأهل بلده والغرباء، ومات لعشر خلون من رجب سنة ست وثلاثين وثلاثمئة.
وأبو مقاتل أحمد بن محمد بن حمد بن المنذر بن تميم بن سابخي بن خواجة اليوذوي، من أهل يوذى، سمع أبا سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي، وأبا القاسم(5/709)
عبيد الله بن عبد الله السرخسي وشيوخ بخارى، وعقد له مجلس الاملاء بها، ومات ببخارى في رجب سنة سبع عشرة وأربعمئة.
اليوسفي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها والسين المهملة بعد الواو وفي آخرها الفاء.
هذه النسبة إلى أبي يوسف الاسفراييني خازن دار العلم ببغداد.
نسب إليه: أبو سعيد صافي بن عبد الله اليوسفي عتيق أبي يوسف المذكور، سمع أبا الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ، وأبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون الامين، لم أدركه، وكتب لي الاجازة بجميع مسموعاته، وحدثني عنه أبو القاسم الحافظ بالشام، وأبو الحسن الشهرستاني بخراسان، وتوفي في حدود سنة ثلاثين وخمسمائة.
اليوغنكي: بضم الياء التحتانية وفتح الغين المعجمة والنون وفي آخرها الكاف.
هذه النسبة إلى يوغنك، وهي قرية من قرى سمرقند.
والمشهور بهذه النسبة: أبو حامد أحمد بن أبي أحمد اليوغنكي، من أهل سمرقند، روى عنه صاحب بن مسلم البلخي وعبد الرحيم بن حبيب البغداي، وأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق السمرقندي.
روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي.
اليوغي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي آخرها الغين المعجمة.
هذه النسبة إلى يوغة، وعرف بهذا الاسم بعض أجداد المنتسب إليه، وهو أبو الفضل عبد الواحد بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن يوغة الكرابيسي الهمذاني اليوغي، من أهل همذان، كان شيخ الصوفية، صدوقا، مكثرا من الحديث.
سمع أبا العباس أحمد بن إبراهيم بن تركان
الهمذاني، وأبا منصور محمد بن عيسى بن الصباح الصوفي، وأبا بكر محمد بن أحمد بن محمد بن حمدويه الطوسي وغيرهم، وكانت له إجازة عن أبي بكر أحمد بن علي بن لال الامام.
روى لنا عنه أبو الفرج حمد بن الحسن بن الفرج الضرير، وأبو الفخر سعد بن محمد بن عبد الواحد الصوفي، وأبو المكارم عبد الرحيم بن عبد الملك الكرابيسي، وكانت ولادته سنة تسعين وثلاثمئة.
وتوفي سلخ ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين وأربعمئة.
اليونارتي: بضم الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وسكون الواو وفتح النون وسكون الراء وفي آخرها التاء المنقوطة باثنتين من فوقها.
هذه النسبة إلى يونارت وهي قرية على باب أصبهان، والمشهور بالنسبة إليها: الحافظ أبو نصر الحسن بن محمد بن إبراهيم بن أحمد بن علي بن حيويه المقرئ اليونارتي، كان حافظا فاضلا، مكثرا من الحديث، حسن الخط، حريصا على طلب(5/710)
الحديث، سافر إلى العراق وخراسان، وبالغ في الطلب، سمع بنيسابور الحسن بن أحمد السمرقندي، وببلخ أبا القاسم أحمد بن محمد الخليلي، وجماعة كثيرة من هذه الطبقة.
لم أدركه، وتوفي قبل دخولي أصبهان.
ذكره أبو زكريا يحيى بن أبي عمرو بن مندة الحافظ في كتاب أصبهان وقال: أبو نصر اليونارتي حسن الخط، واسع الكتابة، حافظ للحديث ولاطراف من الادب والنحو، حسن الخلق، شجاع، سافر إلى بغداد وخراسان وسائر البلاد لطلب الحديث، حلو المنطق، عامة أيامه مستغرقة بكتب المصاحف والحديث، وكانت ولادته سنة ست وستين وأربعمئة، وتوفي بأصبهان في حدود سنة ثلاثين وخمسمئة، كتب لي الاجازة بجميع مسموعاته.
اليوناني: بفتح الياء آخر الحروف والمشهور بالضم بعدها الواو والالف بين النونين.
هذه النسبة إلى بني يونان.
قال هشام بن الكلبي: ومن بني يونان بن يافث بن نوح عليه السلام رومي بن لظي بن يونان بن يافث بن نوح.
ومنهم ذو القرنين، وهو هرمس
ويقال: هرديس بن فيطون بن رومي بن لنطي بن كسلوجين بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام.
وأردبيل وباجروان وروثان وديبل وبيلقان بنو أرميني بن لنطي بن يونان وفلسطين هو فلستين بن كسلوجيم بن لنطي بن يونان.
فهؤلاء الجماعة من أولاد يونان.
والمشهور على الالسنة بضم الياء.
والحكماء اليونانية منسوبة إلى هذا، والله أعلم.
اليونسي: بضم الياء المعجمة باثنتين من تحتها والنون بعد الواو وفي آخرها السين المهملة.
هذا الانتساب إلى يونس، وهو اسم رجل نسب إليه إبراهيم بن عبد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي اليونسي قاضي بلخ.
حدث عن عبد الرحمن بن مفرا، وعن عمته مؤنسة بنت موسى بن يونس.
روى عنه الحسن بن عثمان التستري.
وأما اليونسية فطائفة من غلاة الشيعة، نسبوا إلى يونس بن عبد الرحمن القمي، مولى آل يقطين، وهو الذي يزعم أن معبوده على عرشه تحمله ملائكته، وإن كان هو أقوى منهم كالكركي تحمله رجلاه وهو أقوى منهما، وقد أكفرت الامة من قال: إن الله محمول حمله العرش.
واليونسية أيضا فرقة من المرجئة ينتمون إلى يونس السمري (1)، وكان يزعم أن الايمان هو المعرفة بالله عزوجل، والخضوع له، وهو تر ك الاستكبار عليه، والمحبة له، فمن
__________
(1) " الملل والنحل ": 1 / 140، وفيه: يونس بن عون النميري.
[ * ](5/711)
اجتمعت فيه هذه الخلال فهو مؤمن.
وزعم أن إبليس كان عارفا بالله عزوجل غير أنه كفر باستكباره عليه (1).
__________
(1) قال ابن الاثير في " اللباب ": " قلت: فاته (اليوبي) بضم الياء وسكون الواو وبعده ياء ثانية تحتها نقطتان نسبة إلى أهل بيت بساوة يقال لهم: اليوبيون، منهم أبغ الفتوح نصر بن أحمد بن محمد بن اليوبي الساوي.
قال الحافظ أبو طاهر السلفي: أنشدني أبو الفتوح اليوبي قال: أنشدني الحكيم الزنجاني، وذكر شعرا ".
[ * ](5/712)
باب الياء والهاء اليهودي: بفتح الياء آخر الحروف وضم الهاء وسكون الواو وفي آخرها الدال المهملة.
هذه النسبة إلى درب ببغداد يقال لها درب اليهود، النافذ إلى قطيعة عيسى بن علي الهاشمي بالكرخ، كان في هذا الدرب جماعة من المحدثين منهم: أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى المؤدب البيع اليهودي، من درب اليهود، محلة ببغداد، سمع القاضي أبا عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي.
روى عنه أبو القاسم يوسف بن محمد المهرواني، وأبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان الدقاق، وأبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر القارئ وهو آخر من حدث عنه، وأبو علي الحسن بن يونس الاصبهاني الحافظ، وجماعة سواهم.
ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب وقال: خرجت يوما من مجلس القاضي أبي عبد الله الحسن المحاملي، فأرادني أصحاب الحديث على المضي معهم إليه، فلم أفعل لاجل الحر، وكان يوما صائغا، ولم أرزق السماع منه، وكان ثقة.
توفي في رجب سنة ثمان وأربعمئة ودفن بمقبرة باب حرب، وكان قد بلغ سبعا وثمانين سنة.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء الززان الجرجاني اليهودي، من أهل جرجان، قيل له هذا لان منزله كان بباب اليهود بإزاء أربعة آبار، ومسجده في صف الغزالين والجزارين.
يروي عن أبي الاشعث أحمد بن المقدام، ومحمد بن حميد، وأبي السائب سلم بن جنادة، وعلي بن مسلم الطوسي، وجماعة.
روى عنه الامامان أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجانيان، ومات في شهر رمضان في سنة سبع وثلاثمئة.
أثنى عليه أبو بكر الاسماعيلي وقال: صدوق.(5/713)
باب الياء مع الياء الييثعي: بالياءين آخر الحروف أولاهما مفتوحة والثانية ساكنة بعدهما الثاء المثلثة
وقال: خرجت يوما من مجلس القاضي أبي عبد الله الحسن المحاملي، فأرادني أصحاب الحديث على المضي معهم إليه، فلم أفعل لاجل الحر، وكان يوما صائغا، ولم أرزق السماع منه، وكان ثقة.
توفي في رجب سنة ثمان وأربعمئة ودفن بمقبرة باب حرب، وكان قد بلغ سبعا وثمانين سنة.
وأبو محمد أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن البراء الززان الجرجاني اليهودي، من أهل جرجان، قيل له هذا لان منزله كان بباب اليهود بإزاء أربعة آبار، ومسجده في صف الغزالين والجزارين.
يروي عن أبي الاشعث أحمد بن المقدام، ومحمد بن حميد، وأبي السائب سلم بن جنادة، وعلي بن مسلم الطوسي، وجماعة.
روى عنه الامامان أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي، وأبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجانيان، ومات في شهر رمضان في سنة سبع وثلاثمئة.
أثنى عليه أبو بكر الاسماعيلي وقال: صدوق.(5/714)
باب الياء مع الياء الييثعي: بالياءين آخر الحروف أولاهما مفتوحة والثانية ساكنة بعدهما الثاء المثلثة المكسورة وفي آخرها العين.
هذه النسبة إلى ييثع بن الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، ويقال لهم: القارة، وقد ذكرته في القاف.
وقال أبو عبيدة: أيثع بن الهون بالالف.
وقال ابن حبيب: هو ييثع مثل الاول، وهو ما قاله الزبير بن بكار في كتاب " النسب "، فقال: عضل والقارة ابنا ييثع بن الهون بن خزيمة.
وقال الكلبي: ييثع بن مليح بن الهون بن خزيمة وقال الكلبي: إنما سمي الديش بن ملم بن عائذة بن ييثع بن مليح بن الهون بن خزيمة القارة لانهم قالوا: دعونا قارة ولا تنفرونا (1).
__________
(1) من قول شاعرهم: دعونا قارة لا تنفرونا * فنجفل مثل إجفال الظليم وانظر " الاشتقاق ": 1 / 178 - 179.
[ * ](5/714)