في النسخ وقد نسي هنا اصطلاحه وهي كورة من كور حمص وهي من بناء الاسكندر الرومي قال أبو العلاء المعري : * ولو لاك لم تسلم أفامية الردى * ( وفامية بالعراق ) بناحية فم الصلح وقيل هي لغة في أفامية هكذا يسميها بعضهم قاله ياقوت ( وفامين ببخارا ) منها أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الفاميين عن محمد بن يحيى الذهلي ( والفومة بالضم السنبلة ) عن ابن دريد قال غيره بلغة أزد السراة وأنشد : وقال رئيسهم لما أتانا * بكفه فومة أو فومتان والهاء في قوله بكفه غير مشبعة ( و ) الفومية أيضا ( ما تحمله بين إصبعك و ) يقال ( قطعه فوما ) فوما كصرد أي قطعا قطعا ( كفؤم ) بالهمز وقد تقدم * ومما يستدرك عليه يقال فوموا لنا أي اختبزوا لنا والفامي السكري قال الازهري ما أراده عربيا محضا والفامي البقال ( فهمه كفرح فهما ) بالفتح ( ويحرك وهي أفصح وفهامة ) وهذه عن سيبويه ( ويكسر وفهامية ) كعلانية أي ( علمه وعرفه بالقلب ) فيه إشارة الى الفرق بين الفهم والعلم فإن العلم مطلق الادراك وأما الفهم فهو سرعة انتقال النفس من الامور الخارجية الى غيرها وقيل الفهم تصور المعنى من اللفظ وقيل هيئة للنفس يتحقق بها ما يحسن وفي أحكام الآمدي الفهم جودة الذهن من جهة تهيئه لاقتناص ما يرد عليه من المطالب ( وهو فهم ككتف سريع الفهم واستفهمني ) الشئ طلب مني فهمه ( فاهمته ) إياه ( وفهمته ) تفهيما جعلته يفهم ( وانفهم ) مطاوع فهمه تفهيما وهو ( لحن وتفهمه ) إذا ( فهمه شيئا بعد شئ وفهم أبو حي ) من العرب ( و ) هو ( ابن عمير ) كذا في النسخ والصواب ابن عمرو ( بن قيس بن عيلان ) كما هو نص الصحاح وغيره منهم تأبط شرا أحد فتاك العرب وشعرائها وهو ثابت بن جابر بن سفيان بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم وأبو الحرث ليث بن سعد فقيه مصر وإمامهم توفي سنة خمس وسبعين ومائة * ومما يستدرك عليه الفهامة بالتشديد هو الكثير الفهم مبالغة وكذلك الفهيم كأمير وقد فهم فهما فهو فهيم كعلم فهو عليم والتفاهم التفهم وفهم الجمرات بطن من لخم ومن مواليهم زياد بن أبي حمزة الفقيه وله ذرية بمصر روى عنه الليث وأبو ثور الفهمي الصحابي قيل من هذا البطن وفي الارذ فهم بن غنم بن دوس بن عدثان منهم جذيمة بن مالك بن فهم الملك الابرش والحسين بن فهم روى عن يحيى بن معين ( الفيم ككيس ) أهمله الجوهري وهو ( الرجل الشديد ) القوي
( ج فيوم ) بالضم ( والفيمان العهد معرب ) يمان * ومما يستدرك عليه الفيام كسحاب وكتاب الجماعة من الناس وغيرهم وليس بمخفف من الفئام كما في اللسان ( فصل القاف ) مع الميم * مما يستدرك عليه قئم من الشراب قأما ارتوى عن أبي حنيفة ( القتام كسحاب الغبار ) وحكى يعقوب فيه القتان وهو لغة فيه ( والقتمة بالضم لون أغبر ) وقيل سواد ليس بشديد وقيل فيه حمرة وغبرة ( و ) القتمة ( نبات كريه ) الرائحة ( و ) القتمة ( بالتحريك رائحة كريهة ) عن الليث قال وهي ضد الخمطة والخمطة تستحب والقتمة تكره قال الازهري أرى أن الذي أراده الليث القنمة بالنون يقال قنم السقاء يقنم إذا أروح وأما القتمة بالتاء فهي اللون الذي يضرب الى السواد والقنمة بالنون الرائحة الكريهة ( والاقتم الاسود ) وأنشد سيبويه : سيصبح فوقي أقتم الريش واقعا * بقاليقلا أو من وراء ربيل وفي التهذيب الاقتم الذي يعلوه سواد ليس بالشديد ولكنه كسواد البازي وأنشد * كما انقض أقتم اللون كاسر * ( كالقاتم ) يقال أسود قاتم وقاتن بالنون مبالغ فيه كحالك حكاه يعقوب في الابدال وفيه أنه لغة وليس ببدل ومكان قاتم الاعماق مغبر النواحي قال * قاتم الاعماق خاوي المخترقن * ( واقتم ) الشئ ( اقتماما اسود وقتم الغبار قتوما ) من حد نصر ( ارتفع ) وضرب الى السواد عن ابن السكيت ( وأورده حياض قتيم كزبير أي الموت ) وفي المحكم وقتيم من أسماء الموت وتقدم غتيم وغثيم * ومما يستدرك عليه قتم يقتم قتامة اسود وقتم قتما مثله وسنة قتماء شاحبة وقتم وجهه قتوما تغير واقتتم اقتتاما احمر مع غبرة وقال الاصمعي إذا كانت فيه غبرة وحمرة فهو قاتم وفيه قتمة جاء به في الثياب وألوانها والقتم محركة الغبار وأنشد ابن الاعرابي : وقتل الكماة وتمتيعهم * بطعن الاسنة تحت القتم والقتم أيضا ريح ذات غبار كريهة وكتيبة قتماء غبراء وقال أبو عمرو وأحمر قاتم شديد الحمرة وأنشد * كوماجلادا عند جلد قاتم * وأقتم اليوم اشتد قتمه عن أبي علي ( قثم له من ) العطاء قثما أكثر وقيل قثم له أعطاه من ( المال ) دفعة جيدة مثل قذم وغذم و ( غثم ) ( و ) قثم ( كزفر ابن العباس بن عبد المطلب ) الهاشمي ( صحابي ) له رواية روى عنه أبو اسحق السبيعي حديثا أخرجه النسائي في كتاب خصائص علي استشهد بسمرقند ولم يعقب ( و ) قثم وقذم ( الكثير العطاء ) من الناس وبه سمي الرجل وهو ( معدول عن قاثم ) وهو المعطي ويقال للرجل إذا كان كثير العطاء مائح قثم قال : ماح البلاد لنا في أوليتنا * على حسود الاعادي مائح قثم ( و ) القثم ( الجموع للخير والعيال ) وبه سمي الرجل قثم ومنه حديث المبعث أنت قثم أنت المقفي أنت الحاشر ( كالقثوم ) كصبور وهو الجموع لعياله ( و ) القثم أيضا ( الجموع للشر ) فهو ضد و ) قثم ( اسم للضبعان ) أي الذكر من الضباع ( وقثام كحذام للانثى ) منها معدولان عن قاثم وقاثمة سميت بذلك لتلطخها بالجعر وقال ابن بري سمي الذكر من الضبعان قثم لبطئه في مشيه وكذلك الانثى (1/7850)
يقال هو يقثم في مشيه ( و ) يقال ( للامة ) باقثام كما يقال لها ياذفار ( و ) قثام اسم ( للغنيمة الكثيرة و ) قد ( اقتثمه ) إذا ( استأصله و ) اقتثم ( مالا كثيرا ) أي ( أخذه و ) اقتثمه إذا ( اجترفه وجمعه ) وكسبه ( كقثمه يقثمه ) قثما ( والقثمة بالضم الغبرة ) لغة في القتمة بالفوقية ( قثم ككرم قثما وقثامة ) أي ( اغبر والقثم لطخ الجعر ) ونحوه ( والاسم القثمة بالضم وقد قثم كفرح وكرم قثمة بالضم وقثما محركة ) ومنه سميت الضبع قثام * ومما يستدرك عليه يقال قثام أي اقثم أي اجمع مطرد عند سيبويه وموقوف عند أبي العباس والاقتثام التذليل ويقال هو يقثم أي يكسب ولذلك سمي قثم أبا كاسب والقثم المجتمع الخلق وقيل الجامع الكامل وبه فسر الحديث أنت قثم وخلقك قثم والقثم القطع والقاثم المعطي والقثم بضمتين الاسخياء ( قحم ) الرجل ( في الامر كنصر ) يقحم ( قحوما رمى بنفسه فيه فجأة بلا روية ) وهو مجاز وقيل رمى نفسه نهر أو في وهدة وقيل إنما جاء قحم في الشعر وحده ( وقحمه تقحيما ) أدخله في الامر من غير روية وفي حديث عائشة أقبلت زينب تقحم لها أي تتعرض لشتمها وتدخل عليها فيه كأنها أقبلت تشتمها من غير تثبت ( وأقحمته فانقحم واقتحم ) وهما أفصح من قحم وفي الحديث أنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها أي تقعون فيها وفي حديث علي من سره ان يتقحم جراثيم جهنم فليقض في الجد أي يرمي بنفسه في معاظم عذابها وقال تعالى فلا اقتحم العقبة ثم فسر اقتحامها فقال فك رقبة أو إطعام ( والقحمة د باليمن ) في تهامة عظيم مشهور ) ( و ) القحمة ( بالضم الاقتحام في الشئ ) هكذا في النسخ والصواب الانقحام في السير والجمع قحم ومنه قوله : لما رأيت العام عاما أشخما * كلفت نفسي وصحابي قحما ( و ) القحمة ( المهلكة والقحط و ) أيضا ( السنة الشديدة ) والجمع قحم قاله أبو زيد الكلابي يقال أصابت الاعراب القحمة ا
إذا أصابهم قحط كما في الصحاح وقيل قحمة الاعراب أن تصيبهم السنة فتهلكهم فذلك تقحمها عليهم أو تقحمهم بلاد الريف ( وقحم الطريق كصرد مصاعبه ) وهو ما صعب منها على السالك ( و ) القحم ( من الشهر ثلاث ليال آخره ) لان القمر قحم في دنوه الى الشمس ( وقحمته الفرس تقحيما رمته على وجهه ) قال * يقحم الفارس لولا قبقبه * ( كتقحمت به ) وذلك إذا ندت به فلم يضبط رأسها وربما طوحت به في وهدة أو وقصت به قال الراجز : أقول والناقة بي تقحم * وأنا منها ملكيز معصم * ويحك ما اسم أمها يا علكم يقال إن الناقة إذا تقحمت براكبها نادة لا يضبط رأسها إنها إذا سمى أمها وقفت وعلكم اسم ناقة وفي حديث عمر أنه دخل عليه وعنده غليم أسود يغمز ظهره فقال ما هذا قال إنه تقحمت بي الناقة الليلة أي ألقتني ( و ) من المجاز ( اقتحمه احتقره ) وازدراه ومنه حديث أم معبد في صفة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لا تقتحمه عين من قصر أي لا تتجاوزه الى غيره احتقارا له أراد الواصف أنه لا يستصغره ولا يزدريه لقصره ( و ) اقتحم ( النجم ) إذا ( غاب ) وسقط قال أبو النجم : أراقب النجم كأني مولع * بحيث يجري النجم حتى يقتحم أي يسقط ( والمقحم كمكرم الضعيف ) وكل شئ نسب الى الضعف فهو مقحم ومنه قول الجعدي * علونا وسدنا سوددا غير مقحم * وأصل هذا وشبهه من المقحم الذي يتحول من سن الى سن في سنة واحدة ( و ) المقحم ( البعير ) الذي ( يثني ويربع في سنة ) واحدة ( فيقحم ) وفي بعض النسخ فيقتحم ( سنا على سن ) قبل وقتها ولا يكون ذلك إلا لابن الهرمين أو السئ الغذاء وقال الازهري إذا ألقى سنه في عام واحد فهو مقحم قال وذلك لا يكون إلا لابن الهرمين وأنشد ابن بري لعمر بن لجا : وكنت قد أعددت قبل مقدمي * كبداء فوها كجوز المقحم وعنى بالكبداء محالة عظيمة الوسط وقد أقحم البعير إذا أقدم الى سن لم يبلغها كأن يكون في جرم رباع وهو ثني فيقال رباع لعظمه أو يكون في جرم ثني وهو جذع فيقال ثني لذلك أيضا وقيل المقحم الحق وفوق الحق مما لم ينزل ( والاعرابي ) المقحم ( الذي ينشأ في البر ) وفي بعض النسخ في البدر والفلوات لم يزايلها ( والقحم الكبير السن جدا ) وزعم يعقوب أن ميمها بدل من باء قحب وقيل هو فوق المسن مثل القحر قال رؤبة : رأيت قحما شاب فاقلحما * طال عليه الدهر فاسلهما وقال أبو عمرو والقحم الكبير من الابل ولو شبه به الرجل جاز والقحر مثله وقال أبو العميثل القحم الذي قد أقحمته السن تراه قد هرم من غير أوان الهرم قال الراجز : إني وإن قالوا كبير قحم * عندي حداء زحل ونهم والنهم زجر الابل وفي الصحاح القحم الشيخ الهرم الكبير مثل القحل وفي الحديث ابغني خادما لا يكون قحما فانيا ولا صغيرا ضرعا ( كالقحوم وهي قحمة ) إنما خالف هنا اصطلاحه لئلا يفهم أنه أنثى القحوم والقحمة هي المسنة من الغنم وغيرها كالقحبة ( والاسم القحامة والقحومة ) وهي ( مصادر بلا فعل ) أي ليست لها أفعال ( وقحم المفاوز ) والمنازل ( كنمع ) قحما ( طواها ) فلم ينزل بها ( و ) قحم ( إليه ) يقحم ( دنا ) ومنه القحم لثلاث ليال آخر الشهر كما تقدم ( وأسود قاحم ) شديد السواد مثل ( فاحم ومحالة قحوم ) أي ( سريعة الانحدار واقتحم المنزل ) اقتحاما ( هجمه و ) اقتحم ( الفحل الشول هجمها من غير أن يرسل فيها فهو مقحام ) * (1/7851)
والجمع مقاحيم قال الازهري هذا من نعت الفحول والاقحام الارسال في عجلة ( والاقحمة الافحمة ) وفي بعض النسخ الاقمحة ( وقحم اسم ) رجل ( وأقحم أهل البادية بالضم ) إذا ( أجدبوا فحلوا الريف وأقحم فرسه النهر ) اقحاما ( أدخله ) به وكل ما أدخلته شيئا فقد أقحمته إياه وأقحمته فيه * ومما يستدرك عليه المقحمات الذنوب العظام التي تقحم أصحابها في النار وتقحم تقدم قال جرير : هم الحاملون الخيل حتى تقحمت * قرابيسها وازداد موجالبودها والقحم كصرد الامور العظام الشاقة التي لا يركبها كل أحد وللخصومة قحم أي إنها تقحم بصاحبها على ما لا يريده واحدتها قحمة وأصله من الاقتحام قال ذو الرمة يصف الابل وشدة ما تلقى من السير حتى تجهض أولادها : يطرحن بالاولاد أو يلتزمنها * على قحم بين الفلا والمناهل وقال شمر كل شاق من الامور المعطلة والحروب والديون فهي قحم وأنشد لرؤبة * من قحم الدين وزهد الارفاد * قال قحم الدين كثرته ومشقته وقال ساعدة بن جؤبة : والشيب داء نحيس لا دواء له * للمرء كان صحيحا صائب القحم يقول إذا تقحم في أمر لم يطش ولم يخطئ وقال ابن الاعرابي في قوله * قوم إذا حاربوا في حربهم قحم * قال أقدام وجرأة وتقحم وأنشد ابن الاعرابي قول عائذ بن منقذ العنبري * تقحم الراعي إذا الراعي أكب * فسره فقال تقحم لا تنزل المنازل ولكن تطوي فتقحمه منزلا منزلا يصف إبلا وقوله * مقحم الراعي ظنون الشرب * يعني أنه يقتحم منزلا بعد منزل يطويه فلا ينزل فيه
وقوله ظنون الشرب أي لا يدري أبه ماء أم لا وقحمتهم سنة جدبة تقتحم عليهم وقد أقحموا بفتح الهمزة عن ثعلب وقحموا تقحيما بالضم فانقحموا أدخلوا بلاد الريف هربا من الجدب وأقحمتهم السنة الحضر وفي الحضر أدخلتهم إياه وفي الحديث أقحمت السنة نابغة بني جعدة أي أخرجته من البادية وأدخلته الحضر والقحمة بالضم ركوب الاثم عن ثعلب واقتحم فرسه النهر أدخله وبعير مقحم كمكرم إذا كان يذهب في المفازة بلا مسيم ولا سابق قال ذو الرمة : أو مقحم أضعف الابطان حادجه * بالامس فاستأخر العدلان والقتب شبه به جناحي الظليم وقوله أنشد ابن الاعرابي : من الناس أقوام إذا صادفوا الغنى * تولوا وقالوا للصديق وقحموا فسره فقال أغلظوا عليه وجفوه والمقحام المقدام في الامور بغير تثبت وهو مجاز وفلان فيه مقتحم إذا كان من ذوي المروءة والقحمة نهر أول حجر قاله نصر وقحمة الشتاء لغة في الفحمة وقد ذكر في ف ح م ويقولون هذه لفظة مقحمة أي زائدة * ومما يستدرك عليه القحدمة هي الهنة الناشزة فوق القفا وهي القمحدوة والمقحدوة والجمع قحادم وقماحد وبهما يروى قول الشاعر : فإن يقبلوا نطعن ثغور نحورهم * وإن يدبروا نضرب أعالي القحادم ونقل الازهري عن أبي عمر وتقحدم الرجل في أمره إذا تشدد فهو متقحدم وقحدم اسم رجل مأخوذ منه ( قحذم كجعفر ) أهمله الجوهري وهو ( اسم ) رجل ( والدال معجمة ) مأخوذ من القحذمة وهو الهوي على الرأس وهو قحذم بن أبي قحذم واسمه النضر ابن معبد روى عن أبيه عن أبي قلابة وأبو قحذم شيخ لعوف الاعرابي وسليم بن قحذم والمحبر بن قحذم روى عن ابنه داود بن المحبر وأبان بن المحبر بن قحذم والوليد بن هشام بن قحذم بن سليم بن ذكوان القحذمي روى عنه سليمان بن سعيد * ومما يستدرك عليه تقحذم وقع منصرعا وتقحذم البيت دخله والتقحذم الهوي على الرأس كالقحذمة قال : كم من عدو زال أوتد حلما * كأنه في هوة تقحذما والقحذمة التشدد في الامر ( قحزم كجعفر ) أهمله الجوهري وهو ( اسم ) رجل وهو أبو حنيفة قحزم بن عبد الله بن قحزم الاسواني صاحب الشافعي توفي سنة احدى وسبعين ومائتين ترجمه السبكي والخضيري في طبقاتهما ( وقحزمه ) قحزمة ( صرفه ) وفي بعض الاصول صرعه عن الشئ ( وتقحزم في أمره نشب ) * ومما يستدرك عليه تقحزم وقع منصرعا ( القيخم كحيدر ) أهمله الجوهري وهو ( المشرف المرتفع ) وفي اللسان هو الضخم العظيم قال العجاج * وشرفا ضخما وعزا قيخما * ( والقيخمان ) كبير القرية ورأسها مثل ( الفيخمان ) قال العجاج * أو قيخمان القرية الكبير * ( القدم محركة السابقة في الامر ) يقال لفلان قدم صدق أي أثرة حسنة وقيل قدم صدق المنزلة الرفيعة والمعنى أنه قد سبق لهم عند الله خير قال ذو الرمة : وأنت امرؤ من أهل بيت ذؤابة * لهم قدم معروفة ومفاخر قالوا القدم والسابقة ما تقدموا فيه غيرهم وروي عن أحمد بن يحيى قدم صدق عند ربهم القدم كل ما قدمت من خير وقال ابن قتيبة يعني عملا صالحا قدموه وجاء في بعض التفاسير أن المراد به شفاعة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وكل ذلك مجاز وفي الانتصاف أنهم لم يسموا سابقة السوء قدما لكون المجاز لا يطرد أو لغلبته عرفا على سابقة الخير ( كالقدمة بالضم و ) القدم ( كعنب و ) القدم ( الرجل ) الذي ( له مرتبة في الخير ) ومنزلة عالية ( وهي بهاء ) وقال سيبويه رجل قدم وامرأة قدمة يعني أن لهما قدم صدق في الخير ( و ) القدم ( الرجل ) قال ابن السكيت القدم من لدن الرسغ ما يطأ عليه الانسان ( مؤنثة ) قال ابن السكيت القدم والرجل (1/7852)
أنثيان ( وقول الجوهري واحد الاقدام ) كما وجد بخطه ( سهو صوابه واحدة ) الاقدام لانها أنثى وأجاب شيخنا بأنه إذا قصد به الجارحة يجوز فيه التذكير والتأنيث كما صرح به الشامي في سيرته أثناء أسمائه صلى الله عليه وسلم على أن الجوهري لعله ذكره باعتبار العضو ( ج أقدام ) لم يجاوزوا به هذا البناء وقال ابن السكيت تصغير هما قديمة ورجيلة وجمعهما أرجل وأقدام وقوله تعالى نجعلهما تحت أقدامنا أي يكونان في الدرك الاسفل من النار ( و ) بنو قدم ( حي ) من اليمن من بني حاشد بن جشم بن خيران بن نوف ابن همدان ( و ) قدم ( ع ) باليمن سمي باسم الحي لنزولهم به وبه فسر قول زياد بن منقذ : ولن أحب بلادا قد رأيت بها * عنسا ولا بلدا حلت به قدم ( و ) القدم ( الشجاع ) من الرجال ( كالقدم بالضم وبضمتين ) وذلك إذا لم يعرج ولم ينثن كأنه يقتحم الامور يتقدم الناس في المشي والحروب ومنه الحديث طوبى لعبد مغبر قدم في سبيل الله والانثى قدمة ( و ) قال ابن شميل ( رجل قدم محركة وامرأة قدم ) كذلك إذا كانا جريئين وقال أبو زيد رجل قدم وامرأة قدم ( من رجال ونساء قدم ) محركة ( أيضا وهم ذوو القدم ) أي السابقة والتقدم قال ابن سيده ( و ) أما ما جاء ( في الحديث ) الذي في صفة النار أنه صلى الله عليه وسلم قال لا تسكن جهنم ( حتى يضع رب العزة فيها قدمه (
فتزوى فتقول قط قط فإنه روي عن الحسن وأصحابه أنه قال ( إي ) حتى يجعل الله ( الذين قدمهم ) لها ( من الاشرار فهم قدم الله للنار كما أن الاخيار قدمه الى الجنة ) والقدم كل ما قدمت من خير أو شر ( أو وضع القدم ) على الشئ ( مثل للردع والقمع أي يأتيها أمر ) الله تعالى ( يكفها عن طلب المزيد ) وقيل أراد به يسكن فورتها كما يقال للامر تريد إبطاله وضعته تحت قدمي والوجه الثاني الذي ذكره هو الاوجه واختاره الكثير من أهل البلاغة وقالوا هو عبارة عن الاذلال مقابلة لها بالمبالغة في الطغيان ووقع في نزهة المجالس وغيره من الكتب رواية حتى يضع فيها رجله فهي تحريف عند أهل التحقيق ولو صحت الرواية لحمل على أن الراد من الرجل الجماعة كقولهم رجل من جراد ونحوه وقيل إن الحديث متروك على ظاهره يؤمن به ولا يفسر ولا يكيف ( وقدم القوم كنصر ) يقدمهم ( قدما ) بالفتح ( وقدوما ) بالضم صار أمامهم ومنه قوله تعالى يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار أي يتقدمهم ( وقدمهم واستقدمهم ) و ( تقدمهم بمعنى ) واحد ومنه قوله تعالى ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين قال الزجاج أي في طاعة الله تعالى وقال غيره يعني من يتقدم من الناس على صاحبه في الموت ومن يتأخر منهم فيه وقيل من الامم وقال ثعلب معناه من يأتي منكم أولا الى المسجد ومن يأتي متأخرا وقوله عز وجل لا تقدموا بين يدي الله ورسوله وقرئ لا تقدموا قال الزجاج هما بمعنى واحد ( وقدم ككرم قدامة وقدما كعنب ) إذا ( تقادم ) ومنه حديث ابن مسعود فسلم عليه وهو يصلي فلم يرد عليه قال فأخذني ما قدم وما حدث أي الحزن والكآبة يريد أنه عاودته أحزانه القديمة واتصلت بالحديثة ( فهو قديم وقدام كغراب ) كطويل وطوال وفي حديث الطفيل بن عمرو * فغينا الشعر والملك القدام * ( ج قدماء ) ككرماء ( وقدامي بالضم ) وأنشد الازهري للقطامي وقد علمت شيوخنهم القدامى * إذا قعدوا كأنهم النسار ( وقدائم وأقدم على الامر شجع ) فهو مقدم ( وأقدمته وقدمته ) بمعنى قال لبيد : فمضى وقدمها وكانت عادة * منها إذا هي عردت أقدامها أي تقدمها قالوا أنث الاقدام لانه في معنى التقدمة ( والقدم كعنب ضد الحدوث ) وهو مصدر القديم وقد تقدم فإيراده ثانيا تكرار ( و ) القدم ( بضمتين المضي أمام أمام ) وفي الصحاح لم يعرج ولم ينثن قال يصف امرأة فاجرة : تمضي إذا زجرت عن سوأة قدما * كأنها هدم في الجفر منقاض ( وهو يمشي القدم والقدمية واليقدمية والتقدمية والتقدمة ) الاخيرة عن السيرافي ( إذا مضى في الحرب ) ومضى القوم التقدمية إذا تقدموا قال سيبويه التاء زائدة وقال : ماذا ببدر فاعن * قل من مزاربة حجاحج * الضاربين التقدمية بالمهندة الصفائح وفي التهذيب يقال مشى فلان القدمية والتقدمية إذا تقدم في الشرف والفضل ولم يتأخر عن غيره في الافضال على الناس وروي عن ابن عباس أنه قال إن ابن أبي العاص مشى القدمية وإن ابن الزبير لوى ذنبه أراد أن أحدهما سما الى معالي الامور فحازها وأن الاخر قصر عما سما له منها قال أبو عبيد في قوله مشى القدمية قال أبو عمرو معناه التبختر قال أبو عبيد إنما هو مثل ولم يرد المشي بعينه ولكنه أراد أنه ركب معالي الامور قال ابن الاثير وفي رواية اليقدمية قال والذي جاء في رواية البخاري القدمية ومعناه أنه تقدم في الشرف والفضل على أصحابه قال والذي جاء في كتب الغريب اليقدمية والتقدمية بالياء والتاء وهما زائدتان ومعناهما التقدم رواه الازهري بالياء التحتية والجوهري بالتاء الفوقية قال وقيل إن اليقدمية بالياء من تحت هو التقدم بهمته وأفعاله وضبطه أبو حيان بضم التاء وقال إنها زائدة ( والمقدام والمقدامة ) بكسرهما الاخيرة عن اللحياني ( و ) القدوم والقدم ( كصبور وكتف الكثير الاقدام ) على العدو والجرئ في الحرب وجمع الاولين مقاديم وأنشد أبو عمرو لجرير : أسراق قد علمت معد أنني * قدم إذا كره الخياض جسور
صفحة 20 / ( وقد قدم كنصر وعلم ) قدما ( وأقدم ) وفي بعض الاصول واقتدم ( وتقدم واستقدم ) بمعنى كاستجاب وأجاب ( والاسم القدمة بالضم ) أنشد ابن الاعرابي : تراه على الخيل ذا قدمة * إذا سربل الدم أكفالها ( ومقدمة الجيش ) بكسر الدال ( وعن ثعلب فتح داله ) وفيه أن ثعلب لم يحك فتح الدال إلا في مقدمة الخيل والابل وأما في مقدمة الجيش فقد نقله الازهري عن بعض ونصه وقيل إنه يجوز مقدمة بفتح الدال وقال البطليوسي ولو فتحت الدال لم يكن لحنا لان غيره قدمه ( متقدموه ) أي أوله الذين يتقدمون الجيش وأنشد ابن بري للاعشى : هم ضربوا بالحنو حنو قراقر * مقدمة الهامرز حتى تولت وهي من قدم بمعنى تقدم قال لبيد : قدموا إذ قيل قيس قدموا * وارفعوا المجد بأطراف الأسل أراد يا قيس وفي كتاب معاوية الى ملك الروم لأكونن مقدمته اليك أي الجماعة التي تتقدم الجيش من قدم بمعنى تقدم وقد استعير لكل شئ فقيل مقدمة الكتاب ومقدمة الكلام وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد مقدمة الجيش بكسر الدال أول ما يتقدم منه على جمهور العسكر ومقدمة الانسان بفتح الدال صدره ( وكذا قادمته وقداماه ) بالضم ( و ) المقدمة ( من الابل ) والخيل بكسر الدال وفتحها الاخيرة عن ثعلب ( أول ما تنتج ) منهما ( وتلقح و ) قيل المقدمة ( من كل شئ أوله و ) المقدمة ( الناصية والجبهة ) يقال إنها لئيمة المقدمة أي الناصية كما في الاساس وقيل هو ما استقبلك من الجبهة والجبين ( ومقدم العين كمحسن ومعظم ) الاخيرة عن أبي عبيد ( ما يلي الانف ) كمؤخرها ما يلي الصدغ وقال بعضهم لم يسمع المقدم إلا في مقدم العين وكذلك لم يسمع في نقيضه المؤخر إلا مؤخر العين وهو ما يلي الصدغ ( و ) المقدم ( من الوجه ما استقبلت منه ج مقاديم ) واحدها مقدم ومقدم الاخيرة عن اللحياني قال ابن سيده فإذا كان مقاديم جمع مقدم فهو شاذ وإذا كان جمع مقدم فالياء عوض ( وقادمك رأسك ج قوادم ) وهي المقادم وأكثر ما يتكلم به جمعا وقيل لا يكاد يتكلم بالواحد منه كما في الصحاح ( و ) القادمات والقادمتان ( من الاطباء والضروع الخلفان المتقدان من ) أخلاف ( البقرة أو الناقة ) وإنما يقال قادمان لكل ما كان له آخران إلا أن طرفة استعاره للشاة فقال : من الزمرات أسبل قادماها * وضرتها مركنة درور وليس لها آخران وللناقة قادمان وآخران وكذلك البقرة ( والقوادم والقدامى كحبارى ) الاخيرة عن ابن الانباري ( أربع أو عشر ريشات في مقدم الجناح ) وعلى الاخير اقتصر الجوهري ( الواحدة قادمة ) واللواتي بعدهن الى أسفل الجناح المناكب والخوافي ما بعد المناكب والاباهر من بعد الخوافي وأنشد ابن الانباري لرؤبة : خلقت من جناحك الغدافي * من القدامى لا من الخوافي ومن أمثالهم ما جعل القوادم كالخوافي وقال ابن بري القدامى يكون واحدا كشكاعى ويكون جمعا كسكارى وأنشد للقطامي * وقد علمت شيوخهم القدامى * وقد تقدم ( والمقدام نخل ) قال أبو حنيفة ضرب من النخل وهو أكبر محل عمان سميت بذلك لتقدمها النخل بالبلوغ ( و ) المقدام ( بن معديكرب ) أبو كريمة الكندي ( صحابي ) من السابقين حديثه في حق الضيف روى عنه الشعبي ( وقدم من سفره كعلم قدوما ) بالضم ( وقدمانا بالكسر آب ) ورجع ( فهو قادم ج ) قدم وقدام ( كعنق وزنار والقدوم ) كصبور ( آلة للنجر ) والنحت ( مؤنثة ) قال ابن السكيت ولا تقل بالتشديد قال مرقش : يا بنت عجلان ما أصبرني * على خطوب كنحت بالقدوم وأنشد الفراء : فقلت أعيراني القدوم لعلني * أخط بها قبر الابيض ماجد ( ج قدائم وقدم ) بضمتين قال الاعشى : أقام به شاهبور الجنو * دحلوين تضرب فيه القدم وقال الجوهري إن قدائم جمع قدم كقلائص وقلص وأنكره ابن بري وقال قدائم جمع قدوم لا قدم وكذلك قلائص جمع قلوص لا قلص قال وهذا مذهب سيبويه وجميع النحويين ( و ) قدوم ( ة بحلب ) ويقال بالالف واللام ( و ) أيضا ( ع بنعمان و ) أيضا ( جبل بالمدينة ) على ستة أميال منها ومنه الحديث أن زوج فريعة قتل بطرف القدوم ويروى فيه التشديد أيضا ( و ) أيضا ( ثنية بالسراة و ) أيضا ( ع اختتن به إبراهيم عليه السلام ) ومنه الحديث أول من اختتن إبراهيم بالقدوم وقد سئل عنه ابن شميل فقال أي قطعه بها وقيل له يقولون قدوم قرية بالشام فلم يعرف وثبت على قوله ( قد تشددا له ) على أنه اسم موضع أو على أنه قدوم النجار وهي لغة ضعيفة ( و ) أيضا ( ثنية في جبل ببلاد دوس ) بالسراة يقال له قدوم الضأن ومنه حديث أبي هريرة قال له أبان بن سعيد تدلى من قدوم ضأن ( و ) أيضا ( حصن باليمن وقيدوم الشئ مقدمه وصدره ) وأوله ( كقيدامه ) قال أبو حية : تحجر الطير من قيدومها البرد * أي من قيدوم هذه السحابة وقال ابن مقبل : مسامية خوصاء ذات نثيله * إذا كان قيدام المجرة أفودا ( و ) القيدوم ( من الجبل أنف يتقدم منه ) قال بمستهطع رسل كأن حديله * بقيدوم رعن من صوام ممنع (1/7853)
وصوام اسم جبل ( وقدام كزنار ضد وراء كالقيدام والقيدوم ) كلاهما عن كراع مؤنث ( وقد يذكر ) قال اللحياني قال السكائي قدام مؤنثة وإن ذكرت جاز ( تصغيرها قديديمة ) وقديدمة وهما شاذان لان الهاء لا تلحق الرباعي في التصغير قاله الجوهري وأنشد للقطامي : قديديمة التجريب والحلم إنني * أرى غفلات العيش قبل التجارب ( و ) قد قيل في تصغيره ( قديديم ) وهذا يقوي ما حكاه السكائي من تذكيرها ( والقدام أيضا ) أي كزنار ( الحزار ) بتقديم الزاي المشددة وفي نسخة الجزار بالجيم وفي أخرى الحراز بالراء وآخر زاي وفي أخرى الخراز بالخاء المعجمة ( و ) القدام أيضا ( جمع قادم ) من السفر وهذا قد تقدم له فهو تكرار ( ومقدم الرحل كمحسن ومحسنة ومعظم ومعظمة وقادمته وقادمه ) ست لغات ( بمعنى ) واحد وكذلك هذه اللغات كلها في آخرة الرحل كما في الصحاح وقال الازهري العرب تقول آخرة الرحل وواسطه ولا تقول قادمته وفي الحديث إن ذفراها تصيب قادمة الرحل هي الخشبة التي في مقدمة كور البعير بمنزلة قربوس السرج ( والقدم ) بالفتح ( ثوب احمر ) رواه شمر عن ابن الاعرابي قال وأقرأني بيت عنترة : وبكل مرهفة لها نفث * تحت الضلوع كطرة القدم ( و ) قدم ( كزفر حي باليمن ) وهو قدم بن قادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوق بن همدان قيل هو رجل صالح بشر بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم وكان مسلما ونبئ الى نفسه وطال عمره حتى رأى بعينه من أولاده وأولاد أولاده ألف انسان ومدفنه بجانب عبال سريح قريبا من صنعاء والعقب من أولاده في عشرة وهم في لاعتين والشرفين وحجتين كذا في بعض تواريخ اليمن ( و ) قدم ( ع ) باليمن سمي بهذا الرجل ( منه الثياب القدمية و ) قدام ( كقطام فرس عروة بن سنان العبدي و ) أيضا ( فرس عبد الله بن العجلان النهدي و ) أيضا اسم ( كلبة ) قال : وتزملت بدم قدام وقد * أوفى اللحاق وحان مصرعه ( و ) قدومى ( كهيولى ع بالجزيرة أو ببابل ) العراق ( و ) القديم ( كسكيت وزنار وشداد الملك ) الاولى عن ابن القطاع وقال مهلهل : إنا لنضرب بالصوارم هامهم * ضرب القدار نقيعة القدام أي الملك وقال آخر : ضرب القدار نقيعة القديم * يفرق بين الروح والنسيم كذا في التهذيب في ترجمة نسم ( و ) أيضا ( السيد و ) قال أبو عمرو القديم والقدام ( من يتقدم الناس بالشرف ) ويقال إن القدام في قول مهلهل القادمون من السفر كما في الصحاح ( و ) قد ( سموا قادما كصاحب وثمامة ومعظم ومصباح وكثمامة ) قدامة ( بن حنظلة ) هكذا في النسخ والصواب رفيق حنظلة الثقفي كما هو نص التجريد روى عنهما غضيف بن الحرث ( و ) قدامة ( بن عبد الله ) وهما اثنان بن عماد بن معاوية العامري الكلابي أبو عبد الله شهد حجة الوداع وله رؤية كان ينزل بنجد وابن ملحان نزل الشام وله ادراك غزا لصائفة مع مصعب بن عمير ( و ) قدامة ( بن مالك ) من ولد سعد العشيرة له وفادة وشهد فتح مصر ( و ) قدامة ( بن مظعون ) بن حبيب بن وهب الجمحي أخو عثمان أحد السابقين بدري ( و ) قدامة ( بن ملحان ) الجمحي والد عبد الله روى عنه ابنه ( صحابيون ) رضي الله تعالى عنهم ( والاقدم الاسد ) لجرائته ( والقدمية محركة ضرب من الأدم ) نسب الى بني قدم أبي قبيلة ذكرت ( وبضم القاف ) ومقتضاه أنه بفتح الدال وهكذا ضبط في بعض نسخ الصحاح أيضا والذي رواه أبو عبيد عن أبي عمرو في قولهم مشى القدمية معناه ( التبختر ) فهو بضمتين وقد تقدمت الاشارة لذلك ( وقدومة ثنية وذو أقدام ) بفتح الهمزة ويروى بكسرها ( جبل ) في قول امرئ القيس : لمن الديار عرفتها بسحام * فعمايتين فهضب ذي اقدام روي بالضبطين ( وقادم قرن والقادمة ماء لبني ضبيبة ) ( و ) من المجاز ( تقدم إليه في كذا ) إذا ( أمره وأوصاه به ) كما في الاساس ( والمقدمة كمحدثة ) هكذا في سائر النسخ والصواب كمحسنة كما هو نص الجوهري وغيره ( ضرب من الامتشاط ) يقال امتشطت المرأة المقدمة قال ابن سيده أراه من قدام رأسها ( و ) قال ابن شميل ( قدم من الحرة وقدمة بكسر دالها أي ما غلظ منها ) وكذا صدم وصدمة ( وقدمت يمينا ) أي ( حلفت وأقدمته ) كذلك * ومما يستدرك عليه في أسماء الله تعالى المقدم هو الذي يقدم الاشياء ويضعها في موضعها فمن استحق التقديم قدمه والقديم على الاطلاق هو الله عز وجل والقدم محركة التقدم وانشد ابن بري : وان يك قوم قد أصيبوا فإنهم * بنوا لكم خير البنية والقدم والتقدم والتقدمية أول تقدم الخيل عن السيرافي وقدمهم قدما من حد نصر وقدمهم صار أمامهم والقدمة من الغنم محركة التي تكون أمام الغنم في الرعي وفي حديث بدر أقدم حيزوم يروى بالكسر والصواب بالفتح قاله الجوهري وقول رؤبة بن العجاج * أحقب يخدو رهقي قيدوما * أي أتانا يمشي قدما وقدم نقيض أخر بمنزلة قبل ودبر وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه غير
نكل في قدم ولا واهنا في عزم أي في تقدم ونظر قدما بالضم إذا لم يعرج والقدم بالفتح الشرف القديم وقال ابن شميل لفلان عند فلان قدم أي يد ومعروف وصنيعة واقتدم تقدم ويقال ضرب فركب مقاديمه إذا وقع على وجهه وفي المثل استقدمت رحالتك يعني سرجك أي سبق ما كان غيره أحق به ويقال هو جرئ المقدم كمكرم أي جرئ عند الاقدام وقيدوم الرجل قادمته ويجمع قدم بمعنى الرجل على قدام كغراب قال جرير * واماتكم فتخ القدام وخيضف * وقال ابن بري يقال هو يضع قدما على قدم إذا تتبع (1/7854)
السهل من الارض قال الراجز : قد كان عهدي ببني قيس وهم * لا يضعون قدما على قدم * ولا يحلون بال في الحرم يقول عهدي بهم أعزاء لا يتوقون ولا يطلبون السهل وقيل لا يكونون تباعا لقوم وهذا أحسن القولين والمقدم كمقعد الرجوع من السفر تقول وردت مقدم الحاج تجعله ظرفا وهو مصدر رأى وقت مقدم الحاج وقدم فلان على الامر إذا أقدم عليه وقوله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل قال الزجاج والفراء أي عمدنا وقصدنا كما تقول قام فلان يفعل كذا تريد قصد الى كذا ولا تريد قام من القيام على الرجلين والقدائم كعلابط القديم من الاشياء همزته زائدة وتقول قدما كان كذا وكذا وهو اسم من القدم جعل اسما من اسماء الزمان والقدام كزنار رئيس الجيش والقدوم ما تقدم من الشاة وهو رأسها وبه فسر الحديث تدلى من قدوم ضأن وأبو قدامة جبل مشرف على المعرف ويقدم كينصر أبو قبيلة وهو ابن غزة بن أسد بن ربيعة بن نزار وبنو القديمي بالضم بطن من العلويين باليمن وقدامة بن إبراهيم الحاطبي وابن شهاب المازني وابن عبد الله البكري وابن محمد بن قدامة الخشرمي وابن موسى الجمحي وابن وبرة محدثون ومقدم كمعظم جد أبي حفص عمر بن علي بن عطاء بن مقدم البصري مولى ثقيف والد محمد وعاصم وأخو أبي بكر الاسماعيلي روى عنه ابن أخيه محمد بن أبي بكر المقدمي واستقدمه الامير وما أقدمك ولهم بيت قديم وعهد متقادم واجعله تحت قدميك أي اعف عنه ووضع قدمه في العمل أخذ فيه وقدم رجلك الى هذا العمل أقبل عليه وتقدمت إليه بكذا وقدمت أمرته به وهو يتقدم بين يدي أبيه عجل في الامر والنهي دونه وله متقدم في الخير والقدم بضمتين التقدم نقله البطليوسي في المثلثات كالقدمية وهذه عن أبي حيان ( صرحت بقذحمة كقمطرة ) أهمله الجوهري ( أي وضحت القصة بعد التباس وتقدم ) مع نظائره ( في ج دد ) * ومما يستدرك عليه قال النضر ذهبوا قذحرة وقذحمة بالراء والميم إذا ذهبوا في كل وجه ( القذم كهجف السريع ) وأيضا ( الشديد ) كما في الصحاح أي من الرجال ( و ) أيضا ( السيد المعطاء ) وفي الصحاح يعطي الكثير من المال ويأخذ الكثير وقال النضر هو السيد الرغيب الخلق الواسع البلدة ( كالقذم كزفر ) حكاه ابن الاعرابي ونقله الجوهري أيضا ( و ) القذم ( بضمتين الآبار الخسف ) واحدها قذوم عن ابن الاعرابي ( وقذم له من المال ) والعطاء يقذم قذما أكثر مثل ( قثم ) وغذم وغثم ( وقذم ) من المال ( قذمة كجرع جرعة زنة ومعنى ) قال أبو النجم * يقذمن جرعا يقصع الغلائلا * ومما يستدرك عليه رجل منقذم كثير العطاء عن ابن الاعرابي والقذم بضمتين الاسخياء كالقثم والقذيمة قطعة من المال يعطيها الرجل والجمع القذائم وانقذم أسرع نقله الجوهري وبئر قذم كهجف كثيرة الماء عن كراع وكذلك قذام وقذوم قال * قد صبحت قليذما قذوما * وقال ابن خالويه القذام هن المرأة قال جرير : إذا ما الفعل نادمهن يوما * على الفعيل وانفتح القذام ويروى وانفتخ القذام ويقال القذام الواسع يقال جفر قذام أي واسع الفم كثير الماء يقذم بالماء أي يدفعه وقالوا امرأة قذم بضمتين فوصفوا به الجملة قال جرير : وأنتم بني الخوار يعرف ضربكم * وأمكم فح قذام وخيضف ( القرم محركة شدة شهوة ) الانسان الى ( اللحم ) ومنه الحديث كان يتعوذ من القرم وقد قرم الى اللحم وقرم اللحم حكاه بعضهم وفي حديث الضحية هذا يوم اللحم فيه مقروم كذا في رواية تقديره مقروم إليه فحذف الجار قال ابن سيده ( وكثر حتى قيل في الشوق الى الحبيب ) على المثل يقال قرمت الى لقائك وأنا قرم اليك ( و ) القرم ( بالفتح الفحل ) الذي ينزل من الركوب والعمل ويودع للفحلة ( و ) هو الفحل ( أو ) هو الفحل ( ما لم يمسه حبل ) ومنه حديث علي رضي الله تعالى عنه أنا أبو حسن القرم أي أنا فيهم بمنزلة الفحل في الابل قال الخطابي وأكثر الروايات القوم بالواو قال ولا معنى له وإنما هو بالراء أي المقدم في المعرفة وتجارب الامور ( كالاقرم وقول الجوهري الاقرم في الحديث لغة مجهولة ) نص الجوهري وأما الذي في الحديث كالبعير الاقرم فلغة مجهولة يشير الى ما رواه دكين ابن سعيد قال أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عمر أن يزود النعمان بن مقرن المزني وأصحابه ففتح غرفة له فيها تمر كالبعير الاقرم
قال أبو عبيد قال أبو عمرو لا أعرف الاقرم ولكن أعرف البعير المقرم فالجوهري نظر الى هذا القول وهو ( خطأ ) فإن الزمخشري قال فعل وأفعل يلتقيان كثيرا كوجل وأوجل وتبع وأتبع في الفعل وخشن وأخشن وكدر وأكدر في الاسم ( ج قروم ) قال * يا ابن قروم لسن بالاحماض * ( و ) القرم من الرجال ( السيد ) المعظم على المثل بذلك ( و ) قال أبو حنيفة القرم ( بالضم نبت كالدلب غلظا ) في سوقه ( وبياضا ) في قشره وورقه مثل ورق اللوز والاراك ( ينبت في جوف البحر ) وماء البحر عدو كل شئ من الشجر إلا القرم والكندلاء فإنهما ينبتان به وقال ابن دريد القرم ضرب من الشجر ولا أدري أعربي هو أم دخيل ( وأقرمه جعله قرما ) فهو مقرم أكرمه عن المهنة وقال ابن السكيت أقرمت الفحل فهو مقرم هو أن يودع للفحلة من الحمل والركوب وقال الزمخشري قرم البعير فهو قرم وقد أقرمه صاحبه فهو مقرم إذا تركه للفحلة وفي سياق المصنف غموض لا يخفى ( وقرمه ) قرما ( قشره و ) قرم ( فلانا ) قرما ( سبه ) وعابه ( و ) قرم ( الطعام ) يقرم قرما ( أكله ) ما كان وقيل أكلا ضعيفا ( و ) قرم ( البعير ) وفي الصحاح البهم ( يقرم قرما وقروما ومقرما وقرمانا ) محركة ( تناول الحشيش وذلك في أول أكله ) وهو أدنى التناول وكذلك الفصيل والصبي ( أو هو أكل ضعيف ) كما في الصحاح وقال أبو زيد يقال للصبي أول ما يأكل قد أقرم يقرم قرما وقروما ( كتقرم ) يقال هو يتقرم تقرم البهيمة (1/7855)
( و ) قرم ( فلاما حبسه ) فهو مقروم هكذا في النسخ والصواب قرمه أي الفراش بالمقرمة أي حبسه بها والمقرمة محبس الفراش ( و ) قرم ( البعير ) يقرمه قرما ( قطع من أنفه جلدة لا تبين وجمعها عليه ) كذا في المحكم ( أو قطع جلدة من فوق خطمه لتقع على موضع الخطام وليذل أو إنما تكون هذه للسمة وتلك السمة تسمى بذلك أيضا وذلك الموضع قرمة بالضم وقرام بالكسر ) ومثله في الجسد الجرفة ( والقرمة بالفتح والقرمة والقرامة بضمهما تلك الجليدة المقطوعة ) قال ابن الاعرابي في السمات القرمة وهي سمة على الانف ليست بحز ولكنها جرفة للجلد ثم تترك كالبعرة فإذا حز الانف حزا فذلك الفقر يقال بعير مفقور ومقروم ومجروف وقال الزمخشري وأما المقروم من الابل فهو الذي به قرمة وهي سمة تكون فوق الانف تسلخ منها جلدة ثم تجمع فوق أنفه وقال الليث هي القرمة والقرمة لغتان وتلك الجلدة التي قطعتها هي القرامة وربما قرموا من كركرته وأذنه قرامات يتبلغ بها في القحط ( وناقة قرماء بها قرم ) في أنفها عن ابن الاعرابي وبه فسر بعضهم قول تأبط شرا وأنكره ابن الاعرابي ( والتقويم تعليم الاكل ) للصبي ومنه قول الاعرابية ليعقوب تذكر له تربية البهم ونحن في كل ذلك نقرمه ونعله ( والقرمة علامة على سهام الميسر كالقرم و ) القرمة ( ثوب يقرم به الفراش ) أي يحبس ( والقرام ككتاب الستر الاحمر ) وفي الصحاح ستر فيه رقم ونقوش وأنشد الشاعر يصف دارا : على ظهر جرعاء العجوز كأنها * دوائر رقم في سراة قرام وقيل هو ثوب من صوف ملون فيه ألوان من العهن وهو صفيق يتخذ سترا وقيل هو الستر الرقيق والجمع قرم وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها دخل عليها وعلى الباب قرام فيه تماثيل وقال لبيد يصف الهودج : من كل محفوف بظل عصيه * روح عليه كلة وقرامها وقيل القرام ثوب من صوف غليظ جدا يفرش في الهودج ثم يجعل في قواعد الهودج أو الغبيط ( أو ستر رقيق ) وراء ستر غليظ ( كالمقرم والمقرمة كمكنسة ) ولو قال بكسرهما كان أجود ( وهي ) أي المقرمة ( محبس الفراش أيضا ) وقد قرمه بها إذا حبسه ( و ) القرامة ( كثمامة ما التزق من الخبز في التنور ) كما في الصحاح وقيل هو ما تقشر من الخبز ( و ) أيضا ( العيب ) يقال ما في حسب فلان من قرامة كما في الصحاح ( و ) القرامة ( كركرة البعير ) لانه يقرم منها أي يجرف ( والقرمية بالكسر عقدة أصل البرة ) من أنف الناقة ( وقرمان ككرمان ) أي بالفتح ( وقد يحرك ) وهو المشهور ( إقليم بالروم ) متسع مشتمل على بلاد وقرى وكانت بها ملوك على الاستقلال وهي الآن بيد ملوك آل عثمان ومنهم شرذمة باطرابلس المغرب وهم رؤساؤها ( وقرمى كجمزى ويمد ) عن ابن الاعرابي ( ع باليمامة ) وأنشد سيبويه لتأبط شرا : على قرماء عالية شواه * كأن بياض غرته خمار وقال نصر هي ناحية باليمامة من ديار نمير يذكر بكثرة النخل وقال غيره ( لبني امرئ القيس لانه بناه و ) قيل ( ع بين مكة والمدينة ) هكذا في النسخ والصواب بين مكة واليمن قال نصر على طريق حاج زبيد بين عليب وقناة وقد تقدم الاختلاف فيه في ف ر م ( وقرمونية ) محركة ( كورة بالمغرب ) في شرقي اشبيلية وغربي قرطبة ومنها خطاب بن مسلمة بن محمد أبو المغيرة الايادي القرموني فاضل زاهد مجاب الدعوة سكن قرطبة عن قاسم بن أصبع وعنه ابن الفرضي ( وبنو قريم كزبير حي ) من العرب ( وقارم اسم ) رجل ( وعبد الله
أو عبيد الله بن عبد الله بن أقرم ) بن زيد الخزاعي ( كأحمد صحابي ) كنيته أبو معبد على ما حققه شيخنا ورجح كون اسمه عبد الله * قلت الذي قالوا في أبي معبد الخزاعي أن اسمه حبيش أو أكتم وهو قديم الموت وثابت بن أقرم العجلاني البلوي حليف الانصار بدري ( واستقرم بكره صار قرما ) كذا في المحكم ونص الصحاح واستقرم بكر فلان قبل اناه أي صار قرما وقال الزمخشري قرم البعير فهو قرم إذا استقرم أي صار قرما ( و ) المقرم ( كمكرم البعير الذي لا يحمل عليه ولا يذلل وإنما هو للفحلة ) والضراب عن أبي عمرو ( وربيعة ابن مقروم الضبي شاعر وقرم كإبل أو كزبير ) هكذا في النسخ والصواب بكسر الاول والثاني وسكون الياء وكلاهما مشهوران وأما كزبير فلم يقل به أحد ( د م ) معروف بل اقليم واسع بالروم وله سلطان مستقل من أعظم سلاطين الاسلام من ولد تترخان ولكنهم يدينون لملوك آل عثمان مع شوكتهم وقوتهم وكثرة عددهم ومدافعتهم للنصارى والنسبة إليه قرمي بكسر ففتح هكذا نسب جماعة من المحدثين والفقهاء على اختلاف طبقاتهم * ومما يستدرك عليه المقرم كمكرم السيد العظيم على التشبيه بالمقرم من الابل قال أوس : إذا مقرم مناذر احد نابه * تخمط فينا ناب آخر مقرم أراد إذا هلك منا سيد خلفه آخر وقال الفراء قرمت السخلة تقرم قرما إذا تعلمت الاكل قال عدي * فظباء الروض يقرمن من الثمر * وقرم القدح عجمه قال : حزون جريرات وأبدين مجلدا * ودارت عليهن المقرمة الصفر يعني أنهن سبين واقتسمن بالقداح التي هي صفتها وقرمان بالفتح موضع في ديار العرب ومقروم اسم رجل وروى بيت رؤبة * ورعن مقروم تسامى آرمه * والقرم محركة صغار الابل ويروى بالزاي أيضا وموسى بن طارق القرمي بالضم حكى عنه أبو علي الهجري ( القردم كجعفر والدال مهملة ) هو ( العي ) الثقيل ( والقردماني مقصورة ) مع فتح القاف وضبط في نسخ الصحاح بضمها دواء وهو ( الكرويا ) بفتح الكاف والراء وسكون الواو وتخفيف الياء كذا ضبطه الجواليقي في المعرب وضبطه ابن بري كرويا كزكريا ( أو برية رومية ) استعملها العرب ( والقردماني بالضم منسوبة قباء محشو يتخذ للحرب معرب فارسيته كبر ) هكذا نقله الجوهري عن أبي (1/7856)
عبيدة ويقال رومية أو نبطية ( أو سلاح كانت الاكاسرة ) من الفرس ( تدخرها في خزائنهم ) أصله بالفارسية كردمانه معناه عمل وبقي قال الازهري هكذا حكاه أبو عبيدة عن الاصمعي أراه فارسية قال لبيد : فخمة ذفراء ترتى بالعرى * قرد مانيا وتركا كالبصل ( أو ) هي ( الدروع الغليظة مثل الثوب الكردواني ) أو ضرب من الدروع ( أو المغفر أو البيضة إذا كان لها مغفر ) وهذا هو الصحيح لانه قال بعد البيت : أحكم الجنثي من عوراتها * كل حرباء إذا أكره صل ومما يستدرك عليه القردمان بالضم أصل الحديد وما يعمل منه بالفارسية وقيل بل هو بلد يعمل فيه الحديد عن السيرافي ( ذهبوا ) شعاليل ( بقردحمة ) نقله الجوهري عن الفراء ( أو ذهبوا قردحمة بكسر قافهما وتفتح أي تفرقوا ) في كل وجه قال السيرافي وفي الغريب المصنف بقردحمة غير مصروف وحكى اللحياني في نوادره ذهب القوم بقنذحرة وقندحرة وقذحرة وقدحرة إذا تفرقوا ( وصرحت بقردحمة وقرذحمة ) بالفتح فيهما ( وتكسر قافهما ) والذال معجمة وهذه قد أهملها الجوهري وهو ( بمعنى قذحمة ) أي وضحت بعد التباس وقد مرت نظائرها في ج د د * ومما يستدرك عليه قردحمة بالكسر موضع ( القرزوم كعصفور ) لوح الاسكاف المدور وتشبه به كركرة البعير مثل ( الفرزوم ) لغتان عن ابن السكيت والجمع قرازيم عن ابن الاعرابي وقال ابن دريد وهو بالفاء أعلى كذا في الصحاح ( والقرزام بالكسر الشاعر الدون ) وأنشد ابن بري للقطامي : إن رزاما عرها قرزامها * قلف على زبابها كمامها ( والمقرزم بفتح الزاي الحقير اللئيم ) قال الطرماح : الى الابطال من سبأ تنمت * مناسب منه غير مقرزمات أي غير لئيمات من القرزوم ( وهو يقرزم شعره يجئ به رديأ ) وفي شرح الامالي للقالي القرزمة الابتداء بقول الشعر * ومما يستدرك عليه القرزوم الازميل نقله ابن بري عن ابن القطاع وأيضا المرط والمئزر بلغة عبد القيس قال ابن دريد وأحسبه معربا ورجل مقرزم قصير مجتمع وأيضا القصير النسب * ومما يستدرك عليه قرسم الرجل إذا سكت عن ثعلب قال ابن سيده ولست منه على ثقة ( القرشوم كعصفور القراد العظيم ) نقله الجوهري وفي المحكم القراد الضخم ( كالقرشام بالكسر والقراشم ) بالضم والجمع القراشيم قال الطرماح : وقد لوى أنفه بمشفرها * طلح قراشيم شاحب جسده ( و ) القرشوم ( شجرة يأوي إليها القردان ) كذا في المحكم وفي التهذيب زعمت العرب أنها تنبت القردان لانها مأوى القردان ( أو القراشم ) بالضم ( من الرمث مثل الطبقين يكون فيه دابة بيضاء ثم تصير قرادا الواحدة قراشمة بالضم والفتح و )
القرشم ( كاردب الصلب الشديد و ) أيضا ( الضب المسن والقرشامة بالكسر الباشق و ) أيضا ( دويبة ) صغيرة ( والقراشماء بالضم ) ممدودا ( نبت ) * ومما يستدرك عليه قرشم الشئ جمعه عن ابن القطاع كقرشمه وأم قراشماء بالمد اسم شجرة القرشوم وقراشمى مقصورا اسم بلد والقراشم الخشن المس والقرشوم الصغير الجسم ( قرصمه ) قرصمة أهمله الجوهري وفي اللسان أي ( كسره و ) قال ابن القطاع أي ( قطعه ) فهو قراصم وقيل الميم فيه زائدة ( قرضم كزبرج ) أهمله الجوهري وهو ( أبو قبيلة من مهرة بن حيدان ) هكذا ضبطه الدارقطني وقال ذو الرمة يصف إبلا : مهاريس مثل العضب تنمى فحولها * الى السر من أذواد رهط ابن قرضم ( أو هو بالفاء ) وقد تقدم نسبه هناك ( وهو يقرضم كل شئ أي يأخذه وقرضمه قطعه ) والاصل قرضه قال الازهري والميم زائدة ( وقراضم ) بالفتح ( ع بالمدينة ) على حالها أفضل الصلاة والسلام * ومما يستدرك عليه رجل قراضم وقرضم يقرضم كل شئ والقرضم بالكسر قشر الرمان وهو يدبغ به وقال ابن بري القرضم السمينة من الابل ( القرطم كزبرج وعصفور حب العصفر ) نقله الجوهري وفي التهذيب ثمر العصفر وقد جعله ابن جني ثلاثيا كما تقدم في قرط وهو إذا قشر ( جيد للقولنج مسهل للبلغم اللزج ) والاخلاط المحترقة محلل للسعال والربو ويفتح السدد ويزيل الماليخوليا والوسواس والجذام ( وصب مائه حارا على اللبن الحليب يجمده وغسل الرأس والبدن ثلاثا يدفع القمل والخشونة ويحسن الوجه ولبه باهي ) جدا إذا أديم استعماله ( والاحتقان به نافع للبلغم وخفاف مقرطمة ) أي ( مرقعة ملكمة في جوانبها ) قال ابن الاعرابي قال اعرابي جاء في نخافين مقرطمين أي لهما منقارين والنخاف الخف هكذا رواه بالقاف ( وذكره الجوهري بالفاء سهوا ) * قلت ليس بسهو بل رواه الليث هكذا بالفاء ولكن صرحوا أن القاف أصح ( وقرطمه قطعه ) قيل الميم زائدة ( وقرطمة بالكسر د بالاندلس وقرطمتا الحمام ) بالكسر ( أيضا نقطتان على أصل منقاره ) قال أبو حاتم هنتان عن جانبي الانف الحمامة قال أراه على التشبيه ( والقرطمان بالضم الهرطمان ) وسيأتي ( و ) هو ( الجلبان ) * ومما يستدرك عليه القرطم بالكسر والفتح مع تشديد ميمهما لغتان في القرطم والقرطم والقرطم بالكسر شجر يشبه الراء يكون بجبلي جهينة الاشعر والاجرد ويكون عند الصربة عن الهجري وقال ابن السكيت القرطماني الفتى الحسن الوجه والقرطمة القرمطة وأيضا العدو نقله ابن القطاع ( القرعامة بالكسر ) أهمله الجوهري وهي ( الضخمة التامة من النخيل وغيرها ) وقال ابن بري القرعم بالكسر التمر ( القرقم بالكسر حشفة الذكر ) نقله ابن سيده وقال (1/7857)
الازهري ولا أعرفه وأنشد أبو عمرو لابي سعد المعنى : بعينيك وغف إذ رأيت ابن مرثد * يقسبرها بقرقم يتزبد ( والمقرقم يفتح القافين الذي لا يشب ) هو البطئ الشباب يسميه الفرس شير زده كما في الصحاح ( وقرقم الصبي أساء غذائه ) وفي بعض الخبر ما قرقمني إلا الكرم أي إنما جئت ضاويا لكرم آبائي وسخائهم عن بطونهم قال الراجز : أشكو الى الله عيالا دردقا * مقرقمين وعجوزا سملقا وقد ذكر في السين والقاف * ومما يستدرك عليه القرقمة ثياب كتان بيض وتقرقم الوحش في وجاره تقبض نقله ابن القطاع والقرقمان اسم لما يسوس في وسط الاخشاب العتيقة وقد يخص بما في داخل المقل ذكره الاطباء * ومما يستدرك عليه القرهم من الثيران كالقرهب وهو المسن الضخم قال كراع القرهم المسن وأيضا من المغز ذات الشعر وزعم أن الميم في كل ذلك بدل من الباء والقرهم من الابل الضخم الشديد والقرهم السيد كالقرهب عن اللحياني وزعم أن الميم بدل من الباء وليس بشئ والقرهمان القهرمان عن أبي زيد وهو مقلوب هذه الترجمة موجودة في المحكم والتهذيب وإنما تركها المصنف سهوا ( القزم محركة الدناءة والقماءة ) كما في الصحاح وفي الحديث كان يتعوذ من القزم وهو اللؤم والشح ويروى بالراء وقد تقدم ( أو صغر الجسم في المال وصغر الاخلاق في الناس و ) أيضا ( رذال الناس ) وسفلتهم ( للواحد والجمع والذكر والانثى ) لانه في الاصل مصدر وأنشد الجوهري لزياد بن منقذ : وهم إذا الخيل جالوا في كواثبها * فوارس الخيل لا ميل ولا قزم يقال رجل قزم وامرأة قزم وهو ذو قزم ( وقد يثنى ويجمع ويؤنث ) في لغة أخرى ( يقال رجل قزم ورجلان قزمان وامرأة قزمة ورجال أقزام وامرأتان قزمتان ونساء قزمات وقيل الجمع أقزام ( وقزامى ) كسكارى ( وقزم ) بضمتين ومنه حديث علي رضي الله تعالى عنه في ذم أهل الشام جفاة طغام عبيد أقزام ( وقد قزم كفرح فهو قزم ) بالفتح ( وككتف وعنق وجبل وهي بهاء ) في الكل ( والقزم أردأ المال ) وصغاره ومنهم من خصه فقال صغار الغنم وهي الحذف ( و ) القزم ( ككتاب اللئام ) وأنشد الجوهري : أحصنوا أمهم من عبدهم * تلك أفعال القزام الوكعه
أي زوجوا ( و ) القزام ( كغراب الذي لا يغلبه أحد و ) أيضا ( الموت الوحي ) عن كراع ( و ) القزم ( ككتف وجبل الصغير الجثة اللئيم ) الدنئ ( لا غناء عنده ج كعنق وأصحاب ورجل وامرأة قزمة محركة ) أي ( قصيرة ) وقصير ( والاسم القزم ) بالتحريك أيضا ( وقزمه ) قزما ( عابه ) كقرمه ( وقزمان بالضم ابن الحرث العبسي ) وفي نسخة العنسي ( المنافق الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ) قتل يوم أحد فقال ما أقاتل على دين وذكره بعض في الصحابة وهو غلط والمصرح به في شرح المواهب أنه أنصاري من بني ظفر * ومما يستدرك عليه شاة قزمة بالتحريك رديئة صغيرة وغنم أقزام لا خير فيها وكذلك رذال الابل وسودد أقزم ليس بقديم قال العجاج * والسودد العادي غير الاقزم * والتقزم اقتحام الامور بشدة وقزمان بالضم موضع ( قسمه يقسمه ) قسما من حد ضرب ( وقسمه ) تقسيما ( جزأه ) فانقسم ( وهي القسمة بالكسر ) وهي مؤنثة وإنما قال الله تعالى فارزقوهم منه بعد قوله وإذا حضر القسمة لانها في معنى الميراث والمال فذكر على ذلك كما في الصحاح ( و ) من المجاز قسم ( الدهر القوم ) قسما ( فرقهم كقسمهم ) تقسيما فتقسموا فرقهم قسما ههنا وقسما ههنا ( والقسم بالكسر وكمنبر ومقعد النصيب ) والحظ من الخير مثل طحنت طحنا والطحن الدقيق كما في الصحاح وقال الراغب وحقيقته أنه جز من جملة تقبل التقسيم ويقال هذا مقسم الفئ ضبط بالوجهين وجمع المقسم مقاسم ( كالاقسومة ) بالضم ( ج أقسام ) وفي التهذيب إنه كتب عن أبي الهيثم أنه أنشد : فمالك الا مقسم ليس فانيا * به أحد فاستأخرن أو تقدما قال القسم والمقسم والمقسم نصيب الانسان من الشئ يقال قسمت الشئ بين الشركاء وأعطيت كل شريك قسمه ومقسمه ( كالقسيم ) كأمير ( ج أقسماء ) كنصيب وأنصباء زنة ومعنى ( جج ) أي جمع الجمع ( أقاسيم ) أي جمع الاقسام والاقسام جمع القسم بالكسر وقيل بل الاقاسيم جمع الاقسومة كاظفور وأظافير وهي الحظوظ المقسومة بين العباد ( و ) يقال ( هذا ينقسم قسمين بالفتح إذا أريد المصدر وبالكسر إذا أريد النصيب ) والحظ ( أو الجزء من الشئ المقسوم وقاسمه الشئ ) مقاسمة ( أخذ كل ) منهما ( قسمه والقسيم ) كامير ( المقاسم ) وهو الذي يقاسمك أرضا أو دارا أو مالا بينك وبينه ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه أنا قسيم النار قال القتيبي أراد أن الناس فريقان فريق معي وهم على هدى وفريق علي وهم على ضلال كالخوارج فأنا قسيم النار نصف في الجنة معي ونصف علي في النار ( ج أقسماء وقسماء ) كنصيب وأنصباء وكريم وكرماء ( و ) القسيم ( شطر الشئ ) يقال هذا قسيم هذا أي شطره ويقال هذه الارض قسيمة هذه الارض أي عزلت عنها ( و ) القسامة ( كثمامة الصدقة ) لانها تقسم على الضعفاء وبه فسر بعض حديث وابصة مثل الذي يأكل القسامة كمثل جدي بطنه مملوء رضفا قال ابن الاثير ( و ) الصحيح أن القسامة هنا ( ما يعزله القسام لنفسه ) من رأس المال ليكون أجرا له كما تأخذ السماسرة رسما مرسوما لا أجرا معلوما لتواضعهم أن يأخذوا من كل ألف شيئا معينا وذلك حرام وبه فسر الحديث أيضا إياكم والقسامة وقال الخطابي ليس في هذا تحريم إذا أخذ القسام أجرته (1/7858)
بإذن من المقسوم لهم وإنما هي فيمن ولي أمر قوم فإذا قسم بين أصحابه شيئا أمسك منه لنفسه نصيبا يستأثر به عليهم ( والقسم ) بالفتح ( العطاء ولا يجمع ) وهو من القسمة كما في المحكم ( و ) القسم ( الرأي ) يقال هو جيد القسم أي الرأي وهو مجاز ( و ) القسم ( الشك ) أنشد ابن بري لعدي بن زيد : ظنة شبهت فأمكنها القس * م فأعدته والخبير خبير ( و ) القسم ( الغيث ) بلغة هذيل وهو مجاز يقولون في استمطار هم اللهم اجعلها عشية قسم من عندك فقد تلوحت الارض يعنون به الغيث ( و ) قيل ( الماء و ) القسم ( القدر ) يقال هو يقسم أمره قسما أي يقدره ويدبره ينظر كيف يعمل فيه قال لبيد : فقولا له إن كان يقسم أمره * ألما يعظك الدهر أنك هابل ويقال قسم أمره إذا ميل فيه أن يفعله أو لا يفعله ( و ) القسم ( ع ) عن ابن سيده ( و ) القسم ( الخلق والعادة ويكسر فيهما و ) القسم ( أن يقع في قلبك الشئ فتظنه ) ظنا ( ثم يقوى ذلك الظن فيصير حقيقة وحصاة القسم حصاة تلقى في إناء ثم يصب فيه من الماء ما يغمرها ) ثم يتعاطونها ( وذلك إذا كانوا في سفر ولا ماء ) معهم ( إلا يسيرا فيقسمونه هكذا ) قال الليث كانوا إذا قل عليهم الماء في الفلوات عمدوا الى قعب فألقوا حصاة في أسفله ثم صبوا عليه من الماء قدر ما يغمرها وقسم الماء بينهم على ذلك وتسمى تلك الحصاة المقلة ( و ) من المجاز ( قسم أمره ) إذا ( قدره ) ودبره ينظر كيف يعمل فيه وتقدم شاهده قريبا ( أو لم يدر ما يصنع فيه ) أيفعله أو لا يفعله ( و ) المقسم ( كمعظم المهموم ) أي مشترك الخواطر بالهموم وهو مجاز وقد قسمته الهموم وتقسمته ( و ) المقسم ( الجميل ) ي
معطي كل شئ منه قسمه من الحسن فهو متناسب كما قيل متناصف وهو مجاز ( كالقسيم ) كأمير يقال رجل قسيم وسيم بين القسامة والوسامة ( ج قسم بالضم وهي بهاء ) وفي الصحاح فلان مقسم الوجه وقسيم الوجه وقال علباء بن أرقم يذكر امرأته : ويوما توافينا بوجه مقسم * كأن ظبية تعطو الى وراق السلم وقال أبو ميمون يصف فرسا : كل طويل الساق حرالخدين * مقسم الوجه هريت الشدقين ( وقد قسم ككرم ) قسامة وبه فسر بعض قول عنترة * وكأن فارة تاجر بقسيمة * كما في الصحاح ( والقسم محركة ) المقسم ( كمكرم ) وهو المصدر مثل المخرج ( اليمين بالله تعالى وقد أقسم ) أقساما هذا هو المصدر الحقيقي وأما القسم فإنه أقيم مقام المصدر ( وموضعه ) الذي حلف فيه ( مقسم كمكرم ) والضمير راجع الى الاقسام وأنشد الجوهري * بمقسمة تمور بها الدماء * يعني مكة وهو قول زهير وصدره * فتجمع أيمن منا ومنكم * ( واستقسمه به ) أي أقسم به وفي بعض النسخ واستقسمه وبه والصواب الاول ( وتقاسما تحالفا ) من القسم وهو اليمين ومنه قوله تعالى قالوا تقاسموا بالله ( و ) تقاسما ( المال اقتسماه بينهما ) فالاقتسام والتقاسم بمعنى واحد والاسم منهما القسمة ومنه قوله تعالى كما أنزلنا على المقتسمين قال ابن عرفة هم الذين تقاسموا وتحالفوا على كيد الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم ( والقسامة الهدنة بين العدو والمسلمين ج قسامات ) عن ابن الاعرابي ( و ) القسامة ( الجماعة ) الذين ( يقسمون ) أي يحلفون ( على الشئ ) وفي التهذيب على حقهم ( ويأخذونه ) وفي المحكم يقسمون على الشئ ( أو يشهدون ) ويمين القسامة منسوبة إليهم وفي حديث الايمان تقسم على أولياء الدم وقال أبو زيد جاءت قسامة للرجل سمي بالمصدر وقتل فلان فلانا بالقسامة أي باليمين وجاءت قسامة من بني فلان وأصله اليمين ثم جعل قوما قال الازهري تفسير القسامات في الدم أن يقتل رجل فلا يشهد على قتل القاتل إياه بينة عادلة كاملة فيجئ أولياء المقتول فيدعون قبل رجل أنه قتله ويدلون بلوث من بينة غير كاملة وذلك ان يوجد المدعى عليه متلطخا بدم القتيل في الحالة التي وجد فيها أو يشهد رجل عدل أو امرأة ثقة أن فلانا قتله أو يوجد القتيل في دار القاتل وقد كان بينهما عداوة ظاهرة قبل ذلك فإذا قامت دلالة من هذه الدلالات سبق الى قلب من سمعه ان دعوى الاولياء صحيحة فيستحلف أولياء القتيل خمسين يمينا أن فلانا الذي ادعوا قتله انفرد بقتل صاحبهم ما شركه في دمه أحد فإذا حلفوا خمسين يمينا استحقوا دية قتيلهم فإن أبوا أن يحلفوا مع اللوث الذي أدلوا به حلف المدعى عليه وبرئ وان نكل المدعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أو أخذ الدية من مال المدعى عليه وهذا جميعه قول الشافعي والقسامة اسم من الاقسام وضع موضع المصدر ثم يقال للذين يقسمون قسامة وإن لم يكن لوث من بينة حلف المدعى عليه خمسين يمينا وبرئ وقيل يحلف يمينا واحدة وقال ابن الاثير القسامة اليمين كالقسم وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا ولا يكون فيهم صبي ولا امرأة ولا عبد ولا مجنون ويقسم بها المتهمون على نفي القتل عنهم فإن حلف المدعون استحقوا الدية وإن حلف المتهمون لم يلزمهم الدية وقد أقسم يقسم اقساما وقسامة إذا حلف وجاءت على بناء الغرامة والحمالة لانها تلزم أهل الموضع الذي يوجد فيه القتيل ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه القسامة توجب العقل ( والقسام والقسامة الحسن ) والجمال واقتصر الجوهري على القسام وهو الاسم وأما القسامة فإنه مصدر وقد قسم ككرم ( كالقسمة بكسر السين وفتحها ) نقله ابن سيده ( وهي أيضا ) أي القسمة ( الوجه ) يقال كأن قسمته الدينار الهرقلي أي وجهه الحسن ( أو ما أقبل ) عليك ( منه أو ما خرج عليه من شعر ) ونص المحكم ما خرج من الشعر ( أو ) القسمة ( الانف وناحيتاه ) كذا نص المحكم وفي بعض النسخ أو ناحيتاه ( أو وسط الانف أو ما فوق الحاجب ) وهو قول ابن (1/7859)
الاعرابي ( أو ظاهر الخدين أو ما بين العينين ) وبه فسر ابن الاعرابي قول محرز بن مكعبر الضبي : كأن دنانيرا على قسماتهم * وإن كان قد شف الوجوه لقاء على ما في المحكم ( أو أعلى الوجه أو أعلى الوجنة أو مجرى الدمع ) من العين وبه فسر قول الشاعر أيضا على ما في المحكم ( أو ما بين الوجنتين والانف ) وبه فسر ابن الاعرابي قول الشاعر على ما في الصحاح وفتح السين لغة في الكل كذا في المحكم ( و ) القسمة بكسر السين ( جونة العطار ) عن ابن الاعرابي زاد الزمخشري منقوشة يكون فيها العطر ( كالقسم ) بحذف الهاء ( والقسيمة ) كسفينة وبه فسر قول عنترة : وكأن فأرة تاجر بقسيمة * سبقت عوارضها اليك من الفم وعلى قول ابن الاعرابي أصله القسمة فأشبع الشاعر ضرورة ( وهي السوق أيضا ) أي القسيمة وهو قول ابن الاعرابي ولكنه
لم يفسر به قول عنترة قال ابن سيده وعندي أنه يجوز تفسيره به ( والقسوميات ع ) وفي المحكم مواضع وأنشد لزهير : ضحوا قليلا قفا كثبان اسنمة * ومنهم بالقسوميات معترك وقال نصر القسوميات ثمد فيه ركايا كثيرة عادلات عن طريق فلج ذات اليمين سقاهما عمر ربيب بن ثعلبة وكان دليل جيوشه ( والقسامي من يطوي الثياب أول طيها حين تنكسر على طيه ) نقله الجوهري وأنشد لرؤبة * طي القسامي برود العصاب * ( و ) القسامي ( الفرس الذي أقرح من جانب وهو من جانب ) آخر ( رباع ) نقله ابن سيده وأنشد للجعدي : أشق قساميا رباعي جانب * وقارح جنب سل أقرح أشقرا وخفف القطامي ياء النسبة فأخرجه مخرج تهام وشآم فقال : إن الابوة والدان تراهما * متقابلين قساميا وهجانا ( و ) القسامي ( فرس م ) معروف كان لبني جعدة بن كعب بن ربيعة وفيه يقول النابغة : أغر قسامي كميت محجل * خلايده اليمنى فتحجيله خسا كذا في كتاب الخيل لابن الكلبي ( و ) قال أبو الهيثم القسامي ( الشئ الذي يكون بين الشيئين و ) القسام ( كسحاب شدة الحر ) عن ابن خالويه ( أو أول وقت الهاجرة ) قال الازهري وأنا واقف فيه ( أو وقت ذرور الشمس وهي ) أي الشمس ( حينئذ أحسن ما تكون مرآة ) وبكل ذلك فسر قول النابغة الذبياني يصف ظبية : تسف يريره وترود فيه * الى دبر النهار من القسام ( و ) القسام ( فرس لبني جعدة ) بن كعب وقد تقدم شاهده قريبا ( و ) قسام ( كقطام فرس سويد بن شداد العبشمي ) قال الازهري ( والاقاسيم الحظوظ المقسومة بين العباد الواحدة أقسومة ) كأظفور وأظافير وقيل هو جمع الجمع كما تقدم ( وقسامة بن زهير ) المازني ( و ) قسامة ( ابن حنظلة الطائي له وفادة ( صحابيان ) وقال الذهبي قسامة بن زهير لعله مرسل لانه يروي عن أبي موسى * قلت وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين وقال روى عنه قتادة والجريري والبصريون ( وسموا قاسما كصاحب ) ويقال فيه أيضا قاس لغة فيه كما تقدم في السين ( وهم خمسة صحابيون ) وهم القاسم بن الربيع أبو العاص صهر النبي صلى الله عليه وسلم ويقال اسمه لقيط والقاسم ابن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ذكره الزهري وغيره وقيل عاش جمعة والقاسم بن مخرمة بن عبد المطلب أخو قيس والصلت ذكره ابن عبد البر والقاسم مولى أبي بكر ذكره البغوي والاشهر فيه أبو القاسم ( و ) سموا قسيما ( كأمير وزبير ) منهم قسيم مولى عبادة يروى عن ابن عمر ( و ) مقسم ( كمنبر زوج بريرة المدعو مغيثا ) كذا قال المستغفري * ومما يستدرك عليه الانقسام مطاوع القسم والمقسم كمجلس موضع القسم كما في الصحاح وقوله عز وجل فالمقسمات أمرا هي الملائكة تقسم ما وكلت به واستقسموا بالقداح قسموا الجزور على مقدار حظوظهم منها والاستقسام طلب القسم الذي قسم له وقدر مما لم يقسم ولم يقدر استفعال من القسم ومنه قوله تعالى وأن تستقسموا بالازلام وقد مر تفسير الازلام وقد قال المؤرخ وغيره من أهل اللغة إن الازلام قداح الميسر قال الازهري وهو وهم بل هي قداح الامر والنهي والقسام الذي يقسم الدور والارض بين الشركاء فيها وفي المحكم الذي يقسم الاشياء بين الناس قال لبيد : فارضوا بما قسم المليك فإنما * قسم المعيشة بيننا قسامها وقال ابن السمعاني يقول أهل البصرة للقسام الرشك وقد نسب هكذا جماعة منهم عبد الرحمن بن محمد بن بندار المديني أبو الحسين القسام من شيوخ أبي بكر بن مردويه ويحيى بن عبد الله القسام سمع أحمد بن القراب الرازي وفي الاسماء علي بن قسام الواسطي وابنه هبة الله المقري تلميذ أبي العز القلانسي وقسام الحارثي خارجي خرج على الشام بعد السبعين وثلاثمائة والقسيمة مصدر الاقتسام وأيضا اليمين وأيضا موضع وأيضا وقت السحر كأنه يقسم بين الليل والنهار عن ابن خالويه وهو الوقت الذي تتغير فيه الافواه وبكل من الثلاثة فسر قول عنترة * وكأن فارة تاجر بقسيمة * والقسامة بالكسر صنعة القسام كالجزارة والنشارة ونوى قسوم مفرقة مبعدة أنشد ابن الاعرابي : (1/7860)
نأت عن بنات العم وانقلبت بها * نوى يوم سلان البئيل قسوم أي مقسمة للشمل مفرقة له وقول الشاعر يذكر قدرا : يقسم ما فيها فإن هي قسمت * فذاك وإن أكرت فعن أهلها تكرى قال أبو عمرو قسمت عمت في القسم وأكرت نقصت كذا في الصحاح وقال أبو سعيد تركت فلانا يقتسم أي يفكر ويروي بين أمرين وفي موضع آخر تركت فلانا يستقيم بمعناه وهو مجاز وقاسمه مقاسمة حلف له وتقسموا الشئ اقتسموه واقتسموا بالقداح قسموا الجزور بمقدار حظوظهم منها والمقسم كمعظم مقام إبراهيم عليه السلام قال العجاج * ورب هذا الاثر المقسم * كأنه قسم أي حسن والمقسم كمحسن أرض وسموا مقسما كمحدث والقسامي الحسن من القسامة عن أبي الهيثم وكمنبر مقسم بن بجرة التجيبي أسلم مع معاذ باليمن ويقال له صحبة ومقسم بن كثير الاصبحي فارس وقول الشاعر * أنا القلاخ في بغائي مقسما * فهو اسم غلام
له كان قد فر منه كما في الصحاح وضربه فقسمه قطعه نصفين وقسم الارض قطعها كما في الاساس وقسامة فرس وهي أم سبل ( قسحم كقنفذ والحاء مهملة ) أهمله الجوهري وهو ( ابن جذام بن الصدف ) وهو بطن ( وليس بتصحيف فسحم ) من ولده مالك بن سويد بن اجزة بن قسحم له صحبة وسماه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الشريد وفي أسد الغابة هو حضرمي ولكن عداده في ثقيف لانهم أخواله وبايع بيعة الرضوان روى عنه ابنه عمرو ويعقوب بن عاصم الثقفي وأبو سلمة بن عبد الرحمن وله حديث في الشفعة أخرجه أبو عمرو وأبو موسى وأبو نعيم ( القسم الاكل ) كما في الصحاح ( أو كثرته ) وفي المحكم شدته وخلطه ( وأن تنقي من الطعام رديئه وتأكل طيبه ) والذي في الصحاح وقشمت الطعام قشما إذا نفيت الرئ منه فتأمل ذلك ( وأن تشق الخوص لتسفه ) كما في الصحاح ( و ) القشم ( مسيل الماء في الروض ) جمعه قشوم كما في المحكم ( و ) القشم ( بالكسر الطبيعة ) يقال الكرم من قشمه أي من طبعه ( و ) أيضا ( المسيل الضيق في الوادي أو في الروض ) وقيل هو بالفتح ( أو مسيل الماء مطلقا ج قشوم و ) القشم ( الجسم ) وبه فسر ما أنشده ابن الاعرابي : طبيخ نحاز أو طبيخ أميهة * دقيق العظام سئ القشم أملط ( و ) القشم ( الهيئة ) يقال إنه لقبيح القشم أي الهيئة ( و ) القشم ( اللحم إذا احمر ونضج ) ويفتح وفي المحكم اللحم المحمر من شدة النضج ( و ) القشم ( الشحم ) واللحم يقال أرى صبيكم مختلا قد ذهب قشمه أي شحمه ولحمه وبه فسر الجوهري قول الشاعر يقول كانت أمه حاملا وبها نحاز أي سعال أو جذري فجاءت به ضاويا ( و ) القشم ( الاصل ) وبه فسر قولهم الكرم من قشمه ( و ) القشم ( بالتحريك ويسكن البسر الابيض الذي يؤكل قبل إدراكه وهو حلو ) كذا في المحكم واقتصر الجوهري على التحريك ( والقشام كسحاب القرد من الصوف و ) القشام ( كغراب أن ينتفض النخل قبل استواء بسره ) قال الازهري أصابه قشام إذا انتفض قبل أن يبسر وفي الصحاح قبل أن يصير ما عليه بسرا ( و ) القشام ( ما بقي على المائدة ونحوها ) مما لا خير فيه ( كالقشامة ) كما في الصحاح والتهذيب وفي المحكم ما وقع على المائدة مما لا خير فيه أو بقي فيها من ذلك ( و ) قشام ( اسم ) راع في قول أبي محمد الفقعسي * يا ليت أني وقشاما نلتقي * كما في الصحاح ( و ) القشيم ( كامير يبيس البقل ج قشم بالضم و ) يقال ( ما أصابت الابل منه مقشما ) كمقعد ( أي لم تصب منه مرعى ) كما في الصحاح ( و ) المقشم ( الموت ) يقال ( قشم يقشم ) قشما إذا مات ( عن كراع ) في المجرد * ومما يستدرك عليه القشام كغراب اسم لما يؤكل مشتق من القشم كما في التهذيب واقتشمه أكله من هنا ومن هنا كاقتمشه وقشم الرجل في بيته دخل عن كراع وقشام موضع وعمر بن علي بن محمد الحلبي المعروف بابن قشام محدث له تأليفات جيدة روى عن أبي بكر بن ياسر الجياني وقد ذكره المصنف في دور وأغفله هنا وأبو القاسم عبد الله بن الحسن بن أحمد بن قشامي بالفتح عن أبي نصر الزبيبي كان ثقة مات سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة وآخرون ( القشعم كجعفر المسن من الرجال والنسور ) كما في الصحاح زاد غيره والرخم لطول عمره وهو صفة ( و ) قيل هو ( الضخم ) المسن من كل شئ ( و ) أيضا ( الاسد ) لضخامته ( و ) أيضا ( لقب ربيعة بن نزار ) أبي قبيلة ثم أوقعوه على القبيلة وهم القشاعمة ( أو هو ) قشعم ( كاردب ) لقب به لضخامته ( وأم قشعم الحرب و ) قيل ( المنية والداهية ) كما في الصحاح وبه فسر قول زهير * لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم * ( و ) أم قشعم من كنى ( الضبع ) وبه فسر قول زهير أيضا ( و ) أيضا ( العنكبوت ) وبه فسر قول زهير أيضا ( و ) أيضا ( قرية النمل والقشعمان بالضم ) وفي الصحاح مثال الثعبان والعقربان ( و ) ذكر غيره فيه ( الفتح و ) مثله القشعام ( كقرطاس النسر الذكر العظيم ) وفي الصحاح العظيم الذكر من النسور ( والقشعامة بالكسر الفخ ) يوضع للصيد ( و ) القشعوم ( كزنبور الصغير الجسم ) الضاوي القمئ ( و ) أيضا ( القراد ) لصغر جسمه * ومما يستدرك عليه القشعم كاردب الضخم المسن من كل شئ والقشعام المسن من الرجال والنسور وأم قشعم الذلة وبه فسر بيت زهير أيضا وفي همع الهوامع القشعام العنكبوت مما جاء على فعلان غير المضاعف وذكره في المزهر أيضا ( قصمه يقصمه ) قصما ( كسره وأبانه ) وفي الصحاح حتى يبين ( أو كسره وان لم يبن وفي حديث أهل الجنة في درة بيضاء ليس فيها قصم ولا فصم فبالقاف كسر مع بينونة وبالفاء من غير بينونة كذا نقله الزمخشري في الكشاف ومر في فصم وقيل بالقاف كسر الشئ من طوله وبالفاء قطع الشئ المستدير كذا قاله المناوي في مهمات التعريف ( فانفصم (1/7861)
وتقصم ) كلاهما مطاوع قصمه ( و ) قصم فلان راجعا ( رجع من حيث جاء ) ولم يتم الى حيث قصد رواه أبو تراب عن أبي سعيد
( وهو أقصم الثنية منكسرها من النصف فهو بين القصم محركة ) كما في الصحاح وفي التهذيب الاقصم أعم وأعرف من الاقصف وهو الذي انقصمت ثنيته من النصف ( والقصماء ) من ( المعز المكسورة القرن الخارج ) والعضباء المكسورة القرن الداخل وهو المشاش نقله الجوهري عن ابن دريد ( ج قصم ) بالضم وفي المحكم القصماء من المعز التي انكسر قرناها من طرفيهما الى المشاشة ( والقصم والقصمة مثلثة الكسر ) فالكسر عن الجوهري في القصمة ( والضم عن الصغاني ) في تكملته على الصحاح ( والفتح عن ) ابن عديس في ( الباهرو ) المراد من ( الكسر الكسرة ) يقال قصم السواك وقصمته الكسرة منه ( وفي الحديث استغنوا ولو عن قصمة سواك ) يعني ما انكسر منه إذا استيك به ويقال لو سألتني قصمة سواك ما أعطيتك أي نفاثته وهي الشظية منه تبقى في المستاك فينفثها كما في الاساس ( و ) القصمة ( بالفتح المرقاة ) للدرجة مثل القصفة كما في الصحاح ومنه الحديث وما ترتفع في السماء من قصمة يعني الشمس إلا فتح لها باب من النار ( و ) القصم ( ككتف السريع الانكسار ) يقال رجل قصم كما في الصحاح وفي المحكم رجل قصم أي ضاو ضعيف سريع الانكسار ورمح قصم أي منكسر وقد قصم كفرح ( و ) قصم ( كزفر من يحطم ما لقي ) نقله الجوهري ( والقصيمة ) كسفينة ( رملة تنبت الغضى ) كما في الصحاح زاد غيره والارطي والسلم ( أو ) أجمة الغضى أو ( جماعة الغضى المتقارب ) يقال قصيمة من غضى وأيكة من أثل وغال من سلم وسليل من سمر وفرش من عرفط ( ج قصيم ) وأنشد الجوهري * حيث استغاض دكادك وقصيم * ( جج ) جمع الجمع ( قصم ) بالضم ( وقصائم ) وفي التهذيب القصيمة من الرمل ما أنبتت الغضى وهي القصائم وقيل قصائم الرمال ما أنبتت العضاة قال والصواب الاول ( و ) القصيمة ( ع ) بعينه سمي بذلك ( و ) القصيم ( كأمير ع بين اليمامة والبصرة ) لبني ضبة وقيل بين رامة ومطلع الشمس هما من بلاد تميم ورامة وراء القريتين في حق أبان بن دارم قاله نصر ( و ) قيل ( ع بشقه طريق بطن فلج ) كما في التهذيب ( و ) القصيم ( عتيق القطن ) والذي في المحكم القصم العتيق من القطن ( أو عتيق شجرة و ) القصم ( بالكسر ) وعليه اقتصر ابن سيده ( أو الفتح أصل المراتع ج أقصام ) وفي المحكم أقصام المرعى أصوله ولا يكون إلا من الطريفة الواحد قصم ( و ) القصم ( بالتحريك بيض الجراد والقيصوم نبت وهو صنفان أنثى وذكر النافع منه أطرافه وزهره مرجدا ويدلك البدن به للنافض ) والحميات مطلقا ( فلا يقشعر إلا يسيرا ودخانه يطرد الهوام ) مطلقا ( وشرب سحيقه نيئا نافع لعسر النفس والبول والطمث ولعرق النساء وينبت الشعر ويقتل الدود ) ويزيل أوجاع الصدر وضيق النفس ويحلل الاورام الغليظة طلاء وفي المحكم القيصوم ما طال من العشب والقيصوم من نبات السهل ومن الذكور والامرار وهو طيب الرائحة من رياحين البر وورقه هدب له نورة صفراء وهي تنهض على ساق وتطول وأنشد الجوهري * بلاد بها القيصوم والشيح والغضى * ومما يستدرك عليه يقال للظالم قصم الله ظهره أي أنزل به بلية ونزلت به قاصمة الظهر وقصمت سنه قصما وهي قصماء انشقت عرضا والقصم في عروض الوافر حذف الاول وإسكان الخامس فيبقى الجزء فاعلتن فينقل في التقطيع الى مفعولن وهو على التشبيه بقصم القرن أو السن والقاصمة اسم صديقة النبي صلى الله عليه وسلم أراه لانها قصمت الكفر وأذهبته والقصيمة ما سهل من الارض وكثر شجره وقناة قصمة أي منكسرة وفلان يمضغ الشيح والقيصوم لمن خلصت بدويته كما في الاساس وسيف قصم ككتف وفيه قصم محركة تكسر في حده عن ابن قتيبة ( القصلام بالكسر ) أهمله الجوهري وهو ( العضوض الذي يقطع كل شئ ويكسره من الفحول ونحوها ) قيل لامه زائدة وقيل بل ميمه زائدة ( قضم كسمع ) قضما ( أكل بأطراف أسنانه ) كما في الصحاح وفي المحكم القضم أكل بأطراف الاضراس ( أو ) قضم ( أكل يابسا ) زاد الزمخشري بمقدم الفم وخضم أكل رطبا ومنه قول أبي ذر رضي الله تعالى عنه اخضموا فإنا نقضم وفي التهذيب عن الكسائي القضم للفرس كالخضم للانسان وقال غيره القضم باطراف الاسنان والخضم بأقصى الاضراس ( وما ذقت قضاما كسحاب وأمير ومقعد ولقمة أي ما يقضم عليه ) وفي الصحاح قضاما أي شيئا ( و ) قال الاصمعي أخبرنا ابن أبي طرفة قال ( قدم أعرابي على ابن عم له بمكة فقال ) له ( إن هذه بلاد مقضم وليست ببلاد مخضم ) والخضم أكل بجميع الفم والقضم دون ذلك كما في الصحاح وأنشد الازهري : رجوا بالشقاق الاكل خضما فقد رضوا * أخيرا من أكل الخضم ان يأكلوا القضما ( القضم محركة السيف و ) أيضا ( جمع قضيم ) كأمير ( للجلد الابيض يكتب فيه ) قال الاصمعي ومنه قول النابغة : كأن مجر الرامسات ذيولها * عليه قضيم نمقته الصوانع كما في الصحاح ( و ) القضم ( انصداع في السن أو تكسر أطرافه وتفلله واسوداده ) وقد ( قضم كفرح ) قضما ( فهو أقضم وقضم وهي
قضماء و ) القضيم ( كأمير السيف العتيق المتكسر الحد كالقضم ككتف ) وعلى الاخير اقتصر الجوهري قال وهو الذي طال عليه الدهر فتكسر حده ( و ) القضيم ( العيبة و ) أيضا ( الصحيفة البيضاء أو أي أديم كان ) وفي المحكم وقيل هو الاديم ما كان ( و ) أيضا ( النطع كالقضيمة و ) أيضا ( حصير منسوج خيوطه سيور ) بلغة أهل الحجاز وبه فسر قول النابغة أيضا وجمع الكل أقضمة وقضم فأما القضم فاسم للجمع عند سيبويه وجمع القضيمة قضم كصحيفة وصحف وقضم أيضا قال ابن سيده وعندي أن قضما اسم لجمع قضيمة (1/7862)
كما كان اسما لجمع قضيم ( و ) القضيم ( شعير الدابة ) وقد أقضمتها أي علفتها القضيم كما في الصحاح وقضمته هي قضما أكلته واستعاره عدي بن زيد للنار فقال : رب نار بت أرمقها * تقضم الهندي والغارا ( و ) القضيم ( الفضة ) عن الليث وأنشد : وثدي ناهدات * وبياض كالقضيم * قال الازهري القضيم هنا الرق الابيض الذي يكتب فيه ولا أعرفه بمعنى الفضة ولا أدري ما قول الليث هذا ( و ) القضام ( كزنار نبت من الحمض ) قاله أبو حنيفة وقال أبو خيرة شجر الحمض وقيل هو من نجيل السباخ ( أو هي الطحماء ) تشبه الخذراف إذا جف أبيض وله وريقة صغيرة قاله أبو حنيفة أيضا ( و ) القضام ( النخلة تطول حتى يخف ثمرها ) وفي بعض النسخ حتى يجف بالجيم ( ح قضاضيم واقضم البعير قفقف لحييه و ) اقضم ( القوم امتاروا شيئا قليلا في القحط كاستقضموا ) وهو مجاز ( والمقاضمة ان تأخذ الشئ اليسير بعد الشئ وهي في البيع والشراء أن يشتري رزما رزما دون الاحمال وفي المثل يبلغ الخضم بالقضم أي ) إن ( الشبعة ) قد ( تبلغ الاكل باطراف الفم أي الغاية البعيدة ) قد ( تدرك بالرفق ) وأنشد الجوهري : تبلغ باخلاق الثياب جديدها * وبالقضم حتى تدرك الخضم بالقضم * ومما يستدرك عليه أتت بني فلان قضيمة يسيرة أي ميرة قليلة وهو مجاز والقضم ما ادرعته الابل والغنم من بقية الحلى وبالتحريك تكسر في حد السيف قال اليشكري : فلا توعدني إنني إن تلاقني * معي مشرفي في مضاربة قضم ورواه ابن قتيبة بالصاد المهملة كما تقدم والقضام كغراب لغة في القضام للنخلة ويقال هو يقضم الدنيا قضما إذا زهد فيها ورضي منها بالدون وهو مجاز ومنه قول أبي ذر رضي الله تعالى عنه اخضموا فسنقضم وقد تقدم ( القضعم كجعفر والعين مهملة ) أهمله الجوهري وهو ( الشيخ المسن ) الذاهب الاسنان ( و ) القضعم ( كزبرج الناقة الهرمة ) المتكسرة الاسنان ( قطمه يقطمه ) قطما ( عضه ) كما في الصحاح ( أو تناوله بأطراف أسنانه فذاقه ) يقال اقطم هذا العود فانظر ما طعمه وأنشد الجوهري لابي وجزة : وإذا قطمتهم قطمت علاقما * وقواضي الذيفان فيما تقطم وفي المحكم الفصيل النبت إذا أخذه بمقدم فيه قبل أن يستحكم أكله ( و ) قطم ( الشئ ) قطما ( قطعه ) كذا في المحكم ( و ) قطم ( كفرح اشتهى الضرب والنكاح واللحم أو غيره فهو قطم ككتف ) وقيل كل مشته شيئا فهو قطم واقتصر الجوهري على الضراب واللحم يقال قطم الفحل إذا اهتاج للضراب ( والقطامي ويضم ) الفتح لقيس وسائر العرب يضمون ( الصقر أو اللحم منه ) وقد غلب عليه اسما مأخوذ من القطم وهو المشتهي للحم وغيره ( كالقطام كسحاب ) يقال صقر قطام وقطامي أي لحم ( و ) القطامي ( الحديد البصر ) ومنه قول أم خالد الخثعمية في جحوش العقيلي : فليت سما كيا يحار ربابه * يقاد الى أهل الغضى بزمام ليشرب منه جحوش ويشيمه * بعيني قطامي أغر شامي وقال ابن سيده إنما أرادت بعيني رجل كأنهما عينا قطامي وإنما وجهناه بهذا الرجل لان الرجل نوع والقطامي نوع آخر ومحال أن ينظر نوع بعين نوع ألا ترى أن الرجل لا ينظر بعين الحمار وكذا العكس هذا ممتنع في الانواع فافهم ( و ) القطامي ( الرافع الرأس الى الصيد ) تشبيها بالصقر ( و ) القطامي ( النبيذ الشديد ) الذي يكرهه الشارب ويزوى وجهه منه ( و ) القطامي ( شاعر كلبي اسمه الحصين بن جمال أبو الشرقي ) واسم الشرقي الوليد وهو ابن الحصين بن حبيب بن جمال الكلبي من بني عذرة بن زيد اللات بن رفيدة ابن ثور بن كلب وقد ذكر في حرف القاف ( و ) القطامي شاعر ( آخر تغلبي واسمه عمير بن شييم ) نقله الجوهري وهو من بني جشم بن بكر بن الارقم ( و ) المقطم ( كمنبر المخلب ) للبازي نقله ابن سيده والجمع المقاطم ( و ) المقطم ( كمعظم جبل بمصر ) كما في الصحاح ( مطل على القرافة ) والعامة تقول المقطب بالباء وفي كتاب جغرافيا أن هذا الجبل يأخذ من مصر فيمر في الصحراء الى أن ينتهي الى قرب اسوان وهو جبل مشهور بالطول وأما علوه فإنه يعلو في مكان وينخفض في مكان وتتصل منه قطع بديار مصر الداخلة الى البحر الملح بناحية القلزم اه وقرأت في تاريخ حلب لابن العديم ما نصه قال المسور الخولاني يحذر ابن عم لحفص بن الوليد المعافري أمير مصر من مروان ويذكر قتل مروان حفصا ورجاء بن الاشيم ومن قتل معهما من أشراف أهل مصر وحمص
* وأن أمير المؤمنين مسلط * على قتل أشراف البلادين فاعلم فإياك لا تجني من الشر غلطة * فتؤدي كحفص أو رجاء بن أشيم ولا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم * وكيف وقد أضحوا بسفح المقطم وقضية اليهود فيه مع عمرو بن العاص ومراودتهم إياه على بيعه بما شاء من الاموال زاعمين أنه من غراس الجنة وجعله عمر رضي الله تعالى عنه مقبرة المسلمين مشهورة في التواريخ ( وابن أم قطام ملك لكندة ) نقله ابن سيده ( القطيم كاردب الفحل الصؤل ) نقله الازهري وأنشد * يسوق قرما قطما قطما * ( وقطام ) اسم امرأة ( مبنية على الكسر ) في كل حال عند أهل الحجاز ( وأهل نجد يجرونها مجرى ما لا ينصرف ) وقد ذكر في رقاش مفصلا ( و ) قطامة ( كثمامة اسم ) رجل ( و ) القطيمة ( كسفينة اللبن المتغير الطعم و ) أيضا ( الكسرة ) من الخبز وغيره ( و ) أيضا ( الحفنة من الطعام ) * ومما يستدرك عليه القطم ككتف الغضبان وفحل قطم صؤل كقطم بالتحريك وقال الازهري هو شدة اغتلامه ورجل قطامي يركب رأسه في الامور والقطامة بالضم ما قطم ثم ألقي (1/7863)
وقطم الشارب ذاق الشراب فكرهه وزوى وجهه وقطب والقطميات مواضع قال عبيد : أقفر من أهل ملحوب * فالقطميات فالذنوب ويروى القطبيات بالموحدة وقد ذكره المصنف هناك وقطمان بالضم اسم جبل قال المخبل السعدي : ولما رأت قطمان من عن شمالها * رأت بعض ما تهوى وقرت عيونها ( القيعم كحيدر السنور ) نقله ابن سيده ( و ) أيضا ( الضخم المسن من الابل والقعم صياح السنور و ) القعم ( بالتحريك ميل وارتفاع في الاليتين ) هكذا في النسخ والذي في المحكم القعم ميل في الانف ومثله في الصحاح و قيل ردة ميل فيه وطمأنينة في وسطه وقيل هو ضخم الارنبة وتنوءها وانخفاض القصبة بالوجه قال وهو أحسن من الخنس والطفس وقيل عوج في الانف وقد قعم قعما فهو أقعم وهي قعماء ( وأقعمت الشمس ارتفعت و ) أقعمت ( الحية لسعت فقتلت ) من ساعته ( و ) لك ( قعمة ) هذا ( المال ) وقمعته ( بالضم ) أي ( خياره ) وأجوده ( و ) قعم ( كفرح أصابه داء كأقعم بالضم ) وفي الصحاح أقعم الرجل أصابه داء فقتله وفي المحكم قعم الرجل وأقعم بالضم فيهما أصابه الطاعون فقتله من ساعته * ومما يستدرك عليه خف أقعم ومقعم متطامن الوسط مرتفع الانف ( القعضم كجعفر وزبرج ) أهمله الجوهري وهو ( الضعيف ) الهرم وهو بالباء الضخم الجرئ الشديد وقد تقدم ( أو ) الشيخ ( المسن الذاهب الاسنان ) وهو مقلوب القضعم الذي تقدم آنفا * ومما يستدرك عليه القعشوم كزنبور الصغير الجسم وأيضا القراد كالقشعوم كذا في المحكم ( القلم محركة اليراعة أو إذا بريت ) وهو الذي يكتب به ( ج أقلام وقلام ) بالكسر قال ابن سيده وما في التنزيل لا أعرف كيفيته قال أبو زيد سمعت أعرابيا محرما يقول * سبق القضاء وجفت الاقلام * ( و ) القلم ( الزلم ) والزلم كما في الصحاح أي واحد الازلام الذي تقدم ذكره ( و ) القلم ( الجلم ) ما في الصحاح ويقال هو القلمان كالجلمان لا يفرد له واحد كما في المحكم ( و ) القلم ( طول أيمة المرأة ) نقله الازهري ( وهي مقلمة كمعظمة ) أي ( أيم ) ونظر أعرابي الى نساء فقال إني أظنكن مقلمات أي بلا أزواج كما في التهذيب وفي المحكم أي ليس لكن رجل ولا أحد يدفع عنكن ( و ) القلم ( السهم يجال بين القوم في القمار ) والجمع أقلام ومنه قوله تعالى إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم أي سهامهم وقيل الذي كانوا يكتبون بها التوراة وقال الازهري هي قداح جعلوا عليها علامات يعرف بها من يكفل مريم على جهة القرعة ( وقلم الظفر وغيره ) كما في الصحاح وفي المحكم والحافر والعود ( يقلمه ) قلما ( وقلمه ) تقليما شدد للكثرة ( قطعه ) بالقلم ومنه قوله * له لبد أظفاره لم تقلم * ( والقلامة ) كثمامة ( ما سقط منه ) كما في الصحاح وفي المحكم ما قطع منه وفي التهذيب هي المقلومة عن طرف الظفر ( وألف مقلمة كمعظمة أي كتيبة شاكة السلاح ) نقله ابن سيده ( ومقالم الرمح كعوبه ) وأنشد ابن سيده : وعاملا مار ناصما مقالمه * فيه سنان حليف الحد مطرور ( و ) المقلم ( كمنبر وعاء قضيب البعير ) كما في الصحاح زاد ابن سيده والتيس والثور وقيل طرفه وفي التهذيب في طرف قصيب البعير حجنة هي المقلم ( و ) المقلمة ( بهاء وعاء قلم الكتابة ) وفي الصحاح وعاء الاقلام قال شيخنا عن بعض وكان المناسب لكونها وعاء الفتح على أنها اسم مكان إذ مقتضى الكسر أنها اسم آلة ويمكن أن يقال الوعاء آلة للحفظ ووجه التسمية لا يطرد فقد صرح السيد في حواشي الكشاف بأن المعنى المعتبر في أسماء الآلة والزمان والمكان مرجح للتسمية لا مصحح للاطلاق فلا يطرد في كل ما يوجد فيه ذلك المعنى ( و ) القلام ( كزنار القاقلي ) وهو من الحمض كذا في الصحاح وفي المحكم ضرب من الحمض يذكر ويؤنث وقيل هو كالاشنان إلا أنه أعظم وقيل ورقه كورق الحرف قال : أتوني بقلام فقالوا تعشه * وهل يأكل القلام إلا الاباعر
( والاقليم كقنديل واحد الاقاليم السبعة ) قال الازهري وأحسبه عربيا وقال ابن دريد لا أحسبه عربيا وقال غيره وكأنه سمي به لانه مقلوم من الاقليم المتاخم أي مقطوع عنه وقال أبو الريحان البيروني الاقليم على ما ذكره أبو الفضل الهروي في المدخل الصاحبي هو الميل فكأنهم يريدون به المساكن المائلة عن معدل النهار قال وأما على ما ذكر حمزة بن الحسين الاصفهاني وهو صاحب لغة ومعني بها فهو الرستاق بلغة الجرامقة سكان الشام والجزيرة يقسمون بها المملكة كما يقسم أهل اليمن بالمخاليف وغيرهم بالكور والطساسيج وأمثالها قال وعلى ما ذكر أبو حاتم الرازي في كتاب الزينة هو النصيب مشتق من القلم بافعيل إذ كانت مقاسمة الانصباء بالمساهمة بالاقلام مكتوب عليها أسماء السهام حققه ياقوت في معجمه ( و ) اقليم ( ع بمصر ) نقله ابن سيده وياقوت ( واقليمية د للروم ) وهي مدينة في جزيرة متوسطة بيد ملوك الاسلام الآن بينها وبين القسطنطينية نحو مائتي ميل وبها بئر يجلب منها الطين المختوم الى سائر البلاد ( وقلمون محركة ع بدمشق ) ومنه قول الشاعر : بنفسي حاضر بنقيع حوضي * وأبيات على القلمون جون ( ودير القلمون بالفيوم ) مشهور به كنوز قديمة ( وأبو قلمون ثوب رومي يتلون ألوانا ) للعيون نقله الجوهري وقال الازهري يتراءى إذا أشرقت عليه الشمس بألوان شتى قال ولا أدري لم قيل له ذلك وقد يشبه به الدهر والروض وزمن الربيع ( والقالم العزب ) من الرجال ( ج قلمة محركة وقلمية ) محركة ( كورة بالروم ) بيد ملوك الاسلام الآن ( واقليمياء بالكسر ) والمد ( بنت آدم عليه السلام (1/7864)
و ) الاقليمياء ( من الذهب والفضة ثفل يعلو ) المعدن عند ( السبك ) يرسب إذا دار ( أو دخان ) وأجوده الرزين المشبه لاصله في العين وطبعها كمعدنها وكلها جيدة للبياض والقروح في العين وغيرها وللجرب والسبل والعشا كحلا وتقع في المراهم والمأخوذة من المرقشيشا أجود في الحكة ( وأقلام د بافريقية ) عن ابن حوقل ( و ) قال ابن رشيق في الانموذج أقلام ( جبل بفاس ) في باديته وهو الى سبته أقرب ومنه محمد بن سلطان الاقلامي شاعر مجود مضبوط الكلام تأدب بالاندلس * ومما يستدرك عليه القلمان المقراض هكذا جاء على التشبيه ولا يفرد كالمقلام ويقال للضعيف مقلوم الظفر وكليل الظفر كما في الصحاح وهو مجاز ووشى مقلم على هيئة الاقلام وقلمون محركة قرية بطرابلس الشام وقلمة محركة قرية بالقليوبية من أعمال مصر وقد وردتها والاقلام قرية بالفيوم واقليم القصب بالاندلس والاقليم ناحية بدمشق منها ظبيان بن خلف الاقليمي المالكي الفقيه المتكلم وأبو قلمون طائر من طير الماء يتراءى بألوان شتى شبه الثوب به نقله الازهري عن رجل سكن مصر ( القلحوم كزنبور والحاء مهملة العظيم الخلق ) من الرجال ( و ) القلحم ( كاردب المتعظم في نفسه و ) في الصحاح هو ( المسن ) والميم زائدة وفي التهذيب شيخ قلحم وقلعم مسن وفي المحكم هو المسن الضخم من كل شئ وقيل هو من الرجال الكبير ( و ) قلحم ( كجعفر اسم ) رجل ( وشيخ قلحامة بالكسر ) أي ( هرم ) وقد ( اقلحم ) إذا ( هرم ) * ومما يستدرك عليه القلحم كسبطر اليابس الجلد والمقلحم الذي يتضعضع لحمه ( القلخم كجردحل أهمله الجوهري وهو ( الجمل الضخم العظيم ) وقيل هو الضخم من كل شئ لغة في الحاء ( القلذم كجعفر والذال معجمة الحر الواسع الكثير الماء ) شبه بالبئر ( والقليذم كسميدع البئر الغزيرة ) نقله الجوهري عن ابن السكيت وأنشد : إن لنا قليذما هموما * يزيدها مخج الدلا جموما ويروى فصبحت قليذما * قلت ويروى بالدال أيضا ويروى بالزاي مع التصغير اشتقه من بحر القلزم والتصغير للمدح ( القلزمة ) أهمله الجوهري وهو ( الابتلاع ) كالزلقمة وقد قلزم اللقمة وزلقمها ابتلعها ( كالتقلزم و ) القلزمة ( اللؤم و ) أيضا ( الصخب ) كأنه رفع الصوت من زلقومه أي الحلقوم ( و ) قلزم ( كقنفذ سيف عمرو بن معديكرب و ) أيضا ( د بين مصر ومكة ) قال شيخنا البينية مجازية وقد قالوا إنها مدينة كانت بشرقي مصر ( قرب جبل الطور ) خرب قديما وبني في موضعه بلد آخر يسمى بالسويس موجود الآن ومنه تحمل ميرة الحجاز إلا أن ابن السمعاني ضبطه بفتح القاف وضم الزاي ومنه يعقوب بن اسحاق القلزمي ذكره البخاري في التاريخ وقال أبو حاتم محله الصدق ( واليه يضاف بحر القلزم ) قال ياقوت هو شعبة من بحر الهند أوله بين بلاد البربر والسودان ثم يمتد مغربا وفي أقصاه مدينة القلزم قرب مصر وبذلك يسمى هذا البحر ويسمى في كل موضع يمر به باسم ذلك الموضع وعلى ساحله الجنوبي بلاد البربر والحبش وعلى ساحله الشرقي بلاد المغرب فالداخل إليه يكون على يساره أواخر بلاد البربر ثم الزيلع ثم الحبشة وفي منتهاه من هذه الجهة بلاد البجة وعلى يمينه عدن ثم المندب وفي القلزم أغرق الله تعالى فرعون في موضع يعرف بالتنور بينه وبين مصر
سبعة أيام * قلت ومن زعم أنه أغرق في نيل مصر فقد وهم كما حققه الشهاب في العناية ثم يدور تلقاء الجنوب الى القصير بينه وبين قوص خمسة أيام ثم يدور في شبه الدائرة الى عيذاب وأرض البجة ثم يتصل ببلاد الحبش سمي به ( لانه على طرفه أو لانه يبتلع من ركبه ) لشدة أمواجه أو يبتلع ما ألقي فيه وكأنهم أخذوه من غرق فرعون فيه فإن الله تعالى أغرقه هناك وفي مختصر نزهة المشتاق أن مبدأ بحر القلزم من باب المندب حيث انتهاء البحر الهندي فيمر في جهة الشمال مغربا قليلا ويتصل بغربي اليمن ويمر ببلاد تهامة والحجاز الى مدين والايلة وفاران حتى ينتهي الى مدينة القلزم واليها ينسب ( و ) القلزم ( كزبرج اللئيم وتقلزم ) الرجل ( مات بخلا ) ولؤما * ومما يستدرك عليه الزلقمة والقلزمة الاتساع ومنه سمي البحر زلقما وقلزما نقله ابن بري عن ابن خالويه وقليزم مصغرا البئر الغزيرة لغة في القليذم بالذال اشتقت من بحر القلزم في كثرة مائها ( القلعم كاردب ) أهمله الجوهري وفي المحكم ( الشيخ المسن ) الكبير الهرم والحاء لغة فيه ( و ) القلعم ( كجعفر العجوز ) المسنة مثل القلحم ( و ) قلعم ( كدرهم علم ) مثل به سيبويه وفسره السيرافي والجرمي * ومما يستدرك عليه القلعمة المسنة من الابل عن الازهري قال والحاء أصوب اللغتين واقلعم الرجل أسن وكذلك البعير والقلعم القدح الضخم كالقمعل وقال ابن بري القلعم اسم جبل بعينه والقلعم الطويل عن أبي حيان * ومما يستدرك عليه القلقم الواسع من الفروج هكذا هو في المحكم ومر عن الجوهري الفلقم بالفاء الواسع ( القلهمة ) أهمله الجوهري وقال ابن سيده هو ( السرعة و ) قلهم ( كجعفر اسم ) * ومما يستدرك عليه القلهم الفرج الواسع وبه روي الحديث ففتشت قلهمها كذا أورده الهروي في الغريبين وقال ابن الاثير الصحيح أنه بالفاء وقد تقدم ( القلهذم الخفيف ) كما في الصحاح ( و ) أيضا ( البحر العظيم ) وفي الصحاح الكثير الماء * ومما يستدرك عليه القلهذم القصير ( القلهزم كسفرجل ) بالزاي أهمله الجوهري وفي التهذيب هو ( الرجل المربوع ) الجسم ( أو ) هو ( الضخم الرأس واللهزمتين و ) يقال هو ( القصير ) الغليظ وامرأة قلهزمة قصيرة جدا قال عياض بن درة : وما يجعل الساطي السبوح عنانه * الى المجنح الجاذي الانوح القلهزم ( و ) القلهزم من الخيل ( الفرس الجيد الخلق ) كذا في النسخ والصواب الجعد الخلق قال الاصمعي إذا صغر خلقه وجعد قيل له قلهزم ونحو ذلك قاله الليث * ومما يستدرك عليه القلهزم الضيق الخلق والملحاح عن ابن سيده وذكره ابن بري أيضا نقلا عن مختصر (1/7865)
العين ( القمة بالكسر أعلى الرأس و ) أعلى ( كل شئ ) كما في الصحاح زاد غيره ووسطه وقال الاصمعي القمة قمة الرأس وهو أعلاه يقال صار القمر على قمة الرأس إذا صار على حيال وسط الرأس وأنشد * على قمة الرأس ابن ماء محلق * ( و ) القمة ( جماعة الناس كالقمامة بالضم ) كما في الصحاح ( و ) القمة ( الشحم و ) أيضا ( السمن و ) أيضا ( البدن ) يقال ألقى عليه قمته أي بدنه كما في الصحاح ( و ) أيضا ( القامة ) عن اللحياني وهو شخص الانسان ما دام قائما وقيل ما دام راكبا وهو حسن القمة والقامة والقومية بمعنى كما في الصحاح ويقال إنه لحسن القمة على الرحل ( و ) القمة ( بالضم ما يأخذه الاسد بفيه وقم البيت ) يقمه قما ( كنسه ) حجازية ومنه حديث عمر قموا فناءكم وقال الليث القم ما يقم من قمامات القماش ويكنس ( والقمامة بالضم الكناسة ج قمام ) وقال اللحياني قمامة البيت ما كسح منه فألقي بعضه على بعض ( و ) قمامة ( نصرانية بنت ديرا بالقدس فسمي باسمها ) والصحيح أنه سمي باسم ما يلقى من قماش البيت وذلك أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه الله تعالى لما فتح بيت المقدس رأى المسجد الاقصى مهجورا فأمر بكنسه وتنظيفه وإخراج قمامته وطرحها في هذا الدير فسمي به لذلك وهذه النصرانية اسمها هيلانة وهي أم قسطنطين الملك وهي قد بنت عدة ديور في أيام ملك ولدها منها بالرها وغيرها فتأمل ذلك وقد رأيت هذا الدير الذي ببيت المقدس وقد يعظمه النصارى على اختلاف مللهم كثيرا ما عدا طائفة الافرنج ( ووقاص بن قمامة شاعر ) بل صحابي له ذكر في حديث لعمرو بن حزم وكذلك أخوه عبد الله بن قمامة وهما من بني سليم وله وفادة مع أخيه وقاص المذكور فتأمل ( وأبو قمامة جبلة بن محمد محدث والمقمة ) بكسر ففتح ( المكنسة ) جمعها المقام ( و ) المقمة ( من ذات الظلف شفتاها ) قال الاصمعي يقال مقمة ومرمة لفم الشاة قال ( و ) من العرب من ( يفتح ) قال وهي من الكلب الزلقوم ومن السباع الخطم وفي الصحاح المقمة مقمة الثور وكل ذات ظلف يعني شفتيه وفتحها لغة وقال غيره المقمة مرمة الشاة تلف بها ما أصابت على وجه الارض وتأكله وقال ابن الاعرابي للغنم مقام واحدها مقمة وللخيل الجحافل وهي الشفة للانسان وفي المحكم المقمة والمقمة الشفة وقيل هي من ذوات الظلف خاصة
سميت بذلك لانها تقتم به ما تأكله أي تطلبه ( وقمت الشاة ) تقم قما إذا ارتمت من الارض و ( أكلت ) كاقتمت ( و ) من المجاز قم ( الرجل ) يقم قما إذا ( أكل ما على الخوان ) كله ( كاقتمه فهو ) رجل ( مقم ) بالكسر ( و ) قم ( الفحل الناقة ) يقمها قما اشتمل عليها وضربها فأ ( لقحها كأقمها ) اقماما فقمت هي واقتصر الجوهري على الاقمام ( والقميم ) كأمير ( يبيس البقل ) نقله الجوهري عن الاصمعي وقيل هو حطام الطريفة وما جمعته الريح من يبيسها والجمع أقمة وقال اللحياني القميم ما بقي من نبات عام أول ( وتقمم تتبع ) القمام في ( الكناسات ) كما في الصحاح ( و ) تقمم ( الشئ تسنمه ) يقال شد الفرس على الحجر فتقممها أي تسنمها كما في الصحاح ( كتقمقمه و ) من المجاز ( القمقام ويضم السيد ) الكثير الخير الواسع الفضل واقتصر الجوهري على الفتح وهو من القماقم والقماقمة ( و ) القمقام ( الامر العظيم ) يقال وقع في قمقام من الامر ( و ) في حديث علي رضي الله تعالى عنه يحملها الاخضر المثعنجر والقمقام المسخر هو ( البحر ) كله قال الفرزدق * وغرفت حين وقعت في القمقام * ( و ) القمقام ( العدد الكثير ) وهو مجاز قال ركاض بن ابان : من نوفل في الحسب القمقام * وقال رؤبة * من خر في قمقامنا تقمقما * أي من خر في عددنا غمر وغلب كما يغمر الواقع في البحر الغمر ( أو معظمه ) أي البحر لاجتماع مائه وحينئذ فالصواب في سياق العبارة والامر العظيم والعدد الكثير والبحر أو معظمه ( كالقمقمان بالضم ) عن ثعلب ( والقماقم ) كعلابط ولو قال كالقمقمان والقماقم بضمهما لاصاب يقال عدد قمقام قماقم وقمقمان أي كثير وأنشد ثعلب للعجاج : له نواج وله أسطم * وقمقمان عدد قمقم ( و ) القمقام ( صغار القردان ) لا تكاد ترى من صغرها ( و ) أيضا ( ضرب من القمل ) شديد التشبث بأصول الشعر كما في الصحاح ( و ) من المجاز ( قمقم الله تعالى عصبه ) أي ( جمعه وقبضه ) كما في الصحاح والاساس أو جفف عصبه ( أو سلط عليه ) القمقام أي ( القردان الصغار ) وقال ثعلب أي شدده ويقال ذلك في الشتم ( و ) قال ابن الاعرابي ( قم ) إذا ( جف وقممته ) بالتخفيف وفي بعض النسخ بالتشديد أي جففته ( واقتم عالج ) وطلب ( و ) اقتم ( اعتمد الشئ فلم يخطئه و ) اقتم ( العدل انتسفه قبل أن يستقر بالارض و ) القمقم ( كهدهد الجرة ) عن كراع ( و ) أيضا ( آنية م ) معروفة من نحاس وغيره يسخن فيها الماء ويكون ضيق الرأس قال الاصمعي هو رومي ( معرب كمكم ) بكافين عجميتين وقال عنترة : وكان ربا أو كحيلا معقدا * حش القيان به جوانب قمقم ومنه استعير لاناء صغير من نحاس أو فضة أو صيني يجعل فيها ماء الورد ولقد استظرف من قال : لقمقم ماء الورد أكبر منة * لدفع ثقيل مثل قطعة جلمود تقول له قم قم فإن دمت جالسا * فعما قليل سوف تطرد بالعود ( و ) القمقم ( الحلقوم ) على التشبيه ( و ) القمقم ( بالكسر الريش و ) أيضا ( يابس البسر ) إذا سقط قال معدان بن عبيد * وأمة أكالة للقمقم * ( وقميقم ) مصغرا ( ماء ) ينزله من خرج من غانة يريد سنجار قال القطامي حلت جنوب قميقما برهانها * فمتى الخلاص بذي الرهان المغلق ( ورجل قيقم ) كحيدر ( واسع الحلق ) هذا محل ذكره ( وتقمقم ذهب في الماء وغمر حتى غرق ) ومنه قول رؤبة : (1/7866)
* من خر في قمقامنا تقمقما * وقد تقدم ( و ) تقمقم ( الفحل الناقة علاها باركة ليضربها ) * ومما يستدرك عليه القم القمامة عن الليث وقمامة الجرن كساحته والقمة بالضم المزبلة عن ابن بري وأنشد : قالوا فما حال مسكين فقلت لهم * أضحى كقمة دار بين أنداء وقم شاربه استأصله قصا تشبيها بقم البيت وكنسه واقتمت الشاة الشئ طلبته لتأكله والقميم السويق عن اللحياني وأنشد : تعلل بالنبيذة حين تمسي * وبالمعو المكمم والقميم واقتم الفحل الابل وتقممها كقمها حتى قمت تقم وتقم قموما وأنه لمقم ضراب قال : إذا كثرت رجعا فقمم حولها * مقم ضراب للطروقة مغسل وتقمم الرجل قرنه علاه قال العجاج * يقتسر الاقران بالتقمم * وجاء القوم القمة أي جميعا دخلت الالف واللام فيه كما دخلت في الجماء الغفير وقمة النخلة رأسها وتقممها ارتقى فيها حتى يبلغ رأسها وتقميم النجم أن يتوسط السماء فتراه على قمة الرأس وهو حسن القمة أي اللبسة والشخص والهيئة والقمة رأس الانسان خاصة قال : ضخم الفريسة لو أبصرت قمته * بين الرحال إذا شبهته الجملا والقماقم كعلابط السيد الكثير الخير نقله الجوهري وأنشد ابن بري * أورثها القماقم القماقما * وقم بالضم إذا جمع عن ابن الاعرابي وفي المثل على هذا دار القمقم بالضم أي الى هذا صار معنى الخبر يضرب للرجل إذا كان خبيرا بالامر وكذلك قولهم على يدي دار الحديث كما في الصحاح وقميقم بالتصغير لقب جماعة في أسيوط وقم بالضم وتشديد الميم من كور الجبل بينها
وبين همذان خمس مراحل وقال ابن الاثير مدينة بين أصبهان وساوة وأكثر أهلها شيعة بناها الحجاج سنة ثلاث وثمانين وقد نسب إليها خلق كثير من العلماء والمحدثين ( القنمة محركة خبث ريح ) الادهان مثل ( الزيت ونحوه ) كذا في الصحاح قال سيبويه جعلوه اسما للرائحة ( ويده منه قنمة ) وقد قنمت اتسخت كما في الصحاح ( وقنم سقاؤه كفرح ) قنما فهو قانم إذا ( تمه ) أي أروح وأنتن وكذلك نمق كذا في التهذيب ( و ) قنم ( الجوز ) فهو قانم إذا ( فسد و ) قنم ( الفرس والابل ) وفي المحكم والقنم في الخيل والابل ( وغيره ) وليس هو في نص ابن سيده ( أصابه الندى ) وفي المحكم أن يصيب الشعر الندى ( فركبه الغبار فاتسخ والاقنوم بالضم الاصل ج أقانيم ) قال الجوهري وأحسبها ( رومية ) * ومما يستدرك عليه قنم الطعام واللحم والثريد والرطب قنما فهو قنم وأقنم فسد وتغيرت رائحته قال : وقد قنمت من صرها واحتلابها * أنامل كفيها وللوطب أقنم وبقرة قنمة متغيرة الرائحة عن ثعلب ( القوم الجماعة من الرجال والنساء معا ) لان قوم كل رجل شيعته وعشيرته ( أو الرجال خاصة ) دون النساء لا واحد له من لفظه قال الجوهري ومنه قوله تعالى لا يسخر قوم من قوم ثم قال ولا نساء من نساء أي فلو كانت النساء من القوم لم يقل ولا نساء من نساء وقال زهير : وما أدري وسوف اخال أدري * أقوم آل حصن أم نساء ومنه الحديث فليسبح القوم ولتصفق النساء قال ابن الاثير القوم في الاصل مصدر قام ثم غلب على الرجال دون النساء وسموا بذلك لانهم قوامون على النساء بالامور التي ليس للنساء أن يقمن بها وروي عن أبي العباس النفر والقوم والرهط هؤلاء معناهم الجمع لا واحد لهم من لفظهم للرجال دون النساء ( أو ) ربما ( تدخله النساء على ) سبيل ( تبعية ) لان قوم كل نبي رجال ونساء قاله الجوهري يذكر ( ويؤنث ) لان أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إذا كان للآدميين يذكر ويؤنث مثل رهط ونفر وقوم قال الله تعالى وكذب به قومك فذكر وقال الله تعالى كذبت قوم نوح فأنث قال الجوهري فإن صغرت لم تدخل فيها الهاء وقلت قويم ورهيط ونفير وإنما يلحق التأنيث فعله وتدخل الهاء فيما يكون لغير الآدميين مثل الابل والغنم لان التأنيث لازم له فأما جمع التكسير مثال مساجد وجمال وإن ذكر وأنث فإنما تريد الجمع إذا ذكرت وتريد الجماعة إذا أنثت وقال ابن سيدة وقوله تعالى كذبت قوم نوح المرسلين إنما أنث على معنى كذبت جماعة قوم نوح وقال المرسلين وإن كانوا كذبوا نوحا وحده لان من كذب رسولا واحدا من رسل الله فقد كذب الجماعة وخالفها لان كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل وجائز أن يكون كذبت جماعة الرسل وحكى ثعلب أن العرب تقول يا أيها القوم كفوا عنا وكف عنا على اللفظ وعلى المعنى وقال مرة المخاطب واحد والمعنى الجمع ( ج أقوام ) و ( جج ) جمع الجمع ( أقاوم وأقاويم ) قال أبو صخر الهذلي أنشد يعقوب : فإن يعذر القلب العشية في الصبا * فؤادك لا يعذرك فيه الاقاوم ويروى الاقاويم وعنى بالقلب العقل وأنشد ابن بري لخزز بن لوذان : من مبلغ عمرو بن لا * ى حيث كان من الاقاوم قال ابن بري ويقال قوم من الجن وناس من الجن وقوم من الملائكة قال أمية : وفيها من عباد الله قوم * ملائك ذللوا وهم صعاب (1/7867)
( و ) قال ابن السكيت يقال ( أقائم ) وأقاوم كما في الصحاح ( وقام ) يقوم ( قوما وقومة وقياما ) بالكسر ( وقامة انتصب ) قال ابن الاعرابي قال عبد لرجل أراد أن يشتريه لا تشترني فإني إذا جعت أبغضت قوما وإذا شبعت أحببت نوما أي أبغضت قياما من موضعي قال : قد صمت ربي فتقبل صامتي * وقمت ليلي فتقبل قامتي وقال بعضهم إنما أراد صومتي وقومتي فأبدل من الواو الفا وأورد ابن بري هذا الرجز شاهدا على القومة قد قمت ليلي فتقبل قومتي * وصمت يومي فتقبل صومتي ( فهو قائم من قوم وقيم ) بالواو والياء كسكر فيهما ( وقوام وقيام ) كرمان فيهما ويقال قيم وقيام بكسرهما وقيل قوم اسم للجمع ونساء قيم وقائمات أعرف كما في التهذيب ( وقاومته قواما ) بالكسر ( قمت معه ) صحت الواو في قوام لصحتها في قاوم وفي الحديث من جالسه أو قاومه في حاجة صابره قال ابن الاثير أي إذا قام معه ليقضي حاجته صبر عليه الى أن يقضيها ( والقومة المرة الواحدة ) كما في الصحاح ( وما بين الركبتين ) من القيام ( قومة ) قال أبو الدقيش أصلي الغداة قومتين والمغرب ثلاث قومات ( والمقام موضع القدمين ) قال : هذا مقام قدمي رباح * غدوة حتى دلكت براح ( و ) من المجاز ( قامت المرأة تنوح ) أي ( طفقت ) وجعلت وقد يعني به ضد القعود لان أكثر نوائح العرب قيام قال لبيد : * قوما تجوبان مع الانواح * ( و ) من المجاز قام ( الامر ) قوما ( اعتدل ) واستوى ( كاستقام ) ومثله أجاب واستجاب وقوله تعالى إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا أي عملوا بطاعته ولزموا سنة نبيه صلى الله تعالى عليه وسلم وقال قتادة استقاموا على
طاعة الله وقال الاسود بن مالك ثم استقاموا لم يشركوا به شيئا وقال أبو زيد أقمت الشئ وقومته فقام بمعنى استقام قال والاستقامة اعتدال الشئ واستواؤه ( و ) قام ( في ) هكذا في النسخ والصواب قام بي ( ظهري ) أي ( أوجعني ) كذا نص أبي زيد في نوادره وكذا قامت بي عيناي وكل ما أوجعك من جسدك فقد قام بك ( و ) من المجاز قام ( الرجل المرأة و ) قام ( عليها ما نها وقام بشأنها ) متكفلا بأمرها فهو قوام عليها مائن لها ( و ) من المجاز قام ( الماء ) ثبت متحيرا لا يجد منفذا وقيل ( جمد ) ومنه قول المتنبي : وكذا الكريم إذا أقام ببلدة * سال النضار بها وقام الماء أي ثبت متحيرا جامدا ( و ) قامت ( الدابة وقفت ) عن السير وفي الاساس انقطعت وفي الصحاح وقفت من الكلال وكذلك الرجل إذا وقف وثبت يقال إنه قام يقال قم لي مثل قف لي أي تحبس مكانك حتى آتيك وعليه فسروا قوله تعالى وإذا أظلم عليهم قاموا أي وقفوا وثبتوا في مكانهم غير متقدمين ولا متأخرين ( و ) من المجاز قامت ( السوق ) أي ( نفقت ) فهي سوق قائمة وأقامها الله تعالى ( و ) قام ( ظهره به أوجعه ) هكذا في النسخ بنصب الراء وهو يقتضي أن يكون مفعولا لقام وهو خطأ والصواب برفع الراء على أنه فاعل قام وحق العبارة أن يقول وقام به ظهره أوجعه كما هو نص أبي زيد في النوادر ثم إن هذا بعد تصحيحه تكرار مع ما سبق وقصور لا يخفى فإنهم صرحوا كل ما أوجعك من جسدك فقد قام بك الظهر والعينان واليدان وغيرهما فتأمل ( و ) من المجاز قامت ( الامة مائة دينار ) أي ( بلغت قيمتها ) ذلك وكذا الناقة ويقال بكم قام عليك المتاع أي بكم بلغ ثمنه والبعيران قاما ثمنا واحدا ( و ) قام ( أهله ) قياما ( قام بشأنهم ) متكفلا بأمرهم ( يعدي بنفسه ) وكذا قام الرجل المرأة وقد سبق له ولم يشر هناك أنه يعدي بنفسه واقتصر عليه هنا وقد يعدى بعلى أيضا فيقال قام على أهله ( وأقام بالمكان إقامة ) قال الجوهري والهاء عوض عن عين الفعل لان أصله اقواما وفي التهذيب أقام إقامة فإذا أضفت حذفت الهاء كقوله تعالى وإقام الصلاة ( و ) أقام ( قامة ) عن كراع وقال ابن سيده وعندي أن قامة اسم كالطاعة والطاقة ( دام ) وفي المحكم لبث ( و ) أقام ( الشئ ) إقامة ( أدامه ) ومنه قوله تعالى ويقيمون الصلاة ( و ) أقام ( فلانا ) من موضعه ( ضد أجلسه و ) أقام ( درأه أزال عوجه ) قال الشنفري : أقيموا بني عمي صدور مطيكم * فإني الى قوم سواكم لاميل وكذا قول الآخر : أقيموا بني النعمان عنا صدوركم * وإلا تقيموا صاغرين الرؤسا عدى أقيموا بعن لان فيه معنى نحوا أو أزيلوا ( كقومه ) تقويما عن اللحياني ( والمقامة المجلس ) ومقامات الناس مجالسهم وأنشد ابن بري للعباس بن مرداس : فأي ما وأيك كان شرا * يفيد الى المقامة لا يراها ( و ) من المجاز المقامة ( القوم ) يجتمعون في المجلس ومنه قول لبيد : ومقامة غلب الرقاب كأنهم * جن لدى باب الحصير قيام والجمع مقامات وأنشد ابن بري لزهير : وفيهم مقامات حسان وجوههم * وأندية ينتابها القول والفعل ( و ) المقامة ( بالضم الاقامة ) يقال أقام إقامة ومقامة ( كالمقام والمقام ) بالفتح والضم ( و ) قد ( يكونان للموضع ) لانك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح وإن جعلته من أقام يقيم فمضمون فإن الفعل إذا جاوز الثلاثة فالموضع مضموم الميم لانه مشتبه ببنات الاربع نحو دحرج وهذا مدحرجنا وقوله تعالى لا مقام لكم أي لا موضع لكم وقرئ بالضم أي لا إقامة وقوله تعالى حسنت مستقرا ومقاما أي (1/7868)
موضعا وقول لبيد : عفت الديار محلها فمقامها * بمنى تأبد غولها فرجامها يعني الاقامة ( وقامة الانسان وقيمته وقومته ) بفتحهما ( وقوميته ) بالضم ( وقوامه ) أي ( شطاطه ) وحسن طوله ويقال صرعه من قيمته وقومته وقامته بمعنى واحد حكاه اللحياني عن الكسائي وقال العجاج * صلب القناة سلهب القوميه * وأنشد ابن بري له هكذا : أيام كنت حسن القوميه * صلب القناة سلهب القوسيه ( ج ) أي جمع القامة ( قامات وقيم كعنب ) وقال الجوهري هو مثل تارات وتير وهو مقصور قيام ولحقه التغير لاجل حرف العلة وفارق رحبة ورحابا حيث لم يقولوا رحب كما قالوا قيم وتير ( وهو قويم وقوام كشداد ) أي ( حسن القامة ج ) قوام ( كجبال ) فهو بالفتح اسم القامة وبالكسر جمع قويم ( والقيمة بالكسر واحدة القيم ) وهو ثمن الشئ بالتقويم وأصله الواو لانه يقوم مقام الشئ ( و ) يقال ( ما له قيمة إذا لم يدم على الشئ ) ولم يثبت وهو مجاز ( وقومت السلعة ) تقويما ( و ) أهل مكة يقولون ( استقمته ) كذا في النسخ والصواب استقمتها ( ثمنته ) صوابه ثمنتها أي قدرتها ومنه حديث ابن عباس إذا استقمت بنقد فبعت بنقد فلا بأس به قال أبو عبيد استقمت بمعنى قومت وهذا كلام أهل مكة يقولون استقمت المتاع أي قومته وهما بمعنى وفي الحديث قالوا يا رسول
الله لو قومت لنا فقال الله هو المقوم أي لو سعرت لنا وهو من قيمة الشئ أي حددت لنا قيمتها ( واستقام ) الامر ( اعتدل ) وهذا قد تقدم فهو تكرار وهو مطاوع أقامه وقومه ( وقومته عدلته فهو قويم ومستقيم ) يقال رمح قويم وقوام قويم أي مستقيم ( و ) قولهم ( ما أقومه شاذ ) نقله الجوهري قال ابن بري يعني كان قياسه أن يقال فيه ما أشد تقويمه لان تقويمه زائد على الثلاثة وإنما جاز ذلك لقولهم قويم كما قالوا ما أشده وما أفقره وهو من اشتد وافتقر لقولهم شديد وفقير ( والقوام كسحاب العدل ) ومنه قوله تعالى وكان بين ذلك قواما ( و ) القوام ( ما يعاش به ) ويقوم بحاجته الضرورية ومنه حديث المسألة أو لذي فقر مدقع حتى يصيب قواما من عيش ( و ) القوام ( بالضم داء ) يأخذ ( في قوائم الشاء ) تقوم منه فلا تنبعث عن الكسائي ( و ) القوام ( بالكسر نظام الامر وعماده وملاكه ) الذي يقوم به وأنشد الجوهري للبيد : افتلك أم وحشية مسبوعة * خذلت وهادية الصوار قوامها ( كقيامه ) بالياء يقال فلان قوام أهل بيته وقيامهم وهو الذي يقيم شأنهم ومنه قوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما كما في الصحاح قال الزجاج أي قياما ما تقيمكم فتقومون بها قياما وقال الفراء يعني التي بها تقومون قياما ( وقوميته ) بالضم يقال فلان ذو قومية على ماله وأمره وهذا أمر لا قومية له أي لا قوام له ( والقامة البكرة بأداتها ) كما في الصحاح وقال الازهري القامة عند العرب البكرة التي يستقى بها الماء من البئر وروي عن أبي زيد أنه قال النعامة الخشبة المعترضة على زرنوقي البئر ثم تعلق القامة وهي البكرة من النعامة وفي المحكم القامة البكرة التي يستقى عليها وقيل البكرة وما عليها بأداتها وقيل هي جملة أعوادها وقال الليث القامة مقدار كهيئة رجل يبني على شفير البئر يوضع عليه عود البكرة وكذلك كل شئ فوق سطح ونحوه فهو قامة وقد رده الازهري وصوب ما سبق عن أبي زيد وأنشد الجوهري : لما رأيت أنها لا قامه * وأنني موف على السآمة * نزعت نزعا زعزع الدعامه قال ابن بري قال أبو علي ذهب ثعلب أن قامة في البيت جمع قائم كبائع وباعة كأنه أراد لا قائمين على هذا الحوض يستقون منه قال ومما يشهد بصحة قول ثعلب قوله * نزعت نزعا زعزع الدعامه * والدعامة إنما تكون للبكرة فإن لم تكن بكرة فلا دعامة ولا زعزعة لها قال وشاهد القامة بمعنى البكرة قول الراجز : إن تسلم القامة والمنين * تمس وكل حائم عطون ( ج قيم كعنب ) مثل تارة وتير قال الراجز : يا سعد عم الماء ورديد همه * يوم تلاقى شأوه ونعمه * واختلفت أمراسه وقيمه ( و ) القامة ( جبل والقائمة واحدة قوائم الدابة ) وهي أربعها وقد يستعار ذلك للانسان ( و ) القائمة ( الورقة من الكتاب ) وقد تطلق على مجموع البرنامج ( و ) القائمة ( من السيف مقبضه كقائمه ) كما في الصحاح وقيل مقبض السيف هو القائم وما سوى ذلك فهو قائمة نحو قائمة الخوان والسرير والدابة وقوائم الخوان ونحوها ما قامت عليه ورفع الكرم بالقوائم والكرمة بالقائمة وهو مجاز ( والقيوم والقيام الذي لا ند له ) كما في النسخ وهو غلط والصواب الذي لا بدء له كما هو نص الكلبي المفسر وهما ( من أسمائه عز وجل ) وفي الصحاح قرأ عمر الحي القيام وهو لغة وفي الحديث الدعاء ولك الحمد أنت قيام السماوات والارض وفي رواية قيم وفي أخرى قيوم وقال ابن الاعرابي القيوم والقيام والمدبر واحد وقال الزجاج هما في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى القائم بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بأمكنتهم وقال مجاهد القيوم القائم على كل شئ وقال قتادة القائم على خلقه بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم وقال غيره هو القائم بنفسه مطلقا لا بغيره وهو مع ذلك يقوم به كل موجود حتى لا يتصور وجود شئ ولا دوام وجوده إلا به * قلت ولذا قالوا فيه إنه اسم الله الاعظم وقال الفراء صورة القيوم من الفعل الفيعول وصورة القيام الفيعال وهما جميعا مدح وأهل الحجاز أكثر شئ قولا للفيعال من ذوات الثلاثة ( و ) مضت ( قويمة من نهار ) أو ليل ( كجهينة ) أي ( ساعة ) أو قطعة ولم يحده (1/7869)
أبو عبيد وكذلك مضى قويم من الليل بغير هاء أي وقت غير محدد ( و القوائم جبال لهذيل والقائم بناء كان بسر من رأى و ) القائم بأمر الله ( لقب أبي جعفر عبد الله بن أحمد ) بن اسحاق بن جعفر بن أحمد بن طلحة بن جعفر بن محمد بن هارون الرشيد ( من الخلفاء ) العباسيين السادس والعشرون منهم ولي الخلافة أربعا وأربعين سنة وثمانية أشهر وتوفي في شعبان سنة أربعمائة وتسع وستين عن ثمان وأربعين سنة ( ومقامى كحبارى ة باليمامة والمقوم كمنبر خشبة يمسكها الحراث ) والجمع المقاوم ( و ) المقوم ( كمعظم سيف قيس بن المكشوح المرادي واقتام أنفه جدعه ) افتعل من قام ( و ) في حديث عمر في ( العين القائمة ) ثلث الدية وهي ( التي
ذهب بصرها والحدقة صحيحة ) باقية في موضعها وهو مجاز ( وقول حكيم بن حزام ) القرشي رضي الله تعالى عنه ( بايعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن لا أخر إلا قائما ) قال له النبي صلى الله عليه وسلم أما من قبلنا فلا تخر إلا قائما أي لسنا ندعوك ولا نبايعك إلا قائما ( أي ) على الحق قال أبو عبيد معناه بايعت أن ( لا أموت إلا ثابتا على الاسلام ) وكل من ثبت على شئ وتمسك به فهو قائم عليه وقوله تعالى أمة قائمة إنما هو من المواظبة على الدين والقيام به وقال الفراء القائم المتمسك بدينه ثم ذكر هذا الحديث * ومما يستدرك عليه القامة جمع قائم عن كراع وأنشد الاصمعي : وقامتي ربيعة بن كعب * حسبك أخلاقهم وحسبي أي ربيعة قائمون بأمري وقال عدي بن زيد : وإني لابن سادات * كرام عنهم سدت * وإني لابن قامات * كرام عنهم قمت أراد بالقامات الذين يقومون بالامور والاحداث وقال أبو الهيثم القامة جماعة الناس وقال ابن بري قد ترتجل العرب لفظة قام بين يدي الجمل فتصير كاللغو ومعنى القيام العزم كقول العماني الراجز للرشيد عند ما هم بأن يعهد الى ابنه القاسم قل للامام المقتدى بأمه * ما قاسم دون مدى ابن أمه * فقد رضيناه فقم فسمه أي فاعزم ونص عليه ومنه قوله تعالى إنه لما قام عبد الله يدعوه أي لما عزم وقوله تعالى إذ قاموا فقالوا أي عزموا فقالوا قال وقد يجئ القيام بمعنى المحافظة والاصلاح ومنه قوله تعالى الرجال قوامون على النساء وقوله تعالى إلا ما دمت عليه قائما أي ملازما محافظا وقام عندهم الحق أي ثبت ولم يبرح وقال اللحياني قامت السوق أي كسدت كأنها وقفت فهو مع ما ذكره المصنف ضد قولهم ضربه ضرب ابنة اقعدي وقومي أي ضرب أمة سميت بذلك لقعودها وقيامها في خدمة مواليها وكأن هذا جعل اسما وإن كان فعلا لكونه من عادتها وقوله تعالى وإنها لبسبيل مقيم أي بين واضح قاله الزجاج والقوام بالفتح ملاك الامر لغة في القوام نقله الجوهري والقيم كعنب الاستقامة قال كعب : فهم صرفوكم حين جرتم عن الهدى * بأسيافهم حتى استقمتم على القيم واستقام فلان بفلان أي مدحه وأثنى عليه وقام ميزان النهار إذا انتصف قال الراجز * وقام ميزان النهار فاعتدل * وقام قائم الظهيرة أي قيام الشمس وقت الزوال وفلان أقوم كلاما من فلان أي أعدل واستقام الشعر اتزن والقوم بالضم القصد قال رؤبة * واتخذ الشد لهن قوما * وقاومه في المصارعة وغيرها وتقاوموا في الحرب قام بعضهم لبعض وهو قيم أهل بيته كعنب بمعنى قيام وبه قرئ قوله تعالى جعل الله لكم قيما أي بها تقوم أموركم وهي قراءة نافع ودينار قائم إذا كان مثقالا سواء لا يرجح وهو عند الصيارفة ناقص حتى يرجح بشئ فيسمى ميالا والجمع قوم وقيم وهو مجاز وتقاوموه فيما بينهم إذا قدروه في الثمن وإذا انقاد الشئ واستمرت طريقته فقد استقام لوجهه واستقيموا لقريش ما استقاموا لكم أي دوموا لهم في الطاعة واثبتوا عليها وقومت الغنم أصابها القوام فقامت وقاموا بهم جاؤهم بأعدادهم وأقرانهم وأطاقوهم وفلان لا يقوم بهذا الامر أي لا يطيق عليه وإذا لم يطق شيئا قيل ما قام به وتجمع قامة البئر على قام قال الطرماح : ومشى يشبه أقرابه * ثوب سحل فوق أعواد قام وقال قيس بن ثمامة الارحبي : قوداء ترمد من غمزي لها مرطي * كأن هاديها قام على بئر وقائمتا الرجل مقدمه ومؤخره وقيم الامر ككيس مقيمه وأمر قيم مستقيم وخلق قيم حسن ودين قيم مستقيم لا زيغ فيه وكتب قيمة مستقيمة تبين الحق من الباطل وذلك دين القيمة أراد الملة الحنيفية كما في الصحاح وقال الفراء هذا مما أضيف الى نفسه لاختلاف لفظيه والقيم السيد وسائس الامر وهي قيمة وقيم المرأة زوجها في بعض اللغات لانه يقوم بأمرها وما تحتاج إليه قال الفراء أصل قيم قويم على فعيل إذ ليس في أبنية العرب فعيل وقال سيبويه وزنه فعيل وأصله قيوم والقوام المتكفل بالامر وأيضا كثير القيام بالليل وقام الى الصلاة هم بها وتوجه إليها بالعناية والاقامة بعد الاذان معروفة وجمع قيم عند كراع قامة ودينا قيما كعنب أي مستقيما وهكذا قرئ أيضا وقال الزجاج قيم مصدر كالصغر والكبر أي الاستقامة وقد مر شاهده من قول كعب وإذا أصاب البرد شجرا أو نبتا فأهلك بعضها وبقي بعض قيل منها هامد ومنها قائم وهو مجاز وتقوم الرمح اعتدل وقد قامت الصلاة قام أهلها أو حان قيامها والقائم المتهجد والقوم الاعداء والجمع قيمان بالكسر والقامة السادة والقيامة يوم البعث يقوم فيه الخلق بين يدي الحي القيوم قيل أصله مصدر قام الخلق من قبورهم قياما وقيامة ويقال هو تعريب قيما بالسريانية بهذا المعنى وفي المحكم يوم القيامة يوم الجمعة ومنه قول كعب أتظلم رجلا يوم القيامة وبه قوام كسحاب يقوم كثيرا من قلق به ومنه القيام للاسهال بلغة مكة ولم يقم له لم يطعه وقام الامير على الرعية وليها وقامت لعبة الشطرنج صارت قائمة نقله الزمخشري وقام على غريمه طالبه وقام بين يدي الامير بمقامة (1/7870)
حسنة ومقامات أي بخطبة أو عظة أو غيرهما وهو مجاز وعمر بن محمد بن عبد الله نسب الى جده قيوما وهو لقب جده جعفر بن أحمد ابن جعفر النهرواني القيومي نسب الى جده قيوما وهو لقب جده جعفر حدث عن البغوي وعنه البرقاني مات سنة اثنتين وثلاثمائة وستين وعفيف القائمي مولى القائم بأمر الله عن أبي الحسين بن المنقور مات سنة تسعين وأربعمائة وقيوم أبو يحيى الازدي صحابي له وفادة وسماه صلى الله عليه وسلم عبد القيوم ( قهم كفرح قل شهوته للطعام ) من مرض أو غيره فهو قهم ( وأقهم في الشئ أغمض ) وفي الاساس عن بعض العرب لئن أقهمت في خمسة الدنانير فأنا أرجع الراجعين في القسمة يريد لئن أغمضت وتركت المناقشة فيها ( و ) أقهم ( عنه كرهه ) نقله الجوهري ( و ) روى ثعلب عن ابن الاعرابي أقهم ( عن الطعام لم يشتهه و ) أقهم ( إليه اشتهاه ) وأنشد في الشهوة * وهو الى الزاد شديد الاقهام * وفي الصحاح أقهم الرجل عن الطعام إذا لم يشتهه مثل أقهى * قلت وقهى لبعض بني أسد وأقهب مر للمصنف وقال أبو زيد في نوادره المقهم الذي لا يطعم من مرض أو غيره وقيل الذي لا يشتهي وقال الازهري من جعل الاقهام شهوة ذهب به الى الهقم وهو الجائع ثم قلبه فقال قهم ثم بنى الاقهام منه ( و ) أقهمت ( السماء ) إذا ( انقشع الغيم عنها ) نقله الجوهري ( وقهم بن جابر ) بن عبد الله بن قادم بن زيد بن عريب ( أبو بطن من همدان ) منهم سوار بن أبي جمير القهمي وغيره ( وكل قهم سواه من البطون ) فهم ( بالفاء ) نص عليه أئمة النسب ( و ) في الاسماء أبو الرجاء ( قهم بن هلال بن النهاس والنهاس بن قهم محدثان * قلت الذي حققه الحافظ في التبصير أن النهاس بن قهم المذكور هو جد قهم بن هلال وقد روى عنه قهم عبد الملك بن شعيب ومات في حدود العشرين ومائتين وأما جده النهاس بن قهم فإنه بصري روى عن قتادة وعنه يزيد بن زريع وغيره * ومما يستدرك عليه أقهم عن الشراب تركه عن ابن الاعرابي وأقهمت الابل عن الماء إذا لم ترده قال جهم بن سبل : ولو أن لؤم ابني سليمان في الغضى * أو الصليان لم تذقه الاباعر أو الحمض لاقرت أو الماء أقهمت * عن الماء حمضياتهن الكناعر وقال أبو حنيفة أقهمت الحمر عن اليبيس إذا تركته بعد فقدان الرطب * ومما يستدرك عليه القهرمان هو المسيطر الحفيظ على ما تحت يديه قال * مجدا وعزا قهرمانا قهقبا * قال سيبويه هو فارسي والقهرمان لغة فيه وقال ابن بري القهرمان من أمناء الملك وخاصته فارسي معرب وقال أبو زيد يقال قهرمان وقرهمان مقلوب وهو بلغة الفرس القائم بأمور الرجل قاله ابن الاثير * ومما يستدرك عليه القهرم كجعفر القصير من الرجال كالقهرب ( القهطم كزبرج ) أهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو ( اللئيم ذو الصخب ) والصياح ( و ) أيضا ( علم ) ( القهقم كاردب ) أهمله الجوهري وفي المحكم هو ( الذي يبتلع كل شئ ) * ومما يستدرك عليه قال الازهري القهقم الفحل الضخم المغتلم وقال أبو عمرو القهقب والقهقم الجمل الضخم ومر للمصنف في الباء وزنه بقهقر وبجعفر وفسره بالضخم فانظره ( فصل الكاف ) مع الميم ( كتمه ) يكتمه ( كتما وكتمانا ) بالكسر ( وكتمه ) بالتشديد بالغ في كتمه ( واكتتمه ) أيضا ( وكتمه إياه ) قال النابغة : كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا * وهمين هما مستكنا وظاهرا أحاديث نفس تشتكي ما يريبها * وورد هموم لا يجدن مصادرا قال شيخنا تعدية كتم بنفسه الى مفعول واحد متفق عليه وتعديته بمن الى الثاني ذكره في المصباح والى المفعولين حكاه بعضهم وأنشد عليه البدر الدماميني في تحفة الغريب قول زهير : فلا تكتمن الله في صدوركم * ليخفى ومهما يكتم الله يعلم واستبعده أقوام وليس ببعيد بل هو وارد ( وكاتمه ) إياه كتمه عنه قال : تعلم ولو كاتمته الناس إنني * عليك ولم أظلم بذلك عاتب ( والاسم الكتمة بالكسر ) وحكى اللحياني أنه لحسن الكتمة ( و ) رجل كتوم ( كصبور وهمزة كاتم السر وسر كاتم ) أي ( مكتوم ) عن كراع ( وناقة كتوم ومكتام بالكسر لا تشول بذنبها عند اللقاح ولا يعلم بحملها وقد كتمت ) تكتم ( كتوما ) وهو مجاز قال الشاعر في وصف فحل : فهو لجولان القلاص شمام * إذا سما فوق جموح مكتام ( ج كتم ككتب ) قال الاعشى * وكانت بقية ذود كتم * ( و ) من المجاز ( قوس كتيم وكتوم وكاتم ) لا ترن إذا أنبضت ( و ) ربما جاءت في الشعر ( كاتمة ) وقيل هي التي لا شق فيها وعليه اقتصر الجوهري وقيل هي التي ( لا صدع في نبعها ) وقيل هي التي لا صدع فيها كانت من نبع أو غيره وأنشد الجوهري لاوس : كتوم طلاع الكف لا دون ملئها * ولا عجسها عن موضع الكف أفضلا ( وقد كتمت ) تكتم ( كتوما و ) كتم ( السقاء كتاما ) بالكسر وفي بعض النسخ كتمانا والاولى الصواب ( وكتوما ) بالضم ( أمسك ) ما فيه من ( اللبن والشراب ) وذلك حين تذهب عينته ثم يدهن السقاء بعد ذلك فإذا أرادوا أن يستقوا فيه سربوه والتسريب أن
يصبوا فيه الماء بعد الدهن حتى يكتم خرزه ويسكن الماء ثم يستقى فيه وهو مجاز ( والكاتم الخارز ) نقله القزاز في الجامع وأنشد : (1/7871)
وسالت دموع العين ثم تحدرت * ولله دمع ساكب ونموم فما شبهت إلا مزادة كاتم * وهت أو وهى من بينهن كتوم ( وخرز كتيم لا ينضح ) وفي الصحاح لا يخرج منه الماء ( ورجل أكتم عظيم البطن أو شبعان ) ويقال فيهما بالمثلثة أيضا ( والكتم محركة والكتمان بالضم نبت يخلط بالحناء ويخضب به الشعر فيبقى لونه ) قال أمية بن أبي الصلت : وسودت شمسهم إذا طلعت * بالجلب هفا كأنه كتم وقال أبو حنيفة يشب الحناء بالكتم ليشتد لونه ولا ينبت الكتم إلا في الشواهق ولذلك يقل وقال مرة الكتم نبات لا يسمو صعدا وينبت في أصعب الصخر فيتدلى تدليا خيطانا لطافا وهو أخضر وورقه كورق الآس أو أصغر قال الهذلي يصف وعلا : ثم ينوش إذا آد النهار له * بعد الترقب من ينم ومن يكتم ( وأصله إذا طبخ بالماء كان منه مداد للكتابة ومكتوم وكأمير وجهينة أسماء و ) كتمان ( كعثمان ع ) وقيل جبل قال ابن مقبل قد صرح السير عن كتمان وابتذلت * وقع المحاجن بالمهرية الذقن ( و ) في حديث فاطمة بنت المنذر كنا نمتشط مع أسماء قبل الاحرام وندهن بالمكتومة قال ابن الاثير ( المكتومة دهن ) من أدهان العرب أحمر ( يجعل فيه الزعفران أو الكتم ) وهو نبت يخلط مع الوسمة أو هو الوسمة ( و ) كتمى ( كحبلى جبل وكتمة بالضم ع وتكتم على ما لم يسم فاعله ) اسم ( امرأة و ) أيضا ( اسم بئر زمزم كمكتومة ) وجاء في حديثه أن عبد المطلب رأى في المنام قيل احفر تكتم بين الفرث والدم سميت بذلك لانها كانت اندفنت بعد جرهم فصارت مكتومة حتى أظهرها عبد المطلب ( ومكتوم فرس لغني ابن أعصر ) بن سعد بن قيس عيلان وهو أحد المنجبات الخمس وأنشد ابن الكلبي لطفيل : دقاق كأمثال الشواجن ضمر * ذخائر ما أبقى الغراب ومذهب أبو هن مكتوم وأعوج أنجبا * ورادا وحوا ليس فيهن مغرب ( وعبد الله أو عمرو بن قيس ) بن زائدة العامري هو ( ابن أم مكتوم المؤذن الاعمى صحابي ) رضي الله تعالى عنه شهد القادسية ومعه اللواء فقتل هاجر الى المدينة واستخلفه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم غير مرة على المدينة ( والاكتتام الاصفرار و ) يقال ( ما راجعته كتمة ) بفتح فسكون أي ( كلمة ) وحكى كراع لا تسألوني عن كتمة أي كلمة ( وجمل كتيم لا يرغو ) عن ابن الاعرابي ( وكتم بالضم د ) * ومما يستدرك عليه يقال للفرس إذا ضاق منخره عن نفسه قد كتم الربو نقله الجوهري وأنشد لبشر : كأن حفيف منخره إذا ما * كتمن الربو كر مستعار يقول منخره واسع لا يكتم الربو إذا كتم غيره من الدواب نفسه من ضيق مخرجه وسر مكتم كمعظم بولغ في كتمانه نقله الجوهري واستكتمه الخبر و السر سأله كتمه وهو كتام وهي كتامة للاسرار وكاتمته العداوة ساترته وسحاب كتوم ومكتم لا رعد فيه وهو مجاز والكتوم الناقة التي لا ترغو إذا ركبها صاحبها نقله الجوهري وقال الطرماح : قد تجاوزت بهلواعة * عبر أسفار كتوم البغام والكتوم اسم قوس النبي صلى الله تعالى عليه وسلم جاء ذكرها في الحديث سميت به لانخفاض صوتها إذا رمى عنها ومزادة كتوم ذهب سيلان الماء من مخارزها عن أبي عمرو وسقاء كتيم مثل ذلك والكتم كشمر لغة في الكتم بالتحريك عن أبي عبيد وكتمان بالضم اسم ناقة وبه فسر بعض قول ابن مقبل السابق وكتامة بالضم قبيلة من البربر كما في الصحاح وقيل حي من حمير صاروا الى بربر حين افتتحها افريقش الملك وقد نسب إليهم خلق كثير وأما يحيى بن مختار بن عبد الله أبو زكريا الشيرازي الكتامي فالى أمه كتامة العالمة من شيوخ ابن عساكر مات سنة سبع وخمسين وخمسمائة وذكر ابن الكلبي أن جميع قبائل البرابرة عمالقة الاصنهاجة وكتامة فإنهم من افريقش بن قيس بن صفي بن سبأ الاصغر كانوا معه لما قدم المغرب وفتح افريقية فلما رجع الى بلاده تخلفوا عنه عمالا له على تلك البلاد فتناسلوا * قلت واليهم نسبت حارة كتامة بمصر أنزلهم بها جوهر العبيدي واليها نسب محمد بن أبي بكر الكتامي نقيب الحكم عند البدر العيني توفي سنة اثنتين وأربعين وثمانمائة والكتامية ومينية كتامة قريتان بمصر * ومما يستدرك عليه الكترمة مشية فيها تقارب ودرجان كالكمترة ( كثم القثاء ونحوه أدخله في فيه فكسره ) يكثمه كثما وقثمه قثما مثل ذلك عن ابن القطاع ( و ) كثم ( كثانته ) كثما ( نكتها ) مثل كثب ( و ) كثم ( الاثر ) كثما ( اقتصه و ) كثمه ( عن الامر صرفه ) عنه نقله الجوهري ( و ) كثم ( الشئ جمعه ) مثل كثب ( وأكثمك الصيد قاربك ) مثل أكثب ( و ) أكثم ( القربة ملأها ) مثل أكثب ( و ) أكثم ( في بيته توارى ) فيه وتغيب عن ابن الاعرابي ( والاكثم الواسع البطن و ) قيل ( الشبعان ) كما في الصحاح وهما بالتاء أيضا عن ثعلب وقد تقدم ويقال إنه
لأيهم أكثم الايهم الاعمى وقيل الاكثم العظيم البطن وقال ابن بري يقال رجل أكثم إذا امتلأ بطنه من الشبع وأنشد ابن الاعرابي : فبات يسوي بركها وسنامها * كان لم يجع من قبلها وهو أكثم ( و ) الاكثم ( الطريق الواسع و ) أيضا ( الضخم من الا ركاب ) أي الفرج ( و ) أكثم ( بن الجون صحابي ) رضي الله تعالى عنه ويقال (1/7872)
هو أبو معبد الخزاعي ( و ) أكثم ( بن صيفي أحد حكامهم ) مشهور ( ويحيى بن أكثم ) التميمي أبو محمد المروزي ( القاضي العلامة م ) معروف وقد يقال فيه بالتاء الفوقية أيضا كما نقله الخفاجي وجزم بذلك في شرح الدرة وغيره والمشهور الاول وأخباره مشهورة وكان قد تولى القضاء في زمن الرشيد وروى عن عبد العزيز بن أبي حازم وابن المبارك وعنه الترمذي والسراج وكان من بحور العلم لو لا دعابة فيه توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين وقال الذهبي في الدوان قال الازدي يتكلمون فيه ( و ) كثم ( كعلم دنا ) مثل كثب ( و ) أيضا ( أبطأ وتكثم ) الرجل إذا ( توقف و ) أيضا ( تحير و ) أيضا ( تثنى و ) في منزله ( توارى ) وتغيب ( وانكثم حزن وكاثمه قاربه وخالطه ) مثل كاثبه ( والكثمة محركة المرأة الريا من الشراب وغيره وكمأة ) كذا في النسخ بالكاف والصواب حمأة بالحاء ( كاثمة و ) كثمة ( كفرحة ) أي ( غليظة ورماه عن كثم ) محركة أي ( عن كثب ) الميم بدل من الباء أي عن قرب وتمكن * ومما يستدرك عليه وطب أكثم مملوء قال : مذممة تمسي ويصبح وطبها * حراما على معترها وهو إكثم وكثم الطريق محركة وجهه وظاهره وانكثموا عن وجه كذا انصرفوا عنه ( كثحمة من درين بالضم ) أهمله الجوهري ( أي حطام من يبيس ورجل كثحم اللحية بالضم ولحية كثحمة أيضا ) أي بالضم ( وهي التي كثفت وقصرت وجعدت ) ومثلها الكثة ( الكثعم كجعفر ) أهمله الجوهري وهي المرأة ( الضخمة الركب ) أي الفرج كالكعثم والكعثب والكثعب ( و ) الكثعم ( النمر أو الفهد ) * ومما يستدرك عليه الكثعم والكعثم الركب الناتئ الضخم كالكعثب وكثعم الاسد ( الكحمة بالمهملة ) أهمله الجوهري وهي ( العين ) هكذا في النسخ ولعل الصواب العنب وفي المحكم الكحم لغة في الكحب وهو الحصرم واحدته كحمة ( يمانية ) ومر له في كحب أن الكحب هو الحصرم فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه رجل كحثم اللحية كثيفها ولحية كحثمة كثة كذا في اللسان ( الكيخم كحيدر ) أهمله الجوهري وقال الليث ( يوصف به الملك والسلطان ) يقال ( ملك كيخم ) أي ( عظيم ) عريض وكذلك سلطان كيخم وأنشد * قبة اسلام وملكا كيخما * ( و ) قال أبو عمرو ( كخمه كمنعه دفعه عن موضعه ) وقال المرار : إني أنا المرار غير الوخم * وقد كخمت القوم أي كخم أي دفعتهم ومنعتهم ومنه قيل للملك كيخم * ومما يستدرك عليه الاكخام لغة في الاكماخ ( كدمه يكدمه ويكدمه ) من حدي نصر وضرب كدما ( عضه بأدنى فمه ) كما يكدم الحمار كما في الصحاح وقيل هو العض عامة ( أو ) كدمه ( أثر فيه بحديدة ) وأنشد الجوهري لطرفة : سقته اياة الشمس إلا لثاته * أسفت فلم تكدم عليه باثمد ( و ) كدم ( الصيد ) كدما ( طرده ) وجد في طلبه حتى يغلبه ( والكدمة الوسم والاثرة ) يقال ما بالبعير كدمة أي وسم ولا أثرة والاثرة أن يسحى باطن الخف بحديدة ( و ) الكدمة ( بالتحريك الحركة ) عن كراع وليست بصحيحة وأنشد ابن بري في ذلك : لما تمشيت بعيدا العتمة * سمعت من فوق البيوت الكدمه وقد ذكر ذلك في حدم ( و ) الكدمة ( كفرحة النعجة الغليظة ) الكثيرة اللحم عن ابن الاعرابي ( و ) الكدمة ( كدجنة الرجل الشديد الغليظ و ) الكدام ( كغراب أصل المرعى وهو نبت يتكسر على الارض فإذا مطر ظهر و ) أيضا ( الرجل الشيخ ) وهو مجاز ( و ) كدام ( ع باليمن و ) كدام ( كشداد ابن بجيلة ) وفي بعض النسخ نخيلة ( المازني فارس و ) كدام ( ككتاب وزبير ومعظم أسماء ) فمن الاول والد مسعر أبي سلمة الهلالي الكوفي قال شعبة كنا نسميه المصحف من إتقانه توفي بمسجد أبي حنيفة سنة خمس وخمسين ومائة وله ألف حديث وكدام بن عبد الرحمن السلمي عن أبي كباش العيشي وعنه أبو حنيفة ومن الثاني كديم بن ربيعة بن حارثة بن عبد الله القرشي من بني سامة بن لؤي من ولده يونس بن موسى بن سليم بن كديم أبو محمد الكديمي البصري ويونس هذا لقبه كديم أيضا وابنه محمد أبو العباس من مشايخ أبي نعيم وعبد الرحمن بن زيد بن عقبة بن كديم الانصاري الكديمي عن أنس وعنه موسى بن عقبة ومن الثالث ربيعة بن مكدم فارس جاهلي مشهور وبنته أم عمرو ولها شعر ترثيه به وأخوه الحرث له ذكر والحرث بن علي بن مكدم الجرمي عن محمد بن واسع وأخوه النمر بن علي من أكابر السمرقنديين وعبد الرحمن بن عيسى بن أبي المكدم عن مفضل بن فضالة ضعيف وعبد الله بن مكدم عن ابن اسحاق في السيرة ( وكدم في غير مكدم ) كمقعد أي ( طلب في غير مطلب )
وهو مجاز يقال ذلك للرجل إذا طلب حاجة لا يطلب مثلها ( و ) الكدم ( كصرد جراد سود خضر الرؤس ) ويقال لها كدم السمر ( و ) المكدم ( كمعظم المعضض ) يقال حمار مكدم ( وأكدم الاسير بالضم ) إذا ( استوثق منه ) قال اللحياني أسير مكدم كمكرم مصفود مشدود بالصفاد ( و ) من المجاز ( الدابة تكادم الحشيش ) بأفواهها ( إذا لم تستمكن منه و ) الكدامة ( كثمامة بقية الشئ المأكول ) كما في الصحاح يقولون بقي من مرعانا كدامة أي بقية تكدمها المال بأسنانها ولا تشبع منه وقيل الكدامة ما يكدم من الشئ أي يعض فيكسر * ومما يستدرك عليه الكدم تمشش العظم وتعرقه وإنه لكدام وكدوم أي عضوض والكدم بالفتح وبالتحريك الاولى عن اللحياني أثر العض جمعه كدوم والكدم اسم أثر الكدم وتكادم الفرسان كدم أحدهما صاحبه والكدم كصرد الكثير الكدم وأيضا من أحناش الارض قال ابن سيده أراه بذلك لعضه والكدم والمكدم كصرد ومنبر الشديد القتال (1/7873)
ورجل مكدم إذا لقي قتالا فأثرت فيه الجراح ورجل كدمة بالضم شديد الاكل وفنيق مكدم كمكرم غليظ أو صلب قال بشر : لو لا تسلي الهم عنك بجسرة * عيرانة مثل الفنيق المكدم وحمار كدم ككتف غليظ شديد وجمعه كدم قال رؤبة * كأنه شلال عانات كدم * عن اللحياني وقدح مكدم كمكرم زجاجه غليظ عن اللحياني ويقال فحل مكدم كمعظم وكمكرم إذا كان قويا وكساء مكدم كمكرم شديد الفتل وكذلك الحبل والكدام كغراب ريح يأخذ الانسان في بعض جسده فيسخنون خرقة ثم يضعونها على المكان الذي يشتكي والكيدمة كحيدرة قرية بالمدينة في بني النضير عن ياقوت ( الكرم محركة ضد اللؤم ) يكون في الرجل بنفسه وإن لم يكن له آباء ويستعمل في الخيل والابل والشجر وغيرها من الجواهر إذا عنوا العتق وأصله في الناس قال ابن الاعرابي كرم الفرس أن يرق جلده ويلين شعره وتطيب رائحته وقال بعضهم الكرم مثل الحرية إلا أن الحرية قد تقال في المحاسن الصغيرة والكبيرة والكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة كإنفاق مال في تجهيز غزاة وتحمل حمالة يوقى بها دم قوم وقيل الكرم إفادة ما ينبغي لا لغرض فمن وهب المال لجلب نفع أو دفع ضرر أو خلاص من ذم فليس بكريم وقد ( كرم ) الرجل وغيره ( بضم الراء كرامة ) على القياس والسماع ( وكرما وكرمة محركتين ) سماعيان ( فهو كريم وكريمة وكرمة بالكسر ومكرم ومكرمة ) بضمهما ( وكرام كغراب و ) إذا أفرط في الكرم قيل كرام مثل ( رمان ورمانة ج ) أي جمع الكريم ( كرماء وكرام ) بالكسر ( و ) إنه لكريم من ( كرائم ) قومه على غير قياس حكى ذلك أبو زيد وأنه لكريمة من كرائم قومه وهذا على القياس واليه أشار الجوهري بقوله ونسوة كرائم ( وجمع الكرام ) كرمان ( كرامون ) قال سيبويه لا يكسر كرام استغنوا عن تكسيره بالواو والنون ( ورجل كرم محركة ) أي ( كريم ) يستعمل ( للواحد ) وهو ظاهر ( والجمع ) كأديم وأدم وكذلك امرأة كرم ونسوة كرم لانه وصف بالمصدر نقله الليث وأنشد الجوهري لسعيد بن مشجوج الشيباني كذا ذكره السيرافي وذكر أيضا أنه لرجل من تيم اللات بن ثعلبة اسمه عيسى وذكر المبرد في أخبار الخوارج أنه لابي خالد القناني : لقد زاد الحياة الي حبا * بناتي إنهن من الضعاف مخافة أن يرين البؤس بعدي * وأن يشربن رنقا بعد صافي وأن يعرين إن كسي الجواري * فتنبو العين عن كرم عجاف قال الازهري والنحويون ينكرون ما قال الليث إنما يقال رجل كرم وقوم كرام ثم يقال رجل كرم ورجال كرم كما يقال رجل عدل وقوم عدل قال سيبويه ( و ) مما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره ولكنه في معنى التعجب قولك ( كرما ) وصلفا ( أي ) ألزمك الله و ( أدام الله لك كرما ) ولكنهم خزلوا الفعل هنا لانه صار بدلا من قولك أكرم به وأصلف ( و ) مما يخص به النداء قولهم ( يا مكرمان ) بفتح الميم والراء حكاه الزجاجي وقد حكى في غير النداء فقيل رجل مكرمان عن أبي العميثل الاعرابي ( للكريم الواسع الخلق ) والصدر قال ابن سيده وقد حكاها أيضا أبو حاتم وهو نقيض قولك يا ملأمان ( وكارمه ) فاخره في الكرم ( فكرمه كنصره ) أي ( غلبه فيه ) أي الكرم ( وأكرمه ) إكراما ( وكرمه ) تكريما ( عظمه ونزهه ) والاسم منهما الكرامة قال أبو المثلم * ومن لا يكرم نفسه لا يكرم * وقيل الاكرام والتكريم أن يوصل الى الانسان بنفع لا تلحقه فيه غضاضة أو يوصل إليه بشئ شريف وقال الشاعر : إذا ما أهان امرؤ نفسه * فلا أكرم الله من أكرمه ( والكريم الصفوح ) عن الذنب واختلفوا في معنى الكريم على ثلاثين قولا كما في البصائر للمصنف ( ورجل مكرام مكرم للناس ) وهذا بناء يخص الكثير ( وله علي كرامة أي عزازة ) وهو اسم من الاكرام يوضع موضعه كما وضعت الطاعة موضع الاطاعة والغارة موضع الاغارة ( واستكرم الشئ طلبه كريما ) وفي الصحاح استحدث علقا كريما ومنه استكرم العقائل إذا نكح النجيبات (
أو ) استكرمه ( وجده كريما ) ومنه قولهم استكرمت فارتبط ( و ) قال اللحياني ( افعل كذا وكرامة لك بالفتح وكرما وكرمة وكرمى وكرمة عين وكرمانا بضمهن ) الاخيرة ليست في نوادره وإنما وجدت بخط أبي سهل وأبي زكريا في نسخة الاصلاح لابن السكيت وقولهم ليس لهم ذلك ولا كرمة حكى عن زياد بن أبي زياد نقله ابن السكيت وكذلك نعم عين ونعمة عين ونعامى عين عن اللحياني قال غيره ولا أفعل ذلك ولا حبا ولا كرامة ولا كرمة ولا كرما كل ذلك ( لا تظهر له فعلا وتكرم عنه وتكارم تنزه ) قال الليث تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه وأكرم نفسه عن الشائنات ( والمكرم والمكرمة بضم رائهما والاكرومة بالضم فعل الكرم ) كالاعجوبة من العجب وفي الصحاح المكرمة واحدة المكارم وقال الكسائي المكرم المكرمة ولم يجئ مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما مكرم ومعون وأنشد لابي الاخزر الحماني : نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي * ليوم روع أو فعال مكرم وقال جميل : بثين الزمي لا إن لا إن لزمته * على كثرة الواشين أي معون وقال الفراء هو جمع مكرمة ومعونة وعنده أن مفعلا ليس من ابنية الكلام * قلت وقد تقدم البحث فيه في م ل ك مفصلا فراجعه ( وأرض مكرمة ) بضم الراء وفتحها ( وكرم محركة ) أي ( كريمة طيبة ) وقيل هي المعدونة المثارة وهو مجاز وقال الجوهري أرض مكرمة النبات إذا كانت جيدة النبات وفي بعض نسخه مكرمة للنبات ( وأرض ) كرم ( وأرضان ) كرم ( وأرضون كرم ) (1/7874)
مثارة منقاة من الحجارة ( والكرم ) بفتح فسكون ( العنب ) واحدته كرمة قال : إذا مت فادفني الى جنب كرمة * يروي عظامي بعد موتي عروقها وقيل الكرمة الطاقة الواحدة من الكرم ومن المجاز هذه الكورة إنما هي كرمة ونخلة يعني بذلك الكثرة كما يقال إنما هي سمنة وعسلة ( و ) الكرم ( القلادة ) يقال رأيت في عنقها كرما حسنا من لؤلؤ كما في الصحاح وقيل هي القلادة من الذهب والفضة وأنشد ابن بري لجرير : لقد ولدت غسان ثالبة الشوى * عدوس السرى لا يقبل الكرم جيدها وأنشد غيره : فيا أيها الظبي المحلى لبانه * بكرمين كرمي فصة وفريد ( وأرض ) كرم مثارة ( منقاة من الحجارة ) والصحيح أنه بالتحريك كما تقدم قريبا ( و ) قيل الكرم ( نوع من الصياغة ) التي تصاغ ( في المخانق أو بنات كرم حلى كان يتخذ في الجاهلية ج كروم ) وأنشد الجوهري : ونحرا عليه الدر تزهي كرومه * ترائب لا شقرا يعبن ولا كهبا وقال آخر : تباهى بصوغ من كروم وفضة * معطفة يكسونها قصبا خدلا وأنشد ابن بري لجرير في أم البعيث : إذا هبطت جو المراغ فعرست * طروقا وأطراف التوادي كرومها ( و ) الكرم ( بالتحريك ع ) وبه فسر قول أبي ذؤيب : وأيقنت أن الجود منه سجية * وما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم ( و ) كرمى ( كسكرى ة بتكريت و ) من المجاز ( كرم السحاب تكريما ) جاد بمطره ( و ) كرم السحاب ( تضم كافه ) إذا ( كثر ماؤه ) قال أبو ذؤيب يصف سحابا : وهي خرجه واستحيل الربا * ب منه وكرم ماء صريحا ورواه بعضهم وغرم ماء صريحا قال أبو حنيفة زعم بعض الرواة أن غرم خطأ وهو أشبه بقوله وهي خرجه ( وكرمان ) بالفتح ( وقد يكسر أو ) الكسر ( لحن ) اقتصر الرشاطي على الفتح وهكذا نقله ابن الجواليقي عن ابن الانباري قاله نصر وجمع بينهما ابن الاثير وفرق ابن خلكان فقال الفتح في البلدة والكسر في الاقليم والصواب بالعكس وخطئ ياقوت في الفتح فيهما وقال ابن بري كرمان اسم بلد بالفتح وقد أولعت العامة بكسرها قال وقد كسرها الجوهري في رحب فقال يحكى قول نصر بن سيار أرحبكم الدخول في طاعة الكرماني ( اقليم بين فارس وسجستان ) قال ابن خرداذيه هي مائة وثمانون فرسخا في مثلها افتتحها عبد الرحمن بن سمرة بن جندب رضي الله تعالى عنه ( و ) كرمان بالكسر وضبطه ابن خلكان بالفتح ( د قرب غزنة ومكران ) بينه وبين حدود الهند أربعة أيام ( والكرمة ع ) وبه فسر قول أبي ذؤيب السابق مثل عيشك بالكرم قيل أراد بالكرمة هذا الموضع فجمعها بما حواليها واستبعده ابن جني ( و ) أيضا ( ة بطبس و ) أيضا ( رأس الفخذ المستدير ) كأنه جوزة تدور في قلب الورك وأنشد الجوهري في صفة فرس : أمرت عزيزاه ونيطت كرومه * الى كفل راب وصلب موثق ( و ) الكرمة ( بالضم ناحية باليمامة ) قال ابن الاعرابي هي منقطع اليمامة بالدهناء ( والكرامة طبق ) يوضع على ( رأس الحب ) والقدر قال الجوهري ويقال حمل إليه الكرامة وهو مثل النزل وسألت عنه في البادية فلم يعرف * قلت وبه فسر بعض قولهم حبا وكرامة كما تقدم في ح ب ب ( و ) كرامة ( جد محمد بن عثمان ) العجلي مولاهم ( شيخ البخاري ) وأبي داود والترمذي وابن ماجه وابن صاعد والمحاملي وأبي مخلد وقد روى عن أبي اسامة وطبقته مات في رجب سنة اثنتين وخمسين ومائتين وكان صاحب حديث ( و ) كرامة ( ابن ثابت ) الانصاري ( مختلف في صحبته ) ذكره ابن الكلبي فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة ( والكريمان ) هما
( الحج والجهاد ومنه ) الحديث ( خير الناس ) يومئذ ( مؤمن بين كريمين أو معناه بين فرسين يغزو عليهما أو بعيرين يستقي عليهما و ) قيل بين أبوين مؤمنين و ( أبوان كريمان مؤمنان ) أي بين أب مؤمن هو أصله وابن مؤمن هو فرعه فهو بين مؤمنين هما طرفاه وهو مؤمن ( وكريمتك أنفك و ) قيل ( كل جارحة شريفة كالاذن ) والعين ( واليد ) فهي كريمة وقال شمر كل شئ مكرم عليك فهو كريمك وكريمتك ( والكريمتان العينان ) ومنه الحديث القدسي إن الله يقول إذا أنا أخذت من عبدي كريمتيه وهو بها ضنين فصبر لي لم أرض له ثوابا دون الجنة يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه وهما العينان ويروى كريمته بالافراد قال شمر قال اسحاق ابن منصور قال بعضهم يريد أهله قال وبعضهم يقول عينه ( وسموا كرما كجبل وكتاب وعزيز وزبير وسفينة ومعظم ومكرم ) هكذا في النسخ والصواب ومكرما فمن الاول كرم وأبو الكرم كثيرون ومن الثاني أبو أحمد الياس بن كرام البخاري عن أحمد بن حفص وأبو الكرام عبد الله بن محمد بن علي الجعفري المدني وابنه محمد له أخبار وحفيده داود بن محمد عن مالك وعبد الوهاب بن محمد بن جعفر بن أبي الكرام عن أحمد بن محمد بن المهندس الهروي وأم الكرام بنت الحسن بن زكريا روى عنها السلفي وأبو الكرام جعفر ابن محمد بن عبد السلام من شيوخ ابن جميع وأبو الكرام محمد بن أحمد البزاز المصري عن المنجنيقي ومن الثالث كريم بن أبي حازم روى عنه أبان بن عبد الله البجلي وزريق بن كريم عن عبد الله بن عمرو وعنه يونس بن عبيد وكريم بن عفيف الخثعمي كان محبوسا عند معاوية بن أبي سفيان فشفع فيه عبد الله بن شمر فقال يا أمير المؤمنين هب لي ابن عمي فإنه كريم كاسمه فوهبه له وكريم بن الحرث (1/7875)
مختلف في صحبته وقد روى عن أبيه وضبطه البخاري بالضم والصواب الفتح نبه عليه الحافظ روى عنه ابنه زرارة وكريم الدين عبد الكريم بن عبد الله محمد بن يوسف الدمشقي جد لشيخنا العلامة محمد بن حسن بن عبد الكريم الكريمي ومن الرابع كريم شيخ لابي اسحاق السبيعي جزم فيه ابن ماكولا بالضم وكريم بن أبي مطر المروزي عن عكرمة وأبو كريم الهمداني قتل بنهاوند ويوسف بن عيسى بن يوسف بن عيسى بن كريم العفيف الدمياطي ممن أخذ عن الشرف الدمياطي وعبد الرحمن بن زيد بن عيينة بن كريم الانصاري مدني عن أنس ومن الخامس كريمة المروزية راوية البخاري وعدة نسوة غيرها وأبو كريمة الحر بن المقدام بن معديكرب له صحبة ومن السادس هبة الله بن مكرم عن أبي البطر وابنه مكرم بن هبة الله عن قاضي المارستان وأخوه أبو جعفر محمد ابن هبة الله سمع أبا الوقت وابن أخيه علي بن مكرم بن هبة الله عن أبي شاتيل والجمال أبو الفضل محمد بن الصدر الاوحد جلال الدين أبي العز ابن الشيخ نجيب الدين أبي الحسن علي الانصاري الرويفعي الخزرجي مؤلف لسان العرب الذي منه مادة كتابي هذا ولد بالقاهرة سنة ثلاثين وستمائة وعمر وتفرد بالعوالي وسمع منه الذهبي والسبكي والبرزالي الحافظ وتوفي سنة احدى عشر وسبعمائة وأبوه من أكابر الفضلاء وولده قطب الدين حدث أيضا ومكرم بن المظفر العيزربي من شيوخ الدمياطي مات سنة اثنتين وسبعين وستمائة ومن السابع مكرم بن أبي الصقر وطائفة ( ومحمد بن كرام كشداد ) بن عراق بن حزابة أبو عبد الله السجزي ( امام الكرامية ) جاور بمكة خمس سنين وورد نيسابور فحبسه طاهر بن عبد الله ثم انصرف الى الشام وعاد الى نيسابور فحبسه محمد بن طاهر ثم خرج منها في سنة احدى وخمسين ومائتين الى القدس فمات بها في سنة خمس وخمسين ومائتين حدث عن مالك بن سليمان الهروي وعلي بن حجر وصحب أحمد بن حرب الزاهد وأكثر عن أحمد بن عبد الله الجويباري وعنه محمد بن اسماعيل بن اسحاق وإبراهيم بن محمد ابن سفيان صاحب مسلم ومن مشاهير أصحابه أبو يعقوب اسحاق بن محمش الواعظ إمامهم في عصره اسلم على يده من أهل الكتابين والمجوس نحو من خمسة آلاف ما بين رجل وامرأة ومات سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة وقد ذكره العتبي في التاريخ اليمني وأثنى عليه واختلف في راء محمد بن الكرام فقيل هكذا بالتشديد وهو المشهور يقال كان أبوه يحفظ الكرم وبه سمي قال الحافط ووقع في سفر أبي الغنم البسني بالتخفيف ووقعت في ذلك قصة للصدر بن الوكيلي ذكرها الشيخ تقي الدين السبكي * قلت واليه مال العتبي وأنشد في تاريخه : إن الذين بجهلهم لم يقتدوا * بمحمد بن كرام غير كرام الرأي رأي أبي حنيفة وحده * والدين دين محمد بن كرام وبه استدل ابن السبكي على التخفيف وأيده بأن والده الشيخ الامام كان يسمعهما ويقرهما وهو ( القائل بأن معبوده مستقر على العرش وأنه جوهر ) في مكان مماس لعرشه فوقه ( تعالى الله عن ذلك ) علوا كبيرا وقد أورد هذه المقالة عنه الشهرستاني في الملل والنحل وياقوت وغيرهما من العلماء ووافقه على هذه خلق لا يحصون بنيسابور وهراة ( والتكرمة التكريم ) مصدر كرم وله نظائر
( و ) أيضا ) الوسادة ) وهو الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعد لا كرامه وهي تفعلة من الكرامة ومنه الحديث ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه ( و ) كرمان ويقال ( كرماني بن عمرو ) بن المهلب المعنى ( بالكسر ) وياء النسبة أخو معاوية بن عمرو البصري ( محدث ) عن حماد بن سلمة وعنه اسحاق بن إبراهيم بن شاذان ( و ) من المجاز ( كرمت أرضه ) العام ( بضم الراء ) إذا ( دملها ) بالسرقين ونحوه ( فزكا زرعها ) وطابت تربتها عن ابن شميل قال ولا يكرم الحب حتى يكون كثير العطف يعني التبن والورق ( وكرمية بالضم وفتح الراء ) وتشديد الياء ( ة وكرمينية ) بفتح الكاف والراء وكسر الميم وتشديد الياء ( وتخفف أو ) هي ( كرمينة ) بغير ياء مشددة ( د ببخارا ) وقال ابن الاثير بينها وبين سمرقند ومنها أبو جعفر محمد بن يوسف وراق أبي بكر بن دريد ذكره الامير وأبو عبد الله محمد بن ضوء بن المنذر الشيباني الكريمني عن أبي عبيد القاسم بن سلام وأبو الفرج عزيز بن عبد الله البخاري الكريمني الشافعي أحد المناظرين ببخارا ( وأكرم ) الرجل ( أتى بأولاد كرام و ) قوله تعالى واعتدنا لها ( رزقا كريما ) أي ( كثيرا و ) قوله تعالى وقل لهما ( قولا كريما ) أي ( سهلا لينا ) وقوله تعالى ويدخلكم مدخلا كريما أي حسنا وهو الجنة ( وفي الحديث ) الذي رواه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال ( لا تسموا العنب الكرم فإنما الكرم الرجل المسلم ) قال الزمخشري أراد أن يقرب ويسدد ما في قوله عز وجل إن أكرمكم عند الله أتقاكم بطريقة أنيقة ومسلك لطيف ( وليس الغرض حقيقة النهي عن تسميته ) أي العنب ( كرما ولكنه رمز الى إن هذا النوع من غير الاناسي المسمى بالاسم المشتق من الكرم أنتم أحقاء بأن لا تؤهلوه لهذه التسمية غيرة للمسلم التقي أن يشارك فيما سماه الله تعالى وخصه بأن جعله صفته فضلا أن تسموا بالكريم من ليس بمسلم فكأنه قال إن تأتى لكم أن لا تسموه مثلا باسم الكرم ولكن بالجفنة أو الحبلة ) أو الزرجون ( فافعلوا ) قال ( وقوله فإنما الكرم أي فإنما المستحق للاسم المشتق من الكرم ) الرجل ( المسلم ) وقال الازهري اعلم أن الكرم الحقيقي هو من صفة الله تعالى ثم هو من صفة من آمن به واسلم لامره وهو مصدر يقام مقام الموصوف فيقال رجل كرم ورجلان كرم ورجال كرم وامرأة كرم لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث لانه مصدر أقيم مقام الموصوف فخفف العرب الكرم وهم يريدون كرم شجرة العنب لما ذلل من قطوفه عند الينع وكثر من خيره في كل حال وأنه لا شوك فيه يؤذي القاطف ونهى صلى الله تعالى عليه وسلم عن تسميته بهذا الاسم لانه يعتصر منه المسكر (1/7876)
المنهي عن شربه وأنه يغير عقل شاربه ويورث شربه العداوة والبغضاء وتبذير المال في غير حقه وقال الرجل المسلم أحق بهذه الصفة من هذه الشجرة وقال أبو بكر سمي الكرم كرما لان الخمر المتخذة منه تحث على السنحاء والكرم وتأمر بمكارم الاخلاق فاشتقوا له اسما من الكرم للكرم الذي يتولد منه فكره صلى الله عليه وسلم أن يسمى أصل الخمر باسم مأخوذ من الكرم وجعل المؤمن أولى بهذا الاسم الحسن وأنشد * والخمر مشتقة المعنى من الكرم * ولذلك يسمى الخمر راحا لان شاربها يرتاح للعطاء أي يخف * ومما يستدرك عليه الكريم من صفات الله تعالى وأسمائه وهو الكثير الخير وقيل الجواد وقيل المعطي الذي لا ينفد عطاؤه وقيل هو الجامع لانواع الخير والفضائل والشرف وقيل حميد الفعل وقيل العظيم وقيل المنزه بما لا يليق وقيل الفضول وقيل العزيز وقيل الصفوح وقد ذكره المصنف فهذا ما قيل في تفسير اسمه تعالى قال بعضهم الكرم إذا وصف تعالى به فهو اسم لاحسانه وإنعامه وإذا وصف به الانسان فهو اسم للاخلاق والافعال المحمودة التي تظهر منه ولا يقال هو كريم حتى يظهر منه ذلك والكريم أيضا الحر والنجيب والسخي والطيب الرائحة والطيب الاصل والذي كرم نفسه عن التدنس بشئ من مخالفة ربه وأيضا الرقيق الطبع والحسن الاخلاق والواسع الصدر والحسيب والمختار والمزين المحسن العزيز عندك والحج وأيضا الجهاد وفرس يغزى عليه والبعير يستقى به وهذه الاربعة ذكرها المصنف وكتاب كريم أي مختوم أو حسن ما فيه وقرآن كريم يحمد ما فيه من الهدى والبيان والعلم والحكمة وقول كريم سهل لين ورزق كريم أي كثير وقد ذكرهما المصنف ومدخل كريم حسن والكريم أيضا الرئيس والعفيف والجميل والعجيب الغريب والعالم والنفيس والمطر الجود والمعجز والذليل على التهكم فهذه نيف وثلاثون قولا في معنى الكريم ولم أره مجموعا في كتاب قال الفراء العرب تجعل الكريم تابعا لكل شئ نفت عنه فعلا تنوي به الذم يقال أسمين هذا فيقال ما هو بسمين ولا كريم وما هذه الدار بواسعة ولا كريمة والمكارمة أن تهدي لانسان شيئا ليكافئك عليه وهي مفاعلة من الكرم ومنه الحديث في الخمر إن الله حرمها وحرم أن يكارم بها ومنه قول دكين : إني امرؤ من قطن بن دارم * أطلب ديني من أخ مكارم
أي يكافئني على مدحي إياه وأكرمت الرجل أكرمه وأصله أأكرمه كأدحرجه فإن اضطر جاز له أن يرده الى أصله كما قال : فإنه أهل لان يؤكرما * نقله الجوهري ويقال في التعجب ما أكرمه لي وهو شاذ لا يطرد في الرباعي قال الاخفش وقرأ بعضهم فما له من مكرم بفتح الراء وهو مصدر مثل مخرج ومدخل وتكرم تكلف الكرم قال المتلمس : تكرم لتعتاد الجميل ولن ترى * أخا كرم إلا بأن تتكرما والكريمة الاهل وقيل شقيقة الرجل والجمع الكرائم وكرائم المال نفائسه والكريمة الحسيب يقال هو كريمة قومه قال : وأرى كريمك لا كريمة دونه * وأرى بلادك منقع الاجواد وفي الحديث إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه أي كريم قوم وقول صخر بن عمرو : أبى الفخر أنى قد أصابوا كريمتي * وأن ليس اهداء الخنا من شماليا يعني بقوله كريمتي أخاه معاوية بن عمرو والتكريم التفضيل وفي الحديث إن التكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن إبراهيم لانه اجتمع له شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الاخلاق ورياسة الدنيا والدين والاكارم جمع كرام وكرام جمع كريم والكرامة أمر خارق للعادة غير مقارن بالتحدي ودعوى النبوة والكرام كشداد حافظ الكرم وكرام كسحاب والد محمد رئيس الكرامية أحد الاقوال في ضبطه كما في لسان الميزان وأبو علي الحسين بن كرام الاسكندراني وراشد بن ناجي أبو كرام كلاهما كشداد كتب عنهما السلفي والمكرمية طائفة من الخوارج نسبوا الى أبي المكرم وكرمانية بالكسر قرية بفارس وكرمون علم وكذا كريم مصغرا مشددا وبنو كرامة بطين بطرابلس الشام ومحلة كرمين قرية بمصر من أعمال الغربية ومحلة الكروم قريتان بالبحيرة وفي المثل لا يأبى الكرامة إلا حمار المراد به الوسادة في أصل المثل قاله المفضل بن سلمة وأول من قاله علي رضي الله تعالى عنه ثم استعمل لنوع من المقابلة ( الكرتيم بالكسر ) أهمله الجوهري وقال ابن سيده هي ( الفأس ) العظيمة لها رأس واحد وقيل هي نحو المطرقة ( والكرتوم بالضم الصفا من الحجارة و ) أيضا ( الطويل المرتفع من الارض ) قال أسقاك كل رائح هزيم * يترك سيلا خارج الكلوم * وناقعا بالصفصف الكرتوم ( و ) كرتوم ( اسم حرة بني عذرة ) تدعى بذلك * ومما يستدرك عليه الكرتمة مشية فيها تقارب ودرجان كالكمترة ( كرثمة ) بالثاء المثلثة أهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال أئمة النسب هو كرثمة ( بن جابر بن هراب بالفتح ) في الجاهلية ( من بين سامة بن لؤي ) ومر الاختلاف في نسب بني سامة في س وم ( الكردم كجعفر القصير ) الضخم من الرجال كما في الصحاح ( كالكردوم بالضم ) عن ابن سيده ( و ) الكردم ( الشجاع ) عن ابن الاعرابي وأنشد * ولو رآه كردم لكردما * أي لهرب ( و ) كردم ( بن سفيان ) الثقفي قيل هو ابن سفيان المذكور فإن حديثهما بلفظ واحد ( صحابيون ) رضي الله عنهم ( و ) كردم ( بن شعثة ) الذي ( طعن دريد ) ابن الصمة ) وأنشد ابن بري لشاعر : ولما رأينا أنه عاتم القرى * بخيل ذكرنا ليلة الهضب كردما (1/7877)
( وكردم عدا عدو القصير ) نقله الجوهري ( أو ) كردم الحمار وكردح إذا عدا ( على جنب واحد ) نقله الجوهري عن الكسائي وقال الازهري الكرمحة والكربحة في العدو دون الكردمة ولا يكردم إلا الحمار والبغل ( و ) كردم ( القوم جمعهم وعباهم ) فهم مكردمون قال : إذا قرعوا يسعى الى الروع منهم * بجرد القنا سبعون ألفا مكردما ( وتكردم ) في مشيته ( عدا فزعا ) * ومما يستدرك عليه الكردمة الشد المتثاقل وأيضا الاسراع وكردم الرجل إذا عدا فأمعن وقال المبرد كردم ضرط وأنشد : ولو رآنا كردم لكردما * كردمة العير أحس ضيغما والمكردم النفور والمتذلل الصاغر وكردم بن السائب تابعي ثقة وكردم وكرديم ومعرض أولاد خالدة الفزارية وفيهم يقول شتيم بن خويلد الفزاري يرثيهم : فإن يكن الموت أفناهم * فللموت ما ولد الوالده ( الكرزم كجعفر الفأس ) العظيمة كالكرزن نقله الجوهري عن الفراء وقيل المفلولة الحد وقيل التي لها حد والجمع الكرازم وأنشد الجوهري لجرير : وأورثك القين العلاة ومرجلا * واصلاح أخرات الفؤس الكرازم ( كالكرزيم ) بالكسر عن أبي حنيفة وأنشد : ماذا يريبك من خل علقت به * إن الدهور علينا ذات كرزيم أي تنحتنا بالنوائب والهموم كما تنحت الخشبة بهذه القدوم وكذلك الكرزين نقلهما الجوهري ( و ) الكرزم ( القصير الانف ) أنشد ابن بري لخليد اليشكري : فتلك لا تشبه أخرى صلقما * صهصلق الصوت دروجا كرزما ويروى بالكسر أيضا وبالوجهين في كتاب ابن القطاع ( و ) كرزم ( اسم ) رجل ( و ) الكرزم ( بالضم الكثير الاكل ) عن ابن الاعرابي ( والكرزيم ) بالكسر ( البلية الشديدة ج كرازيم ) وبه فسر قول الشاعر * إن الدهور علينا ذات كرزيم * أراد بها الشدة فكرازيم إذا جمع على غير قياس ( والكرزمة أكل نصف النهار ) لم يسمع لغير الليث ( و ) كرزمة ( اسم ) رجل * ومما يستدرك
عليه رجل مكرزم قصير مجتمع والكرزم بالكسر الشدة من شدائد الدهر وهي الكرازم على القياس وكريزم مصغر الرجل القصير عن الازهري ( كرسم ) الرجل كرسمة والسين مهملة وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان ومعناه ( أزم ) أي سكت ( وأطرق ) وأبو كرسوم كناية عن كبير ذي صولة نقله شيخنا وكأنه لاطراقه وهيبته ( الكرشمة ) والشين معجمة أهمله الجوهري وفي المحكم ( الوجه ) ومنه قولهم قبح الله كرشمته والكرشوم بالضم القبيح الوجه ) * ومما يستدرك عليه الكرشمة الارض الغليظة والكرشم كاردب المسن الجافي ككرشب وكرشم بالكسر اسم رجل وزعم يعقوب أن ميمه زائدة اشتقه من الكرش ( كرضم ) كرضمة والضاد معجمة كذا في النسخ ( واجه القتال وحمل على العدو ) هذا الحرف مكتوب بالسواد في سائر النسخ وليس هو في نسخ الصحاح ولم يذكره صاحب اللسان مع استيعابه ولا غيره من الائمة فلينظر فيه والاولى أن يكتب بقلم الحمرة ثم رأيت في كتاب التهذيب لابن القطاع ما نصه كرصم على القوم حمل عليهم والصاد مهملة ( الكركم بالضم الزعفران ) نقله الجوهري وهكذا تسميه العرب ( و ) أيضا ( العلك ) قال الازهري هكذا رأيت في نسخه ( و ) أيضا ( العصفر ) وقيل نبت يشبه الورس وقيل هو فارسي وأنشد أبو حنيفة للبعيث يصف قطا : سماوية كدر كأن عيونها * يداف به ورس حديث وكركم وقال ابن بري قال ابن حمزة الكركم عروق صفر معروفة وليس من أسماء الزعفران قال الاغلب : فبصرت بغرب ملوم * فأخذت من رادن وكركم ( والقطعة بهاء ) ومنه حتى عاد كالكركمة وقال الزمخشري الميم زائدة كقولهم للاحمر كرك ( و ) زعم السيرافي أن ( الكركمان بالضم الرزق ) بالفارسية وأنشد : كل امرئ مشمر لشأنه * لرزقه الغادي وكركمانه ووقع في التهذيب * ريحانه الغادي وكركمانه * ومما يستدرك عليه ثوب مكركم أي مصبوغ بالكركم والكركماني دواء منسوب الى الكركم والكركم نبت شبيه بالكمون يخلط بالادوية وتوهم الشاعر أنه الكمون فقال : عيبا أرجيه ظنون الا ظنن * أماني الكركم إذ قال اسقني وهذا كما تقول أماني الكمون والكركم الرزق عن السيرافي ( كزمه بمقدم فيه ) يكزمه كزما ( كسره ) وضم فمه عليه زاد الجوهري ( واستخرج ما فيه ليأكله ) يقال البعير يكزم من الحدجة أي يكسر فيأكل ( و ) الكزم ( ككتف الرجل الهيبات ) وقد كزم كفرح هاب التقدم على الشئ ما كان ( و ) الكزم ( كصرد النغرو ) الكزم ( بالتحريك البخل و ) أيضا ( شدة الاكل ) وبهما فسر كان يتعوذ من القزم والكزم ( و ) أيضا ( قصر في الانف ) قبيح مع انفتاح المنخرين ( و ) قصر في ( الاصابع ) شديد ( و ) أيضا ( غلظ وقصر في الجحفلة ) نقله الجوهري يقال ( فرس ) اكزم بين الكزم ( وانف اكزم ويد كزماء والكزوم ناقة ذهبت أسنانها هرما ) نعت لها خاصة دون البعير ويقال من يشتري ناقة كزوما وقيل هي المسنة فقط قال الشاعر : لا قرب الله محل الفيلم * والدلقم الناب الكزوم الضرزم ( وأكزم ) الرجل ( انقبص و ) في النوادر اكزم ( عن الطعام ) وأقهم وأقهى وأزهم ( أكثر ) منه ( حتى لا يشتهي ) أن يعود فيه (1/7878)
والتكزيم التقفيع ) وقد كزم العمل والقر بنانه قال أبو المثلم : بها يدع القر البنان مكزما * أخو حزن قد وقرته كلومها عنى بالكزم الذي أكلت أظفاره الصخر ( وتكزم الفاكهة أكلها من غير أن يقشرها وشحمة كزمة بالفتح ) أي ( مكتنزة و ) من المجاز ( هو أكزم البنان ) أي ( بخيل ) وكذا أكزم اليد كما يقال جعد الكف * ومما يستدرك عليه رجل كزمان وقهمان وزهمان ودقيان أكثر من الطعام حتى كرهه والكزم محركة في الاذن والشفة واللحى والفم والقدم الهصر والتقلص والاجتماع وقيل الكزم قصر الاذن في الخيل خاصة وهو أيضا خروج الذقن مع الشفة السفلى ودخول الشفة العليا وهو أكزم وكزم كزما ضم فاه وسكت ومنه قول عون بن عبد الله يصف رجلا أن أفيض في الخير كزم وضعف واستسلم أي سكت فلم يفض معهم فيه كأنه ضم فاه فلم ينطق وكزمه كزما عضه شديدا وكزمت العين دمعت عند نقف الحنظل عن ابن القطاع وفي صفته صلى الله تعالى عليه وسلم لم يكن بالكز ولا المنكزم رواه علي رضي الله عنه فالكز المعبس في وجوه السائلين والمنكزم الصغير الكف والصغير القدم وكزيم كزبير اسم وبتشديد الزاي مع ضم الكاف لقب ملازم بن عمر والحنفي ضبطه الحافظ وكزمان كعثمان جد أبي عصمة علي بن سعيد ابن المثنى بن ليث بن معدان بن زيد بن كزمان الناجي البصري الكزماني المحدث عن شعبة وغيره وعنه مجاهد بن موسى مات بالبصرة بعد المائتين ( الكسعوم كزنبور ) أهمله الجوهري وأورده في ك س ع فقال هو ( الحمار بالحميرية ) جمعه كساعيم والاصل فيه الكسعة ( والميم زائدة ) سمي لانه يكسع من خلفه ويقال بل هو مقلوب الكعسوم والاصل فيه الكعس وهو قول الليث وسيأتي * ومما يستدرك عليه الكسعم بالفتح لغة في الكسعوم وكسعم الرجل أدبر هاربا عن ابن القطاع ( الكسم الكد على
العيال ) من حرام أو حلال ( كالكسب ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( ايقاد الحرب و ) أيضا ( تفتيت الشئ بيدك ) ولا يكون إلا في شئ يابس كسمه يكسمه كسما وفي بعض نسخ الصحاح تنقيتك الشئ بيدك وفي أخرى فتك الشئ ( و ) الكسم ( الحشيش الكثير و ) أيضا ( ع ) كذا في النسخ والصواب في العبارة والكيسوم الحشيش الكثير كما هو نص الجوهري وكيسوم موضع كما في المحكم فتأمل ( وروضة كيسوم ويكسوم وأكسوم ) بالضم أي ( ندية ) كثيرة النبت ( أو متراكمة النبت ج أكاسيم ) وقال الاصمعي الاكاسم اللمع من النبت المتراكبة يقال لمعمة أكسوم أي متراكبة وأنشد : أكاسما للطرف فيها متسع * وللايول الا أيل الطب فنع ( وأبو يكسوم ) الحبشي ( صاحب الفيل المذكور في التنزيل ) العزيز وأنشد الجوهري للبيد : لو كان حي في الحياة مخلدا * في الدهر ألفاه أبو يكسوم ( وكيسم ) كحيدر ( أبو بطن ) من العرب ( انقرضوا وهم الكياسم والكسوم الماضي في الامور ) * ومما يستدرك عليه الكسم البقية تبقى في يدك من الشئ اليابس ولمعة أكسوم ويكسوم وكيسوم وأنشد أبو حنيفة : باتت تعشى الحمض بالقضيم * ومن حلي وسطه كيسوم وخيل أكاسم أي كثيرة يكاد يركب بعضها بعضا نقله الجوهري وقال المبرد في كتاب الاشتقاق أنشدنا التوزي : أبا مالك لد الحصير وراءنا * رجالا عدانات وخيلا أكاسما والحصير الصف من الناس وغيرهم وكيسوم قرية مستطيلة من أعمال سميساط عن ياقوت ( كشاجم كعلابط ) أهمله الجماعة وهو ( اسم ) رجل قال شيخنا هكذا ضبطه الاكثر ووقع في توضيح ابن هشام أثناء ما لا ينصرف أنه بالفتح يقال إنه أقام بمصر مدة ثم فارقها ثم عاد إليها فقال : قد كان شوقي الى مصر يؤرقني * فالآن عدت وعادت مصر لي دارا وترجمته في شرح الدرة * قلت ويقال له السندي أيضا لانه من ولد السندي بن شاهك صاحب الحرس ومن شعره : والدهر حرب للحي وسلم ذي الوجه الوقاح وعلي أن أسعى ولي * س علي إدراك النجاح وأورد له الشريشي في شرح المقامات جملة كثيرة من شعره متفرقة في مواضع منه وقيل هو لفظ مركب من حروف هي أوائل كلمات وهو أنه لقب به لكونه كان كاتبا شاعرا أديبا جميلا مغنيا فجمع ذلك كله ( الكشم ) اسم ( الفهد كالاكشم ) وهذا رواه ثعلب عن ابن الاعرابي والانثى كشماء والجمع كشم ( و ) الكشم ( قطع الانف باستئصال ) نقله الجوهري ( كالاكتشام ) وقد كشمه واكتشمه وقال اللحياني كشم أنفه دقه وقيل جدعه ( و ) الكشم ( بالتحريك نقصان في الخلق و ) قد يكون ذلك أيضا ( في الحسب وهو أكشم ) بين الكشم قال حسان بن ثابت يهجو ابنه الذي كان من الاسلمية : غلام أتاه اللؤم من نحو خاله * له جانب واف وآخر أكشم أي أبوه حر وأمه أمة فقالت امرأته تناقضه غلام أتاه اللؤم من نحو عمه * وأفضل أعراق ابن حسان أسلم ( والكاشم الانجذان الرومي ) * ومما يستدرك عليه أنف أكشم وكشم مقطوع من أصله وحنك أكشم كالاكس وأذن كشماء لم يبن (1/7879)
القطع منها شيئا وهي كالصلماء والاسم الكشمة وكشم القثاء أكله أكلا عنيفا وكيشم اسم رجل من بني عامر بن صعصعة أبو بطن وهو كيشم بن حنيف بن العجلان بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة منهم صالح بن خباب الاسدي الكيشمي محدث كوفي روى عنه الاعمش ذكره الامير هكذا ( كصم كصوما بالصاد المهملة ) أهمله الجوهري وقال أبو نصر إذا ( ولي وأدبر أو ) قصم راجعا وكصم راجعا ( رجع من حيث جاء ولم يتم الى مقصده ) رواه أبو تراب عن أبي سعيد ( و ) كصم ( فلانا ) كصما ( دفعه بشدة ) وكذلك كمصه كمصا قال عدي : وأمرناه به من بينها * بعد ما انصاع مصرا أو كصم أي دفع بشدة أو نكص وولى مدبرا * ومما يستدرك عليه الكصم العض والضرب باليد والمكاصمة كناية عن النكاح ( كظم غيظه يكظمه ) كظما اجترعه كما في الصحاح وقيل ( رده وحبسه ) واحتمل سببه وصبر عليه وهو مجاز مأخوذ من كظم البعير الجرة ومنه قوله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وفي الحديث ما من جرعة يتجرعها الانسان أعظم أجرا من جرعة غيظ في الله عز وجل ( و ) كظم ( الباب ) يكظمه كظما قام عليه و ( أغلقه ) بنفسه أو بغير نفسه وفي التهذيب قام عليه فسده بنفسه أو بشئ غيره ( و ) كظم ( النهر والخوخة ) كظما ( سدهما و ) كظم ( البعير كظوما ) إذا ( أمسك عن الجرة ) وقيل رددها في حلقه والجرة ما يخرجها من كرشه فيجتر وقال ابن سيده كظم البعير جرته ازدردها وكف عن الاجترار قال الراعي : فأفضن بعد كظومهن بجرة * من ذي الابارق إذ رعين حقيلا ( و ) من المجاز ( رجل كظيم ومكظوم ) أي ( مكروب ) قد أخذ الغم بكظمه أي نفسه ومنه قوله تعالى إذ نادى وهو مكظوم وقوله تعالى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ( والكظم محركة الحلق أو الفم أو مخرج النفس ) يقال أخذ بكظمه أي بحلقه عن ابن الاعرابي أو بمخرج نفسه والجمع كظام وفي حديث النخعي له التوبة ما لم يؤخذ بكظمه أي عند خروج نفسه وانقطاعه وفي الحديث لعل الله
يصلح أمر هذه الامة ولا يؤخذ بأكظامها هي جمع كظم محركة وقول أبي خراش : وكل امرئ يوما الى الله صائر * قضاء إذا ما كان يؤخذ بالكظم أراد الكظم فاضطر ( وكظم كعنى كظوما ) إذا ( سكت وقوم كظم كركع ساكتون ) قال العجاج : ورب أسراب حجيج كظم * عن اللغا ورفث التكلم ( والكظامة بالكسر فم الوادي ) الذي يخرج منه الماء حكاه ثعلب وقيل أعلى الوادي بحيث ينقطع ( و ) أيضا ( مخرج البول من المرأة و ) أيضا ( بئر بجنب بئر ) وفي الصحاح الى جنبها بئر و ( بينهما مجرى في بطن الارض ) أينما كانت كذا في المحكم وفي الصحاح في باطن الوادي وفي بعض نسخه في بطن الوادي ( كالكظيمة ) كسفينة عن ابن سيده والجمع الكظائم وقيل الكظامة القناة تكون في حوائط الاعناب وقيل ركايا الكرم وقد أفضى بعضها الى بعض وتناسقت كأنها نهر وقيل قناة في باطن الارض يجري فيها الماء قال أبو عبيدة سألت الاصمعي عنها وأهل العلم من أهل الحجاز فقالوا هي آبار متناسقة تحفر ويباعد ما بينها ثم يحرق ما بين كل نهرين بقناة تؤدي الماء من الاولى الى التي تليها تحت الارض فتجتمع مياهها جارية ثم تخرج عند منتهاها فتسيح على وجه الارض وفي التهذيب حتى يجتمع الماء الى آخرهن وإنما ذلك من غور الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أهلها للشرب وسقى الارض ثم يخرج فضلها الى التي تليها فهذا معروف عند أهل الحجاز وفي حديث عبد الله بن عمر إذا رأيت مكة قد بعجت كظائم وساوى بناؤها رؤس الجبال فاعلم أن الامر قد أظلك أي حفرت قنوات ( و ) من المجاز الكظامة ( الحلقة تجمع فيها خيوط الميزان ) في طرفي الحديدة منه وقيل هما حلقتان في طرفي العمود كما في الاساس يقال عقد الخيوط في كظامتي الميزان ( و ) الكظامة ( سير ) مضفور موصول بالوتر ثم ( يدار بطرف السية العليا من القوس ) العربية ( و ) الكظامة ( مسمار الميزان ) الذي يدور فيه اللسان ( أو ) هي ( الحلقة ) التي ( تجمع فيها خيوط الميزان من طرف الحديدة ) كذا في النسخ والصواب في طرف الحديدة كما هو نص الصحاح وهذا قد تقدم فهو تكرار ( و ) الكظامة ( حبل يشد به أنف البعير ) وقد كظموه بها ( و ) الكظامة ( العقب ) الذي ( على رؤس قذذ السهم ) العليا أو مما يلي حقو السهم أو مستدقه مما يلي الريش منه ( أو موضع الريش منه ) وأنشد ابن بري * تشد على حز الكظامة بالكظر * وقال أبو حنيفة الكظامة العقب الذي يدرج على أذناب الريش يضبطها على أي نحو ما كان التركيب كلاهما عبر فيه بلفظ الواحد عن الجمع ( و ) الكظام ( ككتاب سداد الشئ ) زنة ومعنى وكذلك الكظامة وهي السدادة ( وكاظمة ع ) قال الازهري جو على سيف البحر من البصرة على مرحلتين وفيها ركايا كثيرة وماؤها شروب قال وأنشد ابن الاعرابي أو قال وأنشدني أعرابي من بني كليب ابن يربوع : ضمنت لكن أن تهجرن نجدا * وأن تسكن كاظمة البحور وقال امرئ القيس : إذ هن أقساط كرجل الدبى * أو كقطا كاظمة الناهل وقد جمعها الفرزدق بما حولها فقال : فيا ليت داري بالمدينة أصبحت * بأعفار فلج أو بسيف الكواظم ( و ) من المجاز ( أخذ بكظام الامر بالكسر أي بالثقة ) عن أبي زيد ( والكظيمة المزادة ) يكظم فوها أي يسد * ومما يستدرك عليه كظم يكظم كظما حبس نفسه ومنه الحديث إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع أي ليحبسه ومنه أيضا حديث عبد المطلب (1/7880)
له فخر يكظم عليه أي لا يبديه ولا يظهره وهو حبسه والكاظم الساكت ومن الابل العطشان اليابس الجوف وأيضا لقب الامام موسى بن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنهما أو ناقة كظوم ونوق كظوم بالضم لا تجتر تقول أرى الابل كظوما لا تجتر نقله الجوهري وهو جمع كاظم وأنشد ابن بري للملقطى : فهن كظوم ما يفضن بجرة * لهن بمستن اللغام صريف وكظمه أخذ بنفسه وأخذ الامر بكظمه إذا غمه وكظم على غيظه لغة في كظم غيظه فهو كظيم ساكت وفلان لا يكظم على جرته أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به وهو مجاز والكظم غلق الباب نقله الجوهري وكظم القربة ملأها وسد فاها ومن المجاز أن خلخالها كظيم وأنها كظيمة الخلخال قال زياد بن علبة الهذلي : كظيم الخجل واضحة المحيا * عديلة حسن خلق في تمام أي خلخالها لا يسمع له صوت لامتلائه والكظم كل ما سد من مجرى ماء أو باب أو طريق سمي بالمصدر والكظامة بالكسر السقاية وبه فسر الحديث أتى كظامة قوم فتوضأ منه ومسح على قدميه ويروى أتى كظامة قوم فبال قال ابن الاثير أراد بها الكناسة وكظم القربة ملأها وسد رأسها وكظامة الباب سدادته ( كعم البعير كمنع ) يكعمه كعما ( فهو مكعوم وكعيم شد فاه ) في هياجه ( لئلا يعض أو يأكل و ) اسم ( ما كعم به كعام ككتاب ) والجمع كعم وفي الحديث دخل إخوة يوسف عليهم السلام وقد كعموا أفواه إبلهم وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه فهم بين خائف مقموع وساكت مكعوم قال ابن بري وقد يجعل الكعام على فم الكلب لئلا ينبح
وأنشد ابن الاعرابي : مررنا عليه وهو يكعم كلبه * دع الكلب ينبح إنما الكلب نابح وقال آخر : وتكعم كلب الحي من خشية القرى * ونارك كالعذراء من دونها ستر ( و ) من المجاز كعم ( المرأة ) يكعمها ( كعما وكعوما ) إذا ( قبلها أو التقم فاها في القبلة ) وفي الصحاح في التقبيل وفي الاساس قبلها ملتقما فاها ( ككاعمها ) مكاعمة ( والكعم بالكسر وعاء للسلاح وغيره ) وفي المحكم وغيرها ( ج كعام ) بالكسر ( وكعوم الطريق أفواهه ) قال : ألا نام الخلي وبت حلسا * بظهر الغيب سد به الكعوم ( والمكاعمة المضاجعة في ثوب واحد ) ومنهم من فرق بين المكاعمة والمكامعة فالاول لثم الرجل صاحبه واضعا فمه على فمه والثاني مضاجعة الرجل صاحبه في ثوب واحد ومنه الحديث نهى عن المكاعمة والمكامعة ومنه قول الزمخشري كامعها فكامعها أي ضاجعها فقبلها وقد ذكر ذلك أيضا في ك م ع ( وكيعوم اسم ) رجل * ومما يستدرك عليه كعم الوعاء كعما شد رأسه نقله الجوهري وكعمه الخوف فلا يرجع نقله الجوهري أيضا أي امسك فاه وسده عن الكلام وهو مجاز وفي الاساس كعمه الخوف فلا ينبس بكلمة قال ذو الرمة : بين الرحى والرحى من جنب واصية * بهماء خاطبها بالخوف مكعوم وكعم الامر أخذ بمخنقه عن ابن القطاع * ومما يستدرك عليه الكعثم كجعفر الركب الناتئ الضخم كالكعثب وامرأة كعثم إذا عظم ذلك منها ككعثب وكذا كثعم وكثعب فيهما كذا في اللسان * ومما يستدرك عليه أيضا كعرم سنام البعير كعرمة صار فيه شحم وكذلك كعمر نقله ابن القطاع ( الكعسم كجعفر بالمهملتين ) أهمله الجوهري وقال ابن القطاع هو ( الحمار الوحشي كالكعسوم ) بالضم ( للاهلي ) وقيل هما جميعا الحمار بالحميرية ولم يقيدوا بالوحشية أو الاهلية وكذلك الكسعم والكسعوم والعكموس والعسكوم وقد تقدم ذلك مرارا والاختلاف فيه ( ج كعاسم وكعاسيم و ) قال ابن السكيت ( كعسم ) الرجل ( أدبر هاربا ) ككعسب وكذلك كسعم نقله ابن القطاع وقد ذكر في موضعه ( الكلام القول ) معروف ( أو ما كان مكتفيا بنفسه ) وهو الجملة والقول ما لم يكن مكتفيا بنفسه وهو الجزء من الجملة ومن أدل الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماع الناس على أن يقولوا القرآن كلام الله ولا يقولون القرآن قول الله وذلك أن هذا موضع متحجر لا يمكن تحريفه ولا يجوز تبديل شئ من حروفه فعبر لذلك عنه بالكلام الذي لا يكون إلا أصواتا تامة مفيدة قال أبو الحسن ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل واحد منهما موضع الآخر ومما يدل على أن الكلام هو الجمل المتركبة في الحقيقة قول كثير : لو يسمعون كما سمعت كلامها * خروا لعزة ركعا وسجودا فمعلوم أن الكلمة الواحدة لا تشجي ولا تحزن ولا تتملك قلب السامع وإنما ذلك فيما طال من الكلام وأمتع سامعيه لعذوبة مستمعه ورقة حواشيه وقال الجوهري الكلام اسم جنس يقع على القليل والكثير والكلم لا يكون أقل من ثلاث كلمات لانه جمع كلمة مثل نبقة ونبق ولهذا قال سيبويه هذا باب علم ما الكلم من العربية ولم يقل ما الكلام لانه أراد نفس ثلاثة أشياء الاسم والفعل والحرف فجاء بما لا يكون إلا جمعا وترك ما يمكن أن يقع على الواحد والجماعة وفي شرح شيخنا الكلام لغة يطلق على الدوال الاربع وعلى ما يفهم من حال الشئ مجازا وعلى التكلم وعلى التكليم كذلك وعلى ما في النفس من المعاني التي يعبر بها وعلى اللفظ المركب أفاد أم لا مجازا على ما صرح به سيبويه في مواضع من كتابه من أنه لا يطلق حقيقة إلا على الجمل المفيدة وهو مذهب ابن جني فهو مجاز في النفساني وقيل حقيقة فيه مجاز في تلك الجمل وقيل حقيقة فيهما ويطلق على الخطاب وعلى جنس ما يتكلم به من كلمة ولو كانت (1/7881)
على حرف كواو العطف أو أكثر من كلمة مهملة أو لا وعرفه بعض الاصوليين بأنه المنتظم من الحروف المسموعة المتميزة ( و ) الكلام ( بالضم الارض الغليظة ) الصلبة قال ابن دريد ولا أدري ما صحته ( و ) الكلام ( ة بطبرستان والكلمة ) بفتح فكسر وإنما أهمله عن الضبط لاشتهاره ( اللفظة ) الواحدة حجازية وفي اصطلاح النحويين لفظ وضع لمعنى مفرد ( و ) من المجاز الكلمة ( القصيدة ) بطولها كما في الصحاح ومنه حفظت كلمة الحويدرة أي قصيدته وهذه كلمة شاعرة كما في الاساس وفي التهذيب الكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء وعلى لفظة مركبة من جماعة حروف ذوات معنى وعلى قصيدة بكمالها وخطبة بأسرها ( ج كلم ) بحذف الهاء تذكر وتؤنث يقال هو الكلم وهي الكلم وقول سيبويه هذا باب الوقف في أواخر الكلم المتحركة في الوصل يجوز أن يكون المتحركة من نعت الكلم فتكون الكلم حينئذ مؤنثة ويجوز أن يكون من نعت الاواخر فإذا كان كذلك فليس في كلام سيبويه هنا دليل على تأنيث الكلم بل يحتمل الامرين جميعا ( كالكلمة بالكسر ) في لغة بني تميم نقله الجوهري وجمعها كلم بالكسر أيضا ولم يقولوا كلم على اطراد فعل في جمع فعلة وأما ابن جني فقال بنو تميم يقولون في ( ج ) كلمة كلم ( ككسر ) وكسرة وأنشد الازهري
لرؤبة * لا يسمع الركب به رجع الكلم * ( والكلمة بالفتح ) مع سكون اللام وهذه لغة ثالثة حكاها الفراء وقال مثل كبد وكبد وكبد وورق وورق وورق و ( ج ) هذه كلمات ( بالتاء ) لا غير ( وكلمه تكليما وكلاما ككذاب ) حدثه ( وتكلم ) كلمة وبكلمة ( تكلما وتكلاما ) بكسرتين مشددة اللام كذا في النسخ ووقع في بعض الاصول كلاما جاؤا به على موازنة الافعال أي ( تحدث ) بها ( وتكالما تحدثا بعد تهاجر ) ولا تقل تكلما كما في المحكم ( والكلمة الباقية ) في قوله تعالى وجعلها كلمة باقية هي ( كلمة التوحيد ) وهي لا إله إلا الله جعلها باقية في عقب إبراهيم عليه السلام لا يزال من ولده من يوحد الله عز وجل قاله الزجاجي ( وعيسى ) عليه السلام ( كلمة الله لانه انتفع به وبكلامه ) في الدين كما يقال سيف الله وأسد الله كما في الصحاح ( أو لانه كان ) خلقه ( بكلمة كن من غير أب ) أي ألقى الكلمة ثم كونها بشرا ومعنى الكلمة معنى الولد قاله الازهري في تفسير قوله تعالى بكلمة منه اسمه المسيح أي يبشرك بولد اسمه المسيح وقيل كلمة الله بمعنى قدرته ومشيئته وقيل غير ذلك ( ورجل تكلامة وتكلام ) بكسرهما ( وتشدد لامهما ) الاخيرتان عن المحيط قال ثعلب ولا نظير لتكلامة قال أبو الحسن له عندي نظير وهو قولهم رجل تلقاعة ( و ) رجل ( كلماني كسلماني ) عن أبي عمرو بن العلاء نقله ابن عباد ( ويحرك ) وعليه اقتصر الجوهري ( وكلماني بكسرتين مشددة اللام و ) كلماني ( بكسرتين مشددة الميم ولا نظير لهما ) قال ثعلب لا نظير لكلماني ولا لتكلامة ( جيد الكلام فصيحه ) حسنه ( أو كلماني كثير الكلام ) هكذا نص ثعلب فعبر عنه بالكثرة قال ( وهي ) كلمانية ( بهاء والكلم ) بالفتح ( الجرح ) قيل ومنه سميت الكلمة كلمة وأنشدوا : جراحات السنان لها التئام * ولا يلتام ما جرح اللسان ( ج كلوم وكلام ) بالكسر أنشد ابن الاعرابي : يشكو إذا شد له حزامه * شكوى سليم ذربت كلامه السليم هنا الجريح ( وكلمه يكلمه ) كلما ( وكلمه ) تكليما ( جرحه ) وأنا كالم ( فهو مكلوم وكليم ) قال * عليها الشيخ كالاسد الكليم * الكلم بالجر لان الاسد إذا جرح حمى أنفا ويروى بالرفع أيضا على قولك عليها الشيخ الكليم كالاسد وقوله تعالى أخرجنا لهم دابة من الارض تكلمهم قرأ بعضهم تكلمهم أي تجرحهم وتسمهم في وجوههم كما في الصحاح وقيل تكلمهم وتكلمهم سواء كما تقول تجرحهم وتجرحهم قاله أبو حاتم وأنشد الجوهري في التكليم بمعنى التجريح قول عنترة : إذ لا أزال على رحالة سابح * نهد تعاوره الكماة مكلم * ومما يستدرك عليه كالمه ناطقه وكليمك الذي يكالمك وأيضا لقب سيدنا موسى عليه السلام ويجمع الكليم بمعنى الجريح على كلمى كسكرى ومنه الحديث أنا نقوم على المرضى ونداوي الكلمى والكلام بالضم الطين اليابس عن ابن دريد ورجل كليم كسكيت منطيق نقله ابن عباد والزمخشري ورجل مكلماني بالفتح لغة عامية وأبو الحسن محمد بن سفيان بن محمد بن محمود الكلماني الاديب الكاتب المناظر من شيوخ الحاكم لقب لمعرفته في مناظرة الكلام والاصول وما أجد متكلما بفتح اللام أي موضع كلام نقله الجوهري ( الكلثوم كزنبور الكثير لحم الخدين والوجه ) نقله الجوهري ( و ) أيضا ( الفيل ) كما في المحكم ( أو ) هو ( الزندفيل ) أي الكبير من الفيلة ( و ) أيضا ( الحرير على رأس العلم و ) كلثوم ( بن الحصين ) أبو رهم الغفاري شهد أحدا والمشاهد ( و ) كلثوم ( بن علقمة ) بن ناجية الخزاعي المصطلقي هكذا في معاجم الصحابة والصواب كلثوم بن عقبة بن ناجية بن المصطلق الحضرمي كما في كتاب المعرفة لابن منده وقد روى عن أبيه عن جده فحينئذ الصحبة لجده ناجية ووقع في معجم ابن قانع كلثوم بن علقمة الحضرمي روى عن أبيه ولابيه وفادة فتأمل ذلك ( و ) كلثوم ( بن هدم بن امرئ القيس ) الانصاري الاوسي أحد بني عمرو بن عوف أسلم وقد شاخ وتوفي قبل بدر بيسير وهو ( الذي نزل عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أربعة أيام ثم خرج الى أبي أيوب ) الانصاري ( فنزل عليه ) صحابيون رضي الله تعالى عنهم ( وأم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله تعالى عنها ) أسن من رقية وفاطمة تزوجها عثمان بعد رقية رضي الله تعالى عنهن ( والكلثمة اجتماع لحم الوجه بلا جهومة و ) يقال ( امرأة مكلثمة ) أي ذات وجنتين من غير أن تلزمها جهومة الوجه كما في الصحاح وقيل جارية مكلثمة حسنة دائرة الوجه وقيل وجه (1/7882)
مكلثم مستدير كثير لحم الوجه وفيه كالجوز من اللحم وقيل هو المتقارب الجعد المدور وقيل هو نحو الجهم غير أنه أضيق منه وأملح وقال شمر قال أبو عبيدة في صفة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أنه لم يكن بالمكلثم أنه لم يكن مستدير الوجه ولكنه كان أسيلا قال شمر المكلثم من الوجوه القصير الحنك الناتئ الجبهة المستدير الوجه زاد في النهاية مع خفة اللحم * ومما يستدرك عليه
أخلاف مكلثمة غليظة عظيمة قال شبيب بن البرصاء * وأخلاف مكلثمة وثجر * وأم كلثوم بنت سهيل بن عمرو وابنة عتبة ابن ربيعة وابنة أبي سلمة بن عبد الاسد وابنة العباس بن عبد المطلب وابنة عقبة بن أبي معيط وابنة علي بن أبي طالب صحابيات رضي الله تعالى عنهن وأم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ( الكلحم كزبرج والحاء مهملة ) أهمله الجوهري وقال كراع هو ( التراب ) كالكلمح وحكى اللحياني بفيه الكلحم والكلمح فاستعمل في الدعاء ( الكلدم كجعفر والدال مهملة ) أهمله الجوهري وهو ( الصلب ) الشديد ( و ) الكلدوم ( كزنبور القصير ) الضخم من الرجال كالكردوم * ومما يستدرك عليه الكلذم بالذال المعجمة الصلب كما في اللسان ( كلسم ) أهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي ( تمادى كسلا عن قضاء الحقوق ) ( و ) قال الفراء كلسم الرجل وكملس ( ذهب في سرعة ) ومر له في السين ذهب ولم يذكر في سرعة ( و ) كلسم ( إليه ) كلسمة ( قصد ) ( الكلشمة ) بالشين المعجمة أهمله الجوهري وهي ( بالفتح ) وذكر الفتح مستدرك ( العجوز ) * ومما يستدرك عليه كلشم ذهب في سرعة نقله ابن القطاع وكذلك كلمش وفي اللسان والسين المهملة أعلى ( كلصم بالمهملة ) * أهمله الجوهري وقال ابن السكيت إذا ( فر هاربا ) كبلصم كذا في التهذيب ونقله ابن القطاع أيضا ( الكم بالضم مدخل اليد ومخرجها من الثوب ج أكمام ) لا يكسر على غير ذلك كذا في المحكم ( و ) زاد الجوهري ( كممة ) كحب وحببة ( و ) الكم ( بالكسر ) وفي بعض نسخ الصحاح بالضم ( وعاء الطلع وغطاء النور كالكمامة بالكسر فيهما ) أي في الكم والكمامة فيكون قوله بالكسر أولا لغوا أو في الوعاء والغطاء ولا يظهر له وجه ( ج أكمة وأكمام وكمام ) الاخيرة بالكسر وأنشد الجوهري للشماخ : قضيت أمورا ثم غادرت بعدها * بوائج في اكمامها لم تفتق وقال الطرماح : تظل بالاكمام محفوفة * ترمقها أعين جرامها وقال الزجاج في قوله تعالى والنخل ذات الاكمام عنى بالاكمام ما غطى وكل شجرة تخرج ما هو مكمم فهي ذات أكمام وأكمام النخلة ما غطى جمارها من السعف والليف والجذع يغطي الرأس ومن هذا كما القميص لانهما يغطيان اليدين وقال غيره كم كل نور وعاؤه والجمع أكمام وأكاميم وهو الكمام وجمعه أكمة وفي التهذيب الكم كم الطلع ولكل شجرة مثمرة كم هو برعومته ( وكمت النخلة ) بالضم كما وكموما ( فهي مكموم ) وفي الصحاح مكمومة وأنشد للبيد يصف نخيلا : عصب كوارع في خليج محلم * حملت فمنها موقر مكموم ( و ) كم ( الفسيل ) بالضم أيضا إذا ( أشفق عليه فستر عليه حتى يقوى ) كما في الصحاح ( وتكموا بالضم أغمي عليهم وغطوا ) وبه فسر الجوهري قول العجاج : بل لو شهدت الناس إذ تكموا * نعمة لو لم تفرج غموا وقال الفراء تكموا ألبسوا غمة كموا بها والاصل تكمموا من كممت الشئ إذا سترته فأبدل الميم الاخيرة ياء فصار في التقدير تكميوا ثم حذفت الياء ( وأكم قميصه جعل له كمين ) نقله الجوهري ( و ) أكمت ( النخلة أخرجت كمامها ككممت ) نقله الجوهري أيضا ( الكمام والكمامة بكسر هما ما يكم به فم البعير لئلا يعض ) وكذلك الفرس تقول منه بعير مكموم أي محجوم ( وكمه ) جعل على فيه الكمام وكم الشئ ( غطاه ) ومنه كم النخلة إذا غطاها لترطب وقال ابن الاعرابي كم إذا غطى ( و ) كم ( الحب ) أي الدن ( سد رأسه ) عن الاصمعي وقيل طينه وأنشد الجوهري للاخطل يصف خمرا : كمت ثلاثة أحوال بطينتها * حتى إذا صرحت من بعد تهدار قيل عجز البيت * حتى اشتراها عبادي بدينار * ( و ) كم ( الناس ) كما وكموما ( اجتمعوا والكمكام علك أو قرف شجر الضرو ) وقيل لحاؤه وهو من أفواه الطيب ( و ) الكمكام الرجل ( القصير المجتمع الخلق ) أو الغليظ الكثير اللحم ( وهي بهاء والكلمة بالضم القلنسوة المدورة ) لانها تغطي الرأس كما في الصحاح والجمع كمام وأكمة في الكثرة والقلة وبهما روى الحديث كانت كمام أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بطحا وفي رواية أكمة يعني القلنسوة كانت منبطحة غير منتصبة ومنهم من قال في جمعه أكمام أيضا وهو غير مسموع ولا يقتضيه قياس ( وتكمكم ) الرجل ( لبسها و ) تكمكم ( في ثيابه تغطى ) وتلفف ومنه الحديث رأى عمر رضي الله تعالى عنه جارية متكمكمة فسأل عنها فقالوا أمة آل فلان فضربها بالدرة وقال يا لكعاء أتشبهين بالحرائر أراد متغطية في ثوبها ( والمكمة كمذبة شبه كيس يوضع على فم الحمار ) أو على أنفه وكذلك المغمة والغمامة والكمامة ( و ) أيضا ( المشقن ) وهو الشوف الذي ( تكم به ) أي تسوى ( الارض المبذورة ) المحروثة ( وأكمة الخيول مخاليها المعلقة على رؤسها ) وفيها علفها ومنه حديث النعمان بن مقرن أنه قال يوم نهاوند ألا إني هازلكم الراية فإذا هززتها فلتثب الرجال الى أكمة خيولها ويقرطوها أعينها يأمرهم بأن ينزعوا مخاليها عن رؤسها ويلجموها بلجمها وذلك تقريطها واحدها كمام وهو من كمام البعير الذي يكم به فمه لئلا يعض * ومما يستدرك عليه كم (1/7883)
السبع غشاء مخالبه وقال أبو حنيفة كم الكبائس بكمها كماو كممها جعلها في أغطية تكنها كما تجعل العناقيد في الا غطية الى حين صرامها واسم ذلك الغطاء كمام وأكمام النخل سبائبها من ليف تزينت بها هذا قول الحسن والكمة كل ظرف غطيت به شيأ وألبسته اياه فصار له كالغلاف ومن ذلك أكمام الزرع غلفها التى يخرج منها والكمامة بالكسر كالكيس يجعل على منخر الفصيل لئلا يؤذيه الذباب والجمع كمائم قال الفرزدق تعلق لما أعجبته أتانه * بأرآد لحييها جياد الكمائم قاله شمروا الاكاميم جمع الاكمام والاكمام جمع الكمة وعاء الطلع نقله الجوهرى وأنشد لذى الرمة لما تعالت من البهمى ذوأبها * بالصيف وانضرجت عنه الاكاميم وكم الفصيل فهو مكمم وأنشد ابن برى لابن مقبل أمن ظعن هبت بليل فأصبحت * بصوعة تحدى كالفصيل المكمم وكذلك فسيل مكمم قال طفيل شاقتك أظعان بحفر أبنبم * أجل بكرا مثل الفسيل المكمم والكم القشرة أسفل السفاة تكون فيها الحبة والكمة بالضم القلفة وانه لحسن الكمة بالكسر أي التكمم كما تقول انه لحسن الجلسة وتكممه وتكماه ككممه الاخيرة على تحويل التضعيف وقال ابن شميل عن اليمامى كممت الارض كما وذلك إذا أثاروها ثم عفوا آثار السن في الارض بالخشبة العريضة التى تزلقها فيقال أرض مكمومة والكمامة بالكسر هي المكمة ومعومكمم مغطى ليرطب قال : تعلل بالنهيدة حين تمسى * وبالمعو المكمم والقميم والمكموم من العذوق ما غطى بالزبلان عند الارطاب ليبقى ثمرها غضا ولا يفسدها الطير ولا الحرور ومنه قول لبيد * حملت فمنها موقر مكموم * وكم إذا قتل الشجعان عن ابن الاعرابي وكمت الشهادة وسترتها وهو مجاز وامرأة متكمكمة غليظة كثيرة اللحم وبر مكمكم متغير اللون لدفنه بالارض لغة عامية وكمم كصرد موضع ( كم ) هكذا في الصحاح أفرده بتركيب مستقل وفى الحاشية بخط أبى زكريا صوابه وكم بالواو العاطفة قال وهو ( اسم ناقص ) مبهم ( مبنى على السكون أو سؤال عن العدد ) كما في المحكم قال ( ويعمل في الخبر عمل رب ) الا أن معنى كم التكثير ومعنى رب التقليل والتكثير وهو مغن عن الكلام الكثير المتناهى في البعد والطول وذلك أنك إذا قلت كم مالك أغناك ذلك عن قولك أعشرة مالك أم عشرون أم ثلاثون أم مائة أم ألف فلو ذهبت تستوعب الاعداد لم تبلغ ذلك أبدا لانه غير متناه فلما قلت كم أغنتك هذه اللفظة الواحدة عن الاطالة غير المحاط بآخرها ولاا لمستدركة وفى التهذيب كم حرف مسألة عن عدد وخبر وتكون خبرا بمعنى رب فان عنى بهارب جرت ما بعدها وان عنى بها ربما رفعت وان تبعها فعل واقع ما بعدها انتصبت وقال ( أو ) هي ( مؤلفة من كاف التشبيه وما ثم قصرت ) ما ( وأسكنت ) الميم فإذا عنيت بكم غير المسألة عن العدد قلت كم هذا الذى معك فهو يجيبك وكذا وقال الجوهرى ( وهى ) لها موضعان الاستفهام والخبر اما ( للاستفهام ) كقولك رجل عندك ( وينصب ما بعدها تمييزا و ) اما ( للخبر ويخفض ما بعدها حينئذ كرب ) أي كما يخفض برب لانه في التكثير نقيض رب في التقليل تقول كم درهم أنفقت تريد التكثير وان شئت نصبت وقال الفراء كم وكأين لغتان ويصحبهما من فإذا ألقيت من كان في الاسم النكرة النصب والخفض من ذلك قول العرب كم رجل كريم قد رأيت وكم جيشا جرارا قد هزمت فهذان وجهان ينصبان ويخفضان والفعل في المعنى واقع فان كان الفعل ليس بواقع وكان الاسم جاز النصب أيضا والخفض ( وقد يرفع ) في النكرة ( تقول كم رجل كريم قد أتانى ) ترفعه بفعله وتعمل فيه الفعل ان كان واقعا عليه تقول كم جيشا جرارا قد هزمت فتنصبه بهزمت قال وأنشدونا : كم عمة لك ياجرير وخالة * فدعاء قد حلبت على عشارى رفعا ونصبا وخفضا فمن نصب قال كان أصل كم الا ستفهام وما بعدها من النكرة مفسر كتفسير العدد فتركناها في الخبر على ما كانت عليه في الا ستفهام فنصبنا ما بعدكم من النكرات كما تقول عندي كذا وكذا درهما ومن خفض قال طالت صحبة من النكرة في كم فلما حذفناها أعملنا أراد بهما وأما من رفع فأعمل الفعل الآخر ونوى تقديم الفعل كأنه قال كم قد أتانى رجل كريم قال الجوهرى ( وقد تجعل اسما تاما فتصرف وتشدد وتقول أكثر ) ت ( من الكم و ) هو ( الكمية ) * قلت ومنه قول الحكماء الكم العرض الذى يقتضى الانقسام لذانه وهو اما متصل أو منفصل فالاخير هو العدد فقط كعشرين وثلاثين والاول اما قار الذات مجتمع الاجزاء في الوجود وهو المقدار المنقسم الى الخط والسطح والثخن وهو الجسم التعليمي أوغير قار الذات وهو الزمان كما هو مفصل عندهم ( الكنمة بالفتح ) أهمله الجوهرى والليث وذكر الفتح مستدرك وقال ابن الاعرابي فيما رواه عنه ثعلب هي ( الجراحة ) قال والنكمة المصيبة الفادحة * قلت وكان الميم فيهما بدل عن الباء والاصل الكنبة والنكبة فتأمل ( وكانم كصاحب صنف من السودان ) والصحيح أن كانم بلدة بنواحي غانة وهى دار ملك السودان الذى بجنوب الغرب حققه ابن خلكان وكذا
الشريف الادريسي في نزهة المشتاق ( والكانمى شاعر مشهور منهم ) وهو أبو يوسف يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الكانمى ترجمه ابن خلكان وغيره ( كام المرأة ) كوما ( نكحها و ) كام ( الفرس أنثاه نزاعليها ) فالكوم يكون للانسان والفرس وكذلك كل ذى حافر من بغل أو حمار وقد اقتصر الجوهرى على كام الفرس وقال الاصمعي يقال للحمار باكها وللفرس كامها (1/7884)
وقال ابن الاعرابي كام الحمار أيضا وقد استعمله بعضهم في العقربان قال اياس بن الارت : كان مرعى أمكم إذ غدت * عقربة يكومها عقربان أي ينكحها ( وكوم التراب تكويما جعله كومة كومة بالضم أي قطعة قطعة ورفع رأسها ) فال الجوهرى وهو بمنزلة قولك صبرة من طعام ومنه حديث على رضى الله تعالى عنه أنه اتى بالمال فكوم كومة من ذهب وكومة من فضة وقال يا حمراء احمرى ويابيضاء ابيضى غرى غيرى : هذا جناى وخياره فيه * إذ كل جان يده الى فيه وقال ابن شميل الكومة تراب مجتمع طوله في السماء ذراعان وثلاث ويكون من الحجارة والرمل والجمع الكوم ( والكوم بالضم القطعة من الابل ) نقله الجوهرى قال ( والكوماء الناقة العظيمة السنام ) الطويلته ومنه الحديث رأى في نعم الصدقة ناقة كوماء وفى آخر فيأتى منه بناقتين كوماوين قلب الهمزة في التثنية واوا ( وقد كومت كفرح ) عظم سنامها ( والا كوم ) من السنام ( المرتفع ) العظيم وبعير أكوم مرتفع السنام والجمع كوم قال : رقاب كالمواجن خاظيات * وأستاه على الا كوار كوم : وأنشد ابن الاعرابي * وعجز خلف السنام الاكوم * ( والأكومان ) ما ( تحت الثندوتين وكام فيروزة بفارس ) من أعمال شيراز ( والكوم الفرج ) الكبير ( والمكامة ) بالضم المرأة ( المنكوحة ) على غيرقياس ( وكومة بالضم ) اسم ( امرأة والا كتيام القعود على أطراف الاصابع ) يقال اكتمت له وتطاللت له ورأيته مكتاما على أطراف أصابع رجليه نقله الازهرى هنا ( الكميياء بالكسر ) معروف مثل السميياء كذا نص الجوهرى واختلف فيها فقيل هي لفظة عربية ولا يدرى مم تشتق فان كانت من هذا التركيب فأصل الكوم العظم في كل شئ فسمى هذا العلم به لكونه عظيم المنزلة بعيد المنال وقيل من الا كتماء وهو الا ختفاه وأشار له الرشيد الاسنوى في شرح مقامته الحصيبية وحق أن يشتق لها هذا الاسم وقال الصفدى في شرح اللامية كى ميا أي متى تجئ على وجه الاستبعاد فمعله إذا في المعتل وقد جزم به الامام اليوسى وسيأتى للمصنف في ك م ى مرة أخرى وقيل هي معربة أصله كى مى يابد أي من الذى يجده أو يحصله ثم اختصر في الاصطلاح الخاص يطلق على ( الا كسير ) المركب من الركنين العظميين الشعر والدم أو من ثلاثة أجزاء أو من أربعة ( أو دواء ) وهو المسمى بالاكسير عندهم إذا تم وظهر صبغه من القوة الى الفعل واتحدت أعاليه مع أسافله قويت كيفيته وتغيرت وهو المعبر عنه في اصطلاح القوم بالتضعيف وحينئذ ( يحمل على معدني ) بالتدبير الالهى بوضع ميزان الذكر والانثى في أرض هرميس ( فيجريه في الفلك الشمسي ) المعبر عنه بالرابع ( أو القمرى ) المعبر عنه بالاول بل يجعل الاول رابعا بظهور الصبغ المسخن في الروح وهو تمام العمل بالاجمال عند العارف الفهيم فتدبر والله حكيم عليم وفي معرب الجواليقى الكميياء معروف وهو معرب وقال الشهاب اثناء القصص من العناية لفظ يونانى بمعنى الجملة غلب على تحصيل النقدين بطريق مخصوص وأنشدنا شيوخنا كاف الكنوز وكاف الكمياء معا * لا يوجدان فدع عن نفسك الطمعا وقال الطييى انه من قبيل المعجزة لما فيه من قلب الاعيان ولذا أنكره بعض الحكماء وفى تعمله خلاف * ومما يستدرك عليه الكوم محركة العظم في كل شئ وقد غلب على السنام وجبل أكوم مرتفع قال ذوالرمة ومازال فوق الأكوم الفرد واقفا * عليهن حتى فارق الارض نورها والكوم الموضع المشرف كالتل قال : لو كان فيها الكوم أخرجنا الكوم * بالعجلات والمشاء والفوم * حتى صفا الشرب لاوراد حوم ومنه الحديث ان قوما من الموحدين يحبسون يوم القيامة على الكوم الى ان يهذبوا أي الى أن ينقوا من المآثم والكومة بالفتح الفعلة الواحدة وكوم المتاع ألقى بعضه فوق بعض وكوم ثيابه في ثوب واحد جمعهافيه وقد يجمع الكوم على كيمان وهى التلال المشرفة والمستكام المنكوح وفى آخر الحماسة : ويكون الامام ذو الخلقة الجبلة خلفا مركنا مستكاما وقال الا صمعى قال العامري الاكوام جبال لغطفان ثم لفزارة مشرفة على بطن الجريب وهى سبعة أكوام وقال غيره عن يسار عوارة فيما بين المطلع الا كوام التى يقال لها أكوام العاقر وهى أجبال واسماؤها كوما جبايا والعاقر والصمعل وكوم ذى ملحة وسئلت امرأة من العرب أن تعد عشرة أجبال لا تتعتع فيها فقالت أبان والقطن و الظهران وسبعة الا كوام وطمية والاعلام وعلمييا رمان وفي اقليم مصر عدة قرئ معروفة بالكوم ففى الشرقية كوم الماء ويعرف بكوم البول وكوم اشفين
وكوم النطرون وكوم حلين وكوم نجيح وكوم سليمان وكوم حبوين وفى المرتاحية كوم في مراس وفى الغربية كوم الكنيسة وكوم المسك وكوم الفار وكوم سلام وكوم الخل وكوم الهواء وكوم بساط وكوم سملا وكوم سحاب وكوم ثعلب وكوم الراقوبة وكوم النجارين وفي الدنجاوية كوم سركلا وفى حوف رمسيس كوم شريك وقد رأيتها وكانها المرادة من الحديث الذى ذكر فيه كوم علقام وفى رواية كوم علقما بضم الكاف وفسره ابن الا ثير فقال موضع باسفل ديار مصر صانها الله تعالى وكيمان شراس وفى الكفور (1/7885)
الشاسعة من الحوف المذكور كوم الشاة وكوم عز الملك وكوم بوزكرى وكوم ملاطيا وكوم العقبان وكوم الغيلان وكوم الضبع وكوم البقر وفي الجيزية كوم برى وكوم الدب وذات الكوم وفى البنهاوية كوم أبى سنابل وكومين بالضم من نواحى كرمان وأيضا قرية بين الرى وقزوين عن ياقوت ( كهمته الشدائد ) كهما ( جبنته عن الاقدام ) ونكصته ( و ) يقال ( أكهم بصره ) إذا ( كل ورق ) نقله الجوهرى وهو مجاز ( وسيف ) كهام ( ولسان ) كهام ( وفرس ) كهام ( ورجل كهام كسحاب ) في الكل أي ( كليل ) عن الضربة ( عيى بطئ مسن لاغناء عنده ) وفيه لف ونشر مرتب يقال سيف كهام لا يقطع ومنه حديث مقتل أبى جهل ان سيفك كهام وفرس كهام بطئ عن الغاية وهو مجاز ورجل كهام ثقيل مسن دثور ولسان كهام كليل عن البلاغة وهو مجاز ( ككهيم ) كامير يقال رجل كهام وكهيم وفرس كهام وكهيم ( وقوم كهام أيضا ) بهذا المعنى ( وكيهم كحيدر اسم ) * ومما يستدرك عليه كهم الرجل ككرم ومنع كهامة وتكهم بطؤ عن الحرب والنصرة قال ملحة الجرمى إذا ما رمى أصحابه بجنبيه * سرى الليلة الظلماء لم يتكهم وتكهم الرجل تعرض للشر والاقتحام به وربما جرى السخرية وكانه مقلوب تهكم * ومما يستدرك عليه الكهرم كجعفر والكهرمان هو الكهرب والكهربان لهذا الاصفر المعروف والكهرمان والقهرمان ( الكهكم كجعفر ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( الباذنجان ) كالكهكب وكأن الباء بدل من الميم وقد تقدم ( و ) الكهكم أيضا ( المسن الكبير ) كالقهقم الا انه يشدد الميم حينئذ ( و ) أيضا ( الرجل المتهيب ) نقله الازهرى قال وأصله كهام فزيدت الكاف وأنشد * يا رب شيخ من عدى كهكم * ( كالكهكامة ) أورده الازهرى في تركيب كهكه فقال الكهكاهة المتهيب وكذلك المكهكامة بالميم وأنشد الليث لابي العباس الهذلى : ولا كهكامة برم * اذاما اشتدت الحقب ورواه أبو عبيد ولا كهكاهة بالهاء ( الكيم بالكسر ) أهمله الجماعة وهو ( الصاحب حميرية ) * ( فصل اللام ) * مع الميم ( اللؤم بالضم ضد ) العتق و ( الكرم ) ومر له في الكرم انه ضد اللؤم وعاب جماعة عليه ووقع في شرح الشواهد للعينى ان اللؤم أن يجتمع في الانسان الشح ومهانة النفس ودناءة الآباء وهو من أذم ما يهجى به وقد ( لؤم ككرم لؤما بالضم فهو لئيم ) دنئ الاصل شحيح النفس ( ج لئام ) بالكسر ( ولؤماء ) ككرماء ( ولؤمان ) بالضم كسريع وسرعان ( وألأم ) الرجل ( ولدهم ) أي اللئام عن ابن الاعرابي ( أو ) ألأم ( أظهر خصالهم ) أو صنع ما يدعونه الناس عليه لئيما ( و ) ألام ( القمقم سد صدوعه ) فالتأمت ( و ) قالوا في النداء ( يلاملأمان ) خلاف قولك يا مكرومان كما في الصحاح ( و ) يقال للرجل إذا سب ( يا ملأم ويالأمان ويضم أي يا لئيم ولأمه كمنعه نسبه الى اللؤم و ) لأم ( السهم ) لأما ( جعل عليه ريشا لؤاما ) واللؤام هي القذذ الملتئمة وهى التى تلى بطن القذة منها ظهر الاخرى وهو أجود ما يكون ( و ) لأم ( فلانا أصلحه كالأمه ولأمه ) بالتشديد ( ولاءمه ) على فاعله ( فالتأم وتلام وتلاءم ) كافتعل وتفعل وتفاعل يقال لاءمت بين القوم ملاءمة إذا أصلحت وجمعت واذاتفق الشيآن فقد تلأما والتأما ( والملأم كمقعد ومنبر ومصباح ) وعلى الاخيرين اقتصر الجوهرى عن أبى زيد قال هو ( من ) يقوم ( يعذر اللئام ) وفي بعض النسخ الملأم الذى يقوم يعذر اللئام زاد الزمخشري ويذب عنهم ( واستلأم اصهار اتخذهم لئاما وتزوج في اللئام ) وهو مجاز ( و ) استلأم ( لبس اللأمة ) فهو مستلئم قال عنترة : ان تغد في دوني القناع فانني * طب بأخذ الفارس المستلئم واللأمة اسم ( للدرع ) كما في الصحاح زاد بعضهم الحصينة سميت لاحكامها وجودة حلقها ومنه قول الشاعر كأن فروج اللأمة السرد شكها * على نفسه عبل الذراعين مخدر وقيل عدة السلاح من رمح وبيضة ومغفر وسيف ونبل ومنه قول الاعشى وقوفا بما كان من لأمة * وهن صيام يلكن اللجم وخصها ابن أبى الحقيق بالبيض فقال : بفيلق تسقط الاحبال رؤيتها * مستلئمى البيض من فوق السرابيل وأما حديث الخندق لما انصرف النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من الخندق ووضع لأمته أتاه جبريل ( عليه السلام ) فأمره بالخروج الى بنى قريظة فقيل الدرع وقيل السلاح كله وقد يترك الهمز تخفيفا يقال للسيف لأمة وللرمح لأمة وانما سميت لانها تلائم الجسد ه
وتلازمه ( وجمعها لأم ) بحذف الهاء ( ولؤم كصرد ) وفى الصحاح مثال نغر على غيرقياس كأنه جمع لؤمة ومنه حديث على رضى الله تعالى عنه يحرض أصحابه يقول تجلببوا السكينة واكملوا اللؤم ( ولاءمه ملاءمة وافقه ) يقال هذا طعام يلاغنى أي يوافقني ولا تقل يلاومنى فانه مفاعلة من اللوم وفى حديث أبى ذر من لايمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون هكذا يروى بالياء منقلبة عن الهمزة وهو جائز ( وسهم لأم عليه ريش لؤام ) كغراب ( أي يلائم بعضها بعضا ) وهو ما كان بطن القذة منه يلى ظهر الاخرى فإذا التقى بطنان أوظهران فهو لغاب قال أوس بن حجر يقلب سهما راشه بمناكب * ظهار لؤام فهو أعجف شاسف (1/7886)
ومنه قول امرئ القيس : نطعنهم سلكى ومخلوجة * لفتك لأمين على نابل ويروى كرك لأمين ( وهو لئيمه ولئامه بكسر هما أي مثله وشبهه ج ألآم ولئام ) عن ابن الاعرابي وأشد أتقعد العام لا تجنى على أحد * مجندين وهذا الناس ألآم وقالو الولا الوئام هلك اللئام قيل معناه الامثال وقيل المتلائمون ( وقول عمر رضى الله تعالى عنه ) وقد زوجت شابة شيخنا فقتلته أيها الناس ( لينكح الرجل لمته ) من النساء ولتنكح المرأة لمتها من الرجال قوله لمته ( بالضم أي شكله ومثله ) وتربه ( والهاء عوض من الهمزة الذاهبة ) من وسطه وأنشد ابن برى فان نعبر فان لنالمات * وان نغبر فنحن على ندور أي سنموت لا محالة وقوله لمات أي اشباها ( واللئم بالكسر الصلح والاتفاق ) بين الناس كما في الصحاح وأنشد ثعلب اذاد عيت يوماغير بن غالب * رأيت وجوها قد تبين ليمها وقال الجوهرى لين الهمزة كما يلين في الليام جمع اللئيم وسيأتى للمصنف في ل ى م ( و ) اللئم ( العسل ) وسيأتى للمصنف في لوم اللومة الشهدة ( و ) اللأم ( بالفتح الشخص ) وسيأتى له في ل وم أيضا ( و ) أيضا ( اسم ) رجل وهو ابن عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء أبو بطن من طيئ قال الحمداني ( 1 ) وبنو لأم داخلون في امرأة امرأ * آل ربيعة من عرب الشام ومن ولده أوس بن حارثة بن لأم سيد جود وفيه يقول بشر بن أبى خازم الى أوس بن حارثة بن لأم * ليقضى حاجتى فيمن قضاها فما وطئ الحصامثل ابن سعدى * ولا لبس النعال ولا احتذاها وقد أعقب أوس هذا من تسعة والبيت في ربيع بن مرى بن أوس ( واللؤام كغراب الحاجة ) وسيأتى له في ل وم أيضا ( و ) اللؤمة ( كهمزة من يحكى ما يصنع غيره ) نقله الزمخشري وهو مجاز ( و ) اللؤمة أيضا ( جماعة اداة الفدان ) كما في الصحاح وهكذا هو مضبوط كهمزة ووجد في بعض نسخها بالضم وقال أبو حنيفة اللؤمة جماع آلة الفدان حديدها وعيدانها وقال ابن الاعرابي اللؤمة السنة التى تحرث بها الارض فإذا كانت على الفدان فهى العيان جمعه عين وقال ابن برى اللؤمة السكة وأنشد * كالثور تحت اللؤمة المكبس * أي المطاطئ الرأس ( و ) في الصحاح اللؤمة ( كل ما يبخل به لحسنه من متاع ) البيت ونحوه ( واستلأم فلان الاب أي له أب سوء ) لئيم وهو مجاز وفي الاساس استلأم الرجل الخال لابنه ( والملأم كمعظم المدرع ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه الملأمة كمسعدة واللآمة كسحابة مصدر لؤم ككرم نقلهما الجوهرى وغيره وقد جاء ألائم في جمع لئيم في الشعر على غيرقياس قال : إذا زال عنكم أسود العين كنتم * كراما وأنتم ما أقام ألائم وأسود العين جبل معروف وامرأة ملأمانة لئيمة وألأم الرجل الآما صنع ما يدعونه الناس عليه لئيما نقله الجوهرى عن أبى زيد ورجل ملأم كمعظم منسوب الى اللؤم وكذا ملآم وأنشد ابن الا عرابى يروم أذى الاحرار كل ملام * وينطق بالعوراء من كان معورا واللأم الاتفاق قال الاعشى يظن الناس بالملكين * أنهما قد التأما : فان تسمع بلأمهما * فان الامر قد فقما وشئ لام أي ملتئم مجتمع نقله الجوهرى والتأم الجرح التآما برأ والتحم وألأمت الجرح بالدواء ولأمته وكذلك لأمت الصدع واللمة بالضم الجماعة من الرجال مابين الثلاثة الى العشرة واللئم بالكسر السيف قال : * ولئمك ذوزرين مصقول * واللأم الشديد من كل شئ واللآمة واللؤمة متاع الرجل من الاشلة والولايا قال عدى بن زيد حتى تعاون مستك له زهر * من التناوير شكل العهن في اللؤم كذا في الموازنة للآمدي وتلام اللأمة لبسها عن أبى عبيدة وجاء ملاما عليه لأمة قال وعنترة الفلحاء جاء ملاما * كأنك فند من عماية اسود واستلام الحجر من الملامة وجعلها يعقوب من السلام وقد ذكر في س ل م وما التأمت عينى حتى فعله أي ما تقفه بصرى وكلام لا يلتئم على لساني وهو مجاز واللام الشديد من كل شئ ذكره ابن سيده في لوم ( اللبم محركة ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( اختلاج الكتف ) وليس في نوادره ضبطه بالتحريك وانما هو بالفتح ووقع في بعض النسخ اختلاج الكف والاولى الصواب ( اللتم الطعن في المنحر ) مثل اللتب كما في الصحاح لتم منحر البعير بالشفرة وفي منحره لتماطعنه ولتم نحره كاطم خده قال الازهرى سمعت
غير واحد من الاعراب يقول لتم بشفرته في لبة بعيره إذا طعن فيها بها قال أبو تراب قال ابن شميل يقال خذ الشفرة فالتب بها في لبة الجرور والتم بها بمعنى واحد ( و ) اللتم ( الضرب ) يقال لتم الشئ بيده إذا ضربه ولتمت الحجارة رجل الماشي عقرتها ( و ) اللتم ( الرمى )
_________
( 1 ) هو نثر لا شعر (1/7887)
يقال لتمه بسهم رماه به ( وسموا ملتما و لتيما كمنبر وأمير وصاحب ) وزبير ( وملاتمات بالضم وكسر التاء ) الاولى اسم أبى ( قبيلة من الازد فإذا سئلوا عن نسبهم قالوا نحن بنوملاتم بفنح التاء ) كذا في المحكم * ومما يسدرك عليه الملتم كمقعد لغة في الملتن بالنون وسيأتى ( لثم البعير الحجارة بخفه يلثمها ) من حد ضرب لثما إذا ( كسرها ) كما في الصحاح قال ويقال أيضا لثمت الحجارة خف البعير إذا أصابته فادمته وهو مجاز ( و ) لثم ( أنفه ) إذا ( لكمه وخف ملثوم ) مثل ( مرثوم ) إذا جرحته الحجازة وهو مجاز ( و ) اللثام ( ككتاب ما على الفم من النقاب ) واللفام ما كان على الارنبة قاله الفراء كما في الصحاح وقيل اللثام على الانف واللفام على الارنبة ( ولثمت والتثمت وتلثمت شدته ) قال أبو زيد تميم تقول تلثمت وغيرهم تلفمت وقيل اللثام رد المرأه قناعها على أنفها ورد الرجل عمامته على أنفه ( وهى حسنة اللثمة بالكسر ولثم فاها كسمع و ) ربما جاء بالفتح مثل ( ضرب قبلها ) قال فلثمت فاهاآخذا بقرونها * ولثمت من شفتيه أطيب ملثم وقال ابن كيسان سمعت المبرد ينشد قول جميل : فلثمت فاها آخذا بقرونها * شرب النزيف ببردماء الحشرج بالفتح ( والليثمية لبسة سريعة ) * ومما يستدرك عليه الملثم كمقعد الانف وما حوله واللثم بالضم جمع لاثم نقله الجوهرى وخف ملثم كمعظم جرحته الحجازة وأنشد ابن الاعرابي : يرمى الصوى بمجمرات سمر * ملثمات كمرادى الصخر وخف ملثم كمنبر يصك الحجارة نقله الجوهرى والملثم كمعظم لقب القطب أبى الفراج سيدى أحمد البدوى قدس الله سره ويقال له أيضا أبو اللثامين والملثمون قوم من المغاربة ملكوا الاندلس ولثم فاه تلثيما مثل لثم ولاثمها ملاثمة وتلاثما وابريق ملثوم وملثم وقد لثمه أي شدالفدام على بعض رأسه وترك بعضه للنفس وهو مجاز ( للجام ككتاب للدابة فارسي معرب ) معروف قرأت في كتاب السرج واللجام لابي بكر بن دريدما نصه اللجام هي الحديدة في فم الفرس ثم كثر في كلامهم حتى سموا اللجام بسيوره وآلته لجاما ففيه الشكيمة وهى الحديدة المعترضة في الفم والفاس وهى الحديدة القائمة في الفم والمسحل وهى حديدة تحت الحنك والحطا فان وهما حديدتان معوجتان في المسحل والشكيمة من عن يمين وشمال والفراشتان وهما حديدتان تشد بهما أطراف العذارين والحكمة وهى حلقة تحيط بالمرسن والحنك من فضة أو حديد أوقد فال ومن اللجم الدلاصى والفا * غروا لضابس والمسحج وهذه صورة اللجام والجمع ألجمة ولجم ولجم ( و ) اللجام ( فرس بسطام بن قيس الذى أخذه من بنى النهيم و ) اللجام ( ما تشده الحائض ) من خرق ونحوها وهو مجاز ( وقد تلجمت ) ومنه حديث المستحاضة تلجمى في علم الله ستا أو سبعا أي شدى لجاما وهو شبيه بقوله استثفرى كما في الصحاح أي اجعلي موضع خروج الدم عصابة تمنع الدم تشبيها بوضع اللجام في فم الدابة ( و ) اللجام ( سمة للابل ) تكون من الخدين الى صفقي العنق عن أبى عبيد ( ج ) لجم والجمة ( ككتب وأسنمة و ) قولهم جاء فلان وقد ( لفظ لجامه ) إذا ( انصرف من حاجته مجهودا من الاعياء والعطش ) كمايقال جاء وقد قرض رباطه نقله الجوهرى وهو مجاز ( وأجلم الدابة ألبسها اللجام أو ) أجلمها ( وسمهابه ) أي باللجام الذى هو ضرب من سمات الابل والقياس فيه ملجوم ولم يسمع وأحسن منه أن يقال به سمة لجام ( و ) اللجم ( كصرد دابة ) أصغر من العظاية ( أو ) هي ( سام أبرص ) أو الوزغ وقال ابن برى أكبر من شحمة الارض دون الحرباء قال أدهم بن أبى الزعراء * لا يهتدى الغراب فيها واللجم * وقال عدى بن زيد يصف فرسا * له منخر مثل حجراللجم * ( أو الضفادع ) جمع لجمة ( كاللجم بالضم ) جمع جلمة ( و ) اللجم ( بالتحريك وكغراب ما يتطير منه ) واحدته جلمة وقيل اللجمة الشؤم ( واللجمة بالضم الجبل المسطح ) ليس بالضخم عن أبى عمرو ( و ) اللجمة ( ناحية الوادي ) جمعه ألجام منه قول الا خطل : ومرت على الالجام ألجام حامر * يثرن قطا لولا سراهن هجدا أراد جمع لجمع لجمة الوادي كما في التهذيب ( و ) اللجمة ( بالتحريك موضع ) وفى بعض النسخ موقع ( اللجام من وجه الدابة ) من المجاز ( لجم الثوب ) لجما ( خاطه و ) من المجاز ( لجمه الماء تلجيما بلغ فاه كألجمه ) ومنه حديث المحشر يبلغ العرق منهم ما يلجمهم أي يصل الى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم من الكلام ( وروضة ألجام أو ) روضة ( آجام ) حمى من الا جاء ( قرب المدينة ) المشرفة على ساكنها أفضل ( الصلاة والسلام ) وبه فسرقول الاخطل السابق وقال عروة بن اذنية
جاد الربيع بشوطي رسم منزلة * أحب من حبهاشوطى وألجاما ( و ) ملجم ( كمكرم اسم ) رجل وهو والد عبد الرحمن من بنى مراد قاتل على رض الله تعالى عنه وعلى ابن ملجم من الله ما يستحق * ومما يستدرك عليه الملجم كمعظم موضع اللجام وان لم يقولو الجمته كأنهم توهمو اذلك واستأنفوا هذه الصيغة وصك باللجام ملجمه أي فاه ولجمة الوادي بالتحر بك فوهته واللجمة بالضم العلم من أعلام الارض وبالتحريك العمد المرتفع وقال ابن برى قال ابن خالويه اللجم العاطوس سمكة في البحرو العرب تتشاءم بها وأنشد لرؤبة * ولا أحب اللجم العاطوسا * قلت ومر في السين عن ابن الاعرابي العاطوس وهى دابة يتشاءم بها واللجم العطوس واطس الموت وقال أبو زيد تقول العرب عطست به اللجم أي مات وقال الزمخشري أي اصابته بالشؤم وقال رؤية * الا تخاف اللجم العطوسا * وقد مر ذلك في السين يقال ألجموا القدر (1/7888)
إذا جعلوا في عروتها خشبة فرفعو هابها ويقال حملوها بلجامها وهو مجاز وأ لجمه عن حاجته كفه ويقال تكلم فالجمته وألقمته احجرو في المئل التقى ملجم وفى الحديث من سئل عما يعلمه فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة فيه تمثيل للممسك عن الكلام بمن ألجم نفسه بلجام ويقال أتبع الفرس لجامها أي أتم الحاجة وكشداد من يعمل اللجم وأبو بكر أحمد بن الحسين الاردبيلى اللجام ويقال له اللجمى أيضا وخلف بن عثمان الاندلسي عرف بابن اللجام محدثان ومحمد بن أبى القاسم اللجمى محركة قال ابن رشيد كان اصله الاجمى منسوب الى قصر الاجم ثم خفف وأدغم ولجمة محركة محلتان ببغداد قاله أبو العلاء الفرضى ومحمد بن عبد الرحمن اللجمى من مشايخ القطب الحلبي ورافع بن عبد الرحمن الملجمى كمعظم ذكره أبو على الهجرى في نوادره ( اللحم ) بالفتح وعليه اقتصر والجوهري ( ويحرك ) لغة فيه أوان فتح الحاء من أجل حرف الحلق وأنكره البصريون ( م ) معروف ( ج ألحم ) كافلس ( ولحوم ولحام ) بالكسر ( ولحمان ) بالضم وأنشد الجوهرى لابي الغول يهجو قوما رأيتكم بنى الخذواء لما * دنا الاضحى وصلك اللحام توليتم بودكم وقتم * لعك منك أقرب أو جذام يقول لما أنتنت اللحوم من كثرتها عند كم أعرضتم عنى ( واللحمة القطعة منه ) وهى أخص ( و ) اللحمة ( بالضم القرابة ) يقال يقال بينهم لحمة نسب أي قرابة وهو مجاز ومنه الحديث الولاء لحمة كلحمة النسب ويروى كلحمة الثوب أي ان الولاء يجرى مجرى النسب في الميراث كما يخالط اللحمة سدى الثوب حتى يصيرا كالشئ الواحد لما بينهما من المداخلة الشديدة ( و ) اللحمة أيضا ( ماسدى به بين سدى الثوب ) وهو مجاز وقال الازهرى لحمة الثوب الا على والسدى الاسفل من الثوب وأنشد ابن برى * ستاه قزو حرير لحمته * ( و ) اللحمة أيضا ( ما يطعمه البازى مما يصيده ) وهو مجاز أيضا ( ويفتح فيهما ) أي في طعمة البازى والثوب وأما القرابة فبا لضم فقط هذا نص اللصحاح وقال الازهرى لحمة النسب بالفتح ولحمة الصيد بالضم ولحمة الثوب فيه الوجهان وقال ابن الاثير قد اختلف في ضم اللحمة وفتحها فقيل في النسب بالضم وفى الثوب بالضم والفتح وقيل الثوب بالفتح وحده وقيل النسب والثوب بالفتح وأما بالضم فهوما يصاد به الصيد ( والملحمة الوقعة العظيمة القتل ) في الفتنة وقيل الحرب ذات القتل الشديد وقيل موضع القتال والجمع الملاحم مأخوذ من اشتباك الناس واختلا طهم فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسدى وقال ابن الاعرابي الملحمة حيث يقاطعون لحومهم بالسيوف وأنشد ابن برى بملحمة لا يستقل غرابها * دفيفا ويمشى الذئب فيها مع النسر وفي الحديث اليوم يوم الملحمة ( ولحم كل شئ لبه ) حتى قالوالحم الثمر للبه ( و ) اللحم ( ككتف الاسد ) سمى به لكونه يأكل اللحم ويشتهيه ( كالمستلحم و ) اللحم ( الكثير لحم الجسد كاللحيم ) كامير ( و ) اللحم أيضا ( الا كول للحم القرم إليه ) أي المشتهية وقيل هو الذى أكل منه كثير افشكا عنه ( وفعلهما ككرم وعلم ) الاخيرة عن اللحيانى قال ابن السكيت رجل شحيم لحيم أي سمين وشحم لحم إذا كان قرما الى اللحم والشحم يشتهيهما ولحم بالكسر اشتهى اللحم ( والبيت ) اللحم الذى ( يغتاب فيه الناس كثيرا وبه فسر الحديث ( ان الله يبغض البيت اللحم ) وأهله وفلان يأكل لحوم الناس أي يغتابهم وهو مجاز ومنه قوله * وإذا أمكنه لحمى رتع * وفى حديث آخر ان الله يبغض أهل البيت اللحمين وسئل سفيان الثوري عن هذا الحديث ففسره بما تقدم ومنهم من قال هم الذين يكثرون أكل اللحم ويد منونه قال ابن الاثير وهو الاشبه ( وبازل لاحم ولحم يأكله أو يشتهيه ) قال الاعشى تدلى حثيثا كان الصوا * ريتبعه أزرقى لحم ( ج ) أي جمع لاحم ( لواحم و ) رجل ملحم ( كمحسن مطعمه ) أو الذي يكثر عنده اللحم ( و ) رجل ملحم ( كمكرم من يطعم اللحم ) وفى الصحاح أي مطعم للصيد مرزوق منه ( و ) رجل لحيم ولاحم ( كامير وصاحب ذولحم ) على النسب مثل لابن وتامر ( و ) رجل لحام
( كشداد بائعه ) على القياس في نظائره ( ولحمة جلدة الرأس ) وغيرها ( بالضم ) ما بطن من ( ما يلي اللحم وشجة متلاحمة أخذت فيه ) أي في اللحم ( ولم تبلغ السمحاق ) كما في الصحاح ولافعل لها وفى التهذيب شجة متلاحمة قد بلغت اللحم ويقال تلاحمت الشجة إذا أخذت في اللحم وتلاحمت إذا برأت والتحمت وقال شمر قال عبد الوهاب المتلاحمة من الشجاج التى تشق اللحم كله دون العظم ثم تتلاحم بعد شقها فلا يجوز فيها المسبار بعد تلاحم اللحم قال وتتلاحم من يومها ومن غد ( و ) من المجاز ( امرأة متلاحمة ضيقة ) ملاقي أي ( ملاحم الفرج ) وهى مآزمه ومنه حديث عمر قال لرجل لم طلقت امرأتك قال انها كانت متلاحمة قال ان ذلك منهن لمستراد ( أو ) هي ( رتقاء ) كأن هناك لحما يمنع من الجماع وأنكره أبو سعيد بهذا المعنى وقال بل هي لاحمة ولا يصح متلاحمة ( و ) من المجاز ( ألحمه عرض فلان ) إذا ( أمكنه منه يشتمه ) وقيل سبعه اياه ( و ) من المجاز ألحمت ( الدابة ) أي ( وفقت فلم تبرح فاحتيجت الى الضرب ) نقله الجوهرى لكنه بتذكير الضمائر ( و ) ألحم الناسج ( الثوب ) أي ( نسجه ) نقله الجوهرى ( و ) ألحم ( فلان كثر في بيته اللحم ) نقله الجوهرى وقد ألحمو اكثر عندهم اللحم فهم ملحمون ( و ) من المجاز ألحم ( الزرع ) إذا ( صارفيه حب ) كأن ذلك لحمه ( و ) من المجاز ( لحم الامر كنصر ) لحما ( أحكمه ) ولأمه رواه الازهرى عن شمر ( و ) لحم ( الصائغ الفضة ) يلحمها لحما ( لأمها ) (1/7889)
وكذلك الذهب واسم ما يلحم به اللحام وهو مجاز ( و ) لحم ( العظم ) من حدى نصرومنع يلحمه ويلحمه لحما واقتصر الجوهرى على حدنصر ( عرقه ) أي نزع عنه اللحم وأنشد الجوهرى وعامنا أعجبنا مقدمه * يدعى أبا السمح وقرضاب سمه * مبتركا لكل عظم يلحمه ( و ) لحم القوم ( كمنع ) يلحمهم لحما ( أطعم اللحم فهو لاحم ) قال الجوهرى ولا تقل ألحمت قال والا صمعى يقوله قال شمرو القياس لحمت ( و ) من المجاز لحم ( كعلم ) لحما إذا ( نشب في المكان و ) قال أبو سعيد يقال ( هذا ) الكلام ( لحيم هذا ) الكلام وطريده كاميرأى ( وفقه وشكله وأبو اللحام التغلبي كشداد ) وفى بعض النسخ الثعلبي ( شاعر ) فارس في الجاهلية ( و ) من المجاز ( استلحم الطريق ) إذا ( تبعه أو ركبه ولزمه كما في الاساس ( أو تبع أوسعه ) ولزمه قال رؤبة * ومن أريناه الطريق استلحما * وقال امرؤ القيس : استلحم الوحش على أكسائها * أهوج محضير إذا النقع دخن وفى حديث اسامة فاستلحمنا رجل من العد وأى تبعنا ( و ) استلحم ( الطريق اتسع و ) من المجاز ( استلحم ) الرجل ( مجهولا ) إذا ( روهق في القتال ) وفى الصحاح احتوشه العد وفى القتال وفى الاساس استلحمه الخطب نشب فيه وأنشد ابن برى للعجير السلولى ومستلحم قد صكه القوم صكة * بعيد الموالى نيل ما كان يجمع وأنشد ابن جنى في المحتسب : الضاربون حبيك البيض إذ لحقوا * لا ينكصون إذا ما استلحمو أو حموا ( و ) من المجاز ( حبل ملاحم بفتح الحاء ) أي مغار ( شديد الفتل ) وفى الصحاح مشدود الفتل وأنشد أبو حنيفة * ملاحم الغارة لم يغتلب * ( و ) المحم ( كمكرم جنس من الثياب ) نقله الجوهرى واليه نسب أبو تغلب عبد الوهاب على بن الحسن الملحمى الفارسى وآخرون ( و ) أيضا ( الملصق بالقوم ) نقله الجوهرى عن الاصمعي وهو مجاز والمراد به الدعى الذى ليس منهم قال الشاعر * حتى إذا مافركل ملحم * ( و ) من المجاز اللحيم ( كامير القتيل ) نقله الجوهرى عن أبى عبيدة ( وقد لحم كعنى ) أي قتل وفى الاساس قطع لحمه وأنشد ابن سيده لساعدة بن جؤية ولكن تركت القوم قد عصبوابه * فلاشك أن قد كان ثم لحيم وأورده الجوهرى * فقالواتر كنا القوم قد حصروابه * قال ابن برى صواب انشاده فقالاتر كناه وقبله وجاء خليلاه إليها كلاهما * يفيض دمو عاغربهن سجوم * قلت وهكذا قرأته في ديوان شعره وهى رواية الباهلى ورواه غيره قد كان ثم شحيم والمعنى واحد ( و ) قولهم ( نبى الملحمة ) فيه قولان ( أي نبى القتال وهو كقوله في الحديث الآخر بعثت بالسيف ( أو نبي الصلاح تأليف الناس كانه يؤلف أمر الأمة ) من لحم الامر إذا أحكمه وأصلحه رواه الازهرى عن شمر ( والتحم الجرح للبرء التأم ) نقله الجوهري أي التزق ( و ) من المجاز التحمت ( الحرب اشتدت ) وقد ألحمتها كما في الصحاح ( و ) من المجاز ( ألحم ما أسديت ) أي ( تمم مابد أت ) من الاحسان وهو مثل نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه قال ابن الاعرابي استلحم الزرع واستك وازدج أي التف نقله الازهرى وقال الاصمعي ألحمت القوم أطعمتهم اللحم قال مالك بن نويرة يصف ضبعا وتظل تنشطني وتلحم أجريا * وسط العرين وليس حى يمنع وقد أشار إليه الجوهرى بقوله الاصمعي يقوله قال شمرو القياس بغير الالف وبيت لحم ككتف كثير اللحم وبه فسر الحديث السابق وأكل لحمه ورتع لحمه اغتابه وهو مجاز وأما قول الراجز يصف الخليل
نطعمها اللحم اذاعز الشجر * والخيل في اطعامها اللحم ضرد قال الاصمعي أراد باللحم اللبن سمى به لانها تسمن على اللبن وقال ابن الاعرابي كانوا إذا أجدبوا وقل اللبن يبسوا اللحم وحملوه في أسفارهم وأطعموه الخيل وأنكر ماقاله الاصمعي وقال اذالم يكن الشجر لم يكن اللبن ولحم الصقرو نحوه كعلم اشتهى اللحم ولحمة الصقر الطائر يطرح إليه أو يصيده وألحمت الطير الحاما ولحمت الناقة ولحمت لحامة لحو ما فيهما فهى لحيمة كثر لحمها وتلاحمت الشجة إذا التحمت وبرأت وهو مجاز نقله ابن الاثير وألحمته سيفى وألحم الرجل بالضم قتل ولحم رجلا كعلم قتله أو قرب منه حتى لزق به أو لحمه ضربه فأصاب لحمه والملحم كمكرم الذى أسرو ظفر به أعداؤه ولحمة الارض بقلها وألحم نفسه الموت جعلها لحمة له وألحمه الارض جدله وألحمه القتال لم يجد منه مخلصا وألحم الرجل صار ذا لحم وألحم بالمكان أقام عن ابن الاعرابي وقيل لزم الارض وأنشد إذا افتقر الم يلحما خشية الردى * ولم يحش رزأمنهما مولياهما وفى الحديث فألحم عند الثالثة أي وقف عندها وألحمه الحاما لأمه فالتحم واللحام بالكسر مايلأم به الصدع ويلحم ولاحم الشئ بالشئ ألزقه به واستلحم الطريدة تبعها وألحم بين بنى فلان شراجناه لهم وألحمه بصره حدده نحوه ورماه به وأبو بكر محمد بن حبيش المرسى اللحمى هكذا ضبطه ابن رشيد في رحلته وبيت لحم قرية على فرسخين من بيت المقدس يقال بها ولد المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ورواه بعض البغداديين بالخاء المعجمة ( اللحاسم ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى في النوادر هي ( مجارى الاودية (1/7890)
الضيقة ) كاللهاسم ( جمع لحسم ) ولهسم ( بالضم ) وقيل هي اللخاقيق ( اللخم القطع ) وقد لخم الشئ لخما قطعه ( و ) أيضا ( اللطم ) يقال لخم وجهه والطمه بمعنى ( و ) لخم ( بلالام حى باليمن ) وهو لخم بن عدى بن الحرث بن مرة بن أدد قاله ابن هشام والهمداني وابن الكلبى وقيل ان قنص بن معد بن عدنان هو أبو لخم وقال الدار قطني عن أحمد بن الحباب الحميرى لخم بن عدى بن أشرس بن السكون في تجيب وهو شاذ وقال ابن الكلبى وغيره لخم اسمه مالك وجذام اسمه عامر وهما اخوان فجذم مالك أصبع عامر فسمى جذاما ولخم عامر مالكا فسمى لخما واللخم قال الجوهرى ومنهم كانت ملوك العرب في الجاهلية وهم آل عمرو بن عدى بن نصر اللخمى في الجاهلية * قلت وهم من بنى مالك بن عمم بن نمارة لخم وقال الازهرى ملوك لخم كانوا نزلوا الحيرة وهم آل المنذر ( و ) اللخم ( بالضم سمك بحرى ) يقال له الكوسج كما في الصحاح وقيل هو سمك ضخم لا يمر بشئ الا قطعه وهو يأكل الناس وفى حديث عكرمة اللخم حلال قيل هو القرش قال المخبل يصف درة وغواصا بلبانه زيت وأخرجها * من ذى غوارب وسطه اللخم والجمع لخم رؤبة * كثيرة حيتانه ولخمه * ورواه ابن الاعرابي * واعتلجت جماله ولخمه * قال والجمل سمكة في البحر ( واللخمة ) بالفتح ( الفترة ) وثقل النفس يقال بالرجل لخمة أي ثقل نفس وفترة وهى لغة مستعملة عند العامة ( و ) اللخمة ( بالتحريك وكهمزة الثقيل الجبس ) والعامة نقوله بالفتح ( و ) اللخمة ( بالتحريك العقبة ) التى ( من المتن و ) لخمة ( واد بالحجاز و ) اللخام ( كسحاب العظام ) هكذا في النسخ وفيه غلط في الضبط وفى التفسير والصواب اللخام بالكسر اللطام كما هو نص المحكم يقال لاخمه لخاما ولامخه لاطمه ( و ) لخم الرجل ( ككرم ومنع ) الاخيرة على ان الخاء من حروف الحلق ( كثر لحم وجهه وغلظ وهو فعل ممات ) * ومما يستدرك عليه لخمه لخما أشغله بما يثقل عليه والملاخم الاثقال واللخمة كهمزة كل ما يتطير منه ويروى بالجيم أيضا وقد تقدم والملاخمة الملاطمة وبيت لخم لغة في الحاء المهملة نقله أبو سعد عن بعض مشايخ بغداد وهى قرية بيت المقدس والتخم اشتغل بامر ثقيل ( اللخجم كجعفر بالجيم ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى هو ( البعير الواسع الجوف ) وفى المحكم المجفر الجنبين ( و ) الخجم ( الطريق الواضح ) * قلت الصواب فيه بالحاء المهملة كما ضبطه ابن سيده وقدذ كر ( و ) أيضا ( الباردة الفرج ) وهو أيضا بالحاء المهملة على التشبيه بالطريق الواسع أو بالحاء على التشبيه بالبعير الواسع الجوف فتأمل ( اللدم اللطم و ) أيضا ( الضرب ) مطلقا كما في الروض أو بكلتا اليدين أو ( بشئ ثقيل يسمع وقعه ) وفى الصحاح قال الاصمعي اللدم صوت الحجر يقع بالارض وليس بالصوت الشديد وفى الحديث والله لا أكون مثل الضبع تسمع اللدم حتى تخرج فتصاد ثم يسمى الضرب لدما يقال لدمت ألدم لدما قال ابن مقبل : وللفؤاد وجيب تحت أبهره * لدم الغلام وراء الغيب بالحجر وفى حديث الزبير فلدمت صدري يعنى أمه أي ضربت ودفعت وفى المحكم لدمت المرأة صدرها ضربته ولدمت خبز الملة ضربته ( و ) اللدم ( رقع الثوب كالتلديم ) وثوب لديم وملدم أي مرقع مصلح وقد ( لدم يلدم فهو لآدم ج لدم كخادم وخدم في الكل )
أي في اللطم والضرب والرقع ( والتدم اضطرب و ) التدمت ( المرأة ضربت صدرها ) ووجهها ( في النياحة ) ولطمت ( وتلدم الثوب أخلق واسترقع و ) تلدم الرجل ( ثوبه أي ( رقعه لازم متعد ) كتردم نقله الجوهرى ( و ) اللديم ( كامير الثوب الحلق و ) اللدام ( ككتاب ) مثل ( الرقاع يلدم بها الخف ونحوه ) وفي الصحاح وغيره ( واللدم محركة الحرم في القرابات ) قال الجوهرى ( وانما سميت الحرمة لدما لانها تلدم القرابة أي تصلح وتصل ويقولون اللدم اللدم إذا أرادوا توكيد المخالفة أي حرمتنا حرمتكم وبيتنا بيتكم ) ولافرق بيننا قال ابن برى صوابه ان يقول سميت الحرم اللدم لان اللدم جمع لادم وفى حديث بيعة العقبة قال أبو الهيثم بن التيهان يارسول الله ان بيننا وبين القوم حبالا ونحن قاطعوها فنخشى ان الله أعزك وأظهرك أن ترجع الى قومك فتبسم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقال بل الدم والهدم الهدم أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ورواه بعضهم بل اللدم اللدم والهدم الهدم فمن رواه الدم فان ابن الاعرابي قال العرب تقول دمى دمك وهدمى هدمك في النصرة أي ان ظلمت فقد ظلمت قال وأنشد العقيلى * دما طيبا ياحبذا أنت من دم * وقال الازهرى قال الفراء العرب تدخل الالف واللام اللتين للتعريف على الاسم فيقومان مقام الا ضافة كقول الله تعالى فان الجنة هي المأوى أي مأواه وكذلك هذا في كل اسم يدلان على مثل هذا الاضمار فعلى هذا القول معنى الدم أي دمكم دمى وهدمكم هدمي وقال ابن الاثير المعنى على هذه الرواية ان طلب دمكم فقد طلب دمى فدمي ودمكم شئ واحد وأمامن رواه بل اللدم اللدم فان ابن الاعرابي أيضا قال اللدم الحرم جمع لادم والهدم القبر فالمعنى حرمكم حرمى وأقبر حيث تقبرون وهذا كقوله المحيا محيا كم والممات مماتكم وأنشد * ثم الحقى بهدمي ولدمي * أي باصلى وموضعى ( و ) الملدم ( كمنبر ومصباح المرضاخ ) وهو حجرير ضخ به النوى نقله الجوهرى ( و ) الملدم ( كمنبر الاحمق الثقيل اللحيم وفى الصحاح الاحمق الكثير اللحم الثقيل ( وأم ملدم ) كنية ( الحمى ) قال الليث والعرب تقول قالت الحمى أنا أم ملدم آكل اللحم وأمص الدم وبعضهم يقولها بالذال ( وألدمت عليه الحمى ) إذا ( دامت و ) رجل ( فدم ثدم لدم ) كل ذلك ( اتباع ) بمعنى واحد ( ولدمة من خير ) كذا في النسخ وفي بعضها من خبرأى ( طرف منه ولدمان ماءم ) معروف ( وملادم بالضم اسم ) رجل * ومما (1/7891)
يستدرك عليه الالتدام الضرب والدفع واللدم اخراج الخبز من الملة وثوب ملدم كمعظم خلق ولدم النساء محركة أهله وحرمه لانهن يلتد من عليه إذا مات واللدم اللعق نقله الازهرى عن شمر وبه فسر البيت للطرماح لم تعالج دمحقا بائتا * شبح بالطخف للدم الدعاع ( لذمه ) الشئ ( كسمعه أعجبه ) قال الجوهرى وهو في شعر الهذلى * قلت هو في شعر ساعدة بن جؤية الهذلى والبيت وألذمها من معشر يبغضونه * نوافل تأتيها به وغنوم هكذا هو في هامش نسخة الصحاح وراجعت في ديوان شعره فلم أجد له شاهدا على معنى أعجبه وانما معناه أدام لها أو ألزمها فتأمل ذلك ( و ) لذمه لذما ( لثمه ) كان الثاء بدل من الذال أو العكس ( ولذم بالمكان كسمع لزمه ) نقله الجوهرى عن أبى زيد ولا يخفى ان قوله لذم وقوله كسمع مستدركان فانه لو قال وبالمكان لزمه لأوفى بالمقصود ( و ) ألذم ( فلانا بفلان ألزمه ) ومنه قول ساعدة المذكور وكان الجوهرى أشار الى هذا ولو انه تخلل بينهما الكلام ( والذم به بالضم ) أي ( أولع فهو ملذم به و ) اللذمة ( كهمزة من لا يفارق بيته ) يطرد على هذا باب فيما زعم ابن دريد في الجمهرة قال ابن سيده وهو عندي موقوف * ومما يستدرك عليه ألذم ثبت وأقام واللذوم لزوم الخير أو الشر ويقال للارنب حذمة لذمة تسبق الجمع بالا كمة فلذمة ثابتة العدو لازمة له وقيل اتباع لحذمة ولذم بالشئ كسمع لهج به ورجل لذوم ولذم مولع بالشئ وكذلك ملذم قال * ثبت اللقاء في الحروب ملذما * ويقال للشجاع ملذم لعبثه بالقتال وللذئب ملذم لعبثه بالغرس واللذم العلق وأيضا اللهج الحريص وبهما فسر قول الشاعر زعم ابن سيئة البنان بأننى * لذم لآخذ أربعا بالاشقر وألذم له كرامته أي أدامها له وأم ملذم كنية الحمى نقله ابن الاثير عن بعض ( لزمه كسمع ) يلزمه ( لزما ) بالفتح ( ولزوما ) كقعود ولزاما ولزامة ) بفتحهما كما يقتضيه الاطلاق فيكونان كسلام وسلامة من سلم أو بكسر هما ( ولزمة ولزمانا بضمهما ) وكذا ألزمه به ( ولازمه ملازمة ولزاما ) بالكسر ( والتزمه وألزمه اياه فالتزمه ) كذا نص المحكم ( وهو لزمة كهمزة أي إذ الزم شيأ لا يفارقه ) وهو باب مطرد ( و ) اللزام ( ككتاب الموت و ) أيضا ( الحساب و ) أيضا ( الملازم جدا ) وأنشد الجوهرى لابي ذويب فلم يرعير عادية لزاما * كما يتفجر الحوض اللقيف والعادية القوم يعدون على أرجلهم أي فجأتهم لزام كأنهم لزموه لا يفارقون ماهم فيه ( و ) اللزام ( الفيصل ) جدا ومنه
قوله تعالى فسوف يكون لزاما نقله الزجاج عن أبى عبيدة وأنشد لصخر الغى فاما ينجوا من حتف أرض * فقد لقيا حتوفهما لزاما وأنشد ابن برى : لازلت محتملا على ضغينة * حتى الممات يكون منك لزاما وقرئ لزاما بالفتح على انه مصدر لزم كسلام من سلم فمن كسر أوقعه موقع ملازم ومن فتحه أوقعه موقع لازم ( كاللزم ككتف ) وقد يكون بين الفيصل والملازم ضدية لان الفصل في القضية هو الانفكاك عنها وهو غير الملازمة للشئ فتأمل ( و ) صار الشئ ( ضربة لازم ) لغة في ( لازب ) والباء أعلى قال كثير في محمد بن الحنيفة وهو في حبس بن الزبير سمى النبي المصطفى وابن عمه * وفكاك اغلال ونفاع غارم الى ان قال : فما ورق الدنيا بباق لاهله * وما شدة البلوى بضربة لازم ( ولازم فرس وثيل ) بن عوف ( الرياحي ) اليربوعي ( أو فرس لبشر بن عمرو بن أهيب ) والاول أصح وفيه يقول حفيده جابر بن سحيم ابن وثيل : أقول لاهل الشعب إذ يقسمونني * ألم تعلموا انى ابن فارس لازم ويقال بل هو فرس سحيم بن وثيل كما قاله ابن الكلبى وأنشد الشعر المذكور ( و ) قال الكسائي يقال سببته ( سبة ) تكون ( لزام كقظام ) أي ( لازمة ) وحكى ثعلب لأضربنك ضربة تكون لزام كما يقال دراك ونظار أي ضربة يذكر بها فتكون له لزاما أي لازمة ( والملازم المعانق ) ووقع في المحكم الملازم المغالق ( و ) من المجاز ( التزمه اعتنقه ) كما في الاساس ( و ) الملزم ( كمنبر خشبتان تشد أوساطهما بحديدة ) تجعل في طرفها قناحة فتلزم ما فيها لزوما شديدا تكون مع الصياقلة والابارين ( واللزم محركة فصل الشئ ) من قوله كان لزاما أي فيصلا وقيل هو من اللزوم وهما ضدان وقد تقدم * ومما يستدرك عليه الملتزم من البيت معروف ويقال له المدعى والملتزم وهو مابين الركن والباب كذا قال الباجى والمهلب وهى رواية ابن وضاح ورواه يحيى مابين الركن والمقام الملتزم وهو وهم وقال الارزنى وذرعه أربعة أذرع والالزام التبكيت واللازم ما يمتنع انفكاكه عن الشئ والجمع لوازم وهو ملزوم به والتزم الامر ( اللسم محركة ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( السكوت عيا ) كذا في النسخ ونص النوادر حياء ( لاعقلا وألسمه حجته لقنه ) اياها قال : لا تلسمن أبا عمران حجته * فلا تكونن له عونا على عمرا ( و ) السم ( الشئ طلبه كاستلسمه و ) ألسمه ( الطريق الزمه اياها ) وكذلك الحجة كما يلسم ولدا لمنتوجة ضرعها ( فلسمه بالكسر ) أي ( لزمه ومالسم لساما ) أي ( ماذاق شيأ وما ألسمته ) أي ( ما أذقته ) وقال ابن شميل الالسام القام الفصيل الضرع أول ما يولد فهو (1/7892)
ملسم ( اللضم بالمعجمة ) أهمله الجوهرى وقال الليث هو ( العنف والالحاح وقد لضمه يلضمه ) إذا عنف عليه وألح وأنشد مننت بنائل ولضمت أخرى * بردما كذا فعل الكرام قال الازهرى ولم أسمع لضم لغير الليث ( اللطم ضرب الخد وصفحة الجسد ) ببسط اليد وفي المحكم ( بالكف مفتوحة ) وفى الصحاح هو الضرب على الوجه بباطن الراحة ( لطمه يلطمه ) لطما ( ولاطمه ملاطمة ولطاما ) بالكسر ( ومنه المثل لوذات سوار لطمتنى ) ويروى لو غير ذات سوار وأورده الميداني بالوجهين ( قالته امرأة لطمتها امرأة غير كفوها ) وفى الصحاح من ليست بكفو لها ( والملطمان الخدان ) نادر والجمع الملاطم قال * نابى المعدين أسيل ملطمه * وقال غيره * خصمون نفاعون بيض الملاطم * ( و ) الليم من الخيل ( كأمير الفرس الابيض الملطم ) من الخد والانثى لطيم أيضا ( ج لطم ) بالضم وهو من باب مدرهم أي لافعل له وقال أبو عبيدة إذا رجعت غرة الفرس من أحد شقي وجهه الى أحد الخدين فهو لطيم وقيل هو الذى سالت غرته في أحد شقي وجهه يقال منه لطم كعنى فهو لطيم عن الاصمعي كما في الصحاح ( و ) من المجاز اللطيم ( تاسع خيل الحلبة ) السوابق سمى به لانه يلطم وجهه فلا يدخل السرادق ( و ) اللطيم ( المسك ) عن كراع ( كاللطيمة ) ويقال أعطني لطيمة من مسك أي قطعة كمايقال فأرة من مسك قاله أبو عمرو وشاهد اللطيمة للمسك قول الشاعر فقلت أعطا رانرى في رحالنا * وما ان بموماة تباع اللطائم ( و ) قال الفارسى قال ابن دريد اللطيم ( كل طيب يحمل على الصدغ ) من الملطم الذى هو الخد وكان يستحسهنا وقال ما قالها الا بطالع سعد ( و ) اللطيم ( فحل من الابل و ) اللطيم ( فرس ربيعة بن مكدم ) ومنها مصاد وكان لابن غادية الخزاعى ثم الاسلمي ولها يقول : صبرت مصادا ازاء اللطيم * حتى كأنهما في قرن خضبت به زاعبى السمان * فويق الازار ودن العنن قال ابن الكلبى في كتاب الخيل وقد زعم ان ابن غادية هو الذى قتل ربيعة بن مكدم يوم الكديد وانه كان حليقا لبنى سليم وكان في الخيل التى لقيته وقد نسب قتله الى نبيشة بن حبيب السلمى والله أعلم ( و ) أيضا ( فرس فضالة بن هند ) بن شريك ( الغاضرى ) الاسدي * قلت والصواب ان فرس فضالة اسمه الظليم كما حققه ابن الكلبى وغيره وقد سبق ذلك صحفه المصنف فتأمل ذلك (
( و ) من المجاز اللطيم ( اليتيم ومن يموت أبواه وعجى تموت أمه ) سياقه هذا يقتضى ان كلا من هذه المعاني الثلاثة للطيم وهو خلاف مافى أصول للغة فان الذى في الصجاح وغيره من الاصول ان اللطيم الذى يموت أبواه والعجى الذى تموت أمه واليتيم الذى يموت أبوه فهذا التفصيل هو الذى صوبوه وذهبوا إليه وسيأتى في المعتل والميم ما يشهد لذلك ( و ) اللطيم ( من الفصبلان ما يؤخذ باذنه عند طلوع سهيل ) النجم المعروف ( ويستقبل به ثم يقول ) الراعى ( أترى سهيلا والله لاتذوق بعده ) وفى الصحاح عندي ( قطرة لبن ثم يلطم خده ويرسله ثم يصرا خلاف أمه كلها يفصله عنها ) وسياق الجوهرى أخصر من ذلك فانه قال قطرة ثم لطم خده ونحاه وتقول العرب إذا طلع سهيل برد الليل وامتنع القيل وللفصيل الويل وذلك لانه يفصل عند طلوعه وقال ابن الاعرابي اللطيم الفصيل إذا قوى على الركوب لطم خده عند عين الشمس ثم يقال اغرب فيصير ذلك الفصيل مؤدبا ويسمى لطيما ( ولطيم لطيم دعاء النعجة الى الحلب ) كذا في المحيط ( واللطيمة وعاء المسك ) جمعه لطائم وأنشد الجوهرى لذى الرمة يصف أرطاة تكنس فيها الثور الوحشى : كأنها بيت عطار يضمنه * لطائم المسك يحويها وتنتهب ( أو سوقه ) وقيل كل سوق يجلب إليها غير ما يؤكل من حر الطيب والمتاع غير الميرة لطيمة والميرة لما يؤكل وفى العين سوق فيها أوعية من العطر ونحوه وأنشد * يطوف بها وسط اللطيمة بائع * وقال السكرى هذا ليس بشئ الا أن يجعلوها من لطم الرائحة وقيل انما سميت السوق لطيمة لضعف الا يدى بها عند البيع وفى الصحاح وربما قيل لسوق العطارين لطيمة ( أو عير تحمله ) عن ابن برى وبه فسر ما أنشده ثعلب عن ابن الاعرابي لعاهان بن كعب بن عمرو بن سعد إذا اصطكت بضيق حجرتاها * تلاقى العسجدية واللطيم قال واللطيم جمع اللطيمة وقال ابن السكيت اللطيمة عير فيها طيب والعسجدية ركاب الملوك التى تحمل الدق من المتاع وقال الجوهرى اللطيمة هي العير التى تحمل الطيب وبز التجارة ( وتلطم وجهه اربد ولطم الكتاب تلطيما ختمه و ) من المجاز الملطم ( كمعظم اللئيم ) المدفع عن المكارم ( و ) الملطم ( كمنبر أديم يفرش تحت العيبة لئلا يصيبها التراب و ) من المجاز ( لتطمت الامواج ضرب بعضها بعضا و ) من المجاز ( اللطم الالصاق ) يقال لطم الشئ إذا ألصقه به ( وسموا لاطما وملاطما ) بالضم ولاطم في نسب مزينة * ومما يستدرك عليه اللطم ايضاح الحمرة عن ابن الاعرابي وخد ملطم شدد للكثرة وفي حديث بدر قال أبو جهل يا قوم اللطيمة اللطيمة أي أدر كوها وهى منصوبة باضمار هذا الفعل واللطيمة سوق الابل عن ابن الاعرابي واللطيمة العير التى عليها أحمالها فإذا لم تكن عليها لا تسمى بذلك ولطم كعنى ظلم ومنه قول الشاعر لا يلطم المصبور وسط بيوتنا * ونحج أهل الحق بالتحكيم (1/7893)
أي لا يظلم فينا فيلطم ولكن نأخذ الحق منه بالعدل عليه وقال أبو سعيد اللطيمة العنبرة التى لطمت بالمسك فتفتقت به حتى نشبت رائحتها وهى اللطيمة ويقال بالة لطمية ومنه قول أبى ذؤيب كأن عليها بالة لطمية * لهامن خلال الدأيتين أريج والبالة وعاء المسك وقيل قارورة واسعة الفم بلغة بنى الحرث ودرة لطمية منسوبة الى اللطائم وهى الاسواق التى تباع فيها العطريات وقد سئل الاصمعي هل الدرة تكون في سوق المسك فقال تحمل معهم في عيرهم وقيل لطمية في عيرلطيمة وقيل لطمية نسبتها الى التطام البحر عليها بامواجها وبكل ذلك فسرقول أبى ذؤيب فجاء بها ما شئت من لطمية * يدوم الفرات فوقها ويموج وكل شئ خلطته بشئ فقد لطمته ولطمتني منه رائحة إذا وجدتها منه وتلاطمت الامواج مثل التطمت وقول حسان رضى الله عنه تظل جيادنا متمطرات * يلطمهن بالخمر النساء أي ينفضن ما عليها من الغبار فاستعار له اللطم ويروى يطلمهن وهو الضرب بالكف وقد تقدم وملطم البحر الموضع الذى تنكسر عنده الامواج وهو ملطوم عن شق الغبار مردود عن السبق وفى المثل من السباب يهيج اللطام ولا طم البطان الحقب اضطرب حتى تلاقيا من هزال البعير وملطمة بالكسرماء لنبى عبس نقله ياقوت ولطمين كورة بحمص وحصن بها عنه أيضا ( لعثم فيه لعثمة ) توقف ومنه حديث لقمان بن عاد قال في أحد اخوته فليست فيه لعثمة الا أنه ابن أمة أي توقف ( وتلعثم ) الرجل في الامر إذا ( تمكث ) فيه ( وتوقف وتأنى ) نقله الجوهرى عن أبى زيد وليس فيه وتوقف ويقال قرأ فما تلعثم أي ما توقف ولا تمكث ولا تردد وما تلعثم عن شئ أي ما تأخر ولا كذب وسألته عن شئ فلم يتلعثم أي لم يتوقف حتى أجابنى ( أو ) تلعثم ( نكص عنه وتبصره ) نقله الجوهرى عن الخليل ونصه نكل بدل نكص ( اللعم محركة ) أهمله الجوهرى وانفرد الازهرى بايراده وفال لم أسمع فيه شيأغير حرف واحد وجدته لابن الاعرابي قال اللعم ( اللعاب ) بالعين * ومما يستدرك عليه قال ويقال لم بتلعثم في كذاو لم يتلعلم أي لم يتمكث
ولم ينتظر ( اللعذمة ) والذال معجمة أهمله الجوهرى وهو ( اللعثمة والعذمى الحريص ) وخصه بعض في الاكل ( وما تلعذمنا شيأما أكلناه ) * ومما يستدرك عليه التلعذم التردد والتوقف كالتلعثم قال يعقوب الذال بدل عن الثاء يقال تلعذم عن الكلام إذا تردد حيرة ( تلعسم في أمره ) بالسين المهملة أهمله الجوهرى والجماعة وهومثل ( تلعثم ) أي توقف وتردد وقيل هولثغة * ومما يستدرك عليه لعظمت اللحم انتهسته عن العظم كلعمظته وهو على القلب أورده الجوهرى في لعمظ كذا في اللسان ( لغم الجمل كمنع ) يلغم لغامة ولغما ( رمى بلغامه ) بالضم اسم ( لزبده ) أو الذي يخرج من فيه مع اللعاب وهو بمنزلة البزاق للانسان والروال للفرس ( و ) لغم ( فلان ) لغما ( أخبر صاحبه بشئ لا عن يقين ) وفى الصحاح لا يستيقنه نقله عن الكسائي ( والملاغم ما حول الفم ) الذى يبلغه اللسان ويشبه ان يكون واحده مفعلا من لغام البعير كما في الصحاح أي سمى بذلك لانه موضع اللغام وقال الاصمعي ملاغم المرأة ما حول فمها ( وتلغم بالطيب جعله فيها ) أي في الملاغم نقله الجوهرى وأنشد ابن برى لرؤبة * تزدج بالجادى أو تلغمه * ( و ) تلغموا ( بالكلام حركوا ملاغمهم به ) في الصحاح قال ابن الاعرابي قلت لاعرابي متى المسير فقال تلغموا بيوم السبت يعنى ذكروه واشتقاقه من انهم حركوا ملاغمهم به ( واللغماء شاة ابيض وجهها ) كانه ابيض موضع لغامها ( اللغم محركة الطيب القليل و ) أيضا ( قصبة اللسان وعروقه و ) أيضا ( الارجاف الحاد ) * ومما يستدرك عليه لغم لغما استخبر عن الشئ لا يستيقنه ولغم لغما كنغم نغمازنة ومعنى واللغيم السر والملاغم من كل شئ الفم والانف والاشداق وذلك انها تلغم بالطيب ومن الابل بالزبد قاله الكلابي ولغمت الغم لغما ولغم المرأة لغما قبل ملغمها قال خشم منها ملغم الملغوم * بشمة من شارف مزكوم خشم أي نتن ملغومها ولغم فلان بالطيب كعنى فهو ملغوم إذا جعل على ملاغمه الملغم طرف أنفه والملغم كمكرم الذهب خلط بالزاووق وقد ألغم فالتغم والغنم تتلغم بالعشب وبالشرب أي تبل مشافرها ( اللغذمى بالمعجمتين والمتلغذم ) أهمله الجوهرى وهما ( الشديد الاكل ) الاخير عن الليث * ومما يستدرك عليه تلغذم الرجل اشتد كلامه ( اللفام ككتاب ما على طرف الانف من النقاب ) وقد ( لفمت ) فاها ( تلفم ) بلفامها نقبته ( والتفمت وتلفمت ) إذا ( شدت نفابها وتلفم بعمامته ) تلفما إذا جعلها على فيه شبه النقاب ولم يبلغ بها أرنبة الانف ولا مارنه قال أبو زيد وبنو تميم تقول في هذا المعنى ( تلثم ) تلثما قال وإذا انتهى الى الانف فغشيه أو بعضه فهو النقاب وفى الصحاح قال الاصمعي إذا كان النقاب على الفم فهو اللثام واللفام كما قالوا الدفئى والدثئى قال الشاعر يضئ لنا كالبدر تحت غمامة * وقد زل عن الثنا يالفامها ( ولفمته الفمه حزمته ) ( اللقم محركة وكصرد معظم الطريق أو وسطه ) ومتنه اثانية عن كراع واقتصر الجوهرى على التحريك أو نشد ابن برى للكميت : وعبد الرحيم جماع الامور * إليه انتهى اللقم المعمل وقال آخر يصف الاسد : غابت حليلته وأخط أصيده * فله على لقم الطريق زئير (1/7894)
وقال الليث لقم الطريق منفرجة تقول عليك بلقم الطريق فالزمه ( و ) اللقم ( بالتسكين ) ولو قال وبالفتح كان أخصر ( سرعة الاكل ) والمبادرة إليه ( و ) لقمه ( كسمعه ) لقماجذبه بفيه و ( أكله سريعا والتقمه ) التقاما ( ابتلعه ) في مهلة ( و ) رجل ( تلقام وتلقامة ) بكسرهما واقتصر الجوهرى على الاخيرين ( وتشد قافهما ) والاخيرة من المثل التى لم يذكرها سيبويه ( أي ) كبير وفى المحكم ( عظيم اللقم ) واحد لقمة ( واللقمة ) بالضم ( وتفتح ) عن اللحيانى ( ما يهيأ للقم ) أي الالتقام ( واللقيم ) كامير ( ما يلقم ) فعيل بمعنى مفعول ( و ) من المجاز ( لقم الطريق وغيره ) لقما إذا ( سد فمه ) نقله الجوهرى ( والالقام ان يعدو البعير في أثناء مشيه ) وقد ألقم عدوا عن ابن شميل ( وسموا لقيما كزبير وعثمان ) يجوز أن يكون تصغير لقمان على الترخيم ويجوز أن يكون تصغير اللقم وأنشد ابن برى لقيم بن لقمان من أخته * وكان ابن أخت له وابنما ( ولقمان الحكيم ) الذى أثنى عليه الله في كتابه ( اختلف في نبوته ) فقيل كان حكيما لقوله تعالى ولقد آتينا لقمان الحكمة وقيل كان رجلا صالحا وقيل كان خياطا وقيل نجارا وقيل راعيا وروى في التفسير ان انسانا وقف عليه وهو في مجلسه فقال الست الذى كنت ترعى معى في مكان كذا وكذا قال بلى قال فما بلغ بك ما أرى قال صدق الحديث واداء الامانة والصمت عما لا يعنيني وقيل كان حبشيا غليظ المشافر مشفق الرجلين هذا كله قول الزجاج وليس يضره ذلك عند الله عزوجل لان الله شرفه بالحكمة ( و ) لقمان ( ابن شيبة بن معيط صحابي ) الصحيح انه لقمان بن شبة أبو حصين العبسى أحد التسعة والسبعين الوافدين ( و ) لقمان ( بن عامر )
الاوصابى ( المحصى ) من أهل الشام ( محدث ) بل تابعي روى عن أبى الدرداء أبى أمامة وعنه الزبيدى وعتبة بن ضمرة والفرج ابن فضالة قال أبو حاتم يكتب حديثه ( والحنطة اللقيمية ) هي ( الكبار السروية ) التى تؤتى من السراة ( أو نسبة الى لقيم ) كزبير ( ة بالطائف ) موصوفة بجودة البر والشعير ( وتلقم الماء قبقبته من كثرته ) وهو مجاز * ومما يستدرك ألقمه اباه القاما وضع في فيه لقمة وكذلك لقمها تلقيما وفى المثل فكانما ألقم فاه حجرا وذلك إذا أسكته عند السباب وألقم عينه خصاصة الباب جعل الشق الذى في الباب يحاذي عينه فكأنه جعله للعين كاللقمة للفم وتلقمه تلقما التقمه على مهلة نقله الجوهرى واللقمة بالفتح المرة الواحدة يقال أكل لقمتين بلقمة ولقم البعير تلقيما إذا لم يأكل حتى يناوله بيده ولقمان صاحب النسور تنسبه الشعراء الى عاد يقال عاش حتى أدرك لقمان الحكيم وأخذ عنه العلم كما في الروض قال أبو المهوش الاسدي تراه يطوف الآفاق حرصا * ليأكل رأس لقمان بن عاد وبنو اللقيمى شرذمة بدمياط ينتسبون الى الانصار وفد جدهم الشيخ صلاح الدين بن لقيم الطائف فتدير دمياط ومنه هذا العقب وألقم فم البكرة عودا ليضيق والتقم أذنة ساره وألقمته أذنى فصب فيها كلاما والقم اصبعه مرارة ورجل لقم ككتف يعلو الخصوم وركية متلقمة كثيرة الماء وتلقيم الحجة تلقينها وكل ذلك مجاز ولقم الكتاب لقما كتبه وأيضا محاه وهو من الاضداد ذكره ابن القطاع ( اللكم الضرب باليد مجموعة ) وفى الصحاح بجمع الكف ( أو ) هو ( اللكز ) في الصدر ( والدفع ) لكمه يلكمه لكما من حد نصر وأنشد الاصمعي * لدم العجا تلكمها الجنادل * ( و ) من المجاز الملكمة ( كمعظمة القرصة لمضروبة باليد ) كما في الصحاح ( و ) من المجاز ( خف ملكم كمنبر ومعظم وشداد ) أي ( صلب ) شديد ( يكسر الحجارة ) يقال جاء نافى تخاقين ملكمين أي في خفين مرقعين وأنشد ثعلب : ستأتيك منها ان عمرت عصابة * وخفان لكامان للقلع الكبد قال ابن سيده هذا الشعر للص يتهز أبمسروقه ( وجبل اللكام كغراب ) كما هو في التهذيب ومثله بخط أبى زكريا وقال هو المعروف ( و ) ضبطه الجوهرى مثل ( رمان ) وذكر الوجهين ياقوت ( يسامت حماة وشيزرو أفامية يمتد شمالا الى صهيون والشغر وبكاس وينتهى عند انطا كية ) ويتصل بحمص فيسمى بلبنان ومما سارت به الامثال قولهم أبدال اللكام لا يزيدون على سبعين وهم الذين جاءت الآثار بان الله تعالى انما يرحم العباد ببركتهم مهما توفى واحد منهم قام بدل منه لا يسكنون الا هذا الجبل كذا في المضاف والمنسوب للثعالبي ( وملكوم ) اسم ( ماء بمكة شرفها الله تعالى ) قال السهيلي في الروض هو عندي مقلوب والاصل ممكول من مكلت البئر استخرجت ماءها وقد قالوا بئرعميقة ومعيقة فلا يبعد أن يكون هذا اللفظ كذلك يقال فيه ممكول وملكوم وأنشد ياقوت سقى الله أمواها عرفت مكانها * جؤاثى وملكوما وبذر والغمرا ( و ) الملكم ( كمعظم خف الانسان المرقع ) الذى في جانبه رقاع يلكم بها الارض * ومما يسدرك عليه الملكوم المظلوم نقله شيخنا والملاكمة الملاطمة وتلاكما تلاطما واللكمة اللطمة بجمع الكف والعوام يقولون للكمية بضم فتشديد كاف مفتوحة وياء مشددة ولكم السيل عرض البلد أثر فيه وهو مجاز والتكم التط ورجل ملكم كمنبر شديد اللكم أو كثيره واللكمة حصن بالساحل قرب عرفة عن ياقوت ( لمه ) يلمه لما ( جمعه و ) من المجاز لم ( الله تعالى شعثه ) أي ( قارب بين شتيت أموره ) وجمع متفرقه كما في المحكم وقيل جمع ما تفرق من أموره وأصلحه كما في الصحاح ( و ) منه قولهم ( دار نالمومة أي تجمع الناس وتربهم ) قال فدكى بن أعبد يمدح علقمة بن سيف : وأحبنى حب الصبى ولمنى * لم الهدى الى الكريم الماجد هكذا في الحماسة لفدكى وروايته لأحينى ( ورجل ملم كمجن يجمع القوم ) ويعم الناس بمعروفه ( أو ) أهل بيته و ( عشيرته ) (1/7895)
قال رؤبة * فابسط علينا كنفى ملم * ( و ) الملم أيضا ( الشديد من كل شئ وألم ) الرجل ( باشر اللمم ) أو قار به ومنه حديث الافك وان كنت الممت بذنب فاستغفري الله أي قاربت وأنشد الجوهرى لامية ابن أبى الصلت قاله عند وفاته ان تغفر اللهم تغفرجما * وأى عبد لك لا ألما ويقال الالمام موافقة المعصية من غير مواقعة ( و ) ألم ( به نزل كلم والتم ) كذا في المحكم واقتصر الجوهرى على ألم به ( و ) ألم ( الغلام قارب البلوغ ) فهو ملم وهو مجاز ( و ) ألمت ( النخلة قاربت الارطاب ) فهى ملم وملمة وقال أبو حنيفة هي التى قاربت أن تثمر وقال أبو زيد في أرض فلان من الشجر الملم كذا وكذا وهو الذى قارب أن يحمل وهو مجاز ( واللمم محركة الجنون ) أو طرف منه يلم بالانسان ويعتريه قاله شمر ومنه الحديث فشكت إليه لمما بانتها فوصف لها الشونيز وقال سينفع من كل شئ الا السام وأنشد ابن برى لحباب بن عمار السحيمى : بنو حنيفة حى حين تبغصهم * كأنهم جنة أو مسهم لمم
( و ) اللمم ( صغار الذنوب ) قال أبو اسحق نحو القبلة والنظرة وما أشبهها وذكر الجوهرى في تركيب نول ان اللمم التقبيل في قول وضاح المين : فمانولت حتى تضرعت عندها * وأنبأتها ما رخص الله في اللمم وبه فسر قوله تعالى الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم وقيل المعنى الا ان يكون العيد ألم بفاحشة ثم تاب ويدل عليه قوله تعالى ان ربك واسع المغفرة غير أن اللمم أن يكون الانسان قد ألم بالمعصية ولم يصر عليها وانما الالمام في اللغة يوجب انك تأتى في الوقت ولا تقيم على الشئ فهذا معنى اللمم وصوبه الازهرى قال ويدل له قول العرب وما يزورنا الا لماما أي أحيانا على غير مواظبة وقال الفراء في معنى الآية الاا لمتقارب من الذنوب الصغيرة قال وسمعت بعض العرب يقول ضربته مالمم القتل يريدون ضربا متقاربا للقتل قال وسمعت آخر يقول ألم يفعل كذا في معنى كاد يفعل وذكر الكلبى ان اللمم النظرة من غير تعمد وهى مغفورة فان أعاد النظر فليس بلمم وهو ذنب وقال ابن الاعرابي اللمم من الذنوب ما دون الفاحشة وقيل اللمم مقاربة المعصية من غير ايقاع فعل نقله الجوهرى وفى حديث أبى العيال ان اللمم مابين الحدين حد الدنيا وحد الآخرة أي صغار الذنوب التى ليس عليها حد في الدنيا ولا في الآخرة ( والملموم المجنون ) وكذلك الملموس والممسوس ( وأصابته من الجن لمة أي مس ) معناه ان الجن تلم به الاحيان ( أو ) شئ ( قليل ) قال ابن مقيل : فإذا وذلك يا كبيشة لم يكن * الاكملة حالم بخيال قال ابن برى فإذا وذلك مبتدا والواو زائدة قال كذا ذكره الاخفش ولم يكن خبره ( والعين اللامة المصيبة سوء ) ومنه الحديث أعيذه من كل عامة ولامة ومن شركل سامة قال أبو عبيد ولم يقل ملمة وأصلها من ألممت بالشئ تأتيه وتلم به ليزاوج قوله ومن شركل سامة وقيل لانه لم يرد طريق الفعل ولكن يراد انها ذات لمم كقول النابغة * كلينى لهم يا أميمة ناصب * ولو أراد الفعل لقال منصب وقال الليث العين اللامة هي التى تصيب الانسان ولا يقولون لمته العين ولكن حمل على النسب بذى وذات ( أوهى كل ما يخاف من فزع أو شر ) أومس ( واللمة الشدة ) ومنه قوله أعيذه من حادثات اللمة وأنشد الفراء عل صروف الدهر أود ولاتها * تدلمنا اللمة من لماتها ( و ) اللمة ( بالضم الصاحب ) في السفر ( أو الاصحاب في السفر ) قال ابن شميل لمة الرجل أصحابه إذا أرادوا سفرا فأصاب من يصحبه فقد أصاب لمة ( و ) قيل ( المؤنس ) وفى الحديث لا تسافروا حتى تصيبوا لمة أي رفقة وفى حديث فاطمة رضى الله تعالى عنها أنها خرجت في لمة من نسائها أي في جماعة وقال ابن الاثير قيل هي مابين الثلاثة الى العشرة وفى الحديث ألا وان معاوية قد قاد لمة من الغواة أي جماعة يستعمل ( للواحد والجمع ) الواحد لمة والجمع لمة وأمالمة الرجل بالضم والتخفيف فقد ذكر في لأم ( و ) اللمة ( بالكسر ما تشعث من رأس الموتود بالفهر ) نقله الازهرى وأنشد وأشعث في الدار ذى لمة * يطيل الحفوف ولا يقمل ( و ) اللمة ( الشعر المجاوز شحمة الاذن ) فإذا بلغت المنكبين فهى جمة كما في الصحاح وفى الحديث ما رأيت ذالمة أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن الاثير سميت بذلك لانها ألمت بالمنكبين ( ج لمم ولمام ) بكسرهما قال ابن مفرغ شدخت غرة السوابق منهم * في وجوه مع اللمام الجعاد وأنشد ابن جنى في المحتسب : باسرع الشد منى يوم لاينه * لما لقيتهم واهتزت اللمم ( وذو اللمة فرس عكاشة بن محصن ) الاسدي ( رضى الله تعالى عنه ) ذكره ابن الكلبى في كتاب الخليل المنسوب ( وهو يزورنا لماما بالكسر ) أي ( غبا ) قال أبو عبيد معناه الاحيان على غير مواظبة وقال ابن برى اللمام اللقاء اليسير واحدها لمة عن أبى عمرو ( والململم بفتح لا منه المجتمع المدور المضموم كالملموم ) يقال جمل ملموم وململم مجتمع وكذلك الرجل وهو المجموع بعضه الى بعض وحجر ململم مدملك صلب مستدير وقال ابن شميل ناقة ململمة وهى المدارة الغليظة الكثيرة اللحم المعتدلة الخلق وكتيبة ملمومة وململمة مجتمعة وحجر ملموم وطين ملموم قال أبو النجم يصف هامة جمل * ملمومة لما كظهر الجنبل * ( و ) الململمة ( بهاء خرطوم الفيل ) وفى حديث سويد بن غفلة أتانا مصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتا مرجل بناقة ململمة فأبى أن يأخذها قال ابن الاثير هي
المستديرة سمنا وانما ردها لانه نهى أن يؤخذ في الزكاة خيار المال ( ويلملم أو ألملم أو يرمرم ) الثانية على البدل ( ميقات ) أهل ( اليمن ) للاحرام بالحج وهو ( جبل على مرحلتين من مكة ) وقد وردته وقد ذكر يرمرم في موضعه وهو أيضا على البدل ( وحروف الجزم ) أربعة ( لم ولما وألم وألما و ) في الصحاح ( لم ) حرف ( نفى لما مضى ) تقول لم يفعل ذلك تريد انه لم يكن ذلك الفعل منه فيما مضى من الزمان وهى جازمة وقال سيبويه لم نفى لقولك فعل ولن نفى لقولك سيفعل ولانفى لقولك يفعل ولم يقع الفعل وما نفى لقولك هو يفعل إذا كان في حال الفعل ( ولما ) نفى لقولك قد فعل يقول الرجل قد مات فلان فيقول لما ولم يمت وفى التهذيب وأما لما مرسلة الالف مشددة الميم غير منونة فلها معان في كلام العرب أحدها انها ( تكون بمعنى حين ) إذا ابتدئ بها أو كانت معطوفة بواو أوفاء أو أجيبت بفعل يكون جوابها كقولك لما جاء القوم قاتلناهم أي حين جاؤا كقول الله عزوجل ولما ورد ماء مدين وقال فلما بلغ معه السعي قال يا بنى معناه كله حين وقد يقدم الجواب عليها فيقال استعد القوم لقتال العدو لما أحسوا بهم أي حين أحسوا بهم ( و ) تكون لما بمعنى ( لم الجازمة ) قال الله عزوجل بل لما يذوقوا عذاب أي لم يذوقوه ( و ) تكون بمعنى ( الا وانكار الجوهرى كونه بمعنى الا غير جيد ) ونصه وقول من قال لما بمعنى الا فليس يعرف في اللغة انتهى وقد نقل الازهرى وغيره من الائمة انه صحيح وقال ابن برى وقد حكى سيبويه نشدتك الله لما فعلت بمعنى الا فعلت وقال الازهرى ( يقال سألتك لما فعلت أي الا فعلت ) وهى لغة هذيل إذا أجيب بها ان التى هي جحد ( ومنه ) قوله تعالى ( ان كل نفس لما عليها حافظ ) فيمن قرأ به معناه ما كل نفس الا عليها حافظ قال ابن برى وتحفف الميم وتكون ما زائدة وقد قرئ به أيضا والمعنى لعليها حافظ ( و ) مثله قوله تعالى و ( ان كل لما جميع لدينا محضرون ) شددها عاصم والمعنى ما كل الا جميع لدينا وقال الفراء لما إذا وضعت في معنى الا فكأنها لم ضمت إليها ما فصارا جميعا بمعنى ان التى تكون حجدا فضموا إليها لا فصارا جميعا حرفا واحدا وخرجا من حدالجحد وكذلك لما قال وكان الكسائي يقول لا أعرف وجه لما بالتشديد قال الازهرى ومما يدلك على ان لما تكون بمعنى الا مع ان التى تكون جحدا قول الله عزوجل ان كل الا كذب الرسل وهى قراءة قراء الامصار قال الفراء ( و ) هي في ( قراءة عبد الله ان كلهم لما كذب الرسل ) قال والمعنى واحد وقال الخليل لما تكون انتظار الشئ متوقع وقد تكون انقطاعه لشئ قد مضى قال الازهرى وهذا كقولك لما غاب قمت قال الكسائي لما تكون جحدا في مكان وتكون وقتا في مكان وتكون انتظار الشئ متوقع في مكان وتكون بمعنى الا في مكان تقول بالله لما قمت عنا بمعنى الا قمت عنا ( واللملوم ) بالضم ( الجماعة ) يلتمون ( وألم ) لغة في ( هلم ) زنة ومعنى ( وألم يفعل ) كذا أي ( كاد ) يفعل كذا نقله الفراء ( ولم بكسر اللام وفتح الميم ) حرف ( يستفهم به ) تقول لم ذهبت والاصل لما ولك ان تدخل عليه ما ثم تحذف منه الالف ومنه قوله تعالى لم أذنت لهم كذا في الصحاح وقال أبو زكريا هذا الذي ذكره انما يتعلق بلم الجازمة وليس من فعل الاستفهامية وأصل لم لما حذفت الالف تحفيفا وتركت الميم مفتوحة لتدل الفتحة على الالف المحذوفة وقد يجوز تسكين الميم وتركها على حركتها أجود وقال ابن برى عند قول الجوهرى لم حرف يستفهم به الى آخره هذا كلام فاسد لان ماهى موجودة في لم واللام هي الداخلة عليها وحذفت ألفها فرقا بين الاستفهامية والخبرية وأما ألم فالاصل فيها لم أدخل عليها ألف الاستفهام قال ( و ) أما لم فان ( أصله ما ) التى تكون استفهاما ( وصلت بلام ) ثم قال الجوهرى ( ولك ان تدخل ) عليها ( الهاء ) في الوقف ( فتقول لمه ) وقول زياد الاعجم يا عجبا والدهرجم عجبه * من عنزي سبنى لم أضربه فانه لما وقف على الهاء نقل حركتها الى ما قبلها ( و ) في الحديث و ( ارمما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم ) قال أبو عبيد ( أي يقرب من ذلك ) ومنه الحديث الآخر في صفة الجنة ولولا انه شئ قضاه الله لألم ان يذهب بصره أي لما يرى فيها أي لقرب ان يذهب بصره ( وحى ) لملم ( وجيش لملم ) أي ( كثير مجتمع ) قال ابن أحمر : من دونهم ان جئتهم سمرا * حى حلال لملم عكر ( ولملم الحجر أداره ) وحكى عن اعرابي جعلنا نلملم مثل القطا الكدرى من الثريد وكذلك من الطين ( والتم ) من اللمة أي ( زار ) قال أوس بن حجر : وكان إذا ماالتم منها بحاجة * يراجع هترا من تماضر هاترا * ومما يستدرك عليه اللم الجمع الكثير الشديد ومنه قوله تعالى أكلا لما قال الفراء أي شديدا وقال الزجاج أي تلمون بجميعه وفى الصحاح أي نصيبه ونصيب صاحبه وقال أبو عبيدة يقال لممته أجمع حتى أتيت على آخره وجمع اللمة بمعنى الجماعة لموم بالضم
ولمائم وقال أبو زيد يقال كان ذلك منذ شهرين أولممهما ومنذ شهر ولممه أي قراب شهر والالمام الزيارة غبا وقد ألم به وألم عليه واللمم الالمام بالنساء وشدة الحرص عليهن والملمة النازلة الشديدة من نوازل الدهر والجمع الملمات واللمة الدهر وقدح ملموم مستدير عن أبى حنيفة وذو اللمة فرس سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره أهل السير وشعر ملمم وململم مدهون قال وما التصابى للعيون الحلم * بعدا بيضاض الشعر الململم العيون هنا سادة القوم ولذا قال الحلم ولم يقل الحالمة واللمة الهمة والخطرة تقع في القلب عن شمرو اللمة الدنو ( اللوم واللوماء ) بالمد كما في التهذيب ( واللومى ) بالقصر كما في الصحاح وضبطه بعض بالضم وهكذا هو في بعض نسخ الصحاح ( واللائمة ) كالنافلة والعافية ( العذل تقول ( لام ) على كذا ( لوما وملاما وملامة ) ولومة وجمع اللائمة اللوائم يقال مازلت أتجرع فيك اللوا ئم وجمع (1/7896)
الملامة ملاوم كما في الصحاح ( فهو مليم ) بفتح الميم حكاها سيبويه ( وملوم ) استحق اللوم قال سيبويه انما عدلوا الى الياء والكسرة استثقالا للواو مع الضمة ( وألامه ) الامة بمعنى لامه قاله أبو عبيدة وأنشد لمعفل بن خويلد الهذلى حمدت الله ان أمسى ربيع * بدار الهون ملحيا ملاما أي ملوما ( ولومه ) شدد ( للمبالغة ) فهو ملوم كما في الصحاح قال عنترة ريذ يداه بالقداح إذا شتا * هتاك عايات النجار ملوم أي يكرم كرما يلام لاجله ( فالتام هو ) قال في النوادر لامنى فلان فالتمت ومعضنى فامتعضت وعذلنى فاعتذلت وحضني فاحتضضت وأمرتي فأتمرت إذا قبل قوله منه اه فهو حينئذ مطاوع لام لا ألام ولوم كما يقتضيه سياق المصنف ولو قدمه في الذكر قبل قوله وألامه كان حسنا ( وقولهم لوام ) كزنار ( ولوم ) كراكع وركع ( وليم ) بالياء غيرت الواو لقربها من الطرف ( واللوم محركة كثرة العذل ) عن ابن الاعرابي ( ولاومته ) ملاومة ( لمته ولامنى ) وفى حديث ابن أم مكتوم ولى قائد لا يلاومني قال ابن الاثير كذا جاء في رواية بالواو وأصله الهمز من الملاءمة وهى الموافقة ثم يخفف فيصير ياء واما الواو فلا وجه لها ( وتلاومنا كذلك ) كما في الصحاح أي كلاهما من باب المفاعلة والتفاعل يقتضيان التشارك ( وألام ) الرجل ( أتى ما ) وفى الصحاح أتى بما ( يلام عليه ) يقال لام فلان غير مليم وفى المثل رب لائم مليم قالت أم عمير بن سلمى الحنفي تخاطب ولدها عميرا تعد معاذرا لا عذر فيها * ومن يخذل أخاه فقد ألاما وقال لبيد : سفها عذلت ولمت غير مليم * وهداك قبل اليوم غير حكيم وقوله تعالى فالتقمه الحوت وهو مليم قال بعضهم المليم هنا بمعنى ملوم ونفله الفراء عن العرب أيضا قال الازهرى من قال مليم بناه على ليم ( أو ) ألام الرجل ( صار ذالائمة ) قاله سيبويه ( واستلام إليهم ) استذم كما في الصحاح أي ( أتاهم بما يلومونه ) عليه قال القطامى فمن يكن استلام الى نوى * فقد أكرمت يا زفر المتاعا ( ورجل لومة بالضم ) أي ( ملوم ) يلومه الناس ( و ) لومة ( كهمزة ) أي ( لوام ) يلوم الناس مثل هزأة وهزأة كما في الصحاح ويطرد عليه باب ( وجاء بلومة بالفتح ولامة ) أي ( ما يلام عليه وتلوم في الامر تمكث وانتظر ) كما في الصحاح وقال ابن بزرج التلوم التنظر للامر تريده وفى حديث عمرو بن سلمة الجرمى وكانت العرب تلوم باسلامهم الفتح أي تنتظر وأراد تتلوم فحذف احدى التائين تخفيفا وفى حديث على رضى الله عنه إذا أجنب في السفر تلوم ما بينه وبين آخر الوقت أي انتظر ونقل شيخنا عن الاندلسي شارح المفصل ان التلوم انتظار من يتجنب الملامة فتفعل بمعنى تجنب ( ولى فيه لومة بالضم ) أي ( تلوم ) أي تلبث وانتظار ( وليم به ) إذا ( قطع ) به فهو مليم ( واللومة ) بالفتح كما هو مقتضى اطلاقه وفى بعض النسخ بالضم ( الشهدة ) ومر له في ل أ م اللئم بالكسر العسل ( واللام الهول ) قال المتلمس : ويكاد من لام يطير فؤادها * إذا مر مكاء الضحى المتنكس ( كاللامة واللوم و ) اللام ( شخص الانسان ) غير مهموزة نقله الجوهرى وبه فسرابن الاعرابي قول المتلمس وأنشد الجوهرى اللراجز : مهرية تخطر في زمامها * لم يبق منها السير غير لامها ( و ) قال أبو الدقيش اللام ( القرب ) وبه فسر قول المتلمس أيضا ( و ) اللام ( الشديد من كل شئ ) قال ابن سيده وأراه قد تقدم في الهمز ( و ) اللام ( حرف هجاء ) مجهور يكون أصلا وبدلا وزائدا قال ابن سيده وانما قضيت على ان عينها منقلبة عن واو لما تقدم في أخواتها مما عينه ألف ( ولوم لاما ) إذا ( كتبها ) نقله الازهرى عن النحويين كما يقال كوف كافا وفى البصائر هي من حروف الذلاقة مخرجها ذلق اللسان جوار مخرج النون ( واللام ترد لثلاثين معنى منها العاملة للجرو ترد لاثنين وعشرين معنى ) الاول ( الاستحقاق نحو ) قولهم ( الحمد لله ) إذ هو مستحق للحمد أي مستوجب له الثاني ( الاختصاص ) نحو ( المنبر للخطيب ) إذ هو مختص
به وكذلك أخ لزيد الثالث ( التمليك ) نحو ( وهبت لزيد ) دارا أي ملكته اياها وكذلك المال لزيد قال الازهرى ومن النحويين من يسميها لام الاضافة سميت لام الملك لانك إذا قلت ان هذا لزيد علم انه علم انه ملكه فإذا اتصلت هذه اللام بالمكنى عنه نصبت كقولك هذا المال له ولنا ولك ولها ولهما ولهم ولهن وانما فتحت مع الكنايات لان هذه اللام في الاصل مفتوحة وانما كسرت مع الاسماء ليفصل بين لام القسم وبين لام الاضافة ألا ترى انك لو قلت ان هذا المال لزيد علم انه ملكه ولو قلت ان هذا لزيد علم ان المشار إليه هو زيد فكسرت ليفرق بينهما وإذا قلت المال لك فتحت لان اللبس قد زال قال وهذا قول الخليل ويونس والبصريين الرابع ( شبه التمليك ) نحو قوله تعالى ( جعل لكم من أنفسكم أزواجا ) فليس فيه التمليك حقيقة وانما هو شبهه الخامس ( التعليل ) نحو قوله تعالى ( لتكونوا شهداء على الناس ) ومنه أيضا قول امرئ القيس ( * ويوم عقرت للعذارى مطيتي * ) أي من أجل العذارى وكذا قوله تعالى وخروا له سجدا أي من أجله وأكرمت فلانا لك أي لاجلك وقال الجوهرى هي لام العلة بمعنى كى كقوله تعالى لتكونوا شهداء على الناس وضربته ليتأدب أي لكى يتأدب ولاجل أن يتأدب وقال الازهرى لام كى كقولك جئت لتقوم يا هذا سميت لام كى لان معناها لكى تقوم ومعناه معنى لام الاضافة أيضا ولذلك كسرت لان المعنى جئت لقيامك السادس ( توكيد النفى ) نحو قوله تعالى ( وما كان (1/7897)
الله ليطلعكم ) قال الجوهرى هي لام الجحد بعد ما كان لم يكن ولا تصحب الا النفى كقوله تعالى وما كان الله ليعذبهم أي لان يعذبهم السابع ( موافقة الى ) نحو قوله تعالى ( بأن ربك أوحى لها ) أي اليهار كذلك قوله تعالى وهم لها سابقون أي إليها وكذا قوله تعالى فلذلك فادع واستقم معناه فالى ذلك فادع قاله الزجاج وغيره الثامن ( موافقة على ) نحو قوله تعالى ( ويخرون للاذقان ) يبكون أي على الاذقان وكذلك قوله تعالى ( وان أسأتم فلها ) أي فعليها رواه المنذرى عن أبى العباس وكذلك قوله تعالى وتله للجبين أي على الجبين التاسع ( موافقة في ) نحو قوله تعالى ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) أي في يوم القيامة ومنه قول الشاعر توهمت آيات لها فعرفتها * لستة أعوام وذا العام سابع العاشر ( بمعنى عند ) كقولهم ( كتبته لخمس خلون ) أي عند خمس مضين أوبقين ( وتسمى ) أيضا ( لام التاريخ ) وبذلك عرفها الجوهرى وقال كقولك كتبت لثلاث خلون أي بعد ثلاث وأنشد للراعي حتى وردن لتم خمس بأئص * جدا تعاوره الرياح وبيلا أي بعد خمس والبائص البعيد الشاق والجد البئر وأراد ماء جد وفى المحتسب لابن جنى قولهم كتبت لخمس خلون أي عند خمس ومع خمس الحادى عشر ( موافقة بعد ) نحو قوله تعالى ( أقم الصلاة لدلوك الشمس ) أي عنده 3 قال ابن جنى ومنه أيضا قوله تعاى لا يجليها لوقتها الاهو أي عند وقتها وفعلت هذا الاول وقت أعند ومعه الثاني عشر ( موافقة مع ) كقول الشاعر ( فلما تفرقنا كأنى ومالكا * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ) أي معه قال ابن السكيت يقول إذا مضى شئ فكأنه لم يكن الثالث عشر ( موافقة من ) كقولهم ( سمعت له صراخا ) أي منه الرابع عشر ( التبليغ ) نحو قولك ( قلت له ) أي بلغته الخامس عشر ( موافقة عن ) كقوله تعالى ( وقال ( وقال الذين كفرو اللذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه ) أي عن الذين آمنوا السادس عشر ( الصيرورة وهى لام العاقبة ولام المآل ) نحو قوله تعالى ( فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ) ولم يلتقطوه لذلك وانما مآله العدواة وكذلك قوله تعالى ربنا ليضلوا عن سبيلك ولم يؤتهم الزينة والاموال للضلال وانما مآله الضلال وقال الفراء في قوله تعالى ليضلوا هي لام كى وقال ثعلب هي وما أشبهها بتأويل الخفض أي لضلالهم قال والعرب تقول لام كى في معنى لام الخفض ولام الحفض في معنى لام كى لنقارب المعنى وسماها الجوهرى لام العاقبة وأنشد : ( فللموت تغذ والوالدات سخالها * كما لخراب الدهر تبنى المساكن ) الصواب لخراب الدور كما هو نص الصحاح أي عاقبته ذلك قال ابن برى ومثله قول الآخر أموالنا لذوى الميراث نجمعها * ودورنا لخراب الدهر نبنيها وهم لم يبنوها للخراب ولكن مآلها الى ذلك ومثله قول شتيم بن خويلد الفزارى فان يكن الموت أفناهم * فللموت ما تلد الوالده أي مآلهم الموت السابع عشر ( القسم والتعجب معا ويختص باسم الله تعالى ) كقول ساعدة بن جؤية الهذلى ( لله يبقى على الايام ذوحيد ) * أو ذوصلود من الاوعال ذوخدم والرواية تالله يريد والله كما قرأت في ديوان شعره فحينئذ لا موضع لاستدلاله فتأمل الثا من عشر ( التعجب المجرد عن القسم وتستعمل في ) قولهم ( لله دره ) قيل ومنه قوله تعالى لايلاف قريش أي عجبا من ألفتهم ( و ) تستعمل ( في النداء ) بحذف المستغاث به وابقاء المستغاث له ( نحو يا للماء بكسر اللام ) يريدون يا قوم للماء أي للماء أدعو كم كما في الصحاح قال فان عطفت
على المستغاث به بلام أخرى كسرتها لانك قد أمنت اللبس بالعطف كقول الشاعر يبكيك ناء بعيد الدار مغترب * يا للكهول وللشبان للعجب هكذا أنشده ابن برى على الصواب ( وأما قوله ) أي الحرث بن حلزة اليشكرى ( يا للرجال ليوم الاربعاء أما * ينفك يحدث لى بعد النهى طربا ) فسماها الجوهرى لام الاستغاثة وقال ( فاللامان جميعا للجر لكنهم فتحوا الاولى ) وكسروا الثانية ( فرقا بين المستغاث به والمستغاث له ) وقال في قول مهلهل : يالبكر أنشر والى كليبا * يالبكر أين أين الفرار انها لام استغاثة وقال بعضهم أصله يا آل بكر فخفف بحذف الهمزة كقول جرير يخاطب بشر بن مروان لما هجاه سراقة البارقى قد كان حقا أن تقول لبارق * يا آل بارق فيم سب جرير التاسع عشر ( التعدية ) نحو قولك ( ما أضرب زيدا لعمرو ) العشرون ( التوكيد وهى اللام الزائدة ) نحو قوله تعالى ( نزاعة للشوى ) وقوله تعالى ( يريد الله ليبين لكم ) الحادى والعشرون ( التبيين ) نحو قولك ( سقيا لزيد ) وقوله تعالى ( وقالت هيت لك ) فهذه احد وعشرون معنى وسقط الثاني والعشرون سهوا أو من النساخ وهى الموافقة لمن كقوله تعالى اقترب للناس حسابهم أي من الناس يذكر بعد قوله بمعنى الى هكذا ساقه المصنف في البصائر فهؤلاء أقسام اللام العاملة للجر ( وأما ) اللام ( العاملة للجزم فنحو ) قوله (1/7898)
تعالى ( فليستجيبوا ) لى وليؤمنو ابى ومن أقسامها لام التهديد كقوله تعالى فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولام التحدي كقوله تعالى فليأتوا بحديث مثله ولام التعجيز نحو قوله تعالى فليرتقبوا في الاسباب ذكرها المصنف في البصائر ( وأما غير العاملة فسبع ) وفى الصحاح وأما اللامات المتحركة فهى لام الامر ولام التوكيد ولام الاضافة فأما لام التوكيد فعلى خمسة أضرب منها ( لام الابتداء ) كقولك لزيد أفضل من عمرو وهذا نص الصحاح ومنه قوله تعالى ( وان ربك ليحكم بينهم ) ومنها ( الزائدة ) ولم يذكرها الجوهرى في لامات التوكيد نحو قول الراجز ( * أم الحليس لعجوز شهربة * ) ومنها ( لام الجواب ) للو وللولا كقوله تعالى لولا أنتم لكنا مؤمنين وقوله تعالى ( لو تزيلوا لعذبنا ) الذين كفروا وقوله تعالى ( لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ) وقد تكون جوابا للقسم كقوله تعالى ( تالله لقد آثرك الله علينا ) وفى التهذيب لام التوكيد تصل بالاسماء والافعال التى هي جوابات القسم وجواب ان فالاسماء كقولك ان زيدا لكريم وان عمروا لشجاع والافعال كقولك انه ليذب عنك وانه ليرغب في الصلاح وفى القسم والله لاصلين وربى لاصومن وقال الجوهرى ومنها لام جواب القسم وجميع لامات التوكيد تصلح ان تكون جوابا للقسم كقوله تعالى وان منكم لمن ليبطئن فاللام الاولى للتوكيد والثانية جواب لان القسم جملة توصل باخرى وهى المقسم عليه لتوكيد الثانية بالاولى ويربطون بين الجملتين بحروف يسميها النحويون جواب القسم وهى المكسورة المشددة واللام المعترض بها وهما بمعنى واحد كقولك والله ان زيدا خير منك ووالله لزيد خير منك وقولك والله ليقومن زيد إذا أدخلوا لام القسم على فعل مستقبل أدخلوا في آخرة النون شديدة أو خفيفة لتأكيد الاستقبال واخراجه عن الحال لابد من ذلك ومنها ان الخفيفة المسكورة وما وهما بمعنى كقولك والله ما فعلت ووالله ان فعلت بمعنى ومنها لا كقولك والله لا أفعل لا يتصل الحلف بالمحلوف الا بأحد هذه الحروف الخمسة وقد تحذف وهى مرادة انتهى ومنها ( الداخلة على أداة الشرط للايذان ) نحو قوله تعالى ( ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ) ومنها ( لام أل نحو ) قولك ( الرجل ومنها ) اللاحقة لاسماء الاشارة كما في تلك ) ومنها ( لام التعجب غير الجارة نحو ) قولك ( لظرف زيد ) فهذه الثلاثة لم يذكرها الجوهرى في لامات التوكيد وذكر منها التى تكون في الفعل المستقبل المؤكد بالنون كقوله تعالى ليسجنن وليكونن من الصاغرين ( وللامية باليمن ) كأنها نسبت الى بنى لام من بنى طئ ثم خففت * ومما يستدرك عليه لامه يلومه أخبره بأمره عن سببويه واللوامة بالضم الحاجة وقد تلوم على لوامته أي حاجته وقضى القوم لوامات لهم أي حاجات والمتلوم المتعرض للائمة في الفعل السئ وأيضا المنتظر لقضاء حاجته واللائمة الحالة التى يلام فاعلها بسببها وتلوم تتبع الداء ليعلم مكانه قاله الميداني في شرح المثل لاكوينه كية المتلوم يضرب في التهديد الشديد المحقق واللامى صمغ شجرة أبيض يعلك والنفس اللوامة هي التى اكتسبت بعض الفضيلة فتلوم صاحبها إذا ارتكبت مكروها ورجل لوامة كثير اللوم وهو ألوم من فلان أحق بأن يلام وهو مستليم مستحق للوم واستلام الى ضيفه لم يحسن إليه ولوما بمعنى هلا وهو حرف من حروف المعاني معناه التحضيض كقوله تعالى لوما تأتينا بالملائكة وقال أبو حاتم اللام في قوله تعالى ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون انها لام اليمين كأنه قال ليجزينهم الله
فحذف النون وكسر واللام وكانت مفتوحة فأشبهت في اللفظ لام كى فنصبوا بها كما نصبوا بلام كى ورده ابن الانباري وقال لام القسم لا تكسر ولا ينصب بها وأيده الازهرى وقال أبو بكر سألت أبا البعاس عن اللام في قوله تعالى ليغفر لك الله قال هي لام كى أي لكى يجتمع لك مع المغفرة تمام النعمة في الفتح فلما انضم المغفرة شئ حادث واقع حسن معنى كى ومن أقسام اللامات لام الامر كقولك ليضرب زيد عمرا وانما كسرت ليفرق بينها وبين لام التوكيد ولا يبالى بشبهها بلام الجر لان لام الجر لا تقع في الافعال وهذه اللام أكثر ما استعملت في غير المخاطب وهى تجزم الفعل فان جاءت المخاطب لم ينكر قال الله تعالى فبذلك فليفرحوا ويقويه قراءة أبى فبذلك فافرحوا وقرأ يعقوب الحضرمي أيضا بالتاء وهى جائزة وكان الكسائي يعيب على هذه القراءة ومنها لام أمر المواجه قال الشاعر * قلت لبواب لديه دارها * تئذن فانى حمؤها وجارها أراد لتأذن فحذف اللام وكسر التاء كما في الصحاح وقال الزجاج قوله تعالى ولنحمل خطايا كم بسكون اللام وكسرها وهو أمر في تأويل الشرط وقال الجوهرى اللام الساكنة على ضربين أحدهما لام التعريف ولسكونها أدخلت علهيا ألف الوصل ليصح الابتداء بها فإذا اتصلت بما قبلها سقطت الالف كقولك الرجل والثانى لام الامر إذا ابتدأتها كانت مكسورة وان أدخلت عليها حرفا من حروف العطف جاز فيها الكسر والتسكين كقوله تعالى وليحكم أهل الانجيل ومنها اللامات التى تؤكد بها حروف المجازاة ويجاب بلام أخرى توكيدا كقولك لئن فعلت كذا لتندمن ومن اللامات التى تصحب ان فمرة تكن بمعنى الا ومرة تكون صلة وتوكيدا كقوله تعالى ان كان وعدا بنا لمفعولا فمن جعل ان حجدا جعل اللام بمنزلة الا أي الا مفعولا ومن جعل ان بمعنى قد جعل اللام تأكيدا ومثله قوله تعالى ان كدت لتردين يجوز فيه المعنيان وروى المنذرى عن المبرد قال إذا استغثت بواحد أو بجماعة فاللام مفتوحة وكذلك إذا كنت دعوهم فاما لام المدعو إليه فانها تكسر ويقولون يا للعضيهة ويا للافيكة فان أردت الاستغاثة نصبت اللام أو الدعاء بمعنى التعجب منها كسرتها كأنك أردت يا أيها الرجل اعجب للعضيهة ويا أيها الناس اعجبوا للافيكة وقال ابن الانباري لام الاستغاثة مفتوحة وهى في الاصل خفض الا ان الاستعمال فيها قد كثر مع يا فجعلا حرفا واحدا ومن اللامات لام التعقيب للاضافة (1/7899)
وهى تدخل مع الفعل الذى معناه الاسم كقولك فلان عابر للرؤيا وعابر وفلان راهب ربه وراهب لربه ومنها اللام الاصلية كقولك لحم لعس لوم ومنها الزائدة في الاسماء وفى الافعال كقولك فعمل للفعم وهو الممتلى وناقة عنسل للعنس الصلبة وفى الافعال كقولك قصملة أي كسره والاصل قصمة وقد زادوها في ذاك فقالوا ذلك وفى اولاك فقالوا اولا لك وأما اللام التى في لقد فانها دخلت تأكيدا لقد فاتصلت بها كؤنها منها وكذلك اللام التى في لما مخففة قال الازهرى ومن اللامات ماروى ابن هانئ عن أبى زيد يقال رأيت ليضربك أي الذى يضربك قال وأنشدني المفضل يقول الخنا وأبغض العجم ناطقا * الى ربنا صوت الحمار اليجدع يريد الذى يجدع والعرب تقول هو الحصن أن يرام وهو العزيز أن يضام معناه أحصن من أن يرام وأعزمن ان يضام وقال ابن الانباري العرب تدخل الالف واللام على الفعل المستقبل على جهة الاختصاص والحكاية وأنشد للفرزدق ما أنت بالحكم الترضى حكومته * ولا الاصيل ولاذى الرأى والجدل ومن اللامات ما هو بمعنى لقد نحو قوله لهان علينا أي لقدهان علينا ولام التمييز كقوله تعالى لانتم أشد رهبة ولام التفضيل كقوله تعالى لامة مؤمنة خير من مشركة ولام المدح ولنعم دار المتقين ولام الذم فلبئس مثوى المتكبرين واللام المنقولة يدعو لمن ضره واللام المقحمة عسى أن يكون ردف لكم أي ردفكم وبما ذكرنا تعلم مافى كلام المصنف من القصور ( لهمه كسمعه لهما ) بالفتح ( ويحرك وتلهمه والتهمه ) وقلما يقال الا التهمه أي ( ابتلعه بمرة ) قال جرير * مايلق في أنشداقة تلهما * ( ورجل لهم ككتف وصرد وصبور ومنبر ) أي ( أكول و ) رجل لهم ( كخدب رغيب الرأى ) وقيل ( جواد عظيم الكفاية ج لهمون ) ولا يوصف به النساء ( والبحر ) اللهم ( العظيم ) الكثير الماء ( و ) اللهم ( السابق الجواد من الخليل والناس ) أما الجواد في فقد تقدم فهو تكرار وأما السباق من الخيل فهو الذى كانه يلتهم الارض أي يلتقمها كاللهمم واللهميم بكسرهما ) الاول ملحق بزهلق حكاها سيبويه ولذلك لم يدغم وعليه وجه قول غيلان * شأ ومدل سابق اللهامم * وجمع الاخيرة اللهاميم وأنشد الجوهرى للمغيرة بن حبناء وكان أبرص * لا تحسبن بياضا في منقصة * ان اللهاميم في أقرابها بلق ( ويضم ) أي يقال لهموم وعليه اقتصر الجوهرى أنشد الشعر المذكور وفى حديث على رضى الله تعالى عنه أنتم لهاميم العرب جمع لهموم الجواد من الناس ومن الخليل ( و ) لهم ( بن جلجب من ) بنى ( جديس السابق الجواد وأم اللهيم كزبير الداهية
) نقله الجوهرى وأنشد ابن برى * لقوا أم اللهيم فجهزتهم * غشوم الورد نكنيها المنونا ( و ) أيضا ( الحمى ) أيضا ( المنية ) وقال شمر أم اللهيم كنية الموت لانه يلتهم كل أحد وفى الاساس سميت المنية أم اللهيم لالتهامها الخلق وهو مجاز ( كاللهيم ) كزبير أيضا نقله الجوهرى وقال هي الداهية ( واللهموم ) بالضم ( الناقة الغزيزة ) اللبن نقله الجوهرى والجمع لها ميم ( و ) أيضا ( الجرح الواسع ) كذا في النسخ بضم الجيم وآخره حاء وفى أخرى الخرج بضم الخاء وآخره جيم وكل ذلك تصحيف والصواب الحرح الواسع ( و ) أيضا ( جهاز المرأة ) أي فرجها وهذا يدل على ان ما تقدم قبله ليس بتصحيف من النساخ بل هو من المصنف ( و ) أيضا ( السحابة الغزيز القطر و ) أيضا ( العدد الكثير و ) أيضا ( الجيش العظيم ) يقال عدد لهموم وجيش لهموم ( كاللهام كغراب ) في المعنى الاخير كأنه يلتهم كل شئ وفى الاساس جيش لهام يغتمر من دخله يغيبه في وسطه وهو مجاز ( و ) اللهموم ( الكثير الخير كاللهم ) كخدب وهذا قد تقدم فهو تكرار ( وألهمه الله تعالى خبر القنه اياه ) والالهام ما يلقى في الروع بطريق الفيض ويختص بما من جهة الله والملا الأعلى ويقال ايقاع شئ في القلب يطمئن له الصدر يخص الله به بعض أصفيائه ( واستلهمه اياه سأله أن يلهمه واللهم بالكسر المسن من الثور ) قال شيخنا الاولى والصواب من الثيران أو نحوه لان الثور مفرد لا اسم جنس ( و ) أيضا المسن من ( كل شئ ج لهوم ) بالضم قال صخرالغى يصف وعلا بها كان طفلا ثم أسدس فاستوى * فأصبح لهما في لهوم قراهب وقال ابن الاعرابي الهلم ظباء الجبال ويقال لها اللهم واحدها لهم ويقال في الجمع لهوم أيضا وقال أيضا إذا كبر الوعلى فهو لهم جمعه لهوم وقال غيرة يقال ذلك لبقر الوحش أيضا ( وملهم كمقعد ع كثير النخل ) وقد ذكره الازهرى في الرباعي قال وهى قرية باليمامة وقال السكوني لبنى نمير على ليلة من مرو قال غيرة لبنى يشكر واخلاط من بنى بكر قال طرقة يظل نساء الحى يعكفن حوله * يقلن عسيب من سرارة ملهما وقال جرير * كأن حمول الحى زلن بلعلع * من الواد والبطحاء من نخل ملهما ( ويوم ملهم حرب لبنى تميم وحنيفة ) قال داود بن متمم بن نويرة ويوم به حرب بملهم لم يكن * ليقطع حتى تدرك الدخل ثائره لدى جدول النيرين حتى تفجرث * عليه نحور القوم واحمر خاثره ( والتهم ) الفصيل ( مافى الضرع استوفاه ) وفى الاساس اشتفه ( والتهم لونه بضم التاء تغير و ) يقال ( لهمة من سويق بالضم ) أي (1/7900)
( سفة منه و ) اللهيم ( كزبير القدر الواسعة ) لم أجد من ذكره ولعل الصواب النهيم بالنون فانه هو الذي فسره بأنه القدر الواسعة * ومما يستدرك عليه الملهم كمقعد الاكول من الرجال ولهم الماء كفرح لهما جرعه قال جاب لها لقمان في قلاتها * ماء نقوى عالصدى هاماتها * تلهمه تلهمه لهما بجحفلاتها وابل لهاميم سريعة المشى أو كثيرته قال الراعى * لهاميم في الخرق البعيد نياطه * وجمل لهميم بالكسر عظيم الجوف وألهم كأحمد بليدة على ساحل بحر طبرستان بينها وبين آمل مرحلة قاله ياقوت واللهيماء مصغرة ممدودة ماء لبنى تميم ( اللهجم كجعفر العس الضخم ) وأنشد أبو زيد * ناقة شيخ للاله راهب * تصف في ثلاثة المحالب * في اللهحمين والهن المقارب يعنى بالمقارب العس بين العسين كما في الصحاح ( و ) أيضا ( الطريق الواسع المذلل ) الموطوء المنقاد البين قد أثر فيه السابلة حتى استتب وكذلك اللهمج وكأن الميم فيه زائدة والاصل لهج ( وتلهجم به أولع ) قال الجوهرى وهذا يحتمل ان تكون الميم فيه زائدة وأصله من اللهج وهو الولوع ( و ) تلهجم ( الطريق استبان وأثر فيه السابلة ) وقل اتسع واعتادت المارة اياه * ومما يستدرك عليه تلهجم الحبا البعير إذا تحركا وأنشد الجوهرى لحميد بن ثور الهلالي كأن وحى الصرد ان في جوف ضالة * تلهجم لحييه إذا ما تلهجما ( اللهذم كجعفر والذال معجمة القاطع من الاسنة ) يقال سنان لهذم وكذلك سيف لهذم وناب لهذم وفى بعض نسخ الصحاح الماضي من الاسنة قال زهير * يطبع العوالي ركبت كل لهذم * ( و ) اللهذم ( الحر الواسع و ) يقال ( لهذمه ) لهذمة ( وتلهذمه ) إذا ( قطعه وتلهذمه أكله ) قال سبيع * لولا الا له ولولا حزم طالبها * تلهذموها كما نالوا من العير * ومما يستدرك عليه اللهاذمة اللصوص نقله الجوهرى عن أبى عمر وكذلك القراضبة قال ابن سيده ولا أعرف له واحد الا أن يكون واحده ملهذم وتكون الهاء لتأنيث الجمع ( لهزمه ) لهزمة ( قطع لهزمتيه ) بالكسر ( وهما ) عظمان ( ناتئان ) في اللحيين ( تحت الاذنين ) ويقال هما مضيغتان عليتان تحتهما كما في الصحاح وفى التهذيب في أصل الحنكين في أسفل الشدقين وفى المحكم مضغتان في أصل الحنك وقيل عندك منحنى اللحيين أسفل من الاذنين وهما معظم اللحيين وقيل هما ما تحت الاذنين
أعلى اللحيين والخدين وقيل هما مجتمع اللحم بين الماضع والاذن من اللحى ( ج لهازم ) وأنشد الجوهرى يا خازبار أرسل اللهازما * انى أخاف أن تكون لازما وقال آخر * أزوح أنوح ما يهش الى الندى * قرى ما قرى للضرس بين اللهازم ( ولهزم الشيب خديه ) أي ( خالطهما ) وأنشد أبو زيد لاحد بنى فزارة أما ترى شيبا علانى اغتمه * لهزم خدى به ملهزمه ولهزه الشيب أيضا بهذا المعنى ولذا يقال ان الميم زائدة صرح به الازهرى في تركيب ل ه ز ( واللهازم لقب بنى تيم الله ) وفى الصحاح تيم اللات ( بن ثعلبة ) بن عكابة وهم عكابة وهم حلفاء بنى عجل كذا في الصحاح وفى التهذيب اللهازم عجل وتيم للات وقيس بن ثعلبة وعنترة وأنشد ابن برى * وقد مات بسطام بن قيس وعامر * ومات أبو غسان شيخ اللهازم * ومما يستدرك عليه هو من لهازم القبيلة أي من أوساطها لا أشرافها استعيرت من اللهازم التى هي أصول الحنكين ( اللهاسم ) أهمله الجوهرى وفى النوادر هي ( مجارى الاودية الضيقة ) وهى الخاقيق كاللحاسم ( الواحد ) لهسم ولحسم ( كقنفذ والسين مهملة ) * ومما يستدرك عليه لهسم ما على مائدة أكله أجمع كلهمس نقله الصاغانى في السين وكان الميم زائدة ونقله ابن القطاع أيضا ( الليم بالكسر ) أهمله الجوهرى هنا وقال في تركيب ل أم الليم ( الصلح ) والاتفاق بين الناس ولين الهمزة كما يلين في الليام جمع اللئيم وأنشد ثعلب إذا دعيت يوما نمير بن غالب * رأيت وجوها قد تبين ليمها ( و ) الليم أيضا ( شبه الرجل في قده وشكله وخلقه ) وكذلك لمة الرجل وقد ذكر في ل أ م ( وليمة بالكسرة بساحل يحر عمان والليمون بالفتح ) والعامة تكسره ( ثمر م ) أي معروف ( وقد تسقط نونه ) وهو على نوعين حلو ومالح ( و ) المالح ( فيه باد زهرية يقاوم بها السموم كلها ) شربا مع قليل من الملح ويسكن الصفراء في الحال ( كثيرة المنافع عظيمتها ) وهو بخلاف الحلوفى الخواص ولذا قالوا كل حلو دواء الا الليمون وكل حامض أذى وكل حامض أذى الا الليمون * ومما يستدرك عليه ليمياء ككيمياء جزيرة بالروم وهى الاقليمياء التى ذكرها المصنف بينها وبين القسطنطينية نحو من مائتي ميل في البحر ( فصل الميم ) مع الميم ( المرهم ) أهمله الجوهرى هنا وذكره في تركيب رهم وهو ( دواء مركب للجراحات ) وقال الليت هو ألين ما يكون من الدوا الذى يضمد به الجرح وفيه لغتان الملهم والمرهب وكلا هما لحن وجوز شيخنا في الاخيرة انها من باب الابدال ( وذكر الجوهرى له في ره م وهم ) وقد تبعه المصنف هناك من غير تنبيه عليه وهنا كانه نسى ذلك ( والميم أصليه لقولهم مر همت الجرح ولو كانت زائدة لقالوا رهمت ) قال شيخنا هذا ليس بدليل ولانص فيه لانهم قالوا مسكن وتمسكن مع انه محتمل للسكون (1/7901)
والمسكنة أو الكون على ما هو مشهور * ومما يستدرك على مرهم اسم رجل ومحمد بن مرهم الشروانى محدث * ومما يستدرك عليه مريم كمفعد غير عربية اسم فلا تكون مشتقة من شئ وهو اسم أم سيدنا عيسى عليه السلام وأبو مريم من كناهم وذكر المصنف اياه في رى م غير وجيه * ومما يستدرك عليه مرطهوم اسم أرض جاء ذكرها في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الى أبى شمر كما في السير * ومما يستدرك عليه مغام كسحاب كما ضبطه الرشاطى وقيل كغراب كما ضبطه ابن السمعاني بلد بطليطلة من الاندلس منه أبو عمر يوسف بن يحي بن يوسف المغامى من ولد أبى هريرة رضى الله تعالى عنه فقيه نبيل بصير بالعربية أقام بقرطبة ثم بمصر وتوفى بالقيروان سنة مائتين وثمان ثمانين ذكره الحميدى في جذوة المقتبس ( الملم بالتحريك ) أهمله الجوهرى والجماعة وهو ( الرجل اللئيم ) الدنئ النفس ( الموم بالضم الشمع ) معرب كما في الصحاح واحدته مومة فال الازهرى وأصله فارسي وفى صفة الجنة وأنهار من عسل مصفى من موم العسل ( و ) الموم ( اداة للعائك يضع فيها الغزل ويسنج به ) وهى المعروفة بالسمكة ( و ) أيضا ( اداة للاسكاف و ) الموم ( البرسام ) كما في الصحاح وقيل مع الحمى وقيل هو بثر أصغر من الجدرى وأنشد الجوهرى لذى الرمة يصف صائدا إذا توجس ركزا من سنابكها * أو كان صاحب أرض أو به الموم فالارض الزكام والموم البرسام ( و ) قال الليث قيل الموم ( أشد الجدرى ) وبه فسر البيت وقيل هو الجدرى الذى يكون كله قرحة واحدة فارسية وقيل عربية وقد ( ميم ) الرجل ( كقيل ) يمام ( فهو مموم ) ولا يكون يموم لانه مفعول به ( وكعب بن مامة جوادم ) معروف ( من ايام ) ويقال مامة اسم أمه قال أرض تخيرها الطيب مقيلها * كعب ابن مامة وابن أم دواد قال ابن سيده قضينا على الف مامة انها واو لكونها عينا وحكى أبو على في التذكرة عن أبى العباس مامة من قولهم أمر موام كذا حكاه بالتخفيف قال وهو عنده فعال فإذا صحت هذه الحكاية لم يحتج الى الاستد لال على مادة الكلمة * ومما يستدرك عليه الموماة المفازة
الواسعة والجمع موام وحكى ابن جنى ميام قال ابن ميام قال ابن سيده والذى عندي في ذلك انها معاقبة لغير علة الا طلب الخفة وقال أبو خيرة هي لموماء والموماة اسم يقع على جميع الفلوات وقال المبرد يقال لها الموماة والبوباة وقال ابن برى الموم الحمى وأنشد لمليح الهذلى به من هواك اليوم قد تعلمينه * جوى مثل موم الربع يبرى ويلعج ومامة اسم أم عمرو بن مامة والموم نوع من الجنون استدركه شيخنا نقلا عن الهاملية من فقه الخفية * قلت وهو يرجع الى معنى البرسام ( مهيم ) كمريم ( كلمة استفهام ) وفى الصحاح يستفهم بها ( أي ما حالك وما شأنك ) ومنه الحديث انه رأى على عبد الرحمن بن عوف وضرا من صفرة فقال مهيم قال تزوجت امرأة من الانصار على نواة من ذهب فقال أولم ولو بشاة قال أبو عبيد هي كلمة يمانية معناه ما أمرك وما هذا الذى بك قال الازهرى ولا أعلم على وزنه كلمة غير مريم قال شيخنا وقوله كلمة استفهام وشرحه بعد بالجملة كانه تناقض الا أن يريد كلمة استفهام مع المستفهم عنه مع بعده ( أو ) معناه ( ما وراءك أو أحدث لك شئ ) وفى توضيح الشيخ ابن مالك هو اسم فعل بمعنى أخبروني قال شيخنا وهو أقرب مما ذكره المصنف وهى مبنية على السكون وهل هي بسيطه أو مركبة قولان لاهل العربية كذا في عقود الزبرجد قيل أول من قالها الخليل عليه السلام ومعناها ما الخبر وأوردها المبرد في آخر الكامل ( ومهما ) يأتي ( في باب الحروف اللينة ) قريبا ان شاء الله تعالى * ومما يستدرك عليه في النهاية في حديث سطيح * أزرق مهم الناب صرار الاذن * قال أي حديد الناب قال الازهرى هكذا روى قال وأظنه مهو الناب يقال سيف مهو الناب أي حديدها ماض وأوردها الزمخشري أزرق ممهى الناب أي محدد الناب من أمهيت الحديدة إذا حددتها شبه بعيره بالنمر لزرقة عينيه وسرعة سيره ( ميمة ) بالفتح أهمله الجوهرى هناو ذكر الميم في تركيب الموم وتبعه صاحب اللسان وغيره من الائمة وقال ياقوت ميمة ( ناحية باصبهان ) تشتمل على عدة قرى ينسب إليها أبو على الحسن الميمى حدث ببغداد عن أبى على الحداد فسمع منه أبو بكر الحازمى وغيره وأبو الفتوح مسعود بن محمد بن على الميمى سمع المعجم الكبير على فاطمه بنت عبد الله بن أبى بكر بن زيد ( والميم ) بالكسر وانما أطلقه للشهرة ( من حروف المعجم ) أورده الجوهرى في م وم وهو حرف مجهور يكون أصلا وبدلا وكان الخليل يسميها مطبقة لانك أذا تكلمت بها أطبقت وهو من الحروف الصحاح الستة المذلقة هي التى في حيزين حيز القاء وحيز اللام وزعم الخليل انه رأى يمانيا سئل عن هجائه فقال بابا مم مم قال ابن سيده وأصحاب الحكاية على اللفظ ولكن الذين مدوا أحسنوا الحكاية والميمان هما بمنزلة النونين من الجلين قال الراجز تخال منه الا رسم الرواسما * كافا وميمين وسينا طاسما وأنشدنا بعض الشيوخ لغزا في اسم محمد صلى الله عليه وسلم خذ الميمين من ميم * ولا تنقط على أمرى وامزجهم يكن اسما * لمن كان به فخري وفى البصاء للمصنف الميم من حروف الهجاء يظهر من انطباق الشفتين قرب مخرج الباء والنسبة ميمى عبارة عن عدد الاربعين في حساب الجمل والميم الاصل كما في الاصلى كما في ملح ومحل وحمل لزائدة منها ما تكون في أول الكلمة كمضرب أوسطها (1/7902)
كلبن قمارص ودرع دلامص أو آخرها كزرقم وستهم وشدقم والمبدلة من الباء كبنات بخر ومخر ومن الواو ونحو فم فان أصله فوه بدليل ان الجمع أفواه ومن النون كالسام في السان ومن لام التعريف كالحديث ليس من امبر امصيام في امسفر * قلت وهى لغة يمانية ومن المبدلة بالنون أيضا نحو عمبر وشمباء في عنبر وشنباء وقول ذى الرمة كأنها عينها منها وقد ضمرت * وضمها السير في بعض الاضاميم قيل له من أين عرفت الميم قال والله ما أعرفها الا أنى خرجت الى البادية فكتب رجل حرفا فسألته عنه فقال هذا الميم فشبهت به عين الناقة * ومما يستدرك عليه ميم ميما حسنا وحسنة إذا كتبها وكذلك مومها ولذا قيل ان الصواب يذكر في موم كما نقله الجوهرى نظرا الى هذا وجمعه على التذكير أميام وعلى التأنيث ميمات وميم والميم الخمر قال الشاعر انى امرؤ في سعة أو محل * أمتزج الميم بماء ضحل * ومما يستدرك عليه ميدوم قرية بمصر من أعمال البهنساوية وقد دخلتها ومنها مسند مصر أبو الفتح محمد بن ابراهيم ابن أبى القاسم بن غاب البكري الميدومى ولد سنة ستمائة وأربع وستين وسمع من النجيب الحرانى وابن علاق وأكثر عنه العراقى أيضا جدا وتوفى سنة سبعمائة وأربع وخمسين ( فصل النون ) مع الميم ( نأم كضرب ومنع ) واقتصر الجوهرى على الاولى ( نئيما ) كامير ( أن أو هو ) أي النئيم شبه الانين أو ( كالزحيرا و ) هو ( صوت خفى أو ضعيف ) ايا كان ( والنئيم صوت القوس ) كالنأمة وقد نأمت القوس قال أوس إذا ما تعاطوها سمعت لصوتها * إذا أنبضوا فيها نئيما وأزملا
( و ) أيضا صوت ( الاسد ) وهو دون لزئير ( و ) يستعار منه لصوت ( الظبى ) وأنشد ابن الاعرابي الا ان سلمى مغزل بتبالة * تراعى غزالا بالضحى غير نوأم متى تستثره من منام ينامه * لترضعه ينئم إليها ويبغم ( والنأمة النغمة والصوت و ) منه قولهم ( أسكت الله تعالى نأمته ) كما في الصحاح وهو مهموز مخفف الميم ( ويقال نامته مشددة ) الميم من غير همز قال الجوهرى فيجعل من المضاعف وفى المحكم وهو ماينم عليه من حركته يدعى بذلك على الانسان وقيل معناه ( أي أماته ) ومما يستدرك عليه النئيم صوت البوم قال الشاعر * الانئيم البوم والضوعا * وتنأمت الديكة صاحت وأنشد ابن الاعرابي * وسماع مدجنة تعللنا * حتى نؤوب تنؤم العجم أي الديكة هكذا رواه مهموزا ورواه غيره تنوم بالواو ويروى تناوم وعلى هذه الرواية المراد بالعجم ملوك العجم لانهم كانوا يتناومون على اللهو والنأمة الحركة ويقال ما يعصيه زأمة ولا نأمة أي ما يعصيه كلمة كما في الاساس ( انتم فلان ) علينا ( بقول سوء ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى ( أي انفجر بالقول القبيح ) والسب ( كانه افتعل من نتم ) كما تقول من نتل انتتل ومن نتق انتتق على افتعل وجوز شيخنا ان يكون انفعل من تتم فموضعه فصل التاء الفوقية * قلت وفيه نظر وأنشد أبو عمر ولمنظور الاسدي قد انتتمت على بقول سوء * بهيصلة لها وجه دميم حليلة فاحش وأن بئيل * مزوزكة لها حسب لئيم * ومما يستدرك عليه نتمى كذكري قرية بمصر بالقرب من محلة أحمد كلاهما من أعمال حوف رمسيس وقد رأيتها ونسب إليها بعض العلماء ( نثم ينثم وانتثم ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى أي ( تكلم بالقبيح ) والسب هكذا أورده في فصل ن ت م قائلا لا أدرى انتثمت بالثاء أو بتائين فوقيتين قال والاقرب انه من نثم ينثم لانه أشبه بالصواب قال ولا أعرف واحدا منهما ( نجيرم بفتح النون والراء وكسر الجيم ) أهمله الجوهرى والجماعة وقال ابن السمعاني هي ( محلة بالبصرة ) * قلت ويروى بفتح الجيم أيضا نقله ياقوت ويقال أيضا نجارم رواه ابن الاشرف هكذا ونقله ياقوت أيضا وقال ياقوت نجيرم بليدة مشهورة دون سيراف مما يلي البصرة على جبل هناك على ساحل البحر رأيتها مرارا ليست بالكبيرة ولابها آثار تدل على انها كانت كبيرة أولا فان كان بالبصرة محلة يقال لها نجيرم فهم ناقلة هذا الاسم إليها وليس مثلها ما ينقل منها قوم يصير لهم محلة وقد ( خرج منها علماء ) محدثون وأهل الادب منهم أبو يعقوب يوسف بن يعقوب السعترى النجيرمى عن أبى مسلم اللجى وعنه أبو الحسن محمد بن على بن صخر الازدي البصري ومنها أيضا ابراهيم بن عبد الله النجيرمى الكاتب مؤلف كتاب ايمان العرب وهو عندي بخط قديم ( لنجم الكوكب ) الطالع هذا هو الاصل ( ج أنجم وأنجام ) كافلس وأفراج قال الطرماح وتجتلي غرة مجهولها * بالرأى منها قبل أنجامها و ( نجوم ) ومنه فول لشاعر * ففى السماء نجوم مالها عدد * وليس يكسف الا الشمس والقمر ( ونجم ) بضمتين وهو قليل كسقف وسقف ومن الشاذ قراءة من قرأ وعلامات وبالنجم هم يهتدون وهى قراءة الحسن قال الراجز ان الفقير بيننا قاض حكم * ان ترد الماء إذا غاب النجم (1/7903)
وذهب ابن جنى الى أنه جمع فعلا على فعل ثقل وقد يجوز أن يكون حذف الواو تخفيفا قال شيخننا وضبطه بعض فسكون وجزم قوم بأنه مقصور من نجوم ( و ) النجم ( من النبات ما ) اظهر على وجه الارض و ( نجم على غير ساق ) وتسطح فلم ينهض وقد خص بذلك كما خص القائم على الساق منه بالشجر وبه فسر قوله تعالى والنجم والشجر يسجدان ومعنى سجود هما دوران الظل معهما قال أبو اسحق وجائزان يراد من النجم هناما نجم من نجوم السماء ( و ) قال أهل اللغة اسم النجم يجمع الكواكب كلها قال ابن سيده وقد خص ( الثريا ) فصار لها علما وهو من باب الصعق وكذلك قال سيبويه في ترجمة هذا الباب هذا باب يكون فيه الشئ غالبا عليه اسم يكون لكل من كان من أمته أو صفته من الاسماء التى تدخلها والالف واللام وتكون نكرته الجامعة لما ذكرت من المعاني ثم مثل بالصعق والنجم وقال الجوهرى هو اسم لها علم وان أخرجت منه الالف واللام تنكر قال ابن برى ومنه قول المرار ويوم من النجم مستوقد * يسوق الى الموت نور الظباء وقال ابن يعفر * ولدت يحادى النجم يتلو قرينه * وبالقلب قلب العقرب المتوقد وقال الراعى * فباتت تعد النجم في مستحيرة * سريع بأيدى الاكلين جمودها يعنى الثريالان فيها ستة أنجم ظاهرة يتخللها نجوم صغار خفية وبه فسر بعضهم قوله تعالى والنجم إذا هوى قاله الزجاج وفى الحديث إذا طلع النجم ارتفعت العاهة وفى رواية ما طلع النجم وفى الارض من العاهة شئ وفى رواية ما طلع النجم قط وفى الارض عاهة الا رفعت أراد بالنجم الثريا وبطلوعها عند الصبح وذلك في العشر الاوسط من ايار وسقوطها مع الصبح في العشر الاوسط من تشرين الاخر
والعرب تزعم ان بين طلوعها وغروبها أمر اضا ووبا وعاهات في الناس والابل والثمار ومدة مغيبها بحيث لاتبصر بالليل نيف وخمسون ليلة لانها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها فإذا بعدت عنها ظهرت في الشرق وقت الصبح وقال الحربى انما أراد بهذا الحديث أرض الحجاز لان في ايار يقع لحصاد بها وتدرك الثمار وحينئذ تباع لانها قد أمن عليها من العاهة وقال القتيبى أحسب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد عاهة الثمار خاصة ( م ) من المجاز النجم ( الوقت المضروب ) نقله الجوهرى لانهم يعرفون الاوقات بطلوع الشمس ثم نقل للوظيفة التى تؤدى في الوقت المضروب وقولهم نجمت المال إذا وزعته كانك فرضت ان تدفعه عند طلوع كل نجم ثم أطلق النجم على وقته ثم على ما يقع فيه كما في تفسير الشهاب في أول البقرة * قلت وأصله ان العرب كانت تجعل مطالع منازل القمر ومساقطها مواقيت حلول ديونها وغيرها فتقول إذا طلع النجم حل عليك مالى أي الثريا وكذلك باقى المنازل فلما جاء الاسلام وجعل الله تعالى الاهلة مواقيت لما يحتاجون إليه من معرفة أوقات الحج والصوم ومحل الديون سموها نجوما اعتبارا بالرسم القديم الذى عرفوه واحتذو حذو ما ألفوه ( و ) النجم ( اسم ) وكذا أبو النجم وتارة يضيفونه الى الملة والدين ( و ) من المجاز النجم ( الاصل ) يقال ليس لهذا الامر نجم أي أصل وليس لهذا الحديث نجم كذلك ( و ) من المجاز النجم ( كل وظيفة من شئ ) والجمع نجوم وهى الوظائف نقله الازهرى وهى التى تؤدى في الوقت المضروب كما تقدم عن الشهاب قريبا ( وتنجم رعى النجوم من سهرأو عشق والمنجم ) كمحدث ( والمتنجم والنجام ) كشداد قال ابن سيده الاخيرة مولدة وقال ابن برى وابن خالويه يقول في كثير من كلامه وقال النجامون ولا يقول المنجمون قال وهذا يدل على ان فعله ثلاثى ( من ينظر فيها ) أي في النجوم ( بحسب مواقيتها وسيرها ) في طلوعها وغروبها ( ونجم ) الشئ ينجم نجوما ( ظهر وطلع ) ومنه نجوم النبات والقرن والكوكب والناب وفى الحديث هذا ابان نجومه أي ظهوره يعنى النبي صلى الله عليه وسلم ( كأنجم و ) نجم ( المال ) إذا ( أداه نجوما ) أي يؤديه عند انقضاء كل شهر منها نجما ( كنجم تنجيما ) قال زهير في ديات جعلت نجوما على العاقلة ينجمها قوم لقوم غرامة * ولم يهر يقوا بينهم مل ء محجم وفى حديث سعدوالله لا أزيدك على أربعة آلاف منجمة تنجيم الدين هو ان يقدر عطاؤه في أوقات معلومة متتابعة مشاهرة أو مساناة ومنه تنجيم المكاتب ( والنجمة ) بالفتح وعليه اقتصر الجوهرى ( ويحرك ) عن شمر ( نبت م ) معروف في البادية قال أبو عبيد السراديح أماكن لينة تنبت النجمة والنصى قال والنجمة شجرة تنبت ممتدة على وجه الارض ( أو المحركة غير الساكنة وانما هما نبتان ) فالنجمة شجيرة خضراء كأنها أول بذر الحب حين يخرج صغارا وبالتحريك شئ ينبت في أصول النخلة وأنشد الجوهرى للحرث بن ظالم : أخصيى حمارظل يكدم نجمة * أتؤ كل جاراتي وجارك سالم وقال أبو عمرو الشيباني الثيل يقال له النجم الواحدة نجمة وقال أبو حنيفة الثيل والنجمة والعكرش كله شئ واحد وانما قال قال الشاعر ذلك لان الحمار إذا أراد أن يقلع النجمة من الارض وكدمها ارتدت خصيتاه الى مؤخره وقال الازهرى النجمة لها قضبة تفترش الارض افتراشا وشاهد النجم قول زهير : مكلل بأصول النجم تنسجه * ريح خريق لضاحى مائه حبك ( و ) من المجاز ( ذوالنجمة ) لقب ( الحمار ) لانه يحبها كما في الاساس ( و ) المنجم ( كمقعد المعدن ) يقال فلان منجم الباطل والضلالة أي معدنه كما في الصحاح ( و ) المنجم ( الطريق الواضح ) قال البعيث * لهافى أقاصى الارض شأو ومنجم * وقول ابن لجأ فصبحت والشمس لما تنعم * ان تبلغ الجدة فوق المنجم (1/7904)
أي لم تردان تبلغ جدة الصبح طريقته الحمراء ( و ) المنجم ( كمنبر حديدة معترضة في الميزان فيها لسانه ) كما في الصحاح وبه سمى الحافظ السيوطي كتابه المتضمن لاسماء شيوخه بالمنجم ( و ) من المجاز ( أنجم المطر وغيره ) كالبر دو الحمى ( أقلع ) قال أنجمت قرة السماء وكانت * قد أقامت بكلبة وقطار وأنجمت السماء أقشعت يقال أثجمت أياما ثم أنجمت ( والمنجمان كمجلس ومنبر عظمان ناتئان ) في بواطن الكعبين ( من ناحيتى القدم ) يقبل أحدهما على الآخر إذا صفت القدمان ( و ) النجام ( ككتاب وادأوع ) قال معقل بن خويلد الهذلى نزيعا محلبا من أهل لفت * لحى بين أثلة والنجام هكذا فسروه ويحتمل أن يكون النجام هنا جمع نجمة للنبت الذى ذكرو يشهد له حديث جرير بين نخلة وضالة ونجمة وأثلة فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه النجيم كامير الطرى من النبات حين نجم فنبت قال ذو الرمة يصعدن رقشابين عوج كأنها * زجاج القنا منها نجيم وعارد والنجوم ما نجم من العروق امام الربيع ترى رؤسها أمثال المسال تشق الارض شقا والنجمة الكلمة عن ابن الاعرابي ونجمة الصبح
فرس نجيب والنجمة محركة بطين من العرب ينزلون بالجيزة من ريف مصر والنجم نزول القرآن نجما نجما وبه فسر بعض قولة تعالى والنجم إذا هوى وكذا قوله تعالى فلا أقسم بمواقع النجوم وكان بين أول ما نزل منه وآخره عشرون سنة ونظر في النجوم فكر في أمر ينظر كيف يدبره وهو مجاز وبه فسر قوله تعالى حكاية عن سيد نا ابراهيم عليه السلام فنظر نظرة في النجوم وقال الحسن أي تفكر ما الذى يصرفهم عنه إذا كلفوه الخروج معهم الى عيدهم والمنجم كمنبر الكعب وكل مانتأ وأيضا الذى يدق به الوتد ويقال ما نجم لهم منجم مما يطلبون كمقعد أي مخرج والمنجم منجم النهار حين ينجم ونجم الخارجي طلع ونجمت ناجمة بموضع كذا أي نبعت وضربه فما أنجم عنه حتى قتله أي ما أقلع ونجم نوء الاسد والسماك تنجيما انتظر طلوع نجمه تنجم تتبع النجمة للبت واحتفر عنها ونجم السهم والرمح إذا نفذا لنصل والسنان من المرمى والمطعون وأنجمت الحرب أقلعت وديرنجيم قرية بالا شمونين ونين ونجوم قرية بالشرقية والنجومين بالبهنساوية والنجيمية من قرى عشر باليمن ( نحم ينحم ) من حد ضرب ( نحما ) بالفتح ( ونحيما ) كامير ( ونحمانا ) محركة وقيل بالفتح إذا ( تنحنح أو هو كالزحير أو فوقه ) قال رؤبة * من نحمان الحسد النحم * بالغ بالنحم كشعر شاعر ونحوه والافلا وجه له وأنشد أبو عمرو : مالك لاتنحم يا فلاحه * ان النحيم للسقاة راحه وفلاحة اسم رجل ( و ) نحم ( الفهد ) ونحوه من السباع ينحم نحما ( صوت ) وقيل نحيم الفهد ونئيمه صوته الشديد ( والنحام ) كشداد ( الكثير النحيم و ) من المجاز النحام ( النجيل ) لانه إذا سئل ينحم يتشاغل بذلك قاله السهيلي والزمخشري وقال طرفة أرى قبرنحام بخيل بماله * كقبرغوى في البطالة مفسد ( و ) النحام ( الاسد و ) أيضا ( فرس سليك ابن السلكة ) السعدى عن الاصمعي في كتاب الفرس قال فيه كأن قرائم النحام لما * ترحل صحبتي أصلا محار وأنشد ابن الكلبى في كتاب الخليل له : قدم النحام واعجل يا غلام * واقذف السرج عليه واللجام ( و ) النحام ( لقب نعيم بن عبد الله ) بن أسيد العدوى القرشى قال ابن أبى حاتم اسمه في الاصل صالح وابنه ابراهيم بن صالح مدنى روى عن ابن عمر لقب به ( لقوله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم أي سعلة ) وقال السهيلي هي السعلة المستطيلة وقال السخاوى في شرح الالفية العراقية هي السعلة التى تكون بآخر النحنحة الممدود آخرها وقيل في تفسير الحديث أي سمعت له صوتا ( وقيل لقبه النحام كغراب ) قال شيخنا وهو من غرائبه التى لا يوافق عليها ( و ) النحام ( فارس ) من فرسانهم ( ونحم لغة في نعم ) وحروف الحلق ينوب بعضها عن بعض ( و ) النحام ( كغراب طائر ) أحمر ( كالاوز ) أي على خلقته قال الجوهرى يقال له بالفارسية سرخ آوى وهكذا ضبطه الازهرى وابن خالويه ( وغلط الجوهرى في فتحه وشده ) وضبطه السهيلي كضبط الجوهرى ( و ) النحم ( كخدب الشديد النحيم ) ومنه قول رؤبة * من نحمان الحسد النحم * وقد ذكر ما فيه ( والانتحام الا عتزام وقد انتحم على كذا وكذا ) أي اعتزم عليه * ومما يستدرك عليه المنتحم من له زفير وزحير في صدره ومنه قول ساعدة الهذلى : وشرحب نحره دام وصفحته * يصيح مثل صياح النسر منتحم ورجل نحم ككتف ونحم السواق والعامل ينحم وينحم نحيما إذا استراح لى شبه انين يخرجه من صدره والنحيم صوت من صدر الفرس والحمال ينحم ويستعين بنحيمه على حمله وكذا نازع الدلو والنحام الكندى من بنى مالك بن كنانة تابعي ثقة روى عنه الزهري ( النخمة ) بالفتح ( والنخامة بالضم ) وعليه اقتصر الجوهرى ( النخاعة ) فهما عنده سواء وقال الليث النخاعة ما يخرج من الصدر والخلق أو من الصدر فقط والنخامة مايخرج من الرأس ( ونخم ) الرجل ( كفرح نخما ) بالفتح ( ويحرك وتنخم دفع بشئ ) والقاه ( من ) خراشى ( صدره ) فقط ( أو ) منه ومن ( أنفه ) واسم ذلك الشئ النخامة ( و ) نخم ( كنصر ) ينخم نخما ( لعب وغنى ) عن الليث قال الازهرى هذا صحيح وقال ابن الاعرابي والنخم ( أجود الغناء ) ومنه حديث الشعبى انه اجتمع شرب من أهل الانبار وبين أيديهم (1/7905)
ناجود فغنى ناخمهم أي مغنيهم * ألا فاسقيانى قبل جيش أبى بكر * ( النخمة الحسن و ) النخوم ( كصبور كورة بمصر ) وقال ياقوت هي كلمة قبطية اسم لمدينة بمصر ( والنخم محركة الاعياء ) * ومما يستدرك عليه نخمة الرجل حسه والحاء المهملة لغة فيه والنخمة ضرب من خشام الانف وهو ضيق في نفسه وقال ابن الاعرابي النخمة الشجاعة والنخمة اللطمة ووقع في كتاب الافعال لابن القطاع ونحم نخمالغب واعيا واخاله تصحيفا من لعب وغنى ( ندم عليه كفرح ندما ) محركة على القياس ( وندامة ) على القياس أيضا ( وتندم ) أي ( أسف ) وفى الحديث الندم توبة وقال الراغب الندامة التحسر من تغير رأى في أمر فائت وقال أبو البقاء
اسم للندم وحقيقته ان يلوم نفسه على تفريط وقع منه وقال غيره غم يصحب الانسان يتمنى ان ما وقع منه لم يقع ( فهو نادم ) سادم أي مهتم ( وندمان ) سدمان كذلك هذا قول كثير من أهل اللغة وأنكره بعضهم فقال الندمان لا يكون الا من المنادمة نقله شيخنا ( ج ) ندامى ( كسكارى ) ومنه الحديث غير خزا ياولا ندامى أي غير نادمين وفى المحتسب لا بن جنى وكأنه محرف عن ندامين ثم أبد لوا النون ياء وأدغمو افيها ياء فعاليل ثم حذفوا احدى الياءين تحفيفا ثم أبدلوا من الكسرة فتحة ومن الياء الفا فصار ندامى ( و ) قوم ندام سدام مشل ( كتاب و ) ندام سدام مثل ( زنار والنديم والنديمة المنادم ) فعيل بمعنى مفاعل لانه من نادمه على الشراب فهو نديمه ونديمته وليست التاء للتأنيث قال البريق الهذلى زرنا أبا زيد ولاحى مثله * وكان أبو زيد أخى ونديمى ( ج ندماء ) ككوماء ووقع في نسخة شيخنا ندمان ومثله بقضبان وهو صحيح أيضا ( كالندمان ) بالفتح متفق عليه وهو الذى يرافقك ويشاربك : وأنشد الجوهرى للنعمان بن نضلة العدوى فان كنت ندمانى فبالاكبرا سقنى * ولا تسقني بالاصغر المتثلم * قلت ومثله للبرج بن مسهر : وندمان يزيد الكاس طيبا * سقيت إذا تغورت النجوم ( ج ندامى ) كسكارى وأنشد ابن جنى في المحتسب لعمري لئن انزفتم أو صحوتم * لبئس الندامى كنتم آل ابجرا ( وندام ) بالكسر ولايجمع بالواو والنون وان ادخلت الهاء في مؤنثه قال أبو الحسن انما ذلك لان الغالب على فعلان أن يكون انثاه بالالف نحو ريان وريا وسكران وسكرى وأما باب ندمانة وموتانة وسيفانة فيمن أخذه من السيف فعزيز بالاضافة الى فعلان الذى أثناه فعلى وفى الصحاح جمع النديم ندام وجمع الندمان ندامى ( وقد يكون الندمان جمعا ) نقله ابن سيده ( ومحمد بن حسن بن أبى بكر ابن نديمة كسفينة أبو بكر الصيد لانى شيخ ) أبى سعيد بن ( السمعاني ) وقد روى عن أبى الخير بن أبى عمر ان قال الحافظ وهو فرد ( ونادمه منادمة ونداما ) بالكسر ( جالسه على الشراب ) هذا هو الاصل ثم استعمل في كل مسامرة قال الجوهرى ويقال المنادمة مقلوبة من المدامنة لانه يدمن شرب الشراب مع نديمه لان القلب في كلامهم كثير ( والندم ) بالفتح ( الكيس الظريف ) كالندب بالباء ( و ) الندب ( بالتحريك الاثر ) كالندب والباء والميم يتبادلان كثيرا ( وخذما انتدم ) وانتدب وأوهف ( أي ما تيسر ) * ومما يستدرك عليه امرأة ندمى من الندم لاند مانة كما جزم به في المصباح وقيل يقال ذلك على لغة بنى اسد فانهم يجوزونه في كل فعلان ويجمع النديم أيضا على ئدمان كقضيب وقضبان وامرأة ئدمانة من المنادمة نقله ابن مالك ولم يختلف فيه والنسوة ندامى أيضا كما في الصحاح والتنادم المنادمة على الشراب ومنه قول النعمان بن نضلة لعل أمير المؤمنين يسوءه * تناد منا في الجوسق المتهدم والندام بالكسر السقى وبه فسر ثعلب قول أبى محمد الحذلمى * فذاك بعد ذاك من ندامها * وفى حديث عمر رضى الله عنه اياكم ورضاع السوء فانه لابد من ان ينتدم يوماما أي يظهر أثره وهو من الندم محركة الاثر وقال الزمخشري من الندم بالفتح وهو الغم اللازم إذ يندم صاحبه لما يعثر عليه من سوء آثاره وتندم تتبع أمر اندما وأندمه الله فندم ويقال اليمين حنث أو مندمة وأنشد الجوهرى للبيد : والافما بالموت ضر لاهله * ولم يبق هذا الامر في العيش متدما والنيدمان نبت ( نريمان ) بفتح النون وكسر الراء أهمله الجماعة وهو ( علم ونيرمان ) بفتح النون والراء ( ة بهمدان ) من ناحية الجبل واليها ينسب أبو سعيد محمد بن على بن خلف وابنه ذو المفاخر أبو الفرج حمدو كانا من أعيان الادباء ولهما شعر قاله ياقوت ( النزم ) أهمله الجماعة وهو ( شدة العض و ) المنزم ( كمنبر السن و ) النزيم ( كأمير حزمة البقل قال ابن عباد ) في المحيط ( والصواب في الكل بالباء الموحدة ) كما نبه عليه الصاغانى في التكملة ولا يخفى ان مثل هذا لا يستدرك به على الجوهرى ( النسم محركة نفس الروح كالنسمة محركة ) أيضا يقال ما بها نسمة أي نفس وما بها ذونسم أي ذوروح وقيل النسم جمع النسمة ( و ) النسم ( نفس الريح إذا كان ضعيفا كالنسيم ) كأمير وقال أبو حنيفة النسيم ابتداء كل ريح قبل أن تقوى وقال غيره النسيم من الرياح التى يجئ منها نفس ضعيف وفى الصحاح النسيم الريح الطيبة ( والنيسم ) كحيدر ( ج أنسام ) يحتمل أن يكون جمع النسيم أو النسم قال يضف الابل وجعلت تنضح من انسامها * نضح العلوج الحمر في حمامها (1/7906)
أنسامها روائح عرقها يقول لها ريح طيبة ( نسم ينسم نسما ) بالفتح ( ونسيما ونسمانا ) محركة ( هب و ) نسمت ( الارض نسامة تزت ) برطوبة صوابه نسمت بالتشديد ويأتى في الشين قريبا ( و ) نسم ( البعير بخفه ينسم ضرب ) عن الكسائي ( و ) نسم ( الشئ ) نسما تغير كنسم بالكسر ) وخص بعضهم به الدهن ( وتنسم تنفس ) يمانية وفى الحديث لما تنسموا روح الحياة أي وجدوا نسيمها ( و ) تنسم
التسيم ) إذا ( تشممه ) كتنسم العليل والمحزون اياه فيجدان لذلك خفة وفرحا ( و ) تنسم ( المكان بالطيب ) أي ( أرج ) به ( و ) تنسم ( العلم تلطف في التماسه والنسمة محركة الانسان ج نسم ونسمات ) بالتحريك فيهما قال الاعشى بأعظم منه تقى في الحساب * إذا النسمات نفضن الغبارا ( و ) النسمة في العتق ( المملوك ذكرا كان أو أنثى ) وقال بعض النسمة الخلق يكون ذلك للصغير والكبير والدواب وغيرها ولكل ما كان في جوفه روح حتى قالوا للطير نسمة وفى الحديث من اعتق نمسة مؤمنة وقى الله عزوجل بكل عضو منه عضوا من النار قال خالد النسمة النفس والروح وكل دابة في جوفها روح فهى نسمة وقال ابن الاثير أي من اعتق ذاروح وكل دابة فيها روح فهى نسمة وانما يريد الناس وفى حديث على رضى الله عنه والذى فلق الحبة وبرأ النسمة أي خلق ذات الروح وكثيراما كان يقولها إذا اجتهد في يمينه وقال ابن شميل النسمة غرة عبدأ وأمة وفى حديث البراء بن عازب اعتق النسمة وفك الرقبة قال أو ليسا واحدا قال لاعتق النسمة ان تفرد بعتقها وفك الرقبة ان تعين في ثمنها ( و ) النسمة ( الربو ) ومنه الحديث تنكبوا الغبار فان منه تكون النسمة أراد تواتر النفس والنهيج فسميت العلة لاستراحة صاحبها الى تنفسه فان صاحب الربولا يزال يتنفس كثيرا ( والمنسم كمجلس ) طرف ( خف البعير ) وهما كالظفرين في مقدمه بهما يستيان أثر البعير الضال قال الاصمعي وقالوا منسم النعامة كما قالوه للبعير كما في الصحاح وخلف الفيل منسم والجمع مناسم واستعاره بعض الشعراء للظبى قال يذب بسحما وين لم يتفللا * وحى الذئب عن طفل مناسمه مخلى ( و ) المنسم من الامر ( العلامة ) والاثر يقال رأيت منسما من الامر أعرف به وجهه أي أثرا منه وعلامة وهو مجاز ( و ) قال أبو مالك المنسم ( الطريق ) وأنشد للأحوص وان أظلمت يوما على الناس غسمة * أضاء بكم يا آل مروان منسم يعنى الطريق وفى حديث عمرو واسلامه لقد استقام المنسم أي تبين الطريق وهو مجاز ( و ) المنسم ( المذهب والوجه ) يقال أين منسمك أي أين مذهبك ومتوجهك وفى الصحاح أين وجهتك ( و ) المنسم ( كمحدث محيى النسمات ) يقال نسم نسمة إذا أحياها بالعتق أوبادرار الرزق ( والنسيم الروح ) يقال مابهاذ ونسيم أي ذوروح وأنشد الازهرى للاغلب ضرب القدار نقيعة القديم * يفرق بين النفس والنسيم قال أراد بالنفس جسم الانسان أو دمه وبالنسيم الروح ( و ) النسيم أيضا ( العرق ) والجمع انسام عن ابن الاعرابي وخصه بعض في الحمام وتقدم شاهده ( والنيسم ) كحيدر ( الطريق الدارس ) المستقيم كاليسب أوما وجدت من الآثار في الطريق وليست بجادة بينة قال الراجز : باتت على نيسم خل جازع * وعث النهاض قاطع المطالع ( كالنسم محركة ) وهو أثر الطريق الدارس ( وهى ) أي النسم ( ريح اللبن والدسم و ) أنشد شمر يا زفر القيسي ذو الأنف الاشم * هيجت من نخلة أمثال النسم قال النسم هنا ( طير سراع ) خفاف لا يستبينها الانسان من خفتها وسرعتها قال وهى فوق الخطاطيف غبر ( تعلوهن خضرة و ) يقال مافى الاناسم مثله أي ( الناس ) كانه جمع النسم انساما ثم أناسم جمع الجمع ( ونسم في الامر تنسيما ابتدأ ) ولم يدخل فيه والشين لغة فيه ( و ) نسم ( النسمة أحياها واعتقها ) ومنه المنسم ( والناسم المريض ) الذى قد ( أشفى على الموت ) يقال فلان ينسم كنسم الريح الضعيف وقال المرار : يمشين رهواو بعد الجهد من نسم * ومن حباء غضيض الطرف مستور * ومما يستدرك عليه تنسمت الريح هبت : قال الشاعر فان الصباريح إذا ما تنسمت * على كبد محزون تجلت همومها ونسم الريح محركة أولها حين تقبل بلين قبل أن تشتد * وفى حديث مرفوع بعثت في نسم الساعة أي حين ابتدأت وأقبلت أوائلها كما في الصحاح وقال ابن الاعرابي في ضعف هبوبها وأول اشراطها وقيل هو جمع نسمة أي في آخر النش ء من بنى آدم والمنسم كمقعد مصدر نسم نسيما ونسم البعير كفرح نسما نقب منسمه والمنسم كمحدث لقب رجل من بنى اسد كان ضمن لهم رزق كل بنت تولد فيهم ومنه قول الكميت : ومنا ابن كوزو المنسم قبله * وفارس يوم الفيلق العضب ذو العضب وناسمه مناسمة شامه نقله الجوهرى وهو طيب المناسمة والمنامسة والنسم محركة الانف يتنسم به وأنشد ابن برى للحرث بن خالد بن العاص * علت به الا نياب والنسم * والمنسم كمجلس البيت عن ابن برى وبه فسر قولهم أين منسمك والنسمة بالفتح العرقة في الحمام وغيره عن ابن الاعرابي ويقال امصلت الناقة ولدها قبل ان تنسم أي تجسد وتم وصار نسمة وتنسم الخبر وأثر فلان حتى استيانه (1/7907)
ونسم لى منه خبر وأثر أي بان وهو باقى النسيم أي القوة والصلابة وهو ثقيل الظل بارد النسيم يقال ذلك للثقيل هو مجاز ( النشم محركة شجر للقسى ) تتخذ منه وهو جبلى من عتق العيد ان قال ساعدة بن جؤبة يأوى الى مشمخرات مصعدة * شم بهن فروع الضال والنشم وقال امرؤ القيس : عارض زوراء من نشم * غير بانات على وتره
( ونشم اللحم تنشيما ) إذا ( تغير ) وابتدأت فيه رائحة كريهة كما في الصحاح وقيل تغيرت ريحه ولم ينتن وفى التهذيب تغيرت ريحه لامن نتن ولكن كراهة وأنشد : وقد أصاحب فتبا ناشرابهم * خضر المراد ولحم فيه تنشيم قال خضر المراد ماء الكرش ( و ) نشم ( في الامر ) إذا أخذ فيه كما في الصحاح وقيل ( ابتدأ ) فيه كذا نص اللحيانى هكذا قال فيه ولم يقل به ( كتنشم ) عن ابن الاعرابي وذلك إذا ابتدأ فيه ولم يوغل ( و ) نشم ( في الشر أخذ ونشب ) ومنه قولهم نشم الناس في عثمان أي طعنوا فيه ونالوا منه وأصله من تنشيم اللحم وأنشد ابن الاعرابي قد اغتدى والليل في جريمه * معسكرا في الغر من نجومه * والصبح قد نشم في أديمه قال يريد تبدى في أول الصبح ( و ) نشمت ( الارض ) تنشيما ( نزت ) بالماء ومر للمصنف في التى قبلها بالتخفيف ( و ) نشم ( الله تعالى ذكره ) في الدنيا ( رفعه و ) النشم مقلوب النمش يقال منه ( نشم الثور كفرح فهو نشم ) إذا كان ( فيه نقط بيض و ) نقط ( سود و ) المنشم ( كمجلس ومقعد ) حب من ( عطر شاق الدق أو ) شئ يكون في ( قرون السنبل ) يسميه العطارون روقا وهو ( سم ساعة ) قال ابن برى وهو البيش ( و ) قال زهير : تدار كتما عبسا وذبيان بعدما * تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم هكذا ضبطه الجوهرى بكسر الشين وقد صار مثلا في الشر وقال هشام الكلبى من قال منشم بكسر الشين فهى منشم ( بنت الوجيه العطارة بمكة ) من حمير وقال غيره من همدان وقال أبو عمر والشيبانى كانت تبيع الحنوط وهى من خزاعة وقيل هي امرأة من جرهم ( وكانوا ) ونص الجوهرى عن الاصمعي وكانت خزاعة وجرهم ( إذا أرادوا القتال ونطيبوا بطيبها ) وليس في نص الصحاح الواو وكانوا إذا فعلوا ذلك ( كثرت القتلى ) فيما بينهم ونقل ابن برى عن الا صمعى هو اسم عطارة بمكة كانوا إذا قصدوا الحرب غمسوا أيديهم في طيبها وتحالفوا عليه بان يستميتوا في الحرب ولا يولوا أو يقتلوا وقال الكلبى هي جرهمية وكانت جرهم إذا خرجت لقتال خزاعة خرجت معهم فطيبتهم فلا يتطيب بطيبها أحد الا قاتل حتى يقتل أو يجرح وقيل امرأة كانت صنعت طيبا تطيب به زوجها ثم انها صادقت رجلا وطيبته بطيبها فلقيه زوجها فشم ريح طيبها عليه فقتله فاقتتل الحيان من أجله قال الكلبى ومن قال منشم بفتح الشين فهى امرأة تنتجع العرب تبيعهم عطرها فأغار عليها قوم من العرب فأخذ واعطرها فلغ ذلك قومها فاستأصلوا كل من شموا عليه ريح عطرها وقد ضرب بها المثل في الشر ( فقالوا أشام من عطر منشم ) هكذا حكاه ابن برى بالضبطين ( و ) قال بعضهم المنشم ( ثمرة سوداء منتنة الريح و ) قال أبو عبيدة منشم ( ع ) وبه فسر قول زهير ( و ) يقال هو ( حب البلسان ) نقله الجوهرى ( وتنشم العلم تلطف في التماسه ) ولو قال تنسمه كان أخصر وقيل تنشم منه علما إذا استفاد منه * ومما يستدرك عليه نشمه تنشيما نال منه كنشبه ونقل ابن برى عن أبى عمرو قال منشم الشر بعينه ويدى من الجبن ونحوه نشمة كفرحة نقله الجوهرى ونشم محركة موضع عن نصر ( النصمه ) ظاهر اطلاقه انه بالفتح وقد أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي الصنمة والنصمة كلاهما بالتحريك ( الصورة ) التى ( تعبد ) من دون الله تعالى ( التضم ) بالضاد المعجمة أهمله الجوهرى والليث ووقع في بعض النسخ النطم بالطاء وهو غلط وروى أبو العباس عن عمرو عن أبيه النضم ( الحنطة الحادرة السمينة واحدته بهاء ) قال الازهرى وهو صحيح * ومما يستدرك عليه النطمة والطاء مهملة وقد أهمله الليث والجوهري وتبعهما المصنف وقال ابن الاعرابي هي النقرة من الديك وغيره كالنطبة بالباء كذا في التهذيب ( النظم التأليف وضم شئ الى شئ آخر ) وكل شئ قرنته بآخر فقد نظمته ( و ) النظم ( المنظوم ) باللؤلؤ والخرز وصف بالمصدر يقال نظم من لؤلؤ ( و ) النظم ( الجماعة من الجراد ) يقال جاء نانظم من الجراد وهو الكثير كما في الصحاح وهو مجاز ( و ) أيضا ( ثلاثة كواكب من الجوزاء ) كما في الصحاح ( و ) نظم ( ع ) وقيل ماء بتجد ( و ) النظم ( الثريا ) على التشبيه بالنظم من اللؤلؤ قال أبو ذؤيب فوردن والعيوق معقدر ابئ * الضبر باء فوق النظم لايتتلع ورواه بعضهم فوق النجم وهما الثريا معا ( و ) النظم أيضا ( الدبران ) الذى يلى الثريا ( ونظم اللؤلؤ ينظمه نظماو نظاما ) بالكسر ( ونظمه ) تنظيما ( ألفه وجمعه في سلك فانتظم وتنظم ) ومنه نظمت الشعر ونظمته ونظم الامر على المثل وله نظم حسن ودر منظوم ومنظم ( وانتظمه بالرمح اختله ) وانتظم ساقيه وجانبيه كما قالوا اختل فؤاده أي ضمهما بالسنان ويروى قوله * لما انتظمت فؤاده بالمطرد * والرواية المشهورة لما اختللت وقال أبو زيد الانتظام للجانبين والاختلال للفؤاد والكبد ونقل شيخنا عن بعض المحققين انه لا يتعدى انتظم الا إذا استعير لجمع كما في شرح الشفاء ( والنظام ) بالكسر ( كل خيط ينظم به لؤلؤ ونحوه
ج ) نظم ( ككتب ) قال * مثل الفريد الذى يجرى متى النظم * ( و ) من المجاز النظام ( ملاك الامر ) تقول ليس لهذا الامر (1/7908)
من نظام إذا لم تستقم طريقته ( ج أنظمة وأناظيم ونظم ) بضمتين ( و ) أيضا ( السيرة والهدى والعادة ) يقال ما زال على نظام واحد أي عادة وليس لامرهم نظام أي ليس له هدى ولا متعلق ولا استقامة ( ونظاما السمكة والضب وانظاما هما بكسرهما و ) حكى عن أبى زيد ( انظومتا هما بالضم ) وهما ( خيطان منظومان بيضا من الذنب الى الاذن ) وفى الصحاح والنظامان من الضب كشيتان منظومتان من جانبى كليتيه طويلتان اه ويقال في بطنها انظامان من البيض ( وقد نظمت ) الضبة بيضها في بطنها ( ونظمت ) بالتشديد ( وأنظمت ) نظما وتنظيم لو انظاما ( وهى ناظم ومنظم ومنظم ) كمحسن ومحدث وذلك حين تمتلئ من أصل ذنبها الى أذنها بيضا وكذلك الدجاجة أنظمت إذا صار في بطنها بيض كما في الصحاح وكل ذلك مجاز ( والا نظام ) بالفتح ( نفس البيض المنتظم ) كأنه منظوم في سلك ( و ) الانظام ( من الرمل ) ضفرته وهى ( ما تعقد منه كنظامه ) وانظامته بكسرهما ( و ) الانظام ( كل خيط نظم خرزا ) والجمع أناظيم وكذلك مسكن الضبة ( و ) قال ابن شميل ( النظيم ) كأمير ( الشعب فيه غدر ) وقلات ( متواصلة قريب بعضها من بعض ) سمى به لانه نظم ذلك الماء والجمع نظم بالضم ( و ) قال غيره النظيم ( من الركى ما تناسق فقره ) على نسق واحد ( و ) النظيم ( ع ) من عارض اليمامة قال ابن هرمة عفت دارها بالرقمتين فأصبحت * سويقة منها أقفرت فنظيمها وقال مروان : إذا ما تذكرت النظيم ومطرقا * حننت وأبكانى النظيم ومطرق ( كالنظيمة ) وهو موضع في شعر عدى بن الرقاع قاله ياقوت ( و ) النظام ( كشداد لقب ابراهيم بن سيار ) أبى ابراهيم المعتزلي ( المتكلم ) في دولة المعتصم كان يقول ان الالوان والطعوم والروائح والاصوات أجسام وان العادل لا يقدر على الظلم وكان يد من الخير وتبعه طائفة من المعتزلة ( و ) أيضا لقب ( محمد بن عبد الجبار الشاعر الاندلسي ) ذكره الامير ( و ) نظام ( ككتاب جدجد الاعشى الهمداني عبد الرحمن بن عبد الله بن الحرث ) ويقال اسمه عبد الرحمن بن الحرث كما في انساب ابن الكلبى وهو من بنى مالك ابن جشم بن حاشد * ومما يستدرك عليه نظم الحنظل حبه في صيصائه والانتظام الاتساق وتناظمت الصخور تلاصقت ونظم الحبل شكه ونظم الخواص المقل ضفره والنظائم شكائك الحبل وانتظم الصيد طعنه أورماه حتى ينفذه وقيل لا يقال انتظمه حتى يجمع رميتين بسهم أو رمح والنظمة كواكب الثريا عن ابن الاعرابي وتنظم الكلام وانتظمه نظمه وهذان البيتان ينتظمهما معنى واحد وجاء نظام من جراد أي صف ونظمت النخلة قبلت اللقاح وخردلت لم تقبله ورجل نظام ونظيم كشداد وسكيت كثير نظم الشعر ونظم القرآن لفظه وهى العبارة التى تشتمل عليها المصاحف صيغة ولغة ( النعيم والنعمى بالضم ) مقصورا ( الخفض والدعة والمال كالنعمة بالكسر ) يقال فلان واسع النعمة أي واسع المال كما في الصحاح قال الرازي النعمة المنفعة المفعولة على جهة الاحسان الى الغير قال فخرج بالمنفعة المضرة المخفية والمنفعة المفعولة لا على جهة الاحسان الى الغير بأن قصد الفاعل نفسه كمن أحسن الى جارية ليربح فيها أو أراد استدراجه بمحبوب الى ألم أو أطعم غيره نحو سكر أو خبيص مسموم ليهلك فليس بنعمة وقال الراغب النعمة ما قصد به الاحسان والنفع وبناؤها بناء الحالة التى يكون عليها الانسان كالجلسة ( وجمعها ) أي النعمة ولذا لم يشر إليها بالجيم على عادته ( نعم ) بكسر ففتح ( وأنعم ) بضم العين كشدة وأشد حكاه سيبويه وقال ابن جنى جاء ذلك على حذف التاء فصار كقولهم ذئب وأذؤب ونطع وأنطع ومثله كثير وقال النابغة : فلن أذكر نعمان الا بصالح * فان له عندي يديا وأنعما وقرئ قوله تعالى وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة نقلها الفراء عن ابن عباس وهو وجه جيد لانه قال شاكرا لانعمه فهذا جمع النعم وهو دليل على أن نعمه جائز ومن قرأ نعمه أراد جميع ما أنعم به عليهم ( والتنعم الترفه ) وقال الراغب هو تناول ما فيه نعمة وطيب عيش ( والاسم النعمة بالفتح ) قال الراغب بناؤها بناء المرة من الفعل كالشتمة والضربة والنعمة جنس يقال للكثير والقليل ( نعم كسمع ونصر وضرب ) ثلاث لغات والذى في الصحاح ونعم الشئ بالضم نعومة أي صارنا عمالينا وكذلك نعم ينعم مثال حذر يحذر وفيه لغة ثالثة مركبة بينهما نعم ينعم مثل فضل يفضل ولغة رابعة نعم ينعم بالكسر فيهما وهو شاذ اه قال ابن جنى نعم في الاصل ماضى ينعم وينعم في الاصل مضارع نعم ثم تداخلت اللغتان فاستضاف من يقول نعم لغة من يقول ينعم فحدث هنالك لغة ثالثة فان قلت فكان يجب على هذا أن يستضيف من يقول نعم مضارع من يقول نعم فيتركب من هذا لغة ثالثة وهى نعم ينعم قيل منع من هذا
أن فعل لا يختلف مضارعه أبدا وليس كذلك نعم فان نعم قد يأتي فيه ينعم وينعم فاحتمل خلاف مضارعه وفعل لا يحتمل مضارعه الخلاف اه وحكى ابن قتيبة في أدب الكاتب عن سيبويه انه يقال نعم ينعم بالضم كفضل يفضل قال السهيلي وهو غلط من القتيبى ومن تأمل كتاب سيبويه تبين له أنه لم يذكر الضم الا في فضل يفضل قال شيخنا بل حكاه عنه غيره وذكره ابن القوطية وقال انهما لا ثالث لهما * قلت وقد سبق في اللام عن بعضهم حضر يحضر ونقل ابن درستويه نكل ينكل وشمل يشمل وحكى ابن عديس فرغ يفرغ من الفراغ وبرؤ يبرؤ عن صاحب المبرأ وردهن أبو جعفر اللبلى في بغية الآمال ومر في ف ض ل ما فيه مقنع وبما عرفت ظهر لك مافى سياق المصنف من القصور والمخالفة ( و ) يقال هذا ( منزل ينعمهم ) عينا ( مثلثة ) الفتح والكسر عن ثعلب والضم عن اللحيانى ( و ) زاد الازهرى لغة رابعة وهى ( ينعمهم كيكرمهم ) أي يقرأ عينهم وبحمدونه ( وتناعم وناعم ) أي ( تنعم ) وهو تفسير (1/7909)
لكل ما مضى من ذكر الافعال وتقديره ونعم بلغاته الثلاثة وتناعم وناعم بمعنى تنعم ومنه الحديث كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه أي كيف أتنعم ( وناعمه ) مناعمة ( ونعمه غيره تنعيما ) رفهه فتنعم ( الناعمة والمناعمة والمنعمة كمعظمة الحسنة العيش والغذاء ) المترفة ومنه الحديث انهالطير ناعمة أي سمان مترفة ( ونبت ناعم ومناعم ومتاعم سواء ) قال الاعشى وتضحك عند غر الثنايا كانه * ذرا أقحوان نبته متناعم ( والتنعيمة شجرة ناعمة الورق ) ورقها كورق السلق ولا تنبت الا على ماء ولا ثمرلها وهى خضراء غليظة الساق ( وثوب ناعم ) لين ومنه قول بعض الوصاف وعليهم الثياب الناعمة وقال : ونحمى بها حومار كاما ونسوة * عليهن قز ناعم وحرير ( وكلام منعم كمعظم لين والنعمة بالكسر المسرة ) قال شيخنا وفى الكشاف أثناء المزمل النعمة بالفتح التنعم وبالكسر الانعام وبالضم المسرة وهكذا صرح به غير واحد ممن تكلم على المثلثات * قلت وهو حينئذ مصدر نعم الله بك عينا كالغلمة من غلم والنزهة من نزة ( و ) النعمة ( اليد ) كما في الصحاح زاد ابن سيده ( البيضاء الصالحة ) والصنيعة والمنة وما أنعم به عليك كما في الصحاح وفيه اشارة الى انه اسم من أنعم الله عليه ينعم انعاما ونعمة أقيم الاسم مقام الانعام نعام كقولك أنفقت عليه انفاقا ونفقة بمعنى واحد ( كالنعمى بالضم ) مقصورا ( والنعماء بالفتح ممدودة ) قال الجوهرى ومثله النعيم ( ج ) أي جمع النعمة وظاهر سياقه أنه جمع الالقاظ المذكورة وليس كذلك وكأنه قدا حترز من هذا الايهام في أول التركيب ثم كررو وقع فيه ( أنعم ونعم ) وقد تقدم ذكرهما ( ونعمات بكسرتين وتفتح العين ) الاتباع لاهل الحجاز وحكاه اللحيانى قال وقرأ بعضهم أن الفلك تجرى في البحر بنعمات الله بفتح العين وكسرها قال ويجوز تسكين العين وهذه قدأ غفلها المصنف فاما الكسر فعلى من جمع كسرة كسرات ومن قرأ بنعمات فان الفتح أخف الحركات وهو أكثر في الكلام ( وأنعمها الله تعالى عليه وأنعم بها ) انعاما ومنه قوله تعالى واذ تقول للذى أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك : قال الزجاج معنى انعام الله تعالى عليه هدايته الى الاسلام ومعنى انعام النبي صلى الله عليه وسلم عليه اعتاقه اياه من الرق وقال الراغب الانعام يصال الاحسان الى الغير ولا يقال ذلك الا إذا كان الموصل إليه من الناطقين ( ونعيم الله تعالى عطيته ) الكثيرة الوافرة وقوله تعالى ولتسئلن يومئذ عن النعيم أي عن كل ما استمتعتم به في الدنيا ( و ) في الصحاح ( نعم الله تعالى بك كسمع ونعمك ) عينا نعمة مثل غلم علمة ونزه نزهة ( و ) كذلك ( أنعم ) الله ( بك عينا ) أي ( أقر ) الله ( بك عين من تحبه ) كما في المحكم ( أو أقر عينك بمن تحبه ) كما في الصحاح أنشد ثعلب : أنعم الله بالرسول وبالمر * سل والحامل الرسالة عينا الرسول هنا الرسالة وفي حديث مطرف لا تقل نعم الله بك عينا فان الله لا ينعم باحد عينا ولكن قل أنعم الله بك عينا قال الزمخشري الذى منع منه مطرف صحيح فصيح في كلامهم وعينا نصب على التمييز من الكاف والباء للتعدية والمعنى نعمك الله عينا أي نعم عينك وأقرها وقد يحذفون الجار ويوصلون الفعل فيقولون نعمك الله عينا وما أنعم الله بك عينا فالباء فيه زائدة لان الهمزة كافية في التعدية ويجوز أن يكون من أنعم إذا دخل في النعيم فيعدى بالباء قال ولعل مطرفا خيل إليه ان انتصاب المميز في هذا الكلام عن الفاعل فاستعظمه تعالى الله أن يوصف بالحواس علوا كبير اكما يقولون نعمت بهذا الامر عينا والباء للتعدية فحسب أن الامر في نعم الله بك عينا كذلك ( و ) العرب تقول ( نعم عين ونعمة ) عين ( ونعام ) عين وهذه عن الحرمازى كما في النوادر ( ونعيم ) عين ( بفتحتهن ونعمى ) عين ( ونعامى ) عين ( ونعام ) عين ( ونعم ) عين ( ونعمة ) عين ( بضمهن ونعمة ) عين ( ونعام ) عين ( بكسر هما ) قال سيبويه
( وينصب الكل باضمار الفعل ) المتروك اطهاره ( أي أفعل ذلك انعاما لعينك واكراما ) لك وما أشبهه وفى الصحاح كرامة لك واكراما لعينك وما أشبهه وفى الحديث إذا سمعت قولا حسنا فرويد ابصاحبه فان وافق قول عملا فنعم ونعمة عين آخه وأودده أي قل له نعم ونعمة عين أي أقرعينك بطاعتك واتباع أمرك وقال الفرزدق وكوم تنعم الاضياف عينا * وتصبح في مباركها ثقالا أي تنعم الاضياف عينا بهن لانهم يشربون من ألبانها وقيل ان هذه الكوم تسر بالاضياف كسرور الاضياف بها وقيل انما تأنس بهم لكثرة ألبانها فهى لذلك لا تخاف ان تعقر وحكى اللحيانى يانعم عينى أي يا قرة عينى وأنشد عن الكسانى صبحك الله بخير باكر * بنعم عين وشباب فاخر ( ونعم العود كفرح اخضر ونضر ) وأنشد سيبويه واعوج عودك من لحوو من قدم * لا ينعم العود حتى ينعم الورق ( والنعامة طائر ) معروف أنثى ( ويذكر ) قال الازهرى وجائز أن يقال للذكر نعامة بالهاء ( واسم الجنس نعام ) كحمام وحمامة وجراد وجرادة ( و ) قد ( يقع ) النعام ( على الواحد ) قال أبو كثوة ولى نعام بنى صفوان زوزأة * لمار أي أسد ابالغاب قد وثبا والعرب تقول أصم من نعامة وقد تقدم ط ل م وأموق من نعامة وأشرد من نعامة وأجبن من نعامة وأعدى من نعامة ( و ) النعامة ( المفازة كالنعام ) هكذا في سائر النسخ والذى في الصحاح النعام والنعامة علم من أعلام المفا وزيهتدى به قال (1/7910)
أبو ذؤيب يصف طرق المفازة : بهن نعام بناها الرجا * ل تلقى النفائض فيه السريحا وروى غير الجوهرى عجزه * تحسب آرامهن الصروحا * وقال تأبط شرا لا شئ في ريدها الانعامتها * منها هزيم ومنها قائم باقى ولعل المصنف اغتر بقول الجوهرى علم من أعلام المفاوز فظن أنه يريد علم عليها فتأمل ( و ) النعامة ( الخشبة المعترضة على الزرنوقين ) تعلق منهما القامة وهى البكرة فان كانت الزرانبق من خشب فهى دعم وقال أبو الوليد الكلابي إذا كانتا من خشب فهما النعامتان قال والمعترضة عليهما هي العجلة والغرب معلق بها ( و ) نعامة ( سبعة أفراس ) منسوبة منها ( للحرث بن عباد ) اليشكرى وفيها يقول : قربا مربط النعامة عندي * لقحت حرب وائل عن حيال وابنها فرس خزز بن لوذان السدوسى وبه فسر قوله * وابن النعامة يوم ذلك مركبي * ( و ) فرس ( خالد بن نضلة الاسدي و ) فرس ( مرداس بن معاذا الجشمى وهى ابنة صمعر و ) فرس ( عيينة بن أوس المالكى ) من بنى مالك ( و ) فرس ( مسافع بن عبد العزى و ) فرس ( المنفجر الغبرى ) وفى نسخة العنزي ( و ) فرس ( قراض الازدي ) وعلى الاخيرة اقتصر ابن الكلبى في كتاب الخيل وأنشد له يقول فيه : عرضت لهم صدر النعامة أذرعا * فلم أرج ذكرى كل نفس أشوفها وفى الصحاح والنعامة فرس في قول لبيد : تكاثر قرزل والجون فيها * وتحجل والنعامة والخيال ( و ) النعامة ( الرحل أوما تحته ) هكذا في النسخ والصواب الرجل أوما تحتها كما في المحكم وفى الصحاح ما تحت القدم وفى الهامش يقال الصواب ابن النعامة ما تحت القدم ( وكل بناء عال على الجبل كالظلة ) والعلم نعامة وقال ابن برى هو ما نصب من خشب يستظل به الربيئة وبه فسر قول أبى ذويب السابق ( و ) النعامة ( من الفرس دماغه أو فمه و ) النعامة ( الطريق ) وقيل المحجة الواضحة ( و ) النعامة ( النفس و ) النعامة ( الفرح والسرورو ) النعامة ( الا كرام و ) النعامة ( الفيج المستعجل ) كل ذلك نقله الا زهرى ( و ) النعامة ( صخرة ناشزة في الركية و ) النعامة ( عظم الساق ) هكذا في النسخ والصواب ابن النعامة عظم الساق وبه قسرقول خززبن لوذان * وابن النعامة يوم ذلك مركبي * ( و ) النعامة ( الظلمة و ) النعامة ( الجهل ) يقال سكنت نعامته قال المرار الفقعسى : ولو أنى حدوت به ارفأنت * نعامته وأبغض ما أقول ( و ) النعامة ( العلم المرفوع ) في المفاوز ليهتدى به وقد تقدم ( و ) النعامة ( الساقى ) الذى يكون ( على البئر ) الصواب فيه ابن النعامة ( و ) النعامة ( الجلدة ) التى تغشى الدماغ ) وتغطيه ( و ) نعامة ( ع بنجد ) قال مالك بن نويرة أبلغ أبا قيس إذا ما لقيته * نعامة أدنى دارها فظليم بأنا ذوو وجد وأن قتيلهم * بنى خالد لو تعلمين كريم ( و ) النعامة ( جماعة القوم ومنه ) قولهم ( شالت نعامتهم ) إذا تفرقت كلمتهم وذهب عزهم ودرست طريقتهم وولوا وقيل تحولوا عن دارهم وقيل قل خيرهم وولت أمورهم ( و ) قد ( ذكر في ش ول ) وأنشد ابن برى لابي الصلت الثقفى ان الفرزدق قد شالت نعامته * وعضه حية من قومه ذكر ( و ) النعامة ( لقب كل من ملك الحيرة ) والذى في الصحاح عن أبى عبيدة أن العرب كانت تسمى ملوك الحيرة النعمان لانه كان آخرهم انتهى ولعل ما ذكره المصنف غلط وتحريف ( و ) أيضا ( لقب بيهس ) الفزارى أحد الاخوة السبعة الذين قتلوا وترك هو لحمقه وهو القائل : البس لكل حالة لبوسها * اما نعيمها واما بؤسها
ومنه أحمق من بيهس ( وأبو نعامة لقب قطرى بن الفجاءة ) قال الجوهرى ويكنى أبا محمد أيضا ومنه قول الحريري تقليد الخوارج أيانعامة قال ابن برى أبو نعامة كنية في الحرب وأبو محمد كنية في السلم ( وفي المثل أنت كصاحب النعامة يضرب في المرزئة على من يثق بغير الثقة ) ومن قصتها ( لانها وجدت نعامة قد غصت بصعرور أي بصمغة فأخذتها فربطتها بخمارها الى شجرة ثم دنت من الحى فهتفت من كان يحفنا ويرفناء فليترك وقوضت بيتها لتحمل على النعامة فانتهت إليها وقد أساغت غصتها وأفلتت وبقيت المرأة لاصبدها أحرزت ولا تصيبها من الحى حفظت ) كذا في المحكم ( والنعم ) محركة ( وقد تسكن عينه ) لغة فيه عن ثعلب وأنشد وأشطان النعام مركزات * وحوم النعم والحلق الحلول ولاعبرة بقول شيخنا هو غير معروف ولا مسموع ( الابل ) والبقر ( والشياء ) زاد الزمخشري والمعز والضأن وهذا القول صححه القرطبى ونقل الواحدى اجماع أهل اللغة عليه ومنه قوله تعالى فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذواعدل منكم أي ينظر الى الذى قتل ما هو فتؤخد قميته دراهم فيتصدق بها قال الازهرى دخل في النعم ههنا الابل والبقر والغنم ( أو خاص بالابل ) وهو قول ابن الاعرابي وقيل انما خصت النعم بالابل لكونها عندهم أعظم نعمة وفي تحرير الامام النووي النعم اسم جنس ( ج أنعام وفي الصحاح النعم واحد الانعام وهى المال الراعية وأكثرما يقع هذا الاسم على الابل قال الفراء هو ذكرلا يؤنت يقولون هذا نعم وارد ويجمع على نعمان مثل حمل وحملان والانعام تذكر وتؤنت قال الله تعالى في موضع مما في بطونه وفى موضع مما في بطونها اه وقيل النعم (1/7911)
مؤنث لانه من أسماء جموع مالا يعقل وقيل النعم والانعام فيهما الوجهان قال شيخنا و من جوز الوجهين جعل التقرقة في الاستعمال والجمع لتعدد الانواع انتهى وقيل ان العرب إذا أفردت النعم لم يريدوا بها الا الابل فإذا قالوا الانعام أرادوا بها الابل والبقر والغنم نقل ذلك عن الفراء قال الراغب لكن لا يقال لها أنعام حتى تكون فيها الابل وكان الكسائي يقول في قوله تعالى مما في بطونه انه أراد في بطون ما ذكرنا ومثله قوله * مثل الفراخ نتفت حواصله * أي حواصل ما ذكرنا وقال آخر في تذكير النعم في كل عام نعم يحوونه * يلقحه قوم وينتجونه قال شيخنا وقال جماعة ان الأنعام اسم جمع فيذكر ضميره ويفرد نظر اللفظه ويؤنث ويجمع نظر المعناه و ( جج ) أي جمع الجمع ( أناعيم ) قال الجوهرى ويراد 0 به التكثير فقط لان جمع الجمع اما أن يردبه التكثير أو الضروب المختلفة قال ذوالرمة دانى له القيد في ديمومة قذف * قينيه وانحسرت عند الاناعيم ( والنعامى بالضم ) والقصر على فعال من أسماء ( ريح الجنوب ) لانها أبل الرياح ارطبها كما في الصحاح وبه جزم المبرد في الكامل ومنه قول أبى ذؤيب : مرته النعامى فلم يعترف * خلاف النعامى من الشأم ريحا ( أو ) هي ريح تجئ ( بينه وبين الصبا ) حكاه اللحيانى عن أبى صفوان ( والنعائم ) منزلة ( من منازل القمر ) وهى ثمانية أنجم كأنها سرير معوج أربعة صادرة أربعة واردة كما في الصحاح وفي المحكم أربعة في المجرة وتسمى الواردة وأربعة خارجة تسمى الصادرة وفي التهذيب وهى أربعة كواكب مربعة في طرف المجرة وهى شامية ( وأنعم أن يحسن ) أو يسئ أي ( زادو ) أنعم ( في الامر بالغ ) قال : سمين الضواحى لم تؤرقه ليلة * وأنعم أبكار الهموم وعونها الضواحى مابدا من جسده وانعم أي وزاد على هذا الصفة وأبكار الهموم ما فجئك وعونها ما كان هما بعدهم وفعل كذا وكذا وأنعم أي زاد وفي حديث صلاة الظهر فأبرد بالظهر وأنعم أي أطال الابراد وأخر الصلاة ومنه قولهم أنعم النظر في الشئ إذا أطال لفكرة فيه قال شيخنا وقيل هو مقلوب أمعن وقول الشاعر * فوردت والشمس لما تنعم * أي لما تبالغ في الطلوع ( ونعم وبئس ) فعلان ماضيان لا يتصرفان تصرف سائر الافعال لانهما استعملا للحال بمعنى الماضي فنعم مدح وبئس ذم و ( فيهما ) أربع ( لغات ) الاولى نعم ( كعلم ) منه قول طرفة ما أقليت قد ماى انهم * نعم الساعون في الامر المبر هكذا أنشدوه كعلم جاؤا به على الاصل ولم يكثر استعماله عليه ( و ) الثانية ( بكسرتين ) باتباع الكسرة الكسرة ( و ) الثالثة ( بالكسر ) وسكون العين بطرح الكسرة الثانية ( و ) الرابعة ( بالفتح ) وسكون العين بطرح الكسرة من الثاني وترك الاول مفتوحا ذكر الجوهرى هذه اللغات الاربعة وفى الاخيرة حكى سيبويه أن من العرب من يقول نعم الرجل نعم كان أصله نعم ثم خفف باسكان الكسرة قال ابن الاثير أشهر اللغات كسر النون مع سكون العين ثم فتح النون وكسر العين ثم كسرهما اه ولا يدخل عند سيبويه الاعلى ما فيه الالف واللام مظهرا أو مضمرا كقولك نعم الرجل زيد فهذا هو المظهر ونعم رجلا زيد فهذ هو المضمر وقال الازهرى إذا كان مع نعم وبئس اسم جنس بغير ألف ولام فهو نصب أبدا وان كانت فيه الالف واللام فهو رفع أبد أو ذلك قولك نعم رجلا زيدا م
ونعم الرجل زيد ونصبت رجلا على التمييز ولا يعملان في اسم علم وانما يعملان في اسم منكوردال على جنس أو اسم فيه الف ولام تدل على جنس وفي الصحاح وتقول نعم الرجل زيد ونعم المرأة هند وان شئت قلت نعمت المرأة هند فالرجل فاعل نعم وزيدير تفع من وجهين أحدهما ان يكون مبتد أفدم عليه خيره والثانى أن يكون خبر مبتدا محذوف وإذا قلت نعم رجلا فقد أضمرت في نعم الرجل بالالف واللام مرفوعا وفسرته بقولك رجلا لان فاعل نعم وبئس لا يكون الا معرفة بالالف واللام أوما يضاف الى ما فيه الالف واللام ويراد به تعريف الجنس لا تعريف العهد أو نكرة منصوية ( ويقال ان فعلت ) ذاك ( فيها ونعمت بتاء ساكنة وقفا ووصلا ) لانها تأنيث ( أي ) و ( نعمت الخصلة ) أو الفعلة والتاء ثابتة في الوقف وأنشد الجوهرى لذى الرمة أو حرة عيطل ثيجاء مجفرة * دعا ثم الزور نعمت زورق البلد وفى الحديث من توضأ يوم الجمعة فيها ونعمت ومن اغتسل فالغسل أفضل قال ابن الاثير أي ونعمت الخصلة أو الفعلة هي فحذف المخصوص بالمدح والباء في فبها متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخصلة أو الفعلة يعنى الوضوء ينال الفضل وقيل هو راجع الى السنة أي فبالسنة أخذ فاضمر ذلك ( وتدخل عليه ما فيكتفى بها ) مع نعم ( عن صلته تقول دققته دقانعما ) بكسر النون والعين والعين ومثله في النعوت خبق ودفق ( وقد تفتح العين ) أي مع كسر النون هكذا قيده أبو بكر بن ابراهيم ونقله الازهرى عن أبى الهيثم قال ومثله في النعوت فرس هضب أي كثير الجرى ورجع هضم وبعير خدب للعظيم وهزب وهجف للظليم ( أي نعم ما دققته ) قرأ أبو جعفر وشيبة وعاصم وأبو عمر فنعما هي بكسر النون وجرم العين وتشديد المليم وقرأ حمزة والكسائي بفتح النون وكسر العين وذكر أبو عبيدة حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حين قال لعمروبن العاص نعما بالمال الصالح للرجل الصالح وانه يختار هذه القراءة لاجل هذه الرواية قال ابن الاثير وأصله نعم ما فأدغم وشدد وما غير موصوفة ولا موصولة كانه قال نعم شيأالمال والباء زائدة وقال الجوهرى وان (1/7912)
أدخلت على نعم ما قلت نعما يعظكم به تجمع بين الساكنين وان شئت حركب العين بالكسر وان شئت فتحت النون مع كسر العين انتهى وقال الازهرى وليس في الكلام نعت على فعل بفتح الفاء أي مع كسر العين وقال الزجاج النحويون لا يجيزون مع ادغام الميم تسكين العين ويقولون ان هذه الرواية في نعما ليست بمضبوطة وروى عن عاصم أنه قرأ فنعما بكسر النون والعين وأما أبو عمرو فكان مذهبه في هذا كسرة خفيفة مختلسة والاصل في نعم نعم ونعم تلاث لغات وما في تأويل الشئ في نعما المعنى نعم الشئ قال الازهرى إذا قلت نعم ما فعل وبئس ما فعل فالمعنى نعم شيأ وبئس شيأفعل ذلك وكذلك قوله تعالى نعما يعظكم به معناه نعم شيأ يعظكم به ( وتنعمه بالمكان طلبه و ) تنعم ( الرجل مشى حافيا ) قيل هو مشتق من النعامة التى هي الطريق وليس بقوى ( و ) تنعم ( الدابة ) إذا ( ألح عليها سوقار ) يقال ( نعمهم ) هكذا في النسخ بالتخفيف والصواب بالتشديد ( و ) كذلك ( أنعمهم ) إذا ( أتاهم ) متنعما على قدميه ( حافيا ) على غير دابة ويقال أنعم الرجل إذا شيع صديقه حافيا خطوات ( والنعمان بالضم الدم وأضيفت الشقائق إليه ) وهو نبات أحمر يقال له الشقر ( لحمرته ) وبه جزم عبد الله بن جليد أبو العميثل في نقوله كما نقله ابن خلكان * قلت وهو قول المبرد ( أو هو اضافة الى ) النعمان ( بن المنذر ) ملك العرب ( لانه حماه ) وعلى هذا القول اقتصر الجوهرى ونقل عن أبى عبيدة ان العرب كانت تسمى ملوك الحيرة النعمان لانه كان آخر هم ( ومعرة النعمان د ) قديم من الشام وأهله تنوخ يقال ( اجتاز به النعمان بن بشير ) وضى الله عنه ( فدفن به ولد افاضيف إليه ) وقد تقدم ذكره في الراء والنسبة إليه المعرى ( والنعمانون ثلاثون صحابيا ) وهم النعمان بن أسماء وابن بادية وابن بشير وابن تنبالة وابن ثابت وابن الحر وابن حميد وابن أبى جعال وابن حارثة وابن أبى حزفة وابن خلف وابن زيد والنعمان السبئ وابن سنان وابن سيار وابن شريك وابن عبد عمرو وابن العجلان وابن عدى وابن عصر وابن عمروو ابن أبى فاطمة وابن قوقل وابن قيس وابن مالك بن ثعلبة وابن مالك بن عامر و ابن مقرن وابن مورق وابن يزيد والنعمان قيل ذى رعين رضى الله عنهم وبنو نعام كسحاب بطن ) من أسد بن خزيمة في طريق المدينة يعيرون بسرق العبيد منهم سماعة بن أشول الشاعر ( والانيعم ) مصغرا ( ع والانعمان واديان ) باليمامة عند منعج وحزاز وقال ابن سيده الانعمان اسم موصع وأنشد للراعي صباصبوة بل لج وهو لجوج * وزالت له بالانعمين حدوج ( أوهما الانعم وعاقل ) وقال نصر الانعم جبل باليمامة وهناك آخر قريب منه يقال لهما الانعمان ( والنعا ثم ع بنواحي المدينة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام الفضل بن العباس اللهى ألم يأت سلمى نأينا ومقامنا * بباب دقاق في ظلال سلام
سنين ثلاثا بالعقيق نعدها * وبنت جريد دون فيفا نعائم ( ونعمايا ) بفتح فسكون وبعد الالف الاولى ياء ( جبل ) قال وأغانيج بها لوغونجت * عصم نعما يا إذا حطت تشد ( والانعم ) ظاهر سياقه انه بفتح العين والصواب كافلس كما ضبطه نصر ( ع بالغالية ) من المدينة وقال نصر جبل بالمدينة عليه بعض بيوتها ( نعم بالضم ع برحبة مالك ) بن طوق ( وبرقة نعمى كتر كى من برقهم ) قال النابغة الذبيانى أسائل من سعداك مغنى المعاهد * ببرقة نعمى فذات الاساود ( والتنعيم ع على ثلاثة أميال أو أربعة من مكه ء ) المشرفة وهو ( أقرب أطراف الحل الى البيت ) الشريف ( سمى ) به ( لان على يمينه جبل نعيم ) كزبير ( وعلى يساره جبل ناعم والوادى اسمه نعمان ) بالفتح ( والنعمانية ) ظاهر سياقه بالفتح وضبطه ياقوت بالضم ( ة بمصر ) كذا في كتاب ابن طاهر ( و ) أيضا ( دبين واسط وبغداد ) في نصف الطريق على ضفة دجلة معدودة في أعمال الزاب الاعلى وهى قصبة وأهلها شيعة غالية ومنها ظهير الدين أبو على الحسن بن الخطير بن أبى الحسن الفارسى النعماني كان يقول أنا نعماني من ولد النعمان بن المنذر وولدت بالنعمانية وأنتصر لمذهب النعمان فيما يوافق اجتهادى وكان يحفظ الجمهرة لابن دريد ويسردها كالفاتحة قال ابن طاهر ( وفي كل منهما معدن ) أي مقلع ( الطين ) الذى ( يغسل به الرأس ) وهو المعروف بالطفل ( و ) أيضا ( ة بسنجار و نعمان كسحبان وادوراه عرفة ) بين مكة والطائف يصب في ودان وقيل لهذيل على ليلتين من عرفات ( وهو نعمان الأراك ) لانه ينبته وقال الاصمعي يسكنه بنو عمرو بن الحرث بن تميم بن سعد بن هذيل وبين أدناه ومكة نصف ليلة به جبل يقال له المدرى ومن جباله الأصدار ومنه يجئ العسل الى مكة قال بعض الاعراب نسائلكم هل سال نعمان بعدكم * وحب الينا بطن نعمان واديا وقال أبو العميثل في نعمان الاراك : أما والراقصات بذات عرق * ومن صلى بنعمان الاراك ( و ) نعمان أيضا ( واد قرب الكوفة ) من ناحية البادية ( و ) أيضا ( واد بارض الشام قرب الفرات ) بالقرب من الرحبة ( و ) أيضا ( واد بالتنعيم ) جاء ذكره في كتاب سيف وفي كتاب الاترجة نعمان بلد في الحجاز ( وموضعان آخران ) أحدهما حصن من حصون زبيد والثانى حصن في جبل اصاب في اليمن أيضا ( وناعم كصاحب ومحدث وحبلى وعثمان وزبير وأنعم بضم العين وتنعم كتنصر أسماء ) فمن (1/7913)
الاول ناعم بن أجيل تقدم ذكره في أ ج ل ومن الخامس أنعم بن زاهربن عمرو قبيلة في مراد ( وينعم كيمنع حى ) من اليمن ( ونعم بالضم ) اسم ( امرأة و ) نعم ( أربعة مواضع ) منها الموضع الذى برحبة مالك وقد ذكر قريبا ونعم من حصون اليمن بيد على بن عواض ونعم موضع آخر يضاف إليه الدير قال * قضت وطرامن دير نعم وطالما * ( ونعامة الضبى صحابي ) روى عنه ابنه يزيد ان صح الحديث ( ونعيم كزبير ستة عشر صحابيا ) وهم نعيم بن بدر وابن خباب وابن زيد وابن سلامة وابن سعد وابن عبد الله النحام وابن قعنب وابن عبد كلال وابن عمرو وابن مسعود وابن مقرن وابن هزال وابن هماد وابن تزيد وابن عمرو رض الله عنهم ( ونعيمان مصغرا ابن عمرو ) بن رفاعة النجارى بدرى ( وكان مزاحا يضحك النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا باع سويبط بن حرمله ) القرشى العبدرى البدرى ( من الاعراب بعشر قلائص ) وذلك في سفره مع أبى بكر رض الله عنهما ( فسمع أبو بكر ) ذلك ( فاخذ القلائص وردها واسترد سويبطا فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منه حولا ) وقصته مبسوطة في كتب السير ( والتناعم ) بكسر العين ( بطن ) من العرب ينسبون الى تنعم بن عتيك ( والمنعم بضم العين المكنسة ) هكذا في سائر النسخ والذى في نوادر الفراء قالت الدبيرية حقت المشربة ونعمتها ومصلتها أي كنستها وهى المحوقة والمنعم والمصول المكنسة انتهى فالصواب فيه كمنير لانها اسم آلة فتأمل ذلك ( والناعمة الروضة ) قال أبو عمرو ومن أسماء الروضة الناعمة والواضعة والناصفة والغلباء واللفاء ( ونعمان بن قراد ) عن ابن عمر وعنه زياد بن خيثمة ( ويعلى بن النعمان ) عن بلال بن أبى الدرداء ( بفتحهما تابعيان و ) يقال ( ناعم حبلك ) أي ( أحكمه ) بالفتل ( ونعم بفتحتين ) وسكون الميم ( وقد تكسر العين ) حكاها الكسائي وقرى بهما وفي حديث قتادة عن رجل من خثعم قال دفعت الى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو بمنى فقلت أنت الذى تزعم أنك نبى فقال نعم وكسر العين وقال أبو عثمان النهدي أمرنا أمير المؤمنين عمر رضى الله تعالى عنه بأمر فقلنا نعم فقال لا تقولوا نعم وقولوا نعم بكسر العين وقال بعض ولد الزبير ما كنت اسمع أشياخ قريش يقولون الانعم بكسر العين ( ونعام ) بالشباع الفتحة حتى تحدث الالف ( عن المعا ؟ ذكريا ) النهر ونبى وهى لغة أيضا وهى ( كملة كبلى الا أنه في جواب الواجب ) كما في المحكم وفي التهذيب انما يجاب به الاستفهام الذى لاحجد فيه قال وقد يكون نعم تصديقا ويكون عدة وربما
ناقض بلى إذا قال ليس لك عندي وديعة فتقول نعم تصد يقاله وبلى تكذيبا له ومثله في الصحاح وحاصل ما في المغتى وشروحه انه حرف تصديق بعد الخبر ووعد بعد افعل ولا تفعل وبعد استفهام كهل تعطيني واعلام بعد استفهام ولو مقدرا ( ونعم الرجل تنعيما قال له نعم فنعم بذلك ) بالا كما تقول بجلته أي قلت له بجل أي حسبك حكاه ابن جنى واشتق ابن جنى نعم من النعمة وذلك أن نعم أشرف الجوابين وأسرهما للنفس وأجلبهما للحمد ولا بضدها الا ترى الى قوله وإذا قلت نعم فاصبر لها * بنجاح الوعد ان الخلف ذم وقول الآخر أنشده الفارسى : أبا جودة لا البخل واستعجلت به * نعم من فتى لا يمنع الجوع قاتله ( ونعاماك بالضم ) مثل ( قصاراك ) زنة ومعنى نقله الجوهرى ( ورجل منعام ) مثل ( مفضال ) زنة ومعنى نقله الجوهرى ( وأنعم الله صباحك من النعومة ) كما في الصحاح ( و ) يقال ( أتيت أرضهم فتنعمتنى ) أي ( وافقتنى ) وأقمت بها وفى الصحاح إذا وافقته ( و ) قوله ( تنعم مشى حافيا ) مكرر ( و ) كذا قوله وتنعم ( فلا ناطلبه ) مكرر أيضا هكذا بوجد في سائر النسخ ( و ) تنعم ( قدمه ابتذلها ) كذا في النسخ والصواب تنعم قدميه ابتذلهما كذا نص اللحيانى في النوادر وأنشد تنعمها من بعد يوم وليلة * فأصبح بعد الانس وهو بطين * ومما يستدرك عليه النعم بالضم خلاف البؤس يقال يوم نعم ويوم بؤس والجمع أنعم وأبؤس ورجل نعم ككتف بين المنعم كمقعد ويجوز تنعم فهو ناعم ما أنعمنا بك أي ما الذي أقدمك علينا يقال لمن يقرح بلقائه كانه قال ما الذي أسر ناوأقر أعيننا بلقائك ورؤيتك وقول الشاعر : ما أنعم العيش لو أن الفتى حجر * تنبو الحوادث عنه وهو ملموم انما هو على النسب لانا لم نسمعهم قالوا نعم العيش ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم أحنك الشاتين في أنه استعمل منه فعل التعجب وان لم يك منه فعل وأنعم صار الى النعيم ودخل فيه كأشمل إذا دخل في الشمال وأنعم له قال له نعم ومنه قول أبى سفيان أنعمت فعال عنها أي أجابت بنعم فاترك ذكرها يعنى هبل وقولهم عم صباحا تحية الجاهلية كانه محذوف من نعم ينعم بالكسر كما تقول كل من أكل يأكل فحذف منه الالف والنون استخفافا كما في الصحاح وفي شرح المفضليات شخض كل انسان نعامته وتنعم كتكترم منبذة لبعض الملوك قال أبو حيان وكانه منقول من المصدر وتاؤه زائدة وأجفلوا نعامية أي اجفالة كاجفال النعام نقله الزمخشري وتجمع النعامة للطائر على نعامات ونعائم ونعام ويقال وكب جناحى نعامة إذا جد في أمره ويقال المنهزمين أضحوا نعاما ومنه قول بشر : فاما بنو عامر بالنسار * فكانو اغداة لقونا نعاما وإذا ظعنوا مسرعين قالوا خفت نعامتهم ويقال للعذارى كانهن بيض نعام يقال للفرس له ساقا نعامة تعصر ساقيه وله جؤجؤ نعامة لارتفاع جؤجؤها ومن أمثالهم من يجمع بين الأروى والنعام ويقال لمن يكثر عاله عليك ما أنت الا نعامة يعنون قوله ومثل نعامة تدعى بعيرا * تعاظمه إذا ما قيل طيرى (1/7914)
وان قيل احملي قالت فانى * من الطير المربة في الوكور ويقولون للذى يرجع خائبا جاء كالنعامة لان الأعراب يقولون ان النعامة ذهبت تطلب قرنين فقطعوا أذنيها فجاءت بلا أذنين وفى ذلك يقول بعضهم : أو كالنعامة إذ غدت من بيتها * لتصاغ أذناها بغير أذين فاجتثت الاذنان منها فانتهت * هيماء ليست من ذوات قرون وقال اللحيانى يقال للانسان انه لحفيف النعامة إذا كان ضعيف العقل وأراكة نعامة طويلة وابن النعامة الطريق وقيل عرق في الرجل قال لازهرى قال الفراء سمعته من العرب وقال الجوهرى حكاه في المصنف وقيل ابن النعامة عظم الساق وقيل عرق في الرجل قال الازهرى قال الفراء سمعته من العرب وقال الجوهرى حكاه في المصنف وقيل ابن النعامة عظم الساق وقيل صدر القدم وقيل ما تحت القدم قال عننرة : فيكون مركبك القعود ورحله * وابن النعامة عند ذلك مركبي فسر بكل ذلك وقيل ابن النعامة فرسه وهذا نقله الجوهرى عن الاصمعي وقيل رجلاه وقال أبو عبيدة هو اسم لشدة الحرب وليس ثم امرأة وانما ذلك كقولهم به داء الظبى كذا في الصحاح وقال ابن برى هذا البيت لخزز بن لوذان السدوسى وقبله كذب العتيق وماء شن بارد * ان كنت سائلتي غبوقا فاذهبي لا تذكري مهرى وما أطعمته * فيكون لونك مثل لون الاجرب انى لأخشى أن تقول حليلتي * هذا غبار ساطع فتلبب ان الرجال لهم اليك وسيلة * ان يأخذوك تكحلى وتخضبى ويكون مركبك القلوص ورحله * وابن النعامة يوم ذلك مركبي وقال هكذا ذكره ابن خالويه وأبو محمد الاسود وقال ابن النعامة فرس خزر بن لوذان والنعامة أمه فرس الحرث بن عباد قال وتروى الابيات أيضا لعنترة قال والنعامة خط في باطن الرجل وفي كتاب الاغانى لأبى الفرج في معنى هذه الابيات أي نهاية غرض الرجال منك إذا أخذوك الكحل والخضاب للتمتع بك ومتى أخذوك أنت حملوك على الرجل والقعود وأسروني أنا فيكون القعود مركبك
ويكون ابن النعامة مركبي أنا وقال ابن النعامة رحلاه أو ظله الذى يمشى قال ابن المكرم وهذا أقرب الى التفسير من كونه يصف المرأة بركوب القعود ويصف نفسه بركوب الفرس اللهم الا ان يكون راكب الفرس منهز ما موليا هاربا وليس في ذلك من الفخر مايفوله عن نفسه فأى حالة أسوأ من اسلام حليلته وهربه عنها راكبا أو راجلا فكونه يستهول أخذها وحملها وأسره هو ومشيه هو الامر الذى يحذره ويستهوله فتأمل ذلك والنعام النعائم من النجوم لغة فيه : وأنشد ثعلب باض النعام به فنفر أهله * الا المقيم على الدوى المتأفن ويقال باض النعام على رؤسهم إذا لبسوا البيض نقله الرمخشرى ناعمة موضع ونعمان الغرقد موضع يالمدينة ويقال له نعمان الاصغر كما يقال لنعمان الاراك بمكة الاكبر ونعمان جبل بين مكة والطائف وهو غير الوادي الذى تقدم ذكره ويقال له نعمان السحاب كما جاء في حديث ابن جبير وأضافه الى السحاب لانه ركد فوقه لعلوه ونعمان الصدر حصن بناحية النجار من اليمن ومسافر ابن نعمة بن كرير من شعرائهم حكاه ابن الاعرابي وسموا نعميا كدعمي ويوم نعمة بالكسر من أيام العرب عن ياقوت ونعام كسحاب موضع باليمن وبرق ونعام ما آن لبنى عقيل خلا عبادة عن الاصمعي وفى الصحاح موضعان من أطراف اليمن : وقال ياقوت نعام واد باليمامة لبنى هزان في أعلى المجازة كثير النخل والزرع وناعمة امرأة طبخت عشبا يقال له العقار رجاء أن يدهب الطبخ بغائلته فاكلته فقتلها فسمى العقار لذلك عقار ناعمة رواه ابن سيده عن أبى حنيفة وقد ذكر في ع ق ر ونعماباذ قرية بسواد الكوفة نسبت الى نعم سرية النعمان قاله الكلبى وناعم حصن من حصون خيبر عنده قتل محمود بن مسلمة ألقوا عليه رحى فقتلوه وأيضا موضع آخر في شعر عدى بن الرقاع وذو نعامة بن عمرو بن عامر كثمامة بطن من ذى يزن منهم عبد الله بن اسمعيل بن ذى نعامة ذكره الهمداني في الا كليل وبنو النعامة بطن من كلب منهم ابن أدهم الشاعر ذكره ابن الكلبى ونعمة بن المؤيد الطرسوسى بالظم من مشايخ السلفي قال الحافظ هو فرد * قلت ونعمة بن يوسف بن على بن داود بطن من العلويين باليمن وهم أشراف وادى وساع ضبط بالضم هكذا ويقال لولده النعميون بالضم وفيهم كثرة منهم الحسن بن على بن الحسن ترجمه الحموى والهادي بن اسمعيل قاضى بيت الفقيه رأيته بها وعلى بن ادريس بن على النعمى جد آل على بالمخلاف وكامير عبد الله بن نعيم الحورانى محدث وأبو النعيم رضوان النحوي والعقبى الاخير من مشايخ شيخ الاسلام زكريا ونعيمة كسفينة رجل من الكلاع واليه نسب أبو الحسن حى الكلاعى النعيمي عن أبى أيوب الانصاري في الغسل وعنه يزيد بن أبى حبيب وبالضم بن حضور بن عدى في حمير والنعيميون جماعة نسبوا الى جدهم نعيم ونعيم المجمرمر للمصنف في ج م ر ويقال للطوال يا ظل النعامة ( النغم محركة وتسكن الكلام الخفى الواحدة بهاء ) قال شيخنا فمفرده تابع لجمعه في الضبط انتهى وفلان حسن النغمة أي حسن الصوت في القراءة كما في الصحاح وشاهد التسكين قول ساعدة بن جؤية ولو أنها ضحكت فتسمع نغمها * رعش المفاصل صلبه متحنب ومن شواهد المطول : ونغمة معتف جدواه أحلى * على أذنيه من نغم السماع (1/7915)
قال ابن سيده هذا قول اللغويين وعندي ان النغم اسم الجمع كما حكاه سيبويه من ان حلقا وفلكا اسم جمع حلقة وفلكة لاجمع لهما وقد يكون نغم متحركا من نغم ( ونغم ) فلان ( في الغناء كضرب ونصر وسمع ) الاولى نقلها الجوهرى والثانية قال فيها ابن سيده وأرى الضمة لغة وأما الثالثة فأخذها من سياق الجوهرى وفيه نظر فانه قال نغم ينغم وينغم نغما فليس فيه تصريح بانه من حدسمع ولو كان كذلك لقال ونغم ينغم فلمالم يفرد ماضيه عرفنا أنه من حدمنع فتأمل ذلك يقال سكت فلان فمانغم بحرف ( و ) ما ( تنغم ) مثله ( ونغم في الشراب ) شرب منه قليلا ( كنغب ) حكاه أبو حنيفة وقد يكون بدلا قاله ابن سيده ( والنغمة بالضم الجرعة ) كالنغبة ( ج ) نغم ( كصرد ) عن أبى حنيفة وصرج ابن الاعرابي أنه من البدل ( وقد نغم نفسا ) * ومما يستدرك عليه ناغمه مناغمة حادثه والنغم بكسر ففتح جمع نغمة بالفتح كخيمة وخيم أورده الشهاب في شرح الشفاء وتوقف في ثبوته شيخنا وتجمع النغمة على الأنغام وجمع الجمع أناغيم ورجل نغام كشداد كثير النغمة وتغوم كصبور حسنها ( النقمة بالكسر والفتح وكفرحة ) الاخيرة هي الاصل والاولى منقولة منها بالتخفيف والاتباع بتسكين القاف ونقل حركتها الى النون كما هو في الصحاح والثانية نقلها ابن سيده وهى أيضا منقولة ( المكافأة بالعقوبة ) قاله الليث وقد يكون الانكار باللسان وجعله الراغب أصلا لمعنى النقمة ( ج نقم ككلم ) هو جمع الاخيرة ( وعنب ) هو جمع الثانية ونظره الجوهرى بنعمة ونعم ( وكلمات ) هو جمع الاخيرة أيضا ففيه لف ونشر غير مرتب وأما ابن جنى فقال
نقمة كفرحة ونقم كعنب على خلاف القياس عدلوا عنه الى أن فتحوا المكسور وكسروا المفتوح ولم يرتضه ابن سيده وفاته جمع الثانية والقياس يقتضى أن يكون بحذف الهاء ولا يغير من صيغة الحروف شئ كتمرة وتمر ( ونقم منه كضرب وعلم ) الاخيرة نقلها الجوهرى عن الكسائي ( نقما ) بالفتح ( وتنقاما كتكلام ) وكذلك نقم عليه فهو ناقم ويقال مانقم منه الا الاحسان وقوله تعالى هل تنقمون منا الا أن آمنا بالله روى بالفتح وبالكسر قال الزجاج والاجود الفتح وهو الاكثر في القراءة وفى المثل مثلى مثل الارقم ان يقتل ينقم وان يترك يلقم قوله ينقم أي يثأر به وكانوا يزعمون في الجاهلية ان الجن تطلب بثأر الارقم فربما مات قاتله وربما أصابه خبل ومنه قول على كرم الله وجهه : ما تنقم الحرب العوان منى * بازل عامين فتى سنى ( وانتقم ) الله منه ( عاقبه ) ومنه الحديث ما انتقم لنفسه قط الا أن تنتهك محارم الله أي ما عاقب أحدا على مكروه أتاه من قبله والاسم منه النقمة كفرحة ( و ) نقم ( الامر ) من حد ضرب وعلم ( كرهه ) وقيل بالغ في كراهته قال ابن قيس الرقيات ما نقموا من بنى أمية الا أنهم يحلمون ان غضبوا وقيل قوله تعالى هل تنقمون منا أي تنكرون ( النقم ) بالفتح ( سرعة الاكل ) كأنه لغة في اللقم ( و ) النقم ( بالتحريك وسط الطريق ) وكأنه أيضا لغة في اللقم ( والناقمية هي رقاش بنت عامر ) وبنوها بطن من عبد القيس نسبوا الى أمهم وقال ابن الاثير هي أم ثعلبة وسعد ابني مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد بها يعرفون وقال الكلبى تزوج غانم بن حبيب بن كعب بن بكر بن وائل الناقمية وهى رقاش بنت عامر وهى عجوز فقيل ما تريد منها فقال لعلى أتعيز منها غلاما فولدت منه غلاما سمى عيز وأنشد الجوهرى لسعد بن زيد مناة وهكذا أنشده الفراء عن المفضل له : لقد كنت أهوى الناقمية حقبة * فقد جعلت آسان وصل تقطع ( وناقم لقب عامر بن سعد بن عدى ) بن حد ان بن جديلة بن أسد بن ربيعة كما في الصحاح وهو والد رقاش المذكورة وبه سميت وهو ( أبو بطن ) قال أبو الفرج الاصبهاني انتقم للطمة لطمها فسمى ناقما ( و ) ناقم ( اسم تمر بعمان ) نقله الازهرى وابن سيده ( ونقم بالضم ة باليمن ) * قلت قد أحجف المصنف في ضبطها وبيانها احجافا كليا والصواب في ضبطها بضمتين وبفتحتين وكعضد كما صرح به ياقوت وأما الضم وحده مع تسكين القاف فلم يذكره أحد قال ياقوت هو جبل مطل على صنعاء اليمن قرب غمدان قال فيه زياد بن منقذ لاحبذا أنت يا صنعاء من بلد * ولا شعوب هوى منى ولانقم الا رأيت بلادا قد رأيت بها * عنا ولابلدا حلت به قدم إذا سقى الله أرضا صوب غادية * فلاسقاهن الا النار تضطرم وهى قصيدة في الحماسة ( و ) هو ( ميمون النقيمة أي النقيبة ) إذا كان مظفرا بما يحاول قال يعقوب ميمه يدل من باء نقيبة ومثله ميمون العريكة والطبيعة ( و ) نقمي ( كحيلى واد ) نقله أبو الحسن الخوارزمي ( و ) نقمي ( كجمزى ع من أعراض المدينة ) كان لآل أبى طالب قال ابن اسحق وأقبلت غطفان يوم الخندق ومن تبعها من أهل نجد حتى نزلوا بذنب نقمي الى جائب أحد * ومما يستدرك عليه نقم عليه كضرب وسمع عتب عليه كما في الصحاح والنقوم مصدره ذكره ابن القطاع ونقم من فلان الأحسان كعلم إذا جعله مما يؤديه الى كفر النعمة ونقم تنقيما بالغ في كراهة الشئ ومن أسمائه تعالى المنتقم هو البالغ في العقوبة لمن شاء وضربه ضربة نقم إذا ضربه عدو له ( النكمة ) بالفتح أهمله الجوهرى والليث وقال ابن الاعرابي فيما رواه ثعلب عنه هي ( النكبة والمصيبة الفادحة وكأن الميم بدل عن الباء ( النم التوريش والاغراء ورفع الحديث اشاعة له وافسادا وتزيين الكلام بالكذب ) والفعل ( ينم ) بالكسر ( وينم ) بالضم والاصل الضم هكذا أورده بالوجهين ابن سيده وابن مالك وأقروه قال شيخنا ورأيت المزى قد تفقه فيه وفصل فقال ينم بالكسر في اللازم أي يظهر وبالضم في المتعدى أي ينقل فتأمل * قلت وقد أشار له غيره أيضا (1/7916)
فقال نم الحديث ينمه وينمه بالوجهين إذا نقله ونم الحديث ينم إذا ظهر متعد لازم وكذانم به ونم عليه وأنشد ثعلب في تعديته بعلى ونم عليك الكاشحون وقبل ذا * عليك اهوى قد نم لونفع النم ( فهو نموم ونمام ومنم كمجن ونم ) والثالثة عن ابن سيده ( من قوم نمين وأنماء ونم ) بالضم وصرح اللحيانى بان نما جمع نموم وهو القياس ( وهى نمة والنميمة الاسم ) منه وقد تكرر ذكره في الحديث وهو نقل الحديث من قوم الى قوم على جهة الافساد والشر وقال أبو بكر عن أبى العباس النمام معناه في كلام العرب الذى لا يمسك الاحاديث ولم يحفظها ( و ) النميمة أيضا ( صوت الكتابة ) وفى بعض النسخ الكنانة ( و ) أيضا ( وسواس همس الكلام ) وقيل الصوت الخفى من حركة شئ أو وطء قدم ومنه قول أبى ذؤيب فشربن ثم سمعن حسا دونه * شرف الحجاب وريب قرع يقرع ونميمة من قانص متلبب * في كفه جش ء أجش وأقطع
وقال الاصمعي أراد به صوت وترا وريحا استر وحته الحمر وأنكر ( والنامة الحس والحركة يقال سمعت نامته ونمته أي حسه وحركته والأعرف في ذلك نأمنه ( و ) النامة ( حياة النفس ) ومنه الحديث لا تمثلوا بنامة الله أي بخلقه ونامية الله أيضا وهى على البدل ( و ) قولهم ( أسكت الله تعالى نامته ) أي جرسه وما ينم عليه من حركته أي ( أماته ) وقد يهمز فيجعل من النئيم وقد ذكر في موضعه ( ونم المسك ) ينم بالكسر إذا ( سطع ) وظهر وهو مجاز ( والنمام نبت طيب ) الريح صفة غالبة سمى بذلك لسطوع رائحته فيم على حامله ومن خواصه أنه ( مدرمخرج الجنين الميت والدود ويقتل القمل وخاصيته النفع من لسع الزنابير شربا مثقالا بسكنجبين ونمنمه ) نمنمة ( زخرفه ونقشه ) وفي الصحاح رقشه وهى خطوط متقاربة قصار شبه ماتنمنم الريح دقاق التراب ولكل وشى نمنمة ( و ) نمنمت ( الريح التراب ) إذا ( خطته وتركت عليه أثرا كالكتابة والاثر ) المذكور ( نمنم ونمنيم ) بكسر هما قال ذوالرمة * فيف عليها لذيل الريح نمنيم * وكذا نمنمة الريح الماء ( والنمنم كهدهد وفلفل بياض يبد وبظفر الشباب واحدته بهاء ) وعلى الأخير اقتصر الجوهرى وقال يكون على اظفار الاحداث ( والنمة بالكسر القملة أو النملة ) في بعض اللغات ( والنمى ) كقمي الخيانة و ) أيضا ( العيب ) عن ثعلب وأنشد : ولو شئت أبديت نميهم * وأدخلت تحت الثياب الابر قال ابن برى قال الوزير المغربي أراد بالنمى هنا العيب وأصله الرصاص تجعله في الذهب بمنزلة النحاس في الفضة ( و ) النمى ( صنجة الميزان و ) أيضا ( العداوة والطبيعة ) قال أبو وجزة : ولو لاغيره لكشفت عنه * وعن نميه الطبع اللعين ( و ) أيضا ( الفلوس ) من الرصاص رومية قال أوس بن ححر وقارفت وهى لم تجرب وباع لها * من الفصافص بالنمى سفسير ونسب الجوهرى هذا البيت الى النابغة يصف فرسا وفى التهذيب النمى الفلس بالرومية ( أو ) هي ( الدراهم الى فيها رصاص أو نحاس ) قال وكانت بالحيرة عهد النعمان بن المنذر ( الواحدة بهاء ) قال الطرماح في الطبيعة بلاخدب ولاخور إذا ما * بدت نمية الخدب النفاة ( ج نمامي و ) أيضا ( جوهر الانسان وأصله و ) يقال ( ما بها نمى ) أي ( أحد ) نقله الجوهرى ( والنمية بهاء الفاختة ) * ومما يستدرك عليه جلودنمة إذا كانت لا تمسك الماء وسمعت نمته أي حسه وثوب منهنم مرقوم موشى والنمم كفلفل القملة الصغيرة وقال ابن الاعرابي النمة اللمعة من بياض في سواد وسواد في بياض وناقة منمنمة سمينة ملتفة ونبت منمنم ملتف مجتمع والنمم محركة النميمة ونمنم كتابه قرمط خطه ويقال هذه ابل لاتنم جلودها أي لاتعرق وهو مجاز كما في الاساس ( النوم ) معروف كما في الصحاح وفى المحكم ( النعاس ) وفسره في نعس بالوسن ومثله هناك في الصحاح وقال الازهرى حقيقة النعاس السنة من غير نوم ( أو الرقاد ) وقد فسره في الدال بالنوم على عادته في تفسير أحد اللفظين بالآخر قال شيخنا ولهم في النوم مراتب أوله نعاس فوسن فترنيق فكرى فغمض فتغفيق فاغفاء فتهويم فغرار فتهجاع ذكره أبو منصور الثعالبي في فقه اللغة قال واختلفت عباراتهم في النوم فقيل انه هواء ينزل من أعلى الدماغ فيفقد معه الحس قاله الابى قال والنعاس مقدمة النوم وهو ريح لطيفة تأتى من قبل الدماغ تغطى على العين ولا تصل الى القلب فإذا وصلت القلب كان نوما وقال آخرون النوم غشى ثقيل يهجم على القلب فيقطعه عن معرفة الاشياء ولذلك قيل انه آفة لان النوم أخو الموت كما في المصباح ( كالنيام بالكسر ) عن سيبويه يقال نام نوما ونياما ( والاسم النيمة بالكسر وهو نائم ) وقد يراد بالنوم الاضطجاع كحديث عمران بن حصين في الصلاة فان لم تستطع فنائما هكذا فسره الخطابى وقيل هو تصحيف وانما أراد فايماء قال الجوهرى نمت بالكسر أصله نومت بكسر الواو فلما سكنت سقطت لاجتماع الساكنين ونقلت حر كتها الى ما قبلها وكان حق النون أن تضم لتدل على الواو الساقطة كما ضممت القاف في قلت الا انهم كسروها فرقا بين المضموم والمفتوح قال ابن برى قوله وكان حق النون الخ وهم لان المراعى انما هو حركة الواو التى هي الكسرة دون الواو بمنزلة خفت وأصله خوفت فنقلت حركة الواو وهى الكسرة الى الخاء وحذفت الواو لالتفاء الساكنين فأما قلت فانما ضمت القاف أيضا لحركة الواو وهى الضمة وكان الاصل فيها قولت نقلت الى قولت ثم نقلت الضمة الى القاف فحذفت الواو لالتقاء الساكنين ثم قال الجوهرى وأما كانت (1/7917)
فانهم كسروها لتدل على الياء الساقطة قال ابن برى وهذا وهم أيضا وانما كسروها للكسرة التى على الياء أيضا لا للياء وأصلها كيلت مغيرة عن كيلت وذلك عند اتصال الضمير بها أعنى التاء على ما بين في التصريف قال ولا يصح أن يكون كال فعل لقولهم في المضارع يكيل وفعل يفعل انما جاء في أفعال معدودة ثم قال الجوهرى وأما على مذهب الكسائي فالقياس مستمر لانه يقول
أصل قال قول بضم الواو وأصل كال كيل بكسر الياء والامر منه نم بفتح النون بناء على المستقبل لان الواو المنقلبة ألفا سقطت لاجتماع الساكنين قال ابن برى لم يذهب الكسائي ولاغيره الى أن أصل قال قول لان قال متعد وفعل لا يتعدى واسم الفاعل منه قائل ولو كان فعل لوجب أن يكون اسم الفاعل منه فعيلا وانما ذلك إذا اتصلت بتاء المتكلم أو المخاطب نحو قلت على ما تقدم وكذلك كلت ( و ) رجل ( نؤوم ) كصبور ( رنومة كهمزة وصرد ) الاخيرة عن سيبويه ( ج نيام ) بالكسر ( ونوم ) كركع بالواو على الاصل ( ونيم ) على اللفظ قلبوا الواو ياء لقربها من الطرف ( ونيم ) بالكسر عن سيبويه لمكان الياء ( ونوام ) كرمان بالواو ( ونيام ) بالياء وهذه نادرة لبعدها من الطرف قال الشاعر : الاطر قتنامية ابنة منذر * فما أرق النيام الاسلامها قال ابن سيده كذا سمع من أبى الغمر ( ونوم ) جمع نائم ( كقوم ) جمع قائم في أحد الاقوال ( أو هو اسم جمع ) عند سيبويه وقد يكون النوم للواحد كما يقال رجل صوم أي صائم وفى حديث عبد الله بن جعفر قال للحسين ورأى ناقته قائمة على زمامها بالعرج وكان مريضا أيها النوم أيها النوم أراد أيها النائم فوضع المصدر موضعه ( وماله نيمة ليلة بالكسر ) عن اللحيانى أي ( بيتتها ) وقال ابن سيده أراه يعنى ما ينام عليه ليلة واحدة ( وامرأة نؤوم ) كصبور ( ونائمة ج نوم ) كركع بالواو على الاصل ونيم على اللفظ نقله الجوهرى وفى المحكم وامرأة نائمة من نسوة نوم عند سيبويه قال وأكثر هذا الجمع في فاعل دون فاعلة وامرأة نؤوم الضحى نائمتها وانما حقيقته نائمة بالضحى أوفى الضحى ( وأنامه ) انامة و ( نومه ) تنويما بمعنى واحد كما في الصحاح ( و ) قولهم للرجل ( يانومان ) قال الجوهرى ( يختص بالنداء ) أي ( كثير النوم ) ولا تقل رجل نومان ( والمنام والمنامة موضعه ) الاخيرة عن اللحيانى ( و ) يقولون في المغالبة ( ناومنى فنمته بالضم ) أي ( غلبته ) بالنوم نقله الجوهرى وقال غيره كنت أشد منه نوما ( و ) من المجاز ( نام الخلخال ) إذا ( انقطع صوته من امتلاء الساق ) تشبيها بالنائم من الانسان وغيره كما يقال استيقظ إذا صوت قال طريح نامت خلاخلها وجال وشاحها * وجرى الازار على كثيب أهيل فاستيقظت منها قلائدها التى * عقدت على جيد الغزال الاكحل ( و ) من المجاز نامت ( السوق ) إذا ( كسدت ) نقله الجوهرى كما يقال قامت إذا راجت ( و ) من المجاز نامت ( الريح ) إذا ( سكنت ) كما قالوا ماتت وكل شئ سكن فقد نام ( و ) من المجاز نامت ( النار ) إذا ( همدت و ) كذا نام ( البحر ) إذا ( هدأ ) حكاه الفارسى ( و ) كذا نام ( الثوب ) والفرو إذا ( أخلق ) وتقطع نقله الجوهرى ( و ) كذا نام ( الرجل ) إذا ( تواضع لله تعالى و ) كذا نامت ( الشاة ) وغيرها من الحيوان إذا ( ماتت و ) كذا نام ( إليه ) إذا ( سكن واطمأن كاستنام ) إليه وهذه عن الجوهرى وفى الاساس استنام إليه سكن سكون النائم وهو مجاز ( و ) رجل ( نومة كهمزة وأمير مغفل أو خامل ) وكله من النوم كأنه نائم لغفلته وخموله والذى في الصحاح رجل نومة بالضم ساكنة الواو أي لايؤبه له ورجل نومة بفتح الواو أي نؤوم أي كثير النوم * قلت هذا التفصبل اعتمده كثيرون وبه فسر واحديث على رضى الله تعالى عنه أنه ذكر آخر الزمان والفتن ثم يقال انما ينجو من شر ذلك الزمان كل مؤمن نومة أولئك مصابيح العلماء ولكن ضبطه أبو عبيد كهمزة وقال هو الخامل الذكر الغامض في الناس الذى لايعرف الشر ولا أهله ولا يؤبه له وعن ابن عباس أنه قال لعلى ما النومة فقال الذى يسكت في الفتنة فلا يبدو منه شئ وقال ابن المبارك هو الغافل عن الشر وقيل هو العاجز عن الامور وكأن المصنف مال الى قول أبى عبيد ولم يلتفت لتحقيق الجوهرى ولا لتفصيله ( و ) يقال فلان ( ياخذه نوام كغراب ) أي ( يعتريه النوم ) كما في الصحاح ويقال هو مثل السبات يكون من داء به ( وتناوم أراه من نفسه كاذبا ) وفى الصحاح أرى من نفسه أنه نائم وليس به ( كاستنام ) وقيل استنام إذا تنوم شهوة للنوم قال العجاج * إذا استنام راعه النجى * ( وتنوم ) الرجل ( احتلم ) وهو مجاز ( و ) من المجاز ( أنامه ) إذا ( قتله ) ومنه حديث على في الحث على قتال الخوارج إذا رأيتموهم فأنيمو هم أي اقتلوهم وحديث غزوة الفتح فما أشرف لهم يومئذ أحد الا أناموه أي قتلوه ( و ) من المجاز أنامت ( السنة الناس ) إذا ( هشمتهم ) وأبادتهم وهزلتهم وكذلك أهمدت ( و ) أنام ( فلانا وجده نائما ) كأحمده وجده محمودا ( والنائمة المنية ) هكذا في النسخ والصواب الميتة والنامية الجثة ( و ) أيضا ( الحية ) ولا يخفى مابين الميتة والحية من حسن التقابل ( والمنامة ) ثوب ينام فيه وهو ( القطيفة ) وأنشد الجوهرى للكميت : عليه المنامة ذات الفضول * من القهرزو القرطف المخمل وقال آخر * لكل منامة هدب أصير * أي متقارب ( كالنيم بالكسر ) ومنه قول تأبط شرا
نياف القرط غراء الثنايا * تعرض للشباب نعم نيم قال الجوهرى ( و ) ربما سموا ( الدكان ) منامة لانه ينام عليها وبه فسرابن الاثير حديث على رضى الله تعالى عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على المنامة ( و ) من المجاز ( المستنام كل مطمئن يستفرفيه الماء ) ولو قال ومستنام الماء مستقره لكان (1/7918)
أخصر ( ومنيم بالضم ونامين موضعان ) الاول في شعر الاعشى أشجاك ربع منازل ورسوم * بالجزع بين خفيرة ومنيم والثانى كأنه موضع آخر نقلهما ياقوت ( والنامة فاعة الفرج ونومان نبت ) عن السيرافي ولكنه ضبطه بتشديد الواو * ومما يسدرك عليه نوم الرجل تنويما مبالغة في نام ونومت الابل ماتت شدد للتكثير ورجل نوم مغفل ونوام كثير النوم ونام نومة طيبة والنيمة بالكسر هيئة النائم وانه لحسن النيمة ورأى في المنام كذا وهو مصدر نام وتنومت المرأة أتيت وهى نائمة واستنوم احتلم وطعام منوسة كمقعدة أي يحمل على النوم واستنام وتناوم طلب النوم والمنام العين لان النوم هنالك يكون وبه فسر بعضهم قوله تعالى اذيريكهم الله في منامك قليلا قال الحسن أي في عينك التى تنام بها نقله الزجاج قال ابن جنى وفى المثل أصبح نومان هو من أصبح الرجل إذا دخل في الصبح ورواية سيبويه أصبح ليل لتزل حتى يعاقبك الاصباح والثأر المنيم الذى فيه وفاء طلبته وقد ذكره المصنف في الراء وفلان لاينام ولا ينيم أي لا يدع أحدا ينام قالت الخنساء كما من هاشم أقررت عينى * وكانت لا تنام ولاتنيم وعطن منيم تسكن إليه الابل فينيمها وقولهم نام همه معناه لم يكن له هم حكاه ثعلب ونام عنه نومة الامة إذا غفل عن الاهتمام به ونام فلان عن حاجتى إذا غفل عنها ولم يقم بها وما نامت السماء الليلة مطرا وكذلك البرق ونام الماء إذا دام وقام ومنامه حيث يقوم ويقال باتت همومه غير نيام ونام العرق لم ينبض ونام الرجل مات والمنامة القبر وليل نائم أي ينام فيه وهو فاعل بمعنى مفعول فيه كما في الصحاح واستنام بمعنى نام وأنشد ابن برى لحميد بن ثور فقامت بأثناء من الليل ساعة * سراها الدواهي واستنام الخرائد أي نام الخرائد ونام إليه وثق به وأنشد ابن الاعرابي : فقلت تعلم أننى غير نائم * الى مستقل بالخيانة أنيبا يخاطب ذئبا رواه ثعلب ( النهم محركة ) وعليه اقتصر الجوهرى زاد ابن سيده ( والنهامة كسحابة افراط الشهوة في الطعام ) زاد ابن سيده ( وأن لا تمتلئ عين الآكل ولا تشبع ) وقد ( نهم ) فيه ( كفرح ) ينهم نهما وعليه اقنصر الجوهرى زاد غيره ( و ) مثل ( عنى فهونهم ) ككتف ( ونهيم ومنهوم ) وفيه لف ونشر مرتب وقيل المنهوم الرغيب الذى يمتلئ بطنه ولا تنتهي نفسه ( والنهمة الحاجة و ) قيل ( بلوغ الهمة والشهوة في الشئ ) ومنه الحديث إذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجل الى أهله ( وهو منهوم بكذا مولع به ) ومنه الحديث منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا ( وقد نهم كفرح ) وفى الصحاح وقد نهم لكذا فهو منهوم أي مولع به وفى المحكم وأنكرها بعضهم ( ونهم كضرب ) لغة في ( نحم ) نقله الجوهرى أي زجر ( والنهم والنهيم صوت ) كأنه زحير وقال الازهرى هو شبه الانين وأنشد : مالك لاتنهم يا فلاح * ان النهيم للسقاة راح ( و ) أيضا ( توعد وزجر وقد نهم ينهم ) من حد ضرب ( ونهمة الاسد والرجل نأمته ) وقال بعضهم نهمة الاسد بدل من نأمته ( ونهم ابله كمنع وضرب ) واقتصر الجوهرى على الاولى ( نهما ونهيما ونهمة ) الاخيرة عن سيبويه ( زجرها بصوت ) لتمضى في سيرها ( وناقة منهام تطيع على ) النهم أي ( الزجر ج مناهيم ) وأنشد الجوهرى الا انهماها انها مناهيم * وانها مناجد متاهيم * وانما ينهمها القوم الهيم ( والنهام والنهامى منسوبا مثلثين ) الفتح عن ابن الاعرابي وقد اقتصر الجوهرى على الاخيرة وقال هو ( الحداد ) ومنه قوله * نفخ النهامى بالكيرين في اللهب * وأنشد ابن برى للاعشى سأدفع عن أعراضكم وأعيركم * لسانا كمقراض النهامى ملحبا ( و ) قيل النهامى ( النجار والمنهمة موضع النجر أو النهامى بالكسر صاحب الدير ) وهو الراهب لانه ينهم أي يدعو ( ويضم و ) النهامى ( الطريق السهل ) وقال ابن شميل الطريق المهيع الجدد ( ونهم بالكسر ) ابن عمرو ( بن ربيعة ) بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان ابن بكيل ( أبو بطن ) من همدان منهم عمرو بن براقة النهمى براقة أمه وأبوه منبه بن زيد بن شهر بن نهم وكان منبه فارسا شاعرا وحفيده عمرو بن الحرث بن عمرو كان معمراو روى عن الحسين بن على ذكره الهمداني * قلت ومنهم بقية اليوم بصنعاء اليمن ( و ) نهم ( بالضم شيطان ) يقال وفد على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حى من العرب فقال بنو من أنتم فقالوا بنونهم فقال نهم شيطان أنتم بنو عبد الله ( أو صنم لمزينة وبه سموا عبدنهم ) وهو عبد نهم بن شجب بن مرة في قضاعة من ولده قيس بن رفاعة بن عبد نهم و
الشاعرو في بجيلة عبد نهم مالك قبيلة أخرى ( وكزفر ) نهم ( بن عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ) بطن من بنى عامر عن ابن حبيب ( و ) النهام ( كغراب طائر ) شبه الهام وفى الصحاح النهام في شعر الطرماح ضرب من الطير * قلت وهو قوله تبيت إذا ما دعاها النهام * تجد وتحسبها مازحه وفي شعره أيضا : فتلاقته فلاثت به * لعوة تضبح ضبح النهام ( أو البوم ) الذكر عن أبى سعيد وأنشد ابن برى لعدى بن زيد (1/7919)
يؤنس فيها صوت النهام إذا * جاوبها بالعشى قاصبها والجمع نهم ( و ) النهام ( الراهب في الدير و ) النهام ( كشداد الاسد ) لنهيمه ( كالنهامة ) كعلامة ( و ) النهام ( اللقم الواضح ) أي الطريق البين عن ابن شميل ( والنهم الحذف بالحصى وغيره ) وفى الصحاح ونحوه وقد نهم الحصى ينهمه نهما قذفه قال رؤبة والهوج يذرين الحصى المهجوما * ينهمن بالدار الحصى المنهو ما لان السائق قد يفعل ذلك كما في الصحاح ( وناهمه ) مناهمة ( أخذ معه في النهيم ) أي الصوت * ومما يستدرك عليه الناهم الصارخ والنهيم صوت الفيل عن الاصمعي وانتهم انزجر والمهمة موضع الرهبان عن السهيلي ونهم بن حارى بن عبيد كزفر بطن من همدان ضبطه الحافظ عن ابن حبيب وبنو النهيم كزبير بطن من العرب أورده المصنف استطرادا في ل ج م وأهمله هنا وللقدر نهيم كامير وهو صوت الغليان ( النيم بالكسر ) هكذا أفرده الجوهرى في بركيب مستقل وكذلك ابن برى وكان المصنف تبعهما وأما ابن سيده فانه ذكر النيم في النوم قال وانما قضينا على ياء النيم في وجوهها كلها بالواو لوجود ن وم وعدم ن ى م وهو ( النعمة التامة و ) النيم ( من يستنام إليه ) أي يوثق به ( ويؤنس به و ) أيضا ( شجر تتخذ منه القداح ) قال أبو حنيفة النيم شجرله شوك لين وورق صغار وله حب كثير متفرق أمثال الحمص حامض فإذا أينع اسود وحلا وهو يؤكل ومنابته الجبال وأنشد لساعدة الهذلى ووصف وعلا في شاهق : ثم ينوش إذا أد النهار له * بعد الترقب من نيم ومن كتم وقيل هما شجرتان من العضاه ( وكل لين من عيش أو ثوب ) نيم ( و ) النيم أيضا ( الدرج ) التى تكون ( في الرمال إذا جرت عليها الريح ) وأنشد الجوهرى لذى الرمة حتى انجلى الليل عنها في ملمعة * مثل الا ديم لهامن هبود نيم قال ابن برى وفسر النيم هنا بالفرو ( و ) النيم ( الفرو ) زاد الجوهرى ( الخلق ) وقيل هو الفر والقصير الى الصدر أي نصف فرو بالفارسية وقيل فرو يسوى من جلود الارانب وهو غالى الثمن وأنشد ابن برى للمراربن سعيد في ليلة من ليال القر شاتية * لايد فئ الشيخ من صرادها النبم وقال رؤبة وقيل أبو النجم : وقد أرى ذاك فلن يد وما * يكسين من لين الشباب نيما ( ومنيمون كورة بمصر ) ظاهر سياقه انه بفتح الميم وكسر النون وسكون الياء التحتية وضم الميم الثانية والذى في معجم ياقوت بفتح الميم ثم السكون وفتح الياء آخر الحروف كورة بمصر ذات قرى وضياع ثم ان ظاهر كلامه ان الميم والنون زائدتان وفيه نظر والاولى ذكرها في الميم والنون لان الاسم عجمى ليس بمشتق فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه النيم بالكسر القطيفة وقد ذكره في ن وم وأغفله هنا وهو غريب وتقدم شاهده والنيم الضجيع يقولون هونيم المرأة وهى نيمته نقله ابن سيده * ( فصل الواو ) * مع الميم ( واءم ) فلان ( فلانا ) على فاعل ( وئاما ) ككتاب ( ومواءمة ) إذا ( وافقه ) في الفعل عن ابن الاعرابي وقال أبو زيد هواذا اتبع أثره وفعل فعله ومنه حديث الغيية انه ليوائم أي يوافق ( أوباهاه ) عن أبى عبيد ( وفي المثل ) الذى يضرب في المياسرة ( لولا الوئام لهلك ) الانسان يروى لهلك ( الأنام ) ويروى لهلك اللئام ويروى هلكت جذام وهو قول أبى عبيد ( وفسر بمعنيين الاول ظاهر ) أي لولا موافقة الناس بعضهم بعضا في الصحبة والعشرة لكانت الهلكة نقله الجوهرى وهو قول أبى عبيد وقال السيرا في المعنى أن الانسان لولا نظره الى غيره ممن يفعل الخير واقتداؤه به لهلك وانما يعيش الناس بعضهم مع بعض لان الصغير يقتدى بالكبير والجاهل بالعالم ( والثانى ) أي أن اللئام ( ليسوا يأتون بالجميل ) من الامور ( خلقا ) أي على أنها أخلاقهم ( وانما ياتونه ) وفى بعض النسخ يفعلونه ( مباهاة وتشبها ) بأهل الكرم ولو ذلك لهلكوا كما في الصحاح ونقله الميداني عن أبى عبيدة وهذا يدل على ان المراد باللئام جمع ليئم ومنهم من قال اللئام هنا جمع لمة بضم فتخفيف والمعنى أي لولا انه يجد شكلا يتأسى به ويفعل فعله لهلك وقد تقدمت الاشارة إليه في ل أ م ( وهما توأمان وهذا توأم ) هذا ( وهذه توأمة ) هذه أصله ووأم وكذلك التولج أصله وولج وهر الكناس وأصل ذلك من الوئام وهو الموافقة فالتاء بدل عن الواو وهو اختيار الشيخ أبى حيان وغيره ( ج توائم ) مثل قشعم وقشاعم ( وتؤام ) على ما فسر في عراق وأنشد الجوهرى لكدير قالت لها ودمعها تؤام * كالدر إذ أسلمه النظام * على الذين ارتحلوا السلام
( وصالح بن نبهان مولى التوءمة تابعي ) عن عائشة وأبى هريرة وعنه السفيانان توفى سنة خمس وعشرين ومائة ( وقد أنأمت المرأة ) إذا ( ولدت ) وفى الصحاح وضعت ( اثنين في بطن فهى متئم ) كمحسن فإذا كان ذلك عادتها فهى متام ( و ) يقال ( غنى غناء متوائما ( إذا ) كان متناسبا وقيل ( لم تختلف ألحانه والموأم كمعظم العظيم الرأس ) قال ابن سيده أراه مقلوبا عن المأوم وهو مذكور في موضعه ( و ) أيضا ( المشوه الخلق ) وهو أيصا مقلوب عن المأوم كما تقدم ( وقد وأمه الله تعالى ) توئيما شوه خلقه ( وتوأم ) هكذا في النسخ والصواب يوأم بالياء التحتية ( قيبلة من الحبش ) أو جنس منه عن ابن الاعرابي وأنشد وقد شدد الشاعر ميمه ضرورة وأنتم قبيلة من يوأم * جاءت بكم سفينة من اليم أي انكم سودان خلقكم مشوه ( والوأم البيت الدفئ ) وقال الميداني الوام البيت التخين من شعر أو وبرومنه المثل (1/7920)
* وأم بشق أهله جياع * وشق موضع بضرب للكثير المال لا ينتفع به ( ورجل وأمة محركة يعمل ويحكى ما يصنع غيره والموأمة ) كمعظمة ( البيضة التى لاقونس لها ) سميت لتشويه خلقتها ( والتوأمان عشبة صغيرة ثمرتها كالكمون ووهم الجوهرى في ذكر التوأم في فصل التاء ) أي بناء على ما اختاره أبو حيان وغيره من أهل اللغة والنحو وأما ابن عصفور فانه جزم في الممتع أن تاء التوأم أصلية لانهم تصرفو افيها جمعا وغيره دون مراجعة هذا الاصل ولو كان أصلها واو النطقوا به يوما من الدهر فلاوهم قاله شيخنا على أن الجوهرى ذكره هناك مع بيانه نقلا عن الخليل أن تقديره فوعل وأصله ووأم فابدل من احدى الواوين تاءو المصنف تبعه هناك من غير تنبيه عليه وهو غريب وذكره الازهرى في المحلين * ومما يستدرك عليه وأمه وأمامن حدمنع وافقه عن ابن الاعرابي ويقال فلانة توائم صواحباتها إذا تكلفت ما يتكلفن من الزينة وقال المرار يتواء من بنومات الضحى * حسنات الدل والانس الخفر قال ابن برى وحكى حمزة عن يعقوب انه يقال للعبد ابن يوأم وأنشد وان الذى كلفتني أن أرده * مع ابن عباد أو بارض ابن يوأما على كل نأى المحزمين ترى له * شراسيف تغتال الوضين المسمما والتوأم الثاني من سهام الميسر وقد تقدم وفرس متائم للذى يأتي بجرى بعد جرى وقد تقدم أيضا * ومما يستدرك عليه الوتمة لسير الشديد كما في اللسان وفى الروض للسهيلي وتم إذا ثبت ومنه الموتمة للاسطوانة لانه يثبت عليها والجمع مواتم * قلت ومنه قول الراعش الهذلى * وأبو يزيد قائم كالموتمه * وقد مر في خ ن د م وقال ابن القطاع وتم بالمكان وتوما أقام ( وثمه يثمه ) وثما ( كسره ودقه ) كما في الصحاح وفى التهذيب عن الفراء الوثم الضرب والمطر يثم الارض وثما يضربها قال طرفة جعلته حم كلكلها * لربيع ديمة تثمه فاما قول الشاعر : فسق ديارك غيرها دمها * صوب الربيع وديمة تثم فانه على ارادة التعدي أراد تثمه فحذف أي تؤثر في الارض وفى الحديث أنه كان لايثم التكبير أي لا يكسره بل يأتي به تاما ( و ) وثم ( الفرس الارض رجمها بحوافره ) ودقها ( و ) وثمت ( الحجارة رجله وثما ووثاما ) بالكسر ( أدمتها والوثيمة ) كسفينة ( الحجارة ) تكون بمعنى فاعلة لانها تثم وفى معنى مفعولة لانها توثم قاله ابن سيده ومنه قولهم لا والذى أخرج الثمر من الجريمة والنار من الوثيمة والوثيمة قالوا الحجر المكسور وقيل حجر القداحة وقيل الصخر ( و ) الوثيمة ( الجماعة من الحشيش ) أ ( والطعام ) نقله الجوهرى عن ابن السكيت وقال المزني وجدت كلاء كثيفا وثيمة ( و ) وثيمة ( اسم ووثيمة بن موسى محدث ) ضعيف قال ابن أبى حاتم يحدث عن سملة بن الفضل وسقط ذكره في بعض النسخ ( و ) الوثيم ( كامير المكتنز لحما ) وقد ( وثم ككرم ثامة ) نقله الجوهرى ( و ) في الصحاح ( خف ميثم ) أي كمنبر ( شديد الوطء ) كانه يثم الارض أي يدقها قال عنترة خطارة غب السرى زيافة * تطس الا كام بكل خف ميثم ( والوثم محركة القلة ) يقال ( وثمت أرضنا كفرح ) قل نباتها ( وما أو ثمها ما أقل رعيها والمواثمة في العدو المضابرة كانه يرمى بنفسه ) وأنشد الجوهرى للعجاج : عافى الرقاق منهب مواثم * وفى الدهاس مضبر متائم أورده هكذا في تركيب ت أم قال وهو من الوثم بمعنى الدق ( وميثم ) كمنبر ( اسم ) منهم أحمد بن ميثم بن أبى نعيم الكو في عن جده وعمران بن ميثم تابعي وصالح بن ميثم عن بريدة الاسلمي ( وثم لها بالكسر أي اجمع لها ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه الوثم الضرب عن الفراء ووثم يثم وثماعدا نقله الجوهرى ( الوجم ككتف وصاحب العبوس المطرق لشدة الحزن ) وقال أبو عبيد إذا اشتد حزنه حتى يمسك عن الطعام فهو الواجم وقيل حتى يمسك عن الكلام كما في الصحاح وقيل هو الذى اسكته الهم وعلته كابة وقد ( وجم كوعدوجما ) بالفتح ( ووجوما ) بالضم إذا ( سكت على غيظ ) يقال مالى أراك واجما أي مهتما وأجم على البدل حكاها ه
سيبوبه ( و ) وجم ( الشئ ) وجما ووجوما ( كرهه و ) وجم ( فلانا وجمالكزه ) بمانية ( ويوم وجيم ) كامير ( شديد الحر ) وهو بالحاء أيضا كما في الصحاح ( والوجمة ) مثل الوجبة وهى ( الاكلة الواحدة نقله الجوهرى ( و ) وجمة ( ع ) جانب قعرى وقعرى جبل أحمر تدفع شعابه في غيضة من أرض ينبع قاله ابن السكيت وأنشد لكثير أجدت خفوفا من جنوب كتانة * الى وجمة لما اسجهرت حرورها ( و ) الوجمة ( بالتحريك المسبة ) وهو في الصحاح بالفتح ( ورجل وجم ) بالفتح أي ( ردئ و ) يقال ( وجم سوء ) أي ( رجل سؤ والوجم ) بالفتح ( ويحرك ) وعلى التحريك اقتصر الجورى وهو قول الاعرابي والفتح عن ابن شميل ( حجارة مركومة ) بعضها فوق بعض ( على رؤس القور و ( الآ كام و ) هي ( أغلظو أطول ) في السماء ( من الأروم ) وحجارتها عظام كحجارة الصبرة والأمرة لو اجتمع على حجرألف رجل لم يحر كوه ( وهى ) أيضا ( من صنعة عاد ) كل ذلك قاله ابن شميل قال رؤبة وهامة كالصمد بين الاصماد * أو وجم العادى بين الاجماد (1/7921)
( ج أوجام ) وقال ابن الاعرابي الوجم جبل صغير مثل الأرم ( أوهى ) أي الآجام علامات و ( أبنية يهتدى بها في الصحارى ) كما في الصحاح ( وأوجم الرمل معظمه ) قال رؤبة * والحجر والصمان يحبو أوجمه * ( والوجم محركة البخيل و ) أيضا ( الخفيف الجسم اللئيم والميجمة بالكسر الكذين ) بضم الكاف وكسر الذال المعجمة ( والوجيمة من الطعام والعلف المؤوفة و ) يقال ( لم أجم عنه ) أي ( لم أسكت عنه فزعا ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه الوجم بالفتح بمعنى الصخرة يجمع على وجوم وقال ابن الاعرابي بيت وجم ووجم عظيم الوجم الصمان نفسه قال رؤبة لو كان من دون ركام المرتكم * وأرمل الدهنا وصمان الوجم وذووجمى بالتحريك موضع في شعير كثير : أقول وقد جاوزن أعلام ذى دم * وذى وجمى أو دونهن الدوانك ( الوحم محركة شدة شهوة الحبلى لمأكل ) هذا هو الاصل ثم استعمل لكل من أفرطت شهوته في شئ ( وقد وحمت كورثت ووجلت ) وعلى الاخيرة اقتصر الجوهرى توحم كتوجل ( والاسم الوحام بالكسر والفتح ) وليس الوحام الا في شهوة الحبلى خاصة نقله الجوهرى ( وهى وحمى ) كسكرى بينة الوحام ( ج وجام ) بالكسر ( ووحامى ) كسكارى ( والوحم محركة أيضا اسم لما يشتهى ) قال * أزمان ليلى عام ليلى وحمى * أي شهوتي كما يكون الشئ شهوة الحبلى لا تريد غيره ولا ترضى منه ببدل فجعل شهوته ليلى وحما وأصل الوحم للحبلى ( و ) الوجم أيضا ( شهوة النكاح ) وأنشد ابن الاعرابي كتم الحب فاخفاه كما * تكتم البكر من الناس الوحم ( و ) قيل الوحم ( الشهوة في كل شئ ) وقد تقدم انه مستعار من وحم الحبلى ( و ) الوحم ( حفيف الطير والتوحيم الذبح واطعام ما يشتهى ) يقال وحم المرأة توحيما إذا أطعمها ما تشتهيه ووحم لها إذا ذبح لها كما في الصحاح ( و ) التوحيم ( أن ينطف الماء من عود النوامى المكسورة ) ونص المكم من عود النوامى إذا كسر ( ويوم وحيم وجيم ) أي حار عن كراع وأشار له الجوهرى أيضا في وج م * ومما يستدرك عليه قال الليث الوحام من الدواب أن تستصعب عند الحمل وقد وحمت بالكسر وأنشد * قدرابه عصيانها ووحامها * قال الازهرى وهذا غلط وانما غره قول لبيد يصف عيرا واتنه * قدرابه عصيانها ووحامها * يظن انه لما عطف قوله ووحامها على عصيانها أنهما شئ واحد والمعنى في قوله ووحامها شهوة الاتن للعير أرادانها ترمحه مرة و تستعصى عليه مع شهوتها لضرابه اياها فقدرا به ذلك منها حين أظهرت شيئين متضادين ووحمها توحيما أزال وحمها كما في الاساس وفى المثل يضرب في الشهوات وحمى ولاحبل أي أنه لا يذكر له شئ الا اشتهاه وفى الاساس يضرب للحريص السآل ولا حاجة به ويروى وحمى فأما حبل فلا قال أبو عبيدة يقال ذلك لمن يطلب مالا حاجة له فيه من حرصه وليلة ذات وحم محركة أي شديدة الحر كما في الاساس ووحم وحمه قصد قصده عن ابن القطاع ( الوخم ) بالفتح ( وككتف وأمير وصبور ) ولم يذكر الجوهرى الاخيرة ( الرجل الثقيل ج وخامى ووخام ) بالكسر ( وأوخام ) وعليهما اقتصر الجوهرى والاخير يحتمل أن يكون جمع الاول كفراخ وافراخ وجمع الثاني ككتف واكتاف وقد ( وخم ككرم وخامة ووخومة ووخوما ) بضمهما وفى حديث أم زرع لا مخافة ولا وخامة وقد تكون الوخامة في المعاني يقال هذا الامر وخيم العاقبة أي ثقيل ردئ ( وأرض وخام ووخوم ووخمة كفرحة ووخمة ووخيمة وموخمة ) كمحسنة وفى بعض النسخ كمحمدة وهما صحيحان أي ( لا ينجع كلؤها ) ولا توافق ساكنها وكذلك الوبيل ( وطعام وخيم غير موافق ) لآكله ( وقد وخم ككرم ) وخامة ( وتوخمه واستوخمه لم يستمرئه ) ولاحمد مغبته كاستوبله قال زهير قضوا ما قضوا من أمرهم ثم أوردوا * الى كلام مستوبل متوخم ( و ) منه اشتقت ( التخمة كهمزة ) وهو ( الداء يصيبك منه ) أي من وخم الطعام أو من امتلاء المعدة كما صرح به الاطباء ( وتسكن
خاؤه ) وهى لغة العامة وجاء ذلك ( في الشعر ) أنشده اعرابي كما في الصحاح وفى اللسان أنشده ابن الاعرابي وإذا المعدة جاشت * فارمها بالمنجنيق : بثلاث من نبيذ * ليس بالحلو الرقيق تهضم التخمة هضما * حين تجرى في العروق ( ج تخم ) كصرد ( تخمات ) كما في الصحاح وعلى الاولى اقتصر سيبويه قال الجوهرى أصل التخمة وخمة تاؤه مبدلة من واو ( و ) قد ( تخم كضرب وعلم ) يتخم ويتخم مثل ( اتخم ) يتخم من الطعام وعن الطعام ( وأتخمه الطعام ) على أفعله وأصله أوخمه ( وهو متخمة كمصنعة ) إذا كان ( يتخم منه ) وأصله موخمة لانهم توهموا التاء أصلية لكثرة الاستعمال كما في الصحاح ( وواخمنى فوخمته ) أخمه ( كوعدته ) أعده ( كنت ) أتخم منه أي ( أشد تخمة منه والوخم محركة داء كالباسور ) وربما خرج ( بحياء الناقة ) عند الولادة فقطع وقد وخمت الناقة ( وهى وخمة محركة بها ذلك ) * قلت لا يظهر وجه للتحريك بل الصواب كفرحة كما هو مضبوط في أصول المحكم الصحيحة ويسمى ذلك الباسور الوذم أيضا كما سيأتي * ومما يستدرك عليه الوخم محركة تعفن الهواء المورث للامراض الوبائية ويستعار للضرر وشئ وخم أي وبئ واستوخم الارض استوبلها ومنه حديث العرنيين ووخم الرجل بالكسر اتخم وأوخمه الطعام * ومما يستدرك عليه وخشمان قرية على فرسخين من بلخ عن ياقوت وضبطه ابن السمعاني باللام في آخره والصواب الاول ومنها (1/7922)
أبو نصر محمد بن على بن محمد أبو خشمانى عن أنى القاسم يونس بن طاهر البلخى وعنه ابراهيم بن عبد الرحمن الواعظ ( ودم بالفتح ) أهمله الجوهرى والجماعة وذكر الفتح مستدرك وهو ( علم و ) ودم ( بطن من كلب في تغلب وجشم بن ودم بن ) ذبيان بن هميم بن ذهل ابن هنى بن ( بلى في قضاعة ) في نسب أسعد بن عطية أحد الصحابة الذين شهدوا فتح مصر نقله الحافظ ومنهم بنو العجلان بن حارثة ابن ضبعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم المذكور ( الوذم محركة ) الفضل و ( الزيادة و ) أيضا ( الثؤلول و ) أيضا ( الذكر بخصييه ) على التشبيه ( و ) أيضا ( ثآليل ) وفى الصحاح لحمات زوائد أمثال الثآليل تكون ( في رحم الناقة ) زاد غيره والشاة ( تمنعها من الولد ) أي لا تلقح إذا ضربها الفحل فيعمد رجل رفيق فيأخذ مبضعا لطيفا ويدخل يده في حيائها فيقطعها وقد تقدم ذلك في الوخم أيضا واحدها وذمة ويجمع على وذام أيضا ( و ) الوذم ( السيور ) التى ( بين آذان الدلوو ) أطراف ( العراقى ) الواحدة وذمة كما في الصحاح ( و ) وذم ( اسم ) و ( وذمت الدلو كوجل ) وذمافهى وذمة ( انقطع وذمها ) قال يصف الدلو أخذمت أو وذمت أم مالها * أم غالها في بئرها ماغالها وقوله : أرسلت دلوى فأتاني مترعا * لاوذما جاء ولا مقنعا ذكر على ارادة السلم أو الغرب ( وأوذمها ) إذا ( شدها ) بالوذمة ومنه حديث عائشة تصف أباها رضى الله تعالى عنهما وأوذم العطلة تريد الدلو النى كانت معطلة عن الاستقاء لعدم عراها وانقطاع سيورها ( و الوذمة محركة المعى والكرش ج ) وذام ( ككتاب ) أي كثمرة وثمارو قال أبو زيد وأبو عبيدة الوذمة زاوية في الكرش شبه الخريطة قال الجوهرى وفى حديث على رضى الله عنه لئن وليت بنى أمية لانفضنهم نفض القصاب التراب الوذمة قال الا صمعى سألت شعبة عن هذا الحرف فقال ليس هوكذا انما هو نفض القصاب الوذام التربة والتربة التى قد سقطت في التراب فتتربت فالقصاب ينفضها اهو الذى في التهذيب قال أبو عبيد قال الاصمعي سألني شعبة عن هذا الحرف قلت ليس هو كذا الى آخره وقد تقدم للمصنف ذلك في ت ر ب ( وأوذم الحج ) أي ( أوجبه على نفسه ) كما في الصحاح وكذلك السفر واليمين وكل شئ قال أبو اسحق النجيرمى الكاتب كأنه ناط على نفسه بحجة كما تناط أوذام الدلوو أنشد الجوهرى لاهم ان عامر بن جهم * أوذم حجا في ثياب دسم أي متلطغة بالذنوب ( والوذيمة الهدية ) كما في المحكم زاد الجوهرى ( الى بيت الله الحرام ) وقال أبو عمرو الوذيمة الهدى ( ج وذانم ووذم الكلب توذيماشد في عنقه سير اليعلم انه معلم ) مؤدب ومنه حديث أبى هريرة انه سئل عن صيد الكلب فقال اذاو ذمته وأرسلته وذكرت اسم الله فكل مما أمسك عليك أراد بتوذيمه أن لا يطلب الصيد بغيرا وسال ولا تسمية ( و ) وذم ( على الخمسين زاد ) عليها وهو من الوذم الزيادة ( و ) وذم ( الشئ ) توذيما ( قطعه تقطيعا ) ومنه توذيم المال ( والوذماء العاقر ) يقال امرأة وذماء وفرس وذماء ( والوذائم الاموال التى نذرت فيها النذور ) قال الشاعر فان كنت لم أذكرك والقوم بعضهم * غضابى على بعض فمالى وذائم أي مالى كله في سبيل الله * ومما يستدرك عليه أوذم اليمين ووذمها أوجبها وأوذم الهدى علق عليه سيرا أوشيأ يعلم به ليعلم انه هدى فلا يتعرض له عن أبى عمرو وناقة موذمة كمعظمة بها وذمة ووذمها توذيما قطع ذلك منها والوذم محركة الحزة من من الكرش
والكبد والمصارين المقطوعة تعقد وتلوى ثم ترمى في القدرو الجمع أوذم وأوذام ووذوم وأواذم الاخيرة جمع أوذم وليس بجمع أوذام اذلو كان كذلك لثبتت الباء وقال ابن خالويه الوذم بالفتح قطعة كرش تطبخ بالماء قال الشاعر وما كان الانصف وذم مرمد * أتانا وقد حنت الينا المضاجع والوذمة كفرحة من الكروش التى أخمل باطنها عن أبى سعيد ودلومو ذومة ذات وذم ووذم السير كفرح انقطع والوذيمة اسم ما قطع من المال ووذيمة الكلب قطعة تكون في عنقه عن ثعلب والوذمة محركة سيريقد طولا وتعمل منه قلادة على عنق الكلاب لنربط فيها ومنه الحديث أريت الشيطان فوضعت يدى على وذمته شبهه بالكلب وأراد تمكنه منه كما يتمكن القانص على قلادة الكلب ( الورم محركة نتؤوا نتفاخ ) قد ( ورم ) جلده يرم ( كورث ) يرث ( انتفتخ ) وهو شاذ كما في الصحاح وفى المحكم نادرو قياسه يورم قال ولم نسمع به ( كتورم ) وفى الحديث قام حتى تورمت قدماه أي انتقخت من طول قيامه في صلاة الليل ( و ) من المجاز ورم ( أنفه ) أي ( غضب ) ومنه قوله * ولايهاج إذا ما أنفه ورما * وفى حديث أبى يكر رضى الله تعالى عنه وليت أمور كم خير كم فكلكم ورم أنفه على أن يكون له الا مردونه أي انتفخ وامتلا غضبا من ذلك وخص الانف بالذكر لانه موضع الأنفة والكبر كما يقال شمخ بانفه ( وورمته توريما فيهما ) أي في الورم والغضب ( و ) من المجاز ورم ( النبت ) إذا ( سمق ) أي طال فهو وارم قال الجعدى فتمطى زمخرى وارم * من ربيع كلما خف هطل وفى الاساس شجر وارم أي كثير مجتمع ( وأورمت الناقة ) إذا ( ورم ضرعها ) كما في الصحاح ( والا ورم الناس ) يقال ما أدرى أي الأورم هو وخص يعقوب به الحجد ( أو الكثير منهم ) قال البريق (1/7923)
بألب الوب وحرابة * لدى متن وازعها الاورم أي الجماعة من الناس ( و ) قيل المراد به ( معظم الجيش وأشده انتفاشا وأورم الكبرى والصغرى و ) أورم ( البرامكة و ) أورم ( الجوز أربع قرى بحلب وبالاخيرة أعجوبة وهى أن المجاورين لها من القرى يرون فيها بالليل ضوء نار في هيكل فيها فإذا جاؤه لا يرون شيأ ) قال شيخنا ونظير هذه الاعجوبة ما يقال ان من صعد الاهرام التى بمصريرى نجته قبورا عظمة بكثرة صفو فافاذ انزل الرائى وقصد تحقيق ذلك لم يرشيأ ( والمورم كمجلس منبت الاضراس و ) المورم ( كمعظم الرجل الضحنم ) قال طرفة له شربتان بالعشى وأربع * من الليل حتى صار صحنا مورما وقد يكون المورم هنا المنفخ ( وورم بانفه توريما ) إذا ( شمخ وتكبر ) رفى الصحاح وتجبرو في بعض نسخها شمخ بانفه تجبرا وبأوا * ومما يستدرك عليه أورم بالرجل وأورمه أسمعه ما يغضب له وفعل به ما أورمه أي ساءه وأغضبه وورام كسحاب بلد قريب من الرى أهله شيعة عن العمرانى وورامين بلدة أخرى بينها وبين الرى نحو ثلاثين ميلا ينسب إليها أبو القاسم عتاب بن محمد بن أحمد ابن عتاب الرازي الور امينى الحافظ روى عن الباغندى والبغوى وعنه ابن خزيمة توفى بعد سنة عشر وثلثمائة نقله ياقوت * ومما يستدرك عليه ساعد ورغمى ممتلئ ريان قال أبو صنحر وبات وسادى ورغمى يزينه * جبائردر والبنان المخضب قال ابن سيده ولا تكون الواوفى ورغمى الا أصلا لانها أول والوا ولا تزاد أولا البتة * قلت وورغمة بتشديد الميم قبيلة من البربر ومنها عالم المغرب محمد بن عرفة التونسى الورغمى ( الوزم كالو عد قضاء الدين و ) أيضا ( جمع قليل الى مثله ) عن ابن دريد ( و ) أيضا ( الثلم و ) الوزمة ( الاكلة ) الواحدة ( في اليوم الى ) مثلها من ( غد ) يقال هو يأكل وزمة وبزمة إذا كان يأكل وجبة في اليوم والليلة ( وقد وزم نفسه توزيما و ) الوزم ( حزمة ) ونص العين دستجة ( من البقل كالوزيمة و ) قال الجوهرى ( الوزيم ) ما جمع من البقل سمعته من أبى سعيد عن أبى الازهرى عن بندار وأنشد وجاؤا ثائرين فلم يؤبوا * بابلمة تشد على وزيم ويروى على بزيم ( و ) الوزم ( المقدار كالوزمة و ) الوزم ( ما تجمعه ) أو تجعله ( العقاب في وكرها من اللحم ) كالوزيمة ( و ) الوزم ( الامر ) الذى ( يأتي في حينه ) وقد تقدم مع ذكر الجزم الذى هو الامر الذى يأتي قبل حينه ( ووزم كعنى فلان ) هكذا في النسخ والاولى أن يقول ووزم فلان ( في ماله ) كعنى ( وزمة ) إذا ( ذهب منه شئ ) عن اللحيانى ( و ) الوزيم ( كامير لحم الضب وغيره يجفف فيدق فيبكل بدسم ) كذا في المحكم وفى الصحاح الوزيم اللحم يجفف قال أبو سعيد سمعت الكلابي بقول الوزيمة من الضباب أن يطبخ لحمها ثم يببس ثم يدق فيؤكل قال وهى من الجراد أيضا ( و ) الوزيم ( باقى المرق ) ونحوه في القدر ( و ) قيل باقى ( كل شئ ) وزيم قال الشاعر : فتشبع مجلس الحيين لحما * وتلقى للاماء من الوزيم أراد به اللحم الباقي الذى يفضل من العيال ( و ) قيل الوزيم ( الشواء ) وهو اللحم المقدد ( و ) الوزام ( ككتاب السرعة و ) الوزام ( كشداد الكثير اللحم والعضل
وأنشد ابن الاعرابي فقام وزام شديد محزمه * لم يلق بؤسا لحمه ولادمه ( والمتوزم الشديد الوطء ) من الرجال نقله الجوهرى ( والمؤتزم بفتح الزاى الارض والوازم بن زر ) الكلبى ( صحابي ) له وفادة * ومما يستدرك عليه وزمه بفيه وزما عضه وقيل عضه عضة خفيفة والوزيم الوجبة الشديدة وأنشد ابن برى لامبة ألايا ويحهم من حرنار * كصرخة أربعين لهاوزيم والوزمة القطعة من اللحم والوزيمة الخوصة التى يشد بها البقل والوزيم ما انماز من لحم الفخذين وأيضا لحم العضل كما في التهذيب ورجل وزيم إذا كان مكتنز الحم ورجل ذووزيم إذا تعضل لحمه واشتد قال الراجز ان كنت سافى أخاتميم * فجى بعلجين ذوى وزيم بفارسي وأخ للروم * كلاهما كالجمل المخزوم كما في الصحاح وقال ابن الاعرابي الجراد إذا جفف وهو مطبوخ فهو الوزيمة وقال أبو سعيد سمعت الكلابي يقول الوزمة من الضباب أن يطبح لحمها ثم يجفف ثم يدق فيؤكل وقال الليث يقال اللحم يتزيم ويتزيب إذا صار زيما وهو شدة اكتنازه وانضمام بعضه الى بعض وناقة وزماء كثيرة اللحم قال قيس بن الخطيم من لا يزال يكب كل ثقلة * وزما غير محاول الاتراف والوزيم الطلع يشق ليلقح ثم يشد بخوصة نقله الجوهرى ( الوسم أثر الكى ) يكون في الاعضاء قال سيخنا هذا هو الاسم المطلق العام والمحققون يسمون كل سمة باسم خاص واستوعب ذلك السهيلي في الروض وذكر بعضه الثعالبي في فقه اللغة * قلت الذى ذكر السهيلي في الروض من سمات الابل السطاع والرقمة والخباط والكشاح والعلاط وقيد الفرس والشعب والمشيطفة والمعفاة (1/7924)
والقرمة والجرفة والخطاف والدلو والمشط والفرتاج والثؤثور والدماغ والصداع واللجام والهلال والخراش هذا ما ذكره وفاته العراض واللحاظ والتلحيظ والنحجين والصقاع والدمع وقد ذكر هن المصنف كلهن في مواضع من كتابه وقال الليث الوسم أثركية يقال موسوم أي قد وسم بسمة يعرف بها اماكية واما قطع في اذن أو قرمة تكون علامة له وقوله تعالى سنسمه على الخرطوم تقدم في خرطم ( ج وسوم ) أنشد ثعلب * ترشح الا موضع الوسوم * ( وسمه يسمه وسما وسمة ) كعدة إذا أثر فيه يكى والهاء في سمة عوض من الواو قال شيخنا فالسمة هنا مصدر وتكون اسما بعنى العلامة والاصل فيها ان تكون بكى ونحوه ثم أطلقوها على كل علامة وفى الحديث أنه كان يسم ابل الصدقة أي يعلم عليها بالكى ( فاتسم ) أصله اوتسم ثم وقع فيه الا بدال والادغام ( والوسام والسمة بكسر هما ما وسم به الحيوان من ضروب الصورو الميسم بكسر الميم المكواة ) أو الشئ الذى يوسم به الدواب وفى الحديث وفى يده الميسم هي الحديدة التى يكوى بها قال ابن برى اسم للالة التى يوسم بها وأصله موسم فقلبت الواو يالكسرة الميم ( ج مواسم ) ومياسم ) الاخيرة معاقبة وقال الجوهرى أصل الياء واوفان شئت قلت في جمعه مياسم على اللفظ وان شئت مواسم على الاصل ( و ) قال ابن برى الميسم ( اسم ) لأثر الوسم أيضا كقول الشاعر ولو غير أخوالى أراد وانقيصتى * جعلت لهم فوق العرانين ميسما فليس يريد جعلت لهم حديدة وانما يريد جعلت أثر وسم ( و ) من المجاز ( موسم الحج ) كمجلس ( مجتمعه ) وكذا موسم السوق والجمع مواسم قال اللحيانى ذومجاز موسم وانما سميت هذه كلها مواسم لاجتماع الناس والا سواق فيها وفى الصحاح سمى بذلك لانه معلم يجتمع إليه قال الليث وكذلك كانت أسواق الجاهلية وأنشد الجوهرى * حياض عراك هدمتها المواسم * يريد أهل المواسم ( ووسم توسيما شهده ) كعرف تعربفا وعيد تعييدا عن ابن السكيت ( و ) من المجاز ( توسم الشئ ) إذا ( تخيله وفي الاساس إذا تبين فيه أثره ( و ) توسم فيه الخير ( تفرسه ) كما في الصحاح قال شيخنا وأصله علم حقيقته بسمته ويقال توسمه سمه إذا نظره من قرنه الى قدمه واستقصى وجوه معرفته ومنه شاهد التلخيص * بعثوا الى عريفهم يتوسم * ( والوسمة ) بالفتح ( وكفرحة ) الاولى لغة في الثانية كما أشار له الجوهرى قال ولا يقال وسمة بالضم وقال الازهرى كلام العرب الوسمة بكسر السين قاله الفراء وغيره من النحويين وفى المحكم النثقيل لاهل الحجاز وغيرهم يخففونها وهو العظلم كما في الصحاح وهو ( ورق النيل أو نبات ) آخر ( يخضب بورقه ) وقال الليث شجرة ورقها خضاب ( وفيه قوة محللة و ) من المجاز ( الميسم بكسر الميم والوسامة أثر الحسن ) والجمال والعتق يقال امرأة ذات ميسم إذا كان عليها أثر الجمال نقله الجوهرى قال ابن كلثوم * خلطن بميسم حسبا ودينا * وفى الحديث ثنكح المرأة لميسمها أي لحسنها من الوسامة ( وقد وسم ) الرجل ( ككرم وسامة ووساما ) أيضا بحذف الهاء مثل جمل جمالا ( بفتحهما ) وهذا التقييد مستغنى عنه لان الاطلاق كاف ذلك قال الكميت يمدح الحسين بن على رضى الله تعالى عنهما يتعرفن حروجه عليه * عقبة السر وظاهرا والوسام ( فهو وسيم ) أي حسن الوجه والسيمى وقال ابن الاعرابي الوسيم الثابت الحسن كان قد وسم في صفته صلى الله تعالى عليه وسلم
وسيم قسيم أي حسن وضئ ثابت ( ج وسماء ) هكذا في النسخ وفى بعضها وسمى وكلاهما غير صواب والصواب وسام بالكسر يقال قوم وسام ( وهى بهاء ) وجمعه وسام أيضا كظريفة وظراف وصبيحة وصباح كما في الصحاح فكان الاولى في العبارة أن يقول فهو وسيم وهى بهاء جمعه وسام ( وبه سموا أسماء ) اسم امرأة مشتق من الوسامة ( وهمزته ) الاولى مبدلة ( من واو ) قال شيخنا وهذا قول سيبويه وهو الذى صححه جماعة ولذا اختاره المصنف فوزن أسماء عليه فعلاء وقال المبر دانه منقول من جمع الاسم فوزنه أفعال دهمزته الاولى زائدة والاخيرة أصلية وتبعه ابن النحاس في شرح المعلقات قيل والاصل كونه علم مؤنث كما ذكره هو أيضا فيمنع وان سمى به مذكر قالواو التسمية بالصفات كثيرة دون الجموع اه وقال ابن برى وأما أسماء اسم امرأة فاختلف فيه منهم من يجعله فعلاء والهمزة فيه أصلا ومنهم من يجعله بدلا من واو وأصله عندهم وسماء ومنهم من يجعل همزته قطعا زائدة ويجعله جمع اسم سميت به المرأة ويقوى هذا الوجه قولهم في تصغيره سمية ولو كانت الهمزة أصلا لم تحذف اهم ثم قال شيخنا وذكر العصام أن أصل أسماء وسماء ككرماء كما يدل له قول القاموس به سمى فيه نظر اه * قلت ووجه النظر أن قوله وبه سمى ليس هو كما ظن انه راجع الى لفظ وسماء وانما المراد أنه مشتق من الوسامة على ان قوله وسماء في نسخ القاموس تحريف والصواب وسام بالكسر كماقد مناه ثم نقل شيخنا عن بعض من صنف في أسماء الصحابة أن اسماء مما وقع علما للمذكر كما وقع علما للمؤنث وعدد من ذلك شيأ كثيرا وفصل بعضهم فقال الموضوع للاناث منقول من الصفة وأصله وسماء والموضوع للمذكر منقول من الجمع وهو أسماء جمع اسم وكل ذلك لا يخلو عن نظر اه * قلت ومن المذكر أسماء بن الحكم عن على بن أبى طالب وأسماء بن عبيد الضبعى عن الشعبى وغيرهما ( وواسمه في الحسن فوسمه ) أي ( غلبه فيه ) وفي الصحاح به ( والوسمى مطر الربيع الاول ) كذا نص الصحاح وفى المحكم مطر أول الربيع وهو بعد الخريف لانه يسم الارض بالنبات فيصير فيها أثرا في أول السنة ثم يتبعه الولى في صميم الشتاء ثم يتبعه الربعي وقال ابن الاعرابي نجوم الوسمى أولها فرغ الدلو المؤخر ثم الحوت ثم الشرطان ثم البطين ثم (1/7925)
النجم وهو آخر الصرفة ويسقط آخر الشتاء ( والارض موسومة ) أصابها الوسمى ( وتوسم ) الرجل ( طلب كلأ الوسمى ) نقله الجوهرى عن الاصمعي وأنشد للنابغة الجعدى وأصحبن كالدوم النواعم غدوة * على وجهة من ظاعن متوسم ( وموسوم فرس مالك بن الجلاح ومسلم بن خيشنة ) الكنانى أخو أبي قرصافة له ذكر في حديث أخبه يقال ( كان اسمه ملسما فغيره النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ) لان الميسم المكواة ( ودرع موسومة ) أي ( مزينة بالشية من أسفها ) عن شمر ( و ) وسيم ( كامير اسم ) * ومما يستدرك عليه اتسم الرجل إذا جعل لنفسه سمة يعرف بها وفى الحديث على كل ميسم من الانسان صدقة قال ابن الاثير هكذا جاء في رواية فان كان محفوظا فالمراد به أن على كل عضو موسوم بصنع الله والمتوسم المتحلى بسمة الشيوخ وهو موسوم يالخير والشر وقد وسمه بالهجاء وحكى ثعلب أسمته بمعنى وسمته وأبصر وسم قدحك أي لاتجا وزن قدرك وصدقني وسم قدحه كصدقني سن بكره والمواسيم الابل الموسومة وبه فسر قول الشاعر * حياض عراك هدمتها المواسم * وتوسم اختضب بالوسمة وهو أوسم منه أي أحسن منه ووسم وجهه حسن وبه فسر قوله * كغصن الاراك وجهه حين وسما * والوسم الورع والشين لغة فيه قال ابن سيده ولست منها على ثقة ووسيم كامير قرية بالجيزة على ضفة النيل من الغرب وقد دخلنها وهى على ثلاثة فراسخ من مصروقد ذكرت في حديث عمر رضى الله تعالى عنه رواه بكر بن سوادة عن أبى عطيف عن عميرين رفيع قال قال لى عمر بن الخطاب يا مصرى أبن وسيم من قراكم فقلت على رأس ميل يا أمير المؤمنين ( الوشم كالوعد غرز الابرة في البدن ) وقال أبو عبيد الوشم في اليد وكذا نص المحكم والصحاح ( وذر النيلج عليه ) كذا وقع في نسخ الصحاح وقد أصلح من خط أبى زكريا النيلنج وهو النؤور وهو دخان الشحم وفي نص أبى عبيد ثم تحشوه بالكعل أو النيل أو النؤور ويرزق أثره أو يخضر قال لبيد * كفف تعرض فوقهن وشامها * ( ج وشوم ووشام وقد وشمته ) وشما ( ووشمته ) توشيما وقال نافع الوشم في اللثة وهى مغارز الاسنان وبه فسر الحديث لعن الله الواشمة قال ابن الاثير والمعروف الآن في الوشم أنه على الجلد والشفاه * قلت وأنشد ثعلب ذكرت من فاطمة التبسما * غداة تجلو واضحا موشما * عذب اللها تجرى عليه البرشما ( واستوشم طلبه ) أن يشمه وفى الحديث لعن الله الواشمة والمستوشمة وبعضهم يرويه الموتشمة ( الوشم شئ تراه من النبات أول ما ينبت ) والجمع وشوم وهو مجاز ( و ) الوشم ( د قرب اليمامة ) ذونخل به قبائل من ربيعة ومضر كما في الصحاح بينه وبين اليمامة ليلتان عن نصر قال زياد بن منقذ م
والوشم قد خرجت منه وفابلها * من الثنا يا التى لم ألقها ثرم ( والوشوم بالضم ع ) باليمامة أيضا قال ياقوت أخير نابد وى من أهل تلك البلاد انها خمس قرى عليها سورو احد من لبن وفيها نخل وزرع لبنى عائذ لآل يزيد ومن يتفرع منهم والقرية الجامعة فيها ثرمداء وبعدها شقراء وأشيقرو أبو الريش والمحمدية وهى بين العارض والدهناء وفى المحكم والوشم في قول جرير عفت قرقرى والوشم حتى تنكرت * أواريها والخليل ميل الدعائم زعم أبو عثمان عن الحرمازى أنه ثمانون قرية ( و ) الوشوم ( من المهاه خطوط في ذراعيها ) قال النابغة أو ذووشوم بحوضى ( وذو الوشوم فرس عبد الله بن عدى البرجمى ) وله يقول أعارضه في الحزن عدوا برأسه * وفى السهل أعلو ذاالوشوم وأركب قاله ابن الكلبى ( و ) من المجاز ( أوشم الكرم ) إذا ( بدايلون ) عن أبى حنيفة ( أو ) إذا ( ثم نضجه ) عنه أيضا ( أو ) أوشم العنب ( لان وطاب و ) من المجاز أوشمت ( المرأة ) إذا ( بداثديها ) ينتأ كما يوشم البرق ( و ) من المجاز أيضا أوشم ( الشيب فيه ) إذا ( كثر ) وانتشر عن ابن الاعرابي ( و ) من المجاز أيضا أوشم ( في عرضه ) إذا ( عابه وسبه ) كاوشب ( و ) من المجاز أوشمت ( الابل ) إذا ( صادفت مرعى موشما ) وفى الاساس أصابت وشما من المرعى ( و ) من المجاز أوشم ( البرق ) إذا ( لمع ) لمعا ( خفيفا ) كذا في نسخ الصحاح ووقع في بعضها خفيا وقال أبو زيد هو أول البرق حسين يبرق قال الشاعر * يامن يرى لبارق قد أوشما * ( و ) أوشم ( فلان يفعل كذا ) أي ( طفق ) وأخذ قال الراجز * أوشم يذرى وابلارويا * ( و ) أوشم ( فيه ) إذا ( نظر ) قال أبو محمد الفقعسى * ان لها ريا إذا ما أوشما * ( و ) من المجاز ( ما أصابتنا ) العام ( وشمة ) أي ( قطرة مطر ) نقله الجوهرى عن ابن السكيت وهو في الاساس ( وما عصيته وشمة ) أي ( كملة ) نقله الجوهرى عن ابن السكيت وفي الاساس أدنى معصية وفي المحكم أي طرفة عين ( والوشيمة الشر والعداوة ) وفى الصحاح يقال بينهما وشيمة أي كلام شرأ وعداوة ( و ) قال ابن شميل يقال ( هو أعظم في نفسه من المتشمة ) وهذا مثل قال ( وهى امرأة وشمت استها ليكون أحسن لها ) وقال الباهلى في أمثالهم لهو أخيل في نفسه من الواشمة قال الازهرى ( والاصل ) في المتشمة ( الموتشمة ) وهو مثل المتصل أصله الموتصل * ومما يستدرك عليه الوشوم العلامات عن ابن شميل وأوشمت الارض ظهر نباتها نقله الجوهرى وأوشمت السماء بدامنها برق (1/7926)
وقوله : أقول وفى الاكفان أبيض ماجد * كغصن الاراك وجهه حين وشما أي بدا ورقه ويروى بالسين ومعناه حسن وقد تقدم وما كتم وشمة أي كملة حكاها ( وصمه كوعده ) وصما ( شده بسرعة ) كما في الصحاح ( و ) وصم ( العود ) وصما ( صدعه من غير بينونة ) نقله الجوهرى ( و ) من المجاز وصم ( الشئ ) وصما إذا ( عابه ) زاد بعضهم بأشد العيب ( والوصم العقدة في العود ) وفي الصحاح الصدع فيه من غير بينونة يقال بهذه القناة وصم قال الفراء أي صدع في أنبوبها ( و ) الوصم ( العار ) في الحسب وأنشد الجوهرى فان تك جرم ذات وصم فانما * دلفنا الى جرم بألأم من جرم ( ج وصوم ) قال الشاعر : أرى المال يغشى ذا الوصوم فلا يرى * ويدعى من الاشراف أن كان غانيا ( و ) الوصم ( ة باليمن ) وأهمله ياقوت ( و ) الوصم ( با لتحريك المرض و ) من المجاز ( وصمته الحمى توصيما فتوصم ) إذا ( آلمته فتألم ) أنشد ثعلب لابي محمد الفقعسى : لم يلق بؤسا لحمه ولادمه * ولم تبت حمى به توصمه ( والتوصيم ) في الجسد شبه التكسر و ( الكسل والفترة ) وأنشد الجوهرى للبيد وإذا رمت رحيلا فارتحل * واعص ما يأمر توصيم الكسل ومنه الحديث أصبح ثقيلا موصما وفى آخر الاتوصيما في جسدي ويروى توصيبا وفى كتاب وائل بن حجر لاتوصيم في الدين أي لانفتروا في اقامة الحدود ولا تحابوا فيها ( كالوصمة ) وهى الفترة في الجسد ( و ) الوصيم ( كامير ما بين الخنصر والبنصر ) * قلت الصواب فيه بالضاد المعجمة وأنه بين الوسطى والبنصر كما هو نص المحكم عن الاخفش * ومما يستدرك عليه الوصمة العيب في الكلام ومنه قول خالد بن صفوان ولا أعلم بوصمة ولا ابنة في الكلام منه ويقال مافى فلان وصمة أي عيب ورجل موصوم الحسب إذا كان معيبا ( الوضم محركة ما وقيت به اللحم عى الارض من خشب أو حصير ) وأنشد الجوهرى للحطم القيسي لست براعى ابل ولاغنم * ولابجزار على ظهر وضم وفي حديث عمر رضى الله تعالى عنه انما النساء لحم على وضم الاماذب عنه قال الاصمعي يقول فيهن الضعف مثل ذلك اللحم لا يمتنع من أحد الا أن يذب عنه ويدفع ( ج أوضام وأوضمة ) ومنه المثل ان العين تدنى الرجال من أكفانها والابل من أوضامها ( ووضمه كوعده ) يضمه وضما ( وضعه عليه ) كما في الصحاح ( أو ) وضمه ( عمل له وضما ) عن الكسائي كما في المحكم ( كاؤضمه )
كما في الصحاح ( وأوضم له ) عن ابن دريد ( و ) من المجاز ( تركهم لحما على وضم ) إذا ( أوقعهم ) وفي المحكم أوقع بهم ( فذللهم وأوجعهم ) وفي الاساس يقال لحم على وضم للذليل * قلت ومنه قول الحريري وأبو صبية بدوا * مثل لحم على وضم ( والوضيمة صرم من الناس ) يكون ( فيهم مائتا انسان أو ثلثمائة ) نقله الجوهرى عن ابن الاعرابي قال ( و ) الوضيمة أيضا ( القوم القليل ينزلون على قوم ) فيحسنون إليهم ويكرمونهم قال ابن برى ومنه قول ابن أباق الدبيرى أنتنى من بنى كعب بن عمرو * وضيمتهم لكيما يسألونى ( و ) الوضيمة ( طعام المأتم ) نقله الجوهرى عن الفراء ( و ) أيضا ( شبه الوثيمة من الكلا ) المجتمع نقله نقله الجوهرى ( واستوضمه ظلمه ) واستضامه نقله الجوهرى وهو مجاز زاد الزمخشري وجعله كالوضم في الذل ( و ) من المجاز ( توضمها ) إذا ( جامعها ) وفي الصحاح والاساس وقع عليها * ومما يستدرك عليه الوضم محركة مائدة الطعام وقولهم الحى وضمة واحدة بالتسكين أي جماعة متقاربة كما في الصحاح والوضمة صرم من الناس كالوضيمة نقله الجوهرى عن ابن الاعرابي ووضم بنو فلان على بنى فلان إذا حلوا عليهم نقله الجوهرى ووضم القوم وضوما تجمعوا وان في جفيره لوضمة من نبل أي جماعة وقال أبو الخطاب الاخفش الوضيم ما بين الوسطى والبنصرو قد ذكره المصنف في وصم وجعله بين البنصرو الخنصر فأخطأ من وجهين والاوضم موضع ( الوطم كالوعد ) أهمله الجوهرى وهو ( الوطء ووطم الستر أرخاه ) ومر له في ا ط م أطم على الببت أرخى ستوره نقله ابن بزرج وكان الواو مبدلة من الهمزة * ومما يستدرك عليه وطم الرجل وطما ووطم كعنى احتبس نجوه عن ابن القطاع ( الوظمة بالفتح ) أهمله الجوهرى وذكر الفتح مستدرك وقال ابن الاعرابي هو ( التهمة ) كذا في التهذيب ( الوعم ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده ( خط في الجبل يخالف سائر لونه ج وعام ) بالكسر ( ووعم الدار كوعد وورث ) يعمها وعما ( قال لها انعمى ) وفى التهذيب عن يونس بن حبيب وحمت ؟ الدار أعم وعما قلت لها انعمى وأنشد * عماطللى جمل على النأى واسلما * ( ومنه ) قولهم في التحية ( عم صباحا و ) عم ( مساء و ) عم ( ظلاما ) قال يونس وسئل أبو عمرو بن العلاء عن قول عنترة * وعمى صباحا دار عبلة واسلمى * فقال هو كما يعمى المطر ويعمى الجر بزبده فأراد كثرة الدعاء لها بالاستسقاء قال الازهرى كانه لما كثر هذا الحرف في كلامهم حذفوا بعض حروفه لمعرفة المخاطب به وهذا كقولهم لاهم وتمام الكلام اللهم وكقولك لهنك والاصل لله انك وقال شيخنا جعل ابن مالك في التسهيل وشرحه عم صباحا من الافعال التى لا تتصرف ووافقه على ذلك جماعات وقال شارحه البدر الدما مينى ويقال عمى وعما (1/7927)
وعموا وعمن قال الاعلم وعم يعم ونعم ينعم بمعنى فثبت بذلك تصرفه قال شيخنا ثم ان ابن مالك في بحث القلب جعل أصل عم انعم فحذفت فاؤه ثم همزة الوصل قال الدمامينى وثبت أنه يقال وعم يعم بمعنى نعم فلا شذوذ من جهة الحذف قال شيخنا وفي حاشية السيد والسعد كلا هما على الكشاف ما يوافق كلام ابن مالك * قلت وهو كلام أكثر أئمة اللغة ولذاذكره الجوهرى في تركيب ن ع م وأما تركيب وعم فانه ساقط عنده * ومما يستدرك عليه وعم بالخبر وعما أخبر به ولم يحقه والغين المعجمة أعلى كذا في المحكم ( الوغم ) بالفتح ( النفس ) نقله ابن نجدة عن أبى زيد ( و ) أيضا ( الثقيل الاحمق و ) أيضا ( الحرب ) والقتال ( و ) أيضا ( الترة ) والذحل والجمع الاوغام نقله الجوهرى ( و ) أيضا ( الحقد الثابت في الصدر ) والجمع الاوغام ومنه قوله * لاتك نواما على الاوغام * ( و ) الوغم ( القهر ووغم بالخبر يغم ) وغما إذا أخبره بخبر لم يحققه أو من أن يستيقنه عن الكسائي مثل ( لغم ) وفي التهذيب عن أبى زيد الوغم أن تخبر الانسان بالخبر من وراء وراء لا تحقه ( ووغم عليه كوجل حقد ) نقله الجوهرى ( وتوغم عليه اغتاظ ) * ومما يستدرك عليه الوغم الشحناء والسخيمة وقد وغم صدره وغما ووغما ووغم كوجل ومنع وأوغمه هو ورجل وغم حقود وتوغم القوم وتواغموا تقاتلوا وقيل تناظروا شزرا في القتال ووغم الى الشئ كوهم زنة ومعنى وذهب إليه وغمى أي وهمى عن ابن الاعرابي قال أبو تراب سمعت أبا الجهم الجعفري يقول سمعت منة نغمة ووغمة عرفتها والوغم النغمة وأنشد سمعت وغما منك يا أبا الهيثم * ففلت لبيه ولم أهتم وفى الحديث كلوا الوغم واطرحوا الفغم قال ابن الاثير الوغم ما تساقط من الطعام وقيل ما أخرجه الخلال وانفغم ذكر في موضعه والوغوم في قول رؤبة * يمطوبنا من يطلب الوغو ما * الترات ( وقمه كوعده قهره ) عن أبى عبيد وأنشد به أقم الشجاع له حصاص * من القطمين اذفر الليوث كما في الصحاح ( و ) الوقم كسر الرجل وتدليله يقال وقم الله العدو إذا ( أذله أو ) وقمه ( رده ) عن الاصمعي كما في الصحاح وقيل وقم
الرجل عن حاجته رده ( أقبح الرد ) وقال الاصمعي الموقوم إذا رددته عن حاجته أشد الرد وأنشد * أجاز منا جائز لم يوقم * ويقال قمه عن هواه أي رده ( و ) قيل وقمه الامر وقما إذا ( حزنه أشد الحزن ) وكذلك وكمه وفى الصحاح الموح الموقوم الشديد الحزن عن الكسائي ( و ) وقم ( الدابة ) وقما ( جذب عنانها ) كما في الصحاح زاد غيره ليكف عنها ( و ) وقم ( القدر ) وقما أدامها كما في الاساس أي ( سكن غليانهاو ) الوقام ( ككتاب السيف و ) قيل ( السوط و ) قيل ( العصا و ) قيل ( الحبل ) نقله ابن دريد ( وواقم أطم يالمدينة ) قال ياقوت كأنه سمى بذلك لحصانته ومعناه أنه يرد عن أهله ( ومنه حرة واقم ) وأنشد الجوهرى لو ان الردى يزور عن ذى مهابة * لهاب خضيرا يوم أغلق واقما وفى المعجم فلو كان حى ناجيا من حمامه * لكان خضيرا الخ هكذا هو في الصحاح خضير ابالخاء المعجمة وقال فيه انه رجل من الخزرج وقال الشيخ رضى الدين الشاطبي حاؤه مهملة بالاتفاق وهو أوسى أشهلي ليس من الخزرج ( والتوقم التهدد ) والزجر قال ابن السكيت هكذا سمعته من أعرابي ( و ) أيضا ( التعمد و ) أيضا ( الاطناب في الشئ و ) أيضا ( قتل الصيد ) نقله الجوهرى ( و ) أيضا ( تحفظ الكلام ووعيه ) نقله الجوهرى ( وأوقمه قمعه ووقمت الارض كعنى ) أي ( أكل نباتها ووطئت ) قال الجوهرى وربما قالوا وكمت بالكاف * ومما يستدرك عليه التوقيم الاذلال والقهر وتوقمه بالكلام كبه وتوثب عليه وتوقم تولج في قترته والموقوم المحزون والمردود عن حاجته ( كوكمت ) بالضم أي وطئت وأكلت ورعيت فلم يبق فيها ما يحبس الناس أشار له الجوهرى ( ووكمه ) الامر ( كوعده حزنه ) كوقمه ( و ) وكم ( الشى قمعه ) ورده ( و ) وكم من الشئ ( كورث اغتم ) له وجرع ( والوكم القمع ) والزجر ( و ) يقال ( هم يكمون الكلام ) بكسر الكاف من يكمون ( أي يقولون السلام عليكم بكسر الكاف ) * قلت وهى لغة أهل الروم الآن ( و ) قال ابن الاعرابي ( الوكمة الغليظة ) كذا في النسخ والصواب الغيظة ( المشبعة ) والوكمة الفسحة * ومما يستدرك عليه وكمه عن حاجته وكما رده عنها أشد الرد والموكوم الشديد الحزن ( الولم ويحرك حزام السرج والرحل و ) أيضا ( القيد و ) أيضا ( حبل يشد من التصدير الى السناف لئلا يقلقا ) كل ذلك في المحكم ( والوليمة طعام العرس ) كما في الصحاح ( أو كل طعام صنع لدعوة وغيرها ) قال أبو عبيد سمعت أبا زيد يقول يسمى الطعام الذى يصنع عند العرس الوليمة والذى عند الاملاك النقيعة وقال الحسن ابن عبد الله العسكري في كتاب الاسماء واللغات الوليمة ما يطعم في الاملاك من الولم وهو الجمع لان الزوجين يجتمعان ( وأولم ) ايلاما ( صنعها ) ومنه قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف أولم ولو بشاة أي اصنع وليمة ( و ) أولم ( فلان اجتمع خلقه وعقله ) عن أبى العباس ( والولمة تمام الشئ واجتماعه ) عنه أيضا ( و ) ولمة ( حصن بالاندلس ) من أعمال شنتمريه ( الونيم ) كامير ( خرء الذباب ) وفى الصحاح سلحه ( كالونمة محركة ) وقد ( ونم كوعد ) ينم ( ونما وونيما ) وأنشد الاصمعي للفرزدق لقدوثم الذباب عليه حتى * كان ونيمه نقط المداد ويقال ان الذباب ينم على السواد بياضا وعكسه ويقال لا تجعل نقط الكتاب كونيم الذباب ( الوهم من خطرات القلب ) والجمع أوهام كما في المحكم ( أو ) هو ( مرجوح طرفي المتردد فيه ) وقال الحكماء هو قوة جسمانية للانسان محلها آخر التجويف الاوسط من (1/7928)
الدماغ من شأنها ادراك المعاني الجرئية المتعلقة بالمحسوسات كشجاعة زيد وهذه القوة هي التى تحكم في الشاة بأن الذئب مهروب منه وأن الولد معطوف عليه وهذه القوة حاكمة على القوى الجسمانية كلها مستخدمة اياها استخدام العقل القوى العقلية باسرها ( ج أو هام و ) أيضا ( الطريق الواسع ) كما في الصحاح وقال الليث الطريق الواضح الذى يرد الموارد ويصدر المصادر وأنشد الجوهرى للبيد يصف بعيره وبعير صاحبه ثم أصدر ناهما في وارد * صادوو هم صواه قد مثل ( و ) أيضا ( الرجل العظيم و ) أيضا ( الجمل ) العظيم وقيل هو من الابل ( الذلول ) المنقاد ( في ضخم وقوة ) وأنشد الجوهرى لذى الرمة يصف ناقته : كأنها جمل وهم وما بقيت * الا النحيزة والالواح والعصب ( ج أوهام ووهوم ووهم ) بضمتين ( ووهم في الحساب كوجل ) يوهم وهما ( غلط ) وسها ( و ) وهم ( في الشئ كوعد ) يهم وهما ( ذهب وهمه إليه ) وهو يريد غيره كما في الصحاح منه الحديث انه وهم في تزويج ميمونة أي ذهب وهمه ( وأوهم كذا من الحساب ) أي ( اسقط ) وكذا أوهم من صلاته ركعة وقال أبو عبيد أوهمت أسقطت من الحساب شيأة فلم يعد أوهمت ومنه حديث سجدتي السهو أنه صلى الله تعالى عليه وسلم وهم في صلاته فقيل كاتك أوهمت في صلاتك فقال كيف لا أوهم ورفغ أحد كم بين ظفره وأنملته أي اسقط من صلاته شيأ وقال الاصمعي أوهم إذا أسقط ووهم إذا غلط وفى بعض رواية هذا الحديث وكيف لا ايهم
قال ابن الاثير هذا على لغة بعضهم الاصل أوهم بالفتح والواو فكسرت الهمزة لان قوما من العرب يكسرون مستقبل فعل فيقولون اعلم ونعلم فلما كسرت همزة أوهم انقلبت الواو ياء ( أو وهم كوعد وورث أوهم بمعنى ) واحد وهو قول ابن الاعرابي وقال شمر ولا أرى الصحيح الاهذا وأنشد ابن الاعرابي : فان أخطأت أو اوهمت شيأ * فقديهم المصا في لحبيب وقال الزبرقان بن بدر : فبتلك أقضى الهم اذوهمت به * نفسي ولست بنأنا عوار ( وتوهم ظن ) كما في الصحاح وقال أبو البقاء هوسبق الذهن الى الشئ ( وأوهمه ) ايهاما ( ووهمه غيره ) توهيما أنشد ابن برى لحميد الارقط * بعيد توهيم الوقاع والنطر * ( وأتهمه بكذا اتهاما ) على أفعله نقله الجوهرى عن أبى زيد ( واتهمه كافتعله و ) كذا ( أوهمه ادخل عليه التهمة كهمزة أي ما يتهم عليه ) أي ظن فيه ما نسب إليه قال الجوهرى التهمة بالتحريك أصل التاء فيه واو على ما ذكرناه في وكلة وقال ابن سيده التهمة الظن تاؤه مبدلة من واو كما أبدلوها في تخمة قال شيخنا وقد مر أنهم توهموا اصالة التاء ولذلك بنوامنه الفعل وغيره ( فاتهم هو فهو متهم وتهيم ) وأنشد ابن السكيت هما سقيانى السم من غير بغضة * على غير جرم في اناء تهيم * ومما يستدرك عليه توهم اشئ تخيله وثمثله كان في الوجود أولم يكن وتوهم فيه الخير مثل تفرسه وتوسمه قال زهير * فلأ ياعرفت الدار بعد توهم * وأوهم الشئ تركه كله عن ثعلب والتهمة بضم فسكون لغة في التهمة كهمزة وهكذا روى في الحديث انه حبس في تهمة وهى لغة صحيحة نقلها صاحب المصباح عن الفارابى وتبعه ابن خطيب الدهشة في التقريب وحكاه الصفدى في شرح اللامية وفى شرح المفتاح لابن كمال هي بالسكون في المصدر وبالتحريك اسم ونظر فيه الشهاب ونقل الوجهين في التوشيح وهو الصحيح * قلت ويدل على صحة هذه اللغة قول سيبويه في جمعها على التهم واستدل على انه جمع مكسر بقول العرب هي التهم ولم يقولوا هوالتهم كما قالوا هو الرطب حيث لم يجعلوا الرطب تكسيرا انما هو من باب شعيرة وشعير ويطلق الوهم على العقل أيضا نقله شيخنا والوهمة الناقة الضخمة وأنشد الجوهرى للكميت يجتاب أردية السراب وتارة * قمص الظلام بوهمة شملال ولا وهم لى من كذا أي لابد نقله ابن القطاع ( الويمة ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هي ( التهمة و ) قال غيره هي ( النميمة و ) ويمة ( د بطبرستان ) في وسط الجبال بين الرى وطبرستان ومقابلها قلعة حصينة يقال لها پيروز كوه عندها عيون جارية رآه ياقوت وقد استولى عليه الخراب ( و ) ويمة ( كورة بالاندلس ) من كورجيان هي اليوم خراب ينبت بقربها العاقر قرحا ( أوهى ويمية ) بتخفيف ياء ليست للنسبة وعليه اقتصر ياقوت في المعجم فما في بعض النسخ من تشديد الياء غلط * ومما يستدرك عليه ويمة حصن باليمن مطل على زبيد نقله ياقوت * ( فصل الهاء ) * مع الميم ( الهبرمة ) أهمله الجوهرى وهو ( كثرة الاكل و ) في المحكم كثرة ( الكلام ) وقد هبرم هبرمة وتهبرم ( هتم فاء يهتمه ) هتما ( ألقى مقدم أسنانه كاهتمه ) إذا كسر أسنانه وأقصمه إذا كسر بعض سنه ( و ) هتم ( كفرح انكسرت ثاياه من اصولها ) خاصة وقيل من أطرافها ( فهو أهتم ) بين الهتم ومنه الحديث ان أبا عبيدة كان أهتم الثنايا ( وتهتم ) الشئ ( تكسر ) قال جرير : ان الاراقم لن ينال قديمها * كلب عوى متهتم الاسنان ( والهيتم كحيدر شجر من الحمض ) جعد حكى ذلك أبو حنيفة وقال ذكر ذلك عن شبيل بن عزرة وكان راوية وأنشد لرجل من بنى يربوع : رعت بقران الحزن روضا مواصلا * عميما من الضلام والهيتم الجعد (1/7929)
( لغة في المثلثة ) الاولى أن يقول ان الثلثة لغة فيه ( والهتيمة كسفينة الصغيرة من الحمض ) وكأنها سميت لتكسرها ( وكصاحب وزبير اسمان ) قال ابن سيده وأرى هتيما تصغير ترخيم ( و ) الهتامة ( كثمامة ما تكسر من الشئ ) نقله الجوهرى ( والاهتم لقب سنان بن ) سمى بن سنان بن ( خالد ) بن منقر ( لان ثنيته هتمت يوم الكلاب ) كما في الصحاح ( وهتمة ع بجبل سلمى ) أحد جبلى طيئ ( و ) يقال ( ما زال يهتمه بالضرب تهتيما ) أي ( يضعفه وتها تماتها ترا ) * ومما يستدرك عليه الهتماء من الكبوش التى انكسرت ثناياها من أصلها وانقلعت والهياتم كانه جمع الهيتم قرية بمصر من أعمال الغربية وقد وردتها وانما جمعت بمساحو لها من القرى وفى النسبة يرد الى المفرد ومن ذلك الشهاب أحمد بن محمد بن على بن حجر الهيتمى نزيل مكة ويقال هي محلة أبى الهيثم بالمثلثة فغيرتها العامة ولدبها في أواخر سنة تسع وتسعين وثمانمائة ومات بمكة سنة أربع وسبعين وتسعمائة وبنو هتيم كزبير ألام قبيلة من العرب وهم ينزلون أطراف مصر ويقال انهم بطن من الترابين وقال الحافظ عرب مساكين يستجد ون من ركب الشام قال وعامر وأخوه طارق ابنا الهيتم بن عوف بن عمرو بن كلاب بن ربيعة قتلهما الحنتف بن السجف * ومما يستدرك عليه الهتلمة الكلام الخفى
كالهتملة وهتلما تكلما بكلام يسرانه عن غيرهما نقله ابن القطاع وصاحب اللسان ( هثمه يهثمه ) هثما ( دقه حتى انسحق و ) هثم ( له من ماله ) كما تقول ( قثم ) حكاها ابن الاعرابي ( والهيثم كحيدر ) شجر من الحمض لغة في ( الهيتم ) بالتاء الفوقية ( و ) أيضا ( فرخ النسر أو ) فرخ ( العقاب ) كما في الصحاح وقيل هو الصقر وقيل هو صيد العقاب قال تنازع كفاه العنان كأنه * مولعة قتخاء تطلب هيثما ( و ) أيضا ( الكثيب الاحمر ) كما في الصحاح وهو قول أبى عمرو ( و ) قيل الكثيب ( السهل ) قال الطرماح يصف قداحا أجيلت فخرج لها صوت : خوار غزلان لدى هيثم * تذكرت فيقة أرآمها ( و ) هيثم ( ع بين القاعة وزبالة ) بطريق مكة على ستة أميال من القاع فيه بركة وقصر لأم جعفر وبه فسر قول الطرماح أيضا ( و ) هيثم ( اسم ) رجل سمى بفرخ العقاب كما في الصحاح ( والهثم بضمتين القيران المنهالة ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه الهيثمة بقلة من النجيل والهيثم ضرب من الحبة عن الزجاجي ومحلة أبى الهيثم قرية بمصر وقد ذكرت في ه ت م وأبو الهيثم صحابيان والمسمى بالهيثم أربعة رضى الله تعالى عنهم أجمعين وهيثما باذ من قرى الرى ( الهثرمة ) أهمله الجوهرى والجماعة وقال ابن القطاع في الافعال والابنية هو ( كثرة الكلام ) كالهثمرة ( هجم عليه هجوما ) إذا ( انتهى إليه بغتة أو ) هجم ( دخل بغير اذن أو دخل ) هكذا في النسخ والاولى في السياق أو دخل بغير اذن على ان بعض النسخ ليس فيه أو دخل وفى الصحاح هجم الشتاء دخل قال شيخنا وهو صريج انه ككتب وهو الصحيح الذى جزم به أئمة اللغة قاطبة فرواية بعض الرواة اياه في صحيح مسلم بكسر المضارع كيضرب لا يعتد به ولا يلتفت إليه وان جرى عليه بعض عامة أهل الحديث وقد نبه عليه الشيخ النووي فيما أظن انتهى * قلت ولكن المضبوط في نسخ الصحاح كلها هجمت على الشئ بغتة أهجم هجوما بكسر الجيم من أهجم فهذا يقوى ما ذهب إليه بعض رواة مسلم فتأمل ذلك ( و ) هجم ( فلانا أدخله ) يتعدى ولا يتعدى كما في الصحاح يقال هجم عليهم الخيل وهجم بها واستعاره على رضى الله تعالى عنه للعلم فقال هجم بهم العلم على حقائق الامور فباشر واروح اليقين ( كأهجمه ) نقله الزمخشري وقال الليث يقال هجمنا الخيل ولم أسمعهم يقولون أهجمنا ( فهو هجوم ) أنشد سيبويه هجوم علينا نفسه غير انه * متى يرم في عينيه بالشبح ينهض يعنى الظليم ( و ) من المجاز هجم ( البيت ) إذا ( انهدم ) من وبركان أومدر وقد هجمه هجما إذا هدمه ( كانهجم ) يقال انهجم الخياء إذا سقط ( و ) من المجاز هجمت ( عينه ) تهجم ( هجما وهجوما ) أي ( غارت ) ومنه الحديث إذا فعلت ذلك هجمت عيناك أي غارتا ودخلتا في موضهما ( و ) من المجاز هجم ( مافى الضرع ) يهجمه هجما ( حلبه ) كل ما فيه نقله الجوهرى عن الاصمعي قال رؤبة إذا التقت أربع أيد تهجمه * حف حفيف الغيث جادت ديمه ( كاهتجمه ) أنشد ثعلب لابي محمد الحذلمى فاهتجم العيدان من أخصامها * غمامة تبرق من غمامها * وتذهب العيمة من عيامها قال الازهرى اهتجم أي احتلب واراد باخصامها جوانب ضرعما ( وأهجمه ) يقال هجم الناقة نفسها وأهجمها حلبها ( و ) هجم ( الشئ سكن وأطرق ) قال ابن مقبل : حتى استبنت الهدى والبيد هاجمة * يخشعن في الآل غلفا أو يصلينا ( و ) هجم ( فلانا ) يهجمه هجما ساقه و ( طرده ) ويقال هجم الفحل أتنه أي طردها قال الشاعر وردت وارداف النجوم كأنها * وقد غار تاليها هجاء ابن هاجم ويقال الهجم السوق الشديد قال رؤبة * والليل ينجوو النهار يهجمه * ( وبيت مهجوم حلت أطنابه فانضمت ) سقابه أي ( أعمدته ) وكذلك إذا وقع قال علقمة بن عبدة : صعل كأن جناحيه وجؤجؤه * بيت أطافت به خرفاء مهجوم الخرقاء هنا الريح ( والهجوم الريح الشديدة ) التى ( تقلع البيوت والثمام ) لانها تهجم التراب على الموضع تجرفه فتلقيه عليه قال (1/7930)
ذوالرمة يصف عجاجا جفل مق موضعه فهجمته الريح على هذه الدار أودى بها كل عراص ألث بها * وجافل من عجاج الصيف مهجوم ( و ) الهجوم ( سيف أبى قتادة الحرث بن ربعى ) بن بلذمة بن خناس الانصاري ( رضى الله تعالى عنه والهجيمة ) كسفينة ( اللبن الثخين أو الخاثر ) من ألبان الثاء عن أبى الجراح العقيلى ( أو ) هو ( قبل أن يمخض ) وقال أبو عمرو هو أن تحقنه في السقاء الجديدة ثم تشربه ولا تمخضه وقال ابن الاعرابي هو ما حلبته من اللبن في الاناء فإذا سكنت رغوته حولته الى السقاء ( أو ) هو ( ما لم يرب ) أي يخثر ( وقد ) الهاج أي ( كاد ان يروب ) نقله ابن السكيت عن أبى مهدى الكلابي سماعا كما في الصحاح قال الازهرى وهذا هو الصواب ( والهجم ) بالفتح ( القدح الضنحم ) يحلب فيه عن ابن الاعرابي وعليه اقتصر الجوهرى وأنشد فتملأ الهجم عفواوهى وادعة * حتى تكاد شفاه الهجم تنثلم ( ويحرك ) عن كراع ونقله الاصمعي أيضا وأنشد للراجز
ناقة شيخ للاله راهب * تصف في ثلاثة المحالب * في الهجمين والهن المقارب ( ج اهجام ) وأنشد ابن برى : إذا أنيخت والتقوا بالاهجام * أوفت لهم كيلا سريع الاعذام ( و ) الهجمة ( ماء لفزارة ) قديم مما حفرته عاد كذا في النوادر لابن الاعرابي وقد جاء ذكره في شعر عامر بن الطفيل ( و ) الهجم ( العرق ) لسيلانه ( وقد هجمته الهواجر ) أي أسالت عرقه وهو مجاز ( و ) من المجاز ( الهجمة من الابل ) القطعة الضنحمة قال أبو عبيد ( أولها ) ووقع في نسنحة الصحاح أقلها ( ا ) لا ( ربعون الى ما زادت ) والهنيدة المائة فقط وعلى هذا اقتصر الجوهرى وقيل هي ما بين الثلاثين والمائة ( أوما بين السبعين الى المائة أو ) مابين السبعين ( الى دوينها ) قال المعلوط أعاذل ما يدريك ان رب هجمة * لاخفافها فوق المتان فديد أوهى مابين التسعين الى المائة وعليه افتصر السهيلي في الروض وصححه وقيل مابين الستين الى المائة وأنشد الازهرى * بهجمة تملأ عين الحاسد * وقال أبو حاتم إذا بلغت الابل ستين فهى عجرمة ثم هي هجمة حتى تبلغ المائة وكل هذه الاقوال أهملها المصنف واختلف في اشتقاقها ففى الروض انها من الهجيمة وهى ثنحين اللبن لانها لما كثر لبنها لكثرتها لم يمزج بماء وشرب صرفا ثخينا قال شيخنا ولا يخفى مافى هذا الاشتقاق من البعد والذى في الاساس انه من قولهم جئته بعد هجمة من الليل لما يهجم من أول ظلامه ( و ) من المجاز الهجمة ء ( من الشتاء شدة برده ومن الصيف شدة حره ) وقد هجم الحر والبرد إذا دخلا ( وابنا هجيمة جكهينة فارسان م ) معروفان قال : وساق ابني هجيمة يوم غول * الى أسيا فنا قدر الحمام ( وبنو الهجيم كزبير بطن ) بل بطنان من العرب أحدهما الهجيم بن عمرو بن تميم والثانى الهجيم بن على بن سود من الازد ( والهيجمان بضم الجيم ) اسم ( رجل و ) الهيجمانة ( بهاء الدرة ) وفى نسنحة اللؤلؤة ( و ) أيضا ( العنكبوت الذكر و ) هيجمانة اسم امرأة وهى ( ابنة العنبر بن عمرو ) بن تميم ( و ) من المجاز ( أهجم الابل ) أي حلبها و ( أراحها ) كما في الاساس ( و ) في النوادر اهجم ( الله تعالى المرض عنه فهجم ) أي ( أقلع وفتر ) * ومما يستدرك عليه هجم البيت كعنى قوض وانهجمت عينه دمعت نقله الجوهرى قال شمر ولم أسمعه بهذا المعنى وهو بمعنى غارت معروف وهاجرة هجوم تحلب العرق ويقال تحمم فان الحمام هجوم أي معرق يسيل العرق وانهجم العرق سال واستعار بعض الشعراء الهجمة للنخل فقال محاجيا بذلك الى الله أشكو هجمة عربية * أضربها مر السنين الغوابر فأضحت روايا تحمل الطين بعدما * تكون ثمال المقترين المقاقر والهجمة النعجة الهرمة والاهتجام الدخول آخر الليل والهجائم الطرائد وهجمة الليل ما يهجم من أول ظلامه ومهجم كمقعد بلد باليمن بينه وبين زبيد ثلاثة أيام وأكثر أهله خولان والهجام كشداد الكثير الهجوم على القوم والشجاع والاسد لجرأته واقدامه وبنو الهجام بطن باليمن من العلويين منهم شيخنا المعمر المحدث أبو الربيع سليمن بن أبى بكر الهجام القطيعى وقد مر ذكره في العين واهتجم الرجل بالضم ضعف كاهتمج وهجيمة بنت حيى الاوصابية أم الدرداء امرأة أبى الدرداء صحابية ( هجدم بكسر الهاء ) وفتح الدال أهمله الجوهرى وقال اليث ( لغة في اجدم في اقدامك الفرس ) وزجرله ولو قال هجدم كدرهم زجر للفرس لغة في اجدم كان أليق في الاختصار وكلاهما على البدل من زجر الخيل إذا زجرت لتمضى وقال كراع انما هو هجدم بضم الدال وشد الميم وبعضهم يخفف الميم قال الليث ( يقال أول من ركبه ابن آدم القاتل حمل على أخيه فزجر الفرس فقال هج الدم فخفف ) لما كثر على الالسنة واقتصر على هجدم واجدم ( الهجعمة ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( الجرأة والاقدام ) ( الهدم نقض البناء ) هدمه يهدمه هدما ( كاتهديم ) قال الجوهرى هدموا بيوتهم شدد للكثرة وفى الحديث من هدم بنيان ربه فهو ملعون أي من قتل النفس المحرمة لانها بنيان الله وتركيبه ( و ) الهدم ( كسر الظهر ) من الضرب عن ابن الاعرابي ( فعلهما كضرب و ) من المجاز الهدم ( المهدر من الدماء يحرك ) فيكون كالهدر زنة ومعنى وفى الصحاح يقال دمأوهم بينهم هدم أي هدر وهدم أيضا بالتسكين فقدم (1/7931)
المحرك وجعل التسكين لغة والمصنف عكس ذلك على ان على بن حمزة قد أنكر الكسر ( و ) الهدم ( بالكسر الثوب البالى ) كما في الصحاح وهو مجاز ( أو ) هو الخلق ( المرقع أو خاص بكساء الصوف ) البالى الذى ضوعفت رقاعه دون الثوب هكذا خصه ابن الاعرابي قال أوس بن حجر : ليبكك الشرب والمدامة والفتيان طرار طامع طمعا وذات هدم عارنوا شرها * تصمت بالماء تولبا جدعا ( ج اهدام ) وعليه اقتصر الجوهرى ( وهدام ) بالكسر هكذا في النسخ والصواب هدم كعنب وهى نادرة كما هو نص أبى حنيفة في كتاب النبات وأنشد ابن برى لابي دواد : هرقت في صفنه ماء ليشر به * في دائر خلق الاعضادا هدام
وفي حديث عمر وقفت عليه عجوز عشمة باهدام وفى حديث على لبسنا اهدام البلى ( و ) من المجاز الهدم ( الشيخ الكبير ) على التشبيه بالثوب وقال أبو عبيد هو الشيخ الذى قدا نحطم مثل الهم ( و ) من المجاز الهدم ( الخف العتيق ) على التشبيه بالخلق من الثوب ( و ) هدم ( اسم ) رجل ( و ) من المجاز الهدم ( ككتف المخنث و ) الهدم ( بالتحريك ) كذا في النسخ والصواب بكسر ففتح كما ضبطه ياقوت قال يشبه أن يكون جمع هدم ( أرض ) بعينها ذكرها زهير في شعره بل قدرآها جميعا غير مقوية * سراه منها فوادى الحفرفا لهدم ( و ) الهدم ( ما تهدم من جوانب ) وفي بعض نسخ الصحاح من نواحى ( البئر فسقط فيها ) قال يصف امرأة فاجرة تمضى إذا زجرت عن سوأة قدما * كأنها هدم في الجفر منقاض ( و ) الهديم ( كأمير بافى نبات عام أول ) وذلك لقدمه والذى في نسخة اللسان الهدم بالتحريك فراجعه ( و ) من المجاز ( هدمت الناقة كفرح هدما وهدمة محركتين فهى هدمة كفرحة ج هدامى وهدمة كقردة وتهدمت وأهدمت فهى مهدم ) كلاهما إذا ( اشتدت ضبعتها ) فياسرت الفحل ولم تعاسره وفى الصحاح وقال الفراء هي التى تقع من شدة الضبعة وأنشد لزيد تركي الدبيرى يوشك ان يوجس في الاوجاس * فيها هديم ضبع هواس * إذا دعا العند بالاجراس قال ابن جنى فيه ثلاث روايات أحدها أن يكون الهديم فحلا وأضافه الى الضبع لانه يهدم إذا اضبعت وهواس من نعت هديم الثانية هواس بالخفض على الجوار الثالثة فيها هديم ضبع هواس وهو الصحيح لان الهوس يكون في النوق وعليه يصح استشهاد الجوهرى لانه جعل الهديم الناقة الضبعة ويكون هواس بدلا من ضبع والضبع والهواس واحد وهديم في هذه الاوجه فاعل ليوجس في البيت الذى قبله أي يسرع أن يسمع صوت هذا الفحل ناقة ضبعة فتشتد ضبعتها * قلت وقد فصل ذلك أبو زكريا في تهذيب غريب المصنف وهذا الوجه الاخير الذى ذكر هو الذى صححوه واعتمد واعليه ومثله مصلحا بخط الازهرى في نسخة التهذيب وكذا في غريب المصنف وعلى الحاشية قال أبو عمر أخبرنا ثعلب عن سلمة عن الفراء * فيها هديم ضبع هواس * قلت والمصدر في باب النكاح يأتي على فعال نحو الضراب والحرام والحناء فمن رواه هكذا فانه جعله بدلا من ضبع ومن رواه كشداد فهو من نعت الهديم ولكنه مجرور على الجوار فتأمل ( و ) الهدام ( كغراب الدوار ) يصيب الانسان ( من ركوب البحر وقد هدم كعنى ) أصابه ذلك وهو مجاز ( والهدمة المطرة الخفيفة ) وفى الصحاح الدفعة من المطر هكذا في بعض نسنحه ومثله في الاساس ( وأرض مهدومة أصابتها ) هدمة من المطر ( و ) الهدمة ( الدفعة من المال ) كما في نسخ الصحاح وهكذا وجد بخط الجوهرى ( وذومهدم كمنبر ومقعد قيل لحمير ) وهو ابن حضور بن عدى بن كالك قال ابن الكلبى من بنى حضور شعيب بن ذى مهدم نبى أصحاب الرس وليس هو شعيب صاحب مدين ( و ) ذومهدم أيضا ( ملك الحبش وذو الاهدام المتوكل بن عياض شاعرو ) أيضا لقب ( نافع مهجو الفرزدق وتهادموا ) و ( تهادروا ) بمعنى واحد ( و ) من المجاز ( عجوز ) متهدمة ( و ) كذا ( ناب متهدمة ) أي هرمة ( فانية و ) من المجاز ( تهدم عليه غضبا ) إذا ( توعده ) وفى الصحاح اشتد غضبه ( و ) في الصحاح يقال هذا ( شئ مهندم ) أي ( مصلح على مقدار وله هندام ) بالكسر وهو ( معرب ) أصله بالفارسية ( أندام ) بالفتح مثل مهندس وأصله أندازه هكذا ذكره الجوهرى وتبعه المصنف ولا يخفى ان مثل هذا لا تكون النون فيه زائدة بل هي من أصل الكلمة فالاولى ايرادها في تركيب ه ن د م * ومما يستدرك عليه انهدم البناء وتهدم مطاوعا هدمه وهدمه ذكر هما الجوهرى والاهدمان أن ينهدم على الرجل بناء أو يقع في بئرو به فسر الحديث اللهم انى أعوذ بك من الاهدمين حكاه الهروي في الغريبين وقال ابن سيده ولا أدرى ما حقيقته وشهيد الهدم محركة الذى يقع في بئر أو يسقط عليه جدار ويقولون في النصرة والظلم دمى دمك وهدمى هدمك ويقال الهدم الاصل وأيضا القبر لانه يحفر ترابه ثم يرد فيه وقد مر في لدم وانقض هدم من الحائط وهو ما انهدم منه والهدمة بالكسر الثوب الخلق والجمع هدوم بالضم وهدم الثوب وهدمه رقعه الاخيرة رواها ابن الفرج عن أبى سعيد والهدم ككتف الاحمق والمهدوم من اللبن الرثيئة وفى التهذيب هي المهدومة وأنشد شفيت أبا المختار من داء بطنه * بمهدومة تنبى ضلوع الشراسف وهو يتهدم بالمعروف يتوعد وتهدم عليه الكلام مثل تهور وأبو هدم ككتف أخو العلاء بن الحضرمي ذكره الدار قطني في الصحابة وكزبير هديم التغلبي ويقال أديم له صحبة روى الضبى بن معبد والهدم وبضمتين ماء وراء وادى القرى في قول عدى بن الرقاع (1/7932)
العاملي قاله الحازمى وضبطه الواقدي ككتف كذا في المعجم ( هذم يهذم ) هذما ( قطع ) بسرعة ( و ) أيضا ( أكل بسرعة ) ومنه الحديث كل مما يليك واياك والهذم قال ابن الاثير هكذا رواه بعضهم وقال أبو موسى الصواب انه بالدال المهملة يريد الاكل من جوانب القصعة دون وسطها ( والهيذام ) من الرجال ( الاكول ) كما في المحكم ( و ) أيضا ( الشجاع ) كما في الصحاح ( كالهذام كغراب و ) الهيذام ( اسم ) رجل ( و ) المهذم والهذام ( كمنبر وغراب السيف القاطع ) نقلهما الجوهرى عن أبى عبيد ( و ) الهيذم ( كحيدر السريع وهذمة بالضم ابن لا طم ) بن عثمان ( في مزينة ) وهو جد أبى سلمى كعب بن زهير الشاعر الصحابي رضى الله عنه ( وبالتحريك ) هذمة ( بن عتاب في طيئ ) عن ابن حبيب ( وسعد بن هذيم كزبير ) باثبات الالف بين سعد وهذيم ( أبو قبيلة وهو ابن زيد ) بن ليث بن سود ( لكن حضنه عبد ) حبشي ( أسود اسمه هذيم فغلبه إليه ) ونسب إليه ومن بنى سعد هذيم هذا بنو عذرة بن سعد إليه يرجع كل عذرى ماخلا ابن عذرة بن زيد اللات في كلب قاله ابن الجوانى انسابة * وما يستدرك عليه هذم الشئ يهذمه هذما غيبه أجمع قال رؤبة كلاهما في فلك يستلحمه * واللهب لهب الحافقين يهذمه يعنى تغيب القمر ونقصانه قال الازهرى كلاهما يعنى الليل والنهار وقال أبو عمر وأراد بالخافقين المشرق والمغرب يهذمه يغيبه أجمع وقال شمريهذمه فيأكله ويوعيه وسنان هذام كغراب حديد وكذلك مدية هذام وشفرة هذمة وهذامة قال ويل لبعران بنى نعامه * منك ومن شفرتك الهذامه وسكين هذوم تهذم اللحم أي تسرع قطعه فتأكله وموسى هذام كذلك وهاذم اللذات الموت هكذا ضبطه صاحب المصباح والهذيم بن ربيعة بن جدس أبو قبيلة بالشام عن ابن الجوانى وهذيم بن عبد الله بن علقمة صحابي ( الهذرمة سرعة ) في ( الكلام و ) سرعة في ( القراءة ) كما في الصحاح كالهذربة وقد هذرم في كلامه إذا خلط فيه وقال ابن السكيت إذا أسرع الرجل في الكلام ولم يتعتع فيه قبل هذرم هذرمة ويقال هذرم ورده إذا هذه وقال أبو النجم يذم رجلا * وكان في المجلس جم الهذرمة * ( وهو هذرام وهذارمة بضمهما ) كثير الكلام ( و ) قال ابن شميل يقال للمرأة ( انها الهذرمى الصخب على فعللى ) أي ( كثيرة الجلبة والشر والصخب ) * ومما يستدرك عليه رجل هذرام بالكسر كثير الكلام والهذرمة السرعة في المشى وهذرم الدنيا توسع بها وهذرم السيف إذا قطع ( الهرم محركة والمهرم والمهرمة أقصى الكبر ) وفى الحديث ترك العشاء مهرمة أي مظنة الهرم قال القتيبى هذه الكلمة جارية على ألسنة الناس قال ولست أدرى أرسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدأها أم كانت تقال قبله وقد ( هرم كفرح فهو هرم ) بكسر الراء ( من ) قوم ( هرمين وهرمى ) كسر على فعلى لانه من الاسماء التى يصابون بها وهم لها كارهون فطابق باب فعيل الذى بمعنى مفعول نحو قتلى وأسرى فكسر على ما كسر عليه ذلك ( وهى هرمه ) كفرحة ( من ) نسوة ( هرمات وهرمى و ) قد ( أهرمه الدهر وهرمه ) قال إذا ليلة هرمت يومها * أتى بعد ذلك يوم فتى ( والهرمان بالضم العقل ) يقال ماله هرمان كذا في الصحاح ( و ) الهرمان ( بالتحريك بنا آن أزليان بمصر ) واختلف فيهما اختلافا جما يكادان تكون حقيقه فيهما كالمنام فقيل ( بناهما ) هرمس الاول المدعو بالمثلث بالحكمة وهو الذى يسميه العبرانيون اخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قنيان بن أنوش بن شيث بن آدم وهو ( ادريس عليه السلام ) لما استدل من أحوال الكواكب على كون الطائف ( لحفظ ) صحائف ( العلوم ) والاموال ( فيهما من الطوفان ) اشفاقا عليها من الذهاب والدروس واحتياطا ( أو ) هما ( بناء سنان بن المشلشل ) وفى بعض النسخ المشلل ومنه قول البحترى من قصيدة ولا كسنان بن المشلل عندما * بنى هرميها من حجارة لابها ( أو ) هما من ( بناء الاوائل ) قيل شداد بن عاد كما قاله ابن عفير وابن عبد الحكم وقيل سويد بن سهواق بن سرناق وفى الخطط لابي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعى انه سورين بن سهلوق ( لما علموا بالطوفان ) وانه مفسد للارض وحيواناتها ونباتها وذلك ( من جهة النجوم ) ودلالتها بانه يكون عند نزول قلب الاسد في أول دقيقة من رأس السرطان وتكون الكواكب عند نزوله اياها في هذه المواضع من الفلك الشمس والقمر في أول دقيقة من رأس الحمل وزحل في درجة وثمانية وعشرين دقيقة من الحمل والمشترى في الحوت في تسعة وعشرين درجة وثمانية وعشرين دقيقة والمريخ في الحوت في تسعة وعشرين درجة وثلاث دقائق والزهرة في الحوت في ثمانية وعشرين درجة ودقائق وعطارد في الحوت في سبعة وعشرين درجة ودقائق والجوزة في الميزان وأوج القمر في الاسد في خمس درج ودقائق ( وفيهما كل طب وسحر وطلسم ) وهندسة ومعرفة النجوم وعللها وغير ذلك من العلوم الغامضة مما يضرو ينفع كل ذلك بالكتابة على حياطنهما من داخل ملخصا مفسر المن عرف بقلم المسنة كما ذكره القضاعى في الخطط
وفيهما من الذهب والزمرد ما لا يحتمله الوصف ولم يذكر المصنف الطلسم في موضعه ( وهناك اهرام صغار كثيرة ) منها الهرم الثالث ويسمى بالموزر ومنها الذى بدير أبى هرميس ومنها اثنان بالقرب من دهشور وآخران بالقرب من ميدوم قال أبو الصلت رأى شئ أغرب وأعجب بعد مقدورات الله عز وجل ومصنوعاته من القدرة على بناء جسم من أعظم الحجارة مربع القاعدة مخروط الشكل ارتفاع عموده ثلثمائة ذراع ونحو سبعة عشر ذراعا تحيط به أربعة سطوح مثلثات متساويات الاضلاع طول كل ضلع أربعمائة ذراع (1/7933)
وستون ذراعا وهو مع هذا العظم من احكام الصنعة واتقان الهندام وحسن التقدير بحيث لم يتاثر الى هلم جرا بتضاعف الرياح وهطل السحاب وزعزعة الزلازل انتهى وقال غيره ان طول كل واحد منهما في الارض أربعمائة ذراع في أربعمائة وكذلك علوهما أربعمائة ذراع في أحدهما قبر هرمس وهو ادريس عليه السلام وفى الاخر قبر تلميذه أغاثيمون واليهما تحج الصابئة وكانا أولا مكسوان بالديباج حكاه ابن زولاق وقيل في الهرم الشرقي الملك سوريد وفى الغربي أخوه هر جنب وفى الموزر ابن لهرجنب اسمه كرورس قال ابن زولاق وفى الهرم الذى بدير أبى هرميس قبر قرباس وكان فارس مصر وكان يعد بالف فارس فإذا القيهم وحده انهزموا فلما مات جزع عليه الملك والرعية فدفنوه بدير أبى هرميس وبنوا عليه الهرم مدرجا هذا خلاصة ما ذكروه في التواريخ وأما أقوال الشعراء فمنهم من اقتصر على ذكرهما فقال بعيشك هل أبصرت أحسن منظرا * على طول ما أبصرت من هرمى مصر أنافا باعنان السما وأشرفا * على الجو اشراف السماك أو النسر وقد وافيا نشزا من الارض عاليا * كأنهما ثديان قاما على صدر وقال المتنبي أين الذى الهرمان من بنيانه * ما يومه ما قومه ما المصرع ومنهم من ذكرهم بصيغة الجمع فقال حسرت عقول ذوى النهى الاهرام * واستصغرت لعظيمها الاسلام ملس منقبة البناء شواهق * قصرت لعال دونهن سهام لم أدر حين كيا التفكر دونها * واستوهنت بعجيبها الاوهام أقبور أملاك الاعاجم هن أم * طلسم رمل كن أم أعلام ( وابن هرمة ) بالفتح ( آخر ولد الشيخ والشيخه ) والصواب فيه كسر الهاء وعلى مثاله ابن عجزة ويقال ولد لهرمة ولعجزة ولكبرة كل ذلك بالكسر أي بعد ما هرما وعجزا وكبرا يستوى فيه المذكر والمؤنث والعجب ان المصنف ذكره في ع ج ز على الصواب بالكسر فتأمل ( و ) ابراهيم بن على بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن ربيعة بن عامر بن عدى بن قيس الخلج ( شاعر ) مشهور روى عنه ابن أخيه أبو مالك محمد بن مالك بن على بن هرمة وفى كتاب طبقات الشعراء لابن المعتز قيل لابن هرمة قد هرمت أشعارك قال كلا ولكن هرمت مكارم الاخلاق بعد الحكم بن المطلب كذا في تاريخ حلب لابن العديم ( وبئر هرمة في حزم بنى عوال ) جبل لغطفان باكناف الحجاز لمن أم المدينة عن عرام ( والهرم ) بالفتح ( نبت ) ضعيف ترعاه الابل وقيل ضرب من الحمض فيه ملوحة وفى الاساس هو يبيس الشبرق وهو أذله وأشده انبساطا على الارض واستبطاحا قال زهير ووطئتنا وطا على حنق * وطء المقيد يابس الهرم واحدته هرمة ( و ) قيل ( شجر ) عن كراع ( أو ) الهرمة ( البقلة الحمقاء ) عن كراع أيضا ومنه أذل من الهرمة وهى التى يقال لها حيهلة ( ويوم الهرم من أيامهم ) في الجاهلية عن ياقوت ( وابل هوارم ) ترعى الهرم أو ( تأكلها فتبيض منها ) وفى بعض الاصول منه أي من أكله اياها ( عثانيتها ) وشعر وجهها قال * أكلن هرما فالوجوه شيب * ( وذو الهرم مال كان لعبد المطلب ) بن هاشم ( أو لابي سفيان ) بن حرب ( بالطائف ) الذى قال الواقدي انه مال لابي سفيان ولما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم لهدم اللات أقام بماله بذى الهرم وقال غيره ذو الهرم بكسر الراء مال لعبد المطلب بالطائف هكذا هو في معجم نصر وكان المصنف جمع بين القولين وقال ياقوت هكذا ضبطه غير واحد والصحيح عندي انه ذو الهرم بالتحريك وله فيه قصة جاء فيه سجع يدل على ذلك قال البلاذرى عن أشياخه انه كان لعبد المطلب بن هاشم مال يدعى الهرم فغلبه عليه خندق بن الحرث الثقفى فنافرهم عبد المطلب الى الكاهن القضاعى الى أن قال احكم بالضياء والظلم والبيت والهرم أن المال ذاالهرم للقرشي ذى الكرم ( والهرم ككتف النفس والعقل ) ومنه يقال لا تدري علام ينزأ هرمك ولا تدرى بم يولع هرمك أي نفسك وعقلك كما في الصحاح وحكاه يعقوب ولم يفسره ونصه بمن يولع وفى الامثال للاصمعي أي لا تدرى ما يكون آخر أمرك وفى الاساس أي رأيك القادح وهو مجاز ( و ) الهرم ( فرس أبى زعنة الشاعر و ) الهرمة ( بهاء اللبؤة و ) من المجاز ( التهريم التعظيم ) يقال جاء فلان يهرم علينا الامر والخبر أي يعظمه ويصفه فوق قدره كما في الاساس ( و ) التهريم ( التقطيسع ) تقول هرمت اللحم تهر يما إذا قطعته ( قطعا صغارا ) أمثال الوذرة ولحم مهرم كذا في
التهذيب ( وهرمى بن عبد الله ) بن رفاعة الاوسي الواقفى ( كحرمي ) أي محركة * قلت هكذا وقع في بعض المعاجم والصواب فيه هرم ككتف فان هرمى بن عبد الله تابعي روى عن خزيمة بن ثابت وعنه حميد الاعرج نبه على ذلك ابن حبان ( وهرم ككتف ابن حبان ) العبدى من صغار الصحابة وقال ابن حبان في ثقات التابعين هرم بن حبان الازدي البصري الزاهد أدرك خلافة عمر وسمع أو يسا القرنى روى عنه الحسن وأهل البصرة وكان قد ولى الولايات أيام عمر بن الخطاب مات في غزاة له ولا يعلم وقته ( و ) هرم ( بن حبيش ) كذا في النسخ والصواب انه ابن خنبش وقيل وهب بن خنبش روى عنه الشعبى في عمرة رمضان ( و ) هرم ( بن قطبة ) الفزارى ويقال ابن (1/7934)
قطنة بالنون وهو الذى ثبت عيينة بن حصن وقت الردة ( و ) هرم ( بن عبد الله ) الانصاري أحد البكائين وهو الذى قيل فيه هرمى ولا تعرف له رواية ( و ) هرم ( بن مسعدة ) ذكره ابن الكلبى ويقال هدم بن مسعود بالدال وبالراء أصح ( وكزبير ) هريم ( بن سفيان ) البجلى ( محدث ) عن منصور وعبد الملك بن عمير وعنه أبو نعيم وأحمد بن يونس ثبت ( و ) من المجاز الهرمى ( كسكرى اليابس ) القديم ( من الحطب ) وقيل لرائد كيف وحدت واديك قال وجدت فيه خشباهرمى وعشبا شرمى كما في الاساس ( و ) الهروم ( كصبور المرأة الخبيثة السيئة الخلق وذو أهرم كاحمد ) اسم ( رجل وتهارم ) الرجل ( أرى ) من نفسه ( انه هرم ) وليس به كما في الصحاح * ومما يستدك عليه يقال ما عنده هر مانة بالضم ولا مهرم كمقعد أي مطمع وقدح هرم ككتف منثم عن أبى حنيفة وأنشد للجعدي جوز كجوز الحمار جرده ؟ غراس لا ناقس ولا هرم ويقال للبعير إذا صار قعدا هرم والانثى هرمة والاهرمان البناء والبئر وبعير هارم يرعى الهرم والهرمان بالضم الرأى الجيد كالهرم ككتف وسموا هراما كشداد وككتف هرم بن سنان بن حارثة المرى وهو صاحب زهير الذى يقول فيه ان النجيل ملوم حيث كان ول * كن الجواد على علاته هرم قال الجوهرى واما هرم بن قطبة بن سيار فمن بنى فزارة وهو الذى تنافر إليه عامر وعلقمة وهرم بن الحرث تابعي وهرم بن نسيب أبو العجفاء السلمى تابعيان وكزبير هريم بن تليد الظالمي تابعي عن ابن عباس وعند حفيده الضوء بن الضوء بن هريم وهريم بن مسعر الترمذي من شيوخ الترمذي وهريم بن عبد الاعلى من شيوخ مسلم والهرم محركة لقب محمد بن عمر الحنبلى عن سبط السلفي وأبو جعفر محمد بن الحسن بن هريم كزبير الهريمى الشيباني عن سليمن بن الربيع ذكره المالينى وهرمى بن عامر بن مخزوم من ولده جماعة وهرمى ابن رياح بن يربوع بن حنظلة جد الابيرد الشاعر التميمي ومهرم كمعظم اسم قحطان وقحطان لقبه * ومما يستدرك عليه الهرتمة الدائرة التى في وسط الشفة العليا رواه الازهرى عن ابن الاعرابي في نوادر ( الهرثمة ) بالمثلثة هي ( العرتمة ) وهى الهرتمة التى ذكرت آنفا وقيل هو مقدم الانف ( و ) هي أيضا ( السواد ) الذى ( بين منخرى الكلب ) وهى الوترة ( و ) هرثمة اسم ( رجل ) وهو هرثمة بين أعين وغيره ( و ) في الصحاح الهرثمة ( الاسد ) ومنه سمى الرجل ( كالهرثم ) رالهراثم ( كجعفر وعلابط ) * ومما يستدرك عليه هرثم بن هلال كجعفر في بنى عجل * ومما يستدرك عليه الهردمة بالكسر وشد الميم العجوز عن كراع كالهردبة ( الهرشم كقرشب الحجر الرخو ) كما في الصحاح وقيل هو الرقيق الكثير الماء وفى المحكم الرخو النخر ( و ) قال أبو زيد هو ( الجبل اللين ) المحفر وأنشد هرشمة في جبل هرشم * تبذل للجارو لابن العم ( و ) الهرشمة ( بهاء انغزيرة من الغنم ) وخص بعضهم به المعز ( و ) الهرشمة ( الارض الصلبة ) وهو ( ضد ) * ومما يستدرك عليه الهرشمة الناقة الخوارة والهرشم الحجر الصلب ضد قال عادية الجول طموح الجم * جيبت بحرف حجر هرشم فالهرشم هنا الصلب لان البئر لاتجاب الا بحجر صلب ويروى * جوب لها بجبل هرشم * قال ثعلب معناه رخو غز يرأى في جبل ( الهرطمان بالضم ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( حب متوسط بين الشعير والحنطة نافع للاسهال والسعال ) وقيل هو العصفر وقيل الجلبان ووصف جالينوس يدل على انه البسلة المعروفة بمصر قاله الحكيم داود ( هزمه يهزمه ) هزما ( فانهزم غمزه بيده فصارت فيه حفرة ) كما تغمز القرية فتنهزم في جوفها وكذلك القثاءة ( وكل موضع منهزم منه هزمة ) بالفتح ( ج هزم وهزوم و ) هزم ( فلانا ) إذا ( ضربه فدخل ما بين وركيه وخرجت سرته و ) هزمت ( القوس ) هزما ( صوتت كتهزمت ) عن أبى حنيفة ويقال تهزمت القوس إذا تشققت مع صوت ( و ) هزم ( له حقه ) مثل ( هضمه ) وهو من الكسر ( و ) هزم العدو ) والجيش هزما ( كسرهم وفلهم ) وقوله تعالى فهزموهم باذن الله قال أبو اسحق معناه كسروهم وردوهم وأصل الهزم كسرشئ وثنى بعضه على بعض ( والهزائم البئار الكثيرة الغزر ) وذلك لتطامنها وفى المحكم الكثيرة الماء وأنشد الجوهرى للطرماح بن عدى
أنا الطرماح وعمى حاتم * وسمى شكى ولساني عارم * كالبحر حين تنكد الهزائم أراد بالهزائم آبارا كثيرة المياه ( و ) الهزائم ( الدواب العجاف ) وفى بعض النسخ والهزائم البئار الغزر والعجاف من الدواب ( الواحدة هزيمة ) ويقال بئر هزيمة إذا خسفت وقلع حجرها ففاض ماؤها الرواء ( واهتزمت السحابة بالماء وتهزمت ) أي ( تشققت مع صوت ) عنه قال كانت إذا حالب الظلماء نبهها * قامت الى حالب الظلماء تهتزم أي تهتزم بالحلب لكثرته وأورد الازهرى هذا البيت شاهدا على جاء فلان يهتزم أي يسرع وفسره فقال جاءت حالب الظلماء تهتزم أي جاءت اليسه مسرعة وقال الاصمعي السحاب المتهزم الذى لرعده صوت ( والهزيم الرعد ) الذى له صوت شبيه بالتكسر ( كالمتهزم ) وفى الصحاح هزيم الرعد صوته وتهزم الرعد تهزما ( و ) الهزيم من الخيل ( الفرس الشديد الصوت ) وقيل هو الذى يتشقق بالجرى وهزيمه صوت جريه ( وقوس هزوم ) أي ( مرنة بينة الهزم محركة ) قال عمر وذو الكلب * وفى اليمين سمحة ذات هزم * ( وقد رهزمة كفرحة شديدة الغليان ) يسمع لها صوت وقيل لابنه الخس ما أطيب شئ قالت لحم جزو رسنمة في غداة شبمة بشفار خذمة في قدور هزمة ( وتهزمت العصا تشققت مع صوت كانهزمت ) وكذلك القوس (1/7935)
( و ) تهزمت ( القربة يبست وتكسرت ) فصوتت ويقال سقاء متهزم إذا كان بعضه قدثنى على بعض مع جفاف وقال الاصمعي الاهتزام من شيئين يقال للقربة إذا يبست وتكسرت تهزمت ومنه الهزيمة في القتال انما هو كسرو الاهتزام من الصوت يقال سمعت هزيم الرعد ( وغيث هزم ككتف وأمير ) وعلى الاولى اقتصر الجوهرى متبعق ( لا يستمسك ) كانه منهزم عن سحابة وأنشد الجوهرى ليزيد بن مفرغ سقى هرم الاوساط منجبس العرى * منازلها من مسرقان وسرقا وأنشد ابن الاعرابي تاوى الى دف ء أرطاة إذا عطفت * ألقت بوانيها عن غيث هزم وقال آخر هزيم كان البلق مجنوبة به * تحامين انهار افهن صوارح ( والهازمة الداهية ) يقال أصابتهم هازمة من هوازم الدهرأى داهية كاسرة ( والهزم بالفتح ما اطمان من الارض ) وذكر الفتح مستدرك ومنه الحديث إذا عرستم فاجتنبوا هزم الارض فانها ماوى الهوام هو ما تهزم منها أي تشقق ( و ) الهزم ( السحاب الرقيق ) المعترض ( بلا ماء و ) الهزم ( ككتف الفرس المطيع ) وفى بعض النسخ الطيع ( وكزفر ) الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال ( جد ميمونة بنت الحرث بن حزن بن بجير ) بن الهزم ( أم المؤمنين رضى الله تعالى عنها ) وزوج سيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وخالة عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد رضى الله تعالى عنهم ( واهتزمه ) إذا ( ذبحه ) وفى الصحاح اهتزم الشاة ذبحها قال اباق الدبيرى انى لا خشى ويحكم ان تحرموا * فاهتزموا من قبل ان تندموا ( و ) اهتزمه ( ابتدره وأسرع إليه ) يقال جاء فلان يهتزم أي يسرع كانه يبادر شيأ وبه فسر الازهرى قول الشاعر * قامت الى حالب الظلماء تهتزم * أي جاءت مسرعة إليه وقد تقدم قريبا ( ومنه المثل ) في انتهاز الفرص ( اهتزموا ذبيحتكم ) مادام بها طرق ( أي بادروا الى ذبحها ) ما دامت سمينة ( قبل هزالها و ) اهتزم ( الفرس سمع صوت جريه ) وفى الصحاح اهتزام الفرس صوت جرية قال امرؤ القيس على الذبل جياش كان اهتزامه * إذا جاش فيه حميه غلى مرجل ( وبنو الهزم كصرد بطن ) من بنى هلال وقد تقدم ذكره قريبا ( والهيزم كحيدر الصلب الشديد ) لغة في الهيصم ( و ) الهيزم ( الاسد ) لصلابته وشدته ( و ) هيزم ( اسم ) رجل ( و ) المهزم ( كمنبر ومعظم ومفتاح وشداد اسماء ) رجال ومن الاول مهزم عن ابن عباس ومحمد بن مهزم من شيوخ الطيالسي وبقية بن مهزم الطوسى كتب عنه محمد بن أسلم ( و ) من المجاز ( هزمت عليه ) بالضم أي ( عطفت ) قال أبو عمرو وهو حرف غريب صحيح قال أبو بدر السلمى هزمت عليك اليوم يا ابنة مالك * فجودي علينا بالنوال وأنعمى ( وهزوم الليل ) بالضم ( صدوعه للصبح ) قال الفرزدق وسوداء من ليل التمام اعتسفتها * الى ان تجلى عن بياض هزومها ( و ) المهزام ( كمفتاح عود يجعل في رأسه نار يلعبون به ) أي صبيان الاعراب أو ضرب من اللعب وأنشد الجوهرى لجرير يهحو البعيث ويعرض بامه كانت مجرئة تروز بكفها * كمر العبيد وتلعب المهزاما قال الازهرى المهزام لعبة لهم يغطى رأس أحدهم ثم يلطم وفى رواية ثم تضرب استه ويقال له من لطمك قال ابن الاثير وهى الغميضا ( و ) أيضا ( خشبة تحرك بها النار و ) قال ابن الفرج المهزام ( العصا القصيرة ) وهى المرزام وأنشد * فشام فيها مثل مهزام العصا * ( و ) الهزيم ( كزبير نخيل وقرى باليمامة ) لبنى امرئ القيس التميميين ( و ) هزيم ( لقب سعد ابن ليث القضاعى ) عن ابن دريد ( وهزيم بن أسعد في نسب حضرموت ) بن قيس وفى بعض النسخ في نسب مضر وهو غلط ( وذو هزيم دباليمن والهزوم بالضم ) بلد ( من بلاد ) بنى هذيل ثم لبنى ( لحيان ) منهم ( وأبو المهزم كمعظم يزيد أو عبد الرحمن بن
سفيان ) التيمى البصري ( تابعي ) روى عن أبى هريرة وعنه حماد بن سلمة قال الذهبي في الديوان ضعفوه ( وسهم بن مسافر بن هزمة من قواد ) أهل ( اليمن ) مع يزيد بن أبى سفيان في فتوح الشام ويقال لولده الهزميون * ومما يستدرك عليه الهزيم كامير موضع في قول عدى بن الرقاع من ديار غشيتها ذكرت ما * بين قارات ضاحك فالهزيم وهزمان كسحبان موضع وهزوم الجوف مواضع الطعام والشراب لتطا منها قال حتى إذا ما بلت العكوما * من قصب الاجواف والهزوما والهزمة ما تطامن من الارض والجمع هزوم قال كأنها بالخبت ذى الهزوم * وقد تدلى قائد النجوم * نواحة تبكى على حميم ومن أسماء زمزم هزمة جبريل عليه السلام وهزمة اسمعيل أي ضرب برجله فانخفض المكان فنبع الماء وهزيمة الفرس تصيب عرفه عند شدة جريه قال الجعدى فلما جرى الماء الحميم وأدركت * هزيمته الاولى التى كنت أطلب والهزمة النقرة في الصدر وكل نقرة في الجسد هزمة ومحزون الهزمة ثقيل الصدر من الحزن أو خشن الوهدة التى في أعلى الصدر وتحت العنق والهزمة الخنعبة عن ابن الاعرابي وفسره الليث فقال مشق ما بين الشاربين بحيال الوترة والهزمه الصوت وفرس هزم الصوت يشبه صوته بصوت الرعد وانهزم الجيش انكسرو كذلك هزم كعنى وهزم الضريع اليبيس المتكسر منه عن الجوهرى (1/7936)
وبه فسر قول قيس بن عيزارة الهذلى وحبسن في هزم الضريع فكلها * حدباء بادية الضلوع حرود وهزم السقاء ثنى بعضه على بعض وهو جاف وسقاء مهزم كمعظم والهزم العجائف من الدواب واحدها هزمة وقال الشيباني هي المسان من المعزى وضبطه بالتحريك والهزيم السحاب المتشقق بالمطرعن ابن السكيت وهزمه قتله عن ابن الاعرابي والهزم نبت ضعيف لغة في الهرم بالراء نقله شيخنا وجيش هزيم مهزوم وهو هزام الجيوش ويستهزم الجيوش وتهزم البناء تهدم وشجة هازمة وللسنو رهزمة وهو صوت حلقه ومن المجاز هزم عنى معروفك نوائب الزمان ولقاؤك يهزم الاحزاب والهزمة من قرى قرقرى باليمامة ويروى بفتح الزاى وفى الحديث أول جمعة جمعت في الاسلام بالمدينة في هزم بنى بياضة قال ابن الاثير هو موضع * قلت وهو في معجم الطبراني في هزم من حرة بنى بياضة في نقيع الخضمات ومثله في كتاب الصحابة لابي نعيم وابن منده والاستيعاب لابن عبد البر والآثار للبيهقي ووقع في الروض للسهيلي عند هزم البيت وهو جبل على بريد من المدينة ففى سياقه خلافان الاول قوله البيت وكلهم قال بياضة وقوله جبل والهزم باجماع أهل اللغة المنخفض من الارض وذكر بعضهم جمعا بين القولين انه جمع في هزم بنى النبيت من حرة بنى بياضة في نقيع يقال له نقيع الحضمات والنبيت وبياضة بطنان من الانصار ( الهسم ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى هو ( الكسر لغة في الهشم و ) قال ابن الاعرابي الهسم ( بضمتين الكاوون لغة في الحسم ) وهم الذين يتابعون الكى مرة بعد أخرى ثم قلبت الحاء هاء قاله الازهرى ( وهو سم ) كجوهر ( د ) من بلاد الجبل ( خلف طبرستان ) ولديلم عن ياقوت ( الهشم كسر الشئ اليابس ) كما في الصحاح ( أو الاجوف أو كسر العظام والرأس خاصة ) من بين سائر الجسد ( أو ) هو كسر ( الوجه أو ) كسر ( الانف ) وهذا قول اللحيانى ( أو ) الهشم في ( كل شئ ) عن اللحيانى أيضا وقد ( هشمه يهشمه ) هشما إذا كسره ( فهو مهشوم وهشيم وقد انهشم وتهشم وتهشمه ) إذا ( كسره و ) من المجاز تهشم ( فلانا ) إذا ( أكرمه وعظمه كهشمه ) تهشيما ( و ) تهشيم ( الناقة حلبها أو هو الحلب بالكف كلها كاهتشمها ) وفى الصحاح اهتشم ما في ضرع الناقة إذا احتلبه ( و ) تهشمت ( الريح اليبيس ) إذا ( كسرته وهاشم ) بن عبد مناف ( أبو عبد المطلب ) وكان يكنى أبا نضلة ثالث جد لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( واسمه عمرو ) العلاسمى هاشما ( لانه أول من ثرد الثريد وهشمه ) في الجدب والعام الجماد وفيه يقول ابن الزبعرى عمرو العلاهشم الثريد لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف وأنشد ابن برى لآخر أو سعهم رفد قصى شحما * ولبنا محضا و خبزا هشما ( والهاشمة شجة تهشم العظم أو ) التى ( هشمت العظم ولم يتباين فراشه أو ) التى ( هشمته فنفش ) أي تشعب وانتشر ( وأخرج وتباين فراشه ) وفى بعض النسخ نقش بالقاف من نقش العظم إذا استخرج ما فيه ( والهشيم نبت يابس متكسر ) ومنه قوله تعالى فاصبح هشيما تذروه الرياح ( أو يابس كل كلا ) الا يابس البهمى فانه عرب لاهشيم ( و ) قيل الهشيم اليابس من ( كل شئ ) وفى بعض النسخ كل شجر وقوله تعالى فكانوا كهشيم المحتظر أي قد بلغ الغاية في اليبس حتى بلغ ان يجمع ليوقد به وقال اللحيانى الهشيم ما يبس من الحظرات فارفت وتكسر المعنى انهم بادوا وهلكوا فصاروا كيبيس الشجر إذا تحطم وقد مرفى ح ظ ر شئ من ذلك ( و ) من المجاز الهشيم ( الضعيف البدن ) نقله الجوهرى ( و ) الهشيمة ( بهاء الارض التى يبس شجرها ) قائما كان أو متهشما عن ابن شميل وقال غيره
حتى اسود غير انها قائمة على يبسها ( و ) من المجاز ( ما هو الاهشيمة كرم أي جواد ) وفى الصحاح إذا كان سمحا وفى الاساس إذا لم يمنع شيا وأصله من الهشيمة من الشجر ياخذها الحاطب كيف شاء ( وتهشمه استعطفه ) عن ابن الاعرابي وأنشد حلوا لشمائل مكراما خليقته * إذا تهشمته للنائل اختالا وقال أبو عمر وبن العلاء تهشمته للمعروف وتهضمته إذا طلبته عنده وقال أبو زيد تهشمت فلانا إذا ترضيته وأنشد إذا أغضبتكم فتهشموني * ولا تستعتبونى بالوعيد أي ترضوني وهو مجاز ( و ) تهشم ( عليه ) فلان ( تعطف ) نقله الجوهرى وهو مجاز أيضا و ( لازم متعد و ) تهشمت ( الابل خارت وضعفت كانهشمت ) عن أبى حنيفة ( والهشم بضمتين الجبال الرخوة ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( الحلابون للبن ) الحذاق واحدهم هاشم ( و ) الهشم ( ككتف السخى ) الجواد ( و ) الهشام ( ككتاب الجودو ) هشام بلالام ( خمسة عشر صحابيا ) وهم هشام بن خنيس السلمى وابن أبى حذيفة المخزومى وسماه الواقدي هاشما وابن حكيم بن حزام الاسدي وابن صبابة القيسي أخو مقيس وابن العاص السهمى أخو عمرو بن العاص المخزومى وابن عامر بن أمية الانصاري وابن عتبة بن ربيعة أبو حذيفة ويقال اسمه مهشم وابن عمرو بن ربيعة من المؤلفه قلوبهم وابن قتادة الرهاوى وابن المغيرة بن العاص وابن الوليد بن المغيرة المخزومى أخو خالد وهشام مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل آخر كان اسمه شهابا فسماه هشاما ( و ) هشام ( ثلاثون محدثا ) منهم هشام بن اسمعيل الدمشقي العطار وابن اسحق المدنى وابن بهرام المدايني وابن حجر المكى وابن حسان الازدي مولاهم الحافظ وابن خالد الازرق الدمشقي وابن زياد أبو المقدام وابن زيد بن أنس وابن سعد وابن سعيد البزار وابن سليمن المخزومى وابن عابد الاسدي أبو كليب وابن أبى عبد الله أبو بكر الدستوائى وابن عبد الملك الحمصى وابن عبد الملك الطيالسي الحافظ وابن (1/7937)
عروة أبو المنذر وابن عماد السلمى الدمشقي الحافظ وابن عمرو الفزارى وابن الغار الجرشى وابن أبى الوليد وابن يحيى بن أبى العاص وابن يوسف قاضى صنعاء وابن يونس النهشلي وغير هؤلاء ( وهشيم بن بشير ) أبو معاوية السلمى الواسطي ( كزبير ) هو ( محدث ) حافظ بغداد عن عمرو بن دينار وابن الزبير وعنه أحمد وابن معين وهناد امام ثقة مدلس عاش ثمانين سنة توفى سنة ثلاث وثمانين ومائة قال يحيى القطان أحفظ من رأيت سفيان ثم شعبة ثم هشيم ( وناقة مهشام سريعة الهزال ) ومشياط سريعة السمن ( والهشمة نفس مشاش الجبل الكذانة و ) الهشمة ( بالتحريك الاروية ج هشمات ) بفتح فسكون ( واهثشمت نفسي له ) و ( اهتضمتها له ) إذا رضيت منه بدون النصفة ( و ) هيشم ومهشم ( كحيدر ومحدث اسمان ) ومن الاخير أبو حذيفة المخزومى اسمه مهشم صحابي ( والهاشمية د بالكوفة للسفاح ) حذاء قصر ابن هبيرة واتخذه منزلا له ولجنوده ثم نزل مدينة الانبار وبناها وبها توفى ودفن واستخلف المنصور فنزلها واستتم بناءها ثم تحول عنها ونزل بغداد وسماها مدينة السلام ( و ) أيضا ( دبالرى ) بالقرب منها ( و ) أيضا ( ماءة شرقي الخزيمية ) في طريق مكة لبنى الحرث بن ثعلبة من بنى أسد على مقدار أربعة أميال والى جانبها ماء يقال له اراطى ( ومهشمة كمعظمة ) هكذا ضبطه الحفصى وقال غيره كمحدث ( ة باليمامة ) لبنى عبد الله بن الدولي فيها نخل ومحارث وأنشد ثعلب يا رب بيضا على مهشمه * أعجبها أكل البعير اليمنه أعجبها أي حملها على التعجب ( والهشمشة الاسد ) * ومما يستدرك عليه هشمه تهشيما كسره والهشيمة الشجرة البالية ياخذها الحاطب كيف يشاء نقله الجوهرى وأرض متهشمة بالية متكسرة إذا وطئت عليها نفسها لا شجرها عن ابن شميل قال الازهرى وانما تتهشم الارض إذا طال عهدها بالمطر فإذا مطرت ذهب تهشمها وأنشد شمر لابن سماعة الذهلى وأخلف أنواء ففى وجه أرضها * قشعريرة في جلدها وتهشم وقال اللحيانى يقال للنبت الذى بقى من عام أول هذا نبت عامى وهشيم وحطيم وكلا هيشوم هش لين وهشم الناقة هشما حلبها وقال ابن شميل الهشوم من الارض المكان المتنقر منها المتصوب من غيطانها في لين الارض وبطونها وكل غائط يكون وطيئا فهو هشم وقال أبو عمر والهشم الارض المجدبة ويقال للرجل الهرم انه لهشم اهشام وسموا هيشمان كريهقان والهشامية ثلاث فرق ضوال أحدها أصحاب هشام بن الحكم والثانية أصحاب هشام بن سالم الجواليقى القائل كل منهما بالتجسيم والثالثة أصحاب هشام بن عمرو القوطى وكان يحرم على الناس قولهم حسبنا الله ونعم الوكيل ظانا ان الوكيل يقتضى موكلا ( هصمه يهصمه ) هصما ( كسره ) وكذلك هزمه ( و ) الهيصم ( كحيدر ضرب من الحجارة أملس ) تتخذ منه الحقاق وأكثر ما يتكلم به بنو تميم وربما قلبت فيه الصاد يا ( و ) الهيصم ( الرجل القوى ) نقله الجوهرى وقال الاصمعي هو الغليظ الشديد الصلب ( و ) الهيصم ( الاسد ) سمى به
لشدته ( كالهصم كصود ومنبر وشداد وغشمشم ) كل ذلك من الهصم وهو الكسر ( والهيصمية فرقة من الكرامية أصحاب محمد بن الهيصم ) * ومما يستدرك عليه ناب هيصم بكسر كل شئ ( هضم الدواء الطعام يهضمه ) هضما ( نهكه ) وهو مجاز وأصل الهضم شدخ ما فيه رخاوة وقيل الانحطاط وقيل الكسر وقيل النقص كما بينه الراغب وغيره ( و ) من المجاز هضم ( عليهم ) إذا ( هجم ) يقال ما شعروا حتى هضمنا عليهم ( أو ) هضم فلان على فلان إذا ( هبط ) عليه ( و ) من المجاز هضم ( فلانا ) إذا ( ظلمه وغصبه ) حقه وقهره ( كاهتضمه وتهضمه فهو هضيم ) ومتهضم مظلوم عن أبى عبيد ( والاسم الهضيمة ) وهو ان يتهضمك القوم شيأ أي يظلمونك ( والهضام والهاضوم والهضوم كل دواء هضم طعاما ) كالجوارشن واقتصر الجوهرى على الثانية وهو مجاز ( و ) من المجاز الهضام والهضوم ( المنفق لماله ) يقال هو هضوم الشتاء أي يكسر ماله وينفقه والجمع هضم ككتب قال زياد بن منقد وحبذا حين تمسى الريح باردة * وادى أشى وفتيان يهاهضم يعنى انهم يجودون في وقت الجدب وضيق العيش وأضيق ما كان عيشهم في زمن الشتاء ( و ) الهضام ( الاسد ) لانه يكسر فريسته وكذلك الهضوم ( و ) من المجاز ( يد هضوم ) أي ( تجود بما لديها ) تنفيه فاتبقيه ( ج ) هضم ( ككتب ) قال الاعشى فاما إذا قعد وافى الندى * فاحلام عاد وأيد هضم ( و ) من المجاز ( الهضم محركة ) في الانسان ( خمص البطن ولطف الكشح وقلة انجفار الجنبين ) ولطافتهما ( وهو أهضم ) بين الهضم وفى الحديث ان امرأة رأت سعدا متجرد أو هو أمير الكوفة فقات ان أمير كم هذا لاهضم الكشحين أي منضمهما ( وهى هضماء وهضيم ) يقال امرأة هضيم إذا كانت لطيفة الكشحين قال امرؤ القيس إذا قلت هاتى نولينى تمايلت * الى هضيم الكشح ريا المخلخل ( وكذا بطن هضيم ومهضوم وأهضم ) قال طرفة ولا خير فيه غيران له غنى * وان له كشحا إذا قام أهضما ( و ) الهضم ( في الخيل استقامة الضلوع وانضمام أعالي البطن أو استقامتها ودخول أعاليها ) وقال ابن السكيت هو انضمام الجنبين (1/7938)
( وهو عيب ) يكون فيها خلقة قال النابغة الجعدى خيط على زفرة فتم ولم * يرجع الى دقة ولا هضم وفرس أهضم قال الاصمعي لم يسبق في الحلبة فرس أهضم قط وانما الفرس بعنقه وبطنه كما في الصحاح ( و ) قوله عز وجل ونخل ( طلعها هضيم ) أي ( منهضم منضم في جوف الجف ) وقال الفراء هضيم مادام في كوافيره وقال ابن الاعرابي أي مرئ وقيل ناعم وقيل منهضم مدرك وقال الزجاج الهضيم الداخل بعضه في بعض وقيل هو مما قيل ان رطبه بغير نوى وقيل الهضيم الذى يتهشم تهشما ( والهاضم ) الشادخ وفى المحكم ( ما فيه رخاوة ) أولين صفة غالبة ( وقصبة مهضومة مهضومة ومهضمه ) كمعظمة ( وهضيم للتى يزمر بها ) أنشد ثعلب لمالك بن نويرة رضى الله تعالى عنه كان هضيما من سرار معينا * تعاوره أجوافها مطلع الفجر وفى الصحاح مزمار مهضم لانه فيما يقال أكسار يضم بعضها الى بعض قال عنترة بركت على ماء الرداع كاءنما * بركت على قصب أجش مهضم وقال لبيد يصف نهيق الحمار يرجع في الصوى بمهضمات * يجبن الصدر من قصب العوالي شبه مخارج صوت حلقه بمهضمات المزامير ( والهضم ويكسر ) وعلى الكسر اقتصر الجوهرى ( المطمئن من الارض ) كما في الصحاح ( و ) قيل ( بطن الوادي ) وقيل غمض وربما أنبت وقيل أسفل الوادي وقال ابن السكيت هو الهضم بالكسر في غيوب الارض ( و ) الهضم بالفتح ( البخور ) وقيل الطيب وقيل هو كل ما يتبخر به غير العود واللبنى ( ج أهضام وهضوم ) قال حتى إذا الوحش في أهضام موردها * تغيبت رابها من خيفة ريب ومنه الحديث العدو باهضام الغيطان وقال المؤرج الاهضام الغيوب واحدها هضم وهوما غيبها عن الناظر وقال العجاج في الاهضام النجور كان ريح جوفها المزبور * مثواة عطارين بالعطور * أهضامها والمسك والقفور وقال آخر كان ريح خزاماها وحنوتها * بالليل ريح يلنجوج وأهضام ( والاهضم الغليظ الثنايا ) من الرجال ( وأهضام تبالة ) ما اطمان من الارض بين جبالها وقيل هن ( قراها ) وتبالة بلد مخصب وأنشد الجوهرى للبيد فالضيف والجار الجنيب كانما * هبطا تبالة مخصبا أهضامها ( وبنو مهضمة كمعظمة حى ) من العرب ( والمهضومة طيب يخلط بالمسك والبان و ) قال الاثرم ( الهضيمة طعام يعمل للميت ج هضائم والهضيمية منسوبة ) أي بياء النسبة الى هضيم تصغير هضم ( ع ) نقله ياقوت ( وأهضمت الابل للاجذاع والاسداس ) جميعا إذا ( ذهبت رواضعها وطلع غيرها ) وكذلك الغنم يقال أهضمت وأدرمت وأفرت كذا في حاح ويقال أهضم المهر للارباع دنا منه وكذلك الفصيل وكذلك الناقة والبهيمة الا انه في الفصيل والبهيمة للارباع والاسداس جميعا ( وهضيم كحذيم واد ) وقال ياقوت موضع * ومما يستدرك عليه يقال هذا طعام سريع الانهضام وبطئ الانهضام وهو مطاوع هضمه والمهتضم المظلوم وهضمه حقه
هضما نقصه وهضم له من حقه ترك له منه شيا عن طيب نفس وهضم له من حقه إذا كسر له منه والمهضوم المكسور والهضيم اللطيف والثضيج واليانع واللين والمرئ والداخل بعضه في بعض وهضم نفسه وضع من قدره تواضعا وفى المثل الليل وأهضام الوادي يضرب في التحذير من الامر المخوف أي احذر فانك لا تدرى لعل هناك من لا يؤمن اغتياله وما هضم عليه أي ما دنا منه وانهضمت الثمرة شدخت كتهضمت ورأيته متهضما متكسر الوجه من الحزن وهضمت المرأة من مهرها لزوجها وهبت له منه وتهضمت القوم تهضما انقدت لهم وتقاصرت وتهضمت نفسي رضيت منه بدون النصفة وقد أشار له المصنف في هشم وأهمله هنا وسموا هضاما كشداد والهضم محركة والهضمة ضرب من البخور وهضام كسحاب اسم وادعن ياقوت * ومما يستدرك عليه الهطم سرعة الهضم أورده ابن الاثير في النهاية وأصله الحطم وهو الكسر فقلبت الحاء هاء والاهطمان جبلان أورده القاضى زكريا على البيضاوى وكذا بحاشية المنلا عبد الحكيم ( هقم كفرح ) هقما ( اشتد جوعه فهو هقم ككتف ) نقله الجوهرى وقيل الهقم أن يكثر من الطعام فلا يتخم ( والهقم كهجف الكثير الاكل ) من الرجال نقله الجوهرى ( و ) أيضا ( البحر ) كما في الصحاح سمى به لابتلاعه ما طرح فيه ( والهيقم ) كحيدر حكاية ( صوت ) اضطراب ( البحر ) وأنشد الجوهرى لرؤبة ولم يزل عز تميم مدعما * كالبخريد عوهيقما فهيقما أراد حكاية أمواجه ورواه الازهرى ولم يزل عزتميم مدعما * لناس يدعو هيقما وهيقما * كالبحر ما لقمته تلقما وعلى هذه شبهه بفحل وضربه مثلا وهيقم حكاية هديره ( و ) الهيقم ( البحر الواسع ) البعيد القعر ( و ) من المجاز ( تهقمه ) تهقما إذا ( قهره ) وبه فسر أبو عمر وقول رؤبة * يكفيه محراب العدا تهقمه * قال وهو قهره من يحار به وأصله من الجائع الهقم ( و ) تهقم ( الطعام ابتلعه لقما عظاما ) نقله الجوهرى زاد غيره متتابعة ( والهيقمانى ) بفتح القاف وضمها عن ابن سيده قال الازهرى هو ( الطويل ) من كل شئ * ومما يستدرك عليه بحرهقم كخدب واسع بعيد القعر والهيقمانى الطويل من الظمان خاصة قال الفقعسى من الهيقما نيات هيق كانه * من السند ذو كبلين أفلت من تبل (1/7939)
شبه الظليم برجل سندى أفلت من وثاق والهيقم الرغيب من كل شئ والهقم أصوات شرب الابل عن ابن الاعرابي والتهقم الحرص والجوع ( التهكم التهدم ) يكون ( في البئر و نحوها ) يقال تهكمت البئر إذا تهدمت أي تهورت ( و ) التهكم ( الاستهزاء ) والاستخفاف يقال قاله على سبيل التهكم ( كالاهكومه ) بالضم ( و ) التهكم ( الطعن المتدارك و ) أيضا ( التبختر ) بطرا ( و ) أيضا ( الغضب الشديد ) وهو التهدم من الغيظ والحمق ( و ) أيضا ( التندم على الامر الفائت و ) أيضا ( المطر الكثير الذى لا يطاق ) وكذلك السيل ( و ) أيضا ( التغني ) عن أبى زيد قال ( وهكمته تهكيما غنيت له ) بصوت ( والمستهكم المتكبر ) نقله الجوهرى ( و ) الهكم ( ككتف الشرير المقتحم على مالا يعنيه ) ويتعرض للناس بالشر * ومما يستدرك عليه التهكم التكبرو أيضا حديث الرجل في نفسه وأنشد ابن برى لزياد الملقظى من ذكر ليلى دائم تهكمه * والدهر يغتال الفتى ويعجمه وأيضا التعدي وأيضا الوقوع في القوم وأنشد ابن برى لنهيك بن قعنب نهكمتما حولين ثم نزعتما * فلا ان علا كعبا كما بالتهكم ( الهليم اللاصق من كل شئ ) عن كراع ( والهلمان بكسرتين مشددة الميم الكثير من الخبز وغيره ) وقال أبو عمرو هو الكثير من كل شئ وأنشد لكثير المحاربي قد منعتني البروهى تلحان * وهو كثير عندها هلمان * وهى تخنذى بالمقال البنبان وقال ابن جنى انما هو الهلمان على مثال فركان ( كالهيلمان وتضم لامه ) يقال جاء نا بالهيل والهيلمان إذا جاء بالمال الكثير وآورده أبو زيد في باب كثرة المال والخير يقدم به الغائب أو يكون له وضبطه بفتح اللام ونقل الجوهرى فيه الضم والفتح وقيل ان ميمه زائدة وقد تقدم ذلك في ه ى ل ( و ) الهلام ( كغراب طعام ) يتخذ ( من لحم عجل بجلده ) كذا في المحكم ( أو ) هو ( مرق السكباج المبرد المصفى من الدهن ) هكذاذ كره الاطباء ( والهلم بضمتين ظباء الجبال ) كاللهم ( و ) الهلم ( كقنب المسترخى وهى هلمة ) وقد نسى هنا اصطلاحه ( واهتلم به ) أي ( ذهب به و ) قولهم ( هلم ) الينا يا رجل بفتح الميم ( أي تعال ) كما في الصحاح وفى المحكم أي أقبل قال الجوهرى قال الخليل ( مركبة من ها التنبيه ومن لم ) من قولهم لم الله شعثه أي جمعه ( أي ضم نفسك الينا ) أي اقرب وانما حذفت ألفها الكثرة الاستعمال ( واستعملت استعمال ) الكلمة المفردة ( البسيطة ) وقال الزجاج زعم سيبويه ان هلم هاضمت إليها لم وجعلتا كالكلمة الواحدة قال شيخنا وقد تعقبوا هذا الكلام وقالوا الاصل في الكلم البساطة ودعوى التركيب مناف من وجوه وقد تقرر ان لم فعل أمر فحذفت الالف من ها تخفيفا ونظر الى سكون لام لم في الاصل وهذا القول نقله
بعض عن البصريين وقال الخليل ركبا قيل الادغام فحذفت الهمزة للدرج إذ كانت للوصل وحذفت الالف لالتقاء الساكنين ثم نقلت حركة الميم الاولى الى اللام وأدغمت وقال الفراء مركبة من هل التى للزجرو أم أي اقصد خففت الهمزة بالقاء حركتها على الساكن وحذفت قال ابن مالك في شرح الكافية قول البصر يين أقرب الى الصواب ثم قال الجوهرى ( يستوى فيه الواحد والجمع والتذكير والتانيث عند الحجازيين ) وبذلك نزل القرآن هلم الينا وهلم شهداء كم قال سيبويه ( و ) أما في لغة بنى ( تميم ) وبعض أهل نجد فانها ( تجريها مجرى ) قولك ( رد ) يقولون للواحد هلم كقولك رد قال الازهرى فتحت هلم أنها مدغمة كما فتحت رد في الامر فلا يجوز فيها هلم بالضم كما يجوز رد لانها لا تتصرف ( وأهل نجد يصرفونها فيقولون هلما وهلموا وهلمي وهلممن ) كقولك ردا ردوا ردى ارددن والاول أفصح قال شيخنا وحكى الجرمى فتح الميم وكسرها عن بعض تميم وأما اللام فلا يعرف فيها الا الضم * قلت وقد حكى اللحيانى فتح اللام عن بعض العرب ووقع في نسخة شيخنا هلمن بميم واحدة أي النسوة قال وزعم الفراء انه الصواب فلا يقال هلممن كما هو في شرح البدر على التسهيل * قلت وهذا الذى ذكره المصنف أي هلممن بميمين فقد ذكره الجوهرى وهو قول المبرد ونصه بنو تميم يجعلون هلم فعلا صحيحا ويجعلون الهاء زائدة فيقولون هلم يارجل وللاثنين هلما وللجميع هلموا وللنساء هلممن لان المعنى الممن والهاء زائدة وقال ابن الانباري يقال للنساء هلمن وهلممن وحكى أبو عمرو عن العرب هلمين يا نسوة وقال الليث هلم كلمة دعوة الى شئ الواحد والاثنان والجمع والتانيث والتذكير سواء الا في لغة بنى سعد فانهم يحملونه على تصريف الفعل تقول هلم هلما هلموا ونحو ذلك ( وقد توصل باللام فيقال هلم لك ) وهلم لكما كما قالوا هيت لك كذا في الصحاح وقال الازهرى ورأيت من العرب من يدعو الرجل الى طعامه فيقول هلم لك ومثله قوله عز وجل هيت لك وقال شيخنا هلم تتعدى بنفسها كهلم شهداءكم وبالى كهلم الينا وباللام كهلم للثريد وزعم ابن الكمال انها لا تستعمل الا متعدية بنفسها وكلمة الى واللام في التراكيب صلة واعترضوا على الناصر البيضاوى والصواب انها تتعدى بنفسها أحيانا وبالى أخرى وحرر ذلك الجلال في عقود الزبرجد وابن هشام في رسالته التى له فيها ( وتثقل بالنون فيقال هلمن ) يا رجل ( وفى المؤنث ) هلمن ( بكسر الميم وفى الجمع ) هلمن ( بضمها وفى التثنية هلمان للمذكر والمؤنث ) جميعا ( وللنسوة هلممنان ) بتخفيف النون الاخيرة ( ويقول المجيب ) لمن قال هلم كذا وكذا فيقول ( الام أهلم بفتح الهمزة ) والهاء ( وأصله الى م ألم وترك الهاء على ما كانت عليه وإذا قيل ) لك ( هلم كذا وكذا قلت لا أهلمه ) بفتح الهمزة والهاء كذا في الصحاح ( وقد تضم الهمزة وحدها وقد تضم الهمزة واللام ) جميعا ( وقد تضم الهمزة وتكسر اللام ) واقتصر الجوهرى على الضبط الاول وقال (1/7940)
( أي لا أعطيكه ) وهو قول ابن السكيت ( وهلمم به ) هلمة ( دعاه ) بهلم قال ابن جنى هو مثل صعرر وشملل وأصله قبل غير هذا انما هو أول ها للتنبيه لحقت مثل اللام وخلطت ها بلم توكيد اللمعنى بشدة الاتصال فحذفت الالف لذلك ولان لام لم في الاصل ساكنة ألا ترى ان تقديرها أول المم وكذلك يقول أهل الحجاز ثم زال هذا كله بقولهم هلممت فصارت كأنها فعللت من لفظ الهلمان وتنوسيت حال التركيب ( وأهلم ) به مثل هلم ( والهلم محركة جواب هلم ومنه ) قولهم ( جاد بهلمه إذا أطاعه وأهلم كانك د بطبرستان ) والذى في معجم ياقوت الهم بين طبرستان وآمل وقد ذكرناء في ل ه م * ومما يستدرك عليه الهلمان بكسرتين مشددة اللام لغة في الهلمان عن ابن جنى وهلم بمعنى أعط ومنه حديث عائشة فقال هلميها أي هاتيها وحكى اللحيانى من كان عنده شئ فليهلمه أي فليؤته وهلم جرا تقدم في الراء ( الهلدم كزبرج والدال مهملة ) أهمله الجوهرى وهو ( الكساء الظاهر الرقاع و ) في المحكم هو ( اللبد الجافي الغليظ ) قال * عليه من لبد الزمان هلدمه * يعنى من لبد الزمان الشيب * ومما يستدرك عليه الهلدم العجوز ( الهلقم كزبرج المرأة الكبيرة و ) أيضا ( القوى ) من الرجال وربما تكون بينهما ضدية ( و ) أيضا ( الواسع الاشداق ) من الابل خاصة وربما استعمل في غيرها ( وكاردب السيد الضخم ذو الحمالات ) أي القائم بها قال فان خطيب مجلس أرما * بخطبة كنت لها هلقما * وبالحمالات لها لهما ( و ) الهلقم ( الاكول ) المبتلع ( كالهلقامة ) وقد صرحوا بزيادة الهاء فيهما وانهما من اللقم ( والهلقم كعلبط والهلقام بالكسر ) وشاهد الهلقم قول الشاعر باتت بليل ساهد وقد سهد * هلقم باكل أطراف النجد ( وهو ) أي الهلقام أيضا ( الضخم الطويل ) كما في الصحاح وفى المحكم الطويل وفى التهذيب الفرس الطويل قال خذام الاسدي أبناء كل نجيبة لنجيبة * ومقلص بشليله هلقام ل
يقول هو طويل يقلص عنه شليله أي درعه لطوله ( و ) الهلقام ( الاسد ) نقله الجوهرى ( و ) هلقام ( رجل ) * ومما يستدرك عليه الهلقامة كتلقاعة الاكول والهلقام الواسع الشدقين وبحر هلقم كدرهم كانه يلتهم ما طرح فيه وهلقم الشئ هلقمة ابتلعه ( الهم الحزن ج هموم ) قال شيخنا فهما عنده كطائفة مترادفان وقيل الهم أعم من الحزن وقيل غير ذلك مما قاله عياض * قلت وتقدم الفرق بينه وبين الغم ( و ) الهم ( ما هم به في نفسه ) أي نواه وأراده وعزم عليه وسئل ثعلب عن قوله تعالى ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه قال همت زليخا بالمعصية مصرة على ذلك وهم يوسف عليه السلام بالمعصية ولم يات بها ولم يصر عليها فبين الهمين فرق وقال أبو حاتم عن أبى عبيدة هذا على التقديم والتاخير كانه أراد ولقد همت به ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها ( وهمه الامر هما ومهمه ) إذا ( حزنه ) وأقلقه ( كاهمه فاهتم ) واهتم به ( و ) هم ( السقم جسمه أذا به واذهب لحمه و ) هم ( الشحم ) يهمه هما ( أذا به فانهم ) هو قال العجاج وانهم هاموم السديف الهارى * عن جرزمنه وجوز عاري وقال الليث الانهمام ذوبان الشئ واستر خاؤه بعد جموده وصلابته مثل الثلج إذا ذاب وهمت الشمس الثلج أذابثه ( و ) هم ( اللبن ) في الصحن إذا ( حلبه و ) هم ( الغزر الناقة ) يهمها هما ( جهدها ) كانه أذا بها ( و ) همت ( خشاش الارض تهم ) من حد ضرب ( دبت ومنه الهامة للدابة ) يقال نعم الهامة هذا يعنى الفرس وقال ابن الاعرابي ما رأيت هامة أحسن منه يقال ذلك للفرس والبعير ولا يقال لغيرهما ( ج هوام ) يقال لا يقع هذا الاسم الاعلى المخوف من الاحناش وقال شمر الهوام الحيات وكل ذى سم يقتل سمه وأماما لا يقتل ويسم فهو السوام مشددة الميم لانا تسم ولا تبلغ ان تقتل مثل الزنبور والعقرب وأشباهها قال ومنها القوام وهى أمثال القنافذ والفار واليرابيع والخنافس فهذه ليست بهوام ولاسوام والواحدة من هذه كلها هامة وسامة وقامة وقال ابن بزرج الهامة الحية والسامة العقرب وتقع الهامة على غير ذوات السم القاتل ومنه قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لكعب بن عجرة أيؤذيك هوام رأسك أراد بها القمل لانها تدب في الرأس وتهم فيه وفى التهذيب وتقع الهوام على غير ما يدب من الحيوان وان لم يقتل كالحشرات ( وتهمم الشئ طلبه ) ويقال ذهبت أتهممه أي أطلبه كما في الصحاح روى ذلك عن الفراء وروى عنه أيضا ذهبت أتهممه انظر أين هو ( ولا همام ) لى مبنية على الكسر ( كقطام أي لا أهم ) بذلك ولا أفعله وأنشد الجوهرى يمدح أهل البيت ان أمت لا أمت ونفسي نفسا * ن من الشك في عمى أو تعام عادلا غيرهم من الناس طرا * بهم لاهمام لى لاهمام أي لا أعدل بهم أحدا ومثل قوله لاهمام قراءة من قرأ لامساس قال ابن جنى هو الحكاية كانه قال مساس فقال لامساس وكذلك قال في همام انه على الحكاية لانه لابينى على الكسر وهو يريد به الخبر ( والهاموم ما أذيب من السنام ) ومنه قول العجاج * وانهم هاموم السديف الهارى * ( والهمام كغراب ما ذاب منه و ) الهمام ( من الثلج ما سال من مائه ) إذا ذاب قال أبو وجزة * ممنعا كهمام الثلج بالضرب * ( و ) الهمام ( الملك العظيم الهمة ) الذى اذاهم بامر فعله لقوة عزمه ( و ) أيضا ( السيد الشجاع السخى خاص بالرجال ) ولايكون في النساء ( كالهمهام ) وفى بعض النسخ كالهمام ( ج ) همام ( ككتاب و ) الهمام ( الاسد ) على التشبيه ( و ) همام ( فرس لبنى زبان بن كعب والهمة بالكسر ويفتح ماهم به من أمر ليفعل ) يقال انه لبعيد الهمة والهمة وقال (1/7941)
العكبرى الهمة اعتناء القلب بالشئ وقال ابن الكمال الهمة قوة راسخة في النفس طالبة لمعالى الامور هاربة من خسائسها ( و ) الهمة ( الهوى و ) يقال ( هذا رجل همك من رجل وهمتك من رجل ) أي ( حسبك ) من رجل ( والهم والهمة بكسرهما ) الاخيرة عن كراع ( الشيخ الفاني ) البالى قال * وما أنا بالهم الكبير ولا الطفل * وفى شعر حميد * فحمل الهم كنازا جلعدا * وقد يكون الهم والهمة من الابل قال وناب همة لاخير فيها * مشرمة الاشاعر بالمدارى ( وقد أهم ج اهمام وهى همة ) بالكسر ( ج همات وهمائم ) على غير قياس ( والمصدر الهمومة ) بالضم ( والهمامة وقد انهم وأهم والهميم ) كامير ( المطر الضعيف ) اللين الدقاق القطر ( كالتهميم ) قال ذو الرمة مهطولة من رياض الخرج هيجها * من لف سارية لوثاء تهميم ( و ) الهميم ( اللين ) الذى ( حقن في السقاء ) الجديد ( ثم شرب ولم يمخض و ) يقال ( سحابة هموم ) أي ( صبوب للمطر وتهممه طلبه ) وهذا قد تقدم فهو تكرار ( و ) أيضا ( تحسسه ) ينظر أين هو عن الفراء وقد ذكر أيضا ( و ) تهمم ( رأسه ) إذا ( فلاه والهموم الناقة الحسنة المشى ) عن أبى عمرو ( و ) الهموم ( البئر الكثيرة الماء ) وأنشد الجوهرى ان لنا قليذ ما هموما * يزيدها مخج الدلاجموما
( و ) الهموم ( القصب إذا هزنه الريح ) فتراه يصوت والصواب فيه الهمهوم وأنشد ابن برى لرؤبة * هز الرياح القصب الهمهوما * ( والهمهمة الكلام الخفى ) الذى يسمع ولا يفهم محصوله قاله ابن أبى الحديد ( و ) الهمهمة ( تنويم المرأة الطفل بصوتها ) ترققه له والصواب فيه التهميم يقال هممت المرأة ولا يقال همهمت ( و ) الهمهمة ( تردد الزئير في الصدر من الهم ) والحزن وأنشد ابن برى لرجل قاله يوم الفتح يخاطب امرأته انك لو شهدتنا بالحندمه * اذفر صفوان وفر عكرمة الى أن قال لهم نهيت خلفنا وهمهمه * لم تنطقي باللوم أدنى كلمه * قلت وهو قول الراعش الهذلى ومرذكره في خ ن د م ( و ) أصل الهمهمة في ( نحو أصوات البقر والفيلة وشبهها و ) قيل الهمهمة ( كل صوت معه بحح و ) همهمة ( اسم رجل والهمهيم بالكسر الاسد كالهمهام والهمهوم بالضم ) وقد همهم ( و ) الهمهيم ( الحمار المردد نهيقه في صدره ) قال ذو الرمة يصف الحمار والاتن خلى لها سرب أولاها وهيجها * من خلفها لاحق الصقلين همهيم ( والهماهم الهموم ) ومنه قول الراعى طرقا فتلك هماهمى أقريهما * قلصا لواقح كالقسى وحولا وقال ابن أبى الحديد هما هم النفوس أفكارها وماتهم به عند الريبة في الامر ( والهمام كشداد النمام ) كانه أخذ من الهم وهو الدب وفى الحديث أصدق الاسماء عند الله حارثة وهمام وهو فعال من هم بالامر يهم إذا عزم عليه وانما كان أصدقها لانه ما من أحد الا وهو يهم بامر رشد أو غوى ( و ) همام ( بن الحرث ) بن ضمرة بدرى قاله أبو عمرو وحده مختصرا ( و ) همام ( بن زيد ) بن وابصة له حديث ذكره أبو عبد الله الحاكم نزل خراسان ( و ) همام ( بن مالك ) العبدى له وفادة قاله ابن الكلبى ( صحابيون ) * وفاته همام ابن ربيعة العصرى وابن معاوية بن شبابة كلاهما من وفد عبد القيس أورد هما ابن سعد وهمام بن نغياء السعدى أورده ابن الدباغ رضى الله تعالى عنهم ( و ) الهمام ( اليوم الثالث من البرد ) بالتحريك لانه يذوب فيه البرد ( والهمامية دبواسط ) بينهما وبين خوزستان له نهر ياخذ من دجلة نسب ( لهمام الدولة منصور بن دبيس ) بن عفيف الاسدي أبوه يكنى أبا الأعز ملك الجزيرة والاهواز وواسط وتوفى سنة ثلاثمائة وست وثمانين وهو غير صاحب الحلة المزيدية ويجتمعان في ناشرة بن نضر بن سراة بن سعد ابن مالك بن ثعلبة بن دودان بن أسد ( والهمهامة والهمهومة ) الاخيرة بالضم ( العكرة العظيمة ) أي القطعة من الابل ( وجاء زيد همام كقطام أي يهمهم واستهم ) الرجل إذا ( عنى بامر قومه ) قال اللحيانى ( و ) سمع الكسائي رجلا من بنى عامر يقول ( إذا قيل ) لك ( ابقى ) عندك ( شئ قلت همهام ) يا هذا ( مبنيه ) على الكسر قال أولمت ياخنوت شرايلام * في يوم نحس ذى عجاج مظلام ما كان الا كاصطفاق الاقدام * حتى أتيناهم فقالوا همهام ( أي لم يبق شئ ) * ومما يستدرك عليه لا مهمة لى أي لا أهم بذلك وقال أبو عبيد همك ما أهمك أي لم يهمك همك والمهمات من الامور الشدائد المحرقة وقال ابن الاعرابي هم إذا أغلى وهم إذا غلا وانهمت البقول طبخت في الدور وانهم البرد ذاب قال يضحكن عن كالبرد المنهم * تحت عرانين أنوف شم وكل مذاب مهموم وانهم العرق في جبينه إذا سال ورجل ماض الهم إذا عزم على أمر أمضاه وما يكاد ولايهم كودا ولا مكادة وهما ولا مهمة بمعنى والهميم الدبيب قال ساعدة بن جؤية يصف سيفا ترى أثره في صفحتيه كانه * مدارج شبثان لهن هميم (1/7942)
وهم الرجل لنفسه إذا طلب واحتال عن ابن الاعرابي وهممت المرأة في رأس الصبى إذا نومته بصوت ترقفه له وكذا إذا فلته وهو من همانهم أي خشارتهم كقولك من خمانهم والهماهم من أصوات الرعد نحو الزمازم وهمهم الرعد إذا سمعت له دويا وقصب همهوم مصوت عند تهزيز الريح وعكر همهوم كثير الاصوات قال الحكم الخضرى جاء يسوق العكر الهمهوما * السجورى لارعى مسيما وقال ابن جنى همهام وحمحام ومحماح اسم لفتى مثل سرعان ووشكان وغيرهما من أسماء الافعال التى استعملت في الخبر والهموم الناقة تهمم الارض بفيها وترتع أدنى شئ تجده ومنه قول ابنة الخس خير النوق الهموم الرموم التى كان عينيها عينا محموم ووقعت السوسة في الطعام فهمته هما أي أكلت لبابه وخرقته وقدح هم بالكسرأى قديم وهو مجاز وللشراب هميم في العظام أي دبيب وشيخنا محمد بن حسن بن همان بالكسرد مشقى نزل قسطنطينية وله اجازة من الشيخ عبد الله بن سالم البصري وبنو هميم بن عبد العزى بن ربيعة بن تميم بن يقدم قبيلة * قلت ولعل مبرح بن هميم الذى في الصعيد نسب إليهم والهمامان بالضم موضع في شعر الاعشى ومنا امرؤ يوم الهمامين ماجد * بجو نطاع يوم تجنى جناتها ( الهينمة الصوت الخفى ) كما في الصحاح وقال أبو عبيدة الكلام الخفى لا يفهم وأنشد للكميت ولا أشهد الهجرو القائليه * إذا هم بهينمة هتملوا وقال الازهرى الهينمة الصوت وهو شبه قراءة غير بينة وأنشد لرؤبة
لم يسمع الركب بها رجع الكلم * الا وساويس هيانيم الهنم ( و ) الهينمة ( بقل والهينم القطن والهنمة كهلعة خرزة للتاخيذ ) كانت النساء ياخذن بها الرجال كما في الصحاح حكى اللحيانى عن العامرية انهن يقلن أخذته بالهنمة بالليل زوج وبالنهار أمة ( والهنم محركة التمر ) كله ( أو نوع منه ) وأنشد أبو حاتم عن أبى زيد مالك لا تطمعنا من الهنم * وقد أتتك العير في الشهر الاصم ( والهينوم كلام لا يفهم ) لخفائه ( وبنو هنام كقثاء قبيلة من الجن ) وقد جاء في الشعر الفصيح * ومما يستدرك عليه هانمه بحديث ناجاه والهينمة الدعاء الى الله تعالى وبه فسر الليث قوله * ألا يا قيل ويحك قم فهينم * والهنمة الدندنة وأيضا الرجل الضعيف والهينام والهينمان الكلام الخفى وقيل الصوت الخفى والمهينم النمام ومن سجعات الاساس لا تمشى بالريبة مهينما ولا تنس أن عليك مهيمنا والهنيماء مصغرا ممدودا موضع كذا في كتاب أبى الحسن المهلبى في الزيادات المقصورة والممدودة قال ياقوت والمعروف الهيمياء بيائين * ومما يستدرك عليه الهندام بالكسر الحسن القد معرب تقله الازهرى وقد أورده المصنف تبعا للجوهري في هدم وهذا محل ذكره فانه فارسي وأصله اندام فالنون من أصل الكلمة فتأمل * ومما يستدرك عليه هنكام بالفتح جزيرة في بحر فارس قرب كيش عن ياقوت ( الهوم بطنان الارض ) في بعض اللغات وبه فسر الحديث اجتنبوا هوم الارض فانها ماوى الهوام قال ابن الاثير هكذا جاء في رواية والمشهور هزم الارض بالزاى وقال الخطابى لست أدرى ما هوم الارض ( والتهويم والتهوم هز الرأس من النعاس ) نقله الجوهرى وأنشد للفرزدق يصف صائدا عارى الاشاجع مشفوه أخو قنص * ما تطعم العين نو ما غير تهويم وقال أبو عبيد إذا كان النوم قليلا فهو التهويم وفى حديث رقيقة بينما أنا نائمة أو مهومة التهويم أول النوم وهو دون النوم الشديد ( والهوام كشداد الاسد والهام ة باليمن ) بها معدن العقيق ( و ) الهامة ( بهاء كورة ) واسعة ( بتيه مصر ) فيها جبل الاق قال * مارسن رمل الهامة الدهاسا * ( والهومة الفلاة وهوم المجوس دواء م ) معروف ( فارسيته مرانيه مفتت للحصاة جدا مدر والهوام بالضم الهيام ) لغة فيه ( والاهوم ) الرجل ( العظيم الهامة ) أي الرأس * ومما يستدرك عليه هامة اسم حائط بالمدينة المشرفة أنشد أو حنيفة من الغلب من عضد ان هامة شربت * لسقى وجمت للنواضح بئرها وهاؤم بمعنى تعالى وبمعنى خذو منه قوله تعالى هاؤم اقرؤا كتابيه والهوم النوم الخفيف ( هام يهيم هيما ) بالفتح ( وهيمانا ) بالتحريك ( أحب امرأة ) كذا نص ابن السكيت فقول شيخنا والقيد كانه اتفاقى والا قالهيمان لا يختص بالنساء محل نظر ( و ) قوله تعالى فشاربون شرب ( الهيم ) هي ( بالكسر الابل العطاش ) كما في الصحاح وقال الفراء هي التى يصيبها داء فلا تروى من الماء واحدها أهيم والانثى هيماء قال ومن العرب من يقول هائم وهى هائمة ثم يجمعونه على هيم كما قالوا عائط وعيط وحائل وحول وهى في معنى حائل الا أن الضمة تركت في الهيم لئلا تصير الياء واوا ( والهيام ) كرمان ( العشاق ) ككاتب وكتاب ( و ) أيضا ( الموسوسون ) عن ابن السكيت ( و ) الهيام ( كسحاب مالا يتمالك من الرمل فهو ينهار ابدا ) وفى الصحاح الذى لا يتماسك ان يسيل من اليد للينه وأنشد للبيد يجتاب اصلاقالصا متنبذا * بعجوب انقاء يميل هيامها ( أو هو من الرمل كان تراباد قاقا يابسا ) يخالطه رمل ينسف الماء نسفا والجمع هيم كقذال وقذل كما في الصحاح ( ويضم ) قال شيخنا وزعم العينى في شرح الشواهد أنه بالكسر ولا يثبت ( ورجل هائم وهيوم متحير ) وقد هام في الامر يهيم إذا تحير فيه وقيل الهيوم هو (1/7943)
الذاهب على وجهه ( و ) رجل ( هيمان عطشان ) نقله الجوهرى عن الاصمعي والجمع هيم وقد هام هياما ( والهيام بالضم كالجنون من العشق ) وهو مجاز وقد هام على وجهه يهيم ذهب من العشق ( والهيماء المفازة بلا ماء ) نقله الجوهرى ( و ) نقل ابن برى عن عمارة قال ( اليهماء ) الفلاة التى لا ماء فيها ويقال لها هيما ( وداء يصيب الابل ) ظاهر سياقه انه تفسير للهياء وليس كذلك بل هو تفسير للهيام وهو مخالف السياق ولم يحرر المصنف هذا الموضع فتأمل وفى الصحاح الهيام داء ياخذ الابل فتهيم في الارض الا ترعى وقال ابن شميل الهيام نحو الدواء جنون ياخذ البعير حتى يهلك وقال أبو الجراح داء يصيب الابل ( من ماء تشربه ) زاد غيره ( مستنقعا ) وقال غيره عن بعض المياه بتهامة يصيبها منه مثل الحمى وقال الهجرى يصيبها عن شرب النجل إذا كثر طحلبه واكتنفت الذبان به ( فهو هيمان وهى هيمى ) كعطشان وعطشى ( ج ) هيام ( ككتاب ) وفى بعض النسخ وهى هيماء وحينئذ يكون المذكر أهيم وأنشد الجوهرى لكثير فلا يحسب الواشون ان صبابتي * بعزة كانت غمرة فتجلت وانى قد أبللت من دنف بها * كما أدنفت هيماء ثم استبلت
( والهامة رأ كل شئ ) من الروحانيين عن الليث قال الازهرى أراد بالروحانيين ذوى الاجسام القائمة بما جعل الله فيها من الارواح وقال ابن شميل الروحانيون هم الملائكة والجن التى ليس لها أجسام قال الازهرى وهذا القول هو الصحيح عندنا وقال الجوهرى الهامة الرأس ( ج هام ) وقيل ما بين حرفي الرأس وقيل هي وسط الرأس ومعظمه من كل شئ وقال أبو زيد أعلى الرأس وفيه الناصية والقصة وهما ما أقيل من الجبهة من شعر الرأس وفيه المفرق وهو فرق الرأس بين الجنبين الى الدائرة ( و ) الهامة ( طائر من طير الليل ) صغير يالف المقابر ( و ) يقال ( هو الصدى ) وقيل البومة ومنه الحديث لا عدوى ولا هامة ولاصفر وكانوا يقولون ان القتيل تخرج هامة من هامته فلا يزال يقول اسقوني اسقوني حتى يقتل قاتله ومنه قول ذى الاصبع يا عمرو ان لا تدع شتمى ومنقصتي * أضربك حتى تقول الهامة اسقوني يريد اقتلك وقال أبو عبيدة أما الهامة فان العرب كانت تقول ان عظام الموتى وقيل أرواحهم تصير هامة فنطير فنفاه الاسلام ونهاهم عنه وأنشد سلط الموت والمنون عليهم * فلهم في صدى المقابر هام وقال لبيد فليس الناس بعدك في نقير * ولاهم غير اصداء وهام وقال ذوالرمة قد أعسف النازح المجهول معسفه * في ظل أخضر يدعو هامه البوم وقول جريبة بن أشيم ولقل لى مما جعلت مطية * في الهام أركبها إذا ما ركبوا فانه يعنى بذلك البلية وهى الناقة تعقل عند قبر صاحبها حتى تبلى وكانوا يزعمون ان صاحبها يركبها يوم القيامة ( و ) من المجاز الهامة ( رئيس القوم ) وسيدهم وأنشد ابن برى للطرماح ونحن أجازت بالاقيصر هامنا * طهية يوم الفارعين بلا عقد وبه سميت تميم هامة تشبيها بالرأس عن ابن الاعرابي وفى حديث أبى بكر والنسابة أمن هامها أم من لهازمها أي من أشرافها أنت أم من أوساطها فشبه الاشراف بالهام ( و ) الهامة ( الفرس ) وأنكرها ابن السكيت وقال انما هي الهامة بتشديد الميم ( وقلب مستهام ) أي ( هائم ) وقد استهيم إذا ذهب وهو مجاز ( والتهيم مشية حسنة ) عن أبى عمرو وأنشد لخليد اليشكرى * أحسن من يمشى كذا تهيما * ( وهييماء مصغرة ) ممدودة قوم من بنى مجاشع كذا هو نص الصحاح قال ابن برى والصواب ( ماء لمجاشع ويقصر ) وأنشد الجوهرى لمجمع بن هلال بن الحرث بن تيم الله وعاثرة يوم الهيميا رأيتها * وقد ضمها من من داخل الحب مجزع وقال أبو زكريا هذا الاستشهاد في غير موضعه وليس هييما كما ذكره قوم من بنى مجاشع وانما هو ماء لبنى تميم * قلت وكانت فيه وقعة لبنى تيم الله بن ثعلبة على بنى مجاشع وأما شاهد الممدود ققول مالك بن نويرة وباتت على جوف الهييماء محنتي * معقلة بين الركية والجفر ( وهيم الله ) لقة في ( أيم الله و ) يقال هو ( لايهتام لنسه ) إذا كان ( لا يحتال ) ولا يكتسب قال الاخطل فاهتم لنفسك يا جميع ولا تكن * كبنى قريبة والبطون تهيم ( وليل أهيم لا نجوم فيه ) * ومما يستدرك عليه هامت الناقة تهيم ذهبت على وجهها لرعى والمهيمات الامور التى بتحير فيها والهيم محركة داء ياخذ الابل في رؤسها يقال بعير مهيوم والهيوم الذهاب على الوجه عشقا كالتهيام وهو بناء موضوع للتكثير قال أبوالاخزر الحمانى * فقد تناهيت عن التهيام * وأنشد ابن جنى لكثير وانى وتهيامى بعزة بعدما * تخليت مما بيننا وتخلت وهيمه الحب تهييما قال أبو صخر فهل لك طب نافع من علاقة * تهينى بين الحشى والنرائب ورجل هيمان محب شديد الوجد والهيام كغراب أشد العطش وأنشد ابن برى (1/7944)
يهيم وليس الله شاف هيامه * بغراء ما غنى الحمام وأنجدا ورجل أهيم ومهيوم شديد العطش وهى هيماء وهيمان وقد هامت الدواب إذا عطشت وقوم هيم بالكسر عطاش والهيم أيضا الرمال التى لا تروى وبه فسر الاخفش الاية كما في الصحاح ويقال رمل أهيم ومنه حديث الخندق فعادت كثيبا أهيم والهيام بالكسر لغة في الهيام بالضم لداء الابل والهامة من الناس الجماعة بعد الجماعة وهو هامة اليوم أو غد أي مشف على الموت قال كثير وكل خليل رانئ فهو قائل * من اجلك هذا هامة اليوم أوغد وأزقيت هامة فلان إذا قتلته قال فان تك هامة بهراة تزفو * فقد أزقيت بالمروين هاما وأصبح فلان هاما إذا مات وبنات الهام مخ الدماغ قال الراعى يزيل بنات الهام عن سكناتها * وما يلقه من ساعد فهو طائح ويقال هذا مما يرقص الهام أي يعجب الناس فينفضون رؤسهم وهو مجاز ( فصل الياء ) مع الميم * ومما يستدرك عليه يمجبم بفتح الياء والباء الاولى والثانية بينهما ميم ساكنة اسم موضع قرب تبالة قال حميد بن ثور إذا شئت غنتى باجزاع بيشة * أو الجزع من تثليث أو من يجبما قال ياقوت والتلفظ بن عسر لقرب مخارج حروفه وقد أشار إليه المصنف في أول الحرف ويقال بالالف أيضا بدل الياء وقد تقدم ذلك للمصنف أيضا ويقال أيضا بالباء الموحدة أولا واختلف في وزنه فقيل فعلل كسفرجل وقيل يفعل ويروى أيضا بينبم بقلب الميم
الاولى نونا أورده ياقوت هكذا وبه روى قول طفيل الذى سبق في أول الحرف وعلى كل حال كان الواجب على المصنف الاشارة إليه هنا ( اليتم بالضم الانفراد ) عن يعقوب وهذا هو أصل المعنى كما أشار إليه الراغب ( أو ) هو ( فقدان الاب ويحرك ) واقتصر الجوهرى على الضم وقال الحر الى اليتم فقدان الاب حين الحاجة ولذلك أثبته مثبت في الذكر الى البلوغ والانثى الى الثيوبة لبقاء حاجتها بعد البلوغ ( و ) اليتم ( في البهائم فقدان الام ) أشار له الجوهرى وهو قول ابن السكيت زاد ولا يقال لمن فقد الام من الناس يتيم ولكن منقطع وقال ابن برى اليتيم الذى يموت أبوه والعجى الذى يموت أمه واللطيم الذى يموت أبواه * قلت وقد مر ذلك في ل ط م وقال ابن خالويه ينبغى أن يكون اليتم في الطير من قبل الاب والام لانهما كليهما يزقان فراخهما ( واليتيم الفرد و ) يطلق على ( كل شئ يعز نظيره ) قاله الراغب والجوهري ( وقديتم ) الصبى ( كضرب وعلم ) وعلى الاخير اقتصر الجوهرى ( يتما ) بالضم ( ويفتح وهو يتيم و ) حكى ابن الاعرابي صبى ( يتمان ) وأنشد لابي العارم الكلابي فبت أسوى صبيتي وحليلتى * طريا وجر والذئب يتمان جائع قال الليث هو يتيم ( ما لم يبلغ الحلم ) فإذا بلغ زال عنه اسم اليتم وقال أبو سعيد يقال للمرأة يتيمة لا يزول عنها اسم اليتم أبدا وأنشدوا * وينكح الارامل اليتامى * وقال أبو عبيدة تدعى يتيمة ما لم تتزوج فإذا تزوجت زال عنها اسم اليتم وكان المفضل ينشد أفاطم انى هالك فتثبتي * ولا تجزعي كل النساء يتيم وفى التنزيل العزيز وآتوا اليتامى أموالهم أي أعطوهم أموالهم إذا آنستم منهم رشدا وسموا يتامى بعد ان أونس منهم الرشد بالاسم الاول الذى كان لهم قبل ايناسه منهم وأصل اليتم بالضم والفتح الانفراد وقيل الغفلة والانثى ييمة فإذا بلغا زال عنهما اسم اليتم حقيقة وقد يطلق عليهما مجازا بعد البلوغ كما كانوا يسمون النبي صلى الله عليه وسلم وهو كبير يتيم أبى طالب لانه رباه بعد موت أبيه وفى الحديث تستامر اليتيمة في نفسها فان سكتت فهو اذنها أراد باليتيمة البكر البالغة التى مات أبوها قبل بلوغها فلزمها اسم اليتم فدعيت به وهى بالغة مجازا وفي حديث الشعبى ان امرأة جاءت إليه فقالت انى امرأة يتيمة فضحك أصحابه فقال النساء كلهن يتامى أي ضعائف ( ج أيتام ) قال الليث كسر على افعال كما كسروا فاعلا عليه حين قالوا شاهد واشهاد ونظيره شريف وأشراف ونصير وأنصار ( و ) أما يتامى ) فعلى باب أسارى أدخلوه في باب ما يكرهون لان فعالى نظيره فعلى وقال ابن سيده وأحر بيتامى ان يكون جمع يتمان أيضا قال الليث ( و ) أما ( يتمة ) محركة فعلى يتم فهو ياتم وان لم يسمع ( و ) قال ابن شميل هو في ( ميتمة ) أي في يتامى جمع على مفعلة كما يقال مشيخة للشيوخ ومسيفة للسيوف ( وامرأة مؤتم ) وجاء في حديث عمر رضى الله تعالى عنه قالت له بنت خفاف الغفاري انى امرأة مؤتمة توفى زوجي ( ونسوة مياتيم ) عن اللحيانى ( وقد ايتمت ) إذا ( صار أولادها يتامى ) نقله الجوهرى ( ويتم كفرح ) يتما ( فصر وفتر ) وهو مجاز أنشد ابن الاعرابي ولا ييتم الدهر المواصل بينه * عن الفه حتى يسير فيضرعا ( و ) من المجاز يتم يتما إذا ( اعيار ابطا ) يقال ما في سيره يتم محركة أي ابطاء كما في الصحاح وفى اللسان أي ضعف وفتور وأنشد الجوهرى لعمرو بن شاس والا فسيرى مثل ما سار راكب * تيمم خمسا ليس في سيره يتم ويروى أمم ( واليتم ) بالفتح ( الهم وبالتحريك الابطاء ) وهذا قد ذكره قريبا وتقدم شاهده ( واليتائم رمال ) باسفل الدهناء ( منقطع بعضها من بعض ) قاله ثعلب ( أو ) اسم ( جبل ) لبنى سليم عن ياقوت ( واليتيم كصغير وزبير جبل ) في قول الراعى (1/7945)
وأعرض رمل من يتيم ترتعي * نعاج الفلا عوذا به ومتاليا * ومما يستدرك عليه أصل اليتم الغفلة وبه سمى اليتيم يتيما لانه يتغافل عن بره قاله المفضل وقال أبو عمر واليتم الابطاء ومنه أخذ اليتيم لان البر يبطئ عنه وأيتمهم الله ايتاما وتيمهم تيتيما جعلهم يتامى وأنشد الجوهرى للفند الزمانى بضرب فيه تاييم * وتيتيم وارنان وقالوا الحرب ميتمة ييتم فيها البنون ودرة يثيمة وبيت يثيم وبلد يتيم وصريمة يثيمة للرملة المنفردة عن الرمال وهو مجاز واليتم محركة الحاجة قال عمران بن حطان وفرعنى من الدنيا وعيشتها * فلا يكن لك في حاجاتها يتم ويتم من هذا الامر كعلم يتما انفلت وقال الاصمعي اليتيم الرملة المنفردة وقال ابن الاعرابي الميتم المفرد من كل شئ ويجمع اليتيم أيضا على اليتائم واليتيمة موضع في قول عدى بن الرقاع نقله ياقوت ومؤتم الاشبال لقب عيسى بن زيد بن على بن الحسين بن على رضى الله تعالى عنهم واليه ينتهى نسبنا وقد تقدم ذكره في ش ب ل * ومما يستدرك عليه يثمثم موضع في كتاب نصر ( يارم بفتح الراء )
أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وقال ياقوت عن أبى موسى الحافظ هي ( ة باصفهان ) ولكنه ضبطه بكسر الراء ( و ) يارم ( ع آخر ذكره أبو تمام ) في شعره قاله ياقوت وهذا أشبه ان يكون بفتح الراء ( الياسمون ) بكسر السين وفتحها ( م ) معروف ( الواحد ياسم كصاحب أو عالم ولا نظير له سوى عالمون جمع عالم ) لا ثالث لهما كما مر ذلك في ع ل م قال الجوهرى وبعض العرب يقول شممت الياسمين وهذا ياسمون فيجريه مجرى الجمع كما قلنا في نصيبين وقد جاء في الشعر ياسم قال أبو النجم من ياسم بيض وورد أحمرا * يخرج من أكمامه معصفرا قال ابن برى ياسم جمع ياسمة فلهذا قال بيض ( أو ) فارسي ( معرب فلا يجرى مجرى الجمع ) وقد جرى في كلام العرب قال الاعشى وشاهسفرم والياسمين ونرجس * ويصبحنا في كل دجن تغيما فمن قال ياسمون جعل واحده ياسما فكأنه في التقدير ياسمة ومن قال ياسمين فرفع النون جعله واحدا وأعرب نونه ومجئ الياسم في الشعر يدل على زيادة يائه ونونه ( وهو ) نوعان ( أبيض وأصفر ) فالابيض مشرب بالحمرة والاصفر أعرض منه ( نافع للمشايخ وللصداع البلغمي والزكام ) وهو يقاوم السموم وفيه تفريح ( وذر سحيق يابسه على الشعر الاسود يبيضه وشرب أو قية من ماء سحيق زهره ثلاثة أيام مجرب لقطع نزف الارحام ) وان جعل في الخمر أسكر القليل منها بافراط ويهيج الباه ويعظم الآلة طلاء * ومما يستدرك عليه يسوم جبل لهذيل وبه يضرب المثل الله أعلم من حطها من رأس يسوم وقال * حلفت بمن أرسى يسوم مكانه * ويسومان جبلان متقاربان وهما حيض ويسوم أو فرقد ويسوم قال الراجز * ياناق سيرى قد بد ايسومان * وقد ذكره المصنف في س ن م والصواب هنا * ومما يستدرك عليه اليشم ويقال أيضا اليشب وهو حجر معدني أجوده الزيتي فالابيض فالاصفر وله خواص ( الايلمة الحركة و ) يقال ( ما سمعت له ايلمة ) أي حركة وأنشد ابن برى فاسمعت بعد تلك النامه * منها ولا منه هناك أيلمه وقيل أي ( صوتا ) قال أبو على وهى ( أفعلة لا فيعلة ) وذلك أن زيادة الهمزة أولا كثير ولان أفعلة أكثر من فيعلة ( ويلملم ) لغة في ألملم وهو ميقات أهل اليمن كما في الصحاح وقد ذكر ( في ل م م ) قال ابن برى قال أبو على يلملم فعلعل الياء فاء الكلمة واللام عينها والميم لامها ( اليم البحر ) كما في الصحاح وهكذا قاله الزجاج وزاد الليث الذى لا يدرك قعره ولا شطاه ويقال اليم لجة البحر قال الازهرى ويقع اسم اليم على ما كان ماؤه ملحا زعاقا وعلى النهر الكبير العذب الماء وأمرت أم موسى حين ولدته وخافت عليه فرعون أن تجعله في تابوت ثم تقذفه في اليم وهو نهر النيل بمصر وماؤه عذب قال الله عز وجل فليلقه اليم بالساحل فجعل له ساحلا وهذا كله يدل على بطلان قول الليث انه البحر الذى لا يدرك قعره ولاشطاه لا يثني و ( لا يكسر ولايجمع جمع السلامة ) وزعم بعضهم انها لغة سريانية فعربته العرب وأصله يما ( ويم ) الرجل ( بالضم فهو ميموم طرح فيه ) وفى الصحاح في اليم وفى بعض نسخه في البحر وفى المحكم إذا غرق في اليم ( و ) اليم ( الحمام الوحشى كاليمام واليمم محركة ) الاخيرة عن ابن الانباري واقره أبو القاسم الزجاجي كذ في المعجم قال الجوهرى اليمام الحمام الوحشى الواحدة يمامة وقال الكسائي هي التى تالف البيوت وقال غيره اليمام الذى يستفرخ والحمام هو البرى الذى لا يالف البيوت وقيل اليمام البرى من الحمام الذى لا طوق له والحمام كل مطوق كالقمري والدبسى والفاختة ( و ) اليم ( سيف الاشتر ) النخعي على التشبيه بالبحر ( و ) اليم ( ماء بنجد ) نقله ياقوت ( والتيمم التوخى والتعمد الياء بدل من الهمزة ) يقال تيممته وتاممته ( ويممه ) برمحه تمييما وأممه ( قصده ) وتوخاه دون من سواه وأنشد الجوهرى يممته الرمح شزرا ثم قلت له * هذى المروءة لا لعب الزحاليق وقال ابن السكيت قوله تعالى فتيمموا صعيد اطيبا أي اقصد والصعيد طيب ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى صار التيمم مسح الوجه واليدين بالتراب ( و ) يمم ( المريض للصلاة ) تيميما ( مسح وجهه ويديه ) بالتراب ( فتيمم هو ) نقله الجوهرى ( اليمامة القصد كاليمام ) يقال هو يمامتى ويمامى أي قصدي ( و ) اليمامة اسم ( جارية زرقاء كانت تبصر الراكب من مسيرة ثلاثة أيام ) زعموا (1/7946)
يقال أبصر من زرقاء اليمامة كما في الصحاح وهى ابنة سهم ووقع في قصة مسير تبع الى بلادها ما نصه قال رياح الطسمى توقف ايها الملك فان لنا أختا متزوجة في جديس يقال لها يمامة وهى أبصر خلق الله تعالى على بعد فانها لترى الشخص من مسيرة يوم وليلة وانى أخاف أن ترانا وتنذر بنا القوم وقصتها طويلة ( وبلاد الجو منسوبة إليها وسميت باسمها ) قال أهل السير كانت منازل طسم وجديس اليمامة وكانت تدعى جوا وكانت أحسن بلاد الله أرضا و ( أكثر ) ها خير أو شجر أو ( نخيلا من سائر الحجاز ) ولما فتح تبع حصون
الجو امتنع عليه الحصن الذى كان فيه زرقاء اليمامة فصابره تبع حتى افتتحه وقبض على زرقاء اليمامة وأمر بقلع عينيها فوجد عروقها كلها محشوة بالاثمد وأمر بصلبها على باب جو وان تسمى باسمها وفيه يقول تبع سميت جوابا ليمامة بعدما * تركت عيونا باليمامة هملا فلا تدع جو ما بقيت باسمها * ولكنها تدعى اليمامة مقبلا ( وبها تنبا مسيلة الكذاب ) وقيل في أيام أبى بكر الصديق سنة اثنتى عشرة للهجرة وأمير المسلمين خالد بن الوليد ففتحها عنوة ثم صولحوا ( وهى دون المدينة في وسط الشرق عن مكة على ستة عشر مرحلة من البصرة وعن الكوفة مثلها ) وقال ياقوت بين اليمامة والبحرين عشرة أيام وهى معدودة من نجد وقاعدتها حجر انتهى وقال الشهاب في شرح الشفاء اليمامة مدينة من جانب اليمن على مرحلتين من الطائف وأربع من مكة وست عشرة من المدينة ( والنسبة ) الى اليمامة ( يمامى ) نقله الجوهرى ( ويم الساحل بالضم ) يما إذا ( غلبه البحر ) وغطاه ( فطما ) عليه ( و ) ميم ( كمعظم ظافر بمطالبه ) وأنشد الجوهرى لرؤبة ازهر لم يولد بنجم الشح * ميمم البيت كريم السنح ( واليمة ع وبنويم بطن ) من العرب ( وامض يمامى ويمامتى أي امامى ويمى كحتى نهر بالبطيحة جيد السمك ) نقله ياقوت * ومما يستدرك عليه الياموم فرخ الحمامة وقيل فرخ النعامة وقال ابن برى يمامة كل شئ قطنه يقال الحق بيما متك قال واليم الحية ( الينم محركة ) ضرب من النبت كما في الصحاح وقيل ( بزرقطونا ) وقيل الهندبا ( الواحدة بهاء ونبات آخر ) وهو عند الاطباء ينموية وفى التهذيب الينمة عشبة إذا رعتها الماشية كثر رغوة ألبانها في قلة وفى المحكم هي نبتة من أحرار البقول تنبت في السهل ودكادك الارض لها ورق طوال لطاف محدب الاطراف عليه وبرأ غبر كانه قطع الفراء وزهرتها مثل سنبلة الشعير وحبها صغير وقال أبو حنيفة الينمة ليس لها زهر وفيها حب كثير يسمن عليها الابل ولا تغزر قال ومن كلام العرب قالت الينمة انا اليمنة أغبق الصبى بعد العتمة وأكب الثمال فوق الاكمة قال مرقش ووصف ثور وحش بات بغيث معشب نبته * مختلط حربثه والينم ويقال ينمة خذواء إذا استرخى ورقها عند تمامه قال الراجز * أعجبها أكل البعير الينمه * ( اليوم م ) معروف مقداره من طلوع الشمس الى غروبها أو من طلوع الفجر الصادق الى غروب الشمس ذكره ابن هشام في شرح الكعبية والاخير تعريف شرعى عند الاكثر وشاع عند المنجمين ان اليوم من الطلوع الى الطلوع أو من الغروب الى الغروب نقله شيخنا ويستعمل بمعنى مطلق الزمان نقله ابن هشام * قلت حكاء سيبويه في قولهم أنا اليوم أفعل كذا فانهم لا يريدون يوما بعينه ولكنهم يريدون الوقت الحاضر وبه فسروا قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم وذلك حسن جائز فاما أن يكون دين الله في وقت من الاوقات غير كامل فلا وقد يراد باليوم الوقت مطلقا ومنه الحديث تلك أيام الهرج أي وقته ولا يختص بالنهار دون الليل ( ج أيام ) لا يكسر على غير ذلك وأصله ايوام فادغم ولم يستعملوا فيه جمع الكثرة وقال ابن كتسان وسئل عن ايام لم ذهبت الواو فأجاب ان كل ياءووا وسبق أحدهما الآخر بسكون فان الواو تصير ياء في ذلك الموضع وتدغم احداهما في الاخرى الا حرفان ضيون وحيوة ولو أعلو هما لقالوا ضين وحية ( ويوم أيوم و ) يوم ( يوم كفرح ) أي على وزن كتف ( و ) يوم ( ووم ) ككتف وهذه نادرة لان القياس لا يوجب قلب الياء واوا ( و ) يوم ( ذو أيام و ) يوم ( ذو أياويم ) كل ذلك طويل ( شديد ) هائل لطول شره على أهله واقتصر الجوهرى على يم أيوم وقال يعبر به عن الشدة كما يقال ليلة ليلاء وأنشد لابي الاخزر الحمانى نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمى * ليوم روع أو فعال مكرم وهو مقلوب منه أخر الواو وقدم الميم ثم قلبت الواو ياء حيث صارت طرفا كما قالوا أدل في جمع دلو انتهى وأنشد الزمخشري لرؤبة شيب أصداغى الهموم الهمم * وليلة ليلا ويوم أيوم ( أو ) اليوم الا يوم ( آخر يوم في الشهر ) كما يقال لليلة الثلاثين الليلة الليلاء قال ثعلب في أماليه ( وأيام الله تعالى نعمه ) وبه فسر مجاهد قوله تعالى لا يرجون أيام الله وروى ذلك عن أبى بن كعب مرفوعا في تفسير قوله تعالى وذكرهم بايام الله ( وياومه مياومة ويواما ) ككتاب ( عامله بالايام ) وفى الصحاح عامله مياومه كما تقول مشاهرة انتهى وقيل استاجره اليوم الاخيرة عن اللحيانى قال شيخنا ولا نظير ليوام الايسار بالكسر لغة في اليسار مقابل اليمين ويعار جمع يعر كما مر في الراء لا رابع لها ( ويام ) بن أحبى ( قبيلة باليمن ) من همدان والنسبة إليهم يامى وربما زيد في أوله همزة مكسورة فيقولون الايامى ( و ) يام ( بن نوح ) الذى ( غرق في الطوفان ) نقله الجوهرى ( ويوأم كحوأب قبيلة من الحبش ) وقد تقدم ذلك بعينه في ت وم * ومما يستدرك عليه اليوم الدهر وبه فسر (1/7947)
شمر قولهم * يوماه يوم ندى ويوم طعان * أي هو دهره كذلك ويستعمل بمعنى الدولة وزمن الولايات نحو وتلك الايام نداولها بين الناس قاله ابن هشام وقال ابن السكيت العرب تقول الايام في معنى الوقائع يقولون هو عالم بايام العرب أي وقائعها وقال شمر انما خصوا الايام بالوقائع دون ذكر الليالى لان حروبهم كانت نهارا وإذا كانت ليلا ذكروها كقوله ليلة العرقوب حتى غامرت * جعفر يدعى ورهط بن شكل وقد يراد بالايام العقوبات والنقم وبه فسر بعض قوله تعالى وذكرهم بايام الله وقالوا اليوم يومك يريدون التشنيع وتعظيم الامر ولقيته يوم يوم حكاه سيبويه وقال من العرب من يبنيه ومنهم من يضيفه الا في حد الحال أو الظرف ( إليهم محركة الجنون ) قال رؤبة * أو راجر فيه لجاج ويهم * ( و ) منه ( الايهم ) وهو ( من لا عقل له ولا فهم ) كالاهيم ( و ) الايهم ( الحجر الاملس و ) أيضا ( الجبل الصعب ) الطويل الذى لا يرتقى وقيل هو الذي لانبات فيه ( و ) أيضا ( الاصم ) من الناس وأنشد الازهرى * كانى انادى أو أكلم أيهما * ( و ) أيضا ( البرية ) حكى ابن جنى برأيهم لا يهتدى له وليس له مؤنث ( و ) أيضا ( الشجاع ) الذى لا ينحاش لشئ كذا في التهذيب وفى المحكم هو الجرئ الذى لا يستطاع دفعه ( والايهمان عند أهل البادية السيل والجمل الهائج الصؤول ) يتعوذ منهما وهما الاعميان نقله الجوهرى عن ابن السكيت وقد جاء في الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الايهمين وقال أبو زيد أنت أشد وأشجع من الايمين وهما الجبل المغتلم والسيل ولايقال لاحدهما أيهم وقيل انما قيل للجمل لانه إذا هاج لم يستطع دفعه بمنزلة الايهم من الرجال الذى لا ينطق فيكلم أو يستعتب قال ابن السكيت ( و ) هما ( عند الحاضرة السيل والحريق ) وبهما فسر الحديث أيضا قال أبو عبيد ( و ) منه سميت ( اليهماء ) وهى ( الفلاة ) التى ( لا يهتدى فيها ) لا طريق قال الاعشى ويهماء بالليل عطشى الفلا * ة يؤنسني صوت فيادها وفى حديث قس كل يهماء يقصر الطرف عنها * أرقلتها قلاصنا ارقالا وكذلك الهيماء واليهماء أكثر استعمالا وليس لها مذكر من نوعها قال ابن جنى ليس أيهم ويهماء كادهم ودهماء لامرين أحدهما ان الايهم الجمل الهائج أو السيل واليهماء الفلاة والآخران أيهم لو كان مذكر يهماء لوجب أن ياتي فيهما يهم مثل دهم ولم يسمع ذلك فعلم لذلك ان هذا تلاق بين اللفظ وان أيهم لا مؤنث له وان يهماء لا مذكر لها ( و ) اليهماء ( السنة الشديدة ) التى ( لا فرج فيها ) عن أبى زيد وقال الازهرى سنة يهماء ذات جدوبة ( وجبلة بن الايهم ) بن عمرو بن جبلة بن الحرث الاعرج بن جبلة بن الحرث الاوسط بن ثعلبة بن الحرث الاكبر بن عمرو بن حجر بن هند بن امام بن كعب بن جفنة الجفنى ( آخر ملوك غسان ) بالشام * ومما يستدرك عليه اليهماء مفازة لاماء فيها ولا يسمع فيها صوت وليل أيهم لا نجوم فيه كاهيم وقيل اليهماء فلاة ملساء ليس بها نبت والايهم البلد الذى لاعلم به وأرض يهماء لا أثر فيها ولا مرتع ولا علم والايهم الذى لا يعي شيا ولا يحفظه وقيل هو المصاب في عقله وقيل هو اثبت العناد جهلا لا يزيغ الى حجة ولايتهم رأيه اعجابا والايهم الاعمى وسنون يهم لا كلا فيها ولا ماء ولاشجرو اليهماء النافة الشديدة نقله شيخنا عن بعض شروح لامية العرب وهذا آخر حرف الميم من كتاب تاج العروس لشرح جواهر القاموس والحمد لله حق حمده وصلاته وسلامه على سيدنا ومولانا محمد النبي الامي وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين * ( باب النون ) * من كتاب القاموس وهو من الحروف المجهورة ومن حروف الذلق وهو والراء واللام في حيز واحد وقد تبدل من اللام والميم والهمزة ( فصل الهمزة ) مع النون ( أبنه بشئ يابنه ويابنه ) من حدى نصر وضرب ( اتهمه ) وعابه ( فهو مابون بخير أو شر فان أطلقت ) ونص اللحيانى فإذا أضربت عن الخير والشر ( فقلت ) هو ( مابون فهو للشر ) خاصة ومثله قول أبى عمرو ومنه أخذ المابون الذى تفعل به الفاحشة وهى الابنة والاصل فيه العقد تكون في القسى تفسدها وتعاب بها وفلان يا بن بكذا أي يذكر بقبيح كما في الصحاح ( وأبنه ) أبنا ( وأبنه تابينا ) أي ( عابه في وجهه ) وعيره ومنه حديث أبى ذرانه دخل على عثمان رضى الله تعالى عنهما فما سبه ولا أبنه وقيل هو بتقديم النون على الباء ( والابنة بالضم العقدة في العود ) أو العصا والجمع أبن قال العشى * قضيب سراء كثير الابن * ( و ) من المجاز الابنة ( العيب ) في الحسب وفى الكلام ومنه قول خالد بن صفوان المتقدم ذكره في وص م ( و ) الابنة ( الرجل الخفيف ) هكذا في النسخ ولعله الخيضف وهو الضروط ( و ) الابنة ( غلصمة البعير ) قال ذوالرمة يصف عيرا وسحيله تغنيه من بين الصبيين أبنة * نهوم إذا ما ارتد فيها سحيلها ( و ) من المجاز الابنة ( الحقد ) العداوة يقال بينهم ابن ( والتابين فصد عرق ليؤخذ دمه فيشوى ويؤكل ) عن كراع ( و )
التابين ( اثناء على الشخص بعد موته ) وقد أبنه وأبله إذا مدحه يعد موته وبكاه قال متمم بن نويرة لعمري وما دهري بتابين هالك * ولا جزعا مما أصاب وأوجعا وقال ثعلب هواذا ذكرته بعد موته بخير وقال مرة هو إذا ذكرته بعد الموت وقال شمر التابين الثناء على الرجل في الموت والحياة وقال (1/7948)
الزمخشري أبنه مدحه وعد محاسنه وهو من باب التقريع وقد غلب في مدح النادب تقول لم يزل يقرظ أحياكم ويؤ بن موتاكم قال رؤبة فامدح بلالا غير ما مؤبن * تراه كالبازي انتمى للموكن يقول غيرها لك أي غير مبكى ومنه قول لبيد رضى الله تعالى عنه قوما تجوبان مع الانواح * وأبنا ملاعب الرماح * ومدره الكتيبة الرداح وقال ابن الاعرابي غير مؤبن أي عير معيب ( و ) التابين ( اقتفاء أثر الشئ ) كما في الصحاح عن الاصمعي ومنه قيل لمادح الميت مؤبن لاتباعه آثار فعاله وصنائعه ( كالتابن و ) التابين ( ترقب الشئ ) وفى الصحاح قال أبو زيد أبنت الشئ رقبته قال أوس يصف الحمار يقول له الراؤون هذاك راكب * يؤبن شخصا فوق علياء واقف وحكى ابن برى قال روى ابن الاعرابي يؤبر قال ومعناه ينظر شخصا ليستبينه ويقال انه ليؤبر أثرا إذا اقتصه ( والابن ككتف الغليظ الثخين من طعام أو شراب ) عن ابن الاعرابي ( وابان الشئ بالكسر ) وتشديد الموحدة ( حينه ) ووقته يقال كل الفواكه في ابانها كما في الصحاح قال الراجز ايان تقضى حاجتى أيانا * أما ترى لنجحها ابانا ( أو ) ابانه ( أوله ) وبه فسر قولهم أخذ الشئ بابانه والنون أصلية فيكون فعالا وقيل زائدة وهو فعلان من أب الشئ إذا تهيا للذهاب وذكر النقارسى في شرح المنفرجة الوجهين ( والابن من الطعام اليابس ) هو بمد الالف ( وأبن الدم في الجرح ) يابن أبنا ( اسود وأبان كسحاب مصروفه ) اسم رجل وهو فعال والهمزة أصلية كما جرى عليه المصنف وحققه الدمامينى وابن مالك وجزم به ابن شبيب الحرانى في جامع الفنون وأكثر النحاة والمحدثين على منعه من الصرف للعلمية والوزن وبحث المحققون في الوزن لانه إذا كان ماضيا فلا يكون خاصا أو اسم تفضيل فالقياس في مثله أبين وقال بعض أئمة اللغة من لم يعرف صرف أبان فهو أتان نقله الشهاب رحمه الله في شرح الشفاء وابان ( بن عمروو ) ابان ( بن سعيد صحابيان و ) ابان بن اسحق الكوفى وابن صالح أبو بكر وابن صمعة البصري وابن طارق وابن عثمان بن عفان وابن أبى عباس العبدى وابن زيد العطار ( محدثون و ) ابان ( جبل شرقي الحاجر فيه نخل وماء ) وهو المعروف بالابيض ( و ) أيضا ( جبل لبنى فزارة ) وهو المعروف بالاسود وبينهما ميلان وقال أبو بكر بن موسى ابان جبل بين فيد والنبهانية أبيض وابان جبل أسود وهما ابا نان كلاهما محدد الرأس كالسنان وهما لبنى مناف بن دارم بن تميم ابن مر وأنشد المبرد لبعض الاعراب فلا تحسبا سجن اليمامة دائما * كما لم يطب عيش لنا بابان وقال الاصمعي وادى الرمة يمر بين أبانين وهما جبلان يقال لاحدهما أبان الابيض وهو لبنى فزارة ثم لبنى حريد منهم وأبان الاسود لبنى أسد ثم لبنى والبة بن الحرث بن ثعلبة بن دود ان بن أسد وبينهما ثلاثة أميال ( وذو ابان ع وابانان جبلان ) أحدهما ( متالع و ) الثاني ( أبان ) غلب أحدهما كما قالوا العمران والقمران وهما بنواحي البحرين واستدلوا على ذلك بقول لبيد رضى الله تعالى عنه درس المنا بمتالع فابان * فتقادمت بالحبس والسوبان وقيل هذه التثنية لابان الابيض والاسود كما تقدم ذلك عن الاصمعي وقال أبو سعيد السكرى ابان جبل وبانة جبل آخر يقال له شرورى فغلبوا ابانا عليه فقالوا ابانان وبه فسرقول بشر بن أبى خازم يؤم بها الحداة مياه نخل * وفيها عن ابانين ازورار وللنحو بين هنا كلام طويل لم أتعرض له لطوله ومن أراد ذلك فعليه بكتاب المعجم لياقوت ( وجاء في ابانته ) بالكسر ( مخففة ) أي في كل أصحابه وابني كلبنى ع ) بفلسطين بين عسقلان والرملة ويقال لها أينى بالياء أيضا وقد جا ذكره في سرية أسامة بن زيد وفى كتاب نصر أبنى قرية بمؤتة ( وكزبير ) أبين ( بن سفيان محدث ) ضعيف قاله الحافظ ( ودير أبون كتنور أو ابيون بالجزيرة ) أي جزيرة ابن عمر ( وبقربه أزج عظيم وفيه قبر عظيم يقال انه قبر نوح عليه السلام ) وفيه يقول الشاعر سقى الله ذاك الدير غيثا رخصه * وما قد حواه من قلال ورهبان وانى والثرثار والحضر خلتى * وأهلك دير ابيون أو برز مهران * ومما يستدرك عليه أبن الارض نبت يخرج في رؤس الاكام له أصل ولا يطول وكانه شعر يؤكل وهو سريع الخروج سريع الهيج عن أبى حنيفة رحمه الله تعالى وأبان مدينة صغيرة بكرمان من ناحية الزوران نقله ياقوت رحمه الله تعالى ( الاتان الحمارة والاتانة قليلة ) ونص الصحاح ولا تقل أتانة قال ابن الاثير وقد جاء في بعض الحديث وفى اطلاق الحمارة جرى على اللغة المرجوحة تبعا للجوهري فان بعض أئمة اللغة أنكرها وقال هو لفظ خاص بالذكور لا تلحقه الهاء ولو قال الانثى من الحمر لكان
أصوب أشار له شيخنا رحمه الله تعالى ( ج آتن ) كعناق وأعنق ( وأتن ) بالضم ( وأتن ) بضمتين كلاهما في الكثير أنشد ابن الاعرابي وما أبين منهم غير انهم * هم الذين غذت من خلفها الاتن ( وماتوناء ) اسم للجمع كالمعيوراء ( و ) الاتان ( مقام المستقى على فم الركية ) وهو صخرة أيضا كما في الصحاح ( ويكسر فيهما ) أي في المقام والحمارة ( و ) قال ابن شميل الاتان ( فاعدة الفودج ) قال أبو وهب الحمائر هي القواعد والاتن الواحدة حمارة وأتان (1/7949)
( ج آتن ) بالمد ( وأتان الضحل صخرة ) ضخمة ململمة تكون في الماء ( على فم الركية يركبها الطحلب فتملاس ) وتكون أشد ملاسة من غيرها ( أو ) هي ( الصخرة التى بعضها ظاهرو بعضها غامر في الماء ) قال الجوهرى وبها تشبه الناقة في صلابتها وملاستها قال كعب بن زهير رضى الله تعالى عنه عير انة كاتان الضحل ناجية * إذا ترقص بالقور العساقيل ( وأتن به ياتن أتنا وأتونا أقام ) به ( وثبت ) نقله الجوهرى وقال أباق الدبيرى أتنت لها ولم أزل في خبائها * مقيما الى أن أنجزت خلتى وعدى ( و ) أتن الرجل ( اتانا ) محركة ( قارب الخطو ) في غضب لغة في أتل اتلانا نقله الجوهرى ( والاتون كتنور وقد يخفف ) نقله ابن خالويه ونسب الجوهرى التخفيف للعامة وقال هو الموقد وقال غيره ( هو أخدود الجيار والجصاص ونحوه ) قال الجوهرى ويقال هو مولد ( ج أتن ) هذا جمع المخفف ( وأتانين ) جمع المشدد عن الفراء قال ابن جنى كانه زاد على عين أتون عينا أخرى فصار فعول مخفف العين الى فعول مشدد العين فتصوره حينئذ على أتون فقال فيه أتانين كسفود وسفافيد وكلوب وكلاليب قال الفراء وهذا كما جمعواقسا قساوسة ارادوا أن يجمعوه على مثال مهالبة فكثرت السينات وأبدلوا احدا هن واوا وقال ربما شددوا الجمع ولم يشددوا واحدا مثل أتون وأتانين ( والاتن ) أن يخرج رجلا الصبى قبل رأسه لغة في ( اليتن ) حكاه ابن الاعرابي ( و ) الاتن ( بضمتين المرتفعة من الارض ) عن أبى الدقيش ( وأتنت المرأة ) أتنا بالقصر ( وآتنت ) بالمد مثل ( أيتنت ) أي ولدت منكوسا * ومما يستدرك عليه استاتن الرجل اشترى أتانا واتخذها لنفسه نقله الجوهرى وأنشد ابن برى بسات يا عمرو بامر مؤتن * واستاتن الناس ولم تستاتن واستاتن الحمار صارا تانا وقولهم كان حمارا فاستاتن يضرب للرجل يهون بعيد العز نقله الجوهرى والاتان المرأة الرعناء على التشبيه وقيل لفقيه العرب هل يجوز للرجل أن يتزوج باتان قال نعم حكاه الفارسى في التذكرة وأتان الثميل الصخرة في باطن المسيل الضخمة لا يرفعها شئ ولا يحركها طولها قامة في عرض مثله عن ابن شميل وأنشد للاعشى بناجية كاتان الثميل * تقضى السرى بعد أين عسيرا والمؤتن كمكرم المنكوس وسياتى ان شاء الله تعالى ( الاثين كامير ) أهمله الجوهرى وفى اللسان هو ( الاصيل و ) اثان ( كسحاب ابن نعيم تابعي ) أدرك عليا رضى الله عنه وضبطه الحافظ بالضم ( و ) قال ابن الاعرابي ( أثنة من طلح بالضم كعيص من سدر ) وسليل من سمر وقال غيره هي القطعة من الطلح والاثل وقيل هي منبت الطلح ( ج أثن ) كصرد ( وجمعوا الوثن ) الذى هو الصنم ( وثنا بضمتين ثم همزوا فقالوا أثن وقرأ جماعات ) من القراء ( ان يدعون من دونه الا اثنا ) * ومما يستدرك عليه اثنان كعثمان موضع بالشام قال جميل بن معمر ورد الهوى اثنان حتى استقربى * من الحب معطوف الهوى من بلاديا ( الآجن ) بالمد ( الماء المتغير الطعم واللون ) كما في الصحاح زاد غيره لنحو مكث وفى المصباح الا انه يشرب والآسن الذى يشرب كما سيأتي ان شاء الله تعالى وقد ( أجن ) الماء ( كضرب ونصرو ) حكى الزبيدى أجن مثل ( فرح ) يا جن ( اجنا ) بالفتح مصدر الاولين ( واجنا ) محركة مصدر الاخير ( وأجونا ) كقعود مصدر الثاني فهو أجن وآجن وأنشد الجوهرى لابي محمد الفقعسى ومنهل فيه الغراب ميت * كانهه من الاجون زيت * سقيت منه القوم واستقيت وقال علقمة بن عبدة فاوردها ماء كان جمامه * من الاجن حناء معا وصبيب ( والاجنة مثلثة الوجنة ) واحدة الوجنات واقتصر الجوهرى على الضم ( وأجن ) القصار ( الثوب دقه ) نقله الجوهرى ( والاجانة بالكسر مشددة والايجانة ) بالياء ( والانجانة ) بالنون ( مكسورتين ) الاخيرة طائية عن اللحيانى ( م ) معروف وهو المركن ( ج أجاجين ) قال الجوهرى ولا تقل انجانة * ومما يستدرك عليه أجن الماء ككرم تغير عن ثعلب ووقع في الاقتطاف أجن كمنع قال شيخنا رحمه الله وهو غير معروف الا ان يكون من باب التداخل في اللغتين وماء أجن ككتف وأجين كامير والجمع أجون وقال ابن سيده أظنه جمع أجن أو آجن والميجنة مدقة القصار وترك الهمز أعلى لقولهم في جمعها مواجن وقال ابن برى جمعها مآجن وأجين لقيبط مدينة بالهندو اجنا بالكسر قرية بمصر كذا في فتوح مصر وأجان كغراب بليدة باذربيجان بينها وبين تبريز عشر فراسخ في
طريق الرى عن ياقوت ( الاحنة بالكسر الحقد ) في الصدر وأنشد الجوهرى لاقيبل بن شهاب القينى إذا كان في صدر ابن عمك احنة * فلا تستثرها سوف يبدود فينها ( و ) الاحنة ( الغضب ) الطارئ من الحقد ( ج ) احن ( كعنب وقد أحن ) عليه ( كسمع فيهما ) احنا واحنة ( والمؤاحنة المعاداة ) يقال آحنه مؤاحنة * ومما يستدرك عليه الحنة بالكسر لغة في الاحنة وقد أنكرها الاصمعي والفراء وابن الفرج وفى الصحاح ولا تقل حنة وفى التهذيب ليس في كلام العرب وفى الموازنة للآمدي حكى أبو نصر عن الاصمعي قال كنا نعد الطرماح شيا حتى قال وأكره ان يعيب على قومي * هجائي الارذلين ذوى الحنات (1/7950)
* قلت والحق أنها لغة قليلة وانما قلنا ذلك لورودها في حديث معاوية لقد منعتني القدرة من ذوى الجنات وفى بعض طرق حديث حارثة بن مضرب في الحدود ما بينى وبين العرب حنة وفى حديث آخر الا رجل بينه وبين أخيه حنة فتأمل ذلك وأحن عليه أحنا كمنع لغة عن كراع ( الآخنى كالعاخنى ) أهمله الجوهرى وفى اللسان ( ثوب مخطط ) وقال أبو سعيد الآخنى أكسية سودلينة يلبسها النصارى قال البعيث فكر علينا ثم ظل يجرها * كما جرثوب الآخنى المقدس ( و ) أيضا ( كتان ردئ ) قال العجاج * عليه كتان وآخنى * ( والآخنية القسى ) قال الاعشى منعت قياس الآخنية رأسه * بسهام يثرب أو سهام الوادي أضاف الشئ الى نفسه لان القياس هي الآخنية أو أراد قياس القواسة الآخنية * ومما يستدرك عليه اخنا بالكسر مدينة قديمة ذات عمل منفرد وملك مستبد بالقرب من اسكندرية كذا في اخبار فتوح مصر وهى غير أخنوية التى في الغربية الآتى ذكرها فيما بعد ان شاء الله تعالى ( المؤدن بالهمز وفتح المهملة ) أهمله الجوهرى وفى اللسان هو في الناس ( القصير ) العنق الضيق المنكبين مع قصر الالواح واليدين وقيل هو الذى يولد ضاويا ( لغة في المودن ) بالواو وقال ابن برى هو الفاحش القصر وأنشد لما رأته مؤدنا عظيرا * قالت أريد العتعت الزفرا * ومما يستدرك عليه المؤدنة طويرة صغيرة قصيرة العنق نحو القبرة وأورده المصنف في اذن ( الاذريون ) بالمد وفتح الذال وسكون الراء وضم التحتية أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( زهر أصفر في وسطه خمل أسود ) وهو ( حار رطب والفرس تعظمه بالنظر إليه وتنثره في المنزل وليس بطيب الرائحة ) قال ابن الرومي كان آذر يوننا * والشمس منه عاليه مداهن من ذهب * فيها بقايا غاليه قال شيخنا رحمه الله تعالى والظاهر أنه ليس بعربي لانه ليس من أوزان كلامهم * ومما يستدرك عليه أذربيجان بفتح فسكون وفتح الراء وكسر الموحدة وياء ساكنة وجيم هكذا جاء في شعر الشماخ تذكرتها وهنا وقد حال دونها * قرى أذربيجان المسالح والخال وقد فتح قوم الذال وسكنوا الراء ومد آخرون الهمزة مع ذلك وروى بمد الهمزة وسكون الذال فيلتقي ساكنان وكسر الراء وهو اقليم واسع من مشهور مدنه تبريز والنسبة إليها أذرى محركة وأذربى وهو اسم اجتمعت فيه خمس موانع من الصرف العجمة والتعريف والتانيث والتركيب ولحوق الالف والنون ومع ذلك فانه ان زالت منه احدى الموانع وهو التعريف صرف لان هذه الاسباب لا تكون موانع من الصرف الا مع العلمية فان زالت العلمية بطل حكم البواقى ولولا ذلك لكان مثل قائمة ومانعة ومطيقة غير منصرف لان فيه التأنيث والوصف ولكان مثل الفرند واللجام غير منصرف لاجتماع العجمة والوصف وكذلك الكتمان لان فيه الالف والنون والوصف فاعرف ذلك وقد ذكرناه أيضا في الموحدة ( أذن بالشئ كسمع اذنا بالكسر ويحرك وأذانا وأذانة ) كسحاب وسحابة ( علم به ) ومنه قوله تعالى ( فاذنوا بحرب ) من الله ( أي كونوا على علم ) ومنه قوله تعالى وماهم بضارين به من أحد الا باذن الله معناه بعلم الله ويقال فعلت كذا وكذا باذنه ( وآذنه الامر و ) آذنه ( به أعمله ) وقد قرئ فآذنوا بحرب أي أعملوا كل من لم يترك الربابانه حرب من الله ورسوله ( وأذن تأذينا أكثر الاعلام ) بالشئ قاله سيبويه وقالوا أذنت وآذنت فمن العرب من يجعلهما بمعنى ومنهم من يقول أذنت للتصويت باعلان وآذنت أعلمت وقوله عزوجل وأذن في الناس بالحج روى انه وقف بالمقام فنادى يا أيها الناس أجيبوا الله يا عباد الله أطيعوا الله يا عباد الله اتقوا الله فوقرت في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأسمع ما بين السماء والارض فاجابه من في الاصلاب ممن كتب له الحج ( و ) أذن ( فلانا عرك أذنه ) أو نقرها ( و ) أذنه تادينا ( رده عن الشرب فلم يسقه ) أنشد ابن الاعرابي * اذننا شرابث رأس الدبر * أي ردنا فلم يسقنا قال ابن سيده هذا هو المعروف وقيل معناه نقر أذننا ويقولون لكل جابه جوزة ثم يؤذن أي لكل وارد سقية من الماء لاهله وما شيته ثم يضرب أذنه اعلاما أنه ليس عندهم أكثر من ذلك ( و ) آذن ( النعل وغيرها جعل لها أذنا ) وهو ما أطاف منها بالقبال ( وفعله باذنى ) بالكسر ( وأذيني ) كامير أي ( بعلمي )
قال الراغب لكن بين الاذن والعلم فرق فان الاذن أخص إذ لا يكاد يستعمل الا فيما فيه مشيئة ضامت الامر أولم تضامه فان قوله وما كان لنفس أن تموت الا باذن الله معلوم ان فيه مشيئة وأمدا وقوله وماهم بضارين به من أحد الا باذن الله فيه مشيئة من وجه وهو لا خلاف في ان الله تعالى أوجد في الانسان قوة فيها امكان الضرر من جهة من يظلمه فيضره ولم يجعله كالحجر الذى لا يوجعه الضرب ولا خلاف أن ايجاد هذا الامكان من هذا الوجه يصح أن يقال انه باذن ومشيئة يلحق الضرر من جهة الظلم انتهى قال السمين في عمدة الحفاظ وهذا الاعتذار من الراغب لانه ينحو الى مذهب الاعتزال ( وأذن له في الشئ كسمع اذنا بالكسر وأذينا ) كامير ( أباحه له ) وفى المصباح لاذن لغة الاطلاق في الفعل ويكون الامر اذنا وكذلك الارادة وقال الحر الى هو رفع المنع وايتاء المكنة كونا وخلقا وقال ابن الكمال هو فك الحجر واطلاق التصرف لمن كان ممنوعا شرعا وقال الراغب هو الاعلام باجازة الشئ والرخصة فيه نحو الاليطاع باذن الله أي بارادته وأمره قال شيخنا وما وقع للزمخشري رحمه الله تعالى في الكشاف من تفسيره (1/7951)
بالتيسير والتسهيل فمبنى على ان أفعال العباد بقدرتهم المؤثرة والله تعالى ييسرها وحمله الشهاب رحمه الله تعالى على الاستعارة أو المجاز المرسل ( واستاذنه طلب منه الاذن ) قال الجوهرى ويقال ائذن لى على الامير أي خذلى منه اذنا وقال الاغر بن عبد الله وانى إذا ضن الامير باذنه * على الاذن من نفسي إذا شئت قادر وقال الشاعر قلت لبواب لديه دارها * تئذن فانى حمؤها وجارها قال أبو جعفر أراد لتاذن وجائز في الشعر حذف اللام وكسر التاء على لغة من يقول أنت تعلم وقرئ فلذلك فلتفرحوا ( وأذن إليه وله كفرح ) اذنا ( استمع ) إليه ( معجبا ) وأنشد ابن برى لعمرو بن الاهيم فلما أن تسايرنا قليلا * أذن الى الحديث فهن صور وقال عدى في سماع ياذن الشيخ له * وحديث مثل ما ذى مشار وشاهد المصدر قول عدى أيها القلب تعلل بددن * ان همى في سماع واذن ( أو ) هو ( عام ) سواء باعجاب أولا وأنشد الجوهرى لقعنب بن أم صاحب ان يسمعو اريبة طاروا بها فرحا * منى وما سمعوا من صالح دفنوا صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به * واد ذكرت بشر عندهم أذنوا وفى الحديث ما أذن الله لشئ كاذنه لنبى يتغنى بالقرآن قال أبو عبيد يعنى ما استمع الله لشئ كاستماعه لمن يتلوه يجهر به وقوله عز وجل وأذنت لربها وحقت أي استمعت ( و ) أذن ( لرائحة الطعام ) إذا ( اشتهاه ) ومال إليه عن ابن شميل ( وآذنه ) الشئ ( ايذانا أعجبه ) فاستمع أنشد ابن الاعرابي فلا وأبيك خير منك انى * ليؤذننى التحمحم والصهيل ( و ) آذنه ايذانا ( منعه ) ورده ( والاذن بالضم وبضمتين ) يخفف ويثقل ( م ) من الحواس ( مؤنثه كالاذين ) كامير والذى حكاه سيبويه أذن بالضم ( ج آذان ) لا يكسر على غير ذلك ( و ) من المجاز الاذن ( المقبض والعروة من كل شئ ) كاذن الكوز والدلو على التشبيه وكل مؤنث ( و ) قال أبو زياد أذن بضمتين ( جبل لبنى أبى بكر بن كلاب ) واياه أراد جهم بن سبل بقوله فسكن فانى لاذن والستارين بعدما * عنيت لاذن والستارين قاليا ( و ) من المجاز الاذن ( الرجل المستمع القابل لما يقال له ) وصفوا به ( للواحد والجمع ) قال أبو زيد رجل أذن ورجال أذن إذا كان يسمع مقالة كل أحد قال ابن برى ويقولون رجل أذن وامرأة أذن ولا يثنى ولا يجمع قال وانما سموه باسم العضو تهويلا وتشنيعا وجاء في تفسير قوله عز وجل هو أذن قل أذن خير لكم أن من المنافقين من كان يعيب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ويقولون ان بلغه عنى شئ حلفت له وقبله منى لانه أذن فاعلمه الله تعالى انه أذن خير لا أذن شرأى مستمع خير لكم ( ورجل أذانى كغرابي وآذن ) كاحمد ( عظيم الاذن ) واقتصر الجوهرى على الاول وزاد ابن سيده ( طويلها ) وكذلك من الابل والغنم ( ونعجة أذناء وكبش آذن ) عظيمة الاذنين ( وأذنه ) بالقصر أذنا ( وآذنه ) بالمدايد انا وعلى الاول اقتصر الجوهرى ( أصاب أذنه ) فهو ماذون ومؤذن ( و ) أذن الرجل ( كعنى اشتكاها و ) أذنة ( كجهينة اسم ملك العماليق ) أو من ملوك اليمن ليست محقرة على أذن في التسمية اذلو كان كلك لم تلحق الهاء وقال الجوهرى ولو سميت به رجلا ثم صغرته قلت أذين فلم تؤنث لزوال التأنيث عنه بالنقل للمذكر فاما قولهم أذينة في الاسم العلم فانه سمى به مصغرا ( و ) أذينة اسم ( واد ) من أودية القبلة نقله الزمخشري عن على العلوى ( وبنو أذن بطن ) من هو ازن ( وأذن الحمار نبت له ) ورق عرضه مثل الشبر وله ( أصل كالجزر الكبار ) أو أعظم منه مثل الساعد ( يؤكل ) وهو ( حلو ) عن أبى حنيفة رحمه الله تعالى ( وآذان الفارنبت بارد رطب يدق مع سويق الشعير فيوضع على ورم العين الحار فيحلله ) يقال هو المردقوش ( وآذان الجدى لسان الحمل وآذان العبد ) هو ( مزمار الراعى وآذان الفيل ) هو ( القلقاس وآذان الدب ) هو ( البوصير
وآذان القسيس وآذان الارنب وآذان الشاة حشائش ) ذكرها الاطباء في كتبهم ( والاذان ) اسم يقوم مقام الايذان وهو المصدر الحقيقي ومنه قوله تعالى وأذان من الله ورسوله الى الناس أي اعلام قال الفرزدق وحتى علا في سور كل مدينة * منادينا دى فوقها باذان قال ابن برى ( و ) أنشد أبو الجراح شاهدا على ( الاذين ) بمعنى الاذان فقال طهور الحصى كانت أذينا ولم تكن * بها ريبة مما يخاف تريب * قلت وقال الراجز * حتى إذا نودى بالاذين * وقال جرير هل تشهدون من المشاعر مشعرا * أو تسمعون من الاذان أذينا ( والتاذين ) مخصوص في ( النداء الى الصلاة ) والاعلام بوقتها ( وقد أذن ) الرجل ( تأذينا ) وأذانا ( وآذن ) يؤذن ايذانا ( والاذين كامير المؤذن ) قال الحصين بن بكر الربعي يصف حمار وحش شد على أمر الورود مئزره * سحقا وما نادى أذين المدره ( و ) أذين ( جد والد محمد بن أحمد بن جعفر ) شيخ لابي الحسن بن جهضم ( و ) الاذين ( الزعيم ) أي الرئيس ( و ) أيضا ( الكفيل ) وبه (1/7952)
فسر أبو عبيدة بيت امرئ القيس وانى أذين ان رجعت مملكا * بسير ترى فيه الفراتق أزورا وقال ابن سيده أذين هنا بمعنى مؤذن كاليم بمعنى مؤلم ( كالاذن ) بالمد ( و ) الاذين ( المكان الذى ياتيه الاذان من كل ناحية ) وبه فسر قول الشاعر * طهورا لحصى كانت أذينا ولم تكن * وقد ذكر قريبا كما في الصحاح والمشار إليه بهذا الشعر البيعرة ( وابن أذين نديم أبى نواس ) الشاعر لم يسم وفيه يقول اسقنى يا ابن أذين * من شراب الزرجون ( والمئذنة بالكسر موضعه ) أي الاذان للصلاة ( أو المنارة ) كما في الصحاح قال أبو زيد يقال للمتارة المئذنة والمؤذنة ( و ) قال اللحيانى هي المنارة يعنى ( الصومعة ) على التشبيه وأما قولهم الماذنة فلغة عامية ( والاذان الاقامة ) لما فيها من الاعلام للحضور للفرض ( وتاذن ) ليفعلن أي ( أقسم ) وقال وبه فسر قوله تعالى واذ تأذن ربك ( و ) قال الزجاج تأذن هنا بمعنى ( أعلم ) وقال الليث رحمه الله تعالى تاذنت لا فعلن كذا وكذا يراد به ايجاب الفعل وقد آذن وتاذن بمعنى كما يقال أيقن وتيقن ( وآذن العشب ) ممدودا فهو مؤذن إذا ( بد ايجف فبعضه رطب وبعضه يابس ) وهو مجاز قال الراعى وحاربت الهيف الشمال وآذنت * مذانب منها اللدن والمتصوح ( واذن ) حرف ( جواب وجزاء تأويلها ان كان الامر كما ذكرت ) أو كما جرى والجواب معنى لا يفارقها وقد يفارقها الجزاء وتنصب المضارع بشروط ثلاثة ان تتصدرو أن يكون الفعل حالا وان لا يفصل بينهما فان وقعت بعد عاطف جاز الامران قاله السمين في عمدة الحفاظ وفى الصحاح ان قدمتها على الفعل المستقبل نصبت بها لاغير وأنشد ابن برى اردد حمارك لا تنزع سويته * اذن يرد وقيد العير مكروب ثم قال الجوهرى وان اخرتها ألغيت فان كان بعدها فعل الحال لم تعمل وان دخلت عليها الواو والفاء فانت بالخيار ان شئت أعملت وان شئت ألغيت ( ويحذفون الهمزة فيقولون ذن ) لا أفعل ( وإذا وقفت على اذن أبدلت من نونه الفا ) فتقول إذا يشبه بالتنوين فيوقف عليه بالالف ( والاذن الحاجب ) وأنشد الجوهرى * تبدل باذنك المرتضى * ( والاذنة محركة ورق الحب ) يقال أذن الحب إذا خرجت أذنته ( و ) الاذنة ( صغار الابل والغنم ) على التشبيه بخوصة الثمام ( و ) الاذنة ( التبنة ج أذن ) نقله الازهرى ويقال هذا ( طعام لا أذنة له ) أي ( لا شهوة لريحه ) عن ابن شميل ( ومنصور بن أذين كامين ) عن مكحول ( وعلى بن الحسن بن أذين ) التوزى ( محدثان ) الاخير حكى عنه أبو سعيد بن عبدونة ( وأذيه محركة د قرب طرسوس ) والمصيصة قال البلاذرى بنيت أذنة في سنة احدى وأربعين ومائة بامر صالح بن على بن عبد الله بن عباس رضى الله تعالى عنهما فلما كانت سنة أربع وتسعين ومائة بنى أبو سليم فرج الخادم أذنة وأحكم بناءها وحصنها وتدب إليها رجالا من أهل خراسان وذلك بامر الامين محمد بن الرشيد ولاذنة نهر يقال له سيحان وعليه قنطرة من حجارة عجيبة ولاذنة ثمانية أبواب وسور وخندق ينسب إليها جماعة من المحدثين ( و ) أيضا ( جبل قرب مكة ) شرفها الله تعالى شرقي الغمر بحذاء ثور قاله السكوني ( و ) أذون ( كصبورع بالرى ) قال ياقوت رحمه الله تعالى من نواحى كورة قصران الخارج من نواحى الرى ( وأذنا القلب زنمتان في أعلاه ) على التشبيه ( وأذن أو أم أذن قارة بالسماوة ) تقطع منها الرحى ( و ) من المجاز ( ليست أذنى له ) أي ( أعرضت عنه أو تغافلت ) ووجدت فلانا لا بسا أذنيه أي متغافلا ( وذو الاذنين ) لقب ( أنس بن مالك ) رضى الله تعالى عنه قال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ذلك قيل ان هذا القول من جملة مزحه صلى الله تعالى عليه وسلم ولطيف أخلاقه كما قال للمرأة عن زوجها اذاك الذى في عينه بياض وقيل معناه الحض على حسن الاستماع والوعى ( و ) من المجاز ( جاء ناشرا أذنيه ) أي ( طامعا وسليمان بن أذنان ) مثنى أذن ( محدث ) والذى ذكره ابن حبان في ثقات التابعين د
عبد الرحمن ابن أذنان عن على وعنه أبو اسحق ( وتاذن الامير في الناس ) أي ( نادى فيهم بتهدد ) ونهى أي تقدم وأعلم كما في الصحاح ( والاذنات محركة أخيلة بحمى فيد ) بينها وبين فيد ( نحو عشرين ميلا ) هكذا جاء في الشعر مجموعا ( الواحدة أذنة ) كحسنة قاله نصر ( والمؤذنة بفتح الذال طائر ) صغير قصير نحو القبرة وضبطه ابن برى بالدال المهملة وقد ذكر في موضعه * ومما يستدرك عليه المأذون عبد أذن له سيده في التجارة بحذف صلته في الاستعمال والاذن بطانة الرجل وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى إذا ركبت القذذ على السهم فهى آذانه وآذان العر فج والثمام مائد ومنه إذا أخوص والاذانان الاذان والاقامة ومنه الحديث بين كل أذانين صلاة والمؤذن كمكرم العود الذى جف وفيه رطوبة وأذن بارسال ابله تكلم به وأذنوا عنى أولها أي أرسلوا أولها والاذن التوفيق وبه فسر الهروي قوله تعالى وما كان لنفس أن تموت الا باذن الله قال السمين وفيه نظر وأذنة كفرحة جبل بالحجاز وسيماه بالخير مؤذنة أي معلمة والمؤذنات النسوة يعلمن باوقات الفرح والسرور عامية والاذ الذى ين يسمع كل ما يقال عامية وبنو المؤذن بطن من العلويين من اليمن وشيخنا عبد الله بن سلامة المؤذن رحمه الله تعالى ونقدم ذكره في الكاف وأذين بن عوف بن وائل بن ثعلبة بطن من طيئ منهم محمد بن غانم الاذينى الاديب اللغوى من أهل شدونة بالمغرب بالاندلس ( أرن كفرح أرنا ) بالتحريك ( وأرينا ) كامير ( وارانا بالكسر فهو أرن ) ككتف ( وأرون ) أي ( نشط ) أنشد ثعلب للهذلى متى ينازعهن في الارين * يذرعن أو يعطين بالماعون وقال حميد الارقط أقب ميفاء على الرزون * حد الربيع أرن أرون (1/7953)
وفى التهذيب الارن البطر وجمعه آران والاران النشاط وجمعه أرن ( و ) الاران ( ككتاب سرير الميت ) كما في المحكم ( أو تابوته ) وقال أبو عمر والاران تابوت خشب وأنشد لطرفة أمون كالواح الاران نساتها * على لاحب كانه ظهر برجد قال وكانوا يحملون فيه موتاهم ( و ) الاران ( السيف و ) أيضا ( كناس الوحش ) وأنشد الجوهرى * كانه تيس اران منبتل * أي منبت ( ج ) أرن ( ككتب كالمئران ) بالكسر ( ج مارين ) نقله الجوهرى وميارين ومآرن وشاهده قول جرير قد بدلت ساكن الآرام بعدهم * والباقر الخيس ينحين المآرينا وقال سؤار الذئب قطعتها إذا المها تجوفت * مآرنا الى ذراه أهدفت ( و ) قيل اران اسم ( ع ينسب إليه البقر ) كما قالوا ليث خفية وجن عبقر ( والارون كصبور السم أو ) هو ( دماغ ) أي خالطه دماغ ( الفيل ويموت آكله ج ) أرن ( ككتب ) وقال ابن الاعرابي هو حب بقلة يقال له الارانى والارانى أصول ثمر الضعة وقال أبو حنيفة هي جناتها ( وآرنه ) مؤارنة وارانا ( باهاه و ) أرن ( الثور البقرة مؤارنة وارا ناطلبها ) وبه سمى الرجل ارانا ( وشاة اران ككتاب الثور ) الوحشى لانه يؤارن البقرة أي يطلبها قال لبيد رضى الله تعالى عنه فكأنها هي بعد غب كلالها * أو أسفع الخدين شاة اران ( والارنة بالضم الجبن الرطب ) والجمع أرن ( و ) كنى بالارنة عن ( السراب ) انه أبيض وبه فسر ابن الاعرابي قول ابن أحمر وتعلل الحرباء أرنته * متشاو سالوريده نفر وروى وتقنع ( و ) الا رنة ( حب يطرح في اللبن فيجبنه ) قال * هدان كشحم الا رنة المترجرج * ( كالارانى كحبارى و ) الارين مثل ( زبير ( والاربى بالياء ) الموحدة وضم الهمزة وفتح الراء ( والارين ) كامير ( الهدر ) محركة وفى بعض النسخ بالتسكين ( و ) الارين ( المكان وأرنه ) أرنا ( عضه و ) أرون ( كصبورد بطبرستان ) كذا في النسخ والصواب بالاندلس كذا في معجم ياقوت قال وهى ناحية من أعمال باجة ولكتانها فضل على سائر كتان الاندلس ( و ) أرن ( كجبل د ) بطبرستان وكذلك شرن ( و ) أرين ( كاميرع ) الصواب فيه بالضم فالكسر ( و ) أرينة ( كجهينة ناحية بالمدينة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام قال كثير وذكرت عزة إذ تصاقب دارها * برحيب فارينة فنحال ( وأرينية كزبيرية ) وضبطه ياقوت بتخفيف الباء الموحدة المفتوحة وقال ( ماء لغنى ) بن أعصر ( قرب ضربة ) وبالقرب منها الاودية فالصواب اذاذ كرها في الموحدة ( وأرون وخيف الارين وأرينة مواضع ) أما أرون فقد تقدم ذكره وانه بلد بالاندلس وأما خيف الارين فظاهر اطلاقه انه كامير وليس كذلك بل هو بضم فكسر جاء ذكره في حديث أبى سفيان رضى الله تعالى عنه انه قال أقطعنى خيف الارين أملاه عجوة وأما الارينة كسفينه فلم أر أحد اتعرض له وكانه الارينة كجهينة الذى تقدم ( و ) الارن ( ككتف فرس عمير بن جبل البجلى وأران كشدادا فليم باذربيجان ) مشتملة على بلاد كثيرة منها خبزة وبردعة وشمكور وبيلقان وبينه وبين أذربيجان نهر يقال له الرس كل ما جاوزه من ناحية المغرب والشمال فهو من ناحية أران وما كان من جهة الشرق فهو من أذربيجان ( و ) أيضا ( قلعة ) مشهورة ( بقزوين و ) أيضا ( اسم لمدينة حران ) المشهورة ( بديار مضر والارانية ما يطول ساقه
من شجر الحمض ) وغيره عن أبى حنيفة رحمه الله تعالى وفى بعض نسخ كتاب النبات ما لا يطول * ومما يستدرك عليه الا رنة بالضم الشمس عن ابن الاعرابي وبه فسر قول ابن أحمر * وتقنع الحرباء أرنته * وقال ثعلب يعنى شعر رأسه وفى التهذيب الرواية ارتته بتاءين قال وهى الشعرات في رأسه وقال الجوهرى أرنة الحرباء موضعه من العود إذا انتصب عليه ومثله في المجمل لابن فارس وقد رد عليهما ذلك قال أبو زكريا في حاشية الصحاح لا وجه لما ذكره الجوهرى ورد على ابن فارس بمثله الحسين بن مظفر النيسابوري في تهذيب المجمل وقال الاصمعي رحمه الله تعالى الا رنة ما لف على الرأس قال ولم أسمعه الا في شعر ابن أحمر ويروى أربته بالباء أي قلادته وأراد سلخه لان الحرباء يسلخ كما تسلخ الحية فإذا سلخ بقى منه في عنقه شئ كانه قلادة والارينة نبات عريض الورق يشبه الخطمى وبه فسر حديث الاستسقاء حتى رأيت الارينة تأكلها صغارا لابل ونقله شمر عن اعراب سعد بن بكر ببطن مرو عن أعراب كنانة ونقل عن الاصمعي انه قال الارنية وخطاه الازهرى وأيد قول شمر وحكى ابن برى الارين بضم فكسر نبت بالحجاز له ورق كالخيرى قال ويقال أرن يارن أرونا دنا للحج * ومما يستدرك عليه الرماح الا زنية لغة في اليزنية يقال رمح أزنى وأزانى ويزنى ويزانى وأزن بفتح فسكون ننسب الى قلعة بجبال همدان * ومما يستدرك عليه آزاذان بالمد قرية بهراة بها قبر الشيخ أبى الوليد أحمد بن رجاء شيخ البخاري رضى الله تعالى عنهم قال الحافظ ابن النجار زرت بها قبره وآزاذان أيضا قرية من قرى أصبهان منها قتيبة بن مهران المقرى ( الآسن من الماء ) مثل ( الاجن ) وقد تقدم الفرق بينهما هناك ( والفعل كالفعل ) يقال أسن الماء ياسن وياس أسنا وأسونا وأسن باكسر أسنا تغير غير أنه شروب وفى التنزيل العزيز من ماء غير آسن قال القراء غير متغير ولا آجن ( وأسن له ياسنه وياسنه ) من حدى ضرب ونصر إذا ( كسعه برجله و ) أسن الرجل ( كفرح دخل البئر فاصابته ريح منتنة ) منها ( فغشى عليه ) ودار رأسه فهو أسن وأنشد الجوهرى لزهير يغادر القرن مصفرا أتأمله * يميد في الرمح ميد المائح الاسن (1/7954)
قال الازهرى هو اليسن والاسن ويروى الوسن أيضا وسياتى ان شاء الله تعالى ( وتاسن ) الرجل ( تذكر العهد الماضي ) القديم ( و ) تاسن ( أبطا ) كتاسر ( و ) تاسن على ناسنا ( اعتل ) نقله الجوهرى عن أبى زيد ( و ) تاسن أباه ( أخذا خلافه ) نقله الجوهرى عن أبى عمرو وقال اللحيانى إذا نزع إليه في الشبه وأنشد ابن برى رحمه الله تعالى لبشير الفريرى تاسن زيد فعل عمرو وخالد * أبوة صدق من فرير وبحتر ( و ) تاسن ( الماء تغير ) نقله الجوهرى ( والاسن بضمتين الخلق ) زنة ومعنى والجمع آسان يقال هو على آسان من أبيه وآسان أي على شمائل من أبيه وعلى اخلاق من أبيه كذا في الصحاح والذى هو في التهذيب الاسن والعسن ساكنة العين والجمع آسان وأعسان ( و ) أسن ( واد باليمن ) في أرض بنى عامر قاله نصر وقيل في بلاد بنى العجلان وقيل ماء لتميم قال ابن مقبل قالت سليمى ببطن القاع من أسن * لاخير في العيش بعد الشيب والكبر ( و ) الاسن ( طاقة النسع والحبل ) عن أبى عمر وجمعه آسان وأنشد الفراء لابن زيد مناة لقد كنت أهوى الناقية حقبة * فقد جعلت آسان وصل تقطع قال ابن برى رحمه الله تعالى جعل قوى الوصل بمنزلة قوى الحبل ( و ) الاسن ( بقية الشحم ) القديم عن ابن السكيت يقال سمت على أسن أي على أثارة شحم قديم كان قبل ذلك ( كالاسن بالكسرو ) الاسن ( كعتل ج آسان ) وقال الفراء إذا بقيت من شحم الناقة ولحمها بقية فاسمها الاسن العسن والجمع آسان وأعسان ( والاسينة القوة من قوى الوتر ج أسائن ) وأسن كسفائن وسفن ( و ) الاسينة ( سير من سيور تضفر جميعا فتجعل نسعا أو عنانا ) والجمع كالجمع ( واسنت له ) أسنا ( أبقيت له واسنى بالكسرو يفتح د بصعيد مصر ) في أقصاه وليس وراءه الا ادفو وأسوان ثم بلاد النوبة وهو على شاطئ النيل المبارك في الجانب الغربي مدينة عامرة طيبة كثيرة النخل والبساتين والتجارة واليها نسب جماعة من العلماء رحمهم الله تعالى كالجمال عبد الرحيم بن الحسن الاموى الاسنائى صاحب التصانيف في الفقه والاصول وأخيه عماد الدين وآل بيتهما رحمهم الله تعالى * ومما يستدرك عليه مياه آسان متغيرة قال عوف بن الخرع وتشرب آسان الحياض تسوفها * ولو وردت ماء المريدة آجما أراد آجنا فقلب وأبدل وتاسن عهده ووده إذا تغير قال رؤبة * راجعه عهدا عن التاسن * والاسن بالمكسر قوة من قوى الحبل والجمع أسون قال الطرماح كحلقوم القطاة أمر شزرا * كامر ار المحدرج ذى الاسون ويقال أعطني اسنا من عقب وقال أبو عمرو الاسن لعبة لهم يسمونها الضبطة والمنسة وآسان الرجل مذاهبه والآسان الآثار القديمة وآسان الثياب ما تقطع منها وبلى ويقال ما بقى من الثوب الا آسان أي بقايا والواحد أسن قال الشاعر
يا أخوينا من تميم عرجا * نستخبر الربع كآسان الخلق وما أسن لذلك أي ما فطن والتاسن التوهم والنسيان وأسن الشئ أثبته والمآسن منابت العرفج ( الاشنة بالضم ) أهمله الجوهرى قال الليث هو ( شئ يلتف على شجر البلوط والصنوبر كأنه مقشور من عرق وهو عطر أبيض ) قال الازهرى ما أراه عربيا ( وأشنى كحسنى ) والصواب في ضبطه بكسر الالف والنون وسكون الشين قال ياقوت هكذا تقوله العامة والاصل اشنين كازميل ( ة بصعيد مصر ) من كورة البنهاوية الى طنتدا على غربيها وتسمى هي وطنتد العروسين لحسنهما وخصبهما ( وهى غير اسنى ) بالسين المهملة وبما ضبطناه لم يحتج الى دفع هذا الاشتباه ( وأشنونة بالضم ) هكذا في النسخ بزيادة النون بين الشين والواو والصواب أشونة وهو ( حصن بالاندلس ) من نواحى السبخة وقال السلفي رحمه الله من نظر قرطبة منه الاديب غانم بن الوليد المخزومى الاشونى وسكتان بن مروان بن حنيس بن واقف بن يعيش بن عبد الرحمن بن مروان بن سكتان المعمودى الاشونى اللغوى الفرضى توفى رحمه الله تعالى سنة 346 ( والاشنان بالضم والكسرم ) معروف تغسل به الثياب والايدى والضم أعلى ( نافع للجرب والحكة جلاء منق مدر للطمث مسقط للاجنة وينسب الى بيعه محدثون ) منهم أبو طاهر محمد بن أحمد بن هلال الرقى الاشنانى وأبو بكر محمد بن عبد الله بن ابراهيم الاشنانى وغيرهما ( وتاشن ) الرجل ( غسل يده به ) * ومما يستدرك عليه الاوشن الذى يزين الرجل ويقعد معه على مائدته ياكل طعامه وقطرة الاشنان محلة ببغداد حرسها الله تعالى واليها نسب محمد بن يحيى الاشنانى روى عن يحيى بن معين وأما أبو جعفر محمد بن عمر الاشنانى فانه من قرية أشنه بضم الالف والنون وسكون الشين وهاء محضة قرية بين اربل وأرمية قاله محمد بن طاهر المقدسي وهكذا نسبه المالينى في بعض تخاريجه قالوا وربما قالوه الاشنائى بالهمز على غير قياس قالوا والقياس أشنهى كما سيأتي في موضعه واشنان ذان معناه موضع الاشنان واليه نسب أبو عثمان سعيد بن هرون الاشنانذانى عن أبى محمد التوزى وعنه ابن دريد ( لقيته أصيانا ) بضم الهمزة وفتح الصاد المهملة وتشديد الياء التحتية أهمله الجوهرى وصاحب اللسان ( أي أصيلالا ) * ومما يستدرك عليه اصنان بالكسر موضع وبه فسر قول ابن مقبل الآتى ذكره كما في اللسان ومعجم ياقوت ( اطان ككتاب ) أهمله الجوهرى وقال أبو عمرو ( ع والطاء مهملة ) وأنشد لابن مقبل تأمل خليلي هل ترى من ظعائن * تحملن بالعلياء فوق اطان (1/7955)
* ومما يستدرك عليه الاطربون كعضر فوط قال ابن جنى هي خماسية للرئيس من الروم أو المقدم في الحرب قال عبد الله بن سبرة الحرشى فان يكن أطربون الروم قطعها * فان فيها بحمد الله منتفعا * ومما يستدرك عليه اظان اسم موضع وبه فسر قول ابن مقبل أيضا كما في اللسان ( أفن الناقة ) والشاة ( يافنها ) افنا ( حلبها ) فلم يدع في ضرعها شيا أو حلبها ( في غير حينها فيفسدها ذلك ) قال الجوهرى ويقال الافن خلاف التحيين وهو أن تحلبها أنى شئت في غير وقت معلوم قال المخبل إذا أفنت أروى عيالك أفنها * وان حينت أربى على الوطب حينها وقيل الافن أن تحلبها في كل وقت والتحيين أن تحلب في كل يوم وليلة مرة واحدة ( و ) أفن ( الفصيل ) افنا ( شرب ما في الضرع كله و ) أفنت الناقة ( كسمع قل لبنها فهى أفنة كفرحة ) نقله الجوهرى ( و ) من المجاز ( المافون الضعيف الرأى والعقل ) كالمأفوك عن أبى زيد كانه نزع منه عقله كله ( و ) قيل هو ( المتمدح بما ليس عنده ) والاول أصح ( كالافين فيهما ) وقد أفن يافن كفرح وعنى ( وقد أفنه الله تعالى يافنه ) افنا ( وفى المثل ان الرقين تغطى أفن الافين ) كما في الصحاح وأفن ضبط بالتسكين والتحريك ويروى كثرة الرقين تعفى على أفن الافين أي تغطى حمق الاحمق ( و ) المافون ( من الجوز الحشف ) كما في الصحاح ( وقد أقن كفرح أفنا ) بالفتح على غير قياس ( ويحرك ) على القياس ( وأخذه بافانه بالكسر مشددة ) أي ( بابانه ) وعلى حينه أو بزمانه وأوله وقال أبو عمرو جاء نابا فان ذلك أي على حين ذلك كما في الصحاح قال ابن برى افان فعلان والنون زائدة بدليل قولهم أتيته على افان ذلك وأفف ذلك ( والافن ) بالفتح ( والافاني كسكارى نبت ) أحمر وأصفر واحدته افانية كذا في التهذيب وقال أبو حنيفة الافانى من العشب وهى غبراء لها زهرة حمراء وهى طيبة تكثر ولها كلايابس وذكره الجوهرى في فصل ف ن ى فقال الافانى نبت ما دام رطبا فإذا يبس فهو الحماط واحدتها أفانية مثال يمانية ويقال هو عنب الثعلب وذكره اللغويون في فصل أفن وهو غلط ( وأفن الطعام كعنى يؤفن افنا فهو مافون وهو الذى يعجبك ولا خير فيه ) عن أبى زيد ( وتافن ) الشئ ( تنقص و ) قيل تافن الرجل إذا ( تخلق بما ليس فيه و ) قيل ( تدهى و ) تافن ب ( أواخر الامور ) إذا ( تتبعها و ) الافين ( كامير الفصيل ) ذكرا كان أو أنثى عن ابن الاعرابي * ومما
يستدرك عليه الافن النقص وبالتحريك الحمق والآفنة خصلة تافن العقل وفى المثل البطنه تافن الفطنة أي ان الشبع يضعف العقل ( الاقنة بالضم بيت من حجر ) يبنى للطائر كما في الصحاح ( ج ) أقن ( كصرد ) مثال ركبة وركب وأنشد للطرماح في شناظى أقن بينها * عرة الطير كصوم النعام وقال أبو عبيدة الاقنة والوقنة والوكبة موضع الطائر في الجبل والجمع الاقنات والوقنات والوكنات وفى المحكم الاقنة الحفرة في الارض وقيل في الجبل وقيل هي شبه حفرة تكون في ظهور القفاف وأعالى الجبال ضيقة الرأس قعرها قدر قامة أو قامتين وربما كانت مهواة بين شقين قال ابن الكلبى رحمه الله تعالى بيوت العرب ستة قبة من أدم ومظلة من شعر وخباء من صوف وبجاد من وبروخيمة من شجر واقنة من حجر ( وأقن ) الرجل ( لغة في أيقن ) وسياتى ان شاء الله تعالى ( الاكنة بالضم ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهى ( الوكنة ) والهمزة مبدلة عن الواو وهو محضن الطائر والجمع أكن وأكنات ( وأكينة كجهينة ابن زيد التميمي التابعي ) ( ألين كامير ) أهمله الجوهرى وهى ( ة بمرو ) * ومما يستدرك عليه فرس ألن ككتف مجتمعة بعضه الى بعض قال المرار الفقعسى ألن إذ خرجت سلته * وهلا تمسحه ما يستقر وفى الحديث ذكر أليون بفتح الهمزة وسكون اللام وضم الياء اسم مدينة مصر قديما وقيل اسم قرية كانت بمصر قديما واليها يضاف باب أليون وقد يقال باب ليون ذكر في ب ب ل وآلين بالمد من قرى مرو على أسفل نهر خارقان منها محمد بن عمر الآلينى عن ابن المبارك قاله يحيى بن منده * ومما يستدرك عليه أيضا ألبون بالموحدة قال ابن الاثير رحمه الله تعالى زعموا انها مدينة باليمن وانها ذات القصر المشيد والبئر المعطلة قال وقد تفتح الباء وسياتى للمصنف رحمه الله تعالى في ب ون ( الامن والآمن كصاحب ) يقال أنت في آمن أي أمن وقال أبو زياد أنت في آمن من ذلك أي في أمان قال شيخنا رحمه الله تعالى وهو من ورود المصدر على فاعل وهو غريب ( ضد الخوف ) وقال المناوى عدم توقع مكروه في الزمن الآتى وأصله طمأنينة النفس وزوال الخوف وقد ( أمن كفرح أمنا وامانا بفتحهما ) وكان الاطلاق فيهما كافيا عن ضبطهما ( وأمنا وامنة محركتين وامنا بالكسر ) وهذه عن الزجاج وفى التنزيل العزيز أمنة نعاسا نصب لانه مفعول له كقولك فعلت ذلك حذر الشر ومنه حديث نزول عيسى عليه السلام وتقع الامنة في الارض أي الامن ( فهو أمن وأمين كفرح وأمير ) عن اللحيانى ( ورجل أمنة كهمزة ويحرك يامنه كل أحد في كل شئ ) ونقل الجوهرى اللغتين وقرأ أبو جعفر المدنى لست مؤمنا أي لا نؤمنك ( وقد آمنه ) بالمد ( وأمنه ) بالتشديد على كذا ( والامن ككتف المستجير ليامن على نفسه ) عن ابن الاعرابي وقرئ في سورة براءة انهم لا ايمان لهم بالكسر أي لا اجارة أي لم يفوا وغدروا ( والامانة والامنة ) محركة ( ضد الخيانة وقد أمنه ) وقال اللحيانى رجل أمنة محركة لا يصدق بكل ما سمع ولا يكذب بشئ ( كسمع وأمنه تأمينا وائتمنه واستامنه ) بمعنى واحد وقرأ مالك لانا مننا على يوسف بين الادغام والاظهار قال الامام الاخفش والادغام أحسن وتقول اؤتمن فلان على ما لم يسم فاعله فان ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا لان كل كلمة اجتمع في أولها همزتان (1/7956)
وكانت الاخرى منهما ساكنة فلك أن تصيرها واوا ان كانت الاولى مضمومة أو ياء ان كانت الاولى مكسورة نحو ايتمنه أو ألفا ان كانت الاولى مفتوحة نحو آمن كما في الصحاح وفى الحديث المؤذن مؤتمن مؤتمن القوم الذى يثقون إليه ويتخذونه أمينا حافظا ويقال ما كان فلان أمينا ( وقد أمن ككرم فهو أمين وأمان كرمان ) أي له دين وقيل ( مامون به ثقة ) وأنشد الجوهرى للاعشى ولقد شهدت التاجر الامان مورود اشرابه ( وما أحسن أمنك ) بالفتح ( ويحرك ) أي ( دينك وخلقك ) نقله ابن سيده ( وآمن به ايمانا صدقه والايمان ) التصديق وهو الذى جزم به الزمخشري في الاساس واتفق عليه أهل العلم من اللغويين وغيرهم وقال السعد رحمه الله تعالى انه حقيقة وظاهر كلامه في الكشاف ان حقيقة آمن به آمنه التكذيب لان أمن ثلاثيا متعد لواحد بنفسه فإذا نقل لباب الافعال تعدى لاثنين فالتصديق عليه معنى مجازى للايمان وهو خلاف كلامه في الاساس ثم ان آمن يتعدى لواحد بنفسه وبالحرف ولاثنين بالهمزة على ما في الكشاف والمصباح وغيره وقيل انه بالهمزة يتعدى لواحد كما نقله عبد الحكيم في حاشية القاضى وقال في حاشية المطول أمن يتعدى ولا يتعدى وقال بعض المحققين الايمان يتعدى بنفسه كصدق وباللام باعتبار معنى الاذعان وبالباء باعتبار معنى الاعتراف اشارة الى ان التصديق لا يعتبر بدون اعتراف ( و ) قد يكون الايمان بمعنى ( الثقة ) يتعدى بالباء بلا تضمين قاله البيضاوى رحمه الله تعالى وقال الجوهرى أصل آمن أ أمن بهمزتين لينت الثانبة وقال الازهرى أصل الايمان الدخول في صدق
الامانة التى ائتمنه الله تعالى عليها فان اعتقد التصديق بقلبه كما صدق بلسانه فقد أدى الامانة وهو مؤمن ومن لم يعتقد التصديق بقلبه فهو غير مؤد للامانة التى ائتمنه الله عليها وهو منافق ومن زعم ان الايمان هو اظهار القول دون التصديق بالقلب فهو لا يخلو من أن يكون منافقا أو جاهلا لا يعلم ما يقول أو يقال له * قلت وقد بطلق الايمان على الاقرار باللسان فقط كقوله تعالى ذلك بانهم آمنوا ثم كفروا أي آمنوا باللسان وكفروا بالجنان فتأمل ( و ) قد يكون الايمان ( اظهار الخضوع و ) أيضا ( قبول الشريعة ) وما أتى به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم واعتقاده وتصديقه بالقلب قاله الزجاج قال الامام الراغب رحمه الله تعالى الايمان يستعمل تارة اسما للشريعة التى جاء بها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وتارة يستعمل على سبيل المدح ويرادبه اذعان النفس للحق على سبيل التصديق وذلك باجتماع ثلاثة أشياء تحقيق بالقلب واقرار باللسان وعمل بالاركان ويقال لكل واحد من الاعتقاد والقول والصدق والعمل الصالح ايمان ( والامين القوى ) لانه يوثق بقوته ويؤمن ضعفه ( و ) قال ابن السكيت رحمه الله تعالى الامين ( المؤتمن و ) أيضا ( المؤتمن ) وهو ( ضدو ) الامين ( صفة الله تعالى ) هكذا مقتضى سياقه وفيه نظر الا أن يكون الامين بمعنى المؤمن للغير والا فالذي في صفته تعالى فهو المؤمن جل شانه ومعناه أنه تعالى آمن الخلق من ظلمه أو آمن أولياءه عذابه عن ابن الاعرابي وروى المنذرى رحمه الله تعالى عن أبى العباس هو المصدق عباده المسلمين يوم القيامة إذا سئل الامم عن تبليغ رسلهم فيكذبون أنبياءهم ويؤتى بسيدنا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فيسألونه عن ذلك فيصدقون الماضين فيصدقهم الله تعالى ويصدقهم النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقيل هو الذى يصدق عباده ما وعدهم فهو من الايمان التصديق أو يؤمنهم في القيامة عذابه فهو من الامان ضد الخوف قاله ابن الاثير رحمه الله تعالى ( وناقة أمون وثيقة الخلق ) يؤمن فتورها وعثارها وهو مجاز وفى الصحاح هي الموثقة الخلق التى أمنت أن تكون ضعيفة اه وهو فعولة جاء في موضع مفعولة كما يقال ناقة عضوب وحلوب وفى الاساس ناقة أمون قوية مامون فتورها جعل الامن لها وهو لصاحبها ( ج ) أمن ( ككتب و ) من المجاز ( أعطيته من آمن مالى ) كصاحب أي ( من خالصه وشريفه ) يعنى بالمال الابل أو أي مال كان كانه لو عقل لامن أن يبدل قال الحو بدرة ونقى بآمن مالنا أحسابنا * ونجر في الهيجا الرماح وندعى ( و ) من المجاز ( ما أمن أن يجد صحابة ) أي ( ما وثق ) أن يظفر يقال ذلك لمن نوى السفر ( أو ما كادوآمين بالمدو القصر ) نقلهما ثعلب وغيره وكلاهما يصح مشهور أو يقال القصر لغة أهل الحجاز والمد اشباع بدليل أنه ليس في اللغة العربية كلمة على فاعيل قال ثعلب قولهم آمين هو على اشباع فتحة الهمزة فنشات بعدها ألف وأنشد الجوهرى في القصر لجبير بن الاضبط تباعد منى فطحل اذرايته * أمين فزاد الله ما بيننا بعدا وأنشد في الممدود لمجنون بنى عامر يا رب لا تسلبني حبها أبدا * ويرحم الله عبدا قال آمينا وأنشد ابن برى في لغة القصر سقى الله حيابين صارة والحمى * حمى فيد صوب المدجنات المواطر أمين ورد الله ركبا إليهم * بخير ووقاهم حمام المقادر ( وقد يشدد الممدود ) أشار بقوله وقد الى ضعف هذه اللغة ونقلها عياض عن الداودى وأنكرها غير واحد من أئمه اللغة ففى الصحاح فتشديد الميم خطا وفى الفصيح قال المناوى وقول بعض أهل اللغة انه لغة وهم قديم وسببه ان العباس أحمد بن يحيى قال وآمين كعاصين لغة فتوهم ان المراد به صيغة الجمع لانه قابله بالجمع ويرده قول ابن جنى ما نصه فاما قول أبى العباس ان آمين بمنزلة عاصين فانما يريد به ان الميم خفيفة كصاد عاصين لا يريد به حقيقة الجمع وكيف ذلك وقد حكى عن الامام الحسن رحمه الله تعالى انه قال ان آمين (1/7957)
اسم من أسماء الله عز وجل فاين لك في اعتقاد معنى الجمع على هذا التفسير قال المناوى رحمه الله تعالى ثم ان المعنى غير مستقيم على التشديد لان التقدير ولا الضالين قاصدين اليك وذلك لا يرتبط بما قبله ( ويمال أيضا ) نقل ذلك ( عن ) الامام الحسن أحمد بن محمد ( الواحدى في ) تفسيره ( البسيط ) وهو أكبر من الوسيط والوجيز وقد شاركه الامام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى في تسمية كتبه الثلاثة المذكورة توفى الامام الواحدى سنة 468 رحمه الله تعالى قال شيخنا رحمه الله تعالى وهذه الامالة غير معروفة في مصنفات كتب اللغة وحكاها بعض القراء وقال هي لثغة لبعض أعراب اليمن واختلفوا في معنى هذه الكلمة فقيل ( اسم من أسماء الله تعالى ) رواه ابن جنى عن الحسن رحمه الله والازهري عن مجاهد قال ولا يصح ذلك عند أهل اللغة من انه بمنزلة يا ألله وأضمر استجب لى قال ولو كان كما قال لرفع إذا أجرى ولم يكن منصوبا ( أو معناه اللهم استجب ) لى فهى جملة مركبة من اسم وفعل قاله
الفارسى قال ودليل ذلك ان موسى عليه السلام لما دعا على فرعون وأتباعه قال هرون عليه السلام آمين فطبق الجملة بالجملة في موضع اسم الاستجابة كما ان صه موضع موضع اسكت وحقه من الاعراب الوقف لانه بمنزلة الاصوات إذ كان غير مشتق من فعل له لان النون فتحت فيه لالتقاء الساكنين ولم تكسر النون لثقل الكسرة بعد الياء كما فتحوا كيف وأين ( أو ) معناه ( كذلك فليكن ) أو كذلك يكون ( أو كذلك ) رب ( فافعل ) وفى حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه رفعه آمين خاتمة رب العالمين على عباده المؤمنين قال شيخنا رحمه الله تعالى ومن الغريب قول بعض العلماء آمين بعد الفاتحة دعاء مجمل ويشتمل على جميع ما دعى به في الفاتحة مفصلا فكأنه دعى مرتين كذا في التوشيح ( وعبد الرحمن بن آمين ) بالمد ( أو يامين ) بالياء ( تابعي ) ذكره ابن الطحان وعلى الاخير اقتصر الامام ابن حبان في الثقات وقال هو مدنى يروى عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه وعنه عبد الرحمن أبو العلاء ( والامان كرمان من لا يكتب كانه أمي و ) أيضا ( الزراع ) كرمان أيضا وفى نسخة الزراع بالكسر ( والمامونية والمامن بلدان بالعراق ) الاولى نسبة الى المأمون العباسي رحمه الله تعالى ( وآمنة بنت وهب ) بن عبد مناف بن مرة بن كلاب ( أم النبي صلى الله عليه وسلم ) وأم وهب عاتكة بنت الاقصى السلمية وأم السيدة آمنة رضى الله تعالى عنها مرة بنت عبد العزى بن غنم بن عبد الدار بن قصى كما ذكرناه في العقد المنظم في ذكر أمهات النبي صلى الله عليه وسلم ( و ) المسمات بآمنة ( سبع صحابيات ) وهى آمنة بنت الفرج الجرهمية وابنة الارقم وابنة خلف الاسلمية وابنة رقش وابنة سعد بن وهب وابنة عفان وابنة أبى الصلت * وفاته ذكر آمنة بنت غفار وابنة قرط بن خنا رضى الله تعالى عنهن ( وأبو آمنة الفزارى وقيل ) أبو أمية ( بالياء صحابي ) رأى النبي صلى الله عليه وسلم بحنجم روى عنه أبو جعفر الفراء ( وأمنة بن عيسى محركة ) عن أبى صالح ( كاتب الليث محدث ) وسياق المصنف رحمه الله تعالى يقتضى أنه هو كاتب الليث قال الحافظ وهو فرد ( وكزبير ) بن درء بن نضلة بن نهضة ( الحرمازى ) عن جده نضلة وعنه ابنه الجنيد ( و ) أمين بن مسلم ( العبسى ) من عبس مراد حكى عنه سعيد بن عفير ( و ) أمين ( بن عمرو المعافرى ) أبو خارجة تابعي رضى الله تعالى عنه ( وأبو أمين كزبير البهرانى ) عن القاسم ابن عبد الرحمن الشامي ( وأبو أمين صاحب أبى هريرة ) رضى الله تعالى عنه وعنه أبو الوازع ( رواة ) الآثار ( و ) قوله تعالى ( انا عرضنا الامانة ) على السموات والارض الآية فقد روى عن ابن عباس وابن جبير رضى الله تعالى عنهما أنهما قالا ( أي الفرائض المفروضة ) على عباده وقال ابن عمر رضى الله تعالى عنهما عرضت على آدم عليه السلام الطاعة والمعصية وعرف ثواب الطاعة وعقاب المعصية ( أو ) الامانة هنا ( النية التى يعتقدها ) الانسان ( فيما يظهره باللسان من الايمان ويؤديه من جميع الفرائض في الظاهر لان الله تعالى ائتمنه عليها ولم يظهرها لاحد من خلقه فمن أضمر من التوحيد ) ومن التصديق ( مثل ما أظهر فقد أدى الامانة ) ومن أضمر التكذيب وهو مصدق باللسان في الظاهر فقد حمل الامانة ولم يؤدها وكل من خان فيما اؤتمن عليه فهو حامل والانسان في قوله وحملها الانسان هو الكافر الشاك الذى لا يصدق وهو الظلوم الجهول نقله الازهرى وأيده وفى حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما رفعه الايمان أمانة ولا دين لمن لا أمانة له * ومما يستدرك عليه الامان ضد الخوف وآمنه ضد أخافه ورجل آمن ورجال أمنة ككاتب وكتبة ومنه الحديث وأصحابي أمنة لامتي وقيل جمع أمين وهو الحافظ وجمعه أمناء أيضا ورجل أمن وأمين بمعنى واحد والبلد الامين مكة شرفها الله تعالى والامين أيضا المأمون وبه فسرقول الشاعر ألم تعلمي يا أسم ويحك اننى * حلفت يمينا لا أخون أمينى وفى الحديث من حلف بالامانة فليس منا وكانهم نهو عن ذلك لان الامانة ليست من أسماء الله تعالى وانما هي أمر من أموره فلا يسوى بينها وبين أسماء الله تعالى كما نهوا عن الحلف بالآباء وإذا قال الحالف وأمانة الله كانت يمينا عند الامام أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه والشافعي رضى الله تعالى عنه لا يعدها يمينا والامانة الاهل والمال المودوع وقد يراد بالايمان الصلاة ومنه قوله تعالى لا يضيع ايمانكم وآمن الحلم وثيقه الذى قد أمن اختلاله وانحلاله قال والخمر ليست من أخيك ول * كن قد تغربا من الحلم وروى قد تخون بثامر الحلم أي بتامه والمامونة من النساء المستراد لمثلها والامين والمأمون من بنى العباس مشهوران والمؤتمن اسحق بن جعفر الصادق رضى الله تعالى عنهما روى عنه الثوري رحمه الله تعالى واستأمن إليه دخل في أمانه نقله الجوهرى وأمين (1/7958)
ابن أحمد اليشكرى كزبير ولى خراسان لعثمان رضى الله تعالى عنه هكذا ضبطه سيف ويقال آخره راء وأمن بالفتح ماء في بلاد
غطفان ويقال يمن أيضا كما سيأتي والمامونية نوع من الاطعمة نسب الى المأمون والمامن موضع الامان والامنية من أسماء المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وأمن تأمينا قال آمين وايتمنه كائتمنه عن ثعلب واستامنه طلب منه الامان وأنشد ابن السكيت شربت من أمن دواء المشى * يدعى المشوطعمه كالشرى قال الازهرى أي من خالص دواء المشى وفى النوادر أعطيت فلانا من أمن مالى فسره الازهرى فقال من خالص مالى والامين كامير بليد في كورة الغربية من أعمال مصر نقله ياقوت ( أن ) الرجل من الوجع ( يئن ) من حد ضرب ( أنا وأنينا وأنانا ) كغراب وظاهر سياقه الفتح وليس كذلك فقد قال الجوهرى الانان بالضم مثل الانين وأنشد للمغيرة بن حبناء يشكو أخاه صخرا أراك جمعت مسألة وحرصا * وعتد الفقرز حارا أنانا وأنشد لذى الرمة يشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما * أن المريض الى عواره الوصب وذكر السيرا في أن انانا في قول المغيرة ليس بمصدر فيكون مثل زحار في كونه صفة ( وتانانا ) مصدر أن وأنشد الجوهرى للقيط الطائى ويروى لمالك بن الريب وكلاهما من اللصوص انا وجدنا طرد الهوامل * خيرا من التانان والمسائل وعدة العام وعام قابل * ملقوحة في بطن ناب حائل أي ( تاوه ) وشكا من الوصب وكذلك أنت يانت أنيتا ونات ينئت نئيتا ( ورجل أنان كغراب وشداد وهمزة كثير الانين ) قال السيرا في قول المغيرة زحار وانان صفتان واقعتان موقع المصدر وقيل الاننة الكثير الكلام والبث والشكوى ولا يشتق منه فعل ( وهى أنانة ) بالتشديد وفى بعض وصايا العرب لا تتخذها حنانة ولا منانة ولا أنانة وقيل الانانة هي التى مات زوجها وتزوجت بعده فهى إذا رأت الثاني أنت لمفارقته وترحمت عليه نقله شيخنا رحمه الله تعالى ( و ) يقال ( لا أفعله ما أن في السماء نجم ) أي ( ما كان ) في السماء نجم لغة في عن نقله الجوهرى وهو قول اللحيانى وفى المحكم ولا أفعل كذا ما أن في السماء نجما حكاه يعقوب ولا أعرف ما وجه فتح ان الا أن يكون على توهم الفعل كانه قال ما ثبت أن في السماء نجما أو ما وجدان في السماء نجما وحكى اللحيانى ما أن ذلك الجبل مكانه وما أن حراء مكانه ولم يفسره ( وان الماء ) يانه أنا ( صبه ) وفى كلام الاوائل أن ماء ثم أغله أي صبه ثم أغله حكاه ابن دريد قال وكان ابن الكلبى يرويه أزماء ويزعم ان أن تصحيف ( و ) يقال ( ماله حانة ولا آنة ) أي ( ناقة ولا شاة ) كذا في الصحاح والاساس ( و ) قيل لا ( ناقة ولا أمة ) فالحانة الناقة والآنة الامة تئن من التعب ( و ) الاتن ( كصرد طائر كالحمام ) الا انه أسود له طوق كطوق الدبسي أحمر الرجلين والمنقار ( صوته أنين أوه أوه ) وقيل هو من الورشان ( وانه لمئنة أن يكون كذا أي خليق ) قال أبو عبيد قال الاصمعي سألني شعبة عن مئنة فقلت هو كقولك علامة وخليق ( أو مخلقة مفعلة من ان أي جدير بان يقال فيه انه كذا ) وفى الاساس هو مئنة للخير ومعساة من أن وعسى أي هو محل لان يقال فيه انه الخير وعسى أن يفعل خيرا وقال أبو زيد انه لمئنة ان يفعل ذلك وانهم لمئنة ان يفعلوا ذلك بمعنى انه لخليق قال الشاعر ومنزل من هوى جمل نزلت به * مئنة من مر اصيد المئنات وقال اللحيانى هو مئنة أن يفعل ذلك ومظنة أن يفعل ذلك وأنشد * مئنة من الفعال الاعوج * قال الازهرى فلان مئنة عند اللحيانى مبدل الهمزة فيها من الظاء في المظنة لانه ذكر حروفا تعاقب فيها الظاء الهمزة مثل قولهم بيت حسن الاهرة والظهرة وقد أفر وظفر أي وثب وفى الفائق للزمخشري مئنة مفعلة من ان التوكيدية غير مشتقة من لفظها لان الحروف لا يشتق منها وانما ضمنت حروف تركيبها لايضاح الدلالة على ان معناها فيها والمعنى مكان يقول القائل انه كذا وقيل اشتق من لفظها بعدما جعل اسما كان قول انتهى قال شيخنا رحمه الله تعالى وفى الاشتقاق قبل أو بعد لا يخفى ما فيه من مخالفة القواعد الصرفية فتأمل وقد يجوز أن يكون مئنة فعلة فعلى هذا ثلاثى ياتي في مان ( وتاننته وأننته ) أي ( ترضيته وبئر أنى كحتى ) ويقال بالموحدة أيضا كما تقدم ( أو ) أنا ( كهنا ) وهكذا ضبطه نصر ( أواني بكسر النون المخففة ) وعلى الاخيرين اقتصر ياقوت فمحل ذكره في المعتل ( من آبار بنى قريظة بالمدينة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام قال نصر وهناك نزل النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من غزوة الخندق وقصد بنى النضير ( وأنى تكون بمعنى حيث وكيف وأين ) وقوله تعالى فاتوا حرثكم أنى شئتم يحتمل الوجوه الثلاثة وقوله أنى لك هذا أي من أين لك ( وتكون حرف شرط ) كقولهم أنى يكن أكن ( وان ) بالكسر ( وأن ) بالفتح ( حرفان ) للتأكيد ( ينصبان الاسم ويرفعان الخبر وقد تنصبهما ) أي الاسم والخبران ( المكسورة كقوله ) ( إذا اسود جنح الليل فلتات ولتكن * خطاك خفافا ان حراسنا اسدا ) فالحراس اسمها والاسد خبرها وكلاهما منصوبان ( وفى الحديث ان قعر جهنم سبعين خريفا وقدير تفع بعدها المبتدا فيكون اسمها ضمير
شان محذوفا نحو ) الحديث ( ان من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون والاصل انه ) ومنه أيضا قوله تعالى ان (1/7959)
هذان لساحران تقديره انه كما سيأتي قريبا ان شاء الله تعالى ( والمكسورة ) منهما ( يؤكد بها الخبر وقد تخفف فتعمل قليلا وتهمل كثيرا ) قال الليث إذا وقعت أن على الاسماء والصفات فهى مشددة وإذا وقعت على فعل أو حرف لا يتمكن في صفة أو تصريف فخففها تقول بلغني ان قد كان كذا وكذا تخفف من أجل كان لانها فعل ولولا قد لم تحسن على حال من الفعل حتى تعتمد على ما أو على الهاء كقولك انما كان زيد غائبا وبلغني انه كان اخوتك غيبا قال وكذلك بلغني انه كان كذا وكذا تشددها إذا اعتمدت ومن ذلك ان رب رجل فتخفف فإذا اعتمدت قلت انه رب رجل شددت وهى مع الصفات مشددة ان لك وان فيها وان بك واشباهها قال وللعرب في ان لغتان احداهما النثقيل والاخرى التخفيف فاما من خفف فانه يرفع بها الا أن ناسا من أهل الحجاز يخففون وينصبون على توهم الثقيلة وقرئ وان كلا لما ليوفينهم خففوا ونصبوا وأنشد الفراء في تخفيفها مع المضمر فلو انك في يوم الرخاء سألتني * فراقك لم أبخل وأنت صديق وأنشد القول الآخر لقد علم الضيف والمرملون * إذا اغبر أفق وهبت شمالا بانك ربيع وغبث مريع * وقد ما هناك تكون الثمالا وقال أبو طالب النحوي فيما روى عنه المنذرى أهل البصرة غير سيبويه وذويه يقولون العرب تخفف ان الشديدة وتعملها وأنشدوا ووجه حسن النحر * كان ثدييه حقان أراد كان فخفف وأعمل ( عن الكوفيين لا تخفف ) قال الفراء لم يسمع أن العرب تخفف ان وتعملها الا مع المكنى لانه لا يثبين فيه اعراب فاما في الظاهر فلا ولكن إذا خففوها رفعوا واما من خفف وان كلا لما ليوفينهم فانهم نصبوا كلا بلنوفينهم كانه قال وان لنوفينهم كلا قال ولو رفعت كلا لصلح ذلك تقول ان زيد لقائم ( وتكون ) ان ( حرف جواب بمعنى نعم كقوله ) هو عبيد الله بن قيس الرقيات بكرت على عواذلى * يلحيننى وألومهنه ( ويقلن شيب قد علاء * ك وقد كبرت فقلت انه ) أي انه كان كما يقلن قال أبو عبيد وهذا اختصار من كلام العرب يكتفى منه بالضمير لانه قد علم معناه وأما قول الاخفش انه معنى نعم فانما يريد تأويله ليس انه موضوع في أصل اللغة كذلك قال وهذه الهاء أدخلت للسكوت كذا في الصحاح * قلت ومن ذلك أيضا قوله تعالى ان هذان لساحران أخبر أبو على ان أبا اسحق ذهب فيه الى ان ان هنا بمعنى نعم وهذان مرفوع بالابتداء وان اللام في لساحران داخلة على غير ضرورة وان تقديره نعم هذان هما ساحران وقد رده أبو على رحمه الله تعالى وبين فساده وفي التهذيب قال أبو اسحق النحوي قرأ المدنيون والكوفيون الاعاصما ان هذان لساحران وروى عن عاصم انه قرأ ان هذان بتخفيف ان وقرأ أبو عمرو ان هذين لساحران بتشديد ان ونصب هذين قال والحجة في ان هذان لساحران بالتشديد والرفع ان أبا عبيدة روى عن ابى الخطاب انها لغة لكنانة يجعلون ألف الاثنين في الرفع والنصب والخفض على لفط واحد وروى أهل الكوفة والكسائي والفراء انها لغة لبنى الحرث بن كعب قال وقال النحويون القدماء ههناهاء مضمرة المعنى انه هذان لساحران قال أبو اسحق وأجود الاوجه عندي ان ان وقعت موقع نعم وأن اللام وقعت موقعها وان المعنى نعم هذان لهما ساحران قال والذى يلى هذا في الجودة مذهب بنى كنانة وبلحرث بن كعب فاما قراءة أبى عمرو فلا أجيزها لانها خلاف المصحف قال واستحسن قراءة عاصم اه ( وتكسران ) في تسعة مواضع الاول ( إذا كان مبدؤا بها لفظا أو معنى ) ليس قبلها شئ يعتمد عليه ( نحو ان زيدا قائم و ) الثاني ( بعد ألا التنبيهية ) نحو ( ألا ان زيدا قائم ) وقوله تعالى الا انهم حين يئنون صدورهم ( و ) الثالث أن يكون ( صلة للاسم الموصول ) نحو قوله تعالى ( وآتيناه من الكنوز ما ان مفاتحه ) لننوء بالعصبة أولى القوة ( و ) الرابع أن تكون ( جواب قسم سواء كان في اسمها أو خبرها اللام أو لم يكن ) هذا مذهب النحويين يقولون والله انه لقائم وانه قائم وقيل إذا لم تات باللام فهى مفتوحة والله أنك قائم نقله الكسائي وقال هكذا سمعته من العرب ( و ) الخامس أن تكون ( محكية بالقول في لغة من لا يفتحها قال الله تعالى انى منزلها عليكم ) قال الفراء إذا جاءت بعد القول وما تصرف من القول وكانت حكاية لم يقع عليها القول وما تصرف منه فهى مكسورة وان كانت تفسير اللقول نصبتها وذلك مثل قول الله عز وجل وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم كسرت لانها بعد القول على الحكاية ( و ) السادس أن تكون ( بعد واو الحال ) نحو ( جاء زيد وان يده على رأسه و ) السابع أن تكون ( موضع خبرا سم عين ) نحو ( زيد انه ذاهب خلافا للفراء و ) الثامن أن تكون ( قبل لام معلقة ) نحو قوله تعالى ( والله يعلم انك لرسوله ) قال أبو عبيد قال الكسائي في قوله عز وجل وان الذين اختلفوا في الكتاب لفى شقاق بعيد كسرت
ان لمكان اللام التى استقبلتها في قوله لفى وكذلك كل ما جاءك من ان فكان قبله شئ يقع عليه فانه منصوب الاما استقبله لام فان اللام تكسره * قلت فاما قراءة سعيد بن جبير الا أنهم ليأكلون الطعام بالفتح فان اللام زائدة ( و ) التاسع أن تكون ( بعد حيث ) نحو ( اجلس حيث ان زيدا جالس ) فهذه المواضع التسع التى تكسر فيها ان * وفاته ما إذا كانت مستانفة بعد كلام قديم ومضى نحو قوله تعالى ولا يحزنك قولهم ان العزة لله جميعا فان المعنى استئناف كانه قال يا محمد ان العزة لله جميعا وكذلك إذا وقعت بعد الا الاستثنائية فانها تكسر سواء استقبلتها اللام أو لم تستقبلها كقوله عز وجل وما أرسلنا قبلك من المرسلين الا انهم ليأكلون الطعام فهذه تكسر وان لم تستقبلها لام ( وإذا لزم التأويل بمصدر فتحت وذلك بعد لو ) نحو ( لو أنك قائم لقمت ) وفى الصحاح والمفتوحة وما بعدها في (1/7960)
تأويل المصدر ( و ) أن ( المفتوحة فرع عن ) ان ( المكسورة فصح أن أنما تفيد الحصر كانما ) وفى التهذيب أصل انما ما منعت ان عن العمل ومعنى انما اثبات لما يذكر بعدها ونفى لما سواه وفى الصحاح إذا زدت على ان ما صار للتعيين كقوله تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين لانه يوجب اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه اه ( واجتمعا في قوله تعالى قل انما يوحى الى أنما الهكم اله واحد فالاولى لقصر الصفة على الموصوف والثانية لعكسه ) أي لقصر الموصوف على الصفة ( وقول من قال ) من النحويين ( ان الحصر خاص بالمكسورة ) واليه أيضا يشير نص الجوهرى ( مردود و ) أن ( المفتوحة ) قد ( تكون لغة في لعل كقولك ائت السوق أنك تشترى ) لنا ( لحما ) أو سويقا حكاه سيبويه ( قل ومنه قراءة من قرأ وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) قال الفارسى سالت عنها أبا بكر أوان القراءة فقال هو كقول الانسان ان فلانا يقرأ فلا يفهم فتقول أنت وما يدريك أنه لا يفهم وفى قراءة أبى لعلها إذا جاءت لا يؤمنون وأنشد ابن برى لحطائط بن يعفر وقيل هو لدريد أريني جواد امات هز لا لانثى * أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا قال الجوهرى وأنشده أبو زيد لحاتم قال ابن برى وهو الصحيح قال وقد وجدته في شعر معن بن أوس المزني قلت هو في الاغانى لحطائط وساق قصته وقال عدى بن زيد أعاذك ما يدريك أن منبتى * الى ساعة في اليوم أو في ضحى الغد أي لعل منيتى قال ابن برى ويدل على ما ذكرناه قوله تعالى وما يدريك لعله يزكى وما يدريك لعل الساعة تكون قريبا ( ان المكسورة الخفيفة ) لها استعمالات خمسة الاول أنها ( تكون شرطية ) كقوله تعالى ( ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ) وقوله تعالى ( وان تعود وانعد ) وفى الصحاح هو حرف للجزاء يوقع الثاني من أجل وقوع الاول كقولك ان تاتنى آتك وان جئتني أكرمتك انتهى وسئل ثعلب إذا قال الرجل لامرأته ان دخلت الداران كلمت أخاك فانت طالق متى تطلق فقال إذا فعلتهما جميعا قيل له لم قال لانه قد جاء بشرطين قيل له فان قال لها أنت طالق ان احمر البسر فقال هذه مسألة محال لان البسر لابد أن يحمر قيل له فان قال لها أنت طالق إذا احمر البسر فقال هذا شرط صحيح تطلق إذا احمر البسر قال الازهرى وقال الشافعي رضى الله تعالى عنه فيما أثبت لنا عنه ان قال الرجل لامرأته أنت طالق ان لم أطلقك لم يحنث حتى يعلم انه لا يطلقها بموته أو بموتها قال وهو قول الكوفيين ولو قال إذا لم أطلقك ومتى ما لم أطلقك فانت طالق فسكت مدة يمكنه فيها الطلاق طلقت ( وقد تقترن ) ان ( بلا فيظن الغرأنها الا الاستثنائية ) وليس كذلك ( نحو ) قوله تعالى ( الا تنصروه فقد نصره الله ) وقوله تعالى ( الا تنفروا يعذبكم و ) الثاني أن ( تكون نافية ) بمعنى ما ( وتدخل على الجملة الاسمية ) والفعلية فالاسمية نحو قوله تعالى ( ان الكافرون الافى غرور ) نقله الجوهرى ( والفعلية ) نحو ( ان أردنا الا الحسنى ) قال الجوهرى وربما جمع بين ان وما النافيتين للتأكيد كما قال الاغلب العجلى ما ان رأينا ملكا أغارا * أكثر منه قرة وقارا قال ابن برى ان هنا زائدة وليست نفيا كما ذكر ( وقول من قال لا تأتى نافية الا وبعدها الا أو لما كان كل نفس لما عليها حافظ مردود بقوله عز وجل ان عندكم من سلطان بهذا ) وقوله تعالى ( قل ان أدرى أقريب ما توعدون و ) الثالث أنها ( تكون مخففة من الثقيلة فتدخل على الجملتين ففى الاسمية تعمل وتهمل وفى الفعلية يجب اهمالها ) وقد تقدم عن الليث أن من خفف يرفع بها وأن ناسا من الحجاز يخففون وينصبون على توهم الثقيلة ومثال الاهمال ان هذان لساحران وهى قراءة عاصم والخليل ( وحيث وجدت ان وبعدها لام مفتوحة فاحكم بان أصلها التشديد ) قال الجوهرى وقد تكون مخففة من الشديدة فهذه لابد من أن تدخل اللام في خبرها عوضا عما حذف من التشديد كقوله تعالى ان كل نفس لما عليها حافظ وان زيد لاخوك لئلا تلتبس بان
التى بمعنى ما للنفي قال ابن برى اللام هنا دخلت فرقا بين النفى والايجاب وان هذه لا يكون لها اسم ولا خبر فقوله دخلت اللام في خبرها لا معنى له وقد تدخل هذه اللام مع المفعول نحو ان ضربت لزيد أو مع الفاعل نحو قولك ان قام لزيد ( و ) الرابع أن ( تكون زائدة ) مع ما ( كقوله * ما ان أتيت بشئ أنت تكرهه * ) ومنه أيضا قول الاغلب العجلى الذى تقدم وفى المحكم ان بمعنى ما في النفى وتوصل بها ما زائدة قال زهير ما ان يكاد يحليهم لوجهتهم * تخالج الامر ان الامر مشترك ( و ) قد ( تكون بمعنى قد ) وهو الخامس من استعمالاتها ( قيل ومنه ) قوله تعالى فذكر ( ان نفعت الذكرى ) أي قد نفعت عن ابن الاعرابي وقال أبو العباس العرب تقول ان قام زيد بمعنى قد قام زيد قال وقال الكسائي وسمعتهم يقولونه فظننته شرطا فسألتهم فقالوا زيد قد قام نريد ولا نريد ما قام زيد وروى المنذرى عن ابن اليزيدى عن أبى زيد انه تجئ ان في موضع لقد مثل قوله تعالى ان كان وعد ربنا لمفعولا المعنى لقد كان من غير شك من القوم ومثله وان كاد واليفتنونك وان كاد واليستفزونك وقوله تعالى ( واتقوا الله ) وذروا ما بقى من الربا ( ان كنتم مؤمنين ) ظاهر سياقه ان ان هنا بمعنى قد والذى رواه ابن اليزيدى عن أبى زيد انه بمعين إذ كنتم ومثل ذلك قوله تعالى فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله وقوله تعالى ( لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين ) أي قد شاء ( و ) كذلك ( قوله ) أي الشاعر ( * اتغضب ان أذنا قتيبة حزتا * ) أي قد حزتا ويصح أن تكون بمعنى إذ ( وغير ذلك مما الفعل فيه محقق أو كل ذلك مؤول ) * قلت وقد تكون بمعنى إذا نحو قوله تعالى لا تتخذوا آباءكم واخوانكم أولياء ان استحبوا وكذلك قوله (1/7961)
تعالى وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى قال ابن برى وقد تزادان بعدما الظرفية كقول المعلوط بن بذل القريعى أنشده سيبويه ورج الفتى للخير ما ان رأيته * على السن خير الا يزال يزيد وقد تكون في جواب القسم تقول والله ان فعلت أي ما فعلت ( أن المفتوحة ) الخفيفة من نواصب الفعل المستقبل مبنى على السكون ( تكون اسما وحرفا والاسم نوعان ضمير متكلم في قول بعضهم ) إذا مضى عليها ولم يقف ( أن فعلت ) ذلك ( بسكون النون والاكثرون ) من العرب ( على فتحها وصلا ) يقولون أن فعلت ذلك ( و ) أجود اللغات ( الاتيان بالالف وقفا ) ومنهم من يثبت الالف في الوصل أيضا يقول أنا فعلت ذلك وهى لغة رديئة وفى المحكم وأن اسم المتكلم فإذا وقفت ألحقت ألفا للسكوت وقد تحذف واثباتها أحسن وفى الصحاح وأما قولهم أنا فهو اسم مكنى وهو اسم للمتكلم وحده وانما بنى على الفتح فرقا بينه وبين أن التى هي حرف ناصب للفعل والالف الاخيرة انما هي لبيان الحركة في الوقف فان وسطت سقطت الافى لغة رديئة كما قال حميد بن مجدل أنا سيف العشيرة فاعرفوني * جميعا قد تذريت السناما * قلت ومنه أيضا قول العديل أنا عدل الطعان لمن يعانى * أنا العدل المبين فاعرفوني وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالى ثلاث لغات وفاته آ أن فعلت بمد الالف الاولى وهى لغة قضاعة ومنه قول عدى يا ليت شعرى آن ذوعجة * متى أرى شربا حوالى أصيص وأنه فعلت حكى الخمسة قطرب ونقل عن ابن جنى وفى الاخيرة ضعف كما ترى قال ابن جنى يجوز الهاء في أنه بدلا من الالف في أنا لان أكثر الاستعمال انما هو أنا بالالف ويجوز أن تكون الهاء ألحقت لبيان الحركة كما ألحقت الالف ولا تكون بدلا منها بل قائمة بنفسها كالتى في كتابيه وحسابيه قال الازهرى وانا لا تثنية له من لفظه الا بنحن ويصلح نحن في التثنية والجمع ( و ) النوع الثاني ( ضمير مخاطب في قولك أنت ) يوصل بان تاء الخطاب فيصيران كالشئ الواحد من غير أن تكون مضافة إليه و ( أنت ) للمؤنثة بكسر التاء وتقول في التثنية ( أنتما ) فان قيل لم ثنوا أنت فقالوا أنتما ولم يثنوا أنا فقيل لما لم يجز أنا وأنا لرجل آخر لم يثنوا وأما أنت فثنوه بانتما لانك تجيزان تقول لرجل أنت وأنت لاخر معه وكذلك الانثى وقال ابن سيده ليس أنتما تثنية أنت إذ لو كان تثنيته لوجب أن تقول في أنت أنتان انما هو اسم مصوغ بدل على التثنية كما صبغ هذان وهاتان وتقول ( أنتم ) و ( أنتن ) جمع المذكر والمؤنث ( الجمهور ) من أئمة اللغة والنحو على ( ان الضمير هو أن والتاء حرف خطاب ) وصلت به كما تقدم قال الجوهرى وقد تدخل عليه كاف التشبيه تقول أنت كانا وانا كانت حكى ذلك عن العرب وكاف التشبيه لا تتصل بالمضمر وانما تتصل بالمظهر تقول أنت كزيد ولا تقول أنت كى الا أن الضمير المنفصل عندهم كان بمنزلة المظهر فلذلك حسن وفارق المتصل وقرأت في كتاب ليس لابن خالوية قال ليس في كلام العرب أنت كى ولا أنا كك الا في تبيين ضميرين منفصلين فلذلك قال سيبوبه استغنت العرب بانت مثلى وأنا مثلك عن ان يقولوا أنت كى وأنا كك والبيتات فلو لا الحياء لكناكهم * ولولا البلاء لكانوا كنا
والبيت الآخر ان تكن كى فانني كك فيها * اننا في الملام مصطحبان ( والحرف أربعة أنواع يكون حرفا مصدر يانا صبا للمضارع ) أي يكون مع الفعل المستقبل في معنى مصدر فتنصبه ( ويقع في موضعين في الابتداء فيكون في موضع رفع نحو ) قوله تعالى ( وأن تصوموا خير لكم ) أي صيامكم ( ويقع بعد لفظ دال على معنى غير اليقين فيكون في موضع رفع ) نحو ( ألم يان للذين آمنوا أن تخشع فلوبهم ) لذكر الله ( و ) يقع في موضع ( نصب ) نحو قوله تعالى ( وما كان هذا القرآن أن يفترى و ) يكون في موضع ( خفض ) نحو قوله تعالى ( من قبل أن ياتي أحدكم الموت ) قال الجوهرى فان دخلت على فعل ماض كانت معه بمعنى مصدر قد وقع الا انها لاتعمل تقول أعجبني أن قمت والمعنى أعجبني قيامك الذى مضى اه فعلم من هذا أن أن لا تقع إذا وصلت حالا أبدا انما هي للمضي أو للاستقبال فلا يقال سرنى أن تقوم وهو في حال قيام ( وقد يجزم بها كقوله * إذا ما غدونا قال ولدان أهلنا * تعالوا الى أن ياتنا الصيد نحطب وقد يرفع الفعل بعدها كقراءة ابن محيصن لمن أراد أن يتم الرضاعة ) برفع الميم وهى من الشواذ * قلت ومنه قول الشاعر أن تقرآن على اسماء ويحكما * منى السلام وأن لا تعلما أحدا ( وتكون مخففة من الثقيلة ) فلا تعمل فتقول بلغني أن زيد خارج قال الله تعالى ( علم أن سيكون ) منكم مرضى وقال الله تعالى ونودوا أن تلكموا لجنة أورثتموها قال ابن برى قول الجوهرى فلا تعمل يريد في اللفظ وأما في التقدير فهى عاملة واسمها مقدر في النية تقديره أنه تلكم الجنة * قلت وقال المصنف رحمه الله تعالى في البصائر في مثال المخففة من المشددة علمت أن زيد المنطلق مقترنا بلام في الاعمال وعلمت أن زيد منطلق بلالام في الالغاء قال ابن جنى وسالت أبا على عن قول الشاعر * أن تقرآن على اسماء ويحكما * لم رفع تقرآن فقال أراد النون الثقيلة أي أنكما تقرآن ( و ) تكون ( مفسرة بمعنى أي ) نحو قوله تعالى ( فأوحينا إليه أن اصنع الفلك ) أي أي اصنع ومنه قوله تعالى وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا كما في الصحاح قال بعضهم لا يجوز الوقف عليها لانها تأتى ليعبر بها وبما بعدها عن معنى الفعل الذى قبل فالكلام شديد الحاجة الى ما بعدها ليفسر به ما فبلها (1/7962)
فبحسب ذلك امتنع الوقوف عليها ( وتكون زائدة للتوكيد ) نحو قوله نعالى ولما أن جاءت رسلنا وفى موضع ولما جاءت رسلنا ونص الجوهرى وقد تكون صلة للما كقوله تعالى فلما أن جاء البشير وقد تكون زائدة كقوله تعالى ومالهم أن لا يعذبهم الله يريد وما لهم لا يعذبهم الله قال ابن برى هذا كلام مكرر لان الصلة هي الزائدة فلو كانت زائدة في الآية لم تنصب الفعل ( وتكون شرطية كالمكسورة وتكون ) أيضا ( للنفي كالمكسورة و ) تكون ( بمعنى إذ قيل ومنه ) قوله تعالى ( بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم ) أي إذ جاءهم وكذلك قوله تعالى لا تتخذوا آباءكم واخوانكم أولياء ان استحبوا من خفضها جعلها في موضع إذا كما تقدم ومن فتحها جعلها في موضع إذ على الواجب ومنه قوله تعالى وامرأة مؤمنة ان وهبت نفسها للنبى من خفضها جعلها في موضع إذا ومن نصبها ففى موضع إذ ( و ) تكون ( بمعنى لئلا قيل ومنه ) قول تعالى ( يبين الله لكم أن تضلوا ) هكذا ذكره بعض النحاة ( والصواب أنها هنا مصدرية والاصل كراهة أن تضلوا ) * قلت وقد تكون مضمرة فتعمل وان تكن في اللفظ كقولك لالزمنك أو تقضى لى حقى أي الى أن وقال الجوهرى وكذلك إذا حذفتها ان شئت نصبت وان شئت رفعت قال طرفة ألا أيهذا الزاجرى أحضر الوغى * وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدى يروى بالنصب على الاعمال والرفع أجود قال الله تعالى قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون اه وتكون أن بمعنى أجل وبمعنى لعل * ومما يستدرك عليه الانة الاتين ورجل أننة فننة كهمزة فيهما أي بليغ وأنت القوس تئن أنينا ألانت صوتها ومدته عن أبى حنيفة وأنشد لرؤبة تئن حين تجذب المخطوما * أنين عبرى أسلمت حميما وأتاه على مئنة ذاك أي حينه وربانه وقال أبو عمرو لانة والمئنة والعدقة والشوزب واحد ويقال وما أن في الفرات قطرة أي ما كان وقد ينصب ولا أفعله ما أن في السماء نجما قال اللحيانى أي ما كان وانما فسره على المعنى وكان حرف تشبيه انما هو أن دخلت عليها الكاف والعرب تنصب به الاسم وترفع به الخبر وقال الكسائي قد يكون بمعنى الجحد كقولك كانك أمير نا فتأمر نامعناه لست أميرناو ياتي بمعنى التمنى كقولك كأنني قد قلت الشعر فاجيده معناه ليتنى قد قلت الشعر فاجيده وبمعنى العلم والظن قولك كان الله يفعل ما يشاء وكانك خارج وقال أبو سعيد سمعت العرب تنشد هذا البيت ويوم توافينا بوجه مقسم * كان ظبية تعطو الى ناضر السلم وكان ظبية وكان ظبية فمن تصب أراد كان ظبية فخفف وأعمل ومن خفض أراد كظبية ومن رفع أراد كأنها ظبية فخفف وأعمل
مع اضمار الكناية وروى الجرار عن ابن الاعرابي انه أنشد كاما يحتطبن على قتاد * ويستضحكن عن حب الغمام فقال يريد كانما فقال كاما واننى وانى بمعنى وكذلك كانى وكأنني لانه كثر استعمالهم لهذه الحروف وهم قد يستثقلون التضعيف فحذفوا النون التى تلى الياء وتبدل همزة أن مفتوحة عينا فتقول علمت عنك منطلق وحكى ابن جنى عن قطرب أن طيا تقول هن فعلت فعلت يريدون ان فيبدلون قال سيبويه وقولهم أما أنت منطلقا انطلقت معك انما هي أن ضمت إليها ما وهى ما التوكيد ولزمت كراهية أن يجحفوا بها لتكون عوضا من ذهاب الفعل كما كانت الهاء والالف عوضا في الزنادقة واليماني من الياء وبنو تميم يقولون عن تريد عنعنتهم وإذا أضفت ان الى جمع أو عظيم قلت انا واننا قال الشاعر انا اقتسمنا خطتينا بيننا * فحملت برة واحتملت فجاز كان أصله اننا فكثرت النونات فحذفت احداها وأنى كحتى قرية بواسط منها أبو الحسن على بن موسى بن بابا ذكره المالينى رحمه الله * ومما يستدرك عليه أنجبان بفتح الالف وسكون النون وكسر الباء وفتحها اسم موضع واليه نسب الكساء وهو من الصوف له خمل ولا علم له وهو من أدون الثياب الغليظة ومنه الحديث ائتونى بانبجانية أبى جهم وقيل منسوب الى منبج المدينة المعروفة أبدلت الميم همزة والاول أشبه * ومما يستدرك عليه أنجد ان بفتح فسكون نون وضم الجيم وفتح الذال المعجمة وبعد الالف نون ورق شجر الحلتيت والحلتيت صمغه والمحروث أصله في المنتخب * ومما يستدرك عليه اندغن من قرى مرو على خمسة فراسخ * ومما يستدرك عليه أنصنا بفتح وكسر الصاد المهملة مدينة قديمة على شرقي النيل بالصعيد * ومما يستدرك عليه أيضا أنتن قال الازهرى سمعت بعض بنى سليم يقول كما أنتنى يقول انتظرني في مكانك ( الاون الدعة والسكينة والرفق ) يقال أنت بالشئ أونا وأنت عليه كلاهما رفقت ( و ) الاون ( المشى الرويد ) قال الجوهرى مبدل من الهون وأنشد للراجز * وسفر كان قليل الاون * ( وقد أنت أؤن ) أونا كقلت أقول قولا ويقال أن على نفسك أي ارفق بها في السير واتدع ( و ) الاون ( أحد جانبى الخرج ) تقول خرج ذو أو نين وهما كالعدلين كما في الصحاح زاد غيره يعكمان وقال ابن الاعرابي الاون العدل والخرج يجعل فيه الزاد وأنشد ولا اتحرى ودمن لا يودني * ولا أقتفى بالاون دون رفيقي وفسره ثعلب بالرفق والدعة هنا وأنشد ابن برى لذى الرمة تمشى بها الدرماء تمسح فصبها * كان بطن حبلى ذات أونين متئم ويقال خرج ذو أونين إذا احتشى جنباه بالمتاع ( و ) أون ( ع ) وسياتى له ثانيا ( ورجل آين ) كقاتل ( راقه وادع ) نقله الجوهرى (1/7963)
( وثلاث ليال أوائن ) أي ( روافه وعشر ليال آينات ) أي ( وادعات ) الياء قبل النون ( وأون الحمار تاوينا أكل وشرب حتى امتلاء بطنه ) وامتدت خاصرتاه فصار ( كالعدل ) قال رؤبة وسوس يدعو مخلصا رب الفق * سرا وقد أون تاوين العقق قال الجوهرى يريد جمع العقوق وهى الحامل المقرب مثل رسول ورسل وقال الازهرى وصف أتنا وردت الماء فشربت حتى امتلات خواصرها فصار الماء مثل الاونين إذا عدلا على الدابة ( كتاون ) تاونا ( والاوان الحين ) يقال جاء أوان البرد قال العجاج * هذا أوان الجداذ جد عمر * ( ويكسر ) نقله الكسائي عن أبى جامع وهكذا روى قول أبى زبيد طلبوا صلحنا ولات أوان * فاجبنا أن ليس حين بقاء فلا عبرة بقول شيخنا ان الكسر الذى حكاه غريب غير مرجوح بل أنكره جماعات ( ج آونة ) كزمان وأزمنة قال يعقوب ( و ) يقال فلان ( يصنعه آونة و ) زاد أبو عمرو ( آينة إذا كان يصنعه مرارا ويدعه مرارا ) قال أبو زبيد
حمال أثقال أهل الود آونة * أعطيهم الجهد منى يله ما أسع وفى الحديث مر برجل يحتلب شاة آونة فقال دع داعى اللبن يعنى مرة بعد أخرى ( و ) الاوان ( السلاحف ) قال كراع ( ولم يسمع لها بواحد ) وأنشد * وبيتوا الاوان في الطيات * الطيات المنازل ( وذو أوان ع بالمدينة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وقال نصر أظنه مكانا يمانيا ويقال أيضا ذات أوان ( والايوان بالكسر الصفة العظيمة كالازج ) ومنه ايوان كسرى كما في الصحاح وفى المحكم شبه أزج غير مسدود الوجه وهو أعجمى وأنشد الجوهرى * شطت نوى من أهله بالايوان * وقال غبره * ايوان كسرى ذى القرى والريحان * ( ج ايوانات وأواوين ) مثل ديوان ودواوين لان أصله اوان فابدلت من حدى الواوين ياء ( كالاوان ككتاب ج أون بالضم ) كخوان وخون كما في الصحاح ( وايوان اللجام ) بالكسر ( جمعه ايوانات وذو ايوان ) بالكسر ( قيل من ) أقيال ذى ( رعين ) من حمير ( وأواني كسكارى ة ببغداد ) على عشرة فراسخ منها بالقرب من مسكن وقال الحافظ قرية نزهة ذات فواكه من قرى دجيل وبها قبر مصعب بن الزبير أمير العراق و ( منها يحيى بن الحسين ) مقرئ بغداد وتلميذ إبى الكرم الشهر زورى مات سنة 606 ( و ) يحيى ( بن عبد الله الاوانيان ) ومنها أيضا أبو الحسن مليح بن رقية عن عثمان بن أبى
شيبة ذكره الامير وأبو الحسن على بن أحمد بن محمد الضرير كتب عنه أبو سعد السمعاني ببغداد توفى بها سنة 537 رحمه الله تعالى ذكره ابن الاثير ( و ) أيضا ( ة بنواحي الموصل ) واليها نسب أبو الحسن على بن أحمد المذكور قريبا وانما غر المصنف ان ابن الاثير ذكر فيه أن المشهور بالموصل وهذا لا يلزم منه أن تكون أواني من قرى الموصل فالصحيح ان أواني هي قرية واحة وهى التى من أعمال بغداد ( وأوين ) وفى بعض النسخ أو اين ( د ) وهو الصواب قال الهذلى فهيهات ناس من أناس ديارهم * دفاق ودار الآخرين أواين ( وأون ع ) وهدا قد تقدم له في أول هذا الحرف فهو تكرار منه ( و ) يقال ( أون على قدرك ) أي ( اتئد على نحوك ) * ومما يستدرك عليه آن يؤون أونا إذا استراح عن ابن الاعرابي وأون في سيره اقتصد عن ابن السكيت ويقال ربع آئن خير من ربع حصحاص وتاون في الامر تلبث والاون الاعياء كالتعب والاونان الخاصرتان والاوانان العدلان كالاونين قال الراعى تبيت ورجلاها أو انان لاستها * عصاها استها حتى يكل قعودها قال ابن برى وقيل الاوان عمود من أعمدة الخباء وقيل الاوانان اللجامان وقيل انا آن مملو آن على الرجل وقال ابن الاعرابي رحمه الله تعالى شرب حتى أون وحتى عدن وحتى كانه طراف كله بمعنى وأونت لاتان أقربت والاون التكلف للنفقة والمؤنة عند أبى على مفعلة من ذلك وقيل هي فعيلة من مانت كما سيأتي ان شاء الله تعالى وكل شئ عمدت به شيا فهو اوان له بالكسر والاوانة ركية معروفة عن الهجرى قال هي بالعرف قرب وشحى ولو ركاء والدخول وأنشد فان على الاوانة من عقيل * فنى كلتا اليدين له يمين وقال نصر هو من مياه بنى عقيل ( الاهان ككتاب العرجون ) نقله الجوهرى والجمع آهنة وأهن قال الليث هو ما فوق الشماريخ ويجمع أهنا والعدد ثلاثة آهنة قال الازهرى وأنشدني أعرابي منحتني يا أكرم الفتيان * جبارة ليست من العيدان * حتى إذا ما قلت لان الآن دب له أسود كالسرحان * بمخلب يختذم الاهان وأنشد ابن برى للمغيرة بن حبناء فما بين الردى والامن الا * كما بين الاهان الى العسيب ( وأعطاه من آهن ماله ) هكذا هو مضبوط كاحمد أي ( من تلاده وحاضره ) * قلت صوابه من آهن ماله كنا صرو هو بدل من عاهن ويقال من آهن المال وعاهنه أي من عاجله وحاضره كما ياتي في عهن ( الاين الاعياء ) والتعب قال كعب رضى الله تعالى عنه * فيها على الاين ارقال وتبغيل * قال أبو زيد لا يبنى منه فعل وقد خولف فيه كما في الصحاح وقال أبو عبيدة لا فعل له وقال الليث لا يشتق منه فعل الافى الشعر وقال ابن الاعرابي آن يئين أينا من الاعياء وأنشد * انا ورب القلص الضوامر * قال انا أي أعيينا (1/7964)
* قلت ووجدت في هامش الصحاح ما نصه قال الاصمعي يصرف الاين وأبو زيد لا يصرفه قال أبو محمد لم يصرف الاين الافى بيت واحد وهو قد قلت للصباح والهواجر * انا ورب القلص الضوامر الصباح التى يقال لها ارتحل فقد أصبحنا والهواجر التى يقال له سر فقد اشتدت الهاجرة وانا من الاين ( و ) الاين ( الحية ) مثل الايم نونه بدل من اللام وقال ابن السكيت الاين والايم الذكر من الحيات وقال أبو خيرة الايون والايوم جماعة ( و ) الاين ( الرجل والحمل ) عن اللحيانى ( و ) الاين ( الحين و ) الاين ( مصدر آن بئين أي حان ) يقال آن لك أن تفعل كذا يئين أينا عن أبى زيد أي حان مثل أنى لك وهو مقلوب منه وأنشد ابن السكيت ألمايئن لى أن تجلى عمايتى ( وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا فجمع بين اللغتين كذا في الصحاح ( و ) آن ( أينك ويكسر ) وعلى الفتح اقتصر الجوهرى ونقله ابن سيده ( و ) آن ( آنك ) أي ( حان حينك ) وفى المحكم أن آن أينا لغة في أنى وليس بمقلوب عنه لوجود المصدر * قلت وقد عقد له ابن جنى رحمه الله تعالى بابا في الخصائص قال باب في الاصلين يتقاربان في التركيب بالتقديم والتاخير وان قصر أحدهما عن تصرف صاحبه كان أوسعهما تصرفا أصلا لصاحبه وذلك كقولهم أنى الشئ يانى وآن يئين فآن مقلوب عن أنى لوجود مصدر أتى يانى وهو الاناء ولا تجد لان مصدرا كذا قاله الاصمعي فاما الاين فليس من هذا في شئ انما الاين الاعياء والتعب فلما تقدم آن المصدر الذى هو أصل للفعل علم انه مقلوب عن أنى يانى اناء غير ان أبا زيد رحمه الله حكى لان مصدر أو هو الاين فان كان الامر كذلك فهما إذا متساويان وليس أحدهما أصلا لصاحبه اه وجزم السهيلي في الروض بان آن مقلوب من أنى مستدلا بقولهم آناء الليل واحده أنى وأنى وانى فالنون قيل في كل هذا وفيما صرف منه وقال البكري رحمه الله تعالى في شرح أمالى القالى آن أنى حان وآن أصله الواو ولكنه من باب يفعل كولى يلى وجاء المصدر بالياء ليطرد على فعله قال شيخنا رحمه الله تعالى قوله كولى يلى ودعوى كونه واو يافيه نظر ظاهر ومخالفة للقياس ( وأين سؤال عن مكان ) إذا قلت أين زيد فانما تسال عن مكانه كما في الصحاح وهى مغنية عن الكلام الكثير والتطويل وذلك أنك
إذا قلت أين بيتك أغناك ذلك عن ذكر الاما كن كلها وهو اسم لانك تقول من أين قال اللحيانى هي مؤنثة ران شئت ذكرت وقال الليث الاين وقت من الامكنة تقول أين فلان فيكون منتصبا في الحالات كلها ما لم تدخله الالف واللام وقال الزجاج أين وكيف حرفان يستفهم بهما وكان حقهما أن يكونا موقوفين فحركا لاجتماع الساكنين ونصبا ولم يخفضا من أجل الياء لان الكسرة على الياء تثقل والفتحة أخف وقال الاخفش في قوله تعالى ولا يفلح الساحر حيث أنى في حرف ابن مسعود أين اتى ( وأيان ويكسر معناه أي حين ) وهو سؤال عن زمان مثل متى قال الله تعالى أيان مر ساها والكسر لغة لبنى سليم حكاها الفراء وبه قرأ السلمى ايان يبعثون كذا في الصحاح وقد حكاها الزجاج أيضا وفى المحتسب لابن جنى ينبغى أن يكون أيان من لفظ أي لا من لفظ أي لامرين أحدهما ان أين مكان وأيان زمان والآخر قلة فعال في الاسماء مع كثر فعلان فلو سميت رجلا بايان لم تصرفه لانه كحمدان ولسنا ندعى أن أيا يحسن اشتقاقها أو الاشتقاق منها لانها مبنية كالحرف أوانها مع هذا اسم وهى أخت أيان وقد جازت فيها الامالة التى لاحظ للحروف فيها وانما الامالة للافعال وفى الاسماء إذا كانت ضربا من التصرف فالحرف لا تصرف فيه أصلا ومعنى أي انها بعض من كل فهى تصلح للازمنة صلاحها لغيرها إذ كان التبعيض شاملا لذلك كله قال أمية والناس راث عليهم أمر يومهم * فكلهم قائل للدين أيانا فان سميت بايان سقط الكلام في حسن تصريفها للحاقها بالتسمية ببقية الاسماء المتصرفة ( وأبو بكر أحمد بن محمد بن ) أبى القاسم ابن ( أيان الدشتى محدث متاخر ) حدث عن أبى القاسم بن رواحة وسمع الكثير بافادة خاله محمود الدشتى قاله الحافظ ( والآن ) اسم ( الوقت الذى أنت فيه ) فهما عنده مترادفان وقال الاندلسي في شرح المفصل الزمان ماله مقدار و يقبل التجزئة والآن لا مقدار له وهو اسم الوقت الا حاضر المتوسط بين الماضي والمستقبل قاله الجوهرى وهو ( ظرف غير متمكن وقع معرفة ولم تدخل عليه ال للتعريف لانه ليس له ما يشركه ) قال ابن جنى في قوله تعالى قالوا الآن جئت بالحق الذى يدل على أن اللام في الآن زائدة أنها لا تخلوا ما أن تكون للتعريف كما يظن مخالفنا أو أن تكون لغير التعريف كما تقول فالذي يدل على انها لغير التعريف أنا اعتبرنا جميع ما لامه للتعريف فإذا اسقاط لامه جائز فيه وذلك نحو رجل والرجل وغلام والغلام ولم يقولوا افعله آن كما قالوا افعله الآن فدل هذا على ان اللام ليست فيه للتعريف بل هي زائدة كما يزاد غيرها من الحروف وقد أطال الاحتجاج على زيادة اللام وأنها ليست للتعريف بما هو مذكور في الخصائص والمحتسب وقال في آخره وهذا رأى أبى على رحمه الله تعالى وعنه أخذته وهو الصواب قال الجوهرى ( وربما فتحوا اللام وحذفوا الهمزتين ) قال ابن برى يعنى الهمزة التى بعد اللام لنقل حركتها على اللام وحذفها ولما تحركت اللام سقطت همزة الوصل الداخلة على اللام ( كقوله ) أنشده الاخفش وقد كنت تخفى حب سمراء حقبة * ( فجح لان منها بالذى أنت بائح ) قال ابن برى ومثله قول الآخر ألا يا هند هند بنى عمير * أرث لان وصلك أم جديد (1/7965)
وقال أبو المنهال حدبدبى بدبدبى منكم لان * ان بنى فزارة بن ذبيان قد طرقت ناقتهم بانسان * مشنا سبحان ربى الرحمن أن أبو المهال بعض الاحيان * ليس على حسبى بضؤلان وفى التهذيب قال الفراء الآن حرف بنى على الالف واللام ولم يخلعا منه وترك على مذهب الصفة لانه صفة في المعنى واللفظ قال وأصل الآن أوان حذف منها الالف وغيرت واوها الى الالف كما قالوا في الراح الرياح فجعل الراح والآن مرة على جهة فعل ومرة على جهة فعال كما قالوا زمن وزمان قالوا وان شئت جعلت الآن أصلها من قولك آن لك أن تفعل أدخلت عليها الالف واللام ثم تركتها على مذهب فعل فأتاها النصب من نصب فعل قال وهو وجه جيد * ومما يستدرك عليه قال أبو عمرو أتيته آئنة بعد آئنة بمعنى آونة ذكره المصنف في أون وقال ابن شميل وهذا أوان الآن تعلم وما جئتا الا أوان الآن بنصب الآن فيهما وفى حديث ابن عمر رضى الله عنهما ثم قال اذهب بهذه تلآن معك قال أبو عبيد قال الاموى يريد الآن وهى لغة معروفة تزاد التاء في الآن وفى حين ويحذفون الهمزة الاولى يقال تلان وتحين وسياتى للمصنف رحمه الله في ت ل ن وأما قول حميد بن ثور واسماء ما أسماء ليلة أدلجت * الى وأصحابي باين وأينما فانه جعل اين علما للبقعة مجردا عن معنى الاستفهام فنعها الصرف للتانيث والتعريف والاين شجر حجازى قالت الخنساء تذكرت صخرا أن تغنت حمامة * هتوف على غصن من الاين تسجع وأيون كتنور قرية بالرى منها سهل بن الحسن بن محمد الايونى والاين ناحية من نواحى المدينة متنزهة عن نصر ( فصل الباء ) مع النون ( تبانت الطريق والاثر ) على تفعلت وقد أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( بمعنى تابنتها ) أي
اقتفيتها وتتبعتها وهو مقلوب عنه * ومما يستدرك عليه الباذنة الاستخذاء والاقرار ذكره المصنف رحمه الله تعالى في بذن وهذا موضعه * وما يستدرك عليه أيضا الباسنة شبه الجوالق من مشاقة الكتان وقد لا يهمز وسياتى ( الببنى ) بموحدة مكررة وكسر النون وياء النسبة أهمله الجماعة ( هو محمد بن بشر بن بكر ) ويقال ابن على ( الببنى المحدث ) عن أبى بكر أحمد بن محمد البرديجى الحافظ وعنه محمد بن أحمد بن الفضل كذا في التبصير للحافظ كذا ذكره ولم يبين النسبة هذه الى أي قال نصر ببن من أمهات القرى بين باد غيس وسرخس وقال ياقوت في المعجم مدينة عند بابيين من أعمال باد غيس قرب هراة افتتحها سالم مولى شريك بن الاعور من قبل عبد الله بن عامر في سنة 31 عنوة وقال أبو سعيد بينة هي بون غير أنهم نسبوا إليها ببنى وذكر محمد بن بشر المذكور ومثله قول المالينى وزاد ابن الاثير في المنسوب إليها أبا جعفر محمد بن على بن يحيى الببنى الهروي عن الحسن بن سفيان فانظر الى قصور المصنف وتقصيره * ومما يستدرك عليه حتى يكونوا ببانا واحدا قال أبو عبيد قال ابن مهدى شيا واحدا كذا جاء في حديث وقد ذكره المصنف في ببب كالجوهري واختلف في هذه الكلمة فقيل أعجمية وهو قول أبى سعيد الضرير وأبى عبيد ورده الازهرى وقال بل هي لغة يمانية لم تفش في كلام معد وهو والباج بمعنى واحد وقال أبو الهيثم الكواكب البابانيات هي التى لا ينزل بها شمس ولا قرانما يهتدى بها في البرو البحر وهى شآمية ومهب الشمال منها وبابان محلة كبيرة باسفل مروو منها أبو سعيد عبدة ابن عبد الرحيم بن حسان المروزى البابانى قال أبو حاتم صدوق وأبو بكر عمر بن نوح بن على بن عباد النهرواني يعرف بابن البابانى من أهل بغداد معتزلي وأبوه حنبلي توفى سنة 404 وبابونيا من قرى بغداد منها أبو الفضل موسى بن سلطان البابونى المقرى عن أبى الوقت وبا بين قرية بالبحر والنسبة إليها بابينى ( بتان كغراب ) أهمله الجوهرى والجماعة وهى ( ة ) من قرى نيسابور ( من عمل طر يثيث منها أبو الفضل البتانى الفقيه الزاهد ) ساكن طرثيث أحد الفضلاء من أصحاب الشافعي رضى الله تعالى عنه وذكر الامير ممن نسب إليها محمد بن عبد الرحمن البتانى من آل يحيى بن أكثم عن على بن ابراهيم البتانى وعنه عبد الله بن محمود وعلى ابن ابراهيم المذكور من أصحاب ابن المبارك ( و ) بتان ( بالكسر ) عن ابن الاكفانى ( أو بالفتح ) وهو المشهور ( والشد ) في الضبطين ( ة بحران منها أحمد ) كذا في النسخ والصواب على ما في التبصير والمعجم محمد ( بن جابر ) بن سنان الحرانى ( البتانى ) الصابى ( المنجم ) صاحب الزيج هلك بعد الثمانمائة ( و ) شرف الدين ( محمد بن المهنى بن الباتنى ) هكذا هو بموحدة قبل الالف و ( بكسر التاء ) الفوقية ( والنون المشددة ) المكسورة ( م ) معروف بين المحدثين وفيه نظر ( له سماع ) عن ابى الفتح بن عبد السلام * ومما يستدرك عليه بتان كغراب من قرى مر وذكره المالينى هكذا وبتنون كحلزون قرية من أعمال مصر بالغربية وذكرها المصنف رحمه الله تعالى في ب ث ن ولكن المشهور على الالسنة وفى الكتب هكذا وبتنين بضم ثم فتح وكسر النون وياء ساكنة ونون أخرى قرية بسمرقند من نواحى دبوسية منها جعفر بن محمد بن بحر البتنينى روى عنه أيضا القاسم قاله أبو سعيد * قلت وروى أبو محمد بن القاسم هذا أيضا عن ابراهيم بن محمد البتنينى ذكره المالينى والبتينة كسفينة قرية من أعمال أسيوط وبتانة بالكسر قرية من أعمال الدقهلية وقد دخلتها * ومما يستدرك عليه أيصا بتخذان بالضم قرية من قرى نسف منها أبو على الحسن ابن عبد الله بن محمد بن الحسن البتخذانى النسفى المقرئ توفى بعد سنة احدى وخمسين وخمسمائة ( البثنة الارض السهلة ) اللينة (1/7966)
كما في الصحاح ( ويكسر ) هكذا وجد بخط شمر وتقييده والجمع بثن والفتح أعلى قال الجوهرى وبتصغير ها سميت المرأة بثينة ( و ) البثنة ( الزبدة ) عن ثعلب ( و ) أيضا ( المرأة الحسناء ) الناعمة الغضة ( البضة ) عنه أيضا ( و ) البثنة ( النعمة في النعمة ) عنه أيضا ( و ) بثنة ( ة بدمشق ) بينها وبين أذرعات عن الازهرى وكان سيدنا أبوب عليه السلام منها ويقال لها أيضا بثنية بالتحريك وياء مشددة وقد نسب إليها أبو الفرج النضر بن محمد البثنى عن هشام بن عروة قال ابن حبان رحمه الله تعالى لا يحتج به ( والبثنية ) بالفتح كما هو في نسخ الصحاح وبالتحريك أيضا كما ضبطه بعضهم ويدل له قول الشاعر الآتى ذكره اسم ( لحنطة جيدة منها ) قال الغنوى بثنية الشام حنطة أو حبة مدحرجة قال ولم أجد حبة أفضل منها قال أبو رو يشد الثقفى فادخلتها لاحنطة بثنية * تقابل أطراف البيوت ولا حرفا ( و ) البثينة ( الرملة اللينة ج ) بثن ( كعنب والبثن بضمتين الرياض ) قال الكميت مباؤك في البثن الناعما * ت عينا إذا روح المؤصل
يقول رياضك تنعم أعين الناس أي تقرأ عينهم إذا أراح الراعى والمباء المنزل قال الجوهرى قال أبو الغوث كل حنطة تنبت في الارض السهلة فهى بثنية خلاف الجبلية * قلت وبالوجهين فسر قول خالد بن الوليد رضى الله عنه أنه خطب فقال ان عمرا ستعملي على الشام وهوله مهم فلما ألقى الشام بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيرى ( وبثينة العذرية كجهينة صاحبة جميل ) الشاعر معروفة وهى بئينة بنت حبابن ثعلبة بن الهود بن عمرو بن الاحب بن حن بن عذرة وجميل هو ابن عبد الله بن معمر بن الحرث بن ظبيان بن حن يجتمعان وقد ذكرها في اشعاره تارة هكذا وتارة نكرة وتارة مرخمة وقد كانا في زمن الصحابة رضى الله تعالى عنهم وهى زوجة نبيئة بن الاسود العذري ( و ) بثينة ( ع ) على طريق السفر ( بين البصرة والبحرين ) وهى هضبة ( وأبو بثينة شاعر ) من هذيل ( وبثنون ) ظاهر سياقه انه بالفتح وليس كذلك بل هو بالتحريك ( د بمصر ) من كورة الغربية وقد تقدم أن المشهور على الا لسنة بالتاء الفوقية وقد دخلتها وكان اشتقاقها من البئنة وهى النعمة لما فيها من الخصب والخير الكثير ( ويوسف ابن بثان كرمان محدث مصرى ) عن عقيل بن خالد وعنه هرون بن سعيد الايلى زاد الحافظ الذهبي وسعيد بن بثان روى عنه هرون بن سعيد الايلى قال الحافظ كذا بخطه وليس في كتاب ابن ماكولا الا سعيد فقط ولم يذكر يوسف فيحتمل أن يكون يوسف أخا لسعيد والله تعالى أعلم * ومما يستدرك عليه بثنة اسم رملة وأنشد ابن برى لجميل بدت بدوة لما استقلت حمولها * ببثنة بين الجرف والحاج والنجل وسموا بثنة والبثنية لزبدة * ومما يستدرك عليه أيضا بجانة بالتشديد مدينة بالاندلس من أعمال المرية بينها وبين المرية فرسخان منها أبو الفضل مسعود بن أبى الفضل البجانى ولد سنة 307 وبجان ككتاب موضع بالقرب من أصبهان * ومما يستدرك عليه بجستان بكسر الموحدة وبالجيم من قرى نيسابور عمرها الله تعالى بالاسلام وأهله ( البحون كجعفر رمل متراكم ) قال * من رمل ترنى ذى الركام البحون * ( و ) البحون من الرجال ( من يقارب في مشيته ويسرع و ) البحون ( ضرب من التمر ) حكاه ابن دريد قال لا أدرى ما حقيقته ( و ) بحون ( اسم ) رجل ( و ) البحونة ( بهاء المرأة القصيرة ) العظيمة البطن ( و ) أيضا ( القربة الواسعة البطن ) نقله الجوهرى وأنشد ابن برى للاسود بن يعفر جذلان يسرجلة مكنوزة * حبناء بحونة ووطبا مجزما ( و ) بحونه ( اسم ) رجل ( والبحنانة الجلة العظيمة ) البحرانية التى يحمل فيها الكنعد المالح عن أبى عمرو ( كالبحناء و ) البحنانة ( شررة عظيمة من شرر النار ) وبه فسر الحديث إذا كان يوم القيامة تخرج بحنانة من جهنم فتلقط المنافقين لقط الحمامة القرطم ( وعبد الله بن بحنة ) هكذا في النسخ والصواب باثبات الالف بينهما وبحينة ( كجهينة ) اسم امرأة عن أبى حنيفة ( صحابي ) رضى الله تعالى عنه وهو حليف عبد المطلب بن عبد مناف ناسك يصوم الدهر وكان ينزل بطن أريم ( وهى أمه وأبوه مالك بن مالك ) صوابه مالك بن العتب الازدي أزد شنوءة وأمه بحينة هي بنت الحرث مطلبية قرشية يقال اسمها عبدة ولها صحبة أيضا قسم لها رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ووقع في البخاري مالك بن بحينة وهو وهم عن شعبة وفى م ف ق على الصواب والحديث لابنه عبد الله * ومما يستدرك عليه بحنة نخلة معروفة وبنات بحنة ضرب من النخل طوال وقال الجوهرى بحنة اسم امرأة نسبت إليها نخلات كن عند بيتها كانت تقول هن بناتى فقيل هن بنات بحنة قال ابن برى حكى أبو سهل عن التميمي في قولهم نبت بحنة ان البحنة نخلة معروفة بالمدينة وبها سميت المرأة بحنة والجمع بنات بحن اه ويقال للرجل الطويل ابن بحينة وابن بحنة اسم للسوط قال الازهرى لانه يسوى من قلوس العراجين ورجل بحون وبحونة عظيم البطن والبحونة الجلة العظيمة ودلو بحون عظيم كثير الاخذ للماء ( بحثن في الامر بحثنة ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وقال غيرهما أي ( تراخى فيه ) ( النجن ) أهمله الجوهرى قال ابن سيده ( هو الطويل منا ) كالمخن قال وأراه بدلا ( وابحان كاقشعر وادهام مات ) يقال بالهمزة وبغيره ( وابخن كاسود نام و ) أيضا ( انتصب ) قائما ( ضدو ) ابخنت ( الناقة تمددت للحالب كابخانت ) كادهامت وكذلك ابخانت كاقشعرت (1/7967)
* ومما يستدرك عليه بخن فهو باخن طال وأنشد ابن برى رحمه الله * في باخن من نهار الصيف محتدم * ومما يستدرك عليه بخجر ميان من قرى مرو ( البخدن كجعفر والدل مهملة ) أهمله الجوهرى وفى اللسان هي ( الجارية الناعمة ) الرخصة الناره ( و ) أيضا ( اسم امرأة ) قال * يا دار عفراء ودار البخدن * يروى كجعفر وزبرج وبخدن بفتح الباء وكسر الدال ( البدن محركة من الجسد ما سوى الرأس والشوى ) وفى المغرب البدن من المنكب الى الالية وقال الازهرى يطلق على جملة الجسد كثيرا ه
وقوله تعالى فاليوم ننجيك ببدنك قالوا بجسد لاروح فيه كما في الصحاح ( أو ) البدن ( العضو ) عن كراع ( أو خاص باعضاء الجزور ) هكذا خصه كراع مرة ( و ) البدن ( الرجل المسن ) أنشد الجوهرى للاسود بن يعفر هل لشباب فات من مطلب * أم ما بكاء البدن الاشيب وفى التهذيب أو ما بكاء ( و ) البدن ( الدرع القصيرة ) كما في الصحاح زاد ابن سيده على قدر الجسد ومنهم من قال القصيرة الكمين وقيل في الدرع عامة وبه فسر ثعلب قوله تعالى فاليوم ننجيك بيدنك قال بدرعك وذلك انهم شكوا في غرقه فأمر الله تعالى البحر أن يقذفه على دكة في البحر ببدنه أي بدرعه فاستيقنوا حينئذ انه غرق قال الجوهرى قال الاخفش وهذا ليس بشئ وفى حديث على لما خطب فاطمة رضى الله تعالى عنهما قيل ما عندك قال فرسى وبدنى وفى حديث سطيح أبيض فضفاض الرداء والبدن أي واسع الدرع يريد به كثرة العطاء ( ج أبدان ) حكى اللحيانى انها لحسنة الابد ان قال أبو الحسن كأنهم جعلوا كل جزء منها بد ناثم جمعوه على هذا قال حميد بن ثور ان سليمى واضح لباتها * لينة الابدان من تحت السبج ( و ) البدن ( الوعل المسن ) قال يصف وعلا وكلبة قد قلت لما بدت العقاب * وضمها والبدن الحقاب جدى لكل عامل ثواب * والرأس والاكرع والاهاب العقاب اسم كلبة والحقاب جبل بعينه يقول اصطادي هذا التيس وأجعل ثوابك الرأس والاكرع والاهاب ( ج أبدن ) قال كثير عزة كان قتود الرحل منها تبينها * قرون تحنت في جماجم أبدن ( و ) البدن ( نسب الرجل وحسبه ) قال لها بدن عاس ونار كريمة * بمعترك الآرى بين الصرائم ( والبادن والبدين والمبدن كمعظم ) السمين ( الجسيم ) وفى حديث ابن أبى هالة بادن متماسك البادن الضخم والمتماسك الذى يمسك بعض أعضائه بعضا فهو معتدل الخلق ( وهى بادن وبادنة وبدين ) ومبدنة ( ج ) بدن ( ككتب وركع ) وأنشد ثعلب لا ترهبى أن يقطع الناى بيننا * ولما يلوح بدنهن شروب وقال زهير غزت سمانا فآبت ضمرا خدجا * من بعد ما جنبوها بدنا عققا ( وقد بدنت ككرم ونصر ) وقدم الجوهرى اللغة الاخيرة ( بدنا ) بالفتح ( ويضم ) وعليه اقتصر الجوهرى ( وبدانا وبدانة بفتحهما ) قال * وانضم بدن الشيخ وأسما لا * انما عنى بالبدن هنا الجوهر الذى هو الشحم لا يكون الاعلى هذا لانك ان جعلت البدن عرضا جعلته محلا للعرض ( وبدن تبدينا أسن وضعف ) قال حميد الارقط وكنت خلت الشيب والتبدينا * والهم مما يذهل القرينا وفى الحديث انى قدبدنت فلا تبادروني في الركوع والسجود أي كبرت وأسننت هكذا ذكره الاموى ويروى قد بدنت ككرمت أي سمنت وضخمت والوجه الاول ( و ) بدن ( فلانا ) تبدينا ( ألبسه ) بدنا أي ( درعا والمبدان الشكور السريع السمن ) قال وانى لمبدان إذا القوم أخمصوا * وفى إذا اشتد الزمان شحوب ( والبدنة محركة من الابل والبقر كالاضحية من الغنم تهدى الى مكة ) وفى الصحاح ناقة أو بقرة تنحر بمكة ( للذكر والانثى ) فالتاء للوحدة لا للتانيث قال أبو بكر سميت بذلك لعظمها وضخامتها أو لسنها وفى الصحاح لانهم كانوا يسمنونها وقال الزجاج لانها تبدن أي تسمن ونقل النووي في التحرير عن الازهرى انها تكون من الابل والبقر والغنم قال النووي وهو شاذ وقيل البدنة من الابل فقط وألحقت البقرة بها بالسنة قال شيخنا رحمه الله تعالى الذى في تهذيب الازهرى البدنة من الابل فقط والهدى من الابل والبقر والغنم وما حكاه عنه النووي في تحريره قيل انه خطا نشا من سقط في نسخة النووي نقل ذلك كله الحافظ ابن ححر رحمه الله تعالى في شرح البخاري قال وحكى ابن التين عن ابن مالك انه كان يتعجب ممن يخص البدنة بالانثى ( ج ككتب ) مثل ثمرة وثمرو يحفف أيضا ولا يقال بدن وان كانوا قالوا خشب وأجم وأكم ورخم استثناه اللحيانى من هذه ويجمع أيضا على بدنات ( وبادن كهاجرة ببخارا ) أو سمر قند ( منها أبو عبد الله ) محمد بن الحسن بن جعفر بن غزوان ( البادنى ) البخاري ( الشاعر المجود ) كان يمدح الوزير البلعمى وغيره وكان ضريرا توفى في صفر سنة 268 وضبطه الحافظ الذهبي بذال معجمة * ومما يستدرك عليه البدن بالضم وبضمتين كعسر وعسر السمن والا كتنازو أنشد الجوهرى للراجز وهو ابن البرصاء كأنها من بدن وايفار * دبت عليها ذربات الانبار (1/7968)
والبدن أيضا جمع بدنة وبه أيضا جاء القرآن العزيز والبدن جعلناها لكم من شعائر الله ويقال للحية الصغيرة البدن تشبيها بالدرع وبدون جمع بدن للوعل المسن وهو نادر عن ابن الاعرابي وشبر بدين بفتح الباء وكسر الدال المشددة فرية بمصر من أعمال الدقهلية وبهم بدن بالتحريك موضع وبدن بالضم موضع في أشعار ابن فزارة عن نصر وبدين كزبير اسم ماء وبديانا بالضم من قرى نسف وبدن بن دبار بالفتح عن على وعنه سماك بن حرب * ومما يستدرك عليه بدرشين قرية بمصر قريبة وقد دخلتها منها
الشمس محمد بن على بن محمد بن محمد بن أحمد الشافعي ولد سنة ست وثمانين وسبعمائة أجازه الزين العراقى وابن جماعة توفى سنة 846 وبداون بفتح الباء وضم الواو مدينة بالهند منها الشيخ العارف بالله تعالى محمد بن أحمد الخالدي الشهير بنظام الاولياء نفعنا الله تعالى ببركاته ( الباذنة ) أهمله الجوهرى وهو ( الاستخذاء والاقرار بالامر والمعرفة به وقد باذن يباذن ) وقال ابن شميل في المنطق باذن بفلان من الشر باذنة وهى المباذنة مصدر ويقال أنائلا تريد ومعترسة أراد بالمعترسة الاسم يريد به الفعل مثل المجاهدة ( وكان من حق الباذنة أن يذكر في أول الفصل ) لكونها مهموزة ( وانما ذكروه هنا ) وقد قلدهم المصنف رحمه الله تعالى في ذلك ( وباذان الفارسى من الابناء ) أي من أبناء الفرس ممن ولد باليمن ( أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ) * ومما يستدرك عليه باذن كهاجر من قرى خابران بنواحي سرخس واليها نسب أبو عبد الله الشاعر المذكور وهكذا ضبطه الحاكم في تاريخ نيسابور والذهبي وياقوت وباذان فيروز اسم لمدينة أردبيل وباذان الكتاب ناحية من أعمال الاهواز وباذينة نوع من الحلويات * ومما يستدرك عليه باذبينى بكسر الموحدة مدينة تحت واسط على ضفة دجلة ومنها أبو الرضا أحمد بن مسعود سمع من قاضى المارستان توفى سنة 592 رحمه الله تعالى وباذبين اسم رجل كان رسولا للحجاج وأنشد ثعلب لرجل من بنى كلاب نشدتك هل يسرك أن سرجى * وسرجك فوق بغل باذبينى قال نسبة الى هذا الرجل * ومما يستدرك عليه باذنجان قد يذكره المصنف كثيرا في أثناء كتابه وأغفل عن ذكره وهذا موضع ذكره وهو معروف والباذنجانية قرية بمصر من أعمال قويسنا واليها ينسب محمد بن أبى الحسن الباذنجاني المصرى النحوي كان في أيام كافور رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه بذندون بلد بالثغور مات بها المأمون فنقل الى طرسوس ودفن بها ولطرسوس باب يقال له باب بذندان * ومما يستدرك عليه بذنجون قرية من أعمال بخارا منها أحمد بن اسمعيل بن أحمد البذنجونى ( البرنى ) بالفتح ( تمرم ) معروف أصفر مدور وهو أجود التمر واحدته برنية وقال الازهرى ضرب من التمر أحمر مشرب بصفرة كثير اللحاء عذب الحلاوة يقال نخلة برنية ونخل برنى قال الراجز * برنى عيدان قليل قشره * وهو ( معرب ) و ( أصله برنيك أي الحمل الجيد ) وقال أبو حنيفة انما هو بارنى فالبار الحمل ونى تعظيم ومبالغة وقول الراجز * وبالغداة فلق البرنج * أراد البرنى فابدل من الياء جيما ( وعلى ابن عبد الرحمن بن الاشقر بن البرنى ) عن نصر بن الحسن الشاسى هكذا ذكره الذهبي قال الحافظ صوابه عبد الرحمن بن على * قلت وهكذا ذكره ابن النجار أيضا ولم يذكره من روى عنه وقد روى عنه سبطه أبو الفرج ذاكر الله بن ابراهيم أحد شيوخ ابن النجار مات سنة 601 ( وست الادب بنت المظفر بن البرنى رويا ) * قلت وأخوها أبو اسحق ابراهيم نزيل الموصل روى عن ابن البطى وهو والد ذاكر الله المذكور وأبو بكر حدث أيضا وأبو طاهر بن عبد الرحمن بن الاشقر سمع من ابن الحصين وأبو منصور أحمد ذاكر الله حدث عن القاضى أبى الحسين بن أبى يعلى الفراء وهو آخر من حدث عنه مات سنة 608 رحمه الله تعالى ومحمد بن ابراهيم ابن المظفر المذكور سمع منه الدمياطي ( والبزنية اناء من خزف ) كما في الصحاح وفى المحكم شبه فخارة ضخمة خضراء وربما كانت من القوارير الثخان الواسعة الافواه ( و ) البرنية ( الديك الصغير أول ما يدرك ج برانى ) لغة عربية وقال ابن الاعرابي البرنى الديكة ( ويبرين أو أبرين ع ) قال الازهرى قرية ذات نخل وعيون عذبة ( بحذاء الاحساء ) في ديار بنى سعد هنا ذكره المصنف رحمه الله تعالى مقلدا للجوهري وقال ابن برى حق يبرين ان يذكر في فصل برى من باب المعتل لان يبرين مثل يرمين وهو مذهب أبى العباس وهو الصحيح قال والدليل على صحة ذلك قولهم في الرفع يبرون ويبرين في النصب والجر وهذا قاطع بزيادة النون قال ولا يجوز أن يكون يبرين فعلين لانه لم يات له نظير وانما في الكلام فعلين مثل غسلين ( وابرينة ويكسرة بمروو برين بالضم ) وكسر الراء ( لقب عبد الله أبى هند الدارى صحابي ) ويقال اسمه برير كما وجد بخط أبى العلاء الفرضى وقيل برو قيل يزيد وقيل هو أبو هند بن بر وقيل أبو البراء أخو تميم الدارى وقيل ابن عمه وفيه اختلاف كثير * ومما يستدرك عليه برن قرية واليها نسب التمر كما في معجم البكري وبريان قرية ببلخ عن المالينى وبرنوة قرية من قرى نيسابور وبريانة بالضم قرية بالاندلس شرقي قرطبة وبرن محركة مدينة بالهند ومنها الامام ضياء الدين المحتسب مؤلف كتاب الاحتساب وغيره وبيرون بالسند كذا في صفات الاطباء لابن أبى ضبعة * قلت منها أبو الريحان المنجم واسمه أحمد بن محمد مؤلف كتاب الجماهر في الجواهر والتفهيم في التنجيم ( البرثن كقنفذ الكف ) بكمالها ( مع
الاصابع و ) قيل هو ( مخلب الاسد أو هو للسبع كالاصبع للانسان ) وقال الاصمعي البراثن من السباع والطير بمنزلة الاصابع من الانسان قال والمخلب ظفر البرثن ومثله قول أبى زيد وقال الليث البرائن أظفار مخالب الاسد وأنشد الجوهرى لامرئ القيس وترى الضب حقيقا ماهرا * رافعا برثنه ما ينعفر (1/7969)
والرواية ثانيا برثنه يصف مطرا كثيرا أخرج الضب من حجره فعام في الماء ماهرا في سباحته يبسط براثنه ويثنيها في سباحته وقوله ما ينعفر أي لا يصيب براثنه التراب وقد تستعار البراثن لا صابع الانسان كما قال ساعدة بن جؤية يذكر النحل ومشتار العسل حتى أشب لها وطال أبابها * ذورجلة شثن البراثن جنب وفى حديث القبائل سئل عن مضر فقال تميم برثمتها وجرثمتها قال الخطابى رحمه الله تعالى انما هو برتنتها بالنون أي مخالبها يريد شوكتها وقوتها والميم والنون يتعاقبان فيجوز ان تكون الميم لغة ويجوز ان تكون بدلا لازدواج الكلام في الجرثومة ( و ) برثن ( قبيلة ) من بنى أسد أنشد سيبويه لقيس بن الملوح لخطاب ليلى يال برثن منكم * أدل وأمضى من سليك المقانب وأنشده الجوهرى لقران الاسدي وقال لزوار ليلى منكم آل برثن * على الهول أمضى من سليك المقانب والمشهور في الرواية الاول ( وعبد الرحمن بن أم برثن تابعي ) هكذا في سائر النسخ والصواب عبد الرحمن بن آدم مولى أم برثن ويقال أيضا بالميم وقد ذكره المصنف هناك ونبهنا عليه ( وبرثن الاسد سيف مرثد بن علس ) على التشبيه ( و ) أيضا ( سمة للابل كالبرثام بالكسر ) يكون على هيئة مخلب الاسد * ومما يستدرك عليه حكيمة بنت برثن ويقال برثم صحابية وبرثان واد في طريق رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الى بدرعن ابن الاثير رحمه الله تعالى وحكى وزنه فعلان فحينئذ يذكر في برث * ومما يستدرك عليه برجونة محلة بالجانب الشرقي من واسط منها الحسن بن على بن المبارك الواسطي البرجونى هكذا ضبطه المنذرى وبرجوان محلة بالقاهرة بين بابى زويلة والفتوح * ومما يستدرك عليه بردونة قرية من أعمال البهنساوية ( البرذون كجرد حل الدابة ) هكذا هو نص الجوهرى فقول شيخنا رحمه الله تعالى هذا التفسير لا يعرف لغير المصنف محل نظر ثم قال والدابة لفظ عام لكل ما يدب على الارض وخص في العرف بذوات الاربع ثم ببعضها على ما عرف بالدواوين والبرذون دابة خاصة لا تكون الامن الخيل والمقصود منها غير العراب فالبرذون من الخيل ما ليس بعرابى وفى التوشيح البراذين الجفاة من الخيل وفى شرح العراقية للسخاوي البرذون الجا في الخلقة الجلد على السير في الشعاب والوعر من الخيل غير العرابية وأكثرما يجلب من الروم وقال الباجى البرذون من الخيل هو العظيم الخلقة الجافيها الغليظ الاعضاء والعراب أضمر وأرق أعضاء ( وهى بهاء ) وأنشد الكسائي رأيتك إذ جالت بك الخيل جولة * وأنت على برذونة غير طائل ( ج براذين والمبرذن صاحبه ) وقيل راكبه يقال لقيته مجيدا وأخاه مبرذنا أي راكبا جوادا أو برذونا ( وبرذن ) الرجل ( قهر وغلب و ) حكى عن المؤرج انه قال سالت فلانا عن كذا وكذا فبرذن لى أي ( أعيا عن الجواب و ) برذن ( الفرس ) برذنة ( مشى مشى البرذون ) * ومما يستدرك عليه برذن الرجل ثقل عليه ذلك قال ابن دريد أحسب ان البرذون مشتق من ذلك * ومما يستدرك عليه برذون كجرد حل بليدة من نواحى خوزستان قرب بصنى تعمل فيها الستور البصنية وتدل بعمل بصنى ( البرزين بالكسر ) التلتلة وهى ( مشربة ) تتخد ( من قشر الطلع ) كما في الصحاح زاد غيره يشرب فيه فارسي معرب وقال أبو حنيفة هي قشر الطلعة تتخذ من نصفه تلتلة وقال النضر البرزين كوز يحمل به الشراب من الخابية وأنشد الجوهرى لعدى بن زيد ولنا خابية موضونة * جونة يتبعها برزينها فإذا ما حاردت أو بكات * فك عن حاجب أخرى طينها وأنشد أبو حنيفة * انما لقحتنا باطيه * وفى التهذيب خابية قال الازهرى وصواب برزين ان يذكر في برزلان وزنه فعلين مثل غسلين * ومما يستدرك عليه برزان بالضم من أعمال طبرستان ومنها أبو جعفر محمد بن الحسين بن اسمعيل البرزانى الطبرستانى الزينى مات سنة 506 وبرزن كجعفر قريتان بمرو احداهما متصلة ببزماقان ومنها ابراهيم بن أحمد البرزنى الكاتب والثانية متصلة بباغ على فرسخين من مرو ومنها الامام اسمعيل البرزنى المحدث * ومما يستدرك عليه برزا باذان بالضم من قرى أصبهان منها أبو العباس الفضل بن أحمد القرشى قال ابن مردويه ضعيف * ومما يستدرك عليه برز بين بالفتح قرية كبيرة من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها إليها نسب القاضى أبو على يعقوب بن ابراهيم العسكري البرز بينى الحنبلى قاضى باب الازج توفى سنة 486 عن ثمانين سنة رحمه الله تعالى ( البراشن بالضم ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان ( وهو الذى يمد نظره ويحده وبرشان ) بالضم ( د أو قبيلة ) الصواب ذكره في الشين لانه فعلان * ومما يستدرك عليه برشانة بالفتح من قرى اشبيلية بالاندلس منها أبو عمرو أحمد
ابن محمد بن هشام البرشانى روى عن أبيه وعمه وعنه محمد بن عبد الله الخولانى وقد ذكرناه في الشين * ومما يستدرك عليه أيضا برشليانة بسكون اللام بلدة بالاندلس من اقليم لبلة * ومما يستدرك عليه برزمهران بالضم بلدة قرب جزيرة ابن عمر رضى الله تعالى عنه وقد تقدم الشعر الذى فيه ذكره في ا ب ن * ومما يستدرك عليه برزما هن بالضم موضع بالجبل وقد جا ذكره في الشعر ( البرطنة ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( ضرب من اللهو كالبرطمة ) بالميم وهى مبدلة ولكنه ذكر في الميم ان البرطمة الانتفاخ غضبا فتأمل * ومما يستدرك عليه قال الفراء يقال للكساء الاسود بركان ولا يقال برنكان نقله الازهرى في التهذيب ( البرهان بالضم الحجة ) الفاصلة البينة وبه فسر قوله تعالى قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين وكذلك الحديث (1/7970)
الصدقة برهان أي انها حجة لطالب الاجر من أجل انها فرض يجازى الله تعالى به وقيل هي دليل على صحة ايمان صاحبها لطيب نفسه باخراجها وذلك لعلاقة ما بين النفس والمال وقال الراغب رحمه الله تعالى البرهان أوكد الادلة وهو الذى يقتضى الصدق أبد الامحالة وذلك ان الادلة خمسة أضرب دلالة تقتضي الصدق أبدا ودلالة الى الصدق أقرب ودلالة الى الكذب أقرب ودلالة هي اليهما سواء ( و ) برهان ( بن سليمان السمر قندى ) ثم الدبوسي ( المحدث ) عن محمد بن سماعة الرملي ( و ) برهان ( جد عمرو بن مسعود ) البخاري ( النحوي ) كان يقرأ كتب الزمخشري بعد الستمائة ( و ) قد ( برهن عليه أقام ) عليه ( البرهان ) أي الحجة كذا في الصحاح وقال الازهرى والزمخشري انها مولدة والصواب بره إذا جاء بالبرهان * قلت وهذا بناء على ان البرهان وزنه فعلان والجوهري يرى اصالة نونه وكلا القولين في المصباح ( وابن برهان بالفتح عبد الواحد النحوي والحسين بن عمر المحدث ) وقال الحافظ في التبصير في مشتبه النسبة من حرف الدال في درك الحسين بن طاهر المؤدب الدركى عن الصفار وابن السماك سمع منه ابن برهان سنة 380 ( وأحمد بن على بن برهان الفقيه صاحب ) الامام أبى حامد ( الغزالي ) له أقال مختارة في المذهب ( و ) هو الذى ( ذهب الى ان العامي لا يلزمه التقيد بمذهب ورحجه ) الامام ( النووي وبرهان لقب محمد بن على الدينورى الشيخ الصالح ) رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه البرهمن بكسر الموحدة وفتح الراء وسكون الهاء وفتح الميم عالم السمنية وعابدهم نقله الازهرى رحمه الله تعالى ( البزيون كجردحل ) ووقع في اصلاح المنطق بفتح الباء ( و ) في الصحاح مثل ( عصفور ) ومثله في اصلاح الكاتب ( السندس ) وقال ابن برى هو رقيق الديباج وقال غيره بساط رومى وقال الشيخ أبو حيان وزنه فعلون هو إذا معتل ( وبازن ) بالحق مبازنة جاء به والابزن مثلثة الاول حوض يغتسل فيه وقد يتخذ من نحاس ) ومن صفر وقد أهمله الليث والجوهري وقد جاء في شعر قديم قال أبو دواد الايادي يصف فرسا وصفه بانتفاخ جنبيه أجوف الجوف فهو منه هواء * مثل ما جاف أبزنا نجار وجاف وسع جوفه وقال ابن برى الابزن شي يعمله النجار مثل التابوت وأنشد بيت أبى دواد المذكور وهو فارسي ( معرب آب زن ) ووقع في التهذيب أوزن ( أهل مكة يقولون بازان للابزن الذى ياتي إليه ماء العين عند الصفا يريدون آب زن لانه شبه حوض ورأيت بعض العلماء العصريين ) كانه يعنى به التقى الفاسى ( أثبت وصحح في بعض كتبه هذا اللحن فقال وعين بازان من عيون مكة فنبهته فتنبه ) قال شيخنا رحمه الله المشهور عندهم ان بازان اسم للعين برمتها في سائر منا فذها ولا يخصونه بالمنفذ الذى عند الصفا فقط كما يوهمه كلام المصنف وانما سمى أهل مكة مجتمع الماء الذى بالصفا والذى بالمزدلفة بازان لان الذى عمره كان اسمه بازان لا انهم حرفوه وتصرفوا فيه من آب زن كما زعم المصنف رحمه الله تعالى لان آب زن ظرف من نحاس يتخذ للمرضى يجلسون فيه للتعريق ولا يسمى الحوض أبزن على ان ما في الصفا ليس حوضا بل هو موضع منخفض ينزل فيه بالدرج الى ان يصل النازل الى مجرى العين اخترع لهم ذلك ليسهل عليهم أخذا لماء الرجل المسمى بازان قال النجم عمر بن فهد في كتابه المسمى اتحاف الورى باخبار أم القرى وفى سنة ست وعشرين وسبعمائة فيها عمر بازان أمير جريان نائب السلطنة بالعراقين عن السلطان أبى سعيد هذا بعده عين عرفة وذكر ذلك العلامة القطبى في تاريخه ( والابزين بالكسر ) لغة في ( الابزيم ج أبازين ) قال أبو دواد في صفة الخيل من كل جرداء قد طارت عقيقتها * وكل أجرد مسترحى الابازين ( و ) أبو أمية عمرو بن ( هشام بن بزين كزبير ) الحرانى ( محدث ) روى عن جده لامه عتاب بن بشير وابن عتيبة وعنه النسائي وأبو عروية وثق مات سنة 245 هذا هو الصواب وسياق المصنف رحمه الله تعالى يقتضى ان المحدث هو أبوه هشام وليست له رواية فضلا عن التحديث ووقع في كتاب الذهبي أمية بن عمرو بن هشام قال الحافظ والصواب أبو أمية عمرو * قلت وقد ذكره في الكاشف
على الصواب ( و ) بزان ( كغراب ة باصبهان منها المظفر ) كذا في النسخ والصواب المطهر ( بن عبد الواحد ) بن محمد بن عبد الله الاصبهاني قال الامام الذهبي هو شيخ الرسيمى والباغيانى روى خبر الوين وأبوه من شيوخ الخطيب قال الحافظ وعبد الواحد بن المطهر بن عبد الواحد المذكور قدم بغداد وحدث عن أصحاب الطبراني وعين الشمس بنت الفضل بن المطهر المذكور كتب عنها ابن عساكر في معجمه ( وأبو الفرج ) عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله الاصبهاني ( البزانيان المحدثان ) حدث عن عبد الله بن الحسن بن بندار وينسب الى القرية المذكورة أيضا عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الفضل البزانى الكاتب عنه أبو بكر اللباد ( وأبزون بالضم شاعر عمانى وبزانة كثمامة ة باسفراين ) منها الحسين بن محمد بن طلحة البزانى الاسفراينى ( وبزيان بالضم محلة بمرو ) هكذا في النسح والصواب فيه بزنان بالنون ومنها أحمد بن مندون بن سليمن روى عن الاصمعي قاله ابن الاثير وأما بزيان بالياء فقرية بهراة ومنها أبو بكر بن محمد البزيانى كرامي المذهب توفى سنة 526 * ومما يستدرك عليه البزان كشداد لقب جماعة وبازان علم وبوزان بن شعر الرومي سمع بالموصل وبغداد مات سنة 622 ذكره ابن نقطة * ومما يستدرك عليه بزدان من قرى الصفد عن المالينى منها أحمد بن نبهان بن ظفر البزدانى * ومما يستدرك عليه بزكان من قرى فارس عن المالينى أيضا منها يوسف بن يعقوب بن على الفقيه * ومما يستدرك عليه بزليانة من قرى رية بالاندلس منها أبو عبد الله محمد بن أحمد الحميدى الشاعر (1/7971)
المجيد * ومما يستدرك عليه بزماقان بالضم قرية بمرو منها ابراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب ( بسن محركة اتباع لحستق هكذا ذكره الجوهرى رحمه الله تعالى قال شيخنا وذهب أبو على القالى الى ان أصله بس مصدر بس السويق لته بسمن أوزيت ليكمل طيبه فهو بمعنى بسوس فحذفت احدى السينين وزيدت النون فمعنى حسن بسن كامل ( وأبسن الرجل حسنت سجيته ) كذا في النسخ والصواب سحنته كما هو نص ابن الاعرابي ( والباسنة سكة الحراث ) وبه فسر ابن الاثير حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما نزل آدم عليه السلام من الجنة بالباسنة ( و ) قال الهروي الباسنة اسم ( آلات الصناع ) وبه فسر الحديث أيضا قال وليس بعربي محض ( و ) الباسنة ( جوالق غليظ ) يتخذ ( من مشاقة الكتان ) أغلظ ما يكون ومنهم من يهمزها وقال الفراء هو كساء مخيط يجعل فيه طعام ( ج باسن ) وقال ابن برى البواسن جمع باسنة سلال الفقاع حكاه ابن درستويه عن ابن شميل ( وباسيان دبخوزستان ) وقال المالينى بالاهواز ومنها الحسين بن الحسن الباسيانى ( وبيسان ة بالشام وتقدم ) في حرف السين وكانه قلد الجوهرى في ذكره اياها مرتين * ومما يستدرك عليه باسان قرية بهراة ومنها الامام أبو منصور الازهرى صاحب التهذيب في اللغة وبسينة كجهينة جد أبى بكر محمد بن عبد الباقي بن بسينة عن أبى منصور الخياط وعنه أبو المحاسن القرشى وباسيبان محلة ببلخ وبسان كشداد قرية بهراة منها أبو نصر منصور بن محمد الساجى روى له المالينى وبسيون كجرد حل قرية بمصر من أعمال الغربية وبسنى كحسنى أو هو بالصاد مدينة عظيمة بالروم وقد تكتب بوسنى بزيادة الواو وباسين العليا والسفلى كورتان قصبتهما أرزن الروم وبسيونة قرية من أعمال البحيرة ( البستان بالضم ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وذكره في ب س ت والصواب ذكره هنا لانه ( معرب بوستان ) فبو بمعنى الرائحة وستان بالكسر الجاذب ( ج بساتين وبساتون ) كشياطين وشياطون ( ويوسف بن عبد الخالق البستانى حدث وبستان بن عامر ) موضع ( قرب مكة ) وهو ( مجتمع النخلتين اليمانية والشامية ) وقد ذكر في حرف الراء ( وبستان ابراهيم ببلاد أسد وبستان المسناة بدار الخلافة ببغداد ) * ومما يستدرك عليه بساتين الوزير قرية بلحف مصر من الشرق وعلى بن زياد البستانى بن جعفر بن غياث وقد يقال لحارث البستان بستاني وقد عرف هكذا بعض المحدثين والبستان قرية بالقرب من دمياط حرسها الله وموضع مخصوص بالقرافة الكبرى من مصرو بها مدفن السادة العلماء ( باشان ) أهمله الجماعة وهى ( ة بهراة ) ومنها أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب الغريبين وأبو سعيد بن طهمان الخراساني عن عمرو بن دينار وغيره مات بمكة سنة 63 * ومما يستدرك عليه البشين بفتح فسكون فكسر شجر النيلوفر مصرية وباشنين قرية بالين وبشان كغراب قرية بمرو منها اسحق بن ابراهيم المحدث مات سنة 276 وبشين كامير قرية بمرو والسدوذ منها أحمد بن محمد بن أحمد بن ابراهيم روى له المالينى والبشنوية بالفتح طائفة من الاكراد بنواحي جزيرة ابن عمر منهم أبو عبد الله الحسين بن داود البشنوى شاعر مجيد له ديوان مشهور والبشين قرية بمصر في الشرقية ( باشنان ) أهمله الجماعة وهى
( ة بنيسابور ) وفى معجم ياقوت رحمه الله موضع باسفراين وفى لباب الانساب قرية بهراة منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله المفسر ذكره المالينى ( وابن البشتنى ) هو ( هشام بن محمد ) بن هشام بن محمد من آل الوزير أبى الحسن جعفر بن عثمان الصحفي روى حكاية عن الوزير أحمد بن سعيد بن حزم رواها عنه أبو على بن أحمد بن حزم وهو ( من قرية ) يقال لها بشتن ( بقرطبة ) بكورة بشتهرية بشرق الاندلس * ومما يستدرك عليه بشتنان بالضم قرية على فرسخ من نيسابور احدى منتزهاتها منها اسمعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن السلمى الزاهد * ومما يستدرك عليه أيضا بشكان بالكسر قرية بهراة منها القاضى أبو سعد محمد بن نصر الهروي الفقيه المحدث قتل بجامع همدان سنة 518 رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه باشمنان بضم الشين قرية بالموصل من أعمال نينوى في الجانب الشرقي ومنها عثمان بن على الباشمنانى سمع أبا بكر الحنائى بالموصل سنة سبع وخمسين وخمسمائة ( بصان ) أهمله الجوهرى وقال قطرب ( كغراب و ) وجد في بعض نسخ الجمهرة لابن دريد مثل ( رمان ) اسم ( شهر ربيع الآخر ج بصانات ) هكذا في النسخ والصواب بصنان ( وأبصنة ) كغراب وأغربة وغربان وهذا على ضبط قطرب وأما ابن سيده فانه أنكره وقال انما هو وبصان على مثال شعبان ووبصان على مثال شقران وقال وهو الصحيح قال أبو اسحق وسمى بذلك لو بيص السلاح فيه أي بريقه * قلت ومر للمصنف في وبص ووبصان ويضم شهر ربيع الآخر ومر لنا هناك ان الصاغانى صحح ما في بعض نسخ الجمهرة لان وبص وبص بمعنى واحد وعلى ما ذكر فان محله ب ص ص وقد أشرنا بذلك هناك ( و ) في التهذيب ( بصنى محركة مشددة النون ة منها الستور البصنية ) وليست بعربية * قلت وقد تقدم انها بالقرب من ميرزون وكلتاهما تعمل فيها الستور لكن البصنية أعلى وأفخر وكانها هي التى تعرف الآن ببصنى بالضم تكتب بالصاد وبالسين ونسب إليها هكذا بصنوى وبسنوى وفد تزاد الوار قبل السين أو الصاد وهى مدينة جليلة قبل الروم في حوزة حماية آل عثمان خلد الله تعالى ملكهم الى آخر الزمان بحق سيد ولد عدنان ( البطن ) من الانسان وسائر الحيوان معروف ( خلاف الظهر مذكر ) وحكى أبو حاتم عن أبى عبيدة أن نانيثه لغة كما في الصحاح فافتصار المصنف على التذكير تقصير قال ابن برى شاهد التذكير فيه قول مية بنت ضرار يطوى إذا ما الشح أبهم قفله * بطنا من الزاد الخبيث خميصا (1/7972)
وحكى سيبويه قول العرب ضرب عبد الله بطنه وظهره وضرب زيد البطن والظهر وقال يجوز فيه الرفع والنصب وقد ذكرياه في ظ ه ر ( ج ابطن وبطون ) قال الازهرى وهى ثلاثة ابطن الى العشر وبطون كثيرة لما فوق العشر ( وبطنان ) بالضم كعبد وعبدان ( و ) من المجاز البطن ( دون القبيلة ) كما في الصحاح ( أو دون الفخذ وفوق العمارة ) مذكر وهو قول النسابة ومر عن الجوهرى في الراء أول العشيرة الشعب ثم القبيلة ثم الفصيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ قال ابن الاثير وقسمها الزبير بن بكار في كتاب النسب الى شعب ثم قبيلة ثم عمارة ثم بطن ثم فخذ ثم فصيلة وزاد غيره قبل الشعب الجذم وبعد الفصيلة العشيرة ومنهم من زاد بعد العشيرة الاسرة * قلت ومنهم من زاد بعد الفصيلة الرهط وقدم البحث في ذلك مفصلا في شعب وفى عشر وفى قبل ( ج ابطن وبطون ) وقول الشاعر وان كلانا هذه عشر أبطن * وأنت برئ من قبائلها العشر أنث على معنى القبيلة وأبان ذلك بقوله من قبائلها العشر ( و ) البطن ( جوف كل شئ ) والجمع كالجمع وفى صفة القرآن العزيز لكل آية منها ظهرو بطن أراد بالظهر ما ظهر بيانه وبالبطن ما احتيج الى تقسيره ( و ) من المجاز البطن ( الشق الاطول من الريش ج بطنان ) كظهر وظهران وعبد وعبدان وقيل بطنان الريش ما كان تحت العسيب وظهر انه ما كان فوقه والعسيب قضيب الريش في وسطه وقد ذكر ذلك في حرف الراء ( و ) المسمى بالبطن ( عشرون موضعا ) يقال في كل واحد بطن كذا ( و ) البطن ( ككتف الاشر ) وقيل هو الاشر ( المتمول ) وهو مجاز ( و ) قيل هو ( من همه بطنه ) يقال رجل بطن أي لاهم له الابطنه ( أو ) هو ( الرغيب ) الذى ( لا ينتهى ) نفسه ( من الاكل ) وقيل هو الذى لا يزال عظيم البطن من كثرة الاكل ( كالمبطان ) وهو الذى لا يهمه الابطنه ومنه حديث على كرم الله وجهه أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى ( ورجل بطين عظيم البطن ) من كثرة الاكل وفى صفة على رضى الله تعالى عنه الانزع البطين أي العظيم البطن وهو مدح ( وقد بطن ككرم ) بطانة ( و ) رجل مبطن ( كمعظم ضامر البطن ) خميصه وهذا على السلب كانه سلب بطنه فاعدمه وهى مبطنة من الشبع ( و ) رجل ( مبطون يشتكيه ) وأنشد الجوهرى لذى الرمة رخيمات الكلام مبطنات * جواعل في البرى قصبا خدالا وقد بطن كعنى وفى الحديث المبطون شهيد أي الذى يموت بمرض بانه كالاستسقاء ونحوه وفى حديث آخران امرأة ماتت
في بطن أراد به هنا النفاس ( والبطن محركة داء البطن ) وهو أن يعظم من الشبع وقد بطن الرجل كفرح وأنشد الجوهرى للقلاخ ولم تضع أولادها من البطن * ولم تصبه نعسة على غدن ( وبطنه ) بطنا وقال قوم بطنه ( و ) بطن ( له ) مثل شكره وشكر له ونصحه ونصح له كذا في الصحاح ( و ) زاد غيره ( بطنه ) تبطينا إذا ( ضرب بطنه ) وأنشد الجوهرى إذا ضربت موقرا فابطن له * تحت قصيراه ودون الجله * فان أن تبطنه خير له قال ابن برى أي إذا ضرب بعيرا موقرا بحمله فاضربه في موضع لا يضربه الضرب فان ضربه في ذلك الموضع خير له ( وبطن ) الشئ ( خفى فهو وباطن ) خلاف الظاهر ( ج بواطن و ) من المجاز بطن ( خبره ) إذا ( علمه ) ويقال بطن الامر إذا عرف باطنه ( و ) من المجاز بطن ( من فلان ) وفى المحكم والصحاح بفلان إذا ( صار من خواصه ) داخلا في أمره وقيل بطن به دخل في أمره يبطن به بطونا وبطانة ( و ) من المجاز ( استبطن أمره ) إذا ( وقف على دخلته ) أي باطنه وفى الاساس استبطنه دخل بطنه كما يستبطن العرق اللحم واستبطن أمره عرف باطنه ( والباطنة بالكسر السريرة ) يسرها الرجل يقال هو ذو بطانة بفلان أي ذو علم بداخلة أمره ( و ) البطانة ( وسط الكورة ) هكذا في النسخ والصواب وباطنة الكورة وسطها وما تنحى منها ( و ) البطانة ( الصاحب ) للسر الذى يشاور في الاحوال وفى الحديث ما بعث الله من نبى ولا استخلف من خليفة الا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحثه عليه ( و ) في الصحاح البطانة ( الوليجة ) وهو الذى يختض بالولوج والاطلاع على باطن الامر قال الله تعالى لا تتخذوا بطانة من دونكم أي مختصا بكم يستبطن أمركم قال الراغب وهو مستعار من بطانة الثوب بدليل قولهم لبست فلانا إذا اختصصته وفلان شعارى ودثارى وقال الزجاج البطانة الدخلاء الذين ينبسط إليهم ويستبطنون يقال فلان بطانة لفلان أي مداخل له مؤانس والمعنى ان المؤمنين نهوا أن يتخذوا المنافقين خاصتهم وان يفضوا إليهم اسرارهم وفى الاساس هو بطانتي وهم بطانتي وأهل بطانتي ( و ) البطانة ( من الثوب خلاف ظهارته وقد بطن الثوب تبطينا وأبطنه ) جعل له بطانة ولحاف مبطن والجمع بطائن قال الله تعالى بطائنها من استبرق ( و ) بطانة ( ع خارج المدينة ) وقال نصر بطانة بئر بجنب قرايين وهما جبلان بين ربيعة والاضبط لبغى كلاب ( والباطن داخل كل شئ و ) الباطن ( من الارض ما غمض ) منها واطمان كالبطن ( ج ) في القليل ( أبطنه ) وهو نادر ( و ) الكثير ( بطنان ) وقال أبو حنيفة البطنان من الارض واحد كالبطن ( و ) الباطن ( مسيل الماء في الغلظ ج بطنان ) ومنه الحديث تروى به القيعان وتسيل به البطنان وقال ابن شميل بطنان الارض ماتوطا في بطون الارض سهلها وحزنها ورياضها وهى قرار الماء ومستنقعه وهى البواطن والبطون ( و ) بطان ( ككتاب عنز سوء و ) أيضا اسم ( فرس وهو أبو البطين ) كامير ( وكلاهما لمحمد بن الوليد ) بن عبد الملك بن مروان وهذا نسبه البطان بن البطين بن الحرون بن الخزز بن (1/7973)
الوثيمى بن أعوج والقتادي أخو البطان وكان الحرون هذا اشتراه مسلم بن عمرو الباهلى من رجل من بنى هلال بالف دينار واستنجبها البطين وسبق بها الناس دهرا فلما مات مسلم أخذ الحجاج البطين من قتيبة بن مسلم فبعث به الى عبد الملك فوهبه عبد الملك لابنه الوليد فسبق الناس عليه ثم استنجبه فهو أبو الزائد والزائد أبو أشقر مروان كذا في انساب الخيل لابن الكلبى ( و ) البطان ( حزام القتب ) الذى يجعل تحت بطن البعير يقال التقت حلقتا البطان للامر إذا اشتد وهو بمنزلة التصدير للرحل كما في الصحاح ( ج أبطنة وبطن ) بالضم ( و ) بطان ( ع بين الشقوق والثعلبية ) في طريق الكوفة وأنشد نصر أقول لصاحبي من التأسي * وقد بلغت نفونهم الحلوقا إذا بلغ المطى بنا بطانا * وجزنا الثعلبية والشقوقا وخلفناز بالة ثم رحنا * فقد وابيك خلفنا الطريقا ( و ) بطان ( ع لهذيل و ) أيضا ( د ببلاد اليمن ) ولو قال باليمن لكان أخصرو كانه سبق قلم ( وابطن البعير شد بطانه ) نقله الجوهرى قال ذو الرمة يصف الظليم أو مقحم اضعف الابطان حادجه * بالامس فاستاخر العدلان والقتب شبه استرخاء العكمين باسترخاء جناحى الظليم ( كبطنه ) ببطنه بطنا قال الازهرى وهى لغة وقال ابن الاعرابي يقال ابطنت البعير ولا يقال بطنته بغير ألف وقال أبو الهيثم لا يجوز بطنت البعير واحتج بقول ذى الرمة ووقع في نسخ القاموس كبطنه مشددا وهو غلط ( و ) من المجاز رجل ( عريض البطان ) أي ( رخى البال ) وقال أبو عبيد يقال مات فلان وهو عريض البطان أي ماله جم لم يذهب منه شئ ( والبطنة بالكسر البطر والاشر ) ومنه البطن ككتف للاشر البطر وقد تقدم وقد بطن كفرح ( و ) البطنة ( الكظة ) أي الامتلاء الشديد من الطعام وقد بطن بالكسر وفى المثل البطنة تذهب الفطنة ويقال ليس للبطنة خير من خمصة
تتبعها أراد بالخمصة الجوع وقال الشاعر يا بنى المنذر بن عبدان واليط * - نة مما تسفه الاحلاما ( والبطين البعيد ) يقاول شاو بطين أي بعيد واسع قال وبصبصن بين أداني الغضى * وبين عنيزة شاوا بطينا وفى حديث سليمان بن صرد الشوط بطين أي بعيد وفى سجعات الاديب الحريري رحمه الله تعالى فلم أعلم ان الشوط بطين وان الشيخ شويطين ( و ) البطين ( فرس محمد بن الوليد بن عبد الملك ) وقد ذكر قريبا فهو تكرار ( و ) البطين ( لقب خارجي ) نقله ابن سيده ( و ) أيضا ( لقب مسلم بن أبى عمران ) صوابه مسلم بن عمران وهو أبو عبد الله الكوفى ( المحدث الجليل ) عن أبى وائل وعلى بن الحسين وأبى عبد الرحمن السلمى وعنه الاعمش وابن عوف وغيرهم ( و ) البطين ( كزبير شاعر ) حمصي ( و ) البطين ( منزل للقمر ) بين الشرطين والثريا جاء مصغرا عن العرب وهو ( ثلاثة كواكب صغار ) مستوية التثليث ( كأنها اثا في وهو بطن الحمل ) والشرطان قرناه والثريا أليته والعرب تزعم أن البطين لانوء له الا الريح ( وذو البطين ) لقب ( اسامة بن زيد رضى الله تعالى عنه ) قال الحافظ رحمه الله تعالى وهو مذكور بذلك في كتاب الا بان في صحيح مسلم ( و ) المبطن ( كمعظم الابيض الظهر والبطن من الخيل ) وسائر ماكان كانه بطن بثوب أبيض ( والباطنة ة بساحل بحر عمان و ) من المجاز الباطنة ( من البصرة والكوفة مجتمع الدور والاسواق ) في قصبتها ( والضاحية ) منهما ( ما تنحى عن المساكن وكان بارزا ) انما أورد الضاحية هنا استطرادا وسياتى في موضعه ( وذو البطن ) كناية عن ( الجعس ) وهو الرجيع يقال ألقى الرجل ذابطنه ( والقت ) المرأة ( ذابطنها ) أي ( ولدت و ) القت ( الدجاجة ) ذابطنها يعنى مزقها إذا ( باضت و ) من الامثال ( الذئب يغبط بذى بطنه ) قال أبو عبيدة وذلك ( لانه لا يظن به الجوع أبدا وانما تظن به البطنة ) أي الشبع ( لعدوه على الناس والماشية ) وربما يكون مجهودا من الجوع وأنشد ومن يسكن البحرين يعظم طحاله * ويغبط ما في بطنه وهو جائع ( و ) في خديث النخعي رحمه الله انه كان يبطن لحيته وياخذ من جوانبها قال شمر ( تبطين اللحية أن لا يؤخذ ) كذا في النسخ والصواب ان يؤخذ ( مما تحت الذقن والحنك ) كذا في النهاية * ومما يستدرك عليه البطان بالكسر جمع البطين ومنه الحديث وتروح بطانا أي ممتلئة البطون والمبطان العظيم البطن وقالوا كيس بطين أي ملآن على المثل أنشد ثعلب لبعض اللصوص فاصدرت منها عيبة ذات حلة * وكيس أبى الجارود غير بطين وقول الراعى يصف ابلا وحالبها إذا سرحت من مبرك نام خلفها * بميثاء مبطان الضحى غير أروعا يعنى راعيا يبادر الصبوح فيشرب حتى يميل من اللبن والبطن داء البطن ومنه مات فلان بالبطن وقد بطنه الداء بطونا دخلها وبطنت به الحمى أثرت في باطنه واستبطن الفرس طلب ما في بطنها من النتاج ونثرت المرأة بطنها ولد اكثر ولدها والبطنة كفرحة الدبر ومن أسماء الله عز وجل الباطن أي عالم السر والخفيات وقيل هو المحتجب عن ابصار الخلائق وأوهامهم فلا يدركه بصر ولا يحيط به وهم وأبطنه اتخذه بطانة أي خاصة وجاء أهل البطانة يضجون وهو الخارج من المدينة وبطن الراحة معروف وباطن الخلف الذى تليه الرجل ويقال باطن الابط ولا يقال بطن الابط وأفرشني ظهر أمره وبطنه أي سره وعلانيته وبطن الوادي بطنا دخله كتبطنه (1/7974)
وقيل تبطن الوادي جول فيه وبطنان الجنة وسطها وبطنان العرش أصله والبطن بالضم مسايل الماء في الغلظ واحدها باطن وبطنات الوادي كفرحات محاجه قال مليح منير تجوز العيس من بطناته * نوى مثل انواء الرضيخ المفلق وأبطن الرجل كشحه سيفه وبسيفه جعله بطانته وأبطن السيف كشحه جعله تحت خصره وقال أبو عبيد في باطن وظيفى الفرس ابطنان وهما عرفان اسنبطنا الذراع حتى انغمسا في عصب الوظيف وقال الجوهرى الا بطن في ذراع الفرس عرق في باطنها وهما ابطنان ومات فلان ببطنته وماله إذا مات وماله وافر ولم ينفق منه شيا قال أبو عبيد يضرب هذا المثل في امر دين أي خرج من الدنيا سليما لم يثلم دينه شئ وتبطن الرجل جاريته أولج ذكره فيها وبه فسر قول امرئ القيس كانى لم أركب جواد اللذة * ولم أتبطن كاعباذات خلخال وقال شمر تبطنها إذا باشر بطنه بطنها وقال الجاحظ ليس من الحيوان يتبطن طروقته غير الانسان والتمساح والبهائم تأتى اناثها من ورائها والطير تلزق الدبر بالدبر ويقال استبطن الفحل الشول إذا ضربها فلقحت كلها كانه أودع نطفته بطونها واستبطن الوادي جول فيه وابتطنت الناقة عشرة أبطن أي نتجتها عشر مرات ورجل بطين الكرزاذا كان يخبا زاده في السفر وياكل زاد صاحبه قال رؤبة يذم رجلا * أو كرزيمشى بطين الكرز * وباطنت صاحبي شددته وبطن مكة أشرف بطون العرب وتبطن الكلا توسطه وهو مجرب قد بطن الامور كانه ضرب بطونها عرفانا بحقائقها ويقال إذا أكتريت فاشترط للعلاوة والباطنة وهى ما يجعل تحت العكم من
نحو قربة ونزت به البطنة أي أبطره الغنى وتباطر المكان تباعد ومنيج بطانة قرية من أعمال قوص وكفر بطينة كجهينة قرية من أعمال الغربية وقد رأيتها والباطنية فرقة من أهل الاهواء وأبو عيسى عبد الله بن أحمد بن عيسى البطائني محدث مشهور بغدادي عن الحسن بن عرفة وبطنان بالضم قرية بين حلب ومنجج يضاف إليها وادى نبراعا وهو بطنان حبيب ومنها أبو على الحسين ابن محمد بن موسى البطنانى عن أبى الوليد الطيالسي والباطنية فرقة من الخوارج * ومما يستدرك عليه بعدان حصن من حصون اليمن منه ابراهيم بن أبى عمران ويعقوب بن أحمد ومحمد بن سالم البعدانيون فقهاء من أهل اليمن ترجم لهم الجيدى في تاريخه ( رملة بعكنة ) أهمله الجوهرى وفى اللسان أي غليظة ( تشتد على الماشي ) فيها * ومما يستدرك عليه باعون قرية بالقرب من عجلون من أعمال صفدو إليها نسب الامام الولى المحدث أحمد بن ناصر بن خليفة بن فرج بن عبد الله بن عبد الرحمن المقدسي الباعونى الدمشقي الشافعي حدث عنه الامام الحافظ بن حجر واجتمع به البدر العينى في دمشق توفى سنة 816 وأولاده الشمس محمد والبرهان ابراهيم والجلال يوسف الثلاثة من شيوخ الحافظ السخاوى والثانى اختصر الصحاح للجوهري وتوفى سنة 868 رحمة الله تعالى عليهم أجمعين ( بغدان ) أهمله الجوهرى وذكر في حرف الدال انها ( لغة شائعة في بغداد ) المدينة المعروفة وأنشد للكسائي فيا ليلة خرس الدجاح طويلة * ببغدان ما كادت عن الصبح تنجلي ( وتبغدن ) الرجل ( دخلها ) * ومما يستدرك عليه بغدان كعثمان جيل من الناس ولهم مملكة واسعة وملك واسع في غربي القسطنطينية على خمس عشرة مرحلة منها وهم يدينون لملوك آل عثمان خلد الله تعالى ملكهم وبغدين أيضا لغة في بغداد كذا في اللسان * ومما يستدرك عليه بغذان والذال معجمة لغة في بغداد وقد ذكر في الذال * ومما يستدرك عليه أيضا بغولن قرية بنيسابور ومنها الامام أبو حامد أحمد بن ابراهيم النيسابوري الحنفي الزاهد نفعنا الله بسره ( أيقن ) أهمله الجوهرى وقال ثعلب عن ابن الاعرابي ( أبقن ) إذا ( أخصب جنابه ) واخضرت نعاله والنعال الارضون الصلبة ( وأحمد بن بقنة محركة مشددة وزير ) دولة ( العلويين من بنى حمود بالاندلس ) ( المبكونة ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهى ( المرأة الذليلة ) ( البلان كشداد ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاثير هو ( الحمام ) ومنه الحديث ستفتحون بلادا فيها بلانات أي حمامات قال والاصل بلالات فابدلت اللام نونا ( وذكر في اللام ) وذكرنا هناك ما يتعلق به وأنه يطلق الآن في عرف العامة على الدلاك في الحمام * ومما يستدرك عليه بيلون الطين الاصفر المعروف بالطفل ذكره الشهاب العجمي واليه نسب أبو الثناء محمود بن محمد الحلبي البيلونى المحدث ذكره النجم في تاريخه وروى عنه والبلينا بفتح فسكون قرية من أعمال قوص بالصعيد الاعلى وقد دخلتها وقد خرج منها محدثون * ومما يستدرك عليه بلين كجعفر اسم وغياث الدين بلين ملك الهندله آثار معروفة وعثمان بن بليان محركة محدث * ومما يستدرك عليه بلتان قرية بمصر من أعمال الشرقية وبلتكين بصم فسكون ففتح الفوقية وكسر الكاف جد الملك المظفر كوكبرى ابن الامير على صاحب اربل قيده الحافظ رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه بلكيان قرية بمرو على فرسخ منها أحمد بن عتاب البلكيانى روى عنه يعلى بن حمزة ( البلسن بالضم العدس ) يمانية ( و ) قيل ( حب آخر يشبهه ) وفى الصحاح حب كالعدس وليس به ( الواحدة بلسنة ) ولو قال بهاء لكان أو فق باصطلاحه وأخصرو كانه نسيه ( والبلسان ) محركة مر ذكره ( في ب ل س ) لان نونه زائدة * ومما يستدرك عليه بلا ساغون مدينة عظيمة قرب كاشغر من ثغور الترك وراء سيحون ( بلقينة ) أهمله الجماعة وقد اختلف في ضبطها فقيل ( بالضم وكسر القاف ) هكذا في سائر النسخ الموجودة بايدينا وهكذا ضبطه الزرقاني رحمه الله تعالى في شرح المواهب ويوسف بن شاهين البطى في حاشية كتاب جده التبصير ويوجد في بعض النسخ بلقين كغرنيق وصوبه شيخنا رحمه الله تعالى وقال هو المعروف (1/7975)
المشهور على ألسنة المصريين ( ة بمصر ) بالغربية من أعمال المحلة الكبرى بينهما قدر فرسخ وقد دخلتها ( منها علامة للدنيا صاحبنا ) سراج الدين أبو حفص ( عمر بن رسلان ) بن نصير بن صلاح بن شهاب بن عبد الخالق بن مسافر وقيل صالح بن عبد الله بن شهاب ونص البرهان الحلبي رحمه الله عبد الخالق بن عبد الحق وفى نسخة عبد الخالق بن مسافر العسقلاني الاصل البلقينى الكنانى القاهرى ولد بمنية كنانة سنة 724 وتوفى سنة 805 أخذ عن التقى السبكى والجلال القزويني والصلاح العلائى القدسي رحمهما الله تعالى وعنه الحافظ بن حجر وأولاده جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن توفى سنة 826 وضياء الدين عبد الخالق والبدر أبو اليمن توفى سنة 791 وعلم الدين أبو البقاء صالح أجاز السخاوى والحافظ السيوطي توفى سنة 868
والعز عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز بن محمد بن مظفر بن نصير بن صالح أخذ عن الحافظ بن حجر وتوفى سنة 888 ووالده من شيوخ السخاوى توفى سنة 868 وجده عبد العزيز عن قريبه السراج البلقينى توفى سنة 828 وقريبه الصدر محمد بن الجمال عبد الله بن الشمس محمد بن أحمد بن مظفر ولد بالمحلة سنة 808 ومات بها سنة 893 رحمه الله والبدر محمد بن أحمد ابن محمد بن عبد الرحمن بن عمر بن رسلان أخذ عن الولى والحافظ والعلم توفى سنة 892 وولده عبد الباسط زين الدين ألف وأفاد عليهم رحمة المولى الجواد ( هو في بلهنية من العيش بضم الباء ) وفتح اللام وسكون الهاء وكسر النون أي في ( سعة ورفاهية ) وفى الصحاح في رفاغية قال وهو ملحق بالخماسى بالف في آخره وانما صارت ياء لكسرة ما قبلها * قلت وكذلك الرفهنية والرفغنية وقال اين برى بلهنية حقها ان تذكر في بله في حرف الهاء لانها مشتقة من البله أي عيش ابله قد غفل والنون والياء فيه زائدتان للالحاق بخبعثنة والالحاق هو بالياء في الاصل فاما ألف معزى فانها بدل من ياء الالحاق * قلت وقد ياتي للمصنف في الهاء وقلده الجوهرى في ايراده * ومما يستدرك عليه بملان كسحبان قرية بمرو على فرسخ منها أبو محمد أحمد بن محمد الانماطى أكثر عن أبى زرعة ثقة * ومما يستدرك عليه باميان وهى بلدة بين بلخ وغزنة بها قلعة حصينة منها أبو بكر محمد بن على بن أبى بكر الباميانى عن أبى بكر الخطيب وغيره ( البنة الريح الطيبة ) كرائحة التفاح ونحوه جمعه بنان قال سيبويه جعلوه اسما للرائحة الطيبة كالخمطة ( و ) قد يطلق على ( المنتنة ) المكروهة وهكذا رواه أبو حاتم عن الاصمعي من ان البنة تقال فيهما ( ج بنان ) بالكسر وأنشد الجوهرى * وتكره بنة الغنم الذئاب * قال ابن برى وزعم أبو عبيدان البنة الرائحة الطيبة فقط قال وليس بصحيح بدليل قول على رضى الله تعالى عنه للاشعث بن قيس حين قال ما أحسبك عرفتني يا أمير المؤمنين قال بلى وانى لاجد بنة الغزل منك رماه بالحياكة ( و ) البنة ( رائحة بعر الظباء ) والجمع كالجمع وأنشد الجوهرى لذى الرمة يصف الثور الوحشى ابن بنا عود المباءة طيب * نسيم البنان في الكناس المظلل يقول أرجت ريح مباءتنا مما أصاب أبعاره من المطر ( وكناس مبن ) أي ذوبنة وهى رائحة بعر الضباء كما في الصحاح ( وبنة الجهنى صحابي ) روى ابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر عنه حديثا في لعن من تعاطى السيف مسلولا ( أو هو بالمثناة التحتية أوله ) أو بموحدتين أو هو منيبة بضم النون وفتح الموحدة مصغرا ( و ) بنة ( ع بكابل ) بينها وبين المولتان ( و ) أيضا ( ة ببغداد ) وقيل ساحل دجلة بين تكريت والموصل مشهور بالشرانب ( و ) أيضا ( حصن بالاندلس ) وقيل هو بكسر الموحدة واليه نسب أبو جعفر بن البنى الشاعر الاندلسي ومن شعره في قنديل وقنديل كان الضوء فيه * محاسن من أحب وقد تجلى أشار الى الدجا بلسان أفعى * فشمر ذيله هربا وولى ( و ) بنة ( بالضم جد لايوب بن سليمن الرازي ) المحدث عن ابن أبى الدنيا ( وبن ) بالمكان ( بين ) بنا ( أقام ) به ( كابن ) وأبى الاصمعي الا أبن ولذا اقتصر الجوهرى عليه وأنشد الجوهرى لذى الرمة * ابن بنا عود المباءة طيب * ويقال رأيت حيا مبنا بمكان كذا أي مقيما وقوله * بل الذنانى عبسا مبنا * يچوز أن يكون اللازم اللازق وان يكون من البنة الرائحة المنتنة فاما أن يكون على الفعل أو على النسب وجعل الزمخشري الابنان بمعنى الاقامة من المجاز قال وأصله ما يوجد فيه من بنة نعمهم ثم كثر حتى قيل لكل اقامة ابنان ( والبنان الاصابع أو أطرافها ) وهذه عن الجوهرى قيل سميت بذلك لان بها اصلاح الاحوال التى تمكن الانسان ان يبن فيما يريد ولذلك خص في قوله تعالى بلى قادرين على أن نسوي بنانه وقوله واضربوا منهم كل بنان خصه لانه بها يقاتل ويدافع قاله الراغب وقال الفارسى في قوله تعالى نسوي بنانه أي نجعلها كخف البعير فلا ينتفع بها في صناعة وقيل البنان حاصل الاصابع وهل يخص اليد أو يعم الرجل خلاف وقال أبو اسحاق في قوله تعالى واضربوا منهم كل بنان البنان هنا جميع الاعضاء من البدن وقال الزجاج الاصابع وغيرها من جميع الاعضاء وقال الليث البنان في كتاب الله تعالى هو الشوى وهى الايدى والارجل قال والبنانة الاصبع الواحدة وأنشد لاهم أكرمت بنى كنانه * ليس لحى فوقهم بنانه أي ليس لاحد عليهم فضل قيس اصبع وقال أبو الهيثم البنانة الاصبع كلها وتقال للعقدة العليا من الاصبع وأنشد * يبلغنا منها البنان المطرف * وفى الصحاح جمع القلة بنانات وربما استعاروا بناء أكثر العدد لاقله وأنشد سيبويه (1/7976)
قد جعلت مى على الطرار * خمس بنان قانئ الاظفار يريد خمس بنان من الاظفار ويقال بنان مخضب لان كل جمع بينه وبينه واحده الهاء فانه يوحد ويذكر وفى عبارة المصنف رحمه
الله من القصور ما لا يخفى ( و ) بنان ( ماءة و ) قيل ( جبل لبنى أسد و ) قيل ( ع بنجد ) ويجمع ذلك أنه موضع بنجد في ديار بنى أسد لبنى جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين لحف جبل فيه ماء ( و ) بنان ( بالضم ع و ) أيضا ( اسم جماعة ) من المحدثين أشهرهم بنان بن محمد بن حمدان الحمال أبو الحسن البغدادي الزاهد وقيل أصله من واسط وحفيده مكى بن على بن بنان أخذ عنه سعد بن على الريحاني وأبو المثنى دارم بن محمد بن بنان لقيه أبو الدستى وأخوه المطهر حدث أيضا وبنان بن أحمد الواسطي عن أبى نعيم الملائى وبنان بن أبى الهيثم عن يزيد بن هرون وبنان النسائي واسمه أحمد بن الحسين شيخ لابن صاعد وبنان بن أحمد بن علويه القطان عن داود بن رشيد وبنان بن يحيى المغازلى عن عاصم بن على وبنان بن محمد بن بنان الخطيب عن أبى جعفر بن شاهين ومحمد بن بنان الخراساني شيخ لمحمد بن المسيب الارغيانى والوليد بن بنان عن محمد بن زنبور ومحمد بن بنان بن معين الخلال شيخ لابي الفضل الزهري وعلى بن بنان العاقولي عن أبى الاشعث العجلى وأحمد بن بنان الواسطي شيخ لابن السقاء واسحق بن بنان بن معن الانماطى عن شحاذة واسحق بن بنان الجوهرى الدمشقي عن أبى الفتح الطرسوسى وبنان الطفيلى مشهور وعمر بن بنان الانماطى عن عباس الدوري وعمر بن بنان المقرئ زاهد في زمن الدار قطني وبنان البغدادي واسمه محمد بن عبد الرحيم وبنان الدفان واسمه داود ابن سليمان شيخ الخرائطي وبنان بن عبد الله المصرى حدث عن الولى القطب ذى النون المصرى رضى الله تعالى عنه وعبد الكريم بن على بن عيسى بن بنان الجوهرى وابنه محمد بن عبد الكريم روى عنهما ابن عساكر وأبو الفضل محمد بن محمد بن بنان الدينارى ثم المصرى حدث عن الحبال بكتاب السيرة وابنه أبو الطاهر حدث عن أبى البركات بن الغرفى بصحاح اللغة وغير هؤلاء ( وكشداد دينار بن بنان ) حدث بالرملة ( أو هو بيان بالمثناة التحتية وحرب بن بنان ) شيخ لابي يعقوب المنجنيقى ( و ) بنان ( ابن يعقوب الكندى ) شيخ لابن عقدة ( أو هو تبان بالمثناة الفوقية ) والباء الموحدة المشددة وفى بعض النسخ بتقديم الموحدة على المثناة * وفاته محفوظ بن حسين بن بنان سمع من أبى السعود المنجلى وداود بن بنان ذكره عبد الغنى ذكره ابن سعيد روى عن جعفر النوفلي وضبطه ابن ماكولا بالتحتية المشددة ومحمد بن بنان شيخ لابي صالح الحرانى ذكره ابن الطحان وأحمد بن بنان بن عيسى الموصلي روى عن خطيبها أبى الفضل الطوسى وبنان لقب أبان بن عبد الله بن أبان بن عبد الملك بن أبان بن يحيى بن سعيد ابن العاص الاموى وأبوه داود بن علوان بن داود بن القاسم بن بنان التاجر الواسطي حدث بالاسكندرية عن أبى النضر بن السمعاني ( والبنانة واحدة البنان ) وأنشد ابن برى لعباس بن مرداس ألا ليتنى قطعت منه بنانه * ولاقيته يقظان في البيت حاذرا ( و ) بنانة ( ع ) وقال نصر ماء لبنى أسد ( و ) أيضا ( قصرو ) البنانة ( بالضم الروضة المعشبة ) التى حليت بالزهر ويفتح ( و ) بنانة ( حى ) من العرب كما في المحكم * قلت وهم من قريش وليسوا من قريش مكة وانما دخلوا فيهم وقال ابن دريد كانوا في بنى الحرث ابن ضبعة وقال الحكم هم من بنى شيبان ( منهم ثابت ) بن أسلم البصري ( البنانى ) أبو محمد عن الزبير وأنس وأبى رافع وعنه حميد الطويل وشعبة وحماد بن زيد مات سنة 127 رحمه الله تعالى عن ست وثمانين سنة وأيضا محمد بن ثابت حدث أيضا ( و ) بنانة ( محلة بالبصرة ) من المحال القديمة جاء ذكرها في الحديث ( نسبت الى بنانة أم ولد سعد بن لؤى بن غالب ) وينسب ولد ماليها لتزولهم بها وقيل هي آمنة حاضنة بنيه وقيل كانت حاضنتهم خاصة ( سكنها ثابت أيضا ) فنسب إليها فهو منسوب الى نانة والمحلة واقتصر ابن الاثير على الوجه الاخير ( وبنن ) تبنينا ( ارتبط الشاة ليسمنها والبنين ) كامير ( المتثبت العاقل ) وكل ذلك من بن بالمكان إذا أقام به ولزمه ( والبنى كقمي ضرب من السمك ) أبيض وهو أفخر الانواع يكون كثيرا في النيل ( و ) أبو هرون ( موسى بن هرون ) كذا في النسخ والصواب موسى بن زياد الكوفى ( المحدث ) النبي روى عنه محمد بن عبيد بن عتبة وغيره ( و ) أيضا ( لقب ) رجل ( آخر ) وهو محمد بن أبى البركات البنى حدث بسند مسدد عن محمد بن مظفر العطار ( كانه نسبة الى البن بالضم وهو شئ يتخذ كالمرى ) وقال ابن السمعاني رحمه الله هو شئ من الكواميخ وقد نسب موسى بن زياد الى بيعة وقال المالينى نسب الى بلدة بالعراق وذكر أبا موسى بن زياد وروى له حديثا ويمكن الجمع بينهما وقال الحكيم داود رحمه الله تعالى بن ثمر شجر باليمن يغرس حبه في أذار وينمو ويقطف في آب ويطول نحو ثلاثة أذرع على ساق في غلظ الابهام ويزهر أبيض يخلف حبا كالبندق وربما تفرطح كالباقلا وإذا تقشر انقسم نصفين وقد جرب لتجفيف الرطوبات والسعال والبلغم والنزلات وفتح السدد وادرار البول وقد شاع
الآن سمه بالقهوة إذا حمص وطبخ بالغا ( وأبو القاسم بن البن وأحمد بن على ) بن محمد الاسدي الدمشقي عرف ب ( ابن البن محدثان ) وأخو الاخير أبو محمد الحسن بن على بن البن حدث البنه ( و ) البن ( بالكسر الطرق من الشحم والسمن ) أي القوة منهما ( يقال ) ركبها ( بن على بن ) أي طرق على طرق يقال ذلك للدابة إذا سمنت ( و ) البن ( الموضع المنتن الرائحة وبن ) والله لا آتيك ( لغة في بل ) والله لا آتيك يجعلون اللام فيها نونا قال الفراء وهى لغة بنى سعد وكلب قال وسمعت الباهليين يقولون لابن بمعنى لابل وقال (1/7977)
ابن جنى لست أدفع أن يكون بن لغة قائمة بنفسها ( والبنبان العمل والردئ من المنطق ) وهى البنبنة قال أبو عمر وصوت الفحش والقذع وقال ابن الاعرابي بنبن تكلم بكلام الفحش وأنشد أبو عمر ولكثير المحاربي قد منعتني البروهى تلحان * وهو كثير عندها هلمان * وهى تخنذى بالمقال البنبان قال أي الردئ من المنطق ( و ) بنبان غير مصروف ( ماء لتميم ) وأنشد شمر فصار ثناها في تميم وغيرهم * عشية ياتيها ببنان عيرها وقال الحطيئة مقيم على بنبان يمنع ماءه * وماء وسيع ماء عطشان مرمل ( و ) أبو القاسم ( عبد الغنى ) بن سليمان ( بن بنين ) المصرى ( كامير ) حدث بالقاهرة عن غير واحد وعنه أبو العديم وقال الحافظ حدثونا عن أصحابه ( وبنين كزبير ابن ابراهيم القرشى محدثان ) حدث عن سليمان بن بلال وعنه الحسين بن القاسم البجلى * ومما يستدرك عليه البنة ريح مرابض الغنم والبقر وربما سميت مرابض الغنم بنة وقال السهيلي في الروض البنانة بالضم الرائحة الطيبة وأبنت السحابة دامت أياما وتبنن تثبت وبنبان موضع في أدنى اليمامة للخارج إليها من العراق والبنيات الاقداح الصغار جاء ذكره في الحديث ومحمد بن المبارك وناصر بن على بن الحسين وعبد الواحد بن محمد بن الحسين البنيون محدثون وبنونة كسفودة لقب رجل وأبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن حمدون البنانى الفاسى روى عنه شيخنا العلامة الامام محمد بن عبد الله بن أيوب التلمسانى وشيخنا اسمعيل بن عبد الله بن على المدنى وغير هما رحمهم الله تعالى وبنان كغراب محلة بمرو ومنها على بن ابراهيم صاحب ابن المبارك قاله أبو الفضل المقدسي وأنكره ابن السمعاني والبنينة مصغرا موضع في شعر الحويدرة عن نصر وبنا بكسر فتشديد موضع قرب بغداد هو عنه أيضا وبنة بنت عياض الاسلمية محدثة * ومما يستدرك عليه بنجن كجعفر قرية بنحارا منها محمد بن رجاء بن قريش روى له المالينى وبنجانين أخرى منها أبو العلاء عيسى بن محمد أحد شيوخ السمعاني * ومما يستدرك عليه أيضا بنجغين بفتح الباء والجيم وبينهما نون ساكنة وكسر الخاء المعجمة محلة بسمرقند منها على بن محمد بن محمد البخاري ذكره الامير هكذا * ومما يستدرك عليه بندكان بالضم قرية بمرو على خمسة فراسخ * ومما يستدرك عليه بنسارقان قرية بمرو على فرسخين منها * ومما يستدرك عليه بنيرقان قرية بمرو أيضا * ومما يستدرك عليه بنيا مين بالكسر اسم أخ لسيدنا يوسف الصديق عليهما السلام لامه وأبيه ( البون كورتان باليمن أعلى وأسفل وفيهما البئر المعطلة والقصر المشيد المذكورتان في التنزيل ) كما قاله المفسرون ونقله ابن الاثير وذكر ضم الموحدة ( و ) البون ( بالضم مسافة ما بين الشيئين ويفتح ) يقال بينهما بون بعيد ورحبهما أو اعتبارهما ويطلق على الفضل والمزية ( و ) البون ( ع ببلاد مزينة و ) أيضا ( د باليمن ) وقد جاء بالتصغير في الشعر ( و ) أيضا ( ة بهراة ) وضبطه المالينى بالفتح منها أبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر البونى الهروي عن أبى جعفر محمد بن طريف البونى وعن الاصم وأبو الفرج ابراهيم بن يوسف البونى امام محراب الحنفية بدمشق مقرئ محدث عن أبى القاسم بن عساكر مات سنة ثنتى عشرة وستمائة وأبو نصر السعدى الموثق القاينى البعقوبى الحنفي البونى سمع عن أبو القاسم بن عساكر ببلده بون ( وتل بونى كشورى ة بالكوفة ) هكذا في النسخ والصواب فيه بونا بضم الباء وفتح الواو وتشديد النون كما ضبطه نصر رحمه الله تعالى وهى ناحية بسواد العراق قريب الكوفة ( والبوان بالضم والكسر ) واقتصر الجوهرى على الكسر ( عمود للخباء ج أبونة وبون بالضم وكصرد ) والاخيرة أباها سيبويه ( وبانة بنت بهزين حكيم ) لها ذكر ( وعمرو بن بانة المغنى له نوادر ) وفاته بانة بنت قتادة بن دماية روت عن أبيها ذكرها ابن مردويه في أولاد المحدثين وبانة بنت أبى العاص زوج عبد الوهاب الثقفى ( والبنونة البنت الصغيرة ) عن ابن الاعرابي ( و ) البونة ( بالضم د بافريقية منها ) أبو عبد الملك ( مروان بن محمد ) الاسدي البونى ( شارح الموطا ) وهو من كبار أصحاب أبى الحسن القابسى وأصله من الاندلس وانتقل الى أفريقية ومات ببونة قبل الاربعين والاربعمائة رحمه الله تعالى ( و ) أبو العباس ( أحمد بن على ) البونى صاحب شمس المعارف واللمعة ( شيخ الطريقة ) البونية في
الاسماء والحروف ( وجد الوليد بن أبان بن بونة محدث ) أصبهاني عن يونس بن حبيب بن عبد القاهر وعباس الدوري توفى سنة 310 ( وعبد الملك بن بونه بضم الباء والنون شيخ أندلسى روى عنه ابن دحية ) ذكره الحافظ الذهبي ( وبوانة كثمامة هضبة وراء ينبع ) ويفتح كذا ذكره ابن الاثير بالوجهين ( و ) أيضا ( ماءة لبنى جشم ) بن معاوية بن بكر بن هو ازن بالقرب من مكة قاله نصر ( و ) أيضا ( ماء لبنى عقيل ) وأنشد الجوهرى لقد لقيت شول بجنبى بوانة * نصيا كاعراف الكوادن أسحما وقال وضاح اليمن أيا نخلتى وادى بوانة حبذا * إذا نام حراس النخيل جنا كما ( وشعب بوان كشداد ) صقع ( بفارس ) يوصف بكثرة المياه والشجار واياه عنى المتنبي بقوله يقول بشعب بوان حصاني * أعن هذا يسار الى الطعان أبو كم آدم سن المعاصي * وعلمكم مفارقة الجنان 3 (1/7978)
وهو ( احدى الجنان الاربع الدنيوية ) والثانية غوطة دمشق والثالثة سواد سمرقند والرابعة أبلة البصرة ( وبوات بالضم ع بها أيضا ) قال معن بن أوس سرت من بوانات فبون فاصبحت * بقوران قروان الرصاف تواكله ( واليان ة نصر و ) أيضا ( ة بنيسابور ) من ما فات أرغيان منها سهل بن علي بن أحمد بن الحسين البانى وابنه أبو بكر أحمد حدثا ( و ) البان ( شجر ) معروف وواحده بانة قال امرؤ القيس برهرة رؤدة رخصة * كخرعوبة اليانة المنفطر ( ولحب ثمره دهن طيب وحبه نافع للبرش والنمش والكلف والحصف والبهق والسعنمة والجرب وتقشر الجلد طلاء بالخل وصلابة الكبسد والطحال شربا بالخل ومثقال منه شربا مقيئ مطلق بلغما خاصا ) على ما عرف في كتب الطب وقال أبو حنيفة البان ينمو ويطول ففى استواء مثل نبات الاثل وورقه أيضا له هدب كهدب الاثل وليس لخشبه صلابة وقال أبو زياد من العضاه البان وله هدب طوال شديد الخضرة وينبت في الهضب وثمرته تشبه فرون اللوبياء الا أن خضرتها شديدة قال الازهرى ولاستواء نباتها ونيات أفنانها وطولها وتعومتها شبه الشعراء الجارية الناعمة الرافعة ذات الشطاط بها فقيل كأنها بانة وكانها غصن بان ( وذوالبان ع و ) أيضا ( حجبل وأبوان ة بدمياط ) كانت أهلها نصارى وكان يعمل فيها الشراب الفائق فنسب إليها فيقال له بونى على غير لفظه ويضاف إليها عمل فيقال لجميعه الابوانية ( و ) أبوان ( قريتان بالصعيد ) احداهما من أعمال البهنساويية والثانية من أعمال الاشمونين وتعرف بابوأن عطية ( والبوين ) كزبير ( ع ) حجازى قال معقل بن خويلد لعمري لقد نادى المنادى فراعني * غداة البوين عن قريب فاسمعا ( وبانه بيونه كيبينه ) بونا وبينا طاله في الفضل والمروءة كذا في الاقتطاف ( وبانوية والد عبد الباقي الامام النحوي ) وحفيده على ابن المبارك بن عبد الباقي أخذ عن الخشاب ومات سنة 554 رحمه الله تعالى ( و ) أيضا ( جد طاهر بن أبى بكر المحدث ) عن إبى القاسم بن الحصين * ومما يستدرك عليه في حديث خالد رضى الله تعالى عنه فلما ألقى الشام بوانيه عزلني قال ابن الاثير البوانى في الاصل أضلاع الصدر وقيل الاكتاف والقوائم الواحدة بانيد قال وانما ذكرت هذه الكلمة هنا حملا على ظاهرها فانها لم ترد حيث وردت الا مجموعة وفى حديث على رضى الله تعالى عنه ألقت السماء برك بوانيها يريد ما فيها من المطر ويقال ألقى عصاه وألقى بوانيه والبونة الفصيلة والبونة الفراق كلاهما عن ابن الاعرابي وذو بو ان كغراب موضع تجدى وأنشد الجوهرى للزفيان ماذا تذكرت من الاظعان * طوالعا من نحو ذى بوان ورأس البيوان محركة موضع في بحيرة تنيس على ميل بها موقف الملاحين وهى تنزع من بحر الشام قاله نصر وبونة بضم الباء وفتح الواو وتشديد النون وادعن نصر وبانوية لقب قيصر المحدثة عن إبى الخير الباغبان أخذ عنها الضياء المقدسي وماتت سنة 607 وبانة قرية بمصر وأيضا قرية بارغيان من نواحى نيسابور منها الحاكم سهل بن أحمد بن على بن الحسين البانى وابنه أبو بكر أحمد بن سهل رحمهم الله تعالى ( البيهن كحيدر النسترن ) من الرياحين نقله الازهرى عن ابن السكيت ( والبهنانة ) المرأة ( الطيبة النفس ) والارج كما في الصحاح ( و ) قيل هي الطيبة ( الريح ) الحسنة الخلق السمحة لزوجها ( أو ) هي ( اللينة في عملها ومنطقها و ) قيل هي ( الضحاكة ) المتهللة ( الخفيفة الروح ) قال الشاعر يا رب بهنانة مخباة * نفتر عن ناصع من البرد ( وبهان كقطام امرأة ) عن ابن الاعرابي وأنشد الجوهرى لعاهان بن كعب ألا قالت بهان ولم تابق * نعمت ولا يليق بك النعيم قال ابن الاعرابي ويقال أراد بهنانة والصحيح الاول ( والباهين تمر ) عن إبى حنيفة ( أو نخل ) بهجر ( لا يزال عليها ) السنة كلها ( طلع جديد وكبائس مبسرة وأخر طبة ومثمرد ) نقله أبو حنيفة أيضا عن بعض أعراب عمان ( والبهونية من الابل ما بين الكرمانتية والعربية ) وهو دخيل في العربية * ومما يستدرك عليه بهن منه بهنا فرح وطاب وتبهن تبخترو بهنية الغنم رية
بمص من الغربية وقد دخلتها ( البهكن كجعفر الشاب الغض وهى بهاء و ) في الصحاح عن المؤرج امرأة بهكنة غضة وهى ذات ( شباب بهكن ) أي ( غض ) وربما قالوا بهكل وأنشد وكفل مثل الكثيب الاهيل * رعبوبة ذات شباب بهكل وفى التهذيب جارية بهكنة تارة عريضة وهن البهكتات والبهاكن وقال ابن الاعرابي البهكنة الجاريد الخفيفة الطيبة الرائحة المليحة الحلوة ( ويقال للعجزاء نبهكنت في مشيتها ) * ومما يستدرك عليه امرأة بها كنة كعلابطة ذات شباب غض قال السلولى بها كنة غضة بضة * بود الثنايا خلاف الكرى ( البهمن ) كجعفر أهمله الجوهرى وهو ( أصل نبات شبيه باصل الفجل الغليظ فيه اعوجاج غالبا وهو أحمر وأبيض ويقطع ويجفف نافع للخفقان البارد مقو للقلب جدابا هي وبهمن اسم ) رجل من ملوك الفرس ( وبهمن ماه ) اسم شهر ( من الشهور الفارسية (1/7979)
الحادى عشر ) * مما يستدرك عليه بهمان والد عبد الرحمن التابعي الحجازى الراوى عن عبد الرحمن بن ثابت قال البخاري وقال بعضهم عبد الرحمن بن يهمان بالياء التحتية ولا يصح وقد أورده المصنف رحمه الله تعالى في الزاى فقال بهماز والد عبد الرحمن حرف وصحف وقد نبهنا عليه هناك فراجعه ( البين ) في كلام العرب جاء على وجهين ( يكون فرقة و ) يكون ( وصلا ) بان يبين بينا وبينونة وهو من الاضداد وشاهد البين بمعنى الوصل قول الشاعر لقد فرق الواشين بينى وبينها * ففرت بذاك الوصل عينى وعينها وقال قيس بن ذريح لعمرك لولا البين لانقطع الهوى * ولولا الهوى ماحن للبين آلف فالبين هنا الوصل وأندد صاحب الاقتطاف وقد جمع بين المعتيين وكتا على بنى فقرق شملنا * فاعقبه البين الذى شتت الشملا فيا عجبا ضدان واللفظ واحد * فلله لفظ ما أمر وما أحلى وقال الراغب لا يستعمل الا فيما كان له مافة نحو بين البلدان أوله عدد ما اثنان فصاعدا نحو بين الرجلين وبين القوم ولا يضاف الى ما يقتضى معنى الوحدة الا إذا كرر نحو ومن بيننا وبنك حجاب وقال ابن سيده ( و ) يكون البين ( اسما وظرفا ستمكتا ) وفى التنزيل العزيز لقد تقطع بنكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون قرئ بينكم بالرفع والنصب فالرفع على الفعل أي تقطع وصلكم والنصب على الحذف يريد ما بينكم وهى قراءة نافع وحفص عن عاصم والكسائي والاولى قراءة ابن كثير وابن عامر وحمزة ومن قرأ بالنصب فان أبا العباس روى عن ابن الاعرابي انه قال معناه تقطع الذى كان بينكم وقال الزجاج لقد تقع ما كنتم فيه من الشركة بينكم وروى عن ابن مسعد انه قرأ لقد تقطع ما بينكم واعتمد الفراء وغيره من النحو بين قراءة ابن مسعود وكان إبو حاتم ينكر هذه القراة ويقول لا يجوز حذف الموصول وبقاء الصلة وقد أجاب عنه الازهرى بما هو مذكور في تهذيبه وقال ابن سيده من قرأ بالنصب احتمل أمرين أحدهما أن يكون الفاعل مضمرا أي تقطع الامر أو الود أو العقد بينكم والآخر ما كان يراه الاخفش من أن يكون بينكم وان كان منصوب اللفظ مرفوع الموضع بفعله غير انه أقرت نصبة الظرف وان كان مرفوع الموضع لاطراد استعمالهم اياه طرفا الا ان استعمال الجملة التى هي صفة للمبتد امكانه أسهل من استعالها فاعلة لانه ليس يلزم أن يكون المبتدا اسما محضا كلزوم ذلك الفاعل الا ترى الى قولهم تسمع بالمعيدى خير من أن تراه أي سماعك به خير من رؤيتك اياه ( و ) البين ( البعد ) كالبون يقال بينهما بون بعيد وبين بعيد والواو أفصح كما في الصحاح ( و ) البين ( بالكسر الناحيد ) عن إبى عمرو ( و ) أيضا ( الفصل بين الارضين ) وهى التخوم قال ابن مقبل يخاطب الخيال بسروحمير أبوال البغال به * أنى تديت وهنا ذلك البينا والجمع بيون ( و ) أيضا ( ارتفاع في غلظ و ) أيضا القطعة من الارض ( قدر مد البصر ) من الطريق ( و ) البين ( ع قرب نجران و ) أيضا ( ع قب الحيرة و ) أيضا ( ع قرب المدينة ) جا ذكرها في ديث اسلام سلمة بن جيش ويقال فيه بالتاء أيضا ( و ) أيضا ( ة بفيروز اباد فارس و ) إيضا ( ع ) آخر ( و ) أيضا ( نهر بين بغداد ودفاع وفى نسخة دماغ وقيل رماغ بالراء والصواب في سياق العبارة ونهر بين بغداد فان ياقوتا نقل في معجمه انه طسوج من سراد بغداد متصل بنهر بوق ويقال فيه باللام أيضا وقد ينسب إليه أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد النهر بينى سمع الطيورى وسكن الحديثة من قرى الغوطة وبهامات وأخوه أبو عبد الله الحسين بن محمد النهر بينى المقرئ سكن دمشق مدة ( و ) يقال ( جلس بين القوم وسطهم ) بالتخفيف قال الراغب بين موضع لخلل بين الشيئين ووسطهما قال الله تعالى وجعلنا بينهما زرعا قال الجوهرى وهو ظرف وان جعلته اسما أعربته تقول لقد تقطع بينكم برفع النون كما قال الهذلى فلاقته ببلقعة براح * فصادف بين عينيه الجبوبا ( و ) يقال ( لقبه بعيدات بن ذالقيه بعد حين ثم أمسك عنه ثم أتاه ) كما في الصحاح ( و ) قد ( بانوا بينا وبينونه ) إذا ( فارقوا ) وأنشد
ثعلب فهاج جوى بالقلب ضمنه الهوى * ببينونة يناى بها من يوادع وقال الطرماح * أ اذن الثاوى ببينونة * ( و ) بان ( الشئ بينا وبيونا وبينونة انقطع وأبانه غيره ) ابانه قطعه ( و ) بانت ( المرأة عن الرجل فهى بائن انفصلت عنه بطلاق وتطليقة بائنة ) بالهاء ( لاغير ) فاععلة بمعنى مفعولة أي تطليقه ذات بنونة ومثله عيشة راضية أي ذات رضا والطلاق البائن الذى لا يملك الرجل فيه استرجاع المرأة الا بعقد جديد وله أحكام تفصيلها في أحكام الفروع من الفقه ( و ) بان ( بيانا اتضح فهو بين ) كسيد ( ج أبيناء ) كهين وأهيناء كما في الصحاح قال ابن برى صوابه مثل هين وأهوناء لانه من الهوان ( وبنته بالكسر وبينته وتبينته وأبنته واستبنته أو ضحته وعرفته فبان وبين وتبين وأبان واستبان كلها الازمة متعديد ) وهى خمة أوزان اقتصر الجوهرى منها على ثلاثة وهى أبان الشئ اتضح وأبنته أو ضحته واستبان الشي طهر واستبنته عرفته وتبين الشي طهر وتبينته أنا ولكن من هؤلاء شواهد إما بان وبانه فقد حكاه الفارسى عن أبى زيد وأنشد كان عينى وقد بانونى * غربان فوق جدول مجنون (1/7980)
وأما أبان اللازم فهو مبين وأنشد الجوهرى لعمر بن أبى ربيعة لودب ذر فوق ضاحى جلدها * لابان من آثارهن حدور قال الجوهرى والتبيين الايضاح وأيضا الوضوح وفى المثل * قد بين الصبح لذى عينين * أي تبين وقال النابغة الا الاوارى لاياما أبينها * والنؤى كالحوض بالمظلومة الجلد أي أتبينها وقوله تعالى آيات مبينات بكسر الياء وتشديد ه بمعنى متبينات ومن قرأ بفتح الياء فالمعنى أن الله بينها وقال تعالى قد تبين الرشد من الغى وقوله تعالى الا أن ياتين بفاحشة مبينة أي ظاهرة متبينة وقال ذوالرمة تبين نسبة المرئى لؤما * كما ينت في الادم العوارا أي تبينها ورواه على بن حمزة تبين نسبة بالرفع على قوله * قد بين الصبح لذى عينين * وقوله تعالى والكتاب المبين قيل معناه المبين الذى أبان طرق الهدى من طرق الضلال وأبان كل ما تحتاج إليه الامة وقال الازهرى الاستبانة قد يكون واقعا يقال استبنت الشئ إذا تأملته حتى يتبين لك ومنه قوله تعالى ولتستبين سبيل المجرمين المعنى لتستبين أنت يا محمد أي لتزداد جابة وإكثر القراء قرؤا ولتستبين سبيل المجرمين والاستبانة حينئذ غير واقع ( والتبيان ) بالكسر ( وبفتح مصدر ) بينت الشئ تبيينا وتبيانا وهو ( شاذ ) وعبارة الجوهرى رحمه الله تعالى أو في بالمراد من عبارته فانه قال والتبيان مصدر وهو شاذ لان المصادر انما تجئ على التفعال بفتح التاء نحو التكار والتكرار والتوكاف ولم يجئ بالكسر الا حرفان وهما التبيان والتقاء اه وأيضا حكاية الفتح غير معروفة الاعلى رأى من يجيز القياس مع السماع وهو رأى مرجوع قال شيخنا رحمه الله تعالى وما ذكره من انحصار تفعال في هذين اللفظين به جزم الجماهير من الائمة وزعم بعضهم أنه سمع التمثال مصدر مثلت الشئ تمثيلا وتمثالا وزاد الحريري في الدرة على الاولين تنضالا مصدر الناضله وزاد الشهاب في شرح الدرة شرب الخمر تشرابا وزعم أنه سمع فيه الفتح على القياس والكسر على غير القياس وأنكر بعضهم مجي تفعال بالكسر مصدرا بالكلية وقال ان كل ما نقلوا من ذلك على صحته انما هو من استعمال الاسم موضع المصدر كما وقع الطعام وهو المأكول موقع الصمدر وهو الاطعام كما في التهذيب وقوله تعالى وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي أي بين لك فيه كل ما تحتاج إليه أنت وأمتك من أمر الدين وهذا من اللظ العام الذى أريد به الخاص والعرب تقول بينت الشئ تبينا وتبيانا بكسر التاء وتفعال بالكسر يكون اسما فاما المصدر فانه يجئ على تفعال بالفتح مثل التكذاب والتصداق وما أشبهه وفى المصادر حرفان نادران وهما تلقاء الشئ والتبيان ولا يقاس عليهما وقال سيبويه في قوله تعالى والكتاب المبين قال هو التبيان وليس على الفعل انما هو بناء على حدة ولو كان مصدرا لفتحت كالتقتال فانما هو من بينت كالغارة من أغرت وقال كراع التبيان مصدر ولا نظير له الا التلقاء ( وضربه فابان رأسه ) من جسده وفصله ( فهو مبين و ) قوله ( مبين كمحسن ) غلط وانما غره سياق الجوهرى ونصه فتقول ضربه فابان رأسه من جسده فهو مبين ومبين أيضا اسم ماء ولو تأمل آخر السياق لم يقع في هذا المحذور ولم أر إحدا من الائمة قال فيه مبين كمحسن ولو جاز ذلك لوجب الاشارة له في ذكر فعله كان يقول فابان رأسه وأبينه فتأمل ( وباينه ) ومباينة ( هاجره ) وفارقه ( وتباينا تهاجرا ) أي بان كل واحد منهما عن صاحبه وكذلك إذا انفصلا في الشركة ( والبائن من ياتي الحلوبة من قبل شمالها ) والمعلى الذى ياتي من قبل يمينها كذا نص الجوهرى والمستعلي من يعلى العلبة في الضرع والذى في التهذيب للازهري يخالف ما نقله الجوهرى فانه قال البائن الذى يقوم على يمين الناقة إذا حلبها والجمع البين وقيل البائن والمستعلي هما الحالبان
اللذان يحلبان الناقة أحدهما حالب والآخر محلب والمعين هو المحلب والبائن عن يمين الناقة يمسك العلية والمستعلي الذى عن شمالها وهو الحالب يرفع البائن العلبة إليه قال الكميت يبشر مستعليا بائن * من الحالبين بان لاغرار ( و ) البائن ( كل قوس بانت عن وترها كثيرا ) عن ابن سيده ( كالبائنة ) عن الجوهرى قال وأما التى قربت من وترها حتى كادت تلصق به فهى البانيد بتقديم النون وكلاهما عيب ( و ) البائن كما هو مقتضى سياقه وفى الصحاح البائنة ( البئر البعيدة القعر الواسعة كالبيون ) كصبور لان الاطان تبين عن جرابها كثيرا وقيل بئر بيون واسعة الجالين وقال أبو مالك هي التى لا يصيبها رشاؤها وذلك لان جراب البئر مستقيم وقيل هي البئر الواسعة الرأ الضقة الاسفل وأنشد أبو على الفارسى انك لود عوتني ودوني * زو راء ذات منزع بيون * لقلت لبيه لمن يدعوني والجمع البوائن وأنشد الجوهرى للفرزدق يصف خيلا يصهلن للشيخ البعيد كانما * ازنانها بيوائن الاشطان أراد أن في صهيلها خشونة وغلطا كأنها تصهل في بئردحول وذلك أغلظ لصهيلها ( وغاب البين ) هو ( الابقع ) قال عنترة ظعن الذين فراقهم أتوقع * وجرى ببينهم الغراب الابقع حرق الجناح كان لحبي رأسه * جلسان بالاخبار هش مولع ( أو ) هو ( الاحمر المنقار والرجلين وأما الاسود فانه الحاتم لانه يحتم بالفراق ) نقله الجوهرى عن أبى الغوث ( وهذا ) الشئ ( بين (1/7981)
بين أي بين الجيد والردي ) وهما ( اسمان جعلا واحد أو بنيا على الفتح والهمزة المخففة تسمى ) همزة ( بين بين ) أي همزة بين الهمزة وحرف اللين وهو الحرف الذى منه حركتها ان كانت مفتوحة فهى بين الهمزد والالف مثل سال وان كانت مكسورة فهى بين الهمزة والياء مثل سئم وان كانت مضمومة فهى بين الهمزة والواو مثل لؤم وهى لا تقع أولا أبدا لقربها بالضعف من الساكن الا أنها وان كانت قد قربت من الساكن ولم يكن لها تمكن الهمزة المحققة فهى متحركة في الحقيقة وسميت بين بين لضعفها كما قال عبيد بن البرص نحمى حقيقتنا وبع * - ض القوم يسقط بين بينا أي يتاقط ضعيفا غير معتد به كذا في الصحاح وقال ابن برى قال السيرافي كانه قال بين هؤلاء وهؤلاء كانه رجل يدخل بين الفريقين في أمر من الامور فيسقط ولا يذكر فيه قال الشيخ ويجوز عندي أن يريد بين الدخول في الحرب والتاخر عنها كما يقال فلان يقدم رجلا ويؤخر أخرى ( و ) قولهم ( بينا نحن كذا ) إذ حدث كذا ( هي بين ) وفى الصحاح فعلى ( أشبعت فتحتها فحدثت الالف ) وفى الصحاح فصان ألفا قال عبد القادر البغدادي رحمه الله تعالى ومن زعم أن بينا محذوفة من بينما احتاج الى وحى يصدقه وأنشد سيبويه فبينا نحن نرقبه أتانا * معلق وفضة وزنا دراعى أراد بين نحن نرقبه إتانا فان قيل لم أضاف الظرف الذى هو بين وقد علمنا أن هذا الظرف لا يضاف من الاسماء الا لما يدل على أكثر من الواحد أو ما عطف لبه غيره بالواو دون سائر حروف العطف وقوله نحن نرقبه جملة والجملة لا يذهب لها بعد هذا الاظرف فالجواب ان ههنا واسطة محذوفة وتقدير الكلام بين أوقات نحن نرقبه أتانا أي أتانا بين أوقات ربئتنا اياه والجمل مما يضاف إليها أسماء الزمان كقولك گ اتيتك زمن الحجاج أمير أوان الخليفة عبد الملك ثم انه حذف المضاف الذى هو أوقات وولى اللفظ الذى كان مضافا الى المحذوف الجملة التى أقيمت مقام المضاف إليها كقوله تعالى واسئل القرية أي أهل القرية ( وبينا وبينما من حروف الابتداء ) وليست الالف بصلة وبينما أصله بين زيدت عليه ما والمعنى واحد قال شيخنا رحمه الله تعالى وقوله من حروف الابتداء ان أراد بالحروف الكلمات كما هو من اطلاقات الحروف فظاهر وأما ان أراد أنهما صارا حرفين في مقابلة الاسم والفعل فلا قائل به بل هما باقيان على ظرفيتهما والاشباع وهما لا يخرجان بين عن الاسمية وانما يقطعانه عن الاضافة كما عرف في العربية اه وقال غيره هما ظرفا زمان بمعنى المفاجاة ويضافان الى جملة من فعل وفاعل ومبتدا وخبر فيحتاجان الى جواب يتم به المعنى قال الجوهرى ( و ) كان ( الاصمعي يخفض بعد بينا إذا صلح في موضعه بين كقوله ) أي أبى ذويب الهذلى كان ينشده هكذا بالكسر ( بينا تعنفه الكماة وروغه * يوما أتيح له جرى مسلفع ) كذا في الصحاح تعنفه بالفاء والذى في نسخ الديوان تعنقه بالقاف أراد بين تعنقه فزاد الالف اشباعا نقله عبد القادر البغدادي وقال السكرى رحمه الله تعالى كان الاصمعي يقول بينا الالف زائدة انما أراد بين تعنقه وبين روغانه أي بينا يقتل ويراوغ إذ يحتل ( وغيره يرفع ما بعدها على الابتداء والخبر ) نقله الكسسرى قال ابن برى ومثله في جواز الرفع والخفض قول الراجز كن كيف شئت فقصرك الموت * لامر حل عنه ولافوت بينا غنى بيت وبهجته * زال الغنى وتقوض البيت قال وقد تأتى إذ في جواب بينا قال حميد الارقط بينا افتى يخبط في غياسته * إذ انتمى الدهر الى عقراته قال وهو دليل على فسد قول من قال ان إذ لا تكون الا في جواب بينما بزيادة ما ومما يدل على فساد هذا القول أنه جاء بينما وليس في جوابها إذ كقول ابن هرمة بينما نحن بالبلا كث * ع سراعا والعيس تهوى هويا خطرت خطرة على القلب من ذك * - راك وهنافا استطعت ميا ( والبيان الافصاح مع ذكاء ) وفى الصحاح هو الفصاحة واللسن وفى النهاية ه اظهار المقصود بابلغ لفط وهو من الفهم وذكاء القلب مع اللسن وأصله الكشف والظهور وفى الكشاف هو المنطق الفصيح المعرب عما في الضمير وفى شرح جمع الجوامع البيان اخراج الشئ من حيز الاشكال الى حيز التجلى وفى المحصول البيان اظهار المعنى للفس حتى يتبين من غيره وينفصل عما يلتبس به وفى المفردات للراغب رحمه الله تعالى البيان أعم من النطق لان النطق مختص باللسان ويسمى ما يبين به بيانا وهو ضربان أحدهما بالال وهى الاشياء الدالة على حال من الاحوال من اثار صفة والثانى بالاخبار وذلك اما أن يكون نطقا وكتابة فما هو بالحال كقوله تعالى اانه لكم عدو مبين وما هو بالاخبار كقوله تعالى فاسئلوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون بالبينات وانزبر قال ويسمى الكلام بيانا الكشفه عن المعنى المقصود واظهاره نحو هدابين للناس ويسمى ما يشرح به المجمل والمبهم من الكلام بيانا نحو قوله تعالى ثم ان علينا بيانه وفى شرح المقامات للشريشى رحمه الله تعالى الفرق بين البيان والتبيان أن الببان وضوح المعنى وظهوره
ولتبيان تفهيم المعنى وتبينه والبيان منك لغيرك والتبيان منك لنفسك مثل التبيين وقد يقع التبيين في معنى البيان وقد يقع البيان بكثرة الكلام وبعد ذلك من النفاق ومنه حديث الترمذي البذاء والبيان شعبتان من النفاذ اه * قلت انما أراد منه ذم التعمق (1/7982)
في المنطق والتفاصح واظهار التقدم فيه على الناس وكانه نوع من العجب والمكبر وراوي الحديث أبو أمامة الباهلى رضى الله تعالى عنه وجاء في رواية أخرى البذاء وبعض البيان لانه ليس كل البيان مذموما وأما حديث ان من البيان لسحرا فراجع النهاية ( والبين ) من الرجال ( الفصيح ) زاد ابن شميل السمح اللسان الظريف العالي الكلام القليل الرتج وأنشد شمر قد ينطق الشعر الغبى ويلتئ * على البين السفاك وهو خطيب ( ج أبيناء ) صحت الباء لسكون ما قبلها ( و ) حكى اللحيانى في جمعه ( أبيات وبيناء ) فاما أبيان فكميت وأموات قال سيبويه شبهوا فيعلا بفاعل حين قالوا شاهدوا شهاد مثل قيل وأقيال وأما بيناء فنادرو الاقيس في ذلك جمعه بالواو وهو قول سيبويه ( و ) قال الازهرى في اثناء هذه الترجمة روى عن أبى الهيثم أنه قال ( الكواكب البيانيات ) هي ( التى لا تنزل الشمس بها ولا القمر ) انما يهتدى بها في البر والبحر وهى شآمية ومهب الشمال منها أولها القطب وهو كوكب لا يزول والجدى والفرقدان وهو بين القطب وفيه بنات نعش الصغرى هكذا النقل في هذه الترجمة صحيح غير ان الازهرى استدل به على قولهم بين بمعنى وسط وذلك قوله وهو عين القطب أي وسطه وأما الذى استدل به المصنف رحمه الله تعالى من كون تلك الكواكب تسمى بيانيات فتصحيف محض لا يتنبه له الا من عانى مطالعة الاصول الصحيحة وراجعها بالذهن الصحيح المستقيم والصواب فيه البيانات بموحدتين ويقال فيه أيضا البابانيات هكذا رأيته مصحعا عليه والدليل في ذلك أن صاحب اللسان ذك هذا القول بعينه في تركيب ب ب ن كما مر آنفا فتفهم ذلك ( وبين بنته زوجها كأبانها ) تبيينا وابانة وهو من البين بمعنى البعد كأنه أبعدها عن بيت أبيها ( و ) من المجاز بين ( الشجر ) إذا ( بدا ) ورقه ( وظهر أول ما ينبت و ) بين ( القرن نجم ) أي طلع ( وأبو على بن بيان ) العاقولي ( كشداد زاهد ذو كرامات ) وقبره يزار قاله ابن ما كولا ( وبيانة كجبانه ة بالمغرب ) والاولى في الاندلس في عمل قرطبة ثم ان التشديد الذى ذكره صرح به الحافظ الذهبي وابن السمعاني والحافظ وشذ شيخنا رحمه الله تعالى فقال هو بالتخفيف مثل سحابة وهو خلاف ما عليه الائمة ( منها ) أبو محمد ( قاسم بن أصبغ ) بن محمد بن يوسف بن ناسج بن عطاء مولى أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك بن مروان ( البيانى الحافظ المسند ) بالاندلس سمع من قرطبة من بقى بن مخلد ومحمد بن وضاح ورحل الى مكة شرفها الله تعالى والعراق ومصر وسمع من ابن أبى الدنيا والكبار وكان بصيرا بالفقه والحديث نبيلا في النحو والغريب والشعر وصنف على كتاب أبى داود وكان يشاور في الاحكام وتوفى سنة 144 عن ثلاث وتسعين سنة وحفيده قاسم بن محمد بن قاسم الاندلسي البيانى روى عنه ابنه أبو عمرو أحمد وأحمد هذا من شيوخ ابن حزم وقاسم بن محمد بن قاسم بن سيار البيانى أندلسى له تصانيف صحب المزني وغيره وكان يميل الى مذهب الامام الشافعي رضى الله تعالى عنه مات سنة 228 وابنه أحمد بن محمد بن قاسم روى عن أبيه ( وبلديه محمد بن سليمان ) بن أحمد المراكشي الصنهاجى ( المقرئ ) * قلت الصواب في نسبته البياتي بالتاء الفوقية بدل النون كما ضبطه الحافظ وصحفه فقوله بلدية غلط ومحل ذكره في ب ى ت وهو من شيوخ الاسكندرية سمع من ابن رواح ومظفر اللغوى وعنه الوانى وجماعة ( وبيان ) كسحاب ( ع ببطليوس ) من كور الاندلس ( ويوسف بن المبارك بن البينى بالكسر ) وضبطه الحافظ بالفتح ( محدث ) هو وأخوه مهنا ووالدهما سمع الثلاثة عن أبى القاسم الربعي سمع منهم أبو القاسم بن عساكر وقال عمر بن القرشى سمعت من يوسف ومات سنة 561 ( وبينون حصن باليمن ) يذكر مع سلحين خربهما ارياط عامل النجاشي يقال انهما من بناء سليمان عليه السلام لم ير الناس مثله ويقال انه بناه بينون بن مناف بن شرحبيل بن ينكف بن عبد شمس بن وائل بن غوث قال ذوجدن الحميرى أبعد بينون لاعين ولا أثر * وبعد سلحين بينى الناس أبيانا ( و ) بينونة ( بهاءة بالبحرين ) وفي التهذيب بين عمان والبحرين وفي معجم نصر أرض فوق عمان تتصل بالشحر قال يا ريح بينونة لا تذمينا * جئت بأرواح المصفرينا ( و ) هما بينونتات ( بينونة الدنيا و ) بينونة ( القصوى ) وكلتاهما ( قريتان في شق بنى سعد ) بين عمان ويبرين ( وبينة ع بوادي الرويثة ) بين الحرمين ويقال بكسر الباء أيضا كم في معجم نصر ( وثناها كثير ) عزة ( فقال الأشوق لما هيجتك المنازل * بحيث التقت من بينتين العياطل )
* ومما يستدرك عليه الطويل البائن أي المفرط طولا الذى بعد عن قد الرجال الطول وحكى الفاوسى عن أبى زيد طلب الى أبويه البائنة وذلك إذا طلب إليها أن يبيناه بمال فيكون له على حدة ولا تكون البائنة الامن الابوين أو أحدهما ولا تكون من غير هما وقد أبانه أبواه ابانة حتى بان هون بذلك يبين بيونا وبانت يد الناقة عن جنبها تبين بيونا وقال ابن شميل يقال للجارية إذا تزوجت قد بانت وهن قد بن إذا تزوجن كأنهن قد بعدن عن بيت أبيهن ومنه الحديث من عال ثلاث بنات حتى يبن أو يمتن وبيوان محركة موضع في بحيرة تنيس قد ذكر في ب ون وأبان الدلو عن طى البئر حاد بها عنه لئلا يصيبها فتنخرق قال دلو عراك لج بى منينها * لم ير قبلى مائحا يبينها والتبين التثبت في الامر والتأنى فيه عن الكسائي وهو أبين من فلان أي أفصح منه وأوضح كلاما وأبان عليه أعرب وشهد ونخلة (1/7983)
بائنة فانت كائسها الكوافر وامتدت عراجينها وطالت عن أبى حنيفة وأنشد من كل بائنة تبين عذوقها * عنها وحاضنة لها ميقار والباناة مقلوبة عن البانية وهى النبل الصغار حكاه السكرى عن أبى الخطاب والبائن الذى يمسك العلبة للحالب ومن أمثالهم است البائن أعرف أي من ولى أمرا ومارسه فهو أعلم به ممن لم يمارسه ومبين بالضم موضع وفى الصحاح اسم ماء وأنشد ياريها اليوم على مبين * على مبين جرد القصيم جمع بين الميم والنون وهو الاكفاء وأبين كأحمد اسم رجل نسبت إليه عدن مدينة على ساحل بحر اليمن ويقال يبين بالياء والبينة دلالة واضحة عقلية كانت أو محسوسة وسميت شهادة الشاهدين بينة لقوله عليه السلام البينة على المدعى واليمين على من أنكر والجمع بينات وفى المحصول البينة الحجة الواضحة والبينة بالكسر منزل على طريق حاج اليمامة بين الشيخ والشقيراء وذات البين بالفتح موضع حجازى عن نصر وبيان كسحاب صقع من سواد البصرة شرقي دجلة عليه الطريق الى حصن مهدى والبينى نوع من الذرة أبيض ببانية ومحمد بن عبد الخالق البيانى من شيوخ الحافظ الذهبي رحمهم الله تعالى منسوب الى طريقة الشيخ أبى البيان تيابن محمد بن محفوظ القرشى عرف بابن الحورانى المتوفى بدمشق سنة 551 رحمه الله تعالى لبس الخرقة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم عيانا يقظة وكان الملبوس معه معاينا للخلق كما هو مشهور وقال الحافظ أبو الفتوح الطاووسي رحمه الله تعالى انه متواتر وبايان سكة بنسف منها أبو يعلى محمد بن أحمد بن نصر الامم الاديب توفى سنة 337 رحمه الله تعالى ومباين الحق مواضحه ودينار ابن بيان كشداد وداود بن بيان وقيل بنون ثقيلة محدثان وعمر بن بيان الثقفى كسحاب محدث وبيان أيضا لقب محمد بن امام بن سراج الكرماني الفارسى الكازرونى محدث وحفيده محمد ويلقب ببيان أيضا ابن محمد ويلقب بعباد ابن محمد مات سنة 857 وولده على ورد الى مصر في أيام السلطان قايتباى فأكرمه كثيرا وله تأليف صغير رأيته والبيانية طائفة من الخوارج نسبوا الى بيان بن سمعان التميمي ومبين بالضم ماء لبنى نمير وراء القريتين بنصف مرحلة بملتقى الرمل والجلد وقيل لبنى أسد وبنى حبة بين القريتين أو فيه قاله نصر ومبين كمقعد حصن باليمن من غربي صنعاء في البلاد الحجية والله أعلم بالصواب ( فصل التاء ) مع النون ( التتؤن ) أهمله الجوهرى وقال ابن برى هو ( الاحتيال والخديعة كالتتاؤن وقد تتأن ) الرجل الصيد ( وتتاون ) إذا ( جاء من هنا مرة ومن هنا مرة ) أخرى وهو ضرب من الخديعة قال أبو غالب المعنى تتاءن لى بالامر من كل جانب * ليصرفني عما أريد كنود * ومما يستدرك عليه التوآن كغراب التؤام زنة ومعنى وأنشد ابن الاعرابي أغرك يا موصول منها ثمالة * وبقل بأكناف الغرى تؤان ( التبن بالكسر ) معروف وهو ( عصيفة الزرع من برو نحوه ويفتح ) الواحدة تبنة ويقال أقل من تبنة ويقال كان نبتا فصار تبنا هكذا يروى بالفتح ( و ) التبن ( السيد السمح والشريف و ) أيضا ( الذئب و ) التبن ( قدح يروى العشرين ) ونقل الجوهرى عن الكسائي قال التبن أعظم الاقداح يكاد يروى العشرين ثم الصحن مقارب له ثم العس يروى الثلاثة والاربعة ثم القدح يروى الرجلين ثم القعب يروى الرجل ثم الغمر ( وتبن الدابة يتبنها ) تبنا من حد ضرب ( أطعمها التبن ) وفى الصحاح علفها التبن ( وتبن ) له الرجل ( كفرح تبنا ) بالفتح كذا في النسخ وقيبل بالتحريك كما هو في الصحاح وهو القياس ( وتبانة ) كسحابة ( فطن ) وكذلك طبن ككتف ) أي ( فطن دقيق النظر ) في الامور كما في الصحاح وزعم يعقوب ان تاءه بدل من طاء طبن ( كتبن تتبينا ) إذا أدق النظر نقله الجوهرى أيضا ومنه الحديث حتى تبنتم أي أدققتم النظر ( والتبان بائع التبن ) ان جعلته فعالا من التبن صرفته وان جعلته فعلان من التب لم تصرفه واليه نسب أبو العباس التبان أحد أصحاب الامام أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه بنيسابور ( وموسى بن
أبى عثمان ) التبان عن أبيه وعنه أبو الزناد ( واسمعيل بن الاسود ) المصرى التبان عن ابن وهب مات بعد سنة مائتين وستين ( المحدثان ) وجماعة غيرهم ( والتبان كرمان سراويل صغير ) مقدار شبر ( يستر العورة المغلظة ) فقط يكون للملاحين ومنه حديث عمار انه صلى في تبان فقال انى ممثون كما في الصحاح ومن سجعات الاساس رأيت تبانا يلبس تبانا وفى تاريخ حلب لابن العديم وأخرج أبو القاسم البغوي بسنده الى جرير بن أبى ليلى قال قال لى الحسين بن على رضى الله تعالى عنهما حين أحس بالقتل ايتونى ثوبا لا يرغب فيه أجعله تحت ثيابي لاأجرد فقال له تبان فقال ذاك لباس من ضربت عليه الذلة والجمع تبابين ( واتبن كافتعل لبسه و ) أبو الوفاء ( محمد بن تبان ) كرمان سمع من أبى ملة المحتسب وهو ( محدث ) قديم الموت ذكره ابن نقطة ( و ) تبان ( كغراب أو كرمان وبكسر لقب تبع الحميرى ) الذى هو أول من كسا البيت الحرام ( يقال له أسعد تبان ) ووقع في الروض للسهيلي رحمه الله تعالى تبان أسعد قال شيخنا والغالب تأخر اللقب الا ان كان أشهر ( و ) أبو عبد الله ( الحسين بن أحمد بن على بن ) محمد بن يعقوب الواسطي المعروف بابن ( تبان كغراب التبانى ) وضبطه أبو سعد كرمان والصواب الاول كما قيده الحافظ روى عنه أبو مسعود الحافظ البجلى الرازي وقال (1/7984)
الذهبي له مجلس يرويه الكندى ( وبالنون ) أي مع الموحدة وآخره تاء ( وهم ) قال الحافظ الذهبي وقد غلب عليه بين أصحابنا مجلس النباتي قال الحافظ وهو تصحيف ( وتوبن كفوفل ) كذا ضبطه في اللباب وضبطه الحافظ بفتح المثناة ( ة بنسف منها ) الامير الدهقان ( العلامة ) فخر الدين ( أبو بكر ) محمد ( بن محمد بن أحمد ) بن جعفر بن محمد بن العباس النسفى التوبنى نزيل بخارى كان عالما بالنحو واللغة والحديث أخذ الفقه عن العماد محمد بن على بن عبد الملك السمتى البخاري وسمع من سيف الدين الباخرزى ومات سنة 668 أخذ عنه أبو العلاء الفرضى ( و ) من القدماء ( لقمان بن عيسى ) التوبنى ذكره المستغفرى ( وجعفر بن محمد ) بن حمدان الفقيه روى عن ليث بن نصر وعنه المستغفرى ( المحدثون التوبنيون ) * وفاته على بن سمعان التوبنى ذكره المستغفرى أيضا ( وتبنين ) ظاهر سياقه انه بالفتح وضبطه الحافظ بالكسر ( دمنه أيوب بن أبى بكر خطلبا التبنينى ) حدث عن ابن اللتى ( والتبن ككتف من يعبث بيده بكل شئ ) * ومما يستدرك عليه تبن كصرد موضع يمانى عن نصر وتبنه تتبينا البسه التبان وبرذون متبون أي على لون التبن وعليه رداء تبن والمتبنة والتبانة موضع التبن كسكين قرية بالصعيد الادنى وقد دخلتها والتبانة المتبنة وتبانة كثمامة قرية بما وراء النهر منها أبو هرون موسى حفص المكشى المحدث وتبنى كحبلى قال كثير عفا رابغ من أهله فالظواهر * فأكناف تبنى قد عفت فالاصافر والتبانة مشددة حارة بظواهر القاهرة منها الشيخ جلال الدين التبانى كان فاضلا وابنه يعقوب من أصحاب الحافظ بن حجر رحمهم الله تعالى ( ترن كزفر ) أهمله الجوهرى وقال نصر هو ( ع باليمن ) بين مكة وعدن وهو بالقرب من موزع ( ويقال للامة والبغى ترنى كحبلى و ) يقال ( ترنى وابن ترنى ولد البغى ) وهو حينئذ تاؤه أصلية وأنشد ابن سيده لابي ذؤيب قال فان ابن ترنى إذا جئتكم * يدافع عنى قولا بريحا وقال الازهرى ( ويجوز أن تكون ترنى من رنيت إذا أديم النظر إليها ) فإذا محل ذكره في المعتل اليائى * ومما يستدرك عليه ترنى كحبلى رمل قال * من رمل ترنى ذى الركام البحون * * ومما يستدرك عليه تطاون بليدة على ساحل زقاق سبتة منها شيخ مشايخنا المحدث عمر بن عبد السلام التطاونى حدث عن محمد بن عبد الرحمن الفاسى وغيره * ومما يستدرك عليه ذوتغن بالغين المعجمة المحركة موضع في شعر الاغلب قاله نصر * ومما يستدرك عليه ترنجبين بالضم وهو المن المذكور في القرآن ( الفتن ) بالفتح أهمله الجوهرى وهو ( الوسخ ) ( أتقن الامر ) اتقانا ( أحكمه ) وهو في الاصطلاح معرفة الادلة وضبط القواعد الكلية بجزئياتها ( والتقن بالكسر الطبيعة * يقال الفصاحة من تقنه أي من سوسه وطبعه كما في الصحاح ( و ) التقن ( الرجل الحاذق ) نقله الجوهرى والجمع أتقان ( و ) أيضا ( رجل من الرماة يضرب بجودة رمية المثل ) وأنشد الجوهرى * يرمى بها أرمى من ابن تقن * ( و ) التقن ( ترنوق البئر ورسابة الماء في الجدول أو المسيل و ) يقال ( تقنوا أرضهم تتقينا أسقوها الماء الخاثر لتجود ) * ومما يستدرك عليه التقن بالكسر ما يقوم به المعاش ويصلح به التدبير كالحديد وغيره من جواهر الارض وكل ما يقوم به صلاح شئ فهو تقنه ذكره العلامة ابن ثابت في شرح حديث بدء الخلق وخلق التقن يوم الاربعاء وذكره أيضا الحافظ أبو بكر بن العربي رحمه الله تعالى في ترتيب رحلته * ومما يستدرك عليه تكين كسكين زنة ومعنى وأنشد يعقوب في البدل قد زملوا سلمى على تكين * وأولعوها بدم المسكين
قال ابن سيده أراد على سكين فابدل والله تعالى أعلم بمراده ( تا كرنى بضمتين ) أي ضم الكاف والراء ( وشد النون مقصورة ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهى ( ة بالاندلس ) من اقليم الجبل منها أبو عامر بن سعيد التاكرنى الكاتب الشاعر البليغ رحمه الله تعالى ( التلنة بضمتين ) مع شد النون ( ويفتح أوله ) كلاهما عن ابن السكيت ( اللبث ) يقال لى فيهم تلنة وتلنة أي لبث قاله ابن السكيت وقال ابن الاعرابي أي حبس وترداد ( و ) أيضا ( الحاجة ) يقال لى قبلك تلنة وتلنة ( كالتلون والتلونة فيهما ) أي في معنى اللبث والحاجة وهو بالفتح في أولهما كما هو في نسخ الصحاح وهو مقتضى اطلاقه أيضا ووجد في بعض النسخ بضم تائهما وفى الصحاح التلونة الحاجة وفى المحكم الاقامة وأنشد فانكم لستم بدار تلونة * ولكنما أنتم بهند الاحامس ( و ) قال الاصمعي يقال ( تلان بمعنى الآن ) وأنشد نولي قبل نأى دارى جمانا * وصلينا كما زعمت تلانا قال أبو عبيد أصله لان زيدت عليها تاء كما زيدت في تحين قال شيخنا رحمه الله تعالى وجزم ابن عصفور رحمه الله في الممتع بزيادة التاء ونقل الشيخ أبو حيان فيه القولين * ومما يستدرك عليه تلوانه بالكسر قرية بمصر من أعمال المنوفية وقد دخلتها ومنها الشرف التلوانى المحدث رحمه الله تعالى والتلانة كثمامة الحاجة عن ابى حيان وتليان بالكسر قرية بمرو منها حامد بن آدم التليانى روى له المالينى رحمهما * ومما يستدرك عليه تيمن كحيدر موضع قال عبدة بن الطبيب سموت له بالركب حين وجدته * بتيمن يبكيه الحمام المغرد ( التن بالكسر المثل والقرن ) وفى الصحاح الحتن يقال فلان تن فلان وهما تنان قال ابن السكيت أي هما مستويان في عقل أو ضعف أو شدة أو مروءة قال الازهرى ويقال صبوة أتنان وقال ابن الاعرابي وهما أسنان أثنان إذا كان سنهما واحدا ( كالتنين ) (1/7985)
كامير يقال ما هما تنينان بل تنينان ( وأتن ) اتنانا ( بعدو ) أتن ( المرض الصبى ) إذا ( قصعه فلا يشب ) نقله الجوهرى وقال أبو زيد إذا قصعه فلا يلحق باتنانه أي أترا به ( وطلحة بن ابراهيم بن تنة ) البصري ( كجنة محدث والتنين كسكيت حية عظيمة ) يزعمون أن السحاب يحملها فيرميها على يأجوج ومأجوج فيأكلونها كما في الاساس وقال الليث هكذا وقال أبو حامد الصوفى أخبرني شيخ من ثقات الغزاة أنه كان نازلا على سيف بحر الشأم فنظر هو وجماعة العسكر الى سحابة انقسمت في البحر ثم ارتفعت ونظرنا الى ذنب التنين يضطرب في هيسدب السحابة وهبت بها الريح ونحن ننظر إليها الى أن غابت عن أبصارنا ( و ) قال الليث التنين نجم من نجوم السماء وليس بكوكب ولكنه ( بياض خفى في السماء يكون جسده في ستة بروج وذنبه في البرج لسابع دقيق أسود فيه التواء وهو يتنقل تنقل الكواكب الجوارى وفارسيته ) في حساب النجوم ( هشتنبر ) وهو من النحوس اهما قاله الليث ونقل الازهرى هكذا وقال غيره التنين كواكب على صورة التنين منها العواء والربع والذنبان والثواني هكذا ذكره العلماء بصور الكوكب ( وقول الجوهرى موضع في السماء وهم ) * قلت لا وهم فان قول الليث المتقدم شاهد لكلامه ثم ان الجوهرى جرى على تعاريف العرب وأهل اللغة وهم مصر حون بما قال فتأمل ( و ) التنين ( لقب ) أبى اسحق ( ابراهيم بن المهدى ) بن المنصور أمير المؤمنين لقب بذلك ( لسمنه وسواده ) وكانت أمه شكلة سوداء ولد سنة 162 وتوفى سنة 228 بسر من رأى * قلت وهو الملقب بالمبارك ويعرف بابن شكلة بويع له بالخلافه في أيام المأمون ثم ظفر به وعفى عنه وكان أفصح بنى العباس وأجودهم ( و ) التنين ( سيف القيل شرحبيل ابن عمرو ) على التشبيه ( والتينان بالكسر الذئب ) قال الاخطل يعتفنه عند تيتان پدمنه * بادى العواء ضئيل الشخص مكتسب وقيل جاء الاخطل بحرفين لم يجئ بهما غيره وهما التينان للذئب والعيثوم انثى الفيلة ( و ) أيضا ( مثال الشئ و ) يقال ( تان بينهما ) متانة إذا ( قايس و ) يقال ( تنتن ) الرجل إذا ( ترك أصدقاءه وصاحب غيرهم ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه محمد بن أحمد ابن الحسين بن التنى بالضم محدث مات سنة 590 ذكره ابن نقطة وأبو نصر محمد بن عمر بن محمد المعروف بابن تانة الاصبهاني ذكره ابن السمعاني والتن بالكسر والفتح الصبى الذى أقصعه المرض والتن بالكسر الشخص وأيضا المثال ( التون بالضم ) أهمله الجوهرى وهى ( خرقة يلعب عليها بالكجة و ) أيضا ( د بخراسان قرب قاين ) فوق قهستان ( منه ) أبو طاهر ( اسمعيل بن أبى سعد ) التونى الصوفى عن نصرالله الخشنامى وعنه عمر بن أحمد العليمى ( وأحمد بن محمد بن أحمد ) التونى السجزى الاديب عن على بن بشرى الليثى وعنه حنبل بن على السجزى * وفاته أبو اسحق ابراهيم بن محمد التونى القاينى سكن هراة وتوفى بها كان فقيها مدرسا مات سنة 459 ( و ) تونة ( بهاء جزيرة ) ببحيرة تنيس ( قرب دمياط ) كان بها طران وكسوة الكعبة ( وقد غرقت ) فصارت جزيرة ولما
كان شهر ربيع الاول سنة 837 كشف عن حجارة وآجر بها فإذا غضارات زجاج كثيرة مكتوبة عليها أسماء الملوك الفاطميين كالحاكم والمعز والعزيز والمستنصر وهو أكثرها ( منها عمر بن أحمد ) التونى شيخ لابن منده الحافظ ووقع في كتاب الذهبي عن ابن منده وهو غلط نبه عليه الحافظ ( وعمرو بن على ) هكذا في النسخ والصواب عمر بن على التونى عن أحمد بن عيسى التنيسى وعنه ابن منده ( وسالم بن عبد الله ) التونى عن لهيعة هكذا هو نص الذهبي قال الحافظ الصواب فيه النوبى بالنون والموحدة نسبة الى بلاد النوبة ضبطه ابن ماكولا ولكن الذهبي تبع الفرضى ( و ) الحافظ شرف الدين ( عبد المؤمن بن خلف ) الدمياطي ولد بتونة شيوخه كثيرون وترجمته واسعة أخذ عن الزكي المنذرى والصاغانى صاحب العباب وابن العديم مؤرخ حلب وياقوت صاحب المعجم وغيرهم وعنه محمد بن على الحراوى وغيرهم ومعجم شيوخه في مجلدين عندي ( والتتاون ) هو ( التتاؤن وهو يتناون للصيد إذا جاءه مرة عن يمينه ومرة ) أخرى ( عن شماله ) وهو نوع من الخديعة والاحتيال ( وأتون الحمام ) كتنور ذكره ( في أ ت ن ) ( تهن كفرح ) تهنا أهمله الجوهرى وقال غيره تهن ( فهو تهن ككتف ) إذا ( نام ) ( التين بالكسر م ) معروف يطلق على الشجر المعروف وعلى ثمره ( ورطبه النضيج أحمد الفاكهة وأكثرها غذاء وأقلها نفخا جاذب محلل مفتح سدد الكبد والطحال ملين والاكثار منه مقمل ) قال أبو حنيفة أجناسه كثيرة برية وريفية وسهلية وجبلية وهو كثير بارض العرب قال وأخبرني رجل من أعراب السراة وهم أهل تين قال التين بالمراة كثير مباح وتأكله رطبا وتزبيه وتدخره وقد يجمع على التين ( و ) التين ( جبل الشام ) وبه فسر بعض قوله تعالى والتين والزيتون وقال الفراء سمعت رجلا من أهل الشام وكان صاحب تفسير قال التين جبال ما بين حلوان الى همدان والزيتون جبل بالشام ( و ) قيل بل هو ( مسجد بها و ) أيضا ( جبل لغطفان ) في نجد قال أبو حنيفة وليس قول من قال بالشام بشئ وأين الشام من بلاد غطفان ( و ) التين ( اسم دمشق وطور تيناء بالفتح والكسر والمدو القصر بمعنى ) طور ( سيناء والتينة بالكسر الدبر ) عن أبى حنيفة رحمه الله ( و ) أيضا ( ماءة ) في لحف جبل لغطفان ( و ) أيضا ( لقب عيسى بن اسمعيل ) البصري ( المحدث ) روى عن اسمعيل الاصمعي وغيره ( و ) أبو غالب ( تمام بن غالب بن عمرو ) المرسى ( التيانى ) لغوى ( أديب صاحب الموعب ) وشارح الفصيح ( والتينان بالكسر ) مثنى التين ( جبلان ) بنجد في ديار بنى أسد ( لبنى نعامة ) بينهما واد يقال له خو ( و ) التينان ( الذئب ) وقد ذكر أيضا في ت ن ن ( وتينات ) بالكسر كانه جمع تينة ( فرضة على بحر الشام ) على أميال من المصيصة منها (1/7986)
أبو الخير حماد بن عبد الله الاقطع أصله من الغرب نزل تينات وسكن بها مر ابطا وسكن أيضا بجبل لبنان وله آيات وكرامات قال القشيرى رحمه الله تعالى مات سنة نيف وأربعين وثلثمائة * ومما يستدرك عليه أرض متانة كثيرة التين وتيان ككتان ماء في ديار هوازن وتين بالكسر شعب بمكة شرفها الله يفرغ مسيله في تلوح وأيضا جبل نجدى في ديار بنى أسد وهناك جبل آخر أيضا قاله نصر وقال النابغة يصف سحابا بلا ماء فيها صهب خفاف أتين التين عن عرض * يزجين غيما قليلا ماؤه شمبا وعبد الرحمن السفاقسى المالكى المعروف بابن التين شارح البخاري معروف ورجل تيناء عذيوط وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى التيان الفقيه المرسى يروى عن أبى على الغساني وابن الطلاع وعنه السلفي وهو ضبطه وبراق التين موضع قال الحذلمى ترعى الى جدلها مكين * أكناف خو فبراق التين ( فصل الثاء ) مع النون ( التثاؤن ) مهموز ( والتثاون ) بالواو ) والتتاون ) بالتاء الفوقية أهمله الجوهرى وهو ( بمعنى ) واحد أي الحيلة والخداع في الصيد كما تقدم ( ثبن الثوب يثبنه ثبنا وثبانا بالكسر ) إذا ( ثنى طرفه وخاطه ) مثل خبنه كما في الصحاح ( أو ) ثبن الرجل ( جعل في الوعاء شيأ وحمله بين يديه كتثبن ) وفى الصحاح تقول تثبنت الشئ على تفعلت إذا جعلته في الثبان وحملته بين يديك ( وكذا إذا لفق ) عليه ( حجزة سراويله من قدام ) انتهى ( والثبين ) كأمير ( والثبان بالكسر والثبنة بالضم ) واقتصر الجوهرى على الاخيرة ( الموضع الذى تحمل فيه من ثوبك ) إذا تلحفته أو توشحته ثم ( تثنيه بين يديك ثم تجعل فيه من التمرأ وغيره ) وفى الصحاح فتجعل فيه شيأ وفى حديث عمر رضى الله تعالى عنه إذا مر أحدكم بالحائط فليأكل منه ولا يتخذ ثبانا يعنى بذلك المضطر الجائع يمر بحائط الرجل فيأكل من تمر نخله ما يرد به جوعته قال الفرزدق ولا نثر الجاني ثبانا أمامها * ولا انتقلت من رهنه سيل مذنب قال الازهرى وقيل ليس الثبان بوعاء ولكن ما جعل فيه من التمر فاحتمل في وعاء أو في غيره وقد يحمل الرجل في كمه فيكون ثبانه ويقال
قدم فلان بثبان في ثوبه قال ولا أدرى ما هو قال ولا تكون ثبنة الا ما حمل قدامه وكان قليلا فإذا عظم فقد خرج من حد الثبان ( وقد اثتبنت في ثوي ) كذا في النسخ والصواب أثبنت كاكرمت كما في المحكم ( والمثبنة كيس تضع فيه المرأة مرآتها وأداتها ) يمانية ( و ) ثبنة ( كفرحة ع ) عن ابن سيده ( وسعيد بن ثبان كرمان محدث ) * قلت والصواب فيه بثان بتقديم الموحدة وهو الذى روى عنه هارون بن سعيد الايلى وهو أخو يوسف الذى تقدم ذكره في بثن وقد ذكرنا هناك ما يؤيد ما ذهبنا إليه * ومما يستدرك عليه ثبن في ثوبه مثل أثبن وتثبن نقله ابن سيده والثبان بالضم جمع ثبنة للحجزة تحمل فيها الفاكهة ( ثتن اللحم كفرح ) ثتنا ( أنتن ) مثل ثنت ( و ) ثتنت ( اللثة ) أي ( استرخت فهى ثتنة ) كفرحة وأنشد الجوهرى * ولثة قد ثتنت مشخمة * ( الثجن ) أهمله الجوهرى وفى المحكم هو بالفتح ( ويحرك ) هكذا هو في نسخة بالوجهين ووقع في نسخة من الجمهرة لابن دريد بالكسر مضبوطا بالقلم ( طريق في غلظ وحزونة ) من الارض قال وليس بثبت وقال ابن دريد يمانية ( ثخن ككرم ثخونة ) عن ابن سيده ( وثخانة ) وعليه اقتصر الجوهرى والازهري ( وثخنا كعنب ) زاده الزمخشري إذا ( غلظ وصلب ) وفى المحكم كثف زاد الراغب فلم يسل ولم يستمر في ذهابه ( فهو ثخين وأثخن في العدو بالغ ) في ( الجراحة فيهم ) وفى الاساس بالغ في قتلهم وهو مجاز ونص المحكم أثخن في العدو بالغ هكذا هو مضبوط من عدا يعدو ( و ) أثخن ( فلانا أوهنه ) وفى التهذيب أثقله وفى الصحاح اثخنته الجراحة أو هنته وهو مجاز ( و ) قوله تعالى ( حتى إذا أثخنتموهم ) فشدو الوثاق قال أبو العباس ( أي غلبتموهم وكثر فيهم الجراح ) فأعطوا بأيديهم ( و ) من المجاز ( الثخين ) هو الرزين ( الحليم ) من الرجال وفى المحكم هو الثقيل في مجلسه ( و ) من المجاز ( استثخن منه النوم ) أي ( غلبه والمثخنة كمكرمة المرأة الضخمة ) وهو مجاز كما في الاساس * ومما يستدرك عليه ثخن كنصر لغة في ثخن عن الاحمر نقله ابن سيده وثوب ثخين جيد النسج زاد الازهرى والسدى والثخن والثخنة محركتين الثقلة قال العجاج * حتى يعج ثخنا من عجعجا * وقال ابن الاعرابي أثخن إذا غلب وقهر والثخن بالضم مصدر ثخن يقال ثوب له ثخن ويقال تركته مثخنا وقيدا كمكرم وأثخن في الارض بالغ في القتل وفى الصحاح أثخن في الارض قبلا إذا أكثره وقول الاعشى * تمهل في الحرب حتى أثخن * أصله اثتخن فأدغم وأثخن في الامر بالغ ويقال لرزين العقل هو مثخن ويكنى به أهل الشام عن الضحك الخفيف في حركاته وأثخنه قوله بلغ منه وقال أبو زيد أثخنت فلانا معرفة ورصنته معرفة إذا قتلته علما وهو مجاز ويمكن ان يؤخذ منه المثخن للمبالغ في الحكاية وايراده لئلا قوال وأثخنه ضربا بالغ فيه واستثخن بين المرض والاعياء غلباه كما في الاساس والله تعالى أعلم ( ثدن اللحم كفرح ) ثدنا ( تغيرت رائحته ) كما في الصحاح ( و ) ثدن ( فلان كثر لحمه وثقل فهو ثدن ككتف و ) كذلك المثدن مثل ( معظم ) وقال ابن الزبير يفضل محمد بن مروان على عبد العزيز لا تجعلن مثدنا ذا سرة * ضخما سرادقه وطئ المركب كما في الصحاح وفى التهذيب رجل ثدن كثير اللحم على الصدر ( وقد ثدن بالضم تثدينا ) وأنشد ابن سيده فازت حليلة نودل بهينقع * رخو العظام مثدن عبل الشوى (1/7987)
وقال كراع الثاء في مثدن بدل من فاء مفدن مشتق من الفدن وهو القصر قال ابن سيده وهذا ضعيف لانا لم نسمع مفدنا ( وامرأة ثدنة كفرحة ) عن كراع ( و ) مثدنة مثل ( مكرمة ) أي ( ناقصة الخلق و ) امرأة مثدنة ( كمعظمة لحمة في سماجة ) وقيل مسمنة وبه فسر ابن الاعرابي قول الشاعر لا أحب المثدنات اللواتى * في المصانيع لا ينين اطلاعا ( وفى حديث ذى اليدين ) هكذا في النسخ والصواب ذى الثدية كما هو نص الجوهرى ويروى ذو اليدية بالياء التحتية وهو أحد كبراء الخوارج قتل يوم النهروان وفى التهذيب وفى حديث على وذكر الخوارج وفيهم رجل ( مثدن اليد ) كذا هو مضبوط بالتشديد والصواب مثدن كمكرم كما هو نص الجوهرى ( أي مخرجها ) كذا في النسخ والصواب أي مخدجها والمعنى قصيرها وقال ابن الاثير أي صغيرها وقال ابن جنى هو من الثندوة مقلوب منه قال ابن سيده وهذا ليس بشئ وقال أبو عبيد هو ( مقلوب من مثند ) أي يشبه ثدى المرأة ونصه في الصحاح قال أبو عبيدان كان كما قيل انه من الثندوة تشبيها له به في القصر والاجتماع فالقياس ان يقال انه مثند الا ان يكون مقلوبا والذى في التهذيب مثدون اليد * قلت ويروى موتن اليد ومثنون * ومما يستدرك عليه الثدن محركة استرخاء اللحم ومنه رجل مثدن كذا في الروض للسهيلي ( ثرن كفرح ) أهمله الجوهرى وابن سيده وفى التهذيب ( آذى صديقه أو جاره ) عن ابن الاعرابي ( الثفنة بكسر الفاء ) أي كفرحة ( من البعير ) والناقة ( الركبة وما مس ض
الارض من كركرته وسعد اناته وأصول أفخاذه ) وقيل كل ما ولى الارض من كل ذى أربع إذا برك أو ربض والجمع ثفن وثفات كذا في المحكم وفى الصحاح الثفنة واحدة ثفنات البعير وهو ما وقع على الارض من أعضائه إذا استناخ وغلظ كالركبتين وغير هما وقال العجاج خوى على مستويات خمس * كركرة وثفنات ملس وفى التهذيب الثفنات من البعير ما ولى الارض منه عند بروكه والكركرة احداها وهن خمس بها قال ذات انتباذ عن الحادى إذا بركت * خوت على ثفنات محزئلات وقال ذوالرمة وجعل الكركرة من الثفنات كأن مخواها على ثفناتها * معرس خمس من قطا متجاور ( و ) الثفنة ( منك الركبة و ) قيل ( مجتمع الساق والفخذ ) كما في المحكم ( و ) الثفنة ( من الخيل موصل الفخذين في الساقين من باطنهما ) نقله ابن سيده أيضا والاصل في ذلك كله من ثفنات البعير كما حققه السهيلي في الروض ( و ) الثفنة ( العدد والجماعة من الناس ) الثفنة ( من الحلة ) كذا في النسخ بالحاء والصواب بالجيم ( حافتا أسفلها ) من التمر عن أبى حنيفد رحمه الله ( و ) الثفنة ( من النون الضاربة بثفناتها عند الحلب ) وهى أيسر أمرا من الضجوز ( والثفن محركة داء في الثفنة ومسلم بن ثفنة أو ابن شعية ) والاخير صححه الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى ( محدث ) عن سعد الدولة وعنه عمرو بن أبى سفيان وثق وهو من رجال أبى داود والنسائي وشعية الذى ذكره هكذا هو بالشين المعجمة وبالتحتية وفى بعض النسخ شعبة بالموحدة وهو الصواب ( وجمل مثفان أصاب ثفنته جنبه وبطنه ) يقال له ذلك إذا كان ذلك من عادته ( وثفنه يثفنه ) من حد ضرب ( دفعه و ) ثفنه من حدى ضرب ونصر ( تبعه ) يقال مر يثفنهم ويثفنهم ثفنا إذا تبعهم ( أو ) ثفنه إذا ( أتاه من خلفه ) كما في التهذيب وفى المحكم جاء يثفن أي يطرد شيأ من خلفه قد كان ( و ) ثفنت ( الناقة ) تثفن ثفنا ( ضربت بثفناتها ) كما في الصحاح ( وثفنت يده كفرح غلظت ) من العمل وفى الاساس أكنبت ومجلت وهو مجاز ( وأثفنها العمل ) أغلظها ( و ) من المجاز ( ذو الثفنات ) هو لقب ابن محمد ( على بن الحسين بن على ) المعروف بزين العابدين والسجاد لقب بذلك لان مساجده كانت كثفنة البعير من كثرة صلاته رضى الله تعالى عنه واليه يشير دعبل الخزاعى مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وهى مقفر العرصات ديار على والحسين وجعفر * وحمزة والسجاد ذى الثفنات ( وقيل هو على بن عبد الله بن العباس ) والد الحلفاء كما في الاساس ( و ) يقال ( كانت له خمسمائة أصل زيتون ) وكان ( يصلى عند كل أصل ركعتين كل يوم ) نقله المبرد في الكامل ( و ) أيضا ( عبد الله بن وهب ) الراسبى ( رئيس الخوارج لان طول السجود ) كان قد ( أثر في ثفناته ) نقله الجوهرى ( وثافنه جالسه ) نقله الجوهرى قال ويقال اشتقاقه من الاول كانك ألصقت ثفنة ركبتك بثفنة ركبته ( و ) قيل ثافنه ( لازمه ) وكلمه نقله الازهرى ( فهو مثافن ومثفن ) كمحدث هكذا وجد مضبوطا في النسخ * ومما يستدرك عليه المثفن كمكرم العظيم الثفنات وبه فسر قول أمية بن أبى عامر فذلك يوم لن ترى أم نافع * على مثفن من ولد صعده قندل وثفن الشئ يثفنه ثفنا لزمه وثفن فلانا صاحبه حتى لا يخفى عليه شئ من أمره ورجل مثفن لخصمه كمنبر أي ملازم له والمثافنة المباطنة وثافنه على الشئ أعانه عليه كما في الصحاح والاساس وثفن المزادة بالضم جوانبها المخروزة كما في الصحاح والثفن الثقل ( الثكنة بالضم القلادة ) قال طرفة * ناطت سخابا وناطت فوقه ثكنا * ( و ) أيضا ( الراية ) وبه فسر ابن الاعرابي الحديث يحشر الناس على ثكنهم أي على راياته في الخير وفى الشر كذا في التهذيب ونص المحكم عن ابن الاعرابي أي على راياتهم ومجتمعهم على لواء صاحبهم ( و ) الثكنة ( القبر ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا الارة وهى ( بئر النار ) عنه أيضا ( و ) أيضا حفرة قدر يوما يوارى الشئ ) (1/7988)
نقله الازهرى عن النضر ( و ) أيضا ( السرب من الحمام ) وغيره كما في الصحاح وفى المحكم الثكنة الجماعة وخص بعضهم بها الطير قال الاعشى يصف صقرا يسافع ورقاء غورية * ليدركها في حمام ثكن أي مجتمعة ( و ) الثكنة ( النية من ايمان أو كفر ) وبه فسر الحديث أيضا على ما ماتوا عليه من ايمانهم أو كفرهم فادخلوا قبورهم وقال النضر ( و ) أيضا ( عهن يعلق في أعناق الابل ) كذا في التهذيب ( و ) قال الليث الثكنة ( مركز الاجناد ) على راياتهم ( ومجتمعهم على لواء صاحبهم ) وعلمهم ( وان لم يكن هناك لواء ولا علم ج ) ثكن ( كصرد ) وفى المحكم ثكن الجند مراكزهم واحدها ثكنة فارسية ( وثكن محركة جبل ) معروف نقله الجوهرى وابن سيده وقال النضر أحسبه نجديا ( والاثكون بالضم ) لغة في الاثكول باللام وهو ( العرجون والشماريخ ) قال ابن سيده وعسى أن يكون بدلا * ومما يستدرك عليه ثكن الطريق سننه ومحجته كما في المحكم
وفى الصحاح ويقال خل عن ثكن الطيق أي عن سجعه وقال ابن الاعرابي الثكنة الجماعة من الناس والبهائم ( الثمن بالضم وبضمتين وكأمير جزء من ثمانية أو يطرد ) وفى المحكم ويطرد ( ذلك ) عند بعضهم ( في هذه الكسور ) زاد ابن الانباري الا الثلث فانه لا يقال فيه الثليث نقله الحافظ الدمياطي في معجم الشيوخ وتقدم ذلك في ثلث وفى التنزيل فلهن الثمن مما تركتم وشاهد الثمين أنشده الجوهرى لابن الدمينة وألقيت سهمي بينهم حين أوخشوا * فما صار لى في القسم الا ثمينها ( ج اثمان ) كقفل واقفال وشريف وأشراف ( وثمنهم ) من حد نصر ( أخذ ثمن مالهم و ) ثمنهم ( كضربهم كان ثامنهم ) كما في الصحاح والثمانية من العدد معروف ( و ) يقال ( ثمان كيمان ) وهو أيضا ( عدد وليس بنسب ) وقال الفارسى رحمه الله تعالى الف ثمان للنسب لانها ليست بجمع مكسر فتكون كصحار قال ابن جنى قلت له نعم ولو لم تكن للنسب للزمتها الهاء البتة نحو عباقية كراهية وسباهية فقال نعم هو كذلك وحكى ثعلب ثمان في حد الرفع كما قال لها ثنايا أربع حسان * وأربع فهذه ثمان * قلت ومنه أيضا قول الملغز في عثمان أي اسم ذى خمسة فإذا * حذفت واحدا فيبقى ثمان * قلت ولقد أنشد للاصمعي قول الشاعر لها ثنايا أربع الخ فأنكره وقال هذا خطأ ( أو ) هو ( في الاصل منسوب الى الثمن لانه الجزء الذى صير السبعة ثمانية فهو ثمنها ثم فتحوا أولها ) صوابه أوله كما في الصحاح ( لانهم يغيرون في النسب ) كما قالوا سهلى وزهرى ( وحذفوا منها ) صوابه منه ( احدى ياءى النسب وعوضوا منها الالف كما فعلوا في المنسوب الى اليمن فثبتت ياؤه عند الاضافة كما ثبتت ياء القاضى فتقول ثمانى نسوة وثماني مائة ) كما نقول قاضى عبد الله ( وتسقط مع التنوين عند الرفع والجر وتثبت عند النصب ) لانه ليس بجمع فيجرى مجرى جوار وسوار في ترك الصرف وما جاء في الشعر غير مصروف فعلى توهم انه جمع هذا نص الجوهرى بحروفه وفى المحكم وقد جاء في الشعر غير مصروف قال يحدو ثمانى مولعا بلقاحها * حتى هممن بزيغة الارتاج لم يصرفها لشبهها بجواري لفظا لا معنى ثم قال الجوهرى ( وأما قول الاعشى ) الشاعر ( ولقد شربت ثمانيا وثمانيا * وثمان عشرة واثنتين وأربعا ) هكذا هو نص الجوهرى والذى في ديوان شعره فلاشربن وهكذا أنشده الازهرى أيضا ( فكان حقه ) أن يقول ( ثمانى عشرة وانما حذفت ) الياء ( على لغة من يقول طوال الايد ) كما قال مضرس بن ربعى الاسدي فطرت بمنصلى في يعملات * دوامى الايد يخبطن السريحا كما في الصحاح والذى في التهذيب ما نصه وجه الكلام وثمان عشرة بكسر النون لتدل الكسرة على الياء وترك فتحة الباء على لغة من يقول رأيت القاضى كما قال * كان أيديهن بالقاع القرق * ( و ) المثمن ( كمعظم ما جعل له ثمانية أركان ) ووجد بخط الجوهرى ومثمن كمكرم وهو غلط ( و ) المثمن أيضا ( المسموم و ) المثمن ( المحموم والثمن الليلة الثامنة من اظماء الابل ) كالعشر لليلة العاشرة منها ( وأثمن ) الرجل ( وردت ابله ثمنا ) نقله الجوهرى ( و ) أثمن القوم صاروا ثمانية ) نقله الجوهرى ( وثمن الشئ محركة ما استحق به ذلك الشئ ) وفى الصحاح الثمن ثمن المبيع وفى التهذيب ثمن كل شئ قيمته قال شيخنا رحمه الله تعالى اشتهر ان الثمن ما يقع به التراضي ولو زاد أو نقص عن الواقع والقيمة ما يقاوم الشئ أي يوافق مقداره في الواقع ويعادله وقال الراغب الثمن اسم لما يأخذه البائع في مقابلة المبيع عينا كان أو سلعة وكل ما يحصل عوضا عن شئ فهو ثمنه وفى التهذيب قال الفراء رحمه الله تعالى في قوله تعالى ولا تشتروا بآياتى ثمنا قليلا كل ما في القرآن من منصوب الثمن وأدخلت الباء في المبيع أو المشترى فأكثر ما يأتي في الشيئين لا يكونان ثمنا معلوما كالدنانير والدراهم فمنه اشتريت ثوبا بكساء أيهما شئت جعلته ثمنا للآخر لانه ليس من الاثمان وما كان ليس من الاثمان كالرقيق والدور وجميع العروض فهو على هذا فإذا جئت الى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثمن كما في سورة يوسف وشروه بثمن بخس دراهم لان الدراهم ثمن أبدا والبا انما تدخل في الاثمان ثم قال فان أحببت أن تعرف الفرق بين العروض والدراهم فانك تعلم ان من اشترى عبدا بألف درهم معلومة ثم وجد به عيبا فرده لم يكن على المشترى أن يأخذ ألفه بعينها ولكن الفا ولو اشترى عبدا بجارية ثم وجد بها عيبا لم يرجع بجارية أخرى مثلها فهذا دليل على ان العروض ليست بالاثمان ( ج أثمان (1/7989)
وأثمن ) كسبب وأسباب وزمن وأزمن لا يجاوز به أدنى العدد قال الجوهرى وقول زهير من لا يذاب له شحم السديف إذا * زار الشتاء وعزت أثمن البدن فمن رواه بفتح الميم يريد أكثرها ثمنا ومن رواه بالضم فهو جمع ثمن ( وأثمنه سلعته وأثمن له أعطاه ثمنها ) نقله الجوهرى وابن سيده والازهري ( وثمانين د ) بالجزيرة والموصل من ديار بنى حمدان كما قاله المسعودي وقال ابن الاثير عند جبل الجودى (
بناه نوح عليه السلام لما خرج من السفينة ومعه ثمانون انسانا ومنه عمر بن ثابت الثمانينى النحوي ) وقال ابن الاثير منه أبو الحسن على ابن عمر الثمانينى حدث بصور روى عنه أبو بكر الخطيب الحافظ رحمه الله تعالى ( وثمينة كسفينة د أو أرض ) وفى المجمل اسم بلد وفى الصحاح اسم موضع ( وقول الجوهرى ثمانية سهو ) هكذا وجد بخط الجوهرى رحمه الله تعالى ونبهوا على ذلك ورام شيخنا أن يجيب عنه بانه جزم به جماعة غير الجوهرى فلم يفعل شيأ لانهم أجمعوا على انه ثمينة لا ثمانية واستدلوا عليه بقول ساعدة بن جؤية بأصدق بأسا من خليل ثمينة * وأمضى إذا ما أفلط القائم اليد قال السكرى يريد صاحب ثمينة وثمينة موضع وقيل ثمينة أرض ويقال قتل بها وصار خليلها لانه دفن بها فتأمل ( والثماني نبت ) نقله أبو عبيدة عن الاصمعي كذا في التهذيب ( و ) الثمانى ( قارات م ) معروفة ( سميت بذلك لانها ثمانى قارات ) وفى المحكم والثماني موضع به هضاب معروفة أراه ثمانية قال رؤبة * أو أخدريا بالثماني سوقها * قال نصر في أرض تميم وقيل لبنى سعد بن زيد مناة ( والمثامن ع لبنى ظالم بن نمير و ) في الصحاح ( بشر اعرابي كسرى ببشرى ) سربها ( فقال سلنى ما شئت فقال أسألك ضأنا ثمانين فقيل أحمق من صاحب ضأن ثمانين ) ووقع في بعض نسخ الصحاح من راعى ضان ثمانين ووقع في الامثال لابي عبيد من طالب ضأن ثمانين * ومما يستدرك عليه قولهم الثوب سبع في ثمان قال الجوهرى كان حقه أن يقال في ثمانية لان الطول يذرع بالذراع وهى مؤنثة والعرض يشبر بالشبر وهو مذكر وانما أنثوا لما لم تذكر الاشبار وهذا كقولهم صمنا من الشهر خمسا قال وان صغرت الثمانية فأنت بالخيار وان شئت حذفت الالف وهو أحسن فقلت ثمينية وان شئت حذفت الياء فقلت ثمينة قلبت الالف ياء وأدغمت فيها ياء التصغير ولك ان تعوض فيهما والمثمنة كالمكنسة شبه المخلاة نقله الجوهرى وقاله ابن الاعرابي كما في التهذيب وحكاه اللحيانى عن ابن سنبل العقيلى كما في المحكم وثمن الشئ تثمينا جمعه فهو مثمن وكساء ذو ثمان عمل من ثمان جزات قال الشاعر سيكفيك المرحل ذو ثمان * خصيف تبرمين له جفا لا والمثمن من العروض ما بنى على ثمانية أجزاء والثمانون من العدد معروف وهو من الاسماء التى قد يوصف بها قال الاعشى لئن كنت في جب ثمانين قامة * ورقيب أبواب السماء بسلم وصف بالثمانين وان كان اسما لانه في معنى طويل وسوق ثمانين قرية ببغداد حكاه ابن قتيبة في المعارف وابل ثوامن من الثمن بمعنى الظم ء ومتاع ثمين كثير الثمن وقد ثمن ثمانة وأثمن المتاع فهو مثمن صار ذا ثمن وأثمن البيع سمى له ثمنا وثمن المتاع تثمينا بين ثمنه كقومه والمثامنة بطن من العرب ( الثن بالكسر يبيس الحشيش ) كما في الصحاح وقال ابن دريد هو حطام اليبيس وأنشد فظلن يخبطن هشيم الثن * بعد عميم الروضة المغنى يقول إذا شرب الاضياف لبنها علفتها الثن فعاد لبنها وصمت أي اصمت وفى المحتسب لابن جنى في سورة هود الثن ضعيف النبات وهشه وان لم يكن يابسا وفى التهذيب إذا تكسر اليبيس فهو حطام فإذا ركب بعضا فهو الثن فإذا اسود من القدم فهو الدندن وفى المحكم الثن يبيس الحلى والبهمى والحمض ( إذا كثر وركب بعضه بعضا أو ) هو ( ما اسود من ) جميع ( العيدان ) و ( لا ) يكون ( من بقل و ) لا ( عشب و ) الثنان ( ككتاب النبات الكثير الملتف ) نقله الازهرى ( و ) ثنان ( كغراب ع ) عن ثعلب ( والثنة بالضم العانة نفسها ( أومر يطاء ما بينها وبين السرة ) وقيل وهو أسفل الى العانة ومنه حديث آمنة عليها السلام قالت لما حملت بالنبي صلى الله عليه وسلم والله ما وجدته في قطن ولا ثنة وما وجدته الا على ظهر كبدي ( و ) الثن جمع الثنة وهى ( شعرات تخرج في مؤخر رسغ الدابة ) التى أسبلت على أم القردان تكاد تبلغ الارض كما في الصحاح قال وأنشد الاصمعي لربيعة بن جشم رجل من النمر بن قاسط قال وهو الذى يخلط بشعره شعر امرئ القيس لها ثنن كخوافى العقا * ب سود يفين إذا تزبئر يفين أي يكثرن من وفى شعره إذا كثر يقول ليست بمنجردة لا شعر عليها ( وأثن الهرم ) إذا ( بلى ) * ومما يستدرك عليه ثنن رفع ثنته ان تمس الارض من جريه في خفية كذا في المحكم وفى التهذيب ثنن إذا ركبه الثقيل حتى تصيب ثنته الارض وثنن إذا رعى الثن كذا في النوادر ويقال كنا في ثنة من الكلام وغنة مستعار من ثنة الفرس والغنة من الروضة الغناء كما في الاساس ( الثوينى كالهوينى ) أهمله الجوهرى وهو ( الدقيق ) الذى ( يفرش تحت الفرزدق ) أي العجين ( إذا طلم ) أي خبز ( والتثاون الاحتيال والخديعة ) في الصيد ( وتثاون للصيد إذا خادعه ) بأن ( جاءه مرة عن يمينه ومرة عن شماله ) وكذلك التتاون بتاءين وقد تقدم ذكره ( الثين بالكسر ) أهمله الجوهرى وهو ( مستخرج الدرة من البحر و ) قيل ( مثقب اللؤلؤ ) والله تعالى أعلم
( فصل الجيم ) مع النون ( الجؤنة بالضم ) مهموزا أهمله الجوهرى هنا وأشار له في جون فقال وربما همزوا فلا يخفى أن لا يكون (1/7990)
مثل هذا مستدركا عليه فتأمل وهى ( سفط مغشى بجلد ظرف لطيب العطار وأصله الهمز ويلين قاله ابن قرقول ) في كتابه مطالع الانوار وهو تلميذ القاضى عياض رضى الله تعالى عنه وقد أهمل المصنف ذكره في موضعه ( ج ) جؤن ( كصرد ) ومقتضى سياق الجوهرى فيما بعد وربما همزوا أن الاصل التليين والهمز لغة فتأمل ( الجبن بالضم وبضمتين وكعتل م ) معروف وهو الذى يؤكل واللغة الفصحى الاولى ثم الثانية ثم الثالثة الاخيرة عن الليث واحدة الكل بهاء وقد ذكر عن الجوهرى وورد في الحديث عن سلمان رضى الله تعالى عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجبن والسمن ضبطوه بالوجهين الاخيرين وقال الشاعر فان الجبن على انه * ثقيل وخيم يشهى الطعاما وقد ذكر في عيم ( وتجبن اللبن صار كالجبن ) وتكبد صار كالكبد ( و ) أبو جعفر ( أحمد بن موسى ) الجرجاني خطييها عن ابراهيم بن موسى الوردولى وابراهيم بن اسحق بن ابراهيم الشالبخى وعنه الاسمعيلى مات سنة 293 ( و ) أبو ابراهيم ( اسحق بن ابراهيم ) هكذا في النسخ والصواب اسحق بن محمد بن حمدان بن محمد الفقيه الحنفي عن أبى محمد الحارثى وعنه ابنه أبو نصر مات سنة 293 رحمه الله تعالى ذكره ابن السمعاني وقد ذكره الخطيب في تاريخه ( الجبنيان ) بضم فسكون وقد تضم الموحدة وتشدد النون كما قيده الحافظ ( محدثان نسبا الى بيع الجبن وممن نسب الى بيع الجبن أيضا على بن أحمد بن عمر الجبنى عن محمد بن اسمعيل الصائغ وعنه القاضى أبو عبد الله الجعفي ضبطه أبو الغنائم الزينى ( وأما محمد بن أحمد الجبنى ) الدمشقي الذى قرأ على ابن الاحزم الدمشقي وعنه الاهوازي ( فنسبة الى سوق الجبن بدمشق لانه كان امامها ) أي امام مسجدها ( ورجل جبان كسحاب وشداد وأمير هيوب للاشياء فلا يتقدم عليها ) ليلا أو نهار الاولى والاخيرة عن الجوهرى فالاولى من حد نصر والاخيرة من حد كرم ( ج جبناء ) قال سيبويه شبهوه بفعيل لانه مثله في العدة والزياة ( وهى جبان ) أيضا كما قالوا حصان عن ابن السراج ( و ) يقال ( جبانة ) أيضا كما في المحكم والقياس ان فعالا بفتح الفاء وكسرها لا يلحق مؤنثه الكسرة كما ذكره الرضى وغيره ومن الثاني ناقة دلاث ( و ) يقال ( جبين ) أيضا وهن جبانات عن الليث ( وقد جبن ككرم جبانة وجبنا بالضم وبضمتين وأجبنه وجد ) جبانا كامحله وجده محلا ( أو ) إذا ( حسبه جبانا ) كما في المحكم ( كاجتبنه وهو يجبن تجبينا يرمى به ) ويقال له وفى الصحاح وينسب إليه * قلت ومنه الحديث انكم لتجبنون وتبخلون وتجهلون ( والجبينان حرفان مكتنفا الجبهة من جانبيها فيما بين الحاجبين مصعدا الى قصاص الشعر ) أو هما ما بين القصاص الى الحاجبين ( أو حروف ) وفى التهذيب حرف ( الجبهة ما بين الصدغين متصلا بحذاء الناصية كله جبين ) واحد قال الازهرى وبعض يقول هما جبينان قال على هذا كلام العرب والجبهة ما بين الجبينين وفى الصحاح الجبين فوق الصدغ وهما جبينان عن يمين الجبهة وشمالها وقال اللحيانى الجبين مذكر لا غير ( ج اجبن واجبنة وجبن بضمتين ) قال شيخنا رحمه الله تعالى وقد ورد الجبين بمعنى الجبهة لعلاقة المجاورة في قول زهير يقيني بالجبين ومنكبيه * وأنصره بمطرد الكعوب كما صرحوا به في شرح ديوانه فلا وجه لتخطئة المتنبئ في قوله وخل زيا لمن يحققه * ما كل دام جنبينه عائد ( والجبان والجبانة مشددتين المقبرة ) وهو عند سيبويه اسم كالقذاف ( و ) في الصحاح ( الصحراء و ) قال أبو حنيفة هي ( المنبت الكريم أو الارض المستوية في ارتفاع ) والجمع الجبابين ونقله الليث أيضا وقال أبو خيرة الجبان ما استوى من الارض في ارتفاع ويكون كريم المنبت وقال ابن شميل وملس ولا شجر فيه وفيه آكام وجلاه وقد تكون مستوية لا آكام فيها ولا جلاء ولا تكون الجبانة في الرمل ولا في الجبال وتكون في القفاف والشقائق ( واجتبن اللبن اتخذه جبنا ) نقله الازهرى ( و ) جبون ( كصبورة باليمن ) وهى غير جبوب ( و ) جبان ( كسحاب ة بخوارزم ) دخلها أبو على الفرضى قاله الذهبي تلميذه ( و ) من المجاز قولهم ( هو جبان الكلب ) أي ( نهاية في الكرم ) وهو كثرة الكرم لانه لكثرة تردد الضيفان إليه يأنس كلبه فلا يهر أبدا قال حسان رضى الله تعالى عنه يغشون حتى ما تهر كلابهم * لا يسألون من السواد المقبل * قلت ومنه أيضا وأجبن من صافر كلبهم * وان قذفته حصاة أضافا قذفته أصابته وأضاف أشفق وفر ( وجابان أبو ميمون صحابي ) رضى الله تعالى عنه يروى ابنه ميمون عنه أيما رجل تزوج ولم ينو أن يعطى صداقا وهو غير جابان الذى يروى ابن عمر وعنه سبط بن شريط تابعي * قلت وفى المحكم في چ وب جابان اسم رجل ألفه منقلبة عن واو كانه جوبان فقبلت الواو لغير علة وانما قلنا انه فعلان لا فاعال من ج ب ن لقول الشاعر
عشيت جابان حتى اشتد مغرضه * وكاد يهلك لولا انه طافا قول لجابان فليلحق مطيتة * نوم الضحى بعد نوم الليل اسراف فترك صرفه دليل على انه فعلان * ومما يستدرك عليه جبن الرجل كنصر لغة فصحى نقلها الجوهرى وابن سيده وكان يقال الولد مجبنة مبخلة لانه يحب البقاء والمال لاجله وفى الصحاح وتجبن الرجل غلظ ولعله تجبن اللبن ومن المجاز فلان شجاع القلب جبان الوجه أي حى الوجه والجبان كشداد من يحفظ الغفلة في الصحراء ومن ذلك أبو القاسم على بن أحمد بن عمر بن سعد الجبانى الكوفى حدث (1/7991)
ببغداد عن سلمين بن الربيع البرجمى وعنه أبو القاسم بن الثلاج توفى سنة 327 وأبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن عيسى البغدادي يعرف بابن الجبان روى عنه الخطيب أبو بكر الجبانى لكونه سكن الجبان وهو الصراء وجبيناة قرية بافريقية قرب سفاقس منها ابراهيم بن أحمد بن على بن سليم البكري الوائلي أجازه عيسى بن يسكن توفى سنة 369 عن تسعين سنة رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه جباخان قرية بباب بلخ منها أبو عبد الله محمد بن على بن الحسين بن الفرج البلخى الحافظ عن أبى يعلى الموصلي وغيره توفى ببلخ سنة 656 رحمه الله تعالى ( جحن الصبى كفرح ) جحنا وجحانة ( فهو جحن ) ككتف هكذا صحح في المحكم على كسر الحاء ( ساء غذاؤه وأجحنه غيره ) ووقع في نسخ التهذيب والصحاح فهو جحن بالفتح وأجحنته امه وهى جحنة كما في المحكم وجحنة كما في التهذيب ( وجحوان اسم ) رجل وهو ابن فقعس بن طريف بن عمرو بطن من بنى أسد ( والجحن ككتف البطئ الشباب ) عن أبى زيد كما في الصحاح ( و ) أيضا ( النبات الضعيف الصغير ) المعطش وقول النمر بن نولب * فانبتها نباتا غير جحن * انما هو على تخفيف جحن ( كالمجحن كمكرم ) وهو القصير القليل الماء من النبات كما في الصحاح ( و ) الجحن ( القراد ) وأنشد الجوهرى للشماخ وقد عرقت مغابنها وجادت * بدرتها قرى جحن قتين أراد قرادا جعله جحنا لسوء غذائه وفى الصحاح يقول صار عرق هذه الناقة قرى للقراد ( كالجحنة بالضم و ) جحن ( كمنع وأجحن وجحن ضيق على عياله فقرا أو بخلا ) وكذا حجن وحجن وأحجن ( و ) يقال ( جحيناء القلب ولويحاؤه ) ولويذاؤه وهو ( ما لزمه وجيحون نهر خوارزم ) وهو نهر بلخ وهو النهر العظيم الفاصل بين خوارزم وخراسان وبين بخار وسمرقند وتلك البلاد كل ما كان من تلك الناحية فهو ما وراء النهر والنهر جيحون وهو من أنهارا الجنة وقد ورد فيه حديث وهو فيعول من الجحن ( وجيحان نهر بين الشام والروم مغرب جهان ) وقال الليث جيحون وجيحان وقال الليث جيحون وجاحان اسم نهرين جاء فيهما حديث * ومما يستدرك عليه الجحانة سوء الغذاء وفى المثل عجبت أن يجئ من جحن خير ( الجخنة بضمتين مشددة النون ) أهمله الجوهرى وهى ( المرأة الرديئة عند الجماع ) * ومما يستدرك عليه جويخان قرية بفارس منها أبو محمد الحسن بن عبد الواحد الصوفى من شيوخ أبى محمد النخشى وجيخن بالكسر قرية بمرو منها أحمد بن محمد بن الحسن من شيوخ ابن السمعاني ( الجدن محركة حسن الصوت و ) أيضا اسم ( مفازة باليمن أو واد أو ع ) وعلى الاخير اقتصر ابن سيده ( وذو جدن ) قيل من أقيال حمير كما في الصحاح وهو ( علس بن يشرح بن الحرث بن صيفي ابن سبأ جد بلقيس وهو أول من غنى باليمن ) ولذلك لقب بسببه لان الجدن حسن الصوت وفى الروض للسهيلي انه الذى تأمر بعد ذى قواس وجوز أنه لقب بالمفازة وحكاه قولا ( وجدان كشداد بن جديلة ) بطن ( من ربيعة ) بن نزار قال ابن الكلبى دخلوا في بنى زهير بن جشم وبنى شيبان قال الرشاطى ولده عامر وهو باقم بن جدان ( وأجدن استغنى بعد فقر ) كما في المحكم * ومما يستدرك عليه كرج جدان موضع بالعراق منه أبو عبد الله أحمد بن محمد الجدانى روى له المالينى وذو جدن صحابي رضى الله تعالى عنه له وفادة من الحبشة ويقال ذوجن ( الجدن بالكسر ) أهمله الجوهرى وهو ( الجذل ) النون بدل عن اللام ( و ) أيضا ( الاصل ) يقال صار الشئ الى جذنه والى جذله ( رجوذنة مولاة أبى الطفيل ) عامر بن واثلة الصحابي رضى الله تعالى عنه ( أو هي جونة ) تابعية ( وجوذان أو ابن جوذان صحابي ) نزل الكوفة روى عنه الاشعث بن عمير والعباس بن عبد الرحمن ( جرن جرونا ) إذا ( تعود الامر ومرن ) عليه يقال ذلك للرجل والدابة نقله الجوهرى عن ابن السكيت وفى المحكم جرنت يداه على العمل جرونا مرنت ( و ) جرن ( الثوب و ) كذلك ( الدرع ) جرونا ( انسحق ولان ) فهو جارن وجرين والجمع جوارن وأنشد الجوهرى للبيد رحمه الله تعالى وجوارن بيض وكل طمرة * يعدو عليها القرتين غلام يعنى دروعا لينة وفى المحكم وكذلك الجلد والكتاب إذا درسا وفى التهذيب الجارن ما أخلق من الاساقى والثياب وغيرها ( و ) جرن ( الحب ) جرنا ( طحنه ) شديدا بلغة هذيل قال شاعرهم ولسوطه زجل إذا آنسته * جر الرحى بجرينها المطحون
( والجارن ولد الحية ) وكذا في الصحاح وفى المحكم من الافاعى وقال الليث ما لان من ولد الافاعى ( و ) قال أبو الجراح الجارن ( الطريق الدارس ) نقله الجوهرى ( والجرن بالضم وكامير ومنبر ) واقتصر الجوهرى وابن سيده والازهري على الاولين ( البيدر ) وفى التوشيح الجرين للحب والبيدر للتمر وفى المحكم الجرين موضع البر وقد يكون للتمر والعنب وفى التهذيب هو الموضع الذى يجمع فيه التمر إذا صرم وهو الغداد عند أهل البحرين وقال الليث الجرين موضع البيدر بلغة أهل اليمن وعامتهم يكسر الجيم وجمعه جرن * قلت والاولى هي لغة أهل مصر ويستعملونه لبيدر الحرث يجدر أي يحظر عليه والجمع أجران ويجمع الجرين أيضا على اجران كشريف وأشراف وعلى أجرنة أيضا ( وأجرن التمر جمعه فيه ) نقله ابن سيده ( وجران البعير بالكسر مقدم عنقه من مذبحه الى منحره ج ) جرن ككتب ) كما في الصحاح قال وكذلك من الفرس وكذلك باطن العنق من ثغرة النحر الى منتهى العنق في الرأس فإذا برك البعير ومد عنقه على الارض قيل ألقى جرانه بالارض والجمع أجرنة وجرن واستعير للانسان قال متى تر عينى مالك وجرانه * وجبينه تعلم أنه غير ثائر (1/7992)
وقول طرفة * وأجرنة لزت بدأى منضد * انما عظم صدرها فجعل كل جزء منه جرانا كحكاية سيبويه من قولهم للبعير ذو عثانين ( وجران العود شاعر نمري ) من بنى نمير ( واسمه عامر بن الحرث لا المستورد وغلط الجوهرى ) قال شيخنا رحمه الله تعالى فقيل انه لقبه وقيل هو آخر يوافق الاول في اللقب وهو عقيلي وذلك نميري وسمى لقوله عمدت لعود فالتحيت جرانه * وللكيس أمضى في امور وانجمع وأورده الحافظ السيوطي في المزهر وقال الحافظ هو شاعر اسلامي من بنى عقيل اسمه المستورد ( ولقب ) بذلك ( لقوله يخاطب امرأتيه * خذا حذرا يا جارتي فانني * ) كذا نص الجوهرى وأراد بهما الضرتين وهى رواية الاكثرين ورواه العينى يا جارتاى بالالف لانه مثنى يبنى على ما يرفع به ووقع في المحكم يا خلتى قال شيخنا رحمه الله تعالى وأنشدني شيخنا الامام ابن الشاذلى يا حنتاى مثنى حنة بالحاء المهملة وهى الزوجة ( * رأيت جران العود قد كاد يصلح * ) يروى يصلح بفتح اللام لا غير ورواه بعضهم بضم اللام أيضا وكلا هما صواب ( يعنى أنه كان اتخذ من جلد ) عنق ( العود سوطا ليضرب به نساءه ) وكانتا نشزتا عليه ( والجرن بالضم حجر منقور ) يصب فيه الماء ( يتوضأ منه ) يسميه أهل المدينة المهراس كما في المحكم وفى الجمهرة المهراس الذى يتطهر به ( و ) جرن ( لقب عمرو بن العلاء اليشكرى ) البصري ( المحدث ) روى عن أبى رجاء العطاردي وعنه وكيع وغيره ( و ) المجرن ( كمنبر الاكول جدا ) في لغة هذيل ( واجترن اتخذ جرينا وجيررن ع بدمشق ) وفى الصحاح باب من أبواب دمشق وفى الروض للسهيلي يقال لدمشق جيرون باسم بانيها جيرون بن سعد وذكر الهمداني أن جيرون بن سعد بن عاد نزل دمشق وبنى مدينتها فسميت باسمه جيرون ( والجريان بالكسر ) لغة في ( الجريال ) كما في الصحاح وقال ابن سيده وهو صبغ أحمر ( والجرين ما طحنته ) بلغة هذيل وتقدم شاهده قريبا بجرينها المطحون ( وسوط مجرن كمعظم قد مرن قده ولان ) قال الازهرى رأيتهم يسوون سياطهم من جرن الجمال البزل لغلظها * ومما يستدرك عليه جران الذكر باطنه والجمع أجرنة وجرن ومتاع جارن استمتع به وبلى وسقاء جارن يبس وغلظ من العمل والجرن بالكسر الجسم لغة في الجزم زعموا وقد تكون نونه بدلا من ميم جرم والجمع أجران وهذا مما يقوى أن النون غير بدل لانه لا يكاد يتصرف في البدل هذا التصرف وألقى عليه أجرانه وجرانه أي اثقاله وفى الاساس إذا وطن على الامر نفسه وفى التهذيب ضرب الحق بجرانه أي استقام وقر في قراره كما ان البعير إذا برك واستراح مد جرانه على الارض وقال اللحيانى ألقى عليه أجرامه وأجرانه وشراشره الواحد جرم وجرن والمجرئن الميت عن كراع وسفر مجرن كمنبر بعيد قال رؤية * بعد أطاويح السفار المجرن * قال ابن سيده ولم أجد له اشتقاقا والجرن محركة الارض الغليظة وأنشد أبو عمرو تدكلت بعدى وألهتها الطبن * ونحن نغدو في الخبار والجرن ويقال هو مبدل من الجرل كما في الصحاح وجرني كسكرى موضع من نواحى ارمينية قرب دبيل من فتوح حبيب بن سلمة قاله نصر وجرين كزبير موضع نجدى باللعباء بين سواج والمنبر ( اجرعن ) أهمله الجوهرى وهو ( قلب أرجعن وبمعناه ) وسيأتى له أن ارجعن لغة في ارجحن وبمعناه ( جازان ) أهمله الجوهرى وهو ( واد باليمن ) سميت به القرية الموجودة الآن على البحر الملح وهى احدى الثغور اليمينة ( وحطب جزن ) لغة في ( جزل ) أو نونه بدل من لام جزل ( ج أجزن ) وهذا مما يقوى ان نونه غير بدل * ومما يستدرك عليه جزنة بالفتح اسم قصبة زابلستان تسميها العرب غزنة قاله نضر ( الجسنة بالضم ) أهمله الجوهرى وهى ( سمكة
مستديرة لها زبانيان والجسان كرمان الضاربون بالدفوف ) ولم يذكر لها واحد ( واجسأن ) الشئ ( صلب ) * ومما يستدرك عليه جبيون اسم الغلام الذى قتله الخضر عليه السلام ويقال جبيور بالراء كما ضبطه الدار قطني رحمه الله تعالى والنعمان بن جسان ككتاب رئيس الرباب ليس في العرب جسان غيره ( الجوشن ) كفوفل ( الصدر ) عن ابن دريد قال ومنه سمى جوشن الحديد وقيل ما عرض من وسطه ( و ) الجوشن ( الدرع ) نقله الجوهرى وفى المحكم زرد يلبسه الصدر والحيزوم ( والى عملها نسب عبد الوهاب بن رواج بن الجوشنى ) الاسكندرانى المحدث ( ومن الدماء القاسم بن ربيعة ) الجوشنى الى جده جوشن بن غطفان قاله ابن أبى حاتم عن أبيه روى عن ابن عمر وعنه خالد الحذاء ( و ) الجوشن ( من الليل وسطه أو صدره ) يقال مضى جوشن من الليل أي صدر وفى المحكم أي قطعة لغة في جوشن فان كان مزيدا منه فحكمه أن يكون معه وأنشد الجوهرى لابن أحمر يصف سحابة يضئ صبيرها في ذى خبى * جواشن ليلها بينا فبينا ( وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن الجوشنى الغطغانى ) البصري ( محدث ) عن أبيه ونافع مولى ابن عمر رضى الله تعالى عنهما وعنه وكيع والنضر بن شميل ( والمجشونة المرأة الكثيرة العمل النشيطة ) عن ابن الاعرابي ( والجشنة بالضم وكدجنة طائر ) اسود يعشش بالحصا ( وذو الجوشن ) قيل اسمه أوس وقيل ( شرحبيل بن قرط الاعور ) هكذا في النسخ والذى في المعاجم وكتب الانساب شرحبيل بن الاعور بن عمرو بن معاوية بن كلاب الكلابي ثم الضبابى ( الصحابي ) نزل الكوفة له حديث في كتاب الخيل روى عنه ابنه شمر قاتل الحسين رضى الله تعالى عنه ولعن من قتله وكان ذو الجوشن شاعرا محسنا رثى أخاه الصميل بن الاعور * قلت وحفيده الصميل بن حاتم بن شمر كان أميرا بالاندلس وولده هذيل بن الصميل قتله عبد الرحمن الداخل وانما لقب به ( لانه أول عربي لبسه ) (1/7993)
أي الجوشن ( أو لانه كان ناتئ الصدر ) وهذا الوجه ذكره ابن السمعاني والذهبي ( أو لان كسرى أعطاه جوشنا ) * ومما يستدرك عليه الجشن الغليظ وجوشن الجرادة صدرها وجواشن الثمام بقاياه قال كرام إذا لم يبق الا جواشن الثمام ومن شر الثمام جواشنه والجواشنة بطن من العرب غير الذى في غطفان وجوشن جبل مطلب على حلب عن نصر رحمه الله تعالى ( الجعن ) أهمله الجوهرى وفى التهذيب والمحكم هو ( فعل ممات وهو التقبض و ) قيل الجعن ( استرخاء في الجلد والجسم ومنه اشتقاق جعونة ) وهو اسم من أسماء العرب قاله ابن دريد وقال ابن دريد هو فعلنة من الجعو وهو جمعك الشئ وحينئذ فمحله المعتل وجعونة بن الحرث بن نمير بطن منهم يزيد بن المعمر النميري الجعونى له وفادة ( ورجل جعونة سمين قصير ) فعولة من الجعن ( وأجعن ) الرجل ( تعلج لحمه واشتد ) * ومما يستدرك عليه جعينة كجهينة بطن من الناشريين مسكنهم قديما المعقمية من وادى مور قيل هم أول بنى ناشر خروجا الى تهامة ويعرفون بالقوابعة ( الجعثن بالكسر أصول الصليان ) كما في الصحاح وقيل هو أصل النبات مطلقا ( و ) جعثن ( أخت الفرزدق ) الشاعر نقله الجوهرى ( وتجعثن ) الرجل ( تقبض وتجمع ) وكذلك تجعثم وقد تقدم ( و ) يقال ( هو مجعثن الخلق ) أي ( مجتمعه ) * ومما يستدرك عليه الجعيثنة مصغرا مشددة الياء فرس من المنسوبة الاصائل * ومما يستدرك عليه جعمان بالفتح ابن يحيى بن عبد الله بطن من طريف بن ذوال باليمن وهم الجعامنة قيل هو مركب من جاع ومان وقد ذكرناه في جعم مفصلا فراجعه ( الجغاثن ) بالغين وتثليث الثاء وقد أهمله الجوهرى والجماعة وهى ( قبيلة باليمن ) من بنى عك بن عدنان وظاهر سياقه انه بفتح الجيم وهو الصحيح ويوجد في النسخ الكثيرة بضمها * ومما يستدرك عليه جغمين بالكسر بلدة بفارس ( الجفن غطاء العين من أعلى وأسفل ج أجفن ) بضم الفاء ( وأجفان وجفون ) قال شيخنا رحمه الله تعالى ومن أبدع الجناس وألطفه ما أنشدنيه شيخنا الامام محمد بن الشاذلى رحمه الله تعالى أجفانهم نفت الغرار كما انتفى * ماضى الغرار بهم من الاجفان الغرار الاول النوم والثانى حد السيف وأجفان الاول أجفان العين والثانى الاغماد ( و ) الجفن ) غمد السيف ) كما في الصحاح والمحكم والتهذيب ( ويكسر ) وفى المحكم وقد حكى بالكسر قال ابن دريد ولا أدرى ما صحته ( و ) الجفن أصل الكرام ) وهو اسم مفرد قال النمر ابن تولب سقية بين أنهار عذاب * وزرع نابت وكروم جفن ويقال نفس الكرم بلغة أهل اليمن كذا في التهذيب وقال الراغب وسمى الكرم جفنا تصورا انه وعاء للعنب وفى الاساس شربوا ماء الجفن أي الكرم ( أو قضبانه ) الواحدة جفنة كما في الصحاح والتهذيب والمحكم ( أو ضرب من العنب ) نقله ابن سيده ( و ) الجفن ( ظلف النفس من المدانس ) يقال جفن نفسه عن الشئ أي ظلفها قال جمع مال الله فينا وجفن * نفسا عن الدنيا وللدنيا زين
قال الاصمعي وقال أبو زيد لا أعرف الجفن بمعنى ظلف النفس ( و ) الجفن ( شجر طيب الريح ) عن أبى حنيفة وبه فسر بيت الاخطل يصف خابية خمر آلت الى النصف من كلفاء أتأقها * علج وكتمها بالجفن والغار قال وهذا الجفن غير الجفن من الكرم ذاك ما ارتقى من الحبلة في الشجرة فيسمى الجفن لتجفنه فيها ) و ) جفن ) ع بالطائف ) وقال نصر ناحية بالطائف وضبطه بضم الجيم وأما الجوهرى فقال الجفن اسم موضع وضبطه بالفتح ( و ) من المجاز قولهم أنت ( الجفنة ) الغراء يعنون ( الرجل الكريم ) المضياف للطعام عن ابن الاعرابي * قلت وقد جاء ذلك في حديث عبد الله بن الشخير وانما يسمونه جفنة لانه يطعم فيها وجعلوها غراء لما فيها من وضح السنام ( و ) الجفنة ( البئر الصغيرة ) تشبيها بجفنة الطعام قاله الراغب ( و ) الجفنة ( القصعة ) وفى الصحاح كالقصعة وفى المحكم أعظم ما يكون من الصاع قال الراغب خصت بوعاء الاطعمة ( ج جفان ) بالكسر ومنه قوله تعالى وجفان كالجوابى ( و ) يجمع في العدد على ( جفنات ) بالتحريك لان ثانى فعلة يحرك في الجمع إذا كان اسما الا أن يكون واوا أو ياء فيبقى على سكونه حينئذ كما في الصحاح وقال حسان * لنا الجفنات الغر تلمع بالصحى * ( و ) جفنة ( قبيلة باليمن ) كما في الصحاح زاد ابن سيده من الازد وفى التهذيب آل جفنة ملوك من اليمن كانوا يستوطنون الشام وفيهم يقول حسان رضى الله تعالى عنه أولاد جفنة عند قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل وأراد بقوله عند قبر أبيهم أنهم في مساكن آبائهم ورباعهم التى ورثوها عنهم * قلت وهم بنو جفنة بن عمرو من بقايا أخى ثعلبة العتقاء جد الانصار واسم جفنة علبة وقد أعقب من ثلاث أفخاذ كعب ورفاعة والحرث ( وجفن الناقة ) يجفنها جفنا ) نحرها وأطعم لحمها ) الناس ( في الجفان ) ومنه حديث عمر رضى الله تعالى عنه انه انكسرت قلوص من نعم الصدقة فجفنها ( وجفن تجفينا وأجفن جامع كثيرا ) قال اعرابي أضوانى دوام التجفين ( و ) في المثل ( عند جفينة الخبر اليقين ) كذا رواه أبو عبيدة في كتاب الامثال عن الاصمعي قال ابن السكيت ( هو اسم خمار ولا تقل جهينة ) بالهاء كما في الصحاح ( أو قد يقال ) كما هو المشهور على الالسنة قال الجوهرى ورواه هشام بن محمد الكلبى هكذا وكان أبو عبيدة برويه بالحاء المهملة كما سيأتي وكان من حديثه على ما أخبر به ابن الكلبى ( لان حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو بن كلاب خرج ومعه رجل من بنى جهينة يقال له الاخنس فنزلا منزلا فقام الجهنى (1/7994)
الى الكلابي ) وكانا فاتكين ( فقتله وأخذ ماله وكانت صحرة بنت عمرو بن معاوية ) وفى الصحاح صخرة بنت معاوية ولعله نسبها الى جدها ( تبكيه في المواسم فقال الاخنس تسائل عن حصين كل ركب * وعند جهينة الخبر اليقين ) قال ابن برى وكان ابن الكلبى بهذا النوع من العلم أكثر من الاصمعي ويروى تسائل عن أخيها * ومما يستدرك عليه الجفن كعنب جمع الجفنة للقصعة ومثله سيبويه بهضبة وهضب والجفنة الكرمة عن ابن الاعرابي وقيل ورق الكرم عن ابن سيده والجفن نبتة من الاحرار تنبت متسطحة فإذا يبست تقبضت فاجتمعت ولها حب كأنه الحلبة عن أبى حنيفة وجفن الكرم وتجفن صار له أصل وقال ابن الاعرابي الجفن قشر العنب الذى فيه الماء ويسمى الخمر ماء الجفن والسحاب جفن الماء قال يصف ريقة امرأة وشبهها بالخمر تحسى الضجيع ماء جفن شابه * صبيحة البارق مثولج ثلج أراد بماء الجفن الخمر وجفنوا صنعوا جفانا وتجفن انتسب الى جفنة وقال اللحيانى لب الخبز ما بين جفنيه وجفنا الرغيف وجهاه من فوق ومن تحت والجفنة الخمرة عن ابن الاعرابي ومجفنة بن النعمان العتكى شاعر الازد مخضرم ذكره وثيمة ( جلن ) كتبه بالحمرة على انه مستدرك وقد ذكر في القاف وفصل الجيم ما نصه جلنبلق ( حكاية صوت باب ) ضخم ( ذى مصراعين ) في حال فتحه واغلاقه ( يرد أحدهما فيقول جلن ) على حدة ( ويرد الآخر فيقول بلق ) على حدة وأنشد المازنى فتفتحه طورا وطورا تجيفه * فتسمع في الحالين منه جلن بلق * ومما يستدرك عليه جلون كتنور لقب جماعة بالمغرب وشيخ مشايخنا محمد بن جولن الفاسى بالضم الملقب بقاموس لتولعه به كان اماما لغويا روى عنه شيخنا ابن سوادة رحمهم الله تعالى ( الجلحن والجلحان بكسرهما والحاء مهملة ) أهمله الجوهرى وهما ( الضيق البخيل ) وكأنه من جلح والنون زائدة ( الجمان كغراب اللؤلؤ ) نفسه وربما سمى به وبه فسر ما أنشده الجوهرى للبيد يصف بقرة وحشية وتضئ في وجه الظلام منيرة * كجمانة البحري سل نظامها وقال الازهرى توهمه لبيد لؤلؤ الصدف البحري ( أو هنوات أشكال اللؤلؤ ) تعمل ( من فضة ) فارسي معرب ( الواحدة جمانة ) وقد نسى هنا اصطلاحه ( و ) الجمان ( سفيفة من أدم ينسج وفيها خرز من كل لون تتوشحه المرأة ) وأنشد ابن سيده لذى الرمة أسيلة مستن الدموع وما جرى * عليه الجمان الجائل المتوشح
( أو ) الجمان ( خرز يبيض بماء الفضة و ) جمان اسم ( جمل ) العجاج قال * أمسى جمان كالرهين مضرعا * ( و ) جمان اسم ( جبل ) وقال نصر جمان الصوى من أرض اليمن وبين جمل وجبل جناس محرف ( وأحمد بن محمد بن جمان ) الرازي ( محدث ) روى عن أبى الضريس ( وجمانة كثمامة امرأة ) سميت بجمانة الفضة وهى أخت ام هانئ بنت أبى طالب لها صحبة قسم لها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ثلاثين وسقا من خيبر ( و ) جمانة ( رملة و ) أيضا ( فرس الطفيل بن مالك والجمن بالضم ) وعليه اقتصر نصر ( أو بضمتين ) كما في المحكم ( جبل في شق اليمامة وأبو الحرث جيمن كقبيط المدينى ) وفى التبصير المرى هكذا ( ضبطه المحدثون بالنون وهو صاحب النوادر والمزاح ( والصواب بالزاى المعجمة ) في آخره ( أنشد أبو بكر بن مقسم ان أبا الحرث جميزا * قد أوتى الحكمة والميزا ) وقد أهمله المصنف في حرف الزاى ونبهنا عليه هناك * ومما يستدرك عليه جمان كغراب اسم امرأة لها ذكر في شعر أنشده الدار قطني عن المحاملى والجمانيون بطن من العلويين والجمنة محركة ابريق القهوة يمانية وأبو بكر أحمد بن ابراهيم بن جمانة ككتابة سمع على بن منصور وعنه ابن السمعاني ( جمهان كعثمان ) أهمله الجوهرى والجماعة وهو ( محدث من التابعين ) قال ابن حبان في الثقات هو مولى الاسلميين كنيته أبو العلاء يروى عن عثمان وسعد وعنه عروة بن الزبير وكان على بن المدينى يقول أمي من ولد عباس بن جمهان وسعيد بن جمهان الاسلمي تابعي أيضا عن ابن أبى أوفى وسفينة روى عنه حماد بن سلمة وعبد الوارث مات ستة 136 رحمه الله تعالى ( جنه الليل ) يجنه جنا ( و ) جن ( عليه ) كذلك ( جنا وجنونا و ) كذلك ( أجنه ) الليل أي ( ستره ) وهذا أصل المعنى قال الراغب أصل الجن الستر عن الحاسة فلما جن عليه الليل رأى كوكبا وقيل جنه سترة أو جنه جعل له ما يجنه كقولك قبرته وأقبرته وسقيته وأسقيته ( وكل ما ستر عنك فقد جن ( عنك ) بالضم ( وجن الليل بالكسر وجنونه ) بالضم ( وجنانه ) بالفتح ( ظلمته ) أو شدتها ( و ) قيل ( اختلاط ظلامه ) لان ذلك كله ساتر وفى الصحاح جنان الليل سواده وأيضا ادلهمامه قال الهذلى حتى يجئ وجن الليل يوغله * والشوك في وضح الرجلين مركوز ويروى وجنح الليل وقال دريد بن الصمة ولولا جنان الليل أدرك خيلنا * بذى الرمث والارطى عياض بن ناشب ويروى جنون الليل عن ابن السكيت أي ما ستر من ظلمته ( والجنن محركة القبر ) نقله الجوهرى سمى بذلك لستره الميت ( و ) أيضا ( الميت ) لكونه مستورا فيه فهو فعل بمعنى مفعول كالمنفوض ( و ) أيضا ( الكفن ) لانه يجن الميت أي يستره ( وأجنه (1/7995)
كفنه و ) قال ثعلب ( الجنان الثوب والليل أو ادلهمامه ) وهذا نقله الجوهرى وتقدم شاهده قريبا وهو بعينه اختلاط ظلامه فهو تكرار ( و ) الجنان ( جوف ما لم تر ) لانه ستر عن العين ( و ) جنان ( جبل ) أو واد نجدى قاله نصر ( و ) الجنان ( الحريم ) للدار لانه يواريها ( و ) الجنان ( القلب ) يقال ما يستقر جنانه من الفزع سمى به لان الصدر أجنه كما في التهذيب وفى المحكم لاستتاره في الصدر أو لوعيه الاشياء وضمه لها ( أو ) هو ( روعه ) وذلك أذهب في الخفاء ( و ) ربما سمى ( الروح ) جنانا لان الجسم يجنه قال ابن دريد سميت الروح جنانا لان الجسم يجنها فأنث الروح ( ج أجنان ) عن ابن جنى ( وكشداد عبد الله بن محمد بن الجنان ) الحضرمي ( محدث ) عن شريح بن محمد الاندلسي ( وأبو الوليد بن الجنان ) الشاطبي ( أديب متصوف ) نزل دمشق بعد السبعين والسبعماتة * قلت وأبو العلاء عبد الحق بن خلف بن المفرح الجنان روى عن أبيه عن أبى الوليد الباجى وكان من فقهاء الشاطبية قاله السلفي ( و ) جنان ( ككتاب جارية شبب بها أبو نواس الحكمى ) وليس في نص الذهبي الحكمى فان الحكمى الى حكم بن سعد العشيرة وأبو نواس المشهور ليس منهم فليتأمل ( و ) جنان ( ع بالرقة ) وقال نصر هو باب الجنان ( وباب الجنان محلة بلحب ومحمد بن أحمد بن السمسار ) سمع ابن الحصين مات سنة 591 ( ونوح بن محمد ) عن يعقوب الدورقى وعنه ابراهيم بن محمد بن على بن نصير ( الجنانيان محدثان وفاته عيسى بن محمد الجنانى المقرى ذكره ابن الزبير مات سنة 662 ( وأجن عنه واستجن استتر والجنين ) كأمير ( الولد ) مادام ( في البطن ) لاستتاره فيه قال الراغب فعيل بمعنى مفعول ( ج أجنة ) وعليه اقتصر الجوهرى ومنه قوله تعالى واذ أنتم أجنة في بطون أمهاتم ( وأجنن ) باظهار التضعيف نقله ابن سيده ( و ) قيل ( كل مستور ) جنين حتى انهم ليقولون حقد جنين قال يزملون جنين الضغن بينهم * والضغن أسود أو في وجهه كلف أي فهم يجتهدون في ستره وهو أسود ظاهر في وجوههم ( وجن ) الجنين ( في الرحم يجن جنا استتر وأجنته الحامل ) سترته ( والمجن والمجنة بكسرهما والجنان والجنانة بضمهما الترس ) الثانية حكاها اللحيانى واقتصر الجوهرى على الاولى قال والجمع
المجان وفى الحديث كأن وجوههم المجان المطرقة وجعله سيبويه فعلا وسيأتى في ج م ن * قلت وهو قول سيبويه قيل للتنوري رحمه الله تعالى قد أخطأ صاحبكم أي سيبويه في اصالة ميم مجن وهل هو الا من الجنة فقال ليس هو بخطا العرب تقول مجن الشئ أي عطب قال شيخنا رحمه الله تعالى وهو وان كان وجها لكن يعارضه امور منها كسر الميم وهو معروف في الآلة والزيادة فيها ظاهرة وتشديد النون ومثله قليل وورود ما يرادفه كجنان وجنانة ونحو ذلك وقد يتكلف الجواب عنها فليتأمل ( و ) من المجاز ( قلب ) فلان ( مجنه ) أي ( أسقط الحياء وفعل ما شاء أو ملك أمره واستبد به ) قال الفرزدق كيف تراني قالبا مجنى * أقلب أمرى ظهره للبطن ( والجنة بالضم ) الدروع و ( كل ما وقى ) من السلاح وفى الصحاح الجنة ما استترت به من السلاح والجمع الجنن ( و ) الجنة ( خرقة تلبسها المرأة تغطى من رأسها ما قبل ودبر غير وسطه وتغطى الوجه وجنبي الصدر ) وفى المحكم وحلى الصدر ( وفيه عينان مجوبتان كالبرقع ) وفى المحكم كعينى البرقع ( وجن الناس بالكسر وجنانهم بالفتح ) ذكر الفتح مستدرك ( معظمهم ) لان الداخل فيهم يستتر بهم واقتصر الجوهرى على الاخير وقال دهماؤهم وأنشد ابن سيده لابن أحمر جنان المسلمين أود مسا * ولو جاورت أسلم أو غفارا ونص الازهرى * وان لاقيت أسلم أو غفارا * وقال ابن الاعرابي جنانهم أي جماعتهم وسوادهم وقال أبو عمر وما سترك من شئ يقول أكون بين المسلمين خير لى وأسلم وغفار خير الناس جوارا ( والجنى بالكسر نسبة الى الجن ) الذى هو خلاف الانس ( أو الى الجنة ) الذى هو الجنون وقوله ويحك يا جنى هل بدا لك * أن ترجعي عقلي فقد أنى لك انما أراد امرأة كالجنية اما لجمالها أو في تلونها وابتدالها ولا تكون الجنية هنا منسوبة الى الجن الذى هو خلاف الانس حقيقة لان هذا الشاعر المتغزل بها انسى والانسى لا يتعشق جنبة ( وعبد السلام بن عمرو ) كذا في النسخ والصواب ابن عمر البصري الفقيه سمع من مالك ( وأبى يوسف ) رحمهما الله تعالى رواية المفضل الضبى روى عنه أبو عزيان السلمى ( الجنيان رويا ) الحديث والشعر ( والجنة بالكسر طائفة من الجن ) ومنه قوله تعالى من الجنة والناس اجمعين ( وجن ) الرجل ( بالضم جنا وجنونا واستجن مبنيان للمفعول ) قال مليح الهذلى فلم أر مثلى يستجن صبابة * من البين أو يبكى الى غير واصل ( وتجنن وتجان ) وفى الصحاح تجنن عليه وتجانن عليه وتجان أرى من نفسه انه مجنون ( وأجنه الله فهو مجنون ) ولا تقل مجن كما في الصحاح أي هو من الشواذ المعدودة كاحبه الله فهو محبوب وذلك انهم يقولون جن فبنى المفعول من أجنه الله على غير هذا ( والمجنة الارض الكثيرة الجن ) وفى الصحاح أرض مجنة ذات جن ( و ) مجنة ( ع قرب مكة ) على أميال منها ( وقد تكسر ميمها ) كذا في النهاية والفتح أكثر قال الجوهرى وكان بلال رضى الله تعالى عنه يمتثل بقول الشاعر وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لى شامة وطفيل وقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما كانت مجنة وذو المجاز وعكاظ أسواقا في الجاهلية وقال أبو ذؤيب (1/7996)
فوافى بها عسفان ثم أتى بها * مجنة تصفو في القلال ولا تغلى قال ابن جنى يحتمل كونها مفعلة من الجنون كأنها سميت بذلك لشئ يتصل بالجن أو بالجنة أعنى البستان أو ما هذه سبيله وكونها فعلة من مجن يمجن كأنها سميت لان ضربا من المجون كان بها هذا ما توجبه صنعة علم العرب قال فأمالا أي الامرين وفعت التسمية فذاك أمر طريقه الخبر ( و ) المجنة ( الجنون ) نقله الجوهرى ( والجان ) أبو الجن والجمع جنان مثل حائط وحيطان كذا في الصحاح * قلت وهو قول الحسن كما آدم أبو البشر كما في قوله تعالى والجان خلقناه من قبل من نار السموم وفى التهذيب الجان من الجن قاله أبو عمرو أو الجمع جنان وفى المحكم الجان ( اسم جمع للجن ) كالجامل والباقر ومنه قوله تعالى لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان وقرأ عمرو بن عبيد لا يسئل عن ذنبه انس ولا جأن بتحريك الالف وقلبها همزة وهذا على قراءة أيوب السختيانى ولا الضألين وعلى ما حكاه أبو زيد عن ابن الاصبغ وغيره شأبة ومأدة على ما قاله ابن جنى في كتاب المحتسب قال الزجاج رحمه الله تعالى ويروى أن خلقا يقال لهم الجان كانوا في الارض فافسدوا فيها وسفكوا الدماء فبعث الله تعالى ملائكة أجلتهم من الارض وقيل ان هؤلاء الملائكة صاروا سكان الارض بعدهم فقالوا يا ربنا أتجعل فيها من يفسد فيها ( و ) قوله تعالى كأنها جان قال الليث ( حية ) بيضاء وقال أبو عمرو الجان حية وجمعها جوان وقال الزجاج يعنى أن العصا تحركت حركة خفيفة وكانت في صورة ثعبان وهو العظيم من الحيات وفى المحكم الجان ضرب من الحيات ( أكحل العين ) يضرب الى الصفرة ( لا تؤذى ) وهى ( كثيرة في الدور ) والجمع جنان قال الخطفى جد جرير يصف ابلا أعناق جنان وهاما رجفا * وعنقا بعد الرسيم خيطفا
( والجن بالكسر ) خلاف الانس والواحد جنى يقال سميت بذلك لانها تتقى ولا ترى كما في الصحاح وكانوا في الجاهلية يسمون ( الملائكة ) عليهم السلام جنا لاستتارهم عن العيون قال الاعشى يذكر سليمان عليه السلام وسخر من جن الملائك تسعة * قياما لديه يعملون محاربا وقد قيل في الا ابليس كان من الجن انه عنى الملائكة وقال الزمخشري رحمه الله تعالى جنى الملائكة والجن واحد لكن من خبث من الجن وتمرد شيطان ومن تطهر منهم ملك قال سعدى چلبى وفسر الجن بالملائكة في قوله تعالى وجعلو الله شركاء الجن وقال الراغب رحمه الله تعالى الجن يقال على وجهين أحدهما للروحانيين المستترة عن الحواس كلها بازاء الانس فعلى هذا تدخل فيه الملائكة كلها جن وقيل بل الجن بعض الروحانيين وذلك ان الروحانيين ثلاثة أخيار وهم الملائكة وأشرار وهم الشياطين وأوساط فيهم أخيار وأشرار وهم الجن ويدل على ذلك قل أوحى الى أنه استمع نفر من الجن الى قوله تعالى ومنا القاسطون قال شيخنا رحمه الله تعالى وقال بعضهم تفسير المصنف الجن بالملائكة مردود إذ خلق الملائكة من نور لا من نار كالجن والملائكة معصومون ولا يتناسلون ولا يتصفون بذكورة وأنوثة بخلاف الجن ولهذا قال الجماهير الاستثناء في قوله تعالى الا ابليس منقطع أو متصل لكونه كان مغمورا فيهم متخلقا باخلاقهم وقيل غير ذلك مما هو مذكور في شرح البخاري أثناء بدء الخلق وفى أكثر التفاسير والله أعلم * قلت وقال الزجاج في سياق الآية دليل على انه أمر بالسجود مع الملائكة وأكثر ما جاء في التفسير أنه من غير الملائكة وقد ذكر الله تعالى ذلك فقال كان من الجن وقيل أيضا انه من الجن بمنزلة آدم من الانس وقيل ان الجن ضرب من الملائكة كانوا خزان الارض أو الجنان فان قيل كيف استثنى مع ذكر الملائكة فقال فسجدوا الا ابليس وليس منهم فالجواب انه أمر معهم بالسجود فاستثنى أنه لم يسجد والدليل على ذلك أنك تقول أمرت عبدى واخوتي فأطاعوني الا عبدى وكذلك قوله تعالى فانهم عدو لى الا رب العالمين فان رب العالمين ليس من الاول لا يقدر أحد أن يعرف من معنى الكلام غير هذا ( كالجنة ) بالكسر أيضا ومنه قوله تعالى ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون الجنة هنا الملائكة عبدهم قوم من العرب وقال الفراء في قوله تعالى وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا يقال هم هنا الملائكة إذ قالوا الملائكة بنات الله ( و ) من المجاز الجن ( من الشباب وغيره ) المرح ( أوله وحد ثانه ) وقيل جدته ونشاطه يقال كان ذلك في جن شبابه أي في أول شبابه وفى الاساس لقيته بجن نشاطه كأن ثم جنا تسول له النزعات اه وتقول افعل ذلك الامر بجن ذلك وبحد ثانه قال المتنخل أروى بجن العهد سلمى ولا * ينصبك عهد الملق الحول يريد الغيث الذى ذكره قبل هذا البيت يقول سقى هذا الغيث سلمى بحدثان نزوله من السحاب قبل تغيره ثم نهى نفسه أن ينصبه حب من هو ملق كما في الصحاح وأما قول الشاعر لا ينفخ التقريب منه الابهرا * إذا عرته جنة وأبطرا فيجوز أن يكون جنون مرحه وقد يكون الجن هذا النوع المستتر من العالم ( و ) من المجاز الجن ( من النبت زهره ونوره وقد جنت الارض بالضم وتجننت جنونا ) أخرجت زهرها ونورها وقال الفراء جنت الارض جاءت بشئ معجب من النبت وفى الصحاح جن النبت جنونا طال والتف وخرج زهره وفى المحكم جن النبت غلظ واكتمل وقال بعض الهذليين ألما يسلم الجيران منهم * وقد جن العضاه من العميم ( و ) من المجاز ( نخلة مجنونة ) أي سحوق ( طويلة ) والجمع المجانين وأنشد الجوهرى * تنفض ما في السحق المجانين * وقال ابن (1/7997)
الاعرابي يقال للنخل المرتفع طولا مجنون وللنبت الملتف الذى تأزر بعضه مجنون وقيل هو الملتف الكثيف منه ( والجنة الحديقة ذات النخل والشجر ) قال أبو على في التذكرة لا تكون في كلامهم جنة الا وفيها نخل وعنب فان لم يكونا فيها وكانت ذات شجر فحديقة لا جنة وفى الصحاح الجنة البستان ومنه الجنات والعرب تسمى النخيل جنة وقال زهير كأن عينى في غربي مقتلة * من النواضح تسقى جنة سحقا وفى المفردات للراغب الجنة كل بستان ذى شجر تستتر باشجاره الارض قيل وقد تسمى الاشجار الساترة جنة ومنه قوله تسقى جنة سحقا وسمى بالجنة اما تشبيها بالجنة التى في الارض وان كان بينهما بون واما السترة عنا نعمه المشار إليها بقوله تعالى فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ( ج ) جنان ( ككتاب ) وجنات ويقال أجنة أيضا نقله شيخنا من النوادر وقال هو غريب وقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما انما قال جنات بلفظ الجمع لكون الجنان سبعا جنة الفردوس وجنة عدن وجنة النعيم ودار الخلد وجنة المأوى ودار السلام وعليون ( وعمرو بن خلف بن جنان ) ككتاب ( مقرى محدث ) هكذا في سائر النسخ والصواب ابن جنات جمع جنة وهو عمرو بن خلف بن نصر بن محمد بن الفضل بن جناب الجناتى المقرئ عن أبى سعد الرازي وعنه عبد العزيز التخشبى ذكره ابن
السمعاني ( والجنينة ) كسفينة هكذا هو في التهذيب ثياب معروفة ( والجنن بضمتين الجنون حذف منه الواو ) أي هو مقصور منه بحذف الواو كما ذهب إليه الجوهرى وأنشد للشاعر يصف الناقة مثل النعامة كانت وهى سالمة * أذناه حتى زهاها الحين والجنن وبخط الازهرى في كتابه حتى نهاها وبخط الجوهرى وهى سائمة وأذناء ذان أذن وزهاها استخفها قال شيخنا وزعم أقوام انه أصل لا مقصور وفى الحديث وأنا أخشى أن يكون ابن جنن كما في الروض ( وتجنن عليه وتجانن ) عليه وتجان ( أرى من نفسه الجنون ) وفى الصحاح أنه مجنون أي وليس بذلك لانه من صيغ التكلف ( ويوسف بن يعقوب الكنانى لقبه جنونة كخروبه محدث ) روى عن عيسى بن حماد زغبة ( وجنون ) بن أزمل ( الموصلي ) الحافظ ( روى عن غسان بن الربيع ) كذا في النسخ وفيه غلطان الاول هو حنون بالحاء المهملة كما ضبطه الحافظ رحمه الله تعالى وسيأتى في الحاء على الصواب والثانى ان الذى روى عنه هو عساف لا غسان ( والاستجنان الاستطراب ) نقله الجوهرى ( و ) قولهم ( أجنك كذا أي من أحبل أنك ) فحذفوا اللام والالف اختصارا ونقلوا كسرة اللام الى الجيم قال الشاعر أجنك عندي أحسن الناس كلهم * وأنك ذات الحال والحبرات كما في الصحاح وقالت امرأة ابن مسعود له أجنك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال الكسائي وغيره معناه من أجل أنك فتركت من كما يقال فعلته أجلك أي من أجلك ( والجناجن عظام الصدر ) كما في الصحاح وفى المحكم وقيل رؤس الاضلاع تكون للناس وغيرهم وفى التهذيب أطراف الاضلاع مما يلى قص الصدر وعظم الصلب ( الواحد جنجن وجنجنة بكسرهما ) كما في الصحاح هكذا حكاه الفارسى بهاء وبلا هاء ( ويفتحان و ) قيل واحدها ( جنجون بالضم ) قال * ومن عجاريهن كل جنجن * وقد تقدم في ع ج و ( والمنجنون والمنجنين الدولاب ) التى يستقى عليها ( مؤنث ) كما في الصحاح قال وأنشد الاصمعي * ومنجنون كالاتان الفارق * قال شيخنا رحمه الله تعالى الاكثر على أنه فعللول لفقد مفعلول ومنفعول وفنعلول فميمه ونونه أصليتان ولانهم قالوا مناجين باثباتهما وقيل هو فنعلون من مجن فهو ثلاثى وقيل منفعول ورد بانه ليس جاريا على الفعل فتلحقه الزيادة من أوله وبانه بناء مفقود وبثبوت النون في الجمع كما مر وكذا منجنين فعلليل أو فنعليل أو منفعيل وقال السهيلي في الروض ميم منجنون أصلية في قول سيبويه وكذا النون لانه يقال فيه منجنين كقرطليل وقد ذكر سيبويه أيضا في موضع آخر في كتابه أن النون زائدة الا أن بعض رواة الكتاب قال فيه منحنون بالحاء المهملة فعلى هذا لم يتناقض كلامه قال شيخنا وكأن المصنف رحمه الله تعالى اختار رأى سيبويه في اصالة الكل والله أعلم * قلت لو كان كذلك لكان موضعه في م ن ج ن فتأمل ذلك ( والمجن ) بالكسر ( الوشاح ) نقله الازهرى ( و ) قولهم ( لا جن ) بهذا الامر ( بالكسر ) أي ( لا خفاء ) قال الهذلى * ولا جن بالبغضاء والنظر الشزر * و ) جنينة ( كجهينة ع بعقيق المدينة و ) أيضا ( روضة بنجدين ضرية وحزن بنى يربوع ) نقله نصر ( و ) أيضا ( ع بين وادى القرى وتبوك والجنينات ع بدار الخلافة ) ببغداد ( وأبو جنة ) حيكم بن عبيد ( شاعر أسدى ) وهو ( خال ذى الرمة ) الشاعر ( وذو المجنين ) بكسر الميم لقب ) عتيبة الهذلى كان يحمل ترسين ) في الحرب ( و ) من المجاز يقال أتيت على ( أرض متجننة ) وهى التى ( كثر عشيها حتى ذهب كل مذهب وبيت جن بالكسرة تحت جبل الثلج والنسبة ) إليها ( جناني ) بكسر فتشديد ومنها الامام المحدث ناصر الدين الجنانى وكيل الحاكم صاحب الذهبي * ومما يستدرك عليه الجنين القبر فعيل بمعنى فاعل نقله الراغب وأيضا المقبور وبه فسر ابن دريد قول الشاعر ولا شمطاء لم يترك شفاها * لها من تسعة الا جنينا أي قد ماتوا كلهم فجنوا والجنين الرحم قال الفرزدق (1/7998)
إذا غاب نصرانيه في جنينها * أهلت بحج فوق ظهر العجارم ويروى حنيفها وعنى بالنصراني ذكر الفاعل لها من النصارى وبحنيفها حرها والاجنة الجنان وأيضا الامواه المتدفقة قال * وجهرت أجنة لم تجهر * يقول وردت هذه الابل الماء فكسحته حتى لم تدع منه شيأ لقلته يقال جهر البئر نزحها والتجنين ما يقوله الجن قال بدر بن عامر ولقد نطقت قوافيا انسية * ولقد نطقت قوافي التجنين وأراد بالانسية ما تقول الانس وقال السكرى رحمه الله تعالى أراد بالتجنين الغريب الوحشى وقولهم في المجنون ما أجنه شاذ لا يقاس عليه لانه لا يقال في المضروب ما أضربه ولا في المسلول ما أسله كما في الصحاح وقال سيبويه وقع التعجب منه بما أفعله وان كان كالخلق لانه ليس بلون في الجسد ولا بلخقه فيه وانما هو من نقصان العقل وقال ثعلب جن الرجل وما أجنه فجاء بالتعجب من صيغة فعل المفعول وانما التعجب من صيغة فعل الفاعل وهو شاذ والمجنة الجن وأجن وقع في مجنة وقال على ما أنها هزئت وقالت * هنون أجن منشاذا قريب
والجن بالكسر الجد لانه ما يلابس الفكر ويجنه القلب وأرض مجنونة معشوشبة لم ترع وجنت الرياض اعتم نبتها وجن الذباب جنونا كثر صوته قال تفقأ فوقه القلع السوارى * وجن الخاباز به جنونا كما في الصحاح وفى الاساس جن الذباب بالروض ترنم سرورا به وقد ذكر في ب وز أن الخازباز اسم لنبت أو ذباب فراجعه والجنة بالكسر الجنون ومنه قوله تعالى أم به جنة والاسم والمصدر على صورة واحدة نقله الجوهرى والجنن محركة ثوب يوارى الجسد وقال شمر الجنان بالفتح الامر الملتبس الخفى الفاسد وأنشد الله يعلم أصحابي وقولهم * إذ يركبون جنانا مسهبا وربا وأجن الميت قبره قال الاعشى وهالك أهل يجنونه * كآخر في أهله لم يجن ويقال اتق الناقة في جن ضراسها بالكسر وهو سوء خلقها عند النتاج وقول أبى النجم * وطال جنى السنام الاميل * أراد تموك سنامه وطوله وبات فلان ضيف جن أي بمكان خال لا أنيس به ومنية الجنان بالكسر قرية بشرقية مصر وحفرة الجنان بالفتح رحبة بالبصرة وككتاب جنان بن هانئ بن مسلم بن قيس بن عمرو بن مالك بن لامى الهمداني ثم الارحبي عن أبيه وعنه اسمعيل بن ابراهيم بن ذى الشعار الهمداني هكذا ضبطه الامير ويقال هو حبان بكسر الحاء المهملة وتشديد الموحدة وعمرو الجنى بالكسر ذكره الطبراني في الصحابة وعمرو بن طارق الجنى صحابي أيضا وهو غير الاول حققه الحافظ في الاصابة وأبو الفتح عثمان بن جنى النحوي مشهور وابنه عالى روى والحسين بن على بن محمد بن على بن اسمعيل بن جعفر الصادق الحسينى يقال له أبو الجن وقتيل الجن عقبه بدمشق والعراق منهم أبو القاسم النسيب على بن ابراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن على بن الحسن بن الحسين عن الخطيب أبى بكر وعنه ابن عساكر ووالده أبو الحسين قاضى دمشق وخطيبها وجده العباس يلقب مجد الدين هو الذى صنف له الشيخ العمرى كتاب المجدي في النسب وجده الاعلى العباس بن على هو الذى انتقل من قم الى حلب وأبو الحسن على بن محمد بن ابراهيم بن محمد اسمعيل ابن ابراهيم الجنى من شيوخ الدمياطي والجنان كغراب الجنون عامية وأحمد بن عيسى المقرئ المعروف بان جنية عن أبى شعيب الحرانى ذكره الذهبي وعبد الوهاب بن حسن بن على أبى الجنية الواسطي من خميس الجوزى ذكره ابن نقطة وجن الميت وأجنه واراه وأجن الشئ في صدره أكمنه كما في الصحاح واجتن الجنين في البطن مثل جن والجنة بالضم السترة الجمع الجن وديك الجن شاعر معروف وأكمة الجن بالكسر موضع عن نصر وعبد الوهاب بن الحسن بن على بن أبى الجنية الدار قطني عن خميس الجوزى ذكره ابن نقطة عن أحمد بن عيسى المقرى المعروف بابن جنية عن أبى شعبة الحرانى ذكره الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى ( الجون النبات يضرب الى السواد من خضرة ) شديدة قال جبيهاء الاشجعى فجاءت كأن القسور الجون بجها * عساليجه والثامر المتناوح القسور نبت ( و ) الجون أيضا ( الاحمر ) الخالص ( و ) أيضا ( الابيض ) وأنشد أبو عبيدة غير يا بنت الحليس لوني * مر الليالى واختلاف الجون قال يريد النهار كذا في الصحاح ( و ) أيضا ( الاسود ) وهو من الاضداد كما في الصحاح وفى المحكم هو الاسود المشرب حمرة وفى التهذيب الاسود اليحمومى قال وكل لون سواد مشرب حمرة جون أو سواد يخالط حمرة كلون القطا ( و ) الجون ( النهار ) وبه فسر ما أنشده أبو عبيدة ( ج جون بالضم ) كورد وورد كما في المحكم وفى الصحاح مثل قولك رجل صم وقوم صم ( و ) الجون ( من الابل والخيل الادهم ) وفى التهذيب ويقال كل بعير جون من بعيد وكل حمار وحشى جون من بعيد وهى جونة الجمع كالجمع وفى الصحاح الجونة بالضم مصدر الجون من الخيل مثل الغبشة والوردة ( و ) الجون ( افراس ) منها ( لمروان بن زنباع العبسى و ) أيضا فرس ( الحرث بن أبى شمر الغساني ) وله يقول علقمة بن عبدة فأقسم لولا فارس الجون منهم * لآبوا خزايا والاياب حبيب (1/7999)
يقدمه حتى تغيب حجوله * وأنت لمبيض الذراع ضروب كذا ذكره ابن الكلبى ( و ) أيضا فرس ( حسيل الضبى و ) أيضا فرس ( قتب بن سليط النهدي و ) أيضا فرس ( مالك بن نويرة اليربوعي ) والذى في كتاب الخيل لابن الكلبى أنه لمتمم بن نويرة قال ولها يقول مالك أخوه يوم الكلاب ولولا ذوات الجون ظل متمم * بارض الخزامى وهو للذل عارف ( و ) أيضا فرس ( امرئ القيس بن حجر ) ولها يقول ظللت وظل الجون عندي مسرجا * كأنى أعدى عن جناح مهيض ( و ) أيضا فرس ( علقمة بن عدى و ) أيضا فرس ( معاوية بن عمرو بن الحرث ) وفى الصحاح الجون فرس في شعر لبيد رضى الله تعالى عنه تكاثر قرزل والجون فيها * وتجعل والنعامة والخيال ( وجون بن قتادة ) بن الاعور التميمي البصري ( صحابي ) رضى الله تعالى عنه روى عن الحسن في دباغ الميتة وقال أحمد جون مجهول وقال ابن المدينى هو معروف كذا في شرح المهذب للنواوى رحمه الله تعالى ( أو تابعي ) عن الزبير وفى الثقات عن ابن حبان ويروى عن
سلمة بن المحبق وعنه الحسن قال الذهبي وهو أصح ( والجونان طرفا القوس ) نقله الازهرى عن الفراء ( وأبو عمران عبد الملك ابن حبيب ) الكندى ( الجونى بالضم ) من أهل البصرة يروى عن أنس روى عنه ابن عون وشعبة والبصريون مات سنة 123 وقيل سنة ثمان وعشرين ومائة كذا في الثقات لابن حبان رحمه الله تعالى وفى الكاشف للذهبي عن جندب وأنس وعنه شعبة والحمادان ثقة وخالفهم عمرو بن على الفلاس فقال اسمه عبد الرحمن والاصح الاول ( وابنه عويد محدثان ) فأبوه تابعي وابنه هذا روى عن نصر بن على الجهضمى ( والجونة الشمس ) لاسودادها إذا غابت وقد يكون لبياضها وصفائها وهى جونة بينة الجونة فيهما كما في المحكم وقيل انما يقال لها جونة عند الغروب خاصة فلا يقال طلعت الجونة عكس ما قالوه في الغزالة كما قاله شيخنا * قلت ويدل له قول الشاعر * تبادر الجونة أن تغيبا * وعرضت على الحجاج درع فجعل لا يرى صفاءها فقال له أنيس الجرمى وكان فصيحا ان الشمس لجونة أي انها شديدة البريق والصفاء زاد الازهرى فقد قهرت لون الدرع ( و ) الجونة ( الاحمر و ) قال ابن الاعرابي الجونة ( الفحمة و ) الجونة ( ة بين مكة والطائف و ) الجونة ( بالضم الدهمة في الخيل ) مثل الغبشة والوردة وهو مصدر الجون كما في الصحاح ( و ) الجونة ( سليلة ) مستديرة ) مغشاة أدما تكون مع العطارين والاصل الهمز ) كما تقدم عن ابن قرقول ( ج ) جون ( كصرد ) وفى الصحاح وربما همز واو في المحكم وكان الفارسى يستحسن ترك الهمزة وكان يقول في قول الاعشى * إذا هن نازلن أقرانهن * وكان المصاع بما في الجون ما قاله الا بطالع سعد ولذلك ذكرته هنا ( و ) الجونة ( الجبل الصغير والجونى بالضم ضرب من القطا ) سود البطون والاجنحة وهو أكبر من الكدرى تعدل جونية بكدريتين كما في الصحاح وفى المحكم بخط الاصمعي عن العرب قطا جؤنى بهمز وهو عندي على توهم حركة الجيم ملقاة على الواو فكأن الواو متحركة بالضم وإذا كانت الواو مضمومة كان لك فيها الهمز وتركه وهى لغة ليست بفاشية وقرأ ابن كثير على سؤقه وهى نادرة وفى التهذيب قال ابن السكيت القطا ضربان ضرب جونى وكدري أخرجوه على فعلى فالجوني والكدرى واحد والضرب الثاني الغطاط والكدرى والجونى ما كان أكدر الظهر اسود باطن الجناح مصفر الحلق قصير الرجلين في ذنبه ريشات أطول من سائر الذنب والغطاط منه والكدرى والجونى ما كان أكدر الظهر أشعر باطن الجناح واغبرت ظهوره غبرة ليست بالشديدة وعظمت عيونه ( والتجون تبييض باب العروس وتسويد باب الميت ) نقله الازهرى رحمه الله تعالى ( و ) جوين ( كزبير كورة بخراسان ) تشتمل على قرى كثيرة مجتمعة يقال لها كوين فعربت منها أبو عمران موسى بن العباس الجوينى شيخ أبى بكر بن خزيمة صنف على مسلم ومنها أيضا الامام أبو المعالى عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجوينى امام الحرمين وشهرته تغنى عن ذكره ( و ) جوين أيضا ( ة بسرخس ) منها أبو المعالى محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن الجوينى السرخسى تفقه على أبى الحسن الشرنقانى وروى عنه ( والجوناء الشمس ) لاسودادها عند المغيب ( و ) أيضا ( القدر ) لكونه أسود ( و ) أيضا ( الناقة الدهماء من قولهم جان وجهه ) جونا ( أي اسود و ) يقال ( ماء مجوجن ) أي ( منتن ) * قلت ايراده في هذا التركيب محل نظر فانه ان كان وزنه مفوعل فحقه ان يذكر في ججن فتأمل ( وسموا جوانا كغراب وزبير ) ومن الاخير جوين بن سنبس بطن من طيئ وجوين بن عبد رضا من قمران جد الاسود بن عامر بن جوين الشاعر الطائى ( والجونين ة بالبحرين والجوانة ) بالتشديد ( الاست ) وهذا كما يقولون أم سويد ( وجاوان قبيلة من الاكراد سكنوا الحلة المزيدية ) بالعراق ( منهم الفقيه محمد بن على الجاوانى ) الكردى الحلى الشافعي رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه الجون بالفتح لقب معاوية بن حجر بن عمرو بن الحرث بن معاوية بن ثور بن عمرو ابن مرقع بن معاوية بن ثور بن كندة وهو أبو بطن منهم أسماء بنت النعمان بن عمرو بن جون الجونية الكندية دخل عليها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فتعوذت منه فطلقها فذكرو انها ماتت كمدا وفى الازد الجون بن عوف بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس قال أبو عبيد منهم أبو عمران الجونى المتقدم ذكره * قلت والذى ذكره ابن حبان أنه من جون كندة والجون لقب موسى بن (1/8000)
عبد الله بن الحسن بن على بن أبى طالب رضى الله عنهم أجمعين كان اسود اللون فلقبته أمه بذلك وكانت ترقصه وهو طفل وتقول انك أن تكون جونا أقرعا * يوشك ان تسودهم وتبرعا وجونية بالضم من قرى الشام ومنها أحمد بن محمد بن عبيد السلمى الجونى من شيوخ الطبراني نقله ابن السمعاني وخلف بن حصين ابن جوان كغراب الجوانى الواسطي عن محمد بن حسان وعنه ابن صاعد ذكره ابن السمعاني رحمه الله تعالى وكسحاب محمد
ابن الحسين بن جوان الجوانى قال منصور قدم الاسكندرية وحدث بها عن أبى الفتوح بن المقرى وكان فاضلا والامام النسابة أبو على محمد بن أسعد بن على الحسينى الجوانى بفتح وتشديد الى الجوانية من قرى المدينة ولد سنة 525 وتوفى سنة 588 ولى نقابة الاشراف وله عدة مؤلفات وقالوا قطاة جونة بالفتح إذا وصفوا وابنة الجون نائحة من كندة قال المثقب العبدى نوح ابنة الجون على هالك * تندبه رافعة المجلد والاجون أرض معروفة قال رؤبة * بين نقا الملقى وبين الاجون * وقال ابن الاعرابي يقال للخابية جونة وللدلو إذا اسودت جونة وللفرق جون وفى الصحاح يقال لا أفعله حتى تبيض جونة القار هذا إذا أردت سواده وجونة القار إذا أردت الخابية اه وكل أخ يقال له جوين وجون عن ابن الاعرابي والجون حصن عادى باليمامة * ومما يستدرك عليه جو إن كان بفتح الجيم وضمها قرية بجرجان منها أبو سعد عبد الرحمن بن الحسين بن اسحق من شيوخ أبى بكر الاسماعيلي * ومما يستدرك عليه جوجان بتشديد الواو قرية بنيسابور منها القاضى أبو العلاء صاعد بن محمد الحنفي رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه جوزجان من أعمال كرمان وقال ياقوت من كور بلخ منها أحمد بن موسى مستقيم الحديث * ومما يستدرك عليه جوزدان بالضم قرية على باب أصبهان منها أبو بكر محمد بن على بن الحسين امام الجامع العتيق بأصبهان عن أبى بكر المقرى رحمه الله تعالى ( جهينة بالضم ) قال شيخنا رحمه الله تعالى صوابه مصغرا لان الضم في اصطلاحه مشكل وكأنه اعتمد على الشهرة ( قبيلة ) من قضاعة وهو ابن زيد بن ليث بن سود أسلم بن الحاف بن قضاعة من ريف العراق وسبب نزول جهينة في الحجاز قرب المدينة مذكور في الروض ( والمثل ) المشهور * وعند جهينة الخبر اليقين * هكذا رواه ابن الكلبى وكان الاصمعي يقول جفينة وقيل حفينة وقد مر ذكره ( في ج ف ن ) فراجعه ( و ) جهينة أيضا ( قلعة بطبرستان ) لنزولهم بها ( و ) أيضا ( ة بالموصل ) لنزولهم بها أيضا ( منها ) تاج الاسلام أبو عبد الله ( الحسين بن نصر بن محمد ) بن خميس الموصلي الفقيه المحدث ( ذو التصانيف ) وهو من مشايخ ابن السمعاني ( والجهنة بالضم جهمة اليل ) النون بدل عن الميم ( وجارية جهانة بالضم ) أي ( شابة و ) في الجمهرة ( الجهن غلظ الوجه ) والجسم وبه سمى جهينة ( و ) الجهن ( بالضم ) الزربة في البحر غير متصلة بالبر مقدار غلوة ) سهم ( فإذا اتصلت الزربة الى البر فذلك شعب وجهن جهونا من حد نصر ( قرب ودنا وجيهان ) كعثمان ( اسم ) رجل ( ونهر جهان ) ككتاب مر ( في ج ح ن ) * ومما يستدرك عليه تقول فلان جهينة الاخبار وجهينة قرية بالصعيد سميت لنزول بنى جهينة بها وهى بالقرب من طهطا ( جيان كشداد ) أهمله الجوهرى وهو ( د ) عظيم ( بالاندلس ) بينه وبين قرطبة خمسون ميلا ( منها ) الامام جمال الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله ( بن مالك ) الطائى الاستاذ المتقدم كان مالكى المذهب فلما قدم الشام انتقل الى مذهب الامام الشافعي ولد سنة 600 وتوفى سنة 672 ( وأبو حيان ) أثير الدين محمد ابن يوسف بن على بن يوسف بن حيان الجياتى الاصل الغرناطي المولد والمنشأ المصرى الدار والوفاة شيخ النحاة ولد بطنتارس من أعمال غرناطة في سنة 654 وجال في الغرب ثم قدم مصر وسمع بها وبالحرمين ولازم الحافظ الدمياطي وبه تخرج توفى سنة 745 ودفن بمقابر الصوفية ( اماما العربية ) والمتفق على تقدمهما فيها قال الذهبي ( وقد ينسب الثاني الى جد أبيه حيان بالمهملة ) * قلت وممن نسب الى جيان من المتقدمين طوق بن عمرو بن شبيب التغلبي من أهل الحفظ والورع والرأى ورحل الى المشرق فسمع يحيى بن عمير بالقيروان وتوفى سنة 285 ذكره ابن الفرضى وقال ابن الاثير منها أبو الحجاح يوسف بن محمد بن قار وسمع الكثير وسافر الى خراسان وسكن بخل وبها توفى سنة 535 ( و ) جيان أيضا ( ة باصفهان ) وفى الانساب للسمعاني قرية بالرى ( منها ) أبو الهيثم ( طلحة بن الاعلم الحنفي ) الجيانى عن الشعبى وعنه الثوري كان يسكن جيان من قرى الرى ( وموسى بن محمد بن جيان و ) أبو بكر ( محمد بن خلف بن جيان ) عن قاسم المطرز ( محدثان ) * وفاته يحيى بن محمد بن جيان الموصلي مات سنة 473 ذكره شجاع الذهلى ومحمد بن محمد بن جيان الانصاري عن سليمن الشاذكولى قيده ابن الانماطى * ومما يستدرك عليه جينين كسيفين قرية بالشام منها شيخ شيوخ مشايخنا ابراهيم بن سليمن بن محمد بن عبد العزيز الجينينى الحنفي نزيل دمشق أخذ عن خير الدين الرملي وغيره ( فصل الحاء ) المهملة مع النون ( الحبن محركة داء في البطن يعظم منه ويرم وقد حبن ) الرجل ( كعنى وفرح ) اقتصر الجوهرى على الثانية ( حبنا ) بالفتح ( ويحرك ) وفيه لف ونشر مرتب ( وهو أحبن وهى حبناء ) وفى الصحاح الاحبن الذى به السقى وفى الحديث ان
رجلا أحبن أصاب امرأة فجلد بأثكول النخل الاحبن المستسقى والجمع حبن بالضم ومنه حديث عروة ان وفد أهل النار يرجعون زبا حبنا ( والحبن بالكسر القرد ) عن كراع ( و ) أيضا ( خراج كالدمل و ) أيضا ( ما يعترى في الجسد فيقيح ويرم و ) في الصحاح الحبن ( الدمل كالحبنة فيهما ) وقيل سمى الدمل حبنا على التفاؤل كما سمى السحر طبا ( ج حبون ) ومنه حديث ابن عباس رضى الله (1/8001)
عنهما انه رخص في دم الحبون أي انه معفو عنه إذا كان في الثوب حال الصلاة ( و ) الحبن ( بالفتح شجر الدفلى كالحبين ) كأمير ( و ) من المجاز ( حبن عليه كفرح ) حبنا ( امتلاء ) جوفه ( غضبا والحبناء ) من النساء ( الضخمة البطن ) على التشبيه ( و ) الحبناء ( أم المغيرة ويزيد وصخر الشعراء وأبوهم عمرو بن ربيعة ) * قلت الذى في كتاب الاغانى في أخبار المغيرة أنه ابن حبناء بن عمرو بن ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وحبناء لقب غلب على ابيه واسمه جبير بن عمرو لقب بذلك لحبن كان أصابه وهو شاعر اسلامي من شعراء الدولة الاموية وأبوه حبناء شاعر أيضا وأخوه صخر بن حبناء شاعر أيضا وكان يهاجيه ولهما قصائد تناقضا بها كثيرا وأما أمهم فهى ليلى لقوله يعنف أخاه صخرا الا من مبلغ صخر بن ليلى * بانى قد أتانى من ثناكا في أبيات فأجابه صخر بقوله أتانى عن مغيرة زور قول * تعمده فقلت له كذاكا يعم به بنى ليلى جميعا * فول هجاءهم رجلا سواكا وقال أبو أسيل البصري كان المغيرة أبرص وأخوه صخرا أعور والآخر مجذوما وكان بابيه حبن فلقب حبناء اسمه جبير بن عمرو وقال زياد الاعجم يهجوهم ان حبناء كان يدعى جبيرا * فدعوه من حبنه حبناء ولد العور منه والجذم والبر * ص وذو الداء ينتج الادواء فلما بلغ حبناء هذا قال ما ذنبنا فيما ذكره هذا هو داء ابتلانا الله عز وجل به وانما يعير المرء بما كسبه وانى لارجو ان يجمع الله هذه الادواء كلها فيه فبلغ ذلك زيادا فلم يهجه بعد ذلك ولا اجابه بشئ وقال الاصمعي لم يقل أحد في تفضيل أخ على أخيه وهما لاب وأم مثل قول المغيرة بن حبناء لاخيه صخر أبوك أبى وأنت أخى ولكن * تباينت الصنائع والظروف وأمك حين تنسب أم صدق * ولكن حلها طبع سخيف قال وكان عبد الملك بن مروان إذا نظر الى أخيه معاوية وكان ضعيفا يمتثل بهذين البيتين فظهر لك بما ذكرنا ان حبناء أبوه لا أمه وقد غلط المصنف رحمه الله تعالى ( و ) الحبناء ( من الحمام التى لا تبيض ج حبن بالضم و ) الحبناء ( القدم الكثيرة لحم البخصة ) حتى كأنها ورمة ( وحبينة كجهينة وأم حبين كزبير ) نقلهما الجوهرى ( دويبة م ) معروفة وفى الصحاح وهى معرفة مثل ابن عرس واسامة وابن آوى وسام أبرص وابن قترة الا انه تعريف جنس وهى على خلقة الحرباء عريضة الصدر عظيمة البطن وقيل هي أنثى الحرباء وقيل هي دابة على قدر كف الانسان وقال ابن زياد هي دابة غبراء لها قوائم أربع وهى بقدر الضفدعة التى ليست بضخمة فإذا طردها الصبيان قالوا لها أم الحبين انشري برديك * ان الامير ناظر اليك فيطردونها حتى يدركها الاعياء فحينئذ ثقف على رجلها منتصبة وتنشر جناحين أغبرين على مثل لونها فإذا زادوا في طردها نشرت أجنحة كن تحت ذينك الجناحين لم ير أحسن لونا منهن ما بين أصفر وأحمر وأخضر وأبيض وهن طرائق بعضهن فوق بعض كثيرة جدا فإذا فعلت ذلك تركوها ولا يوجد لها ولد ولا فرخ ( وربما دخلها أل ) يعنى في الجزء الثاني فيقال أم الحبين قال جرير يقول المجتلون عروس تيم * سوى أم الحبين ورأس فيل انما أراد أم حبين وهى معرفة فزاد اللام ضرورة لاجل الوزن وأراد سواء فقصر ضرورة أيضا ( وبحذفها ) أي اللام منها ( لا تصير نكرة ) وهو ( شاذ ) كما في الصحاح قال شيخنا رحمه الله تعالى لان أل ليست معرفة بل زائدة في العلم للمح الاصل وما كان كذلك فأنت فيه بالخيار أي الاتيان بال أو بحذفها كما في شروح الخلاصة ( والمحبئن كمطمئن الغضبان ) كذا في نوادر الاعراب ( وحبونن ) كسفرجل ( علم و ) أيضا اسم ( واد ) وأنشد ابن خالويه سقى اثلة في الفرق فرق حبونن * من الصيف زمزام العشى صدوق وقد تبدل النون ألفا لضرورة الشعر فيقال حبونا كقول الشاعر ولا تيأسا من رحمة الله وادعوا * بوادي حبونا ان تهب شمال ( وحبونة كسمورة جد ) الحافظ علم الدين ( القاسم البرزالى ) روى بالعموم عن المؤيد الطوسى رحمه الله تعالى ( وعبد الواحد بن الحسن ) وفى التبصير الحسين ( بن حبين كزبير محدث ) عن حمزة بن محمد الكاتب البغوي كذا ضبطه اسمعيل بن السمرقندى وخولف ( أو هو بالنون ) * ومما يستدرك عليه الحبن بالتحريك الماء الاصفر كذا فسر به شعر جندل الطهوى * وعر عدوى من شغاف وحبن * وسمى رسول صلى عليه وسلم بلالا رضى الله تعالى عنه أم حبين أراد بذلك ضخامة بطنه وهو من مزحه صلى الله عليه وسلم وكان لا يمزح الا حقا وأحبنه كثرة الاكل أو داء اعتراه وحبينة كجهينة لقب رجل يقال له عمرو بن
الاشلع أحد الاشراف وحبينة بن طريف العكلى شاعر هاجى ليلى الاخيلية وكسحاب نصر الله بن سلامة بن سالم أبو الفتح الهيتى كان يعرف بابن حبان كتب عنه المنذرى في معجمه مات سنة 637 رحمه الله تعالى وأبو المعالى نصر الله بن سلامة الهيتى يعرف بابن حبن كصرد عن أبى الكرم السهروردى كان ثقة مات سنة 598 رحمه الله تعالى وأخوه منصور حدث بالموصل وبنو حبنون قبيلة بالمغرب ومنهم الشرف العلامة الشاعر الابوصيرى صاحب البردة قدس الله تعالى سره الكريم ( الحتن المثل والقرن (1/8002)
والمساوي ( ويكسر و ) أيضا ( الباطل و ) يقال هما ( حتنان ) وحتنان ( أي سيان ) وذلك إذا تساويا ( في الرمى ) كذا في الصحاح ( و ) الحتن ( بالتحريك حروف الجبال وحتن الحر كفرح اشتد ويوم حاتن استوى أوله وآخره حرا ) نقله الجوهري قال ( والمحتتن المستوى الذي لا يخالف بعضه بعضا ) وقد احتتن قال الطرماح تلك أحسابنا إذا احتتن الخص * ل ومد المدى مدى الاعراض احتتن الخصل استوى اصابة المتناضلين والخصلة الاصابة ( والحتناء من الابل الحرداء و ) يقال ( ما له عنة حتنان ) بالضم ( وحتنال ) باللام أي ( بد و ) يقال ( وقعت النبل حتنى كجمزى ) هكذا هو مضبوط بخط الازهرى في كتابه وفى الصحاح حتنى على فعلى ساكنة العين أي ( متساوية ) ومنه المثل * الحتنى لا خير في سهم زلج * ويقال رمى القوم فوقعت سهامهم حتنى أي مستوية لم يفضل واحد منهم أصحابه ( وأحتن ) الرجل في رميه إذا ( وقعت سهامه في موضع واحد ) عن ابن الاعرابي ( وتحاتنوا تساووا ) في الرمى ( وحوتنان د ) كما في الصحاح وقيل حوتنانان واديان في بلاد قيس كل واحد يقال له حوتنان وقد ذكرها تميم بن مقبل فقال ثم استغاثوا بماء لا رشاء له * من حوتنانين لا علج ولا زنن * ومما يستدرك عليه المحاتنة المساواة وهم احتنان أتنان والتحاتن التساوى وقيل التشابه عن ثعلب وتحاتن الدمع وقع دمعتين دمعتين وقيل تتابع متساويا قال الطرماح كان العيون المرسلات عشية * شآبيب دمع العبرة المتحاتن وتحاتنت الرياح تتابعت واختلفت وأنشد ابن الاعرابي قول الشاعر كأن صوت شخبها المحتان * تحت الصقيع جرش أفعوان فسره فقال يعنى اثنين اثنين وقال اين سيده ولا أعرف هذا انما معناه عندي المحتتن أي المستوى ثم حذف تاء مفتعل فبقى المحتن ثم أشبع الفتحة فقال المحتان ويقال فلان سن فلان وتنه وحتنه إذا كان لدته على سنه وجئ من حتنك أي من حيث كان ( حثن بضمتين ) أهمله الجوهري وفى اللسان ( ع ببلاد هذيل ) قال قيس بن خويلد الهذلى أرى حثنا أمسى ذليلا كأنه * تراث وخلاه الصعاب الصعاتر والذي قاله نصر بضم فسكون وقال هو موضع بالحجاز بينه وبين مكة يومان * ومما يستدرك عليه الحثن بالفتح حصرم العنب وقيل هو إذا كان الحب كرؤس الذر واحدته بالهاء ( حجن العود يحجنه ) حجنا ( عطفه كحجنه ) تحجينا ( و ) حجن ( فلانا ) عن الشئ ( صده ) عنه ( وصرفه ) وهو مجاز قال ولا بد للمشعوف من تبع الهوى * إذا لم يزعه عن هوى النفس حاجن ( و ) حجنه حجنا ( جذبه بالمحجن ) الى نفسه ( كاحتجنه ) نقله الجوهري ( والحجن محركة والحجنة بالضم والتحجن الاعوجاج ) اقتصر الجوهرى على الاولى وفى التهذيب التحجن اعوجاج الشئ الاحجن ( و ) المحجن والمحجنة ( كمنبر ومكنسة العصا المعوجة ) قال الجوهري المحجن كالصولجان وقال ابن الاثير عصا معقفة الرأس ومنه الحديث كان يستلم الحجر بمحجنه ( وكل معطوف معوج كذلك قال ابن مقبل قد صرح السير عن كتمان وابتذلت * وقع المحاجن بالمهرية الذقن ( و ) من المجاز ( احتجن المال ) احتجانا إذا ( ضمه ) الى نفسه ( واحتواه ) ومنه قول قيس بن عاصم في وصيته عليكم بالمال واحتجانه قال الجوهري هو ضمكه الى نفسك وامساكك اياه وقال الازهري يقال للرجل إذا اختص بشئ لنفسه قد احتجنه لنفسه دون أصحابه وفى الحديث ما أقطعك العقيق لتجتجنه أي تتملكه دون الناس وفى حديث ابن ذى يزن واحتجناه دون غيرنا ( والتحجين سمة معوجة ) اسم كالتنبيت والتمتين ( والحجناء فرس معاوية البكائي و ) الحجناء ( من الاذان المائلة أحد الطرفين قبل الجبهة سفلا أو التى أقبل أطراف احداهما على الاخرى قبل الجبهة ) وكل ذلك مع اعوجاج كما في المحكم ( وشعر أحجن و ) وحجن ( ككتف متسلسل مترسل رجل جعد الاطراف ) متكسر وقيل معقف كتداخل بعضه في بعض كما في المحكم وهو مجاز وقال الازهري الحجنة مصدر كالحجن وهو الشعر الذى جعودته في أطرافه وقال أبو زيد الاحجن الشعر الرجل ( وحجن عليه وبه كفرح ) حجنا ( ضمن ) كحجن به ( و ) حجن ( بالدار أقام وحجنة الثمام بالضم ويحرك ) اقتصر الجوهري على الاولى ( خوصته وحجنة المغزل المنعقفة التى في رأسه ) نقله الجوهري وقال ابن سيده الحجنة موضع الاعوجاج وفى الحديث يوضع الرحم يوم القيامة لها حجنة كحجنة المغزل أي
صنارته المعوجة في رأسه التي يعلق بها الخيط ثم يفتل للغزل ( والحجون الكسلان ) من حجن بالدار إذا أقام ( و ) أيضا ( جبل بمعلاة مكة ) مشرف مما يلى شعب الخرازين فيه اعوجاج عند مقبرة قال السهيلي على فرسخ وثلثين من مكة قال الاعشى فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا * ولا لك حق الشرب في ماء زمزم وقال عمرو بن مضاض الجرهمي يتأسف على البيت كان لم يكن بين الحجون الى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر وهو بفتح الحاء قال شيخنا رحمه الله تعالى وبعض المتشدقين يقوله بضم الحاء ولا أصل له ( و ) الحجون ( ع آخر ) قال محمد بن عمرو الحجون جبل آخر غير هذا نقله نصر ( و ) من المجاز الحجون ( كل غزوة يظهر غيرها ثم يخالف الى ذلك الموضع ) كذا في النسخ والصواب الى (1/8003)
غير ذلك الموضع ويقصد إليها كما هو نص المحكم قال الاعشى ولا بد من غزوة في الربيع * حجون تكل الوقاح الشكورا وفى الاساس الغزوة الحجون هي المورى عنها بغيرها يظهر انه يغزو جهة يخالف لاخرى ( أو هي البعيدة ) كما في الصحاح ويقال سرنا عقبة حجونا وهى البعيدة ( الطويلة ) كما في الصحاح ( وكزبير ) حجين ( بن المثنى ) اليماني ( محدث ) ثقة قاض رئيس روى عن ابن الماجشون والليث وعنه أحمد وعباس الورى توفى سنة 305 * قلت الصواب فيه حجير بالراء وقد صحف المصنف رحمه الله تعالى ( والحجن محركة وككتف القراد ) هكذا ذكره ابن برى وفسر به قول الشماخ وقد عرقت مغابنها وجادت * بدرتها قرى حجن قتين قال صاحب اللسان وهذا البيت بعينه ذكره الازهرى وابن سيده في ترجمة جحن بالجيم قبل الحاء فاما أن يكون الشيخ ابن برى وجد له وجها فنقله أو وهم فيه والله تعالى أعلم ( و ) الحجن ( بالتحريك الزمن في الدابة ولهب بن أحجن قبيلة ) من العرب ( تعرف بالقيافة ) كذا في النسخ والصواب بالعيافة وهو لهب بن أحجن بن كعب بن الحرث بن كعب عبد الله بن مالك بن نصر بن الازد قال ابن دريد وكان لهب أعيف العرب وكان إذا اقدم مكة أتاه رجال قريش بغلمانهم ينظر إليهم ( والحوجن الورد الاحمر ) عن كراع وتقدم في الميم أيضا ( وحجن بن المرتفع ) الازدي القائدى له وفادة قال ابن الكلبي هو الحجر بالراء ( ومحجن بن الادرع ) الاسلمي قديم الاسلام نزل البصرة واختط مسجدها له أحاديث ( ومحجن بن أبي محجن ) الديلمي المدني أبو يسر وقيل أبو بشر وقيل أبو بسر له حديث في صلاة الجماعة ( صحابيون ) رضى الله تعالى عنهم أجمعين ( وسموا حجينة كجهينة ) * ومما يستدرك عليه يقال فلان لا يركض المحجن أي لا غناء عنده وأصل ذلك أن يدخل محجن بين رجلي البعير فان كان البعير بليدا لم يركض ذلك المحجن وان كان ذكيا ركض المحجن ومضى والصقر أحجن المنقار وصقر أحجن المخالب معوجها ومحجن الطائر منقارة لاعوجاجه وحجنت البعير حجنا فهو محجون إذا وسم بسمة المحجن وهو خط في طرفه عقفة مثل محجن العصا وأنف أحجن مقبل الروثة نحو الفم زاد الازهري واستأخرت ناشزتاه قبحا والحجنة موضع اصابه اعوجاج من العصا والحجنة ما اختزنت من شئ واختصصت به نفسك واحتجن عليه حجر وأحجن الثمام خرجت حجنة أي بدا ورقه والحجن قصد ينبت في اعراض عيدان الصمام والضعة والحجن القضبان القصار التي فيها العنب واحدتها حجنة وانه لمحجن مال يصلح المال على يديه ويحسن رعيته والقيام عليه قال نافع بن لقيط الاسدي قد عنت الجلعد شيخنا أعجفا * محجن مال أينما تصرفا واحتجان المال اصلاحه وجمعه وضم ما انتشر منه واحتجان مال غيرك اقتطاعه وسرقته وحجين بن عبد الله من اتباع التابعين ثقة رضى الله تعالى عنه وصاحب المحجن رجل كان في الجاهلية معه محجن وكان يقعد في جادة الطريق فيأخذ بمحجنة الشئ بعد الشئ من أثاث المارة فان فطن به اعتل وقال انه اعتقل بمحجنة وقد جاء ذكره في الحديث ومحجن بن عصار العنبري شاعر معروف ومحجن موضع لبني ضبة بالدهناء قاله نصر والحجن ككتف المرأة القليلة الطعم عن ابن برى وحجنه بن وهب بالضم بطن من بنى سامة ابن لؤى عن ابن ماكولا * قلت وهو أخو حمل بن وهب وحجن كمنع واحجن وحجن ضيق على عياله فقرا أو بخلا وتقدم الجيم على الحاء لغة في الكل وقد تقدم وأبو محجن الثقفى اسمه مالك بن حبيب وقيل عبد الله بن حبيب ذكره السهيلي رحمه الله تعالى وأبو محجن توبة بن نمر البسى قاضى مصر ذكر في السين ( حجشنة ) بفتح فسكون أهمله الجوهري والجماعة وهو ( جد يحيى بن الفضل الموصلي ) هكذا ضبطه الذهبي وقبله الامير وتبعهم الحافظ قال الذهبي رحمه الله يحيى بن الفضل بن حجشنة عن أيوب بن سويد وعنه ابن جوصا فرد قال الحافظ ودعواه أن ابن جوصا روي عنه ليس بشئ وانما روى عنه ولده عبد الجبار بن يحيى وروى عن عبد الجبار أبو بكر بن أبي داود وأحمد بن عمير بن جوصا كذا هو عند ابن نقطة فتأمل ذلك ( الحذن بالضم الحجزة ) للقميص
أو طرفه وقيل هو طرف الازار ومنه حديث من دخل حائطا فيلأكل منه غير آخذ في حذنه شيئا ويروى في حذله باللام وهى لغة وقد تقدم ( والحذنة كعتلة القصير ) من الرجال ( و ) أيضا ( الرجل الصغير الاذن و ) أيضا ( ما اقتعد من القعدان صغيرا وأذل حتى يضخم بطنه ويذهب سنامه و ) وحذنة ( ع قرب اليمامة ) مما يلى وادى الحائل قاله نصر ( والحذنتان الاسكتان و ) قيل الخصيتان و ) وقيل ( الاذنان ) وعليه اقتصر الجوهري وأنشد أبو عمرو لجرير * يا ابن الذى حذنتاها باع * ويفرد فيقال حذنة * ومما يستدرك عليه الحذن كعتل الخفيف الرأس الصغير الاذنين من الرجال والحوذانه بقلة من بقول الرياض قال الازهري رأيتها في رياض الصمان وقيعانها ولها نور أصفر له رائحة طيبة ( حرنت الدابة كنصر وكرم ) لغتان ذكرهما الجوهري وابن سيده والازهري ( حرانا بالكسر والضم ) وفى الصحاح حرونا بالضم والاسم الحران بالكسر ( فهى حرون وهى التى إذا استدر جريها وقفت ) كما في المحكم وفى الصحاح فرس حرون لا ينقاد وإذا اشتد به الجرى وقف قال ابن سيده ( خاص بذوات الحافر ) ونظيره في الابل اللجان والخلاء واستعمل أبو عبيدة الحران في الناقة وفى الحديث ما خلات ولا حرنت ولكن حبسها حابس الفيل وقال اللحياني حرنت الناقة قامت فلم تبرح وخلات بركت فلم تقم والجمع حرن بضمتين ( والمحارين الشهاد ) بكسر الشين ( أي الاعسال و ) قال (1/8004)
الجوهري المحارين ( من النحل اللاتي ) وفى الصحاح والمحارين من النحل اللواتي ( يلصقن بالشهد فينزعن بالمحابض ) هكذا وقع في عدة نسخ وقال الازهري ما لزق بالخلية فعسر انتزاعه وكأن العسل حرن فعسر اشتياره وهو مجاز وأنشد الجوهري لابن مقبل
كأن أصواتها من حيث نسمعها * نبض المحابض ينزعن المحارينا قال ابن برى أصواتها أي النواقيس في بيت قبله والمحابض عيدان يشار بها العسل وقال الازهري بعد ما ذكره بأسطر عن عمرو عن أبيه المحارين ما يموت من النحل في عسله ( و ) المحارين ( حبات القطن ) وقال ابن مقبل يخلجن المحارينا ( الواحد محران ) كمحراب ( و ) يقال ( حرن في البيع ) إذا ( لم يزد ولم ينقص ) نقله الجوهري وهو مجاز ( و ) حرن ( القطن ندفه و ) المحرن ( كمنبر المندف والحرون ) في قول الشماخ وما أروى ولو كرمت علينا * بأدنى من موقفة حرون هي ( التى لا تبرح أعلى الجبل من الصيد ) نقله الجوهري ( و ) حرون اسم ( فرس ) أبي صالح ( مسلم بن عمرو الباهلى ) والد قتيبة قال الاصمعي هو من نسل أعوج وهو الحرون بن الاثاثي بن الخز بن ذى الصوفة بن أعوج قال وكان يسبق الخيل ثم يحرن ثم تلحقه فإذا لحقته سبقها كذا في الصحاح وفى المحكم كان يسايق الخيل فإذا استدر جريه وقف حتى تكاد تسبقه ثم يجري فيسبقها وفى كتاب الخيل لابن الكلبي اشتراه مسلم من رجل من بني هلال من نتاجهم وكان تزايد هو والمهلب ابن أم صفرة على الحرون حتى بلغا به ألف دينار وكان مسلم أبصر الناس بالخيل فلما بلغ ألف دينار وقد كان أصابه صقلة في بطنه ولصق صقلاه وهما خاصرتاه وكان صاحبه يبرأ من حرانه قصر عنه المهلب وقال فرس حرون يخطف بألف دينار قيل انه ابن أعوج قال ولو كان أعوج نفسه على هذا الحال ما ساوى هذا الثمن فاشتراه مسلم وعطشه عطشا شديدا وأمر بالماء العذب فبرد حتى إذا جهده العطش قرب إليه الماء البارد العذب فشرب الفرس حتى حبب وامتلاء وأمر رجلا فركبه ثم ركضه حتى ملاءه ربوا فرجفت خاصرته ثم أمر به فصنع فسبق الناس دهرا لا يتعلق به فرس ثم افتحله فلم يفحل الا سابقا وليس على الارض جواد من لدن زمن يزيد بن معاوية ينسب الى الحرون اه وأنشد الجوهرى لبعض الشعراء إذا ما قريش خلا ملكها * فان الخلافة في باهله لرب الحرون أبي صالح * وما ذاك بالسنة العادله ( أو ) هو فرس ( شقيق بن جرير الباهلي ) وكان من نسله ( و ) الحرون ( لقب حبيب بن المهلب ) بن أبى صفرة كما في الصحاح والاساس أو محمد بن المهلب لانه كان يحرن في الحرب فلا يبرح استعير له ذلك وانما أصله في الخيل ( و ) الحران ( كشداد شاعر مصيصى ) هو أحمد بن محمد الجوهرى نقله الحافظ ( و ) حران ( د ( بالشام ) قد وقع الاختلاف فيه على أربعة أقوال فالرشاطي قال بديار بكر والسمعاني قال بديار ربيعة وابن الاثير اختلف قوله قال أولا بالجزيرة وعاب ابن السمعاني قوله من ديار ربيعة وقال انما هي بديار مصر وله تاريخ كبير صنفه الامام أبو عروبة وقال أبو القاسم الزجاجي سمى بهاران أبي لوط وأخي ابراهيم عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وقال الجوهري وهو فعال ويجوز ان يكون فعلان ( والنسبة ) إليه ( حرناني ) على غير قياس كما قالوا منانى في النسبة الى مانى والقياس ما نوى ( ولا تقل حرانى ) على ما عليه العامة ( وان كان قياسا وبنو حرنة بكسرتين مشددة النون بطن ) من العرب ( و ) حرين ( كزبير اسم ) رجل * ومما يستدرك عليه حرن حرونا تأخر وبه فسر الاصمعي قول الراعي
كناس تنوفة ظلت إليها * هجان الوحش حارنة حرونا أي متأخرة وقال غيره أي لازمة وحرن بالمكان حرونة إذا لزمه فلم يفارقه والحرون فرس عقبة بن مدلج وما أحرنك ههنا وبنو فلان جارون في الكرم لا تخاف حراناتهم وسكة حران كزنار بأصبهان منها أبو المطهر عبد المنعم بن نصر بن يعقوب عن جدة لامه أبي طاهر الثقفي وعنه السمعاني وذو الحرين كأمير الزبرقان بن عدى التيمى نقله الحافظ والحرنة بكسرتين قرية في عرض اليمامة لبنى عدى بن حنيفة قاله نصر والحرانية قرية بمصر من أعمال الجيزة ( الحردون بالمهملة ) أهمله الجوهري وفى اللسان دويبة تشبه الحرباء تكون بناحية مصر حماها الله تعالى وهى مليحة موشاة بألوان ونقط وله نزكان كما ان للضب نزكين وقيل هي ( لغة في الحزدون بالمعجمة ) ولم بضبطهما وهما كجردحل ( لذكر الضب أو دويبة أخرى ) * ومما يستدرك عليه الحزدون العظاءة مثل به سيبويه وفسره السيرافي عن ثعلب وهى غير التي تقدمت في الدال المهملة والحزدون من الابل الذي يركب حتى لا نبقى فيه بقية * ومما يستدرك عليه الحرسون بالضم البعير المهزول عن الهجرى وأنشد لعمار بن البولانية الكبي وتابع غير متبوع حلائله يزجين أقعدة حدبا حراسينا ونقل الازهري عن ابن عمر وابل حراسين عجاف قال * وخوص حراسين شديدا لغوبها * وقال أبو عمرو الحراسيم والحراسين السنون المقحطات ( الحراشن ) أهمله الجوهري وهو ( نوع من السمك ) صغير صلب ( والحراشين العجاف من الابل لا واحد لها * قلت قد تقدم عن الهجري وعن أبي عمرو انه بالسين المهملة وان واحده حرسون بالضم ( و ) الحراشين ) السنون المقحطة ) وهذا قد تقدم عن أبي عمرو بالسين المهملة * ومما يستدرك عليه حرش كجعفر اسم والحرشون بالضم جنس من القطن لا ينتقش ولا تديثه المطارق حكاه أبو حنيفة وأنشد ) كما تطاير مندوف الحراشين * والحرشون أيضا حسكة صغيرة صلبة تتعلق (1/8005)
بصوف الشاة ( الحزن بالضم ويحرك ) لغتان كالرشد والرشد قال الاخفش والمثالان يعتقبان هذا الضرب باطراد وقال الليث للعرب في الحزن لغتان إذا فتحوا ثقلوا وإذا ضموا خففوا يقال أصابه حزن شديد وحزن شديد وقال أبو عمرو وإذا جاء الحزن منصوبا فتحوه وإذا جاء مرفوعا أو مسكورا ضموا الحاء كقول الله عزوجل وابيضت عيناه من الحزن أي انه في موضع خفض وقال تقيض من الدمع حزنا أي انه في موضع النصب وقال أشكو بثى وحزني الى الله ضموا الحاء ههنا ( الهم ) وفى الصماح خلاف السرور وفرق قوم بين الهم والحزن وقال المناوى الحزن الغم الحاصل لوقوع مكروه أو فوات محبوب في الماضي ويضاده الفرح وقال الراغب الحزن خشونة في النفس لما يحصل فيه من الغم ( ج أحزان ) لا يكسر على غير ذلك وقد ( حزن كفرح ) حزنا ( وتحزن وتحازن واحتزن ) بمعنى قال العجاج بكيت والمحتزن البكى * وانما يأتي الصبا الصبى ( فهو حزنا ومحزان ) شديد الحزن ( وحزنه الامر ) يحزنه ( حزنا بالضم وأحزنه ) غيره وهما لغتان وفى الصحاح قال اليزيدى حزنه لغة قريش وأحزنه لغة تميم وقد قرئ بهما اه وكون الثلاثي لغة قريش قد نقله ثعلب أيضا وأقرهما الازهري وهو قول أبى عمرو رحمه الله تعالى وقال غيره اللغة العالية حزنه يحزنه وأكثر القراء قرؤا يحزنك قولهم وكذلك قوله قد نعلم انه ليحزنك الذى يقولون واما الفعل اللازم فانه يقال فيه حزن يحزن حزنا لا غير وقال أبو زيد لا يقولون قد حزنه الامر ويقولون يحزنه فإذا قالوا أفعله الله فهو بالالف ومال إليه صاحب المصباح وقال الزمخشري المعروف في الاستعمال ماضى الافعال ومضارع الثلاثي وأبدي له أصحاب الحواشى الكشافية والبيضاوية نكتا وأسرارا من كلام العرب وعدلا في انصاف الكلمات واعطاء كل واحدة نوعا من الاستعمال قال شيخنا رحمه الله تعالى وكل ذلك عندي عن لا يظهر له وجه وجيه إذ مناطه النقل واتعليل بعد الوقوع اه وقال الراغب في وقوله تعالى ولا تحزنوا ولا تحزن ليس بذلك عن تحصيل الحزن فالحزن لا يحصل باختيار الانسان ولكن النهى في الحقيقة انما هو عن تعاطى ما يورث الحزن واكتسابه والى معنى ذلك أشار القائل ومن سره ان لا يرى ما يسوءه * فلا يتخذ شيئا يخاف له فقدا وفى النهاية قوله تعالى الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن قالوا فيه الحزن هم الغداء والعشاء وقيل هو كل ما يحزن من هم معاش أو حزن عذاب أو حزن موت ( أو أحزنه جعله حزينا وحزنه جعل فيه حزنا ) كأفتنة جعله فاتنا وفتنة جعل فيه فتنة قال سيبويه وفى الحديث كان إذا حزنه أمر صلى أي أوقعه في الحزن ويرو بالباء وقد تقدم ( فهو محزون من حزنه الثلاثي ( و ) قال أبو عمرو ويقولون أحزنني فانا ( محزن ) وهو محزن ويقولون صوت محزن وأمر محزن ولا يقولون صوت حازن ( و ) رجل ( حزين وحزن بكسر الزاى ) على النسب ( وضمها ج حزان ) بالكسر كظريف وظراف ( وحزناء ) ككريم وكرماء وقد خلط المصنف رحمه الله تعالى بين اسم فاعل
ومفعول وبين المأخوذ من الثلاثي والرباعى وفى المجموع ولا يكاد يحرره الا الماهر بالمعلوم الصرفية فتأمله ( وعام الحزن ) بالضم العام الذى ( ماتت فيه خديجة رصي الله تعالى عنها و ) عمه ( أبو طالب ) هكذا سماه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حكى ذلك ثعلب عن ابن الاعرابي قال وماتا قبل الهجرة بثلاث سنين ( والحزانة بالضم قدمة العرب على العجم في أول قدومهم الذي استحقوا به ما استحقوا من الدور والصياع ) كذا في المحكم وقال الازهري هو شرط كان للعرب على العجم بخراسان إذا أخذوا بلدا صلحا ان يكون إذا مر بهم الجيوش أفذاذا أو جماعات ان ينزلوهم ثم يقروهم ثم يزدونهم الى ناحية أخرى ( وحزانتك عيالك الذين تتحزن لامرهم ( وتهتم بهم فيقول الرجل لصاحبه كيف حشمك وحزانتك ومن سجعات الاساس فلان لا يبالي إذا شبعت خزانته ان تجوع حزانته ( والحزون الشاة السيئة الخلق ) نقله الجوهرى ( والحزن ) بالفتح ( ما غلظ من الارض ) كما في الصحاح وقال أبو عمرو الحزن والحزم الغليظ من الارض وقال غيره الحزم ما احتزم من السبيل من نجوات المتون والحزن ما غلظ من الارض في ارتفاع والجمع حزوم وحزون وقال ابن شميل أول حزون الارض قفافها وجبالها ورضمها ولا تعد أرض طيبة وان جلدت حزنا ( كالحزنة ) لغة في الحزن ( وأحزن صار فيها ) كأسهل صار في السهل ( و ) الحزن ) حى من غسان م ) معروف وهم الذين ذكرهم الاخطل في قوله تسأله الصبر من غسان إذا حضروا * والحزن كيف قراء الغلمة الجشر هكذا أورده الجوهري قال ابن برى الصواب كيف قراك كما أورده غيره أي الصبر تسأل عمير بن الحباب وكان قد قنل فتقول له كيف قراك الغلمة الجشر وانما قالوا له ذلك لانه كان يقول لهم انما أنتم جشر أي رعاة الابل ( و ) الحزن ( بلاد العرب ) هكذا في النسخ والذى في الصحاح بلاد للعرب ( أو هما حزنان ) أحدهما ( ما بين زبالة و ) ما فوق ذلك مصعدا في بلاد ( نجد ) وله غلظ وارتفاع ( و ) الثاني ( ع لبنى يربوع و ) هو مرتع من مراتع العرب ( فيه رياض وقيعان ) وقال نصر صقع واسع نجدى بين الكوفة وفيد من ديار بنى يربوع وقال أبو حنيفة حزن بنى يربوع قف غليظ مسير ثلاث ليال في مثلها وهى بعيدة من المياه فليس ترعاها الشياه ولا الحمر فليس فيها دمن ولا أرواث والحزن في قول الاعشى ما روضة من رياض الحزن معشبة * خضراء جاد عليه مسبل هطل (1/8006)
موضع كانت ترعى فيه ابل الملوك وهو من أرض بنى أسد ( ومنه ) قولهم ( من تربع الحزن وتشتى الصمان وتقيظ الشرف فقد أحصب ) نقله الازهري ( وحزن بن أبى وهب ) بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم المخزومى ( صحابي ) له هجرة روى عنه ابنه المسيب أبو سعيد وقتل يوم اليمامة قال سعيد بن المسيب أراد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم أن يغير اسم جدى ويسميه سهلا فأبي وقال لا أغير اسما سمانى به أبى فما زالت فينا تلك الحزونة بعد ( و ) الحزن ( كصرد الجبال الغلاظ الواحد حزنة بالضم ) كصبرة وصبر نقله الجوهرى عن الاصمعي وبه فسر به قول أبى ذؤيب السابق في رواية من روى * فأنزل من حزن المغفرا * ت وانما جذف التنوين لالتقاء الساكنين ( و ) حزين ( كامير ماء بنجد ) عن نصر ( و ) الحزين ( اسم ) رجل ( و ) حزان ( كسحاب وثمامة وزبير اسماء وتحزن عليه توجع وهو يقرأ بالتحزين ) أي ( يرقق صوته ) به نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه الحزونة الخشونة في الارض وقد حزنت ككرم جاؤا به على ضده وهو كقولهم مكان سهل وقد سهل سهولة ومحزون اللهزمة خشنها أو ان لهزمته تدلت من الكآبة وأحزن بنا المنزل صار ذا حزونة كاخصب وأجدب أو أحزن ركب الحزن كان المنزل أركبهم الحزونة حيث نرلوا فيه وقال ابن السكيت بعير حزنى يرعى في الحزن من الارض نقله الجوهري والحزن كصرد الشدائد وبه فسر قول المتنخل وأكسو الحلة الشوكاء خدنى * وبعض الخير في حزن وراط والحزن من الدواب ما خشن صفة والانثى حزنة ويقولون للدابة إذا لم تكن وطيأ انه لحزن المشى وفيه حزونة وهو مجاز والحزن بضمتين في قول ابن مقبل مرابعه الحمر من صاحة * ومصطافه في الوعول الحزن قيل لغة في الحزن بالفتح وقيل جمع له وحزن بضمتين جبل لهذيل وبه روى أيضا أبى ذؤيب السابق وأرض حزنة وقد حزنت واستحزنت وصوت حزين رخيم ورجل حزن أي غير سهل الخلق كما في الاساس وعمرو بن عبيد بن وهب الكناني الشاعر يلقب بالحزين وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك وقد وفد إليه بمصر وهو واليها يمدحه في أبيات من جملتها في كفه خيزران ريحه عبق * في كف أروع في عرنينه شمم يغضى حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم الا حين يتبسم وهو القائل أيضا يهجو انسانا بالبخل * كانما خلقت كفاه من حجر * فليس بين يديه والندى عمل يرى التميم في بر وفى بحر * مخافة أن يرى في كفه بلل وأبو حزانة اليمنى شاعر كان مع ابن الاشعث واسمه الوليد بن حنيفة نقله الحافظ ومالك الحزين طائر وحزن بن زنباع بطن عن
الهمداني وحزن بن خفاجة بطن من قيس * ومما يستدرك عليه الحيزبون العجوز من النساء والسيئة الخلق وناقة حيزبون شهمة حديدة وقد أهمله المصنف هنا وفى حزب أيضا وأورده الجوهري في حزب على ان النون زائدة ( الحسن بالضم الجمال ) ظاهره ترادفهما وقال الاصمعي الحسن في العينين والجمال في الانف وفى الصحاح الحسن نقيض القبح وقال الازهري الحسن لما حسن وقال الراغب الحسن عبارة عن كل مستحسن مرغوب وذلك ثلاثة أضرب مستحسن من جهة العقل ومستحسن من جهة الهوى ومستحسن من جهة الحسن والحسن أكثر ما يقال في تعارف العامة في المستحسن بالبصر وأكثر ما جاء في القرآن في المستحسن من جهة البصيرة ( ج محاسن على غير قياس ) كانه في التقدير جمع محسن كذا في الصحاح أي كمقعد ونقل الميداني عن اللحيانى انه لا واحد له كالمساوي والمشابه وقال الثعالبي في فقه اللغة المحاسن والمساوي والمقابح وما في معناه لا واحد له من لفظه ( وحسن ككرم قال الجوهرى وان شئت خففت الضمة فقلت حسن الشئ ولا يجوز أن تنقل الضمة الى الحاء لانه يخر وانما يجوز النقل إذا كان بمعنى المدح أو الذم لانه يشبه في جواز النقل بنعم وبئس وذلك ان الاصل فيهما نعم وبئس فسكن ثانيهما ونقلت حركته الى ما قبله فكذلك كل ما كان في مثالهما وقال الشاعر لم يمنع الناس منى ما أردت وما * أعطيهم ما أراد واحسن ذا أدبا أراد حسن هذا أدبا فخفف ونقل ( و ) زاد غيره حسن مثل ( نصر ) يحسن حسنا فيهما ( فهو حاسن وحسن ) وحكى اللحيانى أحسن ان كنت حاسنا فهذا في المستقبل وانه لحسن يريد فعل الحال وقال شيخنا حاسن قليل بل قال أئمة العرف انه لا يبنى مثله الا إذا قصد الحدوث وحسن محركة لا نظير له الا قولهم بطل للشجاع لا ثالث لهما ( و ) قال ابن برى ( حسين كأمير وغراب ورمان ) مثل كبير وكبار وكبار وعجيب وعجاب وعجاب وظريف وظراف وظراف وقال ذو الاصبع كانا يوم قرى انما نقتل ايانا * قياما بينهم كل * فتى أبيض حسانا قال وأصل قولهم شئ حسن حسين لانه من حسن يحسن كما قالوا عظيم وكرم فهو كريم كذلك حسن فهو حسين الا انه جاء نادرا ثم قلب الفعيل فعالا ثم فعالا إذا بولغ في نعته فقالوا حسن وحسان وحسان وكذلك كريم وكرام وكرام ( ج حسان ) بالكسر هو جمع حسن ويجوز أن يكون جمع حسين ككريم وكرام ( وحسنون ) بضم فتشديد جمع حسان كرمان قال سيبويه ولا يكسر استغنوا عنه بالواو والنون ( وهى حسنة وحسناء وحسانة كرمانة ) قال الشماخ (1/8007)
دار الفتاة التى كنا نقول لها * يا ظبية عطلا حسانة الجيد ( ج حسان ) بالكسر هو جمع الحسناء كالمذكر ولا نظير لها الا عجفاء وعجاف ( وحسانات ) جمع حسانة ( ولا تقل رجل أحسن في مقابلة امرأة حسناء وعكسه غلام أمرد ولا يقال جارية مرداء ) ونص الصحاح وقالوا امرأة حسنا ولم يقولوا رجل أحسن وهو اسم أنت من غير تذكير كما قالوا غلام أمرد ولم يقولوا جارية مرداء فهو يذكر من غير تأنيث اه وقال ثعلب وكان ينبغى أن يقال لان القياس يوجب ذلك وفى ضياء الحلوم يقال امرأة حسناء بمعنى حسنة الخلق ولا يقال رجل أحسن * قلت وقد مر نظيره في س ح ح من الحاء وانما يقال هو الاحسن على ارادة أفعل التفضيل وقوله تعالى فيتبعون أحسنه أي الابعد عن الشبهة وقوله تعالى اتبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم أي القرآن ودليله قوله تعالى الله نزل أحسن الحديث ( ج الاحاسن وأحاسن القوم حسانهم ) وفى الحديث أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافا ( والحسنى بالضم ضد السوأى ) قال الراغب والفرق بينها وبين الحسن والحسنة ان الحسن يقال في الاحداث والاعيان وكذلك الحسنة إذا كانت وصفا وان كانت اسما فمتعارف في الاحداث والحسنى لا تقال الا في الاحداث دون الاعيان ( و ) الحسنى ( العاقبة الحسنة ) وبه فسر قوله تعالى وان له عندنا للحسنى ( و ) قيل الحسنى ( النظر الى الله عزوجل ) * قلت الذى جاء في تفسير قوله تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ان الحسنى الجنة والزيادة النظر الى وجه الله تعالى ( و ) قال ثعلب الحسنيان الموت والغلبة يعنى ( الظفر والشهادة ومنه ) قوله تعالى هل تربصون بنا ( الا احدى الحسنيين ) قال وأنثهما لانه أراد الخصلتين ( ج الحسنيات والحسن كصرد ) لا يسقط منهما الالف واللام لانها معاقبة ( والمحاسن المواضع الحسنة من البدن ) يقال فلانة كثيرة المحاسن قال الازهرى لا تكاد العرب توحد المحاسن وقال بعضهم ( الواحد ) محسن ( كمقعد ) وقال ابن سيده وليس هذا بالقوى ولا بذلك المعروف ( أو لا واحد له ) وهذا هو المعروف عند النحويين وجمهور اللغويين ولذلك قال سيبويه إذا نسبت الى محاسن قلت محاسني فلو كان له واحد لرده إليه في النسب وانما يقال ان واحده حسن على المساحة ( ووجه محسن ) كمعظم ( حسن وقد حسنه الله ) تحسينا ليس من باب مدرهم ومفؤد كما ذهب إليه بعضهم فيما ذكر ( والاحسان ضد الاساءة )
والفرق بينه وبين الانعام ان الاحسان يكون لنفس الانسان وغيره والانعام لا يكون الا لغيره وقال الراغب في قوله تعالى ان الله يأمر بالعدل والاحسان ان الاحسان فوق العدل وذلك ان العدل بأن يعطى ما عليه ويأخذ ما له والاحسان أن يعطى أگثر مما عليه ويأخذ أقل مما له فالاحسان زائد على العدل قتحرى العدل واجب وتحرى الاحسان ندب وتطوع وعلى ذلك قوله تعالى ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وقوله تعالى وأداء إليه باحسان ولذلك عظم الله سبحانه وتعالى ثواب المحسنين اه وفى حديث سؤال جبريل عليه السلام ما الايمان وما الاحسان أراد بالاحسان الاخلاص وهو شرط في صحة الايمان والاسلام معا وقيل أراد به الاشارة الى المراقبة وحسن الطاعة وقوله تعالى والذين اتبعوهم باحسان أي باستقامة وسلوك الطريق الذى درج السابقون عليه وقوله تعالى انا نراك من المحسنين أي الذين يحسنون التأويل ويقال انه كان ينصر الضعيف ويعين المظلوم ويعود المريض فذلك احسانه ( وهو محسن ومحسان ) الاخيرة عن سيبويه ويقال أحسن يا هذا فانك محسان أي لا تزال محسنا ( والحسنة ضد السيئة ) قال الراغب الحسنة يعبر بها عن كل ما يسر من نعمة تنال الانسان في نفسه وبدنه وأحواله والسيئة تضادها وهما من الالفاظ المشتركة كالحيوان الواقع على أنواع مختلفة الفرس والانسان وغيرهما فقوله تعالى وان تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله أي خصب وسعة وظفر وان تصبهم سيئة أي جدب وضيق وخيبة وقوله تعالى فما أصابك من حسنة فمن الله أي ثواب وما أصابك من سيئة أي عذاب ( ج حسنات ) ولا يكسر ومنه قوله تعالى ان الحسنات يذهبن السيئات قيل المراد بها الصلوات الخمس يكفر ما بينها ( و ) في النوادر ( حسيناه أن يفعل كذا ) بالقصر ( ويمد أي قصاراه ) وجهده وغايته وكذلك غنيماؤه وحميداؤه ( وهو يحسن الشئ احسانا أي يعلمه ) نقله الجوهرى وهو مجاز وبه فسر قوله تعالى انا لنراك من المحسنين أي العلماء بالتأويل ومنه قول على رضى الله تعالى عنه وكرم وجهه قيمة المرء ما يحسنه وقال الراغب الاحسان على وجهين أحدهما الانعام الى الغير والثاني احسان في فعله وذلك إذا علم علما حسنا أو عمل عملا حسنا وعلى هذا قول على كرم الله تعالى وجهه الناس ابناء ما يحسنون أي منسوبون الى ما يعلمونه من الافعال الحسنة ( واستحسنه عده حسنا ) نقله الجوهري ومنه قولهم صرف هذا استحسان والمنع قياس وقول الشاعر * فمستحسن من ذوى الجاه لين * ( والحسن والحسين جبلان ) هكذا في نسخ الصحاح بالجيم في بعضها حبلان بالحاء ( أو نقوان ) نقله الجوهرى عن الكلبى زاد غيره أحدهما بازاء الاخر وقال الكلبى أيضا الحسن اسم رملة لبني سعد وقال الازهرى الحسن نقا في ديار بنى تميم معروف وقال نصر الحسن رمل في ديار بنى ضبة وجبل في ديار بنى عامر قال الجوهرى وفيه يقول عنمة بن عبد الله الضبى يرثيه لام الارض ويل ما أجنت * بحيث أضر بالحسن السبيل وأنشد ابن برى لجرير أبت عيناك بالحسن الرقادا * وأنكرت الاصادق والبلادا وفى حديث أبى رجاء العطاردي وقيل له ما تذكر قال أذكر مقتل بسطام بن قيس على الحسن وكان أبو رجاء قد عمر مائة وثماني وعشرين (1/8008)
سنة ( فإذا جمعا قيل الحسنان ) وأنشد الجوهرى لشمعلة بن الاخضر ويوم شقيقة الحسنين لاقت * بنو شيبان آجالا قصارا وأنشد في الحسين تركنا في النواصف من حسين * نساء الحى يلقطن الجمانا وقال نصر الحسن والحسين جبلان بالدهناء فإذا ثنيا قيل الحسنان وفى كل ذلك جاء شعر ( و ) الحسن والحسين ( بطنان في طيئ ) نقله الجوهرى عن الكلبى وهما ابنا عمرو بن الغوث بن طيئ * قلت وضبطه غير واحد في هذا البطن الحسين كأمير ( و ) حسن وحسين ( اسمان ) يقالان باللام في التمسية على ارادة الصفة وقال سيبويه أما الذين قالوا الحسن في اسم الرجل فانما أرادوا ان يجعلوا الرجل هو الشئ بعينه ولم يجعلوه سمى بذلك ولكنهم جعلوه كأنه وصف له غلب عليه ومن قال فيه حسن فلم يدخل فيه الالف واللام فهو يجريه مجرى زيد وأول من سمى بهما سيدنا الحسن وأخوه سيدنا الحسين ابنا فاطمة الزهراء رضى الله تعالى عنهم أجمعين وذكر ابن دريد عن ابن الكلبى لا يعرف أحد في الجاهلية حسن ولا حسين قال ابن دريد وهذا غلط ففى طيئ بطن يقال لهم بنو حسين * قلت قد تقدم ان المعتمد فيه حسين كأمير وفى حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه كنا عند النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في ليلة ظلماء حندس وعنده الحسن والحسين فسمع تولون فاطمة رضى الله تعالى عنهم وهى تناديهما يا حسنان يا حسينان فقال الحقا بأمكما غلب أحد الاسمين على الاخر كما قالوا العمران والقمران قال الازهري هكذا روى سلمة عن الفراء بضم النون فيهما جميعا كانه جعل الاسمين اسما واحدا فأعطاهما حظ الاسم الواحد من الاعراب ( والحسن محركة ما حسن من كل شئ ) وهو لمعنى في نفسه كالاتصاف
بالحسن لمعنى ثبت في ذاته كالايمان بالله تعالى وصفاته ولمعنى في غيره كالاتصاف بالحسن لمعنى ثبت في غيره كالجهاد فانه لا يحسن لذاته لانه تخريب بلاد الله تعالى وتعذيب عباده وانما حسن لما فيه من اعلاء كلمة الله تعالى واهلاك أعدائه ( و ) الحسن ( حصن بالاندلس و ) أيضا ( ة باليمامة و ) حكى الازهرى عن على بن حمزة الحسن ( شجر ) الالاء ( حسن المنظر ) مصطفا بكثيب رمل فالحسن هو الشجر سمى بذلك لحسنه ونسب الكثيب إليه فقيل نقا الحسن ( و ) الحسن ( العظم الذى يلى المرفق ويضم و ) الحسن ( الكثيب العالي ) قال ابن الاعرابي وسمى الغلام حسنا ( وأحسن ) الرجل ( جلس عليه ) عن ابن الاعرابي ( وحسنة محركة امرأة وهى أم شرحبيل القرشى وقيل حاضنته ولها صحبة وحفيده جعفر بن ربيعة بن شرحبيل الحسنى عن الاعرج وعنه الليث وابن لهيعة ) و ) حسنة ( ة باصطخر ) بالقرب من البيضاء منها الحسن بن مكرم الحسنى مات سنة 274 ( و ) الحسنة ( جبال بين صعدة وعثر ) في الطريق من بلاد اليمن قاله نصر رحمه الله تعالى ( و ) الحسنة ( ركن من ) أركان ( اجأ ) والذى ضبطه نصر بكسر الحاء وسكون السين ( والحسنة بالكسر ريد ينتأ من الجبل ج ) الحسن ( كعنب ) وبه فسر قول أبى صعترة البولانى فما نطفة من حب مزن تفاذفت * به حسن الجودى والليل دامس ويروى به جنبتا الجودى والجودى واد واعلاه باجأ في شواهقها وأسفله أباطح سهلة وقال نصر الجووى بواوين وأما الجودى بالكوفة ( وسموا حسينة كخديجة وجهينة ومزاحم ومعظم ومحسن وأمير ) أما الثاني فيأتى ذكره في آخر الترحمة وأما الثالث فمنه محمد بن محاسن حكى عنه ابن أخى الاصمعي ومحاسن بن عمرو بن عبد ود أخو النعمان بن المنذر لامه ذكره ابن الكلبى ومحاسن لقب زيد مناة بن عبد ود قال الحافظ والذى ينبغى أن يكون بفتح الميم وأما الرابع فمنه جماعة وأما الخامس ففى المتقدمين قليل جدا لم يذكر الامير سوى اثنين محمد بن محسن روى عنه محمد بن محمد بن عيينة ومنعم بن محسن بن مفضل أو طاهر اليخشى روى عن السدى حمدويه كان يتشيع وذكر ابن نقطة الملك بن محسن بن صلاح الدين * قلت اسمه أحمد ولقبه ظهير الدين ولد بمصر سنة 577 وتوفى بحلب سنة 633 سمع بدمشق ومصر ومكة وحدث أجاز الحافظ المنذرى وأولاده الامير ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد حضر في الرابعة على ابن طبرزد مع أبيه والملك المشهور أبو محمد على حضر مع أخيه في الثالثة على ابن طبرزد ومع أخته في الثانية وأم الحسن فاطمة خاتون حدثت عن ابن طبرزد وولدها عمر بن أرسلان بن الملك الزاهد داود سمع الحديث على أمه في مجالس وأما السادس فهو فرد يأتي ذكره ( واحسان ) بالكسر ( مرسى ) للمراكب ( قرب عدن والحسنى محركة ) مع تشديد الياء ( بئر قرب معدن النقرة و ) أيضا ( قصر للحسن بن سهل ) وزير المأمون نسب إليه ( و ) الحسينية ( بهاءة بالموصل ) شرقيها على يومين عن نصر ( والحسيناء شجر بورق صغار والاحاسن ) كانه جمع أحسن ( جبال بالميامة ) وقيل قرب الاحسن بين ضرية واليمامة وقال الايادي الاحاسن من جبال بنى عمرو بن كلاب قال السرى بن حاتم تبصرتهم حتى إذا حال دونهم * يحاميم من سود الاحاسن جنح قال ياقوت فان قيل انما يجمع أفعل على أفاعل إذا كان مؤنثة فعلى مثل صغير وأصغر وأصاغر وأما هذا فمؤنثة الحسناء فيجب أن يجمع على فعل أو فعلان فالجواب ان أفعل يجمع على أفاعل إذا كان اسما على كل حال وههنا كأنهم سموا مواضع كل واحد منها أحسن فزالت الصفة بنقلهم اياه الى العلمية فنزل منزلة الاسم المحض فجمعوه على أحاسن كما فعلوه باحامر وأحاسب وأحاوص والتحاسين جمع التحسين اسم بنى على تفعيل ) ومثله تكاليف الامور وتقاصيب الشعر ( وكتاب التحاسين خلاف المشق ) (1/8009)
ونحو هذا يجعل مصدرا ثم يجمع كالتكاذيب وليس الجمع في مصدر بفاش ولكنهم يجرون بعضها مجرى الاسماء ثم يجمعونه ( وحسنون ) بن الهيثم بالفتح ( وقد يضم ) هو ( المقرئ التمار ) صاحب هبيرة كان ينزل الدائرة ( و ) حسنون ) البناء و ) حسنون ( بن الصيقل المصرى وأبو نصر ) أحمد بن محمد ( بن حسنون ) الترسى من شيوخ الحافظ ابن أبى بكر الخطيب * وفاته حسنون بن محمد بن أبى الفرج أبو القاسم العطار حدث بعين زربة عن أبى فروة الرمادي وغيره قاله ابن العديم في التاريخ ) وأبو الحسن بالضم طاوس بن أحمد ) عن حذيفة بن الهاطى مات سنة 610 ( محدثون وأم الحسن كمال بنت الحافظ عبد الله بن أحمد السمرقندى ) عن طراد ( و ) أم الحسن ( كريمة بنت أحمد الاصفهانية ) عن محمد بن ابراهيم الجرجاني * وفاته أم الحسن فاطمة بنت هلال الكرجية عن ابن السماك وأم الحسن فاطمة بنت على الوقاياتى عن ابن سويس التمار وعنها الشيخ الموفق محدثان ( وحسن بالضم أم ولد للامام أحمد ) بن حنبل حكت عنه * وفاته حسن مغنية من أهل البصرة لها ذكر وفيها قيل وسوف يرونه في بيت حسن * عقيما للشراب وللسماع
( و ) حسن ( بن عمرو ) بن الغوث ( في طيئ وأخوه ) حسن ( بالفتح وهما فردان ) والذى ذكره الحافظ في التبصير حسن بن عمرو بالفتح في طيئ فرد وحسين بن عمرو كامير في طيئ أخو المذكور قيل هما فردان وتقدم عن الكلبي انهما الحسن محركة والحسين كزبير بطنان في طيئ فتأمل ذلك وسياق المصنف رحمه الله تعالى لا يخلو عن نظر ظاهر ( و ) حسينة ( كجهينة مرجلة لعبد الملك بن مروان و ) حسينة ( بنت المعرور ) بن سويد ( حدثت ) عن أبيها * ومما يستدرك عليه الحاسن القمر نقله الجوهرى عن أبى عمرو وحسنت الشئ تحسينا زينته وأحسنت إليه وبه بمعنى ومنه قوله تعالى وقد أحسن بى إذا أخرجنى من السجن أي الى رواه الازهرى عن أبى الهيثم والحسنى الجنة وبه فسر قوله تعالى للذين أحسنوا الحسنى وزيادة وقوله تعالى وقولوا للناس حسنا قال أبو حاتم قرأ الاخفش حسنى كبشرى قال وهذا لا يجوز لان حسنى مثل فعلى وهذا لا يجوز الا بالالف واللام وقال الزجاج من قرأ حسنا بالتنوين ففيه قولان أحدهما قولا ذا حسن قال وزعم الاخفش انه يجوز أن يكون حسنا في معنى حسنا قال ومن قرأ حسنى فهو خطأ لا يجوز أن يقرأ به ومن الاول البؤس والبؤسى والنعم والنعمى وقوله تعالى ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتى هي أحسن قيل هو أن يأخذ من ماله ما يستر عورته ويسد جوعته وقوله تعالى أحسن كل شئ خلقه يعنى حسن خلق كل شئ وقوله تعالى ووصينا الانسان بوالديه حسنا أي يفعل بهما ما يحسن حسنا وحسن الحلاق رأسه زينه ودخل الحمام فتحسن أي احتلق والتحسن التجمل وانى لاحاسن بك الناس أي أباهيهم بحسنك وحبسان اسم رجل ان جعلته فعالا من الحسن أجربته وان جعلته فعلانا من الحسن لن تجره وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى في ح س س وذكره الجوهرى هنا وصوب ابن سيده انه فعلان من الحسن قال الجوهرى وتصغير فعال حسيسين وتصغير فعلان حسيسان والحسين كزبير الجبل العالي وبه سمى الغلام حسينا وحسنى موضع قال ابن الاعرابي إذا ذكر كثير غيقة فمعها حسنى وقال ثعلب انما هو حسى وإذا لم يذكر غيقة فحسمى والحسنة بالكسر جبل شاهق أملس ليس به صرح وقال نصر رحمه الله تعالى هي مجارى الماء ونقل شيخنا الحسن بضمتين والحسن محركة لغتان في الحسن بالضم الاول لغة الحجاز والثانية كالرشد والرشد والبخل وحسناباذ قرية باصفهان وحسنويه جد أبى سهل محمد بن محمد بن أحمد بن محمد النيسابوري الحسنوى سمع أبا حامد البزار وأبوه سمع محمد بن اسحق بن خزيمة وأبو بكر محمد بن ابراهيم بن على بن حسنويه الحسنوى الزاهد بكى من خشية الله تعالى عمى سمع منه الحاكم والحسينية محلة كبيرة بظاهر القاهرة لنزول طائفة من بنى الحسين بن على بها وقد نسب إليها بعض المحدثين ومحاسن الحربى كمساجد حدث عن ابن الزاخونى وأبو المحاسن كثيرون في المتأخرين والامام المحدث موسى المحاسنى الدمشقي خطيب جامع بنى أمية أجاز شيوخنا وكمحدث محسن بن على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه ومحسن بن خالد الصوفى شيخ لحمزة الكنانى ومحمد بن محسن الرهاوى عن أبى قبرون ومحمد بن المحسن الازدي الاذنى وعلى بن المحسن التنوخى وآخرون وأبو أحمد محمد بن محمد بن المحسن بن عبد الله بن محمود ذكره المالينى وأحسن كأحمد قرية بين اليمامة وحمى ضرية يقال لها معدن الاحساء لبنى أبى بكر بن كلاب بها حصن ومعدن ذهب وهى طريق أيمن اليمامة وقال النوفلي يكتنف ضرية جبلان يقال لاحدهما وسيط والاخر الاحسن وبه معدن فضة وست الحسن هو نبات يلتوى على الاشجار وله زهر حسن والقصر الحسنى ببغداد منسوب الى الحسن بن سهل ومحسن كمقعد موضع في شعر عن نصر رحمه الله تعالى ( حشتن كجندب بالمثناة فوق ) أهمله الجوهرى والجماعة وهو ( جد والد ) أبى الفضل ( يعقوب بن اسحق بن محمد ) بن موسى بن سلام ( بن حشتن ) بن ورد ( الخراساني ) المحدث مات قبل الاربعمائة ( الحشن محركة الوسخ ) اللزج ( من دسم اللبن ) يتراكب في داخل الوطب ( و ) قد ( أحشن ) فلان ( السقاء ) إذا ( أكثر استعماله بحقن اللبن فيه ) ولم يتعهده بالغسل ولا بما ينظفه من الوضر والدرن ( فأروح ) وتغير باطنه ( ولزق به وسخه فحشن كفرح ) يحشن حشنا أنشد ابن الاعرابي وان أتاها ذو فلاق وحشن * تعارض الكلب إذا الكلب رشن ( والحسنة بالكسر الحقد ) نقله الجوهرى وأنشد أبو عبيد (1/8010)
ألا لا أرى ذا حشنة في فؤاده * يجمجمها الا سيبدو دفينها وقال شمر لا أعرف الحشنة وأراه مأخوذا من حشن السقاء إذا الزق به وضر اللبن ( والمحاشنة السباب والتحشن الاكتساب ) عن ابن برئ وأنشد لابي مسلمة المحاربي - تحشنت في تلك البلاد لعلنى * بعاقبة أغنى الضعيف الحزورا ( والمحشئن ) كمطمئن ( الغضبان ) والخاء لغة فيه * ومما يستدرك عليه الحشان بالكسر سقاء متغير الريح والتحشن التوسخ ( حصن ) المكان ( ككرم ) يحصن حصانة ( منع فهو حصين وأحصنه ) غيره ( وحصنه والحصن بالكسر كل موضع حصين
لا يوصل الى ) ما في ) جوفه ج حصون ) ومنه قوله تعالى مانعتهم حصونهم ( وأحصان وحصنة ) بكسر ففتح ( و ) الحصن ( الهلاك ) كذا في النسخ وصوابه الهلال ( و ) من المجاز الحصن ( السلاح ) يقال جاء يحمل حصنا أي سلاحا ( و ) الحصن ( أحد وعشرون موضعا ) ما بين برى وبحري منها ثنية بمكة بينها وبين دار يزيد بن منصور فضاء يقال له المفجر فانه نصر * قلت وحصن المهدى بالعراق وحصن منصور بالشام وحصن مسلمة بالجزيرة وحصن كيفا بها أيضا والنسبة الى هذا حصنى وحصكفى والحصن قرية بمصر حرسها الله تعالى من حوف رمسيس ( وبنو حصن حى ) من بنى فزارة وهو بنو حصن بن حذيفة ومنه قول زهير وما أدرى وسوف اخال أدرى * أقوم آل حصن أم نساء ( ودرع حصين وحصينة محكمة ) قال ابن أحمر - هم كانوا اليد اليمنى وكانوا * قوام الدهر والدرع الحصينا وقال الاعشى - وكل دلاص كالاضاة حصينة * ترى فضلها عن ربها يتذبذب وقال الراغب درع حصينة لكونها حصنا للبدن وقال شمر الحصينة من الدروع الامينة المتدانية الحلق التى لا يحيك فيها السلاح وقوله تعالى وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم قال الفراء قرئ لنحصنكم بالنون والتاء والياء فمن قرأ بالياء فالتذكير للبوس ومن قرأ بالتاء ذهب الى الصنعة وان شئت جعلته للدرع لانها هي اللبوس وهى مؤنثة أي ليمنعكم ويحذروكم ومن قرأ بالنون فالفعل لله عزوجل ( وامرأة حصان كسحاب عفيفة ) عن الريبة عن شمر قال حسان يمدح عائشة رضى الله تعالى عنها حصان رزان ما تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل ( أو ) امرأة حصان ( كتزوجة ج حصن بضمتين وحصانات وقد حصنت ككرمت ) حصانة و ( حصنا مثلثة ) اقتصر الجوهرى على الضم وأنشد ابن برى - الحصن أدنى لوتا بينة * من حثيك الترب على الراكب وأنشد يونس * زوج حصان حصنها لم يعقم * قال حصنها تحصينها نفسها ( وتحصنت ) تحصنا وفى الصحاح حصنت ( فهى حاصن ) * قلت ومثله حمض فهو حامض ونقله شمر أيضا ( وحاصنة وحصناء ) وهذه عن الجوهرى أيضا ( ج حواصن وحاصنات ) وأنشد شمر - وحاصن من حاصنات ملس * من الاذى ومن قراف الوقس ( وأحصنها البعل وحصنها وأحصنت هي ) بنفسها وفى التنزيل التى أحصنت فرجها ( فهى محصنة ومحصنه ) بكسر الصاد وفتحها ( عفت أو تزوجت ) وأصل الاحصان المنع والمرأة تكون محصنة بالاسلام والعفاف والحرية والتزويج ونقل الجوهرى عن ثعلب كل امرأة عفيفة محصنة ومحصنة وكل امرأة متزوجة محصنة لا غير ( أو ) أحصنت إذا ( حملت ) فكان الحمل أحصنها من الدخول بها ( والحواصن ) من النساء ( الحبالى ) لاجل ذلك قال * تبيل الحواصن أبوالها * ( ورجل محصن كمكرم ) يكون بمعنى الفاعل والمفعول ( وقد أحصنه التزوج وأحصن ) الرجل إذا ( تزوج ) قال الشاعر احصنوا أمهم من عبدهم * تلك أفعال القزام الوكعه أي زوجوا وأما قوله تعالى فإذا أحصن فان أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب فان ابن مسعود رضى الله تعالى عنه قرأ فإذا أحصن احصان الامة اسلامها وكان ابن عباس رضى الله تعالى عنهما يقرؤها فإذا أحصن على ما لم يسم فاعله ويفسره فإذا أحصن بزوج وكان لا يرى على الامة حدا ما لم تزوج وبقوله يقول فقهاء الامصار وهو الصواب وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعبد الله بن عامر ويعقوب فإذا أحصن بضم الالف وقرأ حفص عن عاصم مثله وأما أبو بكر عن عاصم فبفتح الالف وقرأ حمزة والكسائي بفتح الالف وقال الزجاج في قوله تعالى محصنين غير مسافحين أي متزوجين غير زناة قال والاحصان احصان الفرج وهو اعفافه ومنه قوله تعالى أحصنت فرجها أي أعفته قال الازهرى والامة إذا زوجت جاز أن يقال قد أحصنت لان تزويجها قد أحصنها وكذلك إذا أعتتقت فهى محصنة لان عتقها قد أعفها وكذلك إذا أسلمت فان اسلامها احصان لها قال سيبويه وقالوا بناء حصين وامرأة حصان فرقوا بين البناء والمرأة حين أراد وأن يخبروا ان البناء محرز لمن لجأ إليه وان المرأة محرزة لفرجها وقال أبو عبيد أجمع القراء على نصب الصاد في الحرف الاول من النساء فلم يختلفوا في فتح هذه لان تأويلها ذوات الازواج يسبين فيحلهن السباء لمن وطئها من المالكين لها وتنقطع العصمة بينهن وبين أزواجهن بان يحضن حيضة ويطهرن منها فاما سوى الحرف الاول فالقراء مختلفون فمنهم من يكسر الصاد ومنهم من يفتحها فمن نصب ذهب الى ذوات الازواج اللاتى قد أحصنهن أزواجهن ومن كسر ذهب الى أنهن أسلمن فأحصن أنفسهن فهن محصنات قال الفراء والمحصنات من النساء بنصب الصاد اكثر في كلام العرب (1/8011)
( وهو محصن كمسهب ) عن ابن الاعرابي وهو نادر وكذا أنفج فهو ملفج لا ثالث لهما زاد ابن سيده وأسهم فهو مسهم وقد تقدم البحث في ذلك في سهب ( و ) الحصان ( كسحاب الدرة ) لتحصنها في جوف الصدف ( و ) الحصان ( ككتاب الفرس الذكر ) لكونه حصنا لراكبة قال ابن جنى مشتق من الحصانة لانه محرز لفارسه كما قالوا في الانثى حجر وهو من حجر عليه أي منعه ( أو ) هو ( الكريم
المضنون بمائه ) وفى الصحاح ويقال انه سمى حصانا لانه ضن بمائه فلم ينز الا على حجر كريمة حتى سموا كل ذكر من الخيل حصانا ( ج ) حصن ( ككتب وتحصن ) الفرس ( صار حصانا ) وقال الازهرى تحصن إذا تلكف ذلك ( بين التحصن والتحصين ) كما في الصحاح ( و ) المحصن ( كمنبر القفل و ) أيضا الكتلة التى هي ( الزبيل ) ولا يقال محصنة و ) محصن ) بن وحوح ) الانصاري الاوسي ( صحابي ) قتل هو وأخوه حصين بالقادسية رضى الله تعالى عنهم * وفاته محصن أبو سلمة الانصاري ومحصن بن أبى قيس صحابيان ( وأبو الحصن بالكسر وأبو الحصين كزبير الثعلب ) الاولى عن ابن سيده والثانية في الصحاح وأنشد ابن برى لله در أبى الحصين لقد بدت * منه مكايد حولي قلب ( وأبو الحصين كأمير عثمان بن عاصم ) الاسدي ( تابعي ) عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وشريح وعنه شعبة والسفيانان صاعد وابن ماجه والترمذي وقد روى عن عشرين القاسم وأبيه * قلت وأبوه من الحفاظ روى عن ابن أبى ذئب وعاصم بن محمد وعنه البخاري ومسلم وأبو داود قال أحمد بن حنبل لرجل اخرج الى أحمد بن يونس فانه شيخ الاسلام مات سنة 227 ( وأبو الحصين الوداعى ) مشهور نقله الذهبي رحمه الله تعالى ( ومحمد بن اسحق بن أبى حصين ) عن الديمى وعنه أبو عبيدة المدينى ( محدثون وسموا حصنا بالكسر ) منهم الحصن الشيباني ينسب إليه جماعة وسمى به لمنعه ( و ) حصينا ( كزبير وأمير ) منهم عبيد بن حصين النميري الشاعر في الحماسة وهو أبو الراعى نقله الجوهرى ( والحصانيات طير والاحصنة النصال ) قال ساعدة بن جؤية الهذلى وأحصنة ثجر الظبات كأنها * إذا لم يغيبها الجفير جحيم * قلت وهى رواية الاخفش ورواه غيره وأحصنه ( وحصنان ) بالكسر ( د ) كما في الصحاح والنون الثانية مكسورة ( و ) أيضا ( قلعة بوادي ليلة وهو حصنى ) في النسبة أيصا كما في الصحاح قال اليزيدى سألني والكسائي المهدى عن النسبة الى البحرين والى حصنين لم قالوا حصنى وبحراني فقال الكسائي كرهوا أن يقولوا حصنانى لاجتماع النونين وقلت أنا كرهوا أن يقولوا بحرى فيشبه النسبة الى البحر * قلت وقال سيبويه قالوا حصنى كراهية اجتماع اعرابين * ومما يستدرك عليه حصنت القرية بنيت حولها وقرى محصنة مجعولة بالاحكام كالحصون وتحصن العدو دخل الحصن واحتمى به أو اتخذ الحصن مسكنا ثم تجوز به في كل تحرز وحصنه حصنا حرزه في مواضع حصينة جارية مجرى الحصن والمحصن كمنبر القصر والحصن مدينة حصينة وخيل العرب حصونها ذكورها واناثها وهو مجاز وقال رجل لعبيد الله بن الحسن أوصى أبى بثلث ماله للحصون فقال له اشتر به خيلا فقال انما ذكر الحصون فقال أما سمعت قول الاشعر الجعفي - ولقد علمت على توفى الردى * أن الحصون الخيل لا مدر القرى كما في الاساس وفى المحكم اشتر به خيلا واحمل عليها في سبيل الله وحصين كزبير موضع عن ابن الاعرابي والحصن بالكسر لقب ثعلبة ابن عكابة وتيم اللات وذهل ودارة محصن كمنبر موضع عن كراع والحصان ككتاب وسحاب جبل أو قارة من أعراض المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وعمر بن عبد الرحمن بن محيصن بالتصغير قارئ مكة وقيل اسمه محمد وقيل عبد الله قرأ على مجاهد وكزبير أبو الحصين السلمى صحابي وأبو الحصين الهيثم بن شفى تابعي وأبو الحصين عبيد الله بن أبى زياد القداح وحميد بن الحكم ومروان بن رؤبة وابراهيم وابن اسمعيل بن ابى خالد والمكى القارئ والكوفي قاضى الرى والعلاء بن الحصين وسوادة بن على الاحمسي محدثون وابو الحصين عبد الله بن لقمان شاعر وأبو الحصين بن هبيرة المخزومى أخو جعدة وعلى بن محمد الحرانى الحصينى المحدث وابنه صالح روى عنه الحافظ عبد الغنى وحفيده جعفر بن صالح بن على بن عبيد الله بن الحسين الصابونى وأبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين الحصينى الشيباني مسند العراق مشهور وأبو عبد الله محمد بن على بن سعيد الحصينى الضرير شيخ المستنصرية ببغداد أخذ عن أبى البقاء النحوي مات سنة 639 وأبو منصور عبد الواحد ابراهيم بن أبى الفضل الحصنى البغدادي عن خطيب الموصل وعنه منصور بن سليم في ذيله وحاصنة الرجل امرأته والضاد لغة فيه والحصن قرية بمصر من حوف رمسيس ( الحضن بالكسر ما دون الابط الى الكشح ) نقله الجوهرى والزمخشري ( أو الصدر والعضدان وما بينهما و ) أيضا ( جانب الشئ وناحيته ج احضان ) وفى الصحاح حضنا الشئ جانباه ونواحى كل شئ احضانه وفى المحكم حضنا المفازة شقاها وحضنا الفلاة ناحيتاها وحضنا الليل جانباه يقال ما زال يقطع احضان الليل وهو مجاز وفى حديث على رضى الله تعالى عنه عليكم بالحضنين يريد بجنبتى العسكر ( و ) الحضن ( وجار الضبع ) وأنشد للكميت كما خامرت في حضنها أم عامر * لدى الحبل حتى غال أوس عيالها وقال ابن برى حضنها الموضع الذى تصاد فيه ( و ) الحضن ( من الجبل ما أطاف به أو أصله ويضم فيهما ) يقال اعتش الطائر في حضن (1/8012)
الجبل وقال الازهرى حضنا الجبل ناحيتاه ( و ) الحضن ( بالتحريك العاج ) في بعض اللغات كما في الصحاح وفى التهذيب ناب الفيل وينشد في ذلك - تبسمت عن وميض البرق كاشرة * وأبرزت عن هجان اللوان كالحضن ( و ) حضن ( جبل بنجد ) في أعاليه وقال نصر هو جبل ضخك بنجد بينه وبين تهامة مرحلة نبيض فيه النسور لا تؤنس قلئه يسكنه بنو جشم بن بكر وهم أعجاز هوازن ( ومنه المثل أنجد من رأى حضنا ) أي من عاين هذا الجبل فقد دخل في ناحيته نجد ( و ) بنو حضن ( قبيلة من تغلب ) أنشد سيبويه - فما جمعت بنو حضن وعمرو * وما حضن وعمرو والجيادا ( والاعتزار الحضنية شديدة السواد أو الحمرة ) قال الليث كأنها نسبت الى حضن وهو جبل ومنه حديث عمران بن الحصين رضى الله تعالى عنه لان أكون عبد حبشيا في أعنز حضنيات ارعاهن حتى يدركنى اجلى أحب الى من أرمى في أحد الصفين بسهم أصبت أو أخطأت ( وحضن الصبى ) يحضنه ( حضنا ) بالفتح ( وحضانة بالكسر جعله في حضنه أو ) كفله و ( رباه ) وحفظه ( كاحتضنه و ) حضن ( الطائر بيضه ) وعلى بيضه ( حضنا ) بالفتح ( وحضانا وحضانه بكسرهما وحضونا ) بالضم ( رخم عليه للتفريح ) وقال الجوهرى ضمه الى نفسه تحت جناحيه ( واسم المكان ) محضن ( كمقعد ومنزل ) والجمع المحاضن ( و ) قال اللحيانى حضن ( معروفة ) وحديثه ( من جيرانه ) ومعارفه ( حضنا ) بالفتح إذا ( كفه وصرفه ) الى غيرهم ( و ) من المجاز حضن ( فلانا عن كذا حضنا وحضانة بفتحهما ) إذا ( نحاه عنه واستبد به دونه ) وانفرد كانه جعله في حضن منه أي جانب ومنه حديث الانصار يوم السقيفة أتزيدون أن تحضنونا من هذا الامر أي تخرجونا وقال ابن سيده حضنه عن الامر خزله دونه ومنعه منه وفى حديث ابن مسعود رضى الله تعالى عنه حين أوضي فقال ولا تحضن زينب عن ذلك يعنى امرأته أي لا تحجب عن النظر في وصيته وانفاذها وقيل لا تحجب عنه ولا يقطع أمر دونها ( و ) حضنه ( عن حاجته حبسه ) عنها ( ومنعه كاحتضنه ) نقله اين سيده ( والحاضنة الداية ) وهى الموكلة بالصبى تحفظه وتربية ( و ) أيضا ( النخلة القصيرة العذوق ) عن كراع ( أو ) هي ( التى خرجت كبأسها وفارقت كوافيرها وقصرت عراجينها ) حكى ذلك أبو حنيفة رحمه الله تعالى وأنشد لحبيب القشيرى من كل بائنة تبين عذوقها * عنها وحاضنه لها ميقار ( والحضون من الغنم والابل والنساء ) الشطور وهى ( التى أحد خلفيها أو ثديبها أگبر من الاخر وقد حضنت ككرم حضنا بالكسر ) وقيل الحضون من الابل والمعزى الذى قد ذهب أحد طيبها والاسم الحضان هذا قول أبي عبيد استعمل الطيئ مكان الخلف وفى الصحاح الحضون من الشاء الشطور وهى التى أحد طبييها أطول من الاخر يقال شاة حضون بينة الحضان بالكسر ( و ) الحضون من الرجال ( من أحد خصييه أكبر من الاخر ) والاسم الحضان ( و ) الحضون ( الفرج أحد شفرية أكبر من الاخر ) والاسم الحضان أيضا ( وأحضنه و ) به أزرى ) الاول نقله الجوهرى عن أبى زيد ( و ) أحضن ( بحقى ذهب به ) كأنه جعله في حضن منه أي جانب وهو مجاز ( ويقال للاثافي سفع حواضن أي جواثم ) يعنى الاثافي والرماد وهو مجاز ( و ) المحضنة ( كمكنسة القصعة الروحاء المعمولة من الطين للحمامة ) تحضن فيها على بيضها ( وأبو ساسان حضين بن المنذر ) بن الحرث بن وعلة ابن المجالد بن يثربى بن ريان بن الحرث بن مالك بن شيبان بن ذهل ( كزبير ) أحد بنى رقاش ( تابعي ) شاعر وهو القائل لابنه غياظ وسميت غياظا ولست بغائظ عدوا ولكن الصديق تغيظ عدوك مسرور وذو الود بالذى * يرى منك من غيظ عليك كظيظ ويكنى أيضا أبا اليقطان وقيل أبو ساسان لقبه وانما كنيته أبو محمد كذا في تاريخ حلب قال الذهبي روى عن على وعثمان وعنه الحسن وواد بن أبى هند ثقة شريق من أمراء على رضى الله تعالى عنه وعنه ابنه يحيى بن الحضين وعلى بن سويد بن منجون وقال ابن برى كانت معه راية على بن أي طالب يوم صفين دفعها إليه وعمرة تسع عشرة سنة وفيه يقول لمن راية سوداء يحفق ظلها * إذا قيل قدمها حصين تقدما قال الامام العسكري وكان يبخل وفيه يقول زياد الاعجم يسد حضين بابه خشية القرى * باصطخر والشاة السمين بدرهم قال الحافظ أبو الحجاج المغربي لا يعرف في رواة العلم من اسمه حضين غيره * قلت وقد ذكره هكذا العسكري في التصحيف وابن فارس قال وربما صحفه المصحف بالصاد المهملة قال الحافظ وابنه يحيى بن حضين له خبر مع الفرزدق * قلت وفى رجال البخاري حضين بن محمد الانصاري السلمى زعم أبو الحسين القابسى انه هكذا بالمعجمة وقد رد عليه أبو على الجيانى وأبو الوليد الفرضى وأبو القاسم السهيلي وقالوا كلهم كان القابسى بهم في هذا ( و ) يقال ( أصبح ) فلان ( بحضنه سوء بالضم إذا أصابته هصيمة فلم ينتصر ) * ومما يستدرك عليه الاحتضان احتمالك بالشئ وجعله في حضنك كما في تحتضن المرأة ولدها فتحمله في أحد
شقيها ومنه الحديث انه خرج محتضنا احد ابني ابنته أي حاملا له في حضنه والمحتضن الحضن نقله الجوهرى وأنشد للاعشى (1/8013)
عريضة بوص إذا أدبرت * هضيم الحشا شختة المحتضن وحمامة حاضن بلا هاء والحضان كرمان الكافلون المربون جمع حاضن وأحضنه من الامر أخرجه منه لغة مردودة في حضنه وأخذ فلان حقه على حضنه أي قسرا وحضن اسم رجل وهو حضن بن انسان بن هصيص القضاعى ذكره الامير وبخط ابن نقطة حضن بن سنان قال * يا حضن بن حضن ما تبعون * وأعطاه حضنا من زرع أي قدر ما يحتمله في حضنه وهو مجاز كما في الاساس وهو من حضنة العلم محركة أي علمته وهو مجاز وأبو الحضين كزبير تابعي عن ابن عمر وعنه العمرى قال الحافظ وهكذا وجد مضبوطا بخط ابن نقطة في حاشية الاكمال وحضن محركة من جبال سلمى وأيضا جبل مشرف على السى الى جانب ديار سليم قاله نصر وحضن بطن من بنى القين عن ابن السمعاني * قلت وهو الذى تقدم ذكره وعبد الغفار بن عبيد الله الحضينى مقرئ واسط تلميذ ابن مجاهد وحاضنة الرجل امرأته والصاد لغة فيه * ومما يستدرك عليه الحطان بالكسر التيس قال الازهري ان كان فعالا من حطن فالنون أصلية وان جعلته فعلانا فهو من الحط وقد ذكر في الطاء المهملة والله تعالى أعلم * ( الحفن أخذك الشئ براحيتك والاصابع مضمومة ) كذا في المحكم ( أو ) هو ( الجرف بكلتا اليدين ) ولا يكون الا من الشئ اليابس كالدقيق أو الرمل ونحوه قاله الجوهرى ( و ) الحفن ( العطاء القليل ) وقد حفن له حفنة إذا أعطاه قليلا ( و ) الحفن ( بالتحريك أن يقلب قدميه كأنه يحثو بهما إذا مشى والحفنة مل ء الكف ) وفى الصحاح مل ء الكفين من طعام ومنه الحديث انما نحن حفنة من حفنات الله تعالى وهو قول أبى بكر رضى الله تعالى عنه اراد أننا على كثرتنا قليل يوم القيامة عند الله كالحفنة أي يسير بالاضافة الى ملكه ورحمته على جهة المجاز والتمثيل وهو كالحديث الاخر حثية من حثيات ربنا ( و ) الحفنة ( الحفرة ) يحفرها السيل في الغلظ في مجرى الماء وقيل هي الحفرة أينما كانت ( و ) قال ابن السكيت الحفنة ( النقرة ) يكون فيها الماء وفى أسفلها حصى وتراب ( ويفتح ) هكذا في النسخ وهو غلط صوابه ويضم وعليه اقتصر الجوهرى ( ج ) حفن ( كصرد ) أنشد شمر * هل تعرف الدار تعفت بالحفن * قال وهى قلتات يحتفرها الماء كهيئة البرك وقال ابن السكيت وأنشدني الايادي لعدى بن الرقاع العاملي بكرير بثها آثار منبعق * ترى به جفنا زرقا وغدرانا ( واحتفنه جعل يديه تحت ركبتيه وأخذه بمأبضه ثم احتمله ) وهو مجاز وفى الصحاح قال أبو زيد احتفنت الرجل احتفانا اقتلعته من الاصل حكاه عنه أبو عبيد ( و ) احتفن ( الشجر اقتلعه من الارض و ) احتفن ( الشئ أخذه لنفسه ) نقله الجوهرى ( و ) المحفن ( كمنبر الكثير الحفن ) من الرجال نقله ابن سيده ( والحفان كشداد ) فراخ النعام وربما سموا صغار الابل حفانا والواحدة حفانة للذكر والانثى جميعا كما في الصحاح وقد ذكر ( في الفاء ) أي على انه من المضاعف وقد أشار الجوهرى لذلك ( وعند حفينة الخبر اليقين ) وهكذا كان أبو عبيدة يرويه كما ذكر في ( ج ه ن ) كذا في النسخ والصواب في ج ف ن ( وبنو حفين كزبير بطن ) من العرب * ومما يستدرك عليه حفن الماء على رأسه ألقاه بحفنته عن ابن الاعرابي وحفن للقوم أعطى كل واحد منهم حفنة واحتفن منه استكثر كما في الاساس وهو مجاز وكان محفن أبا بطحاء نسب إليه الدواب البطحاوية وحفن بالفتح قرية بصعيد مصر لها ذكر في حديث الحسن بن على مع معاوية رضى الله تعالى عنهما وقيل ان مارية التى أهداها المقوقس الى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من هذه القرية نقله ابن الاثير * قلت كلم الحسن معاوية في وضع الخراج عن أهلها فوضعه كما في الاموال لابي عبيد وقيل هي من رستاق الفناء وحفنى كسكرى قرية بشرقي مصر ومنها شيخنا بل شيخ أهل الدنيا جميعها وهو الشيخ الامام المحدث الولى العالم أبو عبد الله محمد بن سالم الشريف القرشى رئيس الجامع الازهر والمحل المبارك الزهي الانور وشيخ العلماء بعد شيخنا الشيخ عبد الله العالم الشبراوى الشافعي رحمهما الله تعالى ومن القدماء أبو محمد بن عبد الله بن معاوية بن حكيم الفقيه الزاهد عن اصبغ توفى رحمه الله تعالى عنه 250 وحفان ككتاب بلد نقله نصر عن ابن الاعرابي ( حفيتن كسميدع ) أهمله الجوهرى وهو اسم ( أرض ) بين ينبع والمدينة في قول كثير عزة قال - فقد فتنني لما وردن حفيتنا * وهن على ماء الحراضة أبعد ويروى بالخاء المعجمة ( حقنه يحقنه ويحقنه ) من حدى ضرب ونصر حقنا ( فهو محقون وحقين حبسه ) ومن هذا المثل أبى الحقين العذرة أي العذر يضرب للذى يعتذر ولا عذر له وقال أبو عبيد أصل ذلك أن رجلا ضاف قوما فاستسقاهم لبنا وعندهم لبن قد حقنوه في وطب فاعتلوا عليه واعتذروا فقال هذا أي ان هذا الحقين يكذبكم ( كأحقنه ) وفى الصحاح حقنت البول وأنكرا حقنت
وفى المحكم حقن البول حبسه ولا يقال أحقنه ولا حقننى هو ( و ) حقن ( دم فلان ) إذا ( أنقذه من القتل ) بعد ما حل قتله وهو مجاز وفى الحديث فحقن له دمه أي منع من اراقته وقتله أي جمعه له وحبسه عليه ( و ) حقن ( اللبن في السقاء ) يحقنه حقنا ( صبه ) فيه ( ليخرج زبدته ) وفى الصحاح حقنت اللبن أحقنه بالضم إذا جمعته في السقاء وصببت حليبه على رائبه واسم هذا اللبن الحقين وأنشد ابن برى للمنحبل - ففى ابل ستين حسب ظعينة * يروح عليها محضها وحقينها ( والحقنة بالفتح وجع في البطن ) وكذلك الحقلة ( ج أحقان ) وأحقان عن ابن الاعرابي ( و ) الحقنة ( بالضم كل دواء يحقن به المريض المحتقن ) ومنه الحديث أنه كره الحقنة وهو أن يعطى المريض الدواء من أسفله وهى معروفة عند الاطباء ( والحاقنة (1/8014)
المعدة ) صفة غالبة لانها تحقن الطعام ( و ) أيضا ( ما بين ) الترقوة والعنق والحاقنتان ما بين ( الترقوتين وحبلى العاتق ) وفى التهذيب نقرتا الترقوتين وفى الصحاح قال أبو عمرو الحاقنة النقرة بين الترقوة وحبل العاتق وهما حاقنتان قال الازهرى والجمع الحواقن وفى حديث عائشة توفى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بين سحري ونحرى وبين حاقنتى وذاقنتى ( أو ) الحواقن ( ما سفل من البطن ) والذواقن ما علا ( ومنه المثل لالحقن حواقنك بذواقنك ) ووجد بخط الجوهرى لاحقنن وهو سهو نبه عليه أبو زكريا ويروى لالزقن وقيل حواقنه ما حقن الطعام من بطنه وذواقنه أسفل بطنه وركبتاه ( واحتقن المريض احتبس بوله فاستعمل الحقنة و ) احتقنت ( الروضة أشرفت جوانبها على سرارها ) ونص أبى حنيفة على سائرها ( و ) المحقن ( كمنبر السقاء ) الذى ( يحقن فيه اللبن ) أي يحبس كما في الصحاح ( و ) أيضا ( القمع ) الذى يجعل في فم السقاء والزق ثم يصب فيه الشراب أو الماء وقال الازهرى القمع الذى ( يحقن به ) اللبن في السقاء ( والمحقان من يحقن البول فإذا بال أكثر ) منه كذا في الصحاح وخص به ابن سيده البعير ( وأحقن ) الرجل ( جمع أنواع اللبن حتى يطيب والهلال الحاقن الذى ارتفع طرفاء واستلقى ظهره ) ومنه قولهم هلال أدفق خير من هلال حاقن وهو مجاز كما في الاساس ( و ) تقول ( أنا منه كحاقن الاهالة أي حاذق به وذلك أنه لا يحقنها حتى يعلم انها بردت لئلا يحترق السقاء ) * ومما يستدرك عليه الحاقن الذى له بول شديد ومنه الحديث لا أرى لحاقب ولا لحاقن فالحاقن في البول والحاقب في الغائط ورجل حقن ككتف مثل حاقن واحتقن الدم اجتمع في الجوف من طعنه جائفة وتحقنت الابل امتلات أجوافها وأنشد المفضل جردا تحقنت النجيل كأنما * بجلودهن مدارج الانبار وقال ابن شميل المحتقن من الضروع الواسع الفسيح وهو أحسنها قدرا كأنما هو قلت مجتمع متصعد وانها لمحتقنة الضرع والحقين كأمير منهل من بطون الخال من أنوف محازم جفاف لطهية بن حنظلة قال نصر ويقال بارك الله في محاقلكم ومحاقنكم أي حرثكم ورسلكم وحقن ماء وجهه صانه * ومما يستدرك عليه أيضا حكينا بكسرتين مشددة الكاف لقب واين حكينا شاعر معروف ( الحلان ) كرمان الجدى يشق عليه بطن أمه فيخرج قال الجوهرى هو فعال مبدل من حلام وهما بمعنى وان جعلته من الحلال فهو فعلان والميم مبدلة منه وقال ابن الاعرابي الحلان والحلال واحد وهما ما يولد من الغنم صغيرا وقال مهلهل كل فتيل في كلاب حلان * حتى ينال القتل آل شيبان ويروى حلال وآل همام ومعنى حلان هدر وفرغ وقد ذكر ( في اللام ) في ح ل ل لانه مضاعف ( الحلزون محركة دويبة رمثية أي تكون في الرمث كما في الصحاح وهو دود يكون في العشب له صدف يستكن في داخله وتقوله العامة اغلال وهو فعلول ذكره الليث في الرباعي وجعله أبو عبيد فعلونا وقد ذكره المصنف في الزاى أيضا ايماء الى هذا وقد ذكرناه هناك قال الاطباء ( لحمها جيد للمعدة وجراحة الكلب الكلب وتحليل الورم الجاسى وابراء القروح ومحروق صدفه يجلو الجرب والبهق والاسنان والتضمد به يجذب السلاء من باطن اللحم ومخلوطا بالخل يقطع الرعاف ) ( الحلقانة والحلقان بضمهما البسر بدا فيه النضج ) من قبل قمعه فإذا أرطب من قبل الذنب فهو التذنوب ( أو بلغ الارطاب ثلثيه ) فإذا بدا من قبل ذنبه فهو مذنب أو بلغ نصفه فهو مجزع قاله أبو عبيد ( وقد حلقن ) فهو محلقن وحلقان ويقال الحلقانة للواحد والحلقان للجمع ورطب ملحقن ومحلقم وهى الحلقانة والحلقامة ( أو النون زائدة ) فموضع ذكره في الكاف ( حمدونة ) أهمله الجماعة وهى ( ابنة هرون الرشيد ) العباسي ( و ) حمدونة ( بن أبى ليلى محدث ) عن أبيه وعنه أبو جعفر الخيلنى * ومما يستدرك عليه حمدونة بنت عضيض أم ولد الرشيد نسب إليها محمد بن يوسف بن الصباح العضيضى كان يتولاها حدث عن رشيد بن سعد وعنه ابن أبى الدنيا وأبو القاسم البغوي وبنو حمدان بن حمدون تقدم ذكرهم في الدال ( الحمن والحمنان صغار القردان واحدتهما بهاء ) وفى الصحاح الحمنانة قراد صغير قال الاصمعي أوله قمقامة
صغير جدا ثم حمنانة ثم قراد ثم حلمة ثم عل ثم طلح ( وأرض محمنة كمقعدة ومحسنة كثيرته والحمنان عنب طائفي ) أسود الى الحمرة ( صغير الحب قليله ( أو ) هو ( الحب الصغار ) التى ( بين الحب الكبير في العنب ) كذا في المحكم ( وحمنن بن عوف كقرد ) أخو عبد الرحمن بن عوف ( صحابي ) أسلم يوم الفتح وأقام بمكة ولم يهاجر وعاش في الاسلام ستين سنة فأوصى الى عبد الله بن الزبير رضى الله تعالى عنهم ينسب إليه القاسم بن محمد المعتز بن عياض بن حمنن من وجوه قريش عن حميد بن معيوف وعنه الزبير بن بكار ( وسماك بن مخرمة بن حمين ) الاسدي ( كزبير ) هرب من على كرم الله وجهه الى الجزيرة ( له مسجد بالكوفة م ) معروف ( وحمنة المعذبة في الله تعالى التى اشتراها أبو بكر ) الصديق ( رضى الله تعالى عنه فاعتقها و ) حمنة ( بنت جحش ) بن رباب التى كانت تستحاض قتل عنها مصعب بن عمير رضى الله تعالى عنه فتزوجها طلحة فولدت له محمد أو عمران رضى الله تعالى عنهما وأمهما أميمة بنت عبد المطلب ابن هاشم وأختها أم حبيبة رضى الله تعالى عنها كانت أيضا تستحاض ( و ) حمنة ( بنت أبى سفيان ) وقيل ذرة قالت أم حبيبة يا رسول الله هل لك في حمنة ( وحمينة بنت طلحة ) كذا في النسخ والصواب بنت أبى طلحة بن عبد العزى لها ذكر ( صحابيات ) رضى الله تعالى عنهن ( والحوامين الاماكن الغلاط المنقادة الواحدة حومانة ) وقال أبو خيرة الحوامين شقائق بين الجبال وهى أطيب الحرونة ولكنها جلد ليس فيها آكام ولا أبارق وقال أبو عمرو والحومان ما كان فوق الرمل ودونه حين تصعده أو تهبطه ( ومنه (1/8015)
حومانة الدراج ) ككتان وقال أبو عمر وهو كرمان وأنشد الجوهرى لزهير أمن آل اوفى دمنة لم تكلم * بحومانة الدراج فالمتثلم * قلت بينه وبين أبرق القران مرحلة ( والحومان نبات بالبادية ) * ومما يستدرك عليه حمنان موضع بمكة قال يعلى بن مسلم بن قيس الشكرى - فليت لنا من ماء حمنان شربة * مبردة باتت على طهيان والطهيان خشبة يبرد عليها الماء وشكر قبيلة من الازد وقال نصر حمنان ماء يمان قال والحمنان صعقان يمانيان والحمينى ضرب من بحور الشعر المحدثة وهو المعروف بالموشح يمانية ( الحنين الشوق ) وتوفان النفس ( و ) قيل هو ( شدة البكاء والطرب أو ) هو ( صوت الطرب ) كان ذلك ( عن حزن أو فرح ) والمعنيان متقاربان وقيل الحنين صوت يخرج من الصدر عند البكاء وبالمعجمة من الانف وفى الروض ان الحنين لا بكاء معه ولا دمع فإذا كان معه بكاء فهو خنين بالمعجمة وقال الراغب الحنين النزاع المتضمن للاشتياق يقال حنين المرأة والناقة لولدها وقد يكون مع ذلك صوت ولذلك يعبر بالحنين عن الصوت الدال على النزاع والشفقة أو مقصورا بصورته وعلى ذلك حنين الجذع وظاهر المصباح قصرا الحنين على اشتياق المرأة لولدها ( حن يحن حنينا استطرب فهو حان كاستحن وتحان ) قال ابن سيده حكاه يعقوب في بعض شروحه وكذلك الناقة والحمامة ( والحانة الناقة ) وقد حنت إذا نزعت الى أوطانها أو أولادها والناقة تحن في أثر ولدها حنينا تطرب مع صوت وقيل حنينها نزاعها بصوت وبغير صوت والاكثر ان الحنين بالصوت وقال الليث حنين الناقة على معنيين حنينها صوتها إذا اشتاقت الى ولدها وحنينها نزاعها الى ولدها من غير صوت قال رؤبة حنت قلوصى أمس بالاردن * حنى فما ظلمت أن تحنى يقال حن قلبى إليه فهذا نزاع واشتياق من غير صوت وحنت الناقة الى ألافها فهذا صوت مع نزاع وكذلك حنت الى ولدها قال الشاعر يعارضن ملواحا كأن حنينها * قبيل انفتاق الصبح ترجيع زامر وأما حنين الجذع ففى الحديث كان يصلى الى جذع في مسجده فلما عمل له المنبر صعد عليه فحن الجزع إليه صلى الله عليه وسلم ومال نحوه حتى رجع إليه فاحتضنه فسكن أي نزع واشتاق وأصل الحنين ترجيع الناقة صوتها اثر ولدها وسمع النبي صلى الله عليه وسلم بلالا ينشد - ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة * بواد وحولي اذخر وجليل فقال له حننت يا ابن السوداء ويقال ما له حانة ولا آنة أي ناقة ولا شاة وقال أبو زيد يقال ما له حانة ولا جارة فالحانة الابل التى تحن والجارة الحمولة تحمل المتاع والطعام وقد ذكر شئ من ذلك في أ ن ن ( كالمستحن ) قال الاعشى ترى الشيخ منها يحب الايا * ب يرجف كالشارف المستحن كما في الصحاح قال ابن برى والمستحن الذى استحنه الشوق الى وطنه قال ومثله ليزيد بن النعمان الاشعري لقد تركت فؤداك مستحنا * مطوقة على غصن تغنى ( والحنانة القوس ) اسم لها علم هذا قول ابن حنيفة وحده قال ابن سيده ونحن لا نعلم ان القوس تسمى حنانة انما هو صغة تغلب عليها غلبة الاسم فان كان أبو حنيفة أراد هذا والا فقد أساء التعبير ( أو ) هي ( المصوتة منها ) عند الانباض وأنشد الجوهرى وفى منكبي حنانة عود نبعة * تخيرها لى سوق مكة بائع أي في سوق مكة وأنشد أبو حنيفة * حناة من نشم أو تألب * ( وقد حنت ) تحن حنينا صوتت ( وأحنها صاحبها ) صوتها وفى بعض
الاخبار ان رجلا أوصى ابنه فقال لا تتزوجن حنانة ولا منانة ( و ) قال رجل لابنه يا بنى اياك والرقوب الغضوب الانانة الحنانة المنانة فالحنانة ( التى كان لها زوجها قبل فتذكره بالحنين والتحزن ) رقة على ولدها إذا كانوا صغارا ليقوم الزوج بأمرهم وقد مر هذا المعنى بعينه في الانانة وقيل الحنانة التى تحن الى زوجها الاول وتعطف عليه وقيل هي التى تحن على ولدها الذى من زوجها المفارق لها ( والحنان كسحاب الرحمة ) والعطف وبه فسر الفراء قوله تعالى وحنانا من لدنا أي وفعلنا وفعلنا ذلك رحمة لابويك وقول امرئ القيس - ويمنعها بنو شمجى بن جرم * معيزهم حنانك ذا الحنان قال ابن الاعرابي معناه رحمتك يا رحمن ( و ) أيضا ( الرزق و ) أيضا ( البركة و ) أيض ( الهيبة ) يقال ما ترى له حنان أي هيبة عن الاموى ( و ) أيضا ( الوقار و ) رقة القلب ) وهو معنى الرحمة قال الراغب ولما كان الحنين متضمنا للاشتياق والاشتياق لا ينفك عن الرحمة عبر به عن الرحمة في قوله تعالى وحنانا من لدنا وفى الصحاح وذكر عكرمة عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما في هذه الاية انه قال ما أدرى ما الحنان ( و ) الحنان ( الشر الطويل و ) قولهم ( حنان الله أي معاذ الله و ) الحنان ( كشداد من يحن الى الشئ ) ويعطف عليه ( و ) الحنان ( اسم الله تعالى ) فعال من الحنة وهى الرحمة قال ابن الاعرابي ( ومعناه الرحيم ) زاد ابن الاثير بعباده وقال الازهرى هو بتشديد النون صحيح قال وكان بعض مشايخنا أنكر التشديد فيه لانه ذهب به الى الحنين فاستوحش ان يكون الحنين من صفة الله عزوجل وانما معنى الحنان وهو الرحمة وقال أبو اسحق الحنان في صفة الله تعالى هو بالتشديد أي ذو الرحمة والتعطف ( أو ) الحنان ( الذى يقبل على من أعرض عنه و ) الحنان ( السهيم يصوت إذا نقرته بين اصبعيك ) عن أبى (1/8016)
الهيثم وأنشد للكميت فاستل أهزع حنانا يعلله * عند الادامة حتى يرنو الطرب ادامته تنقيره يعلله يغنيه بصوته حتى يرنو الطرب يستمع إليه وينظر متعجبا من حسنه وقال غيره الحنان من السهام الذي إذا أدير بالانامل على الاباهيم حن لعتق عوده والتئامه ( و ) الحنان ( الواضح ) المنبسط ( من الطرق ) الذي يحن فيه العود أي ينبسط وفي الاساس طريق حنان ونهام للابل فيه حنين ونهيم وهو مجار ( و ) الحنان ( شاعر من جهينة ) نقله الذهبي ( و ) الحنان ( فرس للعرب م ) معروف ( و ) الحنان ( لقب أسد بن نواس وخمس حنان أي بائص ) قال الاصمعي أي ( له حنين من سرعته ) وفي الاساس تحن فيه الابل من الجهد وهو مجاز وقوله * فاستقبلت ليلة خمس حنان * جعل الحنان للخمس وانما هو في الحقيقة للناقة لكن لما بعد عليه أمد الورد فحنت نسب ذلك الى الخمس حيث كان من أجله ( وأبرق الحنان ع ) وقال ياقوت ماء لبني فزارة سمي بذلك لانه يسمع فيه الحنين فيقال ان الجن تحن فيه الى من قفل عنها قال كثير عزة لمن الديار بابرق الحنان * فالبرق فالهضبات من أدمان وقد ذكر في القاف ( ومحمد بن ابراهيم بن سهل الحناني محدث ) عن مسدد ذكره الزمخشري وضبطه بكسر الحاء * قلت وكأن نسبه الى الحنان ( والحنان بالكسر مشددة ) لغة في ( الحناء ) عن ثعلب * قلت ونقله السهيلي عن الفراء وأنشد ولقد أروح بلمة فينانة * سوداء لم تخضب من الحنان ويروى بضم الحاء أيضا وقيل هو جمع وقد تقدم البحث فيه في الهمزة ( والحن بالكسر حي من الجن ) كانوا قبل آدم عليه السلام يقال ( منهم الكلاب السود البهم ) يقال كلب حني ( أو سفلة الجن وضعفاؤهم ) عن ابن الاعرابي ( أو كلابهم ) عن الفراء ومنه حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما الكلاب من الحن وهي ضعفة الجن فان كان عندكم طعام فالقوا لهن فان لهن أنفسا أي تصيب بأعينها ( أو خلق بين الجن والانس ) وأنشد ابن الاعرابي أبيت أهوى في شياطين ترن * مختلف نجواهم جن وحن ( و ) الحن ( بالفتح الاشفاق ) وقد حن عليه حنا أشفق ( أو ) الحن ( الجنون ) ومنه رجل محنون ( و ) الحن ( مصدر حن عني شرك ) أي ( كفه واصرفه ) ويقال ما تحن شيأ من شرك أي ما ترده وتصرفه عني عن الاصمعي ( وبالضم بنو حن حي من عذرة ) وهو حن بن ربيعة بن حزام بن ضنة بن عبد بن كثير من بني عذرة ( والحنة ) بالكسر وظاهر سياقه يقتضي أنه بالضم وليس كذلك ( ويفتح ) لغتان ( الجنة ) يقال به حنة أي جنة ( والمحنون المصروع ) الذي يصرع ثم يفيق زمانا عن أبي عمرو ( أو المجنون وتحنن ) عليه ( ترحم ) وأنشد ابن بري للحطيئة تحنن علي هداك المليك * فان لكل مقام مقالا وفي شرح الدلائل التحنن التعطف مجاز عن التقريب والاصطفاء وفي حديث زيد بن عمرو بن نفيل حنانيك يا رب أي ارحمني رحمة بعد رحمة وهو من المصادر المثناة التي لا يظهر فعلها كلبيك وسعديك ( و ) قالوا حنانك و ( حنانيك أي تحنن علي مرة بعد مرة وحنانا بعد حنان ) قال ابن سيده يقول كلما كنت في رحمة منك وخير فلا ينقطعن وليكن موصولا بآخر من رحمتك هذا معنى
التشبيه عند سيبويه في هذا الضرب قال طرفة أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا * حنانيك بعض الشر أهون من بعض قال سيبويه ولا تستعمل مثنى الا في حد الاضافة قال ابن سيده وقد قالوا فصلوه من الاضافة في حد الافراد وكل ذلك بدل من اللفظ بالفعل والذي ينتصب عليه غير مستعمل اظهاره كما ان الذي يرتفع عليه كذلك وقال السهيلي عند قولهم أي حنانا بعد حنان كأنهم ذهبوا الى التضعيف والتكرار لا الى القصر على اثنين خاصة دون مزيد ( وحنة أم مريم عليها السلام ) نقله ابن ماكولا وقال الليث بلغنا ذلك ( و ) الحنة ( من الرجل زوجته ) قال أبو محمد الفقعسي وليلة ذات دجى سريت * ولم يلتني عن سراها ليت * ولم تضرني حنة وبيت ( و ) الحنة ( من البعير رغاؤه و ) حنة ( والد عمرو الصحابي ) الانصاري رضي الله تعالى عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رقية ذكره جابر في حديث ( و ) حنة ( جد حمد بن عبد الله المعبر وجد والد محمد بن أبي القاسم بن علي ) عن محمد بن محمود الثقفي وعنه أبو موسى الحافظ ( و ) أيضا جد ( هبة الله بن محمد بن هبة الله ) عن الدومي وعنه ربيعة اليمني * وفاته عمرو بن حنة روى عن عمر بن عبد الرحمن بن عوف روى حديثه ابن جريح عن يوسف بن الحكم واختلف فيه على ابن جريح وصاعد بن عبد الله بن محمد بن حنة عن أبي مطيع وعنه ابن عساكر واختلف في أبي حنة البدري رضي الله تعالى عنه فالجمهور على أنه بالموحدة وقال الواقدي أنه بالنون وقال ابن ماكولا أبو حنة بالنون عمرو بن غزية من بني مازن بن النجار وقال غيره بالموحدة أصح وحكى ابن ماكولا في اسم أبي السنابل حنة بالنون عن بعضهم ولا يصح ( وحنه ) حنا ( صده وصرفه ) وفي الصحاح حن يحن بالضم أي صد قال صاحب الاقتطاف حن الى وطنه حنينا تشوق وعليه رحمه وعنه صده يحن بالضم وجمعتهما بقولي يحن المشوق الى قربكم * وأنت تحن ولا تشفق (1/8017)
فجد بالوصل فدتك النفوس * فاني الى وصلكم شيق قال شيخنا رحمه الله فحن بمعنى أعرض وصد من الشواذ لان القياس في مضارعه الكسر ولم يذكروه في المستثنى ( والحنون الريح ) التي ( لها حنين كالابل ) أي صوت يشبه صوتها عند الحنين قال النابغة غشيت لها منازل مقفرات * تذعذعها مذعذعة حنون ( و ) الحنون من النساء ( المتزوجة رقة على ولدها ) إذا كانوا صغارا ( ليقوم الزوج بهم ) أي بأمرهم ( و ) الحنون ( كتنور الفاغية ) وهي ثمرة الحناء ( أو نور كل شجر ) ونبت واحدته بهاء ( وحننت الشجرة تحنينا نورت ) وكذلك العشب ( وحنونة بهاء لقب يوسف بن يعقوب ) الكناني ( الراوي عن ) عيسى بن حماد ( زغبة ) هذا هو الصواب وقد ذكره المصنف أيضا في جنن وهو خطأ ونبهنا عليه هناك ( وأما علي بن الحسين بن علي بن حنويه ) الدامغاني ( فبالياء كعمرويه ) سمع الزبير بن عبد الواحد الاسد اباذي ( وأحن ) الرجل ( أخطأ وحنين كزبير ع بين الطائف ومكة ) وقال الازهري واد كانت به وقعة أوطاس ذكره الله تعالى في كتابه العزيز ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم قال الجوهري موضع يذكر ويؤنث فان قصدت به البلد والموضع ذكرته وصرفته كقوله تعالى ويوم حنين وان قصدت به البلدة والبقعة أنثته ولم تصرفه كما قال حسان رضي الله تعالى عنه نصروا نبيهم وشدوا أزره * بحنين يوم تواكل الابطال وقال السهيلي رحمه الله عرف هذا الموضع بحنين بن نائبة بن مهليائل من العمالقة بينه وبين مكة بضعة عشر ميلا وقيل بينهما ثلاث ليال وقيل سمي بأخي يثرب حنين وقيل واد بجانب ذي المجاز بينه وبين مكة ست ليال ( و ) حنين ( اسم ) رجل نسب إليه هذا الموضع وهو الذي تقدم ذكره ( ويمنع ) من الصرف إذا قصد به البقعة كما تقدم عن الجوهري وحنين مولى العباس وقيل مولى علي رضي الله تعالى عنهم والاول أشهر له صحبة ومن ولده ابراهيم بن عبد الله بن حنين عن نافع وعنه رباح بن عبد الله وحنين أيضا جد أبي يحيى فليح بن سليمان بن أبي المغيرة المديني الخزاعي عن الزهري ( و ) حنين ( اسكاف ) من أهل الحيرة ( ساومه أعرابي بخفين فلم يشتره فغاظه وعلق أحد الخفين في طريقه وتقدم وطرح الاخر وكمن له ) وجاء الاعرابي ( فرأى الاول فقال ما أشبهه بخف حنين لو كان معه آخر لاخذته ) وفي الصحاح لاشتريته ( فتقدم ورأى ) الخف ( الثاني مطروحا ) في الطريق ( فعقل بعيره ورجع الى الاول فذهب حنين ) الاسكاف ( ببعيره وجاء الاعرابي الى الحي بخفي حنين فذهب مثلا ) نقله الجوهري قال وروى ابن السكيت عن أبي اليقظان كان حنين رجلا شديدا ادعى الى أسد بن هاشم بن عبد مناف فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال يا عم أنا ابن أسد بن هاشم فقال عبد المطلب لا وثياب هاشم ما أعرف شمائل هاشم فيك فارجع راشدا فانصرف خائبا فقالوا رجع حنين بخفيه فصار مثلا فيمن رد عن حاجته ورجع خائبا ( ومحمد بن الحسين ) بن أبي الحنين له مسند من أقران أبي داود رحمه الله تعالى
( واسحاق بن ابراهيم ) بن عبد الله ( الحنينيان محدثان ) نسبا الى جدهما ( وحنين كأمير وسكيت وباللام فيهما ) أي في أولهما والذي في المحكم حنين والحنين ( اسمان لجمادى الاولى والآخرة ) وفي المحكم اسم لجمادى الاولى كالعلم قال الشاعر وذو النحب نؤمنه فيقضي نذوره * لدى البيض من نصف الحنين المقدر ( ج أحنة وحنون وحنائن ) وفي التهذيب عن الفراء والمفضل أنهما قالا كانت العرب تقول لجمادى الآخرة حنين وصرف لانه عنى به الشهر وأنشد أبو الطيب اللغوي أتيتك في الحنين فقلت ربي * وماذا بين ربي والحنين وربي اسم جمادى الآخرة كما تقدم ( ويحنة بضم أوله وفتح الباقي ) مع تشديد النون ( ابن رذبة ملك أيلة صالحه النبي صلى الله عليه وسلم على أهل جرباء وأذرح ) كما في كتب السير ( و ) يقال ( حمل فحنن أي هلل وكذب ) وذلك إذا جبن ( وحنحن أشفق ) عن ابن الاعرابي نقله الازهري ( والحنن محركة الجعل وحن بالضم أبو حي من عذرة ) هكذا في سائر النسخ وهو مكرر ( وحنانة ) كسحابة ( اسم راع ) في قول طرفة أنشد الجوهري نعاني حنانة طوبالة * تسف يبيسا من العشرق ( وحنيناء ع بالشام ) وقال نصر من قرى قنسرين ( و ) أبو الحسن ( علي بن ) أبي بكر بن ( أحمد بن ) علي بن يحيى البيع البغدادي يعرف بابن ( حنى ) ولد سنة 386 عن أبي الحسن بن زرقويه ( وأحمد بن محمد بن ) أحمد بن ( حني بكسر النون المشددة ) بغدادي أيضا عن القاضي أبي يعلى ( محدثان وبنو حنا بالكسر والقصر ) وقد يكتب بالياء أيضا ( من كتاب مصر ) لهم شهرة أولهم الصاحب بهاء الدين بن حنا أسلم هو وأبوه في يوم واحد فسميا عليا ومحمدا ومن مفاخرهم تاج الدين محمد بن محمد بن بهاء الدين علي بن محمد بن سليم كان جوادا ممدحا رئيسا فاضلا حدث عن سبط السلفي وغيره وفيه يقول السراج الوارق ولد العلي محمد بن محمد ب * - ن علي بن محمد بن سليم وقرأت في تأريخ الذهبي ما نصه وقال سعد الدين الفارقاني الكاتب يمدح الصاحب بهاء الدين علي بن محمد بن سليم بن حنا المصري يمم عليا فهو بحر الندى * وناده في المضلع المعضل فرفده مجد على مجدب * ووفده مفض الى مفضل (1/8018)
يسرع ان سيل نداه وهل * أسرع من سيل أتى من على * ومما يستدرك عليه تحننت الناقة على ولدها تعطفت وكذلك الشاة عن اللحيانى والحنة بالكسر رقة القلب عن كراع والعامة تقول الحنية وقالوا سبحان الله وحنانه أي واسترحامه كما قالوا سبحان الله وبركاته أي استرزاقه وفى المثل حن قدح ليس منها يضرب للرجل ينتمى الى نسب ليس منه أو يدعى ما ليس منه في شئ والقدح بالكسر أحد سهام المسير فإذا كان من غير جواهر أخواته ثم حركها المنبض بها خرج لها صوت يخالف أصواتها فعرف به واستحنت الريح حنت أنشد سيبويه لابي زبيد مستحن بها الرياح فما يج * تابها في الظلام كل هجود وسحاب حنان له حنين كحنين الابل وحنان الاسدي من بنى أسد بن شريك عن أبى عثمان النهدي وقالوا لا أفعله حتى يحن الضب في أثر الابل الصادرة وليس للضب حنين وانما هو مثل وذلك لان الضب لا يرد أبدا وحنت الطست تحن إذا نقرت على التشبيه وعود حنان مطرب على التشبيه وقال الليث الحنة خرقة تلبسها المرأة فتغطى رأسها قال الازهرى هو تصحيف صوابه الخبة بالخاء والموحدة والحنين والحنة العطفة والشفقة والحيطة عن الازهرى وفى المثل لا تعدم ناقة من أمها حنينا وحنة أي شبها وفى التهذيب لا تعدم أدماء من أمها حنة يضرب للرجل يشبه الرجل ويقال ذلك لكل من أشبه أباه وأمه وما حنن عنى أي ما انثنى وما قصر حكاه ابن الاعرابي وأثر لا يحن عن الجلد لا يزول قال وان لهم قتلى فعلك منهم * والا فجرح لا يحن عن العظم وقال ثعلب انما هو يحن وهكذا أنشد البيت ولم يفسره وجوز حنين متغير الريح وزيت حنين كذلك وحنونة اسم امرأة والحنان كسحاب رمل بين مكة والمدينة له ذكر في سيره صلى الله تعالى عليه وسلم الى بدر وقال نصر هو كثيب عظيم كالجبل ومحمد بن عمرو بن حنان الحنانى كسحاب صاحب بقية ذكره ابن السمعاني وحنون بن الازمل الموصلي الحافظ ذكره المصنف في ج ن ن وهو وهم واحنين بلدة باليمن قرب زبيد ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن محمد الاحنينى وربما قالوا المحننى شاعر قال ياقوت أنشد سليمان ابن عبد الله الريحاني المكى بالقاهرة في سنة 624 قال أنشد ابن المحننى لنفسه يا ساهر الطرف في هم وفى حزن * حليف وجد ووسواس وبلبال لا تيأسن فان الهم منفرج * والدهر ما بين ادبار واقبال أما سمعت ببيت قد جرى مثلا * ولا يقاس بأشباه وأشكال ما بين رقدة عين وانتباهتها * يقلب الدهر من حال الى حال وكان يمدح ابراهيم بن طغتكين بن أيوب ملك زبيد رحمهم الله تعالى وحنى بفتح فتشديد نون مكسورة موضع بنجد عن نصر وبضم الحاء والباقى مثله موضع من ظواهر مكة شرفها الله تعالى يذكر مع الولج عنه أيضا والحنانة مشددة موضع غربي الموصل فتحها عتبة بن فرقد
صلحا ودير حنا بظاهر الكوفة وديك الحن بالكسر شاعر اسمه أحمد بن ميسور الاندلسي قال مغلطاى هكذا رأيته مجودا مضبوطا بخط أبى القاسم الوزير المقرى بحاء مهملة وهو غير ديك الجن بالجيم واسمه عبد السلام بن رغبان ( التحون ) أهمله الجوهرى وفى اللسان هو ( الذال والهلاك وحونة بالفتح ) ذكر الفتح مستدرك ( لقب دمية بنت سابط ) التميمية وأمها رقيقة بنت أسد بن عبد العزى * ومما يستدرك عليه الحانة موضع بيع الخمر قال أبو حنيفة أطنها فارسية وأن أصلها خانه وقد ذكره الحريري في مقاماته عاهدت الله أن لا أدخل حانة نباذ ولو أعطيت بغداذ وحانا ممالة الحاء مدنية بديار بكر منها أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الشيباني الحانى ويقال الحنوى على غير قياس عن رزق الله التيمى وعنه ابن سكينة وقد يأتي ذكر الحانة والبلد في الذى بعده ( الحنين بالكسر الدهر أو وقت مبهم يصلح لجميع الازمان ) كلها ( طال أو قصرت ) وفى المحكم طالت وقصرت ( يكون سنة وأكثر ) من ذلك ( أو يختص بأربعين سنة أو سبع سنين أو ستين أو ستة أشهر أو شهرين أو كل غدوة وعشية ) وقوله تعالى تؤتى أكلها كل حين قيل كل سنة وقيل كل ستة أشهر وقيل كل غدوة وعشية قال الازهرى وجميع من شاهدته من أهل اللغة يذهب الى أن الحين اسم كالوقت يصلح لجميع الازمان قال والمعنى في قوله عز وجل تؤتى أكلها كل حين أنه ينتفع بها في كل وقت لا ينقطع نفعها البتة قال والدليل على أن الحين يكون بمنزلة الوقت قول النابغة أنشده الاصمعي تناذزها الراقون من سوء سمها * تطلقه طورا وطورا تراجع المعنى ان السم يخف ألمه وقتا ويعود وقتا وقال الراغب الحين وقت بلوغ الشئ وحصوله وهو مبهم المعنى ويتخصص بالمضاف إليه ومن قال حين تأتى على أوجه للاجل نحو ومتعناهم الى حين والسنة نحو تؤتى أكلها كل حين وللساعة نحو حين تمسون وحين تصبحون وللزمان المطلق نحو هل أتى على الانسان حين من الدهر ولتعلمن نبأه بعد حين فانما فسر ذلك بحسب ما وجد وعلق به وقال المناوى الحين في لسان العرب يطلق على لحظة فما فوقها الى ما لا يتناهى وهو معنى قولهم الحين لغة الوقت يطلق على القليل والكثير ( و ) الحين ( يوم القيامة ) وبه فسر قوله تعالى ولتعلمن نبأه بعد حين أي بعد قيام القيامة وفى المحكم بعد موت عن الزجاج ( و ) الحين (1/8019)
( المدة وقوله تعالى فتول عنهم حتى حين أي حتى تنقضي المدة التى أمهلوها ) أي أمهلوها فيها ( ج أحيان وحج أحايين وإذا باعدوا ببن الوقتين باعدوا باذ فقالوا حينئذ ) وربما خففوا همزة فأبدلوها ياء وكتبوه حينيذ بالياء وربما أدخلوا عليه التاء فقالوا لات حين أي ليس حين وفى التنزيل العزيز لات حين مناص وأما قول أبى وجزة العاطفون تحين ما من عاطف * والمفضلون يدا إذا ما أنعموا قال ابن سيده أراد العاطفون مثل القائمون والقاعدون ثم زاد التاء في حين كما زادت في تلان بمعنى الان وقيل أراد العاطفونه فأجراه في الوصل على حد ما يكون عليه في الوقف ثم انه شبه هاء الوقف بهاء التأنيث فلما احتاج لاقامة الوزن الى حركة قلبها تاء ثم فتحت قال ابن برى وهكذا أنشده ابن السيرافى * العاطفون حين ما من عاطف * ( وحينه جعل له حينا و ) حين ( الناقة جعل لها في كل يوم وليلة وقتا يحلبها فيه كتحينها ) إذا حلبها في اليوم والليلة مرة ( والاسم الحين والحينة بكسرهما ) قال المخبل يصف ابلا إذا أفنت أروى عيالك أفنها * وان حينت أربى على الوطب حينها وفى الحديث تحينوا نوقكم وقال الاصمعي التحيين مثل التوجيب ولا يكون ذلك الا بعد ما تشول ونقل البانها ( و ) يقال ( متى حينة ناقتك ) أي ( متى وقت حلبها وكم حينتها ) أي كم حلابها وحان حين ) أي ( قرب وآن ) وفى الصحاح حان أن يفعل كذا حينا أي آن وحان حينه أي قرب وقته وأنشد لبثينة وان سلتوى عن جميل لساعة * من الدهر ما حانت ولا حان حينها قال ابن برى لم يحفظ لبثينة الا هذا البيت قال ومثله لمدرك بن حصن وليس ابن أنثى مائتا دون يومه * ولا مفلتا من موتة حان حينها ( و ) حان ( السنبل يبس ) فان حصاده ( وعامله محاينة كمساوعة ) وكذلك استأجره محاينة ( وأحين ) فلان بالمكان ( أقام ) حينا ( و ) أحينت ( الابل حان لها أن تحلب أو يعكم عليها ) عن أبى عمرو ( و ) حان ( القوم حان لهم ما حاولوه ) أو حان لهم أن يبلغوا ما أملوه عن ابن الاعرابي وأنشد * كيف تنام بعد ما أحينا * أي حان لنا ان نبلغ ( وهو يأكل الحينة ) بالسكر ( ويفتح أي مرة ) واحدة ( في اليوم والليلة ) وفى بعض الاصول أي وجبة في اليوم والفتح لاهل الحجاز قال ابن برى فرق أبو عمر الزاهد بين الحينة والوجبة فقال الحينة في النوق والوجبة في الناس وكلاهما للمرة الواحدة فالوجبة ان يأكل الانسان في اليوم مرة واحدة والحينة أن تحلب الناقة في اليوم مرة واحدة ) وما ألقاه الا الحينة بعد الحينة أي الحين بعد الحين والحين ) بالفتح ( الهلاك ) نقله
الجوهرى قال - وما كان الا الحين يوم لقائها * وقطع جديد حبلها من حبالكا ( و ) الحين ( المحنة وقد حان ) الرجل هلك ( وأحانه الله ) تعالى أهلكه ( وكل ما لم يوفق للرشادة فقد حان و ) قال الازهرى يقال حان يحين حينا و ( حينه الله فتحين والحائن الاحمق ) ومن سجعات الاساس الخائن حائن ( والحائنة النازلة المهلكة ) ذات الحين يقال نزلت به كائنة حائنة أي فيها حينه ( ج حوائن ) قال النابغة بتبل غير مطلب لديها * ولكن الحوائن قد تحين ( والحانوت ) معروف يذكر ويؤنث وأصله حانوة مثل ترقوة فلما سكنت الواو نقلب هاء التأنيث تاء والجمع الحوانيت لان الرابع منه حرف لين وانما يرد الاسم الذى جاوز أربعة أحرف الى الرباعي في الجمع والتصغير إذا لم يكن الرابع منه أحد حروف المد واللين قاله الجوهرى وقال ابن برى حانوت أصله حنووت فقدمت اللام على العين فصارت حونوت ثم قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصارت حانوت ومثله طاغوت وقد ذكر ) في ح ن ت والحانية الخمر ) منسوبة الى الحانة ( والحانة موضع بيعها ) وهو موضع الخمار عن كراع وقال أبو حنيفة أطنها فارسية وان أصلها خانه ( وحينى كضيزى د ) بديار بكر وهى ممالة الحاء وتعرف الان بحانى كداعي والنسبة إليه حانوى وحنوى وتقدم قريبا وقال الحافظ الذهبي والحينى بالكسر الى مدينة حينة لا أعرفه قال الحافظ ابن حجر هو على بن ابراهيم بن سليمان الحينى العوفى قال مغلطاى سمع معنا على شيوخنا ( ومحيان الشئ بالكسر حينه و ) حيان ( كشداد ) جد أبى العباس ( عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحياني ) البوشنحى ( نسبة الى جده ) المذكور يروى عن محمد بن اسحق بن خزيمة وعنه أبو عثمان سعيد بن العباس بن محمد الهروي ( وكذا الحافظ أبو الشيخ ) وأبو محمد ( عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحياني الاصبهاني ) صاحب التصانيف روى عن ابن أبى ليلى الموصلي وأكثر الرواية عن أبى نعيم الحافظ وآخر من روى عن أبى طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب بأصبهان وولده عبد الرزاق ( وحفيده ) أبو الفتح صاعد بن بندار الجرجاني ( وأبو حيان النحوي متأخر ) قد تقدمت ترجمته في ج ى ن * ومما يستدرك عليه الحسن بن عبد المحسن بن الحسن الحياني أبو محمد كان يكتب الحديث بصور مع ابن ماكولا وموسى بن محمد بن حيان شيخ أبى يعلى الموصلي وأبو محمد أسعد بن عبد الله بن أسعد الحياني سمع أبا بكر خلفا الشيرازي وعنه ابن السمعاني والحين بالكسر موضع بمصر والحين الموت وقالوا هذا حين المنزل أي وقت الركوب الى النزول ويروى خير المنزل وعامله حينا ككتاب من الحين بمعنى الوقت عن اللحيانى وكذلك استأجره حيانا عنه أيضا وأحان أزمن وحان (1/8020)
حين النفس إذا هلكت ويحسن في موضع حين لما واذ وإذا ووقت وساعة ومتى تقول رأيتك لما جئت واذ جئت وهو يفعل كذا أحيانا وفى الاحايين وتحينت رؤية فلان تنطرته وتحين الوارش انتطر وقت الاكيل ليدخل وتحين وقت الصلاة طلب حينها وفى حديث الجمار كنا نتحين زوال الشمس وتحين استغنى عامية وقول مليح حب ليلى ولا تخشى محونة * صدع بنفسك ممن ليس ينتقد يكون من الحين ومن المحنة وحانت اللصلاة دنت ونخل حياني هو نوع منه يكون بمصر يؤكل بسرا وحيون كتنور اسم وأحانوا ضيوفهم كحينوهم { فصل الخاء } مع النون ( خبن الثوب وغيره يخبنه خبنا وخبانا بالكسر ) زاد ابن سيده وخبانا بالضم ( عطفه وخاطه ليقصر ) كما في الصحاح وفى المحكم قلصه بالخياطة وقال الليث رفع ذلذل الثوب فحاطه أرفع من موضعه كى يتقلص ويقصر كما يفعل بثوب الصبى ( و ) خبن الشئ يخبنه خبنا وخبن ( الطعام غيبه وخبأه ) واستعده ( للشدة ) كما في الصحاح ( والخبنة بالضم ما تحمله في حضنك ) نقله الجوهرى ومنه حديث عمر رضى الله تعالى عنه إذا مر أحدكم بحائط فليأكل منه ولا يتخذ خبنة قال ابن الاثير الخبنة والحبكة في حجزة السراويل والثبنة في الازار ( و ) خبنة ( ع ولاخبنات محركة الخنبات ) يقال انه لذو خبنات وذو خبنات وهو الذى يصلح مرة ويفسد أخرى كما في الصحاح ( و ) يقال ( خبنة خبون كشعبة شعوب ) إذا ( مات والخبن اسقاط الحرف الثاني في العروض ) وهو مجاز وفى المحكم خبن الشعر يخبنه خبنا حذف ثانية من غير أن يسكن له شئ إذا كان مما يجوز فيه الزحاف كحذف السين من مستفعلن والفاء من مفعولات والفاء من فاعلاتن قال وكله من الخبن الذى هو التقليص قال أبو اسحق انما سمى مخبونا لانك كأنك عطفت الجزء وان شئت أتممت كما أن كل ما خبنته من ثوب أمكنك ارساله وانما سمى خبنا لان حذفه مع أوله ( و ) الخبن ( بالضم ) اسم ( ما بين خرت المزادة وفمها ) وهو ما بين السمع خبنان ( و ) الخبن ( كعتل ومطمئن الرجل المتقبض المتداخل بعضه في بعض والخابن الشديد قال المخبل وكان لها من حوض سيحان فرصة * أراغ لها نجم من القيظ خابن
قال ابن الاعرابي خابن خبن من طول ظمئها أي قصر يقول استد القيظ ويبس البقل فقصر الضم ( و ) الخابن ( من يخبن الكذب ) أي يخبئه ( ويعده و ) قال ابن الاعرابي ( أخبن ) الرجل ( خبأ في خبنة سراويله ) مما يلى الصلب ( شيأ ) وأثبن إذا خبأ في ثبنته مما يلى البطن ( و ) خبان ( كغراب واد باليمن ) قرب بجران قال نصر وهى قرية الاسود العنسى الكذاب * قلت ومنها محمد بن عبد الله ابن حسن بن عطية بن محمد بن المؤيد الخارثى الخبانى الحنفي رحمه الله تعالى قدم القاهرة وزار القدس الشريف وله شعر اورده الامام السخاوى في التاريخ * ومما يستدرك عليه خبان ككتاب جبل بين معدن النقرة وفرك قاله نصر ( الخبعثنة كقذعملة الرجل الضخم الشديد ) الخلق العظيمة عن أبى عبيدة ( و ) قيل هو العظيم الشديد من ( الاسد ) وأنشد الجوهرى لابي زبيد الطائى في وصف الاسد خبعثنة في ساعديه تزايل * تقول وعى من بعد ما قد تكسرا ( كالخبعثن كقذعقل وسفرجل ) وأنشد أبو عمرو * خبعثن الخلق واخلاقه زعر * ( و ) قال الليث الخبعثن ( كقذعمل النار البدن ) ككتف ويجوز فيه التحريك ( من كل شئ ) يقال تيس خبعثن غليظ شديد قال رأيت تيسا راقني لسكني * ذا منبت يرغب فيه المقتنى * أهدب معقود القرا خبعثن وقال الفرزدق يصف ابلا حواسات العشاء خبعثنات * إذا النكباء عارضت الشمالا وهذه الترجمة ذكرها الجوهرى بعد ترجمة ختن وكذلك ذكره ابن برى ولم يتنقده على الجوهرى ( ختن الولد ) غلاما أو جارية ( يختنه ويختنه ) من حد ضرب ونصر ختنا ( فهو ختين ) الذكر والانثى فيه سواء ( ومختون قطع غرلته ) وهى الجلدة التى يقطعها الخاتن وقيل الختن للرجال والخفض للنساء ( والاسم ككتاب وكتابة ) يقال أطحرت ختانه إذا استقصيت في القطع كما في الصحاح ( والختانة ) بالكسر ( صناعته ) أي الخاتن وأنما أهمله عن الضبط لشهرته ( والختان ) بالكسر ( موضعه ) أي الخت بمعنى القطع ( من الذكر ) كما في الصحاح وفى التهذيب هو القطع من الذكر والانثى ومنه الحديث إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ومعنى التقائهما غيوب الحشفة في فرج المرأة حتى يصير ختانه بحذاء ختانها وذلك ان مدخل الذكر من المرأة سافل عن ختانها لان ختانها مستعل وليس معناه أن يماس ختانه ختانها هكذا قال الشافعي رضى الله تعالى عنه في كتابه ( والختن القطع ) وهو فعل الخاتن الغلام ( و ) الختن ( بالتحريك الصهر ) نقله الليث وهو زوج ابنته ونسبه الجوهرى الى العامة وأنشد ابن يرى للراخر وما على أن تكون جارية * حتى إذا ما بلغت ثمانيه * زوجتها عتبة أو معاويه * أختان صدق ومهور عاليه وفى الحديث على ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي زوج النته أو زوج أخته ( أو كل من كان من قبل المرأة كالاب والاخ ) قال الجوهرى هكذا عند العرب ( ج أختان ) وقال ابن الاعرابي الختن أبو امرأة الرجل وأخوا امرأته وكل من كان من قبل امرأته ( وهى ) ختنة ( بهاء ) وفى التهذيب الاحماء من قبل الزوج من قبل المرأة والصهر يجمعهما والختنة أم المرأة ومنه حديث (1/8021)
سعيد بن جبير رضى الله تعالى عنه أينظر الرجل الى شعر ختنته أي أم امرأته وقال الليث الختن زوج فتاة القوم ومن كان من قبله من رجل أو امرأة فهم كلهم اختان لاهل المرأة وأم المرأة وأبوها ختنان للزوج الرجل ختن والمرأة ختنة وفى حديث موسى عليه السلام أنه آجر نفسه يعفة فرجه وشبع بطنه فقال له ختنه ان لك في غنمي الحديث أراد بالختن أبا المرأة وأبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما ختنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( و ) الختن لقب أبى عبد الله ( محمد بن الحسن ) بن ابراهيم الفارسى ( الاستراباذى ) سمع الحديث عن أبى نعيم الاستراباذى بها وباصبهان عن الطبراني وببغداد عن أبى بكر الشافعي وبنيسابور عن أبى العباس الاصم وعنه أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمى توفى سنة 386 ( عرف بالختن لانه كان ختن أبى بكر الاسماعيلي ) من الفقهاء الشافعية المشهورين له أرجوزة في الفقه ( والختونة بالضم المصاهرة كالختون ) ومنه قول الشاعر رأيت ختون العام والعام قبله * كحائضه يزنى بها غير طاهر أراد رأيت مصاهرة العام والعام قبله كامرأة حائض زنى بها وذلك أنهما كانا عامى جدب فكان الرجل الهجين إذا كثر ماله يخطب الى الرجل الشريف الصريح النسب إذا قل ماله حريمته فيزوجه اياها ليكفيه مؤنتها في جدوبه السنة فيشرف الهجين بها لشرف نسبها على نسبه وتعيش هي بماله غير أنها تورث أهلها عارا كحائضة فجر بها فجاءها العار من جهتين احداهما أنها أتيت حائضا والثانية أن الوطء كان حراما وان لم تكن حائضا ( و ) الختونة أيضا ( تزوج الرجل المرأة ) ومنه قول جرير وما استعهد الاقوام من ذى ختونة * من الناس الا منك أو من محارب قال الازهرى والختونة تجمع المصاهرة بين الرجل والمرأة فأهل بيتها أختان أهل بيت الرجل وأهل بيت الزوج أختان المرأة
وأهلها ( وخاتنه تزوج إليه ) وقال ابن شميل سميت المخاتنة وهى المصاهرة لالتقاء الختانين منهما ( و ) ختن ( كزفر د ) بالترك وراء كاشغر ( منه ) أبو داود سليمان بن داود الختنى الفقيه المعروف بالحجاج سمع أبا على الحسن بن على بن سليمان المرغينانى توفى سنة 523 والامام أبو عبد الله محمد بن محمد الختنى الحنفي كان فقيها فاضلا درس بدمشق في دولة نور الدين الشهيد والشيخ برهان الدين الختنى من أعيان أهل السماطيه والامام أبو الحسن ( على بن محمد ) الختنى ( متأخر ) روى عن الفخر بن البخاري ومات بدمشق سنة 717 كهلا ويوسف بن عمر بن حسن الختنى حدث عن عبد الواهاب بن رواج وهو آخر من كان بينه وبين السلفي واحد بالسماع مات سنة 730 وقد حدث أبوه وأخته زهرة بنت عمر ( والختنة محركة أم الزوجة ) وقد تقدم شاهده ( والخاتون للمرأة الشريفة كلمة أعجمية ) استعملها الفرس والترك والجمع الخواتين ومما يستدرك عليه اختتن الصبى فهو مختنن كختن ومنه الحديث اختتن ابراهيم عليه السلام بقدوم وكنا في ختان فلان وعذاره وهى الدعوة لذلك نقله الجوهرى والزمخشري وعام مختون مجدب وهو مجاز كما في الاساس وأبو سهل أحمد بن محمد بن محمد بن حمدان الختنى روى عنه المالينى قال الذهخبى منسوب الى فقيه كبير كان صاهره ومن عرف بالختن أبو معاوية سلمة بن مسلم يعرف بختن عطاء وأبو بشر بن خلف الختن المقرئ المكى وأبو حمزة سعد بن عبيدة ختن أبى عبد الرحمن السلمى وأبو عبد الله محمد بن الوزير بن الحكم الدمشقي ختن أحمد بن أبى الحوارى وأبو جعفر أحمد بن على بن صالح الاشم ختن المراز على أخته محدثون وختنه ختله والمخاتنة المخاتلة والخاتنة بلد بالشام عن نصر رحمة الله تعالى * ومما يستدرك عليه خجستان بضم فكسر قرية بجبال هراة منها أحمد بن عبد الله الخجستاني المتغلب على خراسان سنة 393 ( الخدن بالكسر وكامير الصاحب ) المحدث كما في المحكم وفى الصحاح الصديق والجمع اخدان وخدناء منه قوله تعالى ولا متخذات أخدان وقال الراغب أكثر ذلك يستعمل فيمن يصاحب بشهوة نفسانية وأما قول الشاعر خدين العلا فاستعارة كقولهم عشيق العلا ( و ) الخدين ( من يخادنك ) فيكون معك ( في كل أمر ظاهر وباطن و ) الخدنة ( كهمزة من يخادن الناس كثيرا ) نقله الجوهرى ( وكشداد خدان ابن عامر ) بن مالك بن الحرث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بطن ( في أسد بن خزيمة ) كذا لابن الكلبى * ومما يستدرك عليه المخادنة المصاحبة والاخدان ذو الاخدان قال رؤبة * وانصعن أخدانا لذاك الاخدن * والمخادنة المكاسرة بالعينين ( الخذعونة ) بالضم أهمله الجوهرى وفى اللسان ( القطعة من القرعة ) والقثاءة والشحم ( الخذنتان بضم الخاء والذال المعجمة وفتح النون المشددة ) وهما ( الاسكتان أو الخصيتان أو الاذنان ) قاله الليث وأنشد * يا ابن التى خذنتاها باع * قال الازهرى هذا تصحيف والصواب بالحاء هكذا روى عن أبى عبيده وغيره والخاء وهم وقيل ( لغة في الحاء ) وليس بتصحيف ( وجمل خذانية بالضم مخففة ) أي ( ضخم جلد ) ( خربان كسحبان ) أهمله الجماعة وهو ( ابن عبيد الله ) الاصبهاني عن محمد بن بكيد ( والسرى بن سهل بن خربان ) الجنديسابورى شيخ الطستى ( والقاضى أحمد بن اسحق بن خربان ) النهاوندي عن ابن داسة وغيره ( محدثون والكلمة أعجمية أي حافظ الحمار ) هو جواب لسؤال مقدر كانه قيل لم لم يكن فعلان من خرب فيذكر حينئذ في الباء فأجاب بان الكلمة أعجمية فتكون النون من أصل الكلمة وخر هنا الحمار وبان الحافظ وفاته أبو القاسم عبد الله بن محمد بن خربان عن الهيثم بن سهل ذكره ابن ماكولا ومحمد بن خرب ابن خربان النسائي الواسطي عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة وعنه الشيخان في صحيحهما * ومما يستدرك عليه خرخان قرية بقومس بين نيسابور والرى ( خرشنة كحرذلة ) أهمله الجماعة ( والشين معجمة ) وهو ( د بالروم ) وقال ابن السمعاني أظنها بساحل (1/8022)
الشام منه عبد الله الخرشنى عن مصعب بن ماهان صاحب التوزى وعنه محمد بن الحسن بن الهيثم الهمذانى بحران ( الخراطين ) أهمله الجوهرى وفى التهذيب ( ديدان ) طوال ( توجد في الاراضي الندية ) وفى طين الانهار قال الاطباء ( مدر محلل مفت للحصاة نافع لليرقان ) ودهنه غاية في تعطيم آلة الجماع مجرب قال الازهرى ولا أحسبها عربية محضة وقال شيخنا رحمه الله تعالى انهم ذكروا أنها ليس لها من الحواس الا القوة اللامسة * ومما يستدرك عليه خرعون بالفتح قرية بسمرقند وخركن قرية بنيسابور وخرميثن بالضم قرية ببخارا ( خرن المال ) في الخزانة ( أحرزه كاختزنه ) كما في الصحاح وقيل اختزنه لنفسه ( و ) خزن ( اللحم خزنا وخزونا ) إذا ( تغير ) وأنتن ( مخزن كفرح ) وعليه اقتصر الجوهرى وقاال هو مثل خنز مقلوب منه وأنشد لطرفة ثم لا يخزن فينا لحمها * انما يخزن لحم المدخر
وعم بعضهم تغير الطعام كله ( و ) خزن مثل ( كرم ) لغة ثالثة ( فهو خزين ) ككرم فهو كريم وقال الزمخشري وقولهم خزن اللحم إذا تغير معناه خزنه فخزن أي ادخره فأنتن بسبب الدخار وقال الراغب الحزن في اللحم الادخار فكنى به عن نتنه ( و ) الخزانة ( ككتابة فعل الخازن ) وعمله ( و ) الخزانة ( مكان الخزن ) أي الموضع الذى يخزن فيه الشئ والجمع الخزائن ( ولا يفتح ) وقد ولعت العامة بفتحها وفيه نكتة لطيفد وهو مثل قولهم القصعة لا تكسر والقنديل لا يكسر ( كالمخزن كمقعد ) والجمع المخازن ( و ) من المجاز الخزانة ( القلب ) لانه يخزن فيه السر ( والخزان كشداد اللسان كالخازن ) على المثل ومنه قول لقمان لابنه إذا كان خازنك حفيظا وخزانتك أمنية رشدت في أمريك دنياك وآخرتك يعنى اللسان والقلب وقال الشاعر إذا المرء لم يخزن عليه لسانه * فليس على شئ سواه بخازن ( و ) قال أبو حنيفة الخزان ( الرطب المسود الجوف لافة ) تصيبه اسم كالجبان والقذاف واحدته خزانة ( ومخازنة الطريق مخاصره ) أي أقربه ( واخترن طريقا أخذ أقربه ) وكذلك اختصره ( وأخزن ) الرجل ( استغنى بعد فقر و ) أبو الحسن ( على بن أحمد ) بن محمد المفسر ( وأحمد بن محمد بن موسى ) ولاين السمعاني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى الرازي الفقيه الحنفي قاضى الرى وفرغانة وهراة ( الخازنان محدثان ) الاخير روى عنه الحاكم توفى بفرغانة سنة 360 رحمه الله تعالى * وفاته محمد بن عبد الله بن محمد الخازن الاصفهانى الشاعر له مدائح كثيرة في الصاحب بن عباد * ومما يستدرك عليه خزائن الله تعالى غيوب علمه تعالى لغموضها على الناس واستتارها عنهم والخزان كشداد من يخزن الطعام خاصة لغة مصرية وخزن السر واختزنه كتمه واستخزن المال خزنه والخزنة المال المخزون كالخزينة كسفينة وقوله تعالى وما أنتم له بخازنين أي حافظين له بالشكر والخزنة محركة جمع الخازن ومنه قوله تعالى وقال لهم خزنتها وخزن عنه عطاءه منعه وحبسه وخزوان قرية ببخارا ( أحسن الرجل ) أهمله الجوهرى والليث وروى ثعلب عن ابن الاعرابي أي ( ذل بعد عز ) نعوذ بالله تعالى من ذلك ( الخشن ككتف والاخشن الاحرش من كل شئ ج ) خشان ( ككتاب وهى خشنة وخشناء ) أنشد ابن الاعرابي يعنى جلة التمر وقد لففا خشناء ليست بوخشة * توارى سماء البيت مشرفة القتر ( وخشن ككرم خشنا ) بالفتح ( ومخشنة ) كمرحلة ( وخشونة وخشنة بضمهما ) وخشانة بالفتح ( وتخشن ) تخشنا ( ضد لان ) وشاهد الخشنة قول حكيم بن مصعب أنشده الجوهرى تشكى الى الكلب خشنة عيشة * وبى مثل ما بالكلب أو بى أكثر ( واخشوشن وتخشن اشتدت خشونته أو لبس الخشن ) وتعوده أو أكله ( أو تكلم به أو عاش عيشا خشنا ) أو قال قولا فيه خشونة ومنه حديث عمر رضى الله تعالى عنه في احدى رواياته اخشوشنوا ( واخشوشن إبلغ في الكل ) أي من خشن وتخشن لما فيه من تكرير العين وزيادة الواو وكذلك كل ما كان من هذا كاعشوشب ونحوه أشار له الجوهرى ( وخاشنه ) مخاشنة ( ضد لاينه ) ملاينة وفى المحكم خاشنة خشن عليه يكون في القول في العمل ( وهو خشن الجانب وأخشنه وذو خشنة وخشونة بضمهما صعب لا يطاق ) وكذلك ذو مخشنة وهو مجاز ( واستخشنه وجده خشنا ) ومنه حديث على يذكر العلماء الاتقياء واستلانوا ما استخشن المترفون ( و ) من المجاز ( خشن صدره تخشينا ) إذا ( أوغره ) وأنشد الجوهرى لعنترة لعمري لقد أعذرت لو تعذرينني * وخشنت صدرا جيبه لك ناصح ( والخشناء بقلة خضراء ) تنفرش على الارض ( خشناة في المس لينة في الفم لزج كالرجلة ) ونورتها صفراء توكل وهى مع ذلك مرعى عن أبى حنيفة وهى الخشيناء أيضا ( و ) الخنشاء ( الناقة العجفاء ) لخشونتها ( و ) الخشناء ( بنت وبره أخت كلب بن وبرة و ) المخشنة ( كمعظمة الناقة الذميمة الطرق ورجل أخشن ذميم الحال ) وهو مجاز ( وأخشن تابعي سدوسى ) ثقة روى عن أنس بن مالك وعنه عبد المؤمن بن عبد الله قاله ابن حبان ( و ) أخشن ( جد لادهم بن محرز بن أسد ( الشاعر الفارسى التابعي ) وابنه مالك بن أدهم ولى نهاوند لابن هبيرة ( وحابر بن خشين كزبير ) ابن عصم بن لاى ( في نسب فزارة وخشين بن النمر ) بن وبرة بن تغلب بن حلوان ( في قضاعة ) واسمه وائل بن النمر ( رهط أبى ثعلبة ) جرثوم بن ناشر ( الخشنى ) رضى الله تعالى عنه اشتهر بكنيته وفى اسمه أقوال (1/8023)
( ومنهم بشر بن حيان التابعي ) عن واثلة بن الاسقع الحافظ الرحال ( ومحمد بن عبد السلام ) الخشنى القرطبى ذكره الحميدى في تاريخ الاندلس وغلط من جعله منسوبا الى قرية بأفريفية مات سنة 286 وولده محمد بن محمد حدث أيضا وكنا الامير بابى الحسن وقال روى عن أبيه وعنه محمد بن محمد بن أبى دليم الاندلسي ومات سنة 333 ( و ) أبو ذر ( مصعب بن محمد بن مسعود ) الخشنى الاندلسي النحوي المعروف بابن أبى الركب أخذ عنه الشريشى شارح المقامات وقد تقدم ذكره أيضا في الباء ( وأبوه ) أبو بكر محمد
النحوي ( الشارح للكتاب ) أي كتاب سيبويه على رأس المائة السادسة ( والحسن بن يحيى ) الخشنى روى عن بشر بن حيان الخشنى كما لابن حبان وعن هشام بن عروة تركه الدار قطني كذا في الديوان ( ومسلمة بن على ) الخشنى ( الشاميان ) واهيان تركهما الدار قطني ( الخشنيون ) وفاته محمد بن الخليل الخشنى روى عن أيوب بن حيان ومحمد بن الحرث الخشنى الاندلسي عن محمد بن وضاح وحفص بن صالح الخشنى مصرى حدث عن حيوة بن شريح وأبو القاسم بكر بن على بن الوزير الخشنى عن أحمد بن عامر بن المعمر الدمشقي ( و ) من المجاز ( كتيبة خشناء ) أي ( كثيرة السلاح وأبو الخنشاء عباد بن حسيب ) هكذا في النسخ والصواب عباد بن كسيب أجنادى ( وأبو خشينة كجهينة الزيادي ) عن الحسن ( و ) أبو خشينة ( حاجب بن عمر ) الثقفى عن الحكم بن الاعرج ( محدثان وسموا مخاشنا وخشنا ككتف وشداد ويكسر ) فمن الاول مخاشن بن الاسود العبدى له صحبة ومخاشن بن الخير مقرئ حمصي الحرث بن مخاشن من المهاجرين وطارق بن مخاشن عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه وعنه الزهري ومن الثاني محمد بن أحمد البغدادي يعرف بابن الخشن روى عنه ابن دريد ومن الثالث خشان بن لاى بن عصم بن شمج أخو خشين المذكور وبكسر أوله خشان بن أسعد في نسب عبد العزى بن بدر * ومما فاته خشان بضم أوله وهو جد يوسف بن محمد الريحاني المقرى الوراق وقد تقدم للمصنف رحمه الله تعالى ذكر خشان بالفتح والكسر في الشين * ومما يسترك عليه الخشن أنشد الجوهرى للراجز ألين مسا في حوايا البطن * من يثربيات قذاذ خشن * يرمى بها أرمى من ابن تقن يعنى به الجدد وفى الحديث أخشين في ذات الله هو تصغير الاخشن للخشن وف حديث عمر قال لابن عباس رضى الله تعالى عنهما نشنشة من أخشن أي حجر من جبل فمن رواه من أخشن قال انه اسم جبل ومن رواه من أخزم فهو اسم رجل والخشان بالكسر ما خشن من الارض وملاءة خشناء فيها خشونة اما من الجدة واما من العمل وأرض خشناء غليظة فيها حجارة ورمل ومعشر خشن بالضم ويجوز تحريكه في الشعر كما في الصحاح قال ابن برى كقول الشاعر إذا لقام بنصري معشر خشن * عند الحفيطة ان ذو لوثة لانا وقال شمر اخشوشن عليه صدره وخشن عليه صدره إذا وجد عليه والخشيناء بقلة خضراء تكون في الروض والقيعان سميت بذلك لخشونتها وخشينة كجهينة بطن من العرب وقال الحافظ من لخم وبنو خشناء حى من العرب وقد سموا خشينا كأمير وخشينان بفتح فكسر ويقال أيضا خشنان ( الخصين كامير ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي ( الفأس الصغيرة ) وقال ابن سيده فأس ذات خلف يؤنث ( ويذكر ج ) خصن وأخصن ( ككتب وأجبل ) قال امرؤ القيس يقطع الغاف بالخصين ويشلى * قد علمنا بمن يدير الربابا ( خضن ناقته ) يخضنها ( حمل عليها و ) خضنها ( عض من بدنها و ) المخضن ( كمنبر من يهزل الدواب ويذللها ) عن ابن الاعرابي وقد خضنه خضنا إذا ذلله قال رؤبة تعتز أعناق الصعاب اللجن * من الوابى بالرياض المخضن ( و ) حكى اللحيانى ما ( خضنت عنه المروءة ) الى غيره ( كعنى ) أي ما ( صرفت والمخاضنة المغازلة ) نقله الجوهرى ( و ) قال غيره هو ( الترامي بقول الفحش ) وأنشد الجوهرى للطرماح وألقت الى القول منهن زولة * تخاضن أو ترنو لقول المخاضن وأنشد ابن برى وبيضاة مثل الريم لو شئت قد صبت * الى وفيما للمخاضن ملعب * ومما يستدرك عليه خضن الهدية والمعروف صرفهما مثل خبنها عن الاصمعي وخضنه خضنا كفه مثل خبنه وخضنه خضنا أذله والخضان بالكسر المغازلة ( الخفن ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( استرخاء البطن ) قال الازهرى هو حرف غريب لم اسمعه لغيره ( و ) قال الليث ( الخفيان الجراد ) أول ما يطير جرادة خيفانة قال الازهرى جعل خيفانا فيعالا من الخفن وليس كذلك وانما الخفيان من الجراد الذى صار فيه خطوط مختلفه وأصله من الاخيف والنون في خفيفان نون فعلان والباء أصلية ( و ) قال الليث ( الخفان ) ولد النعام الواحدة خفانة قال الازهرى هذا تصحيف والصحيح ( الحفان ) بالحاء المهملة والخاء فيه خطأ * ومما يستدرك عليه الخيفانة الناقة السريعة وخفان مأسدة بين الثنى والعذيب فيه غياض ونزوز وهو معروف نقله الازهرى وخفيتن اسم موضع وقد ذكر في الحاء ( خاقان ) أهمله الجوهرى وهو ( علم ) منهم أبو على عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان بن يحيى المقرى البغدادي عن أحمد وعنه ابن أخيه أبو مزاحم موسى بن عبيد الله وأبو الطيب المطهر بن حسين بن خاقان بن اسد بن سعيد سمع أبا على زاهر بن أحمد الفقيه السرخسى ( و ) خاقان ( اسم لكل ملك خقته الترك على انفسهم أي ملكوه ورأسوه ) قاله الليث وقال الازهرى وليس من (1/8024)
العربية في شئ * ومما يستدرك عليه منية خاقان قرية بمصر في الغربية وقد وردتها وخواقين الترك ملوكهم وهى لفظة تركية ومنه أخذ خان لملك الروم وقان لملك العجم والخاقانية قرية شرقي مصر وهى المعروفة بالخرقانية ( خمن الشئ وخمنه
قال فيه بالحدس ) والظن ( أو الوهم ) قال ابن دريد أحسبه مولدا وقال أبو حاتم هذه كلمة أصلها فارسية عربت وأصلها من قولهم خمانا على الظن والحدس وأشار إليه الفومى في المصباح والخفاجي في شفاء الغليل ( و ) الخمان ( كشداد الرمح الضعيف والقناة خمانة ) نقله الجوهرى عن أبى عبيد ( و ) الخمان ( من الناس خشارتهم ورديهم ) نقله الجوهرى ( و ) رجل ( خامن الذكر ) أي ( خامله ) على البدل قال الشاعر أتانى ودوني من عتادى معاقل * وعيد مليك ذكره غير خامن فعل أبا قابوس يملك غربة * ويردعه علم بما في الكنائن ( والخمن محركة النتن و ) خمان ( ككتاب جبال ببلاد قضاعة ) * ومما يستدرك عليه التخمين التحزير وخمان المتاع رديئه وخمان ناحية بالبثنية من أرض الشلام وخمان كسحاب اسم رجل وهو جد اسمعيل بن أحمد بن حاجب الخمانى المحدث روى له المالينى وقال ابن الاثير هو خمانة وقال السمعاني خمان كغراب قرية وخومين بالضم من قرى الرى عن ابن السمعاني رحمه الله تعالى ( خن الجذع ) بالفاس خنا ( قطعه ) هكذا نقله بعض الائمة قال الازهرى وهو حرف مريب وصوابه جث العود جثا أما خن بمعنى قطع فما سمعته ( و ) خن ( ماله ) خنا ( أخذه و ) خن ( الجلة ) خنا ( استخرج منها شيأ بعد شئ و ) خن ( القوم ) خنا ( وطئ مخنتهم ) بفتح الخاء وكسرها ( أي حريمهم والمخنة أيضا مضيق الوادي و ) أيضا ( مصب الماء من التلعة ) الى الوادي ( و ) أيضا ( فوهة الطريق و ) أيضا ( وسط الدار و ) أيضا ( الفناء و ) أيضا ( الانف ) وضبطه الجوهرى بكسر الجيم ( أو طرفه و ) إيضا ( الغنة و ) قيل فوق الغنة وأقبح منها ( و ) أيضا ( المحجة البينة ) كل ذلك في التهذيب ( و ) المخنة أيضا ( عفو المرعى و ) يقال ( فلان مخنة لفلان ) أي ( مأكلة له وخنة أخت يحيى بن أكثم ) القاضى وهى ( زوجة محمد بن نصر المروزى ) الفقيه هكذا ذكره الامير والذهبي والحافظ رحمهم الله تعالى ونقل شيخنا عن السهيلي في التعريف وفى الروض وغيرهما عن ابن ماكولا انها بنت يحيى بن أكثم وأم محمد بن نصر المروزى لا اخت يحيى * قلت الذى صح نقله عن ابن ماكولا ما قدمناه فليتأمل ذلك ( و ) الخنة ( بالضم الغرلة ) وهى الجلدة التى يقطعها الخاتن من الذكر ( و ) الخنة ( الغنة أو شبهما ) كما في الصحاح ( أو فوقها أو أقبح منها ) وقال المبرد الغنة أن يشرب الحرف صوت الخيشوم والخنة أشد منها ( والاخن الاغن ) أي مسدود الخياشيم وقيل هو الساقط الخياشيم والانثى خناء ( ج خن ) بالضم وأنشد الجوهرى للراجز قال أبو محمد الاسود هو لدهلب بن سالم أحد بنى قريع بن عوف جارية ليست من الوخشن * ولا من السود القصار الخن ( والخنين كالبكاء أو ) مثل ( الضحك في الانف ) كما في الصحاح قال ابن برى ومن الخنين كالبكاء في الانف قول مدرك بن حصين الاسدي بكى جزعا من أن يموت وأجهشت * إليه الجرشى وارمعل خنينها وفى الحديث انه كان يسمع خنينه في الصلاة قال ابن الاثير الخنين ضرب من البكاء دون الانتخاب وأصل الخنين خروج الصوت من الانف كالخنين من الفم ( وقد خن يخن ) قال شمر خن خنينا في البكاء إذا رد البكاء في الخياشيم والخنين يكون من الضحك الخافى أيضا ( و ) المخن ( كمسن الطويل ) من الرجال وأنشد الازهرى لما رآه جسر بامخنا * أقصر عن حسناء وارثعنا أي استرخى فيها ( وليس بتصحيف مخن ) بفتح الميم وسكون الخاء وكلاهما صحيحان وسيأتى المخن في موضعه ( و ) الخنان ( كسحاب الرفاهية ) وسعة العيش ( و ) الخنان ( ككتاب الختان و ) الختان ( كغراب داء يأخذ الطير في حلوقها ) كما في الصحاح والمحكم ( و ) هو أيضا داء يأخذ ( في العين ) وأنشد ابن سيده لجرير وإمشفى من تخلج كل داء * وأكوى الناظرين من الخنان ( و ) الخنان ( ز كام للابل وزمن الخنان كان في عهد المنذر بن ماء السماء وماتت الابل منه ) وهو معروف عند العرب وقد ذكروه في أشعارهم قال النابغة الجعدى فمن يحرص على كبرى فانى * من الشبان أيام الخنان قال الاصمعي كان الخنان داء يأخذ الابل في مناخرها وتموت منه فصار ذلك تاريخا لهم ( والخنخنة أن لا يبين في كلامه فيخنخن في خياشيمه ) قال خنخن لى في قوله ساعة * فقال لى شيأ ولم أسمع ( والخن بالكسر السفينة الفارغة ) عن أبى عمرو وعند العامة الان موضع فارغ في بطن السفينة يضع فيه النوتى متاعه ( وأخننه الله أجنه فهو مخنون ) مجنون بمعنى واحد عن اللحيانى ( والخنتة كحممة الثور المسن الضخم ) عن ابن سيده ( وسنة مخنة كمجنة ومخننة كمحدثة ) أي ( مخصبة واستخنت البئر أنتنت ) * ومما يستدرك عليه الخنن محركة شبه الغنة عن ابن سيده والخنين سدد في الخياشيم وخنخن أخرج الكلام من أنفه واخنمنه صوت القرد عن ابن الاعرابي الخنان بالضم داء يأخذ في الانف عن الجوهرى وخن البعير فهو مخنون أصابه الخنان وطائر مخنون كذلك والخنان كشداد الوكل بالخن وكونوا على مخنته أي (1/8025)
طريقته وأم خنان كغراب قريتان بمصر حرسها الله تعالى في الجيزة والمنفوية وقد دخلتهما ( الخون أن يؤتمن الانسان فلا ينصح خانه يخونه ( خونا وخيانة ) بالكسر ( وخانة ومخانة ) وميم المخانة زائدة وفى حديث عائشة رضى الله تعالى عنها وقد نمثلت بيت لبيد بن ريعة يتحدثون مخانة وملاذة * ويعاب قائلهم وان لم يشغب ( واختانه ) ومنه قوله تعالى علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم أي بعضكم بعضا ( فهو خائن وخائنة ) والهاء للمبالغة مثل علامة ونسابة أنشد أبو عبيدة للكلابى حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن * للغدر خادنة مغل الاصبع ( وخؤون خوان ) وأصل الخون النقص لان اخائن ينقص المخون شيأ مما خانه فيه وقال الحر الى الخيانة التفريط في الامانة وقال الراغب الخيانة والنفاق واحد ولكن الخيانة تقال باعتبار العهد والامانة والنفاق باعتبار الدين ثم يتداخلان فالخيانة مخالفة الحق بنقض العهد في السر والاختيان تحرك شهوة الانسان لتحرك الخيانة ( ج خانة وخونة ) محركة وهى شاذة قال ابن سيده ولم يأت شئ من هذا في الياء أي لم يجئ مثل سائر وسيرة قال وانما شذ من هذا ما عينه واو لا ياء وقوم خونة كحوكة ( وخوان ) كرمان ( وقد خانه العهد والامانة ) قال فقال عجيبا والذى حج حاتم * أخونك عهدا اننى غير خوان ( وخونه تخوينا نسبه الى الخيانة ) نقله الجوهرى ( و ) خونه ( نقصه كخون منه و ) خونه ( تعهده كتخونه فيهما ) يقال تخوننى فلان حقى إذا تنقصك قال ذو الرمة لا بل هو الشوق من دار تخونها * مر اسحاب ومر ابارح ترب وقال لبيد يصف ناقة عذافرة تقمص بالردافى * تخونها نزولي وارتحالي أي تنقص لحمها وشحمها وأما التخون بمعنى التعهد فقول ذى الرمة لا يرفع الطرف الا ما تخونه * داع يناديه باسم الماء مبغوم أي الا ما تعهده كذا رواه أبو عبيد عن الاصمعي والتخون له معنيان أحدهما النقص والاخر العهد ومن جعله تعهدا جعل النون مبدلة من اللام يقال تخونه وتخوله بمعنى واحد وقال الزمخشري رحمه الله تعلى وأما تخونته تعهدته فمعناه تجنبت أن أخونه ( ( والخون الضعف ) يقال في ظهره خون أي ضعف وهو مجاز ( و ) الخون أيضا ( فترة في النظر ومنه خائن العين للاسد ) لفتور في عينيه عند النظر ( وخائنة الاعين ما يسارق من النظر الى ما لا يحل ) ومنه قوله تعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفى الصدور ( أو أن ينظر نظره بريبة ) وبه فسر ثعلب الاية ومعنى الاية أن الناظر إذا نظر الى ما لا بحل إليه نظر خيانة يسرها مسارقة علمها الله تعالى لانه إذا نظر أول مرة غير معتمد خيانة غير آثم ولا خائن فان أعاد النظر ونيته الخيانة فهو خائن النظر وفى الحديث ما كان لنبى أن تكون له خائنة الاعين أي يضمر في نفسه غير ما يظهره فإذا كف لسانه وأوأما بعينه فقد خان وإذا كان ظهور تلك الحالة من قبل العين سميت خائنة العين وهو من قوله عز وجل يعلم خائنة الاعين أي ما يخونون فيه من مسارقة النظر الى ما لا يحل ( و ) الخوان ( كغراب وكتاب ) واقتصر الجوهرى على الكسر ( ما يؤكل عليه الطعام ) معرب كما في الصحاح والعين ( كالاخوان ) بالهمزة المكسورة لغة فيه ( وفى الحديث ) أي حديث الدابة ( حتى ان أهل الاخوان ليجتمعون ) فيقول هذا يا مؤمن وهذا يا مؤمن وهذا يا كافر هكذا في رواية والرواية المشهورة اهل الخوان وأنشد أبو عبيد ومنحر مئناث تجر حوارها * وموضع اخوان الى جنب اخوان ( ج أخونة ) في القليل ( وخون ) بالضم في الكثير قال الجوهرى ولا يثقل كراهية الضمة على الواو قال ابن برى ونطير خوان وخون بوان بون لا ثالث لهما قال وأما عوان وعون فبالفتح وقد قيل بوان بضم الباء ( و ) الخوان ( كشداد ويضم شهر ربيع الاول ) أنشد أبن الاعرابي وفى النصف من خوان ود عدونا * بأنه في أمعا حوت لدى البحر ( ج أخونة ) قال ابن سيده ولا أدرى كيف هذا ( وعصام بن خون ) البخاري ( بالضم ) عن القعنبى ( وأحمد بن خون ) الفرغانى كتب عن الربيع كتب الشافعي رضى الله تعالى عنه ( محدثان ) قال الحافظ وأحمد بن خون خراساني عن زيد العمى وهرون بن مسلم شيخ لعصام بن يوسف لقب بأبيه خون * قلت وهى لفظة فارسية معناها الدم ( وخيوان د ) باليمن ليس في الكلام اسم عينه ياء ولامه واو وترك صرفه لانه اسم للبقعة قال ابن سيده هذا تعليل الفارسى ( وخين بالكسر د ) بطوس عن المالينى ولكنه ضبطه بالفتح ( والخان الحانوت أو صاحبه ) فارسي معرب ( وخان التجار م ) معروف * ومما يستدرك عليه تخونهم طلب خيانتهم وعثرتهم واهمهم وخان سيفه نبا عن الضريبة وسئل بعضهم عن السيف فقال أخوك وربما خانك وخانه الدهر غير حاله من اللين الى الشدة قال الاعشى وخان الزمان أبا مالك * وأى امرئ لم يخنه الزمن وكذلك تخونه وفى التهذيب خانه الدهر والنعيم خونا وهو تغير حاله الى شر منها وكل ما غيرك عن حالك فقد تخونك والخوان الدهر
وفى الصحاح الخوان الاسد قال ابن سيده لكسر في نظره وخانته رجلاه لم يقدر على المشى وخان الدلو الرشاء انقطع والمخون المنسوب للخيانة والخونة محركة خمع خائنة وتخونته الحمى تعهدته وأتته في وقتها وأعوذ بالله من الخوان وهو يوم نفاد المسيرة كما في الاساس (1/8026)
والخائنة مصدر خان على فاعله كلاغية وراغية وثاغية وفي حديث ابي سعيد فإذا أنا باخاوين عليها لحوم منتنة هي خوان لمائدة الطعام والخوانة الاست خيوان اسم مالك بن زيد بن مالك بن جشم الهمداني وبه سميت البلدة المذكورة في اليمن والخونة فرس نجيب وخوين كزبير لقب ابي الخير المبارك بن مسعود والرصافي سمع من ابي الفرج بن كليب ثقة فاله ابن نقطة وخان لنجان بأصبهان منها احمد بن محمد بن عبد كويه الخاني الاصفهاني حدث باصبهان توفى سنة 406 وابو منصور يحيى بن هبة الله بن احمد بن علي الخاني قيل له ذلك لانه كان قيم خان بن عبد الله بن جرودة ببغداد سمع منه ابن السمعاني رحمة الله توفى سنة 386 ( خينين ) فالفتح وكسر النون اهمله الجماعة وهي ( ة بطوس منها ) أبو الفضل ( مظفر بن منصور ) الطوسي الفقية الفاضل الاديب الشاعر سكن سمرقند ثم فارقها الى طبرستان فمات بها سمع اعين بن جعفر بن الاشعث السمرقندي وعنه أبو سعيد الاندلسي * قلت الصواب ان الخيني وهي التي مرت في التي قبلها واما خينين فلم يذكرها احد وقال الذهبي الخيني بالخاء المعجمة لا اعرفه قال الحافظ ابن حجر هو أبو الفضل المظفر بن منصور الخيني الطوسي شيخ الادريسي ذكره السمعاني رحمه الله اتعالى فتأمل ( فصل الدال ) مع النون ( الدبنة بالضم ) اهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هي ( اللقمة الكبيرة ) وهي الدبلة ايضا ( و ) في حديث جندب بن عامر انه كان يصلي في الدبن قال ابن الاثير ( الدبن بالكسر حظيرة الغنم ) تعمل من قصب فارسي معرب فان كانت من خشب فهي زرب وان كانت من حجارة فهي صبرة * ومما يستدرك عليه الديديون اللهو وقيل الباطل وله فسر ان بري قول ابن احمر : خلوا طريق الديديون فقد * فات الصبا وتفاوت البجر قال هو فيعلول والياء زائدة ومثلة ومحمد بن سالم بن عبد الله الدوباني بالضم كتب عنه السلفي ودوبان قرية بالشام قرب صور واورده المصنف رحمة الله تعالى في دوب ( دثن الطائر تدثينا طار واسرع السقوط في مواضع متقاربة ) وواتر ذلك ( و ) دثن ( في الشجر ) تدثينا ( اتخذ عشا والدثنة ) بالفتح ( الماء القليل ) يكون في الارض ( و ) والدثنة ( بكسر الثاء والد زيد الصحابي ) وهو زيد بن الدثنة بن معاوية بن عبيد الخزرجي البياضي يدري اسر يوم الرجيع مع حبيب بن عدي فباعوه بمكة وقتلا صبرا رضي الله عنهما وفي الروض للسهيلي انه مقلوب عن الثدنة والثدن استراخاء اللحم ( و ) والثدين ( كامير جبل الدثينة كجينة أو كسفينة ع ) لبني سليم على طريق حاج البصرة بين الزجيج وقبا قاله نصر وهي الدفينة ايضا حكاء يعقوب في المبدل وانشد : ونحن تركنا بالثدينة حاضرا * لآل سليم هامة غير نائم ( أو ماء لبني سيار بن عمرو ) وانشد الجوهري للنابغة الذبياني وعلى الرميثة من سكين حاضرا * وعلى الدثينة من بني سيار ويقال انه ( كان يدعى ) في الجاهلية ( الدفينة ) بالفاء ( فتطيروا ) منها ( فغيروا ) فقالوا الدثينة * ومما يستدرك عليه الدثينة الدفينة عن ثعلب قال بن سيده واراه على البدل والدثينة ناحية قرب عدن بينها وبين الجند وايضا موضع بمصر عن نصر وداثن ناحية من غزة الشام اوقع بها المسلمون بالروم وهي اول حروب بينهم ودثن محركة موضع عن نصر وعروة بن غزية الدثني بفتح فكسر عن الضحاك بن فيروز ذكره سيف في الفتوح ( الدجن الباس الغيم الارض و ) قيل هو الباسه ( اقطار السماء ) كما في المحكم وفي الصحاح الباس الغيم السماء وقال الازهري هو ظل الغيم في اليوم المطر ( و ) الدجن ايضا ( المطر الكثير ) نقله الجوهري عن ابي زيد ( ج ادجان ودجون ودجن ) بضمها ( ودجان ) بالكسر قال أبو صخر الهذلي * وصالبنا كدجان يوم ماطر * وقال غيره * حتى إذا انجلى دجى الدجون * ( وادجنوا دخلوا فيه ) اي في الدجن حكاه الفارسي ( و ) ادجن ( المطر والمحمى داما ) فلم يقلعا اياما عن ابن الاعرابي ( و ) ادجنت ( السماء دام مطرها ) وانشد الجوهري للبيد رضي الله عنه من كل سارية وغاد مدجن * وعشية متجاوب ارزمها ( و ) ادجن ( اليوم صار ذا دجن كاد جوجن ) إذا اضب فاظلم وهو ابلغ نم ادجن ( ويوم دجن على الاضافة والنعت ويوم دجنه كخرقة وكذلك الليلة تضاف وتنعت ) نقله الجوهري عن ابي زيد ( والدجن كعتل والدجنة كخرقة وبكسرتين الظلمة ) والفعل منه ادجوجن ( و ) قال أبو زيد الدجنة من ( الغيم المطبق ) تطبيقا ( الريان المظلم ) الذي ( لا مطر فية ) كما في الصحاح ( ج دجن ) كعتل ( أو الدجنة الظلمة ) هكذا هو مضبوط كخرقة ( والدجن ) كعتل ( الدجن ) بالفتح ( أو الدجنة ) كخرقة ( الظلماء وتخفف ) وهكذا
هو في كتاب سيبويه فانه قال الدجنة بالضم والجمع وفسره بالظلمة وفي الصحاح والجمع اي كصرد ودجنات بضمتين وبضم وفتح كذا هو مضبوط بالوجهين ( و ) والدجنة كخرقة ( الباس الغيم ) الارض ( وتكاثفه وليلة مدجان ) بالكسر أي ( مظلمة و ) من المجاز ( دجن بالمكان دجونا ) بالضم ( اقام به والفه ( و ) منه دجنت ( الحمام والشاء وغيرهما ) كالابل ( الفت البيوت ) ولزمتها ( وهي داجن ) كما في المحكم وقيل داجنة ايضا نقله الجوهري ( ج دواجن ) وقال الهذلي رجال برتنا لحرب حتى كأننا * جذال حكاك لوحتها الدواجن اراد نار الحرب لوحتنا فبنا منها ما بهذا الجذل من آثار الابل الجربي وفي الحديث لعن الله من مثل بدواجنه جمع داجن وهي (1/8027)
الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم والمثلة بها ان يجدعها أو يخصيها وفي حديث عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه كانت العضباء داجنا لا تمنع من حوض ولا بنت وفي الصحاح شاة داجن إذا الفت البيوت واستانست قال ومن العرب من يقولها بالهاء وكذلك غير الشاة قال لبيد رضي الله تعالى عنه حتى إذا يئس الرماة وارسلوا * غضفا داوجن قافلا اعصامها اراد به كلاب الصيد ( جمل دجون وداجن سان ) اي عود للسناوة انشد ثعلب لهمينان بحسن في منحاته الهمالجا * يدعى هلم داجنا مدامجا ( والمدجونة الناقة عودت السناوة ) اي دجنت للسناوة ( والدجانة كجبانة الابل التي تحمل المناع ) والتجاوز وهو اسم كالجبانة وارده ابن سيده بالراء كما سيأتي في رجن ( كالديدجان ) عن ثعلب وقد تقدم في الجيم ( والدجنة بالضم ) وفي الوان الابل ( اقبح السواد وهو ادجن وهي دجناء ) نقله الجوهري ( وداجنة ) مداجنة ( داهنة ) وفي الصحاح المدجنة كالمداهنة وفي المحكم هو حسن المخالطة ( والداجنة ) المطرة المطبقة كالديمة ) وفي الصحاح عن ابي زيد الداجنة المطرة نحو المطبقة نحو الديمة وسحابة داجنة ( وداجون ة بالرملة ) فيما بظنه ابن السمعاني ( منها أبو بكر ) محمد بن احمد عمر بن عثمان بن سليمان الدجواني الرملي ( المقرئ ) عن ابي بكر احمد بن عثمان بن شيبان الرازي عنه أبو القاسم علي الكوفي ( أبو دجانة كثمامة ) كنية ( سماك بن خرشة ) قيل سماك بن اوس بن خرشة الخزرجي البياضي الانصاري ( صحابي ) مشهور رضي الله تعالى عنه ( دجنى بالضم أو لكسر قد يمد ارض خلق منها ادم عليه السلام ) قد جاء ذكرها في سيرة ابن اسحق في انصراف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف على دجناء وجاء في الحديث ابن عباس رضي الله عنهما ان الله تعالى خلق ادم من دجناء ومسح ظهرة بنعمان الاراك وكان مسح ظهره بعد خروجه من الجنة بالاتفاق من الروايات روى كان ذلك في اسماء الدنيا قبل هبوطة الى الارض وهو قول السدى وكلتا الروايتين ذكرهما الطبري كذا في الروض للسهلي ( أو هي بالحاء المهملة ) وهكذا هو مضبوط في الروض وكتب السيرة ( دجين بن ثابت كزبير أبو الغصن ) البصري عن عبد الرحمن بن مهدي وقال الذهبي في الديوان عن اسلم مولى عمر رضي الله تعالى عنه ضعفوه ولقبه ( حجى ) بضم الجيم وفتح الحاء مقصورا كذا صرح به الدميري رحمه الله تعالى في حياة الحيوان ( أو حجى ) رجل ( غيره ) نسبت إليه الحكايات وهو الصحيح * ومما يستدرك عليه دجن يومنا يدجن من حد نصر دجنا ودجونا ودغن دغونا كذلك عن ابن الاعرابي ويوم ذو دجنة وذو غنة إذا كان مطر والدجنات جمع دجنة ومنه حديث * يجلو دجنات الدياجي والبهم * ودجنت السحاب كادجنت والدجون من الشاة التي لا تمنع ضرعها سخال غيرها وكلب دجون وداجن الف للبيوت وشاة مدجان تالف إليهم وتحبها عن ابن بري وادجينة كجهينة اسم امراة دجن في فسقه دام ودجنوا في لؤمهم الفوه فلا يتركونه وهو مجاز والصفى احمد بن محمد بن عبد النبي القشاشي الدجاني بالكسر نزيل المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة والسلام واصله من بيت المقدس ذكر في الشين والدجنيتان بالضم ماءتان عظيمتان عن يسار تعشار احدهما لبكر بن سعد بن ضبة والاخرى لثعلبة بن سعد بن ضبة احدهما دجينة والاخرى القيصومة هما وراء الدهناء عن نصر ( دحن كفرح ) دحنا ( عظم بطنه في قصر فهو دحن ككتف ودحونه كقثوله ودحنه كخدبه ودحنه بكسرتين ) وفي الصحاح عن ابي عمر والدحن السمين المندلق البطن القصير قال والدحونة مثله وانشد : دحونة مكردس بلندح * إذا يراد شده يكرمح وفي التهذيب بعير دجنة ودحونة عريض وكذلك الناقة والمراة عن ابي زيد وقيل لابنه الخس الي الابل خير فقالت خير الابل الدحنة الطويل الذراع القصير الكراع قلما تجدنه وقال الليث الدحنة الكثير اللحم الغليظ قال الازهري يقال ناقة دحنة ودحنة بفتح الحاء وكسرها فمن كسرها فهو على مثال امراة عفرة وضبرة ومن فتح فهو على مثال رجل عكب وامراة عكبة إذا كانا جافي الخلق وناقة دفقة وانشد ابن السكيت : الا ارحلوا دعكنة دحنه * بما ارتعى مزهية مغنه
( ودحنة بالفتح جد الاحمر ) بن سجاح ( الشاعر ) نقله الذهبي * قلت حنة بن سعيد بن الحرث بن حصن بن ضمضم وكان شجاعا فارسا ( و ) كخدبة الارض المرتفعة ) عن ابي مالك يمانية ( وكزبير ) دحين ( بن زينب ) بن ثعلبة بن عمرو العنبري ( التابعي ) وحفيده الازرق بن عذدر بن دحين عن ابيه وجده وعنه الكديمي وجده زينب له صحبة ( ودحني ) موضع بين مكة والطائف له ذكر ( في د ج ن ) قريبا ( و ) الدحن ( ككتف الخب الخبيث ) نقله الجوهري عن ابي عمرو وهو كالدحل * ومما يستدرك عليه الدحن الواهي والديحان الجراد فيعال من الدحن عن كراع ودحين كزبير لقب الحسن بن القاسم الدمشقي المحدث ( الدخن بالضم ) الجاورس كما في الصحاح وفي المحكم ( حب الجاورس أو حب اصغر منه املس جدا بارد يابس حابس للطبع ) كما ذكره الاطباء ( والدخان كغراب وجبل ) كلاهما عن الجوهري وانشد للاعشى تباري الزجاج مغاويرها * شماطيط في رهج كالدخن ( و ) فيه لغة ثالثة الدخان مثل ( رمان ) وهو المشهور على الالسنة ( العثان ) وهو معروف ( ج ادخنة ودواخن ودواخين ) مثل (1/8028)
دخان ودواخن عثان وعواثن غير قياس كما في الصحاح قال الشاعر كان الغبار الذي غادرت * ضحيا دواخن من تنضب ( وابنا دخان غنى وباهله ) نقله الجوهري قيل سموا به لانهم دخنوا على قوم في غار فقتلوهم وحكى ابن بري انهم انما سموا بذلك لانه غزاهم ملك من اليمن فدخل هو واصحابه في كهف فنذرت بهم غنى وباهله فأخذوا باب الكهف ودخنوا عليهم حتى ماتوا وانشد للاخطل : تعوذ نسائهم يا بني دخان * ولولا ذاك ابن مع الرفاق قال يريد غنيا وباهله وقال الفرزدق يهجو الاصم الباهلي * أأجعل دارما كابني دخان * ( و ) من المجاز ( هدنة على دخن محركة قال الجوهري ( اي سكون لعله لا لصلح ) قال ابن الاثير شبهها بدخان الحطب الرطب لما بينهم من الفساد الباطن تحت الصلاح الظاهرة وقد جاء هذا في الحديث وقال أبو عبيدة في تفسيره اي لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه اي لا يصفو بعضها لبعض ولا ينصع حبها كالكدورة التي في لون ادابة * قلت اخذه من الدخن الذي هو الكدر الى سواد يكون في لون الدابة أو الثوب ( ودخن الطعام كفرح ) وكذلك اللحم ( اصابه دخان ) في حال شيه أو طبخه ( فأحذ ريحه ) حتى غلب على طعمه ( و ) من المجاز ( خلقه ) إذا ( ساء ) وفسد ( وخبث ) ورجل دخن الخلق كما في الصحاح وهو قول شمر ( والدواخن كوي تتخذ على المقالي والاتونات ) الواحدة دخنة وانشد الازهري * كمثل الدواخن فوق الارينا * قلت والعامة تسميها المداخن ( والدخنة ) في الالوان بالضم ( كدورة سواد ) وهو الشبيه بلون الحديد ( دخن كفرح فهو ادخن وهي دخناء ) يقال كبش ادخن وشاة دخناء بينه الدخن كما في الصحاح وقال رؤبة * مرت كظهر الصرصران الادخن * ( و ) الدخنة شبه ( ذريرة تدخن بها البيوت ) نقله الجوهري وفي المحكم الثبات أو البيت ( ويوم دخنان ك ) سبحان ( سخنان ) وليلة دخنانة شديدة الحر والغم كانما يغشاها دخان وهو مجاز ( و ) المجاز ( الدخن محركه الحقد ) قال قعنب وقد علمت على اني اعاشرهم * لا نفتأ الدهر الا بيننا دخن ( و ) الدخن ايضا ( سوء الخلق ) وخبثه يقال ان لدخن الخلق اي خبيثه عن شمر وهو مجاز ( و ) الدخن ( قرند السيف ) وبه فسر قول المعطل الهذلي يصف سيفا لين حسام لا يليق ضريبه * في متنه دخن واثر أحلس وفي الاساس الدخن في السيف ما يتراءي في متنه من شدة الصفاء من سواد وهو مجاز ( و ) من المجاز الدخن ( تغير الدين والعقل والحسب ) استعير من دخن النار والطبيخ ( والدخناء بالضم عصفور ) اي ضرب منه ( وابو دخنة بالضم طائر ) يشبه لونه لون القبرة ابن بري وفي بعض الاصول لون الغبرة ( و ) المدخنة ( كمكنسة المجمرة ) والجمع المداخن ( ودخنت النار كمنع ونصر دخنا ودخونا وادخنت ) كاكرمت ( ودخنت ) بالتشديد وهذه عن الزمخشري رحمه الله تعالى ( وادخنت ) على افتعلت ( ارتفع دخانها ) ولم يذكر الجوهري ادخنت ودخنت ( و ) دخنت ( كفرحت القى عليها حطب فافسدت لهيج لها دخان ) شديد نقله الجوهري ( و ) من المجاز دخن ( النبت و ) كذا ( الدابة ) إذا ( صارت الوانها كدرة في سواد ) كانه علاهما الدخان والاسم الدخن محركة به فسر الجوهري المعطل الهذلي السابق ( كدخن ككرم دخنة بالضم ودخين كزبير ارن عامر ) الحجري ( تابعي ) عن عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنه وعنه كعب بن علقمة وابن الغم الافريقي ثقة قتل سنة مائة كذا في الكاشف وزاد ابن حيان هو من اهل مصر وروى عنه بكر بن سوادة وقال الحافظ وابنه عامر بن دخين روى عن ابيه ( وادخن الزرع ) على افتعل ( اشتد حبه ) وذلك إذا علته كدرة قليلة ( و ) المجاز ( دخن الغبار دخونا ) اي ( سطع ) وارتفع منه قول الشاعر استحلم الوحش على اكسائها * اهوج محضير إذا النقع دخن * ومما يستدرك عليه دخن الطبيخ كفرح إذا تدخنت القدر نقله الجوهري وشراب دخن ككتف متغير الرائحة قال لبيد
وفتيان صدق قد غدوت عليهم * بلا دخن ولا رجيع مجنب والجنب الذي بات في الباطية والدخان الجدب والجوع وبه فسر قوله تعالى يوم تاتي السماء بدخان مبين اي يجدب بين يقال ان الجائع كان يرى بينه وبين السماء دخانا من شدة الجوع وقيل بل قيل للجوع دخان ليبس الارض في الجدب وارتفاع الارض فشبه غبرتها بالدخان ومنه قبل لسنة المجاعة غبراء وجوع اغبر وربما وضعت العرب الدخان موضع الشر إذ اعلا فيقولون كان بيننا امر ارتفع له دخان وتدخن الرجل بالدخنة وادخن على افتعل ودخن بها غيره قال آليت لا ادفن قتلاكم * فتدخوا المرأ وسرباله ودخن الفتنة محركة ظهورها واثارتها خلق داخن فاسد وحطب داخن فاسد وحطب داخن ياتي بالدخان وابو الحسن علي بن عمر بن احمد بن جعفر بن حمدان بن دخان البغدادي كغراب محدث روى عنه عبد العزيز الازجي ومات سنة 306 وابو البركات ليث بن احمد البغدادي المعروف بابن الدخني بالضم محدث ذكره المنذري في التكملة وضبطه وقال ظن انه منسوب الى الدخن الحية المعروفة وواد الدخان بن كفافة والوجه ( الدخشن كجعفر والشين معجمة ) واهمله الجوهري وقال الفراء هو ( الخدبة ) وانشد حدب حدابير من الدخشن * تركن راعيهن مثل الشن (1/8029)
قال الازهري والدخشن في الكلام لا ينون والشاعر ثقل لحاجته إليه ( و ) الدخشن ( الرجل الغليظ ) عن ابن سيده قال الازهري ويضم ويقال انه من الدخشن والنون زائدة ( و ) الدخشن ( كقنفذ اسم ) رجل كالدخشم بالميم واختار ابن عصفور انه علم مرتجل ورده أبو حيان بما ذكرناه في الميم ( الددن محركة اللهو واللعب ) وانشد الجوهري لعدي ايها القلب تعلل بددن * ان همي في سماع واذن ( كالدد ) كاليد ووجد بخط الرضي الشاطبي اللغوي في بعض الاصول بتشديد الدال قال وهو نادر ذكره أبو عمر المطرز قال أبو محمد بن السيد ولا اعلم احدا حكاه غيره ( والددا ) كقفا وعصا ( والديد ) كالايد ( والديدان محركة ) قال الاعرابي كلها لغات صحيحة قال أبو علي ونظير ددن وددا ودد في استعمال اللام تارة نونا وتارة حرف علة وتاره محذوغة لدن ولدا ولد كل ذلك يقال ويقال الدد محذوف من الددن والددا محول من الددن وفي الحديث ما انا من دد ولا الدد مني وفي رواية ما انا من ددا ولا ددا مني اي ما انا من اهل دد ولا الدد من اشغالي وانشد الازهري في ترجمة دعب للطرماح واستطرقت ظعنهم لما احزال بهم * مع الضحى ناشط من داعبات دد ويروي من داعب ددد يجعله للداعب ويكسعه اخرى ليتم النعت ( والددان كسحاب من لا غناء عنده ) نقله الجوهري ونسب ابن بري هذا القول للفراء ولم يجئ ما عينه وفاؤه من موضع واحد من غير فصل الا ددن وددان ذكر غيره الببر وقيل الببر اعجمي وقيل عربي وافق الاعجمي وقد جاه مع الفصل نحو كوكب وسوسن وديدن وسيسبان ( و ) والددان ( السيف الكهام ) وهو الذي لا يمضي وانشد ابن بري للطفيل : لو كنت سيفا كان اثرك جعرة * وكنت ددانا لا يغيرك الصقل ( و ) قيل الددان من السيوف ( القطاع ) فهو ( ضد ) * قلت الذي قاله ثعلب ان الددان من السيوف الذي يقطع به الشجر وهذا عنده غيره انما هو المعضد ولا يخفي ان كونه يقطع به الشجر لا يبلغ ان يكون ضد الكهام فان الذي لا يمضي في ضريبته قد يقطع به الشجر فنأمل ( والديدن والديدان والديددان العادة ) والداب الثانية عن ابن جنى وانشد للراجز ولا تزال عندهم حفانة * ديدانهم ذاك وذا ديدانه واورده الجوهري ايضا ( والديدبون ) اللهو وقيل الباطل وقد ذكر ( في الباء ) في ديدب ( ووهم الجوهري في ذكره هنا ) * قلت وذكره ابن بري في دبن واشرنا الى توجيهه هناك وكذا في حرف القاء فراجعه والمصنف رحمه الله تعالى تبع الصاغاني في ذكره في الباء * ومما يستدرك عليه الديدون اللهو وايضا العادة والديدن بالكسرة لغه في الفتح بمعنى العادة هكذا اورده الخوارزمي ونقله الواحدي رحمه الله تعالى في شرح ديوان المتنبي * ومما يستدرك عليه الداذين مناور من خشب الارز يستصبح بها وهي بنجد وهي ببلاد العرب من شجر المظ كذا ذكره في اللسان ( الدرن محركه جبل ببربر المغرب و ) الدرن ( الوسخ ) كذا في الصحاح ( أو تلطخه ) وفي المثل ما كان الا كدرن بكفى يعني درنا كان باحدى يديه فمسحهما بالاخرى يضرب ذلك مثلا للشي العجل وقد ( درن الثوب كفرح وادرن وادرنته ) لازم متعد ( فهو درن ) وادرن ( و ) رجل ( مدران ) كثير الدرن ( للذكر والانثى ) وانشد ابن الاعرابي : مدراين ان جاعوا واذعر من مشي * إذا الروضة الخضراء ذب غديرها وقال الفرزدق : تركوا لتغلب إذ راوا ارماحهم * بأراب كل لئيمة مدران ( و ) والدرين الدرانة ( كأمير وثمامة يبيس ) الحشيش و ( كل حطام ) من ( حمض أو شجر أو بقل ) حره وذكره إذا قدم وقال الجوهري الدرين حطام المرعى إذا قدم وهو مما يلي من الحشيش وقلما ننتفع به الابل وقال عمرو بن كلثوم وتحن الحاسبون بذي اراطي * تسف الجلة الخور الدرينا
وقال اوس بن نصر : ولم يجد السوام لدي المرعى * مساما يرتجي الا الدرينا وقال ثعلب الدرين النبت الذي اتى عليه سنة ثم جف واليبيس الحولى هو الدرين ( و ) يقال ما في الارض من اليبيس الا الدرانة ( ادرنت الابل رعته ) وذلك في الجدب ( وظبي مدران ياكله وحطب مدرن كمحسن يابس و ) يقال رجع الفرس الى ادرونه قيل ( الادرون كفرعون المعلف و ) قيل الارى و ) الادرون ( الدرن ) قال ابن سيده وليس هذا معروفا ( و ) ايضا ( الوطن و ) ايضا ( الاصل ) وخص بعضهم به الخبيث من الاصول فذهب الى ان اشتقاقه من الدرن قال ابن سيده وليس بشي وقال ابن جنى هو محلق بجردحل ذلك ان الواو الذي فيها ليست مدا لان ما قبلها مفتوح فشابهت الاصول بذلك فالحقت بها ( و ) الدران ( كسحاب الثعلب و ) ودرني كبشرى ع ) وقال نصر ناحية من شق اليمامة ( وبفتح ) وبالوجهين روى قول الاعشى حل اهلي ما بين درنى فبادر * لي وحلت علوية بالسخال فقلت للشرب في درني وقد ثولوا * شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل ( والنسبة درني ) ودرنية (1/8030)
( و ) درني ( بنت عبعبة الشاعرة وام درن محركة الدنيا ) نقله الزمخشري ( وام درين كامير الارض المجدبة ) وانشد الجوهري تعالى نسمط حب دعو ونغتدي * سواءين والمرعى بام درين يقول تعالى نلزم حبنا وان ضاق العيش ( ودارين ع البحرين منه المسك الداري ) قال النابغة الجعدي القى فيها فلجان من مسك دا * رين وفلج من فلفل ضرم وقال كثير افيد عليها المسك حتى كأنها * لطيمة داري تفتق فارها لم نثقفك ردينة ( و ) الامير ( ثقة الدولة على بن محمد ) بن يحيى ( الدريني ) العراقي ( واقف المدرسة الثقتية ) بدمشق ( حدث وروى ) عن طراد وعنه ابن عساكر ( و ) درانه ( كرمانة امراة ) قال الازهري النون في الدرانة ان كانت اصلية فهي فعلالة من الدرن وان كانت غير اصيلة فهي فعلانة من الدر أو الدر ( و ) الدرن ( ككتف وامير الثوب الخلق درنت يده بالشي كقرح تلطخت ) من المجاز ( يداه درنتان بالخير وايدهم دران وهو درن اليدين ) * ومما يستدرك عليه ثوب ادرن وسخ والدرنة كفرحة الجرباء وادرنة مدينة عظيمة بالروم ودران موضع بالروم ودراون موضع بالشام وديرين بالكسر قرية من اعمال مصر حرسها الله تعالى وقذ ذكر في الراء ( الدرابنة البوابون دربان فارسي معرب ) وانشد الجوهري للمثقب العبدي يصف ناقته فابقى باطلي والجد منها * كدكان الدرابنة المطين وقياس الدربان على طريقة كلام العرب ان يكون وزنة فعلان ونونه زائدة ولا يكون اصلا لانه ليس في كلامهم فعلال الا مضاعفا * ومما يستدرك عليه الدربان بالكسر والضم لغتان عن كراع وقيل الدرابنة التجار ( درجنت الناقة على ولدها ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان اي ( رئمته بعد نفار ) ومما يستدرك عليه الدراجين قرية بمصر من اعمال الجيزة * ومما يستدرك عليه الدحمين كشرحبيل والحاء مهملة الرجل الثقيل نقله ابن بري عن الطوسي ( الدرخبين كشرحبيل ) اهمله الجوهري وقال أبو مالك هو ( الداهية ) كالدرخبيل نقله الازهري ( و ) ايضا ( البطئ ) الثقيل الراس عن ابن عباد ( كالدرخمين فيهما ) اي في الداهية والبطي واقتصر الجوهرى على الداهية وقال قوم ان الرجل يقال فيه درخمين واما المال الرجل البطي الثقيل فبالحاء وانشد ابن الاعرابي تاح له اعرف ضافي العثنون * فزل عن داهية دخمين * حتف الحباريات والكراوين والدرخميل باللام لغة فيه * ومما يستدرك عليه الدرخمين الضخم من الابل عن السير وانشد للراجز * انعت عير عانة درخمين * الدراقن كعلابط ) اهمله الجوهري وهو المشهور على الالسنة ( الشمس و ) قال أبو حنفية ( الخوخ لغة ( شامية ) وقال دريد عرب الشام يسمون الخوخ الدرقن وهو معرب سرياني أو رومي ونقله الجواليقي في معربه وقول المصنف في تفسيره المشمش غير معروف * ومما يستدرك عليه دركزين مدينة بالعجم مشهورة وهي بالقرب من همذان منها الامام محمد بن محمد القرشي الدركزيني شارح منازل منازل السائرين ترجمة الامام الاسنوي في طبقاته * قلت وهي قرية من كورة الاعلم ومنها الوزير الدركزيني وزير السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه ( دشن ) دشنا اهمله الجوهري اي ( اعطى وتدشن اخذ ودشان د والداشن معرب الدشن ) وهو كلام عراقي وليس من كلام اهل البادية لانهم ( يعنون به الثوب الجديد الذي ( لم يلبس ) التي ( لم تسكن ) ولا استعملت دشنى ( كسكرى ) والمشهور على الالسنة كذكري ( د بصعيد مصر الاعلى الفقيه الورع ) جلال الدين ( احمد بن عبد الرحمن ) بن محمد الكندى ( الدشناوي ) رحمه الله تعالى سمع الحديث عن الشيخ بهاء الدين ابي الحسن علي بن هبة الله بن سلامة عرف بابن بنت الحميري المنذري ومجد المرسي وروى عنه بالقاهرة الشيخ شمس الدين بن محمد بن احمد والجمال محمد بن يحيى الارمني وعلم الدين بن الشيخ بهاء الدين القشيري يوسف بن احمد بن عرفات القنائي ولد بدشنى سنة 615 وتوفى رحمه الله تعالى بقوص سنة 677 ودفن خارج
باب المقابر بالقرب نم شيخه ابي الحسن القشيري وابنه الشيخ تاج الدين محمد بن احمد روى عن ابيه وبه تخرج وعنه البرهان ابراهيم بن علي القوصي والكمال وابو الفضل جعفر بن ثعلب الادقوي * ومما يستدرك عليه الداشن والبركة كلاهما الدستاران ويقال بركة الطحان كلاهما الجوهرى وفي المحكم ( سعف بعضه الى بعض ويرمل بالشريط ويبسط التمر ) ازدية ( و ) والدعن ( ككتف السيي الخلق والغذاء كالمدعن كمكرم كخدب الماجن ج دعنه و ) الدعانة ( كسحابة المجون وما ادعنه ) في التعجب ( و ) دعان ( كسحاب اد بين المدينة وينبع * ومما يستدرك عليه ادعن الجمل إذا طيل ركوبه به يهلك وكذا ادعنت (1/8031)
الناقة قاله أبو عمر وفي تفسير شعر ابن مقبل رواه هكذا بالدال والنون ود وعن كجوهر واد بحضرموت ( الدعكن كجعفر ) اهمله الجوهري وفي النوادر هو ( الدمث الحسن الخلق ) من الرجال نقله الازهري قال ( و ) والبرذن ) القرود الاليس البين الليس ( الذلول ) وفي المحكم الدعكنة ( بهاء السمينة وفيل ( الصلبة ) الشديدة ( من النوق ) وانشد الا ارحلوا دعكنه دحنه * بما ارتعى مزهية مغنه ويروى ذاعكنه وتقدم في دحن ( ويكسر ) وبه روى البيت ايضا ( و ) الدعكنه ( العظيم ( دغن يومنا ) اهمله الجوهري قال ابن الاعرابي هو مثل ( الذي اجار ابا بكر رضي الله تعالى عنه ) وشهد هو حنينا وتقدم ذكره في العين ( أو هي المفردات إذا تغيرت حركاتها فيقال تصحيف وتحريف لا لحن والله اعلم ( دغانين هضبات ببلاد عمرو بن كلاب ) والذي في معجم نصر دغانين بالغين المعجمة هضبات لبني وقاص من بني ابي بكر بن وائل بن كلاب بحمى ضرية هناك جبيل يقال له دغنان ( كجهينة علم للاحمق ) عند اهل البيت وقال الليث يقال للاحمق دغنة ( أو اسم حمقاء م ) معروفة ( و ) أبو محمد ( عبد الله بن محمد بن ابراهيم ( شيخ ابي الهيثم ) الكشمظيهي وابو اسحق الزكي روى محمد بن ابراهيم البوشنجي وصالح محمد جزره ( ابراهيم بن احمد عن الهيثم الشاشي وعنه حفيده محمد بن صالح بن احمد بن ابراهيم ( الداغونيان محدثان ) واختص اهل مرو بقولهم دغوائي لبياع المداسات ( دفنه يدفنه ) دفنا ( ستره وواراه ) في التراب ( كاذقنه على افتعله فاندفن وتدفن ) كما في المحكم وفي الصحاح ادفن الشي افتعل بمعنى فو صريح في ان ادفن مطاوع دفنه وكلام المحكم ويقتضي انه متعد ( والدفن بالسرع والدفين كالمدفون ج ادفان ودفناء ) الدفين ( الركبتة والحوض المنهل يندفن ) وذلك الريح فيه التراب بعضها والجمع دفن بضمتين وانشد للبيد سدما قليلا عهده بانيسه * من بين اصفر ناصع ودفان ( ومدفان ودفان ككتاب مندفه والدفينة ما يدفن ) وقال ثعلب الشي ( و ) سمى ( الكنز ) الدفينة كلونه مدفونا في الارض ( ج دفائن ) على القياس ( و ) الدفينة ( ع ) هو الدثينة بالثاء وقد تقدم ذكرها ( المدفان والدفون من الابل والناس الذاهب على وجهه لا لحاجة كلا باق وفي المحكم كلابق ( وقد دفنت دفنا ) ذا ( سارت على وجهها وادفن العبد كفتعل ابق هرون بسندة عن محمد بن شريح ونقله أبو عبيدة ( فهو دفون ) بهذا المعنى وبه فسر حديث شريح انها كان لا يرد العبد نت الاذقان ويرده من الاباق البات وقيل الاذقان ان يراوغ مواليه اليوم واليومين نقله الجوهري عن ابي زيد وكان أبو عبيدة ويقول هو ان لا يغيب عن المصر في يغيبتة نقله الجوهري ايضا وقال الازهري والقول ما قال أبو زيد وابد عبيده والحكم على دلك لانه المستتر الذي قهرته الطبيعة يقول الشمس تعينة على الطبيعة وتظهر بحرها ( و ) داء دفن بالكسر ) هكذا في النسخ والصواب ككتف عن ابن الاعرابي كما سيأتي وقيل داء دفين ( ظهر بعد خفاء فنشاء منها شر وعر ) وهو مجاز ( ودفن ) كجوهر هو اسم قال بان سيده ولا ادري أ ( رجل ) ام وموضع انشد ابن الاعرابي قال فان كان رجلا فعسى ان يكون اعجميا فلم يصرفه أو لعل الشاعر احتاج الى ترك صرفه فلم يصرفه فانه راى لبعض النحويين ان كان عنى قبيله أ ( وامراة ) أو بقعة فحكمة ان لا يصرف وهذا بين واضح ( وناقة دفون ) إذا كان من ( عادتها ان تكون ) في ( وسط الابل ) كما في الصحاح وقال غيره الدفون من الابل التي تكون وسطهن ( إذا وردت وقد دفنت ) دفنا ( و ) من المجاز ( تدفنوا تكاتموا ) يقال في الحديث لو تكاشفتم ما تدافتنم اي لو يكشف عيب بعضكم لبعض كما قفي السصحاح ( والد فنى كعربي ثوب مخطط ) نمقله الجوهري وانشد ابن بري للاعشى الواطئين على صدور نعالهم * يمشون في الدفني والابراد ( و ) من المجاز ( رجل دفن بالفتح ) اي خامل ) ويقال له دفنت نفسك في حياتك ( والمدفان السقاء ) الخلق البالي نقله الجوهري ( و ) من الجاز ( بقرة دافنة وهي التي ( انسحقت اضراسها هرما ) نقله الجوهري ( ودافنا الامر داخله ) هكذا ف يالسخ والصواب دافن الامر داخله وهو مجاز ( و ) الدفينة ( كسفينة منزل لبني سليم ) هي الدثنية التى اشرنا إليها قريبا وتقدم ذكرها (1/8032)
في د ث ن * ومما يستدرك عليه الدفن بالفتح المدفون والجمع أدفان ويجمع الدفين على الدفن بضمتين ومنه حديث عائشة رضى الله تعالى عنها تصف أباها واجتهر دفن الرواء وأرض دفن بضمتين الواحد والجمع سواء والدفن بالفتح المنهل المدفن قال * دفن وطام ماؤه كالجريال * ودفن سره كتمه وهو مجاز والمدفن من الابل والناس كالدفون وادفنت الناقة على افتعلت فهى دفون والتدافن مدافنة الموتى ومنه الحديث لو أن تدافنتم وقال الاصمعي رجال دفين المروءة ودفن المروءة إذا لم تكن له مروءة قال لبيد رضى الله تعالى عنه يبارى الريح ليس بجانبى * ولا دفن مروءته لئيم وحكى ابن الاعرابي داء دفن ككتف وهو نادر قال ابن سيده وأراه على النسب وأنشد للمهاصر بن المحل ووقف على عيسى بن موسى بالكوفة وهو يكتب الزمنى ان تكتبوا الزمنى فانى لطمن * من ظاهر الداء وداء مستكن * ولا يكاد يبرأ الداء الدفن والدفين كأمير موضع قال الحذلمى * الى نقاوى أمعز الدفين * والدفافين خشب السفينة واحدها دفان عن أبى عمرو والمدفن موضع الدفن والجمع المدافن والدفين اللحم يدفن في الارز عامية ( دقن في لحى الرجل ) يدقنه دقنا أهمله الجوهرى وقال الزمخشري ( ضرب ) بجمع كفنه ( فيه وكذلك إذا منعه وحرمه ) يقال للمحروم دقن في لحيه كما في الاساس * ومما يستدرك عليه تقول أهل بغداد في دقنك أي في لحيتك كما في الاساس * قلت وكذا هو عند عامة أهل مصر وليست بلغة فصيحة وابن الدقون محدث مغربي هو أبو العباس أحمد بن ابراهيم أخذ عن المواق وعنه أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن عبد العزيز السنولى * ومما يستدرك عليه الدقدان بالكسر ما تنصب عليه القدر معرب فارسيته ديك دان وقد ذكره المصنف استطرادا في ترجمة عنن * ومما يستدك عليه الديقان أثافى القدر نقله صاحب اللسان * قلت وهو فارسي معرب ديك دان ( الدكنة بالضم لون ) يضرب الى الغبرة بين الحمرة والسواد وفى الصحاح يضرب ( الى السواد ) وقد ( دكن ) الشئ ( كفرح ) دكنا ودكن الثوب اتسخ واغبر لونه وأنشد الجوهرى لرؤبة * سلمت عرضا ثوبه لم يدكن * ( فهو أدكن ) وأنشد الجوهرى للبيد رضى الله تعالى عنه أغلى السباء بكل أدكن عاتق * أو جونة قدحت وفض ختامها يعنى زقا قد صلح وجاد في لونه ورائحته لعتقه ( ودكن المتاع كنصر ) يدكنه دكنا ( نضد بعضه على بعض كدكنه ) بالتشديد وهو مجاز ( و ) منه ( الدكان كرمان ) وهى الدكة المبنية للجلوس عليها وهو عند أبى الحسن مشتق من الدكاء وهى الارض المنبسطة فحينئذ النون زائدة وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى هناك أيظا وقيل الدكان ( الحانوت ج دكاكين ) كما في الصحاح ومر له تفسير الحانوت بدكان الخمار فالظاهر ان الدكان أعم قاله شيخنا رحمه الله تعالى وهو فارسي ( معرب ) كما في الصحاح وصرح النووي رحمه الله تعالى بأنه مذكر قال شيخنا فإذا كان معربا فالصواب اصالة النون إذ المعرب لا يعرف له اشتقاق ولا يدخله تصريف على الاصح ( وثريدة دكناء كثيرة الابازير ) كأن الابازير دكنت عليها أي نضدت ( والدكيناء كالعفيراء دويبة من الاحناش وسموا دوكنا كجوهر وزبير ) ومن الاخير دكين بن سعيد الخثعمي له صحبة ودكين لقب زيد بن الحسن بن أحمد بن اسمعيل بن يوسف الحسنى نزل منفلوط واستوطنها فعقبه بها * ومما يستدرك عليه الدكن بالفتح والدكن محركة لون الادكان وأدكن مثل دكن وخر أدكن وجبة دكناء وعلى الجو مطارف دكن وهى السحاب ودكن الدكان عمله ودكن بفتح فكسر كاف مشددة كورة عظيمة بالهند ( ادلهن ) الرجل ( ادلهنانا ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان ومعناه ( كبر وشاخ ) وهى ( لغة في ادلهم ) بالميم * قلت ولم يذكر في ترجمة ادلهم هذا المعنى كما أشرنا إليه فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه دلان كسحاب من أسماء العرب وقد أميت أصل بنائه كما في اللسان ودالان في دول ( الدمن بالكسر السرقين المتلبد ) الذى صار كرسا على وجه الارض ( و ) في الصحاح الدمن ( البعر ) وأنشد للبيد راسخ الدمن على أعضاده * ثلمته كل ريح وسبل ومنه الحديث فينبتون نبات الدمن هكذا روى بالكسر فسكون الميم قال ابن الاثير يرد البعر لسرعة ما ينبت فيه ( ودمنت الماشية المكان تدمينا ) بعرت فيه وبالت ( فهو متدمن ) ودمن الشاء الماء كذلك قال ذو الرمة يصف بقرة وحشية مولعة خنساء ليست بنعجة * يدمن أجواف المياه وقيرها ويقال الماء متدمن إذا سقطت فيه أبعار الابل والغنم ( و ) الدمنة ( بهاء آثار الدار والناس و ) أيضا ( ما سودوا ) وأثاروا فيه بالدمن قال عبيد بن الابرص منزل دمنه آباؤنا * المورثون المجد في أولى الليالى ويقال وقعوا على دمنة الدار وهى البقعة التى سودها أهلها وبالت فيه وبعرت ماشيتهم ( و ) من المجاز الدمنة ( الحقد القديم ) الثابت المدمن للصدر وقيل لا يكون الحقد دمنة حتى يأتي عليه الدهر ولذا وصفوه بالقديم ( وقد دمن ) عليه ( كفرح )
ودمنت قلوبهم أي ضغنت ( و ) الدمنة ( الموضع القريب من الدار جمع الكل دمن ) على بابه ( ودمن بالكسر ) الاخيرة كسدرة وسدر وقيل الدمن اسم الجنس مثل السدر اسم الجنس وفى الحديث اياكم وخضراء الدمن قيل وما ذاك قال المرأة الحسناء في منبت السؤ شبه المرأة بما ينبت في الدمن من الكلا يرى له غضارة وهو وبئ المرعى منتن الاصل قال زفر بن الحرث وقد ينبت المرعى على دمن الثرى * وتبقى حزازات النفوس كما هيا (1/8033)
( و ) الدمان ( كسحاب الرماد و ) أيضا ( السرقين ) التى يزبل بها الارض ( و ) أيضا ( عفن النخلة وسوادها ) قال الاصمعي إذا أنسغت النخلة عن عفن وسواد قيل قد أصابه الدمان بالفتح هذا نص الجوهرى وفى التهذيب قال شمر الصحيح انشقت لا أنسغت وقد ذكر في موضعه وقال ابن الاثير الدمان فساد الثمر وعفنه قبل ادراكه حتى يسود ويقال أيضا الدمال باللام قال وهكذا قيده الجوهرى وغيره الدمان بالفتح والذى جاء في غريب الخطابى الدمان بالضم قال وكأنه أشبه لان ما كان من الادواء والعاهات فهو بالضم وقيل هما لغتان قال الخطابى ويروى الدمار بالراء ولا معنى له ( كالدمن ) بالفتح ( والادمان محركه عن ابن القطاع ) وهو قول ابن أبى الزناد ( و ) الدمان كسحاب ( من يسرقن الارض ) أي يزبلها هكذا مقتضى سياقه والصحيح انه كشداد ( وأدمن الشئ ادمنه ) ولزمه ولم ينفك عنه وفى الحديث مدمن الخمر كعابد الوثن هو الذى يعاقر شربها ويلازمها ولا يقلع عنها وأنشد ثعلب فقلنا أمن قبر خرجت سكنته * لك الويل أم أدمنت حجر الثعالب معناه الزمته وأدمنت سكناه كأنه أراد أدمنت سكنى حجر الثعالب ( ودمن الارض ) مثل ( دملها ) وذلك إذا ازبلها بالسرقين ( و ) يقال ( هو دمن مال ودمنته بكسرهما ) كما يقال هو ازاء مال أي ( سائسه ) ملازمه لا ينفك عنه ( والدميني كسميهى دأما اليربوع ) لادامة اقامته فيه ( و ) المدمن ( كمعظم ع ) وفى المحكم أرض ( و ) الدمون ( كتنور القبيح و ) دمون ( ع ) أو أرض حكاه ابن دريد وأنشد لامرئ القيس تطاول الليل علينا دمون * دمون انا مشعر يمانون * واننا لاهلنا محبون ( وعبد الله بن الدمينة كجهينة شاعر ودمنه تدمينا رخص له ) عن كراع ( و ) من المجاز دمن ( بابه ) تدمينا إذا غشيه و ( لزمه ) قال كعب بن زهير رصي الله تعالى عنه أرعى الامانة لا اخون ولا أرى * أبدا أدمن عرصة الخوان ( ودامان ة كثيرة التفاح بالعراق ) وفى انساب السمعاني بالجزيرة منها أبو أحمد فهر بن بشير الرقى الدمانى عن جعفر بن برقان وعنه أهل الجزيرة مات بعد المائتين ( ودمامين ة بالصعيد ) الاعلى منها الضياء ابراهيم بن مكى بن عمر بن نوح بن عبد الواحد الدمامينى المخزومى الكاتب سمع عن أبى الحسين نصر بن الحسين الجلال وحدث بالقاهرة سمع منه الشريف عز الدين أحمد بن محمد وغيره توفى رحمه الله تعالى ببلبيس سنة 663 وقد ذكرت في د م م وذكرنا هناك البد الدمامينى النحوي فلينقل هنا ( وكتاب كليلة ودمنة بالكسر وضع الهند ) أي وضع حكمائهم لملوكهم مشتمل على قصص وحكايات ونوادر وضرب أمثال لا يستغنى عنها الملوك والوزراء والامراء والحكام ترجمه عبد الله بن المقفع الى العربية ثم ترجمه أبو المعالى نصر الله بن محمد بن عبد الحميد لاحد ملوك غزنة بالفارسية نظما وقد رأيت النسختين ( والادمان شجرة من الجنبة ) هو بالفتح ( و ) أيضا ( عاهة من عاهات النخل ) وهذا بالتحريك كما ضبطه هو عن ابن القطاع ومر قريبا ( ودومين وقد تفتح ميمه ة قرب حمص ) ومحل ذكرها في دوم * ومما يستدرك عليه الدمنة بالكسر الزبلة والموضع الذى يلبد فيه السرقين وكذلك ما اختلط من البعر والطين عند الحوض وأيضا بقية الماء في الحوض والجمع دمن قال علقمة بن عبدة ترادى على دمن الحياض فان تعف * فان المندى رحلة فركوب والدمان بالضم لغة في الدمان بالفتح وقد تقدم ونقل في التوشيح التثليث ودمون بن الصدف كتنور به نسب الموضع ودمنة الذهب بالكسر قرية باليمن ومحلة دمنة محركه قرية بمصر من أعمال الدقهلية وهذا مد منهم وأرض مدمونة مسرقنة ودامان ناحية شاميه عن نصر رحمه الله تعالى ( الدن الرقود العظيم أو ) هو ( أطول من الحب ) مستوى الصنعة في اسفله كهيئة قونس البيضة ( أو أصغر ) من الحب ( له عسعس لا يقعد الا ان يحفر له ) قال ابن دريد عربي صحيح وأنشد * وصلى على دنها وارتسم * والجمع الدنان ( والدنان جبلان م ) معرفان قال نصر أظن بنجد ( وارشد بن دن هو ابن معبد ) تابعي روى عن أنس وعنه الحسن بن حبيب وأبو نعيم ثقة ( والدنن محركة انحناء في الظهر و ) أيظا ( دنو وتطامن في الصدر والعنق ) خلقة وفى الروض قصر العنق وتطامنها ( وهو ادن وهى دناء ويكون أيضا في الدواب وكل ذى أربع ) قال الاصمعي ومن أسواء العيوب الدنن في كل ذى أربع وهو دنو الصدر من الارض ورجل أدن أي منحنى الظهر نقله الازهرى وكان الاصمعي يقول لم يسبق أدن قط الا أدن بنى يربوع وقال
أبو الهيثم الادن من الدواب الذى يداه قصيرتان وعنقه قريبة من الارض وأنشد برح بالصينى طول المن * وسير كل راكب أدن * معترض مثل اعتراض الطن وقال الراجز * لا دنن فيه ولا اخطاف * وقال ابن الاعرابي الادن الذى صلبه كالدن وأنشد قد خطئت أم خثيم بأدن * بناتئ الجبة مفسؤ القطن وقال أبو زيد الادن البعير المائل قدما وفى يديه قصر ( وبيت أدن متطامن ) نقله الجوهرى ( والدندنة صوت الذباب ) والنحل ( والزنابير ) ونحوها قال * كدندنة النحل في الخشرم * وأنشد شمر * تدندن مثل دندنة الذباب * ( و ) أيضا هينمة الكلام ) الذى لا يفهم ومنه قول الاعرابي فأما دندنتك ودندنة معاذ فلا نحسنها فقال عليه السلام حولهما ندندن ويروى عنهما ندندن أي الجنة والنار قال أبو عبيد الدندنة ان يتكلم الرجل بالكلام تسمع نغمته ولا تفهمه عنه لان يخفيه والهينمة نحو منها وقال ابن الاثير هو أرفع من الهينمة قليلا ( كالدنين ) كأمير ( والدندن بالكسر وهى أيضا ) أي الدندن ( ما اسود من نبات أو شجر و ) خص بعضهم به (1/8034)
( أصل الصليان ) وحطام البهمى إذا اسود وقدم وقيل هي أصول الشجر البالى وأنشد الجوهرى لحسان بن ثابت رضى الله تعالى عنه المال يغشى اناسا لا طباخ لهم * كالسيل يغشى أصول الدندن البالى وقال أبو عمرو الدندن الصليان المحيل تممية ( وأدن ) الرجل بالمكان ادنانا ( أقام ) كابن ابنانا عن ابن الفرج ( ودن الذباب ودنن وندن صوت و ) قال شمر دن مثل ( طن ) ودندن مثل طنطن ( و ) دندن ( فلان نغم ولا يفهم منه كلام ) عن أبى عبيد وبه فسر الحديث السابق ( ودنن محركة د ) بين المدينة والشام ( والدنة بالكسر دويبة كالنملة ) سميت لقصرها ( ودنان الثياب ذلاذلها ) لغة في الذال المعجمة ( وظالم بن دنين كزبير م ) معروف وهو ( والدماوية أم عبد الله ومجاشع وسدوس بنى دارم بن مالك بن حنظلة ) ابن زيد مناة بن تميم ما عدا جبيرا وجريرا وأبان بنى دارم المذكور أيضا ( ودنية القاضى قلنسوته شبهت بالدن ) وقال الشريشى رحمه الله تعالى في شرح المقامة التاسعة أصلها الدنينة كسفينة وهى قلنسوة محددة الاطراف يلبسها القضاة والاكابر وليست من كلام العرب هي عراقية واستعمل الحريري الدنية ومنه قول ابن لنك ماكان أبدى فقيها إذ ظفرت به * فكيف ألبسه دنية القاضى * ومما يستدرك عليه يقال رجل أدنن ودنان بكسر فتشديد ودننة كعنبة ودندن إذا اختلف في مكان واحد مجيئا وذهابا ودندن حول الماء دار وحوم وبه فسر الحديث أيضا قال الاصمعي يحتمل أن يكون من الصوت ومن الدوران وبنو الدندان بطن من العلوين وأبو صالح الهذيل بن حبيب البغدادي الدندانى عن حمزة الزيات وأبو بكر محمد بن سعيد بن بسام الدندانى ودندنة ناحية بكسكرة قريبة من واسط عن نصر والدنين كزبير قرية بديار بكر ( دون بالضم نقيض فوق ) وهو تقصير عن الغاية ( ويكون ظرفا ) كما في الصحاح والتهذيب يقال هذا دونك في التحقير والتقريب فالتحقير منه مرفوع والتقريب منصوب لانه صفة ويقال دونك زيد في المنزلة والقرب والبعد وقال ابن سيده دون كلمة في معنى التحقير والتقريب يكون ظرفا فينصب ويكون اسما فيدخل حرف الجر عليه قال سيبويه ولا يستعمل مرفوعا في حال الاضافة وأما قول تعالى وانا منا الصالحون ومنا دون ذلك فانه أراد منا قوم دون ذلك فحذف الموصوف وقال غيره ومنا دون ذلك بالنصب والموضع موضع رفع ذلك ان العادة في دون أن يكون ظرفا ولذلك نصبوه ( و ) يكون ( بمعنى امام و ) بمعنى ( وراء و ) بمعنى ( فوق ضد ) فمن معنى الوراء قولهم هذا أمير على ما دون جيحون أي على ما وراءه ومنه قول الشاعر تريك القذى من دونها وهى دونه * إذا ذاقها من ذاقها يتمطق أي ترك هذه الخمر من ورائها والخمر دون القذى اليك وليس ثم قذى ولكن هذا تشبيه يقول لو كان أسفلها قذى لرأيته ومن معنى فوق قولهم ان فلانا لشريف فيجيب آخر فيقول ودون ذلك أي فوق ذلك ( و ) يكون بمعنى ( غير قيل ومنه ) قوله تعالى ويعملون عملا دون ذلك أي دون الغوص يريد سوى الغوص من البناء نقله الفراء وكذا قوله تعالى الهين من دون الله أي غير الله وقوله تعالى ويغفر ما دون ذلك أي ما سوى ذلك وقيل أي ما كان أقل من ذلك والمعنيان متلازمان نقله الراغب وكذلك الحديث ( ليس فيما دون خمس أواق صدقة أي في غير خمس أواق قيل ومنه ) أيضا ( الحديث اجاز الخلع دون عقاص رأسها أي بما سوى عقاص رأسها أو معناه بكل شيئ حتى بعقاص رأسها و ) يكون ( بمعنى الشريف ) نقله بعض النحويين ( و ) بمعنى الحقير ( الخسيس ) نقله الجوهرى وهو قول الفراء وأنشد الجوهرى إذا ما علا المرء رام العلاء * ويقنع بالدون من كان دونا وهو ( ضد و ) يكون ( بمعنى الامر ) كقولك دونك الدراهم أي خذه وكذلك دونك به ( و ) يكون بمعنى ( الوعيد ) كقولك دونك صراعى ودونك فتمرس بى ( و ) الدون ( ة بالدينور ) منها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد الصوفى الدونى راوي سنن
النسائي عن القاضى أبى نصر أحمد بن الحسين الكسار وعنه أبو زرعة المقدسي ولد سنة 427 وتوفى سنة 501 ( و ) دونة ( بهاءة بنهاوند ) هكذا ضبطه صاحب اللب وهو الصواب ( وقد يزاد في النسبة إليها قاف منها عمير بن مرادس الدونقى ) ومر للمصنف في القاف ضبطه كجوهر وهو خطأ نبهنا عليه هناك ( ودوين بالضم وكسر الواوة بنيسابور و ) أيضا ( د بارمينية ) في ازربيجان وبه ولد الملك الافضل نجم الدين أيوب بن شادى بن مروان والد السلطان صلاح الدين يوسف و ( منه ) أبو الفتوح ( نصر الله بن منصور ) بن سهل الملقب بالكمال تفقه على الغزالي ببغداد وسافر الى خراسان وروى عن أبى بكر أحمد بن سهل السراج وأبى سعيد عبد الواحد بن أبى القاسم القشيرى وعنه أبو سعد بن السمعاني توفى ببلج سنة 546 ( و ) منه أيضا ( أبو عبد الله ) هكذا في النسخ والصواب عبد الله ( بن رزين ) الضرير شيخ ابن أبى لقمة ذكره الذهبي مات بعد الاربعين وخمسمائة ( المحدثان و ) دوان ( كغراب ناحيه بعمان ) بينه وبين فيروز اباد على ساحل البحر قاله نصر ( و ) دوان ( كشداد ع بأرض فارس ) وقال نصر ناحية بفارس موصوفة بجودة الخمر * قلت ومنها الجلال سعد بن محمد الصديقى الدوانى أحد المحقيين في المعقولات ( والدودن كعلبط دم الاخوين و ) في الاصحاح ولا يشتق من دون فعل وبعضهم يقول منه ( دان يدون دونا ) بالفتح والضم ( وأدين بالضم ) ادنة ( صار دونا خسيسا أو ضعف ) وهذا رواه الرغب عن ابن قتيبة قال الجوهرى ويروى قول عدى (1/8035)
أنسل الذرعان غرب جذم * وعلا الربرب أزم لم يدن قال وغيره يرويه لم يدن بتشديد النون على ما لم يسم فاعله من دنى يدنى أي ضعف يقول هذا الشاعر جرى هذا الفرس وحدتة خلف الذرعان أي أولاد البقرة خلفه وقد علا الربرب شد ليس فيه تقصير ( والديوان ) بالكسر قال ابن السكيت لا غير ( ويفتح ) عن الكسائي وحكاها سيبويه ( مجتمع الصحف ) عن ابن السكيت ( و ) أيضا ( الكتاب يكتب فيه أهل الجيش وأهل العطية ) عن ابن الاثير ومنه الحديث لا يجمعهم ديوان حافظ ( وأول من وضعه عمر رضى الله تعالى عنه ) قال الجوهرى أصله دوان فعوض من احدى الواوين ياء لانه ( ج ) أي يجمع على ( دواوين ) ولو كانت الياء أصلية لقالوا دياوين قال ابن برى ( و ) حكى ابن دريد وابن جنى انه يقال ( دياوين وقد دونه ) تدوينا جمعه قال أبو عبيدة هو فارسي معرب وأورده الجواليقى في المعرب وكذ الخفاجى في شفاء الغليل وقال الكسائي هو بالفتح لغة مولدة وقال سيبويه انما صحت الواو في ديوان وان كانت بعد الياء ولم تعتل كما اعتلت في سيدلان الياء في ديوان غير لازمة وانما هو فعال من دونت والدليل على ذلك قولهم دويوين فدل ذلك على انه فعال وأنك انما أبدلت الواو بعد ذلك قال ومن قال ديوان فهو عنده بمنزلة بيطار وقال الماوردى في الاحكام السلطانية ان الديوان موضوع لحفظ ما تعلق بحقوق السلطنة من الاعمال والاموال ومن يقوم بها من الجيوش والعمال * قلت وذكر غير واحد انه انما سمى به لان كسرى لما اطلع على الكتاب ومعاملاتهم في سرعة قال هذا عمل ديوان أي هذا عمل الجن فان ديو بالكسر الجن والالف والنون علامة الجمع عندهم فبقى هذا اللقب هكذا وقال المناوى الديوان جريدة الحساب ثم أطلق على الحساب ثم على موضعه وفى شفاء الغليل أطلق على الدفتر ثم قيل لكل كاتب وقد يخص بشعر شاعر معين مجاز حتى جاء حقيقة فيه فمعانيه خمسة الكتبة ومحلهم والدفتر وكل كتاب ومجموع الشعر * قلت ومن أحد هذه المعاني سمى الحافظ الذهبي كتابه في الضعفاء والمتروكين وهو عندي بخطه ( و ) يقال ( هذا دونه أي أقرب منه و ) يقال ( دونكه اغراء ) أي الزمه فاحفظه وقالت تميم للحجاج أقبرنا صالحا وكان قد صلبه فقال دونكموه كما في الصحاح يعنى لما قتل صالح بن عبد الرحمن ( والتدون الغنى التام ) عن ابن الاعرابي ( وادن دونك أي اقترب منى ) فيما بينى وبينك وفسر أبو الهيثم قول الشاعر * يزيد يغض الطرف دوني * أي ينكسه فيما بينى وبينه من المكان وقال زهير بن خباب وان عفت هذا فادن دونك اننى * قليل الغرار والشريج شعارى الشريح القوس وقال جرير اعياش قد ذاق القيون مراستى * وأوقدت نارى فادن دونك فاصطلى ( ويدخل على دون من والباء قليلا ) فيقال هذا دونك وهذا من دونك وفى الكتاب العزيز ووجد من دونهم امرأتين تذودان أنشد سيبويه لا يحمل الفارس الا الملبون * المحض من أمامه ومن دون قال وانما قلنا فيه انه انما أراد من دونه لقوله من امامه فاضاف فكذلك نوى اضافة دون وأنشد في هذا المعنى للجعدى لها فرط يكون ولا تراه * اماما من معرسنا ودونا وأما الباء فقد استعمله الاخفش في كتابه في القوافى فقال فيه وقد ذكر اعربيا أنشده شعرا مكفأ فرددناه عليه وعلى نفر من أصحابه فيهم من ليس بدونه فادخل عليه الباء كما ترى ( و ) قولهم ( دون النهر جماعة ) ودون قتل الاسد أهوال ( أي قبل ان تصل إليه )
ومنه قول دريد في المقصورة ان امرأ القيس جرى الى مدى * فاعتاقه حمامه دون المدى أي قبله نقله الخفاجى قال اللحيانى ( و ) أكثر ( ما يقال ) في كلام العرب ( هذا رجل من دون ) وهذا شئ من دون أي حقير ساقط يقولونها مع من ومنه قولهم لولا انك من دون لم ترض بذا ورضيت من فلان بأمر من دون ( ولا يقال رجل دون ) لم يتكلموا به وقد جوزه بعضهم فقال يقال رجل دون ليس بلا حق وثوب دون ردئ وقال ابن جنى في شئ دون ذكره في كتابه الموسوم بالمعرب ( ولا ) يقال فيه ( ما أدونه ) لانه لا يتصرف منه فعل * ومما يستدرك عليه قال سيبويه قالوا هو دونك في الشرف والحسب ونحوه على المثل كما قالوا انه لصلب القناة وانه لمن شجرة صالحة قال ابن جنى ويقال أقل الامرين وأدونهما قال ابن سيده فاستعمل منه أفعل وهذا بعيد لانه ليس له فعل فتكون هذه الصيغة مبنية منه وانما تصاغ هذه الصيغة من الافعال غير انه قد جاء من هذا شئ ذكره سيبويه وذلك قولهم أحنك الشاتين كأنهم قالوا حنك فانما جاؤا بأفعل على نحو هذا ولم يتكلموا بالفعل وقد يكون دون بمعنى تحت كقولك دون قدمك خد عدوك أي تحت قدمك وجلس دونه أي تحته قال الفراء وتكون بمعنى على وبمعنى بعد وبمعنى عند الاخيرة ذكرها ابن السيد في المعاني وبه فسر الزوزنى قول امرئ القيس * فالحقه بالهاديات ودونه * أي عنده وبمعنى الادون الذى نقله الراغب وديوان بالكسر اسم كلب وأنشد ابن برى للراجز أعددت ديوانا لدرباس الحمت * متى يعاين شخصه لا ينفلت ودرباس أيضا كلب أي أعددت كلبى لكلب جيراني الذى يؤذيني في الحمت ودوان كسحاب قرية بكاذرون كذا في حواشى العباب للحافظ السيوطي رحمة الله * قلت ولعلها المشددة التى ذكرها المصنف رحمة الله والديوان سكة بمر ومنها أبو العباس جعفر بن وجيه بن حريث الديواني المروزى سمع على بن خشرم وغيره والديوانى لهذا الدرهم المعامل به بين أيدى الناس اليوم عامية كأنه (1/8036)
نسب الى ديوان السلطان مكنيا به عن جودة فضته ( دهن ) الرجل ( نافق ) وهو مجاز ( و ) دهن ( رأسه وغيره دهنا ودهنة بله والاسم الدهن بالضم ) وبالفتح الفعل المجاوز ( و ) من المجاز دهن ( فلانا ) إذا ( ضربه بالعصا ) كما يقال مسحه بالعصا وبالسيف إذا ضربه برفق ( والدهنة بالضم الطائفة من الدهن ) أنشد ثعلب فما ريح ريحان بمسك بعنبر * برند بكافور بدهنه بان بأطيب من ريا حبيبي لو اننى * وجدت حبيبي خاليا بمكان ( ج أدهان ودهان ) بالكسر ومنه حديث سمرة فيخرجون منه كانما دهنوا بالدهان وحديث قتادة بن ملحان كنت إذا رأيته كأن على وجه الدهان ( وقد ادهن به على افتعل ) إذا تطلى به ( والمدهن بالضم ) في الاول والثالث ( آلته ) كما في التهذيب أي ما يجعل فيه الدهن كما هو نص سيبويه وهو المراد بها هنا كما يتبادر أو انه الالة التى يصنع بها ( وقارورته ) كما في الصحاح ( شاذ ) وهو أحد ما جاء على مفعل مما يستعمل من الادوات وقال الليث المدهن كان في الاصل مدهنا فلما كثر في الكلام ضموه وقال الفراء ما كان على مفعل ومفعلة مما يعتمل به فهو مكسور الميم الا أحرفا جاءت نوادر فذكر منها المدهن والجمع المداهن وفى الحديث كأن وجه مدهنة شبه بصفاء الدهن ويروى مذهبة وهى رواية مسلم في بعض النسخ ( و ) المدهن ( مستنقع الماء ) كما في المحكم وفى الصحاح نقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وهو مجاز ( أو كل موضع حفره سيل ) أو ماء واكف في حجر ( ومنه حديث طهفة ) بن زهير ( النهدي ) له وفادة وكان بليغا مفوها ( نشف المدهن ) ويبس الجعثن ( وقول الجوهرى ) ومنه ( حديث الزهري ) كما وجد بخطه ( تصحيف قبيح ) وقد أصله أبو زكريا بخطه فيما بعد ونبه عليه وتكلف شيخنا للجواب عن الجوهرى بقوله ان المراد منه حديث النهدي خرجه الزهري في سيرته فنسب ذلك إليه اختصارا وهذا لا تصحيف فيه انما فيه الاختصار والاقتصار على المخرج دون الصحابي اه وأنشد الجوهرى لاوس يقلب قيدودا كأن سراتها * صفا مدهن قد زلقته الزحالف ( ولحية داهن ودهين مدهونة و ) من المجاز ( الدهن ) بالفتح ( ويضم ) الضم عن أبى زيد نقله الجوهرى ( قدر ما يبل وجه الارض من المطر ج دهان ) بالكسر عن أبى زيد ( وقد دهن المطر الارض ) بلها يسيرا يقال دهنا ولى فهى مدهونة ( و ) من المجاز ( المداهنة ) المصانعة كما في الصحاح ( و ) قيل ( اظهار خلاف ما يضمر كالادهان ) ومنه قوله تعالى ودوا لو تدهن فيدهنون وقال الفراء يعنى ودوا لو تكفروا فيكفرون وقال في قوله تعالى أفبهذ الحديث أنتم مدهنون أي مكذبون ويقال كافرون وقيل معناه ودوا لو تلين في دينك فيلينون وقال أبو الهيثم الادهان المقاربة في الكلام والتلين في القول وقال الراغب الادهان كالتدهين لكن جعل عبارة عن المداراة والملاينة وترك الجد كما جعل التقريد وهو نزع القراد من البعير عبارة عن ذلك وقال شيخنا رحمه الله
تعالى الادهان في الاصل جعل نحو الاديم مدهونا بشئ ما من الدهن ولما كان ذلك ملينا له محسوسا استعمل في اللين المعنوي على التجوز به مطلق اللين أو الاستعارة له ولذا سميت المداراة والملاينة مداهنة ثم اشتهر هذا المجاز وصار وصار حقيقة عرفية فتجوز فيه على التهاون بالشئ واستحقاره لان المتهاون بالامر لا يتصلب فيه كما في العناية ( و ) قال قوم المداهنة المقاربة والادهان ( الغش ) نقله الجوهرى وقال الليث الادهان اللين والمداهن المصانع قال زهير وفى الحلم ادهان وفى العفو دربة * وفى الصدق منجاة من الشر فاصدق وأنشد الراغب الحزم والقوة خير من * الادهان والفهة والهاع ( والدهناء الفلاة ) وقيل موضع كله رمل ( و ) الدهناء ( ع لتميم بنجد ) مسيرة ثلاثة أيام لا ماء فيه يمد ( ويقصر ) في الشعر وأنشد ابن الاعرابي * لست على أمك بالدهنا تدل * وقال جرير * نار تصعصع بالدهنا قطا جونا * وقال ذو الرمة * لاكثبة الدهنا جميعا وماليا * وشاهد الممدود * ثم مالت لجانب الدهناء * وهى سبعة أجبل في عرضها بين كل جبلين شقيقة طولها من حزن ينسوعة الى رمل يبرين وهى قليلة الماء كثيرة الكلا ليس في بلاد العرب مربع مثلها وإذا أخصبت ربعت العرب جمعاء ( و ) الدهناء ( اسم دار الامارة بالبصرة و ) أيضا ( ع امام ينبع ) بينهما مرحلة لطيفة ومنها يتزود الماء الى بدر كذا في مناسك الظهير الطرابلسي الحنفي ( والنسبة دهنى ودهناوى ) على القصر والمد ( و ) الدهناء ( بنت مسحل احدى بنى مالك بن سعد بن زيد مناة ) بن تميم وهى ( امرأة العجاج ) الراجز وكان قد عنن عنها فقال فيها أظنت الدهنا وظن مسحل * أن الامير بالقضاء يعجل عن كسلاتى والحصان يكسل * عن السفاد وهو طرف هيكل ( و ) الدهناء ( عشبة حمراء ) لها ورق عراض يدبغ به ( وبنو دهن بالضم حى ) من بجبلة وهم بنو دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمص ابن الغوث ( منهم معاوية بن عمار بن معاوية ) بن دهن ( الدهنى ) أبوه عمار يكنى أبا معاوية روى عن مجاهد وأبى الفضل وعدة وعنه شعبة والسفيانان وكان شيعيا ثقة مات سنة 133 وقال ابن حبان عداده في أهل الكوفة قال وكان راويا لسعيد بن جبير وربما أخطأ وولده معاوية هذا روى عن أبى الزبير وجعفر بن محمد وعنه معبد بن راشد وقتيبة ثقة وقال أبو حاتم لا يحتج به ومن (1/8037)
ولده أبو الفضل أحمد بن معاوية بن حكيم بن معاوية بن عمار سمع بن عقدة وقال مات سنة 292 وله ثمان وستون سنة وذكر السمعاني من هذه القبيلة غرزة بن قيس بن غزنة بن أوس بن عبد الله بن جبارة بن عامر بن عبد الله بن دهن كان شريفا وحفص بن نفيل الدهنى شيخ لابي كريب ( وبنو داهن كصاحب ) حى من العرب ( ودهنة بالكسر بطن من الازد ) ثم من غافق وهم بنو دهنة ابن مالك بن غافق نزلوا مصر ( منهم حكيم بن سعد ) المصرى الفصيح العالم مولى دهنة وحفيده عبد الله بن محمد بن حكيم ذكره أبو يونس قال كان عريف دهنة هو وأبوه وجده ( و ) أبو رياح ( خالد بن زياد ) بن خالد الغافقي ( الدهنيان ) ومنهم أيضا أبو عبيد عفيف بن عبيد الغافقي الدهنى يروى عن معقل بن فضالة مات سنة 181 ( و ) من المجاز ( ناقة دهين كأمير قليلة اللبن ) بكيئة لا يدر ضرعها قطرة قال الراغب فعيل في معنى فاعل أي تعطى بقدر ما يدهن به وقيل بمعنى مفعول لانها دهنت باللبن لقلته والثانى أقرب من حيث انه لم تدخل فيه الهاء والجمع دهن وأنشد الجوهرى للحطيئة يهجو أمه جزاك الله شرا من عجوز * ولقاك العقوق من الينين لسانك مبرد لا عيب فيه * ودرك در جاذبة دهين ( وقد دهنت دهانة ودهانا بالكسر كنصر وعلم وكرم ) الثاني عن أبى زيد نقله الجوهرى وفى بعض نسخ الصحاح وقد دهنت دهانة من حد كرم كذا هو مضبوط ( و ) الدهان ( ككتاب الاديم الاحمر ) ومنه قوله تعالى فكانت وردة كالدهان أي صارت حمراء كالاديم من قولهم فرس ورد والانثى وردة قال رؤبة يصف شبابه وحمرة لونه فيما مضى من عمره كغصن بان عوده سرعرع * كأن وردا من دهان يمرع * لوني ولو هبت عقيم تسفع أي يكثر دهنه يقول كان لونه يعلى بالدهن لصفائه وقال الاعشى وأجرد من فحول الخيل طرف * كأن على شواكله دهانا وقال لبيد رضى الله تعالى عنه وكل مدماة كميت كأنها * سليم دهان في طرف مطنب وكل ذلك في الصحاح وقال غيره الدهان في القرآن الاديم الاحمر الصرف وقال أبو اسحق رحمه الله تعالى في تفسير الاية أي تتلون من الفزع الاكبر كما تتلون الدهان المختلفة ودليل ذلك قوله عزوجل يوم تكون السماء كالمهل أي كالزيت الذى قد أغلى ( و ) الدهان ( المكان الزلق ) ومنه قول المسكين الدرامى ومخاصم قاومت في كبد * مثل الدهان فكان لى العذر يعنى انه قاوم هذا المخاصم في مكان زلق يزلق منه من قام به فتثبت هو وزلق خصمه ولم يثبت والعذر النجح ( و ) من المجاز ( قوم مدهنون كمعظم عليهم آثار النعيم والدهن بالكسر من الشجر ما يقتل به السباع ) وهو شجرة سوء كالدفلى في قول أبى وجزة
( واحده بهاء ودهني بضمتين ) مشددة النون ( كغلبى ع بالسواد ) بالقرب من المدائن عن نصر ( والادهان ) بالكسر ( الانقاء ) هكذا في النسخ والصواب الابقاء قال ابن الانباري أصل الادهان الابقاء يقال لا تدهن عليه أي لا تبق عليه وقال اللحيانى يقال ما أدهنت الا على نفسك أي ما أبقيت ( و ) يقال ( هو طيب الدهنة بالضم أي ) طيب ( الرائحة ) * ومما يستدرك عليه تدهن الرجل إذا تطلى به كما في الصحاح ودهنه تدهينا مثل دهنه والدهان من يبيع الدهن واشتهر به أبو مصلح الازهر صالح بن درهم روى عنه شعبة بن الحجاج ورجل مدهان كمحمار أي دهين الشعر وتمدهن الرجل أخذ مدهنا نقله الجوهرى ولحية دهينة مدهونة ورجل دهين كأمير ضعيف ويقال أتيت بأمر دهين قال ابن عرادة لينتزعوا تراث بنى تميم * لقد ظنوا بنا ظنا دهينا وفحل دهين لا يكاد يلقح أصلا كأن ذلك لقلة مائه وإذا ألقح في أول قرعه فهو قبيس والدهان دردى الزيت وبه فسر الراغب الاية وأيضا الطريق الاملس وبه فسر قول مسكين وقيل هو الطويل الاملس والدهان اسم لما يدهن به كالحزام ومنه المثل كالدهان على الوبر ومن كلام العامة كلام الليل مدهون بزبدة وابراهيم بن عثمان بن عبد النبي الدهان المكى الحنفي الامام العلامة أخذ عن السيد العالم الولى صبغة الله قدس سره الكريم وعنه ابراهيم أبو سلمة توفى سنة 1035 ودهنة بن عذرة بن منبه بن نكرة ابن الكن بطن نقله ابن الجوانى النسابة وهى غير التى في دجيلة ودهنة بن الهن ء من الازد فخذ عنه أيضا ( الدهدن كأردن الباطل ) وانشد الجوهرى للراجز لاجعلن لابنة عثم فنا * حتى يكون مهرها دهدنا ( لغة في الدهدر ) بالراء قاله الجوهرى وقال ابن برى الدهدن كلام ليس له فعل ( و ) الدهدن ( كجعفر الناس والخلق ) يقال ما أدرى أي الدهدن هو أي أي الناس وأى الخلق ( الدهقان بالكسر والضم ) وضبط في نسخ الصحاح بالكسر والفتح ونظره أبو عبيدة بقرطاس * قلت وقد تقدم في السين أن القرطاس مثلث وأن الفتح فيه حكاه اللحيانى ( القوى على التصرف مع حدة و ) أيضا ( التاجر و ) أيضا ( زعيم فلاحى العجم و ) أيضا ( رئيس الاقليم ) وقال ابن السمعاني هو مقدم قرية أو صاحبها بخراسان والعراق ( معرب ) عن فارسي ( ج دهاقنة ودهاقين ) قال إذا شئت غنتني دهاقين قرية * وصناجة تجذو على كل منسم ( والاسم الدهقنة ) قال الليث وهو نبز ( وهى بهاء وقد تدهقن ) صار دهقانا قال سيبويه سألت الخليل عن دهقان فقال ان سميته (1/8038)
من التدهقن فهو مصروف قال الجوهرى ان جعلت النون أصلية من قولهم تدهقن الرجل وله دهقنة موضع كذا صرفته لانه فعلال وان جعلته من الدهق لم تصرفه لانه فعلان ( ولوى الدهقان ع بنجد ) وأنشد ابن برى للاعشى فظل يغشى لوى الدهقان منصلتا * كالفارسي تمشى وهو منتطق وقال الفارسى وبالبادية رملة تعرف بلوى دهقان قال الراعى يصف ثورا فظل يعلو لوى دهقان معترضا * يردى واظلافه خضر من الزهر ( ودهقنوه جعلوه دهقانا ) فدهقن بالضم قال العجاج * دهقن بالتاج وبالتسوير * ومما يستدرك عليه التدهقن التكيس ودهقن الطعام ألانه عن أبى عبيد وقال الاصمعي الدهمقة والدهقنة سواء والمعنى فيهما سواء لان لين الطعام من الدهقنة واشتهر بالدهقان أبو سهل بشر بن محمد بن أبى بشر الاسفراينى روى عنه الحاكم أبو عبد الله وغيره ( دهمن ) كجعفر أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( للفرس كالقيل لليمن ) ( الدين ما له أجل ) وينقسم الى الصحيح وغير الصحيح فالصحيح الذى لا يسقط الا باداء أو ابراء وغير الصحيح ما يسقط بدونهما كنجوم الكتابة قاله المناوى رحمه الله تعالى ( وما لا أجل له فقرض ) وقد ذكر في موضعه وبينهما وبين السلم فروق عرفية ذكرها شراح نظم الفصيح ونقل الاصمعي عن بعض العرب انما فتح دال الدين لان صاحبه يعلو المدين وضم دال الدنيا لابتنائها على الشدة وكسر دال الدين لابتنائه على الخضوع ( و ) من المجاز الدين ( الموت ) لانه دين على كل أحد سيقضيه إذا جاء متقاضيه ومنه المثل رماه الله بدينه ( وكل ما ليس حاضرا ) دين ( ج أدين ) كأفلس ( وديون ) قال ثعلبة بن عبيد يصف النخل تضمن حاجات العيال وضيفهم * ومهما تصمن من ديونهم تقضى يعنى بالديون ما ينال من جناها وان لم يكن دينا على النخل كقول الانصاري أدين وما دينى عليكم بمغرم * ولكن على الشم الجلاد القراوح والقراوح من النخيل التى لا كرب لها عن ابن الاعرابي ( ودنته بالكسر ) دينا ( وأدنته ) ادانة ( أعطيته الى أجل ) فصار عليه دين تقول منه أدنى عشرة دراهم قال أبو ذؤيب أدان وأنبأه الاولون * بان المدان ملى وفى ( و ) قال أبو عبيدة دنته ( أقرضته ) نقله الجوهرى وأدنته استقرضته منه ( ودان هو أخذه ) وقيل دان فلان يدين دينا استقرض وصار عليه دين ( فهو دائن ) وأنشد الاحمر للعجير السلولى ندين ويقضى الله عنا وقد نرى * مصارع قوم لا يدينون ضيعا
كذا في الصحاح قال ابن برى وصوابه ضيع بالخفض لان القصيدة كلها مخفوضة ( و ) رجل ( مدين ) كمقيل ( ومديون ) وهذه تميمية ( ومدان ) كمجاب ( وتشدد داله ) أي لا يزال ( عليه دين أو ) رجل مديون ( كثير ) ما عليه من الدين وأنشد الجوهرى وناهزوا البيع من ترعية رهق * مستأرب عضه السلطان مديون وقال شمر ادان الرجل بالتشديد كثر عليه الدين وأنشد اندان أم نعتان ام ينبرى لنا * فتى مثل نصل السيف هزت مضاربه قوله نعتان أي نأخذ العينة ( وأدان وادان واستدان وتدين اخذ دينا ) وقيل ادان واستدان إذا أخذ الدين واقترض فإذا أعطى الدين قيل أدان بالتخفيف وقال الليث أدان الرجل فهو مدين أي مستدين قال الازهرى وهو خطأ عندي قال وقد حكاه شمر عن بعضهم وأظنه أخذه عنه وأدان معناه أنه باع بدين أو صار له على الناس دين وشاهد الاستدانة قول الشاعر فان يك يا جناح على دين * فعمران بن موسى يستدين وشاهد التدين تعيرني بالدين قومي وانما * تدينت في أشياء تكسبهم مجدا ( ورجل مديان يقرض ) الناس ( كثيرا ) وقال ابن برى وحكى ابن خالويه ان بعض أهل اللغة يجعل المديان الذى يقرض الناس والفعل منه أدان بمعنى اقرض قال وهذا غريب ( و ) قيل رجل مديان ( يستقرض كثيرا ) وفى الصحاح إذا كان عادته يأخذ بالدين ويستقرض فهو ( ضد ) وقال ابن الاثير المديان مفعال من الدين للمبالغة وهو الذى عليه الديون ومنه الحديث ثلاثة حق على الله عونهم منهم المديان الذى يريد الاداء ( وكذا امرأة ) مديان بغير هاء و ( جمعهما ) أي المذكر والمؤنث ( مدايين وداينته ) مداينة ( أقرضته وأقرضني ) وفى الاساس عاملته بالدين وفى الصحاح عاملته فأعطيت دينا وأخذت بدين قال رؤبة داينت أروى والديون تقضى * فاطلت بعضا وأدت بعضا ( والدين بالكسر الجزاء ) والمكافأة يقال داينه دينا أي جازاه يقال كما تدين تدان أي كما تجازى تجازى بفعلك وبحسب ما عملت وقوله تعالى انا لمدينون أي مجزيون وقال خويلد بن نوفل الكلابي يخاطب الحرث بن أبى شمر يا حار أيقن أن ملكك زائل * واعلم بأن كما تدين تدان وقيل الدين هو الجزاء بقدر فعل المجازى فالجزاء أعم ( وقد دنته بالكسر دينا ) بالفتح ( ويكسر ) جزيته بفعله وقيل الدين المصدر (1/8039)
والدين الاسم وقوله تعالى مالك يوم الدين أي يوم الجزاء وفى الحديث اللهم دنهم كما يدينوننا أي اجزهم بما يعاملونا به ( و ) الدين ( الاسلام وقد دنت به بالكسر ) ومنه حديث علي رضى الله تعالى عنه محبة العلماء دين يدان الله به قال الراغب ومنه قوله تعالى أفغير دين الله يبغون يعني الاسلام لقوله تعالى من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وعلى هذا قوله هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ( و ) الدين ( العادة ) والشأن قيل هو أصل المعنى يقال ما زال ذلك دينى وديدنى أي عادتي قال المثقب العبدى تقول إذا درأت لها وضينى * أهذا دينه أبدا وديني والجمع أديان ( و ) الدين ( العبادة ) لله تعالى ( و ) الدين ( المواظب من الامطار أو اللين منها ) قال الليث الدين من الامطار ما تعاهد موضعا لا يزال يصيبه وأنشد معهود ودين قال الازهرى هذا خطأ والبيت للطرماح وهو عقائل رملة نازعن منها * دفوف أقاح معهود ودين أراد دفوف رمل أو كثب أقاح معهود أي ممطور أصابه عهد من المطر بعد مطر وقوله ودين أي مودون مبلول من ودنته أدنه ودنا إذا بللته والواو فاء الفعل وهى أصلية وليست بواو العطف ولا يعرف الدين في باب الامطار وهذا تصحيف من الليث أو ممن زاده في كتابه ( و ) الدين ( الطاعة ) وهو أصل المعنى وقد دنته ودنت له أي أطعته قال عمر بن كلثوم وأياما لنا غرا كراما * عصينا الملك فيها ان ندينا ويروى * وأيام لنا ولهم طوال * والجمع الديان وفى الحديث الخوارج يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية أي من طاعة الامام المفترض الطاعة قاله الخطابى وقيل أراد بالدين الاسلام قال الراغب ومنه قوله تعالى ومن أحسن دينا ممن أسلم وجه لله وهو محسن أي طاعة وقوله تعالى لا اكراه في الدين يعنى الطاعة فان ذلك لا يكون في الحقيقة الا بالاخلاص والاخلاص لا يتأتى فيه الاكراه ( كالدينة بالهاء فيهما ) أي في الطاعة واللين من الامطار ( و ) الدين ( الذل ) والانقياد قيل هو أصل المعنى وبهذا الاعتبار سميت الشريعة دينا كما سيأتي ان شاء الله تعالى وأنشد الجوهرى للاعشى ثم دانت بعد الرباب وكانت * كعذاب عقوبة الاقوال أي ذلت له وأطاعته ( و ) الدين ( الداء ) وقد دان إذا أصابه الدين أي الداء قال * يا دين قلبك من سلمى وقد دينا * قال المفضل معناه ياداء قلبك القديم وقال اللحيانى المعنى يا عادة قلبك ( و ) الدين ( الحساب ) ومنه قوله تعالى ملك يوم الدين وقوله تعالى ذلك الدين القيم أي الحساب الصحيح والعدد المستوى وبه فسر بعض الحديث الكيس من دان نفسه أي حاسبها وقوله تعالى انا لمدينون أي محاسبون
( و ) الدين ( القهر والغلبة والاستعلاء ) وبه فسر بعض حديث الكيس من دان نفسه أي قهرها وغلب عليها واستعلى ( و ) الدين ( السلطان و ) الدين ( الملك ) وقد دنته أدينه دينا ملكته وبه فسر قوله تعالى غير مدينين أي غير مملوكين عن الفراء قال شمر ومنه قولهم يدين الرجل أمره أي يملك ( و ) الدين ( الحكم و ) الدين ( التدبير و ) الدين ( التوحيد و ) الدين ( اسم لما يتعبد الله عزوجل به و ) الدين ( الملة ) يقال اعتبار بالطاعة والانقياد للشريعة قال الله تعالى ان الدين عند الله الاسلام وقال ابن الكمال الدين وضع الهى يدعو أصحاب العقول الى قبول ما هو عن الرسول وقال غيره وضع الهى سائق لذوى العقول باختيارهم المحمود الى الخير بالذات وقال الحر الى دين الله المرضى الذى لا لبس فيه ولا حجاب عليه ولا عوج له هو اطلاعه تعالى عبده على قيوميته الظاهرة بكل ناد وفى كل باد وعلى كل باد وعظمته الخفية التى لا يشير إليها اسم ولا يحوزها رسم وهى مداد كل مداد ( و ) الدين ( الورع و ) الدين ( المعصية و ) الدين ( الاكراه ) ودنت الرجل حملته على ما يكره عن أبى زيد ( و ) الدين ( الحال ) قال ابن شميل سألت اعرابيا عن شئ فقال لو لقيتني على دين غير هذا لاخبرتك ( و ) الدين ( القضاء ) وبه فسر قتادة قوله تعالى ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك أي قضائه ( ودنته أدينه خدمته وأحسنت إليه و ) دنته أيضا ( ملكته ) فهو مدين مملوك وقد ذكر قريبا ( وناس يقولون منه المدينة للمصر ) لكونها تملك ( و ) الديان ( القاضى ) ومنه الحديث كان على ديان هذه الامة بعد نبيها أي قاضيها كما في الاساس وقال الاعشى الحرمازى يمدح النبي صلى الله عليه وسلم * يا سيد الناس وديان العرب * ( و ) الديان ( الحاكم و ) الديان ( السائس ) وبه فسر قول ذى الاصبع العدواني لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب * عنى ولا أنت ديانى فتخزونى قال ابن السكيت أي ولا أنت مالك أمرى فتسوسنى ( و ) الديان في صفة الله تعالى ( المجازى الذى لا يضيع عملا بل يجزى بالخير والشر ) أشار إليه الجوهرى ( والمدين العبد وبهاء الامة لان العمل أذلهما ) وأنشد الجوهرى للاخطل ربت وربا في كرمها ابن مدينة * يظل على مسحاته يتركل قال أبو عبيدة أي ابن أمة كما في الصحاح ( وفى الحديث كان صلى الله عليه وسلم على دين قومه ) قال ابن الاثير ليس المراد به الشرك (1/8040)
الذى كانوا عليه وانما أراد ( أي ) كان ( على ما بقى فيهم من ارث ابراهيم واسمعيل عليهما السلام في حجهم ومناكحتهم ) ومواريثهم ( وبيوعهم وأساليبهم ) وغير ذلك من أحكام الايمان ( وأما التوحيد فانهم كانوا قد بدلوه والنبى صلى الله عليه وسلم لم يكن الا عليه ) وقيل هو من الدين العادة يريد به أخلاقهم من الكرم والشجاعة وفى حديث الحج كانت قريش ومن دان بدينهم أي اتبعهم في دينهم ووافقهم عليه إتخذ دينهم له دينا وعبادة ( ودان يدين ) دينا ( عز وذل وأطاع وعصى واعتاد خيرا أو شرا ) كل ذلك عن ابن الاعرابي قال شيخنا هذه المعاني من الاضداد وأغفل المصنف التنبيه عليها ( و ) دان الرجل دينا ( أصابه الداء ) عن ابن الاعرابي أيضا وقد تقدم شاهده ( و ) دان ( فلانا حمله على ما يكره ) عن أبى زيد وقد تقدم ( و ) دانه ( أذله ) واستعبده ومنه الحديث الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والاحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله تعالى قال أبو عبيد أي أذلها واستعبدها وأنشد الجوهرى للاعشى هو دان الرباب إذ كرهوا لدين * دراكا بغزوة وصيال يعنى أذلها ( ودينه تديينا وكله الى دينه ) بالكسر نقله الجوهرى ( و ) قال ابن الاعرابي ( أنا ابن مدينتها أي عالم بها ) كما يقال ابن بجدتها ( ودايان حصن باليمن وادان ) بالتشديد ( اشترى بالدين أو باع بالدين ضد وفى الحديث ) عن عمر رضى الله تعالى عنه انه قال عن أسيفع جهينة ( ادان ) ونص الحديث فادان ( معرضا ويروى دان وكلاهما بمعنى اشترى بالدين ) وقوله ( معرضا ) أي ( عن الاداء أو معناه داين كل من عرض له ) وفى الصحاح وهو الذى يعترض الناس ويستدين ممن أمكنه وتقدم الحديث بطوله في ترجمة عرض فراجعه * ومما يستدرك عليه تداينوا تبايعوا بالدين واداينوا أخذوا بالدين والاسم الدينة بالكسر قال أبو زيد جئت أطلب الدينة قال هو اسم الدين وما أكثر دينته أي دينه والجمع دين كعنب قال رداء بن منظور فان تمس قد عال عن شأنها * شؤون فقد طال منها الدين أي دين على دين وبعته بدين أي بتأخير كما في الصحاح والدائن الذى يستدين والذى يجزى الدين ضد ويقال رأيت بفلان دينة بالكسر إذا رأيت به سبب الموت والديان ككتاب المداينة ودان بكذا ديانة وتدين به فهو دين ومتدين نقله الجوهرى والدين القصاص ومنه حديث سلمان ان الله ليدين للجما من القرناء أي يقتص والدينة بالكسر العادة قال أبو ذؤيب ألا يا عناء القلب من أم عامر * ودينته من حب من لا يجاور
ودين الرجل عود وقيل لا فعل له وقوم دين بالكسر دائنوان قال الشاعر * وكان الناس الا نحن دينا * ودنته دينا سسته ودينه تديينا ملكه وأنشد الجوهرى للحطيئة لقد دينت أمر بنيك حتى * تركتهم أدق من الطحين يعنى ملكت ودين الرجل في القضاء وفيما بينه وبين الله صدقه وقال ابن الاعرابي دينت الحالف أي نويته فيما حلف وهو التديين والديان كشداد لقب يزيد بن قطن بن زياد بن الحرث بن مالك بن ربيعة بن كعب الحارثى أبو بطن وكان شريف قومه قال السموءل ابن عاديا فان بنى الديان قطب لقومهم * تدور رحاهم حولهم وتحول وحفيده أبو عبد الرحمن الربيع بن زياد بن أنس بن الديان البصري محدث عن كعب الاخبار وعنه قتادة مرسلا ودينه الشئ تديينا ملكه اياه والمدينة والديان المحاكمة وديان أرض بالشام وعبد الوهاب بن أبى الدينا بالكسر محدث ذكره منصور في الذيل وضبطه * ومما يستدرك عليه ديتمزدان بالكسر والزاى قبل الدال قرية بمرو ( فصل الدال ) المعجة مع النون ( الذؤنون كزنبور نبت ) ينبت في أصول الارض والرمث والالاء تنشق عنه الارض فيخرج مثل سواعد الرجال لا ورق له وهو أسحم وأغبر وطرفه محدد كهيئة الكمرة وله أكمام كاكمام الباقلى وثمرة صفراء في أعلاه وقال ابن شميل الذؤنون أسمر اللون مد ملك له ورق لازق به وهو طويل مثل الطرثوث ولا يأكله الا الغنم ينبت في سهول الارض وقال ابن برى هو هليون البر وأنشد للراجز يصف نفسه بالرخاوة واللين كأنني وقدمي تهيث * ذؤنون سوء رأسه نكيث والجمع الذآنين قال الازهرى ومنهم من لا يهمز فيقول ذونون وذوانين وأنشد ابن برى في الجمع غداة توليتم كان سيوفكم * ذآنين في أعناقكم لم تسلل ( وخرجوا يتذأننون أي يجتونه ) وفى الصحاح يأخذون الذآنين وقال ابن الاعرابي أي يطلبون الذآنين ويأخذونها * ومما يستدرك عليه ذأننت الارض أنبتته ويقال للقوم إذا كانت لهم نجدة وفضل فهلكوا وتغيرت حالهم ذآنين لا رمث لها وطراثيث لا أرطى أي قد استؤصلوا فلم تبق لهم بقية وذأنه ذأنا إذا حقر شأنه وضعفه ( الذبنة بالضم ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( ذبول الشفتين من العطش ) قيل ( لغة في الذبلة ) باللام وقيل مقلوب منه قاله الازهرى * ومما يستدرك عليه ذخينو بفتح فكسر قرية بسمرقند منها عبد الوهاب بن الاشعث الذخينوى الحنفي عن الحسن بن عرفة ( أذعن له ) اذعانا ( خضع وذل ) كما في الصحاح ( و ) أذعن لى بحقى ( أقر ) وكذلك أمعن به أي أقر طائعا غير مستكره وقوله تعالى وان يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أي مقرين خاضعين ( و ) قال أبو اسحق أذعن في اللغة ( أسرع في الطاعة ) تقول أذعن لى بحقى معناه طاوعني لما كنت ألتمسه منه (1/8041)
وصار بسرع إليه وبه فسرت الاية أيضا وقال الفراء مذعنين مطيعين غير مستكرهين ( و ) أذعن الرجل ( انقاد ) وسلس وبه فسرت الاية أيضا ( كذعن كفرح ) ذعنا ( وناقة مذعان منقادة ) لقائدها ( سلسة الرأس و ) قولهم ( رأيتهم مذعانين صوابه بالباء الموحدة أي متتابعين ) * ومما يستدرك عليه رجل مذعان أي منقاد كما في الاساس والاذعان الادراك والفهم هكذا استعمله بعض قال شيخنا رحمه الله تعالى ولا أصل له في كلام العرب ومجازه بعيد وان تكلف له بعض الشيوخ ( الذقن بالكسر الشيخ الهم و ) الذقن ( بالتحريك مجتمع اللحيين من أسفلهما ) وفى الصحاح ذقن الانسان مجتمع لحييه ( ويكسر ) عن ابن سيده قال اللحيانى هو ( مذكر ) لا غير ( ج اذقان ) ومنه قوله تعالى ويخرون للاذقان سجدا ( ومنه ) المثل ( مثقل استعان بذقنه يضرب لمن استعان بأذل منه ) وفى الصحاح لرجل ذليل يستعين برجل آخر مثله وفى المحكم لمن يستعين بمن لا دفع عنده وبمن هو أذل منه ( وأصله ) أن ( البعير يحمل عليه ثقل ) أي حمل ثقيل ( ولا يقدر ينهض فيعتمد بذقنه على الارض ) كما في الصحاح وصحفه الاثرم على بن المغيرة بحضرة يعقوب فقال مثقل استعان بدفيه فقال له يعقوب هذا تصحيف انما هو استعان بذقنه فقال له الاثرم انه يريد الرياسة بسرعة ثم دخل بيته ( والذاقنة ما تحت الذقن ) أو ما يناله الذقن من الصدر وقال ابن جبلة الذاقنة الذقن ( أو رأس الحلقوم أو طرفه الناتئ ) كما في الصحاح وبه فسر أبو عبيد وأبو عمرو قول عائشة رضى الله تعالى عنها بين سحري ونحرى وحاقنتى وذاقنتى ( أو ) الحاقنة ( الترقوة ) هكذا هو في المحكم ( أو ) الذاقنة ( أسفل البطن ) عن أبى زيد والجمع الذواقن كما في الصحاح زاد غيره ( مما يلى السرة ) وجعله ابن سيده تفسيرا للحاقنة ومثله للزمخشري ( أو ) الذاقنة ( ثغرة النحر أو أعلى البطن ) مما يلى أعلى الذقن وبكل ذلك فسر الحديث وقال أبو عبيد قال أبو زيد وفي المثل لالحقن حواقنك بذواقنك فذكرت ذلك للاصمعي فقال هي الحاقنة والذاقنة قال ولم أره وقف منهما على حد معلوم وقد ذكر شئ من ذلك في ح ق ن ( وذقنه قفده أو ضرب ذقنه ) كما في الاساس والصحاح ( و ) ذقن
( على يده أو على عصاه وضع ذقنه عليها ) واتكأ وفي حديث عمر فوضع عود الدرة ثم ذقن عليها وفي رواية فذقن بسوطه يستمع ( كذقن ) بالتشديد ( وناقة ذقون ترخى ذقنها في السير ) كما في الصحاح وفي الاساس تمد خطاها وتحرك رأسها قوة ونشاطا في السير ونوق ذقن قال ابن مقبل قد صرح السير عن كتمان وابتذلت * وقع المحاجن بالمهرية الذقن ( ودلو ذقون وقد دقنت كفرح إذا خرزتها فجاءت شفتها مائلة ) كما في الصحاح وهو قول الاصمعي وقال الراغب دلو ذقون ضخمة مائلة ( و ) ذقان ( ككتاب جبل و ) ذاقن ( كصاحب ة بحلب و ) ذاقنة ( كصاحبة ع و ) في نوادر الاعراب ( ذاقنه ) ولاقنه ولاغذه أي لازه و ( ضايقه والذقناء المرأة الطويلة الذقن وهو أذقن ) طويلها ( و ) قيل الذقناء من النساء ( المائلة الجهاز ) على التشبيه ( ج ذقن بالضم ) * ومما يستدرك عليه الذاقنة من الابل الذقون عن ابن الاعرابي وأنشد أحدثت لله شكرا وهى ذاقنة * كأنها تحت رحلى مسحل نعر ودلو ذقنى كجمزى مائلة الشفة وأنشد ابن برى * أنعت دلوا ذقنى ما تعتدل * والذقن محركة ما ينبت على مجتمع اللحيين من الشعر هكذا هو عند العامة وقال الشهاب الخفاجى في شفاء الغليل انه من كلام المولدين وقال الزمخشري رحمه الله تعالى في ربيع الابرار انه اللحية في كلام النبط ومن المجاز قولهم للحجر إذا قلبه السيل كبه السيل لذقنه وكذا قولهم وهبت الريح فكبت الشجر على أذقانها وقال امرؤ القيس ووصف سحابا وأضحى يسح الماء عن كل فيقة * يكب على الاذقان دوح الكنهبل والذقانة مشددة الذاقنون عامية ( ذيمون كليمون ) أهمله الجماعة وهى ( ة على فرسخين ونصف من بخارا منها الفقيه أبو محمد حكيم بن محمد ) بن على بن الحسين بن أحمد بن حكيم ( الذيمونى ) امام أصحاب الشافعي رضى الله تعالى عنه تفقه بمرو على ابن عبد الله الحضرمي ودرس الكلام على أبى اسحق الاسفراينى وتوفى ببخارا سنة 316 رحمه الله تعالى وعنه أبو كامل البصري وغيره ومنها أيضا أبو القاسم عبد العزيز بن أحمد بن محمد الذيمونى الشافعي رحمه الله تعالى عن أبى عمر ومحمد بن محمد بن جابر وعنه أبو محمد النخشى ( الذنين كأمير وغراب رقيق المخاط ) أو المخاط ما كان عن اللحيانى ( أو ما سال من الانف رقيقا ) عنه أيضا وفى الصحاح الذنين مخاط يسيل من الانف والذنان بالضم مثله ( أو عام فيهما ) عن اللحيانى أيضا ( ذنن كفرح ) يذن ذننا سال ذنينه ( وذن ) المخاط ( يذن ذنينا وذننا ) سال ( وذنن تذنينا ) مثله عن ابن الاعرابي ( والاذن من يسيل مخراه والذناء للانثى و ) الذناء ( التى لا ينقطع حيضها ) على التشبيه ومنه قول المرأة للحجاج تشفع له في ابنها من الغزو اننى أنا الذناء أو الضيهاء ( والذنانى ) بالضم مقصور اشبه ( مخاط ) يقع من أنوف ( الابل ) وقال كراع انما هو الذنانى وقال قوم لا يوثق بهم انه الزنانى والذال ( لغة في الزاى أو الصواب بالذال والذنانة كثمامة الحاجة و ) أيضا ( بقية الشئ الضعيف ) الهالك يذنها شيأ بعد شئ كما في الصحاح والذنابة بالباء بقية الشئ الصحيح ( و ) من المجاز ( انه ليذن أي ضعيف هالك هرما أو مرضا ) كما في الصحاح ( أو ) يذن ( يمشى مشية ضعيفة ) وأنشد الاصمعي لابن احمر وان الموت أدنى من خيال * ودون العيش تهواد اذنينا أي لم يرفق بنفسه ( وذناذن الثوب ) أسافله مثل ( ذلاذله ) وقيل نونها بدل من لامها الواحد ذنذن وذلذل عن أبى عمرو ( وهو يذانه على حاجة ) يطلبها منه ( أي ) يطلب و ( يسأله اياها ) كما في الصحاح ( و ) من المجاز ( ما زال يذن في تلك الحاجة حتى أنجعها أي يتردد (1/8042)
فيها ) بتؤدة ورفق كما في الاساس * ومما يستدرك عليه الذنين ما سال من ذكر الرجل لفرط الشهوة ذكره ابن السيد في الفراق وكذلك الفحل والحمار قال الشماخ يصف عيرا وأتنه توائل من مصك انصبته * حوالب أسهريه بالذنين والحوالب عروق يسيل منها المنى والاسهران عرقان يجرى فيهما ماء الفحل وتوائل أي تنجو وأورده الجوهرى مستشهد به على الذنين المخاط يسل من الانف والذنانة كثمامة بقية العدة أو الدين والذنيناء بالضم ممدودا ما يخرج من الطعام فيرمى به عن أبى حنيفة وقرحة ذناء لا ترقأ وذن البرد ذنينا إذا اشتد والذنن محركة القذر والثفل نقله السهيلي ومن أمثالهم أنفك منك وان كان أذن ( الذان العيب ) كالذام والذاب والذنن والذيم وأنشد الجوهرى لقيس بن الخطيم الانصاري رددنا الكتيبة مفلولة * بها أفنها وبها ذانها وقال كناز الجرمى * بها أفنها وبها ذابها * كذا في الصحاح وقصيدة كناز بائية وصدرهما واحد ( والتذون الغنى والنعمة ) عن ابن الاعرابي * ومما يسترك عليه الذونون بالضم نبت لغة في الذؤنون بالهمز والجمع ذوانين نقله الازهرى عن الكسائي ( الذهن بالكسر الفهم والعقل و ) أيضا ( حفظ القلب ) يقال اجعل ذهنك الى كذا أو كذا ( و ) أيضا ( الفطنة ) كما في الصحاح
وقيل هو قوة في النفس معدة لاكتساب العلوم تشمل الحواس الظاهرة والباطنة وشدتها هي الذكاء وجودتها لتصور ما يرد عليها هي الفطنة ( ويحرك ) نقله الجوهرى ( و ) الذهن ( القوة ) ويقال ما برجلي ذهن أي قوة على المشى وأنشد الجوهرى لاوس بن حجر أنوء برجل بها ذهنها * وأعيت بها أختها الغابره ( و ) الذهن ( الشحم ) يقال ما رأينا بابلك ذهنا يقميها السنة أي طرقا وشحما يقويها ( ج أذهان ) يقال هو من أهل الذهن والاذهان وهو القوة في العقل والمسكة وهو مجاز ( و ) يقال ( ذهننى عنه وأذهنني واستذهنى ) أي ( أنساني وألهاني ) عن الذكر ( وذاهننى فذهنته ) أي ( فاطننى فكنت أجود منه ذهنا ) وهو مذهون ( وذهن بن كعب بالضم بطن من مذحج ) قال الحافظ والذى في انساب ابن السمعاني الدهن بفتح الدال المهملة وكسر الهاء هو ابن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحرث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك ابن أدد منهم شريك بن الاعور واسم الاعور الحرث بن عبد يغوث بن خلف بن سلمة بن دهن المذحجي كان في شيعة علي رضى الله تعالى عنه مات بالكوفة في أيام زياد * ومما يسترك عليه رجل ذهن ككتف وذهن بالكسر أي ذكى فطن كلاهما على النسب وكأن ذهنا مغبر عن ذهن وقد ذهن كعلم واذهن الى ما أقول افطن وهو لا يذهن شيأ لا يعقل واستذهنك حب الدنيا ذهب بذهنك واستذهنت السنة القصب ذهبت بذهنها وهو نقيها وفى النوادر ذهنت كذا وكذا فهمته وذهنت عن كذا فههت عنه ( ذهبن بالباء الموحدة كجعفر ) أهمله الجماعة وهو ( ابن قرضم ) المهرى ( صحابي ) له وفادة وقد تقدم الاختلاف فيه ونقل شيخنا رحمه الله تعالى اهمال الدال أيضا وهو غريب ( الذين بالكسر ) أهمله الجوهرى وضبطه بالكسر غريب والصحيح أنه بالفتح ( العيب ) كالذيم وقد ذامه وذانه عابه * ومما يستدرك عليه المذان لغة في المذال ( فصل الراء ) مع النون ( رأنه ) بفتح الهمزة وتشديد النون وقد أهمله الجوهرى وهو ( بمعنى رعنه ) حكى ذلك ( عن النضر بن شميل عن الخليل ) أي بمعنى لعله وهى لغة فيه وسيأتى * ومما يستدرك عليه الارانى بالضم نبت والبوص ثمره والقرزح حبه كذا قاله ابن برى وسبق في ترجمة أرن الارانية نبت من الحمض لا يطول ساقه ( الربون ) كصبور ( والاربان والاربون بضمهما ) أهمله الجوهرى وفى اللسان هو ( العربون ) وكرهها بعضهم ( وأربنته أعطيته ربونا ) وهو دخيل ( والمرتبن المرتفع فوق مكان ) عن أبى عمرو والمرتبئ مثله وأنشد ومرتبن فوق الهضاب لفجره * سموت إليه بالسنان فأدبرا ( و ) ربان ( كرمان ركن من ) أركان ( أجأ ) أحد جبلى طيئ * قلت هذا تصحيف والصحيح أنه ريان بالتحتية كشداد وهو من أطول جبال أجأ وهو عظيم أسود يوقدون فيه النار فترى من مسيرة ثلاث قاله نصر ( و ) الربان ( من يجرى السفينة ) والجمع ربابين قال الازهرى وأظنه دخيلا * قلت وقد صرح بعض انه الربابى منسوب الى الرب متعلق علمه بما في باطن البحر من شعوب وغيرها ثم عند الاستعمال حذفت الياء وظنت الباء كأنها أصلية وعلى هذا محل ذكره في الموحدة ( وقد ) تصرف فيه فقالوا ( تربن ) إذا صار ربانا ( والربانية ماء لبنى كلب بن يربوع ) ومر له في حرف الباء الربابية ماء باليمامة وقيده الصغانى هنا بالضم فما هنا تصحيف ظاهر فتأمل ( و ) ربان ( ككتاب اسم لشخص من جرم وليس في العرب ربان بالراء غيره ومن سواه بالزاى ) * قلت الذى صرح به أئمة النسب انه ربان كشداد وهو ابن حلوان وهو والد جرم من قضاعة ينسب إليه جماعة من الصحابة وغيرهم وهكذا ضبطه الحافظ الذهبي وابن حجر وابن الجوانى النسابة وقوله اسم لشخص من جرم غلط أيضا فتأمل ( وعلى بن ربن الطبري محركا مؤلف كتاب الامثال وغيره ) هكذا ذكره الحافظ الذهبي قال الحافظ بن حجر هو من مشهورى الاطباء تتلمذ له محمد بن زكريا وأبوه زين الطبري ذكر انه كان يهوديا متميزا في الطب قال والربن المتقدم في شريعة اليهود قال الحافظ رحمه الله تعالى فعلى هذا هو بتشديد الموحدة ( وأربونة بالضم د بالمغرب ) وضبطه ياقوت بالضم والفتح معا وقال هو بلد في طرف المغرب من ارض الاندلس وهى الان بيد الافرنج لعنهم الله تعالى بينها وبين قرطبة على ما ذكره ابن النبيه الف ميل ( وموضع الرابن منك هو موضع الران ) عن ابن دريد وسيأتى الران في (1/8043)
موضعه * ومما يستدرك عليه ربان كل شئ معظمه وجماعته وأخذته بربانه بالضم والكسر ومربن ومروبن كمعظم ومجوهر فارسي معرب قال ابن دريد وأحسبه الذى يسمى الران وبهما روى قول رؤبة * مسرول في آله مربن * ومروبن ومحمد بن ربن الصوفى بالفتح قال الحافظ قرأته بخط مغلطاى وقال حدثنا عنه شيخنا أبو محمد البصري * ومما يستدرك عليه أربنجن بفتح فسكون فكسر الموحدة وسكون النون وفتح الجيم قرية من أعمال سرقنة وربما اسقطوا الهمزة فقالوا ربنجن منها أبو بكر أحمد بن محمد بن
موسى الاربنجنى من فقهاء الحنفية مات رحمه الله تعالى سنة 351 وأبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد الله محدث قال ابن القراب مات رحمه الله تعالى سنة 351 ( تراتقين ) بفتح التاء الفوقية وراء وألف وكسر الفوقية الثانية والقاف أهمله الجماعة وهو ( ع بالعجم وهى قصبة كردر ) قال سيخنا رحمه الله تعالى ويقال ان أولها موحدة وعلى كل لا يظهر وجه لذكرها لانها أعجمية والحكم على التاء بالزيادة لا يظهر فتأمل ( الرتن ) الخلط كما في الصحاح وقيل هو ( خلط الشحم بالعجين ) ونص المحكم خلط العجين بالشحم ( والمرتنة كمكنسة ) كما في العين ( ومعظمة ) كما في الصحاح ( الخبزة المشحمة ) قال الازهرى حرصت على أن أجد هذا الحرف لغير الليث فلم أجد له أصلا قال ولا آمن أن يكون الصواب المرثنة بالثاء من الرثان وهى الامطار الخفيفة فكان ترثينها ترويتها بالدسم ( والراتين صمغ ) يكون ( مع الصفارين للالحام ورتن محركا ) هو ( ابن كربال بن رتن البترندى ) بكسر الموحدة وسكون الفوقية وفتح الراء وسكون النون وبترندة مدينة بالهند اختلف في شأنه كثير فقيل انه من المعمرين أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وحضر معه الخندق فدعا له بالبركة في العمر وانه حضر في زفاف فاطمة الى على رضى الله تعالى عنهما وروى أحاديث ومات ببلدة وله مقام جليل يزار والصحيح انه ( ليس بصحابى ) وانما هو كذاب ظهر بالهند بعد الستمائة فادعى الصحبة وصدق وروى أحاديث سمعناها من أصحاب أصحابه ) وفى ذيل الديوان للحافظ الذهبي رحمه الله رتن الهندي ظهر في حدود الستمائة فزعم الصحبة فافتضح بتلك الاحاديث الموضوعة فأخاف أن يكون شيطانا نبدى لهم لا بل الظاهر انه لا وجود له بل هو اسم موضوع ألصقت به متون مكذوبة اه * قلت وكان فتح الهند في المائة الرابعة على يد السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوى المشهور بالعدل والانصاف ولم ينقل شئ عن رتن الا في آخر المائة السادسة ثم في أوائل السابعة قبيل وفاته وفى التبصير للحافظ رتن الهندي الذى ادعى في المائة السابعة أنه أدرك الصحبة فمقته العلماء وكذبوه * قلت والاحاديث التى رواها وتلقاها عنه أصحابه وأصحاب أصحابه قد جمعت في كراسة وتسمى بالرتنيات كنت اطلعت عليها سابقا وأطال الذهبي في الميزان في ترجمته وكذا الحافظ في لبابه وفى الاصابة ( ووادى راتونا صوابه زانونا بنونين بين المدينة وقبا ) كما سيأتي * ومما يستدرك عليه أرتيان بالفتح وكسر الفوقية قرية من أعمال نيسابور منها أبو عبد الله الحسن بن اسمعيل بن على الارتيانى النيسابوري مات بعد العشر والثلثمائة ( الرثان كسحاب ) ووقع في نسخ الصحاح مضبوطا بالكسر ( القطار المتتابعة من المطر ) يفصل ( بينهن سكون ) نقله الجوهرى عن أبى زيد وقال ابن هانئ يفصل بينهن ساعات أقل ما بينهن ساعة وأكثر ما بينهن يوم وليلة ( وارض مرثنة كمعظمة ) كما في الصحاح أصابها مطر ضعيف ( و ) وفى نوادر الاعراب أرض ( مرثونة أصابتها ) رثنة أي مركوكة وأصابها رثان ورثام وكذلك أرض مرثنة ومثردة ( وترثنت ) المرأة ( طلت وجهها بغمرة ) قال الازهرى قال ذلك بعض من لا اعتمده * ومما يستدرك عليه رثنت الارض ترثينا عن كراع قال ابن سيده والقياس رثنت كطلت وبغشت وطشت وما أشبه ذلك ( ارثعن المطر بالعين المهملة ) إذا ( ثبت وجاد ) وهو يرثعن ارثعنانا وقيل ارثعن كثر قال ذو الرمة كأنه بعد رياح تدهمه * ومرثعنات الدجون تثمه وقال الازهرى المرثعن من المطر المسترسل السائل قال وقال ابن السكيت في قول النابغة وكل ملث مكفهر سحابه * كميش التوالى مرثعن الاسافل قال مرثعن متساقط ليس بسريع وبذلك يوصف الغيث ( و ) ارثعن ( الشعر تسدل ) متساقط ( و ) ارثعن ( فلان ) ارثعنانا ( ضعف واسترخى ) وكل متساقط مسترخ مرثعن ويقال جاء فلان مرثعنا ساقط الاكتاف أي مسترخيا وأنشد ابن برى لابي الاسود العجلى لما رآه جسر بامجنا * أقصر عن حسناء وارثعنا * ومما يستدرك عليه المرثعن السيل الغالب ومن الرجال الذى لا يمضى على هول ( رجن بالمكان ) يرجن ( رجونا ) إذا ( أقام ) به ( و ) رجنت ( الابل وغيرها ألفت ) البيوت ( ويثلث ) فمن حد نصر وفرح عن الفراء نقله الجوهرى وهى راجنة والراجن الالف من الطير وشاة راجنة مقيمة في البيوت وكذلك الناقة ( و ) رجن ( دابته حبسها وأساء علفها ) حتى تهزل نقله الجوهرى فهى مرجونة وقال ابن شميل رجن فلان راحلته رجنا شديدا في الدار وهو ان يحبسها مناخة لا يعلفها ( أو ) رجنها ( حبسها في المنزل على العلف ) ونقل الجوهرى عن الفراء إذا حبسها عن المرعى على غير علف فان أمسكها على علف قيل رجنها ترجينا ( فرجنت هي رجونا ) من حد نصر يتعدى ولا يتعدى كما في الصحاح ( و ) رجن ( فلانا استحيا منه ) وهذ من نوادر أبى زيد ( وارتجن ) على القوم ( أمرهم اختلط ) كما في الصحاح ( و ) هو من ارتجن ( الزبد ) إذا ( طبخ فلم يصف وفسد وارتكم وأقام ) أو تفرق في الممغض وهو من (1/8044)
ارتجان الا ذوابة وهى الزبدة تخرج من السقاء مختلطة بالرائب الخاثر فتوضع على النار فإذا غلا ظهر الرائب مختلطا بالسمن فذلك الارتجان ( والرجين السم القاتل و ) الرجينة ( بهاء الجماعة والمرجونة القفة ورجان كشداد واد بنجد ) هكذا في النسخ والصواب رجاز بالزاى في آخره وهكذا ضبطه نصر في المعجم وتقدم للمصنف رحمه الله تعالى في ر ج ز ضبطه كشداد ورمان ومر شاهده هناك من قول بدر بن عامر الهذلى فراجعه ومن العجيب ان المصنف ذكره أيضا في ر ج ج فجعله مثنى وقد نبهنا عليه هناك ( و ) رجان ( د بفارس ويقال فيه ارجان أيضا ) بتشديد الراء المفتوحة هكذا ضبطه ابن خلكان وهو الصحيح وفى أصل الرشاطى الراء والجيم مشددتان وذكره المصنف رحمه الله تعالى في ر ج ج ومر هناك ما فيه كفاية من الضبط والتعيين ( ومنه أحمد بن الحسين ) عن عثمان بن مسلم وعنه على بن الحسين بن جعفر القطان البصري ذكره الامير ( وأحمد بن أيوب ) عن يحيى بن حبيب بن عربي وعنه ابن المظفر الحافظ ( وعبد الله بن محمد بن شعيب وأخوه أحمد ) شيخان للطبراني ( الرجانيون المحدثون و ) رجينة ( كجهينة ع بالمغرب ) * ومما يستدرك عليه أرجنت الناقة أقامت في البيت وأرجنها حبسها ليعلفها ولم يسرحها نقله الجوهرى عن الفراء لازم متعد ورجون البعير ورجونته اعتلافه للنوى والبزر وقال اللحيانى رجن في الطعام ورمك إذا لم يعف منه شيأ وكذلك رجن البعير في العلف وهم في مرجونة أي في اختلاط لا يدرون أيقميون أم يظعنون وأرجونة بالفتح وضم الجيم بلدة بالاندلس منها أبو محمد شعيب بن سهل بن شعيب الارجواني المحدث له رحلة بالمشرق والرجانة مشددة الابل التى تحمل المتاع قال ابن سيده ولا أعرف له فعلا وعندي انه اسم كالجبانة وأرجيان اسم حوارى عيسى عليه السلام دفن بأرجان وراجيان جد أبى محمد عبد الله بن محمد البغدادي المحدث عن أبى القاسم ابن شخرف وعنه ابن بطة البكري والرواجن بطن منهم أبو سعيد عباد بن يعقوب الرواجنى روى عنه الحافظ البخاري ( ارجحن ) الشئ ( مال ) ومنه المثل إذا ارجحن شاصيا فارفع يدا أي إذا مال رافعا رجليه يعنى إذا خضع لك فاكفف عنه كما في الصحاح ( و ) ارجحن ( اهتز و ) أيضا ( وقع بمرة ) قال وشرب خسروانى إذا * ذاقه الشيخ تغنى وارجحن ( و ) ارجحن ( السراب ارتفع ) قال الاعشى تدر على أسوق الممترين * ركضنا إذا ما السراب ارجحن ( وجيش مرجحن ) ثقيل ( ورحى مرجحنة ثقيلة ) قال النابغة إذا رجفت فيه رحى مرجحنة * تبعج ثجاجا غزيز الحوافل أورد ابن سيده والجوهري والازهري هذا الحرف هنا على أن النون أصلية واياهم تبع المصنف ونقل ابن الاثير عن جماعة زيادتها وانه من رجح الشئ إذا ثقل فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه يقال أنا في هذا الامر مرجحن أي لا أدرى أي فنيه أركب وأى صرعيه وصرفيه وروقيه أركب أي متردد مائل ويقال فلان في دنيا مرجحنة أي واسعة كثيرة وامرأة مرجحنة سمينة إذا مشت تفيأت في مشيتها وارجحن السحاب بعد تبسق أي ثقل ومال بعد علوه وليل مرجحن ثقيل واسع ( ارجعن ) أهمله الجوهرى وهى ( لغة في ارجحن بمعانيه ) قال الاصمعي ارجحن وارجعن واجرعب واجلعب إذا صرع وامتد على وجه الارض ويقال ضربناهم بقحازننا فارجعنوا أي بعصينا وقال اللحيانى ضربه فارجعن أي اضطجع وألقى بنفسه وفى المثل إذا ارجعن شاصيا فارفع يدا يقال ذلك للرجل يقاتل الرجل يقول إذا غلبته فاضطجع ووقع ورفع رجليه فكف يدك عنه وأنشد اللحيانى فلما ارجعنوا واسترينا خيارهم * وصاروا جميعا في الحديد مكلدا أي اضطجعوا وغلبوا وارجعن أيضا انبسط ( رخان كسحاب ) أهمله الجماعة وهى ( ة ) بمرو ( منها الحسن بن قاسم الرخاتى ) المحدث عن أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي وعنه أبو جعفر محمد بن أبى على الهمداني ومنها أيضا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن خطاب الرخانى عن عبد الله بن محمد المروزى وطبقته * ومما يستدرك عليه رخينو بفتح فكسر قرية بسمرقند منها عبد الوهاب بن الاشعث الرخينوى الحنفي عن أبى الحسن بن على بن سباع الانداقى ( الردن بالضم أصل الكم ) كما في الصحاح يقال قميص واسع الردن وفى المحكم هو مقدم كم القميص وقيل هو أسفله وقيل هو الكم كله ( ج أردان ) وأردنة ( وأردن القميص وردنه ) بالتشديد ( جعل له ردنا ) وفى المحكم جعل له أردانا وأنشد الجوهرى لقيس بن الخطيم وعمرة من سروات النساء * تنفح بالمسك أردانها ( والمردن المظلم ) يقال ليل مردن ( و ) المردن ( كمنبر المغزل ) الذى يغزل به الردن والجمع المرادن ( و ) قال الفراء ردن جلده ( كفرح ) ردنا ( تقبض وتشنج والردن ) بالفتح ( صوت وقع السلاح بعضه على بعض و ) أيضا ( التدخين و ) أيضا ( نضد المتاع ) وقد ردنه ردنا ( و ) الردن ( بالتحريك الغرس ) الذى ( يخرج مع الولد ) في بطن أمه تقول العرب هذا مدرع الردن ( و ) الردن ( الغزل )
يفتل الى قدام وقيل الغزل المنكوس والردن الغزل ( و ) قيل ( الخز ) زاد الليث الاصفر وقيل الحرير قال عدى بن زيد ولقد ألهو ببكر شادن * مسها ألين من مس الردن وقال الاعشى يشق الامور ويجتابها * كشق القرارى ثوب الردن (1/8045)
القرارى الخياط ( و ) الرادن ( كصاحب الزعفران ) وأنشد للاغلب فبصرت بعزب ملام * فأخذت من رادن وكركم ( والاردن كالاحمر ضرب من الخز ) الاحمر ( وبضمتين وشد النون ) هكذا في نسختنا ووقع في بعضها وشد الراء أشار له الخفاجى رحمه الله تعالى وقال هو من طغيات قلم المجد ثم قال وفى نسخة الشريف المعتمد عليها بديارنا وشد النون ولا أدرى أهو اصلاح منه أو من المصنف * قلت يعنى بالشريف السيد عبد الله المغربي الطبلاوى الفقيه الاصولي الذى يضرب بخطه المثل ترجمه شيخ شيوخنا الحموى في تاريخه فقال وكتب بخطه من القاموس نسخا هي الان مرجع المصريين لتحريه في تحريرها أخذ عن الشمس الرملي وأبى نصر الطبلاوى والشهاب العبادي توفى بمصر سنة 1047 رحمه الله تعالى ثم قول المصنف بضمتين فيه تسامح أيضا فان الصحيح من ضبطه بضم فسكون ( النعاس ) الغالب عن ابن السكيت قال الجوهرى ولم يسمع منه فعل ونعسة أردن شديدة قال أباق الدبيرى قد اخذتني نعسة أردن * وموهب مبز بها مصن مبز أي قوى عليها يقول ان موهبا صبور على دفع النوم وان كان شديد النعاس وقال ياقوت وكذا يقوله اللغويون الاردن النعاس ويستشهدون بهذا الرجز والظاهر ان الاردن الشدة أو الغلبة فانه لا معنى لقوله وقد علتنى نعسة النعاس قال ابن السكيت ( و ) منه سمى الاردن اسم ( كورة بالشأم ) وفى الصحاح اسم نهر وكورة بأعلى الشام وفى التهذيب أرض بالشام قال ياقوت وأهل السير يقولون ان الاردن وفلسطين ابنا سام بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام وهى أحد أجناد الشام الخمسة وهى كورة واسعة منها الغور وطبرية وصور وعكا وما بين ذلك وقال السرخسى هما اردنان الكبير والصغير وقال أبو على وحكم الهمزة إذا لحقت بنات الثلاثة من العربي أن تكون زائدة حتى تقول دلالة تخرجها عن ذلك وكذلك الهمزة في أسكفة وأسرب والاردن اسم البلد وان كن معربات قال أبو دهلب حنت قلوصى أمس بالاردن * حنى فما ظلمت ان تحنى * حنت بأعلى صوتها المرن قال وان شئت جعلت الاردن مثل الابلم وجعلت التثقيل فيه من باب سبسب حتى انك تجرى الوصل مجرى الوقف ويقوى هذا انه يكثر مجيئه في غير القافية مخففا نحو قول عدى بن الرقاع العاملي لولا الاله وأهل الاردن اقتسمت * نار الجماعة يوم المرج نيرانا وقد نسب الى هذه الكورة جماعة ( منها عبادة بن نسى ) الكندى قاضى طبرية كنيته أبو عمر روى عن أبى الدرداء وجناب وعنه هشام بن القار وبرد بن سنان ثقة كبير القدر مات سنة 118 ( و ) أبو سلمة ( الحكم بن عبد الله ) بن خطاف ( وآخرون ) كالوليد ابن سلمة وعبد الله بن نعيم والعباس بن محمد ومحمد بن سعيد المصلوب الذى اشتهر بالتدليس وعلى بن اسحق وعلى بن سلامة الاردنيون المحدثون ومر للمصنف رحمه الله تعالى في الكاف تركة الاردني روى عن مكحول ( وأحمر رادنى خالطت حمرته صفرة ) كالورس ومنه بعير رادنى وناقة رادنية قاله الاصمعي ( و ) ردين ( كزبير فرس بشر بن عمرو بن مرثد وعرق مردن كمحسن منتن ) وقيل إذا نمس الجسد كله ( ورودن ) رودنة ( أعبا ) وضعف ( وارتدنت ) المرأة ( اتخذت مردنا ) للغزل ( والمردون الموصول ) وبه فسر قول أبى دواد أسأدت ليلة ويوما فلما * دخلت في مسربخ مردون ( وردينى ) أهمله من الضبط وهو أكيد فالذي في النسخ بضم ففتح الدال والنون مقصورا وهو غلط والصواب بكسر النون وشد الياء ( اسم ) يشبه النسبة وهو الردينى بن أبى مجلز لاحق بن حميد السدوسى الذى روى عن يحيى بن يعمر * ومما يستدرك عليه ثوب مردون منسوج بالغزل المردون وعرق مردون قد نمس الجسد كله والمردون المردوم وبه فسر قول أبى دواد أيضا وقال شمر أراد بالمردون المنسوج وقيل أراد الارض التى فيها السراب وأردنت الحمى مثل أردمت وجمل رادنى جعد الوبر كريم جميل يضرب الى السواد قليلا وقيل هو الشديد الحمرة وأرمك رادنى بالغوا فيه كما قالوا أبيض ناصع عن ابن الاعرابي وردينة امرأة في الجاهلية كانت تسوى الرماح بخط هجر إليها نسبت الرماح الردينية وقيل هي امرأة السمهرى وبنو الردينى بطن من العلويين باليمن ومنه ردين قرية بمصر من أعمال الشرقية منها القاضى شمس الدين محمد بن محمد الردينى الشافعي ترجمه البقاعي رحمهم الله تعالى * ومما يستدرك عليه أردهن بفتح الاول والثالث وسكون الثاني والرابع قلعة حصينة من أعمال الرى بينهما مسيرة ثلاثة أيام عن ياقوت رحمه الله تعالى ( رذان كسحاب ) أهمله الجوهرى وهى ( ة بنسا ) ويقال لها أيضا ريان بالياء منها أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الله الرذانى النسوي عن على بن حجر وعنه الطبراني وابن قانع مات سنة 313 ( وراذان ع ) عن ابن الاعرابي وأنشد
وقد علمت خيل براذان اننى * شددت ولم يشدد من القوم فارس قال ابن سيده فان قلت كيف تكون نونه أصلا وهو في هذا الشعر الذى أنشده غير مصروف قيل قد يجوز ان يعنى به البقعة فلا يصرفه وقد يجوز أن تكون نونه زائدة من باب ر وذ أو ر ى ذ اما فعلانا أو فعلانا ثم اعتل اعتلالا شاذا ( وابن راذان من القراء ) واسمه ( عبد الله بن محمد ) بن جعفر بن راذان البغدادي القزاز ( فرد ) روى عن أبى داود ( وروذن ) (1/8046)
أعيا مثل ( رودن والراذانات الرساتيق ) معرب * ومما يستدرك عليه راذان قرية ببغداد منها أبو طاهر محمد بن الحسن الزاهد توفى سنة 480 وراذان موضع بالمدينة المنورة منه أبو سعيد الوليد بن كثير الراذانى المدنى عن ربيعة الرأى وعنه زكريا ابن عدى وقد سكن الكوفة * ومما يستدرك عليه راران قرية بأصبهان منها أبو طاهر روح بن محمد بن عبد الواحد الرارانى عن أبى الحسن على بن أحمد الجرجاني وعنه أبو القاسم هبة الله بن عبد الواحد الشيرازي مات سنة 491 ( الرزن المكان المرتفع ) الصلب ( وفيه طمأنينة تمسك الماء ج رزون ورزان ) كفرخ وفروخ وفراخ وأنشد الجوهرى لحميد الارقط * أحقب ميفاء على الرزون * وقال أبو ذؤيب حتى إذا حزت مياه رزونه * وبأى حز ملاوة يتقطع ( و ) الرزن ( بالكسر الناحية و ) الرزنة ( بهاء منقع الماء ج ) رزان ( كجبال ) نقله الجوهرى عن أبى عبيدة ( و ) من المجاز ( رزن ) الرجل في مجلسه ( ككرم ) رزانة ( وقر فهو رزين ) وقور حليم وفيه رزانة ( وهى رزان كسحاب ) ولا يقال رزينة إذا كانت ذات ثبات ووقار وعفاف وكانت رزينة في مجلسها قال حسان يمدح عائشة رضى الله عنها حصان رزان لا تزن بريبة * وتصبح غرثى من لحوم الغوافل والرزانة في الاصل الثقل ( ورزنه ) يرزنه رزنا ( رفعه لينظر ما ثقله ) من خفته كما في الصحاح ومنه رزن الحجر إذا أقله من الارض ( و ) رزن ( بالمكان أقام والرزين الثقيل ) من كل شئ ( و ) رزين ( اسم ) ومنه رزين بن معاوية العبدرى ورزين بن حبيب الكوفى ورزين بن سليمن الاحمري محدثون ( والارزن شجر صلب ) يتخذ منه العصى عن الليث وأنشد ابن الاعرابي انى وجدك ما أقضى الغريم وان * حان القضاء ولا رقت له كبدي الاعصى أرزن طارت برايتها * تنوء ضربتها بالكف والعضد ( والروزنة الكوة ) معربة نقله الجوهرى عن ابن السكيت وفى المحكم الروزنة الخرق في أعلى السقف وفى التهذيب يقال للكوة النافذة الروزن قال وأحسبه معربا وهى الروازن تكلمت بها العرب ( وترزن في الشئ توقر ) وفى المحكم ترزن الرجل في مجلسه إذا توقر فيه ( وأرزن كأحمر د بارمينية ) قال أبو على وأما أرزن وأدرم فلا تكون الهمزة فيهما الا زائدة في قياس العربية ويجوز في اعرابها ضربان أحدهما ان يجرد الفعل من الفاعل فيعرب ولا يصرف والاخر أن يبقى فيهما ضمير الفاعل فيحكى نقله ياقوت ( تعرف بارزن الروم ) أهلها أرمن ولها سلطان مستقل ولها نواح واسعة كثيرة الخيرات ( منه عبد الله بن حديد الارزنى المحدث و ) أرزن ( د آخر بارمينية أيضا ) قرب خلاط وله قلعة حصينة وكانت من أعمر نواحى ارمينية ثم فشا فيها الخراب ومنه أبو غسان عياش بن ابراهيم الارزنى عن الهيثم بن عدى ويحيى بن محمد الارزنى الاديب صاحب الخط المليح والضبط الصحيح والشعر الفصيح وله مقدمة في النحو وهو الذى ذكره ابن الحجاج في شعره فقال مثبتة في دفتري * بخط يحيى الارزنى * قلت وبخطه كتاب الجمهرة لابن دريد يعتمد عليها الصاغانى كثيرا وعده قوم من أطراف ديار بكر مما يلى الروم وقوم يعدونه من أطراف الارزن ( ودست الارزن بين شيراز وكازرون ) نزه أشب بالشجر ينبت به هذه العصى التى تعمل نصبا للدبابيس والمقارع وخرج إليه عضد الدولة للتنزه والصيد وبصحبته المتنبي فقال فيه سقيا لدست الارزن الطوال * بين المروج الفيح والاغيال قال ياقوت فأدخل عليه الالف واللام ولا يجوز دخولهما على اللواتى قبل ( وارزنجان د بالروم ) قرب أرزن الروم بينها وبين خلاط وأهلها يقولون أرزنكان وغالب أهلها أرمن وفيها مسلمون هم أعيان أهلها وذكر المصنف هذه في هذه الترجمة يقتضى زيادة الجيم وهى أصلية وكان ينبغى ان يفرد لها ترجمة مستقلة ( وارزنان ) ظاهره انه بفتح الزاى كما هو مضبوط في النسخ والصحيح بضمها كما ضبطه ياقوت وهى ( ة باصفهان ) منها أبو سعيد أحمد بن محمد الحافظ الارزنانى العلم الاعمى مات سنة 453 وأبو جعفر محمد بن عبد الرحمن بن زياد الاصفهانى الارزنانى الحافظ الثبت توفى سنة 317 ( والجبلان يترازنان ) أي ( يتناوحان وهو مرازنه ) أي ( مخاله ) * ومما يستدرك عليه رجل رزين ساكن وقيل أصيل الرأى وقد رزن رزانة ورزونا والارزان نقر في حجر أو في غلظ من الارض تمسك الماء واحدها رزن ورزن بالفتح والكسر ومنه قول ساعدة بن جؤية الهذلى يصف بقر الوحش ظلت صوافن بالارزان صادية * في ماحق من نهار الصيف محترق
كما هو في شرح الديوان وقال ابن حمزة الرزن بالكسر لا غير قال ابن برى وبيت ساعدة مما يدل على انه رزن لان فعلا لا يجمع على افعال الا قليلا والرزون بقايا السيل في الاجراف وأرزونا بالفتح قرية من دمشق منها أحمد بن يحيى بن أحمد بن يزيد بن الحكم الارزونى عنه ابنه أبو بكر محمد قاله ابن عساكر وأرز كان قرية من قرى فارس على ساحل البحر منها عبد الله بن جعفر الارزكانى من الثقاة الزهاد سمع يعقوب بن سفيان توفى سنة 314 رحمه الله تعالى وأبو الفضائل رازان بن العزيز الرازانى القزويني نسب الى جده والحافظ أبو بكر محمد بن ابراهيم بن على بن عاصم بن رازان الحافظ مسند أصبهان المعروف بابن المقرى رحمه الله تعالى ( الرسن محركة الحبل ) كما في الصحاح زاد غيره الذى يقاد به البعير ( و ) الرسن ( ما كان من زمام على أنف ج ارسان ) وعليه (1/8047)
اقتصر الجوهرى ( وأرسن ) وأنكره سيبويه ( ورسنها يرسنها ويرسنها ) من حد نصر وضرب رسنا ( وأرسنها جعل لها رسنا أو رسنها شدها برسن ) وأرسنها جعل لها رسنا كحزمها شد حزامها وأحزمها جعل لها حزاما وأنشد الجوهرى لابن مقبل هريت قصير عذار اللجام * أسيل طويل عذار الرسن وفي حديث عثمان رضى الله تعالى عنه وأجررت المرسون رسنه أي جعلته يجره ( و ) المرسن ( كمجلس ) وعليه اقتصر الجوهرى ( ومقعد ) كذا في النسخ والصحيح كمنبر كذا ضبط في بعض نسخ الصحاح وهو في اللسان أيضا بالوجهين ( الانف ) وفي الصحاح موضع الرسن من أنف الفرس ثم كثر حتى قيل مرسن الانسان والجمع المراسن ويقال فعل ذلك على رغم مرسنه ضبط بالوجهين وقال العجاج وجبهة وحاجبا مزحجا * وفاحما ومرسنا مسرجا وقول الجعدى * سلس المرسن كالسيد الازل * أراد هو سلس القياد ليس بصلب الرأس ( ورسن بن عمرو ) في طيئ ( و ) رسن ( ابن عامر ) في الازد كلاهما ( بالفتح والحرث بن أبى رسن بالتحريك والارسان من الارض الحرنة ) الصلبة ( والراسن كياسم ) نبات يشبه نبات الزنجبيل وهو ( القنس ) محركة ( فارسية وذكرت في ق ن س ) وذكرنا هناك خواصه * ومما يستدرك عليه المثل مر الصعاليك بارسان الخيل يضرب للامر يسرع ويتتابع ورسن الدابة وأرسنها خلاها وأهملها ترعى كيف شاءت وبه فسر حديث عثمان رضى الله تعالى عنه ويقال رمى برسنه على غاربه أي خلى سبيله فلم يمنعه أحد مما يريد وبنو رسن بالفتح بطن وبالتحريك رسن بن يحيى بن رسن اليبلى عن أبى الفتح البطى ذكره ابن نقطة ونوح بن على بن الحسن الدوري من شيوخ الدمياطي نقلته من معجم شيوخه والمرسين ريحان القبور مصرية وراوسان قرية بنيسابور منها صديق بن عبد الله عن محمد بن يحيى الذهلى وأرسن المهر انقاد وأذعن وأعطى برأسه ( رستن كجعفر ) أهمله الجوهرى والجماعة وهو ( د بين حماة وحمص ) على اثنى عشر ميلا من حمص ( منه ) أبو حمزة ( عيسى بن سليم ) العبسى ( الرستنى ) عن أبى حميد عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي وعنه أبو عبد الرحمن يحيى بن حمزة الحضرمي ذكره أبو أحمد الحاكم * ومما يستدرك عليه الرساطون شراب يتخذه أهل الشام من الخمر والعسل عن الليث أعجمية لان فعالولا وفعالونا ليسا من أبنية كلامهم وقال الازهرى هي رومية * ومما يستدرك عليه الراسعنى نسبة الى الراس عين مدينة بديار بكر كذا عن ابن السمعاني والصحيح بالجزيرة ومن قال راس العين فقد أخطأ وراس عين قرية أخرى من فلسطين وسيأتى ذكر ذلك ان شاء الله تعالى في ع ى ن ومر أيضا الايماء إليه في رأس * ومما يستدرك عليه أيضا رستغن بضم الاول والثالث والغين المعجمة ساكنة قرية بسمرقند منها أبو الحسن على بن سعيد المحدث وقال الحافظ رسغن كجعفر مدينة بالعجم منها الرسغنى شارح الهداية متأخر ( الراشن المقيم ) هكذا في سائر النسخ والصواب المقم أخذا من قول الشاعر ليس بقصل حلس حلسم * عند البيوت راشن مقيم فتأمل ( و ) أيضا ( ما يرضخ لتلميذ الصانع فارسيته شاكردانه و ) أيضا ( الطفيلى ) الذى يأتي الوليمة ولم يدع إليها وأما الوارش فهو الذى يتحين وقت الطعام فيدخل عليهم وهم يأكلون ( وقد رشن ) الرجل إذا تطفل ( و ) رشن ( الكلب في الاناء ) يرشن ( رشنا ورشونا أدخل ) فيه ( رأسه ) ليأكل ويشرب وأنشد ابن الاعرابي يصف أمرأة بالشره تشرب ما في وطبها قبل العين * تعارض الكلب إذا الكلب رشن ( و ) أبو محمد ( عبد الله بن محمد الراشنى الاديب ) الزاهد القدوة ( تلميذ ) أبى محمد ( الحريري ) صاحب المقامات توفى سنة 367 ( 1 ) ( والرشن الفرضة من الماء ) كما في المحكم ( ويحرك وكزبير ة ) بجرجان ( منها ادريس بن ابراهيم الرشينى الجرجاني ) عن اسحق بن الصلت وعنه أحمد بن حصن النقدي ذكره أبو العلاء الفرضى ( والرشن الكوة ) كما في الصحاح وهى فارسية ( وغنم رشون ) أي ( رتاع ) * ومما يستدرك عليه الروشن الرف وأيضا علم على كورة بالعجم تعرف بابدين منها عمر الروشنى أحد مشايخ الطريقة
الخلوتية وسفط رشين كأمير من قرى البهنساوية بمصر * ومما يستدرك عليه أرشذونة بالضم والذال المعجمة مدينة بالاندلس قبل قرطبة عن ياقوت ( رصنه ) يرصنه رصنا ( أكمله ) نقله الجوهرى عن الاصمعي ( و ) رصنه ( بلسانه ) رصنا ( شتمه ) ( وأرصنه أحكمه ) كما في الصحاح يقال إذا عملت عملا فارصنه وأتقنه وهو مجاز ( وقد رصن ) البناء ( ككرم ) رصانة ( و ) الرصين ( كأمير المحكم الثابت و ) الرصين ( الحفى بحاجة صاحبه و ) رجل رصين الجوف هو ( الموجع المتألم ) وأنشد الجوهرى يقول انى رصين الجوف فاسقوني * ( ورصينا الفرس في ركبتيه أطراف القصب المركب في الرضفة ) نقله الجوهرى والرضفة بالضاد المعجمة علم منطبق على الركبة ولم يذكره الجوهرى في موضعه ( ورصن الشئ معرفة ترصينا علمه ) نقله الجوهرى عن أبى زيد ولكنه ضبطه بتخفيف الصاد وفى بعض النسخ بالتشديد كما للمصنف ويؤيده قول الزمخشري في الاساس رصن لى هذا الخبر أي حققه وهو مجاز ( وساعد مرصون ) أي ( موسوم و ) المرصن ( كمنبر حديدة تكوى بها الدواب والارصان ع لبلحرث بن كعب ) * ومما يستدرك عليه رجل رصين كرزين وله رأى رصين ورصنت الشئ أحكمته فهو مرصون وأرصن البناء فهو مرصن ودرع رصينة حصينة والله سبحانه وتعالى أعلم ( المرضون ) أهمله الجوهرى وهو ( شبه المنضود من حجارة ونحوها يضم بعضها الى بعض في بناء وغيره )
_________
( 1 ) يحرر هذا التاريخ فإن صاحب المقامات نفسه توفي سنة 510 أو 515 أو 516 على خلاف (1/8048)
وفى نوادر الاعراب رضن على قبره ورثد ونضد وضمد كله واحد ( الرطانة ) بالفتح ( ويكسر الكلام بالاعجمية ) كذا في نسخ الصحاح وأصلحه أبو زكريا بالعجمية ( ورطن له ) رطانة ( وراطنه كلمه بها وتراطنوا تكلموا بها ) يقال رأيت أعجميين يتراطنان وهو كلام لا يفهمه الجمهور وانما هو مواضعة بين اثنين أو جماعة قال حميد بن ثور ومحوض صوت القطاط به * سأد الضحى كتراطن الفرس وقال آخر * كما تراطن في حافاتها الروم * وأنشد الجوهرى لطرفة فأثار فارطهم غطاطا جثما * أصواتهم كتراطن الفرس ( و ) يقال ( ما رطيناك هذه بالضم ) والتشديد ( وقد يخفف أي ما كلامك ) قال الاصمعي ( وإذا كثرت الابل و ) قال الفراء إذا ( كانت ) الابل ( رفاقا ومعها أصلها فهى الرطانة ) بالتشديد ( والرطون ) كما في الصحاح قال الاصمعي ويقال لها الطحانة والطحون أيضا ومعنى الرفاق أي نهضوا على الابل ممتارين من القرى كل جماعة رفقة وأنشد الجوهرى * رطانة من يلقها يخيب * ( الرعشن كجعفر والنون زائدة ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان هنا وهو ( الجبان ) وذكر في الشين ما نصه والرعشن في النون وان كانت النون زائدة أي كزيادتها في ضيفن وخلين وصيدن ولكن ذكرها على اللفظ وثبتت الزيادة فربما يراجع من لا معرفة له بزيادتها فلا يجد المطلوب هذا مع ان بعضهم ذهب الى انه بناء رباعى على حدة ( و ) الرعشن ( من الظلمان والجمال السريع ) في السير ( وهى بهاء ) وناقة رعشنة وكذلك ظليم رعشن ككتف ونعامة رعشاء وناقة رعشاء قال الشاعر * من كل رعشاء وناج رعشن * ( و ) الرعشن ( فرس لمراد ) وفيه يقول شاعرهم وقيلا قد وزعت برعشنى * شديد الاسر يستوفى الحزاما كذا في كتاب الخيل لابن الكلبى وقد تقدم بعض ما يتعلق به في الشين ( والرعشنة ماء لبنى عمرو بن قريط ) وسعيد بن قريط ( من بنى أبى بكر بن كلاب سميت برعشن ملك لحمير كان به ارتعاش ) وقال ابن دريد الذى به ارتعاش من ملوك حمير هو شمر ولقبه يرعش كيضرب وهكذا ذكره الحافظ أيضا في نسب حسان بن كتريب الرعينى وفى نسب عاصم بن كليثة الفتيانى فتأمل * ومما يستدرك عليه الرعثنة التلتلة تتخذ من جف الطلعة فيشرب منها أورده الازهرى عن الليث في الرباعي ( الارعن الاهوج في منطقه ) المسترخى ( و ) أيضا ( الاحمق المسترخى وقد رعن ) الرجل ( مثلثة رعونة ورعنا محركة وما أرعنه ) وهو ارعن وهى رعناه بينا الرعونة والرعن قال خطام المجاشعى يصف ناقة * ورحلوها رحلة فيها رعن * أي استرخاء لم يحكم شدها من الخوف والعجلة وقوله تعالى لا تقولوا اراعنا وقولوا انظرنا قيل هي كلمة كانوا يذهبون بها الى سب النبي صلى الله عليه وسلم اشتقوه من الرعونة وقرأ الحسن راعنا بالتنوين قال ثعلب معناه لا تقولوا كذبا وسخريا وحمقا ( ورعنته الشمس آلمت دماغه فاسترخى لذلك وغشى عليه ) ورعن الرجل فهو مرعون إذا غشى عليه وأنشد الجوهرى * كانه من أوار الشمس مرعون * أي مغشى عليه قال ابن برى الصحيح في انشاده مملول عوضا عن مرعون وكذا في شعر عبدة بن الطبيب ( والرعن ) بالفتح ( أنف ) عظيم ( يتقدم الجبل ) وفى الصحاح أنف الجبل المتقدم ( ج رعون ورعان و ) الرعن ( الجبل الطويل ) وقال الليث الرعن من الجبال ليس بطويل والجمع رعون ( و ) الرعن ( ع بالحجاز ) من ديار اليمانيين قاله نصر قال أبو سهم الهذلى غداة الرعن والخرقاء ندعو * وصرح باطل الظن الكذوب والخرقاء أيضا موضع ( و ) أيضا موضع ( بالبحرين ) عن نصر ( و ) أيضا موضع خارج البصرة ( بقرب حفر أبى
موسى ) بينه وبين ماوية وضبطه نصر بضم الراء ( وجيش أرعن له فضول ) كرعان الجبال شبه بالرعن من الجبل وقال الجوهرى ويقال الجيش الارعن هو المضطرب لكثرته ( وذو رعين كزبير ملك حمير ) قال الجوهرى من ولد الحرث بن عمرو بن حمير بن سبأ وهم آل ذى رعين ( ورعين حصن له أو جبل فيه حصن و ) أيضا مخلاف آخر باليمن ) يعرف بشعب ذى رعين وأنشد الجوهرى جارية من شعب ذى رعين * حياكة تمشى بعلطتين ( و ) الرعين ( كامير الرعيل ) النون مقلوبة عن اللام ( و ) الرعون ( كصيور الشديد و ) أيضا كثير الحركة ) وبه فسر قول الشاعر يصف ناقة تشق ظلمة الليل تشق مغمضات الليل عنها * إذا طرقت بمرداس رعون ( و ) قيل الرعون ( ظلمة الليل ) وقوله بمرداس رعون أي بجبل من الظلام عضيم ( ورعنك لغة في لعلك ) عن اللحيانى ( والرعناء البصرة ) سميت ( تشبيها برعن الجبل ) قاله ابن دريد أي لما فيه من الميل وأنشد للفرزدق لولا ابن عتبه عمرو والرجاء له * ما كانت البصرة الرعناء لى وطنا كما في الصحاح وبخط الجوهرى لولا أبو مالك المرجو نائله * ما كانت البصرة الرعناء لى وطنا وقال الازهرى سميت به لكثرة مجرى البحر وعكيكه بها نقله شيخنا رحمه الله تعالى وقال الراغب وصفها بذلك اما لما فيها من الخفض بالاضافة الى البيد وتشبيها بالمرأة الرعناء واما لما فيها من تكسر وتغير في هوائها ( و ) الرعناء عنب ( بالطائف ) أبيض طويل (1/8049)
الحب * ومما يستدرك عليه رعن إليه مال وهكذا جاء في حديث ابن جبير قال الخطابى وهو غلط والصواب بالغين المعجمة ورجل ارعن طويل الانف ( الرغن كالمنع الاصغاء الى القول وقبوله كالارغان ) يقال رغن إليه وارغن أصغى إليه قابلا راضيا بقوله ورغن الى الصلح مال إليه وسكن كارغن ومنه حديث ابن جبير في قوله تعالى أخلد الى الارض أي رعن وقال الشاعر وأخرى تصفقها كل ريح * سريع لدى الحور ارغانها و ) الرغن ( الاكل والشرب في نعمة ) قال ابن الاعرابي يوم رغن إذا كان ذا أكل ونهيم وشرب ويوم مزن إذا كان ذا فرار من العدو ويوم سعن إذا كان ذا شراب صاف ( و ) الرغن ( الطمع و ) الرغنة ( بهاء الارض السهلة ) يمانية ( وأرغنه أطمعه ) قال الفراء يقال لا ترغنن له في ذلك أي لا تطمعه فيه نقله الجوهرى ( و ) أرغن ( الامر هونه ورغن لغة في لعل ) نقله الكسائي واللحيانى ويقال رغنه عند الله أي لعله عند الله ( ومرغينان بكسر الغين د بما وراء النهر ) بالقرب من فرغانة ( منه ) الامام برهان الدين أبو الحسن ( على ابن ) أبى بكر ( محمد ) بن عبد الجليل المرغينانى ( مؤلف ) البداية والكفاية و ( الهداية ) في فقه الحنفية أقر له الاقران وراق له الزمان وأذعن له الشيوخ ونشر المذهب وتفقه عليه الجمهور وسمع الحديث ورحل وجمع لنفسه مشيخة وممن تفقه عليه شمس الائمة الكردرى والامام برهان الاسلام توفى سنة 555 ومنه أيضا يوسف بن أحمد بن حمزة المرغينانى روى عنه أبو الفتيان الرواسى الحافظ والامام أبو المعلى عبد العزيز بن عبد الرزاق بن أبى نصر جعفر بن سليم المرغينانى الحنفي عن أبى الحسن نصر بن المحسن المرغينانى وأولاده محمود وعلى والمعلى بنى عبد العزيز كلهم ممن حدث وأفتى مات بمرغينان سنة 477 عن ثمان وستين سنة * ومما يستدرك عليه أرغن أطاع وبه فسر قول الطرماح مرغنات لا خلج الشدق سلعا * م ممر مفتولة عضده أي مطيعات يصف كلاب الصيد وأرغينان كورة بنيسابور قصبتها الروانين منها الحاكم أبو الفتح سهل بن أحمد بن على الارغينانى توفى سنة 499 وراغن قرية بصغد سمرقند منها أبو محمد أحمد بن محمد بن على بن نصر الدبوسي الراغنى عن ابى بكر الاسماعيلي ( الرفن البيض ) كذا في النسخ والصواب النبض كما هو نص ابن الاعرابي ( و ) الرفن ( كخدب الطويل الذنب من الخيل ) قال الازهرى والاصل رفل قال النابغة بكل مجرب كالليث يسمر * الى أوصال ذيال رفن أراد رفلا فحول اللام نونا ويقال أيضا بعير رفن سابغ الذنب ذياله ( والرافنة المتجنترة في بطر والرفان ككتاب الرذاذ من المطر والرفأنينة كالطمأنينة غضارة العيش وارفأن ) الرجل ( ارفئنانا نفر ثم سكن ) عن الاصمعي وأنشد ضربا ولاء غير مرثعن * حتى ترنى ثم ترفئنى وفى الحديث ان رجلا شكا إليه التعزب فقال عف شعرك ففعل فارفأن أي سكن ما كان به وأنشد ابن برى للعجاج * حتى ارفان الناس بعد المجول * ( و ) ارفأن ( ضعف واسترخى و ) ارفأن ( غضبه زال ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه رفنية بفتح الراء والفاء وكسر النون وياء مشددة بليدة بالساحل عند طرابلس بالشام منها محمد بن فوار الرفنى المحدث ورفون بالضم قرية بسمرقند منها أبو الليث نصر بن محمد الرفونى المحدث * ومما يستدرك عليه الرفغنية كالبلهنية سعة العيش زنة ومعنى نقله الازهرى في الرباعي ( الرفهنية كبلهنية سعة العيش ) يقال هو في رفهنية العيش أي سعته ( ورفاغيتة ) وهو ملحق بالخماسى
بالف في آخره وانما صارت ياء لكسرة ما قبلها كما في الصحاح وقال ابن برى حق رفهنية ان تذكر في فصل رفه في باب الهاء لان الالف والنون زائدتان وهى ملحقة بخبعثنة ( الرقون كصبور وكتاب والارقان بالكسر الحناء ) كما في المحكم واقتصر الجوهرى على الاوليين ( و ) قيل الرقون والرقان ( الزعفران ) قال الشاعر ومسمعة إذا ما شئت غنت * مضمخة الترائب بالرقان ( وترقنت ) المرأة ( اختضبت بهما ) ومنه الحديث ثلاثة لا تقربهم الملائكة منهم المترقن بالزعفران أي المتلطخ به ( وأرقن ) الرجل ( لحيته ورقنها ) رقنا ( خضبها بهما والمرقون ) مثل ( المرقوم و ) أيضا ( الرقيم والترقين الترقيم و ) ترقين الكتاب ( المقاربة بين السطور و ) قيل ( نقط الخط واعجامه ليتبين و ) أيضا ( تحسين الكتاب وتزيينه ) عن الليث وأنشد * دار كرقم الكاتب المرقن * ( و ) قال الجوهرى الترقين ( تسويد مواضع في الحسبانات لئلا يتوهم انها بيضت ) كيلا يقع فيه حساب ( و ) الرقين ( كأمير الدرهم ) سمى بذلك للترقين الذى فيه يعنون الخط عن كراع قال ومنه قولهم وجدان الرقين يغطى أفن الافين وأما ابن دريد فقال وجدان الرقين يعنى جمع رقة وهى الورق ( والراقنة الحسنة اللون ) من النساء ( و ) هي ( المختضبة ) أيضا قال الشاعر صفراء راقنة كان سموطها * يجرى بهن إذا سلسن چديل وقال أبو حبيب الشيباني جاءت مكمترة تسعى ببهكنة * صفراء راقنة كالشمس عطبول ( وأرقن الطعام رواه بالدسم والرقن محركة بيض الرخم وارتقن تضمخ بالزعفران كارقن ) وقال ابن الاعرابي ترقنت بالحناء اختضبت وأنشد غياث ان مت وعشت بعدى * وأشرفت أمك للتصدى * وارتقنت بالزعفران الورد (1/8050)
فاضرب فداك والدى وجدى * بين الرعاث ومناط العقد * ضربة لا وان ولا ابن عبد * ومما يستدرك عليه الترقين مثل الارقان في خضب اللحية نقله الجوهرى وترقن بالحناء تلطخ به وكذلك استرقن عن اللحيانى وترقين الثوب تزيينه بالزعفران والورس والمرقن كمحدث الكاتب والذى يحلق حلقا بين السطور كترقين الخضاب والرقون النقوش وأرقانيا اسم لبحر الخرز قاله أبو الريحان البيرونى المنجم وأرقنين بلد بالروم غزاه سيف الدولة وذكره أبو فراس فقال الى ان وردنا أرقنين بسوقها * وقد نكلت أعقابنا والمخاصر ورواه بعضهم بالفاء والقاف أكثر عن ياقوت رحمه الله تعالى ( ركن إليه ) يركن ( كنصر و ) حكى أبو زيد ركن إليه يركن مثل ( علم و ) أما ما حكاه أبو عمرو ركن يركن مثل ( منع ) فانما هو على الجمع بين اللغتين ( ركونا ) بالضم مصدر الاولين ( مال ) إليه ( وسكن ) كل ذلك عن الصحاح قال الله تعالى ولا تركنوا الى الذين ظلموا قرئ بفتح الكاف من ركن يركن كعلم وقرأ يحيى بن وثاب بكسر التاء ( والركن بالضم الجانب الاقوى ) من كل شئ كما في الصحاح ( و ) ركن ( ع باليمامة و ) الركن ( الامر العظيم ) وبه فسر أبو الهيثم قول النابغة * لا تقذفنى بركن لا كفاء له * ( و ) الركن ( ما يقوى به من ملك وجند وغيره ) وبذلك فسر قوله تعالى فتولى بركنه ودليل ذلك قوله تعالى فاخذناه وجنوده أي أخذناه وركنه الذى تولى به ( و ) الركن ( العز والمنعة ) وبه فسرت الاية أو آوى الى ركن شديد وقيل ركن الانسان قوته وشدته وكذلك ركن الجبل والقصر وهو جانبه وركن الرجل قومه وعدده ومادته وبه فسرت الاية قال ابن سيده أراه على المثل ( و ) الركن ( بالفتح الجرذ والفار كالركين كزبير وتركن ) الرجل ( اشتد ) وامتنع ( و ) أيضا ( توقر ) وترزن ( و ) المركن ( كمنبر آنية م ) معروفة وهو شبه تور من أدم يتخذ للماء وقيل هي الاجانة التى تغسل فيها الثياب ونحوها ومنه حديث حمنة انها كانت تجلس في مركن لاختها زينب وهى مستحاضة والجمع مراكن ومراكين يقال زرعوا الرياحين في المراكين ( و ) الركين ( كأمير الجبل العالي الاركان ) أو الشديدها ( و ) من المجاز الركين ( منا الرزين الرميز ) الساكن الوقور ( وقد ركن ككرم ركانة وركونة ) أي رزن ووقر ( والاركون بالضم الدهقان العظيم ) وهو رئيس القرية أفعول من الركون السكون الى الشئ والميل إليه لان أهلها يركنون إليه أي يسكنون ويميلون ( وركانة كثمامة بن عبد يزيد ) بن هاشم بن عبد المطلب ابن عبد مناف المطلبى ( صحابي صارعه النبي صلى الله عليه وسلم ) فصرعه مرتين وكان شديدا يحكى انه كان يقف على جلد بعير لين جسديد حين سلخه فيجذبه من تحته عشرة فيتمزق الجلد ولا يتزخرح هو عن مكانه وهو من مسلمة الفتح له رواية ويقال هو الذى طلق زوجته البتة فحلفه النبي صلى الله عليه وسلم انه لم يرد الثلاث روى عنه ابن أخيه نافع بن حجير ( وركانة المصرى الكندى غير منسوب مختلف في صحبته ) * قلت الذى اختلف في صحبته وهو كندى مصرى اسمه ركب لا ركانة وقد وهم المصنف فخلط ركبا بركانة قال ابن منده ركب المصرى مجهول لا تعرف له صحبة وقال غيره له صحبة وقال أبو عمرو وهو كندى له حديث روى عنه نصيح العبسى في
التواضع وأما ركانة الذى أشار إليه فانه يروى عن أبى جعفر محمد بن ركانة حديث المصارعة فهو الاول حققه الحافظ الذهبي فتأمل ذلك ( وكغراب وزبير اسمان ) ومن الاخير ركين بن الربيع بن عميلة الفزارى عن أبيه وابن عمر وعنه حفيده الربيع بن سهل وشعبة وثقه أحمد * ومما يستدرك عليه الركانة والركانية السكون الى الشئ والاطمئنان إليه وركن يركن بالكسر في الماضي والضم في الغابر نادر كفضل بفضل وحضر يحضر ونعم ينعم وقيل انه من تداخل اللغتين وركن في المنزل كعلم ركنا ضن به فلم يفارقه وجمع الركن أركان وأركن أنشد سيبويه لرؤبة * وزحم ركنيك شديد الا ركن * وقال أبو الهيثم الركن العشيرة وهو ركن من أركان قومه شريف من أشرافهم وأركان الانسان جوارحه وأركان كل شئ جوانبه التى يستند إليها ويقوم بها والمركن من الضروع كمعظم العظيم كانه ذو الاركان وضرع مركن انتفخ في موضعه حتى يملا الارفاغ وليس بحد طويل قال طرفة * وضرتها مركنة درور * وقال أبو عمر ومركنة مجمعة وناقة مركنة الضرع له أركان لعظمه وأركان العبادات جوانبها التى عليها مبناها وبتركها بطلانها وأركان جمع ركن ماء بأجأ لبنى عبس عن ياقوت وأركون بالفتح حصن منيع بالاندلس من أعمال سنتريه عن ياقوت وشئ مركن كمعظم له أركان وتمسحت بأركانه تبركت به وهو مجاز ( الرمان بالضم ) وانما أهمله عن الضبط لشهرته ( م ) معروف وفي المحكم حمل شجرة معروفة من الفاكهة ( الواحدة بهاء ) وفي الصحاح قال سيبويه سألته يعنى الخليل عن الرمان إذا سمى به قال لا أصرفه في المعرفة وأحمله على الاكثر إذا لم يكن له معنى يعرف به أي لم يدر من أي شئ اشتقاقه فيحمله على الاكثر والاكثر زيادة الالف والنون وقال الاخفش نونه أصيلة مثل قراص وحماض وفعال أكثر من فعلان اه قال ابن برى بل الامر بخلاف ذلك وانما قال ان فعالا لا يكثر في النبات نحو المران والحماض والعلام فلذلك جعل رمانا فعالا وقال ابن سيده وذكرته هنا لانه ثلاثى عند الاخفش وقد تقدم ذكره في رمم على ظاهر رأى الخليل وسيبويه وذكره الازهرى هنا أيضا ( و ) قال الاطباء ( حلوه ملين للطبيعة والسعال وحامضه بالعكس ومزه نافع لالتهاب المعدة ووجع الفؤاد ) قالوا ( وللرمان ستة طعوم كما للتفاح وهو محمود لرقته وسرعة انحلاله ولطافته والمرمنة منبته إذا كثر فيه ورمان السعالى الخشخاش الابيض أو صنف منه ) تألفه السعالى ( ورمان الانهار هو النوع الكثير من الهيو فاريقون والرمانتان ع دون هجر وقصر الرمان بواسطة منه يحيى بن دينار أبو هاشم ) لانه نزله ثقة رأى انسا وروى عن (1/8051)
ذاذان وسعيد بن جبير وعنه الثوري وشعبة ( و ) أبو الحسن ( على بن عيسى ) بن عبد الله ( النحوي ) المتكلم عن ابن دريد وابن السراج وعنه أبو القاسم التنوخى وأبو محمد الجوهرى توفى سنة 384 ( وصدقة ) شيخ لابي داود الطيالسي قال ابن معين بصرى ضعيف الحديث ( والحسن بن منصور وعبد الكريم بن محمد وطلحة بن عبد السلام ومحمد بن ابراهيم الرمانيون المحدثون ) هولاء الى قصر الرمان وأما الى بيع الرمان فعمرو بن تميم وزيد بن حبيب الرمانيان المحدثان ( وكشداد ) رمان ( بن كعب ) بن أدد بن صعب ابن سعد العشيرة ( في مذحج و ) رمان ( بن معاوية ) بن ثعلبة بن عقبة ( في السكون ) وضبطهما ابن السمعاني كسحابة وقد وهم في ذلك ( و ) رمان ( جبل لطيئ ) نقله الجوهرى زاد نصر في طرف سلمى له ذكر في الحديث ( وارمينية بالكسر ) ويفتح عن ياقوت ( وقد تشدد الياء الاخيرة ) والتخفيف أكثر قال أبو على ارمينية ان أجرينا عليها حكم العربي كان القياس في همزتها ان تكون زائدة وحكمها ان تكسر مثل اجفيل واخريط واطريح ونحو ذلك ثم ألحقت ياء النسبة ثم ألحق بعدها هاء التأنيث ( كورة بالروم أو أربعة أقاليم أو أربع كور متصل بعضها ببعض يقال لكل كورة منها ارمينية ) قال ياقوت قيل هما أرمينيتان الكبرى والصغرى وحدهما من برذعة الى باب الابواب ومن الجهة الاخرى الى بلاد الروم وجبل القبق وقيل ارمينية الكبرى خلاط ونواحيها والصغرى نغليس ونواحيها وقيل هي ثلاث ارمينيات وقيل أربع ( والنسبة ) إليه ( أرمنى بالفتح ) كما في الصحاح أي بفتح الهمزة والميم على خلاف القياس وكان القياس ارمينى الا انه لما وافق ما بعد الراء منها ما بعد الحاء في حنيفة حذفت الياء كما حذفت من حنيفة في النسب وأجريت ياء في ارمينية مجرى تاء التأنيث في حنيفة كما أجرينا مجراها في رومى وروم وسندي وسند أو يكون مثل بدوى ونحوه مما غير في النسب وقال غير الجوهرى أرمنى بفتح الهمزة وكسر الميم وأنشد ابن برى قول سيار بن قصير فلو شهدت أم القديد طعاننا * بمرعش خيل الارمني أرنت ( وعبد الوهاب بن محمد بن عمر بن محمد بن رومين بالضم ) وكسر الميم ( شيخ الشيخ أبى اسحق ) الشيرازي صاحب التنبيه ( و ) القاضى ( الحسن بن الحسين ) بن محمد ( بن رامين ) الاستراباذى ( فقيه ) شافعي حدث عن عبد الله محمد بن الحميدى الشيرازي
وعنه أبو بكر الخطيب أورد ابن عساكر من طريقه مسلسلا ينتهى الى ابراهيم بن أدهم رضى الله تعالى عنه قرأته في تاريخه * ومما يستدرك عليه رمانة الفرس الذى فيه علفه يقال ملات الدابة رمانتها وأكل حتى نتأت رمانته أي سرته وما حولها وتصغر الرمانة رميمينة ورمن بالمكان إذا أقام به حكاه ابن الحاجب أثناء ما لا ينصرف ورامن كصاحب قرية ببخارا خربت عن قريب منها أبو أحمد حكيم ابن لقمان الرامنى عن أبى عبد الله بن أبى خفص البخاري وعنه أبو الحسن على بن الحسن بن عبد الرحيم القاضى والارمن طائفة من النصارى واليهم نسب الدير بالقدس ورامان ناحية ببلاد فارس وناحية من أعمال الاهواز عن نصر وأرميون قرية بمصر من الغربية منها أبو الخير محمد بن عبد الله الحسنى المالكى أخذ عن الشمنى ومنها أيضا الشمس أبو الوفاء محمد بن على بن محمد الحسنى الحنفي امام النحاسية بمصر ولد سنة 443 وكان مقرئا محدثا صوفيا فقيها * ومما يستدرك عليه رامران قرية بنسا منها أبو جعفر محمد بن جعفر بن ابراهيم بن عيسى النسوي الرامرانى عن أبى جعفر الطبري مات بها سنة 360 * ومما يستدرك عليه راميثن بالمثلثة والعامة تقول بالتاء الفوقية قرية ببخارا منها أبو ابراهيم روح بن المستنير الراميثنى عن المختار بن سابق وعنه محمد بن هاشم بن نعيم وغيره ( ارمعن دمعه ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى أي ( سال ) كارمعل فهو مرمعن ومرمعل وقال ابن سيده يجوز ان يكون لغة فيه وان تكون النون بدلا من اللام ( الرنة الصوت ) كما في الصحاح وخص بعضهم به صوت الحزين ( رن يرن رنينا صاح ) عند البكاء وقال ابن الاعرابي الرنة صوت في فرح أو حزن وجمعها رنات ( و ) رن ( إليه أصغى كارن فيهما ) يقال أرنت المرأة أي صاحت وفى كلام أبى زبيد الطائى شجراؤه مغنة واطياره مرنة وقال منظور بن مرثد عمدا فعلت ذاك بيدانى * أخاف ان هلكت لم ترنى وقال لبيد كل يوم منعوا حاملهم * ومرنات كارام تمل وقيل الرنين الصوت الشجى والارنان الشديد وقال ابن الاعرابي الارنان صوت الشهيق مع البكاء ( و ) أرنت ( القوس صوتت ) وكذا الحمامة في سجعها والحمار في نهيقه والسحابة في رعدها والماء في خريره وقال العجاج ترن ارنانا إذا ما أنضبا * ارنان محزون إذا تحوبا أراد انبض فقلب وظاهر سياق المصنف رحمه الله يقتضى ان يكون رنت القوس ثلاثيا وهو خطأ ( والرنى كربى الخلق كلهم ) يقال ما في الرنى مثله عن أبى عمرو ( و ) رنى ( بلا لام اسم لجمادى الاخرة ) وهكذا رنة بالتخفيف هكذا ذكره أبو عمر الزاهد والجمع رنن وأنشد يا آل زيد احذروا هذى السنه * من رنة حتى توافيها رنه وأنكر ربى بالباء وقال هو تصحيف وانما الربى الشاة النفساء وقال قطرب وابن الانباري وأبو الطيب عبد الواحد وأبو القاسم الزجاجي هو بالباء لا غير لان فيه يعلم ما نتجت حروبهم إذا ما انجلت عنه مأخوذ من الشاة الربى وأنشد أبو الطيب أتيتك في الحنين فقلت ربى * وما ذا بين ربى والحنين (1/8052)
والحنين اسم لجمادى الاولى وتقدم شئ من ذلك في ح ن ن وفى ر ب ب ما يخالف بعض ما ذكر هنا فراجعه ( والمرنة والمرنان القوس ) وقال أبو حنيفة أرنت القوس وهو فوق الحنين والمرنان صفة غلبت عليها غلبة الاسم ومنه قول الشاعر تشكو المحب وتشكوا وهى ظالمة * كالقوس تصمى الرمايا وهى مرنان ( والرنن محركة شئ يصبح في الماء أيام الشتاء ) وفى الصحاح في أيام الصيف ومنه قول الشاعر * ولم يصدح له الرنن * ( و ) رنان ( كغراب ة بأصفهان منها ) أبو العباس ( أحمد بن محمد بن أحمد بن هالة المقرئ ( المحدث قرأ على أبى الحداد وأبى العز الواسطي وسمع الحديث من الحافظ أبى اسمعيل محمد بن الفضل وتوفى بالحلة عائد من مكة سنة 535 * ومما يستردك عليه أرن فلان لكذا وأرام الهاء ورننت القوس ترنينا وترنية وسحابه مرنة ومرنان والرنن محركة الماء القليل والرناء كزنار الطرب هكذا رواه ثعلب بالتشديد وأبو عبيد بالتخفيف وهو مذكور في موضعه ووادى رانونا أورده المصنف في رتن واغفله هنا وهو فيما بين سد عبد الله العثماني وسدنا والحرة ويتلقى مع بطحان في دار بنى زريق وفى هذا الوادي بئر ذروان الذى دفن فيه السحر للنبى صلى الله عليه وسلم ( رنجان ) أهمله الجماعة وهو ( د في المغرب ) منه أبو القاسم محمد بن اسمعيل بن عبد الملك الرنجانى من أهل حمص الاندلسي ( و ) قد ( ذكر في الجيم ) ومر أن المقدسي رجح انه بالحاء وهذا من تخليطاته ( الرون أقصى المشارة ) أنشد يونس * والنقب مفتح مائها والرون * ( و ) الرون ( بالضم الشدة ج روون و ) الرونة ( بهاء معظم الشئ ) وقال ابن سيده رونة الشئ شدته ومعظمه وأنشد ابن برى ان يسرعنك الله رونتها * فعظيم كل مصيبة جلل وكشف الله عنك رونة هذا الامر أي شدته وغمته ( والارونان الصوت ) وأنشد الجوهرى بها حاضر من غير جن يروعه * ولا أنس ذو أرونان وذو زجل
( و ) الارونان ( الصعب ) الشديد ( من الايام ) واختلف في اشتقاقه فقال ابن الاعرابي هو افوعال من الرنين وقال سيبويه افعلان من الرون قال ابن سيده وانما حملناه على افعلان كما ذهب إليه سيبويه دون ان يكون افوعالا من الرنة أو فعولانا من الارن لان افوعالا عدم وان فعولانا قليل لان مثل جحوش لا يلحق مثل هذه الزيادة فلما عدم الاول وقل الثاني وصح الاشتقاق حملناه على افعلان ( ويوم أرونان مضافا ومنعوتا ) كما في قول الشاعر حرقها وارس عنظوان * فاليوم منها يوم أرونان أي ( صعب ) شديد الحر والغم وفى المحكم بلغ الغاية في فرح أو حزن أو حر وقيل هو الشديد في كل شئ من حرا وبردا وجلبة أو صياح قال النابغة الجعدى فظل لنسوة النعمان منا * على سفوان يوم أرونان قال ابن سيده هكذا أنشده سيبويه والرواية المعروفة يوم ارونانى لان القوافى مجرورة وبعده فأردفنا حليلته وجئنا * بما قد كان جمع من هجان وفى التهذيب أراد أرونانى بتشديد ياء النسبة كما قال الشاعر ولم يجب ولم يكع ولم يغب * عن كل يوم ارونانى عصب وقال الجوهرى انما كسر النون على ان أصله أرونانى على النعت فحذفت ياء النسبة ( و ) في التهذيب عن شمر قال يوم أرونان ( سهل ) ناعم فهو ( ضد ) وأنشد فيه بيتا للنابغة الجعدى هذا ويوم لنا قصير * جم ملاهيه أرونان وكان أبو الهيثم ينكر ان يكون الارونان في غير معنى الغم والشدة وأنكر البيت الذى احتج به شمر ( وليلة أرونانة ) شديدة صعبة نقله الجوهرى وكذا أرونانية شديدة الحر والغم ( وروان كهاجر د بطخارستان ) بلخ منه أبو محمد عبد السلام بن الروانى فقيه مناظر ولى القضاء بها وروى عن أبى سعيد أسعد بن الظهيرى وعنه أبو سعد بن السمعاني ( وهو مرون به ) أي ( مغلوب مقهور ومحمد بن روين كزبير حدث عن شعبة ) وعنه محمد بن سليمن الباغندى ومحمد بن روين بن لاحق البصري حدث عن حمزة بن ميمون الجزرى ( وروان ة بالحجاز أو واد وريون ) كجعفر ( أحد ارباع نيسابور ) هكذا في النسخ والصواب ريوند بكسر الراء والدال في آخره وهى قرى كثيرة أحد أرباع نيسابور ومنها أبو سعيد سهل بن أحمد بن سهل الريوندى النيسابوري شيخ الحاكم أبى عبد الله مات سنة 350 رحمه الله تعالى كذا ضبطه ابن السمعاني وحققه * ومما يستدرك عليه رونة الشئ غايته في حر أو برد أو غيره من حزن أو حرب أو شبهه ومنه يوم أرونان ويقال من أخذت الرنة اسم لجمادى الاخرة لشدة برده والرون الصياح والجلبة ومنه يقال يوم ذو أرونان قال الشاعر * فهى تغنيني بارونان * أي بصياح وجلبة وحكى ثعلب ورانت ليلتنا اشتد غيمها وحرها وقال الاصمعي بئر ذى أروان بالمدينة ومنه الحديث طب ودفن سحره في بئر ذى أروان قال وبعضهم يخطئ ويقول ذروان * قلت وقد جاء فيه أيضا ذراروان نقله ياقوت وران الامر رونا اشتد والروينة كجهينة قرية بمصر ( الرهن ) معروف كما في الصحاح وفى المحكم ( ما وضع عندك لينوب مناب ما أخذ منك ) وقال الحر الى الرهن التوثقة بالشئ بما يعادله بوجه ما وقال غيره هو لغة الثبوت والاستقرار وشرعا جعل عين مالية وثيقة بدين لازم أو آيل الى اللزوم وقال الراغب الرهن ما يوضع وثيقة للدين والرهان مثله لكنه مختص بما (1/8053)
يوضع في الخطار وأصلهما مصدر قال ولما كان الرهن يتصور منه الحبس استعير ذلك للمحتبس أي شئ كان ومثله في عمدة الحفاظ للسمين ( ج رهان ) بالكسر مثل سهم وسهام وحبل وحبال ( ورهون ) مثل فرخ وفراخ وفروخ ( و ) قال أبو عمرو بن العلاء ( رهن بضمتين ) وقال الاخفش وهى قبيحة لانه لا يجمع فعل على فعل الا قليلا شاذا قال وذكر أنهم يقولون سقف وسقف قال وقد يكون رهن جمعا للرهان كأنه يجمع رهن على رهان ثم يجمع رهان على رهن مثل فراش وفرش كذا في الصحاح وقرأ نافع وعاصم وأبو جعفر وشيبة فرهان مقبوضة وقرأ أبو عمرو وابن كثير فرهن مقبوضة وكان أبو عمرو يقول الرهان في الخيل قال قنعب بانت سعاد وأمسى دونها عدن * وغلقت عندها من قبلك الرهن وقال الفراء من قرأ فرهن فهى جمع رهان مثل ثمر وثمار وفى المحكم وليس رهن جمع رهان لان رهانا جمع وليس كل جمع يجمع الا ان ينص عليه بعد أن لا يحتمل غيره ذلك كأكلب وأكالب وأيد وأياد وأسقية وأساق ( و ) حكى ابن جنى في جمعه ( رهين ) كعبد وعبيد ( رهنه ) الشئ ( و ) رهن ( عنده الشئ كمنعه ) رهنا وعليه اقتصر ثعلب في فصيحه ( وأرهنه ) الشئ لغة قال همام بن مرة وهو في الصحاح لعبد الله بن همام السلولى فلما خشيت أظافيرهم * نجوت وأرهنتهم مالكا وأنكر بعضهم وأرهنتهم وروى هذا البيت وأرهنهم مالكا وفى الصحاح قال ثعلب الرواة كلهم على أرهنتهم على انه يجوز رهنته وأرهنته الا الاصمعي فانه رواه وأرهنهم مالكا على انه عطف بفعل مستقبل على فعل ماض وشبهه بقولهم قمت وأصك وجه وهو مذهب حسن لان الواو واو حال فيجعل أصك حالا للفعل الاول على معنى قمت صاكا وجهه أي تركته مقيما عندهم ليس من طريق
الرهن لانه لا يقال أرهنت الشئ وانما يقال رهنته اه ( جعله رهنا ) قال ابن برى وشاهد رهنته الشئ بيت أحيحة بن الجلاح يراهننى فيرهننى بنيه * وأرهنه بنى بما أقول ومنه قول الاعشى آليت لا أعطيه من أبنائنا * رهنا فيفسدهم كمن قد أفسدا حتى يفيدك من بنيه رهينة * نعش ويرهنك السماك الفرقدا وفي هذا البيت شاهد على جمع رهن على رهن ( وارتهن منه أخذه ) رهنا ( و ) قال ابن الاعرابي ( رهنته لساني ولا يقال أرهنته ) وأما الثوب فرهنته وأرهنته معروفتان ( وكل ما احتبس به شئ فرهينه ومرتهنه ) كما ان الانسان رهين عمله ومنه قوله تعالى كل امرئ بما كسب رهين أي يحبس بعمله ( والمراهنة والرهان المخاطرة ) وقد سبق ان الرهن في الرهن أكثر والزهان في الخيل أكثر ( و ) المراهنة والرهان ( المسابقة على الخيل ) وغير ذلك ومنه قولهم جاآ فرسى رهان أي متساويين وهو مجاز ( و ) من المجاز ( رهن ) بالمكان ( ثبت ) وأقام كما في الاساس ( و ) في الصحاح رهن الشئ رهنا ( دام ) فثبت ( و ) رهن الطعام لضيفه ( أدام كارهن ) والاخيرة أعلى وكذا أرهى وفى الصحاح والتهذيب أرهنت لهم الطعام والشراب أدمته لهم ومثله في الاساس ( والراهن المعد ) يقال هذا راهن لك أي معد وفى الصحاح أي ثابت ( و ) الراهن ( المهزول ) المعيى من الناس والابل وجميع الدواب ( وقد رهن كمنع ) يرهن ( رهونا ) بالضم وأنشد الجوهرى اما ترى جسمي خلا قد رهن * هزلا وما مجد الرجال في السمن وقال ابن شميل الراهن الاعجف من ركوب أو مرض أو حدث يقال ركب حتى رهن ( و ) الراهنة ( بهاء السرة وما حولها من الفرس ) نقله الازهرى ( والراهون جبل بالهند ) من سرنديب وهو الذى ( هبط عليه آدم عليه السلام ) يرى من بعد وعليه آثار أقدامه الشريفة وهو صعب الطلوع وبه الياقوت الجيد ذكره ابن بطوطة في رحلته ( ورهنان ع و ) رهنان ( بالضم ) موضع ( آخر ورهنة بالضم ة بكرمان و ) الرهين ( كأمير لقب الحرث بن علقمة ) بن كلدة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصى وانما لقب به لانه كان رهينة قريش عند أبى يكسوم الحبشى وولده النضر بن الحرث من مسلمة الفتح وأخوه النضر بن الحرث قتله على رضى الله تعالى عنه بالصفراء بعد رجوعهم من بدر بأمر من النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وبنته قتيلة رثت أباها بالابيات القافية وليس فيها ما يدل على اسلامها ومن ولد النضر محمد بن الرويفع بن النضر عن عبد الله الزبير وعنه ابن عيينة ( و ) قول الصنف ( النضر بن الرهين من تابعي التابعين ) محل نظر فان النضر هذا قتل يوم بدر كافرا باتفاق أهل المغازى فمن كان كذا فكيف يكون من أتباع التابعين وأخرجه ابن منده وأبو نعيم وابو اسحق في الصحابة وهو وهم أيضا والصواب ان الصحبة للنضر بن النضر في قول بعض وليس بمعروف ( وأرهنه أضعفه ) وأعجفه ( و ) أيضا ( أسلفه ) يقال أرهنت في السلعة أي أسلفت نقله الجوهرى عن ابن السكيت ( و ) قال أبو زيد أرهن ( في السلعة غالى بها ) وبذل فيها ماله حتى أدركها قال وهو من الغلاء خاصة وأنشد لشداد يطوى ابن سلمى بها من راكب بعدا * عيدية أرهنت فيها الدنانير كما في الصحاح وقال الراغب وحقيقته ان ترفع سلعه مقدمة لثمنه فتجعلها رهينة لاتمام ثمنها وأنشد الازهرى هذا البيت شاهدا على قوله أرهن في كذا وكذا ارهانا أسلف فيه ( و ) أرهن ( الطعام لهم أدامه ) وهو مجاز وكذلك الشراب والمال وقد تقدم ( و ) من المجاز أرهن ( الميت القبر ) أي ( ضمنه اياه ) والزمه ( و ) أرهن ( فلانا ثوبا دفعه إليه ليرهنه و ) أرهن ( ولده به ) ارهانا ( أخطرهم به خطرا ) نقله الجوهرى والازهري ويقال أرهنوا بينهم خطرا إذا بدلوا منه ما يرضى به القوم بالغا ما بلغ فيكون لهم سبقا ( وهو رهن مال (1/8054)
بالكسر ) أي ( ازاؤه ) أي القيم به والسائس له ( و ) الرهينة ( كسفينة ع و ) الرهينة ( واحد الرهائن ) وفى الحديث كل غلام رهينة بعقيقته قال ابن الاثير الرهينة الرهن والهاء للمبالغة كالشتيمة والشتم ثم استعملا في معنى المرهون فيقال هو رهن بكذا ورهينة بكذا والمعنى ان العقيقة لازمة له لا بد منها فشبه في لزومها له وعدم انفكاكه عنها بالرهن في يد المرتهن وقال الخطابى رحمه الله تعالى تكلم الناس في هذا وأجود ما قيل فيه ما ذهب إليه أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى قال هذا في الشفاعة يريد انه إذا لم يعق عنه فمات طفلا لم يشفع في والديه وقيل معناه انه مرهون بأذى شعره واستلوا بقوله فأميطوا عنه الاذى وهو ما علق به من دم الرحم ( و ) قال الازهرى رأيت بخط أبى بكر الايادي ( جارية أرهون بالضم ) أي ( حائض ) قال ولم أره لغيره * ومما يستدرك عليه رهنه عنه رهنا جعله رهنا بدلا منه قال * ارهن بنيك عنهم أرهن بنى * أراد أرهن انا بنى كما فعلت انت وزعم ابن جنى رحمه الله تعالى ان هذا الشعر جاهلي واسترهنه فرهنه وتراهنا تواضعا الرهون وانا لك رهن بكذا ورهينة به أي ضامن له ورجله رهينة أي مقيدة
وهو رهن بكذا ورهينة به ورهين ومرتهن مأخوذ به والانسان رهن عمله والخلق رهائن الموت وهو رهن يد المنية إذا استمات ونعمة الله راهنة أي دائمة وقال ابن عرفة الراهن الشئ الملزوم يقال هذا راهن لك أي دائم محبوس عليك ونفس رهينة أي محبوسة بكسبها ويدى لك رهن يريدون به الكفالة والامور مرهونة بأوقاتها أي مكفولة وأرهنه للموت أسلمه عن ابن الاعرابي وانه لرهين قبر وطعام راهن مقيم قال الشاعر الخبز واللحم لهم راهن * وقهوة راو وقها ساكب وقال أبو عمرو أي دائم وخمر راهنة دائمة لا تنقطع قال الاعشى لا يستفيقون منه وهى راهنة * الابهات وان علوا وان نهلوا وسموا رهينا كزبير وأم الرهين كأمير أمرأة قال أبو ذؤيب عرفت الديار لام الرهين * بين الظباء فوادى عشر والحاله الراهنة أي الثابتة الموجودة الباقية الان نقله السمين ومنية رهينة كسفينة قرية بمصر من أعمال الجيزة ( الرهدن مثلثة الراء ) اقتصر الجوهرى على الفتح ( طائر كالعصفور بمكة ) وفى الصحاح يشبه الحمرة الا انه أدبس وهو اكبر من الحمرة ( كالرهدنة ) نقله الجوهرى ( والرهدنة كطرطبة والرهدون كزنبورج رهادن ) وأنشد الجوهرى تذريننا بالقول حتى كأنه * تذرى ولدان يصدن الرهادنا وكذلك الرهدل باللام والجمع رهادل ( و ) الرهدن ( الجبان ) شبه بالطائر ( و ) والرهدن ( الاحمق ) كالرهدل قال * عليك ما عشت بذاك الرهدن * والجمع الرهادنة مثل الفراعنة ( والرهدنة الابطاء ) وقد رهدن ( و ) الرهدنة ( الاستدارة في المشى ) ومنه قولهم الازد ترهدن في مشيتها كأنها تستدير نقله الازهرى ( و ) الرهدنة ( الاحتباس ) روى ثعلب عن ابن الاعرابي انه أنشده لرجل * فجئت بالنقد ولم أرهدن * أي لم أبطئ ولم أحتبس به ( و ) الرهدون ( كزنبور الكذاب ) ( الرين الطبع والدنس ) كما في الصحاح وقال الراغب صدأ يعلو الشئ الجلى ومنه قوله تعالى كلا بل ران قلوبهم أي صار ذلك كصدا على جلاء قلوبهم فعمى عليهم معرفة الخير من الشر وقال أبو معاذ النحوي الرين أن يسود القلب من الذنوب والطبع أن يطبع على القلب وهو أشد من الرين والاقفال أشد من الطبع وهو أن يقفل على القلب وقال الحسن هو الذنب على الذنب حتى يسود القلب ( وران ذنبه على قلبه رينا وريونا غلب ) عليه وغطاه وجاء في الحديث عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه في تفسير الاية رفعه هو العبد يذنب الذنب قتنكت في قلبه نكتة سوداء فان تاب منها صقل قلبه وان عاد نكت أخرى حتى يسود القلب فذلك الرين ( و ) قال أبو عبيد ( كل ما غلبك ) فقد ( رانك و ) ران ( بك و ) ران ( عليك ) ومنه ران النعاس وران الشراب بنفسه إذا غلب على عقله قال الطرماح مخافة ان يرين النوم فيهم * بسكر سنانهم كل الريون وأنشد أبو عبيد لابي زبيد يصف سكرانا ثم لما رآه رانت به الخمر * وان لا ترينه باتقاء ( و ) رانت ( النفس ) ترين رينا ( خبثت وغثت وأرانوا هلكت ماشيتهم ) كما في الصحاح زاد غيره وهزلت وفى المحكم أو هزلت ( وهم مرينون ) قال أبو عبيد وهذا في الامر الذى أتاهم مما يغلبهم فلا يستطيعون احتماله ( ورين به بالكسر ) أراد به البناء للمجهول كما يقولون تارة بالضم كذلك ( وقع فيما لا يستطيع الخروج منه ) ولا قبل له به نقله الجوهرى عن أبى زيد وبه فسر حديث عمر رضى الله تعالى عنه انه خطب فقال ألا ان الاسيفع أسيفع جهينة قد رضى من دينه وأمانته بان يقال سبق الحاج فادان معرضا وأصبح قد رين به ونص الازهرى بان يقال سبق الحاج وقال غيره رين به انقطع به نقله الجوهرى عن القنانى الاعرابي وقيل أحاط بماله الدين ( ورايان جبل بالحجاز ) عن نصر ( و ) رايان ( ة بهمدان و ) أيضا ( ة بالاعلم ) اسم لكورة بنى همدان وزنجان والظاهر انهما واحدة ( والرينة الخمرة ) لانها ترين على العقل أي تغلب ( ج رينات والران كالخف الا انه لا قدم له وهو أطول من الخف ) قال شيخنا ووجد بخط صاحب المصباح على هامشه خرقة تعمل كالخف محشوة قطنا تلبس تحته للبرد قال السبكى لم أره في كتب اللغة قال وصرح غيره من الاثبات بمثله وكلام المصنف رحمه الله تعالى صريح في انه عربي صحيح وهو من الغلط المحض اه * قلت وقد مر في (1/8055)
ربن في قول رؤبة * مسرول في آله مروبن * قال ابن دريد فارسي معرب وأحسبه الذى يسمى الران * قلت فصرح انه في الاصل فارسي قد عرب ( و ) الران ( كورة متاخمة لاذربيجان ) وقال ابن السمعاني مدينة بارمينية ( وهى غير أران ) التى ذكرت وهى من أقاليم أذربيجان ( منها أبو الفضل أحمد بن الحسن ) الواعظ دمشقي نزل دمشق وحدث عن أبى الحسن بن صخر الازدي ( والوليد بن كثير ) أبو سعيد عن مالك والضحاك بن عمرو وعنه سليمن بن أبى شيخ وولده سعيد بن الوليد عن ابن المبارك وعنه أبو كريب ( الرانيان ورويان بالضم د بطبرستان منه الامام أبو المحاسن عبد الواحد بن اسمعيل ) بن أحمد بن محمد الطبرستانى الرويانى الكبير
الصيت والمعروف ( صاحب البحر ) أي بحر المذاهب ( وغيره ) سمع من عبد الغافر الفارسى وتفقه بميافارقين على عبد الله محمد بن بيان بن محمد الكازرونى وعنه زاهر بن طاهر الشحامى واسمعيل بن محمد بن الفضل الاصبهاني ولد سنة 415 وقتل شهيدا بابل طبرستان في المحرم سنة 502 ( و ) رويان ( محلة بالرى و ) أيضا ( ة بحلب ) * ومما يستدرك عليه ران الثوب رينا تطبع ورجل مرين عليه أحيط به والران الرين كالذام والذيم ورين به مات ورين به رينا وقع في غم ورين به انقطع به وأنشد ابن الاعرابي ضحيت حتى اظهرت ورين بى * ورين بالساقي الذى كان معى وران عليه الموت وران به ذهب وريان كسحاب قرية بنسا وتعرف برذان منها أبو جعفر محمد بن أحمد صاحب حميد بن زنجوية وأبو جعفر محمد بن أحمد النووي عن على بن حجر هكذا ضبطه ابن نقطة والذهبي وأما الامير فانه ضبطه بالياء المشددة ( فصل الزاى ) مع النون ( الزؤان مثلثة ) اقتصر الجوهرى على الضم وقال ابن سيده فيه أربع لغات زؤان وزوان بالهمز وغيره والضم فيهما وزآن وزوان بكسرهما وأما كسحاب فلم أره لاحد وهو الحب المر ( الذى يخالط البر ) وهى الدنقة ( و ) حكى ثعلب ( كلب زئنى بالكسر ) أي ( قصير ) ولا تقل صينى كما في الصحاح وذو يزن من ملوك حمير أصله يزأن من لفظ الزؤان ولا يجب صرفه للزيادة في أوله والتعريف ( ورمح يزأنى وأزانى لغتان في يزنى ) وأزني ويقال أيضا آزنى وأيزنى كلاهما على القلب ( الزبن كالضرب الدفع ) كما في الصحاح وفى المحكم دفع الشئ عن الشئ كالناقة تزبن ولدها عن ضرعها برجلها وتزبن الحالب زبن الشئ يزبنه زبنا وزبن به دفعه ( و ) الزبن ( بيع كل ثمر على شجرة بتمر كيلا ) ومنه المزابنة كما سيأتي وقد نهى عنه لما فيه من الغبن والجهالة سمى به لان أحدهما إذا ندم زبن صاحبه عما عقد عليه أي دفعه ( وبيت زبن متنح عن البيوت ) كأنه مدفوع عنها ( و ) الزبن ( بالكسر الحاجة وقد أخذ زبنه من المال ) والطعام أي ( حاجته و ) الزبن ( بالتحريك ثوب على تقطيع البيت كالحجلة ) ومنه الزبون الذى يقطع على قدر الجسد ويلبس ( و ) الزبن ( الناحية ) يقال حل زبنا من قومه أي نبذة كأنه اندفع من مكانهم ولا يكاد يستعمل الا ظرفا أو حالا ( و ) الزبن ( كعتل الشديد الزبن ) أي الدفع ( وناقة زبون دفوع ) تضرب حالبها وتدفعه وقد زبنت بثفنات رجلها عند الحلب فالزبن بالثفنات والركض بالرجل والخبط باليد كما في الصحاح وقيل يقال لها ذلك إذا كان من عادتها دفع الحالب ( وزبنتاها كحزقة رجلاها ) لانها تزبن بهما قال طريح غبس خنابس كلهن مصدر * نهد الزبنة كالعريش شتيم ( و ) من المجاز ( حرب زبون ) تزبن الناس أي تصدمهم وتدفعهم كما في الصحاح وهو على التشبيه بالناقة وفي الاساس صعبة كالناقة الزبون في صعوبتها وقيل المعنى ( يدفع بعضها بعضا كثرة وزابنه ) مزابنة ( دافعه ) قال بمثلى زابنى حلما ومجدا * إذا التقت المجامع للخطوب ( والزابنة أكمة ) شرعت ( في واد ينعرج عنها ) كأنها دفعته ( والزبنية كهبرية ) نقله الاخفش عن بعضهم ونقله الزجاج أيضا كل ( متمرد ) من ( الجن والانس و ) أيضا ( الشديد ) عن السيرافي وكلاهما من الدفع ( و ) أيضا ( الشرطي ج زبانية ) قال قتادة سمى بذلك بعض الملائكة لدفعهم أهل النار إليها ومنه قوله تعالى سندع الزبانية وهم يعملون بالايدي والارجل فهم أقوى وقال الزجاج الزبانية الغلاظ الشداد واحدهم زبنية وهم هؤلاء الملائكة الذين قال الله فيهم عليها ملائكة غلاظ شداد وهم الزبانية ومن الزبانية بمعنى الشرط قول حسان زبانية حول أبياتهم * وخور لدى الحرب في المعمعه ( أو واحدها زبنى ) بالكسر عن الكسائي قال الاخفش والعرب لا تكاد تعرف هذا وتجعله من الجمع الذى لا واحد له مثل أبابيل وعباديد ( و ) الزبين ( كسكين مدافع الاخبثين ) البول والغائط عن ابن الاعرابي ومنه الحديث خمسة لا تقبل لهم صلاة رجل صلى بقوم وهم له كارهون وامرأة تبيت وزوجها عليها غضبان والجارية البالغة تصلى بغير خمار والعبد الابق حتى يعود الى مولاه والزبين ويروى الزنين بالنون وهو المشهور كما سيأتي ( أو ممسكهما على كره وزبانيا العقرب ) بالضم ( قرناها ) كما في الصحاح وقيل طرف قرنيها كأنها تدفع بهما وهو المشهور كما سيأتي ( و ) الزبانيان ( كوكبان نيران في قرثى العقرب ) وفي الصحاح هما قرنا العقرب ينزلهما القمر وقال ابن كناسة هما كوكبان متفرقان أمام الاكليل بينهما قيد رمح أكثر من قامة الرجل ( والمزابنة بيع الرطب في رؤس النخل بالتمر ) كيلا وكذلك كل تمر بيع على شجره بتمر كيلا وأصله من الزبن الدفع وقد نهى عنه في الحديث لانه بيع مجازفة من غير كيل ولا وزن قال ابن الاثير كان كل واحد من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه بما يزداد منه وانما نهى عنها لما يقع فيها من الغبن والجهالة ( و ) روى ( عن ) الامام ( مالك ) رضى الله تعالى عنه انه قال المزابنة ( كل جزاف لا يعرف كيله ولا عدده
صفحة 225 / ولا وزنه بيع بمسمى من مكيل وموزون ومعدود أو ) هي ( بيع معلوم بمجهول من جنسه أو بيع مجهول بمجهول من جنسه أو هي بيع المغابنة في الجنس الذى لا يجوز فيه الغبن ) لان البيعين إذا وقفا فيه على الغبن أراد المغبون أن يفسخ البيع وأراد الغابن ان يمضيه فتزابنا فتدافعا فاختصما ( والزبونة مشددة وتضم ) كلاهما عن ابن الاعرابي ( العنق ) قال ويقال خذ بقرونه وبزبونته أي عنقه ( وبنو زبينة كسفينة حى ) من العرب وهم بنو زبينة بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وولده عبد الله يقال له سربال الموت من ولد أمية بن الحرث بن الاسكر له صحبة وولده كلاب وأبى لهما ذكر ( والنسبة زبانى مخففة ) عن سيبويه على غير قياس كأنهم ابدلوا الالف مكان الياء في زبينى وقال الرشاطى فيه زبنى كربعي وربيعة ( وأبو الزبان الزبانى محدث ) عن أبى حازم الاعرج وعنه عبد الجبار بن عبد الرحمان الصبحى * قلت ظاهر سياقه أنه بالتخفيف وضبطه الحافظ بالتشديد في الاسم والنسبة ( وزبان بن مرة في الازد وزبان بن امرئ القيس ) في بنى القين وظاهر سياقه أنهما كسحاب وظبطه الحافظ ككتاب ( وكشداد لقب أبى عمرو بن العلاء المازنى ) النحوي اللغوى المقرئ وقيل اسمه وقد اختلف في اسمه على اقوال فقيل زبان وهو الاكثر وقيل العريان وقيل يحيى وقيل غير ذلك قرأ القرأن على مجاهد وعنه هرون بن موسى النحوي ( وزبان بن قائد ) المصرى عن سهل بن معاذ وعنه الليث وابن لهيعة فاضل خير ضعيف توفى سنة 155 ( ومحمد بن زبان بن حبيب ) عن محمد بن رمح الحافظ ( وأحمد بن سليمان بن زبان ) الدمشقي منهم وآخرون ( رواة ) الحديث وانشدنا الشيوخ هجوت زبان ثم جئت معتذرا * من هجو زبان لم أهجو ولم أدع ( والزبون الغبى والحريف مولد ) وفى الصحاح ليس من كلام أهل البادية والمراد بالغبى الذى يتوهم كثيرا ويغبى ( و ) الزبون ( البئر ) التى ( في مثابتها استئخار وانزبنوا تنحوا ) وهو مطاوع زبنهم إذا دفعهم ونحاهم ( والزبن ) ككتف ( الشديد الزبن ) أي الدفع * ومما يستدرك عليه رجل فيه زبونة بالتشديد كبر وذو زبونة أي مانع جانبه نقله الجوهرى وأنشد لسوار بن مضرب بذبى الذم عن أحساب قومي * وزبوبات أشوس تيحان ويقال الزبونة من الرجال المانع لما وراء ظهره وتزابن القوم تدافعوا وحل زبنا من قومه بالكسر والفتح أي جانبا عنهم ويقال واحد الزبانية زبانى كسكارى 3 وقال بعضهم زابن نقلهما الاخفش عن بعض كما في الصحاح وزبنت عنها هديتك ومعروفك زبنا دفعتها وصرفتها قال اللحيانى حقيقتها صرفت هديتك ومعروفك عن جيرانك ومعارفك الى غيرهم وفى الاساس زويتها وكففتها وهو مجاز وقوله أنشده ابن الاعرابي * عض باطراف الزبانى قمره * يقول هو أقلف ليس بمختون الا ما قلص منه القمر وشبه قلفته بالزبانى قال ويقال من ولد في القمر في العقرب فهو نحس قال ثعلب هذا القول يقال عن ابن الاعرابي وسألته عنه فأبى هذا القول وقال لا ولكنه اللئيم الذى لا يطعم في الشتاء وإذا عض القمر بأطراف الزبانى كان أشد البرد * قلت والقول الاول ان صح سنده إليه فكأنه رجع عنه ثانيا ومقام زبن ضيق لا يستطيع الانسان أن يقوم عليه في ضيقه وزلقه قال مرقش ومنزل زبن ما أريد مبيته * كأنى به من شدة الروع آنس وأزبنوا بيوتكم نحوها عن الطريق وما بها زبين كسكيت أي أحد عن ابن شبرمة والحزيمتان والزبينتان من باهلة بن عمرو بن ثعلبة وهما حزيمة وزبينة وهم الحزائم والزبائن تقدم في حزم واشار له الجوهرى هنا واستزبنه وتزبنه كاستغلبه وتغلبه أو استغباه وتغباه وزبان بن كعب بالكسر مشددا في بنى غنى ضبطه الحافظ وزبينة بن عصم بن زبينة كسفينة من أجداد الهذيل ابن عبد الله الشاعر الكوفى في زمن التابعين وأوس بن مالك بن زبينة بن مالك القضاعى كان شريفا ذكره الرشاطى وزبنيان بالكسر قرية بالرى منها القوام أبو عبد الله محمد بن ابراهيم بن محمد بن على الرازي الصوفى ذكره المقريزى في المقفى ( زبران ) بالفتح أهمله الجماعة هنا وتقدم ذكره ( في ) حرف ( الراء ) فانه فعلان والالف والنون زائدتان * ومما يستدرك عليه زبغدوان بفتح الزاى والباء وسكون الغين المعجمة وضم الدال المهملة ويقال سبغدوان بالسين المهملة قرية ببخارا منها أبو محمد أفلح بن بسام الشيباني صالح مجاب الدعوة عن القعنبى * ومما يستدرك عليه الزيتون معروف قيل فيعول وقيل فعلون وقد تقدم الاختلاف فيه في حرف التاء ( ما سمعت له زجنة ) بالجيم أهمله الجماعة ( أي كلمة ونسبة ) وكانه لغة في الميم وقد تقدم في موضوعه وذكره المصنف أيضا بالباء وضبطه بالضم هناك ( زحن كمنع ) يزحن زحنا ( أبطأ كتزحن ) كما في الصحاح أي عن الامر والعمل ( و ) زحن ( فلانا عن المكان أزاله ) عنه كما في المحكم قال الازهرى زحن وزحل واحد والنون مبدلة من اللام ( والزحنة الحر الشديد و ) قال
ابن الاعرابي الزحنة ( القافلة بثقلها وتباعها ) وحشمها ( و ) الزحنة ( بالضم منعطف الوادي و ) زحنة ( بن عبد الله ) الكلبى ( قانل الضحاك بن القيس ) الفهرى ( يوم المرج ) أي مرج راهط * قلت ضبطه الحافظ بالميم بدل النون وهو الصواب وقد تقدم للمصنف في الميم ذلك بعينه ( و ) الزحنة ( كهمزة القصيرة ) البطينة من النساء ( وهو زحن ) كذا في الجمهرة ( والزيحنة كسفينة المتباطئ عند حاجة تطلب إليه ) وأنشد ابن دريد * إذا ما التوى الزيحنة المتآزف * ( وتزحن الشراب و ) تزحن ( عليه ) إذا ( تكاره عليه بلا شهوة ) وفى الصحاح ويقال تزحن على الشئ إذا فعله مع كراهية له * ومما يستدرك عليه زحن عن مكانه زحنا تحرك ولهم (1/8056)
زحنة أي شغل ببطء والتزحن التقبض * ومما يستدرك عليه زحن الرجل زحنا من باب فرح تغير وجهه من حزن أو مرض كما في اللسان * ومما يستدرك عليه زاذان اسم رجل وهو أبو عمرو مولى كندة نزل قزوين وروى عن على وابن مسعود والبراء مات بعد الجماجم ومن ولده أبو حفص عمر بن عبد الله بن زاذان القزويني قاضيها عن ابن أبى حاتم وعنه أبو طالب الحربى ( زرين مشددة الراء ) أهمله الجماعة وهو ( لقب أحمد ) بن محمد ويقال أحمد بن الحسن ( الرملي المحدث ) عن يحيى بن عيسى الرملي ( وعبد الله بن زرين الدوينى ) الضرير المعروف بعبدان ( شيخ أبى لقمة ) نقله الذهبي مات بعد الاربعين وخمسمائة وهو ( معرب معناه ذهبي أي مصوغ من الذهب ) ومنه زرين كمنبر لقب جماعة من العلويين ( وغداة مزرئنة ) أي ( باردة ) وهذه عربية صحيحة * ومما يستدرك عليه زربين الخابية بالكسر مبزلها كما في اللسان وزربين علم والزربون الزربول وهو ما يلبس في الرجل مولدة * ومما يستدرك عليه زراقين قرية بمصر منها المقرئ الشهيد محمد بن على بن محمد بن أحمد الحنفي ولد سنة 747 أخذ عن أبى العاصم والحديث عن التنوخى ورافق الولى العراقى في مسموعاته توفى سنة 825 بمصر ( الزرجون محركة الخمر ) كما في الصحاح وقال السيرافى هو فارسي معرب شبه لونها بلون الذهب وقال شمر وليست معروفة في أسماء الخمر غيره زركون فصيرت الكاف جيما يريدون لون الذهب ( و ) قيل الزرجون ( الكرم ) وقال ابن شميل الزرجون شجرة العنب كل شجرة زرجونة وأنشد الجوهرى لدكين بن رجاء كأن باليرنا المعلول * ماء دوالى زرجون ميل وقال أبو نواس اسقنى يا ابن أذين * من شراب الزرجون ( أو ) الزرجون ( قضبانها ) بلغة أهل الطائف والغور قال الشاعر بدلوا من منابت الشيخ والاذ * خرتينا ويانعا زرجونا وقال أبو حنيفة الزرجون القضيب يغرس من قضبان الكرم وأنشد اليك أمير المؤمنين بعثتها * من الرمل تنوى منبت الزرجون يعنى به الشام لانها أكثر الارض عنبا ( و ) الزرجون ( صبغ أحمر ) عن الجرمى نقله الجوهرى ( والزرجنة التخارج والخب والخديعة ) وقد اشتقت العرب من الزرجون فخلطوا فيه فقالوا المذرج للذى شرب الزرجون والقياس المزرجن وقد تقدم البحث فيه في حرف الجيم * ومما يستدرك عليه رزين بن محمد بن أبى رزين الزرجينى بفتح الزاى والجيم وسكون الراء شيخ لابن المبارك وهو منسوب الى زرجين محلة بمرو والزرجون بالضم لغة في التحريك بمعنى الخمر نقله شيخنا والزرجون محركة الماء الصافى يستنقع في الجبل عربي صحيح * ومما يستدرك عليه الزردان محركة لحمة داخل الفرج نقله الازهرى عن ابن الاعراب في الرباعي وقد ذكر في الدال ( الزرفين بالضم والكسر ) هكذا ضبطه الجوهرى قال الازهرى ( حلقة للباب ) والجمع زرافبن عن ابن شميل قال الازهرى والصواب بالكسر وليس في كلامهم فعليل بالضم ( أو عام ) ومنه الحديث كانت درع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ذات زرافين إذا علقت بزرافينها سترت وإذا أرسلت مست الارض وهو ( معرب ) عن فارسي كما في الصحاح ( وقد زرفن صدغيه جعلهما كالزرفين ) وقال الجوهرى كلمة مولدة * ومما يستدرك عليه الزرفين بالكسر جماعة الناس * ومما يستدرك عليه زركوان قرية بسمرقند منها أبو على الحسن بن الحسين الحافظ المعروف بألب أرسلان مات سنة 515 * ومما يستدرك عليه الزرامين الخلق نقله الازهرى في الرباعي عن ابن شميل وزرمان بالفتح قرية بسمرقند منها أبو بكر محمد بن موسى المحدث ( الزطنى محركة ) أهمله الجماعة و ( هو ) أبو الحسن ( عبد الله بن محمد بن الفرج الزطنى المكى المحدث ) عن بحر بن نصر الخولانى وعنه أبو بكر بن المقرئ سمع عنه بمكة وابن السقاء وهكذا ضبطه عنه الحافظ في التبصير تابعا للذهبي وشداد بن السمعاني الطاء وجعله اسم قرية ( أبو زعنة ) بالفتح أهمله الجماعة وهو ( عامر بن كعب ) الانصاري الخزرجي نقله الامير عن أبى سعد ( أو عبد الله بن عمرو ) هكذا في النسخ والصواب أو ابن عبد الله بن عمرو ( صحابي ) أحدى عن الطبري ( يدرى ) ولم يصح ( شاعر ) * ومما يستدرك
عليه زعن الى الشئ مال إليه وهكذا جاء في رواية من حديث عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه أردت أن نبلغ الناس عنى مقالة يزعنون إليها ( الزاغونى ) أهمله الجماعة وهو شيخ الحنابلة أبو الحسن ( على بن عبد الله ) صوابه ابن عبيد الله بن نصر بن عبيد الله ابن سهل بن السرى ( محدث حنبلي ) وهو منسوب الى زاغون قرية ببغداد له مجموعات في المذهب والاصول وجمع تاريخا على السنين وتوفى سنة 527 ودفن بمقبرة الامام أحمد رضى الله تعالى عنه ومولده سنة 455 وأخوه أبو بكر محدث حدث أيضا ( ومحمد بن عبد العزيز ) الكلابي ( الزغينى كجويني الفقيه مؤلف أحكام القضاة ) * قلت الصواب الزغيبى بالموحدة بدل النون أخذه عنه الاشيرى وضبطه كذا في التبصير وصرح به ابن السمعاني وغيره * ومما يستدرك عليه زغوان جبل بالمغرب نسب إليه الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الله أخذ عن أبى مدين الغوث وقدم الى مصر سنة 598 وبها توفى سنة 696 ومزغناى بفتح فسكون وفتح الغين وتشديد النون تقدم ذكره للمصنف رحمه الله تعالى في ج ز ر ( زفن يزفن ) رفنا ( رقص ) ولعب ومنه حديث قدوم وفد الحبشة فجعلوا يزفنون ويلعبون أي يرقصون وفي حديث فاطمة رضى الله تعالى عنها انها كانت تزفن للحسن أي ترقص له (1/8057)
( والزفن بالكسر ظلة يتخذونها فوق سطوحهم تقيهم من ) ومد أي ( حر البحر ونداه ) لغة عمانية ( و ) أيضا ( عسيب ) من عسب ( النخل يضم بعضه الى بعض كالحصير المرمول ) لغة أزدية ( وناقة زفون ) تدفع حالبها برجلها مثل ( زبون ) من الزفن وهو الدفع عن النضر ( أو ) زفون ( عرجاء ) من الزفن الرقص فهى إذا مشت كأنها ترقص من العرج ( و ) ناقة ( زيزفون كحيزبون سريعة ) خفيفة قال ابن جنى هي في ظاهر الامر فيفعول من الزفن ويجوز ان يكون رباعيا قريبا من لفظ الزفن قال ابن برى ومثله ديديون ( والزفين كحضجر ) هكذا ضبطه الجوهرى ( و ) قيل مثل ( سيفن الطويل ) وفى الصحاح ( الشديد ) زاد بعضهم الخفيف قال إذا رأيت رجلا زيفنا * فادع الذى منهم بعمرو يكنى ( وسموا زيفنا وزوفنا ) كحيدر وجوهر ( والزافنة الناقة العرجاء ) كأنها ترقص من مشيتها من العرج ( و ) وفى الاساس الزافنة ( المرأة تكفى رجلها مؤنة الجماع ) * ومما يستدرك عليه الزفن بالفتح الظلة لغة في الزفن بالكسر والزفان الرقاص ويقال الصوفية زفانة حفانة أي يرقصون ويحفنون الطعام بحفناتهم ودنوت منه فزفننى أي دفعني عنه ورجل فيه ازفنة أي حركة ورجل ازفنة أي متحرك مثل به سيبويه وفسره السيرافى وقوس زيزفون أي مصوتة عند التحريك قال أمية بن أبى عائذ مطاريح بالوعث مر الحشو * رها جرن رماحة زيزفونا قال ابن جنى هو فيفعول من الزفن لانه ضرب من الحركة مع الصوت وهو يزفن المطى أي يسوقها والريح تزفن السحاب والتراب والامواج ترفن السفينة والمحتضر يزفن بنفسه أي يسوقها والزفنان محركة الرقص ( زقن الحمل ) يزقنه زقنا ( حمله ) هو من حد ضرب ووجد في بعض النسخ من الصحاح زقنت الحمل أزقنه بفتح القاف في المضارع ضبطا بالقلم ( وأزقنه أعانه على الحمل ) قال ابن الاعرابي أزقن زيد عمر أذا أعانه على حمله لينهض ومثله أبطغه وأبدغه وعدله وحوله كل ذلك بمعنى واحد ( زكنه كفرح ) يزكنه زكنا ( وأزكنه ) ازكانا الاولى الفصحى ونسب الجوهرى الثانية الى العامة ( علمه وفهمه وتفرسه وظنه ) قال ابن برى حكى الخليل أزكنت بمعنى ظننت فأصبت قال يقال رجل مزكن إذا كان يظن فيصيب والافصح زكنت بغير ألف وأنكر ابن قتيبة زكنت بمعنى ظننت ( أو الزكن ظن ) يكون ( بمنزلة اليقين عندك ) وان لم تخبر به حكاه أبو زيد وقيل زكنت به الامر وأزكنته قاربت توهمه وظننته وقال اليزدى زكنت بفلان كذا وأزكنت أي ظننت وقال ابن الاعرابي زكن الشئ علمه وأزكنه ظنه ( أو ) الزكن ( طرف من الظن ) وقيل الزكن التفرس والظن ( و ) قيل زكنه فهمه و ( أزكنه أعمله وأفهمه ) حتى زكنه وأنشد الجوهرى لقعنب بن أم صاحب ولن يراجع قلبى ودهم أبدا * زكنت منهم على مثل الذى زكنوا عداه بعلى لان فيه معنى اطلعت كأنه قال اطلعت منهم على مثل الذى اطلعوا عليه منى وقال الجوهرى قوله على مقحمة قال أبو زيد زكنت منه مثل الذى زكن منى أي ظن وقال أبو الصقر تقول علمت منه مثل ما علم منى ( و ) في النوادر ( هذا جيش يزاكن ألفا ) ويناظر الفا أي ( يقاربه و ) يقال ( بنو فلان ) يزاكنون ( بنى فلان ) أي ( يدانونهم ويثافنونهم ) إذا كانوا يستخصونهم ( و ) قال الليث ( الازكان أن يزكن شيأ بالظن فيصيب و ) قال اللحيانى ( الاسم الزكانة والزكانية و ) قال غيره الزكن ( كصرد الحافظ الضابط و ) قال الاصمعي ( التزكين التشبيه والتلبيس ) يقال زكن عليهم وزكم أي شبه ولبس نقله الجوهرى ( و ) قال ابن دريد التزكين ( الظنون التى تقع في النفوس ) وأنشد يا أيهذ الكاشر المزكن * أعلن بما تخفى فانى معلن
( وزاكان قبيلة من العرب سكنوا قزوين ) منهم المغنى الفصيح الباقعة نادرة الزمان عبيد الزاكانى صاحب المقامات بالفارسية على اسلوب المقامات الحريرية أتى فيها من الفصاحة والبلاغة ما يبهر العقول رأيت منها نسخة في خزانة صرغتمش رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه زكن فلان الى فلان إذا لجأ إليه وخالطه وكان معه يزكن زكونا عن ابن شميل ويقال هو أزكن من اياس أي أفطن والزكن والازكان الفطنة والحدس ولا يقال رجل زكن ككتف كما في الصحاح وجوره الزمخشري وفى الاساس يقال رجل زكن فراس والمزاكنة المفاطنة وقال ابن درستويه زكن فلان تزكينا حزر وخمن وهو زكن ومزكن وصاحب ازكان وزكان كسحاب قرية بسمرقند وزيكون بالكسر قرية بنسف عن ابن السمعاني ( الزمن محركة وكسحاب العصر ) كما في المحكم ( و ) قيل ( اسمان لقليل الوقت وكثيره ) كما في الصحاح ولهم فروق بين الزمان والان كما تقدم في أين وبينه وبين الامد وقال شمر الزمان والدهر واحد قال أبو الهيثم أخطأ شمر الزمان زمان الفاكهة والرطب وزمان الحر والبرد قال ويكون الزمان شهرين الى ستة أشهر والدهر لا ينقطع قال الازهرى الدهر عند العرب يقع على وقت الزمان من الازمنة وعلى مدة الدنيا كلها قال وسمعت غير واحد من العرب يقول أقمنا بموضع كذا وعلى ماء كذا دهرا وان هذا البلد لا يحملنا دهرا طويلا والزمان يقع على الفصل من فصول السنة وعلى مدة ولاية الرجل وما أشبه وفى الحديث إذا تقارب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب قال ابن الاثير أراد استواء الليل والنهار واعتدالهما وقيل أراد قرب انتهاء أمد الدنيا والزمان يقع على جميع الدهر وبعضه وقال المناوى الزمان مدة قابلة للقسمة يطلق على القليل والكثير وعند الحكماء مقدار حركة الفلك الاطلس وعند المتكلمين متجدد معلوم يقدر به متجدد آخر موهوم كما يقال آتيك (1/8058)
عند طلوع الشمس فان طلوعها معلوم ومجيئه موهوم فإذا قرن الموهوم بالمعلوم زال الابهام ( ج أزمان وأزمنة وأزمن ) بضم الميم وفى الحديث كانت تأتينا أزمان خديجة أي حياتها وقال الشاعر أزمان سلمى لا يرى مثلها الراؤن في شام ولا في عراق ( ولقيه ذات الزمين كزبير ) أي في ساعة لها أعداد قال الجوهرى ( تريد بذلك تراخى الوقت ) كما يقال لقيته ذات العويم أي بين الاعوام ( وعامله مزامنة ) من الزمن ( كمشاهرة ) من الشهر نقله الجوهرى ( والزمانة الحب ) وبه فسر بيت ابن علبة ولكن عرتنى من هواك زمانة * كما كنت القى منك إذ أنا مطلق ( و ) والزمانة ( العاهة ) وفى الصحاح آفة في الحيوانات ( زمن كفرح زمنا ) بالتحريك ( وزمنة بالضم وزمانة فهو زمن وزمين ) ككتف وأمير ( ج زمنون وزمنى ) فيه لف ونشر مرتب والاخيرة نحو جريح وجرحى وكليم وكلمى لانه جنس للبلايا التى يصابون بها ويدخلون فيها وهم لها كارهون فيطابق باب فعيل الذى بمعنى مفعول ( و ) يقال ما لقيته ( مذ زمنة محركة أي ) مذ ( زمان ) عن اللحيانى ( وأزمن ) الشئ ( أتى عليه الزمان ) وطال فهو مزمن والاسم من ذلك الزمن والزمنة بالضم عن ابن الاعرابي ( وزمان بالكسر والشد جد الفند الزمانى واسم الفند شهل ) بالشين المعجمة ( ابن شيبان بن ربيعة بن زمان بن مالك بن صعب بن على بن بكر بن وائل ) بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار كان شجاعا شاعرا تقدم ذكره في الذال وفى اللام هذا هو الصحيح في نسبه ( وقول الجوهرى زمان بن تيم الله ) بن ثعلبة بن عكابة بن صعب ( الخ سهو ) وذلك بعد ما ساق النسب هكذا قال ومنهم الفند الزمانى والفند انما هو من بنى زمان بن مالك بن صعب لا أنه سها في سياق النسب كما يتوهمه بعض لان سياقه في نسب زمان بن تيم الله الخ صحيح قال القاسم بن سلام في انسابه وولد تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب الحرث ومالكا وهلالا وعبد الله وحاجلة وزمان وعديا فتأمل ذلك قال ابن برى زمان فعلان من زممت قال وحملها على الزيادة أولى ويدلك على ذلك امتناع صرفه في قولك من بنى زمان قلت وحرى عليه أبو حيان في الارتشاف وقد تقدمت الاشارة إليه في الميم ( ومنهم عبد الله بن معبد التابعي ) عن أبى قتادة وأبى هريرة وعنه قتادة وغيلان ابن جرير وقال أبو زرعة لم يدرك عمر رضى الله تعالى عنه ( واسمعيل بن عباد ) عن سعيد بن أبى عروبة ( ومحمد بن يحبى بن فياض ) أبو الفضل البصري عند عبد الوهاب الثقفى وعبد الاعلى وعنه أبو داود وابن جوصى وابن صاعد حدث بدمشق سنة 216 ( المحدثان الزمانيون و ) زمانة ( كسحابة وثير بن المنذر بن حيك بن زمانة ) النسفى عن طاهر ابن مزاحم ( و ) أبو نصر ( أحمد بن ابراهيم ) بن عبد الله بن خالد ( بن زمانة ) الاقشوانى ( محدثان ) الاخير حدث ببخارا بعد الاربعمائة وفاته على بن الحسن بن خليل بن زمانة القهندزى البخاري محدث أيضا نقله الحافظ * ومما يستدرك عليه أزمن بالمكان أقام به
زمانا وعامله زمانا بالكسر عن اللحيانى مثل مزامنة والزمنة محركة البرهة وأزمن الله فلانا جعله زمنا أي مقعدا أو ذاعاهة وهم زمنة محركة جمع زمين وأزمن عنى عطاؤه أبطأ على وهو مجاز وهو فاتر النشاط زمن الرغبة وهو مجاز أيضا وزامين بليدة بسمرقند منها أبو جعفر محمد بن أسد بن طاوس رفيق أبى العباس المستغفرى مات ببخارا سنة 515 وزمان بالكسر والتشديد بطن في الازد وهو زمان بن مالك بن جديلة وفيها أيضا زمان بن تيم الله وفى قضاعة زمان بن خزيمة بن نهد وفى هوازن زمان بن عوار بن جشم بن معاوية بن بكر وزمان كشداد بطنان في مذحج والسكون وبالضم المفرج بن زمان التغلبي شاعر وأبو عمر وصدقة بن سابق الزمن ككتف روى عن أبى اسحق * ومما يستدرك عليه الزمخن والرمخنة كضجر وحضجرة السيئ الخلق كما في اللسان ( زن عصبه يبس ) قال الشاعر نبهت ميمونا لها فأنا * وقام يشكو عصبا قد زنا ( و ) زن ( فلانا بخير أو شر ظنه به كأزنه ) وقال اللحيانى أزننته بمال وبعلم وبخير أي ظننته به قال وكلام العامة زننته وهو خطأ ( وأزننته بكذا اتهمته به ) قال اللحيانى ولا يكون الزنان في الخير وأنشد الجوهرى لحضرمي بن عامر ان كنت أزننتنى بها كذبا * جزء فلاقيت مثلها عجلا وقد تقدم في الهمزة وفى شعر حسان * حصان رزان ما تزن بريبة * ( وماء ) زنن ( ومياه زنن محركة ) أي ( قليل ضيق ) قال ثم استغاثوا بماء لا رشاء له * من ماء ملح ولا زنن ( أو ) ماء زنن ( ظنون لا يدرى فيه ماء ام لا والزن بالكسر الماش ) عن ابن الاعرابي ( أو الدوسر ) عن أبى حنيفة ( و ) قال ابن الاعرابي ( التزنين ملازمة أكله وكزبير ) زنين ( بن كعب بطن ) من العرب ( ومحمود بن زنين م ) معروف ( وحنطة زنة بالكسر ) وهو ( خلاف العذى والزنانى كزبانى شبه المخاط يقع من أنوف الابل ) والذال أعلى كما تقدم له في ذ ن ن ( وظل زنان كسحاب وزناء ) بالمد والتخفيف أي ( قصير ورجل زنانى يكفى نفسه لا غير و ) في الصحاح ( أبو زنة ) كنية ( القرد ) قال شيخنا وكانوا يلقبون به يزيد بن معاوية وفى الاساس أبو زنة شر من أحوزنة وهو الذى زن زنة أي اتهم اتهامة * ومما يستدرك عليه الزنن محركة والزناء الضيق كالزنئ مشداد وزن الرجل استرخت مفاصله والزنين كسكيت الحاقن لبوله وغائطه ومنه الحديث لا يقبل الله صلاة العبد الابق ولا صلاة الزنين عن ابن الاعرابي ويقال هو بالباء والنون وقد تقدم ويقال زن فزن أي حقن فقطر وفى الحديث لا يؤمنكم (1/8059)
أنصر ولا أزن ولا أفرع وزنين كزبير قرية بمصر من أعمال الجيزة والزنان كظنان زنة ومعنى والعفيف عثمان بن ابراهيم الزنى محدث دكرء الامام السخاوى في الضوء رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه زنجونة جد أبى بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الفقيه روى عن أبى على بن شاذان وتوفى سنة 490 رحمه الله تعالى ( زندنة بالفتح ) أهمله الجماعة وقال ابن السمعاني وهى ببخارا إليها ننسب الثياب الزند نيجية ويقال فيها زندة أيضا بحذف النون الاخيرة ( ة منها ) أبو بكر ( محمد بن أحمد بن ) حمدان بن ( غارم بالمعجمة ) البخاري الزندنى هكذا نسبه أبو كامل البصري البخاري الى زندنة كتب عند أبو عبد الله الحافظ غندار ( أو هو من زند لا من زندنة ) وهكذا نسبه ابن ماكولا فانه فرق ببن الترجمتين والحق مع ابن كامل فانه أعرف بأهل بلده وان لم يقارب ابن ماكولا في الحفظ والاتقان وجده حمدان بن غارم عن خلف بن هشام البزار وقد تقدم شئ من ذلك في غرم وفى زند ( وأبو حامد أحمد بن موسى ) بن حاتم بن عطية بن عبد الرحمن عن سهل بن حاتم ( و ) ابن عمه أبو جعفر ( محمد بن سعيد ) بن حاتم عن سعيد بن مسعود البخاري وعبيد الله ابن واصل وأبى صفوان اسحق بن أحمد البخاري وعنه محمد بن حمزة بن ناقب توفى سنة 230 ( المحدثان ) البخاريون ( و ) العلامة تاج الدين ( محمد بن محمد ) الزندنى ( مقرئ ما وراء النهر ) كهل أخذ عنه أبو العلاء الفرضى وعظمه وممن عد في المقرئين أيضا أبو طاهر نصر بن على بن ابراهيم الزندنى روى عن أبى على الكسائي نقله الحافظ رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه زندنيا بالفتح للزاى والدال وسكون النونين قرية بنسف منها الحاكم أبو الفوارس عبد الملك بن محمد بن زكريا بن سمى النسفى عن القاضى أبى نصر محمد بن محمد بن نصر وعنه عمر بن محمد بن أحمد النسفى توفى سنة 495 * ومما يستدرك عليه زند خان قرية بسرخس منها أبو حنيفة نعمان بن عبد الجبار بن عبد الحميد بن أحمد الحنفي المحدث * ومما يستدرك عليه زند رميثن قرية ببخارا منها أبو عمرو معبد بن عمرو البخاري عن محمد بن زياد بن مروان وعنه ابنه حمدان * ومما يستدرك عليه رجل زهدن كجعفر أي لئيم هكذا نقله كراع بالزاى كما في اللسان ( الزون بالضم الصنم وما يتخذ ) الها ( ويعبد ) من دون الله كالزور وأنشد الجوهرى لجرير يمشى بها البقر الموشى أكرعه * مشى الهرابذ تبغى بيعه الزون
وهو بالفارسية زون بشم الزاى والسين قال حميد * ذات المجوس عكفت للزون * ( و ) الزون ( الرجل القصير ويفتح ) والفتح أعرف ( و ) الزون ( الموضع تجمع الاصنام فيه وتنصب وتزين ) قال رؤبة * وهنانة كالزون يجلى صنمه * قيل أصله من الزينة ( و ) الزون ( كخدب القصير وهى ) زونة ( بهاء ) نقله الجوهرى ( والزوان مثلثة الزؤان ) وهو ما يخرج من الطعام فيرمى به وهو الردئ منه وفى الصحاح الزوان بالكسر حب يخالط البر والزوان مثله وقد يهمز قال ابن سيده هذا قول اللحيانى ووجدت في هامش الصحاح ما نصه الزوان إذا لم يهمز جاز فيه ضم الزاى وكسرها فاما إذا همز لم يجز الا الضم ( والزونة بالضم الزينة ) في بعض اللغات ( و ) الزونة ( المرأة العاقلة ) عن ابن الاعرابي ( والزان النشم ) كذا في النسخ وصوابه البشم وروى الفراء عن الدبيرية قالت الزان التخمة وأنشدت مصحح ليس يشكو الزان خثلته * ولا يخاف على امعائه العرب ( وهبة الله بن ) عبد الله بن أبى البركات بن ( زوين كزبير فقيه أسكندراني ) سمع ابن موتا وعنه سفيان الزاهد وغيره * ومما يستدرك عليه طعام مزون فيه زوان فاما ان يكون على التخفيف من الزوان واما أن يكون موضوعه الاعلال من الزوان الذى موضوعه الواو قال محمد بن بن حبيب قالت أعرابية لابن الاعرابي انك لتزوننا إذا طلعت قال أي تزيننا وذكر الجوهرى هنا الزونزى القصير قال ابن برى حقه أن يذكر في فصل الزاى لان وزنه فعنلى والزونك المختال قال الازهرى الاصل فيه الزون ثم زيدت الكاف وقد ذكر كل منها في محله * ومما يستدرك عليه زوزن كجوهر بلدة كبيرة بين هراة ونيسابور منها أبو العباس الوليد بن أحمد بن محمد الزوزنى من شيوخ الحاكم أبى عبد الله مات سنة 376 وأبو الحسن على بن محمود بن ابراهيم الزوزنى من شيوخ الخطيب البغدادي مات سنة 451 ( الزينة بالكسر ما يتزين به ) كما في الصحاح وفي التهذيب اسم جامع لكل شئ يتزين به وقال الحر الى الزنية تحسين الشئ بغيره من لبسة أو حلية أو هيئة وقيل بهجة العين التى لا تخلص الى باطن المزين وقال الراغب الزينة الحقيقية ما لا يشين الانسان في شئ من أحواله لا في الدنيا ولا في الاخرة أما ما يزينه في حالة دون حالة فهو من وجه شين والزينة بالقول المجمل ثلاث زينة نفسية كالعلم والاعتقادات الحسنة وزينة بدنية كالقوة وطول القامة وحسن الوسامة وزينة خارجية كالمال والجاه وأمثلة الكل مذكورة في القران ( كالزيان ككتاب و ) الزينة اسم ( واد و ) زينة ( بلا لام جد ) أبى على ( الحسن ابن محمد ) عن هلال ( الحفار ) هذا هو الصواب وسياق المصنف رحمه الله تعالى بقتضى ان يكون الحفار صفة له وليس كذلك ( و ) أيضا ( جد ) أبى غانم ( محمد بن الحسين الاصفهانى ) الحنفي ( المحدثين ) الاخير سمع مع أخيه أبى عاصم أحمد أبا مطيع وابنه أبو ثابت الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الملك كتب عنه أبو موسى الاصبهاني مات سنة 580 وحفيده أبو غانم المهذب بن الحسين بن محمد كان حافظا وفاطمة بنت أبى عاصم أحمد بن الحسين سمعت منصور بن محمد بن سليم ( ويوم الزينة العيد ) لان الناس يتزينون فيه بالملابس الفاخرة ( و ) أيضا ( يوم كسر الخليج بمصر ) وبه فسرت الاية موعدكم يوم الزينة وهذا اليوم من أكبر أيام مصر وأعظمها بهجة وسرورا من قديم الزمان ولقد كان من ذلك في أيام الفاطميين ما تستحيله العقول على ما هو مذكور (1/8060)
في الخطط للمقريزى والمراد بالخليج الجارى في وسط مصر يكسر إذا بلغ النيل ستة عشر ذراعا فما فوقها ( ودار الزينة ع قرب عدن وزينة بنت النعمان حدثت ) الصواب فيه فتح الزاى ( والزين ضد الشين ) قال الازهرى سمعت صبيا من بنى عقيل يقول لاخر وجهى زين ووجهك شين أراد أنه صبيح الوجه وأن الاخر قبيحه والتقدير وجهى ذو زين ووجهك ذو شين فنعتهما بالمصدر كما يقال وجل صوم وعدل ( ج أزيان ) قال حميد بن ثور تصيد الجليس بأزيانها * ودل أجابت عليه الرقى ( وزانه ) الحسن زينا وأنشد الجوهرى للمجنون فيا رب إذ صيرت ليلى لى الهوى * فزنى لعينيها كما زنتها ليا ( وأزانه وزينه ) تزيينا ( وأزينه ) على الاصل ( فتزين هو وازدان ) قال الجوهرى هو افتعل من الزينة الا ان التاء لما لان مخرجها ولم توافق الزاى لشدتها أبدلوا منها دالا فهو مزدان اه وقالوا إذا طلعت الجبهة تزينت النخلة ( وازين ) أصله تزين سكنت التاء وأدغمت في الزاى واجتلبت الالف ليصح الابتداء ( وازيان ) كاحمار ( وازين ) كاحمر وقد قرأ الاعرج بهذه كل ذلك حسن وبهج وقيل زانه كذا وزينه إذا ظهر فعله اما بالقول أو بالفعل وتزين الله للاشياء قد يكون يابداعها مزينة وايجادها كذلك وتزيين الناس بتزويقهم أو بقولهم وهو ان يمدحوه ويذكروه بما يرفع منه قاله الراغب وفى حديث شريح أنه كان يجيز من الزينة ويرد من الكذب يريد تزيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أو صفتها ( وزين بن شعيب المعافرى ) الفقيه مات سنة 184
رحمه الله تعالى ( و ) القاضى ناصر الدين ( منصور بن نجم بن زيان ) العجلونى ( كشداد ) قاضى الشافعية بعجلون ( محدثان ) الاخير حدث بعد الثلاثين وسبعمائة ( والحافظ أبو عبد الله ) هكذا في النسخ والصواب أبو محمد عبيد الله ( بن واصل بن عبد الشكور بن زين الزينى ) البخاري ( هو وأبوه محدثان ) حدث هو عن ابن أبى الوليد وطبقته وأبوه يروى عن ابن وهب وابن عيينة يكنى أبا أحمد ( وسنقر الزينى ) ويعرف أيضا بالقضائى وكنيته أبو سعيد وهو مولى ابن الاستاذ مات سنة 606 ( روينا عن أصحابه ) قال الحافظ الذهبي أكثرت عنه بحلب وقد تقدم ذكره للمصنف في حرف الراء هكذا ( والزانة التخمة ) عن الفراء وقيل البشمة وقد ذكر شاهده في التى قبلها ( وقمر زيان كسحاب حسن وامرأة زائن متزين ) كذا في النسخ والصواب متزينة * ومما يستدرك عليه المزان المزدان بالادغام وأنا مزان باعلانك ومزدان أي متزين باعلان أمرك وتصغير مزدان مزين كمخير تصغير مختار ومزيين ان عوضت كما تقول في الجمع مزاين ومزايين ورجل مزين كمعظم مقذذ الشعر والحجام مزين كمحدث نقله الجوهرى والزين عرف الديك نقله الجوهرى والزمخشري وهو مجاز وأنشد الجوهرى لابن عبدل الشاعر أجئت على بغل تزفك تسعة * كانك ديك مائل الزين أعور وزينة الارض نباتها وأبو زيان حرزهم بن زيان بن يوسف بن سويد العثماني أحد الاولياء بالمغرب رضى الله تعالى عنه وولده أبو الحسن على بن اسمعيل بن محمد بن عبد الله بن حرزهم ويعرف بأبى زيان أحد شيوخ أبى مدين الغوث رضى الله تعالى عنه وابن العربي وأبى عبد الله التاودى وبنو الزينة بطن بطرابليس الشام وأبو الزينة بالفتح من كناهم ( فصل السين ) المهملة مع النون ( سبن محركة ) أهمله الجوهرى وهى ( ة بيغداد منها الثياب السبنية ) وقيل منسوبة الى موضع بناحية المغرب ( وهى أزر سود للنساء ) وهى السبانى المتخذة من الحرير مقانع لهن مزوقة ( وقول الليث ثياب من كتان بيض سهو ) * قلت الذى قاله الليث السبنية ضرب من الثياب تتخذ من مشاقة الكتان أغلظ ما يكون قال ابن سيده ومنهم من يهمزها فيقول السبنيئة قال وبالجملة فانى لا أحسبها عربية ( وقال أبو بردة ) بن أبى موسى الاشعري في تفسير ( الثياب السبنية هي القسية ) ونصه قال فلما رأيت السبنى عرفت أنها هي القسية * قلت ومر في السين القسية ثياب من كتان مخلوط بحرير كانت تجلب من القس ومر أيضا انه قيل انه منسوب الى القس وهو الصقيع لنصوع بياضه فيوافق ما ذهب إليه الليث فلا يكون سهوا فتأمل ثم قال ( وهى من حرير فيها أمثال الاترج ) * قلت ومنه أخذ الاترج السبانى للملاحف المطرزة هكذا ينطقون به ( وأسبن ) الرجل ( دام على لبسها وأبو جعفر وأحمد بن اسمعيل السبنيان محدثان ) هكذا في النسخ ولم أر لابي جعفر ذكرا عندهم وأحمد بن اسمعيل روى عن رجل من الحباب وعنه عبد الله بن اسحق المدائني وهو محتمل أن يكون منسوبا الى قرية ببغداد أو الى عمل السبائى فتأمل ( وسيبنة بالكسر ) وسكون التحتية ( وفتح الباء ) الموحدة ( والنون ) المشددة ( لغة في سيفنة ) لطائر كما سيأتي ( والاسبان المقانع الرقاق ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه سابون اسم موضع نقله شيخنا عن كتاب الفرق لابي السيد وأنشد فيه أمست باذرع أكباد فحم لها * ركب بلينة أو ركب بسابونا * قلت الرواية أو ركب بساوينا كما هو نص ياقوت في معجمه وقد تصحف على ناسخ كتاب الفرق فتأمل ودير سابان بحلب ومعناه دير الجماعة وفيه يقول حمدان الا ناري دير عمان ودير سابان * هجن غرامي وزدن أشجاني ( الاستن والاستان أصول الشجر البالية ) وفى الصحاح عن أبى عبيد الاستن أصول الشجر البالية ( واحدها أستنة ) وأنشد للنابغة يصف ناقة تحيد عن أستن سود أسافله * مثل الاماء الغوادى تحمل الحزما (1/8061)
ويقال انه يصف ثورا والرواية يحيد وقال ابن الاعرابي الاستان أصل الشجر وفى المحكم الاستن أصول الشجر البالى ثم ان الاستن هكذا هو في سائر الاصول بالفتح كأحمر في اللغة والشعر وهو المعروف وقد أصلح في خط أبى زكريا الاستن كزبرج ( أو الاستن شجر يفشو في منابته ) ويكثر ( فإذا نظر الناظر إليه ) من بعد ( شبهه بشخوص الناس ) وبه فسر أبو حنيفة قول النابغة ( و ) قال ابن الاعرابي ( أستن ) الرجل ( دخل في السنة ) وهو ( قلب أسنت ) وكلاهما مسموعان ( والاستان بالضم ) مثل الرشتان قاله العسكري وهى ( أربع كور ببغداد ) بالجانب الغربي من السواد ( عال ) تشتمل على أربعة طساسبج وهى الانبار وباد وريا قطر بل ومسكن ( وأعلى ) ومن طساسيجه الفلوجة العليا والفلوجة السفلى وعين التمر ( وأوسط ) ومن طساسيجه سورا ( وأسفل ) ومن طساسبيجه السيلحون وتستر ( من احداها ) أبو السعادات ( هبة الله بن عبد الصمد ) بن عبد المحسن ( الاستاني ) حدث عن على بن أحمد
البسرى ولقى الشيخ أبا اسحق ابراهيم بن على الشيرازي وعنه أبو طاهر السلفي وحفيده أبو بكر محمد بن مكى بن هبة الله ذكره ابن سعد حدث عن اسمعيل بن محمد بن ملة الاصبهاني وأبو الحسن على ابن الاسعد بن رمضان الاستاني المقرئ الخياط عن أبى الفتح بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان توفى سنة 602 * ومما يستدرك عليه الاستوان بالضم الاسطوانة فارسية ومعناه المعتدل المرتفع واستان بالكسر قرية بسمرقند منها أبو شعيب صالح بن العباس بن حمزة الخزاعى الاستاني واستانة بالضم ناحية بخراسان من نواحى بلخ واستان سواسم الناحية المسماة بالحيل عن حمزة بن الحسن والاستان الرستاق عن العسكري واستان بالكسر قرية بجزيرة الروم وهى المعروفة باستانكوى أي قرية استان وككتاب ستان بنت عبد الله زوج سليمان بن ابراهيم الحافظ روت عن القاضى أبى بكر محمد بن الحسين بن حزم القرشى بالاجازة واستناباذ بالضم قرية من أعمال طبرستان واستينيا بالكسر ونون مكسورة بين تحتيين من قرى الكوفة ذكره المدائى * ومما يستدرك عليه ستيغفن بضم فكسر وغين مفتوحة وفاء ساكنة قرية ببخار منها أبو اسحق ابراهيم بن مجيب بن حازم شيخ لخلف الخيام ( سجنه ) يسجنه سجنا ( حبسه و ) من المجاز سجن ( الهم ) يسجنه إذا أضمره و ( لم يبثه ) قال ولا تسجنن الهم ان لسجنه * عناء وحمله المهارى النواجيا ( والسجن بالكسر المحبس ) ومنه قوله تعالى رب السجن أحب الى وقرئ بفتح السين وهو مصدر وفى الحديث ما شئ أحق بطول سجن من لسان ( وصاحبه سجان والسجين المسجون ج سجناء وسجنى ) كعرفاء وسكرى ( و ) وقال اللحيانى ( هي سجين ) بغير هاء ( وسجينة ومسجونة من ) نسوة ( سجنى وسجائن و ) روى عن أبى الفرج السجين والسجيل ( كسكين الدائم ) وبه فسر قول ابن مقبل الاتى ( و ) السجين من الضرب ( الشديد ) كما في الصحاح زاد في الاساس يثبت المضروب محله ويحبسه وقيل هو الصلب الشديد من كل شئ وأنشد الجوهرى لابن مقبل فان فينا صبوحا ان رأيت به * ركبا بهيا وآلا فاثمانينا ورجلة يضربون الهام عن عرض * ضربا تواصت به الابطال سجينا ( و ) سجين ( ع فيه كتاب الفجار ) وقال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما ودواوينهم كما في الصحاح قال أبو عبيدة وهو فعيل من السجن كالفسيق من الفسق ومنه قوله تعالى كلا ان كتاب الفجار لفى سجين وقال ابن عرفة هو من سجنت أي هو محبوس عليهم كى يجازوا بما فيه ( و ) قيل ( واد في جهنم أعاذنا الله تعالى منها ) وجزم البيضاوى في هود أنه جهنم نفسها وقال ابن الاثير هو اسم علم للنار وقال الراغب هو اسم لجهنم بازاء عليين وزيد لفظه تنبيها على زيادة معناه ( أو حجر في الارض السابعة ) وبه فسرت الاية أيضا وقال مجاهد هو اسم الارض السابعة وقيل في سجين أي في حساب وقيل معنى الاية كتابهم في حبس لخساسة منزلتهم عند الله عزوجل وأما قول الخفاجى سجين كتاب جامع لاعمال الكفرة فذكر الراغب أن كل شئ ذكره الله عز وجل بقوله وما أدراك فسره وكل ما ذكره بقوله وما يدريك تركه مبهما وفى هذا الموضع ذكر وما أدراك ما سجين وكذا في قوله عزوجل وما أدراك ما عليون ثم فسر الكتاب لا السجين والعليين قال وفى هذه لطيفة موضعها الكتب المطولات ( و ) السجين ( العلانية ) يقال فعل ذلك سجينا أي علانية ( و ) قال الاصمعي السجين ( السلتين من النخل ) وهو ما يحفر في أصولها حفرا تجذب الماء إليها إذا كانت لا يصل إليها الماء ( وسجنه تسجينا شققه و ) سجن ( النخل جعلها سلتينا ) يقال سجن جذعك لغة أهل البحرين وسلتين ليس بعربي * ومما يستدرك عليه الساجون الحديد الانيث ورجل مسجون وقوم مسجونون وسجنوهم وسجن لسانه سكت وهو مجاز وسجين كأمير قرية بمصر من الغربية منها الجمال عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمد الازهرى الحنفي رحمه الله تعالى أخذ عن الحافظ السخاوى مات سنة 886 وشيخ مشايخنا الشيخ الشمس محمد بن عبد الرحمن أحمد السجينى الشافعي الضرير كان علامة وليا محققا وابن أخيه أبو محمد عبد الرؤف بن محمد تولى مشيخة الازهر بعد شيخنا الولى الشمس الحفنى رضى الله تعالى عنه وتوفى في رابع عشر شوال سنة 1182 وسجان كرمان جمع ساجن ككاتب وكتاب وسجانة كرمانة قرية بطرابلس المغرب منها عبد الله بن ابراهيم السجانى أخذ عن العلامة الطرطوشى رحمة الله تعالى عليهم أجمعين ( السحنة والسحناء ) بفتحهما ( ويحركان ) في الصحاح وكان الفراء يقول السحناء والثأداء قال أبو عبيد ولم أسمع أحدا يقولهما بالتحريك غيره وقال ابن كيسان انما حركتا لمكان حرف الحلق ( لين البشرة (1/8062)
و ) قيل ( النعمة ) بفتح النون وهو التنعم كما في التهذيب والمحكم ( و ) قيل ( الهيئة ) كما في الصحاح ( و ) قيل ( اللون ) والحال يقال هؤلاء قوم حسن سحنتهم أي حسن شعرهم وديباجة لونها ( وجاء الفرس مسحنا كمجلس ) وفى بعض النسخ مسحنا كمحسن
والصواب مسحنا كمكرم ( حسن الحال ) حسن المنظر ( وهى بهاء وتحسن المال وساحنه نظر الى سحنائه ) وعلى الاول اقتصر الجوهرى ( والمساحنة الملاقاة و ) في الصحاح ( حسن المخالطة والمعاشرة ) وقيل المفاوضة وساحنه الشئ مساحنة خالطه فيه وفاوضه ( و ) المسحنة ( كمكنسة الصلاءة ) يسحن فيها ( والتى تكسر بها الحجارة ) نقله الجوهرى والجمع المساحن قال المعطل الهذلى وفهم بن عمرو يعلكون ضريسهم * كما صرفت فوق الجذاذ المساحن ( وسحن كمنع ) يسحن سحنا ( دلك الخشبة ) بمسحن ( حتى تلين ) من غير أن يأخذ من الخشبة شيأ واسم الالة المسحن ( و ) سحن ( الحجر كسره ) نقله الجوهرى ( وهو في سحنه بالكسر أي في كفنه و ) يقال ( يوم سحن بالفتح أي يوم جمع كثير وسحنة د قرب همذان ) عن نصر ( والمساحن حجارة الذهب والفضة ) هكذا في النسخ والصواب حجارة تدق بها حجارة الذهب والفضة واحدها مسحنة وقد تقدم شاهده من قول المعطل الهذلى قريبا ( و ) المساحن ( حجارة رقاق يمهى بها الحديد ) نحو المسن * ومما يستدرك عليه المسحنة بالكسر لغة في الفتح نقله ابن الاثير وسحن الشئ سحنا دقه نقله الجوهرى وسحنون بالضم طائر وسحنون بن سعد الافريقى من أئمة المالكية جالس مالكا مدة ثم قدم بمذهبه الى أفريقية فأظهره فيها وتوفى سنة 241 ونقله فتح سينه وتفصيل ذلك في كتاب الفرق لابن السيد * ومما يستدرك عليه سحتنه إذا اذبحه عن أبى عمرو وقال ابن الاعرابي السحتنة الابنة الغليظة في الغصن وسحتن بن عوف بن جذيمة بن عبد القيس انما لقب به لانه أسر أسرى فسحتنهم أي ذبحهم وقال ابن دريد النون فيه زائدة كالنون في الرعشن وأبو الرضا عباد بن نسيب السحتنى يروى عن على وأبى برزة الاسلمي مشهور ( السخن بالضم الحار ) ضد البارد ( سخن ) الشئ والماء ( مثلثة ) الكسر لغة بنى عامر وافتصر الجوهرى على الفتح والضم ( سخونة ) فيهما كما في الصحاح ( وسخنة وسخنا بضمهن ) أي في مصادر سخن كنصر ( وسخانة وسخنا محركة ) في مصادر سخن كفرح ( وأسخن الماء وسخنه ) بالتشديد بمعنى ( وماء سخين كأمير وسكين ومعظم ) كذا في النسخ والصواب ومكرم كما هو نص ابن الاعرابي في الصحاح قال ماء مسخن وسخين مثل مترص وتريص ومبرم وبريم وأنشد لعمرو بن كلثوم مشعشعة كأن الحص فيها * إذا ما الماء خالطها سخينا قال وأما قول من قال سخينا جدنا بأموالنا فليس بشئ قال ابن برى يعنى أن الماء إذا خالطها اصفرت قال وهذا هو الصحيح وكان الاصمعي يذهب الى انه من السخاء لانه يقول بعد هذا البيت ترى اللحز الشديد إذا أمرت * عليه لما له فيها مهينا قال وليس كما ظن لان ذلك لقب لها وذا نعت لفعلها قال وهو الذي عناه ابن الاعرابي بقوله وقول من قال الخ لانه كان ينكر أن يكون فعيل بمعنى مفعل ليبطل به قول ابن الاعرابي في صفة الملدوغ سليم انه بمعنى مسلم لما به قال وقد جاء كثيرا أعنى فعيلا بمعنى مفعل وهى ألفاظ كثيرة معدودة ذكر بعضها في س ل م ( و ) ماء ( سخاخين بالضم ولا فعاعيل ) في الكلام ( غيره ) كما في الصحاح ونقله كراع أيضا أي ( حار ) هو تفسير لكل من الالفاظ التى تقدمت ( ويوم ساخن وسخنان ويحرك وسخن وسخنان بضمهما ) وقد سخن بتثليث الخاء أي حار ( والليلة بالهاء ) سخنة وساخنة وسخنانة أي حارة واقتصر الجوهرى في اليوم على السخن والساخن والسخنان وفى الليلة على السخنة والسخنانة ( وتجد ) في نفسك ( سخنة مثلثة ) السين ( ويحرك وسخنا بالفتح وسخونة بالضم ) وسخناء ممدودا أي ( حمى أو حرا ) وقيل فضل حرارة يجدها من وجع نقله الجوهرى واقتصر على التحريك ( وسخنة العين بالضم نقيض قرتها وقد سخنت كفرح ) كما في الصحاح ( سخنا ) بالفتح ويحرك ( وسخونا وسخنة ) بضمهما ( فهو سخين ) العين ويقال سخنت العين بالفتح وقيل الكسر والفتح في سخنت الارض أما العين فالكسر لا غير ( وأسخن الله عينه وبعينه ) أي ( أبكاه ) نقيض أقر عينه وبعينه ( والسخون مرق يسخن ) قال يعجبه السخون والعصيد * والتمر حبا ما له مزيد ( و ) السخينة ( كسفينة طعام رقيق يتخذ من ) سمن و ( دقيق ) وقيل دقيق وتمر وهو دون العصيدة في الرقة وفوق الحساء وروى عن أبى الهيثم انه كتب عن الاعرابي قال السخينة دقيق يوضع على ماء أو لبن فيطبخ ثم يؤكل بتمر أو يحسى وهو الحساء وانما كانوا يأكلون السخينة في شدة الدهر وغلاء السعر وعجف المال ( و ) سخينة ( لقب لقريش لاتخاذها اياه ) أي لانهم كانوا يكثرون من أكلها ( و ) لذا ( كانت تعير به ) وفى الحديث انه دخل على حمزة رضى الله تعالى عنه فصنعت لهم سخينة فأكلوا منها قال كعب بن مالك زعمت سخينة أن ستغلب ربها * وليغلبن مغالب الغلاب وفى الحديث معاوية رضى الله تعالى عنه انه مازح الاحنف بن قيس فقال ما الشئ الملفف في البجاد فقال هو السخينة يا أمير المؤمنين الملفف في البجاد وطب اللبن يلف به ليحمى ويدرك وكانت تميم تعير به والسخينة الحساء المذكور يؤكل في الجدب وكانت قريش تعير
بها فلما مازحه معاوية بما يعاب به قومه مازحه الاحنف بمثله ( وضرب سخين مؤلم حار ) شديد كذا في النسخ والصواب كسكين (1/8063)
وبه فسر قول ابن مقبل السابق في سجن أيضا ( والمسخنة من البرام كمكنسة ) قدر ( شبه التور ) يسخن فيها الطعام قال ابن شميل هي الصغيرة التى يطبخ فيها للصبى ومنه الحديث نعم أنزل على طعام في مسخنة ( والتساخين المراجل ) عن ابن دريد ( و ) في الصحاح ( الخفاف ) وفى الحديث بعث سرية فامرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين المشاوذ العمائم والتساخين الخفاف قال ابن الاثير ( و ) قال حمزة الاصفهانى في كتاب الموازنة التساخين ( شئ كالطيالس ) من أغطية لرأس كان العلماء والموابذة يأخذونهم على رؤسهم خاصة دون غيرهم قال وجاء ذكره في الحديث فقال من تعاطى تفسيره هي الخفاف حيث لم يعرف فارسيته قال وتسخان معرب تشكن قال الجوهرى ( بلا واحد ) مثل التعاشيب وقال ثعلب ليس للتساخين واحد من لفظها كالنساء لا واحد لها ( أو واحدها تسخن وتسخان ) وقال ابن دريد لا واحد لها من لفظها الا انه يقال تسخان ولا أعرف صحة ذلك ( والسخاخين المساحى ) بلغة عبد القيس ( الواحد كسكين لا كأمير كما توهم الجوهرى ) هكذا وجد بخطه في نسخ الصحاح ولم ينبه عليه ابن برى وهى مسحاة منعطفة كما في الصحاح وفى بعض نسخها منعقفة ( و ) السخاخين ( سكاكين الجزار أو عام ) قال ابن الاعرابي يقال للسكين السخينة والشلقاء ( و ) السكين ( مقبض المحراث ) وقال ابن الاعرابي هو مر المحراث يعنى ما يقبض عليه الحراث منه ( و ) سخينة ( كجهينة د بين عرض وتدمر والعامة تقول سخنة ) وهكذا نقله نصر وهو بلد بين تدمر والرقة وعلى التحديد بين أركة وعرض ( والاسخنة بالكسر ضد الابردة ) أي بكسر الاول والثانى فيهما * ومما يستدرك عليه سخنت الارض وسخنت كنصر وفرح وسخنت عليه الشمس ككرم عن ابن الاعرابي قال وبنو عامر يكسرون وفى الحديث شر الشتاء السخين أي الحار الذى لا برد فيه وجاء في غريب الحربى السخيخين قال ولعله تحريف وسخينتا الرجل كسفينة بيضتاه لحرارتهما وطعام سخاخين بالضم أي حار وكذلك يوم سخاخين وحب سخاخين موجع مؤذ وأنشد ابن الاعرابي أحب أم خالد وخالدا * حبا سخاخينا وحبا باردا وفسر البارد بانه الذى يسكن إليه قلبه والسخناء بالمد والسخونة بالضم الحمى ويقال عليك بالامر عند سخنته أي في أوله قبل ان يبرد وهو مجاز وقال أبو عمرو ماء سخيم وسخين ليس بحار ولا بارد والسخونة السخينة عن الازهرى والسخينة الطعام الحار وسخنت الدابة كنصر وكرم أجريت فسخنت في عظامها وخفت في حضرها ومنه قول لبيد رضى الله تعالى عنه رفعتها طرد النعام وفوقه * حتى إذا سخنت وخف عظامها روى بالوجهين كما في الصحاح وعين سخينة وسخنه بالضرب ضربه ضربا موجعا وما أسخن ضربه والمسخن كمعسن المتحرك في كلامه وحركاته لغة شامية * ومما يستدرك عليه سختان كسحبان والد ابى عبد الله محمد السختانى روى عنه الطبراني مات سنة 350 وأبو بكر أيوب بن كيسان السختيانى البصري عن الحسن وعنه الثوري ومالك نسبة الى عمل السختيانى وبيعه وهو نوع من الجلود ومحدث جرجان عمران بن موسى السختيانى روى عنه الحاكم أبو عبد الله مات سنة 305 رحمه الله تعالى ( السدين كأمير الشحم ) عن أبى عمرو ( و ) قيل ( الدم و ) أيضا ( الصوف و ) أيضا ( الستر ) عن أبى عمرو ( كالسدان ) كسحاب ( والسدن محركة ) والجمع اسدان ( وسدن سدنا وسدانة خدم الكعبة أو بيت الصنم ) والاسم السدانة بالكسر ( و ) سدن ( عمل الحجابة فهو سادن ) قال ابن برى الفرق بين السادن والحاجب ان الحاجب يحجب واذنه لغيره والسادن يحجب واذنه لنفسه ( ج سدنة ) محركة وهم سدنة البيت أي حجابه وسدنة الاصنام في الجاهلية قومتها وهو الاصل وكانت السدانة واللواء لبنى عبد الدار في الجاهلية فأقرها النبي صلى الله عليه وسلم لهم في الاسلام وقال أبو عبيد سدانة الكعبة خدمتها وتولى أمرها وفتح بابها واغلاقه ( وسدن ثوبه يسدنه ويسدنه ) من حدى ضرب ونصر ( أرسله ) وكذلك سدن الستر إذا أرسله * ومما يستدرك عليه الاسدان والسدون ما جلل يه الهودج من الثياب واحدها سدن عن ابن السكيت وفى الصحاح الاسدان لغة في الاسدال وهى سدول الهوادج قال الزفيان ماذا تذكرت من الاظعان * طوالعا من نحو ذى بوان كانما علقن بالاسدان * يانع حماض وأرجوان ( الساربان بسكون الراء ) أهمله الجوهرى وهو اسم لمن يحفظ الجمال ويراعيها منهم ( جد والد ) أبى الحسين ( على بن أيوب بن الحسن ) بن أيوب الكاتب الشيرازي ( القمى الشيعي ) المتغالى في التشيع حدث عن أبى سعيد السيرافى وأبى عبد الله المرزبانى وعنه أبو بكر الخطيب ولد بشيراز سنة 347 ومات ببغداد سنة 403 وهو ( راوي شعر المتنبي ) خلا القصائد الشيرازيات * ومما يستدرك عليه السربان كالسربال وتسربن كتسربل قال الشاعر تصدعنى كمى القوم منقبضا * إذا تسربنت تحت النقع سربانا
وزعم يعقوب انه بدل * ومما يستدرك عليه اسرائين واسرائيل اسم ملك وزعم يعقوب انه بدل وقد ذكر في اللام * ومما يستدرك عليه السيروان بالكسر أربعة مواضع كورة بالجبل وقرية بنسف منها أبو على أحمد بن ابراهيم بن معاذ النسفى عن اسحق ابن ابراهيم الديرى مات سنة 339 وموضع بفارس وموضع بالرى قاله ياقوت * ومما يستدرك عليه سيرين بالكسر وهو اسم مولى يونس بن مالك سباه خالد بن الوليد وهو والد محمد بن سيرين المعبر ومن ولده بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد السيرينى المحدث (1/8064)
* ومما يستدرك عليه اسماعين اسم وزعم يعقوب انه بدل ( السرجين والسرقين بكسرهما الزبل ) تدمل به الارض قال الجوهرى وهما ( معربا سركين بالفتح ) لانه ليس في الكلام فعليل بالفتح * قلت والكاف العربية قد تعرب بالجيم وتعرب بالقاف * ومما يستدرك عليه سرجن الارض وسرقنها إذا دملها بالزبل ونقل ابن سيده فتح السين فيهما شذوذا وعمر بن مكى بن سرجان الحلبي من شيوخ الدمياطي والسرجون لغة في السرجين * ومما يستدرك عليه اسرافين واسرافيل اسم ملك وكان القنانى يقول سرافين واسرافيل وزعم يعقوب أنه بدل وقد تكون همزة اسرافيل أصلا فهو على هذا خماسى * ومما يستدرك عليه ساركون قرية بسواد بخارا منها أبو محمد بكر بن محمد بن اسحق بن حاتم المحدث وأما قول العامة سرجنوه إذا جلوه عن وطنه فانه معرب عن سركنوه * ومما يستدرك عليه استرشن بلدة بين كاشغر وختن منها أبو نصر أحمد بن محمد بن على قدم بغداد وحدث بها عن أحمد بن عيسى بن عبيد الله الدلفى في سنة 498 وحدث عنه جماعة * ومما يستدرك عليه اسروشنة بالضم والسين الاولى مهملة عن ابن السمعاني والمشهور اعجامها عن المحدثين وقد ذكرها المصنف استطرادا في هذا الكتاب في تركب خ ت ش مدينة بما وراء النهر نسب إليها جماعة * ومما يستدرك عليه سرسنا بالكسر قرية بمصر من المنوفية وقد دخلتها وتضاف الى الشهداء منها أبو عبد الله محمد بن الحسين بن اسحق بن ابراهيم بن موسى الشريف الحسنى المحدث والشمس محمد بن محمد بن أبى بكر بن على الشافعي رحمه الله تعالى عن السخاوى والجوجرى وزكريا * ومما يستدرك عليه سرسمون قرية بمصر من المنوفية أيضا وقد دخلتها * ومما يستدرك عليه سرفنا بالفتح قرية بمصر بالاشمونين * ومما يستدرك عليه السريان بالضم لسان معروف قيل منسوب الى سورة وهى أرض الجزيرة ودير سريان بالشام ( السوسن كجوهر ) أهمله الجوهرى وهو في اللسان بعد تركيب التسون وهو أولى لان اللفظة أعجمية وحروفها كلها أصلية قال شيخنا وحكى ابن المصرى فيه الضم وجرى عليه الخفاجى في شفاء الغليل وحكاه أبو حيان رحمه الله تعالى وقال لم يأت على فوعل بالضم غيره وغير صوبج لا ثالث لهما * قلت وفوفل ثالثهما وهو معرب وقد جرى في كلام العرب قال الاعشى وآس وخيري ومرو وسوسن * إذا كان هيز من ورحت مخشما وهو ( المشموم ومنه برى وبستاني والبستاني صنفان ) وهما ( الازاذ وهو الابيض ) وهو أطيبه ( والايرساء وهو الاسمانجونى نافع للاستقاء ملطف للمواد الغليظية والازاذ لطيف نافع من العلل الباردة في الدماغ محلل للرياح الغليظة المجتمعة فيه وأصله جلاء محلل وورقه نافع من حرق الماء الحار من لسع الهوام والعقرب خاصة الواحدة سوسنة ) وقد نسى هنا اصطلاحه ( وأبو القاسم المحسن بن محمد بن المحسن بن سنويه كعمرويه ) والصواب بضم السين الاولى كما ضبطه الحافظ ( محدث ) سمع أبا بكر بن مردوية ومات سنة 482 * ومما يستدرك عليه سوسن كجوهر جد أبى بكر أحمد بن المظفر بن سوسن أحد مشايخ السلفي رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه الساسانية طائفة من الفرس نسبوا الى ملك لهم يقال له ساسان وقال الشريشى هو اول من سنه الكذبة فنسبوا إليه كما ان الطفيلى منسوب الى طفيل أول من تطفل وقد ذكر شئ من ذلك في س ى س وساسان محلة بمرو منها أبو عبد الله محمد بن اسمعيل بن أبى بكر روى عنه السمعاني وسمرة بن سيسن بكسر فسكون تحتية ففتح آخره نون تابعي مسنان بن سيسن من أتباعهم وسلمة بن سيسن المكى من شيوخ الحميدى هذه الاسماء ايرادها هنا على الصواب وقد حرفها المصنف رحمه الله تعالى فذكرها في س ى س وهو خطأ نبهنا عليه هنالك ( سستان ) أهمله الجماعة وهو ( في نسب ملوك بنى يويه ) كذا في التبصير للحافظ * ومما يستدرك عليه سستان بالكسر مدينة بالسند ويقال لها سوستان أيضا * ومما يستدرك عليه سوسقان مدينة بالعجم منها أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن من مشايخ ابن السمعاني ( الاسطوانة بالضم السارية ) والغالب عليها انها تكون من بناء بخلاف العمود فانه من حجر واحد وهو ( معرب استون ) عن الازهرى وهى فارسية معناها المعتدل الطويل ونون الاسطوانة من أصل بناء الكلمة وهو على تقدير ( افعوالة ) مثل اقحوانة لانه يقال أساطين مسطنة ( أو فعلوانة ) وهو قول الاخفش قال الجوهرى وهذا يوجب أن تكون الواو زائدة والى جنبها زائدتان الالف والنون
وهذا لا يكاد يكون وقال قوم هو افعلانة ولو كان كذلك لما جمع على أساطين لانه لا يكون في الكلام أفاعين وقال ابن برى عند قول الجوهرى ان اسطوانة افعوالة مثل اقحوانة قال وزنها افعلانة وليست افعوالة كما ذكر يدلك على زيادة النون قولهم في الجمع أقاحى وأقاح وقولهم في التصغير أقيحية قال وأما اسطوانة فالصحيح في وزنها فعلوانة لقولهم في التكسير أساطين كسراجين وفى التصغير اسيطينة كسريحين قال ولا يجوز ان يكون وزنها افعوالة لقلة هذا الوزن وعدم نظيره فأما مسطنة ومسطن فانما هو بمنزلة تشيطن فهو متشيطن فيمن زعم انه من شاط يشيط لان العرب قد تشتق من الكلمة وتبقى زوائده كقولهم تمسكن وتمدرع قال وأما انكاره بعد زيادة الالف والنون بعد الواو المزيدة في قوله وهذا لا يكاد يكون فغير منكر بدليل قولهم عنظوان وعنفوان ووزنهما فعلوان باجماع فعلى هذا يحوز ان يكون اسطوانة كعنظوانة قال ونظيره من الياء فعليان نحو صليان وبليان وعنظيان قال فهذه قد اجتمع فيها زيادة الالف والنون وزيادة الياء قبلها ولم ينكر ذلك أحد انتهى قال شيخنا ولكن الجزم بعجمتها ينافى هذا الخلاف فان العجمة (1/8065)
تقتضي الاصالة مطلقا إذ لا تصريف في الالفاظ العجمية كما صرح به ابن السراج وغيره ( و ) الاسطوانة ( قوائم الدابة ) على التشبيه والجمع أساطين ( و ) الاسطوانة ( الاير ) التشبيه أيضا ( وأساطين مسطنة ) كمعظمة أي ( موطدة و ) من المجاز ( الاسطوان من الجمال الطويل العنق أو المرتفع ) وهذا نقله الجوهرى وأنشد لرؤبة جربن منى اسطوانا اعنقا * يعدل هدلاء بشدق أشدقا والاعنق الطويل العنق ( و ) اسطوان ( ثغر بالروم ) من ناحية الشام غزاها سيف الدولة ابن حمدان فقال شاعره الصفرى ولا تسألا عن اسطوان فقد سطا * عليها بأنياب له ومخالب ( والساطن الخبيث والاسطان آنية الصفر وكأن النون ) فيها ( بدل ) من ( اللام ) في اسطال واحدهما سطن وسطل ( و ) اسطان ( قلعة بخلاط ) من نواحى أرمينية وضبطه ياقوت بضم الهمزة * ومما يستدرك عليه الاسطوان الرجل الطويل الرجلين والظهر وهو مسطن كمعظم وكذلك الدابة إذا كانت طويلة القوائم ويقال للعلماء أساطين على التشبيه ( السعن الودك ) ومنه قولهم وما عنده سعن ولا معن والمعن المعروف وسيأتى ( و ) السعن ( بالضم قربة ) صغيرة ( تقطع من نصفها وينبذ فيها وقد يستقى بها ) كالدلو ( وقد يجعل فيها الغزل والقطن ) ونص الصحاح وربما جعلت المرأة فيها غزلها وقطنها ( ج ) سعنة ( كقردة ) وفى المحكم السعن شئ يتخذ من أدم شبه دلو الا انه مستطيل مستدير وربما جعلت له قوائم ينبذ فيه وقد يكون بعض الدلاء على تلك الصنعة وقيل السعن القربة البالية المتخرقة العنق يبرد فيها الماء وقيل هو قربة أو اداوة يقطع أسفلها ويشد عنقها وتعلق الى خشبة أو جذع نخلة ثم ينبذ فيها ثم يبرد فيها وهو شبيه بدلو السقائين يصبون به في المزائد ( و ) قولهم ما له سعنة ولا معنة قيل ( السعنة المباركة ) والمعنة ( الميمونة أو ) السعنة ( المشؤمة ) والمعنة الميمونة وكان الاصمعي لا يعرف أصلها ( و ) سعنة ( اسم و ) السعنة ( بالضم الزفن ) وهو الرقص واللعب ( أو ) السعن ( مطلق المظلة ) يتخذ فوق السطوح حذر ندى الومد والجمع سعون عمانية لان متخذيها انما هم أهل عمان ( و ) سعن ( اسم و ) السعن ( الخشبة الواحدة على فم الدلو فإذا ثنيت فهما العرقوتان و ) السعن ( ما تدلى من المشفر الاعلى من البعير وأسعن ) الرجل ( اتخذ ) سعنة أي مظلة والسعانين عيد للنصارى قبل ) عيد ( الفصح باسبوع يخرجون فيه بصلبانهم ) وهو سرياني معرب وقيل هو جمع واحده سعنون ( و ) المسعن ( كمعظم الغرب يتخذ من أديمين ) يقابل بينهما فيعرقان بعراقين ولهما خصمان من جانبين لو وضع قام قائما من استواء أعلاه وأسفله ( وتسعن الجمل امتلا سمنا ) على التشبيه ( ويوم سعن مضاف ) أي ( ذو شراب صرف و ) يقال ( ما له سعنة ولا معنة ) أي ( شئ ) كما في الصحاح ونص اللحيانى أي شئ ولا نوم وقال غيره أي قليل ولا كثير ( وابن سعنة شاعر ) جاهلي واسمه معبد بن ضبة ( وزيد بن سعنة ) الحبر ( بالضم ) وضبطه الحافظ بالفتح وهو الصحيح ( يهودى ) كانه تنصر في الاصل والا فقد أسلم وشهد مشاهد وتوفى مرجعهم من تبوك فلو قال صحابي كان أولى * ومما يستدرك عليه السعن بالفتح لغة في السعن بالضم للقربة الصغيرة والسعن بالضم كالعكة يكون فيها العسل والجمع اسعان والسعن القدح العظيم يحلب وبه فسر قول الهذلى طرحت بذى الجنبين سعنى وقربتى * وقد ألبوا خلفي وقل المذاهب والسعنة من المعزى صغار الاجسام في خلقها وأيضا الكثرة من الطعام وغيره وأبو سعنة العابر سمع همام بن يحيى وسعنة بن بكر بن عوف بن عمر من بنى سامة بن لؤى وسعنة بن سلامة أحد المعمرين ومحمد بن عصم بن بلال بن عاصم العباسي بن سعنة الذهلى رئيس
بنيسابور ( الاسفان ) أهمله الجوهرى وهو هكذا بالفاء في النسخ والصواب الاسغان بالغين المعجمة قال ابن العربي هي ( الاغذية الردية ) ويقال باللام أيضا كما في التهذيب وتقدم له ذكر في اللام * ومما يستدرك عليه أسفجين قرية بهمدان * ومما يستدرك عليه اسفذن بكسر فسكون ففتح فاء وسكون ذال معجمة قرية بالرى ومنها أبو العباس أحمد بن على بن اسمعيل ابن على الاسفذنى الرازي روى عنه الطبراني وقد وهم فيه ابن ماكولا فذكره في الا سعدي وقال لا أدرى الى أي شئ ينسب وتعقبه ابن نقطة وذكر انه وقف على مجلد فيه خمس نسخ من معجم الطبراني منها بخط ابن الحاجنة وابن الانماطى قاله الحافظ ( اسفراين ) أهمله الجوهرى وهى ( بكسر الهمزة ) وضبطه ياقوت بفتحها وسكون السين وفتح الفاء كما ضبطه ياقوت وابن خلكان وجوز غيرهما فيه الكسر أيضا ( و ) كسر الياء ( المثناة التحتية ) وهى لا تهمز على الاصح الافصح وجوز بعضهم همزها وزاد ياقوت ياء أخرى ساكنة هكذا اسفرايين وهو المشهور المعروف ( د بخرسان ) وقال ياقوت من نواحى نيسابور على منتصف الطريق من جرجان قال أبو القاسم البيهقى أصلها اسبرايين بالباء الموحدة واسبر بالفارسية هو الترس وايين هو العادة فكأنهم عرفوا قديما بحمل التراس فعرفت مدينتهم بذلك وقيل انشاء اسفنديار فسميت به ثم غير لتطاول الايام وتشتمل ناحيتها على أربعمائة واحدى وخمسين قرية وقال أبو الحسن على بن نصر الفندروجى يتشوق اسفرايين وأهلها سقى الله في أرض اسفرايين عصبتي * فما تنثني العلياء الا إليهم وجربت كل الناس بعد فراقهم * فما زدت الا فرط ضن عليهم وينسب إليها خلق كثير منهم أحد حفاظ الدنيا أبو عوانة يعقوب بن اسحق بن ابراهيم الاسفراينى صاحب المسند الصحيح المخرج على (1/8066)
كتاب مسلم مات سنة 316 رحمه الله تعالى والامام أبو حامد أحمد الفقيه الاسفراينى الشافعي أنتهت إليه الرياسة في بغداد قيل كان يحضر درسه سبعمائة فقيه ولد سنة 344 وتوفى سنة 406 * ومما يستدرك عليه سفراوان قرية ببخارا منها أبو الحسن على بن المهدى المحدث ( سفنه يسفنه ) سفنا ( قشره ) كما في الصحاح وقال الراغب السفن تحت ظاهر الشئ كسفن الجلد والعود وأنشد الجوهرى لامرئ القيس فجاء قفيا يسفن الارض بطنه * ترى التراب منه لاصقا كل ملصق وانما جاء متلبدا على الارض لئلا يراه الصيد فيفر منه هكذا في نسخ الصحاح ويقال المحفوظ فجاء خفيا ومثله في المفردات ( ومنه السفينة لقشرها وجه الماء ) فهى فعيلة بمعنى فاعلة نقله الجوهرى عن ابن دريد وقال غيره لانها تسفن الرمل إذا قل الماء وقيل لانها تسفن على وجه الارض أي تلزق بها ( ج سفائن وسفن ) بضمتين ( وسفين ) الاولان مقيسان والثالث اسم جنس جمعى وأهل اللغة يطلقون الجمع على ما يدل على جمع ولو لم يقتضيه القياس كأسماء الجوع واسماء الاجناس الجمعية ونحو ذلك قاله شيخنا رحمه الله قال عمرو بن كلثوم ملانا البر حتى ضاق عنا * وموج البحر نملؤه سفينا وقال المثقب العبدى * كان حد على سفين * وقال سيبويه وأما سفائن فعلى بابه وفعل داخل عليه لان فعلا مثل هذا قليل وانما شبهوه بقليب وقلب كأنهم جمعوا سفينا حين علموا ان الهاء ساقطة شبهوها بجفرة وجفار حين اجروها مجرى جمد وجماد ( وصانعها سفان وحرفته السفانة ) بالكسر وفى الصحاح والسفان صاحبها * قلت ويطلق أيضا على سائسها ( والسفن محركة جلد أخشن ) غليظ كجلود التماسيح يجعل على قوائم السيوف كما في الصحاح والتهذيب ( و ) قيل السفن ( حجر ينحت به ويلين ) وقد سفنه سفنا ( أو ) هو ( كل ما ينحت به الشئ ) وقال ابن السكيت السفن والمسفن والشفر قدوم تقشر به الاجذاع قال ذو الرمة يصف ناقة أنضاها السير تخوف السير منها تامكا قردا * كما تخوف عود النبعة السفن يعنى تنقص هكذا في نسخ الصحاح لذى الرمة وقيل لابن مقبل وأورده أبو عدنان في كتاب النبل لابن المزاحم الثمالى وقال لم أجده في شعر ذى الرمة وقال غيره هو لعبد الله بن عجلان النهدي جاهلي كما وجد بخط أبى زكريا وفى المحكم السفن الفأس العظيمة قال بعضهم لانها تسفن أي تقشر قال ابن سيده وليس عندي بقوى وأنشد الجوهرى * وأنت في كفك المبراة والسفن * يقول انك نجار وأنشد ابن برى لزهير * ضربا كنحت جذوع الاثل بالسفن * قيل وبه سميت السفينة فهى في هذا الحال فعيلة بمعنى مفعولة قال الراغب ثم تجوز به فسمى كل مركوب سفينة ( كالمسفن كمنبر ) نقله الجوهرى ( و ) قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى السفن ( قطعة خشناء من جلد ضب أو سمكة يسحج بها القدح حتى تذهب عنه آثار المبراة ) وقيل هو جلد السمك الذى تحك به السياط والقدحان والسهام والصحاف ويكون على قائم السيف قال عدى بن زيد يصف قدحا رمه الباري فسوى درأه * غمز كفيه وتحليق السفن وقال الاعشى وفى كل عام له غزوة * تحك الدوابر حك السفن
أي تأكل الحجارة دوابرها من بعد الغزو وقيل السفن جلد الاطوام وهى سمكة بحرية تسوى قوائم السيوف من جلدها ( وسفنت الرياح ) التراب عن وجه الارض كما في الصحاح أي جعلته دقاقا وقال اللحيانى سفنت الريح ( كنصر وعلم ) سفونا ( هبت على وجه الارض فهى ريح سفون ) إذا كانت ابدا هابة ( و ) ريح ( سافنة ) كذلك نقله الجوهرى عن أبى عبيد وأنشد اللحيانى مطاعيم للاضياف في كل شتوة * سفون الرياح تترك الليط أغبرا ( ج سوافن ) قال أبو عبيد السوافن الرياح التى تسفن وجه الارض كأنها تمسحه وقال غيره تقشره الواحدة سافنة ( والسافين عرق في باطن الصلب طولا متصل به نياط القلب ) هكذا في النسخ والصواب والسافن وكأنه لغة في الصاد فسيأتي هذا الحد بعينه فيه وهو الذى يسمى الاكحل ( والسفانة بالتشديد اللؤلؤة و ) به سميت ( بنت حاتم طيئ ) وبها كان يكنى كما في الصحاح ويقال هو أجود من أبى سفانة ( وسفينة بكسر السين وفتح الفاء والنون المشددة طائر بمصر لا يقع على شجرة الا أكل جميع ورقها ) كذا رواه ابن الاثير ويقال له سيبنة بالباء أيضا كما تقدم في سبن قال الحافظ والحق انه حرف بين حرفين ( و ) أيضا ( لقب ابراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمداني ) المحدث الحافظ ( لقب به لانه ) كان ( إذا أتى محدثا كتب جميع حديثه ) تشبيها بهذا الطائر نقله عبد الغنى عن الدار قطني روى عن آدم بن أبى اياس واسمعيل بن أبى أوس وعنه أبو حفص المستملى ( و ) سفان ( كشداد ناحية بين نصيبين وجزيرة ابن عمر ونجيب بن ميمون الواسطي ) يقال له ( السفانى محدث و ) سفين ( كأمير ع بالمشرق وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مولى أم سلمة ) أو مولى علي بن أبى طالب رضى الله عنهما ( واسمه مهران ) وقيل رومان وقيل عبس وقيل قيس وقال أبو العلاء انما سمى به لانه كان يحمل الحسن والحسين أو متاعهما فشبه بالسفينة من الفلك ( وسفيان ) بالضم ( في الياء ) لانه من سفى يسفى * ومما يستدرك عليه يقال للابل سفائن البر وهو مجاز وسفان كشداد ناحية بوادي القرى وقيل بشين معجمة نقله نصر وأسفونا بالفتح قرب المعرة وهو خراب الان وقد ذكر في أس ف * ومما يستدرك عليه اسفيذبان قرية بأصبهان واخرى بنيسابور (1/8067)
واسفينقان قرية بنيسابور واسفيذجان قرية بناحية الجبال من أرض ماه * ومما يستدرك عليه سفينى بلدة منها سليمن بن السواء السفينى مؤلف نزهة الرياض ونزهة القلوب المراض مجلدان برواق اليمن في الجامع الازهر ومحل العلم الانور ( اسقن ) الرجل أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي إذا ( تمم جلاء سيفه ) قال ( والاسقان الخواصر الضامرة ) أورده الازهرى في التهذيب خاصة عنه * ومما يستدرك عليه سقين بالضم وتشديد القاف المفتوحة لقب والد أبى محمد عبد الرحمن بن على العاصمى المحدث وسقان بالكسر والتشديد قصبه ببلاد خراسان منها محمد بن محمد بن على بن محمد الرؤاسى العكاشي الاسدي الشافعي لقبه البرهان البقاعي وهو ضبطه وقد تقدم ذكره في س ق ق وفى رأس * ومما يستدرك عليه السقلاطون ضرب من الثياب قال ابن جنى ينبغى أن يكون خماسيا وقد ذكر في حرف الطاء ( سكن ) الشئ ( سكونا ) ذهبت حركته و ( قر ) وفى الصحاح استقر وثبت وقال ابن الكمال رحمه الله تعالى السكون عدم الحركة عما من شأنه ان يتحرك فعدم الحركة عما ليس من شأنه ان يتحرك لا يكون سكونا فالموصف به لا يكون متحركا ولا ساكنا ( وسكنته تسكينا ) أثبته وأما قوله تعالى وله ما سكن في الليل والنهار فقال ابن الاعرابي أي حل وقال ثعلب انما الساكن من الناس والبهائم خاصة قال وسكن هدأ بعد تحرك وانما معناه والله تعالى أعلم الخلق ( وسكن داره ) يسكن سكنا وسكونا أقام وقال الراغب السكون ثبوت الشئ بعد تحركه ويستعمل في الاستيطان يقال سكن فلان مكانا توطنه ( وأسكنها غيره ) قال كثير غزة وان كان لا سعدى أطالت سكونه * ولا أهل سعدى آخر الدهر نازله ومن الاسكان قوله تعالى اسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم وقوله تعالى ربنا انى اسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع ( والاسم السكن محركة والسكنى كبشرى ) وعليه اقتصر الجوهرى كما ان العتبى اسم من الاعتاب والاول عن اللحيانى قال والسكن أيضا سكنى الرجر في الدار قال لك فيها سكن أي سكنى والسكنى ان يسكن الرجل بلا كروة كالعمرى ( والمسكن ) كمقعد هي لغة الحجاز ( وتكسر كافه ) وهى نادرة ( المنزل ) والبيت جمعه مساكن ( و ) مسكن ( كمسجد بالكوفة ) وقال نصر صقع بالعراق قتل فيه مصعب بن الزبير وذكر ياقوت انه من كور الاستان العالي في غريبه ( والسكن ) بالفتح ( أهل الدار ) اسم لجمع ساكن كشارب وشرب وقيل جمع على قول الاخفش قال سلامة بن جندل ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل * يسقى دواء قفى السكن مربوب وأنشد الجوهرى لذى الرمة فيا كرم السكن الذين تحملوا * عن الدار والمستخلف المتبدل
قال ابن برى أي صار خلفا وبدلا للظباء والبقر وفى حديث يأجوج ومأجوج حتى ان الرمانة لتشبع السكن أي اهل البيت وقال اللحيانى السكن جماع القبيلة يقال تحمل السكن فذهبوا ( و ) السكن ( بالتحريك النار ) لانه يستأنس بها كما سميت مؤنسه وهو مجاز وأنشد الجوهرى للراجز ألجأنى الليل وريح بله * الى سواد بل وثله * وسكن توقد في مظله وقال آخر يصف قناة ثقفها بالنار والدهن * أقامها بسكن وأدهان * ( و ) السكن كل ( ما يسكن إليه ) ويطمأن به من اهل وغيره ومنه قوله تعالى جعل لكم الليل سكنا وفى الحديث اللهم انزل علينا في أرضنا سكنها أي غياث أهلها الذى تسكن أنفسهم إليه ( و ) في الصحاح فلان بن السكن ( رجل وقد يسكن ) قال هكذا كان الاصمعي يقوله بجزم الكاف قال ابن برى قال ابن حبيب يقال سكن وسكن قال جرير في الاسكان ونبئت جوابا وسكنا يسبنى * وعمرو بن عفر الاسلام على عمرو ( و ) السكن ( الرحمة والبركة ) وبه فسر قوله تعالى ان صلاتك سكنى لهم أي رحمة وبركة وقال الزجاج أي يسكنون بها ( والمسكين ) بالكسر ( وتفتح ميمه لغة لبنى أسد حكاها الكسائي وهى نادرة لانه ليس في الكلام مفعيل ( من لا شئ له ) يكفى عياله ( أو له ما لا يكفيه أو ) الذى ( أسكنه الفقر أي قلل حركته ) كذا في النسخ والصواب وقلل حركته ونص ابى اسحق أي قل حركته قال ابن سيده وهذا بعيد لان مسكينا في معنى فاعل وقوله الذى أسكنه الفقر يخرجه الى معنى مفعول ( و ) المسكين ( الذليل والضعيف ) وفى الصحاح المسكين الفقير وقد يكون بمعنى الذلة والضعف ثم قال وكان يونس يقول المسكين أشد حالا من الفقير قال وقلت لاعرابي أفقير انت قال لا والله بل مسكين وفى الحديث ليس المسكين الذى ترده اللقمة واللقمتان وانما المسكين الذى لا يسأل ولا يفطن له فيعطى انتهى وقد تقدم الفرق بين المسكين والفقير ان الفقير الذى له بعض ما يقيمه والمسكين أسوأ حالا من الفقير نقله ابن الانباري عن يونس وهو قول ابن السكيت واليه ذهب مالك وأبو حنيفة رضى الله عنهما واستدل يونس بقول الراعى اما الفقير الذى كانت حلوبته * وفق العيال فلم يترك له سبد فاثبت ان للفقير حلوبة وجعلها وفقا لعياله وروى عن الاصمعي انه قال المسكين أسوأ حالا من الفقير واليه ذهب أحمد بن عبيد رحمه الله تعالى قال وهو القول الصحيح عندنا واليه ذهب على بن حمزة الاصبهاني اللغوى ويرى انه الصواب وما سواه خطأ ووافق قولهم قول الامام الشافعي رضى الله عنه وقال قتادة الفقير الذى به زمانة والمسكين الصحيح المحتاج وقال زيادة الله بن أحمد الفقير القاعد في بيته لا يسأل والمسكين الذى يسأل وأما قوله صلى الله عليه وسلم اللهم أحينى مسكينا وأمتنى مسكينا وأحشرني في زمرة المساكين فانما أرد به التواضع والاخبات وان لا يكون من الجبارين المتكبرين أي خاضعا لك يا رب ذليلا غير متكبر وليس يراد بالمسكين هنا الفقير (1/8068)
المحتاج وقد استعاذ صلى الله عليه وسلم من الفقر ويمكن ان يكون من هذا قوله تعالى أما السفينة فكانت لمساكين سماهم مساكين لخضوعهم وذلهم من جور الملك وقد يكون المسكين مقلا ومكثرا إذ الاصل فيه انه من المسكنة وهز الخضوع والذل وقال ابن الاثير يدور معنى المسكنة على الخضوع والذلة وقلة المال والحال السيئة ( ج مساكين و ) ان شئت قلت ( مسكينون ) كما تقول فقيرون قال الجوهرى وانما قالوا ذلك من حيث قيل للاناث مسكينات لاجل دخول الهاء انتهى وقال أبو الحسن يعنى ان مفعيلا يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو محضير ومئشير وانما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة فلما قالوا مسكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ولذلك ساغ جمعت مذكره بالواو والنون ( وسكن ) الرجل ( وتسكن ) عن اللحيانى على القياس وهو الكثر الافصح كما قاله ابن قتيبة ( وتمسكن ) كما قالوا تمدرع من المدرعة وهو شاذ مخالف للقياس نقله الجوهرى ( صار مسكينا ) وقد جاء في الحديث انه قال للمصلى تبأس وتمسكن وتقنع يديك قال القتيبى كان القياس تسكن الا انه جاء في هذا الحرف تمفعل ومثله تمدرع وأصله تدرع ومعنى تمسكن خضع لله وتذلل وقال اللحيانى تمسكن لربه تضرع وقال سيبويه كل ميم كانت في أول حرف فهى مزيدة الميم معزى وميم معد وميم منجنيق وميم مأجج وميم مهدد ( وهى مسكين ومسكينة ) شاهد المسكين للانثى قول تأبط شرا قد أطعن الطعنة النجلاء عن عرض * كفرج خرقاء وسط الدار مسكين عنى بالقرج ما انشق من ثيابها ( ج مسكينات والسكنة كفرحة مقر الرأس من العنق ) وأنشد الجوهرى لابن الطمحان حنظلة ابن شرقي بضرب يزيل الهام عن سكناته * وطعن كتشهاق العفاهم بالنهق قال ابن برى والمصراع الاول اتفق فيه زامل بن مصاد القينى وطفيل والنابغة وافتقروا في الاخير فقال زامل * وطعن كافواه المزاد المخرق * وقال طفيل * وينقع من هام الرجال المشرب * وقال النابغة
* وطعن كايزاغ المخاض الضوارب * ( وفى الحديث ) انه قال يوم الفتح ( استقروا على سكناتكم ) فقد انقطعت الهجرة ( أي ) على مواضعكم و ( مساكنكم ) يعنى ان الله قد أعز الاسلام وأغنى عن الهجرة والفرار عن الوطن وخوف المشركين ( والسكين ) بكسر فتشديد ( م ) معروف وانما أهمله من الضبط لشهرته ( كالسكينة ) بالهاء عن ابن سيده وأنشد سكينة من طبع سيف عمرو * نصابها من قرن تيس برى وفى الحديث قال الملك لما شق بطنه ائتنى بالسكينة هي لغة في السكين والمشهور بلا هاء وفى حديث أبى هريرة رضى الله تعالى عنه ان سمعت في السكين الا في هذا الحديث ما كنا نسميها الا المدية يذكر ( ويؤنث ) والغالب عليه التذكير وأنشد الجوهرى لابي ذؤيب يرى ناصحا فيما بدا فإذ اخلا * فذلك سكين على الحلق حاذق * قلت وشاهد التأنيث قول الشاعر فعيث في السنام غداة قر * بسكين موثقة النصاب وقال ابن الاعرابي لم أسمع تأنيث السكين وقال ثعلب قد سمعه الفراء وقال ابن برى قال أبو حاتم البيت الذى فيه * بسكين موثقة النصاب * لا يعرفه أصحابنا * قلت ويشهد للتأنيث فجاء الملك بسكين درهرهة أي موجعة الرأس قال ابن برى ذكره ابن الجواليقى في المعرب في باب الدال وذكره الهروي الغريبين وفى بعض الاثار من تولى القضاء فقد ذبح بغير سكين وقال الراغب سمى لازالته حركة المذبوح وقال ابن دريد فعيل من ذبحت الشئ حتى سكن اضطرابه وقال الازهرى سمى به لانها تسكن الذبيحة بالموت وكل شئ مات فقد سكن والجمع سكاكين ( وصانعها سكان ) كشداد ( وسكاكيني ) قال ابن سيده الاخيرة عندي مولدة لانك إذا نسبت الى الجمع فالقياس ان ترده الى الواحد ( والسكينة ) كسفينة ( والسكينة بالكسر مشددة ) * قلت الذى حكى عن أبى زيد بالفتح مشددة ولا نظير لها إذ لا يعلم في الكلام فعيلة وحكى عن الكسائي السكينة بالكسر مخففة كذا في تذكرة أبى على فالمصنف أخذ الكسر من لغة والتشديد من لغة فخلط بينهما وهذا غريب تأمل ذلك ( الطمأنينة ) والوداع والقرار والسكون الذى ينزله الله تعالى في قلب عبده المؤمن عند اضطرابه من شدة المخاوف فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الايمان وقوة اليقين والثبات ولهذا أخبر سبحانه وتعالى عن انزالها على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم الغار ويوم حنين ( و ) قد ( قرئ بهما ) أي بالتخفيف والتشديد مع الكسر كما هو مقتضى سياقه والصواب انه قرئ بالفتح والكسر والاخيرة قراءة الكسائي فراجع ذلك وفى البصائر ذكر الله تعالى السكينة في ستة مواضع من كتابه الاول ( قوله تعالى ) وقال لهم نبيهم ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت ( فيه سكينة من ربكم ) وبقية مما ترك آل موسى وآل هرون الثاني قوله تعالى لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغنى عنكم شيأ وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها الثالث قوله تعالى الا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها الربع قوله تعالى هو الذى أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السموات والارض الخامس قوله تعالى لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا السادس قوله تعالى إذ جعل الذين (1/8069)
كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين قال وكان بعض المشايخ الصالحين إذا اشتد عليه الامر قرأ آيات السكينة فيرى لها أثرا عظيما في سكون وطمأنينة وقال ابن عباس رضى الله تعالى عنه كل سكينة في القرآن فهى طمأنينة الا في سورة البقرة واختلفوا في حقيقتها هل هي قائمة بنفسها أو معنى على قولين وعلى الثاني فقال الزجاج ( أي ) فيه ( ما تسكنون به إذا أتاكم ) وقال عطاء بن أبى رباح هي ما تعرفون من الايات فتسكنون إليها وقال قتادة والكلبي هي من السكون أي طمأنينة من ربكم ففى أي مكان كان التابوت اطمأنوا إليه وسكنوا وعلى القول الاول اختلقوا في صفتها فروى عن على رضى الله تعالى عنه وكرم وجهه فأنزل الله تعالى عليه السكينة قال وهى ريح خجوج أي سريعة الممر وروى عنه أيضا في تفسير الاية انها ريح صفاقة لها رأسان ووجه كوجه الانسان وورد أيضا انها حيوان لها وجه كوجه الانسان مجتمع وسائرها خلق رقيق كالريح والهواء ( أو هي شئ كان له رأس كرأس الهر من زبرجد وياقوت ) وقيل من زمرد وزبرجد له عينان لهما شعاع ( وجناحان ) إذا صاح ينبى بالظفر وهذا روى عن مجاهد وقال الراغب هذا القول ما أراه بصحيح وقال غيره كان في التابوت ميراث الانبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وعصى موسى وعمامة هرون الصفراء وعن ابن عباس رضى الله تعالى
عنهما هي طست من ذهب من الجنة كان تغسل فيه قلوب الانبياء عليهم السلام وعن ابن وهب هي روح من روح الله إذا اختلفوا في شئ أخبرهم ببيان ما يريدون وفى حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما كنا نتحدث ان السكينة كانت تنطق على لسان عمر وقلبه فقيل هي من الوقار والسكون وقيل هي الرحمة وقيل هي الصورة المذكورة قال بعضهم وهو الاشبه * قلت بل الاشبه أن يكون المراد بها النطق بالحكمة والصواب والحيلولة بينه وبين قول الفحشاء والخنا واللغو والهجر والاطمئنان وخشوع الجوارح وكثيرا ما ينطق صاحب السكينة بكلام لم يكن عن قدرة منه ولا روية ويستغربه من نفسه كما يستغربه السامع له وربما لم يعلم بعد انقضائه ما صدر منه وأكثر ما يكون هذا عند الحاجة وصدق الرغبة من السائل والجالس وصدق الرغبة منه الى الله تعالى وهى وهبية من الله تعالى ليست بسببية ولا كسبية وقد أحسن من قال وتلك مواهب الرحمن ليست * تحصل باجتهاد أو بكسب ولكن لا غنى عن بذل جهد * واخلاص بجد لا بلعب وفضل الله مبذول ولكن * بحكمته وهذا النص ينبى فتأمل ذلك فانه في غاية النفاسة ( وأصبحوا مسكنين أي ذوى مسكنة ) عن اللحيانى أي ذل وضعف وقلة يسار ( و ) حكى ( ما كان مسكينا وانما سكن ككرم ونصر ) ونص اللحيانى وما كنت مسكينا ولقد سكنت ( وأسكنه الله ) وأسكن جوفه ( جعله مسكينا والمسكينة ) هي ( المدينة النبوية صلى الله ) تعالى ( على ساكنها وسلم ) قال ابن سيده لا أدرى لم سميت بذلك الا أن يكون لفقدها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وقد ذكرها المصنف في المغانم المستطابه في أعلام طابه ( واستكان ) الرجل ( خضع وذل ) ومنه حديث توبة كعب اما صاحباى فاستكانا وقعدا في بيوتهما أي خضعا وذلا ( افتعل من المسكنة ) ووقع في بعض الاصول استفعل من السكون وهو وهم فان سين استفعل زائدة ( أشبعت حركة عينه ) فجاءت ألفا وفى المحكم وأكثر ما جاء اشباع حركة العين في الشعر كقوله ينباع من ذفرى غضوب أي ينبع مدت فتحة الباء بالف وجعله أبو على الفارسى رحمه الله تعالى من الكين الذى هو لحم باطن الفرج لان الخاضع الذليل خفى فشبه بذلك لانه أخفى ما يكون من الانسان وهو يتعدى بحرف الجر ودونه قال كثير عزة فما وجد وافيك ابن مروان سقطة * ولا جهلة في مازق تستكينها ( والسكين كزبير حى ) ونص الجوهرى وسكين مصغرا حى من العرب في شعر النابغة الذبيانى قال ابن برى يعنى به قوله وعلى الرميثة من سكين حاضر * وعلى الدثينة من بنى سيار ( و ) السكين ( الحمار الخفيف السريع ) وخص بعضهم به الوحشى قال أبو دواد دعرت السكين به آيلا * وعين نعاج تراعى السخالا ( والتسكين مداومة ركوبه ) عن ابن الاعرابي قال ( و ) التسكين أيضا ( تقويم الصعدة بالنار ) وهى السكين ( و ) سكينة ( كجهينة الاتان ) الخفيفة السريعة وبه سميت الجارية الخفيفة الروح سكينة عن ابن الاعرابي قال ( و ) السكينة أيضا ( اسم البقة الداخلة أنف نمروذ ) بن كنعان الخاطئ فأكلت دماغه ( و ) سكينة ( صحابي ) كذا جاء وصوابه سفينة ذكره أبو موسى ونبه عليه قاله الذهبي وابن فهد ( و ) سكينة ( بنت الحسين بن على رضى الله تعالى عنهما ) وأمها الرباب أم امرئ القيس بن عدى الكلبية وتكنى أم عبد الله وقيل سكينة لقبها واسمها أمينة كما في الروض كان لها دعابة ومزح لطيف شهدت الطف مع أبيها ولما رجعت ( 1 ) الى المدينة خطبها أشراف قريش فأبت وترفعت وقالت لا يكون لى حم بعد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وبقيت بعده لم يظلها سقف حتى ماتت كمدا عليه وفيها يقول والدها كأن الليل موصول بليل * ازازارت سكينة والرباب قال السهيلي أي إذا ازارت قومها وهم بنو عليم بن خباب ( والطرة السكينة منسوبة إليها ) كما في الصحاح ( و ) سكينة عدة نسوة
_________
( 1 ) هذه العبارة مختلة فإن هذا الكلام إنما صدر من الرباب أمها كما هو مقرر في التواريخ فلعل الاصل ولما رجعت الرباب أم سكينة بعد مقتل الحسين خطبها أشراف قريش فأبت وترفعت وقالت لا يكون لي حم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقيت بعده لا يظلها سقف حتى ماتت كمدا عليه وفيها وفي ابنتها سكينة يقول الحسين رضي الله عنه كان لليل الخ فليراجع (1/8070)
( محدثات و ) سكينة ( بالفتح مشددة ) كذا في النسخ والصواب بالكسر مشددة كما ضبطه الحافظ ( على بن الحسين بن سكينة ) الانماطى سمع القطيعى وابنه أبو عبد الله محمد بن على سمع ابن الصمت المحبر ( والمبارك بن أحمد بن حسين بن سكينة ) سمع أبا عبد الله النعال وابنه عبد الله بن المبارك سمع ابن ناصر وأبا المحاسن بن المظفر البرمكى مات سنة 610 ( والمبارك بن المبارك بن الحسين ) كذا في النسخ والصواب ابن الحسن ( بن الحسين بن سكينة ) سمع أبا القاسم بن السمرقندى مات سنة 597 ( محدثون ) * وفاته المبارك بن محمد بن مكارم بن سكينة عن ابن بيان وعنه ابن الاخضر وابنه اسمعيل بن المبارك وأخته محبوبة سمعا ابن البطى ( وكسفينة أبو سكينة زياد بن مالك ) حدث عنه أبو بكر بن أبى مريم ( فرد والساكن ة أو دار قرب الطائف وأحمد بن محمد بن ساكن الزنجانى ) عن نصر بن على واسمعيل ابن بنت السدى وعنه يوسف بن القاسم الميانجى ( ومحمد بن عبد الله بن ساكن البيكندى ) البخاري عن عيسى بن أحمد العسقلاني ( محدثان وسواكن جزيرة حسنة قرب مكة ) وهى بين جدة وبلاد الحبشة
وهى أول عمالة الحبش ( والاسكان الاقوات الواحد سكن ) بالتحريك وقيل هو بضمتين ومنه حديث المهدى حتى ان العنقود ليكون سكن أهل الدار أي قوتهم من بركته وهو بمنزلة النزل وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه قيل وانما قيل للقوت سكن لان المكان به يسكن وهذا كما يقال نزل العسكر لارزاقهم المقدرة لهم إذا نزلوا منزلا ( وسموا ساكنا ) وقد تقدم ( وساكنة ) ومنهم ساكنة بنت الجعد المحدثة ( ومسكنا كمقعد ) ومنهم محمد بن مسكن السراج البخاري روى عنه أسباط بن اليسع ويقال له مسكين أيضا ( و ) مسكنا مثل ( محسن ) ومنهم مسكن بن تمام القشيرى الذى شهد وقعة الخازر مع عمير بن الحباب ( وسكينة ) وقد تقدم وهى كجهينة ( ومسكين الدارمي شاعر مجيد ) وهو مسكين بن عامر بن أنيف بن شريح بن عمرو بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم ( ودرع بن يسكن كينصر تابعي ) كذا في النسخ والصواب يافعى أي من بنى يافع له خبر كذا في التبصير ( وسكن الضمرى ) محركة وظاهر سياقه يقتضى الفتح ( أو سكين كزبير اختلف في صحبته ) * قلت لم يختلف في صحبته وانما اختلف في اسمه روى عن عطاء اين يسار حديثا * ومما يستدرك عليه أسكنه مثل سكنه والسكان كرمان جمع ساكن وأيضا ذنب السفينة عربي صحيح وقال أبو عبيد هي الخيزرانة والكوثل وقال الازهرى ما تسكن به السفينة تمنع به من الحركة والاضطراب وقال الليث ما به تعدل وأنشد لطرفة * كسكان بوصى بدجلة مصعد * وكشداد قرية بالسعد والسكن بالفتح البيت لانه يسكن فيه وبالتحريك المرأة لانه يسكن إليها وأيضا الساكن قال الراجز ليلجؤا من هدف الى فنن * الى ذرى دف ء وظل ذى سكن ومرعى مسكن كمحسن إذا كان كثيرا لا يحوج الى الظعن وكذلك مرعى مربع ومنزل والسكن بالضم وسكان الدراهم الجن المقيمون بها والسكينة الرحمة والنصر ويقال للوقور عليه السكينة والسكون وتسكن الرجل من السكينة وتركتهم على سكناتهم بكسر الكاف وفتحها أي على استقامتهم وحسن حالهم نقله الجوهرى عن الفراء وقال ثعلب وعلى مساكنهم وفى المحكم على منازلهم قال وهذا هو الجيد لان الاول لا يطابق فيه الاسم الخبر إذ المبتدا اسم والخبر مصدر وتمسكن إذا تشبه بالمساكين وقال سيبويه المسكين من الالفاظ المترحم بها * قلت وسمعتهم يقولون عند الترحم مسكين بالتصغير وأسكن صار مسكينا واستكن خصع وذل والسكون كصبور حى من العرب وهو ابن اشرس بن ثور بن كندة منهم أبو بدر شجاع بن الوليد بن قيس السكوني الكوفى المحدث وقال ابن شميل تغطية الوجه عند النوم سكنة بالضم كأنه يأمن الوحشة وسكين كزبير اسم موضع وبه فسر قول النابغة وأما المسكان بضم الميم بمعنى العربون فهو فعلان تقدم ذكره في الكاف والسكن محركة جد أبى الحسن عمرو بن اسحق بن ابراهيم بن أحمد بن السكن ابن أسلمة بن أخشن بن كور الاسدي البخاري السكنى الكورى من صالحي جزرة وعنه الحاكم أبو عبد الله توفى سنة 344 وقريبه أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن ابراهيم بن أحمد سمع عنه أبو محمد النخشى والسكات محركة ضد الحركات وساكنه في الدار مساكنة سكن هو واياه فيها وسكن إليه استأنس به وسكن غضبه وهو ساكن وهادئ والمساكن قرية قرب تونس وسكن بن أبى سكن صحابي والفضيل بن سكين الندى شيخ لابي يعلى الموصلي وكجهينة سكينة بنت أبى وقاص صحابية وأخرى لم تنسب ذكرها ابن منده وأبو سكينة تابعي روى عنه يحيى بن أبى عمرو والشيبانى وأبو السكين الطائى اسمه زكريا واسكونيا بالفتح موضع بيض له ياقوت وعبد الوهاب بن على بن سكينة كجهينة محدث بغدادي مشهور وأبو سكنة محمد بن أبى سكنة وأخوه ابراهيم رويا عن أبيهما عن أبى الدرداء ومعاوية وسا وكان قرية بخوارزم منها أبو سعيد أحمد بن على الكلابي الامام المشهور من شيوخ ابن السمعاني والمسكينة قرية بمصر من أعمال الغريبة * ومما يستدرك عليه سكادن بالكسر قرية بنواحي الصفد من أعمال كثانية منها بكر بن حنظلة وولده محمد المحدثان * ومما يستدرك عليه الاسلان الرماح الذبل ذكره الازهرى في الثلاثي عن ابن الاعرابي * قلت ومقتضاه ان واحدها سلن وقولهم اسلان للاسد عجمية أصله ارسلان وقد سمو بها كثيرا ومنهم من يحذف الالف ويقول رسلان * ومما يستدرك عليه سكتان كعثمان اسم رجل وهو سكتان بن مروان بن حبيب بن واقف بن يعيش بن عبد الرحمن بن مروان بن سكتان العمودي اللغوى الفرضى تقدم ذكره في أ ل ش ن ( سلعن في عدوه ) سلعنة أهمله الجوهرى وفى اللسان إذا ( عدا عدوا شديد ) ( السلتين بالكسر ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وأورده استطرادا في س ج ن قال (1/8071)
وهو ( من النخل ما يحفر في أصولها حفرا يجذب الماء إليها إذا كان لا يصل إليها الماء ) وهى لغة أهل البحرين وليست بعربية وهى بالعربية السجين قاله الاصمعي وقد تقدم ( سمجون محركة ) أهمله الجماعة والجيم مضمومة كما في سائر النسخ ووجد بخط الذهبي في
مختصر الصلة البشكوالية يفتحها أيضا وهو ( جد والد أبى القاسم أحمد بن عبد الودود بن على بن سمجون الهلالي الاندلسي الشاعر ) المحدث مات سنة 608 ترجمته في كتاب الصلة لابن بشكوال وقد ذكرناه في س م ج على أن النون زائدة فان كانت اللفظة أعجمية معرب سيم كون فعله هنا ولعله راعى المصنف لذلك ( سمحون كصعفوق ) والحاء مهملة أهمله الجماعة وهو ( نادر ) إذ لا فعلول في الكلام غير صعفوق وهو ( والد أبى بكر الاندلسي الاديب النحوي ) كان في حدود الخمسين والخمسمائة قال شيخنا وقال بعضهم هو فعلون من سمح فحينئذ محله في الحاء * ومما يستدرك عليه سمدون محركة قرية بمصر من المنوفية وقد وردتها ( سمن كسمع سمانة بالفتح ) عن ابن الاعرابي وأنشد ركبناها سمانتها فلما * بدت منها النساسن والضلوع أي طول سمانتها ( وسمنا كعنب ) نقله الجوهرى ( فهو سامن وسمين ) وعلى الاخير اقتصر الجوهرى ( ج سمان ) بالكسر قال سيبويه ولم يقولوا سمناء استغنوا عنه بسمان ( و ) قال اللحيانى المسمن ( كمحسن السمين خلقة وقد أسمن ) الرجل ( وسمنه ) غيره ( تسمينا ) ومنه المثل سمن كلبك يأكلك ( و ) قال بعضهم ( امرأة مسمنة كمكرمة ) سمينة ( خلقة ومسمنة كمعظمة ) إذا كانت سمينة ( بالادوية ) وقد سمنت وفى الحديث ويل للمسمنات يوم القيامة من فترة العظام أي اللاتى يستعملن الادوية للسمن ( وأسمن ) الرجل ( ملك ) شيأ ( سمينا أو اشتراه أو وهبه ) واقتصر الجوهرى على الاول والثالث ( و ) أسمن ( سمنت ماشيته ) ونعمه فهو مسمن ( واستسمن طلب أن يوهب له السمين ) وفى الصحاح ان يوهب له السمن وفى اللسان واستسمنه طلبه سمينا ( و ) استسمن ( فلانا وجده سمبنا أو عنده سمينا ) كما في الصحاح ومنه المثل لقد استسمنت ذا ورم ( وطعام مسمنة ) للجسم كمرحلة أي يحمله على السمن ( وأرض سمينة تربة ) أي جيدة التربة ( لا حجر فيها ) قوية على ترشيح النبت ( والسمن سلاء الزبد ) والزبد سلاء اللبن وهو للبقر وقد يكون للمعزى وأنشد الجوهرى لامرئ القيس وذكر معزى له فتملا بيتا أقطا وسمنا * وحسبك من غنى شبع ورى ( يقاوم السموم كلها وينقى الوسخ من القروح الخبيثة وينضج الاورام كلها ويذهب الكلف والنمش من الوجه طلاء ج أسمن وسمون وسمنان ) مثل أعبد وعبود وعبدان وأظهر وظهور وظهران واقتصر الجوهرى على الاخيرين ( وسمن الطعام ) وغيره فهو مسمون ( عمله به ) ولته به وأنشد الجوهرى عظيم القفا رخو الخواصر أوهبت * له عجوة مسمونة وخمير قال ابن برى قال ابن حمزة انما هو أرهنت أي أعدت وأدميت ( كسمنة ) تسمينا ( وأسمنه و ) سمن ( القوم ) يسمنهم سمنا ( أطعمهم سمنا وأسمنوا كثر سمنهم وهم سامنون ) أي ذووا سمن كما يقال تامرون ولا بنون ( و ) أبو المكارم ( فتيان بن أحمد بن سمنية ) بفتح فسكون فكسر وتشديد ياء تحتية ( شيخ لابن نقطة ) وهو ضبطه ( والتسمين التبريد ) بلغة أهل االطائف واليمن وأتى الحجاج بسمكة مشوية فقال للطباخ سمنها كما في الصحاح وفى النهاية فقال للذري حملها سمنها فلم ير يدر مايد فقال عنبسة بن سعيد انه يقول لك بردها قليلا ( والسمانى كحبارى ) ولا يقال سمانى بالتشديد ( طائر ) وأنشد الجوهرى * نفسي تمقس من سمانى الاقبر * ويقال هو السلوى ووقع للمصنف في ح ور ما نصه وأحمد بن أبى الحوارى كسكارى وسماني مغايرا بين سكارى وسماني وشدد الميم بالقلم وتقدم التنبيه عليه في ذلك يقع ( للواحد والجمع أو الواحدة سماناة ) والجمع سمانيات ( والسمان كشداد أصباغ يزخرف بها ) اسم كالجبان ( والسمنية كعرنية ) أي بضم ففتح هذا هو الصواب ووقع في بعض النسخ كعربية كالمنسوب للعرب وهو تصحيف ( قوم بالهند ) من عبدة الاصنام ( دهريون ) بضم الدال ( قائلون بالتناسخ ) وينكرون وقوع العلم بالاخبار يقال انه نسبة الى سمن كزنة اسم صنم لهم كذا بخط الامام أبى عبد الله القصار وفى شرح بديع ابن الساعاتى أن نسبتهم الى بلد بالهند يقال لها سومنات * قلت وهذا هو الذى صرحوا به فتكون النسبة حينئذ على غير قياس ( والسمنة بالضم عشبة ) ذات ورق وقضب دقيقة العيدان لها نورة بيضاء وقال أبو حنيفة السمنة من الجنبة ( تنبت بنجوم الصيف وتدوم خضرتها و ) السمنة ( دواء السمن ) وفى التهذيب تسمن به المرأة ( و ) سمنة ( ع ) وقال نصر ناحية بجرش ( و ) سمنة ( ة ببخارا منها ) العماد ( محمد بن على عبد الملك الفقيه ) المفتى امام جامع بخارا تفقه على القونوى وكان في حدود خمسين وستمائة تفقه عليه فخر الدين البونتى ( و ) سمنة ( لقب الزبير بن محمد العمرى المقرئ ) المدنى قرأ على قالون ضبطه أبو العلاء العطار ( وسمنان ع ) قرب اليمامة من ديار تميم ( و ) سمنان ( بالكسر د ) بقومس بين خراسان والرى منه أبو بكر أحمد بن داود المحدث ترجمه الحاكم وجوز نصر فيه الفتح أيضا وقالوا هو الاصل ( و ) سمنان ( بالضم جبل ) عن ابن دريد
( وسامان بن عبد الملك السامانى محدث ) نسب الى جده أو الى احدى القرى الاتى ذكرها ( والملوك السامانية ) ملوك ما وراء النهر وخراسان ( تنسب الى سامان بن حيا ) أحد أجدادهم وكانوا من أحسن الملوك سيرة يرجعون الى عقل ودين وعلم وقال ياقوت ينسبون الى قرية بنواحي سمرقند يقال لهم سامان منهم الملك أحمد بن أسد بن سامان البخاري عن ابن عيينة ويزيد بن هرون مات (1/8072)
سنة 250 وعنه ولده الامير الماضي أبو ابراهيم اسمعيل بن أحمد وتولى بعده ولده الامير نصر ومات سنة 277 ثم أخوه اسمعيل بن أحمد المذكور وقد رورى عن أبيه وكان مكرما للعلماء عادلا مات سنة 295 روى عنه عبد الله بن يعقوب البخاري وآخرون ( وسمن بالضم ع ) عن ابن دريد ( و ) سمينة ( كجهينة أول منزل من النباج لقاصد البصرة ) لبنى عمرو بن تميم وهو واد قاله نصر ( والاسمان الازر الخلقان ) كالاسمال عن ابن الاعرابي ( وسامين ة بهمذان وسامان ة بالرى و ) أيضا ( محلة بأصبهان منها أحمد بن على ) الاسمهاني السامانى ( الصحاف ) حدث عن أبى الشيخ ( وسمنين بالكسر د و ) السمين ( كأمير ) خلاف المهزول وهو ( لقب عبد الله بن عمرو بن ثعلبة لانه كان بين أخ وعم وعدد كثير ) * ومما يستدرك عليه تسمن الرجل صار سمينا نقله الجوهرى وتسمن تكثر بما ليس فيه من الخير أو ادعى بما ليس فيه من الشرف أو جمع المال ليلحق بذوى الشرف أو أحب التوسع في الماكل والمشارب وهى اسباب السمن وبكل ذلك فسر الحديث يكون في آخر الزمان قوم يتسمنون وقالوا الينمة تسمن ولا تغزر أي انما تجعل الابل سمينة ولا تجعلها غزارا وسمنت له أدمت له بالسمن وأسمن اشترى سمنا واستسمن طلب أن يوهب له السمن نقله الجوهرى وسمنهم تسمينا زودهم السمن والسمان بائع السمن واشتهر به أبو صالح ذكوان بن عبد الله مولى باهلة تابعي مشهور وقال الجوهرى السمان ان جعلته بائع السمن انصرف وان جعلته من السم لم ينصرف في المعرفة وأسمنه أطعمه السمن وقول الراجز * لحم جز ورغثة سمنيه * أي مسمونة من السمن لا من السمن نقله الجوهرى وأسمن الشاة مثل سمنها ودار سمينة كثيرة الاهل وهو مجاز وسمنو الفلان أعطوه كثيرا وهذا كلام سمين وهو أسمن حظا من فلان وانقلبت بلدتهم سمنة وعسلة كثرتا فيه وفى المثل سمنكم هريق في أديمكم أي مالكم ينفق عليكم ومنه أخذت العامة سمنكم في دقيقكم والسمين كأمين لقب أبى معاوية صدقة بن أبى عبد الله القرشى الدمشقي عن ابن المنكدر ولقب أبى عبد الله محمد بن حاتم بن ميمون المروزى البغدادي عن وكيع ولقب أبى المعالى أحمد بن عبد الجبار البغدادي عن ابن البطر والسمين صاحب اعراب القرآ ن والمفردات مشهور وبالضم وفتح الميم وتشديد الياء السمنى بن ثجر بن محمد بن ثجر بن صميع الرعينى ذكره ابن يونس وكمعظم ابن عبد الله بن هبة الله بن المسمن الخباز هو وأخوه عمر سمعا من ابن شانيل وسمنة بالضم ماءة بين المدينة والشام قرب واد القرى عن نصر وسمنان بالفتح شعب لبنى ربيعة بن مالك فيه نخل عن نصر وبالكسر قرية بنسا لها نهر كبير منها أبو الفضل محمد بن أحمد بن اسحق عن أبى بكر الاسماعيلي مات سنة 400 وسمنان جد القاضى أبى جعفر محمد بن أحمد بن محمود بن سمنان العراقى نزيل بغداد أحد مشايخ الخطيب سمع الدار قطني ومات بالموصل قاضيا سنة 444 وسامان من قرى سمرقند عن ياقوت وقد تقدم وسامان قرية بديار بكر منها الحسن بن سعيد بن عبد الله بن بندار السامانى ترجمه السبكى رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه سمخان بالكسر بليدة بطخارستان وقد ذكرها المصنف استطرادا في أثناء ككتابه * ومما يستدرك عليه سميجن بفتح فكسر قرية بسمرقند منها الحسن بن الحسين بن جعفر الوراق المزني تكلم فيه ( السن بالكسر الضرس ) فهما مترادفان وتخصيص الاضراس بالارحاء عرفى ( ج أسنان وأسنة ) الاخيرة نادرة مثل قن وأقنان وأقنة ويقال الاسنة جمع الجمع مثل كن وأكنان وأكنة ( و ) حكى اللحيانى في جمع السن ( أسن ) وهو نادر أيضا وفى الحديث إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الركب أسنتها وإذا سافرتم في الجدب فاستنجوا قد اختلف فيه قال أبو عبيد لا أعرف الاسنة الا جمع سنان للرمح فان كان الحديث محفوظا فكأنها جمع الاسنان يقال لما تأكله الابل وترعاه من العشب سن وجمع اسنان أسنة يقال سن واسنان من المرعى ثم أسنة جمع الجمع وقال أبو سعيد الاسنة جمع السنان لا جمع الاسنان قال والعرب تقول الحمض يسن الابل على الخلة أي يقويها كما يقول السن حد السكين فالحمض سنان لها على رعى الخلة والسنان الاسم من يسن أي يقول قال وهو وجه العربية قال الازهرى ويقول ما قال أبو عبيد حديث جابر إذا سرتم في الخصب فأمكنوا الركاب أسنانها وقال الزمخشري رحمه الله تعالى معنى الحديث أعطوها ما تمتنع به من النحر لان صاحبها إذا أحسن رعيها سمنت وحسنت في عينه
فيبخل بها أن تنحر فشبه ذلك بالاسنة في وقوع الامتناع بها هذا على أن المراد بالاسنة جمع سنان وان أريد بها جمع سن فالمراد بها أمكنوها من الرعى ومنه الحديث أعطوا السن حظها من السن أي أعطوا ذوات السن حظها من السن وهو الرعى وأعرض الجوهرى عن هذه الاقوال واختصر بقوله أي أمكنوها من المرعى اشارة الى قول أبى عبيد ( و ) السن ( الثور الوحشى ) قال الراجز حنت حنينا كثؤاج الس * في قصب أجوف مرثعن ( و ) السن ( جبل بالمدينة ) مما يلي ركية وركية وراء معدن بنى سليم على خمس ليال من المدينة قاله المسعودي ( و ) السن ( ع بالرى ) منه هشام بن عبد الله السنى الرازي عن ابن أبى ذئب وقال الحاكم أبو عبد الله هي قرية كبيرة بباب الرى ( و ) السن ( د على دجلة ) بالجانب الشرقي منها عند الزاب الاسفل بين تكريت والموصل ( منه ) أبو محمد ( عبد الله بن على ) هكذا في النسخ وصوابه عبد الله بن محمد بن أبى الجود بن السنى ( الفقيه ) تفقه على القاضى أبى الطبيب وسمع ابن أبى الحسن الحمامى مات سنة 465 ويوسف بن عمر السنى روى عن المالينى في الاربعين ( و ) السن ( د بين الرها وآمد ) ذو بساتين ومنه غنيمة بن سفيان القاضى السنى عن رجل عن أبى يعلى الموصلي قاله الذهبي واسم هذا الرجل المجهول المطهر بن اسمعيل قاله الحافظ ( و ) السن ( موضع البرى من (1/8073)
القلم ) منه يقال أطل سمن قلمك وسمنها وحرف قطتك وأيمنها كما في الصحاح ( و ) السن ( الاكل الشديد ) روى ذلك عن الفراء قال الازهرى وسمعت غير واحد من العرب يقول أصابت الابل اليوم سناما من الراعى إذا مشقت منه مشقا صالحا ( و ) السن القرن بكسر القاف يقال فلان سن فلان إذا كان قرنه في السن وكذك تنه وحتنه وفى المثل أعطني شيأ من الثوم ( و ) هي ( الحبة من رأس الثوم ) وفى الصحاح سنة من ثوم فصة منه ( و ) السن ( شعبه المنجل ) والمنشار يقال كلت أسنان المنجل وهو مجاز ( و ) قد يعبر بالسن عن ( مقدار العمر ) فيقال كم سنك كما في الصحاح ويقال جاوزت أسنان أهل بيتى أي أعمارهم ( مؤنثة ) تكون ( في الناس وغيرهم ) وفى الصحاح وتصغير السن سنينة لانها تؤنث وفى المحكم السن الضرس أنثى وقال شيخنا الاسنان كلها مؤنثة وأسماؤها كلها مؤنثة وفى النهاية سن الجارية مؤنثة ثم استعيرت للعمر استدلالا بها على طوله وقصره وبقيت على التأنيث وقول شيخنا رحمه الله تعالى الاسنان كلها مؤنثة الى آخره محل نظر فقد تقدم للمصنف أن الضرس مذكور وأنكر الاصمعي تأنيثه وكذلك الناجذ والناب فتأمل ( ج أسنان ) لا غير ( وأسن ) الرجل كبر كما في الصحاح وفى المحكم ( كبرت سنه ) فهو مسن ( كاستسن و ) يقال أسن البعير إذا ( نبت سنه ) الذى يصير به مسنا من الدواب وروى مالك عن نافع عن ابن عمر رضى الله تعالى عنهما أنه قال يتقى من الضحايا التى لم تسنن بفتح النون الاولى هكذا رواه القتيبى وفسره التى لم تنبت أسنانها كأنها لم تعط أسنانا قال الازهرى وهذا وهم والمحفوظ من أهل الضبط لم تسنن بكسر النون وهو الصواب في العربية وإذا أثنت فقد أسنت وعلى هذا قول الفقهاء ( و ) أسن ( الله سنه أنبته ) وقال القتيبى يقال سننت البدنة إذا نبتت أسنانها وأسنها الله قال الازهرى هذا غير صحيح ولا يقوله ذو المعرفة بكلام العرب ( و ) أسن ( سديس الناقة ) أي ( نبت ) وذلك في السنة الثامنة كذا في نسخ الصحاح وأنشد للاعشى بحقتها ربطت في اللجين * حتى السديس لها قد أسن يقول قيم عليها منذ كانت حقة الى أن أسدست في اطعامها واكرامها ومثله قول القلاخ بحقه ربط في خبط اللجن * يقفى به حتى السديس قد أسن ( و ) يقال ( هو أسن منه ) أي ( أكبر سنا ) منه عربيه صحيحة قال ثعلب حدثنى موسى بن عيسى بن أبى جهمة الليثى وأدركته أسن أهل البلد ( و ) يقال ( هو سنه ) بالكسر ( وسنينه ) كأمير ( وسنينته ) كسفينة أي ( لدته وتربه ) إذا كان قرنه في السن والسن قد تقدم له قريبا فهو تكرار ( وسن السكين ) يسنه سنا ( فهو مسنون وسنين وسننه ) تسنينا ( أحده ) على المسن ( وصقله وكل ما يسن به أو عليه ) فهو ( مسن ) بالكسر والجمع المسان وفى الصحاح المسن حجر يحدد به وقال الفراء سمى المسن مسنا لان الحديد يسن عليه أي يحد ( و ) من المجاز ( سنن المنطق ) إذا ( حسنه ) كأنه صقله وزينه قال العجاج دع ذا وبهج حسبا مبهجا * فخما وسنن منطقا مزوجا ( و ) سنن ( رمحه إليه سدده ) ووجهه إليه ( وسن الرمح ) يسنه سنا ( ركب فيه سنانه ) وأسنه جعله له سنانا ( و ) سن ( الاضراس ) سنا ( سوكها ) كانه صقلها ( و ) سن ( الابل ) سنا ( ساقها ) سوقا ( سريعا ) وفى الصحاح سارها سيرا شديدا ( و ) سن ( الامر ) سنا إذا ( بينه ) وسن الله أحكامه للناس بينها وسن الله سنة بين طريقا قويما ( و ) سن ( الطين ) سنا ( عمله فخارا ) أو طين به كذلك ( و ) سن ( فلانا
طعنه بالسنان أو ) سنه ( عضه بالاسنان ) كضرسه إذا عضه بالاضراس ( أو ) سنه ( كسر أسنانه ) كعضده إذا كسر عضده ( و ) سن ( الفحل الناقة ) يسنها سنا ( كبها على وجهها ) قال فاندفعت تأفر واستقفاها * فسنها بالوجه أو درباها أي دفعها ) سن ( المال أرسله في الرعى ) نقله الجوهرى عن المؤرج ( أو ) سنه إذا ( أحسن ) رعيته و ( القيام عليه حتى كانه صقله ) نقله الجوهرى عن ابن السكيت وأنشد للنابغة ضلت حلومهم عنهم وغرهم * سن المعيدى في رعى وتعزيب وفى المحكم سن الابل يسنها سنا إذا رعاها فأسمنها ( و ) سن ( الشئ ) يسنه سنا ( صوره ) نقله الجوهرى وهو مسنون أي مصور ( و ) سن ( عليه الدرع ) يسنه سنا أرسله ارسالا لينا ( أو ) سن عليه ( الماء صبه ) عليه صبا سهلا وفى الصحاح سننت الماء على وجهى أي أرسلته ارسالا من غير تفريق فإذا فرقته بالصب قلت بالشين المعجمة وفى حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما كان يسن الماء على وجه ولا يشسنه وكذلك سن التراب إذا صبه على وجه الارض صبا سهلا منه حديث عمرو بن العاص رضى الله تعالى عنه فسنوا على التراب سنا ( و ) سن ( الطريقة ) يسنها سنا ( سارها ) قال خالد بن عتبة الهذلى فلا تجز عن من سيرة أنت سرتها * فأول راض سنة من يسيرها ( كاستسنها واسنن ) الرجل ( استاك ) ومنه الحديث كان يسنن بعود من أراك وهو افتعال من الاسنان أي يمره عليها ( و ) استن ( الفرس قمص ) وفى المثل استنت الفصال حتى القرعى كما في الصحاح يقال استن الفرس في مضماره إذا جرى في نشاطه على سننه في جهة واحدة وفى حديث الخيل استنت شرفا أو شرفين أي عدا لمرحه ونشاطه شوطا أو شوطين ولا راكب عليه والمثل يضرب (1/8074)
لرجل يدخل نفسه في قوم ليس منهم والقرعى من الفصال التى أصابها قرع وهو بثر ( و ) استن ( السراب اضطرب ) في المفازة ( و ) السنون ( كصبور ما استكت به ) وقال الراغب دواء يعالج به الاسنان زاد غيره مؤلف من أجزاء لتقوية الاسنان وتطريتها ( و ) قال الليث ( السنة ) بالفتح اسم ( الدبة ) أ ( والفهدة و ) السنة ( بالكسر الفاس لها خلفان ) والجمع سنان ويقال هي الحديدة التى تثار بها الارض كالسكة عن أبى عمرو وابن الاعرابي كما في الصحاح ( و ) السنة ( بالضم الوجه ) لصقالته وملاسته ( أو حره ) وهو صفحة الوجه ( أو دائرته أو ) السنة ( الصورة ) ومنه حديث الحض على الصدقة قام رجل قبيح السنة أي الصورة وما أقبل عليك من الوجه ويقال هو أشبه شئ سنة وأمة فالسنة الصورة والوجه والامة الوجه عن ابن السكيت وقال ذو الرمة تريك سنة وجه غير مقرفة * ملساء ليس بها خال ولانب وأنشد ثعلب بيضاء في المرآة سنتها * في البيت تحت مواضع اللمس ( أو ) السنة ( الجبهة والجبينان ) وكله من الصقالة والاسالة ( و ) السنة ( السيرة ) حسنة كانت أو قبيحة وقال الازهرى السنة الطريقة المحمودة المستقيمة ولذلك قيل فلان من أهل السنة معناه من أهل الطريقة المستقيمة المحمودة ( و ) السنة ( الطبيعة ) وبه فسر بعضهم قول الاعشى كريما شمائله من بنى * معاوية الاكرمين السنن وقيل السنن هنا الوجوه ( و ) السنة ( تمر بالمدينة ) معروف نقله الجوهرى ( و ) السنة ( من الله ) إذا أطلقت من الشرع فانما يراد بها ( حكمه وأمره ونهيه ) مما أمر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا مما لم ينطق به الكتاب العزيز ولهذا يقال في أدلة الشرع الكتاب والسنة أي القرآن والحديث وقال الراغب سنة النبي طريقته التى كان يتحراها وسنة الله عزوجل قد تقال لطريقة حكمته وطريقة طاعته نحو قول تعالى سنة الله التى قد خلت من قبل وقوله تعالى ولن نجد لسنة الله تحويلا فنبه على ان وجوه الشرائع وان اختلفت صورها فالغرض المقصود منها لا يختلف ولا يتبدل وهو تطمين النفس وترشيحها للوصول الى ثواب الله تعالى ( و ) قوله تعالى وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم ( الا أن تأتيهم سنة الاولين ) قال الزجاج ( أي معاينة العذاب ) وطلب المشركين إذ قالوا اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء ( وسنن الطريقة مثلثة وبضمتين ) فهى اربع لغات ذكر الجوهرى منها سننا بالتحريك وبضمتين وكرطب وابن سيده سننا كعنب قال ولا أعرفه عن غير اللحيانى وكرطب ذكره صاحب المصباح أيضا ونظر فيه شيخنا ولا وجه للنظر فيه وقد ذكره الجوهرى وغيره من الائمة ( نهجه وجهته ) يقال ترك فلان سنن الطريق أي جهته وقال أبو عبيد سنن الطريق وسننه محجته وتنح عن سنن الجبل أي عن وجه وقال الجوهرى السنن الاستقامة يقال أقام فلان على سنن واحد ويقال امض على سننك وسننك أي على وجهك وقال شمر السنة في الاصل سنة الطريق وهو طريق سنة أوائل الناس فصار مسلكا لمن بعده ( وجاءت الريح سناسن ) كذا في النسخ والصواب سنائن كما هو نص الصحاح إذا جاءت ( على ) وجه واحد وعلى ( طريقة واحدة ) لا تختلف
واحدها سنينة كسفينة قال مالك بن خالد الخناعى ( والحمأ المسنون ) في الاية ( المنتن ) المتغير عن أبى عمر ونقله الجوهرى وقال أبو الهيثم سن الماء فهو مسنون أي تغير وقال الزجاج مسنون مصبوب على سنة الطريق قال الاخفش وانما يتغير إذا قام بغير ماء جار وقال بعضهم مسنون طويل وقال ابن عباس هو الرطب وقيل المنتن وقال أبو عبيدة المسنون المصبوب ويقال المسنون المصبوب على صورة وقال الفراء المسنون المحكوك ( ورجل مسنون الوجه مملسه ) وقيل ( حسنه سهله ) وقال أبو عبيدة سمى مسنونا لانه كالمخروط زاد الزمخشري كأن اللحم سن عنه ( أو ) الذى ( في وجهه وأنفه طول ) نقله الجوهرى ( والفحل يسان الناقة مسانة وسنانا ) بالكسر ( أي يكدمها ويطردها حتى ينوخها ليسفدها ) نقله الجوهرى وقال ابن برى المسانة ان يبتسر الفحل الناقة فهرا قال مالك بن الريب وأنت إذا ما كنت فاعل هذه * سنانا فيما يلفى لجنبك مصرع وقال ابن مقبل يصف ناقته وتصبح عن غيب السرى وكأنها * فنيق ثناها عن سنان فأرقلا يقول سان ناقته ثم انتهى الى العدو الشديد فأرقل وهو أن يرتفع عن الذميل ويروى هذا البيت أيضا لضابئ بن الحرث البرجمى وقال آخره * كالفحل أرقل بعد طول سنان * ( و ) السنين ( كأمير ما يسقط من الحجر إذا حككته ) كذا في الصحاح وقال الفراء يقال للذى يسيل من المسن عند الحك سنين قال ولا يكون ذلك السائل الا منتنا ( و ) السنين ( الارض التى أكل نباتها كالمسنونة وقد سنت ) قال الطرماح بمنخرق تحن الريح فيه * حنين الجلب في البلد السنين ( و ) سنين ( د ) به رمل وهضاب وفيه وعورة وسهولة من بلاد عوف بن عبد أخى قريط بن أبى بكر بن كلاب قال نصر ( و ) سنين ( كزبير اسم ) سيأتي بعض من تسمى به في سياق المصنف رحمه الله تعالى والعلامة عبد الجليل بن سنين الطرابلسي الحنفي عن شهاب البشبيشى أخذ عن شيخ مشايخنا الحموى صاحب التاريخ ( وكجهينة ) سنينة ( بنت محنف الصحابية ) روت عنها حبة بنت الشماخ ووقع في المعاجم اسمها سنية وهو غلط ( و ) سنينة أيضا ( مولى لام سلمة ) رضى الله تعالى عنها نقله الحافظ وفى بعض نسخ التبصير مولاة أم سلمة وهو غلط ( والمسان من الابل الكبار ) وفى الصحاح خلاف الافناء وفى حديث معاذ رضى الله تعالى عنه فأمرني أن آخذ (1/8075)
من كل ثلاثين من البقر تبيعا ومن كل أربعين مسنة والبقرة الشاه يقع عليهما اسم المسن إذا أثنيا فإذا سقطت ثنينهما بعد طلوعها فقد أسنت وليس معنى أسنانها كبرها كالرجل ولكن معناه طلوع ثنيتها وتثنى البقرة في السنة الثالثة وكذلك المعزى تثنى في الثالثة ثم تكون رباعية في الثالثة ثم سدسا في الخامسة ثم سالغا في السادسة وكذلك البقر في جميع ذلك وقال الازهرى وأدنى الاسنان الاثناء وهو أن تنبت ثنيتاها وأقصاها في الابل البزول وفى البقر والغنم السلوغ ( والسنسن بالكسر العطش و ) في الصحاح ( رأس المحالة ) وهو قول أبى عمرو ( و ) أيضا ( حرف فقار الظهر ) والجمع السناسن قال رؤبة * ينقعن بالعذب مشاش السنسن * ( كالسن والسنسنة و ) قيل السنسن ( رأس عظام الصدر ) وهى مشاش الزور ( أو طرف الضلع التى في الصدر ) وقال الازهرى ولحم سناسن البعير من أطيب اللحمان لانها تكون بين شطى السنام وقيل هي من الفرس جوانحه الشاخصة شبهه الضلوع ثم تنقطع دون الضلوع وقال ابن الاعرابي السناسن والشناشن العظام قال الجرنفش كيف ترى الغزوة أبقت منى * سناسنا كحلق المجن ( و ) سنسن ( كهدهد ) اسم أعجمى يسمى به السواديون وهو ( لقب أبى سفيان بن العلاء ) المازنى ( أخى أبى عمرو ) بن العلاء قال ابن ماكولا اسمه العربان ولهما أخوان أيضا معاذ وعمر ( و ) سنسن ( شاعر ) أدركه الدار قطني ( و ) سنسن ( جد ) أبى الفتح ( الحسين بن محمد ) الاسدي الكوفى المحدث وقوله ( الشاعر ) ينبغى حذفه فانه لم يشتهر بذلك وقد روى عن القاضى الجعفي وغيره ( وسنة بن مسلم البطين ) شيخ لشعبة ( وأبو عثمان بن سنة ) شيخ للزهري ( محدثان وسنان بن سنة ) الاسلمي حجازى روى عنه يحيى بن هند ويقال في اسم والد سلمة أيضا ( وعبد الرحمن بن سنة ) الاسلمي له في مسند أحمد بدا الاسلام غريبا من طريق ضعيف ( وسنان بن أبى سنان ) بن محصن الاسدي ابن أخى عكاشة بدرى من السابقين ( و ) سنان ( بن طهير ) الاسدي أهدى للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم ناقة أخرجه الثلاثة ( و ) سنان ( بن عبد الله ) وهما اثنان أحدهما الجهنى روى عنه ابن عباس والثانى سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة هو الاكوع والد سلمة قال الطبراني أسلم وهذا بعيد بل خطأ فان سنانا هذا الملقب بالاكوع هو جد سلمة بن عمر بن الاكوع لا أبوه ولم يدرك المبعث ( و ) سنان ( بن عمرو بن مقرن ) كذا في النسخ والصواب وابن مقرن فانهما اثنان فاما سنان بن عمرو فهو أبو المقنع القضاعى حليف بنى ظفر شهد أحدا وغيرها من المشاهد واما ابن مقرن فهو أبو النعمان
له ذكر في المغازى ولم يرو ( و ) سنان ( بن وبرة ) ويقال ابن وبرة الجهنى له رواية حديث لا يثبت ( و ) سنان ( بن سلمة ) بن المحبق الهذلى قيل انه ولد يوم الفتح فسماه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم سنانا وكان شجاعا وقد ولى غزوة الهند في سنة خمسين ( و ) سنان ( بن شمعلة ) ويقال ابن شفعلة الاوسي جاء عنه حديث موضوع ( و ) سنان ( بن تيم ) الجهنى وقيل ابن وبرة حليف الخزرج له حديث ذكره أبو عمر ( و ) سنان ( بن ثعلبة ) بن عامر الانصاري شهد أحدا ولا رواية له ( و ) سنان ( بن روح ) ممن نزل حمص من الصحابة وقيل اسمه سيار * وفاته سنان بن صخر بن خنساء الخزرجي عقبى بدرى وسنان الضمرى الذى استخلفه أبو بكر على المدينة حين خرج لقتال أهل الردة وأهل سنان بن أبى عبد الله ذكره العدوى وسنان بن عرفة وسنان أبو هند الحجام ويقال اسمه سالم وسنان آخر لم ينسب روى عنه أبو اسحق السبيعى ( وسنين كزبير أبو جميلة ) الضمرى وقيل السلمى له في صحيح البخاري حديث من طريق الزهري عنه ( و ) سنين ( بن واقد ) الانصاري الظفرى تأخر موته الى بعد الستين ( صحابيون ) رضى الله عنهم ( وحصن سنان بالروم ) فتحه عبد الله بن عبد الملك ابن مروان ( وأبو العباس ) محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبد الله ( الاصم السنانى ) الاموى ( نسبة الى جده سنان ) المذكور ويقال له المعقلى نسبة الى جده معقل عمر طويلا ظهر به الصمم بعد انصرافه من الرحلة حتى انه كان لا يسمع نهيق الحمار أذن سبعين سنة في مسجده وسمع منه الحديث ستا وسبعين سنة سمع عنه الاباء والابناء والحفاد وكان ثقة أمينا ولد سنة 247 ورحل به أبوه سنة 265 على طريق أصبهان فسمع هرون بن سليمان وأسيد بن هاشم وحج به أبوه في تلك السنة فسمع بمكة من أحمد ابن سنان الرملي ثم خرج الى مصر فسمع من عبد الله بن عبد الحكم ويحيى بن نصر الخلولانى والربيع بن سليمان المرادى وبكار بن قتيبة القاضى رحمهم الله تعالى وأقام بمصر على سماع كتب الامام الشافعي رضى الله تعالى عنه ثم دخل الشام وسمع بعسقلان ودمشق ودخل دمياط وحمص والجزيرة والموصل ورحل الى الكوفة ودخل بغداد ثم انصرف الى خراسان وهو ابن ثلاثين سنة وهو محدث كبير وتوفى بنيسابور سنة 349 ( وأسنان بالضم ة بهراة ) منها أحمد بن عدنان بن الليث روى عنه أبو سعد المالينى ( وسنيناء ) بفتح فكسر ممدودة ( ة بالكوفة والسنائن ماءة لبنى وقاص ) كانه جمع سنينة ( والمستسن ) على صيغة اسم الفاعل ( الطريق المسلوك ) وفى التهذيب طريق يسلك وتستن الرجل في عدوه ( كالمستسن ) على صيغة اسم المفعول ( وقد استسنت ) إذا صارت كذلك ( والمستن الاسد ) لاستنانه في عدوه أي مضيه على وجهه ( والسنن محركة الابل تستن ) وتلح ( في عدوها ) واقبالها وادبارها ( والسنينة كسفينة الرمل المرتفع المستطيل على وجه الارض ج سنائن ) نقله الازهرى وأنشد للطرماح * وأرطاة حقف بين كسرى سنائن * وقال غيره السنائن كهيئة الجبال من الرمل ( و ) السنينة ( الريح ) والجمع كالجمع عن مالك ابن خالد ( والمسنون سيف مالك بن العجلان الانصاري وذو السن ) بالكسر ( ابن وثن الجبلى كانت له سن زائدة ) فلقب به ( وذو السن (1/8076)
ابن الصوان بن عبد شمس وذو السنينة كجهينة حبيب بن عتبة الثعلبي كانت له سن زائدة أيضا و ) من المجاز ( وقع في سن رأسه أي عدد شعره من الخير ) عن أبى زيد وزاد غيره والشر وقال أبو الهيثم وقع فلان في سن رأسه وسواء رأسه بمعنى واحد وروى أبو عبيد هذا الحرف في الامثال في سن رأسه ورواه في المصنف في سن رأسه قال الازهرى والصواب بالياء أي فيما ساوى رأسه من الخصب ( أو ) المعنى وقع ( فيما شاء واحتكم وأسيد السنة بالضم هو أسد بن موسى ) بن ابراهيم بن عبد الملك الاموى ( المحدث ) مصرى سكن مصر ويكنى أبا ابراهيم روى عن الحمادين والليث وعنه الربيع بن سليمان المرادى وبحر بن نصر الخولانى قيل له ذلك لكتاب صنفه في السنة وابنه سعد أخذ عن الامام الشافعي رضى الله تعالى عنه وصنف مات بمصر ( والسنيون ) بالضم وكسر النون المشددة ( من المحدثين ) جماعة منهم الحافظ أبو بكر ( أحمد بن محمد بن اسحق ) الدينورى ( ابن السنى ذو التصانيف ) المشهورة ( والعلاء بن عمرو ) السنى حدث عنه أبو شيبة داود بن ابراهيم ( ويحيى بن زكريا ) السنى عن محمد بن الصباح الدولابى وعنه الدعولى ( و ) أبو نصر ( أحمد بن على بن منصور ) بن شعيب النجارى السنى ( مؤلف ) كتاب ( المنهاج ) حدث عنه أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندى ( وآخرون ) كحافظ الدين أبى ابراهيم اسمعيل بن أبى القاسم السنى عن أبى المحاسن الرويانى وعنه القطب النيسابوري وعمرو بن أحمد السنى بغدادي سكن باصبهان وأبى الحسن على بن يحيى بن الخليل السنى التاجر المروزى روى عن أبى الموجه وعلى بن منصور السنى الكرابيسى وأبى العباس أحمد بن محمد السنى الزيات وعلى بن أحمد السنى الدينورى ومحمد بن
محفوظ السنى من أهل الرملة وعبد الكريم بن على بن أحمد التميمي يعرف بابن السنى وأبى زرعة روح بن محمد بن أحمد بن السنى روى عنه الخطيب وأبى الحسن مسعود بن أحمد السنى من شيوخ ابن السمعاني والجلال الحسين بن عبد الملك الاثري السنى محدثون ( و ) من المجاز ( سنني هذا الشئ ) أي ( شهى الى الطعام ) يقال هذا مما يسنك على الطعام أي يشحدك على أكله ويشهيه والحمض يسن الابل على الخلة كما في الاساس قال أبو سعيد أي يقويها كما يقال السن حد السكين والحمضة سنان لها على رعى الخلة وذلك انها تصدق الاكل بعد الحمض ( وتسانت الفحول تكادمت ) وعضت بعضها بعضا ( وسنين ) ظاهر اطلاقه الفتح ( د بديار عوف بن عبد ) أخى قريط بن أبى بكر بن كلاب وهذا قد تقدم بعينه آنفا وضبطه في النسخ بكسر السين وهو وهم ( والسنان نصل الرمح ) هو ككتاب واتما أغفله عن الضبط لشهرته وقال الراغب السنان خص بما يركب في الرمح وفى المحكم سنان الرمح حديدته لصقالتها وملاستها ( ج أسنة و ) روى عن المؤرج السنان ( الذبان ) وأنشد أيأكل تأزيزا ويحسو خزيرة * وما بين عينيه ونيم سنان قال تأزيزا ما رمته القدر إذا فارت ( وهو أطوع السنان أي يطاوعه السنان كيف شاء ) قال الاسدي يصف فحلا للبكرات العيط منها ضاهدا * طوع السنان ذارعا وعاضدا ذارعا يقال ذرع له إذا وضع يده تحت عنقه ثم خنقه والعاضد الذى يأخذ بالعضد طوع السنان يقول يطاوعه السنان كيف يشاء * ومما يستدرك عليه من الابديات لا آتيك سن الحسل أي أبدا وفى المحكم ما بقيت سنه يعنى ولد الضب وسنه لا تسقط أبدا وحكى اللحيانى عن المفضل لا آتيك سنى حسل قال وزعموا ان الضب يعيش ثلثمائة سنة والسنان بالكسر الاسم من يسن وهو القوة والسن بالكسر الرعى وقول على رضى الله تعالى عنه * بازل عامين حديث سنى * عنى شدته واحتناكه والاسنان الاكابر والاشراف والسن الرقيق والدواب والسنن محركة استنان الخيل والابل يقال تنح عن سنن الخيل والسنان بالكسر الذى يسن عليه نقله الجوهرى وأنشد لامرئ القيس يبارى شباة الرمح خد مذلق * كصفح السنان الصلبى النحيض ومثله للبيد يطرد الزج يبارى ظله * بأصيل كالسنان المنتحل وأسن الرمح جعل له سنانا وتسنين الاسنان تسويكها والمسنون المملس وأنشد الجوهرى لعبد الرحمن بن حسان ثم خاصرتها الى القبة الخضراء * تمشى في مرمر مسنون قال ابن برى وتروى هذه الابيات لابي دهبل وكل من ابتدع أمرا عمل به قوم بعده قيل هو الذى سنه قال نصيب كأنى سننت الحب أول عاشق * من الناس إذ أحببت من ينهم وحدي واستن بسنته عمل بها والسنن محركة الطريقة والسنة بالضم الخط الاسود على مين الحمار والسنن المسنون ومستن الحرور موضع جرى السراب أو موضع اشتداد حرها كأنها تسنن فيه عدوا أو مخرج الريح وبكل فسر قول جرير ظللنا بمستن الحرور كأننا * لدى فرس مستقبل الريح صائم والاسم منه السنن واستن دم الطعنة إذا جاءت دفعة منها قال أبو كبير الهذلى مستنة سنن الفلو مرشة * تنفى التراب بقاحز معرورف وطعنه طعنة فجاء منها سنن يدفع كل شئ إذا خرج الدم بحموته وقول الاعشى (1/8077)
وقد نطعن الفرج يوم اللقا * ء بالرمح نحبس أولى السنن قال شمر يريد أول القوم الذين يسرعون الى القتال وجاه سنن من الخيل أي شوط ويقال استن قرون فرسك أي بده حتى يسيل عرقه فيضمر وقد سن له قرن وقرون وهى الدفع من العرق قال زهير بن أبى سلمى نعودها الطراد فكل يوم * تسن على سنابكها القرون وفى النوادر ريح نسناسة وسنسانة باردة وقد نسنست وسنسنت إذا ذهبت هبوبا بارد أو يقال نسناس من دخان وسنسان يريد دخان نار وبنى القوم بيوتهم على سنن واحد أي على مثال واحد والمسنون الرطب وسنت العين الدمع سنا صبته واستسنت هي انصب دمعها والسنون كصبور رمل مرتفع مستطيل على وجه الارض وفى المثل صدقنى سن بكره تقدم في ه د ع واستسنت الفصال سمنت وصارت جلودها كالمسان وبه فسر المثل أيضا واستسن بسيفه خطر به وتسنن عمل بالسنة وأصلح أسنان مفتاحك وسن الامير رعيته أحسن سياستها وفرس مسنونة متعهدة بحسن القيام عليها وسن فلان فلانا مدحه وأطراه وسن الله على يدى فلان قضاء حاجتى أجراه ومستن الطريق حيث وضحت واستن به الهوى حيث أراد إذا ذهب به كل مذهب وهو مجاز وخياط السنة لقب جماعة من المحدثين منهم زكريا بن يحيى وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن سليمان الهلالي وأبو جعفر وأبو الحصين عبد الله بن لتمان بن سنة العبسى بالكسر ونفيع بن سالم بن عفار بن سنة المحاربي شاعران والسانة لقب شيخ مشايخنا الشهاب أحمد السلمى الزبيدى أصله من ابن حرب فكره أن يقال له ذلك * ومما يستدرك عليه سنديون بكسر فسكون ففتح فضم قريتان بمصر احداهما في القلبوبية والاخرى بالمزاحمتين وقد دخلتهما والسنديان شجر صلب وأبو طاهر السندوانى نسة الى السندية قرية على نهر عيسى
على غير قياس وسندان الحديد معروف ويكنى به عن الثقيل في عرف العامة ( التسون ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( استرخاء البطن ) قال الازهرى كانه ذهب به الى التسول من سول يسول فأبدل ( والفضل بن محمد بن سون كزفر ) البخاري عن على بن اسحق الحنظلي ويحيى بن النضر وضبطه الحافظ بالضم ( وسوان كغراب ع ) عن الصغانى وقيل هو اسوان الاتى ذكره ( وأسوان بالضم ويفتح أو غلط السمعاني في فتحه ) وبخط أبى سعيد السكرى سوان بغير همزة ( د ) كبير وكورة ( بالصعيد ) الاعلى ( بمصر ) وهو أول بلاد النوبة على النيل في شرقيه وفى جباله مقطع العمد التى بأسكندرية قال الحسن بن ابراهيم المصرى باسوان من التمور المختلفة وأنواع الارطاب وذكر بعض العلماء أنه كشف عن أرطاب اسوان فما وجد شيأ بالعراق الا وبأسوان مثله وبأسوان ما ليس بالعراق ( منه ) أبو الحسن ( فقير بن موسى ) بن فقير الاسواني ( المحدث ) عن محمد بن سليمان بن أبى فاطمة وأبى حنيفة قحزم ابن عبد الله بن قحزم الاسواني الشافعي حدث عنه أبو بكر بن المقرى في معجم شيوخه ومنه أيضا القاضى أبو الحسن على بن أحمد ابن ابراهيم بن الزبير العنانى الملقب بالرشيد صاحب الشعر والتصانيف نسبه السلفي وكتب عنه مات سنة 563 رحمه الله تعالى وأخوه المهذب أبو الحسن محمد بن على كان أشعر من أخيه وهو مصنف كتاب النسبة مات سنة 561 رحمه الله تعالى ( وسونايا بالضم ة ببغداد أدخلت في البلد ) * ومما يستدرك عليه ساوين موضع في قول ابن مقبل * ركب بلية أو ركب بساوينا * هكذا هو في كتاب المعجم لياقوت رحمه الله تعالى وأنشده ابن السيد في الفرق أو ركب بسابونا وقد تقدم في سبن ( الاسهان ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هي ( الرمال اللينة ) كالاسهال قال الازهرى أبدلت النون من اللام ( السين ) بالكسر ( حرف ) من هجاء حروف المعجم وهو ( مهموس ) يذكر ويؤنث هذا سين وهذه سين فمن أنث فعلى توهم الكلمة ومن ذكر فعلى توهم الحرف وهو ( من حروف الصفير ويمتاز عن الصاد بالاطباق وعن الزاى بالهمس ويزاد ) وقد يحلص الفعل للاستقبال تقوم سيفعل وزعم الخليل أنها جواب لن ( وتبدل منه التاء ) حكاه أبو زيد وأنشد يا قبح الله بنى السعلات * عمرو بن يربوع شرار النات * ليسوا أعفاء ولا أكيات يريد الناس والاكياس كما في الصحاح * قلت ويقولون هذا سنة وتنه أي قرنه ويريدون السنين والتنين ( و ) السين ( جبل و ) أيضا ( ة بأصبهان منها أبوا منصور المحمدان ابن زكريا ) بن الحسن بن زكريا بن ثابت بن عامر بن حكيم الاديب مولى الانصار ( و ) أبو منصور ( بن سكرويه ) كعمرويه ( السينيان سمعا ) من أبى اسحق ابراهيم ( بن خرشيد قولة ) التاجر قال الذهبي وولى الاخير بلد قضائه سين ( ومحمد بن عبد الله بن سين ) أبو عبد الله الاصبهاني ( محدث ) عن مطين ( و ) قوله تعالى ( يس أي يا انسان ) لانه قال انك لمن المرسلين نقله الجوهرى عن عكرمة وقال ابن جنى في المحتسب وروى هرون عن أبى الهذلى عن الكلبى يس بالرفع قال فلقيت الكلبى فسألته فقال هي بلغة طيئ يا انسان ثم قال ومن ضم نون يس احتمل أمرين أحدهما أن يكون لالتقاء الساكنين كحوب في الزجر وهيت لك والاخر أن يكون على ما ذهب إليه ابن الكلبى وروينا فيه عن قطرب فيا ليتنى من بعد ما طاف أهلها * هلكت ولم أسمع بها صوت يا سين وقال معناه صوت انسان قال ويحتمل ذلك عندي وجها ثالثا وهو أن يكون أراد يا انسان ( أو يا سيد ) الا أنه اكتفى من جميع الاسم بالسين فقال يا سين فيا فيه حرف نداء كقولك يا رجل ونظير حذف بعض الاسم قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كفى بالسيف شا (1/8078)
أي شاهدا فحذف العين واللام وكذلك حذف من انسان الفاء والعين غير انه جعل ما بقى منه اسما قائما برأسه وهو السين فقيل يس كقولك لو قست عليه في نداء زيد يا زاء ويؤكد ذلك ما ذهب إليه ابن عباس في حم عسق ونحوه انها حروف من جملة أسماء الله سبحانه وتعالى وهى رحيم وعليم وسميع وقدير ونحو ذلك وشبيه به قوله * قلنا لها قفى لنا قالت قاف * أي وقفت فاكتفى بالحرف عن الكلمة ( وسينا مقصورة جد ) الرئيس ( أبى على الحسين بن عبد الله ) الحكيم المشهور كان أبوه من أهل بلخ فاننقل منها الى بخارا وولد له ولده هذا في بعض قراها في سنة 370 ولما بلغ عمره عشر سنين حصل الفنون كلها وصار يديم النطر وجال في البلاد وخدم الدولة السامانية وتوفى بهمذان سنة 438 بالقولنج وقيل بالصرع ويقال انه مات في السجن معتقلا ومنه قول الشاعر رأيت ابن سينا يعادى الرجال * وفى السجن مات أخس الممات فلم يشف ما نابه بالشفاء * ولم ينج من موته بالنجات ومن مؤلفاته القانون والشفاء ( و ) سيناء ( بالمد حجارة م ) معروفة عن الزجاز قال وهو والله أعلم اسم المكان ( وسينان ) بالكسر ( ة بمرو ) منها أبو عبد الله الفضل بن موسى المروزى عن الاعمش وعبد المؤمن بن خلف وثقه ابن معين ولد سنة 115
ومات سنة 152 يقال نبرم أهل سينان من كثرة طلبته فوضعوا عليه امرأة تقول انه راودها فانتقل الى رامنشاه فيبس زرع سينان تلك السنة فسألوه لرجوع فقال حتى تقروا بالكذب ففعلوا فقال لا حاجة لى فيمن يكذب وأخوه أحمد قال ابن ماكولا غزير الحديث ومحمد بن بكر السينانى المروزى عن بندار وطبقته ومفلس بن عبد الله الضبى السينانى شيخ لابي نميلة وذكر الحافظ في التبصير ضابطا فيه قال أبو عمرو بن حبوية من جاء من الكوفة فهو شيانى بالمعجمة ومن جاء من الشام فهو سيباني بالمهملة ومن جاء من خراسان فهو سينانى بنونين ( و ) سينان ( جد محمد بن المغيرة ) الهمداني الراوى عن بكر بن ابراهيم ( و ) أيضا ( جد لعلى بن محمد بن عبد الله ) ابن الهيئم الاصبهاني ( صاحب ) أبى القاسم ( الطبراني ) كذا في التبصير ويقال له ابن سين أيضا ( وطور سنين و ) طور ( سيناء ) ممدودا ( ويفتح وسينا مقصورة جبل بالشام ) قال الزجاج فمن قرأ سيناء على وزن صحراء فانها لا تنصرف ومن قرأ سيناء فهو على وزن علباء الا انه اسم للبقعة فلا ينصرف وليس في كلام العرب فعلاء بالكسر ممدودا وقال الجوهرى قال الاخفش وقرئ طور سيناء وسيناء بالفتح والكسر والفتح أجود في النحو لانه جعل اسما للبقعة ووجدت في نسخة الصحاح للميداني زيادة في المتن ما نصها وكان أبو عمرو بن العلاء يختار الكسر ويعتبره بطور سنين وهو أكثر في القراءة واختار الكسائي الفتح وهو أصح في النحو انتهى ( والسينينة ) بالكسر ( شجرة ) حكاه أبو حنيفة عن الاخفش ( ج سينين ) وقال وزعم أن طور سينين مضاف إليه ولم يبلغني هذا عن أحد غيره ونقل الجوهرى أيضا قول الاخفش المذكور والذى نقله الازهرى وغيره أن سينين جبل بالشام أضيف إليه الطور وتقدم للمصنف قريبا * ومما يستدرك عليه قال أبو سعيد قولهم فلان لا يحسن سينه يريدون شعبة من شعبه وهو ذو ثلاث شعب نقله الجوهرى والطرة السينية التى على هيئة السين ومنه قول الحريري لو لم نبرز جبهة السين قنفشت الخمسين وسنان قرية على باب هراة منها أبو نصر أحمد بن محمد بن منصور بن أحمد بن محمد بن ليث السينانى الهروي عن أبى سعيد محمد بن محمد بن عبد الله المخلدى وعنه عبد الله بن أحمد السمرقندى وأبو القاسم على بن محمد بن عبد الله بن الهيثم بن سين ويقال سينانى وروى عنه الطبراني وقد تقدم ( فصل الشين ) مع النون ( الشأن الخطب والامر ) والحال الذى يشين ويصلح ولا يقال الا فيما يعظم من الاحوال والامور قاله الراغب ( ج شؤن وشئين ) هكذا في النسخ والصواب شئان كما هو نص ابن جنى عن أبى على الفارسى كذا في المحكم وقوله تعالى كل يوم هو في شأن قال المفسرون من شأنه أن يعز ذليلا ويذل عزيزا ويغنى فقيرا ويفقر غنيا ولا يشغله شأن عن شأن سبحانه وتعالى وفى حديث الحكم بن حزن والشأن إذ ذاك دون أي الحال ضعيفة لم ترتفع ولم يحصل الغنى وأما قول جوذابة بن عبد الرحمن * وشرنا أظلمنا في الشون * فانما أراد في الشؤن ( و ) الشأن ( مجرى الدم الى العين ج أشؤن وشؤون ) وقال الليث الشؤن عروق الدموع من الرأس الى العين وقال الاصمعي الدموع تخرج من الشؤن وهى أربع بعضها الى بعض وقال أبو عمرو الشأنان عرقان ينحدران من الرأس الى الحاجبين ثم الى العينين قال عبيد عيناك دمعهما سروب * كأن شأنيهما شعيب وحجة الاصمعي قوله لا تحزنينى بالفراق فانني * لا تستهل من الفراق شؤنى ( و ) الشأن ( عرق في الجبل ينبت فيه النبع ) جمع شؤن يقال رأيت نخيلا نابتة في شأن من شؤن الجبل ( و ) الشأن ( موصل قبائل الرأس ) الى العين والجمع شؤن وقيل الشؤن السلاسل التى تجمع بين القبائل وقال الليث الشؤن نمانم في الجمجمة شبه لجام النحاس تكون من القبائل وقال ثعلب هي عروق فوق القبائل فكلما أسن الرجل قويت واشتدت وقال الاصمعي الشؤن مواصل القبائل بين كل قبيلتين شأن وفى الصحاح واحد الشؤن وهى مواصل قبائل الرأس وملتقاها ومنها تجئ الدموع ويقال (1/8079)
استهلت شؤنه والاستهلال قطر له صوت وقال أبو حاتم الشؤن الشعب التى تجمع بين قبائل الرأس وهى أربعة أشؤن وفى حديث الغسل حتى تبلغ به شؤن رأسها هي عظامه وطرئقه ومواصل قبائله وهوى أربعة بعضها فوق بعض ( و ) الشأن ( عرق من الترب في ) شقوق ( الجبل ينبت فيه النخل ) وقال ابن سيده الشؤن خطوط في الجبل وقيل صدوع قال ساعدة الهذلى كأنه شؤنه لبات بدن * خلاف الوبل أو سبد غسيل شبه تحدر الماء عن هذا الجبل تحدره عن هذا الطائر أو تحدر الدم عن لبات البدن ( ج شؤن و ) يقال ( ما شأن شأنه كمنع ) أي ( ما شعر به ) عن ابن الاعرابي وقال اللحيانى أتأنى ذلك وما شأنت شأنه أي ما علمت به ( أو ) ما شأن شأنه وما مأن مأنه إذا ( لم يكترث له ) وام يعبأ به عن اللحيانى ( وشأن شأنه قصد قصده ) ومنه سمى الخطيب شأنا لانه من شأنه أن يقصد ( كاشتأنه و ) شأن شأنه (
( عمل ما يحسنه ) وفى التهذيب اشأن شأنك اعمل ما تحسن ( و ) يقال ( لاشأنن خبرهم ) أي ( لاخبرنهم و ) قيل ( لاشأنن شأنهم ) أي ( لافسدنهم ) أي أمرهم ( و ) يقال ( شأن ) فلان ( بعدك ) أي صار له شأن * ومما يستدرك عليه يقال أقبل فلان وما يشأن شأن فلان شأنا إذا عمل فيما يحب أو يكره عن اللحيانى ويقال انه لمشان شأن أن يفسدك أي أن يعمل في فسادك واشأن شأنك عليك به عن اللحيانى وما شأن شأنه أي ما أراد وشؤون الخمر ما داب منها في عروق الجسد قال البعيث بأطيب من فيها ولا طعم قرقف * عقار تمشى في العظام شؤنها ( الشابن ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( الغلام الناعم التار ) كالشابل ( وقد شبن ) وشبل ( وشبانة اسم ) وهو شبانة ابن على بن شريح بن على بن رزام بن يحيى بن عبد الله بن خالد الاموى بطن منهم جماعة يسكنون القرشية أسفل ربع باليمن وأولاد أبى شبانة جماعة منهم بريف مصر وشر ذمة بالصعيد الاعلى ( و ) شبانة ( بالضم ) أبو الصقر ( أحمد بن الفضل بن شبانة الهمداني الكاتب و ) أبو سعيد ( عبد الرحمن بن محمد بن شبانة له جزء ) قال الحافظ سمعناه وولده أبو الفضل طاهر روى عن أبيه الثلاثة ذكرهم شيرويه في طبقات همدان ( و ) أبو الحسن ( على بن عبد الملك بن شبانة ) الدينورى ( محدث ) صدوق عن أبى الحسن أحمد بن محمد بن فراس المكى وأبى العباس أحمد بن محمد الرازي وعنه الخطيب البغدادي * وفاته عبد الله بن على بن محمد بن الحسن العطار المعروف بابن شبانة ومحمد بن عبد الله بن بندر بن شبانة القطان محدثان ذكرهما شيرويه ( وابن شبان كشداد عبد العزيز ابن محمد العطار ) يعرف بذلك سمع النجار ( وبالضم شبان بن جسر بن فرقد ) القصاب ( أو اسمه جعفر وهذا لقبه ) سمع أباه منكر الحديث وأبوه روى عن الحسن ضعفره ( و ) أبو جعفر ( أحمد بن الحسين البغدادي يعرف بشبان ) شيخ لمخلد الباقرجى ( واشبونة بالضم د بالمغرب ) بالاندلس ويقال لها الشبونة أيضا مثل بشترين قريب منا البحر المحيط ينسب إليه أبو اسحق ابراهيم بن هرون ابن خلف بن عبد الكريم بن سعيد المعمودى يعرف بالزهد الاشبونى سمع محمد بن عبد الملك بن أيمن وقاسم بن أصبع وكان ضابطا ثقة توفى سنة 360 ( وشبن ) شبونا ( دنا والشبانى ) بالفتح ( والاشبانى بالضم الاحمر الوجه والسبال ) نقله الصغانى في التكملة * ومما يستدرك عليه شابجن بسكون الموحدة بعد الالف وفتح الجيم قرية بسمرقند منها أبو على الحسن بن منصور المحتسب الكريم المحدث ( الشتن ) أهمله الجوهرى في اللسان هو ( النسج والحياكة وهو شاتن وشتون ) أي ناسج ويقال شتن الشاتن ثوبه أي نسجه وهى هذلية قال شاعرهم نسجت بها الزروع الشتون سبائبا * لم تطوها كف البينط المجفل الزروع العنكبوت والبينط الحائك كما تقدم ( وأشتون ) بالضم ( حصن بالاندلس ) من أعمال كورة جيان ( و ) في ديوان المتنبي وخرج أبو العشائر يتصيد بالاشتون هو ( ع قرب انطاكية ) فيما يظنه ياقوت ( و ) شتان ( كسحاب جبل بمكة بين كداء وكدى ) وبخط الصغانى بين كدى وكداء جاء ذكره في حديث حجة الوداع يقال بات به النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ثم دخل مكة ( والشتون اللينة من الثياب ورجل شتن الكف ) أي ( شثنها ) هكذا ذكره جماعة وقد روى الحديث كذلك في بعض الروايات حكاها الجلال والجمهور على أنه لثغة أو تحريف ( ومحمد بن أبى المظفر بن شتانة كرمانة ) وضبطه الحافظ كثمامة ( محدث ) عن عبد الحق اليوسفي ( فرد وشتنى كجمزى ة بمصر ) * قلت هي شنتنى بزيادة النون من أعمال المنوفية وقد دخلتها مرارا * ومما يستدرك عليه شاتان قرية من أعمال ديار بكر منها أبو على الحسن بن على بن سعيد الشاتانى كان محدثا وجيها عند الملوك وفد على صلاح الدين يوسف ابن أيوب ومدحه ذكره الصفدى والشيتان من الجراد والركبان والخيل الجماعة غير الكثيرة ولا واحد له نقله الصغانى ( اشتيخن بكسر الالف والتاء ) أهمله الجماعة وقال ياقوت ( رستاق بسمرقند ) بينهما سبع فراسخ وله قرى نزهة وبساتين كثيرة وأنهار جارية ( منه ) أبو بكر ( محمد بن أحمد بن مت ) الاشتيخنى ( المحدث ) من أئمة اصحاب الشافعي حدث بصحيح البخاري عن الفربرى ومات سنة 381 ( شثنت كفه ) وقدمه ( كفرح وكرم شثنا وشثونه ) أي ( خشنت وغلظت ) وهى شثنة وفى حديث المغيرة شثنة الكف أي غليظته والشثونة غلظ الكف وجسوء المفاصل ( فهو شثن الاصابع بالفتح ) وكذلك العضو وفى صفته صلى الله تعالى عليه وسلم كان شثن الكفين والقدمين أي انهما يميلان الى الغلظ والقصر وقيل هو الذى في أنامله غلظ بلا قصر ويحمد ذلك (1/8080)
في الرجال ويذم في النساء وقال خالد العتريفى الشثونة لا تعيب الرجال بل هو أشد لقبضهم وأصبر لهم على المراس ولكنها تعيب النساء قال خالد وأنا شثن وقال الفراء رجل مكبون الاصابع مثل الشثن وقال امرؤ القيس وتعطوا برخص غير شثن كأنه * أساريع ظبى أو مساويك اسحل
ثم ان تفسير الشثن بالخشونة نقل عن الاصمعي وغيره من الائمة وتبعه عليه الجوهرى ومن بعده وللزمخشرى كلام حرره شراح الشمائل والشفاء والمواهب ( و ) شثن ( البعير غلظت مشافره من رعى الشوك ) من العضاه * ومما يستدرك عليه رجل شثن غليظ كشثل وأسد شثن البراثن خشنها ( الشجن محركة الهم والحزن و ) أيضا ( الغصن المشتبك ) مكن غصون الشجرة ( و ) أيضا ( الشعبة من كل شئ مثثة ) الضم عن ابن الاعرابي وهى شعبة من غصن من غصون الشجرة ومنه الحديث الرحم شجنة من الله تعالى معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلنى واقطع من قطعني أي الرحم مشتقة من الرحمن قال أبو عبيدة يعنى قرابة من الله تعالى مشتبكة كاشتباك العروق شبهها بذلك مجازا واتساعا وأصل الشجنة الشعبة من الغصن ( و ) الشجن ( المتداخلة الخلق من النوق ) المشتبك بعضها ببعض كما تشتبك الشجرة ومنه حديث سطج الكاهن * تجوب بى الارض علنداة شجن * أي ناقة متداخلة الخلق كأنها شجرة متشجنة أي متصلة الاغصان بعضها ببعض ويروى شزن وسيأتى في موضعه ان شاء الله تعالى ( و ) الشجن ( الحاجة حيث كانت ) وفى الاساس الحاجة تهم قال من كان يرجو بقاء لا نفاد له * فلا يكن عرض الدنيا له شجنا وقال الراجز انى سأبدى لك فيما أبدى * لى شجنان شجن بنجد * وشجن لى ببلاد الهند وأنشد ابن برى حتى إذا قضوا لبانات الشجن * وكل حاج لفلان أولهن ( ج شجون واشجان ) وذكر العينى ان الشجن بمعنى الحزن جمعه أشجان وبمعنى الحاجة جمعه شجون وفى موازنة الامدي في شجون جمع شجن وما أقل ما يجمع فعل على فعول قالوا أسد واسود وفى الهمع انه يطرد في فعل محركة غير أجوف ولا مضاعف ثم قال وقيل لا يطرد بل هو سماعي وبه جزم ابن مالك رحمه الله تعالى في شرح الكافية وأنشد الجوهرى ذكرتك حيث استأمن من الوحش والتقت * رفاق من الافاق شتى شجونها أراد حاجتها ويروى لحونها أي لغاتها وأنشدنا شيخنا أترى الزمان كما عهدت بوصلكم * يوما يجود لتنقضى أشجاني ( وشجنته الحاجة ) تشجنه شجنا ( حبسته ) وما شجنك عنا أي ما حبسك ورواه أبو عبيد ما شجرك ( و ) شجن ( الامر فلانا أحزنه شجنا ) بالفتح ( وشجونا ) بالضم ( كاشجنه فشجن كفرح وكرم شجنا ) بالتحريك ( وشجونا ) بالضم فهو شاجن وقال الليث شجنت شجنا أي صار الشجن في ( والشجنة بالكسر شعبة من عنقود تدرك كلها وقد أشجن الكرم ) صار ذا شجنة ( و ) الشجنة ( الصدع في الجبل ) عن اللحيانى ( و ) شجنة ( ع وشجنة بن عطارد بن عوف بن كعب ) بن سعد ( بن زيد مناة ) بن تميم وفيه يقول الشاعر كرب بن صفوان بن شجنة لم يدع * من دارم أحدا ولا من نهشل ( وتشجن ) الرجل ( تذكر ) عن الليث وأنشد * هيجن أشجانا لمن تشجنا * ( و ) تشجن ( الشجر التف ) واشتبكت أغصانه ( و ) قولهم ( الحديث ذو شجون ) أي ( فنون واغراض ) وقيل أي يدخل بعضه في بعض أي ذو شعب وامتساك بعضه ببعض وقال أبو عبيد يراد ان الحديث يتفرق بالانسان شعبه ووجهه يضرب مثلا للحديث يستذكر به غيره قال وكان المفضل الضبى يحدث عن ضبة بن أد بهذا المثل وقد ذكره غيره قال كان خرج لضبة ولدان سعد وسعيد في طلب ابل فرجع سعد ولم يرجع سعيد فبينما هو يساير الحرث بن كعب إذ قال له في هذا الموضع قتلت فتى ووصف صفة ابنه وقال هذا سيفه فقال ضبة أرنى أنظر إليه فلما أخذه عرف انه سيف ابنه فقال الحديث ذو شجون ثم ضرب به الحرث فقتله وفيه يقول الفرزدق فلا تأمنن الحرب ان استعارها * كضبة إذ قال الحديث شجون ثم ان ضبة لامه الناس في قتل الحرث في الاشهر الحرم فقال سبق السيف العذل ( والشجن ) بالفتح ( الطريق في الوادي ) كما في الصحاح ( أو في اعلاه ) كذا في النسخ والصواب أو اعلاه ( ج شجون كالشاجنة ) وهى أعلى الوادي ( ج شواجن ) قال أبو عبيد الشواجن والشجون أعلى الوادي واحدها شجن قال ابن سيده هكذا حكى أبو عبيد وليس بالقياس لان فعلا لا يكسر على فواعل لا سيما وقد وجدنا الشاجنة فان يكون الشواجن جمع شاجنة أولى قال الطرماح كظهر اللاى لو تبتغى رية به * نهار العيت في بطون الشواجن وكذلك روى الازهرى عن أبى عمرو الشواجن أعالي الوادي واحدتها شاجنة وقال شمر جمع شجن أشجان وأنشد ابن برى للطرماح في شاجنة للواحدة أمن دمن بشاجنة الحجون * عفت منها المنازل منذ حين وفى الصحاح والشواجن أودية كثيرة الشجر قال مالك بن خالد الخناعى (1/8081)
لما رايت عدى القوم يسلبهم * طلح الشواجن والطرفاء والسلم أي لما هربوا تعلقت ثيابهم بالطلح فتركوها ( و ) في التهذيب ( هي واد كبير بديار ضبة في بطنه اطواء كثيرة منها لصاف واللهابة وثبرة ومياهها عذبة * ومما يستدرك عليه الشجن محركة هوى النفس والتشجن التحرك وشجنت الحمامة شجونا ناحت وتحزنت والشجين كامير الحاجة والجمع اشجان ويقولون شاجنتنى شجون كقولهم عابلتنى عبول والشجن والشجن بالكسر والضم جمعان
للشجنة والشجنة للغصن وكذلك شجنات وشجنات عن ابن الاعرابي وبيني وبينه شجنة رحم بالكسر والضم أي قرابة مشتبكة والشاجنة ضرب من الاودية ينبت نباتا حسنا وشاجن واد حجازية وقيل ما بين البصرة واليمامة قاله نصر وشجينة كجهينة قربة باليمن وذو الشجون واد في قول الهذلى ( شحن السفينة كمنع ) يشحنها شحنا ( ملأها ) وأتم جهازها كله ومنه قوله تعالى في الفلك المشحون أي المملوء ( و ) شحن شحنا ( طرد وشل ) يقال مر يشحنهم أي يطردهم ويشلهم ويكسؤهم ( و ) شحن شحنا ( أبعد ) قال الازهرى سمعت أعرابيا يقول أشحن عنك فلانا أي نحه وأبعده ( و ) شحن ( المدينة ) بالخيل شحنا ( ملأها ) بها ( كاشحنها و ) شحنت ( الكلاب تشحن كتنصر وتعلم وتمنع ) شحنا وشحونا ( أبعدت الطرد ولم تصد شيأ ) فهو كلب شاحن والجمع الشواحن قال الطرماح يصف الصيد والكلاب تودع بالاعراس كل عملس * من المطعمات الصيد غير الشواحن ويروى الشواجن بالجيم وتكلف ابن سيده في معناه ( والشحنة بالكسر ما يقام ) وفى التهذيب ما يفاص ( للدواب من العلف الذى يكفيها يومها وليلتها ) هو شحنتها نقله الازهرى ( و ) الشحنة ( في البلد ) وفى التهذيب وشحنة الكورة ( من فيه ) وفي التهذيب من فيهم ( الكفاية لضبطها من جهة ) وفى التهذيب من أولياء ( السلطان ) وقال ابن برى وقول العامة في الشحنة انه الامير غلط ( و ) الشحنة ( العداوة ) تمتلى منها النفس ( كالشحناء ) ومنه الحديث الا رجلا كان بينه وبين أخيه شحناء ( و ) الشحنة ( الرابطة من الخيل ) هذا هو الاصل في اللغة ثم أطلقها العامة على الامير على هؤلاء ( وشاحنه ) مشاحنة ( باغضه ) وقيل ما دون القتال من السب والتعاير ( واشحن ) الرجل وقيل الصبي ( تهيا للبكاء ) وكذلك اجهش وقيل هو الاستعبار عند استقبال البكاء وقال الراغب الاشحان ان تمتلى نفسه لتهيئه للبكاء وانشد ابن برى لابي قلابة الهذلى إذ عارت النبل والتف اللغوف واذ * سلوا السيوف وقد همت باشحان ( و ) اشحن ( السيف اغمده ) عن ابن الاعرابي وسيوف مشحنة مى اغمادها وانشد قول ابى قلابة المذكور * سلوا السيوف عراة بعد اشحان * ورواية الجوهرى هنا وقد همت باشحان كما انشده ابن برى ورواه الازهرى عراة بعد اشحان ( و ) نقل الصغانى عن بعضهم اشحن السيف ( سله ) من غمده فهو ( ضد و ) اشحن ( له بسهم ) إذا ( استعد له ليرميه ) عن الصغانى ( والمشاحن المذكور في الحديث ) يعنى حديث ليلة النصف من شعبان يغفر الله لكل بشر ما خلا مشركا أو مشاحنا وفي حديث ابى سعيد من طريق محمد بن عيسى بن حبان لا ينظر الله فيها الى مشرك ولا الى مشاحن واخرج الامام احمد في مسنده من حديث ابى لهيعة بسنده عن عبد الله بن عمر الا لاثنين مشاحن وقاتل نفس وفي حديث ابى الدرداء الا لمشرك أو قاتل نفس حرمها الله تعالى أو مشاحن وروى عن عبد الرحمن بن سلام بسنده الى عثمان بن ابى العاص الا زانية تكسب بفرجها أو عشارا أو رجلا بينه وبين اخيه شحناه وعن القاسم بن محمد عن ابيه عن جده الا من في قلبه شحناه أو مشركا بالله عز وجل وفي رواية عنه ايضا ما خلا كافرا أو رجلا في قلبه شحناء فسروه بان المراد به المتعادى الا الاوزاعي فانه قال المراد به ( صاحب البدعة التارك للجماعة ) المفارق للامة رواه عنه ابن المبارك وفي رواية عن الاوزاعي ليس المشاحن الذى لا يكلم الرجل انما المشاحن الذى في قلبه شحناء لاصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن عمير بن هاني سالت ابن ثوبان عن المشاحن فقال هو التارك لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الطاعن على امته السافل دماءهم ( ومركب شاحن ) أي ( مشحون ) عن كراع ( ككاتم للمكتوم وشحن عليه كفرح ) شحنا ( حقد ) وهو الشحناء ( والمشحئن كمشمعل المتغضب ) كالمشحئن عن ابن دريد * ومما يستدرك عليه الشحن العدو الشديد والتشاحن تفاعل من الشحناء العداوة ويقال للشئ الشديد الحموضة انه يشحن الذباب أي يطرده والشيحان الطويل فيعال من الشحن أو فعلان من شاح فيكون من غير هذا الباب عن ابن سيده والشحنة بالكسر ما تشحن به السفينة وابو العباس احمد بن ابى طالب بن ابى النعيم بن الشحنة بالكسر محدث مشهور وبنو الشحنة الحنفيون منهم السرى بن عبد البر واصوله معروفون يقال ان جدهم الكبير كان شحنة بحلب وشحن السقاء كفرح تغيرت رائحته من ترك الغسل عن ابن دريد وكثمامة عبد الرحمن بن عمر بن شحانة الحرانى محدث معروف سمع ابن الحرستانى وفي المحيط شاحنه خالطه وفاوضه قال الصغانى هو تصحيف صوابه بالسين المهملة ( الشيخون ) اهمله الجوهرى وقال الصاغانى هو ( الشيخ ) ان جعلته من غير بناء الشيخ فهو فيعول وهذا موضعه ( والمشخئن لغة في المشحئن ) للمتغضب عن ابن دريد * ومما يستدرك عليه شخص للبكاء وشخص إذا تهيا له كما في اللسان والشيخونية مدرسة بمصر نسبت الى الامير شيخون احد امراء مصر ( شدن الظبى وجميع ولد الظلف والخف والحافر ) يشدن ( شدونا قوى ) وصلح جسمه وترعرع وملك
امه فمشى معها ويقال للمهر ايضا قد شدن فادا افردت الشادن فهو ولد الظبية وقال أبو عبيد الشادن من اولاد الظباء الذى قد قوى وطلع (1/8082)
قرناه ( واستغنى عن امه واشدنت الظبية فهى مشدن ) إذا ( شدن ولدها ) وقيل ظبية مشدن ذات شادن يتبعها وكذلك غيرها من الظلف والحافر والخلف ( ج مشادن ) على القياس ( ومشادين ) على غير قياس كمطافل ومطافيل ( والمشدونة العاتق من الجوارى ) عن ابن الاعرابي ( والشدنيات محركة من الابل منسوبة الى ) شدن ( موضع باليمن أو ) الى ( فحل ) عن ابن الاعرابي قال العجاج * والشدنيات يساقطن النعر * ( والشدن بالفتح شجر ) له سيقان خوارة غلاظ و ( نوره كالياسمين ) في الخلقة الا انه احمر مشرب وهو اطيب من الياسمين وقال ابن برى وهو طيب الريح وانشد كان فاها بعد ما تعانق * الشدن والشريان والشبارق * ومما يستدرك عليه الشدوين بضم النون جبل باليمن عن نصر ( شذونة ) بفتح فضم اهمله الجماعة وقال ابن السمعاني وياقوت كورة متصلة بكورة موزور غربي قرطبة منها عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر بن ايوب الشافعي الشذونى كان حافظا للمذهب مجاب الدعوة حدث عن ابيه وجماعة ولد سنة 311 وتوفى سنة 381 وقال ابن الاثير شذونة ( د بالاندلس ) منه خلف بن حامد ابن الفرج بن كنانة الكنانى قاضى شذونة محدث مشهور وشذونة بفتح فسكون ففتح والنون ثقيلة وفي التبصير خفيفة من اشبيلية بالاندلس ( منه أبو عبد الله ) محمد ( بن خلصة النحوي ) الضرير كان حيا بعد سنة اربع واربعين واربعمائة * قلت ووجدت في اول كتاب تهذيب التهذيب لابي حامد اللغوى ما نصه والمحكم ثلاثة وعشرون جزا وعلى كل جزء كتبه محمد بن احمد بن طاهر من اصل ابى عبد الله بن خلصة الذى قراه على مصنفه قال ورايت على نسخة اصله بالمحكم مات مؤلفه سنة 458 رحمه الله تعالى فهذا يدل على ان ابن خلصة تأخر بعد اربع واربعين بكثير فتأمل ولا يخفى ما في سياق المصنف من القصور والتخليط ما يعاب بمثله المصنفون فرحمه الله تعالى وسامحه ونفعنا به * ومما يستدرك عليه شاذان وهو جد أبى الغنائم الحسين بن محمد بن الحسين ابن شاذان السراج الشاذانى البغدادي حدث عن أبى بكر محمد السكرى وعنه أبو القاسم السمرقندى ومات سنة 417 وله جزء رويناه بعلو ( الشاذكونه بفتح الذال ) المعجمة أو المهملة وكلاهما صحيحان وضم الكلاف العجمية أهمله الجماعة وهى ( ثياب غلاظ مضربة تعمل باليمن والى بيعها نسب أبو أيوب ) سليمن بن أبى داود بن بشمر بن زياد المقرى البصري ( الحافظ ) المكثر وروى عن حماد ابن زيد وعنه أبو مسلم الكجى ومات سنة 234 ( لان أباه كان يبيعها ) ويتجر بها * ومما يستدرك عليه شذمانه قرية بهراة منها أبو سعيد عبد الله بن عاصم بن محمد المحدث عن أبى الحسن الداوودى وعنه أبو القاسم الشيرازي مات سنة 480 ( الشرن ) بالفتح أهمله الجوهرى قال ابن الاعرابي هو ( الشق في الصخرة ) وقال أبو عمرو في الصخرة شرم وشرن وثت وفت وشيق وشريان ( وقد شرن ) وشرم ( كسمع ) إذا انشق ( و ) شرن ( بالتحريك د بطبرستان ) تقله الصاغانى ( والشوران بالضم القرطم أو العصفر ) قال الصاغانى ان جعلته فعلانا فموضعه حرف الراء وان جعلته فوعالا كطومار فهذا موضعه ( و ) أبو الحرث ( محمد بن عبد الله بن الشاريان ) بفتح الراء الرستمى ( محدث ) سمع منه أبو الغنائم بن الرسى * ومما يستدرك عليه الشريان بالكسر شجر صلب تتخذ منه القسى واحدته شريانة وهو كجريال ملحق بسرداح قال وقوسك شريانة * ونبلك جمرالغضى نقله ابن برى قال والصحيح عندي ان شريان فعلان لانه أكثر من فعيال ولهذا ذكره الجواهري في سرى قلت لم يذكر الجواهري الشريان هذا الشجر أصلا في كتابه وانما ذكر في فصل شرى الشريان واحد الشرايين للعروق النابضة فتأمل وتشرين اسم شهر من شهور الخريف وهو اعجمي وهو الى وزن تفعيل اقرب منه الى وزن غيره من الامثلة * قلت ان كان اعجميا فالصواب ان بذكر في تشرن وشرونة مخففة بلدة بالصعيد الاوسط وقد وردتها والشرن كطمر لقب جماعة بغزة ومحمد بن احمد بن يحيى الشيرينى بالكسر وراء بين تحتيتين حدث عن على بن الجعد وعنه احمد بن محمد بن موسى * ومما يستدرك عليه شراحيل وشراحين اسم رجل والنون بدل من اللام * ومما يستدرك عليه شرخدن كسفرجل قرية ببخارا منها أبو محمد عبد الله بن محمد بن قوط عن صالح جزرة مات سنة 346 * ومما يستدرك عليه شرغيان من قرى نسف منها أبو نصر احمد بن على بن محمد بن جمعة بن السكن الكوفي النسفى ابن اخى ابى الفوارس عن عبد المومن بن خلف النسفى وعنه المستغفرى مات سنة 403 رحمه الله تعالى ( الشزن محركة شدة الاعياء من الحفا ) وقد شزنت الابل قاله الليث ( و ) الشزن ( الشدة والغلظة كالشزونة و ) ايضا ( الغلظ من الارض ) عن الجوهرى قال الاعشى تيممت قيسا وكم دونه * من الارض من مهمه ذى شزن
( و ) الشزن ( الرجل العسر الخلق ) وقد شزن شزونة ( و ) الشزن ( من العيش شظفه ) نقله الزمخشري ( و ) الشزن ( الناحية والجانب كالشزن بضمتين ) وبهما روى حديث لقمان بن عاد وولاهم شزنه أي جانبه أو شدته وباسه أي إذا دهمهم امر ولاهم جانبه فحاطهم بنفسه يقال وليته ظهرى إذا جعله وراءه واخذ يذب عنه وسئل عنه الاصمعي فقال شزنه عرضه وجانبه وانشد لابن احمر الا ليت المنازل قد بلينا * فلا يرمين عن شزن حزينا وشاهد الشزن بمعنى الناحية قول ابن مقبل ان تؤنسا نار حى قد فجعت بهم * امست على شزن من دارهم دارى (1/8083)
( و ) الشزن بضمتين ( البعد ) والاعتراض والتحرف يقال رماه عن شرن أي تحرف له وهو اشد الرمى ( والشزن بالفتح وبضمتين الكعب يلعب به ) قال الشاعر * كانه شزن بالدو محكوك * وقال الاجدع بن مالك بن مسروق وكان صرعيها كعاب مقام * ضربت على شزن فهن شواعى ( وذكر احدهما الجوهرى غير مقيد ) نبه عليه الصاغانى ( وتشزن ) في الامر ( اشتد ) وتصعب قاله الليث ( و ) تشزن ( له ) إذا ( انتصب له في الخصومة وغيرها ) ومنه حديث عثمان رضى الله تعالى عنه حين سئل حضور مجلس للمذاكرة فقال حتى اتشزن أي استعد للجواب واتحسن له ( و ) تشزن الرجل ( صاحبه تشزنا ) على القياس ( وتشزينا ) على غير قياس ونظيره وتبتل إليه تبتيلا ( صرعه ) وقيل التشزن في الصراع ان يضعه على وركه فيصرعه وهو التورك ( و ) تشزن ( الشاة اضجعها ليذبحها وشزن كفرح ) شزنا ( نشط والشزنة ) بالفتح ( النجيلة ) المتعسرة الخلق * ومما يستدرك عليه الشزن بالتحريك الغلظ من الارض والجمع شزن وشزون وقد شزنت ككرم شزونة وشزن ككتف العيى من الحفا والمتعسر الخلق وتشزن عليه تعسر والتشزين التهيؤ والاستعداد له ماخوذ من عرض الشى وجانبه كان المتشزن يدع الطمأنينة في جلوسه ويقعد مستوفزا على جانب ومنه حديث السجدة تشزن الناس للسجود والشزن محركة الحرف قال الهذلى كلانا ولو طال ايامه * سيندر عن شزن مدحض يعنى به الموت وان كل احد ستلزق قدمه به وان طال عمره والشزن بالضم الجانب يقال ما ابالى على أي فطريه وعلى أي شزينه وقع بمعنى واحد وبه روى ايضا حديث لقمان بن عاد وتشزن له توسع وقيل تحرف وشزن الرجل للرمي إذا تحرف والشزن محركة الناقة تمشى من نشاطها على جانب واحد وبه فسر حديث سطيح * تجوب بى الارض علنداة شزن * ويروى شجن بالجيم وقد تقدم ( شستان بالكسر ) اهمله الجماعة و ( هو ) جد ( على بن ابى سعيد ) صوابه ابى سعد كما في التبصير ( ابن شستان ) الازجى ( المحدث ) واخوه مشرف بن ابى سعد والد ثابت وعزيزة ( ششانة ) بالكسر اهمله الجماعة وهو ( عمل من اعمال بطليوس ) الذى هو من اعمال ماردة بالاندلس * ومما يستدرك عليه شيشين بالكسر قرية بمصر بينها وبين المحلة نصف يوم منها القطب أبو البركات محمد ابن السراج عمر بن الجمال محمد بن الوجيه بن مخلوف بن صالح بن جبريل بن عبد الله القاهرى الشافعي ولد ببلده سنة 763 وعرض على البقلينى وابن الملقن واجاز له ورافق الحافظ بن حجر في سفره الى اليمن واجتمع معه بالمصنف في زبيد ووالده اجاز له التقى السبكى وجده اجازه أبو حيان اخذ عن الحافظ السخاوى وذكره في تاريخه مات سنة 855 وابو اليمن محمد بن قاسم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد القادر الشيشينى المحلى ولد سنة 783 ومات بمصر سنة 853 وقد حدث رحمه الله تعالى ( الشاصونة ) اهمله الليث والجوهري وقال أبو عمرو هي ( البرنية ) قال الازهرى لا ادرى ما اراد بالبرنية من الديكة أو من القوارير والاقرب انه اراد ( من الاواني ) التى من القوارير ( ج شواصن و ) شاصونة ( اسم رجل ) * قلت هو شاصونة بن عبيد روى عن معرض بن عبيد الله ذكره الامير ( الشطن محركة الحبل الطويل ) الشديد الفتل يسقى به ( أو عام ) وفي حديث البراء وعنده فرس مربوط بشطنين أي لقوته وشدته ويقال للفرس العزيز النفس انه لينزو بين شطنين ويضرب مثلا للاشر القوى ( ج اشطان ) قال عنترة يدعون عنتر والرماح كأنها * اشطان بئر في لبان الادهم ( وشطنه ) شطنا ( شده به ) وفرس مشطون ( و ) شطن ( صاحبه ) يشطنه شطنا ( خالفه عن نيته ووجهه و ) شطن ( في الارض ) شطونا ( دخل اما راسخا واما واغلا ) نقله الصاغانى ( و ) من المجاز ( بئر شطون ) أي ( بعيدة القعر ) في جرانها عوج أو هي الملتوية العوجاء ( أو التى تنزع بحبلين من جانبيها وهى متسعة الاعلى ضيقة الاسفل ) فان نزعها بحبل واحد جرها على الطين فتخرقت ( وغزوة ) شطون ( ونية شطون ) أي ( بعيدة والشاطن الخبيث ) قال امية بن ابى الصلت يذكر سليمن عليه السلام ايما شاطن عصاه عكاه * ثم يلقى في السجن والاغلال ( والشيطان م ) معروف فيقال من شطن إذا بعد فيمن جعل النون اصلا وقولهم الشياطين دليل على ذلك وقيل هو من شاط يشيط إذا احترق غضبا قال الازهرى والاول اكثر وقد تقدم ذلك للمصنف رحمه الله تعالى وكانه اعاده هنا اشارة الى القولين ( و
) قال أبو عبيد الشيطان ( كل عات متمرد من انس اوجن أو دابة ) قال جرير ايام يدعونني الشيطان من غزل * وهن يهويننى إذ كنت شيطانا ويدل على ذلك قوله تعالى من شياطين الانس والجن وكذا قوله تعالى وإذا خلوا الى شياطنهم أي اصحابهم من الجن والانس وقوله تعالى ان الشياطين ليوحون الى اوليائهم وقوله تعالى ما تتلو الشياطين قيل مردة الجن وقيل مردة الانس ( وشيطن وتشيطن ) صار كالشيطان و ( فعل فعله ) قال رؤبة * شاف لبغى الكاب المشيطن * ( و ) الشيطان ( الحية ) وقيل نوع من الحيات له عرف قبيح المنظر وقيل هي حية رقيقة خفيفة وفي حديث قتل الحيات حرجوا عليه فان امتنع والا فاقتلوه فانه شيطان ( و ) الشيطان ( سمة للابل في اعلى الورك منتصبا على الفخذ الى العرقوب ) ملتويا عن ابن حبيب من تذكرة ابى على ( كالمشيطنة ) وهذه (1/8084)
عن ابى زيد ( والمشاطن ) بانصم ( من ينزع الدلو ) من البئر ( بشطنين ) أي بحبلين قال الطرماح اخو قنص يهفو كان سراته * ورجليه سلم بين حبلى مشاطن ( و ) قوله تعالى وطلعها كانه ( رؤس الشياطين ) قيل هو ( نيت ) معروف قبيح قال الصاغانى هو الشفلح ينبت على سوق يسمى بذلك شبه به طلع هذه الشجرة وقيل اراد به عارم الجن فشبه به لقبح صورته وقال الزجاج في تفسيره وجهه ان الشئ إذا استقبح شبه بالشياطين فقال كانه وجه شيطان وكانه راس شيطان والشيطان لا يرى ولكنه يستشعر انه اقبح ما يكون من الاشياء ولو رئى لرئى في اقبح صورة وقيل كانه روس حيات فان العرب تسمى بعض الحيات شيطانا وانشد لرجل يذم امراة له عنجرد تحلف حين احلف * كمثل شيطان الحماط اعرف وبه تعلم ان اقتصار المصنف رحمه الله تعالى على النبت قصور بالغ ( وشيطان الطاق ) مر ذكره ( في القاف ) ومنه الشيطانية لطائفة من غلاة الشيعة ( وشيطان الفلا ) وبخط الصاغانى شياطين الفلا ( العطش وشطنان محركة واد بنجد ) كان عليه قبائل من طيئ وقيل هو بين البصرة والنباح قال نصر لا ادرى اهو ام غيره ( وشطون بالضم ع ) * ومما يستدرك عليه حرب شطون عسرة شديدة قال الراعى لنا جبب وارماح طوال * بهن نمارس الحرب الشطونا ورمح شطون طويل اعوج واشطنه ابعده والشاطن البعيد عن الحق وشطنت الدار شطونا بعدت والشطين البعيد وقرا الحسن وما تنزلت به الشياطون وهو شاذ وقال ثعلب هو غلط منه وشيطان بن الحكم بن جاهمة الغنوى فارس وركبه شيطانه أي غضب ونزع شيطانه أي كبره قال الراغب وكل قوة ذميمة للانسان شيطان وقال ابن قتيبة في المشكل روس الشياطين جبل بالحجاز متشعب شنع الخلقة نقله نصر رحمه الله تعالى ( شعثن كجعفر والثاء مثلثة ) اهمله الجماعة وهو ( والد ابى رديح ذؤيب ) العنبري ( الصحابي ) ويقال ايضا شعثم بالميم وقد تقدم في الميم ( الشعن محركة ما تناثر من ورق العشب بعد ) هيجه و ( يبسه ) عن ابى عمرو ( واشعن ناصى عدوه ) والذى في المحكم واشعن الرجل إذا ناصى عدوه فاشعان شعره ( وشعر مشعون مشعث ) عن الاصمعي ( واشعان شعره اشعينانا ) تفرق وتنفش ( فهو مشعان الرأس ثائره وأشعثه ) ومنه الحديث فجاه رجل مشعان الرأس بغثم يسوقها يقال شعر مشعان ورجل مشعان ( ومجنون مشعون اتباع ) قد يقال لا وجه للاتباع فان لمشعون معنى معروفا في حال انفراده فتأمل * ومما يستدرك عليه اشعن الشعر كاحمر انتفش وامرأة مشعنة الراس قال ولا شوع بخديها * ولا مشعنة فهذا وامراة شعنونة بالضم شعثة ( الشغنة بالضم ) اهمله الجوهرى وقال ابن دريد هي الحال وهى التى يسميها الناس ( الكارة ) للقصار وغيره ( و ) قال غيره هي ( الغصن الرطب ج ) شغن ( كصرد ) نقله الصاغانى ( شغرنه بالراء والنون ) اهمله الجوهرى وفي رباعى الازهرى عن ابى سعيد هو ( بمعنى شغز به بالزاى والباء وذلك ) إذا اخذه العقيلى ( في الصراع ) والذى في نسخ التهذيب ولتكملة بالزاى والنون وهكذا هو مضبوط في الاصول الصحيحة وقول المصنف بالراء خطا ( الشفن الكيس العاقل كالشفن ككتف ) الاخيرة عن الصاغانى ( و ) ايضا ( رقيب الميراث ) عن ابن الاعرابي ( و ) قال أبو عمرو الشفن ( الانتظار ) ومنه حديث الحسن تموت وتترك مالك للشافن أي الذى ينتظر موتك استعار النظر للانتظار كما استعمل فيه النظر ويجوزان يريد به العدولان الشفون نظر المبغض ( و ) الشفن ( كزفر الشديد النظر ) نقله الصاغانى ( وشفنه كضربه وعمله ) الاخيرة عن الصاغانى يشفنه ( شفونا ) وشفنا ( نظر إليه بمؤخر عينيه ) بغضه أو تعجبا وكذلك شنفه عن الكسائي ( أو نظر في اعراض ) وكذلك شنفه عن ابن الكيت ( أو رفع طرفه ناظر إليه كالمتعجب ) منه ( أو كالكاره ) له وكذلك شنفه عن ابى زيد ( فهو شافن وشفون ) قال روبة يقتلن بالاطراف والجفون * كل فنى مرتقب شفون * ومما يستدرك عليه الشفن البغض واشفون العيور الذى لا يفتر طرفه عن النظر من شدة الغيرة والحذر وانشد الجوهرى يسارقن الكلام الى لما * حسسن حذار مرتقب شفون
ويجمع على شفن بضمتين قال جندل بن المثنى * ذى خنزوانات ولماح شفن * وشفان كشداد القرو المطر قال الراجز وليلة شفانها عرى * تجعر الكلب له صنى وقال آخر في كناس ظاهر يستره * من عل الشفان هداب الفنن وشفنين بضم فسكون فكسر النون اسم طائرو به لقب عبد الله بن محمد بن عيسى بن جعفر بن المتوكل العباسي ومن ولده أبو السعادات احمد بن احمد بن عبد الواحد العباسي معروف بابن شفنين حدث عن الخطيب وتوفى سنة 531 وولده أبو تمام عبد الكريم وحفيده أبو الكرم محمد بن عبد الواحد بن احمد حد ثاد كره المنذرى في تكملته وقال هو من بيت الحديث وقد اجاز أبو الكرم المنذرى وهو ضبطه ( شفتن ) شفتنة ( بالمثناة ) الفوقية اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( جامع ونسكح ) نقله الازهرى وقال ابن برى هو كاية عن النكاح * ومما يستدرك عليه قال ابن خالويه سال الاحدب المودب ابا عمر الزاهد عن (1/8085)
الشفتنة فقال هي عفجك الصبيان في الكتاب * ومما يستدرك عليه شفطان بالفتح جد الحسن بن عبد الرحمن الرقى البزاز من شيوخ ابى بكر بن المقرى ( اشقن ) الرجل ( قل ماله و ) اشقن ( العطية قللها فشقنت ) هي ( ككرم ) أي ( قلت ) شقونة ( وشئ شقن بالفتح و ) شقن ( ككتف وامير ) أي ( قليل ) وانشد الازهرى في تركيب زله وقد زلهت نفسي من الجهد والذى * اطالبه شقن ولكنه نذل قال الشقن القليل الوتح من كل شئ وقال الكسائي قليل شقن ووتح بين الشقونة والوتوحة وقيل قليل شقن اتباع له مثل وتح قال ابن برى قال على بن حمزة لا وجه للاتباع في شقن لان له معنى معروفا مى حال انفراده قال الراجز * قد دلهت نفسي من الشقن * ( و ) أبو الفضل ( العباس بن احمد بن محمد ) عن ابى القاسم القشيرى وابى عثمان الصابونى ووالده أبو العباس احمد من افراد الائمة روى عن ابى الفتيان الرواسى ( واسلم بن الفضل الشقانيان مشددا محدثان ) ويقال فيه الشقان بالكسر ايضا قيل لانهما جبلان بكل واحد منهما شق يخرج منه الماء والمشهور الفتح * قلت فحينئذ محل ذكره في القاف ( مشكدانة بالضم ) فالسكون ففتح الكاف ودال مهملة اهمله الجماعة وهى كلمه فارسية معناها حبة المسك و ( لقب عبد الله بن عامر المحدث ) لطيب ريحه ظاهر سياقه انه من شكدن والميم زائدة وكيف يكون ذلك واللفظة اعجمية ومر له في الكاف ايضا وياتي له في الميم والنون ايضا فاعتبر الميم اصلا فيهما فكل ذلك من التصرفات الفاسدة والصواب اصالة حروفه وذكره في الميم مع النون دون تصرف فيه فتأمل ذلك وقول شيخنا موضوع لموضع غلط * ومما يستدرك عليه انشكن تعامس وتجاهل قال الاصمعي ولا احسبه عربيا وشكان ككتاب قرية ببخارا في ظن السمعاني منها أبو اسحق ابراهيم بن سالم بن محمد بن احمد نفقه على ابى بكر محمد بن الفضل الامام وحدث عن ابى عبد الله الرازي وعنه السيد أبو بكر محمد بن على الجعفري توفى سنة 333 واشكونية بالكسر وضم الكاف وكسر النون والياء مفتوحة بلد من نواحى الروم بالثغر غزاه سيف الدولة بن حمدان عن ياقوت رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه شكستان بكسرتين فسكون قرية بالسغد منها أبو اسحق ابراهيم بن اسحق الحافظ عن ابى نعيم الفضل بن دكين وعنه مسعود بن كامل بن العباس رحمهم الله تعالى ( شلو بين أو شلو بينة ) اهمله الجماعة وظاهر سياقه انه بفتح اللام وكسر الباء الموحدة العربيت وهكذا ضبطه غير واحد ومنهم من ضبطه بضم اللام ايضا اشار له الدمامينى وقالوا بعد الوا وحرف ينطق به بين الباء والفاء وهو عجمى قاله الدمامينى ويعنى به الباء العجمية * قلت وسمعت غير واحد من الشيوخ يقول ان شينه مشوبة بالجيم الفارسية ( د بالمغرب منه أبو على ) عمر بن محمد بن عبد الله الازدي الاندلسي الاشبيلى ( الشلو بينى ) هكذا اورده ابن خلكان وياقوت بياء النسبة ( النحوي ) وقال شيخنا رحمه الله تعالى هذا غلط لا يعرف في بلاد المغرب ولا اقليم الاندلس مسمى بهذا الاسم وانما معنى الشلو بين والشلبين بلغة اهل الاندلس الا بيض الاشقر وكان أبو على كذلك فقيل له ذلك والمشهور انه بغيرياء النسبة * قلت وهكذا ذكره ابن خلكان ايضا من انه في لغة الاندلس بمعنى الابيض الاشقر ونقل عبد القادر البغدادي في حاشية الكعبية عن المغرب في تاريخ المغرب انه منسوب لحصن ابيض ببلادهم وهو في غرب الاندلس فلا وجه لانكار شيخنا ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ولد باشبيلية سنة 562 وتوفى بها في صفر سنة 675 وكان اماما في النحو شرح المقدمة الجزولية وكتاب التوطئة في النحو وشرح كتاب سيبويه ( شمن محركة ) اهمله الجماعة وهى ( ة باستراباذ منها أبو على حسين بن على ) صوابه حسين بن جعفر بن هشام الطحان ( الشمنى ) الاستراباذى مضطرب الحديث قال الحافظ هكذا ضبطه ابن السمعاني بفتح الميم وذكر ابن نقطة انه راه بخط عبد الرزاق الجيلى وخط عبد الله بن السمرقندى وهو في غاية الضبط بكسرها ( وشمونت )
اهمله من الضبط وهو بفتح الشين وتشديد الميم المفتوحة وسكون لوا ووفتح النون وسكون التاء الفوقية ( د بالاندلس ) ولا ادرى ما وجه ذكره هنا وكان الاحرى به حرف التاء في فصل الشين الا ان يكون شمونه بالهاء المربوطة ورايته في التكملة بفتح الشين وضم الميم المشددة وفتح النون والتاء مطولة ( واشمونين بالضم بلفظ التثنية ) هكذا هو المعروف ( د بالصعيد الاسط ) ازلى عامر ماهل الى هذه الغاية وقال ياقوت هي قصبة كورة من كور الصعيد غربي النيل ذات بساتين ونخل كثير سميت باسم عامرها اشمون بن مصر بن بيصر بن حام ينسب إليها جماعة منهم أبو اسمعيل ضمام بن اسمعيل بن مالك المفاخرى الاشمونى توفى بالاسكندرية سنة 185 وهجنع بن قيس الحارثى كان يسكنها وهو من ناقلة الكوفة قاله ابن يونس روى عن حوشرة بن ميسرة وعن حذيفة بن اليمان وعنه عبد العزيز بن صالح وخلاد بن سليمن وذكره السمعاني كما ذكره ابن يونس سواء الا انه وهم في موضعين احدهما انه قال ابن قيس بن الحرث وانما هو الحارثى وقال هو من اهل اشموس قال آخره سين مهملة هذا الفظه قرية من صعيد مصر وانما هو الاشمونين قاله ياقوت ( واشمون جريس بالضم ة بمصر ) من المنوفية ( تحت شطنوف ) وقد وردتها وهى قرية حسنة على مقربة من النيل وذكرها ياقوت بالميم في آخره وتقدمت له الاشارة في موضعه والذى ذكره المصنف هو المعروف * ومما يستدرك عليه اشميون بالفتح والميم مكسورة قرية ببخارا أو محلة بها منها أبو عبد الله حاتم بن قديد من شيوخ البخاري وسوق الاشمونين قرية بالمنوفية ايضا وقد وردتها وبضم الشين والميم مع تشديد النون المكسورة مزرعة ظاهر قسنطينة (1/8086)
أو اسم قبيلة من العرب ينزلون هناك منها الفقيه شرف الدين محمد بن خلف الشمنى القسنطينى احد المتصدرين بجامع عمرو لاقراء مذهب الامام الشافعي رضى الله تعالى عنه كتب عند الرشيد العطار وضبطه وحفيده كمال الدين محمد بن محسن ممن اخذ عن الحافظ ابن حجر توفى سنة 821 وولده تقى الدين احمد ولد سنة 801 اخذ عن والده والشمس السنباطى والحافظ بن حجر وله تصنيفات مليحة وشومان بالضم وراء نهر جيحون بالصغانيان منها أبو لبيد محمد بن غياث الحافظ ( شن الماء على الشراب ) يشنه شناصبه صبا و ( فرقه ) وقيل هو صب شبيه بالنضح وسنه بالسين إذا صبه صبا سهلا متصلا ومنه حديث ابن عمر رحمه الله كان يسن الماء على وجهه ولا يشنه كما تقدم ومنه حديث آخر إذا حم احدكم فليشن عليه الماء أي فليرشه عليه رشا متفرقا ( و ) شن ( الغارة عليهم ) شنا ( صبها ) وبثها وفرقها ( من كل وجه ) قالت ليلى الاخيلية شننا عليهم كل جرداء شطبة * لجوج تبارى كل اجرد شرحب ( كاشنها ) حكاها ابن فارس وانكرها اهل الفصيح وفي الاساس شن الغارة مجاز ( والشنين ) كامير ( قطران الماء ) من قرية شيا بعد شئ قال * يا من لدمع دائم الشنين * ( وكل لبن يصب عليه الماء حليبا كان أو حقينا ) شين وقال ابن الاعرابي لبن شنين مخض صب عليه ماء بارد ( والقاطر ) من قربة أو شجرة ( شنانة بالضم وماء شان كغراب متفرق ) كما في الصحاح وانشد لابي ذويب بماء شنان زعزعت متنه الصبا * وجادت عليه ديمة بعد وابل وقيل الشنان هنا البارد ويروى وماء شنان ( والشن ) والشنة ( بهاء القربة الخلق الصغيرة ) وقيل الشن الخلق من كل آنية صنعت من جلد ( ج شنان ) بالكسر في المثل لا يقعقع لى بالشنان وقال النابغة كانك من جمال بنى اقيش * يقعقع خلف رجليه بشن ( وحفض بن عمر بن مرة الشنى صحابي ) هكذا في النسخ وفيه سقط وصوابه حفص بن مرة الشنى عن ابيه وعنه موسى بن اسمعيل وجعونة بن زياد الشنى صحابي ما هو نص التبصير ( وعقبة بن خالد ) عن الحسن وعنه مسلم بن ابراهيم ( وعمر بن الوليد ) عن ابى بريدة وعنه يزيد بن هرون ( ولاصلت بن حبيب التابعي ) عن سعيد بن عمرو احد الصحابة وعنه عبيدة بن جريب الكندى ( الشنيون محدثون ) كأنهم نسبوا الى الشن بطن من عبد القيس * وفاته الزبير بن الشعشاع الشنى عن ابيه عن على وطلحة بن الحسين الشنى روى عن الزبير المذكور وزيد بن طلق أو طبق الشنى عن على في زواج فاطمة رضى الله تعالى عنها وعنه ابنه جعفر وعن جعفر ابنه العباس وعن العباس نصر بن على الجهضمى والجلاس بن زايد الشنى عن جعونة المذكور وعنه عبيد الله بن زياد الشنى والعباس بن الفضل الشنى عن أمية عن صفية بنت حيى ويزيد الاعرج الشنى بصرى عن مورق وعنه جعفر بن سليمن ( وشنة لقب وهب بن خالد الجاهلي ) تبع فيه شيخه الذهبي فانه قال فيه أظنه جاهليا وصحج الحافظ بن حجرانه اسلامي جشمى وفيه يقول الفرزدق يا ليتني والشنتين نلتقي * ثم يحاط بيننا بخندق عنى هذا وشنة بن عذرة واسمه صدى وكانا شاعرين فانظر قصور المصنف ( وذو الشنة وهب بن خالد كان يقطع الطريق ومعه شنة ) * قلت هذا هو الاول بعينه وعجيب من المصنف كيف لم يتنبه لذلك ( والشنان كسحاب لغة في الشنا ن ) بالهمز بمعنى العداوة ومنه قول الاحوص وما العيش الا ما تلذ وتشهتى * وان لام فيه ذوالشنان وفندا كما في الصحاح ( و ) الشنان ( كغراب الماء البارد ) وبه فسر ابن سيده قول أبى ذؤيب المتقدم ذكره قال السكرى وهو قول الاصمعي قال أبو نصر وهو أحب الى وأنكر الاصمعي من روى بما شنان وقال إذا كان في شنان فكيف يزعزع متنه الصبا ( و ) شنان ( ككتاب واد بالشام ) والذى في كتاب نصر أنه شنار كسحاب في آخره راء وقد ذكر في محله وفيه أغير على دحية الكلبى عند ر جوعه من قيصر فار تجعه قوم من جذام قد أسلموا فتأمل ذلك ( و ) الشنون ( كصبور السمين والمهزل ) من الدواب وخص به الجواهري الابل ( ضد ) وقال اللحياتى مهزول ثم منق إذا سمن قليلا ثم شنون ثم سمين ثم ساح ثم مترطم إذا انتهى سمنا ( و ) الشنون ( الجائع ) قال الطرماح يظل غرابها ضر ماشذاه * شج بخصومة الذائب الشنون قال الجواهري هو الجائع لانه لا يوصف بالسمن والهزال ( و ) قيل الشنون ( الجمل بين المهزول والسمين ) وأنشد ابن برى لزهير * منها الشنون ومنها الزاهق الزهم * ورأيت هنا حاشية ان زهيرا وصف بهذا البيت خيلا لاابلا وقال أبو خيرة انما قيل له شنون لانه قد ذهب بعض سمنه ( والتشان الامتزاج و ) أيضا ( التشنج ) واليبس ( كالتشنن ) وقد تشان الجلد وتشنن وأنشد الجواهري لرؤية وانعاج عودي كالشظيف الاخشن * بعد اقورا را الجلد والتشنن ( واستشن ) الرجل والبعير ( هزل ) كما تستشن القربة عن أبى خيرة وهو مجاز ( و ) استشن ( الى اللبن عام ) أي قدم إليه واشتهاه ( و ) استشنت ( القربة أخلقت ) قال أبو حية النميري * هريق شبابى واستشن أديمي * وفى حديث عمر بن عبد العزيز رضى الله
تعالى عنه إذا استشن ما بينك وبين الله فابلله بالا حسان الى عباده أي إذا أخلق ( كاستشت وتشننت وتشانت ) ومن الاخير حديث ابن مسعود وذكر القرآن فقال لايتفه ولايتشان أي لا يخلق على كثرة القراءة والترداد ( وشن بن أفصى ) بن عبد القيس بن أفصى (1/8087)
ابن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار ( أبو حى والمثل المشهور ) وافق شن طبقه تقدم مفصلا ( في ط ب ق ) قال الجواهري و ( منهم الاعور الشنى ) الشاعر وهو أبو منقذ بشر بن منقذ كان مع على رضى الله تعالى عنه يوم الجمل ( و ) شنينة ( كجهينة بطن من عقيل و ) ايضا ( والد سقلاب القارئ المصرى ) صاحب نافع هكذا في النسخ القارئ المصرى والصواب والدسقلاب المقرئ وقد صحفه المصنف رحمه الله تعالى ( وشنى كالاع بالاهواز ) وايضا ناحية من اعمال اسافل دجلة والبصرة نقلهما نصر ( والشنشنة بالكسر المضغة أو القطعة من اللحم ) كالنشنشة عن ابى عبيدة ( و ) ايضا ( الطبيعة ) والسجية ( والعادة ) وبه فسر المثل * شنشنة اعرفها من اخزم * وقد تقدم في خ ز م مفسرا * ومما يستدرك عليه الشنن محركة القربة الخلقة وحكى اللعيانى قرية اشنان كأنهم جعلوا كل جزء منها شنائم جمعوا على هذا قال ولم اسمع اشنانا جمع شن الا هنا وشنن السقاء صار خلقا وشن الجمل من العطش يشن إذا يبس وشنت الخرقة يبست وحكى ابن برى عن ابن خالويه قال يقال رفع فلان الشن إذا اعتمد على راحته عند القيام وعجن وخبز إذا كرره والشنة العجوز البالية على التشبيه عن ابن الاعرابي وقوس شنة قديمة عنه ايضا وانشد فلا صريخ اليوم الاهنه * معابل خوص وقوس شنه والشن الضعف وشن ناحية بالسراة جاء ذكره في قصة سيل العرم قاله نصر وتشنن جلد الانسان تغضن عند الهرم والتشنين والتشنان قطران الماء من الشنة شيا بعد شئ قال الشاعر عينى جود ابالدموع التوائم * سجاما كتشنان الشنان الهزائم والشنان كغراب السحاب يشن الماء شنا أي يصب وبه فسر قول ابى ذويب السابق نقله السكرى وعلق شنين مصبوب قال عبد مناف بن ربعى الهذلى وان بعقده الانصاب منكم * غلاما خرفى علق شنين وشنت العين دمعها صبته وشن عليه درعه صبها والشانة مدفع الوادي الصغير وقال أبو عمرو الشوان من مسايل الجبال التى تصب في الاودية من المكان الغليظ واحدتها شانة وقال ايضا شن بسلحه إذا رمى به رقيقا قال والحبارى تشن بذرقها وانشد لمدرك ابن حصن الاسدي فشن بالسلح فلما شنا * بل الذنابى عبسا مبنا وفي المثل يحمل شن ويفدى لكيز وقد ذكر في الزاى والشنشنة حركة القرطاس والثوب الجديد نقله الازهرى في تركيب فقع واشنين كازميل قرية بالصعيد الى جنب طبيدى على غربيها ويسميان العروسين لحسنهما وخصم أو هما من كورة البهنسا قال ياقوت والعامة تقول اشنى وقد ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في اشن وهنا محل ذكرها وتمام بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن الشناء عن القاضى ابى يعلى الفراء وابو السعود نصر بن يحيى بن جميلة الحربى بن الشناء سمع المسند من ابن الحصين وشنو بكسر فتشديد نون مضمومة قرية بالغربية من مصرو منها القطب محمد بن احمد بن عبد الله بن عمر بن هلال الشناوى الصوفى الولى الاحمدي دفين محلة روح وهو ممن اخذ عنه القطب الشعرانى وغيره وحفيده الولى أبو العباس احمد بن على بن عبد القدوس بن محمد نزيل المدينة المنورة ممن اخذ عنه الولى القشاشى وغيره وفي هذا البيت صلاح وتصوف وولاية منهم شيخنا الولى المعمر على بن احمد المتقدم ذكره في حرف القاف وشنن محركة قرية بالبحيرة وكامير قرية باليمن منها أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن من العلماء الكمل توفى بها سنة 837 رحمه الله تعالى وفيه من ابيه شناشن أي عادات وجاء فلان بشنة يراد جبهته المزوية وشنة لقب صدى بن عذرة الشاعر وقد تقدم آنفا والمشنة بالكسر كالمكتل وانشن الذئب في الغنم اغار فيها كانشل ذكره الازهرى في تركيب نشغ * ومما يستدرك عليه شنتيان بكسر فسكون النون وكسر المثناة التحتية ثم ياء بلد من اعمال قرطبة منه أبو بكر عياش بن محمد بن احمد بن خلف بن عياش القرطبى من ائمة القراء ذكره ابن الجزرى في طبقاتهم والشنتيان ايضا سراويل للنساء مولدة وشنتنى مقصورا قرية بمصر من الغربية وقد وردتها ( الشونة ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هي ( المراة الحمقاء و ) الشونة ( مخزن الغلة ) لغة ( مصرية ) ومنه التى بمصر القديمة بناها السلطان صلاح الدين يوسف بن ايوب تخزن فيها الغلال الواردة من جهة الصعيد ومنها تصرف الى الحرمين الشريفين والى جهة انعساكر المصرية عمرها الله تعالى الى يوم القيامة وقد دخلت فيها فرأيتها قلعة حصينة وحوانيت فيها واسعة وقيل للمتولى عليها امين الشون ( و ) الشونة ( المركب المعد للجهاد في البحر ) والجمع الشوانى لغة مصرية ايضا ( والتشون خفة العقل ) والتوشن قلة الماء نقله الازهرى عن ابن الاعرابي ( و ) قال ابن بزرج قال الكلابي ( هو يشون الروس أي يفرج
شؤونها ) ويخرج منها دابة تكون على الدماغ فترك الهمز واخرجه على حد يقول كقوله * قلت لرجلي اعملا ودوبا * اخرجها من دابت الى دبت كذلك اراد الا خر شنت * ومما يستدرك عليه الشوان خازن الغلة والشون قرية بمصر من اعمال المنوفية ومنها الشيخ نور الدين الشونى احد الاولياء بمصر عمرها الله تعالى ( الشاهين ) اهمله الجوهرى وهو ( طائرم ) معروف من سباع الطير وليس بعربي محض ( و ) ايضا ( عمود الميزان ) قال شيخنا والصنجة كما في شرح الموطا قال وذكر المصنف ابن شاهين في الهاء ولا يظهر فرق ( شانه يشينه ) شينا ( ضد زانه ) أي عابه ( والشين ) بالكسر ( من الحروف ) الهجائية ( المهموسة ولها حظ من التنغيم والتفشية ) يكون اصلا لاغير ( مخرجها ) من ( الشجر وهو مفرج الفم ) جوار مخرج الجيم ولذا يقال لها شجرية يذكر (1/8088)
ويؤنث ( وشين شينا حسنة ) أي ( كتبها ) وقال ثعلب أي عملها وفي التهذيب وقد شين شينا حسنا والجمع اشيان وشيانات ( والشاذ بن شين محدث ) روى عن قتيبة وعنه على بن موسى البريعى حديثا منكرا قاله الامير ( والمشاين المعايب ) والمقابح عن الفراء وهو جمع شين على غير قياس ( وشانة ة بمصر و ) أبو على بن ( ادريس بن بسام الشينى بالكسر ) العبدرى ( شاعر اندلسي ) بعد الاربعين والاربعمائة وقال الحافظ هو لقب له * ومما يستدرك عليه الشين بالكسر الرجل الكبير الرقاع عن الخليل وانشد إذا ما الصلب ماه بحا جبيه * فانت الشين تفخر بالرقاع نقله المصنف في البصائر والشين ايضا قرية بمصر والشين المركب الطويل وبه لقب ادريس المذكور وقيل هو فعل شائن وهذه شائنة من الشوائن ووجهة شين أي قبيح ذو شين نقله الازهرى رحمه الله تعالى ( فصل الصاد ) مع النون ( صبن الهدية عنا ) وكذلك كل معروف ( يصبنها ) صبنا ( كفها ومنعها ) قال الاصمعي تأويل هذا الحرف صرف الهدية أو المعروف عن جيرانك ومعارفك الى غيرهم وكذلك كبن وحضن ( و ) صبن ( المقام الكعبين ) إذا ( سواهما في كفه ) فضرب بهما ) يقال اجل ولا تصبن ( و ) قال ابن الاعرابي ( الصبناء كفه ) أي المقام ( إذا مالها ليغدر بصاحبه ) يقول له شيخ المقامرين لا تصبن لا تصبن فانه طرف من الضغو قال الازهرى لا ادرى هو الصغو أو الضغو وبالضاد اعرف يقال ضغا إذا لم يعدل ( والصابون م ) معروف أي الذى تغسل به الثياب قال ابن دريد ليس من كلام العرب وقال شيخنا هو مما توافقت فيه جميع الالسنة العربية والفارسية والتركية وغيرها وقال داود الحكيم هو من الصناعة القديمة قيل وجد في كتاب هر مس وانه وحى وهو الاظهر وقيل هو من صناعة بقراط وجالينوس وجعله في المركبات وغيره في المفردات وهو بها اشبه واجوده المعمول بالزيت الخالص والقلى النقى والجير الطيب المحكم الطبخ والتجفيف والقطع على اوضاع مخصوصة والمغربي منه هو الذى لم يقطع ولم يحكم طبخه فهو كالنشا المطبوخ ( حار يابس ) يقطع الاخلاط البلغمية بسائر انواعها ويسكن القولنج والمفاصل والنسا ويسهل ويدر ويخرج الديدان والاجنة شربا وحمولا ويسكن اوجاع الركب والنسا طلاء وينضج الجروح والدمل والصلابات وهو ( مفرح للجسد ) وغسله بالراس معجل للشيب ( والصابوني ة بمصر ) نسبت الى عامرها ( وابن الصابونى من الادباء ) المعروفين ( وصيبون ع واصطبن وانصبن انصرف ) * ومما يستدرك عليه صبن الرجل خبا شيا كالدرهم وغيره في كفه لا يفطن به وصبن الساقى الكاس ممن هو احق بها صرفها ومنه قول عمرو بن كلثوم صبنت الكاس عنا ام عمرو * وكان الكاس مجراها ليمينا والامام الواعظ المفسر الخطيب الواعظ شيخ الاسلام أبو عثمان اسمعيل بن عبد الرحمن بن احمد بن اسمعيل بن ابراهيم الصابونى عن الحاكم ابى عبد الله وعنه أبو بكر البيهقى توفى سنة 450 والامام أبو حامد الصابونى صاحب الذيل على كتاب ابن نقطة وغيره من المشهورين المحدثين بذلك وقد قصر المصنف في اقتصاره على ابن الصابونى الاديب وتركه لهولاء الاعلام ( اصبهان ) بالكسر مدينة مشهورة تقدم ذكرها ( في ا ص ص ) مفصلا والصحيح انها اعجمية وحروفها اصلية ( الصوتن كعلبط ) اهمله الجوهرى ونقله الازهرى عن الاموى قال ولا اعرفه لغيره قال غيره ( وتفتح تارة ولا نظير له في الكلام ) قال والاموى صاحب نوادر ( البخيل ) ( صحنه ) عشرين سوطا ( كمنعه ) أي ( ضربه ) عن ابى عمرو ( و ) صحن ( بينهم ) صحنا ( اصلح و ) صحنه صحنا ( اعطاه شيا في صحن ) عن الفراء ( والتصحن السوال ) يقال خرج فلان يتصحن الناس أي يسالهم عن ابى زيد وقال غيره يسالهم في قصعة وغيرها ( والصحن جوف الحافر ) المسمى سكرجة يقال فرس واسع الصحن وهو مجاز ( و ) الصحن ( العس العظيم ) جمعه اصحن وصحان وانشد ابن الاعرابي * من العلاب ومن الصحان * وقال ابن الاعرابي اول الاقداح الغمر وهو الذى لا يروى الواحد ثم القعب يروى الرجل ثم العس يروى الرفد ثم الصحن ثم التبن وقال غيره الصحن القدح ليس بالكبير ولا بالصغير قال عمرو بن كلثوم
الاهبى بصحنك فاصبحينا * ولا تبقى خمور الا ندرينا ( و ) الصحن ساحة ( وسط الدار ) وساحة وسط الفلاة ونحوهما من متون الارض وسعة بطونها والجمع صحون لا يكسر على غير ذلك قال * ومهمه اغبر ذى صحون * والصحن المستوى من الارض والصحن صحن الوادي وهو سنده وفيه شئ من اشراف عن الارض الاول فالاول كانه مسند اسناد أو صحن الجبل وصحن الاكمة مثله وصحون الارض دفوفها وهو منجرد يسيل وان لم يكن منجردا فليس بصحن وان كان فيه شجر فليس بصحن حتى يستوى والارض المستوية ايضا مثل عرصة المربد صحن ( و ) الصحنان ( طسيتان صغيران تضرب احدهما على الاخر ) قال الراجز سامرني اصوات صنج ملهيه * وصوت صحنا قينة مغنيه ( والصحنا والصحناة ويمدان ويكسران ) وقيل الصحناة اخص من الصحنا وقال الازهرى الصحناة على فعلاة إذا ذهب عنها الهاء دخلها التنوين ويجمع على الصحنا بطرح الهاء ( ادام يتخذ من السمك الصغار مشه مصلح للمعدة ) وحكى عن ابى زيد الصحناة فارسية وتسميها العرب الصير وقال ابن الاثير الصير والصحناة قارسيتان ( و ) المصحنة ( كمكنسة اناء كالصحفة ) والقصعة ( والصحنة بالضم جوبة تنجاب في الحرة وناقة صحون كصبور رموح ) وقد صحنت الحالب برجلها ( وصحناء الاذنين ) من الفرس متسع ( مستقتر (1/8089)
داخلهما ) والجمع اصحان * ومما يستدرك عليه الصحن العطية يقال صحنه دينارا أي اعطاه وصحن الاذن داخلها وقيل محارتها وقال الاصمعي الصحن الرموح واتان صحون رموح كلما دنا الحمار صحنته برجلها وفرس صحون رامحة وقيل اتان صحون فيها بياض وحمرة والصحنة بالفتح خرزة تؤخذ بها النساء الرجال عن اللحيانى وجرى الدمع على صحنى وجنتيه وهو مجاز والصحن بلد واسع من اودية سليم عن نصر رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه ماء صخن أي سخن وهى لغة مضارعة كما في اللسان * ومما يستدرك عليه الصيخدون الناقة الصلبة كما في اللسان ( الصيدن الضبع و ) ايضا ( الكاء الصفيق ) ليس بذلك العظيم ولكنه وثيق العمل ( و ) ايضا ( الملك ) لاحكام امره عن ابن حبيب قال روبة انى إذا استغلق باب الصيدن * لم انسه إذ قلت يوما وصنى ( و ) ايضا ( الثعلب ) وقيل هو من اسمائه ومنه قول كثير يصف ناقته كان خليفي زورها ورحاهما * بنى مكوين ثلما بعد صيدن قال ابن برى الصيدن هنا عند الجمهور الثعلب وقال ابن خالويه لم يجئ الصيدن الافي شعر كثير يعنى في هذا البيت قال الاصمعي وليس بشئ ( و ) اورد الجوهرى هذا البيت شاهدا على الصيدن ( دويبة تعمل لنفسها بيتا في الارض وتعميه ) أي تغطيه وقال ابن خالويه دويبة تجمع عيدانا من النبات ( كالصيدنانى فيهما ) أي في الدويبة والثعلب وقال ابن الاعرابي يقال لدابة كثيرة الارجل لا تعد ارجلها من كثرتها وهى قصار وطوال صيدنانى وقال الاعشى يصف جملا وزوراترى في مر فقيه تجانفا * نبيلا كدوك الصيدونانى تامكا أي عظيم السنام قال ابن السكيت اراد بالصيدنانى الثعلب ( والصيدنانى ) العطار مثل ( الصيدلانى ) شبه بتلك الدويبة التى تجمع العيدان على ما قاله ابن خالويه أو التى كثرت ارجلها على ما قاله ابن الاعرابي وبه فسر بيت الاعشى السابق ومنه ايضا قول عيد بنى الحسحاس يصف ثورا ينحى ترابا عن مبيت ومكنس * ركاما كبيت الصيدنانى دانيا * ومما يستدرك عليه الصيدن نوع من الذباب يطنطن فوق العشب عن ابن خالويه والصيدن البناء المحكم عن ابن حبيب والصيدن والصيدنانى والصيدلانى الملك سمى بذلك لاحكام امره والصيدان قطع الفضة إذا ضرب من حجر الفضة وحكى ابن برى عن ابن درستويه قال الصيدن و الصيدل حجارة الفضة شبه بها حجارة العقاقير فنسب إليها الصيدلانى والصيدنانى العطار والصيدانة ارض غليظة صلبة ذات حجر دقيق والصيدان برام الحجارة وايضا الحصى الصغار والصيدانة من النساء السيئة الخلق الكثيرة الكلام وايضا الغول قال * صيدانه توقد نار الجن * قال الازهرى الصيدان ان جعلته فعلا نا فالنون زائدة * قلت وكان المصنف اعتمد عليه فذكر الصيدانة بمعنى الغول والمراة وبرام الفضة وقطع النحاس في ص ى د وقد تقدم الكلام عليه هناك وابو العلاء الحسين بن داود الصيدنانى الرازي من شيوخ ابى حاتم الرازي رحمهم الله تعالى ( الصعون كادرب الظليم الدقيق العنق الصغير الراس أو عام ) وقد غلب على النعام ( وهى ) صعونة ( بهاء واصعن ) الرجل ( صغر راسه ونقص عقله واصعن اصعنانا دق ولطف واذن مصعنة ) محمرة ( مؤللة ) أي لطيفة دقيقه قال عدى بن زيد له عنق مثل جذع السحو * ق والاذن مصعنة كالقلم هكذا في التهذيب ورواه غيره واذن مصعنة فيكون كمعظمة ويستدرك به على المصنف ( الصغانة كسحابة ) اهمله الجماعة وهى ( من الملاهي معربة چفانة ) بالجيم الفارسية ( وصغانيان كورة عظيمة بما وراء النهر وينسب إليها الامام الحافظ في ) علم ( اللغة ) الفقيه المحدث الرحال أبو الفضائل رضى الدين ( الحسن بن محمد بن الحسن ) بن حيدر بن على القرشى العدوى العمرى
الحنفي ( ذو التصانيف ) منها العباب الزاخر في عشرين مجلد اوصل فيه الى بكم ومجمع البحرين في اللغة اثنا عشر مجلد أو مجمع البحرين ايضا في الحديث والتكملة على الصحاح في ست مجلدات كبار والشوارد في اللغة وتوشيح الدريدية وكتاب التراكيب وكتاب فعال وفعلان وكتاب الانفعال وكتاب مفعول وكتاب الاضداد وكتاب العروض وكتاب اسماء الغارة وكتاب اسماء الاسد واسماء الذئب ومشارق الانوار في الجمع بين الصحيحين ومصباح الدياجى والشمس المنيرة وشرح البخاري في مجلد ودر السحابة في معرفة الصحابة وكتاب الضعفاء والفرائض وشرح اسباب المفصل وغير ذلك وقد ظفرت بحمدالله تعالى من تأليفه على العباب والتكملة ومجمع البحرين الحديثى وكتاب اسماء الاسد قال الذهبي ولد بمدينة لاهور سنة 555 ونشا بغزنة ودخل بغداد سنة 595 وذهب منها بالرسالة الشريفة الى ملك الهند سنة 617 وقدم سنة 624 ثم اعبد رسولا فلم يرجع الى سنة 637 وسمع بمكة واليمن والهند من القاضى سعد الدين خلف بن محمد الحسناباذى والنظام محمد بن الحسن المرغينانى وقال ياقوت وكان معاصر اله قدم العراق وحج ونفق سوقه باليمن وصنف كتابا في التصريف وكمل العزيزي ومناسك الحج وختمه بقوله شوقي الى الكعبة الغراء قد نادى * فاستحمل القلص الوخادة الزادا في ابيات وقرا بعدن معالم السنن للخطابي وكان يعجب به قال وفي سنة 613 كان بمكة وقد رجع من اليمن وهو آخر العهد به وقال (1/8090)
الحافظ الدمياطي هو شيخ صالح صدوق صموت عن فضل الكلام امام في اللغة والفقه والحديث قرات عليه وحضرت دفنه هداره بالحريم الظاهرى سنة 650 ثم حمل الى مكة واوصى لمن يحمله إليها بخمسين دينار أو كان معه مولد محكوم فيه بموته بوقت وكان يترقبه فحضر ذلك اليوم وهو معاني قائم ليس به قلبة فعمل سكرانا لذلك ثم مات ذلك اليوم فجاة رحمه الله تعالى ( والنسبة صغانى وصاغاني ) والذى رايته في العباب والتكملة يكتب بنفسه لنفسه يقول محمد بن الحسن الصغانى من غير الف ويفهم من عبارة المصنف ان كلا هما جائزان في النسبة والمنسوب إليه محل واحد وهكذا ذهبت فاقول تارة قال الصغانى وتارة قال الصاغانى غير انى رايت في بعض كتب الانساب فرقا بينهما فاما صغانيان فهذا الذى ذكره المصنف رحمه الله تعالى واما صاغان معرب چاغان فقرية بمرو أو سكة بها منها أبو العباس احمد بن عمران الصاغانى المقرئ عن ابى بكر الطرسوسى وابو بكر محمد بن اسحق الصاغانى ويقال فيه الصغانى ايضا ومن صغانيان أبو العباس بن يحيى بن الحسين الحنفي سمع السيد ابا الحسن العلوى وعنه أبو بكر الخطيب البغدادي ( و ) أبو يعقوب ( اسحق بن ابراهيم بن صيغون الصيغونى ) صوفي ( زاهد ) صالح ( محدث ) مصرى ذكره ابن يونس في التاريخ وقال مات سنة 302 ( الصفن ) بالفتح ( وعاء الخصية ويحرك ) وفي الصحاح الصفن بالتحريك جلدة بيضة الانسان والجمع اصفان قلت ومنه قول جرير * يتركن اصفان الخصى جلا جلا * وظاهر سياق المصنف رحمه الله تعالى ان التحريك مرجوح وليس كذلك بل هو الراحج والفتح لغة فيه ( و ) الصفن ( السفرة ) وشبهها بين العيبة والقربة ( و ) قال أبو عمرو الصفن ( الشقشقة كالصفنة فيهما ) عن ابى عمرو وابن الاعرابي قال ابن الاعرابي الصفنة هي السفرة التى تجمع بالخيط ( و ) الصفن ( بالضم كالركوة يتوضا فيها ) عن الفراء وانشد لابي صخر الهذلى يصف ماء ورده فخضخضت صفنى في جمه * خياض المدابر قدحا عطوفا وفي حديث على الحقنى بالصفن أي بالركوة ( و ) الصفن ( خريطة ) من ادم ( لطعام الراعى وزناده واداته ) وربما استقوا به الماء كالدلو وانشد أبو عمرو لساعدة بن جوية معه سقاء لا يفرط حمله * صفن واخراص يلحن ومساب ( كالصفنة بالفتح ) قال أبو عبيد الصفنة كالعيبة يكون فيها متاع الرجل واداته فإذا طرحت الهاء ضممت الصاد وقال غيره الصفنة دلو صغيرة لها حلقة واحدة فإذا عظمت فاسمها الصفن والجمع اصفن قال غمرتها اصفنا من آجن سدم * كان ما ماص منه في الفم الصبر ( وتصافنوا الماء اقتسموه بالحصص ) وذلك انما يكون بالمقلة تسقى الرجل بقدر ما يغمرها كما في الصحاح وقال أبو عمرو تصافن القوم الماء إذا كانوا في سفر ولا ماء معهم ولا شئ يقتسمونه على حصاة يلقونها في الاناء يصب فيه من الماء قدر ما يغمر الحصاة فيعطاه كل واحد منهم قال الفرزدق فلما تصافنا الادارة اجهشت * الى غضون العنبري الجراضم ( وصفن الفرس يصفن صفونا قام على ثلاث قوائم وطرف حافر الرابعة ) دون قيد بيد أو رجل وانشد ابن الاعرابي في صفة فرس الف الصفون فلا يزال كانه * مما يقوم على الثلاث كسيرا اراد من الجنس الذى يقوم على الثلاث وقال أبو زيد صفن الفرس قام على طرف الرابعة وقال غيره قام على ثلاث وثنى سنبك يده الرابع وهو صافن من خيل صوافن وصفون وصافنات وفي الصحاح الصافن من الخليل القائم على ثلاث قوائم وقد اقام الرابعة على
طرف الحافر وفي التنزيل العزيز إذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد وكان ابن عباس وابن مسعود يقرآن فاذكروا اسم الله عليها صوافن بالنون فاما ابن عباس ففسرها معقولة احدى يديها على ثلاث قوائم والبعير إذا نحر فعل به ذلك واما ابن مسعود رضى الله تعالى عنه فقال يعنى قياما ( و ) يقال صفن ( الرجل ) إذا ( صف قدميه ) ومنه حديث عكرمة رايت عكرمة يصلى وقد صفن قدميه وفي حديث آخر نهى عن صلاة الصافن أي الذى يجمع بين قدميه وقيل هو ان يثنى قدمه الى ورائه كما يفعله الفرس إذا ثنى حافره وفي حديث البراء قنا خلفه صفونا قال أبو عبيد يفسر الصافن تفسيرين فبعض الناس يقول كل صاف قدميه قائما فهو صافن والقول الثاني الصافن من الخيل الذى قد قلب احد حوافره وقام على ثلاث وقال الفراء رايت العرب تجعل الصافن القائم على ثلاث وعلى غير ثلاث قال واشعارهم تدل على ان الصفون القيام خاصة قال واما الصائن فهو القائم على طرف حافره من الحفا كما سيأتي ( و ) صفن ( به الارض ) يصفنه صفنا ( ضربه والصفن محركة ما فيه السنبلة من الزرع ) على التشبيه ( و ) ايضا ( بيت ينضده الزنبور ونحوه من حشيش وورق ( لنفسه أو لفراخه ) قال الليث ( وفعله التصفين وصفنه محركة ع بالمدينة ) بين بنى عمرو ابن عوف وجبلي وضبطه نصر بالفتح ( و ) صفينة ( كجهينة د بالعالية في ديار بنى سليم ) على يومين من مكة ذو نخل ومزارع واهل كثير عن نصر وقال غيره قرية غناء في سواد الحيرة قالت الخنساء طرق النعى على صفينة غدوة * ونعى المعمم من بنى عمرو ( والصافن فرس مالك بن خزيم الهمداني وصفين كسجين ع قرب الرقة بشاطئ الفرات كانت به الوقعة العظمى بين على ومعاوية ) (1/8091)
رضى الله تعالى عنهما ( غرة ) شهر ( صفر سنة 37 ) من الهجرة الشريفة ( فمن ثم احترز لاناس السفر في صفر ) قال شيخنا رحمه الله تعالى كانه ضمنه معنى توقى ولذلك عداه بنفسه والا قالا حتراز يتعدى بمن أو عن قال ولا اعتداد بفعل الناس واحترازهم فلا يعتبر مع ورود الخبر بقوله عليه السلام لا عدوى ولا ظيرة ولا صفر قال ابن برى وحق صفين ان يذكر في باب الفاء لان نونه زائدة بدليل قولهم صفون فيمن اعربه بالحروف وفى حديث ابى وائل شهدت صفين وبئست الصفون وفى تقريب المطالع الاغلب عليه التأنيث وفى اعرابه اربع لغات اعراب جمع المذكر السالم واعراب عربون واعراب غسلين ولزوم الواو مع فتح النون واصله في المشارق لعياض رحمه الله تعالى قال شيخنا وبقى عليه اعراب ما لا ينصرف للعلمية والتانيت أو شبه الزيادة كما قاله عياض وغيره وفى المصباح في صف هو فعلين من الضف أو فعيل من الصفون فالنون اصلية على الثاني وكل ذلك واجب الذكر وقد تركه المصنف رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه الصفن بالضم الماء وبه فسر قول ابى دواد هرقت في حوضه صفنا ليشربه * في داثر خلق الاعضاد اهدام وصفن ثيابه في سرجه أي جمعها فيه وصفن الطائر الحشيش صفنا نضد حول مدخله والصافن عرق ينغمس في الذراع في عصب الوظيف وقيل الصافنان شعبان في الفخذين وقيل هو عرق في باطن الصلب يتصل به نياط القلب ويسمى الاكحل وذكره المصنف رحمه الله تعالى في سفن وهذا محل ذكره وفى الصحاح الصافن عرق النسا والصفون الوقوف والمصافنة المواقفة بحذاء القوم وصافن الماء بين القوم فاعطاني صفنة أي مقلة وصفينة كسفينة موضع بالمدينة بين بنى سالم وقبا عن نصروا صفون بالضم قرية بالصعيد الاعلى على شاطئ غربي النيل تحت اسنا وهى على تل عال ( الصن بالكسر ) اهمله الجوهرى وهو ( بول الابل ) هكذا في النسخ والصواب بول الوبر يخثر للادوية وهو منتن جدا ومنه قول جرير تطلى وهى سيئة المعرى * بصن الوبر تحسبه ملابا ( والصن ) يوم من ايام العجوز هكذا ذكره الجوهرى والازهري باللام وقال غيرهما صن بلا لام ( اول ايام العجوز ) وانشد فإذا انقضت ايام شهلتنا * صن وصنبر مع الوبر ( و ) الصن ( شبه السلة المطبقة يجعل فيها ) الطعام ( أو الخبز ) ظاهر سياقه انه بكسر الصاد والصواب بفتحها ( و ) السنة ( بهاء ذفر الابط ) ومنه حديث ابى الدرداء نعم البيت الحمام يذهب بالصنة وهى ( كالصنان ) بالضم وهى رائحة المغابن ومعاطف الجسم إذا فسدو تغير فعولج بالمرتك وما اشبهه ( واصن ) الرجل ( صار ذا صنان ) فهو صن وهى مصنة قال جرير * لا توعدوني يا بنى المصنه * ( و ) اصن ( شمخ بانفه تكبرا ) قال الراجز قد اخذتني نعسة اردن * وموهب مبز بها مصن موهب اسم رجل وقد ذرك في ردن وقال ابن السكيت رفع راسه تكبرا وانشد لمدرك بن حصن * اابلى تأكلها مصنا * وقال أبو عمرو اتانا فلان مصنا إذا رفع راسه من العظمة ( و ) اصن ( غضب ) قال الاصمعي فلان مصن غضبا أي ممتلئ غضبا ( و ) اصنت ( الناقة حملت فاستكبرت على الفحل ) وهو ماخوذ من اصن إذا شمخ بانفه تكبرا ( و ) اصن ( الماء ) إذا ( تغيرو ) اصن ( على الامر )
إذا ( اصر ) عليه ( و ) اسنت ( الفرس ) إذا ( نشب ولدها في بطنها ) وذلك إذا دنا نتاجها ( فدفع ) ونص ابن شميل الصن من النوق التى يدفع ولدها بكراعه وانفه في دبرها إذا نشب في بطنها وقد اصنت إذا دفع ولدها ( براسه في خورانها ) وقال أبو عبيد إذا دنا نتاج الفرس وارتكض ولدها وتحرك في صلاها وفى التهذيب وإذا تأخر ولد الناقة حتى يقع في الصلا فهو مصن وهن مصنات ومصان ( ورجل اصن متغافل و ) صنان ( كشداد شجاع و ) صنين ( كسكين ع بالكوفة ) قال ليت شعرى متى تخب بن النا * قة بين العذيب فالصنين * ومما يستدرك عليه اصنت المراة فهى مصن إذا عجزت وفيها بقية والمصن الحية إذا عضن قتل مكانه تقول العرب رماه الله ئعالى بالمصن المسكت عن ابن خالويه واصن اللحم انتن والمصن الساكت والصنان كغراب الريح الطيبة ضد قال ياريها وقد بد اصنانى * كأنني جانى عبيثران وصن اللحم كصل امالغة أو بدل وقال نصير الرازي يقال للتيس إذا هاج قد اصن فهو مصن وصنانه ريحه عند هياجه وقال غيره يقال للبغلة إذا امسكتها في يدك فنتت قد اصنت واصن اخفى كلامه وصن الوبر اقراص تجلب من اليمن الى الحجاز توجد بمغرات هناك تحلل الاورام طلاء بالعسل قاله الحكيم داود رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه صهيون كبرذون موضع وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى استطراد افي عقن ( صانه صونا وصيانا وصيانة ) بكسرهما ( فهو مصون ) على النقص وهو القياس ( ومصوون ) على التمام شاذ لا نظير له الا مدووف ومردوف لا رابع لها وهى لغة تميمية ( حفظه ) ولا يقال اصانه فهو مصان وهى لغة العامة وكذا قولهم منصان فانها منكرة ( كاصطانه ) ومنه قول امية بن ابى عائذ الهذلى ابلغ اياسا ان عرض ابن اختكم * رداؤك فاصطن حسنه أو تبذل (1/8092)
( و ) صان ( الفرس قالم على طرف حافره من وجى أو حفا فهو صائن عن ابى عبيد قال واما الصائم فهو القائم على قوائمه الاربعة من غير حفا وقال غيره صان صونا ظلع ظلعا شديدا قال النابغة فاورد هن بطن الاتم شعثا * يضن المشى كالحدا التؤام وقال الجوهرى في هذا البيت لم يعرفه الاصمعي وقال غيره يبقين بعض المشى وذكر ابن برى صان صونا ظلع ظلعا خفيفا فمعنى يصن المشى أي يظلعن ويتوجين من التعب ( وصوان الثوب وصيانه مثلثين ما يصان فيه ) ويحفظ الضم والكسر في الصوان معروفان والكسر في الصيان فقط وما عدا ذلك غريب ( والصوانة مشددة الدبر ) كأنها كثيرة الصون لا تخدج ومنه يقال كذبت صوانته وهو مجاز ( و ) الصوانة ( ضرب من الحجارة شديد ) يقدح بها وهى حجارة سود ليست بصلبة ( ج صوان ) وقال الازهرى الصوان حجارة صلبة إذا مسته النار فقع تفقيعا وتشقق وربما كان قداحا تقتدح به النار ولا يصلح للنورة ولا للرضاف قال النابغة برى وقع الصوان حد نسورها * فهو لطاف كالصعاد الذوابل ( والصين ) بالكسر ( ع بالكوفة و ) ايضا ( بالاسكندرية وموضعان بكسكرو ) ايضا ( مملكة بالمشرق ) في الجنوب مشهورة متسعة كثيرة الخيرات والفواكه والزروع والذهب والفضة ويخترقها النهر المعروف بباب حياة يعنى ماء الحياة ويسمى بنهر اليسر ويمر في وسطه مسيرة ستة اشهر حتى يمر بصين الصين وهي صين كيلان يكتنقه القرى والمزارع من شطيه كنيل مصرو ( منها الاواني الصينية ) التى تصنع بها من تراب جبال هناك تقذفه النار كالفحم ويضيفون له حجارة لهم يقدون عليها النار ثلاثة ايام ثم يصبون عليها الماء فتصير كالتراب ويخمرونه اياما واحسنه ما خمر شهرا ودونه ما خمر خمسة عشر يوما الى عشرة ولا اقل من ذلك ومنها ينقل الى سائر البلاد واليها ينسب الكبابة الصينى والدار صينى والدجاج الصينى وملك الصين تترى من ذرية جنكيزخان 2 وفى كل مدينة في الصين مدينة للمسلمين ينفردون بسكناهم فيها ولهم زوايا ومدارس وجوامع وهم يحترمون عند سلاطينهم وعندهم الحرير واحتفا لهم باوانى الذهب والغضة ومعاملاتهم بالكوا غدا المطبوعة وهم اعظم الامم احكاما للصناعات والتصاوير وقيل ان الحكمة نزلت على ثلاثة اعضاء من بنى آدم ادمغة اليونان والسنة العرب وايادى الصين وفى الحديث اطلبوا العلم ولو بالصين ( والمصوان غلاف القوس ) تصان فيه ( والصينية بالكسر د تحت واسط العراق ) وتعرف بصينة الحوانيت منها قاضيها وخطيبها أبو على الحسن بن احمد بن ماهان الصينى كتب عنه أبو بكر الخطيب واما ابراهيم بن اسحق الصينى فانه الى المملكة المذكورة روى عن يعقوب القمى وحميد بن محمد الشيباني الصينى الى المملكة المذكورة عن ابن الاثير وكان أبو الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد الانصاري الاندلسي البلنسى يكتب لنفسه الصينى لانه سافر من الغرب الى اقصى المشرق الى اقصى الصين ( والصونة العتيدة ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدك عليه الصينة بالكسر الصون يقال هذه ثياب الصينة أي الصون وهى خلاف البذلة والمصان غلاف انقوس وصان عرضه صيانة على المثل قال اوس بن حجر
فانا رأينا العرض احوج ساعة * الى الصون من ريط يمان مسهم والحريصون عرضه كما يصون الانسان ثوبه وثوب صون وصف بالمصدر وقد تصاون الرجل من المعايب وتصون الاخيرة عن ابن حنى ونقلها الزمخشري ايضا وصان الفرس عدوه وجريه صونا ذخر منه ذخيرة لاوان الحاجة إليه قال لبيد * يراوح بين صون وابتذال * أي يصون جريه مرة فيبقى منه ويبتذله مرة فيجتهد فيه وهو مجاز وصان الفرس صونا صف بين رجليه وقيل قام على طرف حافره قال النابغة وما حاولتما بقياد خيل * يصون الورد فيها والكميت والصين قرية بواسط وهى غير الذى ذكرها المصنف وصينين عقير معروف ( فصل الضاد ) مع النون ( الضائن الضعيف ) والماعز الحازم المانع ما وراءه وقيل رجل ضائن لين كانه نعجة ( و ) قيل هو ( المسترخى البطن ) اللينه ( و ) قيل هو ( الحسن الجسم القليل الطعم ) وكل مجاز ( و ) الضائن ( الابيض العريض من الرمل ) قال الجعدى * الى نعج من ضائن الرمل اعفرا * ( و ) الضائن ( خلاف الماعز من الغنم ج ضان ) كركب وراكب ( ويحرك ) كخدم وخادم عن أي الهيثم ( وكامير ) كغزى وقطين ( وهى ضائنة ج ضوائن ) ومنه حديث شقيق مثل قراء هذا الزمان كمثل غنم ضوائن ذات صوف عجاف ( واضان ) الرجل ( كثرضانه و ) يقال اضئن ضانك ) أي ( اعزلها من المعز ) ونص الازهرى اضان ضانك وامعز معزك أي اعزل ذا من ذا وقد ضانتها أي عزلتها ( والضئنى بالكسر السقاء الضخم من جلدة يمخض بها الرائب ) صواب العبارة من جلد يمخض به الرائب وهو من نادر معدول انسب وانشد ابن الاعرابي إذا ما مشى وردان واهتزت استه * كما اهتز ضئنى لفرعاء يؤدل وانشد الازهرى لحميد بن ثور وجاءت بضئنى كان دويه * ترنم رعد جاوبته الرواعد ( والضانة الخزامة إذا كانت من عقب ) عن شمر وانشد لابن ميادة قطعت بمصلال الخشاش يردها * على الكره منها ضانة وجديل (1/8093)
* ومما يستدرك عليه الضئين بالكسر جمع الضان تميمية وهو داخل على الضئين كامير اتبعوا الكسر الكسر يطرد هذا في جميع حروف الحلق إذا كان المثال فعلا أو فعيلا ويجمع الضائن على الضين بالكسر والفتح معتلان غير مهموزين وهمانا دران شاذان لان ضائنا صحيح مهموز وقد حكى في جمع الضان اضؤن وآضن بالقلب وانشد يعقوب إذا ماد عى نعمان آضن سالم * على وان كانت مذانبه حمرا اراد اضؤنا فقلب ومعزى ضئنية تالف الضان وهو نادر من معدول انتسب وراس ضان جبل في ارض دوس والضائن نوع من الضباب خلاف الماعز ( الضبن بالكسر ما اعياهم ان يحفروه و ) ايضا الابط وما يليه أو ( ما بين الكشح والابط ) أو ما تحتهما أو ما بين الخاصرة وراس الورك وقيل اعلى الجنب ( و ) الضبن ( بالفتح وككتف الماء المشفوف ) ونص النوادر المشفوه ( لافضل فيه كالمضبون ) يقال ضبن ومضبون ولزن وملزون ( وهو ) أي الضبن ( الزمن ) ويشبه قلب الباء من الميم ( و ) الضبن ( بالتحريك الوكس ) قال نوح بن حرير وهو الى الخيرات منبت القرن * يجرى إليها سابقا لاذا ضبن ( والضبنة مثلثة وكفرحة العيال ) والحشم ومنه الحديث اللهم انى اعوذ بك من الضبنة في السفر والكابة في المنقلب قال ابن الاثير الضبنة ما تحت يدك من مال وعيال تهتم به ومن تلزمك نفقته سموا بذلك لانهم في ضبن من يعولهم تعوذ بالله من كثرة العيال والحشم في مظنة الحاجة وهو السفر ( و ) قيل تعوذ من صحبة ( من لا غناء فيه ولا كفاية من الرفقاء ) انما هو كل وعيال على من يرافقه ( وضبن الهدية ) والعادة والمعروف ( كفها ) عنه حكاه اللحيانى عن رجل من بنى سعد عن ابى هلال ( لغة في الصاد ) وهى اعلى وهو قول الاصمعي ( واضبنه ) الداء ( ازمنه ) قال طريح ولاة حماة يحسم الله ذو القوى * بهم كل داء يضبن الدين معضل ( و ) اضبن ( الشئ جعله في ضبنه ) أو على ضبنة وقال أبو عبيد اخذه تحت ضبنه أي حضنه ( كاضطبنه ) قال الشاعر ثم اضطبنت سلاحي تحت مغرضها * ومرفق كرئاس السيف إذ شسفا أي احتضنت ( و ) اضبنه ( ضيق عليه ) بان جعله تحت ضبنه ( وضبينة كسفينة أبو بطن ) من قيس والنسبة إليهم ضبنى محركة وانشد سيبويه للبيد وليصلفن بين ضبينة صلفة * تلصقنهم بخوالف الاطناب ( وبنوضابن وبنو مضابن قبيلتان ) من العرب ( والاضبان المسابع الكثيرة السباع ) واحدها ضبن ( والمضبون الزمن واول الحمل الابط ثم الضبن ثم الحضن ) * ومما يستدرك عليه ضبن الرجل وغيره يضبنه ضبنا جعله فوق ضبنه واضطبنه اخذه بيده فرفعه الى فويق سرته واخذ في ضبن من الطريق أي في ناحية منه والجمع الاضبان وهو في ضبن فلان وضبينته أي ناحيته وكنفه وخفارته وضبانة الرجل خاصته وبطانته وزافرته والضبانة الزمانة وضبنه ضبنا ضربه بسيف أو حجر فقطع يده أو رجله اوفقا عينه ومكان ضبن ضيق وذكر الازهرى في هذه الترجمة الضوبان الجمل المسن القوى وذكره المصنف في ضاب يضوب واضبان الجمل مضايقة وهو مجاز ( الضجن محركة جبل ) معروف قال الاعشى وطال السنام على جبلة * كخلقاء من هضبات الضجن
في نسوة من بنى دهى مصعدة * أو من قنان تؤم السير للضجن وقال نصر ضجن وادعلى ليلة من مكة اسفله لكنانة ( وضجنان كسكران جبل قرب مكة وجبل آخر بالبادية ) قال الازهرى اما ضجن فلم اسمع فيه شيا بناحية تهامة يقال له ضجنان وروى عن عمر انه اقبل حتى إذا كان بضجنان قال هو موضع أو جبل بين مكة والمدينة قال ولست ادرى ممن اخذ قال نصر بعد ما ذكر ضجن وانه واد بين قرى اسفله لكنانة واظنة الذى يسمى ضجنان وفى الفائق للزمخشري بينه وبين مكة خمسة وعشرون ميلا ونقل بعض اهل الغريب فيه الكسر ايضا فهو مستدرك على المصنف ( الضحن محركة ) اهمله الجوهرى وهو ( د عن ابن سيده ) في المحكم ( وانشد بيت ابن مقبل الذى انشده الجوهرى في ض ج ن فاحدهما مصحف ) وقال الاكثرون الحاء تصحيف الا ان نصرا قال هو بلد في ديار بنى سليم بالقرب من وادى بيضان وقيل هو بالصاد المهملة ( ضدنه يضدنه ) اهمله الجوهرى وقال ابن دريد أي ( اصحله وسهله ) لغة يمانية ( وضدنى كسكرى ) هكذا في النسخ والصواب كجمزى كما هو نص اللسان ( ع وضدوان وضديان جبلان ) من ضق اليمامة ( أو النون زائدة فيعاد في الياء ) وهو الصواب ( انضيزن كحيدر ) اهمله الجوهرى وفى اللسان هو ( الحافظ الثقة ) وفى حديث عمر رضى الله تعالى عنه بعث بعامل ثم عزله فانصرف الى منزله بلا شئ فقالت له امراته اين مرافق العمل فقال لها كان معى ضيزنان يحفظان ويعلمان يعنى الملكين الكاتبين ارضى اهله بهذا القول وعرض بالملكين وهو من معاريض الكلام ومحاسنه ( و ) الضيزن ( ولد الرجل وعياله وشركاؤه و ) ايضا ( الساقى الجلدو ) ايضا ( البندار يكون مع ) عامل الخراج وهو ( الخزان ) عراقية وحكى اللحيانى جعله ضيزنا عليه أي بندارا ( و ) ايضا ( نحاس يكون ( بين قب البكرة والساعد ) والساعد خشبة تعلق عليها البكرة قاله أبو عمرو ( و ) ايضا ( من يزاحم اباء في امراته ) قال اوس بن حجر (1/8094)
والفارسية فيهم غير منكرة * فكلهم لابيه ضيزن سلف يقول هم مثل مجوس يتزوج الرجل منهم امراة ابيه وامراة ابنه وقال ابن الاعرابي الضيزن الذى يتزوج امراة ابيه إذا طلقها أو مات عنها ( و ) قيل الضيزن ( من يزاحمك عند الاستقاء ) في البئر وفى المحكم الذى يزاحم على الحوض وانشد ابن الاعرابي ان شريبيك لضيزنانه * وعن ازاء الحوض ملهزانه * خالف فاصدر يوم يوردانه وقال اللحيانى كل رجل زاحم رجلا فهو ضيزن له ( و ) ضيزن ( صنم ) ويقال الضيزنان صنمان للمنذر الاكبر كان التخذهما بباب الحيرة ليجد لهما من دخل الحيرة امتحانا للطاعة ( والضيزان فرس لم يتبطن الاناث ولم ينزقط ) عن ابى عبيدة ( وضزنه يضزنه ويضزنه ) من حدى نصر وضرب ضزنا ( اخذ على ما في يده دون ما يريده وتضازنا تعاطيا فتغالبا ) * ومما يستدرك عليه الضيزن نحاس البكرة والجمع الضيازن قال * على دموك تركب الضيازنا * والضيزن ضد الشئ قال * في كل يوم لك ضيزنان * وتضيزن فعل فعل الجاهلية لانهم كانوا يزعمون انهم يرثون نكاح الاب كما له ( ضيطن ضيطنة ) اهمله الجوهرى واورده الليث ( و ) عن ابى زيد ( ضيطانا محركة ) قال الليث وذلك إذا ( مشى فحرك منكبيه وجسده مع كثرة لحم فهو ضيطن وضيطان ) قال الازهرى هذا حرف مريب والذى نعرفه ما روى أبو عبيد عن ابى زيد الضيطان بالتحريك ان يحرك منكبيه وجسده حين يمشى مع كثرة لحم قال فهو من ضاط يضيط ضيطانا والنون من الضيطان نون فعلان كما يقال من هام يهيم هيمانا فهو هيمان وما قاله الليث غير محفوظ ( الضغن بالكسر الناحية وابط الجمل ) هكذا في النسخ والصواب ابط الجبل ففى النوادر هذا ضغن الجبل وابطه بمعنى ( و ) الضغن ( الميل ) يقال ضغنوا عليه أي مالوا وقال ابن الاعرابي ضغنت الى فلان أي ملت إليه كما يضغن البعير الى وطنه ( و ) إذا قيل في الناقة هي ذات ضغن فانما يراد نزاعها أي ( الشوق ) الى وطنها وربما استعير ذلك في الانسان قال تعارض اسماء الرفاق عشية * تسائل عن ضغن النساء النواكح ( و ) الضغن ( الحقد ) الشديد والعداوة والبغضاء والجمع الاضغان ( كالضغينة ) والجمع الضغائن واما قول الراجز * بل ايها المحتمل الضغينا * فقد يكون جمع ضغينة كشعير وشعيرة أو حذف الهاء لضرورة الروى أو هما لغتان كحق وحقة وبياض وبياضة وقد ضغن ) إليه وعليه ( كفرح ) ضغنا وضغنا مال واشتاق وحقد وقال أبو زيد ضغن الرجل يضغن ضغنا وضغنا إذا وغر صدره وذوى وامراة ذات ضغن على زوجها إذا ابغضته ( وتضاغنوا واضطغنوا ) أي ( انطووا على الاحقاد ) ويقال اضغن فلان على فلان ضغينة اضطمرها ( واضطغنه اخذه تحت حضنه ) وانشد الاحمر للعامرية لقد رايت رجلا دهريا * يمشى وراء القوم سيتهيا * كانه مضطغن صبيا أي حامله في حجره ( وفرس ضاغن ما يعطى جريه الا بالضرب و ) من المجاز ( قناء ضغنة كفرحة ) أي ( عوجاء ) وقد ضغنت ضغنا قال ان قناتي من صليبات القنا * ما زادها التثقيف الا ضغنا
( والضغيني الاسد ) كانه ينسب الى الضغينة وهو الحقد لكونه حقودا ( وضغن الى الدنيا كفرح ) ركن و ( مال ) إليها قال ان الذين الى لذاتها ضغنوا * وكان فيها لهم عيش ومرتفق * ومما يستدرك عليه يقال سللت ضغن فلان وضغينته وضغنته إذا طلبت مرضاته وضغن الدابة بالكسر عسره والتواؤه قال * كذات الضغن تمشى في الرفاق * وقال الشماخ اقام الثقاف والطريدة دراها * كما قومت ضغن الشموس المهامز وفرس ضغن ككتف مثل ضاغن وقال أبو عبيدة فرس ضغون الذكر والانثى فيه سواء وهو الذى يجرى كانما يرجع القهقرى قال الخليل ويقال للنحوص إذا وحمت واستصعبت على الجاب انها ذات ضغن والاضطغان الاشتمال وهو ان يدخل الثوب من تحت يده اليمنى وطرفه الاخر من تحت يده اليسرى ثم يضمهما بيده اليسرى وقيل الاضطغان الدوك بالكلكل وخطاه الازهرى والمضاغن المشاحن لاخيه كالمضطغن وضغن بالكسر ماء لفزارة بين خيبر وفيد عن نصر ( ضفن إليهم يضفن اتاهم يجلس إليهم ) ومنه الضيفن الذى يجئ مع الضيف كذا حكاه أبو عبيد في الاجناس مع ضفن وقال النحويون نون ضيفن زائدة ( و ) ضفن ( بغائطه ) ضفنا ( رمى ) به ( و ) ضفن ( بحاجته قضى و ) قال أبو زيد ضفن الرجل ( المراة ضفنا ( نكحها و ) ضفن ( البعير برجله خبط ) بها ( و ) ضفن الشئ ( على ناقته حمل ) اياه ( عليها و ) ضفن ( فلا ناضر به برجله على عجزه ) وقيل ضرب استه بظهر قدمه فهو مضفون وضفين ( و ) ضفن ( به الارض ) إذا ( ضربها به ) قال الراجز قفنته بالصوت أي قفن * وبالعصا من طول سوء الضفن ( و ) ضفن ( ضرع الناقة ) إذا ( ضمه للحلب ) عن ابى زيد ( واضطفن ضرب بقدمه مؤخر نفسه والضفن كهجف وطمر القصير و ) ايضا ( الاحمق في عظم خلق ) عن الفراء وكذلك ضفند دو كسر الفاء عند ابن الاعرابي احسن ( وتضافنوا عليه تعاونوا والضيفن ) مر ( في الفاء ) على ان النون زائدة وقد ذكر هنا ما يشتق منه وهو ضفن إليهم * ومما يستدرك عليه الضفنين بالكسر تابع الركبان عن كراع وحده قال ابن سيده ولا احقه وضفنوا عليه ما لوا عليه وامراة ضفنة كهجفة حمقاء رخوة ضخمة قال (1/8095)
وضفنة مثل الاتان ضبرة * ثجلاء ذات خواصر ما تشبع والضفنان بكسر ففتح فتشديد الاحمق الكثير اللحم الثقيل والجمع ضفنان كقردان نادر ( ضمن الشئ ) ضمن ( به كعلم ضمانا وضمنا فهو ضامن وضمين كفله ) قال ابن الاعرابي فلان ضامن وضمين كسامن وسمين وناصر ونصير وكافل وكفيل يقال ضمنت الشي ضمانا فانا ضامن ومضمون وفي الحديث من مات في سبيل الله فهو ضامن على الله ان يدخله الجنة أي ذو ضمان وقال الازهرى وهذا مذهب الخليل وسيبويه وفي حديث آخر الامام ضامن والمؤذن مؤتمن اراد بالضمان هنا الحفظ والرعاية لا ضمان الغرامة لانه يحفظ على القوم صلاتهم وقيل ان صلاة المقتدى في عهدته وصحتها مقرونة بصحة صلاته فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم ( وضمنته الشئ تضمينا فتضمنه عنى ) أي ( غرمته فالتزمه و ) ضمن الشئ الشئ إذا أو دعه اياه كما تودع الوعاء المتاع والميت القبر وقد تضمنه هو قال ابن الرقاع يصف ناقة حاملا اوكت عليه مضيقا من عواهنها * كما تضمن كشح الحرة الحبلا عليه أي على الجنين وكل ( ما جعلته في وعاء فقد ضمنته اياه ) وفى العين كل شئ احرز فيه شئ فقد ضمنه قال * ليس لمن ضمنه تربيت * أي اودع فيهواحرز يعنى القبر الذى دفنت فيه الموؤدة ( والمضمن كمعظم من الشعر ما ضمنته بيتا ) هذا من اصطلاحات اهل البديع ( ومن البيت ما لا يتم معناه الا بالذي يليه ) هذا من اصطلاحات اهل القوافى قال ابن سيده وليس ذلك بعيب عند الاخفش وقال ابن جنى هذا الذى رواه أبو الحسن من ان التضمين ليس بعيب مذهب تراه العرب وتستجيزه ولم يعب فيه مذهبهم من وجهين احدهما السماع والاخر القياس اما السماع فلكثرة ما يرد عنهم من التضمين واما القياس فلان العرب قد وضعت الشعر وضعا دلت به على جواز التضمين وذلك ما انشده أبو زيد وسيبويه وغيرهما من قول الربيع بن ضبع الفزارى اصبحت لا احمل السلاح ولا * املك راس البعير ان نفرا والذئب اخشاه ان مررت به * وحدي واخشى الرياح والمطرا فنصب العرب الذئب هنا واختيار النحويين له من حيث كانت قبله جملة مركبة من فعل وفاعل وهى قوله لا املك يدلك على جريه عند العرب والنحويين جميعا مجرى قولهم ضربت زيد أو عمر القيته فكأنه قال ولقيت عمر التجانس الجملتين في التركيب فلولا ان البيتين جميعا عند العرب يجريان مجرى الجملة الواحدة لما اختارت العرب والنحويون جميعا نصب الذئب ولكن دل على اتصال عحد البيتين بصاحبه وكونهما معا كالجملة المعطوف بعضها على بعض وحكم المعطوف والمعطوف عليه ان يجريا مجرى العقدة الواحدة هذا حكم القياس في حسن التضمين الا ان بازائه شيا آخر يقبح التضمين لاجله وهو ان ابا الحسن وغيره قد قالوا ان كل بيت من القسيدة شعر قائم بنفسه فمن هنا قبح التضمين شيا ومن حيث ذكرنا من اختيار النصب في بيت الربيع حسن وإذا كانت الحال
على هذا فكلما ازدادت حاجة البيت الاول الى الثاني واتصل اتصالا شديدا كان اقبح مما لم يحتج الاول فيه الى الثاني هذه الحاجة قال فمن اشد التضمين قول الشاعر روى عن قطرب وغيره وليس المال فاعلمه بمال * من الاقوام الا للذى يريد به العلاء ويمتهنه * لاقرب اقربيه وللقصى فضمن بالموصول والصلة على شدة اتصال كل واحد منهما بصاحبه وقال النابغة وهم وردوا الجفار على تميم * وهم اصحاب يوم عكاظ انى شهدت لهم مواطن صادقات * انيتهم بود الصدر منى ( و ) المضمن ( من الاصوات ما لا يستطاع الوقوف عليه حتى يوصل باخر ) وفى التهذيب هو ان يقول الانسان قف فل باشمام اللام الى الحركة ( و ) من المجاز ( ضمن الكتاب بالكسر طيه ) يقال انفذته ضمن كتابي ( و ) فهمت ما ( تضمنه ) كتابك أي ( اشتمل عليه ) وكان في ضمنه ( والضمنة بالضم المرض ) يقال كانت ضمنه فلان اربعة اشهر نقله الجوهرى وقال غيره هو الداء في الجسد من بلاء أو كبر وهو مجاز ( و ) من المجاز الضمن ( ككتف العاشق ) ومصدره الضمانة كما سيأتي ( و ) الضمن ( الزمن ) زنة ومعنى ( و ) هو ( المبتلى في جسده ) من بلاء أو كبر أو كسر أو غيره قال ما خلتنى زلت بعدكم ضمنا * اشكوا ليكم حموة الا لم والجمع ضمنون ( وقد ضمن كسمع والاسم الضمنة باضم ) وهذا قد تقدم له ( والضمن محركة وكسحاب وسحابة ) قال ابن احمر وكان سقى بطنه اليك اله الخلق ارفع رغبتي * عياذا وخوفا ان تطيل ضمانيا فالضمان هو الداء نفسه وقال غيره بعينين نجلاوين لم يجر فيهما * ضمان وجيد حلى الشذر شامس أي عاهة ( وقول عبد الله بن عمرو ) بن العاص هكذا خرجه بعضهم ويروى عن عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما ( من اكتتب ضمنا ) بعثه الله ضمنا يوم القيامة ( أي من كتب نفسه في ديوان الضمنى والزمنى ) ليعذر عن الجهاد ولازمانة به وانما يفعل ذلك اعتلالا بعثه الله تعالى يوم القيامة كذلك وقيل معنى اكتتب سال ان يكتب نفسه أو اخذ لنفسه خطا من امير جيشه ليكون (1/8096)
عذرا عند واليه وهو جمع ضمن أو ضمين قال سيبويه كسر هذا النحو على فعلى لانها من الاشياء التى اصيبوا بها وادخلوا فيها وهم لها كارهون وفى الحديث كانوا يدفعون المفاتيح الى ضمناهم ويقولون ان احتجتم فكلوا وقال الفراء ضمنت يده ضمانة بمنزلة الزمانة ( ورجل مضمون اليد ) مثل ( مخبونها و ) في كتاب النبي صلى الله تعالى عليه وسلم لا كيدران لنا الضاحية من البعل ولكم الضامنة من النخل قال أبو عبيدة الضاحية ما برزو كان خارجا من العمارة قى البر من النخل ( والضامنة ما يكون في ) جوف ( القرية من النخيل ) لتضمنها امصارهم ( أو ما اطاف به سور المدينة ) قال الازهرى سميت لان اربابها قد ضمنوا عمارتها وحفظها فهى ذات ضمان كعيشة راضية أي ذات رضا ( والضمانة الحب ) قال ابن عليه ولكن عرتنى من هواك ضمانة * كما كنت القى منك إذ انا مطلق ( و ) في الحديث نهى عن بيع الملاقيح و ( المضامين ) تقدم تفسير الملاقيح واما المضامين فان ابا عبيد قال هي ( مافى اصلاب الفحول ) جمع مضمون وانشد غيره ان المضامين التى في الصلب * ماء الفحول في الظهور الحدب أو ما في بطون الحوامل وبه فسر مالك في الموطا ( ومضمون اسم ) رجل * ومما يستدرك عليه المضمن من الالبان ما في ضمن الضرع ومن الماء ما كان في كوزا واناء وإذا كان في بطن الناقة حمل فهى ضامن ومضمان وهن ضوامن ومضامين وما اغنى عنى فلان ضمنا بالكسر وهو الشسع أي شيا ولاقدر شسع عن ابن الاعرابي والضامنة من كل بلد ما تضمن وسطه ورجل ضمن محركة لا يثني ولا يجمع ولا يؤنث أي مريض وفى الحديث معبوطة غير ضمنة أي ذبحت لغير علة وهو ضمن على اصحابه أي كل وقال أبو زيد ضمن فلان على اصحابه وكل عليهم بمعنى واحد وقول لبيد رضى الله تعالى عنه يعطى حقوقا على الاحساب ضامنة * حتى ينور في قريانه الزهر كانه قال مضمونة كالراحلة بمعنى المرحولة وضمنه كعلمه يعلمه ومضمون الكتاب ما في ضمنه وطيه والجمع مضامين وقد سموا ضامنا وقول العامة ضمان درك صوابه ضمان الدرك وهو رد الثمن للمشترى عند استحقاق المبيع وقول بعض الفقهاء الضمان ماخوذ من الضم غلط من جهة الاشتقاق * ومما يستدرك عليه اضمحن الشئ مثل اضمحل على البدل حكاه يعقوب ( الضنن محركة الشجاع ) قال انى إذا ضنن يمشى الى ضنن * ايقنت ان الفتى مودبة الموت ( والضنين البخيل ) بالشئ النفيس قال الفراء قرا زيد بن ثابت وعاصم واهل الحجاز وما هو على الغيب بضنين وهو حسن يقول ياتيه غيب وهو منفوس فيه فلا يبخل به عليكم ولا يضن به عنكم ولو كان مكان على عن صلح اولياء تقول ما هو بضنين بالغيب وقال الزجاج ما هو على الغيب ببخيل كتوم لما اوحى إليه وقرى بظنين وهو مذكور في محله وقد ضن بالشئ كفرح ( يضن بالفتح ) وهى اللغة العالية ( والكسر ) في الاتى حكاه يعقوب وروى ثعلب عن الفراء سمعت ضننت ولم اسمع اضن ( ضنانة ) بالفتح
( وضنا بالكسر ) ويفتح إذا بخل به ( و ) من النجاز ( هو ضنى ) من بين اخواني ( بالكسر أي خاص بى ) كانه يختص به ويبخل لمكانه منه وموقعه عنده وفى الصحاح هو شبه الاختصاص ( وضنائن الله خواص خلقه ) اشارة للحديث ان لله ضنائن من خلقه وفى رواية ضنا من خلقه يحييهم في عافية ويميتهم في عافية أي خصائص واحدهم ضنينة فعيلة بمعنى مفعولة من الضن وهو ما تختصه وتضن به لمكانه منك وموقعه عندك ( و ) يقال ( هذا علق مضنة وتسر الضاد ) أي هو شئ ( نفيس يضن به ) وينافس فيه ( وضنة بالكسر خمس قبائل ) من العرب ( وقول الجوهرى قبيلة قصور ) قال شيخنا إذا قصد من قبيلة جنس القبيلة فيصدق بكل قبيلة فلا قصور على ان الجوهرى لم يلتزم ذكر كل شئ كلمصنف حتى يلزمه القصور بل يلزمه ان يذكر ما صح عنده ( ضنة بن سعد ) هذيم ( في قضاعة و ) ضنة ( بن عبد الله ) كذا في النسخ والصواب ضنة بن عبد بن كبير ( في عذرة ) بن سعد هذيم فهم اشرافهم الى اليوم من ذريته رداح بن ربيعة بن حزام بن ضنة اخو قصي بن كلاب لامه ( و ) ضنة ( بن الحلاف في اسد بن خزيمة و ) ضنة ( بن العاص ) ابن عمرو ( في الازدو ) ضنة ( بن عبد الله ) بن الحرث ( في ) بنى ( نمير ) بن عامر بن صعصعة اخى خويلعة بن عبد الله بن الحرث بطن ايضا ( والمضنون الغالية ) عن الزجاجي وهو مجاز قال الراجز قد اكنبت يداك بعدلين * وبعددهن البان والمضنون * وهمتا بالصبر والمرون وفى المحكم هود هن البان وفى الاساس ضرب من الطيب وانما سمى بذلك لانه يضن به ( و ) المضنونة ( بهاء اسم ) بئر ( زمزم ) ومنه الحديث احفر المضنونة سميت لانه يضن بها لنفاستها وعزتها وكان ابن خالويه يقول في بئر زمزم المضنون بغير هاء ( والضنان بن المنان كشداد شاعروا ضطن ) الرجل ( بخل ) افتعل من الضن وكان في الاصل اضتن فقلبت التاء طاء * ومما يستدرك عليه الضنة بالكسر والمضنة البخل الشديد والضن بالكسر الشئ النفيس المضنون به عن الزجاجي وهو ضنتى كضنى أي اضن بمودته وكذلك ضنينى وضننت بالمنزل ضنا وضنانه لم ابرحه واخذت الامر بضنانته أي بطراوته لم يتغير وهجمت على القوم بضنانتهم أي لم يتفرقوا والمضنونه الغالية عن الزجاجي وقال الاصمعي المضنونة ضرب من الغسلة والطيب وانشد للراعي تضم على مضنونة فارسية * ضفائر لاضاحي القرون ولاجعد وكعب بن يسار بن ضنة العبسى له صحبة قلت وهو اول من تولى القضاء بمصر وقبره بحارة الناصرية والعامة تقول كعب الاحبار (1/8097)
ومن ولده صالح بن سهل بن محمد بن سهل بن عنبسة بن كعب بن يسار ذكره ابن يونس وكعب بن شنة من اهل مصر ادرك كبار الصحابة قاله ابن يونس ( الضون الانفحة و ) الضونة ( بهاء الصبية الصغيرة و ) ايضا ( كثرة الولد كالتضون ) عن ابن الاعرابي ( والضانة ) غير مهموز ( البرة ) التى ( يبرى بها البعير ) إذا كانت من صفر قال ابن سيده وقضينا ان الفها واولا نها عين ( والضيون ) كحيدر ( السنور الذكر اورو يبة تشبهه نادر خرج على الاصل كما فالوحيوة وضيون اندر لان ذلك جنس وهذا علم والعلم يجوز فيه ما لا يجوز في غيره ( ج ضياون ) قال ابن برى شاهده ما انشده الفراء ثريد كان السمن في حجراته * نجوم الثريا أو عيون الضياون وصحت الواو في جمعها الصحتها في الواحد قال ابن برى وضيون فيعل لا فعول لان باب ضيغم اكثر من باب جهور * ومما يستدرك عليه الضانة الخزامة عن شمر وذكره المصنف رحمه الله تعالى في ض ان وهنا محل ذكره لانه غير مهموز والميضانة القفة وهى المرجونة نقله سلمة عن الفراء وسياتى في ترجمة وض ن ( ضين بالكسر اهمله الجوهرى وهو ( جبل عظيم بصنعاء ) شرقيها * ومما يستدرك عليه الضين والضين لغتان في الضان فاما ان يكون شاذا واما ان يكون من لفظ آخر قال ابن سيده وهو الصحيح عندي ( فصل الطاء ) مع النون ( الطبن الجمع الكثير ) من الناس ( ويحرك و ) الطبن ( مثلثد وكصرد لعبة لهم ) وهى خط مستدير يلعب بها الصبيان يسمونها الرحى وفى الصحاح ( فارسيته سدره ) أي ذو ثلاثه ابواب قال الشاعر من ذكر اطلال ورسم ضاحى * كالطبن في مختلف الرياح ورواه بعضهم كالطبل وانشد ابن الاعرابي * يبتن يلعن حوالى الطبن * الطبن هنا مصدر لانه ضرب من اللعب فهو من باب اشتمل الصماء وقال الجوهرى والجمع طبن مثل صبرة وصبر وانشد أبو عمرو تدكلت بعدى والهتها الطبن * ونحن يعدو في الخبار والجرن ( و ) الطبن ( الجيفة توضع فيصاد عليها النسور والسباع و ) الطبن ( بالضم الطنبور ) عن ابن الاعرابي وانشد فانك منا بين خيل مغيرة * وخصم كعود الطبن لا يتغيب ( و ) الطبنة ( بهاء صوته ) عنه ايضا ( والطبنة بالكسر الفطنة ج ) طبن ( كعنب وطبن له كفرح وضرب طبنا ) بالتحريك ( وطبانة وطبانية وطبونة ) الاخيرة بالضم ( فطن ) وقيل الطبن الفطنة للخير والتبن الفطنة للشر وقال أبو عبيدة الطبانة والتبانة
واحد وهما شدة الفطنة وقال اللحيانى الطبانة والطبانية والتبانة والتبانية واللقانة واللقانية واللحاية واللحانية واحد وفى الحديث احبشيا زوج رومية فطبن لها غلام رومى فجاءت بولد كانة وزغة أي هجم على باطن امرها وخبره وانه ممن تواتيه على المراودة ( فهو طبن كفرح وصاحب ) أي فطن حاذق عالم بكل شئ قال الاعشى واسمع فانى طبن عالم * اقطع من شقشقة الهادر وانشد شمر فقلت لها بل انت حنة حوقل * جرى بالفرى بينى وبينك طابن أي رفيق داه خب عالم به ( و ) طبن ( النار يطبنها طبنا دفنها لئلا تطفا وذلك الموضع طابون ) وهو مدفن النار الجمع طوابين ( وطابن هذه الحفيرة ) أي ( طامنها وطاطئها واطبان ) قلبه مثل ( اطمان ) إذا سكن ( و ) الطبن الخلق يقال ما ادرى ( أي الطبن هو ) كقولك ما ادرى ( أي الناس ) هو ( وطابنه وافقه ) مطابنة وطبانا ( وطوبانية بالضم قلعة بفلسطين ) * ومما يستدرك عليه رجل طبنة بضمتين فتشديد نون أي حاذق وقال أبو زيد طبنت به اطبن طبنا وطبنت اطبن طبانة وهو الخدع وبه فسر شمر حديث الرومية فطبن لها غلام رمى وهو من حد ضرب أي خيبهاو خدعها واختار ابن الاعرابي ما ادرى أي الطبن هو بالتحريك والطبن بالكسر ما جاءت به الريح من الحطب والقمش وربما سمى البيت الذى بنى به طبنا والطبن ككتف وجبل لغتان في اللعب المذكور عن ابن الاعرابي والطبانية ان ينظر الرجل الى حليلته فاما ان يحظل أي يكفها عن الظهور واما ان يغضب ويغار عن ابن ترى وانشد للجعدى فما يعدمك لا يعدمك منه * طبانية فيحظل أو يغار وطابن ظهره كطامنه وهى الطبانينة كالطمانينة وطبنى كجمزى قرية بالغربية من اعمال سنجا بمصر منها الامام ناصر الدين أبو يحيى محمد ابن الامام ركن الدين بن محمد بن عمربن محمد النباوى ولد سنة 753 وكان من اكابر الصالحين ترجمه الحافظ بن حجر في الانباء واجتمع به الامام السخاوى مرارا بمصر وترجمه في الضوء للامع وطنبة بالضم ويقال بضمتين بلدة با اب من افريقية منها أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد بن اسد التميمي الحمانى الشاعر قدم الاندلس سنة 331 وولى الشرطة وهو نسابة اخباري محدث توفى سنة 394 ذكره ابن الفرضى ومن قرابته أبو مروان عبد الملك بن زيادة الله بن على بن الحسين بن اسد الشاعر روى له أبو على النسائي مسلسلا * ومما يستدرك عليه طبرزن للسكر فارسي معرب حكاه الاصمعي بالنون هكذا وباللام ايضا وقال يعقوب طبرزن وطبرزل مثال لا اعرفه وقال ابن جنى قولهم طبرزن وطبرزل لست بان تجعل احدهما اصلا (1/8098)
لصاحبه باولى منك بحمله على ضده لاستوائهما في الاستعمال * ومما يستدرك عليه طبرنية بفتحتين ويكون وكسر النون قرية ببحيرة مصر ( الطثن بالمثلثة ) اهمله الجماعة وهو ( الطرب والتنغم ) ( الطجن القلو ) دخيل في العربية قال الليث اهملت الجيم والطاء في الثلاثي الصحيح ووجدنا مستعملة بعضها عربية وبعضها معربة ( والمطجن كمعظم المقلو في الطاجن كصاحب و ) الطيجن مثل ( حيدر ) اسمان ( لطابق يقلى عليه ) وفيه قال الجوهرى رحمه الله ( معربان ) لان الطاء والجيم لا يجتمعان في اصل كلام العرب * ومما يستدرك عليه الطاجن كها حرلغة في الطاجن كصاحب وهو معرب فارسيته تابه والطياحين جمع طيجن وهى الطواجن وابو طاجن من كناهم والطواجنية بطين في ريف مصر ينسبون أي ابى طاجن فيهم زعارة ( طحن البركنع ) يطحنه ( وطحنه ) بالتشديد ( جعله دقيقا ) فهو مطحون وطحين ومطحن انشد ابن الاعرابي عيشها العلهز المطحن بالفث وايضاعها القعود الوساعا و ) طحنت ( الافعى ) ترحت و ( استدارت فهى مطحان ) نقله الجوهرى وانشد بخرشاء مطحان كان فيحها * إذا فزعت ماء هريق على جمر ( والطحن بالكسر الدقيق ) المطحون ( ومنه المثل اسمع جعجعة ولا ارى طحنا و ) الطحن ( كصرد القصيرو ) ايضا ( دويبة ) على هيئة ام حبين الا انها الطف منها تشتال ذنبها كما تفعل الخلفة من الابل يقول صبيان الاعراب لها إذا ظهرت اطحني لنا جرابنا فتطحن بنفسها في الارض حتى تغيب فيها في السهل ولا تراها الا في بلوقة من الارض وقال الازهرى الطحن دويبة كالجعل والجمع الطحن قال الاصمعي هي دون القنفد فتكون في الرمل تظهر احيانا وتدور كأنها تطحن ثم تغوص ( و ) الطحن ( ليث عفرين ) مثل الفستقة لونه لون التراب يندس في الارض عن ابى خيرة وفى الصحاح وقوله إذا رأني واحدا أو في عين * يعرفني اطرق اطراق الطحن انما عنى احدى هاتين الحشرتين قال ابن برى الرجز لجندل بن المثنى الطهوى ( والطاحونة الرحى ) والجمع الطواحين ( والطواحن الاضراس ) كلها من الانسان وغيره على التشبيه واحدتها طاحنة ( و ) الطحون ( كصبور نحو الثلثمائة من الغنم ) عن اللحيانى قال ابن سيده ولا اعلم احدا حكى الطحون من الغنم غيره ( و ) الطحون ( الكتيبة العظيمة ) قال الجوهرى تطحن ما لقيت وهو مجاز
( و ) قال الازهرى الطحون اسم ( الحرب ) وقيل هي الكتيبة من كتائب الخيل إذا كانت ذات شوكة وكثرة ( و ) الطحون ( الابل الكثيرة كالطحانة ) مشددة نقله الجوهرى وقيل الطحانة والطحون الابل إذا كانت وفاقا و معها اهلها ( و ) حكى النضر عن الجعدى انه قال ( الطاحن الراكس من الدقوقة التى تكون في وسط الكدس ) كما في الصحاح قال ( والطحان مصروف ان لم تجعله من الطح ) أو الطحاء وهو المنبسط من الارض وان جعلته من الطحن اجريته قال ابن برى لا يكون الطحان مصروفا الا من الطحن ووزنه فعال ولو جعلته من الطحاء لكان قياسه طحوان لا طحان فان جعلته من الطح كان وزنه فعلا لا فعال ( وحرفته ) الطحانة ( ككتابة ) * ومما يستدرك عليه الطحانة التى تدور بالماء وقال الزجاج الطحنة القصير فيه لوثة ونقل الازهرى عن ابن العرابى إذا كان الرجل نهاية في القصر فهو الطحنة وقال ابني برى واما الطويل الذى فيه لوثة فيقال له عقد قال وقال ابن خالويه اقصر القصار الطحنة واطول الطوال السمر طول وحرب طحون تطحن كل شئ وطحنتهم المنون والطحينة خثارة ذهن السمسم والطاحونة موضع بينه وبين الاسكندر مغربا ستة وثلاثون ميلا منه أبو يعقوب اسحق بن الحجاج الطاحونى من شيوخ ابى عبد الله المقرئ الاصبهاني والطواحين قريتان بشرقية مصر ومشتول الطواحين تقدم ذكرها في اللام ( الطرن بالضم ) اهمله الجوهرى وقال الليث هو ( الخزو الطارونى ضرب منه و ) في النوادر ( طرين الشرب ) وطريموا ( اختلطوا من السكر والطرين كدرهم الطين الرقيق ) يبقى على وجه الارض قد جفف وتشقق ( واتى بالطرين والغرين أي غضب ) فالطرين تقدم معناه والغرين سيأتي ومر له في الميم طار طريمه احتد غضبا ( وطرنيانة بالكسر ) وسكون الراء وكسر النون وفتح التحتية وبعد الالف نون مفتوحة ( د بالمغرب واطرون بالضم د بفلسطين ) من نواحى الرملة ( و ) طرون ( كصبورع بارمينية وطورين بالضم ) وكسر الراء ( ة بالرى ) منها محمد بن سلمة بن مالك الباهلى الرازي أبو عبد الله قال ابن ابى حاتم عن ابيه صدوق * ومما يستدرك عليه طرينا بالضم قرية بالغربية من مصر ومنها الطرينيون بالمحلة والاطرون ملح معروف والطرانة مشددة اسم لوادى هبيب وهى كورة من حوف رمسيس وتعرف ببرية شهاب وبرية الاسقط وميزان القلوب بها قبر ابى معاذ الكبير وفيه كتاب عمرو بن العاص لهم وكوم الاطرون قرية بالشرقية وطران ككتاب موضع في شعر عن نصر * ومما يستدرك عليه الطرخون بقل طيب يطبخ باللحم كما في اللسان وطرخون جد ابى عبد الله محمد بن اسمعيل بن طرخون وطرخان جد ابى بكر عبد الله بن محمد بن على بن طرخان بن جياش البلخى المحدث مات سنة 333 ( طر كونة بفتح الطاء والراء المشددة وضم الكاف ) اهمله الجماعة وهو ( د بالاندلس و ) ايضا ( ع آخر بالمغرب ايضا ) ( طيسانية ) اهمله الجوهرى وهو ( د باشبيلية و ) قال أبو حاتم ( طس ) وحم ( لا يجمع الا على ذوات طس ) وذوات حم ( ولا تقل طواسين ) وحواميم وانشد (1/8099)
وجدنا لكم في آل حم آية * تأولها منا تقى ومعرب وقد ذكر في طسم وحم * ومما يستدرك عليه بئرطشانة كرمانة قرب طرابلس المغرب بوادي الرمل نقله شيخنا رحمه الله ( طعنه بالرمح كمنعه ونصره طعنا ضربه ووخزه فهو مطعون وطعين ) قال أبو زيد ( ج طعن بالضم ) ولم يقل طعنى ومن المجاز طعنه بلسانه وعليه ( وفيه بالقول طعنا وطعنانا ) الاخيرة بالخيرة بالتحريك ثلبه وقيل الطعن بالرمح والطعنان بالقول قال أبو زبيد وابى المظهر العداوة الا * طعنانا وقول ما لا يقال ففرق بين المصدرين والليث لم يفرق بينهما واجار للشاعر طعنانا في البيت لانه اراد انهم طعنوا فاكثروا فيه وتطاول ذلك منهم وفعلان يجئ في مصادر ما يتطاول فيه ويتمادى ويكون مناسبا للميل والجور قال الليث والعين من يطعن مضمومة قال و بعضهم يقول يطعن بالرمح ويطعن بالقول ففرق بينهما ثم قال الليث وكلاهما يطعن وقال الكسائي لم اسمع احد امن العرب يقول يطعن بالرمح ولا في الحسب انما سمعت يطعن وقال الفراء سمعت انا يطعن بالرمح ( و ) من النجاز طعن ( في المفازة ) أي ( ذهب ) فيها ومضى يطعن ويعن ( و ) من المجاز ( طعن الليل سار فيه كله ) يقال خرج يطعن الليل أي يرى فيه قال حميد بن ثور وطعنى اليك الليل حضنيه اننى * لتلك إذا هاب الهدان فعول ( و ) من المجاز طعن ( الفرس في العنان ) إذا ( مده وتبسط في السير ) قال لبيد رضى الله تعالى عنه ترفى وتطعن في العنان وتنتحي * ورد الحمامة إذا جد حمامها والفراء يجيز الفتح في جميع ذلك ( والمطعان الكثير الطعن اللعدو كالمطعن كمنبر ج مطاعين ومطاعن ) وقال مطاعين في الهيجا مكاشيف للدجى * إذا اغبر آفاق السماء من القرص ( وتطاعنوا في الحرب تطاعنا وطعنانا ) ظاهر سياقه انه بالتحريك والصواب طعنانا بكسرتين فشد النون وهى نادرة ( وطعانا ) بالكسر هو مصدر طاعنوا لا تطاعنوا قال
كانه وجه تركيين قد غضبا * مستهدف لطعان فيه تذبيب ( واطعنوا ) على الفتعلوا ابدلت تاء اطتعن طاء البتة ثم ادغمت قال الازهرى التفاعل والافتعال لا يكاد يكون الا بالاشتراك من الفاعلين منه مثل التخاصم والاختصام والتعاور والاعتوار ( و ) في الحديث فناء امتى بالطعن و ( الطاعون ) فالطعن القبل بالرماح والطاعون المرض العام و ( الوباء ) الذى يفسد له الهواء فتفسد به الامرجة والابدان اراد ان الغالب على فناء الامة بالفتن التى تسفك فيها الدماء وبالوباء ( ج طواعين و ) قد طعن الرجل والبعير ( كعنى اصابه ) فهو طعين ومطعون وقال الزمخشري وهو مجاز من الطعن لتسميتهم الطواعين رماح الجن * ومما يستدرك عليه الطعنة اثر الطعن والجمع طعن ومنه قول الهذلى فان ابن عبس قد علمتم مكانه * إذا ع به ضرب وطعن جوائف فانه اراد جمع طعنة بدليل قوله جوائف والمطعنة التطاعن بالرماح ورجل طعين كسكيت حاذق بالطعان في الحرب وكشداد الوقاع في اعراض الناس بالذم والغيبة ونحوهما وله فيه مطعن ومطاعن وطعن بالقوم سرى بهم قال درهم بن زيد الانصاري واطعن بالقوم شطر الملو * ك حتى إذا خفق المجدح امرت صحابي بان ينزلوا * فباتوا قليلا وقد اصبحوا قال ابن برى ورواه القالى واظعن بالظاء المعجمة وطعن في جنازته إذا اشرف على الموت وكذا طعن في نيطه وطعن في السن يطعن بالضم شخص فيها ومنه طعنت المراة في الحيضة الثالثة ومن ابتدا الشئ أو دخله فقد طعن فيه وطعن غصن الشجرة في دار فلان مال فيها شاخصا وقد سموا مطاعنا وطعانا ككتاب واحمد بن ناصر بن طعان وابناه عبد الله وعبد الرحمن رووا عن الخشوعى وكشداد عثمان بن علاق بن طعان مقرس متاخر قاله الحافظ ( الطعثنة بالمهملة والمثلثة ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هي ( المراة السيئة الخلق ) وانشد يا رب من كتمني الصعادا * فهب له حليلة مغدادا * طعثنة تبتلع الا جلادا أي تلتهم الايور لهنها ( وغنم طعثنة ) أي ( كثيرة ) * ومما يستدرك عليه طغان كغراب والغين معجمة جد ابى نصر الحسين بن عبد الله بن طغان النيسابوري روى عن سفيان الثوري وعنه ابنه محمد وحفيده اسحاق بن محمد حدث عن يحيى بن يحيى نقله الحافظ ( الطفن ) بالفاء اهمله الجوهرى وقال المفضل هو ( الموت ) يقال طفن إذا مات وانشد القى رحى الزور عليه فطحن * قذفا وفرثا تحته حتى طفن ( و ) قال ابن الاعرابي الطفن ( الحبس ) يقال خل عن ذلك المطفون ( والطفانية كعلانية شتم للرجل والمراة ) وقيل هو نعت سوء فيهما ( و ) قال ابن برى ( الطفانين الكذب ) والباطل ( وما لا خبر فيه من الكلام ) قال أبو زبيد * طفانين قول في مكان مخنق * ( و ) قال ابن الاعرابي الطفانين ( الحبس والتخلف واطفان اطمان ) وكذلك اطبان بالباء ( و ) اطفان ( خلقه ) أي ( حسن ) * ومما يستدرك عليه الطفانية كعلانية المراة العجوز * ومما يستدرك عليه طولون بالضم علم واحمد بن طولون امير مصر صاحب (1/8100)
الجامع المشهور به وولده أبو معد عدنان بن احمد بن طولون ولد بمصر روى عن الربيع بن سليمن وغيره مات سنة 325 رحمه الله تعالى ( الطمن بالفتح الساكن ) وهو غير مستعمل في الكلام ( كالمطمئن ج طمون و ) من المجاز ( اطمان الى كذا اطمئنانا وطمانينة ) بالضم سكن إليه ووثق به ( وهو مطمئن وذاك مطمان ) ذهب سيبويه الى ان اطمان مقلوب وان اصله من طا من وخالفه أبو عمرو فراى ضد ذلك وقال الشهاب في شرح الشفاء يقال انه كاحمار ثم همز وقيل كانت الهمزة قبل الميم فقلبت وفى الروض للسهيلي وزن اطمان افلعل لان اصل الميم ان تكون بعد الالف لانه من تطامن إذا تطأطأ وانما قدموها لتباعد الهمزة التى هي عين الفعل من همزة الوصل فيكون اخف لفظا كما قلبوا اشياء في قول الخليل وسيبويه فرارا من تقارب الهمزتين اه ( وتصغيره ) أي المطمئن ( طميئن ) بحذف الميم من اوله واحدى النونين من آخره وتصغير طمأنينة طميئنة بحذف احدى النونين من آخره لانها زائدة ( وطمان ظهره طامنه ) أي حناه وطامنه بغير همزلان الهمزة التى دخلت في اطمان حذار الجمع بين الساكنين ( و ) طمان ( من الامر سكن و ) طمين ( كسكين د بالروم ) * ومما يستدرك عليه طامن الشئ سكنه كطمانه والطامنة الاطمئنان والمطمئن المستوطن في الارض واطمانت الارض وتطامنت انخفضت والنفس المطمئنة التى اطمانت بالايمان واخبتت لربها واطمان جالسا واطمان عما كان يفعله أي تركه وفيه تطامن أي سكون ووقار ( الطن رطب احمر شديد الحلاوة كثيرا لصقر ( و ) الطن ( بالضم ) القامة وقال ابن الاعرابي ( بدن الانسان وغيره ) من سائر الحيوان ( ج اطنان وطنان ) بالكسر قال ومنه قولهم فلان لا يقوم بطن نفسه فكيف بغيره وقال ابن دريد هو قول العامة ولا احستها عربية صحيحة ( و ) الطن ( العلاوة بين العدلين ) عن ابى الهيثم وانشد * معترض مثل اعتراض الطن * ( و ) الطن ( حزمة القصب ) والحطب قال ابن دريد لا احسبها عربية صحيحة * قلت
والعامة تقوله بالكسر ( الواحدة بهاء ) قال الجوهرى والقصبة الواحدة من الحزمة طنة وقال أبو حنيفة الطن من القصب ومن الاغصان الرطبة الوريقة تجمع وتحزم ويجعل في جوفها النور أو الجنى ( و ) الطنين ( كامير صوت الذباب والطست ) والاذن والجبل ( وطن ) يطن ( صوت كطنطن وطنن ) وهى الطنطنة وهى كثرة الكلام والتصويت به ( و ) طن الرجل ( مات ) وكذلك لعق اصبعه ( واطن ساقه قطعها ) بسرعة وقد طنت يحكى بذلك صوتها حين سقطت وكذلك اترها واتنها بمعنى واحد وهو مجاز ( و ) اطن ( الطست صوته ) فطن ( والطنطنة حكاية صوت الطنبور وشبهه ) كالعودذى الاوتار ( والطنى بالضم الرجل الجسيم ) أي العظيم الجسم ( ورجل ذو طنطان ) أي ( ذو صخب ) قال ان شريبيك ذو اطنطان * خاوذ فاصدر يوم يوردان * ومما يستدرك عليه الطنطنة الكلام الخفى والطن العدل من القطن المحلوج عن الهجرى والطن بالضم لغة في الطن بمعنى التمر وطنت الابل هامت وطن ذكره في البلاد وله قصيدة طنانة والطنين صوت الشئ الصلب وهو يطن بكذا أي يتهم ويروى بالظاء ايضا واصله يظتن من الظنة فادغم الظاء في التاء ثم ابدل منها طاء مشددة كما يقال مطلم في مظتلم وطنان كسحاب قرية بمصر وطنمى بالضم وتشديد اللنون وكسر الميم قرية كلتا هما بالشرقية الاخيرة على الميل وقد وردتها والطنة بالكسر التهمة نقله ابن سيده ( طوانة كثمامة ) اهمله الجوهرى وهو ( ع ) وقال نصر بلد بالروم * ومما يستدرك عليه الطونة بالضم كثرة الماء نقله الازهرى عن ابن الاعرابي * قلت وطونة نهر عظيم بالروم وابو بكر احمد بن محمد بن عبد الوهاب الطاوانى البزار سمع القاسم بن جعفر الهاشمي وغيره * ومما يستدرك عليه الطهنان البرادة كما في اللسان وطهنة قرية بالاشمونين من صعيد مصر ( الطين بالكسرم ) معروف يختلف باختلاف طبقات الارض واجوده الحرانقى الخالص بعد رسوب الماء واجود ذلك طين مصر وله مزيد خصوصية ى دفع الطاعون والوباء وفساد المياه إذ القى فيها والماخوذ من مقياس النيل مجرب لذلك والطين انواع منها المختوم والدقوقى والطيطلى والشاموسى والارمني والخراساني ( و ) الطينة ( بهاء القطعة منه ) يحتم بها الصك ونحوه ( و ) الطينة ( د قرب دمياط ) منه عبد الله بن الهيثم الطينى عن ابن خالد وابو الحسن على بن منصور الطينى روى عنه أبو مطر الاسكندرى ( و ) من النجاز ( الطينة الجبلة والخلقة ) يقال هو من الطينة الاولى ( وطان حسن عمل الطين ) هكذا في النسنج والصواب طان الرجل وطام إذا حسن عمله كما هو نص ابن الاعرابي ( و ) طان ( كتابه ختمه به وتطين الرجل تلطخ به و ) الطيانة ( ككتابة صنعته ) على القياس ( و ) قال الجوهرى طينت السطح وبعضهم ينكره ويقول طنت السطح و ( طين السطح فهو مطين كامير ) وانشد للمثقب العبدى فابقى باطلى والجد منها * كد كان الدر ابنة المطين ( ومكان طان كثيره ) وكذلك يوم طان كما في الصحاح ( ومطين كمحدث ) صوابه كمعظم كما حققه الحافظ ( لقب محمد بن عبد الله ) بن سليمن ( الحافظ ) الحضرمي وقد ذكره المصنف في حضرم استطرادا واما كمحدث فهو عبد الله بن محمد المطين شيخ لابن منده لقب به ( لولعه به صغيراو فلسطين ) بالكسر ( في الطاء ) ذكره الجوهرى هنا فاعترضه ابن برى وقال حقه ان يذكر في فصل الفاء من حرف الطاء لقولهم فلسطون * ومما يستدرك عليه الطان لغة في الطين وارض طانة كثيرة الطين وطانة قريتان بمصر احداهما بالغربية والثانية من اعمال قوص وطين الكتاب ختمه بالطين قال وسمعت من يقول اطن الكتاب أي اختمه والطيان صانع الطين واما من (1/8101)
الطوى وهو الجوع فليس من هذا وطانه الله على الخير وطامه أي جبله عليه وانشد الاحمر لقد كان حرا يستحى ان تضمه * الى تلك نفس طين فيها حياؤها يريد ان الحياء من جباتها وسجيتها وانه ليابس الطينة إذا لم يكن وطيا سهلا وابو الفضل محمد بن محمد بن محمد بن ابى الطين الواسطي الطينى نسب الى جده روى عنه احمد بن على البدرى ودير الطين هو دير مر جناقرية قرب مصر شرقيها على النيل المبارك وبها الاثار الشريفة وموضع آخر قبالة سملوط مطل على النيل وله سلالم منحوتة في الجبل ( فصل الظاء ) مع النو ( ظران ككتاب ) اهمله الجماعة وهو ( ع ) ووجد في بعض النسخ كسحاب قال شيخنا رحمه الله تعالى والموضع ضبط بالوجهين * قلت واما نصر فقد ضبطه بالكسر والطاء المهملة وقال هو موضع في شعر وقد اشرنا إليه ( ظعن كمنع ظعنا ) بالفتح ( ويحرك ) وظعونا ذهب و ( سار ) لنجعة أو حضور ماء أو طلب مربع أو تحول من ماء أي ماء أو من بلد الى بلد وقد يقال لكل شاخص لسفر في حج أو غزوا ومسير من مدينة الى اخرى ظاعن وهو ضد الخافض يقال اظاعن انت ام مقيم وقرئ قوله تعالى يوم ظعنكم بالفتح وبالتحريك ( واظعنه ) هو ( سيره ) وانشد سيبويه الظاعنون ولما يظعنوا احدا * والقائلون لمن دار نخليها
( والظعينة الهودج ) تكون ( فيه ) المراة وقيل كانت فيه ( امراة ام لا ) ومنه الحديث انه اعطى حليمة السعدية رضى الله تعالى عنها بعيرا موقعا للظعينة أي للهودج ( ج ظعن ) بالضم ( وظعن ) بضمتين ( وظعائن واظعان ) وظعنات الاخيرتان جمع الجمع قال بشر بن ابى خازم لهم ظعنات يهتدين براية * كما يستقل الطائر المتقلب ( و ) الظعينة ( المراة ما دامت في الهودج ) سميت به على حد تسمية الشئ باسم الشئ لقربة منه فإذا لم تكن فيه فليست بظعينة قال عمرو بن كلئوم قفى قبل التفرق يا ظعينا * نخبرك اليقين وتخبرينا واكثر ما يقال الظعينة للمراة الراكبة ثم قيل للهودج بلا امراة وللمراة بلا هودج ظعينة ( واظعنتة كافتعلته ركبته ) يقال هذا بعير تظعنه المراة أي تركيه في سفرها وفى يوم ظعنها وهى تفتعله ( و ) الظعون ( كصبور البعير يعتمل ويحمل عليه ) وقيل هو من الابل التى تركبه المراة خاصة ( و ) خاصة ( و ) الظعان ( ككتاب الحبل يشد به الهودج ) وفى التهذيب يشد به الحمل وانشد لها عنق تلوى بما وصلت به * ودفان يستقان كل ظعان وانشد ابن برى للنابغة اثرث الغى ثم نزعت عنه * كما حاد الازب عن الظعان ( وعثمان بن مظعون ) بن حبيب بن وهب الجمعى أبو السائب احد السابقين و ( اول صحابي مات بالمدينة ) رضى الله تعالى عنه ( وذو الظعينة كجهينة ع ) وضبطه بعض كسفينة ( وظاعنة بن مر أبو قبيلة ) في مضر واسمه ثعلبة وهو اخو تميم قيل له ظاعنه لظعنه عن قومه وفيه تقول العرب على كره ظعنت ظاعنة وقال ابن الكلبى ظعنوا فنزلوا مع بنى الحرث بن ذهل بن شيبان فبدوهم معهم وحاضرتهم مع بنى عبد الله بن دارم * ومما يستدرك عليه الظعنة بالضم السفرة القصيرة وبالكسر الحال كالرحلة وفرس مظعان سهلة السير وكذلك الناقة وطعينة الرجل زوجته لانها تظعن مع زوجها وتقيم باقامته كالجليسة وقال ابن السكيت كل امراة ظعينة في هودج أو غيره وقال الليث الظعينة الجمل الذى تركبه النساء وتسمى المراة ظعينة لانها تركب وقال ابن الانباري الظعينة الراحلة يظعن عليها أي يسار ومنه الحديث ليس في جمل ظعينة صدقة ان روى بالتنوين والتاء للمبالغة وان روى بالاضافة فالمراد بها المراة والظعون الحبل كالظعان والظعن بضمتين وبالتحريك الظاعنون فالاول ككتاب وكتب والثانى اسم الجمع وظاعنة أبو قبيلة في كلب واسمه معاذ بن قيس بن الحرث بن جعفر بن مالك بن عمارة وابو عقيم ظاعن بن محمد بن محمود الزبيري البغدادي حدث عن عبد الرحمن بن عبد القادر بن يوسف توفى سنة 584 روى عن حفيده أبو الحسن على بن عبد الصمد بن ظاعن وعن على الشرف الدمياطي وذكره في معجم شيوخه ( الظن التردد الراجح بين طرفي الاعتقاد الغير الجازم ) وفى المحكم هو شك ويقين الا انه ليس بيقين عيان انما هو يقين تدبر فاما يقين العيان فلا يقال فيه الاعلم وفى التهذيب الظن يقين وشك وانشد أبو عبيدة ظنى بهم كعسى وهم بتنوفة * يتنازعون جوائز الامثال يقول اليقين منهم كعسى وعسى شك وقال شمر قال أبو عمرو معناه ما يظن بهم من الخير فهو واجب وعسى من الله واجب وقال المناوى الظن الاعتقاد الراجح مع احتمال النقيض ويستعمل في اليقين والشك وقال الراغب الظن اسم لما يحصل من امارة ومتى قويت ادت الى العلم ومتى ضعفت لم تجاوز حد الوهم ومتى قوى أو تصور بصورة القوى استعمل معه ان المشددة أو المخففة ومتى ضعف استعمل معه ان المختصة بالمعدومين من القول والفعل وهو يكون اسما ومصدر أو ( ج ) الظن الذى هو الاسم ( ظنون ) ومنه قوله تعالى ويظنون بالله الظنونا ( واظانين ) عليه غير القياس وانشد ابن الاعرابي لاصبحن ظالما حربار باعية * فاقعد لها ود عن عنك الاظانينا قال ابن سيده وقد يكون الاظانين جمع اظنونة الا انى لا اعرفها وقال الجوهرى الظن معروف ( وقد يوضع العلم ) قال دريد بن (1/8102)
الصمة فقلت لهم ظنوا بالقى مدجج * سراتهم في الفارسى المسرد أي استيقنوا وانما يخوف عدوه باليقين لا بالشك وفى حديث اسيد بن حضير وظننا ان لم يجد عليهما أي علمنا وفى حديث عبيدة عن انس سألته عن قوله تعالى أو لامستم النساء فاشار بيده فظننت ما قال أي علمت وقال الراغب في قوله تعالى وظنوا انهم الينا لا يرجعون انه استعمل فيه الظن بمعنى العلم وفى البصائر وقد ورد الظن في القرآن مجملا على اربعة اوجه بمعنى اليقين وبمعنى الشك وبمعنى التهمة وبمعنى الحسبان ثم ذكر الايات قال شيخنا رحمه الله تعالى وحرر محشو البيضاوى والمطول ان الظن لا يستعمل بمعنى اليقين والعلم فيما يكون محسوسا وجزم اقوام بانه من الاضداد كما في شروح الفضيح ( والظنة بالكسر التهمة ) وكذلك الطنة قلبوا الظاء طاء هنا قلبا وان لم يكن هنا لك ادغام لاعتيادهم اطن ومطن واطنان ( ج ) الظنن ( كعنب و ) منه ( الطنين المتهم ) ومنه قرئ قوله تعالى وما هو على الغيب بظنين أي بمتهم يروى ذلك عن على رضى الله تعالى عنه وقال المبرد اصل الظنين
المظنون وهو من طننت الذي يتعدى الى مفعول واحد تقول ظننت يزيد وظننت زيدا أي اتهمت قال نهار بن توسعة فلا ويمين الله لا عن جناية * هجرت ولكن الظنين ظنين وفى الحديث لا تجوز شهادة ظنين أي متهم في دينه ( واظنه ) واطنه ( اتهمه وقول ) محمد ( بن سيرين ) رحمه الله تعالى ( لم يكن على يظن في قتل عثمان ) وكان الذى يظن في قتله غيره هو ( يفتعل من تظنن فادغم ) كذا في النسخ والصواب في العبارة يفتعل من الطن واصله يظتن فثقلت الظا مع التاء فقلبت ظاء ( فشددت حين ) ادغمت ويروى بالطاء المهملة وقد تقدم أي لم يكن يتهم قال أبو عبيد ( والتظنى اعمال الظن واصله التظنن ) فكثرت النونات فقلبت احداهما ياء كما قالوا قصيت اظفاري والاصل قصصت قاله أبو عبيدة ( و ) الظنون ( كصبور الرجل الضعيف ) ومنه قول بعض قضاعة ربما ذلك على الراى الظنون ( و ) قيل الظنون ( القيليل الحيلة و ) من النساء ( المراة لها شرف تتزوج ) طمعا في ولدها وقد اسنت سميت ظنونا لان الولد يربجى منها ( و ) اظنون ( البئر لا يدرى افيها ماء ام لا ) ومنه قول الاعشى ما جعل الجد الظنون الذي * جنب صوب اللجب الماطر مثل الفراتي إذا ما طما * يقذف بالبوصى والماهر ( و ) قيل ( القليلة الماء ) وقيل هي التى يظن ان فيها ماء وقيل التى لا يوثق بمائها ( و ) الظنون ( من الديون ما لا يدرى ايقضية اخذه ام لا ) كانه الذى لا يرجوه قاله أبو عبيد ومنه حديث عمر رضى الله تعال يعنه لا زكاة في الدين الظنون ( ومظنة الشئ بكسر الظاء موضع يظن فيه وجوده ) وفى الصحاح موضعه ومالفه الذى يظن كونه فيه والجمع المظان يقال موضع كذا مظنة من فلان أي معلم منه قال النابغة فان يك عامر قد قال جهلا * فان مظنة الجهل الشباب ويروى السباب وقال ابن برى قال الاصمعي انشدني أبو علبة الفزارى بمحضر من خلف الاحمر * فان مطية الجهل الشباب * لانه يستوطئه كما تستوطا المطية وقال ابن الاثير المظنة مفعلة من الظن بمعنى العلم وكان القياس فتح الظاء وانما كسرت لاجل الهاء ( واظننته عرضته للتهمة ) * ومما يستدرك عليه اظطن الشئ ظنه وحكى اللحيانى عن بنى سليم لقد ظنت ذلك أي ظننت ذلك فحذفوا كما حذفوا ظلت ومست قال سيبويه واما قولهم ظننت به فمعناه جعلته موضع ظنى واما ظننت ذلك فعلى المصدر واظننته اتهمته والظنانة ككتابة التهمة والاظناء جمع طنين وانطنين الضعيف وبه فسرت الاية ايضا أي هو محتمل له وتقول ظننتك زيدا وظننت زيدا اياك تضع المنفصل موضع المتصل في الكتابة عن الاسم والخبر لانهما منفصلان في الاصل لانهما مبتدا وخبره والمظنة بفتح الظاء لغة في المظنة على القياس نقله ابن مالك وغيره والمطنة بكسر الميم لغة ثالثة ويقال نظرت الى اظنهم ان يفعل ذلك أي الى اخلقهم ان اظن به ذلك واظننته الشئ أو همته اياه واظننت به الناس عرضته للتهمة والظنين المعادي لسوء ظنه وسوء الظن به والظنون الرجل السيئ الظن بكل احد والظنان الكثير الظنان السيئه كالظنن بضم ففتح وامراة ظنون متهمة في نسبها ونفس ظناء متهمة وكل منية ظنون الا القتل في سبيل الله أي قليلة الخير والجدوى ورجل ظنون قليل الخير والظنين الذى تسأله وتظن به المنع فيكون كما ظننت ورجل ظنون لا يوثق بخبره قال زهير الا ابلغ لديك بنى تميم * وقد ياتيك بالخير الظنون وقال أبو طالب الظنون المتهم في عقله وكل ما لا يوثق به من ماء أو غيره فهو ظنون وظنين وعلمه بالشئ ظنون أي لا يوثق يه قال كصخرة إذ تسائل في مراح * وفى حزم وعلمهما ظنون والماء الظنون الذى تتهمه ولست على ثقة منه والظنة بالكسر القليل من الشئ قال اوس يجود يعطى المال من غير ظنة * ويحطم انف الابلج المتظلم وطلبه مظانة أي ليلا ونهارا وعنده ظنتى وهو ظنني أي موضع تهمتى وظنة قبيلة من العرب منها أبو القاسم تمام بن عبد الله بن المظفر بن عبد الله السراج الدمشقي من شيوخ ابن عساكر وقد ذكر هذه النسبة * ومما يستدرك عليه الظيان ياسمين البر (1/8103)
عن ابى حنيفة وهو نبت يشبه النسرين قال أبو ذؤيب * بشمخر به الظيان والاس * واديم مظين مدبوغ بالظيان حكاه أبو حنيفة وبنو مظيان بطين من حرب وهم مشايخ بدر الان ( فصل العين ) مع النون ( العبن بالفتح الغلظ في الجسم والخشونة ) وذكر الفتح مستدرك ( و ) العبن ( بضمتين السمان الملاح منا و ) العبن ( محركة مشددة النون احليظ ) الجسم الضخمه منا ( والعظيم ) الخلق ( من النسور والجمال ) يقال نسر عبن أي عظيم وجمل عبن ضخم الجسم عظيم قال حميد امين عبن الخلق مختلف الشبا * يقول الممارى طال ما كان مقرما ( كالعبنى ) قال الجوهرى جمل عبن وعبنى ملحق بفعلى إذا وصلته نونت قال ابن برى صوابه ملحق بفعلل ووزنها فعنلى وانشد الجوهرى * كل عبنى بالعلاوى هجاج * ( والعبناة ) مؤنثة يقال ناقة عبناة ( ج عبنيات واعبن ) الرجل ( اتخذ جملا عبنى )
وهو القوى ( والعبنة بالضم قوة الجمل والناقة ) * ومما يستدرك عليه ناقة عبنة عظيمة الجسم والعبن بالضم من الدواب القويات على السير الواحد عبننى وابو الربيع سليمان بن يوسف بن ابى عبان العبانى كسحاب محدث ضبطه الحافظ عن منصور في الذيل * ومما يستدرك عليه عبتنا بفتحتين وسكون الفوقية وفتح النون قرية بجبل نابلس منها الشهاب احمد بن عبد الرحمن بن محمد السنبانى ابن حميد العبتناوى احد المسندين ضبطه البقاعي رحمه الله تعالى هكذا ( العتن بضمتين ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هم ( الاشداء الواحد عتون و ) قيل ( عاتن وعتنه الى السجن يعتنه ويعتنه ) من حدى ضرب ونصر عتنا ( دفعه ) دفعا ( شديدا عنيفا ) أو حمله حملا عنيفا كعتله وحكى يعقوب ان نون عتنه بدل من لام عتله ( واعتن ) ونص ابن الاعرابي عاتن ( على غريمه ) إذ ( آذاه وتشدد ) عليه ( وعتان ككتاب ماء حذاء خيبر ) * ومما يستدرك عليه رجل عتن ككتف شديدا لحملة والمعاتنة التشدد على الغريم ( العثن بالكسر ضرب من الخوصة يرعاه المال ) إذا كان ( رطبا ) فإذا يبس لم ينفع قال أبو تراب سمعت مدرك بن غزوان الجعفري واخاه يقولان ذلك ( و ) العثن ( مصلح المال وسائسه ) لغة في العهن ( و ) قال أبو تراب سمعت زائدة البكري يقول العرب تدعو الوان الصوف ( العهن ) غير بنى جعفر فانهم يدعونه العثن بالثاء ( و ) العثن ( بالتحريك الصنم الصغير ) والوثن الكبير ( ج اعثان ) واوثان ( و ) العثن ( الدخان كالعثان كغراب ) وقد تقدم في قسم ان العثان الدخان بلا نار ( واحد العواثن ) كالدخان واحد الدواخن لا يعرف لهما نظير ( و ) العثن ( ككتف الفاسد من الطعام لدخان خالطه كالمعثون ) وكذلك مدخون ودخن ( وعثنت النار ) تعثن من حد نصر ( عثنا وعثانا وعثونا بضمهما دخنت كعثنت ) بالتشديد ( و ) عثن ( في الجبل ) يعثن عثنا ( صعد ) مثل عفن عن كراع وانشد يعقوب حلفت بمن ارسى ثبيرا مكانه * ازوركم ما دام للطود عاثن أي صاعد فيه ويروى عافن وقال يعقوب هو على البدل ( وعثن الثوب كفرح عبق ) بريح الدخنة ( والتعثين التخليط واثارة الفساد ) وفى الاساس عثن علينا فلان اوقع التخليط بيننا من العثان الدخان ( و ) التعثين ( تبخير الثوب بالبخور ) يقال عثنت المراة ببخورها إذا استجمرت وعثنت الثوب بالطيب إذا دخنته عليه حتى عبق به ولما اراد مسيلمة الاعراس بسجاح قال عثنوا أي بخروا لها بالبخور ( و ) العثان ( كغراب الغبار ) وبه فسر حديث الهجرة وسراقة بن مالك فساخت قوائم فرسه في الارض فسألهما ان يخليا عنهما فخرجت قوائمها ولها عثان قال ابن الاثير أي دخان قال الازهرى وقال أبو عبيد العثان اصله الدخان واراد هنا الغبار شبهه به قال وكذلك قال أبو عمرو بن العلاء قال الجوهرى وربما سموا الغبار عثانا ( و ) العثان ( ع ) ذكر في كتاب بنى كنانة قاله نصر ( و ) عثانة ( كثمامة ماء لجذيمة ) بن مالك بن نصر في شعبة من الثلبوت وقيل هو بكسر العين ونونين قاله نصر ( والعثنون ) بالضم ( اللحية ) كلها ( أو ما فضل منها بعد العارضين ) من باطنهما ويقال لما ظهر منها السبلة ( و ) العثنون ( شعيرات طوال تحت حنك البعير ) يقال بعير ذو عثانين كما قالو المفرق الراس مفارق ( و ) العثنون ( من الريح والمطر اولهما ) عن ابى حنيفة رحمه الله تعالى ( أو عام المطر أو المطر مادام بين السماء والارض ج عثانين ) قال أبو زيد العثانين المطر بين السحاب والارض مثل السبل واحدها عثنون وعثنون السحاب ما وقع على الارض منها قال بتنا نراقبه وبات يلفنا * عند السنام مقدما عثنونا يصف سحابا وعثانين السحاب ما تدلى من هيدبها وعثنون الريح هيدبها إذا هي اقبلت تجر الغبار جرا قال جران العود وبالخط نضاح العثانين واسع * ( والعواثن بالضم الاسد الكثير الشعرو ) المعثن ( كمظم الضخم الضخم العثنون ) من الرجال * ومما يستدرك عليه يقال للرجل إذا استوقد بحطب ردئ لا تعثن علينا وعثنون اللحية طرفها والعثنون شعيرات عند مذبح التيس ( عجنه يعجنه ويعجنه ) من حدى نصر وضرب عجنا ( فهو معجون وعجين اعتمد عليه بجمع كفه يغمزه كاعتجنه ) انشد ثعلب يكفيك من سوداء واعتجانها * وكرك الطرف الى بنانها * ناتئة الجبهة في مكانها صلعاء لو يطرح في ميزانها * رطل حديد شال من رجحانها ( و ) عجنه عجنا ( ضرب عجانه و ) عجنت ( الناقة ) عجنا ( ضربت الارض بيديها في سيرها ) فهى عاجن ( و ) عجن ( فلان نهض معتمدا على الارض ) بجمعه ( كبرا ) أو سمنا قال كثير راتنى كاشلاء اللجام وبعلها * من المل ء ابزى عاجن متباطن (1/8104)
ورواه أبو عبيد * من القوم ابزى منحن متباطن * والعاجن هو الذى اسن فإذا قام عجن بيديه يقال عجن وخبز وثنى وثلث كله من نعت الكبير قال الشاعر فاصبحت كنيتيا وهيجت عاجنا * وشر خصال المرء كنت وعاجن
وفى حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما انه كان يعجن في الصلاة فقيل له ما هذا فقال رايت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يعجن في الصلاة أي يعتمد على يديه إذا قام كما يفعل الذى يعجن العجين وهكذا نقله الزمخشري في الفائق ونقله ائمة الغريب وفى الاساس عجن وخبز شاخ وكبر لانه إذا اراد القيام اعتمد على ظهور اصابع يديه كالعاجن وعلى راحتيه كالخابز ونقل ابن برى عن ابن خالويه يقال رفع فلان الشن إذا اعتمد على راحتيه عند القيام وعجن وخبز إذا كرره ووجدت بخط الشيخ على بن عثمان بن محاسن بن حسان الخراط الشافعي رحمه الله تعالى ما نصه قال الشيخ تقى الدين بن الصلاح في كتابه مشكل الوسيط عند قول المصنف في كتاب الصلاة ثم يقوم كالعاجن اما الذى في المحكم في اللغة للمغربي المتأخر الضرير من قوله العاجن المعتمد على الارض بجمعه فغير مقبول فانه ضمن لا يقبل ما ينفرد به فانه كان يغلط ويغلطونه كثيرا وكانه اضر به في كتابه مع كبر حجمه ضرارته اه * قلت ولا يظهر وجه عدم قبول كلامه في تفسير العاجن وقد رايت ما اسلفنا في كلام ائمة اللغة وهم مجمعون عليه ولقد كان صاحب المحكم ثقة حافظا في اللغة فتأمل ذلك ( والعجين المخنث ) وقال ابن الاعرابي هو المجبوس من الرجال ( كالعجينة ج ) عجن ( ككتب أو هم اهل الرخاوة من الرجال والنساء ) عن ابن الاعرابي قال يقال للرجل عجينة وعجين وللمراة عجينة لا غير وهو الضعيف في يدنه وعقله ( والعجينة الاحمق كالعجان ) عن الليث يقال ان فلانا ليعحن بمرفقيه حمقا قال الازهرى سمعت اعرابيا يقول لاخر يا عجان انك لتعجنه فقلت له ما يعجن ويحك فقال سلحه فاجابه الاخر انا اعجنه وانت تلقمه فافحمه ( و ) العجينة ( الجماعة كالمتعجنة أو الكثيرة منها وام عجينة ) كنية ( الرخمة وابو عجينة ) لقب ابى على الحسن بن موسى بن عيسى الحضرمي الحافظ شيخ حمزة الكنانى مات سنة 296 واخوه أبو بكر محمد بن موسى الحضرمي حدث عنه ابن المقرى وغيره ( و ) عبد الكريم بن احمد ( بن ابى عجينة ) حدث عنه السلفي ( محدثان والعجناه الناقة القليلة اللبن ) وقيل هي الكثيرة لحم الضرع مع قلة لبنها وقد عجنت كفرح عجنا وقيل هي ( المنتهية في السمن كالمتعجنة أو ) العجناء ( التى تدلى ضرتها ) من كثرة اللحم ( وتلحق اطباؤها فيرتفع في اعالي الضرة و ) قيل هي ( التى في حيائها ورم ) كالثؤلول وهو شبيه بالعفل ( يمنع اللقاح ) وكذلك الشاة والبقرة وربما اتصل الورم الى دبرها ( كالعجنة كفرحة وقد عجنت كفرح ) عجنا فهى عجناء وعجنة ( و ) العجان ( ككتاب العنق ) بلغة اليمن وفى نوادر القالى موصل العنق من الراس قال شاعر هم يرثى امه واكلها الذئب فلم يبق فيها غير نصف عجانها * وشنترة منها واحدى الذوائب وقال آخر يا رب خود ضلعة الجنان * عجانها اطول من سنان ( و ) العجان ( الاست ) ومنه الحديث ان الشيطان ياتي احدكم فينقر عند عجانه وفى حديث على رضى الله تعالى عنه ان اعجميا عارضه فقال اسكت يا ابن حمراء العجان هو سب كان يجرى على السنة العرب ( و ) قيل العجان ( تحت الذقن و ) قيل هو ( القضيب الممدود من الخصية الى الدبر ) وقيل هو آخر الذكر ممدود في الجلد وعجان المراة الوترة التى بين قبلها وثعلبتها ( وعاجنة المكان وسطه ) قال الاخطل * بعاجنة الرحوب فلم يسيروا * ( واعجن ركب العجناء وهى ( السمينة ) من النوق ( و ) اعجن ( ورم عجانه والمتعجن والعجن ككتف البعير المكتنز سمنا ) كانه لحم بلا عظم ( وناقة عاجن لا يقر الولد في رحمها ) * ومما يستدرك عليه العجين معروف وقد عجنت المراة تعجن من حد ضرب عجنا اعتجنت اتخذت عجينا والمعجون كل دواء خلطت اجزاؤه وعجنت مع بعضها واعجن الرجل اسن وايضا جاء بولد عجينة وهو الاحمق والاعجن من الضروع اقلها لبنا واحسنها مراة وقد تكون العجناء غزيرة وقد تكون بكيئة وابن حمراء العجان الاعجمي وجمع العجان اعجنة وعجن ( العجاهن بالضم القنفذ ) حكاه أبو حاتم ( والذى ليس بصريح النسب و ) ايضا ( صديق الرجل المعرس فإذا دخل ) بها ( فلا عجاهن ) له قال الراجز ارجع الى بيتك يا عجاهن * فقد مضى العرس وانت واهن ( و ) هو بعينه ( الرسول بين العروس واهله ) يجرى بينهما بالرسائل ( في الاعراس ) قال تابط شرا ولكننى اكرهت رهطا واهله * وارضا يكون العوص فيها عجاهنا ( وهى بهاء و ) قد ( تعجهن ) الرجل صار عجاهنا وذلك إذا ( لزمها حتى بنى عليها و ) العجاهن ( الخادم و ) ايضا ( الطباخ والعجاهنة بالفتح جمعه ) قال الكميت وينصبن القدور مشمرات * ينازعن العجاهنة الرئينا الرئين جمع الرئة ( و ) العجاهنة ( بالضم الماشطة ) إذا لم تفارق العروس حتى يبنى بها ( عدن بالبلد يعدن ويعدن ) من حدى ضرب ونصر ( عدنا وعدونا اقام ومنه جنات عدن ) أي جنات اقامة لمكان الخلد وجنات عدن بطنانها وبطنانها وسطها وبطنان
الاودية المواضع التى يستر بض فيها ماء السيل فيكرم نباتها ( و ) عدنت ( الابل ) بمكان كذا تعدن وتعدن عدنا وعدونا اقامت في المرعى وخص بعضهم به الاقامة ( في الحمض ) وقيل صلحت و ( استمرته ونمت عليه ولزمته ) قال أبو زيد ولا تعدن الا في الحمض وقيل يكون في كل شئ ( فهى عادن ) بغير هاء ( و ) عدن ( الارض يعدنها ) عدنا ( زبلها ) أي اصلحها بالزبل ( كعدنها ) بالتشديد ( و ) عدن (1/8105)
( الشجرة ) يعدنها عدنا ( افسدها بالفاس ونحوها و ) عدن ( الحجر ) عدنا ( قلعه ) بالفاس ( والمعدن كمجلس ) وحكى بعضهم كمقعد ايضا وليس بثبت ( منبت الجواهر من ذهب ونحوه ) سميت بذلك ( لاقامة اهله فيه دائما لا يتحولون عنه شتاء ولا صيفا ( أو لانبات الله عزوجل اياه فيه ) واثباته اياه في الارض حتى عدن أي ثبت فيها ( و ) قال الليث المعدن ( مكان كل شئ ) يكون ( فيه اصله ) ومبدؤه نحو معدن الذهب والفضة والاشياء والجمع المعادن ومنه حديث بلال بن الحرث انه اقطعه معادن القبلية وهى المواضع التى تستخرج منها جواهر الارض ( و ) المعدن ( كمنبر الصاقور ) شبه الفاس ( وعدن به الارض تعدينا ضربها به ) ليصلحها وكذلك وجن به ومرن به ( و ) عدن ( الشارب امتلاء ) مثل اون وعدل ( و ) العدان ( كسحاب ع ) من ديار تميم سيف كاظمة وقيل ماء لسعد بن زيد مناة بن تميم قال يزيد بن الصعق جلبنا الخيل من تثليث حتى * ورده على اوارة فالعدان ( و ) قيل العدان ( ساحل البحر ) كله كالطف قال لبيدبن ربيعة العامري ولقدء يعلم صحبى كلهم * بعد ان السيف صبرى ونقل ( و ) فال شمر عدان موضع على سيف البحر ورواه أبو الهيثم بكسر العين قال ابن الاعرابي العدان ( حافة النهر ) وكذلك ضفته وعبرته ومعبره وبرغيله ( و ) العدان ( من الزمان سبع سنين يقال مكثوا ) في غلاء السعر ( عدانا ) أو عدانين وهما اربع عشرة سنة ( و ) العدانة ( بهاء الجماعة ) من الناس ( ج عدانات ) عن ابى عمرو وانشد بنى مالك لدا الحصير وراءكم * رجالا عدانات وخيلا اكاسما قال ابن الاعرابي رجال عدانات مقيمون وقال غيره العدانات الفرق من الناس ( والعيدان النخل الطوال مر ( في الدال ) لان وزنه فعلان ( وعدنان ) بن اد بن ادد بن الهميسع ( أبو معد ) القبيلة المشهورة وعدنان الجد الحادى والعشرون لسيدنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وضبطه الافطسى النسابة بضم العين والثاء مثلثة وكل من كان منهم بالشام واليمن ومصر والغرب فهم مقيمون على نسبهم في عدنان * قلت وضبطه ابن حبيب كضبط شيخ الشرف وضبطه ابن الحباب النسابة كضبط الافطسى وقيل كالاول ولكن داله مفتوحة ( والعدينة والعدانة ) كسفينة وسحابة ( رقعة ) منقشة تكون ( في اسفل الدلو ) وقال أبو عمرو في اطراف عرا المزادة ( ج عدائن ) قال * والغرب ذو العدينة الموعبا ( وغرب معدن كمعظم ) قطع اسفله ثم ( خرز بها ) وقال ابن شميل الغرب يعدن إذا صغر الاديم وارادوا توفيره زادو اله في ناحية منه رقعة قال وكل رقعة تزاد في الغرب فهى عدينة وهى كالبنيقة في القميص ( و ) المعدن ( كمحدث مخرج الصخر من المعدن ) ثم يكسره ( يبتغى فيه الذهب ونحوه ) وبه فسر أبو سعيد قول المخبل خوامس تنشق العصا عن رؤسها * كما صدع الصخر الثقال المعدن ( والعدودنى السريع ) من الابل ( أو الشديد ) منها ( أو منسوب الى فحل ) اسمه عدودن ( أو ) الى ( ارض ) اسمها كذلك ( وعدن ابين محركة جزيرة باليمن اقام بها ابين ) رجل من حمير فنسب إليه ويقال فيه ابين بالكسر ويبين بالياء هكذا جزم به غير واحد من الائمة ونقل شيخنا عن حواشى الكشاف للفاضل اليمنى وهو اعرف ببلاده ابين اسم قصبة بينها وبين عدن ثمانية فراسخ اضيفت إليها لادنى ملابسة اه قال قال شيخنا وهو ينافى قول المصنف رحمه الله تعالى * قلت لا منافاة فان كلا الموضعين نسب الى ابين فاحدهما سمى باسمه والثانى لاقامته فيه كثيرا ويكفى في تعليل اسماء المواضع ادنى مناسبة واغرب من ذلك ما نقله ابن الجوانى النسابة عند ذكره اولاد عدنان ما نصه وعدن رجل وهو صاحب عدن فان صح هذا فقول الفاصل قريب للحق فيكون الموضع سمى باسم عدن بن عدنان وابين باسم رجل من حمير واضيف هذا إليه لقربه منه ويدلك على هذا قوله ( وعدن لاعة ة بقربه ) أي بقرب عدن اضيفت الى لاعة وقال بعض النسابين ان عدنا نسبت الى عدن بن سبا بن نفثان بن ابراهيم اول من نزلها وعدن اليوم فرضة اليمن ومقر كل فضل مستحسن ( وعدنة محركة ع بناحية الربذة ) وقال نضر هو في جهة الشمال من الشربة قال أبو عبيدة في عدنة عريتنات واقرو الزوراء وعرا عرو كثيب مياه ( و ) عدنة ( اسم ) رجل وهو عدنة بن اسامة قال الامير هكذا وجدته بخط ابن عبدة النسابة وضبطه الدار قطني عدية كسمية ( و ) عدنة ( بالضم ثينة قرب ملل ) وقال نصر هضبة ( و ) عدان وعدنية ( كسحاب
وجهينة من اسمائهن وعيدنت انخلة صارت عيدانة ) أي طويلة وقد ذكر في الدال * ومما يستدرك عليه عدن البلد توطنه ومركز كل شئ معدنه والمعادن الاصول وهو معدن للخير والكرم إذا جبل عليهما على المثل والعدان كسحاب موضع العدون وتركت ابل بنى فلان عوادن بمكان كذا أي مقيمات به والعدان بالكسر فالتشديد الزمان منهم من جعله فعلا لا من العدن وقال الفراء الاقرب عندي انه فعلان من العدو العداد وقد ذكر في موضعه وخف معدن كمعظم زيد في آخر الساق منه زيادة حتى اتسع والعدان قبيلة من بنى اسد قال الشاعر بكى على قتل العدان فانهم * طالت اقامتهم ببطن برام والاعدان ماء لبنى مازن من تميم نقله ياقوت وسكة عدني بفتح فسكون بنيسابور والعدنى من ينسج الثياب العدنية بنيسابور منهم (1/8106)
أبو سعد محمد بن ابراهيم بن الحريري النساج مات ببغداد بعد الثلاثين وخمسمائة وذو عدينة كجهينة قرية بثغر باليمن منها الحسين ابن على بن الحسين بن اسمعيل الزبيدى العدينى الفقية المحدث مات سنة نيف وثلاثين وستمائة نقله الحافظ وعليه عدنيات أي ثياب كريمة واصلها النسبة الى عدن تقول مرت جوار مدنيات عليهن رياط عدنيات وكثر حتى قيل للرجل الكريم الاخلاق عدني كما قيل للنفيس من كل شئ عبقري كما في الاساس وعدان كشداد قصر لاخت الزباء على الفرات عن نصر * ومما يستدرك عليه العيد شون دويبة ذكره صاحب اللسان وتقدم للمصنف في حرف الشين وما يتعلق به ( العذانة كسحابة ) اهمله الجوهرى وفى اللسان ( الاست ) يقولون كذبت عذانته وكدانته بمعنى واحد * ومما يستدرك عليه اعذن الرجل إذا آذى انسانا بالمخالفة عن ابن الاعرابي والعذنى بضم ففتح الرجل الكريم الاخلاق عن الخارزنجى وقال الزمخشري اراه تصحيفا والصواب بالعين والدال المهملة وعذيون كصهيون مدينة من اعمال صيد اعلى ساحل دمشق عن ابن عساكر ( العرن محركة والعرنة بالضم و ) العران ( ككتاب داء ياخذ في آخر رجل الدابة ) كالسحج في الجلد ( يذهب الشعرا وتشقق ) يصيب الخيل ( في ايديها أو ارجلها أو جسوة تحدث في رسغ رجل الفرس ) والدابة وموضع ثنتها من اخر للشئ من الشقاق أو المشقة من ان يرمح جبلا أو حجر أو قد ( عرنت كفرح ) تعرن عرنا ( فهى عرنة وعرون ) وهو عرن ( وعرن البعير يعرنه ويعرنه ) من حدى ضرب ونصر عرنا ( وضع في انفه العران و ) العرين ( كامير ماوى الاسد ) الذى يالفه يقال ليث عرين وليث غابة ( و ) العرين ايضا ماوى ( الضبع والذئب والحية كالعرينة ) وانشد ابن سيده للطرماح يصف رجلا احم سراة اعلى اللون منه * كلون سراة ثعبان العرين وقال آخر ومسر بل حلق الحديد مدجج * كالليث بين عرينة الاشبال ( ج ) عرن ( ككتب و ) العرين ( هشيم العضاه و ) ايضا ( جماعة الشجر ) الملتف هذا هو الاصل يكون فيه اسد ام لا ( و ) العرين ( اللحم ) وانشد ابن برى لمدرك بن حصن رغا صاحبي عند البكاء كما رغت * موشمة الاطراف رخص عرينها ( و ) عرين ( بطن ) من بنى تميم وانشد الازهرى لجرير عرين من عرينة ليس منا * برئت الى عرينة من عرين وقال القزار عرين في هذا البيت اسم رجل بعينه وقال الاخفش عرين في هذا البيت بنو ثعلبة بن يربوع زاد ابن برى بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ( و ) ايضا ( صياح الفاختة ) وفى التهذيب في ترجمة عزهل إذا سعدانة السعفات ناحت * عز اهلها سمعت لها عرينا العرين الصوت ( و ) العرين ( فناء الدار والبلد ) ومنه الحديث ان بعض الخلفاء دفن بعرين مكة أي بفنائها وكان دفن عند بئر ميمون العرين في الاصل ماوى الاسد شبهت به لعزها ومنعتها زادها الله تعالى عزا ومنعة ( و ) العرين جماعة ( الشوك ) والعضاه كان فيه اسدا ولم يكن ( و ) العرين ( معدن ) بتربة عن نصر ( و ) العرين فناء ( الفريسة والعز ) على التشييه ( و ) ايضا ( حجر الضب وعرنت الدار عرانا بالكسر ) أي ( بعدت ) وذهبت جهة لا يريدها من يحبها ( وديار عران وعارنة بعيدة ) الاولى وصفت بالمصدر قال ابن سيده وليست عندي بجمع كما ذهب إليه اهل اللغة قال ذو الرمة الا ايها القلب الذى برحت به * منازل مى والعران الشواسع ( والعرنين بالكسر الانف كله ) وبه فسر حديث الحلية اقنى العرنين ( أو ما صلب من عظمه ) وقيل عرنين الانف تحت مجتمع الحاجبين وهو اول الانف حيث يكون فيه الشمم أو عرنينه ارنبة * شماء مارنها بالمسك مرثوم واستعاره بعض العلماء للدهر فقال * اصبح الدهر ذو العرنين قد جدعا * والجمع العرانين قال كعب * شم العرانين ابطال ليوثهم * ( و ) العرنين ( من كل شئ اوله ) ومنه عرانين السحاب اوائل مطره قال امرؤ القيس يصف غيثا كان ثبيرا في عرانين ودقه * من السيل والغثاء فلكة مغزل ( و ) من المجاز العرنين ( السيد الشريف ) وعرانين الناس وجوههم وسادتهم واشرافهم قال العجاج يصف جيشا * تهدى قداماه عرانين مضر * ( والعرانية بالضم مد السيل ) قال عدى بن زيد العبادي
كانت رياح وماء ذو عرانية * وظلمة لم تدع فتقا ولا خللا ( و ) العرانية ( قاموس البحر ) وقيل ما يرتفع في اعالي الماء من غوارب الموج وماء ذو عرانية إذا كثروا رتفع عبابه ( وبالفتح ) عرانية ( بن جشم في بلقين والعرن محركة الغمر ) حكى ابن الاعرابي اجد رائحة عرن يديك أي غمرهما وقيل العرن رائحة لحم له غمر (1/8107)
وهو العرم ايضا ( و ) ايضا ( ريح الطبيخ كالعرن بالكسر ) الاولى عن كراع ( و ) العرن ( الدخان و ) ايضا ( شجر يدبغ به ) ومنه سقاء معرون أي مدبوغ به ( و ) ايضا ( اللحم المطبوخ ) عن ابن الاعرابي وقيل اللحم مطلقا ( و ) العرن ( ككتف من يلزم الياسر حتى يطعم من الجزور
و ) العرن ( فرس عدى بن امية الضبى أو فرس عمير بن جبل البجلى و ) العران ( ككتاب عود البكرة ) الذى يشد به الخطاف على تشبيه بعود الابل حكعه اعرنة ( و ) العران ( البعد ) وديار عران وصفت بالمصدر كما تقدم ( و ) العران ( القتال و ) ايضا ( وجار الضبع ) وهو ماواه ( و ) ايضا ( القرن و ) ايضا ( المسمار ) عن الجوهرى زاد الهجرى الذى يضم بين السنان والقناة قال ( و ) منه ( رمح معرن كمعظم ) إذا ( سمرسنانه به ) وقال غيره رمح معرن مسمر السنان ( و ) عرينة ( كجهينة قبيلة ) من العرب في بجيلة وهم عرينة بن نذير بن قسر بن عبقر ( منهم العرنيون المرتدون ) الذين استاقوا ابل النبي صلى الله عليه وسلم وسملوا اعين الرعاة فسمل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم اعينهم ( والعرنة بالكسر عروق العرنين ) هكذا في النسخ والصواب العرنتن ( و ) قال الازهرى العرنة ( خشب الظمخ ) واحدتها ظمخه شجرة على صورة الدلب يقطع منها خشب القصارين التى تدفن وقال ابن السكيت هو شجر يشبه العوسج الا انه اضخم منه وهو اثيث الفرع وليس له سوق طوال ( وسقاء معرون دبغ به و ) العرنة ( الصريع ) الشديد ( الذى لا يطاق ) قال الفراء إذا كان الرجل صريعا خبيثا قيل هو عرنة لا يطاق قال ابن احمر يصف ضعفه ولست بعرنة عرك سلاحي * عصا مثقوفة تقص الحمارا يقول لست بقوى ثم ابتدا فقال سلاحي عصا اسوق بها حماري ولست يمقرن لقرني وقال ابن برى في العرنة الصريع هو مما يمدح به ( وعرنان بالكسر جبل ) مما يلى جبال صبح من بلاد فزارة وقيل رمل في بلاد عقيل قاله نصر وقيل هو جبل بالجناب دون وادى القرى الى فيد ( واعرن ) الرجل ( دام على اكل ) العرن وهو ( اللحم ) المطبوخ عن ابن الاعرابي ( و ) اعرن الرجل ( تشقق ) كذا في النسخ والصواب تشققت ( سيقان فصلانه و ) اعرن ( وقعت الحكة في ابله ) قال ابن السكيت هو قرح ياخذه في عنقه فيحتك منه وربما برك الى اصل شجرة واحتك بها قال ودواؤه ان يحرق عليه الشحم ( وخيفان بن عرانة كثمامة قدم على النبي صلى الله عليه وسلم ) فيه شيئان الاول ان الصواب في ضبط والده كرمانة وهكذا ضبطه الحافظ وغيره والثانى ان خيفان هذا انما قدم على عثمان رضى الله تعالى عنه فقال كيف تركت افاريق العرب الحديث بطوله ذكره ابن قتيبة في غريب الحديث قهو إذا تابعي تأمل ذلك ( وعرن ) عرونا مثل ( مرن ) مرونا ( و ) مرن ( السهم ) مرنا ( رصفه ) ترصيفا ( وبطن عرنة كهمزة ) وحكى بعض فيه بضمتين وليس بثبت ( بعرفات ) ومنه الحديث وارتفعوا عن بطن عرنة وقال نصر عرنة من عرفة وبطن عرنة مسجد عرفة والمسيل كله ( وليس من الموقف ) ذكره القرطبى وفيه خلاف طويل للفقهاء وبخط النووي رحمه الله تعالى ليست عرنة من عرفات قيل هي مجاورة لها ( والعارن الاسد ) لخبثه وشدته ( وسموا معرونا وعينا كزبير ورمان ) واما برد بن عرين فقال عبد الغنى هو كامير وضبطه الامير كزبير * ومما يستدرك عليه العرن محركة شبيه بالبثر يخرج بالفصال في اعناقها تحتك منه قال ابن برى ومنه قول رؤية يحك ذفراه لاصحاب الضفن * تحكك الاجرب ياذى با العرن والعرن اثر المرقة في يد الاكل عن الهجرى والعرين الاجمة والعران ككتاب الشجر المنقاد المستطيل وايضا الدار البعيدة وايضا الطريق ولا واحد لها وبه فسر قول دى الرمة السابق والعرنة بالكسر الجافي الكز من الرجال وقال أبو عمرو هو الذى يخدم البيوت وسقاء معرن كمعظم دبغ بالعرنة والعرنة خشبة القصارين يدق عليها والتى يدق بها امئجنة والكدن عن ابن خالوية والعران كشداد بائع خشب العرنة وعرينة كجهينة بطن من قضاعد وابن الكلحبة العرنى الشاعر من بنى عرين الذين ذكرهم المصنف وعرونة بالضم موضع وعرنات بضمتين موضع دون عرفات الى انصاب الحرم قال لبيد رضى الله تعالى عنه والفيل يوم عرنات كعكعا * إذ ازمع العجم به ما ازمعا وعرنان بالكسر عائط واسع منخفض من الارض قال امرؤ القيس كانى ورحلي فوق احقب قارح * بشربة اوطا وبعرنان موجس والعرنتان بالضم النكتتان تكونان فوق عين الكلب ومنه الحديث اقتلوا من الكلاب كل اسود بهيم ذى عرنتين وعروان جبل
بمكة عن نصر ( العربون بالضم وكحلزون وقربان ما عقد به البيع ) وتسميه العامة اربون ( وعربنه اعطاه ذلك ) ذكره ابن الاثير في عرب بتصاريفه واورده المصنف هناك ايضا وفيه ايماء الى القول بزيادة النون واورده ههنا بناء على اصالتها وفيه خلاف والصحيح زيادتها * ومما يستدرك عليه العربون بالفتح لغة فيه نقله أبو حيان وهو يؤيد زيادة النون لفقد فعلول دون فعلون ويقال رمى فلان بالعربون محركة إذا سلح ( العرتن كجعفر ) عن الخليل ( والعرتن محركة ) والتاء مكسورة ( وتضم التاء ) أي مع التحريك ( والاصل عرنتن كقرنفل ) بفتح القاف والراء وسكون النون وضم الفاء ( وكجعنفل أو تثلث تاوه ) حذفت نونه وترك على صورته ( والعرتون كزرجون ) باشباع الضمة حتى صارت واوا ( شجر ) خشن يشبه العوسج الا انه اضخم وهو اثيث الفرع وليس له سوق طوال يدق ثم يطبخ و ( يدبغ به ) فيجئ اديمه احمر ( واديم معرتن مدبوغ به ) وقد عرتنه به ( وعريتنات بالضم ع ) (1/8108)
وقد ذكر صرفه وقال أبو عبيدة عريتنات ماء بعدنة نقله نصر ( العرجون كزنبور العذق ) عامة ( أو ) هو العذق ( إذا يبس واعوج أو اصله ) الذى يعوج وتقطع منه الشماريخ فيبقى على النخل يابسا ( أو عود الكباسة ) عن ثعلب وقال الازهرى العرجون اصفر عريض شبه الله تعالى به الهلال لما عاد دقيقا قال الله تعالى حتى عاد كالعرجون القديم قال ابن سيده في دقته واعوجاجه وقول رؤية * في خدر مياس الدمى معرجن * يشهد بكون نون عرجون اصلا وان كان فيه معنى الانعراج فقد كان القياس على هذا ان تكون نون عرجون زائدة كزيادتها في زيتون غير ان بيت رؤبة هذا منع ذلك واعلم انه اصل رباعى قريب من لفظ الثلاثي كسبطر من سبط ودمثر من دمث الا ترى انه ليس في الاسماء فعلن وانما هو في الاسماء نحو علجن وخلبن ( أو ) العرجون ( نبت ) ابيض وقال ثعلب العرجون نبت ( كالفطر يشبه الفقع ) ييبس وهو مستدير وقيل ضرب من الكماة قدر شبرا ودوين ذلك وهو طيب ما دام غضا ( ج عراجين ) وانشد ثعلب لتشبعن العام ان شئ شبع * من العراجين ومن فسو الضبع ( وعرجن الثوب صور فيه صورها ) ومنه قول رؤبة السابق أي مصور فيه صور النخل والدمى ( و ) عرجن فلان ( فلانا ضربه بها و ) قيل عرجنه ( طلاه بالدم أو بالزعفران أو بالخضاب ) * ومما يستدرك عليه عرجنه بالعصا ضربه بها * ومما يستدرك عليه العرضى عدو في اشتقاق نقله الازهرى في الرباعي عن الليث وانشد * تعدو العرضنى خيلهم حراجلا * وقال ابن الاعرابي في اعتراض ونشاط وقال أبو عبيد العرضنة الاعتراض في السير والنشاط ولايقال ناقة عرضنة وامراة عرضنة ضخمة قد ذهبت عرضنا من سمنها ( العرهون كزنبور الفطر من الكماة ) وقال ابن برى شي يشبه الكماة في الطعم ( ج عراهين و ) قال الفراء ( جمل عراهن ) وعراهم وجراهم ( كعلابط ضخم ) عطيم * ومما يستدرك عليه قال أبو عمرو العرهون والعرجون والعرجد كله الاهان وقال ابن برى عرهان كعثمان موضع ( اعزن فلانا ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي اعزن الرجل ( قاسمه في النصيب فاخذ كل نصيبه ) ونص ابن الاعرابي قاسم نصيبه فاخذ هذا نصيبه وهذا نصيبه قال الازهرى وكان النون مبدلة من اللام في هذا الحرف وقال شيخنا رحمه الله تعالى اسقاط قوله في النصيب اولى من ذكره لما في اثباته من القلق والايهام * قلت هو مذكور في نص ابن الاعرابي ونقله الازهرى هكذا وسلمه ( العسن الطول مع حسن الشعر والبياض ) عن ابى عمرو ( و ) عسن ( ع ) قال كان عليهم بجنوب عسن * فماما يستهل ويستطير ( و ) العسن ( بالكسر المثل والنضير و ) ايضا ( الشحم ) القديم ( ويثلث ) يقال سمنت الناقة على عسن الفتح عن يعقوب حكاها في البدل والضم ذكره ابن سيده وكذلك بضمتين واما الكسر فلم اجد من حكاه قال القلاخ * عراهما خاظى البضيع ذا عسن * وقال قعنب بن ام صاحب * عليه مزنى عام قد مضى عسن * ( وبالضم السمن و ) العسن ( بضمتين وبالتحريك نجوع العلف ) والرعى ( في الدابة وقد ) عسنت الدابة عسنا و ( عسن فيها الكلا كفرح ) إذا نجع وسمنت ( و ) العسن ( ككتف الدابة الشكور ) وهى التى يظهر فيها اثر الرعى ( من الارض بقية الحطب وجذوله وتعسن اباه اشبهه ) أي نزع إليه في الشبه كتاسله وتاسنه ( و ) تعسن ( الشئ طلب اثره ) ومكانه ( و ) تعسنت ( الارض انبتت شيا من النبات كاعسنت وعسن الجدب الابل تعسينا خفف ) لحمها واقل ( شحمها والعوسن كجوهر الطويل فيه جنا ) أي ميل ( و ) يقال ( ما هو من عيسانه ) أي ( من رجاله ) وهو بالغين المعجمة اصح كما سيأتي ( واستعسن البعير اكل قليلا ) * ومما يستدرك عليه عسنت الدابة كثر شعرها عن ابن القطاع واعسن البعير سمن سمنا حسنا عن ابى عمرو قال وناقة عاسنة وعسنة شكور وقال ثعلب العسن بضمتين ان يبقى الشحم الى قابل ويعتق وبالضم وبضمتين اثر يبقى من شحم الناقة ولحمها والجمع اعسان وكذلك بقية الثوب قال العجير السلولى
يا اخوى من تميم عرجا * تستخبر الربع كاعسان الخلق ونوق معسنات ذوات عسن قال الفرزدق فخضت الى الانقاء منها وقد يرى * ذوات النقايا المعسنات مكانيا والعسن يضمتين جمع اعسن وعسون وهو السمين ويقال للشحمة العسنة كهمزة وجمعها عسن والتعسين قلة الشحم في الشاة وايضا قلة المطر وكلا معسن كمعظم ومحدث الاخيرة عن ثعلب لم يصبه مطر ومكان عاسن ضيق قال فان لكم ما قط عاسنات * كيوم اضربا لرؤساء اير وهو على اعسان من ابيه أي طرائق واحدها عسن والعسن بالفتح العرجون الردئ وهى لغة رديئة وقد تقدم انه العسق وهى رديئة ايضا وقال أبو تراب سمعت غير واحد من الاعراب يقول فلان عسل مال وعسن مال إذا كان حسن القيام عليه ( عشن وعشن واعتشن قال برايه وخمن ) قال ابن الاعرابي العاشن المخمن ( و ) العشانة ( كثمامة لقاطة التمر ) وقيل ما يبقى في اصل السعفة من التمر ( و ) العشانة ( اصل العشانة ( اصل السعفة ) وقال أبو زيد يقال لما بقى في الكباسة من الرطب إذا لقطت النخلة العشانة ( كالعشان ) (1/8109)
وكذلك البذارة ( وابو عشانة من كناهم ) وهو حى بن يومن المعافرى تابعي عن عقبة بن عامر الجهنى وعنه عمرو بن الحرث وعنه عمرو بن الحرث ( واعتشن المخلة تتبع كرابتها ) فاخذها ( كتعشنها و ) اعتشن فلانا واثبه بغير حق ) * ومما يستدرك عليه اعشن الرجل قال برايه نقله الازهرى عن الفراء والعشانة كثمامة الكربة عمانية وحكاها كراع بالغين معجمة ونسبها الى اليمن ( العشوزن العسر ) الخلق ( الملتوى من كل شئ و ) ايضا ( الشديد الخلق كالعشنزن ) وفى النسخ والصواب عشاوز بالزاى في آخره وتقدم شاهده من قول الشماخ في الزاى ( والعشزنة الخلاف ) بقى ان نون عشوزن اصلية كما يدل له سياق المصنف والجوهري وغيرهما من الائمة وقد تقدم للمصنف في عشر ما نصه العشز فعل ممات وهو غلظ الجسم ومنه العشوزن الغليظ من الابل قال الصاغانى رحمه الله تعالى هناك والنون زائدة فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه ناقة عشوزنة غليظة الجسم والعشوزن ما صعب مسلكه من الاماكن قال رؤية * اخذك بالميسور والعشوزن * وقناة عشوزنة صلبة قال عمرو بن كلثوم عشوزنة إذا غمزت ارنت * تشج قفا المثقف والجبينا وحكى ابن برى عن ابى عمرو العشوزن الاعسر وهو عشوزن المشية إذا كان يهز عضديه ( اعصن الامر ) اهمله الجوهرى وفى اللسان ( اعوج وعسر ) * ومما يستدرك عليه اعصن الرجل شدد على غريمه وتملكه ( العطن محركة وطن الابل و ) قد غلب على ( مبركها حول الحوض و ) ايضا ( مريض الغنم حول الماء ) عن ابن الكيت ومنه الحديث استوصوا بالمعزى خير أو انقشو اله عطنه وقال الليث كل مبرك يكون مالفاله فهو عطن له بمنزلة الوطن للغنم والبقر ( ج اعطان ) ومنه الحديث نهى عن الصلاة في اعطان الابل ( كالمعطن ) كمقعد ( ج معاطن ) قال الليث معنى معاطن الابل في الحديث مواضعها وانشد ولا تكلفني نفسي ولا هلعى * حرصا اقيم به في معطن الهون وقال ابن السكيت وتقول هذا عطن الغنم ومعطنها لمرابضها حول الماء وقال الازهرى اعطان الابل ومعاطنها لا تكون الا مباركها على الماء وفيه تعريض على الليث حيث فسر المعاطن بالمواضع وقال ابن الاثير انما نهى عن الصلاة في اعطان الابل لان الابل تزدحم في لمنهل فإذا شربت رفعت رؤسها ولا يؤمن من نفارها في ذلك الموضع فتؤذى المصلى عندها أو تلهيه عن صلاته أو تنجسه برشاش ابوالها ( و ) قول ابى محمد الحذلمى * وعطن لاذبان في قمقامها * لم يفسره ثعلب وقد يجوز ان يكون ( عطن تعطينا اتخذه ) كقولك عشش الطائر إذا اتخذ عشا ( وعطنت الابل ) عن الماء ( كنصر وضرب عطونا وعطنت ) بالتشديد ( فهى عاطنة من ) ابل ( عواطن وعطون ) بالضم ولا يقال ابل عطان ( رويت ثم بركت ) قال كعب يصف الحمر ويشربن من بارد قد عملن * بان لادخال ولاعطونا ( واعطنها ) سقاها ثم انا خها و ( حبسها عند الماء فبركت بعد الورود ) لتعود فتشرب قال لبيد رضى الله تعالى عنه عافتا الماء فلم نعطنهما * انما يعطن اصحاب العلل ( والاسم العطنة محركة واعطن القوم عطنت ابلهم ) ومنه حيث الاستسقاء فما مضت سابعة حتى اعطن الناس في العشب اراد ان المطر طبق وعم البطون والظهور حتى اعطن الناس ابلهم في المراعى ( وهم قوم عطان كرمان وعطون وعطنة محركة ) وعاطنون ( نزلوا في المعاطن و ) قيل ( العطون ان تراح الناقة بعد شربها ) ومنه حديث اسامة وقد عطنو مواشيهم أي اراحوها سمى المراح وهو ماواها عطنا ( أو ) هو ( ردها الى العطن ينتظر بها لانها لم تشرب اولا ثم يعرض عليها الماء ثانية أو هو ان تروى ثم تترك ) كذا في النسخ والصواب ثم تبرك قال الازهرى وانما تعطن العرب الابل على الماء حين تطلع الثريا وتجع الناس من النجع الى المحاضر وانما يعطنون النعم يوم ورودها فلا يزالون كذلك الى وقت مطلع سهيل في الخريف ثم لا يعطنونها بعد ذلك ولكنها ترد
الماء فتشرب شربتها وتصدر عن الماء ( و ) من المجاز هو ( رحب انعطن محركة وواسع العطن أي ( كثير المال واسع الرحل رحب الذراع وعطن الجلد كفرح ) عطنا ( وانعطن ) إذا ( وضع في الدباغ وترك فافسد وانتن ) فهو عطن ( أو نضح عليه الماء ) ولف ( فدفنه ) يوما وليلة ( فاسترخى ) صوفه أو ( شعره لينتف ) ويلقى بعد ذلك في الدباغ وهو حينئذ انتن ما يكون وقال أبو زيد عطن الاديم إذا انتن وسقط صوفه في العطن والعطن ان يجعل في الدباغ وقال أبو حنيفة العطن الجلد استرخى صوفه من غيران يفسد ( وعطنه يعطنه ويعطنه فه معطون وعطين وعطنه ) بالتشديد إذا ( فعل به ذلك ) ومنه حديث على رضى الله تعالى عنه اخذت اهابا معطونا فادخلته عنقي المعطون المنتن المتمزق الشعر وقيل العطن في الجلد ان يؤخذ غلقة وهو نبت أو فرث أو ملح فيلقى الجلد فيه حتى ينتن ثم يلقى بعد ذلك في الدباغ والذى ذكره لجوهري في هذا الموضع قال ان يؤخذ العلقى فيلقى الجلد فيه حتى ينتن ثم يلقى بعد ذلك في الدباغ قال ابن برى قال على بن حمزة العلقى لا يعطن به الجلد وانما بعطن بالغلقة نبت معروف ( و ) العطان ( ككتاب فرث أو ملح يجعل في الاهاب لئلا يبتن و ) من المجاز ( رجل عطين ) منتن البشرة ( و ) يقال انما هو ( عطينة ) إذا دم في امر ( منتن ) كالاهاب المعطون ( وعاطنة مرسى ببحر اليمن و ) يقال ( ضربوا بعطن ) محركة إذا ( رووا ثم اقاموا على الماء ) وضربت الناقة بعطن إذا بركت (1/8110)
وقال ابن الاتير في تفسير حديث الرؤيا فاروى الظمئة حتى ضربت بعطن قال يقال ضربت الابل بعطن إذا بعطن إذا رويت ثم بركت حول الماء أو عند الحياض المتعاد الى الشرب مرة اخرى لتشرب عللا بعد نهل قاذا استوفت ردت الى المراعى والاظماء * ومما يستدرك العطن العرض وانشد شمر لعدى بن زيد عليه ضاهر الاثواب يحمى عرضه * من ختى الذمة أو طمث العطن واهب عطنة منتنة الريح وقال أبو زيد موضع العطن العطنة محركة * ومما يستدرك عليه عطن الرجل إذا غلظ جسمه عن ابن الاعرابي كما في اللسان ( عفن في الجبل ) عفنا ( صعد ) كعثن كلتاهما عن كراع وانشد حلفت بمن ارسى ثبيرا مكانه * ازوركم ما دام للطود عافن وقد ذكر في عثن ( و ) عفن ( اللحم ) يعفنه عفنا ( غيره كعفنه ) بالتشديد ( فهو عفن ) ككتف ( ومعفون و ) عفن ( الحبل كفرح عفنا ) محركة ( وعفونة فهو عفن وتعفن فسد ) من ندوة وغيرها ( فتفتت عند مسه ) وقال الازهرى العفن الذى فيه ندوة ويحبس في موضع مغموم فيعفن ويفسد وفي قصة ايوب عليه السلام عفن من القيح والدم جوفي أي فسد من احتباسهما فيه ( وعفان كشداد اسم ) وهو فعلان من عفن ( ويصرف ) ويمنع ان كان فعلانا من عف وقد تفدم ( و ) عفان ( خور بالسند واعفن الرجل تثقب اديمه ) * ومما يستدرك عليه عفنى كسكرى مدينة ببلاد السودان ( العفاهن كعلابط ) اهمله الجوهرى وفى اللسان هي ( الناقة القوية الجلدة ) قى بعض اللغات ( عقنة كحمزة ) اهمله الجوهرى وهى ( قلعة باران ) وقال الازهرى اما عقن فانى لم اسمع من مشتقاته شيا مستعملا ( وعقيمون كصهيون بحر من الريح تحت العرش فيه ملائكة من ريح معهم رماح من ريح ناظرين الى العرش تسبيحهم سبحان ربنا الاعلى ) قال شيخنا هذا ليس من اللغة في شئ بل لا بد له من اصل اصيل من كلام الشارع وينظرما رجه اطلاق البحر على الريح مع ان حقيقته في الماء فتأمل ( والعقيان ) بالكسر ( في الياء ) لانه من عقى يعقى ويجوز ان يكون فعيالا من عقن والاول اصح ( العكنة باضم ما نطوى وتثنى من لحم البطن سمنا ج ) عكن ( كصرد وجارية عكناء ومعكنة كمعظمة ) ذات عكن وذلك إذا ( تعكن بطنها والعكنان ويحرك الابل ويحرك الابل الكثيرة ) العظيمة قال أبو نخيلة السعدى هل باللوى من عكر عكنان * ام هل ترى بالخل ترى بالخل من اظعان وانشد الجوهرى * وصبح الماء بورد عكنان * ( والعكنان الناقة الغليظة الاخلاف ) ولحم الضرة وكذلك الشاة ( و ) العكان ( ككتاب العنق ) كانه لغة في العجان يمانية * ومما يستدرك عليه الاعكان العكن وتعكن الشئ تعكنا ركم بعضه على بعض وانثنى وعكن الدرع ما تثنى منها يقال درع ذات عكن إذا كانت واسعة تتثنى على اللابس من سعتها قال الشاعر يصف درعا لها عكن ترد النبل خنسا * وتهزا بالمعابل والقطاع ( علن الامر كنصر وضرب وكرم وفرح ) يعلن ( علنا ) بالتحريك مصدر الاخير ( وعلانية ) مصدر الثلاثة ففيه لف ونشر غير مرتب ( واعتلن ظهر ) وفشا ( واعلنته و ) اعلنت ( به وعلنته ) بالتشديد ( اظهرته ) وانشد ثعلب حتى يشك وشاة قد رموك بنا * واعلنوا بك فينا أي اعلان وفى حديث الملاعنة تلك امراة اعلنت الاعلان في الاصل الشئ والمراد به انها كانت قد اظهرت الفاحشة ( والعلان ) بالكسر ( والمعالنة والاعلان المجاهرة ) وقيل إذا اعلن كل احد لصاحبه ما في نفسه قال وكفى عن اذى الجيران نفسي * واعلاني لمن يبغى علانى
وانشد ابن برى للطرماح الا من مبلغ عنى بشيرا * علانية ونعم اخو العلان ( وعالنه اعلن إليه الامر ) قال قعنب بن ام صاحب كل يداجى على البغضاء صاحبه * ولن اغالنهم الا كما علنوا ( و ) العلنة ( كهمزة من لا يكتم سرا ) بل يبوح به ( ورجل علانية من ) قوم ( علانين وعلانى من ) قوم ( علانيين ) أي ( ظاهر امره ) عن اللحيانى ( وعلوان الكتاب عنوانه ) زنة ومعنى يجوز ان يكون فعله فعولت من العلانية أو النون بدل عن اللام وقال الليث هي لغة غير جيدة ( و ) علان ( ككتاب حصن قرب صنعاء و ) علانة ( كجبانة حصن قرب ذمار ) * ومما يستدرك عليه اعتلن الامر اشتهروا ستعلن تعرض لان يعلن به وعلن محركة واد في ديار بنى تميم عن نصر وعلان لقب جماعة من المحدثين ممن اسمه على تقدم ذكرهم في عل وابو علانة جد ابى سعد محمد بن الحسين بن عبد الله بن احمد بن الحسن البغدادي من شيوخ ابى بكر الخطيب وابو العلانية البصري تابعي عن ابى سعيد الخدرى رضى الله تعالى عنه وعنه محمد بن سيرين اسمه مسلم ومعلناباذ من نواحى حلب منها الكاتب أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الصفر الموصلي كان ابوه عاملا لسيف الدولة على انطاكية ( العلجن ) كجعفر تقدم ( في الجيم ) لان نونه زائدة ( و ) قال الازهرى ( ناقة ) علجوم و ( علجون بالضم ) أي ( شديدة ) وهى العلجن قال وقال أبو مالك ناقة علجن غليظة وقال غيره مكتنزة الخلق ( عمن بالمكان كضرب وسمع اقام ) فهو عامن وعمون ( و ) العمينة ( كسفينة الارض السهلة ) (1/8111)
يمانية ( و ) عمان ( كغراب رجل ) اشتق من عمن بالمكان ( و ) عمان ( د باليمن ) سمى بعمان بن نفثان بن سبا أخى عدن وقال ابن الاثير عمان على البحر تحت البصرة وقال غيره عند البحرين ( و ) قال الازهرى ( يصرف ) ولا يصرف فمن جعله بلد اصرفه في حالة المعرفة والنكرة ومن جعله بلذة ألحقه بطلحة وأنشد نصر أحب عمان من جى سليمى * وما دهري بحب قرى عمان ( و ) عمان ( كشداد د بالشام ) بالبلقاء بخط النوري رحمه الله تعالى سمعي بعمان بن لوط قال الازهرى يجوز ان يكون فعلان من عم يعم فلا ينصرف معرفة وينصرف نكرة ويجوز أن يكون فعالا من عمن فينصرف في الحالتين إذا عنى به البلد وقال سيبويه لم يقع في كلامهم اسما الا لمؤنث وبه فسر حديث الحوض عرضه من مقامي الى عمان وأنشد نصر في معجمه أمطلع برمى على ولم أقف * بعمان من ذودى حرحة أربعا قال وقد ذكره عبد الرحمن بن حسان في الشعر مخففا ( وأعمن ) صار الى عمان نقله الجوهرى ( و ) قيل أعمن و ( عمن ) إذا ( توجه إليه أو دخله و ) قال أبو عمرو أعمن ( دام على المقام ) بعمان وأنشد ابن برى * من معرق أو مشئم أرمعمن * وقال العبدى فان تتهموا أنجد خلافا عليكم * وإن تعمنوا مستحقبى الحرب أعرق وقال رؤبة * نوى شآم بان أو معمن * ( والعمن بضمتين المقيمون ) في مكان عن ابن الاعرابي ( والعمانية بالضم ) وتشديد الياء ( نخلة بالبصرة لا يزال عليها ) السنة كلها ( طلع جديد وكبائس مثمرة وأخر مرطبة ) * ومما يستدرك عليه دير عمان كغراب من أعمال حلب وقد يقول حمدان الا ناري دير عمان ودير سابان * هجن غرامي وزدن اشجانى ومعنى دير عمان دير الشيخ ذكره ابن العديم في التاريخ ( عن الشئ يعن ويعن ) من حدى ضرب ونصر وبهما روى قول الهذلى كان ملاتى على هزف * يعن مع العشية للرئال ( عنا وعننا ) بفك التضعيف ( وعنونا إذا ظهر أمامك ) ولفطة إذا مستدركة لان المعنى يتم بدونها ( و ) عن يعن ويعن أيضا ( اعترض ) وعرض ( كاعتن ) قال امرؤ القيس * فعن لنا شرب كان نعاجه * أي عرض وقولهم لا أفعله ما عن في السماء نجم أي عرض ( والاسم العنن محركة و ) العنان ( ككتاب ) قال ابن حلزة عننا باطلا وظلما كما تعت * - ر عن حجرة الربيض الظباء وأنشد ثعلب وما بدل من أم عثمان سلفع * من السود ورها العنان عروب ومعنى ورهاء العنان انها تعتن في كل كلام أي تعترض وفى حديث طهفة برئنا اليك من الوثن والعنن الوثن الصنم والعنن الاعتراض كانه قال برئنا اليك من الشرك والظلم وقيل أراد به الخلاف والباطل ومنه حديث سطيح * أم فاز فاز لم به شاو العنن * يريد اعتراض الموت وسبقه وفى حديث على دهمته المنية في عنن جماحه هو ما ليس بقصد ( والعنون الدابة المتقدمة في السير ) وهى التى تبارى في سيرها الدواب فتقدمها وذلك من حمر الوحش قال النابغة كان الرحل شد به خنوف * من الجونات هادية عنون ( والمعن كمن من يدخل فيما لا يعنيه ويعرض في كل شئ ) وقيل هو العريض المتيح ( وهى بهاء ) قال الراجز ان لنا لكنه * معنة مفنه * كالريح حول القنه ( و ) المعن ( الخطيب ) المفوه ( والمعنون المجنون ) ومن أسمائه المهروع والمخفوع والمعتوه والممتوه ( وعنا ناك ) أن تفعل ذاك ( بالضم ) أي ( قصاراك ) أي جهدك وغايتك كانه من لعانة وذلك أن تريد أمر افيعرض دونه عارض فيمنعك منه ويحبسك عنه
قال ابن برى قال الاخفش هو غناماك وأنكر على أبى عبيد عنا ناك وقال النجيرمى الصواب قول أبى عبيد وقال ابن حمزة الصواب قول الاخفش والشاهد عليه قول ربيعة بن مقروم الضبى وخصم يركب العوصاء طاط * عن المثلى غناماه القذاع ( والعنين كأمير من لا يقدر على حبس ريح بطنه و ) العنين ( كسكين من لا يأتي النساء عجزا أو لا يريدهن ) وهى عنينه لا تريد الرجال ولا تشتهيهم وفى وصف النساء بالعنة خلاف نقله شراح نظم الفصيح وقيل سمى عنينا لابه يعن ذكره لقبل المرأة عن يمينه وعن شماله فلا يقصده وقيل العنين هو الذى يصل الى الثيب دون البكر ( والاسم العنانة والتعنين والعنينة بالكسر وتشدد والتعنينة ) والعنينية ( وعنن عن امرأته وأعن وعن بضمهن ) إذا ( حكم القاضى عليه بذلك أو منع عنها بالسحر والاسم ) منه ( العنة بالضم ) وهو مما تقدم كانه اعترضه ما يحبسه عن النساء وفى المصباح والفقهاء يقولون به عنه وفى كلام الجوهرى ما يشبهه ولم أجده لغيره وفى كلام بعضهم أنه لا يقال ذلك ونقل شيخنا عن المغرب أن العنة بالضم كلام مردود ساقط ( و ) العنان ( ككتاب سير اللجام الذى تمسسك به الدابة ) سمى به لاعتراض سيريه على صفحتي عنق الدابة من عن يمينه وشماله ( ج أعنة وعنن ) بضمتين نادر فاما سيبويه فقال لم يكسر على غير أعنة لانهم ان كسروه على بناء الا كثر لزمهم التضعيف وكانوا في هذا أحرى يريد إذ كانوا يقتصرون على أبنية (1/8112)
أدنى العدد في غير المعتل يعنى بالمعتل المدغم ولو كسروه على فعل فلزمهم التضعيف لادغموا كما حكى هو أن من العرب من يقول في جمع ذباب ذب ( و ) العنان ( المعارضة ) مصدرعانه ( كالمعانة ) العنان ( حبل المتن ) قال رؤبة * الى عناني ضامر لطيف * ( و ) من المجاز العنان ( في الشركة أن تكون في شئ خاص دون سائر مالهما ) كانه عن لهما شئ أي عرض فاشترياه واشتر كافيه قال النابغة وشاركنا قريشا في تقاها * وفى أحسابها شرك العنان بما ولدت نساء بنى هلال * وما ولدت نساء بنى أبان وقيل هو إذا اشتركا في مال مخصوص وبان كل واحد منهما بسائر ماله دون صاحب وقال الازهرى الشركة شركتان شركة العنان وشركة المفاوضة فاما شركة العنان فهو أن يخرج كل واحد من الشريكين دنانير أو دراهم مثل ما يخرج صاحبه ويخلطاها وياذن كل واحد منهما لصاحبه أن يتجر فيه ولم يختلف الفقهاء في جوازه وأنهما ان ربحا في المالين فبينهما وان وضعا فعلى راس مال كل واحد منهما وأما شركة المفاوضة فان يشتركا في كل شئ في أيديهما أو يستفيد انه من يعد وهذه الشركة عند الشافعي رضى الله تعالى عنه باطلة وعند أبى حنيفة وصاحبيه رضى الله تعالى عنهم جائزة ( أو هو أن تعارض رجلا في الشراء فتقول ) له ( أشركني معك وذلك قبل أن يستوجب الغلق أو هو أن يكونا سواء في الشركة ) فيما أخرجاه من عين أو ورق ماخوذ من عنان الدابة ( لان عنان الدابة طاقتان متساويتان ) وسميت هذه الشركة شركة عنان لمعارضة كل واحد منهما صاحبه بمال مثل مال صاحبه وعمله فيه مثل عمله بيعا وشراء ( و ) عنان ( ع ) وقال نصر هو وادفى ديار بنى عامر أعلاه لبنى جعدة وأسفله لقشير ( و ) عنان ( امرأة شاعرة و ) يقال ( رجل طرق العنان ) أي ( خفيف ) وهو مجاز ( وأبو عنان وحفص بن عنان ) اليماني عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه وعن ابن عمرو عنه ابنه عمرو الاوزاعي ثقة ( تابعيان والعنة بالضم الخطيرة من خشب ) أو شجر تجعل للابل والغنم تحبس فيها وقيد في الصحاح فقال لتتدر أبها من برد الشمال وقال ثعلب العنة الخطيرة تكون على باب الرجل فيكون فيها ابله وغنمه ومن كلامهم لا يجتمع اثنان في عنة ( ج ) عنن ( كصردو ) عنان مثل ( جبال ) كقبة وقباب قال الاعشى ترى اللحم من ذابل قد ذوى * ورطب يرفع فوق العنن ( و ) العنة ( دقدان القدر ) قال شيخنا رحمه الله تعالى الدقدان لا ذكر له في هذا الكتاب على جهة الاصالة ولا على جهة الاستطراد قيل ولعل المراد به الغليان اهقلت وهذا رجم بالغيب وقول في اللغة بالقياس وهى معربة فارسيتها ديك دان اسم لما ينصب عليه القدر وقع تفسيرها هكذا في المحكم وغيره من الاصول ومنه قول الشاعر عفت غير أناء ومنصب عنة * وأورق من تحت الخصاصة هامد ( و ) العنة ( الحبل ) كانه يشير بذالك الى قول البشتى حيث فسر العنن في بيت الاعشى بحبال تشد ويلقى عليها القديد وقد رد عليه الازهرى وقال الصواب في العنة والعنن ما قاله الخليل وهو الخطيرة قال ورايت خطيرات الابل في البادية يسمونها عنتا وعننانها في مهب الشمال لتقيها بر الشمال قال ورأيهم يشرون اللحم المقدد فوقها إذا أراد واتجفيفه قال ولست أدرى عمن أخذ البشتى ما قال في العنة انه الحبل الذى يمد ومد الحبل من فعل الحاضرة قال وأرى قائله راى فقراء الحرم يمدون الحبال بمنى فيلقون عليها لحوم الاضاحي والهدى التى يعطونها ففسر قول الاعشى بما رأى ولو شاهد العرب في باديتها لعلم أن العنة هي الخطار
من الشجر ( و ) العنة ( مخلاف باليمن و ) اسم ( رجل ) نسب إليه المخلاف المذكور ( و ) العنان ( كسحاب السحاب ) ومنه الحديث لو بلغت خطيئته عنان السماء وقيده بعض بالمعترض في الافق ( أو التى تمسك الماء واحدته بهاء ) قال شيخنا رحمه الله تعالى قوله هذا ينافى قوله أولا أو التى فكان الاولى واحدتها أو ارادة واحد اللفظ عنانة بعيد وفى حديث ابن مسعود رضى الله تعالى عنه كان في أرض له إذ مرت به عنانه ترهيأ أي سحابة ( و ) عنان ( واد بديار بنى عامر أعلاه لبنى جعدة وأسفله لبنى قشير ) * قلت الصواب فيه ككتاب وهكذا ضبطه نصر في معجمه وتبعه ياقوت وقدنيهنا عليه آنفا ( والاعنان أطراف الشجر ) ونواحيه ( و ) الاعنان ( من الشياطين أخلاقها ) وفى الحديث لا تصلوا في أعطان الابل لانها خلقت من أعنان الشياطين وفى حديث آخر سئل عن الابل فقال أعنان الشياطين أراد أنها على اخلاق الشياطين وحقيقة الاعنان النواحى قال ابن الاثير رحمه الله تعالى كانه قال كأنها الكثرة آفاتها من نواحى الشياطين في أخلاقها وطبائعها ( و ) الاعنان ( من السماء نواحيها ) وقيل صفائحها وما اعترض من أقطارها كانه جمع عنن أو عن وبه روى أيضا الحديث المذكور لو بلغت خطيئته أعنان السماء قال يونس بن حيبب أعنان كل شئ نواحيه وقال أيضا ليس لمنقوص البيان بهاء ولو حك بيافوخه أعنان السماء والعامة تقول عنان السماء قال غيره ( عنانها بالكسر ما ) عن أي ( بدا لك منها إذا نظرتها ) * قلت الصواب فيه عنان بالفتح كما صرح به غير واحد وكذا في عنان الدار وقد نبه على الاول شيخنا رحمه الله تعالى ( و ) العنان ( من الدار جانبها ) الذى يعن لك أي يعرض ( وعنوان الكتاب وعنيانه ) بضمهما بقلب الواو في الثانية ياء ( ويكسران ) قال الليث والعلوان لغة غير جيدة والذى يفهم من سياق ابن سيده أن العنوان بالضم والكسر وأما العنيان فبالكسر فقط قال أبو دواد لمن طلل كعنوان الكتاب * يبطن أواق أو قرن الذهاب (1/8113)
وقال أبو الاسود الدؤلى نظرت الى عنوانه قنبذنة * كنيذك نعلا أخلقت من نعالكا ( سمى ) به ( لانه يعن له ) أي الكتاب ( من ناحيتيه ) أي يعرض ( وأصله عنان كرمان ) فلما كثرت النونات قلبت احداها واوا ومن قال عنوان الكتاب جعل النون لاما لانه أخف وأظهر من النون ويقال للرجل الذى يعترض ولا يصرح قد جعل كذا وكذا عنوانا لحاجته قال الشاعر وتعرف في عنوانها بعض لحنها * وفى جوفها صمعاء تحكى الدواهيا قال ابن برى ( وكلما استدللت بشئ يظهرك على غيره فعنوان له ) كما قال حسان يرثى عثمان رضى الله تعالى عنهما ضحوا بأشمط عنوان السجود به * يقطع الليل تسبيحا وقرآنا قال ابن برى ومن العنوان بمعنى الاثر قول سوار بن المضرب وحاجة دون أخرى قد سخت بها * جعلتها للتى أخفيت عنوانا ( وعن الكتاب ) يعنه عنا ( وعننه ) تعنينا وهذه عن اللحيانى ( وعنونه ) وعلونه ( وعناه ) يعنيه وهذه عن اللحيانى أيضا قال أبدلوا من احدى النونات ياء ( كتب عنوانه واعتن ما عند القوم ) أي ( أعلم بخبرهم وعنعنة تميم ابدالهم العين من الهمزة يقولون عن موضع أن ) وأنشد يعقوب فلا تلهك الدنيا عن الدين واعتمل * لاخرة لا بد عن ستصيرها يريد أن وقال ذو الرمة أعن ترسمت من خرقاء منزلة * ماء الصبابة من عينيك مسجوم أراد أن قال الفراء لغة قريش ومن جاورهم أن وتميم وقيس وأسد ومن جاورهم يجعلون ألف أن إذا كانت مفتوحة عينا يقولون أشهد عنك رسول الله فإذا كسرو ارجعوا الى الالف وفى حديث قيلة تحسب عنى نائمة وفى حديث حصين بن مشمت أخبرنا فلان عن فلانا حدثه أي أن فلانا قال ابن الاثير رحمه الله تعالى كأنهم يفعلونه لبحح في أصواتهم والعرب تقول لانك ولعنك بمعنى لعلك قال ابن الاعرابي لعنك لبنى تميم وبنوتيم الله بن ثعلبة يقولون رعنك ومن العرب من يقول رغنك ولغنك بمعنى لعلك ( وعننت اللجام وأعننته وعننته جعلت له عنانا ) وكذلك عن دابته إذا جعل له عنانا ( وعننت الفرس ) بالتخفيف وفى المحكم بالتشديد ( حبسته به كاعننته ) وفى التهذيب أعن الفارس إذا مد عنان دابته ليثنيه عن السير فهو معن ( و ) عننت ( فلا ناسببته و ) يقال ( أعطيته عين عنه بالضم غير مجرى أو قد يجرى أي خاصة من بين أصحابه ) وهو من العن بمعنى الاعتراض ( ورايته عين عنه أي ) اعتراضا في ( الساعة ) من غير أن أطلبه ( وأعنت بعنة لا أدرى ما هي ) أي ( تعرضت لشئ لا أعرفه والعان الحبل الطويل ) الذى يعتن من صوبك ويقطع عليك طريقك يقال موضع كذا وكذا عان يستن السابلة ( وعن بالضم قبيلة ) من العرب ( و ) أيضا ( ع ) قال نصر هو جبل بالقرب من مران في طريق البصرة الى مكة ( و ) من المجاز ( هو عنان عن الخير ) وكرام وخناس ( كشداد ) أي ( بطئ ) عنه ( و ) من المجاز ( جارية معننة الخلق كمعظمة ) أي ( مطويته ) وفى الاساس مجدولة جدل العنان ( وعن مخففة على ثلاثة أوجه تكون حرفا
جارا ولها عشرة معان ) الاول ( المجاورة ) نحو ( سافر عن البلد ) أي تجاوز عنه وكذا أطعمه عن جوع جعل الجوع منصرفا به تاركا له وقد جاوزه وتقع من موقعها كقوله تعالى أطعمهم من جوع وقال الراغب رحمه الله تعالى عن تقتضي مجاوزة ما أضيفت إليه نحو حدثتك عن فلان وأطعمته عن جوع وقال النحويون عن وضع لمعنى ما عداك وتراخى عنك يقال انصرف عنى وتنح عنى الثاني ( البدل ) نحو قوله تعالى ( لا تجزى نفس عن نفس شيأ ) أي بدل نفس الثالث ( الاستعلاء ) نحو قوله تعالى ( فانما يبخل عن نفسه ) أي على نفسه ونقل الراغب عن أبى محمد البصري رحمه الله تعالى عن يستعمل أعم من على لانه يستعمل في الجهات الست ولذلك وقع موقع على في قول الشاعر * إذا رضيت عنى بنو قشير * قال ولو قلت أطعمته على جوع وكسوته على عرى لصح قال ومنه قول ذى الاصبع العدواني لاء ابن عمك لا أفضلت في حسب * عنى ولا أنت ديانى فتجزوني أي لم تفضل في حسب على قاله ابن السكيت الرابع ( التعليل ) نحو قوله تعالى ( وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة ) أي الا لموعدة وقول لبيد رضى الله تعالى عنه لورد تقلص الغيطان عنه * يبك مسافة الخمس الكمال قال ابن السكيت قوله عنه أي من أجله الخامس ( مرادفة بعد ) نحو قوله تعالى ( عما قليل ليصبحن نادمين ) أي بعد قليل وأنشد ابن السكيت ولقد شبت الحروب فما غمرت فيها إذ قلصت عن حيال قال أي قلصت بعد خيالها * قلت ومنه قوله تعالى لتركبن طبقا عن طبق أي حالا بعد حال ومنزلة بعد منزلة وقولهم ورثه كابرا عن كابر أي بعد كابر قاله أبو على وقد تقدم في انقاف وقال الحرث بن عباد قربا مر بط النعامة منى * لقحت حرب وائل عن حيال أي بعد حيال وكذا قول الطرماح سيعلم كلهم أنى مسن * إذا رفعوا عنانا عن عنان أي بعد عنان وسياتى قريبا ان شاء الله تعالى السادس ( الظريفة ) نحو قول الشاعر ( * ولا تك عن حمل الرباعة وانيا * بدليل ) قوله تعالى ( ولا تنيافى ذكرى ) فان في هنا للظرفية فحمل عليه قول الشاعر كانه قال * ولا تك في حمل الرباعة وانيا * السابع ( مرادفة من ) نحو قوله تعالى ( وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ) أي من عباده عن أبى عبيده قال الازهرى ومما يقع الفرق فيه (1/8114)
بين من وعن أن من يضاف بها ما قرب من الاسماء وعن يوصل بها ما تراخى كقولك سمعت من فلان حديثا وحدثنا عن فلان حديثا وقال الاصمعي حدثنى فلان من فلان يريد عنه ولهيت من فلان وعنه وقال الكسائي لهيت عنه لا غير وقال عنك جاء هذا يريد منك وقال ساعدة بن جؤية أفعنك لا برق كان وميضه * غاب تسنمه ضرام موقد قال يريد أمنك برق ولا صلة روى جميع ذلك أبو عبيدة عنهم الثامن ( مرادفة الباء ) نحو قوله تعالى ( وما ينطق الهوى ) أي بالهوى التاسع ( الاستعانة ) نحو قولهم ( رميت عن القوس أي به ) كذا في النسخ والصواب أي بها أي لانه بها قذف سهمه عنها ( قاله ابن مالك ) وغيره جعله للمجاوزة والتعدية العاشر ( الزائدة للتعويض عن أخرى محذوفة ) كقول الشاعر ( أتجزع ان نفس أتاهما حمامها * فهلا التى من بين جنبيك تدفع ) أي تدفع عن التى بين جنبيك ( فحذفت عن من أول الموصول وزيدت بعده ) وقد تكون زائدة لغير التعويض إذا اتصلب بالضمير قال أبو زيد العرب تزيد عنك يقول خذذا عنك المعنى خذذا وعنك زيادة قال الجعدى يخاطب ليلى الاخيلية دى عنك تشتام الرجال وأقبلي * على أزلعى يملا استك فيشلا وفى حديث استعلام الركن الغربي انفذ عنك جاء تفسيره في الحديث أي دعه ( وتكون ) عن ( مصدر يهة وذلك في عنعنة تميم ) كقولهم أعجبني عن تفعل ) أي أن تفعل ( وتكون ) عن ( اسما بمعنى جانب ) كقول الشاعر ( * من عن يمينى مرة وءامى * وكقوله * على عن يمينى مرت الطير سنحا * ) قال الازهرى قال المبرد من والى وفى ورب والكاف الزائدة والباء الزادة واللام الزائدة هي حروف الاضافة التى تضاف بها الاسماء أو الافعال الى ما بعدها قال فأما وضعه النحويون نحو على وعن وقبل وبعد وبين ما كان مثل ذلك فانما هي أسماء يقال جئت من عنده ومن عليه ومن عن يساره ومن عن يمينه وأنشد للقطامي فقلت للركب لما أن علا بهم * من عن يمين الحبيا نظرة قبل * تنبيه * يقال جاءنا الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فتخفض النون ويقال جاءنا من الخير ما أوجب الشكر فتفتح النون لان عن كانت في الاصل عنى ومن أصله منا فدلت الفتحة على سقوط الالف كما دلت الكسرة في عن على سقوط الياء وقال الزجاج في اعراب من الوقف الا أنها فتحت مع الاسماء التى يدخلها الالف واللام لالتقاء الساكنين كقولك من الناس النون من من ساكنة والنون من الناس ساكنة وكان في الاصل ان تكسر لالتقاء الساكنين ولكنها فتحت لثقل اجتماع كسرتين لو كان من الناس لثقل ذلك وأما اعراب عن الناس فلا يجوز فيه الا الكسر لان أول عن مفتوحة قال الازهرى والقول ما قال الزجاج في الفرق بينهما *
قلت وسيأتى بعض ما يتعلق بذلك في من ان شاء الله تعالى * ومما يستدرك عليه العنة بالكسر والضم الاعتراض بالفضول والعنن بضمتنى المعترضون بالفضول الواحد عان وعنون وأيضا جمع العنين والمعنون يقال عن الرجل وعنن وعنن وأعنن فهو عننى معنون معن معنن وفى المثل معرض لعنن لم يعنه وامرأة معنة بكسر الميم مجدولة غير مسترخية البطن والعنن الباطن ومن صفة الدنيا العنون لانها نتعرض للناس وفعول للمبالغة وعن عننا إذا اعترض لك عن يمين أو شمال بمكروه والعن المصدر والعين الاسم وهو الموضع الذى يعن فيه العان وهو لك بين الاوب والعنن أي بين الطاعة والصعيان قال ابن مقبل يبدئ صدودا ويخفى ييننا لطفا * يأتي محارم بين الاوب والعنن والعان من السحاب الذى يعترض في الافق والتعنين الحبس في المطبق الطويل وتعنن الرجل ترك النساء من غير أن يكون عنينا لتأر يطلبه ومنه قول ورقاء بن زهير بن جذيمة * تعننت للموت الذى هو اواقع * وأدركت ثأري في نمير وعامر قاله في خالد بن جعفر بن كلاب ويقال للشريف العظيم السود دانه لطويل العنان ويقال انه يأخذ في كل فن وعن وسن بمعنى واحسد وفرس قصير العنان إذا ذم بقصر عنقه فإذا قالوا قصير العنان فهو مدح لانه وصف حينئذ بسعة حجفلته وملا عنان دابته إذا أعداه وحمله على الحضر الشديد وذل عنان فلان إذا انقاد وفلان أبى العنان إذا كان ممتنعا ويقال ألف من عنانه أي رفعه عنه وهما يجريان في عنان إذا استويا في فقضل إو غيره وجرى الفرس عنانا أي شوطا ومنه قول الطرماح سيعلم كلهم أنى مسن * إذا رفعوا عنانا عن عنان أي شوطا بعد شوط ويقال اثن على عنانه أي رده على وثنيت على الفرس عنانه إذا ألجمته قال ابن مقبل بذكر فرسا وحاوطنى حتى ثنيت عنانه * على مدبر العلباء ريان كاهله أي داورنى وعالجني ومدبر علبائه عنقه وقال ابن الاعرابي رب جواد قد عثر في استنانه وكبا في عنانه وقصر في ميدانه وقال الفرس يجرى بعتقه وعرقه فإذا وضع في المقوس جرى يجد صاحبه كبا في عنانه أي عثر في شوطه والعنان بالكسر الحبل الطويل وعننت المرأة شعرها شكلت بعصه ببعض وهو قصير العنان أي قليل الخير ويقال هو كالمهدر في العنة يضرب لمن يتهدد ولا ينفذ والعنة بالضم خيمة يستظل بها تكون من تمام أو أغصان عن ابن برى وأيضا ما يجمعه الرجل من قصب أو نبت ليعلفه غنمه يقال جاء بعنه عظيمة ويقال كنا في عنه من الكلا وفنة وفنة وعاتكة أي في كلا كثير وخصب والعنة بالفتح العطفة قال الشاعر (1/8115)
إذا انصرفت من عنه تعد عنة * وجرس على آثارها كالمؤلب وطره وامتلاء عنانه إذا بلغ المجهود وعن بالفتح والضم قلت في ديار خثعن عن نصر رحمه الله تعالى وكزبير عنين بن سلامان بطن من طئئ منهم عمرو بن المسيح أرمى العرب وسنجر بن عبد الله العنينى من مشايخ الدمياطي وعنان كسحاب ابن عامر ب حنظلة في الاوس كذا ضبطه شباب وغيره وبالكسر محمد بن عنان العمرى أحد اولاياء بمصر من المتأخرين أدركه الشعرانى وهو جد السادة العنانية بمصر وأخوه عبد القادر جدا العنانية ببرهمتوش بريف مصر وأبو المحاسن محمد بن نصر الشاعر المشهور في دولة صلاح الدين يوسف بن أيوب يعرف بأبى العنين كزبير وله قصة جرت مع بنى داود الامير أشراف الصدراء ذكره صاحب عمدة الطالب وعنعنة المحدثين مأخوذة من عنعنة تميم قيل انها مولدة ( العون الظهير ) على الامر ( للواحد ) والاثنين ( والجمع ) والمذكر ( والمؤنث وبكسر أعوانا ) والعرب تقول إذا جاءت السنة جاء معها أعوانها يعنون بالنسه الجدب وبالاعوان الجراد والذباب والامراض وقال الليث كل شئ أعانك فهو عون لك كالصوم عون على العبادة والجمع أعوان ( والعوين اسم للجمع ) وقال أبو عمرو العوين الا عوان قال الفراء ومثله طسيس جمع طس ( واستعنته و ) استعنت ( به فأعانن ) اعانة ( وعوننى ) تعوينا كذا في اننسخ والصواب عاوننى وانما أعل استعان وان لم يكن تحته ثلاثى معتل أعنى أنه لا يقال عان يعون كقلم يقوم لانه وان لم ينطق بثلاثية فانه في حكم المنطوق به وعليه جاء أعان يعين وقد شاع الاعلال في جميع ذلك دل على أن ثلاثيه وان لم يكن مستعملا فانه في حكم ذال ( والاسم العون والمعانة والمعونة والمعونة ) بضم الواو على القياس وذكر أبو حيان في شرح انتسهيل ان العون مصدر وصوبه عبد الحكيم في حواشى المطول وقال بعض النحويين المعونة مفعولة من العون كالمغوثة من الغوث والمضوفة من أضاف إذا اشفق والمشورة من إشار يشير ( و ) من العرب من يحذف الهاء فيقول ( المعون ) وهو شاذ لانه ليس في كلام العرب مفعل بغيرها قال الكسائي لا يأتي في المذكر مفعل بضم العين الاحر فان جاآ نادرين لا يقاس عليهما المعون والمكرم قال جميل بثين الزمى لا ان لا ان لزمته * على كثرة لاواشين أي معون يقول نعم العون قولك لا في رد الوشاة وان كثروا وقال آخر * ليوم مجد أو فعال مكرم * وقيل هما جمع معونة ومكرمة قاله الفراء
وقال الازهرى المعونة مفعلة في قياس من جعله من العون وقال ناس هي فعولة من لا ماعون والماعون فاعول وقد نقله الشهاب في أول البقرة قال شيخنا رحمه الله تعالى وفيه تأمل وقد مر البحث فيه في م ل ك ويأتى شئ من ذلك في معن ( وتعاونوا واعتونوا أعان بعضهم بعضا ) قال سيبويه صحت واواعتنا لانها في معنى تعاونوا فجعلوا ترك الاعلال دليلا عل أنه في معنى ما لا بد من صحته وهو تعاونوا ( و ) قالوا ( عاونه معاونة وعونا ) بالكسر ( أعانه ) صحت الواو في المصدر لصحتها في الفعل لوقوع الالف قبلها ( والمعوان الحسن المعونة ) للناس ( أو كثيرها ) يقال الكريم معوان والجمع معاوين وهم معاوين في الخطوب والعوان كسحاب من الحروب التى قوتل فيها مرة ) كائنهم جعلوا الاولى بكرا وهو على المثل قال حربا عوانا القحت عن حولل * خطرت وكانت قبلها لم تخطر وأنشد ابن برى لابي جهل * ما تنقم الحرب العوان منى * باذل عامين حديث سنى * لمثل هذا ولد تنى أمي ( و ) العوان ( من البقر والخيل التى نتجت بعد بطنها البكر ) وفى التنزيل العزيز لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك قال الفراء انقطع الكلام عند قوله ولا بكر ثم استأنف فقال عوان بين ذلك وقال أبو زيد عانت البقرة تعون عوونا صارت عوانا وهى النصف بين المسنة والشابة وقال ابن الاعرابي من الحيوان السن بين السنين لا صغير ولا كبير وقال الجوهرى العوان النصف في سنها من كل شئ ( و ) العوان ( من النساء التى ) قد ( كان لها زوج ) وقيل هي الثيب كذا في المحكم ( ج عون بالضم ) والاصل عون كرهوا الضمة على الواو فسكنوها وكذلك يقال رجل جواد وقوم جود قال زهير تحل سهولها فإذا فزعنا * جرى منهن بالاصال عون يقول إذا أغثنار كبنا الخليل وقال آخر نواعم بين أبكار وعون * طوال مشك أعقاد الهوادى ( و ) عوان ( د بساحل بحر اليمن و ) العوان ( الارض الممطورة ) ببن أرضين لم تمطر ( و ) العوانة ( بها النخلة الطويلة ) أزدية وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى عمانية وقال ابن الاعرابي هي المنفردة ويقال لها القرواح والعلبة وبها سمى الرجل وقال ابن برى العوانة الباسقة من النخل ( و ) أيضا ( دابة دون القنفذ ) وقال الاصمعي ئكون كالقنفذ في وسط الرمله اليتيمة المنفردة من الرملات فتظهر أحيانا وتدور كائنها تطحن ثم تغوص قال ويقال لهذه الدابة الطحن وبها سمى الرجل ( و ) قيل هي ( دودة في الرمل ) تدور أشواطا كثيرة ( و ) عوانة ( ما بالعرمة ) باصمان ( والعانة الاتان و ) أيضا ( القطيع من الحمر الوحش ج عون بالضم ) وقيل وعانات ( و ) العانة ( شعر الركب ) أي النابت على قبل المراة كما في الصحاح وقال أبو الهيثم العانة منبت اشعر فوق القبل من المراة وفوق الذكر من الرجل والشعر النابت عليهما يقال له الاسب قال الازهرى وهذا هو الصواب ( واستعان حلقه ) أنشد ابن الاعرابي (1/8116)
مثل البرام غدا في أصدة خلق * لم يستعن وحوامى الموت تغشاه أي لم يحلق عانته وقال بعض العرب وقد عرضه رجل على القتل أجر لي سراويلي فانى لم أستعن ( و ) عانة ( ة على الفرات ) كما في الصحاح وهى بالقرب من حديثة النور منها يعيش بن الجهم العانى عن عبد المجيد بن أبى رواد وعنه الحسين بن ادريس ( ينسب إليها الحمر العانية ) قال زهير كان ريقتها بعد الكرى اغتبقت * من خمر عانة لما يعد أن عتقا ومن سجعات الاساس فلان لا يحب الا العانية ولا يصحب الا الحانية أي خمر عانة وأصحاب الحانات ( و ) العانة ( كواكب بيض أسفل من السعود وعانت المراة ) تعون عونا ( وعونت تعوينا صارت عوانا ) عن ابن سيده ( وأبو عون بالضم التمر والملح وبئر معونة بضم العين قرب المدينة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فيه أمران الاول أن الاولى ذكره في معن كما فعله غيره فان الميم أصلية كما سيأتي والثانى أن هذه البئر ليست قرب المدينة والتى هي كذلك هي بئر مغونة بالغين المعجمة كما سيأتي ان شاء الله تعالى قال ابن اسحق بئر معونة بين أرض بنى عامر وحرة بنى سليم وقال عرام بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد من المدينة الى مكة وهى لبنى سليم وقال الواقدي في أرض بنى سليم وأرض بنى كلاب وعندها كان قصة الرجيع ( و ) قال ابن الاعرابي ( التعوين كثرة بوك الحمار لعانته ) والتعوين السمن ( و ) قال غيره التعوين ( أن تدخل على غيرك في نصيبه وعوائن ) كعلابط ( جبل ) قال تابط شرا ولما سمعت العوص تدعو تنفرت * عصا فير راسى من برى فعوائنا ( و ) من المجاز ( المتعاونة المرأة الطاعنة في السن ) ولا تكون الا مع كثرة اللحم وقال الازهرى وهى التى اعتدل خلقها فلم يبد حجمها وفى الاساس امراة متعاونة سمينه في اعتدال ( وعون وعوين ) كزبير ( وعوانة ومعين ) كامير ( ومعين ) بضم الميم ( أسماء ) فمن الاول عون الدين بن هبيرة واليه نسب قرا طاشى بن طنطاش العونى عن ابن الطيورى وابنته فرحة روت عن أبى
القاسم السمرقندى وأخوه على بن طنطاش عن ابن شاتيل ومن الثالث أبو عوانة يعقوب بن اسحق بن ابراهيم الاسفراينى أحد حفاظ الدنيا رحمه الله تعالى ومن الرابع يحيى بن معين أبو زكريا المرى البغدادي امام المحدثين روى عنه الحافظ البخاري ومسلم وأبو داود ولد سنة 158 ومات بالمدينة سنة 233 وحمل على أعواد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ومن الخامس على بن محمد بن محمد بن المعينى البصري عن أبى يعلى العبدى وأبو المعين محمد بن محمد النسفى صاحب التبصرة روى عنه السمعاني والمعين بن أبى العباس قاضى الثغر سمع عنه الذهبي ومعين الدين بن أمير الجيش الشامي هو واقف المعينية بدمشق رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه اعتانوا أعان بعضهم بعضا عن ابن برى وأنشد لذى الرمة فكيف لنا بالشرب ان لم يكن لنا * دوانيق عند الحانوى ولا نقد أنعتان أم ندان أم ينبرى لنا * فتى مثل نصل السيف شيمته الحمد * قلت والصحيح في معنى نعتان ناخذ العينة وهو المناسب لما بعده ويروى * فتى مثل نصل السيف ضرت مضاربه * وهو لغير ذى الرمة وتقول ما أخلانى فلان من معاونه هو جمع معونة والنحويون يسمون الباء حرف الاستعانة وذلك أنك إذا قلت ضربت بالسيف وكتبت بالقلم وبريت بالمدية فكانك قلت استعنت بهذه الادوات على هذه الافعال وفى المثل لا تعلم العوان لاحمرة أي أن المجرب عارف بامره كما ان المراة التى تزوجت تحسن القناع بالخمار وضربة عوان إذا وقعت مختلسه فاحوجت الى المراجعة وقيل هي القاطعة الماضية التى لا تحتاج الى المعاودة وبرذون متعاون ومتدارك ومتلاحك إذا لحقت قوته وسنه وتعين الرجل حلق عانته وأصله الواو عن ابن سيده وفلان على عانة بكر بن وائل أي جماعتهم وحرمتهم عن اللحيانى وقيل هو قائم بامرهم والعانة الحظ من الماء للارض بلغة عبد القيس ويقال في عانة القرية المذكورة عانات كما قالوا عرفة وعرفات نقله الجوهرى وأنشد ابن برى للاعشى تخيرها أخو عانات شهرا * ورجى خيرها عاما فعاما ومعان موضع بالشام ياتي ذكره في معن والعوينة تصغيرا لعانة بمعنى الاتان وبمعنى منبت الشعر وأبو عوينة بئر لبعض العرب ( العهنة بالضم تثنى انقضيب أو انكساره أو بلا بينونة ) إذا نظرت إليه وجدته صحيحا فإذا هززته انثى وقد ( عهن يعهن ) من حد ضرب ( و ) العهنة ( بالكسر شجرة ) البادية ( لها وردة حمراء ) قال الازهرى رايتها وقال أبو حنيفة رحمه الله تعالى هي بقلة وقال ابن برى من ذكور البقل ( و ) العهنة ( القطعة من العهن ) اسم ( للصوف ) عامة ( أو ) هو ( المصبوغ ألوانا ) وبه فسر قوله تعالى كالعهن المنفوش قال الراغب وتخصيص العهن لما فيه من اللون كما في قوله تعالى فكانت وردة كالدهان ( ج عهون ) وأنشد أبو عبيد فاض منه مثل العهون من الرو * ض وما ضن بالاخاذ غدر ( و ) العهنة ( لغة في الاحنة ) بمعنى الحقد والغضب ( والعاهن الفقير ) لانكساره ( و ) أيضا ( المال التالد ) يقال أعطاه من عاهن ماله وآهنه أي من تلاده ( و ) أيضا ( الحاضر ) يقال خذ من عاهن ماله وآهنه وعاجله وحاضره وقد عهن إذا حضر وطعام عاهن وشراب عاهن أي حاضر ( و ) أيضا ( المقيم ) وأنشد ابن برى لتابط شرا ألا تلكمو عرسي منيعة ضمنت * من الله أيما متسرا وعاهنا (1/8117)
أي مقيما حاضر أو قول كثير ديار ابنة الضمرى إذ حبل وصلها * متين واذ معرو فهالك عاهن يكون الحاضر و ( الثابت ) ويقال مال عاهن أي حاضر ثابت وعهن الشئ دام وثبت ( و ) أيضا ( المسترخى الكسلان ) عن ابن الاعرابي قال أبو العباس أصل العاهن أن يتقصف القضيب من الشجرة ولا يبين فيبقى متعلقا مسترخيا ( و ) العاهن ( واحد العواهن للسعفات التى يلين القلبة ) في لغة الحجاز وهى التى تسميها أهل نجد الخوافى وقال اللحيانى التى دون القلبة مدنية والواحد منها عاهن وعاهنة وفى حديث عمر ائتنى بجريدة واتق العواهن قال ابن الاثير هي جمع عاهنة وهى السفعات التى يلين قلب النخلة وانما نهى عنها اشفاقا على قلب النخلة أن يضر به قطع ما قرب منها ( و ) العواهن أيضا اسم ( لعروق في رحم الناقة ) قال ابن الرقاع أو كت عليه مضيقا من عواهنها * كما تضمن كشح الحرة الحبلا عليه أي على الجنين قال ابن الاعرابي عواهنها موضع رحمها من باطن كعواهن النخل ( و ) العواهن أيضا اسم ( لجوارح الانسان ) على التشبيه بتلك السعفات ( ورمى الكلام على عواهنه أي ) لم يتدبره وقيل أورده من غير فكر وروية كقولهم أورد كلامه غير مفسر وقيل إذا ( لم يبال أصاب أم أخطا ) وقيل هو إذا تهاون به وقيل هو إذا قاله من حسنه وقبيحه وفى الحديث أن السلف كانوا يرسلون الكلمة على عواهنها أي لا يزمونها ولا يخطمونها وقال ابن الاثير العواهن أن تأخذ غير الطريق في السير أو الكلام جمع عاهنة ( وتعهن مثلثة الاول مكسورة الهاء ع بالحجاز ) والتاء زائدة ووزنه تفعل وفى كلام السهيلي ما يقتضى أصالتها
وجوز قوم الوجهين ( وعهن ) بالمكان ( كنصر أقام ) به ( و ) عهن منه خير يعهن عهونا ( خرج ) وقيل كل عاهن خارج ( ضدو ) عهن ( جد في العمل و ) أيضا ( عهدو ) عهن ( له مراده عجله له و ) عهنت ( السعفة يبست ) تعهن وتعهن كمنع ونصر عهونا عن أبى حنيفة ( والعيهون نبت طيب و ) يقال ( هو عهن مال بالكسر ) أي ( حسن القيام عليه وعاهان بن كعب شاعر ) فيمن أخذه من العهن ومن أخذه من العاهة فبابه غير هذا ( والعهان ككتاب أصل الكياسة ) عن ابن الاعرابي وكذلك الاهان والعرهون والعرجون والفتاق والعسق والطريدة واللعين والضلع والعرجد ( وبنو عهينة كجهينة قبيلة درجوا ) * ومما يستدرك عليه عهن الشئ دام والعهواهن جرائد النخل إذا يبست والعواهن أن ياخذ غير الطريق في السير وعاهن اسم واد ( العين ) أوصل معانيها الشيخ بهاء الدين السبكى في قصيدة له عينية مدح بها أخاه الشيخ جمال الدين الحسين الى خمسة وثلاثين معنى وأولها هنيا قد أقر الله عينى * فلا رمت العدا أهلى بعين وهى طويلة وأوصلها المصنف رحمه الله تعالى في كتابه هذا الى سبعة وأربعين مرتبة على الحروف وفى كتاب البصائر ماينيف على خمسين رتبها على حروف التهجى وللنظر مجال المناقشة في بعض ما ذكره قال والمذكور في القرآن سبعة عشر وقال شيخنا رحمه الله تعالى معاني العين زادت عن المائة قصر المصنف رحمه الله تعالى عن استيفائها * قلت وتفصيل ما ذكره البهاء السبكى هي العين والمكاشف والناحية والذهب وبمعنى أحد وأهل الدار والاشرف وجريان الماء وينبوع الماء ووسط الكلمة والجاسوس وعين الابرة والشمس والنقد وشعاع الشمس وقبلة العراق واسم بلد وهو راس عين والدينار خاصة والخرم من المزادة ومطر أيام لا يقلع والعافية والنظر ونقرة الركبة والشخص والصورة وعين النظرة وقرية بمصر والاخ الشقيق والاصل وعين الشجر وطائر والركية والضرر في العين وكتاب في اللغة وحرف من المعجم وأما التى ساقها المصنف في البصائر مرتبة على حروف الهجاء فهى أهل البلد وأهل الدار والاصابة بالعين والاصابة في العين والانسان والباصرة وبلد لهذيل والجاسوس والجريان والجلدة التى يقع فيها البندق وحاسة البصروا لحاضر من كل شئ وحقيقته القبلة وخيار الشئ ودوائر رقيقة على الجلد والد يدبان والدينار والذهب وذات الشئ والربا والسيد والسحاب والسنام واسم السبعين في حساب أبجدوا الشمى وشعاع الشمس وصديق عين أي مادام تراه وطائر والعتيد من المال والعيب والعز والعلم وقرية بالشام وقرية باليمن وكبير القوم ولقيته أول عين أي أول شئ ويجوز ذكره في الشئ والمال ومصب القناة رمطر أيام لا يقلع ومفجر الركية ومنظر الرجل والميل في الميزان والناحية ونصف دانق من سبعة دنانير والنظر ونفس الشئ ونقرة الركبة وأحد الاعيان للاخوة من أب وأم وهو عرض عين أي قريب وقد يذكر في القاف وينبوع الماء وهذا أوان الشروع في بيان معانبها على التفصيل فأشهرها ( الباصرة ) وتعبر بالجارحة أيضا ومنه قوله تعالى والعين بالعين وظاهره أن الباصرة أصل في معناها وهو الذى جزم بن كثيرون قال الراغب وتستعار العين لمعان هي موجودة في الجارحة بنظرات مختلفة ولكن في روض السهيلي ما يقتضى أنها مجاز سميت لحلول الابصار فيها فتأمل ( مؤنثة ) تكون للانسان وغيره من الحيوان وقال ابن السكيت العين التى يبصر بها الناظر ( ج أعيان وأعين ) في الكثير ( وعيون ويكسر ) شاهد الاعيان قول يزيد بن عبد المدان ولكننى أغدو على مفاضة * دلاص كإعيان الجراد المنظم وشاهد الاعين قوله تعالى قرة أعين وفاتك بأعيننا وزعم اللحيانى ان أعينا قد يكون جمع الكثير أيضا ومنه قوله تعالى ألهم أعين يبصرون بها وانما أراد الكثير ( حج أعينات ) أي جمع الجمع أنشد ابن برى * بأعينات لم يخالطها القذي * ( و ) العين أهل البلد ) يقال بلد قليل العين ( ويحرك ) يقال ما بها عين وعين وشاهد التحريك قول أبى النجم (1/8118)
تشرب ما في وطبها قبل العين * تعارض الكلب إذا المكلب رشن ( و ) العين ( أهل الدار ) يقال ما بها عين ( و ) العين ( لاصابة بالعين و ) العين ( الاصابة في العين ) قال الراغب يجعل تارة من الجارحة التى هي آلة في الضرب مجرى سفته ورمحته أصبته بسيفي ورمحي وعلى نحوه في المعنيين قولهم يديت إذا أصبت يده وإذا أصبته بيدك وحكى اللحيانى انك لجميل ولا أعنك ولا أعينك الجزم على الدعا والرفع على الاخبار أي لا أصيبك بعين وفى الحديث العين حق وإذا استغسلتهم فاغسلوا يقال أصابت فلانا عين إذا انظر إليه عدوا وحاسدا فاثرت فيه فمرض بسببها وفى حديث آخر لا رقية لالا من عين أوحمة ( و ) العين ( الانسان ومنه ما بها عين أي أحدوا ) العين ( د لهذيل في الحجاز والاولى حذف لهذيل لانه سيأتي له فيما بعد أنها موضع لهذيل والمراد بالبلد هنا هو رأس عين ( و ) العين ( الجاسوس تشبيها بالجارحة في نظرها وذلك كما تسمى المرأة فرجا والمركوب
ظهرا لما كان المقصود منهما العضوين وفى المحكم العين الذى ينظر للقوم يذكر ويؤنث سمى بذلك لانه ينظر بعينه وكانه نقله عن الجزء الى الكل هو الذى حمله على تذكيره فان حكمه التأنيث قال ابن سيده وقياس هذا عندي أن من حمله على الجزء فحكمه أن ى ( نثه ومن حمله على الكل فحكمه أن يذكره وكلاهما قد ذكره سيبويه وفى الحديث أنه بعث بسبسة عينا يوم بدر أي جاسوسا وفى حديث الحديثية كأن الله قد قطع عينا من المشركين أي كفى الله منهم من كان يصردنا ويتجسس علينا أخبارنا ( و ) العين ( جريان الماء ) والدمع ( كالعينار محركة ) يقال عان الماء والدمع يعين عينا وعينانا جرى وسال ( و ) العين ( الجلدة التى يقع فيها البندق من القوس ) والمراد بالبندق الذى يرمى به وهو على التشبيه بالجار حنة في هيئتها وشكلها ( و ) العين ( الجماعة ويحرك والعين ( حاسة البصر ) والرؤية أنثى تكون للانسان وغيره من الحيوان ( و ) العين ( الحاضر من كل شئ ) وهو نفسه الموجود بين يديك هو ) العين هنا ( حقيقة القبلة و ) العين ( حرف هجاء حلقية ) من المخرج الثاني منها ويليها الحاء في المخرج ( مجهورة قال الزجاء المجهور حرف أشبع الاعتماد في موضعه ومنع النفس أن يجرى معه ( وينبغى أن تنعم ابانته ولا يبالغ فيه فيؤل الى الاستكراه ) كما بينه أبو محمد مكى في كتاب الرعاية ومر بعض عنه في حرف العين ( وعينها ) تعيينا ( كتبها ) يقال عين عينا حسنة أي عملها عن ثعلب قال ابن جنى ورن عين فعل ولا يجوز أن يكون فيعلا كميت وهين ولى ثم حذفت عين الفعل منه لان ذلك هنا لا يحسن من قبل أن هذه حروف جوامد بعيدة عن الحذف والتصرف وكذلك الغين ( و ) العين ( خيار الشئ يقال هو عين المال والمتاع أي خياره ( و ) العين ( دوائر رقيقة على الجلد ) كالاعين تشبيها بالجارحة في الهيئة والشكل وهو عيب بالجلد ( و ) العين ( الديدبان ) وهو الرقيب وأنشد الارهى لانى ذؤيب ولو أنن استود عته الشمس لارتقت * إليه المنايا عينها ورسولها وأنشد أيضا لجميل - رمى الله في عينى بثينة بالقذى * قلت وهذا مكان يحتاج الى موافقة الازهرى عليه والا فما الجمع بين الدعاء على رقيبيها وعلى أنيابها وفيما ذكره تكالف ظاهر ( والعين ( الدينار ة قال أبو المقدام حبشي له ثمانون عينا * بين عينيه قد يسوق افالا أراد ثمانون دينارا بين عينى رأسه وقال سيبويه قالوا عليه مائة عينا والرفع الوجه لانه يكون من اسم ما قبله ويكون هو هو وقال الازهرى رحمه الله تعالى العين الدنانير ( و ) العين ( الذهب ) عامة تشبيها بالجارحة في كونها أفضل الجواهر كما انها أفضل الجوارح ( و ) العين ( ذات الشئ ) ونفسه وشخصه وأصله والجمع أعيان وفى الحديث أو عين الربا أي ذاته ونفسه ويقال هو هو عينا وهو هو بعينه وهذه أعيان دراهمك ودراهمك بأعيانها عن اللحيائى ولا يقال فيها أعين ولا عيون ويقال لا أقبل الا درهمى بعينه وقال الراغب قال بعضهم العين إذا استعمل في ذات الشى فيقال كل مال عين كاستعمال الرقبة في المماليك وتسمية النساء بالفرج من حيث انه المقصود منه ( و ) العين ( الربا ) كالعينة بالسكر كما سيأتي ان شاء الله تعالى ( و ) العين ( السد ) هكذا في النسخ وفى بعضها بالشين المعجمة وكلاهما غلط والصواب السيد يقال هو عين القوم أي سيدهم ( و ) العين من ( السحاب ) ما أقبل ( من ناحية القبلة ) وقال ثعلب إذا كان المطر من ناحية القبلة فهو مطر العين ( أو ) من ( ناحية قبلة العراق أو عن يمينها ) وهو قول واحد فلا يحتاج فيه للترديد با وكما صرح به غير واحد وكانت العرب تقول إذا نشأت السحابة من قبل العين فانها لاتكاد تحلف أي من قبل قبلة أهل العراق وفى الحديث إذا نشأت بحرية ثم تشاء مت فتلك عين غديقة وذلك أخلق للمطر في العادة وقول العرب مطرنا بالعين حوزة بعض وأنكره بعض ( و ) العين ( الشمس ) نفسها يقال طلعت العين وغابت العين حكاه اللحياتى تشبيها الها بالجارحة لكونها أشرف الكواكب كما هي أشرف الجوارح ( أو ) العين من الشمس ( شعاعها ) الذى لا تثبت عليه العين وفى الاساس والبصر ينكسر عن عين الشمس وصيخدها وهى نفسها ( و ) يقال ( هو صديق عين أي ما دمت تراه ) يقال ذلك للرجل يظهر لك من نفسه مالا يفى به إذا غاب عدا المصنف هذا من جملة معاني العين هنا في البصائر حيث أورده في الصاد بعد الشين وقبل الطاء رفية نظر فان المراد بالعين هنا هي الباصرة بدليل قوله في تفسير مادمت تراه فتأمل ( و ) العين ( طائر ) أصفر البطن أخصر الظهر بعظم القمرى ( و ) العين (1/8119)
( العتيد من المال ) الحاظر الناض ( و ) العين العيب ) بالجلد من دوائر رقيقة مثل الاعين ( و ) العين ( ع ببلاد هذيل ) قال ساعة بن جؤية الهذلى * فالسدر مختلج وغود رطافيا * ما بين عين الى نباتى الاثاب ولم أجده في شعره ثم ينظر هذا مع قوله فيما تقدم العين بلد لهذيل فالذي يظهر انهما واحد وينظر ما وجه ذكره هنا وقبل
قاف القربة وكان المناسب ايراده في الميم لمناسبة الموضع كما عمله في البلد ولعله راعى الاشارة ( و ) العين ( ة بالشام تحت جبل اللكام و ) العين ( ) باليمن بمغلاف سنحان و ) العين ( كبير القوم ) والجمع أعيان وهم الاشراف والافاضل وهو قريب مما ذكره آنفا ( و ) العين ( المال ) نفسه إذا كان خيارا ( و ) العين ( مصب ماء القناة ) تشبيها بالحارة لما فيها من الماء ( و ) العين ( مطر أيام ) قيل خمسة وقيل ستة أو أكثر ( لا يقلع ) قال الراعى - وأنا حى تحت عين مطيرة * عظام البيوت ينزلون الروابيا يعنى حيث لا تخفى بيوتهم يريدون ان تأتيهم الاضياف ( و ) العين ( مفجر ماء الركية ) ومنعها يقال غارت عين الماء تشبيها بالجارحة لما فيها من الماء ( و ) العين ( منظر الرجل ) ومنه قوله تعالى فأتوا به على أعين الناس أي منظرهم كما في البصائر ( و ) العين ( الميل في المزان ) قيل هو أن ترجح احدى كفتيه على الاخرى وهى أنثى يقال ما في الميزان عين والعرب تقول في هذا الميزان عين أي في لسانه ميل قليل إذا لم يكن مستويا ( و ) العين ( الناحية ) وخص بعضهم ناحية القبلة ( و ) العين ( نصف دانق من سبعة دنانير ) نقله الازهرى ( و ) العين ( النظر ) وبه فسر قوله تعالى ولتصنع على عينى كما في البصائر وقال ثعلب أي لتربى حيث أراك وكذا قوله تعالى واصنع الفلك باعيننا وللمفسرين هنا كلام طويل محله غير هذا ( و ) العين ( نفس الشئ ) وشخصه وهو قريب من ذات الشئ كما تقدم بل هو هو والجمع أعيان ( و ) العين ( نقرة الركية ) كذا في النسخ والصواب نقرة الركبة وهى نقرة في مقدمها عند الساق ولكل ركبة عينان على الئشبيه بنقرة العين الحاسة ( و ) العين ( واحد الاعيان للاخوة ) يكونون ( من أب وأم ) قاله الجوهرى ( وهذه الاخوة تسمى المعاينة ) والاقران بنوام من رجال شتى وبنو العلات بنو رجل من أمهات شتى وفى الحديث ان أعيان بنى الام يتوارثون دون الاخوة للاب ( و ) العين ( ينبوع الماء ) الذى ينبع من الارض ويجرى أنثى ( ج أعين وعيون ) قال الراغب تشبيها لها بالجارحة لما فيها من الماء وفى الحديث خير المال عين ساهرة لعين نائمة أراد عين الماء التى تجرى ولا تنقطع ليلا ولا نهارا وعين صاحبها نائمة فجعل السهر مثلا لجريها فهذه سبعة وأربعون معنى من معاني العين وسنذكر ما فتح الله تعالى به علينا في المستدركات ( و ) من المجاز ( نظرت البلاد بعين أو بعينين ) إذا ( طلع نباتها ) وفى الاساس إذا طلع ما ترعاه الماشية بغير استمكان وهو ماخوذ من قول العرب إذا ستقطت الجبهة نظرت الارض باحدى عينيها فإذا سقطت الصرفة نظرت بهما جميعا انما جعلوا لها عينين على المثل ( و ) من المجاز ( أنت على عينى أي في الاكرام والحفظ جميعا ) وقولهم أنت على راسى أي في الاكرام فقط ( و ) من المجاز ( هو عبد عين أي ) هو ( ك العبد مادام تراه ) كذا في النسخ والصواب ما دمت تراه وقيل مادام مولاه يراه فهو فاره واما بعده فلا عن اللحيانى قال وكذلك تصرفه في كل شئ كقولك هو صديق عين وقيل يقال عبد عين وصديق عين للرجل يظهر لك من نفسه ما لا يفى به إذا غاب قال الشاعر ومن هو عبد العين أما لقاؤه * فحلو واما غيبه فظنون ( وراس عين أو ) راس ( العين د بين حران ونصيبين ) وقيل بين ربيعة ومضر وقال ابن السكيت يقال قدم فلان من راس عين ولا يقال من راس العين وحكى ابن برى عن ابن درستويه راس عين قرية بين نصيبين وأنشد نصيبين بها اخوان صديق * ولم أنس الذين براس عين وقال ابن حمزة لا يقال فيها الا راس العين بالالف واللام وأنشد للمخبل وأنكحت هزا لا خليدة بعد ما * زعمت براس العين انك قاتله وأنشد أيضا لامراة قتل الزبرقان زوجها تجلل خزيها عوف بن كعب * فليس لخلفها منه اعتذار براس العين قاتل من أجرتم * من الخابور مرتعه السرار ( وهو رسعنى ) في النسبة إليه ( وعين شمس ة بمصر ) وسبق في ش م س انه موضع بالمطرية وهى خارج القاهرة قد وردتها مرارا ( وعين صيد وعين تمر وعين أنى ) كحتى ( مواضع ) وقال الحافظ العين خمسة وعشرون موضعا وذكر منها عين جالوت وعين رزبة وعين الوردة وعين تاب وغيرها وممن نسب الى عين التمر أبو اسحق اسمعيل القاسم بسويد بن كيسان الغنوى العينى الملقب أبا العتاهية الشاعر مشهور أصله منها وهى بليدة بالحجاز مما يلى المدينة المنورة هكذا هو في أنساب السمعاني والصواب انها من أعمال العراق من فتوح خالد بن الوليد رضى الله تعالى عنه ثم قال ومنشؤه بالكوفة وسكن بغداد مات سنة 211 ( ورجل معيان وعيون شديد الاصابة بالعين ج عين بالكسر وككتب و ) يقال ( ما أعينه و ) يقال ( صنع ذلك على عين و ) على عينين و ) على ( عمد عين و ) على ( عمد عينين ) كل ذلك بمعنى واحد ( أي ) عمدا عن اللحيانى وقال غيره فعلت ذلك عمد عين إذا ( تعمده بجد ويقين ) قال امرؤ القيس أبلغا عنى الشويعرانى * عمد عين قلدتهن حريما (1/8120)
وكذلك فعلته عمدا على عين قال خفاف بن ندبة السلمى فان تك خيلى قد أصيب صميمها * فعمدا على عين تيممت مالكا ( وها هو عرض عين أي قريب وكذا هو منى عين عنة ) بضم العين وتشديد النون مجرى وغير مجرى ويقال لقيته عين عنه إذا رايته عيانا ولم يرك وأعطاه ذلك عين عنه أي خاصة من بين أصحابه وقد تقدم في ع ن ن ( ولقيته أول عين ) أي ( أول شئ ) وقبل كل شئ ( وتعين الابل واعتانها وأعانها استشرفها ليعينها ) أي ليعينها بعين وقد عانها عينا فهو عائن وأنشد ابن الاعرابي يزينها للناظر المعتان * خيف قريب العهد بالحيران أي إذا كان عهدها قريبا بالولادة كان أضخم لضرعها وأحسن وأشد امتلاء ( ولقيته عيانا أي معاينة لم يشك في رؤيته اياه ونعم الله بك عينا أنعمها وعين كفرح عينا وعينه بالكسر ) كذا في النسخ وفى بعض النسخ عينه بالتحريك مع كسر العين وهو نص اللحيانى ( عظم سواد عينه في سعة فهو أعين ) وانه لبين العينة عن اللحيانى والاعين ضخم العين واسعها والانثى عيناء والجمع منها العين بالكسر وأصله فعل بالضم ومنه قوله تعالى وحور عين وفي الحديث أمر بقتل الكلاب العين وفى حديث اللعان ان جاءت به أدعج أعين ( والعين بالكسر بقر الوحش ) وهو من ذلك صفة غالبة وبه شبهت النساء وبقرة عيناء ( والاعين ثوره ) قال ابن سيده ( ولا تقل ثور أعين ) ولكن يقال الاعين غير موصوف به كانه نقل الى حد الاسمية ( وعيون البقر عنب أسود ) ليس بالحالك عظام الحب ( مدحرج ) يزبب وليس بصادق الحلاوة عن أبى حنيفة على التشبيه بعيون البقر من الحيوان ومنهم من خص هذا النوع بالشام ( و ) أيضا ( اجاص أسود ) يسمى بذلك على التشبيه أيضا ( والمعين كمعظم ثوب في وشيه ترابيع صغار كعيون الوحش و ) المعين ( ثور بين عينيه سواد ) أنشد سيبويه فكأنه لهق السراة كانه * ما حاجبيه معين بسواد ( و ) المعين ( فحل من الثيران م ) معروف قال جابر بن حريش ومعينا يحوى الصوار كانه * متخمط قطم إذا ما بربرا ( وبعثنا عينا يعتاننا و ) يعتان ( لنا ويعيننا ) ويعين لنا وهذه عن الهجرى و ( عيانة ) بالفتح مصدره أي ( يأتينا بالخبر ) وحكى اللحيانى ذهب فلان فاعتان لنا منزلا مكلئا فعداه أي ارتاد لنا منزلا ذا كلا وأنشد الهجرى لنا هض بن ثومة الكلابي يقاتل مرة ويعين أخرى * ففرت بالصغار وبالهوان وقيل اعتان لنا فلان صار عينا ربيئة وكذا عان علينا عيانة صار لهم عينا ويقال اذهب واعتن لى منزلا أي ارتده ( والمعتان رائد القوم ) يتجسس بالاخبار ( وابنا عيان ككتاب طائران ) يزجر بهما العرب كأنهم يرون ما يتوقع أو ينتظر بهما عيانا ( أو ) هما ( خطان يخطهما العائف في الارض ) يزجر بهما الطير وقيل يخطان للعيافة ( ثم يقول ابنا ) كذا في النسخ والصواب ابني ( عيان أسرعا البيان ) وقيل ابنا عيان قدحان معروفان ( وإذا علم ان المقامر يفوز بقدحه قيل جرى ابنا عيان ) قال الراعى وأصفر عطاف إذا راح ربه * جرى ابنا عيان بالشواء المضهب وانما سميا ابني عيان لانهم يعاينون الفوز والطعام بهما ( والعيان أيضا حديدة في متاع الفدان ) هكذا هو في نسخ الصحاح بتشديد الدال من الفدان وضبطه ابن برى بتخفيفها ونقل عن أبى الحسن الصقلى الفدان بالتخفيف الالة التى يحرث بها وبالتشديد المبلغ المعروف وقال أبو عمرو اللومة السنة التى تحرث بها الارض فإذا كانت على الفدان فهى العيان وفى المحكم العيان حلقة على طرف اللمة والسلب والدجرين ( ج أعينة وعين بضمتين ) واقتصر الجوهرى على الاخيرة فقال هو فعل فثقلوا لان الياء أخف من الواو وقال سيبويه ثقلوا لان الياء أخف عليهم من الواو يعنى انه لا يحمل باب عين على ياب خون بالاجماع لخفة الياء وثقل الواو وقال أبو عمرو جمعه عين بالكسر لا غير قال ابن برى جمعه عين بضمتين وان سكنت قلت عين مثل رسل * قلت وهى لغة بنى تميم يصحعون الياء ولا يقولون عين كراهية الياء الساكنة بعد الضمة ( وماء معيون ومعين ظاهر ) تراه العين ( جار ) يا ( على وجه الارض ) وقول بدر ابن عامر الهذلى * ماء يجم لحافر معيون * قال بعضهم جره على الجوار وانما حكمه معيون بالرفع لانه نعت للماء وقال بعضهم هو مفعول بمعنى فاعل قال ابن برى ومن عين الماء اشتق معين أي ظاهر العين * قلت واختلف في وزنه فقيل هو مفعول وان لم يكن فعل وقيل هو فعيل من المعن وهو الاستقاء وسياتى في موضعه ( وسقاء عين ككيس وتفتح ياؤه ) والكسر أكثر قال شيخنا وعده أئمة الصرف من الافراد وقالوا لم يجئ فيعل بفتح العين معتلا من الصفة المشبهة غيره ( و ) كذلك سقاء ( متعين ) إذا ( سال ماؤه ) عن اللحيانى وقال الراغب ومن سيلان الماء في الجارحة اشتق سقاء عين ومتعين إذا سال منه الماء ( أو ) عين وعين ( جديد ) طائية قال الطرماح قد اخضل منها كل بال وعين * وجف الروايا بالملا المتباطن
وكذلك قربة عين جديدة طائية أيضا قال * ما بال عينى كالشعيب العين * قال وحمل سيبويه عينا على انه فيعل مما عينه ياء وقد يمكن أن يكون فوعلا وفعولا من لفظ العين ومعناها ولو حكم بأحد هذين المثالين لحمل على مألوف غير منكر الا ترى أن فعولا وفوعلا (1/8121)
لا مانع لكل واحد منهما ان يكون في المعتل كما يكون في الصحيح وأما فيعل بفتح العين مما عينه ياء فعزيز وتعين السقاء رق من القدم وقال الفراء التعين ان يكون في الجلد دوائر رقيقة قال القطامى ولكن الاديم إذا تفرى * بلى وتعينا غلب الصناعا ( وعين ) الرجل ( أخذ بالعينة بالكسر أي السلف أو أعطى بها و ) من المجاز ( عين الشجر ) إذا ( نضر وتور و ) قال الازهرى عين ( التاجر ) تعيينا وعينه قبيحة وهى الاسم وذلك إذا ( باع ) من رجل ( سلعته بثمن ) معلوم ( الى أجل ) معلوم ( ثم اشتراها منه بأقل من ذلك الثمن ) الذى باعها به قال وقد كره العينة أكثر الفقهاء وروى فيها النهى عن عائشة وابن عباس رضى الله تعالى عنهما وفى حديث ابن عباس انه كره العينة قال فان اشترى التاجر بحضرة طالب العينة سلعة من آخر بثمن معلوم وقبضها ثم باعها من طالب العينة بثمن أكثر مما اشتراه الى أجل مسمى ثم باعها المشترى من البائع الاول بالنقد باقل من الثمن الذى اشتراها به فهذه أيضا عينة وهى أهون من الاولى وأكثر الفقهاء على اجارتها على كراهة من بعضهم لها وجملة القول فيها انها إذا تعرت من شرط يفسدها فهى جائزة وان اشتراها المتعين بشرط ان يبيعها من بائها الاول فالبيع فاسد عند جميعهم وسميت عينة لحصول النقد لطالب العينة وذلك ان العينة اشتقاقها من العين وهو النقد الحاضر ويحصل له من فوره والمشترى انما يشتريها ليبيعها بعين حاضرة تصل إليه معجلة وفى الاساس باعه بعينة بنسيئة لانها زيادة قال ابن دريد لانها بيع العين بالدين ( و ) عين ( الحرب بيننا أدارها ) وفى لسان أدرها ( و ) عين ( اللؤلؤ ثقبها ) كانه جعل لها عينا ( و ) عين ( فلا نا أخبره بمساويه في وجهه ) عن اللحيانى وفى الاساس بكته في وجهه وعلى عينه إذا أخبر السلطان بمساويه شاهدا كان أو غائبا ( و ) عين ( القربة ) إذا ( صب فيها الماء ) ليخرج من مخارزها و ( لتنسد عيون الخرز ) وآثارها وهى جديدة وكذلك سر بها نقله الاصمعي وقال الراغب ومن سيلان الماء من الجارحة أخذ قولهم عين قريتك أي صب فيها اء تنسد بسيلانه آثار خرزها ( والعينة بالكسر السلف ) وهذا قد تقدم في كلامه قريبا فهو تكرار ( و ) العينة ( خيار المال ) مثل العيمة نقله الجوهرى والجمع عين كعنب ( و ) العينة ( مادة الحرب ) قال ابن مقبل لا تحلب الحرب منى بعد عينتها * الا علالة سيد مارد سدم ( و ) العينة ( من الثعجة ما حول عينيها ) كالمحجر للانسان ( و ) يقال هذا ( ثوب عينة مضافة ) إذا كان ( حسن المراة ) في العين ( والمعان المنزل ) يقال الكوفة معان منا أي منزل ومعلم ( و ) معان أيضا ( منزلة ) قرب موتة ( لحاج الشام ) قال عبد الله بن رواحة رضى الله تعالى عنه أقامت ليلتين على معان * وأعقب بعد فترتها جموم قال ابن سيده وقد ذكر في الصحيح لانه يكون فعالا ومفعلا ( وعينون ويقال عينوني ) ويقال فيها أيضا عينونة ( ة وعينين بكسر العين وفتحها مثنى ) عين ويقال عينان وذو عينين وبالوجهين روى حديث عثمان رضى الله تعالى عنه قال له عبد الرحمن بن عوف يعرض به انى لم أفر يوم عينين وهو ( جبل ) أو قلت أو هضبه في جبل ( باحد ) قبل مشهد الامام حمزة رضى الله تعالى عنه ( قام عليه ابليس عليه لعنة الله تعالى فنادى ان محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم قد قتل ) قال الهروي وهو الجبل الذى أقام عليه الرماة يوم أحد ويقال ليوم أحد يوم عينين وفى ركنه الغربي مسجد نبوى وعنده قنطرة عين ( و ) عينين ( بفتح العين بالبحرين ) في ديار عبد القيس كشجر النخل قال الراعى يحث بهمن الحاديان كانما * يحثان جبارا بعينين مكرعا قال الازهرى وقد دخلتها أنا ( منه ) كذا في النسخ وصوابه منها ( خليد عينين ) وهو رجل يهاجى جريرا وأنشد ابن برى ونحن منعنا يوم عينين منقرا * ويوم جدود لم نواكل عن الاصل ( وعينان ع ) في ديار هوازن في الحجاز فيما يراه أبو نصر ( وعيان كجيان د ) باليمن من مخلاف جعفرا وقريب منه عن نصر ( و ) العيانة ( ككتابه ع ) في ديار الحرث بن كعب عن نصر ( والعيون بالضم د بالاندلس و ) أيضا ( ة بالبحرين و ) أعين وعيانة ( كاحمد وثمامة حصنان باليمن ) وقيل قريتان والى الاخيرة نسب أبو بكر بن يحيى بن على بن اسحق السكسكى العيانى الفقيه المدقق صاحب الكرامات مات سنة 628 ضبطه الجندي في تاريخه ( والمعينة ) بفتح ميم ( ة ) بين الكوفة والشام * قلت الصواب فيها المعنيه نسبت الى معن بن زائدة كما حققه نصر وقد صحفه المصنف ( والعيناء الخضراء و ) أيضا ( القربة المتهيئة للخرق
والبلى ( و ) أيضا ( النافذة من القوافى و ) أيضا اسم ( بئر ) سميت لكثرة مائها ( و ) العينا ( بالقصر قنة جبل ثبير ) هكذا ذكره بعض ( والصواب بالمعجمة وذو العين ) لقب ( قتادة بن النعمان ) بن زيد الصحابي الذى ( رد رسول الله صلى الله عليه وسلم عينه السائلة على وجه فكانت أصح عينيه ) وقد ذكره أصحاب السير في المعجزات ( وذو العينين معاوية بن مالك شاعر فارس وذوا لعيينتين ) مصغرا ( الجاسوس ) لان العين تصغيرها عيينة ويقال له أيضا ذوا لعينين وذو العوينتين كل ذلك قد سمع ( وتعين الرجل تشوه ) كذا في النسخ والصواب تشور ( وتأنى ليصيب شيا بعينه و ) تعين ( فلانا راه يقينا و ) تعين ( عليه الشئ لزمه بعينه وأبو عينان جدنها ربن توسعة ) الشاعر ذكره المستغفرى ( وعبد الله بن أعين كاحمد محدث وابن معين ) ياتي ذكره ( في م ع ن ) على ان الميم أصلية ومنهم من جعلها زائدة فذكره هنا وتقدم للمصنف رحمه الله تعالى في ع ون من جملة الاسماء وذكرنا هناك ما يناسب * ومما (1/8122)
يستدرك عليه العين رئيس الجيش وأيضا طليعته وعين الماء الحياة للناس وبه فسر ثعلب أولئك عين الماء فيهم وعندهم * من الخليفة المنجاة والمتحول وفى الاساس فيهم عين الماء أي فيهم نفع وخير والعين النقد ومن كلامهم عين غير دين والعين حقيقة الشئ يقال جاء بالامر من عين صافية أي من فصه وحقيقته والعين الخالص الواضح يقال جاء بالحق بعينه أي خالصا واضحا والعين الشخص والعين الاصل والعين الشاهد ومنه الجواد عينه فراره إذا رأيته تفرست فيه الجودة من غير ان تفره والعين المعاينة يقال لا أطلب أثرا بعد عين أي لا أترك الشئ وأنا أعاينه وأطلب أثره بعد أن يغيب عنى وأصله ان رجلا راى قاتل أخبه فلما أراد قتله قال أفتدى بمائة ناقة نقال لست أطلب أثرا بعد عين وقتله والعين النفيس والعين العطية الحاضرة ومنه قول الراجز * وعينه كالكالئ الضمار * والضمار الغائب الذى لا يرجى والعين الناس والعين الخاصة من خواص الله تعالى ومنه الحديث أصابته عين من عيون الله والعين كفة الميزان وهما عينان والعين لسان الميزان والعين المكاشف وما بالدارعين أي أحد ومنه قولهم ما بها عين تطرف والعين وسط الكلمة والعين الخرم في المزادة تشبيها بالجارحة في الهيئة والعين العافية والعين الصورة والعين قطرة الماء والعين قرية بمصر والعين اسم السبعين من حساب الجمل والعين العز والعين العلم وهو عين اليقين والعين اسم كتاب ألفه الخليل وأكمله الليث والعين كثرة ماء البئر وقد عانت عينا إذا كثر ماؤها والعين سيلان الدمع من العين يقال عان الدمع عينا إذا سال وجرى والعين عين الابرة ويقال للضيقة العين منها عين صفية والعين موضع في جبل عينين نسبت إليه القنطرة والعين المحسة والعين بيت صغير في الصندوق وفقا عينه صكه أو أغلظ له في القول وهو مجاز وتقول العرب على عينى قصدت زيدا يريدون الاشفاق والعائن المصيب بالعين والمصاب معين على النقص ومعيون على التمام وقال الزجاجي المعين المصاب بالعين والمعيون الذى فيه عين قال عباس بن مرداس قد كان قومك يحسبونك سيدا * واخال انك سيد معيون ويقال أتيت فلانا فما عين لى بشئ وما عيننى بشئ أي ما أعطائي شيا وتعيين الشئ تخصيصه من الجملة والمعاينة النظر والمواجهة وتعينه أبصره قال ذو الرمة تخلى فلا ينبو إذا ما تعينت * بها شجا أعناقها كالسبائك ورأيت عائنة من أصحابي أي قوما عاينوني وهو أخو عين يصادقك رياء والعيان كشداد المعيان ولا ضر بن الذى فيه عيناك أي راسك ولقيته أدنى عائنة أي أدنى شئ تدركه العين وأول عائنة أي قبل كل شئ والعيناء المراة الواسعة العين وأبو العيناء اخباري صاحب توادر معروفة وشاة عيناء اسودت عينها وابيض سائرها وقيل أو كان بعكس ذلك وأعيان القوم أفاضلهم وحفرت حتى عنت وأعنت بلغت العيون وفى التهذيب حفرا لحافر فاعين وأعان بلغ العيون وقال أبو سعيد عين معيونة لها مادة من الماء وأنشد للطرماح ثم آلت وهى معيونة * من بطئ الضهل نكز المهامى وجمع العين من السقاء عيائن همزوا لقربها من الطرف وتعينت اخفاف الابل إذا نقبت مثل تعين القربة عن ابن الاعرابي ويقولون هذا دينار عين إذا كان ميالا أرجح بمقدار ما يميل به اللسان واعتان الشئ أخذ خياره قال الراجز فاعتان منها عينه فاختارها * حتى اشترى بعينه خيارها واعتان الشئ اشتراه بنسيئة وعينة الخيل جيادها عن اللحيانى ويقال لولد الانسان قرة العين وقرة العين امراة وما بالدار عائن أو عائنة أي أحد والعينة الربا ولقيتة أول ذى عين وعائنة أي أول كل شئ ورايته بعائنة العدو أي بحيث تراه عيون العدو ما رايت ثم عائنة أي انسانا ورجل عين ككيس سريع البكاء والقوم منك معان أي بحيث تراهم بعينك والمعين من الجراد كمعظم الذى يسلخ فتراه أبيض وأحمر ذكره الازهرى في ترجمة ينع عن ابن شميل وأتيت فلانا وما عين لى بشئ وما عيننى بشئ أي ما
أعطاني شيا عن اللحيانى وقيل لم يدلني على شئ وعيينة مصغرا اسم موضع وعيينة بن حصن الفزارى اسمه حذيفة لقب به لشزر عينيه وعيينة بن عائشة المرى صحابيان وسفيان عيينة العالم الامام المشهور رضى الله تعالى عنه واخواته الخمسة ابراهيم وعمران وآدم وأحمد ومحمد حدثوا وعيينة بن غصن عن سليمن بن صرد وعيينة بن عبد الرحمن بن جوشن شيخ وكيسع وعيينة بن عاصم الاسدي عن أبيه وعيينة اللخمى شيخ ليزيد بن سنان وأبو عيينة بن المهلب بن أبى صفرة مشهور قال المبرد في الكامل كل من يدعى أبا عيينة من آل المهلب فهو اسمه وكنيته أبو المنهال وموسى بن كعب بن عيينة أول من بايع السفاح ومحمد بن عيينة عن المبارك وسعيد بن محمد بن عيينة شيخ غنجار ومحمد بن أبى عيينة المهلبى تولى الرى للمنصور وابنه أبو عيينة شاعر زمن الامين وعيينة بن الحكم الخلجى شاعر ذكره المرزبانى وعبد الرحمن بن عيينة ثبت ذكره في صحيح مسلم وعاينة بنى فلان أموالهم ورعيانهم وأسود العين جبل قال الفرزدق إذا زال عنكم أسود العين كنتم * كراما وأنتم ما أقام الاثم وقال ياقوت هو بنجد يشرف على طريق البصرة الى مكة أنشد القالى عن ابن دريد عن أبى عثمان * إذا ما فقدتم أسود العين كنتم * الخ والاعيان موضع في قول عيينة بن شهاب اليربوعي تروحنا من الاعيان عصرا * فامحلنا الالاهة أن تؤوبا (1/8123)
هكذا رواه أبو الحسن العمرانى ورواه الازهرى تروحنا من اللعباء وعين على السارق تعيينا خصصه من بين المتهمين وقيل أظهر عليه سرقته وماء عائن سائل مشتق من عين الماء وعيون القصب مضيق وعر مستطيل بين عقبة ايلة والينبع والعيون قرية بمصر وأيضا موضع بنجد قال بدر بن عامر الهذلى أسد تفر الاسد من عروائه * بعوارض الرجاز أو بعيون وقد ذكر في ر ج ز وأم العين ماء دون سميراء عذب للمصعد الى مكة عن ياقوت رحمه الله تعالى وعين اضم وعين الحديد وعين الغور مواضع حجازية وقنطرة العين قبل مشهد الامام حمزة عند أحد في مسجد جبل عينين وعين أبى الديلم في حمى فيد وعين أبى زياد عند وادى نعمان وعين معاوية بالقاع وعين صارخ بين مكة واليمن وعين شمس بالحديبية وعين بولا بالينبع وتقول لمن بعثته واستعجلته بعين ما أريتك أي لا تلو على شئ فكانى أنطر اليك والعياني بالفتح لقب الرئيس على بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوى وهو جد بنى الامير باليمن ومن ولده الامير ذو الشرفين جعفر بن محمد الحجاف بن جعفر بن القاسم بن على العيانى صاحب شهارة كان في اثناء سنة 553 منهم شيخنا العلامة محمد بن اسمعيل بن الامير عالم صنعاء روى عن عبد الله بن سالم البصري وعينون نبت مغربي يكون بالاندلس يسهل الاخلاط إذا طبخ بالتين وعين الديك نبات يقارب شجره شجر الفلفل يكثر بجبال الدكن وأهل الهند تصطنعه لنفسها وعين الهدهد آذان الفار لنبات وعين الهرحجر مشهور لا نفع فيه وعين ران الزعرور والاعين لقب أبى بكر بن أبى عتاب بن الحسن بن طريف البغدادي المحدث توفى سنة 240 رحمه الله تعالى وأبو على محمد بن على بن محمد الطالقاني الاعينى الشافعي المحدث توفى بكرمان سنة نيف وثلاثين وخمسمائه رحمه الله تعالى ( فصل الغين ) مع النون ( غبن الشئ و ) غبن ( فيه كفرح غبنا ) بالفتح ( وغبنا ) بالتحريك ( نسيه أو أغفله ) وجهله ( أو ) غبن كذا من حقه عند فلان ( غلط فيه و ) قالوا غبن ( رأيه بالنصب غبانة وغبنا محركة ضعف ) نصبوه على معنى فعل وان لم يلفظ به أو على معنى غبن في رأيه أو على التمييز النادر قال الجوهرى قولهم سفه نفسه وغبن رأيه وبطر عيشه وألم بطنه ووفق أمره ورشد أمره كان في الاصل سفهت نفس زيد ورشد أمره فلما حول الفعل الى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه لانه صار في معنى سفه نفسه بالتشديد هذا قول البصريين والكسائي ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامه ضرب زيد وقال الفراء لما حول الفعل من النفس الى صاحبها خرج ما بعده مفسر اليدل على ان السفه فيه وكان حكمه أن يكون سفه زيد نفسا لان المفسر لا يكون الا نكرة ولكنه ترك على اضافته ونصب كنصب النكرة تشبيها بها ولا يجوز عنده تقديمه لان المفسر لا يتقدم ومنه قولهم ضقت به ذرعا رطبت به نفسا والمعنى ضاق ذرعي به وطابت نفسي به ( فهو غبين ومغبون ) في الراى والعقل والدين ( وغبنه في البيع يغبنه غبنا ) بالفتح ( ويحرك أو ) الغبن ( بالتسكين في البيع ) وهو الاكثر ( وبالتحريك في الراى ) إذا ( خدعه ) ووكسه وقيل غبن في البيع غبنا إذا غفل عنه بيعا كان أو شراء ( وقد غبن ) الرجل ( كعنى فهو مغبون والاسم الغبينة ) كالشتيمة من الشتم ( والتغابن ان يغبن بعضهم بعضا ويومه يوم التغابن ) وهو يوم البعث قيل سمى به ( لان أهل الجنة تغبن ) فيه ( أهل النار ) بما يصير إليه أهل الجنة من النعيم ويلقى فيه أهل النار من العذاب ويغبن من ارتفعت منزلته في الجنة من كان دون منزلته وضرب ذلك مثلا للشراء والبيع
كما قال تعالى هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم وسئل الحسن عن قوله تعالى ذلك يوم التغابن فقال غبن أهل الجنة أهل النار أي استنقصوا عقولهم باختيارهم الكفر على الايمان ونظر الحسين الى رجل غبن آخر في بيع فقال ان هذا يغبن عقلك أي ينقصه ( والغبن محركة الضعف والنسيان و ) المغبن ( كمنزل الابط والرفغ ج مغابن ) والارفاغ بواطن الافخاذ عند الحوالب وفى الحديث كان إذا اطلى بدا بمغابنه وقيل المغابن معاطف الجلد وفى حديث عكرمة من مس مغابنه فليتوضا أمره بذلك استظهارا واحتياطا وقال ثعلب كل ما ثنيت عليه فخذك فهو مغبن ( واغتبنه اختبأه فيه ) أي في المغبن ( و ) قال ابن شميل يقال هذه الناقة ما شئت من ناقة ظهرا وكرما غير انها مغبونة لا يعلم ذلك منها وقد ( غبنوا خبرها كنصرو سمع ) أي ( لم يعلموا علمها ومالك بن أغبن كاحمد جهنى ) ذكره ابن الطحان ( الغبن في الثوب كالعطف فيه ) وقد غبنه غبنا ثناه وعطفه وفى التهذيب طال فثناه وكذلك كبنه ( والغابن الفاتر عن العمل ) * ومما يستدرك عليه غبنت رايك أي ضيعته ونسيته وغبن الرجل يغبنه غبنا مر به وهو ماثل فلم يره ولم يفطن له وقال ابن بزرج غبن الرجل أشد الغبنان ولا يقولون في الربح الاربح أشد الربح والرباحة والرباح وغبنوا الناس إذا لم ينله غيرهم وغبن الشئ خباه في المغبن وما قطع من أطرف الثوب فأسقط غبن محركة قال الاعشى * يساقط كسقاط الغبن * والغبن ثنى الدلو لينقص من طوله وتغابن له تقاعد حتى غبن ( الغدن محركة النعمة واللين ) وسعة العيس ( كالغدنة بالضم و ) الغدنة ( كحزقة ) يقال انهم لفى عيش غدنة أي رغد قال ابن سيده وأشك في الاول ( و ) الغدن ( النوم والنعاس ) في المحكم ( الاسترخاء والفترة ) قال القلاخ ولم تضع أولاها من البطن * ولم تصبه نعسة على غدن أي على فترة واسترخاء قال ابن برى والذى أنشده الاصمعي فيما حكاه عنه ابن جنى أحمر لم يعرف ببؤس مذمهن * ولمتصبه نعسة على غدن ( والمغدودن من الشجر الناعم المتثنى ) قال الراجز (1/8124)
أرض بها التين مع الرمان * وعنب مغدودن الاغصان ( و ) المغدودن ( الشاب الناعم كالغدانى بالضم ) في الشجر والشاب يقال شجر غدانى إذا كان كثيرا ريان مسترخيا ساقطا قال العجاج * مغدودن الارطى غدانى الضال * والشاب الغدانى الغض ( وتغدن تمايل وتعطف ) وتثنى ( و ) الغدنة ( كحزقة لحمة غليظة في اللهازم ) قال ابن دريد أحسبه ذلك قال ( و ) الغدان ( ككتاب القضيب ) الذى ( تعلق عليه الثياب ) يمانية ( وغدانة وبنوغدن بضمهما حيان ) الاول من يربوع قال الاخطل واذكر غدانة عدانا مزنمة * عن الحبلق تبنى حولها الصير قال ابن برى عدانا جمع عتود ومنهم أحمد بن عبد الله بن شميل بن صخر الغدانى بصرى ثقة من شيوخ البخاري رحمه الله تعالى ( والغدودنى السريع ) * ومما يستدرك عليه اغدودن النبت اخضر حتى يضرب الى السواد من شدة ريه وحرجة مغدودنة إذا كانت في الرمال حبال ينبت فيها سبط وثمام وصبغاء وثداء ويكون وسط ذلك أرطى وعلقى ويكون أخر منها بلقا تراهن بيضا وفيها مع ذلك حمرة ولا تنبت من العيدان شيا والمغدودنة الارض الكثيرة الكلا الملتفة عن شمر وقال غيره هي المعشبة يقال كلا مغدودن أي ملتف قال العجاج * مغدودن الارطى غدانى الضال * وقال رؤبة * ودغية من خطل مغدودن * وهو المسترخى الساقطوا غدودن الرجل استرخى وسقط وهو عيب وقال السيرافى شاب غدودن ناعم وغدانى الشباب نعمته قال رؤبة * بعد غدانى الشباب الابله * وشعر غدودن ومغدودن كثير ملتف طويل واغدودن الشعر طال وتم قال حسان بن ثابت رضى الله تعالى عنه وقامت ترائيك مغدودنا * إذا ما تنوء به آدها وقال أبو زيد شعر مغدودن شديد السواد ناعم وغويدين بالضم قرية بنسف منها أبو نعيم الحسين بن محمد بن نعيم بن اسحق الحافظ روى عنه المستغفرى وأبوه أبو الحسن وأخوه العلاء حدثا وجده نعيم أبو عصمة روى عن أحمد بن عمران بن موسى بن جبير الغويدينى ( الغدفن كسجل ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( السابغ ) شعر الذنب من البعران ( لغة في الغدفل ) باللام * ومما يستدرك عليه غذانة بالذال المعجمة كسحابة قرية ببخارا منها أح مد بن اسحق الغذانى سمع من أبى كامل عن شيوخه وقرية أخرى بنسف منها شيخ للمالينى وغذوان محركة موضع بين البصرة والمدينة وأغذون بالضم قرية ببخارا ( الغرين كصريم وحذيم ) الاول وزن غريب والاولى كامير والثانى مثل درهم وهو ( الطرين ) زنة ومعنى وهو ما يبقى في أسفل القارورة من الدهن وقيل هو ثفل ما صبغ به كالغريل باللام وهو مبدل منه ( و ) الغرين ( الحمق ) ومنه أتى بالغرين والطرين إذا حمق ( و ) الغرين ( الزبد ) من الماء يبقى في الحوض لا يقدر على شربه ( و ) الغرين ( الطين يحمله السيل فيبقى على وجه الارض رطبا أو يابسا ) وكذلك الغريل وقال الاصمعي هو ان يجئ السيل فيثبت على الارض فإذا جف رايت الطين رقيقا على وجه الارض قد
تشقق وشدد نونه الشاعر ضرورة فقال تشققت تشقق الغرين * غضونها إذا تدانت منى ( والغرن محركة ) وجد في بعض النسخ منفرد اعما قبله في الذكر على أن الاول من الرباعي وهذا من الثلاثي وفيه نظر ( طائر ) قيل هو ذكر الغربان أؤ ذكر العقاعق ( أو العقاب ) عن أبى حاتم في كتاب الطير ( أو شبهها ) وقال ابن برى ذكر العقبان قال الراجز * لقد عجبت من سهوم وغرن * قال والسهوم الانثى منها ( ج اغران أو ) الغرن ( السرطان و ) في الحديث ذكر غران ( كغراب ) وهو ( ع ) قرب الحديبية نزل به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من مسيره ( و ) الغرن ( ككتف الضعيف وغرن العجين على القرو كفرح يبس ) * ومما يستدرك عليه أتى بالطرين والغرين إذا غضب واحتد وذكره المصنف في طرن وأهمله هنا وعبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن القاسم الغريانى بالفتح أحد الفضلاء بتونس من بيت بطرابلس فضلاء وكان أبوه قاضيا بها * ومما يستدرك عليه غرديان بفتح الدال مكسورة قرية مما وراء النهر منها محمد بن عبد الله بن ابراهيم الغرديانى ومما يستدرك عليه غاريقون وهى رطوبات تتعفن في باطن ما ياكل من الاشجار يعزى استخراجه الى افلاطون * ومما يستدرك عليه غرمينية بالضم وكسر الميم قرية برستاق سمرقند منها أبو سعيد محمد بن شبل المحدث ( غزنه ) أهمله الجماعة وهى مدينة في أول بلاد الهند ( من أنزه البلاد وأفسحها رقعة ) واليها نسب السلطان الولى المجاهد محمود بن سبكتكين الغزنوى وآل بيته أنار الله برهانه والفقيه أبو المعالى عبد الرب بن منصور بن اسمعيل بن ابراهيم الغزنوى شارح القدورى في مجلدين سماه ملتمس الاخوان مات في حدود الخمسمائه عليه الرحمة والرضوان وأبو الحسن على بن الحسين بن عبد الله بن محمد الغزنوى الواعظ الحنفي سمع بغزنه ومرو وحدث ببغداد وبشيراز روى عنه ابن السمعاني وأبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوى بنت له زوجة المستظهر رباطا بباب الطاق وهو والد المسند أبى الفتح أحمد بن على ( وغزنيان ) بفتح الغين والنون ( ة بما وراء النهر ) من قرى كس منها أبو عمر حفص بن أبى حفص حدث قبل الثلثمائة * ومما يستدرك عليه غزوينة قرية بحوارزم منها نجم الدين أبو رجاء مختار ابن محمود بن محمد الزاهدي صاحب التصانيف شرح القدورى وزاد الائمة والمجتبى تفقه على العلاء سديد بن محمد الحناطى المحتسب ومجد الائمة صاحب البحر المحيط والكلام على السراج ( الغسن المضغ وبالضم الضعيف ) * قلت هذا تصحيف والصواب فيه (1/8125)
الغس بالغين والسين من غير نون كما تقدم له وهكذا هو عن ابن دريد وقال ابن الاعرابي الغسن بضمتين الضعفاء في رأيهم وعقولهم فتأمل ( والغسنة والغسناة بضمهما الخصلة من الشعر ) قال حميد الارقط بينا الفتى يخبط في غسناته * إذ صعد الدهر الى عفراته * فاجتاحها بشفرتي مبراته قال ابن برى ويروى هذا الرجز لجندل الطهوى قال والذى رواه ثعلب وأبو عمرو في غيساته قال والغيسة النضارة والنعمة قال وتقدم ذلك في السين ( ج ) غسن ( كصرد ) قال الاصمعي الغسن خصل الشعر من المراة والفرس وهى الغدائر وقال غيره شعر الناصية فرس ذو غسن قال عدى بن زيد مشرف الهادى له غسن * يعرق العلجين احضارا وفى المحكم الغسن شعر العرف والناصية والذوائب قال الاعشى غدا بتليل كجذع الخضا * ب حر القذال طويل الغسن ( و ) الغسان ( ككتاب جلد يلبسه الصبى و ) الغسان ( كغراب أقصى القلب ) يقال قد علمت ذلك من غسان قلبك عن أبى زيد ( و ) الغسان والغيسان ( كشداد وكيسان حدة الشباب ) وطراوته وحسنه ونعمته وقيل الشباب يقال كان ذلك في غيسان شبابه ان جعلته فيعالا أو فعالا فهو من هذا الباب وقد ذكر غسان في غ س س وغيسان غ ى س وأنشد ابن يرى للراجز لا يبعدن عهد الشباب الانضر * والخبط في غيسانه الغميدر ( و ) يقال ( ما أنت من غسانه وغيسانه ) أي لست ( من رجاله ) أو من ضربه ( و ) غسان ( كشداد ماء نزل عليه قوم من الازد ) وقد مر في السين انه بين رمع وزيبد ( فنسبوا إليه منهم بنو جفنة رهط الملوك ) والحرث المحرق وثعلبة العنقا وثعلبة الاكبر ( أو غسان اسم القبيلة ) وهو مازن بن الازد بن الغوث أو اسم دابة وقعت في هذا الماء فسمى به كل ذلك تقدم تفصيله في حرف السين وكان المصنف رحمه الله تعالى أعاده هنا اشارة الى القولين فانه حكى فيه الصرف والمنع كما ذكر هناك ( والغساني ) من الرجال ( الجميل جدا ) كانه غصن في حسن قامته كالغيسانى وقد ذكر في السين ( والاغسان أخلاق الناس ) قال السلمى فلان على أغسان من أبيه وأعسان أي اخلاق ( والغيسانه الناعمة ) والغيسان الناعم قال أبو وجزة * غيسانة ذلك من غيسانها * ومما يستدرك عليه يقال في جمع الغسنة غسنات وغسنات قال الراجز فرب فينان طويل أممه * ذى غسنات قد دعاني أحزمه وأبو اسحق ابراهيم طلحة بن ابراهيم بن محمد بن غسان الغساني المحدث الى جده والغسانية طائفة من مرجئة الكوفة انتسبوا الى
رجل اسمه غسان وغسان كرمان ابن الصدف أبو قبيلة ويروى بالمهملة أيضا وقد ذكر في السين أيضا ( الغشن ) أهمله الجوهرى وهو ( الضرب بالعصا وبالسيف و ) الغشانة ( كثمامة الكرابة بعد الصرام ) عن كراع والصحيح انه بالعين المهملة كما ذكر في موضعه قال أبو زيد يقال لما يبقى في الكباسة من الرطب إذا لقطت النخلة الكرابة والغشانة والبذارة والشمل والشماشم والعشانة ( وتغشن الماء ركبه البعر في غدير ونحوه ) ( الغصن بالضم ما تشعب من ساق الشجرة قاقها وغلاظها و ) الشعبة ( الصغيرة ) منها غصنة ( بهاء ج غصون وغصنة ) بكسر ففتح مثل قرط وقرطة ( واغصان وغصن الغصن يغصنه ) غصنا ( مده إليه ) فهو مغصون عن القنانى ( و ) غصن ( الشئ أخذه أو ) غصن الغصن إذا ( قطعه ) وأخذوه ( و ) غصن ( فلانا عن حاجته ) يغصنه ( ثناه وكفه ) عن ابن الاعرابي قال الازهرى هكذا اقرأنيه المنذرى في النوادر وغيره يقول غضن بالضاد وهو عند شمر بالضاد قال وهو صحيح ( وذو الغصن واد من حرة بنى سليم ) وقيل واد قريب من المدينة تصب فيه سيول الحرة عن نصر رحمه الله تعالى وقيل هو من أودية العقيق ( وأبو الغصن دجين بن ثابت بن دجين وليس بجحى كما توهمه الجوهرى أو هو كنيته ) ونص الجمهرة وأبو الغصن كنيته حجى قال شيخنا رحمه الله تعالى وفى كلامه تناقض إذ نفاه أو لائم أثبته قولا ثانيا وإذا كان قولا فما معنى التوهم بل جزم قوم بما ادعاه المصنف توهما كما ياتي في المعتل * قلت ومر في د ج ن شئ من ذلك ( وأغصن العنقود وغصن ) بالتشديد ( كثر ) وفى بعض الاصول كبر ( حبه ) شيا وهو الصواب ( وثوب أغصن في ذنبه بياض وغصن بالضم وكزبير اسمان ) قال ابن دريد وأحسب ان بنى غصين بطن * قلت وهم اليوم بغزة وشر ذمة بالرملة ومنهم الامام المحدث الشيخ عبد القادر بن غصين الغزى الشافعي روى عنه أبو السعادات محمد بن عبد القادر الفاسى وغيره وقد انقرض الحديث الان من بيتهم ( غضنه يغضنه ويغضنه ) من حدى ضرب ونصر غضنا ( حبسه و ) يقال ما غاضنه عنك أي ما ( عاقه ) ووقع في نوادر ابن الاعرابي غصننى عن حاجتى يغصننى بالصاد وهو غلط والصواب غضتني يغضننى كما قاله شمر وغيره ( و ) غضنت ( الناقة بولدها القته لغير تمام ) قبل أن ينبت عليه الشعر ويستبين خلقه ( كغضنت ) بالتشديد قال أبو زيد يقال لذلك الولد الغضين ( والاسم ) الغضان ( ككتاب والغضن ) بالفتح ( ويحرك كل تثن في ثوب أو جلد أو درع ) وغيرها ( ج غضون ) قال كعب بن زهير إذا ما انتحا هن شؤبوبه * رايت لجاعرتيه غضونا ( و ) انغضن بالفتح والتحريك ( العناء والتعب ) تقول العرب للرجل توعده لاطيلن غضنك أي عناءك نقله الازهرى عن أبى زيد وأنشد أريت ان سقنا سياقا حسنا * نمد من آباطهن الغضنا (1/8126)
( والمغاضنة مكاسرة العينين ) للريبة وفى الاساس غاضن المراة غازلها بمكاسرة لها العينين ( وغضون الاذن مثانيها والغضن الكاسر عينه خلقه أو عداووة أو كبرا ) قال * يا أيها الكاسر عين الغضن * ومما يستدرك عليه الغضون والتغضين التشنج عن اللحيانى وقد تغضن وغضنه ورجل ذو غضون في جبهته تكسر يقال دخلت عليه فغضن لى من جبهته وتغضنت الدرع على لابسها تثنت والغضن تثنى العود وتاويه وغضن العين جلدتها الظاهرة ويقال للمجدور إذا ألبس الجدرى جلده أصبح جلده غضنة واحدة وأغضنت المساء دام مطرها كغضنت وأغضنت عليه الحمى دامت وألحت عن ابن الاعرابي وأغضن عليه الليل أظلم * ومما يستدرك عليه كما في التهذيب قال أبو عمرو أتيته على افان ذلك وغفان ذلك وقفان ذلك قال والغين في بنى كلاب ( غلن الشباب ) أهمله الجوهرى وقال غيره أي ( غلا وغلوان الشباب والامر ) بضم ففتح ( غلواؤه ) * ومما يستدرك عليه بعته بالغلانية أي بلا غلاء هذا معناه وليس من لفظه ومنه قول الاعشى وذا الشن فاشناه وذا الورد فاجزه * على وده أوزد عليه الغلانيا أراد الغلانية فحذف الهاء ضرورة ليسلم الروى من الوصل ( غمن الجلد أو البسر ) يغمنه غمنا ( غمله ) أما غمن الجلد فان يجمع بعد سلخه ويترك مغموما حتى يسترخى صوفه للدباغ وقيل غمنه غمه ليلين للدباغ ويتفسخ عنه صوفه ( فهو غمين ) وغميل وأما البسر فيقال غمنه إذا غمه ليدرك ( و ) غمن ( فلانا القى عليه ثيابه ليعرق والغمنة بالضم الاسفيداج والغمرة ) التى ( تطلى بها المراة وجهها ) قال الاغلب * ليست من اللائى تسوى بالغمن * ( وغمن في الارض كعنى أدخل فيها فانغمن وبنو الغمينى بالضم والقصر ناس بالحيرة ) * ومما يستدرك عليه نخل مغمون يقارب بعضه بعضا ولم ينفسخ كمغمول ( الغنة بالضم جريان الكلام في اللهاة ) وهى أقل من الخنة وقال المبرد هو ان يشرب الحرف صوت الخيشوم والخنة أشد منها والترخيم حذف الكلام ( واستعملها يزيد بن الاعور ) الشنى ( في تصويت الحجارة ) فقال إذا علا صوانه أرنا * يرمعها والجندل الاغنا
( غن يغن بالفتح ) قال شيخنا رحمه الله تعالى وهو يوهم أنه بالفتح فيهما وليس كذلك بل الماضي مكسور والاتي مفتوح على القياس فلا اعتداد بظاهره ( فهو أغن ) قال أبو زيد الاغن الذى يحرج كلامه في لهاته وقال غيره من خياشيمه ( و ) من المجاز غن ( الوادي كثر شجره و ) غن ( النخل أدرك كاغن فيهما ) وقيل واد مغن إذا كثر ذبابه لالتفات عشبه حتى تسمع لطيرانها غنة ( وظبى أغن يخرج صوته من خياشيمه ) قال فقد أرنى ولقد أرنى * غرا كارآم الصريم الغن وفى قصيد كعب بن زهير رضى الله تعالى عنه * الا أغن غضيض الطرف مكحول * ( وقول الجوهرى طير أغن غلط ) * قلت وإذا أريد بالطير الذباب فلا غلط فانه يوصف به قال ابن الاثير واد مغن كثرت أصوات ذبابه جعل الوصف له وهو للذباب ( وغننه تغنينا جعله أغن ) يقال ما أدرى ما غننه أي جعله أغن ( و ) من المجاز ( الغناء من القرى الجمة الاهل والبنيان ) والعشب ( و ) الغناء ( من الرياض الكثيرة العشب ) وإذا كانت كذلك ألفها الذبان وفى أصواتها غنة ( أو ) التى ( تمر الرياح فيها غير صافية الصوت لكثافة عشبها ) والتفافه ( وأغن الذباب صوت والاسم كغراب ) قال * حتى إذا الوادي أغن غنانه * ( و ) من المجاز أغن ( الله غصنه ) أي ( جعله ناضراو ) من المجاز أغن ( السقاء امتلا ) ماء ( والاغن رجل من أصحاب طليحة ) الذى كان قد ادعى النبوة * ومما يستدرك عليه حرف أغن تحدث عنه الغنة قال الخليل النون أشد الحروف غنة وأغنت الارض اكتهل عشبها وعشب أغن وقول الشاعر فظن يخبطن هشيم الثن * بعد عميم الروضة المغن يجوز ان يكون من نعت العميم وان يكون من نعت الروضة كما قالوا امراة مرضع قال ابن سيده وليس هذا بقوى * ومما يستدرك عليه غندجان مدينة من كور الاهواز منها عبد الرحمن بن الحسن الغندجانى من أصحاب الامام أبى حامد الاسفراينى رحمه الله تعالى ( التغون ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( الاصرار على المعاصي و ) التوغن ( الاقدام في الحرب ) هذا هو نصه على الصحيح والمصنف جعل المعنيين للتغون وليس كذلك فليتنبه له ( الغين حرف هجاء مجهور مستعل ) مخرجه أعلى الحلق جوار مخرج الحاء ( وينبغى ان لا يغر غربها فيفرط ولا يهمل تحقيق مخرجها فتخفى بل ينعم بيانها ويخلص ولا تزاد ولا تبدل ) بل تكون أصلا وقد تكون بدلا من العين كما في يسوع ويسوغ وارمعل وارمغل على ما سبق بيانه كما في معنى العطش والغيم ( و ) الغين ( العطش ( وقد غنت أغين ) وغانت الابل مثل غامت عطشت ( و ) الغين ( الغيم ) وهو السحاب لغة فيه وقيل النون بدل من الميم أنشد يعقوب لرجل من بنى تغلب يصف فرسا كانى بين خافيتى عقاب * يريد حمامة في يوم غين أي في يوم غيم قال ابن برى الذى أنشده الجوهرى * أصاب حمامة في يوم غين * والذى رواه ابن جنى وغيره يريد حمامة كما أورده ابن سيده وغيره قال وهو أصح من رواية الجوهرى ( والغينة ) اسم ( أرض ) قال الراعى ونكبن زورا عن محياة بعد ما * بد الاثل أثل الغينة المتجاور ويروى الغينة بالكسر ( و ) الغينة الاجمة كما في المحكم وقال أبو العميثل ( الاشجار الملتفة ) من الجبال وفى السهل ( بلا ماء ) فإذا كانت بماء فهى الغيضة ( و ) الغينة ( ع بالشام ) عن نصر ( و ) أيضا ( ع بالمامة ) وضبطه نصر بالكسر وبه فسر قول الراعى (1/8127)
أيضا ( و ) الغينة ( بالكسر الصديد و ) قيل ( ما سال من الميت ) وقيل ما سال من الجيفة ( والغيناء الخضراء من الشجر ) الكثيرة الورق الملتفة الاغصان الناعمة وقد يقال ذلك في العشب وهو أغين والجمع غين وأنشد الفراء لعرض من الاعراض يمسى حمامه * ويضحى على أفنانه الغين يهتف وأنكر ابن سيده في خطبة المحكم هذا على ابن السكيت أي جعل الغين جمع شجرة غيناء فراجعه ( و ) الغيناء ( بئر ) صوابه بالعين المهملة وقد تقدم له ( و ) الغينا ( بالقصر قبة ثبير من الاثبرة السبعة ) وهن ثبير غينا وثبير الاحدب وثبير الاعرج وثبير الزنج وثبير الخضراء وثبير النصع وثبير الاثبرة ذكر هن نصر ويقال بالعين المهملة وأنكره المصنف كما تقدم له ( وغين على قلبه غينا تغشته الشهوة أو غطى عليه وألبس أو غشى عليه أو أحاط به الرين ) وفى الحديث انه ليغان على قلبى حتى أستغفر الله العظيم في اليوم سبعين مرة أراد ما يغشاه من السهو الذى لا يخلو عنه البشر لان قلبه أبدا كان مشغولا بالله تعالى فان عرض له وقتاما عارض بشرى يشغله عن أمور الامة والملة ومصالحها عد ذلك ذنبا وتقصيرا فيفزعه ذلك الى الاستغفار وقال أبو عبيدة انه يتغشى القلب ما يلبسه وكذلك كل شئ يغشى شيا حتى يلبسه فقد غين عليه ( كاغين فيهما وأغان الغين السماء ) أي ( ألبسها ) قال رؤبة أمسى بلال كالربيع المدجن * أمطر في أكناف غين مغين أخرجه على الاصل ( والغانة حلقة راس الوتر و ) غانة ( بلا لام د بالمغرب ) من وراء السوس الاقصى وهى احدى مدائن التكرور
ومنها العز أحمد بن محمد بن أحمد بن عثمان الغانى ترجمه البقاعي ( وفرغانة من بلاد العجم ) يأتي ذكرها في الفاء ولا وجه لا يراد هاهنا فان حروفها كلها أصيلة ( والغين بالكسر ع كثير الحمى ومنه آنس من حمى الغين ) نقله الفراء ( والاغين الطويل ) من الاشجار أو من الرجال على التشبيه ( وذو غان واد باليمن ) عن نصر رحمه الله تعالى ( وغانت نفسي تغين ) غينا ( غثت و ) غانت ( الابل ) عطشت متل ( غامت ) * ومما يستدرك عليه غانت السماء غينا وغينت غينا طبقها الغيم والاغين الاخضر والغين بالكسر من الاراك والسدر كثرته واجتماعه وحسنه عن كراع والمعروف انه جمع شجرة غيناء وكذلك حكى الغينة بالكسر جمع شجرة غيناء قال ابن سيده وهذا غير معروف في اللغة ولا في قياس العربية انما الغينة الاجمة والغينة الشجراء مثل الغيضة الخضراء والغين شجر ملتف وغين غينا حسنة وحسنا كتبها والجمع غيون وأغيان وغينات ( فصل الفاء ) مع النون * ومما يستدرك عليه فابزان قرية باصبهان منها أبو جعفر أحمد بن سليمن بن يوسف بن صالح العقيلى عن أبيه وعنه محمد بن أحمد بن يعقوب الاصفهانى توفى سنة 301 وفابجان بالجيم بدل الزاى قرية أخرى باصفهان غير الاولى منها أبو الحسن على بن ابراهيم بن يسار مولى قريش ( الفتن بالفتح ) ذكر الفتح مستدرك لانه مفهوم من اطلاقه ( الفن والحال ومنه ) قول عمرو بن أحمر الباهلى اما على نفسي وأمالها * و ( العيش فتنان ) فحلو ومر ( أي ) ضربان و ( لونان حلو ومر ) وقال نابغة بنى جعدة هما فتنان مقضى عليه * لساعته فاذن بالوداع ( و ) الفتن ( الاحراق ) بالنار يقال فتنت النار الرغيف أحرقته ( ومنه ) قوله عز وجل يوم هم ( على النار يفتنون ) أي يحرقون بالنار وجعل بعضهم هذا المعنى هو الاصل وقيل معنى الاية يقررون بذنوبهم ( والفتنة بالكسر الخبرة ) ومنه قوله تعالى انا جعلناها فتنه أي خبرة وقوله عز وجل أو لا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين قيل معناه يختبرون بالدعاء الى الجهاد وقيل بانزال العذاب والمكروه ( كالمفتون ) صيغ المصدر على لفظ المفعول كالمعقول والمجلود ( ومنه ) قوله تعالى فستبصرو يبصرون ( بايكم المفتون ) قال الجوهرى الباء زائدة كما زيدت في قوله تعالى قل كفى بالله شهيدا والمفتون الفتنة وهو مصدر كالمحلوف والمعقول ويكون أيكم المبتدا والمفتون خبره قال وقال المازنى المفتون هو رفع بالابتداء وما قبله خبره كقولهم بمن مرورك وعلى أيهم نزولك لان الاول في معنى الظرف قال ابن برى إذا كانت الباء زائدة فالمفتون الانسان وليس بمصدر فان جعلت الباء غير زائدة فالمفتون مصدر بمعنى الفتون ( و ) الفتنة ( اعجابك بالشئ ) ومنه قوله تعالى ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين أي لا تظهرهم علينا فيعجبوا ويظنوا انهم خير منا والفتنة هنا اعجاب الكفار بكفرهم وفى الحديث ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء يقول أخاف ان يعجبوا بهن فيشتغلوا عن الاخرة والعمل لها ( وفتنه يفتنه فتنا وفتونا ) أعجبه ( وأفتنه ) كذلك الاولى لغة الحجاز والثانية لغة نجد هذا قول أكثر أهل اللغة قال أعشى همدان فجاء باللغتين لئن فتنتنى لهى بالامس أفتنت * سعيدا فامسى قد قلا كل مسلم قال ابن برى قال ابن جنى ويقال هذا البيت لابن قيس وقال الاصمعي هذا سمعناه من مخنث وليس بثبت لانه كان ينكر أفتن وأجازه أبو زيد وقال هو في رجز رؤبة يعنى قوله * يعرضن اعراضا الدين المفتن * وقوله أيضا انى وبعض المفتنين داود * ويوسف كادت به المكاييد قال وحكى الزجاجي في أماليه بسنده عن الصمعى قال حدثنا عمر بن أبى زائدة قال حدثتني أم عمرو بنت الاهتم قالت مررنا ونحن جوار (1/8128)
بمجلس فيه سعيد بن جبير ومعنا جارية تغنى بدف معها وتقول لئن فتنتنى لهى بالامس أفتنت * سعيدا فامسى قد قلا كل مسلم وألقى مصابيح القراءة واشترى * وصال الغوانى بالكتاب المتمم فقال سعيد كذبتن كذبتن ( و ) الفتنة ( الضلال و ) الفتنة ( الاثم ) والمعصية ومنه قوله تعالى ألا في الفتنة سقطوا أي الاثم ( و ) الفتنة ( الكفر ) ومنه قوله تعالى والفتنة أشد من القتل وكذا قوله تعالى ان خفتم أن يفتنكم الذين كفرو أو كذا قوله تعالى على خوف من فرعون وملئهم ان يفتنهم ( و ) الفتنة ( الفضيحة ) ومنه قوله تعالى ومن يرد الله فتنته أي فضيحته وقيل كفره قال أبو اسحق ويجوز أن يكون اختياره بما يظهر به أمره ( و ) الفتنة ( العذاب ) نحو تعذيب الكفار ضعفى المؤمنين في أول الاسلام ليصدوهم عن الايمان ومنه قوله تعالى ألا في الفتنة سقطوا أي في العذاب والبلية وقوله تعالى ذوقوا فتنتكم أي عذابكم ( و ) قال الازهرى وغيره جماع معنى الفتنة الابتلاء والامتحان والاختيار وأصلها ماخوذ من الفتن وهو ( اذابة الذهب والفضة ) بالنار لتميز الردئ من الجيد وفى الصحاح لتنظر ما جودته زاد الراغب ثم استعمل في ادخال الانسان النار والعذاب وتارة يسمون ما يحصل عنه
العذاب فتنة فتستعمل فيه وتارة في الاختبار نحو وفتناك فتونا ( و ) الفتنة ( الاضلال ) نحو قوله تعالى ما أنتم عليه بقاتنين أي بمضلين الامن أضله الله تعالى أي لستم تضلون الا أهل النار الذين سبق علم الله تعالى في ضلالهم قال الفراء أهل الحجاز يقولون بفاتنين وأهل نجد يقولون بمفتنين من أفتنت ( و ) الفتنة ( الجنون ) كالفتون ( و ) الفتنة ( المحنة ) عن ابن الاعرابي ومنه قوله تعالى وهم لا يفتنون أي لا يمتحنون بما يبين حقيقة ايمانهم وفى الحديث فبى تفتنون وعنى تسئلون أي تمتحنون في قبوركم ويعترف ايمانكم لابنبوتى ( و ) الفتنة ( المال و ) الفتنة ( الاولاد ) أخذ ذلك من قوله تعالى واعلموا انما أموالكم وأولادكم فتنة فقد سماهم هنا فتنة اعتبارا بما ينال الانسان من الاختبار بهم وسماهم عدوا في قوله عزوجل ان من أزواجكم أولادكم عدوا لكم اعتبارا بما يتولد منهم وجعلهم زينة في قوله عزوجل زين لناس حب الشهوات الاية اعتبارا باحوال الناس في تزينهم بهم قال الراغب وفى حديث عمر سمع رجلا يتعوذ من الفتن فقال اتسال ربك ان لا يرزقك أهلا ومالا تأول الاية المذكورة ولم يرد فتن القتال والاختلاف ( و ) الفتنة ( اختلاف الناس في الاراء ) عن ابن الاعرابي وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم انى أرى الفتن خلال بيوتكم يكون القتل والحروب والاختلاف الذى يكون بين فرق المسلمين إذا تحزبوا ويكون ما يبلون به من زينة الدنيا وشهواتها فيفتنون بذلك عن الاخرة والعمل لها قال الراغب وجعلت الفتنة كالبلاء في انهما يستعملان فيما يدفع إليه الانسان من شدة ورخاء وهما في الشدة أظهر معنى وقد قال عزوجل ونبلونكم بالشر والخير فتنة وقال في شدة وما يعلمان من أحد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر ثم قال والفتنة من الافعال التى تكون من الله عزوجل ومن العبد كالبلية والمعصية والقتل والعذاب وغير ذلك من الافعال الكريهة ومتى كانت من الله تعالى تكون على وجه الحكمة ومتى كانت من الانسان بغير أمر الله تعالى تكون بضد ذلك ( وفتنه يفتنه ) فتنا ( أوقعه في الفتنة ) ومنه قوله تعالى وان كادو اليفتنونك عن الذى أوحينا اليك أي يوقعونك في بلية وشدة في صرفهم اياك عما أوحى اليك وقوله تعالى فتنتم أنفسكم أي أو قعتموها بلية وعذاب ( كفتنه ) بالتشديد ( وأفتنه ) الاخيرة عن أبى السفر قليلة بل أنكرها الاصمعي رحمه الله تعالى ولم يعبا بما أنشده من قول الشاعر ( فهو مفتن ) كمعظم ومكرم ( ومفتون ) وفى الحديث المومن خلق مفتنا أي ممتحنا يمتحنه الله تعالى بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب ( و ) فتن الرجل فتونا ( وقع فيها لازم متعد ) ومنه قولهم قلب فاتن أي مفتتن قال الشاعر رخيم الكلام فطيع القيا * م أمسى فؤادى به فاتنا ( كافتتن فيهما ) أي في اللازم والمتعدي يقال افتتنه افتتانا إذ فتنة وافتتن في الشئ فتن فيه ( و ) فتن ( الى النساء فتونا وفتن اليهن بالضم أراد الفجور بهن ) وقال أبو زيد فتن الرجل يفتن فتونا إذا أراد الفجور وحكى الازهرى عن ابن شميل افتتن الرجل وافتتن لغتان قال وهذا صحيح وأما فتنته ففتن فهى لغة ضعيفة ( و ) الفتين ( كامير ) من الارض ( الحرة السوداء ) كأنها محرقة ( ج ) فتن ( ككتب والفتان ) كشداد ( اللص ) الذى يعرض للرفقة في طريقهم ( و ) أيضا ( الشيطان ) لكونه يفتن الناس بخداعه وغروره وتريينه المعاصي وبهما فسر حديث قيلة المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان ( كالفاتن ) وهو الشيطان صفة غالبة وجمع الفتان فتان كرمان وبه روى الحديث المذكور أيضا ( و ) الفتان ( الصائغ ) لاذابته الذهب والفضة في النار ( والفتانان الدرهم والدينار ) لانهما يفتنك الناس ( و ) فتانا القبر ( منكر ونكير ) وفى حديث الكسوف وانكم تفتنون في القبور يريد مسألة منكر ونكير من الفتنة الامتحان ( والفتن كحيدر النجار وفاتون خباز فرعون ) وهو ( قتيل موسى ) عليه السلام هكذا سماه بعض المفسرين ( والفتنان الغدوة والعشي ) مثنى فتن لانهما حالان وضربان ( والفتان ككتاب غشاء ) يكون للرحل من أدم قال لبيد فثنيت كفى والفتان ونمرقى * ومكانهن الكور والنسعان والجمع فتن ( وكصاحب وزبير اسمان ) ومن الاول فاتن المطبنى ومولاه أبو الحسن بشير بن عبد الله الفاتنى صالح صدوق روى (1/8129)
عنه الخطيب وابن ما كولا ( والمفتون المجنون ) وبه فسر أبو اسحق قوله تعالى بايكم المفتون * ومما يستدرك عليه قال سيبويه فتنه جعل فيه فتنة وأفتنه أوصل الفتنة إليه وحكى أبو زيد أفتن الرجل بالضم أي فتن وقال أبو السفر أفتن الرجل وفتن فهو مفتون أصابته فتنة فذهب ماله أو عقله وكذلك إذا اختبر وورق فتين أي فضة محرقة ودينار مفتون فتن بالنار والفتان من أبنية المبالغة في الفتنة ومنه الحديث افتان أنت يا معاذ وقيل في قوله تعالى وفتناك فتونا أي أخلصناك اخلاصا وفتنه فتنا أماله عن القصد وأزاله
وصرفه وبه فسر قوله تعالى وان كادو اليفتنونك عن الذى أوحينا اليك أي يميلونك ويزيلونك والفتون الجنون والفتنة ما يقع بين الناس من الحرب والقتال ويقال بنو ثقيف يفتنون أبد أي يتحاربون والفتائن الحرارة السود قال أب وقيس بن الاسلت غراس كالفتائن معرضات * على آبارها أبدا عطون وفتنة الصدر الوسواس وفتنة المحيا ان يعدل عن الطريق وفتنة الممات ان يسئل في القبر وفتنة الصراء السيف وفتنة السراء النساء ويقال للامة السوداء مفتونة لانها كالحرة السوداء في السواد كأنها محترقة والفتن الناحية عن أبى عمرو وفتن كبقم مدينة بالهند كبيرة حسنة على ساحل البحر ومرساها عجيب وبها العنب والرمان الطيب ومنها الشيخ الصالح محمد النيسابوري نزيل فتن أحد الفقراء المؤهلين اجتمع به ابن بطوطة وذكره في رحلته والفتين كامير القصير والصغير يمانيه وفتون باضم بنت على بن على بن السمين روت عن أبى طلحة النعال وغيره نقله الحافظ رحمه الله تعالى ( الفيجن كحيدر السذاب ) كالفيجل قال ابن دريد ولا أحسبها عربية صحيحة ( و ) قد ( أفجن ) الرجل إذا ( دوام على أكله ) * ومما يستدرك عليه فيحان فيعال من فحن اسم موضع قال الازهرى والاكثر انه فعلان من فاح وسمت العرب المراة فيحونة ( الفدن محركة صبغ أحمر و ) أيضا ( القصر المشيد ) قال المثقب العبدى ينبى تجاليدى وأقتادها * ناو كراس الفدن المؤيد والجمع أفدان قال * كما تراطن في أفدانها الروم * وفى الاساس جاؤا بجمال كأنها أفدان أي قصور وتقول لولا الفدان لم تبن الفدان ( و ) فدين ( كزبيرة بشاطئ الخابور ) ومر للمصنف رحمه الله تعالى في فدد الفدين بالفتح وتشديد الدال المكسورة موضع بحوران ( و ) الفدان ( كسحاب وشداد الثور أو ) الفدان ( الثوران يقرن للحرث بينهما ) قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى ( ولا يقال للواحد فدان أو هو ) أي الفدان ( آلة الثورين ) تجمع أداتهما في القران للحرث وقال أبو عمرو الفدان ( ج فدادين ) وهى البقر التى يحرث بها قال أبو تراب أنشدني خليفة الحصينى لرجل يصف الجعل أسود كالليل وليس بالليل * له جناحان وليس بالطير * يجر فدانا وليس بالثور فجمع بين بين الراء واللام في القافية وشدد الفدان وقال ابن الاعرابي وهو الفدان بالتخفيف قال ابن برى ذكر سيبويه في كتابه ورواه عنه أصحابه فدان بالتخفيف وجمعه على أفدنة وقال العيان حديدة تكون في متاع الفدان وضبطوا الفدان بالتخفيف قال فاما الفدان بالتشديد فهو المبلغ المتعارف وهو أيضا الثور الذى يحرث به ومر في ترجمة عين عن أبى الحسن الصقلى قال الفدان بالتخفيف الالة التى يحرث بها قلت ثم استعير منه الفدان بالتشديد لجزء من الارض المحدودة على أربعة وعشرين قيرا طاو كل ذلك أغفله المصنف رحمه الله تعالى وخلط بين المخفف والمشدد كما أغفل عن جمع الفدان المخفف على أفدنة وفدن وتقول العامة الفدن بكسر ( والفدادون ذكر في الدال أو هم أصحاب الفدادين كما يقال الجمالون لاصحاب الجمال ) وقد جاء ذكره في الحديث وتقدم بيانه هناك ( و ) من المجاز ( التفدين تسمين الابل ) وقد فدنه الرعى تفدينا سمنه وصيره كالفدن أي القصر ( و ) التفدين ( تطويل البناء ) يقال بناء مفدن * ومما يستدرك عليه الفدان المزرعة وثوب مفدن صبغ بالفدن * ومما يستدرك عليه فدمين بالكسر قربة بالفيوم * ومما يستدرك عليه فازجان قرية باصبهان منها أبو بكر محمد بن ابراهيم بن اسحق حدث ببغداد روى عنه أبو بكر بن مالك القطيعى رحمه الله تعالى ( الفربيون ) بفتح الفاء والباء وضم الياء أهمله الجماعة ويقال افربيون بالالف وهى اللبانة المغربية وأجوده ما حل بالماء سريعا وهو ( دواء ملطف ) يحلل الرياح المزمنة ويكسر عاديتها ( نافع لعرق النساء ) والاستسقاء والطحال ( وبرد الكلى والقولنج ولسع الهوام وعضة الكلب ) الكلب ( ويسقط الجنين ويسهل البلغم اللزج ) من الوركين والظهر والسعوط به بماء السلق يقطع أصول السبل والحمرة والدمعة وينقى الدماغ ومع الزعفران والافيون يسكن الضربان ضمادا ( افرن بالضم المخبز ) شامية وهو غير التنور والجمع أفران وقال ابن دريد الفرن شئ يختبز فيه ولا أحسبه عربيا ( يخبر فيه ) وعليه ( الفرنى ) اسم ( لخبز غليظ مستدير ) نسب الى موضعه قال أبو خرا الهذلى يمدح دبية السلمى نقاتل جوعهم بمكللات * من الفرنى يرعبها الجميل ( أو ) الفرنى اسم ( خبزة ) مسلكة ( مصعنبة مضمومة الجوانب الى الوسط ) يسلك بعضها في بعض ( تشوى ثم تروى سمنا ولبنا وسكرا ) واحدته فرنية وفى كلام بعض العرب فإذا هي مثل الفرنية الحمراء ( والفرنى أيضا الرجل الغليظ ) الضخم قال العجاج * وطاح في المعركة الفرنى * وهو على التشبيه ( و ) قال ابن برى الفرنى في بيت العجاج ( الكلب الضخم والفارنة الخبازة ) لهذا الفرنى المذكور ( وأفرن كاحمد و ) يفرن ( كيمنع قبيلة من برابر المغرب ومحمد بن ابراهيم بن فرنة ) الخوارزمي ( بالضم )
عن معاذ بن هشام (1/8130)
وعنه الليث الفرائضى ( ومحمد بن فرن ) الفرغانى ( بالفتح ) روى عنه الخزاعى المقرئ الجرجاني ( محدثان وفران كشداد بلاد واسعة بالمغرب ) * قلت صوابه بالزاى ( و ) فران ( بن بلى ) بن عمران بن الحافى ( في قضاعة ) منهم في الصحابة محذر بن دثار ويزيد ونجاب بن ثعلبة رضى الله تعالى عنهم ومنهم من ضبطه كسحاب ( وفاران ) جبال بالحجاز ( مذكورة في التوراة ) في البشارة بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم ( منها ) أبو الفضل ( بكر بن القاسم ) بن قضاعة القضاعى الاسكندرانى مات بالاسكندرية سنة 277 رحمه الله تعالى قاله ابن يونس ومنها أيضا فرج بن سهيل الفارانى القضاعى عن ابن وهب توفى سنة 238 ( وأفران ة بنسف ) ينسب إليها أبو بكر محمد بن الافران الجايدى روى عنه محمد بن أحمد بن افرينون الافرانى النسفى رحمه الله تعالى ( وفريان بالكسرة بمرو ) منها أبو عبد الرحمن أحمد بن عبد الله بن حكيم عن أنس بن عياض وغيره وقد تكلم فيه ( و ) فرين ( كسكين ع و ) فرين ( كزبيرة بالشام و ) فران ( كسحاب ماء لبنى سليم والفرناة الفرس ) أي الدق ( والتقطيع ) * ومما يستدرك عليه فريان بن فرقد النخعي بالكسر جد أبى بكر محمد بن عبدبن خالد البلخى ثقة حدث ببغداد عن قتيبة بن سعيد وغيره وعبد الله بن أحمد بن عبد الله الفريانى بضم وتشديد الراء اللخمى التونسى حدث مات راجعا من الحج سنة 812 رحمه الله تعالى وابن عمه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الفريانى سمع عن أبى الحسن البطرنى بتونس مولده سنة 780 وكثير اما يطلق الاخيار في الاجازة العامة والخاصة قاله الحافظ ومحمد بن عبد الله بن فرن بالفتح يعرف باخى أرعل كان بدمشق بعد الثلثمائه وهو غير الذى ذكره المصنف رحمه الله تعالى والفران كشداد الخباز عامية وفاران قرية بسمرقند منها أبو منصور محمد بن بكر بن اسمعيل السمرقندى الفارانى عن محمد بن الفضل الكرينى وفرنوة كقرنوة قرية بمصر بالجيرة وقد وردتها ( فرتن ) الرجل ( شقق كلامه واهتمس فيه ) هكذا في النسخ بالسين المهملة والصواب بالمعجمة يقال فلان يفرتن فرتنة عن أبى سعيد ( والفرتنى ولدا الضبع و ) فرتنى ( بلالام المرأة الزانية و ) أيضا ( الامة ) وقد تقدم انه ثلاثى على راى ابن حبيب من فرت الرجل يفرت فرتا إذا فجرو أن نونه زائدة وأما سيبويه فجعله رباعيا وذكره ابن برى بالالف واللام قال وكذلك الهلوك والمومسة وقال ابن الاعرابي يقال للامة الفرتنى وابن الفرتنى وابن الفرتنى هو ابن الامة البغى وقال ثعلب فرتنى الامة وكذلك ترنى قال جرير مهلا بعيث فان أمك فرتنى * حمراء أثخنت العلوج رداما قال أبو عبيد أراد الامة وكانت أم البعيث حمراء من سبى أصبهان ( و ) فرتنى اسم ( امراة ) قال النابغة عفى ذو حسى من فرتنى فالفوارع * فجنبا أريك فالتلاع الدوافع ( و ) فرتنى ( قصر بمرو الروذ ) كان ابن خازم قد حاصر فيه زهير بن ذؤيب العدوى الذى يقال له الهزار مرد * ومما يستدرك عليه ابن فرتنى اللئيم نقله ابن برى عن الاحول والفرتنة بالضم هيجان البحر من عصف الرياح وكانها مولدة ومنه فرتن الرجل إذا غضب وهاج ( الفرجون كبرذون المحسة و ) قد ( فرجن الدابة ) بالفرجون إذا ( حسها به ) وجزم أهل الصرف بان نونه زائدة * ومما يستدرك عليه فرجيانة قرية بسمرقند منها أبو جعفر محمد بن ابراهيم المحدث وبنو الفرجانى بالكسر جماعة بطرابلس المغرب منهم شيخنا المحدث محمد بن محمد الفرجانى كتب الى بالاجازة من طرابلس * ومما يستدرك عليه افريدون بالفتح اسم ملك من ملوك الفرس وقد تحذف الالف وافريدين موضع بين الرى ونيسابور ( فرزان الشطرنج ) أهمله الجوهرى وهو ( معرب فرزين ) وهو بمنزلة الوزير للسلطان ( ج فرازين ) * ومما يستدرك عليه تفرزن البيدق صار فرزانا وذلك معروف عند أهل اللعب به * ومما يستدرك عليه فرزاميثن محلة بسمرقند منها أبو موسى عيسى بن عبدك بن حماد العبدى عن نصر بن أحمد العتكى مات بعد الثلثمائة ( الفرسن كزبرج للبعير كالحافر للدابة ) أنثى والجمع فراسن وفى الفراسن السلامى وهى عظام الفرسن وقصبها ثم الرسغ فوق ذلك ثم الوظيف ثم فوق الوظيف من يد البعير الذراع وفى رجله بعد الفرسن الرسغ ثم الوظيف ثم الساق ثم الفخذو ربما استعير للشاة ومنه الحديث لا تحقرن من المعروف شيا ولو فرسن شاة وقال ابن السراج النون زائدة لانها من فرست ( والفراسن كعلابط الاسد ) كالفرسان بالكسر والفرناس واعتد سيبويه الفرناس ثلاثيا وهو مذكور في موضعه ( والمفرسن الوجه بفتح السين الكثير لحمه ) ولعله به سمى الاسد فراسنا ( والفراسيون ) بالضم أصل مربع تقوم عنه فروع كثيرة بيض مزغبة قد نبت فيها أوراق خشنة كالابهام وله زهر الى زرقة وصفرة يقال هو ( الكراث الجبلى جلاء مذيب للاخلاط الغليظة ) والرياح الغليظة ( مدر )
للفضلات ولو بخورا ( مفتح للسدد ) جابر لكل كسرووثى مفجر لكل صلابة كالداحس ويذهب السلاق والدمعة والظلمة ونزول الماء والجشا إذا قطرت ويفتح الصمم ويزيل أوجاع الاذن والاسنان وأمراض الفم والربو والسعال وأوجاع الصدر والمعدة والكبد والطحال وينقى القروح ويدملها مع العسل ( نافع لعضة الكلب ) الكلب وهو يضر الكلى والمثانة * ومما يستدرك عليه فرسان بالكسر قرية بأصفهان منها أبو الحسن اسحق بن ابراهيم بن أيوب العنبري عن سفيان الثوري والفرسان الاسد كالفرناس وأما فرسان مثلث الفاء لقرية بافريقية فقد تقدم ذكرها في السين * ومما يستدرك عليه فرصن الشئ فرصنه قطعه عن كراع هكذا ذكره صاحب اللسان وقيل النون زائدة ( الفرعون ) كبرذون وانما أغفله عن الضبط لشهرته التمساح ) بلغة القبط ( و ) فرعون ( بلالام لقب الوليد بن مصعب ) بن الريان بن الوليد بن بروان بن يراش بن قاران بن عويج بن يلمع بن اسليحا بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام (1/8131)
وكان في الاصل عشارا في قرية منف ( صاحب موسى عليه السلام ) الذى ذكره الله تعالى في كتابه العزيز وجده الريان بن مصعب هو صاحب يوسف عليه السلام الملقب بالعزيز على الصحيح وقيل هما واحد طال عمره وقيل في نسب فرعون يقال هو وليد بن مصعب ابن معاوية بن أبى شمر هلوان بن ليث بن قاران المذكور وترك صرفه في قول بعضهم لانه لا سمى له كابليس فيمن أخذه من ابليس قال ابن سيده وعندي ان فرعون هذا العلم أعجمى ولذلك لم يصرف ( و ) قيل فرعون ( والد الخضر ) عليه السلام ( أو ابنه فيما حكاه النفاش وتاج القراء في تفسير يهما ) قال شيخنا وهو كلام لا يعتد به ولا يعتمد عليه وقد ردوه وتعقبوا عليه وشنعوا على قائله وقالوا انه أغرب ما يقال ( و ) قيل فرعون ( لقب كل من ملك مصر ) كالعزيز لكل من ملكه ويقال أول لقب به بمصر دقافه ابن معاوية بن أبى بكر العميلقى وهو الذى وهب ها جرام اسماعيل عليه السلام ( أو كل عات متمرد ) فرعون والجمع فراعنة قال القطامى وشق البحر عن أصحاب موسى * وغرقت الفراعنة الكفار ( كفرعون كزنبور وتفتح عينه ) أي مع ضم الفاء حكاها ابن خالويه عن الفراء وهى نادرة من الافراد ( وتفرعن ) الرجل ( تخلق بخلق الفراعنة والفرعنة الدهاء والنكر ) والكبر والتجبر * ومما يستدرك عليه الدروع الفرعونية قال شمر منسوبة الى فرعون موسى عليه السلام والفرعونية قرية بمصر على شاطئ النيل ( فرغانة ) أهمله الجماعة وهو ( د بالمغرب ) هكذا في النسخ وهو غلط وكأنه اشتبه عليه بغانة التى تقدم ذكرها مع انه ذكرها هناك فرغانة هذه استطرادا وانها من بلاد العجم لا المغرب قال ابن خرداذيه بين فرغانة وسمرقند ثلاثة وخمسون فرسخا بناها انو شروان الملك ونقل إليها من كل بيت قوما وسماها أزهر خانة أي من كل بيت ثم عربت وقال اليعقوبي فرغانة التى ينزلها الملك يقال لها كاسان وقال ابن الاثير فرغانة ولاية وراء جيحون وسيحون وقد نسب إليها جماعة من المحدثين * ومما يستدرك عليه افريغون جد محمد بن أحمد النسفى رحمه الله تعالى عن ابن نقطة ( فارفاآن ) هكذا هو بالمد والصواب بغيره وقد اهمله الجماعة وهى ( ة بأصبهان منها جماعة محدثون ) منهم أبو منصور شابور بن محمد بن محمود القاضى سمع منه ابن السمعاني واحمد بن عبد الله الفارفا آنى وبنته عقيقة مسندة أصبهان ( فسكن كزبرج ) أهمله الجماعة وهى ( بالمهملة ة قرب اسعرد ) * ومما يستدرك عليه فسنجان بالكسر مدينة بفارس منها أبو الفضل عمار بن مدرك المحدث رحمه الله تعالى ( الفشن بالفتح ) والشين معجمة أهمله الجماعة وهى ( ة بمصر ) من اعمال البهنساوية نسب إليها جماعة من المتأخرين ( وفشنة بهاءة ببخارا ) منها أبو زكريا يحيى بن زكريا بن صالح البخاري الفشنى عن اسباط بن اليسع البخاري وغيره ( وفاشان ة بمرو ) منها موسى بن حاتم عن المقبرى وابنه محمد بن موسى عن عبدان تكلم فيه ( وفيشون نهر ) عن الليث قال وهو اسم رجل أيضا قال الازهرى على انه قد يكون فعلونا وان لم يحك سيبوية هذا البناء ( وافشين ) بالكسر ( اسم أعجمى ) وفى نسخة العين افشيون * ومما يستدرك عليه افشوان قرية على اربعة فراسخ من بخارا منها أبو نصر محمد بن ابراهيم بن عبد الله الاديب وافشينة من قرى بخارا عن ياقوت ( فطرا ساليون بالضم والسين المهملة والمثناة التحتية ) اهمله الجماعة وهو ( بزر الكرفس الجبلى ) كلمة ( يونانية ) ذكرها صاحب القانون واهملها صاحب التذكرة ( الفطنة بالكسر الحذق ) وضده الغباوة وقيل الفطنة الفهم والذكاء سرعته وقيل الفهم بطريق الفيض وبدون اكتساب ( فطن به واليه وله كفرح ونصر وكرم ) قد ورد ايضا متعديا بنفسه قالوا فطنه لتضمنه معنى فهم ( فطنا مثلثه ) الفاء ( وبالتحريك وبضمتين وفطونة وفطانة وفطانية مفتوحتين فهو فاطن ) له وقيل الفطانة جودة استعداد الذهن لادراك ما يرد عليه من الغير ( و ) رجل (
فطين وفطون وفطن ) ككتف ( وفطن كندس وفطن كعدل ) قال القطامى الى خدب سبط ستينى * طب بذات قرعها فطون قالت وكنت رجلا فطينا * هذا لعمر الله اسرائينا وقال الاخر ( ج فطن بالضم ) وبضمتين قال قيس بن عاصم لا يفطنون لعيب جارهم * وهم لحفظ جواره فطن ( وهى فطنة ) قال الليث واما الفطن فذو فطنة للاشياء قال ولا يمتنع كل فعل من النعوت من ان يقال قد فعل وفطن صار فطنا الا القليل ( وفاطنه في الكلام راجعه ( قال الراعى إذا فاطنتنا في الحديث تهزهزت * إليها قلوب دونهن الجوانح ( والتفطين التفهيم ) يقال فطنه لهذا الامر أي فهمه ومنه المثل لا يفطن القارة الا الحجارة ايقارة انثى الذنبة * ومما يستدرك عليه تفطن لما يقال أي فهم بسرعة الذهن وفطنه المعلم رده فطنا بتأديبه وتثقيفه ( فعن بالمهلمة ) محركة اهمله الجماعة وهى ( ة باليمين من حصون بنى زيد ) بن مصعب بن سعد العشيرة بن مذحج * ومما يستدرك عليه فغنو من قرى بخارا منها أبو يحيى يوسف بن يعقوب بن سلمه الليثى مولى نصر بن يسار عن ابيه وعلى بن خشرم مات سنة 300 ( التفكن التعجب ) وبه فسر مجاهد قوله تعالى فظلتم تفكهون أي تفكنون أي تعجبون ( و ) قال أبو تراب سمعت مزاحما يقول التفكن و ( التفكر ) (1/8132)
واحد ( و ) التفكن ( التندم ) على ما فات ومنه الحديث مثل العالم من الماء يأتيها البعداء ويتركها القرباء حتى إذا غاض ماؤها بقى قومه يتفكنون قال أبو عبيدة أي يتندمون وقال ابن الاعرابي تفكهت أي تندمت قال رؤبة : أما جزاء العارف المستيقن * عندك الا حاجة التفكن وقال عكرمة في تفسير الاية فظلتم تفكهون أي تندمون وقال اللحيانى ازد شنوأة يقولون يتفكهون وتميم يقولون يتفكنون ( كالفكنة بالضم ) قال ابن الاعرابي هي الندامج على الغائب ( و ) التفكن ( التأسف والتلهف ) وقيل هو التلهف ( على ما يفوتك بعد فطنك الظفر به ) قال الشاعر : ولاخارب ان فاته زاد ضيفه * يعض على ابهامه يتفكن ( وفكن في الكذب ) فكنا ( لج ومضى ) * ومما يستدرك عليه أفكان مدينة ذات اريحة وحمامات وقصور كانت ليعلى بن محمد نقله ياقوت ومحمد بن عبد الكريم الفكون ممن أخذ عنه عبد الله بن محمد بن ابى بكر العياشي شيخ شيوخ مشايخنا ( فلان وفلانة مضمومتين كناية عن اسمائنا ) للذكر والانثى ( و ) الفلان والفلانة ( بأل ) كناية ( عن غيرنا ) من ابهائم تقول العرب ركبت الفلان وحلبت الفلانة وقال ابن السراج فلان كناية عن اسم سمى به المحدث عنه خاص غالب وقال الليث ذا سمى به انسان لم يحسن فيه الالف واللام يقال هذا فلان آخر لانه لانكرة له ولكن العرب إذا سموابه الابل قالوا هذا الفلان وهذه الفلانة فإذا نسبت قلت فلان الفلاني لان كل اسم ينسب إليه فان الياء التى تلحقه تصير نكرة وبالالف واللام يصير معرفة في كل شئ وقوله عز وجل يا ويلتا ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا قال الزجاج فلانا الشيطان وتصديقه وكان الشيطان للانسان خذولا ويقال ان المراد هنا امية بن خلف وانه منع عقبة بن ابى معيط في الدخول في الاسلام ( ويقال للواحد يافل ) اقبل بالرفع من غير تنوين ( وللاثنين يا فلان ) أقبلا ( وللجمع يافلون ) اقبلوا وقال الاصمعي فيما رواه عنه أبو تراب يقال قم يافل ويافلاه فمن قال يافل فمضى فرفع بغير تنوين ومن قال يافلاه فسكت اثبت الهاء وإذا مضى قال فلاقل ذلك فطرح ونصب ( وفى المؤنث يافلة ) اقبلي وبعض بنى تميم يقول يا فلانة اقبلي ( ويافلتان ) اقبلا بضم ففتح ( ويافلات ) أقبلن وقال ابن بزرج وبعض بنى اسد يقول يافل اقبل ويافل اقبلا ويافل اقبلوا ويافل اقبلي وقال ابن برى فلان لا يثني ولايجمع ( ومنع سيبويه ان يقال فل ويراد ) به ( فلان الا في الشعر ) كقول ابى النجم : إذا غضبت بالعطن المغربل * تدافع ولم تقتل * في لجة امسك فلا نا عن فل فكسر اللام للقافية قال الازهرى وليس ترخيم فلان ولكنها كلمة على حدة * قلت وهو قول المبرد بعينه ومنه حديث القيامة يقول الله عز وجل أي فل ألم أكرمك ألم أسودك معناه يا فلان وليس ترخيما لانه لا يقال الا بسكون اللام ولو كان ترخيما لفتحوها أو ضموها وقال سيبويه ليست ترخيما وانما هي صيغة ارتجلت في باب النداء وقال قوم انه تراخيم فلان فحذفت النون للترخيم والالف لسكونها وتفتح اللام وتضم على مذهبي الترخيم وانشد ابن السكيت : وهو إذا قيل له ويها فل * فانه أحج به ان ينكل وهو إذا قيل له ويها كل * فانه مواشك مستعجل ( وقد يقال للواحد ) كذا في النسخ والصواب يافلاه اقبلي وهى لغة لبعض بنى تميم ( و ) بعضهم يقول ( يافل ) بنصب اللام ( يراد يافلة ) فحذفت الهاء * ومما يستدرك عليه بنو فلان بطن من العرب وقالوا في النسب الفلاني قال الخليل فلان تقديره فعال وتصغيره فلين قال وبعض يقول هو في الاصل فعلان حذفت منه واو وتصغيره على هذا القول فليان ويقال هو فل بن فل كما يقال رعينا فنون النبات واصبنا فنون الاموال قال : قد لبست من الدهر افنانه * كل فن ناعم منه حبر
( و ) الفن ( الطرد ) يقال فننت الابل إذا طردتها قال الاعشى والبيض قد عنست وطال جراؤها * ونشان في فن وفى اذواد ( و ) الفن ( الغبن ) والفن ( المطل و ) الفن ( العناء ) وبه فسر الجوهرى قول الشاعر : لاجعلن لابنه عمرو فنا * حتى يكون مهرها دهدنا ( و ) الفن ( التزيين وافنن ) الرجل ( اخذ في فنون من القول ) ويقال افنن في حديثه وفى خطبته إذا جاء بالافانين وافنن في خصومته إذا توسع وتصرف ( وفنن الناس جعلهم فنونا ) أي انواعا ( والافنون بالضم الحية و ( ايضا ( العجوز المسترخية أو المسنه ) قال ابن احمر : شيخ شآم وافنون يمانية * من دونها الهول والموماة والعلل هكذا فسره يعقوب بالعجوز واستبعده ابن برى قال لان ابن احمر قد ذكر قبل هذا البيت ما يشهد بانها محبوبته ( و ) الافنون من ( العصن الملتف و ) الافنون ( الكلام المثبج ) من كلام الهلباجة ( و ) الافنون ( الجرى المختلط من جرى الفرس والناقة و ) الافنون ( الداهية و ) الافنون ( من الثياب والسحاب اولهما ) افنون ( لقب صريم بن معشر ) بن ذهل بن تيم بن عمرو ( التغلبي الشاعر ) لقب باحد هذه الاشياء وسياتى له ذكر في ال ه ( والفنن محركة الغصن ) المستقيم طولا وعرضا وقيل هو (1/8133)
القضيب من الغصن وقيل ما تشعب منه قال العجاج * والفتن الشارق والغربي * وفى حديث سدرة المنتهى يسير الراكب في ظل الفنن مائة سنة ( ج افنان ) قال سيبويه لم يجاوزوا به هذا البناء وقال عكرمة في قوله تعالى ذواتا افنان قال ظل الاغصان على الحيطان وقال أبو الهيثم فسره بعضهم ذواتا أغصان وفسره بعضهم ذواتا الوان احدها حينئذ فن وفنن كما قالوسن وسنن وعن وعنن قال الازهرى واحد الافنان إذا اردت به الالوان فن وإذا اردت الاغصان فواحد فنن واستعار الشاعر للظلمة أفنانا لانها تستر الناس باستارها واوراقها كما تستر الغصون باوراقها وافنانها فقال : منا ان ذر قرن الشمس حتى * أغاث شريدهم فنن الظلام ( جج أفانين ) أي جمع الجمع قال الشاعر يصف رحى * لها زمام من أفانين الشجر * ( و ) قال ثعلب ( شجرة فناء وفنواء كثيرتها ) وقال أبو عمر وشجرة فنواء ذات افنان قال أبو عبيد وكان ينبغى في التقدير فناء قال ثعلب وأما قنواء بالقاف فهى الطويلة ( والتفنين التخليط و ) التفنين ( في الثوب طرائق ليست من جنسه ) يقال ثوب ذو تفنين ( و ) التفنين ( بلى الثوب بلا تشقق ) وفى المحكم تفرز الثوب إذا بلى من غير تشقق شديد ( أو ) هو ( اختلاف نسخة برقه ) في ( مكان وكثافة ) في ( مكان ) آخر وبه فسر ابن الاعرابي قول أبان بن عثمان مثل اللحن في الرجل السرى ذى الهيئة كالتفنين في الثوب الجيد فقال التفنين البقعة السمجة السخيفة الرقيقة في الثوب الصفيق وهو عيب والسرى الشريف النفيس من الناس ( وشعر فيان ) قال سيبويه ( له افنان ) كافنان الشجر ولذلك صرف ( و ) رجل فينان ( وامرأة فينانة ) قال ابن سيده وهذا هو القياس لان المذكر فينان مصروف مشتق من افنان الشجر ولذلك قال وحكى ابن الاعرابي امرأة فينا ( كثيرة الشعر ) مقصور قال فان كان هذا كما حكاه فحكم فينان ان لا ينصرف قال وارى ذلك وهما من ابن الاعرابي ( والفنين ) كامير ( تورم في الابط ووجع والبعير الذى به ذلك فنين ومفنون قال الشاعر : إذا مارست ضغنا لابن عم * مراس البكر في الابط الفينا ( وفنين ) ( واد بنجد ) عن نصر ( و ) فنين ) ( ة بمرو * قلت الصواب فيها بفتح الفاء وتشديد النون المكسورة كما ضبطه الحافظ وسيأتى قريبا ( و ) الفنان ( كشداد الحمار الوحشى ) الذى ( له فنون من العدو ) قال الجوهرى هو في بيت الاعشى قال ابن برى هو قوله : وان يك تقريب من الشد غالها * بمعية فنان الاجارى مجذم والاجاري ضروب من جريه واحدها اجريا ( ورجل مفن كمن ياتي بالعجائب ) ويقال رجل معن مفن ذو عنن واعتراض وذو فنون من الكلام ( وهى ) معنة ( مفنة ) وقد نسى اصطلاحه هنا وانشد أبو زيد ان لنا لكنه * معنه مفنه ( والفنة الساعة ) من الزمان ( و ) ايضا ( الطرف من الدهر كالفينة ) يقولون كنت بحال كذا وكذا فنه من الدهر وفينة من الدهر وضربة من الدهر أي طرفا منه ( و ) الفنة ( بالضم الكثير من الكلا ) عن ابن الاعرابي ( و ) المفننة ( كمعظمة العجوز السيئة الخلق ) ورجل مفنن كذلك ( و ) المففنة ( ناقة يخيل اليك انها عشراء ثم تنكشف من الكشاف و ) يقال ( هو فن علم بالكسر ) أي ( حسن القيام به ) وعليه ( واحمد بن ابى فنن محركة شاعر وابو عثمان الفنينى كسكيني محدث ) روى عنه أبو رجاء محمد بن احمد الهور فانى صاحب تاريخ المراوزة هكذا ضبطه ابن السمعاني وضبطه الحافظ بفتح وهو الصحيح وفنين قرية بمرو بها قبر سليمن بن بريدة بن الخصيب الاسلمي واخوه عبد الله دفن بجاورسه احدى قرى مرو وابو هما بمرو في مقبرة يقال لها حصين * قلت وفى هذه القرية
ايضا أبو حمزة محمد بن خالد الفنينى حدث عنه أبو بشر المروزى ذكره الماينى وابو الحكم عيسى بن عين الفنينى مولى خزاعة واخوه بديل كان خازن بيت المال لابي مسلم في خراسان ( وفنفن ) الرجل ( فرق ابله كلا وتوانيا ) عن ابن الاعرابي ( واستفنه حمله على فنون من المشى ) * ومما يستدرك عليه فنن الكلام اشتق في فن بعد فن والتفنن فعله وافتن الحمار باتنه اخذها في طردها وسوقها يمينا وشمالا وعلى استقامة وعلى غير استقامة والفنون الاخلاط من الناس ليسوا من قبيلة واحدة وفنه فنا عناه والفن الامر العجب نقله الجوهرى وفى حديث اهل الجنة اولوا افانين أي شعور وجمم وهو جمع جمع الفنن للخصلة من المرار الشعر شبه بالغصن وقال : اعلاقة ام الوليد بعدما * افنان راسك كالثعام المخلس يعنى خصل جمة رأسه حين شاب وتفنن اضطراب كالفنن وفنن رأيه لونه ولم يثبت على راى واحد وأفانين الكلام أسباليبه وطرقه وأفنون اسم امرأة وثوب مفنن مختلف وفرس مفن كمسن ياتي بفنون في عدوه وابو الحسن على بن محمد بن احمد بن فنون البغدادي بالضم سمع ابن البطر نقله الحافظ * ومما يستدرك عليه فتنان بضم سكون قرية من اعمال فرغانة قال الحافظ ذكرها أبو العلاء الفرضى الحافظ وقال افادني بها الفقيه أبو عبد الله محمد بن محمد الالوسى * ومما يستدرك عليه فنجكان بالضم قرية بمرو منها أبو الحسن على بن عبد الله بن ابراهيم عن الحميدى وعنه الفسوى ( الفلكيون البردى ) وهو فيعلول نقله الجوهرى ( و ) قيل هو ( القار أو الزفت ) * ومما يستدرك عليه قوس فليكون عظيمة قال الاسود بن يعفر وكائن كسرنا من هتوف مرنة * على القوم كانت فيلكون المعابل وذلك انها لا ترمى المعابل وهى النصال المطولة الاعلى قوس عظيمة ( فند بن بالضم وكسر الدال المهملة ) أهمله الجماعة وهى ( ة (1/8134)
بمر ومنها الفقيه محمد بن سليمان الفندينى ) المروزى ومنها ايضا أبو اسحق ابراهيم بن الحسن عن احمد بن سنان واحمد بن منصور الرمادي * ومما يستدرك عليه تفكهن الرجل تندم حكاه ابن دريد وليس بثبت * قلت واصله تفكن وفى لغة بعض تفكه فكأنه جمع بين اللغتين ( التفون ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( البركة وحسن النما والفلونيا ) هو الكهينا و ( عود الصليب ) نبت دون ذراع له زهر فرفيرى لا يؤخذ الا يوم نزول الشمس في الميزان ولا يقطع الا بحديد وإذا ظفر بالمتصلب منه المختوم من جهتيه المشتمل على خطين متقاطعين فهو خير من الزمرد ولا يدخل الجن بيتا وضع فيه وهو ( حار ملطف مدر قاطع نزف الدم نافع من النقرس والصرع ولو تعليقا ) وان بخر وعلق في خرقة صفراء ولم تمسه يد حائض سهل الولادة واورث الهيبة وان جعل تحت وسادة متباغضين والقمر متصل بالزهرة من تثليث وقعت بينهما ألفة لاتزول ابدا * ومما يستدرك عليه فور فان بالضم قرية من السغد منها سليمن بن معاذ عن الكشى وعنه ابن حاجب الكشانى ( فان يفين ) فينا ( جاء والفنيان فرس لبنى ضبة ) لقرانة بن عوية الضبى ( و ) الفينان الرجل ( الحسن الشعر الطويله وهى بهاء ) قال اللحيانى ان اخذته من الفنن وهو الغصن صرفته في حالى النكرة والمعرفة وان اخذته من الفينة وهو الوقت من الزمان الحقتة بباب فعلان وفعلانه فصرفته في النكرة ولم تصرفه في المعرفة وانشد ابن برى للعجاج * إذا نافينان اناغ الكعبا * وقال فرب فينان طويل أممه * ذى غسنات قد دعاني احزمه ( وذكر في ف ن ن وغنث بن افيان ) بفتح الغين المعجمة وسكون النون والثاء مثلثة وافيان كانه جمع فين ( من معد بن عدنان ) قال الحافظ في كنانة وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى في الثاء المثلثة ومر هناك عن ابن حبيب انه من بنى مالك بن كنانة ( و ) الفينة ( الساعة والحين وقد تحذف اللام يقال لقيته الفينة ) بعد الفينة ( ولقيته فينة أي الحين بعد الحين والساعة بعد الساعة قال أبو زيذ فهذا منا اعتقب عليه تعريفان تعريف العلمية وتعريف الالف واللام كقولك شعوب والشعوب للمنية وقال الكسائي الفينة الوقت من الزمان وقال ابن السكيت ما القاه الا الفينة بعد الفينة أي المرة بعد المرة ( والافيون لبن الخشخاش ) اجوده ( المصرى الاسود ) بارد في الرابعة ( نافع من الاورام الحارة خاصة في العين ومن السعال والاسهال المزمن ( مخدر ) للعقل ( وقليله نافع منوم وكثيره سم ) واختلف في وزنه فقيل افعول كما اقتضاه سياق لا مصنف وكذلك ضبطه الشيخ النووي في المهذب وغير واحد وفى شمس العلوم هو فعيول بكسر الفاء وفتح الياء من الافن وهو ان لا يبقى الحالب من اللبن شيئا وعليه فالهمزة اصيلة والياء زائدة * ومما يستدرك عليه ظل فينان واسع ممتد والفين بالكسر قرية باصبهان منها الوزير أبو نصر انو شروان بن خالد بن محمد الفينى وزير المسترشد والسلطان محمد بن ملكشاه روى عن ابى محمد عبد الله بن الحسن الكامخى البتاوى مات
ببغداد سنة 533 قلت هكذا قيده ابن السمعاني بالكسر وقيده الذهبي بالفتح * ومما يستدرك عليه فياذوسون بالكسر وفتح الذال المعجمة وفتح السين المهملة قرية ببخارا منها أبو صالح مسلمة بن التجم بن محمد النحوي يلقب سلمويه روى عنه أبو صالح الخيام ( فصل القاف ) مع النون * ومما يستدرك عليه القأن شجر يهمز ولا يهمز وترك الهمز فيه اعرف كما في اللسان ( فين يقبن قبونا ذهب في الارض واقبن ) إذا ( انهزم من العدو أو ) إذا اسرع في عدوه امنا والقبين ) كامير ( المنكمش في اموره ) القمين بالميم ( السريع ) وسياتى ( و ) قال ابن بزرج ( المقبئن كمطمئن المنقبض المنخس والقبان كشداد القسطاس ) معرب كما في الصحاح ( و ) منه اخذ معنى ( الامين ) والرئيس على الانسان يحاسبه ويتتبع امره ( و ) قبان ( د باذربيجان و ) قبان ( جد عبد الله بن احمد ) ابن لقمان ( المحدث ) املى والده بجرجان زمن الاسماعيلي ( وحمار قبان ) دويبة معروفة وقد ذكر ( في الباء ) الموحدة قال الجوهرى هو فعال والوجه ان يكون فعلان قال ابن برى هو فعلان وليس بفعال والدليل عليه امتناعه من الصرف قال الراجز انشده الفراء * حمار قبان يسوق ارنبا * ولو كان فعالا لانصرف ( وقبين بالضم والشدة بالقراق والقبنة بالضم الاسراع في الحوائج وقابون ة بدمشق ) * ومما يستدرك عليه اقبأن الرجل انقبض كاكبائن والحسين بن محمد النيسابوري حافظ مكثر عن احمد بن منيع وروى البخاري في صحيحه عن حسين غير منسوب عن ابن منيع قيل هذه النسبة لمن يعمل القبان أو يزن به وعلى بن الحسين القبانى عن ابى لبيد السرخسى ومحمد بن عبد الجليل القبانى شيخ لابي اسمعيل الهروي الحافظ ومحمد بن احمد بن محمود القبانى سمع ابن خزيمة وعثمان بن احمد القبانى عن ابن المعطوش واحمد بن سلامة بن ابراهيم الحداد القبانى اجاز الذهبي وابوه حدث عن عبد الواحد بن هلال وعبد الدائم بن احمد القبانى عن ابن الزبيدى ( القتن محركة سمكة عريضة قدر راحة الكف و ) القتن ( كامير القز المطبوخ الابيض و ) القتين ( المرأة أو الجميلة و ) أيضا ( الرجل أو الحقير الذليل ) كذا في النسخ والصواب الضئيل يقال رجل قتين قليل الطعم واللحم وكذلك الانثى بغيرها وكذلك القنيت وفى الحديث قال في امرأة وضيئة انها قتين ورجل قتين قليل اللحم ( و ) القتين ( الرمح و ) ايضا ( الدقيق من الاسنة ) قال ابن عبد برى القتين السنان اليابس الذى لا ينشف دما وانشد يحاول ان يقوم وقد ومضته * مغابنه بذى خرص قتين (1/8135)
( و ) القتين ( القراد ) قال الجوهرى لقلة دمه وقال ابن برى الاولى لقلة طعمه لانه يقيم المدة الطويلة من الزمان لا يطعم شيأ قال الشماخ في ناقته : وقد عرفت مغابنها وجادت * بدرتها قرى حجن قتين جعل عروق هذه الناقة قوتا للقراد ( و ) القتين ( الرجل لا طعم له ) وكذا المرأة ومنه الحديث بخ تزوجتها براقتينا ( وقد قتن ككرم ) قتانة وهو بين القتن ( واقتن ) مثل ذلك ( والمقتئن كمطمئن والمقتن ) كمحمد ( المنتصب واسود فاتن ) مثل ( قاتم ) قال ابن جنى ذهب أبو عمرو الى انه بدل ( وقتن المسك قتونا يبس وزالت ندوته ) واسود وكذلك قتن الدم ( واقتن قتل القردان و ) ايضا ( نحل جسمه ) من قلة الطعام ( و ) القتان ( كسحاب أو غراب الغبار ) كالقتام زعم يعقوب انه بدل وانشد عادتنا الجلاد والطعان * إذا علا في المأزق القتان روى بالوجهين * ومما يستدرك عليه رجل قليل اللحم والقتون من اسماء القراد وليس بصفة والقتين المجهود والنحيف ( قحزنه بالزاى حتى تقحزن ) أي ( ضربه ) بالعصا ( حتى وقع ) وكذلك قحزله فتقحزل ( والقحزلة العصا ) نقله الازهرى حكى اللحيانى ضربناهم بقحاز والقحزنات سيوف المنذر بن ماء السماء ) * ومما يستدرك عليه قحزنه صرعه والقحزنة ضرب من الخشب طوله ذراع ( القدن ) اهمله الجوهرى وروى ثعلب عن ابن الاعرابي هو ( الكفاية والحسب ) قال الازهرى جعل القدن اسما واحدا من قولهم قدنى كذا وكذا أي حسبى وربما حذفو النون فقالوا قدى وكذلك قطني ( وقدونين ع ببلاد الروم ) * ( أقذن ) اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وقال بعضهم أي ( اتى بعيوب كثيرة ) ( القرن الروق من الحيوان و ) ايضا ( موضعه من راس الانسان ) وهو حد الرأس وجانبه ( أو الجانب الاعلى من الرأس ج اقرون ) لا يكسر على غير ذلك ومنه اخذه بقرون رأسه ( و ) القرن الذؤابة ) عامة ومنه الروم ذات القرون لطول ذؤائبهم ( أو ذؤابة المرأة ) وضفيرتها خاصة والجمع قرون ( و ) القرن ( الخصلة من الشعر ) والجمع كالجمع ( و ) القرن أعلى الجبل ج قران ) بالكسر أنشد سيبويه ومعزى هديا تعلو * قران الارض سوادنا ( و ) القرنان ( من الجراد شعرتان في رأسه و ) القرنان ( غطاء للهودج ) قال حاجب المازنى كسون الفارسية كل قرن * وزين الاشلة بالسدول ( و ) القرن ( أول الفلاة و ) من المجاز طلع قرن الشمس القرن ( من الشمس ناحيتها أو اعلاها واول شعاعها ) عند
الطلوع ( و ) من المجاز القرن ( من القوم سيدهم و ) من المجاز القرن ( من الكلا خيره أو آخره أو انفه الذى لم يوطأ و ) القرن ( الطلق من الجرى ) يقال عدا الفرس قرنا أو قرنين ( و ) القرن ( الدفعة من المطر ) المتفرقة والجمع قرون ( والقرن ( لدة الرجل ) ومثله في السنن عن الاصمعي ( و ) يقال ( هو على قرنى ) أي على سنى وعمري كالقرين ) فهما إذا متحدان وقال بعضهم القرن في الحرب والسن والقرين في العلم والتجارة وقيل القرن بالكسر المعادل في الشدة وبالفتح المعادل بالسن وقيل غير ذلك كما في شرح الفصيح ( و ) القرن زمن معين أو اهل زمن مخصوص واختار بعض انه حقيقة فيهما واختلف هل هو من الاقتران أي الامة المقترنة في مدة من الزمان من قرن الجبل لارتفاع سهم أو غير ذلك وختلفوا في مدة القرن وتحديد ها فقيل ( أربعون سنة ) عن ابن الاعرابي ودليله قوله الجعدى : ثلاثة اهلين أفنيتهم * وكان الاله هو المستاسا فانه قال هذا وهو ابن مائة وعشرين ( أو عشرة أو عشرون أو ثلاثون أو ستون أو سبعون أو ثمانون ) نقلها الزجاج في تفسير قوله تعالى ألم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون والاخير نقله ابن الاعرابي ايضا وقالوا هو مقدار المتوسط من اعمار أهل الزمان ( أو مائة أو مائة وعشرون ) وفى فتح الباري اختلفوا في تحديد مدة القرن من عشرة الى مائة وعشرين لكن لم أرمن صرح بالتسعين ولا بمائة وعشرة وما عدا ذلك فقد قال به قائل ( والاول ) من القولين الاخيرين ( اصح ) وقال ثعلب هو الاختيار ( لقوله صلى الله تعالى عليه ووسلم لغلام ) بعد ان مسح راسه ( عش قرنا فعاش مائة سنة ) وعبارة المصنف موهمة لان أول الاقوال التى ذكرها هو اربعون سنة فتأمل وبالاخير فسر حديث ان الله يبعث على رأس كل قرن لهذه الامة من يجدد امر دينها كما حققه الولى الحافظ السيوطي رحمه الله تعالى ( و ) القرن ( كل امة هلكت فلم يبق منها احد ) وبه فسرت الاية المذكورة ( و ) قيل ( الوقت من الزمان ) عن ابن الاعرابي ( و ) القرن ( الحبل المفتول من لحاء الشجر ) عن ابى حنيفة وقال غيره هو شئ من لحاء شجر يفتل منه حبل ( و ) القرن ( الخصلة المفتولة من العهن ) قيل ومن الشعر ايضا والجمع قرون ( و ) القرن ( اصل الرمل ) وفى نسخة اسفل الرمل وهو الصواب كقنعه ( و ) القرن ( العلفة الصغيرة ) وهو كالنتوء في الرحم يكون في الناس والشاء والبقر ومنه نسخة اسفل الرمل وهو الصواب كقنعه ( و ) القرن ( العفلة الصغيرة ) هو كالنتوء في الرحم يكون في الناس والشاء والبقر ومنه حديث على كرم الله تعالى وجهه إذا تزوج المرأة وبها قرن فان شاء طلق هو كالسن في فرج المرأة يمنع من الوطء ( و ) القرن ( الجبل الصغير ) المنفرد عن الاصمعي ( أو قطعة تنفرد من الجبل ج قرون وقران ) قال أبو ذؤيب : (1/8136)
توقى باطراف القران وطرفها * كطرف الحبارى اخطأتها الا جادل ( و ) القرن ( حد السيف والنصل كرنتهما بالضم ) وكذلك قرنة السهم وقيل قرنتا النصل ناحيتاه من عن يمينه وشماله وجمع القرنة القرن ( و ) القرن ( حلبة من عرق ) يقال حلبنا الفرس قرنا أو قرنين أي عرفناه وقيل هو الدفعة من العرق والجمع قرون قال زهير : تضمر بالاصائل كل يوم * تسن على سنابكها القرون وقال أبو عمرو القرون العرق قال الازهرى كانه جمع قرن ( و ) القرن من الناس ( أهل زمان واحد ) قال : إذا ذهب القرن الذى أنت فيهم * وخلفت في قرن فأنت غريب ( و ) القرن ( أمة بعد أمة ) قال الازهرى والذى يقع عندي والله اعلم ان القرن اهل مدة كان فيها نبى أو كان فيها طبقة من اهل العلم قلت السنون أو كثرت بدليل الحديث خيركم قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم يعنى الصحابة والتابعين واتباعهم قال وجائز ان يكون القرن لجملة الامة وهؤلاء قرون فيها وانما اشتقاق القرن من الاقتران فتأويله ان الذين كانوا مقترنين في ذلك الوقت والذين يأتون من بعدهم ذوو اقتران آخر ( و ) القرن ( الميل على البئر للبكرة إذا كان من حجارة والخشبى دعامة ) وهما ميلان ودعامتان من حجارة وخشب وقيل هما منارتان يبنيان على رأس البئر توضع عليهما الخشبة التى يوضع عليها المحور وتعلق منها البكرة قال الراجز : تبين القرنين فانظر ماهما * أمدرا أم حجر اتراهما وفى حديث أبى أيوب فوجده الرسول تغتسل بين القرنين قيل وان كانتا من خشب فهما زرنوقان ( و ) القرن ( ميل واحد من الكحل و ) وهو من القرن ( المرة الواحدة ) يقال أتيته قرنا أو قرنين أي مرة أو مرتين ( و ) قرن ( جبل مطل على عرفات ) عن الاصمعي وقال ابن الاثير هو جبل صغير وبه فسر الحديث انه وقف على طرف القرن الاسود ( و ) والقرن ( الحجر الاملس النقى ) الذى لا اثر فيه وبه فسر قوله : فأصبح عهدهم كمقص قرن * فلا عين تحس ولا اثارا ومنهم من فسره بالجبل المذكور وقيل في تفسيره غير ذلك ( و ) قرن المنازل ( ميقات اهل نجد وهى ة عند الطائف ) قال عمر بن
ابى ربيعة : فلا أنس ملأ شياء لاأنس موقفا * لنا مرة منا بقرن المنازل ( أو اسم الوادي كله وغلط الجوهرى في تحريكه ) قال شيخنا هو غلط لامحيد له عنه وان قال بعضهم ان التحريك لغة فيه هو غير ثبت * قلت وبالتحريك وقع مضبوطا في نسخ الجمهرة وجامع القزاز كما نقله ابن برى عن ابن القطاع عنهما وقال ابن الاثير وكثير ممن لايعرف يفتح راءه وانما هو بالسكون ( و ) غلط الجوهرى ايضا ( في نسبة ) سيد التابعين راهب هذه الامة ( أويس القرنى إليه ) أي الى ذلك الموضع ونصه في الصحاح والقرن موضع وهو ميقات اهل نجد ومنه أويس القرنى * قلت هكذا وجد في نسخ الصحاح ولعل في العبارة سقطا ( لانه ) انما هو ( منسوب الى قرن بن ردمان بن ناجية بن مراد احد اجداده ) على الصواب قاله ابن الكلبى وابن حبيب والهمداني وغيرهم من ائمة النسب وهو أويس بن جزء بن مالك بن عمرو بن سعد بن عمرو بن عمران بن قرن كذا لابن الكلبى وعند الهمداني سعد بن عمرو بن حوران بن عصران بن قرن وجاء في الحديث يأتيكم أويس بن عامر مع اعداد اليمن من مراد ثم من قرن كأن به برص فبرئ منه الا موضع درهم له والدة هو بها بر لو اقسم على الله لابرأه قال ابن الاثير روى عن عمر رضى الله تعالى عنه واحاديث فضله في مسلم وبسطها شراحه القاضى عياض والنووي والقرطبى والابى وغيرهم قتل بصفين مع على على الصحيح وقيل مات بمكة وقيل بدمشق ( و ) القرنان ( كوكبان حيال الجدى و ) القرن ( شد الشئ الى الشئ ووصله إليه ) وقد قرنه إليه قرنا ( و ) القرن ( جمع البعيرين في حبل ) واحد وقد قرنهما ( و ) قرن ( ة بارض النحامة ) لبنى الحريش ( و ) قرن ( ة بين قطر بل والمزرقة ) من أعمال بغداد ( منها خالد بن زيد ) وققيل ابن ابى يزيد وقيل ابن ابى الهيثم بهيدان القطر بل القرنى عن شعبة وحماد بن زيد وعنه الدوري ومحمد بن اسحق الصغانى لا بأس به ( و ) قرن ( ة بمصر ) بالشرقية ( و ) قرن ( جبل بأفريقية وقرن باعرو ) قرن ( عشارو ) قرن ( الناعي و ) قرن ( بقل حصون باليمن وقرن البوباة ) جبل لمحارب وقرن الحيالى ( واد يجئ من السراة ) لسعد بن بكر وبعض قريش وفى عبارة المصنف سقط ( وقرن غزال ثنية م ) معروفة ( وقرن الذهاب ع و ) من المجاز ( قرن الشيطان ) ناحية رأسه ومنه الحديث تطلع الشمس بين قرنى الشيطان فإذا طلعت قارنها فإذا ارتفعت فارقها ( و ) قيل ( قرناه ) مثنى قرن وفى بعض النسخ قرناؤه ( امته المتبعون لرأيه ) وفى النهاية بين قرنيه أي امتيه الاولين والاخرين جمعاه اللذان يغريهما باضلال البشر ( أو ) قرنه ( قوته وانتشاره أو تسلطه ) أي حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط كالمعين لها وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها فكأن الشيطان سول له ذلك فإذا سجد لها كان الشيطان مقترن بها ( وذو القرنين ) المذكور في التنزيل هو ( اسكندر الرومي ) نقله ابن هشام في سيرته واستبعده السهيلي وجعلهما اثنى وفى معجم ياقوت وهو ابن الفيلسوف قتل كثيرا من الملوك وقهرهم ووطئ البلدان الى اقصى الصين وقد اوسع الكلام فيه الحافظ في كتاب التدوير والتربيع ونقل كلامه الثعالبي في ثمار القلوب وجزهم طائفة بانه من الاذواء من التبابعة من ملوك حمير ملوك اليمن واسمه الصعب ابن الحرث الرائس وذو المنار هو ابن ذى القرنين نقله شيخنا * قلت وقيل اسمه مرزبان بن مروية وقال ابن هشام مرزبى بن مروية (1/8137)
وقيل هرمس وقيل هرديس قال ابن الجوانى في المقدمة وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال ذو القرنين عبد الله ابن الضحاك بن معد بن عدنان اه واختلفوا في سبب تلقيبه فقيل ( لانه لما دعاهم الى الله عزو جل ضربوه على قرنه فاحياه الله تعالى ثم دعاهم فضربوه على قرنه الاخر فمات ثم احياه الله تعالى ) وهذا غريب والذى نقله غير واحد انه ضرب على رأسه ضربتين ويقال انه لما دعا قومه الى العبادة قرنوه أي ضربوه على قرنى رأسه وفى سياق المصنف رحمه الله تعالى تطويل مخل ( أو لانه بلغ قطرى الارض ) مشرقها ومغربها نقله السمعاني ( أو لضفيرتين له ) والعرب تسمى الخصلة من الشعر قرنا حكاه الامام السهيلي أو لان صفحتي رأسه كانتا من نحاس أو كان له قرنان صغيران تواريهما العمامة نقلهما السمعاني أو لانه رأى في المنام أنه أخذ بقرنى الشمس فكان تأويله انه بلغ المشرق والمغرب حكاه السهيلي أو لانقراض قرنين في زمانه أو كان لتاجه قرنان أو لكرم ابيه وامه أي كريم الطرفين نقله شيخنا وقيل غير ذلك قال وأما ذو القرنين صاحب ارسطو فهو هذا كما بسطه في العناية وقيل كان في عهد ابراهيم عليه السلام وهو صاحب الخضر لما طلب عين الحياة قاله السهيلي في التاريخ ولقد أجاد القائل في التورية * كم لامنى فيك ذو القرنين يا خضر * وفى الحديث لا أدرى أذو القرنين نبيا كان أم لا ( و ) ذو القرنين لقب ( المنذر بن ماء
السماء ) وهو الاكبر جد النعمان بن المنذر سمى به ( لضفيرتين كانتا في قرنى رأسه ) كان يرسلهما وبه فسر ابن دريد قول امرئ القيس : أشد نشاص ذى القرنين حتى * تولى عارض الملك الهمام ( و ) ذو القرنين لقب ( على بن أبى طالب كرم الله تعالى وجهه ) ورضى عنه ( لقوله صلى الله عليه وسلم ان لك في الجنة بيتا ويروى كنزا وانك لذو قرنيها أي ذو طرفي الجنة وملكها الاعظم تسلك ملك جميع الجنة كما سلك ذو القرنين جميع الارض ) واستضعف أبو عبيد هذا التفسير ( أو ذو قرنى هذه الامة فاضمرت وان لم يتقدم ذكرها ) كقوله تعالى حتى توارت بالحجاب اراد الشمس ولاذكر لها قال أبو عبيد وانا اختار هذا التفسير الاخير على الاول لحديث يروى عن على رضى الله عنه وذلك انه ذكر ذا القرنين فقال دعا قومه الى عبادة الله تعالى فضربوه على قرنه ضربتين وفيكم مثله فنرى انه اراد نفسه يعنى أدعو الى الحق حتى يضرب رأسي ضربتين يكون فيهما قتلى ( أو ذو جبليها للحسن والحسين ) رضى الله تعالى عنهما روى ذلك عن ثعلب ( أوذو شجتين في قرنى راسه احداهما من عمرو بن ود ) يوم الخندق ( والثانية من ابن ملجم لعنه الله وهذا اصح ) ما قيل وهو تتمة من قول أبى عبيد المتقدم ذكره ( وقرن الثمام شبيه بالباقلاء وذات القرنين ع قرب بالكسر قرب المدينة بين جبلين ) وقال نصر قرنين بكسر القاف جبل حجازى في ديار جهينة قرب حرة النار فلا ادرى هو هوام غيره ( والقرن بالكسر كفؤك في الشجاعة ) ونظيرك فيها وفى الحرب قال كعب : إذا يساور قرنا لا يحل له * ان يترك القرن الا وهو مجدول والجمع اقران ومنه حديث ثابت بن قيس بئسما عودتم أقرانكم أي نظراءكم وأكفاءكم في القتال ( أو عام ) في الحرب أو السن وأى شئ كان ( و ) القرن ( بالتحريك الجعبة ) تكون من جلود مشقوقة ثم تحزز وانما تشق لتصل الريح الى الريش فلا تفسد قال : يا ابن هشام أهلك الناس اللبن * فكلهم يغدو بقوس وقرن وقيل هي الجعبة ما كانت وفى حديث ابن الاكوع صل في القوس واطرح القرن وانما أمره بنزعه لانه كان من جلد غير ذكى ولا مدبوغ وفى حديث آخر الناس يوم القيامة كالنبل في القرن أي مجتمعون مثلها وفى حديث عمير بن الحمام فاخرج تمرا من قرنه أي من جعبته ويجمع على اقرن واقران كاجبل وأجبال وفى الحديث تعاهدوا اقرانكم أي انظروا هل هي ذكية أو ميته لاجل حملها في الصلاة وقال ابن شميل القرن من خشب وعليه اديم قد غرى به وفى اعلاه وعرض مقدمه فرج فيه وشج قد وشج بينه قلات وهى خشبات معروضات على قم الجفير جعلن قواما ان يرتطم يشرج ويفتح ( و ) القرن ( السيف والنبل ) جمعه قران كجبال قال العجاج * عليه ورقان القران النصل * ( و ) القرن ( جبل يجمع بين البعيرين ) والجمع الاقران عن الاصمعي وفى حديث بن عباس رضى تعالى عنهما الحياء والايمان في قرن أي مجموعان في حبل ( و ) القرن ( البعير المقرون بآخر كالقرنين ) قال الاعور النبهاني يهجو جريرا : ولو عند غسان السليطى عرست * رغاقرن منها وكاس عقير قال ابن برى وانكر ابن حمزة ان يكون القرن البعير المقرون بآخر وقال الحبل الذى يقرن به البعيران واما قول الاعور رغاقرن منها فانه على حذف مضاف ( و ) القرن ( خيط من سلب يشد في عنق الفدان ) وهو قشر يفتل يوثق على عنق كل واحد من الثورين ثم توثق في وسطهما اللومة ( كالقران ككتاب ) جمعه ككتب ( و ) قرن ( جد أويس القرنى المتقدم ) ذكره وهو بطن من مراد ( و ) القرن ( مصدر الاقرن ) من الرجال ( للمقرون الحاجبين ) وقيل لا يقال اقرن ولاقرناء حتى يضاف الى الحاجبين وفى صفته ( و ) القرن ( مصدر الاقرن ) من الرجال ( للمقرون الحاجبين ) وقيل لا يقال اقرن ولاقرناء حتى يضاف الى الحاجبين وفى صفته صلى الله تعالى عليه وسلم سوابغ في غير قرن قالوا القرن التقاء الحاجبين قال ابن الاثير وهذا خلاف ماروته ام معبد رضى الله تعالى عنها فانها قالت في الحلية الشريفة ازج اقرن أي مقرون الحاجبين قال والاول الصحيح في صفته وسوابغ حال من المجرور وهى الحواجب ( وقد قرن كفرح ) فهو أقرن بين القرن ( والقرنة بالضم الطرف الشاخص من كل شئ يقال قرنة الجبل وقرنة النصل (1/8138)
وقرنة السهم وقرنة الرمح ( و ) رأس الرحم أو زاويته أو شعبته ) وهما قرنتان ( أ ومانتأ منه وقرن بين الحج والعمرة قرانا ) بالكسر ( جمع ) بينهما تلبية واحدة واحرام واحد وطواف واحد وسعى واحد فيقول لبيك بحجة وعمرة وعند ابى حنيفة رضى الله تعالى عنه هو افضل من الافراد والتمتع وجاء فلان قارنا قال شيخنا وقرن ككتب كما هو قضية المصنف رحمه الله تعالى وصرح به الجوهرى وابن سيده وأرباب الافعال فلا يعتد بقول الصفاقسى انه كضرب مقتصرا عليه نعم صرح جماع بانه بالوجهين وقالوا المشهور انه ككتب ويقال في لغة كضرب ( كأقرن في لغة ) وانكرها القاضى عياض واثبتها غيره كما نقله
الحافظ في فتح الباري والحافظ السيوطي في عقود الزبرجد ( و ) قرن ( البسر ) قرونا ( جمع بين الارطاب والابسار ) فهو بسر قارن لغة أزدية ( والقرين ) الصاحب ( المقارن كالقرانى كحبارى ) قال رؤبة * يمطو قراناه بهاد مراد * و ( ج قرناء ) ككرماء ( و ) القرين ( المصاحب ) والجمع كالجمع ( و ) القرين ( الشيطان المقرون بالانسان لا يفارقه ) وفى الحديث مامن احد إلا وكل به قرينه أي مصاحبه من الملائكة والشياطين وكل انسان فان معه قرينا منهما فقرينه من الملائكة يأمره بالخير ويحثه عليه ومنه الحديث الاخر فقاتله فان معه القرين والقرين يكون في الخير وفى الشر ( و ) القرين سيف زيد الخيل ) الطائى ( وقرين بن سهيل بن قرين ) كذا في النسخ وفى التبصير سهل بن قرين ووجد في ديوان الذهبي بالوجهين هو ( وابوه محدثان ) اما هو فحدث عن تمتام وغيره واما أبوه فعن ابن أبى ذؤيب واه قال الازدي هو كذاب ( وعلى بن قرين ) بن بيهس عن هشيم ( ضعيف ) وقال الذهبي روى عن عبد الوارث كذاب وفاته عى بن حسن بن كنائب البصري المؤدب لقبه القرين عن عبد الله بن عمر بن سليح ( و ) القرينة ( بها روضة بالصمان ) قال ذو الرمة : نحل اللوى اوجده الرمل كما * جرى الرمث في ماء القرينة والسدر ( و ) القرينة ( النفس كالقرونة والقرون والقرين ) يقال أسمعت قرونته وقرينته وقرينه أي ذلت نفسه وتابعته على الامر قال أوس : فلاقى امرا من ميدعان وأسمعت * قرونته بالياس منها فعجلا أي طابت نفسه بتركها قال ابن برى وشاهد قرون قول الشاعر : فانى مثل ما بك كان مابى * ولكن أسمحت عنهم قرونى وقول ابن كلثوم : متى نعقد قرينتنا بحبل * نجذ الحبل أو نقص القرينا قرينته نفسه هنا يقول اقرنا اقرن علينا ( والقرينان أبو بكر وطلحة رضى الله تعالى عنهما لان عثمان ) بن عبيد الله ( أخا طلحة ) اخذهما و ( قرنهما بحبل ) فلذلك سميا القرينين وورد في الحديث ان أبا بكر وعمر يقال لهما القرينان ( والقران ككتاب الجمع بين التمرتين في الاكل ) ومنه الحديث نهى عن القران الا ان يستأذن احدكم صاحبه وانما نهى عنه لان فيه شرها يزرى بصاحبه ولان فيه غبنا برفيقه ( و ) القران ( النبل المستوية من عمل رجل واحد ) ويقال للقوم إذا تناضلوا اذكروا القران أي والوابين سهمين سهمين ( القران ) المصاحبة كالمقارنة ) قارن الشئ مقارنة وقرانا اقترن به وصاحبه وقارنته قرانا صاحبته ( والقرنان الديوث المشارك في قرينته لزوجته ) وانما سميت الزوجة قرينة لمقارنة الرجل اياه وانما سمى القرنان لانه يقرن بها غيره عربي صحيح حكاه كراع وقال الازهرى هو نعت سوء في الرجل الذى لاغيره له وهو من كلام الحاضرة ولم ارى البوادى لفظوا به ولاعرفوه قال شيخنا رحمه الله تعالى وهو من الالفاظ البالغة في العامية والابتذال وظاهره انه بالفتح وضبطه شراح المختصر الخليلى بالكسر وهل هو فعلال أو فعلان يجوز الوجهان واورده الخفاجى في شفاء الغليل على انه من الدخيل ( و ) القرون ( كصبور دابة يعرق سريعا ) إذا جرى أو تقع حوامر رجليه مواقع يديه ) في الخليل وفى الناقة التى تضع خف رجلها موضع خف يدها ( و ) القرون ( ناقة تقرن ركبتيها إذا بركت ) عن الاصمعي ( و ) قال غيره هي ( التى يجتمع خلفاها القادمان والاخران ) فيتدانيان ( و ) القرون ( الجامع بين تمرتين ) تمرتين ( أو لقمتين ) لقمتين وهو القران ( في الاكل ) وقالت امرأة لبعلها ورأته يأكل كذلك أبرما قرونا ( وأفرن ) الرجل ( رمى بسهمين و ) اقرن ( ركب ناقة حسنة المشى ) اقرن ( حلب الناقة القرون ) وهى التى تجمع بين المحلبين في حلبه ( و ) اقرن ( ضحى بكبش اقرن ) وهو الكبير القرن أو المجتمع القرنين ( و ) اقرن ( للامر أطاقه وقوى عليه ) فهو مقرون وكذلك اقرن عليه ومنه قوله تعالى وما كنا مقرنين أي مطيقين وهو من قولهم اقرن فلاناصر صار له قرنا وفى حديث سليمان بن يسار اما انا فانى لهذه مقرن أي مطيق قادر عليها يعنى ناقته ( كاستقرن و ) اقرن ( عن الامر ضعف ) حكاه ثعلب وأنشد : ترى القوم منها مقرنين كأنما * تساقوا عقار الابل سليمها فهو ( ضد ) وقال ابن هانئ المقرن المطيق الضعيف وانشد لابي الاحوص الرياحي : ولو ادركته الخيل والخيل تدعى * بذى نجب عقار أقرنت واجلت أي ما ضعفت ( و ) اقرن ( عن الطريق عدل ) عنها قال ابن سيده اراه لضعفه عن سلوكها ( و ) اقرن ( عجز عن امر ضيعته ) وهو الذى يكون له ابل وغنم ولا معين له عليها ويكون يسقى ابله ولاذائد له يذودها يوم ورودها ( و ) اقرن ( أطاق امرها ) وهو ايضا ( ضد و ) أقرن ( جمع بين رطبتين و ) اقرن ( الدم في العرق كثر كاستقرن و ) اقرن ( الدمل حان تفقؤه و ) اقرن ( فلان رفع رأسه رمحه لئلا (1/8139)
يصيب من أمامه ) عن الاصمعي وقيل اقرن الرمح إليه رفعه ( باع ) القرن وهى ( الجعبة و ) أيضا ( باع ) القرن أي
( الحبل و ) اقرن ( جاء بأسيرين ) مقرونين ( في حبل و ) اقرن ( اكتحل كل ليلة ميلا و ) اقرنت ( السماء دامت ) تمطر اياما ( فلم تقلع ) وكذلك اغضنت واغينت عن ابى زيد ( و ) اقرنت ( الثريا ارتفعت ) في كبد السماء ( القارون الوج ) وهو عرق الايكر ( و ) قارون بلالام عنى من العتاة يضرب به المثل ) في الغنى وهو اسم اعجمي لا ينصرف للعجة والتعريف وهو رجل كان من قوم موسى عليه السلام وكان كافرا فخسف الله به وبداره الارض ( والقرينين ) مثنى قرين ( جبلان بنواحي اليمامة ) بينه وبين الطرف الاخر مسيرة شهر وضبطه نصر بضم القاف وسكون الياء وفتح النون ومثناة فوقية ( و ) ايضا ( ع ببادية الشأم و ) ايضا ( ة بمرو الشاهجان ) لانه قرن بينها وبين مرو والروذ ) منها أبو المظفر محمد بن الحسن ) ابن احمد بن محمد بن اسخق المروزى الفقيه الشافعي رحمه الله تعالى ( القرينينى ) عن ابى طاهر المخلص وعنه أبو بكر الخطيب مات بشهرور سنة 432 ( وذو القرنين عصبة باطن الفخذ ) قال شيخنا رحمه الله تعالى والصواب ذات القرينتين لان ( ج ذوات القرائن ) والتأنيث العصبة ( والقرنتان ) بالضم مثنى قرنة بساحل بحر الهند في جهة اليمن والقرينة ) كسفينة ( ع ) في ديار تميم قال الشاعر : ألا ليتنى بين القرينة والحبل * على ظهر حرجوج يبلغني اهلي ( و ) قرين ( كزبيرة بالطائف و ) قرين ( بن عمر أو ) هو قرين ( بن ابراهيم ) عن ابى سلمة وذؤيب وابن اسحق ( أو ابن عامر ) صوابة وقرين بن عامر ( بن سعد بن ابى وقاص و ) أبو الحسن ( موسى بن جعفر بن قرين ) العثماني روى عنه الدار قطني ( محدثون وقرون البقرع بديار بنى عامر و ) القران ( كشداد القارورة ) بلغة الحجاز واهل اليمامة يسمونها الحنجورة عن ابن شميل ( و ) قران ( كرمان ة باليمامة ) وهى وملهم لبنى سحيم من بنى حنيفة ( و ) قران ( اسم ) رجل وهو ابن تمام الاسدي الكوفى عن سهيل بن ابى صالح ودهشم بن قران عن نمران بن خارجة وابو قران طفيل الغنوى شاعر وغالب بن قران له ذكر ( و ) المقرنة ( كمعظمة الجبال الصغار يدنو بعضها من بعض ) سميت بذلك لتقاربها قال الهذلى : دلجى إذا مال الليل جن على المقرنة الحباحب اراد بالمقرنة كامغار مقترنة ( وعبد الله وعبد الرحمن ومعقل والنعمان وسويد وسنان اولاد مقرن ) بن عائذ المزني ( كمحدث صحابيون ) وليس في الصحابة سبعة اخوة سواهم اما عبد الله فروى عن ابن سيرين وعبد الملك بن عمير واخوه عبد الرحمن ذكره ابن سعد واخوه عقيل يكنى ابا عدى روى عنه هلال بن يساف واخوه سنان له ذكر في المغازى ولم يرو ( ودو رقرائن يستقبل بعضها بعضا والقرنوة ) نبات عريض الورق ينبت في ألوية الرمل ودكاكه ورقه اغبر يشبه ورق الحند قوق قيل هي ( الهرنوة أو عشبة اخرى ) خضراء غبراء على ساق ولها ثمرة كالسنبلة وهى مرة تدبغ بها الاساقى ( ولا نظير لها سوى عرقوة وترقوة وعنصوة وترقوة وثندوة ) قال أبو حنيفة الواو فيها زائدة للتكثير والصيغة لا للمعنى ولا للالحاق الا ترى انه ليس في الكلام مثل قرزدقة ( وسقاء قرنوى ومقرنى مدبوغ بها ) الاخيرة بغير همز وهمزها ابن الاعرابي وقد قرنيته اثبتوا الواو كما اثبتوا بقية حروف الاصل والراء والنون ثم قلبوها للمجاورة ( وحية قرناءلها كلحمتين في رأسها ) كأنهما قرنان ( واكثر ما يكون في الافاعى ) وقال الاصمعي القرناء الحية لان لها قرنا قال الاعشى : تحكى له القرناء في عرزالها * ام الرحى تجرى على ثقالها ( والقيروان الجماعة من الخيل والقفل ) بالضم جمع قافلة وهو معرب كاروان وقد تكلمت به العرب وقال أبو عبيدة كل قافلة قيروان ( و ) ايضا ( معظم الكتيبة ) عن ابن السكيت قال امرؤ القيس : وغارة بنى قيروان * كان أسرابها الرعال ( و ) قيروان ( د بالمغرب ) افتتحه عقبة بن نافع الفهرى زمن معاوية سنة خمسين يروى انه لما دخلها امر الحشرات والسباع فرحلوا عنه ومنه سليمان بن داود بن سلمون الفقيه وسيأتى ذكر القيروان في قرو ( واقرن بضم الراء بالروم ) ولم يقيده ياقوت بالروم وانشد لامرئ القيس : لما سما من بين اقرن فالاجبال قلت فداؤه اهلي ( والقريناء كحميراء اللوبياء ) وقال أبو حنيفة هي عشبة نحو الذراع لها افنان وسنفة كسنفة الجلبان ولحبها مرارة ( و ) من المجاز ( المقرون من اسباب الشعر ) وفى المحكم ) ما اقترنت فيه ثلاث حركات بعدها ساكن كمتفامن متفاعلن وعلتن من مفاعلتن فمتفاقد قرنت السببين بالحركة ) وقد يجوز اسقاطها في الشعر حتى يصير السببان مفروقين نحو عيلن من مفاعيلن واما المفروق فقد ذكر في موضعه ( والقرناء من السور ما يقرأ بهمن في كل ركعة ) جمع قرينة ( والقرانيا شجر جبلى ثمره كالزيتون قابض مجفف مدمل للجراحات الكبار مضادة للجراحات الصغار والمقرن الخشبة ) التى ( تشد على رأس الثورين ) وضبطه بعض كمنبر * ومما يستدرك
عليه كبش اقرن كبير القرن وكذلك التيس وقد قرن كل ذى قرن كفرح ورمح مقرون سنانه من قرن وذلك أنهم ربما جعلوا أسنة رماحهم من قرون الظباء والبقر الوحشى قال الشاعر : ورامح قد رفعت هاديه * من فوق رمح فظل مقرونا (1/8140)
والقرن البكرة والجمع اقرن وقرون وشاب قرناها علم رجل كتأبط شرا وذرى حبا واصاب قرن الكلا إذا اصاب ما وافرا ويقال تجدني في قرن الكلا أي في الغاية مما تطلب منى ويقال للروم ذوات القرون لتوارثهم الملك قرنا بعد قرن وقيل لتوفر شعورهم وانهم لا يجزونها قال المرقش : لات هنا طرف الزج واهلى بالشام ذات القرون وقال أبو الهيثم القرون حبائل الصياد يجعل فيها قرون يصطاد بها الصعاء والحمام وبه فسر قول الاخطل يصف نساء : وإذا نصبن قرونهن لعذرة * فكانما حلت لهن نذورا والقرانى كحبارى وترفتل من جلد البعير ومنه قول ذى الرمة : وشعب ابى ان يسلك الغفر بينه * سلكت قرانى من قياسرة سمرا وأراد بالشعب فوق السهم وابل قرانى أي ذات قرائن والقرين العين الكحيل والقرناء العقلاء وقال الاصمعي القرن في المرأة كالادرة في الرجل وهو عيب وقال الازهرى القرناء من النساء التى في فرجها مانع من سلوك الذكر فيه اما غدة غليظة أو لحمة مرتتقة أو عظم وقال الليث القرن حدرا بيه مشرفة على وهدة صغيرة وقرن الى الشئ تقر يناشده إليه ومنه قوله تعالى مقرنين في الاصفاد شدد للكثرة والقرين الاسير وقرنه وصله وايضا شده بالحبل والقران بالكسر الحبل الذى يشد به الاسير وايضا الذى يقلد به البعير ويقاد به جمعه قرن ككتب واقترنا وتقارنا وجاؤا قرانى أي مقترنين وهو ضد فرادى وقران الكواكب اتصالهما ببعض ومنه قران لسعدين ويسمون صاحب الخروج من الملوك صاحب القران من ذلك أبو بكر وعمر رضى الله تعالى عنهما والقرينان الجملان المشدود احدهما الى الاخر والقرينة الناقة تشد باخرى والقرن الحصن جمعه قرون وهذا كتسميتهم للحصون الصياصى وقال أبو عبيد استقرن فلان لفلان إذا عازه وصار عند نفسه من اقرانه الاساس استقرن غضب واستقرن لان والقرن اقتران الركبتين وقيل تباعدهما بين راس الثنيتين وان تدانت اصولهما والاقران ان يقرن بين الثمرتين في الاكل وبه روى الحديث ايضا كالمقارنة ومنه حديث ابن عمر رضى الله تعالى عنهما لا تقارنوا الا ان يستاذن الرجل اخاه والقرون من الابل التى تجمع بين محلبين في حلبة وقيل هي التى إذا بعرت قارنت بين بعرها والقران كشداد لغة عامية قى القرنان بمعنى الديوث وفى حديث عائشة رضى الله تعالى عنها يو م الجمع يوم تبعل وقران كناية عن التزويج ويقال فلان إذا جاذبته قرينته وقرينه قهرها أي إذا قرنت به الشديدة أطاقها وغلبها واخذت قرونى من الامر أي حاجتى ورجل قارن ذو سيف ونبل أو ذو سيف ورمح وجعبة قد قرنها والقرائن جبال معروفة مقترنة قال تأبط شرا : وحثحثت مشعوف النجاء وراعنى * اناس بفيفان فمزت القرائنا وقرنت السماء دام مطرها كاقرنت والقران كغراب من لم يهمز لغة في القران واقرن ضيق على غريمه وقال أبو حنيفة قرونه بالضم نبتة تشبه اللوبياء وهى فريك اهل البادية لكثرتها وحكى يعقوب اديم مقرون دبغ بالقرنوة وهو على طرح الزائد ويوم اقرن كاملس يوم لغطفان على بنى عامر وهو غير الذى ذكره المصنف رحمه الله تعالى وقرن الثعالب موضع قرب مكة وانت ذاهب الى عرفات قيل هو قرن المنازل ومن امثالهم تركناه على مقص قرن ومقط قرن لمن يستأصل ويصطلم والقرن إذا قص اوقط بقى ذلك الموضع املس واقرن اعطاه بعيرين في قرن ونازعه فتركه قرنا لا يتكلم أي قائما مائلا مبهوتا واقرنت افاطير وجه الغلام بثرت مخارج لحيته ومواضع تقطر الشعر والقرينة في العروض الفقرة الاخيرة وقرن بين عرض اليمامة ومطلع الشمس ليس وراءه من قرى اليمامة ولامياهها شئ هو لبنى قشير بن كعب وقرن الحبالى جبل لغنى واخر في ديار خثعم وقرينان في ديار مضر لبنى سليم يفرق بينهما واد غظيم وترعة القرينين احدى الانهار المتشعبة من النيل سميت بالقرنين قريتان بمصر والمقرونة نوع من الطعام يعمل من عجين وسمن ولوز وقرينة بن سويد النسفى كسفينة جد ابى طلحة منصور بن محمد بن على روى عن البخاري صحيحه مات سنة 329 ثقة وقرن ابن مالك بن كعب بالفتح بطن من مذحج منهم عافية بن يزيد القاضى عن هشام بن عروة وغيره وقرنان بالفتح والضم بطن من تجيب منهم شريك بن سويد شهد فتح مصر * ومما ستدرك عليه قرجن جندب قرية بالرى منها على بن الحسن القرجنى من مشايخ العقيلى ذكره الامير * ومما يستدرك عليه خذ بقردنه وكردنه وكرده أي بقفاه ذكره الازهرى في الرباعي وابو العباس الفضل بن عبد الله القردوانى محدث * ومما يستدرك عليه القرسطون القبان اعجمي لان فعلولا وفعلونا ليس من ابينتهم كما في اللسان ( القرصعنة ) كجرد حلة هكذا هو في النسخ والمعروف على الالسنة بفتح الكاف والصاد والعين وسد النون وقد اهمله
الجماعة وهو ( شويكة ابراهيم ) النبات معروف بالشام ( وهى انواع منه نوع طويل سبط لونه كالسوسن البرى يعلق على الابواب لمنع الذباب ( و ) منه ( نوع ابيض كثير الورق حاد الشوك كأنه حرشفة طويلة كثير بايلياء ) بمعنى بيت المقدس ( مجرب لوجع الظهر ) ( القرطعن كجرد حل ) اهمله الجوهرى وفى اللسان هو ( الاحمق وما عليه قرطعنة ) أي ( شئ ) ويروى هذا بالباء ايضا وقد تقدم * ومما يستدرك عليه القرطان بالكسر كالبرذعة لذوات الحافر ويقال له قرطاط وقرطاق وبالنون اشهر وقيل هو ثلاثى الاصل محلق بقرطاس كنا في اللسان * ومما يستدرك عليه قرمونة محركة كورة بالاندلس شرقي اشبيلية وغربي قرطبة منها أبو المغيرة (1/8141)
خطاب بن سلمة بن محمد بن سعيد القرمونى سكن قرطبة فاضل زاهد مجاب الدعوة عن قاسم بن اصبغ وابن الاعرابي بمكة عنه ابن الفرضى مات سنة 372 ( اقرن ) زيد ( ساقه ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( كسرها وقزوين بكسر الواو من بلاد الجبل ثغر الديلم ) بينه وبين الرى سبعة وعشرون فرسخا منها أبو عبد الله محمد عبد الله بن جعفر الشافعي رحمه الله تعالى له حلقة بمصر وولى قضاء مصر ومنها الامام الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة صاحب السنن والتاريخ التفسير مات سنة 293 ومنها سعيد بن صالح القزويني من مشايخ ابى زرعة ( وقزوينك ) بزيادة الكاف وهى للتصغير عندهم ( ة بالدينور ) ( اقسن ) الرجل ( صلبت يده و ) نص ابن الاعرابي صلب بدنه ( على العمل والسقى واقسأن العود ) كاطمأن ( قسأنينة ) كطمأنينة يبس و ( اشتد وعساو ) أقسأن ( الرجل كبر وعساوفى العمل مضى ) فهو مقسئن قيل هو الذى انتهى في سنة فليس به ضعف كبر ولاقوة شباب وقيل هو الذى في آخر شبابه واول كبره ومنه قول الشاعر : ان تك لدنا لينا فانى * ما شئت من اشمط مقسئن ( و ) أقسان ( الليل اشتد طلامه ) قال * بت لها يقظان واقسأنت * قال الازهرى هذه الهمزة اجتليت ليلا يجتمع ساكناه وفى الاصل اقسان يقسان ( وقو سينيا بضم القاف وكسر النون مشددة الياء كورة ) مشتملة على قرى ( بين مصر والاسكندرية ) وهى قويسنا في كتب الديوان والعامة تقول قسن اتباع الحسن بن والقسين كاردب الشيخ القديم وكذلك البعير قال * وهم كمثل الباز القسين * وقد اقسان كاحمار ( القسطنينة ) هكذا بنونين في سائر النسخ والصواب بموحدة وياء ونون وقد اهمله الجوهرى وقوله ( بالفتح ) مستدرك وقال الازهرى في الخماسي قسطنينة وقسطبيلة بمعنى ( الكمرة ) ( قسطنطينية ) اهمله الجماعة وهى مدينة الروم العظمى وقد ذكر ( في ق س ط ) وتقدم ما يتعلق بها هناك * ومما يستدرك عليه قسنطينة بضم ففتح فسكون وكسر الطاء وسكون الياء وفتح النون مدينة بافريقية ويقال ايضا بالميم بدل النون الاولى وقد نسب إليها جماعة من المحدثين المتأخرين * ومما يستدرك عليه القسطانية عوج قوس قزح عن الليث والقسطان الغبار عن ابى عمرو وقد تقدم البحث فيه في ق س ط وقسطانة بالضم قرية بالرى ويقال بالكاف ايضا منها أبو بكر محمد بن الفضل بن موسى عنه أبو بكر الشافعي رحمه الله تعالى صدوق ( القشوان بالضم ) اهمله الجماعة وهو ( الرجل القليل اللحم والقشونية من الابل ) هي ( الرقيقة الجلد الضيقة الفم وقشن بالكسرة بساحل اليمن وقاشان د قرب قم ) واهله شيعة وقال الذهبي على ثلاثين فرسخا من اصبهان ( وحكى ) ابن السمعاني ( صاحب اللباب ) في الانساب ( اهمال الشين لغة ) فيه قال الذهبي وهو المشهور على السنة الناس منها أبو محمد جعفر بن محمد الرازي روى عنه أبو سهل هرون بن احمد الاستراباذى ومنها السيد أبو الرضا فضل بن على الحسينى العلوى روى عنه ابن السمعاني وله شعر حسن ( قطن ) بالمكان ( قطونا اقام ) به وتوطن ( و ) قطن ( فلانا خدمه فهو قاطن ج قطان وقاطنة وقطين ) كأمير وهم المقيمون بالموضع لا يكادون يبرحونه ومجاورو مكة قط انها وفى حديث الافاضة نحن قطين الله أي سكان حرمه بحذف مضاف وقيل القطين اسم للجمع وكذلك القاطنة ( والقطن بالضم ) وهو المشهور ( وبضمتين ) قيل على الاتباع كعسر وعسر وقيل انه لغة ثانية وصحح ومنه قول لبيد : ساقتك ضعن الحى يوم تحملوا * فتسكنوا قطنا تصر خيامها وقيل اراد به ثياب القطن ( وكعسل ) جزم الجوهرى بانه لضرورة الشعر وانشد لدهلب بن قريع : كأن مجرى دمعها المستن * قطنة من اجود القطنن قال لا يجوز مثل في الكلام ويروى من اجود القطن ( م ) معروف قال أبو حنيفة ( وقد يعظم شجره ) حتى يكون مثل شجر المشمش ( ويبقى عشرين سنة ) قال الاطباء ( والضماد بورقه المطبوخ في الماء نافع لوجع المفاصل الحارة والباردة وحبه ملين مسخن باهى نافع للسعال والقطنة منه بهاء ) في اللغات الثلاث ( واليقطين ما لا ساق له من النبات ونحوه ) نحو القرع والدباء والبطيخ والحنظل
وفى التهذيب شجر القرع ومنه قوله تعالى وانبتنا عليه شجرة من يقطين قال الفراء قيل عند ابن عباس هو ورق القرع فقال وما جعل القرع من بين الشجر يقطينا كل ورقة اتسعت وسترت فهى يقطين وقال مجاهد كل شئ بسطا في الارض يقطين ونحو ذلك قال الكلبى ومنه القرع والبطيخ والشريان وقال سعيد بن جبير رضى الله تعالى عنه كل شئ ينبت ثم يموت من عامه فهو يقطين ووزنه يفعيل والياء الاولى زائدة ( وبها القرعة الرطبة والقطينة بالضم وبالكسر ) الاخيرة عن ابن قتيبة بالتخفيف ورواه أبو حنيفة بالتشديد وعليه جرى المصنف رحمه الله تعالى ( الثياب ) المتخذة من القطن عن الازهرى ( و ) ايضا ( حبوب الارض ) التى تدخر كالحمص والعدس والباقلاء والترمس والدخن والارز والجلبان سميت لان مخارجها من الارض مثل مخارج الثياب القطنية ويقال انها تزرع في الصيف وتدرك في آخر وقت الحر ( أو ) هي ( ما سوى الحنطة والشعير والزبيب والتمر ) عن شمر ( أو هي الحبوب التى تطبخ ) اسم جامع لها وقال ( الشافعي ) رضى الله تعالى عنه هي ( العدس والخلر ) وهو الماش ( والفول والدجر ) وهو اللوبياء ( والحمص ) وما شاكلها سماها كلها لما روى عنه الربيع وهو قول مالك بن انس رضى الله تعالى عنه وبه فسر (1/8142)
حديث عمر رضى الله تعالى عنه انه كان ياخذ من القطنية العشر ( ج القطانى أو هي ) أي القطانى ( الحلف وخضر الصيف ) عن ابى معاذ وقوله الحلف هكذا هو في النسخ بالحاء المهملة والصواب بالمعجمة المكسورة ( والقطين ) كامير ( الاماء والحشم الاحرار و ) قيل ( الحشم المماليك و ) قيل ( الخدم والاتباع ) وقال ابن دريد قطين الرجل حشمه وخدمه ( و ) قيل ( اهل الدار ) كالخليط ( للواحد والجمع أو ) هو الساكن في الدار و ( الجمع على قطن ككتب ) وهو قول كراع ( والقطان بالكسر ) ككتاب ( شجار الهودج ج ) قطن ( ككتب ) وبه فسر قول لبيد السابق * فتكنسوا قطنا تصر خيامها * ( وابو العلاء بن كعب بن ثابت قطنة مضافا ) هكذا في النسخ وصوابه أبو العلاء ثابت بن كعب بن جابر بن كعب العتكى قطنة وقطنة لقبه أبو العلاء كنيته ووقع للذهبي في المشتبه ثابت بن قطنة شاعر بخراسان فجعله ابا له وهو غلط نبه عليه الحافظ وغيره وقال ابن ماكولا كان مجاهدا بخراسان وكذا قاله أبو جعفر الطبري وغير واحد والاسماء المعارف تضاف الى القابها وتكون الالقاب معارف وتتعرف بالاسماء كما قيل قيس قفة وسعيد كرزو زيد بطنه ( لانه اصيبت عينه يو م سمرقند فكان يحشوها بقطنة ) فلقب به نقله أبو القاسم الزجاجي عن ابن دريد عن أبى حاتم الا انه قال اصيبت عينه بخراسان وفيه يقول حاجب الفيل : لا يعرف الناس عنه غير قطنته * وما سواها من الانساب مجهول ( والقيطون كحسبون المخدع ) اعجمي وقيل بلغة مصر وبربر وقال ابن برى في بيت وقال شيخنا هو البيت الشتوي معرب عن الرومية ذكره الثعالبي في فقه اللغة والشهاب في شفاء الغليل قال عبد الرحمن بن حسان قبة من مراجل ضربتها * عند برد الشتاء في قيطون * قلت ويروى لابي هبل قاله في رمله بنت معاوية واوله طال ليلى وبت كالمحزون * ومللت الشواء بالماطرون ( والقطن محركة ما بين الوركين ) الى عجب الذنب ومنه الحديث ان آمنة لما حملت بالنبي صلى الله تعالى عليه وسلم قالت ما وجدته في القطن والثنة ولكني كنت أجده في كبدي قيل القطن اسفل الظهر والثنة اسفل البطن وقيل القطن ما فرض من الثبج وقال الليث هو الموضع العريض بين الثبج والعجز والجمع اقطان وانشد ابن برى * معود ضرب اقطان البهازير * ( و ) القطن ( اصل ذنب الطائر ) وهو زمكاه يقال صك البازى قطن القطاة ( و ) قطن ( جبل لبنى اسد ) كماتى الصحاح وقال غيره بنجد في ديار بنى اسد وقال نصر ماء لبنى اسد وكان أبو سلمة بن عبد الاسد قد اغار بالقوم بهذا المكان وقيل جبل في ديار عبس ابن بغيض عن يمين النباج والمدينة بين اثال وبطن الرمة ( و ) القطن ( الانحناء ومنه ) قولهم ( ظهر اقطن ) إذا كان فيه انحناء وميل وقد قطن ظهره كفرح ( وقطن بن نسير ) الغبرى عن جعفر بن سليمان وعنه مسلم وابو داود وابو يعلى والبغوى تقدم ذكره للمصنف في غبر وفى نسر ( و ) قطن ( بن ابراهيم ) النيسابوري بن عبيد الله بن موسى وعنه النسائي وابن الشرقي ومكى بن عبد ان مات سنة 361 ( و ) قطن بن ( قبيصة ) بن مخارق وعنه ابنه حرب ولى اصبهان ( وقطن بن ( كعب ) القطينى عن ابن سيرين وعنه شعبة وحماد بن زيد وثقوه ( و ) قطن بن ( وهب ) المدنى عن عبيد الله بن عمير وعنه مالك والضحاك بن عثمان وثق ( محدثون والقطنة بالكسر التى تكون مع الكرش وهى الفحث ايضا وقال ابن السكيت وهى النقمة والمعدة والكلمة والسفلة والوسمة التى يختضب بها ( و ) في المحكم ( العامة تسميها الرمانة ) قال وكسر الطاء فيها اجود وقال أبو العباس هي القطنة وهى الرمانة في جوف
البقرة وفى الاساس لا نفضنك نفض القطنة وهى الرمانة ذات الاطباق التى مع الكرش يقال لها لقاطة الحصا ( والقطانة كسحابة القدر ) ( و ) قطانة ( د بجزيرة صقلية والاقطانتان ) هكذا في النسخ والصواب والاقطانتين قال ياقوت ولم نسمعه مرفوعا ( ع ) كان فيه يوم من ايام العرب ( و ) قطين ( كزبيرة باليمن من مخلاف سخان * ومما يستدرك عليه قواطن مكة حمامها وهى القاطنات ايضا والقطن كسكر قال رؤبة * فلا ورب القاطنات القطن * ويجئ القطين بمعنى القاطن للمبالغة ومنه ومنه حديث زيد بن حارثة رضى الله تعالى عنه * فانى قطين البيت عند المشاعر * وقطن النار ككتف موقدها وخازنها هكذا رواه شمر بكسر الطاء ويروى بفتحها ايضا فيكون جمع فاطن كخدم وخادم وقال الزمخشري رحمه الله تعالى هو القيم على نار المجوس ويجوز ان يكون بمعنى قاطن كفرط وفارط والقطين سكن الدار يقال جاء القوم بقطينهم قال زهير : رأيت ذوى الحاجات حول بيوتهم * قطينا لهم إذا نبت البقل وقال جرير : هذا ابن عمى في دمشق خليفة * لو شئت ساقكم الى قطينا والقطنة كفرحة اللحمة بين الوركتين والمقطنة التى تزرع فيها الاقطان وقطن الكرم تقطينا بدت زمعاته وبزرقطونا والمد فيها اكثر حبة يستشفى بها وقال ابن السكيت القطن في معنى حسب يقال قطني من كذا وكذا وقطن بن نهشل رجل معروف وفى بنى نمير قطن ابن ربيعة بن عبد الله بن الحرث بن نمير منهم الراعى الشاعر اسمه عبيد بن حصين بن جندل بن قطن يكنى ابا جندل وابا نوج تقدم (1/8143)
ذكره في ع ور وقطان ككتاب جبل وقال نصر موضع في شعر القطامى * قلت وجاء في قول النابغة : غير ان الحدوج يرفعن غزلا * ن قطان على ظهور الجمال والقيطون ما يتخذه الحجاج وغيرهم من الحبائل مبسوطا على الارض يصلح زمن البرد نقله شيخنا والقيطان ما ينسج من الحرير شبه الحبال وقد يتخذ من الصوف ايضا والقطان من يبيع القطن واشتهر به أبو سعيد يحيى بن سعيد بن فروخ الاحول مولى بنى تميم بصرى امام ورع وهو الذى تكلم في الرجال وامعن البحث عنهم روى عنه احمد وابن معين وابن المدينى وقطين كأمير قرية بجزيرة ميورقة منها أبو غالب بن محمد القيسي المدنى نزيل دانية وخلف بن هرون الاديب وغيرهما واحمد بن محمد قاطن محدث صنعاء في زماننا هذا ومحمد بن قطن الخرقى تابعي عن عبد الله بن حازم السلمى وفى ولده أبو قطن محمد بن حازم بن محمد بن حمدان الخرقى ذكره المالينى وابو قطن عمرو بن الهيثم القطعي عن شعبة وعنه احمد بن منيع ذكره المزى وقطنة لقب ابى المكارم هبة الله بن محمد بن احمد الواسطي حدث في سنة 540 وايضا لقب محمد بن القاسم بن سهل عن حمزة بن محمد ومحمد بن القاسم الصدوقى وابو شارة الخارجي اسمه خالد بن ربيعة بن قطنة قريع ضبطه الحافظ وقطنان محركة موضع ( قعين كزبير بطن من اسد ) وهو قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان ابن اسد وسئل بعض العلماء أي العرب افصح فقال نصر قعين أو قعين نصر ( والقيعون نبت ) فيعول من قعن ويجوز ان يكون فعلونا من القيع كالزيتون من الزيت والنون زائدة وقيل القيعون ما طال من العشب ( والقعن الجفنة يعجن فيها و ) قعن ( بلا لام جد الحلاج بن علاج من اشراف الكوفة ) وفى نسخة جدا الحجاج وفى اخرى الحلاج ( و ) القعن ( بالتحريك قصر فاحش في الانف ) وقعين للحى مشتق منه قال الازهرى والذى صح للثقات في عيوب الانف القعم بالميم وقد تقدم قال والعرب تعاقب الميم والنون في حروف كثيرة لقرب مخرجيهما ( و ) قال ابن دريد القعن والقعى ( ارتفاع في الارنبة ) فهو إذا ( ضد كالقعان كسحاب و ) ايضا ( انفحاج في الرجل ) عن ابن دريد * ومما يستدرك عليه قعين حى في قيس عيلان وقعون كجعفر اسم وبنو القعوينى بطن بمصر ( اقطعن كاقشعر ) اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وقال غيرهما ( انقطع نفسه من بهر ) واعياء ( القفن الضرب بالعصا والسوط ) قال بشير الفريرى : ففنته بالسوط أي قفن * وبالعصا من طول سوء الضفن ( و ) القفن ( القتال ) يقال هذا يوم قفن عن ابن الاعرابي ( وقفن يقفن قفونا ) إذا ( مات ) قال الراجز ألقى رحا الزور عليه فطحن * فقاء فرثا تحته حتى قفن ( و ) قفن ( فلانا ضرب قفاه ) وقيل ضرب رأسه بالعصا ( و ) قفن ( الشاة ) يقفنها قفنا ( ذبحها من قفاها كاقتفنها فهى قفينة ) وهى التى ذبحت من قفاها وقد نهى عنه وقيل هي التى ابين راسها من أي جهة ذبحت وقال الجوهرى وهى القفينة والنون زائدة قال ابن برى النون في القفينة لام الكلمة قفن الشاة قفنا وهى قفين والشاة قفينة مثل ذبيحة ولو كانت النون زائدة لبقيت الكلمة بغير لام واما أبو زيد فلم يعرف فيها الا القفية بالباء وقال أبو عبيد كان بعض الناس يرى ان القفينة التى تذبح من القفا وليست بتلك ولكنها التى تبان رأسها بالذبح وان كان من الحلق قال ولعل المعنى يرجع الى القفا لانه إذا بان لم يكن له بد من قطع القفا ( و ) قفن
( الكلب ولغ ) عن ابن الاعرابي ( واقتفن الشاة ذبحها من قبل وجهها فابان الرأس وكذلك البعير والطائر ( والقفن ) بالتحريك ( وتشدد نونه القفا ) قال الراجز في ابنه : احب منك موضع الوشحن * وموضع الازار والقفن ( و ) القفن ( كخدب الجلف الجافي ) الغليظ القفا ( والتقفين قطع الرأس ) وابانته ( وقفان كل شئ كشداد جماعته ) كذا في النسخ والصواب جماعه ( واستقصاء عمله ) كذا في النسخ والصواب علمه قال أبو عبيد ومنه قول عمر انى لا ستعمل الرجل القوى الفاجر لا ستعين بقوته ثم اكون على قفانه أي اتتبع امره حتى استقصى علمه ومعرفته قال والنون زائدة ولا احسب هذه الكلمة عربية انما اصلها قبان ( و ) قال غيره القفان ( القبان ) الذى يوزن به معرب عنه ( و ) قال ابن الاعرابي القفان ( الامين ) عند العرب وهو فارسي عرب * ومما يستدرك عليه القفان القفا وبه فسر حديث عمر أيضا وقفن رأسه وقنفه أبانه وقال ابن الاعرابي القفن الموت والكفن التغطية ويقال أتيته على افان ذلك وقفان ذلك وغفان ذلك أي على حين ذلك نقله الازهرى والقفان موضع نجدى عن نصر رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه القفان ما يخلعه الملك على خلاص وزرائه من التشاريف رومية * ومما يستدرك عليه القفزنية كبهلنية المرأة الزرية القصيرة نقله صاحب اللسان * ومما يستدرك عليه ققن ققن حكايخ صوت الضحك نقله صاحب اللسان وقاقون قرية بالشام من اعمال جبل نابلس ( قلنة محركة مشددة النون ) اهمله الجوهرى وهو ( د بالاندلس وقلونية بضم اللام د بالروم وقالون لقب ) ابى موسى عيسى بن مينا المقرئ المدنى ( راوي نافع ) بن ابى نعيم وصاحبه لقبه به مالك رضى الله تعالى عنه روى عن استاذه نافع وعن عبد الرحمن بن ابى الزناد وعنه أبو زرعة وموسى بن اسحق الانصاري كان شديد الصمم ويرد على من يقرأ عليه القرآن وهى كلمة ( رومية معناها الجيد ) وروى عن على كرم الله تعالى وجهه أنه سأل شريحا عن كلمة فأجاب فقال قالون أي اصبت وفى تاريخ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن عمر رضى الله تعالى عنهما انه اشترى جارية رومية فاحبها حبا شديدا فوقعت يوما عن بغلة كانت عليها فجعل يمسح التراب (1/8144)
عنها ويفديها قال فكانت تقول له انت قالون أي رجل صالح فهربت منه فقال ابن عمر : قد كنت أحسبنى قالون فانطلقت * فاليوم اعلم انى غير قالون * ومما يستدرك عليه قلين بفتح فكسر لام مشددة قرية بمصر وقد ذكرناها في ق ل ل * ومما يستدرك عليه القلمون محمركة مطارق كثيرة الالوان عن السيرافى وايضا موضع وقد بمصر للمصنف رحمه الله تعالى في قلم وانما ذكرته هنا لان الكلمة رومية وحروفها اصيلة وكذا أبو قلمون الذى تقدم للمصنف * ومما يستدرك عليه فلوسنا قرية بمصر من البهنساوية وقد رأيتها ( القمين كأمير السريع و ) ايضا ( أتون الحمام ) ومنه قيل للموضع الذى يطبخ فيه يطبخ الاجر قمين ( و ) القمين ( الخليق ) الحرى ( الجدير كالقمن ككتف وجبل ) قال ابن سيده هو قمن بكذا وقمن منه وقمين أي حر وخليق وجدير ( والمحركة لا تثنى ولا تجمع ) وقال ابن الاثير يقال هو قمن ان يفعل ذلك بالتحريك وككتف فمن قال قمن اراد المصدر فلم يثن ولم يجمع ولم يؤنث يقال هما قمن أن يفعلا ذلك وهم قمن ان يفعلوا ذلك وهن قمن ان يفعلن ذلك ومن قال قمن اراد النعت فثنى وجمع يقال قمنان وقمنون ويؤنث على ذلك وفيه لغتان هو قمن ان يفعل ذلك وقمى ان يفعل ذلك قال قيس بن الخطيم : إذا جاوز الاثنين سر فانه * بنث وتكثير الوشاة قمين وقال ابن سيده فمن فتح لم يثن ولاجمع ولا انث ومن كسر الميم أو أدخل الياء فقال قمى ثنى وجمع وانث فقال قمنان وقمنون وقمنة وقنتان وقمنات وقمينان وقمينون وقمناء وقمينة وقمينتان وقمينات وقمائن قال ابن برى وشاهد قمن كجبل قول الحرث بن خالد المخزومى من كان يسأل من اين منزلنا * فالا قحوانة منا منزل قمن * قلت اورده الشريف أبو طاهر الحلبي في كتاب الحنين الى الاوطان لجارية من مكة بيعت في الشام وذكر لها قصة وابياتا اوردها ياقوت بتمامها وسيأتى ذلك في ق ح ى ان شاء الله تعالى ثم قال ياقوت عن الشريف ابى طاهر قوله قمن أي دان قريب قال ياقوت ولم ار في كتب اللغة القمن بالفتح بمعنى القرب * قلت بل جاء ذلك عن ائمة اللغة كما سيأتي قريبا ( والقمنانة القراد اول ما يكون صغيرا ثم يصير حمنانة ثم يصير قرادا ثم يصير حلمة ) هكذا في الفنسخ وقد تقدم في ق م م وفى حمن عن الاصمعي اوله قمقامة صغير جدا ثم حمنانة ثم قراد ثم حلمة ثم على ثم طلح وقد حرفه المصنف رحمه الله تعالى ( والمقمئن كمطمئن المنقبض وتقمنت ) في هذا الامر ( موافقتك ) أي ( توخيتها و ) يقال ( جئت على قمنه محركة ) أي ( على سننه ورائحة قمنة كفرحة ) أي ( منتنه وقمن كعنب ة بمصر ) من البهنساوية وضبطه ابن السمعاني رحمه الله تعالى بتشديد الميم والمعروف ما ذكره المصنق ومنها أبو الحسن يوسف بن
عبد الاحد بن سفيان القمنى عن يونس بن عبد الاعلى وعنه أو بو بكر بن المقرى مات بها سنة 315 ( وقمونياد بافريقية وقيمون ) كليمون ( حصن بفلسطين والقمن ) محركة ( السنن و ) ايضا ( القريب ) يقال دارى قمن من دارك أي قريب ومنه قول الشريف ابى طاهر الحلبي الذى تقدم في قول الشاعرة فلا وجه لانكار ياقوت عليه ومن حفظ حجة على من لم يحفظ * ومما يستدرك عليه تقمن الشئ اشرف عليه لياخذه نقله ابن كيسان ونقل اللحيانى انه لقمون ان يفعل ذلك وانه لمقمنة ان يفعل ذلك كقولك مخلقة ومجدرة الشئ اشرف عليه لياخذه نقله ابن كيسان ونقل اللحيانى انه لقمون ان يفعل ذلك وانه لمقمنة ان يفع ذلك كقولك مخلقة ومجدرة وهذا الامر مقمنة لك أي محراة وهذا الوطن لك قمن أي جدير ان تسكنه واقمن بهذا الامر اخلق به وحكى اللحيانى ما رأيت من قمنه وقمانته وقال ابن الاعرابي القمن ككتف السريع والقريب ( القن تتبع الاخبار ) قيل الصواب فيه القس بالسين ( و ) القن ( التفقد بالبصر ) ومنه القنقن والقناقن للمهندس ( و ) القن ( الضرب بالعصا ) قيل الصواب فيه القفن ( و ) القن ( بالضم الجبل الصغير ) وفى بعض النسخ الحبل بالحاء المهملة وسكون الموحدة ( و ) القن ( بالكسر عبد ملك هو وابواه للواحد والجمع ) والمؤنث قال ابن سيده هذا الاعرف ( أو يجمع اقنانا واقنة ) الاخيرة نادرة قال جرير : ان سليطا في الخسار انه * ابناء قوم خلقوا اقنة ( أو هو الخالص العبودة بين القنوة والقنانة ) عن ابن الاعرابي وعن اللحيانى بين القنانة أو القنانة ( أو الذى ولد عندك ولا تستطيع اخراجه عنك ) عن اللحيانى وحكى عن الاصمعي لسنا بعبيد قن ولكنا عبيد مملكة مضافتان جميعا وقال أبو طالب قولهم عبد قن قال الاصمعي القن الذى كان ابوه مملوكا كالموالية فإذا لم يكن كذلك فهو عبد مملكة وكان القن مأخوذ من القينة وهى الملك قال الازهرى ومثله الضح لنور الشمس واصله ضحى وقال ثعلب من ملك وابواه من الفتيان وهو الكم يقول كانه في كمه هو وابواه ( والقنة ) بالكسر ( قوة من قوى الحبل أو يخص ) القوة من قوى حبل ( الليف ) قال الاصمعي وانشدنا أبو القعقاع اليشكرى : يصفح للقنة وجها جأبا * صفح ذراعيه لعظم كلبا والجمع قنن وانشده ابن برى مستشهد ابه على القنة ضرب من الادوية ( و ) القنة ( دواء م ) معروف ( فارسيته بيرزد ) بكسر الباء الفارسية ( مدر محلل مفش للرياح نافع من الاعياء والكزاز والصرع والصداع والسدد وجع السن المتأكلة والاذن واختناق الرحم ترياق للسهام المسمومة ولجميع السموم ودخانة يطرد الهوام و ) القنة ( بالضم الجبل الصغير و ) ايضا و ) ايضا ( قلة الجبل ) وهو اعلاه زنة ومعنى ( و ) قيل هو ( المنفرد المستطيل في السماء ولا يكون الا اسود ) وفى المحكم ولا تكون القلة الا سوداء ( أو الحبل السهل المستوى المنبسط على الارض ج قنن ) كصرد ( وقنان ) بالكسر ( وقنون ) بالضم وقات وشاهد قنان قول ذى الرمة (1/8145)
كأننا القنان والقود يحملنا * موج الفرات إذا التج الدياميم وشاهد قنون انشده ثعلب : وهم رعن الآل ان يكونا * بحرا يكب الحوت والسفينا * تخال فيه القنة القنونا ( و ) قنة ( ع قرب حومة الدراج ) وبين حومانة أقران الغراف ( واقتن ) كاحمر ( انتصب ) يقال اقتن الوعل إذا انتصب على القنة انشد الاصمعي لابي الاخز الححمانى : لا تحسبى عض النسوع الازم * والرحل يقتن اقتتان الاعصم * سوفك أطراف النصى الانعم وقال يزيد بن الاعور الشنى : * كالصدع الاعصم لما اقتنا * ( كأقتان ) كاقشعر والهمزة زائدة وموضع ذكره ق ت ن وقد تقدم وهو مثل كبن واكبائن ( و ) اقتن ( اتخذقنا ) عن اللحيانى ( و ) اقتتن ( سكت ) مطرقا ( والقنان كغراب ) ريح الابط عامة وقيل هو اشد ما يكون منه قال الازهرى هو ( الصنان ) عند الناس ولا أعرف القنان ( و ) القنان ( كتم القميص ) يمانية ( كالقنان ) بالفتح هكذا في النسخ والصواب كالقطن بالضم ( و ) بالفتح اسم ملك كان يأخذ كل سفينة غصبا ) وضبطه الرضى الشاطبي بالضم ( أو هو هدد بن بدد ) وفى تفسى البيضاوى جلندى بن كركر وقيل مغولة بن جلندى الازدي ( و ) قنان ( جبل لاسد ) بأعلى نجد قال زهير : جعلنا القنان عن يمين وحزنه * وكم بالقنان من محل ومحرم ( وابو قنان عابد ) تميمي ( والقنين كسكين الطنبور ) بالحبشة عن ابن الاعرابي وقال الزجاجي طنبور الحبشة ومنه الحديث ان الله حرم الخمر والكوبة والقنين ( و ) قال ابن قتيبة القنين ( لعبة للروم يتقامر بها ) وبه فسر الحديث ( وابن القنى بالضم محدث وهو أبو معاذ عبد الغالب بن جعفر الضراب سمع محمد بن اسمعيل الوراق وعنه الخطيب وابنه على قال الخطيب سمع ببغداد ابا احمد الفرضى وابا الصلت المجبر وبدمشق عبد الرحمن بن ابى نصر وبمصر ابن النحاس ورافقني الى حراسان ( والقانون مقياس كل شئ )
وطريقه ( ج قوانين ) قيل رومية وقيل فارسية وفى المحكم اراها خيلة وفى الاصطلاح امر كلى ينطبق على جميع جزيئاته التى تتعرف احكامها منه كقول النحاة الفاعل مرفوع والمفعول منصوب ( و ) قانون ( ع بين دمشق وبعلبك ) عن نصر ( والقناقن بالضم البصير بالماء في حفر القنى ) وقيل هو البصير بالماء تحت الارض ( ج ) قناقن ( بالفتح ) وقال ابن الاعرابي القناقن البصير بحفر المياه واستخراجها قال الطرماح : يخافتن بعض المضغ من خشبة الردى * وينصتن للسمع استماع القناقن القناقن المهندس الذى يعرف موضع الماء تحت الارض واصله بالفارسية وهو معرب مشتق من الحفر من قولهم بالفارسية كن كن أي احفرا حفر وسئل ابن عباس رضى الله تعالى عنهما لم تفقد سليمن الهدهد من بين الطير قال لانه كان قناقنا يعرف مواضع الماء تحت الارض وقيل القناقن هو الذى يسمع فيعرف مقدار الماء في البئر قريبا أو بعيدا ( والقنقن ) بالكسر ( صدف بحرى الواحدة ) قنقنة ( بهاء و ) القنقن ) جرذ كبارو ) والقنقن ( الدليل الهادى ) البصير ( واستقن اقام مع غنمه يشرب ألبانها ) ويكون معها حيث ذهبت قال الاعلم الهذلى : فشايع وسط ذودك مستقنا * لتحسب سيدا ضبعا تنول قال الازهرى أي مستخدما ما امرأة كأنها ضبع ويروى مقتئنا ومقبئنا ( و ) استقن ( بالامر استقل ) النون بدل عن اللام ( والقنن السنن ) زنة ومعنى وكذلك القمن بالميم ( والقينة كسكينة اناء من زجاج للشراب ) ولم يقيده الجوهرى بالزجاج والجمع قنان نادر وقيل وعاء يتخذ من خيزران أو قضبان قد فصل داخله بحواجز مواضع الانية على صيغة القشوة ( والقنانة بالكسر ) والتشديد ( نهر بسواد العراق وقنونا ) بضم النون ( واد بالسراة ) وقال نصر جبل في بلاد غطفان واختلف في وزنه فقيل فعولا وقيل فعو عل وسيأتى في قرى ( وقنينة كجهينة ة بدمشق ) وسيأتى للمصنف قريبا مثل ذلك في قنى فاحدهما تصحيف عن الاخر * ومما يستدرك عليع قنة كل شئ اعلاه قال الشاعر : اما ودماء مائرات تخالها * على قنة الغرى وبالنسر عندما وقال ابن شميل القنة الا كمة الململمة الرأس وهى القارة لا تنبت شيأ واقتنان ارجل لزومه ظهر البعير والمستقن المستخدم والقناني اوعية من زجاج يتخذ فيها الشراب ومنه قطر القنانى والتقنين الضرب بالقنين وهو طنبور الحبشة وهو القانون ومنه قول بعض المولدين : افدي رشا اسمعني القانونا * من حاجب ازج ألقى نونا والقانون كتاب للرئيس ابى على بن سينا ينقل منه المصنف بعض الطيبات والقوانين الاصول واشراف اليمن بنو جلندى بن قنان بالضم وبنو قنان بطن من بلحرث بن كعب وقنان بن سلمة في مذحج منهم ذو الغصة الحصين بن يزيد بن شداد بن قنان عاش مائة سنة ولابنه قيس وفادة واخوته عمرو وزياد ومالك بنو الحصين يقال لهم فوارس الارباع وبنو قنين كزبير بطن من تغلب حكاه ابن الاعرابي وأنشد أيضا : جهلت من دين بنى قنين * ومن حساب بينهم وبيني وأنشد : كأن لم تبرك بالقنينى نبيها * ولم يرتكب منها لرمكاء حافل وابن قنان كسحاب رجل من الاعراب والقنقن بالكسر المهندس وقنة الحجر قرن معدن بنى سليم وقنة الحمر قرب حمى ضرية وجبل في ديار اسد متصل بالقنان وقنة ابيار في ديار الازد وابو نصر محمد بن احمد القنانى بالفتح الكاتب ويعرف بابن موسى عن (1/8146)
الحافظ ابى نصر مات سنة 600 ذكره الفرضى وعبد الرحمن بن عبد الرحيم بن سعد الله بن قنان القنانى عن ابن كليب ذكره منصور ودير قنى بالضم والتشديد مقصور موضع ببغداد إليه نسب ابراهيم بن احمد الكاتب القنانى عن الوليد بن القاسم والحسين ابن احمد بن على القنانى عن ابن الطلابة وابنه أبو بكر احمد سمع عن ابيه والحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن موسى القنانى عن ابى ثاتيل وابو الفضل محمد بن الحسن بن حطيط الكوفى يعرف بابن قنينة كسكينة روى عن ابى جعفر محمد بن الحسين الخثعمي قيده السلفي وابو على محمد بن محمد بن قنين كزبير عن ابى جعفر بن المسلمة وعلى بن محمد بن قنين الكوفى الخزاز عن ابى طاهر بن الصباغ وابو بكر محمد بن ابى الليث الراذنى المقرئ صاحب سبط الخياط لقبه القينين وقن في الجبل صار في اعلاه عن ابن دريد وقن بالكسر قرية في ديار فزارة وبالضم واد في دير الازد وذات القن اكمة في جبل أجأ ( القونة ) اهمله الحوهرى وقال ابن الاعرابي هي ( القطعة من الحديد أو الصفر يرقع بها الاناء والتقون المتعدى باللسان و ) ايضا ( المدح التام ) وبالفاء البركة وحسن النماء كما تقدم ( وقونية بالضم وتخفيف الياء د بالروم جليل ) وهو منزل آل سلجوق ملوك الروم والان بيد ملوك آل عثمان بارك الله تعالى في مدتهم ومنها صاحب الطريقة الامام جلال الدين الحسنى بن محمد البكري صاحب المثنوى المعروف بمنلا خند كار رحمه الله تعالى والصدر القونوى ربيب ابن عربي رحمهم الله تعالى تآليفه مشهورة ومن المحدثين على بن اسماعيل القونوى رأيت له
تحريرات حسنة ومؤاخذات على الامام ابن الجوزى في موضوعاته ( وقيوان د باليمن لخولان ) وقال نصر طريق بين فلج وعثر من بلاد اليمن يقطع في خمسة عشر يوما ( وقون وقوين كزبير موضعان ) عن الليث * ومما يستدرك عليه قونة بالضم قرية بمصر من اعمال الغربية وقوان كسحاب جبل لمحارب بن خصفة عن نصر والشمس محمد بن احمد الكيلاني المكى يعرف بابن قاوان اخذ عن الزين الولى الزركشي والحافظ بن حجر مات سنة 899 بمكة رحمه الله تعالى ( قان القين الحديد يقينه ) قينا عمله ( وسواه و ) قان ( الشئ ) قينا ( لمه و ) قان ( الاناء ) قينا ( اصلحه ) وانشد أبو الغمر الكلابي لرجل من اهل الحجاز : ولى كبد مجروحة قد بدت بها * صدوع الهوى لو ان قينا يقينها ويقال قن اناءك هذا عند القين ( و ) قان ( الله فلانا على كذا ) يقينه قينا ( خلفه والقين العبد ) قال أبو عبيد كل عبد عند العرب قين ( ج قيان ) بالكسر ( و ) القين ( الحداد ) يذهب به الى معنى العبد لانه في العمل والصنعة بمعنى العبد قال الازهرى رحمه الله تعالى كل عامل بالحديد قين عند العرب وفى حديث خباب رضى الله تعالى عنه كنت قينا في الجاهلية وقال ابن السكيت قلت لعمارة ان بعض الرواة زعم ان كل عامل بالحديد قين فقال كذب انما القين الذى يعمل بالحديد ويعمل بالكير ولا يقال للصائغ قين ولا للنجارقين وقال السكرى رحمه الله تعالى كل صانع يعالج صنعه بنفسه فهو قين الا الكاتب ( ج اقيان وقيون ) ومنه حديث العباس رضى الله تعالى عنه الا الاذخر فانه القيوننا وبنو أسد يقال لهم القيون لان اول من عمل عمل الحديد في البادية الهالك بن اسد بن خزيمة ( و ) قين ( ة باليمين من قرى عثر وبنات قين ) اسم موضع فيه ( ماء ) كانت به وقعة في زمن عبد الملك بن مروان قال عويف القوافى : صحبناهم غداة بنات قين * ململمة لها جلب طحونا ( وبلقين ) بفتح فسكون حى من بنى اسد كما قالوا بلحرث وبلهجيم و ( اصله بنو القين ) وبنوا الحرث وبنو الهجيم وهو من شواذ التخفيف قال ابن الجوانى العرب تعتمد ذلك فيما ظهر في واحدة النطق باللام مثل الحرث والخزرج والعجلان ولا يقولون فيما لم تظهر لامه ذلك لا يقولون بلنجار في بنى النجار فلا تجوزه العربية ولم يقل في الانساب ( والنسبة قينى ) لابقلينى منهم أبو عبد الرحمن القينى ذكره الطبراني في الصحابة واسحق بن سلمة بن اسحق القينى الاديب الاخباري له تاريخ مدينة رية واعمالها ذكره ابن حزم رحمه الله تعالى ويقال القين هذا الذى نسبوا إليه اسمه النعمان بن جسر بن شيع الله بن اسد بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحافى بن قضاعة وقال ابن الكلبى النعمان حضنه عبد يقال له القين فغلب عليه ووهم ابن التين فقال بنو القين قبيلة من تميم ( و ) بلقينة ( بضم الباء وكسر القاف وزيادة هاء آخره ة بمصر ) من الغربية وقد تقدم ذكرها للمصنف رحمه الله تعالى وذكره اياها هنا وهم لان باءها من اصل الكلمة ولذا سقطت من غالب النسخ وتقدم الاختلاف في كسر القاف وفتحها وان المشهور فتحها ( والتقين التزين ) بالوان الزينة ( والقينة الامة المغنية أو اعم ) وهو من التقين التزين لانها كانت تزين وقال الليث عوام الناس يقولون القينة المغنية وقال الازهرى انما قيل للمغنية إذا كان الغناء صناعة لها وذلك من عمل الاماء دون الحرائر وقيد ابن السكيت القينة بالبيضاء وقيل القينة الجارية تخدم حسب والجمع قيان وقينات ومنه قول زهير : رد القيان جمال الحى فاحتملوا * الى الظهيرة امر بينهم لبك اراد بهن الاماء وقيل العبيد والاماء وفى الحديث نهى عن بيع القينات ( و ) الدبر أو أدنى فقرا الظهر منه ) ونص المحكم أو أدنى فقرة الظهر إليه ( أو ) هي القطن وهو ( ما بين الوركين أو ) هي ( هزمة هنالك و ) القينة ( من الفرس نقرة بين الغراب والعجز فيها هزمة ) نقله ابن سيده وقال ابن الاثير رحمه الله تعالى بين الغراب وعجب ذنبه ومنه حديث ابن الزبير وان في جسده امثال القيون يريد آثار الطعنات وضربات السيوف بصفة بالشجاعة ( و ) القينة ( الماشطة ) لانها تزين النساء (1/8147)
فشبهت بالامة ( والقينان موضع القيد من ذوات الاربع ) يكون في اليدين والرجلين ( أو يحض البعير ) والناقة وفى الصحاح والقينان موضع القيد من وظيفى يد البعير قال ذو الرمة : دانى له القيد في ديمومة قذف * قينيه وانحسرت عنه الاناعيم وقال الليث القينان الوظيفان لكل ذى اربع والقين من الانسان كذلك ( وبلا لام ) قينان ( بن أنوش بن شيث ) بن آدم عليه السلام وهو الجد السابع والاربعون لسيدنا رسول اللله صلى الله تعالى عليه وسلم ومعناه امسوس كذا فسره التوزى والسهيلى والنووي وقال الشيخ شمس الدين البرماوى رحمه الله تعالى واسمه في التوراة والانجيل ماقيان وتفسيره بالعربى غنى وقال محمد بن احمد التوزى ويقال قينن باسقاط الالف ( و ) قينان ( ة بسرخس ) خربت منها على بن سعيد عن ابن المبارك ( وقاين د ) قرب
طيس بين نيسابور واصبهان منه أبو الحسن اسحق بن احمد بن ابرهيم عن ابى قريش محمد بن جمعة بن خلف الحافظ وابو منصور محمد ابن على القاين الدباغ عن ابى بكر البيهقى وابى القاسم القشيرى وعنه أبو بكر السمعاني وابو طاهر السننجى ( و ) القاين ( ابن لادم عليه السلام ) انقرض ( والقان شجر للقسى ينبت في جبال تهامة استدل على انها ياء لوجود ق ى ن وعدم ق ون ويروى بالهمز ايضا كما تقدم قال ساعدة بن جؤبة : يأوى الى مشمغرات مصعدة * شم بهن فروع القان والنشم واحدته فانه عن ابن الاعرابي وابى حنيفة ( و ) قان ( د باليمن ) في ديار نهد بن زيد ولحرث بن كعب قاله نصر باب الجابية ومنها أبو على محمد بن معروف الانصاري الدمشقي المحدث ( وافتأن النبت اقتئانا ) كاقشعر اقشعرارا هكذا هو مضبوط في النسخ والصواب اقتتان النبت اقيانا ( حسن و ) اقتانت ( الروضة ) ازدانت بالوان زهرتها و ( اخذت زخرفها ) قال كثير : فهن مناخات عليهن زينة * كما اقتان بالنبت العهاد المحوف ( والتقيين التزيين ) ومنه الحديث انا قينت عائشة أي زينتها وفى حديثها ايضا كان لها درع ما 0 كانت امرأة بالمدينة تقين الا ارسلت تستعيره تقين أي تزين لزفافها * ومما يستدرك عليه قان يقين قيانة وقينا صارقينا والقين الرحل عمله النجار ومنه قول زهير خرجن من السود بان ثم جزعنه * على كل قينى قشيب ومفأم ويقال نسبه الى بنى القين وفى امثالهم في الكذب ده درين سعد القين ذكره الجوهرى هنا والمصنف فيى الراء ومن امثالهم إذا سمعت بسرى القين فانه مصبح وهو سعد القين قال أبو عبيد يضرب للرجل يعرف بالكذب حتى يرد صدقه قال الاصمعي واصله ان القين بالبادية ينتقل في مياههم فيقيم بالموضع اياما فيكسد عليه عمله فيقول لاهل الماء انى راحل عنكم الليلة وان لم يرد ذلك ولكن يشيعه ليستعمله من يريد استعماله واقتان الرجل تزين وقانت المرأة تقينها قينا زينتها وتقين النبت حسن ويقال للمرأة مقينة لانها تزين وربما قالوا للمتزين باللباس من الرجال قينة في لغة هذيل والقينة الفقرة من اللحم عن ابن الاعرابي وبنو قيانة بالكسر وبالفتح بطن من غافق هكذا ذكره ائمة النسب والصواب فيه بالفاء بدل النون نبه عليه الحافظ والاقيون بالضم بطن من حمير وهم رهط حنظلة بن صفوان النبي عليه السلام وابو الحسن على بن محفوظ البقال يعرف بابن القينة بالكسر روى عن سعد بن عبد الله الدجانى وقان جبل لمحارب بن حفصة وايضا موضع بثغور ارمينية عن نصر والقان اسم علم لملك الترك قيل هو مختصر خاقان ( فصل الكاف ) مع النون ( كأنت كمنعت ) اهمله الجوهرى وفى اللسان ( اشتدت ) ( كبن الفرس يكبن كبنا وكبونا عدا في استرسال أو قصر في عدوه ) وقال الازهرى الكبن في العدو ان لا يجهد نفسه ويكف بعض عدوه وكبن الرجل كبونا وكبنا لين عدوه وفى حديث المنافق يكبن في هذه مرة وفى هذه مرة أي يعدو ( و ) كبن ( الثوب يكبنه ويكبنه ) كبنا ( ثناه الى داخل ثم خاطه ) وفى الحديث مر بفلان وقد كبن ضفيرتيه وقد شدهما بنصاح أي ثناهما ولواهما ( و ) كبن ( هدبته كفها ) هكذا هو في النسخ هدبته بضم الهاء وفتح الموحدة والصواب كبن هديته عنا يكبنها كبنا كفها وصرفها ( و ) كبن قال اللحيانى وكل كف كبن ونص هديته و ( معروفة عن جاره ) هكذا في النسخ والصواب ن جيرانه ومعارفه ( الى غيرهم ) كما هو نص اللحيانى وكل كف كبن ونص الازهرى وكل كبن كف ( و ) كبن ( عن الشئ كع وعدل و ) كبن ( الرجل ) كبنا ( دخلت ثناياه من فوق واسفل غار الفم ) هكذا في النسخ ونص المحكم من اسفل ومن فوق الى غار الفم ( و ) كبن الظبى إذا ( لطأ بالارض ) وكذلك كبن الرجل ( ورجل كبن كعتل وكبنه ) مثله بزيادة الهاء ( كزئيم ) منقبض بحيل ( أو الذي ( لا يرفع طرفه بخلا ( أو الذى ينكس رأسه عن فعل الخير والمعروف قالت الخنساء : فذاك الرزء عمرك لاكبن * ثقيل الرأس يحلم بالنعيق وقال الهذلى : يسر إذا كان الشتاء ومطعم * للحم غير كبنة علفوف وقال الكسائي رجل كبنة وامرأة كبنة للذى فيه انقباض وانشد بيت الهذلى ( و ) قال أبو عبيدة ( المكبونة الفرس القصير القوائم الرحيب الجوف الشخت العظام كالمكبون ) ولا يكون المكبون اقعس ( و ) قال أبو عبيدة ( المكبونة الفرس القصير القوائم الرحيب الجوف الشخت العظام كالمكبون ) ولا يكون المكبون اقعس ( ج المكابين و ) المكبونة ( المرأة العجلة واكبأن الرجل كاقشعر ( تقبض ) قال مدرك بن حصن * ياكروا ناصك فاكبأنا * وقال آخر : (1/8148)
فلم يكبئنوا إذ رأوني واقبلت * الى وجوه كالسيوف تهلل وقال ابن برزج المكبئن المنقبض المنخس ( و ) رجل ( مكبون الاصابع ) أي ( شئنها والكبان ) كغراب ( طعام ) يتخذ ( من الذرة لليمنيين و ) ايضا ( داء للابل و ) منه ( بعير مكبون والكبنة بالضم لعبة ) للاعراب والجمع كبن كصرد قال :
* تدكلت بعدى وألهتها الكين * ( و ) الكبنة ( كدجنة الخبزة اليابسة ) لان فيها تقبضا وتجمعا ( واكبن لسانه عنه كفه و ) رجل ( مكين الفقار كمكرم ) أي ( محكمة وكبن الدلو شفتها ) وقيل ما ثى من الجلد عند شفة الدلو فخرز وقال الاصمعي الكبن ما ثنى من الجلد عند شفة الدلو وقال ابن السكيت هو الكبن والكبل بالنون واللام حكاه عن الفراء تقول منه كبنت الدلو كبنا من حد ضرب إذا كففت حول شفتها ( والكبون السكون ) ومنه قول أباق الدبيرى واضحة الخد شروب اللبن * كأنها ام غزال قد كبن وفسره ابن برى فقال أي تثنى ونام وقال أبو عمرو الشيباني في تفسيره أي شفن والكبون الشفون * ومما يستدرك عليه كبنت الشئ غيبته وكبنت عنك لساني كففته وفرس فيه كبنة وكبن أي ليس بالعظيم ولا القمئ والمكبئن اللاطئ بالارض وقال ابن برزج هو الذى قد احتبى وادخل مرفقيه في خبوته ثم خضع برقبته وبرأسه على يديه وكبن فلان سمن والكبنة السمن قال قعنب بن ام صاحب يصف جملا : إذا كبنت يملأ التصدير محزمه * كأنه حين يلقى رحله فدن وكبان كشداد مدينة بالهند من مدن المعبر ذ كره ابن بطوطة في رحلته ومحمد بن سعيد بن على بن كبن الطبري بكسر فتشديد موحدة مفتوحة نزيل مدن ومفتيها اخذ عن ابن الجوزى وكبن الشئ واكبن اشتد ( الكتن محركة لطخ الدخان ) بالبيت ( والسواد بالشفة ) ونحوه قاله الليث ( و ) الكتن ( التلزج ) والتوسخ ( و ) قال أبو عمر والكتن ( تراب اصل النخلة و ) الكتن ( الدرن والوسخ ) وقد ( كتن كفرح في الكل ) يقال كتن الوسخ إذا لصق به ( و ) كتن ( بالكسر وككتف ) وفى بعض الاصول كامير ( القدح والكتان ) بالتشديد ( م ) معروف عربي سمى بذلك لانه يخيس ويلقى بعضه على بعض حتى يكتن ( و ) الكتان ( الصحلب ) يقال لبس الماء كتانه إذا طحلب واخضر رأسه قال ابن مقبل : أسفن المشافر كتانه * فأمر رنه مستدرا فجالا يعنى الابل اشممن مشافرهن طحلب الماء ( و ) يقال اراد به ( غثاء الماء أو زبده ) وقوله فامر رنه أي شربنه من المرور مستدرا أي انه استدر الى حلوقها فجرى فيها وقوله أي جال إليها ( وكرمان دويجة حمراء لساعة ) وهى البقة بلغة اليمن ( وكتانه ) كثمامة ( ناحية بالمدينة ) في اعراضها كانت لبنى جعفر الطيار جاء ذكرها في الحديث قال كثير عزة أجرت خفوفا من جنوب كتانه * الى وجمة لما استهجرت حرورها ( و ) الكتنة ( بالكسر شجرة طيبة الريح والمكتئن ضد المطمئن وبزنته واكتن الصق ) بالارض * ومما يستدرك عليه كتنت جحافل الخيل كفرح من اكل العشب إذا لصق به اثر خضرته وكتلت باللام والنون ومنه قول ابن مقبل : والعير ينفخ في المكنان قد كتنت * منه جحافله والعضرس الثجر والمكنان والعضرس ضربان من البقول غضان رطبان قال الازهرى غلط الليث في قوله يقال للدابة إذا اكلت الدرين قد كتنت جحافلها أي اسودت لان الدرين ما يبس من الكلا واتى عليه حول فاسود ولا لزج له حينئذ فيظهر لونه في الجحافل وانما نكتن الجحافل من مرعى العشب الرطب يسيل ماؤه فيتراكب قال وانما يعرف هذا من شاهده وثافنه فاما من يعتر الالفاظ ولا مشاهدة له فانه يخطئ من حيث لا يعلم قال وبيت انب مقبل يبين لك ما قلته وامرأة كتون دنسه العرض اوانها لزوق بمن يمسها من كتن الوسخ عليه إذا لزق به وسقاه كتن ككتف تلزج به الدرن وكتن الخطر ترا كب على عجز الفحل من الابل انشد يعقوب لابن مقبل : ذعرت به العير مستوزيا * شكير جحافله قد كتن يعنى ان اثر خضرة العشب قد لصق به والكتن محركة لغة في الكتان ومنه قول الاعشى : هو الواهب المسمعات الشرو * ب بين الحرير وبين الكتن قال أبو حنيفة هكذا زعم بعض الرواة انها لغة وقال بعضهم انما حذف الالف للضرورة وقال ابن سيده ولم اسمع الكتن في الكتان الا في شعر الاعشى وذكر شراح الفصيح كسر الكاف في الكتان لغة * قلت وهو المشهور على ألسنة العامة والكتين كامير القدح وفى بعض نسخ المصنف لابي عبيد رحمه الله تعالى المكمور من الرجال الذى اصاب الكاتن كمرته قال ابن سيده ولا اعرفه والمعروف الخاتن وقال نصر كتانتان بالضم عقبتان مشرفتان على الحجاز وكتنة بالضم مخلاف بمكة وواد في ديار بنى عقيل اليمانية وماء بالشربة في ديار بنى فزارة بازاء المذبنين والكتاني نسبة الى حمل الكتان والعامة تقول الكتاتينى منهم عبد العزيز بن احمد بن محمد بن على الدمشقي الحافظ عن تمام بن محمد الرازي وعنه الامير والخطيب توفى سنة 366 والامام الزاهد أبو بكر محمد بن على بن جعفر الكتاني الصوفى المكى حكى عن ابى سعيد الخزاز وختم في الطواف ثنى عشرة ختمة مات سنة 332 والعلامة زين الدين عمر بن ابى الحزم (1/8149)
الكتاني ويقال الكتنانى بزيادة نون قال الحافظ رحمه الله اخذ عنه جماعة من شيوخنا والكاتونى هو على بن محمد روى عن محمد بن نصر ذكره المالينى رحمه الله تعالى ( الكثنة بالضم ) والثاء مثلثة اهمله الجوهرى وقال أبو حنيفة هو ( شئ يتخذ من
آس واغصان خلاف تبسط وينضد عليها الرياحين ) ثم تطوى واعرابه كنثجه و ( اصله ) بالنبطية ( كثنا ) بالضم مقصورا ( أو هي نور دجه من القصب و ) من ( الاغصان الرطبة الوريقة ) تجمع و ( تخرم ويجعل ) في ( جوفها النور ) أو الحناء * ومما يستدرك عليه حماد بن منصور الكوثانى بالضم حدث عن ابى محمد الصريفين وعنه ابن عساكر قيده الحافظ * ومما يستدرك عليه كحرن جعفر قرية منها النضير عبد العزيز عيسى بن غنجار وعنه المذيل * ومما يستدرك عليه كالخشتوان بضم الخاء قرية ببخارا منها أبو بكر محمد بن سليمن بن على عن ابى بكر الاسماعيلي رحمه الله تعالى ( كدن مشفر الابل ) إذا رعت العشب فاسود شعرها من مائة وغلظ ( ككتن ) عن ابن السكيت والتاء اعلى وهو احالة على مجهول فانه لم يذكر كتن فتأمل ( و ) كدن ( الصليان ) وكذا غيره من النبت ( رعيت فروعه وبقيت اصوله ) وقيل كدن النبات إذا لم يبق الا كدنه أي غليظه ( والكدنه بالكسر السنام و ) قيل ( الشحم واللحم ) انفسهما إذا كثروا وقيل هو الشحم وحده عن كراع وقيل هو الشحم العتيق يكون للدابة ولكل سمين عن اللحيانى يعنى بالعتيق القديم وامرأة ذات كدنة أي ذات لحم وقال الازهرى رجل ذو كدنة إذا كان سمينا غليظا وفى حديث سالم انه دخل على هشام فقال له انك لحسن الكدنة فلما خرج اخذته قفقفة فقال لصاحبه اترى الاحول لقعنى بعينه الكدنة غلظ الجسم وكثرة اللحم ( و ) الكدنة ( القوم ) هكذا في النسخ والصواب القوة ( وهو كدن ككتف ) ذو لحم وشحم وقوة ( وهى بهاء ) ويقال بعير كدن عظيم السنام وناقة كدنة ( و ) قال أبو عمرو ( ناقة مكدنة كمكرمة ذات كدنة ) أي كثيرة اللحم والشحم ( والكدن ويكسر ) الاخيرة عن كراع ( ثوب ) يكون ( للخدر ) أي عليه عن الاحمر ( أو ) ما ( توطئ به المرأة لنفسها في الهودج ) جمعه كدون وقيل هو عباءة أو قطيفة تلقيها المرأة على ظهر بعيرها ثم تشد هودجها عليه وتثنى طرفي العباءة في شقى البعير وتخلى مؤخر الكدن ومقدمه فيصير مثل الخرجين تلقى فيها برمتها وغيرها من متاعها واداتها مما تحتاج الى حمله ( و ) الكدن ( مركب للنساء و ) قيل ( الرحل ) والجمع كدون قال الراعى : انخن جمالهن بذات غسل * سراة اليوم يمهدن الكدونا ( و ) في المحكم الكدن ( جلد كراع يسلخ ويدبغ فيقوم مقام الهاون يدق فيه ) وانشد ابن برى هم اطعمونا ضيوفنا ثم فرتنى * ومشوا بما في الكدن شر الجوازل ( ج كدون و ) يقال ما ابين ( الكدانة ) فيه أي ( الهجنة و ) منه ( الكودن والكودنى ) بياء النسبة ( الفرس الهجين و ) ايظا ( الفيل و ) ايضا ( البرذون ) الرومي قال جندل الراعى : جنادب لاحق بالرأس منكبه * كانه كودن يمشى بكلاب والجمع الكوادن قال الشاعر : خليلي عوجا من صدور الكوادن * الى قصعة فيها عيون الضيلون ( والكدن التنطق بالثوب والشد به و ) الكدن ( محركا ) مثل ( الكدر ) والكدل وهو ان ينزح البئر فيبقى فيه الكدر ونقله الازهرى رحمه الله تعالى ( والكدان ككتاب شعبة في الحبل ) كذا في النسخ وفى الاصول الصحيحة شعبة من الحبل ( تفضل من العقد ) يمسك البعير به انشد أبو عمرو : ان بعير يك لمختلان * امكنهما من طرف الكدان وقيل هو خيط تشد به العروة في وسط الغرب يقومه لئلا بضطرب في ارجاء البئر فيبقى فيه الكدر نقله الازهرى رحمه الله تعالى ( والكدان ككتاب شعبة في الحبل ) كذا في النسخ وفى الاصول الصحيحة شعبة من الحبل ( تفضل من العقد ) يمسك البعير به انشد أبو عمرو : ان بعيرك لمختلان * امكنهما من طرف الكدان وقيل هو خيط تشد به العروة في وسط الغرب يقومه لئلا يضطرب في ارجاء البئر عن الهجرى وانشد بو يزل احمر ذ ولحم زيم * إذا قصرنا من كدانة بغم ( والكديون كفرعون دقاق التراب ) على وجه الارض قال أبو داود : تيممت بالكديون كى لا يفوتنى * من المقلة البيضاء تقريظ باعق أراد بالباعق المؤذن وبالمقلة حصاة القسم في المفاوز وقيل هو دقاق السرجين وفى الصحاح دقاق التراب ( عليه دردى الزيت تجلى به الدروع ) وقيل كل ما طلى به من دهن أو دسم قال النابغة يصف دروعا جليت بالكديون وبالبعر : علين بكديون وابطن كرة * فهن وضاء صافيات الغلائل ورواه بعضهم ضافيات الغلائل * ومما يستدرك عليه الكدنة بالضم كثرة الشحم واللحم لغة في الكدنة بالكسر كما في المحكم والنهاية والكودانة الناقة الغليظة الشديدة قال ابن الرقاع : حملته بازل كودانة * في ملاط ووعاء كالجرب وكدنت شفته فهى كدنة اسودت من شئ اكله وكدن النبات محركة عليظة واصوله الصلبة والكدنات الصلبات قال امرؤ القيس : فغادرتها من بعد بدن رزية * تغالى على عوج لها كدنات تغالى أي تسير مسرعة والكودن البليد على التشبيه بالبردون الموكف نقله الجوهرى والكودن الثقيل وكودن في مشيه كودنة ابطأ وثقل والكودن رجل من هذيل وكدين كزبير اسم وكدن محركة قرية بسمرقند منها أبو احمد عبد الله بن على مات سنة 433 (1/8150)
ويقال كدنة كدانته أي استه ودقد ذكر في عدن وكادوان قرية من قرى طبرستان ويقال ايضا كادوران بزيادة الراء منها أبو عبيد الله بن احمد بن محمد عن ابى العباس الرازي وقد قد م جرجان * ومما يستدرك عليه الكذان الحجارة التى ليست بصلبة عن ابى عمرو فعال والنون اصلية وقيل فعلان والنون زائدة وقد ذكره المصنف في الذال واعاده صاحب اللسان هنا اشارة الى القولين والكوذنة مشبه في استرسال عن ابن القطاع لغة في الكودنة ( الكران ككتاب العود أو الصنج ) قال لبيد صعل كسافلة القناة وظيفه * وكأن جؤجؤه صفيح كران والجمع اكرنة ( و ) الكران ( د بالبادية و ) كران ( بالضم د قرب دار ابجرد ) بفارس ( أو قرب سيراف ) على ساحل البحر من احداهما عبد الله بن شاذان الكرانى شيخ للخطابي ( و ) كران ( كشداد محلة باصفهان ) منها أبو طاهر محمد بن عمر بن عبد الله سمع عن ابى بكر الذكوانى ومات سنة 496 ( و ) ايضا ( د ) بخراسان ( قرب تبت ) به معدن الفضة وثم عين ماء لا يغمس فيه شئ ولا حديد الا وذاب ( و ) ايضا ( حصن بالمغرب وكرين بالضم وكسر الراءة بطبس ) منها أبو جعفر محمد بن كثير عن ابى عبد الله محمد ابن ابراهيم بن سعيد العبدى وعنه أبو عبد الله محمد بن على بن جعفر الطبسى ( وكريون كعذيوط ة قرب الاسكندرية ) وقيل واد وقيل خليج يشق من نهر مصر قال كثير عزة : توالت سراعا عيرها وكانها * دوافع بالكريون ذات قلوع ( والكرينة ) كسفينة ( المغنية ) الضاربة بالعود أو الصنج ( ج كران ) بالكسر وفيه نظر فان الكران هو العود نفسه وقالوا في الكرينة هي المغنية الضاربة بالكران فتأمل * ومما بستدرك عليه الكردن والكردين الفأس العظيمة لها رأس واحد وخذ بقردنه أي بقفاه عن ابن الاعرابي وقال الاصمعي يقال ضرب قردنه وكردنه أي عنقه وكردين بالكسر لقب مسمع بن عبد الملك ( الكرزن وقد يكسر والكرزين ) بالفتح والكسر واطلاقه يوهم الاقتصار على الفتح فقط وهما لغتان ( فأس كبير ) لها حد ورأس واحد مثل الكرزم والكرزيم عن الفراء نقله الجوهرى وقيل الكرزين نحو المطرقة وقال أبو عمرو إذا كان لها حد واحد فهى فأس وكرزن وكرزن والجمع كرازين وفى حديث الخندق فاخذ الكرزين يحفر في حجر إذا ضحك وفى حديث ام سلمة رضى الله تعالى عنها حتى سمعت وقع الكرازين ( وابو جعفر محمد بن موسى بن رجاء ) الاربجينى ( الكارزنى ) الى قرية باربجين من سمرقند ( محدث ) روى عن ابيه عن جده وعنه أبو سعد الادريسي مات قبل الثلاثين والثلثمائة ( وكارزين ) قرية بفارس مما يلى البحر ذكر ( في ك رز ) والصواب ذكره هنا لانها اعجمية وحروفها اصلية وبها ولد المصنف رحمه الله تعالى كما تقدم * ومما يستدرك عليه كدرهم لغة في الكرزن والكرزن قال أبو حنيفة احسبنى قد سمعت ذلك والكرازين ما تحت مبركة الرحل قال : وقفت فيه ذات وجه ساهم * تنبى الكرازين بصلب زاهم ( الكرسنة ) بكسر الكاف وشد النون المفتوحة اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهى ( شجرة صغيرة لها ثمر في غلف مصدع مسهل مبول للدم مسمن للدواب نافع للسعال عجينه بالشراب يبرئ من عضة الكلب ) الكلب ( والافعى والانسان ) * ومما يستدرك عليه شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الغنى البزاز عرف بابن كرسون بالضم سمع الشفاء على الشاورى والفخر القايانى وابى العباس بن عبد المعطى ترجمه السخاوى في الضوء ( الكركدن مشددة الدال والعامة تشدد النون ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي ( دابة ) عظيمة الخلق يقال انها ( تحمل الفيل على قرنها ) يقال انها تتولد بين الفرس والفيل وقرنها مصمت قوى الاصل حاد الرأس إذا انشرطوا لاخرج منه صور بياض في سواد كالطاووس والغزلان وغيرهما تتخذ منه مناطق ومقابض للسيوف والسكاكين يتغالى فيها ومنافعه جمة ثم ان تشديد النون الذى نسبه الى العامة قد ارتكبه المتنبي في شعره في قصيده اولها * الاكل ماشية الخوزلان * فقيل لانه لا يعتد به لكونه من المولد وتشديد الدال نقل عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه كرمجين بضم الميم قرية بنسف ومنها أبو الحسن اليماني الطيب بن خميس بن عمر من شسوخ المستغرى رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه كارزون مدينة على بحر فارس وقد ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في كزر والصواب ذكرها هنا لان حروفها اعجمية ودقد نسب إليها المحدثون والفقهاء * ومما يستدرك عليه كزمان بن الحرث كعثمان من بنى سامة بن لؤى في اجداد عرعرة بن البزيد وقد ذكر في ك ز م ايضا وابو عصم على بن سعيد بن المثنى الكرماني الباجى البصري روى عن شعبة ( كزنة ) اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( لقب محمد بن داود ) بن علويه اليماني ( الرازي المحدث ) عن ابى حمة محمد بن يوسف الزبيدى * ومما يستدرك عليه كزنة قبيلة من البربر منهم أبو سعيد فضل الله بن سعيد بن عبد الله الكزنى القرطبى وهو اخو منذر بن سعيد القاضى اخذا عن ابن ولاد وابى المنذر وابى جعفر النحاس مات أبو سعيد سنة 325 ذكره
الرشاطى وابن الفرضى * ومما يستدرك عليه كزنة قبيلة بسمرقند منها أبو بكر محمد بن محمد بن سفيان من شيوخ ابى حفص النسقى الحافظ رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه كاسان مدينة وراء الشاش ذكرها المصنف رحمه الله تعالى في السين وهنا محل ذكرها لا ن حروفها اعجمية * ومما يستدرك عليه كاسن كها جرقر يه بنخشب منها أبو نصر أحمد بن الشيخ بن حوويه بن زهير (1/8151)
الشافعي الفقيه وله كتاب سماه بواتر الحجج سمع ابا يعلى النسفى وغيره * ومما يستدرك عليه الكستنة الشاه بلوط المعروف بابى فروة وكانها رومية * ومما يستدرك عليه السلطان الغبار عن ابى عمر وانشد حتى إذا ما الشمس همت بعرج * اهاب راعيها فثارت برهج * تثير كسطان مراغ ذى وهج كذا في اللسان ( الكشنى كمبشرى ) اهمله الجوهرى وقال أبو حنيفة هو ( الكرسنة ) وقال غيره هو ( حب فارسيته كشنى ) بلالام ( وكشانية بالضم د ) بالصغد من سمرقند على يومين من بخارا منه أبو عمر واحمد بن حاجب بن محمد روى عنه الاسماعيلي وحفيده أبو على اسمعيل بن ابى نصر محمد بن احمد آخر من روى البخاري عن الفربرى مات سنة 291 وعنه الحسن بن محمد الخلال وطائفة وولداه أبو نصر محمد بن عمر بن محمد بن نجير وعلى بن ابراهيم بن الفضل بن خداش الكشانى عن ابراهيم بن نصر بن عبيد وعلى بن محتاج بن حمو يه بن خداش عن محمد بن على الصائغ وجبريل بن محتاج الكشانى عن محتاج بن عمر والسويقى البلخى وابراهيم بن يعقوب الكشانى وابو الفتح محمد بن مسعود بن الحسين الكشانى كلاهما من شيوخ ابن السمعاني وابو نصر احمد بن على الغنجارى الكشانى عن على بن اسحق الحنظلي وعبيد الله بن عمر بن محمد الكشانى الخطيب روى عنه أبو حفص النسفى الحافظ وابو سعد مسعود بن الحسين الكشانى عن شمس الائمة السرخسى ( وا كشونية ) بالفتح وضم الشين وكسر النون وتخفيف الياء ( د بالمغرب ) غربي قرطبة متصل عمله باشبونة وقد يوجد في ساحله العنبر الفائق * ومما يستدرك عليه كشنى بالكسر مقصورا مدينة ببلاد السودان منها صاحب العلوم والاسرار محمد بن محمد الكشناوى ادركت زمنه بمصر والتكشين تقوية الطعام بالا بازير يمانية * ومما يستدرك عليه كابشكن قرية ببخار امنها أبو احمد القاسم بن محمد ابن عبد الله بن حمدان روى عنه أبو نصر البزاز * ومما يستدرك عليه كشيكنان قرية من اعمال قرطبة منها أبو عبد الله محمد بن عبد البر بن عبد الا على التجيبى عن ابن لبابة واسلم بن عبد العزيز وعنه محمد بن احمد بن يحيى توفى بطرابلس الشام سنة 341 ذكره ابن القرضى ( الكشخان ) اهمله الجوهرى وهو ( الرئيس وكشخنه قال له يا كشخان ) قال الازهرى في ترجمة كشمخ وما اراها عربية ( ككشخه ) بالتشديد وقدذ كرفى ترجمة كشخ * ومما يستدرك عليه الكشخنة الدياثة وعدم الغيرة وكشخنة شتمه بها وليست بعربية كما نقل عن الخليل ونبه عليه الشهاب في العناية ( كشميهنة بالضم وفتح الهاء وكسر الميم وقد تفتح ) وقد يقال ايضا كشماهن اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهى ( ة بمرو ) القديمة خربت ( منها ) أبو الهيثم ( محمد بن مكى بن زراع ) كغراب ابن هارون بن زارع الاديب وبخط بعض الفضلاء محمد بن مكى مكرر مرتين روى عن ابوى العباس الدغولى واللاحم وعنه القاصي المحسن ابن احمد الخالدي وابو عبد الله محمد بن احمد غنجار واشتهر برواية البخاري عن الفربرى روى عنه أبو ذر عبد الرحيم بن احمد الهروي كتاب البخاري قراءة عليه بكشمهين في المحرم سنة 389 ومات في هذه السنة بقريته في يوم عرفة ( و ) ام الكرام ( كريمة بنت احمد ) بن محمد المروزية روت البخاري عن محمد بن مكى المذكور وعنها أبو الحسن على بن الحسين بن عمر الفراء وابو عبد الله محمد بن بركات بن هلال النحوي * قلت ومن هذه القرية ايضا أبو محمد حيان بن موسى الكشميهنى ثقة روى كتب ابن المبارك وعنه البخاري والترمذي ورابط بفربر فمات بها سنة 231 رحمه الله تعالى ( الا كعان ) بالكسر اهمله الجوهرى وروى الازهرى عن ابى عمر وقال هو ( فتور النشاط ) وانشد لطلق بن عدى يصف نعا متين شد عليهما فارس والمهر في آثار هن يقبص * قبصا تخال الهقل منه ينكص * حتى اشمعل مكعنا مايهبص قال الازهرى وانا واقف في هذا الحرف ( وذو كنعان من ملوك اليمن كان طوله عشرة اذرع وكعانة بالضم امراة ) * قلت والكنعانيون جيل من الناس انقرصوا * ومما يستدرك عليه الكلدانيون جيل من الناس انقرضوا كأنهم نسبوا الى كلدان دار مملكة الفرس بالعراق ( كفن الخبزة في الملة يكفنها ) كفنا ( واراها بها ) وهو مجاز ( و ) كفن ( الصوف ) يكفنه كفنا ( غزله ) وفى العين كفن الرجل يكفن غزل الصوف وبه فسر فول الشاعر يضل في الشاء يرعاها ويعمتها * ويكفن الدهر الا ريث يهتبد ( و ) كفن ( الميت البسه الكفن ) بالتحريك وهو لباس الميت ( ككفنه ) بالتشديد فهو مكفون ومكفن وجمع الكفن اكفان
وقول امرى القيس * على حرج كالقر يحمل اكفاني * ارادبا كفايه ثيا به التى تواريه وورد ذكر الكفن في الحديث كثيرا وذكر بعضهم في قوله إذا كفن احدكم اخاه فليحسن كفنه انه بسكون الفاء على المصدر أي تكفينه قال وهو الاعم لانه يشتمل على الثوب وهيئته وعمله والمشهور بالتحريك وفى الحديث فاهدى لناشاة وكفنها أي ما يغطيها من الرغفان ( وطعام كفن ) بالفتح ( لا ملح فيه ) ومنه كتاب على كرم الله تعالى وجهه الى عامله مصقلة بن هبيرة ما كان عليك ان لو اكلت طعامك مرارا كفنا فان تلك سيرة الانبياء وطعام الصالحين ( وهم مكفنون ) من كفن بالتشديد كما في النسخ أو من اكفن كما في الاصول الصحيحة ( ليس لهم ملح ) وقال الهجرى لا ملح عندهم زاد غيره ( ولا ادم ولا لبن والمكتفن ) على صيغة المفعول ( موضع قعودك منها عند النكاح و ) قد ( اكتفنها ) إذا ( جامعها ) وهو مجاز ( والكفنة بالضم من الحرار التى تنبت كل شئ و ) الكفنة ( بالفتح شجر ) من الدق صغير جعد إذا يبس صلبت (1/8152)
عيدانه كأنها قطع شققت عن القنا وقبل هي عشبة منتشرة النبتة على الارض تنبت بالقيعان وبارض نجد أبو حنيفة رحمه الله الكفنة من نبات القف لم يزد على ذلك شيا ( وغلط الجوهرى فضم ) قال شيخنا وقد نقل الضم فلا غلط * ومما يستدرك عليه قال ابن الاعرابي الكفن التغطية ومنه سمى كفن الميت لان يستره نقله الازهرى وكفن الجمر بالرماد غطاه به وذو الكفين كز بير صنم لدوس عن نصر ومنه قوله * يا ذا الكفين لست من عبادكا * ونقل السهيلي فيه التشديد وقال انه خفف للضرورة وقد ذكر في محله وكفين كزبير قرية ببخارا منها الحاكم أبو محمد عبد الله بن محمد روى عنه أبو محمد الكرمينى وكفن يكفن اختلى الكفنة وبه فسر ايضا قول الشاعر المتقدم * يكفت الدهر الا ريث يهتبد * أي يختلى من الكفنة لمراضع الشاء قال أبو الدقيش واما عمر وفانه روى عن ابيه هذا البيت فظل يعمت في قوط وراجلة * يكفت الدهر الا ريث يهتبد قال يكفت أي يجمع ويحرص وهبة الله بن الا كفانى محدث مشهور لان جده كان يبيع الا كفان واحمد بن ابى نصر الكوفانى بالضم شيخ الصوفية بهراة من مشايخ ابى الوقت وكوفن بالضم قرية قرب ابى ورد على ستة فراسخ منها بناها عبد الله بن طاهر منها أبو المكارم عبد الكريم بن بدر ذكره ابن السمعاني وقال سمع من جدى وغيره والمحدث المكثر أبو الفتح الا بيوردى محمد بن محمد ابن ابى بكر الكوفنى جمع المعجم فكتب فيه عن جمع جم ووقف كتبه مات سنة 667 والا ديب أبو المظفر احمد بن محمد محدث مشهور ( كلان كسحاب ) اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهى ( رملة لغطفان ) وضبطه نصر بالضم وقال رملة في ديار بنى عقيل ( و ) كلين ( كامير ) هكذا في النسخ وفى بعضها وكلين بالكسر وضبطه ابن السمعاني كزبير * قلت وهو المشهور على الالسن والصواب بضم الكاف وامالة اللام كما ضبطه الحافظ في التبصير ( ة بالرى منها ) أبو جعفر ( محمد بن يعقوب الكليني من فقهاء الشيعة ) وروس فضلائهم في ايام المقتدر ويعرف ايضا بالسلسلى لنزوله درب السلسلة ببغداد ومنها ايضا القاضى شرف الدين ابراهيم بن عثمان الكليني سمع مع ابى العلاء الفرضى على الكمال هبة الله السامري جزء البانياسي وابو رجاء الكليني ذكره السمعاني قال وكان ثقة * ومما يستدرك عليه كلين كامير جد احمد بن ابى العز الهمداني واخيه ابى الوفاء حد ثا عن ابى الوقت ضبطه الحافظ رحمة الله تعالى * ومما يستدرك عليه كيلين كسيرين قرية بالرى منها محمد بن صالح بن ابى بكر بن توبة الكليني الرازي روى عنه حمزة الكنانى نقله الحافظ رحمة الله تعالى * قلت ويقال فيه الكيلاني ايضا ( كمن له كنصر وسمع كمونا استخفى ) في مكمن لا يفطن له وكل شئ استتر بشئ فقد كمن فيه وفى الحديث قكمنانى بعض حرار المدينة أي استترا واستخفيا ( واكمنه ) غيره اخفاه ( والكمين كامير القوم يكمنون في الحرب ) كما في المحكم ( و ) من المجاز الكمين ( الداخل في الامر لا يفطن له ) قال الازهرى كمين بمعنى كامن كعليم وعالم ( والكمنة بالضم ظلمة في البصرا وحرب وحمرة فيه ) قال شمرورم في الا جفان أو فرح في الما في ويقال حكة ويبس وحمرة أو غلظ في الجفن اوا كال يحمرله الجفن فتصير كأنها رمداء يساء علاجه وانشد ابن الاعرابي سلاحها مقلة ترقرق لم * تحذل بها كمنة ولا رمد ( والفعل كسمع وعنى ) كمنت تكمن كمنة شديدة وكمنت ( وناقة كمون كتوم للقاح ) وفى المحكم اذالم تبشرو ( لم تشل ذنبها ) وانما يعرف حملها بشولان ذنبها وفى التهذيب وذلك ( إذا لقحت ) وقال ابن شميل إذا زادت على عشر ليال الى خمس عشرة لا يستيقن لقاحها ( والكمون كتنور حب م ) معروف ادق من السمسم واحدته بهاء وقال أبو حنيفة عربي معروف يزعم قوم انه السنوت قال الشاعر فاصبحت كالكمون ماتت عروقه * واغصانه مما يمنونه خضر
وهو ( مدر مجش هاضم طارد للرياح وابتلاع ممضوغه بالملح يقطع اللعاب والكمون الحلوا لانيسون و ) الكمون ( الحبشى شبيه بالشونيزو ) الكمون ( الارمني الكرويا و ) الكمون ( البرى الاسود ) واجوده ما جلب من كرمان وله سفوف مشهور في النفع ( ودارة مكمن كمقعد ع لبنى نمير ) عن كراع وقيل رملة في بلاد قيس قال الراعى بدارة مكمن ساقت إليها * رياح الصيف آراما وعينا ( أو هي دارة المكامين ) بلفظ الجمع ( واكتمن اختفى ) واستتر ( ومكيمن الجماء كمعيقل ع بعقيق المدينة ) قال عدى ين ابى الرقاع اطربت ام رفعت لعينك غدوة * بين المكين والرجيح حمول وقدرده الى مكبره سعيد بن عبد الرحمن بن ثابت في قوله عفا ممكن الجماء من ام عامر * فسلع عفا منها فحرة واقم * ومما يستدرك عليه المكمن المستتر جمعه المكا من وايضا الحريز وسركا من ومكتمن ولكل حرف ممكن إذا مر به الصوت اثاره وحزن مكتمن في القلب مختف وعين مكمونة بها شبه الرمدوا لمكتمن الحزين قال الطرماح عواسف اوساط الجفون يسفنها * بمكتمن من لاعج الحزن واتن وحبه في الفواد كمين أي مضمر وقال أبو عبد الله السكوني الممكن ماء عذب غربي المغيثة والعقبة على سبعة اميال من اليحموم * ومما يستدرك عليه كمسان بالضم قرية بمرو خربها الغزسنه ثمان واربعين وخمسمائه منها أبو جعفر عبد الجبار بن احمد بن محمد بن (1/8153)
مجاهد الحافظ روى عنه أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن ابى شحمة المامونى ( الكن بالكسر وقاء كل شئ وستره كالكنة والكنان بكسرهما ) وانشد ابن دريد لعمر بن ابى ربيعة تحت ظل كناننا * فضل برد يهلل ( و ) الكن ( البيت ) يرد البرد والحر ومنه حديث الاستسقاء فلما راى سرعتهم الى الكن ضحك ( ج اكنان واكنة ) قال سيبويه ولم بكسروه على فعل كراهية التضعيف وفى التنزيل العزيز وجعل لكم من الجبال اكنانا وقوله تعالى وجعلنا على قلوبهم اكنة ان يفقهوه أي اغطية واحدها كنان ( وكنه ) يكنه ( كنا وكنوناوا كنه وكننه ) بالتشديد ( واكتنه ) أي ( ستره ) قال الاعلم ايسخط غزونا رجل سمين * تكننه الستارة والكنيف والاسم الكن وكن الشئ في صدره كاو اكنه واكتنه كذلك قال روبة إذا النجيل امر الخنوسا * شيطانه واكثر التهويسا * في صدره واكتن ان يخيسا وكن امره عنه اخفاه وقال بعضهم اكن الشئ سنره وفى التنزيل العزيز أو اكننتم في انفسكم أي اخفيتم قال ابن برى وقد جاء اكننت في الامرين جميعا وقال الفراء للعرب في اكننت الشئ إذا سترته لغتان كننته واكننته وانشدوني ثلاث من ثلاث قداميات من الللائى تكن من الصقيع يروى بالوجهين وقال أبو زيد كننته واكننته بمعنى في الكن وفى النفس جميعا تقول كننت العلم واكننته فهو مكنون ومكن وكننت الجارية واكننتها فهى مكنونة ومكنة قال الله تعالى كانهن بيض مكنون أي مستور من الشمس وغيرها ( واستكن ) الشئ ( استتر كاكتن ) قالت الخنساء ولم يتنور ناره الضيف موهنا * الى علم لا يستكن من السفر وقيل استكن الرجل واكتن صارفى كن ( والكنة بالضم جناح يخرج من حائط ) وشبهه ( أو ) هي ( سقيفة ) تشرع ( فوق باب الدارا وظلة ) تكون ( هنالك ) عن ابى عمرو ( أو مخدع اورف ) يشرع ( في البيت ) أو كالصفة بين يدى البيت عن ابى عمرو ( ج كنان ) بالكسر وكنات بالضم ( و ) بنوكنة ( قبيلة ) من العرب نسبوا الى امهم وضبطه الجوهرى بفتح الكاف والضم عن ابن دريد وهكذا ضبطه أبو زكريا وانشد غزال ما رايت اليو * م في دار بنى كنه رخيم يصرع الاسد * على ضعف من المنه ( وهو كنى وكنى ) بالضم والكسر ( كلجى ولجى ) في المنسوب الى اللجة ( و ) الكنة ( بالفتح امراه الابن أو الاخ ) وفى مجالس الشريف المرتضى في المعمرين الكنة امراة ابن الرجل أو امراة ابن اخيه وفى حديث ابن العاص فجاء يتعاهد كنته أي امراة ابنه وفى حديث ابى انه قال لعمر والعباس رضى الله تعالى عنهما وقد استاذنا عليه ان كنتكما كانت ترجلنى ارادهنا امراته فسماها كنتهما لانه اخوهما في الاسلام ( ج كنائن ) نادر كأنهم توهموا فيه فعيلة ونحوها مما يكسر فيه على فعائل وقال الازهرى كل فعلة بالفتح والضم والكسر من باب التضعيف فانها تجمع على فعائل لان الفعلة إذا كانت نعتا صارت بين الفاعلة والفعيل والتصريف يضم فعلا الى فعيل كجلد وجيلد وصلب وصليب فردوا المونث من هذا النعت الى ذلك الاصل ( و ) كنة ( ع بفارس ) عن ياقوت ( و ) الكنة ( بالكسر البياض كالا كتنان وكنانة السهام بالكسر جعبة ) تتخذ ( من جلد لاخشب فيها أو بالعكس ) أي من خشب لا جلد فيها وقال الليث الكنانة كالجعبة غير انها صغيرة تتخذ للنبل وقال ابن دريد كنانة النبل إذا كانت من اديم فإذا كانت من خشب فجفير وفى الصحاح الكنانة التى تجعل فيها السهام ( و ) كنانة ( بن خزيمة ) بن مدركة بن الياس بن مضر ( أبو قبيلة ) وهو
الجد الرابع عشر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ويروى بفتح الكاف والاول اصح وكنيته أبو النضر قيل سمى به لانه كان يكن قومه وقيل لانه لما ولدته امه خرج ابوه يطلب شيا يسميه به فوجد كنانة السهام فسماه به وابو كنانة اول عربي يلتقى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسبه ومنهم في غير عمود النسب خمس قبائل بنو عبد مناة بن كنانة ويقال لولده بنو على وبنو عمرو بن كنانة وبنو عامر بن كنانة وبنو ملكان بن كنانة وبنو مالك بن كنانة ( والمستكنة الحقد ) قال زهير وكان طوى كشحا على مستكنة * فلا هو ابد اها ولم يتجمجم ( والكانون الموقد كالكانونة ) كما في الصحاح ( و ) الكانون ( شهر ان في قلب الشتاء ) الاول والاخر رومية قال الازهرى وهما عند العرب الهراران والهباران وهما شهرا سمقاح وقماح ( و ) من المجاز الكانون ( الرجل الثقيل ) الوخم وانشد ابن الاعرابي اغر بالا إذا استودعت سرا * وكانونا على المتحدثينا وقال أبو عمر والكوانين الثقلاء من الناس قال ابن برى وقيل الكانون الذى يجلس حتى يتحصى الاخبار والاحاديث لينقلها قال أبو دهبل وقد قطع الواشون بينى وبينها * ونحن الى ان يوصل الحبل احوج فليت كوانينا من اهلي واهلها * باجمعهم في لجة البحر لججوا ( ومكنونة اسم زمزم ) من كننت الشئ إذا صنته نقله ياقوت ( وكن جبل و ) ايضا ( ة بقصران ) عن ياقوت ( وكنن محركه جبل بصنعاء اليمن ) على راسه قلعة حصينة ( وكنينة كسفينة ة باليمن وكنكن ) الرجل ( هرب ) عن ابن الاعرابي ( و ) ايضا ( كسل (1/8154)
وقعد في البيت وكنون ) كصبور ( محلة بسموقند ) وضبطه ابن السمعاني كجعفر ومنها الفقيه أبو محمد عبد الله بن يوسف بن موسى عن السيد ابى الحسن العلوى * ومما يستدرك عليه كن استتر كاستكن وتكنى لزم الكن والكنان الغيران ونحوها يستكن فيها واحدها كن واكتنت المراة غطت وجهها حياء من الناس والكنينة امراة الرجل والجمع كنائن ومنه قول الزبرقان بن بدر ابغض كنائنى امى الطلعة الخباة والكانون المصطلى وبنو كنانة قبيلة اخرى في تغلب بن وائل يقال لهم قريش تغلب وخيف تغلب مسجد منى وشعب كنانة بمكة بين الحجون وسقى الجناب وكنن كعنب جبل باليمن ببلاد خولان بمال يرى من بعد عن ياقوت ومنية كنانة قرية بشرقية مصر وقد رايتها وبها ولد السراج البلقينى رحمة الله تعالى وبنو كنانة وله من كلب منهم أبو سلمة سليم بن سلمة الكنانى الحمصى عن يحيى بن جابر وممن نسب الى جده كنانة أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن كنانة المودب الكنانى عن ابى مسلم الكعبي وخلف بن حامد بن الفرج بن كنانة الكنانى ولى قضاء نواحى بعض الاندلس وكانون ويقال كنون لقب الشريف احمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن ادريس الحسينى والدملوك قرطبة * ومما يستدرك عليه كنا بين بالضم موضع عن ياقوت وكنبانية بالفتح وتخفيف الياء ناحية بالاندلس قرب قرطبة * ومما يستدرك عليه كند كين بالفتح من قرى سغد سمرقند منها أبو الحسن على بن احمد بن الحسين عن القاضى ابى على النسفى وعنه ابن السمعاني * ومما يستدرك عليه كندلان بضم الكاف والدال قرية باصبهان منها أبو طالب احمد بن محمد بن يوسف القرشى عن ابن مردويه ( الكون الحدث كالكينونة ) وقد كان كونا وكينونة عن اللحيانى وكراع والكينونة في مصدر كان يكون احسن وقال الفراء العرب تقول في ذوات الياء طرت طيرورة وحدت حيدودة فيما لا يحصى من هذا الضرب فاما ذوات الواو فانهم لا يقولون ذلك وقد اتى عنهم في اربعة احرف منها الكينونة من كنت والديمومة من دمت والهيعوعة من الهواع والسيدودة من سدت وكان ينبغى ان يكون كونونة ولكنها لما قلت في مصادر الواو وكثرت في مصادر الياء الحقوها بالذى هو اكثر مجيا منها إذ كانت الياء والواو متقاربي المخرج قال وكان الخليل يقول كينونة فيعولة هي في الاصل كيونونة التقت منها ياء وواو الاولى منهما ساكنة فصيرتا ياء مشددة مثل ما قالوا الهين من هنت ثم خففوها كينونة كما قالوا هين لين قال الفراء وقد ذهب مذهبا الا ان القول عندي هو الاول ونقل المناوى في التوقيف ان الكون اسم لما حدث دفعة كانقلاب الماء عن الهواء لان الصورة الكلية كانت للماء بالقوة فحرجت منها الى الفعل فإذا كان على فهو الحركة وقيل الكون حصول الصورة في المادة بعد ان لم تكن فيها ذكره ابن الكمال وقال الراغب الكون يستعمله بعضهم في استحالة جوهرما الى ما هو اشرف منه والفساد في استحالة جوهر الى ما هو دونه والمتكلمون يستعملونه في معنى الابداع * قلت وهو عند اهل التحقيق عبارة عن وجود العالم من حيث هو انه حق وان كان مرادنا الوجود المطلق العالم عند اهل النظر ( والكائنة الحادثة ) والجمع الكوائن ( وكونه ) تكوينا ( احدثه ) وقيل التكوين ايجاد شئ مسبوق بمادة ( و ) كون ( الله الاشياء ) تكوينا
( اوجدها ) أي اخرجها من العدم الى الوجود ( والمكان الموضع كالمكانة ) ومنه قوله تعالى ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم ( ج امكنة واماكن ) توهموا الميم اصلا حتى قالوا تمكن في المكان وهذا كما فالوا في تكسير المسيل امسلة وقيل الميم في المكان اصل كانه من التمكن دون الكون وهذا يقويه ما ذكرناه من تكسيره على افعلة وقال الليث المكان اشتقاقه من كان يكون ولكنه لما كثر في الكلام صارت الميم كأنها اصلية وذكر الجوهرى في هذه الترجمة مثل ذلك قال المكانة المنزلة وفلان مكين عند فلان بين المكانة ولما كثر لزوم الميم توهمت اصلية فقالوا تمكن كما فالوا في المسكين تمسكن قال ابن برى مكين فعيل ومكان فعال ومكانة فعالة ليس شئ منها من الكون فهذا سهو وامكنة افعلة واما تمسكن فهو تفعل كتمدرع مشتق من المدرعة بزيادته فعلى قياسه يجب في تمكن تمكون لانه تفعل على اشتقاقه لا تمكن وتمكن وزنه تفعل وهذا كله سهو وموضعه فصل الميم من باب النون ( ومضيت مكانتي ومكينتى أي ) على ( طيتى ) وهذا ايضا صواب ذكره في م ك ن كما سيأتي ( وكان ) من الافعال التى ( ترفع الاسم وتنصب الخبر ) كقولك كان زيد قائما ويكون عمرو ذاهبا ( كاكتان والمصدر الكون والكيان ) ككتاب ( والكينونة و ) يقال ( كناهم أي كنا لهم عن سيبويه ) مثله بالفعل المعتدى وقال ايضا إذا لم تكنهم فمن ذايكو نهم كما تقول إذا لم تضربهم فمن ذا يضربهم قال وتقول هو كائن ومكون كما تقول ضارب ومضروب ( وكنت الغزل ) كنونا ( غزلته والكنتى والكنتنى ) بزيادة النون نسبة الى كنت ( و ) زعم سيبويه ان اخراجه على الاصل اقيس فتقول ( الكونى ) على حد ما يوجب النسب الى الحكاية وهو ( الكبير العمر ) وقد جمع الشاعر بينهما في بيت وما كنت كنتيا وما عاجنا * وشر الرجال الكنتنى وعاجن قال الجوهرى يقال للرجل إذا شاخ هو كنتى كانه نسب الى قول كنت في شبابى كذا وانشد فاصبحت كنيتا واصبحت عاجنا * وشر خصال المرء كنت وعاجن وهكذا انشده الجرجاني في كتاب الكنايات وقال ابن بزرج الكنتى القوى الشديد وانشد قد كنت كنيتا فاصبحت عاجنا * وشر خصال الناس كنت وعاجن وقال أبو زيد الكنتى الكبير وانشد (1/8155)
إذا ما كنت ملتمسا لغوث * فلا تصرخ بكنتى كبير فليس بمدرك شيأ بسعي * ولا سمع ولا نظر بصير وفى الحديث أنه دخل المسجد وعامة أهله الكنتيون هم الشيوخ الذين يقولون كنا كذا وكان كذا وكنت كذا ونقل ثعلب عن ابن الاعرابي قيل لصبية من العرب ما بلغ الكبر من أبيك قالت قد عجن وخبز وثنى وثلث وألصق وأورص وكان وكنت ( وتكون كان زائدة ) ولا تزاد أولا وانما تزاد حشوا ولا يكون لها اسم ولا خبر ولا عمل لها كقول الشاعر بالله قولوا بأجمعكم * يا ليت ما كان كان لم يكن وكقوله سراة بنى أبى بكر تساموا * على كان المسومة العراب وروى الكسائي عن العرب نزل فلان على كان ختنه أي على ختنه وأنشد الفراء * جادت بكفى كان من أرمى البشر * أي جادت بكفى من هو من أرمى البشر قال والعرب تدخل كان في الكلام لغو افتقول مر على كان زيد يريدون مر على زيد قال الجوهرى وقد تقع زائدة للتوكيد كقولك زيد كان منطلق ومعناه زيد منطلق وأما قول الفرزدق فكيف إذا مررت بدار قوم * وجيران لنا كانوا كرام فزعم سيبويه ان كان هنا زائدة وقال أبو العباس ان تقديره وجيران كرام كانوا لنا قال ابن سيده وهذا أسوغ لان كان قد عملت ههنا في موضع الضمير وفى موضع لنا فلا معنى لما ذهب إليه سيبويه من أنها زائدة هنا ( وكان عليه كونا وكيانا ) ككتاب ( واكتان تكفل به ) قال الكسائي اكتنت به اكتينانا والاسم منه الكيانة وكنت عليه أكون كونا تكفلت به وقيل الكيانة المصدر كما شرح به شراح التسهيل ( و ) يقال ( كنت الكوفة ) أي ( كنت بها ومنازل ) أقفرت ( كأن لم يكنها أحد ) أي ( لم يكن بها ) أحد وتقول إذا سمعت بخبر فكنه أو بمكان خير فاسكنه وتقول كنتك وكنت اياك كما تقول ظننتك زيدا وظننت زيدا اياك تضع المنفصل في موضع المتصل في الكناية عن الاسم والخبر لانهما منفصلان في الاصل لا نهما مبتدأ وخبر قال أبو الاسود الدؤلى دع الخمر تشربها الغواة فانني * رأيت أخاها مجز يا بمكانها فان لا يكنها أو تكنه فانه * أخوها غذته أمه بلبانها يعنى الزبيب ( و ) تكون كان ( تامة بمعنى ثبت ) وثبوت كل شئ بحسبه فمنه الازلية كقولهم ( كان الله ولا شئ معه وبمعنى حدث ) كقول الشاعر ( إذا كان الشتاء فأ دفئونى ) * فان الشيخ يهرمه الشتاء وقيل كان هنا بمعنى جاء ( وبمعنى حضر ) كقوله تعالى ( وان كان ذو عسرة ) فنظرة الى ميسرة ( وبمعنى وقع ) كقوله ( ما شاء الله كان ) وما لم يشأ لم يكن وحينئذ تأتى باسم واحد وهو خبرها ومنه قولهم كان الامر وكانت القصة أي وقع الامر ووقعت القصة وهذه تسمى التامة المكتفية وقال الجوهرى كان إذا جعلته عبارة عما مضى من الزمان احتاج الى خبر لانه دل على الزمان فقط
تقول كان زيد عالما وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشئ ووقوعه استغنى عن الخبر لانه دل على معنى وزمان تقول كان الامر وأنا أعرفه مذ كان أي مذ خلق قال مقاس العائذى فدى لبنى ذهل بن شيبان ناقتي * إذا كان يوم ذو كواكب أشهب ( وبمعنى أقام ) كقول عبد الله بن عبد الاعلى كنا وكانو فما ندرى على وهم * أنحن فيما لبثنا أم هم عجلوا وكان يقتضى التكرار والصحيح عند الاصوليين أن لفظه لا يقتضى تكرار الالغة ولا عرفا وان صحح ابن الحاجب خلافه وابن دقيق العيد اقتضاءها عرفا كما في شرح الدلائل للفاسى رحمه الله تعالى عند قوله كان إذا مشى تعلقت الوحوش بأذياله ( و ) من أقسام كان الناقصة أن تأتى ( بمعنى صار ) كقوله تعالى ( وكان من الكافرين ) قال ابن برى ومنه قوله تعالى أيضا كنتم خير أمة ومنه قوله تعالى فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان وقوله تعالى وكانت الجبال كثيبا مهيلا وقوله تعالى وما جعلنا القبلة التى كنت عليها أي صرت إليها وقوله تعالى كيف نكلم من كان في المهد صبيا وقال شمعلة بن الاخضر فخر على الا لاءة لم يوسد * وقد كان الدماء له خمارا * قلت ومنه أيضا في حديث كعب رضى الله تعالى عنه كن أبا خيثمة أي صره يقال للرجل يرى من بعد كن فلانا أي أنت فلان أو هو فلان وقال أبو العباس اختلف الناس في قوله تعالى كيف نكلم من كان في المهد صبيا فقال بعضهم كان هنا صلة ومعناه كيف نكلم من هو في المهد صبيا وقال الفراء كان هنا شرط وفى الكلام تعجب ومعناه من يكن في المهد صبيا فكيف يكلم ( و ) بمعنى ( الاستقبال ) كقوله تعالى ( يخافون يوما كان شره مستطيرا ) ومنه قول الطرماح وانى لا تيكم تشكر ما مضى * من الامر واستنجاز ما كان في غد وقول سلمة الجعفي وكنت أرى كالموت من بين ساعة * فكيف ببين كان ميعاده الحشرا (1/8156)
وبمعنى المضى المنقطع ) وهى التامة ( وكان في المدينة تسعة رهط ) يفسدون ومنه قول ابى الغول عسى الايام ان يرجعن قوما كالذى كانوا أي مضوا وانقضوا أو قول ابى زبيد ثم اضحوا كأنهم لم يكونوا * وملوكا كانوا أو اهل علاء ( وبمعنى الحال ) كقوله تعالى ( كنتم خير امة ) اخرجت للناس وروى عن ابن الاعرابي في تفسير هذه الاية قال أي انتم خير امة قال ويقال معناه كنتم خير امة في علم الله وعليه خرج بعض قوله تعالى وكان الله غفورا رحيما لان كان بمنزلة ما في الحال والمعنى والله غفور رحيم الا ان كون الماضي بمعنى الحال قليل واحتج صاحب هذا القول بقولهم غفر الله لفلان بمعنى ليغفر الله فلما كان في الحال دليل على الاستقبال وقع الماصى موديا عنها استخفا فالان اختلاف الفاظ الافعال انما وقع لاختلاف الاوقات ومنه قول ابى جندب الهذلى وكنت إذا جارى دعا لمضوفة * اشمر حتى ينصف الساق مئزري وانما يخبر عن حاله لا عما مضى من فعله ( وكيوان زحل ممنوع ) من الصرف والقول فيه كالقول في خيوان والمانع له من الصرف العجمة كما ان المانع لخيوان من الصرف انما هو التأنيث وارادة البقعة أو الارض أو القرية وسياتى ( وسمع الكيان كتاب للعجم ) قال ابن برى هو بمعنى سماع الكيان وهو كتاب الفه ارسطو ( والاستكانة الخضوع ) والذل جعله بعضهم استفعل من الكون وجعله أبو على من الكين وهو الاشبه وقال ابن الانباري فيه قولان احدهما انه من السكينة واصله استكن افتعل من سكن فدت فتحة الكاف بالف والثانى انه استفعال من كان يكون ( والمكانة المنزلة ) نقله الجوهرى وتقدم كلام ابن برى قريبا في الرد عليه وقال الفنارى في شرح ديباجة المطول ان من العجب ايراد الجوهرى المكانة في فصل الكاف من باب النون مع اصالة ميمها ( والتكون التحرك ) عن ابن الاعرابي قال ( وتقول ) العرب ( للبغيض لا كان ولا تكون ) أي لا خلق ولا تحرك أي مات * ومما يستدرك عليه الكون واحد الاكوان مصدر بمعنى المفعول ولم يك اصله يكون حذفت الواو لالتقاء الساكنين فلما كثر استعماله حذفوا النون تخفيفا فإذا تحركت اثبتوها قالوا لم يكن الرجل واجاز يونس حذفها مع الحركة وانشد إذا لم تك الحاجات من همة الفتى * فليس بمغن عنك عقد الرتائم ومثله ما حكاه قطرب ان يونس اجاز لم يك الرجل منطلقا * وانشد للحسن بن عرطفة لم يك الحق سوى ان هاجه * رسم دار قد تعفى بالسرر وحكى سيبويه انا اعرفك مذكنت أي مذ خلقت والتكون الحدوث وهو مطاوع كونه الله تعالى وفى الحديث فان الشيطان لا يتكوننى وفى رواية لا يتكون على صورتي وحكى سيبويه في جمع مكان امكن وهذا زائد في الدلالة على ان وزن الكلمة فعال دون مفعل وحكى الاخفش في كتاب القوافى ويقولون ازيد كنت له قال ابن جنى ان سمع عنهم ذلك فقيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها وفى الحديث اعذوبك من الحور بعد الكون قال ابن الاثير هو مصدر كان التامة والمعنى اعوذ بك من النقص بعد الوجود والثبات ويروى بعد الكور بالراء وقد تقدم قال ابن برى وتاتى كان بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع وهى الناقصة
ويعبر عنها بالزائدة ايضا كقوله تعالى وكان الله غفورا رحيما أي لم يزل على ذلك وقوله تعالى ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا وقوله تعالى كان مزاجها زنجبيلا ومنه قول المتلمس وكنا إذا الجبار صعر خده * اقمناله من صعره فتقوما قال ومن اقسام كان الناقصة ان يكون فيها ضمير الشان والقصة وتفارقها في اثنى عشر وجها لان اسمها لا يكون الا مضمرا غير ظاهر ولا يرجع الى مذكور ولا يقصد به شئ بعينه ولا يوكد به ولا يعطف عليه ولا يبدل منه ولا يستعمل الا في التفخيم ولا يخبر عنه الا بجملة ولا يكون في الجملة ضمير ولا يتقدم على كان قال وقد تأتى تكون بمعنى كان ومنه قول جرير * ولقد يكون على الشباب بصيرا * وقال ابن الاعرابي يقال كنت فلان في خلقه وكان في خلقه فهو كنتى وكانى قال أبو العباس واخبرني سلمة عن الفراء قال الكنتى في الجسم والكانى في الخلق وقال ابن الاعرابي إذا قال كنت شابا وشجاعا فهو كنتى وإذا قال كان لى مال فكنت اعطى منه فهو كانى ورجل كنتا وكثير شعر اللحيه عن ابن بزرج وقد تقدم ذلك في الهمزة وقال شمر تقول العرب كانك والله قدمت وصرت الى كان وكانكما متما وصرتما الى كان وللثلاثة كانوا المعنى صرت الى ان يقال كان وانت ميت لا وانت حى قال والمعنى الحكاية على كنت مرة للمواجهة ومرة للعائب ومنه قوله وكل امرى يوما بصير كان وتقول للرجل كانى بك وقد صرت كانيا أي يقال كان والمراة كانية ولا يكون من حروف الاستثناء تقول جاء القوم لا يكون زيدا ولا تستعمل الا مضمرا فيها وكانه قال لا يكون الاتى زيدا والكانون ان جعلته من الكن فهو فاعول وان جعلته فعلولا على تقدير قربوس فالائف فيه اصيلة وهى من الواو والمكاونة الحرب واثقال وقول العامة كانى مانى اتباع وهو على الحكاية ( كهن له كمنع ونصر وكرم كهانة بالفتح وتكهن تكهنا ) وتكهينا الاخير نادر ( قضى له بالغيب ) وقال الازهرى فلما يقال الا تكهن الرجل وقال غيره كهن كهانه بالكسر إذا تكهن وكهن كهانة إذا صار كاهنا وفى التوشيح الكهانة بالفتح ويجوز الكسر ادعاء علم الغيب (1/8157)
ومثله في ضوء النبراس وافعال ابن القطاع والارشاد ( فهو كاهن ج كهنة ) محركة ( وكهان ) كرمان ( وحرفته الكهانة بالكسر ) وهو على القياس وفى الحديث نهى عن حلوان الكاهن قال ابن الاثير الكاهن الذى يتعالى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان ويدعى معرفة الاسرار وقد كان في العرب كهنة كشق وسطيح وغيرهما فمنهم من كان يزعم ان له تابعا من الجن ورئيا يلقى إليه الاخبار ومنهم من كان زعم انه يعرف الامور بمقدمات اسباب يستدل بها على مواقعها بكلام من يساله أو فعله اوحاله وهذا يخصونه باسم العراف كالذى يدعى معرفة الشى المسروق ومكان الضالة ونحوها وفى الحديث من اتى كاهنا أو عرافا فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله تعالى عليه وسلم أي من صدقهم وفى حديث الجنين انما هذا من اخوان الكهان ( والكاهن ) ايضا ( من يقوم بامر الرجل ويسعى في حاجته ) والقيام باسبايه وامر حزانته وفى الحديث استاذنه رجل في الجهاد فقال له هل في اهلك من كاهل هكذا قيده الوقشى بفتح الهاء وقال ابن الاعرابي انما لفظ الحديث من كاهن وغيره الراوى وكاهن الرجل من يخلفه في اهله يقوم بامر هم بعده هكذا في الروض ( والمكاهنة المحاباة والكاهنان حيان ) من العرب قال الازهرى هما قريظة والنضير قبيلا اليهود بالمدينة وهم اهل كتاب وفهم وعلم ومنه الحديث يخرج من الكاهنين رجل يقرا القرآن لا يقروه احد قراءته قيل انه محمد بن كعب القرظى وكان من اولادهم * ومما يستدرك عليه كهن لهم إذا اقال لهم قول الكهنة وكذا كل من يتعاطى علما دقيقا والكهان كثير ( كان يكين ) كينا ( خضع ) وذل ( واكتان حزن ) قيل هو افتعل من الكين وقيل من الكون ( والكين لحم باطن الفرج ) والركب ظاهره قال حرير غمز ابن مرة يا فرزدق كينها * غمزا الطبيب نغانغ المعذور يعنى عمران بن مرة الفزارى وكان اسر جعثن اخت الفرزدق يوم السبدان ( اوغد دفيه كاطراف النوى و ) قال اللحيانى الكين ( البظر ) وانشد يكوين اطراف الايور بالكين * إذا وجدن حرة تنزين ( ج كيون و ) روى ثعلب عن ابن الاعرابي ( الكينة النبقة و ) ايضا ( الكفالة و ) ايضا ( بالكسر الشدة المذلة و ) ايضا ( الحالة ) ومنه قولهم بات فلان بكينة سوء أي بحالة سوء ومنهم من ذكره في ك ون ( وكاين ) ككعين ( وكائن ) ككاعن لغتان ( بمعنى كم في الاستفهام والخبر مركب من كاف التشبيه واى المنونة ولهذا جاز الوقف عليها بالنون ورسم في المصحف ) العثماني ( نونا وتوافق كم في خمسة امور ) في ( الابهام ولافتقار الى التمييز والبناء ولزوم التصدير وافادة التكثير تارة والاستفهام اخرى وهو نادر ) وقالوا في كم انها على نوعين خبرية بمعنى كثير واستفها مبة بمعنى أي عدد ويشتر كان في خمسة امور الاستفهام والابهام والافتقار
الى التمييز والباء ولزوم التصدير ( قال ابى ) بن كعب ( لابن مسعود ) هكذا في النسخ والصواب لرز بن حبيش ( كائن تقرا ) ونص الحديث تعد ( سورة الاخراب ) أي كم تعدها ( آية قال ثلاثا وسبعين وتخالفها في خمسة امور انها مركبة وكم بسيطة على الصحيح ان مميزها مجرور بمن غالبا حتى زعم ابن عصفور لزومه ) ومنه قول ذى الرمة وكائن ذعرنا من مهاة ورامح * بلاد العدا ليست له ببلاد انها لا تقع استفهامية عند الجمهور انها لا تقع مجرورة خلافا لمن جوز بكاين تبيع هذا ان خبرها لا يقع مفردا ) وقالوا في الفرق بين كم الخبرية والاستفهامية ايضا بخمسة امور احدهما ان الكلام مع الخبر محتمل للتصديق والتكذيب بخلافه مع الاستفهامية الثاني ان المتكلم مع الخبرية لا يستدعى جوابا بخلاف الاستفهامية الثالث ان الاسم المبدل من الخبرية لا يقترن بالهمزة بخلاف المبدل من الاستفهامية الرابع ان تمييز الخبرية مفرد ومجموع ولا يكون تمييز الاستفهامية الا مفردا الخامس ان ثمييز الخبرية واجب الخفض وتمييز الاستفهامية منصوب ولا يجر خلافا لبعضهم كلام الجوهرى ان كائن عنده مثل بائع وسائر ونحو ذلك مما وزنه فاعل وذلك غلط وانما اصل فيها كاى الكاف للتشبيه دخلت على أي ثم قدمت الياء المشددة ثم خففت فصار كيى ثم ابدلت الياء الفا فقالوا كا كما قالوا في طيى طاء وقالللل الازهرى اخبرني المنذرى عن ابى الهيثم انه قال كاين بمعنى الكثرة وتعمل عمل رب في معنى القلة قال وفى كاين ثلاث لغات كاين بوزن كعين الاصل أي ادخلت عليها كاف التشبيه وكائن بوزن كاعن واللغة الثالثة كاين بوزن ماين لاهمز فيه وانشد كاين رايت وهايا صدع اعظمه * وربه عطبا انقذت ملعطب قال ومن قال كاى لم يمدها ولم يحرك همزتها التى هي اول أي فكأنها لغة وكلها بمعنى كم وقال الزجاج في كائن لغتان جديدتان يقرا كاى بتشديد الياء ويقرا وكائن على وزن فاعل قال واكثر ما جاء في الشعر على هذه اللغة وقرا ابن كثير وكائن بوزن كاعن وقرا سائر القراء وكاين الهمزة بين الكاف والياء قال وفيها لغات اشهرها كاى بالتشديد ( والمكتان الكفيل ) عن ابن الاعرابي ( و ) قال أبو سعيد يقال ( اكانه الله اكانة خضعه وادخل عليه الذل ) حتى استكان وانشد لعمرك ما يشفى جراح تكينه * ولكن شفائى ان تئيم حلائله ( واكتان ) الرجل ( حزن وهو يسره ) في جوفه اشتق من الكين لانه في اسفل موضع واذله كما في الاساس (1/8158)
( فصل اللام ) مع النون ( اللبن ) بالفتح ( الا كل الكثير ) عن ابى عمر ويقال لبن من الطعام لبنا صالحا اكثر وقوله انشده ثعلب ونحن اثافى القدر والا كل ستة * جراضمة جوف وا كلتنا اللبن يقول نحن ثلاثة ونا كل اكل ستة ( و ) اللبن ( الضرب الشديد ) عن ابى عمر وايضا يقال لبنه بالعصا لبنا من حد ضرب إذا ضربه بها ويقال لبنه ثلاث لبنات ولبنه بصخرة ضربه بها قال الازهرى وقع لابي عمر واللبن بالنون في الا كل الشديدد والضرب الشديد قال والصواب اللبز بالزاى والنون تصحيف ( وبالضم بلا لام جبل م ) معروف في ديار عمر وبن كلاب ويونث وقيل هضبة قاله نصر وقول الراعى سيكفيك الاله ومسنمات * كجندل لبن تطرد الصلالا قال ابن سيده يجوزان يكون ترخيم لبنان في غيرا لنداء اضطرارا وان تكون لبن ارضا بعينها ( و ) اضاة لبن ( بالكسر ) حد ( من حدود الحرم على طريق اليمن ) عن نصر ( و ) اللبن ( ككتف المضروب من الطين مر بعا للبناء ) واحدته لبنة ومنه الحديث واتا موضع تلك اللبنة ( ويقال فيه بالكسر ) ايضا كفخذ وفحذ وكرش وكرش ( وبكسر تين كابل لغة ) ثالثة وقوله كابل مستدرك ( ولبن تلبينا اتخذه ) وعمله ( و ) لبن ( مجلسا تقضى فيه اللبانة ) كذا في التسخ والصواب ومجلس تقضى فيه اللبانة أي مجلس لبن وهو على النسب قال الحرث بن خالد بن العاصى إذا اجتمعنا هجر نا كل فاحشة * عند اللقاء وذا كم مجلس لبن ( واللبون و ) اللبن ( ككتف محب اللبن وشاربه ) وفيه لف ونشر مرتب ( ولبن كل شجرة ماوها ) على التشبيه ( وشاة لبون ولبنة ) كفرحة ( ولبنية ) بياء النسبة ( وملبن كمحسن وملبنة ) صارت ( ذات لبن ) وكذلك الناقة ( أو ترك ) كذا في النسخ والصواب أو نزل اللبن ( في ضرعها ) وقد لبنت كفرح والبنت كفرح والبنت قال الشاعر * اعجبها إذا البنت لبانه * وإذا كانت ذات لبن في كل احابينها فهى لبون وولدها في تلك الحال ابن لبون ( أو اللبون واللبونة ) من الشياه والابل ( ذات اللبن غزيرة كانت أو بكية ) وفى المحكم اللبون ولم يخصص قال و ( ج لبان ولبن ) بكسر هما وقيل لبن اسم للجمع فإذا قصد واقصد الغزيرة قالو البنة وجمعها لبن ولبان الاخيرة عن ابى زيد قال اللحيانى اللبون واللبونة ما كان بها لبن ولم يخص شاة ولا ناقة قال ( و ) الجمع ( لبن ) بالضم ( ولبائن ) قال ابن سيده وعندي ان لبنا جمع لبون ولبائن جمع لبونة وان كان الاول لا يمتنع ان يجمع هذا الجمع وقوله من كان اشرك في تفرق فالج * فلبونه جربت معا واغدت
قال عندي انه وضع اللبون هنا موضع اللبن ولا يكون هنا واحد الانه قال جربت معا ومعا انما يقع على الجميع وقال الاصمعي يقال كم لبن شاتك أي كم منها ذات لبن وفى الصحاج يقال كم لبن غنمك أي ذوات الدر منها وقال الكسائي انما سمع كم لبن غنمك أي كم رسل غنمك وقال الفراء شاء لبنة وغنم لبان ولبن قال وزعم يونس انه جمع وشاء لبن بمنزلة لبن وانشد الكسائي رحمة الله تعالى رايتك تبتاع الحيال بلبنها * وتاوى بطينا وابن عمك ساغب قال واللبن جمع اللبون وقال ابن السكيت الحلوبة ما احتلبت من النوق وهكذا الواحدة منهن حلوبة واحدة وكذلك اللبونة ما كان بها لبن وكذلك الواحدة منهن ايضا فإذا قالوا حلوب ولبون لم يكن الا جمعا قال الاعشى * لبون معراة اصبن فاصبحت * اراد الجمع ( وعشب ملبنة ) كمرحلة ( تغزر عليه البان الماشية ) وتكثر وكذلك بقل ملبنة ( ولبنه يلبنه ويلبنه ) من حدى ضرب ونصر لبنا ( سقاه اللبن ) فهو لابن وذاك ملبون ( والملبون من به كالسكر من شربه ) يقال قوم ملبونون إذا اصابهم من اللبن سفه وسكر وجهل وخيلاء كما يصيبهم من النبيذ وخصصه في الصحاح فقال إذا ظهر منهم سفه يصيبهم من البان الابل ما يصيب اصحاب النبيد ( والفرس ) الملبون ( المغذى به ) قال لا يحمل الفارس الا الملبون * المحض من امامه ومن دون قال الفارسى فعدى الملبون لانه في معنى المسقى ( كاللبين ) كامير كالعليف من العلف فعيل بمعنى مفعول ( والبنوا فهم لابنون ) عن اللحيانى أي ( كثر لبنهم ) قال ابن سيده وعندي ان لا بنا على النسب كما تقول تامر وناعل قال الحطيئة وغررتني وزعمت انك لابن بالصيف تامر ويروى لا بنى بالصيف تامر ( و ) البنت ( الناقة نزل في ضرعها ) اللبن فهى ملبن وقد تقدم شاهده ( و ) البن الرجل ( اتخذ التلبينة ) وسياتى معناها فريبا ( واستلبنو ) ه ( طلبوه ) لعيالهم أو لضيفانهم كما في الصحاح ( وبنات لبن الامعاء التى يكون فيها ) اللبن ( والملبن كمنبر مصفاته ) أو محقنه ( و ) ايضا ( المحلب ) زنة ومعنى وانشد ابن برى لمسعود بن وكيع ما يحمل الملبن الا الجرشع * المكرب الا وظفة الموقع ( و ) فيل هو ( قالب اللبن أو شئ يحمل فيه اللبن ) شبه المحمل ( و ) الملبنة ( بهاء الملعقة ) عن ابن الاعرابي وبه فسر ابن الاثير حديث على قال سويد بن غفلة وقفت عليه فإذا بين يديه صحيفة وملبنة ( والتلبين و ) التلبينة ( بهاء حساء يتخذ من نخالة ولبن وعسل ) وهو اسم كالتمتين وقال الاصمعي يعمل من دقيق أو من تخالة ويجعل فيها عسل سميت تلبينة تشبيها باللبن لبياضها ورقتها وهى تسمية بالمرة من التلبين وفى الحديث التلبينة مجمة لفواد المريض أي تسرو عنه همه وفى الحديث عليكم بالتلبين البغيض النافع ( واللوا بن الضروع ) عن ثعلب ( والالتبان الارتضاع ) عنه ايضا ( واللبان ) بالكسر ( الرضاع ) يقال هو اخوه بلبان امه ولا يقال بلبن امه انما اللبن الذى يشرب من ناقة أو شاة أو غيرها من البهائم وانشد ابن سيده (1/8159)
وارضع حاجة بلبان اخرى * كذاك الحاج ترضع باللبان وقال الكميت يمدح مخلدين يزيد تلقى الندى ومخلدا حليفين * كانا معافى مهده رضيعين * تناز عافيه لبان الثديين وانشد الازهرى لابي الاسود * اخوها غذته امه بلبانها * وقد ذكر في ك ون ( و ) اللبان ( بالضم ) ضرب من الصمغ يقال له ( الكندر ) وقال أبو حنيفة اللبان شجيرة شوكة لاتسمو اكثر من ذراعين ولها ورقة الآس وثمرة مثل ثمرة وله حرارة في الفم ( و ) اللبان شجر ( الصنوبر ) حكاه السكرى وابن الاعرابي وبه فسر السكرى قول امرى القيس * لها عنق كسحوق اللبان * فيمن رواه كذلك قال ابن سيده ولا يتجه على غيره لان شجرة اللبان من الصمغ انما هي قدر قعدة انسان وعنق الفرس اطول من ذلك ( و ) اللبان ( الحاجات من غير فاقة بل من همة ) فهو اخص واعلى من مطلق الحاجة ( جمع لبانة ) يقال قضى فلان لبانته قال ذوالرمة غداة امترت ماء العيون ونغصت * لبانا من الحاج الخدور الروافع ( و ) اللبان ( بالفتح الصدر أو وسطه أو ما بين الثديين ) ويكون للانسان وغيره انشد ثعلب في صفة رجل فلما وضعناها امام لبانه * تبسم عن مكروهة الريق عاصب وانشد ايضا يحك كدوح القمل تحت لبانه * ودفيه منها داميات وحالب ( أو صدر ذى الحافر ) خاصة وفى الصحاح هو ما جرى عليه البب من الصدر وفى حديث الاستسقاء * اتيناك والعذراء يدمى لبانها * أي صدرها لا متهانها نفسها في الخدمة حيث لا تجد ما تعطيه من الجدب وشدة الزمان واصل اللبان في الفرس موضع البب ثم استعير للناس وفى قصيد كعب * ترمى اللبان بكفيها ومدرعها * ( ولبن القيص ككتف ولبينه ) كامير ( ولبنته بالكسر بنيقة ) وجريانه وقيل رقعة تعمل موضع جيب القميص والجبة وقال أبو زيد وليس لبن جمعا ولكنه من باب سل وسلة وبياض وبياضة ( وابن اللبون ولدا الناقة إذا كان في العام الثاني واستكمله أو إذا ) استكمل سنتين و ( دخل في ) العام ( الثالث ) فانه
الاصمعي وحمزة ( وهى ابنة لبون ) والجماعات بنات لبون للذكر والانثى لان امه وضعت غيره قصار لها لبن وهو نكرة ويعرف بالالف واللام قال جرير وابن اللبون إذا مالز في قرن * لم يستطع صولة البزل القناء عيس وفى حديث الزكاة ذكر بنت اللبون وابن اللبون قال ابن الاثير وجاء في كثير من الرجال وايات ابن لبون ذكر وقد علم ان ابن اللبون لا يكون الا ذكر أو انما ذكره تأكيدا كقوله ورجب مضر الذى بين جمادى وشعبان وكقوله تعالى تلك عشرة كاملة ( وبنات لبون صغار العرفط ) تشبه ببنات لبون من الابل ( واللبنة بالضم اللقمة أو كبيرتها والبان ) جمع لبن كاجمل وجمل ( جبل و ) قيل ( ة بالحجاز ) جاء في شعربى قلابة الهذلى يادار اعرفها وحشا منازلها * بين القوائم من رهط فالبان ورواه بعضهم فاليان بالياء آخر الحروف ( و ) البان ( ع بين القدس ونابلس ولبنان بالضم جبل بالشام ) متعبد الاولياء والصالحين وهو فعلال ينصرف واليه نسب أبو العباس محمد بن الحرث اللبناني روى عن صفوان بن صالح وعنه أبو جعفر الار زنانى ( واللبيان ) كانه مثنى لبى ( ع ) وقال نصر هما ما آن لبنى العنبر في تميم بين قبر العبادي ولثعلبية على يسار الخارج من الكوفة والاولى ذكره في ل ب ى ( ولبون ولبنة بالضم ة بافريقية ) منها عبد الولى بن محمد بن عقبة اللخمى اللبنى سمع من الشيخ نصر المقدسي وابن خلف الطبري مات سنة 547 وابنه الفقيه القاضى محمد بن عبد الولى بن عيسى عن ابى ذر الهروي وعنه ابن الانماطى والرشيد العطار وضبطه في مشيخته * قلت وابن الجوانى النسابة كان فاضلا مات سنة 594 ( ويلابن ) بكسر الموحدة ( وادبين حرة بنى سليم وجبال تهامة أو هو يلبن جمع بما حوله ) كذا فسرة ابن السكبت في قول كثير بذل السفح في اليلابن منها * كل ادما مر شح وظليم وقال ايضا يلبن جبلل أو قلت عظيم بالنقيع من حرة بنى سليم وانشد لكثير حياتي ما دامت بشرقي يلبن * برام واضحت لم تسير صخورها ( ولبنى كبشرى امراة ) وفى الصحابيات لبنى بنت ثابت اخت حسان وابنة الخطيم الاوسية وابنة قيس الانصاري ( و ) لبنى اسم ( فرس و ) لبنى ( شجرة لها عسل ) وهى الميعة وقد يتنجر بها ( و ) قد ( ذكر في ع س ل وحاجة لبنانية بالضم ) أي ( عظيمة ) قال ابن الاعرابي قال رجل من العرب لرجل آخر لى اليك حويجة قال لا اقضيها حتى تكون لبنانية أي عظيمة مثل لبنان وهو اسم جبل ( ولبينى ) مصغرا مقصورا ( امراة ) قالذ الهجرى هي ابنة الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب كانت عند قشير بن كعب فولدت له سلمة الشر والا عور فبنو لبين ولدد عم هذين ( و ) لبين ( اسم ابنة ابليس لعنة الله تعالى و ) ايضا ( اسم ابنه لاقيس ) وبها كى ابا لبينة ( و ) ايضا ( فرس زفر بن خنيس بن الحداء الكلبى وتلبن ) إذا ( تمكث وتلدن ) وتلبث وانشد ابن برى للراجز قال لها اياك ان تو كنى * في جلسة عندي اوتلبنى وهو من اللبانة يقال لى لبانة اتلبن عليها قاله أبو عمرو ( وابو لبين كزبير ) كنية ( الذكر ) رواه ابن برى عن ابى حمزة قال وقد كناه (1/8160)
المفجع فقال فلما غاب فيه رفعت صوتي * انادى يالثا رات الحسين ونادت غلمتى يا خيل ربى * امامك وابشرى بالجنتين وافزعه تجاسر نافاقعى * وقد اثفرته بابى لبين * ومما يستدرك عليه اللبن محركة اسم جنس قال الليث هو خلاص الجسد ومستخلصه من بين الفرث والدم وهو كالعرق يجرى في العروق والجمع البان والطائفة القليلة منه لبنة ومنه الحديث در لبنة القاسم فذ كربة وفى رواية لبينة القاسم وقد يراد باللبن الابل التى لها لبن واهل اللبن هم اهل البادية يطلبون مواضع اللبن في المراعى والمبادى ولبنت الشاة كفرح غزرت والملبون الجمل السمين الكثير اللحم واللبين المدر للبن المكثر له فعيل بمعنى فاعل كقدير وقادر ولبن الشى تلبينار بعه وقال ثعلب الملبن كمنبرا المحمل قال وكانت المحامل مربعة فغيرها الحجاج لينام فيها ويتسع وكانت العرب تسميها المحمل والملبن والسابل وقال الزمخشري الملبنة كمكنسة لبن يوضع على الماء وينزل عليه دقيق وبه فسر الحديث السابق واللبن وجمع العنق من وسادة وغيرها حتى لا يقدر ان يلتفت وقد لبن بالكسر فهو لبن عن الفراء واللبن بالضم شجر ولبنى جبل وايضا قرية بشرقية مصر وايضا لبينة كجهينة ولبنى ايضا موضع بالشام لبنى جذام عن نصر ولبنان مثنى لبن بالضم جبلان قرب مكة الاعلى والاسفل ولبن محركة جبل لهذيل بتهامة وظلوا يرتمون ببنات لبون إذا ارتموا بصخر عظام وهو مجاز كما في الاساس ولبن القميص جعل له لبنة واللبان من يبيع اللبن ويعمله واشتهر به أبو الحسن محمد بن عبد الله بن الحسن المصرى انتهى إليه علم الفرائض وتصانيفه مشهورة سمع سنن ابى داود عن ابن داسة وعنه القاضى أبو الطيب الطبري وابو القاسم التنوخى وابو محمد عبد الله بن محمد بن النعمان الاصفهانى عرف بابن اللبان عن
ابى حامد الاسفراينى وابن منده وابو على عمرو بن على بن الحسين الصوفى النسابة عرف بابن اخى اللبن ومعين الدين هبة الله بن قارى اللبن راوي الشاطبية عن الناظم ولبن كسكر من قرى القدس منها الزكي محمد بن عبد الواحد المخزومى قاضى بعلبك وابنه معين الدين الكاتب وبالتحريك أبو المكارم عرفة بن على البند نيجى اللبنى كان يشرب اللبن ولا ياكل الخبز حدث عن ابى الفضل الارموى وسويقة اللبن محلة بمصر بالقرب من بركة جناق ( اللتن ككتف ) بالمثناة الفوقية كما في النسخ ووقع في اللسان بالمثلثة وفدا همله الجوهرى وقال الازهرى سمعت محمد بن اسحق السعدى يقول سمعت على بن حرب الموصلي يقول هو ( الحلو ) بلغة بعض اهل اليمن قال الازهرى لم اسمعه لغير على بن حرب وهو ثبت وفى حديث المبعث بغضكم عند نامر مذاقته * وبغضنا عندكم ياقو منالتن ( واللتنة كد جنة القنفذ يقال متى لم نقض التلنة اخذ تنا اللتنة ) وتقدم في تلن ان ( التلنة الحاجة ) ( اللجن اللحس ) كذا في النسخ والصواب الحيس وكل ما حيس في الماء فقد لجن ( و ) ايضا ( خبط الورق وخلطه وبدقيق أو شعير كالتلجين ) يقال لجن الورق يلجنه لجنا وقال أبو عبيدة لجنت الحظمى ونحوه تلجينا واوخفته إذا ضربته بيدك ليثخن ( و ) اللبحن ( محركة ) كذا في النسخ والصواب واللجين كامير كما في الصحاح وغيره ( الخبط الملجون ) قال الليث هو ورق الشجر يخبط ثم يخلط بدقيق أو شعير فيعلف الابل وكل ورق أو نحوه فهو ملجون اولجين وفى الصحاح اللجين الخبط وهو ما سقط من الورق عند الخبط وانشد الشماخ وماء قد وردت لوصل اروى * عليه الطير كالورق اللجين وفى حديث جرير وإذا اخلف كان لجينا قال ابن الاثير وذلك ان ورق الاراك والسلم يخبط فيسقط ويجف ثم يدق حتى يتلجن أي يتلزج وهو فعيل بمعنى مفعول ( و ) اللجن ( ككتف الوسخ ) قاللل ابن مقبل يعلون بالمرد قوش الورد ضاحية * على سعابيب ماء الضالة اللجن ورواه الجوهرى اللجز بالزاى وهو تصحيف مر الكلام عليه في الزاى مفصلا ( وتلجن ) الشى ( تلزج ) وتلجن ورق السدر إذ الجن مدقوقا ( و ) تلجن ( راسه غسله فلم ينقه ) هكذا هو في النسخ بنصب راسه والصواب في العبارة والراس غسل قلم ينق من وسخه فان تلجن غير متعد وفى المحكم تلجن الراس اتسخ وهو من التلزج زاد الزمخشري حتى تلبد وهو مجاز ( ولجن البعير لجانا ) ظاهر سياقه بالفتح والصحيح بالكسر ( ولجونا ) بالضم ( حرن ) قال ابن سيده اللجان في الابل كالحران في الخيل ( و ) لجن بالفتح ( في المشى ثقل وناقة ) لجون حرون ( وجمل لجون ) كذلك وقال بعضهم لا يقال جمل لجون انما تخص به الاناث وناقة لجون ايضا ثقيلة المشى وفى الصحاح ثقيلة في السير وقال اوس ولقد اربت على الهموم بجسرة * عير انة بالردف غير لجون ( واللجين ) كزبير ( الفضة ) لا مكبر له جاء مصغرا كالثر يا والكميت قال ابن جنى ينبغى ان يكون انما الزموا التحقير هذا الاسم لاستصغار معناه مادام في تراب معدنه ( و ) من المجاز اللجين ( كامير زبد افواه الابل ) على التشبيه بلجين الخطمى يقال رمى الفحل بلجينة قال أبو وجزة كان الناصعات الغر منها * إذا صرفت وقطعت اللجينا ( والجنة ) بالفتح ( الجماعة يجتمعون في الامر ويرضونه ولجن به كفرح علق ) * ومما يستدرك عليه تلجن القوم اخذوا الورق ودقوه وخلطوه بالنوى للابل واللجينية الدراهم المنسوبة الى اللجين ولجن المشط في راسه لم ينفذ فيه من وسخه ( اللحن من (1/8161)
الاصوات المصوغة الموضوعة ) وهى التى يرجع فيها ويطرب قال يزيد بن النعمان لقد تركت فوادك مستجنا * مطوقة على فتن تغنى يميل بها وتركبه بلحن * إذا ما عن للمخزون انا فلا يحزنك ايام تولى * تذكرها ولا ظيرر ارنا وفلان لا يعرف لحن هذا الشعر أي لا يعرف كيف يغنيه ( ج الحان ولحون ) يقال هذا لحن معبد والحانه وملاحنه لما مال اليسه من الاغانى واختاره وقال الشاعر وهاتفين بشجو بعد ما سجعت * ورق الحمام بتر جيع وارنان باتا على غصن بان في ذرى فنن * يرددان لحونا ذات الوان ( ولحن في قراءته ) تلحينا ( طرب فيها ) وغرد بالحان ( و ) اللحن ( اللغة ) بلغة بنى كلاب وبه فسر قول عمر رضى الله تعالى عنه تعلموا اللحن في القرآن أي تعلموا كيف لغة العرب فيه الذين نزل القرآن بلغتم قال أبو عدنان وأنشد تنى الكليبة وقوم لهم لحن سوى لحن قومنا * وشكل وبيت الله لسنا نشاكله قال وقال عبيد بن أيوب أئتنى بلحن بعد لحن وأوقدت * حوالى نيرانا نبوخ وتزهر وفي الاساس يقال هذا اليس من لحنى ولا من لحن قومي أي من نحوى وميلى الذى أميل إليه واتكلم به يعنى لغتة ولسنه ومنه تعلموا الفرائض والسنة واللحن * قلت ويروى والسنن وهو قول عمر رضى الله تعالى عنه وقال الازهرى في تفسير قوله تعلموا اللحن في القرآن أي لغة العرب في القرآن واعرفوا معانيه وكقوله أيضا أبى أقرونا وانا لنرغب عن كئير من لحنه أي من لغته وكان يقرأ
التابوه ونه قول أبى ميسرة في قوله تعالى فأرسلنا عليهم سيل العرم قال العرم المسناة بلحن اليمن أي بلغتهم وقد لحن الرجل تكلم بلغته ( و ) اللحن ( الخطا ) وترك الصواب ( في اقراءة ) والنشيد ونحو ذلك وقيل وهو ترك الاعراب وبه فسر قول عمر رضى الله تعالى عنه تعلموا اللحن والفرائض وفي حديث أبى العالية كنت أطوف مع ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وهو يعلمنى لحن الكلام قال أبو عبيد وانما سماه لحنا لانه إذا بصره بالصواب فقد بصره باللحن قال شمر قال أبو عدنان سألت الكلابيين عن قول عمر هذا فقالوا يريد به اللغو وهو الفاسد من الكلام وبه فسر بعض قول أسماء الفزارى وحديث ألذه هو مما * ينعت الناعتون يوزن وزنا منطق رائع وتلحن أحيا * ناو خير الحديث ما كان لحنا أي انما تخطى في الاعراب وذلك انه يستملح من الجوارى ذلك إذا كان خفيفا ويستثقل منهن لزوم مطلق الاعراب ( كاللحون ) بالضم عن أبى زيد ( واللحانة واللحانية واللحن محركة ) وقد ( لحن ) في كلامه ( كجعل ) يلحن لحنا ولحونا ولحانة و لحانية ولحنا ( فهو لاحن ) مال عن صحيح المنطق ( و ) رجل ( لحان ولحانة ) بالتشديد فيها ( ولحنة كهمزة ) يخطى وفي المحكم ( كثيره و لحنه ) تلحينا ( خطاه ) في الكلام ( و ) قيل ( اللحنة ) بالضم ( من يلحن ) أي يخطى ( وكهمزة من يلحن الناس كثيرا ) ومنه الحديث وكان القاسم رجلا لحنة يروى بالوجهين والمعروف في هذا البناء انه الذى يكثر منه الفعل كالهمزة واللمزة والطلعة والخدعة ونحو ذلك ( و ) اللحن التعريض والايماء ( و ) قد ( لحن له ) لحنا ( قال له قولا يفهمه عنه ويخفى على غيره ) لانه يميله بالتورية عن الواضح المفهوم ومنه قول القتال الكلابي ولقد لحنت لكم لكيما تفهموا * ووحيت وحيا ليس بالمرتاب وفى الحديث إذا انصر فتما فالحنالى لحنا أي اشيرا الى ولا تفصحا وعرضا بما رأيتما امر هما بذلك لانهما ربما اخبرا عن العدو بباس وقوة فاحب ان لا يقف عليه المسلمون وبه فسر ايضا قول اسماء الفرارى المتقدم ( و ) اللحن الميل وقد لحن ( إليه ) إذا نواه و ( مال ) إليه ومنه سمى التعريض لحنا وقال الازهرى اللحن ما تلحن إليه بلسانك أي تميل إليه بقولك ( و ) اللحن الفهم والفطنة وقد ( الحنة القول ) إذا ( افهمه اياه فلحنه كسمعه ) لحنا عن ابى زيد نقله الجوهرى ( و ) لحنه غيره مثل ( جعله ) لحنا عن كراع قال ابن سيده وهو قليل والاول الاعراف إذا ( فهمه ) وفطن لما لم يفطن له غيره وبه فسر ايضا بيت اسماء الفزاوى فصار في بيت اسماء المذكور ثلاثة اوجه الفطنة والفهم وهو قول ابى زيد وابن الاعرابي وان اختلافا في اللفظ والتعريض وهو قول ابن دريد والجوهري والخطا في الاعراب على قول من قال تزيله عن جهته وتعدله لان اللحن الذى هو الخطا في الاعراب هو العدول عن الصواب ( واللاحن العالم بعواقب الكلام ) هكذا في النسخ والصواب انه بهذا المعنى ككتف وهو العالم بعواقب الامور الظريف واما اللاحن فهو الذى يعرف كلامه من جهة ولا يقال لحان فانهم ( ولحن كفرح فطن لحجته وانتبه ) لها عن ابن الاعرابي وهو بمعنى فهم وان اختلفا في اللفظ كما اشرنا إليه ( ولا حنهم ) ملاحنة ( فاطنهم ) ومنه قول عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه عجبت لمن لاحن الناس ولا حنوه كيف لا يعرف جوامع الكلم أي فاطنهم وفاطنوه وجادلهم وقول الطرماح وادت الى القول عنهن زولة * تلاحن أو ترنو القول الملاحن أي تكلم بمعنى كلام لا يفطن له ويخفى على الناس غيرى ( و ) قوله تعالى ولتعرفنهم ( في لحن القول ) أي ( في فحواه ومعناه ) وقيل (1/8162)
أي في نيته وما في ضميره وروى المنذرى عن ابى الهيثم انه قال العنوان واللحن بمعنى واحد وهو العلامة تشير بها الى النسان ليفطن بها الى غيره وانشد وتعرف في عنوانها بعض لحنها * وفى جوفها صمعاء تحكى الدواهيا وقد ظهر بما تقدم ان للحن سبعة معان الغناء واللغة والخطا في الاعراب والميل والفطنة والتعريض والمعنى * ومما بستدرك عليه يقال هو الحن الناس إذا كان احسنهم قراءة أو غناء والحن في كلامه اخطا وهو الحن من غيره أي اعرف بالحجة وافطن لهل منه واللحن بالتحريك الفطنة مصدر لحن كفرح وبالسكون الخطا هذا قول عامة اهل اللغة وقال ابن الاعرابي اللحن بالسكون الفطنة والخطا سواء وقال ايضا اللحن بالتحريك اللغة وقد روى ان القرآن نزل بالحن قريش أي بالغتهم وهكذا روى قول عمر ايضا وفسر باللغة وقال الزمخشري رحمة الله تعالى اراد غريب اللغة فان لم يعرفه لم يعرف اكثر كتاب الله تعالى ومعانيه ولم يعرف اكثر السنن وفى حديث معاوية رضى الله تعالى عنه اته سال ابى زياد فقيل انه ظريف على انه يلحن فقال أو ليس اظرف له قال القتيبى ذهب معاوية رضى الله تعالى عنه الى اللحن الذى هو الفطنة بتحريك الحاء وقال غيره انما اراد اللحن ضد الاعراب وهو يستملح في الكلام إذا قل ويستثقل الاعراب والتشدق ورجل لحن ككتف فطن ظريف قال لبيد رضى الله تعالى
عنه متعوذ لحن يعيد بكفه * قلما على عسب ذبلن وبان ومن المجار قدح لاحن إذا لم يكن صافى الصوت عند الافاضة وكذلك قوس لاحنة إذا انبضت وسهم لاحن إذا لم يكن حنانا عند النفيز والمعرب من جميع ذلك على ضده وملاحن العود ضروب دستاناته والتلحين اسم كالتمتين والجمع التلاحين ( اللنحن ) بالفتح ( البياض الذى ) يرى ( في قلفة الصبى قبل الختان ) عند انقلاب الجلدة ( و ) ايضا البياض الذى ( على جردان الحمار ) وهو الحلق ( واللخنة بالكسر بضعة في اسفل الكتف ولخن السقاء وغيره كفرح انتن ) قاله الليث وفى التهذيب إذا اديم فيه صب اللبن فلم يغسل وصار فيه تحبيب ابيض قطع صغار مثل السمسم واكبر منه متغير الريح والطعم وفى المحكم لخن السقاء تغير طعمه ورائحته وكذلك الجلد في الدباغ إذا افسد فلم يصلح ( و ) لخنت ( الجوزة فسدت ) وتغيرت رائحتها ( ورجل الخن وامة لخناء لم يختنا ) ومنه حديث عمر رضى الله تعالى عنه يا ابن اللخناء ( واللخن محركة قبح ريح الفرج ) قيل ومنه يا ابن اللخناء وقيل هو نتن الريح عامة ( و ) قيل نتن في ( الارفاغ ) واكثر ما يكون في السودان ( و ) قال أبو عمر واللخن ( قبح الكلام ) * ومما يستدرك عليه سقاء لخن ككتف والخن تغير طعمه وريحه قال روبة * والسب تخريق الاديم الا لخن * وقولهم يا ابن اللخناء قيل معناه يادنئ الاصل أو يا لئيم الاءم اشار إليه الراغب ولخنه لخنا قال له ذلك وشكوة لخناه منتنة ( اللدن اللين من كل شئ ) من عود أو حبل أو خلق ( وهى بهاء ج لدان ) بالكسر ( ولدن بالضم ) وقد ( لدن ككرم لدانة ولدونة ) فهو لدن ( والتلدين التليين ) ومنه خبز ملدن ( ولدن ) بضم الدال وسكون النون ( ولدن ) بسكون الدال والقاء الضمة منها كعضد وعضد وقد قرى بلغت من لدنى عذرا ( ولدن ككتف ولدن بالضم ) بالقاء ضمة الدال على اللام ( ولدن كجير ولد ككم ولد كمذ ولدا كقفا ولدن بضمتين ) وحكى ابن خالويه في البديع وهب لنا من لدنك ( ولد ) بضمهما ماخوذة من لدن بحذف النون وانشد الجوهرى لغيلان بن الحرث يستوعب النوعين من خريره * من لد لحييه الى منخوره ( ولدا ) هكذا هو في النسح بالالف والصواب بالياء وهى محولة فهى احدى عشرة لغة وزيد لدن محركة حذفت ضمة الدال فلما التقى ساكنان فتحت الدال عن ابى على فهى ثنتا عشر لغة وقال أبو على نظير لدن ولدى ولد في استعمال اللام تارة نونا وتارة حرف علة وتارة محذوفة ددن وددى ودد قال ابن برى ولم يذكر أبو على تحريك النون بكسر ولا فتح فيمن اسكن الدال قال وينبغى ان تكون مكسورة قال وكذا حكاها الحوفى ولم يذكر لدن التى حكاها أبو على كل ذلك ( ظرف زماني ومكاني كعند ) قال سيبويه لدن جزمت ولم تجعل كعند لانها لم تمكن في الكلام تمكن عند واعتقب النون وحرف العلة على هذه اللفظة لا ما كما اعتقبت الها والوا وفى سنة لا ما وكما اعتقبت في عضاه وقال أبو اسحق لدن لا تمكن تمكن عند لانك تقول هذا القول عندي صواب ولا تقول هو لدنى صواب وتقول عندي مال عظيم والمال غائب عنك ولدن لما يليك لا غير وقال الزجاج في قوله تعالى قد بلغت من لدتى عذرا وقرى بتخفيف النون ويجوز تسكين الدال واجودها بتشديد النون لان اصل لدن الاسكان فإذا اضفتها الى نفسك زدت نونا ليسلم سكون النون الاولى قال والدليل على ان الاسماء يجوز فيها حذف النون قولهم قدنى في معنى حسبى ويجوز قدى بحذف النون لان قد اسم غير متمكن وحكى أبو عمر وعن احمد بن يحيى والمبرد انهما قالا العرب تقول لدن غدوة ولدن غدوة ولدن غدوة فمن رفع اراد لدن كانت غدوة ومن نصب اراد لدن كان الوقت غدوة ومن خفض اراد من عند غدوة وقال ابن كيسان لدن حرف يخفض وربما نصب بها قال وحكى البصريون انها تنصب غدوة خاصة من بمين الكلام وانشدوا ما زال مهرى مزجر الكلب منهم * لدن غدوة حتى دنت لغروب وقال ابن كيسان من خفض بها اجراها مجرى من وعن ومن رفع اجراها مجرى مذومن نصب جعلها وقتا وجعل ما بعدها ترجمه عنها وقال الليث لدن في معنى من عند تقول وقف الناس له من لدن كذا الى المسجد ونحو ذلك إذا تصل ما بين الشيئين وكذلك في الزمان (1/8163)
من لدن طلوع الشمس الى غروبها أي من حين وقال أبو زيد عن الكلابيين هذا من لدنه ضموا الدال وفتحوا اللام وكسروا النون وقال الجوهرى لدن الموضع الذى هو الغاية وهو ظرف غير متمكن بمنزلة عند وقداد خلوا عليها من وحدها من حروف الجر قال تعالى من لدنا وجاءت مضافة تخفض ما بعدها قال وقد حمل حذف النون بعضهم الى ان قال لدن غدوة قنصب غدوة بالتنوين لانه توهم ان هذه النون زائدة تقويم مقام التنوين فنصب كما تقول ضارب زيدا قال ولم يعملوا لدن الا في غدوة خاصة ( وسمع لدا بمعنى هل ) نقله أبو على في التذكرة عن المفضل وانشد لدى من شياب يشترى بمشيب * وكيف شباب المرء بعدد بيب ( و ) يقال ( طعام لدن بضم الدال ) أي ( غير جيدا الخبز والطبخ والدنة كدجنة وتفتح اللام ) وعليه اقتصر ابن برى (
الحاجة ) يقال لى إليه لدنة ( وتلدن تمكث ) في الامر وتلبث عن ابى عمرو ( و ) تلدن ( عليه تلكا ) ولم ينبعث ومنه حديث عائشة رضى الله تعالى عنها فارسل الى ناقة محرمة فتلدنت على فلعنتها ( ولدن ثوبه تلدينا نداه ) * ومما يستدرك عليه فتاة لدنة لينة المهزة وامراة لدنة ريا الشباب ناعمة ولدنه تلدينا لينه ومن المجاز لدنت اخلاقه وهو لدن الخليقة لين العريكة وما بها متلدن بفتح الدال المشدة أي ما يمكث فيه وتلدن بالمكان اقام والعلم اللدنى ما يحصل للعبد بغير واسطة بل بالهام من الله تعالى وعامر بن لدين كزبير الاشعري تابعي مشهور ( اللاذن ) اهمله الجوهرى وهى ( رطوبة تتعلق بشعر المعزى ولحاها ) في بعض جزائر البحر ( إذا رعت نباتا يعرف بقلسوس اوقستوس وما علق بشعرها جيد مسخن ملين مفتح للسدد وافواه العروق مدر نافع للنزلات والسعال ووجع الاذن وما علق باظلافها ردئ ) واجوده ما جلب من جزيرة اقريطش والواحدة بهاء ( لزن القوم كنصر وفرح لزنا ولزنا ) فيه لف ونشر مرتب اجتمعوا على البئر للاستقاء حتى ضاقت بهم ( وتلا زنوا تزاحموا ومشرب لزن ) بالفتح ( ولزن ) ككتف ( وملزون ) أي ( مزدحم عليه ) عن ابن الاعرابي وانشد ابن الاعرابي * في مشرب لا كدر ولا لزن * ( وليلة لزنة ) كفرحة ( ولزنة ) بالفتح ( وتكسر ) أي ( ضيقة ) من جوع اومن خوف ( أو باردة ) عن ابن الاعرابي ( و ) اللزنة ( هي السنة الشديدة الضيقة و ) ايضا ( الشدة والضيق ج لزن ) بالفتح هكذا في النسخ والصواب كعنب ومثله حلقة وحلق وفلكة وفلك قال الاعشى ويقبل ذو البث والراغبو * ن في ليلة هي احدى اللزن أي احدى ليالى اللزن ورواه ابن الاعرابي بفتح اللام وقد قيل في الواحد لزنة بالكسر ايضا وهى الشدة فاما إذا وصفت بها فقلت ليلة لزنة فبالفتح لا غير ( والزمان الا لزن الشديد الكلب ) نقله الزمخشري رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه اصابهم لزن من العيش أي ضيق لا ينال الا بمشقة ويقولون في الدعاء على الانسان ماله سقى في لزن ضاح أي في ضيق مع حر الشمس ( اللسان ) بالكسر ( المقول ) أي الة القول يذكر ( ويونث ج السنة ) فيمن ذكر مثل حمار واحمرة ومنه السنة حداد ( والسن ) فيمن انث مثل ذراع واذرع لان ذلك قياس ما جاء على فعال من المذكر والمونث ومنه قول العجاج * أو تلحج الالسن فينا ملحجا * ( و ) يجمع ايضا على ( لسن ) بالضم مخففا عن لسن بضمتين ككتاب وكتب ( و ) اللسان ( اللغة ) وتونث حينئذ لا غير ومنه قوله تعالى وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه أي بلغة قومه والجمع السنة ومنه قوله تعالى واختلاف السنتكم أي لغاتكم ومنه قولهم لسان العرب افصح لسان وبه سمى ابن منظور كتابه لسان العرب قال شيخنا رحمه الله تعالى وشرحه بعضهم بالتكلم وصرحو ابانه مجاز مشهور فيها من تسمية القول باسم سببه العادى وقيل المراد باللغة الكلم ( و ) اللسان ( الرسالة ) مونثة قال اعشى باهلة انى اتتنى لسان لا اسربها * من علو لا عجب منها ولا سخر ومثله قول الشاعر اتتنى لسان بنى عامر * احاديثها بعد قول نكر ( و ) اللسان ( المتكلم عن القوم ) وهو مجاز ( و ) اللسان ( ارض بظهر الكوفة و ) اللسان ( شاعر فارس منقرى و ) اللسان ( من الميزان عذبته ) وهو مجاز انشد ثعلب ولقد رايت لسان اعدل حاكم * يقضى الصواب به ولا يتكلم ويقال استوى لسان الميزان وبه سمى الحافظ كتابه لسان الميزان ( ولسان الحمل نبات اصله يمضغ لوجع السن وورقه قابض مجفف نافع ضماده للقروح الخبيثة ولداء الفيل والنار الفارسية والنملة والشرى وقطع سيلان الدم وعضة الكلب ) الكلب ( وحرق النار والخناز يروورم اللوزتين وغير ذلك ولسان الثور نبات مفرح جد املين يخرج المرة ا لصقراء نافع للخفقان ولسان العصافير ثمر شجر الدرد اربا هي جدا نافع من وجع الخاصرة والخفقان مفتت للحصا ولسان الكلب نبات لبزر دقيق اصهب وله اصل ابيض ذو شعب متشبكة يدمل اللقروح وينفع الطحال ولسان السبع نبات شرب ماء مطبوخه نافع للحصاة ) كل ذلك سمى به تشبيها باللسان ( والسنة قوله ابلغه ) وكذا السن عنه إذا بلغ ( واللسن بالكسر الكلام و ) ايضا ( اللغة ) وحكى أبو عمر ولكل قوم لسن يتكلمون بها أي لغة ( و ) ايضا ( اللسان ) ومنه قراءة الا بلسن قومه أي بلسان قومه فهى لغة في اللسان بمعنى اللغة لا بمعنى العضور في كلام المصنف رحمه الله تعالى نظر ( و ) اللسن ( محركا الفصاحة ) والبيان وقيل هو جودة اللسان وسلاطته ( لسن (1/8164)
كفرح فهو لسن والسن ) وقوم لسن بالضم ( ولسنه ) لسنا ( اخذه بلسانه ) قال طرفة وإذا تلسننى السنها * اننى لست بموهون فقر ومنه حديث عمر رضى الله تعالى عنه وذكر امراة ان دخلت عليك اسنتك أي اخذتك بلسانها يصفها بالسلاطة وكثرة الكلام والبذاء ( و ) لسنه ( غلبه في الملاستة للمناطقة ) يقال لاسنه فلسنه ( و ) لسن ( النعل خرط صدرها ودقق اعلاها )
ظاهره انه من حد كتب والصواب انه من باب التفعيل لانه يقال نعل ملسنة ( و ) لسن ( الجارية ) لسنا ( تناول لسانها ترشفا ) وتمصصا ( و ) لسنت ( العقرب لدغت ) بزباناها ( واللسن ككتف ومعظم ما جعل طرفه كطرف اللسان الكذاب ) نقله ابن سيده وقال الازهرى لا اعرفه ( والسنه فصيلا اعاره اياه ليلقيه على ناقتة فتدر عليه فيحلبها ) إذا درت ( كانه اعاره لسان فصيله وتلسن الفصيل فعل به ذلك ) حكاه ثعلب واتشد ابن احمر يصف بكرا اعطاه بعضهم في حمالة فلم يرضه تلسن اهله ربعا عليه * رماثا تحت مقلاة نيوب قال ابن سيده قال يعقوب هذا معنى غريب قل من يعرفه ( واللسان كزنا رعشتة ) من الجنبة لها ورق متفرش اخشن كانه المساحى كخشونة لسان الثور يسمو من وسطها الثور قضيب كالذراع طولا في راسه نورة كحلاء وهى دواء من اوجاع اللسان السنة الناس والسنة الابل قاله أبو حنيفة ( ولسونة ع ) عن ياقوت ( و ) الملسن ( كمنبر الحجر ) الذى ( يجعل على باب البيت الذى ينبى للضبع ) ويجعلون اللحمة في موخره فإذا دخل الضبغ فتناول اللحمة سقط الحجر على البا ب فسدة ( والالسان الابلغ للرسالة ) يقال ( السنى فلانا والسن لى فلانا كذا أي ابلغ لى ) وكذلك الكنى فلانا أي ا لك لى قال عدى بن زيد بل السنوالى سراة العم انكم * لستم من الملك والابدال اغمار أي ابلغوا الى وعنى ( والمتلسنة من الا بل الحيلة ) هكذا في النسخ والصواب الخلية كما هو نص ابن الاعرابي قال
الخلية ان تلد الناقة فينحر ولدها عمد اليدوم لبنها وتستدر بحوار غيرها فإذا ادرها الحوار نحوه عنها واحتلبوها وربما خلوا ثلاث خلايا أو اربعا على حوار واحد وهو التلسن ( وظهر الكوفة كان يقال له اللسان ) على التشبيه وهذا قدم تقدم فهو تكرار ( والملسنة من النعال ) كمعظم ما فيها طول ولطافة كهيئة اللسان ) وقيل هي التى جعل طرف مقدمها كطرف اللسان قال كثير لهم ازر حمر الحواشى يطونها * باقدامهم في الحضرمي الملسن ومنه الحديث ان نعله كانت ملسنة ( وكذلك امراة ملسنة القدمين ) إذا كانت لطيفتهما ( و ) من المجاز ( فلان ينطق بلسان الله أي بججته وكلامه و ) من المجاز ( هو لسان القوم ) أي ( المتكلم عنهم ) وهذا قد تقدم فهو تكرار ( و ) من المجاز ( لسان النار شعلتها ) وهو ما يتشكل منها على هيئة اللسان ( وقد تلسن الجمر ) إذا ارتفعت شعلته * ومما يستدرك عليه اللسان الكلام والحبر قال الحطيئة ندمت على لسان فات منى * فليت بانه في جوف عكم واللسان الكلمة والمقالة وبه فسر قول اعشى باهلة السابق واللسان الثناء ومنه قوله تعالى واجعل لى لسان صدق فى الاخرين أي ثناء باقيا الى آخر الد هرولسان النعل الهنة الناتئة في مقدمها وفى الحديث لصاحب اليد الحق واللسان اليد اللزوم واللسان التقاضى وتلسين الليف ان تمشنه ثم تجعله فتائل مهياة وتلسن عليه كذب ورجل ملسون حلو اللسان بعيد الفعال والملسنة كمرحلة عشبة ونشب لسان الابزيم ويقال للمنافق ذو وجهين وذو لسانين والملسن كمعدث من عض لسانه تحيرا وفكرة وذو اللسان لقب موالة بن كثيف بن حمل الضبابى الصحابي لفصاحته روى عنه ابنه عبد العزيز والملسن كمحسن الفصيح والذى يتكلم كثيرا ولسان الدين بن الخطيب مشهور ترجمه المقرى في نفح الطيب * ومما يستدرك عليه لبشونة مدينة بالاندلس وبقال اشبونة عن ياقوت وليشمونة مدينة اخرى بها منها عبد الرحمن بن عبد الله عن مالك رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه اللاطون الاصفر من الصفر نقله صاحب السان واللطينية لغة قوم من الروم ويقال اللاطينية ( لعنه كمنعه ) لعنا ( طرده وابعده ) عن الخير هذا من الله تعالى ومن الخلق السب والدعاء ( فهو لعين ) قال الشماخ ذعرت به القطا ونفيت عنه * مقام الذئب كالرجل اللعين ( وملعون ج ملاعين ) عن سيبويه قال انما اذكر مثل هذا الجمع لان حكم مثل هذا ان يجمع بالواو والنون في المذكر وبالالف والتاء في المونث لكنهم كسروه تشبيها بما جاء من الاسماء على هذا الوزن ( والاسم اللعان والعانية واللعنة مفتوحات ) والجمع اللعان واللعنات ( واللعنة بالظم من يلعنه الناس ) لشره ( وكهمزة الكثير اللعن لهم ) الاول مفعول والثانى فاعل ويطرد عليهما باب وحكى اللحيانى لاتك لعنة على اهل بيتك أي لا يسبن اهل بيتك بسببك قال الشاعر واضيف اكرمه فان مبيته * حق ولاتك لعنة لنزل ( ج لعن كصرد وامراة لعين ) بغير هاء ( فإذا لم تذكر الموصوفة قبالهاء واللعين من يلعنه كل احد كالملعن كمعظم ) وهذا الذى يلعن كثيرا ( و ) اللعين ( الشيطان ) صفة غالبة لانه طرد من السماء وقيل لانه ابعد من رحمه ا لله تعالى ( و ) اللعين ( الممسوخ ) من اللعن (1/8165)
وهو المسخ عن الفراء وبه فسر الايه أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت أي نمسخهم ( و ) اللعين ( المشؤم والمسيب ) هكذا في النسخ والصواب المشؤم المسيب كما هو نص الازهرى ( و ) اللعين ( ما يتخذ في المزارع كهيئة رجل ) أو الخيال تذعربه
الطيور والسباع وفى الصحاح الرجل اللعين شئ ينصب وسط الزرع يستطرد به الوحوش وأنشد بيت الشماخ كالرجل اللعين ( و ) اللعين ( المخزى المهلك ) عن الفراء ( وأبيت اللعن ) كلمة كانت العرب تحيى بها ملوكها وأول من قبل له ذلك قحطان قاله في الروض وفى معارف ابن قتيبة أول من حبى بها يعرب بن قحطان ( أي ) أبيت أيها الملك ( أن تأتى ما تلعن به ) وعليه وقيل معناه لا فعلت ما تستوجب به اللعن كما في الاساس وهو مجاز قال شيخنا رحمه الله تعالى ومن أغرب ما قيل وأقبحه أن الهمزة فيه للنداء قال وهو غلط محض لان المعنى ينقلب من المدح الى الذم ( والتلاعن التشاتم ) في اللفظ غير أن التشاتم يستعمل في وقوع كل واحد منها بصاحبه والتلاعن ربما استعمل في فعل أحدهما ( و ) التلاعن ( التماجن ) قال الازهرى وسمعت العرب تقول فلان يتلاعن علينا إذا كان يتماجن ولا يرتدع عن سوء ويفعل ما يستحق به اللعن ( والتعن ) الرجل ( أنصف في الدعاء على نفسه ) هو افتعل من اللعن ( و ) في الحديث اتقوا ( الملاعن ) وأعدوا النبل هي ( مواضع التبرز ) وقضاء الحاجة جمع ملعنة وهى قارعة الطريق ومنزل الناس وقيل الملاعن جواد الطريق وظلال الشجر ينزلها الناس نهى أن يتغوط تحتها فتتأذى السابلة بأقذارها ويلعنون من جلس للغائط عليها قال ابن الاثير وفى الحديث اتقوا الملاعن الثلاث قال هي جمع ملعنة وهى الفعلة التى يلعن بها فاعلها كأنها مظنة للعن ومحل له وهو أن يتغوط الانسان على قارعة الطريق أو ظل الشجرة أو جانب النهر فإذا مر بها الناس لعنوا فاعله ( ولاعن امرأته ) في الحكم ( ملاعنة ولعانا ) بالكسر وذلك إذا قذف امرأته أورما ها برجل أنه زنى بها فالامام يلاعن بينها ويبدأ بالرجل ويقفه حتى يقول أشهد بالله أنها زنت بفلان وانه لصادق فيما رماها به فإذا قال ذلك أربع مرات قال في الخامسة وعليه لعنة الله ان كان من الكاذبين فيما رماها به من الزنا ثم تقام المرأة فتقول أيضا أربع مرات أشهد بالله أنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنى ثم تقول في الخامسة وعلى غضب الله ان كان من الصادقين فإذا فعلت ذلك بانت منه ولم تحل له أبدا وان كانت حاملا فجاءت بولد فهو ولدها ولا يلحق بالزوج لان السنة تنفيه عنه سمى ذلك كله لعانا لقول الزوج عليه لعنة الله ان كان من الكاذبين وقول المرأة عليها غضب الله ان كان من الصادقين ( و ) جائز أن يقال للزوجين قد ( تلاعنا والتعنا ) إذا ( لعن بعض بعضا ) وجائز أن يقال للزوج قد التعن ولم تلتعن المرأة وقد التعنت هي ولم يلتعن الزوج ( ولا عن الحاكم بينهما لعانا ) إذا ( حكم والتلعين التعذيب ) عن الليث وبيت زهير يدل لما قاله ومرهق الضيفان يحمد في اللا واء غير ملعن القدر أراد ان قدره لا تلعن لانه يكثر شحمها ولحمها ( واللعين المنقرى أبو الاكيدر مبارك بن زمعة شاعر ) فارس * ومما يستدرك عليه اللعنة بالفتح لغة في العنة حكاها اللحيانى يقال أصابته لعنة من السماء ولعنة واللعن التعذيب واللعنة العذاب والشجرة الملعونة في القرآن قال ثعلب يعنى شجرة الزقوم قيل أراد الملعون اكلها وقال الزمخشري كل من ذاقها لعنها وكرهها والملاعنة اللعان والمباهلة وأمر لاعن جالب للعن وباعث عليه واللاعنه جادة الطريق لان التغوط فيها سبب اللعن كاللعينة وهى اسم الملعون كالرهينة بمعنى المرهون أو هي بمعنى اللعن كالشتيمة من الشتم واللعين الذئب وتلعنو كالتعنوا واللعان الكثير اللعنة ( اللغن شرة الشباب وبالضم الوترة ) التى ( عند باطل الاذن ) إذا استقاء الانسان تمددت وقيل هي ناحية من اللهاة مشرفة على الحلق والجمع ألغان ( و ) اللغن ( اللغدود ) وهو لحم بين النكفتين واللسان من باطل ( كاللغتون ) بالضم والجمع اللغانين ( وهو الخيشوم أيضا ) عن ابن الاعرابي ( و ) يقال ( جئت بلغن غيرك إذا أنكرت ما تكلم به من اللغة و ) لغن لغة في لعل وبعض تميم يقول ( لغنك ) بمعنى ( لعلك ) قال الفرزدق قفايا صاحبي بنا لغنا * نرى العرصات أو أثر الخيام ( والغان النبت الغينانا التف وطال ) فهو ملغان * ومما يستدرك عليه أرض ملغانة أي كثيرة الكلا ( اللغثون ) بالضم والثاء المثلثة أهمله الجوهرى وفى التهذيب عن ابن الاعرابي هو ( الخيشوم ج لغاثين ) قال هكذا سمعنا زاد المصنف رحمه الله تعالى ( أو ) هو ( تصحبف لغنون ) بالنون * ومما يستدرك عليه ملفون بالفاء مدينة بالمغرب عن العمرانى رحمه الله تعالى ( اللقن واللقنة واللقانة واللقانية سرعة الفهم ) وقيل اللقانة واللقانية الاسم كاللحانة واللحانية والطبانة والطبانية ( لقن كفرح فهو لقن ) سريع الفهم حسن التلقين لما يسمعه ( وألقن ) إذا ( حفظ بالعجلة والتلقين كالتفهيم ) وقد لقنه كلاما تلقينا أي فهمه منه ما لم يفهم ( واللقن بالكسر الكنف والركن وملقن كمقعد ع ) عن ابن سيده ( و ) لقان ( كغراب د ) بالروم عن ياقوت ( واللواقن
اسفل البطن ولقنة الكبرى و ) لقنة ( الصغرى حصنان بالاندلس ) من أعمال ماردة والذى في معجم ياقوت لقنت بفتح اللام والقاف وسكون النون وتاء مثناة وهذا هو الصواب وموضع ذكره في حرف التاء الفوقية * ومما يستدرك عليه تلقنه أخذه لقانية وهو مثل التلقن واللقن محركة معرب لكن شبه طست من صفر وملقونية بفتح الميم واللام وضم القاف بلد بالروم قرب قونية من جبله تقطع الارحية ولقانة كسحابة قرية بالبحيرة وقد وردتها ولوقين بالضم قرية بها أخرى والسراج عمر بن على بن أحمد بن محمد ابن عبد الله الاندلسي القاهرى عرف بابن الملقن كمحدث مشهور وحفيده الجلال عبد الرحمن بن يحيى أجازه الصدر المناوى (1/8166)
والكمال الديرى ( لكن كفرح لكنا محركة ولكنة ولكونة ولكنونة بضمهن فهو الكن ) وهم لكن ( لا يقيم العربية لعجمة لسانه ) وقيل اللكنة عى في اللسان وقال المبرد هو ان تعترض على كلام المتكلم اللغة الاعجمية يقال فلان يرتضخ لكنة رومية ( و ) لكان ( كغراب ع ) وهو علم مرتجل نقله ياقوت واورده نصر وابن سيده واتشد لزهير ولا لكان الى وادى الغمار ولا * شرق سلمى ولا فيد ولا رهم قال ابن سيده كذا رواه ثعلب وخطا من روى فالا لكان قال وكذلك رواية الطوسى ايضا ( و ) لكن ( كجبل ظرف م ) معروف شبه طست من صفر وهو معرب لكن بالكاف العربية ( و ) قال الفراء للعرب في ( لكن ) لغتان بتشديد النون واسكانها فمن شددها نصب بها الاسماء ولم يلها فعل ولا يفعل وقال الجوهرى هو ( حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر ) كان و ( معناه الاستدرك ) يستدرك بها بعد النفى والايجاب ( وهو ان تثبت لما بعدها حكما مخالفا لما قبلها ولذلك لابد ان يتقدمها كلام مناقض لما بعدها اوضدله ) تقول ما جاءني زيد لكن عمر اقد جاء وما تكلم زيد لكن عمرا قد تكلم وقال الجاربردى ومعنى الاستدراك رفع وهم عن كلام سابق وقال ابن سيده لكن حرف تثبت به بعد النفى وقال الكسائي حرفان من الاستثناء لا يقعان اكثر ما يقعان الا مع الحجدو هما بل ولكن والعرب تجعلهما مثل واو النسق ( وقيل ترد تارة للتوكيد دائما مثل ان ويصحب التوكيد معنى الاستدراك ) وقال الفراء إذا ادخلوا عليها الواو آثروا تشديدها لانها رجوع عما اصاب اول الكلام فشبهت ببل إذا كانت رجوعا مثلها الا ترى انك تقول لم يقم اخوك بل ابوك ثم تقول لم يقم اخوك لكن ابوك فتراهما في معنى واحد والواو لا تصلح في بل فإذا قالوا ولكن فادخلوا الواو تباعدت عن بل إذ لم تصلح في بل الواو فآثروا فيها تشديد النون وجعلوا الواو كأنها ادخلت لعطف لا بمعنى بل ( وهى بسيطة ) عند البصريين ( وقال الفراء مركبة من لكن وان فطرحت الهمزة للتخفيف ) ونون لكن للساكنين قال ولذا نصبت العرب بها إذا شددت نونها وقيل مركبة من لا والكاف واليه اشار الجوهرى بقوله وبغض النوحيين يقول اصله ان واللام والكاف زوائد ويدل على ذلك ان العرب تدخل اللام في خبرها وانشد الفراء * ولكننى من حبها العميد * ( وقد يحذف اسمها كقوله فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي * ولكن زتجى عظيم المشافر ) ويروى غليظ المشافر ( ولكن ساكنة النون ضربان مخففة من الثقيلة وهى حرف ابتداء لا يعمل ) في شئ اسم ولا فعل ( خلافا للاخفش ويونس ) ومن تبعهما ( فان وليها كلام فهى حرف ابتداء لمجرد فادة الاستدراك وليست عاطفة ) ويجوز ان يستعمل بالواو نحو قوله تعالى ولكن كانوا هم الظالمين ويدونها نحو قول زهير ان ابن ورقاء لا تخشى بوادره * لكن وقائعه في الحرب تنتظر ( وان وليها مفرد فهى عاطفة بشرطين احدهما ان يتقدمها نفى أو نهى ) ويلزم الثاني مثل اعراب الاول وقال الجار بردى إذا عطفت لكن المفرد فتجئ لكن بعد النفى خاصة بعكس لا فانها تجئ بعد الاثبات خاصة كقولك ما رايت زيد الكن عمر أي لكن رايت عمرا فان قلت ما رايت زيد الكن عمر الم يجز ( والثانى ان لا تقترن بالواو وقال قوم لا تكون مع المفرد الا بالواو ) وقال الجوهرى لا تجوز الامالة في لكن وصورة اللفظ بها لاكن وكتبت في المصاحف بغير الف والفها غير ممالة وقال ابن جنى واما قراءتهم لكنا هو الله ربى فاصلها لكن انا فلما حذفت الهمزة للتخفيف والقيت حركتها على نون لكن صار التقدير لكننا فلما اجتمع حرفان مثلان كره ذلك كما كره شدد وجلل فاسكنوا النون الاولى وادغموها الثانية فصارت لكنا كما اسكنوا الحرف الاول من شدد وجلل وادغموه في الثاني فقالوا جل وشد فاعتدوا بالحركات وان كانت غير لازمة وقوله فلست بآتية ولا استطيعه * ولاك اسقنى ان كان ماوك ذافضل انما اراد ولكن اسقنى فحذف النون للضرورة وهو قبيح * ومما يستدرك عليه لكين بن ابى لكين كزبير جنى حرت له مع الربيع بنت معوذ الانصارية قصة ذكرها البيهقى في الدلائل ولا تكن في كلامه ارى في نفسه اللكنة ليضحك الناس ولكنو مدينة عظيمة بالهند هي بيد الفرنج اليوم ( لن حرف نصب ونفى واستقبال ) وفى المحكم حرف ناصب للافعال وهى نفى لقولك سيفعل وفى الصحاح
حرف لنفى الاستقبال وتنصب به تقول لن يقوم زيد 2 قال الازهرى واختلفوا في علة نصب الفعل فروى عن الخليل انها نصبت كما نصبت ان وليس ما بعدها بصلة لها لان لن تفعل نفى سيفعل فيقدم ما بعدها عليها نحو قولك زيد الن اضرب كما تقول زيد الم اضرب انتهى وقال الجار بردى هو حرف بسيط براسه على الصحيح وهو مذهب سيوبيه لان الاصل في الحروف عدم التصرف ( وليس اصله لا فابدلت الالف نونا ) وحجدوا بها المستقبل من الافعال ونصصبوه بها ( خلافا للفراء ) قال أبو بكر وقال في قوله تعالى فلا يومنوا حتى يروا العذاب الاليم فلن يومنوا فابدلت الالف من النون الخفيخة قال وهذا خطا لان لن فرع للا إذ كانت لا تحجد الماضي والمستقبل والدائم والاسماء ولن لا تجحد الا المستقبل وحده ( ولالا ان فحذفت الهمزة تخفيفا ) لما كثر الاستعمال فالتقت الف لا ونون ان ( و ) هما ساكنان فحذفت ( الالف ) من لا ( للساكنين ) وسكون النون بعدها فحلطت اللام بالنون وصار لهما بالامتزاج والتركيب الذى وقع فيهما حكم آخر ( خلافا للخليل ) وزعم سيبويه ان هذا يجيد ولو كان كذلك لم (1/8167)
يجز زيد الن يضرب وهذا جائز على مذهب سيبويه وجميع البصريين ( و ) حكى هشام عن ( الكسائي ) مثل هذا القول الشاذعن الخليل ولم ياخذ به سيبويه ولا اصحابه ( ولا تفيد توكيد النفى ولا تأبيده خلافا للزمخشري فيهما ) في قوله تعالى لن تراني ( وهما دعوى بلا دليل ) وفيه دسيسة اعتزالية حملته على نفى الروية على تابيد ( ولو كانت للتابيد لم يقيد منفيها باليوم في قوله ) تعالى ( فلن اكلم اليوم انسيا ولكان ذكر الابد في قوله تعالى ولن يتمنوه ابدا تكرار أو الاصل عدمه ) كما صرح به غير واحد ومر تحقيقه في الراء ( وتاتى للدعاء كقوله لن تزالوا كذلكم ثم لازلت * لكم خالدا خلود الجبال قيل ومنه ) قوله تعالى ( قال رب بما انعمت على فلن اكون ظهير اللمجر مين ويلقى القسم بها كقول ابى طالب ) يمدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والله يصلوا اليك بجمعهم * حتى اوسد في التراب دفينا وقد يجزم بها كقوله * فلن يحل للعينين بعدك منظر * ) وهو نادر * ومما يستدرك عليه لبنان بالضم محلة كبيرة باصبهان منها أبو بكر محمد بن احمد بن عمر بن ابان العبدى محدث مشهور ثقة عن ابن ابى الدنيا وعنه والد ابى نعيم الالحافظ توفى سنة 333 ( اللون ) من كل شى ( ما فصل بين الشى وغيره و ) من المجاز اللون ( النوع ) والصنف والضرب والجمع الوان وقال الراغب الالوان يعبر بها عن الاجناس والانواع يقال اتى بالوان من الحديث والطعام وتناول كذا لو نامن الطعام ( و ) اللون ( هيئة كالسواد ) والحمرة وقال الحر الى الللون تكيف ظاهر الاشياء في العين وقال غيره هو الكيفية المدركة بالبصر من حمرة وصفرة وغيرهما والجمع الوان ( و ) اللون ( الدقل من النخل ) والجمع الوان يقال كثرت الالوان في ارض بنى فلان وهو مجاز ( أو هو جماعة ) عن الاخفش ( واحدتها لونة بالضم ) وهو كل ضرب من النخل ما لم يكن عجوة اوبرنيا ( و ) قال الاخفش واحدتها ( لينة بالكسر ) ولكن لما انكسر ما قبلها انقلبت الواو ياء ومنه قوله تعاللى ما قطعتم من لينتة وقال الفراء كل شى من النخل سوى العجوة د فهو من اللين واحدته لينة وقيل هو الالوان واحدتها لونة لانكسار اللام ( وتجمع لينة على لين ) قال تسألني اللين وهمى في اللين * واللين لا ننبت الا في الطين ( و ) يجمع ( لين على ليان ) ككتاب قال امرو القيس وسالفة كسحوق الليا * ن اضرم فيها الغوى السعر قال ابن برى ورواه قوم من اهل الكوفة كسحوق اللبان وهو غلط وقد تقدم البحث فيه في ل ب ن ( والمتلون من لا يثبت على خلق واحد ) وهو مجاز ( واللان بلاد ) واسعة ( وامة في طرف ارمينية ) وهى مملكة صاحب السرير وهى ثمانية عشر الف قرية قال ياقوت بلادهم متاخمة للدر بند في جبال القبق ومنهم المسلمون والغالب عليهم النصرانية وفيهم غلظ وقساوة وملكهم يقال له كنداج وبين مملكة اللان وجبل القبق قلعة وقنطرة على وادعظيم يقال لهذه القلعة قلعة باب اللان وهى على صخرة صماء لا سبيل الى الوصول إليها الا باذن من بها ولها ماء عين عذبة وكان مسلمة بن عبد الملك وصل إليها وفتحا ورتب فيها رجالا من العرب يحرسونها بينها وبين تقليس مسيرة ايام ( وعلان ) بالعين ( من لحن العامة ) قلبوا الالف عينا ( وابو عبد الله اللانى معلم الامراء ) روى عن ابى القاسم البغوي وآخرون نسبوا الى اللان هذه المملكة ( والون كاسود تلون ) وكلا هما مطاوع لونه تلوينا ( ولوين كزبير ولون لقبا ) ابى جعفر ( محمد بن سليمان ) بن حبيب الاسدي المصيصى ( الحافظ ) عن مالك وطبقته وعنه أبو داود والنسائي وابن صاعد وانما لقب به لانه روى انه كان دلالا في سوق الخليل فكان يقول هذا الفرس له لوين هذا الفرس له قديد وكان يقول قد لقبوني لوينا وقد رضيت به * ومما يستدرك عليه التلوين تقديم الالوان من الطعام للتفكه والتلذ ذو يطلق على ر
تغيير اسلوب الكلام الى اسلوب آخر وهو اعم من الالتفات ولون البسر تلوينا بدا فيه اثر النضج ويقال كيف تركتم النخيل فيقال حين لون أي اخذ شيا من اللون الذى يصير إليه وتغير عما كان وجئت حين صارت الالوان كالتلوين وذلك بعد الغروب أي تغيرت عن هيآتها لسواد الليل وبه فسر الاصمعي قول حميد الارقط حتى إذا اغست دجى الدجون * وشبه الالوان بالتلوين ولون الشيب فيه ووشع بدا في شعره وضح الشيب والتلوين عند الصوفية تنقل العبد في احواله قال ابن العربي وهو عند الاكثر مقام نقص وعندنا اعلى المقامات وحال العبد فيه حال كل يوم هو في شان ولوان كسحاب في قول ابى دواد عن ياقوت ( اللهنة بالضم ما يهديه المسافر ) إذا قدم من سفره ( و ) ايضا ( اللمجة ) والسلفة وهو الطعام الذى يتعلل به قبل الغذاء وفى الصحاح قبل ادراك الطعام قال عطية الدبيرى * طعامها اللهنة أو اقل ( و ) قد ( لهنهم و ) لهن ( لهم فيهما ) أي في المعنيين ( تلهينا ) فتلهن ( والهنه اهدى له ) شيا ( عند قدومه من سفر و ) في الصحاح ( لهنك بكسر الهاء ) وفتح اللام ( كلمة تستعمل تأكيدا ) أي عند التأكيد و ( اصلها لانك فابدلت ) الهمزة ( هاء كاياك وهياك ) قال ( وانما جمع بين توكيدين اللام وان لان الهمزة لما ابدلت ) هاء ( زال لفظ ان فصارت كأنها شئ آخر ) وانشد الكسائي لهنك من عبسية لوسيمة * على هنوات كاذب من يقولها (1/8168)
اللام الاولى للتوكيد والثانية لام ان اراد الله انك من عبسية فحذف اللام الاولى من لله والالف من انك والقول الاول اصح وقال ابن برى وذكر الجوهرى لهنك في فصل لهن وليس منه لان اللام ليست باصل وانما هي لام الابتداء والهاء بدل من همزة ان وانما ذكره هنا لمجيئه على مثاله في اللفظ ومنه قول محمد بن مسلمة الا يا سني برق على قلل الحمى * لهنك من برق على كريم لمعت اقتذاء الطير والقوم هجع * فهيجت اسقاما وانت سليم ( والهان ) كعطشان ) ( مخلاف باليمن ) بينه وبين العرن عشرة قراسخ وبينه وبين جبلان اربعة عشر فرسخا ( و ) ايضا ( ع بنواحي المدينة ) كان ( لبنى قريظة ) عن ياقوت ( وبنو الهان قبيلة ) من قحطان وهو الهان بن مالك بن زيد اخو همدان وبه سمى المخلاف المذكور * ومما يستدرك عليه اللهنة بالفتح العلقة من المرعى ( لان ) الشئ ( يلين لينا ) بالكسر ( وليانا بالفتح ) ضد صعب وخشن ( وتلين ) مثله ( فهو لين ولين كميت وميت ) وبهما روى الحديث يتلون كتاب الله لينا ولينا أي سهلا على السنتهم وانشد أبو زيد بنى ان البر شئ * المفرش اللين والطعيم * ومنطق إذ انطقث لين ( أو المخففة في المدح خاصة ج لينون ) قال الكميت هينون لينون في بيوتهم * سنخ التقى والفضائل الرتب ( و ) قوم ( اليناء ) هو جمع لين مشددا وهو فيعل لان فعلا لا يجمع على افعلاء وحكى اللحيانى انهم قوم اليناء وهو شاذ ( والنته ) على النقصان والينته على التمام كاطلته واطولته ( ولينته ) صيرته لينا ( والليان كسحاب رخاء العيش ) ونعمته وهو مجاز وانشد الازهرى بيضاء باكرها النعيم فصاغها * بليانه فادقها واجلها يقول ادق خصرها واجل كفلها ( واستلانه رآه ) لينا كما في المحكم أو عده لينا ( أو وجده لينا ) على ما يغلب عليه في هذا النحو ومنه حديث على رضى الله تعالى عنه وكرم الله وجهه في ذكر العلماء الاتقياء فباشر واروح اليقين والستلانوا ما استخشن المترفون واستوحشوا مما انس به الجاهلون ( وانه لذو ملينة ) كمرحلة أي ( لين الجانب ) وهو مجاز ( وهين لين ) كسيد ( يخففان ج اليناء ) تقدم البحث فيه قريبا وفيه تكرار ( ولاينه ملاينة وليانا ) بالكسر أي ( لان له ) والمفاعلة ليست على بابها ( واللينة بالفتح كالمسرورة يتوسد بها ) قال ابن سيده ارى ذلك للينها ووثارتها ومنه الحديث كان إذا عرس بليل توسد لينة وإذا عرس عند الصبح نصب ساعده ( و ) لينة ( بالكسر ماء ) لبنى اسد ( بطريق مكة حفره ) كذا في النسخ والصواب حفرها ( سليمان عليه السلام ) وذلك انه كان في بعض اسفاره فشكا جنده العطش فنظر الى سبطر فوجده يضحك فقال ما اضحك فقال اضحكنى ان العطش قد اضر بكم والماء تحت اقدامكم فاحتفر لينة حكاه ثعلب عن ابن الاعرابي وقال الازهرى رحمه الله تعالى لينة موضع بالبادية عن يسار المصعد بطريق مكة بحذاء الهبير ذكره زهير فقال * من ماء لينة لا طرقا ولا رنقا * قال وبها ركايا عذبة حفرت في حجر رخو * قلت وقالت مراة من يهد لى من ماء بقعاء جرعة * فان له من ماء لينة اربعا لقد زادني وجدا ببقعاء اننى * وجدت مطايانا بلينة طلعا وتقدمت قصتها في وجد عن ابى العلاء صاعد في الفصوص ( وابو لينة بالكسر النضر بن ) ابى مريم ( مطرف ) كذا في النسخ والصواب مطرق بالقاف كمنبر كذا ضبطه الحافظ شيخ وكيع ( كوفى ضعيف الحديث ) وروى عنه ايضا مرو ان بن معاوية الفزارى
وقال الذهبي في الديوان ضعفه يحيى والدار قطني وقد سمع ابا حازم ( واللين بالكسرة بمرو ) فيما زعم ابن ما كولا وتعقبه السمعاني رحمة الله تعالى فقال لا اعرف هذه في قرى مرو ولعلها كامير ( منها محمد بن نصر ) بن الحسين بن عمان المزني في الصالحين عن وكيع وابن المبارك ذكره ابن معدان تاريخ المراوزة قال الحافظ رحمة الله تعالى هكذا قراته بخط ابى العلاء الفرضى محمد ابن نصر فقول الذهبي رحمة الله تعالى مكى بن منصور أو ابن نصر وهم ( و ) اللين قرية ( اخرى بين الموصل ونصيبين و ) ايضا ( ع ببلاد الغرب ) كذا في النسخ والصواب ببلاد العرب قال نصر جاء في شعر ( ومليانة بالكسر د بالمغرب ) في آخر افريقية بينه وببن تنس اربعة ايام جدده زير بن مناد واسكنه بلكين وقال الحافظ مدينة من عمل تلمسان منها الرضى سليمان بن يوسف المليانى سمع المشارق من الصغانى في سنة 637 ( و ) من المجاز ( تلين له ) إذا ( تملق وباب ليون ) كصبور ويقال اليون بالالف ( ة بمصر أو محلة بها ) نسب إليها لها ذكر في الفتوح ويقال ايضا بابليون وقد ذكرناها في ببلن وفى الن * ومما يستدرك عليه الينه صيره لينا والملاينة المداهنة والالين اللين والجمع الاين ومنه الحديث خياركم الا ينكم مناكب في صلاة وهو بمعنى السكون والخشوع واللينة بالكسر النخل منهم من ذكره هنا وحروف اللين الالف والواو والياء ونزلوا بين الارض وليانها والان جناحه وهو مجاز ( فصل الميم ) مع النون ( المانة السرة وما حولها ) ومنهم من خصها بالفرس ( و ) من البقر ( الطفطة أو شحمة ) قص الصدر ( لا صقة بالصفاق من باطنه ) مطيفته كله أو لحمة تحت السرة الى العانة وقال سيبويه هي تحت الكركرة وانشد (1/8169)
يشبهن السفين وهن بخت * عراضات الا باهر والموون وقال غيره باطن الكركرة كالمان ( ج مانات ) وانشد أبو زيد إذا ما كنت مهدية فاهدى * من المانات أو قطع السنام ( وموون ) على غير قياس كبدرة وبدور وانشد سيبويه يشبهن السفين وهن بخت * عراضات الا باهرو الموون ( ومانه كمنعه ) مانا ( اصاب مانته ) وهى ما بين سرته وعانته وشرسوفه ( و ) مانه مانا ( اتقاه وحذره و ) مان ( القوم احتمل مونتهم أي قوتهم ) وقام عليهم والاسم المائنة ( وقد لا تهمز ) المؤمنة وهى فعولة ( فالفعل ) على هذا ( مانهم ) كما سيأتي اشار إليه الجوهرى قال الفراء اتانى ( وما مانت مانه ) أي ( لم اكترث له أو لم اشعر به ) عن ابى زيد وابن الاعرابي ( أو ما تهيات له وما اخذت عدته واهبته ) ولا عملت فيه الفراء قال الازهرى رحمة الله تعالى وهذا يدل على ان المونة مهموزة وقال بعضهم ما انتبهت له ولا احتلفت به ومن ذلك ايضا ولا هوت هواه ولا ربات رباه ( و ) قال بعضهم جاء الامر وما مانت فيه ما نه أي ( ما طلبته ولا اطلت التعب فيه والمئنة في الحديث ) الذى رواه مسلم عن ابن مسعود رضى الله تعالى عنه كمظنة ( العلامة ) ونص الحديث ان طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل قال ابن الاثير وكل شئ فهو مئنة له ( أو ) هي ( مفعلة من ان كمعساة من عسى ) فالميم حينئذ زائدة ( أي مخلقة ومجدرة ان يقال فيه انه كذا وكذا ) قال ابن الاثير حقيقتها انها مفعلة من معنى ان التى للتحقيق والتاكيد غير مشتقة من لفظها لان الحروف لا يشتق منها وانما ضمنت حروفها دلالة على ان معناها فيها ولو قيل انها اشتقت من لفظها بعد ما جعلت اسما لكان قولا قال ومن اغرب ما قيل فيها ان الهمزة بدل من ظاء المظنة والميم في ذلك كله زائدة وقال ( الاصمعي ) سألني شعبة عن هذا فقلت مئنة أي علامة لذلك وخليق لذلك قال الراجز ان اكتحا لا بالنفى الا بلج * ونظرا في الحاجب المزجج * مئنة من الفعال الاعوج قال وهذا الحرف هكذا يروى في الحديث والشعر بتشديد النون و ( حقها ) عندي ( ان تكون مئينة على فعيلة ) لان الميم اصلية الا ان يكون اصل هذا الحرف من غير هذا الباب فيكون من ان المكسورة المشددة كما يقال هو معساة من كذا أي مجدرة ومظنة وهو مبنى من عسى وكان ( أبو زيد ) يقول ( هي مئتة بالمثناة ) من ( فوق ) أي مخلقة لذلك ومجدرة ومحراة ونحو ذلك وهو ( مفعلة من اته ) اتا ( إذا غلبه بالحجة ) قال ابن برى المئنة على قول الجوهرى والازهري كان يجب ان تذكر في انن وكذا قال أبو على في التذكرة ( وقيل وزنها فعلة من مان إذا احتمل ) وحينئذ فالميم اصلية وهو من هذا الفصل ( وماءن في ) هذا ( الامر كفاعل مماءنة ) أي ( روا ) عن الاصمعي ( والمان خشبة في راسها حديدة تثار بها الارض ) عن ابى عمرو وابن الاعرابي ( وتماءن قدم ) وبه فسر فول الهذلى رويد عليا ما ثدي امهم * الينا ولكن ودهم متمائن أي قديم وهو من قولهم جاءني الامر وما مانت فيه مانة أي ما طلبته وما اطلت التعب فيه والتقاؤ هما إذا في معنى الطول والبعد وهذا معنى القدم وقد روى متم اين بغير همز فهو حينئذ من المين وهو الكذب ويروى متيا من أي مائل الى اليمن ( والتئمنة التهيئة
والفكر والنظر ) من مانت إذا تهيات فالميم فيه اصلية وهكذا فسر ابن الاعرابي قول المرار الفقعسى فتهامسوا شيا فقالوا عرسوا * من غير تمئنة لغير معرس قال ابن برى والذى في شعر المرار فتناءموا أي تكلموا من النئيم وهو الصوت وكذا روه ابن حبيب ( والممانة المخلقة والمجدرة ) زنة ومعنى والميم زائدة ( وامان مانك واشان شأنك ) أي ( افعل ما تحسنه ) وانشد الجوهرى إذا ما علمت الامر افررت علمه * ولا ادعى ما لست امانة جهلا كفى بامرى يوما يقول بعمله * ويسكت عما ليس يعلمه فضلا * ومما يستدرك عليه اتانى ذذلك عن اعرابي من سليم وقال اللحيانى ما عملت عمله والتئمنة الاعلام وقال الاصمعي التعريف وبه فسر قول المرار المذكور وقال ابن حبيب هي الطمانية وبه فسر قوله يقول عرسوا بغير موضع الطمأنينة وقيل هي مفعلة من المئنة التى هي الموضع المخلق للنزول أي في غير موضع تعريس ولا علامة تدلهم عليه ونقل عن ابن الاعرابي هو تفعلة من المؤمنة التى هي القوت والمائنة اسم مايمون أي يتكلف من المونة عن الليث واختلف في المؤمنة تهمز ولا تهمز وقد اشار له المنصف رحمه الله تعالى ولكن كلام الجوهرى في ذلك اوسع فقيل هو فعولة وقيل مفعلة قال الفراء من الاين وهو التعب والشدة ويقال هو مفعلة من الاون وهو الخرج والعدل لانه ثقل على الانسان قال الخليل ولو كان مفعلة لكان مئينة مثل معيشة وعند الاخفش يجوز ان تكون مفعلة هذا حاصل ما نقله الجوهرى رحمه الله تعالى قال ابن برى والذى نقله الجوهرى من مذهب الفراء ان مؤمنة من الاين وهو التعب والشدة صحيح الا انه اسقط تمام الكلام فاما الذى غيره فهو قوله ان الاون هو الخرج وليس هو الخرج وانما قال والا ونان جانبا الخرج جانبه وليس اياه وكذلك ذكره الجوهرى ايضا في فصل اون وقال (1/8170)
المازنى لانها ثقل على الانسان يعنى المونة فغيره الجوهرى فقال لانه فذكر الضمير واعاده على الخرج واما الذى اسقطه فهو قوله بعده ويقال للاتان إذا اقربت وعظم بطنها قد اونت را إذا اكل الانسان وامتلا بطنه وانتفخت خاصرتاه قبل اون تاوينا انقصى كلام المازنى رحمه الله تعالى قال واما قول الجوهرى قال الخليل لو كان مفعلة لكان مئينة قال صوابه ان يقول لو كان مفعلة من الاين دون الاون لان قياسها من الاين مئينة ومن الاون مونة وعلى قياس مذهب الاخفش ان مفعلة من الاين مونة خلاف قول الخليل واصلها على مذهب الاخفش ماينة فنقلت حركة الياء الى الهمزة فانقليت الواو ياء لسكونها وانضمام ما قبلها قال وهذا مذهب الاخفش ( المتن النكاح ) وقد متنها متنا ( و ) المتن ( الحلف و ) المتن ( الضرب ) بالسوط في أي موضع كان وهو مجاز ( أو شديده و ) المتن ( الذهاب في الارض و ) المتن ( المد ) وقد متنه متنا إذا مدة ( و ) من المجاز المتن ( ما صلب من الارض وارتفع ) واستوى ( كالمتنة ) والجمع متون ومتان قال الحرث بن حلزة انى اهتديت وكنت غير رجيلة * والقوم قد قطعو امتان السجسج وقال أبو عمر والمتان جوانب الارض في اشراف ويقال متن الارض جلدها ( و ) المتن ( من السهم ما بين الريش ) اوما دون الزافرة ( الى وسطه ) وقيل متن السهم وسطه ( و ) المتن ( الرجل الصلب ) القوى يقال رجل متن ( و ) قد ( متن ككرم صلب ومتنا الظهر مكتنفا الصلب ) عن يمين وشمال من عصب ولحم نقله الجوهرى وقيل هو ما اتصل بالظهر الى العجز وقال اللحيانى المتن الظهر يذكر ( ويونث ) والجمع منون يقال رجل طويل المتن ورجل طوال المتون وقيل المتنان لحمتان معصوبتان بينهما صلب الظهر ( ومتن الكبش ) يمتنه متنا ( شق صفنه واستخرج بيضه بعروقها ) كما في الصحاح وقال أبو زيد إذا اشققت الصفن وهو جلدة الخصيتين واخرجتهما بعروقهما فذلك المتن وهو ممتون ورواه شمر الصفن ورواه ابن جبله الصفن وقيل المتن ان ترض خصيا الكبش حتى يسترخيا وقيل هو عام في كل انثى للدابة ( و ) من المجاز متن ( فلانا ) إذا ( ضرب متنه كامتنه و ) من المجاز متن ( به ) يمتن إذا ( سار به يومه اجمع ) ومنه الحديث متن بالناس يوم كذا ( و ) متن ( بالمكان متونا اقام ) به ( والتمتين خيوط ) تشد بها اوصال ( الخيام كالتمتسا بالكسرج تماتين و ) قال ابن الاعرابي التمتسين ( ضرب ) كذا النسخ والصواب تضريب ( الخيام ) والمظال والفساطيط ( بخيوطها ) يقال متنها تمتينا ويقال متن خباءك تمتينا أي اجد مد اطنابه وهذا منعى غير الاول ( و ) قال الحرمازى التمتين ( ان تقول لمن سابقك تقد منى الى موضع كذا ) وكذا ( ثم الحقك ) يقال متن فلان لفلان كذا وكذا ذراعا ثم لحقه ( و ) التمتين ( ان تجعل ما بين طرائق البيت متنامن شعر لئلا تمزقه اطراف الاعمدة ) وكذلك التطريق ( و ) التمتين ( شد القوس بالعقب و ) ايضا شد ( السقاء بالرب ) واصلاحه به ( والمماتنة المماطلة ) وقد ماتنه ( و ) من المجاز المماتنة ( المباعدة في الغاية ) كما في الاساس * ومما
يستدرك عليه المتن من كل شى ما صلب ظهره ومتن المزادة وجهها البارز ومتن العود وجهه أو وسطه ومن المجاز هو في متن الكتاب وحواشيه ومتون الكتب والمتن والمتان ما بين كل عمودين والجمع متن بضمتين والتمتين بالكسر لغة في التمتيمن بالكسر لغة في التمتين والمتنة لغة في المتن وقيل المتنان والمتنتان جنبتا الظهر وجمعها متون كمانة وموون قال امر والقيس يصف الفرس في لغة من قال متنة لها متنان خظاتا كما * اكب على ساعديه النمر والمتن الوتر الشديد وجلد له متن أي صلابة واكل وقوة والمتين في اسماء الله عز وجل ذو القوة والاقتدار والشدة والقوة وقال ابن الاثير هو القوى الشديد الذى لا تلحقه في افعاله مشقة ولا كلفة ولا تعب والمتانة الشدة والقوة فهو من حيث انه بالغ القدرة تامها قوى ومن حيث انه شديد القوة متين ومتنه تمتينا صلبه ومتن الدلو احكمها وسير مما تن بعيد وفى الصحاح شديد وراى متين وشعر متين ومتنه بالامر متناعتبه ورواه الاموى بالثاء المثلثة قال شمرولم اسمعه لغيره وسياتى للمصنف رحمه الله والمماتنة العارضة في جدل أو خصومة ومنه المماتنة في الشعر وقد تماتنا ايهما امتن شعرا وقال ابن برى المماتنة والمتان هو ان تباهيه في الجرى والعطية ومنه قول الطرماح أبو الشقائهم الا انبعاتى * ومثلى ذو العلالة والمتان وسيف متين شديد المتن وثوب متين صلب ومتن ابن عليا مشعب بمكة عند ثنية ذى طوى عن نصر رحمه الله تعالى ( مثنه يمثنه ويمثنه ) من حدى ضرب ونصر مثنا ومثونا ( اصاب مثانته وهى موضع الولد ) من الانثى ومستودعه منها عن ابن الاعرابي ( أو موضع البول ) ومستقره عند غيره من الرجل والمراة ونسبه الجوهرى لعوام الناس ( و ) قد ( مثن كفرح ) مثنا ( فهو امثن لا يستمسك بوله ) في مثانته ( وهى مثناء ) كذلك عن ابى زيد ( ورجل مثن ككتف وممثون يشتكى مثانته ) قال ابن برى يقال في فعله مثن كفرح ومثن بالضم فمن قال مثن قالا سم منه مثن ومن قال مثن فالا سم منه ممثون ومنه حديث عمار رضى الله تعالى عنه انه صلى في تبان فقال انى ممثون قال الكسائي وغيره الممثون الذى يشتكى مثانته فإذا كان لا يمسك بوله فهو امثن ( ومثنه بالامر غته به ) غتا وفى بعض الاصول عتبه به عتبا وهو الصواب هكذا رواه الاموى قال شمرلم اسمعه لغيره وصوب الازهرى انه بالتاء الفوقية ماخوذ من المتين وقد اشرنا إليه هناك ( والمثن محركة البظور ) * ومما يستدرك عليه المثين والامثن كالممثون وهى المثناء عن ابن الانباري والمثن ككتف الذى يجامع عند السحر عند اجتماع البول في مثانته وبه فسر قول امراة من العرب لزوجها (1/8171)
انك لمثن خبث ( مجن ) الشئ يمجعن ( مجونا صلب وغلظ ومنه ) اشتقاق ( الماجن لمن لا يبالى قولا وفعلا ) أي ما قيل له وما صنع ( كأنه ) لقلة استحيائه ( صلب الوجه ) والجمع مجان وقبل الماجن عند العرب الذى يرتكب المقابح المردية والفضائح المخزية ولا يمضه عذل عاذله ولا تقريع من بقرعه قال ابن دريد أحسبه دخيلا وقيل امجن خلط الجد بالهزل يقال قد مجنت فاسكت ( وقد مجن مجونا ومجانه ومجانا بالضم ) الاخيرة عن سيبويه قال وقالوا المجن كما قالوا الشغل وروى أبو موسى المدينى قول لبيد * يتحدثون مجانة وملاذة * هكذا بالجيم فتكون الميم أصلية والمشهور مخانة من الخيانة ( وطريق ممجن كمعظم ممدود والمجان كشداد ما كان بلا بدل ) يقال أخذه مجانا وهو فعال لانه ينصرف وقال الليث المجان عطية الشئ بلا منة ولا ثمن ( و ) أيضا ( الكثير السكافى ) قال الازهرى رحمه الله تعالى واستطعمني أعرابي تمرا فأطعمته كتلة واعتذرت إليه من قلته فقال هذا مجان أي كثير كاف ( و ) المجان ( الواسع و ) يقال ( ماء مجان ) أي ( كثير واسع ) لا ينقطع قال الزمخشري ومنه اشتقاق الماجن لانه لا يكاد ينقطع هديانه وليس لقوله وفعله حد وتقدير ( والمماجن ناقة ينزو عليها غير واحد من الفحول فلا تكاد تلقح والمجن ) بكسر الميم ( الترس ) وهو من مجن على ما ذهب إليه سيبويه من ان وزنه فعل وقيل ميمه زائدة ( وذكر في ج ن ن ) وهو الاعرف ( ومجانة مشددة النون د بأفر يقية ) ذكره هنا على أنه من مجن والاولى أن يذكر في ج ن ن * ومما يستدرك عليه مجن على الكلام مرن عليه لا يعبأ ومثله مرد على الكلام نقله الازهرى وقال أبو العباس سمعت ابن الاعرابي يقول المجان عند العرب الباطل والميجنة مدقة القصار ذكره ابن دريد هنا وسياتى في وجن ان شاء الله عز وجل ( ما جشون بضم الجيم وكسرها واعجام الشين ) أهمله الجوهرى وذكره ابن سيده في الرباعي وتقدم للمصنف رحمه الله تعالى في مجش على ان النون زائدة والصواب ذكره هنا فان الكلمة أعجمية وتقدم له الاقتصار على ضم الجيم وفي حاشية المواهب الضم والكسر كما هنا وعلى كسرها اقتصر النووي في شرح مسلم والحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في التقريب ومنهم من نقل فتحها أيضا فهو إذا مثلث وهو من الابنية التى أغفلها سيبويه
( علم محدث ) وهو أبو سلمة يوسف بن يعقوب بن عبد الله تقدمت ترجمته في الشين ( معرب ماه كون ) سبق له ذلك ولم يفسره هناك وفسره ها فقال ( أي لون القمر ) أو شبه القمر لحسنه وجماله وحمرة وجنتيه ( والما جشونية ع بالمدينة ) وهى حديقة في أول بطمعان منسوبة الى الماجشون ويقال لها أيضا الماد شونية والدشونية وتقدم له في الشين الماجشون السفينة وأيضا ثياب مصبغة ولم يذكرهما هنا وهو عيب عند المصنفين * ومما يستدلك عليه الماجشون الورد * ومما يستدرك عليه ما جندن بفتح الجيم والدال قرية بسمرقند نسب إليها بعض المحدثين ( المجنون ) أورده هنا على ان النون الاولى مكررة زائدة وهو صنع الازهرى فانه ذكره في الرباعي وجعله سيبويه بمنزلة عر طليل يذهب الى أنه ليس في الكلام فنعلول وان النون لا تزاد ثانية الا بثبت فحينئذ الاولى ذكره بعد تركيب منن وهو صنع صاحب اللسان وغيره من الائمة وذكره الجوهرى في جنن قال ابن برى وحقه أن يذكر في منجن لانه رباعى ميمه أصلية وكذا نونه التى تلى الميم قال ووزنه فعللول مثل عضرفوط وهو ( الدولاب يستقى عليه أو ) هي البكرة وقال ابن السكيت هي ( المحالة يسنى عليها ) وهى مؤنثة على فعلول وأنشد أبو على كأن عينى وقد بانونى * غربان في منحاة منجنون وأنشد ابن برى في سانية لابن مفرغ وإذا المنجنون بالليل حنت * حن قلب المتيم المحزون ( و ) قال الازهرى وأما قول عمر وبن أحمر ثمل رمته المنجنون بسهمها * ورمى بسهم جريمة لم يصطد فان أبا الفضل حدث انه سمع أبا سعيد يقول هو ( الدهر كالمنجنين في الكل ) وأنشد الاصمعي لعمارة بن طارق اعجل بغرب مثل غرب طارق * ومنجنين كالاتان الفارق وروى قول ابن أحمر أيضا مثل ذلك ( ج مناجين ) وقال ابن برى قول الجوهرى والميم من نفس الحرف لما ذكر في منجنيق لانه يجمع على مناجين يحتاج الى بيان ألا ترى أنك تقول في جمع مضروب مضاريب فليس ثبات الميم في مضاريب مما يكونها أصلا في مضروب قال وانما اعتبر النحوين صحة كون الميم فيها أصلا بقولهم مناجين يشهد بصحة كون النون أصلا بخلاف النون في قولهم منجنيق فانها زائدة بدليل قولهم مجانيق وإذا ثبت ان النون في منجنون أصل ثبت أن الاسم رباعى وإذا ثبت انه رباعى ثبت ان اليم أصل واستجال أن تدخل عليه زائدة من أوله لان الاسماء الرباعية لا تدخلها الزيادة من أولها الا أن تكون من الاسماء الجارية على أفعالها نحو مدحرج ومقرطس ( محنه ) عشرين سوطا ( كمنعه ضربه و ) محنه ( اختبره كامتحنه ) وأصل المحن الضرب بالسوط ( والاسم المنحة بالكسر ) والجمع المحن وهى التى يمتحن بها الانسان من بلية تستجير بكرم الله تعالى منها وقال الليث المحنة مثل الكلام الذى يمتحن به ليعرف بكلامه ضمير قلبه وفي حديث الشعبى المحنة بدعة هي أن يأخذ السلطان الرجل فيمتحنه ويقول فعلت كذا وكذا فلا يزال به حتى يقول ما لم يفعله أو ما لا يجوز قوله يعنى ان هذا القول بدعة ( و ) قال المفضل محن ( الثوب ) محنا ( لبسه حتى أخلقه و ) يقال أتى فلانا ما محنه شيأ أي ما ( أعطاه و ) المحن النكاح الشديد يقال محن ( جاريته ) إذا ( نكحها ) وكذلك محنها أو مسحها ( و ) محن ( البئر ) محنا ( أخرج ترابها وطينها ) عن ابن الاعرابي ( و ) محن ( الاديم لينه ) وقال أبو (1/8172)
سعيد مده حتى وسعه ( أو ) محنه إذا ( قشره ) نقله الازهرى عن الفراء ( كمعنه ) أي بالتشديد هكذا في النسخ والصواب كمغنه بالحاء كما هو نص الفراء في نوادره ( وامتحن القول نظر فيه ودبره ) وقيل نظر الى ما يصير إليه صيوره ( و ) قوله تعالى أولئك الذين امتحن ( الله قلوبهم ) للتقوى أي ( شرحها و ) كأن معناه ( وسعها ) للتقوى وقال مجاهد أي خلصها وقال أبو عبيدة أي صفاها وهذبها وقال غيره أي وطأها وذللها ( والمحن ) بالفتح ( اللين من كل شئ ) عن ابن الاعرابي ( و ) من المجاز المحن ( أن تدأب يومك أجمع في المشى أو غيره والمحونة المحق والنجس ) فعولة من المحن به فسر قول ملج الهذلى وحب ليلى ولا تخشى محونته * صدع لنفسك مما ليس ينتقد * ومما يستدرك عليه محن الفضة إذا صفارها وخلصها بالنار ومنه الحديث فذلك الشهيد الممتحن في جنة الله تحت عرشه وهو الصفى المهذب والممتحن أيضا الموطا المذلل وامتحن الذهب والفضة أذابهما ليختبرهما حتى يخلصا ومحن السوط لينه وقال ابن الاعرابي محنه بالشد وانعدو وهو التليين بالطرد وجلد ممتحن مقشور عن الفراء ومحن الرجل بالضم فهو ممعون وثوب ممعون خلق بطول اللبس ومحنت ناقتي جهدتها بالسير والمحونة العار والتباعة ويه فسر ابن جنى قول مليح الهذلى قال وهو مشتق من المحنة لان العار أشد المحن قال ويجوز أن يكون مفعلة من الحين وذلك ان العار كالقتل أو أشد وقد تقدمت الاشارة إليه في ح ى ن والممعون المأبون عامية ( المنحن النكاح ) الشديد وقد مخنها ( و ) المخن ( النزع من البئر ) كالمخج قال قد أمر القاضى بامر عدل * أن تمغنوها بثمان أدل
( و ) المخن ( البكاء ) عن ابن الاعرابي ( و ) المخن ( القشر ) يقال مخن الاديم مخنا وكذلك محن عن الفراء وفي المحكم مخن الاديم والسوط دلكه ومرنه والحاء المهملة لغة فيه ( و ) المخن ( الرجل الى القصر ) ما هو ( وفيه وخفة وهى بهاء ) كذلك هكذا نقله الليث ( و ) المخن 0 الطويل ضد ) قال الازهرى ما عملت أحدا قال في المخن انه الى القصر ما هو غير الليث وقد روى أبو عبيد عن الاصمعي في باب الطوال من الناس ومنهم المخن واليمغور والمتماحل ( المخن كهجف ) وهو الطويل قال لما رآه جسر بامخنا * أقصر عن حسنا وارثعنا وقد مخن مخنا ومخونا ( وطريق ممغن كمعطم وطئ حتى سهل ) ومر له في م ج ن طريق ممجن ممدود وكلاهما صحيحان ( وما خوان ) بضم الخاءة بمرو ) ومنها خرج أبو مسلم صاحب الدعوة الى الصحراء ( منها الفقيه ) أبو الفضل ( محمد بن عبد الرزاق ) الماخوانى المروزى تفقه على أبى طاهر السنجى وعنه ابناء مات سنة نيف وتسعين وأربعمائة ومنها أيضا أبو الحسن أحمد بن سوبة بن أحمد بن ثابت الخزاعى الماخوانى عن وكيع وعبد الرزاق وعنه ابنه عبد الله وأبو زرعه وأبو داود مات بطرسوس سنة 229 * ومما يستدرك عليه الخن والمخن الطويل كالمخن وهذه عن ابن الاعرابي والمخن تزح البئر والمخنة بالكسر الفناء قال وطئت معتليا مخنتنا * والغدر منك علامة العبد وقد يذكر في خ ن ن ( مدن ) بالمكان ( أقام ) به قال الازهرى ولا أدرى ما صحته وهو ( فعل ممات ومنه المدينة ) وهى فعلية ( للمعصن يبنى في أصطمة الارض ج مدائن ) بالمهز ( ومدن ومدن ) بالتثقيل والتخفيف وفيه قول آخر أنه مفعلة من دنت أي ملكت قال ابن برى لو كانت الميم في مدينة زائدة لم يجز جمعها على مدن وسئل أبو على الفسوى عن همزة مدائن فاقل فيه قولان من جعله فعلية همزة ومن جعله مفعلة لم يهمزه ( ومدن ) مدنا إذا ( أتاها ) قال الازهرى رحمه الله تعالى وهذا يدل على ان الميم أصلية ( والمدينة الأمة ) وهى مفعلة لافعلية قال ابن الاعرابي يقال لابن الامة ابن مدينة وقد ذكر في د ى ن ( و ) المدينة ( ستة عشر بلدا ) يسمى كل واحد منها بذلك ( ومدن المدائن تمدينا ) أي ( مصرها ومدين ) كجعفر اسم أعجمى وان اشتققته من العربية فالياء زائدة وقد يكون مفعلا وهو أظهر ومدين ( قرية شعيب عليه السلام ) نسب الى مدين بن ابراهيم عليه السلام والنسبة إليها مدينى والمدينة اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة غلبت عليها تفخيما لها شرفها الله تعالى وصانها ولها أسماء جمعتها في كراسة وقد أورد المصنف رحمه الله تعالى منها في كتابه هذا جملة ( والنسبة الى مدينة النبي صلى الله عليه وسلم مدنى والى مدينة المنصور وأصفهان وغيرهما مدينى ) والى مدائن كسرى مدائنى فانهم جعلو هذا لابناء اسما للبلد ( و ) يقال للرجل العالم بالامر الفطن ( هو ابن مدينتها ) و ( ابن بجدتها ) وابن بلدتها وابن بعثطها وابن سر سورها قال الاخطل ربت وربافى كرمها ابن مدينة * يظل على مسحاته يتركل وفسره الاحول بابن أمة ( والمدائن مدينة كسرى قريب بغداد ) على سبعة فراسخ منها ( سميت لكبرها ) وهى دار مملكة الفرس وأول من نزلها أنو شروان وبها ايوانه وارتفاعه ثمانون ذراعا وبها كان سلمان وحذيفة وبها قبرا هما افتتحها اسعد بن أبى وقاص سنة أربع عشرة وقبل هي عدة مدن متقاربه الميلين والثلاث والنسبة مدائنى على القياس منها أبو الحسن على بن أحمد بن عبد الله ابن أبى سيف المدائني صاحب التصانيف المشهورة روى عنه الزبير بن بكار ( والمدان كسحاب صنم ) وبه سمى عبد المدان وهو أبو (1/8173)
قبيلة من بنى الحرث منهم على بن الربيع بن عبد الله بن عبد المدان الحارثى المدانى ولى صنعاء أيام السفاح وعبد المدان اسمه عمر و وعبد الله ابنه هذا كان يسمى عبد الحجر له وفادة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ( و ) المدين ( كامير الاسد ) وقد تكون الميم فيهما زائدة ( والميدان ) ذكر ( في م ى د وتمدين ) الرجل ( تنعم ) * ومما يستدرك عليه أبو مدينة عبد الله بن حصن السدوسى تابعي روى عنه قتادة والمستنصر بن المنذر المدينى بسكون الدال وفتح التحتانية ذكره الهمداني وأبو مسلم عبد الرحمن ابن محمد بن مدين المدينى الاصبهاني الى جده روى عن أبى بكر بن أبى عاصم وعنه ابن مردويه وأبو مدين الغوث شعيب بن الحسين الانصاري التلمسانى مشهور ومديان اسم ولد سيدنا ابراهيم عليه السلام ذكره السهيلي وفيفاء مدان كساب واد بالشام لقضاعة بناحية حرة الرجلى جاء ذكره في غزوة زيد بن حارثة بنى جذام بناحية حسمى * ومما يستدرك عليه الماد شونية حديقة في أول بطحان بالمدينة وهى الماجشونية وهى عامية * ومما يستدرك عليه الماذيان النهر الكبير وقد جاء ذكره في حديث رافع بن خديج وهى لغة سوادية نقلها ابن الاثير ( مرن مرانة ومرونة ومر ونالان في صلابة ومرنته تمرينا ليننه ) وصلبته ( ورمح
مارن صلب لدن ) وكذلك الثوب ( ومرن وجهه على ) هذا ( الامر ) مرونة أي صلب وانه لممرن الوجه كمعظم صلبه ) قال رؤبة لزاز خصم معك ممترن * أليس ملوى الملاوى مثفن وهو مجاز ( ومرن على الشئ مرونا ومرانة تعوده ) واستمر عليه وقال ابن سيده مرن على كذا يمرن مرونة ومرونا درب ( و ) ( و ) مرن ( بعيره مرنا ) ومرونا ( دهن أسفل قوائمه من حفى به ) قال ابن مقبل يصف باطن منسم البعير فرحنا يرى كل أيديهما * سريحا تخدم بعد المرون وقال أبو الهيثم المرن العمل بما يمرتنها وهو أن يدهن خفها بالودك ( و ) مرن ( به الارض ) مرنا ( ضربها وكمرنها ) تمرينا ( و ) المران ( كزنار الرماح الصلبة اللدنة الواحدة مرانة ) وقد نسى هنا اصطلاحه ( و ) أيضا ( شجر ) ونص أبى عبيد المران نبات الرماح قال ابن سيده ولا أدرى ما عنى به المصدر أم الجوهر النابت وقال ابن الاعرابي سمى جماعة القنا المران للينسه ولذلك يقال قناة لدنة ( وعمير بن ذى مر ان صحابي ) هكذا في النسخ ووقع في نسخ المعاجم ذو مر ان بن عمير الهمداني كتب إليه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم كتابه * قلت والصواب أن الذى كتب إليه كتابه النبي صلى الله عليه وسلم هو ذو مران بن عمير بن أفلح بن شرحبيل الهمداني أما اسلامه فصحيح وأما كونه صحابيا ففيه نظر ومن ولده محب الدين بن سعيد بن ذى مران الهمداني عن الشعبى مشهور ( وذهل بن مران ) ظاهر سياقه انه بالضم والصواب أنه بالفتح كشداد هكذا ضبطه ابن السمعاني والحفظان ( جعفى ) أي من بنى جعف بن سعد العشيرة منهم أبو سيرة يزيد بن مالك بن عبد الله بن سلمة بن عمر وبن ذهل بن مران له وفادة وهو جد خيثمة بن أبى عبد الرحمن بن سبرة الذى روى عنه الاعمش ( والمرن نبات ) هكذا في النسخ والصواب ثياب قال ابن الاعرابي هي ثياب قوهية وأنشد للتمر خفيفات الشخوص وهن خوص * كأن جود هن ثياب مرن ( و ) المرن ( الاديم الملين ) المدلوك فعل بمعنى مفعول ( و ) قال الجوهرى المرن ( الفراء ) في قول النمر المذكور ( و ) المرن ( الجانب ) ومرنا الانف جانباه قال رؤية * لم يدم مرنيه خشاش الزم * ( و ) المرن ( الكسوة والعطاء ) قال ابن الاعرابي يوم مرن إذا كان ذا كسوة وخلع ( و ) المرن ( الفرار من العدو ) يقال يوم مرن إذا كان ذا فرار من العدو عن ابن الاعرابي أيضا ( و ) المرن ( ككتف العادة ) والدأب وهو مصدر كالحلف والكذب والفعل منه مرن على الشئ إذا ألفه فدرب فيه ولان له عن ابن جنى يقال ما زال ذلك مرنك أي دأبك وقال أبو عبيد أي عادتك وكذا دينك ودينك ودأبك ( و ) المران ( الصخب والقتال و ) المن ( بالتحريك خشبتان وسط الجذع ينام عليهما الناطور و ) مرانة ( كسحابة ع ) لنبى عقيل قيل هضبة من هضبات بنى عجلان قال لبيد لمن طلل تضمنه أثال * فشرجة فالمرانة فالحبال وهو في الصحاح مرانة وأنشد بيت لبيد وفسر أيضا قول لبيد يا دار سلمى خلاء لا أكلفها * الا المرانة حتى تعرف الدنيا يريد لا أكلفها أن تبرح ذلك المكان وتذهب الى موضع آخر ( و ) قال الاصمعي المرانة اسم ( ناقة ) كانت هادية للطريق قال والدين العهد والامر الذى كانت تعهده وقال الفارسى المرانة اسم ناقته وهو أجود ما فسربه ( والتمرن النفضل والتظرف ) والزاى لغة فيه ( والمارن الانف أو طرفه أو مالان منه ) منحدرا عن العظم وفضل عن القصبة ( و ) أيضا مالان ( من الرمح ) قال عبيد يذكر ناقته هاتيك تحملني وأبيض صارما * ومذربا في مارن مخموس ( وأمران الذراع عصب ) يكون ( فيها ) نقله الجوهرى واحدها مرن بالتحريك وقيل المرن عصب باطن العضدين من البعير وأنشد أبو عبيد قول الجعدى فأدل العير حتى خلته * قفص الأمر ان يدو في شكل وقال طلق بن عدى * نهد التليل سالم الأمران * ( وأبو مرينا ) بفتح الميم وكسر الراء ( سمك وبنو مرينا ) الذين ذكرهم امرأ القيس فقال فلو في يوم معركة أصيبوا * ولكن في ديار بنى مرينا (1/8174)
هم ( قوم من أهل الحيرة ) من العباد وليس مرينا كلمة عربية ( ومرنه ) عليه ( تمرينا فتمرن ) أي ( دربه فتدرب وما رنتن الناقة ممارنة ومرانا وهى ممارن ظهر لهم أنها لا قح ولم تكن أو ) هي ( التى يكثر ) الفحل ( ضرابها ثم لا تلقح أو ) هي ( التى لا تلقح حتى يكر عليها الفحل ) وفي الصحاح الممارن من الوق مثل المماجن يقال مارنت الناقة إذا ضربت فلم تلقح ( ومران كشدادة قرب مكة ) على ليلتين منها بين الحرمين وقيل على طريق البصرة لبنى هلال من بنى علس وبها دفن عمر وبن عبيد وفيه يقول أبو جعفر المنصور العباسي لما مر على قبره بها صلى الاله على شخص تضمنه * قبر مررت به على مر ان وبها أيضا قبر تميم بن مر أبى القبيلة قال جرير انى إذا الشاعر المغرور حربنى * جار لقبر على مر ان مرمسوس يقول تميم بن مر جارى الذى اعتز به فتميم كلها تحمينى فلا أبالى بمن يغضبني من الشعراء الفخري ببنى تميم ( ومرين بالضم ) وتشديد الراء
المكسورة ( ة بمصر ) هكذا بالنسخ والصواب ناحية بديار مصر كما هو نص نصر في معجمه ( و ) مرين ( كزبيرة بمرو ) وتعرف بمرين دشت ومنها أحمد بن تميم بن سالم المرينى المروزى عن أحمد بن منيع وعلى بن حجر مات سنة 300 ( والقمارن انقطاع لبن الناقة ) * ومما يستدرك عليه مرنت يد فلان على العمل أي صلبت واستمرت قال قد أكنبت يداك بعدلين * وهمتا بالصبر والمرون ورجل ممرن الوجه كمعظم اسيله ومرن فلان على اللكلام ومردو مجن إذا استمر فلم ينجع فيه القول ويقال لا أدرى أي من مرن الجلد هو أي أي الورى هو ومرن الجلدلات والثوب املس وأمرنت الرج بالقول ليننه والقوم على مرن واحد ككتف إذا استوت أخلاقهم وتقول لا ضربن فلانا أو لاقتلنه فيقال له أومر ناما أخرى أي عسى أن يكون غير ما تقول والمرن أيضا الحال يقال ما زال ذلك مرنى أي حالى وناقة ممران إذا كانت لا تلقح والتمرين أن يخفى الدابة فيرق حافره فتدهنه بدهن أو تطليه بأخشاء البقر وهى حارة وقال ابن حبيب المرن الحفاء وجمعه أمران قال جرير رفعت مائرة الدفوف أملها * طول الوجيف على وجى الأمران وناقة ممارن ذلول مركوبة والمرانة السكوت وبه فسر بيت ابن مقبل وقيل المرانة المرون والعادة وبه فسره الجوهرى قال أي بكثرة وقوفي وسالمى عليها لتعرف طاعتي لها ومر ان شنواه كشداد موضع باليمن وكرمان ناحية بالشام ومرينة كجهينة موضع قال الزارى * تعاطى كبائا من مرينة أسودا * وبنو مرين كأمير من لموك الغرب أبو يعقوب عبد الحق وأولاده وطائفة من آل مرين وكزبير مرين الكلبى له قصة في قتل أخويه مرارة ومرة قيده الشاطبي وميران بالكسر لقب أحمد بن محمد المروزى عن على بن حجر واسمعيل بن ميران الخياط وأولاده سمعوا عن أحمد ؟ صهره وموريان بالضم وكسر الراء قرية من نواحى خوزستان واليه نسب أبو أيوب سليمان وزير أبى جعفر المنصور * ومما يستدرك عليه ماريان قرية باصبهان منها أبو على أحمد ابن محمد بن رستم شيخ صالح سمع الحديث مات سنة 291 * ومما يستدرك عليه المرجان صغار اللؤلؤ وهو أشد بياضا ذكره الازهرى في الرباعي ونقل أبو الهيثم عن بعض أنه البسذو هو جوهر أحمر يقال ان الجن تلقيه في البحر * قلت هذا القول الاخير هو المتعارف والمفسرون اقتصروا على القول الاول * ومما يستدرك عليه مروان لقب مقاتل بن روح المروزى والد محمد شيخ البخاري وعبد الله بن بكر بن مروان شيخ لغنجار مؤرخ بخارا * ومما يستدرك عليه المرزبان بضم الزاى الفارس الشجاع المقدم على القوم دون الملك معرب وأبو عبد الله المرزبانى مؤرخ مشهور رحمه الله تعالى والمرزبانية قرية بالعراق نسبت الى المربان * ومما يستدرك عليه مرزين بالضم وكسر الزاى قرية ببخارا منها أبو حفص أحمد بن الفضل عن ابن عيينة * ومما يستدرك عليه المارستان بكسر الراء كما هو بخط الامام النووي رحمه الله تعالى وقال ابن السكيت الصواب فتحها بيت المرضى معرب وقد نسب إليه أبو العباس عبد اله بن أحمد بن ابراهيم بن مالك بن سعد الضرير البغدادي من شيوخ الدار قطني وأول من بناه بالشام السلطان نور الدين الشهيد وبمصر الملك الناصر محمد بن قلاوون تغمدهما الله تعالى بالرحمة والرضوان * ومما يستدرك عليه المرسين ريحان القبور وهو الآس لغة مصرية * ومما يستدرك عليه مرشانة مدينة بكورة اشبيلية منها عبد الرحمن بن هشام بن جهور حدث بقرطبة ذكره ابن الفرضى * ومما يستدرك عليه مرغبان كمر طبان قربة بكسر منها أبو عمرو أحمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن المروزى الرغبانى مروزى سمكن مرغبان عن أبى العباس المعدانى وزاهر السرخسى رحمهم الله تعالى * ومما يستدرك عليه مر يا فلن نوع من الرياحين رومية * ومما يستدرك عليه مرغبون قرية ببخارا منها أبو حفص عمر بن المغيرة عهن المسيب بن اسحق وغيره * ومما يستدرك عليه مرغبان بياء مشددة المغربي المرغياني ذكره ابن عبد الملك وضبطه ( مرن ) يمزن ( مزنا ومزونا مضى ) مسرعا في طلب الحاجة ( لوجهه وذهب كتمزن ) كذا في المحكم وفي التهذيب مزن في الارض ذهب فيها والتمون تفعل منه وبه فسر قول الشاعر بعد ارقداد العزب الجموح * في الجهل والتمزن الربيح ( و ) مزن الرجل ( أضاء وجهه و ) مزن ( القوبة ) مزنا ( ملاءها كمزنها ) تمزينا ( و ) مزن ( فلا نا مدحه ) عن المبرد ( و ) أيضا فضله (1/8175)
أو قرظه من ورائه عند ذى سلطان ) كخليفة أو وال ذكره امبرد الا انه بصيغة التفعيل ( والمزن بالضم السحاب ) عامة ( أو أبيضه أو ) السحاب ( ذو الماء ) وقبل هو المضئ ( القطعة مزنة و ) مزن بلا لام اسم ( امرأد وبلا لام ة بسمرقند ) منها أحمد بن ابراهيم بن الغيرار عن على بن الحسن البيكندى وعنه محمد بن جعفر بن الاشعث ( وقد يقال ) فيها ( مزنة ) بالهاء ( و ) مزن ( د بالديلم و ) المزن ( بالتحريك العادة والطريقة والحال ) يقال ما زال مزنك هكذا وهو على مزن واحد ( وليس بتصحيف مرن ) ككتف بالراء ( والمازن
كصاحب بيض ) هكذا في النسخ والصواب بيظ ( عن ابن دريد وأنشد وترى الذنين على مراسنهم * يوم الهياج كمازن الجثل ( و ) مازن ( أبو قبيلة ) من تميم هو مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ومنهم النضر بن شميل شيخ مرو وشيخه أبو عمرو بن العلاء أحدا القراء السبعة وأبو عثمان المازنى صاحب التصريف وآخرون ( و ) مازن اسم ( ماء والمزنة بالضم المطرة ) قال أوس بن حجر ألم تر أن الله أنزل مزنة * وعفر الظباء في الكناس تقمع وقيل المزنة السابة البيضاء ( وابن مزنة بالضم الهلال ) يخرج من خلال السحاب حكى ذلك عن ثعلب وأنشد الجوهرى لعمرو بن قميئة كأن ابن مزنتها جانحا * فسيط لدى الافق من خنصر ( والتمزن التمرن ) وهو التدرب ( و ) أيضا ( التسخى ) كأنه متشبه بالمزن وهو مجاز ( و ) أيضا ( التفضلى ) على أصحابه وقيل هو أن ترى لنفسك فضلا على غيرك ولست هناك قال ركاض الدبيرى يا عروان تكذب على تمزنا * بما لم يكن فاكذب فلست بكاذب ( و ) أيضا ( التظرف ) عن قطرب ( و ) قيل هو ( اظهار أكثر مما عندك والتمزين التفضيل ) وقد مزنه ( و ) أيضا ( المدح والتقريظ ) عن المبرد ( و ) مزون ( كصبور ) اسم ( أرض عمان ) بالفارسية قال الجوهرى هكذا كانت العرب تسميها أنشد ابن الاعرابي * فأصبح العبد المزونى عثر * وأنشد الجوهرى للكميت فاما الأزد أزد أبى سعيد * فأكره أن أسميها المزونا قال وهو أبو سعيد المهلب المزونى أي أكره أن أنسبه الى المزون وهى أرض عمان يقول هم من مضر وقال أبو عبيدة يعنى بالمزون الملاحين وكان أردشير بابكان جعل الازذ ملا حين بشحر عمان قبل الاسلام بستمائة سنة قال ابن برى أزد أبى سعيدهم أزد عمان وهم رقط المهلب بن أبى صفرة والمزون قرية من قرى عمان يسكنها اليهود والملاحون ليس بها غيرهم وكانت الفرس يسمون عمان المزون فقال الكميت ان ازد عمان يكرهون انا يسموا المزون وأنا أكره ذلك أيضا وقال جرير وأطفأت نيران المزون وأهلها * وقد حاولوها فتية ان تسعرا قال ابن الجوابقى المزون بفتح الميم لعمان ولا تقل المزون بضم الميم قال كذا وجدته في شعر البيت اليشكرى يهجو المهلب لما قدم خراسان تبدلت المنابر من قريش * مزونيا بفقحته الصليب فأصبح قافلا كرم ومجد * وأصبح قادما كذب وحوب فلا تعجب لكل زمان سوء * رجال والنوائب قد تنوب قال وظاهر كلام أبى عبيد في هذا الفصل انها بضم الميم لانه جعل المزون الملاحين في أصل التسمية ( و ) مزينة ( كجهينة قبيلد ) من مضر وهو ابن أدبن طابخة ومنهم كعب بن زهير بن أبى سلمى الشاعر قال ابن عبد البر في الاستيعاب كعب بن زهير المزني محلته في بلاد غطفان فيظن الناس انه في غطفان وهو غلط قال عبد القادر البغدادي وفيه رد على ابن قتيبة حيث قال في كتاب الشعراء ان زهيرا نسبه في غطفان والناس ينسبونه الى مزينة ( وهو مزنى وهذا يوم مزن بالفتح ) أي ( يوم فرار من العدو ) وليس بتصحيف مرن بالراء * ومما يستدرك عليه المزن الاسراع ومزن في الارض مزنة واحدة أي سار عقبة واحدة وما أحسن مزنته وهو الاسم مثل الحسوة والحسوة والمزون البعد وقوهم ماز راسك والسيف انما هو ترخيم مازن وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى في م ى ز وهنا محل ذكره ومازن بن خلاوة بن ثعلبة بن هزمة بن طاطم جد لزهير بن أبى سلمى وقد ينسب إليه فيقال المازنى وكأن الصلاح الصفدى رحمه الله تعالى لم يقف عليه فقال في حاشيته على الصحاح كذا وجدته بخط الجوهرى وياقوت وغيره في النسخ المعتبرة وصوابه من بنى مزينة فوهم ما بين مازن ومزينة قال عبد القادر البغدادي في حاشيته الكعبية كلاهما صواب الا أن الاشهر النسبة الى مزينة جده الاعلى ومازن بن الغضوبة الطائى له وفادة وزيد بن المزين الانصاري كزبير بدرى ذكره ابن ما كولا ويقال اسمه يزيد ولقبه المزين ويحيى بن ابراهيم بن مزين المزينى الاندلسي عن مطرف والقعنبى وأولاده الحسن وسعيد وجعفر حدثوا ومات جعفر سنة 291 وكان فقيها مالكيا ومات أبوهم يحيى سنة 260 ومزني بفتح فسكون فكسر النون جد ناصر بن أحمد البكري المؤرخ نزيل القاهرة قال الحافظ رحمه الله تعالى سمع منى واستفدت منه وبنو مازن بن النجار الخزر جيون ومنهم عبد الله بن يزيد بن عاصم المازنى بدرى وواسع بن حبان وآخرون وفي قيس بن عيسلان بنو مازن بن منصور بن عكرمة منهم عتبة بن غزوان أحد (1/8176)
التابعين ومزينان بفتح فكسر فسكون بليدة بآخر حد خراسان منها أبو عمرو أحمد بن محمد بن مقبل الكاتب من مشايخ الحاكم أبى عبد الله * ومما يستدرك عليه بنو مزغناى بفتح فسكون وتشديد النون قبيلة إليهم تنسب الجزائر المدينة المشهورة في المغرب وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى في ج ز ر استطرادا ( المسن الضرب بالسوط ) وقد منه به مسنا كذا رواه الليث ( أو هو بالشين ) المعجمة وصوبه الازهرى ( و ) المسن ( بالتحريك المجون ) هكذا في النسخ والصواب بالفتح كما هو نص أبى عمر و
فانه قال المسن المجون يقال مسن فلان ومجن بمعنى واحد ( والميسون الغلام الحسن القد والوجه ) فيعول من مسن هكذا ذكره كراع أو فعلون منماس وقد ذكره المصنف في السين وأعاده هنا اشارة الى القولين ( و ) ميسون ( اسم ) الزباء الملكة وقد ذكر في السين ( كما سن ) ومنهم محمد بن محمد بن ماسن الهروي روى عنه أبو بكر بن مردويه رحمه الله تعالى ( والميسوسن شئ تجعله النساء في الغسلة لرؤسهن ) مركب من مى وسوسن ( ومسينان ) بفتح فكسر فسكون ( ة بقهساتن ) ولم يذكر قهستان في موضعه * ومما يستدرك عليه مسن الشئ من الشئ استله وأيضا ضربه حتى يسقط عن ابن برى والميسون بلد وفرس ظهير بن رافع والميسناني ضرب من الثياب وماسين قرية ببخارا منها أبو عبد الله محمد بن عبيدة عن محمد بن سلام ذكره الامير ومستينان بفتح فسكون وكسر الفوقية وسكون التحتية قرية ببلخ منها عمر بن عبيد بن الخضر روى عنه أبو حفص الحافظ ومسنان بالكسر قرية بنسف منها عمران بن العباس بن موسى روى عنه مكحول ومسينا بفتح فسين مشددة مكسورة جريرة ببحر الروم * ومما يستدرك عليه ما سكان بليدة بنواحي كرمان منها عبد الملك روى عنه أبو شجاع البسطامى ببلخ ومر للمصنف رحمه الله تعالى في مسك تقليدا للصاغاني فقال ناحية بمكران بنسب إليها الفانيذ وهذا محل ذكره ( مشكدانة بالمكسر وبالشيم المعجمة ) أهمله الجماعة ومر له في الشين ضبطه بضم الميم وهو المذكور في شرح التقريب ومر له أيضا في فصل الشين مع الكاف وهذا محل ذكره على الصواب لان حروفها كلها أعجمية ( لقب به الحافظ عبد الله بن عمر بن أبان المحدث لطيب ريحه وأخلاقه ) وهى ( فارسية معناها موضع المسك ) * قلت فيه تفصيل ان كان بغير هاء في آخره فهو كما قال موضع المسك يوضع فيه وان كان بهاء فمعناه حبة المسك وغريب من المصنف رحمه الله تعالى كيف يخفى عليه هذا اركأن شيخنا أخذ من هذا قوله هو اسم علم موضوع لموضع وفيه نظر لا يخفى * ومما يستدرك عليه مشكان بالضم قرية بهمذان وأيضا قرية بفير وزاباذ ذكره المصنف رحمه الله تعالى في م ش ك وهنا محل ذكره على الصحيح ( المشن ) هو الضرب بالسياط مثل ( المسن ) بالسين المهملة يقال مشنه مشنات أي ضربان وقال ابن الاعرابي يقال مشنته عشرين سوطا ومشقته ومتخته وزلعته وشلقته بمعنى واحد ( و ) المشن ( الخدش ) قال ابن الاعرابي مرت بن غرارة فمشننى أي سجعتنى وخدشتني ( و ) المشن ( النكاح ) وقد مشنها ( و ) المشن ( مسح اليد بخشن ) عن ابن الاعرابي ( و ) المشن ( أن تضرب بالسيف ضربا يقشر الجلد ) ولا يبض منه دم ( وامتشنه اقتطعه و ) أيضا ( اختلسه ) وقال ابن الاعرابي اختطفه ( و ) امتشن ( السيف استله ) واخترطه ( و ) روى أبو تراب عن الكلابي امتشل الناقة وامتشنها إذا ( حلب ما في الضرع ) كله ( كمشن ) بالتشديد كذا في النسخ والصواب بالتخفيف ( وأصابته مشنة وهى الجرح له سعة ولا غور له ) فمنسه ما بض منه دم ومنه ما لم يجرح الجلد ( ومشنت الناقة تمشينا درت كارهة ) عن الكلابي ( والموشان بالضم وكغراب وكتاب ) نوع ( من ) التمرو روى الازهرى بسنده عن عثمان بن عبد الوهاب الثقفى رحمه الله تعالى قال اختلف أبى وأبو يوسف عند هرون فقال أبو يوسف ( أطيب الرطب ) المشان فقال أبى أطيب ارطب السكر فقال هرون يحضر ان فلما حضرا تناول أبو يوسف السكر فقلت له ما هذا قال لما رأيت الحق لم أصبر عنه ومن أمثال أهل العراق بعلة الورشان تأكل الرطب المشان وفي الصحاح تأكل رطب المشان با لاضافة قال ولا تقل تأكل الرطب المشان قال ابن برى المشان نوع من الرطب الى السواد دقيق وهو أعجمى سماه أهل الكوفة بهذا الاسم لان الفرس لما سمعت بام جرذان وهى نخلة كريمة صفراء البسر والتمر فلما جاؤا قالوا أين موشان وموش الجرذ يردون أين أم الحرذان ( و ) مشان ( كسحاب ة بالبصرة ) كثرة النخل كانت اقطاعا لابي القاسم الحريري صاحب المقامات ( و ) مشان ( ككتاب جبل ) أو شعب بأجأ ويروى بالراء في آخره لا يصعده الا متجرد ( و ) أيضا ( الذئب العادية و ) أيضا ( المرأة السليطة ) المشاغة قال وهبته من سلقع مشان * كذئبة تنج بالركبان ( و ) يقال ( امتشن منه ما مشن لك ) أي ( خذما وجدت ) وقال أبو ترات يقال ان فلانا ليمتش من فلان ويمتشن أي يصيب منه * ومما يستدرك عليه مشن الشئ قشره وسوط ماشن والجمع مشن كركع ومنه قول رؤبة * وفي أخاديد السياط المشن * أي التى تخدا لجلد أي تجعل فيه كالاخاديد ويقولون كأن وجهه مشن بقتادة أي خدش بها وذلك في الكراهة والعبوس والغضب ومشن الليف تمشينا أي ميشه ونفشه للتلسين رواه الازهرى عن رجل من أهل هجر قال والتلسين أن يسوى الليف قطعة قطعة ويضم بعضه الى بعض وتماشنا جلد الظربان إذا استبا أقبح ما يكون من السباب حتى كأنهما قنازعا جلد الظربان وتجاذباه عن ابن الاعرابي وامتشن قوسه انتزعه والمشان بالكسر اسم رجل * ومما يستدرك
عليه مطان ككتاب عن كراع وأنشد * كما عاد الزمان على مطان * ونقله ابن سيده * ومما يستدرك عليه الماطرون (1/8177)
بسكر الطاء وفتحها موضع قال الاخطل ولها بالماطرون إذا * أكل النمل الذى جمعا ذكره المصنف رحمه الله تعالى في الراء وقال ابن جنى ليست النون فيه زائدة لانها تعرب ( المعن الطويل و ) المعن ( القصير و ) المعن ( القليل و ) المعن ( الكثير ) نثل ذلك الازهرى ونقل ابن برى عن القالى السعن الكثير والمعن القليل وبذلك فسر قولهم ماله سعن ولا معن ويقال للذى لا مال له ماله سعنة ولا معنه أي لا قليل ولا كثير ( و ) المعن ( الهين اليسير ) السهل من الاشياء قال النمر بن تولب ولا ضيعته فألام فيه * فان ضياع مالك غير معن أي غير يسير ولا سهل ( و ) المعن ( الاقرار بالذل ) كذا في النسخ والصواب الاقرار بالحق والمعن الذل ( و ) المعن ( الحجود والكفر للنعم و ) المعن ( الاديم و ) المعن ( الماء الظاهر ) وقيل السائل وقيل الجارى على وجه الارض وقيل العذب العزيز وكل ذلك من السهولة ( و ) قولهم حدث عن معن ولا حرج هو ( معن بن زائدة بن عبد الله ) بن زائدة بن مطر بن شريك بن عمرو الشيباني وهو عم يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني وكان معن ( من أجواد العرب ) وسقط من بعض نسخ الصحاح جدان من النسب وهما عبد الله وزائدة ( والماعون المعروف ) كله لتيسره وسهولته ( و ) الماعون ( المطر ) لانه من رحمة الله عفوا بغير علاج كما تعالج الآبار ونحوها من فرض المشارب وأنشد ثعلب أقول لصاحبي بيراق نجد * تبصر هل ترى برقا أراه يمج صبيره الماعون مجا * إذا نسم من الهيف اعتراه ( و ) قال الفراء سمعت بعض العرب يقول الماعون هو ( الماء ) بعينه قال وأنشدني فيه * يمج صبيره الماعون صبا * ( و ) قال أبو حنيفة الماعون ( كل ما انتفعت به كالمعن ) قال ابن سيده وأراه ما انتفع به مما يأتي عفو أو به فسر قوله تعالى ويمنعون الماعون ( أو ) هو ( كل ما يستعار من فاس وقدوم وقدر ونحوها ) كدلو وقصعة وشفرة وسفرة مما جرت العادة بعاريته قال الاعشى باجود منه بما عونه * إذا ما سماؤهم لم تغم وبه فسرت الآية وذلك الحديث وحسن مواساتهم بالماعون ( و ) الماعون ( الانقياد والطاعة ) وحكى الاخفش عن أعرابي فصيح لو قد نزلنا لصنعت بناقتك صنيعا تعطيك الماعون أي تناقد لك وتطيعك ( و ) روى عن على رضى الله تعالى عنه في تفسير الآية انه قال الماعون ( الزكاة ) وقال الزجاج من جعل الماعون الزكاة فهو فاعول من المعن وهو الشئ القليل فسميت الزكاة ماعونا بالشئ القليل لانه يؤخذ من المال ربع عشره وهو قليل من كثير وقال ابن سيده وعلى هذا القول العمل وهو من السهولة والقلة لانها جزء من كل قال الراعى قوم على التنزيل لما يمنعوا * ما عونهم ويبدلوا التنزيلا ( و ) الماعون ( ما يمنع عن الطالب ) وقول الحذلمى * يصر عن أو يعطين بالماعون * فسره بعضهم فقال الماعون ما يمنعنه منه وهو يطلبه منهن ( و ) الماعون ( ما لا يمنع ) عن الطالب ولا يكترث معطيه ( ضد و ) من المجاز ( ضربها حتى أعطت ما عونها ) يريد الناقة ( أي بذلت سيرها ) كما في الاساس وقيل أطاعت وانقادت ( ومعن الفرس ) ونحوه ( كمنع ) يمعن معنا ( تباعد ) عاديا ( كأمعن و ) معن ( الماء أساله ) كذا في النسخ والصواب معن الماء سال يمعن معونا وأمعنه اساله ومعن الموضع ( والنبت ) إذا ( روى ) من الماء ( وبلغ ) ظاهره أنه من حد نصر كما يقتضيه سياق المصنف رحمه الله تعالى والصواب انه من حد فرح ويدل على ذلك قول ابن مقبل يمج براعيم عضرس * تراوحه القطر حتى معن ( وأمعن في الامر أبعد و ) أمعن ( الضب في حجره ) إذا غاب في أقصاه و ) أمعن ( فلان كثر ماله و ) أيضا ( قل ) ماله نقله الازهرى وهو ( ضدو ) أمعن ( بحقه ذهب به و ) أمعن ( بالشئ أقر ) بعد الجحود ( و ) أمعن لى بحقى أقربه و ( انقاد ) عن ابن الاعرابي وهو ( ضد ) أي بين قولهم ذهب بحقه وبين قولهم أقربه وانقاد ( و ) أمعن ( الماء جرى ) وقيل سهل وسال ( و ) معين ( كاميرد باليمن ) من بناء الزباء قال عمرو بن معد يكرب دعانا من براقش أو معين * فأسمع واتلأب بنا مليع ( ووالد يحيى بن معين الامام الحافظ ) تقدمت ترجمته في عون وعين ( وكلأ ممعون جرى فيه الماء ) وقيل زهر ممعون أصابه المطر وقال ابن الاعرابي روض ممعون يسقى بالماء الجارى قال العبادي وذى تناوير ممعون له صبح * يغذو أو ابدقد أفلين أمها را ( والمعان المباءة والمنزل ) ويقال ان ميمه زائدة كما في شرح الكفاية ومثله قول الازهرى يقال الكوفة معان منا أي منزل منا ( و ) معان ( ع بطريق حاج الشام ) وقد تقدم شاهده في ع ون ( و ) معان ( كغراب اسم ) رجل ( والمعنان بالضم مجارى الماء في الوادي ) من المعن بمعنى السهولة * ومما يستدرك عليه أمعن في كذا بالغ وأمعن في طلب العدو أي جد وأمعن الرجل هرب قال عنترة ومدجج كره الكماءة تزاله * لا ممعن هربا ولا مستسلم
وتمعن تصاغر وتذلل انقيادا وقيل تمكن على بساطه تواضعا والمعن الحزم والكيس وبه فسر قول التمر بن تولب المتقدم أيضا والمعن المعروف ومن الناس من يقول الماعون أصله معونة والالف عوض عن الهاء والماعون المنفعة والعطية وأيضا الصدقة الواجبة ومعين الماء الظاهر الجارى فعيل من الماعون أو مفعول من العيون قال عبيد (1/8178)
واهية أو معين ممعن * أو هضبة دونها لهوب والجمع معن ومعنات ومياه معنان والمعنان بالضم لغة في المعنان الذى ذكره المصنف رحمه الله ومعن الوادي كثر فيه الماء فهل متناوله وأمعنه أساله فمعن ككرم وقال أبو زيد أمعنت الارض ومعنت إذا رويت وقد معنها المطر تتابع عليها فأرواها وفي هذا الامر معنة أي صلاح ومرمة ومعنها يمعنها معنا نكحها والمعن الجلد الاحمر يجعل على الأسفاط قال ابن مقبل ويقال للذى لا مال له سعنة ولا معنة وقال اللحيانى ماله شئ ولا قوم والمعن القليل المال والكثير المال ضد ومعن فرس الخمخام ابن جملة ورجل معن في حاجته سهل سريع وبئر معونة موضع بين الحرمين وقد تقدم وبنو معن بطن من العرب وهم بنو معن بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس منهم أبو عمرو معاوية بن عمرو بن المهلب بن عمرو بن شبيب الازدي البغدادي من شيوخ البخاري وأخوه كرماني بن عمرو شيخ لابن شاذان ويوسف بن حماد المعنى شيخ لمسلم ومالك بن عبد الله المعنى له وفادة وولداه مروان واياس شاعران ومحمد بن تميم المعنى روى عن سليمان بن عبد الله المعنى وعنه البزار وغيره هؤلاء والمعينة قرية بمصر من الشرقية والنسبة إليها المعناوى للفرق بينها وبين المنسوب الى القبيلة والمعان حيث تحبس الخليل والركاب عن السهيلي والمعان جبل عن البكري والمعنية بين الكوفة والشام وهناك آبار حفرها معن بن زائدة فنسبت إليه عن نصر وصحف المصنف فذكره في ع ون * ومما يستدرك عليه بئر مغونة بالغين المعجمة موضع قرب المدينة وهو غير بئر معونة بالمهملة كذا في اللسان ومعون بالضم من رستاق نستب من نواحى نيسابور منها عبدوس بن أحمد روى عنه أبو اسحق الجرجاني وميعن بالكسر قرية بسمرقند منها عمرو بن أبى الحرث الميعنى روى عنه أبو حفص النسفى الحافظ * ومما يستدلك عليه مغدان اسم مدينة السلام وقد تقدم ذكرها والاختلاف في اسمها في حرف الدال * ومما يستدرك عليه معكان بالضم قرية ببخارا منها أبو غالب زاهر بن عبد الله بن الخصيب بن عبد بن حميد الكشى رحمه الله تعالى ( المكن ) بالفتح ( وككتف ببض الضبة والجرادة ونحوهما ) قال أبو الهندي ومكن الضباب طعام العريب * ولا تشتهيه نفوس العجم وقد تقدم في ع ر ب واحدته مكنة ومكنة وفد ( مكنت ) الضبة ( كسمع فهى مكون وأمكنت فهى ممكن ) إذا جمعت البيض في جوفها والجرادة كذلك وقال الكسائي أمكنت الضبة جمعت بيضها في بطها فهى مكون وأنشد ابن برى لرجل من بنى عقيل أراد رفيقي أن أصيده ضبة * مكونا ومن خير الضباب مكونها وقيل الضبة المكون التى على بيضها وفي الصحاح المكنة بكسر الكاف واحدة المكن والمكنات ( وفي الحديث وأقروا الطير على مكناتها بكسر السكاف وضمها أي بيضها ) على انه مستعار لها من الضبة لان المكن ليس للطير وقيل عنى مواقع الطير قال أبو عبيد سألت عدة من الأعراب عن مكناتها فقالوا لا نعرف للطير مكنات وانما هي وكنات وانما المكنات بيض الضباب قال أبو عبيد وجائز في كلام العرب أن يستعار مكن الضباب فيجعل للطير على التشبيه كما قالوا مشافر الحبش وانما المشافر للابل وقيل في تفسير الحديث على أمكنتها أي لا تزجروا الطير ولا تلتفتوا الهيا أقروها على مواضعها التى جعلها الله لها أي لا تضرو لا تنفع ولا تعدوا ذلك الى غيره وقال شمر الصحيح في قوله على مكناتها انها جمع المكنة والمكنة التمكن تقول العرب ان ابن فلان لذو مكنة من السلطان أي ذو تمكن فيقول أقروا الطير على كل مكنة ترونها عليها ودعوا التطير منها وهى مثل التبعة من التتبع والطلبة من التطلب وقال ابن برى لا يقال في المكنة انه المكان الاعلى التوسع لان المكنة انما هي بمعنى التمكن فسمى موضع الطير مكنة لتمكنه فيه يقول دعوا الطير على أمكنتها ولا تطيروا بها وقال الزمخشري ويروى مكناتها بضمتين جمع مكن ومكن جمع مكان كصعدات في صعدو حمرات في حمر وقال يونس قال لنا الشافعي رضى الله عنه في تفسير هذا الحديث كان الرجل في الجاهلية إذا أراد الحاجة أتى الطير ساقطا أو في وكره فنفره فان أخذ ذات اليمين مضى لحاجته وان أخذ ذات الشمال رجع فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال الازهرى والقول في معنى الحديث ما قاله الشافعي وهو الصحيح واليه كان يذهب ابن عيينة وإذا علمت ذلك ظهر لك القصور في كلام المصنف رحمه الله ( والمكانة التؤدة ) وقد تمكن ( كالمكينة ) يقال مر على مكانته على أي تؤدته وقال أبو زيد يقال امش على مكينتك ومكانتك
وهينتك وقال قطرب يقال فلان يعمل على مكينته أي اتئاده وفي التنزيل العزيز اعملوا على مكانتكم أي على حيالكم وناحيتكم وقيل معناه على ما أنتم عليه مستمكنون وقال الفراء في قلبه مكانة وموقعة ومحلة ( و ) المكانة ( المنزلة عند ملك ) والجمع مكانات ولا يجمع جمع التكسير ( و ) قد ( مكن ككرم ) مكانة ( وتمكن فهو مكين ) بين المكانة ( ج مكناء والاسم المتمكن ما يقبل الحركات الثلاث ) الرفع والنصف والجر لفظا ( كزيد ) وزيدا وزيد وكذلك غير المنصرف كاحمد وأسلم وقال الجوهرى ومعنى قول النحويين في الاسم انه متمكن أي انه معرب كعمرو ابراهيم فإذا انصرف معذلك فهو المتمكن الامكن كزيد وعمرو وغير المتمكن هو المبنى كقولك كيف وأين قال ومعنى قولهم في الظرف انه متمكن انه يستعمل مرة ظرفا ومرة اسما وغير المتمكن هو الذى لا يستعمل في موضع يصلح أن يكون ظرفا الاضرفا ( والمكان الموضع ) الحاوى للشئ وعند بعض المتكلمين انه عرض وهو اجتماع جسمين (1/8179)
حاو ومحوى وذلك ككون الجسم الحاوى محيطا بالمحوى فالمكان عندهم هو المناسبة بين هذين الجسمين وليس هذا بالمعروف في اللغة قاله الراغب ( ج أمكنة ) كقذال وأقذلة ( وأماكن ) جمع الجمع قال ثعلب يبطل أن يكون فعالا لان العرب تقول كن مكانك وقم مكانك فقد دل هذا على أنه مصدر من كان أو موضع منه قال وانما جمع أمكنة فعاملوا الميم الزائدة معاملة الاصيلة لان العرب تشبه الحرف بالحرف كما قالوا منارة ومنائر فشبهوها بفعالة وهى مفعلة من النور وكان حكمه مناور كما قيل مسيل وأمسلة ومسل ومسلان وانما مسبل مفعل من السيل فكان ينبغى أن لا يتجاوز فيه مسايل لكنهم جعلوا الميم الزائدة في حكم الاصلية فصار مفعل في حكم فعيل فكسر تكسيره ( والمكنان بالفتح نبت ) ينبت على هيئة ورق الهند با بعض ورقه فوق بعض وهو كثيف وزهرته صفراء ومنبته القنان ولا صيور له وهو أبطأ عشب الربيع وذلك لمكان لينه قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى وإذا أكلته الماشية غزرت عليه فكثرت ألبانها وخثرت واحدته بهاء وقال الازهرى المكنان من بقول الربيع وأنشد لذى الرمة وبالروض مكنان كأن حديقه * زرابى وشتها أكف الصوانع ( وواد ممكن ) محسن ( ينبته ) أنشد ابن الاعرابي ومجر منتحر الطلى تناوحت * فيه الظباء ببطن واد ممكن وأنشد ابن برى لأبى وجزة يصف حمارا تحسر الماء عنه واستجن به * الفان جنا من المكنان والقطب ( وأبو مكين كامير نوح بن ربيعة ) البصري ( تابعي ) هكذا في النسخ والصواب انه من أتباع التابعين ففى الكاشف للذهبي روى عن أبى مجلز وعكرمة وعنه وكيع والقطان ثقة وقال ابن المهندس في الكنى روى عن اياس بن الحرث بن معيقب الدوسى وعنه سهل بن حماد الدلال وفي الثقات لابن حبان في ترجمة اياس هذا يروى عن جده معيقب بن أبى فاطمة الدوسى حليف قريشي وعنه أبو مكين ( ومكنته من الشئ ) تمكينا ( وأمكنته منه ) بمعنى كما في الصحاح ( فتمكن واستمكن ) إذا اظفر به والاسم من كل ذلك المكانة كما في المحكم قال الازهرى ويقال أمكننى الامر فهو ممكن ولا يقال أنا أمكنه بمعنى أستطيعه ويقال لا يمكنك الصعود الى هذا الجبل ولا يقال أنت تمكن الصعود إليه * ومما يستدرك عليه ضباب مكان بالكسر جمع لمكون قال الشاعر وقال تعلم أنها صفرية * مكان بما فيها الدبى وجناد به ويجمع المكان على مكن بضمتين عن الزمخشري والمكنة كفرحد التمكن عن شمر وقد تقدم والناس على سكناتهم ونزلاتهم ومكناتهم أي مقارهم عن ابن الاعرابي وقال ازمخشرى رحمه الله تعالى هو من مجاز المجاز وما أمكنه عند الامير شاذ عن الجوهرى قال ابن برى وقد امكن يمكن قال القلاخ * حيث تثنى الماء فيه فمكن * قال فعلى هذا يكون ما أمكنه على القياس وتمكن بالمكان وتمكنه على حذف الوسيط وأنشد سيبويه لما تمكن دنياهم أطاعهم * في أي نحو يميلو ادينه يمل وقالوا مكانك تحذره شيأ من خلفه وفلان لا يمكنه النهوض أي لا يقدر عليه نقله الجوهرى والمكنة بالضم القدرة والاستطاعة والتمكين عند الصوفية مقام الرسوخ والاستقرار على الاستقامة وبنو المكين قوم من العلويين باليمن وما كيان جد محمد بن على الماكيانى السرخسى عن ابن أبى الدنيا وما كينة جد ابراهيم بن ابراهيم الماكينى روى عنه أبو زرعة * ومما يستدرك عليه مكران بالضم بلدة بكرمان منها أبو حفص عمر بن محمد بن سليم عن ابن المنقور هذا محل ذكره * ومما يستدرك عليه الملتن كجعفر الريح التى تقلب البحر المالح على النيل كما في حسن المحاضرة وغيره وأنشدوا اشفع فللشافع أعلى يد * عندي وأنسنى من يد المحسن فالنيل ذو فضل ولكنه * الشكر في ذلك للملتن وبعض يقوله بالميم وهو غلط وأورده الخفاجى في شفاء الغليل وملتان باضم وبكتب أيضا مولتان مدينة بالهند على سمت غزنة من فتوح محمد بن القاسم بن عقيل الثقفي * ومما يستدرك عليه ملجكان بضم الميم من قرى مرو منها أبو الحسن على بن الحكم
الانصاري المروزى عن أبى عوانة * ومما يستدرك عليه مالين من قرى هراة وأهل هراة يقولون مالان منها أبو سعد أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن حفص بن خليل المالينى الانصاري الهروي الصوفى روى عن ابن عدى كتابه الكامل في الضعفاء والمتروكين وألف في المؤتلف والمختلف وفي الاسباب والانساب روى عنه أبو بكر الخطيب مات بمصر سنة 411 رحمه الله تعالى ( من عليه ) يمن ( منا ومنينى كخليفى أنعم ) وأحسن فالمن الانعام مطلقا عنده وقيل هو الاحسان الى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه وأنشد ابن برى للقطامي وما دهري يمنيني ولكن * جزئكم يا بنى جشم الجوازى ( و ) من عليه ( اصطنع عنده ضنيعة و ) من عليه ( منه ) مثل ( امتن ) عليه والمنينى الاسم من المن والامتنان وقال أبو بكر المن يحتمل تأويلين أحدهما احسان المحسن غير معتد بالاحسان يقال لحقت فلان منفلان منة إذا لحقته نعمة باستنقاذ من قتل أو ما أشبهه والثانى من فلان على فلا إذا اعظم الاحسان وفخر به وأبد أفيه وأعاد حتى يفسده ويبغضه فالاول حسن والثانى قبيح وقال الراغب المنة النعمة ويقال ذلك على وجهين أحدهما أن يكون ذلك بالفعل فيقال من فلان على فلان إذا أثقله بنعمه الثقيلة وعلى ذلك قوله عز وجل لقد من الله على المؤمنين ولكن الله بمن على من يشاء ونحو ذلك وذلك في الحقيقة لا يكون الا لله عز وجل والثانى (1/8180)
ان يكون ذلك بالقول وذلك مستقبح فيما بين الناس الا عند كفران النعمة ولقبح ذلك قالوا المنة تهدم الصنيعة ولذلك قال الله عز وجل لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى ولحسن ذكرها عند الكفران قيل إذا كفرت النعمة حسنت المنة وقوله عز وجل يمنون عليك أن
سلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم فالمنة منهم بالقول ومنة الله عز وجل عليهم بالفعل وهو هدايته اياهم لما ذكر وأما قوله عز وجل فاما منا بعد واما فداء فالمن اشارة الى الاطلاق بلا عوض وقوله عز وجل ولا تمنن تستكثر قيل هو المنة بالقول وذلك أن تمن به وتستكثره وقيل لا تعشيا مقدر التأخذ بدله ما هو أكثر منه ( و ) من ( الحبل ) يمنه منا ( قطعه و ) من ( الناقة ) يمنها منا ( حسرها ) أي هزلها من السفر ( و ) من ( السير فلانا أضعفه وأعياه وذهب بمنته ) أي ( يقوته ) قال ذو الرمة منه السير أحمق أي أصعفه السير ( كأمنه ) امنا نا ( وتمننه و ) من ( الشئ نقص ) قال لبيد لمعفر فهد تنازع شلوه * غبس كواسب لا يمن طعامها أي لا ينقص وقيل لا يقطع وهذا البيت أنشد الجوهرى عجزه وقال غبسا والرواية ما ذكرنا * وفي نسخة ابن القطاع من الصحاح * حتى إذا بئس الرماة وأرسلوا * غبسا الخ قال ابن برى وهو غلط وانما هو في نسخة الجوهرى عجز البيت لا غير قال وكمله ابن القطاع بصدر بيت ليس هذا عجزه وانما عجزه وأرسلوا * غضفا دواجن قافلا أعصامها * وليس ذلك في شعر لبيد ( و ) قوله تعالى وأنزلنا عليكم المن والسلوى قيل ( المن كل طل ينزل من السماء على شجر أو جر ويحلو وينعقد عسلا ويجف جفاف الصمنع كالشير خشت والترنجبين ) والسلوى طائر وقيل المن والسلوى كلاهما اشارة الى ما أنعم الله عز وجل عبه عليهم وهما بالذات شئ واحد لكن سماه منا من حيث انه امتن به عليهم وسماه سلوى من حيث انه كان لهم به التسلى قاله الراغب وفي الصحاح المن كالترنجبين وفي المحكم طل ينزل من السماء وقيل هو شبه العسل كان ينزل على بنى اسرائيل وقال الليث المن كان يسقط عشلى بنى اسرائيل من السماء إذ هم في التيه وكان كالعسل الخامس حلاوة وقال الزجاج جملة المن في اللغة ما يمن به الله عز وجل مما لا تعب فيه ولا نصب قال وأهل التفسير يقولون ان المن شئ كان يسقط على الشجر حلو يشرب وفي الحديث الكماءة من المن وماؤها شفاء اللعين انما شبهها بالمن الذى كان يسقط على بنى اسرائيل لانه كان ينزل عليهم عفوا بلا علاج انما يصبحون وهو بافنيتهم فيتناولونه وكذلك الكماءة لا مؤنة فيا ببذر ولا سقى ( والمغرب بالمن ) عند الاطياء ( ما وقع على شجر البلوط معتدل نافع للسعال الرطب والصدر والرئة والمن أيضا من لم بدعه أحد ) هكذا في النسخ وفيه خطأ في موضعين والصواب الممن الذى لم يدعه أب كما هو نص المحكم ( و ) أيضا ( كيل م ) معروف ( أو ميزان ) كما في المحكم ( أو ) هو ( رطلان كالمنا ) كما في الصحاح وفي التهذيب المن لغة في المنا الذى يوزن به وقال الراغب المن ما يوزن به ياقل من ومنا ( ج أمنان ) وربما أبدل من احدى النونين ألف فقيل منا ( وجمع المنا أمناء والمنة باضم القوة ) وقد مر قريبا فهو تكرار وقد خص بعضهم به قوة القلب ( و ) المنة ( بالفتح من أسمائهن ) أي النسوة ( والمنون الدهر ) وهو اسم مفرد وعليه قوله تعالى فتربص به ريب المنون أي حوادث الدهر ومنه قول أبى ذؤيب أمن المنون وريبة تتوجع * والدهر ليس بمعتب من يجزع قال ابن برى أي الدهر وريبه ويدل على ذلك قوله * والدهر ليس بمعتب من يجزع * وقال الازهرى من ذكر المنون أراد
به الدهر وأنشد قول أبى ذؤيب قال ابن برى ومثله قول كعب بن مالك الانصاري رضى الله عنه أنسيتم عهد النبي اليهكم * ولقد ألظ وأكد الايمانا أن لا تزولوا ما تغرد طائر * أخرى المنون مواليا اخوانا قال ابن برى ويروى وريبها أنثه على معنى الدهور ورده علي الجنس وأنشد الاصمعي غلام وغى تقحمها فأبلى * فخان بلاءه الدهر الخؤون فان على الفتى الاقدام فيها * وليس عليه ما جنت المنون قال فالمنون يريد بها الدهور بدليل قوله في البيت قبله * فخان بلاءه الدهر الخؤون * ( و ) المنون ( الموت ) وبه فسر قول الهذلى وانما سمى به لانه ينقص العدد ويقطع المدد وقيل المنة هي التى تكون بالقول هي من هذا لانها تقطع النعمة قاله الراغب وقال تعلب المنون يحمل معناه على المنايا فيعبر بها عن الجمع وأنشد لعدى بن زيد من رأيت المنون عزين أم من * ذا عليه من أن يضام خفير وقال غيره هو يذكر ويؤنث فمن أنث حمل على المنية ومن ذكر حمل على الموت وقال ابن سيده يحتمل أن يكون التأنيث راجعا الى معنى الجنسية والكثرة وقال الفارسى لانه ذهب به الى معنى الجنس وقال الفراء المنون مؤنثة وتكون واحدة وجمعا قال ابن برى وأما قول النابغة وكل فتى وان أمشى وأثرى * ستخلجه عن الدنيا المنون قال فالظاهر أنه المنية قال وكذلك قول أبى طالب أي شئ دهاك أو غال مرعا * ك وهل أقدمت عليك المنون قال المنون هنا المنيه لا غير وكذلك قول عمرو بن حسان (1/8181)
تمخضت المنون له بيوم * أبى ولكل حاملة تمام وكذلك قول أبى داود سلط الموت والمنون عليهم * فهم في صدى المقابر هما ( و ) المنون ( الكثير الامتنان ) عن اللحياني ( كالمنونة ) والهاء للمبالغة ( و ) المنون من النساء ( التى زوجت لما لها فهى ) أبدا ( تمن على زوجها ) عن اللحيانى ( كلننانة ) وقال بعض العرب لا تتزوجن حنانة ولا منانة وقد ذكر في ح ن ن ( و ) المنين ( كأمير ) الغبار ) الضعيف المنقطع ( و ) أيضا ( الحبل الضعيف ) والجمع أمنة ومنن ( و ) المنين ( الرجل الضعيف ) كأن الدهر منه أي ذهب بمنته ( و ) أيضا ( القوى ) عن ابن الاعرابي وهو ( ضد كالممنون ) بمعنى الضعيف والقوى عن
بى عمرو وهو ضد أيضا ( و ) منين ( ة في جبل سنين ) هكذا في النسخ والصواب سنير بالراء في آخره وهو من أعمال الشام منها الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن رزق الله ابن عبيد الله المنينى المقرئ امام أهل قرية منين روى عن أبى عمرو محمد بن موسى بن فضالة وعنه عبد العزيز الكنانى ولم يكن بالشام من يكنى بأبى بكر غيره خوفا من المصريين توفى سنة 426 قلت ومنه شيخنا المحدث أبو العباس أحمد بن على بن عمر المنينى الحنفي الدمشقي وأخوه عبد الرحمن استوفيت ترجمتهما في المرقاة العلية في شرح الحديث المسلسل بالاولية ( والمننة كعنبة العنكبوت كالمنونة ) كذا في التهذيب ( و ) المننة القنفذ وقيل ( أنثى القنافذ و ) يقال ( ماننته ( ترددت في قضاء حاجته وامتننته بلغت ممنونة وهو أقصى ما عنده والمنان ) بضم فكسر مثنى ممن ( اليليل والنهار ) لانهما يضعفان ما مرا عليه ( وكزبير وشداد اسمان وأبو عبد الله ) محمد ( بن منى بكسر النون المشددة لغوى ) بغدادي حكى عنه أبو عمر الزاهد ( ومنينا كز ليخالقب ) جماعة من البغداديين منهم عبد العزيز بن منينا شيخ لابن المنى * قلت وهو أبو محمد عبد العزيز بن فعال بن غنيمة بن الحسن بن منينا البغدادي الاشنانى المحدث ( والمنان من أسماء الله تعالى ) الحسنى ( أي المعطى ابتداء ) وقيل هو الذى ينعم غير فاخر بالانعام ولله المنة على عباده ولا منه لاحد منهم عليه تعالى الله علوا كبيرا ( و ) قوله تعالى فلهم ( أجر غير ممنون ) قيل أي ( غير محسوب ) ولا معتد به كما قال تعالى بغير حساب ( و ) قيل ( لا مقطوع ) وقيل غير منقوص وقيل معناه لا يمن الله تعالى عليهم به فاخرا أو معظما كما يفعل بخلاء المنعمين * ومما يستدرك عليه حبل منين مقطوع والجمع أمنة ومنن وكل حبل نزح به أو منح منين ولا يقال للرشاء من الجلد منين وثوب منين واه منسحق الشعر والزئبر ومنته المنون قطعته القطوع والمن الاعياء والفترة وأنشد ابن برى * قد ينشط الفتيان بعد المن * والمنة انثى القرود عن ابن دريد قال مولدة ومنن الناقة ومنن بها هزلها من السفر وقد يكون ذلك في الانسان يقال ان أبا كبير غزا مع تأبط شرافمنن به ثلاث ليل أي أجهده واتبعه ومنه يمنه منانقصه والنين الحبل القوى عن ثعلب وأنشد لابي محمد الاسدي إذا قرنت أربعا بأربع * الى اثنتين في منين شرجع وقال ابن الاعرابي عن الشرقي بن القطامى المنون الزمان وبه فسر الاصمعي قول الجعدى وعشت تعيشين ان المنو * ن كان المعايش فيها خساسا قال ابن برى أراد به الازمنة ومن عليه وامتن وتمنن قرعة بمنة أنشد ثعلب أعطاك بازيد الذى يعطى النعم * من غير ما تمنن ولا عدم وقالوا من خيره يمنه منافعدوه قال كأنى إذ مننت عليك خيرى * مننت على مقطعة النياط
والمنة بالكسر جمعها منن وامتن منه بما فعل منة أي احتمل منه والمنان من ضيغ المبالغة وهو الذى لا يعطى شيأ الا منه واعتد به على من أعطاه وهو مذموم ومنه الحديث ثلاثة يشنؤهم الله منهم البخيل المنان وقوله تعالى هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب أي أنفق وهو من أمنهم أكثرهم منا وعطية والمنة بالضم الضعف عن ابن القطاع ومنونيا من قرى نهر الملك منها أبو عبد الله حماد بن سعيد الضرير المقرئ شقدم بغداد وقرأ القرآن عن ياقوت رحمه الله تعالى والعلامة ناصح الاسلام أبو الفتح نصر بن فتيان بن المنى بفتح فتشديد نون مكسورة شيخ الحنابلة في حدود السبعين وخمسمائة وابن أخيه محمد بن مقبل بن فنيان بن المى عن شهدة ضبطه الحافظ رحمه الله تعالى ( ومن ) بالفتح ( اسم بمعن الذى ) ويكون للشرط ( و ) هو اسم ( مغن عن الكلام الكثير المتناهى في العباد والطول وذلك أنك إذا قلت من يقم أقم معه كان كافيا عن ذكر جميع الناس ولولا هو ) لا حتجت أن تقول ان يقم زيد أو عمرو أو جعفر أو قاسم ونحو ذلك ثم تقف حسيرا و ( تبقى مبهورا ولما تجد الى غرضك سبيلا وتكون للاستفهام المحض ويثنى ويجمع في الحكاية كقولك منان ومنون ) ومنتان ومنات فإذا وصلوا فهو في جميع ذلك مفرد مذكر قال فأما قول الحرث بن شمر الضبي أتوا نارى فقلت منون قالوا * سراة الجن قلت عمو اضللاما قال فمن رواه هكذا
جرى الوصل مجرى الوقف وانما حرك النون لا لتقاء الساكنين ضرورة قال ومن رواه منون أنتم فقالوا الجن فأمره مشكل وذلك انه شبه من بأى فقال مننون أنتم على قوله أيون أنتم وان شئت قلت كان تقديره منون كالقول الاول ثم قال أنتم أي أنتم المقصودون بهذا الاستثبات ( وإذا قلت من عندك أغناك ) ذلك ( عن ذكر الناس وتكون شرطية نحو قوله تعالى من يعمل سو أيجز به ( و ) تكون ( موصولة ) نحو قوله تعالى ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الارض ( و ) تكون ( نكرة (1/8182)
موصوفة ) ولهذا دخلت عليها رب في قوله رب من أنضجت غيظا قلبه * قد تمنى لى موتا لم يطع ووصف بالنكرة في قول بشر بن عبد الرحمن لكعب بن مالك الانصاري وكفى بنا فضلا على من غيرنا * حب النبي محمد ايانا في رواية الجر وقوله تعالى ومن الناس من يقول آمنا جزم جماعة أنها نكرة موصوفة وآخرون انها موصولة ( و ) تكون ( نكرة تامة ) نحو مررت بمن محسن أي بانسان محسن وفي التهيذب عن الكسائي من تكون اسما وحجدا واستفهاما وشرطا ومعرفة ونكرة وتكون للواحد والاثنين والجمع وتكون خصوصا وتكون للانس والملائكة والجن وتكون للبهائم إذا خلطتها بغيرها * قلت أما الاسم المعرفة فكقوله تعالى والسماء وما بناها أي والذى بناها والجحد كقوله ومن يقنط من رحمة ربه الا الضالون المعنى لا يقنط وقيل هي من الاستفهامية أشربت معنى النفى ومنه ومن يغفر الذنوب الا الله ولا يتقيد جواز ذلك بان يتقدمها الواو خلافا لبعضهم بدليل قوله تعالى من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه والاستفهام نحو قوله تعالى من بعثنا من مر قدنا والشرط نحو قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره فهذا شرط وهو عام ومن للجماعة نحو قوله تعالى ومن عمل صالحا فلا نفسهم يمهدون وأما في الواحد فكقوله تعالى ومنهم من يستمع اليك وفي الاثنين كقوله تعال فان عاهدتني لا نخوننى * نكن مثل من يا ذئب يصطحبان قال الفراء ثنى يصطحبان وهو فعل لمن لانه نواه ونفسه وفي جمع النساء نحو قوله تعالى ومن بقنت منكن لله ورسوله وقال الراغب من عبارة عن الناطقين ولا يعبر به عن غيرهم الا إذا جمع بينهم وبين غيرهم كقولك رأيت من في الدار من الناس والبهائم أو يكون تفصيلا لجملة يدخل فيها الناطقون كقوله عز وجل فمنهم من يمشى الآيد ويعبر به عن الواحد والجمع والمؤنث والمذكر وفي الصحاح اسم لمن يصلح أن يخاطب وهو مبهم غير متمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة ولها أربعة مواضع الاستفهام نحو من عندك والخبر نحو رأيت من عندك والجزاء نحو من يكر منى أكرمه وتكون نكرة وأنشد قول الانصاري وكفى بنا فضلا الى آخره قال خفض غير على الاتباع لمن ويجوز فيه الرفع على أن تجعل من صلة باضمار هو قال وتحكى بها الأعلام والكنى والنكرات في لغة أهل الحجاز إذا قال رأيت زيد اقلت من زيد وإذا قال رأيت رجلا قلت منا لانه نكرة وان قال جاءني رجل قلت منو وان قال مررت برجل قلت منى وان قال جاءني رجلان قلت منان وان قال مررت برجلين قلت منين بتسكين النون فيهما وكذلك في الجمع ان قال جاءني رجال قلت منون ومنين في النصب والجر ولا يحكى بها غير ذلك لو قال رأيت الرجل قلت من الرجل بالرفع لانه ليس يعلم وان قال مررت بالامير قلت من الامير وان قال رأيت ابن أخيك قلت من ابن أخيك بالرفع لا غير قال وكذلك إذا أدخلت حرف العطف على من رفعت لا غير قلت فمن زيد ومن زيد وان وصلت حذفت الزيادات قلت من هذا وتقول في المرأة منة ومنتان ومنات كله بالتسكين وان
وصلت قلت منة يا هذا ومنات يا هؤلاء * ومما يستدرك عليه إذا جعلت من اسما سمكنا شددته لأنه على حرفين كقول خطام المجاشعى فرحلوها رحلة فيها رعن * حتى أنخناها الى من ومن أي الى رجل وأى رجل يريد بذلك تعظيم شأنه وإذا سميت بمن لم تشدد فقلت هذا من ومررت بمن قال ابن برى وإذا سألت الرجل عن نسبه قلت المنى وان سألته عن بلدته قلت الهنى وفي حديث سطيح * يا فاصل الخطة أعيت من ومن * قال ابن الاثير هذا كما يقال في المبالغة والتعظيم أعيا هذا الامر فلانا وفلانا أي أعيت كل من جل قدره فحذف يعنى أن ذلك مما تقصر عنه العبارة لعضمه كما حذفوها من قولهم بعد اللتيا واللتى استعظاما لشأن المخلوق وحكى يونس عن العرب ضرب من منا كقولك ضرب رجل رجلا وقولهم في جواب من قال رأيت زيد المنى يا هذا فالمنى صفة غير مفيدة وانما معناه الاضافة الى من لا يخص بذلك قبيلة معروفة وكذلك تقول المنيان والمنيون والمنية والمنيتان والمنيات فإذا وصلت أفردت على ما بينه سيبويه وتكون من للاستفهام الذى فيه معنى التعجب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب سبحان الله من هو وما هو وقول الشاعر * جادت بكفى كان من أرمى البشر * يروى بفتح الميم أي بكفى من هو أرمى البشر وكان على هذا زائدة والرواية المشهورة بكسر الميم ( ومن بالكسر ) حرف خفض يأتي على أربعة عشر وجها الاول ( لابتداء الغاية ) ويعرف بما يصح له الانتهاء وقد يجئ لمجرد الابتداء من دون قصد الانتهاء مخصوصا نحو أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فابتداء الاستعاذة من الشيطان مع قطع النظر عن الانتهاء ( غالبا وسائر معانيها راجعة إليه ) وردها الناصر البغدادي في منهاجه الى البيانية دفعا للاشتراك لشموله جمع مواردها قال شيخنا رحمه الله تعالى وهو خلاف ما نص عليه أئمة الصرف في الاماكن ومثاله قوله تعالى ( أنه من سليمان ) نزل فيه منزلة الاماكن وهذا كقولهم كتبت من فلان الى فلان وقوله تعالى ( من المسجد الحرام ) الى المسجد الاقصى هو كقولهم خرجت من بغداد الى الكوفة ويقع كذلك في الزمان أيضا كما في الحديث فمطرنا ( من الجمعة الى الجمعة ) وعليه قوله تعالى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ( و ) يقع في المعاني نحو قرأت القرآن من أوله الى آخره الثاني ( للتبعيض ) نحو قوله تعالى ( منهم من كلم الله ) وعلامتها امكان سد بعض مسدها كقراءة ابن مسعود رضى الله تعالى عنه حتى تنفقوا بعض ما تحبون ومنه قوله تعالى ربنا انى أسكنت من ذريتي بواد غير ذى زرع فمن هنا اقتضى التبعيض (1/8183)
لانه كان ترك فيه بعض ذريته ( و ) الثالث ( لبيان الجنس وكثرا ما تقع بعدما ومهما وهما بها أولى لافراط ابهامهما ) كقوله تعالى ( ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) وقوله تعالى ما ننسخ من آية وقوله تعالى مهماتأ تنابه من آية ومن وقوعها بعد غيرهما قوله تعالى يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق ونحو فاجتنبوا الرجس من الاوثان والفرق بين من كان ما قبله أكثر مما بعده كقوله تعالى فاجتنبوا الرجس من الاوثان وأنكر مجئ من لبيان الجنس قوم وقالوا هي في من ذهب ومن سندس للتبعيض وفي من الأوثان للابتداء والمعنى فاجتنبوا من الاوثان الرجس وهو عبادتها وفيه تكلف وقوله تعالى وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما للتبيين لا للتبعيض كما زعم بعض الزنادقة الطاعنين في بعض الصحابة والمعنى الذين هم هؤلاء ومنه قوله تعالى الذين استجابو الله والرسول من بعدما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم وكلهم محسن متق وقوله ولئن لم ينتهو عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب إليهم والمقول فيهم ذلك كلهم كفار * قلت ومنه قوله تعالى فان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه فان من هنا للجنس أي كلوا الشئ الذى هو مهر وقال الراغب وتكون لاستغراق الجنس في النفى والاستفهام نحو فما منكم من أحد عنه حاجزين * قلت وقد جعلت هذه غالمعانى الثلاثة في آية واحدة وهو قوله تعالى وينزل من السماء من جبال فيها من برد فالاولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض والثالثة للبيان وقال الراغب تقديره ينزل من السماء جبالا فمن الاولى لابتداء الغاية والثانية ظرف في موضع المفعول والثالثة للتبعيض كقولك عنده جبال من مال وقيل يحتمل أن يكون حمل على الظرف على انه منزل عنه وقوله من برد نصب أي ينزل من السماء جبالا فيها برد وتكون الجبال على هذا تعظيما وتكثيرا لما نزل من السماء ( و ) الرابع بمعنى ( التعليل ) كقوله تعالى ( مما خطاياهم أغرقوا ) وقوله * وذلك نبا جاءني * ( و ) الخامس بمعنى ( البدل ) كقوله تعالى ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ) وكقوله عز وجل ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة أي بدلكم لان الملائكة لا تكون من الانس وكقوله تعالى لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيأ أي بدل
طاعة الله أو بدل رحمة الله ومنه أيضا قولهم في دعاء القنوت ( لا ينفع ذا الجد منك الجدو ) السادس بمعنى ( الغاية ) نحو قولك ( رأيته من ذلك الموضع ) قال سيبويه فانك ( جعلته غاية لرؤيتك أي محلا ) كما جعلته غاية حيث أردت ( للابتداء والانتهاء ) كذا في المحكم ( و ) السابع بمعنى ( التنصيص على العموم وهى الزائدة ) وتعرف بانها لو أسقطت لم يختل المعنى ( نحو ما جاءني من رجل ) أكد بمن وهو موضع تبعيض فاراد أنه لم يأته بعض الرجال وكذلك ويحه من رجل انما أراد أن يجعل التعجب من بعض وكذلك لى ملؤه من عسل وهو أفصل من زيد ( و ) الثامن بمعنى ( توكيد العموم ) وهى ( زائدة أيضا ) نحو ( ما جاءني من أحد ) وشرط زيادتها في النوعين أمور أحدها تقدم نفى أو نهى أو استفهام بهل أو شرط نحو وما تسقط من ورقة الا يعلمها ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ومنه قول الشاعر ومهما يكنن عند امرئ من خليفة * وان خالها تخفى على الناس تعلم الثاني أن يتكرر مجرورها الثالث كونه فاعلا أو مفعولا به أو مبتدأ وقال الجار بردى والزائدة لا تكون الا في غير الموجب نفيا كان أو نهيا أو استفهاما أي لان فائدة من الزائدة تأكيد معنى الاستغراق وذلك في النفى دون الاثبات وفيها خلاف للكوفيين والاخفش فانهم يزيدونها في الموجب أيضا وفي الصحاح وقد تدخل من توكيد الغوا قال الاخفش ومنه قوله تعالى وترى الملائكة حافين من حول العرش وقال تعالى ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه انما أدخل من توكيدا كما تقول رأيت زيدا نفسه انتهى وقال الراغب في قوله تعالى فكلوا مما أمسكن عليكم قال أبو الحسن من زائدة والصحيح انها ليست بزائدة لان بعض ما أمكن لا يجوز أكله كالدم والغدد وما فيه من القاذو رات المنهى عن تناولها انتهى وقال أبو البقاء في قوله تعالى ما فرطنا في الكتاب من شئ ان من زائدة وشئ في موضع المصدر أي تفريطا وعد أيضا قوله تعالى ما ننسخ من آية وقال يجوز كون آية حالا ومن زائدة واستدل بنحو ولقد جاءك من نبا المرسلين يغفر لكم من ذنوبكم من ذنوبكم يحلون فيها من
ساور ونكفر عنكم من سيأتكم وخرج الكاسئى على زيادتها الحديث ان من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون وكذا ابن جنى قراءة بعضهم لما آتيتكم من كتاب وحكمة بتشديد لما وقال به بعضهم في ولقد جاءك من نبا لمرسلين ( و ) التاسع بمعنى ( الفصل وهى الداخلة على ثانى المتضادين ) كقوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح ) وقوله تعالى حتى يميز الخبيث من الطيب ( و ) العاشر ( مرادفة الباء ) كقوله تعالى ( ينظرون اليك من طرف خفى ) أي بطرف خفى ( و ) الحادى عشر ( مرادفة عن ) كقوله تعالى ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) أي عن ذكر الله وقوله تعالى لقد كنت في غفلة من هذا ( و ) الثاني عشر ( مرادفة في ) كقوله تعالى ( أرونى ماذا خلقوا من الارض ) أي في الارض وقوله تعالى ( إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة ) أي في يوم الجمعة ( و ) الثالث عشر ( موافقة عند ) كقوله تعالى ( لن تغنى عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيأ ) أي عند الله عن أبى عبيدة وقد منا في ذلك أنه للبدل ( و ) الرابع عشر ( مرادفة على ) كقوله (1/8184)
تعالى ( ونصرناه من القوم ) أي على القوم نقله الجوهرى قال ابن برى يقال نصرته من فلان أي منعته منه لان الناصر لك مانع عدوك فلما كان نصرته في معنى منعته جاز أن يتعدى بمن ومثله فليحذر الذين يخالفون عن أمره فعدى الفل بحن حملا على معنى يخرجون عن أمره لان المخالفة خروج عن الطاعة * ومما يستدرك عليه من تكون صلة قال الفراء ومنه قوله تعالى وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة أي ما يعزب عن علمه وزن ذرة ومنه أيضا قول داية الاحنف والله لو لا حنف في رجله * ما كان من فتيانكم من مثله قال من صلة هنا قال والعرب تدخل من على جميع المحال الا على اللام والباء وتدخل من على عن ولا عكس قال القطامى * من عن بمين الحبيا نظره قبل * وقال أبو عبيد العرب تضع من موضع مد نقول ماريته من سنة أي مذسنة قال زهير لمن الديار بقنة الحجر * أقوين من حجج ومن دهر أي مذحجمج وعليه خرجوا قوله تعالى من أول يوم أحق أن تقوم فيه وتكون بمعنى اللام الزائدة كقوله * أمن آل ليلى عرفت الديارا * أراد ألآل ليلى وتكون مرادفة لباء القيم كقولهم من ربى فعلت أي بربي * فائدة مهمة * قال اللحيانى رحمه الله تعالى إذا القيت النون ألف الوصل فمنهم من يخفض النون فيقول من القوم ومن ابنك وحكى عن طبئ وكلب اطلبوا من الرحمن وبعضهم يفتح النون عند اللام وألف الوصل فيقول من القوم ومن ابنك قالو أراهم انما ذهبوا في فتحها الى الاصل لان أصلها انما هو منا فلما جعلت أداة حذفت الالف وبقى النون مفتوحة قال وهى في قضاعة وأنشد الكسائي عن بعض قضاعة بذلنا مارون الخطى فيهم * وكل مهند ذكر حسام منا أن ذرقون الشمس حتى * أغاث شريد هم فنن الظلام
قال ابن جنى قال الكسائي أراد من وأصلها عندهم منا واحتاج إليها فأظهرها على الصحة هنا وقال سيبويه قالوا من الله ومن الرسول فتحوا وشبهوها بكيف وأين وزعموا أن ناسا يقولون بكسر النون فيجرونها على القياس يعنى أن الاصل في ذلك الكسر لالتفاء الساكنين قال واختلفوا إذا كان ما بعدها ألف وصل فكسرة قوم على القياس وهى الجيدة ونقل عن قوم فيه الفتح أيضا وقال أبو اسحق يجوز حذف النون من من وعن عند الالف واللام لالتقاء الساكنين وهو في من أكثر يقال من الآن وم الآن ونقل ذلك عن ابن الاعرابي أيضا * تذنيب * قوله تعالى كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم الاولى للابتداء والثانية للتعليل وقوله تعالى مما تنبت الارض من بقلها الاولى للابتداء والثانية اما كذلك فالمجرور بدل بعض واعيد الجار واما لبيان الجنس فالظرف حال والمنبت محذوف أي مما تنبته كائنا من هذا الجنس وقوله تعالى ومن أظلم ممن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله الاولى مثلها في زيد أفضل من عمرو والثانية للابتداء وقوله تعالى أتأتون الرال شهوة من دون النساء من للابتداء والظرف صفة لشهوة أي شهوة مبتدأة من دونهن وقوله تعالى ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب الآية فيها من ثلاث مرات الاولى للبيان والثانية زائدة والثالثة لابتداء الغاية وقوله تعالى لا كلون من شجر من زقوم وقوله تعالى ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب الاولى منهما للابتداء والثانية للتبين ( التمون كثرة النفقة على العيال ) عن ابن الاعرابي ( ومانه ) يمونه مونا ( قام بكفايته فهو ) رجل ( ممون ) عن ابن السكيت * ومما يستدرك عليه الاسم المانة والمونة بغير همز على الاصل وتقدم البحث فيه والمان السن الذى يحرث به قال ابن برى غير مهموز وقال ابن سيده أراه فارسيا وألفه واولانها عين وقال ابن الاعرابي مان إذا شق الارض للزرع وما وان موضع وزنه فاعال ولا يجوز أن يهمزو أنشد ابن برى للراجز * يشربن ما ماوان ماء مرا * وذو ما وان موضع آخر وما نى اسم رجل من الفرس كان مشهورا في نقش التصاوير ( المهنة بالكسر والفتح والتحريك وككلمة ) أربع لغات الاخيرة عن أبى زيد ( الحذق بالخدمة والعمل ) وأنكر الاصمعي الكسر قال وهو القياس مثل جلسة وخدمة الا انه جاء على فعلة واحدة هكذا نقله الزمخشري عنه ووافقه شمر وأبو زيد وقال قوم الفتح أفصح والكسر أشهر وصوب المزى الكسر لتوافق الخدمة زنة ومعنى وأنكر بعضهم الفتح مطلقا وفيه نظرو في الحيدث ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبي مهنته روى بالوجهين الا أن رواية الفتح أكثر كما في النهاية ( مهنه كمنعه ونصره مهنا ومهنة ويكسر خدمه و ) قيل ( ضربه وجهده و ) مهن ( الابل ) يمهنها مهنا ومهنة ( حلبها عند الصدر ) وأنشد شمر فقلت لما هنى ألا احلباها * فقاما يحلبان ويمريان و ) مهن ( الثوب ) مهنا ومهنة ( جذبه ) فو ثوب ممهون مبتذل مجرور ( و ) مهن ( المرأة ) مهنا ( جامعها ) وهو مجاز ( وامتهنه استعمله للمهنة ) وابتذله ( فامتهن هو لازم متعد ) وقال الاعشى في المتعدى يصف فرسا قلا يا بلأ ى حملنا الغلا * م كرها فأرسله فامتهن أي أخرج ما عنده من العدو وابتذله ومن اللازم قول ابن المسيب السهل يوطأ ويمتهن أي يداس ويبتذل قال * وصاحب الدنيا عبيد ممتهن * أي مستخدم ( والمهين ) من الرجال ( الحقير ) الصغير ومنه الحديث ليس بالجافى ولا المهين من الهانة وهى الحقارة والصغر ويروى بضم الميم من أهان اهانة ( و ) أيضا ( الضعيف و ) أيضا ( القليل ) ومنه قوله تعالى ألم نخلقكم من (1/8185)
ماء مهين أي قليل ضعيف ( و ) المهين ( اللبن الآجن طعمه و ) أيضا ( القليل الرأى والتمييز ) من الرجال وبه فسر أبو اسحق قوله تعاى كل حلالف مهين ( وفحل ) مهين ( لا يلقح من مائه ) يكون في الابل والغنم ( و ) قد ( مهن ) في الكل ( ككرم فيهن ) مهانة ( ج ) مهناه والماهن العبد ) ومنه ما أشنده شمر * فقلت لما هنى الا احلبا ها * ( و ) أيضا ( الخادم ) ومنه حيث سليمان أكره أن أجمع على ما هنى مهنتين أي على خارمى عملين في وقت واحد ( وميهنة بكسر الميم ) وسكون الياء ( ة بخابران ) بين أبيورد وسرخس منها أبو سعيد السعدى فضل الله بن أبى الخبر سمع أبا القاسم القشيرى وعنه ابن السمعاني ومات سنة 417 وأخوه أبو الفتح طاهر من أهل التصوف وصدقة بن عبد الله الميهنى عن ابن لهيعة وأبو سعيد الفضل بن أحمد بن محمد يعرف بأى الحسن صاحب كرامات عن زاهر بن أحمد السرخسى مات 440 * ومما يستدرك عليه يجمع الماهن على الماهان كرمان والمهنة ككتبة والمهان كصيام الاخيرة عن أبى موسى ومهن الرجل مهنة فرغ من صنعته وقال العتريفى إذا عجز الرجل قلنا هو يطلغ المهنة والطلغان أن يعبا الرجل ثم يعمل عملا الاعياء وقامت المرأة بمهنة بيتا أي باصلاحه والمهين الرجل الفاجر وبه قسر الفراء قوله تعالى
كل حلاف مهين وماهان يأتي ذكره في م وه وماهيان من قرى مرو منها أبو نصر أحمد بن محمد بن اسحاق الحافظ رمهينة كسفينة قرية باليمامة عن ياقوت * ومما يستدرك عليه مهمن كجعفر كلمة أصلها من من وأنشد الفراء أما وى مهمن يستمع في صديقه * أقاويل هذا الناس ما وى يندم ( مان يمين ) مينا ( كذب ) قال عدى بن زيد فقددت الأديم لراهشية * وألفى قولها كذبا ومينا وجمع المين وميون وميان ) كشداد ( و ) مان ( الارض شقها للزراعة ) عن ابن الاعرابي وذكره ابن سيده في م ون ( والميناء بالكسر والمد جوهر الزجاج ) وعند العامة ما يصطنع على الجواهر من اللازورد والذهب ( و ) المينى ( بالقصرع ) وضبطه نصر بالفتح واقل منزل بين صعدة وعثر من بلاد اليمن ( وكل مرسى للسفن ) مينى * قلت الظاهر أنه مفعل من الونى وهو الفتور وقد يتغير فيكون على مفعل ومحل ذكره في المعتل ( وميانة بالكسرد باذربيجان ) مناه بالفارسية الوسط وانما سمى بذلك لكونه متوسطا بين مارغة وتبريز ( وهو ميانجى ) بفتح الميم في النسبة وهكذا نسب القاضى أبو الحسن على بن الحسن الميانى قاضى همدان رفيق أبى اسحق الشيرازي رحمهم الله تعالى استشهد بها وولده أبو بكر محمد وحفيده عين اقضاة عبد الله بن محمد كان بليغا شاعرا قتل صبرا ( والمان السنة يحرث بها ) فأرسية وذكرها ابن سيده في م ون كما تقدم ( ومينان بالكسرة بهراة ) منها عمر ابن شمر المينانى مات سنة 278 ( و ) رجل ( متماين الود ) أي ( مغشوشه ) غير صادقه ومنه قول الشاعر رويد علينا جدما ثدى أمهم * الينا ولكن ودهم متماين ويروى متيامن وقد ذكر في مأن * ومما يستدرك عليه المانية الخؤون هي الدنيا وميناء باكسر والمد مدينة بصقلية وميوان من قرى هراة منها محمد بن الحسن بن علوية التيمى شيخ ثقة وميوان أيضا من قرى اليمن وجبال أبى ميناء بالكسر والمدفى أوائل نواحى مصر جاء ذكرها في الحديث في سرية زيد بن حارثة الى مدين فأصاب سبيا من أهل ميناء والميان ككتاب من أعمال نيسابور كانت بها قصور لطاهر بن الحسين قال أبو محلم الشيباني يذكرها سقى قصور الشاد ياخ الحيا * قبل وداعي وقصور الميان وميانة بالتشديد قرية بالقيوم وميان كسحاب جزيرة تحت البصرة * ومما يستدرك عليه ميكائين اسم ملك وباللام كذلك ( فصل النون ) مع مثلها ( عنقود منبن كمعظم ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان أي ( أكل بعض ما عليه من العنب ) * ومما يستدرك عليه نباذان قرية بهراة منها المدثة أمة الله بنت محمد بن أحمد النباذانى روى عنها ابن السمعاني ( النتن ) بالفتح الرائحة الكريهة ( ضد الفوح ) وقد ( نتن ) الشئ ( ككرم وضرب نتانة ) ونتنا باللف والنشر المرتب ( وأنتن فهو منتن ) كمحسن ( ومنتن بكسرتين وبضمتين و ) منتين ( كقنديل ) قال ابن جنى امامنتن فهو الاصل ثم يلبه منتن وأقلها منتن قال فأما قول من قال ان منتن من قولهم أنتن ومنتن من قولهم نتن الشئ فان ذلك لكنة منه وقال كراغ نتن فهو منتن لم يأت في الكلام فعل فهو مفعل الا هذا قال وليس بشئ وال الجوهرى رحمه الله تعالى في منتن كسرت الميم اتباا للتاء لان مفعال ليس من الابنية وقال أبو عمر ومنتن كان في الاصل منتين فحذفوا المدة ومثله منخر أصله منخير وفي الحديث ما بال دعوى الجاهلية ودعوا فانها منتنه أي مذمومة في الشرع مجتنبة مكروهة يريد قولهم بالفلان ( والنيتون ) على فيعول ( شجر منتن ) الرائحة خبيثها وأنشد ابن برى لجرير حلوا الاجارع من نجد وما نزلوا * أرضا بها ينبت النيتون والسلع ( ونتنه تنتينا ) جعله منتنا ( و ) يقال ( هم مناتين ) قال ضب بن نعرة قالت سليمى لا أحب الجعدين * ولا السباط انهم مناتين ( وأنتان ) بالفتح ( ع قرب الطائف به وقعه لهو ازن وثقيف ) كثر بينهم القتلى حتى نتنوا فسمى لاجل ذلك شعب الأنتان * ومما يستدرك عليه نتن كفرح نتنالغة ثالثة ذكرها ابن القطاع وصاحب المفتاح والنتونة بالضم من مصادر نتن ككرم وقالوا ما أنتنه (1/8186)
ورجل نتن ككتف وجمعه نتى كسكرى ومنه حديث بدر في هؤلاء النتنى يعنى
سارى بدر سماهم ذبلك لكفرهم وحب المنتن داوء معروف عند الا طباء والمنتان بضم الميم وكسرها نوع للنساء والجمع مناتين عامية * ومما يستدرك عليه نثن اللحم نثنا ونثنا إذا تغير كما في اللسان ( نحن ضمير يعنى به الاثنان والجمع المخبرون عن أنفهسم ) قال شيخنا رحمه الله تعال يا طلاقه بمعنى الاثنين مما توقفوا فبه وقالوا انه غير موجودي في كلام العرب وأما قوله * نحن اللذان تعارفت أوراحنا * ققالوا انه مولد وهو ( مبنى على الضم أو ) نحن كلمة يعنى بها ( جمع أنا من غير لفظها وحرك آخره ) بالضم ( لا لتفاء الساكنين ) كذا في الصحاح قال ابن برى قول الجوهرى ان الحركة في نحن لالتقاء الساكنين لا يصح لان اختلاف صبغ المضمرات يقوم مقام الاعراب ولهذا بنيت على حكرة من أول الأمر
نحو هو وهى ( و ) في المحكم ( ضم لانه يدل على الجماعة وجماعة المضمرين تدل عليهم ) الميم أو ( الواو نحو فعلوا وأنتم والواو من جنس الضمة ) ولم يكن بدمن حركة نحن فحركت بالضم لان الضم من الواو فأما قراءة من قرأ نحن نحيى ونميت فلا بد أن تكون النون لا اولى مختلسة الضم تخفيفا وهى بمنزلة المتحركة فأما أن تكون ساكنة والحاء قبلها ساكنة فحطأ وقال ابن برى وانما بنيت نحن على الضم لئلا يظن بهما انها حركة التقاء الساكنين إذا لفتح والكسر يحرك بهما ما التقى فيه ساكنان نحو مد وشد * ومما يستدرك عليه نخان كغراب والخاء معجمة فرية على باب أصبهان منها أبو جعفر زيد بن بندار بن زيد النخانى الفقيه سمع القضبى وعثمان بن أبى شيبة مات سنة 273 * ومما يستدرك عليه نخجوان بضم الجيم وبعضهم يقول بالقاف بدئل الخاء بلد بأقصى اذربيجان * ومما يستدرك عليه اندان قرية بأصبهان منها أبو القاسم جابر بن محمد بن أبى بكر كان يسكن محلة لبنان كتب عن ابن السمعاني * ومما يستدرك عليه اندجن بكسر الدال والجيم قرية من نواحى جبال قزوين من أعمال الطرم * ومما يستدرك عليه اندغن بفتحا لدال والغين قرية بمر وعلى خمسة فراسخ منها عباد بن أسيد الزاهد جالس ابن المبارك رحمهما الله تعالى * ومما يستدرك عليه اند كان بضم الدال من قرى فرغانة منها عمر بن محمد بن طاهر الصوفى المقرى وقد ذكر في الكاف * ومما يستدرك عليه النرسيانة بالكسر نوع من التمر عن أبى حاتم ذكره الازهرى في الرباعي وقد ذكر في السين ونرسيان ناحية بالعراق بين واسطة والكوفة لها ذكر في الفتوح * ومما يستدرك عليه نريان كسحبان قرية بين فارياب بلخ عن ياقوت رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه نشبونة بالكسر مدينة بالاندلس فيما يظن عن ياقوت * ومما يستدرك عليه نقان كغراب جبل في بلاد ارمينية وربما قيل لقان باللام * ومما يستدرك عليه نقبون قرية ببخارا عن ياقوت ويقال بالكاف أيضا ( نقنة بفتح النون والقاف والنون المشددة ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( والد أبى جعفر أحمد وزير دولة العلويين من بنى حمود بالاندلس ) * قلت الصواب فيه تنحت القدور البرام ( منه الفقيه محمد بن أبى على ) الحسن ( بن أبى نصر ) كذا في النسخ والصواب ابن نصر بن منصور الطوسى النوفانى حدث والده عن محمد بن عبد الكريم المروزى والزبير بن بكار وغيرهما وعنه محمد بن طالب بن على بن محمد بن زكريا ( وأبو المكارم فضل الله ابن الحافظ أبى سعيد ) مشهور ( و ) الحافظ أبو شجاع ( ناصر بن ) محمد بن ( اسمعيل ) عن الحسن بن أحمد السمرقندى وعنه ابن السمعاني ( ومحمد بن المنتصر وعلى بن ناصر بن محمد ) المذكور وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد حدث عن الدار قطني بالسنن رواه عنه المفضل بن محمد الابيوردى مات سنة 448 ( الفقهاء النوقانيون ) المحدثون * ومما يستدرك عليه نوقان قرية بنيسابور وهى غير التى في طوس عن ياقوت رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه نربا ذان قرية بهراة عن ابن السمعاني * ومما يستدرك عليه نوبندجان بالضم وفتح الباء والدال مدينة بأرض فارس من كورة سابور بالقرب من شعب بوان ذكرها المتنبي في شعره فقال منازل لم يزل منها خيال * يشيعنى الى النوبندجان ويقال لقلعتها نوبنجان بحذف الدال * ومما يستدرك عليه نمكبان بفتح النون والميم وسكون الكاف وموحدة قرية بمرو على طرف البرية منها بلال بن عبد الله بن يحيى بن المبارك * ومما يستدرك عليه نمذيان بفتحتين وسكون ذال معجمة قرية ببلخ عن ياقوت رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه نوشان بالضم جد أبى موسى عمران بن موسى بن الحصين النوشانى الكتاب الفقيه باستوا عن أبى عبد الله البوشنجى رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه نوشجان بالضم مدينة بفارس عن ابن السمعاني أهلها زنادقة يعبدون النار منها الخليل بن أسد عن المؤرج السدوسى وأبو ثعلب طلحة بن أحمد بن أيوب المقرى عن هلال الحفار ( النن ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى هو ( الشعر الضعيف و ) أبو عبد الله ( محمد بن عبد الله بن ) محمد بن عمر ابن مسعود البغدادي المعروف بانب ( النن ) ولد ببغداد سنة 599 ودفن بثغرأ سكندرية سنة 679 رحمه الله تعالى روى عن عبد العزيز بن منينا وغيره ( روينا عمن أجازه ) منهم البدر محمد بن أحمد بن خالد الفارقى وغيره ( النون ) حرف مجهور أغن فيه نونان بينهما واو وهى مدة وهو ( من حروف الزيادة ) تزاد في الاسماء والافعال فأما في السماء فانها تزاد أولا في تفعل إذ اسمى به وتزاد ثانيا في جندب وجنعدل ومر مرار أنها لا تزاد ثانيا الا بثبت وتزاد ثالثة في حبنطى وسندي ورابعة (1/8187)
في خلبن وضيفن وخامسة في مث عثمان وسلطان وسادسة في زعفران وكيذبان وسابعة في مثل عبيثران وقر عبلانة وتزاد علامة للصرف في كل اسم منصرف وأما في الافعال فانها تزاد ثقيلة وخفيفة فتكونان للتوكيد وتزاد في التثنية والجمع وفي الامر في جماعة
النساء وأحكام الثقيلة والخفيفة مبسوطة في كتب الصرف وأوردها الجوهرى في الصحاح وتكون أصلا كنون نعم وجنب ورعن وبدلا كنون فعلان فانها بدل من همزة فعلاء كما هو مبسوط في كتب الصرف ( ولو قيل نن في الشعر جاز ) نقله الازهرى ( و ) النون ( الدواة ) وبه فسر قوله عز وجل ن والقلم عن الحسن وقتادة ( و ) قيل ( الحوت ) وبه فسر ابن عباس رضى الله تعالى عنهما الآية وقال اازهرى ن والقلم لا يجوز فيه غير الهجاء ألا ترى أن كتاب المصحف كتبوه ن ولو أريد به الدواة أو الحوت لكتب نون وقرأ أبو عمرو نون جزما وقرأ أبو اسحق نون جرا وقال الفراء لك أن تدغم النون الاخيرة وتظهرها واظهارها أعجب الى لانها هجاء والهجاء كالموقوف عليه وان اتصل ومن أخفاها بناها على الاتصال وقد قرأ الفراء بالوجهين جميعا وكان الاعمش وحمزة يبينانها وبعضهم يترك البيان وقال ابن الانباري النون تخى مع حروف الفم خاصة لقربها منها وتبيين مع حروف الحلق عامة لبعدها منها وأحكامها مبسوطة في كتاب الرعاية لمكى ( ج نينان ) بالكسر أي جمع النون الذى بمعنى الحوت ومنه حديث على رضى الله تعالى عنه يعلم اختلاف النينان في البحار الغامرات أصله نونان قلبت الواو يأكسرة النون قاله شيخنا رحمه الله تعالى وكان سيبويه يجعله غللطا وخطأ بشارا في نظمه واستعمله المتنبي وغلطوه أيضا ( و ) يجمع أيضا على ( أنوان و ) النون ( شفرة السيف ) وأنشد الجوهرى * بذى نونين فصال مقط * ( وذو النون لقب يونس ) بن متى على نبيناو ( عليه اصلاة والسلام ) وقد ذكره الله تعالى في كتابه وسماه كذلك لانه حبسه في جوف الحوت الذى التقمه ( و ) ذو النون ( اسم سيف لهم ) قيل كان لمالك بن قيس أخى قيس بن زهير ( لكونه على مثال سمكة ) فقتله حمل بن بدرو أخذ منه سيفه ذا النون فلما كان يوم الهباءة قتل الحرث بن زهير حمل بن بدرو أخذ منه ذا النون وفيه يقول الحرث ويخبرهم مكان النون منى * وما أعطيته عرق الخلال وتقدم تفسيره في خ ل ل وفي الصحاح النون سيف لبعض العرب وأنشد * سأجعله مكان النون منى * أي سأجعل هذا السيف الذى استفدته مكان ذلك السيف الآخر وقال ابن برى النون سيف حتش بن عمرو وقيل هو سيف مالك بن زهير ( وذو النون ) سيف معقل بن خويلد ) الهذلى وكان عريضا معطوف طرفي الظبة وفيه يقول قريتك في الشريط إذا التقينا * وذو النونين يوم الحرب زينى ( ونونة ) بالضم ( بنت أمية ) بن عبد شمس ( عمة أبى سفيان بن حرب ) بن أمية ( والنونة الكلمة من الصواب و ) أيضا ( السمكة ) واقل أبو تراب أنشدني جماعة من فصحاء قيس وأهل الصدق منهم حاملة دلوك لا محموله * ملأى من الماء كعين النونه فقلت لهم رواها الاصمعي كعين الموله فلم يعرفوها وقالوا النونة سمكة وقال أبو عمرو الموله العنكبوت ( و ) النونة ( النقرة في ذقن الصبى الصغير ) ومنه حديث عثمان رضى الله تعالى عنه رأى صبيا مليحا فقال دسموا نونته أي سود وها لئلا تصيبه العين حكاه الهروي في الغريبين وتقدم في د س م وقال الازري هي الخنعبة والنبونة والثومة والهزمة والوهدة والقدلة والهرمتمة والعرتمة والعرتمة والحثرمة وقد ذكر كل ذلك في مواضعه ( وناين كصاحب د قرب أصبهان ) ويقال لها نايين أيضا كرامين وعدها الاصطخرى من أعمال فارس ثم من كورة اصطخر لانها بين أصبهان وفارس فتنوزع فيها ( منه أحمد بن عبد الهادى ) بن أحمد بن أحمد بن الحسن الاردستانى نزيل ناين عن أبى الوقت وعنه ابراهيم بن الازهر الصريفنى ( وعلى بن أحمد ) الخياط حدث عنه محمد بن الفضل الفزارى ( المحدثان الناينيان ) * قلت ومنه أيضا أبو الوفاء محمد بن الفضل بن عبد الواحد بن محمد القاضى الناينى سمع أبا بكر بن ماجه وأبا اسحق ابراهيم ابنن محمد الظيان ( ونينان بالكسر ع بالحجاز ) وضبطه نصر بفتح النون وآخره تاء فوقية ( ونينى كتينى ) أي بالكسر ( نهر ) مشهور بأفر يقية في أقصاها ( ونينوى بكسر أوله )
العامة تفتحه وأما النون الثانية فمقتوحة كما في المعجم لياقوت وذكر في المشترك الضم أيضا وبه جزم الخفاجى ( ع بالكوفة ) في سوادها منها كربلاء التى قتل فيها سيدنا الحسين رضى الله تعالى عنه ( و ) أيضا ( ة بالموصل ليونس ) بن متى ( عليه الصلاة والسلام ) وذكر ابن أبى طاهر أن الشعراء اجتمعوا بباب عبد الله بن طاهر فخرج إليهم رسوله وقال من يضيف الى هذا البيت على حروف قافيته بيتا وهو لم يصح للبين منهم صرد * وغراب لا ولكن طيطوى فقال رجل من أهل الموصل فأستقلوا بكرة يقدمهم * رجل يسكن حصنى نينوى فقال عبد الله بن طاهر للرسول قل له لم تصنع شيأ فهل عنده غيره فقال أبو سناء القيسي ونبيطى طفافى لجة * قال لما كظه اليعطيط وى فصوبه وأمر له بخمسين دينارا * ومما يستدرك عليه نيان بالكسر والتشديد موضع في بادية الشام في قول الكميت من وحش نيان أو من وحش ذى بقر * أفى خلائله الا شلاء والطرد (1/8188)
وقال أبو محمد الفندجانى نيان جبل في بلاد قيس وأنشد الاطرقت ليلى بنيان بعدما * كسا الليل بيدا فاستوت واكاما وقال ابن ميادة وبالبغمر قد جازت وجاز حمولها * فسقى الغوادى بطن نيان فالغمرا وهذا مواضع قرب تيماء بالشام وأما قول عطاف البكلى فما ذائرين الشمس حتى كأنهم * بذى الرمث من نيا نعام نوافر فانما أراد من نيان فحذف والنون تذكر وتؤنث والنسبة نونى وقد نونت نونا حسنا وحسنة جمعه أنوان ونونات والتنوين والتنوينة معروفة ونون الاسم ألحقه التنوين ونون التنوين لا يكون له في الخط صورة الا في كأين وقال ابن رى النيتة بالكسر الدرونينات بالكسر فرجة على بحر الشام ونون والديوشع وصى موسى عليه السلام * ومما يستدرك عليه نامنة من رساتيق طبرستان بينها وبين سارية عشرون فرسخا ونامين موضع * ومما يستدرك عليه نيبطن بكسر ففتح فسكون محلة بدمشق عن ياقوت رحمه الله تعالى ( فصل الواو ) مع النون ( الو أن ) بالهمز أهمله الجوهرى وهو ( الرجل العريض ) المقتدر البدن ( أوكل عريض ) وان ( وهى وأنة ) وقد نسى هنا اصطلاحه * ومما يستدرك عليه رجل وأن أحمق كثير اللحم ثقيل وامرأة وأنة غليطة وقيل حمقاء وقيل مقاربة الخلق وقال الليث الو أنه سواء فيه الرجل والمرأة يعنى المقتدر الخلق ويقال للرجل اللحمق وأن ملدم خجأة ضوكعة نقله الازهرى رحمه الله تعالى وقال ابن الاعرابي التوأن ضعف البدن والرأى أي ذلك كان ( الوبنة ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي الوبنة ( الازى و ) أيضا ( الجوعة ) وفي بعض الاصول الجرعة ( و ) قال اللحيانى يقال ( ما في الدار وابن كصاحب ) أي ( أحد ) وكذلك ما في الدار وابر ( الوتنة المخالفة والواتن الشئ ) المقيم ( الثابت الدائم في مكانه ) عن الليث ( والماء ) الواتن هو ( المعين الدائم ) الذى لا يذهب عن أبى زيد وقال غيره الذى لا يجرى وقيل الذى لا ينقطع وفي الحديث أما تيماء فعين جارية وأما خيبر فماء واتن ( والوتين عرق في القلب إذا انقطع مات صاحبه ) وقال ابن سيده هو عرق لاصق بالصلب من باطنه أجمع يسقى العروق كلها الدم ويسقى اللحم وهو نهرا لجسد وقيل هو عرق أبيض مستبطن الفقار وقيل الوتين يستقى من الفؤاد وفيه الدم ( ج وتن ) بالضم ( وأوتنة ووتنه كوعده ) وتنا ( أصاب وتينه ) فهو موتون قال حميد الارقط * من علق المكلى والموتون * ( و ) ونن ( الماء ) وغيره يتن ( ونونا ووتنة ) هكذا في النسخ والصواب تنة كعدة كما هو نص الجوهرى ( دام ولم ينقطع واستوتن المال ) أي ( سمن ) وقيل كثر * ومما يستدرك عليه وتن كعنى شكا وتينه ووتن بالسكان وتناو وتونا ثبت وأقام به وجمع الواتن وتن كركع قال رؤبة أمطرفى أكناف غين مغين * على أخلاء الصاف ء الوتن والوتن الدوام على العهد والمواتنة الملازمة في قلتة التفرق نقله الجوهرى وأواتن القوم دارهم أطاللوا الاقامة فيها والمواتنة المطاولة والمماطلة والوتن الذى ولد منكو سالغة في اليتن وهو أيضا أن تخرخ رجلا المولود قبل رأسه فهو مرة اسم للولاد ومرة اسم للولد وأوتنت المرأة ولدت ولدا كأيتنت وقال ابن الاعرابي امرأة موتونة إذا كانت أديبة وان لم تكن حسناء والونتنة ملازمة الغريم ( كاستوثن ) بالثاء يقال استوثن المال إذا سمن وقيل كثر ( والوثن محركة الصنم ) ما كان وقيل الصنم الصغير قال ابن الاثير الفرق بين الوثن والصنم ان الوثن كل ماله جثة معمولة من جواهر الارض أو من الخشب والحجارة كصورة الآدمى تعمل وتنصب فتعبد والصنم الصورة بلا جثة ومنهم من لم يفرق بينهما وأطلقهما على المعنيين قال وقد يطلق الوثن على غاير الصورة ومر ايماء الى الفرق بينهما بوجوه أخر في ص ن م قيل سمى وثنا لانتصابه وثباته على حالة واحدة من وثن بالمكان أقام به فهو واثن ( ج وثن ) بالضم وبضمتين ( وأوثان ) وأثن على ابدال الهمزة من الواو وبه قرئ ان يدعون من دونه الا أثنا حكاه سيبويه قال الفراء وهو جمع الوثن وقد ذكر ذلك في أث ن ( والواثن الواتن ) وهو المقيم الثابت وقال ابن دريد ليس بثبت * قلت وحكاه ابن الاعرابي وثن بالمكان فلا عبرة بانكار ابن دريد والجمع وثن كركع وبه روى قول رؤبة المنقدم أيضا ( والموثونة ) من النساء ( الذليلة ) وبالتاء الاديبة وان لم تكن حسناء وقد تقدم ( واستوثن الشئ بقى و ) أيضا ( قوى و ) استوثن ( من المال استكثر ) منه كاستوثج واستوثر ( و ) استوثن ( النخل ) هكذا بالنسخ والوصاب بالحاء المهملة صارت فرقتين صغار أو كبار أو ) استوثنت ( الابل نشأت أولادها معها وأوثن زيدا أجزل عطيته و ) أوثن ( من المال أكثر ) منه * ومما بستدرك عليه الوثنة الكفرة وهى وثن فلان أي امرأته وهو مجاز نقله الزمخشري والوثن الصليب ومنه حديث عدى بن حاتم رضى الله تعالى عنه قدمت وفي عنقي صليت من ذهب فقال لى ألق هذا الوتن عنك وقد الاعشى كذلك فقال تطوف العفاة بأبواتبه * كطوف النصارى بيت الوثن
ووثنت الارض فهى موثونة مطرت عن ابن الاعرابي ( وجن به كوعد ) وجنا ( رمى و ) وجن ( به الارض ) وجنا ( ضربها به و ) وجن ( القصار الثوب ) وجنا ( دقه ) ومنه الميجنة ( والوجين شط الوادي و ) أيضا ( العارض من الارض ينقاد ويتفع قليلا ) وهو غليظ (1/8189)
وقيل هو
رض صلبة ذات حجارة وقيل الوجين من الارض متن ذو حجارة صغيرة ( ومنه الوجناء للناقة الشديدة ) الصلبة وقيل العظيمة الوجنتين ( والوجنة مثلثة وكسكلمة ومحركة ) عن ابن سيده ما عدا الرابعة ( والاجنة مثلثة ) عن يعقوب حكاء في المبدل واقتصر على الضم والكسر ( وما ارتفع من الخدين ) الشدق والمحجر وقيل ما انحد رمن المحجر ونتأمن الوجه وقيل مانتأ من لم الخدين بين الصدغين وكنفي الانف وقيل هو فرق ما بين الخدين والمدمع من العظم الشاخص في الوجه إذا وضعت عليه يدك وجدت حجمه وقال ابن الاعرابي النما سميت الوجنة وجنة لنتوئها وغلظها وحكى اللحيانى انه الحسن الوجنات كانه جعل كل جزء منها وجنة ثم جمع على هذا ( والميجنة ) بالكسر ( المدقة ) للقصارو هي الكذينق ( ج مواجن ) ومياجن على المعاقبة وقال أبو القاسم الزجاجي الميجنة على لفظها مياجن وعلى أصلها مواجن وفي حديث على رضى الله تعالى عنه ما شبهت وقع السيوف على الهام الا بوق البيازر على المواجب وأنشد أبو زيد لعلى بن طفيل السعدى رقاب الكواجن خاظيات * وأستاه على الا كوار كوم ( وتوجن ذل وخضع ) عن ابن الاعرابي ( والاوجن الجبل الغليظ ) عن ابن الاعرابي ومنه قول رؤبة * أعيس نهاض كحيد الاوجن * وفي بعض النسخ الحبل الغليظ وهو غلط ( والموجونة ) من النساء ( الخجلة ) من كثرة الذنوب عن ابن الاعرابي ( وما أدرى أي من وجن الجلد هو توجينا ) وهو حكاية يعثوب ولم يفسره وفي التهذيب وغيره ( أي أي الناس ) وهو وفي الاساس أي الخلق هو وفي الاساس أي من مرن الجلد كما تقدم * ومما يستدرك عليه رجل أوجن وموجب كمعظم عظيم الوجنات وقيل الموجن الكثير اللحم وفي الاساس موحن ومظهر ومصدر قويت منه هذه الاعضاء وعظمت والوجن بالفتح وبالتحريك والواجن الاخير كالكاهل والغارب الوجين وفي حديث سطيح * ترفعني وجنا وتهوى بى وجن * فجمع بين اللغتين وجمع الوجين الوجن بالضم وقال ابن شميل الوجين قيل الجبل وسنده وقيل الوجين الحجارة وقلما يقال جمل وهو ذو الوجنة الضخمة وقال اللحيانى الميجنة التى يوجن بها الاديم أي يدق ليلين عند دباغه قال النابغة ولم أر فيمن وجن الجلد نسوة * أسب لأضياف وأقبح محجرا ووجن الوتد وجنادقه ( التوحن ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( عظم البطن و ) قال غيره هو ( الذل والهلاك و ) قال ابن الاعرابي ( الوحنة ) هو ( الطين المزلق و ) قال اللحيانى ( وحن عليه كوجل ) مثل ( أحن ) * ومما يستدرك عليه الحنة كعدة الحقد وقد وحن عليه كوعد ( الوخنة ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( الفساد ) قال ( والتوخن القصد الى خير أو شر ) * ومما يستدرك عليه وخشمان قرية على فرسخين من بلخ ( ودنه كوعده ودنا وودانا بالكسر بله ونقعه ) وجاء قوم الى بنت الخس بحجر فقالوا أحذى لنا من هذغا نعلا فقالت دنوه قال ابن برى أي رطبوه وفي حديث مصعب بن عمير وعليه قطعة نمرة قد وصلها باهاب قد ودنه أي بله بماء ليخضع ويلين ( فو ودين ومودون ) أي مبلول منقوع قال الطرماح عقائل رملة نازعن منها * دفوف أقاح معهود ودين قال الازهرى أراد دفوف رمل أو كثيب أقاح معهود أي ممطور وقوله ودين أي مودون مبلول وقال في ترجمة دين قال الليث الدين هن الأمطا وما تعاهد موضعا لا يزال يرب فيه ويصيبه وأنشد معهود ودين قال الازهرى وهذا خطأ والواو في ودين فاء الفعل وهى أصلية وليست بواو العطف قال ولا يعرف الدين في باب الامطار قال وهذا تصحيف من الليث أو ممن زاد في كتابه وقد ذكرناه في موضعه ( كودنه ) تودينا ( واتدنه ) على افتعله كذلك ( فاتدن هو ) إذا ( انتقع ) وابتل ( لازم متعد ) قال الكميت وراج لبن تغلب عن شظاف * كتمدن الصقا حتى يلينا ( و ) ودن ( العروس ودنا وودانا ) بالكسر ( أحسن القيام علهيا ) وكذلك الفرس وقال ابن الاعرابي أخذوا في ودان العروس إذا عللوها بالسويق والترفه للسمن وأنشد بئس الودان للفتى العروس * ضربك بالمنقار والفؤوس ( و ) ودن ( الشئ ودنا قصده ) هكذا في النسخ والصواب قصره ( كودنه ) تودينا ( وأودنه ) ذكر الاولى والثانية أو عبيد ( و ) ودنه ( بالعصا ضربه ) وقيل لينه كما يودن الاديم وقال ابن الاعرابي دقه به قال الزمخشري ومنه الميدان لان الخيل تودن فيه أي تضرب وذكره المصنف رحمه الله تعالى في م ى د ( والاودن الناعم و ) أدن ( ة بين مرعش والفرات و ) أودنة ( بهاءة ببخارا ) ظاهر سياقه انها بالفتح وضبطه ابن السمعاني رحمه الله تعالى بالضم ( مها ) أبو سليمان ( داود بن محمد ) بن موسى بن هرون الفقيه الحنفي
( المحدث الأودنى ) روى عن أبى عبد الرحمن بى أبى ليث وصالح بن محمد جزرة وصنف عدة تصانيف وابناه أبو مسلم عبد الصمد الفقيه وأبو سهل عبد الحميد الحافظ حدثا عن جدهما ومنها أيضا أبو منصور أحمد بن محمد بن نصر الأودنى بن موسى من قريش وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن نصير بن ورقاء الاودنى فقيه الشافعية يروى عن الهيثم بن كليب وعبد المؤمن بن خلف النقى وعبد الحليم والمستغفري وهو من أصحاب الوجوه مات رحمه الله تعالى سنة 385 ( وتودن الجلدلان ) عند الدباغ عن ابن الاعرابي ( والمودون القصير العنق والالواح واليدين ) كما التهذيب وقال بعضهم القصير ألواح اليدين ( الناقص الخلق الضيق المنكبين ) ومنه حديث ذى الثدية أنه كان مودون اليدأى ناقصها مع قصر ( والمودونة للمؤنث ) قال حسان يذم رجلا (1/8190)
( و ) المودنة ( دخلة ) من الدخاخيل ( قصيرة الصغيرة الجثة ) وقيل دقيقتها ( وودنت ) المرأة ( كعلمت ولدت ولدا ) قصير العنق واليدين ضيق المكبين وربما كان مع ذلك ( ضاويا كأودنت فهو مودون ومودن ) على اللف والنشر المرتب قال الشاعر وقد طلقت ليلة كلها * فجاءت به مودنا خنفقيقا ومما يستدرك عليه ودن الجلد ودنا دفنه في الثرى ليلين فهو مودون والودان بالكسر مواضع الندى والماء التى تصلح للغروس والمودنة المرطبة قال الشاعر ولقد عجبت لكاعب مودنة * أطرافها الحلى والحناء والتودن كثرة التدهين والتنعيم وودن الشئ ودنا نقصه وصغره كاودنه فهو مودون ومودن وأنشد بن الاعرابي لما رأته مودنا عظيرا * قالت أريد العتعت الدفرا والمودن كالمودون القصير الناقص الخلق وبه ورى حديث ذى الثديه أيضا قال الكسائي المودن اليد القصيرها والمودون المدقوق وقد ودنه ودنا از ادقه وفرس مودون أحسن القيام عليه ومودون فرس مسمع بن شهاب قال ذوالرمة
ونحن غداة بطن الجزع فنا * بمودون وفارسه جهارا ( التوذن ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( الصرف والاعجاب ) وفي بعض النسخ الضرب ( وواذنان بكسر الذال ة بأصفهان ) منها الشيخ العارف بالله تعالى محمد بن أحمد بن عمر روى عنه يوسف الشيرازي ومنها أيضا أبو جعفر أحمد بن مالك ابن بحربن الاحنف بن قيس الحدث * ومما يستدرك عليه وذلان قرية باصفهان منها محمد بن أحمد بن ابراهيم عن أبى الفضل الباطرقانى رحمه الله تعالى ( التورن ) أهمله الجوهرى وقال الاعوابى ( كثرة التدهن والنعيم ) وقال الازهرى التودن بالدال أشبه بهذا المعنى وقد ذكرناه ( وواران ة بتبريز ) على فرسخ منها ينسب إليها المظفر بن أبى الخير بن اسمعيل الفقيه كان معيدا بالمدرسة النظامية ببغداد وصنف كتبا ( والورانية كعلانية الاست وورنة اسم ذى العقدة ) في الجاهلية عن ابى الاعرابي وجمعها ورنات وقال ثعلب هو جمادى الآخرة وأنشدوا فأعددت مصقولا لايام ورنة * إذا لم يكن للرمي والطعن مسلك قال ثعلب ويقال له أيضارنة غير مصروف ووارين قرية بقزوين منها محمد بن عبد الرحمن بن معالى الوارينى عن محمد بن أبى بكر الخطى القزويني * ومما يستدرك عليه ورازان قرية بنسف ورازوق قرية أخرى بقارس * ومما يستدرك عليه ورامين قرية بالرى بينهما نحو ثلاثين ميلا منها عتاب بن أحمد بن عتاب أبو القاسم الحافظ روى عن أبى القاسم البغوي والباغندى * ومما يستدرك عليه ورثان كذا محركة ضبطه السلفي قرية باذربيجان بينها وبين بيلقان سبعة فراسخ كانت ضيعة لام جعفر زبيدة بنت جعفر بن المنصور وورثين محركة وكسر الثاء قرية بنسف منها أبو الحرث أسد بن حمدويه بن سعيد سمع أبا عيسى الترمذي وصنف كتاب البستانى في مناقب نسف مات سنة 315 * ومما يستدرك عليه ورزانة قرية ببخارا ومنهم من أهمل دالها وأيضا من قرى أصفهان * ومما يستدرك عليه ورزان قرية ببغداد منها أبو جعفر محمد بن على بن محمد بن أحمد الكاتب * ومما يستدرك عليه ورسنان قرية بسمرقند وورسنين محلة بها * ومما يستدرك عليه رعجن كسفرجل قرية بنسف عن ابن السمعاني * ومما يستدرك عليه وركن كجعفر قرية ببخار وروركان محلة أصفهان * ومما يستدرك عليه درندان مدنية بمكران ( الوزن كالوعد روز الثقل والحفة ) بيدك لتعرف وزنه ( كالزنة ) بالكسر وأصل الكلمة الواو والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة من أولها وقيل الوزن هو الثقل والخفة وقال البيت الوزن ثقل شئ بشئ مثله كأوزان الدراهم الرزن ( وزنه يزنه وزنا وزنه ) كوعد يعد وعداو عدة ( و ) الوزن ( المثقال ج أوزان ) وهى التى يوزن بها التمر وغيره ويعنى بها المستوى من الحجارة والحديد ( و ) الوزن ( قدرة من تمر لا يكاد رجل يرفعها ) بيديه ( تكون في نصف جلة من جلال هجر أو ثلثها ج وزون ) حكاه أبو حنيفة وأنشد وكنا تزودنا وزونا كثيرة * فأفنينها لما علو ناسب نسبا ( و ) الوزن ( تجم يطلع قبل سهيل فتظنه اياه ) وهو أحد الكوكبين المحلفين تقول العرب حضار والوزن محلفان وأنشد ابن برى
أرى نار ليلى بالعقيق كأنها * حضار إذ اما أقلبت ووزينها ( و ) الوزن ( من الجبل كزنته ) وهو مجاز قال ابن سيد وهى الظروف التى عزلها سيبويه ليفسر معانيها ولانها غرائب قال ابن سيده وقياس ما كان من هذا النحو أن يكون منصوبا * قلت قد فرق سيبوبه بين وزن الجبل وزنته فقال وزن الجبل أي ناحية منه توازنه أي تقابله قريبة أولا وزنة الجبل أي حذاءه متصل به قال شيخنا رحمه الله تعالى ولا يظهر لي فرق في اللفظ لان الفظين بمعنى وكأن هذا الفرق اصطلاح وقد أشار لمثله الشريف المرتضى في مجالسه ( و ) الوزن ( فرس شبيب بين ديسم و ) الوزن التقدير و ( الخرص والحزر ) وفي حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما نهى عن بيع النخل حتى يؤكل منه وحتى يوزن قلت وما يوزن فقال رجل عنده حتى يحزر قال الازهرى جعل الحزر وزنا لانه تقدير وخرص وقال ابن الاثير سماه وزنا لان الحازر يخرصها (1/8191)
ويقدرها فيكون كالوزن لها ( و ) الوزنة ( بهاء القصيرة العاقلة كالموزونة ) وقال الليث جارية موزونة فيها قصر ( ووزن سبعة لقب ) رجل ( و ) يقال ( انه لحسن الوزنة بالكسر أي الوزن ) جاؤا به على الاصل ولم يعلوه لانه ليس بمصدر انما هو هيئة الحال قال شيخنا رحمه الله تعالى ولكن تفسيره بالوزن يخالفه ( و ) قالوا هذا ( درهم وزنا ووزن ) النصب على المصدر الموضوع في موضع الحال وارفع على الصفة ( أي موزون أو وزان والميزان ) بالكسر ( م ) معروف وهي الالة التي توزن بها الاشياء قال الجوهري أصله موزان انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها والجمع موازين وجائز أن يقال للميزان الواحد بأوزانه موازين ومنه قوله تعالى ونضع الموازين القسط يريد الميزان وقال الزجاج اختلف الناس في ذكر الميزان في القيامة فجاء في التفسير انه ميزان له كفتان وان الميزان أنزل في الدنيا ليتعامل الناس بالعدل وتوزن به الاعمال ( و ) روى جويبر عن الضحاك أن الميزان ( العدل ) وذهب الى قوله هذا وزن هذا وان لم يكن ما يوزن وتأويله انه قد قام في النفس مساويا لغيره كما يقوم الوزن في مرآة العين وقال بعضهم الميزان الكتاب الذي فيه أعمال الخلق قال ابن سيده وهذا كله في باب اللغة والاحتجاج سائغ الا أن الاولى ان يتبع ما جاء بالاسانيد الصحاح ( و ) الميزان ( المقدار ) انشد ثعلب قد كنت قبل لقائكم ذا مرة * عندي لكل مخاصم ميزانه ( ووزانه عادله وقابله و ) ايضا ( حاذاه و ) من المجاز وازن ( فلانا كافأه على فعاله و ) يقال ( هو وزنه بالفتح وزنته ) قال سيبويه نصبا على الظرف ( ووزانه ) بفتح النون واما أبو عبيد فقال هو برفعها ( وبوزانه وبوزانته بكسرهن ) اي ( قبالته ) وحذاءه ( ووزنت له الدراهم فاتزنها ) وهو افتعل قلبوا الواو تاء فادغموا فالوزان المعطى والمتزن الاخذ كما يقال نقد المعطى فانتقد الاخذ وقال سيبويه اتزن يكون على الاتخاذ وعلى المطاوعة ( و ) من المجاز ( وزن الشعر فاتزن ) يقال زن كلامك ولا تزنه ( فهو اوزن من غيره ) اي ( أقوى وامكن ) ومنه قول عماوة لثعلب لو قلته لكان اوزن ( واتزن العدل ) بكسر العين اي ( اعتدل ) بالاخر وصار مساويا في الثقل والخفة ( و ) من المجاز هو ( اوزن القوم ) اي ( اوجههم وتوازنا ) اي ( اتزنا ) بمعنى تساويا ( و ) من المجاز ( استقام ميزان النهار ) اي ( انتصف و ) يقال ( هو وزين الرأي ) اي ( اصيله ) وفي الصحواح رزينه ( وقد وزن ككرم ) وزانة إذا كان متثبتا وهو مجاز ( و ) يقال هوو ( راجح الوزن ) اي ( كامل العقل والرأي ) وفي الاساس موصوف برزانة العقل والرأي ( وموزن كمقعد ع ) وهو شاذ مثل موحد وموهب وكان القياس كسر الزاي وهو بلد بالجزيرة فتحه عياض بن غنم الاشعري صلحا وقيل موزن اسم امرأة سمى البلد بها ويقال له ايضا نل موزن قال كثير فان لا تكن باشام داري مقيمة فان باجنادين منها ومسكن منازل لم يعف التنائي قديمها وأخرى بميافارفين فموزن ( والوزين الحنظل المطحون ) وفي المحكم حب الحنظل المطحون يبل باللبن فيؤكل كانت العرب تتخذه في الجاهلية قال إذا قل العثان وصار يوما * خبيئة بيت ذي الشرف الوزين أراد صار الوزين يوما خبيئة بيت ذي الشرف ( و ) من المجاز ( وزن نفسه على كذا ) إذا ( وطنها عليه ) كما في الاساس ( كاوزنها ) وأوزمها عن ابي سعيد * ومما يستدرك عليه يقال هذا يوازن هذا إذا كان بزنته وشئ موزون جرى على وزن أو مقدر معلوم وقال أبو زيد أكل فلان وزمة ووزنة أي وجبة وهو مجاز وأوزان العرب ما بنيت عليه اشعارها واحدها وزن وهو مجاز ووزن الشئ رجح ويروى بيت الاعشى وان يستضافوا الى حكمه * يضافوا الى عادل قد وزن والتوزين الروز باليد كما في الاساس وهو ميزان الجبل بحذائه وابو سليمان ايوب بن محمد بن فروخ الرقي الوزان عن ابن عيينة وبيت الوزان بالري بيت علم وصلاح اولهم أبو سعيد عبد الكريم بن احمد سادي سكن الري وتفقه على القفال بمرو وروي عن ابي بكر
الخيري وعنه زاهر الشحامي * قلت والتاج محمد بن سعد بن رمضان بن ابراهيم الوزان الحلبي المحدث توفى سنة 650 والوزنة الدرهم الذي يتعامل به ووزوان قرية باصبهان ووزين قرية ببخارا عن ياقوت وابو نعيم محمد بن علي بن يوسف يعرف بابن ميزان محدث * ومما يستدرك عليه وزوالين قرية بطخارستان قرب بلخ عن ياقوت رحمه الله تعالى ( الوسن محركة وبهاء والوسنة ) بالفتح ( والسنة كعدة ) والهاء عوض عن الواو المحذوفة ( شدة النوم أو اوله أو النعاس ) من غير نوم وقال ابن الرقاع وسنان أقصده النعاس فرنقت * في عينه سنة وليس بنائم ففرق بين السنة والنوم كما ترى وقيل السنة نعاس يبدأ في الرأس فإذا صار الى القلب فهو نوم وقد مر الايماء الى مراتب النوم في حرف الميم وقوله تعالى لا تأخذه سنة ولا نوم تأويله لا يغفل عن تدبير أمر الخلق تعالى وتقدس ( ووسن ) الرجل ( كفرح ) وسنا وسنة ( فهو وسن ووسنان وميسان كميزان ) وفي الحديث وتوقظ الوسنان أي النائم الذي ليس بمستغرق في نومه ( وهي وسنة ووسنى وميسان ) قال الطرماح كل مكسال رقود الضحى * وعثة ميسان ليل التمام ( كثر نعاسه ) أو اخذه شبه النعاس أو نام نومة خفيفة ( كاستوسن و ) وسن الرجل فهو وسن ( غشى عليه من نتن البئر كأيسن ) على البدل ( وأوسنته البئر فهي ) ركية ( موسنة ) عن ابي زيد يوسن فيها الانسان وسنا وهو غشي يأخذه ( وتوسن الفحل الناقة (1/8192)
أتاها وهي نائمة ) كتسمنها وفي التهذيب وهي باركة فضربها قال الشاعر يصف السحاب * بكر توسن بالخميلة عونا * استعار التوسن للسحاب ومنه قول ابي داود وغيث توسن منه الريا * ح جونا عشارا وعونا ثقالا جعل الرياح تلقح السحاب فضرب الجون والعون لها مثلا ( وكذا المرأة ) ومنه حديث عمر أن رجلا توسن جارية فجلده وهم بجلدها فشهدوا انها مكرهة أي تغشاها قهرا وهي وسنة اي نائمة ( وميسان ع ) بل كوزة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط والنسبة ميساني وميسناني وقد تقدم ذلك في م ي س تفصيلا ( والسنى ) محركة مع تشديد الياء الرجل ( الكثير النعاس ووسنى ) كسكرى ( امرأة ) قال الراعي أمن آل وسنى آخر الليل زائر * ووادي الغوير دوننا فالسواجر ( والموسونة المرأة الكسلى ) عن ابن الاعرابي وقال في موضع آخر المرأة الكسلانة ( و ) المجاز امرأة ( مسيانة الضحى بالكسر ) أي نوامة الضحى وهو ( مدح ) ومنه قول الرماح السابق ( و ) يقال فلان ( ما لم يوسن ) اي لم يحلم ( به في نومه ) كما في الاساس ( و ) من المجاز ( هو في سنة ) اي ( غفلة ) وسنات اي غفلات ( و ) من المجاز ( ما هو من همي ولا من وسني محركة ) أي ( من حاجتي ) ويقال ماله هم ولا وسن الا ذلك مثل ماله حم ولاسم ( و ) من المجاز ( قضت الابل أوسانها من الماء ) اي ( اوطارها ) * ومما يستدرك عليه امرأة ميسان كأن بها سنة من رزانتها وامرأة وسنة ووسنانة فاترة الطرف شبهت بالمرأة الوسنى من النوم وقيل وسنى اي كسلى من النعمة نقله الازهري وتوسن فلان فلانا أتاه عند النوم أو حين اختلط به الوسن قال الطرماح اذاك أم ناشط توسنه * جاري رذاذ يستن منجرده وموسنة كمحمدة قرية باليمن بمخلاف ريمة لبني الجعد وبني واقد وردتها ( الوشن ) أهمله الجوهري وفي اللسان هو ( ما ارتفع من الارض و ) أيضا ( الغليظ من الابل والاوشن الذي يأتي الرجل ) كذا في النسخ وفي اللسان يزين الرجل ( ويقعد معه ) على مائدته ( ويأكل طعامه والوشنان مثلثة الاشنان ) وهو من الحمص وزعم يعقوب ان وشنانا واشنانا على البدل ( والتوشن قلة الماء ) عن ابن الاعرابي نقله الازهري ( الوصنة ) أهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هي ( الخرقة الصغيرة ) قال والصنوة الفسيلة والصونة العتيدة ( وضن الشئ يضنه ) وضنا ( فهو موضون ووضين ) إذا ( ثنى بعضه على بعض وضاعفه ) ومنه وضن الحجر والاجر بعضه على بعض ( و ) قيل وضنه ( نضده ) قال رجل لامرأته ضنيه يعني متاع البيت أي قاربي بعضه من بعض ( و ) ضن ( النسع ) يضنه وضنا ( نسجه و ) منه ( الوضنين ) وهو ( بطان عريض منسوج ) بعضه على بعض ( من سيور أو شعر ) يشد به الرحل على البعير وقيل يصلح للرحل والهودج والبطان للقتب خاصة وقال الجوهري الوضين للهودج بمنزلة البطان للقتب والتصدير للرجل والحزام للسرج وهما كالنسع الا أنهما من السيور إذا نسج نساجة بعضها على بعض ( أو يكون ) الوضين ( الا من جلد ) وان لم يكن منه فهو غرضة عن ابن جبيلة قال المثقب العبدي تقول إذا درأت لها وضيني * أهذا دأبه أبدا وديني وقال أبو عبيد الوضين في موضع موضون مثل قتيل في موضع مقتول ( ج وضن ) بالضم ( وقلق وضينها ) أي ( بطانها هزالا ) وفي حديث علي كرم الله تعالى وجهه انك لقلق الوضين أراد انه سريع الحركة يصفه بالخفة وقلة الثبات كالحزام إذا كان رخوا ويروى أن ابن عمرو رضي الله تعالى عنهما لما ندفع من جمع انشد
اليك تعدو قلقا وضينها * معترضا في بطنها جنينها * مخالفا دين النصارى دينها أراد انها قد هزلت ودقت للسير عليها قال ابن الاثير أخرجه الهروي والزمخشري عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وأخرجه الطبراني في المعجم عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض من عرفات وهو يقول * اليك تعدو قلقا وضينها ( والموضونة الدرع المنسوجة ) عن شمر ( أو المقاربة النسج ) المداخلة الحلق بعضها في بعض مثل المرضونة قال الاعشى ومن نسج داود موضونة * يساق بها الحي غيرا فعيرا ( أو المنسوجة حلقتين حلقتين ) نقله الزمخشري ( أو ) المنسوجة ( بالجواهر و ) قال ابن الاعرابي ( توضن ) الرجل ( تذلل و ) قال غيره ( اتضن اتصل والميضانة ) بالكسر ( القفة ) وهي المرجونة نقله سلمة عن الفراء ( والميضنة كالجوالق ) تتخذ ( من الخوص ج مواظنين ) * ومما يستدرك عليه الوضن نسج السرير بالدر والثياب وسرير موضون مضاعف النسج ومنه قوله تعالى على سرر موضونة والوضنة بالضم الكرسي المنسوج والتوضن التحبب عن ابن الاعرابي والوضين بن عطاء الخزاعي الدمشقي عن خالد بن معدان وعطاء وعنه بقية والوليد مات سنة 149 ( والوطن محركة ويسكن ) تخفيفا لضرورة الشعر كما قال رؤبة أوطنت وطنا لم يكن من وطني * لو لم تكن عاملها لم أسكن وقال ابن بري الذي في شعر رؤبة * أوطنت أرضا لم تكن من وطني * قلت فسقط الاحتجاج به ( منزل الاقامة ) من الانسان ومحله ( و ) أيضا ( مربط البقر والغنم ) الذي تأوى إليه وهو مجاز ( ج أوطان ) قال الاخطل * كما نكرالي أوطانها البقر * ( ووطن به يطن ) وطنا ( وأوطن أقام ) الاخيرة أعلى ( وأوطنه ) ايطانا ( ووطنه ) توطينا ( واستوطنه ) إذا ( اتخذه وطنا ) أي محلا ومسكنا يقيم فيه ومنه الحديث نهي عن نقرة الغرات وان يوطن الرجل في المكان بالمسجد كما يوطن البعير أي أن يألف مكانا (1/8193)
معلوما مخصوصا به يصلى فيه كالبعير لا يأوى من عطن الا الى مبرك دمث قد أوطنه واتخذ وطنه واتخذه مناخا وقيل معناه ان يبرك على ركبتيه قيل يديه إذا أراد السجود مثل بروك البعير ( ومواطن مكة ومواقفها ) واحدها موطن كمجلس وهو مجاز ومنه قولهم إذا وقفت بتلك المواطن فادع الله تعالى لي ولاخواني ( و ) المواطن ( من الحرب مشاهدها ) كالمشاهد وهو مجاز ومنه قوله تعالى ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ) وقال طرفة على موطن يخشى الفتى عنده الردى * متى تعترك فيه القرائص ترعد ( وتوطين النفس تمهيدها وتوطنها تمهدها ) قال ابن سيده وطن نفسه على الشئ وله فتوطنت حملها عليه فتحملت وذلت له قال كثير فقلت لها ياعز كل مصيبة * إذا وطنت يوما لها النفس ذلت ( والميطان بالكسر الغاية ) يقال من أين ميطانك اي غايتك رواه عمرو عن ابيه ( و ) الميطان ( موضع يوطن لترسل منه الخيل في السباق ) وهو اول الغاية والميتاء والميداء آخر الغاية وقال الاصمعي هو الميدان بفتح الميم والميطان بكسرها قال أبو عمرو جمعه مياطين ( وواطنه على الامر ) أصمر فعله معه فان اراد معنى ( وافقه ) قال واطأه قال وهو مجاز * ومما يستدرك عليه انطنه أقام به افتعل من الوطن وتوطنه وتوطن به لازم متعد والمواطن المجالس وميطان بالفتحر من جبال المدينة لمزينة وسليم ( الوعنة الارض الصلبة أو بياض في الارض ) كأنه وادي نمل ( لا ينبت شيئا كالوعن ج وعان ) قال الشاعر كالوعان رسومها ( و ) ايضا أثر قرية النمل ) قال أبو عمرو قرية النمل إذا خربت فانتقل النمل الى غيرها وبقيت آثاره فهي الوعان واحدها وعن ( و ) قال ابن دريد الوعان ( خطوط في الجبال شبيهة بالشؤن والوعن الملجأ ) كالوعل ( وتوعنت الابل والغنم ) والدواب ( بلغت غاية السمن ) وقيل بدا فيهن السمن وقال أبو زيد سمنت من غير ان يحد غاية وقال غيره سمنت أيام الربيع فهي متوعنة ( و ) توعن ( الشئ استوعيه ) واستوفاه ( الوغنة ) اهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هو ( الحب الواسع ) وفي بعض النسخ الجب بالجيم قال ( والتوغن الاقدام في الحرب ) والتوغن الاصرار على المعاصي ( الوفنة ) أهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هو ( القلة في كل شئ ) قال ( والتوفن النقص في كل شئ ) * ومما يستدرك عليه جئت على وفنه أي على اثره عن ابن دريد قال وليس بثبت ( التوقن ) اهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هو ( التوقل في الجبل ) وهو الصعود فيه قال ( واوفن ) الرجل ( اصطاد الطير من محاضنها ) في رؤس الجبال ( والموقوفة الجارية المصونة المخدرة ) عن ابن الاعرابي ( والوقنة بالضم موضع الطائر ) في الجبل عن ابي عبيد وقال ابن بري محضنه ( و ) قبل ( حفرة في الارض أو شبهها في ظهور الفقاف كالاقنة فيهما ) والاكنة ( ج وقنات واقنات ) واكنات * ومما يستدرك عليه توقن الرجل اصطاد الطير من وقنته عن ابن الاعرابي رحمه الله تعالى ( الوكن ) بالفتح ( عش الطائر ) زاد
الجوهري في جبل أو جدار وقال شيخنا رحمه الله تعالى ودعوى ائمة الاشنفاق انه مقلوب عن الكون بمعنى الاستفرار غريب لا يلفت إليه ( كالوكنة مثلثة والوكنة بضمتين والموكن ) والموكنة ( كمنزل ومنزلة ج أو كن ) كافلس ( ووكن ) بالضم وبضمتين ( ووكون ) وقال ابن الاعرابي الوكنة موضع يقع عليه الطائر للراحة ولا يثبت فيه وقال ايضا موقعة الطائر أقنته واكنته موضع عشه وقال أبو عبيدة هي الاكنة والوكنة والوقنة والاقنة وقال الاصمعي الوكر والوكن جميعا المكان الذي يدخل فيه الطائر قال الازهري وقد يقال لموقعة الطائر موكن ومنه قوله * تراه كالبازي انتمى في المركن * وقال الاصمعي ايضا الوكن مأوى الطائر في غير عش وقال أبو عمرو الوكنة والاكنة مواقع الطير حيثما وقعت والجمع وكنات مثلثة ووكن ( و ) الوكن ( السير الشديد ) قال * اني سأوديك بسير وكن * وقال شمر لا أعرفه ( و ) الوكن ( الجلوس ) وهو مجاز قال الممزف العبدي وهن على الرجائز واكنات * طويلات الذوائب والقرون أي جالسات ( ووكن الطائر بيضه وعليه يكنه ) وكنا ووكونا ( حضنه ) وطائر واكن يحضن بيضه ( وحمائم واكنة ) كذلك وهن وكون ما لم يخرجن من الوكن كما انهن وكور ما لم يخرجن من الوكر قال الشاعر تذكرني سلمى وقد حيل بيننا * حمام على بيضاتهن وكون واستعاره عمرو بن شاس للنساء فقال ومن ظعن كالدوم اشرف فوقها * ظباء السلى واكنات على الخمل ( و ) من المجاز ( توكن ) إذا ( تمكن ) في الجلوس ( و ) واكنة ( كصاحبة قلعة ) باليمن في مخلاف ريمة عن ياقوت * ومما يستدرك عليه الموكن الموضع الذي فيه البيض ووكن الطائر وكنا ووكونا دخل في الوكن ولو كنات بضم الكاف وفتحها وسكونها محاضن بيض الطائر وبه روى الحديث أقروا الطير على وكناتها وقال أبو عمرو الواكن من الطير الواقع حيثما وقع على حائط أو عود أو شجر والتوكن حسن الاتكاء في المجلس قال الشاعر قلت لها اياك ان توكني * في جلسة عندي أو تلبني أي تربعي في جلستك ( التولن ) أهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هو ( رفع الصوت بالصياح عند المصائب ) نعوذ بالله تعالى من عقوبته ذكره الازهري في أثناء ترجمة نول ( التومن ) أهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هو ( كثرة الاولاد ) والتمون كثرة النفقة على العيال ( الون ) أهمله الجوهري وفي اللسان هو ( الضعف و ) ايضا ( الصنج الذي يضرب بالاصابع ) وهو الونج وكلاهما دخيل ( و ) ون ( ة ) بقهستان ( منها ) أبو عبد الله ( الحسين ) بن محمد القرشي ( الفرضي الوني ) سمع اصحاب ابي على (1/8194)
الصفار وعنه الخطيب التبريزي وقد صنف في الفرائض تصانيف حسنة * ومما يستدرك عليه ونة جد الحسين بن شادة الاصبهاني عن هدية بن خالد وعنه احمد بن جعفر الاصفهاني * ومما يستدرك عليه ونندون بفتح الواو النون الاولى وسكون النون الثانية وآخر هانون ثالثة قرية ببخارا منها محمد بن اسحق بن صالح المقري عن بكر بن سهل الاسماعيلي * ومما يستدرك عليه ونوسان جد ابي محمد حماد بن حاكم بن سورة الوراق النسفي عن البخاري والترمذي وعنه عبد المؤمن بن خلف الحافظ النسفي ( الوهن الضعف في العمل ) والامر وكذلك في العظم ونحوه وقوله تعالى حملته امه وهنا على وهن اي ضعفا على ضعف أي لزمها بحملها اياه ان تضعف مرة بعد مرة وقيل جهدا على جهد ( ويحرك ) قال الشاعر * وما ان بعظم له من وهن * ( والفعل كوعد وورث وكرم ) اي ضعف ( و ) الوهن ( الرجل القصير الغليظ و ) ايضا ( نحو من نصف الليل أو بعد ساعة منه ) أو هو حين يدبر الليل أو هو ساعة تمضي من الليل ( كالموهن ) كمحسن يقال لقيته موهنا اي بعد وهن ( ووهن ) الرجل ( واوهن دخل فيه ) اي صار في ذلك الوقت ( ووهنه ) غيره لازم متعد نقله الازهري ( واوهنه ووهنه ) توهينا ( اضعفه ) ومنه الحديث وقد وهنتهم حمى يثرب اي اضعفتهم وقال جرير وهن الفرزدق يوم جرد سيفه * قين به حمم وآم اربع وقال فلئن عفوت لاعفون جللا * ولئن سطوت لاوهنن عظمي ( وهو واهن وموهون لابطش عنده ) والموهون من اوهنه كالمزكوم من ازكمه والمحموم من احمه وقال الليث رجل واهن في الامر والعمل وموهون في العظم والبدن وفي حديث علي كرم الله وجهه ولا واهنا في عزم أي ضعيفا في رأي ويروى واهيا بالياء ( وهي بهاء ج وهن ) بالضم وبضمتين قال قعنب بن ام صاحب اللائمات على الفتى في عمره سفها * وهن بعد ضعيفات القوى وهن ويجوز ان يكون وهن جمع وهون لان تكسير فعول على فعل اشيع واوسع من تكسير فاعلة عليه وانما فاعلة وفعل نادر ( والوهنانة ) من النساء ( التي فيها فتور عند القيام ) واناة عن ابي عبيد وقال أبو عمرو وهي الكسلى عن العمل تنعما ( والواهنة ريح تأخذ في المنكبين أو ) الواهنة مرض يأخذ ( في العضد ) فتضربها جارية بكر بيدها سبع مرات وربما ضربها الغلام ويقول يا واهنة تحولي بالجارية وهي التي لا تأخذ النساء انما تأخذ الرجال قاله الاشجعي ( أو ) ريح ( في الاخدعين عند الكبر و
) الواهنة ( القصيراء ) كذا في النسخ وفي الصحاح القصيرى وهي اسفل الاضلاع وقال أبو الهيثم التي من الواهنة القصيرى وهي اعلى الاضلاع عند الترقوة ( و ) قيل الواهنة ( فقرة في القفا و ) ايضا ( العضد و ) الواهنة ( من الفرس اول جوانح الصدر ) وهما واهنتان كما في الصحاح ( والوهين ) بلغة من يلي مصر من العرب وفي التهذيب بلغة اهل مصر ( رجل يكون مع الاجير في العمل يحثه عليه ) * ومما يستدرك عليه الوهن الجهد والوهون الضعيف ووهن وهنا كوجل وجلا والوهن الجبن عن الاقدام ومنه قوله تعالى فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله اي ما فتروا وما جبنوا من قتال عدوهم ويقال للطائر إذا ثقل من اكل الجيف فلم يقدر على النهوض قد توهن توهنا قال الجعدي توهن فيه المضرحية بعدما * رأين نجيعا من دم الجوف احمرا والمضرحية النسور هنا والوهن من الابل الكثيف والواهن عرق مستطن حبل العاتق الى الكتف وربما وجع صاحبه وهو موهون وقد وهن قال طرفة وإذا تلسنني السنها * انني لست بموهون فقر وقال النضر الواهنتان عظمان في ترقوة البعير 2 بأن يصرع عليها فينكسر فينحر ولا تدرك ذكاته والواهنة الوجع نفسه يقال كويناه من الواهنة وقيل الواهنتان اطراف العلباءين في فاس القفا من جانبيه وقيل هما ضلعان في اصل العنق وهما اول جوانح الزور والواهنة الوهن والضعف يكون مصدرا كالعافية قال ساعدة بن جؤبة في منكبيه وفي الارساغ واهنة * وفي مفاصله غمز من العسم وخرز الواهنة يعمل من الصفر ويعلق على الواهنة وقال خالد بن جنية الواهنة عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها فيرقى منها وقال أبو نصر عرق الواهنة في نغض الكتف يقال له الفيلق والجائف ويقال كان وكان وهن بذي هنات إذا قال كلاما باطلا يتعلل فيه ووهان قرية باصفهان * ومما يستدرك عليه وهين كجعفر قرية من رستاق الري منها مغيرة ين يحيى بن المغيرة السدي الرازي وجده المغيرة صاحب جرير رحل إليه أبو زرعة وابو حاتم الرازيان * ومما يستدرك عليه وهرندازان قرية على باب مدينة الري ذكر في الفتوح عن ياقوت رحمه الله تعالى ( الوين بالفتح ) اهمله الجوهري وذكر الفتح مستدرك وقال ابن الاعرابي هو ( العنب الاسود ) زاد ابن خالويه والطاهر والطهار العنب الرازقي وهو الابيض وكذلك الملاحي ( وويني كسكري ع ) عن ياقوت * ومما يستدرك عليه الوين العيب عن كراع فهو عرض وعلى قول ابن الاعرابي جوهر والوانة المرأة القصيرة قال ابن سيده ألفه ياء لوجود الوين وعدم الوون وقال ابن بري الوين العنب الابيض عن ثعلب عن ابن الاعرابي فهو ضد وقال ابن خالويه الوينة الزبيب الاسود ووان قلعة بين خلاط وتفليس من اعمال قاليقلا يعمل فيها البسط عن ياقوت ومنها محمد الواني الذي ترجم الصحاح باللغة التركية وعليه مدار عملهم في المراجعة وهو في مجلد حافل طالعته وقد اخطأ في بعض مواضع وزاد بعض اشياء وقال نصر (1/8195)
وان موضع اظنه يمانيا ( فصل الهاء ) مع النون لم يذكر الجوهري هأن وقد جاء منه المهوئن وهو مثال لم يذكره سيبويه قال ابن بري وذكره الجوهري في فصل هو أو هو غلط * قلت واورده المصنف رحمه الله تعالى في ه ون وهذا محل ذكره على الصواب وسيأتي ما يتعلق به هناك ( الهبون كصبور ) اهمله الجوهري رحمه الله تعالى وقال أبو عمرو وهو ( العنكبوت ) ويقال الهبور بالراء ايضا * ومما يستدرك عليه هبراثان من قرى دهستان وهبركان بفتحتين ايضا من قراها عن ياقوت ( هتنت السماء تهتن هتنا وهتونا ) بالضم ( وهنانا ) بالتحريك ( وتهتانا وتهاتنت انصبت أو هو ) من المطر ( فوق الهطل أو ) التهتان المطر ( الضعيف الدائم أو ) التهتان ( مطر ساعة ثم يفتر ثم يعود ) عن النضر وانشد للشماخ أرسل يوما ديمة تهتانا * سيل المتان يملأ القريانا وقال أبو زيد التهتان نحو من الديمة وأنشد ياحبذا نضحك بالمشافر * كانه تهتان يوم ماطر ( وسحاب هاتن وهتون ج ) هتن ( ككتب وركع ) وكأن هتنا على هاتن أو هاتنة لان فعلا لا يكون جمع فعول * ومما يستدرك عليه سحاب هتان كشداد وهتن الدمع هتونا قطر وعين هتون الدمع * ومما يستدرك عليه هترونة ناحية بالاندلس من اعمال سرقسطة عن ياقوت ( الهتمنة ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو ( كثرة الكلام ) كالهتملة وقيل النون بدل عن اللام ( الهجنة بالضم من الكلام ما يعيبه ) تقول لا تفعل كذا فيكون عليك هجنة ( و ) الهجنة ( في العلم اضاعته ) ومنه قولهم ان للعلم آفة ونكدا وهجنة ( والهجين اللئيم و ) ايضا ( عربي ولد من امة ) وهو معيب وقيل هو ابن الامة الراعية ما لم تحصن فإذا حصنت فليس الولد بهجين ( أو من ابوه خير من امه ) عن ثعلب قال الازهري وهذا هو الصحيح قال المبرد قيل لولد العربي من غير العربية هجين لان الغالب على اولاد العرب الادمة وكانت العرب تسمى العجم الحمراء ورقاب المزاود لغلبة البياض على الوانهم (
ج هجن ) بالضم ( وهجناء ) ككرماء ( وهجنان ) كبطنان وفي بعض النسخ هجان وهو غلط ( ومهاجين ومهاجنة ) قال حسان مهاجنة إذا نسبوا عبيد * عضاريط مغابثة الزناد قال ابن سيده وانما قلت في مهاجن ومهاجنة انهما جمع هجين مسامحة وحقيقته انه من باب محاسن وملامح ( وهي هجينة ج هجن ) بالضم ( وهجائن وهجان وقد هجن ككرم هجنة بالضم وهجانة وهجونة ) بالضم ( وفرس ) هجين ( وبرذونة هجين ) بغير هاء اي ( غير عتيق ) قال الازهري الهجين من الخيل الذي ولدته برذونة من حصان عربي وخيل هجن ( و ) الهجان ( ككتاب الخيار ) والخالص من كل شئ قال وإذا قيل من هجان قريش * كنت انت الفتى وانت الهجان والعرب تعد البياض من الالوان هجانا وكرما ( و ) الهجان ( من الابل البيض ) الكرام ( والبيضاء ) الكريمة قال عمرو بن كلثوم ذراعي عيطل ادماء بكر * هجان اللون لم تقرأ جنينا وقيل الهجان من الابل هي الخالصة اللون والعتق وهي اكرم الابل قال لبيد كأن هجانها متأبضات * وفي الاقران اصورة الرغام ( و ) من المجاز الهجان ( الرجل الحسيب ) الكريم النقي الحسب وفي بعض النسخ الخبيث وهو غلط ( وهو بين الهجانة ككتابة ) وقال الزمخشري رجل هجان كريم الترية وكذلك امرأة هجان ( و ) من المجاز الهجان ( الارض الكريمة ) البيضاء اللينة التربة قال الشاعر بأرض هجان اللون وسمية الثرى * غداة نأت عنها المؤوجة والبحر ( و ) يقال ( ناقة ) وبعلير ( هجان وابل هجان ايضا ) يستوي فيه المذكر والمؤنث والجمع ( و ) ربما قالوا ( هجائن ) اي ( بيض كرام ) قال ابن احمر كأن على الجمال أوان خفت * هجائن من نعاج أو ارعينا قال ابن سيده الهجان من الابل البيضاء الخالصة اللون والعتق من نوق هجن وهجائن وهجان فمنهم من يجعله من باب جنب ومنهم من جعله تكسيرا وهو مذهب سيبويه وذلك ان الالف في هجان الواحد بمنزلة ألف ناقة كناز وامرأة ضناك والالف في هجان الجمع بمنزلد الف ظراف وشراف وذلك ان العرب كسرت فعالا على فعال كما كسرت فعيلا على فعال وعذرها في ذلك ان فعليل اخت فعال ألا ترى ان كل واحد منهما ثلاثي الاصل وثالثه حرف لين وقد اعتقبا ايضا على معنى واحد نحو كليب وكلاب وعبيد وعباد فلما كان كذلك كسر احدهما على ما كسر عليه صاحبه فقيل ناقة هجان واينق هجان ( و ) من المجاز ( الهاجن زند الايوري بقدحة واحدة ) وفيه هجنة شديدة وفي الاساس في زناده هجنة إذا كان احد الزندين واريا والاخر صلودا ويقال هجنت زند فلان قال بشر لعمرك لو كانت زنادك هجنة * لاوريت إذ خدي لخدك ضارع ( و ) الهاجن ( الصبية ) الصغيرة وفي المحكم هي المرأة ( تزوج قبل بلوغها ) وكذلك الصغيرة من البهائم ( و ) الهاجن ( العناق ) التي ( تحمل قبل بلوغ ) اوان ( السفاد ) والجمع هواجن ولم يسمع له فعل وعم به بعضهم اناث نوعي الغنم ( أو كل ما حمل عليها قبل بلوغها ) (1/8196)
قاله ثعلب فلم يخص به شيئا من شئ ( والهاجنة النخلة تحمل صغيرة كالمتهجنة وفعل الكل يهجن ويهجن ) من حدي ضرب ونصر ما عدا الهاجن بمعنى العناق فانه لم يسمع له فعل كما تقدم ( والمهجنة كمشيخة والمهجنا والمهجنا بضم الجيم وغد القوم لا خير فيه ) وفي الاساس قوم مهجنة كمشيخة هجناء ومهاجين ومهاجنة ( و ) المهجنة ( كمعظمة ) هي ( الممنوعة ) من فحول الناس ( الا من فحول بلادها لعتقها ) وكرمها قال كعب حرف اخوها ابوها من مهجنة * وعمها خالها قوداء شمليل وانشد ابن بري لاوس حرف اخوها ابوها من مهجنة * وعمها خالها وجناء مئشير وقال هي الناقة اول ما تحمل وقيل هي التي حمل عليها في صغرها وقيل اراد بها انها من كرام الابل وقال الازهري هذه ناقة ضربها ابوها ليس اخوها فجاءت بذكر ثم ضربها ثانية بذكر آخر فالولدان ابناها لانهما ولدا منها وهما اخواها ايضا لابيها لانهما ولدا أبيها ثم ضرب احد الاخوين الام فجاءت الام بهذه الناقة وهي الحرف فأبوها اخوها لامها لانه ولد من امها والاخر الاخر الذي لم يضرب عمها لانه اخو ابيها وهو خالها لانه اخو امها من ابيها لانه من ابيها وابوه نزا على امه وقال ثعلب انشدني أبو نصر عن الاصمعي بيت كعب رضى الله تعالى عنه وقال في تفسيره انها ناقة كريمة مداخلة النسب لشرفها وقال ثعلب عرضت هذا القول على ابن الاعرابي فخطأ الاصمعي وقال تداخل النسب يضوي الولد قال وقال المفضل هذا جمل نزا على امه ولها ابن آخر هو اخو هذا الجمل فوضعت ناقة فهذه الناقة الثانية هي الموصوفة فصار احدهما اباها لانه وطئ امها وصار هو اخاها لان امها وضعته وصار الاخر عمها لانه اخو ابيها وصار هو خالها لانه اخو امها وقال ثعلب وهذا هو القول ( و ) المهجنة ( النخلة اول ما تلقح واهجن الرجل ( كثرت هجان ابله ) وهي كرامها ( و ) اهجن ( الجمل الناقة ضربها وهي بنت لبون فلقحت ونتجت ) وهي حقة قال ابن شميل ولا يفعل ذلك الا في سنة مخصبة فتلك الهاجن وقد هجنت تهجن هجانا وأنشد
ابنوا على ذي صهركم واحسنوا * الم تروا صغرى اللقاح تهجن وقال آخر * هجنت بأكبرهم ولما تقطب * اي لما تخفض قاله رجل لاهل امرأته واعتلوا عليه بصغرها عن الوطء ( والتهجين التقبيح ) وهو مجاز ( و ) من المجاز ( انا استهجن فعلك ) اي استقبحه ( وهذا مما يستهجن ) ذكره ( وفيه هجنة ) بالضم ( واهتجنت الجارية ) مبنيا للمفعول ( وطئت صغيرة ) وقيل افترعت قبل اوانها ( و ) قال ابن بزرج ( غلمة اهيجنة ) على التصغير ( اي اهلهم اهجنوهم اي زوجوهم صغار الصغائر و ) من المجاز ( لبن هجين لا صريح ولا لبأ ) نقله الزمخشري * ومما يستدرك عليه يقال جلت الهاجن عن الولد اي صغرت يضرب مثلا للصغير يتزين بزينة الكبير يقال هو على التفاؤل وجلت الهاجن عن الرفد وهو القدح الضخم وقال ابن الاعرابي جلت العلبة عن الهاجن اي كبرت قال وهي بنت اللبون يحمل عليها فتلقح ثم تنتج وهي حقة وقال ابن بزرج الهاجن على ميسورها ابنة الحقة والهاجن على معسورها ابن اللبون وناقة مهجنة كمعظمة معتسرة ويقال للقوم الكرام انهم سراة الهجان وهجان المحيا نقيه والهجانة البياض واهتجنت الشاة تبين حملها والهاجن من النخل التي تحمل صغيرة عن شمر والهجان راكب الهجين ويطلق على البريد ( هدن يهدن هدو ناسكن ) فلم يتحرك ( و ) هدن ايضا ( اسكن ) يتعدى ولا يتعدى ( و ) هدن ( الصبي ) وغيره خدعه و ( ارضاه كهدنه ) تهدينا وقيل تهدين المرأة ولدها تسكينها له بكلام إذا ارادت انامته ( و ) هدن هدونا ( دفن و ) ايضا ( قتل والهدنة المطر الضعيف القليل ) عن ابن الاعرابي وقال هو الرك والمعروف الدهنة ( و ) من المجاز الهدنة ( بالضم المصالحة ) بعد الحرب والموادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين واصل الهدنة السكون بعد الهيج وربما جعلت الهدنة مدة معلومة فإذا انقضت المدة عادوا الى القتال ومنه حديث الفتن يكون بعدها هدنة على دخن اي سكون على غل ( كالمهادنة ) وقد هادنه صالحه ( و ) الهدنة ( الدعة والسكون كالمهدنة ) قال الليث مفعلة من الهدنة ( والهدون ) بالضم وفي حديث سلمان رضي الله تعالى عنه ملغاة اول الليل مهدنة لاخره اي إذا سهر اول الليل ولغا في الحديث لم يستيقظ في آخره للتهجد والصلاة والملغاة والمهدنة مفعلة من اللغو والهدون السكون اي مظنة لهما ( وتهادن ) الامر ( استقام ) وهو مجاز ( والهيدان الجبان ) قال الازهري هو فيعال مثل عيدان النخل والنون اصيلة ويقال انه عنك الهيدان إذا كان يهابه ( و ) ايضا ( البخيل الاحمق والهدان ككتاب الاحمق ) الجافي الوخم ( الثقيل ) في الحرب والجمع الهدون وفي حديث عثمان رضي الله تعالى عنه جبانا هدانا وقال رؤبة قد يجمع المال الدان الجافي * من غير ما عقل واصطراف وقال أبو عبيد في النوادر الهيدان والهدان واحد قال والاصل الهدان فرادوا الياء ( والهدن بالكسر الخصب ) وهو مجاز ( و ) هدن ( ع بالبحرين ) عن ياقوت ( وانهدن عن عزمه فتر واهدن الخيل اضمرها وفرس مهدن كمحسن كتم جريا لم يظهره وهدنه تهدينا ثبطه وسكنه ) وخدعه فهو مهدن * ومما يستدرك عليه الهدنة بالضم انبعاض عزم الرجل بحبر يأتيه فيهدنه عما كان عليه وهدنه خبر اتاه هدنا شديدا نقله الازهري عن الهوزاني والهدانة بالكسر المصالحة بعد الحرب قال اسامة الهذلي فسامونا الهدانة من قريب * وهن معا قيام كالشجوب (1/8197)
والمهدون الذي يطمع منه في الصلح وتهادنا تصالحا وهدنهم يهدنهم هدنا وبثهم بكلام واعطاهم عهدا لا ينوي ان يفي به وهدن عنك فلان كعنى ارضاه منك الشئ اليسير وقال ابن الاعرابي هدن عدوه كافه وهدن إذا حمق والتهدين البطء والهودنات النوق ورجل هدان ككتاب ومهدون بليد يرضيه الكلام والاسم الهدن والهدنة وقد هدنوه بالقول دون الفعل والهدان والمهدون النوام الذي لا يصلي ولا يبكر في حاجته عن ابن الاعرابي وانشد * هدان كشحم الا رنة المترجح * وقال * ولم يعود نومة المهدون * وقد تهدن وانشد الازهري في المهدون ان العواوير مأكول حظوظتها * وذو الكهانة بالاقوال مهدون والهدن ككتف المسترخي والهدان ككتاب قليل الشئ يستدل به وايضا موضع بحمى ضربة عن ابي موسى ( الهيرون ) اهمله الجوهري وقال الازهري اما هرن فاني لا احفظ فيه شيئا وقال القتيبي الهيرون ( كزيتون ضرب من التمر ) جيد ( وهرون اسم ) النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو ابن عمران بن قاهث اخى موسى عليهما السلام قال الازهري هرون معرب لا اشتقاق له في العربية وكان من ولده يحيى والياس واليسع والعزير عليهم السلام ( وهاران بن تارح ) بن ناحور بن ساروغ ( اخو ابراهيم وابو لوط عليهم ) وعلى نبينا ( السلام ) آمن لوط بابراهيم وهاجر معه الى الشام فنزل ابراهيم فلسطين ونزل لوط بالاردن وارسل الى اهل سدوم ( والهرنوى ) مقصورا ( أو الهرنوة ) بضم النون وقال ابن سيده ولست ادري الهرنوى مقصور ( أو ) هو ( الهرنوي )
على لفظ النسب ( نبت ) قال ولم ار هذه الكلمة ولا اعرفها في النبات وانكرها جماعة من اهل اللغة ( أو هو الفرنوة أو ) هو ( الفليفلة جيد لوجع الحلق ويلين البطن ) * ومما يستدرك عليه هران كسحاب من حصون ذمار باليمن والهاروني قصر قرب سامرا ينسب الى هرون الواثق وهو على دجلة بينه وبين سامرا ميل وبازائه من الجانب الغربي المعشوق والهارونية مدينة صغيرة قرب مرعش في طرف جبل اللكام استحدثها هرون الرشيد وايضا قرية من قرى بغداد قرب شهرابان في طريق خراسان بها القنطرة العجيبة البناء وابو اسحق ابراهيم بن احمد بن محمد بن احمد بن بسام الهاروني الى جده هرون الرشيد عن بكر بن سهل وابو نصر عبد الله ابن الحسين بن هرون بن عزرة الهاروني الوراق الى جده المذكور روى عنه أبو سعيد الخليلي الحافظ وهرون بن الحسين بن محمد ابن هرون بن محمد البطحاني الحسني الملقب بالاقطع بالري ومن ولده احمد المؤيد بالله ويحيى الناطق بالحق بن الحسين بن هرون ويعرفان بابني الهاروني وهما من ائمة الزيدية ( الهرشن كزبرج بالشين المعجمة ) اهمله الجوهري وقال ابن دريد هو البعير ( الواسع الشدقين ) قال ولا ادري ما صحته ونقله ابن سيده عنه ايضا ( الوزن كجوهر الغبار و ) قال ابن دريد ( طائر ) قال الازهري ولم اسمعه لغيره قال وجمعه هوازن ( و ) هوزن ( أبو بطن ) من ذي الكلاع وروى الازهري عن الاصمعي في كتاب الاسماء قال هوازن جمع هوزن وهو حي من اليمن يقال لهم هوزن قال وابو عامر الهوزني منهم وفي انساب الهمداني هو هوزن بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الاصغر ( وهوازن قبيلة ) من قيس وهو هوازن بن سعد بن منصور بن عكرمة ابن خصفة بن قيس عيلان قال الازهري لا ادري مم اشتقاقه والنسب إليه هوازني لانه قد صار اسما للحي ولو قيل هوزني لكان وجها * ومما يستدرك عليه هوزن مخلاف باليمن * ومما يستدرك عليه هسنجان بكسرتين وسكون النون قرية بالري وقد ذكرها المصنف رحمه الله تعالى استطرادا في مواضع من كتابه منها أبو اسحق ابراهيم بن يوسف بن خالد الرازي عن هشام بن عمار وعنه أبو بكر الاسماعيلي * ومما يستدرك عليه الهفن بالفاء المطر الشديد عن ابن الاعرابي كما في اللسان وهفتان بالفوقية بعد الفاء قرية باصبهان ( التهكن ) اهمله الجوهري وفي اللسان هو ( التندم ) على ما فات كالتفكن وقد سبق ذكره ( الهليون كبرذون نبت م ) معروف ( حار رطب باهي وهلينية ) مصغر اسم ( امرأة ) ( هيمن ) الرجل ( قال آمين كأمن ) والهاء بدل من الهمزة وروى عن عمر رضي الله تعالى عنه انه قال يوما اني داع فهيمنوا اي فأمنوا قلب احد حرفي التشديد في أمنوا ياء فصار أيمنوا ثم قلب الهمزة هاء واحدى الميمين ياء فصار هيمنوا ( و ) هيمن ( الطائر على فراخه ) هيمنة ( رفرف ) كذا في الاساس ( و ) وهيمن ( على كذا صار رقيبا عليه وحافظا و ) منه ( المهيمن وتفتح الميم الثانية ) وهو ( من اسماء الله تعالى ) في الكتب القديمة وفي التنزيل العزيز ومهيمنا عليه واختلف فيه فقيل هو ( في معنى المؤمن من آمن غيره من الخوف وهو ) في الاصل ( مؤأمن بهمزتين قلبت الهمزة الثانية ياء ) كراهة اجتماعهما فصار مؤيمن ( ثم ) صيرت ( الاولى هاء ) كما قالوا هراق وأراق قال الازهري وهذا على قياس العربية صحيح ( أو بمعنى الامين ) وأصله مؤيمن مفيعل من الامانة ( أو المؤتمن ) نقل ذلك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أو هو قريب من ذلك ( أو الشاهد ) وبه فسر قول العباس رضي الله تعالى عنه يمدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف علياء تحتها النطق قال ابن بري اي بيتك الشاهد بشرفك ( والهميان بالكسر ) ذكره هنا واعاده في همى اشارة الى القولين ان النون زائدة أو اصلية وأشار صاحب المصباح الى القولين واختلف فيه فقيل هو ( التكة ) للسراويل ( و ) ايضا ( المنطقة و ) ايضا ( كيس للنفقة يشد في الوسط ) قال الازهري والهميان دخيل معرب والعرب قد تكلموا به قديما فأعربوه ( و ) يقال ( له هميان اعجروهما يين عجر ) وقد جاء (1/8198)
ذكر لفظ الجمع في حديث النعمان يوم نهاوند تعاهدوا هماينكم في احقيكم واشساعكم في نعالكم ( و ) هميان ( بن قحافة السعدي ويضم أو يثلث ) شاعر مشهور ( وهمانية كعلانية ) ويقال همانية ممالة ويقال همينيا ( ة ببغداد ) في وسط البرية بينها وبين النعمانية ليس بقربها شئ من العمارات كبيرة كالبلدة على ضفة دجلة والنسبة إليها هماني منها أبو الفرج الحسن بن احمد بن علي البغدادي الهماني روى عنه عبد العزيز الازجي ( وكجهينة ) همينة ( بنت خلف ) أو خالد الخزاعية ( صحابية ) هاجرت الى الحبشة مع زوجها * ومما يستدرك عليه المهيمنات القضايا والمهيمن القائم بامور الخلق وقال الكسائي هو الشهيد وقال أبو معشر هو
القبان على الشئ والقائم على الكتب والمهيمنية لامانة * ومما يستدرك عليه همذان محركة والذال معجمة مدينة كبيرة بالعجم مشهورة منها سيفنة الذي ذكره المنصف رحمه الله تعالى في سفن وابو الفضل احمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الملقب بالبديع احد الفضلاء الفصحاء لم تخرج همذان بعده مثله عن ابن فارس اللغوي وعنه القاضي أبو محمد النيسابوري مات رحمه الله تعالى بهراة مسموما سنة 353 ( هن يهن بكى ) بكاء مثل الحنين قال لما رأى الدار خلاء هنا * وكاد ان يظهر ما أحبنا ( و ) هن هنينا ( حن ) قال حنت ولات هنت * واني لك مقروع وقال اليث حن وأن وهن وهو الحنين والانين والهنين قريب بعضها من بعض ويقال الحنين ارفع من الانين ( والهانة ) بالتشديد ( والهنانة بالضم الشحمة في باطن العين تحت المقلة ) وقيل الهنانة كل شحم ويقال ما ببعيري هانة ولا هنانة ( و ) الهنانة ايضا ( بقية المخ ) نقله الازهري ( و ) قيل ما بالبعير هنانة اي ( الطرق بالجمل ) قال الفرزدق أيفا يشونك والعظام رقيقة * والمخ ممتخر الهنانة رار وقيل ما به هنانة اي شئ من خير وهو على المثل ( وأهنه الله فهو مهنون ) كاحمه فهو محموم وله نظائر تقدمت ( والهننة كعنبة ضرب من القنافذ ) وتقدم له في م ن ن ان المننة انثى القنافذ ( وهونين بالضم د ) في جبال عاملة مطل على نواحي حمص ( وهنن بكسر النون ) الاولي ( المشددة ة ) باليمن عن ياقوت رحمه الله تعالى وهي غير ام حنين الذي تقدم ذكرها ( والهن ) مخففا ( الفرج اصله هن ) بالتشديد ( عند بعضهم فيصغر هنينا ) وانشد بعضهم يا قاتل الله صبيبانا تجئ بهم * ام الهنينين من زند لها واري واحد الهنيين هنين والمكبر تصغيره هن ثم يخفف فيقال هن وسيأتي ذكره في المعتل ( و ) قولهم ( تنح هاهنا وهاهنا ) وهذه بتشديد النون ( وههنا ) بتشديد النون مع حذف الالف اي ( ابعد قليلا أو يقال للحبيب ههنا وهنا ) مخففتين ( اي اقترب وللبغيض ههنا ) بفتحتين وتشديد النون ( وهنا ) كحتى ( اي تنح ويجئ في الياء ان شاء الله تعالى ) * ومما يستدرك عليه الهنانة التي تبكي وتئن قال لا تنكحي ابدا هنانة * عجيزا كأنها شيطانة وقول الراعي افي أثر الاظعان عينك تلمح * أجل لات هنا ان قلبك متيح يقول ليس الامر حيث ذهبت ويقولون يا هناه اي يا رجل ولا يستعمل الا في النداء وسيأتي في المعتل مفصلا وهنين كزبير ناحية من سواحل تلمسان وهنه يهنه هنا اصاب منه هنا كانه اصاب شيئا من اعضائه قال الهروي عرضت ذلك على الازهري فانكره وقال انما هو وهنه وهنا إذا أضعفه * ومما يستدرك عليه هندوان بالكسر وضم الدال محلة ببلخ ينزلها الغلمان والجواري منها الامام أبو جعفر محمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الهندواني الملقب بأبي حنيفة الصغير لفقهه مات رحمه الله تعالى ببخارا سنة 362 وهندوان بالضم نهر بين خوزستان وارجان عليه ولاية كبيرة وهنديجان بالكسر قرية بخوزستان ذات آثار عجيبة وابنية عالية تثار منها الدفائن كما تثار بمصر حرسها الله تعالى ( الهنزمن كجردحل ) اهمله الجوهري وهو ( الجماعة معرب هنجمن ) بفتح فسكون فضم الجيم وفتح الميم ( أو انجمن ) بالالف وهو المشهور المتعارف عند الفرس ويطلق على مجلس الشرب أو ( لمجمع الناس ) مطلقا أو لعيد من اعياد النصارى أو لسائر العجم قال الاعشى * إذا كان هنزمن ورحت مخشما * ويقال ايضا الهنزمر بالراء والهيزمن بالياء بدل النون الاولى ( هان ) يهون ( هونا بالضم وهوانا ومهانة ذل ) قال ذو الاصبع اذهب اليك فما امي براعية * ترعى المخاض ولا اغضى على الهون وقيل الهوان والمهانة اسمان وقال ابن بري المهانة مفعلة من الهوان والميم زائدة والمهانة من الحقارة فعالة والميم اصلية وقد تقدم وبها روي الحديث ليس بالجافي ولا بالمهين ( و ) هان ( هونا سهل فهو هين وهين ) كمت وميت ( واهون ومنه ) قوله تعالى ( وهو أهون عليه ) أي كل ذلك هين عليه وليست للمفاضلة لانه ليس شئ ايسر عليه من غيره ومنه قول الشاعر لعمرك لا أدري واني لاوجل * على اينا تعدو المنية أول ( ج أهوناء ) كشئ واشياء على افعلاء ( والهون السكينة والوقار ) والرفق وانشد ابن بري هون كما لا يرد الدهر ما فاتا * لا تهلكا أسفا في اثر من ماتا (1/8199)
ومنه الحديث كان يمشي هونا أي برفق ولين وتثبت ( و ) الهون ( الحقير ) من كل شئ ( و ) الهون ( بالضم الخزي ) ومنه قوله تعالى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون اي ذي الخزي ( كالمهانة ) مفعلة منه ( و ) الهون ( بن خزيمة بن مدركة ) بن الياس بن مضر أبو قبيلة وهو اخو القارة وقال المفضل الضبي القارة بنو الهون وروى أبو طالب فيه فتح الهاء ايضا وقد تقدم ذكر القارة في موضعه ( و ) ما ادري اي الهون هو اي ( الخلق كلهم ) قال ابن سيده والزاي أعلى ( وهونه الله ) عليه تهوينا ( سهله وخففه و ) هون ( الشئ أهانه كاستهان به وتهاون ) به وذلك إذا استحقره ومنه قوله
لا تهين الفقير علك ان * تركع يوما والدهر قد رفعه اراد لا تهينن فحذف النون الخفيفة لما استقبلها ساكن ( وهو هين وهين ساكن متئد ) وهين اصله هيون وهين مخفف منه ( أو المشدد من الهوان والمخفف من اللين ) قال ابن الاعرابي العرب تمدح بالهين اللين مخفف وتذم بالهين اللين مشدد وفي الحديث المسلمون هينون لينون جعله مدحا لهم وقال غير ابن الاعرابي هما بمعنى واحد ( و ) امرأة ( هونة ويضم ) الاخيرة عن ابي عبيدة ( متئدة ) انشد ثعلب تنوء بمتنيها الروابي وهونة * على الارض جما العظام لعوب ( و ) امش ( على هينتك بالكسر وهونك ) اي ( رسلك ) وكذلك تكلم على هينته وفي الحديث انه سار على هينته اي على عادته في السكون والرفق ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه احبب حبيبك هونا ما اي حبا مقتصدا لا افراط فيه ( والاهوان ) اسم ( رجل و ) ايضا ( اسم يوم الاثنين ) في الجاهلية قال بعض شعراء الجاهلية أؤمل ان اعيش وان يومي * باول أو باهون أو جبار أو التالى دبار أم فيومي * بمؤنس أو عروبة أو شيار قال ابن بري ويقال ليوم الاثنين ايضا اوهد وقد ذكر في محله ( والهارون ) بفتح الواو وهكذا ضبطه ابن قتيبة في كتاب الادب وقال ابن دحية في التنوير وهو خطأ عندهم ( والهاون ) بضم الواو ( والهاوون ) بزيادة الواو ( الذي يدق فيه ) فارسي معرب قيل كان اصله هاوون لان جمعه هواوين كقانون وقوانين فحذفوا منه الواو الثانية استثقالا وفتحوا الاولى لانه ليس في كلامهم فاعل بضم العين ( والمهوئن ) كمطمئن ( وتفتح الهمزة ) عن شمر وانشد * في مهوئن بالدبي مدبوش * ذكره الازهري كابن سيده في أ ن وهو الصواب وذكره الجوهري في ه وأ وخطأه ابن بري والمصنف كأنه اعتبر زيادة الميم والهمزة فأورده هنا وهو ( المكان البعيد ) وقد تقدم انه مثال لم يذكره سيبويه ( أو ) هي ( الوهدة ) قال الازهري بطون الارض وقرارها ولا تعد الشعاب والميث من المهوئن ولا يكون المهوئن في الجبال ولا في القفاف ولا في الرمال ليس المهوئن الا من جلد الارض وبطونها ( واهوأنت المفازة اطمأنت في ( سعة ) ومنه المهوئن لما اطمأن من الارض واتسع وقال ابن بري هو الصحراء الواسعة ووزنه مفوعل ( وهو يهاون نفسه ) أي ( يرفق بها ) نقله الزمخشري رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه الهوان والمهانة الضعف وهان عليه الشئ هو ناخف وامرأة هونة ضعيفة الخلقة غير غلظتها وهونة بالضم مطاوعة والهونة بالضم التسكين والصلح والجمع كصرد وقال رجل من العرب لبعير له ما به بأس غير هوانه اي خفيف الثمن والمهوان كمحراب الكثير اللين جمعه مهاوين وانشد سيبويه للكميت شم مهاوين ابدان الجزور مخا * ميص العشيات لا خور ولا قزم وقال ابن سيده يجوز ان يكون جمع مهون والهون بالضم الشدة يقال اصابه هون شديد أي شدة ومضرة وعوز ويقال انه لهون من الخيل والانثى هونة إذا كان مطواعا سلسا والهوينى تصغير الهونى تأنيث الاهون التؤدة والرفق والسكينة والوقار وانه ليأخذ امره بالهون بالضم اي الاهون والمهينة كمحمدة المرأة الحسنة الخلق وفي النوادر هن عندي اليوم واخفض عندي وارح عندي وارفه عندي واسترفه عندي ورفه عندي وانفه عندي واستنفه عندي وتفسيره اقم عندي واسترح واستجم وذكروا في تصغير الموئن وجهين حذف الميم واحد المضعفين أو حذف الهمزة واحد المضعفين قاله أبو حيان وابن عصفور وما اهونه عليه والهين الحقير واهون من قعيس على عمته ذكر في السين * ومما يستدرك عليه هان يهين هينا كلان يلين ومنه المثل إذا عز اخوك فهن بكسر الهاء عن بعض علماء الاندلى عن الاعلم هان يهين هينا بالياء هكذا واقره وقول شيخنا رحمه الله تعالى لم اره عن امام ثبت ولا نقله احد من المعتمد عليهم قصور ويقال ماهيان هذا الامر اي ما شأنه وهيان بن بيان من لا يعرف هو ولا ابوه وقيل ان نونه زائدة وهيان كسحاب من قرى جرجان عن ابن السمعاني منها أبو بكر محمد بن بسام بن بكر بن عبد الله بن بسام الهياني الجرجاني روى الموطأ عن القعنبي ومحمد بن كثير الجمعي مات سنة 279 رحمه الله تعالى * ومما يستدرك عليه الهيزمن كجردحل لغة في الهنزمن وبه روى قول الاعشى نقله صاحب اللسان واخاله تصحيفا ( فصل الياء ) مع النون يبني كلبني اسم قرية من فلسطين بالقرب من الرملة بها قبر صحابي يقال انه أبو هريرة أو عبد الله بن ابي سرح رضي الله تعالى عنهما وهي ابني بالهمزة وقد جاء ذكرها في سرية اسامة ويبين كجعفر لغة في ابين موضع باليمن نقله ياقوت رحمه الله تعالى ( اليتن ان تخرج رجلا المولود قبل يديه ) ورأسه وتكره الولادة إذا كانت كذلك ( قد خرج يتنا ) قال البعيث (1/8200)
لقى حملته امه وهي ضيفة * فجاءت به يتن الضيافة ارشما قال ابن خالويه يتن واتن ووتن ثلاث لغات ( وايتنت ) امه وكذلك الناقة ( ويتنت ) بالتشديد ( وهي موتن وموتنة وهو ميتون
) عن اللحياني وهذا نادر ( والقياس موتن ) كمكرم وقد جاء في حديث ذي الثدية موتن اليد والمشهور في الرواية مودن وقد تقدم في وتن بالتفصيل * ومما يستدرك عليه يدعان واد بالحجاز قرب وادي نخلة له ذكر في قصة حنين ( اليرون كصبور دماغ الفيل ) وهو سم وقيل كل سم قال النابغة وانت الغيث ينفع ما لديه * وانت السم خالطه اليرون ( و ) ايضا ( عرق الدابة و ) في التهذيب ( ماء الفحل ) وقد مر ذلك في ارن * ومما يستدرك عليه يرنا بالفتح ويضم واد بالحجاز يسيل الى نجد قيل هو فعلي من الارن ثم ابدلت الهمزة ياء وقيل هو يفعل من رنوت فعله المعتل وذكر يرنا مع تاراء وتاراء موضع شآم فلعله موضع آخر ويرني بكسر النون اسم نهر يخرج من دون ارمينية ويصب في دجلة عن ياقوت * ومما يستدرك عليه يرغان جد عبد الملك ابن محمد بن عبد الله اليرغاني البغدادي عن عبد الرزاق وعنه المحاملي ( يزن محركة واد ) باليمن اضيف إليه ذو ( ويمنع ) من الصرف ( لوزن الفعل ) قال ابن جني ( اصله يزأن ) بدليل قولهم رمح يزأني قال عبد بني الحسحاس فان تضحكي مني فيارب ليلة تركتك فيها كالقباء مفرجا رفعت برجليها وطامنت رأسها وسبسبت فيها اليزأني المحدرجا وقالوا يزأني وأزأني وآزني وقد تقدم ومنع الصاغاني في تكملته منع صرفه واطال فيه وقال مادة زأن غير معروفة ولا تضاف ذو الا الى اسماء الاجناس وقال سيبويه سألت الخليل إذا سميت رجلا بذي مال هل تغيره قال لا ألا تراهم قالوا ذو يزن منصرفا فلم يغيروه ( و ) ذو يزن ( بطن من حمير ) وهو الذي يذكره المصنف رحمه الله تعالى فيما بعد وسيأتي ذكر اسمه وظاهر سياقه يقتضي ان البطن الذي من حمير هو يزن من غير ذو وان ذا يزن غيره وهو خطأ وكان الصواب ان يذكر يزن اولا ثم يقول بطن من حمير ( منهم أبو الخير مرثد ) بن عبد الله ( التابعي ) المصري عن عمر وابنه عبد الله وعقبة بن عامر وابي ايوب الانصاري رضي الله تعالى عنهم وعنه عبد الرحمن بن شماسة ويزيد بن حبيب توفي سنة 90 ( وابو البقاء ) هكذا في النسخ والصواب أبو التقي كغني كما ضبطه الحافظ ( هشام بن عبد الملك ) اليزني الحمصي عن اسمعيل بن عياش وبقية وعنه أبو داود والنسائي وابن ماجة والفريابي وابنه عمرويه ثقة توفى سنة 251 وحفيده الحسن بن تقي يأتي ذكره في المعتل ( وذو يزن ملك لحمير لانه حمى ذلك الوادي ) كما قالوا ذو رعين وذو جدن وهما قصران باليمن واسم ذي يزن عامر بن اسلم بن غوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة بن سبأ الاصغر وابنه شراحيل ويلقب سيفا لشجاعته مشهور ومن ولده زرعة بن عامر بن سيف بن النعمان بن عفير الاوسط ابن زرعة ابن عفير الاكبر ابن الحرث بن النعمان بن قيس بن عبد بن سيف بن ذي يزن كتب إليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم واينه عفير من مهاجرة الشام ( اليسن محركة ) اهمله الجوهري وهو ( اسن البئر وقد يسن كفرح ) مثل أسن ( وياسين اسم وذكر في س ي ن ) * ومما يستدرك عليه ماء يسن متغير لغة في آسن لبعض العرب وأيسن كأفلس موضع باليمامة عن نصر * ومما يستدرك عليه الياسمين معروف وقد ذكره المصنف في يسم * ومما يستدرك عليه يسمون منزل من منازل همدان باليمن ( اليفن محركة الشيخ الكبير ) ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه اليفن الذي قد لهزه الفتير اي الشيب وانشد أبو عبيد للاعشي وما ان أرى الدهر فيما مضى * يغادر من شارف أو يفن وقال الليث الشيخ الفاني والياء اصلية وقال بعضهم هو على تقدير يفعل لان الدهر فنه وابلاه ( و ) اليفن ( العجل إذا أربع ) اي دخل في الرابعة ( و ) اليفن ( ع ) وقيل ماء من مياه بني نمير بن عامر كما في اللسان واهمله ياقوت وذكره في التي بعده ( و ) اليفن ( المتفنن ج يفن بالضم و ) اليفنة ( بهاء البقرة ) عن ابن الاعرابي ( أو ) هي الحامل * ومما يستدرك عليه يقال للثور المسن يفن قال تقول لي مائلة العطاف مالك قدمت من القحاف ذلك شوق اليفن والوذاف ومضجع بالليل غير دافي ونقل ابن بري عن ابن القطاع قال اليفن الصغير ايضا وهو من الاضداد ( يقن الامر كفرح يقنا ) بالفتح ( ويحرك وأيقنه و ) أيقن ( به وتيقنه واستيقنه ) واستيقن ( به ) اي ( علمه وتحققه ) كله بمعنى واحد وكذلك تيقن بالامر وانما صارت الواو ياء في قولك موقن للضمة قبلها وإذا صغرته رددته الى الاصل وقلت مييقن ( وهو يقن مثلثة القاف ويقنة محركة ) عن كراع ( لا يسمع شيئا الا أيقنه ) ولم يكذب به كقولهم رجل اذن ( وكذا ميقان ) عن اللحياني ( وهي ميقانة ) وهو احد ما شذ من هذا الضرب ( واليقين ازاحة الشك ) والعلم وتحقيق الامر ونقيضه الشك وفي الاصطلاح اعتقاد الشئ بانه كذا مع اعتقاد انه لا يمكن الا كذا مطابقا للواقع غير ممكن الزوال (1/8201)
والقيد الاول جنس يشمل الظن والثاني يخرجه والثالث يخرج الجهل المركب والرابع يخرج اعتقاد المقلد المصيب وعند اهل
الحقيقة رؤية العيان بقوة الايمان لا بالحجة والبرهان وقيل مشاهدة الغيوب بصفاء القلوب وملاحظة الاسرار بمحافظة الافكار ( كاليقن محركة ) عن الليث وانشد للاعشى وما بالذي ابصرنه العيو * ن من قطع يأس ولا من يقن ( و ) اليقين ( الموت ) لانه تيقن لحاقه لكل مخلوق حي قال البيضاوي ومال كثيرون الى انه حقيقي وصوب بعضهم انه مجازي من تسمية الشئ بما يتعلق به حققه شيخنا وبه فسر قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ( ويقين ة بالقدس ) بها مقام مشهور للوط عليه السلام والعامة تسميه مسجد اليقين ( وهاشم بن يقين محدث و ) ( يقن بالشئ كخجل ) أي ( مولع به وذو يقن محركة ماء ) لبني نمير بن عامر بن صعصعة عن ياقوت * ومما يستدرك عليه حق اليقين خالصه وواضحه من اضافة البعض الى الكل لا من اضافة الشئ الى نفسه لان الحق هو غير اليقين وقال أبو زيد رجل ذو يقن محركة لا يسمع شيئا الا ايقن به وربما عبروا عن الظن باليقين وباليقين عن الظن قال أبو سدرة الهجيمي تحسب هواس وايقن انني * بها مفتد من واحد لا أغامره يقول تشمم الاسد ناقتي يظن انني افتدي بها منه واستحمي نفسي فأتركها له ولا اقتحم المهالك بمقاتلته * ومما يستدرك عليه يلبن كجعفر جبل قرب المدينة وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى في ل ب ن وليست الياء زائدة * ومما يستدرك عليه يلتكين بفتح فسكون وفتح الفوقية وكسر الكاف اسم محدث رومي روى عن عبد الله بن السمرقندى وعنه سعد الله بن الوادي ويلتكين بن طلبوق عن مالك البانياسي ومحمد بن طرخان بن يلتكين بن علم التركي الفقيه مات سنة 513 رحمه الله تعالى ( اليمن بالضم البركة ) وقد تكرر ذكره في الحديث وهو ضد الشؤم ( كالميمنة ) وبه فسر قوله تعالى اولئك اصحاب الميمنة اي كانوا ميامين على انفسهم غير مشائيم وجمع الميمنة ميامن وقد ( يمن ) الرجل ( كعلم وعنى وجعل وكرم ) يمنا ( فهو ميمون وايمن ويامن ويمين ) وفي الصحاح يمن فلان على قومه فهو ميمون إذا صار مباركا عليهم ويمنهم فهو يامن مثل شئم وشأم وفي المحكم يمنه الله يمنا فهو ميمون والله اليامن واليمين واليامن كالقدير والقادر قال * بيتك في اليامن بيت الايمن * ( ج أيامن ) جمع ايمن ( و ) جمع الميمون ( ميامين وتيمن به ) وبرأيه ( واستيمن ) اي تبرك به ( وقدم على ايمن اليمين اي اليمن ) كما في الصحاح وفي المحكم قدم على ايمن اليمن اي على اليمن ( واليمين ضد اليسار ج ايمن ) بضم الميم وفتحها ( وايمان وايامن ) جمع ايمن ( وايامين ) جمع ايمان ( و ) اليمين ( البركة و ) ايضا ( القوة ) والقدرة ومنه قول الشماخ * تلقاها عرابة باليمين * اي بالقوة وكذا قوله تعالى لاخذنا منه باليمين قال الزجاج اي بالقوة وقيل باليد اليمنى واما قوله تعالى فراغ عليهم ضربا باليمين فقيل بيمينه وقيل بالقوة وقيل بالحلف ( ويمن به يمين ) من حد ضرب حكاه سيبويه ( ويامن ويمن ) مشددا ( وتيامن من ذهب به ذات اليمين ) وقال ابن السكيت يامن باصحابك وشائم خذ بهم يمينا وشمالا ولا يقال تيامن بهم ولا تياسر وفي الحديث فأمرهم ان يتيامنوا عن الغميم اي يأخذوا عنه يمينا ( و ) قوله عز وجل انكم ( كنتم تأتوننا عن اليمين ) قال الزجاج قذا قول الكفار للذين اضلوهم ( اي تخدعوننا باقوى الاسباب ) فتروننا ان الدين والحق ما تضلوننا به كانه اراد تأتوننا عن المأتي السهل ( أو ) معناه تأتوننا ( من قبل الشهوة لان اليمين موضع الكبد والكبد مظنة الشهوة والارادة ) الا ترى ان القلب لا شئ له من ذلك لانه من ناحية الشمال ( والتيمن الموت و ) الاصل فيه ( وضع الميت في قبره على جنبه الايمن ) قال الجعدي إذا ما رأيت المرء علبى وجلده * كضرح قديم فالتيمن اروح وهو مجاز ( واخذ يمنة ويمنا محركة ) ويسرة ويسرا ( اي ناحية يمين ) ويسار ( واليمن محركة ما ) كان ( عن يمين القبلة من بلاد الغور ) وقال الشرقي انما سميت اليمن لتيامنهم إليها قال ياقوت فيه نظر لان الكعبة مربعة فلا يمين لها ولا يسار فإذا كانت اليمن عن يمين قوم كانت عن يسار آخرين وكذلك الجهات الاربع الا ان يريد بذلك من يستقبل الركن اليماني فانه اجلها فإذا يصح والله تعالى اعلم وفي المراصد اليمن ثلاث ولايات الجند ومخاليفها وصنعاء ومخاليفها وحضرموت ومخاليفها واما حد اليمن فمن وراء تثليث وما سامتها الى صنعاء وما قاربها الى حضرموت والشحر وعمان الى عدن ابين وما يلي ذلك الى التهائم والنجود واليمن يجمع ذلك كله وقال قطرب سمي اليمن ليمنه والشأم لشؤمه ( وهو يمنى ) على القياس ( ويماني ) بتشديد الياء نقله سيبويه عن بعضهم وانشد لامية بن خلف الهذلي يمانيا يظل يشد كيرا * وينفخ دائبا لهب الشواظ قال شيخنا رحمه الله تعالى والاكثر على منع التشديد مع ثبوت الالف لانه جمع بين العوض والمعوض واجاب عنه الشيخ ابن مالك بانه قد يكون نسبة منسوب ( ويمان ) مخففة وهو من نادر النسب وألفه عوض عن الياء ولا يدل على ما يدل عليه الياء إذ ليس
حكم العقيب ان يدل على ما يدل عليه عقبه دائبا وقوم يمانية ويمانون مثل ثمانية وثمانون وامرأة يمانية ايضا ( ويمن تيمنا وايمن ويامن أتاها ) أو ارادها ( وتيمن انتسب إليها والتيمني افق اليمن ) وإذا نسبوا الى التيمن قالوا تيمني ( والايمن من يصنع بيمناه ) وهو ضد الايسر ( ويمنه كمنعه وعلمه ) يمنا ويمنة ( جاء عن يمينه ) وكذلك شأمه وشئمه ويسره إذا جاء عن شماله ( واليمين ) الحلف و ( القسم مؤنث ) سمي باسم يمين اليد ( لانهم كانوا يتماسحون بايمانهم فيتحالفون ) وفي الصحاح لانهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم يمينه على يمين صاحبه ( ج ايمن ) بضم الميم ( وايمان ) وانشد أبو عبيد لزهير (1/8202)
فتجمع ايمن منا ومنكم * بمقسمة تمور بها الدماء قال الجوهري وان جعلت اليمين ظرفا لم تجمعه لان الظروف لا تكاد تجمع لانها جهات واقطار مختلفة الالفاظ ( وايمن الله ) بضم الميم والنون وألفه الف وصل عند اكثر النحويين ولم يجئ في الاسماء الف وصل مفتوحة غيرها نقله الجوهري ( وايم الله ويكسر اولهما ) عن ابن سيده وقال ابن الاثير اهل الكوفة يقولون ايمن جمع يمين للقسم والالف فيها الف وصل ويفتح ويكسر والكسر في ايم الله حكاه يونس ونقله ابن جني وذهب ابن كيسان وابن درستويه الى ان الف ايمن الف قطع وهو جمع يمين وانما خففت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها ويقولان ان ايم الله اصله ايمن الله حذفت النون كما حذفت من لم يك ( وايمن الله بفتح الميم والهمزة و ) قد ( تكسر ) الهمزة ( وايم الله بكسر الهمزة والميم وقيل الفه الف وصل ) وهو قول النحويين الا ما كان من ابن كيسان وابن درستويه كما ذكرنا ( و ) قالوا ( هيم الله بفتح الهاء وضم الميم ) والاصل ايم الله قلبت الهمزة هاء ( و ) ربما حذفوا منه الياء فقالوا ( ام الله مثلثة الميم وام الله بكسر الهمزة وضم الميم وفتحها و ) ربما قالوا ( من الله بضم الميم وكسر النون ومن الله مثلثة الميم والنون ) اي بضم الميم والنون وبفتحهما وبكسرهما ( و ) ربما ابقوا الميم وحدها فقالوا ( م الله مثلثة ) اما الضم فهو الاصل واما الكسر فلانها صارت حرفا واحدا فيشبهونها بالباء ( و ) ربما ادخلوا عليها اللام لتأكيد الابتداء فقالوا ( ليم الله وليمن الله ) الاخيرة نقلها الجوهري وحينئذ يذهب الالف في الوصل قال نصيب فقال فريق القوم لما نشدتهم * نعم وفريق ليمن الله ما ندري وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف والتقدير ليمن الله قسمي وليمن الله ما أقسم به وإذا خاطبت قلت ليمنك وفي حديث عروة بن الزبير انه قال ليمنك لئن كنت ابتليت لقد عافيت وان كنت اخذت لقد ابقيت وقال الازهري والعلة في ضم نون ليمنك كالعلة في قولهم لعمرك كانه اضمر فيها يمين ثان فقيل وايمنك فلأيمنك عظيمة وكذلك لعمرك فلعمرك عظيم قاله الاحمر والفراء كل ذلك ( اسم وضع للقسم والتقدير ايمن الله قسمي ) وايمن الله ما اقسم به ( وايمن كاذرح اسم ) رجل ( و ) ايمن ( كأحمد ع ) قال المسيب أو غيره شرقا بماء الذوب يجمعه * في طود ايمن من قرى قسر ( واستيمنه استحلفه ) عن اللحياني ( وبنيامين كاسرافيل اخو يوسف عليهما السلام ولا تقل ابن يامين ) * قلت فإذا محل ذكره فصل الباء مع النون وقد اشرنا إليه ( وحذيفة بن اليمان صحابي ) رضي الله تعالى عنه اسم ابيه حسل ويقال حسيل ابن جردة بن عمر بن عبد الله القيسي وقيل اليمان لقب جده جردة بن الحرث قال الكلبي اصاب دما في قومه فهرب الى المدينة وحالف بني عبد الاشهل فسماه قومه اليمان توفي سنة 36 ( وسموا يمنا بالضم وبالتحريك ) اما بالضم فيمن بن عبد الله المستنصر من الامراء ومولاه نظر بن عبد الله اليمني سمع مع مولاه من ابن البطرمات سنة 544 رحمه الله تعالى والمكنى بأبي اليمن كثيرون واما بالتحريك فيمن الحنبلي الفقيه حمو المحدث محب الدين قرأ صحيح البخاري على اصحاب ابن الزبيدي وحجاف بن اليمن الاندلسي قاضي بلنسية اصيب سنة 327 غازيا ويمن بن عبد الله الحنفي في نسب حمزة بن بيض الشاعر الحنفي وابو اليمن عبد الله بن ابي الشريف ذكره عبد الغني بن سعيد ( و ) سموا يامن ( كصاحب ويامين ) كراحيل ( والميمون نهر ) من اعمال واسط قصبته الرصافة وكان اول من حفره سعيد بن زيد وكيل ام جعفر زبيدة وكانت فوهته في قرية تسمى قرية ميمون فحولت في ايام الواثق على يد عمر بن الفرج الرجحي الى موضع آخر وسمي بالميمون لئلا يسقط عن اسم اليمن ( و ) من المجاز الميمون ( الذكر ) يقال ضربها بالميمون إذا جامعها وانشد الزمخشري اضرب بالميمون في دهليزها * اصب ما في قلتي في كوزها ( و ) ميمون ( بن خالد ) بن عامر بن ( الحضرمي ويضاف إليه بئر مكة ) قال ياقوت كذا وجدته بخط الحافظ ابي الفضل بن ناصر على ظهر كتاب قال ووجدت في موضع آخر ان ميمون صاحب البئر هو اخو العلاء بن الحضرمي والي البحرين حفرها بأعلى مكة في الجاهلية
وعندها قبر ابي جعفر المنصور كان ميمون حليفا لحرب بن امية بن عبد شمس واسم الحضرمي عبد الله بن عماد قال الشاعر تأمل خليلي هل ترى قصر صالح وهل تعرف الاطلال من شعب واضح الى بئر ميمون الى العبرة التي لها ازدحم الحجاج بين الاباطح ( ويمن بالضم ) ويروى بالفتح ايضا ( ماء ) لغطفان من بطن فرنداذ على الطريق بين تيماء وفيد وقيل هو ماء لبني صرمة بن مرة منهم ويسميه بعضهم امنا قال زهير عفا من آل فاطمة الجواء * فيمن فالقوادم فالحساء ( و ) يمين ( كزبير حصن ) في جبل صبر من اعمال ثغر استحدثه علي بن زريع ( واليمانية مخففة شعيرة حمراء السنبلة و ) الميمن ( كمعظم الذي يأتي باليمن والبركة وتيمن به ) تبرك ( ويمن عليه ) تيمينا ( برك ) تبريكا ( واليمنة بالضم ) وتفتح ( برد يمنى ) قال ربيعة الاسدي ان المودة والهوادة بيننا * خلق كسحق اليمنة المنجاب وفي الحديث انه صلى الله تعالى عليه وسلم كفن في يمنة * ومما يستدرك عليه الايامن خلاف الاشائم قال المرقش فإذا الاشائم كالايا * من والايامن كالاشائم وقال الكميت ورأت قضاعة في الايا * من رأى مثبور وثابر (1/8203)
يعني في انتسابها الى اليمن كانه جمع اليمن على ايمن ثم على أيامن كزمن وازمن ويقال في جمع اليمين اليمن بضمتين قال زهير * وحق سلمى على اركانها اليمن * والتيمن الابتداء في الافعال باليد اليمنى والرجل اليمنى والجانب الايمن ونظر أيمن منه عن يمينه وتجمع اليمين ضد اليسار على يمائن نقله ابن سيده وقال اليزيدي يمنت اصحابي ادخلت عليهم اليمين وانا ايمنهم يمنا ويمنة ويمنت عليهم وانا ميمون عليهم وايمن الرجل اراد باليمين كأشأم اراد الشمال والميمنة خلاف الميسرة وقوله قد جرت الطير ايامنينا * قالت وكنت رجلا فطينا * هذا لعمر الله اسرائينا قال ابن سيده جمع يمينا على ايمان ثم جمعه على ايامين ثم جمعه بالواو والنون واعطاه يمنة من طعام اي اعطاه الطعام بيمينه ويده مبسوطة والاصل في يمنة انها مصدر كاليسرة ثم سمى الطعام يمنة لانه اعطى يمنة اي باليمين كما سموا الحلف يمينا لانه يكون بأخذ اليمين نقله ابن بري وقال شمر سمعت من لقيت من غطفان يتكلمون فيقولون إذا اهويت بيمينك مبسوطة الى الطعام أو غيره فأعطيت بها ما حملته مبسوطة فانك تقول اعطاه يمنة من الطعام فان اعطاه بها مقبوضة قلت اعطاه قبضة من الطعام وان حثى له بيديه فهي الحثية والحفنة وتصغير اليمين يمين وتصغير اليمنة يمينة وهما يمينتاه وذهب الى ايمن الابل واشملها اي من ناحية يمينها وشمالها وقول ثعلبة بن صعير فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما * ألقت ذكاء يمينها في كافر يعني مالت باحدى جانبيها الى المغيب وقال الاصمعي هو عندنا باليمين اي بمنزلة حسنة وهو مجاز ويمن يمينا أتى باليمين وكانوا يقولون في الحلف يمين الله لا افعل عن ابي عبيد وروى عن عطاء بن السائب عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان يمينا من اسماء الله تعالى وبه فسر قوله تعالى كهيعص كاف هاد يمين عزيز صادق وانما قيل للشعرى العبور اليمانية ولسهيل اليماني لانهما يريان من ناحية اليمن وتيامنت السحابة اخذت ناحية اليمن وام ايمن امرأة اعتقها صلى الله عليه وسلم وهي حاضنة اولاده فزوجها من زيد فولدت له اسامة ويقال هو ملك اليمين للرقيق وهو مجاز واليمينين مثنى يمين كزبير من حصون اليمن بعد كابس عن ياقوت واليمانية فرقة من الخوارج اصحاب محمد بن اليمان الكوفي ويمين بن سبع الحضرمي كأمير جد حسان بن اعين عن عبد الله بن عان وعنه ابنه خالد وعقبة بن عامر الحضرمي ويقال لمكة اليمانية لانها من تهامة وتهامة من ارض اليمن ( ينة ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو ( أبو عبد الرحمن الحمراوي ) المصري ( شهد فتح مصر واليه ينسب حمام ينة بمصر ) القديمة بالقرب من دار النحاس وابنه عبد الرحمن ابن ينة ذكره ابن يونس ( وعبد العزيز بن ابراهيم بن ينة ) السبتي ( روى ) قال الحافظ اجاز له ابن الصلاخ * ومما يستدرك عليه ين قرية بقهستان وينى بن نفيس المقتدري بفتح الياء وتشديد النون المكسورة قال الحافظ هكذا هو بخط ابي يعقوب النجيرمي روى عنه الروذباري ويانة قلعة بجزيرة صقلية ينسب إليها أبو الصواب الياني الكاتب ( يون محركة ) اهمله الجوهري وهي ( ة باليمن ويوان ة بباب اصبهان ) منها أبو جعفر احمد بن عبد الله بن الحكم بن احمد بن عصام ومحمد بن الحسين بن عبد الله بن مصعب الثقفي اليواني عن سهل عن عثمان وعنه محمد بن عبد الرحمن بن الفضل وابو بكر بن المقري توفي سنة 322 قال الحافظ وقد ضبطه ابن طاهر بالموحدة فأخطأ وقيده ابن السمرقندي بالضم وهو خطأ ايضا ( ويونان بالضم ة ببعلبك ) ويقال فيها يونين ايضا وهو المعروف ومنها الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن احمد بن عبد الله بن عيسى بن احمد بن عيسى اليونيني البعلي الحنبلي مات سنة 701
له ولابيه ترجمة حسنة واخوته البدر الحسن والقطب موسى وامة الرحيم حدثوا ومن ولده الصدر عبد القادر بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد القادر ابي على لقيه السخاوي ببعلبك وعم ابيه الزين عبد الغني بن حسن بن عبد القادر بن علي لقبه السخاوي بها ايضا وهم بيت علم وحديث ( و ) يونان قرية ( اخرى بين برذعة وبيلقان ) بين كل واحدة منهما وبينها سبعة فراسخ ( واليونانيون جيل انقرضوا ) نسبوا الى يونان بن يافث بن نوح وبخط النووي رحمه الله تعالى قيل يونان جزيرة كانت حكماء الروم ينزلون بها * ومما يستدرك عليه أليون بالضم حصن كان بمصر فتحه عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه وبنى في مكانه الفسطاط وهي مدينة مصر اليوم وقد ذكره المصنف رحمه الله تعالى في لين وتقدم ذكره ايضا بابليون لانه نسب إليه الباب قال الهذلي جلوا من تهام ارضنا وتبدلوا * بمكة باب اليون والريط بالعصب وقال آخر جرى بين باب اليون والهضب دونه * رياح اسفت بالنقا وأشمت ( يين محركة ) اهمله الجوهري وقال ابن جني في سر الصناعة هو كددن وضبطه كراع بفتح فسكون قال وليس في الكلام اسم وقع في أوله يا آن غيره قال الزمخشري هو ( عين ) يقال له جوزمان لبني زيد الموسوي من بني الحسين ( أو واد بين ضاحك وضويحك ) وهما جبلان اسفل الفرش هكذا ذكره ابن جني رحمه الله تعالى وقيل هو من بلاد خزاعة وقال نصر بين ناحية من اعراض المدينة على بريد منها وهي منازل اسلم بن خزاعة وقال ابن هرمة أدار سليمى بين يين فمشغر أبيني فما استخبرت الا لتخبري أبيني حبتك البارقات بوبلها لنا نسما عن آل سلمى وشعفر لقد شفيت عيناك ان كنت باكيا على كل مبد من سليم ومحضر (1/8204)
وقيل يين اسم بئر بوادي عياثر قال علقمة بن عبدة التيمي وما أنت الا ذكرة بعد ذكرة * تحل بيين أو باكناف شربب وقد جاء ذكره في سيرة ابن هشام في موضعين الاول في غزاة بدر ثم على غميس الحمام من مر يين فاضافه الى مر والثاني في غزاة بني لحيان فخرج على يين ثم على صخيرات اليمام وقيل يين موضع على ثلاث ليال من الحيرة وبه تعلم ما في كلام المصنف رحمه الله تعالى من القصور في الضبط والبيان * وبه تم حرف النون والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خير البريات وعلى آله وصحبه وانصاره واشياعه وازواجه الطاهرات ما اقيمت الصلوات وما تليت التحيات آمين ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم ( باب الهاء ) والهاء من الحروف الحلقية وهي العين والحاء والهاء والخاء والغين وهي ايضا من الحروف المهموسة وهي الهاء والحاء والخاء والكاف والشين والسين والتاء والصاد والثاء والفاء والمهموس حرف لان في مخرجه دون المجهور وجرى مع النفس فكان دون المجهور في رفع الصوت قال شيخنا وأبدلت الهاء من الهمزة في هياك ولهنك قائم وهراق وهراد في اراق واراد ومن الال ف قالوا هنه في هنا ومن الياء قالوا في هذي هذه وقفا ومن تاء التأنيث وقفا كطلحة ( فصل الهمزة ) ( أبهته كذا زأننته به ) اي اتهمته به ( وأبه له وبه كمنع وفرح ) الاولى عن ابي زيد نقله الجوهري ( أبها ويحرك ) وفيه لف ونشر مرتب ( فطن أو ) أبه للشئ أبها ( نسيه ثم تفطن له ) وقال أبو زيد هو الامر تنساه ثم تنتبه له وقال الجوهري ويقال ما أبهت له بالكسر آبه أبها مثل نبهت نبها ( وهو لا يؤبه له ) لا يحتفل به لحقارته ومنه الحديث رب اشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو اقسم على الله لأبره ( وأبهته تابيها نبهته وفطنته ) كلاهما عن كراع والمعنيان متقاربان ( و ) أبهته ( بكذا أزننته ) به ( والابهة كسكرة العظمة والبهجة ) والمهابة والرواء ومنه قول علي رضي الله تعالى عنه كم من ذي أبهة قد جعلته حقيرا ويقال ما عليه أبهة الملك أي بهجته وعظمته ) ( و ) ايضا ( الكبر والنخوة ) ومنه حديث معاوية إذا لم يكن المخزومي ذا بأو وابهة لم يشبه قومه يريد ان بني مخزوم اكثرهم يكونون هكذا ( وتأبه ) الرجل على فلان ( تكبر ) ورفع قدره عنه وانشد ابن بري لرؤبة * وطامح من نخوة التأبه * ( و ) تأبه ( من كذا تنزه وتعظم ) نقله الزمخشري ( والابه للابح موضعه ب ه ه وغلط الجوهري في ايراده هنا ) ونص الجوهري وربما قالوا للابح أبه واجاب عنه شيخنا بما لا يجدي فأعرضنا عنه مع ان الجوهري ذكره في بهه ثانيا على الصواب وكأن الذي ذكره هنا قول لبعضهم * ومما يستدرك عليه آبهته بالمد أعلمته عن ابن بري وانشد لامية إذ آبهتهم ولم يدروا بفاحشة * وأرغمتهم ولم يدروا بما هجعوا ( التأته ) مبدل من ( التعته ) هكذا ذكره الجوهري * ومما يستدرك عليه اتبيه بكسر فسكون قرية بمصر من البحيرة وقد دخلتها وتضاف الى البارود والاصل اتياي بالياء ( الاده محركة ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو ( اجتماع أمر القوم ) *
ومما يستدرك عليه الاره القديد وقيل هو ان يغلي اللحم بالخل ويحمل في الاسفار نقله ابن الاثير وأره الشئ بمعنى اراحه فهو أره ككتف وقد ذكر في ابيات الكندي الشهيرة على هذا الروى نقله شيخنا * ومما يستدرك عليه ازجاه بالفتح وهاء محضة قرية من قرى خابران ثم من نواحي سرخس وسيأتي ذكرها في زجه ( الانزهوة كقندأوة ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان هنا وهو ( الكبر والعجب ) قال ابن جني همزته مبدلة من عين عنزهوة وقال الازهري النون والواو والهاء الاخيرة زائدة وسيأتي له مزيد في ع ز ه وذكره ابن سيده في ز ه ه فقال رجل انزهو وامرأة قوم انزهوون اي ذوو زهو ذهبوا الى ان الالف والنون زائدتان كما في النقحل * ومما يستدرك عليه أفه بفتحتين وسكون الهاء لغة في أف وقد تقدم في الفاء ( الاقه الطاعة ) كأنه ( قلب القاه ) هكذا ذكره الجوهري وقال الاصمعي القاه والاقه الطاعة يقال اقاه وأيقه ( أله الاهة ) بالكسر ( والوهة والوهية ) بضمهما ( عبد عبادة ) ومنه قرأ ابن عباس ويدرك والاهتك بكسر الهمزة قال اي عبادتك وكان يقول ان فرعون يعبد ولا يعبد نقله الجوهري وهو قول ثعلب فهو على هذا والاهة لاه وآلهة والقراء على القراءة المشهورة قال ابن بري ويقوى ما ذهب إليه ابن عباس قول فرعون انا ربكم الاعلى وقوله ما علمت لكم من اله غيري ( ومنه لفظ الجلالة ) وقال الليث بلغنا ان اسم الله الاكبر هو الله لا اله الا هو وحده * قلت وهو قول كثير من العارفين ( واختلف فيه على عشرين قولا ذكرتها في المباسيط ) قال شيخنا بل على اكثر من ثلاثين قولا ذكرها المتكلمون على البسملة ( واصحها انه علم ) للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال ( غير مشتق ) وقال ابن العربي علم دال على الاله الحق دلالة جامعة لجميع الاسماء الحسنى الالهية الاحدية جمع جميع الحقائق الوجودية ( واصله الاه كفعال بمعنى مالوه ) لانه مألوه اي معبود كقولنا امام فعال بمعنى مفعول لانه مؤتم به فلما ادخلت عليه الالف واللام حذفت (1/8205)
الهمزة تخفيفا لكثرته في الكلام ولو كانتا عوضا منها لما اجتمعتا مع المعوض منه في قولهم الالاه وقطعت الهمزة في النداء للزومها تفخيما لهذا الاسم هذا نص الجوهري قال ابن بري قول الجوهري ولو كانتا عوضا الخ هذا رد على ابي علي الفارسي لانه كان يجعل الالف واللام في اسم الباري سبحانه عوضا من الهمزة ولا يلزمه ما ذكره الجوهري من قولهم الالاه لان اسم الله لا يجوز فيه الالاه ولا يكون الا محذوف الهمزة تفرد سبحانه بهذا الاسم لا يشركه فيه غيره فإذا قيل الالاه انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الاصنام وإذا قلت الله لم ينطلق الا عليه سبحانه وتعالى ولهذا جاز ان ينادى اسم الله وفيه لام التعريف وتقطع همزته فيقال يا الله ولا يجوز يا الالاه على وجه من الوجوه مقطوعة همزته ولا موصولة انتهى وقال الليث الله ليس من الاسماء التي يجوز فيها اشتقاق كما يجوز في الرحمن والرحيم وروى المنذري عن ابي الهيثم انه سأله عن اشتقاق اسم الله في اللغة فقال كان حقه اله ادخلت الالف واللام تعريفا فقيل الالاه ثم حذفت العرب الهمزة استثقالا لها فلما تركوا الهمزة حولوا كسرتها في اللام التي هي لام التعريف وذهبت الهمزة اصلا فقالوا اللاه فحركوا لام التعريف التي لا تكون الا ساكنة ثم التقى لامان متحركتان وادغموا الاولى في الثانية فقالوا الله كما قال الله عز وجل لكنا هو الله ربي معناه لكن أنا ( وكل ما اتخذ ) من دونه ( معبودا اله عند متخذه بين الالاهة ) بالكسر ( والالهانية بالضم ) وفي حديث وهب بن الورد إذا وقع العبد في ألهانية الرب ومهيمنية الصديقين ورهبانية الابرار لم يجد احدا يأخذ بقلبه اي لم يجد احدا يعجبه ولم يحب الا الله سبحانه قال ابن الاثير هو فعلانية من اله إذا تحير يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصرف توهمه إليها ابغض الناس حتى ما يميل قلبه الى احد ( والالاهة ع بالجزيرة ) كما في الصحاح وقال ياقوت وهي قارة بالسماوة وانشد لافنون التغلبي واسمه صريم بن معشر كفى حزنا ان يرحل الركب غدوة * واصبح في عليا الاهة ثاويا قال ابن بري ويروى وأترك في عليا الاهة بضم الهمزة قال وهو الصحيح لانه بها دفن قائل هذا البيت * قلت وله قصة وابيات ذكرها ياقوت في معجمه ( و ) الالاهة ( الحية ) العظيمة عن ثعلب ( و ) الالاهة ( الاصنام ) هكذا هو في سائر النسخ والصحيح بهذا المعنى الالهة بصيغة الجمع وبه قرئ قوله تعالى ويذرك وآلهتك وهي القراءة المشهورة قال الجوهري وانما سميت الالهة الاصنام لانهم اعتقدوا ان العبادة تحق لها واسماؤهم تتبع اعتقاداتهم لا ما عليه الشئ في نفسه فتأمل ذلك ( و ) الالاهة ( الهلال ) عن ثعلب ( و ) الالاهة ( الشمس ) غير مصروف بلا ألف ولام وربما صرفوا وادخلوا فيه الالف واللام وقالوا الالاهة قال الجوهري وانشد أبو على * فأعجلنا الالاهة ان تؤوبا * قلت وحكى عن ثعلب انها الشمى الحارة قال الجوهري وقد جاء على هذا غير شئ
من دخول لام المعرفة الاسم مرة وسقوطها اخرى قالوا لقيته الندرى وفي ندرى وفينة والفينة بعد الفينة فكأنهم سموها الاهة لتعظيمهم لها وعبادتهم اياها والمصراع المذكور من ابيات لميه بنت ام عتبة بن الحرث وقيل لبنت عبد الحرث اليربوعي ويقال لنائحة عتيبة ابن الحرث وقال أبو عبيدة لام البنين بنت عتيبة ترثيه وأولها تروحنا من اللعباء قسرا * فاعجلنا الالاهة ان تؤوبا على مثل ابن مية فانعياه * تشق نواعم البشر الجيوبا ويروى فأعجلنا الاهة ووقع في نسخ الحماسة هذا البيت لمية بنت عتيبة ترثي اخاها ( ويثلث ) الضم عن ابن الاعرابي رواها الاهة قال ويروى الالاهة يصرف ولا يصرف ( كالاليهة ) كسفينة ( والتأله التنسك والتعبد ) قال رؤبة لله در الغانيات المده * سبحن واسترجعن من تألهي ( والتأليه التعبيد ) نقله الجوهري ( و ) تقول ( أله كفرح ) يأله ألها ( تحير ) وأصله وله يوله ولها ومنه اشتق اسم الجلالة لان العقول تأله في عظمته اي تتحير وهو احد الوجوه التي اشار لها المصنف اولا ( و ) أله ( على فلان اشتد جزعه عليه ) مثل وله نقله الجوهري ( و ) قيل هو مأخوذ من أله ( إليه ) إذا ( فزع ولاذ ) لانه سبحانه المفزع الذي يلجأ إليه في كل امر قال الشاعر * ألهت الينا والحوادث جمة * وقال آخر * ألهت إليها والركائب وقف * ( و ) قيل هو من ( ألهه ) كمنعه إذا ( أجاره وآمنه ) * ومما يستدرك عليه اصل اله ولاه كاشاح ووشاح ومعنى ولاه ان الخلق يولهون إليه في حوائجهم ويضرعون إليه فيما ينوبهم كما يوله كل طفل الى امه وحكى أبو زيد الحمد لاه رب العالمين قال الازهري وهذا لا يجوز في القرآن انما هو حكاية عن الاعراب ومن لا يعرف سنة القرآن وقال ابن سيده وقالوا يا الله فقطعوا حكاه سيبويه وهو نادر وحكى ثعلب انهم يقولون يا الله فيصلون وهما لغتان يعني القطع والوصل وحكى الكسائي عن العرب يله اغفر لي بمعنى يا الله وهو مستكره وقد يقصر ضرورة كقول الشاعر ألا لا بارك الله في سهيل * إذا ما الله بارك في الرجال ونقل شيخنا أله بالمكان كفرح إذا أقام وأنشد ألهنا بدار ما تبين رسومها * كأن بقاياها وشوم على اليد وقال ابن حبيب في الازد الاه بن عمرو بن كعب بن الغطريف وفي عك الاه بن ساعدة وفي تميم أليهة وهو القليب بن عمرو بن تميم وفي طيئ (1/8206)
بنو اله مثل عله ابن عمرو بن ثمامة وفيها ايضا عبد الاله مثل عله ابن حارثة بن عيرنة بن صهبان بن عميمي بن عمرو بن سنبس وفي النخع بنو اليهة بن عوف ( امه كفرح ) امها ( نسى ) ومنه قراءة ابن عباس واذكر بعد امه وقال الشاعر أمهت وكنت لا انسى حديثا * كذاك الدهر يودي بالعقول قال الجوهري ( و ) اما في حديث الزهري امه بمعنى اقر و ( اعترف ) فهي لغة غير مشهورة * قلت والحديث المذكور من امتحن في حد فأمه ثم تبرأ فليست عليه عقوبة فان عوقب فأمه فليس عليه حد الا ان يأمه من غير عقوبة قال أبو عبيد ولم اسمع الامه بمعنى الاقرار في غير هذا الحديث 3 وفسر أبو عبيد قراءة ابن عباس بالاقرار قال ومعناه ان يعاقب ليقر فاقراره باطل ( و ) امه ( كنصر عهد ) يقال أمهت إليه في امر فأمه الي أي عهدت إليه فعهد الي عن ابي عبيد ( والا ميهة كسفينة جدري الغنم ) وفي الصحاح بثر يخرج بالغنم كالحصبة والجدري ( وقد امهت ككعنى ) تومه ( و ) امهت مثال ( علم وعلى الاولى اقتصر الجوهري وجماعة ( امها ) بالفتح عن ابن الاعرابي ( واميهة ) كسفينة عن ابي عبيدة وقال ابن سيده هو خطأ لان الاميهة اسم لا مصدر إذ ليست فعيلة من ابنية المصادر ( فهي اميهة ومأموهة ومؤمهة ) كمعظمة وهذه عن الفراء وانشد لرؤبة * تمسى به الادمان كالمؤمه * وعلى الاوليين اقتصر ابن سيده والجوهري على الثانية وقال الجوهري يقال في الدعاء آهة وأميهة وانشد ابن الاعرابي طبيخ نحاز أو طبيخ اميهة * دقيق العظام سئ القشم أملط قال الازهري الاهة التأوه والاميهة الجدري وقال ابن سيده يقول كانت امه حاملة به وبها سعال أو جدري فجاءت به ضاويا ( و ) قال الفراء ( امه الرجل ) كعنى ( فهو مأموه ) وهو الذي ( ليس معه عقله والامهة كقبرة ) لغة في ( الام ) كما في المحكم وفي الصحاح اصل قولهم ام وقال أبو بكر الهاء في امهة اصلية وهي فعلة بمنزلة ترهة وابهة * قلت فإذا قول شيخنا انهم اجمعوا على زيادة هائه فلا معنى لوروده هنا ولا لدعوى انه لغة محل نظر ( أو هي لمن يعقل والام لما لا يعقل ) والجمع امهات وامات قال قصي * أمهتي خندف والياس أبي * وقال زهير فيما لا يعقل والا فانا بالشرية فاللوى * نعقر أمات الرباع ونيسر وقد جاءت الامهة فيما لا يعقل كل ذلك عن ابن جني وقال الازهري يقال في جمع الام من غير الادميين أمات وأما بنات آدم فامهات والقرآن نزل بأمهات وهو أوضح دليل على ان الواحدة امهة قال وزيدت الهاء في امهات لتكون فرقا بين بنات آدم وسائر
الحيوان قال وهذا القول اصح القولين ( وتأمه أما اتخذها ) كانه من الامهة قال ابن سيده وهذا يقوي كون الهاء اصلا لان تأمهت تفعلت بمنزلة تفوهت وتنبهت * ومما يستدرك عليه الامه بالفتح النسيان روى ذلك عن ابي عبيدة قال الازهري وليس ذلك بصحيح قال وكان أبو الهيثم فيما اخبرني عنه المنذري يقرأ بعد أمه قال وهو خطأ وقال ابن بري أمهة الشباب كبره وتيهه * قلت وكأن ميمه بدل من باء ابهة ( انه يأنه ) من حد ضرب ( انها ) بالفعح ( وانوها ) بالضم مثل ( أنح ) يأنح وذلك إذا تزحر من ثقل يجده نقله الجوهري عن الاصمعي ( و ) انه يأنه إذا ( حسد ورجل انه كخعل ) أي ( حاسد ) وكذلك نافس ونفيس * ومما يستدرك عليه رجال انه كسكر مثل أنح وانشد الجوهري لرؤبة يصف فحلا رعابة يخشى نفوس الأنه * برجس بهباه الهدير البهبه أي يرعب نفوس الذين يأنهون كما في الصحاح والانيه كامير الزحير عند المسألة نقله ابن سيده وانيه بكسرتين صوت رزمة السحاب عن ابن جني وبه فسر قول الشاعر بينما نحن مرتعون بفلج * قالت الدلح الرواء انيه ( أوه ) بسكون الواو والحركات الثلاث ( كجير وحيث واين ) وعلى الاولى اقتصر الجوهري وانشد فأوه لذكراها إذ ما ذكرتها * ومن بعد ارض بيننا وسماء * قلت هكذا انشده الفراء في نوادره قال ابن بري ومثل هذا البيت فأوه على زيارة ام عمرو * فكيف مع العدا ومع الوشاة واللغة الثالثة ذكرها ابن سيده قال الجوهري ( و ) ربما قلبوا الواو الفا فقالوا ( آه ) من كذا بكسر الهاء * قلت وبه يروى البيت المذكور ايضا وانشد الازهري آه من تياك آها * تركت قلبي متاها ( و ) ربما قالوا ( أوه بكسر الهاء والواو المشددة ) وفي الصحاح بسكون الهاء مع تشديد الواو وقال ( و ) ربما قالوا ( أو بحذف الهاء ) اي مع تشديد الواو بلا مد وبه يروى البيت المذكور ايضا قال ( و ) بعضهم يقول ( أوه بفتح الواو المشددة ) ساكنة الهاء لتطويل الصوت بالشكاية ووجد في بعض نسخ الصحاح بخط المصنف وبعضهم يقول آوه بالمد والتشديد وفتح الواو ساكنة الهاء وما ذكرناه اولا هو نص ابي سهل الهروي في نسخته ( و ) يقولون ( آووه بضم الواو ) هذا ضبط غير كاف والاولى ما ضبطه ابن سيده فقال بالمد وبواوين نقله أبو حاتم عن العرب ( وآه بكسر الهاء منونة ) اي مع المد وقد تقدم كسر الهاء من غير تنوين وهما لغتان وقال ابن الانباري آه من عذاب الله وآه من عذاب الله وليس في سياق المصنف ما يدل على المد كما قبله وهو قصور وقال الازهري آه هو (1/8207)
حكاية المتأهه في صوته وقد يفعله الانسان شفقة وجزعا ( وآو بكسر الواو منونة وغير منونة ) اي مع المد غير مشددة الواو ( وأوتاه بفتح الهمزة والواو والمثناة الفوقية ) ونص الجوهري وربما ادخلوا فيه التاء فقالوا أوناه يمد ولا يمد وضبط المصنف فيه قصور ( وآوياه بتشديد المثناة التحتية ) مع المد فهي ثلاث عشرة لغة وإذا اعتبرنا المد في أوتاه وفي آووه فهي خمس عشرة لغة وحكى ايضا آها بالمد والتنوين وواها بالواو وأووه بالقصر وتشديد الواو المضمومة وأواه كشداد وهاه وآهة فهن اثنتان وعشرون لغة كل ذلك ( كلمة تقال عند الشكاية أو التوجع ) والتحزن وقد جاء في حديث ابي سعيد أوه عين الربا ضبطوه كجير وفي حديث آخر أوه لفراخ محمد من خليفة يستخلف ضبطوه بتشديد الواو وسكون الهاء ( آه ) الرجل ( أوها وأوه تاويها وتأوه قالها ) والاسم منه الاهة بالمد قال المثقب العبدي إذا ما قت ارحلها بليل * تاوه آهة الرجل الحزين ويروى أهة كما في الصحاح وقال ابن سيده وعندي انه وضع الاسم موضع المصدر اي تأوه تأوه الرجل قيل ويروى * تهوه هاهة الرجل الحزين * ( والأواه ) كشداد ( الموقن ) بالاجابة ( أو الدعاء ) اي كثير الدعاء وبه فسر الحديث اللهم اجعلني مخبتا اواها منيبا ( أو الرحيم الرقيق ) القلب وبه فسرت الاية ان ابراهيم لحليم اواه منيب ( أو الفقيه أو المؤمن بالحبشية ) وبكل ذلك فسرت الاية ( و ) يقولون في الدعاء على الانسان آهة وماهة حكى اللحياني عن ابي خالد قال ( الاهة الحصبة والماهة الجدري ) قال ابن سيده ألف آهة واو لان العين واوا اكثر منها ياء * ومما يستدرك عليه رجل أواه كثير الحزن وقيل هو الدعاء الى الخير وقيل المتأوه شفقا وفرقا وقيل المتضرع يقينا اي ايقانا بالاجابة ولزوما للطاعة وقيل هو المسبح وقيل الكثير الثناء والمتأوه المتضرع وقال أبو عمرو ظبية موؤهة ومأووهة وذلك ان الغزال إذا نجا من الكلب أو السهم وقف وقفة ثم قال أوه ثم عدا ( الأهة ) كتبه بالحمرة على انه مستدرك على الجوهري وليس كذلك بل ذكره في تركيب أوه وهو ( التحزن ) والتوجع ( أه ) الرجل ( أها وأهة ) بتخفيف الهاء ( وأهة ) بتشديد الهاء ( وتأهه ) تأهها ( توجع توجع الكئيب فقال آه أو هاه ) قال الجوهري ويروى قول المثقب العبدي المذكور * تأوه أهة الرجل الحزين * وهو من قولهم أه الرجل توجع قال العجاج
وان تشكيت اذى القروح * بأهة كأهة المجروح قال ومنه قولهم في الدعاء على الانسان آهة لك وأوة لك بحذف الهاء ايضا مشددة الواو وفي حديث معاوية آها أبا حفص هي كلمة تأسف انتصابها على اجرائها مجرى المصادر كأنه قال أتأسف تأسفا وأصل الهمزة واو وقال ابن الاثير آها كلمة توجع تستعمل في الشر كما ان واها يستعمل في الخير وسيأتي في ويه ( ايه بكسر الهمزة والهاء ) اسم سمى به الفعل ( و ) ايه بكسر الهمزة مع ( فتحها ) أي الهاء وهذه عن الليث ( وتنون المكسورة ) وهي ( كلمة استزادة واستنطاق ) تقول للرجل إذا استزدته من حديث أو عمل ايه يكسر الهاء وفي الحديث انه انشد شعر امية بن ابي الصلت فقال عند كل بيت ايه ( وايه باسكان الهاء ) اي مع كسر الالف ( زجر بمعنى حسبك ) عن ابن سيده ( وايه مبنية على الكسر ) وقد تنون قال ابن السكيت ( فإذا وصلت نونت ) تقول ايه حدثنا قال وقول ذي الرمة وقفنا فقلنا ايه عن ام سالم * وما بال تكليم الديار البلاقع فلم ينون وقد وصل لانه قد نوى الوقف قال ابن السري إذا قلت ايه يارجل فانما تأمره بان يزيدك من الحديث المعهود بينهكما كأنك قلت هات الحديث وان قلت ايه بالتنوين فكأنك قلت هات حديث ما لان التنوين تنكير وذو الرمة اراد التنوين فتركه للضرورة كذا في الصحاح ومثله قول ثعلب فانه قال ترك التنوين في الوصل واكتفى بالوقف وقال الاصمعي اخطأ ذو الرمة انما كلام العرب ايه قال ابن سيده والصحيح ان هذه الاصوات إذا عنيت بها المعرفة لم تنون وإذا عنيت بها النكرة نونت وانما استزاد ذو الرمة هذا الطلل حديثا معروفا كأنه قال حدثنا الحديث أو خبرنا الخبر وقال ابن بري قال أبو بكر بن السراج في كتاب الاصول في باب ضرورة الشعر حين انشد هذا البيت فقلنا ايه عن ام سالم هذا لا يعرف الا منونا في شئ من اللغات يريد انه لا يكون موصولا الا منونا انتهى ( و ) إذا قلت ( ايها ) عنا ( بالنصب ) فانما تأمره بالسكوت والكف نقله الجوهري ومنه حديث اصيل الخزاعي حين قدم عليه المدينة فقال له كيف تركت مكة فقال تركتها وقد احجن ثمامها واعذق اذخرها وامشر سلمها فقال ايها أصيل دع القلوب تقرأي كف واسكت وانشد ابن بري قول حاتم الطائي ايها افدي لكم امي وما ولدت * حاموا على مجدكم واكفوا من اتكلا وقال أبو زيد تقول في الامر ايه افعل وفي النهي ايها عنى الان اي كف ( و ) ايه ( بالفتح ) مع كسر الالف ( أمر بالسكوت ) والكف وقال الليث هيه وهيه بالكسر والفتح في موضع أيه وايه ( وأيه ) بالبعير ( تأييها صاح به وناداه ) وفي الصحاح ودعاه هكذا خصه بالجمال وعم به غيره الناس والجمال والخيل ومنه حدثت ملك الموت اني أؤيه يها كما يؤيه بالخيل فتجيبني اي الارواح وقال أبو عبيد أيه بالرجل والفرس وهو ان يقول لها ياه ياه وانشد ابن بري في تأييه الابل لرؤبة * بحور لا مسقى ولا مؤيه * ( و ) قال ابن الاثير ( ايه ) بفلان تأييها إذا دعاه وناداه كانه ( قال ) له ( يا أيها الرجل وأيهان ) كسحبان ( وتكسر نونها ) وفي الصحاح وربما قالوا أيهان بالنون كالتثنية قلت رواه ثعلب ( وأيها ) بحذف النون نقله الجوهري ( وأيهات ) نقله الجوهري ايضا كل ذلك ( لغات في هيهات ) قال الجوهري وإذا اردت التبعيد قلت ايها بفتح الهمزة بمعنى هيهات وانشد الفراء (1/8208)
ومن دوني الاعيار والقنع كله * وكتمان أيها ما أشت رأبعدا انتهى وقال ثعلب يقال ايهان ذلك اي بعيد ذلك وقال أبو علي معناه بعد ذلك فجعله اسم الفعل وهو الصحيح لان معناه الامر ( وأيهك بمعنى ويهك ) * ومما يستدرك عليه قال الليث ايه وايه في الاستزادة وايه وايها في الزجر قال ابن الاثير وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضا بالشئ ومنه حديث ابن الزبير لما قيل له يا ابن ذات النطاقين فقال ايهار الاله اي صدقت ورضيت بذلك ويروى ايه بالكسر اي زدني من هذه المنقبة وحكى اللحياني عن الكسائي ايه وهيه على البدل أي حدثنا وأيه القانص بالصيد زجره قال الشاعر محرجة حصا كأن عيونها * إذا أيه القناص بالصيد عضرس ( فصل الباء ) مع الهاء ( ما بأهت له كمنعت ) أهمله الجوهري وفي اللسان أي ( ما فطنت ) له قلت وهو مقلوب أبهت له كما تقدم ( بجبيه كزبير ) أهمله الجماعة وهو ( ابن علي بن بجيه ) أبو القاسم الهاشمي ( الطبري محدث ) عن علي بن مهدي وفاته مهدي بن محمد بن بجيه الطبري روى عن بجيه المذكور وعن الحاكم نقله الحافظ والصاغاني الا انه ضبطه كأمير في الموضعين بخطه مجودا ( بدهه بأمر كمنعه ) بدها ( استقبله به ) كما في الصحاح زاد الازهري مفاجأة ( أو بدأه به ) والهاء بدل من الهمزة ( و ) بدهه ( أمر ) بدها ( فجئه ) كما في الصحاح ( والبده والبداهة ويضمان ) واقتصر الجوهري على ضم الاخير والفتح في الاخير عن الصغاني ( والبديهة ) نقله الجوهري ايضا هو ( أول كل شئ وما يفجأ منه وبادهه به مبادهة وبداها ) بالكسر أي ( فاجأه به ) وانشد
ابن بري للطرماح واجوبة كالراعبية وخزها * يبادهها شيخ العراقين أمردا وفي صفته صلى الله تعالى عليه وسلم من رآه بديهة هابه اي مفاجأة وبغتة يعني من لقيه قبل الاختلاط به هابه لوقاره وسكونه وإذا جالسه وخالطه بان له حسن خلقه ( و ) يقال ( لك البديهة اي لك ان تبدأ ) قال ابن سيده وأرى الهاء بدلا من الهمزة ( وهو ذو بديهة ) يصيب الرأي في اول ما يفجأ به وقال علي بن ظافر الحداد في بدائع البدائه ان اصل البديهة والارتجال في الكلام وغلب في الشعر بلا روية وتفكر وان الارتجال اسرع من البديهة والروية بعدهما قال شيخنا فأشار الى الفرق بين البديهة والارتجال وهو الذي ذهب إليه ابن رشيق في العمدة وايده ( و ) يقولون ( اجاب على البديهة ) اي اول ما يفجأ به ( وله بدائه ) في الكلام والشعر والجواب أي ( بدائع ) كأنه جمع بديهة كسفينة وسفائن ولا يبعد ان تكون الهاء بدلا من العين ( و ) يقال هذا ( معلوم في بدائه العقول و ) يقال ( ابتده الخطبة ) إذا ارتجلها ( وهم يتبادهون الخطب ) يرتجلونها والتفاعل ليس على حقيقته وفي الصحاح هما يتبادهان بالشعر اي يتجاريان * ومما يستدرك عليه بديهة الفرس وبداهته بالضم اول جريه وعلالته جري بعد جري وانشد الجوهري للاعشى الا بداهة أو علا * لة سابح نهد الجزاره تقول هو ذو بديهة وذو بداهة ونقله الازهري ايضا وقال ابن سيده وأرى الهاء في كل ذلك بدلا عن الهمزة وقال الزمخشري لحقه في بداهة جريه والمبادهة المباغتة وبده الرجل تبديها اجاب جوابا سديدا عن ابن الاعرابي ورجل مبده كمنبر وانشد الجوهري لرؤبة بالدرء عي كل درء عنجهي * وكيد مطال وخصم مبده والبديهي الاحمق الساذج مولدة وايضا لقب ابي الحسن علي بن محمد البغدادي الشاعر لقب به لشعر نظمه بديهة وبدهة بالضم ناحية بالسندر ويقال بالنون وسيأتي * ومما يستدرك عليه بدويه محركة قرية بمصر من الدقهلية وقد مررت عليها والنسبة بدويهي ( أبرقوه كسقنقور ) اهمله الجماعة قال ياقوت وهكذا ضبطها أبو سعد ويكتبها بعضهم ابرقويه وهو ( معرب بركوه ) بكسر الراء ( أي ناحية الجبل ) واهل فارس يسمونها وركوه ومعناه فوق الجبل كذا قاله ياقوت * قلت الذي معناه فوق الجبل هو بركوه بسكون الراء وتطلق بر على معنى الناحية ومعنى فوق ومعنى الصدر كما هو معروف عندهم وكوه وهو الجبل وهو ( د ) مشهور ( بفارس ) من كورة اصطخر قرب يزد وقال الاصطخري ابرقوه آخر حدود فارس بينها وبين يزد ثلاثة فراسخ أو اربعة خصبة رخيصة الايعار كثيرة الزحمة مشتبكة البناء قرعا ليس حولها شجر ولا بساتين الا ما بعد عنها وبها تل عظيم من الرماد يزعم اهلها انها نار ابراهيم التي جعلت عليه بردا وسلاما ( منه أبو القاسم علي بن احمد ) الابرقوهي ( الوزير ) بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه * قلت ومنه ايضا الجلال أبو الكرم عبد الله بن عبد القادر بن عبد الحق بن عبد القادر بن محمد بن عبد السلام الطاوسي الابرقوهي والد الشهاب احمد واخو عبد الرحمن ولد سنة 762 بأبرقوه وقرأ على ابيه وعمه الصدر ابراهيم وأجاز له ابن اميلة والصلاح بن ابي عمر وابن رافع وابن كثير وابن المحب روى عنه ابنه توفى سنة 833 وتقدم ذكره ايضا في ط وس قال ياقوت وذكر أبو سعد أبرقوه قرية اخرى بنواحي اصفهان على عشرين فرسخا فان لم يكن سهوا منه فهي غير التي ذكرت ونسب إليها ابا الحسن هبة الله بن الحسن بن فهد الابرقوهي الفقية حدث عن ابي القاسم عبد الرحمن بن منده بالكثير وعنه الحافظ أبو موسى المديني مات في حدود سنة 518 ( و ) أبرقوه ايضا ( ة على ست مراحل من نيسابور ) وفي كلام الاصطخري ما يفهم انها على خمس مراحل منها فانه قال من ابرقويه الى زاذويه ثم الى زيكن ثم الى استلست ثم الى ترتيش ثم الى نيسابور فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه بردنوهة بفتح الموحدة والدال وسكون الراء وضم النون قرية بمصر من اعمال البهنساوية والنسبة بردنوهي (1/8209)
* ومما يستدرك عليه برزه كجعفر قرية ببيهق من نواحي نيسابور منها أبو القاسم حمزة بن البرزهي له تصانيف في الادب منها محامد من يقال له محمد ومحاسن من يقال له أبو الحسن ذكره الباخرزي في دمية القصر مات سنة 488 قاله عبد الغافر الفارسي في السياق * ومما يستدرك عليه برشيه محركة قرية بمصر من الدقهلية والنسبة برشيهي ( البرهة ) بالفتح ( ويضم الزمان الطويل ) وفي الصحاح المدة الطويلة من الزمان ( أو أعم ) والاول قول ابن السكيت يقال أقمت عنده برهة من الدهر كقولك أقمت عنده سنة من الدهر ( وأبرهة بن الحرث ) الرائش الذي يقال له ذو المنار هو ( تبع ) من ملوك اليمن ( و ) أبرهة ( بن الصباح ) ايضا من ملوك اليمن وهو أبو يكسوم ملك الحبشة ( صاحب الفيل المذكور في القرآن ) سافر به الى بيت الله الحرام فأهلكه الله تعالى ويلقب هذا بالاشرم وأنشد الجوهري منعت من ابرهة الحطيما * وكنت فيما ساءه زعيما
( والبرهرهة المرأة البيضاء الشابة و ) قيل ( الناعمة أو ) التارة ( التي ) تكاد ( ترعد رطوبة ونعومة ) وقيل هي التي لها بريق من صفائها وقيل هي الرقيقة الجلة كأن الماء يجري فيها من النعمة قال الجوهري وهي فعلعلة كرر فيه العين واللام وانشد لامرئ القيس برهرهة رؤدة رخصة * كخرعوبة البانة المنفطر وبرهرهتها ترارتها وبضاضتها ( والبره محركة الترارة ) ومنه البرهرهة ( وبرهوت محركة ) على مثال رهبوت كما في الصحاح وهو قول الاصمعي قال ابن بري صوابه برهوت غير مصروف للتأنيث والتعريف * قلت ويدل على انه مصروف قول النعمان بن يشبر في بنت هانئ الكندية وهي ام ولده اني تذكرها وغمرة دونها * هيهات بطن فتاة من برهوت والقصيدة كلها مكسورة التاء ( و ) يقال برهوت ( بالضم ) مثل سبروت نقله الجوهري ايضا ( بئر ) بحضرموت يقال فيها ارواح الكفار وفي الحديث خير بئر في الارض زمزم وشر بئر في الارض برهوت كما في الصحاح اخرجه الطبراني وزاد غيره لا يدرك عمقها وقال ابن الاثير وتاؤه على التحريك زائدة وعلى الضم اصلية قال شيخنا ولذلك ذكره المصنف هنا وفي التاء اشارة الى القولين ( أو واد ) باليمن نقله ياقوت عن محمد بن احمد وروى عن علي رضي الله تعالى عنه قال أبغض بقعة في الارض الى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت فيه ارواح الكفار وفيه بئر ماؤها منتن وفي حديث آخر عنه شر بئر في الارض بئر بلهوت في برهوت ( أو د ) باليمن ( وبره ) الرجل ( كسمع برها ) وفي نسخة برهانا كلاهما بالتحريك ( ثاب جسمه بعد ) تغير من ( علة ) عن ابن الاعرابي زاد غيره ( وابيض جسمه ) ولو اقتصر على قوله وابيض كان كافيا ( وهو أبره وهي برهاء وأبره ) الرجل إذا ( اتى بالبرهان ) اي بيان الحجة وايضاحها هذا هو الصواب كما قال ابن الاعرابي ان صح عنه وهو رواية ابي عمرو واما قولهم برهن فلان إذا اوضح البرهان فهو مولد نقله الازهري ( أو ) أبره اتى ( بالعجائب وغلب الناس ) واختلف في نون البرهان فقيل هي غير اصلية قاله الليث ومثله للزمخشري فانه قال البرهان مشتق من البراهة كالسلطان من السليط وقال غيره يجوز ان يكون نون برهان نون جمع جعلت كالاصلية كما جمعوا مصيرا على مصران ثم جمعوا مصران على مصارين على توهم انها اصلية ( وبريه ) كزبير ( مصغر ابراهيم ) وكأن الميم زائدة ويقال بريهم والعامة تقول برهومة ( ونهر بريه بالبصرة ) شرقي دجلة * ومما يستدرك عليه البرهرهة قال الخطابي قد اكثرت السؤال عنها ولم اجد فيها قولا يقطع بصحته ثم اختار انها السكين وتصغير برهرهة بريهة ومن اتمها قال بريريهة واما بريهرهة فقبيحة قل ان يتكلم بها وبريه كزبير واد بالحجاز قرب مكة عن ياقوت وبريهة بنت ابراهيم بن يحيى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس كان ابوها يصلي بالناس بجامع المنصور الجمعات واليها نسب أبو اسحق محمد بن هرون بن عيسى بن ابراهيم بن عيسى بن جعفر بن ابي جعفر المنصور العباسي وهي جدته روى عن احمد بن منصور الرمادي وبنو البريهي جماعة باليمن يرجع نسبهم الى السكاسك ذكر الجندي منهم جماعة وبارهة ناحية بالهند وبرهي كعنبي قرية بها وأبرهة خادمة النجاشي صحابية * ومما يستدرك عليه ابشيه بالكسر فالسكون قرية بمصر من الغربية وتضاف الى الملق ومنها مؤلف سلوان المطاع في عدوان الاتباع ( رجل ابله بين البله ) محركة ( والبلاهة ) اي ( غافل أو عن الشر ) لا يحسنه ( أو احمق لا تمييز له و ) قال النضر هو ( الميت الداء اي من شره ميت ) لا ينبه له وبه فسر الحديث اكثر اهل الجنة البله ( و ) قيل هو ( الحسن الخلق القليل الفطنة المداق الامور ) وبه فسر الحديث ايضا ( أو من غلبته سلامة الصدر ) وحسن الظن بالناس نقله الجوهري وبه فسر الحديث ايضا لانهم اغفلوا عن امر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها واقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها فاستحقوا ان يكونوا اكثر اهل الجنة وقال الجوهري يعنى البله في امر الدنيا لقلة اهتمامهم بها وهم اكياس في امر الاخرة قال الزبرقان بن بدر خير اولادنا الابله العقول يريد انه لشدة حيائه كالابله وهو عقول وفي التهذيب الابله الذي طبع على الخير فهو غافل عن الشر لا يعرفه وبه فسر الحديث وقال احمد بن حنبل في تفسير قوله استراح البله قال هم الغافلون عن الدنيا واهلها وفسادهم وغلهم فإذا جاؤا الى الامر والنهي فهم العقلاء الفقهاء ( بله كفرح ) بلها ( وتبله ) نقله الجوهري ( وبله كفرح ايضا عيى عن حجته ) لغفلته وقلة تمييزه ( و ) من المجاز هو في ( عيش ابله وشباب ابله ) أي ( ناعم كأن صاحبه غافل عن الطوارق ) كما (1/8210)
في الاساس وفي الصحاح شباب ابله لما فيه من الغرارة يوصف به كما يوصف بالسلو والجنون لمضارعته هذه الاسباب وعيش ابله قليل الغموم قال رؤبة * بعد غداني الشباب الابله * قال الازهري يريد الناعم ( و ) من المجاز ( البلهاء الناقة ) التي ( لا تنحاش
من شئ مكانة ورزانة ) وفي الاساس لا تنحاش من ثقل ( كأنها حمقاء ) وما ذكره المصنف هو قول ابن شميل زاد ولا يقال جمل ابله ( و ) البلهاء ( ناقة م ) اي معروفة واياها عنى قيس بن العيزارة الهذلي بقوله وقالوا لنا البلهاء اول سؤله * واغراسها والله عني يدافع ( و ) البلهاء ( المرأة الكريمة المريرة ) هكذا في النسخ والصواب المزيرة بالزاي ( الغريرة المغفلة ) وأنشد ابن شميل ولقد لهوت بطفلة ميالة * بلهاء تطلعني على اسرارها اراد انها غر لا دهاء لها في تخبرني باسرارها ولا تفطن لما في ذلك عليها ( والتبله استعمال البله كالتباله ) وفي الصحاح تباله ارى من نفسه ذلك وليس به ( و ) التبله ( تطلب الضالة و ) ايضا ( تعسف الطريق على غيرها هداية ولا مسألة ) عن ابي علي وهو مجاز وقال الازهري العرب تقول فلان يتبله تبلها إذا تعسف طريقا لا يهتدي فيها ولا يستقيم على صوبها ( وأبلهه صادفه ابله وبله ) كلمة مبنية على الفتح ( ككيف اسم لدع ) وفي الصحاح معناها دع ( و ) ايضا ( مصدر بمعنى الترك و ) ايضا ( اسم مرادف لكيف وما بعدها منصوب على الاول ) ومنه قول كعب بن مالك يصف السيوف تذر الجماجم ضاحيا هاماتها * بله الاكف كأنها لم تخلق يقول هي تقطع الهام فدع الاكف اي هي اجدر ان تقطع الاكف ومنه قولهم هذا ما أظهر لك بله ما أضمره اي دع ما أضمره فهو خير وفي المثل تحرقك ان تراها بله ان تصلاها يقول تحرقك النار من بعيد فدع ان تدخلها ومنه قول ابن هرمة تمشي القطوف إذا غنى الحداة بها * مشي النجيبة بله الجلة النجبا وقال أبو زبيد حمال اثقال اهل الود آونة * اعطيهم الجهد مني بله ما أسع أي دع ما احيط به واقدر عليه و ( مخفوض على الثاني ) ومنه قول كعب بن مالك المذكور * بله الاكف كأنها لم تخلق * في رواية الاخفش قال هو هنا بمنزلة المصدر كما تقول ضرب زيد وقال ابن الاثير بله من اسماء الافعال بمعنى دع واترك وقد توضع موضع المصدر وتضاف فتقول بله زيد اي ترك زيد و ( مرفوع على الثالث ) أي إذا كان مراد فالكيف وبه فسر الاحمر الحديث بله ما اطلعتهم عليه اي كيف ( وفتحها بناء على الاول والثالث ) وفيه اشارة للرد على الجوهري في قوله مبنية على الفتح ككيف قال ابن بري حقه ان يقول مبنية على الفتح إذا نصبت ما بعدها فقلت بله زيدا كما تقول رويد زيدا ( اعراب على الثاني ) اي إذا قلت بله زيد كانت بمنزلة المصدر معربة كقولهم رويد زيد قال ابن بري ولا يجوز ان تقدره مع الاضافة اسما للفعل لان اسماء الافعال لا تضاف ( وفي تفسير سورة السجدة من ) كتاب صحيح ( البخاري ) اعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا اذن سمعت ( ولا خطر على قلب بشر ذخرا من بله ما اطلعتم عليه فاستعملت معربة بمن خارجة عن المعاني الثلاثة ) والرواية المشهورة على قلب بشر بله ما اطلعتم عليه قال ابن الاثير يحتمل ان يكون منصوب المحل ومجرورا على التقديرين والمعنى دع ما اطلعتم عليه وعرفوه من نعيم الجنة ولذاتها وهذه الرواية هي التي في كتاب الجوهري والنهاية وغيرهما من اصول اللغة ( وفسرت بغير وهو موافق لقول من يعدها من الفاظ الاستثناء وبمعناها ) وبه فسر ايضا قول ابن هرمة بله الجلة النجبا أي سوى كما في الصحاح ( أو بمعنى اجل ) وانشد الليث بله اني لم اخن عهدا ولم * اقترف دنيا فتجزيني النقم ( أو بمعنى كف ودع ) ما اطلعتهم عليه وهو قول الفراء ( و ) يقال ( ما بلهك ) اي ( ما بالك والبهنية بضم الباء ) وفتح اللام وسكون الهاء وكسر النون ( الرخاء وسعة العيش ) صارت الالف ياء لكسرة ما قبلها والنون زائدة عند سيبويه وقيل بلهنية العيش نعمته وغفلته وانشد ابن بري للقيط بن يعمر الايادي مالي اراكم نياما في بلهنية * لا تفزعون وهذا الليث قد جمعا ( و ) من سجعات الاساس ( لازلت ملقى بتهنية مبقى في بلهنية ) وهو مجاز * ومما يستدرك عليه ابتله الرجل كبله انشد ابن الاعرابي ان الذي يأمل الدنيا لمبتله * وكل ذي امل عنها سيشتغل وبله بمعنى على نقله ابن الانباري عن جماعة وقال الفراء من خفض بها جعلها بمنزلة على وما اشبهها من حروف الخفض والبلهاء ككرماء البلداء مولدة * ومما يستدرك عليه بلجيه بضم فسكون ففتح قرية بمصر من الدقهلية النسبة بلجيهي ( بنها بالكسر والقصر ) أهمله الجماعة وقال ابن الاثير هي ( ة ) بمصر من اعمال الشرقية وقال غيره هي ( ستة فراسخ من فسطاط مصر ) قال ابن الاثير والناس اليوم يفتحون الباء * قلت وهو المشهور على السنتهم ولا يعرفن الكسر ( عسله فائق ) قال شيخنا الظاهر عسلها لان الضمير للقرية وكأنه ظنها بلدا وقد جاء ذكرها في الحديث وبارك النبي صلى الله عليه وسلم في عسلها بقوله بارك الله في بنها وعسلها فالدعاء منه صلى الله عليه وسلم لاهلها ولعسلها ومن منذ زمان لا يوجد فيها عسل ولا يقتنون النحل الا ما جلب من حواليها
وقد شملتهم بركة دعائه صلى الله عليه وسلم وهم احسن الناس اخلاقا وألينهم عريكة والغالب عليهم الصلاح وملازمة السنة وردت (1/8211)
عليهم مرارا حين ذهابي الى دمياط ورجوعي إليهم فوجدتهم اهل البر والحب واللطافة وخرج منها اكابر العلماء والمحدثين فمن متأخريهم الشمس محمد بن محمد بن اسمعيل البنهاوي الشافعي روى عن ابن الشحنة وعنه الحافظ السخاوي والبرهان البقاعي * ومما يستدرك عليه بنجديه بفتح فسكون نون وجيم وكسر الدال قرية من عمل خراسان ويقال لها ايضا فنجديه بالفاء اولا ومعناه خمس قرى واليها ينسب الحافظ أبو سعد محمد بن عبد الرحمن المسعودي شارح المقامات الحريرية ( البوهة بالضم الصقر يسقط ريشه كالبوه و ) ايضا ( الرجل الضاوي ) عن ابن الاعرابي وقيل الضعيف ( الطائش و ) قيل ( الاحمق قال امرؤ القيس ايا هند لا تنكحي بوهة * عليه عقيقته احسبا ( و ) قال أبو عمرو هي ( البومة ) الصغيرة ويشبه بها الاحمق من الرجال وانشد قول امرئ القيس ( و ) البوهة ( الصوفة المنفوشة تعمل للدواة قبل ان تبل و ) ايضا ( الريشة تلعب بها الرياح في الجو ) بين السماء والارض وفي الصحاح قولهم صوفة في بوهة يراد بها الهباء المنثور الذي يرى في الكوة وقال ابن سيده هو ما أطارته الريح من التراب يقال هو اهون من صوفة في بوهة ( وباه للشئ يبوه ويباه بوها وبيها تنبه له ) وفطن كبأه وأبه ( والبوه ايضا ذكر البوم ) كالبوهة ( أو كبيره ) قال رؤبة يذكر كبره * كالبوه تحت الظلة المرشوش * ( و ) قيل ( طائر آخر يشبهه ) الا انه اصغر منه والانثى بوهة كما في الصحاح ( و ) البوه ( بالفتح اللعن ) عن ابي عمر ويقال على ابليس بوه الله اي لعنة الله ( والباه كالجاه النكاح ) وقال الجوهري لغة في الباءة وهو الجماع وقال ابن الاعرابي الباء والباءة والباه مقولات كلها فجعل الهاء اصلية في الباه وقيل الباه الحظ من النكاح ومنه الحديث فمر بها رجل وقد تزينت للباه واما حديث من استطاع منكم الباه فليتزوج فانه اراد من استطاع ان يتزوج ويعولها ويصدقها ولم يرد الجماع ( والباهة العرصة ) للدار لغة في الباحة ( وباهها ) بوها ( جامعها وشاة بائهة ) اي ( مهزولة و ) قال ابن السكيت يقال ( مابهت له بالضم وبالكسر ) أي ( ما فطنت ) له نقله الجوهري وابن سيده ومصدر الاول بوه والثاني بيه * ومما يستدرك عليه البوهة السحق يقال بوهة له وشوهة وقال الازهري الشوهة والبوهة البعد ويقال هذا في الذم ونص ابن الاعرابي البوهة السحق يقال بوهة له وشوهة والباهة النكاح والمستباه الذاهب العقل والذي يخرج من ارض الى اخرى والمستباهة الشجرة يقعرها السيل فينحيها من منبتها وقال الازهري جاءت تبوه بواها أي تضج وهو قول الفراء وبوهة قريتان بشرقية مصر احداهما تعرف ببوهة اسداس وايضا قرية بالمنوفية وقد وردتها وباها قرية بالبهنساوية وقد نسب إليها الشرف الباهي المحدث ( به ) الرجل ( نبل وزاد في جاهه ) ومنزله عند السلطان ) عن ابي عمرو ( وتبهبهوا تشرفوا وتعظموا والأبه الابح ) ذكره الجوهري هنا على الصواب وتقدم له في أبه قوله وربما يقال للابح ابه واعترض عليه المصنف ( والبهبهي الجسيم ) الجرئ كما في المحكم والصحاح وانشد ابن سيده لا تراه في الحادث الدهر الا * وهو يغدو ببهبهي جريم ( والبهباه في الهدير ) مثل ( البخباخ ) وانشد الجوهري لرؤبة يصف فحلا * برجس بهباه الهدير البهبه * ( والبهبهة الهدر الرفيع ) كالبهبه و ( في الحديث به به انك لضخم ) هي ( كلمة تقال عند استعظام الشئ أو معناه بخ بخ ) يقال بهبه به وبخبخ وقال يعقوب انما يقال عند التعجب من الشئ وقوله أو معناه الخ لا يحتمله الا على بعد لانه قال انك لضخم كالمنكر عليه فتأمل * ومما يستدرك عليه البهبه الكثير من الاصوات وايضا من هدير الفحل ومنه قول رؤبة السابق ورجل بهبه واسع المشرب مولدة ( بويه كزبير ) هذا هو الاصل في الكلمة ( ويقال بسكون الواو وفتح الياء ) لان المحدثين يكرهون قول ويه وهذا كما قالوا في راهويه راهوية وقد اهمله الجوهري والجماعة وهو ( والد ملوك العجم ) منهم مجد الدولة رستم بن فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه قال الحافظ وهذا الاسم انما يوجد في المتأخرين بعد الثلثمائة قال ومثله الحسين بن الحسين بن بويه الانماطي عن ابن ماسي ضبط بالوجهين ( باه له يباه بيها تنبه له ) وفطن اورده الجوهري في تركيب بوه عن ابن السكيت وهو قوله ما بهت له وما بهت له بالضم والكسر وانما لم يفرده بترجمة لانه يحتمل ان تكون اللغة الثانية كخفت خوفا فهي وواية والمصنف جعلها كبعت بيعا ولذا افردها بترجمة فتأمل ثم رأيت الصاغاني نسب لغة الكسر الى الفراء وافرد لها تركيبا والمصنف قلده ( وابن بابيه أو باباه محدث ) * قلت هو عبد الله بن باباه المكي مولى آل حجير بن ابي اهاب وهو الذي يقال له بابي تابعي يروي عن جبير بن مطعم وعبد الله بن عمرو وعنه عمرو بن دينار
أبو الربير وابن ابي نجيح ثقة * ومما يستدرك عليه ابيوهة قرية بالاشمونين من صعيد مصر والحسين بن بيهان العسكري محدث ويقال ابن بهان وقد ذكر في النون ( فصل التاء ) مع الهاء * مما يستدرك عليه التابوه لغة في التابوت قال ابن جني في المحتسب وقد قرئ بها قال وأراهم غلطوا بالتاء الاصلية فانه سمع بعضهم يقول قعدنا على الفراه يريدون على الفرات ( تجه له ) اهمله الجوهري وهي ( لغة في اتجه ذكر على اللفظ ) هكذا اورده الصاغاني في تركيب مستقل قال شيخنا كأنهم تناسوا فيه الواو كما تناسوا الهمرة في تخذ ( ويعاد في موضعه ان شاء الله تعالى ) وهو الواو مع الهاء ( الترهه كقبرة الباطل كالتره ) كسكر ( و ) هو في الاصل ( الطريق الصغيرة المتشعبة من الجادة و ) ايضا ( الداهية و ) ايضا ( الريح و ) ايضا ( السحاب و ) ايضا ( الصحيح و ) ايضا ( دويبة في الرمل ج ترهات ) بفتح الراء (1/8212)
المشددة وصمها ( و ) جمع التره ( تراريه ) قال الجوهري وانشدوا ردوا بني الاعرج ابلى من كثب * قبل التراريه وبعد المطلب وقال الازهري الترهات البواطل من الامور وانشد لرؤبة * وحقة ليست بقول التره * هي واحدة الترهات وقال ابن بري في قول رؤبة هذا ويقال في جمع الترهة للباطل تره ويقال هو واحد وفي الصحاح الترهات غير الجادة الطرق تتشعب الواحدة ترهة فارسي معرب وقوم يقولون تره والجمع تراريه ( وتره ) الرجل ( كسمع وقع فيها أو الاصل ) في الترهات ( للقفار واستعيرت للاباطيل ) وفي الصحاح ثم استعير في الباطل فقيل الترهات البسابس والترهات الصحاصح وهو من اسماء الباطل وربما جاء مضافا انتهى أي ترهات البسابس وقال الليث اي جاء بالكذب والتخليط والبسابس التي فيها شئ من الزخرقة وقال الاخفش لا نظام لها وانشد ابن بري ذاك الذي وأبيك يعرف مالك * والحق يدفع ترهات الباطل ( و ) قال الزمخشري ثم استعيرت في ( الاقاويل الخالية من طائل ) اي من نفع ( تفه ) الشئ ( كفرح تفها ) بالتحريك على القياس ( وتفوها ) بالضم وتفاهة ( فل وخس ) فهو تفه وتافه ( و ) تفه ( فلان تفوها ) إذا ( حمق ) ورجل تافه العقل قليله ( وكنصر وسمع غث وفي حديث ) عبد الله ( بن مسعود ) رضي الله عنه ( القرآن لا يتفه ولا ينتان ) كذا في النسخ والصواب ما ليس لها ( طعم حلاوة أو حموضة أو مرارة ومنهم من يجعل الخبز واللحم منها و ) أبو النضر محمد بن علي بن الحسين ( بن تافه ) السمرقندي ( محدث ) وابنه احمد الكاتب سمع منه الادريسي ( وناقة متفهمة كمكرمة ) وبخط الصاغاني كمعظمة ( ذلول والتفه كثبة ) بالتخفيف والمشهور فيه التشديد ( عناق الارض فارسيته سياه كوش ) ويقولون في المثل استغنت التفة عن الرفة ذكره أبو حنيفة في كتاب الانواء قال ابن بري والصحيح تفة ورفة كما ذكره الجوهري في فصل رفه بالتاء التي يوقف عليها بالهاء قال وكذلك ذكره ابن جني عن ابن دريد وغيره وقال ابن السكيت في أمثاله هما بالتخفيف لا غير وبالهاء الاصلية وانشد ابن فارس شاهدا على تخفيفهما غنينا عن وصالكم حديثا * كما غنى التفات عن الرفات * ومما يستدرك عليه التافه الحقير اليسير وقيل الخسيس القليل وبه فسر حديث الرويبضة قال هو الرجل التافه ينطق في أمر العامة وانشد ابن بري لا تنجز الوعد ان وعدت وان * اعطيت اعطيت تافها نكدا والتفه كثبة المرأة المحقورة وأتفه في عطائه قلله وتافه لقب ابي القاسم الفضل بن محمد الاصبهاني حدث عن ابي بكر بن ابي علي وطبقته وكان مكثرا ( التله محركة ) اهمله الجوهري وقال ابن سيده هو ( التلف ) لغة فيه وانشد الليث لرؤبة به تمطت غول كل متله * بناحر اجيج المهارى النفه ويروى ميله من الوله ( و ) ايضا ( الحيرة و ) الاصل فيه ( الوله ) بالواو وقيل الدله بالدال ( والفعل كفرح ) يقال تله الرجل تلها إذا حار ( وتله كذا و ) تله ( عنه ) ضله و ( أنسيه ) نقله الازهري عن النوادر والصاغاني عن الليث ( وأتلهه المرض اتلفه ) عن ابن سيده ( و ) رجل ( متلوه العقل وتالهه ) اي ( ذاهبه ) * ومما يستدرك عليه تتله الرجل جال في غير ضيعة ورأيته يتتله اي يتردد متحيرا وانشد أبو سعيد بيت لبيد * باتت تتله في نهاء صعائد * قلت ويروى تبله بالباء وتبلد بالدال والاخيرة هي المشهورة واتله يتله كاتخذ يتخذ حار وتردد والمتلهة المتلفة من الفلوات قال رؤبة * به تمطت غول كل متله * يعني متلف وسيأتي في وله والمتله كمعظم المدله زنة ومعنى وهو الذاهب العقل ويقال اصل تله يتله ائتله يأتله فأدغمت الواو في التاء فقيل اتله يتله ثم حذفت التاء ( تمه الطعام كفرح تمها ) بالتحريك فسد نقله الجوهري ( و ) قال أبو الجراح تمه اللحم ( تماهة ) وهو مثل الزهومة وذلك إذا ( تغير ريحه وطعمه ) فهو تمه وكذلك الدهن واللبن وقيل التمه في اللبن كالنمس في الدسم ( وشاة متماه ) كمحراب ( يتغير لبنها ) سريعا ( ريثما يحلب )
* ومما يستدرك عليه تمه الرجل وتهم بمعنى واحد وبه سميت تهامة * ومما يستدرك عليه اتنوهه قرية بمصر من الغربية تعرف الان بمسجد الخضر وقد وردتها مرارا ( التهتهة ) التواء في اللسان مثل ( اللكنة والتهاته الاباطيل ) والترهات قال القطامي ولم يكن ما ابتلينا من مواعدها * الا التهاته والامنية السقما كذا في الصحاح ( وته ته بالضم زجر للبعير ودعاء للكلب ) ومنه قوله عجبت لهذه نفرت بعيري * واصبح كلبنا فرحا يجول يحاذر شرها جملي وكلبي * يرجى خيرها ماذا تقول يعني بقوله لهذه أي لهذه الكلمة وهي ته ته زجر للبعير ينفر منه وهي دعاء للكلب ( و ) هي ايضا ( حكاية المتهته وتهته ردد في الباطل ) ومنه قول رؤبة * في غائلات الحائر المتهته * وهو الذي ردد في الاباطيل ( التوه ) بالفتح هذه الترجمة كتبها بالاحمر مع ان الجوهري ذكر توه وما أتوهه في ت ى ه فالاولى كتبها بالاسود ( ويضم ) وهذه عن ابي زيد قال قال لي رجل من بني كلاب ألقيتني في التوه بالضم (1/8213)
أي الهلاك وهو ( الهلاك ) لغة في التيه ( و ) قيل ( الذهاب ) في الارض وقد ( تاه يتوه ) ويتيه توها ( هلك ) قال ابن سيده وانما ذكرت هنا يتيه وان كانت يائية اللفظ لان ياءها واو بدليل قولهم ما أتوهه في ما أتيهه والقول فيه كالقول في طاح يصيح ( و ) تاه توها ( تكبر ) أو ضل أو تحير ( و ) قيل ( اضطرب عقله ) فهو تائه وسيأتي في ت ى ه ( وتوهه ) تتويها ( اهلكه و ) يقال ( فلان توه بالضم ) هكذا في النسخ والصواب فلاة توه ( ج أتوه وأتاويه ) جمع الجمع ( وما أتوهه ) مثل ( ما أتيهه ) * ومما يستدرك عليه تاه يتوه ضل الطريق وقيل تحير ويقال في الشتم بامتوه ويامر وع وما بال ذالك المتوه يفعل ( التيه بالكسر الصلف والكبر ) وقد ( تاه ) يتيه ( فهو تائه ) يقال هو يتيه على قومه وكان في الفضل تيه عظيم وقيل له ته ما شئت فلا يصلح التيه لغيرك ومنه قول سيدي عمر بن الفارض * ته دلالا فأنت اهل لذاكا * وقول ابي ولادة * وامشي مشيتي وأتيه تيها * ( و ) رجل ( تياه ) كثير التيه ( وتيهان ) كسحبان ( وتيهان مشددة الهاء ) كذا في النسخ والصواب مشددة الياء المفتوحة ( وتكسر ) الياء ايضا جسور يركب رأسه في الامور ( وما أتوهه وأتيهه ) بمعنى واحد وكذلك ما أطيحه وما أطوحه وقيل هو مما تداخلت فيه اللغتان اشار إليه الخفاجي في العناية ( و ) التيه ( المفازة ) يتاه فيها ( ج أتياه وأتاويه ) جمع الجمع قال العجاج * تيه أتاويه على السقاط * ( و ) التيه ( الضلال ) والذهاب في الارض تحيرا كالتوه وقد ( تاه ) يتيه ويتوه ( تيها ) بالفتح ( ويكسر ) وتوها ( وتيهانا محركة فهو تياه وتيهان ) قال ابن دريد رجل تيهان إذا تاه في الارض قال ولا يقال في الكبر الاتائه وتياه ( وارض تيه بالكسر وتيهاء ومتيهة كسفينة ) ومثله الجوهري بمعيشة وهو اولى قال وأصلها مفعلة ( وتضم الميم وكمرحلة ومقعد ) اي ( مضلة ) واسعة لا اعلام فيها ولا جبال ولا آكام وقال الشاعر تقذفه في مثل غيطان التيه * في كل تيه جدول تؤتيه عنى به التيه من الارض ( وتيهه ضيعه و ) قال أبو تراب سمعت عراما يقول ( تاه بصره يتيه ) مثل ( تاف ) وذلك إذا نظر الى الشئ في دوام * ومما يستدرك عليه رجل تيهان وتيهان إذا كان جسورا يركب رأسه في الامور وكذلك جمل تيهان وناقة تيهانة قال تقدمها تيهانة جسور * لا دعرم نام ولا عثور ورجل تائه ضال متكبر أو ضال متحير وتاهت به سفينته ضلت وتيه نفسه اهلكها أو حيرها وبلد أتيه لا يهتدى إليه وفيه وارض متيهة كمحدثة ومنه قوله * مشتبه متيه تيهاؤه * ورجل متيه كمنبر كثير التيه أو كثير الضلال قال رؤبة * ينوي اشتقاقا في الضلال المتيه * ضبط كمقعد وتاه عني بصرك إذا تخطى عن ابي تراب وهو أتيه الناس اي احيرهم والواو اعم والتيه بالكسر موضع تاه فيه بنو اسرائيل بين مصر والعقبة فلم يهتدوا للخروج منه والتياهة بطن من العرب سكنوا التيه وابو الهيثم بن التيهان الانصاري صحابي واسمه مالك والتيه كعنب لغة في التيه بمعنى الصلف هكذا ضبطه الملا عبد الحكيم في حواشي البيضاوي قال شيخنا ولا ادري ما صحته ( فصل الثاء ) مع الهاء هذا الفصل ساقط برمته من الصحاح ( الثاهة ) اهمله الجوهري وقال ابن سيده هي ( اللهاة أو اللثة ) قال وانما قضينا على ان الفها واو لان العين واوا اكثر منها ياء وهكذا اورده الصاغاني في التكملة ( ثهثة الثلج ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال الصاغاني اي ( ذاب ) هكذا اورده في تكملته * ومما يستدرك عليه من هذا الفصل ثفهت الناقة اكلت مثل نفهت بالنون في رواية النسفي ذكره الجلال في التوشيح اثناء الصوم ونقله شيخنا رحمه الله تعالى ( فصل الجيم ) مع الهاء ( الجبهة موضع السجود من الوجه ) يستعمل في الانسان وغيره ( أو مستوى ما بين الحاجبين الى الناصية ) قال ابن سيده ووجدت بخط علي بن حمزة في المصنف فإذا انحسر الشعر عن حاجبي جبهته ولا ادري كيف هذا الا ان
يريد الجانبين وجبهة الفرس ما تحت اذنيه وفوق عينيه والجمع جباه ( و ) من المجاز الجبهة ( سيد القوم ) كما يقال وجه القوم ( و ) الجبهة ( منزل للقمر ) وقال الازهري الجبهة النجم الذي يقال له جبهة الاسد وهي اربعة انجم ينزلها القمر قال الشاعر إذا رأيت انجما من الاسد * جبهته أو الخرات والكتد * بال سهيل في الفضيخ ففسد ( و ) الجبهة ( الخيل ولا واحد لها ) وفي المحكم لا يفرد لها واحد ومنه حديث الزكاة ليس في الجبهة ولا النخة صدقة وهكذا فسره الليث ( و ) من المجاز الجبهة ( سروات القوم ) يقال جاءني جبهة بني فلان ( أو ) الجبهة ( الرجال الساعون في حمالة ومغرم ) أو جبر فقير ( فلا يأتون احد الا استحيا من ردهم ) وقيل لا يكاد احد ان يردهم وبه فسر أبو سعيد حديث الزكاة قال فتقول العرب في الرجل الذي يعطى في مثل هذه الحقوق رحم الله فلانا فقد كان يعطى في الجبهة قال وتفسير الحديث ان المصدق ان وجد في ايدي هذه الجبهة من الابل ما تجب فيه الصدقة لم يأخذ منها الصدقة لانهم جمعوها لمغرم أو حمالة وقال سمعت ابا عمرو الشيباني يحكيها عن العرب قال ابن الاثير قال أبو سعيد قولا فيه بعد وتعسف ( و ) من المجاز الجبهة ( المذلة ) والاذى نقله الزمخشري وبه فسر الحديث فان الله قد أراحكم من الجبهة والسجة والبجة قال ابن سيده واراه من جبهة إذا استقبله بما يكره لان من استقبل بما يكره ادركته مذلة قال حكاه الهروي في الغريبين واما السجة قال فالمذيق من اللبن والبجة الفصيد الذي كانت العرب تأكله من الدم يفصدونه يعني اراحكم من هذه الضيقة ونقلكم الى السعة ( و ) قيل الجبهة في الحديث ( صنم ) كان يعبد في الجاهلية عن ابن سيده ( و ) الجبهة ( القمر ) (1/8214)
نفسه والذي في المحكم واستعار بعض الاغفال الجبهة للقمر فقال انشده الاصمعي من لد ما ظهر الى سحير * حتى بدت لي جبهة القمير ( والاجبه الاسد ) لعرض جبهته ( و ) ايضا ( الواسع الجبهة الحسنها ) من الناس عن ابن سيده وفي الصحاح رجل اجبه بين الجبه اي عظيم الجبهة ( أو الشاخصها ) عن ابن سيده ( وهي جبهاء ) إذا كانت كذلك ( والاسم الجبه محركة وجبهه كمنعه ضرب جبهته و ) من المجاز جبه الرجل يجبهه جبها إذا ( رده ) عن حاجته ( أو ) جبهه ( لقيه بمكروه ) نقله الجوهري وهو مجاز ايضا وفي المحكم جبهته إذا استقبلته بكلام فيه غلظة وجبهته بالمكروه إذا استقبلته به ( و ) من المجاز جبه ( الماء ) جبها إذا ( ورده ولا ) له ( آلة سقي ) وهي القامة والاداة زاد الزمخشري ( فلم يكن منه الا النظر الى وجه الماء ) وقال ابن الاعرابي عن بعض الاعراب لكل جابه حوزة ثم يؤذن اي لكل من ورد علينا سقية ثم يمنع من الماء ( و ) من المجاز جبه ( الشتاء الفوم ) إذا ( جاءهم ولم يتهيؤا له ) كما في الاساس ( والجابه الذي يلقاك بوجهه أو جبهته من طائر أو وحش و ) هو ( يتشاءم به والجبه كسكر ) الجبان من الرجال مثل ( الجبا ) بالهمزة ( و ) في النوادر ( اجتبه الماء وغيره انكره ولم يستمرئه ) وليس في نص النوادر وغيره ( و ) في حديث حد الزنا انه سأل اليهود عنه فقالوا عليه التجبيه قال ما ( التجبيه ) قالوا ( ان يحمر ) كذا في النسخ والصواب ان يحمم ( وجوه الزانيين ) اي يسود ( ويحملا على بعير أو حمار ويخالف بين وجوههما ) هكذا هو نص الحديث واصل التجبيه ان يحمل انسانان على دابة ويجعل قفا احدهما الى قفا الاخر ( وكان القياس ان يقابل بين وجوههما لانه ) مأخوذ ( من الجبهة والتجبيه ايضا ان ينكس رأسه ويحتمل ان يكون ) المحمول على الدابة بالوصف المذكور ( من هذا لان من فعل به ذلك ينكس رأسه خجلا ) فسمى ذلك الفعل تجبيها ( أو من جبهه اصابه ) واستقبله ( بمكروه ) * ومما يستدرك عليه فرس اجبه شاخص الجبهة مرتفعها عن قصبة الانف وجاءت جبهة الخيل لخيارها وجاءت جبهة من الناس اي جماعة نقله الجوهري وقال ابن السكيت وردنا ماء له جبيهة اما كان ملحا فلم ينضح اي لم يرو مالهم الشرب واما كان آجنا واما كان بعيد القعر غليظا سقيه شديدا امره نقله الجوهري وجبيهاء الاشجعي كحميراء شاعر معروف كما في الصحاح وقال ابن دريد هو جبهاء الاشجعي بالتكبير ( المجدوه ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو ( المشدوه الفزع ) هكذا اورده الصاغاني في تكملته ( جره ) الامر تجريها اعلنه و ) يقال سمعت ( جراهية القوم ) يريد كلامهم و ( جلبتهم ) وعلانيتهم دون سرهم نقله الجوهري ( و ) الجراهية ( من الامور عظامها ومن الخيل ) والابل والغنم ( خيارها ) وضخامها وجلتها وقال ثعلب قال الغنوي في كلامه فعمد الى عدة من جراهية ابله فباعها بدفال من من الغنم اي صغارها اجساما ( ولقيه جراهية ) اي ( ظاهر ابارازا ) قال ابن العجلان الهذلي ولو لاذا للاقيت المنايا * جراهية وما عنها محيد ( وتجره الامر انكشف ) وهو مطاوع جره تجريها ( والجرهة الجانب و ) الجرهة ( محركة بلحات في قمع واحد وجره كعنب د بفارس )
منه عبد الرحيم بن عبد الكريم الجرهي الشافعي جد نعمة الله الجرهي وشيخ ابي الفتوح الطاوسي ولد بشيراز سنة 744 وحفظ القرآن وهو ابن ست واخذ عن ابيه واخيه الغياث ابي محمد عطاء الله وعن الفخر احمد بن محمد بن احمد النيريزي صاحب الفخر الجاربردي وعن المقدام ابي المحاسن عبد الله بن محمود بن نجم الشيرازي وسمع الكشاف علي القاضي عضد وسمع الحديث من المعمر امام الدين حمزة بن محمد بن احمد النيريزي وسعد الدين محمد بن مسعود البلياني الكازروني وفريد الدين عبد الودود بن داود بن محمد الواعظ الشيرازي وامام الدين علي بن مباركشاه الصديقي السادي وبمكة عن الشاوري واليافعي والكمال النويري والتقي الفاسي وابي اليمن الطبري ومحمد بن سكر والمجد اللغوي وبالمدينة عن الزين العراقي وبدمشق عن الحافظ ابي بكر بن المحب وبمصر عن الجمال الاسيوطي وابن الملقن والبلقيني والتنوخي وحدث وممن سمع منه ولده محمد أبو نعمة الله والتقي بن فهد وابناه وأبو الفرج المراغي وأبو الفتوح الطاوسي مات بلار سنة 828 * ومما يستدرك عليه الجره الشر الشديد عن ابن الاعرابي قال والرجه التثبت بالاسنان ( الجلهة الصخرة العظيمة المستديرة و ) ايضا ( محلة القوم ) ينزلونها ( و ) ايضا ( ناحية الوادي ) وجانبه وضفته وشطه وشاطئه وهما جلهتان وفي حديث ابي سفيان ما كدت تأذن لي حتى تأذن لحجارة الجلهتين ويروى الجلهمتين زيدت الميم فيه كما زيدت في زرقم وقال ابن سيده الجلهتان ناحيتا الوادي وحرفاه إذا كانت فيهما صلابة والجمع جلاه وقيل هو ما استقبلك من الوادي قال الشماخ كأنها وقد بدا عوارض * بجلهة الوادي قطا نواهض وقال لبيد فعلا فروع الايهقان واطفلت * بالجلهتين ظباؤها ونعامها وقال ابن شميل الجلهة نجوات من بطن الوادي اشرفن على المسيل فإذا مد الوادي لم يعلها الماء ( و ) الجلهة ( انحسار الشعر عن مقدم الرأس ) وقد ( جله كفرح ) جلها وقيل النزع ثم الجلح ثم الجلا ثم الجله وقال الجوهري الجله انحسار الشعر عن مقدم الرأس وهو ابتداء الصلع مثل الجلح وزعم يعقوب ان ه جله بدل من حاء جلح قال ابن سيده وليس بشئ ( وجله الحصى عن المكان كمنع نحاه ) عنه نقله الجوهري ( وذلك الموضع جليهة ) كسفينة ( و ) جله ( فلانا رده عن امر شديد و ) جله ( الشئ ) جلها ( كشفه و ) جله ( العمامة رفعها مع طيها عن جبينه ) ومقدم رأسه ( والمجلوه البيت ) الذي ( لا باب فيه ولا ستر والجهلة والجليهة تمر ) ينقى نواه ويمرس و ( يعالج باللبن (1/8215)
ثم يسقاه النساء ( و ) هو ( يسمن والاجله ) الاجلح وانشد الجوهري لرؤبة * براق اصلاد الجبين الاجله * وايضا ( الضخم الجبهة ) العظيمها ( المتأخر منابت الشعر و ) قال الكسائي ( ثور ) اجله ( لا قرن له ) مثل اجلح نقله الجوهري * ومما يستدرك عليه الجلهة القارة الضخمة كالجلهمة والميم زائدة وقيل فم الوادي وقيل ما كشفت عنه السيول فأبرزته والجلهاء ككرماء الحائك والجلهية محركة ان يكشف المعتم عن جبينه اي يرى منبت شعره نقله الصغاني * ومما يستدرك عليه جلموه بالضم قرية بمصر من الدقهلية ( الجني كعرني ) اي بضم ففتح فكسر وفي نسخ الصحاح الجهني بضم فتشديد نون مفتوحة ووجد في نسخ التهذيب بفتح فتخفيف نون كعربي وهذا هو الصواب وهو كذلك بخط الصغاني وهو ( الخيزران ) رواه الجوهري عن القتيبي قال وسمعت من ينشد في كفه جهني ريحه عبق * في كف اروع في عرنينه شمم وحكاه أبو العباس عن ابن الاعرابي وانشد هذا البيت للحزين الليثي ويقال هو للفرزدق يمدح علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم ويروى في كفه خيزران ( أو ) هو ( العسطوس ) ذكر في موضعه ( وطبق مجنه كمعظم ) اي ( معمول به ) عن ابن الاعرابي ( الجاه والجاهة ) الاخيرة عن اللحياني ونسبها الصغاني للكسائي ( القدر والمنزلة ) عند السلطان مقلوب عن وجه قال ابن جني كان سبيل جاه ذا قدمت الجيم وأخرت الواو ان يكون جوه فتسكن الواو كما كانت الجيم في وجه ساكنة الا انها تحركت لان الكلمة لما لحقها القلب ضعفت فغيروها بتحريك ما كان ساكنا إذ صارت بالقلب قابلة للتغير فصار التقدير جوه فلما تحركت الواو وقبلها فتحة قلبت الفا فقيل جاه وحكى اللحياني ان جاه ليس من وجه وانما هو من جهت ولم يفسر ما جهت وقال أبو بكر لفلان جاه فيهم اي منزلة وقدر فأخرت الواو من موضع الفاء وجعلت في موضع العين فصارت جوها ثم جعلوا الواو الفا فقالوا جاه ( وجاهه بمكروه ) جوها ( جبهه به ) نقله الجوهري ( و ) يقال ( نظر بجوه سوء بالضم وبجيه سوء ) اي ( بوجه سوء ) عن اللحياني وقوله بجيه مقتضى اطلاقه انه بفتح الجيم وهو في نص النوادر بكسرها ( وجاه جاه ) بالبناء على الكسر ( وينون ) حكاه اللحياني وفي الصحاح قال الاصمعي جه وربما قالوا جاه بتنوين وأنشد إذا قلت جاه لج حتى ترده * قوى أدم اطرافها في السلاسل
( ويسكن ) حكان اللحياني ايضا ( وجوه جوه ) بالبناء على الكسر ( زجر للبعير لا الناقة ) وفي المحكم وجوه جوه ضرب من زجر الابل وقال ابن دريد تقول العرب للابل جاه لا جهت وهو زجر للجمل خاصة وفي الصحاح جاه زجر للبعير دون الناقة وهو مبني على الكسر * ومما يستدرك عليه تجوه إذا تعظم أو تكلف الجاه وليس به ذلك وجاهه بشر واجهه به ومنه قولهم في الزجر لا جهت اي لا قوبلت بشر وتصغير الجاهة جويهة ( جهجه بالسبع صاح ) به ( ليكفه ) كهجهج قال * جهجهت فارتد ارتداد الاكمه * ( و ) قال أبو عمرو ( جهه ) جها ( رده ) يقال أتاه فسأله فجهه واوأبه وأصفحه كله إذا رده ردا ( قبيحا والمجهجه بفتح الجيمين الاسد ) قال الشاعر جردت سيفي فما ادري إذا لبد * يغشى المجهجه عض السيف ام رجلا ( وجهجاه الغفاري ) هو ابن قيس وقيل ابن سعيد صحابي مدني روى عنه عطاء وسليمان ابنا يسار وشهد بيعة الرضوان وكان في غزوة المريسيع اجيرا لعمر وقال ابن عبد البر هو ( ممن خرج على عثمان رضي الله تعالى عنه ) و ( كسر عصا النبي صلى الله عليه وسلم بركبته ) إذ تناولها من يد عثمان وهو يخطب ( فوقعت الاكلة فيها ) وتوفى بعد عثمان بسنة ( و ) جهجاه ( رجل آخر سيملك الدنيا ) وخروجه من علامات الساعة ونص الحديث لا تذهب الليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه كانه مركب من جاه جاه ( ويروى جهها محركة أو جهجا بترك الهاء وكلها في صحيح مسلم رحمه الله تعالى ) في باب اشراط الساعة * ومما يستدرك عليه الجهجهة من صياح الابطال في الحرب وقد جهجهوا وتجهجهوا قال * فجاء دون الزجر والتجهجه * وجهجه بالابل كهجهج وجهجه الرجل رده عن كل شئ وفي الحديث ان رجلا من اسلم عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه فجهجأه اي زبره واراد جهجهه فابدل الهاء همزة لكثرة الها آت وقرب المخرج ويم جهجوه يوم لبني تميم معروف قال مالك بن نويرية وفي يوم جهجوه حيمنا ذمارنا * بعقر الصفايا والجواد المربب وذلك ان عوف بن حارثة 2 بن سليط الاصم ضرب خطم فرس مالك بالسيف وهو مربوط بفناء القبة فنشب في خطمه فقطع الرسن وجال في الناس فجعلوا يقولون جوجوه فسمي يوم جهجوه وقال الازهري الفرس إذا استصوبوا فعل انسان قالوا جوه جوه وقال ابن سيده جه جه من صوت الابطال في الحرب وايضا تسكين للاسد والذئب وغيرهما ويقال تجهجه عنى اي انته نقله الجوهري ( فصل الحاء ) مع الهاء اهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي ( الحيه بكسر الهاء زجر للضأن ) وتاحر زجر الحمير وأنشد شمطاء جاءت من اعالي البر * قد تركت حيه وقالت حر عيرها انها صارت مكارية وقال كراع زجر المعزى ( وحيه بسكون الهاء ) مع فتح الحاء ( زجر للحمار ) عن الفراء * ومما يستدرك عليه ما أنت بحيه حكاه ثعلب ولم يفسره وما عنده حيه ولا سيه ولا حيه ولا سيه عنه ايضا ولم يفسره قال ابن سيده والسابق ان معناه ما عنده شئ (1/8216)
( فصل الخاء ) مع الهاء وفيه خانقاه وهو رباط الصوفية ومتعبدهم فارسية اصلها خانه كاه هذا محل ذكرها واشتهر بالنسبة إليها أبو العباس الخانقاهي من اهل سرخس زاهد ورع مقرئ وخانقاه سعيد السعداء بمصر وذكرها المصنف في خ ن ق ( فصل الدال ) مع الهاء ( دبه ) الرجل ( تدبيها ) اهمله الجوهري وروى الازهري عن ابن الاعرابي إذا ( وقع في الدبه محركة ) وبخط الصغاني كسكر ( للموضع الكثير الرمل و ) دبه تدبيها إذا ( لزم الدبه ) بفتح فسكون والصواب كسكر ( الطريقة الخير ) عنه ايضا ( ودباهة ة بالسواد ) * ومما يستدرك عليه دبه محركة موضع بين بدر والصفراء مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره الى بدر وقال ابن بري يقال للرجل إذا حمد دباه دباه ( دجه تدجيها ) اهمله الجوهري وروى الازهري عن ابن الاعرابي إذا ( نام في الدجيه ) اسم ( لقترة الصائد ) نقله الصاغاني ( دره عليهم كمنع ) درهما ( هجم ) من حيث لم يحتسبوه كدرأ عن ابن الاعرابي ( و ) قال غيره دره عليهم إذا ( طلع ) وهو مثل هجم ( و ) دره ( عنهم ولهم ) وعلى الاول اقتصر الجوهري ( دفع ) مثل درأ وهو مبدل منه مثل هراق وأراق كما في الصحاح ( ودارهات الدهر هواجمه ) عن ابن الاعرابي وأنشد عزيز علي فقده ففقدته * فبان وخلى دارهات النوائب ( والمدره كمنبر السيد الشريف ) سمي بذلك لانه يقوى على الامور يهجم عليها عن ابن سيده ( و ) ايضا ( المقدم في اللسان واليد عند الخصومة والقتال ) فيه لف ونشر مرتب وقال الليث أميت فعله الا قولهم رجل مدره حرب ومدره القوم هو الدافع عنهم وقال غيره مدره القوم زعيمهم وخطيبهم والمتكلم عنهم والدافع عنهم والجمع مداره وانشد الجوهري للبيد * ومدره الكتيبة الرداح * وانشد في الجمع للاصيغ يا ابن الحجاحجة المداره * والصابرين على المكاره ( وهو ذو ترههم بالضم ) وتدرئهم بالهمز ( اي الدافع عنهم ) عن ابن الاعرابي قال أعطى واطراف العوالي تنوشه * من القوم ما ذو تدره القوم مانعه لا
ولا يقال هو تدرههم حتى تضاف إليه ذو ويقال هو ذو تدره وتدرا إذا كان هجاما على اعدائه من حيث لا يشعرون ويقال الهاء في كل ذلك مبدلة من الهمزة لان الدرء الدفع ورده ابن سيده وقال بل هما لغتان ( ودره على كذا تدريها نيف و ) دره ( فلان فلانا تنكر له ) مقتضى سياقه انه بالتشديد وبخط الصغاني بالتخفيف قال ودرهه تنكر له ( والدرهرهة الكوكبة الوقادة ) تطلع من الافق دارئة بنورها عن ابي عمرو * ومما يستدرك عليه الدره الاقدام وسكين درهرهة معوجة الرأس التي تسميها العامة المنجل وبه روى حديث المبعث ايضا وقد تقدم في بره والدرهرهة المرأة القاهرة لبعلها عن ابي عمرو والداره البراق استدركه شيخنا وتدره تهدد عن ابن الاعرابي وانشد ورب ابراهيم حين أوها * بالطير ترمي عنه من تدرها ودريه القوم كسكيت كبيرهم والداره الطفيلي والرسول ايضا كل ذلك عن الصغاني * ومما يستدرك عليه در زده بكسر الدال والراء وسكون الزاي وفتح الدال وآخره هاء محصنة قرية بنسف منها أبو علي الحسين بن الحسن بن علي بن الحسن بن مطاع الفقيه عن ابي سلمة محمد بن محمد بن بكر الفقيه ( الدافه ) اهمله الجوهري والليث وروى ثعلب عن ابن الاعرابي قال هو ( الغريب ) زاد الازهري ( كالهادف ) والداهف * ومما يستدرك عليه أدفه كأحمد قرية باخميم من صعيد مصر وهو غير ادفو التي تقدم ذكرها في الفاء ( دكه في وجهه ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان واورده الصاغاني عن الفراء قال هو ( كنكه لفظا ومعنى ) وسيأتي قولهم استنكهه فنكه في وجهه إذا أمره بان ينكه في وجه الرجل ليعلم أشارب هو ام غير شارب وسياقه يقتضي ان يكون مثل استدكهه فدكه في وجهه فتأمل ( الدله ) بالفتح ( ويحرك والدلوه ) بالضم ( ذهاب الفؤاد من هم ونحوه ) كما يدله عقل الانسان من عشق أو غيره ( و ) قد ( دلهه العشق ) والهم ( ندليها ) حيره وادهشه ( فتدله و ) قال أبو عبيد ( المدله كمعظم الساهي القلب الذاهب العقل ) اي ( من عشق ونحوه ) وفي الصحاح التدليه ذهاب العقل عن الهوى يقال دلهه الحب اي حيره وادهشه وانشد ابن بري * ما السن الا غفلة المدله * ( أو ) المدله ( من لا يحفظ ما فعل أو فعل به والداله والدالهة الضعيف النفس ) يقال رجل داله ودالهة ( وابو مدله كمحدث تابعي ) قال أبو حاتم بن حبان اسمه عبيد الله بن عبد الله وقال غيره وهو اخو ابي الحباب سعيد بن يسار وهو مولى عائشة ام المؤمنين مدني روى عن ابي هريرة وعنه سعد أبو مجاهد الطائي ( ودله كفرح ) دلها ( تحير ) ودهش ( أو جن عشقا أو غما و ) في المحكم دله ( كمنع ) يدله دلوها ( سلا و ) يقال ( ذهب دمه دلها بالفتح ) اي ( هدرا ) نقله الجوهري * ومما يستدرك عليه الدلوه الناقة التي لا تكاد تحن الى الف ولا ولد وقد دلهت عن الفها وولدها تدله دلوها قاله أبو زيد في كتاب الابل ونقله الجوهري ودلهت المرأة على ولدها تدليها إذا فقدته ودله الرجل حير والمدله كمعظم المتردد حيرة ( الدمه محركة ) اهمله الجوهري وفي اللسان والتكملة عن الليث ( شدة حر الرمل ) والرمضاء ( و ) ايضا ( لعبة للصبيان وادمومه ) الرمل ( كاد يغلي من شدة الحر و ) ادمومه ( فلان غشي عليه ) * ومما يستدرك عليه دمه يومنا كفرح فهو دمه ودامه اشتد حره قال الشاعر ظلت على شزن في دامه دمه * كأنه من أوار الشمس مرعون والدمه محركة شدة حر الشمس ودمهته الشمس صخدته 2 وتقدم له في حرف الراء دمهكير هو الاخذ بالنفس من شدة الحر وهو (1/8217)
من هذا * ومما يستدرك عليه دمتيوه بفتح الدال والميم وسكون الفوقية وضم التحتيه قرية بمصر من الغربية وقد وردتها ( دهده الحجر فتدهده دحرجه ) من علو الى سفل ( فتدحرج كدهداه ) دهداة ودهداءة ( فتدهدى ) تدهديا الالف والياء بدلان من الهاء قال رؤبة * دهدهن حولان الحصى المدهده * وفي حديث الرؤيا فيتدهدى الحجر فيتبعه فيأخذه اي يتدحرج وقال الشاعر يدهدهن الرؤس كما تدهدى * حزاورة بأبطحها الكرينا حول الهاء الاخيرة ياء لقرب شبهها بالهاء ( و ) دهده ( الشئ قلب بعضه على بعض ) كدهداه ( والدهداه صغار الابل ج دهاده ) ثم صغر على دهيده وجمع الدهداه على الدهيدهين بالياء والنون وانشد الجوهري قد رويت الادهيد هينا * قليصات وأبيكرينا ( والدهدهة من الابل المائة فاكثر كالدهدهان والدهيدهان ) وانشد أبو زيد في كتاب الخيل للاغر لنعم ساقي الدهدهان ذي العدد * الجلة الكوم الشراب في العضد ( وقولهم الاده فلاده ) قال الاصمعي ( اي ان لم يكن هذا الامر الان فلا يكون بعد الان ) قال ولا أدري ما أصله واني اظنها فارسة يقول ان لم تضربه الان فلا تضربه ابدا كذا في الصحاح وقال ابن الاعرابي العرب تقول الاده فلاده يقال للرجل إذا أشرف على قضاء حاجته من غريم له أو من ثأره أو من اكرام صديق له الاده فلاده ( اي ان لم تغتنم الفرصة الساعة فلست تصادفها ابدا ) ومثله بادر الفرصة قبل ان تكون الغصة وانشد أبو عبيدة لرؤبة
فاليوم قد نهنهنى تنهنهى * وقول الاده فالاده قول جمع قائل كراكع وركع يقال انها فارسية حكى قول ظئرة وقد جاء ذلك في حديث الكاهن وهو مثل من امثال العرب قديم قال الليث ده كلمة كانت العرب تتكلم بها يرى الرجل ثاره فتقول له يا فلان الاده فلاده اي ان لم تثأر به الان لم تثأر به ابدا وذكره أبو عبيد في باب طلب الحاجة فيمنعها فيطلب غيرها قال الاصمعي ويقال لاده فلاده اي لا اقبل واحدة من الخصلتين اللتين تعرض قال الازهري وهذا القول يدل على ان ده فارسية معناها الضرب تقول للرجل إذا أمرته بالضرب ده قال رأيته في كتاب أبي زيد بكسر الدال * قلت ده بالكسر فارسية معناها اعط ويكنى بها عن الضرب وقد اورد الزمخشري هذه الاقوال في اول المستقصى من امثاله ( ودهدوه الجعل ) بضم الدالين وفتح الواو ( ودهدوته ) بتشديد الواو ( ودهديته ) بتشديد الياء على البدل ( ويخفف ) كل ذلك عن ابن الاعرابي ( ما ) يدهدهه اي ( يدحرجه ) من الخرء المستدير وقال ابن بري الدهدوهة كالدحروجة ما يجمعه الجعل من الخرء وفي الحديث لما يدهده الجعل خير من الذين ماتوا في الجاهلية * ومما يستدرك عليه الدهداه الكثير من الابل حواشي كن أو جلة عن ابي الطفيل وانشد * يذود يوم المنهل الدهداه * كالدهدهان ويقال ما ادري اي الدهداهو مقصورا ويمد عن الكسائي اي اي الناس هو نقله الجوهري ويروى اي الدهداء هو وقال ابن الاعرابي يقال في زجر الابل ده ده واما قولهم ده درين سعد القين فتقدم ذكره في الراء وفي النون ( التدوه ) اهمله الجوهري وقال الصاغاني هو ( التغير و ) ايضا ( التقحم ) في الامور ( ودوه ) بضم الهاء وبخط الصاغاني بكسرها ( ويضم ) اي اوله ( دعاء للربع ) كصرد ( والتدويه ان تدعو الابل فتقول داه داه بالكسر والتسكين أو ده ده بالضم لتجئ الى ولدها ) * ومما يستدرك عليه داه دوها إذا تحير ( فصل الذال ) مع الهاء اهمله الجوهري ( ذمه الحر كفرح اشتد و ) ذمه ( الرجل بالحر اشتد عليه ) وألم دماغه منه ( والمعجمة لغة في جميع معاني المهملة ) * ومما يستدرك عليه أذمهته الشمس آلمت دماغه وذمه يومنا كفرح ونصر اشتد حره ( الذه ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو ( ذكاء القلب وشدة الفطنة ) نقله الصاغاني عن ابن الاعرابي ( فصل الراء ) مع الهاء * مما يستدرك عليه أربه الرجل إذا استغنى بتعب شديد عن ابن الاعرابي قال الازهري ولا اعرف اصله ( الرجه ) اهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هو ( التشبث بالانسان ) هكذا هو في التكملة ووقع في نسخة اللسان التثبت بالاسنان انتهى وعندي فيه نظر ( و ) ايضا ( التزعزع ) عن ابن الاعرابي ايضا قال ( وأرجه أخر الامر عن وقته ) وكذلك أرجأ كأن الهاء مبدلة من الهمزة ( الردهة حفيرة في القف ) تحفر أو ( تكون خلقة ) وانشد ابن سيده لطفيل كأن رعال الخيل حين تبادرت * بوادي جراد الردهة المتصوب وانشد ابن بري * عسلان ذئب الردهة المستورد * وفي الصحاح الردهة نقرة في صخرة يستنقع فيها الماء ( ج ر د ه ) بحذف التاء قال الشاعر لمن الديار بجانب الرده * قفرا من التأبيه والنده أو هو بضم فسكون ( ورداه ) بالكسر ( ورده ) كسكر ويقال قرب الحمار من الردهة ولا تقل سأ ( و ) قال الخليل الردهة ( شبه أكمة خشنة ) كثيرة الحجارة ( ج ر د ه محركة ) هذا قول اهل اللغة قال ابن سيده والصحيح انه اسم للجمع ( و ) الردهة ( البيت الذي لا اعظم منه ) عن الليث قال الازهري والجمع رداه ( و ) الردهة ( الصخرة في الماء ) وقال المؤرج هي الاتان وقال غيره حجر مستنقع في الماء والجمع رداه قال ابن مقبل وقافية مثل وقع الردا * لم تترك لمجيب مقالا (1/8218)
( و ) الردهة ( ماء الثلج ) عن المؤرج ( و ) الردهة ( الثوب الخلق المسلسل ) عن المؤرج قال الازهري لا اعرف شيئا مما روى المؤرج وهي مناكير كلها ( و ) الردهة ( مدفن بشر بن ابي خازم ) وهو موضع ببلاد قيس ( وردهه بحجر كمنع رماه به و ) رده ( البيت عظمه وكبره ) قال الازهري والاصل فيه ردح والهاء مبدلة منه ( و ) رده ( فلان ساد القوم بشجاعة وكرم ونحوهما ) عن ابن الاعرابي وضبطه الصاغاني بالتشديد وهو الصواب ( ورجل رده كخجل صلب متين لجوج لا يغلب ) عن المؤرج وقد انكره الازهري * ومما يستدرك عليه الردهة المورد عن المؤرج الردهة قلة الرابية والرده كسكر تلال القفاف قال رؤبة * من بعض انضاض القفاف الرده * والرداه الرده للمبالغة والاجادة كما يقال اعوام عوم وشيطان الردهة ذو الثدية المقتول بنهروان وقد ذكره الجوهري وايضا معاوية بن ابي سفيان ومنه حديث علي في صفين واما شيطان الردهة فقد كفتيه بصيحة سمعت لها وجيب قلبه وذلك حين انهزم اهل الشأم واخلد معاوية الى المحاكمة وهو ايضا احد المردة من اعوان ابليس ويقولون اعذب من مويهة في رديهة تصغير ردهة ( الرفاهة والرفاهية مخففة والفهنية كبلهنية رغد الخصب ولين العيش ) وكذلك
الرفاغة والرفاغية والرفغنية قال الجوهري الرفهنية ملحق بالخماسي بألف في آخره وانما صارت ياء لكسر ما قبلها ( رفه عيشه ككرم فهو رفيه ورافه ) وادع ( و ) رجل ( رفهان ومترفه ) أي ( مستريح متنعم وارفههم الله تعالى ورفههم ترفيها ) ألان عيشهم وأخصبهم ( ورفه الرجل كمنع رفها ) بالفتح ( ويكسر ورفوها ) بالضم ( لان عيشه و ) رفهت ( الابل ) ترفه رفها ورفوها ( وردت الماء ) كل يوم ( متى شاءت ) والاسم الرفه بالكسر كذا في الصحاح ( وابل روافه ) عن الزمخشري ( وأرفهتها ) أنا وعليه اقتصر الجوهري ( ورفهتها ) ترفيها اوردتها كل يوم متى شاءت قال غيلان الربعي ثمت فاظ مرفها في ادناء * مداخلا في طول واغماء وقيل الرفه اقصر الورد واسرعه واستعاره لبيد في نخل نابته على الماء فقال يشربن رفها عراكا غير صادية * فكلها كارع في الماء مغتمر ( وارفهوا رفهت ماشيتهم ) اي وردت رفها عن الاصمعي ( و ) ارفه ( المال أقام قريبا من الماء ) في الحوض واضعا فيه ( و ) ارفه ( الرجل ادهن ) وترجل ( كل يوم ) وقد نهى عنه ( و ) ايضا ( دوام على اكل النعيم ) وهو التوسع في المطعم والمشرب وبهما فسر الحديث نهى عن الارفاه اي لانه من فعل العجم وارباب الدنيا وفيه الامر بالتقشف وابتذال النفس ( و ) ارفه ( عندنا ) اقام و ( استراح كاسترفه ) عن ابن الاعرابي في النوادر ( والرفه كصرد التبن ) عن كراع ومنه المثل اغنى من التفه عن الرفه والتفة عناق الارض لانه لايقتات التبن كما في الصحاح وقد تقدم البحث فيه في ت ف ه ( و ) الرفه ( بالكسر صغار النخل والرفهه محركة الرحمة والرأفة ) عن ابي الهيثم وبه فسر قولهم إذا سقطت الطرفة قلت في الارض الرفهة ( و ) قال أبو ليلى ( هو رافه به ) اي ( راحم له ) ويقال اما ترفه فلانا ( و ) يقال ( بيننا ليلة رافهة و ) ثلاث ( ليال روافه ) اي ( لينة السير ) وفي الصحاح إذا كان يسار فيها سيرا لينا ( ورفه عنى ترفيها ) كنت في ضيق و ( نفس ) عني * ومما يستدرك عليه رفه عن الابل ترفيها إذا اوردها الماء كل يوم والترفيه الرفق وايضا الاقامة والاستراحة عن ابن الاعرابي وهو ارفه منه اكثر رفها ورفه عنه التعب ازيل * ومما يستدرك عليه الركاهة النكهة الطيبة عن الهجري وانشد حلو فكاهته مسك ركاهته * في كفه من رقى الشيطان مفتاح * ومما يستدرك عليه رمه يومنا كفرح رمها اشتد حره والزاي اعلى كذا في اللسان ( الرهرهة ) اهمله الجوهري وفي اللسان والتكملة عن الليث ( حسن بصيص لون البشرة ونحوه و ) قال ابن دريد ( ترهره جسمه ابيض من النعمة و ) ترهره ( السراب تتابع لمعانه ) وكذلك تريه ( وجسم رهراه ورهروه ) بالضم ( ورهره ) كعفر ( ناعم ابيض وطست ره ) وهذه عن ابن الاعرابي ( ورهره ورهراه واسع قريب القعر ) كرحرح ورحراح كل ذلك عن ابن دريد وقيل الهاء بدل من الحاء ورده ابن الانباري وقد جاء ذكره في حديث المبعث فجئ بطست رهرهة وبه فسر وقال القتيبي سألت ابا حاتم والاصمعي عنه فلم يعرفاه ( ورهره مائدته وسعها كرما ) وسخاء * ومما يستدرك عليه ماء رهراه ورهروه صاف وجسم رهروهة ابيض وطست رهرهة صافية براقة مضيئة وقال الازهري الرهة الطسب الكبيرة وره ره دعاء للضأن وهو مقلوب هر هر حكاه يعقوب ( الروه ) بالفتح ( والرواه بالضم ) اهمله الجوهري وقال ابن دريد هو ( اضطرب الماء على وجه الارض وقد راه يروه ) روها والاسم الرواه يمانية كما في اللسان والتكملة * ومما يستدرك عليه روبانجاه بالضم قرية بنواحي بلخ منها محمد بن الحسين المعروف بالامير صاحب ديوان الانشاء للسلطان سنجر انتقل الى غزنة فسكنها وله شعر حسن ( راه ) السراب ( يريه ) ريها ( جاء وذهب ) أو جرى على وجه الارض ( وتريه السراب تريع ) كما في الصحاح وقال ابن الاعرابي تميع ههنا وههنا لا يستقيم له وجه ( والمريه كمحمد المريح ) وانشد الجوهري لرؤبة كأن رقراق السراب الأمره * يستن من ريعانه المريه كأنه ريه أو ريهته الهاحرة ومثله قول الاخر * إذا جرى من آله المريه * ومما يستدرك عليه راهويه ويقال راهويه اسم وهو والد اسحق (1/8219)
( فصل الزاي ) مع الهاء اهمله الجوهري * مما يستدرك عليه ازجاه قرية من قرى خابران ثم من نواحي سرخس منها أبو بكر اصرم بن محمد بن اصرم المقري وابو الفتح محمد بن احمد بن محمد بن معاوية الخطيب ووالده أبو حامد احمد وابو الفضل عبد الكريم ابن يونس بن منصور الازجاهيون فقهاء محدثون * ومما يستدرك عليه الزافه السراب رواه ثعلب عن ابن الاعرابي نقله الازهري ( الزله ) اهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هو نور الريحان وحسنه ) قال ( و ) ايضا ( الصخرة ) التي ( يقوم عليها الياقي ) قال ( و ) ايضا التحير و ) قال الليث الزله ( محركا ما يصل الى النفس من غم ) الحاجة أ ( وهم ) من غيرها نقله الازهري وانشد وقد زلهت نفسي من الجهد والذي * أطالبه شقن ولكنه نذل
قال الشقن القليل من كل شئ * ومما يستدرك عليه الزله محركة الطمع وزوله كفوفل قرية بمرو منها عامر بن عمران بن فتح الزولهي عن الحصين بن المثنى توفي سنة 307 ( الزمه محركة ) اهمله الجوهري وهي ( لغة في الذمه ) بالذال يقال ( زمه الحر ) وذمه ودمه ورمه ( كفرح ) في الكل إذا ( اشتد ) وكذلك زمه يومنا ( و ) زمه ( الرجل بالحر اشتد عليه ) فآلم دماغه ( وزمهته الشمس ) ودمهته ( كمنع ) آلمته ( كل ذلك لغة في الدال والذال ) والراء ( زاه كجاه ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وهي ( ة قرب نيسابور ) منها محمد بن اسحق بن شيرويه الزاهي عن العباس بن منصور وأقرانه توفي سنة 380 وابو الحسن علي بن اسحق بن خلف الزاهي الشاعر نزيل بغداد توفي سنة 360 * ومما يستدرك عليه زاوه قرية ببوشنج منها أبو الحسين جميل بن محمد بن جميل الزاوهي روى عنه الحاكم أبو عبد الله ( الزهزاه ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال الصاغاني هو ( المختال في غير مرآة ) * ومما يستدرك عليه زه بالكسر والسكون كلمة تقال عند العجب والاستحسان بالشئ وقد جاء ذكرها في خبر غيلان الثقفي مع كسرى حين وفد عليه واعجبه كلامه كما في الاغاني ( فصل السين ) مع الهاء ( السبه محركة ذهاب العقل من الهرم وهو مسبوه ومسبه ) كما في الصحاح ( و ) رجل ( سباه كثمان ) مدله ( ذاهب العقل ) انشد ابن الاعرابي ومنتخب كأن هالة امه * سباه الفؤاد ما يعيش بمعقول هالة هنا الشمس ومنتخب حذر كأنه لذكاء فزع وقيل هو رافع رأسه صعدا كأنه يطلب الشمس فكأنها امه ( وسبه كعنى سبها ذهب عقله هرما ) فهو مسبوه ( و ) رجل ( سبه ) محركة ( وسباه ) كثمان ( وسباهية ) كعلانية اي ( متكبر والسباه كغراب سكتة تأخذ الانسان ) يذهب منها عقله عن المفضل ( وكسحاب المضلل و ) المسبه ( كمعظم الطيلق اللسان ) * ومما يستدرك عليه قال كراع السباه بالضم الذاهب العقل والذي كأنه مجنون من نشاطه قال ابن سيده صوابه السباه ذهاب العقل أو نشاط الذي كأنه مجنون وقال اللحياني رجل مسبه العقل ومسمه العقل اي ذاهبه وسباهي العقل ضعيفه * ومما يستدرك عليه سبربيه بكسرتين قرية بمصر من الغربية وقد دخلتها هكذا تنطقه العامة وهي تكتب في الديوان سبرباى ( السته ) بالفتح عن ابن دريد وقال هو الاصل ( ويحرك ) عن الجوهري وقال وهو الاصل ( الاست ) وهو من المحذوف المجتلبة له ألف الوصل ( ج استاه ) قال الجوهري وأصلها سته على فعل بالتحريك يدل على ذلك ان جمعه استاه مثل جمل واجمال ولا يجوز ان يكون مثل جذع وقفل اللذين يجمعان ايضا على افعال لانك إذا رددت الهاء التي هي لام الفعل وحذفت العين قلت سه بالفتح انتهى وقال عامر بن عقيل السعدي رقاب كالموا جن خاظيات * واستاه على الاكوار كوم ( والسه ويضم مخففة العجز أو حلقة الدبر ) ومنه الحديث انما العين وكاء السه اي إذا نام انحل وكاؤها كنى بهذا اللفظ عن الحدث وخروج الريح وهو من احسن الكنايات والطفها وانشد الجوهرى لأوس شأتك قعين غثها وسمينها * وأنت السه السفلى إذا دعيت نصر يقول انت فيهم بمنزلة الاست من الناس ( والسته محركة عظمها والاسته والستاهي كغرابي العظيمها ) الكبير العجز ( ج ككتب وستهان ) كعثمان ( و ) ايضا ( طالبها ) أو الملازم لها ( كالسته ككتف ) كما قالوا رجل حرح الملازم الاحراح عن ابن بري ( والستهم كزرقم ) والميم زائدة وله نظائر مر بعضها ( وستهه كمنعه ) ستها ( تبعه من خلفه ) لا يفارقه لانه تلا استه ( و ) ايضا ( ضرب استه والستيهي ) هكذا في النسخ بضم السين وفتح التاء والصواب السيتهي كحيدري كما هو نص الفراء بخط الصاغاني ( من يمشي آخر القوم أبدا ) يتخلف عنهم فينظر في استاههم نقله ابن بري وانشد للعامرية لقد رأيت رجلا دهريا * يمشي وراء القوم سيتهيا ( و ) من المجاز ( كان ذلك على است الدهر ) اي ( على وجهه ) كما في الاساس وقيل على اوله وقال أبو عبيدة كان ذلك على است الدهر وأس الدهر اي على قدم الدهر وانشد الايادي لابي نخيلة ما زال مجنونا على است الدهر * ذا حمق ينمى وعقل يحري أي لم يزل مجنونا دهره كله ويقال ما زال فلان على است الدهر مجنونا اي لم يزل يعرف بالجنون نقله الجوهري عن ابي زيد ( و ) من امثالهم ( يا ابن استها ) قال الزمخشري ( كناية عن احماض ابيه امه ) وقال الازهري قرأت بخط شمر العرب تسمى بني الامة بني استها (1/8220)
قال وأقرأنا ابن الاعرابي للاعشى اسفها أوعدت يا ابن أستها * لست على الاعداء بالقادر ويقال يا ابن استها يريد امه يعني انه ولد من استها ويقولون ايضا يا ابن استها إذا أحمضت حمارها ( و ) من أمثالهم ( تركته باست الارض ) أي ( عديما فقيرا ) لا شئ له ( و ) من امثالهم ما روى عن ابي زيد تقول العرب ( مالك است مع استك ) إذا لم يكن له عدد ولا ثروة من مال ولا عدة من رجال فاسته لا يفارقه وليس له معها اخرى من رجال ومال نقله الصاغاني عن ابي زيد وفي الاساس أي
( مالك عون ؤ ) من امثالهم ( لقيت منه است الكلبة أي ما كرهته ) كما في الاساس ( و ) يقولون ( أنتم اضيق استاها من ان تفعلوه ) قال الزمخشري ( كناية عن العجز ) وقال غيره يقال للرجل يستذل ويستضعف ايت أمك أضيق واستك أضيق من ان تفعل كذا وكذا * ومما يستدرك عليه من لغات الاست ست بلا همز في اوله ولا هاء في آخره ذكره أبو حيان في شرح التسهيل وبه روى الحديث ايضا قال ابن وميض العنبري يسيل على الحاذين والست حيضها * كما صب فوق الرجمة الدم ناسك وقال ابن خالويه فيها ثلاث لغات سه وست واست وأما ما ذكره لاراذل الناس هؤلاء الاستاه ولافاضلهم هؤلاء الاعيان والوجوه وإذا نسبت الى الاست قلت ستهي بالتحريك واستي بالكسر وسته ككتف على النسب كما في الصحاح وامرأة ستهاء وستهمة عظيمة العجز وإذا صغرتها رددتها الى الاصل فقلت ستيهة ورجل مسته كمكرم ضخم الاليتين ومنه حديث الملاعنة ان جاءت به استه جعدا قال الازهري ورأيت رجلا ضخم الارداف كان يقال له أبو الاستاه ويقال استه فهو مسته كما يقال اسمن فهو مسمن ومن الامثال في الاست قال أبو زيد يقال إذا حدث الرجل الرجل فخلط فيه احاديث الضبع استها وذلك انها تمرغ في التراب ثم تقعى فتتغنى بما لا يفهمه احد فذلك احاديثها استها والعرب تضع الاست مقام الاصل فتقول مالك في هذا الامر است ولا فم اي اصل ولا فرع قال جرير * فما لكم است في العلا لا ولا فم * ويقولون في علم الرجل بما يليه غيره است البائن اعلم والبائن الحالب الذي لا يلي العلية والذي يلي العلية يقال له المعلى ويقال للقوم إذا استذلوا واستضعف بهم باست بني فلان ومنه قول الحطيئة فباست بني عبس وأستاه طيئ * وباست بني دودان حاشى بني نصر نقله الجوهري قال وأما قوله قيل هو الاخطل وقيل عتبة بن الوغل في كعب بن جعيل وأنت مكانك من وائل * مكان القراد من است الجمل فهو مجاز لانهم لا يقولون في الكلام است الجمل وانما يقولون عجز الجمل وقال المؤرج دخل رجل على سليمان بن عبد الملك وعلى رأسه وصيفة روقة فأحد النظر إليها فقال له سليمان اتعجبك فقال بارك الله لامير المؤمنين فيها فقال اخبرنيى بسبعة امثال قيلت في الاست وهي لك فقال الرجل است البائن اعلم فقال واحد فقال صر عليه الغزو استه قال اثنان قال است لم تعود المجمر قال ثلاثة قال است المسؤل اضيق قال اربعة قال الحر يعطي والعبد تألم استه قال خمسة قال الرجل استي اخبثي قال ستة قال لا ماءك ابقيت ولا هنك أنقيت قال سليمان ليس هذا في هذا قال بلى اخذت الجار بالجار قال خذها لا بارك الله لك فيها قوله صر عليه الغزو استه لانه لا يقدر ان يجامع إذا غزا * ومما يستدرك عليه السده والسداه كجبل وغراب شبيه بالدهش وقد سده كعنى كما في اللسان قال ابن جني اما قولهم السده في الشده ورجل مسدوه في معنى مسدوه فينبغي ان تكون السين بدلا من الشين لان الشين أعم تصرفا ( السفه محركة وكسحاب وسحابة خفة الحلم أو نقيضه ) وأصله الخفة والحركة ( أو الجهل ) وهو قريب بعضه من بعض ( و ) قد ( سفه نفسه ورأيه ) وحلمه ( مثلثة ) الكسر اقتصر عليه الجوهري وجماعة وقالوا سفه ككرم وسفه بالكسر لغتان اي صار سفيها فإذا قالوا سفه نفسه وسفه رأيه لم يقولوه الا بالكسر لان فعل لا يكون متعديا فتأمل ذلك مع التثليث الذي ذكره المصنف وقال اللحياني سفه نفسه بالكسر سفها وسفاهة وسفاها ( وحمله على السفه ) هذا هو الكلام العالي قال وبعضهم يقول سفه وهي قليلة قال الجوهري وقولهم سفه نفسه وغبن رأيه وبطر عيشه وألم بطنه ووفق امر ورشد أمره كان الاصل سفهت نفس زيد ورشد أمره فلما حول الفعل الى الرجل انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه لانه صار في معنى سفه نفسه بالتشديد هذا قول البصريين والكسائي ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب كما يجوز غلامه ضرب زيد وقال الفراء لما حول الفعل من النفس الى صاحبها خرج ما بعده مفسرا ليدل على ان السفه فيه وكان حكمه ان يكون سفه زيد نفسا لان المفسر لا يكون الا نكرة ولكنه ترك على اضافته ونصب كنصب النكرة تشبيها بها ولا يجوز عنده تقديمه لان المفسر لا يتقدم ومثله قولهم ضقت به ذرعا وطبت به نفسا والمعنى ضاق ذرعي به وطابت نفسي به انتهى * قلت وهذا القول أنكره النحويون وقالوا ان المفسرات نكرات ولا يجوز ان تجعل المعارف نكرات ( أو نسبه إليه ) هذا القول فيه اشارة الى قول الاخفش فانه قال اهل التأويل يزعمون ان المعنى سفه نفسه اي بالتشديد بالمعنى المذكور ومنه قوله الا من سفه الحق معناه من سفه الحق وقال يونس النحوي أراها لغة ذهب يونس الى ان فعل للمبالغة فذهب في هذا مذهب التأويل ويجوز على هذا القول سفهت زيدا بمعنى سفهت زيدا ( أو أهلكه ) فيه اشارة الى قول ابي عبيدة (1/8221)
فانه قال معنى سفه نفسه اهلك نفسه وأوبقها وهذا غير خارج من مذهب يونس واهل التأويل وقال بعض النحويين في قوله
تعالى الا من سفه نفسه اي في نفسه اي صار - فيها الا أن في حذفت كما حذفت حروف الجر في غير موضع وقال الزجاج القول الجيد عندي في هذا ان سفه في موضع جهل والمعنى والله اعلم الا من جهل نفسه اي لم يفكر في نفسه فوضع سفه في موضع جهل وعدى كما عدى قال الازهري ومما يقوي قول الزجاج الحديث ان الكبر ان تسفه الحق وتغمط الناس فجعل سفه واقعا معناه ان تجهل الحق فلا تراه حقا ويقال سفه فلان رأيه إذا جهله وكان رأيه مضطرا بالاستقامة له وفي الحديث انما البغي من سفه الحق اي من جهله وقيل من جهل نفسه وفي الكلام محذوف تقديره انما البغي فعل من سفه الحق ورواه الزمخشري من سفه الحق على انه اسم مضاف الى الحق قال وفيه وجهان احدهما ان يكون على حذف الجار وايصال الفعل كأن الاصل سفه على الحق والثاني ان يضمن معنى فعل متعد كجهل والمعنى الاستخفاف بالحق وان لا يراه على ما هو عليه من الرجحان والرزانة ( و ) من المجاز سفهت ( الطعنة ) سفها ( أسرع منها الدم وجف ) كما في الاساس ( و ) من المجاز سفه ( الشراب ) سفها إذا ( اكثرهم منه فلم يرو ) وحكى اللحياني سفه الماء شربه بغير رفق ( وسفه كفرح وكرم علينا ) الاولى ان يقول سفه علينا كفرح وكرم ( جهل كتسافه فهو سفيه ج سفهاء وسفاه ) بالكسر ( وهي سفيهة ج سفيهات وسفائه وسفه ) كسكر ( وسفاه ) بالكسر وقوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء اموالكم التي جعل الله لكم قياما قال اللحياني بلغنا انهم النساء والصبيان الصغار لانهم جهال بموضع النفقة قال وروى عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما انه قال النساء أسفه السفهاء وقال الازهري سميت المرأة سفيهة لضعف عقلها ولانها لا تحسن سياسة مالها وكذلك الاولاد ما لم يؤنس رشدهم وقوله تعالى فان كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا السفيه الخفيف العقل وقال مجاهد السفيه الجاهل والضعيف الاحمق قال ابن عرفة الجاهل هنا هو الجاهل بالاحكام لا يحسن الاملاء ولا يدري كيف هو ولو كان جاهلا في احواله كلها ما جاز له ان يداين وقال ابن سيده معناه ان كان جاهلا أو صغيرا وقال اللحياني السفيه الجاهل بالاملاء قال ابن سيده وهذا خطأ لانه قد قال بعد هذا أو لايستطيع ان يمل هو وقال الراغب هذا هو السفه الدنيوي واما السفه الاخروي فكقوله تعالى وانه كان يقول سفيهنا على الله شططا فهذا هو السفه في الدين ( وسفهه تسفيها جعله سفيها كفهه كعلمه ) عن الاخفش ويونس وعليه خرج سفه نفسه كما تقدم ( أو ) سفهه تسفيها ( نسبة إليه ) اي الى السفه نقله الجوهري ( وتسفهه عن ماله ) إذا ( خدعه عنه ) نقله الجوهري ( و ) تسفهت ( الريح الغصون أمالتها ) أو مالت بها أو استخفتها فحركتها وانشد الجوهري لذي الرمة جرين كما اهتزت رماح تسفت * أعاليها مر الرياح النواسم ( وسافهه ) مسافهة ( شاتمه ومنه المثل سفيه لم يجد مسافها ) نقله الجوهري ( و ) سافه ( الدن ) أو الوطب ( فاعده فشرب منه ساعة بعد ساعة ) نقله الجوهري ( و ) من المجاز سافه ( الشراب ) إذا ( أسرف فيه فشربه جزافا ) قال الشماخ فبت كأنني سافهت صرفا * معتقة حمياها تدور وقال اللحياني سافهت الماء شربته بغير رفق وفي الاساس شربته جزافا بلا تقدير ( كسفهه كفرح ) وهذا قد تقدم قريبا فهو تكرار ( و ) من المجاز سافهت ( الناقة الطريق ) إذا ( لازمته بسير شديد ) وفي الاساس إذا أقبلت على الطريق بشدة سير وقال غيره إذا خفت في سيرها قال الشاعر احد ومطيات وقوما نعسا * مسافهات معملا موعسا أراد بالمعمل الموعس الطريق الموطوء ( وسفهت كفرحت ومنعت شغلت أو تشغلت ) كذا في النسخ والصواب شغلت أو شغلت ( و ) سفهت ( نصيبي ) كفرحت ( نسيته ) عن ثعلب ( و ) من المجاز ( ثوب سفيه ) اي ( لهله ) ردئ النسج كما يقال ( سخيف و ) ومن المجاز ( زمام سفيه مضطرب ) وذلك لمرح الناقة ومنازعتها اياه وانشد الجوهري لذي الرمة يصف سيفا وأبيض موشى القميص نصبته * على ظهر مقلات سفيه زمامها ( وواد مسفه كمكرم مملوء ) كانه جاز الحد فسفه فمسفه على هذا متوهم من باب اسفهته وجدته سفيها وهو مجاز قال ابن الرقاع فما به بطن وادغب تضحته * وان تراغب الا مسفه تئق ( و ) من المجاز ( ناقة سفيهة الزمام ) إذا كانت خفيفة السير ( و ) من المجاز ( طعام مسفهة ) ومسفهة إذا كان ( يبعث على كثرة شرب الماء ) وقال ابن الاعرابي إذا كان يسقى الماء كثيرا ( وسفه صاحبه كنصر غلبه في المسافهة ) يقال سافهه فسفهه ( و ) من المجاز ( تسفهت الرياح الغصون ) إذا ( فياتها ) وهذا قد مر قريبا فهو تكرار * ومما يستدرك عليه السافه الاحمق عن ابن الاعرابي وسفه الجهل حلمه أطاشه وأخفه قال ولا تسفه عند الورود عطشتها * احلامنا وشريب السوء يضطرم وقد سفهت احلامهم وسفه نفسه خسرها جهلا وأسفهته وجدته سفيها وتسفهت الرياح اضطربت قال ابن بري أما قول خلف بن اسحق البهراني بعثنا النواعج تحت الرحال * تسافه اشداقها في اللجم
فانه اراد انها تترامى بلغامها يمنة ويسرة كقول الجرمي تسافه اشداقها باللغام * فتكسو ذفاريها والجنوبا (1/8222)
فهو من تسافه الاشداق لا تسافه الجدل واما المبرد فجعله من تسافه الجدل والاول اظهر وأسفه الله فلانا الماء جعله يكثر من شربه نقله الجوهري ورجل سافه وساهف شديد العطش نقله الازهري وتسفهت عليه إذا أسمعته نقله الجوهري وفي المثل قرارة تسفهت قرارة وهي الضأن كما في الاساس * ومما يستدرك عليه سليه مليح لا طعم له كقولك سليخ مليخ عن ثعلب نقله ابن سيده وقال شمر الاسله الذي يقول افعل في الحرب وافعل فإذا قاتل لم يغن شيئا وانشد ومن كل أسله ذي لوثة * إذا تسعر الحرب لا يقدم نقله الازهري ( سمه ) البعير والفرس في شوطه ( كمنع سموها ) بالضم ( جرى جريا لا يعرف الاعياء ) كما في الصحاح وفي المحكم ولم يعرف الاعياء ( فهو سامه ج ) سمه ( كركع ) انشد ابن سيده لرؤية * يا ليتنا الدهر جرى السمه * اراد ليتنا والدهر نجري الى غير نهاية وهذا البيت اورده الجوهري * ليت المنى والدهر جرى السمه * قال ابن بري وبعده * لله در الغانيات المده * قال ويروى في رجزه جرى بالرفع على خبر ليت ومن نصبه فعلى المصدر والمعنى ليت الدهر يجري بنا في منانا الى غير نهاية تنتهي إليها ( و ) سمه الرجل سمها ( دهش ) فهو سامه حائر من قوم سمه نقله الجوهري وابن سيده ( والسمهي ) بضم فتشديد الميم المفتوحة مقصورا ( الهواء ) بين السماء والارض نقله الجوهري قال اللحياني يقال للهواء اللوح والسمهي ( كالسميهاء ) بالمد وفي نص اللحياني بالقصر وهو الصواب ( و ) السمهى ( مخاط الشيطان و ) ايضا ( الكذب والاباطيل ) يقال ذهب في السمهى اي في الباطل ( كالسميهى والسميهاء ) بالقصر والمد ( ويخفقان ) والتشديد في السمهى والسميهى هو الذي في التهذيب بخط الازهري ومثله في الصحاح واما السميهاء بالمدمع التشديد فنقله الصاغاني عن ثعلب وفسره بالهواء ( والسمه كسكر ) وهذه عن الكسائي قال وهو من اسماء الباطل يقال جرى فلان جرى السمه وقال النضر ذهب في السمه والمسهي أي في الريح والباطل وقال أبو عمرو جرى فلان السمهى إذا جرى الى غير امر يعرفه نقله الجوهري ( وذهبت ابله السمهي تفرقت في كل وجه ) نقله الجوهري وكذلك السميهي على مثال وقعوا في خليطي وقال الفراء ذهبت ابله السميهي والعميهي والكميهي أي لا يدري اين ذهبت وقيل السميهي التفرق في كل وجه من اي الحيوان كان ( وسمه ابله تسميها اهملها فهي ) ابل ( سمه كركع ) هذا قول ابي حنيفة وليس يجيد لان سمه ليس على سمه انما هو على سمه ( والسمهة كسكرة خوص يسف ثم يجتمع فيجعل شبيها ) عن ابن دريد ( بسفرة و ) قال اللحياني ( رجل مسمه العقل ) ومسبه العقل ( كمعظم ذاهبه ) * ومما يستدرك عليه السميهي كخليطي التبختر من الكبر ومنه الحديث إذا مشت هذه الامة السميهي فقد نودع منها والسمه كسكر ان يرمي الرجل الى غير غرض وبقى القوم سمها أي متلددين عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه سميه محركة قرية بمصر وأصله سمتاى ( السنة العام ) كما في المحكم وقال السهيلي في الروض السنة اطول من العام والعام يطلق على الشهور العربية بخلاف السنة وقد تقدم في ع وم وذكر المصنف السنة هنا بناء على القول بأن لامها هاء ويعيدها في المعتل على ان لامها واو وكلاهما صحيح وان رجح بعض الثاني فان التصريف شاهد لكل منهما ( ج سنون ) بكسر السين قال الجوهري وبعضهم يقول بضم السين ( و ) قال ابن سيده السنة منقوصة والذاهب منها يجوز ان يكون هاء وواوا بدليل قولهم في جمعها ( سنهات وسنوات ) قال ابن بري الدليل على ان لام سنة واو قولهم سنوات قال ابن الرقاع عتقت في القلال من بيت رأس * سنوات وما سبتها التجار ( و ) السنة مطلقة ( القحط و ) كذلك ( المجدبة من الاراضي ) أوقعوا ذلك عليه وعليها اكبار الها وتشنيعا واستطالة يقال أصابتهم السنة والجمع من كل ذلك سنهات وسنون كسروا السين ليعلم بذلك انه قد اخرج عن بابه الى الجمع بالواو والنون وقد قالوا سنينا انشد الفارسي دعاني من نجد فان سنينه * لعين بنا شيبا وشيبتنا مردا فثبات نونها مع الاضافة يدل على انها مشبهة بنون قنسرين فيمن قال هذه قنسرين وبعض العرب يقول هذه سنين كما ترى ورأيت سنينا فيعرب النون وبعضهم بجعلها نون الجمع فيقول هذه سنون ورأيت سنين وأصل السنة السنهة مثال الجبهة فحذفت لامها ونقلت حركتها الى النون فبقيت سنة وقيل اصلها سنوة بالواو فحذفت كما حذفت الهاء ويقال هذه بلاد سنين اي جدبة قال الطرماح بمنخرق تحن الريح فيه * حنين الجلب في البلد السنين وقال الاصمعي ارض بني فلان سنة إذا كانت مجدبة قال الازهري وبعث رائد الى بلد فوجده ممحلا فلما رجع سئل عنه فقال السنة اراد الجدوبة وفي الحديث اللهم اعني على مضر بالسنة اي الجدب وهي من الاسماء الغالبة نحو الدابة في الفرس والمال في الايل
وقد خصوها بقلب لامها تاء في أسنتوا إذا اجدبوا ( ووقعوا في السنيات البيض ) وهو جمع سنية وسنية تصغير تعظيم للسنة ( وهي سنوات اشتددن على اهل المدينة ) وفي حديث طهفة فأصابتها سنية حمراء اي جدب شديد ( وسانهه مسانهة وسناها ) الاخيرة عن اللحياني ( و ) كذلك ( ساناه مساناة ) على ان الذاهب من السنة واو ( عامله بالسنة ) أو استأجره لها ( و ) سانهت ( النخلة حملت سنة ولم تحمل اخرى أو سنة ( بعد سنة ) وقال الاصمعي إذا حملت النخلة سنة ولم تحمل سنة قيل عاومت وسانهت ( وهيى سنهاء ) اي تحمل سنة ولا تحمل اخرى وانشد الجوهري لبعض الانصار وهو سويد بن الصامت (1/8223)
فليست بسنهاء ولا رجبية * ولكن عرايا في السنين الجوانح ( والتسنه التكرج ) الذي ( يقع على الخبز والشراب وغيره و ) قال أبو زيد ( طعام سنه ) وسن ( أنت عليه السنون وخبز متسنه متكرج ) نقله الجوهري * ومما يستدرك عليه تسنهت عنده كتسنيت إذا أقمت عنده سنة ونخلة سنهاء اصابتها السنة المجدبة وبه فسر أبو عبيد قول الانصاري وسنة سنهاء لا نبات بها ولا مطر وتصغر السنة ايضا على سنيهة على ان الاصل سنهة ويقال ايضا سنينة وهو قليل وسنه الطعام والشراب كفرح سنها وتسنه تغير ومنه قوله تعالى فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وقيل لم تغيره السنون وقال الفراء لم يتغير بمرور السنين عليه قال ثعلب قرأها أبو جعفر وشيبة ونافع وعاصم باثبات الهاء ان وصلوا أو قطعوا وكذلك قوله فبهداهم اقتده ووافقهم أبو عمرو في لم يتسنه وخالفهم في اقتده فكان يحذف الهاء منه في الوصل ويثبتها في الوقف وكان الكسائي يحذف الهاء منهما في الوصل ويثبتها في الوقف وقال الازهري الوجه في القراءة لم يتسنه باثبات الهاء في الوقف والادراج وهو اختيار ابي عمرو ومن قولهم سنه الطعام إذا تغير وقال أبو عمرو والشيباني اصله يتسنن فابدلوا كما قالوا تظنيت وقصيت اظفاري * ومما يستدرك عليه مضت سنبة من الدهر وسنبهة وسبة من الدهر نقله الازهري في الرباعي ( افعل ذلك سهنساه وسهنساه بالكسر فيهما وضم الهاء ) الاخرة ( وكسرها ) أهمله الجوهري وقال الفراء ( أي آخر كل شئ ) وقال ثعلب لا يقال هذا الا في المستقبل لا يقال فعلته سهنساه ولا فعلته آثر ذي اثير وحكى اللحياني سهنساه ادخل معنا وسهنساه اذهب معنا وإذا لم يكن بعده شئ قلت سهنساه قد كان كذا وكذا ( سوهاي بالضم ) اهمله الجماعة وهي ( ة باخميم من ارض مصر ) قد ورد تها ومنها أبو الفتح محمد بن محمد بن اسمعيل الشافعي سبط الجمال السملاوي سمع على الحافظ ابن حجر والبدر النسابة مات سنة 895 ( فصل الشين ) مع الهاء ( الشبه بالكسر والتحريك وكأمير المثل ج أشباه ) كجذع واجذاع وسبب واسباب وشهيد واشهاد ( وشابهه واشبهه ماثله ) ومنه من اشبه أباه فما ظلم ويروى * ومن يشابه أبه فما ظلم * ( و ) اشبه الرجل ( امه ) إذا ( عجز وضعف ) عن ابن الاعرابي وانشد اصبح فيه شبه من امه * من عظم الرأس ومن خرطمه ( وتشابها واشتبها كل منهما الاخر حتى التبسا ) ومنه قوله تعالى مشتبها وغير متشابه ( وشبهه اياه وبه تشبيها مثله وأمور مشتبهة ومشبهة كمعظمة ) أي ( مشكلة ) ملتبسة يشبه بعضها بعضا قال واعلم بانك في زما * ن مشبهات هن هنه ( والشبهة بالضم الالتباس و ) ايضا ( المثل ) تقول اني لفي شبهة منه ( وشبه عليه الامر تشبيها لبس عليه ) وخلط ( وفي القرآن المحكم والمتشابه ) فالمحكم قد مر تفسيره والمتشابه ما لم يتلق معناه من لفظه وهو على ضربين احدهما إذا رد الى المحكم عرف معناه والاخر مالا سبيل الى معرفة حقيقته فالمتبع له مبتدع ومتبع للفتنة لانه لا يكاد ينتهي الى شئ تسكن نفسه إليه وقال بعضهم اللفظ إذا ظهر منه المراد فان لم يحتمل النسخ فمحكم والا فان فان لم يحتمل التأويل فمفسر والا فان سيق الكلام لاجل ذلك المراد فنص والا فظاهر وإذا خفي فان خفي لعارض اي لغير الصيغة فخفي وان خفي لنفسه اي لنفس الصيغة وأدرك عقلا فمشكل أو نقلا فمهمل أو لم يدرك اصلا فتشابه وروي عن الضحاك ان المحكمات ما لم تنسخ والمتشابهات ما قد نسخ ( والشبه والشبهان محركتين النحاس الاصفر ويكسر ) واقتصر الجوهري على الاولى والاخيرة وقال هو ضرب من النحاس يقال كوزشبه وشبه بمعنى وانشد تدين لمزرور الى جنب حلقة * من الشبه سواها برفق طبيبها ( ج اشباه ) وفي المحكم هو النحاس يصبغ فيصفر وفي التهذيب ضرب من النحاس يلقى عليه دواء فيصفر قال ابن سيده سمي به لانه إذا فعل به ذلك اشبه الذهب بلونه ( و ) الشباه ( كسحاب حب كالحرف ) يشرب للدواء عن الليث ( والشبه والشبهان محركتين ) الاولى عن ابن بري ( نبت ) كالسمر ( شائك له ورد لطيف احمر وحب كالشهد انج ترياق لنهش الهوام نافع للسعال ويفتت الحصى ويعقل البطن وبضمتين ) والذي في الصحاح بفتح فضم ( شجر ) من ( العضاه ) وانشد بواد يمان ينبت الشث صدره * وأسفله بالمرخ والشبهان
وانشده أبو حنيفة في كتاب النبات بالورخ والشبهان والبيت لرجل من عبد القيس وقال أبو عبيدة للاحول اليشكري واسمه يعلى ( أو الثمام ) يمانية حكاها ابن دريد ( أو النمام ) من الرياحين نقله الجوهري * ومما يستدرك عليه المشابه جمع لا واحد له من لفظه أو جمع شبه على غير قياس كمحاسن ومذاكير نقله الجوهري وتشبه بكذا تمثل وشبهه عليه تشبيها خلطه عليه وجمع الشبهة شبه وشبه الشئ اشكل وايضا ساوى بين شئ وشئ عن ابن الاعرابي والتشابه الاستواء وفي الحديث اللبن يشبه اي ينزع الى اخلاق المرضعة وفي رواية يتشبه والمشبه كمعظم المصفر من النصي والشبيه لقب الامام الحافظ القاسم بن محمد بن جعفر الصادق يقال لولده بنو الشبيه بمصر وهم الشبهيون وولده الحافظ المحدث يحيى بن القاسم هو الذي دخل مصر سنة 344 وكان لدخوله ازدحام عجيب لم ير مثله وتوفي بها سنة 370 ومقامه بين الامامين يزار ( شده رأسه كمنع ) شدها ( شدخه و ) شده ( فلانا أدهشه كأشدهه ) وهذه عن ابي عبيد قيل هو مقلوب منه ( والمشاده المشاغل ) نقله الزمخشري ( والاسم الشده ) بالفتح ( ويحرك ويضم ) (1/8224)
كالبخل والبخل ( وشده كعنى دهش ) فهو مشدوه نقله الجوهري والاسم بالضم والتحريك كذا عن ابي زيد ( و ) شده ايضا ( شغل ) عن ابي زيد ايضا ( و ) قيل ( حير فانشده والاسم ) الشداه ( كغراب ) قال الازهري لم يجعل شده من الدهش كما يظن بعض الناس واللغة العالية دهش على فعل واما الشده فالدال ساكنة ( شره ) الى الطعام ( كفرح ) شرها ( غلب حرصه ) واشتد ( فهو شره وشرهان ) وهذه عن الليث وقيل هو اسوأ الحرص ( و ) قولهم في الدعاء ( اهيا بكسر الهمزة واشر اهيا بفتح الهمزة والشين ) وسكون الراء كلمة ( يونانية ) أو سريانية أو عبرانية وهذا اصح ( أي الازلي الذي لم يزل ) قال الصاغاني هكذا أقرأنيه حبر من احبار اليهود بعدن أبين وقيل هيا شرا هيا وكانه اختصار منه اي يا حي يا قيوم نقله الليث وقال الصاغاني ( وليس هذا موضعه ) لانه ليس على شرط الكتاب ( لكن لان الناس يغلطون ويقولون أهيا ) بفتح الهمزة وبخط الصاغاني بمد الهمزة و ( شراهيا ) باسقاط الهمزة ( وهو خطأ على ما يزعمه احبار اليهود ) وهذا الذي خطأه هو المشهور في كتب القوم ولا يكادون ينطقون بغير ذلك وقال الاصمعي العامة تقول ياهيا وهو مولد والصواب ياهياه بفتح الهاء قال أبو حاتم اظن أصله ياهيا شراهيا وقال ابن بزرج وقالوا ياهيا وياهيا إذا كلمته من قريب فتأمل ( شفهه ) عنه ( كمنعه ) شفها ( شغله ) يقال نحن نشفه عليك المرتع والماء اي نشغله عليك اي هو قدرنا لافضل فيه ( أو ) شفهه فلان إذا ( الح عليه في المسألة حتى انفد ما عنده فهو مشفوه ) مثل مثمود ومضفوف ومكثور عليه ( وشفتا الانسان طبقا فمه الواحدة شفة ويكسر و ) الاصل شفهة و ( لامها هاء ) عند جميع البصريين وتصغيرها شفيهة ولهذا قالوا الحروف الشفهية ولم يقولوا الشفوية ( ج شفاه ) فإذا نسبت إليها فأنت بالخيار ان شئت تركتها على حالها وقلت شفي مثل دمي ويدي وعدي وان شئت شفهي ( و ) زعم قوم ان الناقص من الشفة واو لانه يقال في الجمع ( شفوات ) كما في الصحاح وسيأتي للمصنف تنبيه على ذلك في المعتل قال ابن بري المعروف في جمع شفة شفاه مكسرا غير مسلم وحكى الكسائي انه لغليظ الشفاه كانه جعل كل جزء من الشفة شفة ثم جمع على هذا وقال الليث إذا ثلثوا الشفة قالوا شفهات وشفوات والهاء أقيس والواو أعم لانهم شبهوها بالسنوات ونقصانها حذف هائها * قلت وحكى البدر الدماميني في شرح التسهيل شفهات قال الازهري والعرب تقول هذه شفة في الوصل وشفه بالهاء فمن قال شفة كانت في الاصل شفهة فحذفت الهاء الاصلية وأبقيت هاء العلامة للتأنيث ومن قال شفه بالهاء ابقى الهاء الاصلية ( والشفاهي بالضم العظيمها ) وفي الصحاح غليظ الشفتين ( وشافهه ادنى شفته من شفته ) فكلمه مشافهة جاؤا بالمصدر على غير فعله وليس في كل شئ قيل مثل هذا لو قلت كلمته مفاوهة لم يجز انما يحكى في ذلك ما سمع هذا قول سيبويه وقال الجوهري المشافهة المخاطبة من فيك الى فيه ( و ) من المجاز شافه ( البلد والامر ) إذا ( داناه ) كما في الاساس ( والشافه العطشان ) لا يجد من الماء ما يبل به شفته قال ابن مقبل فكم وطئنا بها من شافه بطل * وكم اخذنا من انفال نفاديها
نفئك غبب س ف ه عن ابن الاعرابي السافه بهذا المعنى وهو صحيح ايضا ( و ) من المجاز ( بنت الشفة الكلمة ) يقال ما كلمني ببنت شفة ( وماء ) مشفوه كثرت عليه الشفاه حتى قل وفي الصحاح الذي كثر عنده الناس ( و ) من المجاز ( طعام مشفوه ) إذا ( كثرت عليه الايدي ) ومنه الحديث إذا صنع لاحدكم خادمه طعاما فليقعده معه فان كان مشفوها فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين أراد فان كان مكثورا عليه اي كثرت اكلته وقيل المشفوه هنا القليل ( و ) من المجاز ( رجل خفيف الشفة ) اي ( ملحف )
يسأل الناس كثيرا ( و ) ايضا ( قليل السؤال ) للناس فهو ( ضد و ) من المجاز ( له فينا شفة حسنة ) اي ( ذكر جميل ) كما في الاساس وفي الصحاح ثناء حسن ( وما احسن شفة الناس عليك ) وقال اللحياني ان شفة الناس عليك لحسنة اي ثناءهم عليك حسن وذكرهم لك ولم يقل شفاه الناس ( و ) من المجاز ( أنيتنا وأموالنا مشفوهة ) اي ( قليلة وكاد العيال يشفهون مالي ) اي يفنونه ( وشفهه كمنعه ضرب شفته و ) ايضا ( شغله و ) ايضا ( الح عليه في المسألة حتى انفد ما عنده ) وهذان المعنيان قد تقدما في اول الترجمة فهو تكرار ( والحروف الشفهية ) ما كانت ( بفم ) وهي الباء والفاء والميم ولا تقل شفوية كما في الصحاح وجوزه الخليل وفي التهذيب ويقال للفاء والباء والميم شفوية وشفهية لان مخرجها من الشفة ليس للسان فيها عمل ( ورجل اشفى لا تنضم شفتاه ) نقله الجوهري قال ولا دليل على صحته ( و ) من المجاز ( شفه الطعام كعنى كثر آكلوه ) فهو مشفوه أو قل كما تقدم ( و ) شفه ( زيد كثر سائلوه ) حتى انفذوا ما عنده فهو مشفوه قال ابن بري وقد يكون المشفوه الذي افنى ماله عياله ومن يقوته قال الفرزدق يصف صائدا عاري الاشاجع مشفوه اخو قنص * ما يطعم العين نوما غير تهويم ( و ) شفه ( المال ) إذا ( كثر طالبوه ) فهو مشفوه * ومما يستدرك عليه قد تستعار الشفة للفرس كقول ابي داود فبتنا جلوسا على مهرنا * تنزع من شفتيه الصفارا الصفار يبيس البهمي وله شوك يعلق بجحافل الخيل واستعار أبو عبيد الشفة للدلو قال إذا خرزت الدلو فجاءت الشفة مائلة قيل كذا قال ابن سيده فلا ادري أمن العرب سمع هذا ام هو تعبير اشياخ ابي عبيد وذات شفة الكلمة وماء مشفوه مطلوب عن الليث وقيل ممنوع من ورده لقلته وقيل كثير الاهل وحكى ابن الاعرابي شفهت نصيبي بالفتح ولم يفسروه ورد ثعلب عليه ذلك وقال انما هو سفهت اي نسيت وذو الشفة خالد بن سلمة المخزومي احد خطباء قريش وكان في شفته ادنى علم ( شقه النخل تشقيها ) اهمله الجوهري (1/8225)
وقال ابن الاثير اي ( شقحها ) كذا في النسخ والصواب شقح فانه لازم غير متعد وبه فسر الحديث نهي عن بيع التمر حتى يشقه والهاء بدل من الحاء * ومما يستدرك عليه اشقاه التمر ان يحمر ويصفر كالاشقاح وبه روى الحديث ايضا ( شاكهه مشاكهة وشكاها ) اي ( شابهه وشاكله وقاربه ) ووافقه ومنه المثل شاكه أبا فلان اي قارب في المدح ولا تطنب يقال للرجل يفرط في مدح الشئ كما يقال بدون ذا ينفق الحمار انشد الجوهري لزهير علون بأنماط عتاق وكلمة * وراد حواشيها مشاكهة الدم وقيل اصل المثل ان رجلا رأى آخر بعرض فرسا له على البيع فقال له هذا فرسك الذي كنت تصيد عليه الوحش فقال له شاكه ابا فلان ( وتشاكها تشابها و ) قال أبو عمرو بن العلاء ( أشكه الامر ) مثل ( اشكل ) نقله الجوهري ( اشنه كقنفذ ) اهمله الجوهري وصاحب اللسان وهكذا ضبطه ياقوت والهاء محضة وهي ( ة قرب اصبهان ) وقال ياقوت بلدة شاهدتها في طرف اذربيجان من جهة اربل بينها وبين ارمية يومان وبينها وبين اربل خمسة ايام * قلت فأين هذا من قول المصنف انها قرب اصبهان وهو خطأ ومنها الفقيه عبد العزيز بن علي الاشهني الشافعي تفقه على ابي اسحق الشيرازي وروى عن ابي جعفر بن المسلمة وصنف في الفرائض هكذا نسبه الماليني في بعض تخاريجه قال وربما قالوه بالهمز بعد الالف فقالوا الاشنائي على غير قياس قال ياقوت وربما قالوا أشناني بنونين * قلت وقد تقدم بيانه في النون * ومما يستدرك عليه اشنيه بالكسر وفتح النون قرية بمصر والنسبة اشنيهي ( شاه وجهه ) يشوه ( شوها وشوهة قبح ) ويقال الشوهة الاسم وفي حديث حنين انه رمى المشركين بكف من حصى وقال شاهت الوجوه فهزمهم الله تعالى قال أبو عمرو اي قبحت الوجوه وفيى حديث ابن صياد ايضا قال له شاه الوجه ( كشوه كفرح ) شوها ( فهو أشوه ) وهي شوهاء وهما القبيحا الوجه والخلقة ( و ) شاه ( فلانا ) شوها ( أفزعه ) عن اللحياني ( و ) ايضا ( اصابه بالعين ) وقيل الشوه شدة الاصابة بها رجل اشوه وامرأة شوهاء يصيبان الناس بعينهما فتنفذ عينهما وقال الليث الاشوه السريع الاصابة بالعين والمرأة الشوهاء وقال اللحياني شاه ماله اصابه بعينه ( و ) شاهه ( حسده ) فهو شائه والجمع شوه حكاه اللحياني عن الاصمعي ( و ) شاهت ( نفسه الى كذا ) تشوه ( طمحت ) إليه عن ابي عمرو ( وشوهه الله ) تعالى تشويها ( قبح وجهه ) فهو مشوه قال الحطيئة أرى ثم وجها شوه الله خلقه * فقبح من وجه وقبح حامله وكل شئ من الخلق لا يوافق بعضه بعضا اشوه ومشوه ( و ) يقال ( لا تشوه على ) أي ( لا تصبني بعين ) وخصصه الازهري فروى عن ابي المكارم إذا سمعتني اتكلم فلا تشوه على اي لا تقل ما أفصحك فتصيبني بالعين ( والشوهاء العابسة ) والوجه القبيحة الخلقة ( و ) ايضا ( الجميلة ) المليحة الحسنة وروى عن منتجع بن نبهان قال امرأة شوهاء رائعة حسنة وفي الحديث بينا أنا نائم
رأيتني في الجنة فإذا امرأة شوهاء الى جنب قصر فقلت لمن هذا القصر قالوا لعمر وقال الشاعر وبجارة شوهاء ترقبني * وحما يظل بمنبذ الحلس فهو ( ضد و ) الشوهاء ( المشؤمة ) والاسم منها الشوه ( و ) الشوهاء ( من الخيل ) صفة محمودة فيه وهي ( الرائعة ) المشرفة ( الطويلة و ) قيل هي ( المفرطة رحب الشدقين والمنخرين ) وقيل هي الواسعة الفم وانشد الجوهري لابي داود فهي شوهاء كالجوالق فوها * مستجاف يضل فيه الشكيم ( و ) قيل هي ( الصغيرة الفم ) فهو ( ضد ) ولا يقال فرس اشوه انما هي صفة للانثى ( و ) الشوهاء ( فرسان ) احداهما لحاجب بن زرارة قال بشر بن ابي خازم وأفلت حاجب تحت العوالي * على الشوهاء يجمح في اللجام والثانية فرس عمرو بن مالك الاودي ( و ) المشوه ( كمعظم القبيح الشكل ) الذي لا يوافق بعضه بعضا كالاشوه ( والشوه محركة طول العنق ) وارتفاعها واشراف الرأس ومنه فرس أشوه ( و ) ايضا ( قصرها ضد ورجل شائه البصر وشاه البصر ) اي ( حديده ) وكذلك شاهي البصر ( والشاة الواحدة من الغنم ) تكون ( للذكر والانثى ) وحكى سيبويه عن الخليل هذا شاة بمنزلة هذا رحمة من ربي ( أو يكون من الضأن والمعز والظباء والبقر والنعام وحمر الوحش ) قال الاعشى * وحان انطلاق الشاة من حيث خيما * وأنشد الجوهري لطرفة في الثور الوحشي مؤللتان تعرف العتق فيهما * كسامعتي شاة بحومل مفرد قال ابن بري ومثله للبيد * أو أسفع الخدين شاة اران * وقال الفرزدق فوجهت القلوص الى سعيد * إذا ما الشاة في الأرطاة قالا ( و ) ربما كنوا بالشاة عن ( المرأة ) قال الاعشى فرميت غفلة عينه عن شاته * فأصبت حبة قلبه وطحالها وقال عنترة يا شاة ما قنص لمن حلت له * حرمت علي وليتها لم تحرم والشاة أصلها شاهة حذفت الهاء الاصلية وأثبتت الهاء التي هي للعلامة التي تنقلب تاء في الادراج وقيل في الجمع شياه كما قالوا ماء (1/8226)
والاصل ماهة وماءة وجمعوها مياها وقال ابن سيده ( ج شاء أصله شاه وشياه وشواه ) بكسرهما ( وأشاوه وشوي وشيه ) كعنب ( وشيه كسيد ) الثلاثة الاخيرة اسم للجمع ولا يجمع بالالف والتاء كان جنسا أو مسمى به فأما شيه فعلى التوفية وقد يجوز ان يكون فعلا ثم وقع الاعلال بالاسكان ثم وقع البدل للخفة وأما شوي فيجوز ان يكون اصله شويه على التوفية ثم وقع البدل للمجانسة لان قبلها واوا وياء وهما حرفا علة ولمشاكلة الهاء الياء الا ترى ان الهاء قد ابدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم ذه في ذي وقد يجوز ان يكون شوي على الحذف في الواحد والزيادة في الجمع فيكون من باب لال في التغيير الا ان شويا مغير بالزيادة ولال بالحذف وأما شيه فبين انه شيوه ابدلت الواو ياء لانكسارها ومجاورتها الياء وقال الجوهري اصل الشاة شاهة لان تصغيرها شويهة والجمع شياه بالهاء في ادنى العدد تقول ثلاث شياه الى العشر فإذا جاوزت فبالتاء فإذا كثرت قيل هذه شاء كثيرة وجمع الشاء شوي وقال ابن الاعرابي الشاء والشوي والشيه واحد وأنشد قالت بهية لا يجاوز رحلنا * أهل الشوي وعاب اهل الجامل وفي الحديث فأمر لها بشياه غنم انما اضافها الى الغنم لان العرب تسمي البقرة الوحشية شاة فميزها بالاضافة لذلك قاله ابن الاثير ( وأرض مشاهة ذات شاء ) كما يقال مأبلة نقله الجوهري عن ابي عبيد زاد غيره قلت أو كثرت ( أو كثيرتها ورجل شاوي وشاهي صاحب شاء ) وانشد الجوهري لمبشر ين هذيل * لا ينفع الشاوي فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته * إذا علاها اقتربت وفاته قال وان سميت به رجلا قلت شائي وان شئت شاوي كما نقول عطاوي وان نسبت الى الشاة قلت شاهي انتهى وقال سيبويه شاوي على غير قياس ووجه ذلك ان الهمزة لا تنقلب في حد النسب واوا الا ان تكون همزة تأنيث كحمراء ونحوه ألا ترى انك تقول في عطاء عطائي فان سميت بشاء فعلى القياس شائي لا غير ( وتشوه شاء اصطادها ) نقله الجوهري ( و ) تشوه ( له تنكر ) له وتغول ومنه الحديث قال لصفوان بن المعطل حين ضرب حسان بالسيف أتشوهت على قومي ان هداهم الله للاسلام أي تنكرت وتقبحت لهم ( والشوهة بالضم البعد ) وكذلك البوهة يقال شوهة له وبوهة وهذا يقال في الذم ( وأبو شاه صحابي ) وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح اكتبوا لابي شاه ( وشاه الكرماني من الاولياء ) المشهورين ترجمه غير واحد من العلماء ( يمنع ويصرف ) قال شيخنا اما الصرف فظاهر وأما منعه فلعله للعلمية والعجمة ( وابن شاهين محدث ) كثير التصانيف صنف ثلثمائة وثلاثين مصنفا منها التقسير ألف جزء والمسند ألف وخمسمائة جزء والتاريخ مائة وخمسون مجلدا ومداده الذي كتب به التصانيف الف قنطار وثمانمائة وسبعة وعشرون قنطارا قال شيخنا اورد المصنف الشاهين وما يتعلق به في النون فكان الاولى ذكر هذا هناك ايضا والفرق بان النون هناك اصل وهنا زائدة فرق بلا فارق ( والاشوه المختال ) * ومما يستدرك عليه المشوه
القبيح العقل وخطبة شوهاء لم يصل فيها على النبي صلى الله عليه وسلم وتشوه رفع طرفه إليه ليصيبه بالعين وبع روى لا تشوه علي اي لا تقل ما أحسنه فتصيبني بالعين يقال هو يتشوه اموال الناس ليصيبها بالعين وشوه الله حلوقكم اي وسعها والشوهاء من الخيل الحديدة الفؤاد وفي التهذيب فرس شوهاء حديدة البصر والشوه محركة الحسن وشاه بور من ملوك الفرس وهو سابور ذو الاكتاف والشاه السلطان فارسية ومنه الشاه المستعملة في رقعة الشطرنج ومنه شهنشاه اي ملك الملوك قال الاعشى وكسرى شهنشاه الذي سار ملكه * له ما اشتهى راح عتيق وزنبق قال السكري اراد شاهان شاه ولكن الاعشى حذف الالفين منه ونقله ايضا شراح البخاري وشاهويه بضم الهاء جد ابي بكر محمد ابن احمد بن على القاضي الفقيه الفارسي من شيوخ الحاكم ابي عبد الله ورد رسولا الى نيسابور فمات بها سنة 361 وايضا جد محمد بن ابراهيم السمرقندي عن علي بن حرب الموصلي مات سنة 297 وشاهين بن منصور بن عامر الارمناوي الحنفي ولد سنة 1030 وروى عن البابلي والمزاحي والشبر املسي وعنه عاليا شيخنا المعمر سليمان بن مصطفى المنصوري وشيوخ مشايخنا السيد علي بن مصطفى بن حسن الضرير السيواسي ومصطفى بن فتح الله الحموي المسكي والمعمر أبو لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني سمع البخاري على الفربري وعنه الشيخ المعمر ثلثمائة سنة بابا يوسف الهروي ذكره الشيخ أبو الفتوح الطاوسي ومن طريقه روينا البخاري عاليا * ومما يستدرك عليه شه حكاية كلام شبه الانتهار وشه طائر شبه الشاهين وليس به اعجمي كما في اللسان ( شاهه يشيهه ) شيها أهمله الجوهري وقال ابن بزرج اي ( عانه ) اي اصابه بالعين قال ( وهو شيوه عيون من اشيه الناس ) وذكره صاحب اللسان في ترجمة شوه واستطرادا * ومما يستدرك عليه الشيه قرية بمصر من المنوفية بينها وبين سبك فرسخ وقد مررت بها ( فصل الصاد ) مع الهاء ( اصبهان ) بالكسر أهمله الجوهري والجماعة وقد تقدم ذكره مفصلا ( في ا ص ص ) وانما ذكره هنا لان بعضهم قال ان أصله اسباه ثم عرب بالصاد وحذفت الالف ( صتهه كمنعه وصتهه ) بالتشديد وقد اهمله الجوهري وصاحب اللسان أي ( ذلله ) قال رؤبة غا وعصى مرشده وقد نهى * صتهته ولم يكن مصتها * ومما يستدرك عليه صتهته إذا تغافلت عنه عامية ( صه بسكون الهاء وكسرها منونة كلمة زجر للمتكلم اي اسكت ) ذكر (1/8227)
المصنف لغتين صه وصسه وفاته صها بالفتح مع التنوين ويقال صه بالكسر من غير تنوين وقوله كلمة زجر هكذا هو في المحكم الاولى اسم فعل معناه الامر بالسكوت ففي الصحاح صه كلمة بنيت على السكون وهو اسم سمي به الفعل ومعناه اسكت تقول للرجل إذا أسكته صه فان وصلت نونت فقلت صه صه وقال المبرد فان قلت صه يارجل بالتنوين فانما تريد الفرق بين التعريف والتنكير لان التنوين تنكير انتهى وقال ابن جني أما قولهم صه إذا نونت فكأنك قلت سكوتا وإذا لم تنون فكأنك قلت السكوت فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف وانشد الليث إذا قال حادينا لتشبيه نبأة * صه لم يكن الا دوي المسامع قال وكل شئ من موقوف الزجر فان العرب قد تنونه مخفوضا وما كان غير موقوف فعلى حركة صرفه في الوجوه كلها وقال ابن الاثير صه تكون للواحد وللاثنين والجمع والمذكر والمؤنث بمعنى اسكت وهي من اسماء الافعال وتنون فإذا نونت فهي للتنكير كأنك قلت اسكت سكوتا وإذا لم تنون فللتعريف اي اسكت السكوت المعروف منك انتهى وأنشد ابن سيده في اللغة الاولى صه لا تكلم لحماد بداهية * عليك عين من الاجذاع والقصب ( وصهصه بهم اسكتهم ) وهو من تضاعف صه أي زجرهم ( فقال لهم صه صه ) * ومما يستدرك عليه صه القوم زجرهم وقالوا صهصيت فأبدلوا الياء من الهاء كما قالوا دهديت في دهدهت ( فصل الضاد ) مع الهاء أهمله الجوهري * ومما يستدرك عليه الضبه موضع انشد ثعلب للحذلمي * مضارب الضبه وذي الشجون * كما في اللسان ( ضهه ) ضها اهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال ابن الاعرابي أي ( شاكله وشابهه لغة في ضاهاه ) كذا في التكملة ( فصل الطاء ) مع الهاء اهمله الجوهري * ومما يستدرك عليه طبليه محركة ويقال ايضا طبلوهة قرية بمصر من المنوفية وقد وردتها وقد ذكرت في اللام ايضا * ومما يستدرك عليه طره كطرح زنة ومعنى كما في ابيات الكندي وشرحها نقله شيخنا ( طله في البلاد كمنع ) طلها اهمله الجوهري اي ( ذهب و ) ايضا ( دب دبيبا في دؤوب ) وملازمة ( و ) يقال ( ما في السماء طله كصرد ) وكذلك طلس ( اي مارق من السحاب و ) قال ابن الاعرابي بقيت ( طلهة من المال بالضم ) أي ( بقية منه وواد أطله ) و ( أطلس ) إذا بقى فيه شئ من الكلا ولم يذكر اطلس بهذا المعنى في موضعه فهو احالة باطلة ( ج طله ) بالضم ( واطله اطلع ) زنة ومعنى وكأن الهاء مبدلة من العين * ومما يستدرك عليه يقال في الارض طلهة من كلا اي شئ صالح منه عن ابن الاعرابي قال والطلهم
من الثياب الخفاف ليست بجدد ولا جياد والميم زائدة وفي النوادر عشاء أطله وأدهس وأطلس إذا بقى من العشاء ساعة مختلف فيها فقائل يقول امسيت وقائل يقول لا فالذي يقول لا يقول هذا القول ( المطمه كمعظم ) اهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي هو ( المطول ) قال والممطه المظلم نقله الازهري * ومما يستدرك عليه طملاهة قرية بمصر من اعمال جزيرة بني نصر وطمليه محركة قرية اخرى بالمنوفية ( الطهطاه ) اهمله الجوهري وفي اللسان عن الليث هو ( الفرس الرائع الفتي المطهم ) ويوصف به فيقال فرس طهطهاه ( وطه كبل اي اطمئن ) وبه فسر حديث سماع موسى كلام رب العزة جل جلاله ( أو معناه يارجل بالحبشية ) نقله الليث وقال قتادة طه بالسريانية يارجل وقال سعيد بن جبير وعكرمة هي بالنبطية يارجل ويروى ذلك عن ابن عباس ( ومن قرأ طه باشباع الفتحتين فحرفان من الهجاء ) نقله الليث وروى عن ابن مسعود طه باشباع الكسرتين قال الفراء وكان بعض القراء يقطعها ط ه ( وطهاطه الخيل اصواتها ) جمع طهطهة ( فصل العين ) مع الهاء ( عته ) الرجل ( كعنى عتها ) بالفتح ( وعتها وعتاها بضمهما فهو معتوه نقص عقله أو فقد ) عقله ( أو دهش ) من غير مس جنون وما كان معتوها ولقد عته عتها وفي الحديث رفع القلم عن ثلاثة الصبي والنائم والمعتوه وهو المجنون المصاب بعقله ( و ) عته فلان ( في العلم ) إذا ( أولع به وحرص عليه و ) عته فلان ( في فلان ) إذا ( أولع بايذائه ومحاكاة كلامه ) قال شيخنا استعمل الايذاء هنا وفي بعض مواضع وقال في المعتل انه لا يقال وسيأتي الكلام عليه ( فهو عاته ) وعتيه ( ج عتهاء ) ككرماء ( والاسم العتاهة ) والعتاهية كالفراهية والفراهية ( والتعته التجاهل و ) ايضا ( التغافل ) يقال هو يتعته لك عن كثير مما تأتيه اي يتغافل عنك فيه ( أو ) هو ( التنظف ) والتنوق ( و ) في الصحاح التعته ( التجنن والرعونة ) ذكره أبو عبيد في المصادر التي لا تشتق منها الافعال قال رؤبة بعد لجاج لا يكاد ينتهي * عن التصابي وعن التعته ( و ) التعته ( المبالغة في الملبس والمأكل ) يقال تعته في كذا وتأرب إذا تنوق وبالغ ( والمعته كمعظم العاقل المعتدل الخلق و ) ايضا ( المجنون المضطربة ) اي الخلق فهو ( ضد وابو العتاهية ككراهية لقب ابي اسحق اسمعيل بن ابي القاسم ) هكذا في النسخ والصواب ابن القاسم ( بن سويد ) الشاعر ( لا كنيته ووهم الجوهري ) قال شيخنا هذا غريب جدا مخالف لما أطبق عليه ائمة العربية من ان اللقب ما اشعر بالرفعة أو الضعة ولا يصدر بالاب والام والابن والبنت على الاصح في الاخيرين بل كلامهم صريح في ان كل ما صدر بذلك فهو كنية بلا خلاف قال ثم رأيت العصام في الاطول في فن البديع أشار الى مثل هذا واستغرب كلام المصنف غاية الاستغراب قال وانه لحقيق بالاستغراب لخروجه عن قواعد الاعراب ثم اي مانع من اجتماع كنى متعددة على مكنى واحد كما تجمع (1/8228)
الالقاب كذلك كما في غير ديوان قال ثم خطر لي ان المصنف كأنه راعى ما يميل إليه بعض من ان مادل على الذم فانه يكون لقبا ولو صدر بأب أو أم ولا سيما إذا قصدوا بالكنية الذم كما ادعاه بعض في هذه الكنية وزعم انهم قصدوا بها كأن العته الخفة والجنون فيكون كنية اريد بها اللقب قال وفي كلام المحدثين في اسماء بعض الرجال ما يومئ إليه ولكنهم لم يمنعوا اطلاق الكنية عليه انتهى * قلت وذكر بعض انه كان له ولد يسمى عتاهية وبه كني وقيل لو كان كذلك لقيل له أبو عتاهية بغير تعريف والصحيح انه لقب لا كنية كما مشى عليه المصنف ولقب بذلك لان المهدي قال له أراك متعتها متخلطا وكان قد تعته بجارية للمهدي واعتقل بسببها وعرض عليها المهدي ان يزوجها له فأبت وقيل لقب بذلك لانه كان طويلا مضطربا وقيل لانه كان يرمى بالزندقة وقرأت في الاغاني لابي الفرج عن الخليل بن اسد النوشجاني قال أبو العتاهية يزعم الناس اني زنديق ووالله ما ديني الا التوحيد فقلنا له قل شيئا نتحدث به عنك فأنشد ألا اننا كلنا بائد وأي بن آدم خالد وبدؤهم كان من ربهم وكل الى ربه عائد فيا عجبا كيف يعصى الاله ام كيف يجحده الجاحد وفي كل شئ له آية تدل على انه واحد فانظر ذلك ولا عليك من استغراب العصام فانه من عدم الالمام بكلام الاعلام ( والعتاهية ايضا ضلال الناس ) من التجنن والدهش ( كالعتاهة و ) العتاهية ( الاحمق ويضم ) يقال رجل عتاهية وعتاهية ( و ) عتاهية ( اسم ) رجل ( ورجل عته وعتهي بضمهما مبالغ في الامر جدا ) قلت الصواب في الاخير بضم ففتح ومنه قول رؤبة * في عتهي اللبس والتقين * وهو اسم من التعته على فعلي * ومما يستدرك عليه عته كفرح عتها فهو عتاهية نقله الجوهري عن الاخفش وأورده ابن القطاع ايضا والعتاهة الضلال والحمق ورجل عنته وعنتهي وهو المبالغ في الامر إذا أخذ فيه ( عجه بينهما تعجيها عانهما ففرق بينهما ) نقله ابن شميل في
كتاب الجيم قال وقال اعرابي اندر الله عين فلان لقد عجه بين ناقتي وولدها ( وتعجه ) الرجل ( تجاهل ) وزعم بعضهم انه بدل من تاء تعته قال ابن سيده وانما هي لغة على حدتها إذ لا تبدل الجيم من التاء ( و ) تعجه ( الامر ) بينهما إذا ( التوى والعنجهي بالضم المتكبر ) وفي الصحاح ذو البأو * قلت ويقال النون اصلية ولذا أورده الازهري في الرباعي ( و ) العنجهية ( بهاء الجهل والحمق ) ومنه قول ابي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي يهجو شيبة بن الوليد عش بجد فلن يضرك نوك انما عيش من ترى بجدود عش بجد وكن هنبقة القيسي جهلا أو شبية بن الوليد رب ذي اربة مقل من المال وذي عنجهية مجدود ( و ) ايضا ( الكبر والعظمة كالعنجهانية ) بالتشديد ( ويخفف ) نقله الجوهري عن الفراء * ومما يستدرك عليه العنجهية الجفوة في خشونة المطعم والامور عن ابن الاعرابي ومنه قول حسان ومن عاش منا عاش في عنجهية * على شظف من عيشه المتنكد والعنجه كجعفر وقنفذ والعنجهي كله الجافي من الرجال الفتح عن ابن الاعرابي وأنشد لرؤبة ادركتها قدام كل مدره * بالدفع عني درء كل عنجه كما في المحكم والعنجه والعنجهة القنفذة الضخمة نقله الازهري ( العيده سوء الخلق ) والكبر ( كالعيدهة والعيدهية ) وأنشد الجوهري واني على ما كان من عيدهيتي * ولوثة اعرابيتي لأريب ( و ) ايضا ( السئ الخلق ) من الناس والابل وفي التهذيب ( من الابل وغيره ) ومثله في الصحاح قال رؤبة أو خاف صقع القارعات الكده * وخبط صهميم اليدين عيده ( كالعيداه ) وكل مالا ينقاد للحق ويتعظم فهو عيده وعيداه ( و ) العيده ( الرجل العزيز النفس الجافي ) * ومما يستدرك عليه العيدهية الجفاء والغلظ والعجرفة والعيدهة الكبر وعدم الانقياد للحق والعندهية العنجهية ( العرهون كزنبور ) أهمله الجوهري وهو ( نبت ج عراهين وذكر في النون ) والصحيح ان نونه اصلية كما تقدم * ومما يستدرك عليه ورد في الحديث أطرقت عراهية ام طرقت بداهية قال الخطاني هذا حرف مشكل وقد كتبت فيه الى الازهري وكان من جوابه انه لم يجده في كلام العرب والصواب عنده عتاهية وهي الغفلة والدهش وقال الخطابي ولعل الاصل عرائية من العرا مقصورا وهي الناحية أو من العراء ممدودا وهو وجه الارض اي اطرقت عرائي اي فنائي زائرا وضيفا أم اصابتك داهية فجئت مستغيثا قال فالهاء الاولى من عراهية مبدلة من الهمزة والثانية هاء السكت زيدت لبيان الحركة وقال الزمخشري يحتمل ان يكون بالزاي مصدر عزه يعزه فهو عزه إذا لم يكن له أرب في الطرق فيكون معناه اطرقت بلا أرب وحاجة ام أصابتك داهية أحوجتك الى الاستغاثة * قلت فمثل هذا واجب التنبيه لا سيما وقد اختلف كلام الائمة فيه ( رجل عزه بالكسر وككتف وعزهي ) مقصور منون وهذه شاذة لان ألف (1/8229)
فعلى لا تكون للالحاق الا في الاسماء نحو معزى وانما يجئ هذا البناء صفة وفيه الهاء ونظيره في الشذوذ ما حكاه الفارسي عن ثعلب رجل كيصي يأكل وحده ( وعزهاة ) بالهاء والتاء كما في الصحاح ( وعزهاء ) بالمد عن ابن جني قال فلبت الياء الزائدة فيه ألفا لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة ثم قلبت الالف همزة ( وعنزهو وعنزهوة بكسرهن ) كلاهما عن الفارسي ( وعنزهاني بالضم ) كل ذلك ( عازف عن اللهو والنساء ) لا يطرب له ولا يريدهن وينشأ هذا عن غفلة قال ابن جني ولا نظير لعنزهو الا ان يكون العين بدلا من الهمزة على انه من الزهو والذي يجمعهما الانقباض والتأبي فيكون ثاني انقحل وان كان سيبويه لم يعرف ثانيا لانقحل في اسم ولا صفة وقال الشاعر إذا كنت عزهاة عن اللهو والصبا * فكن حجرا من يابس الصخر جلمدا * قلت ومنه اخذ الشاعر إذا كنت لم تهوى ولم تدر ما الهوى * فكن حجرا صلدا يدق بك النوى وقال ربيعة بن جحدل اللحياني فلا تبعدن اما هلكت فلا شوى * ضئيل ولا عزهي من القوم عانس وقال الازهري النون والواو والهاء الاخيرة في عنزهوة زائدة فيه وقال ابن جني عنز هو فنعلو من العزهاة ملحق بباب قنندأ ووسندأ و وحنطأ ووكنثأ و ( أو لئيم أو لا يكتم بغض صاحبه ج عزاه ) وعزاهي كسعلاة وسعال كما في الصحاح ( وعزهون ) بالكسر وضم الهاء هكذا في النسخ وفي الصحاح وعزهون بالضم وهو يحتمل ان يكون ما ذكرنا ان بضم العين كما هو المتبادر وقال الليث تسقط منه الهاء والالف الممالة لانها زائدة فلا تستخلف فتحة ولو كانت اصلية مثل ألف مثنى لاستخلفت فتحة كقولك مثنون ( والعزهاة كسعلاة المرأة أسنت ونفسها تنازعها الى الصبا ) وأنشد ابن بري ليزيد بن الحكم فحقأ يقتنى لا صبر عندي * عليه وأنت عزهاة صبور * ومما يستدرك عليه رجل عنزهوة منقبض متأب أو معرض والعنزاه والعنزهوة الكبر وفي الصحاح قال الكسائي رجل فيه عنزوهة اي كبر ووجدت بخط ابي زكريا صوابه عنزهوة وقال الزمخشري عزه الرجل كفرح فهو عزه والاسم العزاهية كفراهية لم يكن له أرب في الطرب ( العضاهة بالكسر أعظم الشجر أو الخمط أو كل ذات شوك أو ما عظم منها وطال ) واشتد شوكه
وتقدم ان الخمط كل شجرة ذات شوك فهو يغني عن قوله أو كل ذات شوك وفي الصحاح كل شجر يعظم وله شوك وهو على ضربين خالص وغير خالص فالخالص الغرف والعرفط والطلح والسلم والسدر والسيال والسمر والينبوت والقتاد الاعظم والكنهبل والغرب والعوسج وما ليس بخالص فالشوحط والنبع والشريان والسراء والنشم والعجرم والتألب فهذه تدعى عضاه القياس جمع قوس وما صغر من شجر الشوك فهو العض وما ليس بعض ولا عضاه من شجر الشوك فالشكاعي والحلاوي والحاذ والكب والسلج ( كالعضه كعنب ) بحذف الهاء الاصلية كما حذف من الشفة وأنشد الجوهري إذا مات منهم ميت سرق ابنه * ومن عضة ما ينبتن شكيرها * قلت هو من الامثال السائرة ومثله قولهم العصا من العصية يريد ان الابن يشبه الاب فمن رأى هذا ظنه هذا فكأن الابن مسروق والشكير ما ينبت في اصل الشجرة ( والعضهة كعنبة ) هو أصل عضة كالشفة اصلها شفهة فاستثقلوا الجمع بين الهاءين وقال الجوهري ونقصان العضه الهاء لانها ( ج ) على ( عضاه ) مثل شفاه فترد الهاء في الجمع وتصغر على عضيهة وقال ابن سيده وأما عضاه فيحتمل ان يكون من الجمع الذي يفارق واحده بالهاء كقتادة وقتاد ويحتمل ان يكون مكسرا كأن واحدته عضهة ( و ) قالوا في القليل ( عضون ) بالكسر ( وعضوات ) بكسر ففتح فأبدلوا مكان الهاء الواو وهذا تعليل ابي حنيفة قال ابن سيده وليس بذلك القول قال فأما الذي ذهب إليه الفارسي فان عضة المحذوفة يصلح ان تكون من الهاء فيما نراه من تصاريف هذه الكلمة كقولهم عضاه وابل عاضهة واما استدلاله على كونها من الواو فبقولهم عضوات قال وأنشد سيبويه هذا طريق يأزم المآزما * وعضوات تقطع اللهازما قال نظيره سنة تكون مرة من الهاء لقولهم سانهت ومرة من الواو لقولهم سنوات واسنتوا لان التاء في اسنتوا وان كانت بدلا من الياء فأصلها الواو وانما انقلبت ياء للمجاورة وبه تعلم ان ما نسبه شيخنا الى المصنف من التخليط في غير محله وكذا قوله في العضة انها الهاء الاصلية وليس كذلك بل هي بحذف الهاء الاصلية كما صرح به الجوهري ومن راجع الاصول استغنى عن خبط العقول ( و ) يقال ( بعير عضوي ) وابل عضوية بفتح العين على غير قياس عند من يقول نقصانها الواو كما في الصحاح ( وعضهي وعضاهي ) بالكسر فيهما اما عضهي فظاهر وهو الذي يرعاها واما العضاهي والعضاهية فاما ان يكون منسوبا الى عضة فهو من شاذ النسب وان كان منسوبا الى العضاه فهو مردود الى واحدها وواحدها عضاهة ولا يكون منسوبا الى العضاه الذي هو الجمع لان هذا الجمع وان أشبه الواحد فهو في معناه جمع ألا ترى ان من أضاف الى تمر فقال تمري لم ينسب الى تمر انما نسب الى تمرة وحذف الهاء لان ياء النسب وهاء التأنيث يتعاقبان ( وناقة عاضهة وعاضه ترعاها ) وجمال عواضه وقد عضهت عضها وروى ابن بري عن علي بن حمزة قال لا يقال بعير عاضه للذي يرعى العضاه وانما يقال له عضه وأما العاضه فهو الذي يشتكي عن أكل العضاه ( وأرض عضهة ) كفرحة ( وعضيهة ) كسفينة ( ومعضهة ) كمحسنة ذات عضاه أو ( كثيرتها وقد أعضهت ) نقله الجوهري ( و ) أعضه ( القوم أكلت (1/8230)
ابلهم العضاه ) نقله الجوهري ( وعضه ) الرجل ( كمنع عضها ) بالفتح ( ويحرك وعضيهة وعضهة بالكسر كذب و ) قيل ( سحر ) وكهن وسمى السحر عضها لانه كذب وتخييل لا حقيقة له وقال الاصمعي العضه السحر بلغة قريش وهم يقولون للساحر عاضه ( و ) ايضا ( نم ) وقيل بهت ومنه الحديث اياكم والعضة أتدرون ما العضة هي النميمة وقال ابن الاثير هي النميمة القالة بين الناس قال وهكذا روي في كتب الحديث بالفتح وقال الاصمعي هي القالة القبيحة ( و ) عضه ( البعير عضها أكل العضاه ) فهو عاضه ( و ) عضه البعير ( كفرح ) عضها فهو عضه ( اشتكى من أكلها أو رعاها ) قال هميان بن قحافة وقربوا كل جمالي عضه * قريبة ندوته من محمضه وقال أبو حنيفة ناقة عضهة تكسر عيدان العضاه ومر عن علي بن حمزة ان العاضة الذي يشتكي عن أكل العضاه والعضة الذي يرعاها ووحد بينهما الجوهري فقال عضهت الابل بالكسر تعضه عضها إذا رعت العضاه فهو بعير عاضه وعضه وأنشد قول هميان المذكور ( و ) عضه الرجل ( جاء بالافك والبهتان ) والنميمة ( كأعضه ) يقال قد أعضهت يا رجل اي جئت بالبهتان كما في الصحاح ( و ) عضه ( فلانا ) كمنع عضها وعضيهة ( بهته ) اي رماه بالبهتان ( وقال فيه ما لم يكن ) ومنه حديث عبادة في البيعة ولا يعضه بعضنا بعضا اي لا يرميه بالعضيهة معناه ان يقول فيه ما ليس فيه ( و ) عضه ( العضاه ) كمنع عضها ( قطعها كعظهها ) تعضيها وقال أبو حنيفة التعضيه قطع العضاه واحتطابه وفي الحديث ما عضهت عضاه الا بتركها التسبيح ( والحية العاضه والعاضهة التي تقتل من ساعتها ) إذا نهشت ( والعضه كعنب الكذب والبهتان ) نقله الجوهري عن الكسائي قال ابن بري قال الطوسي هذا تصحيف
وانما الكذب العضه وكذلك العضيهة * قلت ليس بتصحيف بل هو صحيح وقد جاء هكذا في كتب الغريب في الحديث ألا أنبئكم ما العضه وفي آخر اياكم والعضه بكسر العين والضاد قال الزمخشري وهو البهت ( و ) العضه ( السحر ) والكهانة بلغة قريش والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر قال أعوذ بربي من النافثا * ت في عضه العاضه المعضه ويروى في عقد العاضه وهي رواية الجوهري وقال الجوهري ( ج ) العضة ( عضون كعزة وعزين ) ومنه قوله تعالى الذين جعلوا القرآن عضين قال الفراء العضون في كلام العرب السحر وجعله من العضه ونقصانه لهاء وأصله عضهة فاستثقلوا الجمع بين هاءين فقالوا عضة كشفة وسنة ويقال واحدها عضة وأصلها عضوة من عضيت الشئ إذا فرقته جعلوا النقصان الواو المعنى انهم فرقوا يعني المشركين أقاويلهم في القرآن فجعلوه كذبا وسحرا وشعرا وكهانة وقد نقل الجوهري القولين ولا تخليط في كلام المصنف كما زعمه شيخنا ( والعاضه الساحر ) بلغة قريش عن الاصمعي وغيره * ومما يستدرك عليه عضهه عضها شتمه صريحا ومنه الحديث من تعزى بعزاء الجاهلية فاعضهوه وفي رواية أخرى فأعضوه بهن أمه كما في الروض وبينهم عضة قبيحة أي قالة ويقال يا للعضيهة كسرت اللام على معنى اعجبوا لهذه العضيهة يقال ذلك عند التعجب من الافك العظيم فإذا نصبت اللام فمعناه الاستغاثة والمستعضهة المستسحرة ومنه الحديث لعن العاضهة والمستعضهة ويقال فلان ينتجب غير عضاهه إذا انتحل شعر غيره وأنشد الجوهري يا أيها الزاعم اني أجتلب * وأنني غير عضاهي أنتجب * كذبت ان شر ما قيل الكذب ( عفهوا كمنعوا عفوها ) بالضم أهمله الجوهري أي ( طبقوا والعفاهية بالضم الضخم ) وروى بعضهم شعر الشنفري عفاهية لا يقصر الستر دونها * ولا ترتجى للبيت ما لم تبيت قيل أي ضخمة وقيل هي مثل العفاهم يقال عيش عفاهم اي ناعم وهذه انفرد بها الازهري وقال أما العفاهية فلا أعرفها وأما العفاهم فمعروف ( عله كفرح ) علها ( وقع في ملامة و ) قيل ( في أدنى ضمار ) هكذا في النسخ والصواب في أدنى خمار ( و ) عله علها ( جاع و ) ايضا ( انهمك ) واحتد ومنه قول الشاعر وجرد يعله الداعي إليها * متى ركب الفوارس أو متى لا ( و ) ايضا ( تحير ودهش ) وأنشد الجوهري للبيد علهت تردد في نهاء صعائد * سبعا تؤاما كاملا أيامها قال ابن بري صوابه علهت تبلد ( و ) عله علها ( جاء وذهب فزعا و ) أيضا ( وقع في ملامة ) وفيه تكرار ( و ) عله الرجل علها ( خبث نفسا ) وضفع ( و ) عله ( الفرس ) عليه ( نشط ) ونزق ( في اللجام وهو علهان ) راجع الى المعاني كلها ( وهي علهاء ) كذا في النسخ والصواب علهى كسكرى ففي الصحاح فرس علهى نشيطة في اللجام وقال ايضا رجل علهان وامرأة علهى مثل غرثان وغرثى اي شديد الجوع ( ج علاه ) بالكسر ( وعلاهي ) كسكاري ( والعاله الطياشة ) من النساء ( و ) ايضا ( النعامة ) نقله الجوهري ( العلهان الظليم ) نقله الجوهري ( و ) العلهان ( محركا فرس أبي مليك ) كذا في النسخ والصواب ابي مليل ( عبد الله بن ابي الحارث ) وفي بعض الاصول عبد الله بن الحرث وهو الصواب وهو يربوعي ( والعلهاء ثوبان يندف فيهما وبر الابل يلبس ) وفي الصحاح يلبسان ( تحت الدرع ) وفي المحكم يلبسهما الشجاع تحت الدرع يتوقى بهما الطعن وهو قول خالد بن كلثوم ومنه قول عمرو بن قميئة وتصدى لتصرع البطل الأر * وع بين العلهاء والسربال (1/8231)
وقال الازهرى وقرأت بخط شمرفى كتاب السلاح له من أسماء الدروع العلماء بالميم ولم أسمعه الافى بيت زهير بن جناب ( و ) العلهاء اسم ( فرس ) * ومما يستدرك عليه العله محركة الشره وأيضا الحزن والعله ككتف الذى يترد متحيرا والذى تنازعة نفسه الى الشئ وفى التهذيب الى الشر كالعلهان وقال أبو سعيد رجل علهان علان فالعلهان الجازع والعلان الجاهل وعلهان اسم رجل من أشرف بنى تميم والعلهان الجائع ( العمه محركة التردد ) وأنشد ابن برى متى تعمه الى عثمان تعمه * الى ضخم السرادق والقباب أي تردد النظر وقال للحيانى هو تردده لا يدرى أين يتوجه وقيل هو التردد ( في الضلال والتحير في منازعة أو طريق أو ) هو ( أن لا يعرف الحجة ) عن ثعلب ( عمه كمنع وفرح عمها ) بالتحريك ( وعموها ) بالضم ( وعموهة ) بالضم أيضا ( وعمهانا ) بالتحريك ( وتعامه ) هذه عن الزمخشري كل ذلك إذا حاد عن الحق وقيل العمه في البصيرة والعمى في البصر أو الثاني عام فيهما كما مال إليه الراغب قال الازهرى ويكون العمى عمى القلب يقال رجل عم إذا كان لا يبصر بقلبه ( فهو عمه وعمامه ) يتردد متحير الا يهتدى لطريقه ومذهبه وفى التنزيل العزيز في طغيانهم يعمهون أي يتحيرون ( ج عمهون وعمه كركع ) قال رؤبة ومهمه أطرافه في مهمه * أعمى الهدى بالجاهلين العمه ( وأرض عمهاء لا أعلام بها ) ولا أمارات ( وقد عمهت ) الارض ( كفرح ) وهو مجاز ( وذهبت ابله العمهى والعميهى )
أي ( لم يدر أين ذهبت ) وكذلك السمهى والسميهى ( و ) يقال ( عمهت في ظلمه تعميها ) إذا ( ظلمته بغير جلية ) كما في الاساس * ومما يستدرك عليه العنه بالكسر نبت واحدته عنهة قال رؤبة يصف الحمار * وسخط العنهة والقيصوما * كما في اللسان * ومما يستدرك عليه رجل عنته وعنتهى بضمهما وهو المبالغ في الامر إذا أخذفيه كما في اللسان ( عاه المال يعيه ) ويعوه عاهة وعؤوها ( أصابته انعاهة أي الافة ) وكذلك الزرع ومنه الحديث نهى عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة أي الافة التى تصيب الزرع والثمار فتفسدها وقال الليث من حر أو عطش وفى حديث آخر لا يوردن ذو عاهة على مصح أي لا يوردن من بابله آفة من جرب أو غيره على من ابله صحاح ( وأرض معيوهة ذات عاهة ) نقله الجواهري ( وأعاهوا وأعوهوا وعوهوا أصابت ماشيتهم أو ذرعهم ) أو ثمارهم ( العاهة ) الثانية عن الاموى نقلها الجوهرى والاخيرة عن ابن الاعرابي ( والتعويه ) التعريس وهو ( نزول آخر الليل ) نقله الجوهرى قال ( و ) هو أيضا ( الاحتباس في مكان ) وقال الليث التعويه والتعريس نومة خفيفة عند وجه الصبح وأنشد الجوهرى لرؤبة : شأز بمن عوه جذب المنطق * ناء عن التصبيح نائى المغتبق قال الازهرى سألت اعرابيا فصيحا عن قوله * جذب المندى شئز المعوه * فقال أراد به المعرج يقال عرج وعوج وعوه بمعنى واحد ( و ) التعويه ( دعاء الجحش بقولك عوه عوه ) وقد عوه به تعويها إذا دعاه ليلحق به ( والعائهة الصباح ) قال الصاغانى ولا يصرفون العائهة ( وعاه عاه و ) ربما قالوا ( عيه عيه ) وعه عه وهو ( زجر للابل لتحتبس ) * ومما يستدرك عليه العؤوه بالضم اصابة العاهة وقد أعاه الزرع مثل عاه ورجل معوه ومعيه في نفسه أو ماله أصابته عاهة فيهما وطعام معوه كذلك وطعام ذو معوهة عن ابن الاعرابي أي من أكله أصابته عاهة وعيه المال ورجل عائه وعاه مثل مائه وماه ورجل عاه أيضا مثل كبش صاف قال طفيل ودار يظعن العاهون عنها * لنبتهم وينسون الذماما وقال ابن الاعرابي العاهون أصحاب الريبة والخبث وزرع معيه ومعوه ومعهوه وبنو عوهى بطن من العرب بالشأم قال ذو الجوشن الضبابى يرثى أخاه الصميل : فيا راكبا اما عرضت مبلغا * قبائل عوهى والعمرد والمع قال ابن الكلبى هم بنو عوهى بن الهنؤبن الازد منهم أبو حميد أحمد بن محمد بن سنان العوهى الحمصى صدوق روى عن أبى حيوة شريح بن يزيد وعن يحيى بن سعيد القطان وعاهان بن كعب شاعر فعلان من عوه أوفا عال من عهن وقد ذكر في موضعه ( العه ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( القليل الحياء المكابر ) من الناس وهو قليل لانهم قالوا ان العين والهاء لا يكاد ان يأتلفان بغير فاصل وقدعه يعه إذا قل حياؤه ( وعهعه بالابل زجرها بعه عه لتحتبس ) وحكى الازهرى عن الفراء عهعهت بالضأن عهعهة إذا قلت لها عه عه وهو زجر لها * ومما يستدرك عليه عه الرجل يعه إذا قاء نقله شيخنا * ومما يستدرك عليه عاه الزرع يعيه أصابته العاهة وألف العاهة مبدلة على الياء في قول أن عن الواو كما في المصباح فيقال عاه يعوه وقد أغفله المصنف أيضا ومال معيه مثل معوه وعيه بالرجل صاح به وعيه عيه بالكسر زجر للابل * ومما يستدرك عليه فصل الغين المعجمة مع الهاء يقال غره به كفرح التصق به كغرى كما في اللسان ونقلة ابن دريد في الجمهرة وأبو حيان في باب الحذف من شرح التهسيل وهو أيضا في أبيات أبى اليمن زيد الكندى ( فصل الفاء ) مع الهاء ( فره ككرم فراهة وفراهية حذق فهو فاره ) قال الجوهرى نادر مثل حمض فهو حامض وقياسه فريه وحميض مثل صغر فهو صغير وملح فهو مليح ويقال للبغل والبرذون والحمار فاره ( بين الفروهة ) والفراهية والفراهة ( ج فره كركع ) جمع راكع ( وسكرة ) كما في الاساس قال شيخنا لا يعرف جمع على هذا الوزن ( وسفرة ) مثل صاحب وصحبة كما في الصحاح (1/8232)
( وكتب ) وفى الصحاح مثل بازل وبزل وحائل وحول قال ابن سيده وأما فرهة قاسم للجمع عند سيبويه وليس بجمع لان فاعلا ليس مما يكسر على فعلة وقال الازهرى يقال برذون فاره وحمار فاره إذا كانا سيورين ولا يقال للفرس الا جواد ويقال له رائع وفى حديث جريج دابة فارهة أي نشيطة حادة قوية فأما قول عدى بن زيد في الفرس فصاف يفرى جلة عن سراته * يبذا لجياد فارها متتايعا فزعم أبو حاتم أن عديالم يكن له بصر بالخيل وقد خطئ عدى في ذلك والانثى فارهة وفى الصحاح كان الاصمعي يخطئ عدى بن زيد في قوله : فنقلنا صنعه حتى شتا * فاره البال لجو جافى السنن قال ولم يكن له علم بالخيل قال ابن برى عدى الذى كان الاصمعي يخطئه فيه هو قوله * يبذا الجياد فارها متتايعا * ( والفارهة الجارية ) الحسنة ( المليحة ) نقله الازهرى ( و ) أيضا ( الفتية ) وبه فسر ابن سيده قول النابغة أعطى لفارهة حلو توابعها * من المواهب لا تعطى على حسد
( و ) أيضا ( الشديدة الاكل ) وقال ابن الاعرابي رجل فاره شديد الاكل قال وقال عبد لرجل أراد أن يشتريه لا تشترني آكل فارها وأمشى كارها ( وأفرهت الناقة فهى مفره ومفرهة إذا كانت تنتج الفره ) وأنشد الجواهري لابي ذؤيب ومفرهة عنس قدرت لساقها * فخرت كما تتايع الريح بالقفل ( كفرهت تفريها ) فهى مفرهة وأنشد الجواهري لمالك بن جعدة التغلبي تحل على مفرهة سناد * على أخفافها علق يمور ( و ) أفره ( فلان اتخذ غلاما فارها ) أي حسن الوجه عن ابن الاعرابي ( وفره كفرح أشرو بطر ) قال الفراء أقيمت الهاء هنا مقام الحاء في فرح والفرح في كلام العرب الاشر البطر يقال لا تفرح أي لا تأشر وفى الصحاح قوله تعالى بيوتا فرهين فمن قرأه كالذلك فهو من هذا ومن قرأه فارهين فهو من فره بالضم انتهى فعلى الاولى أي أشرين بطرين وعلى الثانية حاذقين قاله الفراء ( وهو يستفره الافراس ) أي ( يستكرمها ) والذى في الاساس فلان يستفره الدواب ( وابن فيره بكسر الفاء وضم الراء المشددة أبو القاسم ) وأبو محمد القاسم ابن فيره بن خلف بن أحمد ( الشاطبي ) ناظم القصيدة الشاطبية ( رحمه الله تعالى ) توفى بمصر سنة 590 عن خمس وخمسين سنة ( ومعناه الجديدة بالمغربية ) وفى فتح المواهبى للشهاب القسطانى معناه الحديد هكذا هو بالحاء المهملة ومثله نص التكملة ( وفراهة كسحابة ة بسجستان ) منها الامام اللغوى أبو نصر الفراهى السنجري مؤلف نصاب الصبيان باللغة الفارسية * ومما يسادرك عليه غلام فره كفاره كحذرو حاذرو به فسر أيضا قوله تعالى بيوتا فرهين أي حاذقين وأفرهت المرأة جاءت باولاد ملاح وغلام فاره حسن الوجه قال الشاعر * وفرسا أنثى وعبد افارها * والفراهة الحسن والملاحة ومنه قول الشافعي في باب نفقة المماليك والجوارى إذا كان لهن فراهة زيد في كسوتهن ونفقتهن والفراهية النشاط كافراهة والفروهة وبمثل ضبط والد الشاطبي أبو على الحسين بن محمد بن فيره بن سكرة بن حيون الصد في محدث مشهور من مشايخ القاضى عياض ويوسف بن محمد بن فيره الانصاري المغربي سمع قاضى المارستان ويوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن فيره اللخمى الحافظ معروف ( الفطه محركة ) أهمله الجواهري وهو ( سعة الظهر ) وقد فطه كفرح وكذلك فزر ( الفقه بالكسر العلم بالشئ و ) في الصحاح ( الفهم له ) يقال أوتى فلان فقها في الدين أي فهما فيه ( و ) الفقه ( الفطنة ) قال الجواهري قال الاعرابي لعيسى بن عمر شهدت عليك بالفقه وفى حديث سلمان أنه نزل على نبطية بالعراق فقال هل هنا مكان نظيف أصلى فيه فقالت طهر قبلك وصل حيث شئت فقال سلمان فقهت أي فطنت وفهمت قال بن سيده ( و ) قد ( غلب على علم الدين لشرفه ) وسيادته وفضله على سائر أنواع العلم كما غلب النجم على الثريا والعود على المندل قال ابن الاثير واشتقاقه من الشق والفتح وقد جعلته العرب خاصا بعلم الشريعة وتخصيصا بعلم الفروع منها ( وفقه ككرم ) فقاهة صار الفقه له سجية ( و ) فقه مثل ( فرح ) فقها مثل علم علما زنة ومعنى ( فهو فقيه وفقه كندس ج فقهاء وهى فقيهة وفقهة ج فقهاء وفقائه ) وحكى اللحيانى نسوة فقهاء وهى نادرة قال ابن سيده وعندي أن قائل فقهاء من العرب لم يعتد بهاء التأنيث ونظيرها نسوة فقراء ( وفقهه ) عنى ما بينت له ( كعلمه فهمه كتفقهه ) ومنه قوله تعالى ليتفقهوا في الدين ( وفقهه تفقيها علمه ) ومنه الحديث اللهم علمه الدين وفقهه في تأويل أي علمه تأويله ومعناه ( كافقهه ) وفى التهذيب أفقهته بينت له تعلم الفقه ( وفحل فقيه طب بالضراب ) حاذق بذوات الضبع وذوات الحمل ( وفاقهه باحثه في العلم ففقهه كنصره غلبه فيه و ) في الحديث الذى لا طرق له لعن الله النائحة والمستفقهة ( المستفقهة ) هي ( صاحبة النائحة التى تجاوبها ) في قولها لانها تنلقفه وتفهمه فتجيبها عنه ( ويقال للشاهد كيف فقاهتك لما أشهد ناك ولا يقال في غيره ) كما في المحكم ( أو يقال ) في غير الشاهد ( فيما ذكر الزمخشري ) * مما يستدرك عليه قال ابن شميل أعجبني فقاهته أي فقهه وكل عالم بشئ فهو فقيه وفقيه العرب عالمهم والفقهة المحالة في نقرة القفا قال الراجز * وتضرب الفقهة حتى تندلق * قال ابن برى هو مقلوب من الفهقة وتفقه تعاطى الفقه وبيت الفقيه مدينتان باليمن احداهما المنسوبة الى ابن عجيل والثانية الزيدية ( الفاكهة الثمر كله ) هذا قول أهل اللغة وقال بعض العلماء كل شئ قد سمى (1/8233)
من الثمار في القران نحو التمر والرمان فانا لا نسميه فاكهة قال ولو حلف أن لا يأكل فاكهة وأكل تمرا أو رمانا لم يحنث وبه أخذ الامام أبو حنيفة واستدل بقوله تعالى فيهما فاكهة ونخل ورمان وقال الراغب وكأن قائل هذا القول نظر الى اختصاصهما بالذكر وعطفهما على الفاكهة في هذه الآية وأراد المصنف رد هذا القول تبعا للازهري فقال ( وقول مخرج التمر والعنب والرمان منها
مستدلا بقوله تعالى فيهما فاكهة ونخل ورمان باطل مردود وقد بينت ذلك مبسوطا في ) كتابي ( اللامع المعلم العجاب ) في الجمع بين المحكم والعباب وقد تعرض للبحث الازهرى فقال ما علمت أحدا من العرب قال ان النخيل والكروم ثمارها ليست من الفاكهة وانما شذ قول النعمان بن ثابت في هذه المسألة عن أقاويل جماعة الفقهاء لقلة معرفته كان بكلام العرب وعلم اللغة وتأويل القرآن العربي المبين والعرب تذكر الاشياء جملة ثم تخص منها شيأ بالتسمية تنبيها على فضل فيه قال الله تعالى من كان عدو الله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فمن قال ان جبريل وميكال ليسا من الملائكة لافراد الله عز وجل اياهما بالتسمية بعد ذكر الملائكة جملة فهو كافر لان الله تعالى نص على ذلك وبينه ومن قال ان ثمر النخل والرمان ليس فاكهة لافراد الله تعالى اياهما بالتسمية بعد ذكر الفاكهة جملة فهو جاهل وهو خلاف المعقول وخلاف لغة العرب انتهى ورحم الله الازهرى لقد تحامل في هذه المسألة على الامام رضى الله تعالى عنه ولقد كان له في الذب عنه مندوحة ومهيع واسع قال شيخنا وقد تعرض الملا على في الناموس للجواب فقال هذا الاستدلال صحيح نقلا وعقلا فأما النقل فلأن العطف يقتضى المغايرة وأما العقل فلان الفاكهة ما يتفكه به ويتلذذ من غير قصد الغذاء أو الدواء ولا شك أن التمر من جملة أنواع الغذاء والرمان من الجملة أصناف الدواء وقال شيخنا هذا كلام ليس فيه كبير جدوى وليس لمثل المصنف أن يتعرض على أبى حنيفة في أقوله التى بناها على أصول لا معرفة للمصنف بها ولا لمثل القارى أن يتصدى للجواب عنها بما لا علم له به من الرأى المبنى مجرد الحدس ولو علمت أقول أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه في ذلك وأدلته لأغنت وأقنت على أن التعرص لمثل هذا في مصنفات اللغة انما هو من الفضول الزائدة على الابواب والفصول * قلت وقد أنصف شيخنا رحمه الله تعالى وسلك الجادة وما اعتسف وان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ( والفاكهاتي بائعها ) قال سيبويه لا يقال لبائع الفاكهة فكاه كما قالوا لبان ونبال لان هذا الضرب انما هو سماع لا اطرادي ( و ) رجل فكه ( كخجل آكلها والفاكه صاحبها ) وكلاهما على النسب الاخير كتامر ولابن وقال أبو معاذ النحوي الفاكه الذى كثرت فاكهته ( وفكههم تفكيها أتاهم بها والفاكهة النخلة المعجبة و ) فاكهة ( اسم ) رجل ( و ) الفاكهة ( الحلواء ) على التشبيه ( و ) من المجاز ( فكههم بملح الكلام تفكيها ) إذا ( أطرافهم بها والاسم الفكيهة ) كسفينة ( والفكاهة بالضم ) والمصدر والمتوهم منه الفعل هو الفكاهة بالفتح ( و ) قد ( فكه ) الرجل ( كفرح فكها ) بالتحريك ( وفكاهة فهو فكه وفاكه ) أي ( طيب النفس ضحوك ) مزاح وفى الحديث كان من أفكه الناس مع صبى وفى حديث زيد ابن ثابت كان من أفكه الناس إذا خلا مع أهله ( أو ) رجل فكه ( يحدث صحبه فيضحكهم و ) فكه ( منه تعجب ) وبه فسر بعض قوله تعالى في شغل فكهون أي متعجبون ( كتفكه ) يقال تفكهنا من كذا وكذا أي تعجبنا ومنه قوله تعالى فظلتم تفكهون أي تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم ( و ) من المجاز ( التفاكه التمازح وفاكهه ) مفاكهة ( مازحه ) وطايبه وفى المثل لا تفاكه أمة ولا تبل على أكمة ( وتفكه تندم ) عن ابن الاعرابي وبه فسر أيضا قوله تعالى فظلتم تفكهون وكذلك تفكنون وهى لغة لعكل قال اللحيانى أزد شنؤة يقولون تتفكهون وتميم تقول تقول تتفكنون أي تتندمون ( و ) تفكه ( به ) إذا ( تمتع و ) تلذذ ( و ) تفكه ( أكل الفاكهة ) ومنه الاثر تفكهوا قبل الطعام وبعده ( و ) تفكه ( تجنب عن الفاكهة ) فهو ( ضدو الافكوهة الاعجوبة ) زنة ومعنى يقال جاء فلان بأفكوهة وأملوحة ( وناقة مفكه ) وهذه عن الليث ( ومفكهة كمحسن ومحسنة خاثرة اللبن ) وفى الصحاح قال أبو زيد أفكهت الناقة إذا أدرت عند أكل الربيع قبل النتاج فهى مفكه انتهى وقيل هي إذا رأيت في لبنها خثورة شبه اللبا وقيل التى يهراق لبنها عند النتاج قبل أن تضع وقال شمر إذا أقربت فاسترخى صلواها وعظم ضرعها ودنانتا جها قال الاحوص بنى عمنا لا تبعثوا الحرب اننى * أرى الحرب أمست مفكها قد أصنت وقال غيره : مفكهة أدنت على رأس الولد * قد أقربت نتجاوحان أن تلد ( وفكهة وفكيهة كجهينة امرأتان ) الاخيرة يجوز أن تكون تصغير فكهة التى هي الطيبة النفس الضحوك وأن تكون تصغير فاكهة مرخما أنشد سيبوية : تقول إذا استهلكت مالا للذة * فكيهة هشئ بكفيك لائق يريد شئ وفكهة هي بنت هنى بن بلى أم عبد مناة بن كنانة بن خزيمة ( وأبو فكيهة صحابي ) واسمه يسار وهو مولى بنى عبد الدار كما في الروض * قلت أسلم قديما وعذب في الله وهاجر ومات قبل بدر ( و ) من المجاز ( هو فكه بأعراض الناس ككتف ) أي ( يتلذذ باغتنابهم و ) في الاساس ( قوله تعالى فظلتم تفكهون تهكم أي تجعلون فاكهتكم قولكم انا لمغرمون ) فالتفكه هنا تناول الفاكهة
غير أنه أخرجه على سبيل التهكم ( أو تفكه هنا بمعنى ألقى الفاكهة عن نفسه ) وتجنب عنها ( قاله ابن عطية ) في تفسيره * ومما يستدرك عليه رجل فيكهان طيب النفس مزاح عن أبى زيد وأنشد إذا فيكهان ذو ملاءو لمة * قليل الاذى فيما يرى الناس مسلم (1/8234)
ونسوة فكهات طيبات النفوس وتفكه تعاطى الفكاهة وأيضا تناول الفاكهة هذا تعبير الراغب وهو أحسن مما عبره المصنف وتركت القوم يتفكهون بفلان أي يغتابونه وينالون منه ومنه الحديث أربع ليس غبتهن بغيبة منهم المتفكهون بالامهات هم الذين يشتمونهن ممازحين والفاكه الناعم والفكه المعجب وأيضا الاشر البطرو فكيهة أربع صحابيات رضى الله تعالى عنهن والفاكه ابن مغيرة بن عبد الله المخزومى عم خالد بن الوليد نقله الجوهرى قال الزبير انقرض ولده وفى كنانة الفاكه بن عمرو بن الحرث بن مالك ابن كنانة منهم محمد بن اسحق المكى روى عنه محمد بن صالح بن سهل العماني وموسى بن ابراهيم بن كثير بن بشير بن الفاكه الانصاري السلمى المدنى الفاكهى الى جده المذكور من شيوخ على بن المدينى وأما أبو عمار زياد بن ميمون الفاكهى فالى بيع الفاكهة روى عن أنس وهو كذاب والمسمى بالفاكه خمسة من الصحابة رضى الله تعالى عنهم ( الفاه والفوه بالضم والفيه بالكسر والفوهة ) بالضم كما هو في النسخ والصواب كسكرة وهى لغة ( والفم سواء ) في المعنى قال الليث الفوه أصل بناء تأسيس الفم انتهى وقال أبو المكارم ما أحسنت شيأ قط كثغر في فوهة جارية حسنا أي ما صادفت شيأ حسناقط كثغر في فم جارية ( ج أفواه ) أما كونه جمع فوه فبين وأما كونه جمع فيه فمن باب ريح وأرواح إذ لم نسمع أفياها وأما كونه جمع الفاه فان الاشتقاق يؤذن أن فاها من الواو لقولهم مفوه أما كونه جمع فوهة فعلى خلاف القياس كما سيأتي ( وأفمام ) واختلف فيه فقيل انه جمع فم مشدد الميم حكاه اللحيانى ونقله شارح التسهيل واستدل أرباب هذا القول بقول الراجز يا ليتها قد خرجت من فمه * حتى يعود الملك في أسطمه يروى بضم الفاء وفتحها عن أبى زيد ومنعه الاكثرون فقال ابن جنى في سر الصناعة انالم نسمعهم يقولون أفمام وتقدم للجواهري في الميم ولا تقل أفمام وتبعهما الحريري في درة الغواص ( و ) منهم من قال ان أفما مالغة لبعض العرب الا أنه ( لا واحد لها ) ملفوظا على القياس ( لان فما أصله فوه ) بالتحريك أو بالتسكين كما يأتي عن ابن جنى ( حذفت الهاء كما حذفت من سنة ) فيمن قال عاملته مسانهة وكما حذفت من شاة وعضة ومن است ( وبقيت الواو طرفا متحركة فوجب ابدالها ألفا لانفتاح ما قبلها فبقى فا ولا يكون الاسم على حرفين أحدهما التنوين ) هكذا هو نص المحكم قال شيخنا لصواب أحدهما الالف ( فأبدل مكانها حرف جلد مشاكل وهو الميم لانهما شفهيتان وفى الميم هوى في الفم يضارع امتداد الواو ) وقال أبو الهيثم العرب تستثقل وقو فاعلي الهاء والحاء والواو والياء إذا سكن ما قبلها فتحدف هذه الحروف وتبقى الاسم على حرفين كما حذفوا الواو من أب وأخ وغدوهن والياء من يدودم والحاء من حر والهاء من فوه وشفة وشاة فلما حذفوا الهاء من فوه بقيت الواو ساكنة فاستثقلوا وقوفا عليها فحذفوها فبقى الاسم فاوحدها فوصلوها بميم ليصير حرفين حرف يبتدأ به فيحرك وحرف يسكت عليه فيسكن قال ابن جنى وإذا ثبت أن عين فم في الاصل واو فينبغي أن يقضى بسكونها لان السكون هو الاصل حتى تقوم الدلالة على الحركة الزائدة فان قلت فهلا قضيت بحركة العين لجمعك اياه على أفواه لان افعالا انما هو في الامر العام جمع نحو بطل وأبطال وقدم وأقدام ورسن وأرسان فالجواب أن فعلا مما عينه وأوبابه أيضا أفعال وذلك سوط وأسواط وحوض وأحواض وطوق وأطواق ففوه لان عينه واو اشبهه بهذا منه بقدم ورسن * قلت وبه جزم الرضى والجوهري وغيرهما وفى الهمع أنه مذهب البصرية فجمعه على أفواه قياسي وسياق ابن سيده يقتضى انه بالتحريك وعبارة المصنف تحتمل الوجهين الا أن أفعالا في فعل الاجوف قليل نبه عليه شيخنا وقال الجوهرى الفوه أصل قولنا فم لان الجمع أفواه الا أنهم استثقلوا الجمع بين هاءين في قولك هذا فوهه بالاضافة فحذوا منها الهاء فقالوا فوه فوزيد ورأيت فازيد ومررت بفى زيد وإذا أضفت الى نفسك قلت هذا في يستوى فيه حال والنصب والخفض لان الواو تقلب ياء فتد غم قال وهذا انما قال في الاضافة وربما قالوا ذلك ف غير الاضافة وهو قليل قال العجاج : خالط من سلمى خياشيم وفا * صهباء خرطوما عقار افرقفا وصف عذوبة ريقها يقول كأنها عقار خالط خياشيمها وفاها فكف عن المضاف إليه وقال ابن جنى في قول العجاج هذا انه جاء به على لغة من لم ينون فقد أمن حذف الالف لالتقاء الساكنين كما أمن في شاة وذامال ( و ) قالوا ( في تثنيته فمان وفموان وفميان ) محركتين أما فمان فعلى اللفظ ( والاخيران نادران ) عن ابن الاعرابي أي لما فيهما من الجمع بين البدل والمبدل منه وقال الجوهرى
وإذا أفرد والم يحتمل الواو التنوين فحذفوها وعوضوا من الهاء ميما قالوا هذا فن وفمان وفموان ولو كان الميم عوضا من الواو لما اجتمعا قال ابن برى الميم في فم بدل من الواو وليست عوضا من الهاء كما ذكره الجوهرى وقال ابن جنى فان قلت فإذا كان أصل فم عندك فوه فما نقول في قول الفرزدق : هما نفثافى في من فمويهما * على النابح العاوى أشدر جام وإذا كانت الميم بدلا من الواو التى هي عين فكيف جاز له الجمع بينهما فالجواب أن أبا على حكى لنا عن أبى بكر وأبى اسحق أنهما ذهبا الى أن الشاعر جمع بين المعوض والمعوض عنه لان الكلمة مجهورة منقوصة وأجاز أبو على فيها وجها آخر وهو أن تكون الواو في فمويهما لا مافى موضع الهاء من أفواه وتكون الكلمة تعاقب عليها لامان هاء مرة وواو أخرى فجرى سنة وعضة الا ترى أنهما في سيبويه سنوات وأسنتوا ومساناة وعضوات واوان وتجدهما في قول من قال ليست بسنهاء وبعير عاضه هاءين * قلت وأما سيبويه فقال القرزدق انه على الضرورة ( والفوه محركة سعة الفم ) وعظمه رجل أفوه وامرأة فوها بينا الفوه (1/8235)
وقد فوه كفرح ( أو ) الفوه ( أن تخرج الاسنان من الشفتين مع طولها ) وقال الجوهرى ويقال الفوه خروج الثنايا العليا وطولها قال ابن برى طول الثنايا العليا يقال الروق فأما الفوه طول الاسنان كلها ( وهو أفوه وهى فوهاء ) وكذلك هو في الخيل ( وفوهه الله ) تعالى جعله أفوه نقله الجوهرى ( والافوه الازدي شاعر ) هكذا في النسخ والصواب الاودى كما في الصحاح وغيره وأود قبيلة من مذحج ( وبئر فوهاء واسعة الفم وفاه به ) يفوه ويفيه قال ابن سيده واوية يائية ( نطق ) ولفظ به قال أمية فلا لغو اولا تأثيم فيها * وما فاهوا به لهم مقيم ( كتفوه ) يقال مافهت بكلمة وما تفوهت بمعنى أي ما فتحت فمى بكلمة ( و ) رجل ( مفوه كمعظم وفيه ككيس ) أي ( منطيق ) أي قادر على المنطق والكلام أو فيه جيد الكلام وقال ابن الاعرابي رجل فيه ومفوه حسن الكلام بليغ فيه كأنه مأخوذ من الفوه وهو سعة الفم ( أو ) فيه ( نهم شديد الاكل ) جيده من الناس وغيرهم وكذلك المفوه وهو النهم الذى لا يشبع وقال الجوهرى الفيه الاكول وأصله فيوه فأدغم وهو المنطيق أيضا وامرأة فيهة ( واستفاه ) الرجل ( استفاهة واستفاها ) الاخيرة عن اللحيانى فهو مستفيه ( اشتد أكله أو شربه بعد قلة ) وهو في الشرب قليل وقال ابن الاعرابي استفاه في الطعام أكثر منه ولم يخص هل ذلك بعد قلة أم لا ويقال رجل مفوه ومستفيه شديد الاكل قال أبو زبيد يصف شبلين ثم استفاها فلم تقطع رضاعهما * عن التصبب لاشعب ولاقدع أي اشتد أكلهما والتصبب اكتساء اللحم بعد الفطام ( أو ) استفاه ( سكن عطشه بالشرب والافواه التوابل ونوافج الطيب ) وقال الجوهرى الافواه ما يعالج به الطيب كما ان التوابل ما يعالج به الاطعمة ( و ) قال أبو حنيفة الأفواه ( ألوان النور وضروبه ) قال ذوالرمة : ترديت من أفواه نور كائنها * زرابى وار تجت عليها الرواعد وقال مرة الافواه ما أعد للطيب من الرياحين قال قد تكون الافواه من البقول قال جميل بها قضب الريحان تندى وحنوة * ومن كل أفواه البقول بها بقل ( و ) الافواه ( أصناف الشئ وأنواعة الواحد فوه كسوق ) وجمعه أسواق ( حج ) جمع الجمع ( أفاويه ) كما في الصحاح ( وفاهاه وفاوهه ناطقه وفاخره ) مفاهاة ومفاوهة ( والفوهة كقبرة القالة ) هو من فهت بالكلام ومنه قولهم ان رد الفوهة لشديد ويقال هو يخاف فوهة الناس ( أو ) الفوهة ( تقطيع المسلمين بعضهم بعضا بالغيبة ) كالفوهة ( و ) الفوهة ( اللبن ) مادام ( فيه طعم الحلاوة ) كالفوهة وقد يقال بالقاف وهو الصحيح أي مع التخفيف كما سيأتي ( و ) الفوهة ( من السكة والطريق والوادى ) والنهر ( فمه كفوهته بالضم ) مع التخفيف وهذه عن ابن الاعرابي يقال الزم فوهة الطريق وفوهته وفمه وقيل الفوهة مصب النهر في الكظامة وقال الليث الفوهة فم النهر ورأس الوادي وأنشد ابن برى : يا عجبا للافلق الفليق * صيد على فوهة الطريق وأنكر بعضهم التخفيف فقال قل قعد على فوهة الطريق وفوهة النهر ولا تقل فم النهر ولا فوهته بالتخفيف ( و ) الفوهة ( أول الشئ ) كاول الزقاق والنهرو يقال طلع علينا فوهة ابلك أي أولها بمنزلة فوهة الطريق وهو مجاز ( ج فوهات وفوائه ) وأفواه الاخيرة على غير قياس نقله الجوهرى وقال الكسائي أفواه الازقة والانهار واحدتها فوهة كحمرة ولا يقال فم ( وتفاوهوا تكلمواو ) من المجاز ( محالة فوهاء ) بينة الفوه إذا اتسعت وطالت اسنانها التى يجرى الرشاء بينها قال الراجز * كبداء فوهاء كجوز المقحم * ( و ) من المجاز ( طعنه فوهاء ) أي واسعة ( و ) من المجاز ( دخلوا في أفواه البلد وخرجوا من أرجلها ) كذا في النسخ والصواب أرجله ( وهى أوائله أواخره ) كما في الاساس واحدتها فوهة كقبرة وقال ذوالرمة ولو قمت ما قام ابن ليلى لقد هوت * ركابي بفواه السماوة والرجل
يقول لو قمت مقامه انقطعت ركابي ( و ) من المجاز ( لا فض فوه أي ) لاكسر ( ثغره ) ومته قول الحريري لا فض فوك ولا برمن يجفوك يقال ذلك في الدعاء ( و ) من المجاز ( مات لفيه أي لوجهه ) كما في الاساس ( و ) من المجاز ( لو وجدت إليه فاكرش أي ) لو وجدت إليه ( أدنى طريق ) ومر له في الشين وقال هناك أي سبيلا وهو أمثالهم المشهورة وتفصيله في حرف الشين ( و ) من أمثالهم في باب الدعاء على الرجل ( فاهالفيك أي جعل الله فم الداهية لفمك ) وهى من الاسماء التى أجريت مجرى المصادر المدعو بها على الضمار الفعل غير المستعمل اظهاره قال سيبويه فاها غير منون انما بريدفا الداهية وصار بدلا من اللفظ بقوله دهاك الله قال ويدلك على انه يريد الداهية قوله : وداهية من دواهي المنو * ن يرهبها الناس لافالها فجعل للداهية فماو كأنه بدل من قولهم دهاك الله وقيل معناه الخيبة لك نقله الجوهرى عن أبى زيد قال وقال أبو عبيد أصله أنه يريد جعل الله بفيك الارض كما يقال بفيك الحجرو بفيك الاثلب وأنشد لرجل من بنى الهجيم فقلت له فاها لفيك فأنه * قلوص امرئ قاريك ما أنت حاذره يعنى يقريك من القرى قال ابن برى صوابه فانها والبيت لابي سدرة الاسدي ويقال الهجيمى وحكى عن شمر قال سمعت ابن الاعرابي يقول فاها بفيك منونا أي ألصق الله فاك بالارض قال وقال بعضهم فاها لفيك غير منون دعاء عليه بكسر الفم أي كسر الله (1/8236)
فمك وقال الراجز : ولا أقول لذى قربى وآصرة * فاهالفيك على حال من العطب ( و ) من المجاز ( سقى ) فلان ( ابله على أفواهها ) إذا لم يكن جبى لها الماء في الحوض قبل ورودها وانما نزع عليها الماء حين وردت ويقال أيضا جر فلان ابله على أفواهها ( أي تركها ترعى وتسير ) قاله الاصمعي وأنشد أطلقها نضو بلى طلح * جر على أفواهها والسجح بلى تصغير بلو وهو البعير الذى بلاء السفر وأراد بالسجح الخراطيم الطوال وإذا عرفت ذلك ظهر لك ان في سياق المصنف سقطا والصواب في العبارة وسقى ابله على أفواهها نزع لها الماء وهى تشرب وحرها على أفواهها أي تركها ترعى وتسير هذا هو الموفق لسائر أمهات اللغة وهو نص الاساس بعينه ( وشراب مقوه مطيب ) بالافاويه ( و ) تقول ( منطيق مفوه ) أي بليغ الكلام ( ومنطيق مفوه ) جيد ( ورجل فيه ) كسيد ( ومستفيه ) أي ( كوفى ) هكذا هو في النسخ ولا أدرى كيف ذلك ولعله كونى بالنون وهو الذى يقول في كلامه كان كذا وكان كذا أشار بذلك الى كثرة الكلام أي كما ان الفيه والمستفيه يستعملان في كثرة الاكل فكذلك في كثرة الكلام فتأمل أو ان الصواب في النسخة أكول وقد صحفه النساخ ( والفوه كسكر عروق رقاق طوال حمر يصبغ بها نافع للكبد والصحال والنسار وجع الورك والخاصرة مدرجدا ويعحن بخل فيطلى به البرص فانه يبرا ) وقال الازهرى لا أعراف الفوه بهذا المعنى وقال بعضهم هو الفوهة وسيأتى للمصنف في المعتل ( وثوب مفوه ) وهذه عن الليث ( ومفوى صبغ به ) أشار بهما الى القولين ( وتفوه المكان دخل في فوهته ) ومنه الحديث خرج فلما تفوه البقيع قال السلام عليكم يريد لما دخل فم البقيع فشبهه بالفم لانه أول ما يدخل الى الجوف منه * ومما يستدرك عليه يقولون كلمته فاه الى في أي مشافها ونصب فاه على الحال بتقدير المشتق وقال سيبويه هي من الاسماء الموضوعة موضع المصادر ولا ينفرد مما بعده ولو قلت كلمته فاه لم يجز لانك تخبر بقربك منه وأنك كلمته ولا أحد بينك وبينه وان شئت رفعت أي وهذه حاله انتهى أي يقال كلمني فوه الى في بالرفع والجملة في موضع الحال قال للرجل الصغير فوجرذ وفود بى يقلب به الرجل ويقال للمنتن ريح الفم فوفرس حمر وفرس فوهاء شوهاء واسعة الفم في رأسها طول أو حديدة النفس وزوجتي فوهاء شوهاء واسعة الفم قبيحة وقالوا هو فاه بجوعه إذا أضهره وأباح به والاصح فائه بجوعه كما قالوا حرف ها روهائر وقال الفراء رجل فاو وهة يبوح بكل ما في نفسه وفاه وفاه وانه لذ وفوهة أي شديد الكلام يسبط اللسان ويقال شد ما فوهت في هذا الطعام وتفوهت وفهت أي شد ما أكلت ويقال ما أشد فوهة بعيرك في هذا الكلا يريدون أكله وكذلك فوهة فرسك ومن هذا قولهم أفواهها مجاسها المعنى ان جودة أكلها تدلك على سمعنا فتغنيك عن جسها ومن دعائهم كبه الله لفيه أي أماته أو صرعه وقال هذا أمر ما فهت عنه فؤوها أي لم أذكره عن الفراء ( الفهة والفهاهة والفهفهة العى ) وعلى الاولين اقتصر الجوهرى ( وقد فهه كفرح ) فهها ( عيى و ) فهه ( الشئ نسيه ) يقال أتيت فلانا فبينت له أمرى كله الاشيأ فههته أي نسيته عن ابن شميل ( وأفههه له وفهه ) جعله فها ( فهوفه وفهيه وفهفه ) الاخيرة عن ابن دريد أي كليل اللسان عيى عن حاجته يقال سفيه فهيه وأنشد الجوهرى : فلم تلفنى فها ولم تلف حجتى * ملجلجة أبغى لها من يقيمها ( وهو فهفاه على المال ) أي ( حسن القيام به ) * ومما يستدرك عليه فه عن الشئ يفه فها نسيه وأفهه غيره أنساه يقال خرجت
لحاجة فأفهنى عنها فلان أي أنسانيها والفهة المرة من الفهاهة وكلمة فهة ذات فهاهة والفهة الغفلة وأيضا السقطه والجهلة وقد فه يفه فهاهة وفهة جاءت منه سقطة من العى وغيره وامراة فهة عيية عن حاجتها وقال ابن دريد أفهنى عن حاجتى شغلنى عنها وقال ابن شميل فه الرجل ف خطبته وحجته إذا لم يبالغ فيها ولم يشفها وفهفه سقط من مرتبة عالية الى سفل عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه فاه الرجل يفيه لغة في فاه يفوه إذا تكلم نقله ابن سيده ( فصل القاف ) مع الهاء ( القره في الجسد محركة ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( كالقلح في الاسنان ) وهو الوسخ وقد ( قره كفرح ) قرها ( والنعت أقره وقرهاءو ) القره أيضا كالقرح وهو ( تقوب الجلد من كثرة الفوباء ) عن ابن الاعرابي ( و ) قيل هو ( اسوداد البدن أو تقشره من شدة الضرب ) * ومما يستدرك عليه رجل متقره كالاقره عن ابن الاعرابي والقاره الجلد اليابس كالقارح ( القله ) محركة أهمله الجوهرى وهو ( القره في معانيها ) لغة فيه ( وقلهى كجمزى أو كسكرى ع قرب المدينة الشريفة ) وذكر أبو عبيد البكري انه قرب مكة وفى الروض أنه من أرض قيس وهناك الصطلحت عبس ومنولة وكان آخر أيام حرب داحس به ( وقلهيا محركة مشددة الياء كمرحيا وبرديا ) من أبنية سيبويه ( و ) يقال ( قلهى بكسر القاف واللام المشددة حفيرة لسعد بن أبى وقاص رضى الله تعالى عنه ) واقتصر السهيلي في الروض على الضبط الاول وقال موضع بالحجاز فيه اعتزل سعد حين قتل عثمان رضى الله تعالى عنهما وأمر أن لا يحدث بشئ من أخبار الناس وأن لا يسمع منها شيئا حتى يصطلحوا * قلت والعامة تقول كليه ( وقلهاة د بساحل بحر عمان ) قال ابن بطوطة في رحلته مدينة في سفح جبل أهلها عرب كلامهم ليس بالفصيح وأكثرهم خوارج ولا يمكنهم اظهار مذهبهم لانهم تحت طاعة ملك هرمز وهو من أهل السنة * ومما يستدرك عليه غدير قلهى كسكرى أي مملوء عن الاصمعي ونقله أبو حيان في شرح التهسيل ( القمه محركة قلة شهوة الطعام ) كالقهم عن ابن دريد (1/8237)
وقد قمه ( و ) القمه ( كسكر الابل الذواهب في الارض أو الرافعة رؤسها ) الى السماء ( من الابل ) وقوله من الابل زبادة ( الواحدة قامه ) كاقمح واحده قامح وأنشد الجوهرى لرؤبة * قفقاف الحى الراعسات القمه * قال ابن برى قبل هذا يعدل أنضاد القفاف الرده * عنها وأثباج الرمال الوره قال والذى في رجز رؤبة * ترجاف ألحى الراعسات القمه * ( وخرج ) فلان ( يتقمه ) أي ( لا يدرى أين ) يدهب أو أين ( يتوجه ) عن ابن الاعرابي قال أبو سعيد ويتكمه مثله * ومما يستدرك عليخه قمه البعير يقمه فموها رفع رأسه ولم يشرب الماء لغة في قمح وقمه الشئ فهو قامه انغمس حينا وارتفع أخرى وقفاق قمه تغيب حينا في السراب ثم تظهر وقال المفضل القامه الذى يركب رأسه لا يدرى أين يتوجه وتقمه في الارض ذهب فيها وقال الاصمعي إذا أقبل وأدبر فيها والاقمه البعيد عن أبى عمرو * ومما يستدرك عليه رجل قزقنزهو عن اللحيانى ولم يفسر قنزهو اقال ابن سيده وأراه من الالفاظ المبالغ بها كما قالوا أصم أسلخ وأخرس أملس وقد يكون قنزهو ثلاثيا كقند أو ( القاه الطاعة ) قاله الاموى وحكاها عن بنى أسد بقال مالك على فاه أي سلطان وأنشد الجوهرى للزفيان : تالله لولا النار أن نصلاها * أو يدعو الناس علينا الله * لما سمعنا لامير قاها ( و ) القاه ( الجاه و ) أيضا ( سرعة الاجابة في الاكل ) عن ابن سيده ومنه الحديث أن رجلا من أهل اليمن قال للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم انا أهل قاه فإذا كان قاه أحدنا دعا من يعينه فعملو اله فأطعمهم وسقاهم من شراب يقال له المرز أله نشوة قال نعم قال فلا تسربوه قال أبو عبيد القاه سرعة الاجابة وحسن المعاونة يعنى أن بعضهم يعاون بعضا وأصله الطاعة وقيل المعنى انا أهل طاعة لمن يتملك علينا وهى عاد تنالانرى خلافها فإذا أمرنا بأمر أو نهانا عن أمر أطعناه فإذا كان قاه أحدنا أي ذوقاه أحدنا دعانا الى معونته وقال الدينورى إذا تناوب أهل الجوخان فاجتمعوا مرة عند هذا ومرة عند هذا وتعاونوا على الدياس فان أهل اليمن يسمعون ذلك القاه ونوبة كل رجل قاهة وذلك كالطاعة له عليهم ( يأتي ) هكذا ذكره الزمخسرى في القاف والياء وجعل عينه منقلبة عن ياء وكذلك ابن سيده في المحكم وذكره الجوهرى وابن الاثير في قوه وقال ابن برى قاه أصله فيه وهو مقلوب من يقه بدليل قولهم استيقه الرجل إذا أطاع فكان صوابه أن يقول في الترجمة فيه ولا يقول قوه فال وحجة الجوهرى أنه يقال الوقه بمعنى القاه وهو الطاعة وقد وقهت فهذا يدل على انه من الواو ( و ) القاه ( الرفيه من العيش ) يقال انه لفى عيش قاه أي رفيه عن الليث واوى ( والقاهى الرجل المخصب ) في الرحله عن الليث واوى ( والقوهة بالضم اللبن ) إذا ( تغير قليلا وفيه حلاوة ) الحلب نقله الجوهرى ورواه الليث بالفاء وهو
تصحيف وقال أبو عمرو والقوهة اللبن الذى يلقى عليه من سفاء رائب ويروب قال جندل * والحذر والقوهة والسديفا * ( والقوهى ثياب بيض ) فارسية ( وقوهستان بالضم ) ويختصر بحذف الواو ( كورة بين نيسابور وهراة وقصبتها قاين و ) أيضا ( دبكرمان قرب جيرفت ومنه ثوب قوهى لما ينسج بها ) صوابه به ( أو كل ثوب أشبهه يقال له قوهى وان لم يكن من قوهستان ) قال ذو الرمة * من القهز والقوهى بيض المقانع * وأنشد ابن برى لنصيب سودت فلم أملك سوادى وتحته * فميض من القوهى بيض بنائقه وأنشد أبو على بن الحباب التميمي لنفسه لغزافى الهدهد ولا بس حلة قوهية * يسحب منها فضل أردان أربعة أحرفه وهى ان * حققتها بالعد حرفان ( وفوه تقويها صرخ ويتقاوهان يصرخان فيتعارفان كأنهما يصيحان بصوت هو أمارة بينهما وتقويه الصيد أن تحوشه الى مكان ) وقد فوه الصائد به وعليه إذا صبح وبه ليحوشه نقله الزمخشري ( واستقوهه سأله ذلك ) كل ذلك نقله الصاغانى ( وأيقه ) الرجل ( واستيقه أطاع ) قال المخبل : وردوا صدور الخيل حتى تنهنهوا * الى ذى النهى واستيقو اللمحلم أي أطاعوه وهو ( مقلوب ) لانه قدم الياء على قاف وكانت قبها ويروى واستيدهوا كما في الصحاح قال ابن برى وقيل ان المقلوب هو القاه دون استيقهوا ويقال استوده واستيده إذا انقادو أطاع والياء بدل من الواو * ومما يستدرك عليه أيقه الرجل إذا فهم يقال أيقه لهذا أي افهمه نقله الجوهرى ( قهقه ) الرجل قهقهة ( رجع في ضحكه ) ومد ( أو اشتد ضحكه كقه فيهما أوقه قال في ضحكه قه فإذا كرره قيل قهقه ) قال الليث قه يحكى به ضرب من الضحك ثم يكرر بتصريف الحكاية فيقال قهقه قال الجوهرى وقد جاء في الشعر مخففا قال الراجز يذكر نساء نشأن في ظل النعيم الارفه * فهن في تهاتف وفى قه * قلت وشاهد التثقيل قول الراجز : ظللن في هزرقة وقه * يهزأن من كل عبام فه ( و ) يقال ( هو في ره وفى قه ) والذى في لاساس في زه بالزاى ( والقهقهة في السير ) مثل ( الهقهقة ) مقلوب منه وهو السير المتعب الشديد الذى ليست فيه وتيرة ولا فتور وأنشد الجوهرى لرؤبة يصبحن بعد القرب القهقهة * بالهيف من ذاك البعيد الامقه (1/8238)
( وقرب قهقاه جاد ) قال رؤية : جدو لا يحمدنه أن يلحقا * أقب قهقاه إذا ما هقهقا أنشدهما الاصمعي وقال في قوله القرب المقهقهه أراد المحقحق فقلب وقال الازهرى الاصل في قرب الورد أن يقال قرب حقحاق بالحاء ثم أبدلوا الحاء هاء فقالوا اللحقحقة هقهقة وهقهاق ثم قلبوا الهقهقة فقالوا القهقهة ( فصل الكاف ) مع الهاء * ومما يستدرك عليه جاء في حديث حذيفة في ذكر الدجال وهو رجل عريض الكبهة أراد الجبهة وأخرج الجيم بين مخرجها ومخرج الكاف وهى لغة قوم من العرب ذكرها سيبويه مع ستة أحرف أخرى وقال انها غير مستحسنة ولا كثيرة في لغة من ترضى عربيته * ومما يستدرك عليه كتهه كتها ككدهه كدها كذا في اللسان وكتاهية بالضم وتخفيف الياء اقليم بالروم وكوتاه بالضم لقب بعض المحدثين وهو بالفارسية معناه القصير وكتيه بالضم وتشديد التاء الفوقية المفتوحة نبت ( الكده بالحجر ونحوه صك يؤثر أثر شديدا ج كدوه ) يقال في وجهه كدوه وكدوح أي خدوش ( و ) الكده ( الكسر ) كالتكديه ( و ) الكده ( فرق الشعر بالمشط ) يقال ( كده ) رأسه بالمشط وكدهه بالحجر ( كمنع ) كدها ( وكده تكديها في الكل ) والحاء في كل ذلك لغة ( والكده أيضا الغلبة ) ورجل مكدوه مغلوب ( و ) الكده ( صوت يزجر به السباع ويضم و ) يفال ( سقط ) من السطح ( فتكده ) وتكدح أي ( تكسر والمكدوه المغموم ) * ومما يستدرك عليه الكاده الكاسر والجمع كده قال رؤبة * وخاف صقع القارعات الكده * وكده لاهله كدها كسب لهم في مشقة ككدح وكدهه الهم كدها أجهده وكده وأكده وكهد وأكهد كل ذلك إذا أجهد الدؤوب وقال أسامة الهذلى يصف الخمر إذا نضحت بالماء وازداد افورها * نجا وهو مكدوه من الغم ناجذ أي مجهود ( الكره ) بالفتح ( يضم ) لغتان جيدتان بمعنى ( الاباء ) وسيأتى في أبى يأبى ثفسير الاباء بالكره على عادته وسيأتى الفرق بينهما ( و ) قيل هو ( المشقة ) عن الفراء قال ثعلب قرأ نافع وأهل المدينة في سورة بقرة وهو كره لكم بالضم في هذا الحرف خاصة وسائر القرآن بالفتح وكان عاصم يضم هذا الحرف والذى في الحقاف حمله أمه كرها ووضعته كرها ووضعته كرها ويقرأ سائرهن بالفتح وكان الاعمش وحمزة والكسائي يضمون هذه الحروف الثلاثة والذى في النساء لا يحل لكم أن ترئوا النساء كرها ثم قرؤا كل شئ سواها بالفتح قال الازهرى ونختار ما عليه أهل الحجاز أن جميع ما في القرآن بالفتح الا الذى في البقرة خاصة فان القراء اجمعوا عليه قال ثعلب ولا أعلم بين الا حرف التى ضمها هؤلاء وبين التى فتحوها فرقا في العربية ولا في سنة تتبع ولا أرى الناس اتفقوا على الحرف الذى في
سورة البقرة خاصة الا انه اسم وبقية القرآن مصادر ( أو بالضم ما أكرهت نفسك عليه وبالفتح ما أكرهك غيرك عليه ) تقول جئتك كرها وأدخلتني كرها هذا قول الفراء قال الازهرى وقد أجمع كثير من أهل اللغة أن الكره والكره لغتان فبأى لغة وقع فجائز الافراء فانه فرق بينهما بما تقدم وقال ابن سيده الكره الاباء والمشقة تكلفها فتحتملها وبالضم المشقة تحتملها من غير أن تكلفها يقال فعل ذلك كرها وعلى كره قال ابن برى ويدل لصحة قول الفراء قول الله عز وجل وله أسلم من في السموات والارض طوعا وكرها ولم يقرأ أحد بضم الكاف وقال سبحانه كتب عليكم القتال وهو كره لكم ولم يقرأ أحد بفتح الكاف فيصير الكره بالفتح فعل المضطر والكره بالضم فعل المختار وقال الراغب المشقة التى تنال الانسان من خارج مما يحتمل عليه باكراه وبالضم ما يناله من ذاته وهى ما يعافه وذلك اما من حيث العقل أو الشرع ولهذا يقول الانسان في شئ واحد أريده وأكرهه بمعنى أريده من حيث الطبع وأكراهه من حيث العقل أو الشرع ( كرهه كسمعه كرها ) بالفتح ( ويضم وكراهة وكراهية بالتخفيف ) ويشدد ( ومكرهة ) كمرحلة ( وتضم راؤه ) كمكرمة ( وتكرهه ) بمعنى واحد ( وشئ كره بالفتح و ) كره ( كخجل وأمير ) أي ( مكروه وكرهه إليه تكريها صيره كريها ) إليه نقيض حببه إليه ( وما كان كريها فكره ككرم ) كراهة ( وأتيتك كراهين أن تغضب أي كراهة أن تغضب ) عن اللحيانى قال الحطيئة * مطاحبة على الكراهيز فارك * أي على الكراهة وهى لغة نقلها اللحيانى ( والكره الجمل الشديد ) الرأس نقله الجوهرى قال الراجز * كره الحجاجين شديد الأرآد * ( والكرهة كسحابة الارض الغليظة الصلبة ) مثل القف وما قاربه والذى في التهذيب هي الكرهة وهو الصواب ومثله بخط الصاغانى ( والكريه الاسد ) لانه يكره ( و ) من المجار شهد ( الكريهة ) أي الحرب أو الشدة في الحرب و ) أيضا ( النازلة ) وكرائه الدهر نوازله ( و ) من المجاز ضربته بذى الكريهة ( ذو الكريهة السيف الصارم ) الذى يمضى على الضرائب الشداد ( لا ينبو عن شئ ) منها وقال الاصمعي من أسماء السيوف ذو الكريهة وهو الذى يمضى في الضرائب قال الزمخشري ( وكريهته بادرته التى تكره منه والكرهاء ) بالمد ( ويضم مقصورا ) وهذه عن الصاغانى قال شيخنا فالقصر خاص بالضم لان الضم والمد لا قائل به مع قلة تظيره في الكلام ( أعلى النقرة ) هذلية أراد نقرة القفا ( و ) أيضا ( الوجه مع الرأس أجمع أو الممدود بمعنى أعلى النقرة والمقصور بمعنى الوجه والرأس ( ورجل ذومكروهة ) أي ( شدة ) قال وفارس في غمار الموت منغمس * إذا تألى على مكروهة صدقا ( وتكرهه تسخطه و ) يقال ( فعله على تكره وتكاره و ) فعله ( متكارها ) ومتكرها كل ذلك في الاساس ( واستكرهت فلانة غصبت نفسها ) كما في الاساس زاد غيره فأكرهت على ذلك وهى امرأة مستكرهة ( واستكره القافية ) كرهها ( و ) يقال ( لقيت (1/8239)
دونه كرائه ) الدهر ( ومكاره ) الدهر وهى نواز له وشدائده والاولى جمع كريهة والثانية جمع كريهة والثانية جمع مكروه * ومما يستدرك عليه المكره كمقعد الكراهية ومنه الحديث على المنشط والمكره وهما مصدران وأنشد ثعلب تصيد بالحلوا لحلال ولا ترى * على مكره يبدوبها فيعيب يقول لا تتكلم بما يكره فيعيبها وفى الحديث اسباغ الوضوء على المكاره هو جمع مكره لما يكرهه الانسان ويشق عليه والمراد بها الوضوء وجود الاسباب الشاقة والمكروه الشر وقول الشاعر أنشد ثعلب * أكره جلباب لمن تجلببا * انما هو من كره ككرم لا من كرهت لان الجلباب ليس بكاره ووجه كره وكريه قبيح ورجل كره متكره ( الكافه بالفاء كصاحب ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( رئيس العسكر ) قال الازهرى هذا حرف غريب * ومما يستدرك عليه الكلهى كعرنى نسبة الى أبى عبد الله محمد بن أيوب بن سليمان العودى حدث ببغداد روى عنه أبو بكر بن شاذان البزاز ( الكلمه محركة العمى ) الذى ( يولد به الانسان أوعام ) في العمى العارض ومنه قول سويد كمهت عيناه لما ابيضتا * فهو يلحى نفسه لما نزع وربما يستدل بالحديث فانهما يكمهان الابصار وقال ابن برى وقد يجوز أن يكون مستعارا من كمهت الشمس أو من قولهم كمه الرجل إذا سلب عقله قال ومعنى البيت أن الحسد بيض عينيه كما قال رؤبة * بيض عينيه العمى المعمى * وذكر أهل اللغة أن الكلمة يكون خلقة ويكون حادثا بعد بصرو على هذا الوجه الثاني فسر هذا البيت ( كمه ) الرجل ( كفرح ) فهوأ كمه إذا ( عمى و ) أيضا ( صار أعشى ) وهو الذى يبصر بالنهار ولا يبصر بالليل وبه فسر البخاري وقال شراحه كاكثر أهل الغريب انه غلط لا قائل به وقال السهيلي بل هو قول فيه * قلت وهو قول ابن الاعرابي ونسبه الصاغانى الى مجاهد ( و ) كمه ( بصره اعترته ظلمة تتطمس عليه و ) كمه ( النهار اعترضت في شمسه غبرة ) وهو مجاز ( و ) كمه ( فلان تغير لونه ) وهو مجاز ( و ) أيضا ( زال عقله ) وسلب عن
المفضل ( والكمه بالضم سمك ) بحرى ( والمكمه العينين كمعظم من لم تنفتح عيناه ) عن الفراء ( و ) قال أبو سعيد ( الكامه من يركب رأسه لا يدرى أين يتوجه ) نقله الجوهرى وهو مجاز ( كالمتكمه ) يقال خرج يتكمه في الارض ويتقمه أي خرج ضالا لا يدرى أين يتوجه ( وذهبت ابله كميهى كعميهى ) زنه ومعنى ( كلا أكمه ) أي ( كثير لا يدرى أين يتوجه له لكثرته ) كما في الاساس * ومما يستدرك عليه كمهت الشمس إذا علتها غبرة فأظلمت والا كمه المسلوب العقل وكمه لونه تغير وكمه تحير وتردد والا كمه الممسوح العين نقله البخاري عن مجاهد ( الكنه بالضم جوهر الشئ ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( غايته ) ونهايته يقال كنه المعرفة وبلغت كنه هذا الامر أي غايته ( و ) قال ابن دريد يكون كنه الشئ ( قدره ) يقال فعل قوق كنه استحقاقه ( و ) في بعض المعاني كنه كل شئ ( وقته ) ووجهه ومنه قول الشاعر وان كلام المرء في غير كنهه * لكالنبل يهودى ليس فيه نصالها قال الجوهرى ولا يشتق منه فعل وفى الحديث من قتل معاهدا في غير كنهه يعنى في غير وقته أو غاية أمره الذى يجوز فيه قتله وفى حديث آخر لا تسأل المرأة طلاقها في غير أن تبلغ من الاذى الى الغاية التى تعذر في سؤال الطلاق معا ( و ) يقال هو في كنهه أي في ( وجهه واكتنهه وأكنهه بلغ كنهه ) الاولى نقلها الازهرى وقال الجوهرى وقولهم لا يكتنهه الوصف بمعنى لا يبلغ كنهه كلام مولد ونقله شراح المفتاح وأبو البقاء هكذا وصححه الازهرى وغيره ( والكنهان نبات شبه ورقه ورق الحبة الخضراء طراد للعقارب جدا يؤكل ورقها فيسخن الكبد وطحال والدماغ والبدن ) * ومما يستدرك عليه كبه الشئ حقيقته وكيفيته نقله الزمخشري ونسبه ابن دريد للعامة وأقره الجماهير واستعملوه فيها حتى صار أشهر من هذه المعاني التى ذكرت ذكره ابن هلال في كتاب الفروق وكنه أي اكتنه ( الكهة الناقة الظخمة المسنة ) قال الازهرى ناقة كهة وكهاة لغتان وهى الضمخمة المسنة الثقيلة ( و ) الكهة ( العجوزو ) أيضا ( الناب مهزولة كانت أو سمية و ) قد كه يكه كهو هاهرم ) عن ابن شميل ( و ) كه ( الكران ) يكه ( إذا استنكه فكه في وجهك ) نقله الجوهرى وقال أبو عمرو كه في وجهى أي تنفس وقد كههت أكه وفى الحديث أن ملك الموت قال لموسى عليهما السلام وهو يريد قبض روحه كه في وجهى ففعل فقبض روحه أك افتح فاك وتنفس ويروى كه مخففة كخف وهو من كاه يكاه بهذا المعنى ( والكهكهة الحرارة و ) الكهكهة ( من الاسد حكاية صوته ) في زئيره وأنشد الازهرى * سام على الزآرة المكهكه * ( و ) الكهكهة ( تنفس المقرور في يده إذا خصرت ) أي بردت عن ابن الاعرابي يسخنها بنفسه من شدة البرد فقال كه كه فال الكميت وكهكه الصرد المقرور في يده * واستد فأ الكلب في المأسور ذى الذئب وضبطه شيخنا بالحاء والضاد المعجمة وجعل الضمير راجعا الى القرة المفهوم من المقرور * قلت وهو تكلف بعيد وغفلة عن الاصول الصحيحة ( و ) الكهكهة ( حكاية صوت البعير في هديره ) هو ترديده فيه عن ابن دريد ( والكهكاهة المتهيب ) من الرجال وأنشد الجوهرى لابي العيال الهذلى يرثى ابن عمه عبد بن زهرة (1/8240)
ولا كهكاهة برم * إذا ما اشتدت الحقب الحقب السنون وكذلك الكهكامة بالميم عن شمر والكهكم وأصله كهام ( و ) قال ابن الاعرابي الكهكاهة ( الجارية السمينة ) كالهكهاكة * ومما يستدرك عليه الكهكهة حكاية صوت الزمر قال ياحبذا كهكهة الغوانى * وحبذا تهانف الروانى * الى يوم رحلة الاظعان والكهكهة القهقهة وكه كه حكاية الضحك وفى التهذيب وكه حكاية المكهكه ورجل كهاكه كعلا بط الذى تراه إذا نظرت إليه كانه ضاحك وليس بضاحك وبه فسر شمر كان الحجاج قصيرا أصفركها كهة حكاه الهروي في الغريبين وفى النهاية أصفركها وفسره كذلك وشيخ كهكم وهو الذى يكهكه في يده والميم زائدة قال يا رب شيخ من لكيز كهكم * قلص عن ذات شباب حذلم والكهكاه الضعيف وتكهكه عنه ضعف ( كره كفرح ) أهمله الجوهرى وفى اللسان عن ابن دريد أي ( تحير وتكوهت عليه أموره ) أي ( تفرقت واتسعت و ) ربما قالوا ( كتهه أكوهه ) أي ( استنكهته ) ومنه حديث الموت وموسى عليهما السلام كه في وجهى ورواه اللحيانى كه في وجهى بالفتح ( الكيه كيد ) أهمله الجوهرى وفى اللسان هو ( البرم بجيلته لا تتوجه له ) أولا يتوجه لها كما هو نص اللسان ( أو من لا متصرف له ) ولا حيلة والاصل كيوه فادغم هكذا ذكروه في هذه الترجمة والصحيح أنه من كاه يكاه واوى ( وكهته أكيهه ) بمعنى ( استنكهته ) لغة في كهته أكوهه ( فصل اللام ) مع الهاء ( اللتاه ) أهمله الجوهرى وهو في النسخ بالتاء الفوقية والصواب بالمثلثة قال الليث ( اللهاة ) ويقال هي اللثة واللثة من اللثات لحم على أصول الاسنان قال الازهرى والذى عرفته اللثات جمع اللثة اللثة عند النحويين أصلها لثية
من لثى الشئ يلثى قال وليس من باب الهاء وسيذكر في موضعه ( اللطه ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( الضرب ببطن الكف ) والكلام يلهه لها ( رققه وحسنه ) وهو مجاز كلهلهه ( ولهله ) النساج ( الثوب ) لهلهة مثل ( هلهله ) وهو مقلوب منه وهو سخافة النسج وثوب لهله رقيق النسج سخيف كهلهل ( وتلهله الكلا تتبع قليله والهلهة بالضم ) كذا في النسخ والصواب اللهله كقنفذ كما هو نص الجوهرى ( الارض الواسعة يطرد فيها السراب ) وأنشد شمرو لرؤبة بعد اهتمام الراغيات النكه * ومخفق من لهله ولهله * من مهمه يجتنبه ومهمه ( ج لهاله ) وأنشد ابن برى : وكم دون ليلى من لهاله بيضها * صحيح بمدحى أمه وفليق وقال ابن الاعرابي اللهله الوادي الواسع وقال غيره اللهاله ما استوى من الارض * ومما يستدرك عليه اللهلهة الرجوع عن الشئ وتلهله السراب اضطرب وبلد لهله ولهله كجعفر وقنفذ واسع مستو يضطرب فيه السراب واللهله بالضم اتساع الصحراء أنشد ابن الاعرابي : وخرق مهارق ذى لهله * أجد الاوام به مظمؤه وشعر لهله ردئ النظم واللهله بالضم القبيح الوجه ( لوهة السراب وتلوهه ) أهمله الجوهرى وفى المحكم اضطرابه و ( بريقه وقدلاه لوها ولوهانا ) بالتحريك ( وتلوه اضطرب وبرق والاسم اللؤوهة ) بالضم ويقال رأيت لوه السراب ( و ) حكى عن بعضهم ( لاه الله الخلق ) يلوههم ( خلقهم ) وذلك غير معروف ( واللاهة الحية ) عن كراع ومر عن ثعلب في أله الالاهة الحية العظيمة ( وقيل اللات للصنم ) الذى كان لثقيف بالطائف وبعض العرب يقف عليه بالتاء وبعضهم بالهاء ( منها ) أصله لاهة كأن الصنم ( سمى بها ) أي الحية ( ثم حذفت ) منه ( الهاء ) كما قالوا شاة وأصلها شاهة قال ابن سيده وانما قضينا بأن ألف لاهة التى هي الحية واولان العين واوا أكثر منها ياء ( لاه يليه ليها تستر ) كما في الصحاح قال ( وجوز سيبويه اشتقاق ) اسم ( الجلالة منها ) قال الاعشى كدعوة من أبى كبار * يسمعها الاهه الكبار أي الاهه أدخلت عليه الالف واللام فجرى مجرى الاسم العلم كالعباس والحسن الا أنه خالف الاعلام من حيث كان صفة ( و ) لاه يليه ليها ( علا وارتفع وسميت الشمس الاهة لارتفاعها ) في السماء * قلت مر للمصنف الاهة الشمس في أل ه وقال الجوهرى كأنهم سومها الاهة لتعضيمهم لها في عبادتهم اياها وقال شيخنا الاشتقاق ينافيه فان الهمزة في الالاهة هي فاء الكلمة فهو اشتقاق بعيد يصح الا بتكلف بل لا يصح * قلت وكان أصله لاهة أدخلت عليه الالف واللام فجرى مجرى الاسم العلم كما قلنا اشتقاق اسم الجلالة فعلى هذا يصح ذكر الالاهة هنا فتأمل ( و ) اما ( لا هوت ان كان من كلامهم ) أي العرب وصح ذلك ( ففعلوت من لاه ) مثل رغبوت ورحموت وليس بمقلوب كما كان الطاغوت مقلو بانقله الجوهرى ولا ينظر لقول شيخنا الصحيح أنه من مولدات الصوفية أخذوها من الكتب الاسرائيلية وقد ذكر الواحدى أنهم يقولون لله لا هوت وللناس ناسوت وهى لغة عبرانية تكملت بها العرب قديما ( واللات صنم لثقيف ) كان بالطائف ذكره الجوهرى هنا وقال وبعض العرب يقف عليها بالتاء وبعضهم بالهاء ( وذكر في ل ت ت ) قال ابن برى حق اللات أن يذكر في فصل لوى فان أصله لوية مثل ذات من قولك ذات مال والتاء للتأنيث وهو من (1/8241)
لوى عليه يلوى إذا عطف لان الاصنام يلوى عليها ويعكف * ومما يستدرك عليها قولهم لاهم الميم بدل من ياء النداء أي يا الله وقول ذى الاصبع لاه ابن عمك لاأفضلت في حسب * عنى ولا أنت ديانى فتخزونى أراد الله ابن عمك فحذف لام الجر واللام التى بعدها وأما الالف فمنقلبة عن الياء وحكى أبو زيد عن العرب الحمد لاه رب العالمين وقد ذكرناه في ال ه وليه بالكسر أمة من الامم ( فصل الميم ) مع الهاء ( مته الدلو كمع ) أهمله الجوهرى وفى المحكم عن ابن دريد مثل ( متحها ) لغة فيه قال ( والتماته التباعد ) قال ( والتمته التمدح ) والتفخر قيل أصله التمده ( و ) أيضا ( طلب الثناء بما ليس فيك ) عن المفضل قال رؤبة تمتهى ما شئت أن تمتهى * فلست من هوئى ولاما أشتهى ( و ) التمته ( التمجن ) ورجل متمته أي متمجن ( و ) قيل هو ( التحير ) لا يدرى أين يقصد ويذهب ( و ) قال ابن برى التمته مثل التعته وهو ( المبالغة في الشئ ) وقال غيره وكل مبالغه في الشئ تمته ( و ) قال الازهرى التمته الاخذ في ( البطالة والغواية ) والباطل قال رؤبة * بالحق والباطل والتمته * قال ابن الاعرابي كان يقال التمته يزرى بالالباء ولايتمته ذوو العقول ( كالمته محركة ) عن الازهرى * ومما يستدرك عليه التمته الاختيال والتباعد وتماته عنه تغافل ( المده المدح ) وقد مدهه مدها مثل مدحه مدحا وقيل المده في نعت الهيئة والجمال والمدح في كل شئ وقال الخليل مدهته في وجهه ومدحته إذا كان غائبا وقال قوم الهاء في كل ذلك بدل من الحاء قال شيخنا والقول بالفرق يقتضى الاصالة إذا الفرع لا يتصرف أكثر من أصله في المعنى ( كالتمده ) يقال هو يتمده
بما ليس فيه ويتمته كانه يطلب بذلك مدحه وأنشد ابن الاعرابي تمد هي ما شئت أن تمد هي * فلست من هوئى ولا ما أشتهى ( وهو مادة من ) قوم ( مده كركع ) وأنشد الجوهرى لرؤبة لله در الغانيات المده * سجن واسترجعن من تألهى ( وتمده ) مثل ( تمدح ) نقله الجوهرى ( مرهت عينه كفرح ) مرها ( خلت من الكحل أو فسدت لتركه ) القول الاخير نقله الجوهرى ( أو ابيضت حماليقها ) لذلك ( والنعت أمره ومرهاء ) يقال رجل أمره لا يتعهد عينيه بالكحل وامرأة مرهاء ومنه الحديث أنه لعن المرهاء وهى التى لا تكتحل ويقال أيضا عين مرهاء ليس فيها الكحل أشار له الجوهرى ( و ) قال أبو عبيد ( المرهة بالضم البياض ) الذى ( لا يخالطه غيره ) وانما قيل للعين التى ليس فيها الكحل مرهاء لذلك كما في الصحاح ( وشراب ) كذا في النسخ والصواب سراب ( أمره منه ) وهو الابيض ليس فيه شئ من السواد عن الليث قال * عليه رقراق السراب الامره * ( و ) المرهة ( حفيرة يجتمع فيها ماء السماء و ) مرهة ( أبو بطن ) وفى المحكم بنو مريهة بطين ( و ) مراهة ( كثمامة امرأة و ) مريهة ( كجهينة أم قبيلة ) هي بنت عمران بن الحاف أم أسد كلهم وفى المحكم بنو مريهة بطين وأشار المصنف الى أنهم نسبوا الى أمهم ( ورجل مره الفؤاد كجعل سقيمه ) وفى الاساس ذاهبة من شدة المرض * ومما يستدرك عليه المره محركة مرض في العين لترك الكحل وقال الازهرى بياض تكرهه عين الناظر كالمرهة بالضم وقوم مره العيون من البكاء هو جمع أمره والمرهاء من النعاج التى ليس بها شية وهى نعجة يققة والمرهاء الارض القليلة الشجر سهلة كانت أو حزنة ويقال عين مرهى كسكرى ومرهان بالضم اسم ومراهة كثمامة هو ابن بهراء بن عمرو ابن الحاف بن قضاعة ( مازهة ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى أي ( مازحه ) قال شيخنا هو ابدال وقيل لثغة لبعض العرب ( والمزه المزح ) مزه مزها كمزح مزحاوهو مازه من قوم مزه ويروى قول رؤبة * لله در الغانيات المزه * ورواه الاصمعي بالدال وقد تقدم ( مطه في الارض ) يمطه مطوها أهمله الجوهرى وفى اللسان ( ذهب فيها والممطه كمعظم الممده ) كذا في النسخ والصواب الممدد * ومما يستدرك عليه قال ابن الاعرابي الممطه المظلم ذكره في تركيب طمه ( المقه محركة بياض في زرقة ) نقله الجوهرى قال الازهرى كالمهق وهو ( مذموم ) قال الجوهرى ( و ) منهم من يقول المقه مثل ( المره ) وهو البياض الذى فسرناه ولم يذكر المصنف هناك ( والنعت أمقه ومقهاء ) وقال النضر امرأة مقهاء قبيحة البياض يشبه بياضها بياض الجص نقله الجوهرى وقال ابن الاعرابي الامقه الابيض القبيح البياض وهو الامهق ( والامقه البعيد ) قال رؤبة * بالفيف من ذاك البعيد الامقه * ورواه أبو عمرو الاقمه قال وهو البعيد وقد تقدم ( و ) الامقه ( المكان لا ينبت فيه شجر ) وبه فسر قول رؤبة وقال ابن برى يريد القفر الذى لانبات به وقال نفطويه الامقه هنا الارض الشديدة البياض التى لا نبات بها والامقه المكان الذى اشتدت عليه الشمس حتى كره النظر الى أرضه وقال النضر المقهاء الارض التى اغبرت متونها وآباطها وبراقها بيض ( و ) الامقه من الرجال ( المحمر المآقى والجفون من قلة الأهداب ) والاشفار وهى مقهاء وقيل هو المحمر أشفار العين وقدمقه مقها * ومما يستدرك عليه سراب أمقه أبيض قال رؤبة كأن رقراق السراب الامقه * يسنن في ريعانه المريه وفلاة مقهاء وفيف أمقه إذا ابيض من السراب وأنشد الجوهرى لذى الرمة إذا اخفقت بأمقه صحصحان * روس القوم والتزموا الرحالا (1/8242)
وقيل المقه حمرة في غبرة أو غبرة الى البياض والامقه من الناس الذى يركب رأسه لا يدرى أين يتوجه كالاقمه ( المليه ) أهمله الجوهرى وفى المحكم هو ( المليح ) قال شيخنا قيل هو بدل وقيل لثغة لبعض تغلب ( و ) عن أبى عمر ويقال ( أمهلت ) يا رجل أي ( أعذرت و ) قيل ( بالغت و ) رجل ( ممتله العقل ذاهبة ) * ومما يستدرك عليه رجل مليه ذاهب العقل وسيلة مليه لا طعم له كقولهم سليخ مليخ وقيل مليه اتباع حكاه ثعلب ( مه الابل ) مها ( رفق بها ومهه كفرح لان والمهاه الطراوة والحسن ) وأنشد الجوهرى لعمران بن حطان وليس لعيشنا هذا مهاه * وليست دارناها تابدار أي حسن قال ابن برى الاصمعي يرويه مهاة وهو مقلوب من الماء قال ووزنه فلعة تقديره مهوة فلما تحركت الواو قلبت ألفا وقال آخر كفى حزنا أن لا مهاه لعيشنا * ولا عمل يرضى به الله صالح قال الجوهرى وهذه الهاء إذا اتصلت بالكلام لم تصر تاء وانما تصيرتاء إذا أردت بالمهاة البقرة الوحشية ( و ) المهاه ( الحسن ) الجميل ومنه المثل الآتى ( و ) المهاه ( الرفيق من السير كالمهه محركة و ) من الامثال ( كل شئ ) مهه و ( مهاه ومهاهة ما خلا النساء وذكرهن ) هكذا رواه الزمخشري والميداني باثبات لفظ والاكثرون على حذفه وقال ابن برى الرواية بحذف خلا وهو يريدها قال وهو
ظاهر كلام الجوهرى قال الجوهرى قال الاحمر والفراء يقال في المثل كل شئ مهه ما النساء وذكرهن وقد أتى بها المصنف على صحتها في تركيب ما في الحروف اللينة ( أي ) كل شئ ( يسير سهل يحتمله الرجل حتى يأتي ذكر حرمه فيمتعض ) حينئذ فلا يحتمله قال ويقال أيضا مهاه أي حسن ونصب النساء على الاستثناء أي ما خلا النساء * قلت وهو مراد ابن برى من قوله وهو يريد هاثم قال وانما أظهروا التضعيف في مهه فرقا بين فعل وفعل وزعم الميداني ان المهه مقصور من المهاه وأن الالف زيدت كراهة التضعيف قال شيخنا وليس بذلك بلازم وفى المحكم الهاء من المهه والمهاه أصلية ثابتة كالهاء من مياه وشفاه ( أر ) معناه ( كل شئ باطل الا النساء ) عن اللحيانى ( أو ) معناه ( كل شئ قصد ) الا النساء عنه أيضا وقال أبو عبيد في الاجناس أي دع النساء وذكرهن * قلت معناه تعرض لكل شئ الا النساء فان الفضيحة في التعرض لهن وما بمعنى الا لا يكون زائدا ويجوز أن يكون مانفيا يريد ما أريد النساء وما أعنى النساء ويروى كل شئ مهه الا حديث النساء قال ابن الاثير المهه والمهاه الشئ الحقير اليسير وقيل المهاه النظارة والحسن فعلى الاول أراد كل شئ يهون ويطرح الا ذكر النساء وعلى الثاني يكون الامر بعكسه أي أن كل ذكر وحديث حسن الا ذكر النساء وقد أغفل المصنف عن أكثر هذه المعاني كما أغفل عن ذكر المهه في المثل وهو قصور لا يخفى ( والمهه محركة الرجاء ) قال ابن بزرج يقال ما في ذلك الامر مهه وهو الرجاء وقد مههت منه مهها أي رجوت رجاء ( و ) المهه ( المهل ) كالمهاه قال الزمخشري لو كان في الامر مهه ومهاه لطلبته ( والمهمه والمهمهة المفازة البعيدة ) كذا في الصحاح واقتصر على الاولى ويقال مهمه بلا لام وعلى اللغة الثانية قول الشاعر في تيه مهمهة كأن صويها * أيدى مخالعة تكف وتنهد ( و ) المهمه أيضا ( البلد المقفر ) أو الخرق الاملس الواسع وقال الليث المهمه الفلاة بعينها لا ماء بها ولا أنيس قال شينا من لطائفهم أنهم قالوا سميت للخوف فيها فكل واحد يقول لصاحبه مه مه كما في شرح الكفايه ( ج مهامه ) وقال الليث أرض مهامه بعيدة ( ومهمهه قال له مه مه أي أكفف ) قال الجوهرى مه كلمة بنيت على السكون وهى اسم سمى به الفعل ومعناه أكفف لانه زجر فان وصلت نونت فقلت مه مه ويقال مهمهت به أي زجرته انتهى وقال بعض النحويين أما قولهم مه إذا نونت فكأنك قلت ازدجارا وإذا لم تنون فكاتك قلت الازدجار فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف وفى الحديث فقالت الرحم مه هذا مقام العائذ بك قيل هو زجر مصروف الى المستعاذ منه وهو القاطع لا الى المستعاذ به تبارك وتعالى ( و ) مهمهه ( عن السفر منعه وتمهمه كف ) عنه ( وارتدع ) نقله الزمخشري * ومما يستدرك عليه المهه الباطل وبه فسر المثل وأيضا الهين اليسير وبه فسر المثل أيضا ويقال ما كان لك عند ضربك فلا نامهه ولا روية وكلمة مه اداة استفهام قال ابن مالك هي ما الاستفهامية حذفت ألفها ووقف عليها بهاء السكت * قلت ومنه حديث طلاق ابن عمر قلت فمه أرأيت ان عجز واستمحق أي فماذا للاستفهام وفى حديث آخر ثم مه وفى التوشيح انها هي الواقعة اسم فعل بمعنى اكفف استعملوه أحيانا استفهاما وقال بعض النحويين في مهما انها مركبة من مه بمعنى اكفف وما للشرط والجزاء ويأتى البحث فيه في الحروف اللينة ان شاء الله تعالى والمههة والمهاهة المهاة عن الفراء ( الماء ) اسم جنس افرادي كما قاله الفاكهى ونقل ابن ولاد في المقصور والممدود أنه جمعى يفرق بينه وبين واحده بالهاء وفى المحكم الماء ( والماء والماءة ) واحد ( وهمزة الماء منقلبة عن هاء ) بدلالة ضروب تصاريفه من التصغير والجمع وقال الليث الماء مدته في الاصل زيادة وانما هي خلف من هاء محذوفة ومن العرب من يقول ماءة كبنى تميم يعنون الركية بمائها فمنهم من يرويها ممدودة ماءة ومنهم من يقول هذه ماة مقصور وماء على قياس شاة وشاء وقال الازهرى أصل الماء ماه بوزن قاه فثقلت الياء مع المساكن قبلها فقلبوا الهاء مدة فقالوا ماء كما ترى وقال الفراء يوقف على الممدود بالقصر والمد شربت ماء قال وكان يجب أن تكون فيه ثلاث ألفات قال وسمعت هؤلاء يقولون شربت مى يا هذا فشبهوا الممدود بالمقصور والمقصور بالممدود وأنشد * يا رب هيجاهى خير من دعه * فقصر وهو ممدود وشبهه بالمقصور * قلت ولعل الفرس من هنا أخذوا تسمية الخمر بمى ( م ) معروف أي الذى يشرب وقال قوم هو جوهر لالون له وانما (1/8243)
يتكيف بلون مقابله قيل والحق خلافه فقيل أبيض قيل أسود نقله ابن حجر المكى في شرح الهمزية قال شيخنا والعرب لا تعرف هذا ولا تخوض فيه بل هو عندهم من الامر المعروف الذى لا يحتاج الى الشرح ( وسمع اسقنى ما بالقصر ) على أن سيبويه قد نفى أن يكون اسم على حرفين أحد هما التنوين وقيل أصل الماء ماه والواحدة ماءة وماهة وقال الجرهرى أصله موه بالتحريك ( ج أمواه ) في
القلة ( ومياه ) في الكثرة مثل جمل وأجمال وجمال ( و ) الذاهب منه الهاء بدليل قولهم ( عندي موية ) وإذا أنثته قلت ماءة مثل ماعة وفى الحديث كان موسى عليه السلام يغتسل عند موية ( و ) تصغير الماءة ( مويهة ) والنسبة الى الماء مائى وماوى في قول من يقول عطاوى كما في الصحاح وفى التهذيب ماهى * قلت ومنه تسمية الفرس للسمك ماهى وجزم عبد القادر البغدادي في حاشية المكعبية أنه لا يقال ماوى ( والماوية المرآة ) التى ينظر فيها صفة غالبة كأنها نسبت الى الماء لصفائها حتى كأن الماء يجرى فيها و ( ج ماوى ) قال الشاعر ترى في سنا الماوى بالعصر والضحى * على غفلات الزين والمتجمل ( و ) ماوية اسم ( امرأة ) قال طرفة لا يكن حبك داء قاتلا * ليس هذا منك ماوى بحر وقال الحافظ ماوية بنت أبى أخزم أم جشم وسعد العجليين وماوية بنت برد بن أفصى هي أم حارثة وسعد وعمرو وقشع وربيعة بنى دلف بن جشم المذكور * قلت وماوية بنت كعب وماوية امرأة حاتم الطائى قال شيخنا سميت المرأة ماوية تشبيها لها بالمرآة في صفائها وقلبت همزة الماء واوافي مثله وان كان القياس قلبها هاء لتشبيهه بما همزته عن ياء أو واو وشبهت الهاء بحروف المد واللين فهمزت وقيل ماوية العلم على النساء مأخوذ من آويته إذا ضممته اليك فالاصل مأوية بالهمز ثم سهلت فهى اسم مفعول ( وماهت الركية ) تماه وتموه وتميه موها وميها ومؤوها وماهة وميهة فهى ميهة ككيسة وماهة ) عن الكسائي ( كثر ماؤها ) وظهر ولفظة تمية تأتى بعد هذا في الياء هناك من باب باع يبيع وهو هنا من باب حسب يحسب كطاح يطيح وتاه يتيه في القول الخليل ( وهى أميه مما كانت وأموه ) مما كانت ( و ) ماهت ( السفينة ) تماه وتموه ( دخلها الماء و ) يقال ( حفر ) البئر ( فأماه وأموه ) أي ( بلغ الماء ) وكذلك أمهى وهو مقلوب ( وموه الموضع تمويها صار ذاماء ) ومنه قول ذى الرمة غيمية نجدية دار أهلها * إذا موه الصمان من سبل الفطر ( و ) موه ( القدر أكثر ماءها و ) من المجاز موه ( الخبر عليه ) تمويها إذا ( أخبره بخلاف ما سأله ) ومنه حديث مموه أي مزخرف ويقال التموية التلبيس ومنه قيل للمخادع مموه وقد موه فلان باطله إذا زبنه وأراه في صورة الحق ( و ) الاصل فيه موه ( الشئ ) تمويها إذا ( طلاه بفضة أو ذهب و ) ما ( تحته ) شبه أو ( نحاس أو حديد ) ومنه سرج مموه أي مطلى بذهب أو فضة ( وأما هوا أركيتهم أنبطوا ماءها و ) أماهوا ( دوابهم سقوها ) يقال أميهوا دوابكم نقله الزمخشري ( و ) أماهوا ( حوضهم جمعوا فيه الماء و ) أماه ( السكين سقاه ) الماء وذلك حين تسنه به وكذلك الرجل حين تسقيه الماء كما في الصحاح ( كأمهاه ) قال ابن برى في قول امرئ القيس ثم امهاه على حجره هو مقلوب من أماهه ووزنه أفعله والمها الحجر مقلوب أيضا وكذلك المها ماء الفحل في رحم الناقة ( و ) من المجاز أماه ( الشئ خلط ) ولبس وهذا أشبه أن يكون موه الشئ ( و ) كذا قوله أماهت ( السماء ) فالصواب فيه موهت السماء إذا ( أسالت ماء كثيرا ) كما هو نص ابن بزرج ( ورجل ماه الفؤاد وما هي الفؤاد ) أي ( جبان كأن قلبه في ماء ) الاول عن ابن الاعرابي وعليه اقتصر الجوهرى قال ورجل ماه أي كثير ماء القلب كقولك رجل مال وأنشد للازرق الباهلى انك يا جهضم ماه القلب * ضخم عريض مجرئش الجنب وانشده غيره ماهى القلب والاصل مائه القلب لانه من مهت ( أو ) ماه القلب ( بليد ) أحمق وهو مجاز ( وماه ) الرجل ( خلط ) في كلامه وقال كراع ماه الشئ بالشئ موها خلطه ( وأما العطشان والسكين سقاهما ) لماء أما اماهة السكين فقد تقدم قريبا فهو تكرار وأما اماهة الرجل فقال اللحيانى يقال امهنى أي اسقنى وما أحسن قول الجوهرى وأمهت الرجل والسكين إذا سقيتهما ( و ) أماه ( الفحل القى ماءه في رحم الانثى ) وذلك الماء يسمى المها بالقلب كما تقدم وسيأتى ( و ) أماه ( الحافر أنبط الماء ) وهو أيضا مع قوله في السابق أما هوا أركيتهم تكرار ( و ) أماهت ( الارض نزت ) بالماء وفى الصحاح ظهر فيها النز ( و ) أماه ( الدواة صب فيها الماء و ) من المجار ( ما أحسن موهة وجهه ومواهته بضمهما ) أي ( ماء ورونقه ) وترقرقه أو حسنه وحلاوته ( والماهة الجدرى ) حكاه اللحيانى عن الاسدي ومنه قولهم في الدعا آهة وماهة وقد تقدم ( والماه قصبة البلد ) فارسية ومنه ماه البصرة وماه الكوفة قال ابن الاعرابي ومنه ضرب هذا الدنيار بماه البصرة وماه فارس قال الازهرى كائه معرب * قلت اصل ماه بالفارسية القمر ( والماهان ) مثنى ماه ( الدينور ونهاوند احداهما ماه الكوفة والاخرى ماه البصرة ) * قلت والدينور من كور الجبل وانما سميت ماه الكوفة لان مالها كان يحمل في أعطيات أهل الكوفة ومنها يحيى بن زكريا الماهى عن على بن عبيدة الريحاني وكذلك الحال في نهاوند فان مالها كان يحمل أعطيات أهل البصرة ( وماه ) يذكر ويؤنث لا ينصرف لمكان العجمة ( وماه دينار بلدان )
وهو من الاسماء المركبة وكذلك ماه آباذ لمحلة كبيرة بمرو ( وماهان اسم ) رجل وهو جد عبد الله بن عيسى بن ماهان الماهانى نسبة صاحب الاغانى وابنه محمد حدث وابن عمه على بن رستم بن ماهان من ولده محمد بن حامد بن عبد الله بن على تفقه على أبى الحسن (1/8244)
البيهقى وروى عن مكى بن عبدان ( و ) قال ابن جنى ( هو ) أي ماهان ان كان عربيا لا يخلو ( اما ) أن يكون ( من ) لفظ ( هوم أو هيم فوزنه لعفان ) بتقديم اللام على العين ( أو ) من لفظ ( وهم فلفعان ) بتقديم الفاء على العين ( أو من ) لفظ ( هما فعلفان ) بتقديم اللام على الفاء ( أو ) من ( ومه ) لو وجد هذا التركيب في الكلام ( فعفلان ) بتقديم العين على الفاء ( أو ) من ( نهم فلا عاف أو من لفظ المهيمن فعا فال أو من منه ) لو وجد هذا التركيب في الكلام ( ففالاع أو من نمه فعالاف ) انتهى كلام ابن جنى وهى على ثمانية أوجه ( أو وزنه فعلان ) ومحله هذا التركيب والالف والنون زائدتان ان كانت عربية والا فمحله م ه ن وقد أشرنا إليه ( والموهة بالضم الحسن ) والحلاوة يقال كلام عليه موهة وهو مجاز ( و ) أيضا ( ترقرق الماء قى وجه ) المرأة الشابة ( الجميلة كالمواهة بالضم ) أيضا وقد تقدم قريبا ( ومهته بالكسر وبالضم ) أي ( سقيته ) الماء نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه يجمع الماء على أمواء حكاه ابن جنى قال أنشدني أبو على وبلدة قالصة امواؤها * تستن في رأد الضحى أفياؤها * كأنما قد رفعت سماؤها أي مطرها وماء اللحم الدم ومنه قول ساعدة بن جؤية يهجوا مرأة شروب لماء اللحم في كل شتوة * وان لم تجد من ينزل الدر تحلب وقيل عنى به المرق تحسوه دون عيالها وأراد وان لم تجد من يحلب لها حلبت هي وحلب النساء عار عند العرب والماوية البقرة لبياضها وماوية مولاة شيبة الحجبى روت عنها صفية بنت شيبة وأبو ماوية عن على وعنه أبو اسحق الشيباني واختلف في اسمه فقيل حريث بن مالك أو مالك بن حريث ويقال ماوية بن حريث وفرق ابن معين بينه وبين أبى ماوية وقال أبو سعيد شجر موهى إذا كان مسقويا وشجر جزوى يشرب بعروقه ولا يسقى وموه حوضه تمويها جعل فيه الماء وموه السحاب الوقائع من ذلك وأماهت السفينة بمعنى ماهت وموهت السماء أسالت ماء كثيرا عن ابن بزرج والتموية التلبيس والمخادعة وتزيين الباطل والموهة بالضم لون الماء عن الليث ووجه مموه مزين بماء الشباب وأنشد ابن برى لرؤبة * لما رأتنى خلق المموه * وموهة الشباب حسنه وصفاؤه وكذلك الموهة كقبرة وهو موهة أهل بيته وتموه المال للسمن إذا جرى في لحومه الربيع وتموه العنب إذا جرى فيه الينع وحسن لونه أو امتلأ ماء وتهيأ للنضج وكذلك النخل وتموه المكان صار مموها بالبقل وبه فسر قول ذى الرمة السابق أيضا وثوب الماء الغرس الذى يكون على المولود قال الراعى تشق الظئر ثوب الماء عنه * بعيد حياته الا الوتينا والسمن المائى منسوب الى مواضع يقال لها ماه قلب الهاء في النسب همزة أو ياء وماويه ماء لبنى العنبر ببطن فلج أنشد ابن الاعرابي وردن على ماويه بالأمس نسوة * وهن على أزواجهن ربوض وموية كسمية تصغير ماوية ومنه قول حاتم طيئ يذكر امرأته ماوية فضارته موى ولم تضرني * ولم يعرق موى لها جبيني يعنى الكلمة العوراء كما في الصحاح وماء السماء لقب عامر بن حارثه الازدي وهو أبو عمر ومزيقيا الذى خرج من اليمن حين أحس بسيل العرم سمى بذلك لانه كان إذا أجدب قومه مانهم حتى يأتيهم الخصب فقالوا هو ماء السماء لانه خلف منه وقيل لولده بنو ماء السماء وهم ملوك الشأم قال بعض الانصار أنا ابن مزيقيا عمرو وجدى * أبوه عامر ماء السماء وماء السماء أيضا لقب أم المنذر بن امرئ القيس بن عمرو بن عدى بن ربيعة بن نصر اللخمى وهى ابنة عوف بن جشم بن النمر بن قاسط سميت بذلك لجمالها وقيل لولدها بنو ماء السماء وهم ملوك العراق قال زهير بن جناب ولازمة الملوك من ال نصر * وبعدهم بنى ماء السماء كل ذلك نقله الجوهرى وبنوماء السماء العرب لانهم يتبعون قطر السماء فينزلون حيث كان وحكى الكسائي باتت الشاة ليلتها مأمأ وماء ماء وماه ماه وهو حكاية صوتها ومياه الماشية باليمامة لبنى وعلة حلفاء بنى نمير ومياه موضع في بلاد عذرة قرب الشأم ووادى المياه من أكرم ماء بنجد لبنى نفيل بن عمرو بن كلاب قال اعرابي وقيل هو مجنون ليلى ألا لا أرى وادى المياه يثيب * ولا القلب عن وادى المياه يطيب أحب هبوط الواديين واننى * لمستهتر يا لواديين غريب وماء الحياة المنى وقيل الدم ومن الاول * ماء الحياة يصب في الارحام * ومن الثاني فإن اراقة ماء الحيا * ة دون اراقة ماء المحيا وبلد ماه كثير الماء عن الزمخشري وقال غيره العين المموهة كمعظمة هي التى فيها الظفرة ( الميه ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( طلاء السيف وغيره بماء الذهب ) وأنشد في نعت فرس * كأنه ميه به ماء الذهب * ( وماهت الركية تميه )
ميها ( كماهت تموه ) موها لغة فيه وهى من باب باع يبيع أو من باب حسب يحسب فهى واوية أيضا كما تقدم * ومما يستدرك عليه (1/8245)
رجل تياه مياه قيل هو اتباع له والميهة بالكسر كثرة ماء الركية ومهت الرجل بالكسر سقيته ونتجه هذه على الواو أيضا كما تقدم وقال المؤرج ميهت السيف تمييها إذا وضعته في الشمس حتى ذهب ماؤه وميها بالكسر مقصورا اسم ماء في بلد هذيل أو جبل عن ياقوت والميه قرية بمصر واميية بالكسر أخرى بها وقد دخلتهما ( فصل النون ) مع الهاء ( النب بالضم الفطنة ) وهو اسم من نبه له إذا فطن كما يأتي قريبا ( و ) النبه ( القيام من النوم وأنبهته ) من النوم ( ونبهته ) تنبيها أي أيقظته ( فتنبه وانتبه ) استيقظ قال أنا شما طيط الذى حدثت به * متى أنبه للغداء أنتبه ثم أنز حوله وأحتبه * حتى يقال سيد ولست به وكان حكمه أن يقول أتنبه لانه قال أنبه ومطاوع فعل انما هو تفعل لكن لما كان في معنى أنبه جاء بالمضارع عليه فافهم ( و ) يقال ( هذا منبهة على كذا ) أي ( مشعر به ) ومنه قولهم أشيعوا بالكنى فانها منبهة ( و ) منبهة ( لفلان ) أي ( مشعر بقدره ومعل له ) وفى الحديث فانه منبهة للكريم أي مشرفة ومعلاة من النباهة وقالوا المال منبهة للكريم ويستغنى به عن اللئيم ( وما نبه له كفرح ) أي ( ما فطن والاسم النبه بالضم ) وقد ذكر قريبا قال أبو زيد نبهت للامر بالكسر أنبه نبها ووبهت أو به وبها فطنت وهو الامر تنساه ثم تتنبه له ( والنبه بالتحريك الضالة توجد عن غفلة ) نقله الجوهرى يقال وجدت الضالة نبها أي عن غير طلب وأنشد لذى الرمة يصف ظبيا قدا نحنى في نومه فشبهه بد ملج قد انفصم كأنه دملج من فضة نبه * في ملعب من عذارى الحى مفصوم انما جعله مفصوما لتثنيه وانحنائه إذا نام ونبه هنا بدل من دملج أراد أن الخشف لما جمع رأسه الى فخذه واستدار كان كدملج مفصوم أي مصدوع من غير انفراج وقال الازهرى في قول ذى الرمة هذا وضعه في غير موضعه كان ينبغى له أن يقول كأنه دملج فقد نبها ( و ) النبه ( الشئ الموجود ضد ) وبخط الصاغانى النبه بضم ففتح الموجود قال وهو من الاضداد * قلت وهذا يحتاج الى تأمل ( و ) النبه الشئ ( المشهور كالنبه كجعل ) كما في الصحاح وبه فسر قول ذى الرمه أيضا قال ابن برى شبه ولد الظبية حين انعطف لما سقطه أمه فروى بد ملج فضة نبه أي أبيض نقى كما كان ولد الظبية كذلك وقال في ملعب لان ملعب الحى قد عدل به عن الطريق المسلوك كما ان الظبية قد عدلت بولدها عن طريق الصياد ( ونبه ) الرجل ( مثلثة ) ويوجد في بعض النسخ هنا زيادة قوله عن ابن طريف أي التثليث ذكره ابن طريف في كتاب الافعال وذكره ابن القطاع أيضا في تهذيب الافعال واقتصر الاكثرون على الضم وقالوا هو الافصح بدليل اتيان المصدر على النباهة والوصف على نبيه وفعالة وفعيل من المقيس في فعل المضموم قاله شيخنا ( شرف ) واشتهر ( فهو نابه ) وهو خلاف الخامل وهو من نبه كنصر وعلم ( ونبيه ونبه محركة ) ونبه أيضا ككتف ورجل نبه ونبيه إذا كان شريفا معروفا قال طرفة يمدح رجلا كامل يجمع آلاء الفتى * نبه سيد سادات خضم ( وقوم نبه أيضا ) أي بالتحريك كالواحد عن ابن الاعرابي وكانه اسم للجمع ( ونبه باسمه تنبيها نوه ) به ورفعه عن الخمول وجعله مذكورا ( و ) رجل ( منبوه الاسم ) أي ( معروفه ) عن ابن الاعرابي ( وأمر نابه ) أي ( عظيم ) جليل ( و ) قال الاصمعي سمعت من ثقة ( أنبه حاجته ) أي ( نسيها فهى منبهة كمحسنة ) هكذا في النسخ والصواب كمكرمة وهكذا هو مظبوط في نسخ الصحاح قال أبو عمرو وأنبهت حاجة فلان إذا نسيتها فهى منبهة ( والنباه كسحاب المشرف الرفيع ) عن الصاغانى ( ونبهان أبوحى ) من العرب وهو نبهان ابن عمرو بن الغوث بن طيئ وهم رهط كعب بن الاشرف الذى حالف بنى النضير منهم زيد الخيل والامير حميد بن قحطبة ( وسموا نا بها وكزبير ومحدث وأمير ومحس ) فكز بير نبيه بن الحجاج السهمى ونبيه بن الاسود العذري زوج بثينة العذرية وابنه سعيد بن نبيه جاءت عنه حكايات ونبيه أربعة من الصحابة وكمحدث همام بن منبة الصنعانى عن أبى هريرة ومعاوية وعنه ابن أخيه عقيل بن معقل ومعمر توفى سنة 132 ومنبه أبو وهب من أهل هراة صحابي وجماعة وكأمير نبيه الباذرانى الفقيه حدث عن عمر الكرماني وعلى بن النبيه شاعر مشهور في زمن الأشرف بن العادل وأنشدنا شيخنا ابن الطيب رحمه الله تعالى وابن النبيه نبيه * وبالسراة شبيه * ومما يستدرك عليه نبهه من الغفلة فانتبه وتنبه أيقظه وهو مجاز وتنبه على الامر شعر به ونبهته على الشئ وقفته عليه فتنبه هو عليه ويقال أضللته نبهالم يعلم متى ضل حتى انتبهوا له عن الاصمعي وقال شمر النبه بالتحريك المنسى الملقى المساقط والنباهة ضد الخمول ونبهان جبل مشرف على حق عبد الله بن عامر بن كريز عن الاصمعي نبهانية قرية ضخمة لبنى والبة من بنى أسد ونبهان ثلاثة
من الصحابة * ومما يستدرك عليه نبروه محركة قرية بمصر من الغربية وقد ذكرت في الراء ( النجه استقبالك الرجل بما يكره وردك اياه عن حاجته أو هو أقبح الرد ) أنشد ثعلب حياك وبك أيها الوجه * ولغيرك البغضاء والنجه ( نجهه كمنعه ) نجها ( رده ) وانتهره وقال الليث نجهت الرجل نجها إذا استقبلته بما تنهنهه وتكفه عنك فينقدع عنك وفى الصحاح النجه الزجر والردع ونجهه ( كتنجهه ) قال رؤبة كعكعته بالرجم والتنجه * أو خاف صقع القارعات الكده (1/8246)
( و ) نجه ( على القوم طلع و ) نجه ( بلد كذا ) إذا ( دخله فكرهه ) فهو ناجه نقله الجوهرى ( ونجه الطيرع ) بين مصر وأرض التيه له ذكر في خبر المتنبي قال ياقوت نقلته من خط الخالدي والله تعالى أعلم * ومما يستدرك عليه انتجه الرجل ردعه وزجره نقله الجوهرى وفى النوادر فلان لا ينجعه ولا يهجؤه ولا يهجأ فيه شئ ولا ينجهه شئ ولا ينجه فيه شئ وذلك إذا كان رغيبا مستوبلا لا يشبع ولا يسمن من شئ ونجه كصرد مدينة في أرض بربرة الزنج على ساحل البحر بعد مدينة يقال لها مركه ومركه بعد مقد شوه نقله ياقوت ورجل منجوه مخيب ( نده البعير ) يندهه ندها ( زجره ) عن الحوض وعن كل شئ ( وطرده بالصياح ) قاله الليث وفى حديث ابن عمر لو رأيت قاتل عمر في الحرم ما ندهته أي ما زجرته قال ابن الاثير النده الزجر بصه ومه ( و ) نده ( الابل ساقها مجتمعة ) كما في الصحاح ( أو سافها وجمعها ) ولا يكون الا للجماعة منهاور بما اقتا سوامنه للبعير ( و ) قال الاموى ( الندهة ) بالفتح ( وتضم الكثرة من المال ) من صامت أو ماشية وأنشد قول جميل فكيف ولا توفى دماؤهم دمى * ولا مالهم ذوندهة فيدونى ( أو هي العشرون من الغنم ونحوها والمائة من الابل ) أو قرابتها ( والالف من الصامت ) أو نحوه ( وانتده الامر واستنده ) واستيده ( اتلأب ) * ومما يستدرك عليه نده الرجل ينده ندها إذا صوت عن أبى مالك ومنه قول العامة أي انده فلانا أي ادعه والندهة الصوت وقال أبو زيد يقال للرجل إذا رأوه جريئا على ما أتى وكذلك المرأة احدى نواده البكر وزاد الميداني احدى نواده المنكر قال والنواده الزواجر واصاخة المنده للناشد قال الاصمعي وكان يقال للمرأة في الجاهلية اذهبي فلا أنده سربك فكانت تطلق قال والاصل فيه أنه يقول لها اذهبي الى أهلك فانى لا أحفظ عليك مالك ولا أرد ابلك وقد أهملتها لتذهبي حيث شئت وفى الصحاح أي لا أرد ابلك لتذهب حيث شاءت والندهة أرض واسعة بالسند في غربي نهر مهران بينها وبين المنصورة خمس مراحل وهى برية وأهلها كالزط ومدينتهم قندابيل نقله ياقوت ( التنزه التباعد والاسم النزهة بالضم ) هذا أصل اللغة ( ومكان نزه ككتف ونزيه ) كامير ( وأرض نزهة ) بالفتح ( وتكسر الزاى ونزيهة ) أي ( بعيدة عن الريف ) عذبة نائية عن الأنداء ( وغمق المياه ) ومنه حديث عمر الجابية أرض نزهة أي بعيدة عن الوباء وانما قيل للفلاة التى نأت عن الريف والميا نزيهة لبعد ها عن عمق المياه ( وذبان القرى وومد البحار وفساد الهواء ) وقد ( نزه ) المكان ( ككرم وضرب نزاهة ونزاهية ) بالتخفيف واقتصر الزمخشري على حد كرم والذى في الصحاح نزهت الارض بالكسر ومثله في المحكم والمصباح قال شيخنا وهو الصواب كما يؤيده المصدر والصفة * قلت أما المصدران فيؤيد ان انه من حد كرم كما ذ كره المصنف وكذلك رفه رفاهة ورفاهية أو من حد سمع ككره كراهة وكراهية ( و ) في كلام بعضهم ما يدل أنه نزه ( الرجل ) ككرم نزاهة إذا ( تباعد عن كل مكروه فهو نزيه ) وأما نزه المكان والارض فليس الا كفرح فتأمل ( واستعمال التنزه في الخروج الى البساتين والخضر والرياض غلط قبيح ) وأصل هذا الكلام عن ابن السكيت لانه قال ومما يضعه الناس في غير موضعه قولهم خرجنا نتنزه إذا اخرجوا الى البساتين قال وانما التنزه التباعد عن الأرياف والمياه ومنه قيل فلان يتنزه عن الاقذار وينزه نفسه عنها أي يباعدها عنها هذا نص الصحاح وفى المحكم تنزه الانسان خرج الى الارض النزهة والعامة يضعون الشئ في غير موضعه ويغلطون فيقولون خرجنا نتنزه إذا خرجوا الى البساتين فيجعلون التنزه الخروج الى البساتين والخضر والرياص وانما التنزه التباعد عن الارياف والمياه حيث لا يكون ماء ولا ندى ولا جمع ناس وذلك شق البادية ومنه قيل فلان يتنزه عن الاقذار وينزه نفسه عنها أي يباعد نفسه عنها قال شيخنا نقلا عن الشهاب لا يخفى أن العادة كون البساتين في خارج القرى غالبا ولا شك أن الخروج إليها تباعد فغاية ما يلزم كونه حقيقة قاصرة فالعجب من التغليظ في ذلك مع التسليم كون التنزه التباعد على أن المصنف فسر التنزه بالتباعد مطلقا ولم يقيده كما ترى فتغليطه الناس عجيب بلا مراء انتهى * قلت وفى الاساس وخرجوا يتنزهون يطلبون الاماكن النزهة انتهى أي البعيدة عن المياه وحيث ان التنزه جعل التباعد عن الارياف والمياه حيث لا يكون ماء ولا
ندى ولا جمع ناس كما هو في المحكم فاستعماله في الخروج الى البساتين والخضر التى مادة حياتها عمق المياه والا ندية ومن لازمها الاوبية وجمع الناس استعمال بالضد فهو حقيق بالتغليط فطن له ابن السكيت وغفل عنه الشهاب يظهر ذلك بالتأمل الصادق وتفسير المصنف التنزه بالتباعد صحيح وهو قد يكون بالتباعد عن المياه وقد يكون عن الاقذار والاسواء وقد يكون عن المذام فإذا قالوا خرجوا يتنزهون أرادوا التباعد عن الارياف والمواضع الندية وإذا قالوا في الرجل هو يتنزه أرادوا به البعد عن الاقذار أو المذام وإذا أطلقوه على الباري سبحانه أرادوا به التقدس عن الانداد وعما لا يجوز عليه من النقائص فتأمل ذلك ويلى تقرير الشهاب ما قاله ملا على في ناموسه هذا غير صحيح لان مادة لاشتقاق فيه صريح فالبستان مكان نزه والخروج إليه تباعد عن مكروه في زمان هم أو خاطر مغموم أو مكان غير ملائم واخوان سوء وهواء متعفن وأمثال ذلك * قلت قوله فالبستان مكان نزه غير صحيح لان النزه فسروه بالبعيد عن المياه والبستان لا يكون بعيدا عن الماء بل انما مادته كثرة الماء وقوله وهواء متعفن هذا غير صحيح أيضا لان تعفن الهواء في الاماكن الندية أكثر كما قاله الاطباء ورد عليه شيخنا فقال هو كلام غير مقنع وسجع كسجع الكهان وتعريف للتنزه بما يتنزه عنه الصبيان ولا يتوقف على ما ذكر من الموجبات ثم قال وكلام الشهاب أقرب الى الصواب وقد (1/8247)
أوضحه في شفاء الغليل بازيد مما مر * قلت وقد علت انه مخالف لكلام الائمة وناهيك بالجوهري وابن سيده فقد أقرا ابن السكيت فيما قال وتركا الخوض في هذا المجال وسلما له المقال ( و ) من المجاز ( رجل نزه الخلق ) بالفتح ( وتكسر الزاى ونازه النفس ) أي ( عفيف متكرم يحل وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله ج نزهاء ) ككرماء ( ونزهون ونزاه ) كصاحب وصحاب ( والاسم النزه والنزاهة بفتحهما ) وقد نزه ككرم ونازه من نزه قليل كحامض من حمض والنزاهة البعد عن السوء وان فلانا لنزيه كريم إذا كان بعيدا من اللؤم وهو نزيه الخلق ( ونزهت ابلى نزها باعدتها عن الماء ) يقال سقى ابله ثم نزهها عن الماء أي باعدها عنه كما في المحكم ( ونزه نفسه عن القبيح تنزيها نحاها ) ومنه تنزيه الله تعالى وهو تبعيده وتقديسه عن الأنداد والاشباه وعما لا يجوز عليه من النقائص ومنه الحديث في تفسير سبحان الله هو تنزيهه أي ابعاده عن السوء وتقديسه ( وهو بنزهة من الماء بالضم ) أي ( ببعد ) عن المياه والارياف وأنشد الجوهرى لابي سهم الهذلى أقب طريد بنزه الفلا * ة لا يرد الماء الا انتيابا * ومما يستدرك عليه تنزه عنه تركه وأبعد عنه ونزه الرجل باعده عن القبيح وهو يتنزه عن ملائم الاخلاق أي يترفع عما يذم منها وقال الازهرى التنزه رفعه نفسه عن الشئ تكرما ورغبة عنه والايمان نزه أي بعيد عن المعاصي وهو لا يستنزه عن البول أي لا يستبرئ ولا يتطهر ولا يستبعد منه وقال شمر يقال قوم أنزاه يتنزهون عن الحرام الواحد نزيه كملئ واملاء ورجل نزيه ورع وتنزهوا بحرمكم عن القوم أي تباعد واو هذا مكان نزيه خلاء بعيد عن الناس ليس فيه أحد ورجل نزهى بضم ففتح كثيرا لتنزه الى الخلاء منسوب الى النزه جمع نزهة للمكان البعيد والنزهى محركة موضع بعمان والمنازه المواضع المتنزهات وقد استعمله المصنف في كتابه هذا استطرادا في وصف بعض البلاد واعترض عليه هناك شيخنا بانه لم يسمع هذا اللفظ وغلطه ( المنفوه الضعيف الفؤاد الجبان ) نقله الجوهرى ( وما كان نافها فنفه كمنع نفوها ) ونفه أيضا كسمع ( والنفوه أيضا ذلة بعد صعوبة ونفهت نفسه كسمع أعيت وكلت ) نقله الجوهرى ( وأنفه ناقته أكلها وأعياها ) حتى انقطعت ( كنفهها ) بالتشديد فهى ناقة منفهة وجمل منفه وأنشد الجوهرى رب هم جشمته في هواكم * وبعير منفه محسور وأنشد ابن برى فقاموا يرحلون منفهات * كأن عيونها نزح الركى وأنشد ابن سيده ولليل حظ من بكانا ووجدنا * كما نفه الهيماء في الذود رادع ( و ) أنفه ( له من ماله أقل منه واستنفه استراح ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه النافه الكال المعيى من الابل والجمع نفه كركع وأنشد أبو عمرو لرؤبة * بنا حراجيج المهارى النفه * ونفهت الناقة كسمع كلت ونفهت نفسه كمنع ضعفت وسقطت لغة في نفهت بالكسر عن ابن الاعرابي والكسر عن أبى عبيد والفتح أورده القطب الحلبي والقسطلاني في شرحيهما على البخاري في تفسير حديث انك إذا فعلت ذلك هجمت عيناك ونفهت نفسك ويقال للمعيى منفه كمعسن ( نقه من مرضه كسمع ومنع ) الاخيرة عن ثعلب ( نقها ) بالفتح وفى الصحاح نقه مثال تعب تعبا ( و ) كذلك نقه ( نقوها ) مثال كلح كلوحا ( صح وفيه ضعف ) وفى الصحاح صح وهو في عقيب علته وقال غيره ( أو أفاق ) وكان قريب العهد بالمرض لم يرجع إليه كمال صحته وقوته ( فهو ناقه ج ) نقه ( كركع و ) نقه ( الحديث ) والخبر كسمع ومنع نقها ونقوها ونقاهة ونقهانا ( فهمه كاستنقهه ) ويروى بيت المخبل
* الى ذى النهى واستنقهت للمحلم * حكاه يعقوب والمعروف واستيقهت ( فهو نقه وناقه ) سريع الفطنة والفهم وفى الحديث فانقه إذا أي افهم ويقال فلان لا يفقه ولا ينقه ( و ) في النوادر ( انتقهت من الحديث ) وأنقهت ( اشتفيت ) * ومما يستدرك عليه النقاهة الفهم كالنقهان محركة ونقه الحديث ونقهه لقنه والاستنقاه الاستفهام وأنقه لى سمعك أي أرعنيه ونقهت من الحديث بالكسر اشتفيت كذا في النوادر ونقهان الجرح عوده الى الوجع عامية ( نكه له وعليه كضرب ومنع ) نكها ( تنفس على أنفه أو أخرج نفسه أنف آخر ) ليعلم هل هو شارب خمر أم لا ( و ) نكهت ( الشمس ) عن الصاغانى ( اشتد حرها ونكهه كسمعه ومنعه ) تشممه نقله الجوهرى واقتصر على الكسر وأنشد للحكم بن عبدل نكهت مجادل افوجدت منه * كريح الكلب مات حديث عهد ( واستنكهه شم ريح فمه ) يقال استنكهت الرجل فنكه في وجهى ينكه وينكه نكها إذا أمرته بان يشمه ليعلم أشارب هو أم غير شارب كما في الصحاح قال ابن برى شاهده قول الاقيشر يقولون لى انكه قد شربت مدامة * فقلت لهم لابل أكلت سفرجلا ( والنكه من الابل كسكر ) التى ذهبت أصواتها من الاعياء قال الجوهرى وهى لغة تميم في ( النفه ) وأنشد ابن برى لرؤبة * بعد اهتضام الراغيات النكه * ومما يستدرك عليه النكهة ريح الفم وبالضم اسم من الاستنكاه ونكه الرجل كعنى تغيرت نكهته من التخمة ويقال في الدعاء للانسان هنيت ولا تنكه أي أصبت خيرا ولا أصابك الضر نقله الجوهرى ( النمه محركة ) أهمله الجوهرى وقال ابن دريد هو ( شبه الحيرة وقدنمه كفرح ) نمها فهو نمه ونامه تحير يمانية ( نهنهه عن الامر فتنهنه ) أي ( كفه وزجره ) (1/8248)
عنه ( فكف ) عنه وانزجر شاهد الكف قول الشاعر نهنه دموعك ان من * يغتر بالحدثان عاجز وفى الحديث وائل لقد ابتدرها اثنا عشر ملكا فما نهنههها شئ دون العرش أي ما منعها وكفها عن الوصول إليه وشاهد الزجر قول أبى جندب الهذلى فنهنهت أولى القوم عنهم بضربة * تنفس عنها كل حشيان مجعر ومنه نهنهت بالسبع إذا صحت به لتكفه ( وأصلها نههه ) بثلاث ها آت وانما أبدلوا امن الهاء الوسطى نونا للفرق بين فعلل وفعل وزادوا النون من بين الحروف لان في الكلمة نونا كما في الصحاح ( والنهنه الثوب الرقيق النسخ ) عن الاحمر كالهلهل وكذلك النهنهة والهلهلة واللهلهة واللهله ( ناه ) الشئ ينوه نوها ( ارتفع ) فهو نائه نقله الجوهرى ومنه ناه النبات ( و ) ناهت ( الهامة رفعت رأسها فصرخت و ) ناهت ( نفسه عن الشئ تنوه وتناه ) نوها ( انتهت و ) قيل ( أبت وتركت ) ومن كلامهم إذا أكلنا التمر وشربنا الماء ناهت أنفسنا عن اللحم أي أبته فتركته رواه ابن الاعرابي ( و ) ناهت نفسي ( قويت ) نقله الجوهرى ويقال التمر واللبن تنوه النفس عنهما أي تقوى عليهما عن ابن الاعرابي ( و ) قال ابن شميل ناه ( البقل الدواب ) ينوهها نوها ( هجدها ) هكذا في النسخ والصواب مجدها قال ابن شميل وهو دون الشبع وليس النواه الا في أول النبت وأما المجد ففى كل نبت وقول الشاعر * ينهون عن أكل وعن شرب * أراد ينوهون والا فلا يجوز قال الازهرى كانه جعل ناهت أنفسنا تنوه مقلوبا عن نهت قال ابن الانباري معنى ينهون أي يشربون فينتهون ويكتفون قال وهو الصواب ( ونوهه و ) نوه ( به دعاه ) برفع الصوت ومنه حديث عمر أنا أول من نوه بالعرب ( و ) أيضا ( رفعه ) وطير به وقواه وشهره وعرفه قال أبو نخيلة ونوهت لى ذكرى وما كان خاملا * ولكن بعض الذكر أنبه من بعض ( والنوه ويضم الانتهاء عن الشئ ) يقال نهت عن الشئ أي انتهيت عنه وتركته ( والنوهة الاكلة ) الواحدة في اليوم والليلة وهى ( كالوجبة والنواهة النواحة ) اما أن يكون من الاشادة واما أن يكون من قولهم ناهت الهامة ( والنوه كسكر النوح ) زنة ومعنى يقال هام نوه قال رؤبة * على اكام البائجات النوه * ومما يستدرك عليه نهت بالشئ نوها رفعته وقول الشاعر أنشده ابن الاعرابي إذا دعاها الربع الملهوف * نوه منها الزاجلات الهوف فسره فقال نوه منها أي أجبنه بالحنين وقال الفراء أعطني ما ينوهنى أي يسد خصاصتى وانها لتأكل ما لا ينوهها أي لا ينجع فيها والنوهة قوة البدن ونويه كزبير قرية بمصر من الغربية ( نيه كنيل ) أهمله الجوهرى وهو ( دبين سجستان واسفراين ) كذا في النسخ والصواب اسفزار كما هو نص الصاغانى وياقوت ويقال بين هراة وكرمان ومنه أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن الحسين النيهى الفقيه الشافعي تفقه على القاضى حسين وسمع عليه وعلى غيره الحديث وعليه تفقه أبو اسحق المروزى توفى في حدود سنة 480 وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن أبو محمد النيهى فقيه محدث من شيوخ ابن السمعاني توفى سنة 548 ( والنائه الرفيع المشرف ) هو من ناه ينوه كما ذكره الجوهرى في ن وه ( و ) يحتمل أن يكون من ( ناه يناه ) إذا ( ارتفع
) عن الفراء ( و ) ناه يناه ( أعجب ونفس ناهة منتهية عن الشئ ) مقلوب من نهاة * ومما يستدرك عليه نيروه من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل عن ياقوت ( فصل الواو ) مع الهاء ( الوبه الفطنة و ) أيضا ( الكبر وبه له كمنع وفرح ) وبهاو وبها بالفتح والسكون ووبوها ( وأو به فطن ) وقال الازهرى نبهت للامر أنبه نبهاو وبهت له أو به وبها وأبهت آبه أبها وهو الامر تنساه ثم تنتبه له وقال الكسائي أبهت آبه وبهت أبوه وأباه وقال ابن السكيت ما أبهت له وما أبهت له وما بهت وما بهت له وما وبهت له وما وبهت له بالفتح والكسر وما بأهت له وما بهأت له يريد ما فطنت له ( وهو لا يوبه له وبه ) أي ( لا يبالى به ) وفى حديث مرفوع رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يوبه له لو أقسم على الله لأبره معناه لا يفطن له لذلته وقلة مرآته ولا يحتفل به لحقارته وهو مع ذلك من الفضل في دينه والاخبات لربه بحيث إذا دعاه استجاب له دعاءه وقال الزجاج ما أو بهت له لغة في وبهت أي ما شعرت ( الوجه م ) معروف ومنه قوله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا ( و ) الوجه ( مستقبل كل شئ ) ومنه قوله تعالى فأينما تولوا فثم وجه الله ( ج أوجه ) قال اللحيانى ويكون الاوجه للكثير وزعم أن في مصحف أبى أوجهكم مكان وجوهكم قال ابن سيده أراه يريد قوله تعالى فامسحوا بوجوهكم ( ووجوه ) ومنه قوله تعالى فامسحوا بوجوهكم ( وأجوه ) حكى الفراء حى الوجوه وحى الأجوه قال ابن السكيت ويفعلون ذلك كثيرا في الواو إذا انضمت ( و ) الوجه ( نفس الشئ ) ومنه قوله تعالى كل شئ هالك الا وجهه قال الزجاج أراد الا اياه ويقال هذا وجه الرأى أي هو الرأى نفسه مبالغة أشار إليه الراغب ( و ) الوجه ( من الدهر أوله ) يقال كان ذلك لوجه الدهر أي أوله وهو مجاز ومنه جئتك بوجه نهار أي أوله وكذا شباب نهار وصدر نهار وبه فسر قوله تعالى وجه النهار واكفروا آخره وكذلك قول الشاعر من كان مسرورا بمقتل مالك * فليأت نسوتنا بوجه نهار ( و ) الوجه ( من النجم ما بدا لك منه و ) الوجه ( من الكلام السبيل المقصود ) به وهو مجاز ( و ) من المجاز الوجه ( سيد القوم ج وجوه (1/8249)
كالوجيه ج وجهاء ) يقال هؤلاء وجوه البلدو وجهاؤه أي اشارفه ( و ) الوجه ( الجاه ) مقلوب منه ومنه الحديث كان لعلى وجه من الناس حياة فاطمة رضى الله تعالى عنهما أي جاه وحرمة ( و ) الوجه و ( الجهة ) بمعنا والهاء عوض من الواو كما في الصحاح قال شيخنا ولهم كلام في الجهة هل هي اسم مكان المتوجة إليه كما ذهب إليه المبردو الفارسى والمازني أو مصدر كما هو قول للمازني أيضا قال أبو حيان هو ظاهر كلام سيبو يه أو تستعمل بالمعنيين أو غير ذلك مما بسطه أبو حيان وغيره ( و ) الوجه ( القليل من الماء ويحرك ) كلتا هما عن الفراء ( والجهة مثلثة ) الكسر والفتح نقلهما ابن سيده والضم عن الصاغاتى ( والوجه بالضم والسكر ) ونقل في البصائر التثليث في الوجه أيضا ( الجانب والناحية ) المتوجه إليها والمقصود بها وقال الجوهرى ويقال هذا وجه الرأى أي نفسه والاسم الوجهة بكسر الواو وضمها والواو تثبت في الاسماء كما قالوا ولدة وانما لا تجتمع مع الهاء في المصادر انتهى ويقال ضل وجهة أمره أي قصده قال الشاعر نبذا الجوار وضل وجهة روقه * لما اختلف فؤاده بالطريق ويقال ماله جهة في هذا الامر ولا وجهة أي لا يبصر وجه أمره كيف يأتي له وخل عن جهته يريد جهة الطريق ( و ) قال الاصمعي ( وجهه كوعده ) وجها ( ضرب وجهه فهو موجوه ) وكذا جهته فهو موجوه ( ووجهه ) في حاجته ( توجيها أرسله ) فتوجه جهة كذا ( و ) من المجاز وجهه الامير أي ( شرفه كأوجهه ) صيره وجيها وأنشد ابن برى لا مرئ القيس ونادمت قيصر في ملكه * فأوجهنى وركبت البريدا ( و ) وجهت ( المطرة الارض صيرتها وجها واحدا ) كما تقول تركت الارض قروا واحدا ( و ) وجه ( النخلة غرسها فأما لها قبل الشمال فأقامتها الشمال و ) يقال قعدت ( وجاهك وتجاهك مثلثين ) الضم والكسر في وجاهك في الصحاح والفتح عن اللحيانى أي حذاءك من ( تلقاء وجهك ) وفى الصحاح أي قبالتك قال وقولهم تجاهك وتجاهك بنى على قولهم اتجه لهم رأى واستعمل سيبويه التجاه اسما وظرفا وفى حديث صلاة الخوف وطائفة وجاه العدو أي مقابلتهم وحذاءهم ويروى تجاه العدو والتاء بدل من الواو ( ولقيه وجاها ومواجهة قابل وجهه بوجهه وتواجها تقابلا ) سواء كانا رجلين أو منزلين ( و ) الموجه ( كمعظم ذو الجاه ) كالوجيه ( و ) من المجاز الموجه ( من الا كسبة ذو الوجهين كالوجيهة و ) من المجاز الموجه من الناس ( من له حدبتان في ظهره وفى صدره ) على التشبيه بالكساء الموجه وفى حديث أهل البيت لا يحبنا الأحدب الموجه حكاه الهروي في الغريبين ( وتوجه ) إليه ( أقبل ) وهو مطاوع وجهه ( و ) توجه الجيش ( انهزم و ) من المجاز توجه الشيخ إذا ( ولى وكبر ) سنه وأدبر قال أوس بن حجر كعهدك لا ظل الشباب يكننى * ولا يفن ممن توجه دالف
قال ابن الاعرابي يقال شمط ثم شاخ ثم كبر ثم توجه ثم دلف ثم دب ثم مج ثم ثلب ثم الموت ( و ) هم ( وجاه ألف بالكسر ) أي ( زهاؤه ) عن ابن الاعرابي ( والوجيه ذو الجاه ج وجهاء ) وهذا قد تقدم له فهو تكرار ( كالوجه كندس وقد وجه ككرم ) وجاهة صارذا جاه وقدر ( و ) من المجاز مسح وجهه بالوجيه وهى ( خرزة م ) معروفة حمراء أو عليه لها وجهان يتراءى فيها الوجه كالمرآة يمسح بها الرجل وجهه إذا أراد الدخول عند السلطان ( كالوجيهة و ) الوجيه ( من الخيل الذى تخرج يداه معا عند النتاج ) وهو مجاز ويقال أيضا للولد إذا خرجت يداه من الرحم أولا وجيه وإذا خرجت رجلاه أولايتن ( واسم ذلك الفعل التوجيه و ) الوجيه ( فرسان م ) معروفان من خيل العرب نجيبان سميا بذلك وأنشد ابن برى لطفيل الغنوى بنات الغراب والوجيه ولاحق * وأعوج تنمى نسبة المتنسب قال ابن الكلبى وكان فيما سموا النامن جياد فحولها المنجبات الغراب والوجيه ولاحق ومذهب ومكتوم وكانت هذه جميعها لغنى ابن أعصر ( وأجهه صادفه وجيها ) وأنشد الجوهرى للمساور بن هند بن قيس بن زهير ان الغوانى بعد ما أوجهننى * أعرضن ثمت قلن شيخ أعور ( وتوجيه القوائم كالصدف ) الا انه دونه ( أو هو ) في الفرس ( تدانى العجايتين ) كذا في النسخ والصواب العجانين ( والحافرين والتواء في الرسغين و ) من المجاز التوجيه والتأسيس ( في ) قوافى ( الشعر ) وذلك مثل قوله * كلينى لهم يا أميمة ناصب * فالباء هي القافية والالف التى قبل الصاد تأسيس والصاد توجيه بين التأسيس والقافية وفى الصحاح قال أبو عبيد التوجيه هو الحرف الذى بين ألف التأسيس وبين القافية وقال ابن برى التوجيه هو حركة ( الحرف الذى قبل الروى ) المقيد وفى المحكم الحرف الذى قبل الروى ( في القافية المقيدة ) وقيل له توجيه لانه وجه الحرف الذى قبل الروى المقيد إليه لا غير ولم يحدث عنه حرف لين كما حدث من الراس والحذو والمجرى والنفاد وأما الحرف الذى بين ألف التأسيس والروى فانه يسمى الدخيل وسمى دخيلا لدخوله بين لازمين وتسمى حركته الاشباع ( أو ) التوجيه ( ان تضمه وتفتحه فان كسرته فسناد ) قال ابن سيده هذا قول أهل اللغة وتحريره أن تقول ان التوجيه اختلاف حركة الحرف الذى قبل الروى المقيد كقوله * وقاتم الاعماق خاوى المخترق * وقوله فيها * ألف شتى ليس بالراعى الحمق * وقوله مع ذلك * سرا وقد أون تأوبن العقق * قال ابن برى والخليل لا يجيز اختلاف التوجيه (1/8250)
ويجيز اختلاف الاشباع ويرى أن اختلاف التوجيه سنادو أبو الحسن بضده يرى اختلاف الاشباع أفحش من اختلاف التوحيه الا أته يرى اختلافهما بالكسر والضم جائزا ويرى الفتح مع الكسر والضم قبيحا في التوجيه والاشباع والخليل يستقبحه في التوجيه أشد من استقباحه في الاشباع ويراه سنادا بخلاف الاشباع والاخفش يجعل اختلاف الاشباع بالفتح والضم أو الكسر سنادا قال وحكاية الجوهرى مناقضة لتمثيله وقال ابن جنى أصله من التوجيه كأن حرف الروى موجه عندهم أي كان له وجهان أحدهما من قبله والآخر من بعده ألا ترى أنهم استكرهوا اختلاف الحركة من قبله ما دام مقيد نحوا الحمق والعقق والمخترق كما يستقبحون اختلافها فيه ما دام مطلقا فلذلك سميت الحركة قبل الروى المقيد توجيها اعلاما أن للروى وجهين في حالين مختلفتين وذلك انه إذا كان مقيد افله وجه يتقدمه وإذا كان مطلقا فله وجه يتأخر عنه فجرى مجرى الثواب الموجه ونحوه ( وتجهت اليك أتجه ) أي توجهت لان أصل التاء فيهما واو قال ابن برى قال أبو زيد تجه الرجل ينجه تجها وقال الاصمعي تجه بالفتخ وأنشد أبو زيد لمرداس بن حصين قصرت له القبيلة اذتجهنا * وما ضاقت بشدته ذراعي والاصمعى يرويه تجهنا والذى أراده اتجهنا فحذف ألف الوصل واحدى التاءين ( ووجهت اليك توجيها توجهت ) كلاهما يقال مثل قولك بين وتبين ومنه المثل أينما أوجه ألقى سعد اغيرأن قولك وجهت اليك على معنى ولى وجهه اليك والتوجه الفعل اللازم ( وبنو وجيهة بطن ) من العرب عن ابن سيده ( و ) من المجاز ( وجهتك عند الناس أجهك ) أي ( صرت أوجه منك ) نقله الزمخشري ( والجهة بالكسر والضم الناحية ) والجانب ( كالوجه والوجهة بالكسر ) وتقدم قريبا هذا بعينه وذكر في الجهة التثليث وفى الوجه الكسر والضم ( ج جهات ) بالكسر يقال قلت كذا على جهة كذا وفعلت ذلك على جهة العدل وجهة الجور وتقول رجل أحمر من جهة الحمرة واسود من جهة السواد وتقدم الكلام على الجهة عن أبى حيان ( و ) يقال ( نظروا الى بأويجه سوء ) نقله الزمخشري وقال اللحيانى نظر فلان بوجيه سوء وبجيه سوء وبجوه سوء بمعنى ( وفى مثل ) يضرب في التحضيض ( وجه الحجر وجهة ماله ) وجهة ماله ووجها ماله ( بالرفع والنصب ) وانما رفع لان كل حجر يرمى به فله وجه كل ذلك عن اللحيانى وقال بعضهم وجه الحجر وجهة وجهه ماله
ووجها ماله فنصب بوقوع الفعل عليه وجعل ما فضلا يريد وجه الامر وجهه يضرب مثلا للامر إذا لم بستقم من جهة أن يوجه له تدبيرا من جهة أخرى وقال أبو عبيد في باب الامر بحسن التدبير والنهى عن الخرق وجه وجه الحجر وجهة ماله ويقال وجهة ماله بالرفع ( أي دبر الامر على وجهه ) الذى ينبغى أن يوجه إليه وقال أبو عبيدة ومن نصبه فكأنه قال وجه الحجر جهته وما فضل وموضع المثل ضع كل شئ موضعه وقال ابن الاعرابي وجه الحجر جهة ماله جهة وجهة ماله ووجهة ماله ووجهة ماله ووجها ماله ووجه ماله قال غيره ( وأصله في البناء اذالم يقع الحجر موقعه ) فلا يستقيم ( أي أدره ) على وجه آخر ( حتى يقع على وجهه ) فيستقيم ( ودعه ) * ومما يستدرك عليه الوجه النوع والقسم يقال الكلام فيه على وجوه وعلى أربعة أوجه ووجوه القرآن معانية ويطلق الوجه على الذات لانه أشرف الاعضاء وموضع الحواس وعلى القصد لان قاصد الشئ متوجه إليه وبمعنى الصفة ومعنى التوجه وبه فسر قوله تعالى ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وفى الحديث وذكر فتنا كوجوه البقر أي يشبه بعضها بعضا أو الراد تأتى نواطح للناس ويقال وجه فلان سدافته أي ازالها من مكانها وقد يعبر بالوجوه عن القلوب ومنه الحديث أو ليخا لفن الله بين وجوهكم واتجه له رأى سنح وهو افتعل صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وأبدلت منها التاء وأدغمت نقله الجوهرى ووجه الفرس ما أقبل عليك من الرأس من دون منابت شعر الرأس ويقال انه لعبد الوجه وحر الوجه وسهل الوجه إذا لم يكن ظاهر الوجنة ووجه النهار صلاة الصبح ووجه نهار موضع وبه فسر ابن الاعرابي فيما حكى عنه ثعلب قول الشاعر * فليأت نسوتنا بوجه نهار * نقله ياقوت ووجه الحجر عقبة قرب جبيل على ساحل بحر الشام عن ياقوت والوجه منهل معروف بين المويلحة وأكرى وصرف الشئ عن وجهه أي سننه وماله في هذا الامر وجهة أي لا يبصر وجه أمره كيف يأتي له والوجهة القبلة والمواجهة استقبالك الرجل بكلام أو وجه قاله الليث ورجل ذووجهين إذا لقى بخلاف ما في قلبه ومنه الحديث ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها ووجه المطر الارض قشر وجهها وأثر فيه كحرصها عن ابن الاعرابي وفى المثل أحمق ما يتوجه أي لا يحسن أن يأتي الغائط كما في الاساس وفى المحكم أي إذا أتى الغائط جلس مستدبر الريح فتأتيه الريح بريح خرئه ويقال عندي امرأة قد أو جهت أي قعدت عن الولادة ووجهت الريح الحصى توجيها سافته قال * توجه أبساط الحقوف التياهر * ويقال قاد فلان فلانا بوجه أي انقاد واتبع ووجه الاعمى أو المريض جعل وجهه للقبلة وأوجهه وأوجأه رده وخرج القوم فوجهو اللناس الطريق أي وطؤه وسلكوه حتى استبان أثرا لطريق لمن سلكه ووجه الثوب ما ظهر لبصرك ومنه وجه المسألة نقله السهيلي والوجاهة الحرمة وهو يبتغى به وجه الله أي ذاته قال الزمخشري وسمعت سائلا يقول من يدلني على وجه عربي كريم يحملنى على بغيلة وليس لكلامك وجه أي صحة وعمر بن موسى بن وجبه الوجيهى الشامي شيخ لمحمد بن اسحق قال أبو حاتم الانصاري متروك الحديث والجهوية فرقة تقول بالجهة والتوجيه للقثاء والبطيخة أن يحفر ما تحتهما ويحيآئم يوضعا نقله الصاغانى ( ودهه عن الامر كوعده صده ) والوده فعل ممات ( وأوده ) الراعى ( بالابل صاح بها والودهاء المرأة الحسنة اللون في بياض واستيدهت الابل اجتمعت وانساقت ) نقله الجوهرى ( و ) منه استيداه الخصم يقال استيده ( الخصم ) إذا ( انقاد (1/8251)
وغلب ) وملك عليه أمره وأنشد الجوهرى للمخبل * وردوا صدور الخيل حتى تنهنهوا * الى ذى النهى واستيد هو اللمحلم يقول أطاعوا لمن كان يأمرهم بالحلم ويروى واستيقهوا من القاه وهو الطاعة وقد تقدم وأنشد الاصمعي لابي نخيلة حتى اتلأبوا بعد ما تبدد * واستيد هو اللقرب العطود أي انقاد واوذلوا وهذا مثل ( كاستوده فيهما ) واوية يائية ( و ) استيده ( الامر اتلأب و ) استيده ( فلانا استخفه ) عن الصاغانى ومما يستدرك عليه أو دهنى عن الامر صدني ( وره كفرح حمق والنعت أوره وورهاء ) ويقال الوره الخرق في العمل والاوره الذى تعرف وتنكر وفيه حمق ولكلامه مخارج وقيل هو الذى لا يتمالك حمقا وفى حديث جعفر الصادق قال لرجل نعم يا أوره وامرأة ورهاء خرقا بالعمل ويقال أيضا ورهاء اليدين قال ترنم ورهاء اليدين تحاملت * على البعل يوما وهى مقاء ناشز وقد ورهت توره وأنشد الجوهرى للفند يصف طعنة كجيب الدفنس الورها * ريعت وهى تستفلى ويروى لامرئ القيس بن عابس وفى حديث الاحنف قال له الحباب والله انك لضئيل وان أمك لورهاء ( و ) من المجاز ورهت ( الريح ) ورها ( كثر هبوبها ) فهى ورهاء ( و ) وره ( كورث كثر شحم المرأة فهى ورهة ) وقد ورهت تره عن ابن برزج ( و ) من المجاز ( سحابة ورهة وورهاء كثيرة المطر ) قال الهذلى : أنشأ في العقيقة يرمى له * جوف رباب وره مثقل
( ودار وارهة واسعة و ) من المجاز ( ريح ورهاء في هبوبها ) حمق و ( عجرفة ) نقله الجوهرى ( وتوره في عمله ) إذا ( لم يكن ) له ( فيه حذق والورهاء فرس ) قتادة بن الكندى ولها يقول مالك بن خالد بن الشريد في يوم البرج وأفلتنا قتادة يوم برج * على الورهاء يطعن في العنان كذا في كتاب ابن الكلبى ( والورهرهة الحمقاء ) عن ابى عمرو * ومما يستدرك عليه كثيب أوره لا يتمالك ورمال وره وهى التى لا تتماسك قال رؤبة * عنها وأثباج الرمال الوره * والورهرهة الهالك ( الوافة قيم البيعة ) التى فيها صليبهم بلغة أهل الجزيرة كذا بخط أبى سهل في نسخة الصحاح ومثله في التهذيب وبخط أبى زكريا بلغة أهل الحيرة كالواهف ( ووظيفته الوفاهة بالكسر ورتبته الوفهية ) بالفتح وفى بعض نسخ الصحاح بالضم ( والحكم ) محركة وفى كتابه لاهل نجران لا يحرك راهب عن رهبانيته ولا يغير وافه عن وفهيته ولا قسيس عن قسيسيته ( وقدوفه كوضع ) ( الواقه ) بالقاف مثل ( الوافه ) بالفاء هكذا جاء في رواية عمرو بن دينار في كتاب أهل نجران ولا واقه عن وقاهيته شهد أبو سفيان بن حرب والاقرع بن حابس قال الازهرى والصواب وافه عن وفهيته وهكذا ضبطه ابن برزج بالفاء ورواه ابن الاعرابي واهف وكانه مقلوب ( كالوقاه كغراب والوقاهية القيام بها والوقه الطاعة ) مقلوب من القاه كذا في الصحاح وقال ابن برى الصواب عندي أن القاه من الوقه بدليل قولهم وقهت واستيقهت ومثله الوجه والجاه في القلب ( وقد وقهت كورثت ) قال شيخنا هذا ان صح يستدرك على ابن مالك فانه لم يذكره من باب ورث ( وأيقهت واستيقهت ) ويروى قول الشاعر واستيقهوا اللمحلم وقد تقدم ( واتقه كاتجه انتهى و ) اتقه ( له أطاعه وسمع منه ) وفى نوادر الأعراب فلان متقه لفلان وموتفه أي هائب له ومطيع ( الوله محركة الحزن أو ذهاب العقل ) لفقدان الحبيب أو ( حزنا و ) قيل هو ( الحيرة ) من شدة الوجد ( أو الخوف ) أو الحزن ( وله كورث ووجل ووعد ) الاخيرة عن الصاغانى والثانية على القياس وعليها اقتصر الجوهرى وذكر من مصادرها ولها وولهانا وقيل الوله يكون من السرور والحزن كالطرب ( فهو ولهان وواله وآله ) على البدل ( وتوله واتله ) قال الجوهرى هو افتعل فأدغم وأنشد لمليح الهذلى إذا ما حال دون كلام سعدى * تنائى الدار واتله الغيور ( وهى ولهى ) كسكرى ( ووالهة وواله ) أيضا وكل أنثى فارقت ولدها فهى واله وأنشد الجوهرى للاعشى يذكر بفرة أكل السباع ولدها فأقبلت والهاثكلى على عجل * كل دهاها وكل عندها اجتمعا ( و ) ناقة ( ميلاه شديدة الوجد والحزن على ولدها ) وقال ابن شميل هي التى فقدت ولدها فهى تحن إليه وقال الجوهرى هي التى من عادتها أن يشتد وجدها على ولدها صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها والجمع مواليه وأنشد للكميت يصف سحابا كأن المطافيل المواليه وسطه * يجاوبهن الخيزران المثقب ( و ) قد ( أولهها ) الحزن والجزع فهى موله ومنه قول الراجز حاملة دلوى لا محموله * لأى من الماء كعين الموله ورواه أبو عمرو * تمشى من الماء كمشى الموله * قال ( والموله كمكرم العنكبوت ) نقله الجوهرى وقال ابن دريد وزعم قوم من أهل اللغة أن العنكبوت تسمى الموله وليس بثبت وقد تقدم في م ول ( و ) الموله ( الماء المرسل في الصحراء كالموله كمعظم ) وبه فسر (1/8252)
الجوهرى قول الراجز الموله ( والميله بالكسر الفلاة ) التى تحير الناس وأنشد لرؤبة به تمطت غول كل ميله * بنا حراجيج المهارى النفه قال الجوهرى أراد البلاد التى توله الانسان أي تحيره * قلت وأورده الازهرى في ت ل ه قال قال الليث فلاة متلهة متلفة والتله لغة في التلف وأنشد * به تمطت غول كل متله * ( والوليهة ع ) عن ياقوت ( والولهان ) اسم ( شيطان يغرى بكثرة صب الماء في الوضوء ) هكذا جاء تفسيره في الحديث وضبطه الليث بالتحريك ( و ) يقال ( وقع في وادى توله بضمتين وكسر اللام ) نقله الزمخشري أي ( في الهلاك والميلاه بالكسر الريح الشديدة ) الهبوب ذات الحنين ( و ) قال شمر الميلاه ( ناقة ترب بالفحل فإذا فقدته ولهت إليه ) أي حنت ( واتلهه النبيذ كافتعله ) أي ( ذهب بعقله ) عن الفراء وجعله متعديا * ومما يستدرك عليه ولهها الحزن والجزع توليها مثل أولهها وناقة مولهة لا ينمى لها ولد يموت صغيرا كما في الاساس ويقال في جمع الوالهة الوله كركع ورياح أله على البدل ومنه قول الهذلى فهن هيجننا لما بدون لنا * مثل الغمام جلته الاله الهوج فانه عنى الرياح لانه يسمع لها حنين ووله الصبى الى أمه نزع إليها ووله يله حن قال الكميت ولهت نفسي الطروب إليهم * ولها حال دون طعم الطعام وأنشد المازنى قد صبحت حوض قرى بيوتا * يلهن برد مائه سكوتا * نسف العجوز الاقط الملتوتا قال يلهن أي يسرعن إليه والى شربه وله الواله الى ولدها حنينا والتوليه التفريق بين المرأة وولدها زاد الازهرى في البيع
وقد نهى عنه وقد يكون بين الاخوة وبين الرجل وولده وأولهت الناقة فجعتها بولدها ( ومه النهار كوجل ) أهمله الجوهرى وفى اللسان أي ( اشتد حره و ) قال ابن الاعرابي ( الومهة الا ذوابة من كل شئ ) كذا في التكملة ( واهاله ويترك تنوينه كلمة تعجب من طيب كل شئ ) قال الجوهرى إذا تعجبت من طيب شئ قلت وأهاله ما أطيبه قال أبو النجم واها لريا ثم واها واها * ياليت عيناها لنا وفاها * بثمن نرضى به أباها انتهى وقال ابن جنى إذا نونت فكأنك قلت استطابة فصار وإذا لم تنون فكانك قلت الاستطابة فصار التنوين علم التنكير وتركه علم التعريف ( و ) واها أيضا ( كلمة تلهف ) وتلوذ وقد لا ينون وقال ابن برى وتقول في التفجيع واها وواه ( وهوه الكلب في صوته ) وهوهة ( جزع فردده ) وكذلك الرجل ( و ) وهوه ( العير صوت حول أننه شفقة ) وأنشد الجوهرى لرؤبة يصف حمارا * مقتدر الضيعة وهواه الشفق * قال أبو بكر النحوي أي يوهوه من الشفقة تدارك النفس كأن به بهرا ( و ) وهوهت ( المرأة صاحت في الحزن وفرس وهواه ووهوه نشيط ) في جريه حريص عليه ( حديد ) يكاد يفلت عن كل شئ من حرصه ونزقه قال ابن مقبل يصف فرسا يصيد الوحش وصاحبى وهوه مستوهل زعل * يحول دون حمار الوحش والعصر ( والوهوهة ) في الفرس ( صوت في حلقه ) غليظ وهو محمود ( يكون ) ذلك ( في آخر صهيله ) وقال أبو عبيدة من أصوات الفرس الوهوهة وفرس موهوه وهو الذى يقطع من نفسه شبه النهم غير أن ذلك خلقة منه لا يستعين فيه بحنجرته قال والنهم خروج الصوت على الابعاد ( والموهوهة التى ترعد من الامتلاء والوه الحزن ) عن ابن الاعرابي قال ( ووه من هذا وه كأف أف ) ونصه على ما في التكملة وه من هذا ووه كما تقول أف وأف * ومما يستدرك عليه وهوه الاسد في زئيره فهو وهواه ورجل وهوه يرعد من الامتلاء ووهواه متخوف الفؤاد ( ويه ) يا فلان ( وتكسر الهاء وويها ) بالتنوين وهو ( اغراء ) وتحريض واستحثاث ( ويكون للواحد والجمع والمذكر والمؤنث ) يقال ويها يا فلان كما يقال دونك يا فلان وأنشد الجوهرى للكميت وجاءت حوادث في مثلها * يقال لمثلى ويها فل يريد يا فلان قال ابن برى ومثله قول حاتم ويها فدى لكم أمي وما ولدت * حاموا على مجدكم واكفوا من اتكلا ( وكل اسم ختم به ) أي بويه ( كسيبويه وعمرويه ) ونفطويه ( فيه لغات مرت في س ى ب ) قال الجوهرى فأما سيبوبه ونحوه من الاسماء فهو اسم بنى مع صوت فجعلا اسما واحدا وكسروا آخره كما كسروا غاق لانه ضارع الاصوات وفارق خمسة عشر لان آخره لم يضارع الاصوات فينون في التنكير ومن قال هذا سيبويه ورأيت سيبويه فأعربه باعراب ما لا ينصرف ثناه وجمعه فقل السيبويهان والسيبويهون واما من لم يعربه فانه يقول في التثنية ذوا سيبويه وكلاهما سيبويه وفى الجميع ذو وسيبويه وكلهم سيبويه ( فصل الهاء ) مع نفسها * مما يستدرك عليه الهده بتخفيف الدال موضع بين عسفان ومكة والنسبة إليه هدوى على غير قياس ومنهم من يشدد الدال وهو ممدرة أهل مكة وقد ذكر في الدال ( رجل هوهة بالضم ) أي ( جبان ) نقله الجوهرى ( وهه ) كلمة ( تذكرة ووعيد ) ويكون بمعنى التحذير أيضا ولا يصرف منه فعل لثقله على اللسان وثقله في المنطق الا أن يضطر شاعر وقال الليث هه تذكرة في حال وتحذير في حال ( وحكاية لضحك الضاحك ) في حال يقال ضحك فلان فقال هاه هاه قال وتكون هاه في موضع آه من (1/8253)
التوجيع من قوله إذا ما قمت أرحلها بليل * تأوه آهة الرجل الحزين ( وهه يهه بالفتح هها وههة لثغ واحتبس لسانه ) * ومما يستدرك عليه الهوها بالقصر البئر التى لا متعلق بها ولا موضع لرجل نازلها لبعد جاليها ورجل هوهاة ضعيف القلب وأيضا الاحمق ورجل هواهية جبان عن ابن السكيت وقال أبو عبيد الموماة والهوهاة واحد والجميع الوامى والهياهى وتهوه الرجل تفجع والهواهى ضرب من السير يقال ان الناقة لتسير هواهى من السير قال الشاعر تغالت يداها بالنجاء وتنتهى * هواهى من سير وعرضتها الصبر ويقال جاء فلان بالهواهى أي بالتخاليط والاباطيل واللغو من القول قال ابن أحمر وفى كل يوم يدعوان أطبة * الى وما يجدون الا هواهيا وسمعت هواهية القوم وهو مثل عزيف الجن وما أشبهه وهوه اسم لقاربت ويقولون عند التوجع والتلهف هاه وهاهيه وفى حديث عذاب القبر هاه هاه هذه كلمة تقال في الابعاد أو للتوجع فتكون الهاء الاولى مبدلة من همزة آه ( الهيه من ينحى لدنس ثيابه ) حكاه ابن الاعرابي وأنشد قد أخصم الخصم وآتى بالربع * وأرقع الجفنة بالهيه الرثع والرثع الذى لا يبالي ما أكل وما صنع فيقول أنا أدنيه وأطعمه وان كان دنس الثياب وأنشد الازهرى هذا البيت عن ابن الاعرابي وفسره فقال إذا كان خللا سددته بهذا وقال هيه الذى ينحى يقال هيه هيه لشئ يطرد ولا يطعم يقول فانا أدنيه وأطعمه ( وهياه كسحاب من أسماء الشياطين ) ولذا كره النداء بياه ياه ( وهيهات و ) قد تبدل الهاء همزة فيقال ( أيهات ) مثل هراق واراق قاله
الجوهرى وقال ابن سيده وعندي أنهما لغتان وليست احدا هما بدلا من الاخرى وشاهد هيهات قول جرير فهيهات هيهات العقيق وأهله * وهيهات خل بالعقيق نحاوله وشاهد أيهات قول الشاعر * أيهات منك الحياة أيهاتا * قال ابن الانباري ( و ) من العرب من يقول ( هيهات وأيهان ) * قلت وهو على سياق الجوهرى الهمزة بدل من الهاء وعلى قول ابن سيده لغتان ( و ) منهم من يقول ( هايهات ) بزيادة الالف في هيهات نقله أبو حيان وقال ألحق الهاء الفتحة ( وهايهان ) بالنون بدل التاء ( وآيهات ) ممدود ابقلب الهاء همزة ( وآيهان ) ممدودا ايضا لغة في هايهان أو بدل منه ( مثلثات ) الاواخر ( مبنيات ومعربات ) من ضرب ثمانيه في ثلاثه فيتحصل أربعة وعشرون ثم يضرب الثمانيه في ثلاثة فيكون الجميع ثمانيه وأربعين ( وهيهان ساكنة الآخر ) كذا في النسخ والصواب هيهاه ففى الصحاح قال الكسائي ومن كسر التاء وقف عليها بالهاء فيقولون هيهاه ومن نصبها وقف بالتاء وان شاء بالهاء وخالفه ابن برى فقال عن أبى على من فتح التاء وقف عليها بالهاء لانها في اسم مفرد ومن كسر التاء وقف عليها بالتاء لانها جمع لهيهات المفتوحة * قلت والذى في المحكم موافق لما في الصحاح قال ابن الانباري ( و ) منهم من يقول ( أيها ) بلا نون قال ومن أيها حذف التاء كما حذفت الياء من حاشى فقالوا حاش وأنشد ومن دوني الاعراض والقنع كله * وكتمان أيها ما اشت وأبعدا ( و ) منهم من قال ( آيات ) بمدين وقلب الهاءين من هايهات همزتين فهى ( احدى وخمسون لغة ) ذكر منها الجوهرى هيهات بفتح التاء مثل كيف وبكسرها قال وناس يكسرونها على كل بمنزلة نون التثينه وأنشد للراجز بصف ابلا وأنها قطعت بلادا حتى صارت في القفار يصبحن في القفر أتاويات * هيهات من مصبحها هيهات * هيهات حجر من صنيبعات وأيهات وهيهاه وهيهات فهذه خمس لغات وقال أبو عمرو بن العلاء إذا وصلت هيهات فدع التاء على حالها وإذا وقفت فقل هيهات هيهاه وقال سيبويه من كسر التاء فهى بمنزلة عرقات تقول استأصل الله عرقاتهم فمن كسر التاء جعلها واحدها عرقة وهيهة ومن نصب التاء جعلها كلمة واحدة وذكر ابن الانباري فيها سبع لغات قال فمن قال هيهات بفتح التاء بغير تنوين شبه التاء بالهاء ونصبها على مذهب الاداة ومن قال هيهاتا بالتنوين شبه بقوله فقليلا ما يؤمنون أي فقليلا ايمانهم ومن قال هيهات شبه بحذام وقطام ومن قال هيهات بالتنوين شبه بالاصوات كقولهم غاق وطاق ومن قال هيهات لك بالرفع ذهب بها الى الوصف فقال هي أداة والادوات معرفة ومن رفعها ونون شبه التاء بتاء الجمع قال والمستعمل منها عاليا الفتح بال تنوين وقال الفراء نصب هيهات بمنزلة نصب ربت وثمت والاصل ربه وثمه قال ومن كسر التاء لم يجعلها هاء تأنيث وجعلها بمنزلة دراك وقطام وقال ابن جنى كان أبو على يقول في هيهات أنا أفتى مرة بكونها اسما سمى به الفعل كصه ومه وأفتى مرة بكونها ظرفا على قدر ما يحضرني في الحال وقال مرة أخرى انها وان كانت ظرفا فغير ممتنع أن تكون مع ذلك اسماسمى به الفعل كعندك ودونك ( و ) هي كلمة ( معناها البعد ) لقولك ومنه قوله تعالى هيهات هيهات لما توعدون هذا إذا أدخل اللام بعده كما قاله سيبويه وإذا لم تدخل فهى كلمة تبعيد يقال هيهات ما قلت ومنه قول جرير السابق وفى كتاب المحتسب لابن جنى قرأ أبو جعفر الثقفى هيهات هيهات بكسر التاء غير منونة وقرأ عيسى بن عمر بالتنوين وقرأ أبو حيوة هيهات هيهات رفع منون وقرأ عيسى الهمداني هيهات هيهات مرسلة التاء ورويت عن أبى عمر وأما الفتح وهو قراءة العامة فعلى انه واحد وهواسم سمى به الفعل في الخبر وهو اسم بعد كما أن شتان اسم افترق وأوتاه اسم أتألم ومن كسر فقال هيهات منونا أو غير منون فهو جمع هيهات وأصله هيهيات الا انه حذف الالف لا نهافى آخر اسم غير متمكن ومن نون ذهب الى (1/8254)
التنكير أي بعدا ومن لم ينون ذهب الى التعريف أراد البعد البعد ومن فتح وقف بالهاء لانها كهاء أرطاة وسعلاة ومن كسر كتبها بالتاء لانها جماعة والكسرة في الجماعة بمنزلة الفتحة في الواحد ومن قال هيهاة هيهاة فانه يكتبها بالهاء لان أكثر القراءة هيهات بالفتح والفتح يدل على الافراد غير أن من رفع فقال هيهاة قانه يحتمل أمرين أحدهما أن يكون أخلصها اسما معربا فيه معنى البعد ولم يجعله اسما للفعل فيبنيه كما بنى الناس غيره وقوله لما توعدون خبر عنه فكأنه قال البعد لوعدكم والآخر أن تكون مبنية على الضم كما بنيت نحن عليه ثم اعتقد فيه التنكير فلحقه التنوين وأما هيهات هيهات ساكنة التاء فينبغي أن تكون جماعة وتكتب بالتاء وذلك أنها لو كانت هاء كهاء علقاة وسماناة للزم في الوقوف عليها أن يلفظ بالهاء كما يوقف مع الفتح فيقال هيهاه هيهاه فبقاء التاء في الوقف مع السكون دليل على انها تاء وإذا كانت تاء فهى للجماعة قال شيخنا ذكرها المصنف هنا بناء على أنها من باب سلس عنده
على ان الالف والفوقية زائدتان وأما على ما اختاره الرضى وغيره فموضعها فصل الهاء من باب الفوقية ولم يتعرض له المصنف بل لم يعرفه فيما أظن * قلت اتفق أهل اللغة ان التاء من هيهات ليست بأصلية أصلها هاء كما ذكره الجوهرى وابن الاثير وقال ابن جنى أصل هيهات عند نار باعية مكررة فأوها ولامها الاولى هاء وعينها ولامها الثانية ياء فهى لذلك من باب صيصيه فتأمل ( ويقال لشئ يطرد ) ولا يطعم ( هيه هيه بالكسر ) عن أبى على ( وهى كلمة استزادة أيضا ) بالكسر والفتح بمنزلة ايه وأيه تقول للرجل ايه وهيه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما فان نونت استزدته من حديث ما غير معهود ( فصل الياء ) مع الهاء * مما يستدرك عليه يبه قرية بين مكة وتبالة وأنشد ياقوت لكثير يرثى خندف الاسدي بوجه أخى بنى أسد قنونا * الى يبه الى برك الغماد * ومما يستدرك عليه اليده الطاعة والانقياد واستيدهت الابل اجتمعت وانساقت واستيده الخصم غلب وانقادو استيده الامر وايتده اتلأب والكلمة يائية واوية وقد أشار له المصنف في وده فكان ينبغى أن يذكر هنا أيضا * ومما يستدرك عليه اليقه الطاعة أيقه الرجل واستيقه أطاع وذل وكذلك الخليل إذا انقادت وهى يائية واوية وقد أشار له المصنف أيضا وأيقه فهم يقال أيقه لهذا أي افهمه واتقه له وائتقه هاب له وأطاع كذا في نوادر الأعراب ( يهيه بالابل ) يهيهة ويهياها والاقيس يهياها بالكسر ( قال لها ياه ياه وقد تكسرها وهما وقد تنون ) يقول الراعى لصاحبه من بعيده ياه ياه أي أقبل وفى التهذيب يقول الرجل لصاحبه ولم يخص الراعى وأنشد الجوهرى لذى الرمة ينادى بيهياه وياه كانه * صويت الرويعى ضل بالليل صاحبه يقول انه يناديه ياهياه ثم يسكت منتظرا الجواب عن دعوته فإذا أبطأ عنه قال ياه وياه ياه ندا آن وبعض العرب يقول ياهياه فينصب الهاء الاولى وبعض يكره ذلك ويقول هياه من أسماء الشياطين وقال الاصمعي إذا حكوا صوت الداعي قالوا يهياه وإذا حكوا صوت المجيب قالوا ياه والفعل منهما جميعا يهيهت وقال في تفسير قول ذى الرمة ان الراعى سمع صوتا يا هياه فأجاب بياه رجاء ان يأتيه الصوت ثانيه فهو متلوم بقول ياه صوتا بيا هياه وقال ابن برى الذى أنشده أبو على لذى الرمة تلوم يهياه إليها وقد مضى * من الليل جوزوا اسبطرت كواكبه وقال حكاية أبى بكر اليهياه صوت الراعى وفى تلوم ضمير الراعى ويهياه محمول على اضمار القول قال ابن برى والذى في شعره في رواية أبى العباس الاحول تلوم يهياه بياه وقد بدا * من الليل جوزوا اسبطرت كواكبه وكذا أنشده أبو الحسن الصقلى النحوي وقال اليهياه صوت المجيب إذا قيل له ياه وهواسم لا ستجب والتنوين تنوين التنكير وكأن يهياه مقلوب هيهاه قال ابن برى وأما عجز البيت الذى أنشده الجوهرى فهو لصدر بيت قبل البيت الذى يلى هذا وهو إذا ازدحمت رعياد عافوقه الصدى * دعاء الرويعى ضل بالليل صاحبه وقال الازهرى قال أبو الهيثم في قول ذى الرمة تلوم يهياه بياه قالو هو حكاية الثوباء ( و ) قال ابن بزرج ناس بن بنى أسد يقولون ( يا هياه للواحد والجميع والمذكر والمؤنث استقبال ) يقولون ياهياه أقبل وياهياه أقبلا وياهياه أقبلوا وللمرأة يا هياه أقبلي وللنساء كذلك قال أبو حاتم وكان أبو عمرو بن العلاء يقول ياهياه أقبل ولا يقول لغير الواحد قال ابن بزرج ( و ) في لغة أخرى ( قد يثنى ويجمع ) يقولون للاثنين ( ياهياهان ) أقبلا ( وياهياهون ) أقبلوا ( و ) للمرأة ( يا هياه بفتح الا آخر أقبلي ) كأنهم خالفوا بذلك بينها وبين الرجل لانهم أراوا الهاء فلم يدخلوها ( و ) للاثنين ( ياهياهتان ) أقبلا ( و ) للجميع ( ياهياهات ) أقبلن وقال ابن الاعرابي ياهياه وياهياه وياهيات وياهيات كل ذلك بفتح الهاء وقال الاصمعي العامة تقول يا هيا وهو مولد والصواب ياهياه بفتح الهاء قال أبو حاتم أظن أصله ياهيا شراهيا وقال ابن بزرج قالوا ياهيا وياهيا إذا كلمته من قريب * به تم حرف الهاء من كتاب القاموس والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم كان الفراغ منه على يد مسوده الفقير محمد مرتضى الحسينى عفا الله عنه في ضحوة نهار الاربعاء لست مضين من جمادى سنة 1187 ( تم الجزء التاسع ويليه الجزء العاشر أوله باب الواو والياء من كتاب القاموس أعان الله على اكماله ) (1/8255)
تاج العروس 10 ( الجزء العاشر ) من شرح القاموس المسمى تاج العروس من جواهر القاموس للامام اللغوى محب الدين أبي الفيض السيد محمد مرتضى الحسينى الواسطي الزبيدى الحنفي نزيل مصر المعزية رحمه الله تعالى آمين محمد مرتضى الزبيدي تاج العروس من جواهر القاموس المجلد العاشر (1/8256)
( الجزء العاشر من تاج العروس ) ( بسم الله الرحمن الرحيم ) الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين ( باب الواو والياء ) من كتاب القاموس قال الازهرى يقال للواو والياء والالف الاحرف الجوف وكان الخليل يسميها الاحرف الضعيفة الهوائية وسميت جوفا لانه لا أحياز لها فتنسب الى أحيازها كسائر الحروف التى لها أحياز انما تخرج من هواء الجوف فسميت مرة جوفا ومرة هوائية وسميت ضعيفة لانتقالها من حال عند التصرف باعتلال انتهى وقال شيخنا الواو أبدلت ؟ من ثلاثة أحرف في القياس ألف ضارب قالوا في تصغيره ضويرب والياء الواقعة بعد ضم كموقن من أيقن والهمزة كذلك كمو من من آمن وما عدا ذلك ان ورد كان شاذا وأما الياء فقد قالوا انها أوسع حروف الابدال يقال انها أبدلت من نحو ثمانية عشر حرفا وردها المرادى وغيره انتهى وقال الجوهرى جميع ما في هذا الباب من الالف اما ان تكون منقلبة من واو مثل دعا أو من ياء مثل رمى وكل ما فيه من الهمزة فهى مبدلة من الياء أو الواو نحو القضاء وأصله قضاى لانه من قضيت ونحو الغراء وأصله غرا ولانه من غروت قال ونحن نشير في الواو والياء الى أصولهما هذا ترتيب الجوهرى في صحاحه وأما بن سيده وغيره فانهم جعلوا المعتل عن الواو بابا والمعتل عن الياء بابا فاحتاجوا فيما هو معتل عن الواو والياء الى أن ذكروه في البابين فاطالوا وكرروا وتقسم الشرح في الموضعين * قلت الى هذا الترتيب مال المصنف تبعا لهؤلاء ولا عبرة بقوله في الخطبة انه اختص به من دونهم وقد ذكر أبو محمد الحريري رحمه الله تعالى في كتابه المقامات في السادسة والاربعين منها قاعدة حسنة للتمييز بين الواو والياء وهو قوله : إذا الفعل يوما غم عنك هجاؤه * فألحق به الخطاب ولا تقف ؟ فان تر قبل التاء ياء فكتبه * بياء والا فهو يكتب بالالف ولا تحسب الفعل الثلاثي والذى * تعداه والمهموز في ذاك يختلف وأما الجوهرى فانه جعلهما بابا واحدا قال صاحب اللسان ولقد سمعت من ينتقص الجوهرى رحمه الله يقول انه لم يجعل ذلك بابا (1/8257)
واحد الا لجهله بانقلاب الالف عن الواو أو عن الياء ولقلة علمه بالتصريف قال ولست أرى الامر كذلك * قلت ولقد ساءنى هذا القول كيف يكون ذلك وهو امام التصريف وحامل لوائه بل جذيله المحكك عند أهل النقد والتصريف وانما أراد بذلك الوضوح للناظر والجمع للخاطر فلم يحتج الى الاطالة في الكلام وتقسم الشرح في موضعين فتأمل وأما الالف اللينة التى ليست متحركة فقد أفرد لها الجوهرى بابا بعد هذا الباب فقال هذا باب مبنى على ألفات غير منقلبات عن شئ فلهذا أفردناه وتبعه المصنف كما سيأتي ( فصل الهمزة ) مع الواو والياءى ( أبى الشئ يأباه ) بالفتح فيهما مع خلوه من حروف الحلق وهو شاذ وقال يعقوب أبى يأبى نادر وقال سيبويه شبهوا الالف بالهمزة في قرأ يقرأ وقال مرة أبى يأبى ضارعوا به حسب فتحوا كما كسروا وقال الفراء لم يجئ عن العرب حرف على فعل يفعل مفتوح العين في الماضي والغابر الا وثانيه أو ثالثه أحد حروف الحلق غير يأبى وزاد أبو عمرو ركن يركن وخالفه الفراء فقال انما يقال ركن يركن وركن * قلت وهو من تداخل اللغتين وزاد ثعلب قلاه يقلاه وغشى يغشى وشجا يشجى وزاد المبرد جبا يجبى قلت وقال أبو جعفر اللبلى في بغية الامال سبع عشرة كملة شذت ستة عدت في الصحيح واثنتان في المضاعف وتسعة في المعتل فعد منها ركن يركن وهلك يهلك وقنط ويقنط * قلت وهذه حكاها الجوهرى عن الاخفش وحضر يحضر ونضر ينضر وفضل يفضل هذه الثلاثة ذكرهن أبو بكر بن طلحة الاشبيلى وعضضت تعض حكاها ابن القطاع وبضت المرأة تبض عن يعقوب وفى المعتل أبى يأبى وجبا الماء في الحوض يجبى وقلى يقلى وخظى يخظى إذا سمن وغسى الليل يغسى إذا أظلم وسلى يسلى وشجى يشجى وعثى يعثى إذا أفسد وعلى يعلى وقد سمع في مثال المضاعف وما بعده مجيئهما على القياس ماعد أبى يأبى فانه مفتوح فيهما متفق عليه من بينها من غير اختلاف وقد بينت ذلك في رسالة التصريف قال ابن جنى ( و ) قد قالوا أباه ( يأبيه ) على وجه القياس كأتى يأتي وأنشد أبو زيد : يأ أبلى ما ذا مه فتأبيه * ماء رواء ونصى حوله فقول شيخنا ويأبيه بالكسر وان اقتضاه القياس فقد قالوا انه غير مسموع مردود لما نقله ابن جنى عن أبى زيد وقال أيضا قوله أبي الشئ يأباه ويأبيه جرى فيه على خلاف اصطلاحه لان تكرار المضارع يدل على الضم والكسر لا الفتح وكان اعتمد على الشهرة قال ابن برى وقد يكسر أول المضارع فيقال تئبى وأنشد :
ماء رواء نصى حوليه * هذا بافواهك حتى تئبيه * قلت وقال سيبويه وقالوا يئبى وهو شاذ من وجهين أحدهما انه فعل يفعل وما كان على فعل لم يكسر أوله في المضارع فكسروا هذا لان مضارعه مشاكل لمضارع فعل فكما كسر أول مضارع فعل في جميع اللغات الا في لغة أهل الحجاز كذلك كسروا يفعل هنا والوجه الثاني من الشذوذ انهم تجوزوا الكسر في ياء يئبى ولا تكسر البتة الا في نحو ييجل واستجازوا هذا الشذوذ في ياء يئبى لان الشذوذ قد كثر في هذه الكمة ( اباء واباءة بكسرهما ) فهو آب وأبى وأبيان بالتحريك أنشد ابن برى لبشر بن أبي خازم : يراه الناس أخضر من بعيد * وتمنعه المرارة والاباء ( كرهه ) قال شيخنا فسر الاباء هنا بالكسر وفسر الكره وفسر الكره فيما مضى بالاباء على عادته وكثير يفرقون بينهما فيقولون الاباء هو الامتناع عن الشئ والكراهية له بغضه وعدم ملايمته ( و ) في المحكم قال الفارسى أبي زيد من شرب الماء و ( آبيته اياه ) قال ساعدة بن جؤية : قد أوبيت كل ماء فهى صادية * مهما تصب أفقا من بارق تشم ( والابية ) هكذا في النسخ وفى بعضها الابية بالمد ( التى تعاف الماء ) وهي أيضا ( التي لا تريد عشاء ) ومنه المثل العاشية تهيج الابية أي إذا رأت الابية الابل العواشى تبعتها فرعت معها ( و ) الابية من ( الابل ) التي ( ضرب فلم تلقح ) كأنها أبت اللقاح ( وماءة مأباة تأباها الابل ) أي مما تحملها على الامتناع منها ( و ) يقال ( أخذه أباء من الطعام بالضم ) أي ( كراهة ) جاؤا به على فعال لانه كالداء والادواء مما يغلب عليها فعال ( ورجل آب من ) قوم ( أبين وأباة ) كدعاة ( وأبى ) بضم فكسر فتشديد ( واباء ) كرجال وفى بعض الاصول كرمان ( رجل أبى ) كغنى ( من ) قوم ( أبين ) قال ذو الاصبع العدواني : انى أبي ذو محافظة * وابن أبى من أبيين شبه نون الجمع بنون الاصل فجرها ( وأبيت الطعام ) واللبن ( كرضيت ابى ) بالكسر والقصر ( انتهيت عنه من غير شبع ورجل أبيان محركة يأبى الطعام أو ) الذي يأبي ( الدنيئة ) والمذام وأنشد الجوهري لابي المجشر الجاهل : وقبلك ما هاب الرجال ظلامتي * وفقأت عين الاشوش الا بيان ( ج ابيان بالكسر عن كراع ( وأبي الفصيل كرضى وعنى أبي بالفتح ) والقصر ( سنق من اللبن وأخذه أباء ) وأبي ( العنز ) أبي ( شم بول ) الماعز الجبلي وهو ( الا روي ) أو شربه أو وطئه ( فمرض ) بأن يرم رأسه ويأخذه من ذلك صداع فلا يكاد يبرأ ولا يكاد يقدر على أكل لحمه لمرارته وربما أبيت الضأن من ذلك غير أنه قلما يكون ذلك في الضأن وقال ابن أحمر لراعي غنم له أصابها الاباء : فقلت لكنا زتو كل نانه * أبي لا أظن الضأن منه نواجيا (1/8258)
فمالك من أرزى تعادين بالعمي * ولاقين كلابا مطلا وراميا قوله لا أظن الخ أي من شدته وذلك ان الضأن لا يضرها الاباء أن يقتلها وقال أبو حنيفة الاباء عرض يعرض للعشب من أبوال الا روي فإذا رعته المعز خاصة قتلها وكذلك بالت في الماء فشربت منه المعز هلكت قال أبو زيد أبى التيس وهو يأبى منقوص وتيس أبي بين الاباء إذا شم بول الا روي فمرض منه ( فهو أبوأ ) من تيوس أبو وأعنز أبو وعنز أبية وأبواء وقال أبو زياد الكلابي والاحمر قد أخذ الغنم الا بابا لقصر وهو ان تشرب أبوال الا روي فيصيبها منه داء قال الازهري قوله تشرب خطأ انما هو تشم وكذلك سمعت العرب ( والاباء كسحاب البردية أو الاجمة أو هي من الحلفاء ) خاصة قال ابن جنى كان أبو بكر يشتق الاباءة من أبيت وذلك ( لان الاجمة تمنع ) كذا في النسخ والصواب تمتنع وتأبي على سالكها فأصلها عنده اباية عمل فيها ما عمل في عباية وصلاية حتى صرن عباءة وصلاءة واباءة في قول من همز ومن لم يهمزأ خرجهن على أصولهن وهو القياس القوي قال أبو الحسن وكما قيل لها أجمة من قولهم أجم الطعام كرهه ( و ) قيل هي الاجمة من ( القصب ) خاصة وأنشد الجوهرى لكعب بن مالك
: من سره ضرب يرعبل بعضه * بعضا كمعمعة الاباء المحرق ( واحدته بهاء وموضعه المهموز ) وقد سبق انه رأي لابن جني ( وآبي اللحم الغفاري ) بالمد ( صحابي ) واختلف في اسمه فقيل خلف وقيل عبد الله وقيل الحويرث استشهد يوم حنين ( وكان يأبي اللحم ) مطلقا والذي في معجم ابن فهد خلف بن مالك بن عبد الله آبي اللحم كان لا يأكل ما ذبح للاصنام انتهي ويقال اسمه عبد الملك بن عبد الله روي عنه مولاه عمير وله صحية أيضا والذي في انساب أبي عبيد الحويرث بن عبد الله بن آبي اللحم قتل يوم حنين مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان جده لا يأكل ما ذبح للاصنام فسمي آبي اللحم انتهي فتأمل ذلك ( والابي الاسد ) لامتناعه ( ومحمد بن يعقوب بن أبي كعلى محدث ) روى عنه أبو طاهر الذهلي ( وأبي كحتي ) وقيل بتخفيف الموحدة أيضا كما في التبصير التشديد عن ابن ماكولا والتخفيف عن الخطيب والبصريون أجمعوا
على التشديد وهو ( ابن جعفر النجيرمي ) أحد الضعفاء كما في التبصير ورأيت في ذيل ديوان الضعفاء للذهبي بخطه ما نصه أبان بن جعفر النجيرمي عن محمد بن اسمعيل الصائغ كذاب رآه ابن حبان بالبصرة قاله ابن طاهر فتأمل وقد تقدم شئ من ذلك في أول الكتاب ( و ) أبي كحتي ( بئر بالمدينة لبني قريظة ) قال محمد بن اسحق عن معبد بن كعب بن مالك قال لما أتي النبي صلى الله عليه وسلم بني قريظة نزل على بئر من آبارهم في ناحية من أموالهم يقال لها بئر آبا قال الحازمي كذا وجدته مضبوطا مجودا بخط أبي الحسن بن الفرات قال وسمعت بعض المحصلين يقول انما هو أنا بضم الهمزة وتخفيف النون ( ونهر ) أبي كحتي ( بين الكوفة وقصر بني مقاتل ) وقال ياقوت قصر ابن هبيرة ينسب الى أبي بن الصامغان من ملوك النبط * قلت ذكره هكذا الهيثم بن عدي ( و ) أيضا ( نهر ) كبير ( بيطيحة واسط ) عن ياقوت ( والاباء بن أبي كشداد محدث ) وأبي مصغرا ابن نضلة بن جابر كان شريفا في زمانه فقوله محدث فيه نظر ( والابية بالضم ) وكسر الموحدة وتشديدها وتشديد الياء ( الكبر والعظمة و ) قال الهروي سمعت أبا يعقوب ابن خرزاذ يقول قال المهلبي أبو الحسين عن أبي اسحق النجيرمي ( بحر لا يؤبي أي لا يجعلك تأباه ) ونقل الجوهري عن ابن السكيت ( أي لا ينقطع ) من كثرته وكذلك كلاء لا يؤبي وقال غيره وعنده دراهم لا تؤبي أي لا تنقطع وحكي اللحياني عندنا ماء ما يؤبي أي ما يقل ( والابية بالكسر ارتداد اللبن في الضرع ) يقال للمرأة إذا حمت عند ولادها انما هذه الحمي ابية ثديك قال الفراء الابية غرار اللبن وارتداده في الثدي كذا نصه في التكملة فقول المصنف في الضرع فيه نظر تأمل ذلك ( والابا ) بالقصر ( لغة في الاب ) ولم تحذف لامه كما حذفت في الاب يقال هذا أبا ورأيت أبا ومررت بأبا كما نقول هذا قفا ورأيت قفا ومررت بقفا ( وأصل الاب ) أبو محركة ) لان ( ج آباء ) مثل قفا وأقفاء ورحي وأرحاء فالذاهب منه واو لانك نقول في التثنية أبوان وبعض العرب يقول أبان على النقص وفي الاضافة أبيك ( و ) إذا جمعت بالواو والنون قلت ( أبون ) وكذلك أخون وحمون وهنون قال الشاعر : فلما تعرفن أصواتنا * بكين وفديتنا بالابينا وعلى هذا قرأ بعضهم اله أبيك ابراهيم واسمعيل واسحق يريد جمع أب أي أبينك فحذف النون للاضافة نقله الجوهري قال ابن برى وشاهد قولهم أبان في تثنية أب قول نكتم بنت الغوث : باعدني عن شتمكم أبان * عن كل ما عيب مهذبان وقالت الشنباء بنت زيد بن عمارة : نيط بحقوي ماجد الابين * من معشر صيغوا من اللجين قال وشاهد ابون في الجمع قول الشاعر : أبون ثلاثة هلكوا جميعا * فلا تسأم دموعك أن تراقا قال الازهري والكلام الجيد في جمع الاب الاباء بالمد ( وأبوت وأبيت صرت أبا ) وما كنت أبا ولقد أبوت أبوة وعليه اقتصر الجوهري ويقال أبيت وكذلك ما كنت أخا ولقد أخوت وأخيت ( وأبوته اباوة بالكسر صرت له أبا والاسم الابواء ) قال بخدج : اطلب أبا نخلة من يأبوكا * فقد سألنا عنك من يعزوكا * الى أب فكلهم ينفيكا وقال ابن السكيت أبوت له آبوه إذا كنت له أبا وقال ابن الاعرابي فلان يأبوك أي يكون لك أبا وأنشد لشريك بن حيان العنبري : (1/8259)
يهجو أبا نخيلة العسدي * فاطلب أبا نخلة من يأبوكا * وادع في فصيلة تؤويكا قال ابن بري وعلى هذا ينبغي ان يحمل قول الشريف الرضي : تزهي على ملك النساء * فليت شعري من أباها أي من كان أباها قال ويجوز أن يريد أبويها فبناه على لغة من يقول أبان وأبون ( و ) قال أبو عبيد ( تأباه ) اتخذة أبا ) وكذا تأماها أما وتعممه عما ( وقالوا في النداء يا أبت ) افعل ( بكسر التاء وفتحها ) قال الجوهري يجعلون علامة التأنيث عوضا من ياء الاضافة كقولهم في الام يا أمت وتقف عليها بالهاء الا في القرآن فانك نقف عليها بالتاء اتباعا للكتاب وقد يقف بعض العرب على هاء التأنيث بالتاء فيقولون يا طلحة قال وانما لم تسقط التاء في الوصل من الاب وسقطت من الام إذا قلت يا أم أقبلي لان الاب لما كان على حرفين كان كأنه قد أخل به فصارت الهاء لازمه وصارت التاء كأنها بعدها انتهي قال سيبويه ( و ) سألت الخليل عن قولهم ( يا أبه بالهاء ) ويا أبت ( ويا أباه ) ويا أمتاه فزعم ابن هذه الهاء مثل الهاء في عمه وخاله قال ويدلك على ان الهاء بمنزلة الهاء في عمه وخاله انك تقول في الوقف يا أبه كما تقول يا خاله وتقول يا أبتاه كما تقول يا خالتاه قال وانما يلزمون هذه الهاء في النداء إذا أضفت الى نفسك خاصة كأنها جعلوها عوضا من حذف الياء قال وأرادوا أن لا يخلوا بالاسم حين اجتمع فيه حذف النداء ( و ) انهم لا يكادون يقولون ( يا أباه ) وصار هذا محتملا عندهم لما دخل النداء من الحذف والتغيير فأرادوا أن يعوضوا هذين الحرفين كما يقولون أينق لما حذفوا العين
جعلوها عوضا فلما ألحقوا الهاء صبروها بمنزلة الهاء التي تلزم الاسم في كل موضع واختص النداء بذلك لكثرته في كلامهم كما اختص بيا أيها الرجل وذهب أبو عثمان المازني في قراءة من قرأ يا أبه بفتح الهاء الى انه أراد يا أبتاه فحذف الالف وقوله أنشد يعقوب : تقول ابنتي لما رأت وشك رحلتي * كانك فينا يا أباة غريب أراد يا أبتاه فقدم الالف وأخر التاء ذكره ابن سيده والجوهري وقال ابن بري الصحيح انه رد لام الكلمة إليها الضرورة الشعر ( و ) قالوا ( لاب لك ) يريدون لا أب لك فحذفوا الهمزة البتة ونظيره قولهم ويلمه يريدون ويل أمه ( و ) قالوا ( لا أبا لك ) قال أبو على فيه تقديران مختلفان لمعنين مختلفين وذلك ان ثبات الالف في أبا من لا أبا لك دليل الاضافة فهذا وجه آخر أن ثبات اللام وعمل لا في هذا الاسم يوجب التنكير والفصل فثبات الالف دليل الاضافة والتعريف ووجود اللام دليل الفصل والتنكير وهذان كما تراهما مندافعان ( و ) ربما قالوا ( لا أباك ) لان اللام كالمقحمة ( و ) ربما حذفوا الالف أيضا فقالوا ( لا أبك ) وهذه نقلها الصغاني عن المبرد ( و ) قالوا أيضا ( لا أب لك ) و ( كل ذل دعاء في المعنى لا محالة وفي اللفظ خبر ) أي أنت عندي ممن تستحق أن يدعي عليه بفقد أبيه ويؤكد عندك خروج هذا الكلام مخرج المثل كثرته في الشعر وانه ( يقال لمن له أب ولمن لا أب له ) لانه إذا كان لا أب له لم يجز أن يدعي عليه بما هو فيه لا محالة الا تري انك لا تقول للفقير أفقره الله فكما لا تقول لمن لا أب له أفقد الله أباك كذلك تعلم ان قولهم هذا لمن لا أب له لا حقيقة لمعناه مطابقة للفظه وانما هي خارجة مخرج المثل على ما فسره أبو على ومنه قول جرير : يا تيم تيم عدي لا أبا لكم * لا يلفينكم في سوءة عمر فهذا أقوي دليل على ان هذا القول مثل لا حقيقة له ألا تري انه لا يجوز ان يكون للتيم كلها أب واحد ولكنكم كلكم أهل الدعاء عليه والاغلاظ له وشاهد لا أباك قول أبي حية النميري : أبا لموت الذى لا بد أني * ملاق لا أباك تخوفيني وأنشد المبرد في الكامل : وقد مات شماخ ومات مزرد * وأي كريم لا أباك مخلد وشاهد لا أبا لك قول الاجدع فان أثقف عمير الا أقله * وأى أثقف اباه فلا أبا له وقال زفر بن الحرث : أريني سلاحي لا أبا لك انني * أري الحرب لا تزداد الا تماديا وروي عن ابن شميل انه سأل الخليل عن قول العرب لا أب لك فقال معناه لا كافي لك عن نفسك وقال الفراء هي كلمة تفصل بها العرب كلامها وقال غيره وقد تذكر في معرض الذم كما يقال لا أم لك وفي معرض التعجب كقولهم لله درك وقد تذكر في معنى جد في أمرك وشمر لان من له أب اتكل عليه في بعض شأنه وسمع سليمن بن عبد الملك أعرابيا في سنة مجدبة يقول : * أنزل علينا الغيث لا أبا لك * فحمله سليمن أحسن محمل وقال أشهد أن لا أب له ولا صاحبة ولا ولد ( وأبو المرأة زوجها ) عن ابن حبيب وفي التكملة والاب في بعض اللغات الزوج انتهي واستغربه شيخنا ( والابو ) كعلو ( الابوة ) وهما جمعان للاب عن اللحياني كالعمومة والخؤولة ومنه قول أبي ذؤيب : لو كان مدحة حي أنشرت أحدا * أحيا أبو الشم الا ماديح ومثله فول لبيد : وأبيش من تحت القبور أبوة * كراما هم شدوا على التمائما وأنشد القناني يمدح الكسائي : أبي الذم أخلاق الكسائي وانتمي * له الذروة العليا الابو السوابق (1/8260)
( وأبيته تأبيه قلت له بأبي ) والباء فيه متعلقه بمحذوف قيل هو اسم فيكون ما بعده مرفوعا تقديره أنت مفدي بأبي وقيل هو فعل وما بعده منصوب أي فديتك بأبي وحذف هذا المقدر تخفيفا لكثرة الاستعمال وعلم المخاطب به ( والابواء ع قرب ودان ) به قبر آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وقيل هي قرية من أعمال الفرع بين المدينة والجحفة بينها وبين المدينة ثلاثة وعشرون ميلا وقيل الابواء جبل على يمين آرة ويمين الطريق للمصعد الى مكة من المدينة وهناك بلد ينسب الى هذا الجبل وقال السكري هو جبل مشرف شامخ ليس به شئ من النبات غير الخرم والبشام وهو الخزاعة وضمرة وقد اختلف في تحقيق لفظه فقيل هو فعلاء من الابوة كما يدل له صنيع المصنف حيث ذكره هنا وقيل أفعال كأنه جمع بو وهو الحلد أو جمع بوي وهو السواد وقيل انه مقلوب من الاوباء سمي بذلك لما فيه من الوباء وقال ثابت اللغوي سمي لتبوء السيول به وهذا أحسن وسئل عنه كثير فقال لانهم تبوؤا به منزلا ( وأبوي كجمزي وأبوي كسكري موضعان ) أما الاول فاسم جبل بالشام أو موضع قال الذبياني يرثي أخاه : بعد ابن عاتكة الثاوي على أبوي * أضحي ببلدة لا عم ولا خال وأما الثاني فاسم للقريتين على طريق البصرة الى مكة المنسوبتين الى طسم وجديس قال المثقب العبدي : فانك لو رأيت رجال أبوي * غداة تسر بلواحلق الحديد * ومما يستدرك عليه رجل أبيان بالفتح ذواباء شديد نقله الازهري واباء كشداد إذا أبي أن يضام وتأبي عليه تأبيا امتنع عليه
نقله الجوهري ونوق أواب يأبين الفحل وأبيت اللعن من تحيات الملوك في الجاهلية أي أبيت ان تأتي ما تلعن عليه وتذم بسببه وآبي ؟ الماء امتنع فلا تستطيع أن تنزل فيه الا بتغرير وان نزل في الركية ماتح فأسن فقد غرر بنفسه أي خاطر بها وأوبي الفصيل ايباء فهو موبي إذا سنق لامتلائه واوبي الفصيل عن لبن أمه اتخم عنه لا يرضعها وقال أبو عمرو الابي الممتنعة من العلف لسنقها والممتنعة من الفحل لقلة هدمها وقليب لا يوبي عن ابن الاعرابي أي لا ينزح ولا يقال يؤبي وكلاء لا يوبي لا ينتقطع لكثرته وماء مؤب قليل عن اللحياني وقال غيره يقال للماء إذا انقطع ماء مؤب وآبي نقص رواه أبو عمرو عن المفضل وقالوا هذا أبك قال الشاعر : سوى أبك الادني وان محمدا * على كل عال بابن عم محمد وعلى هذا تثنيته أبان على اللفظ وأبوان على الاصل ويقال هما أبواه لابيه وأمه وجائز في الشعر هما أباه وكذلك رأيت أبيه وفي الحديث أفلح وأبيه ان صدق أراد به توكيد الكلام لا اليمين لانه نهي عنه والاب يطلق على العم ومنه قوله تعالى نعبد الهك واله آبائك ابراهيم واسمعيل واسحق قال الليث يقال فلان يأبو هذا اليتيم اباوة أي يغذوه كما يغذو الوالد ولده ويربيه والنسبة إليه أبوي وبيني وبين فلان أبوه وتأباه اتخذه أبا والاسم الابوة وأنشد ابن بري : فانكم والملك يا أهل ايلة * لكالمتأبي وهو ليس له أب ويقال استأب أبا واستأبب أبا قال الازهري وانما شدد الاب والفعل منه وهو في الاصل غير مشدد لان أصل الاب أبو فزاد وابدل الواو باء كما قالوا قن للعبد وأصله قني وبأبأت الصبي بأبأة قلت له بأبي أنت وأمي فلما سكنت الياء قلبت ألفا وفيها ثلاث لغات بهمزة مفتوحة بين الباءين وبقلب الهمزة ياء مفتوحة وبابدال الياء الاخيرة ألفا وحكى أبو زيد بيبت الرجل إذا قلت له بأبي ومنه قول الراجز : * يا بأبي أنت ويا فوق البيت * قال أبو على الياء في بيبت مبدلة من همزة بدلا لازما وأنشد ابن السكيت يا بيبا أنت وهو الصحيح ليوافق لفظ البيب لانه مشتق منه ورواه أبو العلامة فميا حكى عنه التبريزي ويا فوق البئب بالهمز قال وهو مركب من قولهم بأبي فأبقي الهمزة لذلك وقال الفراء في قول هذا الراجز جعلوا الكلمتين كالواحدة لكثرتها في الكلام وحكي اللحياني عن الكسائي ما يدري له من أب وما أب أي من أبوه وما أبوه ويقال لله أبوك فيما يحسن موقعه ويحمد في معرض التعجب المدح أي أبوك لله خالصا حيث أنجب بك وأتى بمثلك ويقولون في الكرامة لا أب لشانيك ولا أبا لشانيك ومن المكنى بالاب قولهم أبو الحرث للاسد وأبو جعدة للذنب وأبو حصين للثعلب وأبو ضوطري للاحمق وأبو حاجب للنار وأبو جنحادب للجراد وأبو براقش لطائر مرقش وأبو قلمون لثوب يتلون ألوانا وأبو قبيس جبل بمكة وأبو دارس كنية الفرج وأبو عمرة كنية الجوع وأبو مالك كنية الهرم وأبو مثوي لرب المنزل وأبو الاضياف للمطعام وفي الحديث الى المهاجرين أبو أمية لاشتهاره بالكنية ولم يكن له اسم معروف لم يجر كما قيل على بن أبو طالب وكان يقال لعبد مناف أبو البطحاء لانهم شرفوا به وعظموا بدعائه وهدايته ويقولون هي بنت أبيها أي انها شبيهة به في قوة النفس وحدة الخلق والمبادرة الى الاشياء وقد جاء ذلك عن عائشة في حفصة رضي الله تعالى عنهما وسالم بن عبد الله بن أبي الاندلسي كحنى يروى عن ابن مزين مات بالاندلس سنة 310 ذكره ابن يونس وأبي بن أباء بن أبي له خبر مع الحجاج ذكره أبو العيناء وأبي بن كعب سيد القراء بدري وأبي بن عمارة صحابيان وأبي بن عباس بن سهيل عن أبيه احتج به البخاري وقال ابن معين ضعيف وآبي الخسف لقب خويلد بن عبد العزي والد خديجة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وجد الزبير بن العوام بن خويلد وفيه يقول يحيى بن عروة بن الزبير : أب لى آبي الخسف قد تعلمونه * وفارس معروف رئيس الكتاب (1/8261)
وابيان بكسر وتشديد الموحدة قرية قرب قبر يونس بن متى عليه السلام عن ياقوت و ( الاتو الاستقامة في السير و ) في ( السرعة و ) الاتو ( الطريقة ) يقال ما زال كلامه على أتو واحد أي طريقة واحدة وحكى ابن الاعرابي خطب الامير فما زال على أتو واحد ( و ) الاتو ( الطريقة ) يقال ما زال كلامه على أتو واحد أي طريقة واحدة وحكى ابن الاعرابي خطب الامير فما زال على أتو واحد ( و ) الاتو ( الموت والبلاء ) قال ابن شميل أبى على فلان أتو أي موت أو بلاء يصيبه يقال ان أتى على أتو فغلامى حر أي ان مت ( و ) الاتو ( المرض الشديد ) أو كسر يد أو رجل ( و ) الاتو ( الشخص العظيم ) نقله الصغاني عن أبي زيد ( و ) الاتو ( العطاء ) يقال لفلان أتو أي عطاء نقله الجوهري ( وأتوبة ) آتوه أتو أو ( اتاوة ككتابة رشوته ) كذلك حكاه أبو عبيد جعل الاتاوة مصدرا ونقله الصغاني عن أبي زيد ( والاتاوة أيضا الخراج ) يقال أدى اتاوة أرضه أي خراجها وضربت عليهم الاتاوة أي الجباية وجعله بعض
من المجاز ( و ) شكم فاه بالاتاوة أي ( الرشوة ) وأنشد الجوهري والزمخشري لجابرين جنى التغلبي : ففى كل أسواق العراق اتاوة * وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم قال ابن سيده وأما أبو عبيد فأنشد هذا البيت على الاتاوة التي هي المصدر قال يقويه قوله مكس درهم لانه عطف عرض على عرض وكل ما أخذ بكرة أو قسم على موضع من الجباية وغيرها اتاوة ( أو تخص الرشوة على الماء ج أتاوي ) كسكاري وأما قول الجعدي : موالى حلف لاموالي قرابة * ولكن قطينا يسألون الاتاويا أي هم خدم يسألون الخراج قال ابن سيده وانما كان قياسه أن يقول أناوي كقولنا في علاوة هراوة علاوي وهراوي غير أن هذا الشاعر سلك طريقا أخرى غير هذه وذلك انه لما كسر اتاوة حدث في مثال التكسير همزة بعد ألفه بدلا من ألف فعالة كهمزة رسائل وكنائن فصار التقدير به الى اتاء ثم يبدل من كسرة الهمزة فتة لانها عارضة في الجمع واللام معتلة كباب مطايا وعطايا فيصير الى اتا أي تم تبدل من الهمزة واوا لظهورها لا ما في الواحد فتقول أتاوي كعلاوي وكذلك تقول العرب في تكسير اتاوة أتاوي غير أن هذا الشاعر لو فعل ذلك لافسد قافيته لكنه احتاج الى اقرار الهمزة بحالها لتصح بعدها الياء التي هي روي القافية كما معها من القوافي التي هي الروابيا والادايا ونحو ذلك ليزول لفظ الهمزة إذ كانت العادة في هذه الهمزة أن تعل وتغير إذا كانت اللام معتلة فرأي ابدال همزة اتاء واو ليزول لفظ الهمزة التي من عادتها في هذا الموضع أن تعل ولا تصح لما ذكرنا فصار الاتاويا ( وأتي ) كعروة وعرى وهو ( نادر ) قال الطرماح : لنا العضد الشدي على الناس والاتي * على كل حاف من معدونا عل وقال أيضا : وأهل الاتي اللاتي على عهد تبع * على كل ذي مال غريب وعاهن قال ابن سيده وأراه على حذف الزائد فيكون من باب رشوة ورشا ( وأنت النخلة والشجرة ) تأتو ( أتوا واتاة بالكسر ) عن كراع ( طلع ثمرها أو بد اصلاحها أو كثر حملها ) والاسم الاتاءة ( والاتاء ككتاب ما يخرج من اكال الشجر ) قال عبد الله بن رواحه الانصاري : هنالك لا أبالي نخل بعل * ولا سقي وان عظم الاتاء عنى بهنالك موضع الجهاد أي أستشهد فأرزق عند الله فلا أبالي نخلا ولا زرعا ( و ) الاتاء ( النماء وقد أتت الماشية اتاء ) نمت وكذلك اتاء الزرع ريعه ( والاتاوي والاتي ويثلثان ) اقتصر الجوهري على الفتح فيهما والضم في الاتي عن سيبويه وبه روي الحديث قال أبو عبيد وكلام العرب بالفتح ونقل الصغاني الضم والكسر فيهما عن أبي عمرو وقال ان الكسر في الثاني غريب ( جدول ) أي نهر ( تؤتيه ) تسوقه وتسهله ( الى أرضك ) وقال الاصمعي كل جدول ماء أتي وأنشد للراجز يستقي على رأس البئر وهو يرتجز ويقول : ليمخضن جوفك بالدلى * حتى تعودي أقطع الاتي وقيل الاتي بالضم جمع أتي ( أو ) الاتي ( السيل الغريب ) لا يدري من أين أتي وكذلك الاتاوي وقال اللحياني أتي أتي وليس مطره علينا قال العجاج : كأنه والهول عسكري * سيل أتي مده أتي ( و ) به سمي ( الرجل الغريب ) أتيا وأتاويا والجمع أتاويون وقال الاصمعي الاتي الرجل يكون في القوم ليس منهم ولهذا قيل للسيل الذي يأتي من بلد قد مطر فيه الى بلد لم يمطر فيه أتي وقال الكسائي الاتاوي بالفتح الغريب الذي هو في غير وطنه وقول المرأة التي هجت الانصار حبذا هذا الهجاء : أطعتم اتاوي من غيركم * فلامر مراد ولا مذحج أرادت بالاتاوي النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقتلها بعض الصحابة فاهدر دمها وقيل بل السيل شبه بالرجل لانه غريب مثله وشاهد الجمع قول الشاعر : لا يعدلن أتاويون تضربهم * نكباء صر باصحاب المحلات أنشده الجوهري هكذا قال الفارسي ويروي لا يعدلن أتاويون فحذف المفعول وأراد لا يعدلن أتاويون شأنهم كذا أنفسهم ونسوة أتاويات وأنشد الكسائي وأبو الجراح لحميد الارقط : يصبحن بالقفر أتاويات * معترضات غير عرضيان أي غريبة من صواحبها لتقدمهن وسبقهن ( وأتوته ) أتوا لغة في ( أتيته ) أتيا وأنشد الجوهري لخالد بن زهير : يا قوم ما لى وأبي ذؤيب * كنت إذا أتوته من غيب (1/8262)
يشم عطفي ويبز ثوبي * كأنني ؟ أربته بريب * ومما يستدرك عليه يقال أتوته أتوة واحدة والاتو الدفعة ومنه حديث الزبير كنا نرمى الاتو والاتوين أي الدفعة والدفعتين من الاتو الدفع يريد رمي السهام عن القسي بعد صلاة المغرب ويقال للسقاء إذا مخض وجاء بالزنايد قد جاء كالاتاء ككتاب يقال لبن ذو اتاء أي ذو زبد وأنشد الزمخشري لابن الاطنابة : وبعض القول ليس له عناج * كمخض الماء ليس له اتاء واتاء الارض ريعها وحاصلها كانه من الاتاوة وهو الخراج والاتاء الغلة وما أحسن أتو يدي هذه الناقة أي رجع يديها في السير نقله الجوهري وأتوان تأكيد لاسوان وهو الحزين يقال أسوان أتوان واتاوة مدينة بالهند ومنها شيخنا المعمر محيى الدين نور الحق ابن عبد الله المتوكل الحسيني الاتاوي نزيل مكة أخذ عن السيد سعد الله المعمر وروي عن أبي طاهر الكوراني وتوفي بها
سنة 1166 ي ؟ ( أتيته اتيا واتيانا واتيانة بكسرهما ومأتاة وأتيا ) بالضم ( كعتى ويكسر ) اقتصر الجوهري على الاولي والثانية والرابعة وما عدا هو عن ابن سيده ( جئته ) وقال الراغب حقيقة الاتيان المجي بسهولة قال السمين الاتيان يقال للمحئ بالذات وبالامر والتدبير وفي الخير والشر ومن الاول قوله * أتيت المرؤة من بابها * وقوله تعالى ولا يأتون الصلاة الا وهم كسالي أي لا يتعاطون قال شيخنا أتي يتعدي بنفسه وقولهم أتي على كأنهم ضمنوه معنى نزل كما أشار إليه الجلال في عقود الزبرجد وقال قوم انه يستعمل لازما ومتعديا انتهي وشاهد الاتي قول الشاعر أنشده الجوهري * فاحتل لنفسك قبل أتي العسكر * وقال الليث يقال أتاني فلان أتيا وأتية واحدة واتيانا فلا تقول انيانة واحدة الا في اضطرار شعر قبيح وقال ابن جنى حكي أن بعض العرب يقول في الامر من أتي ت فيحذف الهمزة تخفيفا كما حذفت من خذ وكل ومر ومنه قول الشاعر : ت لى آب زيد فابد هم لى جماعة * وسل آل زيد أي شئ يضيرها وقرئ يوم تأت بحذف الياء كما قالوا لا أدر وهي لغة هذيل وأما قول قيس بن زهير العبسى : فانما أثبت الياء ولم يحذفها للجزم ضرورة ورده الى أصله قال المازني ويجوز في الشعر أن تقول زيد يرميك برفع الياء ويغزوك برفع الواو وهذا قاضي بالتنوين فيجري الحرف المعتل مجري الحرف الصحيح في جميع الوجوه في الاسماء والافعال جميعا لانه الاصل كذا في الصحاح ( وآتي إليه الشئ ) بالمد ايتاء ( ساقه ) وجعله يأتي إليه ( و ) آتي ( فلا ناشيأ ) ايتاء ( أعطاه اياه ) ومنه قوله تعالى وأوتيت من كل شئ أراد والله أعلم أوتيت من كل شئ شيأ وقوله تعالى ويؤتون الزكاة وفي الصحاح آتاه أتي به ومنه قوله تعالى آتنا غداءنا أي ائتنا به * قلت فهو بالمد يستعمل في الاعطاء وفي الاتيان بالشئ وفي الكشاف اشتهر الايتاء في معني الاعطاء وأصله الاحضار وقال شيخنا وذكر الراغب أن الايتاء مخصوص بدفع الصدقة قال وليس كذلك فقد ورد في غيره كا آتيناه الحكم وآتيناه الكتاب الا أن يكون قصد المصدر فقط * قلت وهذا غير سديد ونص عبارته الا أن الايتاء خص بدفع الصدقة في القرآن دون الاعطاء قال تعالى ويؤتون الزكاة وآتو الزكاة ووافقه على ذلك السمين في عمدة الحفاظ وهو ظاهر لا غبار عليه فتأمل ثم بعد مدة كتب الى من بلد الخليل صاحبنا العلامة الشهاب أحمد بن عبد الغني التميمي امام مسجده ما نصه قال ابن عبد الحق السنباطي في شرح نظم النقاية في علم التفسير منه ما نصه قال الخوييي والاعطاء والاتياء لا يكاد اللغويون يفرقون بينهما وظهر لى بينهما فرق ينبئ عن بلاغة كتاب الله وهو أن الايتاء أقوي من الاعطاء في اثبات مفعوله لان الاعطاء له مطاوع بخلاف الايتاء تقول أعطاني فعطوت ولا يقال آتاني فأنيت وانما يقال آتاني فأخذت والفعل الذي له مطاوع أضعف في اثبات مفعوله مما لا مطاوع له لانك تقول قطعته فانقطع فيدل على أن فعل الفاعل كان موقوفا على قبول المحل لولاه ما ثبت المفعول ولهذا لا يصح قطعته فما انقطع ولا يصح فيما لا مطاوع له ذلك قال وقد تفكرت في مواضع من القرآن فوجدت ذلك مراعي قال تعالى تؤتي الملك من تشاء لان الملك شئ عظيم لا يعطاه الا من له قوة وقال انا أعطيناك الكوثر لانه مورود في الموقف مرتحل عنه الى الجنة انتهي نصه * قلت وفي سياقه هذا عند التأمل نظروا لقاعدة التي ذكرها في المطاوعة لا يكاد ينسحب حكمها على كل الافعال بل الذي يظهر خلاف ما قاله فان الاعطاء أقوى من الايتاء ولذا خص في دفع الصدقات الايتاء ليكون ذلك بسهولة من غير تطلع الى ما يدفعه وتأمل سائر ما ورد في القرآن تجد معنى ذلك فيه والكوثر لما كان عظيما شأنه غير داخل في حيطة قدرة بشرية استعمل الاعطاء فيه وكلام الائمة وسياقهم في الايتاء لا يخالف ما ذكرنا فتأمل والله أعلم ( و ) آتي ( فلانا جازاه ) وقد قرئ قوله تعالى وان كان مثقال حبة من خردل أتينا بها بالقصر والمد فعلى القصر جئنا وعلى المد أعطينا وقيل جازينا فان كان آتينا أعطينا فهو أفعلنا وان كان جازينا فهو فاعلنا وقوله تعالى ( ولا يفلح الساحر حيث أتي ) قالوا في معناه ( أي حيث كان ) وقيل معناه حيث كان الساحر يجب أن يقتل وكذلك مذهب أهل الفقه في السحرة ( وطريق مئتاة بالكسر ) كذا في النسخ والصواب مئتاء ( عامر واضح ) هكذا رواه ثعلب بالهمزة قال وهو مفعال من أتيت (1/8263)
أي يأتيه الناس ومنه الحديث لولا انه وعد حق وقول وطريق مئتاء ؟ لحزنا عليك يا ابراهيم أراد أن الموت طريق مسلوك يسلكه كل أحد قال السمين وما أحسن هذه الاستعارة وأرشق هذه الاشارة ورواه أبو عبيد في المصنف طريق ميتاء بغير همز جعله فيعالا قال ابن سيده فيعال من أبنية المصادر وميتاء ليس مصدرا انما هو صفة فالصحيح ذاته وأبان هناته ؟ ( وهو مجتمع الطريق أيضا ) كالميداء وقال شمر محجته وأنشد ابن بري لحميد الارقط :
إذا انضز مئتاء الطريق عليهما * مضت قد ما برح الحزام زهوق ( و ) الميتاء ( بمعني التلقاء ) يقال داري بميتاء دار فلان وميداء دار فلان أي تلقاء داره وبني القوم دارهم على ميتاء واحد وميداء واحد ( ومأتي الامر ومأتاته جهته ) ووجهه الذي يؤتي منه يقال أتي الامر من مأتاه كما تقول ما أحسن معناه هذا الكلام تريد معناه نقله الجوهري وأنشد للراجز : وحاجة كنت على صماتها * أتيتها وحدي على مأتاتها ( والاتي كرضا ) وضبطه بعض كعدي ( والاتاء كسماء ) وضبطه بعض ككساء ( ما يقع في النهر من خشب أو ورق ج آتاء ) بالمد ( وأتي كعتي ) وكل ذلك من الاتيان ( و ) منه ( سيل أتي وأتاوي ) إذا كان لا يدري من أين أتي وقد ( ذكر ) قريبا فهي واوية يائية ( وأتية الجرح ) كعلية ( واتيته ) بكسر فتشديد تاء مكسورة وفي بعض النسخ آتيته بالمد ( مادته وما يأتي منه ) عن أبي على لانها تأتيه من مصبها ( وأتي الامر ) والذنب ( فعله و ) من المجاز أتي ( عليه الدهر ) أي ( أهلكه ) ومنه الاتو للموت وقد تقدم ( واستأتت الناقة ) استئتاء ضبعت و ( أرادت الفحل ) وفى الاساس اغتلمت وطلبت أن تؤتى ( و ) استأت ( زيد فلانا استبطأه وسأله الاتيان ) يقال ما أتيناك حتى استأتيناك إذا استبطؤه كما في الاساس وهو عن ابن خلويه ( ورجل ميتاء مجاز معطاء ) من آتاه جازاه وأعطاه فعلى الاول فاعله وعلى الثاني أفعله كما تقدم ( وتأتي له ترفق وأتاه من وجهه ) نقله الجوهري وهو قول الاصمعي ( و ) تأتي له ( الامر تهيأ ) وتسهلت طريقه قال * تأتي له الخير حتى انجبر * وقيل التأتي التهيؤ للقيام ومنه قول الاعشي : إذا هي تأتي قريب القيام * تهادي كما قد رأيت البهيرا ( وأتيت الماء ) وللماء ( تاتية ) على تفعلة ( وتأتيا ) بالتشديد ( سهلت سبيله ) ووجهت له مجري حتى جرى الى مقارة ومنه حديث ظبيان في صفة ديار ثمود وأتوا جداولها أي سهلوا طرق المياه إليها وفي حديث آخر رأي رجلا يؤتي الماء الارض أي يطرق كأنه جعله يأتي إليها وأنشد ابن الاعرابي لابي محمد الفقعسي : تقذفه في مثل غيط ان التيه * في كل تيه جدول تؤتيه ( وأتي فلان كعنى أشرف عليه العدو ) ودنا منه ويقال أتيت يا فلان إذا أئذر عدوا أشرف عليه نقله الصاغاني ( وأتي بمعنى حتى ) لغلة فيه * ومما يستدرك عليه الاتية المرة الواحدة من الاتيان والميتاء كالمبداء ممدودان آخر الغاية حيث ينتهي إليه جري الخيل نقله الجوهري ووعد مأتي أي آت كحجاب مستور أي ساتر لان ما أتيته فقد أتاك قال الجوهري وقد يكون مفعولا لان ما أتاك من أمر الله فقد أتيه أنت وانما شدد لان واو مفعول انقلبت ياء لكسرة ما قبلها فادغمت في الياء التي هي لام الفعل وأتي الفاحشة تلبس بها ويكني بالاتيان عن الوطء ومنه قوله تعالى أتأتون الذكران وهو من أحسن الكنايات ورجل مأتي أتي فيه ومنه قول بعض المولدين : يأتي ويؤتي ليس ينكر ذا ولا * هذا كذلك ابرة الخياط وقوله تعالى أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا قال أبو اسحق معناه يرجعكم الى نفسه وقوله عز وجل أتي أمر الله فلا تستعجلوه أي قرب ودنا اتيانه ومن أمثالهم مأتي أنت أيها السواد أي لا بد لك من هذا الامر وأتي على يد فلان إذا هلك له مال قال الحطيئة : أخو المرء يؤتي دونه ثم ثم يتقي * بزب اللحي جز الخصي كالجامح قوله أخو المرء أي أخو المقتول الذي يرضي من دية أخيه بتيوس طويلة اللحي يعني لا خير فيما دونه أي يقتل ثم يتقي بتيوس ويقال يؤتي دونه أي يذهب به ويغلب عليه وقال آخر : أتي دون حلو العيش حتى أمره * نكوب على آثارهن نكوب أي ذهب بحلو العيش وقوله تعالى فأتي الله بنيانهم من القواعد أي قلع بنيانهم من قواعده وأساسه فهدمه عليهم حتى أهلكهم وقال السمين نقلا عن ابن الانباري في تفسير هذه الاية فأتي الله مكرهم من أجله أي ضررا لمكر عليهم وهل هذا مجاز أو حقيقة والمراد به نمروذ أو صرحه خلاف قال ويعبر بالاتيان عن الهلاك كقوله تعالى فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ويقال أتي فلان من مأمنه أي جاءه الهلاك من جهة أمنه وأتي الرجل كعنى وهي تغير عليه حسه فتوهم ما ليس بصحيح صحيحا وفرس أتي ومستأت ومؤتي ومستؤتي بغير هاء إذا أودقت وآت معناه هات دخلت الهاء على الالف وما أحسن أتي يدي هذه الناقة أي رجع يديها في سيرها وهو كريم المؤاتاة جميل المواساة أي حسن المطاوعة وآتيته على ذلك الامر إذا وافقته وطاوعته والعامة تقول وايته كما في (1/8264)
الصحاح وقيل هي لغة لاهل اليمن جعلوها واوا على تخفيف الهمزة ومنه الحديث خير النساء المواتية لزوجها وتأتي لمعروفه تعرض له نقله الجوهري وتأتي له بسهم حتى أصابه إذا تقصده نقله الزمخشري وأتي الله لفلان أمره تأتية هيأه ورجل أتي نافذ يتأتي
للامور وآتت النخلة ايتاء لغة في أتت والاتي النهير الذي دون السرى عن ابن بري و ( أثوت ) الرجل و ( به وعليه أثوا واثاية بالكسر ) هكذا في النسخ والصواب اثاوة بالواوي ( وأثيت ) به وعليه ( اثيا واثية ) بالكسر ( وشيت به ) وسعيت ( عند السلطان أو مطلقا ) عند من كان من غير أن يخص به السلطان ومنه حديث أبي الحرث الازدي وغريمة لاتين عليا فلاثين بك أي لاشين بك وفي الحديث انطلقت الى عمر آثي على أبي موسى الاشعري وأنشد الجوهري * ذو نيرب آث * قال ابن بري صوابه * ولا أكون لكم ذا نيرب آث * قال ومثله قول الاخر : وان امرأ يأثو بسادة قومه * حري لعمري أن يذم ويشتما وقال آخر : ولست إذا ولي الصديق بوده * بمنطلق آثو عليه وأكذب ( وأثاية باضم ويثلث ) الضم عن ابن سيده وهو المشهور قال هو فعالة من اثوت واثيت قال ورواه بعضهم بكسر الهمزة نقله أيضا ثابت اللغوي وأما الفتح فعن ياقوت ( ع بين الحرمين ) بطريق الحجفة الى مكة ( فيه مسجد نبوي ) قيل بينه وبين المدينة خمسة وعشرون فرسخا ( أو بئر دون العرج عليها مسجد للنبي صلى الله عليه وسلم ) قال ياقوت ورواه بعضهم اثاثة بثاءين وبعضهم أثانه بالنون وهو خطأ والصحيح الاول ( والمؤاثي المخاصم و ) قال ابن بري والصاغاني ( المؤتثي من يأكل فيكثر ثم يعطش فلا يروي والاثاء كالاناء الحجارة ) نقله الصاغاني ( والمأثية بتخفيف الياء ( والمأثاة السعاية ) عن الفراء * ومما يستدرك عليه اثيت به آثى اثاوة أخبرت بعيوبه الناس عن أبى زيد والاثية كعلية الجماعة وتأثوا وتآثوا ترافعوا عند السلطان ي ( أجا أجاء ) كذا في النسخ بالجيم وهو غلط الصواب بالحاء وقد أهمله الجوهري وهو ( دعاء للنعجة يأتي ) مقصور ( ويشد ) صوابه ويمد ثم راجعت التكملة فوجدت فيه قال الليث الاخية كانية لغة في الاخية مشددة فظهر ان الذي في النسخ كابية غلط وصوابه كاينة وقوله ويشد صحيح فتأمل ( ويخفف ) أي مع المد واقتصر الجوهري على المد والتشديد ( عود ) يعرض ( في حائط أو في حبل بدفن طرفاه في الارض ويبرز طرفه كالحلقة تشد فيها الدابة ) وقال ابن السكيت هو ان يدفن طرفا قطعة من الحبل في الارض وفيه عصية أو حجير ويظهر منه مثل عروة تشد إليه الدابة وقال الازهري سمعت بعد العرب يقول للحبل الذي يدفن في الارض مثنيا ويبرز طرفاه الاخران شبه حلقة وتشد به الدابة آخية وقال أعرابي لاخر أخ لي آخية أربط إليها مهري وانما تؤخي الاخية في سهولة الارض لانها أرفق بالخيل من الاوتاد الناشزة عن الارض وهي أثبت في الارض السهلة من الوند ويقال للاخية الادرون والجمع الادارين وفي حديث أبي سعيد الخدري مثل المؤمن والايمان كمثل الفرس في آخية يجول ثم يرجع الى آخيته وان المؤمن يسهو ثم يرجع الى الايمان ( ج أخايا ) على غير قياس مثل خطية وخطايا وعلتها كعلتها ومنه الحديث لا تجعلوا ظهوركم كاخايا الدواب أي في الصلاة أي لا تقوسوها فيها حتى تصير كهذه العري ( وأواخي ) مشددة الياء ( والاخية ) بالتشديد ( الطنب و ) أيضا ( الحرمة والذمة ) ومنه حديث عمر انه قال للعباس انت آخية آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد بالاخية البقية يقال له عندي آخية أي متانة قوية ووسيلة قريبة كأنه أراد أنت الذي يستند إليه من أصل رسول الله عليه وسلم ويتمسك به ويقال لفلان عند الامير آخية ثابتة وله أواخ وأسباب ترعي ( وأخيت للدابة تأخية عملت لها آخية ) قال اعرابي لاخر أخ لي آخية أربط إليها مهري ( والاخ ) أحد الاسماء الستة المعربة بالواو والالف والياء قال الجوهري ولا تكون موحدة الا مضافة قال ابن بري ويجوز أن لا تضاف وتعرب بالحركات نحو هذا أخ وأب وحم وفم ما خلا قولهم ذو مال لا يكون الا مضافا ( والاخ مشددة ) وانما شدد لان أصله أخو فزاد وابدل الواو خاء كما مر في الاب ( والاخو ) لغة فيه حكاها ابن الاعرابي ( والاخا ) مقصورا حكاها ابن الاعرابي أيضا ومنه مكره أخاك لابطل ( والاخو كدلو ) عن كراع ومنه قول الشاعر : ما المرة أخوك ان لم تلفه وزرا * عند الكريهة معوانا على النوب قال الخليل أصل تأسيس بناء الاخ على فعل بثلاث متحركات فاستثقلوا ذلك وألقوا الواو وفيها ثلاثة أشياء حرف وصرف وصوت فربما ألقوا الواو والياء بصرفها فألقوا منها الصوت فاعتمد الصوت على حركة ما قبله فان كانت الحركة فتحة صارا الصوت معها ألفا لينة وان كانت صمة صار معها واو الينة وان كانت كسرة صار معها ياء لينة واعتمد صوت واو الاخ على الخاء فصار معها ألفا لينة أخا ثم القوا الالف استخفافا لكثرة استعمالهم وبقيت الخاء على حركتها فجرت على وجوه النحو لقصر الاسم فإذا لم يضيفوه قووه بالتنوين وإذا أضافوا لم يحسن التنوين في الاضافة فقووه بالمد ( من النسب م ) معروف وهو من ولده أبوك وأمك أو أحدهما ويطلق أيضا على الاخ من الرضاع والتثنية اخوان بسكون الخاء وبعض العرب يقول أخان على النقص وحكي كراع اخوان بضم
الخاء قال ابن سيده ولا أدري كيف ذلك وقال ابن بري هو في الشعر وأنشد لخليج الاعيوي (1/8265)
لاخوين كانا خير اخوين شمة * وأسرعة حاجة أريدها وجعله ابن سيده مثني أخو بضم الخاء وأنشد بيت خليج ( و ) قد يكون الاخ ( الصديق والصاحب ) ومنه قولهم ورب أخ لم تلده أمك ( ج اخون ) أنشد الجوهري لعقيل بن علفة المري : وكان بنو فزارة شرقوم * وكنت لهم كشر بني الاخينا قال ابن بري صوابه شر عم قال ومثله قول العباس بن مرداس : فقلنا أسملوا انا أخوكم * فقد سلمت من الاحن الصدور ( وآخاء ) بالمد كآباء حكاه سيبويه عن يونس وأنشد أبو على : وجدتم بنيكم دوننا إذ نسبتم * وأي بني الاخاء تنبو مناسه ( و ) يجمع أيضا على ( اخوان بالكسر ) مثل خرب وخربان ( واخوان بالضم ) عن كراع والفراء ( واخوة ) بالكسر قال الازهري هم الاخوة إذا كانوا الاب وهم الاخوان إذا لم يكونوا لاب قال أبو حاتم قال أهل البصرة أجمعون الاخوة في النسب والاخوان في الصداقة قال الازهري وهذا غلط يقال للاصدقاء وغير الاصدقاء اخوة واخوان قال الله عز وجل انما المؤمنون اخوة ولم يعن النسب وقال أو بيوت اخوانكم وهذا في النسب ( واخوة بالضم ) عن الفراء وأما سيبويه فقال هو اسم للجمع وليس بجمع لان فعلا ليس مما يجمع على فعلة ( واخوة واخو مشددين مضمومين ) الاولى حكاها اللحيانى قال ابن سيده وعندي انه أخو على مثال فعول ثم لحقت الهاء لتأنيث الجمع كالبعولة والفحولة ( والاخت للانثى ) صيغة على غير بناء المذكر ( والتاء ) بدل من الواو وزنها فعلة فنقلوها الى فعل والحقتها التاء المبدلة من لامها بوزن فعل فقالوا أخت و ( ليس للتأيث ) كما ظن من لا خبرة له بهذا الشأن وذلك لسكون ما قبلها هذا مذهب سيبويه وهو الصحيح وقد نص عليه في باب ما لا ينصرف فقال لو سمعيت بها رجلا لصرفتها معرفة ولو كانت للتأنيث لما انصرف الاسم على ان سيبويه قد تسمح في بعض ألفاظه في الكتاب فقال هي علامة تأنيث وانما ذلك تجوز منه في اللفظ لانه أرسله غفلا وقد قيده في باب ما لا ينصرف والاخذ بقوله المعلل أقوي من الاخذ بقوله الغفل المرسل ووجه تجوزه انه لما كانت التاء لا تبدل من الواو فيها الا مع المؤنث صارت كأنها علامة تأنيث واعنى بالصيغة فيها بناءها على فعل وأصلها فعل وابدال الواو فيها لازم لان هذا عمل اختص به المؤنث ( ج أخوات ) وقال الخليل تأنيث الاخ أخت وتاؤها هاء وأختان وأخوات وقال الليث الاخت كان حدها أخه فصارا الاعراب على الخاء والهاء في موضع رفع ولكنها انفتحت بحال هاء التأنيث فاعتمدت عليه لانها لا تعتمد على حرف تحرك بالفتحة وأسكنت الخاء فحول صرفها على الالف وصارت الهاء تاء كأنها من أصل الكلمة ووقع الاعراب على التاء والزمت الضمة التي كانت في الخاء الالف وقال بعضهم أصل الاخت أخوة فحذفت الواو كما حذفت من الاخ وجعلت الهاء تاء فنقلت ضمة الواو المحذوفة الى الالف فقيل أخت الواو أخت الضمة ( وما كنت أخا ولقد أخوت اخوة ) بالضم وتشديد الواو ( وآخيت ) بالمد ( وتأخيت ) صرت أخا ويقال آخوت عشرة أي كنت لهم أخا ( وآخاه مؤاخاة واخاء واخاوة ) وهذه عن الفراء ( ووخاء ) بكسرهن ( وواخاه ) بالواو لغة ( ضعيفة ) قيل هي لغة طئ قال ابن بري وحكي أبو عبيد في غريب المصنف ورواه عن اليزيدي آخيت وواخيت وآسيت وواسيت وآكلت وواكلت ووجه ذلك من جهة القياس هو حمل الماضي على المسقبل إذ كانوا يقولون تواخي بقلب الهمزة واوا على التخفيف وقيل هي بدل قال ابن سيده وأري الوخاء عليها والاسم الاخوة تقول بيني وبينه اخوة واخاء وفي الحديث آخي بين المهاجرين والانصار أي ألف بينهم بأخوة الاسلام والايمان وقال الليث الاخاء والمواخاة والتأخي والاخوة قرابة الاخ ( وتأخيث الشئ تحريته ) تحري الاخ لاخيه ومنه حديث ابن عمر يتأخي متأخ رسول الله أي يحري ويقصد ويقال فيه بالواو أيضا وهو الاكثر ( و ) تأخيث ( أخا اتخذته ) أخا ( أو دعوته أخا و ) قولهم ( لا أخا لك بفلان ) أي ( ليس لك بأخ ) قال النابغة : ابلغ بني ذبيان ان لا اخالهم * بعبس إذا حلوا الدماخ فأظلما ( و ) يقال ( تركته يأخ الخير ) أي ( بشر ) وأخ الشر أي بخير وهو مجاز وحكي اللحياني عن أبي الدينار وأبي زياد القوم بأخي الشر أي بشر ( وأخيان كعليان جبلان ) في حق ذي العرجاء على الشبيكة وهو ماء في بطن واد فيه ركايا كثيرة قاله ياقوت * ومما يستدرك عليه قال بعض النحويين سمى الاخ أخان قصده قصد أخيه وأصله من وخي أي قصد فقلبت الواو همزة والنسبة الى الاخ أخوي وكذلك الى الاخت لانك تقول أخوات وكان يونس يقول أختى وليس بقياس وقالوا الرمح أخوك وربما خانك وقال ابن عرفة الاخوة إذا كانت في غير الولادة كانت المشاكلة والاجتماع في الفعل نحو هذا الثوب أخو هذا ومنه قوله تعالى كانوا اخوان الشياطين
أي هم مشاكلوهم وقوله تعالى الا هي أكبر من أختها قال السمين جعلها أختها المشاركتها لها في الصحة والصدق والانابة والمعنى انهن أي الايات موصوفات بكبر لا يكدن يتفاوتن فيه وقوله تعالى لعنت أختها اشارة الى مشاركتهم في الولاية وقوله تعالى انما المؤمنون اخوة اشارة الى اجتماعهم على الحق وتشاركهم في الصفة المتضية لذلك وقالوا رماه الله بليلة لا أخت لها وهي ليلة يموت وتآخيا (1/8266)
على تفاعلا صارا أخوين والخوة بالضم لغة في الاخوة وبه روي الحديث لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن خوة الاعلام قال ابن الاثير هكذا روي الحديث وقال الاصمعي في قولهم لا أكله الا أخا السرار أي مثل السرار ويقال فلان أخا الموت أي مثل الموت ويقال سيرنا أخو الجهد أي سيرنا جاهد ويقال آخي فلان في فلان آخية فكفوها إذا اصطنعه وأسدي إليه قال الكميت ؟ : ستلقون ما آخيكم في عدوكم * عليكم إذا ما الحرب ثار عكوبها والاخية البقية وبين السماحة تاخ وهو مجاز والاخوان لغة في الخوان ومنه الحديث حتى ان أهل الاخوان ليجتمعون وأنشد السمين للعريان : ومنحر مئناث يحر خوارها * وموضع اخوان الى جنب اخوان وأخي كبر ناحية من نواحي البصرة في شرق دجلة ذات انهار وقرى عن ياقوت ويوم أخي مصغرا من أيام العرب أغار فيه أبو بشر العذري على بني مرة عن ياقوت والاخيه كعلية لغة في الاخية والاخية و ( الاداوة بالكسر المطهرة ) وهي اناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة وقيل انما تكون اداوة إذا كانت من جلدين قوبل أحدهما بالاخر ( ج أداوي كفتاوي ) وقال : الجوهري مثل المطايا وأنشد للراجز * إذ الاداوي ماؤها تصبصبا * قال وكان قياسه ادائي مثل رسالة ورسائل فتجنبوه وفعلوا به ما فعلوا بالمطايا والخطايا فجعلوا فعائل فعالي وأبدلوا هنا الواو لتدل على انه قد كانت في الواحدة واو ظاهرة فقالوا أداوي فهذه الواو بدل من الالف الزائدة في اداوة والالف التي في آخر أداوي بدل من الواو التي في اداوة وألزموا الواو هنا كما ألزموا الواو هنا كما ألزموا الياء في المطايا انتهى وأنشد غيره للراجز يصف القطار استقاءها أفراخها في حواصلها : يحملن قدام الجآ * جى في أداوى كالمطاهر ( وأدت الثمرة تأدو أدوا كعتو أينعت ونضجت ) عن ابن بزرج ( وأدوت له آدو أودا ) بالفتح ( ختلته ) يقال الذئب يأدو للغزال أي يحتله ليأكله وأنشد أبو زيد : أدوت له لاخذه * فهيهات الفتي حذرا نقله الجوهري وأنشد ابن الاعرابي : تئط ويأدوها الافال مربة * بأوطابها من مطرفات الحمائل قال يأدوها يختلها عن ضروعها وقال غيره : جنتني جانيات الدهر حتى * كأني خاتل بأدو لصيد ( والاداة الالة ج أدوات ) نقله الجوهري ومنه اداة لحرب وهي سلاحها وقال الليث ألف الاداة واو ولكل ذي حرفة اداة وهي الته التي تقيم حرفته ( وتآدي ) على تفاعل ( أخذ للدهر أداته ) قال ابن برزج يقال هل تآديتم لذلك الامر أي تأهبتم قال الازهري هو مأخوذ من الاداة وبه فسر قول الاسود بن يعفر : ما بعد زيد في فتاة فرقوا * قتلا وسبيا بعد حسن تآدي * ومما يستدرك عليه أدا اللبن ادوا كعلو خثر ليروب عن كراع واوية يائية وقال ابن برزج أدا للبن أدوا يأدوي وهو اللبن بين اللبين ليس بالحامض ولا بالحلو وأدوت اللبن أدوا محضته وآدي الرج لفهو مؤدا إذا كان شاك السلاح وهو من الاداة وقيل رجل مؤد كامل اداة السلاح قال رؤية * مؤدين بيحمين السبيل السالا * والتآدي تفاعل من الايداء وهو القوة وبه فسر قول الاسود أيضا واداة الشئ بالكسر والفتح آلته وحكي اللحياني عن الكسائي ان العرب تقول أخذ هدايه أي اداته على البدل وقد تآدي القوم تآديا أخذوا العدة التي تقويهم على الدهر وغيره والاداء ككتاب وكاء السقاء ومنه الحديث لا تشربوا الا من ذي اداء وأدوت في مشيى آدم أدو أدوا وهو مشي بين المشيين ليس بالسريع رلا بالبطئ والادوة الخدعة عن ابن الاعرابي والاداة اسم جبل عن ياقوت ي ( اداه تأدية أوصله و ) في الصحاح أدي دينه تأدية ( قضاه والاسم الاداء ) كسحاب ( و ) يقال ( هو آدي للامانة من غيره ) بمد الالف وفي الصحاح منك وهو أخصر وقال ابن سيده وقد لهج العامة بالخطأ فقالوا فلان أدي للامانة بتشديد الدال وهو لحن غير جائز وقال الازهري ما عملت أحدا من النحويين أجاز آدي لان أفعل في باب التعجب لا يكون الا في الثلاثي ولا يقال أدي بالتخفيف بمعنى ادى بالتشديد ويقال ادي ما عليه اداء تأدية وقوله تعالى ان أدوا الى عباد الله أي سلموا الى بني اسرائيل والمعني ادوا الى ما أمركم الله به يا عباد الله فاني نذير لكم ( وأدى اللبن يأدي أديا كعتي خثر ليروب ) نقله الجوهري واوية يائية ( و ) أدي ( الشئ ) يأدي ( كثر و ) أدي ( السقاء ) يأدي ( أمكن ليمخض ) ومصدرهما ادي كعتى ( وآداه على فلان ) بمد الالف ( أعداه )
يقال آداني السلطان عليه أي أعداني ( و ) قال أهل الحجاز آداه على أفعله ( أعانه ) وقواه عليه يقال من يؤديني على فلان أي يعيننى عليه قال الطرماح : فيؤديهم على فتاء سني * حنانك ربنا يا ذا الحنان ( واستأدي عليه ) مثل ( استعدي ) الهمزة بدل من العين لانهما من مخرج واحد قال الازهري أهل الحجاز ويقولون استأديت السلطان على فلان أي استعديت فآداني عليه أي أعداني وأعانني وفي حديث هجرة الحبشة والله لاستأدينه عليكم أي لاستعدينه يريد لاشكون إليه فعلكم بي لينصقني منكم ( و ) استأدي ( فلانا مالا صادره وأخذه منه ) ونص الصحاح واستخرج منه ( وآدي ) الرجل ( فهو مؤد ) أي ( قوي ) وأما مود بلا همز فهو من اودي إذا هلك ( و ) آدي الرجل ( للسفر ) فهو مؤد له إذا ( تهيأ ) له كذا عن ابن السكيت وفي المحكم استعد له وأخذ أداته ( و ) تآدي ( القوم كثروا بالموضع وأخصبوا والادي كغنى من الاناء (1/8267)
والسقاء الصغير أو ) اناء ادي صغير وسقاء ادي ( بينه وبين الكبير و ) الادي ( منا الخفيف المشمر و ) الادي ( من المال ) والمتاع ( القليل و ) الادي ( من الثياب الواسع البدي ) عن اللحياني نقله الجوهري قال ( و ) حكى أيضا ( قطع الله أديه ) يريد ( يديه ) أبدلوا الهمزة من الياء ولا يعلم أبدلت منها على هذه الصورة الا في هذه الكلمة وقد يجوز أن يكون ذلك لغة لقلة ابدال مثل هذا وحكي ابن جني عن أبي على قطع الله اده يريدون يده قال وليس بشئ ( واديت له ) آدوأديا ( ختلته ) نقله الجوهري يائية واوية ( و ) يقال ( تأديت له ) واليه ( من حقه ) أي أديته و ( قضيته ) ويقول الرجل ما أدرى كيف اتأدي ( وادي كسمي جد لمعاذ بن جبل ) بن عمرو ابن أوس ( رضي الله عنه ) وهو ادي بن سعد بن على بن أسد بن ساردة الخزرجي أخو سلمة بن سعد وقد انقرض عقب ادي وآخر من مات منهم عبد الرحمن بن معاذ بن جبل كذا في الروض وحكي الامير في نسب معاذ هذا اختلافا كثيرا من تقديم وتأخير واسقاط وأفاد ان ابن أبي خيثمة ذكره بفتح الهمزة فقال أدي وقال سادرة بتقديم الدال على الراء ( وعروة بن ادية شاعر ) ذكره الامير وأبو بلال الخارجي اسمه مرداس بن ادية وله ذكر في كتاب البلادري وأدية تصغير اداة وقال ابن الاعرابي هو تصغير ادوة بمعني الختلة وعلى القولين ينبغي ذكره في الواو فتأمل وقول شيخنا والصحيح انه ابن اذينة تصغير أذن نسبه الصاغاني للعامة ( ومالك بن ادي بكسر الدال المشددة ) وضبطه الحافظ كحتي وهو الصواب ( تابعي ) أشجعي حمصي روي عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنه * ومما يستدرك عليه نحن على ادي للصلاة كغني أي أهبة وتهيؤ نقله الجوهري وأخذ لذلك الامر اديه أي اهبته والايداء التقوية وهو آدي شئ أي أقواه وأعده والادي السفر قال الشاعر : وحرف لا توال على أدى * مسلمة العروق من الخمال وتآدى القوم تآدياتتا بعوا موتا وغنم أدية على فعيلة قليلة نقله الجوهرى عن الاصمعي وكذلك من الابل وقال أبو عمر والاداء الخو من الرمل وهو الواسع منه وجمعه أيدية والادة كعدة زماع الامر واجتماعه قال الشاعر : وباتوا جميعا سالمين وأمرهم * على ادة حتى إذا الناس أصبحوا ويقال هو حسن الاداء إذا كان حسن اخراج الحروف من مخارجها وهو بادائه أي ازائه لغة طائية وادي إليه تأدية استمع ومنه قول أبي المثلم الهذلي : إذا آداك مالك فامتهنه * لجاد به وان قرع المراح وآدي القوم كثروا بالموضع وخصبوا وأديات كأنه جمع ادية مصغرا موضع من ديار فزارة وديار كلب قال الراعي النميري : إذا بتم بين الاديات ليلة * وأخنستم من عالج كل أجرعا وميداء الشئ بالكسر والمد غايته وداري ميداء دار فلان أي حذاءه ذكرهما المصنف والجوهري استطرادا في أتي وأهملاهما هنا وهذا محل ذكرهما فتأمل ى ( أذي به كبقي ) وقوله ( بالكسر ) زيادة تأكيد ودفع لما عسى يتوهم في بقي من فتح القاف ( إذا ) هكذا هو بالالف في النسخ وهو نص ابن بري وفي المحكم رسمه بالياء وفي التنزيل ودع إذا هم وفي الحديث أميطوا عنه الاذي وكذا أدناها اماطة الاذي عن الطريق وقال الشاعر : لقد أذوابك ودوالو تفارقهم * أذي الهراسة بين النعل والقدم وقال آخر : وإذا أذيت ببلدة فارقتها * أولا أقيم بغير دار مقام ( وتأذي ) أنشد ثعلب * تأذي العود اشتكي أن يركبا * ( والاسم الاذية والاذاة ويقال هما مصدران وأنشد سيبويه : ولا تشتم المولى وتبلغ أذاته * فانك ان تفعل تسفه وتجهل ( وهي المكروه اليسير ) وقال الخطابي الاذي الشر الخفيف فان زاد فهو ضرر ( والاذي كغنى الشديد التأذي ) فعل لازم ( ويخفف ) فيقال رجل اذو شاهد التشديد قول الراجز : يصاحب الشيطان من يصاحبه * فهو اذي حمة مصاو به
( و ) قد يكون الاذي ( الشديد الايذاء ) فهو ( ضد ) وقوله الشديد الايذاء ينافي قوله ولا تقل ايذاء ( ولاذي ) بالمد والتشديد ( الموج وقال أو الشديد منه وفي الصحاح موج البحر وقال ابن شميل آذي الماء الاطباق التي تراها ترفعها من متنه الريح دون الموج وقال امرؤ القيس يصف مطرا : ثج حتى ضاق عن آذيه * عرض خيم فحفاف فيسر وقال المغيرة بن حبناء إذا رمي آذيه بالطم * ( وآذي ) بالمد ( فعل الاذي ) ومنه حديث تخطي الرقاب يوم الجمعة رأيتك آذيت وآنيت ( و ) آذي ( صاحبه ) يؤديه ( اذي واذاة واذية ) هكذا هو في الصحاح ( ولا تقل ايذاء ) ورده ابن بري فقال صوابه آذاني ايذاء فاما أذي فمصدر اذي به وكذلك اذاة واذية قال شيخنا وقد ردوا على المصنف قوله ولا تقل ايذاء وتعقبوا عليه وقالوا انه مسموع منقول والقياس يقتضيه فلا موجب لنفيه وكان أبو السعود العمادي المفسر يقول قولوا الايذاء ايذاء لصاحب (1/8268)
القاموس وأطال الشهاب في الرد عليه أيضا قال شخينا ثم اني أخذت في استقراء كلام العرب وتتبع نثرهم ونظمهم فلم أقف على هذا اللفظ في كلامهم فلعل المصنف أخذه بالاستقراء أو وقف على كلام لبعض من استقرى والا فالقياس يقتضيه ( وناقة اذية مخففة وبعير أذ ) على فعل نقلهما الجوهري عن الاموي وقال غيره بعير اذي وناقة اذية إذا كان ( لا يقر في مكان ) واحد ( بلا وجع ولا مرض بل خلقة ) كأنها تشكو أذي هكذا احكاه أبو عبيدة عن الاموي * ومما يستدرك عليه الاواذي أمواج البحر من الجوهري أو هي أطباق الماء ومنه حديث على تلتطم أواذي أمواجها وإذا بالكسر ظرف لما يأتي من الزمان وقد تقدم في حرف الذال ى ( الارة كعدة النار نفسها ) يقال ائتنا بارة أي بنار نقله شمر ( أو موضعها ) نقله الجوهري وقال ابن الاثير هي حفرة توقد فيها النار وقيل هي الحفرة التي حولها الاثافي يقال وأرت ارة ومنه الحديث زبحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة ثم صنعت في الارة وقيل الارة هي الحفرة تكون وسط النار يكون فيها معظم الجمر ( أو ) ارة النار ( استعارها وشدتها ) نقله ابن الاعرابي ( و ) الارة ( القديد ) ومنه حديث بلال قال لنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أمعكم شئ من الارة ( و ) الارة ( المعتقر ) أي موضع العقر ( والمعالج ) أي موضع العلاج ( و ) الارة ( لحم يغلى بخل اغلاء فيحمل في السفر ) وبه فسر حديث بلال أيضا وقيل هو اللحم المطبوخ في الكرش وبه فسر حديث بريدة انه اهدي لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ارة ( وأصله اري ) كعلم والهاء عوض من الياء ج ارون ) كعزون كما في الصحاح قال ابن بري شاهده لكعب أو لزهير : يثرن التراب على وجهه * كلون الدواجن فوق الارينا قال وقد يجمع الارة ارات قال والارة عند الجوهري محذوفة اللام بدليل جمعها على ارين وكون الفعل محذوف اللام قال وقد تأتي الارة مثل عدة محذوفة الواو تقول وأرت ارة * قلت وجوز السهيلي في الروض أن يكون وزنها علة من الاوار أوفعة من تأري بالمكان وصحيح الثاني من وجوه على بحث في بعضها ( وأرت القدر تأري اريا ) إذا احترقت و ( لزق بأسفلها ) شئ ( شبه الجلبة السوداء من الاحتراق ) قال الجوهري مثل شاطت وفي المحم وذلك إذا لم تشط ما فيها أو لم يصب عليه ماء ( كاريت ) وهذه عن الفراء ( و ) أرت ( الدابة مربطها ) ومعلفها اريا ( لزمته و ) أرت ( الريح الماء ) أريا ( صبته ) شيأ بعد شئ ( و ) أرت ( النحل ) تأري أريا ( عملت العسل ) وأنشد ابن بري لابي ذؤيب * جوارسها تأري الشعوف * تأرى تعسل قال هكذا رواه على بن حمزة وروي غيره تأوي ( كتأرت وأترت ) قال الطرماح في صفة دبر العسل : إذا ما تأرت بالخلي بنت به * شريجين مما تأتري وتتيع شريجين ضربين يعني من الشهد والعسل وتأتري تعسل وتتيع أي تقئ العسل والتزاق الاري بالعسالة ائتراؤه ( و ) أري ( صدره على اغتاظ كاري ) كما في المحكم وفي الصحاح أري صدره بالكسر أي وغرو هو مجاز يقال ان في صدرك على لاريا أي لطخا من حقد ( و ) أرت ( الدابة الى الدابة ) نأرى أريا ( انصمت ) إليها ( وألفت ؟ معها معلفا واحدا ) نقله الجوهري ( وآريتها أنا ) وأنشد الجوهري للبيد يصف ناقته : تسلب السكانس لم يوأر بها * شعبة الساق إذا الظل عقل * قلت قال الليث لم يوأر بها أي لم يذعر ويروي لم يورأ بها أي لم يشعر بها قال وهو مقلوب من أريته أعلمته قال ووزنه الان لم يلفع ويروي لم يورا على تحفيف الهمزة قال الجوهري ويروي لم يؤر بها * قلت أي بوزن لم يعر من الاري أي لم يلصق بصدره الفزع قال ابن برى وروي السيرافي لم بؤور من أوار الشمس وأصله لم يوأر ومعناه لم يذعر أي لم يصبح حر الذعر ( والارى ما لزق بأسفل القدر ) شبه الجلبة وبقي فيه من ذلك المصدر والاسم فيه سواء وقال ابن الاعرابي قرارة القدر وكدادتها وأريها بمعنى واحد ( و ) الاري ( العسل ) وأنشد الجوهري للبيد :
بأسهب من أبكار مزن سحابة * وأري بورشاره النحل عاسل ( أو ) هو ( ما تجمعه النحل في أجوافها ) أو أفواهها من العسل ( ثم تلفظه ) أي ترميه وهو اشارة الى أن الاري يطلق على عمل النحل أيضا كما في الصحاح ( أو ) هو ( ما لزق من العسل في جوف ) كذا في النسخ والصواب في جوانب ( العسالة ) وقيل هو عسلها حين ترمي به من أفواهها ( و ) الاري ( من السحاب درته ) نقله الجوهري وقيل أري السماء ما أرته الريح تأريه أريا فصبته شيأ بعد شئ وهو مجاز ( و ) الاري ( من الريح عملها وسوقها السحاب ) قال زهير : يشمن بروقها ويرش أري ال * - جنوب على حواجبها العماء قال الازهري أري الجنوب ما استدرته الجنوب من الغمام إذا مطرت وفي الاساس ومن المجاز تسمية المطر أري الجنوب وأنشد بيت زهير ( و ) قال الليث أراد زهير ( الندي ) والطل ( يقع على الشجر ) والعشب فلم يلزق بعضه ببعض ويكثر ( و ) الاري ( لطاخة ما تأكله ) عن أبي حنيفة ( وتأري عنه تحلف و ) تأري ( بالمكان احتبس كائتري ) كما في المحكم وفي الصحاح تأريت بالمكان أقمت به قال أعشي باهلة : لا يتأري لما في القدر يرقبه * ولا يعض على شرسوقه الصفر أي لا يتحبس على ادراك القدر ليأكل وأشد ابن بري للحطيئة : ولا نأري لما في القدر يرقبه * ولا يقوم بأعلى الفجر ينتطق (1/8269)
( و ) تأري ( الشئ تحراه ) وبه فسر أبو زيد قول أعشي باهلة كما في الصحاح ( والارى ) بالمد والتشديد ( ويخفف الاخية ) سميت بها لانها تحبس الدواب عن الانفلات وأنشد ابن السكيت للمثقب العبدي يصف فرسا : داويته بالمحض حتى شتا * يجتذب الاري بالمرود أي مع المرود وأراد بآريه الركاسة المدفونة تحت الارض المثبتة فيها تشد الدابة من عروتها البارزة فلا تقلعها لثباتها في الارض قال الجوهري وهو في التقدير فاعول والجمع الاواري يشدد ويخفف ( و ) منه ( أريتها ) أي الدابة ولم يتقدم لها ذكر وانما هو كقوله تعالى حتى توارت بالحجاب ( و ) أريت ( لها ) أيضا ( تأرية جعلت لها آرية ) وعلى الاولى اقتصر الجوهري ( و ) أريت ( الشئ ) تأرية ( أثبته ومكنته ) ومنه الحديث اللهم أر ما بينهم أي ثبت الود ومكنه يدعو للرجل وامرأته وروي أبو عبيدة أن رجلا شكا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأته فقال اللهم أر بينهما قال أبو عبيدة يعني أثبت بينهما ويروي أن هذا الدعاء لعلي وفاطمة رضي الله تعالى عنهما وروي ابن الاثير أنه دعاء لامرأة كانت تفرك زوجها فقال اللهم أر بينهما أي ألف وأثبت الود بينهما ورواه ابن الانباري اللهم أر كل واحد منهما صاحبه أي احبس كلا منهما على صاحبه حتى لا ينصرف قلبه الى غيره قال والصواب في هذه الرواية على صاحبه فان صحت الرواية بحذف على فيكون كقولهم تعلقت بفلان وتعلقت فلانا ( و ) أريت ( النار عظمتها ورفعتها ) وفي الصحاح أريت النار تأرية ذكيتها قال ابن بري هو تصحيف وانما هو ارثتها واسم ما تلقيه عليها الارثة * قلت ليس بتصحيف لان أبا زيد نقله هكذا في النوادر فقال أريت النار تأرية وغيتها تنمية وذكيتها تذكية إذا رفعتها يقال أر نارك قال ؟ الازهري احسب أبا زيد جعل أريت النار من وريتها فقلب الواو همزة كما قالوا أكدت اليمين ؟ ووكدتها وارثت النار وورثتها ( و ) أريتها وأريت لها ( جعلت لها ارة ) عن أبي حنيفة قال ابن سيده وهذا لا يصح الا أن يكون مقلوبا من وأرت اما مستعملة أو متوهمة وحكي عن بعضهم يقال أر نارك ولنارك أي افتح وسطها ليتسع الموضع للجمر ( و ) أريت ( عن الامر ) مثل ( وريت ) الهمزة بدل من الواو * ومما يستدرك عليه الاري اللبن يلصق وضره بالاناء وقد أري كرضي وأري القدر والنار حرهما والاري الغيظ في الصدر أو حره فيه وأنشد ابن الاعرابي * إذا الصدور أظهرت أري المئر والتأري جمع الرجل لبنيه الطعام ومنه قول الشاعر : لا يتأرون في المضيق وان * نادي مناد كي ينزلوا نزلوا ويقول لا يجمعون الطعام في الضيقة والاري معاف الدابة قال ابن السكيت هو مما يضعه الناس في غير موضعه أوصله محبس الدابة والاري الاصل الثابت وأنشد الجوهري للعجاح وصف ثوار : واعتاد أربا ضالها آرى * من معدن الصيران عدملى والارى ما كان بين السهل والحزن وبه فسر قول الراعى : لها بدن عاس ونار كريمة * بمعتلج الاري بين الصرائم وقيل معتلج الاري اسم أرض وأريته تأرية استرشدني فغششته والارة كعدة شحم السنام قال الراجز * وعد كشحم الارة المسرهد * وآرة واد بالاندلس عن أبي نصر الحميدي قال أبو الاصبع الاندلسي وهو عند العامة وادي يارة وآرة بلد بالبحرين وقال عرام آرة جبل بالحجاز بين الحرمين وبئر ذي أروان بفتح الهمزة بالمدينة المشرفة نقله الجوهري * قلت وهي المعروفة بذروان والاريان بالفتح الخراج والاتاوة وقد جاء ذكره في حديث عبد الرحمن النخعي وهكذا فسروه وقال
الخطابي ابن صحت الرواية فهو من التأرية لانه شئ قرر علي الناس والزموه وأروت النار أروا جعلت لها ارة وارة بينة الاروة وهذا يستدرك على المصنف في الواو ( أز الظل يأز و ) ازوا ( قلص ) عن ابن بزرج وهي واوية يائية * ومما يستدرك عليه ويشئزه نقله شمر ى ( أزى إليه أزيا ) بالفتح وأزيا ) كعتي ( انضم ) قال أبو النجم : إذا زاء محلوقا أكب برأسه * وأبصرته يأزي الى ويرحل أي ينقبض الى وينضم وقال الليث أزي الشئ بعضه الى بعض يازي نحو اكتناز اللحم وما انضم من نحوه ( و ) أزي أزيا ( ضم ) هذا هو مقتضي سياقه والصواب آزاه هو بالمد أي ضمه ويدل لذلك قول رؤبة * نغرف من ذي غيث ونؤزي * ( و ) أزي ( الظل ) يأزي ( أزيا كعتي قلص ) وتقبض ودنا بعضه الى بعض وأنشد ابن بري لكثير المحاربي : ونائحه كلفتها العيس بعد ما * أزي الظل والحر باء موف على جدل ( كأزي كرضي ) فهو آزقيهما وأنشد ابن بزرج * الظل آزوا لسقاة تنتحي * وأنشد ابن برى لعبد الله بن ربعي الاسدي : وغلست والظل آزما زحل * وحاضر الماء هجود ومصل ( و ) أزي ( له أزيا أتاه من وجه مأمنه ليختله ) نقله الليث ( و ) أزي ( الرجل ) أزيا ( أجهده فهو مأز و ) هو من أزاه يأزوه ازوا كمدعو من دعاه يدعوه فالصواب اشارة الواو عليه وقد أشرنا إليه ( ومؤزى ) هو من أزاه يأزيه أزيا ( و ) أزى ( ما له نقصه ويوم (1/8270)
آز شديد الحر ) يغم الانفاس ويضيقها ( وتآزي القوم تدانوا أو خاص بالجلوس ) ونص اللحياني هو في الجلوس خاصة وأنشد : * لماتآ زينا الى دف ء الكتف * ( والازاء ككتاب سبب العيش أو ما سبب من رغده وفضله و ) الازاء ( للحرب مقيمها وللمال سائسها ) والمحسن رعيتها والقائم عليها وكل من جعل قيما بأمر فهو ازاؤه ومنه قول ابن الخطيم : ثأرت عديا والخطيم فلم أضع * وصية أقوام جعلت ابن الخطيم أي جعلت القيم بها وقال غيره : ولكني جعلت ازاء مال * فأمنع بعد ذلك أو أنيل ويقال فلان ازاء فلان إذا كان قرنا له يقاومه وقال زهير يمد قوما تجدهم على ما خيلت هم ازاؤها * وان أفسد المال الجماعات والازل وقال ابن جنى هو فعال من أزي الشئ إذا تقبض واجتمع وكذلك الانثي بغيرها قال حميد يصف امرأة تقوم بمعاشها : ازاء معاش لا يزال نطاقها * شديدا وفيها سورة وهي قاعد وهذا البيت في المحكم : ازاء معاش ما تحل ازارها * من الكيس فيها سورة وهي قاعد ( و ) الازاء ( جميع ) كذا في النسخ والصواب جمع ( ما بين الحوض الى مهوي الركية من الطي أو ) هو ( حجر أو جلدا وجلة يوضع عليها الحوض ) الصواب على فم الحوض وقال أبو زيد هو صخرة وما جعلت وقاية على مصب الماء حين يفرغ من الدلو قال أمرؤ القيس : فرماها في مرابضها * بازاء الحوض ارعقره ( أو ) هو ( مصب الماء في الحوض ) نقله الجوهري وأنشد الاصمعي * ما بين صنبور الى ازاء * وقال خفاف بن ندية : كان محافير السباع حفاضه * لتعريسها جنب الازاء الممزق قال الجوهري وأما قول القائل صفة الحوض : أفرغ لها فرق نشوف * ازاؤه كالظربان الموفي فانما عنى به القيم قال ابن بري قال ابن قتيبة حدثني أبو العميثل الاعرابي وقد روي عنه الاصمعي قال سألني الاصمعي عن قول الراجز في وصف ماء * ازاؤه كالظربان الموفي * فقال كيف يشبه مصب الماء بالظربان فقلت له ما عندك فيه فقال لى انما أراد المستقي وشبهه والظربان لذفر عرقه ورائحته ( وهم ازاؤهم ) أي ( أقرانهم ) يقاومونهم ويصلحون أمرهم قال عبد الله بن سليم الازدي : لقد علم الشعب أنالهم * ازاء وانالهم معقل وأنشدء الجوهري للكميت وهو خطأ نبه عليه ابن بري ( وآزي على صنيعه ايزاء أفضل ) وفي الصحاح عن أبي زيد أضعف عليه وبه فسر قول رؤبة * نغرف من ذي غيث ونوزي * أي نفضل عليه قال ابن سيده هكذا روي ونوزي بالتخفيف على ان هذا الشعر كله غير مردف ( و ) آزى فلان ( عن فلان هابه و ) آزى ( الشئ حاذاه ) ولا تقل وازاه كما في الصحاح وقد جاء في حديث صلاة الخوف فوازينا العدو أي فابلناهم ( و ) آزاه ( جاراه ) وقاومه ومنه الحديث وفرقة آزت الملوك فقاتلتهم على دين الله ( وتأزي عنه نكص ) وهابه عن أبي عمرو وقال غيره تأزيت عن الشئ إذا كععت عنه ( و ) تأزي ( القدح أصاب الرمية فاهتز فيها ) عن أبي عمرو ( و ) تأزي ( الحوض جعل له ازاء ) وهو ان يضع على فه حجرا أو جلة أو نحو ذلك ( كازاه تأزية ) عن الجوهري وهو نادر * ومما يستدرك عليه أزي الشئ يأزي أزيا وأزيا تقبض واجتمع ورجل متآزي الخلق تداني بعضه الى بعض ورجل آزي مكتنز اللحم قال رؤبة * غض الشعار فهو آزي زيم * ويوم أزي ككتف ضيق قليل الخير قال الباهلي : ظل لها يوم من الشعري أزي * تعوذ منه برزانيق الركي وكذلك يوم آزي بالمد قال عمارة * هذا الزمان مول خيره آزي * وأزي المال نقص وأنشد ابن بري : وان أزي ماله لم يأزنا ئله * وان أصاب غني لم يلف غضبانا
وهو بازاء فلان أي بحذائه وأزي الثوب يأزي إذا غسل وأزت الشمس أزيادنت للمغيب وانه لازاء خير وشراي صاحبه وأزي الحوض تأزيا وتوزيئا الاخيرة عن الجوهري جعل له ازاء كآزاه ايزاء وآزاه صب الماء من ازائه وآزي فيه صب على ازائه وآزاه أصلح ازاء عن ابن الاعرابي وأنشد * يعحز عن ايزائه ومدره * مدره اصلاحه بالمدر وناقة آزية وأزية بالمد والقصر كلاهما على اليسب تشرب من الازاء وقال ابن الاعرابي ويقال للناقة التي لا ترد التصبح حتى يحلو لها الازية والازية والازية والقذور وفي الصحاح يقال للناقة إذا لم تشرب الا من الازاء أزية وإذا لم تشرب الا من العقر عقرة وآزاه فهو مؤز جهده عن ابن بزرج و ( أسا الجرح ) يأسو ( اسوا ) بالفتح ( واسي ) مقصورا ( داواه ) وعالجه ومثل الاسو والاسي اللفو واللفا للشئ الخسيس وقال الاعشي عنده البر والتقي واسي وحمل لمضلع الاثقال ( و ) أسا ( بينهم ) أسوا ( أصلح ) نقله الجوهري وهو مجاز ( والاستو كعدو ) وقال الجوهري على فعول ( و ) الاساء مثل ( ازاء ) ولو قال وكتاب كان أصرح ( الدواء ) تأسو به الجرح يقال جاء فلان يلتمس لجرحه أسوا يعني دواء يأسو به جرحه وقال الجوهري الاساء (1/8271)
مكسور ممدود الدواء بعينه * قلت وان شئت كان جمعا للاسي وهو المعالج كما نقول راع ورعاء وسيأتي ( ج آسسيه ) كالعادية جمع العدووا الاصدرة جمع الصدار ( والاسي الطبيب ) المعالج ( ج أساة واساء كقضاة ) جمع قاض ومثله الجوهري برام ورماة وقولهم رعاة ورعاء في جمع راع وأنشد الجوهري شاهدا على الاساء جمع الاسي قول الحطيئة : هم الاسون أم الرأس لما * توا كلها الاطبة والاساء قال ابن بري قال علي بن حمزة الاساء في بيت الحطيئة لا يكون الا الدواء لا غير ( والاسي كعلي المأسو ) قال أبو ذؤيب : وصب عليه الطيب حتى كأنها * أسي على أم الدماغ حجيج الحجيج من سبر الطبيب شجته ومنه قول الاخر : وقائله أسيت فقلت جبر * اسي انني من ذاك آني ( والاسوة بالكسر وتضم ) الحال التي يكون الانسان عليها في اتباع غيره ان حسنا وان قبيحا وان سارا أو ضارا قاله الراغب وهي مثل ( القدوة ) في كونها مصدرا بمعني الائتساء واسما بمعنى ما يؤتسى به وكذلك القدوة يقال لى في فلان أسوة أي قدوة ( و ) قال الجوهري الاسوة بالضم والكسر لغتان وهو ( ما يأتسى به الحزبن ) أي يتعزى به وقال الراغب الاسوة من الاسي بمعنى الحزن أو الازالة نحو كربت النخل أي أزلت كربه قال شيخنا ولا يخفي ما في هدا الاشتقاق من البعد ( ج اسى بالكسر ويضم ) كما في الصحاح فالمكسور جمع الاسوة المكسورة والمضموم جمع الاسوة المضمومة وأنشد ابن بري لحريث بن زيد الخيل : ولولا الاسي ما عشت في الناس ساعة * ولكن إذا ما شئت جاوبني مثلي ( وأساه ) بمصيبته ( تاسية فتأسي ) أي ( عزاه ) تعزية ( فتعزى ) وذلك أن يقول له ما لك تحزن وفلان أسونك أي أصابه ما أصابك فصبر فتأس به ( وأتسى به جعله اسوة ) يقال لا تأتس بمن ليس لك أسوة أي لا تقتد بمن ليس لك به قدوة ( واسوته به جعلته له اسوة ) ومنه قول عمر لابي موسى رضي الله عنهما آس بين الناس في وجهك ومجلسك وعدلك أي سو بينهم واجعل كل واحد منهم أسوة خصمه ( وآساه بما له مواساة أناله منه وجعله فيه اسوة وعلى الاخير اقتصر الجوهري وقد جاء ذكر المواساة في الحديث كثيرا وهي المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق وأصلها الهمزة فقلبت واوا تخفيفا وفي حديث الحديبية ان المشركين واسونا للصلح جاء على التخفيف وعلى الاصل جاء الحديث الاخر ما أحد عندي أعظم يدا من أبي بكر آساني بنفسه وماله وقال الجوهري واسيته لغة ضعيفة وقال ابن دريد في قولهم ما يواسي فلان فلانا فيه ثلاثة أقوال قال المفضل بن محمد معناه ما يشارك فلان فلانا وأنشد : فان يك عبد الله آسي ابن أمه * وآب باسلاب الكمي المفاوز وقال المؤرج ما يواسيه ما يصيبه بخير من قول العرب آس فلانا بخير أي أصبه وقيل ما يواسيه من مودته ولاقرابته شيأ مأخوذ من الاوس وهو العوض قال وكان في الاصل ما يواوسه فقدموا السين وهي لام الفعل وأخروا الواو وهي عين الفعل فصار يواسوه فصارت الواو ياء لتحريكها وانكسار ما قبلها وهذا في المقلوب قال ويجوز أن يكون غير مقلوب فيكون يفاعل من أسوت الجرح وروى المنذري عن أبي طالب في اشتقاق المواساة قولين أحدهما انه من آسى يؤاسى من الاسوة أو أساه يأسوه إذا داواه أو من آس يؤوس إذا عاض فأخر الهمزة ولينها ( أو لا يكون ذلك الا من كفاف فان كان من فضلة فليس بمواساة ) ومنه قولهم رحم الله رجلا أعطى من فضل وواسى من كفاف ( وتآسوا آسى بعضهم بعضا ) وأنشد الجوهري لسليمن بن قنة : وان الالي بالطف من آل هاشم * وتآسوا فسنوا للكرام التآسيا
قال ابن برى هذا البيت تمثل به مصعب يوم قتل وتآسوا فيه من المواساة كما ذكر الجوهرى لا من التأسي كما ذكر المبرد فقال تآسوا بمعنى تواسوا وتأسوا بمعنى تعزوا ( والاسا لحزن ) ومنه قولهم الاسا يدفع الاسا وقد أسى على مصيبته كعلم ياسى اسا حزن ( وهو اسوان حزين ) وأتبعوه فقالوا أسوان أتوان وأنشد الاصمعي : ما ذا هنالك في أسوان مكتئب * وساهف ثمل في صعدة حطم ( والاساوة بالضم الطب ) هكذا قاله ابن الكلبي قال الصاغاني والقياس بالكسر ( وأسوان بالضم د بالصعيد ) في شرقي النيل وهو أول حدود بلاد النوبة وفي جباله مقطع العمد التي بالاسكندرية قال ياقوت ووجدته بخط أبي سعيد السكري سوان بغير همزة وبه من أنواع التمور ما ليس بالعراق وقد نسب إليه خلق كثير من العلماء * ومما يستدرك عليه يقال هذا الامر لا يؤسى كلمه والمؤسى لقب جزء بن الحرث من حكماء العرب لانه كان يؤسى بى الناس أي يصلح بينهم ويعدل قاله المؤرج والتأسى في الامور القدوة وقد تأسى به اتبع فعله واقتدي به والمؤاساة المساواة وآسيته بمصيبته بالمدأي عزيته واسويته جعلت له أسوة عن ابن الاعرابي فان كان من الاسوة كما زعم فوزنه فعليت كدربيت وجعبيت والاسوة بالفتح لغة في الكسر والضم نقله شيخنا وقال حكاه الراغب في بعض مصنفاته والاسا بالضم الصبر نقله الجوهري وعلى بن عبد القاهر بن الخضر بن اسا الفرضي سمع ابن النقور ضبطه الحافظ بفتحتين مقصورا ى ( أسيت عليه ) وله ( كرضيت أسى ) مقصورا مفتوحا ( حزنت ) وفي حديث أبي بن كعب والله ما عليهم آسي (1/8272)
ولكن آسى على من أضلوا ( ورجل آس واسيان ) لغة في اسوان ( وامرأه آسية ) وأسيى ( واسيانة ج أسيانون واسيانات واسايا واسايون وأسييات والاسية من البناء المحكم ) أساسه ( و ) الاسية ( الدعامة ) يدعم بها البناء ليتقوي ( و ) أيضا ( السارية ) والاسطوانة والجمع الاواسى بالتخفيف وأنشد الجوهري للنابغة : فان تك قد ودعت غير مذمم * أواسى ملك أثبتنها الاوائل وفي حديث ابن مسعود يوشك أن ترمى الارض بأفلاذ كبدها أمثال الاواسى ويقال سميت الاسية لانها تصلح السقف وتقيمه من اسوت بين القوم أصلحت بينهم فحينئذ الصواب ذكره في الواو فتأمل قال الجوهري ( و ) أهل الابرية يسمون ( الخالتنة ) آسية كناية ( و ) آسية ( بنت مزاحم امرأة فرعون ) ذكرت في القرآن ( و ) آسية ( أخت الحافظ الضياء المقدسي المحدثة ) روت بالاجازة عن ابن شاتيل ( وأسيت له من اللحم خاصة ) أسيا ( أبقيت له والاسي كغني ) وفي بعض النسخ والاسي كعتي وكلاهما غلط والصواب الاسي بالمد وتشديد الياء ( بقية الدار وخرثي المتاع ) قال أبو زيد خرثي الدار وآثارها من نحو قطعة القصعة والرماد والبعر قال الراجز : هل تعرف الاطلال بالجوي * لم يبق من آسيها العامي * غير رماد الدار والثفي * ومما يستدرك عليه الاسى بالمد والشد الاسطوانة وزنه فاعول قال الشاعر : فثيد آسيا فيا حسن ما عمر * والجمع الاواسي بالتشدييد كآري وأواري قال ابن بري ولا يجوز أن يكون آسى فاعيلا لانه لم يأت منه غير آمين والاسي ماء بعينه قال الراعى ألم تترك نساء بنى زهير * على الاسى يحلقن القرونا ويقال كلوا فلم نأس لكم مشددا أي لم نتعمد كم بهذا الطعام وآسيا علم على مملكة الرق نقله أبو الريحان البيرونى قال وهى كلمة يونانية وآسية بنت الفرج الجرهمية لها صحبة ى ( أشي الكلام كرمي أيشا اختلقه وأشي إليه كرضي أشيا اضطر ) نقله ابن سيده ( وأشاء النخل ) بالفتح والمد ( صغاره أو عامته ) أي النخل عامة وقد تقدم ذلك في الهمزة ( الواحدة اشاءة ) والهمزة فيه منقلبة عن الياء لان تصغيرها أشي هذا قول الجوهري وقد رد عليه ابن جنى هذا وأعظمه كما مر في الهمزة وذهب بعضهم الى انه من باب أجاءة وهو مذهب سيبويه كما تقدم ( واشاء ككتاب جبل ) قال الراعي : وساق النعاج الخنس بيني وبينها * برعن اشاء كل ذي حدر قهد ( ووادي أشي كسمي ) وضبط أيضا كغني ( ع بالمغرب ) هكذا في النسخ وهو غلط والصواب وادبا ليمامة فيه نخيل كما في الصحاح وقال ياقوت عن أبي عبيد السكوني من أراد اليمامة من النباج صار الى القريتين ثم خرج منها الى اشي وهو لعدي الرباب وقيل للاحمال من بلعدوية وقال غيره هو مر وضع بالوشم والوشم وادبا ليمامة قال زياد بن منقذ : يا حبذا حين تمسى الريح باردة * وادي أشي وفتيان به هضم وقال عبدة بن الطبيب : والحي يوم اشي اذأ لم بهم * يوم من الدهران الدهر مرار قال الجوهري ولو كانت الهمزة أصلية لقال اشيي قال ابن بري لام اشاءة عند سيبويه همزة وأما اشى في هذا البيت فليس فيه دليل على انه تصغير أشاء لانه اسم موضع ( ووادي الاشائن ع ) وأنشد ابن لاعرابي : لتجر المنية بعد امرئ * بوادي الاشائن أذيا لها
( وآشى ) بالمد ( ع ) وهو تصحيف صوابه بالمهملة وقد تقدم ( والاشي غرة الفرس ) والقرحة كما في التكملة ( واشاءة ) كسحابة ( أمة بحضرموت ) وفي التكملة من حضرموت ( وآشى الدواء العظم أبرأه ) من كسر ( وآشي أبو داود النبي صلى الله عليه وسلم ) ويقال ايشى بن عبيد بن يهيس بن قارب بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام * ومما يستدرك عليه ائتشى العظم إذا برأ من كسر كان به قال الجوهري هكذا أقرأنيه أبو سعيد في المصنف قال ابن السكيت هذا قول الاصمعي وروي أبو عمرو والفراء انتشى العظم بالنون كما في الصحاح والاشاءة موضع باليمامة أو ببطن الرمة وقد تقدم في الهمزة ى ( الاصية ) ممدودة ( محففة طعام كالجسى ) يصنع ( بالتمر ) قال الراجز : يا ربنا لاتيقين عاصيه * في كل يوم هي لي مناصيه * تسامر الليل وتضحى شاصيه مثل الهجين الاحمر الجراصيه * والاثر والصرب معا كالاصيه عاصية اسم امرأته ومناصية تجر ناصيتي عند القتال والشاصية التي ترفع رجليها والجراصية العظم من الرجال شبهها به لعظم خلقها والاثر خلاصة السمن والصرب اللبن الحامض يريد انهما موجودان عندها كالاصية التي لا تحلو منهما وأراد انها منعمة ( و ) الاصية ( الداهية اللازمة و ) أيضا ( الاصيرة وأصى تأصية تعسر والاياصى الاياصر وأصى السنام كرضى تظاهر شحمه ) وركب بعضه بعضا ( وابن آصى طائر ) شبه الباشق الا انه أطول جناحا وهو الحداء يسميه أهل لعراق ابن آصى كما في التهذيب وقضي ابن سيده لهذه الترجمة انها معتل الياء لان اللام ياء أكثر منها واوا * ومما يستدرك عليه الاصاة الرزانة كالحصاة وقالوا ما له اصاة أي رأى يرجع إليه وقال ابن الاعرابي أصى الرجل إذا عقل بعد رعونة وقال طرفة : وان لسان المرة ما لم تكن له * أصاة على عوراته لدليل (1/8273)
ويروي حصاة وسيأتي و ( أصا النبت يأصو ) أصوا ( اتصل ) بعضه ببعض ( وكثر ) نقله غاني في التكملة ى ( الاضاة ) كحصاة الغدير كما في الصحاح وفي المحكم الماء ( المستنقع من سيل وغيره ) وفي التهذيب الاضاة غدير صغير وهو مسيل الماء الى الغدير المتصل بالغدير وحكى ابن جنى في ( ج اضوات ) بالتحريك ( و ) يقال ( أضيات ) كحصيات قال ابن برى لام اضاة واو وقال أبو الحسن هذا الذي كحيته من حمل اضاة على الواو بدليل اضوات حكاية جميع أهل اللغة وقد حمله سيبويه على الياء قال فلا وجه له عندي البتة لقولهم اضوات وعدم ما يستدل به على انه من الياء قال والذي أوجه كلامه عليه ان تكون اضاة من قولهم آض يئيض على القلب لان بعض الغدير يرجع الى بعض ولا سيما إذا صفقته الريح وهذا كما سمي رجعا لتراجعه عند اصطفاق الرياح ( وأضا ) مقصور مثل قناة وقنا ( واضاء ) بالكسر والمد وقيل هو جمع أضاة قال ابن سيده وهذا غير قوى لانه انما يقضي على الشئ كما قالوا أكمة واكموا كام وزعم أبو عبيد ان أضا جمع أضاة واضاء جمع أضا قال ابن سيده وهذا غير قوى لانه انما يقضى على الشئ انه جمع الجمع إذا لم يوجد من ذلك بد فأما إذا وجدنا منه بدا فلا ونحن نجد الان مندوحة من جمع الجمع فان نظير أضاء مما قدمناه من رقبة ورقاب ورحبة ورحاب فلا ضرورة بنا الى جمع الجمع وهذا غير مسوغ فيه لابي عبيد انما ذلك لسيبويه والاخفش وقول النابغة في صفة الدروج : علين بكديون وأبطن كرة * فهن اضاء فيات الغلائل أراد مثل اضاء أو أراد وضاء أي فهن وضاء حسان نقاء ثم أبدل الهمزة من الواو ( واضون ) كما يقال سنة وسنون وأنشد ابن برى للطرماح * محافرها كأسرية الاضين * ( والاضاء ) ككتاب ( المبطخة و ) أيضا ( الاجمة من الخلاف الهندي ) نقلهما الصاغانى * ومما يستدرك عليه الاضاء كسحاب اسم واد عن ياقوت وأضاة بنى غفار موضع قريب من مكة فوق سرف قرب التناصب له ذكر في المغازى واضاة لبني بكسر اللام حد من حدود الحرم وقول أبي النجم : وردته ببازل نهاض * ورد القطا مطايط الاياض انما قلب اضاة قبل الجمع ثم جمعه على فعال وقالوا أراد الاضاء وهي الغدوان ى ( الاعاء ) أهمله الجوهري وصاحب اللسان وقال ابن سيده ( لغة في الوعاء ) كما قالوا اساد في وساد واشاح في وشاح والهمزة منقلبة عن الواو لا يخفي ان مثل هذا لا يستدرك به على الجوهرى ى ( الاواغي ) أهمله الجوهري هنا وأورده في وغ ى تبعا لليث وقال السهيلي في الروض هي ( مفاجر الدبار في المزرعة الواحدة آغية ) بالمد والتخفيف ويثقل قال الازهري ذكره الليث في وغ ى ولا أدرى من أين جعل لامها واوا والياء أولى بها لانه لا اشتقاق لها ولفظها الياء وهو من كلام أهل السواد لان الهمزة والغين لا يجتمعان في بناء كلمة واحدة * ومما يستدرك عليه الاغي ضرب من النبات قاله أبو على في التذكرة وبه فسر قول عيان بن جلبة المحاربي : فسار وابغيث في أغى فغرب * فذو بقر فشابه فالذرائح وقال أبو زيد جمعة اغياء قال أبو على ذلك غلط الا ان يكون مقلوب الفاء الى اللام ى ( الا في كعصى ) أهمله الجوهري وقال
النضر ( القطع من الغنم ) وهي الفرق يجئن قطعا ( كما هن ) هكذا في النسخ والصواب من الغيم كما هو نص النضر قال كثير فمد يصف غيثا : فأبلغ من عشر وأصبح مزنه * أفاء وآفاق السماء حواسر ويروى افاء أي رجع قال الازهري ( الواحدة افاة ) كعصاة ويقال هفاة أيضا ( أو الافي من السحاب الذي يفرغ ماءه وذهب ) لغة في الهفا عن العنبري وقال أبو زيد الهفا نحو من الرهمة المطر الضعيف ( وافي بالضم وكسر الفاء ) وتشديد الياء ( ع ) وضبطه ياقوت والصاغاني بضم ففتح فتشديد ياء وأنشد لنصيب : ونحن منعنا يوم أول نساءنا * ويوم افي والالسنة ترعف وهو الصواب ( وآفي ) بالمد لغة في ( أوفي ) ضعيفة * ومما يستدرك عليه افا لغة في اف ى ( اقي ) كرمي أمله الجوهري وقال ابن الاعرابي فأي إذا أقر لخصمه بحق وذل وأقى إذا ( كره الطعام والشراب لعلة والاقاء ) لغة في ( الوقاء ) * ومما يستدرك عليه الافاة شجرة وقال الازهري هي الاقاء وقال الليث لا أعرفه ى ( أكى كرمى ) أهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي ( استوثق من غريمه بالشهود والاكاء ) لغة في ( الوكاء ) ومنه الحديث لا تشربوا الا من ذي اكاء وهو سداد السقاء لغة في الوكاء كما في النهاية * قلت ويروى من ذى اداء وقد تقدم و ( الالاء كسحاب يقصر شجر ) رملي حسن المنظر ( مر ) الطعم ( دائم الخضرة ) أبدا يؤكل ما دام رطبا فإذا اعسا امتنع ودبغ به قال بشر بن أبي خازم : فانكم ومد حكم بجيرا * أبا لجا كما امتدح الالاء وربما قصر قال رؤبة * يخضر ما اخضرا لاوالاس * قال ابن سيده وعندي انه انما قصر ضرورة ( واحدته ألاءة ) حكاه أبو حنيفة ( وألاء أيضا ) فالمفرد والجمع فيه متحدان وقد يجمع على الاآت حكاه أبو حنيفة وقد تقدم في الهمزة ( وسقاء مألوء ومألى ) أي ( دبغ به ) عن أبي حنيفة ( والا ) يألو ( الوا ) بفتح ( والوا ) كعلو ( وأليا ) كعتى ( وألى ) يؤلي تالية ( واتلى قصر وأبطأ ) قال الربيع بن ضبع الفزازي : وان كنائني لنساء صدق * وما ألى بني وما أساؤا وفي الصحاح قال أبو عمرو سألني القاسم بن معن عن هذا البيت فقلت أبطؤا فقال ما تدع شيأ وهو فعل من ألوت اه قال الازهري (1/8274)
أي قصرت وقال الجعدي : وأشمط عريان يشد كتافه * يلام على جهد القتال وما ائتلى وقال أبو عمرو يقال هو مؤل أي مقصر قال * مؤل في زيارتها مليم * ويقال للكلب إذا قصر عن صيده ألى وكذلك البازى وقال الراجز يصف قرصا خبزته امر أنه فلم تنضجه : جاءت به مرمدا ماملا * ماني آل خم حين ألى أي أبطأ في النضج حكاه الزجاجي في أماليه عن ثعلب عن ابن الاعرابي قاله ابن برى وفي التنزيل العزيز ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة قال أبو عبيد أي لا يقصر وقوله تعالى لا يألونكم خبالا أي لا يقصرون في فسادكم وفي الحديث وبطانه لا تألوه خبالا أي لا تقصر في افساد حاله ويقال اني لا ألوك نصحا أي لا أفتر ولا أقصر ( و ) الى يألو ألوا إذا ( تكبر ) عن ابن الاعرابي قال الازهري وهو حرف غريب لم أسمعه لغيره ( و ) الاسم الالية ومنه المثل ( الاحظية فلا الية أي ان لم أحظ فلا أزال أطلب ذلك ) وأتعمد له ( وأجهد نفسي فيه ) وأصله فز المرأة تصلف عند زوجها تقول ان أحظأتك الحظوة فيما تطلب فلا تأل ان تتودد الى الناس لعلك تدرك بعض ما تريد ( وما ألوته ما استطعته ) ولم أطقه وأنشد ابن جنى لابي العيال الهذالي : جهراء لا تألوا ذا هي أظهرت * بصرا ولا من عيلة تغنيني أي لا تطيق يقال هو يألوها هذا الامر أي يطيقه ويقوي عليه ويقولون أتاني فلان في حاجته فما ألوت رده أي ما استطعت ( و ) ما ألوت ( الشئ ألوا ) بالفتح ( والوا ) كعلو ( ما تركته ) وكذا ما ألوت أن أفعله أي ما تركت وقال أبو حاتم قال الاصمعي ما ألوت جهدا أي لم أدع جهدا قال والعامة تقول ما آلوك جهدا وهو خطأ وفلان لا يألو خيرا أي لا يدعه ولا يزال يفعله ( والالوه ويثلث ) عن ابن سيده والجوهري ( والالية ) على فعيلة ( الاليا ) بقلب التاء ألفا كله ( اليمين ) قال الشاعر : قليل الالاء حافظ ليمينه * وان سبقت منه الالية برت هكذا رواه ابن خالويه وقال أراد قليل الايلاء فحذف الياء ( وآلى ) يولى ايلاء ( وائتلى ) يأتلي ائتلاء ( وتألى ) يتألى تأليا ( أقسم ) وحلف يقال آليت على الشئ وآليته وفي الحديث آلى من نسائه شهرا أي حلف لا يدخل عليهن وانما عداه بمن حملا على المعنى وهو الامتناع من الدخول وهو يتعدي بمن وللايلاء في الفقه أحكام تخصه لا يسمى ايلاء دونها وفي حديث على رضي الله عنه ليس في الاصلاح ايلاء أي أن الايلاء انما يكون في الضرار والغضب لا في النفع والرضا وقال الفراء الائتلاء الحلف وبه فسر قوله تعالى ولا يأتل أولو الفضل أي لا يحلف لانها نزلت في حلف أبي بكر أن لا ينفق على مسطح وقرأ بعض أهل
المدينة ولا يتألى أولوا الفضل بمعناه وهي شاذة وفي الحديث ويل للمتألين من أمتى يعنى الذين يحكمون على الله ويقولون فلان في الجنة وفلان في النار وقيل التألي على الله أن يقول والله ليدخلن فلانا النار وينجحن الله سعى فلان وكذلك قوله في الحديث من المتألي على الله ( و ) في حديث منكر ونكير ( لادريت ) ولا تليقت هكذا يرويه المحدثون وأصله تلوت وانما قال تليت اتباعا لدريت وقيل الصواب في الرواية ( لا ائتليت ) ( على افتعلت من قولك ما ألوت هذا أي ما استطعته أي ولا استطعت نقله الجوهري عن ابن السكيت ومثله في المحكم وزاد بعضهم ولا استطعت أن تدرى وقال الفراء أي ولا قصرت في الطلب ليكون أشقي لك ( أو ولا أليت اتباع ) لدريت ( وقيل ولا أتليت أي لا أتلت ابلك ) أي لاتلاها ولدها وسيأتي في تلا ( والالوة ) بفتح وتشديد الواو ( الغلوة والسبغة ) وفي بعض النسخ السبقة بالقاف ( و ) أيضا ( العود ) الذي ( يتبخر به كالالوة والالو بضمتين فيهما ) اقتصر الجوهري على الاولي والثانية قال حسان رضي الله عنه : الا دفنتم رسول الله في سفط * من الالوة والكافور منضود وأنشد ابن الاعرابي : فجاءت بكافور عود ألوة * شامية تذكي عليه المجامر ومر اعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدفن فقال : الا جعلتم رسول الله في سفط * من الالوة أحوي ملبساذها ( الالية بكسرتين ) لغة فيه وقال الاصمعي أرى الالوة فارسية عربت وقال الازهري ليس بعربية ولا فارسية وأراها هندية ( ج ألاوية ) دخلت الهاء للاشعار بالعجمة أنشد اللحياني : بساقين سافي ذي قضين تحشها * باعوا درند أو ألاوية شقرا ذو قضين موضع وساقاها جبلاها ( والا لو العطية ) عن ابن الاعرابي وأنشد : أخالد لا آلوك الا مهندا * وجلد أبي عجل وثيق القبائل أي لا أعطيك الاسيفار وترسا من جلد ثور وقيل لاعرابي ومعه بعير أنخه فقال لا آلوه ( و ) الالو ( بعر الغنم وقد آلى المكان ) صار ذلك فيه * ومما يستدرك عليه قال أبو الهيثم الالو من الاضداد ألا يألو إذا افتر وضعف وألا يألو إذا اجتهد وأنشد * ونحن جياع أي ألو تالت * معناه أي جهد جهدت وقال ابن الاعرابي الالو المنع والالو العطية * قلت فعلى هذا أيضا من الاضداد وكذلك على الاستطاعة والتقصير وحكي اللحياني عن الكسائي أقبل يضربه لا يأل بضم اللام من غيروا وونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم لا أدر وفي حديث الحسن اغيلمة حياري تفاقدوا ما يأل لهم ابن يفقهوا ما آن ولا انبغي ورجل آل مقصر وأنشد (1/8275)
الفراء : وما المرء مادامت حشاشة نفسه * بمدرك أطراف الخطوب ولا آلى والمرآة آلية وجمعها أو الى قال أبو سهم الهداني : القوم أعلم لو ثقفنا مالكا * لاصطاف نسوته وهن أو الى أي مقصرات لا يجهدن كل الجهد في الحزن عليه ليأسهن عنه والائتلاء والتألية الاستطاعة قال الشاعر : فمن يبتغى مسعاة فومى فليرم * صعودا على الجوزاء هل هو مؤتلى وفي الحديث من صام الدهر فلا صام ولا أي ولا استطاع الصيام كانه دعاء عليه ويجوز أن يكون اخبارا ورواه ابراهيم بن فزاش ولا آلي وفسر معنى ولا رجع قال الخطابي والصواب ألى مشددا ومخففا وجمع الالية بمعنى اليمين الالايا ومنه قول كثير السابق * قليل الالايا حافظ ليمينه * هذه رواية الجوهري ورواية ابن خالوية قليل الالاء كما تقدم وحكي الازهري عن اللحياني قال يقال لضرب من العود لية بالكسر ولوة بالضم وشاهد لية في قول الراجز : لا يصطلى ليلة ريح صرصر * الا بعود لية أو مجمر ويقال لا آتيك الوة أبي هبيرة وهو سعد بن زيد مناة بن تميم قال ثعلب نصب الوة نصب الظروف وهذا من اتساعهم لانهم أقاموا اسم الرجل مقام الدهر والمئلاة بالهمزة على وزن المعلاة الخرقة التي تمسكها المرأة عند النوح وتشير بها والجمع المآلى وأنشد الجوهري للشاعر يصف سحابا وهو لبيد : كان مصفحات في ذراه * وأنواحا عليهن المالي والمئلاة أيضا خرقة الحائض ومنه حديث عمرو بن العاص ولا حملتني البغايا في غبرات المآلي وقد آلت المرأة ايلاء إذا اتخذت مئلاة والوة بالضم بلد في شعر ابن مقبل قال : يكادان بين الدونكين والوة * وذات القتاد السمر ينسلخان ى ( الالية ) بالفتح ( العجيزة ) للناس وغيرهم أليد الشاة والية الانسان وهي الية النعجة ( أو ما ركب العجز من شحم ولحم ج اليات وألايا ) الاخيرة على غير قياس وحكى اللحياني انه لذو اليات كانه جعل كل جزء إليه ثم جمع على هذا وفي الحديث لا تقوم الساعة حتى تضطرب اليات نساء دوس على ذي الخلصة أي تضطرب اعجازهن في طوافهن به كما كن يفعلن في الجاهلية ( ولا تقل الية ) بالكسر ( ولالية ) بكسر اللام وتشديد الياء كما في الصحاح وعلى الفتح اقتصر ثعلب في الفصيح وحكي شراحه الكسر وقيل انه عامي مرذول وامالية باسقاط الالف فانكرها جماعة وأثبتها بعض وهي أقل وأرذل من الكسر * قلت وهي المشهورة عند العامة ( وقد ألى )
الرجل ( كسمع ) يألى اليا ( وكبش اليان ) بالفتح ( ويحرك ) وعليه اقتصر الجوهري ( والى ) مقصورا منونا ( وآل ) بالمد ( والى ) على أفعل أي عظيم الالية ( ونعجة أليانة واليا وكذا الرجل والمرأة ) وفي الصحاح رجل آلي أي عظيم الالية والمرأة عجزاء ولا تقل الياء وبعضهم يقوله قال ابن برى الذي يقوله هو اليزيدي حكاه عنه أبو عبيد في نعوت خلق الانسان ( من رجال الى ) بالضم مثال عمي ( و ) كذلك ( نساء ألى ) وكباش ألى وكباش ألى ونعاج ألى قال ابن سيده هو جمع آلى على أصله الغالب عليه لان هذا الضرب يأتي على افعل كاعجز واسته فجمعوا فاعلا على فعل ليعلم ان المراد به أفعل ( و ) كباش ( اليانات ) جمع اليانة ( و ) نساء ( ألايا ) جمع اليان ( والاء ) بالمد جمع ألى مقصور ( والالية اللحمة في ضرة الابهام ) وهي اللحمة التي في أصلها والضرة التي تقابلها ومنه الحديث فتفل في عين على ومسحها بألية ابهامه وفي حديث البراء السجود على أليتي الكف أراد إليه اليد والية الكف هي اللحمة التي في أصل الابهام وفيها الضرة وهي اللحمة في الخنصر الى الكر سوع ( و ) الالية ( المجاعة ) عن كراع ( و ) الالية ( الشحمة و ) قال ابن الاعرابي الالية ( بالكسر القبل ) وجاء في الحديث لا يقام الرجل من مجلسه حتى يقوم من الية نفسه أي من قبل نفسه من غير أن يزعج أو يقام ( و ) قال غيره الالية ( الجانب ) ويقال قام فلان من ذى الية أي من تلقاء نفسه وروى في حديث ابن عمر انه كان يقوم له الرجل من لية نفسه بلا ألف قال الازهري كانه اسم من ولى يلى ومن قال الية فأصلها وليد قلبت الواو همزة * قلت فحينئذ صوابه أن يذكر في ولى يلي ( والالاء ) بالمد ( النعم ) قال النابغة : هم الملوك وابناء الملوك لهم * فضل على الناس في الالاء والنعم ( واحدها الى ) بالكسر ( وألو ) بالفتح كدلو وادلاء ( والى ) بالياء ( ألا ) كرحا وارحاء ( والى ) بالكسر كمعي وامعاء وعلى الاخيرة تكتب بالياء فهن خمس اقتصر الجوهري على الاخيرتين وزاد السخاوي وزكريا في شرحيهما على ألفية المصطلح ألى بضم فسكون والى بالكسر من غير تنوين * قلت ومنه قول الاعشى : أبيض لا يرهب الهزال ولا * يقطع رحما ولا يخون الى قال ابن سيده يجوز أن يكون الى هنا واحد آلاء الله وقال ابن الانباري الى كان في أصله ولا وألا في الاصل ولا واقتصر الشمني في شرحه على الشفاء على أربعة فقال الالي كرحا ومعى ودلو ونحي وقال زكريا أشهرها الالا كرحا قال شيخنا وهو غير معروف * قلت وكانه أجذه من سياق الجوهري حيث اقتصر عليه فقال واحدها ألا بالفتح وقد يكسر ( والالي كغنى ) الرجل ( الكثير الايمان ) عن ابن الاعرابي كان ينبغي أن يذ كره في الواو ( والية ماء ) من مياه بنى سليم ومنه قول الشاعر : (1/8276)
كأنهم ما بين الية غدوة * وناصفة الغراء هدي مجلل ( و ) الية ( بالضم بلدان بالمغرب ) من نواحي اشيلة ومن نواحي استجة كلاهما بالاندلس ( وأليتان ) بالفتح ( هضبتان بالحوأب ) لبني أبي بكر بن كلات ( وآلية ) بالمد والتخفيف ( ع ) وقال ياقوت قصر آلية لا أعرف من أمره غير هذا * ومما يستدرك عليه قال أبو زيد هما اليان للاليتين فإذا أفردت الواحد حدة قلت الية وأنشد : كانما عطية بن كعب * ظعينة واقفة من ركب * ترتج الياه ارتجاع الوطب قال ابن برى وقد جاء أليتان قال عنترة : متى ما تلقني فردين ترجف * روانف اليتيك وتستطارا ورجل ألاء كشداد يبيع الشحم نقله الجوهري والية الحافر مؤخره وألية القدم ما وقع عليه الوطء من النحصة التي تحت الخنصر والاة كعصاة البقرة الوحشية نقله الازهري لغة في لاة واليا بالكسر اسم مدينة بيت المقدس ويقال ايليا وقد تقدم في اللام واليا اسم رجل والية بالفتح بئر في حزم بني عوال عن عرام والية أبرق في بلاد بني أسد قرب الاجفر يقال له ابن الية وفي كتاب جزيرة العرب للاصمعي ابن الية ماء لسليم والية الشاة ناحية قرب الطرف وأيضا وادبا لنبج بجانب غربة والية كغنية موضع جاء ذكره في الشعر قال نصر وكأن ياءه شددت للضرورة و ( الامة المملوكة ) خلاف الحرة وفي التهذيب الامة المرأة ذات العبودة ( ج أموات ) بالتحريك ( واماء ) بالكسر والمد ( وآم ) بالمدذ كرهما الجوهري ( واموان مثلثة ) على طرح الزائد اقتصر الجوهري على الكسر ونظيره عند سيبويه أخ واخوان والضم عن اللحياني وقال الشاعر في آدم أنشده الجوهري : محلة سوء أهلك الدهر أهلها * فلم يبق فيها غير آم خوالف وقال السليك : يا صاحبي ألالا حي بالوادي * الا عبيد وآم بين أذواد وقال عمرو بن معد يكرب : وكنتم اعبدا أو لادغيل * بني آم مرن على السفاد وقال آخر : تركت الطير حاجلة عليه * كما تردي الى العرشات آم وأنشد الازهري للكميت : * تمشى بها ربد النعا * م تماشى الام الزوافر وأنشد ابن برى في تركيب خ ل ف لمتمم * وفقد بنى آم تداعوا فلم أكن * خلافهم أن أستكين واضرعا وشاهدا موان قول الشاعر وهو القتال الكلابي جاهلي :
أنا ابن أسماء أعمامي لها وأبي * إذا ترامي بنو الاموان بالعار وأنشد الجوهري عجز هذا البيت وضبطه بكسر الهمزة ورواه اللحياني بضمها ويقال ان صدر بيت القتال * اما الاماء فلا تدعونني أبدا * إذا ترامي الخ ( وأصلها أموة ) بالتحريك لانه جمع على آم وهو أفعل مثل أينق ولا تجمع فعلة بالتسكين على ذلك كما في الصحاح * قلت وهو قول المبرد قال وليس شئ من الاسماء على حرفين الا وقد سقط منه حرف يستدل عليه بجمعه أو تثنيته أو بفعل ان كان مشتقا منه لان أقل الاصول ثلاثة أحرف فأمة الذاهب منه واو لقولهم اموان ( و ) قال أبو الهيثم أصلها ( اموة ) بالتسكين حذفوا لامها لما كانت من حروف اللين فلما جمعوها على مثال مخلة ونخل ولزمهم أن يقولوا امة وآم فكرهوا أن يجعلوها على حرفين وكرهوا أن يردوا الواو المحذوفة لما كانت آخر الاسم يستثقلون السكوت على الواو فقدمو الواو فجعلوها ألفا فيما بين الالف والميم قال الازهري وهذا قول حسن * قلت واقتصر الجوهري على قول المبرد وهو أيضا قول سيبويه فانه مثل امة وآم باكمة وأكم وقال الليث تقول ثلاث آم وهو على تقدير افعل قال الازهري أراه ذهب الى انه كان في الاصل ثلاث أموى وقال ابن جنى القول فيه عندي ان حركة العين قد عاقبت في بعض المواضع تاء التأنيث وذلك في الادواء نحو قولهم جفنة وجفنات وقصعة وقصعات لما حذفوا التاء حركوا العين فلما تعاقبت التاء وحركة العين جر تافي ذلك مجرى الضدين المتعاقبين فلما اجتمعا في فعلة ترافعا أحكامهما فاسقطت التاء حركة واسقطت الحركة حكم العين التاء وآل الامر بالمثال الى ان صار كأنه فعل وفعل بان تكسيره افعل ( وتأمي أمة اتخذها ) ؟ عن ابن سيده والجوهري قال رؤبة * يرضون بالتعبيد والتأمي * ( كاستأمي ) قال الجوهري يقال استأم أمة غير أمتك بتسكين الهمزة أي اتخذ ( وأماها تأميه جعلها أمة ) عن ابن سيده ( وأمت ) المرأة كرمت ( وأميت كسمعت وأموت ككرمت ) وهذه عن اللحياني ( أموة ) كفتوة ( صارت أمة وأمت السنور ) كرمت ( تأموا ماء ) أي ( صاحب ) وكذلك مأت تمؤموا وقد دكر في الهمزة ( وبنو أية ) مصغر أمة ( قبيلة من قريش ) وهما أميتان الاكبر والاصغر ابنا عبد شمس بن عبد مناف أولاد علة فمن أمية الكبري أبو سفيان بن حرب والعناس والاعياص وأمية الصغري هم ثلاثة اخوة لام اسمها عبلة يقال لهم العبلات بالتحريك كما في الصحاح * قلت وعبلة هذه هي بنت عبيد من البراجم من تميم وقال ابن قدامة ولد أمية أبا سفيان واسمه عنبسة وهو أكبر ولده وسفيان وحرب والعاص وأبو العاص وأبو العيص وأبو عمرو فمن ولد أبي العاص أمير المؤمنين عثمان ابن عفان بن أبي العاص رضي الله تعالى عنه وأما العنابس فهم ستة أو أربعة وقد تقدم ذكرهم في السين ( والنسبة ) إليهم ( أموي ) (1/8277)
بضم ففتح على القياس ( وأموى ) بالتحريك على التخفيف وهو الاشهر عندهم كما في المصباح واليه أشار الجوهري بقوله وربما فتحوا قال ( و ) منهم من يقول ( اميى ) أجراه مجرى نميري وعقيلي حكاه سيبويه وقال الجوهري يجمع بين أربع يا آت ( وأما قول بعضهم علقمة بن عبيد ومالك بن سبيع الامويان محركة نسبة الى بلد يقال له أموة ) بالتحريك ( ففيه نظر ) لان الصواب فيه انهما منسوبان الى أمة بن بجالة بن مازن بن ثعلة بن سعد بن ذبيان وعلقمة المذكور هو ابن عبيد بن قنية بن أمة ومالك هو ابن سبيع بن عمرو بن قنية بن أمة وهو صاحب الرهن التي وضعت على يده في حرب عبس وذبيان وأما البلد الذي ذكره ففيه ثلاث لغات آمو بالمد وآمويه بضم الميم أو فتحها كخالويه كذا ضبطها أبو سعد الماليني والرشاطي تبعا له وابن السمعاني وابن الاثير تبعا له ويقال أموبه بتشديد الميم ضبطه ياقوت وقالوا انها مدنية بطط جيحون وتعرف بآمل أيضا وأما أموه بالتحريك فلم يضبطه أحد وأحربه أن يكون تصحيفا ( و ) أم خالد ( أمة بنت خالد ) بن سعيد بن العاص الاموية ولدت بالحبشة تزوجها الزبير بن العوام فولدت له خالدا وعمرا روى عنها موسى وابراهيم ابناء عقبة وكريب بن سليمن ( و ) أمة ( بنت خليفة ) بن عدي الانصارية مجهولة ( و ) أمة ( بنت الفارسية ) صوابه بنت الفارسى وهي التي لقيها سلمان بمكة مجهولة ( و ) أمة بنت أبي الحكم ) الغفارية ويقال آمنة ( صحابيات ) رضي الله عنهن ( وأما ) بالفتح والتشديد ذكر ( في الميم ) وهنا ذكره الجوهري والازهري وابن سيده وكذلك اما بالكسر والتشديد تقدم ذكره في الميم ( و ) أما ( بالتخفيف تحقيق الكلام الذي يتلوه ) تقول أما ان زيد اعاقل يعني انه عاقل على الحقيقة لا على المجازوة تقول أما والله قد ضرب زيد عمرا كما في الصحاح * ومما يستدرك عليه تقول العرب في الدعاء على الانسان رماه الله من كل أمة بحجر حكاه ابن الاعرابي قال ابن سيده وأراه من كل أمت بحجر وقال ابن كيسان يقال جاء تني امة الله فإذا ثنيت قلت جاءتني امتا الله
وفي الجمع على التكسير جاءني اماء الله وأموان الله واموات الله ويجوز امات الله على النقص وامة الله بنت حمزة بن عبد المطلب أم الفضل وامة الله بنت رزينة خادمة النبي صلى الله عليه وسلم لهما صحبة وامة الله بنت أبي بكرة الثقفي تابعية بصرية وهو يأتمي بفلان أي يأتم به وأنشد ابن برى للشاعر : نزور امرأ أما الاله فيتقى * وأما بفعل الصالحين فيأتمي وبنو أمية فبيلتان من الاوس احداهما أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو والثانية أمية بن عوف بن مالك أوس وأبو محمد عبد الله بن على الوزيري الاموي بالمد وضم الميم الى البلد المذكور قال الحافظ نقلته مجودا من خط القاضي عز الدين بن جماعة * قلت وذكره ياقوت وقال في نسبته الاملي قال وذكر أبو القاسم الثلاج انه حدثهم في سوق يحيى سنة 338 عن محمد بن منصور الشاشي عن سلمين الشاذ كوني ومثله الحسين بن على بن محمد بن محمود الاموي الزاهد شيخ لابي سعد الماليني وأمة جبل بالمغرب منه أبو بكر محمد بن خير الحافظ الاموي بالتحريك وهو خال أبي القاسم السهيلي صاحب الروض وقال ابن حبيب في الانصار أمة بن ضبيعة بن زيد وفي قيس أمة بن بجالة قبيلتان و ( انو من الليل ) بالكسر أهمله الجوهري وحكي الفارسي عن ثعلب أي ( ساعة ) منه وقيل وهو منه * قلت وذكر الجوهري في واحد الاناء اني واثو يقال مضى انيان من الليل وانوان فعلى هذا لا يكون مستدركا عليه تأمل ذلك ى ( أني الشئ أنيا ) بالفتح ( واناء ) كسحاب كما في النسخ والصواب أني مفتوحا مقصورا كما في المحكم ( واني بالكسر ) مقصورا ( وهو أني كغنى ) أي ( حان و ) اني أيضا أي ( أدرك ) ومنه قوله تعالى غير ناظرين اناه كما في الصحاح ( أو خاص بالنبات ) قال الفراء يقال ألم يأن وألم بأن لك وألم ينل لك وأجو هن ما نزل به القرآن يعني قوله تعالى ألم يأن للذين آمنوا هو من أنى يأني وآن لك أن تفعل وأني لك ونال لك وأنال لك كله بمعنى واحد أي حان لك وفي حديث الهجرة هل أني الرحيل أي حان وقته وفي رواية هل آن أي قرب وقال ابن الانباري الاني من بلوغ الشئ منتهاه مقصور يكتب بالياء وقد أني يأني قال عمرو بن حسان : تمخضت المنون له بيوم * اني ولكل حاملة تمام أي أدرك وبلغ ( والاسم الاناء كسحاب ) وأنشد الجوهري للحطيئة : وأخرت العشاء الى سهيل * أو الشعري فطال بي الاناء * قلت هو اسم من آناه يؤنيه إذا أخره وحبسه وأبطأه كما في الصحاح وسياق المصنف يقتضى انه اسم من أني يأني وليس كذلك ويدل على ذلك رواية بعضهم * وآنيت العشاء الى سهيل * فتأمل ( و ) الاناء ( بالكسر ) والمد ( م ) معروف ( ج آنية ) كرداء وأردية ( وأوان ) جمع الجمع كسقاء وأسقية وأساق وانما سمى الاناء اناء لانه قد بلغ ان يعتمل بما يعاني به من طبخ أو خرزا ونجارة والالف في آنية مبدلة من الهمزة وليست بمخففة عنها لانقلابها في التكسير واوا ولولا ذلك لحكم عليه دون البدل لان القلب قياسي والبدل موقوف ( وأني الحميم ) أنيا ( انتهى حره فهو آن ) ومنه قوله تعالى بطوفون بينها وبين حميم آن كما في الصحاح وقيل أنى الماء سخن وبلغ في الحرارة وقوله تعالى تسقى من عين آنية أي متناهية في شدة الحر وكذلك سائر الجواهر ( وبلغ هذا ) الشئ ( أناء ) بالفتح ( ويكسر ) أي ( غايته أو نضجه وادراكه ) وبلوغه وبه فسر قوله تعالى غير ناظرين اناه ( والاناة كقناة الحلم والوقار كالاني ) كعلى وأنشد ابن برى * الرفق يمن والاناة سعادة ( و ) قال الاصمعي الاناة من النساء ( المرأة ) التي ( فيها فتور عند ) ونص الاصمعي عن ( القيام ) وتأن قال أبو حية النميري : (1/8278)
رمته اناة من ربيعة عامر * نؤوم الضحى في ماتم أي مأتم والوهنانة نحوها وقال سيبويه أصله وناء مثل أحد ووحد من الوني كما في الصحاح وقال الليث يقال للمرأة المباركة الحليمة المواتية اناة والجمع أنوات قال وقال أهل الكوفة انما هي الوناة من الضعف فهمزو الواو وقال أبو الدقيش هي المباركة وقيل هي الرزينة لا تصحب ولا تفحش قال الشاعر : أناة كان المسك تحت ثيابها * وريح خزامي الطل في دمت الرمل ( ورجل آن ) على فاعل ( كثير الحلم ) والاناة ( وأني ) الرجل ( كسمع ) أنيا ( وتأني ) تأنيا ( واستأني ) أي ( تثبت ) وفي الصحاح تأني في الامر أي تنظر وترفق واستأني به أي انتظر به يقال استؤني به حولا والاسم الاناة كقناة يقال تأنيتك حتى لا اناة بي انتهي وفي حديث غزوة حنين وقد كنت استأنيت بكم أي انتظرت وتربصت وقال الليث استأنيت بفلان أي لم أعجله ويقال استأن في أمرك أي لا تعجل وأنشد : استأن تظفر في أمورك كلها * وإذا عزمت على الهوي فتوكل ( وأني ) الرجل ( أنيا كجثى جثيا و ) أني اني مثل ( رضي رضا فهو أني ) كغني ( تأخر وابطأ ) وقال الليث أني الشئ أنيا إذا تأخر عن وقته ومنه قوله * والزاد لا آن ولا قفار * أي لا بطئ ولا جشب غير مأدوم ومن هذا يقال تأني فلان إذا تمكث وتثبت وانتظر وشاهد أني كغنى قول ابن مقبل :
ثم احتملن أنيا بعد تضحية * مثل المخاريف من جيلان أو هجرا ( كأني تأنية ) يقال أنيت الطعام في النار إذا أطلت مكثه وأنيت في الشئ إذا فصرت فيه وروي أبو سعيد بيت الحطيئة : * وأنيت العشاء الى سهيل * ( وآنيته ايناء ) أخرته وحبسته وأبطأت به يقال لا تؤن فرصتك أي لا تؤخرها إذا أمكنتك وكل شي أخرته فقد آنيته وأنشد الجوهري للكميت : ومرضوفة لم تؤن في الطبخ طاهيا * عجلت الى محورها حين غرغرا والاسم منه الاناء كسحاب ومنه قول الحيطئة * وآنيت العشاء سهيل * وقال ابن الاعرابي آنيت وأنيت وأنيت بمعنى واحد وفي حديث صلاة الجمعة رأيتك آنيت وآذيت قال الاصمعي أي أخرت المجئ وأبطأت وآذيت الناس بتخطي الرقاب ( والاني ) بالفتح ( ويكسر ) نقله الجوهري عن أبي عبيدة ( والاناء ) كسحاب كذا في النسخ والصواب الاني بالكسر مقصورا نقله الجوهري عن الاخفش ( والانو بالكسر ) حكاها الفارسي عن ثعلب وقد أفردها المصنف بترجمة وحكاها أيضا الاخفش ( الوهو والساعة من الليل أو ساعة ما ) أي ساعة كانت ( منه ) يقال مضى انيان من الليل وانوان وفى التنزيل ومن آناء الليل قال أهل اللغة منهم الزجاج آناء الليل ساعة واحدها انى واني فمن قال اني فهو مثل نحي وانحاء من قال اني فهو مثل معي وامعاء قال المتنخل الهذلي : السالك الثغر مخشيا موارده * في كل اني قضاه الليل ينتعل قال الازهري كذا رواه ابن الانباري وأنشده الجوهري : حلو ومر كقدح العطف مرته * في كل اني الليل ينتعل وقال ابن الانباري واحد آناء الليل على ثلاثة أوجه أني بسكون النون واني بكسر الالف واني بفتح الالف وأنشد ابن الاعرابي في الاني : أتمت حملها في نصف شهر * وحمل الحاملات اني طويل ومضى انو من الليل أي وقت لغة في انى قال أبو على وهذا كقولهم جبوت الخراج جباوة أبدلت الواو من الياء ( والاني كالي وعلى كل النهار ج آناء ) وبالمد ( وأني واني ) كعتى بالضم والكسر ومنه قول الشاعر : يا ليت لى مثل شريبي من نمي * وهو شريب الصدق ضحاك الاني يقول في أي ساعة جئته وجدته يضحك ( وأنا كهنا أو كحتى أو بكسر النون المشددة بئر بالمدينة لبني قريظة ) وهناك نزل النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من غزوة الخندق وقصد بنى النضير قاله نصر وضبطه بالضم وتخفيف النون ومنهم من ضبطه بالموحدة كحتى وقد تقدم ( و ) أنا كهنا ( واد بطريق حاج مصر ) قرب السواحل بين مدين والصلا عن نصر واليه يضاف عين أني وبعضهم يقول عين ونى * ومما يستدرك عليه أنى يأني أنيا إذا رفق كتأني عن ابن الاعرابي وحكى الفارسي أتيته آنية بعد آنية أي تارة بعد تارة قال ابن سيده وأراه بنى من الاني فاعلة والمعروف آونة ويقال لا تقطع اناتك بالكسر أي رجاك وآناه أبعده مثل أناءه وأنشد يعقوب للسلمية : عن الامر الذي يؤنيك عنه * وعن أهل النصيحة والوداد ويقولون في الانكار والاستبعاد انيه بكسر الالف والنون وسكون الياء بعدها هاء حكى سيبويه انه قيل لاعرابي سكن البلد أتخرج إذا أخصبت البادية فقال أأنا انيه يعنى أتقولون لى هذا القول وأنا معروف بهذا الفعل كانه أنكر استفهامهم اياه وهذه اللفظة قد وردت في حديث جليبيب في مسند أحمد وفيها اختلاف كثير راجع النهاية وآني بالمد وكسر النون قلعة حصينة ومدينة بأرض ارمينية بين خلاط وكنجة عن ياقوت و ( الاوة بالضم والشد ) أهمله الجوهري وقال أبو عمر وهي ( الداهية ج أوو كصرد ) قال يقال ما هو الا أوة من الاو ويافنى أي داهية من الدواهي قال وهذا أغرب ما جاء عنهم حين جعلوا الواو كالحرف الصحيح في موضع الاعراب فقالوا الاوو بالواو الصحيحة قال والقياس في ذلك الاوي مثل قوة وقوى ولكن حكى هذا الحرف محفوظا عن العرب ى ( أويت (1/8279)
منزلي و ) أويت ( إليه أويا ) كعتى ( بالضم ويكسر ) الاخيرة عن الفراء ( وأويت تأوية وتأويت وأتويت واتويت ) كلاهما على افتعلت ( نزلته بنفسى ) وعدت إليه ( وسكنته ) قال لبيد : بصبوح صافية وجذب كرينة * بموتر يأتي له ابهامها انما أراد يأتوي له أي يفتعل من أويت إليه أي عدت الا انه قلب الواو ألفا وحذفت الياء التي هي لام الفعل وقول أبي كبير وعراضة السيتين توبع بريها * تأوي طوائفها لعجس عبهر استعار الاوي للقسى وانما ذلك للحيوان ( وأويته ) بالقصر ( وأويته ) بالشد ( وآويته ) بالمد أي ( أنزلته ) فعلت وأفعلت بمعني عن أبي زيد كما في الصحاح فأما أبو عبيد فقال أويته وآويته وأويت الى فلان مقصور لا غير وقال الازهري تقول العرب أوي فلان الى منزله أويا على فعول واواء ككتاب ومنه قوله تعالى سآوي الى جبل يعصمني من الماء وآويته انا ايواء هذا الكلام الجيد قال ومن العرب من يقول أويت فلانا إذا أنزلته بك وأويت الابل بمعنى أويتها وأنكر أبو الهيثم أن تقول أويت بقصر الالف بمعنى آويت قال ويقال أويت فلانا بمعنى أويت إليه قال الازهري ولم يعرف أبو الهيثم رحمه الله هذه اللغة وهي فصيحة وفي حديث بيعة ر
الانصار على أن تأووني أي تضموني اليكم قال والمقصور منهما لازم ومتعد ومنه قوله لاقطع في ثمر حتى يأويه الجرين أي يضمه البيدر ويجمعه وفي حديث آخر لا يأوى الضالة الاضال قال الازهري هكذا رواه فصحاء المحدثين بالياء وهو صحيح لا ارتياب فيه كما رواه أبو عبيد عن أصحابه ومن المقصور اللازم الحديث أما أحدهم فأري الى الله أي رجع إليه ومن الممدود حديث الدعاء الحمد لله الذي كفانا وآوانا أي ردنا الى مأوي لنا ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم ( والمأوي ) بفتح الواو ( والمأوي ) بكسرها قال الجوهري مأوي الابل بكسر الواو لغة في مأوى الابل خاصة وهو شاذ وقد فسرناه في مأقي العين بكسر القاف انتهى وقال الفراء ذكر لى ان بعض العرب يسمى مأوى الابل مأوى بكسر الواو قال وهو نادر لم يجئ من ذوات اليا والواو مفعل بكسر العين الا حرفين مأقي ومأوى الابل وهما نادران واللغة العالية فيهما مأوى وموق ومأق ( و ) قال الازهري سمعت الفصيح من بنى كلاب يقول لمأوي الابل ( المأواة ) بالهاء وهو ( المكان ) تأوى إليه الابل وقال الجوهري المأوي كل مكان يأوي إليه الشئ ليلا أو نهارا ( وتأوت الطير ) تأويا قال الازهري ( و ) ويجوز ( تآوت ) على تفاعلت ( تجمعت ) بعضها الى بعض فهي متأوية ومتأويات واقتصر الجوهري على تأوت ( وطير أوي كجنى متأويات ) كانه على حذف الزائد وفي الصحاح وهن أوى جمع آو مثل باك وبكى وأنشد للعجاج يصف الاثافي : فخف والجنادل الثوي * كما تداني الحدأ الاوي شبه كل أثفية بحدأة ( وأوى له كروي ) ولو قال كرمي كان أصرح يأوى له ( أوية واية ) بالكسر والتشديد قال الجوهري تقلب الواو ياء لكسرة ما قبلها وتدغم وفي نسخة لسكون ما قبلها قال ابن برى صوابه لاجتماعها مع الياء وسبقها بالسكون ( ومأوية ) مخففة ( ومأواة رق ) ورثي له كما في الصحاح قال زهير * بان الخليط ولم يأوو المن تركوا * وفي الحديث كان يخوي في سجوده حتى كنا نأوى له أي نرثى له ونشفق عليه من شدة اقلاله بطنه عن الارض ومده ضبعيه عن جنبيه وفي حديث المغيرة لا تأوي له من قلة أي لا ترحم زوجها ولا ترق له عند الاعدام وشاهدية قول الشاعر : أراني ولا كفران لله اية * لنفسي لقد طالبت غير منيل أراد أويت لنفسي اية أي رحمتها ورققت لها ( كائتوي ) افتعل من أوس له إذا رحم له واذ أمرت من أوي قلت ايوالى فلان أي انضم إليه ( وابن آوي ) معرفة ( دويبة ) فارسيتها چفال ولا يفصل آوى من ابن ( ج بنات آوي ) وآوي لا ينصرف وهو أفعل وقال الليث بنات لا يصرف على حال وبحمل على أفعل مثل أفعى ونحوها قال أبو الهيثم وانما قيل في الجميع بنات لتأنيث الجماعة كما يقال للفرس انه من بنات أعوج والجمل انه من بنات داعر ولذلك قالوا رأيت جمالا يتهادرن وبنات لبون يتوقصن وبنات آوي يعوين كما يقال للنساء وان كانت هذه الاشياء ذكورا ( وآوة ) بالمد ( د قرب الرى ) والصواب انها بليدة تقابل ساوة على ما اشتهر على ألسنة العامة ( ويقال آبة ) بالباء الموحدة وقد تقدم ذكرها قال ياقوت وأهلها شيعة وأهل ساوة سنية وأما قول المصنف قرب الري ففيه نظر وكانه نظر الى جرير بن عبد الحميد الابي يقال في نسبته الرازي أيضا فظن انه من أعمال الرى وليس كذلك فان المذكور انما سكن الرى وأصله من آبة هذه فتأمل * ومما يستدرك عليه قوله تعالى جنة المأوي قيل جنة المبيت وقيل انها جنة تصير إليها أرواح الشهداء وقد جاء التأوي في غير الشير قال الحرث بن حلزة : فتأوت له قراضبة من * كل حى كأنهم ألقاء وفي نوادر الاعراب تأوى الجرح وأوي إذا تقارب للبرء وروى ابن شميل عن العرب أويت بالخيل تأوية إذا دعوتها آو لتريع الى صوتك ومنه قول الشاعر : في حاضر لجب قاس صواهله * يقال للخيل في اسلافه آو قال الازهري وهو صحيح معروف من دعاء العرب خيلها ومنه قول عدى بن الرقاع يصف الخيل (1/8280)
هن عجم وقد علمن من القو * ل هبى واقدمي وآوو قومي قال وربما قيل لها بعيد آى بمدة طويلة ويقال أويت بها فتأوت تأويا إذا انضم بعضها الى بعض كما يتأوي الناس وأنشد بيت ابن حلزة فتأوت له قراضبة وأو لفلان أي ارحمه واستأواه استرحمه وأنشد الجوهري لذي الرمة : على أمر من لم يشونى ضر أمره * ولو أننى استأويته ما أوى ليا وقال المازني آوة من الفعل فاعلة وأصله آووة أدغمت الواو في شدت وقال أبو حاتم هو من الفعل فعلة زيدت الالف قال وقوم من الاعراب يقولون آووه كعاووه وهو من الفعل فاعول والهاء فيه أصلية وقال ابن سيده أوله كقولك أولى له ويقال له أو من كذا على معنى التحزن وهو من مضاعف الواو الشاعر : فاو لذكراها إذ ما ذكرتها * ومن بعد أرض دوننا وسماء وقال الفراء أنشد نيه ابن الجراح * فاوه من الذكرى إذا ما ذكرتها * قال ويجوز في الكلام لمن قال أوه مقصورا أن يقول في يتفعل يتاوى ولا يقولها لهاء وقال غيره أو من كذا بمعنى تشكي مشقة أو هم أو حزن ( أو حرف عطف و ) يكون ( للشك والتخيير
والابهام ) قال الجوهري إذا دخل الخبر دل على الشك والابهام وإذا دخل الامر والنهي دل على التخيير والاباحة فاما الشك فكقولك رأيت زيدا أو عمروا لابهام كقوله تعالى وانا اياكم لعلى هدي أو في ضلال مبين والتخيير كل السمك أو اشرب اللبن أي لا تجمع بينهما انتهى وقال المبرد أو يكون لاحد أمرين عند شك المتكلم أو قصده أحدهما وكذلك قوله أتيت زيدا أو عمرا وجاءني رجل أو امرأة فهذا شك وأما إذا قصد أحدهما فكقولك كل السمك أو اشرب اللبن أي لا تجمعهما ولكن اختر أيهما شئت وأعطني دينارا أو اكسني ثوبا انتهى وقال الازهري في قوله تعالى ان كنتم مرضى أو على سفر أو هنا للتخيير ( و ) يكون بمعنى ( مطلق الجمع ) ومنه قوله تعالى أو جاء أحد منكم من الغائط فانه بمعينى الواو وبه فسر أيضا قوله تعالى أو يزيدون عن أبي زيد وكذا قوله تعالى أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء وأنشد أبو زيد : وقد زعمت ليلى بانى فاجر * لنفسي تقاها أو عليها فجورها معناه وعليها فجورها وأنشد الفراء ان بها أكتل أورزا ما * خوير بان ينقفان الهاما ( و ) يكون يمعنى ( التقسيم و ) أيضا بمعنى ( التقريب ) كقولهم ( ما أدرى أسلم أو ودع ) فيه اشارة الى تقريب زمان اللقاء ( و ) يكون ( بمعنى الى ) أن تقول لاضربنه أو يتوب أي الى أن يتوب كما في الصحاح ( و ) يكون ( للاباحة ) كقولك جالس الحسن أو ابن سيرين كما في الصحاح ومثله المبرد بقوله ائت المسجد أو السوق أي قد أذنت لك في هذا الضرب من الناس قال فان نهيته عن هذا قلت لا تجالس زيدا أو عمرا أي لا تجالس هذا الضرب من الناس قال وعلى هذا قوله تعالى ولا تطع منهم آثما أو كفورا أي لا تطع أحدا منهما وقال الزجاج أو هنا أوكد من الواو لان الواو إذا قلت لا تطع زيدا وعمرا فاطاع أحدهما كان غير عاص لانه أمره أن لا يطيع الاثنين فإذا قال ولا تطع منهم آثما أو كفورا فأودلت على ان كان واحد منهما أهل أن يعصى ( و ) يكون ( بمعنى الا في الاستثناء وهذه ينتصب المضارع بعدها باضمار أن ) كقوله : وكنت إذا غمزت قناة قوم * ( كسرت كعوبها أو تستقيما ) أي الا أن تستقيما ومنه قولهم لاضربنك أو تسبقني أي الا أن تسبقني ومنه أيضا قوله تعالى أو يتوب عليهم أي الا أن يتوب عليهم ومنه قول امرئ القيس * نحاول ملكا أو نموت فنعذرا * معناه الا أن نموت ( وتجئ شرطية ) عن الكسائي وحده ( نحو لاضربنه عاش أو مات و ) تكون ( للتبعيض نحو ) قوله تعالى و ( قالوا كونوا هودا أو نصارى ) أي بعضا من احدى الطائفتين ( و ) قد تكون ( بمعنى بل ) في توسع الكلام وأنشد الجوهري لذي الرمة : بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى * وصورتها أو أنت في العين أملح يريد بل أنت ومنه قوله تعالى أو يزيدون قال ثعلب قال الفراء بل يزيدون وقيل أو هنا للشك على حكاية قول المخلوقين ورجحة بعضهم وقال ابن برى أو هنا للابهام على حد قول الشاعر : * وهل أنا الامن ربيعة أو مضر * ( و ) تكون ( بمعنى حتى ) كفولك لاضربنك أو تقوم أي حتى تقوم وبه فسر أيضا قوله تعالى أو يتوب عليهم ( و ) تكون ( بمعنى اذن و ) قال النحويون ( إذا جعلتها اسما ثقلت الواو ) فقلت أو حسنة و ( يقال دع الاوجانبا ) تقول ذلك لمن يستعمل في كلامه افعل كذا أو كذا وكذلك يثقل لواذا جعلته اسما قال أبو زبيد * ان لواوان ليتاعناء * ( آ أ ) كتبه بالحمرة مع أن الجوهري ذكره فقال ( حرف يمد ويقصر ) فإذا مددت نونت وكذلك سائر حروف الهجاء ( و ) يقال في النداء للقريب ( آزيد أي أزيد ) والذي في الصحاح والالف ينادي بها القريب دون البعيد تقول أزيد أقبل بالف مقصورة وسيأتي البسط فيه في الحروف اللينة وهناك موضعه ى ( اهى كرمى ) أهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي إذا ( قهقه في ضحكه ) والاسم الاهار أنشد : اها اها عند راد القوم ضحكتهم * وأنتم كشف عند الوغي خور ى ( الاية العلامة و ) أيضا ( الشخص ) أصلها أية بالتشديد ( وزنها فعلة بالفتح ) قلبت الياء ألقاء لانفتاح ما قبلها وهذا قلب (1/8281)
شاذ كما قلبوها في حاري وطائي الا ان ذلك قليل غير مقيس عليه حكى ذلك عن سيبويه ( أو ) أصلها أوية وزنها ( فعلة بالتحريك ) حكى ذلك عن الخليل قال الجوهري قال سيبويه موضع العين من الاية واو لان ما كان موضع العين منه واو واللام ياء أكثر مما موضع العين واللام منه ياآن مثل شويت أكثر من حييت وتكون النسبة إليه أووى قال ابن برى لم يذكر سيبويه ان عين آية واو كما ذكر الجوهرى وانما قال أصله أيية فابدلت الياء الساكنة ألفا قال عن الخليل انه أجاز في النسب الى الاية آئى وآيى وآوي قاما أووي فلم يقله أحد علمته غير الجوهري ( أو ) هي من الفعل ( فاعلة ) وانما ذهبت منه اللام ولو جاءت تامة لجاءت آيية ولكنها خففت وهو قول الفراء نقله الجوهري فهى ثلاثة أقوال وزن الاية واعلالها وقال شيخنا فيه أربعة أقوال * قلت ولعل
القول الرابع هو قول من قال ان الذاهب منها العين تخفيفا وهو قول الكسائي صيرت ياؤها الاولى ألفا كما فعل بحاجة وقامة والاصل حائجة وقائمة وقد رد عليه الفراء ذلك فقال هذا خطأ لان هذا لا يكون في أولاد الثلاثة ولو كان كما قال لقيل في نواة وحياة نائه وحائه قال وهذا فاسد ( ج آيات وآى وآياي ) كما في الصحاح وأنشد أبو زيد : لم يبق هذا الدهر من آيائه * غير أثافيه وأرمدائه * قلت أورد الازهري هذا البيت في ثرى قال والثرياء على فعلاء الثرى وأنشد : لم يبق هذا الدهر من ثريائه * غير اثافيه وأرمدائه ( جج آياء ) بالمد والهمزة نادر قال ابن برى عند قول الجوهري في جمع الاية آياى قال صوابه آياء بالهمزة لان الياء إذا وقعت طرفا بعد ألف زائدة قلبت همزة وهو جمع آى لا آية فتأمل ذلك * قلت واستدل بعض بما أنشده أبو زيد ان عين الاية ياء لا واو لان ظهور العين في آيائه دليل عليه وذلك ان وزن آياى أفعال ولو كانت العين واوا لقال آوائه إذ لا مانع من ظهور الواو في هذا الموضع ( و ) الاية ( العبرة ج آى ) قال الفراء في كتاب المصادر الاية من الايات والعبر سميت آية كما قال تعالى لقد كان في يوسف واخوته آيات للسائلين أي أمور وعبر مختلفة وانما تركت العرب همزتها لانها كانت فيما يرى في الاصل أية فثقل عليهم التشديد فأبدلوه ألفا لانفتاح ما قبل التشديد كما قالوا أيما لمعنى أما وقله تعالى وجعلنا ابن مريم وأمة آية ولم يقل آيتين لان المعنى فيهما آية واحدة قال ابن عرفة لان قصتهما واحدة وقال الازهري لان الاية فيهما معا آية واحدة وهي الولادة دون الفحل ( و ) الاية ( الامارة ) قالوا افعله بآية كذا كما تقول بامارة كذا ( و ) الاية ( من القرآن كلام متصل الى انقطاعه وآية مما يضاف الى الفعل بقرب معناها من معنى الوقت ) قال أبو بكر سميت آية لانها علامة لانقطاع كلام من كلام ويقال لانها جماعة حروف من القرآن وقال ابن حمزة الاية من القرآن كأنها العلامة التي يفضى منها الى غيرها كاعلام الطريق المنصوبة للهداية وقال الراغب الاية العلامة الظاهرة وحقيقته كل شئ ظاهر هو لازم لشئ لا يظهر ظهوره فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم انه أدرك الاخر الذي لم يدركه بذاته إذا كان حكمهما واحدا وذلك ظاهر في المحسوس والمعقول وقيل لكل جملة من القرآن آية دلالة على حكم آية سورة كانت أو فصولا أو فصلا من سورة ويقال لكل كلام منه منفصل بفصل لفظي آية وعليه اعتبار آيات السور التي تعد بها السورة ( وايا الشمس ) بالكسر والتخفيف والقصر ويقال اياه بزيادة الهاء اياء كسحاب شعاع الشمس وضوءها يذكر ( في الحروف اللينة ) وهكذا فعله الجوهري وغيره من أئمة اللغة فانهم ذكروا ايا هناك بالمناسبة الظاهرة لا يا الندائية فقول شيخنا لا وجه يظهر لتأخيرها وذكرها في الحروف مع انها من الاسماء الخارجة عن معنى الحرفية من كل وجه محل نظر ( وتآييته ) بالمد على تفاعلته ( وتأييته ) بالقصر ( قصدت ) آيته أي ( شخصه وتعمدته ) وأنشد الجوهري للشاعر : الحصن أولى لو تأييته * من حثيك الترب على الراكب يروى بالمد والقصر كما في الصحاح قال ابن برى هذا البيت لامرأة تخاطب ابنتها وقد قالت لها يا أمتى أبصرني راكب * يسير في مسحنفر لا حب ما زلت أحثو الترب في وجهه * عمدا وأحمي حوزة الغائب فقالت لها أمها ذلك قال وشاهد تاييته قول ليقط بن معر الايادي : أبناء قوم تآيوكم على حنق * لا يشعرون أضر الله أم نفعا وقال لبد : فتايا بطرير مرهف * حفرة المحزم منه فعل ( وتأيا بالمكان تلبث عليه ) وتوقف وتمكث تقديره تعيا ويقال ليس منزلكم بدارتئية أي بمنزلة تلبث وتمكث قال الكميت : قف الديار وقوف زائر * وتأي انك غير صاغر وقال الحويدرة : ومنخ غير تئية عرسته * قمن من الحدثان نابى المضجع ( و ) تأيا الرجل تأييا ( تأتي ) في الامر قال لبيد : وتأييت عليه ثانيا * وبيقينى بتليل ذى خصل (1/8282)
أي انصرفت على تؤدة متأنيا وقال الازهري معناه تثبت وتمكنت وانا عليه يعنى على فرسه ( وموضع مائي الكلام ) أي ( وخيمه ) * ومما يستدرك عليه الاية الجماعة عن أبي عمر ويقال خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم لم يدعوا وراءهم شيأ نقله الجوهري وأنشد لبرج بن مسهر الطائي : خرجنا من النقبين لا حي مثلنا * بآيتنا نزجى اللقاح المطافلا والاية الرسالة وتستعمل بمعنى الدليل والمعجزة وآيات الله عجائبه وتضاف الاية الى الافعال كقول الشاعر : بآية تقدمون الخيل شعثا * كأن على سنابكها مداما وأيى آية وضع علامة وقال بعضهم في قولهم اياك انه اسم من تآييته تعمدت آيته وشخصه كالذكرى من ذكرت والمعنى قصدت قصدك وشخصك وسيأتي في الحروف اللينة وتأيى عليه انصرف في تؤدة وايا النبات بالكسر والقصر وككتاب حسنه وزهره على التشبيه وايايا وايايه ويايه الاخيرة على حذف الياء زجر للابل وقد أبي بها تأيية نقله الليث ( أي ) كتبه بالحمرة وهو في الصحاح
فالاولى كتبه بالسواد ( حرف استفهام عما يعقل وما لا يعقل ) هكذا هو في المحكم وقال شيخنا الا قائل بحرفيتها بل هي اسم تستعمل في كلام العرب على وجوه مبسوطة في المغنى وشروحه وكلام المصنف فيها كله غير محرر ثم قال ابن سيده وقول الشاعر : وأسماء ما أسماء ليلة أدلجت * الى وأصحابي باي وأينما فانه جعل أي اسما للجهة فلما اجمتع فيه التعريف والتأنيث منعه الصرف وقالوا لاضربن أيهم أفضل أي ( مبنية ) عند سيبويه فلذلك لم يعمل فيها الفعل كما في المحكم وفي الصحاح وقال الكسائي تقول لاضربن أيهم في الدار ولا يجوز أن تقول ضربت أيهم في الدار ففرق بين الواقع والمنتظر وقال شيخنا أي لا تبنى الا في حالة من أحوال الموصول أو إذا كانت مناداة وفي أحوال الاستفهام كلها معربة وكذلك حال الشرطية وغير ذلك ولا يعتمد على شئ من كلام المصنف انتهى * قلت وقد عرفت انه قول سيبويه على ما نقله ابن سيده فقول شيخنا انه لا يعتمد الى آخره نظر ثم قال شيخنا وقد قال بعض لعل قوله مبنية محرفة عن مبينة بتقديم التحيتة على النون من البيان أي معربة وقيل أراد بالبناء التشديد وكله خلاف الظاهر انتهى * قلت وهو مثل ما ذكر وحيث ثبت انه قول سيبويه فلا يحتاج الى هذه التكلفات البعيدة ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ( وقد تخفف ) لضرورة الشعر ( كقوله ) أي الفرزدق : ( تنظرت نسرا والسماكين أيهما ) * على من الغيث استهلت مواطره انما أراد أيهما فاضطر فحذف ووقع في كتاب المحتسب لابن جنى تنظرت نصرا وقال اضطر الى تخفيف الحرف فحذف الياء الثانية وكان ينبغي ان يرد الياء الى الواو لان أصلها الواو ( وقد تدخله الكاف فينقل الى تكثير العدد بمعنى كم الخبرية ويكتب تنوينه نونا وفيها ) كذا في النسخ والاولى وفيه ( لغات ) يقال ( كأين ) مثال كعين ( وكيين ) بفتح الكاف وسكون الياء الاولى وكسر الياء الثانية ( وكائن ) مثال كاعن ( وكأي ) بوزن رمى ( وكاء ) مثل كاع كذا في النسخ والصواب بوزن عم قال ابن جنى حكى ذلك ثعلب اقتصر الجوهري منها على الاولى والثالثة وما عدا هما عن ابن جنى قال تصرفت العرب في هذه الكلمة لكثرة استعمالها اياها فقدمت الياء المسددة وأخرت الهمزة كما فعلت ذلك في عدة مواضع فصار التقدير كيئ ثم انهم حذفوا الياء الثانية تخفيفا كما حذفوها في ميت وهين فصار التقدير كيئ ثم انهم قلبو الياء ألفا لانفتاح ما قبلها فصارت كائن فمن قال كأين فهى أي أدخلت عليها الكاف ومن قال كائن فقد بينا أمره ومن قال كأي بوزن رمى فاشبه ما فيه انه لما أصاره التغير على ما ذكرنا الى كيئ قدم الهمزة وأخر الياء ولم يقلب الياء ألفا ومن قال كئ بوزن عم فانه حذف الياء من كيئ تخفيفا أيضا وقال الجوهري ( تقول كأين رجلا ) لقيت تنصب ما بعد كاين على التمييز ( و ) تقول أيضا كأين ( من رجل ) لقيت وادخال من بعد كاين أكثر من النصب بها وأجود وتقول بكاءين تبيع هذا الثوب أي بكم تبيع قال ذو الرمة : وكائن ذعرنا من مهارة ورامح * بلاد العد اليست له ببلاد هذا نص الجوهري قال سيبويه وقالوا كأين رجلا قد رأيت زعم ذلك يونس وكأين قد أناني رجلا الا ان أكثر العرب انما يتكلمون مع من قال ومعنى كأين رب وقال الخليل ان جرها أحد من العرب فعسى ان يجرها باضمار من كما جاز ذلك في كم وقال أيضا كأين عملت فيما بعدها كعمل أفضل في رجل فصار أي بمنزلة التنوين كما كان هم من قولهم أفضلهم بمنزلة التنوين قال وانما يجئ الكاف للتشبيه فتصير هي وما بعدها بمنزلة شئ واحد ( وأى أيضا اسم صيغ ليتوصل بها ) كذا في النسخ والصواب به ( الى نداء ما دخلته أل كيا أيها الرجل ) ويا أيها الرجلان ويا أيها الرجل ويا أيها المرأة ويا أيتها المرأتان ويا أيتها النسوة ويا أيها المرأة ويا أيها المرأتان ويا أيها النسوة وأما قوله عز وجل يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم فقد يكون على قولك يا أيها المرأة ويا أيها النسوة وأما ثعلب فقال انما خاطب النمل بيا أيها لانه جعلهم كالناس ولم يقل ادخلي لانها كالناس في المخاطبة وأما قوله يا أيها الذين آمنوا فيأتي بنداد مفرد مبهم والذين في موضع رفع صفة لايها هذا مذهب الخليل وسيبويه وأما مذهب الاخفش فالذين صفة لاى وموضع الذين رفع باضمار الذكر العائد على أي كأنه على مذهب الاخفش بمنزلة قولك يا من الذين أي يا من هم الذين وها لازمة لاى عوضا مما حذف منها للاضافة وزيادة في التنبيه وفي الصحاح وإذا ناديت اسما فيه الالف واللام أدخلت بينه وبين حرف النداء أيها فتقول يا أيها (1/8283)
الرجل ويا أيتها المرأة فأي اسم مفرد مبهم معرفة بالنداء مبنى على الضم وها حرف تنبيه وهي عوض مما كانت أي تضاف إليه وترفع الرجل لانه صفة أي انتهى قال ابن برى أي وصلة الى نداء ما فيه الالف واللام في قولك يا أيها الرجل كما كانت ايا وصلة المضمر في
اياه واياك في قول من جعل ايا اسما ظاهرا مضافا على نحو ما سمع من قول العرب إذا بلغ الرجل الستين فاياه وايا الشواب انتهى وقال الزجاج أي اسم مبهم مبنى على الضم من أيها الرجل لانه منادي مفرد والرجل صفة لاى لازمة تقول أيا الرجل أقبل ولا يجوز يا الرجل لان يا تنبيه بمنزلة التعريف في الرجل فلا يجمع بين يا وبين الالف واللام وها لازمة لاى للتنبيه وهى عوض من الاضافة في أي لان أصل أي ان تكون مضافة الى الاستفهام والخبر والمنادي في الحقيقة الرجل وأي وصلة إليه وقال الكوفيون إذا قلت يا أيها الرجل فيا نداء وأي اسم منادي وها تنبيه والرجل صفة قالوا ووصلت أي بالتنبيه فصار اسما تاما لان ايا وما ومن والذي أسماء ناقصة لا تتم الا بالصلات ويقال الرجل تفسير لمن نودي ( وأجيز نصب صفة أي فتقول يا أيها الرجل أقبل ) أجازه المازني وهو غير معروف ( وأى ككى حرف لنداء القريب ) دون البعيد تقول أي زيد أقبل ( و ) هي أيضا كلمة تتقدم التفسير ( بمعنى العبارة ) تقول أي كذا بمعنى يريد كذا نقله الجوهري وقال أبو عمرو سألت المبرد عن أي مفتوحة ساكنة الاخر ما يكون بعدها فقال يكون الذي بعدها بدلا ويكون مستأنفا ويكون منصوبا قال وسألت أحمد بن يحيى فقال يكون ما بعدها مترجما ويكون نصبا بفعل مضمر تقول جاءني أخوك أي زيد ورأيت أخاك أي زيدا ومررت بأخيك أي زيد وتقول جاء في أخوك فيجوز فيه أي زيد وأى زيدا ومررت بأخيك فيجوز فيه أي زيد أي زيدا أي زيد ويقال رأيت أخاك أي زيدا ويجوز أي زيد ( واى بالكسر بمعنى نعم وتوصل باليمين ) فيقال أي والله ( و ) تبدل منها هاء ف ( يقال هي ) كما في المحكم وفي الصحاح أي كلمة تتقدم القسم معناها بلى تقول أي وربى واى والله وقال الليث أي يمين ومنه قوله تعالى قل أي وربى والمعنى أي والله وقال الزجاج المعنى نعم وربى قال الازهري وهذا هو القول الصحيح وقد تكرر في الحديث أي والله وهى بمعنى نعم الا انها تختص بالمجئ مع القسم ايجابا لما سبقه من الاستعلام ( وابن أيا كريا محدث ) * قلت الصواب فيه التخفيف كما ضبطه الحافظ قال وهو على بن الحسين بن عبدوس بن اسمعيل بن أيا بن سيبخت شيخ ليحيى الحضرمي ( وأيا مخففا حرف نداء ) للقريب والبعيد تقول أيا زيد أقبل كما في الصحاح ( كهيا ) بقلب الهمزة هاء قال الشاعر : فانصرفت وهي حصان مغضيه * ورفعت بصوتها هيا ايه قال ابن السكيت أراد أيا ايه ثم أبدل الهمزة هاء قال وهذا صحيح لان أيا في النداء أكثر من هيا * تذنيب * وفي هذا الحرف فوائد أخل عنها المصنف ولا بأس ان نلم ببعضها قال سيبويه سألت الخليل عن قولهم أيي أيك كان شرا فأخزاه الله فقال هذا كقولك أخزى الله الكاذب منى ومنك انما يريد منا فانما أراد اينا كان شرا الا انهما لم يشتركا في أي ولكنهما أخلصاه لكل واحد منهما وفي التهذيب قال سبيويه سألت الخليل عن قوله : فأيي ما وأيك كان شرا * فسيق الى المقامة لا يراها فقال هذا منزلة قول الرجل الكاذب منى ومنك فعل الله به وقال غيره انما يريد انك شر ولكنه دعا عليه بلفظ هو أحسن من التصريح كما قال الله تعالى وانا أو اياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين وقوله فايى ما أي موضع رفع لاه اسم كان وايك نسق عليه وشرا خبرهما وقال أبو زيد يقال صحبه الله أيا ما توجه يريد أينما توجه وفي الصحاح وأي اسم معرب يستفهم بها ويجازى فيمن يعقل وفيما لا يعقل تقول أيهم أخوك وأيهم يكرمين أكرمه وهو معرفة للاضافة وقد تترك الاضافة وفيه معناها وقد تكون بمنزلة الذي فتحتاج الى صلة تقول أيهم في الدار أخوك وقد تكون نعتا للنكرة تقول مررت برجل أي رجل وأيما رجل ومررت بامرأة أية امرأة وبامرأتين أيتما امرأتين وهذه امرأة أية امرأة وامرأتان ايتما امرأتين وما زائدة وتقول في المعرفة هذا زيد ايما رجل فتنصب ايا على الحال وهذه أمة الله أيتما جارية وتقول أي امرأة جاءتك وجاءك وأية امرأة جاءتك ومررت بجارية أي جارية وجئتك بملاءة أي ملاء واية ملاءة كل جائز قال الله تعالى وما تدري نفس بأي أرض تموت وأي قد يتعجب بها قال جميل : بثين الزمى لا ان لا ان لزمته * على كثرة الواشين أي معون وقال الفراء أي يعمل فيه ما بعده ولا يعمل فيه ما قبله كقوله تعالى لنعلم أي الحزبين أحصى فرفع ومنه أيضا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون فنصبه بما بعده وأما قول الشاعر : تصيح بنا حنيفة إذ رأتنا * وأي الارض نذهب للصياح فانما نصبه لنزع الخافض يريد الى أي الارض انتهى نص الجوهري وفي التهذيب روى عن أحمد بن يحيى والمبرد قالا لاى ثلاثة أحوال تكون استفهاما وتكون تعجبا وتكون شرطا وإذا كانت استفهاما لم يعمل فيها الفعل الذي قبلها وانما يرفعها أو ينصبها ما بعدها كقول الله تعالى لنعلم أي الحزبين أحصى قالا عمل الفعل في المعنى لا في اللفظ كانه قال لنعلم أيا من أي وسيعلم أحد هذين
قالا وأما المنصوبة بما بعدها فكقوله تعالى سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون نصب أيا بينقلبون وقال الفراء أي إذا أوقعت الفعل المتقدم عليها خرجت من معنى الاستفهام وذلك ان أردته جائز يقولون لاضربن أيهم يقول ذلك وقال الفراء وأي إذا كانت (1/8284)
جزاء فهو على مذهب الذي قال وإذا كانت تعجبا لم يجاز بها لان التعجب لا يجازى به وهو كقولك أي رجل زيد وأي جارية زينب قال والعرب تقول أي وايان وايون إذا أفردوا أيا ثنوها وجمعوها وأنثوها فقالوا أية وأيتان وايات وإذا أضافوا الى ظاهر أفردوها وذكروها فقالوا أي الرجلين وأي المرأتين وأي الرجال وأي النساء وإذا أضافوا الى المكنى المؤنث ذكروا وأنثوا فقالوا أيهما وأيتهما للمرأتين وقال زهير في لغة من أنث * وزودوك اشتياقا أية سلكوا * أراد أية وجهة سلكوا فانشها حين لم يضفها وفي الصحاح وقد يحكى بأي النكرات ما يعقل وما لا يعقل ويستفهم بها وذا استفهمت بها عن نكرة أعربتها باعراب الاسم الذي هو اسنثبات عنه فإذا قيل لك مربى رجل قلت أي يافتى تعربها في الوصل وتشير الى الاعراب في الوقف فان قال رأيت رجلا قلت أيايا فتى تعرب ؟ وتنون إذا وصلت وتقف على الالف فتقول أيا وإذا قال مررت برجل قلت أي يافتى تحكى كلامه في الرفع والنصب والجر في حال الوصل الوقف وتقول في التثنية والجمع والتأنيث كما قلناه في من إذا قال جاءني رجال قلت أيون ساكنة النون وايين في النصب والجر واية للمؤنث فان وصلت وقلت اية يا هذا وآيات يا هذا نونت فان كان الاستثبات عن معرفة رفعت أيا لا غير على كل حال ولا تحكى في المعرفة فليس في أي مع المعرفة الا الرفع انتهى قال ابن برى عند قول الجوهري في حال الوصل والوقف صوابه في الوصل فقط فأما في الوقف فانه يوقف عليه في الرفع والجر بالسكون لا غير وانما يتبعه في الوصل والوقف إذا اثناه وجمعه وقال أيضا عند قوله ساكنة النون الخ صوابه ايون بفتح النون وايين بفتح النون أيضا ولا يجوز سكون النون الا في الوقف خاصة وانما يجوز ذلك في من خاصة تقول منون ومنين بالاسكان لا غير انتهى وقال الليث أيان هي بمنزلة متى ويختلف في نونها فيقال أصلية ويقال زائدة وقال ابن جنى في المحتسب ينبغى أن يكون أيان من لفظ أي لا من لفظ أين لوجهين أحدهما ان أين مكان وأيان زمان والاخر قلة فعال في الاسماء مع كثرة فعلان فلو سميت رجلا بايان لم تصرفه لانه كحمدان ثم قال ومعنى أي انها بعض من كل فهى تصلح للازمة صلاحها لغيرها إذ كان التبعيض شاملا لذلك كله قال أمية : والناس راث عليهم أمر يومهم * فكلهم قائل للدين أيانا فان سميت بايان سقط الكلام في حسن تصريفها للحاقها بالتسمية ببقية الاسماء المتصرفة انتهى وقال الفراء أصل أيان أي أوان حكاه عن الكسائي وقد ذكر في أين بأبسط من هذا وقال ابن برى ويقال لا يعرف أيا من أي إذا كان أحمق وفي حديث كعب بن مالك فتخلفنا أيتها الثلاثة هذه اللفظة تقال في الاختصاص وتختص بالمخبر عن نفسه وبالمخاطب تقول اما أنا فأفعل كذا أيها الرجل يعنى نفسه فمعنى قول كعب أيتها الثلاثة أي المخصوصين بالتخلف ( فصل الباء ) مع الواو والياء و ( بأي كسعى ) هكذا في النسخ وهو يقتضى أن يكون يائيا لان مصدره السعي والصواب كبعى كما مثله به في المحكم يبأي كيبعى ( و ) بأي يبؤو ( كدعا ) يدعو ( قليل ) انكره جماعة وفي المحكم ليست بجيدة ( بأوا ) كبعو ( وبأواء ) بالمد ويقصر ( فخر ) وأنكر يعقوب البأواء بالمد وقد روى الفقهاء في طلحة باواء وفى الصحاح قال الاصمعي البأوا لكبر والفخر يقال بأوت على القوم ابأي بأوا قال حاتم : وما زادنا بأوا على ذى قرابة * غنانا ولا أزري باحسابنا الفقر ( و ) بأي ( نفسه رفعها وفخر بها ) ومنه حديث ابن عباس فبأوت نفسي ولم أرض بالهوان ( و ) بات ( الناقة ) تبأي ( جهدت في عدوها و ) قيل ( تسامت وتعالت ) وقول الشاعر أنشده ابن الاعرابي * أقول والعيس تباء بوهد * فسره فقال أراد تبأى أي تجهد في عدوها فألقي حركة الهمزة على الساكن الذي قبلها * ومما يستدرك عليه البأو في القوافي كل قافية تامة البناء سليمة من الفساد فإذا جاء ذلك في الشعر المحز ولم يسموه بأواوان كانت قافيته قد تمت قاله الاخفش ى ( وبأيت ابأي بايا لغة في الكل ) حكاه اللحياني في باب محيت ومحوت وأخواتها * ومما يستدرك عليه بأيت الشئ أصلحته وجمعته قال فهى تبأي زادهم وتبكل * وأبأيت الاديم وأبأيت فيه جعلت فيه الدباغ عن أبي حنيفة وقال ابن الاعرابي بأي شيأ أي شقه ويقال بأي به * ومما يستدرك عليه بباب موحدتين مفتوحتين مدينة بمصر من جهة الصعيد على غربي النيل وقد وردتها ونسب إليها بعض المحدثين وتعرف ببا الكبرى والمشهور على ألسنة أهلها بكسر الموحدة وبالفتح ضبطها ياقوت * ومما يستدرك عليه ببشى بفتح الموحدة الاولى وسكون الثانية وفتح الشين المعجمة مقصور ممال بلد في كورة الاسيوطية بمصر عن ياقوت
و ( بتا بالمكان يبتو ) بتوا ( أقام ) وقد ذكر في الهمزة وبتابتوا أفصح * ومما يستدرك عليه بتوة مدينة عظيمة بالهند وقد ذكرها ابن بطوطة في رحلته وبتا بفتح فتشديد مقصور وقد يكتب بالياء أيضا من قرى النهروان من نواحى بغداد وقيل هي قرية لبنى شيبان وراء حولا قال ياقوت كذا وجدته مقيدا بخط ابن الخشاب النحوي قال ابن الرقيات : أنزلاني فاكرماني ببتا * انما يكرم كريم و ( البثاء كقباء أرض سهلة ) واحدته بثاءة عن ابن دريد وأنشد : بأرض بثاء نصيفية * تمنى بها الرمث والحيهل والبيت في التهذيب : لميث بثاء تبطنته * دميث به الرمث والحيهل (1/8285)
وأورد ابن برى هذا البيت في أماليه ونسبه لحميد بن ثور ما نصه : بميث بثاء نصيفية * دميث بها لرمث والحيهل ( أوع بعينه في بلاد بني سليم قال أبو ذؤيب يصف عيرا تحملت : رفعت لها طرفي وقد حال دونها * رجال وخيل بالبثاء تغير هكذا أنشد الجوهري قال ابن برى وأنشد المفضل : بنفسى ماء عبشمس بن سعد * عداة ثباء إذ عرفوا اليقينا ( والبثى كالى الرماد ) عن شمر ( جمع بثة ) كعزة وعزى ( وأصلها بوثة ) بكسر فسكون قال شيخنا وعليه فموضعه الثاء المثلثة لا المعتل * قلت وهو كما ذكر وقد سبقت الاشارة إليه في باث عن الازهري فانه قال بثة حرف ناقص كان أصله بوثة من باث الريح الرماد يبوثه إذا فرقه كان الرماد سمى بثة لان الريح يسفها وشاهد البثى قول الطرماح : خلا أن كلفا بتخريجها * سفاسق حول بثى جانحه أراد بالكلف الاثا في المسودة وتخريجها اختلاف ألوانها وحول بثى أراد حول رماد وقال الفراء هو الرمد والبثى يكتب بالياء ( والبثى كعلى الكثير المدح للناس و ) أيضا ( الكثر الحشم ) ووقع في نسخة اللسان الكثير الشحم ( وبثا يبثو ) بثوا ( عرق ) عن الفراء * ومما يستدرك عليه بثاء عين ماء في ديار بنى سعد بالستارين يسقى نخلا قال الازهري وقد رأيته وتوهمت انه سمى به لانه قليل يرشح فكأنه عرق يسيل قال ياقوت وقال مالك بن نويرة وكان نزل بهذا الماء على بنى سعد فسابقهم على فرس له يقال له نصاب فسبقهم فظلموه فقال : قلت لهم والشنومين بادي * ما غركم بسابق جواد يا رب أنت العون في الجهاد * إذ غاب عنى ناصر الارفاد واجتمعت معاشر الاعادي * على بثاء راهطى الاوراد وبثابه عند السلطان يبثو سبعه و ( بجاوة كزغاوة أرض النوبة منها النوق البجاويات ) وهي نوق فرهة يطاردون عليه كما يطارد على الخيل وقد جاء في شعر الطرماح : بجاوية لم تستدر حول مثبر * ولم يتحون درها ضب آفن وفي الحديث كان أسلم مولى عمر بجاويا وهو جنس من السوادان أو أرض بها السودان ( ووهم الجوهري ) حيث قال بجاء قبيلة والبجاويات من النوق منسوبة إليها ونقل ابن برى عن الربعي البجاويات منسوبة الى بجاوة قبيلة قال وذكر القزاز بجاوة وبجاوة بالضم وبالكسر ولم يذكر الفتح ويقال ان الجوهري وهم في أمور ثلاث الاول بجاء بالفتح وانما هي بجاوة بالضم أو بالكسر وأغفل المصنف الكسر وهو مستدرك عليه والثانى جعلها قبيلة وهي أرض وهذا سهل فان القبيلة قد تسمى باسم الارض والثالث نسبة النوق الى بجاء وانما هي الى الارض أو الى القبيلة وهي بجاوة ( وبجاية بالكسر ) هذا والذي بعده يائي فكان ينبغى أن يشير عليه بحرف الياء بالاحمر على عادته ( د بالمغرب ) بينه وبين افريقية وأول من اختطه الناصر بن علناس بن حماد بن زيرى بن مناذ في حدود سنة 457 بينه وبين جزائر مرغناى أربعة أيام وهو على ساحل البحر وكان قديما مينا فقط ثم بنيت المدينة وهي في لحف جبل شاهق وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بنى حماد وتسمى الناصرية باسم بانيها ( وبجية كسمية ) امرأة ( روت عن شيبة الحجبى وعنها ثابت الثمالى ) قاله الذهبي قال الحافظ حديثها في معجم الطبراني وضبطها ابن مندة في تاريخ النساء هكذا * ومما يستدرك عليه بجاوة بالكسر لغة في الضم وبجا بالكسر مقصور اسم للداهية عامية ى ( الابحاء ) أهمله الجوهري وصاحب اللسان وهو ( الانقطاع وقد أبحت على دابتي ) ابحاء أي انقطعت ووقفت كذا في التكملة و ( البخو ) بالخاء المعجمة كتبه بالحمرة وهو موجود في الصحاح قال ابن سيده هو ( الرخو ) وثمرة بخوة خاوية يمانية ( و ) في الصحاح البخو ( الرطب الردئ الواحدة بخوة ) انتهى ( وبخا غضبه ) بخوا ( سكن وفتر كباخ ) بوخا وهو مقلوب منه كذا في التكملة و ( بدا ) الامر يبدو ( بدوا ) بالفتح ( وبدوا ) كقعود وعليه اقتصر الجوهري ( وداء ) كسحاب ( وبداءة ) كسحابة ( وبدوا ) هكذا في النسخ كقعود وفيه تكرار والصواب بدا كما في المحكم وعزاه الى سيبويه أي ( ظهر وأبديته ) أظهرته كما في الصحاح وفيه اشارة الى انه يتعدي بالهمزة وهو مشهور قال شيخنا وقد قيل ان الرباعي يتعدي بعن فيكون لازما أيضا كما قاله ابن السيد في شرح أدب الكتاب انتهى
وفي الحديث من يبدلنا صفحته نقم عليه كتاب الله أس من يظهر لنا فعله الذي كان يخفيه أقنا عليه الحد ( وبداوة الشئ أول ما يدو منه ) هذه عن اللحياني ( وبادى الرأي ظاهره ) عن ثعلب وأنت بادى الرأي تفعل كذا حكاه اللحياني بغير همز معناه أنت فيما بدا من الرأي وظهر وقوله تعالى هم أراذلنا بادي الرأي أي في ظاهر الرأي كما في الصحاح قرأ أبو عمرو وحده بادئ الرأي بالهمزة وسائر القراء قرؤا بادي بغير همز وقال الفراء لا يهمز بادي الرأي لان المعين فيما يظهر لنا ويبد وقال ابن سيده ولو أراد ابتداء الرأي فهمز كان صوابا وقال الزجاج نصب بادى الرأي على اتبعوك في ظاهر الرأي وباطنهم على خلاف ذلك ويجوز أن يكون اتبعوك في ظاهر الرأي ولم يتدبروا ما قلت ولم يتدبروا فيه وقال الجوهري من همزة جعله من بدأت معناه أول الرأى ( وبدا له في ) هذا ( الامر (1/8286)
بدوا ) بالفتح ( وبداء ) كسحاب ( وبداة ) كحصاة وفي المحكم بدا له في الامر بدوا وبدا وبداء وفي الصحاح بداء ممدود اي ( نشأ له فيه رأي ) قال ابن برى بداء بالرفع لانه الفاعل وتفسيره بنشأ له فيه رأي يدلك على ذلك ومنه قول الشاعر وهو الشماخ أنشده ابن سيده : لعلك والموعود حق وفاؤه * بدا لك في تلك القلوص بداء وقال سيبويه في قوله عز وجل ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليسجننه أراد بدا لهم بداء وقالوا لسجننه ذهب الى ان موضع ليسجننه لا يكون فاعل بدا لانه جملة والفاعل لا يكون جملة وقال الازهري يقال بدا لى بدا أي تغير رأي عما كان عليه وقال الفراء بدا لى بداء ظهر لى رأي آخر وأنشد : لو على العهد لم يخنه لدمنا * ثم لم يبد لى سواه بداء ( وهو ذو بدوات ) كما في الصحاح قال ابن دريد وكانت العرب تمدح بهذه اللفظة فيقولون للرجل الحازم ذو بدوات أي ذو آراء تظهر له فيختار بعضا ويسقط بعضا أنشد الفراء : من أمر ذى بدوات ما يزال له * بزلاء يعيا بها الجثامة اللبد قال ابن دريد قولهم أبو البدوات معناه أبو الاراء التى تظهر له واحدها بداة كقطاة وقطوات ( وفعله بادي بدي ) كغنى غير مهموز ( وبادى بدو ) حكى سيبويه ( بادى بدا ) وقال لا ينون ولا يمنع القياس تنوينه وقال الفراء يقال افعل ذلك بادى بدى كقولك أول شئ وكذلك بدأة ذى بدى قال ومن كلام العرب بادى بدى بهذا المعنى الا أنه لم يهمز وأنشد : أضحى لخالي شبهي بادى بدى * وصار للفحل لساني ويدي أراد به ظاهري في الشبة لخالي وقال الزجاج معنى البيت خرجت عن شرخ الشباب الى حدا الكهولة التى معها الرأي والحجا فصرت كالفحولة التى بها يقع الاختيار ولها بالفضل تكثر الاوضاف وقال الجوهري افعل ذلك بادى بد وبادى بدى أي أولا و ( أصلها الهمز ) وانما ترك لكثرة الاستعمال ( و ) قد ( ذكرت بلغاتها ) هناك ( ويحيى بن أيوب ابن بادى ) التجيبى العلاف عن سعيد بن أبي مريم ( وأحمد بن على بن البادي ) عن دعلج وعنه الخطيب وقد سئل منه عن هذا النسب فقال ولدت أنا وأخى توأما وخرجت أولا فسميت البادي هكذا ذكره الامير قال ووجدت خطه وقد نسب نفسه فقال البادي بالياء وهذا يدل على صحة الحكاية وثبتنى فيه الانصار فعلى هذا لا يقال فيه ابن البادي فالاولى حذف الابن ( ولا تقل البادا ) نبه عليه الذهبي وقال الامير العامة تقول فيه ابن الباد ( محدثان ) * وفاته أبو البركات طلحة بن أحمد بن بادى العاقولي تفقه على الفراء ذكره ابن نقطة استدركه الحافظ على الذهبي ( والبدو والبادية والباداة ) هكذا في النسخ والصواب والبداة كما في المحكم ( والبداوة خلاف الحضر ) قيل سميت البادية بادية لبروزها وظهورها وقيل للبرية بادية لكونها ظاهرة بارزة وشاهد البدر وقوله تعالى وجاء بكم من البدو أي البادية قال شيخنا البدو مما أطلق على المصدر ومكان البدو والمتصفين بالبداوة انتهى وقال الليث البادية خلاف الحاضرة والحاضرة القوم الذين يحضرون المياه وينزلون عليها في حمراء القيظ فإذا برد الزمان ظعنوا عن اعداد المياه وبدوا طلبا للقرب من الكلام فالقوم حينئذ بادية بعد ما كانوا حاضرة ويقال لهذه المواضع التى يبتدي إليها البادون بادية أيضا وهز البوادى والقوم أيضا بوادي وفي الصحاح البداوة الاقامة في البادية يفتح ويكسر وهو خلاف الحضارة قال ثعلب لا أعرف البداوة بالفتح الا عن أبى زيد وحده انتهى وقال الاصمعي هز البداوة والحضارة بكسر الباء وفتح الحاء وأنشد : قمن تكن الحضارة أعجبته * فأي رجال بادية ترانا وقال أبو زيد بعكس ذلك وفي الحديث أراد البداوة مرة أي الخروج الى البادية روى بفتح الباء وبكسرها * قلت وحكى جماعة فيه الضم وهو غير معروف قال شيخنا وان صح كان مثلثا وبه تعلم ما في سياق المصنف من القصور ( وتبدي ) الرجل ( أقام بها ) أي بالبادية ( وتبادى تشبه بأهلها والنسبة ) الى البداوة بالفتح على رأي أبى زيد وبالكسر على رأي الاصمعي ( بداوى كسخاوي وبداوى
تم
بسمه تعالى
برنامج المعجم - الاصدار الثالث
- موضوع اصلى : تاج العروس 01 - 2 -
بالكسر ) ولو قال ويكسر كان أخصر وقال شيخنا قوله كسخاوي مستدرك فان قوله بالكسر يغنى عنه قال ثم ان هذا انما يتمشى على رأي أبى زيد الذي ضبطه بالفتح وأما على رأي غيره فانه بالكسر وقال ثعلب وهو الفصيح فالصواب أن يقول والنسبة بداوي ويفتح انتهى قال ابن سيده والبداوي بالفتح والكسر نسبتان على القياس الى البداوة والبداوة فان قلت البداوى قد يكون منسوبا الى البدو والبادية فيكون نادرا قلت إذا أمكن في الشئ المنسوب أن يكون قياسا وشاذا كان حمله على القياس أولى لان القياس أشيع وأوسع ( و ) النسبة الى البدو ( بدوى محركة ) وهى ( نادرة ) قال التبريزي كأنه على غير قياس لان القياس سكون الدال قال والنسب يجئ فيه أشياء على هذا النحو من ذلك قولهم فرس رضوية منسوبة الى رضوى والقياس رضوية * قلت وقد جاء ذلك في الحديث لا تجوز شهادة بدوى على صاحب قرية قال ابن الاثير وانما كره ذلك لما في البدوى من الجفاء في الدين والجهالة بأحكام الشرع ولانهم في الغالب لا يضبطون الشهادة على وجهها قال واليه ذهب مالك والناس على خلافه ( وبدا لقوم بدا ) كذا في النسخ والصواب بدوا كما هو نص الصحاح ومثله بقتل قتلا ( خرجوا الى البادية ) ومنه الحديث من بدا جفا أي من نزل البادية صار فيه جفاء الاعراب كما في الصحاح وفي حديث آخر كان إذا اهتم لشئ بدا أي خرج الى البدو قال ابن الاثير يشبه أن (1/8287)
يكون يفعل ذلك ليبعد عن الناس ويخلو بنفسه ومنه الحديث كان يبدوا لى هذه التلاع وفي حديث الدعاء فان جار البادي يتحول وهو الذى يكون في البادية ومكته المضارب والخيام وهو غير مقيم في موضعه بخلاف جار المقام في المدرو يروى النادي بالنون وفي الحديث لا يبع حاضر لباد وقوله تعالى ودوا لو أنهم بادون في الاعراب أي ودوا انهم في البادية قال ابن الاعرابي انما يكون ذلك في ربيعهم والا فهم حضار على مياههم ( وقوم بدى ) كهدى ( وبدى ) كغزى ( بادون ) أي هما جمعا باد ( وبدوتا الوادي جانباه ) عن أبي حنيفة ( والبدا مقصورا السلح ) وهو ما يخرج من دبر الرجل ( وبدا ) الرجل ( انجى فظهر نجوه من دبره كأبدى ) فهو مبد لانه إذا أحدث برز من البيوت ولذا قيل له المتبرز أيضا وهو كناية ( وبدا الانسان ) مقصورا ( مفصله ج ابداء ) وقال أبو عمرو الابداء المفاصل واحدها بدا وبدء بالضم مهموزا وجمعه بدوء بالضم كقعود ( والبدى كرضى ووادى البدي ) كرضي أيضا ( وبدوة وبدا ودارة بدوتين مواضع ) أما لاول فقرية من قرى هجر بين الزرائب والحوضتين قال لبيد : جعلن حراج القرنتين وعالجا * يمينا ونكبن البدى شماليا وأما الثاني فواد لبنى عامر بنجد ومنه قول امرئ القيس * فوادى البدى فانتحى لاريض * وأما الثالث فجبل لبنى العجلان بنجد قال عامر بن الطفيل : فلا وأبيك لا انسى خليلي * ببدوة ما تحركت الرياح وقال ابن مقبل : الا يا لقومي بالديار ببدوة * وانى مراح المرء والثيب شامل وأما الرابع فواد قرب أيلة من ساحل البحر وقيل بوادي القرى وقيل وبوادي عذرة قرب الشام كان به منزل على بن عبد الله بن عباس وأولاده قال الشاعر : وأنت التى حببت شغبا الى بدا * الى وأوطاني بلاد سواهما حللت بهذا حلة ثم حلة * بهذا فطاب الواديان كلاهما وأما الخامس فهما هضبتان لبنى ربيعة بن عقيل بينهما ماء ( وبادى ) فلان ( بالعداوة جاهر ) ( كتبادى ) نقله الجوهري ( البداة ) كقطاة ( الكمأة وبدأت وقد بديت الارض فيهما كرضيت ) انبتتها أو كثرت فيها ( وبادية بنت غيلان الثقيفة ) التى قال عنها هيت المخنث تقبل بأربع وتدبر بثمان ( صحابية ) تزوجها عبد الرحمن بن عوف وأبوها اسلم وتحته عشر نسوة ( أو هي ) بادنة ( بنون بعد الدال ) وصححه غير واحد * ومما يستدرك عليه البدوات والبداآت الحوائج التى تبدو لك وبداآت العوارض ما يبدو منها واحدها بداءة كسحابة وبدى تبدية أظهره ومنه حديث سلمة بن الاكوع ومعى فرس أبى طلحة أبديه مع الابل أي أبرزه معها الى موضع الكلاء وبادى الناس بأمره أظهره لهم وفي حديث البخاري في قصة الاقرع والابرص والاعمى بدا لله عز وجل أن يقتلهم أي قضى بذلك قال ابن الاثير وهو معنى البداء هنا لان القضاء سابق والبداء استصواب شئ علم بعد أن لم يعلم وذلك على الله غير جائز وقال السهيلي في الروض والنسخ للحكم ليس ببدء كما توهمه الجهلة من الرافضة واليهود وانما هو تبديل حكم بحكم يقدر قدره وعلم قد تم علمه قالو قد يجوز ان يقال بدا له ان يفعل كذا ويكون معناه أراد وبه فسر حديث البخاري وهذا من المجاز الذى لا سبيل الى اطلاقه الا باذن من صاحب الشرع وبدانى بكذا يبدوني كبدأنى قال الجوهري وربما جعلوا بادى بدى اسما للداهية كما قال أبو نخيلة : وقد علتتى ذرأة بادى بدى * ورثية تنهض بالتشدد * وصار للفحل لساني ويدى
قال وهما اسمان جعلا اسما واحدا مثل معدى كرب وقالى قلا والبدى كغنى الاول ومنه قول سعد في يوم الشورى الحمد لله بديا والبدى أيضا البادية وبه فسر قول لبيد : غلب تشذر بالدخول كأنها * جن البدى رواسيا أقدامها والبدى أيضا البئر التى ليست بعادية ترك فيها الهمز في أكثر كلامهم وقد ذكر في الهمزة ويقال أبديت في منطقك أي جرت مثل أعديت ومنه قولهم السلطان ذو عدوان وذو بدوان بالتحريك فيهما كما في الصحاح * قلت وفي الحديث السلطان ذو عدوان وذو بدوان أي لا يزال يبدو له رأي جديد والبادية القوم البادون خلاف الحاضرة كالبدور المبدي خلاف المحضر نقله الجوهري وقال الازهري المبادي هي المناجع خلاف المحاضر وقوم بداء كرمان بادون قال الشاعر : بحضرى شاقه بداؤه * لم تلهه السوق ولا كلاؤه وقد يكون البدو اسم جمع لباد كركب وراكب وبه فسر قول ابن احمر : جزى الله قومي بالابلة نصرة * وبدوا لهم حول الفراض وحضرا والبدية كغنية ماءة على مرحلتين من حلب بينها وبين سلمية قال المتنى : وأمست بالبدية شفرتاه * وأمسى خلف قائمة الخبار والبادية قرى باليمامة والبداء بالكسر لغة في الفداء وتبدى تفدى هكذا ينطق به عامة عرب اليمن والمبارزة والمكاشفة وبادى بينهما قايس كما في الاساس ى ( بديت بالشئ ) بفتح الدال ( وديت به ) بكسرها أي ( ابتدأت ) لغة للانصار نقله الجوهرى وأنشد لعبد الله بن رواحة : باسم الاله وبه بدينا * ولو عبدنا غيره شقينا * وحبذا ربا وحب دينا (1/8288)
قال ابن برى قال ابن خالويه ليس أحد يقول بديت بمعنى بدأت الا الانصار والناس كلهم بديت وبدأت لما خففت الهمزة كسرت الدال فانقلبت الهمزة ياء قال وليس هو من بنات الياء انتهى * قلت فإذا اشارة المصنف عليه بالياء منظور فيه وقد أشار إليه شيخنا أيضا فقال هو من المهموز وخفف في بعض الاحاديث فذكره هنا استطرادا وفيه ايهام انه بالياء أصل وقد تعقبوه انتهى وبقى عليه البداية ككتابة قال المطرزى هي لغة عامية وعدها ابن برى من الاغلاط وقال ابن القطاع بل هي لغة أنصارية وقد أسلفنا ذكره في الهمزة و ( البذي كرضى الرجل الفاحش وهي بالهاء ) يقال هو بذى اللسان وهى بذيته ( وقد بذو ) ككرم ( بذاء ) كسحاب ( و ) قال الجوهري أصله ( بذاءة ) فحذفت لان مصادر المضموم انما هي بالهاء مثل خطب خطابة وقد تحذف مثل جمل جمالا انتهى قال ابن برى صوابه بذاوة بالواو لانه من بذو وأما بذاءة بالهمز فانها مصدر بذؤ بالهمز وهما لغتان وقد ذكر في الهمز ( وبذوت عليهم ) وأبذيت عليهم كما في الصحاح قال وأنشد الاصمعي لعمرو بن جميل الاسدي : مثل الشييخ المقذ حر الباذى * أو في رباوة يباذى قال ابن برى وفي المصنف بذوت على القوم ( وأبذيتهم من البذا ) كسحاب ( وهو الكلام القبيح ) والفحش وفي حديث فاطمة بنت قيس بذت على احمائها وكان في لسانها بعض البذاء ( وبذوة ) اسم ( فرس ) عن ابن الاعرابي وأنشد : لا أسم الدهر رأس بذوة أو * تلفى رجال كأنها الخشب وقال غيره هي فرس عباد بن خلف وفي الصحاح بذو فرس لابي سراج قال فيه : ان الجياد على العلات متعبة * فان ظلمناك بذو اليوم فاظلم قال ابن برى الصواب بذوة اسم فرس ( لابي سواج ) الضبى ( وغلط الجوهري فيه غلطتين وفي انشاده البيت غلطتين ) أما الغلطتان الاوليان فانه قال بذو اسم فرس والصواب بذوة وقال لابي سراج والصواب لابي سواج ووقع في بعض النسخ سراج وهو غلط أيضا وأما الغلطتان في انشاد البيت فانه قال فان ظلمناك بفتح الكاف كما هو في سائر النسخ من الصحاح ووجد هكذا بخطه والصواب بكسر الكاف لانه يخاطب فرسا أنثى وقال فاظلم والصواب فاظلمى باثبات الياء في آخره * قلت ووجدت غلطة ثالثة في انشاد البيت وهو انه ضبط بذو اليوم بضم الواو كما وجد بخطه والصواب بفتحها على الترخيم ورام شيخنا ان يتعقب المصنف فلم يفعل شيأ قال صاحب اللسان ورأيت حاشية في اماني ابن برى منسوبة الى معجم الشعراء للمرزباني قال أبو سواج الضبى اسمه الابيض وقيل عباد بن خلف أحد بنى عبد مناة بن بكر بن سعد جاهلي قال سابق صرد بن جمرة بن شداد اليربوعي وهو عم مالك ومتمم ابني نويرة اليربوعي فسبق أبو سواج على فرس له تسمى بذوة وفرس صرد يقاله القطيب فقال أبو سواج في ذلك : أ لم تر أن بذوة إذ جرينا * وجد الجد منا والقطيبا كان قطيبهم يتلو عقابا * على الصلعاء وازمة طلوبا فسرى الشر بينهما الى ان احتمال أبو سواج على صرد فسقاه منى عبده فانتفخ ومات وقال أبو سواج في ذلك : حا حئ بيربوع الى المنى * حا حأة بالشارق الخصى في بطنه جارية الصبى * وشيخها اشمط حنظلى فبنو يربوع بعيرون بذلك وقالت الشعراء فيه فاكثروا فمن ذلك قول الاخطل : تعيب الخمر وهى شراب كسرى * ويشرب قومك العجب العجيبا منى العبد عبد أبي سواج * أحق من المدامة أن تعيبا
( وابذى بن عدى ) بن تجيب ( كابزى ) من ولده جماعة من أهل العلم ومن مواليه جماعة منهم عبد الرحمن بن يحنس المصرى كان عريفا على موالى بنى تجيب وهو الذي تولى قتال ابن الزبير مدة كذا في الاكمال وهو ينتسب الى تجيب فان أم عدى هي تجيب بنت ثوبان بن سليم بن مذحح ( وحسن بن محمد بن باذى ) بفتح الذال ( محدث ) كذا في النسخ وفي التكملة الحسين بن محمد بن باذي بكسر الذال فتأمل هو محدث مصرى روى عن كاتب الليث وعنه سلمين بن أحمد الملطى ذكره الامير ( وبذية بن عياض ) بن عقبة ابن السكون ( كعلية ) وضبطه الحافظ كغنية وذكر أولاده سبرة وصفى وقادح النار ومن ولده عاصم بن أبي بردعة ولى شرطة الرى في زمن أبى حعفر قال واختلف في بذية مولاة ميمون فقال يونس عن ابن شهاب كعلية حكاه أبو داود في السنن والاكثرون على انه بضم النون وسكون الدال المهملة وفتح الموحدة وزاد معمر فيه فتح النون أيضا * ومما يستدرك عليه أبذيت عليهم أفحشت والمباذاة المفاحشة قال الشاعر : ابذى إذا بوذيت من كلب ذكر * ومنه قول الراجز * أوفي على رباوة يباذى * وذى الرجل كسمع لغة في بذو نقله صاحب المصباح وبذا الرجل ساء خلقه وابذى جاء بالبذاء و ( البرة كثبة الخلخال ) حكاه ابن سيده فيما يكتب بالياء وفي الصحاح كل حلقة من سوار وقرط وخلخال وما أشبهها برة ( ج براة ) هكذا في النسخ والصواب بالتاء المطولة كما هو نص المحكم والصحاح ( وبرين ) بالضم ( وبرين ) بالكسر وأنشد الجوهرى * وقعقعن الخلاخل والبرينا * (1/8289)
( و ) البرة ( حلقة في أنف البعير ) وقال اللحيانى من صفر أو غيره وقال ابن جنى من فضة أو صفر تجعل في أنفها إذا كانت رقيفة معطوفة الطرفين قال شيخنا كأنهم يقصدون بها لزينة أو التذليل ( أو ) تجعل ( في لحمة أنفه ) وهو قول اللحيانى وقال الاصمعي تجعل في أحد جانبى المنخرين قال وربما كانت البرة من شعر فهى الخزامة كما في الصحاح والجمع كالجمع على ما يطرد في هذا النحو وحكى أبو على في الايضاح بروة وبرى وفسرها بنحو ذلك وهذا نادر وقال الجوهري قال أبو على وأصل البرة بروة لانها جمعت على برى كقرية وقرى قال ابن برى لم يحك بروة في برة غير سيبويه وجمعها برى ونظيرها قرية وقرى ولم يقل أبو على ان أصل برة بروة لان أول برة مضموم وأول بروة مفتوح وانما استدل على ان لام برة واو بقولهم بروة لغة في برة انتهى * قلت وقال بعضهم عند قول الجوهري وأصل البرة بروة الصواب أصلها بروة بالضم كخصلة وخصل وغرفة وغرف ( وبرة مبروة ) أي معمولة ( وبراه الله يبروة بروا خلقه ) قال شيخنا صرحوا بأنه مخفف من الهمزة * قلت قال ابن الاثير ترك فيها الهمز تخفيفا ومنه البرية للخلق ( وبروتها ) أي الناقة ( جعلت في أنفها برة ) حكاه ابن جنى ( كابريتها ) قال الجوهرى وقد خششت الناقة وعرنتها وخزمتها وزممتها وخطمتها وأبريتها هذه وحدها بالالف إذا جعلت في أنفها البرة ( فهى ) ناقة ( مبراة ) قال الشاعر وهو الجعدي : فقربت مبراة تخال ضلوعها * من الماسخيات القسى الموترا انتهى وفى حديث سلمة بن سحيم ان صاحبا لنا ركب ناقة ليست بمبراة فسقط فقال النبي صلى الله عليه وسلم غرر بنفسه ( و ) بروت ( السهم العود والقلم ) أي ( نحتها ) لغة في بريت عن ابن دريد والياء أعلى وقائل هذا يقول هو يقول البر * ومما يستدرك عليه البروة نحاتة القلم والعود والصابون ونحو ذلك وكفر البروة محركة قرية بمصر من المنوفية وقد دخلتها وبرا يبرو كدعا يدعو لغة قبيحة في برأ يبرؤ وقول بشار * فز بصبر لعل عينك تبرو * أي تبرؤ قيل هو من تداخل اللغتين على ما ذكره أبو جعفر اللبلى في بغية الامال وأوردناه في رسالتنا الصرفية ( ى ) برى السهم يبريه بريا وابتراه ) أي ( نحته ) قال طرفة : من خطوب حدثت أمثالها * تبترى عود القوى المستمر ( وقد انبرى وسهم برى مبرى ) فعيل بمعنى مفعول ( أو كامل البرى ) وفي التهذيب هو السهم المبرى الذى قد أتم بريه ولم يرش ولم ينصل والقدح أول ما يقطع يسمى قطعا ثم يبرى فيسمى بريا فإذا قوم وانى له أن يراش وان ينصل فهو قدح فإذا ريش وركب نصله صار سهما ( والبراء كشداد صانعه وأبو العالية ) زياد بن فيروز البصري البراء قيل له ذلك لانه كان يبرى النبل توفي في شوال سنة تسعين وذكره المصنف أيضا في رى ج ( وأبو معشر ) يوسف بن يزيد العطار البصري أيضا يعرف بالبراء لانه كان يبرى المغازل وقيل كان يبرى العود الذى يتبخر به لانه كان عطارا واقتصر الذهبي على ذكر هذين وزاد الحافظ حماد بن سعيد البراء المازنى روى عن الاعمش وأذينة البراء ذكرهما ابن نقطة ( والبراءة ) بالتشديد والمد ( والمبراة كمسحاة السكين يبرى بها القوس ) عن أبي حنيفة وفي الصحاح المبراة الحديدة التى يبرى بها قال الشاعر * وأنت في كفك المبراة والسفن * انتهى والسفن ما ينحت به الشئ ومثله قول جندل الطهوى :
إذ صعد الدهر على عفراته * فاجتاحها بشفرتي مبراته ( والبراء والبراية بضمهما النحاتة ) وما بريت من العود قال أبو كبير الهذلى : ذهبت بشاشته وأصبح واضحا * حرق المفارق كالبراء الاعفر أي الابيض قال ابن جنى همزة البراء بدل من الياء لقولهم في تأنيثه البراية وقد كان قياسه إذ كان له مذكر أن يهمز في حال تأنيثه فيقال براءة ألا تراهم لما جاؤا بواحد العباء والعظاء على تذكيره قالوا عباءة وعظاءة فهمزوا لما بنوا المؤنث على مذكره وقد جاء نحو البراء والبراية غير شئ قالوا الشقاء والشقاوة ولم يقولوا الشقاءة وكذلك الرجاء والرجاوة ( وناقة ذات براية ) بالضم ( أيضا ) أي ( ذات شحم ولحم أو ) ذات ( بقاء على السير ) وقيل هي قوية عند برى السير اياه ويقال بعير ذو براية أي باق على السير فقط قال الاعلم الهذلى يصف ظليما على حت البراية زمخرى ال * - سواعد ظل في شرى طوال قال اللحيانى وقال بعضهم برايتهما بقية بدنهما وقوتهما ( وبراه السفر يبريه بريا هزله ) عن اللحياني وفي الصحاح بريت البعير أيضا إذا حسرته واذ هبت لحمه * قلت ومنه قول الاعشى : بأدماء حرجوج بريت سنامها * بسيرى عليها بعد ما كان تامكا وفي حديث حليمة السعدية أنها خرجت في سنة حمراء قد برت المال أي هزلت الابل وأخذت من لحمها والمال أكثر ما يطلقونه على الابل ( والبرى ) كفتى ( التراب ) يقال في الدعاء على الانسان بفيه البرى ومنه قولهم بفيه البرى وحمى خيبر أو شر ما يرى فانه خيسرى ومنه حديث على زين العابدين اللهم صل على محمد عدد الثرى والورى والبرى وأنشد الجوهري لمدرك بن حصن الاسدي * بفيك من سار الى القوم البرى * ( والبارى ) البارياء الحصير المنسوج وقد ذكر ( في ب ور وبرى ع ) قال تأبط شرا : ولما سمعت العوص تدعو تنفرت * عصا فير رأسي من برى فعوانيا ( وانبرى له ) أي ( اعترض ) له نقله الجوهرى ( و ) قال ابن السكيت ( تبريت لمعروفه ) تبريا أي ( تعرضت ) له * قلت وكذلك تبريته (1/8290)
وأنشد الفراء لخوات بن جبير نسبه ابن برى لابي الطمحان القيني : وأهلة ود قد تبريت ودهم * وأبليتهم في الحمد جهدي ونائلى ( وباراه ) مباراة ( عارضه ) وذلك إذا افعل مثل ما يفعل يقال فلان يبارى الريح سخاء ( و ) بارى ( امرأته صالحها على الفراق ) وقد تقدم له ذلك في الهمزة بعينه ( وتباريا تعارضا ) وفعل مثل ما يفعل صاحبه وفي الحديث نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل كل هما المتعارضان بفعلهما ليعجز أحدهما الاخر بصنيعه وانما كرهه لما فيه من المباهاة والرياء ( والبرية ) الخلق وأصله الهمز والجمع البرايا والبريات قال الفراء فان أخذت البرية من البرى وهو التراب فأصله غير الهمز تقول منه براه الله يبروه بروا أي خلقه كما في الصحاح هذا إذا لم يهمزو من ذهب الى ان أصله الهمز أخذه من برأ الله الخلق يبرؤهم أي خلقهم ثم ترك فيها الهمز تخفيفا قال ابن الاثير ولم نستعمل مهموزة وقوله ( في الهمز ) احالة فاسدة لانه لم يذكرها هناك ( وابرى ) الشئ ( أصابه ) البرى أي ( التراب و ) أبرى ( صادف قصب السكر وابن بار شاعر ) هو أبو الجوائز الحسن بن على بن بارى الواسطي قال الامير أحد الادباء له ترسل مليح وشعر جيد سمعت منه كثيرا * ومما يستدرك عليه يقال هو من رايتهم بالضم أي من خشارتهم ومطر ذو براية يبرى الارض ويقشرها وبرى له بريا عرض له والمباراة المجاراة والمسابقة وذو البرة هو كعب بن زهير بن تيم التغلبي وبرى قرية بمصر من الشرقية ومنها شيخنا الفقيه المحقق أبو أحمد عيسى بن أحمد بن عيسى بن محمد الزبير البراوي الشافعي رحمه الله تعالى توفى في 4 رجب 1182 ومنية برى كالى قرية أخرى بمصر وكوم برى كهدى قرية بالجيزة وبارى اسم لثلاث قرى بالهند وأيضا قرية من أعمال كلواذا من نواحى بغداد وكان بها بساتين ومنتزهات يقصدها أهل البطالة قال الحسين بن الضحاك الخليع : أحب الفئ من نخلات بارى * وجوسقها المشيد بالصفيح قال شيخنا نقلا عن السهيلي في الروض أثناء غزوة بدر نقلا عن الغريب المصنف انه يقال ابرنتيت بالراء وبالزاى أي تقدمت وأغفله المصنف في المادتين وفي النون * قلت هو افعنليت من برت أو برت فتأمل و ( بزو الشئ عدله ) يقال أخذت بز وكذا وكذا أي عدل ذلك ونحو ذلك نقله الجوهري ( والباز والبازى ) قال ابن برى قال الوزير باز وباز وبأز وبازى على حد كرسى ( ضرب من الصقور ) التى تصيد قال شيخنا الاول موضعه الزاي وقد تقدم قال ابن سيده ( ج بواز وبزاة و ) زاد غيره ( أبؤز وبؤوز وبيزان ) قال شيخنا هذه جموع لباز ومحلها في الزاى واما بواز على فواعلى فهو جمع لباز على فاعل ولا يصح كونه جمعا لباز لانه فعل والمصنف كثيرا ما يخلط
في ذلك لعدم المامه بالتصريف * قلت قد تقدم ذلك للمصنف في الزاي قال الباز البازى جمعه أبواز وبيزان وجمع البازى بزاة وقال في البأز بالهمز جمعه أبؤز وبؤوز وبئزان عن ابن جنى وذهب الى أن همزته مبدلة من ألف لقربها منها واستمر البدل في أبؤز وبئران كما استمر في أعياد وقال في المحتسب حدثنا أبو على قال قال أبو سعيد الحسن بن الحسين يقال باز وثلاثة أبواز فإذا كثرت فهى البيزان وقالوا باز وبواز وبزاة فباز وبزاة كغاز وغزاة وهو مقلوب الاصل الاول انتهى فقول شيخنا لا يخلو عن نظر وتأمل ( كأنه من بزا يبز وإذا تطاول ) وهو المفهوم من سياق الجوهري زاد الازهري وابن سيده ( وتأنس ) ولذلك قال ابن جنى ان البار فلع منه ( و ) بزا ( الرجل ) يبزوه بزوا ( قهره وبطش به ) قال ابن خالويه ومنه سمى البازى ونقله الازهري عن المؤرج وقال الجعدى : فما بزيت من عصبة عامرية * شهدنا لها حتى نفوز وتغلبا أي ما غلبت ( كابزى به ) نقله الجوهري قال ومنه هو مبز بهذا الامر أي قوى عليه ضابط له قال الشاعر : جارى ومولاى لا يبزى حريمهما * وصاحبى من دواهي الشر مصطحب وقال أبو طالب يعاتب قريشا في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ويمدحه : كذبتم وحق الله يبزى محمد * ولما يطاعن دونه ونناضل قال شمر معناه يقهر ويستذل قال وهذا من باب ضررته وأضررت به وأراد لا يبزى فحذف لا من جواب القسم وهى مرادة أي لا يقهر ولم نقاتل عنه وندافع ( والبزاء انحناء في الظهر عند العجز ) في أصل القطن ( أو اشراف وسط الظهر على الاست أو خروج الصدر ودخول الظهر ) وعليه اقتصر الجوهري ( أو أن يتأخر العجز ويخرج بزى ) الرجل ( كرضى ) يبزى ( وبزا كدعا يبزو ) بزا وبزوا ( فهو أبزى وهى بزواء ) قال كثير رأتنى كاشلاء اللحام بعلها * من الحى أبزى منحن متباطن وأنشد ابن برى للراجز * أقعس ابزى في استه تأخير * وربما قيل هو ابزى ابزخ كالعجوز البزواء والبزخاء للتى إذا مشت كأنها راكعة قال الشاعر : بزواء مقبلة بزخاء مدبرة * كأن فقحتها زق به قار وقيل البزواء من النساء التى تخرج عجيزتها ليراها الناس وفي التهذيب اما البزا فكأن العجز خرج حتى أشرف على مؤخر الفخذين وقال في موضع آخر والبزا أن يستقدم الظهر ويستأخر العجز فتراه لا يقدر أن يقيم ظهره ( وتبازى رفع عجزه ) كما في الصحاح وقيل حرك عجزه في المشى ومنه حديث عبد الرحمن جبير لا تباز كتبازى المرأة وقيل معناه لا تنحن لكل أحد وقال عبد الرحمن بن حسان : سائلامية هل نبهتها * آخر الليل بعرد ذي عجر : (1/8291)
فتبازت فتبازخت لها * جلسة الجاز ويستنحى الوتر تبازت أي رفعت مؤخرها ( كابزى ) كما في الصحاح وأنشد الليث : لو كان عيناك كسيل الراويه * إذا لا بزيت بمن أبزى بيه وقال أبو عبيد الابزاء أن يرفع الرجل مؤخرة ( و ) تبازى ( وسع الخطو و ) أيضا ( تكثر بما ليس عنده وبزوان ) اسم ( رجل ) كما في الصحاح ( والبزواء أرض بين الحرمين ) بين غيقة والجار شديدة الحر قال كثير عزة : لا بأس بالبزواء أرضا لو انها * تطهر من آثارهم فتطيب وقال آخر : لولا الاماصيح وحب العشرق * لمت بالبزواء موت الخرنق وقال آخر : لا يقطع البزواء الا المقحد * أو ناقة سنامها مسرهد قال شيخنا ولعله الصواب وان ضبطه بعض الرحالين فقال هي البزوة وقاع البزوة وقاع البزوة وهو منزل الحاج بين بدر ورابغ لاماء به * قلت وذكر الشيخ شمس الدين بن الظهير الطرابلسي في مناسكه ثم يحمل الماء من بدر الى رابغ وبينهما خمس مراحل الاولى قاع البزوة الى أسفل عقبة وادى السويق ( والابزاء الارضاع وهذا بزيى ) أي ( رضيعى وعبد الرحمن بن أبزى تابعي ) كوفى روى عن أبي بن كعب وعنه ابنه سعيد بن عبد الرحمن ( وابراهيم بن ) محمد بن ( باز ) الاندلسي ( محدث ) من أصحاب سحنون تقدم ذكره في الزاى ( وعياض بن ) بزوان ) كذا في النسخ والصواب عباس بن بزوان الموصلي وهو ( محدث م ) كما في التبصير ( وفضيل بن بزوان ) ظاهر سياقه انه بالفتح والصواب بالتحريك كما قيده الحافظ وهو ( زاهد قتله الحجاج ) حكى عنه ميمون بن مهران * ومما يستدرك عليه البزاء الصلف عن ابن الاعرابي وبزى بالقوم كعنى غلبوا والبزوان بالتحريك الوثب كما في الصحاح وقال ابن خالويه البزة الفار وأيضا الذكر وأحمد بن عبد السيد بن شعبان بن بزوان الشاعر الفاضل من أمراء الكامل يعرف بالصلاح الاربلي له أخبار وأبو الحسن بن أبي بكر بن بزوان حدث بالموصل ذكره منصور بن سليم وعزيزة بنت عثمان بن طرخان بن بزوان كتب عنها الدمياطي في معجمه وبنو البازى من قبائل عك باليمن منهم شيخنا المقرئ الصالح اسمعيل بن محمد البازى الحنفي امام جامع الاشاعرة بزبيد ى ( بسيان بالضم ) أهمله الجوهري وقال أبو سعيد هو ( جبل ) دون وجرة الى طخفة وأنشد لذى الرمة : سرت من منى جنح الطلام فأصبحت * ببسيان أيديها مع الفجر تلع
وقال نصر موضع فيه برك وأنهار على أحد وعشرين ميلا من الشبيكة بينها وبين وجرة * ومما يستدرك عليه البسية كعنية المرأة الانسة بزوجها عن ابن الاعرابي و ( بشا كدعا ) أهمله الجوهري وقال ابن الاعرابي أي ( حسن خلقه ) كذا في التكملة و ( بصا كدعا ) أهمله الجوهري وقال الفراء أي ( استقصى على غريمه و ) قال أبو عمرو ( البصاء بالكسر ) والمد ( استقصاء الخصاء و ) قال اللحيانى يقال ( خصاه الله وبصاه ولصاه و ) حكى أيضا ( خصى بصى ) ولم يفسر بصيا قال ابن سيده وأراه اتباعا ( و ) يقال ( ما في الرماد بصوة أي شررة ولا جمرة ) * قلت والعامة تقول بصة فيحذفون الواو ( وبصوة ع ) قال أوس بن حجر * من ماء بصوة يوما وهو مجهود * ى ( بضى كربى وهدى ) أهمله الجوهري الصاغانى وهي ( بيلاد بجيلة أو واد ) * ومما يستدرك عليه بضى إذا قام بالمكان عن ابن الاعرابي ى ( الباطية ) اناء قيل هو معرب وهو ( الناجود ) كما في الصحاح وأنشد : قربوا عودا وباطية * فبذا أدركت حاجتيه وقال الازهري الباطية من الزجاج عظيمة تملاء من الشراب وتوضع بين الشرب يغرفون منها ويشربون وقال ابن سيده أنشد أبو حنيفة : انما لقحتنا باطية * جونة يتبعها برزينها ( وحكى سيبويه البطية بالكسر ) قال ابن سيده ( ولا علم لى بموضوعها الا أن يكون أبطيت لغة في أبطأت ) كاحبنطيت في احبنطأت فتكون هذه صيغة الحال من ذلك ولا يحمل على البدل لان ذلك نادر هذا نص المحكم ولما ظن شيخنا ان هذا من كلام المجد فقال عند قوله ولا علم لى الخ هو من قصوره وكلام سيبويه صحيح وقد قال الزمخشري والميداني عند قولهم غاط بن باط ان باط كقاض من بطا يبطو إذ اتسع ومنه الباطية لهذا الناجود والمصنف لقصوره أراد مراماة الامام سيبويه بما لا وقوف له عليه وقال عند قوله الا أن يكون أبطيت لغة الخ في الصحاح والفصيح وجامع اللغة للقزاز وغيرها من أمهات اللغة انه لا يقال أبطيت بالياء بل أبطأت بالهمز فلا يخرج كلام سيبويه عليه لانه الامام المرجوع في علوم الفصاحة إليه و ( بظا لحمه يبظو بظوا ) كثر و ( اكتنز وتراكب ) ويقال لحمه خظا بظا وأصله فعل كما في الصحاح وقال الاغلب * خاظى البضيع لحمه خظا بظا * جعل بظا صلة لخظا وهو توكيد لما قبله ( والبطاء بالضم لحمات متراكبات ) عن ابن الاعرابي ( وخطيت المرأة ) عند زوجها ( وبظيت اتباع ) له لانه ليس في الكلام ب ظ ى وبظوان كسحبان اسم مرجل و ( البعو الجناية والجرم وقد بعا كنهى ودعا ورمى ) بعوا وبعيا ولا يظهر وجه لقوله كنهى مع قوله ورمى لانهما واحد الا أن يقال لاختلافهما في المضارع دون الماضي والمصدر فيقال بعاه يبعاه كنهاه ينهاه وبعاه يبعيه كرماه يرميه فتأمل يقال بعا الذنب يبعاه ويبعوه بعوا إذا اجترمه واكتسبه وأنشد الجوهرى لعوف بن الاحوص الجعفري : (1/8292)
وابسالي بنى بغير جرم * بعوناه ولا بدم مراق وفي المحكم بغير بعو جرمناه وقال ابن برى البيت لعبد الرحمن بن الاحوص وقال ابن سيده في ترجمة بعى بالياء بعيت أبعى مثل اجترمت وجنيت حكاه كراع قال والاعرف الواو * قلت فكان ينبغى للمصنف أن يفرد ترجمة بعيت عن بعوت ويشير عليها بالياء كما هي عادته ( و ) البعو ( العارية أو ) هو ( أن تستعير ) من صاحبك ( كلبا تصيد به ) وهو قول الاصمعي ( أو ) تستعير ( فرسا تسابق عليه كالاستبعاء ) قال الكميت : قد كادها خالد مستبعيا حمرا * بالوكت تجرى الى الغايات والهضب أي مستعيرا ويقال استبعى منه أيضا ( وأبعاه فرسا أخبله ) ويقال أبعنى فرسك أي أعرينه ( وبعاه بعوا قمره وأصاب منه ) قال الشاعر : صحا القلب بعد الالف وارتد شأوه * وردت عليه ما بعته تماضر ( و ) بعاه ( بالعين ) بعوا ( أصابه بها ) عن اللحياني ( و ) قال ابن الاعرابي بعا ( عليهم شرا ) بعوا ( ساقه ) واجترمه قال ولم أسمعه في الخير * ومما يستدرك عليه المبعاة مفعلة من بعاه إذا قمره قال راشد بن عبد ربه : سائل بنى السيدان لاقيت جمعهم * ما بال سلمى وما مبعاة ميشار ميشار اسم فرسه و ( بغا الشئ بغو انظر إليه كيف هو ) واوية يائية ( والبغو ما يخرج من زهر ) القتاد الاعظم الحجازى كذلك ما يخرج من زهر ( الرفط والسلم والبغوة الطلعة ) حين ( تنشق فتخرج بيضاء ) رطبة ( و ) أيضا ( الثمرة قبل نضاجها ) كما في المحكم وفي التهذيب قبل أن يستحكم يبسها والجمع بغو وخص أبو حنيفة بالبغو مرة البسر إذا كثر شيأ وقال ابن برى البغو والبغوة كل شجر غض ثمره أخضر صغير لم يبلغ وفى حديث عمر رضى الله عنه انه مر برجل يقطع سمرا بالبادية فقال رعيت بغوتها وبرمتها وحبلتها وبلتها وفتلتها ثم تقطعها قال ابن الاثير قال القتيبى يرويه أصحاب الحديث معوتها قال وذلك غلط لان المعوة البسرة التى جرى فيها الارطاب
قال والصواب بغوتها وهو ثمرة السمر أول ما تخرج ثم تصير بعد ذلك برمة ثم بلة ثم فتلة ( وبغوان ة بنيسابور ) كذا في التكملة وهي غير بغولن بضم الغين وفتح اللام وهي أيضا قرية بنيسابور ( والبغوى الحسين بن مسعود الفراء منسوب الى بغشور ) قرية بين هراة وسرخس ( وذكر ) في الراء وفي النبراس بغا قرية بخراسان بين هراة ومرو وزاد في اللباب يقال لها بغا وبغشور ونقل شيخنا عن شروح الالفية للعراقي ان البغوي نسبة لبغ قال وهو أغريعا ثم قال فاقتصار المصنف على بغشور مع تصريح غيره بباقي اللغات من القصور * قلت وهذا الذي استغربه قد وجد بخط الحكم المستنصر بالله أمير المؤمنين وقال انه موضع قرب هراة وقال أحمد بن 3 بغ بمرو وقال عبد الغنى بن سعيد محمد بن نجيد والد عبد الملك وعبد الصمد من أهل بغ حدثوا كلهم وذكرهم الامير ولم يقل من أهل بغ وقالهم بغويون فتأمل * ومما يستدرك عليه البغوة التمرة التى اسود جوفها وهي مرطبة والبغة كثبة ما بين الربع والهبع وقال قطرب هو البعة بالعين المشددة غلطوه في ذلك وبغية بالضم مصغرا عين ماء ى ( بغيته ) أي الشئ ما كان خيرا أو شرا ( ابغيه بغاء ) بالضم ممدودا ( وبغى ) مقصورا ( وبغية بضمهن وبغية بالكسر ) الثانية عن اللحياني والاولى أعرف والاخيرتان عن ثعلب فانه جعلهما مصدرين فقال بغى الخير بغية وبغية وجعلهما غيره اسمين كما يأتي وقال اللحيانى بغى الرجل الخير والشر وكل ما يطلبه بغاء وبغية وبغى مقصورا وقال بعضهم بغية وبغى ( طلبته ) وقال الراغب البغى طلب تجاوز الاقتصاد فيما يتحرى تجاوزه أم لم يتجاوزه فتارة يعتبر في القدر الذى هو الكمية وتارة في الوصف الذى هو الكيفية انتهى وشاهد البغي مقصورا قول الشاعر : فلا أحبسنكم عن بغى الخير اننى * سقطت على ضرغامة وهو آكلى وشاهد الممدود قول الاخر لا يمنعنك من بغا * الخير تعقاد التمائم * ( كابتغيته وتبغيته واستبغيته ) وأنشد الجوهري لساعدة بن جؤية : ولكنما أهلى بواد أنيه * سباع تبغى الناس مثنى وموحدا وقال آخر : الا من بين الاخوين أمهما هي الثكلى تسائل من رأي ابنيها * وتستبغي فما تبغي وبين بمعنى تبين وشاهد الابتغاء قوله تعالى فمن ابتغى وراء ذلك وقال الراغب الابتغاء خص بالاحتهاد في الطلب فمتى كان الطلب لشئ محمود فالابتغاء فيه محمود نحو ابتغاء رحمة من ربك ترجوها وقوله تعالى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ( والبغية كرضية ما ابتغى كالبغية الحاجة يقال لى في بنى فلان بغية وبغية أي حاجة فالبغية مثل الجلسة الحاجة التى تبغيها والبغية الحاجة نفسها عن الاصمعي ( و ) البغية ( الضالة المبغية وابغاه الشئ طلبه له ) يقال أبغني كذا وأبغ لى كذا ( كبغاه اياه كرماه ) وأنشد الجوهري : وكم آمل من ذى غنى وقرابة * ليبغيه خيرا وليس بفاعل وبهما روى الحديث أبغني أحجارا أستطيب بها بهمزة القطع والوصل ( أو ) ابغاة خيرا ( أعانه على طلبه ) ومعنى قولهم ابغنى كذا أي اعني على بغائه وقال الكسائي ابغيتك الشئ إذا أردت انك أعنته على طلبه فإذا أردت انك فعلت ذلك له قلت له قلت له قد بغيتك وكذلك أعكمتك أو أحملتك وعكمتك العكم أي فعلته لك ( و ) قال اللحياني ( استبغى القوم فبغوه و ) بغوا ( له ) أي ( طلبوا له والباغي الطالب ) (1/8293)
وفي حديث أبى بكر رضى الله تعالى عنه في الهجرة لقيهما رجل بكراع الغميم فقال من أنتم فقال أبو بكر باغ وهاد عرض ببغاء الابل وهداية الطريق وهو يريد طلب الدين والهداية من الضلالة وقال ابن احمر : أو باغيان لبعران لنا رفضت * كى لا يحسون من بعراننا أثرا قالوا أراد كيف لا يحسون ( ج بغاة ) كقاض وقضاة ( وبغيان ) كراع ورعيان ومنه حديث سراقة والهجرة انطلقوا بغيانا أي ناشدين وطالبين وفي الصحاح يقال فرقوا لهذه الابل بغيانا يضبون لها أي يتفرقون في طلبها فقول شيخنا وأما بغيان ففيه نظر مردود ( وانبغى الشئ تيسر وتسهل ) وقال الزجاج انبغى لفلان أن يفعل أي صلح له أن يفعل كذا وكانه قال طلب فعل كذا فانطلب له أي طاوعه ولكنهم اجتزوا بقولهم انبغى وقال الشريف أبو عبد الله الغرناطي في شرح مقصورة حازم قد كان بعض الشيوخ يذهب الى ان العرب لا تقول انبغى بلفظ المضى وانها انما استعملت هذا الفعل في صيغة المضارع لا غير قال وهذا يرده نقل أهل اللغة فقد حكى أبو زيد العرب تقول انبغى له الشئ ينبغى انبغاء قال والصحيح ان استعماله بلفظ المضى قليل والاكثر من العرب لا يقوله فهو نظير يدع وودع إذ كان ودع لا يستعمل الا في القليل وقد استعمل سيبويه انبغى في عبارته في باب منصرف رويد قال شيخنا وقد ذكر انبغى غير أبي زيد نقله الخطابى عن الكسائي والواحدي عن الزجاج وهو في الصحاح وغيره واستعمله الشافعي كثيرا وردوه عليه وانتصر
له البيهقى في الانتصار بمثل ما هنا وعلى كل حال هو قليل جدا وان ورد انتهى * قلت أما وقول الزجاج فقد قدمناه وأما نص الصحاح فقال وقولهم ينبغي لك أن تفعل كذا هو من أفعال المطاوعة يقال بغيته فانبغى كما تقول كسرته فانكسر ( وانه لذو بغاية بالضم ) أي ( كسوب ) وفي المحكم ذو بغاية للكسب إذا كان يبغى ذلك وقال الاصمعي بغى الرجل حاجته أو ضالته يبغيها بغاء وبغية وبغاية إذا طلبها قال أبو ذؤيب بغاية انما يبغى الصحاب من ال * - فينان في مثله الشم الاناجيح ( وبغت المرأة تبغى بغيا ) وعليه اقتصر ابن سيده وفي الصحاح بغت المرأة بغاء بالكسر والمد ( وباغت مباغاة وبغاء ) قال شيخنا ظاهره ان المصدر من الثلاثي البغى وانه يقال باغت بغاء والاول صحيح وأما باغت فغير معروف وان ورد سافر ونحوه لاصل الفعل بل صرح الجماهير بان البغاء مصدر لبغت الثلاثي لا يعرف غيره والمفاعلة وان صح ففيه بعد ولم يحمل أحد من الائمة الاية على المفاعلة بل حملوها على أصل الفعل انتهى * قلت وهذا الذى ذكره كله صحيح الان قوله وأما باغت فغير معروف ففيه نظر فقال ابن خالويه البغاء مصدر بغت المرأة باغت وفي الصحاح خرجت الامة تباغى أي تزانى فهذا يشهد أن باغت معروف وجعلوا البغاء على زنة العيوب كالحران والشراد لان الزنا عيب وقوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء أي الفجور ( فهى بغى ) ولا يقال ذلك للرجل قاله اللحياني ولا يقال للمرأة بغية وفي الحديث امرأة بغى دخلت الجنة في كلب أي فاجرة ويقال للامة بغى وان لم يرد به الذم وان كان في الاصل ذما وقال شيخنا يجوز حمله على فعيل كغنى وأما في آية السيدة مريم جزم به الشيخ ابن هشام وغيره ان الوصف هناك على فعول وأصله بغوى ثم تصرفوا فيه ولذلك لم تلحقه الهاء ( و ) يقال أيضا امرأة ( بغو ) كما في المحكم وكانه جئ به على الاصل قال شيخنا وأما قوله بغو بالواو فلا يظهر له وجه لان اللام ليست واوا اتفافا ولا هناك سماع صحيح يعضده مع أن القياس يأباه انتهى * قلت إذا كان بغيا أصله فعول كما قرره ابن هشام فقلبت الياء واوا ثم أدغمت فالقياس لا يأباه وأما السماع الصحيح فناهيك بابن سيده ذكره في المحكم وكفى به قدوة فتأمل ( عهرت ) أي زنت وذلك لتجاوزها ما ليس لها ( والبغى الامة فاجرة مثل قولهم كانت أو غير فاجرة ( أو الحرة الفاجرة ) صوابه أو الفاجرة حرة كانت أو أمة وقوله تعالى وما كانت أمك بغيا أي ما كانت فاجرة مثل قولهم ملحفة جديد عن الاخفش كما في الصحاح وأم مريم حرة لا محالة ولذلك عم ثعلب بالبغاء فقال بغت المرأة فلم يخص أمة ولا حرة والجمع البغايا وأنشد الجوهري للاعشى : يهب الجلة الجراجر كالبستان تحنو لدردق أطفال والبغايا يركضن أكسية الاضريج والشرعبى ذا الاذيال أراد ويهب البغايا لان الحرة لا توهب ثم كثر في كلامهم حتى عموا به الفواجر اماء كن أو حرائر ( وبغى عليه يبغى بغيا علا وظلم و ) أيضا ( عدا عن الحق واستطال ) وقال الفراء في قوله تعالى والاثم والبغى بغير الحق ان البغى الاستطالة على الناس وقال الازهرى معناه الكبر وقيل هو الظلم والفساد وقال الراغب البغي على ضربين أحدهما محمود وهو تجاوز العدل الى الاحسان والفرض الى التطوع والثانى مذموم وهو تجاوز الحق الى الباطل أو تجاوزه الى الشبه ولذلك قال الله تعالى انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق فحص العقوبة بمن يبغيه بغير الحق قال والبغى في أكثر المواضع مذموم قال الازهرى وأما قوله تعالى فمن اضطر غير باغ ولا عاد فقيل غير باغ أكلها تلذذا وقيل غير طالب مجاوزة قدر حاجته وقيل غير باغ على الامام وقال الراغب أي غير طالب ما ليس له طلبه قال الازهرى ومعنى البغى قصد الفساد وفلان يبغى على الناس إذ اظلمهم وطلب أذاهم وقال الجوهري كل مجاوزة وافراط على المقدار الذي هو حد الشئ بغى وقال شيخنا قالوا ان بغى من المشترك وتفرقته بالمصادر بغى الشئ إذا طلبه وأحبه بغية وبغية وبغى إذا ظلم بغيا بالفتح وهو الوارد في القرآن وبغت الامة زنت بغاء بالكسر والمد كما في القرآن وجعل المصنف البغاء من باغت غير موافق عليه انتهى * قلت في سياقه قصور من جهات الاولى ان بغى بمعنى طلب مصدره البغاء بالضم والمد على الفصيح (1/8294)
ويقال بغى بالكسر والضم مقصوران وأما البغية فهما اسمان الا على قول ثعلب كما تقدم والثانية انه أهمل مصدر بغى الضالة بغاية بالضم عن الاصمعي وبغاء كغراب عن غيره والثالثة ان بغاء بالكسر والمد مصدر لبغت وباغت كما صرح به ابن خالويه و ( ) بغى يبغى بغيا ( كذب ) وبه فسر قوله تعالى يا أيانا ما نبغى هذه بضاعتنا أي ما نكذب وما نظلم فما على هذا جحد ويجوز
أن يكون ما نطلب فما على هذا استفهام ( و ) بغى ( في مشيته ) بغيا ( اختال وأسرع ) وفي الصحاح البغي اختيال ومرح في الفرس قال الخليل ولا يقال فرس باغ انتهى وقال غيره البغى في عد والفرس اختيال ومرح بغى يبغى بغيا مرح واختال وانه ليبغي في عدوه ( و ) بغى ( الشئ ) بغيا ( نظر إليه كيف هو ) وكذلك بغا بغوا يائية واوية عن كراع ( و ) بغاه بغيا ( رقيه وانتظره ) عن كراع أيضا ( و ) بغت ( السماء ) بغيا ( اشتد مطرها ) حكاها أبو عبيد كما في الصحاح وقال الراغب بغت السماء تجاوزت في المطر حد المحتاج إليه ( والبغى الكثير من البطر ) هكذا في النسخ والصواب من المطر قال اللحيانى دفعنا بغى السماء عنا أي شدتها ومعظم مطرها وفي التهذيب دفعنا بغى السماء خلفنا ومثله في الصحاح عن الاصمعي ( وجمل باغ لا يلقح ) عن كراع ( و ) حكى اللحيانى ( ما انبغى لك أن تفعل ) هذا ( وما ابتغى ) أي ما ينبغى هذا نصه ( و ) يقال ( ما ينبغى ) لك أن تفعل بفتح الغين ( وما ينبغى ) بكسرها أي لا نوء لك كما في اللسان قال الشهاب في أول البقرة هو مطاوع بغاه يبغيه إذا طلبه ويكون بمعنى لا يصح ولا يجوز وبمعنى لا يحسن قال وهو بهذا المعنى غير متصرف لم يسمع من العرب الا مضارعة كما في قوله تعالى لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر وقال الراغب في قوله تعالى وما علمناه الشعر وما ينبغى له أي لا يتسخر ولا يتسهل له ألا ترى أن لسانه لم يكن يجرى به فالانبغاء هنا للتسخير في الفعل ومنه قولهم النار ينبغى أن تحرق الثوب انتهى وقال ابن الاعرابي ما ينبغى له أي ما يصلح له وقد تقدم ما في ذلك قريبا ( وفئة باغية خرجة عن طاعة الامام العادل ) منه الحديث ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية ومنه قوله تعالى فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ الى أمر الله ( والبغايا الطلائع ) التى ( تكون قبل ورود الجيش ) وأنشد الجوهري للطفيل : فألوت بغاياهم بنا وتباشرت * الى عرض جيش غير ان لم يكتب قال ألوت أشارت يقول ظنت اناعير فتباشروا بنا فلم يشعروا الا بالغارة قال وهو على الاماء أدل منه على الطلائع وقال النابغة في الطلائع : على اثر الادلة والبغايا * وخفق الناجيات من الشآم واحدها بغية يقال جاءت بغية القوم وشيفتهم أي طليعتهم ( والمبتغي الاسد ) سمى بذلك لانه يطلب الفريسة دائما وهو في التكملة المتبغى * ومما يستدرك عليه يقال بغيت الخير من مبغاته كما تقول أتيت الامر من مأتاته تريد المأتي والمبغى نقله الجوهري وبغى بالكسر مقصور مصدر بغى يبغى طلب ومنهم من نقل الفتح في البغية فهو إذا مثلث وأبغيتك الشئ جعلتك طالبا له نقله الجوهري وقوله تعالى يبغونكم الفتنة أي يبغون لكم وقوله تعالى يبغونها عوجا أي يبغون للسبيل عوجا فالمفعول الاول منصوب بنزع الخافض وأبغيتك فرسا أجنبتك اياه والبغية في الولد نقيض الرشدة يقال هو ابن بغية وأنشد الليث : لذي رشدة من أمه أو لبغية * فيغلبها فحل على النسل منجب قال الازهري وكلام العرب هو ابن غية وابن زنية وابن رشدة وقد قيل ونية ورشدة والفتح أفصح اللغتين وأما غية فلا يجوز فيه الا الفتح قال وأما ابن بغية فلم أجده لغير الليث ولا أبعده من الصواب وبغى يبغى تكبر وذلك لتجاوزه منزلته الى ما ليس له وحكى اللحياني عن الكسائي مالى وللبغ بعضكم على بعض أرادو للبغي ولم يعلله قال ابن سيده وعندي انه استثقل كسرة الاعراب على الياء فحذفها وألقى حركتها على الساكن قبلها وقوم بغاء بالضم ممدود وتباغوا بغى بعضهم على بعض نقله الجوهرى وهو قول ثعلب وقال اللحيانى بغى على أخيه بغيا حسده قال والبغي أصله الحسد ثم سمى الظلم بغيا لان الحاسد يظلم المحسود جهده اراغة زوال نعمة الله عليه منه ومن أمثالهم البغى عقال النصر وبغى الجرح يبغى بغيا فسدو أمد وورم وترامى الى فساد وبرأ جرحه على بغى وهو ان يبرأ وفيه شئ من نغل نقله الجوهرى ومنه حديث أبي سلمة أقام شهرا يداوى جرحه فدمل على بغى ولا يدرى به أي على فساد وبغى الواذي ظلم نقله الجوهري وحكى اللحيانى يقال للمرأة الجميلة انك لجميلة ولا تباغى أي لا تصابى بالعين وقد مر ذلك في ب وغ مفصلا وما بغى له كهنى أي ما خير له وبغيان مولى أبي خرقاء السلمي من ولده أبوز كريا يحيى بن محمد بن عبد الله بن العنبر بن عطاء بن صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد بن بغيان النيسابوري ويقال له العنبري والبغيانى من شيوخ الحاكم أبى عبد الله توفي سنة 344 و ( بقاه بعينه بقاوة نظر إليه ) عن اللحياني نقله ابن سيده ( وبقوته انتظرته ) لغة في بقيته والياء أعلى ( و ) قالوا ( ابقه بقوتك مالك وبقاوتك مالك أي احفظه حفظك مالك ) كذا في المحكم والتكملة ى ( بقى يبقى بقاء ) كرضى يرضى قال شيخنا قضيته انه كضرب ولا قائل به بل المعروف انه كرضى ( وبقى بقيا ) وهذه لغة بلحرث بن كعب وقال شيخنا هي لغة طيئ وفي الصحاح وطئ تقول بقا وبقت مكان بقى
وبقيت وكذلك اخواتها من المعتل ( ضد فنى ) قال الراغب البقاء ثبات الشئ على حاله الاولى وهو يضاد الفناء والباقى ضربان باق بنفسه لا الى مدة وهو الباري تعالى ولا يصح عليه الفناء وباق بغيره وهو ما عداه ويصح عليه الفناء والباقي بالله ضربان باق بشخصه وجزئه الى ان يشاء الله أن يفنيه كبقاء الاجرام السماوية وباق بنوعه وجنسه دون شخصه وجزئه كالانسان والحيوانات (1/8295)
وكذا في الاخرة باق بشخصه كأهل الجنة فانهم يبقون على التأبيد لا الى مدة والاخر بنوعه وجنسه كثمار أهل الجنة انتهى والبقاء عند أهل الحق رؤية العبد قيام الله على كل شئ ( وابقاه وبقاه وتبقاه واستبقاه ) كل ذلك بمعنى واحد وفي الحديث تبقه وتوقه هو أمر من البقاء والوقاء والهاء فيهما للكست أي استبق النفس ولا تعرضها للهلاك وتحرز من الافات ( والاسم البقوى كدعوى ويضم ) هذه عن ثعلب ( والبقيا بالضم ) ويفتح قال ابن سيده ان قيل لم قلبت العرب لام فعلى إذا كانت اسما وكان لامها ياء واوا حتى قالوا البقوى وما أشبه ذلك فالجواب انهم انما فعلوا ذلك في فعلى لانهم قد قلبو الام الفعلى إذا كانت اسما وكان لامها ياء واوا حتى قالوا البقوى وما أشبه ذلك فالجواب انهم انما فعلوا ذلك في فعلى لانهم قد قلبو الام الفعلى إذا كانت اسما وكانت لامها واوا ياء طلبا للخفة وذلك نحو الدنيا والعليا والقصيا وهى من دنوت وعلوت قصوت فلما قلبوا الواوا ياء في هذا وفى غيره عوضوا الواو من غلبة الياء عليها في أكثر المواضع في أن قلبوها نحو البقوى والتقوى واوا ليكون ذلك ضربان من التعويض ومن التكافؤ بينهما انتهى وشاهد البقوى قول أبي القمقام الاسدي : أذكر بالبقوى على ما أصابني * وبقواى انى جاهد غير مؤتلى وشاهد البقيا قول اللعين المنقرى أنشده الجوهرى : فما بقيا على تركتماني * ولكن خفتما صرد النبال ( والبقية ) كالبقوى ( وقد توضع الباقية موضع المصدر ) قال الله تعالى فهل ترى لهم من باقية أي بقاء كما في الصحاح وهو قول الفراء ويقال هل ترى منهم باقيا كل ذلك في العربية جائز حسن ويقال ما بقيت باقية ولا وقاهم من الله واقية وقال الراغب في تفسير الاية أي من جماعة باقية وقيل معناه بقية وقد جاء من المصادر ما هو على فاعل وما هو على بناء مفعول والاول أصح انتهى ( و ) قوله تعالى ( بقية الله خير ) لكم ان كنتم مؤمنين ( أي طاعة الله و ) قال أبو على أي ( انتظار ثوابه ) لانه انما ينتظر ثوابه من آمن ( أو الحالة الباقية لكم من الخير ) قاله الزجاج ( أو ما أبقى لكم من الحلال ) عن الفراء قال ويقال مراقبة الله خير لكم وقال الراغب البقية والباقية كل عبادة يقصد بها وجه الله تعالى وعلى هذا بقية الله خير لكم وأضافها الى الله تعالى ( والباقيات الصالحات ) خير عند ربك ثوابا قيل ( كل عمل صالح ) يبقى ثوباه ( أو ) هي قولنا ( سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر ) كما جاء في حديث ( أو الصلوات الخمس ) وقال الراغب والصحيح انه كل عبادة يقصد بها وجه الله تعالى ( ومبقيات الخيل ) الاولى المبقيات من الخيل ( التى يبقى جريها بعد ) وفى المحكم عند ( انقطاع جرى الخيل وفى التهذيب تبقى بعض جريها تدخره قال الكلحبة : فادرك ابقاء العرادة طلعها * وقد جعلتني من خزيمة اصبعا واستبقاه استحياه ) نقله الجوهرى ( و ) استبقى ( من الشئ ترك بعضه ) نقله الجوهري أيضا ( و ) أبو عبد الرحمن ( بقى بن مخلد ) ابن يزيد القرضبى ( كرضى ) وضبطه صاحب النبراس كعلى والاشهر في وزنه كغنى ( حافظ الاندلس ) روى عن محمد بن أبى بكر المقدمى وغيره وله ترجمة واسعة ومن ولده قاضى الجماعة الفقيه على مذهب أهل الحديث أبو القاسم أحمد بن أبى الفضل يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد بن بقى روى عن أبيه عن جده وعنه أبو على الحسين بن عبد العزيز بن محمد بن أبى الاحوص القرشى وأبو محمد عبد الله بن محمد بن هرون الطائي وهو آخر من حدث عنه وكلاهما شيخا أبى حيان ويقال لهم البقويون نسبة الى جدهم المذكور ( وبقية ) بن الوليد ( محدث ضعيف ) يروى عن الكذابين ويدلسهم قاله الذهبي في الديوان وقال في ذيله هو صدوق في نفسه حافظ لكنه يروى عمن دب ودرج فكثرت المناكير والعجائب في حديثه قال ابن خزيمة لا أحتج ببقية وقال أحمد له مناكير عن الثقات وقال ابن عدى لبقية أحاديث صالحة ويخالف الثقات وإذا روى عن غير الشاميين خلط كما يفعل اسمعيل بن عياش ( وبقية وبقاء اسمان ) فمن الاول بقية بن شعبان الزهراني البصري من أتباع التابعين ومن الثاني بقاء بن بطر أحد شيوخ العراق ومن يكنى بأبى البقاء كثير ( وأبقيت ما بيننا لم أبالغ في افساده والاسم البقية ) قال الشاعر : ان تذنبوا ثم تأتيني بقيتكم * فما على بذنب منكم فوت
( و ) قوله تعالى فلولا كان من القرون من قبلكم ( أولو بقية ينهون عن الفساد أي ) أولو ( ابقاء ) على أنفسهم لتمسكهم بالدين المرضى نقله الازهرى ( أو ) أولو ( فهم ) وتمييز أو أولو طاعة كل ذلك قد قيل ( وبقاه بقيا رصده أو نظر إليه واوية يائية ) ومنه حديث ابن عباس وصلاة الليل فبقيت كيف يصلى النبي صلى الله عليه وسلم وفى رواية كراهة أن يروى انى كنت أبقيه أي انظره وأرصده قال اللحيانى بقيته وبقوته نظرت إليه وأنشد الاحمر * كالطير تبقى متدوماتها * يعنى تنظر إليها وفى الصحاح بقيته نظرت إليه وترقبته قال كثير فما زلت أبقى الظعن حتى كأنها * أواقى سدى تغتا لهن الحوائك أي أترقب وفى الحديث بقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي انتظرناه * ومما يستدرك عليه من أسماء الله الحسنى الباقي هو الذى لا ينتهى تقدير وجوده في الاستقبال الى آخر ينتهى إليه ويعبر عنه بانه أبدى الوجود وبقى الرجل زمانا طويلا أي عاش ويقولون لعدو إذا غلب البقية أي أبقونا ولا تستأصلونا ومنه قول الاعشى * قالوا البقية والخطى تأخذهم ؟ * وهو أبقى الرجلين فينا أي أكثر ابقاء على قومه وبقى من الشئ بقية وأبقيت على فلان إذا رعيت عليه ورحمته يقال لا أبقى الله عليك ان (1/8296)
أبقيت على ومنه حديث الدعاء لا تبقى على من تضرع إليها أي لا تشفق أي النار والباقى حاصل الخراج ونحوه عن الليث والمبقيات الاماكن التى تبقى فيها من منافع الماء ولا تشربه قال ذو الرمة : فلما رأي الرائى الثريا بسدفة * ونشت نطاف المبقيات الوقائع واستبقى الرجل وأتقى عليه وجب عليه قتل فعفا عنه واستبقيت في معنى العفو عن زلله واستبقاء مودته قال النابغة ؟ : ولست بمستبق أخا لا تلمه * على شعث أي الرجال المهذب والبقية المراقبة والطاعة والجمع البقايا ى ( بكى ) الرجل ( يبكى بكاء وبكى ) بضمهما يمد ويقصر قاله الفراء وغيره وظاهره انه لا فرق بينهما وهو الذى رجحه شراح الفصيح والشواهد وقال الراغب بكى يقال في الحزن واسالة الدمع معا ويقال فز كل واحد منهما منفردا عن الاخر فقوله تعالى فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا اشارة الى الفرح والترح وان لم يكن مع الضحك قهقهة ولا مع البكاء اسالة دمع وكذلك قوله فما بكت عليهم السماء والارض وقد قيل ان ذلك على الحقيقة وذلك قول من يجعل له حياة وعلما وقيل على المجاز وتقديره فما بكت عليهم أهل السماء وذهب ابن القطاع وغيره بانه إذا مددت أردت الصوت الذى يكون مع البكاء وإذا قصرت أردت الدموع وخروجها كما قاله المبرد ومثله في الصحاح وقال الراغب البكاء بالمد سيلان الدموع عن حزن وعويل يقال إذا كان الصوت أغلب كالرغاء والثغاء وسائر هذه الابنية الموضوعة للصوت وبالقصر يقال إذا كان الحزن أغلب انتهى وقال الخليل من عمره ذهب به الى معنى الحزن ومن مده ذهب به الى معنى الصوت وشاهد الممدود الحديث فان لم تجد وابكاء فتباكوا وقول الخنساء ترثى أخاها : إذا قبح البكاء على قتيل * رأيت بكاءك الحسن الجميلا وشاهد المقصور أنشده الجوهري لابن رواحة : بكت عينى وحق لها بكاها * وما يغنى البكاء ولا العويل وقال ابن برى الصحيح انه لكعب بن مالك ( فهو باك ج بكاة ) وهو مقيس ومسموع كقاض وقضاة وفي العناية هو شائع في كتب اللغة والقياس يقتضيه لكنه قال في مريم عن السمين انه لم يسمع ( وبكى ) بالضم وكسر الكاف وتشديد الياء وأصله بكوى على فعول كساجد وسجود قلب الواو ياء فأدغم قاله الراغب قال شيخنا وهو مسموع في الصحيح ولا يعرف في المعتل وقد خرجوا عليه قوله تعالى وتفسيره بالبكاء مثله فالصواب قوله أو كثرته فان التفعال معدود لمبالغة المصدر على ما عرف في الصرف * قلت الكسر الذي أنكره شيخنا على المصنف هو قول اللحيانى وكذا تفسيره بالبكاء فانه عن اللحيانى أيضا واستدل بقول بعض نساء الاعراب في تأخيذ الرجال أخذته في دبا مملأ من الماء معلق بترشا فلا يزال في تمشا وعينه في تبكا ثم فسره فقال الترشا الحبل والتمشا المشى والتبكا البكاء قال ابن سيده وكان حكم هذا أن تقول تمشاء وتبكاء لانهما من المصادر التى بنيت للتكثير كالتهذار في الهذر والتلعاب في اللعب وغير ذلك من المصادر التى حكاها سيبويه وقال ابن الاعرابي التبكاء بالفتح كثرة البكاء وأنشد : وأقرح عينى تبكاؤه * وأحدث في السمع منى صمم * قلت ففى قول المصنف لف ونشر غير مرتب فتأمل ( وأبكاه فعل به ما يوجب بكاءه ) ولو قال ما يبكيه كان أخصر ( وبكاه على الميت ) ولو قال على الفقيد كان أشمل ( تبكية هيجه للبكاء ) عليه ودعاه إليه ومنه قوله الشاعر : صفية قومي ولا تقعدى * وبكى النساء على حمزة ( وبكاه بكاء وبكاه ) تبكية كلاهما بمعنى ( بكى عليه ) نقله الجوهرى عن الاصمعي قال وأبو زيد مثله ( و ) قيل معناهما ( رثاه بكى ) أيضا ( غنى ) وأنشد ثعلب : وكنت متى أرى زقا صريعا * يذاع على جنازته بكيت
فسره فقال أراد غنيت فهو ( ضد ) جعل البكاء بمنزلة الغناء واستجاز ذلك لان البكاء كثيرا ما يصحبه الصوت كما يصحب الصوت الغناء وبه يرد ما قاله شيخنا ان هذا الاطلاق انما ورد بالنسبه الى الحمام وشبهه اما اطلاقه على الادميين فغير معروف قال ثم جعله البكاء بمعنى الغناء مع الرثاء ونحوه من الاضداد لا يخفى ما فيه فتأمل * قلت تظهر الضدية على الاغلبية فان الرثاء غلبا يصحبه الحزن والغناء غالبا يصحبه الفرح فلا وجه للتأمل فيه ( والبكى ) مقصورا ( نبات ) أو شجر ( الواحدة بكاء ) كحصاة وقال أبو حنيفة البكاة مثل البشامة لا فرق بينهما الا عند العالم بهما وهما كثيرا ما ينبتان معا وإذا قطعت البكاة هريقت لبنا أبيض * قلت ولعل هذا وجه تسميته بالبكى ( وذكر في الهمز ) قال هناك البك والبكى نبات واحدتهما بهاء وقال ابن سيده وقضينا على ألف البكى بالياء لانها لام لوجود ب ج ى وعدم ب ك و ( والبكى كرضى ) ولو قال كغنى كان أصرح وقد تقدم له وزن بقى بمثله وتقدم الكلام عليه ( الكثير البكاء ) على فعيل نقله الجوهري ( والتباكى تكلفه ) كما في الصحاح ومنه الحديث فان لم تجدوا بكاء فتباكوا فقول شيخنا (1/8297)
فيه نظر مردود ( والبكاء ككتان جبل بمكة ) على طريق التنعيم عن يمين من يخرج معتمرا ( وباكوية د بالعجم ) من نواحى الدربند من نواحى الشروان فيه عين نفط أسود وأبيض وهناك أرض لا تزال تضطرم نارا عن ياقوت * ومما يستدرك عليه بكيته وبكيت عليه بمعنى كما في الصحاح وكذا بكى له كما في كتب الافعال وقيل بكاه للتألم وبكى عليه للرقة ومنه قول بعض الموالدين : ما ان بكيت زمانا * الا بكيت عليه وقيل أصل بكيته بكيت منه قال شيخنا وبكى يتعدى للمبكى عليه بنفسه وباللام وعلى وأما المبكى به فانما يعدى إليه بالباء قاله في العناية واستبكاه طلب منه البكاء وفى الصحاح واستبكيته وأبكيته بمعين وباكيته فبكيته أبكوه كنت أبكى منه وأنشد لجرير : الشمس طالعة ليست بكاسفة * تبكى عليك نجوم الليل والقمرا وفيه خلاف ذكرناه في بعض الرسائل الصرفية ورجل عيى بكى لا يقدر على الكلام قاله المبرد في الكامل البكاء ككتان لقب ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة أبى قبيلة منهم زاد بن عبد الله البكائي راوي المغازى عن ابن اسحق وايضا لقب الهيثم بن جماز الحنفي الكوفى لكثرة بكائه وعبادته روى عنه هيثم وخليد وأيضا لقب أبى سليم يحيى بن سلمان مولى القاسم بن الفضل الازدي البصري عن ابن عمر ضعيف وأيضا لقب أبى بكر محمد بن ابراهيم بن على بن حسنوية الزاهد الوراق الحسنوى من شيوخ الحاكم أبى عبد الله وقال كان من البكائين من خشية الله وأيضا لقب الشيخ على نزيل الخليل كان كثير البكاء وله زاوية وأتباع وكان المنصور قلاوون يعظمه كثيرا توفى سنة 670 وفى الصحابة ممن يلقب بذلك جماعة وباكويه جد محمد بن عبد الله بن أحمد الشيرازي الصوفى روى عنه أبو بكر بن خلف وأبو القاسم القشيرى ى ( بلى الثوب كرضى يبلى ) قال شيخنا جرى على خلاف قواعده فانه وزن الفعل برضى فدل على انه مكسور الماضي مفتوح المضارع ثم أتبعه بالمضارع فدل على انه كضرب والثانى لا قائل به فهى زيادة مفسدة ( بلى ) بالكسر والقصر ( وبلاء ) بالفتح والمد وقضية اطلاقه يقتضى الفتح فيهما وليس كذلك قال الجوهرى ان كسرتها قصرت وان فتحتها مددت * قلت ومثله القرى والقراء والصلى والصلاء ( وابلاه هو ) وأنشد الجوهري للعجاج : والمرء يبليه بلاء السربال * كر الليالى واختلاف الاحوال ويقال للمجد أبل ويخلف الله * قلت وقول العجاج بلاء الربال أي ابلاء السربال أو فيبلى بلاء السربال ( وبلاه ) بالتشديد ومنه قول العجير السلولى : وقائله هذا العجير تقلبت * به ابطن بلينه وظهور رأتنى تجاذبت العداة ومن يكن * فتى عام عام عام فهو كبير وأنشد ابن الاعرابي : قلوصان عوجاوان بلى عليهما * دؤوب السرى ثم اقتداح الهواجر ( وفلان بلى أسفار وبلوها ) بكسر الباء فيهما ( أي بلاه الهم والسفر والتجارب ) والذى في الصحاح والاساس ناقة بلو سفر وبلى سفر للتى قد أبلاها السفر والجمع ابلاء وأنشد الاصمعي : ومنهل من الانيس نائى * داويته برجع أبلاء * قلت وهو قول جندل بن المثنى زاد ابن سيده وكذلك الرجل والبعير فكان المصنف أخذه من هنا وزاد كان بن سيده الهم والتجارب ولم يشر الى الناقة أو البعير ولا الى الجمع وهو قصور كما ان الجوهرى لم يذكر الرجل واقتصر على بلاه السفر ( و ) رجل ( بلى شر ) أو خير ( وبلوه ) أي ( قوى عليه مبتلى به و ) هو ( بلو وبلى من ابلاء المال ) أي ( قيم عليه ) يقال ذلك للراعي الحسن الرعية وكذلك هو حبل من أحبالها وعسل من أعسالها وزر من أزرارها قال عمر بن لجأ : فصارفت أعصل من ابلائها * يعجبه النرع الى ظمائها
قلبت الواو في كل ذلك ياء للكسرة وضعف الحاجر فصارت الكسرة كأنها باشرت الواو قال ابن سيده جعل ابن جنى الياء في هذا بدلا من الواو لضعف حجز اللام كما سيذكر في قولهم فلان من عليه الناس ( و ) يقال ( هو بذى بلى كحتى ) الجارة ( والا ) الاستثنائية ( ورضى ويكسر وبليان محركة و ) بذى بليان ( بكسرتين مشددة الثالث ) وكذا بتشديد الثاني وقد مر في اللام وأنشد الكسائي في رجل يطيل النوم : تنام ويذهب الاقوام حتى * يقال أتوا على ذى بليان يقال ذلك ( إذا بعد عنك حتى لا تعريف موضعه ) وقال الكسائي في شرح البيت المذكور يعنى انه أطال النوم ومضى أصحابه في سفرهم حتى صاروا الى الموضع الذى لا يعرف مكانهم من طول نومه قال ابن سيده وصرفه على مذهبه وقال ابن جنى قولهم أتى على ذى بليان غير مصروف وهو علم البعد وفى حديث خالد بن الوليد ولكن ذاك إذا كان الناس بذى بلى وذى بلى قال أبو عبيد أراد تفرق الناس وأن يكونوا طوائف وفرقا مع غير امام يجمعهم وكذلك كل من بعد عنك حتى لا تعرف موضعه فهو بذى بلى وجعل اشتقاقه من بل الارض إذا ذهب أراد صياع أمور الناس بعده وقد ذكر هذا الحديث في ب ث ن وتقدم زيادة تحقيق في ب ل ل وقال ابن الاعرابي يقال فلان بذى بلى وذى بليان إذا كان ضائعا بعيدا عن أهله ( والبلية ) كغنية ( الناقة ) التى ( يموت ربها فتشد عند قبره ) فلا تعلف ولا تسقى ( حتى تموت ) جوعا وعطشا أو يحفر لها وتترك فيها الى أن تموت لانهم ( كانوا يقولون صاحبها (1/8298)
يحشر عليها ) وفى الصحاح كانوا يزعمون ان الناس يحشرون ركبا باعلى البلايا ومشاة إذا لم تعكس مطاياهم عند قبورهم انتهى وفى حديث عبد الرزاق كانوا الجاهلية يعقرون عند القبر بقرة أو ناقة أو شاة ويسمون العقيرة البلية قال السهيلي وفى فعلهم هذا دليل على انهم كان يرون في الجاهلية البعث والحشر بالاجساد وهم الاقل ومنهم زهير وأورد مثل ذلك الخطابى وغيره ( وقد بليت كعنى ) هكذا في النسخ والذى في المحكم قال غيلان الربعي : باتت وباتوا كبلايا الابلاء * مطلفين عندها كالاطلا يصف حلبة قادها أصحابها الى الغاية وقد بليت فقوله وقد بليت انما مرجع ضميره الى الحلبة لا الى البلية كما زعمه المصنف فتأمل ذلك ( وبلى كرضى ) قال الجوهرى فعيل ( قبيلة م ) معروفة وهو ابن عمرو بن الحافى بن قضاعة ( وهو بلوى ) كعلوى منهم في الصحابة ومن بعدهم خلق كثير ينسبون هكذا ( وبليانة ) بفتح فسكون ( د بالمغرب ) وضبطه الصاغانى بالكسر وقال بالاندلس ( وابتليته اختبرته ) وجربته ( و ) ابتليت ( الرجل فأبلاني ) أي ( استخبرته فأخبرني ) قال ابن الاعرابي ابلى بمعنى أخبر ومنه حديث حذيفة لا ابلى أحدا بعدك أبدا أي لا أخبر أصله من قولهم أبليت فلانا يمينا ( و ) ابتليته ( امتحنته واختبرته ) هكذا في النسخ والصواب اخترته ومنه حديث حذيفة انه أقيمت الصلاة فتدافعوها فتقدم حذيفة فلما سلم من صلاته قال لتبتلن لها اماما أو لتصلن وحدانا قال شمر أي لتختارن لها اماما وأصل الابتلاء الاختيار ( كبلوته بلوا وبلاء ) قال الراغب وإذا قيل ابتلى فلان كذا وبلاه فذلك يتضمن أمرين أحدهما تعرف حاله والوقوف على ما يجهل من أمره والثانى ظهور جودته ورداءته وربما قصد به الامران أحدهما فإذا قيل في الله بلى كذا وابتلاه فليس المراد منه الا ظهور جودته ورداءته دونه التعرف لحاله والوقوف على ما يجهل منه إذ كان الله علام الغيوب وعلى هذا قوله تعالى واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن ( والاسم البلوى والبلية ) كغنية كذا بخط الصقلى في نسخة الصحاح وبخط أبى ركيا البلية بالكسر ( والبلوة بالكسر ) كما في الصحاح أيضا وجمع بينهما ابن سيده زاد والبلاء ( والبلاء الغم كانه يبلى الجسم ) نقله الراغب قال ( والتكليف بلاء ) من أوجه ( لانه شاق على البدن ) فصار بهذا الوجه بلاء ( أو لانه اختبار ) ولهذا قال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين أو لان اختبار الله العباد تارة بالمسار ليشكروا تارة بالمضار ليصبروا ( و ) لهذا قالوا ( البلاء يكون منحة ويكون محنة ) فالمحنة مقيقية للصبر والمنحة أعظم البلاءين وبهذا النظر قال عمر رضى الله عنه بلينا بالضراء فصبرنا وبلينا بالسراء فلم نصبر ولهذا قال على رضى الله عنه من وسع عليه دنياه فلم يعلم انه مكر به فهو مخدوع عن عقله وقال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة وليبلى المؤمنين منه بلاء حسنا وقوله وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم راجع الى الامرين الى المحنة التى في قوله يذبحون أبناءكم الاية والى المنحة التى أنجاهم وكذلك قوله تعالى وآتيناهم من الايات ما فيه بلاء مبين راجع الى الامرين كما وصف كتابه بقوله قل هو للذين آمنوا هدى الاية انتهى ( و ) يقولون
( نزلت بلاء ) على الكفار ( كقطام أي البلاء ) قال الجوهرى حكاه الاحمر عن العرب ( وابلاه عذرا أداه إليه فقبله ) وقيل بين وجه العذر ليزيل عنه اللوم وكذلك أبلاه جهدا ونائله وفى الاساس وحقيقته جعله باليا لعذره أي خابرا له عالما بكنهه وفى حديث بر الوالدين ابل الله تعالى عذرا في برها أي أعطه وأبلغ العذر فيها إليه المعنى أحسن فيما بينك وبين الله ببرك اياها ( و ) ابلى ( الرجل ) يمينا ابلاء ( أحلفه و ) ابلى الرجل ( حلف له ) فطيب بها قال الشاعر : وانى لا بلى الناس في حب غيرها * فأما على جمل فانى لا ابلى أي حلف للناس إذا قالوا هل تحب غيرها أنى لا أحب غيرها فأما عليها فانى لا أحلف وقال أوس كان جديد الارض يبليك عنهم * تقى اليمين بعد عهدك حالف أي يحلف لك جديد الارض انه ما حل بهذه الدار أحد لدروس معاهدها وقال الراجز : فاوجع الجنب وأعر الظهرا * أو يبلى الله يمينا صبرا فهو ( لازم متعد وابتلى استحلف واستعرف ) قال الشاعر : تبغى أباها في الرفاق وتبتلي * وأودى به في لجة البحر تمسح أي تسألهم أن يحلفوا لها وتقول لهم ناشد تكم الله هل تعرفون لابي خبرا * وقال أبو سعيد تبتلى هنا تختبر والابتلاء الاختبار بيمين كان أو غيرها وقال آخر : تسائل أسماء الرفاق وتبتلي * ومن دون ما يهوين باب وحاجب ( و ) يقال ( ما أباليه بالة وبلاء ) بالكسر والمد ( وبالا ومبالاة ) قال ابن دريد البلاء هو أن يقول لا أبالى ما صنعت مبالاة وبلاء وليس هو من بلى الثوب وفى كلام الحسن لم يبالهم الله بالة وقولهم ما أباليه ( أي ما أكثرت ) له قال شيخنا وقد صححوا انه يتعدى بالباء أيضا كما قاله البدر الدمامينى في حواشى المغنى انتهى أي يقال ما باليت به أي لم اكترث به وبهما روى الحديث وتبقى حثالة لا يباليهم الله بالة وفى رواية لا يبالى بهم بالة ولكن صرح الزمخشري في الاساس ان الاولى أفصح وفسر المبالاة هنا بعدم الاكتراث ومر له في الثاء تفسيره بعدم البالاة والاكثر في استعمالهما لازمين للنفي والمعنى لا يرفع لهم قدرا ولا يقيم لهم وزنا وجاء في الحديث هؤلاء في الجنة (1/8299)
ولا أبالى وهؤلاء في النار ولا أبالى وحكى الازهرى عن جماعة من العلما ان معناه لا أكره قال الزمخشري وقيل لا أباليه قلب لا أباوله من البال أي لا أخطره ببالى ولا ألقى إليه بالا قال شيخنا وبالة قيل اسم مصدر وقيل مصدر كالمبالاة كذا في التوشيح * قلت ومر عن ابن دريد ما يشير الى انه مصدر قال ابن أحمر * وشوقا لا يبالى العين بالا * ( و ) قالوا ( لم أبال أبل ) حذفوا الالف تخفيفا لكثرة الاستعمال كما حذفوا الياء من قولهم لا أدر وكذلك يفعلون في المصدر ما أباليه بالة والاصل بالية مثل عافاه الله عافية حذفوا الياء منها بناء على قولهم لم ابن وليس من باب الطاعة والجابة والطاقة كذا في الصحاح قال ابن برى لم تحذف الالف من قولهم لم ابل تخفيفا وانما حدفت لالتقاء الساكنين وفى المحكم قال سيبويه وسألت الخليل عن قولهم لم ابل فقال هي من البيت ولكنهم لما أسكنوا اللام حذفوا الالف لئلا يلتقى ساكنان وانما فعلوا ذلك بالجزم لانه موضع حذف فلما حذفوا الياء التى هي من نفس الحرف بعد اللام صارت عندهم بمنزلة نون يكن حيث أسكنت فاسكان اللام هنا بمنزلة حذف النون من يكن وانما فعلوا هذا بهذين حيث كثر في كلامهم حذف النون والحركات وذلك نحو مذولد وانما الاصل مذولدن وهذا من الشواذ وليس مما يقاس عليه ( و ) زعم أن ناسا من العرب قالوا ( لم ابل بكسر اللام ) لا يزيدون على حذف الالف كما حذفوا علبطا حيث كثر الحذف في كلامهم ولم يحذفوا لا ابالى لان الحذف لا يقوى هنا ولا يلزمه حذف كما انهم إذا قالوا لم يكن الرجل فكانت في موضع تحرك لم تحذف وجعلوا الالف تثبت مع الحركة ألا ترى انها لا تحذف في أبالى في غير موضع الجزم وانما يحذف في الموضع الذى تحذف منه الحركة ( والابلاء ع ) وقال ياقوت اسم بئر وقال ابن سيده وليس في الكلام اسم على أفعال الا الابواء والابلاء ( و ) ابلى ( كحبلى ع بالمدينة بين الارحضية وقران هكذا ضبطه أبو نعيم وفسره وقال عرام تمضى من المدينة مصعدا الى مكة فتميل الى واد يقال له عريفطان وحذاءه جبال يقال لها ابلى ابلى فيها مياه منها بئر معونة وذو ساعدة وذو جماجم والوسبا وهذه لبنى سليم وهى قنان متصلة بعضها ببعض قال فيها الشاعر : ألا ليت شعرى هل تغير بعدنا * أروم فآرام فشابة فاحضر وهل تركت ابلى سواد جبالها * وهل زال بعدى عن قنيته الحجر ( وبلى جواب استفهام معقود بالجحد ) وفى الصحاح جواب للتحقيق ( توجب ما يقال لك ) لانها ترك لنفى وهى حرف لانها نقيضة لا قال سيبويه ليس بلى ونعم اسمين انتهى وقال الراغب بلى رد للنفي نحو قوله تعالى وقالوا لن تمسنا النار الاية بلى من كسب سيئة وجواب لاستفهام مقترن بنفى نحو ألست بربكم قالوا بلى ونعم يقال في الاستفهام نحو هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم ولا يقال هنا بلى فإذا
قيل ما عندي شئ فقلت بلى فهو رد لكلامه فإذا قلت نعم فاقرار منك انتهى وقال الازهرى انما صارت بلى تتصل بالجحد لانها رجوع عن الجحد الى التحقيق فهو بمنزلة بل وبل سبيلها أن يأتي بعد الجحد كقولك ما قام أخوك بل أبوك وإذا قال الرجل للرجل ألا تقوم فقال له بلى أراد بل أقوم فزادوا الالف على بل ليحسن السكون عليها لانه لو قال بل كان يتوقع كلاما بعد بل فزادوا الالف ليزول عن المخاطب هذا التوهم وقال المبرد بل حكمها الاستدراك أينما وقعت في جحد أو ايجاب وبلى يكون ايجابا للنفي لا غير قال ابن سيده وقد قيل ان الامالة جائزة في بلى فإذا كان ذلك فهو من الياء وقال بعض النحويين انما جازت الامالة في بلى لانها شابهت بتمام الكلام واستقلاله بها وغنائها عما بعدها كالاسماء المستقلة بأنفسها فمن حيث جازت امالة الاسماء جازت أيضا امالة بلى كما جازت في أي ومتى ( وابلولى العشب طال واستمكنت منه الابل و ) قولهم ( بذى بلى كربى ) مر ذكره ( في اللام ) وكذا بقية لغاتها * ومما يستدرك عليه جمع البلية البلايا قال الجوهرى صرفوا فعائل الى فعالى كما قيل في اداوة وهى أيضا جمع البلية للناقة المذكورة قال أبو زبيد : كالبلايا رؤسها في الولايا * ما نجاة السموم حر الخلدود وقد بليت وأبليت وأنشد الجوهرى للطرح : منازل لا ترى الانصاب فيها * ولا حفر المبلى للمنون أي انها منازل أهل الاسلام دون الجاهلية والبلية قيل أصلها مبلاة كالردية بمعنى المرداة فعيلة بمعنى مفعلة وابلاه الله ببلية ابلاء حسنا إذا صنع به صنعا جميلا وابلاه معروفا قال زهير : جزى الله بالاحسان ما فعلا بكم * وابلاهما خير البلاء الذى يبلو أي صنع بهما خير الصنيع الذى يبلو به عباده وابلاه امتحنه ومنه الحديث اللهم لا تبلنا الا بالتى هي أحسن أي لا تمتحنا وفى الحديث انما النذر ما ابتلى به وجه الله أي أريد به وجهه وقصد به وقال ابن الاعرابي يقال أبلى فلان إذا اجتهد في صفة حرب أو كرم يقال ابلى ذلك اليوم بلاء حسنا قال ومثله بالى مبالاة وأنشد : ما لى أراك قائما تبالي * وأنت قد فمت من الهزال قال سمعه وهو يقول أكلنا وشربنا وفعلنا يعدد المكارم وهو في ذلك كاذب وقال في موضع آخر معنى تبالي تنظر أيهم أحسن بالا وأنت هالك قال ويقال بالى مبالاة فاخرة وبالاه يباليه إذا ناقضه وبالى بالشئ يباليه اهتم به ويبلاه مثل بلاه قال ابن أحمر : (1/8300)
لبست أبى حتى تبليت عمره * وبليت أعمامي وبليت خاليا يريد عشت المدة التى عاشها أبى وقيل عامرته طول حياتي وبلى عليه السفر أبلاه وناقة بلية التى ذكرها المصنف في معنى مبلاة أو مبلاة والجمع البلايا وقد مر شاهده من قول غيلان الربعي وقال ابن الاعرابي البلى والبلية والبلايا التى قد أعيت وصارت نضوا هالكا وتبلى كترضى قبيلة من العرب وبلى كغنى قرية ببلخ منها أحمد بن أبى سعيد البلوى روى له المالينى وأبو بلى مصغرا عبيد بن ثعلبة من بنى مجاشع بن دارم جد عمرو بن شاس الصحابي وبلى مصغرا تل قصر أسفل حاذة بينها وبين ذات عرق وربما يثنى في الشعر قاله نصر وأبلى بضم فسكون فكسر اللام وتشديد الياء جبل عند أجأ وسلمى قال الاخطل : ينصب في بطن أبلى ويجثه * في كل منبطح منه أخاديد وبلوت الشئ شممته وهو مجاز كما في الاساس وبلية كسمية جبل بنواحي اليمامة عن نصر ( البنى نقيض الهدم ) لم يشر على هذا الحرف بياء أو بواو وهى يائية وكأنه سها عنه أو لاختلاف فيه كما سيأتي بيانه يقال ( بناه يبنيه وبنيا ) بالفتح ( وبناء ) بالكسر والمد وبنى بالكسر والقصر وقد أغفله المصنف وهو في المحكم ( وبنيانا ) كعثمان ( وبنية وبناية ) بكسرهما ( وابتناه وبناه ) بالتشديد للكثرة كل ذلك بمعنى واحد ومن الاخيرة قصر مبنى أي مشيد قال الاعور الشنى * قربت مثل العلم المبنى * ( والبناء ) ككتاب ( المبنى ) ويراد به أيضا البيت الذى يسكنه الاعراب في الصحراء ومنه الطراف والخباء والبناء والقبة والمضرب ومنه حديث الاعتكاف فامر ببنائه فقوض ( ج أبنية جج ) جمع الجمع ( أبنيات ) واستعمل أبو حنيفة البناء في السفن فقال يصف لوحا يجعله أصحاب المراكب في بناء السفن وانه أصل البناء فيما لا ينمى كالحجر والطين ونحوه ( والبنية بالضم والكسر ما بنيته ج البنى ) بالكسر ( والبنى ) بالضم مقصوران جعلهما جمعين وسياق الجوهرى والمحكم انهما مفردان ففى الصحاح والبنى بالضم مقصورة مثل البنى يقال بنية وبنى وبنية وبنى بكسر الباء مقصور مثل جزية وجزى وفى المحكم والبنية والبنية ما بنيته وهو البنى والبنى وأنشد الفارسى عن أبى الحسن للحطيئة : أولئك قوم ان بنوا أحسنوا البنا * وان عاهدوا أوفوا وان عقد واشدوا ويروى أحسنوا البنا قال أبو اسحق أراد بالبنا جمع بنية قال وان أراد البناء الذى هو ممدود جاز قصره في الشعر وفي المحكم أيضا بنا
في الشرف يبنو وعلى هذا تؤول قول الحطيئة أحسنوا البنا قال وهو جمع بنوة أو بنوة قال الاصمعي أنشدت اعرابيا هذا البيت بكسر الباء فقال أي بنا أحسنوا البنا أراد بالاول يا بنى ( و ) قد ( تكون البناية في الشرف ) والفعل كالفعل قال يزيد بن الحكم : 3 والناس مبتنيا * ن محمود البناية أو ذميم وقال لبيد : فبين لنا بيتا رفيعا سمكه * فسما إليه كهلها وغلامها : ومثله قول الاخر : ان الذى سمك السماء بنى لنا * بيتا دعائمه أعز وأطول قال شيخنا بناء الشرف الذى أشار إليه حمله كثير على المجاز وقيل هو حقيقة وجعلوا البنية بالكسر في المحسوسات وبالضم في المعاني والمجد وحملوا عليه قول الحطيئة قالوا الرواية فيه بالضم انتهى وقال ابن الاعرابي البناء الابنية من المدر والصوف وكذلك البناء من الكرم وأنشد بيت الحطيئة وقال غيره يقال بنية وهى مثل رشوة ورشا كأن البنية الهيئة التى بنى عليها مثل المشية والركبة ( وأبنيته أعطيته بناء أو ما يبنى به دارا ) وفى التهذيب أبنيت فلانا بيتا إذا أعطيته بيتا يبنيه أجعلته يبنى بيتا وأنشد الازهرى والجوهري لابي ما رد الشيباني : لو وصل الغيث أبنين امرأ * كانت له قبة سحق بجاد قال ابن السكيت أي لو اتصل الغيث لأبنين امرأ سحق بجاد بعد أن كانت له قبة يقول يغرن عليه فيخربنه فيتخذنها من سحق بجاد بعد أن كانت له قبة وقال غيره يصف الخيل يقول لو سمنها الغيث بما ينبت لها لاغرت بها على ذوى القباب فأخذت قبابهم حتى يكون البجد له أبنية بعدها قال الجوهرى وفى المثل المعزى تبهى ولا تبنى أي لا تجعل منها الا بنية لان ابنية العرب طراف وأخبية فالطراف من أدم والخباء من صوف أو وبر وبخط أبى سهل من صوف أوادم ولا يكون من شعر انتهى وقال غيره المعنى لا تعطى من المثلة ما يبنى منها بيت وقيل المعنى انها تخرق البيوت بوثبها عليه ولا تعين على الابنية ومعزى الاعراب جرد لا يطول شعرها فيغزل واما معزى بلاد الصرد والريف فانها تكون وافية الشعور والاكراد يسوون بيوتهم من شعرها ( وبناء الكلمة ) بالكسر ( لزوم آخرها ضربا واحدا من سكون أو حركة لا لعامل ) وكأنهم انما سموه بناء لانه لما لزم ضربا واحدا فلم يتغير تغير الاعراب سمى بناء من حيث كان البناء لازما موضعا لا يزول من مكان الى غيره وليس كذلك سائر الالات المنقولة المبتذلة كالخيمة والمظلة والفسطاط والسرادق ونحو ذلك 3 وعلى انه مذ أوقع على هذا الضرب من المستعملات المزالة من مكان الى مكان لفظ البناء شبها بذلك من حيث كان مسكونا وحاجزا ومظلا بالبناء من الاجر والطين والجص ( ومحمد بن اسحق ) المدنى ( البانى سمع قالون ) قاله الذهبي * قلت ومقتضاه انه فاعل من بنا يبنى وأما ان كان منسوبا الى البان اسم لشجرة كما يفهم ذلك من سياق بعضهم أو الى جده بانة فمحله النون كما هو ظاهر قال الحافظ وموسى بن عبد الملك البانى عن اسحق بن نجيح الملطى وعنه أحمد بن عيسى الكوفى وعلى بن عبد الرحمن البانى القاضى عن أبى أسلم الكتاب قال الامير سمعت منه بمصر وكان ثقة وقد تقدم شئ من ذلك في النون (1/8301)
( والبنية كغنية الكعبة لشرفها ) إذ هي أشرف مبنى يقال لا ورب هذه البنية ما كان كذا وكذا ويقال لها أيضا ينية ابراهيم لانه عليه السلام بناها وقد كثر قسمهم برب هذه البنية ( وبنى الرجل اصطنعه ) قال بعض المولدين : يبنى الرجال وغيره يبنى القرى * شتان بين قرى وبين رجال ( و ) البانى العروس وقد بنى ( على أهله ) بناء ككتاب ( وبها ) حكاه ابن جنى هكذا معديا بالباء أي ( زفها ) وفى الصحاح والعامة تقول بنى بأهله وهو خطأ قال وكان الاصل فيه ان الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها فقيل لكل داخل بأهله بان قال شيخنا قول الجوهرى هنا مصادم للاحاديث الصحيحة الواردة عن عائشة وعروة وغيرهما من الصحابة رضى الله عنهم وأشار الى تعقبه الحافظ بن حجر والنووي وصاحب المصباح وغير واحد انتهى * قلت وقد ورد بنى بأهله في شعر جران العود قال : بنيت بها قبل المحاق بليلة * فكان محاقا كله ذلك الشهر وقال ابن الاثير قد جاء بنى بأهله في غير موضع من الحديث وغير الحديث وقال الجوهري لا يقال بنى بأهله وعاد فاستعمله في كتابه ( كابتنى ) بها هكذا حكاه ابن جنى معديا بالباء وشاهد البانى قول الشاعر : يلوح كانه مصباح بانى * ( و ) بنى ( الطعام بدنه ) بنيا ( سمنه ) وعظمه ( و ) بنى الطعام ( لحمه ) يبنيه بنيا ( أنبته ) وعظم من الاكل قال الراجز * بنى السويق لحمها واللت * قال ابن سيده وأنشد ثعلب مظاهرة شحما عتيقا وعوططا * فقد بينا لحمالها متباينا ورواه سيبويه أنبتا ( و ) بنت ( القوس على وترها ) إذا ( الصقت ) به حتى تكاد تنقطع ( فهى بانية ) كما في الصحاح وهو عيب في القوس
وأما البائنة فهى التى بانت عن وترها وهو عيب أيضا وقد تقدم ( و ) قوس ( باناة ) فجواء وهى التى ينتحى عنها الوتر لغة طائية ( ورجل بانات ) كذا بالتاء المطولة والصواب بالمربوطة ( منحن على وتره إذا رمى ) قال امرؤ القيس : عارض زوراء من نشم * غير باناة على وتره ( والمبناة ويكسر ) كهيئة ( النطع والستر ) وقال أبو عدنان المبناة كهيئة القبة تجعلها المرأة في كسر بيتها فتسكن فيها وعسى ان يكون لها غنم فتقتصر بها دون الغنم لنفسها وثيابها ولها أزرار في وسط البيت من داخل يكنها من الحر ومن واكف المطر فلا تبلل هي وثيابها وقال ابن الاعرابي المبناة قبة من أدم وأنشد للنابغة : على ظهر مبناة جديد سيورها * يطوف بها وسط اللطيمة بائع وقال الاصمعي المبناة حصير أو نطع يبسطه التاجر على بيعه وكانوا يجعلون الحصر على الانطاع يطوفون بها وانما سميت مبناة لانها تتخذ من أدم يوصل بعضها ببعض وقال جرير : رجعت وفودهم بتيم بعد ما * خرر والمباني في بنى زدهام ( و ) المبناة ( العيبة والبواني اضلاع الزور ) وقيل عظام الصدر وقيل الاكتاف والقوائم الواحدة بانية قال العجاج : وان يكن أمسى شبابى قد حسر * وفترت منى البوانى وفتر ( و ) البوانى ( قوائم الناقة و ) يقال ( ألقى بوانيه اقام ) بالمكان واطمأن ( وثبت ) كالقى عصاه وألقى أرواقه وفى حديث على رضى الله عنه ألقت السماء برك بوانيها يريد ما فيها من المطر وفى حديث خالد فلما ألقى الشأم بوانيه عزلني واستعمل غيرى أي خيره وما فيه من السعة والنعمة هكذا رواه ابن جبلة عن أبى عبيد النون قبل الياء ولو قيل بوائنه الياء قبل النون كان جائزا والبوائن جمع البوان وهو اسم كل عمود في البيت ما خلا وسط البيت الذى له ثلاث طرائق ( وجارية بنا اللحم ) هكذا هو بالتاء المطولة والصواب بالمربوطة أي ( مبنيته ) هكذا في النسخ وفى بعض الاصول مبنيته أورده ابن برى وأنشد : سبته معصر من حضرموت * بناة اللحم جماء العظام وكتب بعض العلماء على حاشية الامالى ما نصه بناة اللحم في هذا البيت بمعين طيبة الريح أي طيبة رائحة اللحم قال وهذا من أوهام الشيخ ابن برى رحمه الله تعالى ( وبين كعلا ) هكذا هو في النسخ ولو قال كعلى كان أوفق ويكتب أيضا بنا بالالف كما هو المعروف في كتب القوانين ( د بمصر ) بالقرب من أبى صير من أعمال السمنودية وهى الان قرية صغيرة وقد اجتزت بها وهي على النيل وقال نصر وأما بنا على صيغة الفعل الماضي فمدينة من صعيد مصر قريبة من بوصير من فتوح عمير بن وهب هكذا قاله ولعله غير الذى ذكره المصنف أو تصحف عليه فان بنا من أعمال سمنود لا من الصعيد فتأمل ( وتبى بالضم ع بالشأم والابن ) بالكسر ( الولد ) سمى به لكونه بناء للاب فان الاب هو الذى بناه وجعله الله بناء في ايجاده قاله الراغب ( أصله بنى ) محركة قال ابن سيده وزنه فعلن محذوفة اللام مجتلب لها ألف الوصل قال وانما قضينا انه من الياء لان بنى يبنى أكثر في كلامهم من يبنو ( أو ) أصله ( بنو ) والذاهب منه واو كما ذهب من أب وأخ لانك تقول في مؤنثه بنت وأخت ولم نر هذه الهاء تلحق مؤنثا الا ومذكره محذوف الواو يدلك على ذلك أخوات وهنوات فيمن رد وتقديره من الفعل فعل بالتحريك لان ( ج أبناء ) مثل جمل وأجمال ولا يجوز أن يكون فعلا أو فعلا اللذين جمعهما أيضا أفعال مثل جذع وقفل لانك تقول في جمعه بنون بفتح الباء (1/8302)
ولا يجوز أن يكون فعلا ساكن العين لان الباب في جمعه انما هو أفعل مثل كلب وأكلب أو فعول مثل فلس وفلوس هذا نص الجوهرى ( والاسم البنوة ) بالضم وقال الليث البنوة مصدرا لابن يقال ابن بين البنوة 3 وقال الزجاج ابن كان في الاصل بنا أو بنو والالف ألف وصل في الابن يقال ابن بين البنوة قال ويحتمل أن يكون أصله بنا والذين قالوا بنون كأنهم جمعوا بنا وبنون وابناء جمع فعل أو فعل قال والاخفش يختار أن يكون المحذوف من ابن الواو قال لان أكثر ما يحذف لثقله والياء تحذف أيضا لانها تثقل قال والدليل على ذلك أن يدا قد أجمعوا على ان المحذوف منه الياء وكذلك دم والبنوة ليس بشاهد قاطع للواو لانهم يقولون الفتوة والتثنية فتيان فابن يجوز ان يكون المحذوف منه الواو والياء وهما عندنا متساويان ( و ) قال الفراء ( يا بنى بكسر الياء وبفتحها لغتان كيا أبت ويا أبت ) قال شيخنا وهذا من وظائف النحو لادخل فيه لشرح الالفاظ المفردة ( والابناء قوم من العجم سكنوا اليمن ) وهم الذين أرسلهم كسرى مع سيف بن ذى يزن لما جاء يستنجده على الحبشة فنصروه وملكوا اليمن وتديروها وتزوجوا في العرب فقيل لاولادهم الابناء وغلب عليهم هذا الاسم لان أمهاتهم من غير جنس آبائهم ( والنسبة )
إليهم على ذلك ( ابناوى ) في لغة بنى سعد كذلك حكاه سيبويه عنهم قال ( و ) حدثنى أبو الخطاب ان ناسا من العرب يقولون في الاضافة إليه ( بنوى محركة ردا له الى الواحد ) فهذا على أن لا يكون اسما للحى وفى الصحاح إذا انسبت الى أبناء فارس فقل بنوى وأما قولهم ابناوى فانما هو منسوب الى ابناء سعد لانه جعل اسما للحى أو للقبيلة كما قالوا مداينى حين جعلوه اسما للبلد انتهى ورأيت في بعض تواريخ اليمن ان أبناء اليمن ينتسبون الى هرمز الفارسى الذى أرسله كسرى مع سيف بن ذى يزن فاستوطن اليمن وأولد ثلاثة بهلوان ودادوان وبانيان فاعقب بهلوان بهلول والدادويون بسعوان ومنهم بنوا المتمير بصنعاء وصعدة وجراف الطاهر ونحر البون والدادويون خوارج ومنهم غزا كراذمار وهم خلق كثير ( و ) قال سيبويه ( ألحقوا ابنا الهاء فقالوا ابنة ) قال ( وأما بنت فليس على ابن وانما هي صفة ) كذا في النسخ والصواب صيغة ( على حدة ألحوها الياء للالحاق ثم أبدلوا التاء منها ) وقيل انها مبدلة من واو قال سيبويه وانما بنت كعدل ( والنسبة ) الى ( بنتى ) في قول يونس قال ابن سيده وهو مردود عند سيبويه ( وبنوى ) محركة وقال ثعلب تقول العرب هذه بنت فلان وهذه ابنة فلان بتاء ثابتة في الوقف والوصل وهما لغتان جيدتان قال ومن قال ابنت فهو خطأ ولحن وقال الجوهرى ولا تقل ابنت لان الالف انما اجتلبت لسكون الباء فإذا حركتها سقطت والجمع بنات لا غير انتهى وفى المحكم والانثى ابنة وبنت الاخيرة على غير بناء مذكرها ولام بنت واو والتاء بدل منها قال أبو حنيفة أصله بنو ووزنها فعل فالحفتها التاء المدلة من لامها بوزن جلس فقالوا بنت وليست التاء فيها بعلامة تأنيث كما ظن من لا خبرة له بهذا الشان وذلك لسكون ما قبلها هذا مذهب سيبويه وهو الصحيح وقد نص عليه في باب ما لا ينصرف فقال لو سميت بها رجلا لصرفتها معرفة ولو كانت للتأنيث لما انصرف الاسم ( وقول حسان ) بن ثابت ( رضى الله تعالى عنه ) : ولدنا بنى العنقاء وابنى محرق ( فأكرم بنا خالا وأكرم بنا ابنما أي ابنا والميم زائدة ) زيادتها في شدقم وزرقم وشجعم وكذلك قول ضمرة : عرار الظليم استحقب الركب بيضه * ولم يحم أنفا عند عرس ولا ابنم فانه يريد الابن والميم زائدة ( وهمزته همزة وصل ) قال سيبويه وكان زيادة الميم في ابنم أمثل قليلا لان الاسم محذوف اللام فكأنها عوض منها وليس في فسحم ونحوه حذف وقال أبو الهيثم عوض منها وليس في فسحم ونحوه حذف وقال أبو الهيثم إذا زيدت الميم فيه فيعرب من مكانين يقال هذا ابنمك فاعرب بضم النون والميم ومررت بابنمك ورأيت ابنمك تتبع النون الميم في الاعراب والالف مكسورة على كل حال ومنهم من يعربه من مكان واحد فيعرب الميم لانها صارت آخر الاسم ويدع النون مفتوحة على كل حال فيقول هذا ابنمك ومررت بابنمك ورأيت ابنمك ( وفى حديث ) بادية ( بنت غيلان ) الثقفية المتقدم ذكرها ( و ) هو فيما روى شمر قال مخنث لعبد الله بن أبى أمية ان فتح الله عليكم الطائف فلا تفلتن منكم بادية بنت غيلان فانها ( ان ) كذا في النسخ ويروى إذا ( جلست تبنت ) وإذا تكلمت تغنت وإذا اضطجعت تمنت وبين رجليها مثل الاناء المكفأ قال الازهرى يحتمل أن يكون قول المخنث إذا قعدت تبنت أي صارت كالمبناة من سمنها وعظمها وقال ابن الاثير ( أي صارت كالبيت المبنى ) وهو القبة من الادم لسمنها وكثرة لحمها أو لان القبة إذا ضربت وطنبت انفرجت وكذلك هذه إذا قعدت تربعت وفرشت رجليها ( والبنات التماثيل الصغار ) التى ( يلعب بها ) وفى حديث عائشة رضى الله عنها كنت ألعب مع الجوارى لا لبنات كما في الصحاح ( وبنيات الطريق بالضم ) مصغرا هي الطرق الصغار التى تتشعب من الجادة وهى ( الترهات ) كما في الصحاح ( وتبناه اتخذه ابنا ) أو ادعى بنوته وقال الزجاج تبنى به يريد تبناه * ومما يستدرك عليه حكى الفراء عن العرب هذا من ابناوات الشعب وهم حى من كلب وفى الصحاح وأما قولهم ابناوى فانما هو منسوب الى أبناء سعد لانه جعل اسما للحى أو القبيلة وقول رؤبة : بكاء ثكلى فقدت حميما * فهى تنادى بأبى وابنيما زادت الياء وانما أرادت ابنما وقالوا في تصغير الابناء أبناء وان شئت ابينون على غير نكرة قال السفاح بن بكير : من يك لا ساء فقد ساءنى * ترك ابنيك الى غير راع (1/8303)
قال الجوهرى كان واحده أبن مقطوع الالف فصغره فقال أبين ثم جمعه ثم جمعه فقال أبينون قال ابن برى صوابه كان واحده ابني مثال أعمى ليصح فيه انه معتل اللام وان واوه لام لا نون بدليل البنوة أو أبن بفتح الهمزة مثال أحر وأصله ابنو قال وقوله فصغره فقال أبين انما يجئ تصغيره عند سيبويه أبين مثل أعيم انتهى وفى حديث ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم أبينى لا ترموا جمرة العقبة حتى تطلع الشمس قال ابن الاثير الهمزة زائدة وقد اختلف في صيغتها معناها فقيل انه تصغير أبنى كاعمى وأعيم وهو اسم مفرد يدل على
الجمع وقيل ان ابنا يجمع على ابناء مقصورا وممدودا وقيل هو تصغير ابن وفيه نظر وقال أبو عبيد هو تصغير بنى جمع ابن مضافا الى النفس قال وهذا يوجب أن يكون صيغة اللفظة في الحديث ابينى بوزن سريجى وهذه التقديرات على اختلاف اللغات انتهى قال الجوهرى وإذا نسبت الى بنيات الطيق قلت بنوى لان ألف الوصل عوض من الواو فإذا حذفتها فلابد من رد الواو وللاب والابن والبنت أسماء كثيرة تضاف إليها وعدد الازهرى منها أشياء كثيرة فقال ما يعرف بالابن قال ابن الاعرابي ابن الطين آدم عليه السلام وابن ملاط العضد وابن مخدش رأس الكتف ويقال انه النغض أيضا وابن النعامة عظم الساق وأيضا محجة الطريق وأيضا الفرس الفاره وأيضا الساقى يكون على رأس البئر ويقال لرجل العالم هو ابن بجدتها وابن بعثطها وابن ثامورها وابن سرسورها وابن ثراها وابن مدينتها وابن زوملتها أي العالم بها وابن زوملة ابن أمة وابن نفيلة كذلك وابن الفارة الدرص وابن السنور كذلك وابن الناقة البابوس ذكره ابن أحمر في شعره وابن أحمر في شعره وابن الخلة ابن مخاض وابن عرس السرعوب وابن الجرادة السرو وابن الليل اللص وابن الطريق كذلك وابن غبراء كذلك وقيل في قول طرفة * رأيت بنى غبراء لا ينكرونني * هم الصعاليك لا مال لهم سموا بذلك للصوقهم بغبراء الارض وهو ترابها أراد انه مشهور عند الفقراء والاغنياء وقيل بنو غبراء هم الرفقة يتناهدون في السفر وابن الاهة ضح الشمس وابن المزنة الهلال وابن الكروان الليل وابن الحبارى النهار وابن تمرة طائر وابن الارض الغدير وابن طامر البرغوث وأيضا الخسيس من الناس وابن هيان وابن بيان وابن هي وابن بى كله الخسيس من الناس وابن النخلة الدنئ وابن البحنة السوط وابن السد الشيع والحفص وابن القرد الحودل والرباح وابن البراء أول يوم من الشهر وابن المازن النمل وابن الغراب البج وابن القوالى الحية وابن القاوية فرخ الحمام وابن الفاسياء القرنبى وابن الحرام السلا وابن الكرم القطف وابن المسرة غصن الريحان وابن جلا السيد وابن دأية الغراب وابن أوبر الكمأة وابن قترة الحية وابن ذكاء الصبح وابن فرتنى وابن ترنى ابن البغية وابن احذار الرجل الحذر وابن أقوال الرجل الكثير الكلام وابن الفلاة الحرباء وابن الطود الحجر وابن جمير الليلة التى لا يرى فيها الهلال وابن آوى سبع وابن مخاض وابن لبون من أولاد الابل ويقال للسقاء ابن أديم فإذا كان أكبر فهو ان أديمين وابن ثلاث آدمة * قلت وابنا طمرجبلان ببطن نخلة وابنا عوار قلتان في قول الراعى وابن مدى موضع وابن ماما اسم مدينة عن العمرانى ثم قال الازهرى ويقال فيما يعرف ببنات بنات الدم بنات أحمر وبنات المسند صروف الدهر وبنات معى البعر وبنات اللبن ما صغر منها وبنات النقا الحلكة وبنات مخر ويقال بخر سحائب تأتى قبل الصيف وبنات غير الكذب وبنات بئس الدواهي وكذلك بنات طبق وبنات برح وبنات أودك وابنة الجبل الصدى وبنات أعنق النساء وأيضا جياد الخيل نسبت الى فحل يقال له أعنق * قلت وهى المشهورة الان بالمعنقيات وبنات صهال الخيل وبنات شحاج البغال وبنات الاخدرى الاتن وبنات نعش من الكواكب الشمالية وبنات الارض الانها والصغار وبنات المنى وبنات الليل وأيضا الهموم أنشد ثعلب : تظل بنات الليل حولي عكفا * عكوف البواكي بينهن قتيل وكذلك بنات الصدر وبنات المثال النساء والمثال الفراض وبنات طارق بنات الملوك وبنات الدو حمير الوحش وبنات عرجون الشماريخ وبنات عرهون الفطر قال الجوهرى وبنت الارض وابن الارض ضرب من البقل قال وذكر لرؤبة رجل فقال كان احدى بنات مساجد الله كأنه جعله حصاة من حصى المسجد قال ابن سيده عن ابن الاعرابي والعرب تقول الرفق بنى الحلم أي مثله وبنات القلب طوائعه وبه فسر قول أمية الهذلى : فسبت بنات القلب وهى رهائن * بخبائها كالطير في الاقفاص قال الراغب ويقال لكل ما يحصل من جهته شئ أو من تربيته أو تثقيفه أو كثرة خدمته له وقيامه بأمره هو ابنه نحو فلان ابن حرب وابن السبل للمسافر وكذلك ابن الليل وابن العلم ويقال فلان ابن بطنه وابن فرجه إذا كان همه مصروفا اليهما وابن يومه إذا لم يتفكر في غده انتهى وأنشد ابن الاعرابي * يا سعد يا ابن عملي يا سعد * أراد من يعمل عملي أو مثلى عملي والبنيان الحائط نقله الجوهرى قال الراغب وقد يكون البنيان جمع بنيانة كشعير وشعيرة وهذا النحو من الجمع يصح تذكيره وتأنيثه والبناء ككتان مدبر البنيان وصانع وقد يجمع البانى على ابناء كشاهد وأشهاد وبه فسر أبو عبيد المثل ابناؤها اجناؤها وكذلك الاجناء جمع جان وابتنى الرجل اصطنعه وتبنى السنام سمن قال الاعور الشنى * مستحملا أعرف قد تبنى * والبناء ككتاب الجسم وأيضا
النطع وبنيت عن جال الركية نحيت الرشاء عنه لئلا يقع التراب على الحافر وابتنى باهله كبنى بها والمبتنى البناء أقيم مقام المصدر وأبناه أدخله على زوجته ومنه قول على رضى الله تعالى عنه يا نبى الله متى تبنينى قال ابن الاثير حقيقته متى تجعلي ابتنى بزوجتي (1/8304)
ووادى الابناء باليمن وهو وادى السر والبانيان قوم من الابناء باليمن وبالهند وأكثرهم كفار وبنات جبل بين اليمامة والحجاز عن نصر و ( البو ولد الناقة ) قال الشاعر : فما أم بوها لك بتنوفة * إذا ذكرته آخر الليل حنت ( و ) أيضا ( جلد الحوار يحيى ثماما أو تبنا ) إذا مات الحوار ( فيقرب من أم الفصيل فتعطف عليه فتدر ) وأنشد الجوهري للكميت * مدرجة كالبوبين الظئرين * وأنشد ابن برى لجرير * سوق الروائم بوابين أظئار * ومن شواهد التلخيص للخنساء : فما عجول على بوتطيف به * لها حنينان اصغار واكبار يوما بأجزع منى حين فارقني * صخر وللدهر اقبال وادبار ( و ) من المجاز ( الرماد ) بو الاثافي ( و ) البو ( الاحمق ) ومنه هو أخدع من البو وأنكد من اللو ( كالبوى ) عن ابن الاعرابي ( وهى بوة وبوى كرمى بيا حاكى غيره في فعله ) نقله الصاغانى ( والبو باة المفازة ) مثل الموماة قال ابن السراج أصله موموة على فعللة كما في الصحاح ( و ) البو باة ( ع ) بعينه نقله الجوهرى ( كالابواء ) وهى قرية من أعمال الفرع بينها وبين الجحفة مما يلى المدينة ثلاثة وعشرون ميلا واختلف فيه فقيل سمى به لما فيه من الوباء ولو كان كذلك لقيل الاوباء الا ان يكون مقلوبا أو لتبوة السيول بها وهو قول ثابت اللغوى وقيل فعلاء من الابوة وقيل أفعال كانه جمع بوأ وجمع بوى للسواد فهى أقوال خمسة الا أن تسمية الاشياء بالمفرد ليكون مساويا لما سوى به أولى ألا ترى انا نحتال بعرفات وأذرعات مع ان كثير أسماء البلدان مؤنثة ففعلاء أشبه به مع انك لو جعلته جمعا لاحتجت الى تقدير واحده وقد تقدم ذلك في أب ى وقال ابن سيره الابواء موضع ليس في الكلام اسم مفرد على مثال الجمع غيره وغير الانبار والابلاء وان جاء فانما يجئ في اسم المواضع لان شواذها كثيرة وما سوى هذه فانما يأتي جمعا أو صفة ( وبوى كسمى وبويان بالضم اسمان ) من الاول سيف بن بوى بن الاجذوم بن الصدف من ولده بوى بن ملكان الصدفى شهد فتح مصر ذكره ابن يونس ومن الثاني أبو الحسين أحمد بن عثمان بن جعفر بن بويان البويانى نسب الى جده المقرئ سمع منه الدار قطني وغيره ( وبوى كرمى واد لجبيلة وباى بن جعفر بن باى فقيه محدث ) كذا في التكملة هو أبو منصور الجبلى فقيه شافعي درس على البيضاوى وسمع من ابن الجندي والصيدلانى قال الامير سمعت منه قال وكان يكتب اسمه في الشهادات عبد الله بن جعفر وأبوه جعفر بن باى الفقيه أبو مسلم سمع من ابن المقرئ وغيره ( وبوية كفوفل اسم جماعة ) من المحدثين ( منهم ) أبو الاسود ( عمرو بن بوية ) الاسدي وكذلك محمد بن حسين بن بوية شيخ لابن المقرئ والحسين بن الحسن بن على بن بوية الانماطى عن ابن ماسى وبوية لقب الحسين بن زيد الاصبهاني من ولده الحسن بن محمد بن الحسين بن زيد عن أبيه ويقال في نسبه البويى وقد تقدم شئ من ذلك في ب وه * ومما يستدرك عليه بوى موضع قال ابن دريد أحسبه غير ممدود يجوز أن يكون فعلا كبقم ويجوز ان يكون فعلا فإذا كان كذلك جاز أن يكون من باب تقوى أعنى ان الواو قلبت فيها عن الياء ويجوز أن يكون من باب قوة وقال ياقوت أبوى مقصورا اسم للقريتين على طريق البصرة الى مكة المنسوبتين الى طسم وجديس قال المثقب العبدى : فانك لو رأيت رجال أبوى * غداة تسر بلواحلق الحديد قال وأبوى بالتحريك مقصورا اسم موضع أو جبل بالشأم قال الذبيانى : بعد ابن عاتكة الثاوى على أبوى * أضحى ببلدة لاعم خال وبو قبيلة في تميم منهم خليفة بن عبد فيد بن بو من رجالهم في الاسلام شهد القادسية وهو القائل : أنا ابن بو ومعى مخراقى * أضرب كل قدم وساق * أذكره الموت أبا اسحق يعنى سعد بن أبى وقاص و ( البهو البيت المقدم أمام البيوت ) نقله الجوهرى يقال قعدوا في البهو ( و ) البهو ( كناس واسع للثور ) يتحذه في أصل الارطى قال أبو الغريب النصرى : إذا حدوت الديدجان الراد جا * رأيته في كل بهودا مجا ( ج ابهاء بهو ) بضم الباء والتشديد ( وبهى ) كعتى شاهد الابهاء بمعنى البيوت الحديث تنتقل العرب بابهائها الى ذى الخلصة أي ببيوتها ( و ) البهو ( الواسع من الارض ) الذى ليس فيه جبال بين نشزين وكل هواء أو فجوة فهو عند العرب بهو قال ابن أحمر * بهو تلاقت به الارام والبقر * ( و ) البهو الواسع ( من كل شئ ) قال الارصمعى أصل البهو السعة يقال هو في بهو من العيش أي في سعة ( و ) البهو ( جوف الصدر ) من الانسان ومن كل دابة قال الشاعر : إذا الكاتمات الربو أضحت كوابيا * تنفس في بهو من الصدر واسع
تم
بسمه تعالى
برنامج المعجم - الاصدار الثالث
- موضوع اصلى : تاج العروس01 - 3 -
يريد الخيل التى لا تكاد تر بو يقول فقد ربت من شدة السير ولم يكب هذا ولا ربا ولكن اتسع جوفه فاحتمل ( أو ) بهو الصدر ( فرجة ما بين الثديين والنحر ) وقيل ما بين الشراسيف وهى مقاط الاضلاع ( و ) البهو ( مقبل الولد بين الوركين من الحامل ج ابهاء وأبه وبهى ) بالكسر ( وبهى ) بالضم ( والباهى من البيوت الخالى المعطل ) وفى الصحاح بيت باه أي خال لا شئ فيه وقال غيره قليل المتاع (1/8305)
( و ) قد ( ابهاه ) إذا خرقه وعطله ومنه قولهم المعزى تبهى ولا تبنى لانها تصعد على الاخبية فتخرقها حتى لا يقدر على سكناها وهى مع ذلك لا تكون الخيام من اشعارها انما تكون من الصوف والوبر كما في الصحاح ( فبهى كعلم ) بها أي تخرق وتعطل ( والبيهى ) محدث ( روى عن عروة ) هكذا هو في النسخ وفيه تصحيفان الاول الصواب البهى كغنى والثانى قوله روى عن عروة صوابه عن عمرو عنه ابنه يحيى بن البهى كما نص عليه ابن حبان فتأمل ذلك ( والبهاء الحسن ) كما في الصحاح ( والفعل ) منه ( بهو كسرو ورضى ) نقلهما الجوهرى ( و ) بها مثل ( دعا وسعى ) بهاء وبهاءة فهو باه وبهى وبه وهى بهية من نسوة بهيات وبهايا ( و ) من المجاز البهاء ( وبيص رغوة اللبن ) يقال حلب اللبن فعلاه البهاء وهو ممدود غير مهموز لانه من البهى وقد جاء ذكره في حديث ام معبد ( وباهيته ) مباهاة فاخرته ومنه حديث عرفة تباهى بهم الملائكة ( فبهوته غلبته بالحسن ) وقال اللحيانى باهانى فبهوته وبهيته أي صرت ابهى منه ( وابهى الاناء فرغه ) حكاه أبو عبيد نقله الجوهرى ( و ) ابهى ( الخيل عطاها من الغز و ) نقله الجوهرى أي فلا يغزى عليها وقد جاء في الحديث انه صلى الله عليه وسلم سمع رجلا حين فتحت مكة يقول ابهوا الخيل فقد وضعت الحرب أو زارها فقال عليه السلام لا تزالون تقاتلون الكفار حتى يقاتل بقيتكم الدجال وقال بعضهم في معناه أي عروها ولا تركبوها فما بقيتم تحتاجون الى الغزو وقيل انما اراد وسعوا لها في العلف واريحوها والاول هو الوجه ( و ) ابهى ( الرجل حسن وجهه وبهى البيت تبهية وسعه وعمله ) قال الراجز * اجوف بهى بهوه فاوسعا * ( وبئر باهية واسعة الفم وتباهوا تفاخروا ) ومنه حديث اشراط الساعة ان يتباهى الناس في المساجد ( وبهية كسمية ) اسم امراه الاخلق ان تكون تصغير بهية كما قالوا في المراة حسينة فسموها بتصغير الحسنة وانشد ابن الاعرابي قالت بهية لا تجاوز اهلنا * اهل الشوى وعاب اهل الجامل ابهى ان العنز تمنع ربها * من ان يبيت جارها بالحابل الحابل ارض عن ثعلب وبهية ( تابعية ) روت عن عائشة وعنها أبو عقيل * ومما يستدرك عليه ناقة بهوة الجنبين واسعتهما قال جندل * على ضلوع بهوة المنافج * والبهاء المنظر الحسن الرائع المالئ للعين والبهى كغنى الشئ ذو البهاء مما يملا العين روعه وحسنه وهو ايضا لقب ابى بكر احمد بن ابراهيم بن احمد بن محمد بن عطية بن زياد بن يزيد بن بلال بن عبد الله الاسدب قيل له ذلك لبهائه ثقة روى عنه عبد الغنى بن سعيد ورجل به كعم من قوم ابهياء وهى بهية كعمية وقالوا امراة بهيى بالضم وهو نادر وله اخوات حكاها ابن الاعرابي عن حنيف الحناتم وكان من آبل الناس فقال الرمكاء بهيى والحمراء صبرى والخوارة غزرى والصهباء سرعى قال الازهرى قوله بهيى اراد البهية الرائعة وهى تأنيث الابهى ويقولون ان هذا لبهياى أي مما أتباهى به حكاه ابن السكيت عن ابى عمرو وبهى به كعلم انس وقد ذكر في الهمزة وقال أبو سعيد اتهات بالشئ انست به واحببت قربه قال الاعشى ومن الحى من يهوى هوانا ويبتهى * وآخر قد ابدى الكابة مغضبا وكغنية ام البهاء بهية بنت ابى الفتح بن بدران سمعت من الكندى ضبطها الشريف عز الدين في وفياته وبهية بالفتح جد ابى الحسن محمد بن عمر بن حميد البزاز البغدادي عن القاضى ابى عبد الله المحاملى وعنه البرقانى وسفط البهو قرية بمصري ( البى الرجل الخسيس ) عن ابن الاعرابي ( كابن بيان ) وابن هيان عنه ايضا ( و ) كذلك ( ابن بى ) عن الليث وفى الصحاح قولهم ما ادرى أي هي بن بى هو أي أي الناس هو وهيان بن بيان إذا لم يعرف هو ولا ابوه قال ابن برى ومنه قول الشاعر يصف حربا مهلكة فاقعصتهم وحلت بركها بهم * واعطت النهب هيان بن بيان ( و ) يقال ان ( هي بن بى من ولد آدم ) عليه السلام ( ذهب في الارض لما تفرق سائر ولده فلم يحس منه ) عين ولا ( اثر وفقد ) وسيذكره في ه ى ى ايضا وياتى هناك الكلام عليه ( ويوسف بن هلال بن بية كمية محدث ) بغدادي يكنى ابا منصور سمع ابن اخى سمى والمخلص وغيرهما وقال الامير سمعت منه وكان سمى نفسه محمدا ( و ) في الحديث ان آدم عليه السلام لما قبل ابنه مكث مائة عام لا يضحك ثم قيل له حياك الله و ( بياك الله ) فقال وما بياك فقيل ( اضحكك الله ) كما في الصحاح ورواه الاصمعي بسنده عن سعيد بن جبير
( أو قربك ) حكاه الاصمعي عن الاحمر وانشد أبو مالك بيالهم إذ نزلوا الطعاما * الكبد والملحاء والسناما ( أو جاء بك ) نقله الجوهرى عن ابن الاعرابي ( أو بواك ) منزلا الا انها لما جاءت مع حياك تركت همزتها وحولت واوها ياء أي اسكنك منزلا في الجنة نقله الجوهرى عن الاحمر وقال سلمة بن عاصم حكيت للفراء قول خلف الاحمر فقال ما احسن ما قال ( أو اتباع لحياك ) قاله بعضهم قال أبو عبيد ( وليس بشئ ) وذلك لان الاتباع لا يكاد يكون بالواو وهذا بالواو نقله الجوهرى ( ومحمد بن عبد الجبار بن بيا ) هكذا في النسخ والصواب ييا بياءين الثانية مشددة كما ضبطه الحافظ وهو ( شيخ للسلفى ) حدث عن ابى نعيم واخته بانوية حدثت عن ابن ريدة وعنها السلفي ايضا ( وابن باى محدث ) فقيه تقدم ذكره في ب وى ( وبييت الشئ تبييا بينته واوضحته ) والتبيى التبيين عن قرب ( وتبييت الشئ تعمدته ) وانشد الجوهرى للراجز وهو أبو محمد الفقعسى باتت تبيى حوضها عكوفا * مثل الصفوف لاقت الصفوفا * وانت لا تغنين عنى فوفا أي تعتمد حوضها وانشد لراجز آخر وهو رويشد الاسدي (1/8306)
وعسعس نعم الفتى تبياه * منا يزيد وابو محياه أي يعثمده وانشد لآخر لما تبيينا اخا تميم * اعطى عطاء اللحز اللئيم وعليه خرج الجوهرى معنى قولهم بياك أي اعتمدك بالتحية كما رواه الاصمعي قال وهذه الابيات تحتمل قوله هذا وقول ابن الاعرابي جاء بك * ومما يستدرك عليه قيل بياك بمعنى اصلحك وقال ابن الاعرابي أي قصدك واعتمدك بالملك والتحتية وبى العرب قرية بمصر وبيا بكسر ففتح قرية اخرى من كورة حوف رمسيس تعرف ببيا الحمراء ( فصل التاء ) مع الواو والياء ى ( تاى يتاى كسعى ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( سبق ) قال الازهرى وهو بمنزلة شاى يشاى و ( تبا يتبو كدعا ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( غزا وغنم ) ونقله الصاغانى عن الفراء و ( تتوا القلنسوة ) هكذا في النسخ وقد اهمله الجوهرى والصواب تتوا الفسيلة ( ذؤا بتاها ) ومنه قول الغلام الناشد للعنز وكأن زنمتيها تتوا فسيلة * ومما يستدرك عليه تتا بالفتح مقصورا قرية بمصر من اعمال المنوفية ومنها الشمس التتائى شيخ المالكية في عصره ى ( التثى كظبى ) هكذا في النسخ وقد اهمله الجوهرى والصاغانى والصواب التثا كحصا كما هو نص اللسان وهى واوية والصواب اشارة الواو وهو ( سويق المقل ) عن اللحيانى وكذلك الحتى ( وقشر التمرة ) عن ابى حنيفة ( كالتثاة ) كحصاة وهى واحدته وسياتى في ثتا ى ( التاحى بالحاء المهملة ) اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( خادم البستان ) وفى التكملة هو البستانبان ( ترى يترى كرمى ) يرمى اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( تراخى ) في العمل فعمل شيا بعد شئ نقله الازهرى خاصة ( واترى عمل اعمالا متواترة بين كل عملين فترة ) كذا في التكملة * ومما يستدرك عليه الترية كغنية في بقية حيض المراة اقل من الصفرة والكدرة واخفى تراها المراة عند طهرها فتعلم انها قد طهرت من حيضها قال شمر ولا تكون الترية الا بعد الاغتسال واما ما كان في ايام الحيض فليس بترية وذكر ابن سيده الترية في راى وهو بابها لان التاء فيها زائدة وهى من الرؤية وسياتى و ( تاساه ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( آذاه واستخف به ) وساتاه لعب معه السفلقة * ومما يستدرك عليه تشا بالشين المعجمة أي زجرا لحمار عن ابن الاعرابي وهى واوية قال الازهرى كانه قال له تشو تشو و ( تطا كدعا ) اهمله الليث والجوهري وقال ابن الاعرابي ( إذا ظلم وجار ) وفي التكملة إذا ظلم وكان المصنف تبعه وزاد قوله وجار والا فالصواب اظلم فان نص ابن الاعرابي في نوادره تطا الليل إذا اظلم فتأمل ى ( تعى كسعى ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( عدا ) وانفرد الازهرى بهذه الترجمة * ومما يستدرك عليه تعى تعيا إذا قذف والتاعى القاذف وايضا اللبا المسترخى والتعى في الحفظ الحسن كل ذلك عن ابن الاعرابي وحكى عن الفراء الاتعاء ساعات الليل وقال شمر استتعاه دعاه دعاء لطيفا و ( تغت الجارية الضحك ) اهمله الجوهرى وقال الليث ( إذا ارادت ان تخفيه ويغالبها ) قال الازهرى انما هو حكاية صوت الضحك تغ تغ وتغ تغ وقد مضى تفسيره في حرف الغين المعجمة وقال ابن برى تغت الجارية تغيا سترت ضحكها فغالبها ( والتغى كالى الضحك العالي ) * ومما يستدرك عليه تغا الانسان هلك ( التفة ) كصرد كتبه بالحمرة مع ان الجوهرى ذكره ( في ت ف ف ) وهو عناق الارض وقد مر ذكره هناك قال ابن سيده وهو من الواو لانا وجدنا ت وف ولم نجد ت ى ف فان ابا على يستدل على المقلوب بالمقلوب الا تراه استدل على ان لام اثفية واو بقولهم وثف والواو في وثف فاء * ومما يستدرك عليه تقى الله تقيا خافه والتاء مبدلة من واو
ترجم عليه ابن برى وسياتى في وقى و ( تلوته كدعوته و ) تليته مثل ( رميته ) قال ابن سيده فاما قراءة الكسائي تلاها فامال وان كان من ذوات الواو فانما قرا به لانها جاءت مع ما يجوز ان يمال وهو يغشاها وبناها ( تلوا كسمو تبعته ) قال الراغب متابعة ليس بينهما ما ليس منهما وذلك يكون تارة بالجسم وتارة بالاقتداء في الحكم وقيل معنى تلاها حين استدار فتلا الشمس الضياء والنور قال الراغب اريد به هنا الاتباع على سبيل الاقتداء والمرتبة لان القمر يقتبس النور من الشمس وهو لها بمنزلة الخليفة ( كتليته تتلية وانشد الاصمعي لذى الرمة لحقنا فراجعنا الحمول وانما * يتلى باذناب الوداع المرجع قال يتلى يتتبع ( و ) تلوته ( تركته ) قال ابن الاعرابي تلا اتبع وتلا تخلف ( ضد و ) تلوته ( خذلته ) وتركته عن عبيد ( كتلوت عنه في الكل ) يقال تلا عنى يتلو تلوا إذا تركك وتخلف عنك ( و ) تلوت ( القرآن أو كل كلام ) هكذا عم به بعضهم ( تلاوة ككتابة قراته ) قال الراغب التلاوة تختص باتباع كتب الله المنزلة تارة بالقراءة وتارة بالارتسام لما فيه من امر ونهى وترغيب وترهيب أو ما يتوهم فيه ذلك وهو اخص من القراءة فكل تلاوة قراءة ولا عكس انتهى وانشد ثعلب في عموم التلاوة قول الشاعر واستمعوا قولا به يكوى النطف * يكاد من يتلى عليه يجتئف ( وتتالت الامور تلا بعض بعضا ) ومنه جاءت الخيل تتاليا أي متتابعة كما في الصحاح ( واتليته اياه تبعته ) ومنه انلاه الله اطفالا أي اتبعه اولادا كما في الصحاح ( واستتلاه الشئ دعاه الى تلوه ) قال الشاعر قد جعلت دلوى تستتلينى * ولا اريد تبع القرين ( ورجل ) تلو ( كعدو لا يزال متبعا ) حكاه ابن الاعرابي ولم يذكره يعقوب في الاشياء التى حصرها كحسو وفسو ( والتلو بالكسر (1/8307)
ما يتلو الشئ ) أي يتبعه يقال هذا تلو هذا أي تبعه ( و ) التلو ( الرفيع ) يقال انه لتلو المقدار أي رفيعه ( و ) التلو ( ولد الناقة يفطم فيتلوها ج اتلاء و ) التلو ( ولد الحمار ) لاتباعه امه ويقال لولد البغل ايضا تلو ( و ) التلوة ( بالهاء للانثى و ) التلوة ( العناق ) إذا ( خرجت من حد الاجفار ) حتى تتم لها سنة فتجذع وذلك لانها تتبع امها وقال النضر التلوة من اولاد المعزى والضان التى قد استكرشت وشدنت والذكر تلو ( و ) التلوة من ( الغنم ) التى ( تنتج قبل الصفرية ) كما في الصحاح وفى حديث ابن عباس افتنا في دابة ترعى الشجر وتشرب الماء في كرش لم يتغير قال تلك عندنا الفطيم والتلوة والجذعة رواه الخطابى ( وتلى صلاته تتلية اتبع المكتوبة تطوعا ) عن شمر قال البعيث على ظهر عادى كان ارومه * رجال يتلون الصلاة قيام أي يتبعون الصلاة صلاة ( و ) تلى ايضا ( قضى ) نحبه أي ( نذره ) عن ابن الاعرابي ( و ) تلى ( صاربا خر رمق ) نقله الجوهرى عن ابى زيد زاد غيره ( من عمره واتليته احلته حوالة ) وفى الصحاح من الحوالة ( و ) اتليته ( ذمة اعطيته اياها و ) انليت ( حقى عنده ابقيت منه بقية ) ومنه حديث ابى حدرد ما اصبحت اتليها ولا اقدر عليها ( و ) اتليته ( سهما ) أو لعلا ( اعطيته ليستجير به ) لئلا يؤذى والمعنى جعله تلوه وصاحبه وهو مجاز ( واتلت الناقة ) اتلاء ( تلاها ولدها ) فهى متل ومتلية ( وتلا ) إذا ( اشترى تلو الولد البغل ) عن ابن الاعرابي ( والتلى كغنى الكثير الايمان و ) ايضا ( الكثير المال ) كل ذلك عن ابن الاعرابي ( و ) التلية ( بهاء بقية الدين ) هكذا خصه الجوهرى زاد غيره والحاجة وقال غيره بقية الشئ عامة وهو المراد من قوله ( وغيره ) كانه يتتبع حتى لم يبق الا اقله يقال ذهبت تلية الشباب أي بقيته لانها آخره الذى يتلو ما تقدم منه وفلان بقية الكرام وتلية الاحرار وكل ذلك مجاز ( كالتلاوة ) بالضم كما قيده الجوهرى والطلاق المصنف يقتضى الفتح وليس كذلك يقال تليت لى من حقى تلية وتلاوة تتلى أي بقيت لى بقية نقله الجوهرى عن ابن السكيت ( واتلاه اعطاه التلاء كسحاب للذمة ) وانشد الجوهرى لزهير جوار شاهد عدل عليكم * وسيان الكفالة والتلاء ( و ) قيل التلاء ( الجوار ) وبه فسر ثعلب قول زهير ( و ) قيل التلاء اسم ( لسهم ) يكتب ( عليه اسم المتلى ) ويعطيه للرجل فإذا صار الى قبيلة اراهم ذلك السهم فلم يؤذ وبه فسر ثعلب ايضا قول زهير ( وتلى من الشهر كذا ) تلا ( كرضى بقى وتتلاه ) أي حقه إذا ( تتبعه ) حتى استوفاه ( والتوالي الاعجاز ) لاتباعها الصدور ( و ) التوالى ( من الخيل ما خيرها ) وهو من ذلك ( أو الذنب والرجلان ) منها يقال انه لخبيث التوالى وسريع التوالى وكله من ذلك والعرب تقول ليس هو ادى الخيل كالتوالى فهو اديها اعناقها وتواليها ما آخيرها ويقال ليس توالى الخيل كالهوادى ولا عفر الليالى كالدآدى ( و ) التوالى ( من الظعن أو اخرها ) وتوالى الابل كذلك ( وتلوى كفعول ضرب من السفن صغير ) هو فعلول أو فعول من التلو لانه يتبع السفينة العظمى حكاه أبو على في التذكرة
( والتليان بالضم وفتح اللام المشددة ) اسم ( ماه ) وفى التكملة ما آن قريبان من سجا لبنى كلاب * قلت فاذن نونه مكسورة ( وابلهم متال أي لم تنتج حتى صافت ) وهو آخر النتاج لانها تبع للمبكرة واحدتها متل ومتلية * ومما يستدرك عليه اتليته سبقته نقله الجوهرى يقال ما زلت اتلوه حتى اتليته أي تقدمته وصار خلفي واستتلى فلانا انتظره عن ابن الاعرابي واستتلى فلان طلب سهم الجوار وانشد الباهلى إذا خصر الاصم رميت فيها * بمستتل على الادنين باغى وهو مجاز وتالاه متالاة راسله وهو رسيله ومتاليه ويقال للحادي المتالى وفى الصحاح هو الذى يراسل المغنى بصوت رفيع قال الاخطل صلت الجبين كان رجع صهيله * زجر المحاول أو غناء متالى هكذا انشده الجوهرى له ولعله اخذه من كتاب ابن فارس فانى لم اجده في ديوان الاخطل قاله الصاغانى ويقال وقع كذا تلية كذا كغنية أي عقبه والمتالى الامهات إذا تلاها اولادها الواحدة متل ومتلية وقد يستعار الاتلاء في الوحش قال الراعى انشده سيبويه لها بحقيل فالنميرة منزل * ترى الوحش عوذات به ومتاليا وقال الباهلى المتالى الابل التى قد نتج بعضها وبعضها لم ينتج وقال ابن جنى وقيل المتلية التى اثقلت فانقلب راس جنينها الى ناحية الذنب والحياء قال ابن سيده وهذا لا يوافق الاشتقاق وتلى الرجل تتلية انتصب للصلاة وتاليات النجوم أو اخرها كالتوالى والتلا مقصورا البقية من الشئ وتلا قرية بمصر من المنوفية وتلى بالتشديد قرية بالصعيد والاتلاء قرية بذمار باليمن عن ياقوت وتتلى حقه عنده ترك منه بقية وتلى له من حقه كرضى تلا بقى وتلا فلان بعد قومه تأخر وبقى وتتلى جمع مالا كثيرا عن ابن الاعرابي والتلو بالفتح مصدر تلاه يتلوه إذا اتبعه نقله شيخنا وهو في مفردات الراغب وقوله تعالى واتبعوا ما تتلوا الشياطين قال عطاء أي ما تحدث وقيل ما تتكلم به ويقال فلان يتلو على فلان ويقول عليه أي يكذب عليه وقرا بعضهم ما تتلى الشياطين وهو يتلو فلانا أي يحكيه ويتبع فعله وهو يتلى بقية حاجته أي يقضيها ويتعهدها وفى حديث عذاب القبر لادريت ولا تليت قيل اصله لا تلوت فقلبت للمزاوجة وقال يونس انما هو ولا اتليت أي لا يكون لابله اولاد يتلونها اشار له الجوهرى وقيل لا اتليت على افتعلت من الوت وقد تقدم والتلاء كسحاب الضمان عن ابن الانباري وبه فسر قول زهير السابق وايضا الحوالة نقله الزمخشري واتلى فلان على فلان احيل عليه وتلى اعطى ذمته كاتلى ومن المجاز تلوت الابل طردتها الان الطارد يتبع المطرود كما في الاساس و ( التناوة بالكسر (1/8308)
اهمله الجوهرى وقد جاء في حديث قتادة كان حميد بن هلال من العلماء فاضرت به التناوة قال ابن الاثير هي الفلاحة والزراعة يريد به ( ترك المذاكرة وهجران المدارسة ) وكان نزل على طريق قرية الاهواز ( كالتناية ) بالياء حكاها الاصمعي فاما ان تكون على المعاقبة واما ان تكون لغة ويروى النباوة بالنون والباء أي الشرف وقال شيخنا وروى بالباء والنون وفسر بالشرف * ومما يستدرك عليه الاتناء الاقدام والاتناء الاقران و ( نها كدعا ) اهمله الجوهرى وصاحب اللسان هنا وقال في تركيب ه ب و ما نصه قال ابن الاعرابي أي ( غفل و ) يقال ( مضى تهواء من الليل ) وسهواء وسعواء كل ذلك ( بالكسر ) أي ( طائفة منه ) ونقل شيخنا عن ابى حيان زيدت التاء الاولى في تهواء من الليل وقد جاء فيها الكسر قال فكلامه صريح في زيادة التاء وفتحها وان الكسر لغة فالصواب ذكرها في هوى وفى كلام المصنف نظر من وجهين أو اكثر انتهى * قلت وكذلك ذكره ابن سيده في هوى فقال مضى هوى من الليل وهوى وتهواء أي ساعة منه كما سيأتي ( وتهية كسمية بنت الجون روت ) عن امها هنيدة بنت ياسر * ومما يستدرك عليه تها بالضم قرية بمصر وقال ابن الاعرابي الاتهاء الصحارى البعيدة و ( التو الفرد ) يقال كان تو افصار زوا أي كان فرد افصار زوجا ومنه الحديث الطواف تو والاستجمار تو والسعى تو يريد انه يرمى الجمار في الحج فرد أو هي سبع حصيات ويطوف سبعا ويسعى سبعا وقيل اراد بفردية الطواف والسعى ان الواجب منهما مرة واحدة لا يثنى ولا يكرر سواء كان المحرم مفردا أو قارنا وقيل اراد بالاستجمار الاستنجاء والاول اولى لاقترانه بالطواف والسعى ( و ) التو ( الحبل يفتل طاقا واحدا ) لا تجعل له قوى مبرمة ( ج اتواء و ) التو ( الف من الخيل ) يقال وجه فلان من خيله بالف تو يعنى بالف رجل أي بالف واحد وقيل الف تو أي تام فرد ( و ) التو ( الفارغ من شغل الدارين ) الدنيا والاخرة عن ابى عمرو ( و ) التو ( البناء المنصوب ) قال الاخطل يصف تسنيم القبر ولحده وقد كنت فيما بنى لى حافرى * اعاليه توا واسفله دحلا جاء في الشعر حلا وهو بمعنى لحد فاداه ابن الاعرابي بالمعنى ( و ) التوة ( بهاء الساعة ) من الزمان يقال مضت توة من الليل والنهار أي ساعة وفي حديث الشعبى فما مضت الا توة حتى قام الاحنف من مجلسه وقال مليح
ففاضت دموعي توة ثم لم تفض * على وقد كادت لها العين تمرج * قلت ومنه قول العامة توة قام أي الساعة ( وجاء توا ) أي فردا وقال أبو عبيد وابو زيد ( إذا جاء قاصدا لا يعرجه شئ فان اقام ببعض الطريق فليس بتو ) * ومما يستدرك عليه اتوى الرجل جاء توا وحده وازوى إذا جاء معه آخر وإذا عقدت عقد ابا دارة الرباط مرة قلت عقدته بتو واحد قال جارية ليست من الوخشن * لا تعقد المنطق بالمنتن * الا بتو واحد أو تن أي نصف تو والنون في تن زائدة والاصل فيها تا خففها من تو ى ( توى توى كرضى هلك ) وفي الصحاح التوى هلاك المال وقال غيره ذهاب مال لا يرجى وفي حديث ابى بكر وقد ذكر من يدعى من ابواب الجنة فقال ذلك الذى لا توى عليه أي لا ضياع ولا خسارة ( واتواه الله فهو تو ) اذهبه الله فهو ذاهب ( والتوى كغنى المقيم ) قال الشاعر إذا صوت الاصداء يوما اجابها * صدى وتوى بالفلاة غريب قال ابن سيده هكذا انشده ابن الاعرابي قال والثاء اعرف ( والتواء بالكسر سمة في الفخذ والعنق ) فاما في العنق فان يبدا به من اللهزمة ويحدر حذاء العنق خطا من هذا الجانب وخطا من هذا الجانب ثم يجمع بين طرفيهما من اسفل لا من فوق وإذا كان في الفخذ فهو خط في عرضها يقال منه بعير متوى وبعير به تواء وتواآن وثلاثة اتوية قاله ابن شميل وفي تذكرة ابى على عن ابن حبيب التواء في سمات الابل وسم ( كهيئة الصليب ) طويل ياخذ الخد كله وقال ابن الاعرابي التواء يكون في موضع اللحاظ الا انه منخفض يعطف الى ناحية الخد قليلا ويكون في باطن الخد كالثوثور ( وتوى كسمى من اعمال همذان منه ) أبو حامد ( احمد و ) أبو بكر ( عبد الله ابنا الحسين ) بن احمد بن جعفر ( التوبيان المحدثان ) فاحمد سمع منه أبو بكر هبة الله ابن اخت الطويل واخوه عبد الله روى عن ابيه وغيره وعنه السلقى وقال كان من اعيان شيوخ همذان وكانت عنده اصول جيدة * قلت واخوهما أبو الفضل محمد روى عن ابى القاسم القشيرى ومن توى ايضا أبو المنيع اسعد بن عبد الكريم بن احمد التوييى روى عن الحافظ ابى العلاء احمد بن محمد ابن نصر الهمداني وعنه أبو القاسم عبد السلام بن شعيب وابو الفتح سعد بن جعفر التوييى ابن اخى الامام ابى عبد الله التوييى قال شيرويه روى عن ابى عبد الله بن فنجويه وعلى بن عبد الله التوييى الفقيه الشافعي كان يحفظ المهذب روى عن ابى الوقت وكان فاضلا ( وتى وتا ) تأنيث ذا وتيا تصغيره وسياتى ( في الحروف اللينة والتاية الطاية في معانيها ) قال شيخنا هو احالة على ما لم يذكر ولو قال ذلك في الطاية كان انسب لانها موخرة وذلك هو قاعدة ارباب الضبط من المصنفين فتأمل * ومما يستدرك عليه توى المال كسعى حكاه الفارسى عن طيئ قال ابن سيده وارى ذلك على ما حكاه سيبويه من قولهم بقى ورضى والتواء كسحاب هلاك المال وضياعه حكاه ابن فارس ونقله الحافظ في الفتح واتوى فلان ما له إذا ذهب به ويقولون الشح متواة أي إذا منعت المال من حقه اذهبه الله في غير حقه وبعير متوى وقد تويته تيا وابل متواة وبها ثلاثة اتوية والتوى كهدى الجوارى نقله الصاغانى (1/8309)
( فصل الثاء ) المثلثة مع الواو والياء ( الثاى كالسعي وكالثرى الاقساد ) كله ( و ) قيل ( الجراح والقتل ونحوه ) من الاقساد ومنه حديث عاتشة تصف اباهار رضى الله عنهما وراب الثاى أي اصلح الفساد وفى الصحاح الثاى الخرم والفتق قال جرير هو الوافد الميمون والراتق الثاى * إذا النعل يوما بالعشيرة زلت وقال الليث إذا وقع بين القوم جراحات قيل عظم الثاى بينهم قال ويجوز للشاعر ان يقلب مد الثاى حتى تصير الهمزة بعد الالف كقوله إذا ما ثاء في معد ومثله رآه وراءه كرعاه وراعه وناء وناى ( واثاى فيهم قتل وجرح ) وانشد الجوهرى للشاعر يا لك من عيث ومن اثآء * يعقب بالقتل وبالسباء ( و ) الثاى بلغتيه ( خرم خرز الاديم ) وفسادها هذا هو الاصل في معناه ( أو ان تغلظ اشفاه ويدق السير ) عن ابن جنى وهو راجع الى معنى الاول ( والفعل كرضى ) نقله الجوهرى عن الكسائي قال ثئى الخرز يثاى ثاى ومثله في كتاب الهمز لابي زيد قال ثئى الخرز يثاى مثال ثعى ثاى شديدا ( و ) قال أبو عبيد ثاى الحرز يثاى مثل ( سعى ) يسعى وهكذا وجد في نسخة الصقلى على الحاشية ومثله في التهذيب للازهري قال ابن برى وحكى كراع عن الكسائي ثاى الخرز يثاى وذلك ان ينخرم حتى يصير خرزتان في موضع * قلت وهو مخالف لما نقله الجوهرى عن الكسائي قال ابن برى قيل هما لغتان قال وانكر ابن حمزة فتح الهمزة ( والثا والضعف والركاكة و ) الثاوة ( بهاء النعجة الهرمة و ) قال اللحيانى هي ( الشاة المهزولة ) قال الشاعر تغذ رمها في ثاوة من شياهه * فلا بوركت تلك الشياه القلائل ( و ) الثاوة ( البقية القليلة من كثير والثاى كالثرى آثار الجرح ) وفى التكملة الثاى من الاورام شر من الضواء * ومما يستدرك
عليه اثاى الاديم خرمه نقله الجوهرى وهو في كتاب ابى زيد ومنه قول ذى الرمة وفراء عشرية اثاى خوارزها * مشلشل ضيعته بينها الكتب والثاى كالثرى الامر العظيم يقع بين القوم والثؤية بالضم خرقة تجمع كالكبة على وتد المخض لئلا ينخرق السقاء عند المخض وقال ابن الاعرابي الثاية ان يجمع بين رؤس ثلاث شجرتين ثم يلقى عليها ثوب فيستظل به وسياتى في ثوى وقال اللحيانى رايت اثئية من الناس مثال اثفية أي جماعة ى ( التثبية الجمع ) ثبة ثبة قال الشاعر هل يصلح السيف بغير غمد * فثب ما سلفته من شكد أي فاضف إليه غيره واجمعه ( و ) التثبية ( الدوام على الامر ) نقله الجوهرى عن الاصمعي ( و ) قال أبو عمرو التثبية ( الثناء على الحى ) زاد غيره دفعة بعد دفعة وقال الزمخشري هو الثناء الكثير كانما اورد عليه ثبات منه وقال الراغب هو ذكر متفرق المحاسن قال الجوهرى وانشدا جميعا بيت لبيد يئبى ثناء من كريم وقوله * الا انعم على حسن التحية واشرب ( و ) التثبية ( اصلاح الشئ والزيادة ) عليه قال الجعدى يثبون ارحاما ولا يحفلونها * واخلاق ود ذهبتها الذواهب أي يعظمون قاله شمر ( و ) التثبية ( الاتمام ) يقال ثب معروفك أي اتمه وزد عليه ( و ) التثبية ( التعظيم ) وبه فسر قول الجعدى ايضا أي يعظمون يجعلونها ثبة ( و ) التثبية ( ان تسير بسيرة ابيك ) وتلزم طريقته انشد ابن الاعرابي قول لبيد أثبى في البلاد بذكر قيس * وودوا لو تسوخ بنا البلاد قال ابن سيده ولا ادرى ما وجه ذلك قال وعندي ان اثبى هنا اثنى ( و ) التثبية ( الشكاية من حالك وحاجتك و ) ايضا ( الاستعداء و ) ايضا ( جمع الخير والشر ضد ) * ومما يستدرك عليه التثبية كثرة العذل واللوم من هنا وهنا وبه فسر الراجز كم لى من ذى تدرأ مذب * اشوس اباء على المثبى والثبى كغنى الكثير المدح للناس وثبيت المال حفظته عن كراع ويقال انا اعرفه تثبية أي اعرفه معرفة اعجمها ولا استيقنها ومال مثبى أي مجموع محصول وثبى الله لك النعم ساقها يو ( والثبة ) بالضم وتخفيف الموحدة وانما اطلقه اعتمادا على الشهرة ( وسط الحوض ) قال ابن جنى الذاهب من ثبة الواو واستدل على ذلك بان اكثر ما حذفت لامه انما هو من الواو نحو اخ واب وسنة وعضة قال ابن برى الاختيار عند المحققين ان ثبة من الواو واصلها ثبوة حملا على اخواتها لان اكثر هذه الاسماء الثنائية ان تكون لامها واوا نحو عزة وعضة ويجوز ان يكون من ثبيت الماء أي جمعت وذلك ان الماء انما تجمعه من الحوض في وسطه وجعلها أبو اسحق من ثاب الماء يثوب واستدل بقولهم ثويبة قال الجوهرى الثبة وسط الحوض الذى يثوب إليه الماء والهاء عوض من الواو الذاهبة من وسطه لان اصله ثوب كما قالوا اقام اقامة واصله قواما فعوضوا الهاء من الواو الذاهبة من عين الفعل * قلت وهو الذى صرح به في التصريح وأقره شراحه ( و ) الثبة ( الجماعة ) من الناس قال زهير وقد اغد وعلى ثبة كرام * نشاوى واجدين لما نشاء قال الراغب المحذوف منه الياء بخلاف ثبة الحوض * قلت ولاجل هذا اشار المصنف بالياء والواو جميعا فتأمل ( كالاثبية ) (1/8310)
بالضم ايضا عن ابن جنى واصلها ثبى ( و ) الثبة ( العصبة من الفرسان ج ثبات وثبون بضمهما ) وثبون بالكسر ايضا على حد ما يطرد في هذا النوع ( وعمرو بن ثنى كسمى صحابي ) وهو الذى اشار على النعمان بن مقرن بمناجزة اهل نهاوند * ومما يستدرك عليه ثبوت له خيرا بعد خيرا وشرا إذا وجهته إليه وجاءت الخيل ثبات أي قطعة بعد قطعة وتصغير الثبة الثبية وجمع الاثبية الاثابى والاثابية الهاء فيها بدل من الياء الاخيرة وانشد الجوهرى لحميد الارقط * دون اتابى من الخيل زمر * والثبى بالضم والقصر العالي من مجالس الاشراف قال ابن الاعرابي وهو غريب نادر لم اسمعه الا في شعر الفند الزمانى تركت الخيل من آثا * ر رمحي في الثبى العالي تفادى كتفادي الوح * ش مع اغضف رئبال قال ابن سيده وقضينا على ما لم يظهر فيه الياء من هذا الباب بالياء لانها لام وجعل ابن حنى هذا الباب كله من الواو والاثبية بالضم الجماعة كالاثبئة بالهمزة ى ( الثتى كالثرى ) هكذا ضبطه ابن الانباري وقد اهمله الجوهرى ( أو ) هو الثتى ( كظبى قشور التمر ) عن ابى حنيفة ( أو حسافته ) عن الفراء ( ورديئه ) وهذه عن ابى حنيفة ( و ) قيل ( دقاق التبر ) وحطامه عن الفراء ( وكل ما حشوت به غرارة مما دق ) فهو الثتى قال * كانه غرارة ملاءى ثتى * ويروى ملاءى حتى * ومما يستدرك عليه الثتى سويق المقل كالحنى عن اللحيانى و ( ثجا كدعا ثجوا ) اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وفي التكملة عن ابن الاعرابي أي ( سكت واثجاه غيره ) اسكته ( و ) عن ابن الاعرابي ثجا ( ثلثل متاعه وفرقه ) ولو قال ومتاعه فرقه كان اخصر و ( الثدواء ممدودة ) اهمله الجوهرى وهو ( ع ) نقله ابن سيده ى ( الثدى ويكسر وكالثرى ) الاولى اشهرهن ( خاص بالمراة أو عام ) أي
يكون للرجل ايضا وهو الافصح الاشهر عند اللغويين وعليه اقتصر الجوهرى يذكر ( ويونث ) والتذكير هو الافصح ( ج اثد وثدى كحلى ) أي بالضم على فعول كما في الصحاح قال وثدى ايضا بكسر الثاء لما بعدها من الكسر فاما قول الشاعر فاصبحت النساء مسليات * لهن الويل يمددن الثدينا فانه كالغلط وقد يجوز انه اراد الثديا فابدل النون من الياء للقاقية ( وذو الثدية كسمية لقب حرقوص بن زهير كبير الخوارج ) وهو المقتول بالنهروان ( أو هو ) ذو اليدية ( بالمثناة ) من ( تحت ) نقله الفراء عن بعضهم قال ولا ارى الاصل كان الا هذا ولكن الاحاديث تتابعت بالثاء وقال الجوهرى ذو الثدية لقب رجل اسمه ثرملة فمن قال في الثدى انه مذكر يقول انما ادخلوا الهاء في التصغير لان معناه إليه وذلك ان يده كانت قصيرة مقدار الثدى يدل على ذلك انهم كانوا يقولون فيه ذو اليدية وذو الثدية جميعا انتهى وقيل كانه اراد قطعة من ثدى وقيل هو تصغير الثندوة بحذف النون لانها من تركيب الثدى وانقلاب الياء فيها واوا لضمة ما قبلها ولم يضر ارتكاب الوزن الشاذ لظهور الاشتقاق ( و ) ذو الثدية ايضا ( لقب عمرو بن ود ) العامري ( قتيل على ابن ابى طالب كرم الله وجهه ) كان فارس قريش يوم الخندق قتل وهو ابن مائة واربعين سنة في قصة مشهورة في كتب السير ( وامراة ثدياء عظيمتها ) وفي الصحاح عظيمة الثديين قال ولا يقال رجل اثدى أي هي فعلاء لا افعل لها لان هذا لا يكون في الرجال ( و ) يقال ثدى يثدى ( كرضى ابتل و ) قد ( ثداه كدعاه ) ورماه يثدوه ويثديه ( بله والثدية كسمية وعاء يحمل فيه الفارس العقب والريش ) قدر جمع الكف عن ابى عمرو ( والتثدية التغذية ) * ومما يستدرك عليه الثداء كمكاء نبت في البادية وثديت الارض كسديت زنة ومعنى حكاها يعقوب وزعم انها بدل والثندوة كترقوة مغرز الثدى وإذا ضممت همزت وقد تقدم ذلك للمصنف في الهمزة قال أبو عبيدة وكان روبة يهمز الثندوة وسية القوس قال والعرب لا تهمز واحدا منهما نقله الجوهرى والثدى كسمى واد نجدى عن نصر و ( الثروة كثرة العدد من الناس ) ومنه الحديث ما بعث الله نبيا بعد لوط الا في ثروة من قومه أي العدد الكثير وانما خص لوطا لقوله لو ان لى بكم قوة أو آوى الى ركن شديد ( و ) الثروة ايضا كثرة ( المال ) يقال ثروة من رجال وثروة من مال والفروة لغة فيه فاوه بدل من الثاء وفي الصحاح عن ابن السكيت يقال انه لذو ثروة وثراء يراد به لذو عدد وكثرة مال قال ابن مقيل وثروة من رجال لو رايتهم * لقلت احدى حراج الجر من أقر * قلت ويروى وثورة من رجال وقال ابن الاعرابي يقال ثورة من رجال وثروة بمعنى عدد كثير وثروة من مال لا غير ( و ) الثروة ( ليلة يلتقى القمر والثريا و ) يقال ( هذا مثرا للمال ) أي ( مكثرة ) مفعلة من الثراء ومنه حديث صلة الرحم مثراة للمال منساة في الاثر ( وثرى ) كذا في النسخ والصواب ان يكتب بالالف ( القوم ثراء كثروا ونموا و ) ثرا ( المال ) نفسه ( كذلك ) نقله الجوهرى عن الاصمعي وشاهد الثراء كترة المال قول علقمة يردن ثراء المال حيث علمنه * وشرخ الشباب عندهن عجيب ( و ) قال أبو عمرو ثرا ( بنو فلان بنى فلان كانوا اكثر منهم ) هكذا نص الجوهرى وليس فيه ( مالا ) واطلاق الجوهرى يحتمل ان يكون المكاثرة في العدد ايضا ( وثرى ) الرجل ( كرضى ) ثريا وثراء ( كثر ماله كاثرى ) وكذلك افرى وفي حديث اسمعيل عليه السلام انه قال لاخيه اسحق انك اثريت وامشيت أي كثر ثراوك وهو المال وكثرت ما شيتك وانشد الجوهرى للكميت يمدح بنى امية (1/8311)
لكم مسجد الله المزوران والحصى * لكم قبصه من بين اثرى واقترا اراد من بين من اثرى ومن اقترا أي من بين مثر ومقتر وقيل اثرى الرجل وهو فوق الاستغناء ( ومال ثرى كغنى كثير ) ومنه حديث ام زرع واراح على نعما ثريا أي كثيرا ( ورجل ثرى واثري كاحوى كثيره ) أي المال نقله ابن سيده ( والثروان الغزير الكثير ) المال ( وبلا لام ) أبو ثروان ( رجل ) من رواة الشعر نقله الجوهرى ( وامراة ثروى متمولة والثريا تصغيرها ) أي تصغير ثروى ( و ) الثريا ( النجم ) وهو علم عليها لا انها نجم واحد بل هي منزلة للقمر فيها نجوم مجتمعة جعلت علامة كما دل عليه قول المصنف ( لكثرة كواكبه مع ) صغر مرآتها فكأنها كثيرة العدد بالاضافة الى ( ضيق المحل ) فقول بعض انها كوكب واحد وهم ظاهر كما اشار إليه في شرح الشفاء قال شيخنا ومنه ما ورد في الحديث قال للعباس يملك من ولدك بعدد الثريا قال ابن الاثير يقال ان بين انجمها الظاهرة انجما كثيرة خفية * قلت يقال انها اربعة وعشرون نجما وكان النبي صلى الله عليه وسلم يراها كذلك كما ورد ذلك ولا يتكلم به الا مصغرا وهو تصغير على جهة التكبير وقيل سميت بذلك لغزارة نوئها ( و ) الثريا ( ع ) وقيل جبل يقال له عاقر الثريا ( بئربمكة )
لبنى تيم بن مرة ونسبها الواقدي الى ابن جدعان ( و ) الثريا ( ابن احمد الالهانى المحدث ) وآخرون سموا بذلك ( و ) الثريا ( ابنية للمعتضد العباسي ( ببغداد ) قرب التاج وعمل بينهما سردابا تمشى فيه خطاياه من القصر الى الثريا ( و ) الثريا ( مياه لمحارب ) في شعبى ( ومياه للضباب ) وقال نصر ماء بحمى ضرية وثم جبل يقال له عاقر الثريا * ومما يستدرك عليه ثر الله القوم أي كثرهم عن ابى عمرو ويقولون لا يثربنا العدو أي لا يكثر قوله فينا ومال ثر كعم كثير لغة في ترى وثريت بفلان كرضيت فانا به ثر كعم وثرى كفتى أي غنى عن الناس به وثريت بك كثرت بك نقله الجوهرى والثرى كغنى الكثير العدد قال المأثور المحاربي جاهلي فقد كنت يغشاك الثرى ويتقى * اذاك ويرجو نفعك المتضعضع ورماح ثرية كثيرة انشد ابن برى ستمنعتى منهم رماح ثرية * وغلصمة تزور عنها الغلاصم والثريا اسم امراة من امية الصغرى شبب بها عمر بن ابى ربيعة وفيها يقول ايها المنكح الثريا سهيلا * عمرك الله كيف يلتقيان واثري موضع قال الاغلب العجلى فما ترب اثرى لو جمعت ترابها * باكثر من حيى نزار على العد والثريا موضع في شعر الاخطل غير الذى ذكره المصنف قال عفا من آل فاطمة الثريا * فمجرى السهب فالرجل البراق والثرياء الثرى وثر وان جبل لبنى سليم والثريا من السرج على التشبيه بالثريا من النجوم ى ( الثرى الندى و ) في الصحاح ( التراب الندى ) ومنه الحديث فإذا كلب ياكل الثرى من العطش زاد ابن سيده ( أو الذى إذا بل لم يصر طينا لازبا كالثرياء ممدودة ) عن ابى عبيد وانشد لم يبق هذا الدهر من ثريائه * غير اثافيه وارمدائه وقد تقدم هذا البيت في ايى وانشده الجوهرى من آيائه ( و ) فلان قريب الثرى أي ( الخير و ) قوله عز وجل وما تحت الثرى جاء في التفسير انه ما تحت ( الارض وهما ثريان وثروان ) الاخيرة عن اللحيانى ( ج اثراء وثريت الارض كرضى ثرى فهى ثرية كغنية وثرياء نديت ولانت بعد الجدوبة واليبس ) اقتصر الجوهرى على ثرياء وقال أبو حنيفة ارض ثرية اعتدل ثراها وقال غيره ارض ثرياء في ترابها بلل وندى ( واثرت كثر ثراها ) وقال أبو حنيفة اعتقدت ثرى ( وثرى التربة نثرية بلها ) وكذلك السويق ومنه الحديث فاتى بالسويق فامر به فثرى أي بل بالماء وفي حديث على انا اعلم بجعفر انه ان علم ثراه مرة واحدة ثم اطعمه أي بله وفي حديث خبز الشعير فيطير منه ما طار وما بقى ثريناه ( و ) ثرى ( الاقط ) تثرية ( صب عليه ماء ثم لته ) وكل ما نديته فقد ثريته ( و ) ثرى المكان رشه ) عن الجوهرى يقال ثر هذا المكان ثم قف عليه أي بله ورش عليه ( و ) ثرى ( فلان الزم يديه الثرى ) ومنه حديث ابن عمر كان يقعى في الصلاة ويثرى معناه كان يضع يديه بالارض بين السجدتين فلا يفارقان الارض حتى يعيد السجود الثاني وهكذا يفعل من اقعى قال الازهرى وكان ابن عمر يفعل ذلك حين كبرت سنه في تطوعه والسنة رفع اليدين عن الارض بين السجدتين ( ولبس اعرابي عريان ) ونص المحكم وقال ابن الاعرابي لبس رجل ( فروة ) دون قميص ونص ابن الاعرابي فروا ( فقال ) ونص ابن الاعرابي فقيل ( التقى الثريان أي شعر العانة ووبر الفروة ويقال ذلك ايضا إذا رسخ المطر في الارض حتى التقى ) هو ( وئداها ) وعليه اقتصر الجوهرى وابن ابى الحديد ( وابو ثرية كسمية أو كغنية سبرة بن معبد ) ويقال سبرة بن عوسجة ( الجهنى صحابي ) رضى الله تعالى عنه روى عنه ابنه الربيع توفى زمن معوية وقد تقدم ذكره في الراء * ومما يستدرك عليه يقال ثرى مثرى بالغوا بلفظ المفعول كما بالغوا بلفظ الفاعل قال ابن سيده وانما قلنا هذا لانه لا فعل له فيحمل مثرى عليه واثري المطر بل الثرى وقال ابن الاعرابي ان فلانا لقريب الثرى بعيد النبط للذى يعد ولا وفاء له وارض مثرية لم يجف ترا بها وثريت بفلان كرضيت فانا ثرى به أي سررت به وفرحت عن ابن السكيت وانشد ابن برى لكثير وانى لا كمى الناس ما انا مضمر * مخافة ان يثرى بذلك كاشحح (1/8312)
أي يفرج بذلك ويشمت ويوم ثرى كغنى ند ومكان ثريان في ترابه بلل وندى وبد اثرى الماء من الفرس وذلك حين يندى بالعرق قال طفيل الغنوى يذدن ذياد الخامسات وقد بدا * ثرى الماء من اعطافها المتحلب كذا في الصحاح وثرى كالى موضع بين الرويثة والصفراء وكان أبو عمرو يقوله بفتح اوله ويوم ذى ثرى من ايامهم ويقال انى لارى ثرى الغضب في وجه فلان أي اثره وقال الشاعر وانى لتراك الضغينة قد ارى * ثراها من المولى ولا استثيرها ويقال ما بينى وبين فلان مثراى انه لم ينقطع وهو مثل واصل ذلك ان يقول لم ييبس الثرى بينى وبينه كما في الحديث بلوا ارحامكم ولو بالسلام قال جرير فلا توبسوا بينى وبينكم الثرى * فان الذى بينى وبينكم مثرى كما في الصحاح قال الاصمعي العرب تقول شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعى أي تمطر اولا ثم يطلع النبات فتراه ثم يطول فترعاه النعم
كذا في الصحاح وزاد في المحكم وشهر استوى قال والمعنى شهر ذو ثرى فحذفوا المضاف وقولهم شهر ترى ارادوا شهرا ترى فيه روس النبات فحذفوا وهو من باب كله لم اصنع واما قولهم مرعى فهو إذا طال بقدر ما يمكن النعم ان ترعاه ثم يستوى النبات ويكتهل في الرابع فذلك وجه قولهم استوى ووجدت في هامش الصحاح ما نصه غير مصروف إذا وقفت فإذا وصلت صرفته وابراهيم بن ابى النجم بن ثرى بن على بن ثرى الموصلي محدث ذكره سليم في الذيل وقد سموا ثريا بالفتح و ( ثطا كدعا ) اهمله الجوهرى وفي المحكم ثطا الصبى بمعنى ( خطا ) وفي التكملة عن ابن الاعرابي ثطا إذا خطا وطثا إذا لعب بالقلة وفي الحديث ان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم مر بامراة سوداء ترقص صبيا لها وهى تقول ذو ال يا ابن القوم يا ذو اله * يمشى الثطا ويجلس الهبنقعة فقال عليه السلام لا تقولي ذو ال فانه شر السباع ويقال هو يمشى الثطا أي يخطو كما يخطو الصبى ( و ) ثطا ( بسلحه رمى ) به ( والثطاة دويبة ) يقال لها الثطاة قاله الليث ( والثطا افراط الحمق وهو ثط بين الثطا ) قاله القتيبى وثطى كرضى ثطا حمق ( و ) الثطا ( بالضم العناكب ) عن ابن الاعرابي قال واللثا الخشبات الصغار ( وانثطى استرخى ) * ومما يستدرك عليه الثطاة الحمق يقال فلان من ثطاته لا يعرف قطاته من لطاته أي من حمقه لا يعرف مقدم الفرس من موخرة والثطاة الحماة مقلوب الثاطة وهو يمشى مشى الثطا أي مشى الحمقى ى ( الثاعى ) اهمله الجوهرى وفي التكملة عن ابى عمرو هو ( القاذف ) وذكره ابن الاعرابي بالتاء الفوقية قال وقد تعى تعيا كسعى إذا قذف وهكذا ذكره صاحب اللسان ومرت الاشارة إليه و ( الثعو ) اهمله الجوهرى وقال أبو حنيفة ( ضرب من التمر أو ما عظم منه أو مالان من البسر ) قيل هو ( لغة في المعو ) قال ابن سيده وهو الاعرف ى ( الثغية الجوع واقفار الحى ) نقله ابن سيده في المعتل بالياء و ( الثغاء بالضم صوت الغنم والظباء وغيرها عند الولادة ) وفي المحكم عند الولادة وغيرها وفى الصحاح صوت الشاء والمعز وماشا كلها ( و ) الثغاء ( الشو في مرمة الثاغية للشاة ) يقال ماله ثاغية ولا راغية أي ماله شاة ولا بعير كما في الصحاح هكذا في النسخ الموجودة والصواب كما في التكملة مضبوطا الثغاية ككتابة الشق في في مرمة الشاة فاعرفه ( وثغت كدعت صوتت ) ومنه حديث جابر عمدت الى عنز لا ذبحها فثغت ( واتيته فما اثغى ) وما ارغى أي ( ما اعطى شيا ) لا شاة تثغو ولا بعيرا يرغو ( واثغى شاته حملها على الثغاء ) وارغى بعيره حمله على الرغاء * ومما يستدرك عليه يقال سمعت ثاغيه الشاة أي ثغاءها اسم على فاعلة وكذلك سمعت راغية الابل وصاهلة الخيل ويقال ماله ثاغ ولا راغ أي ماله شاة ولا بعير وما بالدار ثاغ ولا راغ أي احد كما في الصحاح والثغوة المرة من الثغاء و ( الاثفية بالضم والكسر ) واقتصر الجوهرى والجماعة على الضم وتقدم للمصنف ضبطه بالوجهين في ابى عبيد ثم رايت الكسر للفراء وقالوا هو افعولة قال الازهرى من ثفيت كادحية لمبيض النعام من دحيت وقال الليث اثفيه فعلوية من اثفيت وقال الزمخشري الاثفية ذات وجهين تكون فعلوية وافعولة وقد ذكر في الفاء ( الحجر توضع عليه القدر ) قال الازهرى حجر مثل راس الانسان ( ج اثافى ) بتشديد الياء ( و ) يجوز ( اثاف ) تنصب القدور عليها وما كان من حديد ذى ثلاث قوائم فانه يسمى المنصب ولا يسمى اثفية وقد يقال اثافى نقله يعقوب قال والثاء بدل من الفاء وشاهد التخفيف قول الشاعر يا دار هند عفت الا اثافيها * بين الطوى فصارات فواديها وقال آخر كان وقد اتى حول جديد * اثافيها حمامات مثول ( ورماه الله بثاثة الاثافي أي بالجبل ) لانه يجعل صخرتان الى جانبه وتنصب عليه وعليهما القدر فمعناه انه رماه الله بما لا يقوم له ( والمراد ) رماه الله ( بداهية وذلك انهم إذا لم يجد والثالثة الاثافي اسند والقدر الى الجبل ) قال الاصمعي يقال ذلك في رمى الرجل صاحبه بالمعضلات وقال أبو عبيدة هي قطعة من الجبل يجعل الى جانبها اثنتان فتكون القطعة متصلة بالجبل قال خفاف بن ندبة وان قصيدة شنعاء منى * إذا حضرت كثالثة الاثافي وقال أبو سعيد في معنى المثل رماه بالشر كله فجعله اثفية بعد اثفية حتى إذا رمى بالثالثة لم يترك منها غاية والدليل على ذلك قول علقمة بل كل قوم وان عزوا وان كرموا * عريفهم با ثافى الشر مرجوم الا تراه قد جمعها له وقد مر ذلك للمصنف في اثف مفصلا ( واثف القدر ) تاثيفا ( وآثفها ) ايثافا وموضعهما في اثف وقد تقدم وانما (1/8313)
ذكرهما هنا استطرادا ( واثفاها وثفاها فهى موثفاة ) جعلها على الاثافي وفي الصحاح ثفيت القدر تثفية أي وضعتها على الاثافي واثفيت القدر أي جعلت لها الاثافي وانشد للراجز وهو خطام المجاشعى لم يبق من آى بها بحلين * غير حطام ورماد كنفين * وصاليات ككما يوثفين
اراد يثفين فاخرجه على الاصل قال الازهرى اراد يثفين من اثفين يثفين فلما اضطره بناء الشعر رد الى الاصل لانك إذا قلت افعل يفعل علمت انه كان في الاصل يؤفعل فحذفت الهمزة لثقلها وشاهد ثفاها قول الكميت وما استنزلت في غيرنا قدر جارنا * ولا ثفيت الا بناحين تنصب وقال آخر * وذاك صنيع لم تثف له قدري * ( و ) من المجاز ( الاثفية بالكسر الجماعة منا ) في الصحاح يقال بقيت من بنى فلان اثفية خشناء أي بقى منهم عدد كثير ومر للمصنف في الفاء الاثفية العدد الكثير والجماعة من الناس وهناك يحتمل الضم ويحتمل الكسر وهو مضبوط في نسخ الصحاح بالضم ونقله شيخنا ايضا فالاقتصار على احدهما هنا قصور ( وثفاه يثفيه ويثفوه تبعه ) وقيل كان معه على اثره وهى واوية يائية وانشد ابن برى * كالذئب يثفو طمعا قريبا * وكذلك اثفه ياثفه إذا تبعه نقله الازهرى وقد ذكر في الفاء ( وتثفى فلانا عرق سوء إذا قصر به عن المكارم ) نقله الصاغانى في التكملة ( والمثفاة بالكسر سمة كالاثافي ) وضبط في نسخ الصحاح بالضم وتشديد الفاء وكذا في المعاني التى بعده ( و ) المثفاة ( امراة دفنت ثلاثة ازواج ) وهذه عن ابن الاعرابي وفي الصحاح التى مات لها ثلاثة ازواج ( و ) قال الكسائي هي ( التى تموت لها الازواج كثيرا والرجل مثفى ) هكذا هو بالكسر وفي الصحاح بالضم والتشديد ( واثفى تزوج بثلاث نسوة ) وفي الصحاح المثفاة المراة التى لزوجها امراتان شبهت باثافى القدر ( وثفيت القوم طردتهم ) وفي المحيط اثفه إذا طرده فكان هذا مقلوب منه ( واثيفية كبلهنية ة باليمامة ) بالوشم منها لبنى يربوع وقد تقدم في الفاء ( وذو اثيفية ع بعقيق المدينة ) وقد تقدم ايضا هناك * ومما يستدرك عليه اثفت القدر فهى موثفة ومثفاة وثفيت المراة إذا كان لزوجها امراتان سواها والمثفى الذى مات له ثلاث نسوة واثيفيات جبال صغار شبهت باثافي القدر والاثافي كواكب صغار بحيال القدر وذات الاثافي موضع وهم عليه اثفية واحدة إذا تالبوا و ( الثقوة بالضم ) اهمله الجوهرى وصاحب اللسان وقال الزمخشري هي ( السكرجة ج ثقوات ) كخطوة وخطوات * ومما يستدرك عليه ثلا الرجل سافر نقله الازهرى عن ابن الاعرابي قال والثلى كغنى الكثير المال * قلت وتقدم ذلك عنه ايضا بالتاء الفوقية ولعل هذا تصحيف عنه فتأمل وثلا بالضم حصن عظيم باليمن بالقرب من ظفارى ( ثنى الشئ كسعى ) ثنيا ( رد بعضه على بعض ) قال شيخنا قوله كسعى وهم لا يعرف من يقول به إذ لا موجب لفتح المضارع لانه لا حرف حلق فيه فالصواب كرمى وهو الموافق لما في كتب اللغة واصولها انتهى * قلت ولعله سبق قلم من النساخ ( فتثنى وانثنى واثنونى ) على افعوعل أي ( انعطف ) ومنه قراءة من قرا الا انهم حين تثنونى صدورهم روى ذلك عن ابن عباس أي تنحنى وتنطوى ويقال اثنونى صدره على البغضاء ( واثناء الشئ ومثانيه قواه وطاقاته واحدها ثنى بالكسر ومثناة ) بالفتح ( ويكسر ) عن ثعلب وفيه لف ونشر مرتب ( وثنى الحية بالكسر انثناؤها أو ما تعوج منها إذا تثنت ) واستعاره غيلان الربعي لليل فقال حتى إذا انشق بهيم الظلماء * وساق ليلا مرجحن الاثناء وقيل اثناء الحية مطاويها إذا تحوت ( و ) الثنى ( من الوادي منعطفه ) ومن الوادي والجبل منقطعه ( ج اثناء ) ومثاني ( وشاة ثانية بينة الثنى بالكسر ) إذا كانت ( تثنى عنقها لغير علة والاثنان ) بالكسر ( ضعف الواحد ) واما قوله تعالى لا تتخذوا الهين اثنين فذكر الاثنين هنا للتأكيد كقوله ومناة الثالثة الاخرى ( والمونث ) اثنتان وان شئت قلت ( ثنتان ) ولان الالف انما اجتلبت لسكون التاء فلما تحركت سقطت ( و ) تاوه مبدلة من ياء ويدل على انه من الياء انه من ثنيت لان الاثنين قد ثنى احدهما الى صاحبه و ( اصله ثنى لجمعهم اياه على اثناء ) بمنزلة ابناء وآخاء فنقلوه من فعل الى فعل كما فعلوا ذلك في بنت وليس في الكلام تاء مبدلة من الياء في غير افتعل الا ما حكاه سيبويه من قولهم استواء وما حكاه أبو على من قولهم ثنتان قال الجوهرى واما قول الشاعر كان خصييه من التدلدل * ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل فاراد ان يقول فيه حنظلتان فلم يمكنه فاخرج الاثنين مخرج سائر الاعداد للضرورة واضافه الى ما بعده واراد ثنتان من حنظل كما يقال ثلاثة دراهم واربعة دراهم وكان حقه في الاصل ان يقال اثنا دراهم واثنتا نسوة الا انهم اقتصروا بقولهم درهمان وامراتان عن اضافتهما الى ما بعدهما وقال الليث اثنان اسمان لا يفردان قرينان لا يقال لاحدهما اثن كما ان الثلاثة اسماء مقترنة لا تفرق ويقال في التأنيث اثنتان وربما قالوا اثنتان كما قالوا هي ابنة فلان وهى بنته والالف في الاثنين الف وصل ايضا فإذا كانت هذه الالف مقطوعة في الشعر فهو شاذ كما قال قيس بن الخطيم إذا جاوز الاثنين سر فانه * بنث وتكثير الوشاة قين وفي الصحاح واثنان من عدد المذكر واثنتان للمونث وفي المونث لغة اخرى ثنتان بحذف الالف ولو جاز ان يفرد لكان واحده اثن (1/8314)
مثل ابن وابنة والفه الف وصل وقد قطعها الشاعر على التوهم فقال الا لا ارى اثنين احسن شيمة * على حدثان الدهر منى ومن جمل ( وثناه تثنية جعله اثنين و ) يقال هذا ثانى هذا أي الذى شفعه ولا يقال ثنيته الا ان ابا زيد قال ( هذا واحد فاثنه ) أي ( كن ثانيه ) قال الراغب يقال ثنيت كذا ثنيا كنت له ثانيا ( و ) حكى ابن الاعرابي ( هو لا يثنى ولا يثلث أي ) هو رجل ( كبير ) فإذا اراد النهوض ( لا يقدر ان ينهض لا في مرة ولا في مرتين ولا في الثالثة وثناء بن احمد محدث ) عن عبد الرحمن بن الاشقر مات سنة 605 ومن يكنى ابا الثناء كثيرون ( وجاؤا مثنى ) مثنى ( وثناه كغراب ) وثلاث غير مصروفات لما تقدم في ثلاث وكذلك النسوة وسائر الانواع ( أي اثنين اثنين وثنتين ثنتين ) وفي الحديث صلاة الليل مثنى مثنى أي ركعتان ركعتان ومثنى معدول عن اثنين وفي حديث الامارة أو لها ملامة وثناؤها ندامة وثلاثها عذاب يوم القيامة الا من عدل قال شمر ثناوها أي ثانيها وثلاثها أي ثالثها قال واما ثناء وثلاث فمصروفان عن اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة وكذلك رباع ومثنى وانشد ولقد قتلتكم ثناء وموحدا * وتركت مرة مثل امس الدابر وقال آخر * احاد ومثنى اضعفتها صواهله * وقال الراغب الثناء والاثنان اصل لمتصرفات هذه الكلمة وذلك يقال باعتبار العدد أو باعتبار التكرير الموجود فيه أو باعتبارهما معا ( والاثنان والثنى كالى ) كذا في النسخ وحكاه سيبويه عن بعض العرب ( يوم في الاسبوع ) لان الاول عندهم يوم الاحد ( ج اثناء و ) حكى المطرز عن ثعلب ( اثانين ) وفي الصحاح يوم الاثنين لا يثنى ولا يجمع لانه مثنى فان احببت ان تجمعه كانه صفة للواحد وفي نسخة كانه لفظ مبنى للواحد قلت اثانين قال ابن برى اثانين ليس بمسموع وانما هو من قول الفراء وقياسه قال وهو بعيد في القياس والمسموع في جمع الاثنين اثناء على ما حكاه سيبويه وحكى السيرافى وغيره عن العرب انه ليصوم الاثناء قال واما قولهم اليوم الاثنان فانما هو اسم اليوم وانما اوقعته العرب على قولك اليوم يومان واليوم خمسة عشر من الشهر ولا يثنى والذين قالوا اثنين جاوا به على الاثن وان لم يتكلم به وهو بمنزلة الثلاثاء والاربعاء يعنى انه صار اسما غالبا قال اللحيانى ( وجاء في الشعر يوم اثنين بلا لام ) وانشد لابي صخر الهذلى ارائح انت يوم اثنين ام غادى * ولم تسلم على ريحانة الوادي قال وكان أبو زياد يقول مضى الاثنان بما فيه فيوحد ويذكر وكذا يفعل في سائر ايام الاسبوع كلها وكان يونث الجمعة وكان أبو الجراح يقول مضى السبت بما فيه ومضى الاحد بما فيه ومضى الاثنان بما فيهما ومضى الثلاثاء بما فيهن ومضى الاربعاء بما فيهن ومضى الخميس بما فيهن ومضى الجمعة بما فيها وكان يخرجها مخرج العدد قال ابن جنى اللام في الاثنين غير زائدة وان لم يكن الاثنان صفة قال أبو العباس انما اجازوا دخول اللام عليه لان فيه تقدير الوصف الا ترى ان معناه اليوم الثاني ( والاثنوى من يصومه دائما وحده ) ومنه قولهم لا تك اثنو يا حكاه ثعلب عن ابن الاعرابي ( والمثاني القران ) كله لاقتران آية الرحمة باية العذاب كما في الصحاح أو لان الانباء والقصص ثنيت فيه عن ابى عبيد أو لما تثنى وتجدد حالا فحالا فوائدة كما روى في الخبر في صفته لا يعوج فيقوم ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه قاله الراغب قال ويصح ان يكون ذلك من الثناء تنبيها على انه ابدا يظهر منه ما يدعو على الثناء عليه وعلى من يتلوه ويعلمه ويعمل به وعلى هذا الوجه قوله ووصفه بالكرم انه لقران كريم وبالمجد بل هو قرآن مجيد * قلت والدليل على ان المثانى القرآن كله قوله تعالى الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه وقول حسان ابن ثابت من للقوافي بعد حسان وابنه * ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت ( أو ) المثانى من القرآن ( ما ثنى منه مرة بعد مرة ) وبه فسر قوله تعالى ولقد آتيناك سبعا من المثانى ( أو الحمد ) وهى فاتحة الكتاب وهى سبع آيات قيل لها مثانى لانها يثنى بها في كل ركعة من ركعات الصلاة وتعاد في كل ركعة قال أبو الهيثم سميت آيات الحمد مثانى واحدتها مثناة وهى سبع آيات وقال ثعلب لانها تثنى مع كل سورة قال الشاعر الحمد لله الذى عافاني * وكل خير صالح اعطاني * رب مثانى الاى والقرآن وورد في الحديث في ذكر الفاتحة هي السبع المثانى ( أو ) المثانى سور اولها ( البقرة الى براءة أو كل سورة دون الطول ودون المائتين كذا في النسخ والصواب دون المئين ( وفوق المفصل ) هذا قول ابى الهيثم قال روى ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عن ابن مسعود وعثمان وابن عباس قال والمفصل يلى المثانى ما دون المئين وقال ابن برى عند قول الجوهرى والمثاني من القرآن ما كان اقل من المئين قال كان المئين جعلت مبادى والتى تليها مثانى ( أو ) المثانى من القرآن ست وعشرون سورة كما
رواه محمد بن طلحة بن مصرف عن اصحاب عبد الله قال الازهرى قراته بخط شمر وهى ( سورة الحج والنمل والقصص والعنكبوت والنور والانفال ومريم والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبا والملائكة وابراهيم وص ومحمد صلى الله عليه وسلم ولقمان والغرف والزخرف والمومن والسجدة والاحقاف والجاثية والدخان والاحزاب ) قال الراغب سميت مثانى لانها تثنى على مرور الاوقات وتكرر فلا تدرس ولا تنقطع دروس سائر الاشياء التى تضمحل وتبطل على مرور الايام وقد سقط من نسخة (1/8315)
التهذيب ذكر الاحزاب وهو من النساخ ولذا تردد صاحب اللسان لما نقل هذه العبارة فقال يحتمل ان تكون السادسة والعشرين هي الفاتحة وانما اسقطها لكونه استغنى عن ذكرها بما قدمه واما ان تكون غير ذلك * قلت والصواب انها الاحزاب كما ذكره المصنف والغرف المذكورة الظاهر انها الزمر ومنهم من جعل عوضها الشورى وقد مر للمصنف كلام في السبع الطول في حرف اللام فراجعه ( و ) المثانى ( من اوتار العود الذى بعد الاول واحدها مثنى ) ومنه قولهم رنات المثالث والمثاني ( و ) المثانى ( من الوادي معاطفه ) ومحانيه واحدها ثنى بالكسر وقد تقدم ( و ) المثانى ( من الدابة ركبتاها ومر فقاها ) قال امرو القيس وتخدى على حمر صلاب ملاطس * شديدات عقد لينات مثانى ( و ) في الحديث ( لا ثنى في الصدقة كالى ) أي بالكسر مقصورا ( أي لا تؤخذ مرتين في عام ) كما فسره الجوهرى قال ابن الاثير وقوله في الصدقة أي في اخذ الصدقة فحذف المضاف قال ويجوز ان تكون الصدقة بمعنى التصديق وهو اخذ الصدقة كالزكاة والذكاة بمعنى التزكية والتذكية فلا يحتاج الى حذف مضاف واصل الثنى الامر يعاد مرتين كما قاله الجوهرى والراغب وانشد الشاعر وهو كعب بن زهير وكانت امراته لامته في بكر نحره افي جنب بكر قطعتني ملامة * لعمري لقد كانت ملامتها ثنى أي ليس باول لومها فقد فعلته قبل هذا وهذا ثنى بعده قال ابن برى ومثله قول عدى بن زيد اعاذل ان اللوم في غير كنهه * على ثنى من غيك المتردد ( أو ) معنى الحديث ( لا تؤخذ ناقتان مكان واحدة ) نقله ابن الاثير ( أو ) المعنى ( لا رجوع فيها ) قال أبو سعيد لسنا ننكران الثنى اعادة الشئ مرة بعد مرة ولكنه ليس وجه الكلام ولا معنى الحديث ومعناه ان يتصدق الرجل على الاخر بصدقة ثم يبدو له فيريد ان يسترده فيقال لا ثنى في الصدقة أي لا رجوع فيها فيقول المتصدق به عليه ليس لك على عصرة الوالد أي ليس لك رجوع كرجوع الوالد فيما يعطى ولده ( وإذا ولدت ناقة مرة ثانية فهى ثنى ) بالكسر ( وولدها ذلك ثنيها ) وفي الصحاح الثنى من النوق التى وضعت بطنين وثنيها ولدها وكذلك المراة ولا يقال ثلث ولا فوق ذلك انتهى وقال أبو رياش ولا يقال بعد هذا شئ مشتقا وفي التهذيب ناقة ثنى ولدت بطنين وقيل إذا ولدت بطنا واحدا والاول اقيس وقال غيره ولدت اثنين قال الازهرى والذى سمعته من العرب يقولون للناقة إذا ولدت اول ولد تلده فهى بكر وولدها ايضا بكرها فإذا ولدت الولد الثاني فهى ثنى وولدها الثاني ثنيها قال وهذا هو الصحيح قال واستعاره لبيد للمراة فقال ليالى تحت الخدر ثنى مصيفة * من الادم ترداد الشروح القوائلا ( ومثنى الايادي اعادة المعروف مرتين فاكثر و ) قال أبو عبيدة مثنى الايادي هي ( الانصباء الفاضلة من جزور الميسر كان الرجل الجواد يشتريها ويطعمها الابرام ) وهم الذين لا ييسرون وقال أبو عمرو مثنى الايادي ان ياخذ القسم مرة بعد مرة قال النابغة انى اتمم ايسارى وامنحهم * مثنى الايادي واكسو الجفنة الا دما ( والمثناة حبل من صوف أو شعر أو غيره ) وقيل هو الحبل من أي شئ كان واليه اشار بقوله أو غيره ( ويكسر ) الفتح عن ابن الاعرابي ( كالثناية والثناء بكسرهما ) وانشد الجوهرى للراجز انا سجيح ومعى مدرايه * اعددتها لفتك ذى الدوايه * والحجر الاخشن والثنايه وقيل الثناية الحبل الطويل ومنه قول زهير يصف السانية وشد قتبها عليها تمطو الرشاء وتجرى في ثنايتها * من المحالة قبا زائد اقلقا فالثناية هنا حبل يشد طرفاه في قتب السانية ويشد طرف الرشاء في مثناته واما الثناء بالكسر فسياتى قريبا ( و ) في حديث عبد الله ابن عمر ومن اشراط الساعة ان توضع الاخيار وترفع الاشرار وان يقرا فيهم بالمثناة على روس الناس ليس احد يغيرها قيل وما المثناة قال ( ما استكتب من غير كتاب الله ) كانه جعل ما استكتب من كتاب الله مبدا وهذا مثنى ( أو ) المثناة ( كتاب ) وضعه الاحبار والرهبان فيما بينهم ( فيه اخبار بنى اسرائيل بعد موسى احلوا فيه وحرموا ما شاؤا ) على خلاف الكتاب نقله أبو عبيد عن رجل من اهل العلم بالكتب الاول قد عرفها وقراها قال وانما كره عبد الله الاخذ عن اهل الكتاب وقد كانت عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك منهم فاظنه قال هذا المعرفته بما فيها ولم يرد النهى عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وكيف ينهى عن
ذلك وهو من اكثر الصحابة حديثا عنه ( أو هي الغناء أو التى تسمى بالفارسية دو بيتى ) ونص الصحاح يقال هي التى تسمى بالفارسية دو بيتى وهو الغناء انتهى وقوله دو بيتى دو بالفارسية ترجمة الاثنين والياء في بيتى للواحدة أو للنسبة وهو الذى يعرف في العجم بالمثنوى كانه نسبة الى المثناة هذه والعامة تقول ذو بيت بالذال المعجمة ويدخل في هذا النهى ما احدثه المولدون من انواع الشعر كالمواليا وكان كان والموشح والمسمط فينشدونها في المجالس ويتمشدقون بها كان في ذلك هجرا عن مذاكرة القرآن ومدارسة العلم وتطاولا فيما لا ينبغى ولا يفيد فتأمل ذلك ونسال الله العفو من الافات ( والثنيان بالضم الذى بعد السيل ) كذا في النسخ والصواب بعد (1/8316)
السيد قال اوس بن مغراء ثنياننا ان اتاهم كان بداهم * وبدؤهم ان اتانا كان ثنيانا هكذا رواه اليزيدى ( كالثنى بالكسر وكهدى والى ) بالضم والكسر مقصورتان قال أبو عبيد يقال للذى يجئ ثانيا في السودد ولا يجئ اولا ثنى مقصور وثنيان وثنى كل ذلك يقال ويروى قول اوس * ترى ثنانا إذا ما جاء بداهم * يقول الثاني منافى الرياسة يكون في غيرنا سابقا في السودد والكامل في السودد من غيرنا ثنى في السودد عندنا لفضلنا على غيرنا ( ج ) ثنيان ( ثنية ) بالكسر يقال فلان ثنية اهل بيته أي ارذلهم وقال الاعشى طويل اليدين رهطه غير ثنية * اشم كريم جاره لا يرهق ( و ) الثنيان ( من لا راى له ولا عقل و ) الثنيان ( الفاسد من الراى ) وهو مجاز ( و ) مضى ( ثنى من الليل بالكسر ) أي ( ساعة ) منه حكى عن ثعلب ( أو وقت ) منه ( والثنية ) كغنية ( العقبة ) جمعه الثنايا قاله أبو عمرو ( أو طريقها ) العالي ومنه الحديث من يصعد ثنية المرار حط عنه ما حط عن بنى اسرائيل وقيل اراد به اعلى المسيل في راسه والمرار موضع بين الحرمين وثنيته عقبة شاقة ( أو ) هي ( الجبل ) نفسه ( أو الطريقة فيه ) كالنقب ( أو إليه ) وقال الازهرى العقاب جبال طوال تعرض الطريق والطريق ياخذ فيها وكل عقبة مسلوكة ثنية وجمعها ثنايا وهى المدارج ايضا وقال الراغب الثنية من الجبل ما يحتاج في قطعه وسلوكه الى صعود وحدور فكأنه يثنى السير ( و ) الثنية ( الشهداء الذين استثناهم الله عن الصعقة ) روى عن كعب انه قال الشهداء ثنية الله في الارض يعني من استثناه في الصعقة الاولي تأول قول الله تعالي ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الارض الا من شاء الله فالذين استثناهم الله عند كعب هم الشهداء لانهم عند ربهم احياء يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله فكأنهم مستثنون من الصعقتين وهذا معنى كلام كعب وهذا الحديث يرويه ابراهيم النخعي ايضا ( و ) الثنية ( بمعنى الاستثناء ) يقال حلف يمينا ليس فيها ثنية أي استثناء ( و ) الثنية ( من الاضراس ) تشبيها بالثنية من الجبل في الهيئة والصلابة وهى ( الاربع التى قد مقدم الفم ثنتان من فوق وثنتان من اسفل ) للانسان والخلف والسبع كذا في المحكم وقال غيره الثنية اول ما في الفم ( و ) الثنية ( الناقة الطاعنة في السادسة والبعير ثنى ) قيل لابنة الخس هل يلقح الثنى قالت لقاحه انى أي بطئ ( و ) الثنية ( الفرس الداخلة في الرابعة والشاة في الثالثة كالبقرة ) وفي الصحاح الثنى الذى يلقى ثنيته ويكون ذلك في الظلف والحافر في السنة الثالثة وفي الخلف في السنة السادسة وفي المحكم الثنى من الابل الذى يلقى ثنيته وذلك في السادسة ومن الغنم الداخل في السنة الثانية تيسا كان أو كبشا وفي التهذيب البعير إذا استكمل الخامسة وطعن في السادسة فهو ثنى وهو ادنى ما يجوز من سن الابل في الاضاحي وكذلك من البقر والمعزى فاما الضان فيجوز منها الجذع في الاضاحي وانما سمى البعير ثنيا لانه القى ثنيته قال ابن الاعرابي ليس قيل الثنى اسم يسمى ولا بعد البازل اسم يسمى وقيل كل ما سقطت ثنيته من غير الانسان ثنى والظبى ثنى بعد الاجذاع وقال ابن الاثير الثنية من الغنم ما دخل في الثالثة ومن البقر كذلك ومن الابل في السادسة والذكر ثنى وعلى مذهب احمد ما دخل من المعزفى الثانيه ومن البقر في الثالئة وقال ابن الاعرابي في الفرس إذا استتم الثالثة ودخل في الرابعة ثنى ( و ) الثنية ( النخلة المستثناة من المساومة والثنيا بالضم من الجزور ) ما يثنيه الجازر الى نفسه من ( الراس ) والصلب ( والقوائم ) ومنه الحديث كان لرجل نجيبة فرضت فباعها من رجل واشترط ثنياها اراد قوائمها وراسها وانشد ثعلب مذكرة الثنيا مساندة القرى * جمالية تختب ثم تنيب أي انها غليظة القوائم أي راسها وقوائمها تشبه خلق الذكارة وقال الصاغانى ذكر الصلب في الثنيا وقع في كتاب ابن فارس والصواب الراس والقوائم ( و ) الثنيا ( كل ما استثنيته ) ومنه الحديث نهى عن الثنيا الا ان يعلم وهو ان يستثنى منه شئ مجهول فيفسد
البيع وذلك إذا باع جزورا بثمن معلوم واستثنى راسه واطرافه فان البيع فاسد وقال ابن الاثير هي ان يستثنى في عقد البيع شئ مجهول فيفسده وقيل هو ان يباع شئ جزافا فلا يجوز ان يستثنى منه شئ قل أو كثر قال وتكون الثنيا في المزارعة ان يستثنى بعد النصف أو الثلث كيل معلوم وفي الحديث من اعتق أو طلق ثم استثنى فله ثنياه أي من شرط في ذلك شرطا أو علقه على شئ فله ما شرط أو استثنى منه مثل ان يقول طلقتها ثلاثا الا واحدة أو اعتقتهم الا فلانا ( كالثنوى ) كالرجعى يقال حلف يمينا ليس فيها ثنيا ولا ثنوى قلبت ياوه واوا للتصريف وتعويض الواو من كثرة دخول الياء عليها وللفرق ايضا بين الاسم والصفة ( والثنية ) بضم فسكون ( والمثناة ع ) بالطائف ( ومثنى اسم واثنى كافتعل تثنى ) اصله اثتنى فقلبت التاء ثاء لان الثاء اخت التاء في الهمس ثم ادغمت فيها قال الشاعر بدا بابى ثم اثنى بابى ابى * وثلث بالادنين ثقف المحالب هذا هو المشهور في الاستعمال والقوى في القياس ومنهم من يقلب تاء افتعل ثاء فيجعلها من لفظ الفاء قبلها فيقول اثنى واثرد واثاد كما قال بعضهم في إذ دكر اذكر وفى اصطلح اصلح ( واثنى البعير ) اثناء القى ثنيته و ( صار ثنيا ) وقال ابن الاعرابي في الفرس إذا اثنى القى رواضعه فيقال اثنى وادرم الاثناء قال وإذا سقطت رواضعه ونبت مكانها سن فنبات تلك السن هو الاثناء ثم يسقط الذى يلبه عند ارباعه ( والثناء بالفتح والتثنية وصف بمدح أو بذم أو خاص بالمدح وقد اثنى عليه وثنى ) * قلت اما اثنى عليه فنصوص عليه في (1/8317)
كتب اللغة كلها قال الجوهرى اثنى عليه خير أو الاسم الثناء ممدود تغمدك لتثنى على انسان بحين أو قبيح وقد طار ثناء فلان أي ذهب في الناس والفعل اثنى واما التثية وفعله ثنى فلم يقل به احد والصواب فيه التثبية وثبى بالموحدة بهذا المعنى وقد تقم ذلك للمصنف ثم ان تقييد الثناء مع شهرته بالفتح غير مقبول بل هو مستدرك واشر للفرق بينه وبين النثا بقوله أو خاص بالمدح أي والنثا خاص بالذم قال ابن الاعرابي يقال اثنى إذا قال خيرا أو شرا وانثى إذا اغتاب وعموم الثناء في الخير والشر هو الذى جزم به كثيرون واستدلوا بالحديث من اثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن اثنيتم عليه شرا وجبت له النار ( و ) ثناء الدار ( ككتاب الفناء ) قال ابن جنى ثناء الدار وفناؤها اصلان لان الثناء من ثنى يثنى لان هناك تنثني عن الانبساط لمجئ آخرها واستقصاء حدودها وفناؤها من فنى يفنى لانك إذا تناهيت الى اقصى حدودها فنيت قال ابن سيده وجعله أبو عبيد في المبدل ( و ) الثناء ( عقال البعير عن ابن السيد ) في الفرق * قلت لا حاجة في نقله عن ابن السيد وقد ذكره الجوهرى حيث قال واما الثناء ممدودا فعقال البعير ونحو ذلك من حبل مثنى وكل واحد من ثنييه فهو ثناء لو افرد تقول عقلت البعير بثنايين إذا عقلت يديه جميعا بحبل أو بطر في حبل وانما لم يهمز لانه لفظ جاء مثنى لا يفرد واحده فيقال ثناء فتركت الياء على الاصل كما فعلوا في مذروين لان اصل الهمزة في ثناء لو افرد ياء لانه من تثنيت ولو افرد واحده لقيل ثناآن كما تقول كساآن ورداآن هذا نصه وقال ابن برى انما لم يفرد له واحد لانه حبل واحد يشد باحد طرفيه اليد وبالطرف الاخر الاخرى فهما كالواحد ومثله قول ابن الاثير في شرح حديث عمرو بن دينار رايت ابن عمر ينحر بدنته وهى باركة مثنية بثنايين وقال الاصمعي يقال عقلت البعير بثنايين يظهرون الياء بعد الانف وهى المدة التى كانت فيها وان مد ماد لكان صوابا كقولك كساء وكساوان وكساآن قال وواحد الثنايين ثناء ككساء * قلت وهذا خلاف ما عليه النحويون فانهم اتفقوا على ترك الهمز في الثنايين وعلى ان لا يفردوا الواحد وكلام الليث مثل ما نقله الاصمعي وقد رد عليه الازهرى بما هو مبسوط في تهذيبه وربما نقل المصنف عن ابن السيد لكونه اجاز افراد الواحد ولذا لم يذكر الثنايين وقد رد عليه الازهرى بما هو مبسوط في تهذيبه وربما نقل المصنف عن ابن السيد لكونه اجاز افراد الواحد ولذا لم يذكر الثنايين وقد علمت انه مردود فان الكلمة بنيت على التثينة فتأمل * ومما يستدرك عليه الطويل المتثنى هو الذاهب طولا واكثر ما يستعمل في طويل لا عرض له غضونه والثنى ايضا معطف الثوب ومنه حديث ابى هريرة كان يثنيه عليه اثناء من سعته يعنى الثوب وثناه ثنيا عطفه وايضا كفه وايضا عقده ومنه تثنى عليه الخناصر وثناه عن حاجته صرفه وثناه اخذ نصف ماله أو ضم إليه ما صاربه اثنين وثنى الوضاح ما انثنى منه والجمع الاثناء قال * تعرض اثناء الوشاح المفصل * وثنى رجله عن دابته ضمها الى فحذه فنزل وإذا فعل الرجل امرا ثم ضم إليه امرا آخر قيل ثنى بالامر الثاني تثنية وفى الحديث وهو ثان رجله أي عاطف قبل ان ينهض وفى حديث آخر قبل ان يثنى رجله قال ابن
الثير هذا ضد الاول في اللفظ ومثله في المعنى لانه اراد قبل ان يصرف رجله عن حالته التى هي عليها في التشهد وثنى صدره يثنيه ثنيا اسر فيه العداوة أو طوى ما فيه استخفاء ويقال للفارس إذا ثنى عنق دابته عند شدة حضره جاء ثانى العنان ويقال للفرس نفسه جاء سابقا ثانيا إذا جاء وقد ثنى عنقه نشاطا لانه إذا اعيى مد عنقه ومنه قول الشاعر ومن يفخر بمثل ابى وجدى * يجئ قبل السوابق وهو ثانى أي كالفرس السابق أو كالفارس الذى سبق فرسه الخيل وثاني عطفه كناية عن التكبر والاعراض كما يقال لوى شدقه وناى بجانبه ويقال فلان ثانى اثنين أي هو احدهما مضاف ولا يقال هو ثان اثنين بالتنوين ولو سمى رجل باثنين أو باثنى عشر لقلت في النسبة إليه ثنوى في قول من قال في ابن بنوى واثنى في قول من قال ابني والثنوية بالتحريك طائفة تقول بالاثنينية قبحهم الله تعالى وثنى بالكسر موضع بالجزيرة من ديار تغلب كانت فيه وقائع ويقال هو كغنى وايضا موضع بناحية المذار عن نصر وشربت اثناء القدح واثنى هذا القدح أي اثنين مثله وكذلك شربت اثنى مد البصرة واثنين بمد البصرة والكلمة الثنائية المشتملة على حرفين كيد ودم وقوله انشده ابن الاعرابي فما حلبت الا الثلاثة والثنى * ولا قيلت الا قريبا مقالها قال اراد الثلاثة من الانية وبالثنى الاثنين وقول كثير عزة ذكرت عطاياه وليست بحجة * عليك ولكن حجة لك فاثنن قيل في تفسيره اعطني مرة ثانية وهو غريب وحكى بعضهم انه ليصوم الثنى على فعول نحو ثدى أي يوم الاثنين والمثاني ارض بين الكوفة والشام عن نصر وقال اللحيانى التثنية ان يفوز قدح رجل منهم فينجو ويغنم فيطلب إليهم ان يعيدوه على خطار والمثنى زمام الناقة قال الشاعر تلاعب مثنى حضرمى كانه * تعمج شيطان بذى خروع قفر وقال الراغب المثناة ما ثنى من طرف الزمام وجمع الثنى من النوق ثناء بالضم عن سيبويه جعله كظئر وظؤار وقال غيره اثناء وانشد * قام الى حمراء من اثنائها * والثنى كهدى الامر يعاد مرتين لغة في الثنى كمكان سوى وسوى عن ابن برى وعقلت البعير بثنيتين بالكسر إذا عقلت يدا واحدة بعقدتين عن ابى زيد وقال أبو سعيد الثناية بالكسر عود يجمع به طرفا الحبلين من فوق المحالة ومن (1/8318)
تحتها الاخرى مثلها قال والمحالة والبكرة تدور بين الثنايتين وثنيا الحبل بالكسر طرفاه واحدهما ثنى قال طرفة لعمرك ان الموت ما اخطا الفتى * لكالطول المرخى وثنياه في اليد اراد بثنييه الطرف المثنى في رسغه فلما انثنى جعله ثنيين لانه عقد بعقد تين وجمع الثنى من الابل كغنى ثناء وثناء ككتاب وغراب وثنيان وحكى سيبويه ثن ويقال فلان طلاع الثنايا إذا كان ساميا لمعالى الامور كما يقال طلاع انجد أو جلدا يرتكب الامور العظام ومنه قول الحجاج في خطبته * انا ابن جلا وطلاع الثنايا * ويقال للرجل الذى يبدا بذكره في مسعاة أو محمدة أو علم فلان به تثنى الخناصر أي تحنى في اول من يعد ويذكر وقال الشاعر * فقومي بهم تثنى هناك الاصابع * قال ابن الاعرابي يعنى انهم الخيار المعدودون لان الخيار لا يكثرون واستثنيت الشئ من الشئ حاشيته وقال الراغب الاستثناء ايراد لفظ يقتضى رفع بعض ما يوجبه عموم اللفظ كقوله تعالى الا ان يكون ميته أو دما مسفوحا وما يقتضيه رفع ما يوجبه اللفظ كقول الرجل لافعلن كذا ان شاء الله تعالى وعلى هذا قوله تعالى إذ اقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون وحلفة غير ذات مثنوية أي غير محللة والثنيان بالضم الاسم من الاستثناء كالثنوى بالفتح نقله الجوهرى والمثنى كمعظم اس وايضا لقب الحسن بن الحسن بن على رضى الله تعالى عنه والمثنوي من الشعر هو المعروف بالدو بيت وبه سمى الشيخ جلال الدين القونوى كتابه بالمثنوى واثنان بالضم موضع بالشام عن ياقوت وقد ذكر في اث ن و ( ثها ) كدعا اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي ثها إذا ( حمق ) وهثا إذا احمر وجهه ( وثاهاه ) إذا ( قاوله ) وهاثاه إذا مازحه ومايله ى ( ثوى المكان وبه يثوى ثواء وثويا بالضم ) كمضى يمضى مضاء ومضيا الاخيرة عن سيبويه يقال ثويت بالبصرة وثويت البصرة كما في الصحاح وشاهد الثواء قول الشاعر * رب ثاو يمل منه الثواء * ( واثوى به ) لغة في ثوى ( اطال الاقامة به ) قال الاعشى اثوى وقصر ليله ليزودا * ومضى واخلف من قتيلة موعدا قال شمر اثوى من غير استفهام وانما يريد الخبر قال ورواه ابن الاعرابي اثوى على الاستفهام قال الازهرى والروايتان تدلان على ان ثوى واثوى معناه اقام ( أو ) ثوى ( نزل ) مع الاشتقرار وبه سمى المنزل مثوى ( واثويته الزمته الثواء فيه ) يتعدى ولا يتعدى ( كثويته ) تثوية عن كراع ونقله الجوهرى ايضا ( و ) اثويته ( اضفته ) يقال انزلني الرجل فاثوانى ثواء حسنا ( والمثوى المنزل ) يقام به ومنه الحديث وعلى نجران مثوى رسلي أي مسكنهم مدة مقامهم ونزلهم وقوله تعالى اليس في جهنم مثوى للمتكبرين ( ج
المثاوى ) ومنه حديث عمر اصلحوا مثاويكم واخيفوا الهوام قبل ان تخيفكم ولا تلثوا بدار معجزة ( وابو المثوى رب المنزل ) وفى المحكم رب البيت ( و ) أبو مثواك ( الضيف ) الذى تضيفه ( والثوى كغنى البيت المهيا له ) أي للضيف قيل هو بيت في جوف بيت ( و ) الثوى ( الضيف ) نفسه وتقوله العامة بالتاء المكسورة وهو غلط ( و ) الثوى ( الاسير ) عن ثعلب ( و ) الثوى ( المجاور باحد الحرمين ) ونص ابن الاعرابي بالحرمين ( و ) الثوية ( بهاء ع ) بالقرب من الكوفة به قبر ابى موسى الاشعري والمغيرة بن شعبة وقد جاء ذكره في الحديث وضبطه بعضهم كسمية ( و ) الثوية ( المراة ) يثوى إليها ( والثاية والثوية كغنية ) حجارة ترفع فتكون علما بالليل للراعي إذا رجع عن ابى زيد نقله الجوهرى وهى ايضا ( اخفض علم ) يكون ( بقدر قعدتك ) قال ابن سيده وهذا يدل على ان الف ثاية منقلبة عن واو وان كان صاحب الكتاب يذهب الى انها عن ياء ( كالثوة ) بالضم ( و ) الثاية ( ماوى الابل عازبة ) عن ابن السكيت وقال أبو زيد الثوية ماوى الغنم قال وكذلك الثاية ( وثوى تثوية مات ) هكذا في النسخ والصواب ثوى كرمى ومنه قول كعب بن زهير فمن للقوافي شانها من يحوكها * إذا ما ثوى كعب وفوز جرول وقال الكميت وما ضرها ان كعبا ثوى * وفوز من بعده جرول وقال دكين * فان ثوى ثوى الندى في لحده * وقالت الخنساء * فقدن لما ثوى نهبا واسلابا * وقول ابى كبير الهذلى نغد وفنترك في المزاحف من ثوى * ونمر في العرقات من لم نقتل اراد أي من قتل فاقام هنا لك وقال ابن برى ثوى اقام في قبره ومنه قول الشاعر * حتى ظنني القوم ثاويا * ( و ) ثوى ( كعنى قبر ) لان ذلك ثواء لا اطول منه ( والثوة بالضم قماش البيت ج ثوى ) عن ابن الاعرابي كقوة وقوى ( أو الثوة ) بالضم ( والثوى كجثى خرق كالكبة على الوتد يمغض عليها السقاء لئلا يتخرق ) قال ابن سيده وانما جعلنا الثوى من ث وولقولهم في معناه ثوة كقوة ونظيره في ضم اوله ما حكاه سيبويه من قولهم سدوس ( أو الثوة بالضم ارتفاع وغلظ وربما نصبت فوقها الحجارة ليهتدى بها ) وكذلك الصوة كذا في المحكم ( أو خرقة ) أو صوفة تلف على راس الوتد وتوضع ( تحت الوطب إذا مخض تقيه من الارض نقله ابن برى قال وجمعه الثوى كقوى وانشد للطرماح وفاقا تنادى بالنزول كأنها * بقايا الثوى وسط الديار المطرح ( وثاءة ع ) ببلاد هذيل ومر له في الهمز كذلك ( والثاء حرف هجاء ) مخرجه من طرف اللسان واطراف الثنايا العليا قال ابن سيده وانما قضينا على الفه بانه واو لانها عين ( وقافية ثاوية ) على حرف الثاء * ومما يستدرك عليه المثوى مصدر ثوى يثوى وقوله تعالى (1/8319)
النار مثواكم قال أبو على المثوى عندي الاية اسم للمصدر دون المكان لحصول الحال في الكلام معملا فيها الا ترى انه لا يخلو من ان يكون موضعا أو مصدرا فلا يجوز ان يكون موضعا لان اسم الموضع لا يعمل عمل الفعل لانه لا معنى للفعل فيه فإذا لم يكن موضعا ثبت انه مصدر والمعنى النار ذات اقامتكم فيها والمثوى بالضم وكسر الواو اسم رمح للنبى صلى الله عليه وسلم سمى به لانه يثبت المطعون به من الثوى الاقامة وقوله تعالى احسن مثواى أي تولاني في طول مقامي ويقال للغريب إذا لزم بلدة هو ثاو بها وام مثوى الرجل ربة منزله ومنه حديث عمر كتب إليه في رجل قيل له متى عهدك بالنساء فقال البارحة فقيل بمن قال بام مثواى أي ربة المنزل الذى بات فيه ولم يرد زوجته لان تمام الحديث فقيل له اما عرفت ان الله قد حرم الزنا فقال لا وتثويته تضيفته والثوى كغنى الصبور في المغازى المجمر وهو المحبوس عن ابن الاعرابي وثاية الجزور منحرها والثوية كغنية ماوى البقر والغنم والثاية ان يجمع شجرتان أو ثلاث فيلقى عليها ثوب ويستظل به عن ابن الاعرابي وجمع الثاية ثاى عن اللحيانى ى ( الثية كالنية ) اهمله الجوهرى وقال ابن برى ( ماوى الغنم ) لغة في الثاية ( فصل الجيم ) مع الواو والياء ى ( الجاى كالجوى والجؤة ) كثبة ( والجؤوة كالجعوة ) لون من الوان الخيل والابل وهى ( غيرة في حمرة أو كدرة في صداة ) وفى الصحاح حمرة تضرب الى السواد ( جئى الفرس ) كفرح كما في الصحاح ( وجاى ) كسعى ( و ) قال الاصمعي جئى البعير و ( اجاوى ) كارعوى اجئواء ( والنعت اجوى ) كذا في النسخ والصواب اجاى ( وجاواء ) وفى الصحاح فرس اجاى والانثى جاواء قال ابن برى ومنه قول دريد بن الصمة بجاواء جون كلون السماء * ترد الحديد كليلا فليلا ( والجؤوة كالجعوة ارض غليظة في سواد ) * ومما يستدرك عليه كتيبة جاواء بينة الجاى وهى التى يعلوها لون السواد لكثرة الدروع وفى حديث عاتكة بنت عبد المطلب خلفت لئن عدتم لتصطلمكم * بجاواء تردى حافتيه المقانب أي بحيش عظيم واجاوى البعير كاشهب ضربت حمرته الى السواد عن الاصمعي وجات الارض تجاى نتنت وجاى الثوب جايا خاطه
وجاى السر جايا كتمه وجاى السقاء جايا رقعه والجؤوة بالضم رقعة في السقاء وقال ابن برى جايت القدر جايا جعلت لها جآؤة وجاى على الشئ جايا عض عليه نقله الجوهرى و ( جاى الثوب كسعى جاوا خاطه واصلحه ) عن كراع ويقال اجئ عليك ثوبك ( و ) جاى ( الغنم ) جاوا ( حفظها ) يقال الراعى لا يجاى الغنم فهى تفرق عليه ( و ) جاى جاوا ( غطى ) يقال اجئ عليك هذا أي غطه ( و ) جاى السر جاوا ( كتم ) يقال سمع سرا فماجاه أي ما كتمه عن ابى زيد ( و ) جاى جاوا ( ستر ) قال لبيد إذا بكر النساء مردفات * حواسر لا يجئن على الخدام أي لا يسترن ( و ) جاى جاوا ( حبس ) يقال سقاء لا يجاى الماء أي لا يحبسه وما يجاى سقاؤك شيا أي ما يحبس ( و ) جاى جاوا ( مسح ) كذا في النسخ والصواب منع كما في المحكم ( و ) جاى السقاء جاوا ( رقع و ) يقال ( احمق لا يجاى مرغه ) أي ( لا يحبس لعابه ) ولا يرده يضرب لمن لا يكتم سره لانه يدع لعابه يسيل فيراه الناس قاله الميداني ( والجاوة كالكتابة وعاء القدر أو شئ توضع عليه من جلد ونحوه ) وفى الصحاح من جلد أو خصفة وجمعها جاو كجراحة وجراح هذا قول الاصمعي ( كالجياء والجواء والجياءة بكسرهن ) وفى الصحاح وكان أبو عمرو يقول الجياء والجواء يعنى بذلك الوعاء ايضا والاحمر مثله وفى حديث على رضى الله عنه لان اطلى بجواء قدر احب الى من ان اطلى بالزعفران انتهى قال ابن برى والجياء والجواء مقلوبان قلبت العين الى مكان اللام واللام الى مكان العين فمن قال جايت قال الجياء ومن قال جاوت قال الجواء ( وسقاء مجئى كمر مى قوبل بين رقعتين من وجهيه ) باطن وظاهر على الوهى قاله شمر ( وجؤة كثبة ة ) باليمن على ثلاث مراحل من عدن ويقال هي جوة كقوة ( و ) جؤية ( كسمية اسم ) منهم والد ساعدة الهذلى الشاعر وجؤية بن لوذان بطن من فزارة وجؤية بن عائذ الكوفى النحوي روى عن ابيه وجؤية السمعى عن عمر وغير هؤلاة ( و ) جاوة ( كفروة القحط ) * ومما يستدرك عليه جاوت القدر جاوا جعلت لها جاوة عن ابن برى لغة في جايت وقال ابن حمزة جاوة بطن من العرب وهم اخوة باهلة وقال الليث حى من قيس قد درجوا لا يعرفون وجاء يوء لغة في جاء يجئ وحكى سيبويه انا اجوءك على المضارعة قال ومثله منحدر الجبل على الاتباع وجاوة امة من الامم في اطراف الصين وجاى على الشي عض عليه وجاى مرغه مسحه واجايت القدر جعلت لها جاوة عن الفراء وجاوت النعل رقعتها والجئوة الرقعة عن الفراء ايضا يو ( جبى الخراج ) والمال والحوض ( كرمى ) وفى بعض النسخ كرضى وهو مخالف لاصول اللغة ( و ) مثل ( سعى ) يجبيه ويجباه قال شيخنا هذه لا تعرف ولا موجب للفتح لانتفاء حرف الحلق في العين واللام * قلت هذه اللغة حكاها سيبويه وهى عنده ضعيفة وقال ابن الاعرابي جبى يجبى مما جاء نادرا كابى يابى وذلك انهم شبهوا الالف في آخره بالهمزة في قرا يقرا وهدا يهدا واقتصر الجوهرى على الاولى ( جباية وجباوة بكسرهما ) الاخيرة نادرة ( و ) في المحكم جباه ( القوم و ) جبى ( منهم و ) جبى ( الماء في الحوض جبا مثلثة وجبيا ) الاخيرة عن شمر كل ذلك بمعنى ( جمعه ) وقال الراغب جبيت الماء في الحوض جمعته ومنه استعير جبيت الخراج جباية وقال سيبويه في الجباية والجباوة (1/8320)
أدخلوا الواو على الياء لكثرة دخول الياء عليها ولان للواو خاصة كما ان للياء خاصة وقال الجوهري جبيت الخراج جباية وجبوته جباوة ولا يهمز وأصله الهمز قال ابن برى جبيت الخراج وجبوته لا اصل له في الهمز سماعا وقياسا اما السماع فلكونه لم يسمع فيه الهمز واما القياس فلانه من جبيت اي جمعت وحصلت ومنه جبيت الماء في الحوض وجبوت انتهى وشاهد جباه القوم قول الجعدى أنشده ابن سيده - دنانير يجيبها العباد وغلة * على الازد من جاه امرئ قد تمهلا ( والجبى كالعصا محفر البئر ) يكتب بالالف وبالياء ( و ) جبى البئر ( شفتها ) عن ابي ليلى ( و ) قال ابن الاعرابي الجبى ( ان يتقدم ساقى الابل بيوم قبل ورودها فيجبى لها ماء في الحوض ثم يوردها ) من العدو أنشد بالريث ما أرويتها لا بالعجل * وبالجبى أرويتها لا بالقبل يقول انها ابل كثيرة يبطؤن بسقيها فيبطئ ريها لكثرتها فتبقى عامة نهارها تشرب وإذا كانت ما بين الثلاث الى العشر صب على رؤسها ( والجابية حوض ضخم ) يجبى فيه الماء للابل وقال الراغب هو الحوض الجامع للماء وأنشد الجوهري للاعشى تروح على آل المحلق جفنة * كجابية الشيخ العراقى تفهق أخص العراقى لجهله بالمياه لانه حضرى فإذا وجدها ملأ جابيته وأعدها ولم يدر متى يجد المياه وأما البدوى فهو عالم بالمياه فلا يبالى ان لا يعدها ويروى كجابية السيح وهو الماء الجارى والجمع الجوابي ومنه قوله تعالى وجفان كالجوابى ( و ) الجابية ( الجماعة ) من القوم قال حميد بن ثور - أنتم بجابية الملوك وأهلنا * بالجوجيرتنا صداء وحمير
( و ) الجابية ( ة بدمشق ) وقال نصر والجوهري مدينة بالشام ( وباب الجابية من ) احدى ( أبوابها ) المشهورة ( والجابي الجراد ) الذي يجبى كل شئ يأكله قال ابن الاعرابي العرب تقول إذا جاءت السنة جاء معها الجابي والجاني فالجابي الجراد والجانى الذئب لم يهمزهما وقال عبد مناف الهذلى - صابوا بستة أبيات وأربعة * حتى كأن عليهم جابيا لبدا وروى بالهمز وقد تقدم ( والجبايا الركايا ) التى ( تحفر وتنصب فيها قضبان الكرم ) حكاها أبو حنيفة ( واجتباه ) لنفسه ( اختاره ) واصطفاه قال الزجاج مأخوذ من جبيت الشئ إذا خلصته لنفسك وقال الراغب الاجتباء الجمع على طريق الاصطفاء واجتباء الله العباد تخصيصه اياهم بفيض يتحصل لهم منه أنواع من النعم بلا سعى العبد وذلك للانبياء وبعض من يقاربهم من الصديقين والشهداء ( وجبى ) الرجل ( تجبية وضع يديه على ركبتيه ) في الصلاة ( أو على الارض أو انكب على وجهه ) قال يكرع منها فيعيب عبا * مجبيا في مائها منكبا وفى حديث جابر كانت اليهود تقول إذا نكح الرجل امرأته مجبية جاء الولد أحول أي منكبة على وجهها تشبيها بهيئة السجود ( و ) في حديث وائل بن حجر لاجلب ولا جنب ولا شغار ولا وراط ومن أجبى فقد أربى قال ابن الاثير الاصل فيه الهمز ولكنه روى غير مهموز فاما ان يكون تحريفا من الراوي أو ترك الهمز للازدواج بأربى وقد اختلف فيه فقيل ( الاجباء ان يغيب الرجل ابله عن المصدق ) من أجبأته إذا واريته نقله أبو عبيد وهو قول ابن الاعرابي ( و ) قيل هو ( بيع ) الحرث و ( الزرع قبل بدو صلاحه ) نقله الجوهرى وهو قول ابى عبيد أيضا وروى عن ثعلب انه سئل عن معنى هذا الحديث ففسره بمثل قول أبى عبيد فقيل له قال بعضهم اخطأ أبو عبيد في هذا من أين كان زرع أيام النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذا الاحمق أبو عبيد تكلم بهذا على رؤس الخلق من سنة ثمان عشرة الى يومنا هذا لم يرد عليه ( و ) في الصحاح ( التجبية ان تقوم قيام الراكع ) وفى حديث ابن مسعود في ذكر القيامة حين ينفخ في الصور قال فيقومون فيجبون تجبية رجل واحد قياما لرب العالمين قال أبو عبيد التجبية تكون في حالين احدهما ان يضع يديه على ركبتيه وهو قائم والاخران هو المعروف عند الناس وقد حمله بعض الناس قوله فيخرون سجدا لرب العالمين فجعل لا سجود هو التجبية وفي حديث وفد ثقيف اشترطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا يجبوا فقال صلى الله عليه وسلم لا خير في دين لا ركوع فيه قال شمر أي لا يركعوا في صلاتهم ولا يسجدوا كما يفعل المسلمون قال ابن الاثير ولفظ الحديث يدل على الركوع والسجود * ومما يستدرك عليه الجبية بالكسر الحالة من جبى الخراج وجعله اللحياني مصدرا والجابي الذى يجمع الماء للابل واوية يائية والاجتباء افتعال من الجباية وهو استخراج المال من مظانها ومنه حديث ابى هريرة كيف انتم إذا لم تجتبوا دينارا ولا درهما وجبا رجع قال يصف الحمار * حتى إذا أشرف في جوف جبا * يقول إذا أشرف في هذا الوادي رجع ورواه ثعلب في جبا بالاضافة وغلط من رواه بالتنوين وهي تكتب بالالف وبالياء واجتباه اختلقه وارتجله وبه فسر الفراء قوله تعالى قالوا لولا اجتبيتها أي هلا افتعلتها من قبل نفسك وقال ثعلب هلا جئت بها من نفسك وجبى الشئ أخلصه لنفسه والاجباء العينة وهو ان يبيع من رجل سلعة بثمن معلوم الى أجل معلوم ثم يشتريها منه بالنقد بافل من الثمن الذي باعها به وبه فسر الحديث ايضا وهو من أجبى فقد أربى وفى حديث خديجة رصي الله عنها بيت من لؤلؤة مجبأة قال ابن وهب أي مجوفة قال الخطابى كانه مقلوب مجوبة والجبى بكسر الجيم والباء مدينة باليمن والجبى شعبة عند الرويثة بين مكة والمدينة قاله نصر وفرش الجبى (1/8321)
موضع في قول كثير هاجك برق آخر الليل واصب * تضمنه فرش الجبى فالمسارب ويقال في الهبة من غير عوض جبا وهى عامية وكذا قولهم جباه تجبية إذا اعطاه وسعد الله بن ابى الفضل بن سعد الله بن احمد ابن سلطان بن خليفة بن جباة بالكسر وفتح الموحدة التنوفى الشافعي عن حنبل الرماني مات سنة 668 ضبطه الشريف هكذا في الوفيات و ( جبى كسعى ) هكذا في النسخ ولو قال كدعا ( ورمى ) كان اقعد لان الباب واوى ( جبوة وجبا وجباوة وجباية بكسرهن وجبا ) بالفتح مقصورا وقد تقدم الكلام على الجباية والجباوة قال الكسائي جبيت الماء في الحوض وجبوته جمعته وقال غيره جبيت الخراج جباية وجبوته جباوة ( والجباوة والجبوة والجباة والجبا بكسرهن والجباوة ) بالفتح ( ما جمع في الحوض من ماء ) واقتصر الجوهرى على الاولى والثانية والرابعة وقال هو الماء المجموع للابل وقال الازهرى الجبا ما جمع في الحوض من الماء الذى يستقى من البئر قال ابن الانباري هو جمع جبية ( والجبا ) بالفتح ( الحوض ) الذى يجبى فيه الماء ( أو ) هو ( مقام من يسقى على
الطى و ) ايضا ( ما حول البئر ) ومنه حديث الحديبية صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جباها فسقينا واسقينا والجبا ايضا ما حول الحوض ( ج اجباء ) قال مضرس فالقت عصا التسيار عنها وخيمت * باجباء عذب الماء بيض محافره ( ومحمد بن ابراهيم ) الاربلي ( الجابى محدث ) قال الذهبي حدثونا عنه ( و ) علاء الدين ( على بن الجابى الخطيب ) بالبثاغور ( مقرئ ) مجود ( متاخر ) قال الذهبي مات بعد السبعمائة * ومما يستدرك عليه جبا الخراج جبوا لغة في جبى جبيا والجبوة بالكسر الحالة من جبى الخراج واستيفائه والجبوة بالضم الماء المجموع كالجبا بالفتح والجبا بالفتح نثيلة البئر وهو ترابها الذى حولها تراها من بعيد نقله الجوهرى واصله الهمز واما الشيخ سعد البن الجباوى بالكسر صاحب الطريقة فقيل انه منسوب الى الجبية على غير قياس و ( الجثوة مثلثة الحجارة المجموعة ) ذكر الجوهرى التثليث وقال غيره هي حجارة من تراب متجمع كالقبر وفى الحديث فإذا لمنجد حجرا جمعنا جثوة من تراب ( و ) الجثوة بالضم ( الجسد ) والجمع جثى عن شمر قال * يوم ترى جثوته في الاقبر * ( و ) الجثوة والجثوة لغة في ( الجذوة ) والجذوة قال الفراء جذوة من النار وجثوة وزعم يعقوب انه بدل ( و ) الجثوة ( الوسط ) عن ابن الاعرابي ومنه قول دغفل الذهلى والعنبر جثوتها يعنى بدن عمرو بن تميم ووسطها ( وجثى الحرم بالضم والكسر ما اجتمع فيه من ) حجارة الجمار كما في الصحاح وقيل من ( الحجارة التى توضع على حدود الحرم أو ) هي ( الانصاب ) التى كانت ( تذبح عليها الذبائح ) واحدتها جثوة وجثوة ( ووهم الجوهرى ) في قوله ما اجتمع فيه من حجارة الجمار نبه عليه الصغانى في التكملة ( وجثا كدعا ورمى ) يجثور ويجثى ( جثوا وجثيا بضمهما ) ظاهره انه بالسكون فيهما بعد الضم وليس كذلك بل هو على فعول فيهما كما هو نص الجوهرى وهو الصواب ( جلس على ركبتيه للخصومة ونحوها وفى حديث على انا اول من يجثو للخصومة بين يدى الله عز وجل ( أو ) جثا جثوا وجثوا كجذا جذوا وجذوا إذا ( قام على اطراف اصابعه ) وعده أبو عبيدة في البدل واما ابن فقال ليس احدا لحرفين بدلا من الاخر بل هما لغتان ( واجثاه غيره وهو جاث ج جثى بالضم ) مثل جلس جلوسا وقوم جلوس ( والكسر ) لما بعده من الكسر وبهما قرئ قوله تعالى ونذرا لظالمين فيها جثيا وقال الراغب يصح ان يكون جمعا نحو باك وبكى وان يكون مصدرا موصوفا به وفى الحديث فلان من جثى جهنم أي ممن يجثو على الركب فيها ( وجاثيت ركبتي الى ركبته ) وفى بعض نسخ الصحاح جاثيته ( وتجاثوا على الركب ) في الخصومة مجاثاة وجثاء وهما من المصادر الاتية على غير افعالها ( والجثاء كسحاب الشخص ويضم ) نقله الصاغانى ( و ) ايضا ( الجزاء والقدر والزهاء ) يقال جثاء كذا أي زهاؤهم ( و ) جثى ( كسمى جبل ) بين فدك وخيبر وضبطه نصر كربى وقال جبل من جبال اجا مشرف على رمل طيئ ( وجثوت الابل ) والغنم جثوا ( وجثيتها ) جثيا ( جمعتها ) نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه الجاثية في قوله تعالى وترى كل امة جاثية موضوع موضع الجمع كقولك جماعة قائمة وجماعة قاعدة قاله الراغب وبه سميت سورة الجاثية وهى التى تلى الدخان وقال ابن شمبل يقال للرجل العظيم الجثوة بالضم والجثا الجماعة ومنه الحديث يصيرون يوم القيامة جثا كل امة نتبع نبيها والجثوة القبر ومنه قول طرفة ترى جثوتين من تراب عليهما * صفائح صم من صفيح مصمد والجمع الجثا ومنه قول عدى يمدح النعمان عالم بالذى يكون نقى السدر عف على جثاه يحور اراد ينحر النسك على جثا آبائه أي على قبورهم وقبل الجثاصنم كان يذبح له والجثوة الربوة الصغيرة وقيل هي الكومة من التراب وفى حديث عامر رايت قبور الشهداء جثا يعنى اتربة مجموعة والجاثى القاعد وقيل المستوفز على ركبتيه عن مجاهد وقال أبو معاذ المستوفز الذى رفع اليتيه ووضع ركبتيه ويروى فلان من جثا جهنم أي من جماعات اهل جهنم عن ابى عبيد وفى حديث اتيان المراة مجباة روى مجثاة كانه اراد جثيت فهى مجثاة أي حملت على ان تجثو على ركبها والجث الجاثوم بالليل والتجاثى في اشالة الحجر مثل التجاذى وسياثى و ( حجاه كدعاه حجوا استاصله كاجتحاه ) قال الجوهرى هو قلب اجتاحه ( وحجوان رجل ) من بنى اسد قال الازهرى بنو حجوان قبيلة * قلت هو حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحرث ثعلبة بن اسد منهم طلحة بن خويلد ابن نوفلة بن نضلة بن الاشتر بن حجوان الحجوانى صحابي وانشد الجوهرى للاسود بن يعفر وقبلي مات الخالد ان كلاهما * عميد بنى حجوان وابن المضلل (1/8322)
( وحجا كهدى لقب ابى الغصن دجين بن ثابت ) وسبق للمصنف في دجن وفى غصن وفى الصحاح أبو الغصن كنية حجا وفيه حجا اسم رجل قال الاخفس لا ينصرف لانه مثل زفر قال الازهرى إذا سميت رجلا بجحا فالحقه بباب زفر وحجا معدول من حجا يجحو إذا
خطا ونقل شيخنا عن شرح تقريب عن شرح تقرب النوى للجلال الدجين بن الحرث أبو الغصن قال ابن الصلاح قيل انه حجا المعروف والاصح انه غيره قال وعلى الاول مشى الشيرازي في الالقاب ورواه عن ابن معين واختار ما صححه ابن حبان وابن عدى وقال قد روى ابن المبارك ووكيع ومسلم بن ابراهيم عنه وهؤلاء اعلم بالله من ان يرووا عن حجا * قلت وفى ديوان الذهبي دجين بن ثابت أبو الغصن البصري عن اسلم مولى عمر ضعفوه ثم قال شيخنا وفى كتاب المنهج المطهر للقلب والفؤاد للقطب الشعرانى ما نصه عبد الله حجا هو تابعي كما رايته بخط الجلال السيوطي قال وكانت امه خادمة لام انس بن مالك وكان الغالب عليه السماحة وصفاء السريرة فلا ينبغى لاحد ان يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة بل يسال الله ان ينفعه ببركاته قال الجلال وغالب ما يذكر عنه من الحكايات المضحكة لا اصل قال شيخنا وذكره غير واحد ونسبوا له كرامات وعلوما جمة ( ووهم الجوهرى ) في قوله انه اسم وهو لقب قال شيخنا وهذا لا يعد من الغلط في شئ لان الاسم يعم اللقب والكنية على ما عرف في العربية على انه قد يكون له اسمان إذ حجا لا دلالة فيه على ذم أو مدح فتأمل ( وحجا ) بالمكان ( اقام ) به كحجا ( و ) جحا جحوا ( مشى و ) قال ابن الاعرابي ( الجاحى المثاقف و ) ايضا ( الحسن الصلاة ) * ومما يستدرك عليه تجاحيا الاموال يريد اجتاحا عن الفراء وهو مقلوبه و ( الجخو سعة الجلد أو استرخاؤه ) يقال رجل اجخى وامراة خجواء ( و ) قال أبو تراب سمعت مدركا يقول الجخو ( قلة لحم الفخذين ) مع تخاذل العظام وتفاحج ( والنعت اجخى وجخواء ) وكذلك اجخر وجخراء ( وجخى المصلى تجخية خوى في سجوده ) ومد ضبعيه وتجافى عن الارض وقد جاء في الحديث ويقال جخى إذا رفع بطنه عن الارض وفتح عضديه ( و ) جخى ( الليل مال ) فذهب وادبر ( و ) جخى ( الشيخ انحنى ) من الكبر وانشد الجوهرى للراجز لاخير في الشيخ إذا ما جخى * وسال غرب عينه ولخا ويروى إذا ما اجلخا ( ومنه الحديث ) في وصف القلوب وقلب مربد ( كالكوز مجخيا ) أي مائلا منحنيا شبه القلب الذى لا يعى خير بالكوز المائل المنحني الذى لا يثبت فيه شئ لان الكوز إذا مال انصب ما فيه ( ووهم الجوهرى ) حيث جعله قول حذيفة وهو حديث * قلت وعند التأمل لا وهم فيه وانشد أبو عبيد كفى سواة ان لا تزال مجخيا * الى سواة وفراء في استك عودها ( وتجخى على المجمرة تبخر ) عن ابى عمرو وكذلك تجبى وتشذى ( و ) تجخى ( الكوز انكب وقد جخوته ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه جخت النجوم مالت وجخى برجله كخجى حكاهما ابن دريد معا والمجخى المائل عن الاستقامة والاعتدال وجخى على المجمر إذا تبخر عن ابى عمرو و ( الجدا ) مقصور قال ابن السكيت يكتب بالالف والياء ( والجدوى المطر العام ) يقال مطر جدا أي عام واسع ( أو الذى لا يعرف اقصاه ) يقولون سماء جدالها خلف ذكروه لان الجدا في قوة المصدر وفى حديث الاستسقاء اللهم اسقنا غيثا غدقا وجد اطبقا ( و ) الجدا والجدوى ( العطية ) ساق المصنف الجدوى مع الجدا في معنى المطر وهو لا يعرف الا في معنى العطية فلو قال والجدوى العطية كالجدا كان موافقا لما في الاصول وما اصبت من فلان جدوى قط أي عطية ( و ) تقول في تثنية جدوى ( هذان جدوان وجديان ) قال ابن سيده كلاهما عن اللحيانى فجدوان على القياس وجديان على المعاقبة ( نادر وجدا عليه يجدو ) جدوا ( واجدى ) أي اعطى الجدوى قال أبو العيال بخلت فطيمة بالذى توليني * الا الكلام وقلما تجديني اراد تجدى على فحذف واوصل ( والجادى طالب الجدوى ) وفى الصحاح السائل العافى وانشد الفارسى عن احمد بن يحيى إليه تلجا الهضاء طرا * فليس بقائل هجر الجادى قال ابن برى هو من الاضداد يقال جدوته سألته وجدوته اعطيته قال الشاعر جدوت اناسا موسرين فما جدوا * الا الله فاجدوه إذا كنت جاديا وقال الراجز اما علمت اننى من اسره * لا يطعم الجادى لديهم تمره ( كالمجتدى ) قال أبو ذؤيب لانبئت انا نجتدى الحمد انما * تكلفه من النفوس خيارها أي نطلب الحمد وانشد ابن الاعرابي انى ليحمدني الخليل إذا اجتدى * مالى ويكرهنى ذو والاضغان وقول ابى حاتم الا أيهذا المجتدينا بشتمه * تأمل رويدا اننى من تعرف لم يفسره ابن الاعرابي قال ابن سيده وعندي انه اراد أي هذا النوع يستقاضينا حاجة أو يسالنا وهو في خلال ذلك يعيبنا ويشتمنا ( وجداه جدوا واجتداه ساله جاحة ) وطلب جدواه ( و ) يقال لا ياتيك ( جدا الدهر ) أي ( آخره ) وفى الصحاح أي يد الدهر أي ابدا (1/8323)
( وخير جدا ) أي ( واسع ) على الناس * ومما يستدرك عليه اجدى الرجل اصاب الجدوى وقوم جداة مجتدون أي سائلون واستجداه طلب جدواه وانشد الجوهرى لابي النجم جئنا نحييك وتستجديكا * من نائل الله الذى يعطيكا والمجاداة مفاعلة من جدا ومنه حديث زيد بن ثابت وقد عرفوا انه ليس عند مروان مال يجادونه عليه أي يسائلونه عليه والجداء
كسحاب الغناء وما يجدى عنك هذا أي ما يغنى وما يجدى على شيا كذلك وهو قليل الجداء عنك أي قليل الغناء والنفع قال ابن برى شاهده قول مالك بن العجلان لقل جداء على مالك * إذا الحرب شبت باجدادها واجتداه اعطاه فهو من الاضداد والجدى كغنى السخى وجدوى اسم امراة قال ابن احمر * شط المزار بجدوى وانتهى الامل * ويقال جدا عليه شؤمه أي جر عليه وهو من باب التعكيس كقوله تعالى فبشره بعذاب اليم نقله الزمخشري ى ( الجدى من اولاد المعز ذكرها ) كذا في الصحاح والمحكم ومنهم من قيده بانه الذى لم يبلغ سنة ( ج اجد ) في القلد ( و ) إذا كثرت فهى ( جداء وجديان بكسرهما ) ولم يذكر الجوهرى الاخيرة قال ولا تقل الجدايا ولا الجدى بكسر الجيم ( و ) من المجاز الجدى ( من النجوم ) جديان احدهما ( الدائر مع بنات نعش و ) الاخر ( الذى بلزق الدلو ) وهو ( برج ) من البروج و ( لا تعرفه العرب ) وكلاهما على التشبيه بالجدى في مرآة العين كذا في المحكم وفى الصحاح الجدى برج في السماء والجدى نجم الى جنب القطب تعرف به القبلة قال شيخنا والمشهور عند المنجمين ان الذى مع بنات نعش يعرف بالجدى مصغرا قال في المغرب تميزا للفرق بينه وبين البرج ( والجدية كالرمية القطعة ) من الكساء ( المحشوة تحت ) دفتى ( السج والرحل ) والجمع الجدايا ولا تقل جديدة والعامة تقوله كما في الصحاح ( كالجدية ج جديات بالفتح ) كذا في النسخ تبعا للصاغاني في التكملة ونصه قال أبو عمرو أو النضر جمع جدية السرج والرحل جديات بالتخفيف انتهى وضبط في بعض الاصول بالتحريك كما في الصحاح قال سيبويه جمع الجدية جديات ولم يكسروا الجدية على الاكثر استغناء بجمع السلامة إذ جاز ان يعنوا الكثير يعنى ان فعلة تجمع فعلات يعنى به الاكثر كما أنشد لحسان لنا الجفنات قال الجوهرى وتجمع الجدية على جدى قال ابن برى صوابه جدى كشرية وشرى واغفال المصنف اياه قصور ( و ) قال اللحيانى الجدية ( الدم السائل ) والبصيرة منه ما لم يسل وقال أبو زيد الجدية من الدم ما لصق بالجسد والبصيرة ما كان على الارض ( و ) الجدية ( الناحية ) يقال هو على جديته أي ناحيته ( و ) ايضا ( القطعة من المسك و ) ايضا ( لون الوجه ) يقال اصفرت جدية وجهه قال الشاعر تخال جدية الابطال فيها * غداة الروع جاديا مدوفا ( والجادى الزعفران ) نسب الى الجادية من اعمال البلقاء قال الزمخشري سمعت من يقول ارض البلقاء تلد الزعفران هكذا ذكره الازهرى وابن فارس في هذا التركيب وهو عندهما فاعول وذكره الجوهرى في ج ود على انه فعلى ( كالجاديا ) ذكره الصاغانى في تركيب م ل ب ( و ) الجادى ) الخمر ) على التشبيه في اللون ( واجدى الجرح سال ) دمه انشد ابن الاعرابي وان اجدى اظلاها ومرت * اراحة الجداية النفوز كذا في الصحاح وفى المحكم هو الذكر والانثى من اولاد الظباء إذا بلغ ستة اشهر أو سبعة وعدا وتشدد وحص بعضهم الذكر منها والجمع الجدايا ومنه الحديث اتى بجدايا وضغابيس ( وكسمى جدى بن اخطب اخو حيى و ) جدى بن تدول ( بن بحتر ) بن عتود بن عتير بن سلامان بن ثعل ( الشاعر ) من طيئ ومن ولده القيسان وجابر بن ظالم الجدوى له صحبة ( والجداء كغراب مبلغ حساب الضرب ) كقولك ( ثلاثة في ثلاثة جداؤه تسعة ) نقله ابن برى * ومما يستدرك عليه جدى الرحل تجدية جعل له جدية وجادية قرية بالشام إليها نسب الزعفران ويقال جديا بالكسر ايضا منها عمر بن حفص بن صالح المرى الجديانى المحدث والجدية اول دفعة من الدم وقيل هي الطريقة من الدم والجادى الجراد لانه يجدى كل شئ أي ياكله وبه روى قول الهذلى * حتى كان عليها جاديا لبدا * والمعروف جابيا وقد تقدم وفى كنانة جدى بن ضمرة بن بكر من ولده عمارة بن مخشن له صحبة والجدية كغنية ارض نجدية لبنى شيبان وكسمية جبل نجدى في ديار طيئ و ( جذا ) الشئ يجذ و ( جذوا بالفتح وكسمو ثبت قائما كاجذى ) لغتان ومنه الحديث ومثل الكافر كالارزة المجذية على وجه الارض أي الثابته المنتصبة ( و ) قال أبو عمرو جذا و ( جثا ) لفتان قال الخليل الا ان جذا ادل على اللزوم ( أو ) جثا وجذا ( قام على اطراف اصابعه ) عن الاصمعي قال أبو دواد يصف الخيل جاذيات على السنابك قد انعلهن الاسراج والالجام وقال النعمان بن يضله العدوى إذا شئت غنتني دهاقين قرية * وصناجة تجذ وعلى كل منسم وقال ثعلب الجذ وعلى اطراف الاصابع والجثو على الركب وقال ابن الاعرابي الجاذى على قدميه والجاثى على ركبتيه وجعلهما الفراء واحدا وقرات في كتاب غريب الحمام للحسن بن عبد الله الكاتب الاصبهاني جذا الطائر جذوا قام على اطراف (1/8324)
اصابعه وغردو دار في تغريده وانما يفعل ذلك عند طلب الانثى وجذا الفرس قام على سنابكه والرجل مثله كان للرقص أو لغيره ( و ) جذا ( القراد في جنب البعير لصق به ولزمه ) وتعلق به ( و ) جذا ( السنام حمل الشحم ) فهو سنا جاذ ( واجذى طرفه نصبه ورمى
به امامه ) قال أبو كبير الهذلى صديان اجذى الطرف في ملمومة * لو السحاب بها كلون الاعبل ( والجواذى ) من النوق ( التى تجذو في سيرها كأنها تقلع ) السير عن ابى ليلى قال ابن سيده لا اعرف جذا اسرع ولا جذا اقلع وقال الاصمعي الجواذى الابل السراع اللاتى لا ينبسطن في سيرهن ولكن يجذين وينتصبن ومنه قول ذى الرمة على كل موار افانين سيره * سوولا بواع الجواذى الرواتك ( والجذوة مثلثة القبسة من النار ) وقال الراغب هو الذى يبقى من الحطب بعد الالتهاب ( و ) قيل هي ( الجمرة ) قال مجاهد أو جذوة من النار أي قطعة من الجمر قال وهى بلغة جميع العرب ( والجذوة ) هكذا في النسخ والصواب والجذمة وهو ماخوذ من قول ابى عبيد قال الجذوة مثل الجذمة وهى القطعة الغليظة من الخشب كان في طرفها نارا ولم يكن كما في الصحاح والذى نص عليه في المصنف جذوة من النار أي قطعة غليظة من الحطب ليس فيها لهب وهى مثل الجذمة من اصل الشجرة وقال أبو سعيد الجذوة عود غليظ يكون احد راسيه جمرة والشهاب دونها في الدقة قال والشعلة ما كان في سراج أو في فتيلة وقال ابن السكيت الجذوة العود الغليظ يوخذ فيه نار ( ج جذا بالضم والكسر ) قال ابن مقبل باتت حواطب ليلى يلتمسن لها * جزل الجذا غير خوار ولا دعر ( و ) حكى الفارسى جذاء ( كجبال ) قال ابن سيده هو عنده جمع جذوة فيطابق الجمع الغالب على هذا النوع من الاحاد ( والجذاة اصول الشجر العظام ) العادية التى بلى اعلاها وبقى اسفلها ( ج ) جذاء كجبال ) ومنهم من قال الجذا بالفتح مقصورا اصول الشجر العظام واحدته جذاة وبه فسر قول ابن مقبل السابق قال أبو حنيفة وليس هذا بمعروف وقد اثبته ابن سيده ( و ) الجذاة ( ع ورجل جاذ قصير الباع ) وقال الراغب مجموع الباع كان يده جذوة وامراة جاذية كذلك وانشد الليث لسهم بن حنظلة ان الخلافة لم تكن مقصورة * ابدا على جاذى اليدين مجذر يديد قصير هما وهكذا انشده الازهرى كذلك وفى الصحاح جاذى اليدين مبخل ( والمجذاء كمحراب خشبة مدورة تلعب بها الاعراب ) وهى ( سلاح ) يقاتل به نقله الصاغانى وقال ابن الانباري هو عود يضرب به ( و ) المجذاء ( المنقار ) للطائر قال أبو النجم يصف ظليما * ومرة بالجد من مجذائه * اراد ينزع اصول الحشيش بمنقاره ( واجذى الفصيل حمل في سنامه شحما ) فهو مجذ عن الكسائي قال ابن برى شاهده قول الخنساء * يجذين نيا ولا يجذين قردانا * الاول من السمن والثانى من التعلق يقال جذا القراد بالجمل تعلق ( و ) قال أبو عمرو ( المجذوذى من يلازم المنزل والرحل ) لا يفارقه وانشد الست بمجذوذ على الرحل راتب * فما لك الامار زقت نصيب كذا في الصحاح وفى التهذيب على الرحل دائب والشعر لابي الغريب النصرى * ومما يستدرك عليه الجذاء ككتاب جمع جاذ للقائم باطراف الاصابع كنائم ونيام قال المرار اعان غريب ام امير بارضها * وحولي اعداء جذاء خصومها وكل من ثبت على شئ فقد جذا عليه قال عمرو بن جميل الاسدي لم يبق منها سبل الرذاذ * غير أثافى مرجل جواذى واجذوى كارعون جثا قال يزيد بن الحكم نداك عن المولى ونصرك عاتم * وانت له بالظلم والفحش مجذوى واجذوذى اجذيذاء انتصب واستقام نقله الازهرى وجذا منخراه انتصبا وامتدا وتجذيت يومى اجمع أي دابت واجذى الحجر اشاله والحجر مجذى ومنه حديث ابن عباس مر بقوم يجذون حجرا أي يشيلونه ويرفعونه قال أبو عبيد الاجذاء اشالة الحجر ليعرف به شدة الرجل يقال هم يجذون حجرا ويتجاذونه والتجاذى في اشالة الحجر مثل التجاثى وبه روى الحديث وهم يتجاذون حجرا وتجاذوه ترابعوه ليرفعوه وقول الراعى يصف ناقة صلبة وبازل كعلاة القين دوسرة * لم يجذ مرفقها في الدف من زور اراد لم يتباعد من جنبه منتصبا من زور ولكن خلقة ورجل مجذوذ متذلل عن الهجرى قال ابن سيده كانه لصق بالارض لذله من جذا القراد في جنب البعير إذا لزمه وفى النوادر اكلنا طعاما فجاذى بيننا ووالى وتابع أي قبل بعضنا على اثر بعض والجذا بالفتح جمع الجذوة من النار بالفتح فهو مثلث كما في ان الجذوة مثلثة وقال أبو حنيفة الجذاة بالكسر نبت جمعه جذى وانشد لابن احمر وضعن بذى الجذاة فضول ريط * لكيما يحتذين ويرتدينا وقال ابن السكيت هي الجذاء للنبت قال فان القيت منها الهاء فهو مقصور يكتب بالياء لان اوله مكسور وقال ابن برى الجذى (1/8325)
بالكسر جمع جذاة اسم نبت قال الشاعر * يدبت على ابن حسحاس بن بكر * بأسفل ذى الجذاة يد الكريم والجاذية الناقة التى لا تلبث إذا نتجت ان تعز رأى يقل لبنها والجذو كسموا قصر الباع وأيضا الانتصاب والاستقامة ى ( جذيته عنه وأجذيته ) عنه أهمله الجوهرى وفى المحكم أي ( منعته ) ومثله في التكملة ( والجذية بالكسر أصل الشجر ) كالجذلة عن
المؤرج ( و ) قال الاصمعي ( جذى الشئ بالكسر أصله ) كجذمه ( وتجاذى انسل والحمام يتجذى بالحمامة وهو ان يمسح الارض بذنبه إذا هدر ) وهو تفعل من جذا جذوا إذا دار في تغريده وذلك عند طلب الانثى والمناسب ان يذكر هذا في الذى قبله و ( الجر ومثلثة صغير كل شئ حتى ) من ( الحنظل والبطيخ ونحوه ) كالقثاء والرمان والخيار والباذنجان وقيل هو ما استدار من ثمار الاشجار كالحنظل ونحوه * قلت التثليث انما ذكر في ولد الكلب والسباع واما في الصغير من كل شئ فالمسموع الجرو والجروة بكسرهما ثم ان سياقه يقتضى انه على الحقيقة والصحيح انه مجاز كما نبه عليه الزمخشري ( ج أجر ) ومنه الحديث أهدى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قباع من رطب وأجر زغب أراد بها صغار القثاء الزغب شبهت بأجرى السباع والكلاب لرطوبتها والقباع الطبق ( و ) الجمع الكثير ( جراء ) قال الاصمعي إذا أخرج الحنظل ثمره فصغاره الجراء واحدها جرو ( و ) الجرو بالتثليث ( ولد الكلب والاسد ) والسباع ( ج أجر ) وأصله اجر وعلى افعل ( وأجرية ) هذه عن اللحيانى وهى نادرة ( واجراء وجراء ) وجعل الجوهرى الاجرية جمع الجراء ( و ) الجرو ( وعاء بزر العكابير ) كذا في النسخ والصواب العكابير وفى المحكم الجر وبزر العكابير التى ( في رؤس العيدان و ) الجرو ( الثمر أول ما نبت ) غضا عن أبى حنيفة ( و ) الجرو ( الورم ) يكون ( في السنام ) والغارب على التشبيه ( و ) كذلك الورم في ( الحلق و ) جرو ( جد عبيدالله بن محمد ) الموصلي ( النحوي ) الجروى نسب الى جده ( وكلبة مجر ومجرية ذات جرو وكذلك السبعة أي معها جراؤها قال الهذلى وتجر مجرية لها * لحمى الى أجر حواشب أراد بالمجرية ضبعا ذات أولاد صغار شبهها بالكلبة المجرية وأنشد الجوهرى للجميع الاسدي أما إذا حردت حردى فمجرية * ضبطاء تسكن غليلا غير مقروب ( والجروة بالكسر الناقة القصيرة ) على التشبيه ( و ) جروة ( فرسان ) أحدهما فرس شداد أبى عنترة قال شداد فمن يك سائلا عنى فانى * وجروة لا ترود ولا تعار والثانى فرس قعين بن عامر النميري ( وبنو جروة بطن ) من العرب كما في الصحاح قال الهجرى وهم من بنى سليم ( وجرو وجرى كسمى وسمية أسماء ) منهم جرو بن عياش من بنى مالك بن الاوس قتل يوم اليمامة يقال فيه بالضم والفتح ومنهم جرى بن كليب عن على وجرى النهدي شيخ لابي اسحق وجرى بن الحرث عن مولاه عثمان وجرى الحنفي له صحبة وجرى بن رزيق عن ابن المنكدر وحبيب ابن جرى شيخ لحماد بن مسعدة وأبو جرى جابر بن سليم وجرى في أجداد بديل بن ورقاء الخزاعى الصحابي وحامد بن سعيد مولى بنى جرى مصرى يكنى أبا الفوارس وكلاب بن جرى عابد * قلت بنو جرى بن عوف بطن من جذام والنسبة إليهم جروى محركا منهم عثمان ابن سويد بن منذر بن دياب بن جرى عن مسروح بن سندر وعنه ابن بنته سماك بن نعيم * ومما يستدرك عليه أجرت الشجرة صارت فيها الجراء عن الاصمعي والجروة النفس يقال ضرب عليه جروته أي نفسه قال ابن برى قال أبو عمرو يقال ضربت عن ذلك الامر جروتى أي اطمأنت نفسي وأنشد ضربت بأكناف اللوى عنك جروتى * وعلقت أخرى لا تخون المواصلا وقال غيره يقال للرجل إذا وطن نفسه على أمر ضرب لذلك الامر جروته أي صبر له ووطن عليه وضرب جروة نفسه كذلك قال الفرزدق فضربت جروتها وقلت لها اصبري * وشددت في ضنك المقام ازارى ويقال ضربت جروتى عنه وضربت جروتى عليه أي صبرت عنه وصبرت عليه ويقال ألقى فلان جروته إذا صبر على الامر قال الزمخشري وأصله ان قانصا ضرب كلبته على الصيد فقيل ضرب جروته فصير مثلا وجر والبطحاء لقب ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف نقله الجوهرى وجروا آن بالضم محلة بأصفهان والجراوى بالضم ماء أنشد ابن الاعرابي ألا لا أرى ماء الجراوى شافيا * صداى وان روى غليل الركائب وجروة فرس ابى قتادة شهد عليها يوم السرح ى ( جرى الماء ونحوه ) كالدم وفى الصحاح جرى الماء وغيره والذى قاله المصنف أولى ( جريا ) قال الراغب الجرى المر السريع أصله لمر الماء وما يجرى جرية ( وجريانا ) بالتحريك ( وجرية بالكسر ) هو في الماء خاصة يقال ما أشد جرية هذا الماء بالكسر وفى التنزيل العزيز وهذه الانهار تجرى من تحتي ( و ) جرى ( الفرس ونحوه ) يجرى ( جريا وجراء بالكسر ) ظاهره انه مقصور والصواب ككتاب وهو في الفرس خاصة كما نص عليه الليث قال أبو ذؤيب يقربه للمستضعف إذا دعا * جراء وشد كالحريق ضريح وأنشد الليث * غمر الجراء إذا قصرت عنانه * ( وأجراه ) فهو مجرى ومنه مجرى ومنه الحديث إذا أجريت الماء على الماء أجزأ عنك ( وجاراه مجاراة وجراء جرى معه ) في الحديث ومنه الحديث من طلب العلم اليجارى به العلماء أي يجرى معهم في المناظرة والجدال (1/8326)
ليظهر علمه الى الناس رياء وسمعة ( والاجريا بالكسر ) وتخفيف الياء ( الجرى ) وفى بعض النسخ والاجرى بالكسر ( والجارية
الشمس ) سميت بذلك لجريها من القطر وقد جرت تجرى جريا وفى التهذيب الجارية عين الشمس في السماء قال الله عز وجل والشمس تجرى لمستقر لها ( و ) الجارية ( السفينة ) صفة غالبة ومنه قوله تعالى حملناكم في الجارية وقد جرت جريا والجمع الجوارى ومنه قوله تعالى وله الجوارى المنشآت في البحر كالاعلام ( و ) الجارية ( النعمة من الله تعالى ) على عباده ومنه الحديث الارزاق جارية والاعطيات دارة متصلة قال شمر هما واحد يقول هو دائم يقال جرى له ذلك الشئ ودر له بمعنى دام له ( و ) الجارية ( فتية النساء ج جوار و ) يقال ( جارية بينة الجراية والجراء والجر أو الجرائية ) بفتحهن الاخيرة عن ابن الاعرابي ( والجراء بالكسر ) وأنشد الجوهرى للاعشى والبيض قد عنست وطال جراؤها * ونشأن في قن وفى أذواد قال الجوهرى يروى بفتح الجيم وبكسرها وقولهم كان ذلك ايام جرائها بالفتح أي صباها قال الاخفش ( والمجرى في الشعر حركة حرف الروى ) فتحة وضمته وكسرته وليس في الروى المقيد مجرى لانه لا حركة فيه فيسمى مجرى وانما سمى بذلك مجرى لانه موضع جرى حركات الاعراب والبناء ( والمجاري أواخر الكلم ) وذلك لان حركات الاعراب والبناء انما تكون هنالك قال ابن جنى سمى بذلك لان الصوت يبتدئ بالجريان في حروف الوصل منه قال وأما قول سيبويه هذا باب مجارى أواخر الكلم من العربية وهى تجرى على ثمانية مجار فلم يقصر المجاري هنا على الحركات فقط كما قصر العروضيون المجرى في القافية على حركة حرف الروى دون سكونه لكن غرض صاحب الكتاب في قوله مجارى أواخر الكلم أي أواخر الكلم وأحكامها والصور التى تتشكل لها فإذا كانت أحوالا وأحكاما فسكون الساكن حال له كما ان حركة المتحرك حال له أيضا فمن هنا سقط تعقب من تتبعه في هذا الموضع فقال كيف ذكر السكون والوقف في المجاري وانما المجاري فيما ظنه الحركات وسبب ذلك خفاء غرض صاحب الكتاب عليه ( و ) قوله تعالى ( بسم الله مجراها ) ومرساها قرئ ( بالضم والفتح ) وهما ( مصدرا جرى وأجرى ) ورسى وأرسى وكذلك قول لبيد وغنيت سبتا قبل مجرى داحس * لو كان للنفس اللجوج خلود روى بالوجهين نقله الجوهرى ( وجارية بن قدامة ويزيد بن جارية ) كلاهما ( من رجال الصحيحين ) الاخير مدنى عن معاوية وعنه الحكم بن ميناوثق كذا في الكاشف واقتصر عليهما اقتفاء لشيخه الذهبي والا فمن يسمى بذلك عدة في الصحابة منهم جارية بن ظفر وجارية بن جميل الاشجعى وجارية بن أصرم وجارية بن عبد الله الاشجعى ومجمع بن جارية أخو يزيد وزيد بن جارية الاوسي وجارية بن عبد المنذر والاسود بن العلاء بن جارية الثقفى وحى بن جارية وأبو الجارية الانصاري رضى الله عنهم وفى الرواة جارية ابن يزيد بن جارية وعمر بن زيد بن جارية وجارية بن اسحق بن أبى الجارية وجارية بن النعمان الباهلى كان على مرو الشاهجان وجارية بن سليمن الكوفى وجارية بن بلج الواسطي وجارية بن هرم ضعف وزياد بن جارية وعيسى بن جارية واياس بن جارية المزني المصرى وعمرو بن جارية اللخمى وأبو الجارية عن أبى ذر وأبو جارية عن شعبة وفي الشعراء جارية بن حجاج أبو دواد الايادي وجارية بن مشمت العنبري وجارية بن سبر أبو حنبل الطائى وجارية بن سليط بن يربوع في تميم وغير هؤلاء فعلم مما تقدم ان اقتصاره على الاثنين قصور ( والاجريا بالكسر والشد ) مقصورا ( وقد يمد ) والقصر أكثر ( الوجه الذى تأخذ فيه وتجرى عليه ) قال لبيد يصف الثور وولى كنصل السيف يبرق متنه * على كل اجريا بشق الحمائلا وقال الكميت على تلك اجرياى وهى ضريبتي * ولو أجلبوا طرا على وأحلبوا ( و ) الاجريا ( الخلق والطبيعة ) قالوا الكرم من اجرياه ومن اجريائه أي من طبيعته عن اللحيانى وذلك لانه إذا كان الشئ من طبعه جرى إليه وجرن عليه ( كالجرياء كسنمار والاجرية بالكسر مشددة ) الاولى بحذف الالف ونقل حركتها الى الجيم والثانية بقلب الالف الاخيرة هاء ( والجرى كغنى الوكيل ) لانه يجرى مجرى موكله ( للواحد والجمع والمؤنث ) يقال جرى بين الجراية والجراية قال أبو حاتم وقد يقال للانثى جرية وهى قليلة قال الجوهرى والجمع أجرياء ( و ) الجرى ( الرسول ) الجارى في الامر وقد أجراه في حاجته قال الراغب وهو أخص من الرسول والوكيل قال ابن برى شاهده قول الشماخ تقطع بيننا الحاجات الا * حوائج يحتملن مع الجرى ومنه حديث أم اسمعيل عليه السلام فارسلو اجريا أي رسولا ( و ) الجرى ( الاجير ) عن كراع ( و ) الجرى ( الضمان ) عن ابن الاعرابي وأما الجرى المقدم فهو بالهمز ( والجراية وبكسر الوكالة ) يقال جرى بين الجراية والجراية ( وأجرى أرسل وكيلا كجرى ) بالتشديد قال ابن السكيت جرى جريا وكل وكيلا ( و ) أجرت ( البقلة صارت لها جراء ) صوابه ان يذكر في ج ر و ( والجرى كذمي سمك م ) معروف ( و ) الجرية ( بهاء الحوصلة ) قال الفراء يقال ألقه في جريتك رهى الحوصلة هكذا رواه ثعلب عن ابن نجدة
بغير همز ورواه ابن هانئ مهموز الابى زيد قال الراغب سميت بذلك اما لانتهاء الطعام إليها في جرية أو لانها مجرى الطعام ( وفعلته من جراك ساكنة مقصورة وتمد ) أي ( من أجلك كجراك ) بالتشديد قال أبو النجم * فاضت دموع العين من جراها * ولا نقل فعلت ذلك مجراك ( وحبيبة بنت أبى تجراة ) العبدرية بالضم ( ويفتح أوله صحابية ) روت عنها صفية بنت شيبة ( أو هي بالزاى مهموزة ) وقد (1/8327)
ذكرت في الهمز ويقال فيها جيبة بالتشديد مصغرا * ومما يستدرك عليه الجرية بالكسر حالة الجريان والاجرى بالكسر ضرب من الجرى والجمع الاجارى يقال فرس ذو أجارى أي ذو فنون من الجرى قال رؤبة غمر الاجارى كريم السخ * أبلج لم يولد بنجم الشح وجرت النجوم سارت من المشرق الى المغرب والجوارى الكنس هي النجوم والجارية الريح والجمع الجوارى قال الشاعر فيوما تراني في الفريق معقلا * ويوم أبارى في الرياح الجواريا وتجاروا في الحديث كجاروا ومنه الحديث تتجارى بهم الاهواء أي يتداعون فيها وهو يجرى مجراه حاله كحاله ومجرى النهر مسيله والجارية عين كل حيوان والجراية الجارى من الوظائف وجرى له الشئ دام قال ابن حازم غذاها قارص يجرى عليها * ومحض حين ينبعث العشار قال ابن الاعرابي ومنه أجريت عليه كذا أي أدمت له وصدقة جارية أي دارة متصلة كالوقف المرصدة لابواب البر والجرى كغنى الخادم قال الشاعر إذا المعشيات منعن الصبو * ح حث جريك بالمحصن المحصن المدخر للجدب واستجراه طلب منه الجرى واستجرى جريا اتخذه وكيلا ومنه الحديث ولا يستجرينكم الشيطان أي لا يستتبعنكم فيتخذكم جريه ووكيله نقله الجوهرى وجويرية بن قدامة التيمى تابعي عن عمر ثقة والاجريا بالكسر والتخفيف لغة في الاجريا بالتشديد بمعنى العادة ولا جر بمعنى لا جرم وجرى حسن ى ( الجزاء المكافأة على الشئ ) وقال الراغب هو ما فيه الكفاية ان خيرا فخير وان شرا فشر ( كالجازية ) اسم للمصدر كالعافية يقال ( جزاه ) كذا و ( به وعليه جزاء ) ومنه قوله تعالى ذلك جزاء من تزكى فله جزاء الحسنى وجراء سيئة سيئة مثلها وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون ( وجازاه مجازاه وجزاء ) بالكسر قال أبو الهيثم الجزاء يكون ثوابا وعقابا ومنه قوله تعالى فما جزاؤه ان كنتم كاذبين أي ما عقابه وسئل أبو العباس عن جزيته وجازيته فقال قال الفراء لا يكرن جزيته الا في الخير وجازيته يكون في الخير والشر قال وغيره يجيز جزيته في الخير والشر وجازيته في الشر وقال الراغب لم يجئ في القرآن الا جزى دون جازى وذلك ان المجازاة هي المكافأة وهى المقابلة من كل واحد من الرجلين والمكافأة هي مقابلة نعمة بنعمة هي كفؤها ونعمة الله تتعالى عن ذلك فلهذا لا يستعمل لفظ المكافأة في الله تعالى وهذا ظاهر ( وتجازى دينه وبدينه ) وعلى الاولى اقتصر الجوهرى ( تقاضاه ) يقال أمرت فلانا يتجازى دينى أي يتقاضاه وتجازيت دينى على فلان تقاضيته والمتجازي المتقاضى ( واجتزاه طلب منه الجزاء ) قال * يجزون بالقرض إذا ما يجتزى * ( وجزى الشئ يجزى كفى و ) منه جزى ( عنه ) هذا الامر أي ( قضى ) ومنه قوله تعالى لا تجزى نفس عن نفس شيأ أي لا تقضى وقال أبو اسحق معناه لا تجزى فيه نفس عن نفس شيأ وحذف فيه هنا سائغ لان في مع الظروف محذوفة وفى حديث صلاة الحائض فأمرهن ان يجزين أي يقضين وفى حديث آخر تجزى عنك ولا تجزى عن أحد بعدك قال الاصمعي هو مأخوذ من جزى عنى هذا الامر يجز عنى ولا همز فيه والمعنى لا تقضى عن أحد بعدك أي الجذعة ويقال جزت عنك شاة أي قضت وبنو تميم يقولون أجزأت عنه بالهمزة وتقول ان وضعت صدقتك في آل فلان جزت عنك فهى جازية عنك ( وأجزى كذا عن كذا قام مقامه ولم يكف ) نقله الزجاج في كتاب فعلت وأفعلت وقال ابن الاعرابي يجزى قليل من كثير ويجزى هذا من هذا أي كل واحد منهما يقوم مقام صاحبه ويقال اللحم السمين أجزى من المهزول ( وأجزى عنه مجزى فلان ومجزاته بضمهما وفتحهما ) الاخيرة على توهم طرح الزائد أي ( أغنى عنه لغة في الهمزة وقد تقدم ( والجزية بالكسر خراج الارض و ) منه ( ما يؤخذ من الذمي ) قال الراغب سميت بذلك للاجتزاء بها عن حقن دمهم وقال ابن الاثير الجزية عبارة عن المال الذى يعقد الكتابى عليه الذمة وهى فعلة من الجزاء كأنها جزت عن قتله ومنه قوله تعالى حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون وفي الحديث ليس على مسلم جزية أراد ان الذمي إذا أسلم وقد مر بعض الحول لم يطالب من الجزية بحصة ما مضى من السنة وقيل أراد أن الذمي إذا أسلم وكان في يده أرض صولح عليها بخراج يوضع عن رقبته الجزية وعن أرضه الخراج ومنه الحديث من أخذ أرضا بجزيتها أراد به الخراج الذى يؤدى عنها كأنه لازم لصاحب الارض كما تلزم الجزية الذمي وفى حديث على ان دهقانا أسلم على عهده
فقال له ان أقمت في أرضك رفعنا الجزية عن رأسك وأخذناها من أرضك وان تحولت عنها فنحن أحق بها ( ج جزى ) كلحية ولحى كما في الصحاح ( وجزى ) بكسر فسكون ( وجزاء ) ككتاب وقال أبو على الجزى والجزى واحد كالمعى والمعى لواحد الامعاء والالى والالى لواحد الالاء والواحد جزاء قال أبو كبير وإذا الكماة تعاور واطعن الكلى * نذر البكارة في الجزاء المضعف ( وأجزى السكين ) لغة في ( أجزأه ) أي جعل له جزأة قال ابن سيده ولا أدرى كيف ذلك لان قياس هذا انما هو اجزأ الا ان يكون نادرا ( وجزى بالكسر وكسمى وعلى أسماء ) فمن الاول خزيمة بن جزى صحابي قال الدار قطني أهل الحديث يكسرون الجيم وقال الخطيب هو بسكون الزاى والصواب انه كعلى ومن الثاني ابن جزى البلنسى الذى اختصر رحلة ابن بطوطة ومن الثالث (1/8328)
أبو جزى عبد الله بن مطرف بن الشخير وآخرون ( والجازي فرس ) الحرث بن كعب بن عمرو ( ومحمد بن على بن محمد بن جازية الاخرى محدث ) عن ابى مسعود البجلى وهو فرد كنيته أبو عمرو * ومما يستدرك عليه الجوازى جمع جازية أو جاز أو جزاء وبكل فسر قول الحطيئة * من يفعل الخير لا يعدم جوازيه * ويقال جزتك عنى الجوازى أي جزتك جوازي أفعالك المحمودة وقال أبو ذؤيب فان كنت تشكو من خليل مخانة * فتلك الجوازى عقبها ونصيرها أي جزيت كما فعلت وذلك لانه اتهمه في خليلته وقال القطامى وما دهري يمنيني ولكن * جزتكم يا بنى جشم الجوازى أن جزتكم جوازي حقوقكم وذمامكم ولا منة لى عليكم والجازية بقر الواحش قال أبو العلاء المعرى في فصيدة له كم بات حولك من ريم وجازية * يستجد نائل حسن الدل والحور قال الحافظ وأكثر من يقرؤه بالراء وهو غلط ويقال جازيته فجزيته أي غلبته وهو ذو جزاء أي ذو عناء وجزيت فلانا حقه أي قضيته وجزى عنه وأجزى أغنى وجزى عنه فلانا كافأه وأجزت عنك شاة بمعنى جزت وما يجزينى هذا الثوب أي ما يكفيني ويقال هذه ابل مجازى يا هذا أي تكفى الحمل الواحد مجزى وفلان بارع مجزى لامره أي كاف أمره وجزاى بكسر فتشديد قرية بجيزة مصر وهذا رجل جازيك من رجل أي حسبك و ( جسا كدعا ) أهمله الجوهرى وفى المحكم جسا الرجل ( جسوا ) بالفتح وجسوا كسموا ( صلب و ) قال ابن الاعرابي ( جاساه ) مجاساة ( عاداه ) وساجاه رفق به * ومما يستدرك عليه يد جاسية يابسة العظام قليلة اللحم وقد جست جسوا وجسا وجسا الشيخ جسوا بلغ غاية السن وجسا الماء جمد ودابته جاسية القوائم يابستها ورمام جاسية كزة صلبة والجيسوان بكسر الجيم وضم السين جنس من النخل له بسر جيد واحدته جيسوا انه عن أبى حنيفة وقال مرة سمى الجيسوان لطول شماريخه شبه بالذوائب بالفارسبة كيسو و ( الجشو ) أهمله الجوهرى وفى المحكم ( القوس الخفيفة لغة في الجش ء ج جشوات ) بالتحريك * ومما يستدرك عليه كلمته فاجتشى فضيحتي أي ردها نقله ابن برى و ( الجعو ) أهمله الجوهرى وفى المحكم والجمهرة هو ( ما جمعته بيدك من بعر ونحوه تجعله كثبة ) أو كثوة تقول منه جعا جعوا ( والجعة كهبة نبيذ الشعير ) عن أبى عبيد وقال غيره شراب يتخذ من الشعير والحنطة حتى يسكر سميت لكونها تجمع الناس على شربها ومنه الحديث نهى عن الجعة ( والجاعية الحمقاء ) لكونها تلعب بالجعو * ومما يستدرك عليه الجعو الطين عن أبى عمرو وأيضا الاست والجعة بالفتح لغة في الكسر وجعوت جعة نبذتها وجعوان اسم وجع فلان فلانا رماه بالجعو و ( جفا جفاء وتجافى لم يلزم مكانه ) كالسرج يجفو عن الظهر وكالجنب يجفو عن الفراش قال الشاعر ان جنبى عن الفراش لناب * كتجافي الاسر فوق الضراب والحجة في ان جفا يكون لازما مثل تجافى قول العجاج يصف ثورا وحشيا * وشجر الهداب عنه فجفا * يقول رفع هدب الارطى بقرنه حتى تجافى عنه ( ولجتفيته أزلته عن مكانه وجفا عليه كذا ) أي ( ثقل ) لما كان في معناه وكان ثقل يتعدى بعلى عدو بعلى أيضا ومثل هذا كثير ( والجفاء ) خلاف البرو ( نقيض الصلة ) ممدود ( ويقصر ) عن الليث قال الازهرى الجفاء ممدود عند النحويين وما علمت أحدا أجاز فيه القصر ولذا اقتصر عليه الجوهرى وقد ( جفاه جفوا وجفاء ) فهو مجفو ولا نقل جفيت فاما قول الراجز * ما أنا بالجافى ولا المجفى * فان الفراء قال بناه على جفى فلما انقلبت الواو ياء فيما لم يسم فاعله بنى المفعول عليه وفى الحديث البذاء من الجفاء والجفاء في النار وفى الحديث الاخر من بدا جفا أي غلظ طبعه لقلة مخالطة الناس ( وفيه جفوة ويكسر أي جفاء ) قال الليث الجفوة ألزم في ترك الصلة من الجفاء وفلان ظاهر الجفوة بالكسر أي الجفاء ( فان كان مجفوا قيل به جفوة ) بالفتح ( وجفا ما له لم يلازمه و ) جفا ( السرج عن فرسه رفعه ) عنه ( كالجفاه ) هكذا في النسخ وهو خلاف ما عليه الاصول بان جفا لازم ففى الصحاح جفا السرج عن ظهر الفرس وأجفيته انا إذا رفعته عنه وفى المحكم وأجفيت القتب عن ظهر البعير فجفا فكلا مهما صريح في ان جفا
لازم فالذي ذهب إليه المصنف خطأ ظاهر وشاهد أجفاه قول الراجز أنشد الجوهرى تمد بالاعناق أو تلويها * وتشتكى لو اننا نشكيها * مس حوايا قلما نجفيها أي قلما نرفع الحوية عن ظهرها ( و ) الجفاء يكون في الخلقة والخلق يقال ( رجل جافى الخلقة و ) جافى ( الخلق ) أي ( كز غليظ ) العشرة خرق في المعاملة متحامل عند الغضب والسورة على الجليس وفى صفته صلى الله عليه وسلم ليس بالجافى المهين أي ليس بالغليظ الخلقة والطبع أي ليس بالذى يجفو أصحابه المهين تقدم في النون ( واستجفى الفراش وغيره عده جافيا ) أي غليظا أو خشنا ( وأجفى الماشية ) فهى مجفاة ( أتعبها ) وفى الصحاح تبعها ( ولم يدعها تأكل ) ولا علفها قبل ذلك وذلك إذا ساقها سوقا شديدا عن أبى زيد * ومما يستدرك عليه جافى جنبه عن الفراش فتجافى وجافى عضديه عن جنبيه باعدهما وجفاه بعد عنه ومنه قول محمد بن سوقة لما قل مالى جفاني اخواني وأجفاه أبعده ومنه الحديث اقرؤا القرآن ولا تجفوا عنه أي لا تبعدوا عن تلاوته وجفاه فعل به ما ساءه واستجفاه طلب منه ذلك والادب صناعة مجفو أهلها وجفت المرأة ولدها لم تتعاهده وفي الحديث من حج (1/8329)
ولم يزرنى فقد جفا أي فعل ما يسؤنى وجفا ثوبه غلظ وكذلك القلم إذا غلظ قطه وهو من جفاة العرب وأصابته جفوة الزمن وجفواته وهو مجاز والجفوة المرة الواحدة من الجفاء والجفاء كغراب ما يرمى به الوادي أو القدر من الغثاء وأجفت القدر زبدها رمته وكذلك جفت وأجفت الارض صارت كالجفاء في ذهاب خيرها قال الراغب أصل كل ذلك الواو دون الهمزة وجفاء الناس سرعانهم وأوائلهم شبهوا بجفاء السيل ى ( جفيته أجفيه ) أهمله الجوهرى وقال الصاغانى أي ( صرعته ) لغة في جفأته بالهمز وقد تقدم ( و ) قال أبو عمرو ( الجفاية بالضم السفينة الفارعة ) فإذا كانت مشحونه فهى غامدة وآمدة وخن ( والمجفى المجفو ) وقد جاء في شعر أبى النجم * ما أنا بالجافى ولا المجفى * وتقدم تعليله وأنكر الجوهرى جفيت * ومما يستدرك عليه جفيت البقل وأجتفيته قلعته لغة في جفأته نقله ابن سيده * ومما يستدرك عليه جكران كعثمان اسم واليه نسب أبو محمد الحسن بن فاخر بن محمد الجكرانى سمع أبا سعيد محمد بن الحسن القاضى السجستاني ذكره ابن السمعاني وضبطه و ( جلا القوم عن الموضع ) وفى الصحاح عن أوطانهم زاد ابن سيده ( ومنه جلو أو جلاء وأجلو ) أي ( تفرقوا ) وفى الصحاح الجلاء الخروج من البلد وقد جلوا ( أو جلا من الخوف وأجلى من الجدب ) هكذا فرق أبو زيد بينهما ( و ) يقال ( جلاه الجدب ) يتعدى ولا يتعدى قال ابن الاعرابي جلاه عن وطنه فجلا أي طرده فهرب ( وأجلاه ) يتعدى ولا يتعدى كلاهما بالالف يقال أجليت عن البلد وأجليتهم أنا وأجلوا عن القتيل لا غير انفرجوا كما في الصحاح ومن الثلاثي المتعدى حديث الحوض فيجلون عنه أي ينفون ويطردون هكذا روى والرواية الصحيحة بالحاء المهلة والهمز ومن اللازم قوله تعالى ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء ومن الرباعي المتعدى قولهم أجلاهم السلطان أي أخرجهم وقال الراغب أبرزهم فجلوا وأجلوا ومن كلام العرب فاما حرب مجلية واما سلم مخزية أي اما حرب تخرجكم من دياركم أو سلم تخزيكم وتذلكم ( واجتلاه ) كأجلاه ( و ) قال أبو حنيفة ( جلا النحل ) يجلوها ( جلاء دخن عليها اليشتار العسل ) ومنه قول أبى ذؤيب يصف النحل والعاسل فلما جلاها بالايام تحيرت * ثبات عليها ذلها واكتآبها والايام الدخان ( و ) جلا الصيقل ( السيف والمرآة ) ونحوهما ( جلوا ) بالفتح ( وجلاء ) بالكسر ( صقلهما ) واقتصر الجوهرى على السيف وعلى المصدر الاخير ( و ) من المجاز جلا ( الهم عنه ) جلوا ( أذهبه ) نقله الجوهرى ولم يذكر المصدر ( و ) من المجاز جلا ( فلانا الامر ) أي ( كشفه عنه ) وأظهره ومنه جلا الله عنه المرض ( كجلاه ) بالتشديد ومنه قوله تعالى والنهار إذا جلاها قال الفراء إذا جلى الظلمة فجازت الكناية عن الظلمة ولم تذكر في أوله لان معناها معروف ألا ترى انك تقول أصبحت باردة وأمست عرية وهبت شمالا فكن مؤنثات لم يجر لهن ذكر لان معناهن معروف وقال الزجاج إذا بين الشمس لانها تبين إذا انبسط ( وجلى عنه وقد انجلى ) الهم والامر ( وتجلى ) يقال انجلت عنه الهموم كما تنجلي الظلمة وفى حديث الكسوف حتى تجلت الشمس أي انكشفت وخرجت من الكسوف وقال الراغب التجلى قد يكون بالذات نحو والنهار إذا تجلى وقد يكون بالامر والفعل نحو فلما تجلى ربه للجبل * قلت قال الزجاج أي ظهر وبان قال وهذا قول أهل السنة وقال الحسن تجلى بالنور العرش ( و ) جلا ( بثوبه ) جلوا ( رمى به ) عن الزجاج ( وجلا ) إذا ( علا ) عن ابن الاعرابي ( و ) جلا ( العروس على بعلها جلوة ويثلث ) واقتصر الجوهرى على الكسر ( وجلاء ) ككتاب نقله الجوهرى عن أبى نصر ( و ) كذلك ( اجتلاها ) أي ( عرضها عليه مجلوة ) وقد جليت على زوجها وفى الصحاح جلوت العروس جلاء
وجلوة واجتليتها نظرت إليها مجلوة ( وجلاها وجلاها زوجها وصيفة أو غيرها أعطاها اياها في ذلك الوقت ) التخفيف عن الاصمعي ( وجلوتها بالكسر ما اعطاها ) من غره أو دراهم ومن التشديد حديث ابن سيرين كره ان يجلى امرأته شيأ ثم لابقى به ويقال ما جلوتها فيقال كذا كذا ( واجتلاه نظر إليه ) ومنه اجتلاه الزوج العروس ( والجلاء كسماء الامر الجلى ) البين الواضح تقول منه جلالى الخبر وضح هكذا ضبطه الجوهرى وأنشدد لزهير فان الحق مقطعه ثلاث * يمين أو نفار أو جلاء قال يريد الاقرار * قلت وضبطه الازهرى بكسر الجيم وأراد به البينة والشهود من المجالاة وقد تقدم بيانه في ق ط ع ( و ) من المجاز ( أقمت ) عنده ( جلاء يوم ) أي ( بياضه ) عن الزجاج قال الشاعر ما لى ان أقضيتني من مقعد * ولا بهذي الارض من تجلد * الاجلاء اليوم أو ضحى غد ( و ) الجلاء ( بالكسر الكحل ) وكتابته بالالف عن ابن السكيت وفى حديث أم سلمة انها كرهت للمعدة أن تنكنحل بالجلاء هو الاثمد ( أو كحل خاص ) يجلو البصر وأنشد الجوهرى لبعض الهذليين هو أبو المثلم وأكحلك بالصاب أو بالجلاء * ففتح لذلك أو غمض ( وجلى ببصره تجلية ) إذا ( رمى ) به كما ينظر الصقر الى الصيد قال لبيد فانتصلنا وابن سلمى قاعد * كعتيق الطير يغضى ويجل أي ويجلى ( و ) جلى ( البازى تجلية وتجليا ) بتشديد الياء ( رفع رأسه ثم نطر ) وذلك إذا آنس الصيد قال ذو الرمة نظرت كما جلى على رأس رهوة * من الطير أقنى ينقض الطل أورق (1/8330)
وقال ابن حمزة التجلى في الصقر أن يغمض عينه ثم يفتحها ليكون أبصر له فالتجلي هو النظر وأنشدد لرؤبة جلى بصير العين لم يكلل * فانقض يهوى من بعيد المختل قال ابن برى ويقول قول ابن حمزة بيت لبيد المتقدم ( والجلا ) بالفتح ( مقصورة انحسار مقدم الشعر ) كتابته بالالف مثل الجله ( أو ) هو ان يبلغ انحسار الشعر ( نصف الرأس أو هو دون الصلع ) وقد ( جلى كرضى جلا والنعت أجلى وجلواء ) وفى صفته صلى الله عليه وسلم انه أجلى الجبهة وقد جاء ذلك في صفة الدجل أيضا وقال أبو عبيد إذا انحسر الشعر عن نصف الرأس ونحوه فهو أجلى وأنشد * مع الجلا ولائح القتير * ( وجبهة جلواء واسعة وسماء جلواه مصحية ) كجهواء نقله الجوهرى عن الكسائي وكذلك ليلة جلواء إذا كانت مصحية مضيئة ( و ) قيل ( الاجلى الحسن الوجه الانزع و ) من المجاز ( ابن جلا الواضح الامر ) قال سحيم بن وثيل الرياحي أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني وقد استشهد الحجاج بقوله هذا وأرادى أي أنا الظاهر الذى لا أخفى وكل أحد يعرفني يقال ذلك للرجل إذا كان على الشرف بمكان لا يخفى ومثله قول القلاخ أنا القلاخ بن جناب بن جلا * أخو خنا سير أقود الجملا وقال سيبويه جلا فعل ماض كانه بمعنى جلا الامور أي أوضحها وكشفها وفى الصحاح قال عيسى بن عمر إذا سمى الرجل بقتل أو ضرب ونحوهما لا يصرف واستدل بهذا البيت وقال غيره يحتمل هذا البيت وجها آخر وهو انه لم ينونه لانه أراد الحكاية كانه قال أنا ابن الذى يقال له جلا الامور وكشفها فلذلك لم يصرفه وقال ابن برى قوله لم ينونه لانه فعل وفاعل ( كابن أجلى ) ومنه قول العجاج لاقوا به الحجاج والاصحارا * به ابن أجلى وافق الاسفار به أي بذلك المكان وقوله الاصحار أي وجده مصحرا ووجدوا به ابن أجلى كما نقول لقيت به الاسد ( و ) ابن جلا ( رجل م ) معروف من بنى ليث كان صاحب فتك يطلع في الغارت من ثنية الجبل على أهلها سمى بذلك لوضوح أمره ( وأجلى يعد و ) أي ( أسرع ) بعض الاسراع ( و ) أجلى ( ع ) بين فلجة ومطلع الشمس فيه هضيبات حمر وهى تنبت النصى والصليان والصواب فيه أجلى كجمزى بالتحريك وقد تقدم له في اج ل وهناك موضعه وتقدم الشاهد فيه ( وجلوى كسكرى ة و ) جلوى ( افراس ) منها فرس خفاف ابن ندبة قال وقفت لها جلوى وقد قام صحبتي * لا بنى مجدا أو لا ثأرها لكا وأيضا فرس قرواش بن عوف وهى الكبرى قاله الاصمعي وأيضا فرس لبنى عامر بن الحرث وقال ابن الكلبى في انساب الخيل جلوى فرس كانت لبنى ثعلبة بن يربوع وهو ابن ذى العقال قال وله حديث طويل في حرب غطفان وأيضا فرس عبد الرحمن بن صفوان بن قدامة وقتيبة بن مسلم وهى الصغرى والصراع بن قيس بن عدى ( والجلى كعنى الواضح ) من الامور وهو ضد الخفى ويقال خبر جلى وقياس جلى ولم يسمع فيه جال قاله الراغب ( و ) يقال ( فعلته من أجلاك ) بالفتح ( ويكسر ) أي من أجلك والجالية ) الذين جلوا عن أوطانهم يقال فلان استعمل على الجالية أي على جزية ( أهل الذمة ) كما في الصحاح وانما سموا بذلك ( لان عمر ) ابن الخطاب ( رضى الله تعالى عنه أجلاهم عن جزيرة العرب ) لما تقدم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فسموا جالية ولزمهم هذا الاسم أين حلوا ثم لزم كل من لزمته الجزية من أهل الكتاب بكل بلد وان لم يجلوا عن أوطانهم ( و ) يقال ( ما جلاؤه بالكسر أي
بما ذا يخاطب من ) الاسماء و ( الالقاب الحسنة ) فيعظم به ( واجلو لى خرج من بلد الى بلد ) عن ابن الاعرابي ( ومحمد بن ) الحسن بن ( جلوان ) الخليلى البخاري عن صالح جزرة ظبطه الحافظ بالكسر ( وجلوان بن سمرة ) بن ماهان بن خاقان بن عمر بن عبد العزيز بن مروان الاموى البخاري الرحال سمع أبا بكر بن المقرئ وعنه ابنه جعيد ( ويكسر ) ضبطه الحافظ بالفتح وفى الاول بالكسر وكذا الصغانى وظاهر سياق المصنف يقتضى ان الكسر في الثاني فلو قال محمد بن جلوان ويكسر وجلوان بن سمرة ( محدثان ) لاصاب المحز ( وابن الجلا مشددة مقصورة من كبار الصوفية ) هو أبو عبد الله أحمد بن يحيى بن الجلا البغدادي نزل الشام وسكن الرملة وصحب ذا النون المصرى وأبا تراب النخشبى توفى سنة 306 * ومما يستدرك عليه الجالة مثل الجالية نقله الجوهرى واجتلى النحل اجتلاء مثل جلاها وبه يروى قول أبى ذؤيب السابق * فلما اجتلاها بالايام تحيرت * وجلوة النحل طردها بالدخان وجلا إذا اكتحل عن ابن الاعرابي وجلا له الخبر وضح والجلاء بالكسر الاقرار وبه روى قول زهير السابق والجلية الخبر اليقين يقال أخبرني عن جلية الامر أي عن حقيقة قال النابغة وآب مضلوه بغير جلية * وغودر بالجولان جرم ونائل أي جاء دافنوه بخبر ما عاينوه وقال ابن برى الجلية البصيرة يقال عين جلية قال أبو دواد بل تأمل وأنت أبصر منى * قصد دير السواد عين جلية وهو يجلى عن نفسه أي يعبر عن ضميره والجليان كصلبان الاظهار والكشف واجتلى السيف لنفسه ومنه قول لبيد تجتلى نقب النصال ويجوز في الكحل الجلا والجلا بالفتح والكسر مقصورا فالفتح والقصر عن النحاس وابن ولاد وبهما رويا قول الهذلى السابق وضبطه المهلبى كسحاب وبه روى البيت المذكور وجلت الماشطة العروس زينتها وجلا الجبين يجلى جلا لغة (1/8331)
في جلى كرضى عن أبى عبيد والمجالى ما يرى من الرأس إذا استقبلت الوجه قال أبو محمد الفقعسى واسمه عبد الله بن ربعى قالت سليمى اننى لا أبغيه * أراه شيخا ذرئت مجاليه * يقلى الغوانى والغواني تقليه قال الفراء الواحد مجلى واشتقاقه من الجلا وهو ابتداء الصلع إذا ذهب شعر رأسه الى نصفه وقال الاصمعي جاليته بالامر وجالحته إذا جاهرته وأنشد * مجالحة ليس المجالاة كالدمس * وتجالينا انكشف حال كل واحد منا لصاحبه واجتليت العمامة عن رأسي إذا رفعتها مع طيها عن جبينك نقله الجوهرى وابن أجلى الاسد وأيضا الصبح وبه فسر قول العجاج وأجلى عنه الهم إذا فرج عنه نقله الليث وجلى كسمى ابن أحمس بن ضبيعة بن نزار بطن من العرب من ولده جماعة علماء شعراء قال المتلمس يكون نذير من ورائي جنة * وينصرني منهم جلى وأحمس والتجلى عند الصوفيد ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب وهو ذاتي وصفاتي ولهم في ذلك تفاصيل ليس محلها هنا والجالية قرية بالدقهلية بالقرب من المنصورة ومنها الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الجالى الشافعي المدرس بالجامع الكبير بالمنصورة وهو من أقران مشايخنا وجويلى مصغرا اسم وجلاوة بالكسر قبيلة منهم أبو الحسن على بن عبد الصمد المالكى الجلاوى أحد الفضلاء بمصر مات سنة 782 ضبطه الحافظ ى ( الجلى كعذى ) أهمله الجوهرى وقال الصاغانى هو ( الكوة من السطح لا غير وجليت الفضة ) جليا لغة في ( جلوتها ) فهى مجلية ( والله ) تعالى ( يجلى الساعة ) أي ( يظهرها ) قال سبحانه لا يجليها لوقتها الا هو ( وتجلى ) فلان مكان ( كذا ) إذا ( علاه ) والاصل تجلله قال ذو الرمة فلما تجلى قرعه القاع سمه * وبان له وسط الاشاء انغلالها ( و ) تجلى ( الشئ نظر إليه ) مشرفا وهذا قد تقدم في ج ل وقريبا ( والمجلى السابق في الحلبة ) والمصلى الذى يأتي وراءه * ومما يستدرك عليه تجلاه الشئ غطاه أو ذهب بصيره والمجلى اسم وجلية كسمية موضع قرب وادى القرى من ورا مشعب قاله نصر ( الجماء و ) الجماءة ( بهاء ) وعليهما اقتصر الجوهرى ولم يشركه المصنف بواو أو ياء وقال ابن سيده هو من ذوات الياء لان انقلاب الالف عن الياء طرفا أكثر من انقلابها عن الواو فاما سقطت اشارة الياء بالاحمر من النساخ أو هو قصور من المصنف ( ويضمان الشخص من الشئ وحجمه ) وأنشد الجوهرى للراجز يا أم سلمى عجلى بخرس * وخبزة مثل جماء الترس قال ابن برى ومثله قول الاخر يرثى رجلا جعلت وساده احدى يديه * وفوق جمائه خشبات ضال وقال أبو عمرو الجماء شخص الشئ تراه من تحت الثوب وقال فيا عجبا للحب داء فلا يرى * له تحت أثواب المحب جماء ( وبالقصر ويضم نتوه ) واجتماعه عن ابن دريد ( و ) أيضا ( ورم في الثدى ) هكذا في النسخ ( و ) أيضا ( الحجر الناتئ على وجه الارض و ) قال الفراء الجما والجما ( مقدار الشئ ) وحزره ( و ) قال غيره ( ظهر كل شئ ) جماه ( ومن الجنين وغيره حركته واجتماعه ) ومده ابن بزرج وأنشد وبظر قد تفلق عن شفير * كان جماءه قرنا عتود
( و ) أيضا ( نتوء وورم في البدن ويضمم في الكل و ) قال ابن السكيت ( تجمى القوم اجتمع بعضهم الى بعض ) وقد تجموا عليه ى ( جنى الذنب عليه يجنيه جناية ) بالكسر ( جرة إليه ) قال أبو حية النميري وان دما لو تعلمين جنيته * على الحى جان مثله غير سالم ثم ظاهر سياق المصنف انه حقيقة وصرح الراغب انه مستعار من جنى الثمرة كما استعير اجترم فتأمل وفى الحديث لا يجنى جان الا على نفسه الجناية الذنب والجرم وما يفعله الانسان مما يوجب عليه العقاب أو القصاص في الدنيا والاخرة والمعنى انه لا يطالب بجناية غيره من أقاربه وأباعده فإذا جنى أحد هم جناية لا يطالب بها الاخر وقال شمر جنيت لك وعليك ومنه قوله جانيك من يجنى عليك وقد * تعدى الصحاح فتجرب الجرب قال أبو عبيد قولهم جانيك من يجنى عليك يضرب مثلا للرجل يعاقب بجناية ولا يؤخذ غيره بذنبه انما يجنيك من جنايته راجعة اليك وذلك ان الاخوة يجنون على الرجل يدل على ذلك قوله وقد تعدى الصحاح الجرب وقال أبو الهيثم في قولهم جانيك من يجنى عليك يراد به الجاني لك الخير من يجنى عليك الشر وأنشد * وقد تعدى الصحاح مبارك الجرب * ( و ) جنى ( الثمرة ) ونحوها يجنيها جنى ( اجتناها ) أي تناولها من شجرتها ( كتجناها ) قال الشاعر إذا دعيت بما في البيت قالت * تجن من الحذال وما جنيت قال أبو حنيفة هذا شاعر نزول بقوم فقروه صمغا ولم يأتوه به ولكن دلوه على موضعه وقالوا اذهب فاجنه فقال هذا البيت بذم به أم مثواه واستعاره أبو ذؤيب للشرف فقال وكلاهما قد عاش عيشة ما جنى * وجنى العلاء لو ان شيأ ينفع (1/8332)
( وهو جان ) لصاحب الجناية وجانى الثمرة ( ج جناة ) كقاض وقضاة ( وجناء ) كرمان عن سيبويه ( واجناه ) قال الجوهرى ( نادر ) ومنه المثل أجناؤها أي الذين جنوا على هذه الدار بالهدم هم الذين كانوا بنوها حكاه أبو عبيد قال الجوهرى وأنا أظن ان أصل المثل جناتها بناتها لان فاعلا لا يجمع على أفعال فاما الاشهاد والاصحاب فانما هما جمع شهدو وصحب الا أن يكون هذا من النوادر لانه يجئ في الامثال يجئ في غيرها انتهى وقال ابن سيده وأراهم لم يكسروا بانيا على أبناء وجانيا على أجناء الا في هذا المثل قال ابن برى ليس المثل كما ظنه الجوهرى من قوله جناتها بناتها بل المثل كما نقل لا خلاف بين أحد من أهل اللغة فيه قال وقوله ان أشهادا وأصحابا جمع شهد وصحب سهو منه لان فعلا لا يجمع على افعال الا شاذا ومذهب البصر بين ان أشهاد أو أصحابا وأطيارا جمع شاهد وصاحب وطائر قال وهذا المثل يضرب لمن عمل شيأ بغير روية فأخطأ فيه ثم استدركه فنقض ما عمله وأصله ان بعض ملوك اليمن غزا واستخلف ابنته فبنت بمشورة قوم بنيانا كرهه أبو ها فلما قدم أمر المشيرين ببنائه ان يهدموه والمعنى ان الذين جنوا على هذه الدار بالهدم هم الذين كانوا بنوها فالذي جنى تلافى ما جنى والمدينة التى هدمت اسمها براقش وقد ذكرناها في فصل برقش ( وجناها له ) كذا في النسخ وفى بعض جنى ما له ( وجناه اياها ) وقال أبو عبيد جنيت فلانا جنى أي جنيت له قال ولقد جنيتك اكمؤا وعساقلا * ولقد نهيتك عن بنات الاوبر ( وكل ما يجنى ) حتى القطن والكمأة ( فهو جنى وجناة ) قال الراغب وأكثر ما يستعمل الجنى فيما كان غضا انتهى وهو على هذا من باب حق وحقة وقيل الجناة واحدة الجنى وشاهد الجنى قوله تعالى وجنى الجنتين دان ويقال أتانا بجناة طيبة لكل ما يجتنى من الشجر وفي الحديث ان عليا رضى الله عنه دخل بيت المال فقال يا حمراء ويا بيضاء احمرى وابيضى وغرى غيرى هذا جناى وخياره فيه إذ كل جان يده الى فيه ويروى وهجانه فيه وقد تقدم في النون وذكر ابن الكلبى ان المثل لعمرو بن عدى اللخمى ابن أخت جذيمة وهو أول من قاله وان جذيمة نزل منزلا وأمر الناس أن يجتنوا له الكمأة فكان بعضهم يستأثر بخير ما يجد ويأكل طيبها وعمر ويأتيه بخير ما يجد ولا يأكل منها شيأ فلما اتى بها خاله جذيمة قال هذا القول وأراد على رضى الله عنه بقوله ذلك انه لم يتلطخ بشئ من فئ المسلمين بل وضعه مواضعه ( والجنى الذهب ) وقد جناه قال في صفة ذهب * صبيحة ديمة يجنيه جانى * أي يجمعه من معدنه ( و ) الجنى ( الودع ) كانه جنى من البحر ( و ) الجنى ( الرطب ) وأنشد القراء * هزى اليك الجذع يجنيك الجنى * ( و ) الجنى ( العسل ) إذا اشتير ( ج أجناء ) قالت امرأة من العرب لا جناء العضاه أقل عارا * من الجوفان يلفحه السعير ( و ) من المجاز ( اجتنينا ماء مطر ) حكاه ابن الاعرابي قال وهو من جيد كلام العرب ولم يفسره قال ابن سيده وعندي انه أراد ( وردناه فشربناه ) أو سقيناه ركابنا قال ووجه استجادة ابن الاعرابي له انه من فصيح كلام العرب ( وأجنى الشجر ) صار له جنى يجنى فيؤكل كل قال الشاعر * أجنى له باللوى شرى وتنوم * وأجنى الثمر أي ( أدرك و ) أجنت ( الارض كثر جناها ) وهو
الكلام والكماة ( وثمر جنى ) كغنى كذا في النسخ وفى المحكم تمر جنى ( جنى من ساعته ) ومنه قوله تعالى تساقط عليك رطبا جنيا وقيل الجنى الثمر المجتنى مادام طريا ( وتجنى ) فلان ( عليه ) ذنبا إذا ( ادعى ذنبا لم يفعله ) أي تقوله عليه وهو برئ وكذلك التجرم ( والجنية كغنية رداء ) مدور ( من خز وأحمد بن عيسى ) المقرى يعرف ( بابن جنية محدث ) صوابه بكسر الجيم وتشديد النون المكسورة والياء الاخيرة أيضا ضبطه الحافظ وهو الصواب وقد أشرنا إليه في النون وقد روى هذا عن أبى شعيب الحرانى ( وتجنى ) كتسعى ( د ) وضبطه الصاغانى بخطه بكسر النون ( وبالضم تجنى الوهبانية ) صوابه تجنى بفتح التاء والجيم وتشديد النون المكسورة كما ضبطه الحافط ( محدثة معمرة ) روت العوالي وهى من طبقة شهدة بنت الفرج الكاتبة ( وقولهم لعقبة الطائف تجنى لحن صوابه دجنى وقد ذكر ) في الدال مع النون وتقدم انه بضم الدال وكسرها وبالجيم وبالحاء ( والجوانى الجوانب ) كالثعالى والارانى * ومما يستدرك عليه جانى عليه مجاناة ادعى عليه جناية ويجمع جنى الثمر على أجن كعصى وأعص وبه روى الحديث أهدى له أجن زغب يريد القثاء الغض والمشهور في الرواية أجر بالراء وقد تقدم وأصل أجن أجنى كجبل وأجبل والجنى الكلا وأيضا الكمأة وأيضا العنب قال * حب الجنى من شرع نزول * يريد ما شرع من الكرم في الماء واجتنى كجنى والمجتني موضع الاجتناء قال الراجزيد كر الكمأة * جنيته من مجتنى عويص * والجنى كغنى التمر إذا صرم والجانى اللقاح عن ابن الاعرابي قال الازهرى يعنى الذى يلقح النخيل والجانى الكاسب وخالى الجنى قرية بمصر قرب رشيد وتجنى بن عمر الكوفى بالضمم شيخ لحسين الجعفي وغيث بن جنى بن النعمان الهلالي بفتح الجيم وتخفيف النون المكسورة علق عنه السلفي قال مات سنة 547 و ( الجنواء ) أهمله الجوهرى وقال الصغانى هي ( الجنآء ) وهى شاة ذهب قرناها أخرا كما تقدم له في المهموز ( ورجل أجنى بين الجناء لغة في المهموز ) وتقدم في الهمز عن أبى عمرو رجل أجنأ بالهمز أقعس وشاهد الا جنى بغير همز * أصك مصلم الاذنين أجنى * وقول شيخنا لم يتقدم له ذكر في المهموز فكأنه نسيه على عادته في مواضع وهو في الصحاح مفصل وأغفله قصورا وتقصيرا وأحال على ما لم يذكر انتهى غريب جدا قان المصنف ذكر الاجنأ والجنآء في الهمزة ولم يغفل عنهما فهى احالة صحيحة ولا قصور ولا تقصير * ومما يستدرك عليه جنوة بالتحريك مدينة بالاندلس ومنها أبو النعيم رضوان بن عبد الله الجنوى المحدث عن أبى محمد عبد الرحمن بن على سقين (1/8333)
العاصمى وعنه أبو عبد الله محمد بن قاسم القصار و ( الجو الهواء ) قال ذو الرمة * والشمس حيرى لها في الجوتد ويم * وفى الصحاح الجو ما بين السماء والارض وقوله تعالى مسخرات في جو السماء قال قتادة في كبد السماء ( و ) الجو ( ما انخفض من الارض ) كما في المحكم وفى الصحاح قال أبو عمر وفى قول طرفة * خلا لك الجو فبيضي واصفرى * هو ما اتسع من الاودية ( كالجوة ) قال أبو ذؤيب يجرى بجونه موج السراب كان * ضاح الحزاعى جازت ونقلها الريح ( ج ) جواء ( كجبال ) أنشد ابن الاعرابي * ان صاب ميثا أتئقت جواؤه * ( و ) الجو ( داخل البيت ) وبطنه لغة شامية وكذا كل شئ وهى الجوة ( كجوانيه ) والالف والنون زائد تان للتأكيد وفى حديث سلمان ان لكل امرئ جوانيا وبرانيا فمن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه قال ابن الاثيري أي باطنا وظاهرا وسرا وعلانية ( واليمامة ) كانت في القديم تدعى جوا والقرية والعروض ( و ) الجو ( ثلاثة عشر موضعا غيرها ) منها جو الخضارم باليمامة وأيضا موضع في ديار أسد وموضع قرب المدينة وأيضا في ديار بنى كلاب عند الماء الذى يقال له مونيق وأيضا في ديار طيئ لبنى ثعل وأيضا موضع من أرض عمان زعموا أن سامة بن لؤى هلك به كما تقدم في الميم ويعرف بجو جوادة وأيضا في ديار تغلب وأيضا موضع ببطن در وجو الغطريف ما بين الستارين وبين الشواجن وجو الحرامى موضع أيضا وكذا جو الاحساء وجو جنبا في بلاد تميم وجو اثال في ديار عبس وهما جوان بينهما عقبة أو أكثر أحدهما على جادة النباج وجو تياس في قول عمر بن لجأ وهذه الاجوية غير جو اليمامة قاله الصاغانى ( والجو جاة الصوت بالابل ) يدعوها الى الماء وهى بعيدة منه ( أصلها جو جوة ) قال الشاعر * جاوى بها فهاجها جوجاته * ( والجوة بالضم الرقعة في السقاء ) والجيأة بالكسر لغة فيه ( و ) قد ( جواه تجوية رقعه بها ) نقله الجوهرى قال ( و ) الجوة ( قطعة من الارض فيها غلظ و ) أيضا ( النقرة في الجبل وغيره ) وفى بعض نسخ الصحاح النقرة في الارض ( و ) أيضا ( لون كالسمرة ) وصدأ الحديد نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه الاجواء جمع جو للهواء بين السماء والارض ومنه قول على رضى الله تعالى عنه ثم فتق الاجواء وشق الارجاء ويجمع الجو للمنخفض
من الارض على أجوية وأجوية ماء لبنى غير بناحية اليمامة نقله ياقوت وجو الماء حيث يحفر له قال * تراح الى جو الحياض وتنتمى * وقال الازهرى دخلت مع أعرابي دحلا بالخلصاء فلما انتهينا الى الماء قال هذا جو من الماء لا يوقف على اقصاه وجوة بالضم قرية باليمن منها عبد الملك بن محمد السكسكى الجوى من شيوخ أبى القسم الشيرازي والجوانية بالضم والتشديد محلة بمصر والجو اسم سيف معقل بن الجراح الطائى ى ( الجوى هوى باطن ) كما في المحكم ( و ) أيضا ( الحزن و ) أيضا ( الماء المنتن ) المتغير ( و ) في الصحاح الجوى ( الحرقة وشدة الوجد ) من عشق أو حزن ( و ) الجوى ( السل وتطاول المرض و ) قيل هو ( داء ) يأخذ ( في الصدر ) وقيل كل داء يأخذ في الباطن لا يستمرأ معه الطعام وقد ( جوى ) كرضى ( جوى فهو جو ) بالتخفيف ( وجوى ) الاخير ( وصف بالمصدر ) وامرأة جوية ( وجويه كرضيه واجتواه كرهه ) ولم يوافقه ومنه حديث العرنيين فاجتوا والمدينة أي استوخموها قال أبو زيد اجتويت البلاد إذا كرهتها وان كانت موافقة لك في بدنك وقال في نوادره الاجتواء النزاع الى الوطن وكراهة المكان وان كنت في نعمة قال وان لم تكن نازعا الى وطنك فانك مجتو أيضا قال ويكون الاجتواء أيضا أن لا يستمرأ الطعام بالارض ولا الشراب غير أنك إذا أحببت المقام ولم يوافقك طعامها ولا شرابها فأنت مستوبل ولست بمجتوى قال الازهرى جعل أبو زيد الاجتواء على وجهين ( وأرض جوية ) كفرحة ( وجوية ) كغنية ( غير موافقة وجويت نفسه منه وعنه ) قال زهير يشمت نبيها فجوت عنها * وعندي لو أشاء لها دواء ( والجواء ككتاب خياطة حياء الناقة و ) أيضا ( البطن من الارض و ) أيضا ( الواسع من الاودية ) وقيل البارز المطمئن منها ( و ) أيضا ( ع بالصمان ) وأنشد الجوهرى للراجز وهو عمر بن لجا التيمى يمعس بالماء الجواء معسا * وغرق الصمان ماء قلسا ( و ) أيضا ( شبه جورب لزاد الراعى وكنفسه و ) أيضا ( ماء بجمى ضربة ) قبل ومنه قول زهير * عفا من آل فاطمة الجواء * ( و ) أيضا ( ع باليمامة و ) أيضا ( واد في ديار عبس ) أو أسد أسافل عدنة ومنه قول عنترة * يا دار عبلة بالجواء تكلمي * ( و ) أيضا ( ما توضع عليه القدر ) من جلد أو خصفة وقال أبو عمر وهو وعاء القدر والجمع أجوية ( كالجواءة والجياء والجياءة والجياوة ) على القلب وفى حديث على لان أطلى بجواء قدر أحب الى من أن أطلى بزعفران وجمع الجياء بالهمز أجئية وفى الصحاح والجواء والجياء لغة في جآوة القدر عن الاحمر ( وجاوى بالابل دعاها الى الماء ) وهى بعيدة منه قال * جاوى بها فهاجها جوجاته * قال ابن سيده وليست جاوى بها من لفظ الجوجاة انما هي من معناها وقد يكون جاوى بها من ج و و ( وجياوة بالكسر بطن ) من باهلة قدد رجوا فلا يعرفون ( والجوى كغنى الضيق الصدر ) من داء به ( لا ) يكاد ( يبين عنه لسانه و ) الجوى ( بتخفيف الاياء الماء المنتن ) المتغير قال الشاعر ثم كان المزاج ماء سحاب * لا جو آجن ولا مطروق ( والجية بالكسر ) وتشديد الياء غير مهموز ( الماء المتغير ) وقال ثعلب الماء المتنقع في الموضع غير مهموز يشدد ولا يشدد وفي نوادر الاعراب رقية من ماء وجبة من ماء أي ماء ناقع خبيث اما ملح واما مخلوط ببول ( أو الموضع ) الذى ( يجتمع فيه الماء ) في هبطة (1/8334)
وقيل أصلها الهمز ثم خففت وقال الفراء هو الذى تسيل إليه المياه قال شمر يقال جية وجيأة وكل من كلام العرب ( و ) قيل هي ( الركية المنتنة ) ومنه الحديث انه مر بنهر جاور جية منتنة ( وأجويت القدر علقتها ) على وطائها * ومما يستدرك عليه جوى الرجل كرضى اشتد وجده فهو جو كدو وجويت الارض انتنت والجواء بالكسر الفرجة بين بيوت القوم يقال نزلنا في جواء فلان وجوى كسمى جبيل نجدى عند الماءة التى يقال لها الفالق والجويا كحميا ناحية نجدية كلاهما عن نصر وكغنية جوية بن عبيد الديلى عن أنس وجوية بن اياس شهد فتح مصر وكسمية جوية السمعى عن عمر وجوية في أجداد عيينة بن حصن الفزارى و ( الجهوة الاسث المكشوفة ) لا تسمى بذلك الا إذا كانت كذلك قال * وتدفع الشيخ فتبدو جهوته * ( كالجهواء ) بالمد ( ويقصر ) يقال است جهوى أي مكشوفة وقيل هي اسم لها كالجهوة قال ابن برى قال ابن دريد الجهوة موضع الدبر من الانسان قال تقول العرب قبح الله جهوته قال الجوهرى ومن كلامهم الذى يضعونه على ألسنة البها ثم قالوا يا عنز جاء القر قالت يا ويلى ذنب ألوى واست جهوى حكاه أبو عبيد في كتاب الغنم وفى الاساس جاء القر فما سلاحك قالت ما لى سلاح الاست جهوى والذنب الوى فاين المأوى * قلت ومثله ما نقله اللحيانى قيل للمغرى ما تصنعين في الليلة المطيرة فقالت الشعرد قاق والجلد رقاق والذنب جفاء ولا صبر بى عن البيت قال ابن سيده لم يفسر
اللحيانى جفاء وعندي انه من النبور والتباعد وقلة اللزوق ( و ) الجهوة ( الاكمة و ) أيضا ( القحمة ) أي المسنة ( من الابل ) وفى بعض النسخ الضخمة وصوبه شيخنا وكل ذلك خطأ والصواب الهجمة من الابل كما هو نص التكملة ولكنه ضبطه بضم الجيم فتأمل ( واجهت السماء انكشفت وأصحت ) وانقشع عنها الغيم فهى جهواء ( و ) اجهت ( الطرق وضحت ) وانكشفت ( و ) اجهت ( فلانة ) على زوجها إذا لم تحبل و ) اجهى ( فلان علينا بخل ) يقال سألته فاجهى على أي لم يعطنى شيأ ( وجهى البيت كرضى خرب فهو جاه ) نقله الجوهرى قال ( وخباء مجه ) أي ( بلا ستر ) عليه ( والاجهى الاصلع و ) يقال ( أتيته جاهيا ) أي ( علانية وجهى الشجة تجهية وسعها والمجاهاة المفاخرة ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه أجهينا نحن أي أجهت لنا السماء نقله الجوهرى واجهى الطريق والبيت كشفه وبيت اجهى بين الجهاء ومجهى مكشوف بلا ستر ولا سقف واجهى لك الامر وضح وبيت جهو كجاه وعنز جهولا يستر ذنبها حياءها وقالت أم حاتم العنزية الجهاء والمجهية الارض التى ليس بها شجر وأرض جها سواء ليس بها شئ واجهى الرجل ظهر وبرز وفى الاساس ويقولون بيت جهوان قال وقياس المؤنث جهوى كسكرى ى ( الجياء والجياوة والجية ) ذكرت ( في ج وى ) قريبا وهو الموضع الذى تجتمع إليه المياه والاخيرة تشدد وتحفف عن ثعلب وقال ابن برى الجية فعلة من الجو وهو ما انخفض من الارض وجمعها جى قال ساعدة بن جؤية من فوقه شعف قر وأسفله * جى تنطق بالظيان والعتم ( وجى بالكسر واد ) عند الرويثه بين الحرمين وهو الذى سال بأهله وهم نيام ( و ) جى ( بالفتح لقب اصبهان قديما ) واليه مال نصر وكان ذو الرمة وردها فقال نظرت ورائي نظرة الشوق بعد ما * بدا الجو من جى لنا والعساكر ( أو ) هي ( ة بها ) أو محلة برأسها مفردة وقد استولى عليها الخراب الا أبيات ومنها كان سلمان الفارسى رضى الله تعالى عنه والحافظ أبو طاهر السلفي ( وغلط الجوهرى فاحش في قوله ) أي الاعرابي وهو أبو شنبل في أبى عمر والشيبانى قد كنت أحجو أبا عمر وأخا ثقه * حتى ألمت بنا يوم ملمات فقلت والمرء قد تخطيه منيته * أدنى عطيته اياى مئيات وكان ما جاد لى لا جاد من سعة * ( دراهم زائفات ) ضربجيات هذا هو الصواب في الانشاد وفى الصحاح * ثلاثة زائفات ( ضرب جيات * فانه قال أي ضرب اصبهان فجمع جيا باعتبار أجزائها ) ونص الجوهرى يعنى من ضرب جى وهو اسم مدينة اصبهان معرب ( والصواب ) كما قدمنا ( ضربجيات ) والقافية مرفوعة ( أي رديئات جمع ضربجى ) قال ابن الاعرابي درهم ضربجى زائف وان شئت قلت زيف قسى * قلت قولهم درهم ضربجى زائف الاصل فيه انه من ضرب جى وهى المدينة القديمة ثم صار علما على الدرهم الزائف لكون فضتها صلبت من طول الخباء واسودت ثم جمعوه على ضربجيات وراعى الجوهرى ذلك فقال يعنى من ضرب جى وهو صحيح الا انه فصل في الرسم بين ضرب وجيات وهما متصلتان وكسر التاء وهى مرفوعة ورام شيخنا أن يجيب عن الجوهرى فلم يفعل شيأ ومثله بقول الفراء الجراصل كعلابط الجبل وانما هو الجر أصل الجبل وفيه تأمل ( و ) قال ابن الاعرابي ( جاياه ) من قرب ( مجاياة ) إذا ( قابله ) ومربى مجاياة أي مقابلة ( لغة في الهمزة ) يقال جا آنى وقد تقدم هناك أنه معتل العين مهموز اللام على الصواب فراجعه * ومما يستدرك عليه الجياء بالكسر وعاء القدر نقله الجوهرى وقد تقدم للمصنف قريبا وهذا موضع ذكره ( فصل الحاء ) مع الواو والياء و ( حبا ) الشئ ( حبوا كسمودنا ) أنشد ابن الاعرابي وأحوى كايم الضال أطرق بعد ما * حبا تحت فينان من الظل وارف (1/8335)
ومنه حبوت للخمسين دنوت لها وقال ابن سيده دنوت منها قال ابن الاعرابي حباها وحبا لها أي دنا لها ( و ) حبت ( الشراسيف ) حبوا ( طالت فتدانت ) وانه لحابى الشراسيف أي مشرف الجنبين ( و ) حبت ( الاضلاع الى الصلب اتصلت ) ودنت قال العجاج * حابى الجيود فارض الحنجور * قال الازهرى يعنى اتصال رؤس الاضلاع بعضها ببعض وقال أيضا * حابى جيود الزورد وسرى * وقال آخر * تحبو الى أصلابه أمعاؤه * قال أبو الدقيش تحبو هنا تتصل ( و ) حبا ( المسيل دنا بعضه من بعض ) وبه فسر قول الراجز * تحبو الى اصلابه امعاؤه * والمعى كل مذنب بقرار الحضيض ( و ) حبا ( الرجل ) حبوا ( مشى على يديه وبطنه ) أو على يديه وركبتيه وقيل على المقعدة وقيل على المرافق والركب ومنه الحديث لو يعلمون ما في العتمة والفجر لاتوهما ولو حبوا ( و ) حبا ( الصبى حبوا كسهو مشى على استه وأشرف بصدره ) وقال الجوهرى هو إذا زحف وأنشد لعمرو بن شقيق لولا السفار وبعد خرق مهمه * لتركتها تحبو على العرقوب
* قلت هكذا رواه ابن القطاع ويروى وبعده من مهمه قال الليث الصبى يحبو قبل أن يقوم والبعير المعقول يحبو فيزحف حبوا ويقال ما جاء الا حبوا أي زحفا وما نجا فلان الا حبوا ( و ) حبت ( السفينة ) حبوا ( جرت و ) حبا ( ما حوله ) حبوا ( حماه ومنعه ) نقله الجوهرى عن الاصمعي وأنشد لابن أحمر وراحت الشول ولم يحبها * فحل ولم يعتس فيها مدر وقال أبو حنيفة لم يحبها لم يلتفت إليها أي انه شغل بنفسه ولولا شغله بنفسه لحازها ولم يفارقها قال الجوهرى ( كحباه تحبية و ) حبا ( المال ) حبوا ( رزم فلم يتحرك هزالا و ) حبا ( الشئ له اعتراض فهو حاب وحبى ) كغنى قال العجاج يصف قرقورا * فهو إذا حبا له حبى * أي اعترض له موج ( و ) حبا ( فلانا ) حبوا وحبوة ( أعطاه بلا جزاء ولا من أوعام ) ومنه حديث صلاة التسبيح الا أمنحك الا أحبوك ( والاسم الحباء ككتاب والحبوة مثلثة ) وجعل اللحيانى جميع ذلك مصادر وشاهد الحباء قول الفرزدق خالي الذى اغتصب الملوك نفوسهم * واليه كان حباء جفنة ينقل ( و ) حباه يحبوه حبا ( منعه ) عن ابن الاعرابي ولم يحكه غيره ومنه المحاباة في البيع فهو ( ضد والحابى ) من الرجال ( المرتفع المنكبين الى العنق ) وكذلك البعير ( و ) من المجاز الحابى ( من السهام ما يزحف الى الهدف ) إذا رمى به وقال القتيبى هو الذى يقع دون الهدف ثم يزحف إليه على الارض وقد حبا يحبو وان أصاب الرقعة فهو خازق وخاسق فان جاوز الهدف ووقع خلفه فهو زاهق ومنه حديث عبد الرحمن ان حابيا خير من زاهق أراد ان الحابى وان كان ضعيفا وقد أصاب الهدف خير من الزاهق الذى جازه بشدة مره وقوته ولم يصب الهدف ضرب السهمين مثلين لو اليين أحدهما ينال الحق أو بعضه وهو ضعيف والاخر يجوز الحق ويبعد عنه وهو قوى ( و ) الحابى ( نبت ) سمى به لحبوه وعلوه ( و ) الحابية ( بهاء رملة ) مرتفعة مشرفة ( تنبته واحتبى بالثوب اشتمل أو جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ) ومنه الحديث نهى عن الاحتباء في ثوب واحد قال ابن الاثير هو أن يضم الانسان رجليه على بطنه بثوب يجمعهما به مع ظهره ويشده عليهما قال وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب وانما نهى عنه لانه إذا لم يكن عليه الا ثوب واحد ربما تحرك أو زال الثوب فتبد وعورته ومنه الاحتباء حيطان العرب أي ليس في البراري حيطان فإذا أراد أن يستند احتبى لان الاحتباء يمنعهم من السقوط ويصير لهم كالجدار ( والاسم الحبوة ويضم والحبية بالكسر والحباء بالكسر والضم ) الاخيرتان عن الكسائي جاء بهما في باب الممدود ومنه الحديث نهى عن الحبوة يوم الجمعة والامام يخطب لان الاحتباء يجلب النوم ويعرض طهارته للانتقاض ويقولون الحباء حيطان العرب وفي حديث الاحنف وقيل له في الحرب أين الحلم فقال عند الحباء أراد ان الحلم بحسن في السلم لا في الحرب ( وحاباه محاباة وحباء ) بالكسر ( نصره واختصه ومال إليه ) قال الشاعر اصبر يزيد فقد فارقت ذا ثقة * واشكر حباء الذى بالملك حاباكا ( والحبى كغنى ويضم ) أي كعتى ( السحاب يشرق ) كذا في النسخ والصواب يشرف ( من الافق على الارض أو الذى ) يتراكم ( بعضه فوق بعض ) وقال الجوهرى الذى يعترض اعتراض الجلبل قبل أن يطبق السماء وأنشد لامرى القيس أصاح ترى برقا أريك وميضه * كلمع اليدين في حبى مكلل قيل له حبى من حبى كما يقال له سحاب من سحب أهدا به وقد جاء بكليهما شعر العرب قالت امرأة وأقبل يزحف زحف الكبير * سياق الرعاء البطاء العشارا وقال أوس دان مسف فويق الارض هيد به * يكاد يدفعه من قام بالراح وقالت صبية منهم لابيها فتجاوزت ذلك أناخ بذى بقر بركه * كان على عضديه كتافا وقال الجوهرى يقال سمى لدنوه من الارض ( ورمى فأحبى وقع سهمه دون الغرض ) ثم تفافز حتى يصيب الغرض عن ابن الاعرابي ( والحبة كثبة حبة العنب ) وقيل هي العنب أول ما ينبت من الحب ما لم يغرس ( ج حبى كهدى ) * ومما يستدرك عليه (1/8336)
حبا الرمل يحبو حبوا أشرف معترضا فهو حاب قال كان بين المرط والشقوف * رملا حبا من عقد العريف والعريف من رمال بنى سعد وقال ابن الاعرابي الحبو اتساع الرمل وتحبى احتبى قال ساعدة بن جؤية أرى الجوارس في ذؤابة مشرف * فيه النسور كما تحبى الموكب يقول استدارت النسور فيه كأنهم ركب محتبون وجمع الحبوة للثوب الحبا بالضم وبالكسر ذكرهما يعقوب في الاصلاح قال ويروى بيت الفرزدق وما حل من جهل حبا حلمائنا * ولا قائل المعروف فينا يعنف بالوجهين جميعا فمن كسر كان كسدرة وسدر ومن ضم فمثل غرفة وغرف وحبا البعير حبوا برك وزحف من الاعياء وقيل كلف تسنم صعب الرمل فأشرف بصدره ثم زحف قال رؤبة * أوديت ان لم تحب حبو المعتبك * والحبا كالعصا السحاب سمى لدنوه من الارض نقله الجوهرى وأنشد ابن برى للشاعر يصف جعبة السهام
هي ابنة جوب أم تسعين آزرت * أخا ثقة يمرى حباها ذوائبه وفى حديث وهب كأنه الجبل الحابى أي الثقيل المشرف وحابيته في البيع محاباة نقله الجوهرى والحباء ككتاب مهر المرأة قال المهلهل أنكحهما فقدها الارقم من * جنب وكان الحباء من أدم أراد انهم لم يكونوا أرباب نعم فيمهرها الابل وجعلهم دباغين للادم ورجل أحبى ضبس شرير عن ابن الاعرابي وأنشد والدهر أحبى لا يزال ألمه * تدق أركان الجبال ثلمه وحبى جعيران نبت وحبى كسمى والحبيا كثريا موضعان قال الراعى جعلن حبيا باليمين ونكبت * كبيسا لورد من ضييدة باكر وقال القطامى * من عن يمين الحبيا نظرة قبل * وكذلك حبيات قال عمر بن أبى ربيعة ألم تسأل الاطلال والمتربعا * ببطن حبيات دوارس بلقعا وقال نصر حبى موضع تهامى كان دار الاسد وكنانة وحبيا موضع شامى وأظن بالحجاز أيضا وربما قالوا الحبيا وأرادوا الحبى انتهى والحبيان الضعيف عامية وقال أبو العباس فلان يحبو قصاهم ويحوط قصاهم بمعنى واحد وأنشد لابي وجزة يحبو قصاها ملبد سناد * أحمر من ضئضئها مياد و ( الحتو العد والشديد ) وقد حتا حتوا عن ابن دريد ( و ) الحتو ( كفك هدب الكساء ملزقا به ) قال الجوهرى يهمز ولا يهمر قال الليث حتوته حتوا وفى لغة حتأته حتأ ى ( الحتى كغنى سويق المقل ) كما في الصحاح وفى حديث على فأتيته بمرود مختوم فإذا فيه حتى وقال أبو حنيفة الحتى ماحت عن المقل إذا أدرك فأكل وأنشد الجوهرى للمتنخل الهذلى لا در درى ان أطعمت ناز لكم * قرف الحتى وعندي البر مكنوز ( و ) قيل الحتى ( المقل ) نفسه وبه فسر البيت ( أو رديئه أو يابسه و ) الحتى ( متاع الزبيل أو عرقه ) وكفافه الذى في شفته ( و ) الحتى ( ثفل التمر وقشوره و ) الحتى ( الدمن ) نقله الازهرى ( و ) أيضا ( قشر الشهد ) نقله ثعلب وأنشد وأتته بزغدب وحتى * بعد طرم وتامك وثمال ( والحاتى الكثير الشرب ) نقله الزهري عن ابن الاعرابي ( وحتيته ) أي الثوب حتيا ( وأحتيته ) وأحتأته ( خطته وأحكمته و ) قيل ( فتلته ) فتل الاكسية وقال شمر يقال احت ضفة هذا الكساء وهو أن يفتل كما يفتل الكساء القوسى * قلت ومنه الحتية لما فتل من أهداب العمامة بلغة اليمن ( وفرس محتاة الخلق ) أي ( موثقة ) وأنشد ابن الاعرابي ونهب كجماع الثريا حويته * غشاشا بمحتاة الصفاقين خيفق قال ابن سيده انما أراد محتتيا فقلب موضع اللام الى العين والا فلا مادة له يشتق منها وكذلك زعم ابن الاعرابي انه مثل قولك حتوت الكساء الا أنه لم ينبه على القلب والكلمة واوية ويأتية * ومما يستدرك عليه الحتى كغنى متاع البيت وأيضا ردئ الغزل يو ( حثى التراب عليه يحثوه ويحثيه حثوا وحثيا ) هاله ورماه والياء أعلى ومنه الحديث احثوا في وجوه المداحين التراب قال ابن الاثير يريد به الخيبة ومنهم من يجريه على ظاهره وشاهد الحثى قول الشاعر الحصن أدنى لو تأييته * من حثيك التراب على الراكب ( فحثا التراب نفسه يحثو ويحثى ) كذا في النسخ والصواب يجثا بالالف وهى نادرة ونظيره جبا يجبا وقلا يقلا ( والحثى كالثرى التراب المحثو ) أو الحاثى وتئنيته حثوان وحثيان وقال ابن سيده في موضع آخر الحثى الثراب المحثى ( و ) الحثى ( قشور التمر ) ورديئه يكتب بالياء والالف ( جمع حثاة ) كحصاة وحصى ( و ) الحثى ( التبن ) خاصة ( أو دقاقه ) وأنشد الجوهرى تسألني عن زوجها أي فتى * خب جروز وإذا جاع بكى (1/8337)
ويأكل التمر ولا يلقى النوى * كأنه غرارة ملاى حثا ( أو حطامه ) عن اللحيانى ( أو ) هو ( التبن المعتزل عن الحب والحثى كالرمي ما رفعت به يدك ) وفى بعض الاصول يديك ( وحثوت له ) إذا ( أعطيته ) شيأ ( يسيرا ) نقله الجوهرى ( وأرض حثواء كثيرة التراب ) كما في الصاح وقال ابن دريد زعموا وليس بثبت ( والحاثياء ) حجر من حجرة اليربوع ( كالنافقاء ) قال ابن برى والجمع حواث ( أو ترابه ) الذى يحثوه برجله من نافقائه عن ابن الاعرابي ( وأحثت الخيل البلاد واحاثتها دقتها ) * ومما يستدرك عليه التحثاء مصدر حثاه يحثوه نقله الجوهرى ومن أمثالهم يا ليتنى المحثى عليه يقال عند تمنى منزلة من يخفى له الكرامة ويظهر له الاهانة وأصله ان رجلا كان قاعدا الى امرأة فأقبل وصيل لها فلما رأته حثت في وجهه التراب ترئيه لجليسها بأن لا يدنو منها فيطلع على أمرهما والحثية ما رفعت به يديك والجمع حثيات بالتحريك ومنه حديث الغسل كان يحثى على رأسه ثلاث حثيات أي ثلاث غرف بيديه واستحثوا رمى كل واحد في وجه صاحبه التراب والحثاة أن يؤكل الخبز بلا أدم عن كراع بالواو والياء لان لامهما يحتملها معا ذكره ابن سيده و ( الحجا كالى ) أي بالكسر مقصورا ( العقل والفطنة ) وأنشد الليث للاعشى إذ هي مثل الغصن ميالة * تروق عينى ذى الحجا الزائر ( و ) الحجا ( المقدار ج أحجاء ) قال ذو الرمة ليوم من الايام شبه طوله * ذو والرأى والاحجاء منقلع الفجر
( و ) الحجا ( بالفتح الناحية ) والطرف قال الشاعر وكان نخلا في مطيطة ثاويا * والكمع بين قوارها وحجاها ( ج أحجاء ) قال ابن مقبل لا يحرز المرء احجاء البلاد ولا * تبنى له في السموات السلاليم ويروى اعناء ( و ) الحجا ( نفاخات الماء من قطر المطر جمع حجاة ) كحصاة قال أقلب طرفي في الفوارس لا أرى * خراقا وعينى كالحجاة من القطر وقال الازهرى الحجاة فقاعة ترفع فوق الماء كأنها قارورة والجمع الحجوات وفى حديث عمر وقال لمعاوية وان أمرك كالجعدبة أو كالحجاة ( و ) الحجا ( الزمزمة ) وهو في شعار المجوس ( كالحجا بالكسر ) ظاهره انه بالقصر والصواب انه ممدود قال الشاعر * زمزمة المجوس في حجائها * وقال ثعلب هما لغتان إذا فتحت الحاء قصرت وإذا كسرت مددت ومثله الصلا والصلاء والايا والاياء ( والتحجى ) ومنه الحديث رأيت علجا بالقادسية قد تكنى وتحجى فقتلته قال ثعلب سألت ابن الاعرابي عن تحجى فقال زمزم ( وكلمة محجية ) كمحسنة ( مخالفة المعنى للفظ وهى الا حجية والاحجوة ) بضمهما مع تشديد الياء والواو قال الازهرى والياء أحسن ( وحاجيته محاجاة وحجاء ) ككتاب ( فحجوته فاطنته فغلبته ) وفى الصحاح داعبته فغلبته وبخط أبى زكريا داعبته لا غير وهكذا هو بخط أبى سهل أيضا وقال الازهرى حاجيته فحجوته ألقيت عليه كلمة محجية ( والاسم الحجوى والحجيا بضمة ) مع تشديد الياء وفى الصحاح والاسم الحجيا والاححية ويقال حجياك ما كذا وكذا وهى لعبة واغلوطة يتعاطاها الناس بينهم قال أبو عبيد هو نحو قولهم أخرج ما في يدى ولك كذا وكذا وتقول أيضا أنا حجياك في هذا أي من يحاجيك انتهى وفى التهذيب الحجوى اسم المحاجاة والحجيا تصغير الحجوى وهو يأتينا بالاحاجى أي بالاغاليط ( وحجا بالمكان حجوا أقام ) به فثبت ( كتحجى ) به قال العجاج فهن يعكفن به إذا حجا * عكف النبيط يلعبون الفنزجا وأنشد الفارسى لعمارة بن أيمن الربابى * حيث تحجى مطرق بالفالق * ( و ) حجا ( بالشئ ضن ) به وبه سمى الرجل حجوة كما في الصحاح وتقدم في الهمزة أيضا ( و ) حجت ( الريح السفينة ساقتها ) ومنه الحديث أقبلت سفينة فجعتها الريح الى موضع كذا أي ساقتها ورمت بها إليه ( و ) حجا ( السر ) حجوا ( حفظه ) وقال أبو زيد كتمه ( و ) حجا ( الفحل الشول ) حجوا ( هدر فعرفت هديره فانصرفت إليه و ) قال ابن الاعرابي حجا حجوا ( وقف و ) حجا حجوا ( منع ) ومنه سمى العقل الحجا لانه يمنع الانسان من الافساد ( و ) حجا حجوا ( ظن الامر فادعاه ظانا ولم يستيقنه ) ومنه قول أبى شنبل في أبى عمر والشيبانى قد كنت أحجو أبا عمر وأخا ثقة * حتى ألمت بنا يوما ملمات وتمامه في ج ى ى ( و ) حجا الرجل ( القوم ) كذا وكذا ( جزاهم ) وظنهم كذلك ( وحجى به كرضى أولع به ولزمه ) فهو حجئ يهمز ولا يهمز قال عدى بن زيد أطف لانفه الموسى قصير * وكان بأنفه حجئا ظنينا وتقدم في الهمزة ( و ) حجى يحجى ( عدا ) فهو ( ضد ) وفيه نظر ( وهو حجى به كغنى وحج وحجى كفتى ) أي ( جدير ) وخليق وحرى به قال الجوهرى كل ذلك بمعنى الا أنك إذا فتحت الجيم لم تثن ولم تؤنث ولم تجمع كما قلناه في قمن وفى المحكم من قال حج وحجى ثنى وجمع وأنث فقال حجيان وحجون وحجية وحجيتان وحجيات وكذلك حجى في كل ذلك ومن قال حجى لم يثن ولا جمع ولا أنث بل كل ذلك على لفظ واحد قال الجوهرى ( و ) كذلك إذا قلت ( انه لمحجاة ) أن يفعل ذاك أي ( لمجدرة ) ومقمنة وانها لمحجاة وانهم لمحجاة ( وما أحجاه ) بذلك وأحراه (1/8338)
( وأحج به ) أي ( أخلق به ) وهو من التعجب الذى لا فعل له ( وانه لمحج ) أي ( شحيح وأبو حجية كسمية أجلح بن عبد الله بن حجية ) الكندى ( محدث ) عن الشعبى وعكرمة وعنه القطان وابن نمير وخلق وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وهو شيعي مع انه روى عنه شريك انه قال سمعنا انه ما سب أبا بكر وعمر أحد الا افتقرأ وقتل مات سنة 145 كذا في الكاشف ( وحجية بن عدى ) الكندى ( تابعي ) عن على وجابر وعنه الحكم وابو اسحق ( والحجاء ) ككتاب ( المعاركة واحجاء ع ) قال الراعى قوالص أطراف المسوح كأنها * برجلة أحجاء نعام نوافر * ومما يستدرك عليه التحاجى التداعي وهم يتحاجون بها واحتجى أصاب ما حوجى به قال فناصيتي وراحلتي ورحلي * ونسعا ناقتي لمن احتجاها وفى نوادر الاعراب لا محاجاة عندي في كذا ولا مكاناة أي لا كتمان له ولا ستر عندي ويقال للراعي إذا ضيع غنمه فتفرقت ما يحجو فلان غنمه ولا ابله وسقاء لا يحجو الماء أي لا يمسكه وراع لا يجمعوا بله لا يحفظها وتحجى له نفطن وزكن عن أبى الهيثم والحجا بالكسر والفتح الستر ومنه الحديث من بات على ظهر بيت ليس عليه حجا فقد برئت منه الذمة والحجا ما أشرف من الارض وحجا الوادي منعرجه والحجا الملجأ والجانب وما له محجا ولا ملجأ بمعنى واحد عن اللحيانى وانه لحجي الى بنى فلان أي لا جئ إليهم عن
أبى زيد وتحجى الشئ تعمده وتقصده حجاه قال ذو الرمة فجاءت باغباش تحجى شريعة * تلادا عليها رميها واختبالها وحجاه قصده واعتمده وأنشد الازهرى للاخطل حجونا بنى النعمان إذ عض ملكهم * وقبل بنى النعمان حاربنا عمرو وتحجى بالشئ تمسك ولزم به يهمز ولا يهمز عن الفراء وأنشد لابن أحمر أصم دعاء عاذلتي تحجى * بآخرتى وتنسى أولينا وقيل تحجى تسبق إليهم باللوم يقال تحجيت بهذا المكان أي سبقتكم إليه ولزمته قبلكم وتحجى به ضن وأنا أحجوبه خيرا أي أظن وتحجى فلان بظنه إذا ظن شيأ ولم يستيقنه وأنشد الازهرى للكميت تحجى أبوها من أبوهم فصادفوا * سواه ومن يجهل أباه فقد جهل وقال الكسائي ما حجوت منه شيأ وما هجرت أي ما حفظت منه شيأ وقال الليث الحجوة الحدقة ومثله لابن سيده وقال الازهرى لا أدرى أهى الحجوة أو الحجوة وهو أحجى أن يكون كذا أي أحق وأجسدر وأولى ومنه الحديث معاشر همدان أحجى حى بالكوفة وقيل معناه أعقل حى وأنشد ابن برى لمخروع بن رفيع ونحن أحجى الناس أن نذبا * عن حرمة إذا الجديب عبا * والقائدون الخيل جردا قبا وتحجى لزم الحجا أي منعرج الوادي وبه فسر حديث العلج بالقادسية والحجاة الغدير نفسه واستحجى اللحم تغير ريحه من عارض يصيب البعير أو الشاة قال ابن سيده حملنا هذا على الياء لانا لم نعرف من أي شئ انقلبت ألفه فجعلناه من الاغلب عليه وهو الياء وبذلك أوصانا أبو على الفارسى رحمه الله تعالى و ( حدا الابل و ) حدا ( بها حدوا ) بالفتح ( وحداء ) كغراب ( وحداء ) ككتاب ولم يذكر الجوهرى الاخيرة ( زجرها وساقها ) وقال الجوهرى الحد وسوق الابل والغناء لها ( و ) حدا ( الليل النهار ) وكذا كل شئ ( تبعه ) ومنه لا أفعله ما حدا الليل النهار ( كاحتداه ) عن أبى حنيفة وأنشد * حتى احتداه سنن الدبور * ( وتحادت الابل ساق بعضها بعضا ) قال ساعدة بن جؤية أرقت له حتى إذا ما عروضه * تحادت وهاجتها بروق تطيرها ( وأصل الحداء في دى دى ) كما سيأتي ( ورجل حاد وحداء ) ككتان قال * وكان حداء قرا قريا * ( وبينهم أحدية واحدوة ) بضمهما مع التشديد ( نوع من الحداء ) يحدون به عن اللحيانى ( والحوادى الارجل لانها تتلو الايدى ) قال طوال الايادي والحوادى كأنها * سماحيج قب طار عنها نسالها ( والحدواء ريح الشمال ) لانها تحد والسحاب أي تسوقه وأنشد الجوهرى للعجاج حدواء جاءت من بلاد الطور * ترخى أراعيل الجهام الخور قال ولا يقال للمذكر احدى ( و ) حدواء ( ع ) بنجد عن ابن دريد ( وحدودى ) كشروري ( ع ) وفى بعض النسخ حدودى وهو غلط * ومما يستدرك عليه الحوادى أواخر كل شئ نقله الازهرى ويقال للعير حادى ثلاث وحادي ثمان إذا قدم أمامه عدة من أتنه وأنشد الجوهرى لذى الرمة كأنه حين يرمى خلفهن به * حادى ثلاث من الحقب السماحيج وحدا الريش السهم تبعه والعير أتنه تبعها وحداه عليه كذا أي بعثه وساقه والحد وكعلو لغة في الحدأة لاهل مكة نقله الازهرى وقد تقدم في الهمزة وحادي النجم الدبران وبنو حاد بطن من العرب وجمع الحادى حداة ى ( حدى بالمكان كرضى حدى ) أهمله (1/8339)
الجوهرى وقال أبو زيد ( لزمه فلم يبرح ) وقد ذكر في الهمز أيضا ( وحدي كسمى اسم ) رجل من كنانة في اجداد أبى الطفيل ويقال فيه بالجيم أيضا ( وأحدى ) إذا ( تعمد شيأ ) نقله الصاغانى ( كتحداه ) وقال أبو عمر والحادي المعتمد للشئ يقال حداه وتحداه وتحراه بمعنى واحد قال ومنه قول مجاهد كنت أتحدى القراء فأقرأ أي أتعمد ( والحديا بالضم وفتح الدال ) وتشديد الياء ولو قال كالثريا كان أخصر ( المنازعة والمباراة وقد تحدى ) إذا باراه ونازعه الغلبة وقد نقله الجوهرى كابن سيده فلا معنى لكتابة المصنف هذا الحرف بالاحمر ومنه تحدى رسول الله صلى الله عليه وسلم العرب بالقرآن وتحدى صاحبه القراءة والصراع لينظر أيهما اقرأ وأصرع قال الزمخشري وأصله في الحداء يتبارى فيه الحاديان ويتعارضان فيتحدى كل منهما صاحبه أي يطلب حداءه كما تقول توفاه بمعنى استوفاه انتهى فتأمل ( و ) الحديا ( من الناس واحدهم ) عن كراع ( و ) في التهذيب تقول ( أنا حدياك ) بهذا الامر أي ( ابرز لى وحدك ) وجازنى وأنشد حديا الناس كلهم جميعا * لنغلب في الخطوب الا ولينا وقال عمرو بن كلثوم حديا الناس كلهم جميعا * مقارعة بنيهم عن بنينا ( ولا أفعله حدا الدهر ) أي ( أبدا ) أي ما حدا الليل والنهار * ومما يستدرك عليه يقال هو حديا هم أي يتحداهم ويتعمدهم وحديث المرأة على ولدها عطفت عن أبى زيد وحدي عليه إذا غضب عنه أيضا والحديا لغة أهل الحجاز في الحدأة نقله أبو حاتم في كتاب الطير وهى أيضا الحديات والحدية وهذا حديا هذا أي شكله عن الاصمعي وحدية كغنية موضع باليمن في الجبال يسكنه بنو الجعد وبنو
واقد وقد سمعت به الحديث وقال أبو زيد يقال لا يقوم بهذا الامر الا ابن احداها أي الا كريم الاباء والامهات و ( حذا النعل حذوا وحذاء ) ككتاب ( قدرها وقطعها ) زاد الازهرى على مثال ( و ) حذا ( النعل بالنعل والقذة بالقذة ) أي ( قدرهما عليهما ) وفى الصحاح قدر كل واحدة على صاحبتها ومنه المثل حذ والقذة بالقذة ويقال هو جيد الحذاء أي جيدا القد ( و ) حذا ( الرجل نعلا ألبسه اياها كاحذاء وقال الازهرى حذا له نعلا وحذاه نعلا حمله على نعل وقال الاصمعي حذانى نعلا ولا يقال أحذاني وأنشد للهذلى حذانى بعد ما خذمت نعالى * ربية انه نم الخليل بموركتين من صلوى مشب * من الثيران عقدهما جميل وقال الجوهرى أحذيته نعلا أعطيته نعلا تقول منه استحذيته فأحذانى ( و ) حذا ( حذو زيد فعل فعله ) ومنه الحديث لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالاخرى أي تعملون مثل أعمالهم ( و ) قال ابن الفرج حذا ( التراب في وجوههم ) و ( حثاه ) بمعنى واحد ومنه حديث حنين فأخذ منها قبصة من تراب فخذا بها في وجوه المشركين قال ابن الاثير أي حثا على الابدال وهما لغتان ( و ) من المجاز حذا ( الشراب لسانه ) يحذوه حذوا ( قرصه ) عن أبى حنيفة وهى لغة في حذاه يحذيه قال والمعروف بالياء ( و ) حذا ( زيدا ) حذوا ( أعطاه والحذوة بالكسر العطية ) وأنشد ابن برى لابي ذؤيب وقائلة ما كان حذوة بقلها * غداتئذ من شاء قرد وكاهل ( و ) أيضا ( القطعة من اللحم ) الصغيرة وقد حذا منه حذوة إذا قطعها ( وحاذاه ) محاذاة ( آزاه ) وقابله ( والحذاء الازاء ) زنة ومعنى يقال جلس بحذائه وحاذاه صار بازائه كما في الصحاح ( ويقال هو حذاءك وحذرتك وحذتك بكسرهن ومحاذاك و ) يقال أيضا ( دارى حذوة داره ) بالكسر والضم كما في الصحاح ( وحذتها ) كعدة ( وحذوها بالفتح مرفوعا ومنصوبا ) أي ( ازاؤها ) قال الشاعر ما تدلك الشمس الا حذو منكبه * في حومة دونها الهامات والقصر وفي حديث ابن عباس ذات عرق حذ وقرن أي مسافتهما من الحرم سواء ( واحتذى مثاله ) وفي التهذيب على مثاله أي ( اقتدى به ) في أمره وهو مجاز * ومما يستدرك عليه حذا الجلد يحذوه قوره والحذاء ككتاب النعل والعامة تقول الحذوة وأيضا ما يطأ عليه البعير من خفه والفرس من حافره يشبه بذلك ومنه حديث ضالة الابل معها حذاؤها وسقاؤها عنى بالحذاء أخفافها أراد انها تقوى على المشى وقطع الارض وعلى ورود المياه والحذاء ككتان صانع النعاول ومنه المثل من يك حذاء تجد نعلاه والحذوة والحذاوة بالضم والكسر ما يسقط من الجلود حين تبشر وتقطع مما يرمى به ومنه حديث جهاز فاطمة رضى الله تعالى عنها أحد فرائشها محشوة بحذوة الحذائين واحتذى يحتذى انتعل ومنه قولهم خير من احتذى النعال وأنشد الجوهرى يا ليت لى نعلين من جلد الضبع * وشركا من استها لا ينقطع * كل الحذاء يحتذى الحافى الوقع وقال شمر يقال أتيت أرضا قد حذى بقلها على أفواه غنمها هو أن يكون حذو أفواهها لا يجاوزها وإذا كان كذلك فقد شبعت منه ما شاءت والحذو من أجزاء القافية حركة الحرف الذى قبل الردف نقله ابن سيده وجاء الرجلان حذتين أي جميعا كل منهما بجنب صاحبه والحذيا العطية واوية بدليل الحذوة وأحذاه أعطاه ومنه الحديث مثل الجليس الصالح مثل الدارى ان لم يحذك من عطره علقك من ريحه أي ان لم يعطك وفى حديث ابن عباس فيداوين الجرحى ويحذين من الغنمية أي يعطين واستحذاه استعطاه الحذاء أي النعل ورجل حاذ عليه حذاء والحذاء الزوجة لانها موطوءة كالنعل نقله أبو عمر والمطرز ويقال تحذ بحذاء هذه الشجرة أي صر بحذائهاى ( الحذية كغنية هضبة قرب مكة ) شرفها الله تعالى قال أبو قلابة (1/8340)
يئست من الجذية أم عمرو * غدا تئذا نتحونى بالحباب ( والحذيا بالضم وفتح الذال ) مع تشديد الياء ( هدية البشارة ) وجائزتها و ( هو حذياك ) أي ( بازائك و ) في المثل ( أخذه بين الحذيا والخلسة ) قال ابن سيده أي ( بين الهبة والاستلاب والحذى كالعذى ) أي بالكسر ( شجر ) ينبت على ساق ( والحذاية كثمامة القسمة من الغنيمة كالحذيا بالضم والحذيا بفتح الذال ) مع التشديد ( والحذية كغنية ) والكلمة يائية بدليل الحذية وواوية بدليل الحذوة ( وقد أحذاه ) من الغنيمة أعطاه منها ( وحذى اللبن وغيره ) كالنبيذ والخلل ( لسانه ) أو فمه ( يحذيه ) حذيا ( قرصه ) وذلك إذا فعل به شبه القطع من الاحراق وهو مجاز ( و ) حذى ( الاهاب ) حذيا ( خرقه فأكثر ) فيه من التخريق ( و ) حذى ( يده ) بالسكين ( قطعها ) وفى التهذيب فهو يحذيها إذا جزها ( و ) من المجاز حذى ( فلانا بلسانه ) إذا قطعه و ( وقع فيه فهو محذاء يحذى الناس ) يقطعهم بلسانه على المثل ( والحذية بالكسر ما قطع ) من اللحم ( طولا ) قال الاصمعي يقال أعطيته حذية من لحم وحزة من لحم وفلذة من لحم كل هذا إذا قطع طولا ( أو ) هي ( القطعة الصغيرة ) منه ومنه الحديث انما فاطمة حذية منى يقبضنى
ما يقبضها وفى حديث مس الذكر انما هو حذية منك أي قطعة منك ( وجا آحذيتين ) بالكسر مثنى حذية أي ( كل منهما الى حنب الاخر ) ويقال أيضا جا آحذتين بمعناه وقد تقدم ( والحذاء بالكسر القطاف والحيذوان ) بضم الذال ( الورشان ) نقله الصاغانى ( وتحاذى القوم فيما بينهم ) الماء ( اقتسموا ) سوية مثل تصافنوا وهو مجاز قال الكميت مذانب لا تستنبت العود في الثرى * ولا يتحاذى الحائمون فصالها * ومما يستدرك عليه حذى الجلد يحذيه جرحه وحذى اذنه قطع منها والمحذى الشفرة التى يحذى بها والحذية بالضم الماس الذى تحذى به الحجارة وتثقب والحذى والحذية بكسرهما العطية وأحذيته طعنة طعنته عن اللحيانى وهو مجاز وحذيت الشاة تحذى حذى مقصور وهو ان ينقطع سلاها في بطنها فتشتكي نقله الجوهرى تبعا لابي عبيد قال الازهرى والصواب بالدال والهمز كما ضبطه الفراء وتقدمت الاشارة إليه وحذية بالكسر أرض بحضر موت عن نصر ودابة حسن الحذاء ككتاب أي حسن القد و ( الحروة حرقة ) يجدها الرجل ( في الحلق والصدر والرأس من الغيظ والوجع ) كما في المحكم ( و ) أيضا ( حرافة ) تكون ( في طعم الخردل ) وما أشبهه ( كالحراوة ) يقال انى لاجد لهدا الطعام حروة وحراوة أي حرارة وذلك من حرافة شئ يؤكل كما في الصحاح ويقال لهذا الكحل حراوة ومضاضة في العين وقال النضر الفلفل له حراوة بالواو وحرارة بالراء ( و ) الحروة ( الرائحة الكريهة مع حدة ) في الخياشيم نقله ابن سيده يو ( الحارية الافعى التى كبرت ونقص جسمها ولم يبق الا رأسها ونفسها وسمها ) كذا في المحكم وما أخصر عبارة الجوهرى حيث قال التى نقص جسمها من الكبر وذلك أخبث ما يكون يقال رماه الله بأفعى حارية قال ابن سيده والذكر حار قال أو حاريا من القتيرات الاول * أبتر قيد الشبر طولا أو أقل وأنشد شمر انعت على الحوفاء في الصبح الفضح * حوير يا مثل قضيب المجتدح ( والحرا ) مقصورا ( والحراة الناحية ) يقال اذهب فلا أرينك بحراى وحراتى ويقال لا تطر حرانا أي لا تقرب ما حولنا يقال نزلت بحراه وعراه قال ابن الاثير الحرا جناب الرجل وساحته * قلت ونقله أبو عبيد عن الاصمعي كذلك ( و ) الحرا والحراة ( صوت الطير ) هكذا خصه ابن الاعرابي أو عام ) في الصوت والجلية كما في الصحاح ( و ) الحرا ( الكناس ) للظبى ( وموضع البيض ) للنعام قال بيضه ذا دهيفها عن حراها * كل طار عليه أن يطراها وقى التهذيب الحرا كل موضع لظبى يأوى إليه وقال الليث الحرا مبيض النعام أو مأوى الظبى قال الازهرى وهو باطل والحرا عند العرب ما رواه أبو عبيد عن الاصمعي الحرا جناب الرجل وما حوله يقال لا تقربن حرانا ويقال نزل بحراه وعراه إذا نزل بساحته وحرا مبيض النعام ما حوله وكذلك حرا كناس الظبى ما حوله ( ج احراء ) كندى وانداء ( وحراة النار التهابها ) وفى الصحاح صوت التهابها وقال ابن برى قال على بن حمزة هذا تصحيف وانما هو الخواة بالخاء والواو قال وكذلك قال أبو عبيد ( والحرا الحليق ومنه ) قولهم ( بالحرا ان يكون ذلك وانه لحرى بكذا وحرى كغنى وحر ) أي خليق جدير ( والاولى لا تثنى ولا تجمع ) كما في الصحاح أي لا يغير عن لفظه فيما زاد على الواحد ويسوى بين الجنسين أعنى المذكر والمؤنث لانه مصدر قال الجوهرى وأنشد الكسائي وهن حرى ان لا يثبنك نقرة * وأنت حرى بالنار حين تثيب ومن قال حر وحرى ثنى وجمع وأنث فقال حريان وحرون وحرية وحريات وحريون وحرية وحريتان وحريات وفى التهذيب وهم أحرياء بذلك وهن حرايا وأنتم أحراء جمع حر وقال اللحيانى وقد يجوز ان يثى ما لا يجمع لان الكسائي حكى عن بعض العرب انهم يثنون ما لا يجمعون فيقول انهما لحريان أن يفعلا قال ابن برى وشاهد حرى قول لبيد من حياة قد سئمنا طولها * وحرى طول عيش أن يمل وفى الحديث ان هذا لحرى ان خطب ان ينكح وقولهم في الرجل إذا بلغ الخمسين حرى قال ثعلب معناه وهو حرى ان ينال الخير كله ( وانه لمحرى ان يفعل ) ذلك عن اللحيانى ( و ) انه ( لمحراة ) ان يفعل ولا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث كقولك مخلقة (1/8341)
ومقمنة ( وأحربه ) مثل أحج به قال الشاعر ومستبدل من بعد غضبى صريمة * فاحر به لطول فقر وأحريا أي وأحرين وقال آخر فان كنت توعدنا بالهجاء * فأحر بمن رامنا أن يخيبا ( وما أحراه به ) أي ( ما أجدره ) وأخلقه قال الجوهرى ( و ) من أحربه اشتق التحرى يقال ( تحراه ) أي تعمده ) ومنه الحديث تحر واليلة القدر في العشر الاواخر أي تعمدوا طلبها فيها وقيل تحراه توخاه وقصده ومنه قوله تعالى فأولئك تحروا رشدا أي توخوا وعمدوا عن أبى عبيد وأنشد لامرئ القبس ديمة هطلاء فيها وطف * طبق الارض تحرى وتدر ( و ) تحرى ( طلب ما هو أحرى بالاستعمال ) في غالب الظن كما في الصحاح وقيل التحرى القصد والاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشئ بالفعل والقول وقيل هو قصد الاولى والاحق ( و ) تحرى ( بالمكان تمكث وحرى ) الشئ ( كرمى ) يحرى حريا
( نقص ) بعد الزيادة قال الراغب كأنه لزم حراء ولم يمتد انتهى يقال يحرى كما يحرى القمر كما في الصحاح أي ينقص منه الاول فالاول وأنشد شمر ما زال مجنونا على است الدهر * في بدن نيمى وعقل يحرى وأنشد الراغب * والمرء بعد تمامه يحرى * ومنه الحديث فما زال جسمه يحرى حتى لحق به ( وأحراه الزمان ) نقصه ( وحراء ككتاب و ) حرى ( كعلى ) بصيغة الماضي ( عن ) القاضى ( عياض ) في المشارق وهى لغة ضعيفة أنكرها الخطابى وغيره يذكر ( ويؤنث ) واقتصر ابن دريد على التأنيث ( و ) يصرف و ( يمنع ) قال سيبويه منهم من يصرفه ومنهم من لا يصرفه يجعله اسما للبقعة وأنشد * ورب وجه من حراء منحن * وأنشد أيضا سيعلم أينا خيرا قديما * وأعظمنا ببطن حراء نارا قال ابن برى هكذا أنشده سيبويه قال وهو لجرير وأنشده الجوهرى ألسنا أكرم االثقلين طرا * وأعظمهم ببطن حراء نارا قال الجوهرى لم يصرفه لانه ذهب به الى البلدة التى هو بها قال شيخنا وفى حراء لغات كثيرة مروية أوردها شراح البخاري وقد جمع أحواله مع قباء من قال حرا وقبا أنث وذكرهما معا * ومدن واقصر واصرفن وامنع الصرفا قال واجمع منه قول عبد الملك العصامي المكى قد جاء تثليث حرا مع قصره * وصرفه وضد ذين فادره قال وهو أجمع من الاول الا ان في اثبات بعض ما فيه خلاف المشهور ( جبل بمكة ) في أعلاها عن يمين الماشي لمنى يعرف الان بجبل النور قال الخطابى كثير من المحدثين يغلطون فيه فيفتحون حاءه ويقصرونه ويميلونه ولا يجوز امالته لان الراء قبل الالف مفتوحة كما لا يجوز امالة رافع وراشد ( فيه غار تحنث فيه النبي صلى الله عليه وسلم ) وقد تشرفت بزيارته * ومما يستدرك عليه حرى عليه غضب وقوم حراء أي غضاب عيل صبرهم حتى أثر في أجسامهم وحراه يحريه قصد حراه أي ساحته وكذلك تحراه والحراة حفيف الشجر وحرى ان يكون ذلك أي عسى زنة ومعنى وحراه إذا أضافه عن ابن الاعرابي وكغني مالك بن حرى قتل مع على بصفين ونصر بن سيار بن رافع بن حرى أمير خراسان وأحرى قرب نقله الصاغانى و ( حزوى كقصوى و ) حزواء ( كحمراء وحزوزى مواضع ) اما حزوى فموضع بنجد في ديار تميم من طريق حاج الكوفة قاله نصر وقال الازهرى حبل من حبال الدهناء وقد نزلت به وقال الجوهرى اسم عجمة من عجم الدهناء وهى جمهور عظيم تعلو تلك الجماهير قال ذو الرمة نبت عيناك عن طلل بحزوى * عفته الريح وامتنح القطارا وأما حزواء بالمد فذكره ابن دريد في الجمهرة قال الجوهرى والنسبة الى حزوى حزاوى وأنشد لذى الرمة حزاوية أو عوهج معقلية * ترود باعطاف الرمال الحرائر ( والمخروزي المنتصب أو ) هو ( القلق أو ) هو ( المنكسر وحزا حزوا وتحزى تحزوا زجر وتكهن ) قال أبو زيد حزونا الطير حزوا وزجرناها زجرا بمعنى قال ابن سيده والكلمة واوية ويائية * ومما يستدرك عليه حزوت الشئ حزوا خرصته عن الاصمعي وحزا السراب الشخص يحزوه حزوا رفعه ى ( كحزى يحزى حزيا وتحزى تحزيا ) أي زجر وتكهن قال رؤبة لا يأخذ التأفيك والتحزى * فينا ولا قول العدا ذو الاز وفى الصحاح الحازى الذى ينظر في الاعضاء وفى خيلان الوجه يتكهن انتهى وقال ابن شميل الحازى أقل علما من الطارق والطارق يكاد أن يكون كاهنا والعائف العالم بالامور والعراف الذى يسم الارض فيعرف مواقع المياه ويعرف باى بلد هو وقال الليث الحازى الكاهن حزا يحزو ويحزى وتحزى وأنشد * ومن تحزى عاطسا أو طرقا * ( وحزى النخل تحزية ) كذا في النسخ والصواب حزى النخل حزيا ( خرصه ) كما هو نص الاصمعي ( و ) حزى ( الطير ) يحزيها ويحزوها ( زجرها وساقها ) قال أبو زيد وهو عندهم ان (1/8342)
ينعق الغراب مستقبل رجل وهو يريد حاجة فيقول هو خير فيخرج أو ينعق مستدبره فيقول هذا شر فلا يخرج وان سنح له شئ عن يمينه تيمن به أو عن يساره تشاءم به ( و ) حزاه ( السراب ) يحزيه حزيا ( رفعه ) قال فلما حزاهن السراب بعينه * على البيد أذرى عبرة وتتيعا وقال الجوهرى حزى السراب الشخص يحزوه ويحزيه رفعه قال ابن برى صوابه حزى الال وروى الازهرى عن ابن الاعرابي قال إذا رفع له شخص الشئ فقد حزى ( والحزا ) بالقصر ( ويمد ) عن شمر وأنكر أبو الهيثم القصر ( نبت ) يشبه الكرفس وهو من أحرار البقول ولريحه خمطة تزعم الاعراب ان الجن لا تدخل بيتا يكون فيه ذلك والناس يشربون ماءه من الريح ويعلق على الصبيان إذا خشى على أحدهم ان يكون به شئ وقال شمر تقول العرب ريح حزا فالنجا قال هو نبات ذفر يتدخن به للارواح يشبه الكرفس وهو أعظم منه فيقال اهرب ان هذا ريح شر ( الواحدة حزاة وحزاءة وغلط الجوهرى فذكره بالخاء ) المعجة نقله هناك عن أبى عبيد ( وأخرى هاب ) نقله الجوهرى وأنشد ونفسي أرادت هجر ليلى فلم تطق * لها الهجر هابته واحزى حنينها
وقال أبو ذؤيب كعود المعطف أحزى لها * بمصدره الماء رأم رذى ( و ) أحزى ( عليه في السعلة عسر و ) احزى ( بالشئ علم به و ) احزى له ( ارتفع وأشرف وحزاء ) ككتان ( ع ) في شعر قاله نصر * ومما يستدرك عليه الحازى خارص النخل والحزاء المنجم كالحازى والجمع حزاة وحواز وفى الاساس حزوت النعل وحزيته خرزته هكذا ذكره في هذا الحرف والصواب بالذال و ( حسا الطائر الماء حسوا ) وهو كالشراب للانسان ( ولا تقل ) للطائر ( شرب و ) حسا ( زيد المرق ) حسوا ( شربه شيأ بعد شئ كتحساه واحتساه ) قال سيبويه التحسى عمل في مهلة ( وأحسيته أنا ) احساء ( وحسيته ) تحسية ( واسم ما يحتسى الحسية ) كغنية ( والحسا ) مقصورا ( ويمدوا الحسو كدلو والحسو كعدو ) قال ابن سيده وأرى ابن الاعرابي حكى في الاسم الحسو على لقظ المصدر والحسا مقصورا قال ولست منهما على ثقة قال شمر جعلت حسوا وحساء وحسية إذا طبخ له الشئ المرقق إذا اشتكى صدره ويقال شربت حساء وحسوا وقال ابن السكيت حسوت شربت حسوا وحساء وشربت مشوا ومشاء وقال ابن الاثير الحساء طبيخ يتخذ من دقيق وماء ودهن وقد يحلى ويكون رقيقا يحسى ( وهو أيضا ) أي الحسو كعدو الرجل ( الكثير التحسى ) ومنه قول أبى ذبيان بن الرعبل ان أبغض الشيوخ الى الحسوا الاقلح الاملح ( والحسوة بالضم الشئ القليل منه ج أحسية واحسوة جج ) جمع الجمع ( أحاسى ) وأنشد ابن جنى لبعض الرجاز وحسد أو شلت من حظاظها * على أحاسى الغيظ واكتظاظها قال ابن سيده عندي انه جمع حساء على غير قياس وقد يكون جمع أحسية واحسوة غير انى لم أسمعه وما رأيته الا في هذا الشعر ( و ) الحسوة ( المرة ) الواحدة ( من الحسو وبالفتح أفصح ) وقيل هما لغتان وهذان المثالان يعتقبان على هذا الضرب كالنغبة والنغبة والجرعة وفرق يونس بين هذين المثالين فقال الفعلة للفعل والفعلة للاسم ( و ) يقال ( يوم كحسو الطير ) أي ( قصير ) كذا في الصحاح والاساس والذى في المحكم نوم كحسو الطير أي قليل وفى التهذيب يقولون نمت نومة كحسوا الطير إذا نام نوما قليلا * ومما يستدرك عليه الحسى بالضم جمع الحسوة وقد يكون الاحتساء في النوم وتقصى سير الابل يقال احتسى سير الفرس والجمل والناقة قال إذا احتسى يوم هجير هائف * عزوز عيدياتها الخوانف وحاسى الذهب لقب لابن جد عان لانه كان له اناء من ذهب يحسو منه نقله الجوهرى ويقال للقصير هو قريب المحسى من المفسى واحتسوا كاس المنايا واحتسوا أنفاس النوم وتحاسوا وحاسيته كأسا مرة وفى المثل لمثلها كنت أحسيك الحسا أي كنت أحسن اليك لمثل هذا الحال كما في الاساس ى ( الحسى ويكسر والحسى كالى ) حكى الاخيرة الفارسى عن أحمد بن يحيى قال ولا نظير لهما الا معى ومعى وانى من الليل وانى وأما الفتح الذى ذكره فانه غير معروف والصواب حسا مثال قفا وهو الذى حكاه ابن الاعرابي ( سهل من الارض يستنقع فيه الماء أو غلظ فوقه رمل يجمع ماء المطر وكلما نزحت دلوا جمت أخرى ) كذا في المحكم وقال الجوهرى الحسى ما تنشفه الارض من الرمل فإذا صار الى صلابة أمسكته فتحفر عنه الرمل فتستخرجه وقال الازهرى الحسى الرمل المتراكم أسفله جبل صلد فإذا مطر الرمل نشف ماء المطر فإذا انتهى الى الجبل الذى تحته أمسك الماء ومنع الرمل حر الشمس ان ينشف الماء فإذا اشتد الحر نبث وجه الرمل عن الماء فنبع باردا عذبا يتبرض تبرضا ( ج أحساء وحساء ) وعلى الاولى اقتصر الجوهرى ( واحتسى حسى احتفره ) وقيل الاحتساء نبث التراب لخروج الماء قال الازهرى وسمعت غير واحد من بثى تميم يقول احتسينا حسيا أي أنبطنا ماء حسى ( كحساه ) وهذه من كتاب يافع ويفعة ( و ) احتسى ( ما في نفسه اختبره ) قال الشاعر يقول نساء يحتسين مودتي * ليعلمن ما أخفى ويعلمن ما أبدى قال الازهرى ويقال هل احتست من قلان شيأ على معنى هل وجدت ( كحسية كرضيه ) في الصحاح وحسيت الخبر بالكسر مثل حسست قال أبو زبيد الطائى سوى ان العتاق من المطايا * حسين به وهن إليه شوس ويروى أحسن به ( والحساء ككتاب ع ) كما في الصحاح قال نصر مياه لفزارة بين الربذة ونخل قال عبد الله بن رواحة الانصاري (1/8343)
يخاطب ناقته حين توجه الى موته من أرض الشام إذا بلغتني وحملت رحلى * مسيرة أربع بعد الحساء ( و ) في العرب احساء كثيرة منها ( احساء بنى سعدد بحذاء هجر ) بالبحرين ( وهو أحساء القرامطة ) لان أول من عمره وحصنه وجعله قصبة هجر أبو طاهر الحسن بن أبى سعيد القرمطى قال الازهرى وهى اليوم دار القرامطة وبها منازلهم ( أو ) هي ( غيرها ) كما يفهم من سياق ياقوت ( واحساء خرشاف دبسيف البحرين واحساء بنى وهب ) على خمسة أميال من المرتمي فيه بركة و ( تسعة آبار كبار ) وصغار ( بين القرعاء وواقصة ) على طريق الحاج ( والاحساء ماء لغنى ) قال الحسين بن مطير الاسدي أين جيراننا على الاحساء * أين جيراننا على الاطواء
فارقونا والارض ملبسة نو * ر الاقاحى يجاد بالانواء ( و ) الاحساء ( ماء باليمامة و ) أيضا ( ماءة لجديلة ) طيئ باجأ ( والمحساة ثور النضوح ) * ومما يستدرك عليه الحسى بالكسر الماء القليل كالحساء عن ثعلب وأحسيت الخبر مثل حسيت نقله الجوهرى واحتسى استخبر والحسى وذو حسى مقصوران موضعان وأنشد ابن برى * عفاذ وحسى من فرتنا فالفوارع * وحسى بالكسر موضع قال ثعلب إذا ذكر كثير غيقه فمعها حسى وقال نصر ذو حسى كهدى واد بالشربة من ديار غطفان والاحساء واد في طريق مكة بحذاء حاجر والاحسية جمع حساء كسوار واسورة وحساء جمع حسى كذئب وذئاب والاحسية موضع باليمن له ذكر في حديث الردة نقله ياقوت وحريث بن محسى كمحدث روى عن على وعمارة بن محسى شهد اليرموك و ( الحشو صغار الابل ) التى لا كبار فيها ( كالحاشية ) سميت بذلك لانها تحشو الكبار أي تتخللها أو لاصابتها حشى الكبار إذا انضمت الى جنبها وكذلك الحاشية من الناس والجمع الحواشى وفى حديث الزكاة خذ من حواشى أموالهم قال ابن الاثير هي صغار الابل كابن المخاض وابن اللبون ( و ) الحشو ( فضل الكلام ) الذى لا يعتمد عليه ( و ) الحشو ( نفس الرجل ) على المثل ( و ) الحشو ( مل ء الوسادة وغيرها بشئ ) كالقطن ونحوه وقد حشاها يحشوها حشوا ( وما يجعل فيها حشو أيضا ) على لفظ المصدر ( والحشية كغنية الفراش المحشو ) والجمع الحشايا ( و ) الحشية ( مرفقة أو مصدغة ) أو نحوها ( تغظم بها المرأة بدنها أو عجيزتها ) لتظن مبدنة أو عجزاء والجمع الحشايا أنشد ثعلب إذا ما الزل ضاعفن الحشايا * كفاها أن يلاث بها الازار ( كالمحشى ) كمنبر والجمع المحاشى قال الشاعر * جما غنيات عن المحاشى * ( واحتشتها و ) احتشت ( بها ) كلاهما ( لبستها ) عن ابن الاعرابي وأنشد * لا تحتشى الا الصميم الصادقا * يعنى انها لا تلبس الحشايا لان عظم عجيزتها يغنيها عن ذلك وأنشد في التعدي بالباء كانت إذا الزل احتشين بالنقب * تلقى الحشايا ما لها فيها أرب ( و ) احتشى ( الشئ امتلا ) كاحتشاء الرجل من الطعام ( و ) احتشت ( المستحاضة حشت نفسها بالمفارم ) ونحوها وكذلك الرجل ذو الابردة وفى الحديث قال لامرأة احتشى كرسفا وهو القطن تحشوبه فرجها وفى الصحاح والحائض تحتشى بالكرسف لتحبس الدم ( و ) يقال ( أتاه فما أجله ولا حاشاه ) أي ( ما أعطاه جليلة ولا حاشية والحشا ما في البطن ) وتثنيته حشوان وهو من ذوات الواو والياء لانه مما يثنى بالياء وبالواو ( ج احشاء وحشاه ) سهما حشوا ( أصاب حشاه والمحشى موضع الطعام في البطن ) والجمع المحاشى وقال الاصمعي أسفل مواضع الطعام الذى يؤدى الى المذهب المحشاة والجمع المحاشى وهى المبعر من الدواب وقال اياكم واتيان النساء في محاشيهن فان كل محشاة حرام وفى الحديث محاشى النساء حرام قال ابن الاثير هكذا جاء في رواية وهى جمع محشاة لاسفل مواضع الطعام من الامعاء فكنى به عن الادبار ( و ) حكى اللحيانى ( ما أكثر حشوة أرضه بالضم والكسر أي حشوها و ) ما فيها من ( دغلها ) وهو مجاز ( وأرض حشاة سوداء لا خير فيها ) وهو مجاز * ومما يستدرك عليه حشوة البطن وحشوته بالضم والكسر امعاؤه وقال الازهرى والشافعي جميع ما في البطن حشوة ما عدا الشحم فانه ليس من الحشوة وقال الاصمعي الحشوة مواضع الطعام وفيه الاحشاء والاقصاب والحشو القطن وحشا الغيظ يحشوه حشوا قال المرار وحشوت الغيظ في اضلاعه * فهو يمشى خطلانا كالنقر وحشى الرجل غيظا وكبرا كلاهما على المثل وأنشد ثعلب ولا تأنفا ان تسألا وتسلما * فما حشى الانسان شرا من الكبر وحشى الرجل بالنفس وحشيها قال يزيد بن الحكم الثقفى وما برحت نفس لجوج حشيتها * بذنبك حتى قيل هل أنت مكتوى وحشو البيت من الشعر أجزاؤه غير عروضه وضربه وحشوة الناس رذالهم والحشو ما يحشى به بطن الخروف من التوابل والجمع المحاشى على غير قياس والمحاشي أكسية خشنة تخلق الجلد واحد ها محشاة عن الاصمعي وتقدم ذلك للمصنف في الهمزة نقله (1/8344)
الجوهرى قال وقول الشاعر وهو النابغة اجمع محاشك يا يزيد فانني * أعددت يربوعا لكم وتميما قال هو من الحشو قال ابن برى وهو غلط قبيح انما هو من المحش وهو الخرق وقد فسر هذه اللفظة في فصل محش وتقدم ما يتعلق به هناك واحتشت الرمانة بالحب امتلات ورمانة محتشية وبنو حشيبر قبيلة باليمن والاصل فيه حشى برا وقد ذكرت في الراء والحشوية طائفة من المبتدعة ى ( الحشى ما دون الحجاب مما في البطن ) كله ( من كبد وطحال وكرش وما تبعه ) حشى كله ( أو ما بين ضلع الخلف التى في آخر الجنب الى الورك أو ظاهر البطن و ) قيل الحشى ( الحضن ) كذا في النسخ والصواب والخصر أي وهو الخصر ومنه قولهم هو لطيف الحشى إذا كان أهيف ضامر الخصر وقال الشاعر يصف امرأة * هضيم الحشى ما الشمس في يوم دجنها * وامرأة ضامرة الحشى وهن ضوامر الاحشاء وقال ابن السكيت الحشى ما بين آخر
الاضلاع الى رأس الورك قال الازهرى وتثنيته حشيان وقال الجوهرى الحشى ما اضطمت عليه الضلوع ( و ) الحشى ( ربو ) وهو شبه البهر ( يحصل ) للمسرع في مشيته والمحتد في كلامه ( وهو حش وحشيان ) ومنه حديث عائشة ما لى أراك حشيا رابية أي ما لك قد وقع عليك الحشى وهو الربو والنهج وارتفاع النفس وتواتره وقال أبو حبيب الهذلى فنهنهت أولى القوم عنهم بضربة * تنفس منها كل حشيان محجر ( وهى حشية ) كفرحة ( وحشيى ) على فعلى ( وقد حشيا بالكسر حشى ) وشاهد المصدر قول الشماخ تلاعبتى إذا ما شئت خود * على الانماط ذات حشى قطيع أراد ذات نفس منقطع من سمنها وقطيع نعت لحشى ( و ) حشى ( السقاء ) حشى ( صار له من اللبن كالجلد من باطن فلصق به ) أي بالجلد ( فلا يعدم أن ينتن فيروح والحشى كغنى من النبت ما فسد أصله وعفن ) عن ابن الاعرابي وأنشد كأن صوت شخبها إذا هما * صوت أفاع في حشى أعشما يروى بالحاء وبالخاء قال ابن برى ومثله قول الاخر وان عندي ان ركبت مسحلى * سم ذراريح رطاب وحشى أراد وحشى فخفف المشدد ( أو ) الحشى ( اليابس ) نقله الجوهرى عن الاصمعي وأنشد للعاج * والهدب الناعم والحشى * يروى بالحاء والخاء جميعا ( و ) يقال ( أنا في حشاه ) أي في ( كنفه ) وذراه نقله الزمخشري ( و ) قيل في ( ناحيته ) وأنشد ابن دريد للمعطل الهذلى يقول الذى أمسى الى الحزن أهله * بأى الحشى أمسى الخليط المباين قال الجوهرى يعنى الناحية ( والحاشية حاشية الثوب وغيره ) ولو قال جانب الثوب كان أحسن ففى المحكم حاشيتا الثوب جانباه اللذان لاهدب فيهما وفى التهذيب جانباه الطويلتان في طرفيهما الهدب ودخل في قوله وغيره حاشية السراب وهو كل ناحية منه وحاشية المقام طرفه وجانبه تشبيها بحاشية الثوب وحاشية الكلا جانبه ومنه حديث معاوية لو كنت من أهل البادية لنزلت من الكلا الحاشية وحاشية الكتاب طرفه وطرته ( و ) الحاشية ( أهل الرجل وخاصته ) الذين في حشاه أي كنفه ( و ) هؤلاء حاشيته بالنصب أي في ( ناحيته وظله ) وذراه ( وحاشى منهم فلانا استثناه ) قال ابن الانباري معناه عزله من وصف القوم بالحشى وعزله بناحية ولم يدخله في جملتهم قال الازهرى جعله من حشى الشئ وهو ناحيته ( كتحشاه ) قال اللحيانى شتمتهم وما حاشيت منهم أحدا ولا تحشيت أي ما قلت حاشى لفلان وما استثنيت منهم أحدا وأنشد الباهلى في المعاني ولا يتحشى الفحل ان أعرضت به * ولا يمنع المرباع منها فصيلها قال لا يتحشى لا يبالى من حاشى ( وحاشى تجر ) ما بعدها ( كحتى ) وشاهده قول سبرة بن عمر والاسدي حاشى أبى ثوبان ان به * ضنا عن الملحاة والشتم قال ابن برى هو في المفضليات للجميع بن الطماح الاسدي قال ومثله قول الاقيشر في فتية جعلوا الصليب الههم * حاشاى انى مسلم معذور قال حاشى في البيت حرف جر ولو كانت فعلا لقال حاشانى ( و ) قال الجوهرى يقال ( حاشاك و ) حاشى ( لك بمعنى ) واحد وحاشى كلمة يستثنى بها وقد يكون حرفا وقد يكون فعلا فان جعلتها فعلا نصبت بها فقلت ضربتهم حاشى زيدا وان جعلتها حرفا خفضت بها وقال سيبويه لا يكون الا حرف جر لانها لو كانت فعلا لجاز أن يكون صلة كما يجوز ذلك في خلا فلما امتنع أن يقال جاءني القوم ما حاشى زيدا دلت أنها ليست بفعل وقال المبرد حاشى قد تكون فعلا واستدل بقول النابغة ولا أرى فاعلا في الناس يشبهه * وما أحاشى من الاقوام من أحد فتصرفه يدل على انه فعل ولانه يقال حاشى لزيد فخرف الجر لا يجوز أن يدخل على حرف الجر ولان الحذف يدخلها كقولهم حاش لزيد والحذف انما يقع في الاسماء والافعال دون الحروف انتهى ( وحاشى لله وحاش لله ) أي براءة لله و ( معاذ الله ) قال الفارسى حذفت منه اللام لكثرة الاستعمال وقال الازهرى حاش لله كان في الاصل حاشى لله فكثر في الكلام وحذفت الياء وجعل اسما (1/8345)
وان كان في الاصل فعلا وهو حرف من حروف الاستثناء مثل عدا وخلا ولذلك خفضوا بحاشى كما خفض بهما لانهما جعلا حرفين وان كانا في الاصل فعلين وقال ابن الانباري من قال حاشى لفلان خفضه باللام الزائدة ومن قال حاشى فلانا أضمره في حاشى مرفوعا ونصب فلانا بحاشا والتقدير حاشى فعلهم فلانا ومن قال حاشى فلان خفض باضمار اللام لطول صحبتها حاشى ويجوز أن تخفضه بحاشى لان حاشى لما خلت من الصاحب أشبهت الاسم فأضيفت الى ما بعدها ( و ) تحشى ( من فلان تذمم ) عن ابن الاعرابي وأنشد للاخطل ولولا التحشى من رماح رميتها * بكالمة الانياب باق رسومها ( والحشى ع قرب المدينة ) وقال نصر هو واد بالحجاز ورسمه بالالف قال الشاعر فان باجزاع البريراء فالحشا * فوكز الى النقعين من وبعان ( و ) من المجاز ( الحاشيتان ابن المخاض وابن اللبون ) قال ابن السكيت يقال أرسل بنو فلان رائدا فانتهى الى أرض قد شبعت حاشيتاها * ومما يستدرك عليه إذا اشتكى الرجل حشاه فهو حش نقله الازهرى ومحشية الكلاب الارنب أي تعد والكلاب
خلفها حتى تنبهر الكلاب نقله الجوهرى عن ابن السكيت وتحشت المرأة تحشيا فهى متحشية مثل احتشت الحشية نقله الازهرى وحاشية الناس رذالهم وتحشى في بنى فلان إذا اضطموا عليه وآووه وحشى الرجل تحشية كتب على حاشية الكتاب عامية ثم سمى ما كتب حاشية مجازا وعيش رقيق الحواشى ناعم في دعة ورجل رقيق الحواشى لطيف الصحبة وقال اللحيانى يقال شتمتهم فما حشيت منهم أحدا أي ما قلت حشى لفلان قال ابن الانباري ومن العرب من يقول حشى لفلان فسقط الالف وأنشد الفراء حشى رهط النبي فان منهم * بحور الا تكدرها الدلاء وتحشى من الحاشية كتنحي من الناحية وتقول انحشى صوت وحرف في حرف نقله الازهرى وحاشى نبت يو ( الحصى صغار الحجارة ) قال ابن شميل الحصى ما حذفت به حذفا وهو ما كان مثل بعر الغنم ( الواحدة حصاة ج حصيات ) بالتحريك كبقرة وبقرات ( وحصى ) بالضم والكسر معا مع كسر الصاد وتشديد الياء كذا في النسخ وقال أبو زيد حصاة وحصى مثل قناة وقنا ونواة ونوى ودواة ودوى هكذا قيده شمر بخطه وقال غيره حصاة وحصى بفتح أوله وكذلك قناة وقنا ونواة ونوى مثل تمرة وتمر ( وحصيته ضربته بها ) أو رميته بها ( وأرض محصاة كثيرتها ) وقد حصيت كرضيت وفى الصحاح أرض محصاة ذات حصى ( و ) الحصى ( العدد ) ومنه قولهم نحن أكثر منهم حصى أي عددا وأنشد الجوهرى للاعشى يفضل عامرا على علقمة ولست بالاكثر منهم حصى * وانما العزة للكاثر ( أو ) العدد ( الكثير ) تشبيها بالحصى من الحجارة في الكثرة ( و ) في الحديث ان الله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة اختلفت فيه فقيل من ( أحصاه ) احصاء إذا ( عده ) وقال الراغب الاحصاء التحصيل بالعدد يقال أحصيت كذا وذلك في لفظ الحصا واستعمال ذلك من حيث انهم كانوا يعتمدونه في العد كاعتمادنا فيه على الاصابع قال الله تعالى وأحصى كل شئ عددا أي حصله وأحاط به انتهى قال شيخنا ثم صار حقيقة في مطلق العد والضبط وقال الازهرى في تأويل الحديث من أحصاها علما بها وايمانا بها ويقينا بأنها صفات الله عز وجل ولم يرد الاحصاء الذى هو العد ( أو ) أحصاه ( حفظه ) عن ظهره قلبه وبه فسر الحديث أيضا وفى الحديث أكل القرآن أحصيت أي حفظت وقوله للمرأة أحصيها أي احفظيها ( أو ) أحصاه ( عقله ) وبه فسر الحديث أيضا أي من عقل معناها وتفكر في مدلولها معتبرا في معانيها ومتدبرا راغبا فيها وراهبا وقيل معناه من استخرجها من كتاب الله تعالى وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعدها لهم الا ما جاء في رواية عن أبى هريرة وتكلموا فيها * قلت وقد ألف في رواية أبى هريرة التقى السبكى رسالة صغيرة بين فيها ما يتعلق بحال الرواية وهى عندي وأما قوله تعالى علم أن لن تحصوه أي لن تطيقوا عده وضبطه وفي الحديث استقيموا ولن تحصوا أي لن تطيقوا الاستقامة وقيل لن تحصوا ثوابه ( والحصاة اشتداد البول في المثانة حتى يصير كالحصاة وقد حصى ) الرجل ( كعنى ) فهو محصى عن الليث ( و ) الحصاة ( العقل والرأى ) يقال فلان ذو حصاة واصاة أي عقل ورأى وهو ثابت الحصاة إذا كان عاقلا وأنشد الجوهرى لكعب بن سعد الغنوى وان لسان المرء ما لم تكن له * حصاة على عوراته لدليل ونسبه الازهرى الى طرفة أي إذا لم يكن مع اللسان عقل يحجزه عن بسطه فيما لا يحب دل اللسان على عبيه بما يلفظ به من عور الكلام وقال الاصمعي الحصاة فعلة من أحصيت وقولهم ذو حصاة أي حازم كتوم يحفظ سره ( وهو حصى كغنى وافر العقل ) شديده ( والحصو المغص في البطن ) عن ابن الاعرابي ( و ) الحصو ( المنع ) وأنشد الجوهرى للشاعر وهو بشير الفربرى ألا تخاف الله إذ حصوتنى * حقى بلا ذنب واذ عنيتنى ( وحصى الشئ كرضى أثر فيه ) هكذا نقله الصاغانى عن أبى نصر قال ساعدة بن جؤية فورك لينا أخلص القين أثره * وحاشكة يحصى الشمال نذيرها قيل يحصى في الشمال يؤثر فيها ( و ) حصيت ( الارض ) تحصى ( كثر حصاها وحصاه تحصية وقاه وتحصى توقى ) عن الفراء (1/8346)
( والحصوان محركة ع باليمن ) * ومما يستدرك عليه نهر حصوى كثير الحصى وأرض حصية كفرحة كثيرة الحصى والحصاوى خبز عمل على الحصاة عامية وبيع الحصاة أن يقول أحدهما إذا نبذت الحصاة اليك فقد وجب البيع أو أن يقول بعتك من السلع ما تقع عليه حصاتك إذا رميت بها أو بعتك من الارض الى حيث تنتهى حصاتك واكل منهى عنه لما فيه من الغرر والجهالة وحصاة القسم الحجارة التى يتصافنون عليها الماء والحصاة العد اسم من الاحصاء وأنشد الازهرى لابي زبيد يبلغ الجهد ذو الحصاة من القو * م ومن يلف واهنا فهو مودى وأنشد ابن برى وقد علم الاقوام انك سيد * وانك من دار شديد حصاتها وحصاة اللسان رزانته وحصاة المسك قطعة صلبة توجد في فأرة المسك نقله الجوهرى وقال الليث يقال لكل قطعة من المسك
حصاة وفى أسماء الله الحسنى المحصى وهو الذى أحصى كل شئ بعلمه فلا يفوته دقيق منها ولا جليل والاحصاء الاحاطة والاطاقة وبه فسر حديث الاسماء أي من أطاق العمل بمقتضاها والحصوة موضع بالقرب من مصرفي شرقيها وهو أول منزل للحاج قبل البركة والحصى موضع بديار بنى كلاب وحصى الشئ يحصيه أثر فيه لغة في حصى كرضى نقله الصاغانى و ( حضا النار حضوا حرك جمرها بعد ما همد ) يهمز ولا يهمز وفى الصحاح حضوت النار سعرتها ( والمحضى بالكسر الكور ) واما المحضأ والمحضاء كمنبر ومحراب لمحراك النار فقد تقدم ذكرهما في الهمزة وكذا أبيض حضئ و ( الحطو ) أهمله الجوهرى وابن سيده وقال الازهرى عن ابن الاعرابي هو ( تحريك الشئ مزعزعا ) ومنه حديث ابن عباس أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقفاى فحطانى حطوة هكذا روى غير مهموز ويروى بالهمز أيضا وقد تقدم ( والحطا ) كقفا ( العظام من القمل ) والجمع حطا نقله ابن برى قال وذكره ابن ولاد بالظاء المعجمة وهو خطأ * قلت وذكره ابن عباد بالوجهين في المحيط ( والحطواء من الغنم الحمراء والحطوطى انتفح ) كذا في التكملة * ومما يستدرك عليه الحطى لقب ملك الحبشة وكان قديما يلقب بالنجاشى ذكره المقريزى والحافظ بن حجر و ( الحظوة بالضم والكسر ) كما في الصحاح والمحكم والتهذيب قال شيخنا ونقل عن ثعلب تثليثه وكذا عن غيره بل جعله التقى الشمنى في شرح الشفاء قاعدة في كل فعلة واوى اللام كحظوة وقدوة واسوة وربوة ونحوها ففيه قصور ( والحظة كعدة المكانة ) والقرب المعنوي وقيل الوجاهة والتقدم المعنوي من ذى سلطان ونحوه ( و ) رجل له الحظوة والحظوة والحظة أي ( الحظ من الرزق ج حظا ) بالكسر مقصورا ( وحظاء ) بالكسر ممدودا ( وحظي كل واحد من الزوجين عند صاحبه كرضى واحتظى ) يقال حظيت المرأة عند زوجها حظوة وحظوة وحظة سعدت ودنت من قلبه واحبها وحظي هو عندها أيضا واحتظت هي عنده واحتظى وشاهد الحظة ما أنشده ابن السكيت لابنة الحمارس هل هي الاحظة أو تطليق * أو صلف من دون ذاك تعليق * قد وجب المهر إذا غاب الحوق ( وهى حظية كغنية ) قال المنلا على في ناموسه الظاهر ان الحظوة مخصوص بالمرأة كما هو المتعارف خلاف عموم ما في القاموس قال شيخنا لا يظهر ما استظهره بل هو عام كما في الدواوين اللغوية قاطبة وصرح به شراح الشفاء عن ثعلب وغيره * قلت ويؤيد ما استظهره المنلا على ما قال أبو زيد يقال انه لذو حظوة فيهن وعندهن ولا يقال ذلك الا فيما بين الرجال والنساء وظاهر سياق الجوهرى يدل له أيضا فتأمل ( و ) في المثل ( الاحظية فلاالية ) يقول ان أحظأتك الحظوة فيما تطلب فلا تأل ان تتودد الى الناس لعلك تدرك بعض ما تريد وأصله في المرأة تصلف عند زوجها وفى التهذيب هذا المثل من أمثال النساء تقول ان لم أحظ عند زوجي فلا آلو فيما يحظى عنده بانتهائي الى ما يهواه هنا ذكره الجوهرى والازهري وتقدم للمصنف ( في ا ل ى والحظوة ) بالفتح ( ويضم ) ونقل شيخنا فيه التثليث أيضا ( سهم صغير ) قدر ذراع وعليه اقتصر الجوهرى زاد غيره ( يلعب به الصبيان ) وزاد بعضهم لتعلم الرمى وإذا لم يكن فيه نصل فهو حظية بالتصغير ( و ) الحظوة ( كل قضيب نابت في أصل شجرة لم يشتد بعد ج ) كل منهما ( حظاء ) ككتاب ( وحظوات ) محركة وأنشد ابن برى الى ضمر زرق كأن عيونها * حظاء غلام ليس يخطئن مهراء وشاهد الخطوات قول الكميت أرهط امرى القيس اعبؤ احظواتكم * لحى سوانا قبل قاصمة الصلب ( و ) في المثل ( احدى حظيات لقمان مصغرة وهو لقمان بن عاد وحظياته سهامه ) ومراميه ( يضرب لمن عرف بالشرارة ثم جاءت منه ) هنة ( صالحة ) أي انها من فعلاته وأصل الخطيات المرامى واحدتها حظية تصغير حظوة وهى التى لا نصل لها من المرامى ( وحظا يحظو ) حظوا ( مشى الحظيا مصغرة وهو مشى رويد ) * ومما يستدرك عليه رجل حظى كغنى إذا كان ذا حظوة ومنزلة وقد حظى عند الامير كرضى واحتظى به بمعنى نقله الجوهرى وجمع الحظية من النساء حظايا تقول هي احدى حظاياى وهو أحظى منه أي أقرب إليه وأسعد وقال أبو زيد أحظيت فلانا على فلان من الحظوة والتفضيل أي فضلته عليه نقله الجوهرى وقول العوام للحظية محظية خطأ وكذا جمعها محاظى وفى حديث موسى بن طلحة دخل على طلحة وانا مصبح فأخذ النعل فحظانى بها حظيات ذوات عدد أي ضربني هكذا روى بالظاء وقال شمر انما أعرفه بالطاء فأما الظاء فلا وجه له وقال غيره ان كانت اللفظة محفوظة فيكون قد استعار القضيب أو السهم للنعل يقال حظاه بالحظوة إذا ضربه بها كما يقال عصاه بالعصاة ى ( حظى كسمى ) (1/8347)
أهمله والجوهري وهو ( اسم ) رجل ان كان مرتجلا غير مشتق فحكمه الياء وان كان من الحظوة فحكمه الواو على انه ترخيم محظى أي مفضل ( والحظى كعلى ) مقصورا ( القمل الواحدة حظاة ) هكذا ذكره ابن ولاد في كتاب المقصور والممدود ورده عليه ابن
برى وقال الصواب فيه بالطاء المهملة وقد تقدمت الاشارة إليه ( و ) قال ابن بزرج الحظى ( كالى الحظ كالحظو ) بالكسر نقله الصاغانى عن الفراء وقال ابن الانباري الحظى الحظوة و ( ج ) الحظى ( أحظ ) وقال ابن بزرج أحظى و ( جج ) جمع الجمع ( أحاظ ) ومنه قوله * أحاظ قسمت وجدود * و ( الحفا ) كقفا ( رقة القدم والخلف والحافر حفى ) كرضى ( حفا فهو حف وحاف والاسم الحفوة بالضم والكسر و ) نقل الجوهرى عن الكسائي رجل حاف بين ( الحفية والحفاية بكسرهما ) والحفاء بالمد قال ابن برى والصواب والحفاء بفتح الحاء قال كذلك ذكره ابن السكيت وغيره وهو الذى لا شئ في رجله من خف ولا نعل فاما الذى رقت قدماه من كثرة المشى فانه حاف بين الحفا ( أو هو ) أي الحفا ( المشى بغير خف ولا نعل ) قال الجوهرى اما الذى حفى من كثرة المشى أي رقت قدمه أو حافره فانه بين الحفا مقصور والذى يمشى بلا خف ولا نعل حاف بين الحفاء بالمد وقال الزجاج الحفا مقصور ان يكثر عليه المشى حتى يؤلمه قال والحفاء ممدود أن يمشى الرجل بغير نعل حاف بين الحفاء ممدود وحف بين الحفا مقصور إذا رق حافره ( واحتفى مشى حافيا و ) احتفى ( البقل اقتلعه من الارض ) بأطراف أصابعه من قلته وقصره ومن ذلك حريث المضطر الذى سأل النبي صلى الله عليه وسلم متى تحل لنا الميتة فقال ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفوا بها بقلا فشأنكم بها قال أبو عبيد ( لغة في الهمزة ) والمعنى ما لم تقتلعوا هذا بعينه فتأكلوه مأخوذ من الحفأ مهموز مقصور وهو أصول البردى الابيض الرطب منه وهو يؤكل قال ابن سيده وانما قضينا على ان اللام في هذه الكلمات ياء لا واوا لما قيل ان اللام ياء أكثر منها واوا قال الازهرى وقال أبو سعيد صوابه في الحديث تحتفوا بتخفيف الفاء من غير همز وكل شئ استؤصل فقد احتفى قال واحتفاء البقل أخذه بأطراف الاصابع من قصره وقلته قال ومن قال تحتفئوا بالهمز من الحفأ البردى فهو باطل لان البردى ليس من البقل والبقول ما تنبت من العشب على وجه الارض مما لا عرق له قال ولا بردى في بلاد العرب ويروى ما لم تجتفئوا بالجيم قال والاجتفاء أيضا بالجيم باطل في هذا الحديث لان الاجتفاء كبك الانية إذا جفأتها ويروى ما لم تحتفوا بتشديد الفاء من احتففت الشئ إذا أخذته كله كما تحف المرأة وجهها من الشعر ويروى بالخاء المعجمة ( وحفى به كرضى حفاوة ) بالفتح ( ويكسر وحفاية بالكسر وتحفاية ) بالكسر أيضا ( فهو حاف وحفى كغنى وتحفى ) به تحفيا ( واحتفى ) به ( بالغ في اكرامه وأظهر السرور والفرح ) يقال هو حفى أي بر مبالغ في الكرامة والتحفى الكلام واللقاء الحسن وقال الزجاج في قوله تعالى انه كان بى حفيا أي لطيفا يقال حفى فلان بفلان حفوة إذا بره وألطفه وقال الفراء أي عالما لطيفا يجيب دعوتي إذا دعوته وقال غيره أي معنيا بى وقال الليث الحفى هو اللطيف بك يبرك ويلطفك ويحتفى بك وقال الاصمعي حفى به يحفى حفاوة قام في حاجته وأحسن مثواه ( و ) أيضا ( أكثر السؤال عن حاله فهو حاف وحفى كغنى ) وبه فسرت الاية كأنك حفى عنها أي كانك أكثرت المسألة عنه وفى حديث على ان الاشعث سلم عليه فرد عليه بغير تحف أي مبالغ في في الرد والسؤال ( وحفا الله به حفوا أكرمه ) وكذلك حفاه الله ( و ) حفا ( زيد فلانا أعطاه و ) قال ابن الاعرابي حفاه حفوا ( منعه ) يقال أتانى فحفوته أي حرمته وقيل منعه من كل خير نقله الجوهرى عن الاصمعي وفى الحديث عطس رجل فوق ثلاث فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حفوت أي منعتنا ان نشمتك بعد الثلاث ويروى حقوت بالقاف وسيأتى فهو ( ضدو ) حفا ( شاربه ) حفوا ( بالغ في أخذه ) وألزق جزه ( كاحفاه ) ومنه الحديث أمر ان تحفى الشوارب وتعفى اللحى أي يبالغ في قصها وفى بعض الاثار من أحفى شاربيه نظر الله إليه وبه تمسكت الصوفية في احفاء الشوارب ( واحفى السؤال ردده و ) قال الليث أحفى فلان ( زيدا الح عليه وبرح به في الالحاح ) عليه أو سأله فاكثر عليه في الطلب ( وحافاه ) محافاة ما راه و ( نازعه في الكلام ) نقله الجوهرى عن أبى زيد ( و ) الحفى ( كغنى العالم ) الذى ( يتعلم ) العلم ( باستقصاه ) نقله الجوهرى وبه فسرت الاية أيضا أي كأنك مستقص لعلمها ( و ) الحفى أيضا ( الملح في السؤال ) وفى الصحاح المستقصى في السؤال وبه فسرت الاية أيضا وأنشد الجوهرى للاعشى فان تسألي عنى فيا رب سائل * حفى عن الاعشى به حيث أصعدا ( ج حفواء كعلماء ) عن الفراء ( والحفاوة الالحاح ) في المسألة ( ومنه ) المثل ( مأربة لا حفاوة ) وقيل الحفاوة هنا المبالغة في السؤال عن الرجل والعناية في أمره ( واحفيته حملته على أن يبحث عن الخبر ) باستقصاء ( و ) أحفيت ( به أزريت واستحفى ) الرجل ( اسخبر ) على وجه المبالغة كما في الاساس ( وحفاء ككساء جبل ) ويقال هو بالقاف كما سيأتي ( والحافى القاضى وتحافينا الى السلطان ترافعنا )
فرفعنا الى الحافى أي القاضى ( وتحفى اهتبل و ) أيضا ( اجتهد ) وهو مطاوع أحفاه إذا أجهده ( والحفياء ) بالمد ( ويقصر ويقال بتقديم الياء ) على الفاء ( ع بالمدينة ) على أميال منها جاء ذكره في حديث السباق كذا في النهاية * ومما يستدرك عليه حفى من نعله وخفه حفوة وحفية وحفاوة وأحفاه الله ومنه الحديث ليحفهما جميعا أو لينعلهما جميعا أي ليمشى حافى الرجلين أو منتعلهما وأحفى الرجل حفيت دابته نقله الجوهرى وتحفى إليه بالغ في الوصية وقال الاصمعي حفيت إليه بالوصية بالغت نقله الجوهرى والاحتفاء الاستئصال والاحفاء الاستقصاء في المنازعة ومنه قول الحرث بن حلزة (1/8348)
ان اخواننا الاراقم يغلو * ن علينا في قيلهم احفاء وأحفاه أجهده واستقصاه في السؤال وأحفى فمه استقصى على اسنانه وقال خالد بن كلثوم احتفى القوم المرعى إذا رعوه فلم يتركوا منه شيأ والاسم الحفوة والحافى بن قضاعة والد عمران معروف وبنو الحافى بطن في ريف مصر والحافى لقب أبى نصر بشر بن الحرث ابن عبد الرحمن المروزى العابد لقب بذلك لانه طلبت من الحذاء شسعا فقال له ما أكثر مؤنتكم على الناس فرمى بها وقال لا ألبس نعلا أبدا سمع حماد بن زيد والهانى بن عمران الموصلي وكان يكره الرواية وعنه سرى السقطى ونعيم بن الهيصم مذاكرة توفى سنة 227 و ( الحقو الكشح ) وفى الصحاح الخصر وقال أبو عبيد الخاصرة وهما حقوان هكذا اقتصروا على الفتح قال شيخنا وبقى عليه الكسر رواه أئمة الرواية في البخاري وغيره قال وربما يؤخذ من قوله ويكسر ولكن قاعدته دالة على ان الضبط يرجع لما يليه وان أراد العموم قال فيهما أو فيهن أو نحو ذلك ثم الكسر انما هو لغة هذلية على ما صرح به غير واحد * قلت اقتصر الحافظ في الفتح على الفتح ولم يذكر الكسر والذى نقله شيخنا من ذكر الكسر فانما حكى ذلك في معنى الازار على ما بينه صاحب المحكم وغيره فتأمل ذلك ( و ) من المجاز الحقو ( الازار ) يقال رمى فلان بحقوه إذا رمى بازاره وفى حديث عمر قال للنساء لا تزهدن في جفاء الحقوا أي لا تزهدن في تغليظ الازار وثخانته ليكون أستر لكن وفى حديث آخر انه أعطى النساء اللاتى غسلن ابنته حين ماتت حقوه وقال اسفرنها اياه أي ازاره ( ويكسره أو معقده ) وفى الصحاص مشده أي من الجنب وهذا هو الاصل فيه ثم سمى الازار حقوا لانه يشد على الحقو كما تسمى المزادة رواية لانها على الرواية وهو الجمل قاله ابن برى وفى حديث صلة الرحم فأخذت بحقو العرش لما جعل الرحم شجنة من الرحمن استعار لها الاستمساك به كما يستمسك القريب بقريبه والنسيب بنسيبه فالحقو فيه مجاز وتمثيل ( كالحقوة والحقاء ) ككتاب قال ابن سيده كأنه سمى بما يلاث عليه ( ج أحق ) في القلة ومنه حديث النعمان يوم نهاوند تعاهدوها بينكم في أحقيكم قال الجوهرى أصله أحقو على أفعل فحذفت لانه ليس في الاسماء اسم آخره حرف علة وقبلها ضمة فإذا أدى قياس الى ذلك رفض فأبدلت من الضمة الكسرة فصار آخره ياء مكسورا ما قبلها فإذا صار كذلك كان بمنزلة القاضى والغازي في سقوط الياء لاجتماع الساكنين قال ابن برى عند قوله فإذا أدى قياس الى آخره صوابه عكس ما ذكر لان الضمير في قوله فأبدلت يعود على الضمة أي أبدلت الضمة من الكسرة والامر بعكس ذلك وهو ان يقول فأبدلت الكسرة من الضمة ( واحقاء ) وأنشد الازهرى وعذتم باحقاء الزنادق بعد ما * عركتكم عرك الرحا بثفالها ( وحقى ) في الكثرة قال الجوهرى هو فعول قلبت الواو الاولى ياء لتدغم في التى بعدها ( وحقاء ) ككتاب وهو جمع حقو وحقوة بفتحهما ( وحقاه حقوا أصاب حقوه ) على القياس في ذلك ( فهو حق ) وقال اللحيانى رجل حق يشتكى حقوه ( وحقى كعنى حقا ) وفي المحكم حقوا ( فهو محقو ) ومحقى شكا حقوه قال انفراء بنى على فعل كقوله * ما أنا بالجافى ولا المجفى * بناه على جفى وأما سيبويه فقال انما فعلوا ذلك لانهم يميلون الى الاخف إذا الياء أخف عليهم من الواو وكل واحدة منهما تدخل على الاخرى في الاكثر ( وتحقى ) الرجل ( شكا حقوه و ) من المجاز ( الحقو موضع غليظ مرتفع عن السيل ) وفى المحكم على السيل ( ج حقاء ) ككتاب قال أبو النجم بصف مطرا * ينفى ضباع القف عن حقائه * وقال الاصمعي كل موضع يبلغه مسيل الماء فهو حقو وقال الزمخشري حقو الجبل سفحه ( و ) من المجاز الحقو ( من السهم موضع الريش ) وفى الصحاح مستدقه من مؤخره مما يلى الريش وفى الاساس تحت الريش ( و ) من المجاز الحقوا ( من اثنية جانباها ) قال الليث إذا نظرت الى رأس الثنية من ثنايا الجبل رأيت لمخرميها حقوين ( و ) الحقوة ( بهاء وجع البطن ) وفى الصحاح وجع في البطن ومنه الحديث ان الشيطان قال ما حسدت ابن آدم الا على الطساة والحقوة وخص بعضهم فقال ( من أكل اللحم كالحقاء بالكسر ) وفى المحكم الحقوة والحقاء وجع في البطن يصيب الرجل من ان ياكل اللحم بحتا
فيأخذه لذلك سلاح وفى التهذيب يورث نفخة في الحقوين ( و ) قد ( حقى كعنى فهو محقو ومحقى ) إذا أصابه ذلك الداء قال رؤبة * من حقوة البطن وداء الاعداد * فمحقو على القياس ومحقى على ما قدمنا ( و ) الحقوة ( داء في الابل ) نحو التقطيع ( ينقطع ) له ( بطنه من النحاز ) وأكثر ما يقال الحقوة للانسان ( وحقاء ككساء ع ) أو جبل وتقدم انه بالفاء * ومما يستدرك عليه عاذ بحقوه إذا استجاريه واعتصم وهو مجاز قال الشاعر سماع الله والعلماء أنى * أعوذ بحقو خالك يا ابن عمرو والحقوة مثل النجوم الا أنه مرتفع عنه تنجز رفيه السباع من السيل والجمع حقاء وقال النضر حقى الارض سفوحها وأسنادها واحدها حقو وهو الهدف والسند والاحقى كذلك قال ذو الرمة تلوى الثنايا بأحقيها حواشيه * لى الملاء بأثواب التفاريج يعنى به السراب وقال أبو عمرو الحفاء رباط الجل على بطن الفرس إذا حنذ للتضمير وأنشد لطلق بن عدى ثم حططنا الجل ذا الحقاء * كمثل لون خالص الحناء أخبر انه كميت واحتقى الكلب في الاناء احتقاء ولغ نقله الفراء عن الدبيرية وحقاه الماء بلغ حقوه عر لفراء و ( حكوت الحديث (1/8349)
أحكوه ) لغة في حكيت حكاها أبو عبيدة كما في الصحاح ى ( كحكيته احكيه ) حكاية ( وحكيت فلانا وحاكيته ) محاكاة ( شابهته ) يقال فلان يحكى الشمس حسنا ويحاكيها بمعنى ( و ) أيضا ( فعلت فعله ) كما في الصحاح ( أو ) قلت مثل ( قوله سواء ) لم تجاوزه وفي الحديث ما سرنى انى حكيت فلانا وان لى كذا وكذا أي فعلت مثل فعله يقال حكاه وحاكاه وأكثر ما يستعمل في القبيح المحاكاة ( وعنه الكلام حكاية نقلته و ) حكيت ( العقدة شددتها ) وقويتها عن ابن القطاع ( كأحكيتها ) واحكأتها وحكأتها وروى ثعلب بيت عدى بن يزيد أجل أن الله قد فضلكم * فوق من أحكى بصلب وازار أي فوق من شد ازاره عليه قال ويروى فوق ما أحكى أي فوق ما أقول من الحكاية ويروى * فوق من أحكأ صلبا بازار * وهذه الرواية تقدمت في الهمزة ( وامرأة حكى كغنى نمامة ) تحكى كلام الناس وتنم به قال الشنفرى لعمرك ما ان أم عمرو برادة * حكى ولا سبابة قبل سبت ( واحتكى امرى استحكم وأحكى عليهم ابر ) نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه احتكى ذلك في صدري وقع فيه عن الفراء والحكاة بالضم مقصورا العظاية الضخمة والجمع حكى كهدى وهى لغة في الحكاءة بالضم ممدودة كما تقدم في موضعه والحاكية الشدة يقال حكت أي شدت عن الفراء ورجل حكوى بالتحريك صاحب حكايات ونوادر عامية و ( الحلو بالضم ضد المر ) والحلاوة ضد المرارة ( حلى ) الشئ ( كرضى ودعا وسر وحلاوة وحلوا ) بالفتح ( وحلوانا بالضم واحلولى ) وهذا البناء للمبالغة في الامر ( وحلى الشئ كرضى واستحلاه وتحلاه واحلولاه بمعنى ) واحد شاهد تحلاه قول ذى الرمة فلما تحلى قرعها القاع سمعه * وبان له وسط الاشاء انغلالها يعنى ان الصائد في القترة إذا سمع وطء الحمير فعلم انه وطؤها فرح به وتحلى سمعه ذلك وشاهدا حلولاه قول الشاعر فلو كنت تعطى حين تسئل سامحت * لك النفس واحلولاك كل خليل قال الجوهرى وجعل حميد بن ثور احلولى متعديا فقال فلما أتى عامان بعد انفصاله * عن الضرع واحلولى دماثا يرودها قال ولم يجئ افعوعل متعديا الا في هذا الحرف وحرف آخر وهو اعروريت الفرس قال ابن برى ومثله قول قيس بن الخطيم أمر على الباغى ويغلظ جانبى * وذو القصد أحلولى له وألين ( وقول حلى كغنى يحلو لي في الفم ) قال كثير عزة نجد لك القول الحلى ونمتطى * اليك بنات الصغير وشدقم ( وحلى بعينى وقلبي كرضى ) يحلى ( و ) حلا مثل ( دعا ) يحلو ( حلاوة وحلوانا ) بالضم إذا أعجبك ( أو حلا ) الشئ ( في الفم ) يحلو حلاوة ( وحلى بالعين ) كرضى الا انهم يقولون هو حلو في المعنيين وقال قوم من أهل اللغة ليس حلى من حلا في شئ هذه لغة على حدتها كأنها مشتقة من الحلى الملبوس لانه حسن في عينك كحسن الحلى وهذا ليس بقوى ولا مرضى قال الليث وقال بعضهم حلا في عينى وحلا في فمى وهو يحلو حلوا وحلى بصدري وهو يحلى حلوانا وقال الاصمعي حلا في صدري يحلا وحلا في فمى يحلو ( وكذا حلى منه بخير وحلا ) كرضى ودعا ( أصاب منه خيرا وحلا الشئ وحلاه تحلية جعله حلوا ) أي ذا حلاوة ( وهمزه غير قياس ) قال الليث وهو غلط منهم يقولون حلات السويق وقال الفراء توهمت العرب فيه الهمز لما رأوا قوله حلاته عن الماء أي منعته مهموزا وقد تقدم البحث فيه ر ث أ وفي ح ل وفي د ر أ ( وحلو الرجال ) بالضم ( من يستخف ويستحلي ) في العين أنشد اللحيانى وانى لحلوة تعتريني مرارة * وانى لصعب الرأس غير ذلول ( ج حلوون ) ولا يكسر ( وهى حلوة ) نسى هنا قاعدته ( ج حلوات ) ولا يكسر أيضا ( ورجل حلو كعدو ) أي ( حلو ) حكاه ابن الاعرابي ولم يحكه يعقوب في الاشياء التى زعم اته حصرها كحسو وفسو ( وحلوة بالضم فرس ) عبيد بن معاوية ( والحلواء ) بالمد كما
جزم به الفراء وقال انها تكتب بالالف كالكلم الممدودة ( ويقصر ) نقل ذلك عن الاصمعي وقال انها تكتب بالياء كالكلم المقصورة ويؤنث لا غير قال شيخنا وأغرب الحافظ بن حجر فقال انها بالقصر وتكتب بالالف * قلت وشاهد الممدود قول الكميت من ريب دهر أرى حوادثه * تعتز حلواءها شدائدها وقال ابن برى يحكى ان ابن شبرمة عاتبه ابنه على اتيان السلطان فقال يا بنى ان أباك أكل من حلوائهم فحط في أهوائهم * قلت وحكى لى بعض الشيوخ انه اختلف في مد الحلواء وقصرها بين يدى السلطان المجاهد محمد ادرنك زيب خان سلطان الهند رحمه الله تعالى وكان محبا للعلم والعلماء فدار الكلام بينهم فأجمع غالبهم على المد وأنكروا القصر ورجح بعض القصر وأنكر المد وجعلوا الحكم بينهم كتاب القاموس فاستدل القائل بالقصر بقوله ويقصر انه على القصر وأكرمه السلطان * قلت وليس في نص القاموس ما يرحج القصر على المد بل الذى يقتضيه سياقه ان القصر مرجوح وهو الصحيح ولعله سقط حرف العطف من نسخة السلطان فتأمل ذلك ( م ) أي معروف قال الجوهرى وهى التى تؤكل وقال ابن سيده ما عولج من الطعام بحلاوة ومثله في التهذيب وقيل الحلواء (1/8350)
خاصة بما دخلته الصنعة قال شيخنا وقيل الحلواء التى وردت في الحديث هي المجيع ( و ) الحلواء ( الفاكهة الحلوة ) وفى التهذيب وقال بعضهم يقال للفاكهة حلواء ( وناقة حلوة وغنية تامة الحلاوة ) الذى في المحكم وناقة حلية علية في الحلاوة عن اللحيانى هذا نص قوله وأصلها حلوة ( و ) يقال فلان ( ما يمر وما يحلى ) أي ما يتكلم بمر ولا حلو و ) قيل ( لا يفعل ) فعلا ( مرا ولا حلوا ) وكذلك ما أمر وما أحلى ( فان نفيت عنه ان يكون مرا مرة وحلوا أخرى قلت ما يمر وما يحلو ) وهذا الفرق عن ابن الاعرابي ( وحلاه الشئ حلوا أعطاه اياه ) قال أوس بن حجر كانى حلوت الشعر يوم مدحته * صفا صخرة صماء يبس بلالها ( و ) في الصحاح حلا فلانا ما لا يحلوه ( حلوا وحلوانا بالضم ) إذا وهب له شيأ فعله غير الاجرة قال علقمة بن عبدة الارجل أحلوه رحلى وناقتي * يبلغ عنى الشعر إذ مات قائله قال ابن برى ويروى هذا البيت لضابئ البرجمى وحلا الرجل حلوا وحلوانا ( زوجه ابنته أو أخته ) أو امرأة ما ( بمهر مسمى على أن يجعل له من المهر شيأ مسمى ) وكانت العرب تعير به ( والحلوان بالضم أجرة الدلال ) خاصة عن اللحيانى ( و ) أيضا أجرة ( الكاهن ) ومنه الحديث نهى عن حلوان الكاهن قال الاصمعي هو ما يعطاه الكاهن ويجعل له على كهانته ( و ) أيضا ( مهر المرأة ) وأنشد الجوهرى لامرأة في زوجها * لا يؤخذ الحلوان من بناتيا * ( أو ) هو ( ما ) كانت ( تعطى على متعتها ) بمكة ( أو ) هو ( ما أعطى ) الرجل ( من نحو رشوة ) يقال حلوت أي رشوت وبه فسر قول علقمة بن عبدة أيضا ( و ) يقال ( لا حلونك حلوانك ) أي ( لا جزينك جزاءك ) عن ابن الاعرابي ( و ) يقال وقع على ( حلاوة القفا ) بالفتح نقله ابن الاثير وقال الكسائي ليست بمعروفة ( ويضم ) وعليه اقتصر الجوهرى ونقل ابن الاثير أيضا الكسر فهى مثلثة وأغفله المصنف قصورا ( وحلاءته ) بالفتح والمد وهذه عن اللحيانى ( وحلواؤه ) نقله الصاغانى ( وحلاواؤه ) نقله الجوهرى ( وحلاواه بالضم ) نقله الجوهرى أيضا أي على ( وسطه ) قال الجوهرى إذا فتحت مددت وإذا ضممت قصرت وقال الازهرى حلاوة القفا حاق وسطه وقيل فأسه ( ج حلاوى والحلو بالكسر حف صغير ينسج به ) ويقال هي الخشية التى يديرها الحائك وشبه الشماخ لسان الحمار به فقال قويرح أعوام كأن لسانه * إذا صاح حلو زل عن ظهر منسج ( وأرض حلاوة تنبت ذكور البقل والحلاوى بالضم ) على فعالى ( شجرة صغيرة ) من الجنبة تدوم خضرتها ( و ) قيل ( نبت شائك ) زهرته صفراء وله ورق صغار مستدير كورق السذاب وفى التهذيب ضرب من النبات يكون بالبادية ( ج الحلاوى أيضا ) أي كالواحد ( و ) قيل جمعه ( الحلاويات ) وقيل واحدته الحلاوية كرباعية قال الازهرى لا أعرف الحلاوى والحلاوية والذى عرفته الحلاوى على فعالى وروى أبو عبيد عن الاصمعي في باب فعالى خزامى ورخامى وحلاوى كلهن نبت قال وهذا هو الصحيح ( وحاليته طايبته ) وهو مجاز وأنشد الجوهرى للمرار الفقعسى فانى إذا حوليت حلو مذاقتي * ومر إذا ما رام ذواحنه هضمي ( وأحليته وجدته ) حملوا ( أو جعلته حلوا ) نقلهما الجوهرى وقال في الاخير ومنه يقال ما أمر وما أحلى إذا لم يقل شيأ وأنشد ابن برى لعمرو بن الهذيل العبدى ونحن أقمنا أمر بكر بن وائل * وانت بثأج لا تمر ولا تحلى قال صاحب اللسان وفيه نظر ويشبه ان يكون هذا البيت شاهدا على قوله لا يمر ولا يحلى أي ما يتكلم بحلو ولا مر ( وحلوان بالضم بلدان ) بالعراق وبالشام ( و ) قال الازهرى هما ( قريتان ) احداهما حلوان العراق والاخرى حلوان الشام * قلت أما حلوان العراق فهى بليدة وبئة يستحسن من ثمارها التين والرمان وأنشد ابن برى لقيس الرقيات
سقيا لحلوان ذى الكروم وما * صنف من تينه ومن عنبه وقال مطيع بن الياس أسعداني يا نخلتى حلوان * وابكيا لى من ريب هذا الزمان ( و ) حلوان ( بن عمران بن الحاف بن قضاعة من ذريته صحابيون وهو بانى حلوان ) العراق ( والحلاة بالكسر جبل قرب المدينة ) تنحت منه الارحية وقد تقدم ذلك في الهمزة ( وحلوة بالضم بئر ) بالحجاز عن نصر زاد الصاغانى بين سميراء والحاجر ( والحلا ) كقفا ( ما يداف من الادوية و ) الحلا ( مشددا أبو الحسين الحلا على بن عبيد الله بن وصيف ) القاينى ( من رؤس الامامية ) روى عن المبرد ( ونسبة الى الحلاوة ) أي عملها وبيعها ( شمس الائمة ) أبو محمد ( عبد العزيز بن أحمد ) بن نصر بن صالح البخاري ( الحلواني ) بفتح فسكون عالم المشرق وامام أصحاب أبى حنيفة في وقته حدث عن أبى عبد الله غنجار البخاري وتفقه على القاضى أبى على النسفى روى عنه أبو بكر محمد بن أحمد السرخسى وأبو بكر محمد بن الحسن النسفى توفى سنة 456 ( ويقال بهمز بدل النون ) قال شيخنا ونازع الخفاجى في نسبة الحلواني الى الحلاوة في شرح الدرة وقال هو غلط لانه لو كان كذلك لقيل حلاوى لا غير فالصواب الى الحلواء قال شيخنا وفيه نظر إذ لعله لم يقصد النسبة التى تكون بياء النسب بل كل ما يدل على النسب كفعال نحو بزازو وتمار وكذلك يقال حلاء لصاحب الحلاوة والحلواء إذ لا فرق بينهما والله أعلم فتأمل ( وأبو المعالى عبد الله بن أحمد ) بن محمد ( الحلواني ) المروزى البزاز الفقيه الشافعي حافظ ثقة روى عن أبى المظفر موسى بن عمران وعنه أبو سعد مات سنة 539 * ومما يستدرك عليه (1/8351)
حليت الشئ في عين صاحبه جعلته حلوا وكذا حليت الطعام وأحليت هذا المكان استحليته واستحلاه طلب حلاوته واحلولى الرجل حسن خلقه عن ابن الاعرابي والحلوا الحلال بالضم الرجل الذى لا ريبة فيه قال الشاعر الا ذهب الحلو الحلال الحلاحل * ومن قوله حكم وعدل ونائل والحلوى بالضم نقيض المرى يقال خذ الحلوى وأعطه المرى قالت امرأة في بناتها صغراها مراها وتحالت المرأة أظهرت حلاوة وعجبا قال أبو ذؤيب فشأنكما انى أمين واننى * إذا ما تحالى مثلها لا أطورها نقله الجوهرى وحلوت الفاكهة ككرمت تحلو حلاوة ويقال احتلى فلان لنفقة امرأته ومهرها وهو ان يتمحل لها ويحتال أخذ من الحلوان يقال احتل فتزوج بكسر اللام وحلاوة القفا بالكسر لغة في الضم والفتح عن ابن الاثير وقد تقدم والحلاوة بالضم ما يحك بين حجرين فيكتحل به ويروى بالهمزة وقد تقدم وحلوان بالضم بليدة من نيسابور بطريق خراسان من ناحية اصبهان وأيضا قرية مليحة على فرسسخين من مصر كان عبد العزيز بن مروان اتخذ فيها مقياسا للنيل وقد وردتها وأبو حلاوة من كناهم وكذا أبو حلوة وعبد الله بن عمر بن على بن مبارك الحلواني بالتحريك ويقال الحلاوى من شيوخ الحافظ بن حجر سمع من أصحاب النجيب وجده مبارك كان صالحا معتقدا وزاويته بالقرب من الازهر والعامة تقول الحلوجى وهو غلط وحلوة بالضم ماءة باسفل الثلبوت على الطريق لبنى نعامة عن نصر ومنية بدر حلاوة قرية بمصر وأحلى حصن باليمن عن ياقوت وحلاوة لقب جابر بن الحرث من بنى سامة بن لؤى وحلاوة والدة عبد الرحمن بن الحكم أحد أمراء الاندلس من بنى أمية ى ( الحلى بالفتح ما يزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة ) قال كأنها من حسن وشاره * والحلى حلى التبر والحجاره * مدفع ميثاء الى قراره ( ج حلى كدلى ) في جمع دلو ونظره الجوهرى بثدى وثدى قال وهو فعول وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عصى وقرى قوله تعالى من حليهم عجلا جسدا بالضم والكسر ( أو هو جمع والواحد حلية كظبية ) وظبى وشرية وشرى هذا قول الفارسى ( والحلية بالكسر ) مثل ( الحلى ج حلى وحلى ) بالكسر والضم مقصوران وقال الليث الحلى كل حلية حليت به امرأة أو سيفا ونحوه ( وحلى السيف ) بالضم وقال الجوهرى حلية السيف جمعها حلى كلحية ولحى وربما ضم وقال غيره انما يقال الحلى للمرأة وأما سواها فلا يقال الا حلية للسيف ونحوه قال الاغلب جارية من قيس بن ثعلبه * بيضاء ذات سرة مقبية * كأنها حلية سيف مذهبه ( وحلاته ) قال أبو على وهذا في المؤنث كشبه وشبه في المذكر ( حليته و حليت المرأة كرضى حليا ) بالفتح ( فهى حال وحالية ) إذا ( استفادت حليا أو لبسته ) والجمع حوال قال الشاعر وحلى الشوى منها إذا حليت به * على قصبات لاشحات ولا عصل ( كتحلت ) فهى متحلية وقيل تحلت اتخذت حليا ( أو ) حليت ( صارت ذات حلى ) وتحلت تزينت بالحلى ( وحلاها تحلية ألبسها حليا ) وقوله تعالى يحلون فيها من أساور من ذهب عداه الى مفعولين لانه في معنى يلبسون وفى الحديث كان يحلينا رعانا من ذهب ولؤلؤ ( أو ) حلاها ( اتخذه لها ) ومنه سيف محلى ( أو ) حلاها ( وصفها ونعتها و ) قال ابن سيده في معتل الياء ( حلى في عينى )
وصدري ( قيل ) ليس من الحلاوة انما هي مشتقة ( من الحلى ) الملبوس لانه حسن في عينك كحسن الحلى وفى التهذيب قال اللحيانى حليت المرأة بعينى وفى عينى وبقلبي وفى قلبى وهى تحلى حلاوة وقال أيضا حلت تحلو حلاوة وفي الصحاح حلى فلان بعينى بالكسر وفي عينى وبصدري وفى صدري يحلى حلاوة ادا أعجبك قال الراجز ان سراجا لكريم مفخره * تحلى به العين إذا ما تجهره قال وهذا من المقلوب والمعنى يحلى بالعين ( والحلية بالكسر الخلقة والصورة والصفة ) ومنه حلية النبي صلى الله عليه وسلم والحلية في حديث الوضوء التجعيل وهو منه والجمع حلى بالكسر على القياس ويضم كلحية ولحى ولحى وجزية وجزى وجزى لا رابع لها ( و ) حلية ( بالفتح ثلاثة مواضع ) الاول مأسدة باليمين وعليه اقتصر الجوهرى وأنشد للمعطل الهذلى يصف أسدا كأنهم يخشون منك مذربا * بحلية مشبوح الذراعين مهزعا وقال الشنفرى بريحانة من بطن حلية نورت * لها ارج ما حولها غير مسنت وقال بعض نساء أزد ميدعان لو بين أبيات بحلية ما * الهاهم عن نصرك الجزر والثانى موضع بالطائف والثالث واد بتهامة أعلاه لهذيل وأسفله لكنانة وقيل بين أعيار وعليب يفرغ في السرين قاله نصر ( واحلياء بالكسرع ) ظاهره انه بتخفيف الياء والصواب بتشديد الياء ومنه قول الشماخ فأيقنت ان ذا هاش منيتها * وان شرقي احلياء مشغول وقد أهمله ياقوت هما وأنشد صدر بيت الشماخ في هاش في آخر المجلد ( و ) الجلى ( كغنى ما ابيض من يبيس النصى ) والسبط قال (1/8352)
الازهرى وهو من خير مراتع أهل البادية للنعم والخيل وإذا ظهرت ثمرته أشبه الزرع إذا أسبل وقال الليث هو كل نبت يشبه نبات الزرع قال الازهرى هذا خطمأ انما الحلى اسم نبت بعينه وأنشد ابن برى للراجز نحن منعنا منبت النصى * ومنبت الضمران والحلى ( الواحدة حلية ) قال الراجز لما رأت حليلتي عينيه * ولمتى كأنها حليه * تقول هذا قرة عليه والجمع أحلية نقله الجوهرى ( والحليا كالحميا نبت و ) اسم ( طعام لهم ) وقال الصغانى هو من الاطعمة ما يدلك فيه التمر * ومما يستدرك عليه حليت المرأة أحليا حليا جعلت لها حليا وكذلك حلوتها نقله الجوهرى ويقال للشجرة إذا أورقت واثمرت حالية فإذا تناثر ورقها قيل تعطلت قال ذو الرمة وهاجت بقايا القلقلان وعطلت * حواليه هوج الرياح الحواصد وقال ابن برى وقولهم لم يحل بطائل أي لم يظفر ولم يستفد منه كبير فائدة لا يتكلم به الا مع الجحد وما حلت بطائل لا يستعمل الا في النفى وهو من معنى الحلى والحلية وهما من الياء لان النفس تعد الحلية ظفرا وليس هو من الواو وحكى ابن الاعرابي حليته العين وأنشد * كحلاء تحلاها العيون النظر * والحلية تحليتك وجه الرجل إذا وصفته وتحلاه عرف صفته والحلى كغنى اليابس ومنه قول صخر بن هرم الباهلى وان عندي ان ركبت مسحلى * سم ذراريح رطاب وحلى ويروى وحشى كما تقدم وسيأتى في خشى أيضا وحلية كسمية عين أو بئر بضرية من مياه غنى قاله نصر وقال أمية الهذلى أو مغزل بالخل أو بحلية * تقر والسلام بشادن مخماص قال ابن جنى يحتمل حلية الحرفين جميعا يعنى الواو والياء قال ولا أبعد ان يكون تحقير حلية ويجوز ان يكون همزه مخففا من لفظ حلات الاديم كما تقول في تخفيف الخطية وتحلى فلان بما ليس فيه تكلف والحلى بثر يخرج بافواه الصبيان عن كراع قال ابن سيده وانما قضينا بان لامه ياء لما تقدم من ان اللام ياء أكثر منها واوا وقال الاصمعي يقال في زجر الناقة حلى لا حليت والحلى كغنى الخشبة الطويلة بين الثورين يمانية و ( حمو المرأة ) كدلو ( وحموها ) كابوها ( وحماها ) كقفا ( وحمها ) بضم الميم مخففة ( وحمؤها ) بالهمزة ساكنة الميم فهى أربع لغات ذكرهن الجوهرى ( أبو زوجها ومن كان من قبله ) كالاخ وغيره ( والانثى حماة ) وهى أم زوجها لا لغة فيها غير هذه قاله الجوهرى ( وحمو الرجل أبو امرأته أو أخوها أو عمها أو الاحماء من قبلها خاصة ) والاختان من قبل الرجل و الصهر يجمع ذلك كله قال الجوهرى وكل شئ من قبل الزوج مثل الاب والاخ ففيه أربع لغات حما مثل قفا وحمو مثل أبو وحم مثل أب وحم ء ساكنة الميم مهموزة عن الفراء وأنشد قلت لبواب لديه دارها * تيذن فانى حمؤها وجارها ويروى حمها بترك الهمزة قال وأصل حم حمو بالتحريك لان جمعه احماء مثل آباء وقد ذكرنا في الاخ ان حموا من الاسماء التى لا تكون موحدة الا مضافة وقد جاء في الشعر مفردا قال هي ما كنتى وتز * عم انى لها حمو قال ابن برى هو لفقيد ثقيف قال والواو في حمو للاطلاق وقبل البيت أيها الجيرة اسلموا * وقفوا كى تكلموا خرجت مزنة من البحر ريا تجمجم هي ما كنتى وتز * عم انى لها حمو وشاهد الحماة قول الراجز ان الحماة أو لعت بالكنه * وأبت الكنة الاضنه وشاهد حما قول الشاعر وبجارة شوهاء ترقبني * وحما يحز كمبذا الحلس وقال رجل كانت له امرأة فطلقها وتزوجها أخوه لقد أصبحت أسماء حجرا محرما * وأصبحت من أدنى حموتها حما
أي أصبحت أخا زوجها بعد ما كنت زوجها وحكى عن الاصمعي الاحماء من قبل الزوج والاختان من قبل المرأة وهكذا قاله ابن الاعرابي وزاد فقال الحماة أم الزوج والختنة أم المرأة وعلى هذا الترتيب العباس وعلى وحمزة وجعفر احماء عائشة رضى الله عنهم أجمعين قال ابن برى واختلف في الاحماء والاصهار فقيل أصهار فلان قوم زوجته وأحماء فلانه قوم زوجها وعن الاصمعي الاحماء من قبل المرأة والصهر يجمعها وقول الشاعر سبى الحماة وابهى عليها * ثم اضربي بالود مرفقيها مما يدل على ان الحماة من قبل الرجل وعند الخليل ان ختن القوم صهرهم والمتزوج فيهم أصهار الختن ويقال لاهل بيت الختن الاختان ولاهل بيت المرأة أصهار ومن العرب من يجعلهم كلهم أصهار أو في الحديث لا يخلون رجل بمغيبة وان قيل حموها الا حموها الموت قال ابن الاعرابي أي خلوة الحمو معها أشد من غيره من الغرباء لانه ربما حسن لها أشياء وحملها على أمور تنقل عن الزوج من (1/8353)
التماس ما ليس في وسعه أو سوء عشرة أو غير ذلك لان الزوج لا يؤثران يطلع الحم على باطن حاله بدخول بيته قال الازهرى كانه ذهب الى ان الفساد الذى يجرى بين المرأة وأحمائها أشد من فساد يكون بينها وبين الغريب ولذلك جعله كالموت ( وحمو الشمس حرها ) يقال اشتد حمى الشمس وحموها بمعنى نقله الجوهرى ( والحماة عضلة الساق ) نقله الجوهرى وقال الليث لحمة منتبرة في باطن الساق وقال الاصمعي وفى ساق الفرس الحماتان وهما اللحمتان اللتان في عرض الساق تريان كالعصبتين من ظاهر وباطن ( ج حموات ) بالتحريك وقال ابن شميل هما المضغتان المنتبرتان في نصف الساقين من ظاهر وقال ابن سيده هما اللحمتان المجتمعتان في ظاهر الساقين في أعاليهما ى ( حمى الشئ يحميه حميا ) بالفتح وحمى ( وحماية بالكسر ومحمية منعه ) ودفع عنه قال سيبويه لا يجئ هذا الضرب على مفعل الا وفيه الهاء لانه ان جاء على مفعل بغير هاء اعتل فعدلوا الى الاخف ( وكلا حمى كرضى محمى وقد حماه حميا ) بالفتح ( وحمية ) كغنية ( وحماية بالكسر وحموة ) بالفتح منعه ( وحمى المريض ما يضره منعه اياه ) يحميه حمية وحموة ( فاحتمى ) هو ( وتحمى امتنع ) من ذلك ( والحمى كغنى المريض الممنوع مما يضره ) من الطعام والشراب عن ابن الاعرابي وأنشد وجدى بفخرة لو تجزى المحب به * وجد الحمى بماء المزنة الصادى ( و ) الحمى أيضا ( كل محمى ) من الشر وغيره ( و ) الحمى ( من لا يحتمل الضيم ) وقد حمى هو ( والحمى كالى ويمد والحمية بالكسر ما حمى من شئ ) وتثنيته حميان على القياس وحموان على غير قياس ونقله الكسائي قال الليث الحمى موضع فيه كلا يحمى من الناس ان يرعى وقال الشافعي رضى الله عنه في تفسير الحديث لا حمى الا لله ولرسوله قال كان الشريف من العرب في الجاهلية إذا نزل بلدا في عشيرته استعوى كلبا فحمى لخاصته مدى عواء الكلب لا يشركه فيه غيره فلم يرعه معه أحد وكان شريك القوم في سائر المراتع حوله فنهى صلى الله عليه وسلم ان يحمى على الناس حمى كما كانوا في الجاهلية يفعلون الا ما يحمى لخيل المسلمين وركابهم التى ترصد للجهاد ويحمل عليها في سبيل الله وابل الزكاة كما حمى عمر النقيع لنعم الصدقة والخيل المعدة في سبيل الله كذا نقله أهل الغريب قال شيخنا ثم أطلق الحمى على ما يحميه ولو لم يكن كلب ولا صائح ( والحامية الرجل يحمى أصحابه ) في الحرب ( والجماعة أيضا حامية ) يحمون أنفسهم قال لبيد ومعى حامية من جعفر * كل يوم ينتلى ما في الخلل ( وهو على حامية القوم أي آخر من يحميهم في مضيهم ) وانهزامهم ( وأحمى المكان جعله حمى لا يقرب ) قال ابن برى يقال حماه وأحماه وأنشد حمى أجماته فتركن قفرا * واحمى ما سواه من الاجام وقال أبو زيد حميت الحمى حميا منعته فإذا امتنع منه الناس وعرفوا انه حمى قلت أحميته وذكر السهيلي في الروض ان أحماه لغة ضعيفة قلت والصحيح انهما فصيحتان وفى حديث عائشة وذكرت عثمان عتبنا عليه موضع الغمامة المحماة تريد الحمى الذى حماه جعلته موضعا للغمامة لانها تسقيه بالمطر والناس شركاء فيما سقته السماء من الكلا إذا لم يكن مملوكا فلذلك عتبوا عليه ( أو ) احماه ( وجده حمى ) لا يقرب ( وحمى من الشئ ) وعنه ( كرضى حمية ) بالتشديد ( ومحمية كمنزلة أنف ) منه وداخله عار وأنفة ان يفعله ومنه حديث معقل فحمى من ذلك أنفا أي أخذته الحمية وهى الانفة والغيرة وفلان ذو حمية منكرة إذا كان ذا غضب وأنفة ونظير المحمية المعصية من عصى ( و ) حميت ( الشمس والنار ) تحمى ( حميا ) بالفتح ( وحميا ) كعتى ( وحموا ) كسمو الاخيرة عن اللحيانى ( اشتد حرهما واحماه ) كذا في النسخ والصواب أحماها ( الله ) تعالى كذا نص اللحيانى ( و ) حمى ( الفرس حمى ) كرضا ( سخن وعرق ) يحمى حميا وحمى الشد مثله قال الاعشى كان احتدام النار من حمى شده * وما بعده من شده غلى قمقم والجمع احماء قال طرفة فهى تردى وإذا ما فزعت * طار من أحمائها شد الازر
( و ) حمى ( المسمار حميا ) بالفتح ( وحموا ) كسمو ( سخن وأحميته ) قال ابن السكيت أحميت المسمار احماء وأحميت الحديدة وغيرها في النار أسخنتها ولا يقال حميتها قال شيخنا أي ثلاثيا وهذا كانه في الفصيح والا فانه يقال حمى الشئ في النار أدخله فيها ( والحمة كثبة السم ) عن اللحيانى ( أو ) هي ( الابرة ) التى ( يضرب بها الزنبور والحية ) والعقرب ( ونحو ذلك أو يلدغ بها ) وأصله حمو أوح مى والهاء عوض ( ج حمات وحمى ) وقال الليث الحمة في أقواه العامة ابرة العقرب والزنبور ونحوه وانما الحمة سم كل شئ يلدغ ويلع وقال ابن الاثير أطلق على ابرة العقرب المجاورة لان السم منها يخرج وقال الجوهرى حمة العقرب سمها وضرها * قلت ونقل عن ابن الاعرابي تشديد الميم قال الازهرى لم بسمع ذلك الا له وأحسبه لم يذكره الا وقد حفظه ( و ) الحمة ( شدة البرد ) الاولى ان يقول ومن البرد شدته ( وأبو حمة محمد بن يوسف الزبيدى ) بفتح الزاى محدث ( م ) مشهور وتلميذه محمد بن شعيب شيخ للطبراني ( وحمة العقرب سيف ) ينكف الحميرى سمى به على التشبيه ( والحميا ) كالثريا ( شدة الغضب وأوله ) ويقال انه لشديد الحميا أي شديد النفس والغضب ( و ) الحميا ( من الكاس سورتها وشدتها ) أو أول سورتها وشدتها ( أو اسكارها ) وحدتها ( أو أخذها بالرأس ) يقال سارت فيه حميا الكاس أي سورتها والمعنى ارتفعت الى رأسه وقال الليث الحميا بلوغ الخمر من شاربها وقال أبو عبيد الحمياد بيب الشراب ( و ) الحميا ( من الشباب أوله ونشاطه ) يقال فعل ذلك في حميا شبابه أي في سورته ونشاطه ( والحامية الاثفية ) عن أبى عمرو والجمع الحوامى ( و ) أيضا ( الحجارة تطوى بها البئر ) والجمع الحوامى قال ابن شميل الحوامى عظام الحجارة وثقالها وأيضا صخر عظام يجعل في مآخير (1/8354)
الطى ان يتقلع قد ما يحفرون له نفارا فيغمرونه فيه فلا يدع ترابا ولا يدنو من الطى فيدفعه وقال أبو عمرو الحوامى ما يحميه من الصخرة وحجارة الركية كلها حوامى على حذاء واحد ليس بعضها باعظم من بعض وأنشد شمر كان دلوى يقلبان * بين حوامى الطى أرنبان ( والحوامي ميامن الحافر ومياسره ) وقال الاصمعي في الحوافر الحوامى وهى حروفها من عن يمين وشمال وقال أبو داود له بين حواميه * نسور كنوى القسب وقال أبو عبيدة الحاميتان ما عن يمين السنبك وشماله ( والحامي الفحل من الابل يضرب الضراب المعدود أو عشرة أبطن ثم هو حام ) أي ( حمى ظهره فيترك فلا ينتفع منه بشئ ولا يمع من ماء ولا مرعى ) وقال الجوهرى الحامى من الابل الذى طال مكثه عندهم قال الله عز وجل ولا وصيلة ولا حام فأعلم انه لم يحرم شيأ من ذلك قال الشاعر فقأت له عين الفحل قيافة * وفيهن رعلاء المسامع والحامي وقال الفراء إذا القج ولد ولده فقد حمى ظهره لا يجز له وبر ولا يمنع من مرعى ( واحمومى الشئ اسود كالليل والسحاب ) قال تألق واحمومى وخيم بالربا * أحم الذرى ذو هيدب متراكب وقال الليث احمومى الشئ فهو محمومى يوصف به الاسود من نحو الليل والسحاب والمحمومي من السحاب المتراكم الاسود ( و ) قال الاصمعي ( هو حامى الحميا ) أي ( يحمى حوزته وما وليه ) وأنشد * حامى الحميا مرس الضرير * نقله الجوهرى ( وحاميت عنه محاماة وحماء ) ككتاب ( منعت عنه ) يقال الضروس تحامى عن ولدها نقله الجوهرى ( و ) حاميت ( على ضيفي احتفلت له ) وأنشد الجوهرى حاموا على أضيافهم فشووا لهم * من لحم منقية ومن أكباد ( ومضيت على حاميتي ) أي ( وجهى ) نقله الصاغانى ( وحميان محركة جبل ) هكذا في النسخ والصواب حميان كعليان هكذا ضبطه نصر والصاغانى وقال هو جبل من جبال سلمى على حافة وادى رك ( وحماة د بالشأم ) على مر حلة من حمص معروف على نهر يسمى العاصى قال امرؤ القيس * عشية جاوزنا حماة وشيزرا * ومما لا يستحيل انعكاسه قولهم سور حماة بربها محروس والنسبة حموى محركة وحمائى وفى معجم أبى بكر بن المقرى حدثنا أبو المغيث محمد بن عبد الله بن العباس الحمائى بحماة حمص يروى عن المسيب بن واضح ( والحامي والمحمى ) كلاهما ( الاسد ) الاول لحمايته والثانى لكونه ممنوعا ( وحمى والله ) مثل قولهم ( أما والله ) نقله الصاغانى ( وتحاماه الناس توقوه واجتنبوه ) نقله الجوهرى ( وأبو حمية كغنية محمد بن أحمد ) الحكمى الحافظ ( محدث ) عن زاهر بن أحمد * وفاته ابراهيم بن يزيد بن مرة بن شر حبيل بن حمية الرعينى من صغار التابعين ولى القضاء بمصر مكرها وكان زاهدا روى عنه مفضل بن فضالة وغيره وزاهر بن حمية بن زهرة بن كعب في نسب الروقيين وعبد الله بن عثمان ابن حمية الصالحي عن البرزالى وعنه الحافظ بن حجر * ومما يستدرك عليه قال أبو حنيفة حميت الارض حميا وحمية وحماية وحموة الاخير نادرة وانما هي من باب أشاوى وتثنية الحمى حميان على القياس وحكى الكسائي حموان وحماه من الشئ وحماه اياه أنشد سيبويه
حمين العراقيب الغضى وتركته * به نفس عال مخالطه بهر ورجل حمى الانف يأبى الضميم وهو أحمى أنفا من فلان أي أمنع منه وحمى ضرية مرعى لابل الملوك وحمى الربذة دونه وقول الشاعر من سراة الهجان صلبها العض ورعى الحمى وطول الحيال يريد حمى ضرية والحميين تصغير حمى واديان بين البصرة واليمامة كان جعفر بن سليمن يحميهما لخيله والحمى قريه باليمين وكفر الحمى قرية بمصر ويقال احمى فلان عرضه وأنشد ابن برى للمخبل أتيت امرأ احمى على الناس عرضه * فما زلت حتى أنت مقع تناضله ويقال هذا شئ حمى كرضى أي محظور لا يقرب نقله الجوهرى وحمى الدبر لقب عاصم بن ثابت الانصاري فعيل بمعنى مفعول وفلان حامى الحقيقة مثل حامى الذمار والجمع حماة وحامية وحميت عليه غضبت قال الجوهرى والاموى يهمزه ويقال حماء لك بالمد أي فداء لك وذهب حسن الحماء ممدود أي خرج من الحماء حسنا قال ابن السكيت ويقال هذا ذهب جيد يخرج من الاحماء ولا يقال من الحمسى لانه من أحميت وقال اللحيانى حميت في الغضب حميا كعتى وحمى النهار والتنور كرضى حميا اشتد حره وفى حديث حنين الان حمى الوطيس وقد ذكر في السين وقدر القوم حامية تفور أي حارة تغلى يريد عزة جانبهم وشدة شوكتهم ومضى في حميته أي في حملته وحموة الالم كفتوة سورته وأنشد الجوهرى ما خلتنى زلت بعدكم ضمنا * أشكو اليكم حموة الالم وقول امرئ القيس * لم يستعن وحوامى الموت تغشاه * قال ابن السكيت أراد حوائم فقلب وكغني حمى بن عامر بطن في تجيب منهم جعونة بن عمر وذكره ابن يونس في تاريخ مصر وسموا محمية كمحمدة ومحموية بضم الميم الثانية والحامي والمحمى الاسد كذا في التكلمة و ( الخنزقو والخنزقوة كجر دحل ) وجر دحلة أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وهو ( القصير من الناس ) ويقال (1/8355)
ان النون والواو زائدتان وأصله من حزق بدليل الحزقة والاحزقة على ما تقدم في القاف و ( حناه ) يحنوه ( حنوا ) بالفنح ( وحناه ) بالتشديد ( عطفه فانحنى وتحنى انعطف ) يقال انحنى العود وتحنى وفي الحديث لم يحن أحد منا ظهره أي لم يثنه للركوع ( و ) حنا ( يده لواها والحنية كغنية القوس ج حنى ) كغنى ( وحنايا ) وفي التهذيب الحنية القوس وجمعها حنايا ومنه حديث عمر لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا جمع حنية أو حنى وهو فعيل بمعنى مفعول لانها محنية أي معطوفة ( وحنوتها حنوا صنعتها ) وفي حديث عائشة فحنت لها قوسها أي وترت لانها إذا وترتها عطفتها ( وحنت ) المرأة على أولادها حنوا كعلو عطفت ) عليهم بعد زوجها فلم تتزوج بعد أبيهم وقال أبو زيد يقال للمرأة التى تقيم على ولدها ولا تتزوج قد حنت عليهم تحنو وهى حانية ( كأحنت ) عن الهروي ( والحانية ) من الشاء ( التى اشتد عليها الاستحرام ) وهو شدة صرافها وقال الاصمعي إذا أرادت الشاة الكبش فهى حان بغير هاء وقد حنت تحنو وفي المحكم حنت الشاة حنوا وهى حان أرادت الفحل واشتهته وأمكنته وبها حناء وكذلك البقرة الوحشية لانها عند العرب نعجة ( و ) الحانية ( شاة تلوى عنقها بلا علة ) وكذلك هي من الابل وقد يكون ذلك عن علة ( ومحنية الوادي ) كمحمدة و ( محنوته ) بضم النون ( ومحناته ) كمسعاته ( منعرجه ) حيث ينعطف منخفضا عن السند قال الشاعر سقى كل محناة من الغرب والملا * وجيد به منها المرب المحلل ومحنية الرمل ما انحنى عليه الحقف وفي الحديث فاشرفوا على حرة واقم فإذا قبور بمحنية وقال كعب شبحت بذى شبم من ماء محنية * صاف بابطح أضحى وهو مشمول وانما خص ماء المحنية لاند يكون أصفى وأبرد والجمع المحانى وهى المعاطف وقال امرؤ القيس بمحنيه قد آزر الضال نبتها * مضم جيوش غانمين وخيب قال ابن سيده قال سيبويه المحنية ما انحنى من الارض رملا كان أو غيره ياؤه منقلبة عن واو لانها من حنوت قال وهذا يدل على انه لم يعرف حنيت وقد حكاها أبو عبيد وغيره ( والحنو بالكسر والفتح ) اقتصر الجوهرى على الكسر ( كل ما فيه اعوجاج ) أو شبهه ( من البدن كعظم الحجاج واللحى والضلع والحنى ومن غيره كالقف والحقف ) ومنعرج الوادي ( و ) حنو الرحل والقتب والسرج ( كل عود معوج ) من عيد انه ومنه حنو الجبل قال الجوهرى أنشد الكسائي يدق حنو القتب المحينا * دق الوليد جوزه الهنديا قال فجمع بين اللغتين يقول بدقه برأسه من النعاس * قلت ومثله قول يزيد بن الاعور الشنى يدق حنو القتب المحنا * إذا علا صوانه أرنا ( ج احناء وحنى حنى ) كصلى وعتى ( والحنوان بالكسر الخشبتان المعطوفتان وعليهما شبكة ينقل بها البر الى الكدس واحناء الامور متشابهها ) والصواب متشابهاتها قال النابغة يقسم احناء الامور فهارب * وشاص عن الحرب العوان ودائن وقيل أطرافها ونواحيها قال الكميت فألوا الامور وأحناءها * فلم ينهلوها ولم يهملوا أي ساسوها ولم يضيعوها وقال آخر أزيد أخا ورقاء ان كنت ثائرا * فقد عرضت احناء حق فخاصم
( والمحنية ما انحنى من الارض ) رملا كان أو غيره عن سيبويه ( و ) أيضا ( العلبة تتخذ من جلود الابل يجعل الرمل في بعض جلدها ثم يعلق فييبس فيبقى كالقصعة ) وهو أرفق للراعي من غيره ( والحوانى أطول الاضلاع كلهن ) في كل جانب من الانسان ضلعان من الحوانى فهن أربع أضلع من الجوانح تلين الواهنتين بعدهما ( والحناية بالكسر الانحناء ) ومنه قولهم في رجل في طهره انحناء ان فيه لحناية يهودية ( وناقة حنواء حدباء والحانوت والحانية والحاناة الدكان ) وجميع الحانوت الحوانى والنسبة الى الحانية حانى ولم يعرف سيبويه حانية ومن قال في النسب الى يثرب يثربى قال في الاضافة الى الحانية حانوى قال الشاعر فكيف لنا بالشرب ان لم يكن لنا * دوانق عند الحانوى ولا نقد وقيل الحانوى نسب الى الحاناة وفي المحكم الحانوت فاعول من حنوت تشبيها بالحنية من البناء تاؤه بدل من واو حكاه الفارسى في البصريات قال ويحتمل أن يكون فعلوتا منه وقال الازهرى التاء في حانوت زائدة يقال حانة وحانوت وفي حديث انه أحرق بيت رويشد الثقفى وكان حانوتا يعاقر فيه الخمر وتباع وكانت العرب تسمى بيوت الخمارين الحوانيت وأهل العراق يسمونها المواخير واحدهما حانوت وماخور والحانة أيضا مثله وقيل انهما من أصل واحد وان اختلف بناؤهما والحانوت يذكر ويؤنث ( والحانية مشددة الخمر ) نسبت الى الحانة ( أو الخمارون ) نسبوا الى الحانية ومنه قول علقمة كأس غزير من الاعناب عتقها * لبعض أربابها حانية حوم (1/8356)
( والحنوة نبات سهلى ) طيب الريح وأنشد الجوهرى للنمر بن تولب يصف روضة وكان انماط المدائن حولها * من نور حنوتها ومن جر جارها وأنشد ابن برى كان ريح خزاماها وحنوتها * بالليل ريح يلنجوج واهضام وقيل هي عشبة دنيئة ذات نور أحمر ولها قضب وورق طيبة الريح الى القصر والجعودة ما هي ( أو هو آذريون البر و ) قال أبو حنيفة الحنوة ( الريحانة ) قال وقال أبو زياد من العشب الحنوة وهى قليلة شديدة الحضرة طيبة الريح وزهرتها صفراء وليست بضخمة قال جميل بها قضب الريحان تندى وحنوة * ومن كل أفواه البقول بها بقل ( و ) حنوة ( فرس ) عامر بن الطفيل ( والحنيان كغنى واديان ) قال الفرزدق أقمنا ورثينا الديار ولا أرى * كمر بعنابين الحنيين مربعا وقال نصر الحنى كغنى من الاماكن النجدية ( وحنو قراقر بالكسر ع ) مر ذكره في الراء * ومما يستدرك عليه الحنوة في الصلاة مطاطأة الرأس وتقويس الظهر وحواني الهرم جمع حانية وهى التى تحنى ظهر الشيخ وتكبه والحانية الام البرة باولادها ومنه الحديث انا وسفعاء الخدين الحانية على ولدها كهاتين وأشار بالوسطى والمسبحة واستعمله قيس بن ذريح في الابل فاقسم ما عمش العيون شوارف * روائم بوحانيات على سقب والجمع حوان قال الشاعر تساق وأطفال المصيف كأنها * حوان على اطلائهن مطافل أي كأتها ابل عطفت على ولدها وتحننت عليه أي رققت له وتحنى عطف مثل تحنن قال تحنى عليك النفس من لاعج الهوى * فكيف تحنيها وأنت تهينها وحناء الشاء ككتاب ارادتها للفحل فهى حان وقال ابن الاعرابي أحنى على قرابته وحنا وحنى ورثم بمعنى واحد والحنواء من الغنم التى تلوى عنقها لغير علة وأنشد اللحيانى عن الكسائي يا خال هلا قلت إذ أعطيتني * هياك هياك وحنواء العنق وقول الشاعر برك الزمان عليهم بجرانه * والح منك بحيث تحنى الاصبع يعنى انه أخذ الخيار المعدودين حكاه ابن الاعرابي وقال ثعلب يقال فلان ممن لا تحنى عليه الاصابع أي لا يعد في الاخوان والحنو بالكسر العظم الذى تحت الحاجب وأنشد الازهرى لجرير وخور مجاشع تركت لقيطا * وقالوا حنو عينك والغرابا يريد قالوا احذر عينك لا ينقره الغراب وهذا تهكم وسمى حنوا لانحنائه وقول هميان * وانعاجت الاحناء حتى احلنقفت * أراد العظام التى هي منه كالاحناء ومنحني الوادي حيث ينخفض عن السند والمنحنى موضع قرب مكة وتحنى الحنوا عوج أنشد ابن الاعرابي في اثر حى كان مستباؤه * حيث تحنى الحنو أو ميثاؤه والحنو موضع نقله الجوهرى قال نصر عند ذى قاربين الكوفة والبصرة قال الاعشى نحن الفوارس يوم الحنو ضاحية * جنبى فطيمة لا ميل ولا عزل وقال جرير حى الهدملة من ذات المواعيس * فالحنو أصبح قفرا غير مأنوس والحنو واحد الاحناء وهى الجوانب كالاعناء نقله الجواهري وقولهم ازجر احناء طيرك أي نواحيه يمينا وشمالا وأماما وخلفا ويراد بالطير الخفة والطيش وأنشد الجوهرى للبيد فقلت ازدجر أحناء طيرك واعلمن * بأنك ان قدمت رجلك عاثر ورجل أحنى الظهر أحد به وهو أحنى الناس ضلوعا عليك أي أشفقهم واحناء الوادي مثل محانيه ى ( حنى يده يحنيها حناية بالكسر لواها ) واوية يائية ( و ) حنى ( العود والظهر عطفهما كحنى تحنية و ) حنى ( العود قشره ) قال ابن سيده في معتل الياء والاعرف في كل ذلك الواو ( والحنى بالكسر ع بالسماوة ) نقله الصاغانى ( و ) حتى ( كسمى ع قرب مكة ) في ظواهرها يذكر
مع الولج قاله نصر ( و ) حنى ( والدجابر الشاعر ) التغلبي ( وحانى ) ويقال حانا ممالة ( دبديار بكر منه ) أبو صالح ( عبد الصمد بن عبد الرحمن ) الشيباني ( الحانى ويقال الحنوى على غير قياس ) عن رزق الله التميمي وعاصم بن الحسن وعنه ابن سكينة وقد ذكرناه في النون أيضا * ومما يستدرك عليه امرأة حنياء الظهر أي جدبأ و ( الحوة بالضم سواد الى الخضرة ) وفي الصحاح لون يخالطه الكمتة مثل صدأ الحديد ( أو حمرة ) تضرب ( الى السواد ) نقله الجوهرى عن الاصمعي ( و ) قد ( حوى كرضى حوى ) كذا في المحكم ونص الاصمعي في كتاب الفرس وبعضهم يقول حوى الفرس يحوى حوة قال ( و ) بعض العرب يقول ( احواوى ) يحواوى احويواء قال ( و ) يقال ( احووى ) يحووى احوواء فهذه لغات ثلاثة ذكرهن الاصمعي في كتاب الفرس ونقلهن الجوهرى زاد ابن سيده ( واحووى مشددة ) قال ابن برى وقد وجد هكذا في بعض نسخ كتاب الاصمعي بالتشديد وهو غلط لانهم قد أجمعوا على انه لا يجئ (1/8357)
في كلامهم فعل في آخره ثلاثة أحرف من جنس واحد الاحرف واحد وهو ابيض وأنشدوا * فالزمى الخص واخفضى تبيضى * انتهى وفي المحكم قال سيبويه انما ثبتت الواو في احوويت واحواويت حيث كانتا وسطا كما ان التضعيف وسطا أقوى نحو اقتتل فيكون على الاصل وإذا كان مثل هذا طرفا اعتل قال ابن سيده ومن قال احوويت فالمصدر احوياء لان الواو تقلبها ياء كما قلبت واو ايام ومن قال احواويت فالمصدر احويواء لانه ليس هناك ما يقلبها كما كان ذلك في احوياء ( فهو أحوى ) قال الجوهرى تصغيره احيوى في لغة من قال اسيود واختلفوا في لغة من أدغم قال عيسى بن عمر أحيى فصرف قال سيبويه أخطأ هو ولو جاز هذا لصرف أصم لانه أخف من أحوى ولقالوا أصيم فصرفوه وقال أبو عمرو بن العلاء أحى كما قالوا أحيو قال سيبويه ولو جاز هذا لقلت في عطاء عطى وقال يونس أحى قال سيبويه هذا هو القياس والصواب ( واحواوت الارض ) احويواء ( واحووت ) بالتشديد ( اخضرت ) قال ابن جنى وتقدير احواوت افعالت كاحمارت والكوفيون يصححون ويدغمون ولا يعلون فيقولون احواوت الارض واحووت قال ابن سيده والدليل على فساد مذهبهم قول العرب احووى على ارعوى ولم يقولوا احوو ( وشفة حواء حمراء ) تضرب ( الى السواد ) وفي الصحاح الحوة سمرة في الشفة يقال رجل احوى وامرأة حواء وفي التهذيب الحوة في الشفاه شبيه باللعس واللمى قال ذو الرمة لمياء في شفتيها حوة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب ( والاحوى الاسود ) من الخضرة ( و ) أ يضا ( النبات الضارب الى السواد لشدة خضرته ) وهو أنعم ما يكون من النبات قال ابن الاعرابي قولهم جميم أحوى مما يبالغون به وقال الفراء في قوله تعالى فجعله غثاء أحوى قال إذا صار النبت يبيسا فهو غثاء والاحوى الذى قد اسود من القدم والعتق وقد يكون المعنى أخرج المرعى أحوى أي أخضر فجعله غثاء بعد خضرته فيكون مؤخرا معناه التقديم ( و ) الاحوى ( فرس قتيبة بن ضرار ) كذا في النسخ والصواب قبيصة بن ضرار الضبى سمى به للونه ( والحواءة كرمانة بقلة لازقة بالارض ) وهى سهيلة يسمو من وسطها قضيب عليه ورق أدق من ورق الاصل وفي رأسه برعومة طويلة فيها بزرها نقله أبو حنيفة وقال ابن شميل هما حواآن أحدهما حواء الدعاليق وهو حواء البقر وهو من أحرار البقول والاخر حواء الكلاب وهو من الذكور ينبت في الرمث خشنا وقال * كما تبسم للحواءة الجمل * وذلك لانه لا يقدر على قلعها حتى يكشر عن انيابه للزوقها بالارض ( و ) من المجاز الحواءة الرجل ( اللازم في بيته ) شبه بهذه النبتة ( والحواء أفراس ) منها فرس علقمة بن شهاب السدوسى وفرس مرادس أخى بنى كعب بن عمرو وفرس عبد الله بن عجلان النهدي وفرس لبنى سليم وفرس أبى ذى الرمة حيث يقول أبى فارس الحواء يوم هبالة * إذ الخيل في القتلى من القوم تعثر وفرس سلمة بن ذهل التيمى وفرس ضرار بن فهو أخى محارب وفرس ابن عكوة الجدلي ( و ) بلا لام أم البشر ( زوج آدم عليهما السلام ) خلقت من ضلعه كما ورد ( وحوة الوادي بالضم جانبه وحو بالضم زجر للمعزى وقد حوحى بها ) إذا زجر ( و ) يقال فلان ( لا يعرف الحو من اللو أي ) لا يعرف الكلام ( البين من الخفى ) وقيل لا يعرف الحق من الباطل * ومما يستدرك عليه بعير أحوى خالط خضرته سواد وصفرة نقله الجوهرى والنسبة إليه أحوى والحواء بكرة صيغت من عود أحوى أي أسود وأنشد ابن الاعرابي كما ركدت حواء أعطى حكمه * بها القين من عود تعلل جاذبه والاحوى من الخيل الكميت الذى يعلوه سواد والجمع الحو وقال النضر هو الاحمر السراة وفى الحديث خير الخيل الحو وقال أبو عبيدة هو أصفر من الاحم وهما يتدانيان حتى يكون الاحوى محلفا يحلف عليه انه أحم وقال أبو خيرة الحو من النمل نمل حمر يقال لها نمل سليمن والحو الحق وقال أبو عمر والحوة الكلمة من الحق وفى الصحاح الحوة موضع ببلاد كلب وأنشد لابن الرقاع
أو ظبية من ظباء الحوة ابتقلت * مذانبا فجرت نبتا وحجرانا وحوان تثنية حو بالضم جبيل عن نصر والحواء بالكسر وتشديد الواو مع المد ماء لضبة وعكل في جهة المغرب من الوسم نواحى اليمامة وقيل ببطن السر قرب الشريف وهو بين اليمامة وضرية ويقال لاضاخ حواء الذهاب قاله نصر وقال الصاغانى هو حوايا وحوى كغنى من مياه بلقين عن نصر وكغنية زهرة بن حوية تابعي وقيل له صحبة وقيل هو بجيم ومعن بن حوية عن حنبل بن خارجة وأحوى إذا ملك بعد منازعة وأيضا إذا جاء بالحوأى الحق والاحوى فرس توسعة بن نمير والعنز تسمى حوة بالضم غير مجراة و ( حواه يحويه حيا وحواية واحتواه واحتوى عليه ) أي ( جمعه وأحرزه ) وفي الصحاح احتوى على الشئ ألمأ عليه ( قيل ومنه الحية ) وسيذكر في ترجمة حيى وهو رأى الفارسى قال ابن سيدة وذكرتها هنا لان أبا حاتم ذهب الى أنها من حوى قال ( لتحويها ) أي تجمعها واستدارتها ( أو لطول حياتها وستذكر ) قريبا قال ويعضد قول أبى حاتم قولهم رجل حواء وحا ويجمع الحيات ( والحوى كغنى المالك بعد استحقاق ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( الحوض الصغير ) يسويه الرجل لبعيره يسقيه فيه وهو المركو يقال قد احتويت حويا ( والحوية كغنية استدارة كل شئ ) وقال الازهرى الحوى استدارة كل شئ كحوى الحية وكحوى بعض النجوم إذا رأيتها على نسق واحد مستدير ( كالتحوى ) يقال تحوى أي تجمع واستدار ( و ) الحوية ( ما تحوى من الامعاء ) وهى بنات اللبن أو الدوارة منها ( كالحاوية و ) منهم من يقول ( الحاوياء ) قال جرير (1/8358)
تصغوا الخنانيص والغول التى أكلت * في حاوياء دروم الليل مجعار وقال الجوهرى حوية البطن وحاوية البطن وحاوياء البطن كله بمعنى قال الشاعر وهو جرير كان نقيق الحب في حاويائه * نقيق الافاعى أو نقيق العقارب وقال آخر * وملح الوسيقة في الحاوية * يعنى اللبن قال و ( ج ) الحوية ( حوايا ) وهى الامعاء وجمع الحاوياء حواوى على فواعل وكذلك جمع الحاوية قال ابن برى حواوى لا يجوز عند سيبويه لانه يجب قلب الواو التى بعد ألف الجمع همزة لكون الالف قد اكتنفها واوان وعلى هذا قالوا في جمع شاوية شوايا ولم يقولوا شواوى والصحيح ان يقال في جمع حاوية وحاوياء حوايا ويكون وزنها فواعل ومن قال في الواحد حوية فوزن حوايا فعائل كصفية وصفايا انتهى وقال الفراء في قوله تعالى أو الحوايا أو ما اختلط بعظم هي المباعر وبنات اللبن وقال ابن الاعرابي الحوية والحاوية واحد وهى الدوارة التى في بطن الشاة وقال ابن السكيت الحاويات بنات اللبن يقال حاوية وحاويات وحاوياء ممدود وقال أبو الهيثم حاوية وحوايا كزاوية وزوايا وأنشد ابن برى لعلى كرم الله وجهه أضربهم ولا أرى معاوية * الاخزر العين العظيم الحاوية ( و ) الحوية ( كساء محشو حول سنام البعير ) وهو السوية ومنه قول عمير بن وهب الجمحى يوم بدر رأيت الحوايا عليها المنايا والحوية لا تكون الا للجمال والسوية قد تكون لغيرها قاله الجوهرى وقال ابن الاعرابي العرب تقول المنايا على الحوايا أي قد تأتى المنية الشجاع وهو على سرجه وفى حديث صفية كانت تحوى وراءه بعباءة أو كساء قال ابن الاثير التحويه ان تدير كساء حول سنام البعير ثم تركبه والاسم الحوية ( و ) الحوية ( طائر صغير ) عن كراع ( والتحوية القبض والانقباض كالتحوى ) * قلت نص اللحيانى التحوية الانقباض قال وقيل للكلبة ما تصنعين في الليلة المطيرة فقالت أحوى نفسي وأجعل نفسي عند استى قال ابن سيده وعندي ان التحوى الانقباض والتحوية القبض ( والحواة الصوت كالحواء ) ونص المحكم كالخواة قال والخاء أعلى ( والحاء ) حرف هجاء وستذكر ( في الحروف اللينة وحيوة ) اسم ( رجل ) قال ابن سيده وانما ذكرته هنا لانه ليس في الكلام ح ى ووانما هو ( مقلوب من ح وى ) اما مصدر حويت حية واما مقلوب من الحية التى هي الهامة فيمن جعل الحية في ح وى واثما صحت الواو لنقلها الى العلمية وسهل لهم ذلك القلب إذ لو أعلوا بعد القلب والقلب علة لتوالى الاعلالان وقد يكون فيعلة من حوى يحوى ثم قلبت الواو ياء للكسرة فاجتمعت ثلاث يا آت فحذفت الاخيرة فبقيت حية ثم أخرجت على الاصل فقيل حيوة * قلت والمسمى به هو حيوة بن شريح أبو زرعة التجيبى فقيه مصر وزاهدها ومحدثها روى عنه الليث وابن وهب وله أحوال وكرامات مات سنة 158 وحيوة بن شريح الحضرمي الحمصى الحافظ روى عنه البخاري والد ارميان مات سنة 224 ( والحواء ككتاب والمحوى كالمعلى جماعة البيوت المتدانية ) وجمع الحواء الاحوية وهى من الوبر واقتصر الجوهرى على الحواء وقال هي جماعة من بيوت الناس مجتمعة وقال بيوت من الناس مجتمعة على ماء ( ونوح بن عمرو ) بن نوح ( بن حوى كسمى ) السكسكى ( حدث عن بقية ) في الصلاة على معاوية بن معاوية المزني يقال انه سرق هذا الحديث قاله ابن حبان ونقله الحافظ في ذيل الديوان وبقية تقدم ذكره وانه ضعيف لا يحتج به في ب ق ى
* ومما يستدرك عليه الحواء ككتاب المكان الذى يحوى الشئ أي يجمعه ويضمه ومنه الحديث ان امرأة قالت ان ابني هذا كان بطني له حواء وتحاوى جمع تفاعل من حوى وحوى الحية انطواؤها وأنشد ابن برى لابن عنقاء الفزارى طوى نفسه طى الحرير كانه * حوى حية في ربوة فهو هاجع وأرض محواة كثيرة الحيات ورجل حواء وحاو يجمع الحيات هنا محل ذكره والمصنف ذكره في ح ى ى وجمع الحاوى حواة والحوية مركب يهيأ للمرأة لتركبه وقد حوى حوية عملها والحوى كغنى العليل نقله الازهرى وماء لبلقين وكسمى جبل في ديار خثعم واحتوى حويا عمل حوضا لابله والحوايا حفائر ملتوية يملؤها ماء السماء فيبقى فيها دهرا طويلا لان طين أسفلها علك صلب يمسك الماء واحدته حوية ويسميها العرب الامعاء تشبيها بحوايا البطن يسثنقع فيها الماء وقال أبو عمرو الحوايا المساطح وهو أن يعمدوا الى الصفا فيحوون له ترابا وحجارة تحبس عليهم الماء وقال ابن برى الحوايا آبار تحفر ببلاد كلب في أرض صلبة يحبس فيها ماء السيول يشربونه طول سنتهم عن ابن خالويه وقال ابن سيده الحوية صفاة يحاط عليها بالحجارة أو التراب فيجتمع فيها الماء قال نصر حوايا بناء بالصحر كهيئة البركة دون التغلبية بقرب أود ويقال لمجتمع بيوت الحى محتوى ومحوى والجمع محاوى نقله الليث وأنشد ودهماء تستوفى الحرور كأنها * بافنية المحوى حصان مقيد * قلت والمحوى لغة اليمن وهم يطلقونه على بويتات قليلة مجتمعة في الريف وحوى كسمى اسم أنشد ثعلب لبعض اللصوص تقول وقد نكبتها عن بلادها * أتفعل هذايا حوى على عمد والحويا كالثريا ماء في حقف رملة لعبد الله بن كلاب عن نصر وفي حديث أنس شفاعتي لاهل الكبائر من أمتى حتى حكم وحاء وهما حيان من اليمن من وراء رمل يبرين قال أبو موسى يجوز ان يكون حاء من الحو وقد حذفت لامه ويجوز ان يكون من حوى يحوى ويجوز ان يكون مقصورا الا ممدودا وحكى ثعلب عن أبى معاذ الهراء انه سمع العرب تقول هذه قصيدة حاوية أي على الحاء ومنهم (1/8359)
من يقول حائية ى ( الحى بكسر الحاء ) الحياة زعموا قاله ابن سيده وأنشد للعجاج كأنها إذ الحياة حى * واذ زمان الناس دغفلى ( و ) كذلك ( الحيوان بالتحرى ) ومنه قوله تعالى وان الدار الاخرة لهى الحيوان أي دار الحياة الدائمة قال الفراء كسر أول حى لئلا تبدل الياء واوا كما قالوا بيض وعين قال ابن برى الحى والحيوان ( والحياة ) مصادر ويكون الحيوان صفة كالحى كالصميان للسريع قال ابن سيده والحياة كتبت في المصحف بالواو ليعلم ان الواو بعد الياء في حد الجمع وقيل على تفخيم الالف ( و ) حكى ابن جنى عن قطرب ان أهل اليمن يقولون ( الحيوة بسكون الواو ) قبلها فتحة فهذه الواو بدل من ألف حياة وليست بلام الفعل من حيوت ألا ترى أن لام الفعل ياء وكذلك يفعل أهل اليمن بكل ألف منقلبة عن واو كالصلاة والزكاة ( نقيص الموت ) وقال الراغب الحياة تستعمل على اوجه الاولى للقوة النامية الموجودة في النبات والحيوان ومنه قيل نبات حى وجعلنا من الماء كل شئ حى والثانية للقوة الحساسة وبه سمى الحيوان حيوانا والثالثة للقوة العاقلة ومنه قوله تعالى أو من كان ميتا فاحييناه وقال الشاعر لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادى والرابعة عبارة عن ارتفاع الغم وبهذا النظر قال الشاعر ليس من مات فاستراح بميت * انما الميت ميت الاحياء والخامسة الحياة الاخروية الابدية وذلك يتوصل إليها بالحياة التى هي العقل والعلم ومنه قوله تعالى يا ليتنى قدمت لحياتي يعنى به الحياة الاخروية الدائمة والسادسة الحياة التى يوصف بها الباري تعالى فانه إذا قيل فيه تعالى انه حى فمعناه لا يصح عليه الموت وليس ذلك الا لله تعالى انتهى ( حيى كرضى حياة و ) لغة أخرى ( حى يحى ويحيى ) فهو حى قال الجوهرى والادغام أكثر لان الحركة لازمة فإذا لم تكن الحركة لازمة لم تدغم كقوله تعالى أليس الله بقادر على أن يحيى الموتى ويقرأ ويحى من حى عن بينة انتهى قال الفراء كتابتها على الادغام بياء واحدة وهى أكثر قراءة القراء وقرأ بعضهم من حيى عن بينة باظهارها قال وانما أدغموا الياء مع الياء وكان ينبغى ان لا يفعلوا لان الياء الاخيرة لزمها النصب في فعل فادغم لما التقى حرفان متحركان من جنس واحد قال ويجوز الادغام للاثنين في الحركة اللازمة للياء الاخيرة فتقول حيا وحيتا وينبغى للجمع ان لا يدغم الابياء لان ياءها نصيبها الرفع وما قبلها مكسور فينبغي لها ان تسكن فيسقط بواو الجماع وربما أظهرت العرب الادغام في الجمع ارادة تأليف الافعال وان يكون كلها مشددة فقالوا في حييت حيوا وفى عييث عيوا قال وأجمعت العرب على ادغام التحتية بحركة الياء الاخيرة كما استحبوا ادغام حى وعى للحركة اللازمة فيها فاما إذا سكنت الياء الاخيرة فلا يجوز الادغام من يحيى ويعيى وقد جاء في الشعر الادغام وليس بالوجه وأنكر البصريون الادغام
في هذا الموضع ( و ) قوله تعالى فلنحيينه حياة طيبة روى عن ابن عباس ان ( الحياة الطيبة الرزق الحلال ) في الدنيا ( أو ) هي ( الجنة الحى ) من كل شئ ( ضد الميت ج أحياء ) ومنه قوله تعالى وما يستوى الاحياء ولا الاموات ( و ) الحى ( فرج المرأة ) نقله الازهرى قال ورأى اعرابي حهاز عروس فثقال هذا سعف الحى أي جهاز فرج المرأة ( و ) حكى اللحيانى ( ضرب ضربة ليس بحاء منها ) كذا في النسخ والصواب ليس بحائى منها ( أي ليس يحيى ) منها قال ولا يقال ليس بحى منها الا ان يخبر انه ليس بحى أي هو ميت فان أردت انه لا يحيى قلت ليس بحائى وكذلك أخوات هذا ( كقولك ) عد فلانا فانه مريض تريد الحال وتقول ( لا تأكل كذا ) من الطعام ( فانك مارض أي ) انك ( تمرض ان أكلته وأحياه ) احياء ( جعله حيا ) ومنه قوله تعالى أليس ذلك بقاد على ان يحيى الموتى ( واستحياه استبقاه ) هو استفعل من الحياة أي تركه حيا وليس فيه الا لغة واحدة ومنه قوله تعالى ويستحيى نساءهم أي يتركهن أحياء وفي الحديث اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم أي استبقوا شبابهم ولا تقتلوهم ( وقيل ومنه ) قوله تعالى ( ان الله لا يستحيى ان يضرب مثلا ) أي لا يستبقى كذا وجد بخط الجوهرى ( وطريق حى ) أي ( بين ) والجمع أحياء قال الحطيئة * إذا مخارم أحياء عرضن له * ( وحيى ) كرضى ( استبان ) يقال إذا حيى لك الطريق قخذيمنة ( وأرض حية مخصبة ) كما قالوا في الجدب ميتة ( وأحيينا الارض وجدناها حية ) خصبة ( غضة النبات والحيوان محركة جنس الحى أصله حييان ) فقلبت الياء التى هي لام واوا استكراها لتوالى الياءين لتختلف الحركات هذا مذهب الخليل وسيبويه وذهب أبو عثمان الى ان الحيوان غير مبدل الواو وان الواو فيه أصل وان لم يكن منه فعل وشبه هذا بقولهم فاظ الميت يفيظ فيظا وفوظا وان لم يستعملوا من فوظ فعلا كذلك الحيوان عنده مصدر لم يشتق منه فعل قال أبو على هذا غير مرضى من أبى عثمان من قبل انه لا يمتنع ان يكون في الكلام مصدر عينه واو وفاؤه ولامه صحيحان مثل فوظ وصوغ وقول وموت وأشباه ذلك فأما ان يوجد في الكلام كلمة عينها ياء ولامها واو فلا فحمله الحيوان على فوظ خطأ لانه شبه ما لا يوجد في الكلام بما هو موجود مطرد قال أبو على وكانهم استجازوا قلب الياء واوا لغير علة وان كانت الواو أثقل من الياء ليكون ذلك عوضا للواو من كثرة دخول الياء وغلبتها عليها ( والمحاياة الغذاء للصبى ) بما به حياته وفى المحكم لان حياته به ( والحى البطن من بطونهم ) أي العرب ( ج أحياء ) قال الازهرى الحى يقع على بنى أب كثروا أو قلوا وعلى شعيب يجمع القبائل ومنه قول الشاعر قاتل الله قيس عيلان حيا * ما لهم دون عذرة من حجاب (1/8360)
( والحيا ) مقصورا ( الخطب ) وما يحيى به الارض والناس ( و ) قال اللحيانى هو ( المطر ) لاحيائه الارض وإذا ثنيت قلت حييان فتبين الياء لان الحركة غير لازمة وانما سمى الخصب حياء لانه يتسبب عنه ( ويمد ) فيهما والجمع أحياء ( و ) الحيا ( اسم امرأة ) قال الراعى ان الحيا ولدت أبى وعمومتي * ونبت في وسط الفروع نضار * قلت وابن الحيا الذى قال فيه الجعدى جهلت على ابن الحيا وظلمتني * وجمعت قولا جانبيا مضللا ( و ) الحياء ( بالمد التوبة والحشمة ) وقال الراغب هو انقباض النفس عن القبائح وقد ( حيى منه ) كرضى ( حياء ) استحيى نقله الجوهرى عن أبى زيد وأنشد ألا تحيون من تكثير قوم * لعلات وأمكم رقوب أي الا تستحيون قال وتقول في الجمع حيوا كما يقال خشوا قال سيبويه ذهبت الياء لالتقاء الساكنين لان الواو ساكنة وحركة الياء قد زالت كما زالت في ضربوا الى الضم ولم تحرك الياء بالضم لثقله عليها فحذفت وضمت الياء الباقية لاجل الواو وقال بعضهم حيوا بالتشديد تركه على ما كان عليه للادغام ( واستحيى منه ) بياءين ( واستحى منه ) بياء واحدة حذفوا الياء الاخيرة كراهية التقاء الياءين وقال الجوهرى أعلوا الياء الاولى وألقوا حركتها على الحاء فقالوا استحيت استثقالا لما دخلت عليها الزوائد قال سيبويه حذفت لالتقاء الساكنين لان الياء الاولى تقلب ألفا لتحركها قال وانما فعلوا ذلك حيث كثر في كلامهم وقال أبو عثمان المازنى لم تحذف لالتقاء الساكنين لانها لو حذفت لذلك لردوها إذ قالوا هو يستحى ولقالوا يستحيى قال ابن برى قول أبى عثمان موافق لقول سيبويه والذى حكاه عن سيبويه ليس هو قوله وانما هو قول الخليل لان الخليل يرى ان استحيت أصله استحيت فاعل اعلال استعيت وأصله أستعيبت وذلك بان تنقل حركة الياء على ما قبلها وتقلب ألفا ثم تحذف لالتقاء الساكنين وأما سيبويه فيرى انها حذفت تخفيفا لاجتماع الياءين لا لاعلال موجب لحذفها كما حذفت السين في أحسست حتى قلت أحست ونقلت حركتها على ما قبلها تخفيفا انتهى ثم قال الجوهرى وقال الاخفش استحى بياء واحدة لغة تميم وبياين لغة أهل الحجاز وهو الاصل لان ما كان موضع لامه معتلا
لم يعلوا عينه ألا ترى انهم قالوا أحييت وحويت ويقولون قلت وبعت فيعلون العين لما لم تعتل اللام وانما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة كما قالوا لا أدر في لا أدرى ( واستحياه ) واستحاه يتعديان بحرف وبغير حرف وقال الازهرى للعرب في هذا الحرف لغتان يستحى بياء واحدة وبياءين والقرآن نزل بهذه اللغة الثانية في قوله تعالى ان الله لا يستحيى أن يضرب مثلا وقال ابن برى شاهد الحياء بمعنى الاستحياء قول جرير لولا الحياء لهاج لى استعبار * ولزرت قبرك والحبيب يزار وفى الحديث الحياء شعبة من الايمان قال ابن الاثير وانما جعل الحياء بعض الايمان لان الايمان ينقسم الى ائتمار بما أمر الله به وانتهاء عما نهى الله عنه فإذا حصل الانتهاء بالحياء كان بعض الايمان ومنه الحديث إذا لم تستح فاصنع ما شئت لفظه أمر ومعناه توبيخ وتهديد ( وهو حيى كغنى ذو حياء ) والانثى بالهاء ( و ) الحياء ( الفرج من ذوات الخف والظلف والسباع ) قال ابن سيده وخص ابن الاعرابي به الشاة والبقرة والظبية ( وقد يقصر ) عن الليث وقال الازهرى هو خطأ لا يجوز قصره الا لشاعر ضرورة وما جاء عن العرب الا ممدودا وانما سمى حياء باسم الحياء من الاستحياء لانه يستر عن الادمى من الحيوان ويستفحش التصريح بذكره واسمه الموضوع له ويستحى من ذلك ويكنى عنه وقال ابن برى وقد جاء الحياء لرحم الناقة مقصورا في شعر أبى النجم وهو قوله * جعد حياها سبط لحياها * ( ج أحياء ) عن أبى زيد وحمله ابن جنى على انه جمع حياء بالمد قال كسر وافعالا على أفعال حتى كأنهم انما كسر وافعلاء ( وأحيية ) نقله الجوهرى عن الاصمعي وقال ابن برى في كتاب سيبويه أحيية جمع حياء لفرج الناقة وذكر أن من العرب من يدغمه فيقول أحية ونقل غيره عن سيبويه قال ظهرت الياء في أحيية لظهورها في حيى والادغام أحسن لان الحركة لازمة فان أظهرت فاحسن ذلك ان تخفى كراهية تلاقى المثلين وهى مع ذلك بزنتها متحركة ( وحى ) بالفتح ( ويكسر ) كلاهما عن سيبوية أيضا ( والتحية السلام ) عن أبى عبيد وقال أبو الهيثم التحية في كلام العرب ما يحيى به بعضهم بعضا إذا تلاقوا قال وتحية الله التى جعلها في الدنيا لمؤمنى عباده إذا تلاقوا ودعا بعضهم لبعض فاجمع الدعاء ان يقولو السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله عز وجل تحيتهم يوم يلقونه سلام ( و ) قد ( حياه تحية ) وحكى اللحيانى حياك تحية المؤمن أي سلم عليك ( و ) التحية ( البقاء ) عن ابن الاعرابي وبه فسر قول زهير بن جناب الكبى وكان ملكا في قومه ولكل ما نال الفتى * قد نلته الا التحيه قال ابن برى زهير هذا سيد كلب في زمانه وكان كثير الغارات وعمر عمرا طويلا وهو القائل لما حضرته الوفاة ابني ان أهلك فانى قد بنيت لكم بنيه وتركتكم أولاد سا * دات زنادكم وريه ولكل ما نال الفتى * قد نلته الا التحيه ( و ) التحية ( الملك ) وهو قول الفراء وأبى عمرو وبه فسر الجوهرى قول زهير المذكور قال وانما أدغمت لانها تفعلة والهاء لازمة أي تفعلة من الحياة وانما أدغمت لاجتماع الامثال والتاء زائدة وقال سيبويه تحية تفعله والهاء لازمة والمضاعف من الياء قليل لان الياء قد تنقل وحدها لا ما فإذا كان قبلها ياء كان أثقل لها قال ابن برى والمعروف في التحية هنا انما هي البقاء لا بمعنى الملك (1/8361)
وأنشد أبو عمر وقول عمرو بن معد يكرب أسير به الى النعمان حتى * أنيخ على تحيته بجندي يعنى على ملكه نقله الجوهرى وقيل في قول زهير الا التحية الا السلامة من المية والافات فان أحدا لا يسلم من الموت على طول البقاء ( و ) قولهم ( حياك الله ) أي ( أبقاك أو ملكك ) أو سلمك الثلاثة عن الفراء واقتصر الجوهرى على الثانية وتقدم للمصنف في ب ى ى قولهم حياك الله وبياك اعتمدك بالملك وقيل أضحك وسئل سلمة بن عاصم عن حياك الله فقال هو بمنزله أحياك الله أي أبقاك مثل كرم وأكرم وسئل أبو عثمان المازنى عنه فقال أي عمرك الله وقال الليث في قولهم التحيات لله أي البقاء لله أو الملك لله وقال الفراء ينوى بها البقاء لله والسلام من الافات والملك لله ونحو ذلك وقال خالد بن يزيد لو كانت التحية الملك لما قيل التحيات لله والمعنى السلامات من الافات كلها وجمعها لانه أراد السلامة من كل آفة وقال القتيبى أي الالفاظ التى تدل على الملك والبقاء ويكنى بها عن الملك فهى لله عز وجل وقال أبو الهيثم أي السلام له من جميع الافات التى تلحق العباد من الفناء وسائر أسباب الفناء ( وحيا الخسين دنا منها ) عن ابن الاعرابي ( والمحيا كالحميا جماعة الوجه أو حره والحية م ) معروفة قال الجوهرى يكون للذكر والانثى وانما دخلته التاء لانه واحد من جنس مثل بطة ودجاجة على انه قد روى عن العرب رأيت حيا على حية أي ذكرا على أنثى انتهى واشتقاقه من الحياة في قول بعضهم قال سيبويه والدليل على ذلك قول العرب في الاضافة الى حية بن بهدلة حيوى
فلو كان من الواو ولكان حووى كقولك في الاضافة الى لية لووى قال بعضهم فان قلت فهلا كانت الحية مما عينه واو استدلالا بقولهم رجل حواء لظهور الواو عينا في حواء فالجواب ان أبا على ذهب الى ان حية وحواء كسبط وسبطر ولؤلؤ ولال ودمث ودمثر ودلاص ودلامص في قول أبى عثمان وان هذه الالفاظ اقتربت أصولها وانفقت معانيها وكل واحد لفظه غير لفظ صاحبه فكذلك حية مما عينه ولامه ياآن وحواء مما عينه واو ولامه ياء كما ان لؤلؤ ارباعى ولال ثلاثى لفظاهما مقترنان ومعناهما متفقان ونظير ذلك قولهم جبت جيب لقميص وانما جعلوا حواء مما عينه واو ولامه ياء وان كان يمكن لفظه ان يكون مما عينه ولامه واوان من قبل ان هذا هو الاكثر في كلامهم ولم يأت الفاء والعين واللام يا آت الا في قولهم يييت ياء حسنة على ان فيه ضعفا من طريق الرواية ويجوز ان يكون من التحوى لانطوائها وقد ذكر في ح وى ويقال هي في الاصل حيوة فادغمت الياء في الواو وجعلتا شديدة ( يقال لا تموت الا بعرض ) وقالوا للرجل إذا طال عمره وكذا المرأة ما هو الا حية وذلك لطول عمر الحية كانه سمى حية لطول حياته ( ج حيات وحيوات ) ومنه الحديث لا بأس بقتل الحيوات ( والحيوات كتنور ذكر الحيات ) قال الازهرى التاء زائدة لان أصله الحيو وقال أيضا العرب تذكر الحية وتؤنثها فإذا قالوا الحيوات عنوا الحية الذكر وأنشد الاصمعي ويأكل الحية والحيوتا * ويخنق العجوز أو تموتا ( ورجل حواء ) ككتان ( وحاو يجمع الحيات ) وقال الازهرى من قال لصاحب الحيات حائى فهو فاعل من هذا البناء صارت الواو كسرة كواو الغازى والغالي ومن قال حواء فهو على بناء فعال فانه يقول اشتقاقه من حويت لانها تتحوى في التوائها وكل ذلك تقوله العرب قال وان قيل حاوى على فاعل فهو جائز والفرق بينه وبين غازى ان عين الفعل من حاوى واو وعين الفعل من غازى الزاى فبينهما فرق وهذا يجوز على قول من جعل الحية في أصل البناء حوية ( والحية كواكب ما بين الفرقدين وبنات نعش ) على التشبيه ( وحى قبيلة ) من العرب ( والنسبة حيوى ) حكاه سيبويه عن الخليل عن العرب وبذلك استدل على ان الاضافة الى لية لووى ( و ) أما أبو عمرو فكان يقول ( حييى ) ولييى * قلت وهذه النسبة الى حية بن بهدلة بطن من العرب كما هو نص سيبويه لا الى حى كما ذكره المصنف ففى العبارة سقط أو قصور فتأمل ( وبنو حى بالكسر بطنان ) والذى في المحكم وبنو حى بطن من العرب وكذلك بنو حى ( ومحياة ع ) هكذا هو مضبوط في النسخ وكانه سمى به لكثرة الحيات به ووجدت في كتاب نصر بضم الميم وتشديد الياء وقال ماءة لاهل النبهانية وقرية ضخمة لبنى والبة فتأمل ذلك ( وأحيت النافة حيى ولدها ) فهى محى ومحيية لا يكاد يموت لها ولد نقله الجوهرى ( و ) أحيى ( القوم حييت ماشيتهم أو حسنت حالها ) فان أردت أنفسهم قلت حيوا نقله الجوهرى عن أبى عمرو وقال أبو زيد أحيى القوم إذا مطروا فأصابت دوابهم العشب حتى سمنت وان أرادوا أنفسهم قالوا حيوا بعد الهزال ( أو صاروا في ) الحياء وهو ( الخصب ) نقله الجوهرى أيضا ( وسموا حية وحيوان ككيوان وحيية ) كغنية ( وحيوية ) كشبوية ( وحيون ) كتنور فمن الاول حية بن بهدلة الذى ذكره سيبويه أبو بطن وحية بن بكر بن ذهل من بنى سامة قديم جاهلي وحية بن ربيعة بن سعد بن عجل من أجداد الفرات بن حبان الصحابي وحية بن حابس صحابي وضبطه ابن أبى عاصم بالموحدة وخطؤه وجبير بن حية الثقفى عن المغيرة بين شعبة وابناه زياد وعبد الله والحسن بن حية البخاري له رواية وأبو أحمد محمد بن حامد بن محمد بن حية البخاري أخذ عنه خلف الخبام وصالح بن حية من أجداد أبى بكر محمد بن سهل شيخ تمام الرازي وأحمد بن الحسن بن اسحق بن عتبة بن حية الرازي محدث مشهور بمصر وآمنة بنت حية بن اياس قديمة وأحمد بن حية الانصاري الطليطلى مات سنة 439 قيده منصور وحية بن حبيب بن شعيب عن أبيه وعنه ابنه الربيع وفى الكنى أبو حية الوداعى وابن قيس والكلبي وأبو حية خالد بن علقمة تابعيون وعن الثالث ابنه يحيى بن أبى حية وأبو حية النميري شاعر واسمه الهيثم بن الربيع بن زرارة قال ابن ناصر له صحبة (1/8362)
وأخطأ في ذلك وأبو حية ودعان بن محرز الفزارى شاعر فارس وأبو حية الكندى شيخ لزياد بن عبد الله وأبو هلال يحيى بن أبى حية الكوفى ثقة عن سفيان وأبو حية بن الاسحم جد هدبة بن خشرم وزياد بن أبى حية شيخ للبخاري قال الحافظ ومن ظريف ما يلتبس بهذا الفصل عبد الوهاب ابن أبى حية وعبد الوهاب بن أبى حبة الاول بالياء الاخيرة والثانى بالموحدة فالاول هو عبد الوهاب بن عيسى بن أبى حية الوراق قد ينسب الى جده روى عن اسحق بن أبى اسرائيل ويعقوب بن شيبة وكان وراقا للجاحظ وعاش الى رأس الثلثمائة والثانى هو عبد الوهاب بن هبة بن أبى حبة العطار وقد ينسب الى جده روى عن أبى القاسم بن الحصين المسند والزهد
وكان يسكن حران على رأس الستمائة وأما الثاني فسيأتي للمصنف في آخر الحرف والثالث من أسماء النساء والرابع يأتي ذكره وحيون اسم جماعة ( وأبو تحيى بكسر التاء المثناة من فوق صحابي ) من الانصار ( شبه ) التبى ( صلى الله عليه وسلم عين الدجال بعينه ) ذكره الحافظ ( و ) أبو تحيى ( تابعيان ) أحدهما يروى عن عثمان بن عفان والثانى عن على واسمه حكيم بن سعد ( ومعاوية بن أبى تحيى تابعي ) عن أبى هريرة وعنه جعفر بن برقان ( وحماد بن تحيى بالضم محدث ) روى عن عون بن أبى حجيفة وعنه محمد بن ابراهيم ابن أبى العنبس ( ومحمد بن محمد بن تحيا ) المرسى ( بالضم وفتح الحاء وشد الياء فقيه ) أخذ عنه ابن مسدى ( وتحية الراسبية و ) تحية ( بنت سليمان محدثتان ) الاولى شيخة لمسلم بن ابراهيم ( ويعقوب بن اسحق بن تحية ) الواسطي ( عن يزيد بن هرون ) وعنه بكير بن أحمد ( وذو الحيات سيف ) مالك بن ظالم المرى وأيضا سيف معقل بن خويلد الهذلى وفيه يقول وما عريت ذا الحيات الا * لاقطلع دابر العيش الحباب سمى به على التشبيه ( و ) قال ابن الاعرابي ( فلان حية الوادي أو الارض أو البلد أو الحماط أي داه خبيث ) ونص ابن الاعرابي إذا كان نهاية في الدهاء والخبث والعقل وأنشد الفراء * كمثل شيطان الحماط أعرف * وأنشد ابن الكلبى لرجل من حضرموت وليس يفرج ريب الكفر عن خلد * أفظه الجهل الاحية الوادي ( وحابيت النار بالنفخ ) كقولك ( أحييتها ) قال الاصمعي أنشد بعض العرب بيت ذى الرمة فقلت له ارفعها اليك وحايها * بروحك واقتته لها قيته قدرا ( وحى على الصلاة بفتح الياء أي هلم وأقبل ) قال الجوهرى فتحت الياء لسكونها وسكون ما قبلها كما قيل في ليت ولعل وفى المحكم حى على الغداء والصلاة ائتوهما فحى اسم الفعل ولذلك علق حرف الجر الذى هو على به وقال الازهرى حى مثقلة يندب بها ويدعى بها فيقال حى على الغداء حى على الخير ولم يشتق منه قال ذلك الليث وقال غيره حى حث ودعاء ومنه حديث الاذان حى على الصلاة حى على الفلاح أي هلموا إليها وأقبلوا مسرعين وقيل معناهما عجلوا قال ابن أحمر أنشأت أسأله ما بال رفقته * حى الحمول فان الركب قد ذهبا أي عليك بالحمول وقال شمر أنشد محارب لاعرابي ونحن في مسجد يدعو مؤذنه * حى تعالوا وما ناموا وما غفلوا قال ذهب به الى الصوت نحو طاق طاق وغاق غاق ( وحى هلا وحى هلا على كذا والى كذا وحى هل كخمسة عشر وحى هل كصه ومه وحيهل بسكون الهاء ) وحى هلا ( حى أي اعجل وهلا أي صله أو حى أي هلم وهلا أي حثيثا أو أسرع أو هلا أي اسكن ومعناه أسرع عند ذكره واسكن حتى تنقضي ) قال مزاحم بحيهلا يزجون كل مطية * امام المطايا سيرها المتقاذف وزعم أبو الخطاب ان العرب تقول حى هل الصلاة أي ائت الصلاة جعلهما اسمين فنصبهما ( و ) قال ابن الاعرابي حى هل بفلان و ( حى هلا بفلان ) وحى هل بفلان ( أي ) اعجل وفى حديث ابن مسعود إذا ذكر الصالحون فحى هلا بعمر أي ( عليك به ) وابدأ به ( وادعه ) وعجل بذكره وهما كلمتان جعلتا كلمة واحدة وهلا حث واستعجال وقال ابن برى صوتان ركبا ومعنى حى أعجل ( و ) قال بعض النحويين ( إذا قلت حى هلا منونة فكأنك قلت حثا وإذا لم تنون فكأنك قلت الحث جعلو التنوين علما على النكرة وتركه علما للمعرفة وكذا في جميع ما هذا ) صوابه هذه ( حاله من المبنيات ) إذا اعتقد فيه التنكير نون وإذا اعتقد فيه التعريف حذف التنوين قال أبو عبيد سمع أبو مهدية رجلا من العجم يقول لصاحبه زود زود مرتين بالفارسية فسأله أبو مهدية عنها فقيل له يقول عجل عجل قال أبو مهدية فهلا قال له حيهلك فقيل له ما كان الله ليجمع لهم الى العربية العجمية ( و ) يقال ( لا حى عنه ) أي ( لا منع ) منه نقله الكسائي وأنشد ومن يك يعيا بالبيان فانه * أبو معقل لا حى عنه ولا حدد وقال الفراء معناه لا يحد عنه شئ ورواه * فان تسألونى بالبيان فانه * ( و ) فلان ( لا يعرف الحى من اللى ) أي ( الحق من الباطل ) عن ابن الاعرابي وكذلك الحو من اللو وقد ذكر في موضعه ( أو ) الحى الحوية واللى فتل الحبل أي ( لا يعرف الحوية من فتل الحبل ) قال يضرب هذا للاحمق الذى لا يعرف شيأ ( والتحايى كواكب ثلاثة حذاء الهنعة ) وربما عدل القمر عن الهنعة فنزل بالتحايى الواحدة تخياة قاله ابن قتيبة في أدب الكاتب وهى بين المجرة وتوابع العيوق وكأن أبو زياد الكلابي يقول التحابى هي الهنعة وتهمز (1/8363)
فيقال التحائى وقال أبو حنيفة بهن ينزل القمر لا بالهنعة نفسها وواحده تحياة قال ابن برى فهو على هذا تفعلة كتحلية من الابنية ومنعناه من فعلاة كفرهاة ان ت ح ى مهمل وان جعل وح ى تكلف لابدال الياء دون ان تكون أصلا فلهذا جعلناها من الحياء فان نوءها كثير الحياء من أنواء الجوزاء وكيف كان فالهمز في جمعها شاذ من جهة القياس وان صح به السماع فهو كمصائب
ومعائش في قراءة خارجة شبهت تحية بفعلية فكما قيل تحوى في النسب قيل تحائى حتى كأنه فعيلة وفعائل ( وحية الوادي الاسد ) لدهائه ( وذو الحية ) زعموا انه ( ملك ملك ألف عام ) فلطول عمره لقبوه بذلك لان الحية طويلة العمر كما تقدم ( والاحياء ماء ) أسفل من ثنية المره ( غزاه عبيدة بن الحرث ) بن عبد المطلب ( سيره النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ) ذكره ابن اسحق ( و ) الاحياء أيضا ( ع ) صوابه عدة قرى ( قرب مصر ) على النيل من جهة الصعيد ( يضاف الى بنى الخزرج ) وهى الحى الكبير والحى الصغير وبينها وبين الفسطاط نحو عشرة فراسخ قاله ياقوت ( وأبو عمر ) محمد بن العباس بن زكريا ( ابن حيويه ) الخراز البغدادي ( كعمرويه محدث ) شهير ( وامام الحرمين ) أبو المعالى ( عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه ) الجوينى وشهرته تغنى عن ذكره تفقه على أبيه وغيره توفى بنيسابور سنة 476 وتوفى بها أبوه سنة 434 وقد تفقه على أبى الطيب الصعلوكى وأبى بكر القفال وأخوه أبو الحسن على بن عبد الله الملقب بشيخ الحجاز توفى سنة 465 روى عن شيوخ أخيه * وفاته أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه النيسابوري ثم المصرى أحد الثفات روى عن النسائي توفى سنة 366 ( وحيية كسمية والدة عمرو بن شعيب ) بن عبد الله بن عمرو بن العاص ( ومعمر بن أبى حيية محدث ) روى عنه يزيد بن أبى حبيب ( وصالح بن حيوان ككيوان وحيوان بن خالد ) أبو شيخ الهنائى حدث عن الاخير بكر بن سوادة المصرى ( أو كلاهما بالخاء محدثان و ) أبو الحسن ( سعد الله بن نصر ) بن سعد الدجاجى ( الحيوانى محركة ) الى بيع الحيوان وهو الطيور خاصة شيخ فاضل واعظ سمع أبا الخطاب بن الجراح وأبا منصور الخياط وعنه السمعاني ولد في رجب سنة 480 ( وابنه محمد ) سمع من قاضى المارستان ( وابن أخيه عبد الحق ) بن الحسن محدثون ) * ومما يستدرك عليه المحيا مفعل من الحياة وتقول محياى ومماتي والجمع المحايى ذكره الجوهرى ويقع على المصدر والزمان والمكان والحى من النبات ما كان طريا يهتز والحى المسلم كما قيل للكافر ميت والحياة المنفعة وبه فسرت الاية ولكم في القصاص حياة ومنه قولهم ليس لفلان حياة أي ليس عنده نفع ولا خير وقال أبو حنيفة حيت النار تحى حياة قهى حية كما تقول ماتت فهى ميتة وحيا النار حياتها وقال ابن برى حى فلان نفسه وأنشد أبو الحسن لابن الاسود الدؤلى أبو بحر أشد الناس منا * علينا بعد حى أبى المغيرة أي بعد أبى المغيرة وأنشد الفراء في مثله ألا قبح الا له بنى زياد * وحى أبيهم قبح الحمار أي قبح الله بنى زياد وآباءهم وقال ابن شميل أتانا حى فلان أي في حياته وسمعت حى فلان يقول كذا أي سمعته يقول في حياته وقال أبو حنيفة أحييت الارض أي استخرجت واحياء الموات مباشرتها بتأئير شئ فيها من احاطة أو زع أو عمارة ونحو ذلك تشبيها باحياء الميت واحياء الليل السهر فيه بالعبادة وترك النوم والشمس حية أي صافية اللون لم يدخلها التغير بدنو المغيب كانه جعل مغيبها لها موتا والحى بالكسر جمع الحياة ويقولون كيف أنت وكيف حية أهلك أي كيف من بقى منهم حيا وكل ما هو حى فجمعه حيوات ومنه قول مالك بن الحرث الكاهلى فلا ينجو نجاتى ثم حى * مى الحيوات ليس له جناح وسمى الله دار الاخرة حيوانا لان كل من صار الى الاخرة لم يمت ودام حيا فيها اما في الجنة واما في النار والحيوان عين في الجنة لا تصيب شيأ الا حيى باذن الله تعالى وحيوة اسم رجل وقد ذكره المصنف في ح وى وانما لم يدغم لانه اسم موضوع لا على وجه الفعل قاله الجوهرى وحيا الربيع ما تحيى به الارض من الغيث وأحيى الله الارض أخرج فيها النبات أو أحياها بالغيث ورجل محيى وامرأة محيية من التحية ودائرة المحيا في الفرس حيث ينفرق تحت الناصية في أعلى الجبهة واستحى من كذا أنف منه وفى الحديث ان الله ستحى من ذى الشيبة المسلم أن يعذبه ليس المراد به انقباض النفس إذ هو تعالى منزه عن ذلك وانما هو ترك تعذيبه قاله الراغب ويقال فلان أحيى من الهدى وأحيى من مخدرة وهما من الحياء وأحيى من ضب من الحياة وتحيى منه انقبض وانزوى مأخوذ من الحياء على طريق التمثيل لان من شأن الحيى ان ينقبض أو أصله تحوى قلبت واوه ياء أو تفعل من الحى وهو الجمع كنحيز من الحوز وأرض محياة ومحواة أيضا حكاه ابن السراج أي ذات حيات نقله الجوهرى ومن الامثال في الحية يقولون هو أبصر من حية لحدة بصرها وأظلم من حية لانها تأتى حجر الضب فتأكل حسلها وتسكن حجرها وفلان حية الوادي إذا كان شديد الشكية حاميا لحوزنة وهم حية الارض ومنه قول ذى الاصبع العدواني عذير الحى من عدو ا * ن كانوا حية الارض أراد انهم كانوا ذوى أرب وشدة لا يضيعون ثأرا ويقال رأسه حية إذا كان متوقدا شهما عاقلا ومر شاهده في خ ش ش
وفلان حية ذكر أي شجاع شديد وسقاه الله دم الحيات أي أهلكه ورأيت في كتابه حيات وعقارب إذا وشى به كاتبه الى سلطان ليوقعه في ورطة وروى عن زيد بن كثوة من أمثالهم حيه حماري وحمار صاحبي حيه حماري وحدي يقال ذلك عند المزرية على الذى (1/8364)
يستحق ما لا يملك مكابرة وظلما والحية من سمات الابل وسم يكون في العنق والفخذ ملتويا مثل الحية عن ابن حبيب من تذكرة أبى على وبنو الحيا مقصورا بطن من العرب عن ابن برى * قلت من خولان ومنهم عبد الله بن أبى طلحة الحياوي الخولانى شهد فنح مصر والسمح بن مالك الحياوي أمير الاندلس قتل بها سنة 103 والحسن بن صالح بن حى محدث وسموا حييا كسمى منهم حيى بن أخطب وغيره وبنو حيى قبيلة ويحيى وحى بالكسر وحيان أسماء وقوله تعالى انا نبشرك بغلام اسمه يحيى قال الراغب نبه على انه سماه بذلك من حيث انه لم تمته الذنوب كما أماتت كثيرا من ولد آدم لا انه كان يعرف بذلك فقط فان هذا قليل الفائدة انتهى وحياة بن قيس الحرانى ولى مشهور وأبو حيان شيخ العربية بمصر مشهور وموسى بن محمد بن حيان شيخ لابي يعلى الموصلي ان كان من الحياة وان كان من الحين فقد تقدم في موضعه والحيان نخلة منجبة وسوار بن الحياء القشيرى بالمد وبالكسر مقصورا السمؤل بن عادياء ابن حيا الذى يضرب المثل به في الوفاء ضبطه ابن دريد في الاشتقاق وأبو يحيى كنية الموت وكفر أبى يحيى قرية بمصر في البحيرة والمحيا مشهد الذكر عامية والمحياتان ظربان بابانين عن نصر وأبو تحياة بالضم كنية رجل والتاء ليست بأصلية ومن أمثالهم لا تلد الحية الا حيية في الداهى الخبيث ويروى ان الله حيى أي تارك القبائح فاعل للمحاسن نقله الراغب وحية أرض من جبلى طيئ ويقال حيا الناقة بالقصر لغة في المد نقله الفراء عن بعض العرب وأنكره الليث ( فصل الخاء ) المعجمة مع الواو والياء و ( خبت النار ) وعليه اقتصر الجوهرى زاد ابن سيده ( و ) كذا ( الحرب والحدة ) وفى الاخيرتين مجاز يقال خبت حدة الناقة تخبو ( خبوا ) بفتح فسكون ( وخبوا ) كعلو وعليه اقتصر الجوهرى ( سكنت و ) في الصحاح ( طفئت ) زاد ابن سيده وخمد لهيبها وهى خابية ومنه قوله تعالى كلما خبت زدناهم سعيرا قيل معناه سكن لهيبها وقيل معناه كلما تمنوا ان تخبوا وأرادوا ان تخبو ( وأخبيتها ) أنا ( أطفأتها ) وأخمدتها ومنه قول الكميت ومنا ضرار وابنماه وحاجب * مؤجج نيران المكارم لا المخبى * ومما يستدرك عليه خبا لهبه أي سكن فور غضبه وهو مجاز ى ( الخباء ككساء من الابنية ) واحد الاخبية ( يكون من وبر أو صوف ) وقال ثعلب عن يعقوب من الصوف خاصة ( أو ) من ( شعر ) وفى الصحاح ولا يكون من شعر وهو على عمودين أو ثلاثة وما فوق ذلك فهو بيت انتهى وقال ابن الاعرابي الخباء من شعر أو صوف وهو دون المظلة فالمصنف نظر الى قول ابن الاعرابي والجوهري لم يصح عنده ذلك فقال ولا يكون من شعر فتأمل وفى حديث الاعتكاف فامر بخبائه فقوض قال ابن الاثير هو أحد بيوت العرب من وبر أو صوف وأصل الخباء الهمز لانه يخبأ فيه الا ان العرب تركت الهمزة فيه ( وأخبيت ) كسائي اخباء أي جعلته ( خباء و ) في الصحاح أخبيت الخباء و ( تخبيته و ) كذلك ( خبيته ) تخبية إذا ( عملته ) زاد غيره ( ونصبته ) وقال الكسائي يقال من الخباء أخبيت اخباء إذا أردت المصدر إذا عملته وتخبيت أيضا ( واستخبيته نصبته ودخلته ) أي دخلت فيه كما في الصحاح ( والخباء أيضا غشاء البرة والشعيرة في السنبلة ) وهو مجاز ( و ) من المجاز الخباء ( كواكب مستديرة ) وهى احدى منازل القمر وتعرف بالاخبية ( و ) من المجاز الخباء ( ظرف للدهن ) على التشبيه ( وخبى كغنى ع بين الكوفة والشام ) على الجادة وهو الى الشام أقرب قاله نصر ( و ) أيضا ( ع قرب ذى قار ) نقله نصر قال ( و ) خبى الوالج وخبى معتوم ( خبرا وان في الملتقى ) من جراد والمروت لبنى حنظلة وتميم * ومما يستدرك عليه جمع الخباء الاخبية بغير همز واخباء يقال نشأت في أخبيتهم وقد يستعمل الخباء في المنازل والمساكن ومنه الحديث انه أتى خباء فاطمة وهى بالمدينة يريد منزلها وخباء النور كمامه وهو على المثل والخابية الحب وأصله الهمز نقله الجوهرى و ( ختا ) أهمله الجوهرى وفى اللسان ختا الرجل ( يختو ) ختوا إذا رأيته ( انكسر من حزن أو ) تغير لوته من ( فرغ أو مرض فتخشع ) قاله الليث ( كاختتى ) رباعيا ( و ) قال ابن دريد ختا ( الثوب ) ختوا ( فتل هدبه فهو ) ثوب ( مختو ) مفتول هدبه ( و ) ختا ( فلانا ) ختوا ( كفه عن الامر ) وردعه ( واختى ) الرجل ( باع متاعه كسرا ثوبا ثوبا والمختتى الناقص ) وهو من ختا لونه إذا تغير من فزع أو مرض * ومما يستدرك عليه الخاتى هو الخاتل قال أوس يدب إليه خاتيا يدرى له * ليفقره في رميه وهو يرسل وليل خات شديد الظلمة وبه فسر قول جرير وخط المنقرى بها فخرت * على أم القفا والليل خاتى
نقله ابن برى وقال الليث المختتى الذليل وقال الاصمعي في المهموز اختتأ ذل وأنشد لعامر بن الطفيل ولا يختتى ابن العم ما عشت صولتي * ولا أختتى من صولة المتهدد وانى وان أو عدته أو وعدته * لمخلف ايعادى ومنجز موعدى وقال انما ترك همزة ضرورة وقد سبق ذلك في الهمزة قال وقال الشاعر بكت جزعا ان عضه السيف واختتت * سليم بن منصور لقتل ابن حازم وختا يختوا ختوا انقض وهو مقلوب خات ومنه الخاتية للعقاب إذا انقضت ى ( الخاتية ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هي ( العقاب ) وقال غيره هي من العقبان التى تحتات وهو صوت جناحيها وانقضاضها وقد ختت وخاتت إذا انقضت ( واختى ) (1/8365)
الرجل ( تغير لونه من مخافة سلطان ونحوها ) يائية واوية * ومما يستدرك عليه الخثى الطعن الولاء عن ابن الاعرابي و ( الخثوة ) أهمله الجوهرى وقال ابن دريد هو ( أسفل البطن إذا كان مسترخيا و ) يقال ( امرأة خثواء ولا ) يكاد ( يقال ذلك للرجل ) وفى الجمهرة امرأة خثواء ورجل أخثى وليس بثبت ى ( خثى البقر ) وفى بعض نسخ الصحاح الثور بدل البقر ( أو الفيل يخثى خثيا رمى بذى بطنه ) وخص أبو عبيد به الثور وحده دون البقرة ( والاسم الخثى بالكسر ج اخثاء ) مثل حلس واحلاس وقال ابن الاعرابي الخثى للثور وأنشد على ان اخثإ لدى البيت رطبة * كاخثاء ثور الاهل عند المطنب وفى حديث ابى سفيان فأخذ من خثى الابل ففته أي روثها وأصل الخثى للبقر فاستعاره للابل وقال أبو زيد في كتاب خبأة البعر للخف والظلف والروث للحافر والخثى والجمع الاخثاء لكل باعر للخف والظلف إذا ألقاه مجتمعا ليس بسلح ولا بعرفا لبقرة تخثى والشاة تخثى وكل ذى ظلف أو خف ( و ) يجمع الخثى أيضا على ( خثى ) بكسرتين وتشديد الياء ( وخثى ) بضم فكسر فتشديد كلاهما عن الفراء ( وأخثى ) الرجل ( أوقدها والمخثاء بالكسر ) والمد ( خريطة مشتار العسل ) يجعلها تحت ضبنه وهو في التكلمة مقصور * ومما يستدرك عليه الخثى بالكسر الجماعة المتفرقة نقله الصاغانى و ( الخجوجى ) بالقصر وعليه اقتصر الجوهرى وهو فعوعل ( ويمد ) أيضا هو ( الرجل الطويل الرجلين ) كما في الصحاح ( أو ) هو ( الطويل القامة ) المفرط في الطول ( الضخم العظام ) وقيل هو الضخم الجسيم ( وقد يكون ) مع ذلك ( جبانا ) أي ان طول القامة وضخم الجسم ليس بلازم للشجاعة قال الجوهرى والانثى خجوجاة ( و ) في اللسان ( ريح خجوجاة دائمة الهبوب ) شديدة الممر قال ابن أحمر هو جاء رعبلة الرواح خجو * جاة الغد ورواحها شهر ى ( خجى كرضى ) أهمله الجوهرى وقال ابن دريد أي ( استحيى ) ومثله خزى زنة ومعنى ( وأخجى ) الرجل ( جامع كثيرا والاخجى المرأة الكثيرة الماء ) يعنى رطوبة الفرج ( الفاسدة ) المزاج ( القعور ) أي الواسعة ( البعيدة المسبار ) ونص ابن حبيب في التكملة الاخجى هن المرأة الكثير الماء الفاسد القعور البعيد المسبار وهو أخبث له وأنشد وسوداء من نبهان تثنى نطاقها * باخجى قعور أو جواعر ذيب ففى سياق المصنف نظر لا يخفى تأمل ذلك ( و ) الاخجى ( الا فحج ) وهو البعيد ما بين الرجلين ( والخجاة القذر واللؤم ج خجى و ) يقال ( ما هو الا خجاة من الخجى أي قذر لئيم والخجواء المرأة الواسعة ) مشق الجهاز ( وخجى برجله ) خجيا ( نسف بها التراب في مشيه كجغى كلاهما عن ابن دريد * ومما يستدرك عليه خجى الكوز أماله نقله ابن الاثير عن صاحب التتمة قال والمشهور تقديم الجيم على الخاء وقد تقدم والخجا موضع عن عبد الرحمن ابن أخى الاصمعي ويقال هو بالنون وسيأتى في ن ج و ى ( خدى البعير والفرس ) يخدى ( خديا ) بفتح فسكون ( وخديانا ) محركة ( أسرع وزج بقوائمه ) فهو خاد مثل وخد وخود كله بمعنى واحد وأنشد الجوهرى للراعي حتى غدت في بياض الصبح طيبة * ريح المباءة تخدى والثرى عمد ( أو هو ضرب من سيرهما ) لم يحد وقال الليث الوخد سعة الخطوة في المشى ومثله الخدى لغتان ( أو هو عدو الحمار ما بين آريه ومتمرغه ) نقله الاصمعي عن اعرابي ( والخدا ) مقصورا ( دود يخرج مع روث الدابة ) واحدته خداة عن كراع ( و ) والخداء ( بالمدع ) قال ابن سيده وانما قضينا بأن همزته ياء لان اللام ياء أكثر منها واوا مع وجود خ د ى وعدم خ د و ( واخدى ) الرجل ( مشى قليلا قليلا ) نقله الصاغانى و ( خذا ) الشئ ( يخذ وخذوا استرخى ) نقله الجوهرى ( و ) خذا ( لحمه اكتنز واذن خذواء وخذاوية ) الاخيرة ( بالضم ) عن أبى عبيدة ( بينة الخذا ) زاد الازهرى من الخيل ( خفيفة السمع ) وأنشد لها اذنان خذاويتا * ن والعين تبصر ما في الظلم ( وأتان خذواء مسترخية الاذن ) أنشد الجوهرى لابي الغول الطهوى يهجو قوما رأيتكم بنى الخذواء لما * دنا الاضحى وصللت اللحام توليتم بودكم وقلتم * لعك منك أقرب أو جذام ( والخذواء فرسان ) أحدهما فرس شيطان بن الحكم بن جاهمة حكاه أبو على وأنشد وقد منت الخذواء منا عليهم * وشيطان إذ يدعوهم ويثوب
* قلت وهو شيطان بن الحكم بن جابر بن جاهمة بن حراق بن يربوع وقوله هذا قاله في يوم مجمعر في غارة طيئ وفيه أيضا قال من أخذ شعرة من شعر الخذواء فهو آمن قاله ابن الكلبى والثانى فرس طفيل الغنوى نقله الصاغانى ( والخذوات محركة ع ) ومنه حديث سعد الاسلمي رأيت أبا بكر بالخذوات قد حل سفرة معلقة * ومما يستدرك عليه قال الازهرى جمع الاخذى خذو بالواو لانه من بنات الواو كما قيل في جمع الاعشى عشوى ( خذيت أذنه كرضى خذى استرخت من أصلها وانكسرت مقبلة على الوجه ) وقيل (1/8366)
استرخت من أصلها على الخدين فما فوق ذلك ( يكون في الناس والخيل والحمر خلقة أو حدثا ) قال ابن ذى كبار يا خليلي قهوة * مزة ثمت احتذا تدع الاذن سخنة * ذا احمرار بها خذى ( ومن ألقاب الحمار خذى كسمى ) لخذى أذنيه نقله الزمخشري ( وعبد الله ) بن أحمد بن جعفر ( بن خذيان كعثمان ) الفرغانى ( مؤرخ ) له تاريخ مشهور * ومما يستدرك عليه ينمة خذواء متثنية لينة من النعمة وهى بقلة نقله الجوهرى والزمخشري وهو مجاز والخذى دود يخرج مع الروث لغة في المهملة كلاهما عن كراع واستخذى خضع وذل وقد يهمز وتقدم و ( خروة الفأس بالضم ) أهمله الجوهرى وقال الصاغانى هو ( خرتها ) لغة فيه ( ج خرات ) والذى في التكملة قال الفراء خرة الفأس خرتها والجمع خرات مثل ثبة وثبات فالذي عندنا في نسخ الكتاب خروة الفأس غلط تأمل ( والخراتان بالفتح ) قال شيخنا ذكر الفتح مستدرك ( نجمان كل واحد منهما خراة ) قال ابن سيده ولا يعرف الخراتان الا مثنى وتاء الاصل والتاء الزائدة في الثئنية متساويتا اللفظ وقد سبق ذلك للمصنف في حرف التاء الفوقية وأعاده هنا اشارة للخلاف و ( خزاه ) يخزوه ( خزوا ساسه وقهره ) وأنشد الجوهرى لذى الاصبع لاه ابن عمك لا أفضلت في حسب * يوما ولا أنت ديانى فتخزونى معناه لله عمك أي ولا أنت مالك أمرى فتسوسنى ( و ) خزاه خزوا ( ملكه و ) أيضا " ( كفه عن هواه ) وفى التكملة الخز وكف النفس عن همتها انتهى يقال اخز في طاعة الله نفسك أي كفها عن همتها وصبرها على مر الحق قال لبيد أكذب النفس إذا حدثتها * ان صدق النفس يزرى بالامل غير ان لا تكذبنها في التقى * واخزها بالبر لله الاجل ( و ) خزا ( الدابة خز واساسها و ( راضها و ) خزا ( فلانا ) خزوا ( عاداه و ) خزا ( الفصيل ) خزوا ( شق لسانه ) بعد ان جره * ومما يستدرك عليه الخز والطعن نقله الصاغانى في التكملة وخزوزى موضع ى ( خزى ) الرجل ( كرضى ) يخزى ( خزيا بالكسر وخزى ) بالقصر الاخيرة عن سيبويه ( وقع في بلية ) وشر ( وشهرة فذل بذلك ) وهان وفى الصحاح خزى يخزى خزيا ذل وهان وقال ابن السكيت وقع في بلية انتهى وقال الزجاج الخزى الهوان وقال ثعلب في فصيحه خزى الرجل خزيا من الهوان وقال شمر الخزى الفضيحة ومنه قوله تعالى ذلك لهم خزى في الدنيا وقال شيخنا أصل الخزى ذل يستحى منه ولذلك يستعمل في كل منهما أي الذل والاستحياء كما قاله البيضاوى وأصله في مفردات الراغب والكشاف انتهى ونقل المناوى عن الحر الى ان الخزى اظهار القبائح التى يستحى من اظهارها عقوبة ( كاخزوى ) كارعوى ومنه قول الشاعر رزان إذا اشهدوا الا نديا * ت لم يستخفوا ولم يخزووا ( و ) قال شمر قال بعضهم ( أخزاه الله ) أي ( فضحه ) ومنه قوله تعالى حكاية عن لوط لقومه فاتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أي لا تفضحون وقد خزى يخزى خزيا إذا افتضح وتحير فضيحة ( ومن كلامهم لمن أتى بمستحسن ماله أخزاه الله وربما ) قالوا أخزاه الله و ( حذفوا ماله ) وكلام مخز يستحسن فيقال لصاحبه أخزاه الله وذكروا ان الفرزدق قال بيتا من الشعر جيدا فقال هذا بيت مخز أي إذا أنشد قال الناس أخزى الله قائله ما أشعره وانما يقولون هذا وشبهه بدل المدح ليكون واقيا له من العين والمراد في كل ذلك انما هو الدعاء له لا عليه ( والخزية ) بالفتح ( ويكسر البلية ) يوقع فيها قال جرير يخاطب الفرزدق وكنت إذا حللت بدار قوم * رحلت بخزية وتركت عارا رويت بالوجهين ( وخزى أيضا ) يخزى ( خزاية وخزى بالقصر ) أي ( استحيى ) قال ذو الرمة خزاية أدركته بعد حولته * من جانب الحبل مخلوطا بها الغضب ( والنعت خزيان ) قال أمية قالت أراد بنا سوأ فقلت لها * خزيان حيث يقول الزور بهتانا ( و ) هي ( خزيى ) وقال الليث رجل خزيان وامرأة خزيى وهو الذى عمل أمرا قبيحا فاشتد لذلك حياؤه ( ج خزايا ) ومنه حديث الدعاء اللهم احشرنا غير خزايا ولا نادمين أي غير مستحيين من أعمالنا وفى حديث وفد عبد القيس غير خزايا ولا ندامى ( و ) قال الكسائي ( خازانى فخزيته ) أخزيه بالكسر ( كنت أشد خزيا منه والخزاء ) بالمد ( للنبت بالمهملة وغلط الجوهرى ) في اعجامه
* قلت الجوهرى نقله عن أبى عبيد فقال الخزاء بالمد نبت والناقل لا ينسب إليه الغلط لان هذا قول أبى عبيد وقد روى بالوجهين فلا غلط تأمل وفى الحديث ان الخزاءة تشتريها أكايس النساء للخافية وقد تقدم * ومما يستدرك عليه المخزى هو المذل المحقور بأمر قد لزمه بحجة وأخزاه ألزمه حجة أذله بها وأخزاه أهانه وأقامه على مخزاه وقصيدة مخزية نهاية في الحسن والخزية الجريمة يستحى منها وأخزاه جعله يستحى منه في تقصيره ويقال امرأة خزيانة على خلاف القياس و ( الخسا الفرد ) ومنه الحديث ما أدرى كم حدثنى أبى عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم اخسا أم زكا أي فردا أو زوجا ( ج الاخاسى ) قاله الليث وابن السكيت وفى الحكم المخاسى ( على غير قياس ) كمساوي وأخواتها قال رؤبة * لم يدر ما الزاكى من المخاسى * ( وخاساه ) مخاساة ( لاعبه بالجوز فردا أو زوجا كاخسى وتخسى تخسية ) يقال هو يخسى ويزكى أي يلعب فيقول أزوج أم فرد هو هكذا في النسخ (1/8367)
تخسى تحسية والصواب وخسى تخسية وقد أهمل المصنف في هذا الحرف ما هو الأهم بالذكر وأتى بما يستغرب من ذكر الاخساء والتخسية كما ستقف عليه فيما يستدرك عليه وهو ما نقله الجوهرى فقال يقال خسا أو زكا أي فرد أو زوج وأنشد للكميت مكارم لا تحصى إذا نحن لم نقل * خسا وزكا فيما نعد خلالها انتهى وقال الليث خسا فرد وزكا زوج كما يقال شفع ووتر قال رؤبة حيران لا يشعر من حيث أتى * عن قبض من لاقى أخاس أم زكى يقول لا يشعر أفرد أو زوج وقال الفراء العرب تقول للزوج زكا وللفرد خسا ومنهم من يلحقها بباب فتى ومنهم من يلحقها بباب زفر ومنهم من يلحقها بباب سكرى قال وأنشدتني الدبيرية كانوا خسا أو زكا من دون أربعه * لم يحلقوا وخدود الناس تعتلج وقال ابن برى لام الخسا همزة يقال هو يخاسئ يقامر وانما ترك همزة خسا اتباعا لزكا قال ويقال خسا زكا مثل خمسة عشر وأنشد وشر أضياف الشيوخ ذو الربا * أخنس يحنو ظهره إذا مشى الزور أو مال اليتيم عنده * لعب الصبى بالحصى خسا زكا وتخاسى الرجلان تلاعبا بالزوج والفردي ( الخسى كغنى ) أهمله الجوهرى وفى التكملة هو ( نحو الكساء أو ) هو ( الخباء ينسح من صوف والتخاسى الترامي بالحصى ) يقال تخاست قوائم الدابة بالحصى إذا ترامت به قال الممزق العبدى تخاسى يداها بالحصى وترضه * بأسمر صراف إذا حم مطرق أراد بالاسمر الصراف منسمها و ( خشت النخلة تخشو ) خشوا أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( اثمرت الخشو أي الحشف ) من المتر وهو ما فسد أصله وعفن وهو في موضعه قال وهو لغة بلحرث بن كعب ( والخشا الزرع الاسود ) من البرد نقله ابن الاعرابي أيضا ثم ان هذا الحرف موجود في نسخ الصحاح نقله عن الاموى فحينئذ كتابته بالاحمر في غير محله ى ( خشيه كرضيه ) يخشاء ( خشيا ) بالفتح ( ويكسر وخشية وخشاة ومخشاة مخشية ) على مفعلة ( وخشيانا ) محركة فهذه سبعة مصادر اقتصر الجوهرى منها على خشية وذكرهن ابن سيده ما عدا خشيا بالكسر وذكر ابن برى الخشاة وأنشد له قول الشاعر كأغلب من أسود كرأ ورد * يرد خشاته الرجل الظلوم قال كراء ثنية بيشة وحكى ابن الاعرابي فعلت ذلك خشاة أن يكون كذا وأنشد فتعديت خشاة ان يرى * ظالم أنى كما كان زعم قال شيخنا وقد نظم ابن مالك هذه المصادر في قوله خشيت خشيا ومخشاة ومخشية * وخشية وخشاة ثم خشيانا ثم قال وقد قصر عما للمنصف إذ يبقى عليه تحشاة الا أن يقال انه لم يذكرها لغرابتها إذ قيل انها لا تعرف عن غير المصنف والظاهر انها في الحكم * قلت هذا غير صحيح إذ لم يذكر المصنف غير سبعة مصادر وأما تحشاة الذى ظنه مصدرا فليس هو كما ظنه بل هو معطوف على قوله خشيه وهو فعل ماض من باب التفعل خشيه ( وتخشاه ) كلاهما بمعنى ( خافه ) هذا هو الحق في سياق المصنف وسبب هذا الغلط عدم وجود النسخ المضبوطة المصححة وربما يكون من عدم المعرفة في اصطلاحه فربما يعتمد الانسان على كلمة غير مضبوطة أو ضبطت على خطأ فينسبها للمصنف وهذا أمر خطر قد وقع فيه كثير من المصنفين الذين ينقلون عبارة القاموس في كتبهم ويستشهدون بها كما وقع ذلك لشيخ مشايخنا العارف بالله تعالى مولانا السيد مصطفى بن كمال الدين البكري فانه ذكر في شرحه على ورد السحر عند قوله عالى الدرج فضبطه بضمتين وانه جمع درجة محركة وساق عبارة المصنف بنصه وفى آخرها جمعه درج فسبق على ظنه أنه جمع للدرجة وانما هو جمع للدرجة بالضم للخرقه وقد نبهت على ذلك في رسالة صغيرة سميتها تعليق السرج على الدرج ثم قول شيخنا الغرابتها وانها لا تعرف هو كلام صحيح وقوله والظاهر أنها في المحكم رجم بالغيب وعدم اطلاع في حالة الكتابة على نسخة
المحكم ونحن ذكرنا لك الذى في المحكم وانه ساق فيه على هذا النمط ما عدا خشيا بالكسر فانه ذكره الصاغانى في التكلمة ثم قال وبقى عليه أيضا خشيا بالكسر فانها في كلام المصنف دون ابن مالك هو صحيح ولم يذكره في المحكم أيضا ثم قال ويبقى النظر وفي ذكرهم خشيان مع ما قررناه غير مرة ان فعلان بالفتح لا يعرف في المصادر الا في كلمتين ليان وشنان في لغة ولم يذكروا الخشيان في المستثنى بل قالوا لا ثالث لهما والله أعلم فتأمل * قلت هو كما ذكر وكأن ابن مالك سكنه لضرورة الشعر على أنى وجدت بخط الارموى في نسخة المحكم خشيانا بالكسر فعلى هذا لا ضرورة فتأمل ثم تفسيره الخشية بالخوف صريح في ترادفهما والذى صرح به الراغب وغيره أن الخشية خوف مشوب بعظمة ومهابة وقال قوم خوف مقترن بتعظيم وكلاهما صحيح ظاهر ( وهو خاش وخش ) وخشيان الا خير اقتصر عليه الجوهرى ( وهى خشى ) على القياس ويقال أيضا خشيانة على خلافه كما جزم به المرز وقى قال شيخنا ولعله في لغة أسد * قلت وفى التكملة امرأة خشيانة تحشى كل شئ ( ج ) أي جمعهما معا ( خشايا ) أجروه مجرى الادواء كحبا طى وحبا جى نحو هما (1/8368)
لان الخشية كالداء ( وخشاه ) بالامر ( تخشية ) أي ( خوفه ) يقال خش ذؤالة بالحبالة يعنى الذئب نقله الجوهرى وفى المثل لقد كنت وما أخشى بالذئب أي ما أخوف ( و ) يقال ( خاشانى ) فلان ( فخشيته ) بالفتح أخشية بالكسر عن أبى عبيد أي ( كنت أشد منه خشية ) نقله الجوهرى ( و ) يقال ( هذا المكان أخشى ) من ذاك ( أي أخوف ) وفي الصحاح أي أشد خوفا قال العجاج * فقطعت اخشاه إذا ما أحبجا * وفى المحكم جاء فيه التعجب من المفعول وهذا ( نادر ) وقد حكى سيبويه منه أشياء ( و ) الخشى ( كغنى يابس النبت ) مثل الحشى بالحاء نقله الجوهرى عن الاصمعي ولكنه قال اليابس ولم يذكر النبت وقال ابن الاعرابي هو اليابس العفن وأنشد كأن صوت شخبها إذا خمى * صوت أفاع في خشى أغشما يحسبه الجاهل ما كان عمى * شيخا على كرسيه معمما لو انه ابان أو تكلما * لكان اياه ولكن أحجما وقال المنذرى استفتيت فيه شيخنا أبا العباس فقال يقال فيه خشى وحشى نقله الازهرى وأنشد ابن برى كان صوت خلفها والخلف * والقادمين عند قنص الكف * صوت أفاع في خشى القف وأنشد الجوهرى للراجز وهو صخر ان بنى الاسود أخوال أبى * فان عندي لو ركبت مسحلى * سم ذراريح رطاب وخشى قال ابن برى أراد وخشى فحذف احدى الياءين ضرورة فمن حذف الاول اعتل بالزيادة وقال حذف الزائد أخف من حذف الاصل ومن حذف الاخيرة فلان الوزن انما ارتدع هنالك ( والخشاء كسماء الجهاد من الارض ) نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه الخشية الرجاء نقله الراغب وبه فسر حديث عمر قال له ابن عباس لقد أكثرت من الدعاء بالموت حتى خشيت ان يكون ذلك أسهل لك عند نزوله أي رجوت قال الجوهرى وقال الشاعر ولقد خشيت بأن من تبع الهدى * سكن الجنان مع النبي محمد صلى الله تعالى عليه وسلم قالوا معناه علمت * قلت ويحتمل ان يكون ومعناه رجوت وقوله عز وجل فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا قال الفراء أي فعلمنا وقال الزجاج هو من كلام الخضر ومعناه كر هنا وخاشى فلانا مخاشاة تاركه وخاشى بهم أي اتقى عليهم وحذر فانحاز ومخشى كرمى اسم ى ( الخصى والخصية بضمهما وكسرهما من اعضاء التناسل وهاتان خصيتان وخصيان ج خصى ) قال الجوهرى الخصية واحدة الخصى وكذلك الخصية بالكسر قال أبو عبيدة سمعت خصية بالضم ولم أسمع خصية بالكسر وسمعت خصياه ولم يقولوا خصى للواحد قال أبو عمرو والخصيتان البيضتان والخصيان الجلدتان اللتان فيهما البيضتان وينشد كان خصييه من التدلدل * ظرف عجوز فيه ثنتا حنظل وقال الاموى الخصية البيضة قالت امرأة من العرب لست أيالي ان أكون محمقه * إذا رأيت خصية معلقه فإذا ثنيت قلت خصيان لم تلحقه التاء وكذلك الالية إذا ثنيت قلت اليان وهما نادران انتهى قال ابن برى قد جاء خصى للواحد في قول الراجز شر الدلاء الولعة الملازمه * صغيرة ؟ كصى تيس وارمه وقال آخر يا بيبا أنت ويا فوق البيب * يا بيبا خصياك من خصى وزب فثناه وأفرده قال وشاهد الخصيين قول البعيث أشاركتني في ثعلب قد أكلته * فلم يبق الا جلده وأكارعه فدونك خصييه وما ضمت استه * فاتك قمقام خبيث مراتعه وقال آخر كان خصييه إذا تدلدلا * أثفيتان يحملان مرجلا وقال آخر كان خصييه إذا ماجبا * دجاجتان يلقطان حبا وقال آخر قد حلفت بالله لا أحبه * ان طال خصياه وقصر زبه وقال آخر * منودك الخصيين رخو المشرح * وقال شيخنا نقلا عن شروح الفصيح قولهم هاتان خصيتان هو القياس ولكنه قليل في السماع والثانى بخلافه انتهى * قلت قال الفراء كل مقرونين يفترقان فلك ان تحذف منهما هاء التأنيث ومنه قوله * يرتج الياه ارتجاج الوطب * قال ابن برى قد جاء خصيتان واليتان بالتا فيهما قال يزيد بن الصعق وان الفحل تنزع خصيتاه * فيضحى جافرا قرح العجان
وقال النابعة الجعدى كذى داء باحدى خصيتيه * وأخرى ما توجع من سقام وأنشد ابن الاعرابي قد نام عنها جابر ود فطسا * يشكو عروق خصيتيه والنسا وقال عنترة في تثنية الالية متى ما تلقني فردين ترجف * روانف اليتيك وتستطارا (1/8369)
وفى التهذيب والخصيه تؤنث إذا أفردت فإذا ثنوا ذكروا ومن العرب من يقول الخصيتان قال ابن شميل يقال انه لعظيم الخصيتين والخصيين فإذا أفردوا قالوا خصية هذا حاصل ما ذكروه والمصنف جمع بين كلامهم كما ترى ( وخصاه خصاء ) ككتاب هكذا في سائر النسخ وهو صحيح لانه عيب والعيوب تجئ على فعال مثل العثار والنفار والعضاض وما أشبهها وفى بعض الاخبار الصوم خصاء وبعضهم يرويه وجاء وهما متقاربان ( سل خصييه ) يكون في الناس والدواب والغنم يقال برئت اليك من الخصاء قال بشير يهجور جلا جزيز القفا شبعان يربض حجرة * حديث الخصاء وار العفل معبر وقال الليث الخصاء أن تخصى الشاة والدابة خصاء ممدود ( فهو خصى ) على فعيل ويقولون خصى نصى اتباع عن اللعيانى ( ومخصى ) كمرمى ( ج خصية وخصيان ) بكسرهما قال سيبويه شبهوه بالاسم نحو ظليم وظلمان يعنى ان فعلانا انما يكون بالغالب جمع فعيل اسما ( والخصى مخففة المشتكى خصاه و ) الخصى ( كغنى شعر لم يتغزل فيه ) وهو مجاز ( و ) أيضا ( ع ) * قلت الصواب فيه خصى بضم ففتح مقصورا وهو موضع في ديار بنى يربوع بن حنظلة بنجد بين افاق وأفيق قاله نصر وضبطه هكذا ( و ) الخصى ( فرسان ) لهم أحدهما لبنى قيس بن عتاب والثانى للاجلح بن قاسط الضبابى ( والخصيصة بالضم القرط في الاذن ) على التشبيه نقله الصاغانى ( وابن خصية بالكسر محدث ) وهو الحسين بن محمد الواسطي حدث عن ابى الفضل بن خيرون مات سنة 518 وفى التكلمة اسمه محمد بن عبد الواحد فلعله عنى به والد المذكور هنا فتأمل ( وأخصى ) الرجل ( تعلم علما واحدا ) نقله الصاغانى وهو مجاز * ومما يستدرك عليه المخصى موضع القطع نقله الجوهرى والخصا بالفتح مقصورا لغة في الخصاء بالكسر ممدودا نقله شيخنا عن شروح الفصيح والعهدة عليه والخصوة بالضم لغة في الخصية جاء في الحديث في صفة الجنة ان الله يجعل مكان كل شوكة مثل خصوة التيس الملبود قال شمر وهو نادر لم نسمع في واحد الخصى الاخصية بالياء لان أصله من الياء ويقولون كان جواد الفخصى أي غنيا فافتقر وهو مجاز وقال ابن برى الشعراء يجعلون الهجاء والغلبة خصاء كانه خرج من الفعول وأنشد خصيتك يا ابن حمزة بالقوافى * كما يحصى من الحلق الحمار وقال جرير خصى الفرزدق والخصاء مذلة * يرجو مخاطرة القروم البزل وأبو طالب أحمد بن على بن عبد العزيز بن خصية البزاز بالكسر عن محمد بن على السقطى وعنه على بن محمد الطلابي في تاريخ واسط وأبو نصر محمد بن على بن خصية عن أبى محمد الفندجانى وعنه أبو الحسين بن نغوبا والخصيان اكمتان صغيرتان في مدفع شعبة من شعاب نهى بنى كعب عن يسار الحاج الى مكة من طريق البصرة قاله نصر و ( الخضا ) أهمله الجوهرى وقال ابن دريد هو ( تفتت الشئ الرطب وانفضاخه ) وليس بثبت وذكره ابن سيده أيضا في المعتل بالياء وقال قضينا على همزتها انها ياء لان اللام ياء أكثر منها واوا * قلت فاللائق بهذا الحرف أن يشار إليه بالواو والياء كما يفعله المصنف في ذات وجهين وفى التكملة انشداخه بدل انفضاخه و ( خطا ) الرجل يخطو ( خطوا واختطى واختاط ) وهذه ( مقلوبة ) إذا ( مشى ) كذا في المحكم ( والخطوة ) بالضم وعليه اقتصر الجوهرى وغيره ( ويفتح ) أيضا وهو ( ما بين القدمين ج خطا ) بالضم مقصورا وهو في الكثير ( و ) في القليل ( خطوات ) بالضم كما هو في النسخ وضبطه الجوهرى به وبضمين وبضم ففتح وشاهد الخطا الحديث وكثرة الخطا الى المساجد وشاهد الخطوات قوله تعالى ولا تتبعوا خطوات الشيطان قيل هي طرفه أي لا تسلكوا الطريق التى يدعوكم إليها وقال ابن السكيت قال أبو العباس خطوات في الشر يثقل قال واختاروا التثقيل لما فيه من الاشباع وخفف بعضهم قال وانما ترك التثقيل من تركه اسثثقالا للضمة مع الواو يذهبون الى أن الواو أجزتهم من الضمة وقال الفراء العرب تجمع فعلة من الاسماء على فعلات مثل حجرة وحجرات فرقا بين الاسم والنعت ويخفف مثل حلوة وحلوات فلذلك صار التثقيل الاختيار وربما خفف الاسم وربما فتح ثانيه فيقال حجرات وقال الليث وقرأ بعضهم خطؤات الشيطان من الخطيئة المأثم قال الازهرى ما علمت أحدا من قراء الامصار قرأه بالهمز ولا معنى له ( و ) الخطوة ( بالفتح المرة ) الواحدة ( ج خطوات ) بالتحريك ( وتخطى الناس واختطاهم ركبهم وجاوزهم ) يقال تخطيت رقاب الناس وتخطيت الى كذا أي تجاوزته ولا يقال تخطأت بالهمز وفلان لا يتخطى عن الطنب أي لا يبعد عن البيت للتغوط جبنا ولؤما وقذرا وفى حديث الجمعة رأى رجلا يتخطى رقاب الناس أي يحطو خطوة خطوة * ومما يستدرك الخطاء بالكسر والمد جمع
خطوة بالفتح كركوة وركاء وأنشد الجوهرى لامرئ القيس لها وثبات كوثب الظباء * فواد خطاء وواد مطر قال ابن برى أي تخطو مرة فتكف عن العدو وتعدو مرة عدوا يشبه المطر وروى أبو عبيدة فواد خطيط ويروى كصوب الخريف وقال أبو زيد يقال ناقتك هذه من المتخطيات الجيف أي هي ناقة جلدة قوية تمضى وتخلف التى قد سقطت ويقال أخطيت غيرى إذا حملته على أن يخطو ويقال في الدعاء للانسان خطى عنك السوء أي دفع يقال خطى عنك أي أميط نقله الجوهرى والخطوطى النزق وتقول العامة خط أي امش والصحيح اخط ومن المجاز تخطاه المكروه وتخطيت إليه بالمكروه وبين القولين خطا يسيرة إذا تقاربا وقرب الله عليك الخطوة فانصرف راشدا أي المسافة وخطى كهدى موضع بين الكوفة والشام نقله الصاغانى و ( خظا لحمه ) (1/8370)
يخظو ( خظوا كسموا كتنز ) فهو خاظ يقال لحمه خظا بظا اتباع وأصله فعل قال الاغلب العجلى * خاظى البضيع لحمه خظا بظا * لان أصلها الواو وقال الفراء خظا بظا وكظا بغير همز أي اكتنز ومثله يخظو ويبظو ويكظو ( والخظو ان محركة من ركب بعض لحمه بعضا ) ومثلها أبيان وقطوان ويوم صخدان ( وخظاه الله وأخظاه أضخمه وأعضمه ) * ومما يستدرك عليه الخظاة المكتنزة من كل شئ وقدح خاظ حادر غليظ حكاه أبو حنيفة والخاظى الغليظ الصلب ومنه قول الشاعر بأيديهم صوارم مرهفات * وكل مجرب خاظى الكعوب واما قول امرئ القيس لها متنتان خظاتا كما * أكب على ساعديه النمر قال الكسائي أراد خظتا فأشبع وقال الفراء أراد خطاتان فحذف النون استخفا فاى ( خظى لحمه كرضى ) أهمله الجوهرى وأنكره فقال ولا تقل خظى وقال القزاز في جامعه خظى ( خظى ) بالفتح مقصورا ( اكتنز ) ولم يذكر خظى بالفتح وذكر ابن فارس الكسر والفتح قال والفتح أكثر قال واما قولهم خظيت المرأة وبظيت فهو بالحاء ولم أسمع فيه الخاء وأنشد الجوهرى لعامر بن الطفيل رقاب كالمواجن خاظيات * واستاه على الاكوار كوم وهذا الذى أنكره الجوهرى أثبته ابن دريد وسلمه الازهرى واستدلا بما قاله أبو الهيثم كما تراه وأيدهما الصاغانى كذلك واياه تبع المصنف ( و ) قال أبو الهيثم يقال ( فرس خظ بظ ) ثم يقال خظا بظا ( و ) يقال ( امرأة خظية بظية ) ثم يقال خظاة بظاة تقلت الياء ألفا ساكنة على لغة طيئ ( وأخظى ) الرجل ( سمن ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( سمن ) جسده و ( خفا البرق ) يخفو ( خفوا ) بالفتح وعليه اقتصر الجوهرى ( وخفوا ) كسمو نقله ابن سيده ( لمع ) لمعا ضعيفا معترضا في نواحى الغيم فان لمع قليلا ثم سكن وليس له اعتراض فهو الوميض فان شق الغيم واستطال في الجوالى وسط السماء من غير أن يأخذ يمينا وشمالا فهو العقيقة نقله الجوهرى وقال أبو عبيد الخفو اعتراض البرق في نواحى السماء وفى الحديث انه سأل عن البرق فقال اخفوا أو وميضا ( و ) خفا ( الشئ ) خفوا ( ظهر والخفوة بالكسر الخفية ) على المعاقبه يقال فعل ذلك خفية وخفوة ى ( خفاه يخفيه خفيا ) بفتح فسكون ( وخفيا ) كعتى ( أظهره ) وهو من الاضداد يقال خفى المطر الفئران إذا أخرجهن من أنفاقهن أي من حجرتهن قال امرؤ القيس يصف فرسا خفاهن من انفاقهن كأنما * خفاهن ودق من سحاب مركب ويروى من عشى مجلب وأنشد اللحيانى لامرئ القيس بن عابس فان تكتموا الشر لا نخفه * وان تبعثوا الحرب لا نقعد قوله لا نخفه أي لا نظهره وقرئ قوله تعالى ان الساعة آتية أكاد أخفيها أي أظهرها حكاه اللحيانى عن الكسائي عن محمد بن سهل عن سعيد بن جبير ونقل ذلك عن الاخفش أيضاء وبه فسر أيضا حديث كان يخفى صوته بآمين فيمن ضبطه بفتح الياء أي يظهر ( و ) خفاه يخفيه ( استخرجه كاختقاه ) وهو افتعل منه قال الشاعر فاعصو صبوا ثم جسوه بأعينهم * ثم اختفوه وقرن الشمس قد زالا ومنه الحديث ما لم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تختفوا بقلا أي تظهرونه ويروى بالجيم وبالحاء وقد تقدم في موضعه ( وخفى ) عليه الامر ( كرضى ) يخفى ( خفاء ) بالمد ( فهو خاف وخفى ) كغنى ( لم يظهر وخفاه هو وأخفاه ستره وكتمه ) وفى القرآن ان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه وقوله تعالى أكاد أخفيها أي أسترها وأواريها قال الحياني وهى قراءة العامة وفى حرف أبى أكاد أخفيها من نفسي وقال الفراء أكاد أخفيها في التفسير من نفسي فكيف أطلعكم عليها وقال ابن برى قال أبو على القالى خفيت أظهرت لا غير واما أخفيت فيكون للامرين وغلط الاصمعي وأبا عبيد القاسم بن سلام ( والخافية ضد العلانية و ) أيضا ( الشئ الخفى كالخافى والخفا ) بالقصر قال الشاعر قال الشاعر وعالم السر وعالم الخفا * لقد مددنا أيديا بعد الرجا وقال أمية والطير الكوامن في الخفا * واذ هي في جو السماء تصعد واما الخفاء بالمد فهو ما خفى عليك ( و ) يقال ( خفيت له كرضيت خفية بالضم والكسر ) أي ( اختفيت ) قال اللحيانى حكى ذلك ( و ) يقال ( يأكله خفوة بالكسر ) أي ( يسرقه ) وهو على المعاقبة من خفية كما تقدم
وأنشد ثلعب وهن الألى يأكلن زادك خفوة * وهمسا ويوطئن السرى كل خابط يقول يسرقن زادك فإذا رأينك تموت تركنك ( واختفى ) منه ( استتر وتوارى كأخفى ) وهذه عن ابن الاعرابي ( واستخفى ) قال الجوهرى واستخفيت منك أي تواريت ولا تقل اختفيت قال ابن برى حكى الفراء انه قد جاء اختفيت بمعنى استخفيت وأنشد أصبح الثعلب يسمو للعلا * واختفى من شدة الخوف الاسد فهو على هذا مطاوع أخفيته فاختفى كما تقول أحرقته فاحترق ومنه قوله تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وقال الفراء في قوله تعالى ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار أي مستتر وقال الليث أخفيت الصوت فأنا أخفيه اخفاء وفعله اللازم اختفى قال الازهرى الاكثر استخفى لا اختفى واختفى لغة ليست بالعالية وقال في موضع آخر أما اختفى بمعنى خفى فهى لغة وليست بالعالية (1/8371)
ولا بالمنكرة ( و ) اختفى ( دمه قتله من غير أن يعلم به ) ومنه قول الغنوى لابي العالية ان بنى عامر أرادوا أن يختفوا دمى ( والنون الخفية ) هي الساكنة ويقال لها ( الخفيفة ) أيضا ( واخفية النور أكمته ) جمع كمام واحدها خفاء ( وأخفية الكرا الا عين ) قال لقد علم الايقاظ أخفية الكرا * تزججها من حالك واكتحالها ( والخافى والخافية والخافياء الجن ج خواف ) حكى اللحيانى أصابها ريح من الخافى أي من الجن وحكى عن العرب أيضا اصابه ريح من الخوافى قال هو جمع الخافى الذى هو الجن وفى الصحاح قال الاصمعي الخافى الجن قال أعشى باهلة يمشى ببيدإ لا يمشى بها أحد * ولا يحس من الخافى بها أثر وفى الحديث ان الخزاءة يشربها أكايس النساء من الخافية وانما سموا الجن بذلك لاستتارهم من الابصار وفى الحديث لا تحدثوا في القرع فانه مصلى الخافين أي الجن والقرع محركة قطع من الارض بين الكلا لانبات بها ( وأرض خافية بها جر ) قال المرار الفقعسى اليك عسفت خافية وانسا وغيطانا بها للركب غول ( والخوافى ريشات إذا ضم الطائر جناحيه خفيت أو هي ) الريشات ( الاربع اللواتى بعد المناكب ) نقله الحياني والقولان مقتربان ( أو هي السبع الريشات ) يكن في الجناح ( بعد السبع المقدمات ) هكذا وقع في الحكاية عن ابن جبلة وانما حكى الناس أربع قوادم وأربع خواف واحدتها خافية ونقل الجوهرى عن الاصمعي هن ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح ومنه حديث مدينة قوم لوط ان جبريل حملها على خوافى جناح وهى الريش الصغار التى في جناح الطائر وفى حديث أبى سفيان ومعى خنجر مثل خافية النسر يريد انه صغير ( والخفاء كالكساء لفظا ومعنى ) سمى به لانه يلقى على السقاء فيخفيه وقال الليث هو رداء تلبسه المرأة فوق ثيابها وكل شئ غطيته بشئ من كساء أو نحوه فهو خفاؤه ( ج أخفية ) ومنه قول ذى الرمة عليه زاد واهدام واخفية * قد كاد يجترها عن ظهره الحقب وقال الكميت يذم قوما وانهم لا يبرحون بيوتهم ولا يحضرون الحرب ففى تلك أحلاس البيوت لواطف * وأخفية ما هم تجر وتسحب ( والخفية كغنية الركية ) القعيرة لخفاء مائها وقيل بئر كانت عادية فاندفنت ثم حفرت والجمع الخفايا والخفيات وفى الصحاح قال ابن السكيت وكل ركية كانت حفرت ثم تركت حتى اندفنت ثم احتفروها ونثلوها فهى خفية وقال أبو عبيد لانها استخرجت وأظهرت ( و ) الخفية أيضا ( الغيضة الملتفة ) يتخذها الاسد عريسته وهى خفيته قال الشاعر أسود شرى لاقت أسود خفية * تساقين سما كلهن خوادر وقيل خفية وشرى اسمان لموضع علمان قال ونحن قتلنا الاسد أخفية * فما شربوا بعدا على لذة خمرا وفى الصحاح وقولهم أسود خفية كقولهم أسود حلية وهما مأسدتان قال ابن برى السماع أسود خفية والصواب خفية غير مصروف وانما يصرف في الشعر ( و ) يقال ( به خفية ) أي ( لمم ) ومس نقله الجوهرى عن ابن مناذر ( و ) قولهم ( برح الخفاء ) أي ( وضح الامر ) كما في الصحاح وذلك إذا ظهر وصار في براح أي في أمر منكشف وقيل برح الخفاء أي زال الخفاء والاول أجود وقال بعضهم الخفإ هنا السر فيقول ظهر السر قال يعقوب ( و ) قال بعض العرب ( إذا حسن من المرأة خفياها حسن سائرها يعنى صوتها وأثر وطئها الارض ) وفى بعض نسخ الصحاح في الارض لانها إذا كانت رخيمة الصوت دل ذلك على خفرها وإذا كانت متقاربة الخطا وتمكن أثر وطئها في الارض دل على ان لها أردافا وأوراكا ( والمختفي النباش ) لاستخراجه أكفان الموتى لغة أهل المدينة وقيل هو من الاستتار والاختفاء لانه يسرق في خفية وفى الحديث ليس على المختفى قطع وفى آخر لعن المختفى والمختفية وفى آخر من اختفى ميتا فكانما قتله * ومما يستدرك عليه اليد المستخفية يد السارق والنباش ومنه قول على بن رباح السنة ان تقطع اليد المستخفية ولا تقطع اليد المستعلية يريد باليد المستعلية يد الغاصب والناهب ومن في معناهما واخفاه أزال خفاءه وبه فسر ابن جنى قوله تعالى أكاد أخفيها أي أزيل خفاءها أي
غطاءها كما تقول أشكيته إذا أزلته عما يشكوه ونقله الجوهرى أيضاء ولقيته خفيا كغنى أي سرا وقوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية أي خاضعين متعبدين وقيل أي اعتقدوا عبادته في أنفسكم لان الدعاء معناه العبادة هذا قول الزجاج وقال ثعلب هو ان تذكره في نفسك وقال اللحيانى خفية في خفض وسكون وتضرعا تمسكا وقال الاخفش المستخفى الظاهر وبه فسر قوله تعالى ومن هو مستخف بالليل وخطأه الازهرى والخفى كغنى هو المعتزل عن الناس الذى يخفى عليهم مكانه وبه فسر الحديث ان الله يحب العبد التقى الغنى الخفى وفى حديث الهجرة اخف عنا خبرك أي استر الخبر لمن سألك عنا والخافى الانس فهو ضد والخافيه ما يخفى في البدن من الجن نقله الجوهرى عن ابن مناذر والخوافى من سعف النخل ما دون القلبة نقله الجوهرى وهى نجدية وبلغة الحجاز العواهن وخفى البرق يخفى كرمى يرمى وخفى يخفى كرضى يرضى خفيا فيهما الاخيرة عن كراع إذا برق برقا ضعيفا معترضا في نواحى الغيم ورجل خفى البطن ضامره عن ابن الاعرابي وأنشد (1/8372)
فقام فادنى من وسادى وساده * خفى البطن ممشوق القوائم شوذب والخفاء كسماء المتطأطئ من الارض وتحفى مثل اختفى نقله الزمخشري والمختفي لقب أحمد بن عيسى بن زيد الشهيدى ( أخقى اخقاء ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( جامع واسعة من النساء ) ونص ابن الاعرابي من الجوارى وتقدم له في خ ق ق الخقوق المرأة الواسعة الفرج وأخق الفرج صوت عند الجماع و ( خلا المكان ) والشئ ( خلوا ) كسمو ( وخلاء ) بالمد ( وأخلى واستخلى ) إذا ( فرغ ) ولم يكن فيه أحد ولا شئ فيه وهو خال وخلا واستخلى من باب وعلا قرنه واستعلاه ومنه قوله تعالى وإذا رأوا آية يستسخرون كذا في تذكرة أبى على وخلا لك الشئ وأخلى فرغ قال معن بن أوس المزني أعاذل هل يأتي القبائل حظها * من الموت أم أخلى لنا الموت وحدنا ووجدت الدار مخلية أي خالية وقد خلت وأخلت ووجدت فلانة مخلية أي خالية ( ومكان خلاء ما فيه أحد ) ولا شئ فيه ( وأخلاه جعله ) خاليا ( أو وجده خاليا ) يقال أخليت أي خلوت وأخليت غيرى يتعدى ولا يتعدى قال عتى بن مالك العقيلى أتيت مع الحداث ليلى فلم أبن * فاخليت فاستعجمت عند خلائى قال ابن برى قال الزجاجي في أماليه أخليت وجدتها خالية مثل أجبنته وجدته جبانا فعلى هذا القول يكون مفعول أخليت محذوفا أي أخليتها وفي حديث أم حبيبة قالت له لست لك بمغلية أي لم أجدك خاليا من الزوجات غيرى وليس من قولهم امرأة مخلية إذا خلت من الزوج ( وخلا ) الرجل ( وقع في موضع خال لا يزاحم فيه كأخلى ) ومنه المثل الدئب مخليا أشد ( و ) خلا ( على بعض الطعام ) إذا ( اقتصر ) عليه ( واستخلى الملك فاخلاه و ) أخلى ( به ) وهذه عن اللحيانى ( واستخلى به وخلا به واليه ومعه ) عن أبى اسحق ( خلوا ) بالفتح ( وخلاء ) بالمد ( وخلوة ) بالفتح وهذه عن اللحيانى ( سأله ان يجتمع به في خلوة ففعل وأخلاه معه ) وقيل الخلو والخلاء المصدر والخلوة الاسم وقوله تعالى وإذا خلوا الى شياطينهم يقال الى بمعنى مع كما قال تعالى من أنصارى الى الله وقال بعضهم أخليت بفلان أي خلوت به ويقول الرجل للرجل أخل معى حتى أكلمك أي كن معى خاليا وفي حديث الرؤيا أليس كلكم يرى القمر مخليا به ( ووجدهما خلوين بالكسر ) أي ( خاليين و ) الخلى ( كغنى الفارغ ) يقال أنت خلى من هذا الامر أي خال فارغ وهو خلاف الشجى ومنه المثل ويل للشجى من الخلى أي من الفارغ الذى لا هم له ( ج خليون ) في السلامة ( وأخلياء ) في التكسير ( و ) الخلى ( من لا زوجة له ) فهو فارغ البال لا هم له ووجدت في بعض المجاميع ما نصه وجد حجر في جدار الكعبة فإذا فيه ثلاثه أسطر بقلم المسند الاول أنا رب مكة لا اله الا أنا من لا زوجة له لا معيشه له الثاني أنا رب مكة لا اله الا أنا من لا ولد له لا ذكر له الثالث أنا رب مكة لا اله الا أنا من لا زوجة له ولا ولد له لا هم له ( والخلو بالكسر الخلى أيضا وهى خلوة وخلو أخلاء ) قال اللحيانى الوجه في خلو أن لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث وقد ثنى بعضهم وجمع وأنث قال ليس بالوجه وفي حديث أنس أنت خلو من مصيبتي أي فارغ اليال منها وفي التهذيب يقال هو خلو من هذا الامر أي خال وقيل أي خارج وهما خلو وهم خلو وقال بعضهم هما خلوان من هذا الامر وهم حلا ليس بالوجه ( والخالى العزب ) الذى لا زوجة له نقله الجوهرى عن الاصمعي وأنشد لامرئ القيس ألم ترنى أصبى على المرء عرسه * وأمنع عرسي عن يزن بها الخالى ( و ) أيضا ( العزبة ) أي أنثاه بغير هاء ( ج اخلاء وخلى الامر وتخلى منه وعنه وخالاه ) خلاء ( تركه ) وفي حديث ابن عمر في قوله تعالى ليقض علينا ربك قال فخلى عنهم أربعين عاما ثم قال اخسؤا فيها أي تركهم وأعرض عنهم وقال الذبياتى قالت بنو عامر خالوا بنى أسد * يا بؤس للحرب ضرارا لا قوام *
أي تاركوهم ( والخلية والخلى ) كغنية وغنى ( ما يعسل فيه النحل ) من غير ما يعالج لها من العسالات ( أو مثل الراقود من طين ) يعمل لها ذلك وقال الليث إذا سويت الخلية من طين فهى كوارة ( أو خشبة تنقر ليعسل فيها ) وجمع الخلية الخلايا وشاهد الخلى قول الشاعر * إذا ما تأرت بالخلى ابتنت به * شريجين مما تاترى وتتيع * شريجين أي ضربين من العسل ( أو ) الخلية ( أسفل شجرة تسمى الخزمة كانه راقود ) وقيل هو مثل الراقود ) وقيل هو مثل الراقود يعمل لها من طين ( والخلية من الابل المخلاة للحلب أو التى عطفت على ولد ) وفي المحكم على واحد ( أو ) التى ( خلت من ولدها ) ونص المحكم عن ولدها ورئمت ولد غيرها وان لم تر أمه فهى خلية أيضا وقيل هي التى خلت عن ولدها بموت أو نحر ( فتستدر بغيره ) ونص المحكم بولد غيرها ( ولا ترضعه بل تعطف على حوار تستدر به من غير ارضاع ) فسميت خلية لانها لا ترضع ولدها ولا غيره ( أو ) هي ( التى تنتج وهى غزيرة فيجر ولدها من تحتها فيجعل تحت أخرى وتخلى هي للحلب ) وذلك لكرمها هذا قول اللحيانى قال الازهرى وسمعتهم يقولون بنو فلان قد خلوا وهم يحلون وهى الناقه تنتج فينحر ولدها ساعة يولد قبل ان تشمه ويدنى منها ولد ناقة كانت ولدت قبلها فتعطف عليه ثم ينظر الى أغزر الباقيين فتجعل خلية ولا يكون للحوار منها الا قدر ما يدرها وتترك الاخرى للحوار يرضعها منى ما شاء وتسمى بشوطا والجمع بشط والغزيرة التى يتخلى بلبنها أهلها هي الخلية وفى الصحاح الخلية الناقة تعطف مع أخرى على ولد واحد فبدران عليه ويتخلى أهل البيت بواحدة يحلبونها ومنه قول الشاعر وهو خالد بن جعفر يصف فرسا (1/8373)
* أمرت الراعيين ليكرماها * لها لبن الخلية والصعود انتهى ( أو ) الخلية ( ناقة أو ناقتان أو ثلاث يعطفن على ) ولد ( واحد فيدرون عليه فيرضع الولد من واحدة ويتخلى أهل البيت ) لانفسهم ( بما بقى ) واحدة أو ثنتين يحلبونها ( أي يتفرغ ) هو تفسير ليتخلى وهو تفعل من الخلو يقال تخلى للعبادة وقال ابن الاعرابي هي الناقة تنتج فينحر ولدها عمد اليدوم لهم لبنها فتستدر بحوار غيرها فإذا درت نحى الحوار واختليت وربما جمعوا من الخلايا ثلاثا وأربعا على حوار واحد وهو التلسن وقال ابن شميل وربما عطفوا ثلاثا وأربعا على فصيل وبايتهن شاؤا تخلوا ( و ) الخلية أيضا الناقة ( المطلقة من عقال ) وفى الصحاح الناقة تطلق من عقالها ويخلى عنها ورفع الى عمر رضى الله عنه رجل وقد قالت له امرأته شبهتي فقال كانك ظبية كانك حمامة فقالت لا أرضى حتى تقول خلية طالق فقال ذلك فقال عمر خذ بيدها فانها امرأتك لما لم تكن نيته الطلاق وانما غالطته بلفظ يشبه لفظ الطلاق قال ابن الاثير أراد بالخلية هنا الناقة تخلى من عقالها وطلقت من العقال تطلق طلقا فهى طالق وقيل أراد بالخلية الغزيرة تعطف على ولد غيرها والطالق التى لا خطام لها وأرادت هي مخادعته بهذا القول ليلفظ به فيقع عليها الطلاق فقال له عمر خذ بيدها فانها امرأتك ولم يوقع عليها الطلاق لانه لم ينوه وكان ذلك خداعا منها ( و ) الخلية ( السفينة العظيمة أو ) هي ( التى تسير من غير ان يسيرها ملاح أو ) هي ( التى يتبعها زورق صغير ) وصحح الازهرى الاول وعليه اقتصر الجوهرى وقال الاعشى يكب الخلية ذات القلاع * وقد كاد جؤجؤها ينحطم والجمع الخلايا وأنشد الجوهرى لطرفة كان حدوج المالكية غدوة * خلايا سفين بالنواصف من دد ( و ) في الصحاح ويقال للمرأة أنت خلية ( كناية عن الطلاق ) قال اللحيانى الخلية كلمة تطلق بها المرأة يقال لها أنت برية انت خلية تطلق بها المرأة إذا نوى بها وفى حديث ابن عمر كان الرجل في الجاهلية يقول لزوجته أنت خلية فكانت تطلق منه وهى في الاسلام من الكنايات فإذا نوى بها الطلاق وقع ( و ) من المجاز ( خلا مكانه ) أي ( مات ) هكذا في النسخ ونص ابن الاعرابي خلا فلان إذا مات وأما إذا ذكر المكان فهو خلى بالتشديد تخلية وهو أيضا صحيح نقله ابن سيده والزمخشري وغيرهما ففى سياق المصنف نظر يتأمل له والاولى حذف مكانه ( و ) خلا الشئ خلوا ( مضى ) ومنه قوله تعالى وان من أمة الا خلا فيها نذير أي مضى وأرسل والقرون الخالية هم المواضى وفى حديث جابر تزوجت امرأة قد خلا منها أي كبرت ومضى معظم عمرها ومنه الحديث فلما خلا منى ونثرت له ذا بطني تريدانها كبرت وأولدت له ( و ) خلا ( عن الامر ومنه ) إذا ( تبرأ ) ونص ابن الاعرابي خلا إذا تبرأ من ذنب قرب به ( و ) خلا ( عن الشئ أرسله ) وهذه أيضا رويت بالتشديد ففى سياقه نظر ( و ) من المجاز خلا ( به ) إذا ( سخر منه ) عن اللحيانى ونقله الزمخشري أيضا قال الازهرى وهو حرف غريب لا أعرفه لغير اللحيانى وأظنه خفطه ( وخلا من حروف الاستثناء ) قال الجوهرى كلمة يستثنى بها وينصب ما بعدها ويجر تقول جاؤني خلا زيدا تنصب بها إذا جعلتها فعلا وتضمر فيها الفاعل كانك قلت خلا من جاءني من
زيد وإذا قلت خلا زيد فجررت بها فهى عند بعض النحويين حرف جر بمنزلة حاشا وعند بعضهم مصدر مضاف قال ابن برى عند قوله كانك قلت خلا من جاءني من زيد صوابه خلا بعضهم زيدا انتهى وتقول ما أردت مساءتك خلا انى وعظتك معناه الا انى وعظتك قال الشاعر خلا الله لا أرجو سواك وانما * أعد عيالي شعبة من عيالكا ( و ) في المثل ( أنا منه فالج ) وفى الصحاح كفالج ( بن خلاوة بالفتح ) أي ( برئ ) وقد ذكر في الجيم ( والخلاوة ) الذى في الصحاح وغيره من الاصول وخلاوة بلالام ( بطن من تجيب ) وهو خلاوة بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن تجيب وقال ابن الجوانى النسابة في المقدمة الفاضلية وأعقب شبيب بن السكون بن أشرس بن كندة من أشرس وشكامة فاعقب أشرس من عدى وسعد وهم تجيب ولهم خطة بمصر معروفة عرفوا بتجيب هي أم عدى وسعد وهى تجيب بنت ثوبان بن سلم بن رها بن منبه بن حريب بن عله ابن جله بن مذحج والذى في الصحاح ان بنى خلاوة بطن من أشجع وهو خلاوة بن سبيع بن بكر بن أشجع * قلت هذا الذى ذكره الجوهرى هو بطن آخر غير الذى ذكره المصنف وكل منهما يعرف بخلاوة فاما خلاوة كندة فان ( منهم مالك بن عبد الله بن سيف الخلاوى ) وابنه أبو عمر وسعد بن مالك النخاس قال ابن يونس كتبت عنه حكاية من حفظه وتوفى في شهر رمضان سنة 307 وأخوه خلاوة بن عبد الله بن سيف كتب مع يونس بن عبد الاعلى وجد سماعه من ابن وهب في كتاب جده ومن هذا البطن أيضا الشمس محمد بن يوسف بن عبد الله الدمشقي الشاعر روى عن الشمس الصائغ والشهاب محمود وكانت ولادته بدمشق سنة 693 وأما الذى هو من أشجع فمنهم نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفل بن خلاوة الا شجعي له صحبة وغيره ( والخلاء المتوضأ ) سمى بذلك لخلوه وهو بالمد ومثله في الصحاح قال شيخنا وفيه نظر فان الخلاء في الاصل مصدر ثم استعمل في المكان الخالى المتخذ لقضاء الحاجة لا للوضوء فقط كما يوهمه قوله المتوضأ أي محل الوضوء وقال الحطاب في شرح المختصر يقال لموضع قضاء الحاجة الخلاء بالمد وأصله المكان الخالى ثم نقل الى موضع قضاء الحاجة قال شيخنا قوله أصله المكان الخالى كانه أراد الاصل الثاني والا فأصله الاول هو (1/8374)
مصدر خلا المكان خلاء إذا فرغ ولم يكن فيه أحد ثم نقل الحطاب عن الحكيم الترمدى أنه سمى بذلك باسم شيطان يقال له خلاء وأورد فيه حديثا وقيل لانه يتخلى فيه أي يتبرز والجمع أخلية قال شيخنا وهذا الذى ذكره الحكيم يحتاج الى ثبت ولعل العرب الذى وضعوه لا يعرفون ذلك لانه قديم الوضع فتأمل ( و ) الخلاء ( المكان ) الذى ( لا شئ به ) نقله الجوهرى ( و ) في المثل ( خلاؤك أقنى لحيائك ) قال الجوهرى ( أي منزلك إذا خلوت فيه ألزم لحيائك و ) في الصحاح وأما ما خلا فلا يكون بعدها الا النصب تقول جاؤني ما خلا زيدا لان خلا لا يكون بعد ما الا صلة لها وهى معها مصدر كانك قلت ( جاؤني خلو زيد أي خلوهم منه أي خالين منه ) قال ابن برى ما المصدرية لا توصل بحرف الجر فدل على ان خلا فعل * ومما يستدرك عليه يقال أخل أمرك وبأمرك أي تفرد به وتفرغ له وأخليت عن الطعام خلوت عنه وقال اللحيانى تميم تقول خلا فلان على اللبن واللحم إذا لم يأكل معه شيأ ولا خلط به وكنانة وقيس تقول أخلى فلان على اللبن واللحم قال الراعى رعته أشهرا وخلا عليها * فطارا النى فيها واستغفارا وخلا عليه اعتمد وأخلى إذا انفرد واستخلى البكاء انفرد به وخلا به خادعه وهو مجاز وخلى بينهما تخلية وأخلاه معه وحكى اللحيانى أنت خلاء من هذا الامر أي براء لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث وتخلى برز لقضاء حاجته وتخلى خلية اتخذها لنفسه وقال ابن برزج امرأة خلية ونساء خليات لا أزواج لهن ولا أولاد وقالوا امرأة خلوة وهما خلوتان وهن خلوات أي عزبات وقال ابن برزج امرأة خلية ونساء خليات لا ازواج لهن ولا أولاد وقالوا امرأة خلوة وهما خلوتان وهن خلوات أي عزبات وقال ثعلب انه لحلو الخلا إذا كان حسن الكلام وأنشد لكثير * ومحترش ضب العداوة منهم * بحلو الخلا حرش الضباب الخوادع وخلى سبيله فهو مخلى عنه ورأيته مخليا قال الشاعر ما لى أراك مخليا * أين السلاسل والقيود أغلا الحديد بأرضكم * أم ليس يضبطك الحديد وخلى فلان مكانه إذا مات قال الشاعر * فان يك عبد الله خلى مكانه * والمصنف ذكره بالتخفيف كما تقدم التنبيه عليه وقال ابن الاعرابي خلا فلان إذا مات وخلا إذا أكل الطيب وخلا إذا تعبد ويقال لا أخلى الله مكانك تدعو له بالبقاء والمستخلى المتعبد وقال أبو حنيفه الخلوتان شفرتا النصل واحدتما خلوة وقولهم افعل ذلك وخلاك ذم أي أعذرت وسقط عنك الذم وقال ابن دريد ناقة مخلاء أخليت عن ولدها قال اعرابي * من كل مخلاء ومخلاء صفى * والخلاء ككتاب الفرقة واستخلت الدار خلت وأخلاء موضع عامر على الفرات ى ( الخلى مقصورة الرطب من النبات ) وفى الصحاح من الحشيش قال ابن برى يقال الخلى الرطب بالضم لا غير فإذا
قلت الرطب من الحشيش فتحت لانك تريد ضد اليابس وقال الليث هو الحشيش الذى يحتش من يقول الربيع وقال ابن الاثير هو النبات الرقيق مادام رطبا ( واحدته خلاة ) وفي حديث معتمر سئل مالك عن عجين يعجن بدردى فقال ان كان يسكر فلا فحدث الاصمعي به معتمرا فقال أو كان كما قال رأى في كف صاحبه خلاة * فتعجبه ويفزعه الجرور الخلاة الطائفة من الخلى وذلك ان معناه ان الرجل يند بعيره فيأخذ باحدى يديه عشبا وبالاخرى حبلا فينظر البعير اليهما فلا يدرى ما يصنع وذلك انه أعجبه فتوى مالك وخاف التحريم لاختلاف الناس في السكر فتوقف وتمثل بالبيت وقال الاعشى وحولي بكر وأشياعها * ولست خلاة لمن أوعدن أي لست بمنزلة الخلاة يأخذها الآخذ كيف شاء بل أنا في عز ومنعة ( أو ) الخلاة ( كل بقلة قلعتها ) وقد يقال في ( ج ) الخلى ( اخلاء ) حكاه أبو حنيفة ( والمخلاة بالكسر ما وضع فيه ) الخلى وفي الصحاح ما يجعل فيه الخلى والجمع المخالى ( وأخلى الله الماشية ) يخليها اخلاء ( أنبة لها ) وفى نص نوادر اللحيانى أنبت لها ما تأكل من الخلى ( و ) أخلت ( الارض كثر خلاها ) نقله الجوهرى ( وخلاه خليا واختلاه جزه ) وقطعه فانخلى كما في الصحاح ( أو نزعه ) عن اللعيانى وفي حديث تحريم مكة لا يختلى خلاها ( وخلى الماشية يخليها ) خليا ( جز لها خلى و ) من المجاز خلى ( الفرس ) إذا ( ألقى في فيه اللجام ) قال ابن مقبل تمطيت أخليه اللجام وبذنى * وشخصي يسامى شخصه وهو طائله ( و ) خلى ( اللجام ) عن الفرس يخليه خليا ( نزعه و ) من المجاز خلى ( القدر ) خليا ( ألقى تحتها حطبا أو طرح فيها لحما ) كلاهما عن ابن الاعرابي ( و ) خلى ( الشعير في المخلاة ) إذا ( جمعه ) فيها ( والمختلي الاسد ) لشجاعته وهو مجاز ( وخالاه ) مخالاة ( صارعه ) نقله الليث قال وكذلك المخالاة في كل أمر وأنشد * ولا يدرى الشقى بمن يخالى * قال الازهرى كانه إذا صارعه خلا به فلم يستعن واحد منهما بأحد وكل واحد منهما يحلو بصاحبه وقال شمر المخالاة المبارزة ( أو ) خالاه ( خادعه ) وهو مجاز ( و ) قال ابن الاعرابي ( اخلولى دام على شرب اللبن ) واطلولى حسن كلامه واكلولى إذا انهزم * ومما يستدرك عليه يقال في المثل عبد وخلى في يديه أي انه مع عبوديته غنى قال يعقوب ولا تقل وخلى في يديه كما في الصحاح * قلت يحوز في المثل خلى وخلى قال أبو هلال العسكري عن المبرد خلى تصغير خلى وهو النبات الرطب قال يضرب مثلا للرجل اللئيم يقوم إليه الامر فيعبث فيه ووجد أيضا وحلى في يديه من (1/8375)
الحلية في أمثال أبى عبيد فتأمل ذلك والمخلى بالكسر والقصر ما خلاه وجز به نقله الجوهرى والسيف يختلى الايدى والارجل أي يقطع وهو مجاز والمختلون والخالون الذين يختلون الخلى ويقطعونه وأخلى القدر أوقدها بالبعر كانه جعله خلى لها ويقال ما كنت خلاة لموعده أي مخلفا وهو مجاز وأخلاها علفها الخلى وقال ثعلب يقال فلان حلو الخلى إذا كان حسن الكلام وأنشد لكثير ومحترش ضب العداوة منهم * بحلو الخلى حرش الضباب الخوادع و ( خما اللبن خموا ) أهمله الجوهرى وقال ثعلب وابن الاعرابي أي ( اشتد ) هذا الحرف فيه مؤاخذتان على المصنف الاولى الذى في نص ابن الاعرابي خمى الصوت اشتد وقيل ارتفع عن ثعلب وأنشدا كان صوت شخبها إذا خمى * صوت أفاع في خشى اغشما فاسناد الفعل للصوت لا للبن وقال الازهرى في تركيب خ ش ى خمى بمعنى خم الثانية أشار له بالواو على انه واوى وقد قال ابن سيده ألفها ياء لان اللام ياء أكثر منها واوا * ومما يستدرك عليه الخامى الخامس وأنشد ابن برى للحادرة مضى ثلاث سنين منذحل بها * وعام حلت وهذا التابع الخامى و ( الخنوة ) أهمله الجوهرى وفى المحكم ( العذرة ) هكذا في النسخ والصواب الغدرة ( و ) أيضا ( الفرجة في الخص وخنا ) في متطقه يخنو ( خنوا ) وخنا ( أفحش ) * ومما يستدرك عليه اخنواى بالكسر قرية بمصر ى ( كخنى ) في منطقه وعليه ( كرضى ) يخنى خنى وأخنى عليه في منطقه كذلك وأنشد الجوهرى لابي ذؤيب ولا تخنوا على ولا تشطوا * بقول الفخر ان الفخر حوب وقالت بنت أبى مسافع القرشى وقد ترحل بالركب * فما تخنتى لصحبان ( وأخنى عليهم ) الدهر أتى عليهم و ( أهلكهم ) وأنشد الجوهرى للنابغة أمست خلاء وأمسى أهلها احتملوا * أخنى عليها الذى أخنى على لبد ( و ) أخنى ( الجراد كثر بيضه ) عن أبى حنيفة ( و ) أخنى ( المرعى كثر نباته ) والتف عن أبى حنيفة وروى قول زهير أصك مصلم الاذنين أخنى * له بالسى تنوم وآء والاعرف الاكثر أجنى بالجيم ( و ) أخنى ( الدهر عليه طال وخنى الدهر آفاته ) قال لبيد قلت هجدنا فقد طال السرى * وقدرنا ان خنى الدهر غفل ( وخنيت الجذع ) وخنيا ( قطعته ) مثل خناته ( وخنية بالكسر ع بقسطنطنية ) من نواحيها نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه الخنى من قبيح الكلام والفحش وفى التهذيب هو من الكلام أفحشه وكلام خن وكلمة خنية نقله الجوهرى وليس خن على الفعل
لانا نعلم خنيت الكلمة ولكنه على النسب كما حكاه سبيويه من قولهم رجل طعم ونهر ونظيره كاس الا انه على زنة فاعل قال سيبويه أي ذو طعام وكسوة وسير بالنهار وأنشد * لست بليلى ولكني نهر * والخناية فعالة من الخنى وقد ذكره القطامى فقال دعوا النمر لا تثنوا عليها خناية * فقد أحسنت في جل ما بيننا النمر وأخنى الاسماء أفحشها وأخنى به إذا أسلمه وخفر ذمته وأخنى عليه أفسد و ( الخو ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي الخو ( الجوع ) والوخ الالم والقصد ( و ) خو ( كثيب بنجد ) عن ابن دريد ( و ) الخو ( الوادي الواسع ) قال الازهرى كل واد واسع في جو سهل فهو خو وقال غيره يقال وقع غرسك بخو أي بارض خوار يتعرق فيه فلا يحلف ( ويوم خو لبنى أسد م ) معروف قال زهير لئن حللت بخو في بنى أسد * في دين عمرو وحالت دوننا فدك قال أبو محمد الاسود ومن رواه بالجيم فقد أخطا وكان هذا اليوم لهم على بنى يربوع قتل فيه ذؤاب بن ربيعة عتيبة بن الحرث وقال نصر خوواد يفرغ ماؤه في ذى العشيرة لبنى أسد وأيضا لبنى أبى بكر بن كلاب ( والخوة بالضم الارض الخالية ) * ومما يستدرك عليه الخوة الفترة ومنه الحديث وأخذ أبا جهل خوة فلا ينطق ذكره ابن الاثير وخوان تثنية خوغائطان بين الدهناء والرغام قاله نصر وفيه يقول القائل * وبين خوين زقاق واسع * ويقال هما في ديار بنى تميم وأنشد الاصمعي في اثر أظعان علت بخوين * روافعا نحو خصور النعفين والخوة بالفتح ماءة لبنى أسد شرقي سميراء والخو والخوة الارض المتطامنة ى ( خوت الدار ) خواء بالمد ( تهدمت ) وفى الصحاح أقوت وكذلك إذا سقطت ( وخوت ) بالتشديد وهذا لم أره في الاصول ولعله من زيادة النساخ فانظره والصحيح خوت ( وخويت ) كرضيت ( خيا ) بالفتح ( وخويا ) كعتى ( وخواء ) ممدود ( وخواية ) كسحابة ( خلت من أهلها ) وهى قائمة بلا عامر وقال الاصمعي خوى البيت يخوى خواء إذا ما خلا من أهله انتهى وقول الخنساء كان أبو حسان عرشا خوى * مما بناه الدهردان ظليل أي تهدم وسقط ووقع ( وأرض خاوية خالية من أهلها ) وقد تكون خاوية من المطر وقوله تعالى فتلك بيوتهم خاوية أي خالية كما قال (1/8376)
تعالى فهى خاوية على عروشها أي خالية وقيل ساقطة على سقوفها وقوله تعالى أعجاز نخل خاوية قيل خاوية صفة للنخل لانه يذك ويؤنث أي منقلعة ( والخوى ) بالقصر ( خلو الجوف من الطعام ويمد ) والقصر أعلى ( و ) الخوى ( الرعاف و ) الخواء ( بالمد الهواء بين الشيئين ) وكذلك الهواء الذى بين الارض والسماء قال بشر يصف فرسا * يسد خواء طبييها الغبار * ( و ) الخواء ( الخو ) وهو الجوع ( و ) الخواء ( بالضم ) كغراب ( العسل ) عن الزجاجي ( وخوى كرمى خوى ) بالقصر ( وخواء ) بالمد ( تتابع عليه الجوع و ) خوى ( الزند ) خوى ( لم يور كاخوى و ) خوت ( النجوم ) تخوى ( خيا أمحلت ) أو سقطت ( فلم تمطر ) في نوئها قال كعب بن زهير قوم إذا خوت النجوم فانهم * للطارقين النازلين مقارى ( كاخوت ) وهذه عن أبى عبيد أنشد الفراء وأخوت نجوم الاخذ الا أنضة * أنضة محل ليس قاطرها يثرى قوله يثرى أي يبل الارض ( وخوت ) بالتشديد قال الاخطل فانت الذى ترجوا لصعاليك سيبه * إذا السنة الشهباء خوت نجومها ( و ) خوى ( الشي خوى وخواية اختطفته ) كذا في النسخ وصوابه اختطفه ( و ) خوت ( المرأة ) خوى ( ولدت فخلا بطنها ) وفى الصحاح فخلا جوفها عند الولادة ( كخوت ) كذا في النسخ والصواب كخويت وهى أجود اللغتين ( وكذا إذا لم تأكل عند الولادة ) يقال لها خوت وخويت ( والخوية كغنية ما أطعمتها على ذلك و ) قد ( خواها تخوية وخوى لها ) وهذه عن كراع ونقلها الجوهرى أيضا ( عمل لها خوية ) تأكلها وهى طعام ( وخوى ) الرجل ( في سجوده تخوية تجافي وفرج ما بين عضديه وجنبيه ) وكذلك البعير إذا تجافي في بروكه ومكن لثفناته وفى حديث على رضى الله عنه إذا سجد الرجل فليخو وإذا سجدت المرأة فلتحتفز ( والخوى الثابت ) طائية ( و ) أيضا ( الوطاء بين الجبلين و ) أيضا ( اللين من الارض ) وقال أبو حنيفة الخوى بطن يكون في السهل والحزن داخلا في الارض أعظم من السهب منبات وقال الازهرى كل واد واسع في جو سهل فهو خوى وقال الاصمعي هو الوادي السهل البعيد وقال الطرماح وخوى سهل يثير به القو * م رباضا للعين بعد رباض ( و ) الخواة ( بهاء مفرج ما بين الضرع والقبل ) من الناقة وغيرها ( من الانعام ويمد والخواية من السنان جبته ) وهى ما التقم ثعلب الرمح ( و ) الخواية ( من الرحل متسع داخله و ) الخواية ( من الخيل حفيف عدوها ) حكاه ابن الاعرابي هكذا بالهاء ( و ) خواية ( بالضم ع بالرى ) من أعمالها ( ويوم خوى ) بالفتح مقصور ( ويضم م ) معروف سياق المصنف يقتضى انهما واحد وقال نصر خوى بالفتح وادماؤه المعين ردأة في جبال هضب المعاوهى جبال حليت من ضرية وخوى بالضم واد يفرغ في فلج من وراء حفر أبى
موسى ( واختوى البلد اقتطعه ) وكذلك اختدفه واختاته وتخوته كل ذلك عن ابن الاعرابي قال أبو وجزة ثم اعتمدت الى ابن يحيى تختوى * من دونه متباعد البلدان ( و ) اختوى ( الفرس طعنه في خوائه ) كسحاب ( أي بين رجليه ويديه ) ويقال دخل فلان في خواء فرسه يعنى ما بين يديه ورجليه ( و ) اختوى ( فلان ذهب عقله و ) اختوى ( ما عند فلان أخذ كل شئ منه ) وقال ابن الاعرابي اختواه اختطفه ( كاخوى و ) اختوى ( السبع ولد البقرة استرقه وأكله ) وأنشد ابن الاعرابي حتى اختوى طفلها في الجو منصلت * أزل منها كنصل السيف زهلول ( وأخوى ) الرجل ( جاع و ) أخوى ( المال بلغ غاية السمن كخوى تخوية ) كلاهما عن الفراء والذى في المحكم خوت الابل تخوية خمصت بطونها وارتفعت ( والخى القصد ) وقد خوى خيا قصد ( وخويتها تخوية إذا حفرت حفيرة فاوقدت فيها ثم أقعدتها فيها لدائها ) وسياق الاصمعي أتم من هذا فانه قال يقال للمرأة خويت فهى تخوى تخوية وذلك إذا حفرت لها حفيرة ثم أو قدتها ثم تقعد فيها من داء تجده ( وخوى كسمى د باذربيجان ) وقال نصر بارمينية ( منه المحدثون ) أبو نعيم ( محمد بن عبد الله ) كذا في النسخ والصواب ابن عبيد الله تولى قضاء خوى وروى عن ابن هزار مرد الصريفينى ( و ) أبو العباس شمس الدين ( أحمد بن الخليل ) بن سعادة بن جعفر بن عيسى الشافعي ( قاضى ) قضاة ( دمشق ) ولد سنة 583 حدث عن أبى الحسن الطوسى توفى سنة 627 كذا في التكملة للمنذري ( وأبو قاضيها ) شهاب الدين محمد ( والطبيب معاذ بن عبدان ) هكذا في النسخ والصواب أبو معاذ عبدان كذا في التبصير للحافظ أخذ عن الجاحظ وعنه أبو على القالى قال القالى حدثنا أبو معاذ الخويى المتطبب قال دخلنا على عمرو بن بحر الجاحظ نعوده بسر من رأى وقد فلج فلما أخذنا مجالسنا أتى رسول المتوكل إليه فقال وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل الى آخر القصة زاد ابن الاثير واسم ابى معاذ عبدان ( الخوييون ) * وفاته الشهاب محمد بن محمود الخويى الشافعي عن ابن ياسر الجيانى حدث سنة بضع وثمانين وخمسمائة وابناه عماد الدين محمد وزين الدين على نقله الذهبي وأبو بكر محمد بن يحيى بن مسلم ومحمد بن عبد الحى بن سويد ومحمد بن عبد الرحيم وابراهيم بن صافى وعبد الرحمن بن على بن محمد الخطيب وبديل بن أبى القاسم وأبو الفتح ناصر ابن أحمد وأبو المعالى محمد بن الحسين بن موسى الخوييون المحدثون فهؤلاء كلهم قد فاتهم المصنف ( وخيوان جماعة محدثون ) * قلت (1/8377)
هو لقب مالك بن زيد بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم من همدان ( وخالد بن علقمة الخيوانى شيخ للثوري ) ومالك بن زيد الخيوانى عن ابى ذر وعبد خير بن يزيد الخيوانى عن على وعنه الشعبى * ومما يستدرك عليه خواء الارض كسحاب براحها قال أبو النجم صف فرسنا طويل القوا ثم * يبد وخواء الارض من خوائه * ويقال لما يسده الفرس بذنبه من فرجة ما بين رجليه خواية قال الطرماح فسد بمضرحى اللون جثل * خواية فرج مقلات رهين وخوت الابل تخوية خمصت بطونها وارتفعت وأنشد أبو عبيد في صفة ناقة ضامرة ذات انتباذ عن الحادى إذا بركت * خوت على ثفنات محزئلات وخوى الطائر تخوية بسط جناحيه ومد رجليه وذلك إذا أراد أن يقع وكل فرجة خواء كسحاب والخوى كغنى البطن السهل من الارض نقله الجوهرى وخوت النجوم تخوية مالت للغروب نقله الجوهرى وخواة المطر حفيف انهلا له عن ابن الاعرابي وحكى أبو عبيد الخواة الصوت وقال أبو مالك سمعت خوايته أي صوته شبه التوهم والخاوية الداهية عن كراع وخييت خاء كتبتها وسياتى وخيو بكسر فضم جد أبى القاسم يونس بن طاهر بن محمد بن يونس الخيوى النضرى البلخى الملقب بشيخ الاسلام توفى سنة 411 وخياوان بالكسر مدينة بفارس والخوى كغنى واد قال ذو الرمة كان الآل يرفع بين حزوى * ورابية الخوى بهم سيالا ( فصل الدال ) مع الواو والياء و ( دأى الذئب ) للغزال يد أي ( دأوا ) أهمله الجوهرى كما هو مقتضى كتابته بالحمرة والصواب كتبه بالاسود فان الجرهرى ذكره في التركيب الذى يليه فقال ودأوت له لغة في دأيت ( وهو شبه الختل والمراوغة ) قال * كالذئب يد أي للغزال يختله * ووقع في نسخة شيخنا دأى الذئب يد أي دأوا فاعترض عليه باصطلاحه وقضيته أن يكون كضرب الى آخر ما قال وأنت خبير بان النسخ الصحيحة دأى الذئب دأوا كما عندنا فتأمل ى ( الدأى والدءى ) بضم فكسر ( والدءى ) بكسر الدال والهمزة ( فقر الكاهل والظهر أو غرا ضيف الصدر أو ضلوعه في ملتقاه وملتقى الجنب ) وأنشد الاصمعي لابي ذؤيب * لها من خلال الدأيتين أريج * ( أو الدأيات ) بالتحريك ( أضلاع الكتف ثلاثة من كل جانب ) واحدتها دأية عن ابن الاعرابي وقال الليث الد أي جمع الدأية وهى فقار الكاهل في مجتمع ما بين الكتفين من كاهل البعير خاصة والجمع الدأيات وهى عظام ما هنالك
كل عظم منها دأية وقال أبو عبيدة الدأيات خرز العنق ويقال خرز الفقار وقال ابن شميل يقال للضلعين اللتين تليان الواهنتين الدأيتان وقال أبو زيد لم يعرفوا يعنى العرب الدأيات في العنق وعرفوهن في الاضلاع وهن ست يلين المنحر من كل جانب ثلاث لمقاديمهن جوانح ويقال للتين تليان المنحر الناحرتان قال الازهرى وهذا صواب ومنه قول طرفة كان مجر النسع في دأياتها * موارد من حلقاء في ظهر قردد وفى الصحاح ويجمع على الدأيات بالتحريك ويجمع الدأى دئى مثل ضان وضئين ومعز ومعيز قال حميد الارقط يعض منها الظلف الدئيا * عض الثقاف الخرص الخطيا وحكى ابن برى عن الاصمعي الدءى على فعول جمع دأية لفقار العنق ( ودأيت للشئ كسعيت ) أد أي له دأيا ( ختلته ) مثل دأوت له نقله الجوهرى عن أبى زيد ( وابن دأية الغراب ) سمى به لانه يقع على دأية البعير الدبر فينقرها قال الشاعر يصف الشيب ولما رأيت النسر عز ابن دأية * وعشش في وكرية جاشت له نفسي * ومما يستدرك عليه الدأية مركب القدح من القوس وهما دأيتان مكتنفتا العجس من فوق وأسفل ى ( الدبى المشى الرويد ) وقد دبى يدبى دبيا ( و ) الدبى الجراد قبل أن يطير وقيل ( أصغر ) ما يكون من ( الجراد والنمل ) وقال أبو عبيدة الجراد أول ما يكون سرا وهو أبيض فإذا تحرك واسود فقد دبى قبل أن تنبت أجنحته انتهى وقال الجوهرى الواحدة دباة وأنشد لسنان الابانى كان خوق قرطها المعقوب * على دباة أو على يعسوب ( وأرض مدبية كمحسنة ) عن أبى زيد أي ( كثيرتهما و ) أرض ( مدبية كمرمية ) عن الكسائي بمعناه ( ومدبوة ) بالواو على المعاقبة قاله ابن سيده ( أكل الدبى نبتها وأدبى العرفج ) والرمث إذا ( خرج منه مثل الدبى ) وهو حينئذ يصلح أن يؤكل ( ودبى كعلى سوق للعرب و ) دبى ( كسمى ع لين بالدهناء يالفه الجراد ) فيبيض فيه ( و ) يقال ( جاء ) فلان ( بدبى دبى ) كسمى ( وبدبى دبيين ) مشى دبى كسمى أي ( بمال كثير ) يقال ذلك في الخير والكثرة فالدبى معروف ودبى موضع واسع فكأنه قال جاء بمال كدبى ذلك الموضع الواسع ( وغلط الجوهرى ) الذى في الصحاح عن ابن الاعرابي جاء فلان بدبى دبى أي جاء بمال كالدبى في الكثرة هكذا وجد بخطه في النسخ الموثوق بها فنقله عن ابن الاعرابي صحيح غير أنه خالفه في الضبط فالذي في المجمل لابن فارس بدبى دبى كما للمصنف ونقل الازهرى عن ابن الاعرابي بدبى دبى ودبى دبيين كما هو للمصنف ومثله عن ثعلب ووقع في التكملة عنه يدبى دبى يدبى كيسعى ودبى مثل رحى إذا جاء بمال كالدبى فظهر بذلك ان الجوهرى غلط في ضبطه فقول شيخنا لا وهم فقد ذكروه بالوجهين محل تأمل ( وأبو دبية بالضم شاعر ) وهو أبو دبية بن عامر من بنى سعد بن قيس بن ثعلبة قاله الحافظ في التبصير ( والدباء ) للقرع تقدم ذكره ( في الباء ) الموحدة (1/8378)
( ووهم الجوهرى ) في ذكره في المعتل قال الازهرى وزن دباء فعال ولامه همزة لانه لم يعرف انقلاب لامه عن واو أو عن ياء قال ابن الاثير وأخرجه الهروي في دبب على ان الهمزة زائدة وأخرجه الجوهرى والزمخشري في المعتل على ان همزته منقلبة قال وكانه أشبه ( والتدبية الصنعة ) * ومما يستدرك عليه أرض مدباة كثيرة الدبى نقله الجوهرى وجاء بدبى دبيان ودبى دبيان كعثمان وعليان كلاهما عن ثعلب أي بالخير الكثير ودبى من المدن القديمة بعمان كانت القصبة عن نصر وكسمية ودبية بن عدى ابن زيد بن عامر بن لوذان الانصاري الخطمى قتل مع على بصفين ومن ذريته القارون بن الضحاك بن دبية كان له قدر بالدينة قاله مصعب ودية بن حرمس السلمى سادن العزى ومحمد وسليمان ابنا عتبة بن دبية بن جابر السلمى من حلفاء أبى طالب قتلا بالحرة و ( دجا الليل ) يدجو ( دجوا ) بالفتح ( ودجوا ) كسمو ( أظلم ) فهو داج ودجى ( كادجى وتدجى ) قال الاجدع الهمداني إذا الليل أدجى واستقلت نجومه * وصاح من الافراط هام جواثم وقال لبيد واضبط الليل إذا رمت السرى * وندجى بعد فور واعتدل قيل أراد بتدجى هنا سكن ( وادجوجى ) الليل أظلم ( وليلة داجية ) مظلمة ( ودياجى الليل حنادسه كانه جمع ديجاة ) نقله الجوهرى ( ودجا شعر الماعزة ألبس ) وركب ( بعضه بعضا ولم يتنفش و ) دجا ( فلان ) دجوا ( جامع ) وأنشد ابن الاعرابي * لما دجاها بمتل كالصقب * ( و ) دجا ( الثوب ) دجوا ( سبغ وعنزد جواء سابغة الشعر ) وكذلك الناقة ( ونعمة داجية سابغة ) عن ابن الاعرابي وأنشد وان أصابتهم نعماء داجية * لم يبطروها وان فاتتهم صبروا ( والدجة كثبة الاصابع الثلاث وعليها اللقمة ) قال ابن الاعرابي محاجاة للاعراب يقولون ثلاث دجه يحملن دجه الى الغيهبان فالمنثجة قال الدجة الاصابع الثلاث والدجة اللقمة والغيهبان البطن والمنثجة الاست ( و ) الدجة الزر كما في المحكم وفى التهذيب ( زر القميص ) يقال اصلح دجة قميصك ( ج دجاة ودجى والمداجاة المداراة ) يقال داجيته أي داريته كانك ساترته العداوة قال قعنب
ابن أم صاحب كل يداجى على البغضاء صاحبه * ولن أعالنهم الا بما علنوا نقله الجوهرى قال ( و ) ذكر أبو عمر وان المداجاة أيضا ( المنع بين الشدة والرخاء ) وفى بعض نسخ الصحاح والارخاء * ومما يستدرك عليه الدجا سواد الليل مع غيم وأن لا ترى نجما ولا قمرا وقيل هو إذا لبس كل شئ وليس هو من الظلة ويقال ليلة دجا وليال دجا لا يجمع لانه مصدر وصف به ودجا الاسلام قوى وانتشر وألبس كل شئ وحكى عن الاصمعي ان دجا الليل بمعنى هد أو سكن ودجا أمرهم على ذلك أي صلح والدواجى الظلم واحدها داجية والمداجاة المجاملة والمطاولة وقال أبو حنيفة إذا التام السحاب وتبسط حتى يعم السماء فقد تدجى ودجى مولى الطائع خادم اسود قد حدث وأبو الدجى كنية عنترة ومنه قوله * أبو الدجى حادثة الليالى * والدجو بالكسر النظير والخدن ويقال في زجر الدجاجة دج لا دجا كن الله والدجوة بالكسر قرية بمصر من القليوبية وقد دخلتها مرات وقد نسب إليها المحدثون منهم التقى محمد بن المعين محمد بن الزين عبد الرحمن بن حيدرة بن محمد بن محمد بن عبد الجليل الدجوى الشافعي ولد سنة 737 وتوفى سنة 809 سمع البخاري من أبى القاسم عبد الرحمن بن على بن هرون والصلاح خليل بن طرنطاى وعنه البدر العينى والزين العراقى ى ( الدجية بالضم قترة الصائد ) قال الطرماح منطو في مستوى دجيته * كانطواء الحربين السلام والجمع الدجى قال أمية الهذلى * به ابن الدجى لا طئا كالطحال * ( و ) الدجية ( من القوس ) جلدة ( قدر اصبعين يوضع في طرف السير الذى يعلق به القوس ) وفيه حلقة فيها طرف السير والذى ذكره ابن الاعرابي في هذا المعنى الدجة كما سيأتي ( و ) الدجية ( الظلمة ) يائية واوية ( ج دجى ) وبه فسر قول أمية الهذلى أيضا لانه ينام فيها ليلا ( وليل دجى كغنى داج ) أنشد ابن الاعرابي * والصبح خلف الفلق الدجى * ( وداجى ) مداجاة ( ساتر بالعداوة ) فكأنه أتاه في دجبة أي ظلمة وذكر شاهده * ومما يستدرك عليه الدجية بالضم الصوف الاحمر والجمع الدجى قال الشماخ عليها الدجى المستنشآت كأنها * هو ادج مشدود عليها الجزاجز والدجة على أربع أصابع من عنتوت القوس وهو الحز الذى تدخل فيه الغانة والغانة حلقة رأس الوتر ويقال انه لفى عيش داج دحى كانه يراد به الخفض نقله الجوهرى قال * والعيش داج كنفا جلبا به * وقال ابن الاعرابي الدجية بالضم ولد النخلة والجمع الدجى قال الشاعر وهو الجميع يدب حميا الكاس فيهم إذا انتشوا * دبيب الدجى وسط الضريب المعسل وقد سموا داجية والد جية عقبة يدجى بها القوس في عجسها لئلا ينقطع نقله الصاغانى و ( دحا الله الارض يدحوها ويدحاها دحوا بسطها ) قال شيخنا فيه تخليط بالاصطلاح ولو قال دحا كدعا وسعى لكان أنص على المراد وأبعد عن تخليط الاصطلاح قال الجوهرى قال الله تعالى والارض بعد ذلك دحاها أي بسطها * قلت وهو تفسير الفراء قال شمر وأنشدتني أعرابية الحمد لله الذى أطاقا * بنى السماء فوقنا طبافا * ثم دحا الارض فما أطاقا قال شمر وفسرته فقالت دحا الارض أو سعها وأنشد ابن برى لزيد بن عمرو بن نفيل (1/8379)
دحاها فلما رآها اسوت * على الماء أرسى عليها الجبالا * قلت وسياق المصنف في ذكر المصدر يقتضى انه ليدحو ويدحى وليس كذلك بل مصدر يدحى دحيا وهى لغة في يدحود حوا حكاها اللحيانى وسياتى ذلك للمصنف في الذى يليه فلو اقتصر على اللغة الاولى كان حسنا وفى صلاة على رضى الله تعالى عنه اللهم داحى المدحوات يعنى باسط الارضين وموسعها ( و ) دحا ( الرجل ) يدحود حوا ( جامع ) والجيم لغة فيه عن ابن الاعرابي ( و ) دحا ( البطن عظم واسترسل الى أسفل ) عن كراع ( وادحوى ) الشئ ( انبسط ) قال يزيد بن الحكم الثقفى يعاتب أخاه ويدحو بك الداحى الى كل سوءة * فياشر من يدحو باطيش مدحو ( والادحى كلجى ) افعول من دحوت ( ويكسر ) واقتصر الجوهرى على الضم ( والادحية والادحوة ) بضمهما ( مبيض النعام في الرمل ) لانه يدحوه برجله أي يبسطه ويوسعه ثم يبيض فيه وليس للنعام عش نقله الجوهرى وهى واوية يائية وسياتى في الذى يليه والجمع الاداحى وفى الحديث لا تكونوا كقيض بيض في اداح * ومما يستدرك عليه مدحى النعام كمسعى مبيضه نقله الجوهرى ودحا السيل بالبطحاء رمى والقى ودحا الحجر بيده أي رمى به ودفعه والدحو بالحجارة المراماة بها والمسابقة كالمداحاة والمطر الداحى الذى يدحوا الحصى عن وجه الارض ينزعه ويقال للاعب بالجوز أبعد المرمى وادحه أي ارمه ويقال للفرس مريد حود حوا إذا رمى بيديه رميا لا يرفع سنبكه عن الارض كثيرا ودحوة بن معاوية بن بكر أخو دحية الآتى ذكره الجوهرى ى ( دحيت الشئ أدحاه دحيا ) أهمله الجوهرى وقال اللحيانى أي ( بسطته ) وقد ذكر الجوهرى بعض اللغات التى ذكرها المصنف في هذا التركيب كما سيأتي فمثل هذا لا يكون مستدركا عليه ولا يكتب بالاحمر فتأمل ولو قال دحاه دحيا كسعى كان أنص على المراد
وأبعد عن تخليط الاصطلاح ( و ) دحيت ( الابل ) دحيا ( سقتها ) سوقا والذال لغة فيه ( والادحى ) بالضم ( ويكسر مبيض النعام ) وهذا قد ذكره الجوهرى وهى ذات وجهين ووزنه أفعول والجمع أداحى ( و ) الادحى ( منزل للقمر ) بين النعائم وسعد الذابح يقال له البلدة شبيه بادحى النعام ( و ) دحى ( كسمى بطن ) من العرب عن ابن دريد ( و ) دحى ( كغنى ع ) نقلهما ابن سيده ( والدحية بالكسر رئيس الجند ) ومقدمهم أو الرئيس مطلقا في لغة اليمن كما في الروض للسهيلي وقال أبو عمر وأصل هذه الكلمة السيد بالفارسية وكانه من دحاه يدحوه إذا بسطه ومهده لان الرئيس له البسط والتمهيد وقلب الواو فيه ياء نظير قلبها في فتية وصبية * قلت فإذا صواب ذكره في دحاد حوا وفى الحديث يدخل البيت المعمور كل يوم سبعون ألف دحية مع كل دحية سبعون ألف ملك ( و ) به سمى دحية ( بن خليفة ) بن فروة بن نضالة الكلبى ) الصحابي المشهور وهو الذى كان جبريل عليه السلام ياتي بصورته وكان من أجمل الناس وأحسنهم صورة ( ويفتح ) قال ابن برى أجاز ابن السكيت في دحية الكلبى فتح الدال وكسرها وأما الاصمعي ففتح الدال وأنكر الكسر ( و ) الدحية ( بالفتح القردة الانثى ) قال شيخنا ولعل ذكر الانثى دفعا لتوهم ان تاء القردة للوحدة فتأمل ( و ) دحية ( بن معاوية بن بكر ) بن هو ازن أخود حوة الماضي ذكرهما الجوهرى فيه الفتح لا غير ( والمدحاة كمسحاة خشبة يدحى بها الصبى فتمر على وجه الارض لا تأتى على شئ الا اجتحفته ) وقال شمر المدحاة لعبة يلعب بها أهل مكة قال وسمعت الاسدي يصفها يقول هي المداحى والمساوي وهى أحجار أمثال القرصة وقد حفروا حفيرة بقدر ذلك الحجر فيفتحون قليلا ثم يدحون بتلك الاحجار الى تلك الحفيرة فان وقع فيها الحجر فقد فمر والا فقد قمر قال وهو يدحو ويسد وإذا دحاها على الارض الى الحفرة والحفرة هي أدحية وسياق هذه العبارة يقتضى أن يذكر في دحا دحوا فتأمل ( وتدحى تبسط ) يقال نام فلان فتدحى أي اضطجع في سعة من الارض * ومما يستدرك عليه المدحيات المبسوطات لغة المدحوات قال ابن برى ويقال للنعامة بنت أدحية قال وأنشد أحمد بن عبيد عن الاصمعي باتا كرجلي بنت أدحية * برتجلان الرجل بالنعل فاصبحا والرجل تعلوهما * يزلع عن رجلهما القحل وقال العتر يفى تدحت الابل في الارض إذا تفحصت في مباركها السهلة حتى تدع فيها قراميص أمثال الجفار وانما تفعل ذلك إذا سمنت وفى المصباح الدحية بالفتح المرة وبالكسر الهيئة وبه سمى وقال شيخنا اندحى البطن اتسع ى ( الدخى ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هي ( الظلمة وهى ليلة دخياء ) مظلمة * ومما يستدرك عليه ليل داخ مظلم قال ابن سيده فاما أن يكون على النسب واما أن يكون على فعل لم نسمعه و ( الددا ) كقفا ( اللهو واللعب كالدد والددن ) كيد وحزن وقد ذكر الاخير في باب النون وهى ثلاث لغات وفى الحديث ما أنا من دد ولا الدد منى ومعنى تنكير الدد في الاول الشياع والاستغراق وأن لا يبقى شئ منه الا وهو منزه عنه أي ما أنا في شئ من اللهو واللعب وتعريفه في الجملة الثانية لانه صار معهودا بالذكر كانه قال ولا ذلك النوع وانما لم يقل ولا هو منى لان الصريح آكد وأبلغ * ومما يستدرك ابن دادا محدث وهو أبو العباس أحمد بن على بن دادا الخباز النصرى من أهل النصرية سمع من أبى المعالى الغزالي وتوفى سنة 116 هكذا ضبطه ياقوت بدالين مهملتين ( الدروان ) أهمله الجوهرى وقال كراع هو ( ولد الضبعان من الذئبة ) نقله ابن سيده ولم يشر له المصنف بحرف على عادته ومقتضى سياقه انه واوى فيكتب (1/8380)
له الواو بالاسود والالف والنون زائدتان ى ( دريته و ) دريت ( به أدرى دريا ودرية ) بفتحهما ( ويكسران ) الكسر في درى عن اللحيانى ووقع في نسخ الصحاح درية بالضم بضبط القلم وحكى ابن الاعرابي ما تدرى ما دريتها أي ما تعلم ما علمها ( ودريانا بالكسر ويحرك ودراية بالكسر ودريا كحلى علمته ) الاخيرة عن الصاغانى في التكملة قال شيخنا صريحه اتحاد العلم والدراية وصرح غيره بان الدراية أخص من العلم كما في التوشيح وغيره وقيل ان درى يكون فيما سبقه شك قاله أبو على ( أو ) علمته ( بضرب من الحيلة ) ولذا لا يطلق على الله تعالى وأما قول الراجز * لا هم لا أدرى وأنت الدارى * فمن عجرفة الاعراب ( و ) يعدى بالهمزة فيقال ( أدراه به أعلمه ) ومنه قوله تعالى ولا أدراكم به فاما من قرأه بالهمز فانه لحن وقال الجوهرى والوجه فيه ترك الهمز ( و ) درى ( الصيد ) يدريه ( دريا ختله ) قال الشاعر فان كنت لا أدرى االظباء فانني * أدس لها تحت التراب الدواهيا وقال ابن السكيت دريت فلانا أدريه دريا ختلته وأنشد فان كنت قد أقصدتنى إذ رميتني * بسهمك فالرامي يصيد وما يدرى أي ولا يختل ( كتدراه وادراه كافتعله ) ومنه قول الراجز كيف تراني أذرى وأدرى * غرات جمل وتدرى غررى
فالاول بالذال المعجمة أفتعل من ذريت تراب المعدن والثانى بالدال المهملة أفتعل من ادراه ختله والثالث تتفعل من تدراه ختله فاسقط احدى التاءين يقول كيف تراني أذرى التراب وأختل مع ذلك هذه المرأة بالنظر إليها إذا اغترت أي غفلت كذا في الصحاح ( و ) درى ( رأسه ) يدريه دريا ( حكه بالمدرى ) بكسر الميم ( وهو القرن ) قال النابغة يصف الثور والكلاب شك الفريصة بالمدرى فانفذها * شك المبيطر إذ يشفى من العضد وفى بعض النسخ وهو المشط والقرن ( كالمدراة ) قال الجوهرى وربما تصلح به الماشطة قرون النساء وهو شئ كالمسلة يكون معها قال امرؤ القيس تهلك المدراة في أكنافه * وإذا ما أرسلته ينعفر وقال الازهرى المدراة حديدة يحك بها الرأس يقال لها سرخاره ( والمدرية ) بفتح الميم وكسر الراء نقله ابن سيده وقال الازهرى وربما قالوا للمدراة مدرية وهى التى حددت حتى صارت مدراة ( ج مدار ومدارى ) الالف بدل من الياء كذا في المحكم ( وتدرت ) المرأة ( سرحت شعرها ) بالمدرى ( والدرية ) كغنية ( لما يتعلم عليه الطعن ) قال الجوهرى قال الاصمعي وهى دابة يستتر بها الصائد إذا أمكنه رمى وهى غير مهموزة وقال أبو زيد هو مهموز لانها تدرأ نحو الصيد أي تدفع ( ومدرى ) كمسعى ( ة لبجيلة ) وفى التكملة والمدراة واد والذى في كتاب نصر المدراء بالمدماءة بركية لعوف ودهمان ابني نصر بن معاوية * ومما يستدرك عليه قال سيبويه الدرية كالدرية لا يذهب به الى المرة الواحدة ولكنه على معنى الحال وقالوا لا أدر فحذفو الياء لكثرة الاستعمال ونظيره أقبل يضربه ولا يال وادرى درية وتدرى اتخذها والدرية الوحش من الصيد خاصة وادروا مكانا كافتعلوا اعتمدوه بالغارة والغزو وأنشد الجوهرى لسحيم أنتنا عامر من أرض رام * معلقة الكنائن تدرينا وداراه مداراة لا ينه ورققه والمداراة فيه الوجهان الهمز وغيره وأتى هذا الامر من غير درية بالضم أي من غير عمل نقله الازهرى قال والمداراة حسن الخلق والمعاشرة مع الناس وقولهم جاب المدرى أي غليظ القرن يدل بذلك على صغر سن الغزال لان قرنه في أول ما يطلع بغلظ ثم يدق بعد ذلك * ومما يستدرك عليه الدرحاية بالكسر الرجل الضخم القصير هكذا ذكره الجوهرى هنا وقال ابن برى ذكره هنا سهو ومحله درح واياه تبع المصنف فذكره هناك و ( دسايد سود سوة ) أهمله الجوهرى وقال الليث هو ( نقيض زكا يزكو و ) يقال ( هو داس لا زاك ودسا ) أيضا ( استخفى ) عن ابن الاعرابي ى ( دسى كسعى ضد زكا ) ونص المحكم دسى يدسى وهو مضبوط بخط الارموى بكسر سين يدسى والصواب فتحها كما للمصنف وهو عن الليث قال ويدسو أصوب ( ودساه تدسية أغواه وأفسده و ) دسى ( عنه حديثا احتمله ) والذى في الصحاح دساها أخفاها وهو في الاصل دسسها فابدل من احدى السينين ياء * قلت فإذا محل ذكره السين لا هنا * ومما يستدرك عليه دسيا بالكسر قرية بالفيوم و ( دستوى ) أهمله الجوهرى والجماعة وأهمله عن الضبط وقد اختلف في التاء فقيل بالضم وهو في كتاب الرشاطى بالفتح مضبوط بالقلم وهى ( ة م ) قرية معروفة ( بالعجم ) قال الرشاطى كورة من كور الاهواز منها أبو بكر هشام بن سنبر الدستوائى 2 ويقال له أيضا صاحب الدستوائى لكونه كان يبيع ثياب الدستوى روى عن ابن الزبير المكى توفى سنة 154 ومنها أيضا أبو اسحق ابراهيم بن سعيد بن الحسن الدستوائى الحافظ سكن تستر روى عنه أبو بكر بن المقرئ الاصبهاني وغيره و ( دشا ) أهمله الجوهرى وقال ثعلب عن ابن الاعرابي إذا ( غاض في الحرب ) كذا في المحكم والتكملة و ( الدعاء ) بالضم ممدودا ( الرغبة الى الله تعالى ) فيما عنده من الخير والابتهال إليه بالسؤال ومنه قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية ( دعا ) يدعو ( دعاء ودعوى ) وألفها للتانيث وقال ابن فارس وبعض العرب يؤنث الدعوة بالالف فيقول الدعوى ومن دعائهم اللهم أشركنا في دعوى المسلمين أي في دعائهم ومنه قوله تعالى (1/8381)
دعواهم فيها سبحانك اللهم وفى الصحاح الدعاء واحد الادعية وأصله دعا ولانه من دعوت الا ان الواو لما جاءت بعد الالف همزت وتقول للمرأة أنت تدعين ولغة ثانية أنت تدعوين ولغة ثالثة أنت تدعين باشمام العين الضمة وللجماعة انتن تدعون مثل الرجال سواء ( والدعاءة ) بالتشديد الانملة يدعى بها كقولهم ( السبابة ) هي التى كأنها تسب ( و ) يقال ( هو منى دعوة الرجل ) ودعوة الرجل بالنصب والرفع فالنصب على الظرف والرفع على الاسم ( أي قدر ما بينى وبينه ذاك و ) يقال ( لهم الدعوة على غيرهم ) ونص المحكم على قومهم ( أي يبدأ بهم في الدعاء ) ونص التهذيب في العطاء عليهم وفى النهاية إذا قدموا في العطاء عليهم وفى حديث عمر كان يقدم
الناس على سابقتهم في أعطياتهم فإذا انتهت الدعوة إليه كبر أي النداء والتسمية وان يقال دونك أمير المؤمنين ( و ) من المجاز ( تداعوا عليه تجمعوا ) وفى المحكم تداعى القوم على بنى فلان إذا دعا بعضهم بعضا حتى يجتمعوا وفى التهذيب تداعت القبائل على بنى فلان إذا تالبوا ودعا بعضهم بعضا الى التناصر عليهم ( ودعاه ) الى الامير ( ساقه والنبى صلى الله عليه وسلم داعى الله ) وهو من قوله تعالى وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا أي الى توحيده وما يقرب منه ( ويطلق ) الداعي ( على المؤذن ) أيضا لانه يدعوا لى ما يقرب من الله وقد دعا فهو داع والجمع دعاة وداعون كقضاة وقاضون ومنه الحديث الخلافة في قريش والحكم في الانصار والدعوة في الحبشة أراد بالدعوة الاذان ( والداعية صريخ الخيل في الحروب ) لدعائه من يستصرخه ( وداعية اللبن ) وداعيه ( بقيته التى تدعو سائره ) وفى الصحاح ما يترك في الضرع ليدعو ما بعده ومنه الحديث انه أمر ضرار بن الازور أن يحلب ناقة وقال له دع داعى اللبن لا تجهده أي ابق في الضرع قليلا من اللبن ولا تستوعبه كله فان الذى تبقيه منه يدعو ما وراءه من اللبن فينزله وإذا استقصى كل ما في الضرع ابطا دره على حالبه كذا في النهاية وهو مجاز ( ودعا في الضرع ابقاها فيه ) ونص المحكم ابقى فيه داعية قال ابن الاثير والداعية مصدر كالعاقبة والعافية ( و ) من المجاز ( دعاه الله بمكروه ) أي ( أنزله به ) نقله الزمخشري وابن سيده وأنشد الاخير دعاك الله من قيس بافعى * إذا نام العيون سرت عليكا القيس هنا من أسماء الذكر ( و ) من المجاز ( دعوته زيدا و ) دعوته ( بزيد ) إذا ( سميته به ) الاول متعد باسقاط الحرف ( وادعى ) زيد ( كذا ) يدعى ادعاء ( زعم انه له حقا ) كان ( أو باطلا ) وقوله تعالى كنتم به تدعون تأويله الذى كنتم من أجله تدعون الاباطيل والاكاذيب وقيل في تفسيره تكذبون وقال الفراء يجوز ان يكون تدعون بمعنى تدعون والمعنى كنتم به تستعجلون وتدعون الله في قوله اللهم ان كان هذا هو الحق الخ ويجوز ان يكون تفتعلون من الدعاء ومن الدعوى ( والاسم الدعوة والدعاوة ويكسران ) الذى في المحكم والاسم الدعوى والدعوة وفى المصباح ادعيت الشئ طلبته لنفسي والاسم الدعوى ثم قال في المحكم وانه لبين الدعوة والدعوة الفتح لعدى الرباب وسائر العرب يكسرها بخلاف ما في الطعام ثم قال وحكى انه لبين الدعاوة والدعاوة والدعوى وفى التهذيب قال اليزيدى لى في هذا الامر دعاوى ودعوى ودعاوة وأنشد تابى قضاعة أن ترضى دعاوتكم * وابنا نزار فانتم بيضة البلد ونصب دعاوة أجود انتهى فانظر هذه السياقات مع سياق المصنف وتقصيره عن ذكر الدعوى الذى هو أشهر من الشمس وعن ذكر جمعه على ما ياتي الاختلاف فيه في المستدركات تفصيلا ( والدعوة الحلف ) يقال دعوة فلان في بنى فلان ( و ) الدعوة ( الدعاء الى الطعام ) والشراب وخص اللحيانى به الوليمة وفى المصباح والدعوة بالفتح في الطعام اسم من دعوت الناس إذا طلبتهم ليأكلوا عندك يقال نحن في دعوة فلان ومثله في الصحاح ( ويضم ) نسبه في التوشيح الى قطرب وغلطوه وكانه يريد قوله في مثلثه وقلت عندي دعوة * ان زرتم في رجب ( كالمدعاة ) كمرماة قال الجوهرى الدعوة الى الطعام بالفتح يقال كنا في دعوة فلان ومدعاة فلان وهو مصدر يريدون الدعاء الى الطعام ( و ) الدعوة ( بالكسر الادعاء في النسب ) يقال فلان دعى بين الدعوة والدعوى في النسب قال هذا أكثر كلام العرب الا عدى الرباب فانهم يفتحون الدال في النسب ويكسرونها في الطعام وفى المحكم الكسر لعدى الرباب والفتح لسائر العرب فانظر الى قصور المصنف كيف ترك ذكر الكسر في دعوة الطعام لعدى الرباب وأتى بالغريب الذى هو الضم ( والدعى كغنى من تبنيته ) أي اتخذته ابنا لك قال الله تعالى وما جعل أدعياءكم ابناءكم ( و ) أيضا ( المتهم في نسبه ) والجمع الادعياء ( وادعاه ) أي ( صيره يدعى الى غير أبيه ) كاستلحقه واستلاطه ( و ) من المجاز ( الادعية والادعوة مضمومتين ما يتداعون به ) وهى كالاغلوطات والا لغاز من الشعر ( والمداعاة المحاجاة ) وقد داعيته اداعيه ومن ذلك قول بعضهم يصف القلم حاجيتك يا حسنا * في بيت من الشعر بشئ طوله شبر * وقد يوفى على الشبر له في رأسه شق * نطوف ماؤه يجرى أبينى لم أقل هجرا * ورب البيت والحجر ( وتداعى ) عليه ( العود ) من كل جانب أي ( أقبل و ) تداعت ( الحيطان ) أي ( انقاضت ) وفى الصحاح تداعت للخراب تهادمت وقيل تداعى البناء والحائط تكسر وآذن بانهدام ( وداعيناه ) أي الحائط عليهم أي ( هدمناه ) من جوانبه وهو مجاز ( و ) من المجاز ( دواعى الدهر صروفه ) واحدها داعية ( و ) يقال ( ما به دعوى ) بالضم ( كتركي ) أي ( أحد ) قال (1/8382)
الكسائي هو من دعوت أي ليس فيه من يدعوه لا يتكلم به الا مع الجحد نقله الجوهرى ( واندعى أجاب ) قال الاخفش سمعت
من العرب من يقول لو دعونا لاندعينا أي لاجبنا كما تقول لو بعثونا لانبعثنا حكاها عنه أبو بكر بن السراج كذا في الصحاح * ومما يستدرك عليه الدعوة المرة الواحدة ودعوت له بخير وعليه بشر ودعوة الحق شهادة أن لا اله الا الله ودعا الرجل دعوانا داه وصاح به والتداعي والادعاء الاعتزاء في الحرب لانهم يتداعون باسمائهم وتداعى الكثيب إذ هيل فانهال ودعا الميت ندبه كانه ناداه والتدعى تطريب النائحة على الميت والادعاء التمنى وبه فسر قوله تعالى ولهم ما يدعون أي ما يتمنون وهو راجع الى معنى الدعاء أي ما يدعيه أهل الجنة وقوله تدعو من أدبر وتولى أي تفعل بهم الافاعيل المنكرة المكروهة والدعاء العبادة والاستغاثة ومن الثاني فادعوا شهداءكم أي استغيثوا بهم ويقولون دعانا غيث وقع ببلد قد أمر ع أي كان سببا لانتجاعنا اياه والدعاة قوم يدعون الى بيعة هدى أو ضلالة واحدهم داع وقد يتضمن الادعاء معنى الاخبار فتدحل الباء جوازا يقال فلان يدعى بكرم فعاله أي يخبر بذلك عن نفسه وله مساع ومداع أي مناقب في الحرب خاصة وهو مجاز ومن مجاز المجاز تداعت ابل بنى فلان إذا تحطمت هزالا وما دعاك الى هذا الامر أي ما الذى جرك إليه واضطرك وتداعت السحابة بالبرق والرعد من كل جانب إذا رعدت وبرقت من كل جهة وقال أبو عدنان كل شئ في الارض إذا احتاج الى شئ فقد دعا به يقال لمن أخلفت ثيابه قد دعت ثيابك أي احتجت الى ان تلبس غيرها والمدعى المتهم في نسبه والداعى المعذب دعاه الله عذبه وتداعوا للحرب اعتدوا ودعا بالكتاب استحضره ودعا أنفه الطيب وجد ريحه فطلبه وفى المصباح جمع الدعوى دعاوى بكسر الواو وفتحها قال بعضهم الفتح أولى لان العرب آثرت التخفيف ففتحت وحافظت على ألف التأنيث التى بنى عليها المفرد وهو المفهوم من كلام أبى العباس أحمد بن ولاد وقال بعضهم الكسر أولى وهو المفهوم من كلام سيبويه وقال ابن جنى قالوا حبلى وحبالى بفتح اللام والاصل حبالى بالكسر مثل دعوى ودعاوى وفى التهذيب قال اليزيدى في هذا الامر دعوى ودعاوى أي مطالب وهى مضبوطة في بعض النسخ بفتح الواو وكسرها معا والدعاء ككتان الكثير الدعاء واشتهر به أبو جعفر محمد بن مصعب البغدادي عن ابن المبارك وأثنى عليه ابن حنبل وسموا دعوان ودعاية الاسلام بالكسر وداعيته دعوته والداعية أيضا الدعوى والدعاء الايمان ذكره شراح البخاري وقال الفراء يقال عنده دعواء ككرماء دعاهم الى طعام الواحد دعى كغنى ى ( دعيت ) ادعى دعاء أهمله الجوهرى وهى ( لغة في دعوت ) أدعو نقله الفراء و ( الدغوة الخلق الردئ ج دغوات ) بالتحريك هكذا أورده الجوهرى وأنشد لرؤبة * ذا دغوات قلب الاخلاق * أي ذا أخلاق رديئة متلونة وقال أبو محمد الاسود لرؤبة قصيدة على هذا الوزن أولها * قد ساقنى من نازح المساق * ولم أجد هذا البيت فيها وفى المحكم الدغوة السقطة القبيحة تسمعها ورجل ذود غوات لا يثبت على خلق * ومما يستدرك عليه دغاوة كثمامة جيل من السودان خلف الزنج في جزيرة البحر كذا في المحكم ى ( كالدغية ج دغيات ) بالتحريك أيضا هكذا أورده الجوهرى وبه روى قول رؤبة أيضا ( ودغة ) كثبة لقب ( امرأة من ) بنى ( عجل ) بن لجيم وفى انساب أبى عبيد في ذكر بنى العنبر بنو دغة بنت معيج اياد بن نزار ولدت لعمرو بن جندب بن العنبر وهى التى ( تحمق ) يقال أحمق من دغة قال الجوهرى و ( أصلها دغى أو دغو ) والهاء عوض * ومما يستدرك عليه الدغى الصوت سمعت طغيهم ودغيهم أي صوتهم كذا في النوادر و ( دفوت الجريح ) أدفوه دفا ( وأدفيته ودافيته ) حكاهما أبو عبيد ( أجهزت عليه ) وكذلك دأفت عليه وادفاته ودافاته وفى الحديث انه صلى الله عليه وسلم أتى باسير وهو يرعد من البرد فقال لقوم منهم اذهبوا به فادفوه يريد الدف ء من البرد فذهبوا به فقتلوه فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحاح قال ابن الاثير أراد النبي صلى الله عليه وسلم الادفاء من الدف ء فحسبوه الادفاء بمعنى القتل في لغة اليمن وأراد صلى الله عليه وسلم أدفئوه بالهمز فحففه وهو تخفيف شاذ والقياس ان تجعل الهمزة بين بين لا أن تحذف وانما ارتكب الشذوذ لان الهمز ليس من لغة قريش ( و ) الدفا مقصورا الانحناء يقال ( رجل أدفى ) أي ( منحن ) أو هو الماشي في شق وفى الصحاح في صلبه احد يداب هكذا ذكره الجوهرى هنا وأورده الهروي في المهموز ( و ) يقال ( عقاب دفواء ) أي ( معوجة المنقار ) وفى الصحاح لعوج منقارها ( والدفواء الناقة الطويلة العنق ) التى كادت هامتها تمس سنامها وتكون مع ذلك طويلة الظهر وفى الصحاح وربما قيل للنجيبة الطويلة العنق دفواء ( والتدا في التدارك و ) في الصحاح ( التداول و ) هو ( أن يسير البعير سيرا
متجافيا ) وقد تدا في تدافيا ( وأدفيت واستدفيت لغتان في الهمز ) قد تقدم ذكرهما ( وأد في الظبى طال قرناه حتى كادا ان يبلغا استه ) وفى المحكم حتى انصبا على أذنيه من خلفه وفى الصحاح يقال وعل أد في بين الدفا وهو الذى طال قرنه جدا وذهب قبل أذنيه ( وأدفو بالضم ة قرب الاسكندرية و ) أيضا ( د بين اسوان واسنى منه ) الامام أبو بكر ( محمد بن على ) بن أحمد بن محمد ( النحوي ) انفرد بالامامة في دهره في قراءة نافع رواية عثمان بن سعيد ورش مع سعة علمه وبراعة فهمه وتمكنه في علم العربية وحدث عن أبى جعفر النحاس بكتاب معاني القرآن واعراب القرآن واختلف في مولده قيل سنة ثلاث وقيل خمس وقيل أربع وثلثمائة في صفر وهذا أصح وتوفى بمصر يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الاول سنة 588 ( له تفسير أربعون مجلدا ) في الكامل منها نسخة في المدرسة الفاضلية بمصر في تجزئة مائة وعشرين مجلدا وقد تقدم للمصنف الاشارة الى ذلك في أدف وتقدم لنا هناك الكلام (1/8383)
في ترجمته وذكر القريتين والاختلاف في ضبطها هل هي بالذال المعجمة أو المهملة أو بالتاء وهل هي قرب الاسكندرية أو بالجانب الغربي من نيل مصر أو غير ذلك فراجعه وتامل تصب قال شيخنا والصواب ذكرها هنا والله أعلم * ومما يستدرك عليه دفى كرضى إذا سمن وكثر لحمه نقله ابن درستويه في شرح الفصيح قاله شيخنا * قلت ان لم يكن مصحفا من دقى بالقاف كما سيأتي قال ودفا معتلا وقد يهمز بمعنى قتل في لغة كنانة حكاه ابن أبى الحديد في شرح نهج البلاغه وطائر أد في طويل الجناح نقله الجوهرى زاد الليث مع استواء أطراف قوادمه وطرف ذنبه وشجرة دفواء ظليلة كثيرة الفروع والاغصان نقله ابن الاثير والجوهري وقيل هي المائلة ى ( دقى الفصيل كرضى ) يدقى ( دقى ) إذا ( أكثر من ) شرب ( اللبن ففسد بطنه فسلح ) وما أخصر عبارة الجوهرى فقال أكثر من شرب اللبن حتى بشم ( فهو دق ) على فعل ( وهى دقية و ) قد قيل ( دقوان ودقوى ) وأنشد الاصمعي وانى فلا تنظر سيوح عباءتي * شفاء الدقى يا بكر أم حكيم * ومما يستدرك عليه يقال بفلان دقية من حمق فهو مدقى كذا في التكملة و ( الدلوم ) معروف وهى التى يستقى بها ( وقد تذكر ) قال رؤبة * تمشى بدلو مكرب العراقى * والتانيث أعلى وأكثر لانهم يصغرونه على دلية ( ج ) في أقل العدد ( أدل ) وهو أفعل قلبت الواو ياء لوقوعها طرفا بعد ضمة ( و ) الكثير ( دلاء ) ككتاب ( ودلى ) على فعول ( ودلى ) بكسر الدال على فعول أيضا ( ودعلى كعلى ) قال * طامى الجمام لم تمخجه الدلى * وقيل الدلى جمع دلاة كفلاة وفلى ( و ) الدلو ( برج في السماء ) سمى تشبيها بالدلو ( و ) الدلو ( سمة للابل ) كانه على هيئتها ( و ) الدلو ( الداهية ) يقال جاء فلان بالدلو أي بالداهية قال الراجز يحملن عنقاء وعنقفيرا * والدلو والديلم والزفيرا ( والدلاة ) كحصاة ( دلو صغير ) والجمع الدلى ( ودلوت وأدليت أرسلتها في البئر ) لتمتلئ وفى التهذيب وأدليتها ومنهم من يقول دلوتها وأنا أدلوها وأدلو بها ومنه قوله تعالى فادلى دلوه أي أرسلها الى البئر ليملاها ( ودلاها ) يدلوها دلوا ( جبذها ليخرجها ) ملاى قال الجوهرى وقد جاء في الشعر الدالى بمعنى المدلى وهو قول الراجز * يكشف عن جماته دلو الدال * يعنى المدلى ( والدالية المنجنون ) تديرها البقرة ( و ) أيضا ( الناعورة ) يديرها الماء نقلهما الجوهرى ( و ) في المحكم الدالية ( شئ يتخذ من خوص ) وخشب يستقى به بحبال ( يشد في رأس جذع طويل ) وقد جاء في قول مسكين الدارمي وجمع الكل دوالى وفى المصباح الداليه دلو وتحوها وخشب يصنع كهيئة الصليب ويشد برأس الدلو ثم يؤخذ حبل يربط طرفه بذلك وطرفه بجذع قائم على رأس البئر ويسقى بها فهى فاعلة بمعنى مفعولة والجمع الدوالي وشذ الفارابى وتبعه الجوهرى ففسرها بالمنجنون انتهى ( و ) الدالية ( الارض تسقى بدلو أو منجنون ) نقله ابن سيده وهى فاعلة بمعنى مفعولة قال ( والدوالى عنب أسود غير حالك ) وعناقيده أعظم العناقيد كلها تراها كأنها تيوس معلقة وعنبه جاف يتكسر في الفم مدحرج ويزبب حكاه أبو حنيفة ( و ) الدالية ( بسر يعلق فإذا أرطب أكل ) وبه فسر حديث أم المنذر العدوية قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه على بن أبى طالب ناقه قالت ولنا دوال معلقة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكل وقام على ياكل فقال له مهلا فانك ناقه فجلس على وأكل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جعلت لهم سلقا وشعيرا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من هذا أصب فانه أوفق لك ( وأدلى الفرس وغيره أخرج جردانه ليبول أو يضرب ) وكذا أدلى العير نقله ابن سيده ( و ) من المجاز أدلى ( فلان في فلان ) إذا ( قال ) فيه قولا ( فبيحا ) ومنه قول الشاعر
* ولو شئت أدلى فيكما غير واحد * ( و ) من المجاز أدلى ( برحمه ) إذا ( توسل ) وتشفع وفى الصحاح وهو يدلى برحمه أي يمت بها ( و ) من المجاز أدلى بحقه و ( بحجته ) إذا ( أحضرها ) كما في المحكم والاساس وفى الصحاح أي احتج بها زاد غيره وأظهرها وفى المصباح أثبتها فوصل بها الى دعواه وفى التهذيب أرسلها وأتى بها على صحة ( و ) من المجاز أدلى ( إليه بماله ) إذا ( دفعه ) هكذا بالدال في النسخ ومثله في المحكم ووقع في الصحاح والمصباح رفعه إليه بالراء والمعنى صحيح قيل ( ومنه ) قوله تعالى ( وتدلوا بها الى الحكام ) أي تدفعونها إليهم رشوة وقال أبو اسحق معنى تدلوا في الاصل من أدلى الدلو أرسلها في البئر ليملاها ومعنى أدلى بحجته أرسلها واتى بها على صحة فمعنى وتدلوا بها أي تعملون على ما يوجبه الادلاء بالحجة وتخونون في الامانة لتاكلوا فريقا من أموال الناس بالاثم كانه قال تعملون على ما يوجبه ظاهر الحكم وتتركون ما قد علمتم انه الحق وقال الفراء معناه لا تصانعوا باموالكم الحكام ليقتطعوا لكم حقا لغيركم وأنتم تعلمون انه لا يحل لكم قال الازهرى وهذا عندي أصح القولين لان الهاء في بها للاموال وهى على قول الزجاج للحجة ولا ذكر لها في أول الكلام ولا في آخره ( وتدلى تدلل ) وبه فسر الجوهرى قوله تعالى ثم دنا فتدلى قال وهو مثل قوله ثم ذهب الى أهله يتمطى أي يتمطط قال لبيد فتدليت عليها قافلا * وعلى الارض غيابات الطفل ( و ) تدلى ( من الشجر تعلق و ) من المجاز ( دلوت الناقة ) أدلوها دلوا ( سيرتها رويدا ) أي رفق بسوقها قال الراجز لا تعجلا بالسير وادلواها * لبئسما بطء ولا ترعاها ( و ) دلوت ( فلانا رفقت به ) وداريته وصانعته ( كداليته ) نقله الجوهرى وهو مجاز * ومما يستدرك عليه الدلاة النصيب من الشئ قال الراجز آليت لا أعطى غلاما أبدا * دلاته انى أحب الاسودا (1/8384)
يريد بدلاته سجله ونصيبه من الود والاسود اسم ابنه وأدل دلوك في الدلاء يضرب في الحث على الاكتساب ويجمع الدلو أيضا على دلية أغفله هنا وأورده استطرادا في ن ح وودلوت بفلان اليك أي استشفعت به اليك وهو مجاز ودلى العير تدلية أخرج جردانه ليبول ومنه قول ابنة الخس لما سئلت عن مائة من الحمر فقالت عازبة الليل وخزى المجلس لا لبن فتحلب ولا صوف فتجزان ربط عيرها دلى وان أرسلته ولى ودلى الشئ في المهواة أرسله فيها وقول الشاعر كان راكبها غصن بمروحة * إذا تدلت به أو شارب ثمل يجوز ان يكون تفعلت من الدلو الذى هو السوق الرفيق كانه دلاها فتدلت وكونه أراد تدللت فكره التضعيف فحول احدى اللامين ياء كذا في المحكم ودلاهما بغرور غرهما وقيل أطمعهما وأصله الرجل العطشان يدلى في البئر ليروى من مائها فلا يجد فيها ماء فيكون مدليا فيها بغرور فوضعت التدلية موضع الاطماع فيما لا يجدى نفعا أو المعنى جرأهما بغروره والاصل فيه دللهما والدل والدالة الجرأة ودلى حاجته دلوا طلبها وتدلى علينا من أرض كذا أتى الينا وتدلى باشرا نحط عليه والدلاة كقضاة جمع دال وهو النازع بالدلو ودلوية بكسر الدال وضم اللام المشددة جد حامد بن أحمد بن محمد بن دلوية الاستوائي عن الدار قطني وعنه الخطيب وأيضا جد أبى بكر محمد بن أحمد بن دلوية الدلويى النيسابوري عن أحمد بن حفص السلمى وعنه أبو بكر الضبعى وأبو القاسم عبيد الله بن محمد البخاري المعروف بابن الدلو البغدادي وبالدلو روى عنه الخطيب ى ( دلى كرضى ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( تحير ) قال ( وتدلى ) إذا ( قرب ) بعد علو ( و ) إذا ( تواضع ) وأما قوله تعالى ثم دنا فتدلى قال الفراء ثم دنا جبريل من محمد صلى الله عليه وسلم فتدلى كان المعنى ثم تدلى فدنا وهذا جائز إذا كان المعنى في الفعلين واحدا وقال الزجاج معناه قرب وتدلى أي زاد في القرب كما تقول دنا منى فلان وقرب وللسادة الصوفية كلام في التدلى وحده وحقيقته ليس هذا محل ذكره وقد أودعناه في شرح صيغة القطب البكري فراجعه فانه نفيس * ومما يستدرك عليه دلاية كسحابة قرية بالاندلس منها أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس ابن دلهاث بن أنس بن قلدان بن عمران بن منيب بن رغيبة بن قطبة العذري الدلائى ولد سنة 393 وسمع بالحجاز من أبى العباس الرازي وصحب أبا ذر الهروي وسمع منه الصحيح مرات وعنه أبو عبد الله الحميدى وابنه أنس توفى بالبرية سنة 478 ى ( الدم ) من الاخلاط ( م ) معروف وقد اختلف في أصله على أقوال اقتصر المصنف منها على واحد وهو ان ( أصله دمى ) بالتحريك كما هو في النسخ الصحيحة والذاهب منه الياء نقله الجوهرى عن المبرد وأورده أيضا صاحب المصباح وصححه الجوهرى على ما سيأتي وقد جاءت ( نثنيته ) على لفظ الواحد فيقال ( دمان و ) قال الجوهرى بعد ذكره قول المبرد والذاهب منه الياء ما نصه والدليل عليها قولهم في التثنية ( دميان ) وأنشد فلو انا على حجر ذبحنا * جرى الدميان بالخبر اليقين
قال ابن سيده تزعم العرب ان الرجلين المتعاديين إذا ذبحا لم تختلط دماهما قال الجوهرى ألا ترى ان الشاعر لم اضطر أخرجه على أصله فقال فلسنا على الاعقاب تدمى كلومنا * ولكن على أقدامنا يقطر الدما فاخرجه على الاصل ولا يلزم على هذا قولهم يديان وان اتفقوا على ان تقدير يد فعل ساكنة العين لانه انما ثنى على لغة من يقول لليد يدا وهذا القول أصح والقول الثاني ان أصله دمو بالتحريك وانما قالوا دمى يدمى لحال الكسرة التى قبل الياء كما قالوا رضى يرضى وهو من الرضوان وبعض العرب يقول في تثنيته دموان قال ابن سيده هو على المعاقبة وهى قليلة لان حكم أكثر المعاقبة انما هو قلب الواو الى الياء لانهم انما يطلبون الاخف والقول الثالث ان أصله دمى على فعل بالتسكين لانه ( ج ) يجمع على ( دماء ) على القياس ( ودمى ) شذوذا مثل ظبى وظباء وظبى ودلو ودلاء ودلى ونقل كسر الدال في الاخير أيضا قال الجوهرى وهذا مذهب سيبويه قال ولو كان مثل قفا وعصا لما جمع على ذلك * قلت وهو قول الزجاج أيضا قال الا انه لما حذف ورد إليه ما حذف منه حركت الميم لتدل الحركة على انه استعمل محذوفا وربما يفهم من سياق المصنف انه الذى اختاره بناء على انه لم يضبط قوله دمى فاحتمل أن يكون بالتسكين ولكن الصحيح الذى قدمناه انه بالتحريك كما وجد في النسخ الصحيحة ووجه اختيار المصنف اياه دون القولين كون الجوهرى رجحه وان كان شيخنا أشار الى ان الجوهرى جزم لما ذكرناه ثانيا وهو ان أصله دمو لكونه قدمه في الذكر وكانه لم يطلع في آخر سياقه على قوله وهو الراجح أي قول المبرد فتأمل ذلك وقد قصر المصنف في سياقه هذا كثيرا يظهر بالتأمل ( وقطعته دمة ) بالهاء قال الجوهرى والدمة أخص من الدم كما قالوا بياض وبياضة ( أو هي لغة في الدم ) وهو قول ابن جنى لانه حكى دم ودمة مع كوكب وكوكبة فاشعر أنهما لغتان ( وقد دمى ) الشئ ( كرضى ) يدمى ( دما ) ودميا فهو دم مثل فرق يفرق فرقا فهو فرق والمصدر متفق عليه انه بالتحريك وانما اختلفوا في الاسم قاله الجوهرى ( وأدميته ) أنا ( ودميته ) تدمية إذا ضربته حتى خرج منه دم قال رؤبة فلا تكوني يا ابنة الاشم * ورقاء دمى ذئبها المدمى نقله الجوهرى وفسره ثعلب فقال الذئب إذا رأى بصاحبه دما وثب عليه فيقول لا تكوني كهذا الذئب ومثله وكنت كذئب السوء لما رأى دما * بصاحبه يوما احال على الدم ومنه المثل ولدك من دمى عقبيك ( وهو دامى الشفة ) أي ( فقير ) عن أبى العميثل الاعرابي وهو مجاز ( وبنات دم نبت م ) (1/8385)
معروف ( والدم السنور ) حكاه النضر في كتاب الوحوش وأنشد كراع * كذلك الدم يادو للعكابر * والعكابر ذكور اليرابيع ( ودم الغزلان بقلة ) لها زهرة حسنة كذا في المحكم وفى التهذيب عن الليث بقلة لها زهرة يقال لها دمية الغزلان ( ودم الاخوين م ) معروف وهو العندم وهو القاطر المكى أو نوع منه ( فارسيته خون سياوشان والدمية بالضم الصورة المنقشة من الرخام ) عن الليث وفى الصحاح الصورة من العاج ونحوه ( أو عام ) من كل شئ مستحسن في البياض أو الصورة عامة وهو قول كراع وقال أبو العلاء سميت دمية لانها كانت أو لا تصور بالحمرة فكأنها أخذت من الدم تشبه بها المليحة لانها مزينة وفى حديث الحلية كان عنقه جيد دمية قال ابن الاثير هي الصورة المصورة لانها يتنوق في صنعتها ويبالغ في تحسينها ( و ) الدمية أيضا ( الصنم ) نقله الليث ( ج دمى ) وفى الروض تسمى الاصنام دمى لان الدماء تراق عندها تقربا قال شيخنا في هذا الاشتقاق نظر ولو قيل لتزيينها وتنقيشها كالدمى المصورة لكان أظهر وأما الدماء فهى بالكسر والمد جمع دم كما مر الا ان يريد عموم الاشتقاق والاجتماع في المادة في الجملة على ما فيه من البعد ومن أيمان الجاهلية لا والدمى يريدون الاصنام ويروى لا والدماء بالكسر يعنى دم ما يذبح على النصب كذا في النهاية ( والمدمى ) كمعظم ( السهم ) الذى ( عليه حمرة الدم ) وقد جسد به حتى يضرب الى السواد وكان الرجل إذا رمى العدو بسهم فاصاب ثم رماه به العدو وعليه دم جعله في كنانته تبركا به نقله الجوهرى وقد جاء في حديث سعد رضى الله عنه وقال بعضهم هو ماخوذ من الدمياء وهى البركة ( و ) المدمى ( الشديد الحمرة من الخيل وغيره ) وكل أحمر شديد الحمرة فهو مدمى يقال ثوب مدمى وكميت مدمى وقيل الكميت المدمى هو الشديد الشقرة شبه لون الدم وقال أبو عبيد كميت مدمى سراته شديدة الحمرة الى مراقه والاشقر المدمى الذى لون أعلى شعرته يعلوها صفرة كلون الكميت الاصفر قال طفيل وكمتامد ماة كان متونها * جرى فوقها واستشعرت لون مذهب ( والمستدمي من يستخرج من غريمه دينه بالرفق ) نقله الجوهرى عن الاصمعي وفى التهذيب عن الفراء استدمى غريمه واستدامه رفق به ( و ) هو أيضا ( من يقطر من أنفه الدم وهو متطاطئ ) برأسه عن الاصمعي أيضا وفى المحكم استدمى الرجل طاطا
رأسه يقطر منه الدم ( والدامية شجة تدمى ولا تسيل ) والدامعة التى يسيل منها الدم ( والدامياء ) كقاصعاء كذا في النسخ والصواب الدمياء بغير ألف بعد الدال كما في التكملة ( الخير والبركة ) قيل ومنه سمى السهم المدمى كما تقدم ( ودميت له تدمية سهلت له سبيلا وطرقته ) وهو مجاز ( و ) دميت له في كذا وكذا أي ( قربت له و ) دميت له ( ظهرت ) يقال خذ ما دمى لك أي ظهر كلاهما عن ثعلب قال ابن سيده وانما قضينا على هاتين الكلمتين بالياء لكونهما لاما مع كثرة د م ى وقلة د م و * ومما يستدرك عليه دمى يدمى لغة في دمى كرضى نقله صاحب المصباح والدم بتشديد الميم لغة وأنكره الكسائي ودمى الرعى الماشية جعلها كالدمى قال الشاعر صلب العصا برعيه دماها * يود أن الله قد أفناها أي أرعاها فسمنت حتى صارت كالدمى وقال ابن الاعرابي يقال للمرأة الدمية يكنى بها عنها ونقل شيخنا كسر الدال في الدمية لغة وتصغير الدم دمى والنسبة إليه دمى ودموي والدموية الحمى الدق عامية مصرية وفى الحديث بل الدم الدم والهدم الهدم مر تفسيره في ه د م ورجل ذو دم مطالب به واستدمى مودته ترقبها قال كثير وما زلت استدمى وما طر شاربى * وصالك حتى ضر نفسي ضميرها وفى حديث الاعرابي والارنب وجدتها تدمى كناية عن الحيض وابن أبى الدم محدث شافعي وساتيد ما جبل بين ميا فارقين وسعرت قال الجوهرى لانه ليس من يوم الا ويسفك عليه دم وكانهما اسمان جعلا واحدا انتهى كما ان الجبل الذى أهبط عليه آدم عليه السلام في كل يوم ينزل عليه الغيث * قلت فهذا موضع ذكره كما فعله الجوهرى وغيره من الحذاق والمصنف أورده في س ت د نظرا الى ظاهر لفظه مستدركا به على الجوهرى مع ان الجوهرى ذكر ساتيد ما هنا فقال وقد حذف يزيد بن مفرغ الحميرى منه الميم في قوله * فدير سوى فساتيدا فبصرى * وشجرة دامية أي حسنة و ( دنا ) إليه ومنه وله يدنو ( دنوا ) كعلو وعليه اقتصر الجوهرى زاد ابن سيده ( ودناوة قرب ) وقال الحر الى الدنو القرب بالذات أو الحكم ويستعمل في المكان والزمان وأنشد ابن سيده لساعدة يصف جبلا إذا سبل العما دنا عليه * يزل بريده ماء زلول أراد دنا منه ( كادنى ) وهذه عن ابن الاعرابي ( ودناه تدنية وأدناه قربه ) ومنه الحديث إذا أكلتم فسموا الله ودنوا أي كلوا مما يليكم وفى حديث آخر سموا وسمتوا ودنوا أي قاربوا بين الكلمة والكلمة في التسبيح ( واستدناه طلب منه الدنو ) أي القرب ( والدناوة القرابة والقربى ) يقال بينهما دناوة أي قرابة ويقال ما تزداد منا الا قربا ودناوة ( والدنيا ) بالضم ( نقيض الاخرة ) سميت لدنوها كما في الصحاح وفى المحكم انقلبت الواو فيها ياء لان فعلى إذا كانت اسما من ذوات الواو وأبدلت واوه ياء كما أبدلت الواو مكان الياء في فعلى فادخلوها عليها في فعلى ليتكافا في التغيير قاله سيبويه وزدته أنا بيانا وقال الليث انما سميت الدنيا لانها دنت وتاخرت الاخرة ( وقد تنون ) إذا نكرت وزال عنها الالف واللام وحكى ابن الاعرابي ماله دنيا ولا آخرة فنون دنيا تشبيهها لها بفعل قال والاصل ان لا تصرف لانها فعلى قال شيخنا وقد ورد تنوينها في رواية الكشميهنى كما حكاه ابن دحية وضعفه وقال (1/8386)
مالك انه مشكل وأطال في توجيهه ( ج دنى ) ككبرى وكبر وصغرى وصغر وأصله دنو حذفت الواو لاجتماع الساكنين كما في الصحاح قال شيخنا وقيل هو جمع نادر غريب عابه صاحب اليتمية على المتنبي في قوله أعز مكان في الدنى سرج سابح * وخير جليس في الزمان كتاب ونقله الشهاب في العناية وأقره فتأمل * قلت انما أراد المتنبي في الدنيا فحذف الياء لضرورة الشعر فتأمل ( و ) قالوا ( هو ابن عمى ) ( أو ابن خالي أو ) ابن ( عمتى أو ) ابن ( خالتي ) هذه الثلاثة عن اللحيانى ( أو ابن أخى أو ) ابن ( أختى ) هاتان عن أبى صفوان قال ابن سيده ولم يعرفها الكسائي ولا الاصمعي الا في العم والخال ( دنية ودنيا ) بكسرهما منونتين ( ودنيا ) بالضم غير منونة ( ودنيا ) بالكسر غير منونة أيضا وقال الكسائي هو عمه دنيا مقصور ودنية ودنيا منون وغير منون وفى الصحاح هو ابن عم دنى ودنيا ودنيا ودنيا إذا ضممت الدال لم تجر وإذا كسرت ان شئت أجريت وان شئت لم تجر فاما إذا أضفت العم الى معرفة لم يجز الخفض في دنى كقوله هو ابن عمه دنيا ودنية أي ( لحا ) لان دنيا نكرة فلا يكون نعتا لمعرفة انتهى قال ابن سيده وانما انقلبت الواو في دنيا ودنية ياء لمجاورة الكسرة وضعف الحاحز ونظيره قنية وعلية وكان أصل الكل دنيا والمعنى رحما أدنى الى من غيرها وانما قلبوا ليدل ذلك على انه ياء تأنيث الادنى ودنيا داخلة عليها ( ودانيت القيد ) للبعير ( ضيقته ) عليه ( وناقة مدنية ومدن ) كمحسنة ومحسن ( دنا نتاجها ) وكذا المرأة وقد أدنت ( والدنى ) من الرجال ( كغنى الساق الضعيف ) الذى إذا آواه الليل لم يبرح ضعفا والجمع أدنياء ( وما كان
دنيا ولقد دنى ) يدنى كرضى يرضى ( دنا ) بالفتح مقصورا ( ودناية ) كسحابة الياء فيه منقلبة عن الواو لقرب الكسرة كله عن اللحيانى وفى التهذيب دنا ودنؤ مهموز وغير مهموز وقال ابن السكيت ودنوت من فلان أدنو دنوا وما كنت دنيا ولقد دنوت تدنو غير مهموزة دناءة مصدره مهموز وما تزداد منا الا قربا ودناوة قال الازهرى فرق بين مصدر دنا ودنؤ كما ترى فجعل مصدر دنا دناوة ومصدر دنؤ دناء قال ويقال لقد دنات تدنا مهموزا أي سفلت في فعلك ومجنت ( والدنا ) بالفتح مقصورا ( ع ) بالبادية قاله الجوهرى وقال نصر من ديار تميم بين البصرة واليمامة وأنشد الجوهرى فامواه الدنا فعويرضات * دوارس بعد أحياء حلال وفى المحكم أنه أرض لكلب وأنشد لسلامة بن جندل من أخدريات الدنا التفعت له * بهمى الرقاع ولج في أحناق ( والادنيان واديان ) كما في الصحاح ( ولقيته أدنى دنى كغنى وأدنى دنا ) بالفتح مقصور أي ( أول شئ ) قال الجوهرى والدنى القريب وأما الذى بمعنى الدون فمهموز ( وأدنى ) الرجل ( ادنا عاش عيشا ضيقا ) بعد سعة عن ابن الاعرابي ( ودنى في الامور تدنية تتبع صغيرها وكبيرها ) هكذا في النسخ والصواب وخسيسها كما هو نص الجوهرى وفى المحكم عن اللحيانى دنى طلب أمر اخسيسا وفى التهذيب يقال للرجل إذا طلب أمرا خسيسا قد دنى بدنى تدنية ( وتدنى ) فلان أي ( دنا قليلا ) نقله الجوهرى ( وتدانوا ) أي ( دنا بعضهم من بعض ) نقله الجوهرى أيضا ( ودانية د بالمغرب ) في شرقي الاندلس ليس بساحل البحر ( منه جماعة علماء منهم أبو عمر و ) عثمان بن سعيد بن عثمان الاموى مولاهم ( المقرئ ) القرطبى سكن دانية ولد سنة 372 وسمع الحديث بالاندلس ورحل الى المشرق قبل الاربعمائة وعاد الى الاندلس فتصدر بالقراآت وانتفع الناس بكتبه انتفاعا جيدا وتوفى بدانية سنة 444 * ومما يستدرك عليه دنى تدنية إذا قرب عن ابن الاعرابي ودنت الشمس للغروب وأدنت والعذاب الادنى كل ما يعذب به في الدنيا عن الزجاج ودانيت الامر قاربته ودانيت بين الامرين قاربت وجمعت ودانى القيد قينى البعير ضيق عليه قال ذو الرمة دانى له القيد في ديمومة قذف * قينيه وانحسرت عنه الاناعيم وقول الراجز * ومالى أراه والفاقد دنى له * انما أراد قد دنى له وهو من الواو من دنوت ولكنها قلبت ياء لانكسار ما قبلها ثم أسكنت النون قال ابن سيده ولا أعلم دنى بالتخفيف الا في هذا البيت وكان الاصمعي لا يعتمد هذا الرجز ويقول هو من رجز المولدين وتدانت ابل الرجل قلت وضعفت قال ذو الرمة تباعد منى أن رأيت حمولتي * تدانت وان أخنى عليك قطيع والمدنى كمحدث الضعيف الخسيس الذى لا غناء عنده المقصر في كل ما أخذ فيه نقله الازهرى وأنشد فلا وأبيك ما خلقي بوعر * ولا أنا بالدنى ولا المدنى والدنية كغنية الخصلة المذمومة والاصل فيه الهمز ولكنه يخفف والجمرة الدنيا هي القريبة من منى والسماء الدنيا هي القربى الينا ويقال سماء الدنيا بالاضافة وادنى ادناء افتعل من الدنو أي قرب ويعبر بالادنى تارة عن الاصغر فيقابل بالاكبر وتارة عن الارذل فيقابل بالخير وتارة عن الاول فيقابل بالآخر وتارة عن الاقرب فيقابل بالاقصى وأدنيت الستر أرخيته وأبو بكر بن أبى الدنيا محدث مشهور والنسبة الى الدنيا دنياوى وكذا الى كل ما مؤنثه نحو حبلى ودهناء قال الجوهرى ويقال دنيوى ودنيى والدنياتين بالضم مثنى الدنيا ملاوى العود لغة مولدة معربة نقله الشيخ عبد القادر البغدادي في بعض رسائله اللغوية واستدل (1/8387)
بقول أبى طالب محمد بن حسان المهذب الدمشقي في بعض منشاته خبير بشد دنياتين الا لحان بصير بحل عرى النغمات الحسان * قلت الصحيح انه تصحيف الدساتين وهذه قد ذكرها الشهاب الخفاجى في ديوان الادب فتأمل ى ( الدواء مثلثة ) الفتح هو المشهور فيه وقال الجوهرى الكسر لغة فيه وهذا البيت ينشد على هذه اللغة يقولون مخمور وهذا دواؤه * على اذن مشى الى البيت واجب أي قالوا ان الجلد والتعزير دواؤه قال وعلى حجة ماشيا ان كنت شربتها ويقال الدواء بالكسر انما هو مصدر داويته مداواة ودواء انتهى والدواء بالضم عن الهجرى وهو اسم ( ما داويت به و ) الدوى ( بالقصر المرض ) والسل يقال منه ( دوى ) بالكسر ( دوى ) بالقصر ( فهو دو ) على فعل أي فاسد الجوف من داء وامرأة دوية كفرحة ( و ) إذا قلت رجل ( دوى ) بالفتح استوى فيه المذكر والمؤنث والجمع لانه في الاصل مصدر ( و ) الدوى الرجل ( الاحمق ) وأنشد الفراء وقد أقود بالدوى المزمل * أخرس في السفر بقاق المنزل ويقال تركت فلانا دوى ما أرى به حياة كذا في الصحاح وهو في المحكم المرمل بالراء قال انما عنى به المريض من شدة النعاس وأنشد شمر مثل انشاد الفراء وهكذا هو في التهذيب ( و ) الدوى الرجل ( اللازم مكانه ) لا يبرح وفى نسخة المحكم اللادم مكانه بالدال وصححح
عليه بخط الارموى ( والدواة م ) معروفة للكتاب وروى عن مجاهد في تفسير قوله تعالى ن والقلم ان النون الدواة قال الشيخ عبد القادر البغدادي في رسالة له الدواة من الدواء لانها تصلح أمر الكاتب وقيل من دوى إذا أصابه الداء قال أما الدواة فادوى حملها جسدي * وحرف الخط تحريف من القلم ثم قال والدواة أصلها دوية فاعلت اللام لان الطرف محل التغيير ولم تعل الواو لوقوع ألف بعدها ولو أعلوها حذف أحد الساكنين وهو مجحف بالكلمة وكل واو لزم اعلالها إذا وقع بعدها ألف لم يعلوها كنز وان وكر وان لما مر ( ج دوى ) مثل نواة ونوى ( ودوى بالضم والكسر ) على فعول جمع الجمع مثل صفاة وصفا وصفى قال أبو ذؤيب عرفت الديار كرقم الدوى حبره الكاتب الحميرى وثلاث دويات الى العشر كما في الصحاح ( و ) الدواة ( قشر الحنظلة والعنبة والبطيخة ) وهى ( لغة في الذال ) المعجمة وسياتى ( والدواية كثمامة ويكسر ) الجليدة التى تعلو اللبن والمرق كما في الصحاح والمحكم وقال اللحيانى هو ( ما يعلو الهريسة واللبن ونحوه ) كالمرق ويغلظ ( إذا ضربتها الريح كغرقئ البيض وهو لبن داو ) ذو دواية ( وقد دوى تدوية ) إذا ركبته الدواية ( ودويته ) تدوية ( أعطيته اياها فادواها كافتعلها أخذها فاكلها ) ومنه قول يزيد بن الحكم الثقفى بدا منك غش طالما قد كتمته * كما كتمت داء ابنها أم مدوى وذلك ان خاطبة من الاعراب خطبت على ابنها جارية فجاءت أمها الى أم الغلام لتنظر إليه فدخل الغلام فقال أأدوى يا أمي فقالت اللجام معلق بعمود البيت أرادت بذلك كتمان زلة الابن وسوء عادته ( و ) دوى ( الماء ) تدوية ( علاه تسفيه الريح ) فيه مثل الدواية ( والدواية في الاسنان كالطرامة ) وأنشد ابن سيده * أعددته لفيك ذى الدواية * ( وطعام داو ومدو ) أي ( كثير ) نقله ابن سيده ( وما بها دوى ) بفتح فتشديد وعليه اقتصر الجوهرى ( ودوى ) بضم الدال وتشديد الواو المكسورة وهذه عن الصغانى ( ودووى ) محركة كما في النسخ والذى رأيته في نسخة المحكم دووى بضم فسكون فكسر قال الجوهرى أي ( أحد ) ممن يسكن الدو كما يقال ما بها طورى ودورى ( وداويته ) مداواة ولو قلت دواء جاز ( عالجته ) ودووى الشئ أي عولج ولا يدغم فرقا بين فوعل وفعل قال العجاج * بفاحم دووى حتى اعلنكسا * كما في الصحاح وفى المحكم انما أراد عوني بالادهان ونحوها من الادوية حتى أث وكثر ( و ) داويت المريض ( عانيته وأدويته أمرضته ) يقال هو يدوى ويداوى ( وأمر مد و ) كمحدث ( مغطى ) ومنه قول الشاعر ولا أركب الامر المدوى سادرا * بعمياء حتى أستبين وأبصرا يعنى الامر الذى لا يدرى ما وراءه كانه دونه دواية قد غطته وسترته ( والمدوى أيضا السحاب المرعد ) وفى الصحاح ذو الرعد المرتجس ( وأدوى صحب مريضا و ) في الصحاح ( دوى الريح حفيفها وكذا من النحل والطائر ودوى الفحل تدوية سمع لهديره دوى ) وفى التهذيب سمعت دوى المطر والرعد إذا سمعت صوتهما من بعيد * ومما يستدرك عليه أرض دوية كفرحة ويشد أي غير موافقة وفى الصحاح وقال الصمعى أرض دوية مخفف ذات ادواء ومرقة داوية ومدوية كثيرة الاهالة وطعام داو ومدو كثير والدواء الطعام وداويت الفرس صنعته وفى التهذيب داوى فرسه دواء بالكسر سمنه وعلفه علفانا جعا وفى الصحاح عن ابن السكيت الدواء ما عولج به الفرس من تضمير وحنذ وما عولجت به الجارية حتى تسمن وأنشد لسلامة بن جندل * يسقى دواء قفى السكن مربوب * يعنى اللبن وانما جعله دواء لانهم كانوا يضمرون الخيل بشرب اللبن والحنذ ويقفون به الجارية وهى القفية لانها تؤثر به كما يؤثر الضيف والصبى انتهى والدوى الصوت وخص به بعضهم صوت الرعد والداية الظئر حكاه ابن جنى قال وكلاهما عربي فصيح وأنشد للفرزدق ربيبة دايات ثلاث رببنها * يلقمنها من كل سخن ومبرد (1/8388)
قال ابن سيده وانما أثبتها هنا لان باب لويت أكثر من باب قوة وعنيت والمدوية كمحدثة الارض التى قد اختلف نبتها فدوت كأنها دواية اللبن وقيل الوافرة الكلا التى لم يؤكل منها شئ وماء مدو علته قشيرة وأدواه اتهمه عن أبى زيد لغة في الهمز وقال الاصمعي يقال خلا بطني من الطعام حتى سمعت دويا لمسا معى ودوى صدره بالكسر أي ضغن ودوى الكلب في الارض كما يقال دوم الطائر في السماء قال الاصمعي هما لغتان وأنكرها بعض وفى المصباح دوى الطائر في السماء دار في الهواء ولم يحرك جناحيه ويقال لحامل الدواة داوى وللذى يبيعها دواء وللذى يعملها مدوى و ( الدو ) والدوى ( والدوية ) بياء النسبة لانها مفازة مثلها فنسبت إليها كقولهم قعسر وقعسرى ودهر دوار ودوارى ( و ) ربما قالوا ( الداوية ) قلبوا الواو الاولى الساكنة ألفا لانفتاح ما قبلها قال الجوهرى ولا يقاس عليه ( ويخفف الفلاة ) المستوية الواسعة البعيدة الاطراف قال ذو الرمة ودو ككف المشترى غير انه * بساط لاخماس المراسيل واسع وقال العجاج دوية لهو لها دوى * للريح في أقرابها هوى
وأنشد الجوهرى للشماخ ودوية قفر تمشى نعامها * كمشى النصارى في خفاف الارندج قال الازهرى وانما سميت دوية لدوى الصوت الذى يسمع فيها وقيل لانها تدوى بمن صار فيها أي تذهب بهم ( ودوى تدوية أخذ في في الدو ) وقال الازهرى دوى في الارض وهو ذهابه وأنشد لرؤبة دوى بها لا يعذر العلائلا * وهو يصادى شز بامشائلا أي مربها يعنى العير وأتنه * قلت ووجدت في بعض الدواوين ان الدو لغة فارسية كان السالك فيها يقول لصحابه دو دو أي أسرع أسرع فتأمل ذلك ( والدو د ) بلد وفى الصحاح أرض من أرض العرب وقال نصر بين البصرة ومكة على الجادة أرض ملساء لا جبل فيها ولا رمل ولا شئ حدها أربع ليال وقال الازهرى مسيرة أربع ليال شبه ترس خاوية يسار فيها بالنجوم ويخاف فيها الضلال وهى على طريق البصرة متياسرة إذ أصعدت الى مكة ( و ) الدوة ( بهاء ع ) من وراء الحجفة بستة أميال قاله نصر ( والدوداة أثر الارجوحة ) وقد تهمز * ومما يستدرك عليه دوة من الاعلام والادواء اسم موضع ى ( الدهى ) بالفتح ( والدهاء ) كسحاب قال الجوهرى الهمزة فيه منقلبة من الياء لا من الواو ( النكر وجودة الرأى ) يقال رجل داهية بين الدهى والدهاء كما في الصحاح ( و ) الدهى ( الادب ورجل داه وده وداهية ) أي منكر بصير بالامور ( ج دهاة ودهون ) فداه من قوم دهاة كقاض وقضاة وده من دهين كعمين ( وقد دهى كرضى ) يدهى ( دهيا ودهاء ودهاءة وتدهى فعل فعل الدهاة ) نقله ابن سيده ( ودهاه دهيا ودهاه ) بالتشديد كما هو مضبوط هكذا ( نسبه الى الدهاء ) والذى في المحكم والتكملة دهيته ودهوته نسبته الى الدهاء وليس فيه التدهية فتأمل ذلك ( أو عابه وتنقصه أو أصابه بداهية وهى الامر العظيم ) والجمع الدواهي وفى الصحاح دواهي الدهر ما يصيب الناس من عظيم نوبه ( والدهى كغنى العاقل ) عن أبى عمرو ( ج أدهية ) هكذا في النسخ والصواب أدهياء كما في المحكم قوله ( ودهواء ) هكذا هو في النسخ على وزن حمراء وهو غلط والصواب دهواء كبصراء ( والداهى الاسد ) لانه يفجا بالاخذ والفتك * ومما يستدرك عليه دهاه دهيا فهو مدهى واذ اختلت عن أمر يقال دهيت والدهياء هي الشديدة من شدائد الدهر وقال ابن السكيت دهته داهية دهياء هو توكيد لها ودهى يدهى دهاء لغة في دهى كرضى كذا في خلاصة المحكم وهما دهياوان وما دهاك ما أصابك والمداهاة الاصابة بالداهية وأنشد ابن سيده في تركيب قرن وداهية داهى بها القوم مفلق * بصير بعورات الخصوم لزومها وقال ابن دريد أدهاه وجده داهيا وقال أبو عمر ويقال غرب دهى بالفتح أي ضخم قال والغرب دهى علفق كبير * والحوض من هو ذلة يفور وقال ابن حبيب في مذ حج دهى بن كعب مثال عم وقد سموا دهية كسمية * ومما يستدرك عليه دهدى الحجر يدهديه دهداة دحرجه فتدهدى تدهديا والدهية الخراء المستدير الذى تدهيه الجعل و ( داهية دهواء ودهوية بالضم ) أي ( شديدة جدا ) مقتضى كتابته بالاحمر أن الجوهرى أهمله وليس كذلك بل ذكره في الذى سبق فنقل عن ابن السكيت داهية دهياء ودهواء وهو توكيد لها ( ويوم دهو بالفتح من أيامهم ) قال نصر هو موضع بالحجاز * ومما يستدرك عليه الدهو النكر دهوته دهوا فهو مدهو أصبته به ودهوته نسبته الى الدهاء عن الليث ( دى دى ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي دى أصل الحداء و ( ما كان للناس حداء وضرب ) نص ابن الاعرابي فضرب ( اعرابي غلامه وعض أصابعه فمشى وهو يقول دى دى اراد يا يدى فسارت الابل على صوته فقال له الزمه وخلع عليه ) كذا في النسخ وهو غلط والصواب وصح عليه 2 كما هو نص ابن الاعرابي ( فهذا أصل الحداء ) ونقل شيخنا عن الروض وغيره أول من سن الحداء مضر بن نزار سقط عن بعير فوثيت يده وكان أحسن الناس صوتا فكان يمشى خلف الابل ويقول وايداه يترنم بذلك فاعنقت الابل وذهب كلالها فكان أصل الحداء عند العرب وفى فتح الباري للحافظ بن حجر ان عبدا كان لمضر ضربه مضر على يده فاوجعه فقال يايداى فكان أصل الحداء ومثله في أكثر الدواوين اللغوية والسيرية (1/8389)
* ومما يستدرك عليه رجل دياى وامرأة دياية على فيعل وفيعلة بهما داء نقله ابن سيده ( فصل الذال ) المعجمة مع الواو والياء يو ( ذأى الابل يذآها ويذؤها ) كسعى ودعا ( ذأ واطردها وساقها ) وهنا قد خالف في اصطلاحه إذ لم يتقدم له في الفتح اصطلاح ( و ) ذأى ( المرأة ) ذأوا ( نكحها و ) ذأى ( البقل ) يذأى ذأ ولغة في ( ذوى ) أي ذبل نقله الجوهرى عن ابن السكيت وهى حجازية ( والذأواة المهزولة من الغنم ) هكذا في النسخ والذى في المحكم الذأوة 2 الشاة المطرودة عن ثعلب فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه ذأى يذؤ ذأوا كدعا مر مرا خفيفا سريعا وقيل سار سيرا شديدا وذأيته ذأيا طردته والذأى السير الشديد وقد أشار المصنف بالياء والواو ولم يذكر الا ما فيه الواو وهو غريب منه وذكر ابن الاعرابي من مضادر ذأى
البقل ذأيا وذأى وذئيا كعتى وكل ذلك أهمله المصنف وفرس مذأى كمنبر سريع السير ( ذبيان ) لم يشر لها بواو ولا بياء والصحيح انها يائية وهو ( بالضم والكسر ) قال ابن الاعرابي رأيت الفصحاء يختارون الكسر كذا قاله ابن السمعاني ورأيت في المحكم ما نصه الضم أكثر عن ابن الاعرابي وفى التهذيب قال أبو عبيدة قال ابن الكلبى كان أبى يقول بالكسر وغيره بالضم ( قبيلة ) من قيس وهو ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان كما في الصحاح وهو أخو عبس وانما روهما قبيلتان أيضا ( منهم النابغة زياد بن معاوية ) بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان وقد تقدمت ترجمته في ن ب غ وقد أغفل المصنف في هذه الترجمة عن أمور الاول انه لم يشر لها بحرف وهى يائية كما تقدم الثاني لم يذكر أصل معنى ذبيان في اللغة تبعا للجوهري أما الجوهرى رحمه الله تعالى فقد شرط في كتابه أن لا يذكر الا ما صح عنده من لغة العرب ونقل الازهرى في كتابه ما نصه ما علمتني سمعت فيه شيئا من ثقة غير هذه القبيلة المقول لها ذبيان ويقال ذبيان انتهى فله عذر فيه واضح بخلاف المصنف فانه سمى كتابه البحر المحيط ياتي فيه بما دب ودرج ففى المحكم الذبيان بقية الوبر عن كراع قال ابن سيده ولست منه على ثقة والذى حكاه أبو عبيد الذوبان والذبيان وقال ابن دريد أحسب اشتقاق ذبيان من قولهم ذبت شفته إذا ذبلت قال ابن سيده وهذا يقوى ان ذبت من الياء لو ان ابن دريد لم يمرضه * قلت وهذا الذى عزاه ابن سيده الى كراع قد نقله الازهرى عن الفراء زاد وهو واحد ونقله أبو هلال العسكري في معجمه عن أبى عبيد هكذا وقال أبو عمرو الذبيان الشعر على عنق البعير ومشفره وقال شمر لا أعرف الذبيان الا في بيت كثير * مر بش بذبيان السبيب تليلها * وقال أبو وجزة تربع أنهى الرنقاء حتى * قفا وقفين ذبيان الشتاء يعنى عيرا وأتنه سمن وسمن حتى أنسلن عقة الشتاء * قلت الذى أورده شمر في بيت كثير قد رواه ابن سيده بتقديم الياء على الباء وذكره في تركيب ذ ى ب وذكر هذا المعنى بعينه الثالث انه بقى عليه ذكر بعض القبائل المسماة بهذا الاسم فمنهم في ربيعة بن نزار ذبيان بن كنانة بن يشكر وفى جهينة ذبيان بن رشد ان بن قيس وأما التى في الازد فهى بتقديم الياء على الموحدة ضبطه الهمداني هكذا الرابع بقيت عليه كلمات من هذا التركيب منها ذبت شفته إذا ذبلت عن ابن دريد وذبى الغدير امتلا ذكره ابن الكلبى عن بعض مشايخه ونقله الازهرى و ( ذحا الابل يذحاها ويذحوها ) أهمله الجوهرى ولو قال كسعى ودعا كان أوفق لاصطلاحه كما مر مرارا ( ساقها عنيفا أو طردها ) كذاحها ذوحا وهو مقلوب منه ( و ) ذحا ( المرأة جامعها و ) ذحا ( أسرع ) كذاح ى ( الذحى ) أهمله الجوهرى وهو ( ان يطرق الصوف بالمطرقة ) وقد ذحاه ذحيا ( وذحتهم الريح ) تذحى ( ذحيا أصابتهم وليس لهم منها ستر ) يتذرون به نقله ابن سيده ( والمذحاة الارض التى لا شجر بها ) تذحاها الرياح أي تنسفها كما التكلمة و ( ذرت الريح الشئ ) تذروه ( ذروا وأذرته ) وهذه عن ابن الاعرابي ( وذرته أطارته وأذهبته ) وفى التهذيب حملته فأثارته وفى الصحاح ذروته طيرته وأذهبته قال أوس إذا مقرم منا ذرى حدنا به * تخمط مناناب آخر مقرم وفى التهذيب قال أبو الهيثم ذرته الريح طيرته وأنكر أذرته بمعنى طيرته وقال انما يقال أذريت الشئ عن الشئ القيته قال ابن أحمر لها منخل تذرى إذا عصفت به * أهابي سفساف من الترب توأم قال ومعناه تسقط وتطرح والمنخل لا يرفع شيأ انما يسقط مادق ويمسك ماجل قال والقرآن وكلام العرب على هذا قال تعالى والذاريات ذروا أي الرياح ( وذرا هو بنفسه ) أي سقط نقله الجوهرى ( و ) ذرا ( الحنطة ) يذروها ذروا ( نقاها في الريح ) رواه شمر عن ابن الاعرابي ( فتذرت ) هي أي تخلصت من تبنها ( و ) ذرا ( الشئ كسره ) من غير ابانة ( و ) ذرا ( الظبى ) ذروا ( أسرع ) في عدوه وعم به بعضهم ( و ) ذرا ( فوه ) ذروا ( سقط ) وقيل ذرانا به ذروا انكسر ( وذراوة النبت بالضم ) والعامة تفتحه ( ما ارفت من يابسه فطارت به الريح و ) أيضا ( ما سقط من الطعام عند التذرى ) وخص اللحيانى به الحنطة قال حميد بن ثور وعاد خبار يسقيه الندى * ذراوة تنسجه الهوج الدرج ( وما ذرا من الشئ ) أي سقط ( كالذرا بالضم وذروة الشئ بالضم والكسر أعلاه ) وروى التقى الشمنى في شرح الشفاء انه يثلث والجمع الذرا بالضم ومنه الحديث أتى بابل غر الذرا أي بيض الاسنمة وفى حديث آخر على ذروة كل بعير شيطان ( وتذريتها ) أي الذروة وهى أعلى السنام ( علوتها ) وفرعتها كما في الصحاح ( وذريته تذرية مدحته ) ورفعت من أمره وشأنه وأنشد الجوهرى لرؤبة (1/8390)
عمدا أذرى حسبى ان يشتما * بهدر هدار يمحج البلغما ( و ) ذريت ( تراب المعدن طلبت ذهبه ) وفى الصحاح طلبت منه الذهب وفى نسخة فيه الذهب ( والمذروان بالكسر أطراف الالية )
وهو نص أبى عبيدة وفى الصحاح الاليتين ( بلا واحد ) لهما قال أبو عبيد وهو أجود القولين لانه لو كان لهما واحد وقيل مذرى لقيل في التثنية مذريان لان المقصور إذا كان على أربعة أحرف يثنى بالياء على كل حال نحو مقلى ومقليان ( أو هو ) أي الواحد ( المذرى ) وهو قول أبى عبيدة نقله الجوهرى في سياق كلام أبى عبيد قال والرانفة ناحيتها ( و ) المذروان ( من الرأس ناحيتاه ) كالفودين والمذروان ( من القوس ما يقع عليها ) وفى الصحاح عليهما ( طرف الوتر من أعلى وأسفل ) ولا واحد لهما وقال أبو عمرو الواحد مذرى وقال الهذلى على عجس هتافة المذروي * ن صفراء مضجعة في الشمال ( و ) في المثل ( جاء ) فلان ( ينفض مذرويه ) إذا جاء ( باغيا متهددا ) قال عنترة يهجو عمارة بن زياد أحولى تنفض استك مذرويها * لتقتلني فها أنا ذا عمارا يريد يا عمارة ( واستذرت المعزى اشتهت الفحل ) مثل استدرت نقله الجوهرى ( والذرة كثبة حب م ) معروف ( أصلها ذرو ) بضم ففتح أو ذرى بالياء والهاء عرض كما في الصحاح وفى التهذيب يقال للواحدة ذرة وللجماعة ذرة ويقال له ارزن وقال ابن سيده وانما قضينا على ما لم تظهر ياؤه من هذا الباب بالياء لكونها لاما ( وأبو الذرى كالسعي ) وضبطه الحافظ بكسر الراء وتخفيف الياء ( خالد بن عبد الرحمن ) بن زياد بن أنعم ( الافريقى ) كتب عنه عبد الله بن يوسف التنيسى وأبوه أبو خالد عبد الرحمن قاضى افريقية أول مولود ولد في الاسلام بها سمع أباه وأبا عبد الرحمن الحبلى وبكر بن سوادة وعبد الرحمن بن رافع التنوخى قاضى افريقية وعنه الثوري وابن لهيعة وابن وهب تكلموا فيه توفى سنة 156 وقد نيف على المائة وقال الترمذي رأيت البخاري يقوى أمره ويقول هو مقارب الحديث وله قصة مع أبى جعفر المنصور ذكرها ياقوت في ترجمة افريقية في معجمه ( وعلى بن ذرى الحضرمي ) هو أيضا بالضبط السابق روى عن زيد بن أرقم ( وأنعم بن ذرى ) بن محمد ( الشعبانى ) هذا هو جد خالد بن عبد الرحمن الذى قدم ذكره وشعبان لقب حسان بن عمرو بن قيس بطن من حمير وقد روى عنه ابنه زياد المذكور وسياق المصنف سياق من ليس له دربة في علم النسب فتأمل ( محدثون وبئر ذروان ) جاء ذكرها في حديث سحر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهى بئر لبنى ذريق ( بالمدينة ) المشرفة ( أو هو ذو أروان بسكون الراء ) وقد تقدمت الاشارة إليه في النون ( وقيل بتحريكه أصح ) عند المحدثين * ومما يستدرك عليه المذراة والمذرى الخشبة التى يذرى بها وهى خشبة ذات أطراف تنقى بها الاكداس والذرا بالفتح ما ذريته كالنفض اسم لما تنفضه والذرا الكن وقال الاصمعي هو كل ما استترت به يقال أنا في ظل فلان وفى ذراء أي في كنفه وستره ودفئه وقال أبو زيد ان فلانا لكريم الذرا أي الطبيعة وتذرى بالحائط وغيره من الريح والبرد واستذرى كلاهما استكن وتذرت الابل أحست البرد فاستتر بعضها ببعض أو استترت بالعضاه وفى الصحاح استذريت بالشجرة استظلت بها وصرت في دفئها واستذريت بفلان التجات إليه وصرت في كنفه انتهى والذرية كغنية الناقة المستتر بها عن الصيد عن ثعلب والدال أعلى وقد مر والذرى كغنى ما انصب من الدمع وقد أذرت العين الدمع تذريه اذراء وأذرى الشئ بالسيف ضربه حتى صرعه والسيف يذرى ضريبته أي يرمى بها كذا في المحكم وفى التهذيب به وقد يوصف به الرمى من غير قطع وذراء بالرمح قلعه هذه عن كراع وأذرت الدابة راكبها صرعته وطعنه فاذراه عن فرسه صرعه وقال أبو الهيثم اذريت الشئ إذا ألقيته كالقائك الحب للزرع وذروت نابه كسرته والذرو والذرى الذرية وذراهم ذروا خلقهم لغة في الهمزة وتذرية الاكداس معروفة وقال أبو زيد ذريت الشاة تذرية وهو ان تجز صوفها وتدع فوق ظهرها شيا منه لتعرف به وذلك في الضان خاصة وفى الابل نقله الجوهرى ويقال سور اللشول ذرى وهو ان يقلع الشجر من العرفج وغيره فيوضع بعضه فوق بعض مما يلى مهب الشمال يحظر به على الابل في ماواها وتذرى بنى فلان وتنصاهم أي تزوج منهم في الذروة والناصية نقله الجوهرى عن الاصمعي أي في أهل الشرف والعلاء وفى الذرية أقولا ثلاثة قيل من ذرأ الله الخلق فترك همزه نحو روية وبرية وقيل أصله ذروية وقيل فعلية من الذرو ذرا الرواية ذروا الريح الهشيم أي سردها وهو ذو ذروة أي ثروة وهى الجدة والمال وهو من باب الاعتقاب لاشتراكه في المخرج ومحمد بن عبد الله بن أبى ذرة محدث والحلحال بن ذرى كسمى تابعي وفى المثل ما زال يقتل في الذروة والغرب يراد به التأنيس وازالة النفور وذرا الى فلان ارتفع وقصد ومنه قول سليمن بن صرد بلغني عن على ذرو من القول أي طرفه وحواشيه وذروان جبل باليمن في مخلاف ريمة وقد صعدته وذروة موضع في ديار غطفان باكناف الحجاز لبنى مرة بن عوف قاله نصر وأيضا قرية بمصر وبنو ذروة بطن من العلويين باليمن ما كنهم أطراف وادى حبيا وذرى حبا لقب رجل ذكر في
ح ب ب وذرى رأسه تذرية سرحه والدال أعلى وذروة بن حجفه شاعر وعوف بن ذروة بالكسر شاعر أيضا وأرض ذروة وعروة وعصمة إذا كانت خصيبة خصبا يبقى وذره جبال كثيرة متصلة لبنى الحرث بن بهثة بن سليم ويقال ذرى ذرى أي دف ء دفئ واذرى الجمل طالت ذروته والمذروية الاست واذرى استعاذ بملك وذروان سيف الاخنس ابن شهاب * ومما يستدرك عليه ذريت الحب ونحوه ذريا وذرته الريح ذريا وهى لغة والواو أعلى وفى حرف ابن مسعود وابن عباس تذريه الريح وذريت الشئ ألقيته (1/8391)
واهمال المصنف اياها قصور كيف وقد أشار إليها الجوهرى وغيره ى ( الذاغية ) أهمله الجوهرى وه ( المضاغة الرعناء من النساء ) والغاذية يا فوخ الصبى قاله ابن الاعرابي و ( فرس أذقى ) أهمله الجوهرى ووالجماعة ( وهو الرخو الاذن الرخو الانف وهى ذقواء ) ونص التكملة فرس أذقى ورمكة ذقواء وهو الرخو الرانف الاذن فتأمل هذه مع سيا المنصف و ( ذكت النار ) تذكر ( ذكوا ) كعلو كما في المحكم ( وذكا ) بالقصر وعليه اقتصر الجوهرى ( وذكاء بالمد ) وهذه ( عن الزمخشري ) وحده ودليله الحديث في ذكر النار قشبنى ريها وأحرفني ذكاؤها ( واستدكت ) عن ابن سيده ( اشتد لهبها ) وفى الصحاح اشتعلت ( وهى ذكية ) بالتخفيف على النسب وأنشد ابن سيده ينفحن منه لهبا منفوحا * لمعايرى لا دكا مقدوحا ( وذكاها ) تذكية ( وأذكاها أوقدها ) وفى المحكم ألقى عليها ما تذكو به وفى التهذيب والصحاح ذكيتها رفعتها وفى المصباح أتمت وقودها ( والذكوة ) بالضم ( ما ذكاها به ) في التهذيب ما يلقى عليها من حطب أو بعرو اي لاق المصنف يقتضى أنه بالفتح وليس كذلك ( كالذكية ) وهذه أيضا بالضم قال اب سيده الاخيرة من باب جبوت الخراج جباية ( و ) الذكوة أيضا ( الجمرة الملتهيية كالذكا ) مقصورا عن ابن دريد قال أبو خراش وظل لنا يوم كان أوار * ذكا النار من نجم الفروغ ي ويل وفى المحكم كالذكاة ( والذكاء ) كسحاب ( سرعة الفطنة ) وفى الصحاح حدة الفؤاد زاد غيره بسرعة ادراكه وفي نته وفى المصباح سرعة الفهم وقال الراغب غير عن سرعة الادراك وحدة الفهم بالذكاء وذلك كقولهم فلان شعلة نار وقال العضد الذكاء سرعة افتراح النتائج وقال الشاعر لو لم يحل ماء الندى * فيه لاحرقه ذكاؤه وقد ( ذكى كرضى وسعى وكرم ) الثلاثة عن ابن سيده واقتصر الجوهرى كغيره على الاول يذكى ويذكو ذكاء ( فهو ذكى ) على فعيل وقد يستعمل في البعير والجمع الذكياء ( و ) الذكاء ( السن من العمر ) ومنه قول العجاج فررت عن ذكاء وبلغت الدابة الذكاء أي السن كما في الصحاح وقال المبرد في الكامل الذكاء تمام السن وقال الازهرى أصل الذكاء في اللغة كلها تمام الشئ فمنه الذكاء في السن والقهم وهو تمام السن وقال الخليل الذكاء في السن ان ياتي عليه قروحه سنة وذلك تمام استتمام القوة قال زهير نفضله إذا اجتهدوا عليه * تمام السن منه والذكاء ( و ) ذكاء ( بالضم غير مصروفة الشمس ) معرفة لا تدخلها الالف واللام تقول هذه ذكاء ي طالعة مشتقة من ذكت النار تذكو قال ثعلبة بن صعير يصف ظليما فتذكرا ثقلا رثيدا بعد ما * ألقت ذكاء يمينها في كافر ( وابن ذكاء بالمد ) أي مع الضم ( الصبح ) قال الراغب وذلك انه تارة بتصور الصبح ابنا للشمس وتارة حاجبا لها فقيل حاجب الشمس وفى الصحاح والتهذيب يقال للصبح ابن ذكاء لانه من ضوئها قال حميد فوردت قبل انبلاج الفجر * وابن ذكاء كامن في كفر ( والتذكية الذبح ) قال الراغب حقيقة التذكية اخراج الحرارة الغريزية لكن خص في الشرع بابطال الحياة على وجه دون وجه ويدل على هذا الاشتقاق قولهم في الميت خامد وهامد وفي النار الهامدة ميتة ( كالذكا والذكاة ) ويقال هما اسمان والعرب تقول ذكاة الجنن ذكاة أمه أي إذا ذبحت ذبح وفى المصباح أي ذكاة الجنين هي ذكاة أمه فحف المبتدأ الثاني ايجاز الفهم المعنى وقال المطرزى النصب في قوله ذكاة أم خطا وفى التهذيب ومعنى التذكية ان يدركها وفيها بقية نشخب معها الاوداج وتضطرب اضطراب المذبوح الذى أدرك ذكاته قال وأهل العلم يقولون ان أخرج السبع الحشوة أو قطع الجوف فخرجت فلا ذكاة لذلك وتاويله أن يصير في حالة ما لا يؤثر في حياته الذبح ( وكغني الذبيح ) يقال جدى ذكى قال ابن سيده وانما أثبت هذه الكلمات في الواو وان كان لفظها الياء لانا وجدنا ذلك وعلى ما انتظمه هذا الباب واما ذلك ى فعدم وقد ذكرت ان الذكية نادر ( و ) قال ( ذكى ) الرجل ( تذكية ) أي ( أسن وبدن ) فهو مذك قال ابن سيده والمذكى أيضا المسن من كل شئ وخص بعضهم ذات الحافر وقيل هو ان يجاوز القروح بسنة وقال الراغب خص الرجل بالذكاء لكثرة رياضته وتجار به وبحسب هذا الاشتقاق لا يسمى الشيخ مذكيا الا إذا كان ذا تجارب ورياضات ولما كانت التجارب والرياضات قلما توجد الا في الشيوخ لطول عمرهم استعمل الذكاء فيهم
( والمذاكي من الخيل ) العتاق المسان ( التى أتى عليها بعد قروحها سنة أو سنتان ) الواحد مذكى مثل المخلف من الابل ومنه المثل جرى المذكيات غلاب ويروى جرى المذاكى وقيل المذكى من الخيل الذى يذهب حضره وينقطع ( ومسك ذكى وذاك وذكية ساطح ريحه ) وأصل الذكاء في الريح شدتها من طيب أو نتن قال ابن الانباري والمسك والعنبر يذكران ويونثان قاله أبو هفان ( وسحابه مذكية كمعسنة ) وفى التكملة بالتشديد كمحدثة ( مطرت مرة بعد مرة ) أخرى ( والذكاوين صغار السرح جمع ذكوانة كما في المحكم ( وابن ذكوان ) المقرئ ( راوي ابن عامر ) مشهود ( وذكرؤة ماسدة ) في بلاد قيس وفى المحكم قرية * ومما يستدرك عليه أذكيت الحرب أوقدتها وقوله تعالى الا ما ذكيتم معناه ما أدركتم ذكاته وذكوان اسم قبيلة من سليم وأيضا جد أبى بكر محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الذكوانى الاصبهاني عن أبى بكر أحمد بن موسى التميمي وأيضا جد أبى جعفر أحمد بن الحسين بن حفص الذكوانى الهمداني ثقة روى عن جده وابن عمه أبو محمد عبد الله بن الحسن بن حفص محدثون وقال ابن الاعرابي الذكوان (1/8392)
شجر الواحدة ذكوانة واستذكى الفحل على الاتن اشتد عليها ى ( اذلولى ) اذليلاء ( انطلق استخفاء ) نقله الجوهرى وكذلك تدعلب تدعلبا كما في التهذيب ( و ) في المحكم ( ذل وانقاد ) قال الشاعر حتى ترى الاجدع مذلويا * يلتمس الفضل الى الجادع ( و ) اذلولى ( فلان انكسر قلبه ) قال سبيويه لا يستعمل الا مزيدا وقال ابن سيده ضينا عليه بالياء لكونها الا ما ( و ) اذلولى ( الذكر قام مسترخيا ) نقله الازهرى عن أبى مالك ( ورجل ذلولى ) أي ( مذلول ) قيل وزنه فعوعل وقيل فعلعل وسياتى الكلام عليه في ق ط ( وتذلى تواضع ) وأصله تذلل فكثرت اللامات فقلبت احداهن كما قالوا انظنى وأصله تظنن ( وذلى الرطب كسعى ) يذلاه ذليا ( جناه واتذلى معه ) هكذا في النسخ والذى في التكملة ظل يذلى الرطب أي يجنيه فينذلى معه وضبط يذلى رباعيا بخطه فعبارة المصنف فيها قصور ظاهر * ومما يستدرك عليه اذلولى أسرع مخافة أن يفوته شئ ومنه حديث فاطمة رضى الله تعالى عنها فاذلو ليت حتى رأيت وجهه أي أسرعت واذلولى فذهب إذا ولى متقاد فاور شاء مذلول إذا كان مضطربا نقله الازهرى وظل يذلى الطعام أي يزدرده ويهمز أيضا وأرض منذلية قد أدرك رعيها أقصى مداه ومتذلية مثلها كما في التكملة ى ( الذماء ) كسحاب ( الحركة ) وفى الرماح بقية الروح في المذبوح ( وقد زمى ) المذبوح ( كرضى ) يذمى ذماء إذا تحرك وفى نسخ الصحاح مضبوط كرمى يرمى بهذا المعنى شله في التهذيب أبو عبيد يقال من الذماء قد ذمى يذمى وقوله كرضى هكذا ضبطه الصاغانى وقال لغة في ذمى كرمى إذا تحرك ( و ) قال ابن الجواليقى هو فارسي معرب وهو ( بقية النفس ) وذكره ابن سيده أيضا في المحكم والمخصص والازهري في التهذيب وأنشد والابى ذؤيب فابدهن حتوفهن فهارب * بذمائه أو بارك متعجج قال أبو على همزة الذماء منقلبة عن ياء وليست بهمزة كما زعم قوم بدلالة ما حكاه أبو عبيد من قولهم ذمى يذمى ( أو ) الذماء ( قوة القلب ) وأنشد ابن سيده فيالمحكم والمخصص وثعلب في مجالسه وإبو على القالى في أماليه وهو للمرار بن منقذ أقاتلتي بعد الذماء وعائد * على خال منك مذانا يافع قال البكري يريد بعد الكبرة وبعد ان لم تبق من النفس الا بقية وقال الميسدانى الذماء ما بين القتل الى خروج النفس ولا ذماء للانسان ويقال هو شددة انعقاد الحياة بعد الذبح ( وقد ذمى ) يذمى ( كرمى ) يرمى ( والذامى والمذماة ) كلامها ( الرميد تصاب ) فيسوقها صاحبها فتنساق معه وقد أذماها ( والذميان محركة ) وكذلك القديان ( الاسراع وقد ذمى ) وقدى ( كرمى ) قاله الفراء ونقله الازهرى قال ابن سيده وحكى بعضهم ذمى يذمى كرضى ولست منها على ثقة ( وذمته ريحه آنة ) نقله ابن سيده عن أبى حنيفة وأنشد انى ذمتنى ريحها حين اقبلت * فكدت لما لاقيت من ذاك أصعق وفى التهذيب عن الاصمعي ذمى الحبشى في أنف الرجل بضانه يذمى ذميا إذا آذاء بذلك وأنشد أبو زيد يا ريج بينونة لا تذمين * جئت بالوان المصفرين وفى المحكم ذمته ريح الجيفة ذميا أخذت بنفسه وقال أبو على الفارسى بعد سياق كلامه في ان همزة الذماء ياء وليست بهمزة ما نصه فاما ما أنشده أبو بكر بن دريد من قول الراجز يا ريح بينونة لا تذمينا * جئت بالوان المصفرينا فليس بحجة على ان الهمزة في الذماء ليست باصل لان التخفيف البدلى قد يقع في مثل هذا وبينونة موضع على مسافة ستين فرسحنا من البحرين وهو وبئ فيقول أيتها الريح لا تزعى ذماءنا اه نقله الشيخ شمس الدين محمد بن طولون الصالحي في كتابه المعرب وأورده الجوهرى هكذا عن ابى عمرو وأنشد ليست بعصلاء تذمى الكلب نكهتها * ولا بعندلة يصطلك ثذياها ( واستذميت ما عنده تئبعته ) وأخذته كما في الصحاح وفى المحكم طلبته ( وأذماه ) اذماء ( وقذه وتركه برمقه ) نقله الازهرى وهو قول
أبى زيد ( والذمى ) بالقصر ( الرائحة المنكرد ) وفى المحكم المنتنة * ومما يستدرك عليه ذمى الرجل ذماء بالمدطال مرضة وذمى له منه شئ تهيا كلاهما كرضى كذا في المحكم وفى التهذيب عن الاصمعي ذمى العليل ذميا أخذه التزع فطال عليه علزا الموت فيقال ما أطول ذماء في الصحاح يقال خذ من فلان ما ذمى لك أي ارتفع لك وقال شيخنا قولهم فلان باقى الذماء إذا طال مرضه هو على التشبيه إذ ليس للانسان ذماء كما فصله أبو هلال العسكري في معجمه وذمته الريح ذميا قتلته عن أبى زيد وأنكره أبو مالك وقال ذمت في أنفه الريح إذا طارت الى رأسه وأذمى الرامى رميته إذا لم يصب المقتل فيعجل قتله قال اسامة الهذلى أناب وقد أمسى على الماء قبله * أقيدر لا يذمى الرمية راصد ومن أمثالهم أطول ذماء من الضب قال الميداني وذلك لقوة نفسه يذبح فيبقى ليلة مذبوحا مفرى الاوداج ساكن الحركة ثم يطرح من الغد في النار فإذا قدروا انه نضج تحرك حتى يتوهموا انه قد صار حيا وان كان في العين ميتا وحكى أيضا أطول ذماء من الافعى ومن الخنفساء والذماء أيضا هشم الرأس والطعن الجائف نقله الميداني كما في المعرب لابن طولون و ( ذها ذهوا ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أ ( تكبر ) كانه لغة في زها بالزاى ى ( ذوى البقل كرمى ورضى ) اقتصر ابن السكيت على الاولى وأنكر الثانية وقال أبو عبيدة قال يونس هي لغة كما في الصحاح زاد غيره وهى لغة رديئة يذوى ويذوى ( ذيا كصلى ) هكذا في النسخ (1/8393)
ولو قال كعتى كان أصرح وقال ابن سيده في مصدره ذيا فهو ذاو أي ( ذبل ) ويبس وفى المحكم هو أن لا يصيب ريه أو يضربه الحر فيذبل ويضعف وقال الليث لغة أهل بيشة ذأى العود ( وأذواه الحر ) أذبله ( والذواة قشرة الحنظلة والعنبة أو البطنحية ) عن كراع كذا في المحكم وقال أبو عمرو قشرة الحنطة والعنبة والبطيخة والجمع ذوى وقد تقدم ان اهمال الدال لغة فيه والمروى عن أبى عمرو هو بالذال المعجمة لا غير ( والذوى كالى النعاج الصغار ) ونص ابن الاعرابي الضعاف ولكنه وضبوط بفتح الذال ضبط القلم كما في نسخة المحكم بخط الارموى ( و ) قولهم ( ذائك الرجل أي ذلك ) لغة أو لثغة * ومما يستدرك عليه الذوى قشور العنب عن ابن الاعرابي ( صل الراء ) مع الواو والياء ى ( الرؤية ) بالضم ادراك المرئى وذلك أضرب بحس قوى النفس الاول ( النطر بالعين ) التى هي الحاسة وما يجرى مجراها ومن الاخير قوله تعالى وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله فانه مما أجرى مجرى الرؤية بالحاسة فان الحاسة لا تصح على الله تعالى وعلى ذلك قوله يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم والثانى بالوهم والتخيل نحو أرى ان زيدا منطلق والثالث بالتفكر نحو انى أرى ما لا ترون ( و ) الرابع ( بالقلب ) أي بالعقل وعلى ذلك قوله تعالى ما كذب الفؤاد ما رأى وعلى ذلك قوله ولقد رآه نزلة أخرى قال الجوهرى الرؤية بالعين يعدى الى مفعول واحد وبمعنى العلم يتعدى الى مفعولين يقال رأى زيدا عالما وقال الراغب رأى إذا عدى الى مفعولين اقتضى معنى العلم وإذا عدى بالى اقتضى معنى النظر المؤدى الى الاعتبار ( ) قد ( رأيته ) أراه ( رؤية ) بالضم ( ورأيا وراءة ) مثال راعة وعلى ذه الثلاثة اقتصر الجوهرى ( ورأية ) قال ابن سيده وليست الهاء فيها اللمرد الواحدة انما هو مصدر كرؤية الا أن تريد المرة الواحدة فيكون رأيته رأيتة كضربته ضربة واما ان لم ترد فرأية كرؤية وليست الهاء للواحد ( ورؤيانا ) بالضم هكذا هو في النسخ والذى في المحكم ورأيته رئيانا كرؤية هذه عن اللحيانى وضبطه بالكسر فانظره ( ارتايته واسترأيته ) كرأيته أعنى من رؤية العين وقال الكسائي اجتمعت العرب على همز ما كان من رأيت واسترأيت وارتايت في رؤية العين وبعضهم يترك الهمز وهو قليل والكلام العالي الهمز فإذا جئت الى الافعال المستقبلة أجمع من يهمز ومن لا على ترك الهمز قال وبه نزل القرآن نحو قوله تعالى فترى الذين في قلوبهم مرض فترى القوم فيه صرعى انى أرى في المنام ويرى الذين أوتوا العلم الانيم الرباب فانهم يهمزون مع حروف المضارعة وهو الاصل ( و ) حكى ابن الاعرابي ( الحمد لله على ريتك كنيتك أي رؤيتك ) قال ابن سيده وفيه صنعة وحقيقتها انه أراد رؤيتك فابدل الهمزة واوا الدالا صحيحا فقال رويتك ثم أدغم لان هذه الواو قد صارت حرف علة بما سلط عليها من البدل فقال ريتك ثم كسر الراء لمجاورة الياء فقال ريتك ( والرآء كشداد الكثير الرؤية ) قال غيلان الربعي * كأنها وقد رآها الراء * ( والرؤى كصلى والرؤاء بالضم والمرآة بالفتح المنظر ) وقع في المحكم أول الثلاثة الرئى بالكسر مضبوطا بخط يوثق به وفى الصحاح المرآة على مفعلة بفتح العين المنظر الحسن يقال امرأة حسنة المرآة والمر أي كما تقول حسنة المنظرة والمنظر وفلان حسن في مرآة العين أي في المنظر وفى المثل تحبر عن مجهوله مرآت ه أي ظاهره يدل على باطنه والرؤاء بالضم
حسن المنظر اه وقال ابن سيده ( أو الاولان حسن المنظر والثالث مطلقا ) حسن المنظر كان أو قبيحا وفى الصحاح وقوله تعالى هم أحسن أثاثا ورئيا من همره جعله من المنظر من رأيت وهو ما رأته العين من حال حسنة وكسوة ظاهر وأنشد أبو عبيدة لمحمد بن نمير الثقفى أشافتك الظعائن يوم بانوا * بذى الرأى الجميل من الاثاث ومن لم يهمزه اما ان يكون على تخفيف الهمز أو يكون من رويت ألوانهم وجلودهم ريا امتلات وحسنت اه وماله رؤاء ولا شاهد عن اللحيانى لم يزد شيا ( والترئية البهاء وحسن المنظر ) اسم لا مصدر قال ابن مقبل اما الرؤاء ففينا حد ترئية * مثل الجبال التى بالجزع من اضم ( واستراه استدعى رؤيته ) كذا في المحكم ( وأريته اياه اراءة واراء ) المصدران عن سيبويه قال الهاء للتعويض وتركها على أن لا يعوض وهم مما يعوضون بعد الحذف ولا يعوضون ( ورأيته مراآة ورئاء ) بالكسر ( أريته ) أنى ( على خلاف ما أنا عليه ) وفى الصحاح يقال راأى فلان الناس يرائيهم مراآة وراياهم مراياة على القلب بمعنى انتهى ومنه قوله تعالى بطرا ورئاء الناس وقوله تعالى الذين هم يراؤن يعنى المنافقين إذا صلى المؤمنون صلوا معهم يرونهم انهم على ما هم عليه وفى المصباح الرياء هو اظهار العمل للناس ليروه ويظنوا به خيرا فالعمل لغير الله نعوذ بالله وقال الحر الى اليراء الفعل المقصود به رؤية الخلق غفلة عن الحالق وعماية عنه نقله المناوى وفى الصحاحح وفلان مراء وقوم مراؤن والاسم الرياء يقال فعل ذاك رياء وسمعة ( رأيته ترئية ) نقله الفراء عن العرب قال وقرأ ابن عباس يرؤن الناس ( و ) رأيته مراآة ورياء ( قابلته فرأيته ) كذا في المحكم ( والمرآة كمسحاة ما تراأيت فيه ) وفى الصحاح التى ينظر فيها وثلاث مراء والكثير مرايا وقال الراغب المرآة ما ترى فيه صور الاشياء وهى مفعلة من رأيت نحو المصحف من صحفت وجمعها مراء وقال الازهرى جمعها مراء ومن حول الهمزة قال مرايا ( ورأيته ) أي الرجل ( نرئية عرضتها ) إى المرآة ( عليه أو حبستها له ينظر فيها ) نفسه وفى الصحاح قال أبو زيد رأى الرجل ترئية إذا أمسكت له المرآة لينظر فيها ( وتراأيت فيها ) أي المرآة بالمد ( وترأيت ) بالتشديد وفى الصحاح لان يتراأى أي ينظر الى وجه في المرآة أو في السيف ( والرؤيا ) بالضم مهموزا وقد يخفف ( ما رأيته في منامك ) وفيها لغات يأتي بيانها في المستدركات وقال الليث رأيت رؤا حسنة ولا تجمع وقال الجوهرى رأى في (1/8394)
منامه رؤيا على فعلى بلا تنوين و ( ج رؤى ) بالتنوين ( كهدى ) ورعى ( والرئى كغنى ويكسر جنى ) يتعرض للرجل يريه كهانة أو طبا يقال مع فلان رئى وضبطه بالكسر وفى المحكم هو الجن يراه الانسان وقال اللحياني له رئى أي جنى ( يرى فيحب ) ويؤلف وفي حديث قال لسواد بن قارب أنت الذى أتاك رئيك بظهور رسول الله قال نعم قال ابن الاثير يقال للتابع من الجن رئى ككمى وهو فعيل أو فعول سمى به لانه يتراأى لمتبوعه أو هو من الرأى من قولهم فلان رئى قومه إذا كان صاحب رأيهم وقد تكسر راؤه لاتباعها ما بعدها ( أو المكسور للمحبوب منهم ) وبالفتح لغيره ( و ) الرئى أيضا ( الحية العظيمة ) تتراأى للانسان ( تشبيها بالجنى ) ومنه حديث أبى سعيد الخدرى فإذا رئى مثل نحى يعنى حية عظيمة كالزق قال ابن الاثير سماها بالرئى الجنى لانهم يزعمون ان الحيات من مسخ الجن ولهذا سموه شيطانا وجانا ( و ) الرئى بالوجهين ( الثوب ينشر ليباع ) عن ابى على ( وترا أو رأى بعضهم بعضا ) وللاثنين تراأيا وقال الراغب في قوله تعالى فلما ترا أي الجمعان أي تقاربا بلا بحيث صار كل واحد بحيث يتمكن برؤية الاخر ويتمكن الاخر من رؤيته ( و ) تراأى ( النخل ظهرت ألوان بسره ) عن أبي حنيفة وكله من رؤية العين ( وتراأى لى وترأى ) على تفاعل وتفعل ( تصدى لاراه و ) في الحديث ( لا تراأى نارهما ) كذا في النسخ ونص الحديث ناراهما ( أي لا يتجاور المسلم والمشرك بل يتباعد عنه منزلة بحيث لو أوقد نارا ما رآها ) وفى التهذيب أي لا يحل لمسلم ان يسكن بلاد المشركين فيكون معهم بقدر ما يرى كل منهما نار الاخر قاله أبو عبيد وقال أبو الهيثم أي لا يتسم المسلم بسمة المشرك ولا يتشبه به في هديه وشكله ولا يتخلق بأخلاقه من قولك ما نار بعيرك أي ما سمعته وفسره ابن الاثير بنحو مما فسره أبو عبيد وزاد فيه ولكنه ينزل مع المسلمين في دارهم وانما كره مجاورة المشركين لانه لا عهد لهم ولا أمان قال واسناد الترائي الى النارين مجاز من قولهم دارى تنظر الى دار فلان أي تقابلها ( و ) يقال ( هو منى مر أي ومسمع ) بالرفع ( وينصب ) وهو من الظروف النخصوصة التى أجريت مجرى غير المخصوصة عند سيبويه قال هو مثل مناط الثريا ودرج السيول ( أي ) هو منى ( بحيث أراه وأسمعه ) وفى الصحاح فلان منى بمرأى ومسمع أي حيث أراه وأسمع قوله ( و ) هم ( رئاه ألف
بالكسر ) أي ( زهاؤه في رأى العين ) أي فيما ترى العين ( و ) يقال ( جاء حين جن رؤى ورؤيا مضمومتين و ) رأى ورأيا ( مفتوحتين أي حين اختلط الظلام فلم يتراأوا ) كذا في المحكم ( وارتأ في الامر وتراءينا ) ه أي ( نظرناه ) وقال الجوهرى ارتاة ارتئاء افتعل من الرأى والتدبير وقال ابن الاثير هو افتعل من رؤية القلب أو من الرأى ومعنى ارتأى فكر وتأنى اه وأنشد الازهرى ألا أيها المرتئى في الامور * سيجلوا العمى عنك تبيانها ( والرأى الاعتقاد ) اسم لا مصدر كما في المحكم وقال الراغب هو اعتقاد النفس أحد النقيضين عن غلبة الظن وعلى هذا قوله عز وجل يرونهم مثليهم رأى العين أي يظنونهم بحسب مقتضى مشاهدة العين مثليهم ( ج آراء ) لم يكسر على غير ذلك ( و ) حكى الجوهرى في جمعه ( أرآء ) مقلوب ( و ) حكى اللحياني في جمعه ( أرى ) كأرع ( ورى ) بالضم ( ورى ) بالكسر والذي في نص المحكم عن اللحياني رئي بالضم والكسر وصحح عليه ( ورئى كغنى ) قال الجوهرى هو على فعيل مثل ضأن وضئين قال ابن الاثير ( و ) قد تكرر ( في الحديث أرأيتك وأرأيتكما وأرأيتكم وهى كلمة تقولها العرب ) عند الاستنجار ( بمعنى أخبرني وأخبراني وأخبروني والتاء مفتوحة ) أبدا هذا نص النهاية وقال الراغب يجرى أرأيت بمجرى أخبرني فتدخل عليه الكاف وتترك التاء على حالته في التثنية والجمع والتأنيث ويسلط التغيير على الكاف دون التاء قال تعالى أرأيتك هذا الذى كرمت على قل أرأيتكم ان أتاكم عذاب الله قل أرأيتم ما تدعون من دون الله قل أرأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا كل ذلك فيه معنى التنبيه * قلت وللفراء والزجاج وابى اسحق هنا كلام فيه تحقيق انظره في التهذيب تركته لطوله ثم قال ابن الاثير ( وكذلك ) تكرر ( ألم تر الى كذا ) ألم تر الى فلان وهى ( كلمة تقال عند التعجب ) من الشئ وعند تنبيه المخاطب كقوله تعالى ألم تر الى ربك كيف مد الظل ألم تر الى الذين خرجوا من ديارهم ألم تر الى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب أي ألم تعجب بفعلهم ولم ينته شأنهم اليك وقال الراغب إذا عدى رأيت بالى اقتضى معنى النظر المؤدى للاعتبار وقد تقدم قريبا ( و ) حكى اللحياني ( هو مرآة بكذا ) وان يفعل كذا كمسعاة ( أي مخلقة ) وكذا الاثنان والجمع والمؤنث ( وأنا رأى ) أن أفعل ذلك أي ( أخلق ) أجدر به ( والرئة ) كعدة ( موضع النفس والريح من الحيوان ) قال الليث تهمز ولا تهمز وقال الراغب هو العضو المنتشر عن القلب وفى الصحاح الرئة السحر مهموز والهاء عوض من الياء ( ج رئات ورؤن ) بكسرهما على ما يطرد في هذا النحو قال الشاعر فغظناهم حتى أتى الغيظ منهم * قلوبا وأكبادا لهم ورئينا قال ابن سيده وانما جاز جمع هذا ونحوه بالواو والنون لانها أسماء مجهودة منتقصة ولا يكسر هذا الضرب في أوليته ولا في حد النسبة ( ورآه أصاب رئته ) نقله الجوهرى وابن سيده وقال الراغب ضرب رئته ( و ) رأى ( الراية ركزها ) في الارض ( كأرآها ) وهذه عن اللحياني قال ابن سيده وهمز عندي على غير قياس وانما حكمه أرييتها ( و ) رأى ( الزند أوقده فرأى هو ) بنفسه أي وقد وهذا المطاوع عن كراع ( و ) بقال ( أرى الله بفلان ) كذا وكذا ( أي أرى الناس به العذاب والهلاك ) ولا يقال ذلك الا في الشر قاله شمر ( و ) قال الاصمعي يقال ( رأس مرأى كمضنى طويل الخلطم فيه تصويب ) كذا في المحكم وفى التهذيب كهيئة الابريق وأنشدا (1/8395)
لذى الرمة وجذب البرى امراس نجران ركبت * أوخيها بالمرأيات الرواجف قال الازهرى يعنى أواخى الامراس وهذا مثل وقال نصير رؤس مرأيات كأنها قوارير قال ابن سيده وهذا لا أعرف له فعلا ولا مادة ( و ) في التهذيب ( استرايته ) في الرأى أي ( استشرته ورأيته ) على فاعلته وهو يرائيه أي ( شاورته ) قال عمران بن حطان فان نكن نحن شاورناك قلت لنا * بالنصح منك لنا فيما نرائيك ( وأرأى ) الرجل ( ارآء صار ذا عقل ) ورأى وتدبير ( و ) قال الازهرى أرأى ارآء ( تبينت ) آراؤه وهى ( الحماقة في وجهه ) وهو ( ضد ) وفيه نظر ( و ) أرأى ( نظر في المرآة ) وفى التهذيب تراءى من الماآة وهى لغة في رأرأ قال ( و ) أراأى ( صار به رئى من الجن ) وهو التابع ( و ) أرأى ( عمل ) صالحا ( رئاء وسمعة ) قال ( و ) أرأى ( اشتكى رئته و ) أرأى ( خرك جفينه ) وفى التهذيب بعينيه ( عند النظر ) تحريكا كثيرا وهو يرئى بعينه وهى لغة في رأرأ ( و ) أرأى 0 تبع رأى بعض الفقهاء ) في الفقه ( و ) أرأى ( كثرت رآه ) زنة رعاه وهى أحماله جماعة الرؤيا ( و ) أرأى ( البعير انتكب خطمه على حلقه ) قاله النضر فهو مرأى كمضئى وهن مرأيات وقد تقدم شاهده قريبا ( و ) أرأت ( الحامل من ) الناقة والشاة ( غير الحافر والسبع رؤى في ضرعها الحمل واستبين ) وكذا المرأة وجميع الحوامل
( فهى مرء ومرئية ) نقله ابن سيده ( و ) قال اللحيانى يقال انه لخبيث و ( لا تر ما ) فلان ولا ترى ما فلان رفعا وجزما ( و ) إذا قالوا انه لخبيث و ( لم تر ما ) فلان قالوه بالجزم وفلان كله بالرفع وكذا ( وأو تر ما ) عن ابن الاعرابي وكذا ولو تر ما ولو ترى ما كل ذلك ( بمعنى لا سيما ) ولا سيما ولا سيما حكاه كله عن الكسائي كذا في التهذيب ( وذو الرأى ) لقب ( العباس بن عبد المطلب ) الهاشمي رضى الله عنه ( و ) أيضا لقب ( الحباب بن المنذر ) الانصاري لقب به يوم السقيفة إذ قال انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ( و ) أبو عثمان ( ربيعة ) بن أبى عبد الرحمن فروخ التيمى مولى آل المنكدر صاحب ( الرأى ) والقائل به سمع أنسا والسائب بن يزيد وهو ( شيخ مالك ) والثوري وشعبة مات سنة 136 ( وهلال الرأى بن يحيى بن مسلم البصري ( من أعيان الحنيفة ) كثير الخطأ لا يحتج به ( وسر من رأى ) بالضم وسر من رأى وساء من رأى وسامرا عن ثعلب وابن الانباري وهى لغات في المدينة التى بناها المعتصم العباسي وقد ذكرت ( في س ر ر وأصحاب الرأى ) عند أهل الحديث هم ( أصحاب القياس لانهم يقولون برأيهم فيما لم يجدوا فيه حديثا أو أثرا ) أو فيما أشكل عليهم من الحديث قاله ابن الاثير أما عند غيرهم فانه يقال فلان من أهل الرأى إذا كان يرى رأى الخوارج ويقول بمذهبهم ومنه حديث الازرق بن قيس وفينا رجل له رأى * ومما يستدرك عليه يقال ريته على الحذف أنشد ثعلب وجناء مقورة الاقراب يحسبها * من لم يكن قبل راها راية جملا وأنا أراه والاصل أرآه حذفوا الهمزة وألقو حركتها على ما قبلها قال سيبويه كل شئ كانت أوله زائدة سوى ألف الوصل من رأيت فقد اجتمعت العرب على تخفيف همزة لكثرة استعمالهم اياه جعلوا الهمزة تعاقب قال وحكى أبو الخطاب قد أرآهم فجئ به على الاصل قال أحن إذا رأيت جبال نجد * ولا أرأى الى نجد سبيلا قال بعضهم ولا أرى على احتمال الزحاف وقال سراقة البارقى أرى عينى ما لم تر أياه * كلانا عالم بالترهاب ورواه الاخفش ما لم ترياه على التخفيف الشائع عن العرب في هذا الحرف ويقول أهل الحجاز في الامر من رأى ر ذلك وللاثنين ريا وللجمع روا ذلك ولجماعة النسوة رين ذا كن وبنو تميم يهزمون في جميع ذلك على الاصل وتراءينا الهلال تكلفنا النظر هل نراه أم لا وقيل تراءينا نظرنا وقال أبو ذؤيب أبى الله الا ان يقيدك بعد ما * تراء يتمونى من قريب ومودق وفى الحديث لا يتمر أي أحدكم في الماء أي لا ينظر وجهه فيه وزنه يتمفعل حكاه سيبويه وحكى الفارسى عن أبى الحسن ريا لغة في الرؤيا قال وهذا على الادغام بعد التخفيف البدلى وحكى أيضا ريا اتبع الياء الكسرة وقال الازهرى زعم الكسائي انه سمع اعرابيا يقرأ ان كنتم للريا تعبرون ورأيت عنك رؤى حسنة أي حملتها وقالوا رأى عينى زيدا فعل ذاك وهو من نادر المصادر عند سيبويه ونظيره سمع أذنى ولا نظير لهما في المتعديات والترية الشئ الخفى اليسير من الصفرة والكدرة تراها امرأة بعد الاغتسال من الحيض فاما ما كان في أيام الحيض فهو حيض وليس بترية ذكره الجوهرى وزاد في المحكم فقال والتريئة والترية بالكسر قال والفتح من الترية نادر ثم قال وقيل الترية الحرقة التى تعرف بها حيضتها من طهرها وهو من الرؤية ومن المجاز رأى المكان امكان إذا قابله حتى كانه يراه قال ساعدة لما رأى نعمان حل بكرفئ * عكر كماليج النزول الا ركب وقر أبو عمر أرنا مناسكنا وهو نادر لما يلحق الفعل من الاجحاف ودور القوم منا رئاء أي منتهى البصر تراهم وقولهم على وجهه رأوة الحمق فيه قبل ان تخبره نقله الجوهرى والازهري وان في وجهه لرؤاوة كثمامة أي نظرة ودمامة نقله الازهرى وأرأت الشاة إذا عظم ضرعها فهى مرء نقله الجوهرى وقوم رئاء يقابل بعضهم بعضا وأرني الشئ عاطنيه ورؤية كسمية مهموزة تصغير رئة وأيضا اسم أرض ويروى بيت الفرزدق (1/8396)
هل تعلمون غداة يطرد سبيكم * بالفسخ بين رؤية وطحال ورأيته رأى العين أي حيث يقع عليه البصر والرية بالكسر الرؤية أنشد أبو الجراح * أحب الى قلبى من الديك رية * أراد رؤية وقال ابن الاعرابي أريته الشئ اراية وقد تقدم للمصنف أريته اراءة اراءة واراء كلاهما عن سيبويه وبات يرآها يظن انها كذا وبه فسر قول فرزدق وتراءينا تلاقينا فرأيته ورأني عن أبى عبيد وهو يتراءى برأى فلان إذا كان يرى رأيه ويميل إليه ويقتدرى به وقال الاصمعي يقال لكل ساكن لا يتحرك ساج وراه وراء وأرأى الرجل اسود ضرع شاته وقال أبو زيد بعين ما أرينك أي اعجل وكن كانى أنظر اليك نقله الجوهرى وتقول من الرئاء يستر أي فلان كما تقول يستحمق ويستعقل عن أبى عمرو وتقول للمرأة أنت ترين وللجماعة أنتن ترين وتقول أنت تريننى وان شئت أدغمت وقلت ترينى بتشديد النون وراآه على فاعله أراه انه كذا ورأى إذا بنى للمفعول تعدى الى واحد تقول رئى زيد عاقلا أي ورتى القوم كغنى صاحب رأيهم الذى يرجعون إليه وسودة بن الحكم
وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخى الرائيان محدثان و ( ربا ) الشئ يربو ( ربوا كعلو ) وفى الصحاح ربوا بالفتح ( ورباء ) هو مضبوط في سائر النسخ بالكسر وفى نسخ المحكم بالفتح وصحح عليه ( زاد ونما ) وعلا ( وارتبيته ) هكذا في النسخ وفى المحكم وأربيته نيمته وهو الصواب ومنه قوله تعالى ويربى الصدقات قال الراغب وفيه تنبيه على ان الزيادة المعقولة المعبر عنها بالبركة ترتفع عن الربا ( و ) ربا ( الرابية علاها ) نقله الجوهرى ( و ) ربا ( الفرس ) يربو ( ربوا ) بالفتح ( انتفح من عدوا وفزع وأخذه الربو ) وهو الانبهار قال بشر بن أبى خازم كان حفيف منخره إذا ما * كتمن الربو كير مستعار ( و ) ربا ( السويق ) الذى في النسخ بفتح القاف على انه مفعول ربا وفى المحكم ربا السويق ونحوه بضم القاف على انه فاعل ربا ربوا كعلوا ( صب عليه الماء فانتفخ والربا باالكسر العينة ) وقال الراعب هو الزيادة على رأس المال زاد صاحب المصباح وهو مقصور على الاشهر وقال اللحيانى الرماء بالميم لغة فيه على البدل كما سيأتي قال الراغب لكن خص في الشريعة بالزيادة على وجه دون وجه ( وهما ربوان ) بالواو على الاصل ( و ) يقال ( ربيان ) بالياء على التخفيف مع كسر الراء فيهما وفى المحكم وأصله من الواو وانما ثنى بالياء للامامة السائغة فيه من أجل الكسرة وقدر بالمال يربو زاد بالربا ( والمربى من يأتيه ) وقال الزجاج في قوله تعالى وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا بربو عند الله يعنى به دفع الانسان الشئ ليعوض أكثر منه فذلك في أكثر منه فذلك في أكثر منه فذلك في أكثر التفسير ليس بحرام ولكن لا ثواب لمن زاد على ما أخذ قال والربا ربوان فالحرام كل قرض يؤخذ به أكثر منه أو تجر به منفعة وما ليس بحرام ان يهب ما يستدعى به أكثر منه أو يهدى ليهدى له أكثر منها قال الفراء قرأ عاصم والاعمش ليربو بياء وفتح الواو وأهل الحجاز بتاء وسكونها وكل صواب ( والربو والربوة والرباوة مثلثتين ) وأشار في المحكم بتثليث ربوة فقط والفتح والكسر في رباوة بضبط القلم وصحح عليه الارموى ومثله في مفردات الراغب والضم في الرباوة عن ابن جنى كذا رأيته في هامش كتاب المقصور والممدود لابي على القالى وفي التهذيب في الربوة ثلاث لغات والاختيار الضم ولغة الفتح ( و ) كذلك ( الرابية والرباة ) كله ( ما ارتفع من الارض ) ومنه قوله تعالى ربوة ذات قرار ومعين وسميت الربوة رابية كأنها ربت بنفسها في مكان وأنشد ابن الاعرابي يفوت اعشنق الجامها * وان هو وافى الرباة المديدا وقيل الروابي ما أشرف من الرمل كالد كداكة غير انها أشد منها اشرافا تنبت أجود البقل الذى في الرمال وأكبره ينزلها الناس ( و ) قوله تعلى فاخذهم ( أخذة رابية ) أي أخذة ( شديدة ) وقال الفرء أي ( زائدة ) نقله الجوهرى ( وربوت في حجره ) وفى الصحاح في بنى فلان ( ربوا ) بالفتح كما هو مقتضى اطلاقه والصواب بالضم وهم عن اللحيانى وهكذا ضبط في المحكم ( وربوا ) كعلو ( وربيت ) هو في النسخ بالفتح والصواب بكسر الباء كما هو مضبوط في الصحاح والمحكم ( رباء ) كسحاب ( وربيا ) كعتى أي ( نشأت ) وأنشد اللحيانى لمسكين الدارمي ثلاثة أملاك ربوا في حجورنا * فهل قائل حقا كمن هو كاذب كذا رواه ربوا زنة غزوا وأنشد في الكسر للسمؤل نطفة ما خلقت يوم بريت أمرت أمرها وفيها ربيت كنها الله تحت ستر خفى * فتخافيت تحتها فخفيت ولكل من رزقه ما قضى الله * وان حك أنفه المستميت ( وربيته ) أنا تربية ) أي ( غذوته ) وقال الراغب وقيل أصل ربيت من المضاعف فقلب تخفيفا مثل تظنيت ( كتربيت ) قال الجوهرى هذا لكل ما ينمى كالولد والزرع ونحوه ( و ) ربيت ( عن خناقه نفست ) عنه وهو مجاز نقله الزمخشري ( و ) من المجاز تقول ( زنجبيل مربى ومربب ) أيضا أي ( معمول بالرب ) ومربب قد ذكره في الباء وأعاده هنا كانه تبعا للجوهري في سياقه ويقال أيضا ربيت الاترج بعسل والورد بسكر ( والرباء كسماء الطول والمنة ) يقال لفلان على فلان رباء أي طول نقله الجوهرى عن ابن دريد ( والاربية كاثفيه أصل الفخذ ) كما في الصحاح زاد اللحيانى مما يلى البظر وفي الاساس لحمة في أصل الفخذ تنعقد من ألم وهما أربيتان وأصله أربوة فاستثقلوا التشديد على الواو كما في الصحاح ( أو ما بين أعلاه وأسفل البطن ) كذا في النسخ ومثله في نسخة (1/8397)
التهذيب وفى نص اللحيانى في النوادر أسفل البظر كما هو نص المحكم ( و ) من المجاز الاربية ( أهل بيت الرجل وبنو عمه ) ونحوهم ولا تكون الاربية من غيرهم يقال جاء فلان في أربيته وأربية من قومه وفى الاساس وهم أهل بيته الادنون وقال سويد بن كراع وانى وسط ثعلبة بن عمرو * بلا أربية نبتت فروعا قال الصاغانى والرواية الى أربية لا غير ( والربوة بالكسر عشرة آلاف درهم كالربة بالضم ) فيه أمران الاول ان قوله عشرة آلاف
درهم غلط والصواب ان الربوة اسم للجماعة وقال بعضهم هم عشرة آلاف كما هو نص المحكم فليس فيه نص على ذكر الدرهم ومثله في الاساس ومرت ربوة من الناس أي جماعة عظيمة كعشرة آلاف والثانى قوله كالربة بالضم يدل على انه بتخفيف الموحدة وانه من هذا الباب وليس كذلك وانما هو بالتشديد ومحله ر ب ب وقد تقدم له ان الربة الجماعة من الناس فتأمل ذلك ثم ان الزمخشري جعله من باب المجاز وهذا لا يؤاخذ به المصنف فان من عادته تخليط الحقائق بالمجازات ( والربو ) بالفتح ( الجماعة ج أرباء ) ونص ابن الاعرابي الارباء الجماعات من الناس واحدهم ربو بلا همز ( والربية ) بالضم ( كزبية شئ ) وفى الصحاح ضرب ( من الحشرات ) جمعها ربى عن أبى حاتم ( و ) الربية ( السنور ) وفى المحكم دويبة بين الفأر وأم جبين ( والاربيان بالكسر سمك كالدود ) وفى الصحاح بيض من السمك كالدود يكون بالبصرة ( ورابيته ) مراباة ( درايته ) ولا ينته ( والربى كهدى ع ) جاء في شعر ويقال أيضا الراب فاله نصر * ومما يستدرك عليه أربى على الخمسين ونحوها زاد وربت الارض ربوا عظمت وانتفخت والربو والربوة انتفاخ الجوف أنشد ابن الاعرابي ودون جذو وانتهاض وربوة * كانكما بالريق تختنقان وربا أخذه الربو وينسب الى الربا على لفطه فيقال ربوي قاله أبو عبيدة وزاد المطرزى فقال الفتح في النسبة خطأ وأربى الرجل دخل في الربا وجمع الربوة بالضم ربا كمدية ومدى وتجمع أيضا على ربى كعتى ومنه قول الشاعر * ولاخ إذ زوزت به الربى * زوزت أي انتصبت والربو موضع وامرأة حشياء رابية وهى التى أخذها الربو ويقال لها أيضا الربواء وأربيان بفتح فكسر موحدة قرية بنواحي نيسابور منها أبو عبد الله الحسن بن اسمعيل الاربيانى توفى بعد العشر والثلثمائة والربية مخففة لغة في الربا وجاء في الحديث ربية بضم فتشديد باء مكسورة ثم تشديد ياء مفتوحه قال الفراء انما هو ربية مخففة سماعا من العرب يعنى انهم تكلموا بها بالياء وكان القياس ربوة بالواو وكذلك الحبية من الاحتباء كذا في الصحاح والنهاية قال الزمخشري سبيلها ان يكون فعولة من الربا كما جعل بعضهم السرية فعولة من السرى لانها أسرى جواري الرجل وربا فلان حصل في ربوة والاربيان بالكسر نبت عن السيرافى والربية بالضم الفأر جمعه الربى عن ابن الاعرابي وأنشد أكلنا الربى يا أم عمرو ومن يكن * غريبا بارض ياكل الحشرات وقد قيل في تفسير قوله تعالى الى ربوة ذات قرار ومعين انها ايلياء لانها كبد الارض وأقرب الى السماء بثمانية عشر ميلا أو دمشق أو الرملة وقيل مصر عن الزمخشري والربوة موضع بدمشق به مسجد مشهور يزار وروابي بنى تميم قرب الرقة و ( رتاه ) يرتوه رتوا ( شده أنشد الجوهرى للبيد يصف درعا فخمة دفراء ترتى بالعرى * قرد مانيا وتركا كالبصل أي تشد الى فوق لتشمر عن لابسها ( و ) أيضا ( أرخاه ) وأدهاه أنشد الجوهرى للحرث يذكر جبلا وارتفاعه مكفهرا على الحوادث لا ير * توه للدهر مؤيد صماء أي لا تدهيه داهية ولا تغيره ( ضد ) نقله الجوهرى ( و ) رتا ( القلب ) يرتوه رتوا ( قواه ) ومنه الحديث ان الحزيرة ترتو فؤاد المريض أي تشده وتقويه كما في الصحاح وفى النهايد الحسا يرتو فؤاد الحزين بمعناه ( و ) رتا ( الدلو ) وبالدلو كما هو نص الاموى يرتوه رتوا ( جذبها ) ونص الاموى مدها مدا ( رفيقا ) كما في الصحاح ( و ) رتا ( برأسه رتوا ) بالفتح ( ورتوا ) كعلو ( أشار ) وفى الصحاح هو مثل الايماء حكاه أبو عبيد ( والرتوة الخطوة ) ومنه حديث فاطمة رضى الله عنها فدنت رتوة أي بخطوة وقدرتا يرتوا ذا خطا ( و ) الرتوة ( شرف من الارض ) كالربوة ( و ) أيضا ( سويعة من الزمان ) وهى الدرجة وبه فسر حديث معاذ الاتى ( و ) أيضا ( الدعوة ) عن ابن الاعرابي ( و ) إيضا ( القطرة و ) أيضا ( رمية بسهم ) وبه فسر حديث معاذ رضى الله عنه انه يتقدم العلماء يوم القيامة برتوة ( أو نحو ميل ) عن أبى عبيد وبه فسر حديث معاذ أيضا ( أو مدى البصر ) وبه فسر حديث معاذ أيضا وقيل الرتوة هنا الحطوة ( والراتى العالم الربانى المتبحر ) في العلوم وفى التهذيب هو العالم العامل المعلم ( و ) يقال ( رتى في ذرعه ) كعنى ( فت في عضده ) عن ابن سيده * ومما يستدرك عليه رتوت أرتو خطوت والراتى الزائد على غيره في العمل نقله الازهرى وفى التكملة في العلم والرتية والرتية بالفتح والضم الخطوة عن اللحيانى قال ابن سيده ولست منها على ثقة والرتوة الشرف والمنزلة عند السلطان وأيضا البسطة وأيضا الزيادة في الشرف وغيره وأيضا العقدة الشديدة والعقدة الشديدة والعقد المسترخية ورتوته ضممته وأيضا رميته و ( الرثو ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هي ( الرثيئة من اللبن ) وهو ان يصب حليب على حامض وقد ذكر في الهمز قال ابن سيده وليس على لفظه في حكم التصريف
لان الرثيئة مهموز بدليل قولهم رثأت اللبن خلطته فاما قولهم رجل مرثو ضعيف العقل فمن الرثية وكان قياسه على هذات مرثى الا انهم أدخلوا الواو على الياء كما أدخلوا الواو على الياء كما أدخلوا الياء على الواو ( ورثوت الميت ) لغة ( في رثأته ) وهذه قد ذكرها الجوهرى استطراد في الذى يليه (1/8398)
فقال ورثيت الميت مرثية ورثوته أيضا إذا بكيته وعددت محاسنه وكذلك إذا نظمت فيه شعرا ثم نقل عن ابن السكيت قالت امرأة من العرب رثأت زوجي بابيات وهمزت قال الفراء ربما خرجت بهم فصاحتهم الى ان يهمزوا ما ليس بمهموز قالوا رثأت الميت ولبأت بالحج وحلأت السويق ( و ) قال اللحيانى رثوت عنه ( الحديث ) ورثيته أي ( حفطته ) نقله الازهرى قال والمعروف نثوت عنه ( أو ) رثوت بينى وبينه حديثنا ورثيته وتناثيته أي ( ذكرته ) نقله الازهرى عن العقيلى ى ( الرثية ) بالفتح ( وجع المفاصل واليدين والرجلين ) كذا في المحكم وفى الصحاح وجع الركبتين والمفاصل ( أو ورم ) وظلاع ( في القوائم أو ) هو كل ما ( منعك ) من ( الالتفات ) كذا في النسخ والصواب من النبعاث ( من كبر أو وجع ) وأنشد الجوهرى لحميد يصف كبره * ورثية تنهض بالتشدد * قال والجمع رثيات محركة وأنشد لجواس بن نعيم وللكبير ثياب أربع * الركبتان والنسا والاخدع * ولا يزال رأسه يصدع ( و ) الرثية ( الضعف ) عن ثعلب ( و ) قال مرة ( الحمق كالرثية ) بالتشديد ( فيهما ) أي في الضعف والحمق روى عن ثعلب التشديد في الضعف فقط قال رؤبة * فان ترينى اليوم ذا رثية * أي ضعف ( فعل الكل ) رثى ( كسمع ) رثى ( ورثيت الميت رثيا ) بالفتح ( ورثاء ورثاية بكسرهما ومرثاة ومرثية مخففه ) وعلى الاخير اقتصر الجوهرى ( ورثوته ) أيضا إذا ( بكيته وعددت محاسنه كرثيته ترثية ) وقيل الرثى والمرثية البكاء على الميت بعد الموت والترثية مدحه بعد الموت ( وترثيته ) كرثيته قال رؤبة بكاء ثكلى فقدت حميما * فهى ترثى باب وابنيما ( و ) كذلك إذا ( نظمت فيه شعرا ) نقله الجوهرى والمراد به المدح ( و ) رثيت ( حديثا عنه أرثى رثاية ذكرته ) عنه نقله الازهرى والجوهري عن أبى عمرو ( و ) حكى اللحيانى رثيت عنه حديثا أي ( حفظته ) عنه وكذلك رثوت عنه قال ابن سيده والمعروف نثيت عنه خبرا أي حملته ( ورجل أرثى لا يبرم أمرا ) لضعفه ( ورثى له رحمه ) نقله ابن سيده ( و ) قال الجوهرى ( رق له ) والعنيان متقاربان ( وامرأة رثاءة ورثاية ) أي ( نواحه ) على بعلها أو كثيرة الرثاء لغير ممن يكرم عندها وقد ذكر في الهمز أيضا قال الجوهرى فمن لم يهمزه أخرجه على الاصل ومن همزة فلان الياء إذا وقعت بعد الالف الساكنة همزت وكذلك القول في سقاءة وسقاية وما أشبهها * ومما يستدرك عليه رثى الرجل رثيا كعنى أصابته الرثية عن ابن الاعرابي والقياس رثا وفى أمره رثية أي فتور قال اعرابي لهم رثية تعلو صريمة أمرهم * وللامر يوما راحة فقضاء ورجل مرثوء من الرثية نادر أعنى انه مما همز ولا أصل له في الهمزة ورجل مرثو في عقله ضعف وقياسه مرثى فادخلوا الواو على الياء كما أدخلوا الياء على الواو في قولهم أرض مسنية وقوس مغرية ورثيت المرأة زوجها كسمع ترثاه رثاية لغة في رثثت ترثية عن اللحيانى وما رثى له ما توجع ولا بالى به وانى لا رثى له مرثاة ورثيا أي أتوجع له و ( الرجاء ) بالمد ( ضد اليأس ) قال الراغب هو ظن يقتضى حصول ما فيه مسرة وقال الحر الى هو ترقب الانتفاع بما تقدم له سبب ما وقال غيره هو لغة الامل وعرفا تعلق القلب بحصول محبوب مستقبلا كذا عبر ابن الكمال وقال شيخنا هو الطمع في ممكن الحصول أي بخلاف التمنى انه يكون في الممكن والمستحيل ويتعاوضان ولا يتعلقان الا بالمعاني وتمنيت زيدا ورجوته بمعنى ( كالرجو ) بالفتح ومثله في المحكم والصحاح وضبطه صاحب المصباح كعلو ( والرجاة والمرجاة والرجاوة ) وقال بن الاثير همزة الرجاء منقبله عن واو بدليل ظهورها في رجاوة وشاهد الرجاة الحديث الارجاة ان أكون من أهلها وقول الشاعر غدوت رجاة ان يجود مقاعس * وصاحبه فاستقبلاني بالعذر ولا ينظر الى قول الليث حيث قال ومن قال فعلت رجاة كذا فقد أخطأ انما هو رجاء كذا انتهى لكونه في الحديث وفى كلام العرب ( والترجى والارتجاء والترجية ) كل ذلك بمعنى الرجاء في الصحاح قال بشر يخاطب ابنته فرجى الخير وانتظري ايابى * إذا ما القارظ العنزي آبا ( والرجا ) مقصورا ( الناحية ) عامة ( أو ناحية البئر ) من أعلاها الى أسفلها وفى الصحاح ناحية البئر وحافتاها وكل ناحية رجا وقال الراغب رجا البئر والسماء وغيرهما جانبها ( ويمدوهما رجوان ) بالتحريك ( ج أرجاء ) كسبب وأسباب ومنه قوله تعالى والملك على أرجائها ( و ) رجا ( ة بسرخس ) منها عبد الرشيد بن ناصر الرجائى السرخسى الواعظ وحفيده أبو محمد عبد الرشيد بن محمد بن عبد
الرشيد أجاز لمن أدركه وكان مليح الوعظ حج وسمع من ابن البطى مات سنة 621 في ذى القعدة قال الحافظ وكون رجا قرية بسرخس هكذا قال أبو الفضل بن طاهر في ترجمة أبى الفضل الرجائى وتعقبه ابن السمعاني بانه سأل عنها جماعة من أهل سرخس فلم يعرفها أحد قال فلعل النسبة الى مسجد أبى رجاء السرخسى ( و ) رجا ( ع بوجرة ) قال نصر في شعب قريب من وجرة والصرائم ( وأرجى البئر ) ارجاة ( جعل لها رجلو ) أرجى ( الصيد لم يصب منه شيأ ) كارجأه قال ابن سيده وانما قضينا بان هذا كله واو لوجود ر ج وملفوظا به مبرهنا عليه وعدم ر ج ى ( و ) قالوا ( رمى به الرجوان ) أي ( استهزاء ) كذا في النسخ والصواب استهين به كما هو نص المحكم ( كانه رمى به رجوا بئر ) وفى الصحاح أرادوا أنه طرح في المهالك وأنشد للمرادى كأن لم يرى قبلى أسيرا مكبلا * ولا رجلا يرمى به الرجوان وقال آخر فلا يرمى بى الرجوان انى * أقل القوم من يغنى مكاني (1/8399)
وقال الزمخشري قولهم لا يرمى به الرجوان يضرب لمن لا يخدع فيزال عن وجه الى آخر وأصله الدلو يرمى به رجوا البئر ( والارجوان بالضم الاحمر و ) قال ابن الاعرابي ( ثياب حمر و ) قال الزجاج ( صبغ أحمر ) شديد الحمرة ( و ) قال غيره ( الحمرة و ) قال أبو عبيد هو الذى يقال له ( النشاستج ) الذى تسميه العامة النشا قال ودونه البهرمان قال الجوهرى ويقال أيضا الارجوان معرب وهو بالفارسية أرغوان وهو شجر له نور أحمر أحسن ما يكون وكل نور يشبهه فهو ارجوان قال عمرو بن كلثوم كأن ثيابنا ومنهم * خضبن باروان أو طلينا ( و ) يقال ( احمر ارجواني ) أي ( قانئ ) كذا في النسخ والصواب احمر ارجوان بغير ياء النسبة كما هو نص الجوهرى والاساس قالا قطيفة حمراء ارجوان وهو أيضا نص المحكم قال فيه وحكى السيرافى احمر ارجوان على المبالغة به كما قالوا احمر قانئ وذلك ان سيبويه انما مثل به في الصفة فاما ان يريد المبالغة كما قال السيرافى أو يريد الارجوان الذى هو الاحمر مطلقا قال ابن الاثير والاكثر في كلامهم اضافة الثوب أو القطيفة الى الارجوان قال وقيل الكامة عربية والالف والنون زائدتان ( والارجاء التلاخير ) يقال أرجيت الامر وارجأته يهمز ولا يهمز وقرئ وآخرون مرجون لامر الله وأرجه وأخاه كما في الصحاح ( والمرجئه ) طائفة من أهل الاعتقاد مر ذكرهم ( في ر ج أ سموا ) بذلك ( لتقديهم القول وارجائهم العمل و ) إذا وصفت الرجل به قلت ( هو مرج ومرجئ و ) إذا نسبت إليه قلت هو ( مرجئ ) بالتشديد ( ومرجائي ) على ما ذكر في الهمز ( وأرجأت ) الحامل ( دنت ان يخرج ولدها ) فرجى ولادها قال الراغب وحقيقته جعلت لصاحبها رجاء في نفسه بقرب نتاجها قال ذو الرمة * إذا أرجأت ماتت وحى سليلها * ويقال أيضا أرجت بلا همز ( فهى مرجئة ومرجئ ورجى ) ارجل ( كرضى انقطع عن الكلام ) وقال الازهرى إذا دهش وقال الفراء يقال بعل وبقر ورتج ورحى وعقر إذا أراد الكلام فأرتج عليه ( ورجى عليه كعنى أرتج عليه و ) من المجاز ( ارتجاه ) إذا ( خافه ) يقال لقيت هولا وما ارتجوته أي ما خفته نقله الزمخشري وأنشد الليث لا ترجى حين تلافى الذائدا * أسبعة لاقت معا أو واحدا أي لا تخاف ( والارجية كاثفيه ما أرجئ من شئ ) نقله ابن سيده ( ورجاء مشددة صحابية غنوية ) أي من بنى غنى ( بصرية ) أي نزلت البصرة ( روى عنها ) اما المعبرين محمد ( بن سيرين ) الحديث ( في تقديم ثلاثة من الولد ) رواه هشام عن ابن سيرين عنها والحديث في المسند صحيح وأورده أيضا الشرف الدمياطي في التسلى والغتباط بسنده المتصل * ومما يستدرك عليه رجيه يرجاء كرضيه لغة في رجاه يرجوه عن الليث وأنكره الازهرى عليه وقال لم أسمعه لغيره مع ان ابن سيده ذكره أيضا قال الليث والرجو المبالاة ما أرجو ما أبالى قال الازهرى وهذا منكر وانما يستعمل الرجاء بمعنى الخوف إذا كان معه حرف نفى ومنه ما لكم لا ترجون لله وقارا المعنى ما لكم لا تخافون لله عظمة قال الفراء ولم نجد معنى الخوف يكون رجاء الا ومعه جحد فإذا كان كذلك كان الخوف على جهة الرجاء والخوف وكانا لرجاء كذلك تقول ما رجوتك أي ما خفتك ولا تقول رجوتك في معنى خفتك قال أبو ذؤيب إذا لسعة النحل لم يرج لسعها * وحالفها في بيت نول عواسل قال الجوهرى أي لم يخف ولم يبال وأنشد الزمخشري في الاساس تعسفتها وحدي ولم أرج هو لها * بحرف كقوس البان باق هبابها وقال الراغب بعد ما ذكر قول أبى ذؤيب ووجه ذلك ان الرجاة والخوف يتلازمان وفى الصحاح لان الراجى يخاف انه لا يدرك ما يترجاه ورجاء ومرجى اسمان وكذلك المرتجى وأبو رجاء العطاردي محدث وأبو رجاء السرخسى صاحب الجامع بسرخس الذى نسب إليه أبو الفضل الرجائى وأرجاء موضع باصبهان منه على بن عمر بن محمد بن الحسن الا رجائي المحدث وأبو رجوان قرية بمصر في الصعيد
الادنى و ( الرحام ) معروفة ( مؤنثة ) وهى الحجر العظيم المستدير الذى يطحن به ( وهما رحوان ) بالتحريك والياء أعلى قال الجوهرى وكل من مد فقال رحاء ورحا آن وأرحية مثل عطاء وعطا آن وأعطية جعل الالف منقبلة عن الواو ولا أدرى ما حجته وما صحته ( ورحوتها ) رحوا ( عملتها ) والياء أكثر كما في المحكم ( أو أدرتها ) كما في الصحاح ( ورحت الحية ) ترحو ( استدارت ) وتلوت ( كترحت ) كما في الصحاح زاد بن سيده كالرحى ولذا يقال لها احدى بنات طبق * ومما يستدرك عليه قصعة رحاء ككتان قريبة القعر وقيل واسعة والمرحى كمحدث الثرى في الارض مقدار الراحة عن أبى حنيفة ى ( كرحيتها ) رحيا أي عملتها أو أدرتها وقوله ( نادرة ) مخالف لما في الاصول الصحاح والتهذيب والمحكم انهما لغتان صحيحان وقوله ( فيهما ) أي في العمل والادارة ( و ) الالف منقبلة عن الياء تقول ( هما رحيان ) بالتحريك وأنشد الجوهرى لمهلهل كأنا غدوة وبنى أبينا * بجنب عنيرة رحيا مدير ( ج ) في القلة ( أرح و ) الكثير ( ارحاء و ) يقال ( أوحى ) بالضم وكسر الحاء وتشديد الياء ( و ) ربما قالوا ( رحى ورحى ) بالضم والكسر ( وأرحية نادرة ) وكرهها بعضهم كما في المحكم وفى التهذيب كأنها جماعة الجماعة وقال أبو حاتم ارحاء ومن قال أرحية فقد أخطأ وكذا في قفا وفى المصباح قال ابن الانباري والاختيار أن يجمع الرحا على الارحاء لان جمع فعل عن أفعلة شاذ وقال الزجاج ولا يجوز أرحية (1/8400)
لان أفعلة جمع الممدود لا المقصور وليس في المقصور شئ يجمع على أفعلة ( والمرحى ) كمحدث ( صانعها ) الذى يسويها ( والرحى الصدور ) أيضا ( كركرة البعير ) لاستدارتها ( و ) أيضا ( قطعة من النجفة مشرفة ) على ما حولها ( تعظم نحو ميل ) والجمع الارحاء وقيل الارحاء قطع من الارض غلاظ دون الجبال تستدير وترتفع عما حولها كذا في المحكم وقال شمر الرحى من الارض مكان مستدير غليظ يكون بين الرمال وقال ابن شيمل القارة الضخمة الغليظة وانما رحاها استدارتها وغلظها واشرافها على ما حولها وانها أكمة مستديرة مشرفة ولا تنقاد على وجه الارض ولا تنبت بقلا ولا شجرا ( و ) من المجاز الرحى ( حومة الحب ومعظمة ) والذى في المحكم رحى الموت معظمه فالظاهر أن في عبارة المصنف سقطا فان الحرب مؤنثة فكيف يعود إليه ضمير معظمه فتأمل ( كالمرحى ) كمقعد ومنه قول سليمان بن صرد أتيت عليا حين فرغ من مرحى الجمل قال أبو عبيد يعنى من الموضع الذى دارت عليه رحى الحرب وقال الشاعر على الجرد شبانا وشيبا عليهم * إذا كانت المرحى الحديد المحرب ( و ) من المجاز الرحى ( سيد القوم ) عن ابن سيده زاد الازهرى الذى يصدرون عن رأيه وينتهون الى أمره وكان يقال لعمر بن الخطاب رحى العرب ( و ) من المجاز الرحى ( جماعة العيال ) نقله ابن سيده ( و ) الرحى ( الضرس ) والجمع الارحاء وهى الضراس عامة كما في الصحاح وخص بعضهم به بعضها فقال للانسان اثنتا عشرة رحى في كل شق ست فست من أعلى وست من أسفل وهى الطواحن ثم النواجذ بعدها وهى أقصى الاضراس وقيل الارحاء بعد الضواحك ( و ) من المجاز الرحى ( القبيلة المستقلة ) بنفسها المستغنية عن غيرها والجمع الارحاء كما في الصحاح ( و ) الرحى نبت تسمية الفرس ( الاسفا ناخ ) وفى المحكم اسبانخ وهو على التشبيه لاستدارة ورقه ( و ) الرحى ( فرسن البعير والفيل ) جمعه الارحاء كذا في المحكم وفى التهذيب قال الليث يقال الفراسن الفيل ارحاؤه * قلت وكذا فراسن الجمل وثفنات ركبه وكركرته ارحاؤه وأنشد اليك عبد الله يا محمد * بانت لها قوائد وقود * وتاليات ورحى تميد قال ابن السكيت رحى الابل مثل رحى القوم وهى الجماعة يقول استاخرت حواجرها واستقدمت قوائدها ووسطت رخاها بين القوائد والحواجر ( و ) في الصحاح الرحى من الابل الطحانة وهى ( الكثيرة من الابل المزدحمة ) و ( جمع الكل ارحاء و ) الرحى ( فرس ) للنمر بن قاسط ( و ) الرحى ( جبل بين اليمامة والبصرة ) قال نصر عن يمين الطريق من اليمامة الى البصرة بين السيدان وكاظمة ( و ) أيضا ( ع بسجستان منه محمد بن أحمد بن ابراهيم ) الرحائى السجستاني عن أبى بشر أحمد بن محمد المروزى وعنه القاضى أبو الفضل أحمد بن محمد الرشيدى ( ورحى بطان أرض بالبادية ورحى البطريق ع ببغداد ورحى جابر ع ببلاد العرب ) وفى نسخة ببلاد الغرب ( ورحى عمارة ) موضع ( بالكوفة ورحى المثل ع ) آخر ( و ) أبو الرضا ( أحمد بن العباس ) بن محمد بن على ابن اسمعيل الهاشمي عرف ب ( ابن الرحى ) ويعرف بالرحايئى أيضا ( محدث ) شريف صالح روى عن أبى نصر الزينبي وعنه ابن المسعانى ( وأبو رحى كسمى أحمد بن خنبش ) الحصمى ( محدث و ) رحية ( كسمية بئر قرب الحجفة والارحاءة بواسط ) العراق ( منها ) أبو
السعادات ( على بن أبى الكرم ) بن على ( المحدث الاحائى ) الضرير سمع صحيح البخاري ببغداد من أبى الوقت وروى ومات في سلخ جمادى الاخرة سنة 609 وسماعه صحيح قاله ياقوت * ومما يستدرك عليه مرحى الجمل موضع بالبصرة والرحى الحجارة والصخرة العظيمة وقال ابن الاعرابي رحاه إذا عظمه وحراه إذا أضافه ودارت عليه رحى الموت إذ انزل به والرحى ماء باليمامة وريحة كسيمة ناحية يمانية عن نصر ورحيات موضع ويقال هو بالزاى والخاء قال امرؤ القيس خرجنا نريغ الوحش بين ثعالة * وبين رحيات الى فج أخرب والرحى الاسفا ناخ ودائرة تكون حول الظفر و ( الرخو مثلثه الهش من كان شئ وهى بها ) التثليث ذكره ابن سيده واقتصر الجوهرى على الكسر والفتح وفى التهذيب قال الليث الرخو والرخو لغتان في الشئ الذى فيه رخاوة * قلت كلامهم الجيد بالكسر قاله الاصمعي والفراء قالا والفتح مولد انتهى وفى المصباح الضم لغة الكلابيين ( رخو ) الشئ ( ككرم ورضى رخا ) بالقصر وفى المحكم بالمد ( ورخاوة ورخوة ) هذه ( بالكسر ) قال ابن سيده نادرة قال شيخنا وحكى بعض التثليث في الرخوة أيضا ( صار رخوا ) أي هشا ( كاسترخى ) ومنه قول طفيل الغنوى فأبل واسترخى به الخطب بعد ما * أساف ولولا سعينا لم يؤبل يريد به حسنت حاله كذا في الصحاح وفى التهذيب استرخى به الامر واسترخت به حاله إذا وقع في حال حسنة بعد ضيق وشدة وأنشد قول طفيل وقال استرخى به الخطب أي أرخاه خطبه ونعمه وجعله في رخاء وسعة وهو مجاز ( وأرخاه ) أي الرباط كما في المحكم ( وراخاه جعله رخوا وفيه رخوة بالكسر والضم ) أي ( استرخاء و ) قولهم في الامن المطمئن ( أرخى عمامته ) أي ( أمن واطمأن ) لانه لا ترخى العمائم في الشدة ( و ) أرخى ( الفرس و ) أرخى ( له طول له من حبسله ) وفى الاساس أرخى له الطول خلاه وشأنه وهو مجاز ( و ) أرخى ( الستر أسد له والحروف الرخوة سوى ) قولك ( لم يرعونا ) أو لم يروعنا وفى المحكم هي ثلاثة عشر التاء والحاء والخاء والدال والزاى والطاء والصاد والضاد والعين والفاء والسين والشين والهاء والحرف الرخو هو الذى يجرى فيه الصوت ألا ترى انك (1/8401)
تقول المس والرش والسح ونحو ذلك فتجد الصوت جاريا مع السين والشين والحاء وفى شرح شيخنا هذا سبق لم من المصنف فان الحروف منها شديدة ورخوة وما بين الرخوة والشديدة فما ذكره هي اللينة وما سواها شامل للشديدة كما لا يخفى على من له نظر سديد ولقد رأيت للمصنف رحمه الله تعالى مواضع مثل هذا تدل على انه برئ من علم القراآت قاله المقدسي وهو كلام ظاهر والمصنف قلد الصاغنى في سياقه الا أنه خالفه فأوقع نفسه في الورطة فسياق الصاغانى والحروف الرخوة ما عدا ما في قولك لم يرعونا فتأمل ( والرخاء بالضم الريح اللينة ) وفى الاساس طيبة الهبوب قال الاخفش في قوله تعالى تجرى بامره رخاء أي جعلناها رخاء ( و ) الرخاء ( بالفتح سعة العيش ) وقد ( رخو ككرم ودعا ورعا ورضى ) يرخو ويرخى ( فهو راخ ورخى ) يقال انه لنفى عيش رخى وهو رخى البال إذا كان ناعم الحال ( وراخت ) المرأة ( حان ولادها وتراخى ) عنى ( تقاعس ) وتباطأ وعن حاجته فتر ( وراخاه ) مراخاة ( باعده والارخاء شدة والعدو أو ) هو ( فوق التقريب ) وقال الازهرى الارخاء العلى أشد الحضر سار بها كذلك ) قاله الليث وقال الازهرى أرخى الفرس في عدوه إذا أحضر وهو ما مأخوذ من الريح الرخاء ( فهى مرخاء بالكسر ) يقال فرس مرخاء وناقة مرخاء من خيل مراخ من الارخاء وهو الحضر الذى ليس بالملهب كما في الاساس وفى الصحاح واتان مرخاء كثيرة العدو ( و ) أرخت ( الناقة استرخى سلاها ) وأصلت انهك صلاها وهو انفراج الصلوين عند الولادة كما في التهذيب ( وتراخى السماء أبطأ المطر ) نقله الجوهرى ( ومرخية كمحسنة لقب جامع بن مالك بن شداد ) كذا في النسخ وفى التكلمة لقب جامع بن شداد ابن ربيعة بن عبد الله بن أبى بكر بن قلاب وانما لقب به لقوله ومدوا بالروايا من لحيظ * فرخوا المحض بالماء العذاب قاله ابن الكلبى في كتاب القاب الشعراء ( والارخية كاثفية ما أرخى من شئ ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه استرخى به الامر وقع في رخاء بعد شدة وان ذلك الامر ليذهب منى في بال رخى إذا لم تهتم به والمراخاة أن تراخى رباطا أو رباقا يقال راخ له من خناقة أي رفه عنه وأرخ له قيده أي وسعه ولا تضيقه وأرخ له الحبل أي وسع عليه في تصرفه حتى يذهب حيث شاء وهو مجاز وترخية الشئ بالشئ خلطه وتراخى الفرس إذا فتر في عدوه نقله الازهرى وفرس رخوة سهلة مسترسله نقله الجوهرى وفى الاساس فرس رخو العنان سلس القياد قال الجوهرى وأما قول أبى ذويب تعدو به خوصاء يفصم جريها * حلق الرحالة فهى رخو تمزع أراد فهى شئ رخو فلهذا لم يقل رخوة وقال الراغب فهى رخو تمزع أي رخو السير كريح الرخاء وفى الامر تراخ أي فسحة وامتداد
والرخاء كشداد موضع بين اضاخ والزين تسوخ فيه أيدى البهائم وهما رخاوان وأبو مرخية كمرمية من كناهم ومنية الرخا أو أبو الزخا قرية بمصر وأبو جعفر احمد بن عبد العزيز الاشبيلى يعرف بابن المرخى أخذ النحو عن أبى مروان بن سراح مات سنة 533 وابن عمه الوزير أبو بكر بن المرخى أخذ عن أبى على الجبائى ذكره ابن دباغ ورخيات مصغرا موضع و ( رداه بحجر ) يردوه ردوا أهمله الجوهرى وابن سيده وقال الصاغانى أي ( رماه به ) وقال ابن سيده في التركيب الذى يليه لم يوجد في كلام العرب رد و انتهى قال الصاغانى وكذلك رد الفرس يردو ( و ) هي ( لغة في ى * ردى الفرس كرمى ) يردى ( رديا ) بالفتح ( ورديانا ) بالتحريك إذا ( رجمت ) كذا في النسخ والصواب رجم كما هو نص الصحاح أيضا ونص المحكم وردت الخيل رديا ورديانا رجمت فكأنه أخذ أول العبارة من الصحاح ثم ساق سياق المحكم ( الارض بحوافرها ) في سيرها وعدوها هذا نص المحكم ( أو هو بين العدو والمشى ) ونص الجوهرى عن ابن السكيت رجم الارض رجما بين العدو والمشى الشديد قال الاصمعي قلت لمنتجع بن نهبان ما الرديان قال عدو الحمار بين آريه ومتمعكه انتهى زاد ابن سيده وقيل الرديان التقريب ( وأرديتها ) كذا في النسخ والصواب وأرديته وأما ابن سيده فانه قال وأردها لما سبق له في أول السياق ردت الخيل فساغ له ارجاع الضمير المؤنث إليها بخلاف المصنف ( و ) ردى ( الغراب حجل ) كما في المحكم ( و ) ردت ( الجارية ) رديانا ( رفعت رجلا ومشت على أخرى ) ونص المحكم على آخر وصحح عليه الارموى ونص التهذيب ومشت على رجل ( تلعب و ) ردى ( الشئ ) بالحجر ( كسره ) كما في المحكم وفى الصحاح ردى الحجر بصخرة أو بمعول ضربه ليكسره ( و ) ردت ( غنمه زادت كاردت ) نقله ابن سيده عن الفراء ( و ) ردى ( فلانا صدمه ) كما يصدم المعول الحجر ( و ) رداه ( بحجر رماه به ) قال ابن حلزة * وكان المنون تردى بنا أعصم صم ينجاب عنه العماء ( وهو ) أي ذلك الحجر الذى يرمى به ( المردى ) كذا في النسخ وهو نص الصحاح والذى في المحكم والتهذيب المرادة وجمعها المرادى وسيأتى قريبا ( و ) ردى ( فلان ذهب ) يقال ما أدرى أين ردى أين ذهب ( و ) يقال ردى ( في البئر ) إذ ( سقط ) فيها ( كتردى ) كما في الصحاح ومنة المتردية وهى التى تطيح في بئر فتموت وقوله تعالى وما يغنى عنه ماله ماله إذا تردى أي سقط في هوة النار وقال الليث التردي التهور في مهواة ( وأراده غيره ) أسقطه ( ورداه ) تردية ( مثل ذلك ( وردى ) فلان ( كرضى ردى ) بالقصر ( هلك ) فهو رد أي هالك ( وأراده ) غيره ومنه قوله تعالى ان كدت لتردين أي لتهلكني ( وارداء ) ككتاب ( ملحفة م ) معروفة وفى (1/8402)
الصحاح الذى يلبس والجمع الاردية وفى المصباح الرداء مذكر ولا يجوز تأنيثه قاله ابن انبارى ( كالرداءة ) كقولهم الازار والازارة ( والمرادة ) جمعها المرادى ومنه قوله لا يرتدى مرادى الحرير * ولا يرى بسدة الامير * الا لحلب الشاء والبعير وقال ثعلب لا واحد لها قال الجوهرى وتثنية الرداء الرداآن وان شئت رداوان لان كل اسم مهموز ممدود فلا تخلو همزته اما أن تكون أصلية فتتركها في التثنية على ما هي عليه ولا تقبلها فتقول جزاآن وخطاآن واما أن تكون للتأنيث فتقلبها في التثنية واوا لا غير تقول صفروان سوداوان واما أن تكون منقبلة عن واو أو ياء مثل كساء ورداء أو ملحقة مثل علباء وحرباء ملحقة بسرداح وشملال فأنت فيها بالخيار ان شئت قلبتها واوا مثل همزة التأنيث فقلت كساوان وعلباوان وان شئت تركتها همزة مثل الاصلية وهو أجود فقلت كساآن ورداآن والجمع أكسية وأردية ( و ) الرداء ( السيف ) قال ابن سيده أراه على التشبيه بالرداء من الملابس قال متمم لقد كفن المنهال تحت ردائه * فتى غير مبطان العشيات أرواعا وكان المنهال قتل أخاه مالكا وكان الرجل إذا قتل رجلا مشهورا وضع سيفه عليه ليعرف قاتله وفى التهذيب قيل للسيف رد له لان متقلده بحمائله مترد به قالت الخنساء وداهية جرها جارم * جعلت رداءك فيها خمارا أي علوت بسيفك فيها رقاب أعدائك كالخمار الذى يتجلل الرأس ( و ) ارداء ( القوس ) عن الفارسى لان المتقلد بها يترداها كالرداء وفى الحديث نعم الرداء القوس قال ابن الاثير لانها تحمل موضع الرداء من العاتق ( و ) الرداء ( العقل والجهل ) كلاهما عن ابن الاعرابي وأنشد رفعت رداء الجهل عنى ولم يكن * يقصر عنى قبل ذاك رداء ( و ) قال مرة الرداء كل ما يزينك حتى دارك وإبيك قال ابن سيده فعلى هذا يكون ارداء ( مازان وماشان ) قال المصنف وهو ( ضد ) أي بين العقل والجهل وبين الزين والشين وفيه نظر ( و ) في حديث على رضى الله تعالى عنه من أراد البقاء فليباكر الغداء وليبكر العشاء وليخفف الرداء وليجدا الحذاء وليقل غشيان النساء قال ابن سيده الرداء هنا ( الدين ) قال ثعلب أراد لو زاد شئ في العافية
لزاد هذا ولا يكون وفى التهذيب بعد ذكر الحديث قالوا وما تخفيف الرداء في البقاء قال قلة الدين قال الازهرى سماه رداء لان الرداء يقع على المنكبين ومجتمع العنق والدين أمانة والعرب تقول في ضمان الدين هذا لك في عنقي لازم رقبتي انتهى وزاد ابن الاثير وهى أي الرقبة موضع الرداء ( و ) في التهذيب الرداء ( الوشاح وتردت الجارية توشحت ) قال الاعشى وتبرد برد رداء العرو * س بالصيف رقرقت فيه العبيرا يعنى به وشاحها المخلق بخلوق ( و ) تردت ( لبست الرداء كارتدت و ) من المجاز ( هو غمر الرداء أي ( كثير المعروف واسعه ) نص المحكم واسعه ونص التهذيب كثيره زاد في المحكم وان كان رداؤه صغيرا وأنشد لكثير غمر الراء إذا تبسم ضاحكا * غلقت لضحكته رقاب المال ويقال عيش غمر الرداء أي خصيب ( و ) من المجاز هو ( خفيف الرداء ) أي ( قليل العيال ) لانهم كالغل في الرقبة ( و ) أيضا خفيف الدين وقد تقدم وجهه ( وراداه ) مراداة ( راوده ) مقلوب عنه نقله ابن سيده والجوهري وأنشد الطفيل الغنوى يرادى على فأس اللجام كأنما * يرداى به مرقاة جذع مشذب ( و ) يقال أيضا راداه بمعنى ( داراه ) حكاه أبو عبيد كما في الصحاح وفى التهذيب قال أبو عمرو راديت الرجل وداجيته وداليته وفانيته بمعنى واحد ( و ) رادى ( عن القوم ) مراداة ( رمى عنهم بالحجارة ) وفى الصحاح رامى بالحجارة ( ورجل ردها لك وهى ردية ) كفرحة كما في الصحاح وفعله ردى يردى كرضى وقد تقدم ( والمردى بالضم والشد ) وليس في نسخ الصحاح شد الياء ( خشبة تدفع بها السفينة ) تكون بيد الملاح ( ج مرادى ) كما في الصحاح وهى المدارى بلغه العامة واحدها مدرى ( والرادى الاسد ) لكونه يردى أي يصدم ( والمرادي الازر ) قال ثعلب لا واحد لها وقيل واحدها مرداة وقد تقدم قريبا ( و ) المرادى ( قوائم الابل والفيف ) كذا في النسخ وهو نص الليث في المحكم الفيلة وهو على التشبيه أي بالمرادى التى هي الحجارة قال الازهرى سميت بذلك لثقلها وشدة وطئها نعت لها خاصة ( والرداة الصخرة ج ردى ) وأنشد الجوهرى وقربوا للبين والتمضى * فحل مخامص كالردى المنقض وفى التهذيب عن الفراء يقال للصخرة اردادة وجمعها رديات قال ابن مقبل وقافية مثل حد الردا * ة لم تترك لمجيب مقالا وقال طفيل * رداة تدلت من صخور يلملم * ومما يستدرك عليه انه لحسن الردية بالكسر أي الارتداد كالجلسة من الجلوس نقله الجوهرى وارتدى فلان فلان تقلد بالسيف وارتدت الجاريد رفت رجلا ومشت على رجال تعلب نقله الازهرى وفى الصحاح ردى الغلام رفع احدى رجلية وقفز بالاخ رى وفى المثل كل ضب عنده مرداته وهى الصخر التى يهتدى بها الى حجره يضرب للشئ العتيد (1/8403)
ليس دونه شئ وقال النضر المرداة الحجر الذى لا يكاد الرجل الظابط يرفعه بيديه يردى به الحجر والمكان الغليظ يحرفونه فيصربونه به فيلينونه ويردى به حجر الضب إذا كان في قلعة فتلين القلعة ويهدمها والردى انما هو رفع بها ورمى بها والمرادي المرامى ويقال للرجل الشجاع انه لمردى حروب وهم مرادى الحروب وبشبه بالمرادة الناقة في الصلابة فيقال ناقة مرادة كما في الصحاح وفى المحكم انه لمردى خصومة وحرب أي صبور عليها وهو مجاز وردى على الشئ واردى زاد يقال أردى على الخمسين والثمانين والردى الزيادة يقال ما بلغت ردى عطيتك ويعجبنى ردى قولك أي زيادته قال الشاعر تضمنها بنات الفحل عنهم * فاعطوها وقد بلغوا رداها وتردى وقع من جبل فمات وردى فلان في القليب يردى كرضى لغة في ردى كرمى عن ابى زيد وامرة هيفاء المردى أي ضامرة موضع الوشاح ورداء الشباب حسنه وغضارته ونعمته ورداء الشمس حسنها ونورها ورديته تردية البسته الرداء و ( الرذى كغنى من أثقله المرض و ) قال ابن الاعرابي هو ( الضعيف من كل شئ وهى بهاء ج رذايا ورذاة ) بالضم وهذه شاذة وعسى أن تكون على توهم راذ كما في المحكم ( وقد رذى كرضى رذاوة وأرذيته ) قال ابن سيده وانما قضينا على هذه وأبالواو لوجود رذاوة ( وأرذى صارت خيله وابله رذايا ) نقله الصاغانى ( و ) أرذى ( فلانا أعطاه رذية ) وهى الناقة المزولة من السير وقال أبو زيد هي المتروكة التى حسرها السفر لا تقدر ان تلحق بالركاب قال ( و ) أرذى ( ناقته خلفها وهزلها ) نقله الجوهرى ومنه حديث ابن الاكوع وأرذوا فرسين فأخذتهما أي تركوهما لضعفهما وهزالهما كذا في النهاية ( وراذان ع بأصبهان هكذا في النسخ والصواب ببغداد على ما في الباب والتبصير وقال نصر طسوج بين السواد وهما صقعان راذان الاعلى والاسفل قال ابن سيده وانما قضيت على الفها بواو لانها عين وانقلاب الالف عن الواو عينا أكثر من انقلابها عن الياء و ( أصله روذان ) ثم اعتلت اعتلال ماهان وداران ومر ذلك في الصحيح على قول من اعتقد نونها أصلا كطاء ساباط وانه انما ترك صرفه لانه اسم للبقعة * ومما يستدرك عليه أرذى الرجل بالبناء
للمجهول أثقله المرض كذا في المحكم والمرذى المنبوذ وقد ارذيته نقله الجوهرى وقد أخطأ المصنف في تحديد راذان وقصر في عدم ذكر المنسوب اليسه على عادته كما أغفل عن ذكر راذان المدينة ومن ينسب إليه فالمنسوب الى راذان العراق هو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن الراذانى سمع من الحافط أبى القاسم السمرقندى وعنه الحافظ أبو المحاسن عمر بن على الدمشقي ومات قبله باثنتى عشره سنة قال المنذرى في التكلمة هو منسوب الى راذان العراق لا راذان المدينة توفى سنة 587 وجده محمد بن الحسن الزاهد توفى سنة 480 ومن راذان المدينة أبو سعيد الوليد بن كثير بن سنان المدنى الراذنى سكن الكوفة عن ربيعة الرأى وعنه زكريا بن عدى و ( ررا كعلى ) أهمله الجماعة وقال الحافظ هو ( جد أبى الخير محمد بن أحمد ) بن ررا ( امام جامع أصبهان ) روى عن عثمان البرجى وطبقته * ومما يستدرك عليه راران ان كان يجعل كراذان في كون أصله روران فهذا محل ذكره والا فموضعه النون وقد تقدم وهو موضع بأصبهان ى ( رزى فلانا كرمى ) يرزيه رزيا ( قبل بره و ) في الصحاح ( أرزى ) ظهره ( إليه ) أي ( استند ) إليه ( والتجأ ) قال رؤية * أنا ابن انضاد إليها أرزى * وذكره الليث بالهمزأ رزأ هكذا * ومما يستدرك عليه رازان ان كان سبيله سبيل راذان المتقدم فهذا محل ذكره هو موضع منه أبو عمر وخالد بن محمد الرازانى والا فانه قد تقدم في النون و ( رسا ) الشئ يرسو ( رسوا ) بالفتح ( ورسوا ) كعلو ( ثبت كأرسى ) ارساء ( و ) رست ( السفينة ) ترسو رسوا أي ( وقفت على البحر ) كذا في النسخ والصواب اللنجر كما هو نص الصحاح وفى التهذيب الانجر وهو الصحيح * قلت واللنجر معرب لنكر وهو المرساة وقد مر ما فيه في ن ج ر وفى المحكم رست السفينة بلغ اسفلها القعر فثبتت وفي التهذيب انتهى اسفلها الى قرار الماء فبقيت لا تسير ( وأرسيته ) هكذا في النسخ فان كان الضمير الى السفينة فالصواب وأرسيتها وان كان الى أبعد مذكور وهو الشئ فهو بعيد ( و ) رسا ( الصوم ) رسوا ( نواه ) نقله الازهرى ( و ) رساله ( رسوا من الحديث ) إذا ذكره كذا في المحكم وفى التهذيب ( ذكر طرفا منه ) قاله الليث وقال ابن الاعرابي هو الرسو والرس ( و ) رسا ( عنه ) حديثا إذا ( رفعه وحدث به عنه ) نقله ابن سيده والجوهري ( و ) من المجاز رسا ( الفحل بشوله ) رسوا إذا ( تفرقت عنه فهدر بها ) وصاح ( فراغت إليه وسكنت ) واستقرت كما في الاساس والمحكم قال رؤية إذا اشمعلت سننا رسا بها * بذات خرقين إذا حجا بها وفى الصحاح وربما قالوا قد رسا الفحل بالشمول وذلك إذا قعا ( والمرساة ) بالكسر ( أنجر السفينة ) التى ترسى به وتسميها الفرس لنكر كما في الصحاح وفى التهذيب أنجر ضخم يشد بالحبال ويرسل في الماء فيمسك السفينة ويرسيها حتى لا تسير ( والرسوة الدستينج ) عن ابن الاعرابي كما وفى التهذيب وهكذا هو مضبوط في النسخ بكسر التاء وسكون التحتية وفتح النون وفى المحكم الرسوة السوار من الذبل وعن كراع الدستينج وجمعه رسوات ولا يكسر قال الارموى كذا وجدته في كتاب المجرد لكراع فليحقق * قلت يشير الى انه بفتح التاء والموحدة وسكون النون وكلاهما معربان وقال ابن السكيت السوار إذا كان من خرز فهو الرسوة في الصحاح الرسوة شئ من خرز ينظم كالدستينج ( و ) قوله تعالى بسم الله ( مجراها ومرساها ) بضم ميمهما من أجريت وأرسيت ( وقد تفتح ميمهما من جرت ورست ) (1/8404)
قال الازهرى أجمع القراء على ضم ميم مرساها واختلفوا في ميم مجراها ففتحها الكوفيون وقال أبو اسحق من ضمهما فمعناه بسم الله اجراؤها وارساؤها ومن قرأ بالفتح فمعناه جريها وثباتها غير جارية وجاز أن يكونا بمعنى مجراها ومرساها ( وقرئ مجريها ومرسيها ) على ان يكون ( نعتا لله تعالى ) معناه الله يجريها ويرسيها ( و ) من المجاز ( ألقت السحاب ) وفى الصحاح والمحكم والاساس السحابة ( مراسيها ) أي دامت وقيل ( استقرت وجادت ) كما في المحكم وفى التهذيب ثبتت تمطر ( و ) قوله تعالى يسألونك عن الساعة ( أيان مرساها ) قال الزجاج معناه ( متى وقوعها ) والساعة هنا الوقت الذى يموت فيه الخلق ( وراساه ) مراساة ( سابحه ) نقله الازهرى ( و ) الرسى ( كغنى العمود الثابت ) في ( وسط الخباء و ) هو إيضا ( الثابت في الخير والشر ) كل ذلك عن الازهرى والصاغانى ( ومرسية بالضم د بالمغرب ) وهو من أعمال تدمير محدث بناه الامير عبد الرحمن بن الحكم الاموى المعروف بالداخل وقال ابن الاثير مرسية مدينة بالانلس وقال ان الامير ظبطها هكذا بالميم المضمومة وقال قال السمعاني كنت أسمع المغاربة بفتحونها منها الامام أبو غالب
تمام بن غالب التيانى اللغوى المصنف ( و ) من المجاز ( قدر راسية ) أي ( لا تبرح مكانها لعظمها ) وبه فسر قوله تعالى وقدور راسيات قال الفراء أي لا تنزل غن مكانها لعظمها وزاد ابن سيده ولا يطاق تحويلها * ومما يستدرك عليه رست قدمه ثبتت في الحرب ورسا بينهم أصلح ورسا الحديث في نفسه أي حدث به نفسه ورسا الجبل يرسو إذا ثبت أصله في الارض وجبال رواس وراسيات وذكر الجوهرى هنا تمرة نرسيانه بالكسر وقد ذكره المصنف في ن ر ص وترسي ثبت وألقوا مراسيهم أقاموا وما أرسى ثبير أي ما أقام في محله وهو مجاز والمراسي قرية بمصر و ( الرشوة مثلة ) الكسر هو المشهور والضم لغة وعليها اقتصر ابن سيده والازهري والجوهري وصاحب المصباح والفتح عن الليث ( الجعل ) وهو ما يعطيه الشخص الحاكم أو غيره ليحكم له أو بحمله على ما يريد ( ج رشا ) بالضم كمدية ومدى ( ورشا ) كسدرة وسدر وهى الاكثر ( ورشاه ) رشوا ( أعطاه اياها وارتشى أخذها ) ومنه الحديث لعن الله الراشى والمرتشي والرائش قال ابن الاثير الرشوة الوصلة الى الحاجة بالمصانعه وأصله من الرشاء الذى يتوصل به الى الماء فالراشي الذى يعينه على الباطل وامرتشى الا خذوا الرائش من يسعى بينهما يستزيد لهذا أو يستنقض لهذا فاما ما يعطى توصلا الى أخذ حق أو دفع ظلم فغير داخل فيه وروى عن جماعة من أئمة التابعين قالوا لا بأس أن يصانع الرجل عن نفسه وماله إذا خاف الظلم ( واسترشى ) في حكمه ( طلبها ) عليه نقله الجوهرى ( واسترشى ( الفصيل ) إذا ( طلب الرضاع فأرشيته ) ارشاء نقله الجوهرى ( وراشاه ) مراشاة ( حاباه ) نقله ابن سيده ( و ) أيضا ( صانعه ) وفى الصحاح ظاهره ( ونرشاه لا ينه ) نقله ابن سيده والجوهري ( والرشاء ككساء الحبل ) ومنه أخذت الرشوة كما تقدم ( كالترشاة بالكسر ) قال شيخنا ظاهره انه عام وصرحوا بأنه لم يسمع الا في مثل الاخذة فاعرفه * قلت يشير الى ما قال اللحيانى ومن كلام المؤاخذات للرجال أخذته بدباء مملا من الماء معلق بترشاء قال الترشاء الحبل لا يستعمل هكذا الا في هذه الاخذة ( ج ) الرشاء ( أرشية ) ككساء وأكسية قال ابن سيده وانما حملناه على الواو لانه يوصل به الى الماء كما يوصل بالرشوة الى المطلوب * قلت وهذا عكس ما ذكرناه أولا من ان الرشوة مأخوذة من الرشاء ( و ) الرشاء ( منزل للقمر ) على التشبيه بالحبل قال الجوهرى كواكب كثيرة صغار على صورة السمكة يقال لها بطن الحوت وفى سرتها كوكب نير ينزله القمر ( وأرشية اليقطين والحنظل خيوطهما ) نقله ابن سيده ( والرشاة ) كالحصاة ( نبت ) يشرب للمشى وفى التهذيب لدواء المشى وقال كراع عشبة نحو القرنوة ( ج رشا ) قال ابن سيده وانما حملناها على الواو لوجود ر ش ووعدم ر ش ى ( و ) الرشى ( كغنى الفصيل و ) إيضا ( البعير يقف فيصيح الراعى ارشه ارشه ) بهمزة الوصل ( أو أرشه أرشه ) بهمزة القطع وبضم الشين مع همزة الوصل أيضا كما هو نص ابن الاعرابي ( فيحك خورانه بيده فيعدو وأرشى ) الرجل ( فعل ذلك ) كل ذلك عن ابن الاعرابي ( و ) أرشى ( القوم في دمه شركوا و ) أرشوا ( بسلاحهم فيه أشرعوه فيه و ) أرشى ( الحنظل امتدت أغصانه ) كالحبال نقله الازهرى ( و ) أرشى ( الدلو جعل لها رشاء ) نقله الجوهرى وابن سيده ( و ) يقال ( انك لمسترش لفلان ) أي ( مطيع له تابع لمسرته ) * ومما يستدرك عليه قال الليث الرشوة بالفتح فعل الرشوة بالكسر وقال أبو العباس الرشوة مأخوذة من رشا الفرخ إذا مد رأسه الى أمه لتزقه نقله الازهرى وصاحب المصباح واسترشى ما في الضرع إذا أخرجه نقله الازهرى و ( رصاه ) يرصوه رصوا أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( أحكمه وأتقنه ) أو ضم بعضه بعضا كرصصه ( وأرصى بالمكان لزمه لا يبرح ) كأرسى بالسين وكذلك رصرص ونص التكملة قعد به لا يبرح و ( رضى عنه وعليه ) إذا عدى بعلى فهو بمعنى عنه وبه وهو قليل وأنشد الاخفش للفحيف العقيلى إذا رضيت على بنو قشير * لعمر الله أعجبني رضاها كما في الصحاح وقال ابن سيده عداه بعلى لانها إذا رضيت عنه أحبته وأقبلت عليه فلذا استعمل على بمعنى عن قال ابن جنى وكان أبو على يستحسن قول الكسائي في هذا لانه قال لما كان رضيت ضد سخطت عداه بعلى حملا للشئ على نقيضه كما يحمل على نظيره وقد سلك سيبويه هذه الطريق في المصادر كثيرا فقال وقالوا كذا كما قالوا كذا وأحدهما ضد الاخر وقوله تعالى رضى الله عنهم ورضوا عنه تأويله انه تعالى رضى عنهم أفعالهم ورضوا عنه ما جازاهم به وقال الراغب رضا العبد عن الله أن لا يكره ما يجرى به قضاؤه (1/8405)
ورضا الله عن العبد هو أن يراه مؤتمرا لامره ومنتهيا عن نهيه وفى المصباح رضيت عليه لغة أهل الحجاز ( يرضى ) قال شيخنا هذا
مما أدخل به في الاصطلاح فان رضى من أوزانه المشهورة وكان عليه أن يضبطه الضبط التام كان يقول مثلا هو بكسر الماضي وفتح المضارع أو يقول كفرح أو نحو ذلك واما كلامه فانه يقتضى من اصطلاحه ان الماضي مفتوح والمضارع مكسور على قاعدة ما في الخطبة اه وما ذكره شيخنا فهو سديد الا أنه لشهرته لم يراع اصطلاحه السابق لا من اللبس فتأمل ( رضا ) بالكسر مقصورا مصدر محض وأما بالمد فهو اسم عن الاخفش أو مصدر راضاه رضاء ( ورضوانا ) بالكسر أيضا ( ويضمان ) الضم في الاخير عن سيبويه ونظره بشكران ورجحان وفى المصباح ان الضم لغة قيس وتميم وفى التهذيب القراء كلهم قرؤا الرضوان بالكسر الا ما روى عن عاصم انه قرأ بالضم وقال الراغب ولما كان أعظم الرضا رضا الله تعالى خص بلفظ الرضوان في القرآن بما كان من الله تعالى ( ومرضاة ) أصله مرضوة كل ذلك ( ضد سخط ) قال الجوهرى وانما قالوا رضيت عنه رضا وان كان من الواو كما قالوا شبع شبعا وقالوا رضى لمكان الكسر وحقه رضواه وفى المحكم قال سيبويه وقالوا رضيوا أسكن العين ولو كسرها لحذف لانه لا يلتقى ساكنان حيث كانت لا تدخلها الضمة وقبلها كسر وراعوا كسرة الضاد في الاصل فلذلك أقروها ياء وهى مع ذلك كله نادرة ( فهو راض من ) قوم ( رضاة ) كقضاة ( ورضى ) كغنى ( من ) قوم ( أرضياء ورضاة ) هذه عن اللحيانى وهى نادرة أعنى تكسير رضى على رضاة قال ابن سيده وعندي انه جمع راض لا غير ( ورض من ) قوم ( رضين ) عن اللحيانى ( وأرضاه أعطاه ما يرضيه ) ومنه قوله تعالى يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم ( واسترضاه وترضاه طلب رضاه ) بحمد وقيل ترضاه أرضاه بعد جهد قال الشاعر إذ العجوز غضبت فطلق * ولا ترضاها ولا تملق أثبت الالف في ترضاها لئلا يلحق الجزء خبن ( ورضيته ) أي الشئ ( و ) رضيت ( به ) رضا اخترته ورضيه لهذا الامر رآه أهلا له ( فهو مرضى ) بضم الضاد وتشديد الياء هكذا في النسخ والصواب مرضو كما في الصحاح والمحكم والتهذيب والمصباح ( ومرضى ) كمرمى وهو أكثر من مرضو قال الجوهرى وقد قالوا مرضو فجاؤا به على الاصل ( وارتضاه لصحبته وخدمته ) اختاره ورآه أهلا ( وتراضياه وقع به النراضى ) وفى الاساس وتراضياه ووقع به التراضي بزيادة الواو وهو تفاعل من الرضا ومنه الحديث انما البيع عن تراض وقوله تعالى إذا تراضوا بينهم بالمعروف أي أظهر كل واحد منهم الرضا بصاحبه ورضيه ( واسترضاه طلب إليه أن يرضيه ) نقله الزمخشري ( وما فعلته الا عن رضوته بالكسر ) أي ( رضاه ) نقله الزمخشري ( والرضاء ) ككتاب ( المرضاة ) مصدر راضاه يراضيه ( وبالقصر ) مصدر محض بمعنى ( المرضاة ) وقد تقدم قال الجوهرى ( و ) سمع الكسائي ( رضوان ) وحموان في تثنية الرضا والحمى قال ( و ) الوجه ( رضيان ) وحميان ومن العرب من يقولهما بالياء على الاصل والواو أكثر وقال ابن سيده الاولى على الاصل والاخرى على المعاقبة وكأن هذا انما ثنى على ارادة الجنس ( و ) قالوا ( رضيت معيشته كعنيت ) أي بالبناء للمفعول و ( لا ) يقال ( رضيت بالفتح ) كما في الصحاح ( وراضانى ) فلان مراضاة ورضاء ( فرضوته أرضوه ) بالضم ( غلبته ) فيه لانه من الواو وقى المحكم كنت أشد رضاء منه ولا يمد الرضا الا على ذلك ( ورجل رضا ) بالكسر والقصر من قوم رضا قنعان ( مرضى ) وصفوا بالمصدر قال زهير * هم بيننا فهم رضا فهم عدل * وصف بالمصدر الذى بمعنى المفعول كما وصف بالمصدر الذى في معنى فاعل في عدل وخصم ( والرضى ) كغنى ( الضامن ) كذا في النسخ ومثله في التكملة ووجد في نسخ التهذيب الضامر ( و ) أيضا ( المحب ) كل ذلك عن ابن الاعرابي ( و ) رضى بلا لام ( والدغنية ) الجذمية ( التابعية ) عن عائشة رضى الله عنها وعنها حوشب بن عقيل ( و ) الرضى ( لقب ) الامام ابن الحسن ( على بن موسى بن جعفر ) بن حسن بن على بن أبى طالب ( و ) أيضا ( لقب جعفر ) بن على الربعي ( بن ديوقا ) الكاتب ( المقرئ ) تلا بالسبع على السخاوى ومات سنة 691 ( ورضا كسدى ابن زاهر ) المرادى ( وعبد رضا الخولانى له صحبة ) كنيته أبو مكنف له وفادة وشهد فتح مصر ( ورضا بيت صنم لربيعة ) وبه سموا عبد الرضا ( ورضوى كسكرى فرس ) سعد بن شجاع السدوسى كذا في المحكم ( و ) أيضا اسم ( جبل ) بعينه ( بالمدينة ) على سبع مراحل منها ومن ينبع على يوم قاله نصر والنسبة إليه رضوى ( وذو رضوان جبل ) وفى بعض النسخ ود ورضوان جبل ( وخازن الجنة ) أي ورضوى بلد * ومما يستدرك عليه المراضى جمع مرضاة أو جمع الرضا على غير قياس ورضاه ترضبة أرضاه والرضى كغنى المطيع عن ابن الاعرابي ورضوى اسم امرأة قال الاخطل عفا واسط من آل رضوى فنبتل * فجتمع الحرين فالصبر أجمل ومن أسمائهن رضيا زنة ثريا تصغير رضوى وثروى ورضا بالضم بطن من مراد وعبد الله بن كليب بن كيسان مولى رضا شيخ لابي
الطاهرين السرح مات سنة 193 وعبد رضا بن جذيمة في طيئ من ولده زيد الخيل الطائى وغيره وعبد رضا بن جبيل في بنى كنانة ورضا بن شعرة في بنى تميم وأبو الرضا بالكسر كنية جماعة منهم نفيس الخصى الطرسوسى حدث عن محمد بن مصعب القرقسائى والشريف الرضى هو محمد بن الحسن الموسوي الشاعر وأخوه الشريف المرتضى مشهوران والمرتضى أيضا لقب أمير المومنين على بن أبى طالب رضى الله عنه ورضى بن أبى عقيل حدث عن أبى جعفر الباقر ورضوى مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1/8406)
ذكرها المستغفرى ورضوى بنت كعب تابعية روى عنها قتادة والرضويون أولاد على الرضا من العلويين وأيضا أهل مشهد الرضا و ( رطا المرأة ) يرطوها ( رطوا ) أهمله الجوهرى وفى المحكم عن ابن دريد ( جامعها ) لغة في رطأها رطأ وتقدم في موضعه ى ( كرطيها يرطى رطيا ) قال شيخنا هو أيضا كفرح ورضى وكلامه صريح في خلافه ( والارطى في ارط ) ذكر الجوهرى الارطى ولم يذكر رطى وقال هو من شجر الرمل أفعل من وجه وفعلى من رجه لانهم يقولون أديم مأروط ومرطى وأرطت الارض إذا أخرجت الارطى والواحدة ارطاة ولحوق تاء التأنيث له يدل على ان الالف ليست للتأنيث وانما هي للالحاق أو بنى الاسم عليها ( والراطية والرواطى موضعان ) الاخير من شق بنى سعد قبل البحرين وقيل الرواطى كثبان حمر وفى الصحاح راطية اسم موضع وكذلك أراط وفى المحكم الرواطى رمال تنبت الارطى قال رؤبة * ابيض منها لا من الرواطى * و ( الرعو والرعوة ويثلثان ) ذكر الجوهرى الكسر والفتح في الرعوة ( والرعوى ) بالفتح ( ويضم والارعواء والرعيا بالضم ) كالبقيا والبقوى ( النزوع عن الجهل وحسن الرجوع عنه ) وقد رعا يرعو وقيل الرعوى بالفتح والضم والرعيا بالضم الاسم منه ( وقد ارعوى ) عن القبيح كف عنه وتقديره افعول ووزنه افعلل وانما لم تدغم لسكون الياء نقله الجوهرى وقال أبو حيان ارعوى مطاوع رعوته وهو شاذ وكذلك اقتوى ى ( الرعى بالكسر الكلاء ج ارعاء ) كحمل وأحمال ( و ) الرعى ( بالفتح المصدر ) يقال رعى رعيا ( والمرعى ) و ( الرعى ) بمعنى واحد وهو ما ترعاه الراعية قال الله تعالى والذى أخرج المرعى وأيضا أخرج منها ماءها ومرعاها ( و ) المرعى أيضا ( المصدر ) الميمى من رعى ( و ) أيضا ( الموضع ) ومنه المثل مرعى حيثما كان يطلب والفتاة تخطب حيثما كانت ( والراعي كل من ولى أمر قوم ) بالحفظ والسياسة ويسمى أيضا من ولى أمر نفسه بالسياسة راعيا ومنه الحديث كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ( ج رعاة ) كقاض وقضاة ( ورعيان ) بالضم كشاب وشبان وقيل أكثر ما يقال رعاة للولاة ورعيان لجمع راعى الغنم ( ورعاء ) بالضم ( ويكسر ) كجائع وجياع ولم يذكر الجوهرى الضم ( و ) الراعى ( شاعر ) من بنى نمير وهو عبيد بن الحصين والراعي لقب له وهو من رجال الحماسة ( والقوم رعية كغنية ) وهم العامة والجمع الرعايا ( و ) يقال ( رجل ترعية مثلثة ) مع تشديد الياء ذكر التثليث ابن سيده وذكره الجوهرى عن الفراء بكسر التاء وضمها مع التشديد ( وقد يخفف ) كسر التاء مع التخفيف نقله الصاغانى عن الفراء ( و ) يقال أيضا رجل ( ترعاية ) بالكسر ( وتراعية بالضم والكسر ) الذى نقله الصاغانى بالضم فقط عن الفراء ( وترعى بالكسر ) إذا كان ( يجيد رعية الابل ) أو هو الحسن الارتياد للكلا للماشية ( أو صناعته وصناعة آبائه رعاية الابل ) نقله ابن سيده واقتصر الجوهرى على القول الاول ( والرعاوى كسكارى يضم الابل ) التى ( ترعى حوالى القوم وديارهم ) لانها الابل التى يعتمل عليها قالت امرأة من العرب تعاتب زوجها تمششتنى حتى إذا ما تركتني * كنضو الرعاوى قلت انى ذاهب والذى في التكملة الرعاوية هكذا هو بالضم وكسر الواو مع تشديد الياء من المال ما يرعى حول ديارهم ( وراعيته ) مراعاة ( لاحظته محسنا إليه ) ومنه مراعاة الحقوق ( و ) راعيت ( الامر ) مراعاة راقبته و ( نظرت الام يصير ) وما ذا منه يكون نقله الراغب قال ومنه مراعاة النجوم ( و ) راعى ( الحمار الحمر ) إذا ( رعى معها ) قال أبو ذؤيب من وحش حوضى يراعى الصيد منتبذا * كأنه كوكب في الجو منجرد ويقال هذه الابل تراعى الوحش أي ترعى معها ( و ) راعى ( النجوم ) مراعاة ( راقيها ) وتأمل فيها ( وانتطر مغبيها كرعاها ) وأنشد الجوهرى للخنساء أرعى النجوم وما كلفت رعيتها * وتارة أتغشى فضل أطماري ( و ) راعى ( أمره ) مراعاة ( حفظه ) وترقبه ( كرعاه ) رعيا وقال الراغب أصل الرعى حفظ الحيوان اما بغذائه الحافظ لحياته أو بذب العدو عنه ثم جعل للحفظ والسياسة ومنه قوله تعالى فما رعوها حق رعايتها أي ما حافظوا عليها حق المحافظة ( والاسم الرعيا والرعوى ) بضمهما ( ويفتح ) أي في الاخير كما هو مضبوط في المحكم ( و ) راعت ( الارض ) هكذا هو مقتضى سياقه والصواب
أرعت الارض ( كثر فيها المرعى ) وسياتى قريبا ( واسترعاه اياهم ) كذا في النسخ والصواب اياه بدليل قوله ( استحفظه ) ومنه المثل من استرعى الذئب فقد ظلم أي من أئتن خائنا فقد وضع الامانة غير موضعها ( والرعية ) كغنية ( الماشية الراعية ) فعيلة بمعنى فاعلة ( و ) أيضا ( المرعية ) فعيلة بمعنى مفعولة والجمع الرعايا ومنه الحديث كل راع مسؤل عن رعيته ( ورعت الماشية ) الكلاء ( ترعى رعيا ) بالفتح ( ورعاية ) بالكسر ( وارتعت وترعت ) كله بمعنى واحد ( ورعاها ) يرعاها رعيا ومنه قوله تعالى كلوا وارعوا أنعامكم ( وأرعاها ) مثله ( والرعية بالكسر الاسم ) منه ( و ) الرعية ( أرض فيها حجارة ناتئة تمنع اللؤمة ) ان تجرى ( و ) رعية ( بلا لام صحابي سحيمى ) هكذا ضبطه المحدثون ( أو هو كسمية ) وهكذا ضبطه جرير الطبري ( وأرعاه المكان جعله له مرعى ) نقله ابن سيده ( و ) أرعت ( الارض كثر رعيها ) أي الكلاء أو المرعى قاله الزجاج ( والرعايا والرعاوية ) بتشديد الياء وفى نسختنا بتخفيفها ( الماشية المرعية لكل من كان ) للسوقة والسلطان ( والارعاوية للسلطان ) خاصة وهى التى عليها وسومه ورسومه ( وأرعنى سمعك ) بقطع الهمزة ( وراعنى سمعك ) من باب المفاعلة أي ( استمع لمقالي ) وفى مصحف ابن مسعود لا تقولوا راعونا (1/8407)
وفى الصحاح أرعيته سمعي أي أصغيت إليه ومنه قوله تعالى راعنا قال الاخفش هو فاعلنا من المراعاة على معنى أرعنا سمعك ولكن الياء ذهبت للامر وقال الراغب أرعيته سمعي جعلته راعيا لكلامه ( وراعى البستان وراعية الاتن ضربان من الجنادب ) الاخير نقله ابن سيده وقال الصاغانى راعى البستان جندب عظيم تسميه العامة جمل الحمى وراعية الاتن ضرب آخر لا يطير ( وراعية الجبل ) كذا في النسخ والصواب الخيل بالخاء المعجمة والتحية كما هو نص التكملة ( طائر ) أصفر يكون تحت بطون الدواب هكذا هو في التكملة وقال النضر بن شميل طائرة صغيرة مثل العصفور تقع تحت بطون الخيل والدواب صفراء كأنما خضب عنقها وجناحها بالزعفران وظهرها فيه كدرة وسواد ورأسها أصفر وزمكاها ليست بطويله ولا قصيرة انتهى ( والارعوة بالضم ) والواو مشددة ( نير الفدان ) يحترت بها بلغة ازدشنوءة نقله الصاغانى عن أبى عمرو ( وأرعيت عليه أبقيت ) عليه ( وترحمته وراعية الشيب ورواعية أوائله ) ومقدماته وهو مجاز * ومما يستدرك عليه راعى الماشية حافظها صفة غالبة عليه يرعاها أي يحوطها والجمع الرعاء بالكسر والرعاة والرعيان وجمع رعاة رعى كمهاة ومهى والرعاء ككتاب حفظ النخل وقد جاء في قول أحيحة والمرعى كمرمى المسوس ومنه المثل ليس المرعى كالراعي وأرعى عليه كذا أبقى يعدى بعلى وحقيقته أرعاه متطلعا عليه قال أبو دهبل ان كان هذا السحر منك فلا * ترعى على وجددى سحرا وفى حديث عمر ورع اللص ولا تراعه أي كفه أن يأخذ متعك ولا تشهد عليه قاله ثعلب وعن ابن سيرين انهم ما كانوا يمسكون عن اللص إذا دخل دورهم تاثما وقيل معناه ولا تنتظروا بل راعية والجمع رواعى والمراعاة الابقاء على الشئ والمناظرة وهو لا يراعى الى قول أحد أي لا يلتفت الى أحد أو أمر كذا رفق بى وأرعى على وفلان يرعى على أبيه أي يرعى غنمه نقله الجوهرى وقال ابن السكيت يقال رعيت عليه حرمته رعاية حرمته رعاية وأرعى الله الماشية أي أنبت لها ما ترعاه قال الشاعر كأنها ظبية تعطو الى فنن * تأكل من طيب والله يرعيها ورعاه ترعية قال رعاه الله والراعية طائر ورعاءة الخيل لغة في راعية الخيل عن الصاغانى ورجل ترعاية بالضم لغة في ترعية عن الفراء نقله الصاغانى والرعوة هنية تدخل في الشجر لا تراها الدهر الا مزعورة تهز ذنبها نقله السيوطي و ( رغا البعير والضبع والنعام ) ترغو ( رغاء بالضم صوتت فضجت ) وفى الصحاح الرغاء صوت ذوات الخف وقد رغ البعير يرغو رغاء إذا ضج وفى المثل كفى برغائها مناديا أي ان رغه بعيره يقوم مقام ندائه في التعرض للضيافة والقرى ( و ) من المجاز رغا ( الصبى ) رغاء ( بكى أشد البكاء ونافة رغو كعدو كثيرته ) أي الرغاء ( وأرغيتها حملتها عليه ) قال بعض بنى فقعس أيبغى آل شداد علينا * وما يرغى لشداد فصيل أي هم أشحاء لا يفرقون بين الفصيل وأمه بنحر ولا بهبة وفى المحكم أرغى بعيره حمله على ان يرغو ليلا فيضاف قال ابن فسوة يصف ابلا طوال الذر اما يلعن الضيف أهلها * إذا هو أرغى وسطها بعد ما يسرى ( وتراغوا ) إذا ( رغا واحد ههنا وواحد ههنا ) وفى الحديث انهم والله تراغوا عليه فقتلوه قال ابن الاثير أي تصايحوا عليه وتداعوا على قتله ( ورغوة اللبن مثله ) الكسر عن الكسائي ( ورغاوته ورغايته مضمومتين ويكسران ) وسمع أبو المهدى الواو في الضم والياء في الكسر وأنكر ابن سيده رغاوة وقال لم تسمع ( زبده ) وهو ما يعلوه عند غليانه وجمع الرغوة بالفتح رغوات مثل شهوة
وشهوات وجمع المضموم رغا كمدية ومدى ( وارتغاها أخذها واحتساها ) وفي الصحاح شربها في المثل يسر حسوا في ارتغاء يضرب لمن يظهر أمرا ويريد غيره قال الشعبى لمن سأله عن رجل قبل أم امرأته قال يسر حسوا في ارتغاء وقد حرمت عليه امرأته ( ورغا اللبن ) يرغو رغوا ( وأرغى ) ارغ ء ( ورغى ) ترغية ( صارت له رغوة كثيرة ) كأنها جمع مرغيد كمحسنة ( وأرغى البائل صارت لبوله رغوة ) وهو مجاز ( والمرغاة كمسحاة شئ يؤخذ به ) وفى نسخة فيه ( الرغوة ) كما في الصحاح ( و ) يقال أتيته ف ( ما أثغى ولا أرغى ) أي ( لم يعط شاة ولا ناقة ) كما يقال ما أحشى وما أجل كما في الصحاح ( والترغيد الاغضاب ) عن ابن الاعرابي وهو مجاز ( والرغاء مشددة طائر ) كثير الصورت متتابعه وقال النضر هو من الدخل أغبر اللون صوته رغاء والجمع رغاآت نقله السيوطي في ذيل الديوان ( والرغوة الصخرة ) عن ابن الاعرابي ( و ) الرغوة ( بالضم فرس ) لمالك بن عبة بن ربيعة ( و ) من المجاز ( كلام مرغ ) بتشديد الغين إذا ( لم يفصح عن معناه ) كما في الصحاح ( ورغوان لقب مجاشع ) بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ( لفصاحته ) ولجهارة صوته فقالت امرأة سمعته ما هذا الا يرغوا فلقب رغوان ( وبحرة الرغا بالضم ع بلية الطائف بنى بها ) كذا في النسخ والصواب به ( النبي صلى الله عليه وسلم مسجد أو ) هو ( الى اليوم عامر يزار ) * ومما يستدرك عليه سمعت رواغى الابل أي أصواتها وقول الشاعر من البيض ترغينا سقاط حديثنا * وتنكانا لهو الحديث الممنع أي تطعمنا حديثا قليلا بمنزلة الرغوة ويقال للرغوة رغاوى بضم الراء وفتح الواو الجمع رغاوى كسكارى عن أبى زيد ويقال إمست ابلهم ترغى وتنشف أي لها نشافة ورغوة حكاه يعقوب كما في الصحاح وأرغوا للرحيل حملوا رواحلهم على الرغاء وهذا دأب (1/8408)
الابل عند وضع الاحمال عليها وأرغاه قهره و أذله ومنه حديث أبى رجاء لا يكون الرجل متقيا حتى يكون أذل من قعود كل من أتى عليه أرغاه وذلك لان البعير لا يرغو الا عن ذل واستكانة وانما خص القعود لان الفتى من الابل يكون كثير الرغاء والرغوة بالفتح المرة من الرغاء وبالضم الاسم وهى مليكة الا رغاء أي مملوكة الصوت كثيرة الكلام حتى تضجر السامعين أو يراد به ازباد شفتيها لكثرة كلامها من الرغوة الزبد ورجل رغاء كشداد كثير الكلام أو جهير الصوت شديده والراغى طائر مستولد بين الورشان والحمام وهو شكل عجيب قاله القزويني الا أنه ضبطه بالعين المهملة قال السيوطي في الذيل والذى في التبيان بغين معجمة قال وذكر الجاحظ انه كثير النسب طويل العمر وله في الهديل والقرقرة ما ليس لابويه و ( رفا الثوب ) يرفوه رقوا ( أصلحه ) وضم بعضه الى بعض يهمز ولا يهمز وقال ابن الاعرابي وأبو زيد هو مهموز ( و ) من المجاز رفا ( فلانا سكنه من الرعب ) وهو غير مهموز يقال فزع فلان فرفوته أي أزلت فزعه وسكنته كما يزال الخرق بالرفو وقال أبو زيد في كتاب الهمز في باب تحويلها رفوت الثوب رفوا تحول الهمزة واو كما ترى وقال ابن السكيت في باب ما لم يهمز فيكون له معنى فإذا همز كان له معنى آخر رفاء الثوب ورفوت الرجل سكنته وأنشد الجوهرى لابي خراش الهذلى واسمه خويلد رفونى وقالوا يا خويلد لم ترع * فقلت وأنكرت الوجوه هم يقول سكنوني قال ابن هانئ يريد ورفؤونى فألقى الهمزة قال والهمزة لا تلقى في الشعر وقد ألقاها في هذا البيت وقال معناه أي فزعت فطار قلبى فضموا بعضى الى بعض ( والرفاء ككساء الالتحام والاتفاق ) وحسن الاحتماع ومنه قولهم في الدعاء للمتزوج بالرفاء والبنين وقد نهى عنه لكونه من سنن الجاهلية وقال ابن السكيت أصله الهمز وان شئت كان معناه بالسكون والطمأنينة فيكون أصله غير مهموز ( ورفيته ترفية قلت له بالرفاء والبنين ) ومنه الحديث كان إذا رفى رجلا قال بارك الله عليك وفيك وجمع بينكما في خير ( وحيى ابى رفى مصغرين م ) معروف كذا في النسخ حيى بياءين والصواب بالنون كذا هو نص التكملة وقوله معروف فيه نظر لانه لا يعرفه الا من مارس علم النسب وغاص فيه وهو حنى بن رفى بن جعشم في نسب حضرموت * ومما يستدرك عليه المرافاة الاتفاق نقله الجوهرى وأنشد ولما أن رأيت أبا رويم * يرافينى ويكره أن يلاما * قلت وهو قول أبى زيد قال الرفاء الموافقة وهى المرافاة بغير همز فجعل الرفاء مصدرا من باب المفاعلة وأرفاه داراه عن ابن الاعرابي ورفى الثوب ير في كرمى لغة بنى كلب في رفا يرفو كذا في المصباح وترافوا على الامر تواطئوا لغة في الهمز وأرفيت إليه لجأت وقال الفراء جنحت إليه لغة في الهمز وأرفيت السفينة أنيتها الى الارض عن ابن شميل لغة في الهمز والمرافاة المدارة والمحاباة لغة في الهمز ورفا يرفو تزوج وهو مجاز و ( الارفى ) هو ( العظيم الاذنين في استرخاء وهى رفواء ) وهى التى تقبل
احداهما على الاخرى حى تكاد تماس أطرافهما هكذا هو في النسخ مكتوب بالاسود والواو كذلك بالاسود وليس هو في الصحاح ( والارفى كتركي لبن الظبية أو اللبن المحض الطيب ) وقال ابن الاعرابي هو اللبن الخالص قال ابن سيده قد يكون افعولا وقد يكون فعليا وقد يكون من الواو لوجود رفوت وعدم رفيت * ومما يستدرك عليه الرفة بالضم التبن قد مر للمصنف قال ابن سيده قد يجوز أن تكون لامها واوا بدليل الضمة و ( الرقو والرقوة فويق العص من الرمل ) وأكثر ما يكون الى جوانب الاودية كما في المحكم وأنكر الازهرى الرقو فقال لا يقال رقو بلا هاء ولذا اقتصر الجوهرى على الرقوة وقال هود عص من رمل ولكن يشهد لابن سيده قول الشاعر من البيض مبهاج كان ضجيعها * يبيت الى رقو من الرمل مصعب وكذا قول الشاعر يصف ظبية وخشفها لها أم موقفة وكوب * بجنب الرقوم تعها البرير ( والترقوه ) بالفتح وضم القاف ( مقدم الحلق في أعلى الصدر حيثما يترفى فيه التفس ) قيل خاص بالانسان واجمع التراقي والتاء زائدة عند المصنف وجماعة لانها في أعلى البدن من رقى وقال سيبويه وجماعة هي أصيلة وأطالوا في الاستدلال * ومما يستدرك عليه الرقوة القمزة من التراب يجتمع على شفير الوادي جمعها الرقا ورقا الطائر يرقوا رتفع في طيرانه كذا في المصباح ى ( رقى إليه كرضى ) يرقى ( رقيا ) كعتى ( صعد ) وكذلك رقى فيه ( كارتقى وترقى ) ومنه قوله تعالى فليرتقوا في الاسباب ( والمرقاة ) بالفتح ( ويكسر الدرجة ) وفى المصباح وليس في كلام العرب الكسر وأنكره أبو عبيد انتهى وقال الجوهرى من كسرها شتههما بالالة التى يعمل بها ومن فتحها قال هذا موضع يفعل فيه فجعله بفتح الميم مخالفا عن يعقوب وفى المحكم نظيره مسقاة ومثناة للحبل ومبناة للعيبة أو النطع يقال في كل من ذلك بالفتح والكسر والجمع المراقى ( ورقى عليه كلاما ترقية رفع ) نقله الجوهرى ( والرقية بالضم العوذة ) التى يرقى بها صاحب الافة كالحمى والصرع وغيرهما قال عروة فما تركا من عوذة يعرفانها * ولا رقية الا بها رقياني ( ج رقى ) بالضم فالفتح ( ورقاه رقيا ) بالفتح ( ورقيا ) بالضم والكسر مع تشديد الياء ( ورقية ) بالضم ( فهو رقاء ) ككتان ( نفث في عوذنة ) فهو راق وذاك مرقى وقوله تعالى من راق أي لا راقى يرقيه فيحميه وقال ابن عباس معناه من يرقى بروحه أملائكة الرحمة (1/8409)
أم الملائكة العذاب ( ومرقيا الانف حرفاه ) عن ثعلب والمعروف مرقاه كما تقدم ( وعبيد الله بن قيس الرقيات ) شاعر مشهور وانما أضيف قيس اليهن ( العدة زوجات ) وفى الصحاح لانه تزوج عدة نسوة وافق أسماؤهن كلهن رقية فنسب اليهن هذا قول الاصمعي ( أو ) كانت له عدة ( جدات ) اسماؤهن كلهن رقية أيضا فلهذا قيل له قيس بن الرقيات وهذا قول غير الاصمعي نقله الجوهرى أيضا ( أو حبات ) بالكسر وعبارة الصحاح ويقال انما أضيف اليهن لانه كان يشبب بعدة نساء ( اسماؤهن رقية كسمية روهم الجوهرى ) أي في قوله عبد الله مكبر أو هو عبيد الله بالتصغير نبه عليه الصاغانى ( و ) رقى ( كسمى ع ) نقله الجوهرى ( وعبد الله بن شفى بن رقى ) ابن زيد بن ذى العابل الرعينى ( صحابي ) له وفادة وشهد فتح مصر ( و ) أبو عبد الله ( محمد بن ابراهيم ) بن محمد ( المرادى ) السبتى ( معروف بالرقاء محدث ) سمع أبا اليمن الكندى وطبقته نزل دمشق وأم بمسجد الجوزة ومات سنة 627 ( و ) رقية ( كسمية بنت النبي صلى الله عليه وسلم ) ورضى عنها تزوجها سيدنا عثمان بمكة وولدت له بالحبشة وتوفيت ليالى بدر بالحصبة ( وصحابيتان ) الصواب وصحابية وهى رقية بنت ثابت بن خالد الانصارية بايعت ذكرها ابن حبيب * ومما يستدرك عليها رقاة ترقية صعده قال الاعشى لئن كنت في جب ثمانين قامة * ورقيت أسباب بسلم وترقى في العلم رقى فيه درجة درجة كما في الصحاح ومنه الترقي بمعنى التنقل من حال الى حال يقال ما زال يترقى به الحال حتى بلغ غايته ويقال ارق على طلعك أي اصعدوا مش بقدر ما تطيق ولا تحمل على نفسك ما لا تطيق كما في الصحاح والرقيى فعلى من رقاه يرقيه ورقى السطح كرضى يعتدى بنفسه أيضا وكذلك بفى والمرقى والمرتقى موضع الرقى يقال هذا جبل لا مرقى فيه ولا مرتقى والرقية بالضم وكسر القاف وتشديد الياء الاسم من رقى يرقى واسترقاه طلب منه أن يرقيه ومنه الحديث استرقوا لها فان بها النظرة وفى حديث آخر لا يسترقون ولا يكتوون وقول الراجز لقد علمت والاجل الباقي * أن لا ترد القدر الرواقى قال الجوهرى كانه جمع امرأة راقية أو رجلا راقية بالهاء للمبالغة ورقى كسمى جد شرحبيل بن يزيد مواليه عمر بن حبيب المؤذن روى عنه عثمان بن صالح المصرى مات سنة 186 قاله ابن يونس ورقى على الباطل ترقية تزيد فيه وتقول ما لم يكن والرقاء ككتان الصعاد على الجبال من أبنية المبالغة و ( الركوة مثلثة ) قال شيخنا التثليث فيها مشهور والافصح الفتح * قلت
وقد اقتصر عليه الجوهرى وغيره قال الجوهرى التى للماء وقال ابن سيده شبه تور من أدم وفى المصباح دلو صغيرة وفى النهاية اناء صغير من جلد يشرب فيه الماء وكل ذلك أعرض عنه المصنف وهو عجيب منه ثم قال ابن سيده والركوة ( زورق صغير ) وهذا غير الذى ذكروه ( و ) الركوة ( رقعة تحت العواصر ) والعواصر حجارة ثلاث بعضها فوق بعض كما في المحكم ( و ) الركوة ( من المرأة فلهما ) أي فرجها كذا في النسخ وفى التهذيب قلفتها كما هو نص ابن الاعرابي والجمع الركا وهو على التشبيه بركوة الماء ( ج ركاء ) ككلبة وكلاب ( و ) يجوز ( ركوات ) بالتحريك كشهوة وشهوات ( والركية ) كغنية ( البئر ج ركى ) كعتى وضبط في الصحاح بالفتح ( وركايا ) وفى النهاية الركى جنس للركية والجمع ركايا ومنه حديث فأتينا على ركى ذمة والذمة القليلة الماء وفى حديث على فإذا هو في ركى يتبرد وقد تكرر ذكره مفردا ومجموعا ( و ) قال ابن سيده انما قضيت عليها بالواو لانها من ( ركا ) الارض ركوا إذا ( حفر ) ها حفرا مستطيلا ( و ) ركا الامر ركوا ( أصلح ) قال الشاعر * وأمرك الا تركه متفاهم * قال الازهرى أي لا نصلحه وفى الصحاح هو قول سويد وصدره * فدع عنك قوما قد كفوك شؤونهم * وشأنك الخ قال في الحاشية تركه أصله تركوه حذف الواو للجازم ( و ) ركا ( عليه ) وفى المحكم عنه ( أثنى ) عليه ثناء ( قبيحا ) وفى التكملة اسمعه مكروها أو زجره بقبيح ( و ) ركا ركوا ( أخر ) ومنه الحديث يغفر في ليلة القدر لكل مسلم الا للمتشاحنين فيقال اركوهما حتى يصطلحا قال الازهرى كذا روى بضم الالف أي أخروهما قال ابن اثير ويروى اتركوا من الترك ويروى أيضا ارهكوا ( كاركى فيهما ) يقال أركى عنه وعليه إذا أثنى قبيحا وأركى الامر أخره وبه روى أيضا الحديث المذكور وفى الصحاح قال أبو عمرو ويقال للغريم أركنى الى كذا أي أخرني وبخط أبى سهل الهروي يقال للفزع بدل الغريم ( و ) ركا ركوا ( شد ) وأصلح عن ابن الاعرابي ( و ) ركا ( الحمل على البعير ضاعفه ) عليه وأثقله به نقله الجوهرى وابن سيده ( وأركى إليه لجأ ) نقله الجوهرى ( و ) أركى ( عليه الذنب وركه ) وفى التهذيب أركى على ذنبا لم أجنه وكذلك الامر ونقله الجوهرى عن الفراء ( و ) قولهم في المثل ( صارت القوس ركوة ) قال الجوهرى ( يضرب في الادبار وانقلاب الامور والمركو الحوض الكبير ) كذا هو في نسخ الصحاح وفى بعض النسخ والركوة وهو غلط وكون المركو هو الحوض الكبير قد نقله الازهرى عن أبى عمرو ( و ) إيضا ( الجرموز الصغير ) وأنشد الجوهرى االسجل والنطفة والذنوب * حتى ترى مركوها يثوب يقول أستسقى تارة ذنوبا وتارة نطفة حتى يرجع الحوض ملان كما كان قبل ان يشرب قال الازهرى بعد ما نقل قول أبى عمرو السابق والذى سمعته من العرب المركو الحويض الصغير يسويه الرجل بيديه على رأس البئر إذا أعوزه اناء يسقى فيه بعيرا أو بعيرين ويقال ارك مركوا تسقى فيه بعيرك وأما الكبير فلا يسمى مركوا ( وأركى لهم جندا هيأهم ) ونص الصحاح والتهذيب هيأه لهم ( والمراكى والمرتكى الدائم الثابت ) المقيم الذى لا ينقطع من راكى على الامر وارتكى مراكاة وارتكاء ( والمراكية ) بالضم (1/8410)
( شجرة من الحمض ) ترعاه الابل ( ج المراكى ) بالفتح ( و ) يقال ( انا مرتك عليه ) أي ( معول ) عليه نقله الجوهرى ( وما له مرتكى الا عليك ) أي معتمد ) نقله الجوهرى أيضا ( والركاء كشداد واد ) هكذا في النسخ والصواب الركاء كسحاب كما في المحكم وأنشد للبيد فدعدعا سرة الركاء كما * دعدع ساقى الاعاجم انغربا قال وفى نسخ الجمهرة الموثوق بها الركاء بالكسر وبالوجهين ضبط في نسخ الصحاح أيضا ثم قال وانما قضيت على هذه الكلمات بالواو لانه ليس في الكلام ر ك ى وقد ترى سعة باب ركوت * ومما يستدرك عليه أركيت عليه الحمل أثقلته به وركوت عليه الامر وركته وأركيت في الامر تأخرت وأركيت إليه ملت واعتزيت قال الشاعر الى أيما الحيين تركوا فانكم * ثفال الرحى من تحتها لا يريمها تركوا أي تنتسبوا أو تعتزوا وركاه إذا جاوب روكه وهو الصدى من الجبل والحمام وركا الحوض وأركاه سواه وركوت يومى أي أقمت نقله الجوهرى ى ( الركى كغنى ) أهمله الجوهرى والجماعة وهو ( الضعيف و ) يقال ( هذا الامر أركى من ذلك ) أي ( أهون وأضعف ) وتقدم عن ابن سيده انه قال ليس في الكلام ر ك ى أي فإذا نحمل جميع ما جاء فيه بالياء على الواو فتأمل ذلك ى ( رمى الشئ ) من يده ( و ) رمى ( به ) رميا ( لقاه ) فهو رام وذاك مرمى ( كارمى ) نقله ابن سيده ( فارتمى ) هو مطاوع رماه ومنه قول الشاعر * وسوق بالاباعر يرتمينا * أراد يطحن ويخررن ( و ) رمى ( على الخمسين زاد ) عن أبى زيد وابن الاعرابي ( كارمى ) وأنشد الجوهرى لحاتم طيئ وأسمر خطيا كأن كعوبه * نوى القسب قد أرمى ذراعا على العشر
وكل ما زاد على شئ فقد أرمى عليه ( و ) من المجاز رمى ( الله له ) إذا ( نصره ) وصنع له عن أبى على قال وهو معنى قوله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى لانه إذا نصره رمى عده ونقله الجوهرى عن أبى عبيده ( و ) رمى الله ( في يده وأنفه وغير ذلك ) من اعضائه رميا إذا ( دعا عليه ) بذلك قال النابغة قعود الدى أبياتهم يثمدونها * رمى الله في تلك الانوف الكرانع ( و ) رمى ( السهم عن القوس و ) رمى عليها ( قال ابن السكيت و ( لا ) تقل رمى ( بها ) الا إذا القاها من يده ( رميا ) بالفتح ( ورماية بالكسر ) قال الراجز أرمى عليها وهى فرع أجمع * وهى ثلاث أذرع واصبع وفى المصباح ومنهم من يجعل رمى بها بمعنى رميت عليها ويجعل الباء موضع عن أو على ( وراميته ) بالسهام ( مراماة ورماء ) بالكسر ومنه المثل قبل الرماء تملا الكنائن يضرب في الامر يتقدم فيه قبل فعله ( وترماء ) بالفتح وهذه عن الازهرى ( وارتمينا وترامينا ) كل ذلك إذا رمى بعضهم بعضا ( و ) من المجاز ( ترامى الامر ) إذا ( تراخى ) ونص الازهرى ترامى الجرح الى فساد أي تراخى وصار عفنا فاسدا ( و ) ترامى ( أمره الى الظفر أو الخذلان ) أي ( صار ) إليه ومنه حديث زيد بن حارثة انه سبى في الجاهلية فترامى الامر أن صار لخديجة فوهبته للنبى صلى الله عليه وسلم فأعتقه قال ابن الاثير أي صار وأقضى إليه وكأنه تفاعل من الرمى أي رمته الاقدار إليه ( و ) ترامى ( السحاب انضم بعضه الى بعض ) فتراكم ( والمرماة كمسحاة سهم صغير ضعيف ) عن أبى حنيفة والجمع المرامى ومنه قولهم ادا رأوا كثرة المرامى في جفير الرجل * ونبل العبدأ كثرها المرامى * وقيل معناه ان يغالى بالسهام فيشترى المعبلة والنصل لانه صاحب حرب وصيد والعبد انما يكون راعيا فتقنعه المرامى لانها أرخص أثمانا ان اشتراها وان استوهبها لم يجر له أحدا لا بمرماة ( أو سهم يتعلم به الرمى ) وهو أحقر السهام وأرذلها وقال الاصمعي هو سهم الاهداف وقال ابن الاعرابي المرماة مثل السروة وهو نصل مدور للسهم وقال ابن الاعرابي هو السهم الذى يرمى به والمنعيان يرجعان الى واحد وبه فسر الحديث لو أن أحدهم دعى الى مرماتين لاجاب وهو لا يجيب الى الصلاة أي لو دعى الى أن يعطى سهمين من هذه السهام لاسرع الاجابة ( و ) أنكره الجوهرى والزمخشري فقال الجوهرى المرماة في الحديث ( الظلف و ) قال الزمخشري هذا ليس بوجيه ويدفعه قوله في الرواية الاخرى لو دعى الى مرماتين أو عرق وقال أبو عبيدة المرماة في الحديث ( هنة بين ظلفى الشاة ) يريد به حقارته قال أبو عبيدة ( ويفتح ) ولا أدرى ما وجهه الا انه هكذا يفسر ( وأرماه ألاه من يده ) وهذا قد تقدم في قوله كارمى في أول المادة وفى المصباح رميت الرجل إذا رميته بيدك فإذا قلعته من موضعه قلت أرميته عن القوس وغيره وقال الفارابى في باب الرباعي طعنه فأرماه عن فرسه أي ألقاه عن ظهر دابته ومثله في الصحاح وفى التهذيب أرميت الحمل عن ظهر البعير فارتمى عنه إذا طاح ( و ) الرمى والسق كلاهما ( كغنى قطع صغار من السحاب ) قدر الكف وأعظم شيأ قاله الليث قال مليح الهذلى حنى اليماني هاجه بعد سلوة * وميض رمى آخر الليل معرق ( أو سحابة عظيمة القطر و ) شديدة ( الوقع ) من سحائب الحميم والخريف عن الاصمعي نقله الجوهرى وابن سيده ( ج أرماء وأرمية ورمايا ) الثاني عن الاصمعي وأنشد لابي ذؤيب يمانية أحيى لهامظ مائد * وآل قراس صوب أرمية كحل ويروى أسقية والمعنى واحد وقال أبو جندب الهذلى (1/8411)
هنالك لو دعوت أتاك منهم * رجال مثل أرمية الحميم ( و ) من المجاز ( أرمت به البلاد وترامت أخرجته ) قال الاخطل ولكن فداها زائر لا تحبه * ترامت به الغيطان من حيث لا ندرى ( وارمياء بالكسر نبى ) من الانبياء عليهم السلام قال ابن دريد أحسبه معربا * قلت ومثله قول ابن الجواليقى قال الفاسى في شرح الدلائل قيل هو الخضر عليه السلام والصحيح انه من نبياء بنى اسرائيل وفى بعض النسخ المعتمدة بفتح الهمزة والذى في القاموس بكسرها وفى شرح البخاري لابن حجر ويروى بضمها وأشبعها بعضهم واوا انتهى * قلت فهو إذا مثلتث وأغفله المصنف وكذلك شيخنا قصورا ( والرماء كسماء الربا ) هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح ومنه حديث عمر لا تشتروا الذهب بالفضة الا يدا بيد هاء وهاء انى أخاف عليكم الرماء قال الكسائي هو ممدود انتهى وزاده ابن الاثير ايضاحا فقال هو بالفتح والمد الزيادة على ما يحل ويروى الا رماء يقال أرمى على الشئ إذا زاد عليه كما يقال أربى ووجد في نسخ المحكم عن اللحيانى الرماء بالكسر هكذا هو مضبوط وهى لغة في الربا ( والرميا كعميا المراماة ) هكذا هو في نسخ وهو بتشديد الميم كما يدل له قوله كعميا والصواب الرميا بوزن الهجيرى والخصيمى كما في النهاية وهكذا هو في النسخ الصحاح قال الجوهرى كانت بينهم ورميا ثم صاروا الى حجيزى قال ابن الاثير هو فعيلى من
الرمى مصدر يراد به المبالغة أي ترام بالحجارة ثم كف بعضهم عن بعض ( والرمى كالى صوت الحجر يرمى به الصبى ) عن ابن الاعرابي ( وهو مرتم لنا ) أي ( طليعة ) كمرتب ومنتم نقله الازهرى والاصل فيه الهمز ( والرمة كثبة واد ) يمر بين ابانين أعلاه لاهل المدينة وبنى سليم ووسطه لبنى كلاب وغطفان ( و ) رمى ( كسمى ورميان بالكسر وشد الميم ع ) أي موضعان كذا في المحكم * ومما يستدرك عليه خرج يرتمى إذا خرج يرمى القنص ويترمى إذا جعل يرمى في الاغراض وأصول الشجر كما في الصحاح ونيس رمى كغنى مرمى وكذا الانثى بغير هاء والجمع رمايا وإذا لم يعرفوا ذكرا من أنثى فهى بالهاء فيها وقال اللحيانى عنز رمى ورمية والاولى أعلى قال سيبويه وقالوا بئس الرمية الارنب يقولون بئس الشئ مما يرمى هو وانما جاءت بالهاء لانها صارت في عداد الاسماء وليس هو على رميت فهى مرمية ثم عدل به الى فعيل ورمى السحاب انضم بعضه الى بعض قال المتنخل الهذلى أنشأ في العقيقة يرمى له * جوف رباب واره مثقل ورمى بالقوم من بلد أخرجهم منها والرمى الزيادة في العمر عن ابن الاعرابي وأنشد وعلمنا الصبر آباؤنا * وخط لنا الرمى في الوافره الوافرة الدنيا وقال ثعلب الرمى هنا الخروج من بلد الى بلد وتر اماه اشباب تم وبه فسر الكسرى قول أبى ذؤيب فلما تراماه الشباب وغيه * وفى النفس منه فتنة وفجورها وقال ابن الاعرابي رمى الرجل إذا سافر قال الازهرى وسمعت اعرابيا يقول لاخر أين ترمى فقال أريد بلد كذا أراد الى أي جهة تنوى ورماه بقبيح قذفه ومنه قوله تعالى الذين يرمون المحصنات والذين يرمون أزواجهم ورمى يرمى إذا ظن ظنا غير مصيب وفى الحديث ليس وراء الله مرمى أي مقصد ترمى إليه الامال ويوجه نحوه الرجاء والمرمى موضع الهدف الذى ترمى إليه السهام ورمى في جنازته كعنى مات لان جنازته يصير مرميا فيها والمراد بالرمي الحمل والوضع والفعل فاعله الذى أسند إليه هو الظرف بعينه والرمية المرة من الرمى واجمع رميات كسجدة وسجدات والرمية كغنية ما يرمى من الحيوان ذكرا كان أو أنثى والجمع رميات ورمايا كعطية وعطيات وعطايا ومنه قول المتنبي * كالقوس ترمى الرمايا وهى مرنان * والرمية أيضا ما يرميه العامل على رعيته وأبو سعيد محمد بن العغباس السمرقندى المعروف بالرامي الى الرمى بالقوس تخرج به جماعة في الرمى روى عنه أبو سعيد الادريسي توفى سنة 347 والرماة كسعاة بطن من العرب في اليمن والرمايات قرية بمصر والرمى بالفتح فالسكون لغة في الرمى كعنى للصحاب نقله الصاغانى ( ى ) كذا في النسخ والصواب ان الحرف واوى ( ارنو كدنوا دامة النظر بسكون الطرف كالرنا ) بالفتح مقصورا وقدرناه ورنا إليه يقال ظل رانيا قال الشاعر إذا هن فصلن الحديث لاهله * وجد الرنا فصلنه بالمتهاتف ( و ) الرنو أيضا ( لهو مع شغل قلب وبصر غلبة هوى ) له ( والرنا ) بالفتح مقصورا ( ما يرنى إليه لحسنه ) سماه بالمصدر وقال الجوهرى هو الشئ المنظور إليه قال جرير وقد كان من شأن الغوى ظعائن * رفعن الرنا والعبفرى المرقما ( و ) الرناء ( بالضم والمد الصوت ) نقله الجوهرى وصححه الازهرى والجمع أرنبة ( و ) الرناء أيضا ( الطرب ) نقله ابن سيده ( وأرناه الحسن وفى المحكم حسن المنظر ( ورناه ) ترنية إعجبه وحمله على الرنو ( وهو رنوها كعدو أي يرنو الى حديثها ويعجب به ) وفى التهذيب إذا كان يديم النظر إليها ( ورنا ) يرنو ( طرب وترنى كمكبرى الزانية ) قال ابن سيده هي تفعل من الرنو أي يدام النظر إليها لانها تزن بالريبة ( و ) ترنا اسم ( رملة ويفتح ) قال ابن سيده وانما قضينا عليها بالواو وان كانت لا ما لوجود رنوت وعدم رنيت (1/8412)
( والرنوناة الكاس الدائمة على الشرب ) يفتح الشين جمع شارب كراكب وركب وفى الصحاح والمحكم كاس رنوناة دائمة ساكنة ووزنها فعلعلة قال ابن أحمر مدت عليه الملك أطنا به * كأس رنوناة وطرف طمر يقال انه لم يسمع بالرنوناة الا في شعر ابن أحمر وفى المصباح كأس رنوناة معجبة ( ج رنونيات والترنية التطريب ) يقال رناه إذا طربه ( و ) أيضا ( الغناء ) والمرنى المغنى عن ابى عمرو ( و ) أيضا ( الحنين وراناه ) مراناة ( داراه ) وحاباه ( و ) قال ابن الاعرابي ( الرنوة اللحمة ج رنوات ) كشهوة وشهوات ( وترنى ادام النظر الى محبوبه ) عن ابن الاعرابي نقله الازهرى * ومما يستدرك عليه انه رنو الامانى كعدو أي صاحب أمانى يتوقعها والرناء كسحاب الجمال عن أبى زيد وأرناه الى الطاعة صيرة إليها حتى سكن ودام عليها ورجل رناء ككتان يديم النظر الى النساء نقله الجوهرى وابن ترنى كناية عن اللئيم وأنشد الجوهرى لصخر فان ابن ترنى إذا زرتكم * يدافع عنى قولا عنيفا وترانوت عنه أي تغافلت كما في الاساس ويرنا بالضم واد حجازى يسيل في نجد وآخر شامى عن نصرى ( روى من الماء واللبن كرضى
ريا وريا ) بالكسر والفتح ( وروى ) هو في النسخ هكذا بفتح الراء والواو على انه فعل ماض والصواب روى مثل رضى رضا كما هو نص الصحاح والمحكم ( وتروى وارتوى ) كل ذلك ( بمعنى ) واحد ( و ) روى ( الشجر ) من الماء ريا ( تنعم كتروى والاسم الرى بالكسر ) قال شيخنا هذا هو المشهور في الدواوين اللغوية وحكى الشامي في سيرته بالفتح أيضا ( و ) قد ( أروانى ) ومنه قولهم للناقة الغزيرة هي تروى الصبى لانه ينام أول الليل فيريدون ان درتها تعجل قبل نومه ( وهو ريان وهى ريا ج رواء ) يقال رجل ريان ونبات ريان وشجر رواء قال الاعشى طريق وجبار رواء أصوله * عليه أبابيل من الطير تنعب قال الجوهرى ولم تبدل من الياء واو لانها صفة وانما يبدلون الياء في فعلى إذا كانت اسما والياء موضع اللام كقولك شروى هذا الثوب وانما هي من شريت وتقوى وانما هي من التقية وان كانت صفة تركوها على أصلها قالوا امرأة خزيا وريا ولو كانت ريا اسما لكانت روا لانك تبدل الالف واوا موضع اللام وتترك الواو التى هي عين فعلى على الاصل وقول أبى النجم * واها لريا ثم واها واها * انما أخرجه على الصفة انتهى * قلت وأصله كلام سيبويه في الكتاب وقد نقله ابن سيده أيضا في المحكم مع زيادة وايضاح ( وماء روى وروى ورواء كغنى والى وسماء ) أي ( كثير مر و ) كما في المحكم وفى الصحاح ماء وراء عذب قال الزفيان يا ابلى ما ذامه فتأبيه * ماء رواء ونصى حوليه وإذا كسرت الراء قصرته وكتبته بالياء فقلت ماء روى ويقال هو الذى فيه للواردة رى وفى التهذيب ماء رواء وروى إذا كان يصدر من يرده عن رى ولا يكون هذا الا صفة لاعداد المياه التى لا تنزح ولا ينقطع ماؤها وأنشد ابن سيده تبشرى بالرفه والماء الروى * وفرح منك قريب قد اتى وقال الحطيئة أرى ابلى بجوف الماء حلت * وأعوزها به الماء الرواء ( والرواية المزادة فيها الماء و ) يسمى ( البعير والبغل والحمار ) الذى ( يستقى عليه ) رواية على تسمية الشئ باسم غيره لقربه منه هذا نص ابن سيده الا انه اقتصر على البعير وفى التهذيب الرواية البعير الذى يستقى عليه ووعاء الماء الذى هو المزادة انما سمى رواية لمكان البعير الذى يحملها وقال الجوهرى الرواية البعير أو البغل أو الحمار الذى يستقى عليه والعامة تسمى المزادة رواية وذلك جائز على الاستعارة والاصل ما ذكرنا وفى المصباح روى البعير الماء يرويه من باب رمى حمله فهو راوية الهاء فيه للمبالغة ثم أطلقت الرواية على كل دابة يستقى الماء عليها قال شيخنا وظاهر المصنف اطلاق الرواية على الكل حقيقة وقيل هي حقيقة في الجمل مجاز في المزادة وقيل بالعكس وجمع الرواية الروايا قال أبو النجم تمشى من الردة مشى الحفل * مشى الروايا بالمزاد الاثقل فتولوا فاترا مشيهم * كروايا الطبع همت بالوحل ( و ) في المصباح ومن روى البعير الماء يروى قولهم ( روى الحديث يروى رواية ) بالكسر وكذا الشعر ( وترواه بمعنى ) حمله ونقله رجل راو قال الفرزدق أما كان في معدان والفيل شاغل * لعنبسة الراوى على القصائد وفى حديث عائشة ترووا شعر حميد بن المضرب فانه يعين على البر وفى الصحاح وتقول أنشد القصيده يا هذا ولا تقل اروها الا ان تأمره بروايتها أي استظهارها ( وهو رواية ) للحديث والشعر لها ( للمبالغة ) أي كثير الرواية ( و ) روى ( الحبل ) ريا ( فتله ) أو أنعم فتله ( فارتوى و ) روى ( على أهله ولهم ) رية ( أتاهم بالماء ) نقله الجوهرى ( و ) روى ( على الرحل ) كذا في النسخ والصواب على الرجل كما هو نص الصحاح والمحكم ( شده على البعير لئلا يسقط ) ونص المحكم روى على الرجل شده بالرواء لئلا يسقط عن البعير من النوم وفى الصحاح رويت على الرجل شددته على ظهر البعير لئلا يسقط من غلبة النوم قال الراجز انى على ما كان من نخددى * ودقة في عظم ساقى ويدى * أروى على ذى العكن الضفندد ( و ) روى ( القوم ) يروى رية ( استقى لهم ) نقله الجوهرى عن يعقوب ( ورويته الشعر ) تروية ( حملته على روايته ) أو رويته له حتى (1/8413)
حفظه للرواية عنه ( كارويته ) أي يعدى رواية الحديث والشعر بالتضعيف وبالهمزة ( و ) رويت ( في الامر ) تروية ( نظرت وفكرت ) بتأن لغة في روأت وريأت عن الازهرى ( والاسم الروية ) كغنية وفى الصحاح الروية التفكر في الامر جرت في كلامهم غير مهموزة ( ويوم التروية ) ثامن ذى الحجة ( لانهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بعد ) وفى التهذيب لان الحاج يتزدون فيه من الماء وينهضون الى منى ولا ماء بها فيتزودون ريهم من الماء ( أو لان ابراهيم عليه السلام ) وعلى نبينا صلى الله عليه ( كان يتروى ويتفكر في رؤياه فيه وفى التاسع عرف وفى العاشر استعمل والروى ) كغنى ( حرف القافية ) يقال قصيدتان على روى واحد
كما في الصحاح وقال الاخفش الروى الحرف الذى تبنى عليه القصيدة ويلزم في كل بيت منها في موضع واحد والجمع رويات حكاه ابن جنى قال ابن سيده وأراه تسمعا منه ولم يسمعه من العرب ( و ) الروى ( سحابة عظيمة القطر ) شديدة الوقع كالسقى والرمى والجمع أروية ( و ) الروى ( الشرب التام ) يقال شربت شربا رويا أي تاما نقله الجوهرى ( والراوي من يقوم على الخيل ) نقله ابن سيده ( وجبل الريان ببلاد طيئ ) سمى به لانه ( لا يزال يسيل منه الماء ) وهو من أطول جبال أجأ ( وحبل آخر أسود عظيم ببلادهم ) يوقدون فيه النار فترى من مسيرة ثلاث ( و ) ريان ( ة بنسا منها ) أبو جعفر ( محمد بن أحمد بن ) عبد الله بن ( أبى عون ) النسوي عن على بن حجر واحمد الدورقى وعنه محمد بن مخلد الدوري وابن قانع والطبراني مات سنة 313 هكذا ضبطه بالتشديد الحافظ أبو بكر الخطيب في المؤتنف والامير ابن مأكولا ( وغلط من خففه ) فيه تعريض على شيخه الذهبي فانه هكذا ضبطه تبعا لابن نقطة وأما ابن السمعاني فقال لا يعرفها أهلها الا مخففة وربما قالوا الرذانى أي بقلب الياء ذا لا مجعمة ومن ريان هذه أيضا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الريانى صاحب حميد بن زنجوية مؤلف كتاب الترغيب رواه عنه وعنه ابن أبى شريح الانصاري ( و ) ريان ( أطم بالمدينة و ) أيضا ( واد بحمى ضرية ) من أرض كلاب أعلاه للضباب وأسفله لبنى جعفر ( و ) أيضا ( جبل بديار بنى عامر ) وأنشد الجوهرى للبيد فمدافع الريان عرى رسمها * خلقا كما ضمن الوحى سلامها ورأيت في الحاشية ما نصه المعروف في شرح بيت لبيدان الريان اسم واد لبنى عامر ولم أجد انه اسم جبل لغير الجوهرى ( و ) أيضا ( ة باليمامة و ) أيضا ( محلة ببغداد منها ) أبو المعالى ( هبة الله بن الحسين المعروف بابن التل ) كذا في النسخ بالفوقية والصواب بالباء الموحدة كما ضبطه الذهبي والحافظ روى عن قاضى المارستان مات سنة سبعمائة ( و ) أبو بكر ( عبد الله بن معالى ) الريانى عن شهدة وغيرها مات سنة 627 ( و ) أيضا ( ع قرب معدن بنى سليم ) على ميلين منه كان الرشيد ينزله إذا حج وله به قصور ( وريان الراسبى ) شيخ للجريري ( و ) ريان ( بن مسلم ) شيخ لضمرة ( وحجاج بن ريان ) شيخ للحصائري ( وعمر بن يوسف بن ريان ) حدث بالرملة ( محدثون ) * وفاته ريان بن عبد الله سمع منه الصوري وريان بن أكرم ذكره ابن حبيب وعطاء بن ريان شيخ ليزيد بن أبى استدركهم الحافظ على الذهبي ( وغالب من سمى به انما يذكر بال سواهم ) ممن ذكر ( والريا الريح الطيبة ) ومنه قول امرئ القيس * نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل * وقال المتلمس يصف جارية فلو ان محموما بخيبر مدنفا * تنشق رياها الاقلع صالبه ويقال للمرأة انها الطيبة الريا إذا كانت عطرة الجرم ( والاروية بالضم والكسر ) اقتصر الجوهرى على الضم ونقل ابن سيده الكسر عن اللحيانى ( أنثى الوعول ) وهى تيوس الجبل وهى أفعولة في الاصل الا انهم قلبوا الواو الثانية ياء وادغموها في التى بعدها وكسروا الاولى لتسلم الياء كما في الصحاح و ( ثلاث أراوى ) على أفاعيل ( الى العشر والكثير أروى ) على أفعل بغير قياس نقله الجوهرى وذهب أبو العباس الى انها فعلى والصحيح انها أفعل لكون أروية أفعولة ( أو هو اسم للجمع ) قال ابن سيده وكون أراوى لادنى العدد وأروى للكثير هو قول أهل اللغة والصحيح عندي ان أراوى تكسير اروية كارجوحة وأراجيح والاروى اسم للجمع وفى التهذيب عن أبى يزيد يقال للانثى أروية وللذكر أروية ويقال للانثى عنز وللذكر وعل وهى من الشاء لا من البقر ( والمروى ) كمقعد ( ع بالبادية ) نقله ابن سيده ( وتروت مفاصله اعتدلت وغلظت ) عن ابن سيده ( كارتوت ) وهذه عن الازهرى وفى الصحاح ارتوت مفاصل الرجل ( والرواء كسماء بئر زمزم ) أي من أسمائه يقال ماء رواء إذا كان لا ينزح ولا ينقطع ( و ) الرواء ( ككساء حبل يشد به المتاع على البعير ج الاروية ) نقله الجوهرى وقيل هو حبل من حبال الخباء وقيال أبو حنيفه هو أغلظ من الارشية وفى التهذيب الحبل الذى يروى به على الرواية إذا عكمت الراويتان ( كالمروى بالكسر ج مراوى ) بفتح الواو وكسرها نقله الازهرى ( والروا لخصب ) نقله الازهرى عن ابن الاعرابي ( وأروى ة بمرو وهو أرواوى ) على غير قياس ( و ) أروى ( ماء بطريق مكة شرفها الله تعالى قرب الحاجر ) يقال له مثله أروى لفزازة نقله الصاغانى ( ورواوة بالضم ع قرب المدينة ) قبلى بلاد مزينة قال كثير عزة وغير آيات بشرق رواوة * تنائى الليالى والمدى المتطال ( والروية كسمية ماء والمروى كمعظم ع ) * ومما يستدرك عليه تروى تزود للماء كروي تروية والراوية الرجل المستقى لاهله قال ابن الاعرابي يقال لسادة لقوم روايا وهى جمع رواية شبه السيد الذى يحمل الديات عن الحى بالبعير الرواية ومنه قول الراعى إذا ندبت روايا الثقل يوما * كفينا المضلعات لمن يلينا (1/8414)
وقال تميمي وذكر قوما أغاروا عليهم لقيناهم فقتلنا الروايا وأبحنا الزوايا أي قتلنا السادات وأبحنا البيوت وروى عليه ريا وأروى شد عليه بالحبل وأروى اسم امرأة ومنه قول الشاعر * داينت أروى والديون تقضى * وكذلك الاروية تسمى به المرأة والروى كغنى المتأنى والضعيف والسوى الصحيح البدن والعقل والروية كغنية الحاجة يقال لنا قبلك روية نقله الجوهرى والازهري والروية أيضا البقية من الدين ونحوه نقله الجوهرى وأيضا قرية باليمن من أعمال زبيد وقد دخلتها ورطب روى ومرو إذا أرطب في غير نخله وأروى الرواء على البعير مثل رواه وأروى إذا شد عكمه بالرواء ويقال من أين ريتكم بفتح الراء أي من أين ترتوون الماء نقله الجوهرى والازهري والراوي يكون للماء وللشعر والجمع رواة يقال روينا الحديث مشددا مبنيا للمفعول ورجل له رواء بالضم أي منظر نقله الجوهرى ورجل رواء ككتان إذا كان الاستقاء بالرواية له صناعة يقال جاء رواء القوم نقله الازهرى وارتوت النخلة إذا غرست في قفير ثم سقيت من أصلها وارتوى الحبل غلطت قواه أو كثرت وفرس ريان الظهر إذا سمن متناه وروى رأسه بالدهن والثريد بالدسم طراه نقله الازهرى وسمى النبي صلى الله عليه وسلم السحاب روايا البلاد على التشبيه وفى الحديث شر الروايا روايا الكذب هو جمع روية أو راوية وريان صخرة عظيمة بين حاذة ومعدن بنى سليم على سبعة أميال منه وأيضا جبل في طريق البصرة الى مكة وآخر لغنى وبنوريان بطن من الهوارة في الصعيد الاعلى وهو جد الرياينة وبنو روية كسمية بطن نقله ابن سيده وريان ابن كاثر بطن من بنى سامة بن لؤى والرواء ككتاب سيف البراء بن معرور رضى الله عنه ى ( الرى ) أهمله الجوهرى وهو بالفتح ( د م ) بلد معروف من الديلم بين قومس والجبال وله رساتيق وأقاليم كثيرة ( والنسبة رازى ) ألحقوا في النسب زايا على خلاف القياس ( و ) الرى ( بالكسر المنظر الحسن ) فيمن لم يعتقد الهمز قال الفارسى وهو حسن لمكان النعمة وانه خلاف أمر الجهد والعطش والذبول ( والراية العلم ) نقله الجوهرى في روى ( ج رايات وراى ) وحكى سيبويه عن أبى الخطاب راءة بالهمز وشبه ألف راية وان كانت بدلا من العين بالالف الزائدة فهمز اللام كما يهمزها بعدها بعد الزائدة في نحو سقاء وشفاء ( وأرأيت الراية ركزتها ) عن اللحيانى قال ابن سيده وهمزه عندي على غير قياس وانما حكمه أرييتها ( و ) الراية ( القلادة أو ) * ومما يستدرك عليه رييت الراية عملتها عن ثعلب وريد مدينة بالاندلس قال أبو حيان هو مالقة وعين رية كثيرة الماء أنشد الجوهرى فأوردها عينا من السيف رية * به يرأ مثل الفسيل المكمم و ( الرهو الفتح بين الرجلين ) قال أبو عبيدة رها بين رجليه يرهو رهوا أي فتح ومنه قوله تعالى واترك البحر رهوا كما في الصحاح ( و ) الرهو ( السير السهل ) يقال جاءت الخيل رهوا قال ابن الاعرابي رها يرهو في السير أي رفق قال القطامى في نعت الركاب يمشين رهوا فلا الاعجاز خاذلة * ولا الصدور على الاعجاز تتكل وقيل الرهو في السير اللين مع دوام ( و ) الرهو ( المكان المرتفع والمنخفض ) أيضا يجتمع فيه الماء ( كالرهوة فيهما ضد ) شاهد الارتفاع قول عمرو بن كلثوم نصبنا مثل رهوة ذات حد * محافظة وكنا السابقينا وشاهد الانخفاض قول أبى العباس النميري * دليت رجلى في رهوة * وقال أبو عبيد الرهو الجوبة تكون في محلة القوم يسيل فيها ماء المطر أو غيره وفى الحديث قضى انه لا شفعة في فناء ولا طريق ولا منقبة ولا ركح ولا رهو ومن الارتفاع أيضا الحديث سئل عن غطفان فقال رهوة تنبع ماء أراد انهم جبل ينبع منه الماء وأن فيهم خشونة وتوعرا وقيل الرهوة الرابية تضرب الى اللين وطولها في السماء ذارعان أو ثلاث ولا يكون الا في سهول الارض وجلدها ما كان طينا ولا تكون في الجبال والجمع رهاء وقيل الرهو مستنقع الماء والرهوة شبه تل صغير يكون في متون الارض على رؤس الجبال وهى مواقع الصقور والعقبان والرها أرض مستوية قلما تخلو من التراب ( و ) الرهو المرأة ( الواسعة الهن ) حكاها النضر بن شميل كما في الصحاح ( كالرهوي ) كسكرى لغتان عن الليث قال المخبل السعدى وأنكحتها رهوا كأن عجانها * مشق اهاب أوسع السلخ ناجلة * قلت عنى بها جليده بنت الزبرقان بن بدر الفزارى يحكى انه نزل المخبل في سفر على ابنة الزبرقان هذه فعرفته ولم يعرفها فأحسنت قراه وزودته عنه الرحلة فقال لها من أنت فقالت وما تريد الى اسمى قال اريد أن أمد حك فما رأيت أكرم منك قالت اسمى رهو قال تالله ما رأيت امرأة شريفة سميت بهذا الاسم غيرك قالت أنت سميتني به قال وكيف قالت أنا جليده بنت الزبرقان فجعل على نفسه ان
لا يهجوها ولا أباها أبدا واعتذر لها ( والرها ) وهذه عن ابن الاعرابي ( و ) الرهو ( الكركي ) وقيل هو من طير الماء شبيه به ( و ) الرهو ( الجماعة ) المتتابعة ( من الناس ) يقال الناس رهو واحد ما بين كذا وكذا أي متقاطرون ( و ) الرهو ( نشر الطائر جناحيه ) وقدرها يرهو ( و ) الرهو ( السكون ) يقال رها البحر إذا سكن وبه فسر قوله تعالى واترك البحر رهوا أي ساكنا على هينتك قال الزجاج هكذا فسره أهل اللغة وجاء في التفسير يبساء وقال أبو سعيد أي دعه كما فلقته لك لان الطريق كان فيه رهوا بين فلقيه ( وأرهى تزوج ) امرأة ( واسعة ) الهن ( و ) أيضا ( دام على أكل الكركي و ) أيضا ( صادف موضعا رهاء كسماء أي واسعا ) كذا (1/8415)
في المحكم وفى الصحاح الرهاء الارض الواسعة وفى المحكم ما اتسع من الارض وانشد بشعث على اكوار شدت رمى بهم * رهاء الفلانا بى الهموم القواذف ( و ) ارهى ( لهم الطعام والشراب ادامه ) لهم قال الجوهرى حكاه يعقوب مثل ارهن ( والراهية النحلة لسكونها في طيرانها وتراهيا ) تراهيا ( توادعا وراهاه ) مراهاة ( قاربه و ) ايضا ( حامقه ) وهاراه طانزه ( وفرس مرهاة بالكسر ) أي ( سريعة ) السير ( ج مراهى ) كمسحاة ومساحى ومنه قول الشاعر إذا ما دعا داعى الصباح اجابه * بنو الحرب منا والمراهى الضوائع وهى الخيل السراع واحدها مره قال يعلب لو كان مرهى كان اجود فدل على انه لم يعرف ارهى الفرس وانما مر هي عنده على رها أو على النسب ( ورهواء ) كصهباء ( ع ) وفى المحكم رهوى كسكرى ومثله في التكملة والجمهرة ( و ) رهاء ( كسماء حى من مذحج ) قال الحافظ قرات بخط الامام رضى الدين الشاطبي على حاشية كتاب ابن السمعاني في ترجمة الرهاوى بالفتح قيده جماعة بالضم ولم ار احدا ذكره بالفتح الا عبد الغنى بن سعيد * قلت وقد انفرد به واياه تبع المصنف ولم ار احدا من ائمة اللغة تابعه فان الجوهرى ضبطه بالضم وكذلك ابن دريد وابن الكلبى وغيرهم ثم اختلف في نسبه فقيل هو الرهاء بن منبه بن حرب بن عبد الله بن خالد بن مالك ومالك جماع مذحج وقيل هو رهاء بن يزيد بن حرب بن عبد الله وهذا قول ابن الاثير يجتمع مع النخع في خالد وهذا سياق ابن الاثير وفى انساب ابى عبيد ولد حرب بن علة بن جلد بن مالك بن ادد بن زيد بن يشجب منبها ويزيد فولد منبه رهاء بطن وولد يزيد بن حرب منبها إليه البيت من جنب ( منهم مالك بن مرارة ) ويقال ابن فزارة ويقال ابن مرة والصحيح الاول كذا في اسد الغابة بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن وله حديث وقال أبو عمر ليس هو بالمشهور في الصحابة وقال ابن فهد ذو يزن مالك بن مرارة الرهاوى بعثه زرعة بكتاب ملوك حمير الى النبي صلى الله عليه وسلم وباسلامهم بعد تبوك قكتب إليهم جوابهم مع ذى يزن ( ويزيد بن سحرة ) كذا في النسخ والصواب شجرة له رواية روى عنه مجاهد بن جبر ( الصحابيان ) رضى الله عنهما ( و ) أبو سماعة ( عميرة بن عبد المؤمن ) مولى الرهاء ( الرهاويون ) روى عميرة عن عصام بن بشير ( و ) الرها ( كهدى د ) بالجزيرة ينسب إليه ورق المصاحف قال الصغانى وحقه ان يكتب بالياء لضمة اوله وليس في العربية كلمة اولها واو وآخرها واو الا الواو ( منه زيد بن ابى انيسة ) الغنوى مولاهم جزرى رهاوى ثقة روى عنه مالك مات سنة 125 واخوه يحيى بن ابى انيسة عن الزهري وعمرو بن شعيب تكلم فيه مات سنة 146 ( ويزيد ابن سنان ) روى عنه ابنه أبو عبد الله محمد المتوفى سنة 220 وحفيده أبو فروة يزيد بن محمد بن يزيد بن سنان قال ابن القراب مات بالرها سنة 269 ( والحافظ عبد القادر ) بن محمد ( الرهاويون ) محدثون ( واره على نفسك ) أي ( ارفق ) بها نقله الجوهرى ويقال ما ارهيت الا على نفسك أي ما رفقت الا بها ( وعيش راه ) أي ساكن ( رافه ) نقله الجوهرى وهو في الجمهرة ( وارتهوا اختلطوا و ) ارتهوا رهية ( اخذوا السنبل فاذلكوه بايديهم ثم دقوه فالقوا عليه لبنا فطبخ فتلك الرهية ) عندهم كغنية وفى المحكم بر يطحن بين حجرين ويصب عليه لبن وقد ارتهى * ومما يستدرك عليه طعام راه أي دائم نقله الجوهرى عن ابى عمرو وفعل ذلك سهو ارهوا أي ساكنا بغير تشدد وجاءت الابل رهوا أي يتبع بعضها بعضا ويقال لكل ساكن لا يتحرك ساج وراه وراء والرهوان كسحبان المطمئن من الارض وبه سمى البرذون إذا كان لين الظهر في السير رهوان وهى عربية صحيحة وامراة رهو ورهوى لا تمتنع من الفجور أو التى ليست بمحمودة عند الجماع وقول الشاعر فان اهلك عمير فرب زحف * يشبه تقعه رهوا ضبابا
قد يكون الرهو السريع والساكن وغارة رهو متتابعة وبئر رهو واسعة الفم ورها كل شئ مستواه والرهاء شبيه بالغبرة والدخان ورهت ترهو رهوا مشت مشيا خفيفا والرهو خمار الراس الذى يليه وهو اسرعه وسخا والرهوة الارتفاع والانحدار ضد وارهاء اجا جوانبها وشئ رهو متفرق وارهى لك الشئ امكنك وارهيته لك امكنته لك وما ارهيته أي ما تركته ساكنا واره ذاك أي دعه حتى يسكن ومر باعرابى فالج أي جمل ضخم ذو سنامين فقال سبحان الله رهو بين سنامين أي فجوة بين سنامين والرهو الواسع وايضا شدة السير ومستنقع الماء وخمس راه إذا كان سهلا وارهى ادام لاضيافه الطعام سخاء وارهيت احسنت ويقولون للرامي إذا اساء ارهه أي احسن والرهو المطر الساكن ورهوة في شعر ابى ذوئب عقبة بمكان معروف نقله الجوهرى وقال نصر جبل بالحجاز وراهوية تقدم في الهاء والرهاوى قرية بمصر من اعمال الجيزة وقد دخلتها ( فصل الزاى ) مع الواو والياء ى ( زاى كسعى ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( تكبر وازاه بطنه ) ازاء كالقاه القاء ( إذا امتلاء ) شديدا ( فلم يتحرك ) ى ( زباه يزبيه ) زبيا ( حمله ) وانشد الجوهرى تلك استفدها واعط الحكم واليها * فانها بعض ما تزبى لك الرقم وانشد ابن سيده للكميت اهمدان مهلا لا تصبح بيوتكم * بجهلكم ام الدهيم وما تزبى ( كازباه ) كذا في النسخ ومنه حديث كعب فقلت له كلمة ازبيه بذلك أي احكله على الازعاج قاله ابن الاثير ونص الجوهرى (1/8416)
والتهذيب والمحكم كازدباه ( و ) زباه يزبيه زبيا ( ساقه ) وبه فسر ابن سيده قول الشاعر الذى انشده الجوهرى ( كزباه ) تزبية ( وازدباه و ) زباه ( بشر ) أو مكروه ( دهاه ) به ( والزبية بالضم الرابية لا يعلوها ماء ) والجمع الزبى ومنه قولهم بلغ السيل الزبى يضرب للامر يتفاقم ويجاوز الحد حتى لا يتلافى وكتب عثمان الى على رضى الله تعالى عنهما لما حوصر اما بعد فقد بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطبيين فإذا اتاك كتابي فاقبل الى على كنت ام لى ( وزبى اللحم تزبية نشره فيها ) أي في الزبية كلام المصنف هنا يحتاج الى تأمل فان ابن سبده ذكر من معاني الزبيد حفيرة يشتوى فيها ويختبز ثم قال وزبى اللحم طرحه فيها وانشد طار جرادى بعد ما زبيته * لو كان راسى حجر ارميته فاين الطرح من النشر فتأمل ذلك ( و ) الزبيته * لو كان راسى حجر ارميته فاين الطرح من النشر فتأمل ذلك ( و ) الزبية ( حفرة ) تحفر ( للاسد ) سميت بذلك لانهم كانوا يحفرونها في موضع عال ( وقد زباها تزبية وتزباها ) وانشد الجوهرى فكان والامر الذى قد كيدا * كاللذ تزبى زبية فاصطيدا وانشد ابن سيده لعلقمة تزبى بذى الارطى لها ووراءها * رجال فبدت نبلهم وكليب ( والازبى كتركي السرعة والنشاط ) على افعول واستثقل التشديد على الواو وانشد الجوهرى بشمجى المشى عجول الوثب * حتى اتى ازبيها بالادب ( و ) الازبى ايضا ( ضرب من السير ) وفى المحكم من سير الابل وفى الصحاح قال الاصمعي والازابى ضروب مختلفه من السير واحدها ازبى ( و ) الازبى ( الامر ) العظيم كما في الصحاح ( و ) ايضا ( الشر العظيم ) وليس في الصحاح وصف الشر بالعظيم ( ج ازابى ) يقال لقيت منه الازابى أي الامر العظيم والشر عن ابى زيد ( والزابيان نهران اسفل الفرات ) بين الموصل وتكريت فالكبير يفرغ في شرقي دجلة ( ويقال الزابان ) بحذف الياء كما يقال الباز في البازى ونسبه الازهرى للعامة وقد يقال الزوابى ايضا قاله نصر قال الازهرى لما حولها من الانهار ( والتزابى مشية في تمدد وبطء ) وانشد الازهرى لرؤبة * إذا تزابى مشية ازائبا * ( و ) التزابى ( التكبر ) انشد ابن الاعرابي عن المفضل يا ابلى ما ذا مه فتابيه * ماء رواء ونصى حوليه * هذا بافواهك حتى تابيه حتى تروحى اصلا تزابيه * تزابى العانة فوق الزازيه أي تكبرين عنه فلا تريدينه ولا تعرضين له لانك قد سمنت ( وزبية ) بالفتح ( واد وزبيبا بكسر الزاى والباء الاولى جد والد ) ابى الفضل ( محمد بن على بن ابى طالب ) كذا في النسخ والصواب محمد بن على بن طالب بن محمد الحربى ( شيخ ) ابى طاهر ( السلفي ) ويعرف بابن زبيبا ولد سنة 436 وتوفى سنة 511 وقد تقدم ذكره للمصنف في حرف الباء الموحدة فاعادته ثانيا تكرار * ومما يستدرك عليه الزبية بالضم حفرة يستتر فيها الصائد وايضا حفيرة يشتوى فيها ويختبز وايضا حفر النمل والنمل لا يفعله الا في موضع عال وتزبى في الزبية كتزباها عن ابن سيده والازبى كتركي الصوت قال صخر الغى كان ازبيها إذا ردمت * هزم بغاة في اثر ما فقدوا وايضا العجب وزبته بالكسر حملته نقله الازهرى وازدبته كذلك وفى الحديث نهى عن مزابى القبور هي جمع مزباة من الزنية وهى الحفرة كانه كره ان يشق القبر ضريحا كالزبية ولا يلحد قال ابن الاثير وقد صحفه بعضهم فقال نهى عن مراثي القبور وقال
بعضهم الزبية من الاضداد وزبى له شرا تزبية دهاه وزبيت له تزبية اعددت له وما زباهم الى هذا الى هذا ما دعاهم إليه و ( زجاه ) يزجوه زجوا ( ساقه ) سوقا ضعيفا رفيقا ( و ) ايضا ( دفعه ) برفق لينساق ( كزجاه ) تزجية يقال كيف تزجى الايام أي كيف تدافعها كما في الصحاح قال الشاعر وصاحب ذى غمرة داجيته * زجيته بالقول وازدجيته انشده الازهرى ( وازجاه ) ومنه قوله تعالى الم تر ان الله يزجى سحابا وقوله تعالى ربكم الذى يزجى لكم الفلك في البحر وقال ابن الرقاع تزجى اغن كان ابرة روقه * قلم اصاب من الدواة مدادها وقال الاعشى الى هوذة الوهاب ازجى مطيتي * ارجى عطاء فاضلا من نوالكا ( و ) زجا ( الامر زجوا وزجوا ) كعلو ( وزجاء ) كسحاب ( تيسر واستقام ) ومنه الحديث لا تزجو صلاة لا يقرا فيها بفاتحة الكتاب أي لا تستقيم ولا تصح ( و ) منه ايضا زجا ( الخراج زجاء ) إذا ( تيسر جبايته ) وفى الصحاح تيسرت جبايته زاد في الاساس وسوقه الى اهله وخراج زاج وفى المفردات هو مستعار من ازجيت ردئ الدرهم فزجا ( وفلان ) ضحك حتى زجا أي ( انقطع ضحكه ) نقله الجوهرى ( وبضاعة مزجاة قليلة ) وبه فسرت الاية وفى بعض نسخ الصحاح أي يسيرة وفى الاساس أي خسيسة يدفعها كل من عرضت عليه وفى المصباح تدفع بها الايام لقلتها وفى كتاب الغرر والدرر للشريف المرتضى أي مسوقة شيا بعد شئ على قلة وضعف ( أو ) بضاعة مزجاة فيها اغماض ( لم يتم صلاحها ) عن ثعلب وبه فسر الاية قال وقوله تعالى وتصدق علينا أي بفضل ما بين الجيد والردئ وقال بعض المفسرين قيل كانت حبة الخضراء والصنوبر وقيل متاع الاعراب الصوف والسمن وقيل دراهم (1/8417)
ناقصة ( والزجاء ) كسحاب ( النفاذ في الامر و ) يقال ( هو ازجى منه ) بهذا الامر أي ( اشد نفاذا ) فيه منه نقله الجوهرى ( والزواجى ة بالمهجم ) من ارض اليمن * قلت الصواب ان هذا بالحاء المهملة قال الصاغانى في التكملة بعد ذكره زجا بالجيم زحا بالحاء المهملة وذكر فيها الزواحى وقال قرية من مخلاف حران ثم من اعمال المهجم فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه ازجيت الدرهم فزجا روجته فراج ورجل مزجاء كثير الازجاء للمطى والمزجى من كل شئ كمعظم الذى ليس بتام الشرف ولا غيره من الخلال المحمودة قال الشاعر فذاك الفتى كل الفتى كان بينه * وبين المزجى نفنف متباعد وقيل المزجى هنا كان ابن عم لاهبان هذا المرثى وقد قيل انه المسوق الى الكرم على كره منه وازدجاه ساقه ومنه قول الشاعر الذى سبق * زجيته بالقول وازدجيته * ورجل مزج أي مزلج وزجى حاجتى سهل تحصيلها وهو يتزجى ببلاغ يكتفى به وانشد الجوهرى * تزج من دنياك بالبلاغ * وفى التهذيب ازجى الشئ ازجاء دافع بقليله ويقال هذا الامر قد زجونا عليه نزجو قال وسمعت فزاريا يقول انتم معشر الحارة قبلتم دنياكم بقبلان ونحن نزجيها زجاة أي نتبلغ فيها بقليل القوت ونجتزئ به والمزجى كمكرم الشئ القليل كما في الصحاح والتهذيب وقول الشاعر * وحاجة غير مزجاة من الحاج * قال الراغب أي غير يسيرة يمكن دفعها وسوقها لقلة الاعتداد بها ى ( زخى كسمى ) اهمله الجماعة ( والخاء معجمة ) وغلط من قال رخى بالراء ( عنبرى من ولد قرط بن عبد مناف صحابي ) يقال ( برك عليه النبي صلى الله ) تعالى ( عليه وسلم ومسح راسه ) هكذا ذكره اصحاب المعاجم قال الامير هو احد الغلمة الاربعة من بنى العنبر وهم دريج وسمرة وزخى وزبيب الذين اختارتهم عائشة من بنى العنبر بامر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وحديثهم في كتاب معرفة الصحابة * ومما يستدرك عليه الزواخى مواضع عن ابن سيده ى ( زدى ) الصبى ( الجوز وبه ) يزد وزدوا ( لعب ورمى به في المزداة ) بالكسر اسم ( للحفيرة ) التى يرمى فيها الجوز يقال ابعد المدى وازده ( والزدو ) كعلو هكذا هو في النسخ والصواب الزدو بالفتح ففى الصحاح قال أبو عبيد الزدو لغة في السدو وهو ( مد اليد نحو الشئ ) كما تسدو الابل في سيرها بايديها ( وازدى صنع معروفا ) عن ابى عمرو ( واحمد بن محمد بن مزدى ) بضم الميم وفتح الدال ( محدث الحرم ويقال مسدى ) بالسين وهو المعروف والذى في التبصير للحافظ الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مسدى الاندلسي المجاور بمكة له تأليف فلعل الذى ذكره المصنف هو ابن لهذا وقرات في تاريخ حلب ما نصه محمد بن يوسف بن موسى بن يوسف بن موسى بن يوسف بن ابراهيم بن عبد الله بن المغيرة بن شرحبيل بن المغيرة ابن الحسن بن يزيد ويسمى زيدا ومسدي ايضا ابن روح بن عبد الله بن حاتم بن روح بن حاتم بن قبيصة بن المهلب بن ابى صفرة الحافظ المحدث أبو بكر الازدي العتكى الشهير بابن مسد المهلبى الغرناطي نزيل مكة ومسد في نسبه قال الحافظ قطب الدين
عبد الكريم رايت بخطه على الميم ضمة وعلى السين المهملة سكونا وتحت الدال المهملة كسرتين سمع بحلب وبالقاهرة ومن شيوخه ابن المقير وابن سكينة والكندي والسبط توفى بمكة سنة 663 * ومما يستدرك عليه الزادى الحسن السير من الابل والمزداء بالمد لغة في المزداة عن القالى ى ( زرى عليه ) فعله بالفتح يزرى ( زريا ) بالفتح ( وزراية ) بالكسر وضبطه بعض بالفتح ( ومزرية ) كمحمدة ( وزريانا بالضم ) كذا هو مضبوط في نسخ التهذيب وفى نسخ المحكم بالتحريك واقتصر الجوهرى منها على زراية ( عابه ) وعنفه عن الليث وقال أبو زيد عاب عليه قال كعب الاشقري يخاطب بعض الخوارج وكان قد عاب عمر بن عبيد الله بن معمر بالجبن يا ايها الزارى على عمر * قد قلت فيه قلت فيه غير ما تعلم ( و ) قيل ( عاتبه ) وفى الصحاح عتب عليه وقال أبو عمر والزارى على الانسان الذى لا يعده شيا وينكر عليه فعله قال الشاعر وانى على ليلى لزار واننى * على ذاك فيما بيننا نستديمها أي عاتب ساخط غير راض ( كازرى ) عليه ( لكنه قليل ) قاله ابن سيده ( و ) كذلك ( تزرى ) عليه نقله الجوهرى ( و ) يقال ( ازرى باخيه ) ازراء ( ادخل عليه عيبا ) كما في العين ( اوامرا ) كما في المحكم ( يريد ان يلبس عليه به ) نقله ابن سيده ( و ) ازرى ( بالامر تهاون ) به وقصر به ( ورجل مزراء يزرى على الناس ) أي يعيبهم ( وسقاء زرى كغنى بين الصغير والكبير ) نقله ابن سيده ( والمزدرى المحتقر ) نقله الجوهرى ( كالمستزرى ) وليست السين للطلب ( و ) المزدرى ( الاسد ) * ومما يستدرك عليه زرى بعلمه وازرى حكاه اللحيانى ولم يفسره قال ابن سيده وعندي انه قصر به و ( ززا ) اهمله الجماعة وهو ( اسم جدجد ) ابى بكر ( محمد بن محمود بن ابراهيم بن نبا ) بن ززا بن ممويه ( الفاركانى ) كذا في النسخ والصواب الفارفانى بفاءين كما في التبصير عن عبد الوهاب ابن مندة وابى الخير بن ررا وعنه عبد العظيم الشرابى قاله الذهبي ( ووالد ابى الخير بن ززا المحدثين ) هذا غلط والصواب ان والد ابى الخير بمهملتين وقد سبق له ذلك وانما غره سياق عبارة الذهبي الذى قدمناه لانه ساق ذكر ابى الخير في جملة شيوخه فظن المصنف انه يزاءين فتأمل ذلك وانصف و ( زعا ) الملك في رعيته يزعو زعوا اهمله الجماعة وقال ابن الاعرابي أي ( عدل واقسط ) كانه مقلوب وزع و ( زغا الصبى ) يزعو زغوا اهمله الجوهرى وقال غيره أي ( بكى ) أو اشتد بكاؤه وكذلك زقا ( والزاغية الهلوك ) وهى الفاجرة ( والزغا كهدى رائحة الحبوش ) عن ابن الاعرابي ( وزغاوة بالضم ) وفى المحكم مضبوط بالفتح ( جنس من السودان ) والنسبة زغاوى ( وزغوان بالفتح جبل ) بالمغرب بافريقية قرب تونس ى ( زفت الريح السحاب ) والتراب ونحوهما ( زفيا ) بالفتح (1/8418)
( وزفيانا ) محركة ( طردته واستخفته ) وفى الصحاح الزفيان شدة هبوب الريح يقال زفته الريح زفيانا أي طردته قاله ابن السراج ( و ) زفت ( القوس ) زفيانا ( صوتت ) نقله ابن سيده ( و ) زفى ( السراب الال رفعه ) كزهاه وحزاه نقله الازهرى والجوهري عن ابى عمرو ( وازفاه نقله ) قال ابن الاعرابي ازفى نقل شيا ( من مكان الى ) مكان ( اخر ) قال ومنه ازففت العروس إذا نقلتها من بيت ابويها الى بيت زوجها ( والزفيان ) محركة ( المراة القصيرة و ) زفيان ( لقب شاعرين ) احدهما اسمه عطاء بن اسيد السعدى هو احد بنى عوافة وكنيته أبو المر قال والاخر راجز لم يسم ذكرهما الامدي * قلت الاخير راجز محسن ذكره الصاغانى ( و ) الزفيان ( القوس السريعة الارسال للسهم ) نقله الجوهرى ( والمزفى كمرمى المفزع ) قال القرافى وجد في الاصول المفزع كمحدث والاولى فتح الزاى ليوافق المفسر المفسر لان المزفى بمعنى المفعول * قلت وهكذا ضبطه الصغانى ايضا ( كالمتزفى ) كذا في النسخ وفى التكملة وكذلك المنزفى بضم الميم وسكون النون * ومما يستدرك عليه الزفيان محركة الخفة وبه سمى الرجل وجعله سيبويه صفة والزافى السريع الخفيف قال الشاعر * كالحدا الزافى امام الرعد * وناقة زفيان سريعة نقله الجوهرى وانشد الازهرى * وتحت رحلى زفيان ميلع * وزفى الظليم زفيا نشر جناحيه وعدا نقله الجوهرى وبه قرى قوله تعالى فاقبلوا إليه يزفون وقولهم ميزان زفيان اما هو فعيال من زفن إذا نزا فيصرف في حاليه أو هو من الزفى وهو تحريك الريح القصب والتراب فيصرف في النكرة دون المعرفة وهو فعلان حينئذ و ( زقا الصدى ) والديك ( يزقو زقوا ) بالفتح ( وزفاء ) كغراب ( صاح ) قال الشاعر فان تك هامة بهراة تزقو * فقد ازقيت بالمروين هاما
وفاته من مصادره الزقو كعلو والزقى كعتى بالضم والكسر كما في التهذيب والزقاء ككتان الكثير الزقوى ( كزقى يزقى زقيا ) وزقيا واوية يائية وكل صائح زاق ( والزقية الصيحة ) نقله الجوهرى وقرا ابن مسعود ان كانت الازقية مكان صيحة ( و ) الزقية ( بالضم الكومة من الدراهم وغيرها و ) يقال ( هو اثقل من الزواقى أي الديكة لانهم كانوا يسمرون فإذا صاحت تفرقوا ) نقله الجوهرى وفى النهاية هو في حديث هشام بن عروة انت اثقل من الزواقى أي الديكة لانهم كانوا يسمرون فإذا صاحت تفرقوا ) نقله الجوهرى وفى النهاية هو في حديث هشام بن عروة انت اثقل من الزواقى واحدها زاق لانها إذا زقت سحرا تفرق السمار والاحباب ويروى اثقل من الزاووق وقد تقدم ( وزقوقى كخجوجى ع بين فارس وكرمان ) سيأتي تحقيق وزنه في قطا ( وزقاء ) كسحاب ( ماء ) * ومما يستدرك عليه زقى الصبى إذا اشتد بكاؤه وازقاه ابكاه ومنه قول الشاعر الذى تقدم * فقد ازقيت بالمروين هاما * وزقية بالفتح موضع و ( زكا ) المال والزرع وغيرهما ( يزكو زكاء ) بالمد ( وزكوا ) بالفتح كذا في النسخ وفى المحكم كعلو ( نما ) وراع وفى حديث على المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الانفاق فاستعار له الزكاء وان لم يك ذا جرم وكل شى يزداد ويسمن فهو يزكو زكاء وقال شيخنا قوله يزكو مستدرك لان اصطلاحه ان عدم ذكر المضارع دليل على انه ككتب ( كازكى ) نقله صاحب المصباح ( وزكاه الله تعالى ) تزكية ( وازكاه ) انماه وجعل يه بركة واقتصر الجوهرى على ازكاه ( و ) زكا ( الرجل ) يزكو زكوا ( صلح ) وبه فسر قوله تعالى ما زكا منكم من احد أي ما صلح ( و ) زكا يزكو ( تنعم ) وكان في خصب نقله الجوهرى عن الاموى ( فهو زكى من ) قوم ( ازكياء ) فيهما ( والزكاه صفوة الشئ ) عن ابى على على ( و ) الزكاة ( ما اخرجته من مالك لتطهرة به ) كذا في المحكم وفى المصباح سمى القدر المخرج من المال زكاة لانه سبب يرجى به الزكاء وقال ابن الاثير الزكاة في اللعة الطهارة والنماء والبركة والمدح وكل ذلك قد استعمل في القرآن والحديث ووزنها فعلة كالصدقة فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها انقلبت الفا وهى من الاسماء المشتركة بين المخرج والفعل فتطلق على العين وهى الطائفة من المال المزكى بها وعلى المعنى وهو التزكية وبه فسر قوله تعالى والذين هم للزكاة فاعلون فانما المراد به التزكية لا العين فالزكاة طهرة للاموال وزكاة الفطر طهرة للابدان انتهى واجمع ما رايت في هذا الحرف كلام الراغب رحمه الله تعالى في كتابه المفردات وهذا نصه اصل الزكاة النمو الحاصل عن بركة الله عز وجل ويعتبر ذلك بالامور الدنيوية والاخروية يقال زكا الزرع يزكو إذا حصل منه نمو وبركة وقوله عز وجل فلينظر ايها ازكى طعاما اشرة الى ما يكون حلالا لا يستوخم عقباه ومنه الزكاة لما يخرجه الانسان من حق الله عز وجل الى الفقراء وتسميته بذلك لما يكون فيها من رجاء البركة أو لتزكية النفس أي تنميتها بالخيرات والبركات اولهما جميعا فان الخيران موجودان فيهما وقرن الله عز وجل الزكاة بالصلاة في القرآن بقوله واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وبزكاء النفس وطهارتها يصير الانسان بحيث يستحق في الدنيا الاوصاف المحمودة وفى الاخرة الاجر والمثوبة وهو ان يتحرى الانسان ما فيه تطهيره وذلك ينسب تارة الى العبد لاكتسابه ذلك نحو قوله عز وجل قد افلح من زكاها وتارة ينسب الى الله عز وجل لكونه فاعلا لذلك في الحقيقة نحو ولكن الله يزكى من يشاء وتارة الى النبي صلى الله عليه وسلم لكونه واسطة في وصول ذلك إليهم نحو قوله خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وقوله يتلو عليكم آياته ويزكيكم وتارة الى العبادة التى هو آلة في ذلك نحو وحنانا من لدنا وزكاة وقوله تعالى لاهب لك غلاما زكيا أي مزكى بالخلقة وذلك على طريق ما ذكرناه من الاجتباء وهو ان يجعل بعض عباده عالما لا بالتعلم والممارسة بل بقوة الهية كما يكون لكل الانبياء والرسل ويجوز ان يكون تسميته بالمزكى لما يكون عليه في الاستقبال لا في الحال والمعنى سيزكى وقوله تعالى والذين هم للزكاة فاعلون أي يفعلون من العبادة ليزكيهم الله عز وجل أو ليزكوا انفسهم والمعنيان واحد وليس قوله (1/8419)
عز وجل للزكاة مفعولا لقوله فاعلون بل اللام فيه للقصد والعلة وتزكية الانسان نفسه ضربان احدهما بالفعل وهو محمود واليه قصد بقوله تعالى قد افلح من زكاها وقول هقد افلح من تزكى والثانى بالقول كتزكية العدل وغيره وهو مذموم وقد نهى الله عز وجل عنه بقوله فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ونهيه عن ذلك تأديبا لقبح مدح الانسان نفسه عقلا وشرعا ولهذا قيل لحكيم ما الذى لا يحسن وان حقا فقال مدح الرجل نفسه انتهى ( والزكا مقصورا الشفع من العدد ) والخسا للفرد منه وقد تقدم
تم
بسمه تعالى
برنامج المعجم - الاصدار الثالث
- موضوع اصلى : تاج العروس01 - 4 -
قيل للشفع زكا لان الزوجين ازكى من واحد وخسا وزكا حكاية لا ينونان وقد ينونان عن بعض ولا يدخلهما الالف واللام * ومما يستدرك عليه زكى ماله تزكية ادى عنه زكاته وزكى نفسه تزكية مدحها وزكاه اخذ زكاته وتزكى تصدق وايضا تطهر وهذا الامر لا يزكو بفلان أي لا يليق به وغلام زاك وزكى بمعنى وقد زكا زكوا كعلو وزكاء كسحاب عن الاخفش كل ذلك في الصحاح والزكاء ما اخرجه الله من الثمر والزكاة الصلاح وبه فسر قوله تعالى خير امنه زكاة وقيل معناه أي عملا صالحا وزكاه تزكية اصلحه وقرى قوله تعالى ما زكى منكم من احد بالتشديد أي ما اصلح ولكن الله يزكى أي يصلح ويقال هو يخسى وزكى إذا قبض على شئ في كفه فقال ازكا ام خسا والمزكى كمحدث من يزكى الشهود ويعرف القاضى احوالهم منهم أبو السحق ابراهيم بن محمد بن يحيى المزكى شيخ نيسابور في عصره روى عنه الحاكم وزكاة الارض يبسها أي طهارتها من النجاسة وازكى الامال اوعاه هكذا فسره أبو موسى كذا في النهاية وإذا نسب إليه الزكاة وجب حذف الهاء وقلب الالف واو فيقال زكوى كما يقال في الحصاة حصوى وقولهم زكاتية عامية والصواب زكوية كذا في المصباح ى ( زكى ) المال ( كرضى ) يزكى زكاء اهمله الجوهرى وقال ابن سيده عن اللحيانى هي لغة في زكا يزكو إذا ( نما وزاد ) واثمر ( كتزكى و ) زكى يزكى إذا ( عطش ) عن ثعلب وانشد كصاحب الخمر يزكى كلما بعدت * عنه وان ذاق شربا هش للعلل ولكن ابن سيده اورده في الواو وقال انما اثبته في الواو لوجود ز ك ووعدم ز ك ى ( وزكية ) كغنية ( ة بين البصرة وواسط ) * ومما يستدرك عليه ارض زكية طيبة سمينة وازكى بالكسر قرية بعمان ودير زكى فتشديد مقصورا احد الديور ذكره أبو عبيد وقد ذكر في الكاف ى ( الزلية بالكسر كجنية ) اهمله الجوهرى والجماعة وهى ( واحدة الزلالى ) كعلالى وعلية وسرارى وسرية يقال انه ( معرب زيلوا ) بالكسر * قلت وقد ذكرها الجوهرى في زلل فليس بمستدرك و ( زنا ) الموضع ( زنوا ) كعدو اهمله الجوهرى وقال ابن سيده أي ( ضاق لغة في الهمز ) وقد تقدم قال ( وزنى عليه تزنية ضيق ) عليه قال الشاعر لا هم ان الحرث بن جبله * زنى على ابيه ثم قتله وتقدم ايضا ( ووعاء زنى ) كغنى ( ضيق ) عن ابن الاعرابي بلا همزى ( زنى ) الرجل ( يزنى زنا وزناء بكسرهما ) قال اللحيانى القصر لغة امل الحجاز والمد لغة بنى تميم ( فجر ) وكذلك المراة قال المناوى الزنا لغة الرقى على الشئ وشرعا ايلاج الحشفة بفرج محرم بعينه خال عن شبهة مشتهى وقال الراغب هو وطء المراة من غير عقد شرعى وقد يقصر وفى الصحاح القصر لاهل الحجاز قال تعالى ولا تقربوا الزنا والمدلاهل نجد قال الفرزدق ابا حاضر من يزن يعرف زناؤه * ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرا وانشد ابن سيده اما الزناء فانى لست قاربه * والمال بينى وبين الخمر نصفان وهو زان والجمع زناة كقاض وقضاة ( وزانى مزاناة وزناء بمعناه ) ومن هنا قال جماعة ان الممدود انما هو مصدر زانى وفى الصحاح المراة تزانى مزاناة وزناء أي تباغى ( و ) زانى ( فلانا نسبه الى الزنا ) هكذا في النسخ والذى في المحكم ازناه نسبه الى الزنا قال ولم يسمع هذا الا في حديث ابنة الخس قيل لها ما ازناك قالت قرب الوساد وطول السواد ( وهو ابن زنية ) بالفتح وقال الكسائي يجوز كسر زنية ورشدة واما غية فبالفتح لا غير ( وبنو زنية بالكسر حى ) من العرب وهم بنو الحرث بن مالك في اسد خزيمة والنسبة زنوى ( والزنية ) ايضا ( آخر ولدك ) كالعجزة آخر ولد المراة قيل وبه سميت القبيلة المذكورة لكونهم آخر ولد ابيهم وفى الحديث انهم وفدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال من انتم قالوا نحن بنو الزنية فقال بل انتم بنو الرشدة فنفى عنهم ما يوهم من الفظ الزنا ( والزوانى ثلاث قارات باليمامة ) قاله نصر * ومما يستدرك عليه زنى تزنية زنى ومنه قول الاعشى * اما نكاحا واما ازن * فسره بعضهم بازنى وزناه تزنية نسبه الى الزنا وفى الصحاح قال له يا زانى وزنى عليه تزنية ضيق عليه وقد ذكره المصنف في زن وهنا محل ذكره وفى المثل لا حصنها حصن ولا الزنا زنا يضرب لمن يكف عن الخير ثم يفرط أو عن الشر ثم يفرط فيه ولا يدوم على طرقية ويثنى الزنا المقصور بقلب الالف ياء فيقال زنيان والنسبة إليه على لفظه لكن بقلب الياء واوا فيقال زنوى استثقالا لتوالى ثلاث يا آت فقول الفقهاء قذفه بزنيين هو مثى الزنا المقصور والزنية بالفتح المرة الواحدة كذا في المصباح وتسمى القردة زناءة بالتشديد نقله الجوهرى والنسبة الى الممدود زنائى و ( زواه ) يزويه ( زيا وزويا ) كعتى ( نحاه فانزوى ) تنحى ( و ) زوى ( سره عنه ) إذا ( طواه و ) زوى ( الشئ ) يزويه زيا ( جمعه وقبضه ) وفى الحديث زويت لى الارض فاريت مشارقها ومغاربها ومنه زوى ما بين عينيه أي جمعه قال الاعشى يزيد يغص الطرف عنى كانما * زوى بين عينيه على المحاجم (1/8420)
( والزاوية من البيت ركنه ) فاعلة من زوى يزوى إذا جمع لانها جمعت قطرا منه ( ج زوايا ) يقولون كم في الزوايا من خبايا ( وتزوى ) الرجل ( وزوى ) تزوية ( وانزوى ) إذا ( صار فيها و ) الزاوية ( ع بالبصرة كانت به الوقعة بين الحجاج ) بن يوسف ( و ) بين ( عبد الرحمن ابن الاشعث ) بن قيس الكندى استوفاها البلادرى في كتابه ( و ) ايضا ( ة بواسط و ) ايضا ( ع قرب المدينة ) على ساكنها افضل الصلاة والسلام ( به قصر انس ) بن مالك رضى الله عنه ( و ) ايضا ( ع بالاندلس و ) ايضا ( ة بالموصل ) والنسبة الى الكل زواوى ( وزوزى يزوزى ) زوزاة ( نصب ظهره وقارب الخطو ) في سرعة عن ابى عبيد كما في الصحاح وهذا قد سبق له في حرف الزاى قال * مزوزيا إذا رآها زوزت * أي إذا رآها اسرعت اسرع معها ( و ) زوزى ( بفلان طرده ) عن ابى عبيد وفى التهذيب زوزيته طردته ( وقد رزؤزية ) وزؤازية كعلبطة وعلابطة عظيمة تضم الجزور هو ( بالهمز ووهم الجوهرى ) في ذكره هنا مع ان الجوهرى ذكره في زوز ايضا وهنا جعل الزاى الثانية زائدة ونقله عن الاصمعي وكانه اشار الى القولين فلا وهم حينئذ ( والزاى ) حرف يمد ويقصر ولا يكتب الا بالياء بعد الالف تقول هي زاى فزيها قال زيد بن ثابت في قوله تعالى كيف ننشزها هي زاى فزيها أي اقراه بالزاى هذا نص الجوهرى وقال المصنف ( إذا مد كتب بهمزة بعد الالف ) هذا الكلام اورده الصغانى في التكملة بعد ان ذكر كلام الجوهرى وقال وليس كذلك فانه إذا مد لا بد وان يكتب بهمزة بعد الالف لانها من نتائج المد ولوازمه انتهى ( ووهم الجوهرى ) أي في قوله يمد ويقصر ولا يكتب الا بياء بعد الالف قال شيخنا واقره المقدسي في حواشيه وقد يقال ان قوله ولا يكتب راجع للقصر والمراد به زاى فلا وهم إذا القصر خلاف المد كما للمصنف وان كان المقصور عند النحاة الاسم الذى آخره الف لازمة فتأمل قال الصغانى قال ابن الانباري ( وفيه لغات ) خمسة الاولى ( الزاى ) بتصريح وهى المشهورة ( و ) الثانية ( الزاء ) بالمد قال الليث الفهما في التصريف ترجع الى الياء وقال ابن حنى الزاى حرف هجاء من الفظ بها ثلاثية فالفها ينبغى كونها منقلبة عن واو ولامه ياء فهو التصريف ترجع الى الياء وقال ابن جنى الزاى حرف هجاء من لفظ بها ثلاثية فالفها ينبغى كونها منقلبة عن واو ولامه ياء فهو من لفظ زويت الا ان عينه اعتلت وسلمت لامه فلحق بباب عاى وطاى وراى وثاى في الذوذ لاعتلال عينه وصحة لامه واعتلالها انها متى اعربت فقيل هذه زاى حسنة وكتبت زايا صغيرة أو نحو ذلك فانها بعد ذلك ملحقة في الاعلال بباب راى وغاى لانه ما دام حرف هجاء فالفه غير منقلبة فلهذا كان عندي قولهم في التهجى زاى احسن من غاى وطاى لانه ما دام حرفا فهو غير منصرف والفه غير مقضى عليها بالانقلاب وغاى وبايه ينصرف بالانقلاب واعلال العين وتصحيح اللام جاز عليه ومعروف فيه انتهى ( و ) الثالثة ( الزى كالطى و ) الرابعة ( زى ككى و ) بالخامسة ( زامنونة ) مجراة وقد ذكر كراع هذه اللغات الخمسة الا انه قال زاى وزاء وزى ككى وزا مجراة وزا غير مجراة وقال سيبويه منهم من يقول زى ككى ومنهم زاى فيجعلها بزنة واو فهى على هذا من زوى وقال ابن جنى من قال زى واجراها مجرى كى فانه لو اشتق منها فعلت كملها اسما فزاد على الياء ياء اخرى كما انه إذا سمى رجلا بكى ثقل الياء فقال هذا كى فكذا يقول هذا زى ثم يقول زييت كما يقول من حيت حييت فان قلت فإذا كانت الياء من زى في موضع العين فهلا زعمت ان الالف من زاى ياء لوجودك العين من زى ياء فالجواب ان ارتكاب هذا خطا من قبل انك لو ذهبت الى هذا لحكمت بان زى محذوفة من زاى والحذف ضرب من التصرف وهذه الحروف جوامد لا تصرف في شئ منها وايضا فلو كانت الالف من زاى هي الياء في زى لكانت منقلبة والانقلاب في الحروف مفقود غير موجود ثم قال ولو اشتققت منها فعلت لقلت زويت هذا مذهب ابى على ومن امالها قال زييت و ( ج ) على افعال ( ازواء و ) على قول غيره ( ازياء ) ان صحت امالتها ( و ) ان كسرتها على افعل قلت ( ازو وازى ) على المذهبين ( والزو كالبو القرينان ) من السفن وغيرها وجا آزوا جاء هو وصاحبه ( و ) قيل ( كل زوج ) زو ( والواحد تو ) كان الاولى ان يقول والفرد تو ( و ) الزو ( سفينة عملها المتوكل ) العباسي نادم فيها البحترى ( لا ) اسم ( جبل ) بالعراق ( ووهم الجوهرى وانما غره قول البحترى ) الشاعر ولم ار كالقا طول يحمل ماؤه * تدفق بحر بالسماحة طام ( ولا جبلا كالزو يوقف تارة * وينقاد اما قدته بزمام ) ونقل شيخنا عن المقدسي ولا جبل بالعراق * قلت وفى عبارته اجحاف مضر كما ستعرفه وقد سبق المصنف بهذه التخطئة الامام أبو زكريا التبريزي فانه وجد بخطه على هامش الصحاح ما نصه ليس بالعراق جبل اسمه زو ولعله سمع في شعر البحترى ولا جبلا
كالزو فظن ان الزو جبل هذا نصه وهو غير وارد على الجوهرى إذ لم يثبت عن الجوهرى ان هذا الحرف اخذه من شعر البحترى ولو سلمنا انه وجد في كلامه فهو مسبوق بذلك وهذا مع تقدم البحترى وحفظه وصيانته فيما ينقله من الالفاظ فتأمل ذلك وانصف ( وزواوة د بالمغرب ) قال شيخنا هذا اشد غلطا من الجوهرى في ان زوا جبل فان زواوة لا يعرف انها بلد وليس في بلاد المغرب بلد يقال له زواوة بل هي قبيلة من قبائل البربر مشهورة تقال بفتح الزاى كما دل عليه اطلاقه وبكسرها ايضا كما ضبطه غير واحد ونقله في كفاية المحتاج للحضرمي ووسع عليه الكلام ابن خلدون في تاريخه الكبير ففى كلامه غلط من وجهين انتهى * قلت اما كون زواوة قبيلة من البربر فمعروف لا كلام فيه ذكره ياقوت في كتابه عند عده قبائل بربر وذكر سخاوى في تاريخه في ترجمة المشد الى الزواوى ما نصه ومشد إليه قبيلة من زواوة وزواوة قبيلة من البربر فلذا يقال له المشد الى والزواوى وهو من اهل بجاية (1/8421)
ومثله في حاشيته الكعبية لعبد القادر افندي البغدادي في ترجمة ابن معطى الزواوى الحنفي صاحب الالفية في النحو انه منصوب الى زواوة قبيلة من البربر في اطراف بجاية الا ان ياقوتا ذكر انه ينسب كل موضع الى القبيلة التى نزلته وقد مر ذلك كثيرا مثل نفوسة وضريسة ومكناسة وكزولة ومزاتة ومطماتة فكل هؤلاء قبائل من البربر الا انها سميت الاماكن بهم فقال في نفوسة جبال بالمغرب وفيما عداها بلد بالمغرب فإذا عرفت ذلك ظهر لك توجيه كلام المصنف وانه لا غلط فيه واما كسر الزاى من زواوة فمن غرائب المؤرخين والمعروف الفتح ثم رايت الصاغانى ذكر في التكملة ما نصه وزواوة بليدة بين افريقية والمغرب ( والزوية كسمية ع ببلاد عبس ) نقله الصاغانى ويقال هو بالراء وقد تقدم ( وازوى ) الرجل إذا ( جاء ومعه آخر ) نقله الازهرى والصاغانى عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه انزوت الجلدة في النار أي اجتمعت وتقبضت وانزوى ما بين عينيه اجتمع وتقبض قال الاعشى فلا ينبسط ما بين عينيك ما انزوى * ولا تلقني الا وانفك راغم وانزوى القوم بعضهم الى بعض تدانوا وتضاموا وزوى عنه كذا أي صرفه عنه وعدله ومصدره الزوى كعتى والزوى كهدى الطيور عن الليث قال الازهرى كأنها جمع زو وهو طير الماء وزور الكلام وزواه هياء في نفسه ورجل زوازية كعلانية قصير غليظ وقال أبو الهيثم كل شئ تمام فهو مربع كالبيت والدار والارض والبساط له حدود اربعة فإذا نقصت منها ناحية فهو ازور مزوى ونقل الجوهرى عن الاصمعي زوا المنية ما يحدث من هلاك المنية وفى المحكم الزوا لهلاك وزوا لمنية احداثها عن ثعلب قال ابن سيده هكذا غير بالواحد عن الجمع قال الجوهرى ويقال الزوا لقدر يقال قضى علينا وقد روحم وزى قال الشاعر الايادي من ابن مامة كعب ثم عى به * زو المنية الاحرة وقدا وفى التهذيب ويروى زوا الحوادث قال ورواه الاصمعي زوء بالهمزة * قلت وقد تقدم ذلك للمصنف في الهمزة وقال أبو عمر وزاء الدهر بفلان انقلب به قال أبو عمرو فرحت بهذه الكلمة قال الازهرى زاء فعل من الزو كما يقال من الروع راع والمسمى بالزاوية عدة قرى بمصر كزاوية رزين وزاوية البقلى وزاوية غازى وزاوية المصلوب وغيرهن والنسبة الى الكل زواوى وقد يقال الزاوى وهو قليل ى ( الزى بالكسر الهيئة ) واللباس واصله زوى قاله الجوهرى وقال الفراء الزى الهيئة والمنظر وقرى هم احسن اثاثا وزيا بالراء والزاى ( ج ازياء و ) قال الليث ( تزيى الرجل ) بزى حسن ومنه قول المتنبي وقد يتزيى بالهوى غير اهله * ويستصحب الانسان من لا يلائمه وقد اعترض تلميذه ابن جنى عليه وقال له هل تعرفه في شعر أو كتاب في اللغة فقال لا فقال كيف اقدمت عليه قال لانه جرى عليه الاستعمال فقال ارى الصواب يتزوى من زويت لى الارض وقول الاعشى * زوى بين عينيه على المحاجم * الى هذا ذهبت فقال المتنبي لم يرد في الاستعمال الا تزيى هكذا نقله شيخنا وفى المحكم جعله ابن جنى من زوى واصله يتزويا فقلبت الواو ياء لتقدمها بالسكون وادغمت ( وزييته تزيية ) هكذا في النسخ والصواب تزية زنة تحية كما هو نص الليث وقال الفراء يقولون زييت الجارية أي هياتها وزينتها * ومما يستدرك عليه زيية كسمية تصغير الزاى وزى زى بالكسر حكاية صوت الجن ومن قول العامة عند التعجب والانكار زاى هكذا يستعملونه ولا ادرى ما اصله و ( الزهو المنظر الحسن ) يقال زهى الشئ بعينيك كما في الصحاح وفى بعض النسخ لعينيك ( و ) الزهو ( النبات الناضر ) نقله ابن سيده أي الطرى ( و ) الزهو ( نور النبت ) عن الليث ( وزهره واشراقه ) بان يحمر أو يصفر ( كالزهو ) كعلو ( والزهاء ) كسحاب كما يقتضيه اطلاقه ووجد في بعض النسخ بالضم ( و ) الزهو ( الباطل و ) ايضا ( الكذب ) قال الجوهرى حكاه بعضهم وانشد لابن احمر ولا تولن زهو ما يخبرنا * لم يترك الشيب لى زهوا ولا الكبر
وفى ديوان ابن احمر ولا العور ( و ) ايضا ( الاستخفاف ) أي التهاون ( كالازدهاء ) وقد زهاه زهوا وازدهاه استخفه وتهاون به وانشد الجوهرى لعمر بن ابى ربيعة فلما تواقفنا وسلمت اقبلت * وجوه زهاها الحسن ان تتقنعا ومنه قولهم فلان لا يزدهى بخديعة ( و ) الزهو ( هز الريح النبات غب الندى ) يقال زهت تزهى وفى الصحاح وربما قالوا زهت الريح تزهى إذا هزته ( و ) الزهو ( البسر الملون ) والملون كمحدث هكذا هو مضبوط في النسخ وكان في الصحاح كذلك ثم اصلح بفتح الواو يقال إذا ظهرت الحمرة والصفرة في النخل فقد ظهر فيه الزهو ( كالزهو ) كعلو هكذا وجد بخط الازهرى في التهذيب وفى الصحاح واهل الحجاز يقولون ظهر فيه الزهو بالضم وقد زها النخل زهوا وفى بعض نسخ الصحاح البسر بدل النخل وفى المصباح زها النخل يزهو زهوا والاسم الزهو بالضم ظهرت الحمرة والصفرة في ثمره وقال أبو حاتم وانما يسمى زهوا إذا خلص لون البسرة في الحمرة أو الصفرة ( و ) الزهو ( الكبر والتيه ) والعظمة ( والفخر ) والظلم وانشد الجوهرى لابي المثلم الهذلى متى ما اشا غير زهو الملو * ك اجعلك رهطا على حيض ( وقد زهى ) الرجل ( كعنى ) فهو مزهو أي تكبر قال الجواهري وللعرب احرف لا يتكلمون بها الا على سبيل المفعول به وان كان يمعنى الفاعل مثل قولهم زهى الرجل وعنى بالامر ونتجت الناقة واشباهها فإذا امرت منه قلت لتزه يا رجل وكذلك الامر من كل (1/8422)
فعل لم يسم فاعله لانك إذا امرت منه فانما تامر في التحصيل غير الذى تخاطبه ان يوقع به وامر الغائب لا يكون الا باللام كقولك ليقم زيد قال ( و ) فيه لغة اخرى حكاها ابن دريد زها يزهو زهوا ( كدعا ) أي تكبر وهى ( قليلة ) ومنه قولهم ما ازهاه وليس هذا من زهى لان ما لم يسم فاعله لا يتعجب منه قال وقلت لاعرابي من بنى سليم ما معنى زهى الرجل قال اعجب به قلت اتقول زها إذا افتخر قال اما نحن فلا نتكلم به ( وازهى ) إذا تكبر ( وزهاه الكبر ) حمله واستخف به ( و ) قولهم ( زهاء مائة بالضم ) أي ( قدره وحزره ) كذا في النسخ والصواب قدرها وحزرها كما هو نص المحكم ويقال كم زهاؤهم أي كم حزرهم وفى المصباح أي كم قدرهم وقول الناس هم زهاء على مائة ليس بعربي ( وها النخل ) وكذا النبات ( طال ) واكتهل ( كازهى ) لغة حكاها أبو زيد ولم يعرفها الاصمعي كما في الصحاح ومنهم من يقول زها النخل إذا نبت ثمره وازهى إذا احمر واصفر كما في المصباح وفى الحديث نهى عن بيع الثمر حتى يزهو قيل لا نس ما زهوه قال ان يحمر أو يصفر وفى رواية ابن عمر حتى تزهى وقال أبو الخطاب لا يقال الا تزهى للنخل ولا يقال يزهو وقال الاصمعي إذا ظهرت فيه الحمرة قيل ازهى وقال الليث يزهو في النخل خطا انما هو يزهى ( و ) زها ( البسر تلون كازهى وزهى ) تزهية وشقح واشقح وشقح وافضح لا غير عن ابن الاعرابي ( و ) زها ( الغلام ) يزهو زهوا ( شب و ) قال أبو زيد زهت ( الشاة ) تزهو زهوا إذا ( اضرعت ) ودنا ولادها نقله الجوهرى وابن سيده ( و ) زهت ( الابل ) زهوا ( سارت بعد الورد ليلة أو ليلتين ) وفى الصحاح ليلة أو لكثر حكاه أبو عبيد وفى المحكم إذا وردت الابل ثم سارت بعد الورد ليلة أو اكثر ولم ترع حول الماء قيل زهت تزهو زهوا ( وزهوتها انا ) يتعدى ولا يتعدى ( و ) قيل زهت الابل ( مرت ) كذا في النسخ والصواب مدت كما هو نص المحكم ( في طلب المرعى بعد ان شربت ) ولا ترعى حول الماء ( و ) زها ( السراج ) يزهوه زهوا ( اضاءه و ) زها ( بالسيف لمع به ) أي اشار ( و ) زها ( بالعصا ضرب ) به ( و ) زها فلانا ( بمائة رطل ) مثلا يزهاه ( حزره ) نقله ابن سيده ( وزها الدنيا كهدى زينتها ) وزخرفها ( وايناقها ورجل انزهو كقند أو ) أي ( متكبر ) ورجال انزهوون ذوو كبر عن اللحيانى قال شيخنا نونه زائدة كالهمزة قيل ولا نظير له الا انقحل من قحل ( و ) زها ( كهدى ع بالحجاز ) وقال نصر بلد بالحجاز ( وزهوة مولاة احمد بن بدر حدثت ) عن ابى الغنائم النرسى نقله الذهبي * ومما يستدرك عليه رجل مزهو معجب بنفسه والسراب يزهى القبور والحمول كانه يرفعها وزهت الريح هبت قال عبيد ولنعم ايسار الجزور إذا زهت * ريح الشتاء ومالف الجيران وزهت الامواج السفينة رفعتها وازدهى بفلان كازدهاه وزها النبت نبتت ثمرته وقيل طال وزها الطل النور زاده الحسن في المنظر وابل زاهية إذا كانت لا ترعى الحمض حكاه ابن السكيت وهى الزواهي وزاهى اللون مشرقه والزهوة بريق أي لون كان وهم زهاء مائة بالكسر لغة في الضم عن الفارابى كما في المصباح وزهاء الشئ كغراب شخصه والزهاء ايضا العدد الكثير ومنه الحديث إذا سمعتم بناس ياتون من قبل المشرق اولى زهاء يعجب الناس من زيهم فقد اظلت الساعة أي اولى عدد كثير وقال الشاعر تقلدت ابريقا وعلقت جعبة * لتهلك حياذا زهاء وحامل وزها المروح المروحة وزهاها حركها وزها الزرع زكا ونما
( فصل السين ) المهملة مع الواو والياء ( و ) هكذا هو في سائر النسخ والكلمة واوية يائية كما ستقف عليه ( السا والوطن ) عن ابى عبيد ( و ) ايضا ( بعد الهم ) والنزاع عن الخليل تقول انك لذو ساواى بعيد الهم قال ذو الرمة كأنني من هوى خرقاء مطرف * دامى الاظل بعيد الساو مهيوم يعنى همه الذى تنازعه نفسه إليه ويروى هذا البيت بالشين من الشاو وهو الغاية كل ذلك في الصحاح ( و ) الساو ( النية والظنة ) هكذا في النسخ والصواب والطية بالطاء المهملة والياء كما هو نص الصحاح ( وساءة ساءة ) هكذا في سائر النسخ وهو غلط والصواب وساه كرماه ساة أي هو مقلوب منه حكاه سيبويه يقال ساوته بمعنى سؤته كما في الصحاح وانشد سيبويه لكعب بن مالك لقد لقيت قريظة ماساها * وحل بدارها ذل ذليل ( وساى ) كرمى إذا ( عدا عن ابن الاعرابي ( و ) ساى ( الثوب ) والجلد ( ساوا وسايا ) إذا ( مده ) إليه ( فانشق ) وفى المحكم حتى انشق واقتصر في المصادر على الاول وذكر المصدر الثاني في التهذيب فقال وسايته سايا ( و ) ساى ( بينهم ) ساوا ( افسد ) نقله الازهرى وكانه لغة في سعى بالعين ويقال في ضده اسا بينهم اسوا إذا اصلح وقد تقدم ( وساة القوس مثلثة لغات في السية بالياء ) وهو طرفها المعطوف المعقرب فالضم والكسر عن ابن سيده والازهري والفتح ( عن ابن مالك ) في مثلثاته وكان العجاج يهمز سئة القوس وقد تقدم ذلك ( واسايت القوس عملت لها ساة ) وترك همزها اعلى كذا في المحكم ونقلها الصاغانى عن بعض البصريين * ومما يستدرك عليه الساى داء في طرف خلف الناقة والمساة كمسعاة لغة في المساءة مقلوب منه والجمع المسائى ومنه قولهم اكره مسائيك حكاه سيبويه والساو بعر الناقة والشين لغة فيه كما سيأتي ى ( سبى العدو سبيا ) بالفتح ( وسباء ) بالكسر ( اسره ) وهو من باب رمس قال شيخنا وهو صريح في انه خاص باسر العد وفلا يستعمل في غيره وهو المستفاد من المصباح والمختار وغيرهما ايضا * قلت ولكن سياق ابن سيده سبى العدو وغيره يقتضى انه عام ( كاستباه ) نقله الجوهرى وصاحب المصباح ( فهو سبى ) على فعيل (1/8423)
( وهى سبى ايضا ) أي انثاه بلاها هكذا هو في المحكم وفي المصباح غلام سبى ومسبى وجارية سبية ومسبية ( ج سبايا ) كعطية وعطايا ( و ) سبى ( الخمر سبيا وسباء ) كما في المحكم والتهذيب ( ووهم الجوهرى ) حيث قال سباء لا غير قال شيخنا ومثله لا يقال له وهم إذ لا غلط فيه وانما يكون قصورا بالنسبة لمن يلتزم غير الصحيح كالمصنف ( حملها من بلد الى بلد ) قال أبو ذويب فمان رحيق سبتها التجا * ر من اذرعات فوادى جدر ( وهى سبية ) كغنية واما إذا اشتراها ليشربها فبالهمز يقال سباها فهى سبيئة وقد تقدم ذلك في الهمز ويفسر قول ابى ذويب * فما الراح راح الشام جاءت سبية * بالوجهين فانك ان لا تهمز كان المعنى فيه الجلب وان همزت كان الشراء اللهم الا ان يخفف ( و ) سبى ( الله فلانا ) يسبيه سبيا إذا ( غربه ) عن ابن السكيت يقال ماله سباه الله وفي الصحاح أي غربه ( وابعده ) كما يقال لعنه الله ( و ) سبى ( الماء ) سبيا ( حفر حتى ادركه ) نقله ابن سيده ( والسبي ) بالفتح ( ما يسبى ) يقال قوم سبى وصف بالمصدر قال الاصمعي لا يقال للقوم الا كذلك ( ج سبى ) كعتى قال الشاعر وافانا السبى من كل حى * واقنا كرا كرا وكروشا ( و ) السبى ( النساء ) كلهن عن ابن الاعرابي اما ( لانهن يسبين القلوب أو ) لانهن ( يسبين فيملكن ) قال ( ولا يقال ذلك للرجال ) كذا في المحكم ( والسابياء ) بالمد ( المشيمة التى تخرج مع الولد ) كما في الصحاح ( أو ) هي ( جليدة رقيقة على انفه ان لم نكشف عند الولادة مات ) كما في التهذيب والمحكم ( و ) من المجاز السابياء ( المال الكثير و ) قيل ( اننتاج ) نفسه لان الشئ قد يسمى بما يكون منه ( و ) قيل ( الابل للنتاج ) ومنه الحديث تسعة اعشار الرزق في التجارة والجزء الباقي في السابياء قال ابن الاثير يريد به النتاج في المواشى وكثرتها يقال ان لال فلان سابياء أي مواشي كثيرة والجمع السوابى وهى في الاصل الجلدة التى يخرج فيها الولد وقال الازهرى في تفسير الحديث السابياء هو الماء الخارج على راس الولد إذا ولد وقيل معناه النتاج والاصل فيه الاول والمعنى يرجع الى الثاني قال وقيل للنتاج سابياء لما يخرج من الماء على راس المولود انتهى وفي حديث عمر قال لظبيان اتخذ من هذا الحرث والسابياء قبل ان يليك غلمة من قريش يريد الزراعة والنتاج ( و ) السابياء ( تراب حجرة اليربوع ) وهو تراب رقيق يشبه بسابياء الناقة لرقته ( و ) تطلق السابياء على ( الغنم التى كثر نسلها ) نقله الجوهرى والازهري ( واسابى الدماء طرائقها الواحدة اسباءة بالكسر ) عن ابى عبيد قال سلامة بن جندل يذكر الخيل والعاديات اسابى الدماء بها * كان اعناقها انصاب ترجيب
( و ) السبية ( كغنية رملة بالدهناء ) نقله الازهرى وقال نصر روضة في ديار تميم بنجد ( و ) السبية ( الدرة يخرجها الغواص ) من البحر قال مزاحم بدت حسرا لم تحتجب أو سبية * من البحر بز القفل عنها مفيدها ( و ) سبية ( كدمنة ويفتح ) وعلى الكسر اقتصر الذهبي وغيره والفتح ضبط الصاغانى ( ة بالرملة ) من ضياعها ( منها أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد ) الخباز نزيل مصر مات بعد الثمانين وخمسمائة ( وابو طالب السبييان المحدثان ) روي الاخير عن احمد بن عبد العزيز الواسطي ( و ) السبى ( كغنى العود يحمله السيل من بلد الى بلد ) فكأنه غريب يقال جاء السيل بعود سبى قال أبو ذويب يصف يراعا سبى من يراعته نفاه * اتى مده صحر ولوب ( كالسباء ) كسحاب ( ويقصر ) عن ابن الاعرابي ( و ) السبى ( من الحية جلدها الذى تسلخه ) وانشد الازهرى للراعي يجرر سربالا عليه كانه * سبى هلال لم نقطع شرانقه اراد بالشرانق ما انسلخ من جلده وانشد ابن سيده لكثير * سبى هلال لم تفتق بنائقه * ( كسبيها ) بالفتح والذى في التكملة كسبئها بالهمز فتأمل ( وتسابوا سبى بعضهم بعضا ) نقله الازهرى ( وسبا حى باليمن ) وقد تقدم في الهمز انه لقب عبد شمس ابن يشبحب بن يعرب بن قحطان لانه سبى خلقا كثيرا وهو اول من فعل ذلك من ولد قحطان قال شيخنا وقضيته ان يذكر في المعتل فقط دون المهموز وفى المحكم سبا حى من اليمن يجعل اسما للحى فيصرف واسما للقبيلة فلا يصرف وفى المصباح سبا اسم بلد باليمن يذكر فيصرف ويؤنث فيمنع سمى باسم بانيه ( و ) يقال ( ذهبوا ايدى سبا وايادى سبا ) أي ( متفرقين ) قال الجوهرى وهما اسمان جعلا واحدا مثل معدى كرب وهو مصروف لانه لا يقع الا حالا اضفت إليه أو لم تضف وقال الراغب سبا اسم بلد تفرق اهله ولهذا يقال ذهبوا ايادي سبا أي تفرقوا تفرق اهل هذا المكان من كل جانب * ومما يستدرك عليه استبى الخمر كسباها ويقولون ان الليل طويل ولا اسب له ولا اسبى له هذه عن اللحيانى قال ومعناه الدعاء أي لا اجعل كالسبي وجزم على مذهب الدعاء والاسبية الطريقة من الدم والاسباءة بالكسر خيط من الشعر ممتد واسابى الطريق شركه وسباه الله تعالى لعنه ومنه قول امرى القيس * فقالت سباك الله انك فاضحي * وتسبى فلان لفلان تفعل به كذا يعنى التحبب والاستمالة واستبت الجارية قلب الفتى سبته ويقع السابياء على العدد الكثير ومنه قول الشاعر الم تر ان بنى السابياء * إذا قارعوا نهنهوا الجهلا (1/8424)
فسر بكثرة العدد و ( الستا ) لغة في ( السدى ) بالدال قال رب خليل لى مليح رديته * عليه سربال شديد صفرته * ستاه قزو حرير لحمته ( كالستى كتركي ) وكذلك الاسدي وذكر ابن سيده الستا والاستى وستى ثم قال والف الكل ياء من حيث كانت لا ما فاقتصار المصنف على الواو قصور ( و ) الستا ( المعروف ) لغة في السدى ( واستى الثوب اسداه ) وهو ضد ألحمه ومنه قول الشاعر وهو الشماخ على ان للميلاء اطلال دمنة * باسقف تستيها الصبا وتنيرها ( وستا ) البعير ( اسرع ) وكذلك سدى وهو من حدرمى نقله الازهرى ( وساتاه ) مساتاة ( لعب معه الشفلقة ) وقد ذكر في حرف القاف ( و ) قال أبو الهيثم ( الاستى كتركي الثوب المسدى ) وقال غيره هو الذى يسميه النساجون الستا وقد تقدم وهو الذى يرفع ثم تدخل الخيوط بين الخيوط ( و ) قال أبو عبيد ( استاتت الناقة استيتاء ) إذا ( استرخت من الضبعة ) هكذا نقله الجوهرى هنا ولا يحفى ان محله اتى ياتي وقد سبق له هناك وفسرناه وفسره الزمخشري بقوله اغتلمت وطلبت ان توتى فهذه غفلة عظيمة من المصنف تبع فيها الجوهرى فتأمل * ومما يستدرك عليه ستاة الثوب سداته عن ابى زيد نقله الجوهرى وستى الحائك الثوب لنفسه ولغيره تستية مثل سدى الا ان سدى لنفسه وتسدى لغيره كما سيأتي ويقال لمن لا يضر ولا ينفع ما انت لحمة ولا ستاة والستى البلح لغة في الدال كما سيأتي و ( سجا ) الليل وغيره يسجو سجوا و ( سجوا ) كعلو ( سكن ودام ) ومنه قوله تعالى والليل إذا سجا قال الزجاج وابن الاعرابي أي سكن وانشد الزجاج يا حبذا القمراء والليل الساج * وطرق مثل ملاء النساج وروى غير الازهرى * يا حبذا القمر وليل ساج * وقال الفراء سجا الليل ركد واظلم ومعنى ركد سكن ( ومنه البحر ) الساجى أي الساكن وانشد الجوهرى للاعشى فما ذنبنا ان جاش بحر ابن عمكم * وبحرك ساج لا يوارى الدعا مصا وفي المحكم سجا البحر سجوا سكن من تموجه وفي التهذيب سكت امواجه ( والطرف الساجى ) أي الساكن وقال ابن الاعرابي عين ساجية فاترة النظر يعترى الحسن في النساء ( و ) سجت ( الناقة ) سجوا إذا ( مدت حنينها واسجت ) إذا ( غزر لبنها ) نقلهما الصاغانى ( وساجاه ) مساجاة ( مسه ) قال أبو زيد يقال اتانا بطعام فما ساجيناه أي ما مسسناه ( و ) ساجاه ( عالجه ) يقال هل تساجى ضيعة أي
تعالجها عن ابى مالك ( وامراة سجواء الطرف ساجيته ) أي فاترته ( وتسجية الميت تغطيته ) بثوب وفي الصحاح ان تمد عليه ثوبا ( وناقة ) سجواء وهى التى ( إذا حلبت سكنت ) ونص المحكم تسكن عند الحلب وانشد فما برحت سجواء حتى كانما * تغادر بالزيزاء برسا مقطعا شبه ما تساقط من اللبن عن الاناء به * ومما يستدرك عليه ليلة ساجية ساكنة الريح غير مظلمة كذا في التهذيب وفي المحكم ساكنة البرد والريح والسحاب غير مظلمة وقال ابن الاعرابي سجا الليل امتد ظلامه وسجا اظلم وفي المصباح سجا الليل ستر بظلمته وقال ابن الاعرابي اسجى يسجى إذا غطى شياما كسجا وسجى وسجت الريح سكنت قال * وان سجت اعقبها صباها * وناقة سجواء مطمئنة الوبر وشاة سجواء مطمئنة الصوف والسجية الخلق والطبيعة نقله الجوهرى وقال شيخنا هي الملكة الراسخة في النفس التى لا تقبل الزوال بسهولة وفي المصباح السجية الغريزة والجمع السجايا يقال هو كريم السجايا وسجا موضع عن ابن سيده وانشد قد لحقت ام جميل بسجا * خود تروى بالخلوق الدملجا وقال نصر هو ماء بنجد في ديار بنى كلاب وقال ابن الاعرابي اسم بئر وسياتى في الشين وريح سجواء لينة يو ( سحا الطين ) عن وجه الارض ( يسحيه ويسحوه ويسحاه ) ثلاث لغات كما في الصحاح والتهذيب واقتصر ابن سيده على الاولى والثالثة وصاحب المصباح على الثانية ( سحيا ) كرمى وسحوا بالواو ( قشره وجرفه والمسحاة بالكسر ما سحى به ) قال الجوهرى كالمجرفة الا انها من حديد والجمع المساحى قال أبو زبيد كان اوب مساحى القوم فوقهم * طير تعيف على جون مزاحيف ( وصانعه سحاء ) ككتان وفي التهذيب ومتخذ المساحى سحاء على فعال ( وحرفته السحاية ) بالكسر على القياس ( وكل ما قشر عن شئ سحاية ) بالكسر ايضا ( وسحاية القرطاس ) ككتابة بالياء ( وسحاوه ) بالواو ( وسحاءته ) بالهمزة ( ما سحى منه أي اخذ ) وقد سحا من القرطاس إذا اخذ منه شيا قليلا ( ج اسحية والساحية السيل الجراف ) يقشر كل شئ ويجرفه والهاء للمبالغة ( و ) ايضا ( المطرة الشديدة الوقع ) التى تقشر وجه الارض ( وسحا الكتاب ) يسحيه ويسحوه ( شده بسحاءة ) ممدودة وفي الصحاح بالسحاء ككتاب وهما لغتان ( كسحاه ) تسحية ( واسحاه ) كما في المحكم قال ابن سيده ( و ) ارى اللحيانى حكى سحا ( الجمر جرفه ) والمعروف بالخاء ( و ) سحا ( الشعر ) يسحيه ويسحوه سحيا ( حلقه كاستحاه و السحاة ) كالحصاة ( الناحية و ) ايضا ( شجرة شاكة ) وثمرتها بيضاء وهى عشبة من عشب الربيع مادامت خضراء فإذا يبست في القيظ فهى شجرة ( و ) ايضا ( الخفاشة ج سحا ) عن النضر بن شميل كما في الصحاح ( و ) ايضا ( الساحة ) مقلوب منه يقال لا ارينك بسحسحى وسحاتى كما في الصحاح ( واسحى ) الرجل ( كثر ) ت ( عنده الاسحية ) كما في الصحاح ( والاسحوان بالضم الجميل ) قاله أبو عبيدة وقال الفراء هو ( الطويل ) من الرجال ( و ) ايضا ( الكثير (1/8425)
الاكل ) منهم وهذه عن الجوهرى ( والسحاية بالكسر ام الراس ) التى يكون فيها الدماغ ( كالسحاءة ) بالهمزة ( و ) السحاية ( القطعة من السحاب ) وفي الصحاح ما في السماء سحاة من سحاب هكذا ضبطه بالكسر والقصر وفي المحكم سحاءة ككتابة ( و ) السحاء ( ككساء نبت شائك ) له زهرة حمراء في بياض تسمى البهرمة ( يرعاه النحل عسله غاية ) وكتب الحجاج الى عامل له ان ارسل لى بعسل السحاء اخضر في الاناء ( والاسحية ) بالضم ( كل قشرة ) تكون ( على مضائغ اللحم من الجلد ) نقله الازهرى * ومما يستدرك عليه استحى اللحم قشره واستعار روبة المساحى لحوافر الحمير كما في المحكم وفي التهذيب سمى روبة سنابك الخيل مساحى لانها تسحى بها الارض وسحاة القرطاس كحصاة لغة في السحاءة وسحا الشحم عن الاهاب سحوا قشره وضب ساح يرعى السحاء والسحاء ككساء الخفاش لغة في المفتوح المقصور عن الازهرى وانسحى انقشر وابو الفضل محمد بن ابى الفتح الساحى الموصلي حدث عن خطيب الموصل قال الحافظ هكذا قيده منصور في الذيل ى ( السخى ) كغنى ( الجواد ) الكريم ( ج اسخياء وسخواء ) كنصيب وانصباء وكريم وكرماء ( وهى سخية ج سخيات وسخايا و ) قد ( سخى ) الرجل ( كسعى ودعا وسرو ورضى ) لغات اربعة يسخى ويسخو ( سخاء ) بالمد هو مصدر يسخى ويسخو من حد سعى ودعا ( وسخى ) مقصور ( وسخوة ) بالضم والتشديد وهما مصدر اسخى كرضى ( وسخوا ) كعلو مصدر سخو ككرم أي جاد وتكرم وقيل سخاء يسخو سخاء بالمد وسخوا كعلو وسخى سخاء بالمد وسخوة هكذا هو في المحكم واقتصر صاحب المصباح على الثلاثة الاواخر واجري الصفات على افعالها فقال سخت نفسه من باب دعا فهو ساخ كداع وسخى من باب رضى فهو سخ كشج منقوص وسخو ككرم فهو سخى كغنى لان فعيلا من صفات فعل ككريم من كرم وذكر من مصادر هذه الاخيرة سخاوة وهو على القياس وذكره الجوهرى ايضا فقال سخو الرجل يسخو سخاوة أي صار سخيا واقتصر
الجوهرى على هذه الثلاثة ايضا فقال سخا يسخو وسخى يسخى مثله وسخو يسخو وانشد لعمرو بن كلثوم * إذا ما الماء خالطها سخينا * أي جدنا باموالنا وقول من قال سخينا من السخونة نصب على الحال فليس بشئ * قلت الاول قول ابى عمرو والثانى قول الاصمعي وقال ابن برى عن ابن القطاع الصواب ما انكره الجوهرى وقال الصفدى في حاشية الصحاح قد اشبعت القول فيه في كتاب على النواهد على ما في الصحاح من الشواهد وبما ذكرنا ظهر لك ان سياق المصنف مشوش غير محيط والمستمد منه لا يخلو عن تخبيط ( وتسخى ) الرجل على اصحابه ( تكلفه ) أي السخاء نقله الجوهرى ( وسخا النار كدعا وسعى ) هكذا في النسخ واقتصر الجوهرى على سخا كدعا ورضى واما كسعى فهى لغة ثالثة نقلها الصاغانى وبهذا ظهر قصور المصنف ( سخوا وسخيا ) فيه لف ونشر مرتب قال الجوهرى سخوت النار اسخو سخوا وفيه لغة اخرى حكاهما جميعا أبو عمرو سخيت النار اسخاها سخيا مثل لبثت البث لبثا ( جعل لها مذهبا تحت القدر ) كذا في المحكم وفى الصحاح والتهذيب إذا اوقد فاجتمع الجمر والرماد ففرجه ثم قال ويقال اسخ نارك أي اجعل لها مكانا توقد عليه وانشد للمرار بن منقذ يهجو عبد الله بن الزبير يذكران به نهما وحرصا على الطعام إذا راى العجين يلقى في النار لينضج صاح كصياح الفصبل إذا راى العلف فقال ويرزم ان يرى المعجون يلقى * بسخى النار ارزام الفصيل أي بمسخى النار فوضع المصدر موضع الاسم ويروى بسخو النار ( و ) سخا ( القدر ) يسخوها سخوا ( جعل للنار تحتها مذهبا ) نقله ابن سيده قال وايضا نحى الجمر من تحتها ( و ) سخا ( فلان ) يسخو سخوا ( سكن من حركته ) عن ابن سيده ( والسخاءة ) بالمد ( بقلة ) لها ساق كهيئة السنبلة ياتي بيانها في ص خ ى ( ج سخاء ) محذف الهاء ( وسخى البعير كرضى ) يسخى ( سخى ) مقصور ( فهو سخ ) مثل عم حكاه يعقوب كما في الصحاح ( وسخى ) وهذا نقله الصاغانى وهو على خلاف القياس لان فعيلا من صفات فعل بضم العين ولذا اقتصر الجوهرى على سخ ( اصابه ظلع ) قال الجوهرى السخى بالقصر ظلع يصيب البعير أو الفصيل بان يثب بالحمل الثقيل فتعترض الريح بين الجلد والكتف ( والسخاوية اللينة ) التراب ( والواسعة من الارض ) وفى الصحاح ارض سخاوية لينة التراب وهى منسوبة ومكان سخاوى وبخط ابى زكريا وهى مستوية ( ج سخاوى ) وقال أبو عمرو السخاوى من الارض التى لا شئ فيها وهى سخاوية وانشد للجعدى * سخاوى يطفو آلها ثم يرسب * وقال الاصمعي السخاوى الارض وهكذا هو نص ابى عبيد ايضا والصواب الارضون وانشد الاصمعي اتانى وعيدوا لتنائف بيننا * سخاويها والغائط المتصوب قيل سخاويها سعتها ( كالسخواء ) وهى الواسعة السهلة ( ج سخاوى وسخاوى ) كصحارى وصحارى كما في الصحاح ( وسخى ) مقصور ( كورة بمصر ) من اعمال الغربية تتبعها قرى وكفور وقال نصر مدينة من صعيد مصر قربية من الاسكندرية * قلت وهذا غلط والصواب اسفل مصر ثم قال من فتوح خارجة بن حذافة ولاه عمرو بن العاص ايام عمر رضى الله تعالى عنهما ( منها ) الامام علم الدين أبو الحسن على بن محمد بن عبد الصمد المصرى السخاوى النحوي ( المقرى المشهور ) اخذ القراءة عن الشاطبي ثم انتقل الى دمشق وكان للناس فيه اعتقاد عظيم توفي بها سنة 643 عن تسعين سنة قاله ابن خلكان والقياس في النسبة الى سخى سخوى ولكن الناس اطبقوا على سخاوى بالالف قاله التقى الشمنى قال شيخنا وهو أي العلم السخاوى اول من شرح الشاطبية وله شرح المفصل للزمخشري وسفر السعادة وغيرها ( وآخرون ) فمن المتقدمين زياد بن المعلى السخوى توفى بها سنة 255 ذكره ابن يونس (1/8426)
في تاريخ مصر ومن المتأخرين الحافظ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ابى بكر السخاوى الشافعي المعروف بابن البارد ولد سنة 831 ومسموعاته ومروياته وشيوخه في كثرة وقد ترجم نفسه في كتاب الضوء اللامع والف واجاد وهو احد من انتفعت بمولفاته رحمة الله تعالى وجزاه عن المسلمين خيرا توفى بالمدينة سنة 902 عن احدى وثمانين سنة * ومما يستدرك عليه سخى نفسه عنه وسخى بنفسه تركه وانه لسخى النفس عنه وسخا القدر سخوا نحى الجمر من تحتها وسخى النار وصحاها فتح عينها وقيل جرف جمرها والحاء لغة فيه وقد تقدم ومسخى النار محل سخيها وهو الموضع الذى يوسع تحت القدر ليتمكن من الوقود وقيل السخاء بمعنى الجود مأخوذ منه لان الصدر يتسع للعطية ( ى ) هكذا في النسخ والصواب يوفان الحرف واوى يائى كما ستراه ولذا فرقه ابن سيده في موضعين فمن الياء ( السدى من الثوب ) لحمته وقيل آسفله وقيل هو ( ما مد منه ) طولا في النسج وفى الصحاح هو خلاف اللحمة ( كالأسدي كتركي ) قال الحطيئة يذكر طريقا مستهلك الورد كالأسدي قد جعلت * ايدى المطى به عادية ركبا ( ويفتح والسداة ) وهو واحد السدى وهو اخص منه وهما سديان والجمع اسدية كما في الصحاح وفى المصباح اسداء ( وقد اسدي )
الثوب ) واستاه ( وسداه ) تسدية ( وتسداه ) اقام سداه قال رؤبة كفلكة الطاوى ادر الشهرقا * ارسل غزلا وتسدى خشتقا وقيل سداه لغيره وتسداه لنفسه ( و ) السدى ( ندى الليل ) وهى حياة الزرع قال الكميت وجعله مثلا للجور فانت الندى فيما ينوبك والسدى * إذا الخود عدت عقبه القدر ما لها والجمع اسداء قال غيلان الربعي كأنها لما رآها الراء * عقبان دجن في ندى واسداء ( و ) السدى ( البلح الاخضر ) بشماريخه يقصر ( ويمد ) يمانية واحدته سداة وسداءة القصر عن ابى عمرو ورواه شمر بالمد والقصر قال بلغة اهل المدينة ( و ) السدى ( الشهد ) يسديه النحل وهو مجاز ( و ) السدى ( المعروف ) وهو محاز ايضا ( و ) السدى ( المهملة من الابل والضم اكثر كلاهما للواحد والجمع ) يقال ناقة سدى وابل سدى أي مهملة ( كالسادي واسداه اهمله ) في الصحاح السدى بالضم المهمل يقال ابل سدى أي مهملة وبعضهم يقول سدى بالفتح واسديتها اهملتها وفى التهذيب قال أبو زيد اسديت ابلى اسداء إذا اهملتها والاسم السدى وفى المحكم السدى والسدى المهمل الواحد والجمع فيه سواء وقوله تعالى ايحسب الانسان ان يترك سدى أي مهملا غير مامور ولا منهى وقد اسداه وقول ساعدة الهذلى ساد تجرم في البضيع ثمانيا * يلوى بعيقات البحار ويجنب السادى من السدى أي مهمل لا يرد عن شرب ( و ) اسدي ( إليه احسن كسدى ) يسدى ( تسدية ) نقله الازهرى وفى المحكم اسدي إليه سدى وسداه عليه وفى المصباح اسدي إليه معروفا اتخذه عنده وذكر ابن سيده بعد ان ساق ما ذكره المصنف ما نصه وانما قصيت على هذا كله بالياء لانها لام ومر ان اللام ياء اكثر منها واوا انتهى ( و ) من الواو ( سدا بيده ) نحو الشئ سدوا ( مدها ) كما تسدو الابل في سيرها وفى المحكم سدا بيديه سدوا مدهما وانشد سدا بيديه ثم اج بسيره * كاج الظليم من قنيص وكالب ( و ) سدا ( الصبى بالجوز ) يسد وسدوا ( لعب ) ورمى به في الحفرة ( لغة في الزاى ) وفى التهذيب الزد ولغة صبيانية كما قالوا للاسد ازد وللسراد زراد ( كاسدى فيهما ) كذا في سائر النسخ والصواب كاستدى فيهما كما هو نص المحكم قال وانشد ابن الاعرابي في الاستداء بمعنى مد اليدين ناج يعنيهن بالايعاط * إذا استدى نوهن بالسياط يقول إذا سدا هذا البعير حمل سدوه هؤلاء القوم على ان يضربوا ابلهم فكأنه نوهن بالسياط لما حملنهم على ذلك وقال في لعب الصبيان وسدوا لصبيان بالجوز واستداؤهم لعبهم به ( و ) سدت ( الناقة ) تسد وسدوا تذرعت في المشى و ( اتسع خطوها ) يقال ما احسن سدو رجليها واتو يديها كما في الصحاح وقول الشاعر يا رب سلم سدوهن الليله * وليلة اخرى وكل ليله قال ابن سيده انما اراد سلمهن وقوهن لكن اوقع الفعل على السد ولان السدو إذا سلم فقد سلم السادى وانشد الازهرى * يتبعن سد ورسلة تبدح * أي تمد ضبعيها ( ونوق سواد ) كذا في الصحاح وفى التهذيب العرب تسمى ايدى الابل السوادى لسدوها بها ثم صار اسما لها قال ذو الرمة كانا على حقب خفاف إذا خدت * سواديهما بالواخدات الزواجل اراد خدت ايديها وارجلها ( وتسداه ركبه وعلاه ) انشد الجوهرى لامرى القيس فلما دنوت تسديتها * فثوبا نسيت وثوبا اجر وانشد ابن سيده والازهري لابن مقبل بسر وحمير ابوال البغال يه * انى تسديت وهنا ذلك البينا (1/8427)
قال الازهرى يصف جارية طرقه خيالها من بعد فقال لها كيف علوت بعد وهن من الليل ذلك البلد ( و ) تسداه ( تبعه ) ولحقه ( و ) من الياء قولهم ( سدى البسر كرضى ) سدى ( استرخت تفاريقه واسدى النخل سدى بسره وهذا بلح سد ) كعم ومنه قول الشاعر * ينحت منهن السدى والحصل * كل ذلك في الصحاح والمحكم وفى التهذيب قال الاصمعي إذا وقع البلح وقد استرخت تفاريقه وندى يقال هذا بلح سد الواحدة سدية وقد اسدي النخل والتفروق قمع البسرة ( واستدى الفرس عرق و ) سدى ( كحنى ع ) بوصاب ( قرب زبيد ) باليمن حرسها الله تعالى ( والسديا كحمياد قربه ) على مرحلتين ( منه الرمان السدوى بالتحريك على غير قياس ) كالسهلي والدهرى ( والسادى السادس ) وانشد الجوهرى لامرى القيس إذا ما عد اربعة قال * فزوجك خامس وحموك سادى اراد السادس فابدل من السين ياء على ما فسرناه في س ت ت ( والاسدي كتركي الثوب المسدى ) عن ابى الهيثم * ومما يستدرك عليه اسدي بينهم حديثا نسجه وهو على المثل وسديت الليلة كثر نداها فهى سدية وقلما يوصف به النهار قال الشاعر * يمسدها القفر وليل سدى * وسديت الارض كثر نداها من السماء كان أو من الارض فهى سدية على فعلة واسدى البلح مثل سدى وكل رطب ند فهو سد حكاه أبو حنيفة ويقال ما انت بلحمة ولا سداة يضرب لمن لا يضر ولا ينفع قال الشاعر فما تاتو يكن حسنا جميلا * وما تسد ولمكرمة تنير
يقول إذا فعلتم امرا ابرمتموه واسداه تركه سدى أي مهملا نقله الفيومى وتسدى الامر قهره وفلانا اخذه من فوقه وسدى جاريته علاها ويقال طلبت الامر فأسديته أي أصبته وان لم تصب قلت أعمسته نقله الجوهرى فهؤلاء كلهن من الياء واما من الواو ناقة سدو كعدو تمديديها في سيرها وتطرحهما وأنشد ابن الاعرابي * مائرة الرجل سدو باليد * والسدور كوب الرأس في السير يكون في الابل وفى الخيل وسد اسدوه نحا نحوه نقله الجوهرى وخطب الامير فما زال على سدو واحد أي نحو واحد من السجع والسوادي قوائم الناقة والسادى الحسن السير من الابل كالزادى ى ( السرى كالهدى سيرعامة الليل ) لا بعضه كما توهمه الفنارى قاله شيخنا وفى المصباح قال أبو زيد ويكون أول الليل وأوسطه وآخره والذي في المحكم سير الليل عامة وبالتأمل يظهران ما ذهب إليه الفنارى ليس بوهم يؤنث ( ويذكر ) ولم يعرف اللحياني الا التأنيث شاهدا لتذكير قول لبيد قلت هجدنا فقد طال السرى * وقدرنا ان خنى الدهر غفل قال ابن سيده ويجوز ان يريد طالت السرى فحذفت علامة التأنيث لانه ليس بمؤنث حقيقي ( سرى ) فلان ( يسرى سرى ومسرى وسرية ويضم ) قال الفيومي والفتح أخص وفى الصحاح يقال سرينا سرية واحدة والاسم السرية بالضم والسرى ( وسراية ) وقيل هو اسم أيضا والمصدر سرى كما في المصباح وفى الصحاح السراية سرى الليل وهو مصدر ويقل في المصادر أن تجئ على هذا البناء لانه من أبنية الجمع يدل على صحة ذلك أن بعض العرب يؤنث السرى والهدى وهو بنو أسد توهما انهما جمع سرية وهدية ( وأسرى ) اسراء كلاهما بمعنى وبالالف لغة الحجاز وجاء القرآن بهما جميعا فأسر بأهلك بقطع من الليل والليل إذا يسر سبحان الذى أسرى قال حسان بن ثابت حى النضيرة ربة الخدر * أسرت اليك ولم تكن تسرى ( واسترى ) كاسرى قال الهذلى وخفوا فاما الحابل الجون فاسترى * بليل واما الحى بعد ما فأصبحوا وقال كثير أروح وأغدو من هواك وأسترى * وفى النفس مما قد علمت علاقم ( وسرى به وأسراه و ) أسرى ( به ) أي يستعملان متعديين بالباء الى مفعول ( و ) أما قوله تعالى سبحان الذى ( أسرى بعبده ليلا ) وان كان السرى لا يكون الا ليلا الا انه ( تأكيد ) كقولهم سرت أمس نهارا والبارحة ليلا كما في الصحاح ( أو معناه سيره ) كما في التهذيب وقال علم الذين السخاوي في تفسيره انما قال ليلا والاسراء لا يكون الا بالليل لان المدة التى أسرى به فيها لا تقطع في أقل من أربعين يوما فقطعت به في ليل واحد فكان المعنى سبحان الذى أسرى بعبده في ليل واحد من كذا وكذا وهو موضع التعجب وانما عدل عن ليلة الى ليل لانهم إذا قالوا سرى ليلة كان ذلك في الغالب لاستيعاب الليلة بالسرى فقيل ليلا أي في ليل انتهى نقله عبد القادر البغدادي في حاشية الكعبية وجعله الراغب من السراة وهى الارض الواسعة وأصله من الواو وأسرى مثل أجبل وأتهم أي ذهب به في سراة من الارض وهو غريب ( والسراء كشداد الكثير السرى ) بالليل نقله الازهرى ( والسارية السحاب يسرى ليلا ) قال النابغة سرت عليه من الجوزاء سارية * تزجى الشمال عليه جامد البرد وقيل هي السحابة التى الغادية والرائحة وقال اللحياني هي المطردة التى تكون بالليل وقال كعب تنفى الرياح القذى عنه وأفرطه * من صوب سارية بيض يعاليل ( ج سوار و ) السارية ( الاسطوانة ) زاد صاحب البارع من حجر أو آجرة والجمع السوارى ( و ) السارية ( د بطبرستان ) ويعرف بسارية مازندران ( منه بندار بن الخليل ) الزاهد ( السروي ) بالتحريك روى عن مسلم بن ابراهيم وعنه احمد بن سعيد بن عثمان الثقفي ( وسارية بن زنيم ) بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن محمية بن عبد بن عدى بن الديل الخلجي الكناني ( الذي ناداه عمر رضى الله (1/8428)
عنه على المنبر وسارية بنهاوند ) فقال يا سارية الجبل الجبل فسمع صوته وكان يقاتل العدو فانحاز بهم الى الجبل فسلم من مكيدتهم وهذه الكرامة ذكرها غير واحد من أصحاب السير وقد ذكره ابن سعد وأبو موسى ولم يذكرا ما يدل له على صحبته لكنه أدرك وذكره ابن حبان في ثقات التابعين قال روى عن أنس وعنه أبو حزرة يعقوب بن مجاهد ( وكان أشد الناس حصرا ) هكذا في النسخ أي محصورا أو هو بالضاد المعجمة أي عدوا وهو الظاهر * وفاته سارية بن أوفى له وفادة ويقال عقد له النبي صلى الله عليه وسلم على سرية ( و ) سارية ( بن مسلمة بن عبيد ) بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول ( الحنفي أيضا ) كلاهما من حنيفة ومن ولد الاخير خليد ابن عبد الله بن زهير بن سارية ولي خراسان قاله ابن الكلبي وفى التابعين سارية بن عبد الله روى عن ابن مسعود وعنه سالم بن ابي الجعد ( والسرية ) كغنية قطعة من الجيش فعلية بمعنى فاعلة لانها تسرى في خفية ليلا لئلا ينذر بهم العدو وفيحذروا وهى ( من خمسة أنفس الى ثلثمائة أو ) هي من الخيل نحو ( أربعمائة ) وفى النهاية يبلغ أقصاها أربعمائة والجمع السرايا والسريات في الصحاح
يقال خير السرايا اربعمائة رجل وفي فتح الباري السرية من مائة الى خمسمائة فما زاد فمنسر كمجلس فان زاد على ثمانمائة فجيش فان زاد على اربعة آلاف فجيش جرار وفي النهاية قيل سموا سرية لانهم يكونون خلاصة العسكر وخيارهم من الشئ السرى وهو النفيس وقول من قال لانهم ينفذون سرا وخفية ليس بالوجه لان لام السرى واو وهذه ياء فتأمل ( وسرى ) قائد الجيش سرية ( تسرية جردها ) الى العدو ليلا ( و ) السرية ( نصل صغير ) قصير ( مدور ) مد ملك لا عرض له وقد يكون تحت الارض ثم ان سياق المصنف ظاهر انه من معاني السرية كغنية لكونه معطوفا على ما قبله وهو غلط والصواب فيه السرية بالكسر وتخفيف الياء كما هو نص المحكم لانه بعد ما ذكره قال وقد تكون هذه الياء واوا لانهم قالوا السروة فقلبوها ياء لقربها من الكسرة وفي التكملة وقال الاصمعي السرية بالكسر من النصال لغة في السروة فتأمل فان في عبارة المصنف سقطا ( وسرى عرق الشجر ) يسرى سريا إذا ( دب تحت الارض ) نقله ابن سيده والازهري ( و ) سرى ( متاعه ) يسريه سريا ( القاه على ظهر دابته ) نقله ابن سيده ( و ) السرى ( كغنى نهر ) قاله ثعلب وقيل هو الجدول قاله ابن عباس وهو قول اهل اللغة وفسروه بانه نهر ( صغير يجرى الى النخل ) قال لبيد يصف نخلا على نهر سحق يمتعها الصفا وسريه * عم نواعم بينهن كروم وبه فسر قوله تعالى قد جعل ربك تحتك سريا ( ج اسرية وسريان ) كرغيف وارغفة ورغفان قال الجوهرى ولم يسمع فيه باسرياء ( والزاهد السقطى ) محركه هو السرى بن المغلس ( م ) معروف صحب ابا محفوظ معروف بن فيروز الكرخي وعنه ابن اخته الجنيد البغدادي ( وجماعة ) آخرون منهم السرى بن سهل عن ابن علية والسرى بن عبد الله السلمى والسرى بن عبد الحميد وغير هم ( وغنم بن سرى كسمى في ) نسب ( الخزرج ومن ذريته طلحة بن البراء الصحابي ) وسهيل بن رافع صاحب الصاع رضى الله عنهما من ولد سرى بن سلمة بن انيف ( وفى بنى حنيفة سرى ايضا ) وهو سرى بن سلمة بن عبيد ومن ذريته البعيث الشاعر في زمن الفرزدق * وفاته سرى بن كعب الازدي روى عنه الثوري ( و ) السراء ( كسماء شجر ) تتخذ منه القسى ( واحدته بهاء ) وانشد الجوهرى لزهير يصف وحشا ثلاث كاقواس السراء وناشط * قد انحص من لس الغمير حجافله ( والسراة اعلى كل شئ ) ومنه سراة النهار اعلاه وكذا سراة الجبل ووقع في نسخ الصحاح سراة النهار وسطه ونبهوا ان الصواب فيه اعلاه ( وسراة مضافة الى ) عدة قبائل ومواضع فمنها سراة ( بجيلة وزهران وعنز ) بفتح فسكون ( والحجر ) بالكسر ( و ) سراة ( بنى القرن ) بالفتح ( و ) سراة ( بنى شبانة و ) سراة ( المعافر وفيها قرى وجبال ) ومياه ( و ) سراة ( الكراع وفيها قرى ايضا و ) سراة ( بنى سيف و ) سراة ( ختلان ) بفتح الخاء المعجمة وسكون المثناة الفوقية ( و ) سراة ( الهان و ) سراة ( المصانع و ) سراة ( قدم ) بضمتين ( و ) سراة ( هتوم ) كصبور ( و ) سراة ( الطائف وهذه غورها مكة ونجدها ديار هوازن مواضع م ) معروفة قال الفيومى السراة جبل أو له قريب من عرفات ويمتد الى حد نجران اليمن والنسبة الى السراة سروى بالفتح وهو جبل الازد وضبطه الرشاطى بالتحريك في النسبة وقال ابن السمعاني لا اردى هل كان فيهم عالم ام لا وذكر الرشاطى حديث ابن عمر الموقوف اجتمع اربع رهط سروى ونجدى وشامي وحجازي فذكر الحكاية قاله الحافظ * قلت وكثيرا ما يذكر الدينورى في كتاب النبات عن السرويين أي من اهل السراة ( واسري صار الى السراة ) كانجد واتهم ( وسريا بالكسرة بالبصرة ) وقال نصر صقع بسواد العراق قرب بغداد وقرى وانهار من طسوج دوريا قال الصاغانى يضرب ببقها المثل ( وسريا قوس ) بالكسر وضم القاف ( ة بمصر ) بالشرقية على مقربة وبها خانقاه مشهور ثم ان صنيع المصنف يقتضى انها مركبة من سريا وقوس والذى في كتب التواريخ والخطط انها مركبة من سرامر من سار يسير وقوس بالفتح وعلى كل حال المناسب ذكرها في باب السين وفصلها ( والسربة كسمية ة بالشام ) قال نصر هي من اغوار الشام ( والسارى ع و ) ايضا ( الاسد كالمسارى والمسترى ) لسيره ليلا * ومما يستدرك السراة بالضم جمع السارى وهم الذى يسرون بالليل ومنه قول الشاعر اتو انارى فقلت منون قالوا * سراة الجن قلت عموا ظلاما (1/8429)
ويروى بفتح السين ايضا وفى امثالهم اسرى من قنفذ وذهبوا اسراء قنفذ وذلك لان القنفذ يسرى ليله كله لا ينام وسرى يسرى إذا مضى ومنه قوله تعالى والليل إذا يسر حذف الياء لانها راس آية وقيل معناه إذا سرى فيه كما قالوا ليل نائم أي ينام فيه فإذا عزم الامر أي عزم عليه والساريات حمر الوحش لانها ترعى ليلا وتنفش ومنه قول الفرزدق يهجو جريرا رايتك تغشى الساريات ولم تكن * لتركب الا ذا الوشوم الموقعا وعنى بغشيانها نكاحها وكان يعيبه بذلك وسرى عنى الثوب سريا كشفه والواو اعلى كما في المحكم وفى التهذيب سريت الثوب
وسريته نضوته والسويريات بنو عبد الله بن ابى بكر بن كلاب ويقال لهم السوارى ايضا واياهم عنى لبيد بقوله وحى السوارى لن اقول بجمعهم * على الناى الا ان يحيى ويسلما قال ابن سيده وانما قضيت بان هذا من الياء لانها لام وسرى العرق عن بدنه تسرية نضحه * قال ينضحن ماء البدن المسرى * وفى المصباح قد استعملت العرب سرى في المعاني تشبيها لها بالاجسام مجازا واتساعا فمنه قوله تعالى والليل إذا يسر وقد تقدم ذكره وقال الفارابى سرى فيه السم والخمر ونحوهما وقال السرقسطى سرى عرق السوء في الانسان وزاد ابن القطاع سرى عليه الهم اتاه ليلا وسرى همه ذهب واسناد الفعل الى المعاني كثير في كلامهم وقول الفقهاء سرى الجرح الى النفس أي دام المه حتى حدث منه الموت وقطع كفه فسرى الى ساعده أي تعدى اثر الجرح وسرى التحريم وسرى العتق بمعنى التعدية وهذه الالفاظ جارية على السنة الفقهاء وليس لهاذ كرفى الكتب المشهورة لكنها موافقة لما تقدم انتهى وفي المحكم واستعار بضهم السرى للدواهي والحروب والهموم قال الحرث بن وعلة في صفة الحرب ولكنها تسرى إذا نام اهلها * فتاتي على ما ليس يخطر في الوهم * قلت وفي هذا المعنى انشدنا صاحبنا الفقيه أبو محمد عبدالغنى بن محمد الانصاري يارا قد الليل انتبه * ان الخطوب لها سرى ثقة الفتى بزمانه * ثقة محللة العرى والغالب على مصادر ما ذكر السراية والسريان والسارية جبل بفارس وايضا القوم يسرون بالليل نقله الراغب والمئسرى الذى يخرج في السرية نقله ابن الاثير وجاء صبيحة سارية أي ليلة فيها مطرو سرى عنه كشف وازيل والتشديد للمبالغة والسرية بالكسر دودة الجراد نقله الجوهرى ويقال سار بالسرية إذا سار بالسيرة النفيسة عن ابن الاثير وهو مجاز وسريا بالكسر قرية من شرقية مصر من حقوق المورية وابن اسرائيل شاعر معروف هو نجم الدين أبو المعالى محمد بن سوار بن اسرائيل بن الخضر بن اسرائيل بن محمد بن على بن الحسن بن الحسين الشيباني الدمشقي ولد سنة 603 سمع من الكندى والشهاب السهروردى وعنه ابن مسدى توفى سنة 677 والسراة مدينة باذر بيجان بها قوم من كندة عن نصرو السرا مقصورا احد ابواب هراة ومنه دخل يعقوب بن مالك ( السرو ) لم يشر هنا بحرف وهو واوى ( شجر م ) معروف ( واحدته بهاء و ) السرو ( ما ارتفع عن الوادي وانحدر عن غلظ الجبل ) ومنه قول ابن مقبل بسرو حمير ابوال البغال به * انى تسديت وهنا ذلك البينا ومنه الحديث فصعدوا سروا من الجبل ( و ) السرو ( دود يقع في الثياب ) كذا في النسخ وصوابه في النبات فتأكله كما هو نص المحكم واحدته سروة ( و ) السرو ( محلة حمير ) وبه فسر قول ابن مقبل ايضا ( و ) السرو ( مواضع ذكرت قبيل ) ذلك * قلت لم يذكر المصنف في الذى قبله الاسراة بنى فلان وفلان وهى يائية وهى معروفة بالسراة كما ذكرو الذى يعرف بالسرو فهو سرو حمير الذى ذكره وسرو العلاو سرو سخيم وسرو مند وسرو الملا وسرو لبن وسرو صنعاء ذكره ابن السكيت وسرو السواد بالشام وسرو الرمل بين ارض طبئ وكلب فقوله ذكرت قبيل محل تأمل فاعرفه ( و ) السرو ( القاء الشئ عنك ) ونزعه ( كالاسراء والتسرية ) يقال سروت الجل عن الفرس واسريته وسريته إذا القيته عنه وعنه سرى عنه الخوف أي ازيل والتشديد للمبالغة وفي الصحاح عن ابن السكيت سروت الثوب عنى سروا إذا القيته عنك قال ابن هرمة سرى ثوبه عنك الصبا المتخايل * وآذن بالبين الخليط المزايل وقال الراغب السرى من الرجال ماخوذ من سروت الثوب عنى نزعته وهو بخلاف المتدثر والمتزمل والزميل * قلت وهو وجه حسن وشاهد التسرية قول بعض الاغفال حتى إذا انف العجير جلا * برقعه ولم يسر الجلا ( و ) السرو ( المروءة في شرف ) وفي الصحاح سخاء في مروءة ومنه حديث عمرانه مر بالنخع فقال ارى السرو فيكم متربعا أي ارى الشرف فيكم متمكنا وقد ( سرو ) الرجل ( ككرم ودعا ورضى ) ثلاث لغات ( سراوة وسروا وسرا ) مقصور ( وسراء ) بالمدعلى اللف والنشر المرتب وسرو عن سيبويه ولم يحك اللحيانى مصدر سرا الا ممدودا ( فهو سرى ) كغنى ومنه قول الشاعر وترى السرى من الرجال بنفسه * وابن السرى إذا سرا اسراهما (1/8430)
أي إذا شرف فهو اشرفهما ( ج اسرياء وسرواء ) كلاهما عن اللحيانى ( وسرى ) كهدى نقله الازهرى وهو على خلاف القياس ( والسراة اسم جمع ) هذا مذهب سيبويه لانه ليس لواحده ضابط وقال الجوهري هو جمع السري قال وهو جمع عزيزان يجمع فعيل علي فعلة ولا يعرف غيره وفي المصباح السري الرئيس والجمع سراة وهو جمع عزيز لا يكاد يوجد له نظير لانه لا يجمع فعيل علي فعلة وفي التهذيب قوم سراة جمع سري جاء علي غير قياس ومثله في النهاية ( ج سروات ) بالتحريك ومنه حديث الانصار قتلت سرواتهم
اي اشرافهم وهذا يويد مذهب سيبويه من كون السراة اسم جمع لا جمع ( وهي سرية من سريات وسرايا ) كذا في المحكم ( وتسري تكلفه ) اي السروو هو الشرف والمروءة ( أو ) تسري ( اخذ سرية ) اي جارية نقله الجوهري قال وقال يعقوب اصله تسررت من السرور فابد لوا من احدي الراآت ياء كما قالوا تقضي من تقضض وقد مر ذلك في حرف الراء ( والسروة مثلثة ) اقتصر الجوهري علي الكسرو زاد ابن الاثير الضم ونقل ابن سيده الفتح عن كراع ( السهم الصغير ) المدملك لا عرض له ( أو عريض النصل طويله ) وهو مع ذلك دقيق قصير يرمى به الهدف وقيل العريض الطويل يسمى المعبلة ومنه حديث ابى ذركان إذا التاثت راحلة احدنا طعن بالسروة في ضبعها والجمع السراء كما في الصحاح وفى التهذيب السروة تدعى الدرعية لانها تدخل في الدروع ونصالها متسلكة كالمخيط والجمع السرى قال ابن ابى الحقيق يصف الدروع ننفي السرى وجياد النبل تتركه * من بين منقصف كسراو مفلول ( والسراة الظهر ) قال الشاعر شوقب شرحب كان قناة * حملته وفى السراة دموج ومنه الحديث فمسح سراة البعير وذفراه ( ج سروات ) بالتحريك ولا يكسر ( و ) السراة ( من النهارار تفاعه ) واعلاه ووقع في الصحاح وسطه وهو خطانبهوا عليه قال البريق الهذلى مقيم عند قبر ابى سباع * سراة الليل عندك والنهار فجعل لليل سراة والجمع سروات ولا يكسر ( و ) السراة ( من الطريق متنه ) ومعظمه والجمع سروات ومنه الحديث ليس للنساء سروات الطرق أي لا يتوسطنها ولكن يمشين في الجوانب ( ومحمد بن سرو ) البلخى ( وضاع للحديث و ) من المجاز ( انسرى الهم عنى وسرى ) تسرية ( انكشف ) وازيل وقد جاء ذكر سرى في حديث نزول الوحى والتشديد للمبالغة ( والسرو بالكسر د قرب دمياه ) تجاه راس الخليج بينهما بحر النيل وقد دخلته منه الشيخ العارف أبو عبد الله محمد بن ابى الحائل السروى الصوفى احد المشايخ المتأخرين وقد زرت قبره الشريف هناك ( و ) السرو ( ة ببلخ وسروان ) بالفتح ( ة بسجستان واستريتهم اخترتهم ) وعبارة الصحاح استريت الابل والغنم والناس أي اخترتهم قال الاعشى وقد اخرج الكاعب المسترا * ة من خدرها واشيع القمارا وفى التهذيب استريته اخترته واخذت سراته أي خياره واستار بمعناه مقلوب منه ( و ) استرى ( الموت الحى ) وفى الصحاح بنى فلان أي ( اختار سراتهم ) أي خيارهم ( وسرت الجرادة ) سروا ( باضت ) لغة في الهمز ( واسرايل ) بالكسر والياء التحتية ( ويهمز واسرايين ) بياء ين ( ويهمز ) واسراييل بقلب الهمزياء واسرال كل ذلك لغات واردة في القرآن ( اسم ) نبى قالوا هو لقب يعقوب عليه السلام لا شعاره بالمدح بالمعنى المنقول منه إذ معناه صفوة الله أو عبد الله بالعبرانية وانشد أبو على القالى في اماليه قالت وكنت رجلا فطينا * هذا ورب البيت اسرائينا هو قول اعرابي ادخل فروا الى سوق الحيرة ليبيعه فنظرت إليه امراة فقالت مسخ أي مما مسخ من بنى اسرائيل وانشد ابن الجواليقى لامية لا ارى من يعيننى في حياتي * غير نفسي الا بنى اسرال قال تجد العرب إذا وقع إليهم ما لم يكن من كلامهم تكلموا فيه بالفاظ مختلفة * ومما يستدرك عليه السروة بالكسر الجرادة اول ما تكون وهى دودة واصله الهمز وارض مسروة أي ذات سروة كما في الصحاح ووقع في التهذيب ارض مسروة على مفعلة والسرو قرية بارد بيل منها نافع بن على الفقيه السروى الاذرببجانى سمع منه العتيقي وموسى بن سروان ويقال ثروان بالمثلثة شيخ لشعبة وانجب بن احمد بن مكارم بن سروان الجامى عن ابى الحسن بن حرما وفي غزوة احد قال اليوم تسرون أي يقتل سريكم فقتل حمزة والسراة بالضم جمع سرى لغة في السراة بالفتح عن ابن الاثير وسرو المساقى تنقيتها وازالة ما فيها واسري صار في سراة من الارض واوى عن الراغب وسرى المال خيره وسراته خياره ورجل مسروان وامراة مسروانة أي مريان وتسراه اخذ اسراه قال حميد بن ثور لقد تسريت إذا الهم ولج * واجتمع الهم هموما واعتلج وساراه مساراة فاخره والسروان محركة محلتان من محاضر سلمى احد جبلى طيئ و ( ساساه ) مساساة اهمله الجوهرى وفي المحكم ( غيره ووبخه ) واصله في زجر الحمار ليحتبس أو يشرب وقد تقدم ذلك في باب الهمز مبسوطا واقتصر الصاغانى على قوله غيره و ( سطا عليه وبه ) واقتصر الجوهرى على الثانية ( سطوا وسطوة ) واقتصر الجوهرى على الاولى ( صال ) كما في المحكم وفي التهذيب سطا على فلان تطاول ( أو قهر بالبطش ) نقله الجوهرى وهو قول الليث وفي المفردات السطو البطش برفع اليد يقال (1/8431)
سطابه ومنه قوله تعالى يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قال ابن سيده يعنى مشركي اهل مكة كانوا إذا سمعوا مسلما يقرا القرآن كادوا يسطون به وقال ثعلب معناه يبسطون إليهم ايديهم ( و ) من المجاز سطا ( الماء ) إذا ( كثر ) وزخر وكذلك طغى ( و ) من
المجاز سطا ( الطعام ) أي ( ذاقه ) وتناوله ( و ) سطا ( الفرس ابعد الخطو ) هكذا هو بخط ابى سهل الهروي في نسخة الصحاح وفي بعضها ابعد الخطوة ( و ) سطا ( الراعى على الناقة ) كما في الصحاح والفرس ايضا كما في المحكم إذا ( ادخل يده في رحمها ليخرج ما فيها من ) الوثر وهو ( ماء الفحل ) وإذا لم يخرج لم تلقح الناقة كما في الصحاح وفي المحكم وذلك إذا نزا عليها فحل لئيم أو كان الماء فاسد الا يلقح عنه وذكر من مصادره السطو والسطو كعلو ( و ) قيل سطا ( الفرس ركب راسه في السير ) كذا في المحكم ( وساطاه ) مساطاة ( شدد عليه ) نقله الازهرى عن ابن الاعرابي ( والساطى ) من الخيل ( الفرس البعيد الخطو ) وفي الصحاح البعيد الشحوة وهى الخطوة قاله الاصمعي وفي التهذيب قيل انما سمى الفرس ساطيالانه يسطو على سائر الخيل ويقوم على رجليه ويسطو بيديه ( و ) في الصحاح ويقال هو ( الذى يرفع ذنبه في حضره ) أي عدوه زاد ابن سيده وهو محمود وانشد واقدر مشرف الصهوات ساط * كميت لا احق ولا شئيت وانشد الازهرى لروبة * غمر اليدين بالجراء ساطى * ( و ) الساطى ( الفحل المغتلم ) الذى ( يخرج من ابل الى ابل ) نقله الجوهرى عن ابى عمرو وانشد * هامته مثل الفنيق الساطي * ( و ) الساطى ( الطويل ) من الابل وغيرها * ومما يستدرك عليه سطا سطوا عاقب وامير ذو سطوة أي شتم وضرب ويقال اتق سطوته أي اخذته وفي الصحاح السطوة المرة الواحدة والجمع السطوات والفحل يسطو على طروقته وسطا الراعى على ناقتة اخرج منها الولد ميتا ومسط إذا استخرج ماء الفحل هكذا فرق بينهما الازهرى وقال ابن الاعرابي سطا على الحامل وساط مقلوب إذا اخرج ولدها وحكى أبو عبيد السطوفى المراة ومنه حديث الحسن لا باس ان يسطو الرجل على المراة وفسره الليث فقال إذا نشب ولدها في بطنها ميتا فيستخرج أي إذا خيف عليها ولم توجد امراة تفعل ذلك قال روبة ان كنت في امرك في شماس * فاسط على آلك سطو الماسى والايدى السواطى التى تتناول الشئ قال الشاعر * تلذ باخذها الايدى السواطى * وساطاه رفق به عن ابن الاعرابي ايضا كما في التهذيب فهو من الاضداد وسطاها وطئها عن ابى سعيد ويروى عنه بالمعجمة ايضا كما سيأتي ( ى ) اشار له بالياء واورد فيه ما هو بالواو فالصواب ان يشار له بالحرفين كما سيأتي ( سعى ) الرجل ( يسعى سعيا كرعي ) يرعى رعيا إذا ( قصد ) وبه فسر قوله تعالى فاسعوا الى ذكر الله أي فاقصدوا وقرا ابن مسعود فامضوا ( و ) سعى لهم وعليهم ( عمل ) لهم فكسب ( و ) سعى إذا ( مشى ) زاد الراغب بسرعة ومنه اخذ السعي بين الصفا والمروة ( و ) سعى إذا ( عدا ) وهو دون الشد وفوق المشى وقيل السعي الجرى والاضطراب كل ذلك ذكره ابن الاعرابي ( و ) سعى به إذا ( نم ) به ووشى الى الوالى ويكون مصدره حينئذ السعاية وهو مجاز ( و ) سعى إذا ( كسب ) وكل عمل من خير أو شر سعى ومنه قوله تعالى لتجزى كل نفس بما تسعى أي تكسب ومنه المثل المرء يسعى لغاريه أي يكسب لبطنه وفرجه وقال الراغب اصل السعي المشى السريع ويستعمل للجد في الامر خيرا كان أو شراوا كثر ما يستعمل السعي في الافعال المحمودة ( و ) سعى المصدق ( سعاية ) بالكسر ( باشر عمل الصدقات ) ومشى لا خذها فقبضها من المصدق فهو ساع والجمع سعاة وفي الصحاح وكل من ولى شيا على قوم فهو ساع عليهم واكثر ما يقال ذلك في ولاة الصدقة يقال سعى عليها أي عمل عليها وهم السعاة قال عمرو بن عداء سعى عقا لا فلم يترك لنا سبدا * فكيف لو قد سعى عمر وعقالين ( و ) سعت ( الامة ) تسعى سعيا ( بغت وساعاها ) مساعاة ( طلبها للبغاء ) عم به ثعلب في الحرة والامة وقال الجوهرى هو في الاماء خاصة بخلاف الزنا والعهر فانهما يكونان في الحرة وفي الامة وفي الحديث اماء ساعين في الجاهلية واتى عمر برجل ساعى امة اهل وقيل مساعاة المراة ان يضرب عليها مالكها ضريبة توديها بالزنا وفي الحديث لا مساعاة في الاسلام ومن ساعى في الجاهلية فقد لحق بعصبته قال ابن الاثير هو مفاعلة من السعي كان كل واحد منهما يسعى لصاحبه في حصول غرضه ( واسعاه جعله يسعى ) أي يكسب ( والمسعاة المكرمة والمعلاة في انواع المجد وغلط الجوهرى فقال بدل في الكرم في الكلام ) ونصه والمسعاة واحدة المساعى في الكلام والجود هكذا هو في سائر نسخ الكتاب قال شيخنا ذكر البدر الدمامينى والتقى الشمنى ان في نسختهما من الصحاح الكرم فلا اعتراض ومثله في كلام السمين على المغنى وكذلك في اصلنا الصحيح والمصنف كثيرا ما يبنى اعتراضاته على الجوهرى على تصحيف نسخته * قلت الحق الذى لا يصار عنه ان نسخ الصحاح كلها فيها الكلام بدل الكرم فمن ذلك نسختنا التى عليها المعول بمصر وهى نسخة وقف الامير يزبك رحمة الله تعالى المصححة على نسخة ياقوت وهكذا وجد بخط المصنف وقد سبقه الى ذلك الصاغانى في التكملة
فانه هكذا وجد في نسخة الصحاح عنده واعترض عليه بما قاله المصنف وما وجد فيها لفظ الكرم فانما هو مصلح فيما بعد فالحق مع المصنف الا ان يقال ان مثل هذا ينسب فيه السهو للقلم فجل من لا يسهو ( واستسعى العبد ) إذا ( كلفه من العمل ما يؤدى به عن نفسه إذا عتق بعضه ليعتق به ما بقى والسعاية بالكسر ما كلف من ذلك ) وفى الصحاح سعى المكاتب في عتق رقبته سعاية واسثسعيت له العبد في قيمته اهل وفى الحديث إذا عتق بعض العبد فان لم يكن له مال استسعى غير مشقوق عليه قال ابن الاثير إذا عتق بعضه ورق (1/8432)
بعضه يسعى في فكاك ما بقى من رقه فيعمل ويكسب ويصرف ثمنه الى مولاه فسمى تصرفه في كسبه سعاية ( وسعيا بن امصيا نبى ) من انبياء بنى اسرائيل بعث بعد موسى ( بشر بعيسى عليه ) وعليهما ( السلام ) وعلى نبينا صلى الله عليه وقال ابن عباد هو آخر نبى من بنى اسرائيل ( والشين لغة ) فيه كما سيأتي ( و ) سعيا ( ع ) كما في المحكم وقال نصر هو واد بتهامة قرب مكة اسفله لكنانة واعلاه لهذيل وقال أبو على في باب فعلى وقالوا في اسم موضع سعيا قال وفيه عندي تأويلان احدهما ان يكون سمى بوصف أو يكون هذا من باب فعلى كالقصوى في بابه في الشذوذو هذا كانه اشبه لان الاعلام تغير كثيرا عن احوال نظائرها فهذا الذى ذكره كله من الياء ( و ) اما من الواو فقولهم ( السعوة بالكسر الساعة ) من الليل كما في المحكم الا انه ضبطه بالفتح وفى الصحاح والتهذيب السعو بغير هاء بالكسر ( كالسعواء بالكسر والضم ) الضم عن ابن الاعرابي نقله الصاغانى واقتصر الجوهرى والازهري وابن سيده على الكسر يقال مضى من الليل سعو وسعواء وقيل السعواء مذكر وقيل السعواء فوق الساعة من الليل وكذا في النهار وكنا عنده في سعواوات من الليل والنهار كما في التهذيب ( و ) السعوة بالكسر ( المراة البذية الخالعة ) كذا في النسخ والصواب الجالعة بالجيم وهى ايضا العلقة والسلقة وفى نص ابن الاعرابي هي سعوة بلا لام ( و ) السعوة ( بالفتح السمعة ) كذا في النسخ والصواب بالشين المعجمة كذلك نص ابن الاعرابي جمعا السعو هكذا هو في لغة وكذلك السوعة ( و ) سعوة ( اسم ) رجل الى هنا كله من الواو ثم ذكر من الياء فقال ( والساعى الوالى على أي امرو قوم كان ) وعبارة الصحاح كل من ولى شيا على قوم فهو ساع عليهم والجمع السعاة ( و ) الساعي ( لليهود والنصارى رئيسهم ) الذى يصدرون عن رأيه ولا يقضون امرا دونه وبالمعنيين فسر حديث حذيفة في الامانة وان كان يهود يا المثل شغلت سعاتى جدو أي اورده الحريري في مقاماته يضرب لمن شيمته الكرم وهو معدم أي شغلتني اموري عن الناس والافضال وقال المنذرى شعابي بالشين المعجمة تصحيف وقع في كثير من النسخ ( وسعية علم للعنز ) وتدعى للحلب فيقال سعى سعية ( والسعاوى بالضم الصبور على السهر والسفر ) أي هو كثير السعي والحركة والاضطراب ( واسعوا به ) إذا ( اطلبوه بقطع همزتهما ) نقله وقيل اطاق ان يعينه على عمله وكان له يومئذ ثلاث عشرة سنة وساعانى فلان فسعيته اسعيه إذا غلبته ومنه حديث على في ذم الدنيا من ساعاها فاتته أي من سابقها وسعى به الى الوالى وشى به ومنه الحديث الساعي لغير رشدة أي ليس بولد حلال وفى حديث كعب الساعي مثلث أي يهلك بسعايته نفسه والمسعى به والسلطان والسعاة اصحاب الحمالات لحقن الدماء واطفاء النائرة سموا بذلك لسعيهم في اصلاح ذات البين والساعى البريد ومضى سعو من الليل بالفتح ويكسر وسعوة بالفتح أي قطعة منه وفى حديث وائل بن حجر ان وائلا يستسعى ويترفل على الاقيال أي يستعمل على الصدقات ويتولى استخراجها من اربابها وابو سليط سعية الشعبانى شهد فتح مصرو ابنه وليط بن سعية عن ابيه وعنه موسى بن ايوب وثعلبة واسيدا بنا سعية اللذان اسلما والحافظ أبو بكر البرقى هو محمد ابن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعية واخوه احمد أبو بكر صاحب التاريخ واخوهما عبد الرحيم راوي السيرة عن ابن هشام وابو منصور محمد بن عبد العزيز بن محمد بن موسى بن سعية الاصبهاني عن ابن فارس والعسال وام المؤمنين صفية بنت حيى بن اخطب ابن سعية واسمعيل بن صفوان بن قيس بن عبد الله بن سعية القضاعى شاعر وسعية بن عريض اخو السموءل شاعر وسعية بنت بشر ابن سليمن روت عن ابيها وسعوى موضع واسعى على صدقاتهم استعمل عليهم ساعيا نقله الصاغانى ى ( الساغية ) اهمله الجوهرى وقال الصاغانى عن ابن الاعرابي هي ( الشربة اللذيذة ) وكانه من سغى الشراب في الحلق مقلوب ساغ إذا سهل ثم بنى منه الساغية وهى كعيشة راضية فتأمل ى ( سفت الريح التراب ) واليبيس والورق ( تسفيه ) سفيا ( ذرته ) كما في الصحاح ( أو حملته ) كما في المحكم ( كاسفته ) وهى لغة ضعيفة عن الفراء نقله الصاغانى وحكى ابن الاعرابي سفت واسفت ولم يعد واحدا منهما ( فهو
ساف ) أي مسفى على النسب أو يكون فاعلا بمعنى مفعول ( و ) في الصحاح فهو ( سفى ) كغنى ( والسافياء الغبار ) فقط ( أو ريح تحمل ترابا ) كثيرا على وجه الارض تهجمه على الناس أو هو التراب يذهب مع الريح ( والسفى ) مقصورا ( خفة الناصية ) في الخيل وليس بمحمود كما في الصحاح وقيل قصرها وقلتها ( وهو اسفى ) قال سلامة بن جندل ليس باسفى ولا اقنى ولاسغل * يسقى دواء قفى السكن مربوب وقال الاصمعي الاسفى من الخيل القليل الناصية وقال الزمخشري والسفى محمود في البغال والحمير مذموم في الخيل ( و ) السفى ( التراب ) وان لم تسفه الريح أو اسم لكل ماسفته الريح كما في التهذيب وفى المحكم خصه ابن الاعرابي بالمخرج من البئر أو القبر وانشد وحال السفى بينى وبينك والعدا * ورهن السفى غمر النقيبة ماجد السفى هنا تراب القبر وقال أبو ذؤيب وقد ارسلو افراطهم فتاثلوا * قليبا سفاها كالاماء القواعد اراد تراب القبر ايضا ( و ) السفى ( الهزال ) من مرض ( و ) السفى ( كل شجر له شوك ) وقيل هو شوك البهمى والسنبل وقال ثعلب اطراف البهمى ( واحدته بهاء واسفت البهمى سقط سفاها و ) اسفى ( الزرع خشن اطراف سنبله ) نقله الجوهرى ( و ) اسفى ( فلان (1/8433)
نقل ) السفى أي ( التراب ) نقله الازهرى ( و ) اسفى ( اتخذ بغلة سفواء ) اسم ( للسريعة ) الخفيفة المقتدرة الخلق الملززة الظهر وانشد الجوهرى لدكين جاءت به معتجرا ببرده * سفواء تردى بنسيج وحده وفى الاساس بغلة سفواء سريعة المر كالريح وهو مجاز ( و ) اسفت ( الناقة هزلت ) فصارت كالسفى وهو مجاز ( و ) اسفى ( فلانا حمله على الطيش والخفة ) نقله ابن سيده وانشد لعمرو بن قميئة يا رب من اسفاه احلامه * ان قيل يوما ان عمر اسكور أي اطاشه حمله فغره وجراه ( و ) اسفى ( به ) إذا ( اساء إليه ) ولعله من هذا الذى هو الطيش والخفة قال ذوالرمة عفت وعهودها متقادمات * وقد يسفى بك العهد القديم ( وسفى ) الرجل ( كرضى سفا ) بالقصر ( ويمد ) مثل ( سفه ) سفها وسفاها زنة ومعنى وعلى المد اقتصر الازهرى قال الشاعر لها منطق لاهذريان طمابه * سفاء ولا بادى الجفاء جشيب كما في المحكم ( كاسفى ) نقله الازهرى ( فهو سفى ) كغنى أي سفيه ( و ) سفيت ( يده تشققت ) من العمل ( والسفاء كسماء انقطاع لبن الناقة ) وانشد ابن سيده وما هي الا ان يقرب وصلها * قلائص في البانهن سفاء ورواه الازهرى في البابهن بالباء وقال السفاء الخفة في كل شئ وهو الجهل وانشد * قلائص في البابهن سفاء * أي في عقولهن خفة فتأمل ذلك ( و ) السفاء ( ككساء الدواء ) وفي المحكم السفاء من السقى كالشقاء من الشقا فتأمل ( وسفيان مثلثة اسم ) رجل اجل من سمى به السفيانان ابن عيينة الهلالي وابن سعيد الثوري والمشهور الضم والتثليث ذكره الجوهرى وغيره من الائمة قال ابن دريد هو فعلان من سفت الريح التراب ( و ) سفيان ( بالكسر ة بهراة ) وبه صدر ابن السمعاني في الانساب ( أو هي بالفتح ) كما رجحه بعض ( منها أبو طاهر احمد بن محمد بن اسمعيل بن الصباح ) الهروي ( السفياني ) ولد سنة 281 وروى عن الحسين بن ادريس الانصاري وعنه أبو بكر البرقانى توفى في حدود سنة 380 ( وسفوان محركة ع بالبصرة ) وانشد الجوهرى للراجز جارية بسفوان دارها * تمشى الهوينى ساقطا خمارها وقال الازهرى هو ماء من باب البصرة الذى يلى المربد على مرحلة وبه ماء كثير السفى وهو التراب ( وسافاء ) مسافاة وسفاء ( سافهه ) وانشد الجوهرى ان كنت سافى اخا تميم * فجئ بعلجين ذوى وزيم * بفارسي واخ للروم * قلت ومنهم من رواه بالقاف والذى في التهذيب * ان سرك الرى اخا تميم * فتأمل ذلك ( و ) سافاه ايضا إذا ( داواه ) وهو من السفاء ( والمسفى النمام وسفوى كجمزى ع واستفى وجهه اصطرفه ) كل ذلك نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه سفت الريح واسفت إذا هبت عن ابن الاعرابي وسفت عليه الرياح نقله الزمخشري والسفواء من الخيل القليل الناصية والسوافى من الرياح اللواتى يسفين التراب يقال لعبت به السوافى وريح سفواء سريعة كما قيل هو جاء وهو مجاز واسفي الرجل اخذ شوك البهمى وسفا يسفو سفوا كعلو اسرع في المشى والطيران نقله الجوهرى وهو من الواو كما ترى وابو سفيان بن حرب حكى فيه التثليث اسمه صخر والنسبة إليه سفياني والسفياني هو أبو العميطر الخارج بدمشق في زمن الامين من ولد ابى سفيان تقدم ذكره في الراء والسفيانيون خلق كثير ممن نسب الى الجدو الى مذهب سفيان الثوري منهم ناس بالدينور وفي همدان سفيان بن ارحب بطن منهم شنيف بن معاوية بن مالك بن بشر بن سلمان بن معاوية بن سفيان السفياني شاعر ذكره الامير والاسفى الذى تنزعه شعرة بيضاء كميتا كان أو غير ذلك عن ابن الاعرابي وقال مرة السفى هو بياض الشعر الادهم والاشقر والصفة كالصفة في الذكر والانثى
والسفاء بالمدخفة الناصية لغة عن ثعلب ى ( سقاه يسقيه ) سقيا ( وسقاه ) بالتشديد ( واسقاه ) بمعنى واحد ( أو سقاه وسقاه بالشفة واسقاه دله على الماء ) كذا في المحكم ( أو ) سقاه لشفته واسقي ( سقى ما شيته أو ارضه ) كذا في الصحاح ( أو كلاهما ) أي سقى واسقي ( جعل له ماء ) أو سقيا فسقاه ككساه واسقي كالبس قاله سيبويه كانه يذهب الى التسوية بين فعلت وافعلت وان افعلت غير منقولة من فعلت لضرب من المعاني كنقل ادخلت وقال الراغب السقى والسقيا ان تعطيه ما يشرب والاسقاء ان تجعل له ذلك حتى يتناوله كيف شاء فالاسقاء ابلغ من السقى ( وهو ساق من ) قوم ( سقى ) بضم فتشديد ( وسقاء ) كرمان وهذه من كتاب ايمان عيمان ( و ) ايضا ( سقاء ) ككتان ( من ) قوم ( سقائين ) التشديد للمبالغة ( وهى سقاءة ) بالتشديد والهمز ( وسقاية ) بالياء مع التشديد ومنه المثل اسق رقاش انها سقاية يضرب للمحسن أي احسنوا إليه لا حسانه نقله الجوهرى عن ابى عبيد ( والسقى كالسعي ع بدمشق ) بظاهرها ( و ) السقى ( بالكسر ما يسقى ) اسم من سقاه واسقاه والجمع اسقية وبه فسر الاصمعي قول ابى ذويب * وآل فراس صوب اسقية كحل * كما في الصحاح وفي المحكم السقى ما اسقاه ابله ( و ) السقى ( الزرع المسقى ) بالماء قال الراغب يقال للارض التى تسقى سقى لكونها مفعولا كالنفض ( كالمسقوى ) كانه نسب الى مسقى كمرمى ولا يكون منسوبا الى مسقى كمرمى لانه لو كان لقال مسقى كذا في المحكم وفي الصحاح المسقوى من الزرع ما يسقى بالسيح والمظمى ما تسقيه السماء * قلت والعامة تقول مسقاوى ( و ) السقى ( ماء ) اصفر ( يقع في البطن ) ولا يكاد يبرا أو يكون في نفافيخ بيض في شحم البطن ( ويفتح ) قال ابن (1/8434)
سيده وانكر بعضهم الكسر ( و ) السقى ( جلدة فيها ماء اصفر تنشق عن راس الولد ) عند خروجه عن ابن سيده وفي التهذيب هو الماء الذى يكون في المشيمة يخرج على راس الولد ( وسقى بطنه واستسقى ) بمعنى أي ( اجتمع فيه ذلك ) الماء والاسم السقى كما في الصحاح ( والسقاية بالكسر والضم موضعه ) أي السقى وفي التهذيب هو الموضع المتخذ فيه الشراب في المواسم وغيرها ( كالمسقاة بالفتح والكسر ) قال الجوهرى ومن كسر الميم جعلها كالا لة التى هي مسقاة الديك والجمع المساقى ( و ) السقاية ( الاناء يسقى به ) وبه فسر قوله تعالى جعل السقاية في رحل اخيه وهو المسمى بالصواع وهو اناء من فضة كانوا يكيلون به الطعام ويشرب فيه الملك ايضا ( والسقاء ككساء جلد السخلة إذا اجذع ) كما في المحكم قال الجوهرى عن ابن السكيت ( يكون للماء واللبن ) والوطب للبن خاصة والنحى للسمن والقربة للماء اه وقال ابن سيده لا يكون الا للماء وانشد يجبن بها عرض الفلاة ومالنا * عليهن الا وخدهن سقاء أي لا نحتاج الى سقاء للماء لانهن يردن بنا الماء وقت حاجتنا إليه ( ج ) في القليل ( اسقية واسقيات و ) في الكثير ( اساق ) وفي التهذيب الا ساقى جمع الجمع ( واستسقى منه طلب سقيا ) أي ما يشرب ( و ) ايضا ( تقيا كاستقى فيهما ) نقله ابن سيده ( وسقاه الله الغيث انزله له و ) من المجاز سقى ( زيد عمرا ) إذا ( اغتابه ) غيبة خبيثة وعابه عن ابن الاعرابي ( كاسقى فيهما ) اما سقاه الله الغيث واسقاه فقد نقله الجوهرى قال وقد جمعهما البيد في قوله سقى قومي بنى مجد واسقي * نميرا والقبلائل من هلال واما اسقى بمعنى اغتاب عن ابن الاعرابي ايضا فانشد الجوهرى لابن احمر ولا علم لى ما نوطة مستكنة * ولا أي من عاديت اسقى سقائيا وفي التهذيب هو قول ابى عبيدة وانكره شمر وقال لا اعرفه بهذا المعنى قال وسمعت ابن الاعرابي يقول معناه لا ادرى من اوعى في الداء ( والاسم ) من سقاه الله واسقاه ( السقيا بالضم ) كما في الصحاح ( و ) السقى ( كغنى السحابة العظيمة القطر ) الشديدة الوقع ( ج اسقية ) وبه فسر أبو عبيد بيت ابى ذويب صوب اسقية ويروى ارمية بمعناه وقد تقدم ( و ) السقى ( البردى ) الناعم سمى بذلك لنباته في الماء أو بقربه قال الازهرى وهى لا يفوتها الماء ومنه قول امرى القيس وكشح لطيف كالجديل مخصر * وساق كانبوب السقى المذلل والواحدة سقية قال عبد الله بن عجلان النهدي جديدة سربال الشباب كأنها * سقية بردى نمتها عيونها ( و ) السقى ايضا ( النخل ) وبه فسر قول امرى القيس ايضا أي كانبوب النخل المسقى أي كقصب النخل اضافة إليه لانه نبت بين ظهرانيه ( وسقاه تسقية واسقاه قال له سقاك الله أو ) قال ( سقيا ) له وانشد الجوهرى لذى الرمة * فما زلت اسقى ربعها واخاطبه * ووجدت في هامش النسخة ما نصه هذا الانشاد مختل والصواب وقفت على ربع لمية ناقتي * فما زلت ابكى عنده واخاطبه والشاهد في البيت الذى بعده واسقيه حتى كاد مما ابثه * تكلمني احجاره وملاعبه ( والساقية النهر الصغير ) من سواقى الزرع نقله الازهرى والان يطلقونها على ما يستقى عليها بالسوانى وقد سمى أبو حيان تفسيره
الصغير بالساقية ( والسقيا بالضم د باليمن و ) ايضا ( ع بين المدينة ووادى الصفراء ) قيل على يومين من المدينة وقيل ماء في راس رملة في ابط الدهناء وفي الحديث كان يستعذب له الماء من بيوت السقيا وفي كتاب القالى موضع في بلاد عذرة يقال له سقيا الجزل قريب من وادى القرى ( واسقاه وهب منه ) كذا في النسخ والصواب وهب له ( سقاء معمولا ) كما هو نص الازهرى ( أو ) اسقاه ( اهابا ) اعطاه اياه ( ليتخذه سقاء ) ومنه حديث عمر قال لرجل استفتاه في ظبى قتله محرما خذشاة فتصدق بلحمها واسق اهابها أي اعطه من يتخذه سقاء ( و ) من المجاز يقال للرجل إذا كرر عليه ما يكره قد ( سقى قلبه عداوة ) وبالعداوة تسقية أي ( اشرب وسقية كسمية بئر بمكة شرفها الله تعالى ) من ابيار الجاهلية جاء ذكرها في السير ( و ) من المجاز ( استقى ) إذا ( سمن ) وتروى ( وتسقت الابل الحوذان ) إذا ( اكلته رطبا فسمنت عليه ) والحوذان نبت ( و ) تسقى ( الشئ ) تشرب كما في الصحاح وفي المحكم أي ( قبل السقى وتروى ) هكذا في النسخ وفي المحكم وقيل ثرى وانشد الجوهرى للمتنخل الهذلى مجدل يتسقى جلده دمه * كما تقطر جذع الدومة القطل أي يتشربه ويروى يتكسى من الكسوة * ومما يستدرك عليه السقى بالكسر الحظ من الشرب يقال كم سقى ارضك واستقى من النهر والبئر اخذ من مائهما وسقى العرق امد فلم ينقطع وسقى الثوب وسقاه اشربه صبغار وربما قالوا لما في بطون الانعام سقى واسقي وبهما قرئ قوله تعالى نسقيكم مما في بطونها والمساقاة ان يستعمل رجل رجلا في نخيل أو كروم ليقوم باصلاحها على ان يكون له سهم معلوم مما تغله كما في الصحاح قال الازهرى واهل العراق يسمونها معاملة والمسقى وقت السقى والمسقاة ما يتخذ للجرار والكيزان تعلق (1/8435)
عليه وأسقيته ركيتى جعلتها له وجد ولا من نهرى جعلت له منه مسقى وأشعبت له منه وتساقوا سقى كل واحد صاحبه بجمام الاناء الذى يسقيان فيه وأنشد الجوهرى لطرفة وتساقى القوم كأسا مرة * وعلى الخيل دماء كالشقر وأسقيت في القربة وسقيت فيها لغتان وأنشد الجوهرى وماشنتا خرقاء واه كلاهما * سقى فيهما مستعجل لم تبللا بأضيع من عينيك للدمع كلما * تعرفت دارا أو توهمت منزلا وسقاية الحاج ما كانت قريش تسقيه للحجاج من الزيب المنبوذ في الماء وكان يليها العباس رضى الله تعالى عنه في الجاهلية والاسلام والاستسقاء استفعال من السقيا أي انزال الغيث على العباد والبلاد ويقال أبلغ السلطان الراتع مسقاته إذا رفق برعيته ولان لهم في السياسة والسقية كغنية النخل تسقى بالدوالى وسقى بطنه كعنى لغة في سقى واستسقى نقله ابن الأثير وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الواسطي عرف بالسقاء من الحفاظ أخذ عنه الدار قطني وأبو حفص عمرو بن على بن بحر بن كنيز السقاء الفلاس أحد الأئمة المشهورين مات سنة 249 وساقية مكى وساقية موسى وساقية أبى شعرة وساقية محفوظ قرى بمصر و ( ساكاه ) أهمله الجوهرى وابن سيده وقال الازهرى أي ( ضيق عليه في المطالبة ) ونقله الصاغانى عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه سكا إذا صغر جسمه نقله الازهرى أيضا و ( سلاه وعنه كدعاه ورضيه سلوا ) بالفتح ( وسلوا ) كعلو ( وسلوانا ) بالضم ( وسليا ) كعتى ويكسر ( نسيه ) وذهل عن ذكره وفى المصادر لف ونشر مرتب وأجرى نصير بن أبى نصير بيت رؤبة لو أشرب السلوان ما سليت * مابى غنى عنك وان غنيت فيما عرض على الاصمعي فقال له الاصمعي ما السلوان فقال يقال انه خرزة تسحق ويشرب ماؤها فيورث شاربه سلوة فقال اسكت لا يسخر بك هؤلاء انما هو مصدر سلوت أي لو أشرب السلو شربا ما سلوت ( وأسلاه عنه فتسلى والاسم السلوة ويضم والسلوانة بالضم العسل كالسلوى ) وأنشد أبو عبيد لخالد بن زهير الهذلى وقاسمها بالله جهدا لانتم * ألذ من السلوى إذا ما نشورها وقال الزجاج أخطأ خالد انما السلوى طائر وقال الفارسى انما سمى العسل سلوى لانه يسليك بحلاوته وتأتيه عن غيره مما يلحقك فيه مؤنة الطبخ وغيره من أنواع الصناعة يرد بذلك على الزجاج ( و ) السلوانة ( خرزة للتأخيذ ) يؤخذ بها النساء الرجال عن اللحيانى ( ويفتح ) عن الصاغانى ( كالسلوان ) عن اللحيانى أيضا وقال ابن الاعرابي السلوانة خرزة للبغض بعد المحبة ( و ) قيل ( خرزة ) شفافة ( تدفن في الرمل فتسود فيبحث عنها ويسقاها الانسان فتسليه ) وقال اللحيانى السلوان شئ يسقاه العاشق فيسليه عن المرأة وفى الصحاح السلوانة خرزة كانوا يقولون إذا صب عليها ماء المطر فشربه العاشق سلا قال الشاعر شربت على سلوانة ماء مزنة * فلا وجديد العيش يامى ما أسلو ( أو السلوان ما يشرب فيسلى ) هو ذلك الماء الذى تقدم ذكره وبه فسر قول رؤبة السابق الذى أنكره الاصمعي ( أو هوان يؤخذ تراب قبر ميت فيجعل في ماء فيسقى العاشق فيموت حبه ) نقله اللحيانى عن بعض وأنشد ياليت ان لقلبي من يعلله * أو ساقيا فسقاني عنك سلوانا
( أو هو دواء يسقاه الحزين فيفرحه ) وفى الصحاح فيسلو والاطباء يسمونه المفرح هكذا نقله عن بعض ( و ) سلوان ( واد لسليم و ) أيضا ( عين ) معروفة ( بالقدس عجيبة لها جرية أو جريتان في اليوم فقط يتبرك بها ) وقد تبركت بها أيام زيارتي ولله در القائل قلبى المقدس لما أن حللت به * لكنه ليس فيه عين سلوان ( والسلوى ) في القرآن ( طائر ) أبيض كالسمانى ( واحدته سلواة ) وأنشد الليث * كما انتفض السلواة بلله القطر * وفى الصحاح قال الاخفش لم أسمع له بواحد قال وهو يشبه أن يكون واحده سلوى مثل جماعته كما قالوا دفلى للواحد والجماعة ( و ) السلوى ( كل ماسلاك ) عن الفارسى وبه سمى العسل سلوى كما تقدم ( ومسلية كمحسنة أبو بطن ) من مذحج وهو مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك ومالك جماع مذحج منهم شبيب بن عمرو بن شبيب المسلى ذكره ابن أبى حاتم وجده حدث عنه مروان بن معاوية وأبو خزيمة وبرة عبد الرحمن المسلى تابعي عن ابن عمر وتميم بن طرفة المسلى عن ابن مسعود وعبد الرحمن المسلى عن الاشعث بن قيس روى له أبو داود وعمرو بن حسان المسلى عن مغيرة ( و ) مسلية ( بن هزان صحابي ) هكذا في النسخ والذى في معجم ابن فهد مسلية بن حدان الحدانى قدم بعد الفتح فأنشد وفى التبصير للحافظ مسلية بن عامر بن عمرو من ولده الحرث بن ثعلبة الشاعر المعروف بابن جنابة ( والسلى كسمى وتكسر لامه واد ) من حجر اليمامة وأنشد ابن سيده للاعشى وكأنما تبع الصوار بشخصها * عجزاء ترزق بالسلى عيالها روى بالوجهين واقتصر نصير على الضبط الاول وقال رياض في طريق اليمامة الى البصرة بين بنبان والطنب ( واستلت الشاة ) أي (1/8436)
( سمنت وأسلى القوم ) إذا ( أمنوا السبع ) * ومما يستدرك عليه سلاه تسلية مثل أسلاه ومنه قول أبى ذؤيب على أن الفتى الخثمى سلى * لنصل السيف غيبة من يغيب قال ابن سيده أراد عن غيبة من يغيب فحذف وأوصل ويقال هو في سلوة من العيش أي في رغد عن أبى زيد نقله الجوهرى وقال الاصمعي يقول الرجل لصاحبه سقيتني سلوة وسلوانا أي طيبت نفسي عنك وسصلى كسمى عقبة قرب حضر موت بطريق نجد واليمامة وبنو مسلية محلة بالكوفة منها أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن ناقد تلميذ أبى الغنائم النرسى وكتب قريبا من خطه توفى سنة 559 أخذ عنه ابن السمعاني وابنه أبو منصور محمد ولد سنة 530 ويقال فيه مسلاة عن الكرب كمعلاة وماعنه متسلى وانسلى عنه الهم انكشف وقال أبو زيد ما سليت أن أقول ذاك أي لم أنس أن أقوله بل تركته عمدا ولا يقال سليت ان أقوله الا في معنى ما سليت أن أقوله ى ( السلى ) مقصورا ( جلدة ) رقيقة يكون ( فيها الولد من الناس والمواشى ) ان نزعت عن وجه الفصيل ساعة يولد والاقتلته وكذلك إذا انقطع السلا في البطن فإذا اخرج السلى سلمت الناقة وسلم الولد وان انقطع في بطنها هلكت وهلك الولد هكذا ذكره الجوهرى الا انه خصه بالمواشي كالأزهري والمشيمة للناس وعم به ابن سيده وتبعه المصنف ( ج اسلاء و ) سلى ( د بالمغرب ) والعامة تكسره ( وهو سلاوى ) وان قيل سلوى جاز ( وسليت الشاة كرضى سلى انقطع سلاها فهى سلياء وسلاها تسلية ) إذا ( نزع سلاها ) فهى سلياء أيضا نقله الجوهرى وقال اللحيانى سليت الناقة إذا مددت سلاها بعد الرحم ( وأسلت ) الناقة ( طرحته و ) من أمثالهم ( وقعوا في سلى جمل ) إذا وقعوا في ( أمر صعب لان الجمل لا سلى له ) وانما يكون للناقة وهذا كقولهم أعز من الابلق العقوق ومن بيض الانوق ( و ) يقال أيضا ( انقطع السلى في البطن ) إذا ذهب الحيلة وهو ( مثل كبلغ السكين العظم ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه سليته اسليه من حد رمى بمعنى سلوته لغة فيه ذكره الشر بشى في شرح المقامات وأنشد للأسود بن يعفر فآليت لا أشريه حتى يملني * بشئ ولا اسليه حتى يفارقا ويقال للخسيس اللثيم هو آكل الاسلاء وأنشد سيبويه قبخ من يزنى بعو * ف من ذوات الخمر الاكل الاسلاء لا * يحفل ضوء القمر واستلت الشاة سمنت واستلت سمناه جمعته والسلى كربى الخصلة المسلية عن الاحباب و ( سما ) يسمو ( سموا ) كعلو ( ارتفع ) وعلا ( و ) سما ( به أعلاه كاسماه و ) سما ( لى الشئ رفع من بعد فاستبنته ) وفى الصحاح سمالى الشخص ارتفع حتى استثبته ( و ) سما ( القوم خرجوا للصيد ) في صحاريها وقفارها ( هم سماة ) كرماة صفة غالبة وقيل هم صيادو النهار خاصة قال الشاعر وجداء لا يرجى بها ذو قرابة * لعطف ولا يخشى السماوة ربيبها وقيل هم الصيادون المتجوربون واحدهم سام قال الشاعر وليس بها ريح ولكن وديقه * قليل بها السامى يهل وينقع ( و ) سما ( الفحل سماوة تطاول ) وفى الصحاح سطا ( على شوله والسماء م ) معروفة وهى التى تظل الارض أنثى ( و ) قد ( تذكر )
وعلى هذا حمل بعضهم السماء منفطر به لا على النسب كما ذهب إليه سيبويه ( و ) السماء كل ما علاك فأظلك ومنه ( سقف كل شئ وكل بيت ) سماء مذكر في المصباح قال ابن الانباري السماء يذكر ويؤنث وقال الفراء التذكير قليل وهو على معنى السقف وكأنه جمع سماوة كسحاب وسحابة وقال الازهرى السماء عندهم مؤنثه لانها جمع سماءة وقال الراغب السماء المقابلة للارض مؤنث وقد يذكر ويستعمل للواحد والجمع كقوله عزوجل ثم استوى الى السماء فسواهن وقال عزوجل السماء منفطر به وقال إذا السماء انشقت فأنث ووجه ذلك أنه كالنخل والشجر وما يجرى مجراهما من أسماء الاجناس التى تذكر وتؤنث ويخبر عنه بلفظ الواحد والجمع انتهى وأنشد شيخنا شاهد التذكير قول الشاعر ولو رفع السماء إليه قوما * لحقنا بالنجوم وبالسماء وفى شمس العلوم للقاضى نشوان كل مؤنث بلا علامة تأنيث يجوز تذكيره كالسماء والارض والشمس والنار والقوس والقدر قال وهى فائدة جليلة ورد عليه شيخنا ذلك وقال هذا كلام غير معول عليه عند أرباب التحقيق وما ثبت تأنيثه كالالفاظ التى ذكرت لا يجوز تذكيره الا بضرب من التأويل وقد نصوا على ان الشمس والقوس والارض لا يجوز تذكير شئ منها ومن أحاط بكلام النحاة في ذلك علم انه لا يجوز التصرف في شئ من ذلك بل يلتزمون تأنيث المؤنث بأحكامه وتذكير المذكر كذلك فلا يغتر بمثل هذا الكلام ( و ) السماء ( رواق البيت ) وهى الشقة التى دون العلياء أنثى وقد تذكر ( كسماوته ) لعلوه وأنشد الجوهرى لعلقمة قفينا الى بيت بعلياء مردح * سماوته من أتحمى معصب ( و ) السماء ( فرس ) صخر أخى الخنساء ( و ) والسماء ( ظهر الفرس ) لعلوة قال طفيل الغنوى واحمر كالديباج أما سماؤه * فريا وأما أرضه فحول كما في الصحاح وقال الراغب كل سماء بالاضافة الى ما دونها فسماء وبالاضافة الى ما فوقها فأرض الا السماء العليا فأنها سماء بلا أرض (1/8437)
وحمل على هذا قوله تعالى الله الذى خلق سبع سموات ومن الارض مثلهن ( و ) سمى ( السحاب ) سماء لعلوها عن الزجاج ( و ) سمى ( المطر ) سماء لخروجه من السماء مذكر قال بعضهم انما يسمى سماء ما لم يقع على الارض اعتبار بما تقدم قاله الراغب وفى المصباح مؤنثة لانها في معنى السحابة وفى الصحاح يقال مازلنا نطأ السماء حتى أتيناكم قال الفرزدق إذا سقط السماء بارض قوم * رعيناه وان كانوا غضابا ( أو ) هو اسم ( المطرة الجيدة ) وفى التهذيب الجديدة يقال أصابتهم سماء ( ج أسمية ) هو جمع سماء بمعنى المطر ( وسموات ) هو جمع السماء المقابلة للارض ( وسمى ) على فعول هو جمع سماء بمعنى المطر ( وسما ) بالقصر كذا في النسخ والذى في نسخ المحكم بالمد واستدل له بقوله تعالى ثم استوى الى السماء فسواهن قال أبو اسحق لفظه لفظ الواحد ومعناه معنى الجمع بدليل فسواهن سبع سموات فيجب ان تكون السماء جمعا كالسموات كأن الواحد سماءة أو سماوة وزعم الاخفش انه جائز أن يكون واحد ايردا به الجمع كما تقول كثر الدينار والدرهم بأيدى الناس وأنشد الجوهرى شاهدا على السمى جمع سماء بمعنى المطر قول العجاج * تلفه الرياح والسمى * ( واستمى الصائد لبس المسماة ) بالكسر اسم ( للجورب ) ليقيه حر الرمضاء ( أو ) هو إذا ( استعارها لصيد الظباء في الحر ) في نصف النهار ( و ) استمى الصائد ( الظباء ) إذا ( طلبها في غير انها عند مطلع سهيل ) عن ابن الاعرابي يعنى بالغير ان الكنس ( وماء السماء أم بنى ماء السماء لا اسم لها غير ذلك ) قاله ابن الاعرابي وقال غيره وكانت أم النعمان تسمى ماء السماوة فسمتها الشعراء ماء السماء كذا في التهذيب قال شيخنا وقيل ان اسمها ماوية بنت عوف واما أم المنذر بن امرئ القيس فسميت ماء السماء لحسنها ويقال لولدها بنوماء السماء وهم ملوك العراق ( واسم الشئ بالكسر ) هي اللغة المشهورة ( والضم ) لغة بنى عمرو ابن تميم وقضاعة حكاه ابن الاعرابي ( وسمه وسماه مثلثتين ) أما سمه بالكسر فعلى لغة من قال بالكسر فطرح الالف وألقى حركتها على السين أيضا وأما الضم فيه فلغة قضاعة وأنشد الكسائي لبعض بنى قضاعة * باسم الذى في كل سورة سمه * بالضم وعن غير قضاعة سمه بالكسر وفى الصحاح فيه أربع لغات اسم واسم بالضم وسم وسم وأنشد وعامنا أعجبنا مقدمه يدعى أبا السمح وقرضاب سمه بالضم والكسر وأنشد شاهدا على سما والله أسماك سما مباركا * آثرك الله به ايثاركا وقرئ في الشواذ بسما الله الرحمن الرحيم ( علامته ) وهو مشتق من سموت لانه تنويه ورفعة وتقديره افع والذاهب منه الواو لان جمعه أسماء وتصغيره سمى واختلف في تقدير أصله فقال بعضهم فعل وقال بعضهم فعل كما في الصحاح وفى المصباح الاسم همزته وصل وأصله سمو كحمل أو قفل وهو من السمو بدليل سمى وأسماء وعلى هذا فالناقص منه اللام ووزنه افع والهمزة عوض عنها وهو
القياس أيضا لانهم لو عوضوا موضع المحذوف لكان المحذوف أولى بالاثبات وذهب بعض الكوفيين الى ان أصله وسم لانه من الوسم وهو العلامة فحذفت الواو وهى فاء الكلمة وعوض عنها الهمزة وعلى هذا فوزنه اعل قالوا وهذا ضعيف لانه لو كان كذلك لقيل في التصغير وسيم وفى الجمع أوسام ولانك تقول سميته ولو كان من السمة لقلت وسمته انتهى وأورد الازهرى هذا الكلام بعينه وقال روى عن أبى العباس قال الاسم وسم سمة توضع على الشئ يعرف به وقال الراغب الاسم ما يعرف به ذات الشئ وأصله سمو بدلالة قولهم أسماء وسمى وأصله من السمو وهو الذى به رفع ذكر المسمى فيعرف به وقال المناوى في التوقيف الاسم مادل على معنى في نفسه غير مقترن باحد الازمنة الثلاثة ثم ان دل على معنى يقوم بذاته فاسم عين والافاسم معنى سواء كان معناه وجود يا كالعلم أو عدميا كالجهل ( و ) قال ابن سيده الاسم هو ( اللفظ الموضوع على الجوهر أو العرض للتميز ) أي ليفصل به بعضه عن بعض وقال أبو اسحق انما جعل الاسم تنويها بالدلالة على المعنى لان المعنى تحت الاسم ( ج أسماء ) كجذع وأجذاع وقفل وأقفال ومنه قوله تعالى وعلم آدم الاسماء كلها قيل معناه علمه أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات فكان صلى الله عليه وسلم وولده يتكلمون بها ثم تفرق ولده في الدنيا فعلق كل منهم بلغة منها فغلبت عليه واضمحل عنه ما سواها لبعد عهدهم بها كذا في المحكم وقال الراغب في تفسير هذه الاية أي الالفاظ والمعاني ومفرداتها ومركباتها وبيان ذلك ان الاسم يستعمل على ضر بين أحدهما بحسب الوضع الاصطلاحي وذلك هو المخبر عنه نحو رجل وفرس والثانى بحسب الوضع الاولى ويقال ذلك للانواع الثلاثة المخبر عنه والخبر والرابطة بينهما المسمى بالحرف وهذا هو المراد بالاية لان آدم كما علم الاسماء علم الفعل والحرف ولا يعرف الانسان الاسم فيكون عارفا مسماه إذا عرض عليه المسمى الا إذا عرف ذاته ألا ترى انا لو علمنا أسامي أشياء بالهندية والرومية ولم نعرف صورة ماله تلك الاسماء لم نعرف المسميات إذا شاهدناها بمعرفتنا الاسماء المجردة بل كنا عارفين بأصوات مجردة فثبت ان معرفة الاسماء لا تحصل الا بمعرفة المسمى وحصول صورته في الضمير فاذن المراد بقوله تعالى وعلم آدم الاسماء كلها الانواع الثلاثة من الكلام وصورة المسميات في ذواتها انتهى وهو كلام نفيس ( وأسماوات ) حكاه اللحيانى في جمع اسم وحكى الفراء واللحيانى أعيذك بأسماوات الله ونقله الازهرى في باب الواوات فقال هي من واوات الابنية وكذا ابناوات سعد وقال ابن سيده أشبه ذلك ان يكون جمع أسماء والا فلا وجه له ( جج ) أي جمع الجمع ( أسامي واسام ) هما جمع الاسماء قال الشاعر (1/8438)
ولنا اسام ما تليق بغيرنا * ومشاهد تهتل حين ترانا ( و ) قد ( سماه فلانا و ) سماه ( به ) بمعنى أي جعله اسما له وعلما عليه قال سيبويه والاصل الباء لانه كقولك عرفته بهذه العلامة وأوضحته بها ( و ) قال اللحيانى سميته فلانا وهو الكلام ويقال ( اسماه اياه ) وأنشد عن بعضهم * والله أسماك سما مباركا * ( و ) أسمى ( به ) كذلك نقله ابن سيده ( وسماه اياه ) يسموه ( و ) سما ( به ) يسمو ( الاول ) يعنى سماه اياه بالتخفيف ( عن ثعلب ) لم يحكه غيره ( وسميك ) كغنى ( من اسمه اسمك ) وبه فسرت الاية لم نجعل له من قبل سميا قال ابن عباس لم يسم أحد قبله بيحيى ( و ) قيل سميك ( نظيرك ) ومثلك وبه فسرت الاية ايضا وأما قوله تعالى هل تعلم له سميا أي نظيرا له يستحق اسمه موصوفا يستحق صفته على التحقيق وليس المعنى هل تجد من يتسمى باسمه إذ كان كثير من أسمائه قد يطلق على غيره لكن ليس معناه إذا استعمل فيه كان معناه إذا استعمل في غيره قاله الراغب وقال الشاعر وكم من سمى ليس مثل سميه * وان كان يدعى باسمه فيجيب والانثى بسمية قال الشاعر فما ذكرت يومالها من سمية * من الدهر الا اعتاد عينى واشل ( وتسمى بكذا ) صار اسما له ذلك وهو مطاوع سماه وأسماه ( و ) تسمى ( بالقوم واليهم ) إذا ( انتسب ) بهم واليهم ( وساماه ) مساماة ( فاخره ) ومنه حديث الافك لم تكن امرأة تساميها غير زينب فعصمها الله تعالى أي تفاخرها وتعاليها وهى مفاعلة من السمو بمعنى المطاولة في الحظوة ( و ) أيضا ( باراه ) والمباراة قريب من المفاخرة يقال فلان لا يسامى وقد علا من ساماه و ( تساموا تباروا ) نقله الجوهرى والازهري ( وسماوة كل شئ شخصه ) العالي وطلعته وأنشد الجوهرى للعجاج * سماوة الهلال حتى احقوقفا * ( و ) سماوة ( ع بين الكوفة والشام ) وهى برية معروفة وقد ذكرها الحريري في المقامات ( وليست ) كأنه نظر الى لفظ سماوة لا الى الموضع فلذا أنث ( من العواصم وغلط الجوهرى ) أي في عده اياها منها وعبارة المحكم ماء بالبادية وعبارة الصحاح موضع بالبادية ناحية العواصم
وقد يقال ان قوله ناحية العواصم لا يقتضى كونها من العواصم بل انها مسامتة لها أو بقربها أو غير ذلك وقول شيخنا التى عدها الجوهرى غير التى ذكرها المصنف بناحية الكوفة يتأمل فيه ( و ) يقال ذهب صيته في الناس و ( سماه كهداه أي صوته في الخير ) لا في الشر نقله الازهرى ( واستميته تعمدته بالزيارة أو تو سمت فيه الخير ) الاول من سما والثانى من وسم ( وسمية ) أطلقه عن الضبط مع انه من أوزانه المشهورة وصريحه انه بالفتح كغنية وهكذا ضبطه نصر في معجمه والمفهوم من أم عمار انه بضم ففتح فتشديد ( جبل ) بالبادية ( و ) هي أيضا ( أم ) سيدنا ( عمار بن ياسر رضى الله تعالى عنهما ) وهى مولاة أبى حذيفة بن المغيرة المخزومى كانت سابعة في الاسلام وأول الشهداء طعنها أبو جهل وفى الحديث ويح ابن سمية تقتله الفئة الباغية قال ابن السكيت هي تصغير أسماء وأسماء أفعال فشبهوها لكثرة التسمية بها بفعلاء وشبهت أسماء بسوداء وإذا كانت سوداء اسما لامرأة لا نعتا لها قلت في تصغيرها سويداء وسويدة فحذفت المدة فإذا كانت سوداء نعتا قلت هذه سويداء لاغير * ومما يستدرك عليه سميت كرضيت لغة في سموت عن ثعلب نقله الجوهرى وسما بصره علا والقروم السوامى الفحول الرافعة رؤسها وتقول رددت من سامى طرفه أي قصرت إليه نفسه وأزلت نخوته ويسمى النبات سماء اما لكونه من المطر الذى هو سماء واما لارتفاعه عن الارض والسمى كغنى المسامى المطاول وبه فسرت الاية أيضا أي هل تعلم له مساميا يساميه نقله الجوهرى ويجمع السماء أيضا على سمائي على فعائل وقد جاء في الشعر وسامى ارتفع وصعد عن ثعلب وقالوا هاجت بهم سماء جود فانثوه لتعلقه بالسماء التى تظل الارض وسماء النعل أعلاها الذى تقع عليه القدم وجمع السماوة بمعنى الشخص سماء وسما وحكى هذه الكسائي غير معتلة وأنشد بيت ذى الرمة واقسم سيارا مع الركب لم يدع * تراوح حافات السماوله صدرا كذا أنشده بتصحيح الواو واسماه نظر الى سماوته نقله ابن سيده واسمى أخذ ناحية السماوة نقله الجوهرى وقال ثعلب استمانا أصادنا واستمى تصيد وأنشد اناسا سوانا فاستمانا فلا ترى * أخادلج أهدى بليل واسمعا واستسمى الوحش تعين شخوصها وطلبها ويقال للحسيب والشريف قد سما وسمت همته الى معالى الامور إذا طلب العز والشرف وأصلح سمايته بالكسر أي سماوته وسما الهلال طلع مرتفعا وما سموت لكم أي لن أنهض لقتالكم وسمابى شوق بعد أن كان أقصرو تساموا على الخيل ركبوا وأسميته من بلد الى بلد أشخصته وهم يسمون على المائة أي يزيدون وهو من مسمى قومه ومسماتهم أي من خيارهم وذهب اسمه في الناس أي ذكره والنسبة الى السماء سمائي بالهمز على لفظها وسماوي بالواو اعتبارا بالاصل وهذا حكم الهمزة إذا كانت بد لا أو أصلا أو كانت للالحاق وإذا نسبت الى الاسم قلت سموى بالكسر والضم معا وان شئت اسمى تركته على حاله وبنو ماء السماء العرب لكثرة ملا زمتهم للفلوات التى هي مواقع القطر أو المراد بماء السماء زمزم التى أنبعها الله للعرب فهم كأولادها واستسمى طلب اسمه وتساموا تداعوا باسمائهم وماء السماء أيضا لقب عامر بن حارثه الغطريف بن ثعلبة البهلول بن مازن أبو عمرو مز يقياء لقب به لكرمه كان إذا أجدب الناس أطعمهم وسقاهم اللبن فكأنه قام مقام الغيث وابن قاضى سماويه خرج بسيواس في أوائل القرن التاسع على ملك الروم وكان متضلعا من العلو وله تآليف في الفقه وأسماء بالمد موضع في (1/8439)
الحجاز في ديار بنى كنانة ى ( سمى بالضم ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده والصاغانى ( وادأود ) وأنشد للهذلى واسمه عبد بن حبيب تركنا ضبع سمى إذا استباءت * كأن عجيجهن عجيج نيب قال ( ابن جنى لا يعرف ) في الكلام ( س م ى غيره ) على انه قد يجوز أن يكون من سموت ثم لحقه التغير للعلمية كحيوة ى ( السنى ) مقصورا ( ضوء البرق ) والنار كذا في المحكم وفى التهذيب السنى حد منتهى ضوء البرق قال شيخنا ظاهر المصنف اختصاص السنى بضوء البرق وكانه أخذه من الاية والصواب انه عام وفي المصباح السنى الضوء ولو كان مختصا لكانت الاضافة في الاية مستدركة والله أعلم انتهى * قلت وهو صنيع الجوهرى أيضا وكأن المصنف تبعه وقال الراغب السنى الضوء الساطع وأنشد سيبويه في سنى النار ألم تراني وابن اسود ليلة * لنسرى الى نارين يعلو سناهما ( و ) السنى ( نبت ) يتداوى به قد جاء ذكره في الحديث عليكم بالسنى والسنوت واحدته سناة وهو ( مسهل للصفراء والسوداء والبلغم ) كيف استعمل وقال أبو حنيفة السنى شجيرة من الاغلاث تخلط بالحناء فيشبه ويقوى لونه ويسوده وله حمل إذا يبس فحركته الريح سمعت له زجلا وأنشد لجميل صوت السنى هبت به علوية * هزت أعاليه بسهم مقفر ( ويمد ) قاله ابن سيده وهكذا رواه بعضهم في الحديث قاله ابن الاثير ( و ) السنى ( ضرب من الحريرو ) سنى ( واد بنجد ) قاله نصر
( و ) سنى ( بنت أسماء بن الصلت ) السلمية ( ماتت قبل أن يدخل بها النبي صلى الله عليه وسلم ) قاله أبو عبيدة وفى أزواجه صلى الله عليه وسلم أيضا سنى بنت سفيان الكلابية ولكن في اسمها أقوال نقلها ابن سعد ( و ) السناء ( بالمد الرفعة ) ومنه الحديث بشر أمتى بالسناء أي بارتفاع المنزلة والقدر عند الله وبه قراءة من قرأ يكاد سناء برقه بالمد قال ابن سيده وليس هو ممدودا لغة في المقصور انما عنى به ارتفاع البرق ولموعه صعدا كما قالوا برق رافع ( وأيد مر السنائى شاعر محسن متأخر ) بعد السبعمائة ذكره الذهبي وهو ( غير السنائى العجمي ) الملقب بالحكيم الشاعر المعروف في بلاد فارس وله ديوان شعر حافل باللغة الفارسية قد اطلعت عليه ( وأحمد بن أبى بكر ) بن أحمد ( السنوي محركة محدث ) روى عن محمد بن أحمد بن سيويه وأخوه أبو الرجاء محمد بن أبى بكر حدث أيضا * وفاته عثمان بن محمد بن عثمان السنوي سمع رزق الله التميمي ( وأسناه رفعه ) كما في الصحاح وفى المحكم أسنى النار رفع سناها ( وسناه تسنية سهله وفتحه ) وهو مجاز وأنشد الجوهرى وأعلم علما ليس بالظن انه * إذا الله سنى عقد شئ تيسرا وفى المحكم سنيت الشئ والامر إذا فتحت وجهه وأنشد البيت المذكور ( وساناه ) ماناة إذا ( راضاه وداناه وأحسن معاشرته ) وهو مجازو أنشد الجوهرى للبيد وسانيت من ذى بهجة ورقيته * عليه السموط عابس متغضب ومثله في المحكم وقال الازهرى المساناة الملاينة في المطالبة وقيل هو المصانعة وهى المداراة والمداجاة ( وتسنى ) الشئ ( تغير ) نقله الجوهرى عن الفراء وقال أبو عمرو لم يتسن أي لم يتغير من قوله تعالى من حما مسنون أي متغير فأبدل من احدى النونات ياء مثل تقضى من تقضض وقال الراغب قوله تعالى لم يتسنه أصله سنه أي لم يتغير بمر السنين عليه ولم تذهب طراءته وقد تقدم في الهاء ( و ) تسنى ( زيد تسهل في أموره ) عن ابن سيده ( و ) تسنى زيد ( رقى رقية و ) تسنى ( فلانا ترضاه ) وفى المحكم سنيت فلانا ترضيته فانظره ( و ) تسنى ( البعير الناقة ) إذا ( تسداها ) وقاع عليها ( ليضربها ) نقله ابن سيده ( وسنى ) الرجل ( كرضى صار ذاسناء ) أي رفعة قدر ( والمسناة ) بالتشديد ( العرم ) كما في الصحاح وهو ضفين يبنى للسيل ليرد الماء سميت لان منها مفاتح للماء بقدر الحاجة إليه مما لا يغلب مأخوذ من سنيت الشئ والامر إذا فتحت وجهه كما في التهذيب ( والسانية الغرب وأداته ) يقال أعرني سانيتك ( و ) أيضا ( الناقة ) التى ( يستقى عليها ) وهى الناضحة أيضا والجمع السوانى ومنه المثل أذل من السانية وسير السوانى سفر لا ينقطع ( وسنت ) الناقة ( تسنو ) سناوة وسناية إذا ( سقت الارض ) نقله الجوهرى ( و ) سنت ( النار ) تسنوسنا ( علا ضوءهاو ) سنا ( البرق ) يسنوسنا ( أضاء ) ولمع ( و ) سنيت ( الدابة ) كرضى ( تسنى كترضى ) أي ( استقى عليها والقوم يسنون لا نفسهم إذا استقوا ) ونص الجوهرى إذا أسقوا ( والارض مسنوة ومسنية ) قلبوا الواو ياء كما قلبوا في قنية كذا في الصحاح وفى المحكم أرض مسنوة ومسنية مسقية ولم يعرف سيبويه سنيتها وأما مسنية عنده فعلى يسنوها وانما قلبوا الواو ياء لخفتها وقربها من الطرف وشبهت بمسنى كما جعلوا غطاءة بمنزلة غطاء ( و ) قال الفراء يقال ( أخذه بسنايته ) وصنايته أي أخذه ( كله ) كما في الصحاح ( والسنة العام ) وتقدم له في الميم تفسير العام بالسنة فهذا يدل على انهما واحد وقد غلطه ابن الجو اليقى على ما تقدم هناك قال الجوهرى السنة إذا قلته بالهاء وجعلت نقصانه الواو فهو من هذا الباب انتهى أي من سنا يسنو قال السهيلي في الروض أي دار حول البئر والدابة هي السانية فكذلك السنة دورة من دورات الشمس وقد تسمى السنة دارا بهذا الاعتبار هذا أصل هذا الاسم ثم قال والسنة أطول من العام والعام يطلق على الشهور العربية بخلاف السنة انتهى وقال المناوى السنة تمام دورة الشمس وتمام ثنتى عشرة دورة للقمر والسنة الشمسية ثلثمائه يوم وخمسة وستون يوما وثلثا يوم والسنة القمرية أربعة وخمسون يوما وثلثمائة يوم وثلث عشر يوم فتكون (1/8440)
السنة الشمسية زائدة على القمرية باحد عشر يوما وجزء من احد وعشرين جزأ من يوم انتهى ونقل الشهاب السنباطى في شرح النقاية في بحث المترادف عن الراغب أن استعمال السنة في الحول الذى فيه الشدة والجدب والعام الذى فيه الرخاء والخصب قال وبهذا تظهر النكتة في قوله تعالى ألف سنة الا خمسين عاما حيث عبر عن المستثنى بالعام وعن المستثنى منه بالسنة لان الخمسين سنة مضت قبل بعثته وقبلها لم يحصل له أذى من قومه وأما من بعثته فهى شدة عليه وغلبت السنة على عام القحط فإذا أطلقت
تبادر منها ذلك وابتداء السنة من الشتاء وأهل النجوم يعتبرونها من الربيع انتهى * قلت فإذا كانت السنة من سنا يسنو فالهاء للوقف نحو كتابيه وحسابيه وأما إذا كان أصلها سنهة لقولهم سانهت فلانا إذا عاملته سنة فسنة وقولهم سنيهة فتكون الهاء أصلية قيل ومنه قوله تعالى لم يتسنه ذكره الراغب ( وأسنى البرق ) إذا ( دخل ) عليك ( سناه البيت أو وقع على الارض أو طار في السحاب ) وانما يكون السنى بالليل دون النهار وربما كان في غير سحاب نقله الازهرى ( و ) أسنى ( القوم لبثوا سنة ) في موضع كما في الصحاح وفى المحكم أتى عليهم العام ( وأسنتوا اصابتهم الجدوبة ) تقلب الواو تاء للفرق بينهما قال المازنى هذا شاذ لا يقاس عليه كما في الصحاح قال السهيلي في الروض وعلى هذا وزنه افعتوا لا افعلوا وجعل سيبويه التاء بدلا من الواو فهى عنده افعلوا ( وسنيت الباب ) سنيا ( فتحته كسنوته ) يائية واوية ( ورجل سنايا ) أي ( شريف ) القدر رفيعه ( واسنى ) بالكسر بلد بالصعيد الاعلى وقد ذكر ( في النون ) * ومما يستدرك عليه استنى النار نظر الى سناها قال الشاعر ومستنبح يعوى الصدى لعوائه * تنورنارى واستناها وأومضا وسنا الى معالى الامور سناء ارتفع وسنو في حسبه ككرم سناء فهو سنى ارتفع وسنى الشئ تسنية علاه وركبه والسنو كعلو والسناية والسناوة بكسرهما السقى وهو سان والجمع سناة قال لبيد كأن دموعه غر باسناة * يحيلون السجال على السجال جعل السناة الرجال الذين يسقون بالسوانى ويقبلون بالغروب فيحيلونها أي يدفقون ماءها والسانى يقع على الرجل والجمل والبقر كما ان السانية على الجمل والناقة والمسنوية البئر التى يسنى منها واستنى لنفسه كما في المحكم وقال الازهرى يقال ركية مسنوية إذا كانت بعيدة الرشاء لا يستقى منعا الا بالسانية من الابل وسنت السحابة بالمطر تسنو وتسنى وسناك الغيث سنوا وسنيا والسحاب يسنو المطر وسنت السماء تسنوا سنوا أي مطرت وهو مجازو استنوا لا نفسهم إذا استقوا قال رؤبة * بأى غرب إذ غرفنا نستني * وقول الجعدى كأن تبسمها موهنا * سنا المسك حين تحس النعاما يجوز كونه النبات كأنه خالط المسك ويجوز كونه من الضوء لان الفوح انتشار أيضا وهذا كما قالوا اسطعت رائحته أي فاحت ويروى كأن تنسمها وهو الصحيح والسناء بالمد موضع في شعر وبالقصر وادبنجد وتثنية السنا للنبات سنوان وسنيان لانه واوى يائى وسنوت الدلو سناية إذا جررتها من البئر وربما جعلوا السانية مصدرا على فاعلة بمعنى الاستقاء قال الشاعر يا مر حباه بحمار ناهيه * إذا دنا قربته للسانيه أراد قربته للسانية وتثنية السنا بمعنى الضوء سنوان ولم يعرف له الاصمعي فعلا وسنيت العقدة والقفل فتحتهما وتسنى القفل انفتح واسنى له الجائزة رفعها واسنى جواره أحسنه وتسنيت عنده أقمت سنين وأقمت عنده سنيات ووقعوا في السنيات البيض وهى سنوات اشتددن على أهل المدينة وابن سنى الملك شاعر مصرى مشهور واسمه هبة الله بن جعفر و ( السنة العام ) وقد تقدم ما فيه قريبا وانما أعاده ثانيا لكونه واويا يائيا ولو جعل في الاول اشارة الواو والياء وذكر ما في هذه الترجمة في التى قبلها لكان أحسن ( ج سنون ) بالكسر وضبطه ابن أم قاسم بالضم أيضا وفى المصباح وتجمع السنة كجمع المذكر السالم فيقال سنون وسنين وتحذف النون للاضافة وفى لغة تثبت الياء في الاحوال كلها وتجعل النون حرف اعراب تنون في التنكير ولا تحذف مع الاضافة كأنها من أصول الكلمة وعلى هذه اللغة الحديث اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف ( وسنوات ) محركة وهما مما يدلان على ان أصل السنة الواو يقال أقمت عنده سنين وسنوات ( و ) قالوا ( سنهات ) بالهاء عند من يقول ان أصلها هاء وقد تقدم في موضعه ومنه تصغيرها سنيهة ( و ) من المجاز أخذهم الله بالسنة والسنين أي ( الجدب والقحط ) ويقال شدة القحط يقولون أكلتهم السنة وهذا أكثرا استعمال لفظ السنة بخلاف العام كما تقدم ( و ) منه ( اسنتوا ) إذا أجدبوا أبدلو التاء من الياء التى أصلها الواو ووزنه افعتوا أو افعلوا كما تقدم قال الشاعر * لها درج من حولها غير مسنت * ( و ) من المجاز السنة ( الارض المجدبة ) على التشبيه بالسنة من الزمان يقال أرض سنة ( ج سنون ) بالكسر وحكى اللحيانى أرض سنون كأنهم جعلوا كل جزء منها أرضا سنة ثم جمعوه على هذا ومن السنين جمع السنة بمعنى الجدب قوله تعالى ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين أي بالجدوب والقحوط ( وساناه مساناة وسناء ) ككتاب ( استأجره لسنة ) وعامله مساناة واستأجره مساناة كذلك كقولك مسانهة ( و ) اصابتهم ( سنة سنواء ) أي ( شديدة والسنا ) نبت ( تقدم ) واوى يائى فلذا أعاده * ومما يستدرك عليه تجمع السنة أيضا على سنى كعتى ومنه قول الشاعر * ما كان أزمان الهزال والسنى * قال الراغب ليس بمرخم وانما جمع فعلا على فعول كمائة ومئون وأرض سنواء أصابتها (1/8441)
السنة وسنا سنا كلمة حبشية جاء ذكرها في حديث أم خالد ومعناها حسن تخفف نونها وتشدد ويروى سنه سنه وفى أخرى سناه سناه بالتشديد والتخفيف فيهما كذا في النهاية و ( السوا ) هكذا هو في النسخ بالقصر والصواب بالمد ( العدل ) ومنه قوله تعالى فانبذ إليهم على سواء نقله الجوهرى قال الراغب أي عدل من الحكم قال ولمعنى المعادلة التى فيه استعمال العدل قال الشاعر * أبينا فلا نعطى السواء عدونا * قال الازهرى ومنه قوله تعالى الى كلمة سواء بيننا أي عدل وقال زهير أرونى خطة لا عيب فيها * يسوى بيننا فيها السواء ( و ) السواء ( الوسط ) ومنه قوله تعالى فاطلع فرآه في سواء الجحيم وكذلك سواء السبيل وقال الفراء سواء السبيل قصده ويقال انقطع سوائى أي وسطى ويقال مكان سواء أي عدل ووسط بين الفريقين ( و ) السواء ( الغير ) قال الاعشى تجانف عن جو اليمامة ناقتي * وما عدلت عن أهلها لسوائكا ( كالسوي بالكسر والضم في الكل ) قال الاخفش سوى إذا كان بمعنى غير أو بمعنى العدل يكون فيه ثلاث لغات ان ضممت السين أو كسرت قصرت فيمها جميعا وان فتحت مددت لا غير قال موسى بن جابر وجدنا أبانا كان حل ببلدة * سوى بين قيس قيس عيلان والفزر كما في الصحاح وهو شاهد لسوى مقصورا بالكسر بمعنى العدل والوسط وتقول مررت برجل سواك وسواك وسوائك أي غيرك نقله الجوهرى ( و ) السواء ( المستوى ) يقال أرض سواء أي مستوية ودار سواء أي مستوية المرافق وثوب سواء مستو عرضه وطوله وصنفاته ولا يقال جمل سواء ولا حمار سواء ولا رجل سواء ويقال رجل سواء البطن إذا كان بطنه مستويا مع الصدر وسواء القدم إذا لم يكن له أخمص فسواء في هذا المعنى المستوى ( و ) السواء ( من الجبل ذروته و ) السواء ( من النهار متسعه ) وفى المحكم منتصفه ( و ) السواء ( ع ) لهذيل وبه فسر قول أبى ذؤيب يصف الحمار والاتن فافتنهن من السواء وماؤه * بثر وعانده طريق مهيع هذا أحد الاقوال في تفسيره ( و ) السواء ( حصن في جبل صبر ) باليمن ( و ) سواء ( بن الحرث ) النجارى كذا قال أبو نعيم وكانه المحاربي ( و ) سواء ( بن خالد ) من بنى عامر بن صعصعة وقيل من خزاعة وسماه وكيع سوارا بزيادة راء فوهم ( الصحابيان ) رضى الله تعالى عنهما ( و ) السواء ( المثل ج أسواء ) قال الشاعر ترى القوم اسواء إذا حلبوا معا * وفى القوم زيف مثل زيف الدارهم ( وسواسية وسواس وسواسوة ) نادرة كلها أسماء جمع وقال أبو على أما قولهم سواسوه فالقول فيه عندي انه من باب ذلاذل وهو جمع سواء من غير لفظه وقد قالوا سواسية قال الشاعر لهم مجلس صهب السبال أذلة * سواسية أحرارها وعبيدها فياؤها منقلبة عن واو ونظيرة من الياء صياص جمع صيصية وانما صحت الواو فيمن قال سواسوة ليعلم أنها لام أصل وان الياء فيمن قال سواسية منقلبة عنها كذا في المحكم وقال الجوهرى هما في هذا الامر سواء وان شئت سواآن وهم سواء للجمع وهم اسواء وهم سواسية مثل يمانية على غير قياس قال الاخفش وزنه فعافلة ذهب عنها الحرف الثالث وأصله الياء قال فأما سواسية أي اشباه فان سواء فعال وسية يجوز أن يكون فعة أو فلة الا أن فعة أقيس لان أكثر ما يلقون موضع اللام وانقلبت الواو في سية ياء لكسرة ما قبلها لان اصله سوية انتهى وفى التهذيب قال الفراء هم سواسية يستوون في الشر ولا اقول في الخير ولا واحد له وحكى عن ابى القمقام سواسية أراد سواء ثم قال سية وروى عن ابى عمرو أنه قال ما أشد ما هجا القائل * سواسية كاسنان الحمار * وذلك ان أسنانه مستوية انتهى قال ابن سيده ( وسواء تطلب اثنين ) تقول ( سواء زيد وعمرو أي ذوا سواء ) زيد وعمرو لانه مصدر فلا يجوز له أن يرفع ما بعدها الا على الحذف تقول عدل زيد وعمرو والمعنى ذوا عدل لان المصادر ليست باسماء الفاعلين وانما يرفع الاسماء أوصافها فاما إذا رفعتها المصادر فهى على الحذف ( واستويا وتساويا ) أي ( تماثلا ) فهذا فعل أسند إليه فاعلان فصاعدا تقول استوى زيد وعمرو وخالد في كذا أي تساووا ومنه قوله تعالى لا يستوون عند الله ( وسويته به تسوية وسويت بينهما ) عدلت ( وساويت ) بينهما مساواة مثله يقال ساويت هذا بذاك إذا رفعته حتى بلغ قدره ومبلغه وقوله تعالى حتى إذا ساوى بين الصدفين أي سوى بينهما ( وأسويته به ) وساويت ومنه قول القنانى في أبى الحجناء فان الذى يسويك يوما بواحد * من الناس أعمى القلب أعمى بصائره ( وهما سواآن وسيان ) بالكسر أي ( مثلان ) الواحد سواء وسى والجمع اسواء كنقض وأنقاض وأنشد الجوهرى للحطيئة وقيل لذى الرمة فاياكم وحية بطن واد * هموز الناب ليس لكم بسى يريد تعظيمه ( ولاسيما ) كلمة يستثنى بها وهو سى ضم إليه ما في المحكم قال سيبويه سألته عن قولهم لا سيما ( زيد ) فزعم انه ( مثل لا مثل زيد وما لغو ) قال ( ويرفع زيد ) فيقال لا سيما زيد ( مثل دع ما زيد ) وكذلك قوله تعالى مثلا ما بعوضة وفى الصحاح الاسم الذى بعد ما لك (1/8442)
فيه وجهان ان شئت جعلت ما بمنزلة الذى واضمرت مبتدأ ورفعت الاسم الذى تذكره لخبر المبتدا تقول جانى القوم لا سيما أخوك أي ولا سى الذى هو أخوك وان شئت جررت ما بعده على ان تجعل ما زائدة وتجر الاسم بسى لان معنى سى مثل وينشد لامرئ القيس الارب يوم لك منهن صالح * ولا سيما يوم بدارة جلجل مجرور أو مرفوعا وتقول اضرب القوم ولا سيما أخيك أي ولا مثل ضربة أخيك وان قلت ولا سيما أخوك أي ولا مثل الذى هو أخوك تجعل ما بمعنى الذى وتضمر هو وتجعله مبتدا وأخوك خبره قال الاخفش قولهم ان فلانا كريم ولا سيما ان أتيته قاعدا فان ما ههنا زائدة ولا تكون من الاصل وحذف هنا الاضمار وصار ما عوضا منه كأنه قال ولا مثله ان أتيته قاعدا انتهى وفى المصباح عن ابن جنى ويجوز النصب على الاستثناء وليس بالجيد قالوا ولا يستعمل الا مع الجحد نص عليه أبو جعفر النحوي في شرح المعلقات وابن يعيش وصاحب البارع وقال السخاوى عن ثعلب من قاله بغير اللفظ الذى جاء به امرؤ القيس فقد أخطأ يعنى بغير لا لان لا وسيما تركبا وصارا كالكلمة الواحدة وتساق لترجيح ما بعدها على ما قبلها فيكون كالمخرج عن مساواته الى التفضيل فقولهم تستحب الصدقة في شهر رمضان لا سيما في العشر الاواخر معناه واستحبابها في العشر الواخر آكد وأفضل فهو مفضل على ما قبله قال ابن فارس ولا سيما أي ولا مثل ما كأنهم يريدون تعظيمه وقال السخاوى أيضا وفيه ايذان بأن له فضيلة ليست لغيره إذا تقرر ذلك فلو قيل سيما بغير نفى اقتضى التسوية وبقى المعنى على التشبيه فيبقى التقدير تستحب الصدقة في شهر رمضان مثل استحبابها في العشر الاواخر ولا يخفى ما فيه وتقدير قول امرئ القيس مضى لنا أيام طيبة ليس فيها يوم مثل يوم دارة جلجل فانه أطيب من غيره ولو حذفت لا بقى المعنى مضت لنا أيام طيبة مثل يوم دارة جلجل فلا يبقى فيه مدح ولا تعظيم وقد قالوا لا يجوز حذف العامل وابقاء عمله ويقال أجاب القوم لا سيما زيد والمعنى فانه أحسن اجابة فالتفضيل انما حصل من التركيب فصارت لا مع سيما بمنزلتها في قولك لا رجل في الدار فهى المفيدة للنفي وربما حذفت للعلم بها وهى مرادة لكنه قليل ويقرب منه قول ابن السراج وابن بابشاذو بعضهم يستثنى بسيما انتهى ( ويخفف الياء ) نقله صاحب المصباح قال وفتح السين مع التثقيل لغة أيضا ( و ) حكى اللحيانى ما هو لك بسى أي بنظير وما هم لك باسواء و ( لاسى لما فلان ولا سيك ما فلان ولاسية فلان ) وهذه لم يذكرها اللحيانى ثم قال ( و ) يقولون ( لاسيك إذا فعلت ) ذاك ( ولا سى لمن فعل ذلك و ) في المؤنث ( ليست المرأة لك بسى وما هن لك باسواء ) كل ذلك بمعنى المثل والنظير وقول أبى ذؤيب وكان سيان الا يسر حوانعما * أو يسر حوه بها واغبرت السوج وضع أوهنا موضع الواو كراهية الخبن وسواء وسيان لا يستعملان الا بالواو ومثله قول الاخر فسيان حرب أو تبوء بمثله * وقد يقبل الضيم الذليل المسير ( ومررت برجل سواء ) والعدم ( ويكسرو ) مررت برجل ( سوى بالكسر والضم والعدم أي سواء وجوده وعدمه ) وحكى سيبويه سواء هو والعدم وقالوا هذا درهم سواء بالنصب على المصدر كأنك قلت استواء والرفع على الصفة كأنك قلت مستو وقوله تعالى سواء للسائلين وقرئ سواء على الصفة ( و ) قوله تعالى ( مكانا سوى ) هو بالكسر والضم قال الفراء وأكثر كلامهم بالفتح إذا كان بمعنى نصف وعدل فتحوه ومدوه والكسر مع الضم عربيان وقرئ بهما وقال الراغب مكان سوى وسوى مستو طرفا ويستعمل وصفا وظرفا وأصل ذلك مصدر وقال ابن سيده أي ( معلم ) هو الاثر الذى يستدل به على الطريق وتقديره ذو معلم يهتدى به إليه قاله شيخنا ( وهو لا يساوى شيأ ) أي لا يعادله وفى المصباح المساواة المماثلة والمعادلة قدرا وقيمة ومنه قولهم هذا يساوى درهما أي يعادل قيمته درهما انتهى وفى حديث البخاري ساوى الظل التلال قال الحافظ أي ماثل امتداده ارتفاعها وهو قدر القامة انتهى وقال الراغب المساواة المعادلة المعتبرة بالذرع والوزن والكيل يقال هذا الثوب مساو لذلك الثوب وهذا الثوب مساو لذلك الدرهم وقد يعتبر بالكيفية نحو هذا السواد مساو لذلك السواد ( ولا يسوى كيرضى ) لغة ( قليلة ) أنكرها أبو عبيدة وحكاها غيره وفى المصباح وفى لغة قليلة سوى درهما يسواه وفى التهذيب قال الفراء لا يساوى الثوب وغيره كذا ولم يعرف يسوى وقال الليث يسوى نادرة ولا يقال منه سوى ولا سوى كما ان نكراء جاءت نادرة ولا يقال لذكرها أنكر ويقولون نكر ولا يقولون ينكر قال الازهرى قلت قول الفراء صحيح ولا يسوى ليس من كلام العرب بل من كلام المولدين وكذا لا يسوى ليس بعربي صحيح انتهى الاخيرة بضم الياء وهى كثيرة الجرى على ألسنة العامة وقال شيخنا لا يسوى أنكرها الجماهير وصرح في الفصيح بانكارها ولكن حكاها شراحه وقيل هي صحيحة
فصيحة وهى لغة الحجازيين وان ضعفها ابتذالها قالوا وهى من الافعال التى لا تتصرف أي لم يسمع منها الافعل واحد ماض كعسى وتبارك أو مضارع كيسوى ويبقى في قول وأورده الخفاجى في شفاء الغليل وفى الريحانة وهى في الارتشاف وغيره ( و ) أبو أحمد ( محمد بن على بن محمد ) بن عبد الله ( بن سيويه كعمرويه المؤدب ) المكفوف سمع أبا الشيخ الاصبهاني وعنه الحداد وعبد العزيز النخشبى ( وعلى بن أحمد بن محمد ) بن عبد الله ( بن سيويه ) الشحام عن القباب وعنه سعيد بن محمد المعدانى ( محدثان ) والاخير من قرابة الاول يجتمعان في محمد بن عبد الله ( واستوى ) قد يسند إليه فاعلان فصاعداو هذا قد تقدم ذكره ويكون بمعنى ( اعتدل ) في ذاته ومنه قوله تعالى ذو مرة فاستوى وفاذا استويت أنت ومن معك على الفلك ولتستووا على ظهوره وفاستوى على سوقه (1/8443)
وقولهم استوى فلان على عمالته واستوى يأمر ( و ) من ذلك استوى ( الرجل ) إذا ( بلغ أشده ) فعلى هذا قوله تعالى ولما بلغ أشده واستوى يكون استوى عطف تفسير ( أو ) بلغ ( أربعين سنه ) وبه فسرت الاية وفى الصحاح استوى الرجل إذا انتهى شبابه وفى التهذيب المستوى من الرجال الذى بلغ الغاية من شبابه وتمام خلقه وعقله وذلك بتمام ثمان وعشرين الى تمام ثلاثين ثم يدخل في حد الكهولة ويحتمل كون بلوغ الاربعين غاية الاستواء وكمال العقل ولا يقال في شئ من الاشياء استوى بنفسه حتى يضم الى غيره فيقال استوى فلان وفلان الا في معنى بلوغ الرجل النهاية فيقال استوى ومثله اجتمع ( و ) إذا عدى الاستواء بالى اقتضى معنى الانتهاء إليه اما بالذات أو بالتدبير وعلى الثاني قوله عز وجل ثم استوى ( الى السماء ) وهى دخان قال الجوهرى أي ( صعد ) وهو تفسير ابن عباس ويعنى بقوله ذلك أي صعد أمره إليه قاله أبو اسحق ( أو عمد ) إليها ( أو قصد ) إليها كما تقول فرع الامير من بلد كذا ثم استوى الى بلد كذا معناه قصد الاستواء إليه قاله أبو اسحق ( أو أقبل عليها ) عن ثعلب وقال الفراء من معاني الاستواء أن يقول كان فلان مقبلا على فلان ثم استوى على والى يشاتمنى على معنى أقبل فهذا معنى ثم استوى الى السماء ( أو استولى ) وظهر نقله الجوهرى ولكنه لم يفسر به الا آية المذكورة قال الراغب ومتى ما عدى بعلى اقتضى معنى الاستيلاء كقوله عز وجل الرحمن على العرش استوى منه قول الاخطل أنشده الجوهرى قد استوى بشر على العراق * من غير سيف ودم مهراق ثم قال الراغب وقيل معناه ثم استوى كل شئ في النسبة إليه فلا شئ أقرب إليه من شئ إذ كان عز وجل ليس كالاجسام الحالة في مكان دون مكان ( ومكان سوى كغنى وسى كزى ) أي ( مستو ) طرفاه في المسافة ( وسواه تسوية وأسواه جعله سويا ) ومنه قوله تعالى فسواهن سبع سموات قال الراغب تسوية الشئ جعله سواء اما في الرفعة أو في الضعة وقوله تعالى الذى خلقك فسواك أي جعل خلقك على ما اقتضت الحكمة وقوله تعالى ونفس وما سواها اشارة الى القوى التى جعلها مقوية للنفس فنسب الفعل إليها وقد ذكر في غير هذا الموضع ان الفعل كما ينسب الى الفاعل يصح أن ينسب الى الالة وسائر ما يفتقرا الفعل إليه نحو سيف قاطع قال وهذا الوجه أولى من قول من قال أراد ونفس وما سواها يعنى الله تعالى فان ما لا يعبر به عن الله تعالى إذا هو موضوع للجنس ولم يرد به سمع يصح وأما قوله عز وجل الذى خلق فسوى فالفعل منسوب إليه وكذا قوله فإذا سويته ونفخت فيه من روحي وقوله تعالى رفع سمكها فسواها يتضمن بناءها وتزيينها المذكور في قوله عز وجل انا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وقوله تعالى بلى قادرين على أن نسوي بنانه قيل نجعل كفه كخف الجمل لا أصابع لها وقيل بل نجعل أصابعه كلها على قد واحد حتى لا ينتفع بها وذلك ان الحكمة في كون الاصابع متفاوته في القدر والهيئة ظاهرة إذ كان تعاونها على القبض أن يكون كذلك وقوله تعالى بذنبهم فسواها أي سوى بلادهم بالارض نحو خاوية على عروشها ( واستوت به الارض وتسوت وسويت عليه ) كله ( أي هلك فيها ) ومنه قوله تعالى لو تسوى بهم الارض وفسره ثعلب فقال معناه يصيرون كالتراب وقال الجوهرى أي تستوى بهم وقول الشاعر طال على رسم مهدد أبده * وعفا واستوى به بلده فسره ثعلب فقال صار كله جدبا ( وأسوى ) الرجل ( كان خلقه وخلق والده سواء ) صوابه كان خلقه وخلق ولده سويا وقال الفراء إذا كان خلق ولده سويا وخلقه أيضا ونقله أبو عبيد أيضا ولكن في لفظه اضطراب ( و ) أسوى إذا ( أحدث ) من أم سويد وهى الدبر قاله أبو عمرو ( و ) أسوى إذا ( خزى ) وهو من السوأة ( و ) أسوى ( في المرأة ) إذا ( أوعب ) أي أدخل ذكره كله في الفرج ( و ) أسوى ( حرفا من القرآن أسقط وترك وأغفل ) من أسويت الشئ إذا تركته واغفلته ومنه حديث ابى عبد الرحمن السلمى ما رأيت أحد أقرأ من على رضى الله تعالى عنه صلينا خلفه فاسوى برزخا ثم رجع إليه فقرأه ثم عاد الى الموضع الذى كان انتهى إليه
والبرزخ الحاجز بين الشيئين وقال الجوهرى هكذا حكاه أبو عبيد وأنا أرى ان أصل هذا الحرف مهموز * قلت وذكر الازهرى ذلك أيضا فقال أراه من قولهم أسوأ إذا أحدث وأصله من السوأة وهى الدبر فترك الهمز في الفعل انتهى وقال ابن الاثير وكذلك الاسواء في الحساب وفى الرمى وذلك إذا أسقط وأغفل وقال الهروي يجوز أشوى بالشين المعجمة بمعنى أسقط ولكن الرواية بالسين ( وليلة السواء ليلة اربع عشرة ) كما في المحكم ( أو ) ليلة ( ثلاث عشرة ) وفيها يستوى القمر وهذا قول الاصمعي نقله الازهرى والجوهري ( وهم ) في هذا الامر ( على سوية ) كغنية أي على ( استواء ) واعتدال ( والسوية كغنية ) شبه البرذعة ( من مراكب الاماء والمحتاجين ) أي ذوى الحاجة والفقر وكذلك الذى يجعل على ظهر الابل الا أنه كالحلقة لا جل السنام وتسمى الحوية ( أو كساء محشو بثمام ) أو ليف أو نحوه وأنشد الجوهرى لعبد الله بن عنمة الضبى ازجر حمارك لا تنزع سويته * اذن يرد وقيد العير مكروب والجمع سوايا ( وأبو سوية ) الانصاري ويقال الجهنى ( صحابي ) حديثه في السحور روى عنه عبادة بن نسى ( و ) أبو سوية ( عبيد ابن سوية بن أبى سوية الانصاري مولاهم ) كان فاضلا روى عنه حيوة بن شريح وعمرو بن الحرث وغيرهما قيل انه توفى سنة 135 قاله ابن ما كولا * قلت وهو من رجال أبى داود ووقع اختلاف في كنيته وفى اسمه ففى بعض الروايات أبو سودة وهو وهم (1/8444)
وقال أبو حاتم بن حبان أبو سويد وغلط من قال أبو سوية واسمه حميد ويقال هو المصرى الذى روى عن عبد الرحمن بن حجرة وقيل غير ذلك ( وعبد الملك بن أبى سوية سهل بن خليفة ) بن عبدة الفقيمى عن أبيه عن قيس بن عاصم وحفيده العلاء بن الفضل بن عبد الملك حدث أيضا ( وحماد بن شاكر بن سوية ) أبو محمد الوراق الفسوى الحنفي ( الراوى صحيح البخاري عنه ) أي عن البخاري نفسه وكذا روى عن أبى عيسى الزندى وعيسى العسقلاني وغيرهم وممن روى عنه الصحيح أحمد بن محمد الفسوى شيخ الحاكم ابن عبد الله ومن طريقه نرويه ( محدثون ) قال الحافظ مات حماد بن شاكر سنة 311 ( والسى ) بالكسر ( المفازة ) لا ستواء أطرافها وتماثلها ( و ) أيضا ( ع ) وفى الصحاح أرض من أراضي العرب وفى المحكم موضع أملس بالبادية وقال نصر في معجمه فلاة على جادة البصرة الى مكة بين الشبيكة ووجرة تأوى إليها اللصوص وقيل هي بين ديار بنى عبد الله بن أبى بكر بن كلاب وجشم وأنشد الجوهرى كانه خاضب بالسى مرتعه * أبو الثلاثين امسى وهو منقلب ( و ) يقال ( وقع في سى رأسه ) بالكسر ( وسوائه ) بالفتح ( ويكسر ) عن الكسائي وقال ثلعب هو القياس ( أي حكمه من الخير أو في قدر ما يغمر به رأسه ) وفى التهذيب في سواء رأسه أي فيما يساوى رأسه من النعمة وفى المحكم قيل ان النعمة ساوت رأسه أي كثرت عليه وملأته وقال ثعلب ساوت النعمة رأسه مساواة وسواء وفى الصحاح قال الفراء هو في سى رأسه وفى سواء رأسه إذا كان في النعمة ( أو في عدد شعره ) من الخير هكذا فسره أبو عبيد نقله الجوهرى ( والسوية كسمية امرأة و ) يقولون ( قصدت سواه ) إذا ( قصدت قصده ) وأنشد الجوهرى لقيس بن الخطيم ولا صرفن سوى حذيفة مدحتي * لفتى العشى وفارس الاجراف ( والساية فعلة من التسوية ) نقله الازهرى عن الفراء ووقع في نسخ التهذيب فعلة من السوية ( و ) ساية ( ة بمكة أو واد بين الحرمين ) قال ابن سيده هو وادعظيم به أكثر من سبعين نهرا تجرى تنزله بنو سليم ومزينه وأيضا وادى أمج وأصل أمج خزاعة ( و ) قولهم ( ضرب لى ساية ) أي ( هيألى كلمة ) سوء سواها على ليخدعني نقله الجوهرى عن الفراء ( وساوة د م ) بلد معروف بالعجم بين همدان والرى غاضت بحيرتة ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم وقد نسب إليه خلق كثير من المحدثين ( والصراط السوى كهدى فعلى من السواء أو على تليين السوأى والابدال ) والاول هو المعروف وقد تقدم الكلام عليه عند قوله مكان سوى * ومما يستدرك عليه قد يكون السواء جمعا ومنه قوله تعالى ليسوا سواء أي ليسوا مستوين والسوية كغنية العدل يقال قسمت بينهما بالسوية أي بالعدل وهما على سوية من هذا الامر أي على سواء واستوى من اعوجاج واستوى على ظهر دابته استقر ورجل سوى الخلق أي مستو قال الراغب السوى يقال فيما يصان عن الافراط والتفريط من حيث القدر والكيفية ومنه الصراط السوى وثلاث ليال سويا ورجل سوى استوت أخلاقه وخلقه عن الافراط والتفريط وبشرا سويا هو جبريل عليه السلام قال أبو الهيثم هو فعيل بمعنى مفتعل أي مستو وهو الذى بلغ الغاية من خلقه وعقله وهذا المكان أسوى هذه الامكنة أي أشدها استواء نقله ابن سيده واستوت أرضهم صارت جدبا ويقال كيف أمسيتم فيقولون مسوين صالحين أي ان أولادنا وماشيتنا سوية
صالحة والسواء أكمة أية كانت وقيل الحرة وقيل رأس الحرة وبه فسر قول أبى ذؤيب السابق أيضا وقولهم استوى الماء والخشبة أي معها وإذا لحق الرجل قرنه في علم أو شجاعة قيل ساواه وفى بعض رواية الحديث من تساوى يوماه فهو مغبون قيل معناه تساوى وقال ابن برزج يقال لئن فعلت ذاك وأنا سواك ليأتينك منى ما تكره يريد وأنا بأرض سوى أرضك وسوى تسوية إذا استوى عن ابن الاعرابي وسوى تسوية غير وقال الليث تصغير السواء الممدود سوى وأسوى إذا برص وأسوى إذا عوفي بعد علة وأسوى إذا استوى كاوسى مقلوب منه والسواء اسم من استوى الشئ اعتدل يقال سواء على قمت أو قعدت وسوى كهدى ماء بالبادية قال الراجز * فوز من قراقر الى سوى * نقله الجوهرى وقال نصر بفتح السين وقيل بكسرها ماء لقضاعه بالسماوة قرب الشام وعليه مر خالد بن الوليد لما فوز من العراق الى الشام بدلالة رافع الطائى قال وسوى بفتح وقصر موضع بنجد وفى حديث قس فإذا أنا بهضبة في تسواءها أي الموضع المستوى منها والتاء زائدة وأرض سواء ككتاب ترابها كالرمل نقله ابن الاثير وفى الحديث لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا فذا تساووا هلكو أي إذا تركوا التنافس في الفضائل ورضوا بالنقص وقيل هو خاص بالجهل لانهم انما يتساوون إذا كانوا جهالا وقيل المراد بالتساوى هنا التخرب والتفرق وأن ينفرد كل برأيه وان لا يجتمعوا على امام واحد وقال الازهرى أي إذا استووا في الشر ولم يكن فيهم ذو خير هلكوا وعندي رجل سواك أي مكانك وبدلك وسموا مساوى وبعثوا بالسواء واللواء مكسورتين يأتي في ل وى و ( سها في الامر كدعا ) يسهو ( سهوا ) بالفتح ( وسهوا ) كعلو هكذا في المحكم الا انه لم يعده بفى وفى الصحاح سها عن الشئ يسهو هكذا هو مضبوط بفتح الهاء وبخط أبى زكريا في الحاشية سهى كرضى فانظره ( نسيه وغفل عنه وذهب قلبه الى غيره ) كذا في المحكم والتهذيب واقتصر الجوهرى على الغفلة وصريح سياقهم الاتحاد بين السهو والغفلة والنسيان ونقل شيخنا عن الشهاب في شرح الشفاء ان السهو وغفلة يسيرة عما هو في القوة الحافظة يتنبه بادنى تنبيه و النسيان زواله عنها كلية ولذا عده الاطباء من الامراض دونه الا انهم يستمعلونهما بمعنى تسامحا منهم انتهى وفى المصباح وفرقوا بين الساهي والناسى بان الناسي (1/8445)
إذا ذكر تذكر والساهى بخلافة وقال ابن الاثير سها في الشى تركه عن غير علم وسها عنه تركه مع العلم وقال المناوى في التوقيف السهو ذهول المعلوم عن ان يخطر بالبال وقيل خطأ عن غفلة وهو ضربان أحدهما لا يكون من الانسان جر إليه وموالدته كمجنون سب انسانا الثاني ان يكون منه موالدته كمن شرب خمرا ثم ظهر منه منكر بلا قصد والاول عفو والثانى مؤاخذ به وقال في الغفلة انها فقد الشعور بما حقه ان يشعر به عن الحر الى وقال أبو البقاء هو الذهول عن الشئ وقال الراغب سوء يعترى من قلة التحفظ والتيقظ وقيل متابعة النفس على ما تشهيه وقال في النسيان هو ترك ضبط ما استودع اما لضعف قلبه واما عن غفلة أو عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره بعض علماء الاصول وعند الاطباء نقصان قوة الذكاء أو بطلانها ( فهو ساه وسهوان ) ومنه المثل * ان الموصين بنو سهوان * معناه أنك لا تحتاج ان توصى الا من كان غافلا ساهيا كما في الصحاح ( والسهو السكون ) واللين نقله الجوهرى ( و ) السهو ( من الناس والامور ) والحوائج ( السهل و ) السهو ( من المياه الزلال ) السهل في الحلق ( و ) السهو ( الجمل الوطئ بين السهاوة والسهوة الناقة ) اللينة الوطيئة ومنه قول الشاعر تهون بعد الارض عنى فريدة * كناز البضيع سهوة المشى بازل ( و ) السهوة ( القوس المواتية ) السهلة ( و ) السهوة ( الصخرة ) طائية لا يسمون بذلك غير الصخر كذا في المحكم وفى التهذيب السهوة في كلام طيئ الصخرة يقوم عليها الساقى ( و ) السهوة ( الصفة ) بين البيتين وفى الصحاح قال الاصمعي كالصفة تكون بين أيدى البيوت ( و ) قيل هي ( المخدع بين بيتين ) تستتر بها سقاة الابل وقيل حائط صغير يبنى بين حائطي البيت ويجعل السقف على الجميع فما كان وسط البيت فهو سهوة وما كان داخله فمخدع ( أو شبه الرف والطاق يوضع فيه الشئ ) نقله ابن سيده ( أو بيت صغير ) منحدر في الارض وسمكه مرتفع من الارض ( شبه الخزانة الصغيرة ) يكون فيها المتاع قال أبو عبيد سمعته من غير واحد من أهل اليمن كما في الصحاح والاساس والمحكم ( أو ) هي ( اربعة أعواد وثلاثة يعارض بعضها على بعض ثم يوضع عليه ) كذا في النسخ والصواب عليها ( شئ من الامتعة ) كذا في المحكم ( و ) في التهذيب السهوة ( الكندوج والروشن والكوة ) بين الدارين ( والحجلة أو شبهها وسترة ) تكون ( قدام فناء البيت ) ربما أحاطت بالبيت شبه سور ( جمع الكل سهاء ) بالكسر مثل دلو ودلاء ( و ) سهوة ( دبا لبربر ) قرب زويلة السودان ( و ) أيضا ( ع ) ببلاد العرب ( وسهوان وسهى ) بالسكر ( كنهى ويضم وسهى كسمى مواضع ) بديار
العرب ( ومال لا يسهى ولا ينهى ) أي ( لا تبلغ غايته ) نقله الجوهرى عن أبى عمرو ونصه عليه من المال مالا يسهى ولا ينهى ومثله في المحكم وفى التهذيب يراح على بنى فلان من المال مالا يسهى ولا ينهى أي لا يعد كثرة وقال ابن الاعرابي معنى لا يسهى لا يحرز ( وارطاة بن سهية ) المرى ( كسمية فارس شاعر ) وسهية أمه واسم أبيه زفر نقله الحافظ * قلت أمه هي سهية ابنة زابل بن مروان بن زهير وأبوه زفر بن عبد الله بن صخرة قال ابن سيده ولا نحمله على الياء لعدم س ه ى ( والاسهاء الالوان ) هكذا في النسخ والصواب والاساهى والالوان ( بلا واحد ) لها كما هو نص المحكم وأنشد لذى الرمة إذا القوم قالوا لا عرامة عندها * فساروا لقوا منها اساهى عرما ( وحملت ) المرأة ( سهوا ) إذا ( حبلت على حيض ) نقله الجوهرى والزمخشري والازهري ( وأسهى ) الرجل ( بنى السهوة ) في البيت ( والسهواء فرس ) لا بى الافوه الاودى سميت للين سيرها ( و ) أيضا ( ساعة من الليل ) وصدر منه كذا في الصحاح ولكنه مضبوط بكسر السين فهو حينئذ كالتهواء فتأمل وقد سبق في تها ان التهواء والسهواء والسعواء كل ذلك بكسر السين عن ابن الاعرابي وقد مر للمصنف الضم في السعواء أيضا وهو غير مشهور فتأمل ( والمساهاة في العشرة ترك الاستقصاء ) كما في الصحاح وفى المحكم حسن المخالقة ومثله في العين وأنشد للعجاج * حلو المساهاة وان عادى أمر * وفى التهذيب حسن العشرة وفى الاساس المساهلة وهو يساهى أصحابه أي يخالقهم ويحسن عشرتهم ( وافعله سهوا رهوا أي عفوا بلا تقاض ) ولا لزاز نقله الازهرى والزمخشري ( والسها ) بالضم مقصور ( كوكب ) وفى المحكم كويكب صغير ( خفى ) الضوء يكون مع الكوكب الاوسط ( من بنات نعش الصغرى ) وفى الصحاح في بنات نعش الكبرى والناس يمتحنون به أبصارهم وفى المثل * أريها السها وتريني القمر * قلت ويسمى ايضا أسلم والسهيا بالتصغير ( وذكر في ق ود ) مفصلا فراجعه * ومما يستدرك عليه بعير ساه راه وجمال سواه رواه أي لينة السير وساهاه مساهاة غافله وأيضا سخر منه والاساهى ضروب مختلفة من سير الابل كالاساهيج وسها في الصلاة وعنها أي غفل وفرس سهوة سهلة وبغلة سهوة سهلة السير لا تتعب راكبها كأنها تساهيه وقد جاء في حديث سلمان ولا يقال للبغل سهو كما في التهذيب وأرض سهوة سهلة لا جدوبة فيها وسها إليه نظر ساكن الطرف وريح سهو لينة والمجمع سهاء وأنشد الجوهرى للشاعر قال الفندجانى هو الحرث بن عوف أخو بنى حرام تناوحت الرياح لفقد عمرو * وكانت قبل مهلكة سهاء أي ساكنة لينة والسهوة بيت على الماء يستظلون به تنصبه الاعراب وقال الاحمر ذهبت تميم فلا تسهى ولا تنهى أي لا تذكر ى ( سية القوس بالكسر مخففة ما عطف من طرفيها ج سيات ) والهاء في الواحد عوض من الواو والنسبة إليها سيوى قال (1/8446)
أبو عبيدة كان رؤبة يهمز سية القوس وسائر العرب لا يهمزونها كما في الصحاح ( ولا سيما في س وى لانه واوى ) فيه تعريض على الجوهرى حيث ذكر لا سيما هنا * ومما يستدرك عليه كلأسى أي كثير نقله الصاغانى ( فصل الشين ) المعجمة مع الواو والياء و ( الشأ والسبق ) قال أبو زيد شأوت القوم شأوا إذا سبقتهم قال امرؤ القيس * وقال صحابي قد شأونك فاطلب * ( وقال الاصمعي أصل الشأو ( الزبيل ) من التراب يخرج من البئر وفى الصحاح ما أخرج من تراب البئر ( كالمشاة كمسحاة ) عن الاصمعي أيضا ( و ) الشأو ( الغاية والامد ) يقال عدا الفرس شأوا أو شأوين أي طلقا أو طلقين ( و ) الشأو ( زمام الناقة ) وأنشد الليث ما ان يزال لها شأو يقومها * مجرب مثل طوط العرق مجدول ( و ) أيضا ( بعرها ) ومنه قول الشماخ إذا طرحا شأوا بأرض هوى له * مقرض أطراف الذراعين أفلج يصف عيرا وأتانة قال الاصمعي اصل الشأو زبيل من تراب البئر فشبه ما يلقيه الحمار والاتان من روثهما به كما في التهذيب وفى المحكم شأو الناقة بعرها والسين أعلى ( و ) الشأو ( نزع التراب من البئر ) وتنقيتها وقد شأوتها شأوا وحكى اللحيانى شأوت البئر أخرجت منها شأوا أو شأوين ( وذلك التراب المنزوع ) منها شأو أيضا كما تقدم قريبا ( وتشاءى ما بينهما ) كتشاعى إذا ( تباعدو ) تشاءى ( القوم تفرقوا ) قال ذو الرمة أبوك تلافى الدين والناس بعد ما * تشاءوا وبيت الدين منقطع الكسر ( وشاءه سابقه أو سبقه ) هكذا في سائر نسخ الكتاب زنة شاعه وهو غير محرر والذى في الصحاح وشا آه على فاعله أي سابقه وشآه أيضا مثل شاءه على القلب أي سبقه قال وقد جمعهما الشاعر وهو الحرث بن خالد المخزومى في قوله مر الحدوج وما شأونك نقرة * ولقد أراك تشاء بالاظعان هذا نصه وهو مأخوذ من كلام أبى عبيد وفيه خلف فان نص أبى عبيد في الغريب المصنف شاءنى الامر مثل شاعنى وشآني مثل شعانى إذا حزنك وعليه بيت الحرث بن خالد مر الحدوج وما شأونك الخ وفى التهذيب عن ابن الاعرابي شأني الامر كشعانى
وشاءني كشاعنى حزننى وأنشد قول الحرث بن خالد ثم قال فجاء باللغتين جميعا وفى المحكم شأني الشئ سبقني وأيضا حزننى مقلوب من شاءنى والدليل على انه مقلوب منه انه لا مصدر له أيضا لم يقولوا شأى شأوا كما قالوا شاءنى شوأ وقال ابن الاعرابي هما لغتان لانه لم يك نحو يا فيضبط مثل هذا فتأمل نصوص هؤلاء الائمة مع سياق المصنف والجوهري ( واشتأى استمع ) نقله الجوهرى عن أبى عبيد ومنه قول الشماخ وحرتين هجان ليس بينهما * إذا هما اشتأيا للسمع تسهيل ( و ) أيضا ( سبق ) نقله الجوهرى عن المفضل * ومما يستدرك عليه شاءنى الشئ حزننى وشاقنى يشوءنى ويشيئني مقلوب شأني كشعانى والمتشانى المختلف وانه لبعيد الشأواى الهمة عن اللحيانى والسين لغة فيه و ( شبا ) شبوا ( علاو ) شبا ( وجهه أضاء بعد تغير و ) شبت ( الفرس ) شبوا ( قامت على رجليها ) والعامة تقول شبت بالتشديد ( و ) شبا ( النار ) شبوا ( أو قدها ) كشبها ( والشباة العقرب ) عن الفراء وقال غيره ( ساعة تولد أو ) هي عقرب صفراء ) كما في المحكم ( و ) الشباة ( الفرس العاطية في العنان و ) أيضا ( التى تقوم على رجليها و ) الشباة ( ابرة العقرب ) أيضا ( حد ) طرف كل شئ ) ومنه قول الحريري هلا قللت شباة اعتدائك وهى معتلة بالاتفاق واستعملها شيخنا المرحوم يوسف بن سالم الحنفي في مقصورته مهموزة وقد رد عليه ذلك ( و ) الشباة ( من النعل جانبا اسلتها ج شبا ) بالقصر ( وشبوات ) محركة ( وأشبى ) الرجل ( أعطى ) وأكرم ( و ) أشبى مثل ( أشبل ) بمعنى اشفق ( و ) أشبى ( ولدله ابن كيس ) ذكى ومنه قول ابن هرمة هم نبتوا فرعا بكل سرارة * حرام فأشبى فرعها وأرومها ( فهو مشبى ) أي ولدله ولد ذكى هكذا رواه ابن الاعرابي بصيغة المعفول ( و ) رده ثعلب وقال انما هو ( مشب ) وهو القياس والمعلوم وقال ابن الاعرابي رجل مشب يلد الكرام ( و ) أشبى اشباء ( دفع و ) أشبى زيد ( فلانا ) إذا ( ألقاه في بئر أو مكروه ) عن ابن الاعرابي ومنه قول الشاعر اعلوطا عمر اليشبياه * في كل سوء ويدر بياه ( و ) اشباه رفعه و ( أكرمه وأعزه ) نقله الجوهرى ( ضدو ) أشبى ( الشجر ) اشباء ( طال والتف نعمة ) وغضوضه وفى الصحاح أشبت الشجرة ارتفعت ( و ) أشبى ( زيد أولاده ) أي ( أشبهوه ) نقله الجوهرى ( والشبا الطحلب ) يمانية ( و ) شبا ( واد بالمدينة ) المشرفة فيه عين لبنى جعفر بن ابراهيم من بنى جعفر الطيار وقال نصر هو عين بالاثيل من اعراض المدينة لبنى الطيار ( وشبوة ) معرفة لا تجرى ( العقرب ) قال أبو عبيد غير مجراة فقول المصنف ( وتدخلها أل ) وهم والصواب لا تدخلها ال ومنه قول الشاعر قد جعلت شبوة تزبئر * تكسوا ستها لحما وتقشعر والجمع شبوات ( و ) شبوة ( أبو قبيلة ) من اليمن وهو شبوة بن ثوبان بن عبس بن شحارة بن غالب بن عبد الله بن عك وهو والد ذوال وهل من ولده بشير بن جابر بن عراب الصحابي واخوته ( و ) شبوة ( ع بالبادية ) ومنه قول بشر (1/8447)
الا ظعن الخليط غداوة ريعوا * بشبوة والمطى بها خضوع ( و ) أيضا ( حصن باليمن ) سمى ببنى شبوة ( أو د بين مأرب وحضر موت قريبة ) كذا في النسخ والصواب قريب ( من لحج ) وقال نصر على الجادة من حضر موت الى مكة وقال ابن الثير ناحية من حضر موت ومنه حديث وائل بن حجرانه كتب لا قوال شبوة بما كان لهم فيها من ملك * ومما يستدرك عليه جارية شبوة جريئة كثيرة الحركة فاحشة والمشبية المرأة المشفقة على أولادها وقال اليزيدى أشبى إذا أتى بغلام كشبا الحديد والمشبى كمكرم زنة ومعنى والشبو الاذى والشبا مدينة خربة بأوال قاله نصر و ( الشتاء ككساء والشاتاة ) وهذه عن الصاغانى ( أحد أرباع الازمنة ) قال ابن السكيت السنة عندهم اسم لاثنى عشر شهرا ثم قسموها نصفين فبدؤا بأول السنة أول الشتاء لانه ذكر والصيف أنثى ثم جعلوا الشتاء نصفين فالشتوي أوله والربيع آخره فصار الشتوي ثلاثه أشهر والربيع ثلاثه أشهر وجعلوا الصيف ثلاثة والقيظ ثلاثة ( الاولى جمع شتوة ) نقله الجوهرى عن المبرد وابن فارس عن الخليل ونقله بعضهم عن الفراء وهو ككلبة وكلاب ( أوهما بمعنى ) كما هو في المحكم ( ج شتى ) كعتى وأصله أشتوى وهو في التكملة بكسر الشين وتشديد الياء عن الفراء ( وأشتية ) وعليه اقتصر الجوهرى ( والموضع المشتا والمشتاة ) والجمع المشاتى والفعل شتا يشتو ( والنسبة ) الى الشتاء ( شتوى ) بالفتح على غير قياس ويجوز كونهم نسبوا الى الشتوة ورفضوا النسب الى الشتاء كما في المحكم ( ويحرك ) مثل خرفى وخرفى كما في الصحاح ( والشتى كغنى والشتوى محركة مطره ) وأنشد الجوهرى للنمر بن تولب يصف روضة عزبت وباكرها الشتى بديمة * وطفاء تملؤها الى أصبارها
( وشتا ) الرجل ( بالبلد ) يشتو ( أقام به شتاء ) ومنه شتونا الصمان ( كشتى ) تشتية ( و ) حكى أبو زيد ( تشتى ) من الشتاء كتصيف من الصيف يقال من قاظ الشرف وتربع الحزن وتشتى الصمان فقد أصاب المرعى وقيل شتا الصمان إذا أقام بها في الشتاء وتشتاها إذا رعاها في الشتاء ( و ) شتا ( القوم ) يشتون ( أجدبوافى الشتاء ) خاصة ومنه قول الشاعر تمنى ابن كوزو السفاهة كاسمها * لينطح فينا ان شتونا لياليا ( كاشتوا ) ومنه حديث أم معبد والناس مرملون مشتون أي كانوا في أزمة ومجاعة وقلة لبن قال ابن الاثير والرواية المشهورة مسنتون ( والشتاء برد ) يقع من السماء ( ويوم شات ) كصائف ( وغداة شاتية ) كذلك ( وأشتوا دخلوا فيه ) نقله الجوهرى ( وعامله مشاتاة وشتاء ) وكذا استأجرة وشتاء هنا منصوب على المصدر لا على الظرف ( والشتا ) بالفتح مقصورا ( الموضع الخشن و ) أيضا ( صدر الوادي ) نقله الازهرى ( و ) الشتاء ( بالكسر والمد القحط ) وانما خص به دون الصيف لان الناس يلزمون فيه البيوت ولا يخرجون للانتجاع ومنه قول الحطيئة إذا نزل الشتاء بجار قوم * تجنب جار بيتهم الشتاء * ومما يستدرك عليه شتا الشتاء شتوا والمشتى من الابل بالتخفيف المربع والفصيل شتوى بالفتح وبالتحريك وشتى على فعيل وهذا الشئ يشتينى أي يكفيني لشتائى وأنشد الجوهرى من يك ذابت فهذابتى * مقيظ مصيف مشتى وسوق الشتا قرية بمصر وشتى كرضى أصابه الشتاء عن ابن القطاع والمشتاة الشتاء ومن جعل الشتاء مفردا قال في النسب إليه شتائي وشتاوى وشتيوة مصغرا بلد بالمغرب و ( الشثا ) أهمله الجوهرى والجماعة وهو ( صدر الوادي وليس بتصحيف ) الشتا بالتاء الفوقية ( بل ) هما ( لغتان ) هكذا ورد في شعر وفسر بصدر الوادي ونقله الصاغانى أيضا هكذا و ( شجاه ) يشجوه شجوا ( حزنه ) والشجو الهم والحزن نقله الجوهرى ( و ) قال الكسائي شجاه شجوا ( طربه ) وهيجه ( كاشجاه فيهما ) أي في الحزن والطرب ضد قال شيخنا فيه أن الطرب هو الفرح خاصة فيناقض قوله أولا ان الطرب خفة من فرح أو حزن ( و ) شجا ( بينهم شجر وأشجاه ) قرنه ( قهره وغلبه ) حتى شجى شجا ( و ) أشجاه ( أوقعه في حزن ) وفى الصحاح أغصه ومنه قول الشاعر انى أتانى خبر فأشجان * ان الغواة قتلوا ابن عفان ( والشجو الحاجة ) نقله الازهرى ( والشجا ) مقصورا ( ما اعترض في الحلق من عظم ونحوه ) يكون في الانسان وفى الدابه قال الشاعر وتراني كالشجافى حلقه * عسرا مخرجه ما ينتزع وقد ( شجى به كرضى شجا ) ويقال عليك بالكظم ولو شجيت بالعظم قال الشاعر لا تنكروا القتل وقد سبينا * في حلقكم عظم وقد شجينا قال الجوهرى اراد في حلوقكم فلهذا قال شجين ( و ) رجل شج أي حزين وامرأة شجية على فعلة ويقال ويل للشجى من الخلى ( الشجى ) بتخفيف الياء ( المشغول ) والخلى الفارغ كما قاله أبو زيد وهذا المشغول يحتمل ان يكون شجى بعظم يغص به حلقه أو بهم فلم يجد مخرجا منه أو بقرنه فلم يقاومه هكذا رواه غير واحد من الأئمة بالتخفيف وحكى صاحب العين تشديد الياء والاول أعرف وقال الزمخشري وروى مشددا بمعنى المشجو وعزى للاصمعي رحمه الله تعالى وفى الصحاح قال المبرد ياء الخلى مشددة وياء الشجى (1/8448)
مخففه قال ( و ) ( شدد ياؤه في الشعر ) وأنشد نام الخليون عن ليل الشجيينا * شأن السلاة سوى شأن المحبينا فان جعلت الشجى من شجاه الحزن فهوم مشجوو شجى بالتشديد لا غير انتهى ومثله قول المتنخل * وما ان صوت نائحة شجى * وقال الازهرى الكلام المستوى الفصيح الشجى بالقصر فان تحامل انسان ومده فله مخارج من جهة العربية تسوغه وهو ان يجعل بمعنى المشجو شجاه يشجوه شجوا فهو مشجوو شجى * قلت وهذا هو الذى صرح به الجوهرى وأشار له الزمخشري ثم قال والوجه والثانى انهم كثيرا ما يمدون فعلا بياء فيقولون فلان قمن لكذا وقمين وسمج وسميج وكر وكرى للنائم والثالث انهم يوازون اللفظ باللفظ إذا ازدوجا كياء الغدايا والعشايا وانما جمع غداة غدوات انتهى ( ومفازة شجواء ) أي ( صعبة ) المسلك نقله الجوهرى ( والشجوجى ) مقصورا ( ويمد ) واقتصر الجوهرى على القصر ( الطويل جدا أو ) هو المفرط الطول ( مع ضخم العظام أو ) هو ( الطويل الرجلين ) مثل الخجوجى نقله الجوهرى قال شيخنا وذكره هنا في المعتل بناء عى ان وزنه فعوعل لا فعولى كما سيأتي في ق ط و ( أو الطويل الظهر القصير الرجل ) كما في المحكم وعكسه الازهرى فقال الطويل الرجلين القصير الظهر ( و ) الشجوجى ( الفرس الضخم و ) أيضا ( العقعق وهى بهاء و ) الشجوجى ( الريح الدائمة الهبوب كالشجوجاة ) كل ذلك في المحكم ( وشجى الغريم عنه كرضى ) يشجى ( شجا ) أي ( ذهب ) وقد أشجيته نقله الازهرى ( وشجا وشجوة واديان ) أما شجا فانه بنجد بئر عذبة بعيدة القعر قال طهمان ابن عمرو الكلابي ولن تجد الاحزاب أيمن من شجا * الى الثعل الا ألأم الناس عامره
( وكغني وغنية موضعان ) الاخير قريب من وادى الشقوق وقد جاء ذكر الشجى في حديث الحجاج وضبطه ابن الاثير بتخفيف الياء وقال انه منزل على طريق مكة وقال نصر الشجى على ثلاث مراحل من البصرة وضبطه الصاغانى أيضا بالتخفيف ( و ) في التهذيب قال الاصمعي جمش فتى من العرب حضرية فتشاجت عليه فقال لها والله مالك ملاءة الحسن ولا عموده ولا برنسه فما هذا الامتناع قال ( تشاجت ) بالتخفيف بمعنى ( تمنعت وتحازنت ) قالت واحزناه حين يتعرض جلف جاف لمثلى وفى الاساس تشاجت فلانة على زوجها تحازنت عليه ( والشاجي ابن سعد العشيرة ) في نسب الجعفيين ( وابن النمر الحضرمي ) جاهلي من ولده توبة بن زرعة بن نمر بن شاجى شهد فتح مصر وتوبة بن نمر بن حرمل بن تغلب بن ربيعة بن نمر بن شاجى قاضى مصر روى عنه الليث مات سنة 120 * ومما يستدرك عليه أشجاه أغضبه عن الكسائي وأشجاه العظم اعترض في حلقه وأشجيت فلانا عنى اما غريم أو رجل سالك فأعطيته ما أرضاه فذهب وشجاه الغناء شجوا هيج احزانه وشوقه وبكى فلان شجوه ودعت الحمامة شجوها وأمر شاج محزن والنسبة الى شج شجوى بفتح الجيم كما فتحت ميم نمر فا نقلبت الياء ألفا ثم قلبتها واوا و ( شحا ) فلان يشحو شحوا ( فتح فاه ) وفى الصحاح شحافاه شحوا فتحه ( كاشحى و ) شحافوه يشحو ( انفتح ) يتعدى ولا يتعدى كما في الصحاح ولا يقال اشحى فوه عن ابن الاعرابي ( والشحوة الخطوة ) يقال فرس بعيد الشحوة أي بعيد الخطوة نقله الجوهرى ( وتشحى عليه بسط لسانه فيه ) قاله أبو سعيد وأصله التوسع في كل شئ ( و ) جاءت ( خيل شواحى ) أي ( فاتحات أفواهها ) كما في الصحاح وفى الاساس جاءت الخيل شواحى أي فواغر ( والشحا ) مقصور ( الواسع من كل شئ و ) شحا ( ماء ) بالبادية قال الفراء شحاماءة لبعض العرب يكتب بالياء وان شئت بالالف لانه يقال شحيت وشحوت ولا تجريها تقول هذه شحا فاعلم وقال ابن الاعرابي سجا بالسين والجيم اسم بئر وقد تقدم ( والشحواء البئر الواسعة ) الرأس * ومما يستدرك عليه شحافاه يشحاه شحوا لغة في يشحوه عن الكسائي قال والمصدر واحد وشحى فاه تشحية وشحى فوه ايضا يتعدى ولا يتعدى ولا يقال أشحى فوه وجاءنا شاحيا أي في غير حاجة وشحاشحوا أي خطا خطوا وجاءنا شاحيا أي خاطيا ومنه حديث على وذكر فتنة قال لعمار لتشحون فيها شحوا لا يدركك الرجل السريع يريد أنك تسعى فيها وتتقدم ويقال أيضا شحا فيه إذا أمعن وتوسع وناقة شحواء واسعة الخطو وفى الحديث كان للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم فرس يقال له الشحاء هكذا روى بالمد وفسر بانه الواسع الخطو قاله ابن الاثير وشحا اللجام فم الدابة وشحا الحمار فاه للنهيق وأقبلت الخيل شاحيات كالشواحى كذا في المحكم والشواحى هذه الخشبات العظام كالاساطين هكذا استعمله العامة ولم أرله ذكرا في اللغة فلينظر ومن المجاز اناء واسع الشحوة أي الجوف ورجل بعيد الشحوة في مقاصده ى ( شحى ) فمه ( كرضى شحيا ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده ( لغة في شحا شحوا ) أي فتحه والواو أعرف والذى في التكملة شحى فلان يشحى شحيا أي كسعى لغة في يشحو شحوا عن الليث فقول المصنف كرضى فيه نظر و ( الشخا كالعصا ) اهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هي ( السبخة ) في الارض لا تنبت شيأ كذا في التكملة و ( شدا الابل ) يشدوها شدوا ( ساقها ) كما في الصحاح ( و ) شدا ( الشعر غنى به أو ترنم ) وكذا شدا غناء والشادى المغنى من ذلك ( و ) شدا يشدو ( أنشد بيتا أو بيتين ) يمد صوته به ( بالغناء ) وفى الصحاح كالغناء ( و ) شدا شدوا ( أخذ طرفا من الادب ) والغناء كأنه ساقه وجمعه ( وشدا شدوه ) أي ( نحا نحوه فهو شاد ) في الكل ( و ) شد الرجل ( فلانا فلانا ) إذا ( شبهه اياه ) نقله ابن سيده ( والشدا بقية القوة وطرفها ) لغة في الذال المعجمة يقال لم يبق من قوته الا شدا أي طرف وبقية ( و ) أيضا ( حد كل شئ ) لغة في الذال المعجمة أيضا قال الشاعر * فلو كان في ليلى شدا من خصومة * أنشده الفراء بالدال المهملة وأنشده غيره بالمعجمة وقال ابن الاعرابي (1/8449)
الشدا يكتب بالالف ( و ) أيضا ( الحرو ) أيضا ( الجرب ) لغة في الذال المعجمة ( وأشدى صار ناخما مجيدا والشدو القليل من كل كثير ) ونص المحكم كل قليل من كثير يقال شدا من العلم والغناء وغيرهما شيأ شدوا إذا أحسن منه ضربا ( وشدوان ) مضبوط في النسخ بالفتح والصواب بالتحريك ( ع ) بل جبل باليمن ومنه قول الشاعر فليت لنا من ماء زمزم شربة * مبردة بانت على شدوان وقال نصرو يقال هما جبلان بتهامة أحمران * ومما يستدرك عليه الشدا الشئ القليل وأيضا البقية من كل شئ والمعنيان متقاربان والشدو أن يحسن الانسان من أمر شيأ وشدوت منه بعض المعرفة إذا لم تعرفه معرفة جيدة قال الاخطل فهن يشدون منى بعض معرفة * وهن بالوصل لا بخل ولا جود
يذكر نساء عهدنه شابا حسنا ثم رأينه بعد كبره فأنكرن معرفته وجمع الشادى الشداة كقضاة وبنو شادى قبيلة من العرب و ( الشذ والمسك ) نفسه عن ابن الاعرابي وظاهر المصنف أنه بالفتح ورأيته مصبوطا في نسخ المحكم بالكسر وأنشد ان لك الفضل على صحبتي * والمسك قد يستصحب الرامكا حتى يظل الشذو من لونه * أسود مضنوبا به حالكا ( أو ريحه ) كما في التهذيب ونقله الصاغانى عن الاصمعي وأنشد البيتين وهما لخلف بن خليفة الا قطع ( أو لونه والشذا ) مقصورا ( شجر للمساويك ) ينبت بالسراة وله صمغ ( و ) أيضا ( الجرب ) عن ابن سيده ( و ) أيضا ( الملح ) نقله الجوهرى وفى المحكم الشذاة القطعة من الملح جمعها شذا ( و ) ايضا ( قوة ذكاء الرائحة ) ونص الفراء شدة ذكاء الريح كما في التهذيب زاد في المحكم الطيبة وفى الصحاح حدة ذكاء الرائحة ( و ) الشذا ( ضرب من السفن ) الواحدة شذاة عن الليث ونقله الزجاجي في أماليه قال الازهرى ولكنه ليس بعربي صحيح وفى المصباح الشذاوات سفن صغار كالزبازب الواحدة شذاوة ( و ) الشذا ( ذباب الكلب ) ويقع على البعير الواحدة شذاة كذا في الصحاح ( أوعام ) وهو ذباب أزرق عظيم يقع على الدواب فيؤذيها ( و ) الشذا ( الاذى ) والشر يقال آذيت وأشذيت كما في الصحاح ( و ) الشذا ( ة بالبصرة منها ) أبو بكر ( أحمد بن نصر ) بن منصور ( الشذائى المقرئ ) الكاتب كتب عنه عبد الغنى بن سعيد ( وأبو الطيب محمد بن أحمد الشذائى الكاتب ) كتب عنه أبو سعد المالينى ( و ) الشذا ( كسر العود ) الذى يتطيب به وأنشد الجوهرى لابن الا طنابة إذا ما مشت نادى بما في ثيابها * ذكى الشذا والمندلي المطير ( و ) الشذاة ( بهاء بقية القوة ) والشدة جمعه شذوات وشذا وأنشد الجوهرى للراجز فاطم ردى لى شذا من نفسي * وما صريم الامر مثل اللبس ( و ) الشذاة الرجل ( السيئ الخلق ) الحديد المزاج الذى يؤذى بشره وفى بعض النسخ الشئ الخلق وهو غلط وشذا يشذو شذا إذا ( آذى و ) أيضا ( تطيب بالمسك ) وهو الشذو ( وأشذاه عنه ) اشذاء ( نحاه وأقصاه ) أي أبعده عنه ( و ) من المجاز ( شذا بالخبر ) شذوا إذا ( علم به فافهمه ) ونص التكملة شذى بالخبر وضبطه بالتشديد ( ويوسف بن أيوب بن شاذى ) بن يعقوب بن مروان ( السلطان الملك الناضر ( صلاح ) الدنيا و ( الدين ) قدس الله سره وأولاده وأحفاده ( وأقاربه حدثوا ) وأما السلطان صلاح الدين بنفسه فانه ولد بتكريت سنة 532 وسمع بمصر من الامام أبى الحسن على بن ابراهيم بن المسلم الانصاري المعروف بابن بنت أبى سعد والعلامة ابن برى النحوي وأبى الفتح الصابونى وبالاسكندرية من أبى طاهر السلفي وأبى الطاهر بن عوف وبدمشق من أبى عبد الله محمد بن على بن صدقة وشيخ الشيوخ أبى القاسم عبد الرحيم بن اسمعيل النيسابوري وأبى المعالى القطب مسعود بن محمود النيسابوري والامير أبى المظفر أسامة بن منقذ الكنانى وحدث بالقدس سمع منه الحافظ أبو المواهب الحسين بن صعرى وأبو محمد القاسم بن على بن عساكر الدمشقيان والفقيهان أبو محمد عبد اللطيف بن أبى النجيب السهروردى وأبو المحاسن يوسف بن رافع بن شداد وغيرهم توفى سنة 589 بدمشق واخوته سيف الاسلام طغتكين بن أيوب سمع من ابى طاهر السلفي بالاسكندرية وشمس الدين تورانشاه بن أيوب سمع ابن يحيى الثقفى وخرجت له مشيخة حدث عنه الدمياطي وأما أولاده فالافضل على العزيز عثمان سمعا من السلفي مع والدهما والمفضل موسى سمع من ابن برى والمشمر خضر سمع بمصر وحدث والاعز يعقوب حدث بالحرمين والجواد أيوب روت بنته نسب خاتون عن ابراهيم بن خليل والاشرف محمد سمع الغيلانيات على ابن طبرزد ومعه ابناه أبو بكر ومحمود والزاهر داود روى البرز الى عن ابنه ارسلان والمحسن أحمد عن ابن طبرزد وحنبل المكبر حدث عنه المنذرى وأولاده محمد وعلى وفاطمة رووا عن ابن طبرزد وأما بورى ونصرة الدين ابراهيم فقد ذكرهما المصنف في موضعها فهؤلاء أولاد صلاح الدين يوسف وأما أولاد عمه شير كوه فالمؤيد يوسف بن شاذى بن داود سمع على الحجاز والفخر ابن النجارى ومعه أخته شرف خاتون وبنتها ملكة وابن عمه عيسى بن محمد بن ابراهيم وموسى بن عمر بن موسى وأما أولاد أخيه شهنشاه بن أيوب فمنهم الملك الحافظ محمد بن شهنشاه بن بهرام شاه روى عن الزبيدى وعنه الحافظ الذهبي ومن ولده محمد بن محمد بن أبى بكر سمع ابن العماد بن كثير وعنه ابن موسى الحافظ ورفيقه الابى وأما أولاد أخيه العادل أبى بكر فالمعز يعقوب روى عنه الدمياطي والاشرف موسى عن ابن (1/8450)
طبرزد وست الشام مؤنسة خاتون المحدثة المعمرة خرجت لها ثمانيات وفى أولاده وأحفاده كثرة سمع غالبهم وحدث وقد ألفت في بيان أنسابهم ومسموعاتهم ومروياتهم رسالة في حجم كراسين سميتها ترويح القلوب بذكر بنى أيوب فمن أراد الزيادة فليرا جعها
( ومحمد بن شاذى بخارى محدث ) نزل الشاش وروى عن محمد بن سلام وعنه سعيد بن عصمة الشاشى * ومما يستدرك عليه شذا كل شئ حده والشذاة الحدة وقال الليث شذاة الرجل شدته وجرأته ويقال للجائع إذا اشتد جوعه ضرم شذاه نقله الجوهرى عن الخليل وأشذى الرجل آذى والشذا المسك عن ابن جنى ويقال انى لا خشى شذاة فلان أي شره ى ( شراه يشريه ) شرا وشراء بالقصر والمد كما في الصحاح المد لغة الحجاز والقصر لغة نجدو هو الاشهر في المصباح يحكى ان الرشيد سأل اليزيدى والكسائي عن قصر الشراء ومده فقال الكسائي مقصور لا غير وقال اليزيدى يمد ويقصر فقال له الكسائي من أين لك فقال اليزيدى من المثل السائر لا يغتر بالحرة عام هدائها ولا بالامة عام شرائها فقال الكسائي ما ظننت أن أحدا يجهل مثل هذا فقال اليزيدى ما ظننت أن أحدا يفترى بين يدى أمير المؤمنين مثل هذا انتهى قال المناوى ولقائل أن يقول انما مد الشراء لا زدواجه مع ما قبله فيحتاج لشاهد غيره * قلت للمد وجه وجيه وهو أن يكون مصدر شاراه مشاراة وشراء فتأمل ( ملكه بالبيع و ) أيضا ( باعه ) فمن الشرا بمعنى البيع قوله تعالى ومن الناس من يشترى نفسه ابتغاء مرضاة الله أي يبيعها وقوله تعالى وشروه بثمن بخس أي باعوه وقوله تعالى ولبئس ماشروا به أنفسهم أي باعوا قال الراغب وشريت بمعنى بعت اكثر ( كاشترى فيهما ) أي في المعنيين وهو في الابتياع أكثر قال الازهرى للعرب في شروا واشتروا مذهبان فالا كثر شروا بمعنى باعو أو اشتروا ابتاعوا وربما جعلوهما بمعنى باعوا والشارى المشترى والبائع ( ضد ) قال الراغب الشراء والبيع متلازمان فالمشترى دافع الثمن وآخذ المثمن والبائع دافع المثمن وآخذا الثمن هذا إذا كانت المبايعة والمشارات بناض وسلعة فاما إذا كان بيع سلعة بسلعة صح أن يتصور كل واحد منهما مشتريا وبائعا ومن هذا الوجه صار لفظ البيع والشراء يستعمل كل واحد منهما في موضع الاخر اه وفى المصباح وانما ساغ أن يكون الشراء من الاضداد لان المتبايعين تبايعا الثمن والمثمن فكل من العوضين مبيع من جانب ومشرى من جانب ( و ) شرى ( اللحم والثوب والاقط ) يشرى شرى ( شررها ) أي بسطها ( و ) شرى ( فلانا ) شرى بالكسر إذا ( سخر به و ) قال اللحيانى شراه الله وأورمه وغطاه و ( أرغمه ) بمعنى واحد ( و ) شرى ( بنفسه عن القوم ) وفى التكملة للقوم إذا ( تقدم بين أيديهم ) الى عدوهم ( فقاتل عنهم ) وهو مجاز ونص التكملة فقاتلهم ( أو ) تقدم ( الى السلطان فتكلم عنهم ) وهو مجاز أيضا ( و ) شرى ( الله فلانا ) شرى ( أصابه بعلة الشرى ) فشرى كرضى فهو شر والشرى اسم لشئ يخرج على الجسد كالدراهم أو ( لبثور صغار حمر حكاكة مكربة تحدث دفعة ) واحدة ( غالبا ) وقد تكون بالتدريج ( وتشتد ليلا لبخار حار يثور في البدن دفعة ) واحدة كما القانون لابي على بن سينا ( و ) من المجاز ( كل من ترك شيأ وتمسك بغيره فقد اشتراه ) هذا قول العرب ( ومنه ) قوله تعالى أولئك الذين ( اشتروا الضلالة بالهدى ) قال أبو اسحق ليس هنا شراء وبيع ولكن رغبتهم فيه بتمسكهم به كرغبة المشترى بما له ما يرغب فيه وقال الراغب ويجوز الشراء والاشتراء في كل ما يحصل به شئ نحو قوله تعالى ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا وقوله تعالى أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى وقال الجوهرى أصل اشتروا اشتريوا فاستثقلت الضمة على الياء فحذفت فاجتمع ساكنان الياء والواو فحذفت الياء وحركت الواو بحركتها لما استقبلها ساكن ( وشاراه مشاراة وشراء ) ككتاب ( بايعه ) وقيل شاراه من الشراء والبيع جميعا وعلى هذا وجه بعضهم مد الشراء ( والشروى كجدوى المثل ) واوه مبدلة من الياء لان الشئ قد يشترى بمثله ولكنها قلبت ياء كما قلبت في تقوى ونحوها نقله ابن سيده والجوهري ومنه حديث عمر في الصدقة فلا يأخذ الا تلك السن من شروى ابله أو قيمة عدل وكان شريح يضمن القصار شروى الثوب الذى أهلكه وقال الراجز * ما في اليآيئ يؤيؤ شرواه * أي مثله ( وشرى الشر بينهم كرضى ) يشرى ( شرى ) مقصور ( استطار ) وفى النهاية عظم وتفاقم ومنه حديث المبعث فشرى الامر بينه وبين الكفار حين سب آلهتم ( و ) شرى ( البرق ) يشرى شرى ( لمع ) واستطار في وجه الغيم وفى التهذيب تفرق في وجه الغيم وفى الصحاح كثر لمعانه وأنشد لعبد عمرو بن عمار الطائى أصاح ترى البرق لم يغتمض * يموت فواقا ويشرى فواقا ( كاشرى ) نقله الصاغانى تتابع لمعانه ( و ) شرى ( زيد ) يشرى شرى ( غضب ) وفى الصحاح شرى فلان غضبا إذا استطار غضبا ( و ) شرى أيضا إذا ( لج ) وتمادى في غيه وفساده ( كاستشرى ) نقله الجوهرى وابن سيده ( ومنه الشراة ) كقضاة ( للخوارج )
سموا بذلك لانهم غضبوا ولجوا وقال ابن السكيت قيل لهم الشراة لشدة غضبهم على المسلمين ( لامن ) قولهم انا ( شرينا أنفسنا في الطاعة ) أي بعناها بالجنة حين فارقنا الامة الجائرة ( ووهم الجوهرى ) وهذا التوهيم مما لا معنى له فقد سبق الجوهرى غير واحد من الائمة في تعليل هذه اللفظة والجوهري ناقل عنهم والمصنف تبع ابن سيده في قوله الا أنه قال فيما بعد واما هم فقالوا نحن الشراة لقوله تعالى ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله وقوله تعالى ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ومثله في النهاية قال وانما لزمهم هذا اللقب لانهم زعموا انهم الخ قال فالشراة جمع شار أي انه من شرى يشرى كرمى يرمى ثم قال ويجوز أن يكون من المشاراة أي الملاحة أي لا من شرى كرضى كما ذهب إليه ابن سيده والمصنف وأيضا شرى كرضى فاعله شر منقوص وهو لا يجمع على الشراة (1/8451)
ومما يستدل على انه من شرى يشرى كرمى يرمى قول قطرى بن الفجاءة وهو أحد الخوارج وان فتية باعوا الا له نفوسهم * بجنات عدن عنده ونعيم وكذلك قول عمرو بن هبيرة وهو احد الخوارج انا شر ينا لدين الله أنفسنا * نبغى بذاك لديهم أعظم الجاه وأشار شيخنا الى ما ذكرناه لكنه بالاختصار قال وكونهم سموا للغضب يستلزم ما ذكر فلا وهم بل هي غفلة من المصنف وعدم معرفة بتعليل الاسماء والله أعلم ( و ) شرى ( جلده ) يشرى شرى ورم و ( خرج عليه الشرى ) المتقدم ذكره ( فهو شر ) منقوص ( و ) شرى ( الفرس في سيره ) شرى ( بالغ ) فيه ومضى من غير فتور ( فهو شرى ) كغنى ومنه حديث أم زرع ركب شريا أي فرسا يستشرى في سيره يعنى يلح ويجد ( والشرى ) بالتسكين ( الحنظل ) يقال هو أحلى من الارى وأمر من الشرى وفلان له طعمان أرى وشرى ( أو شجره ) وأنشد الجوهرى للاعلم الهذلى على حت البرية زمحرى السواعد * ظل في شرى طوال الواحدة شرية ( و ) الشرى ( النخل ينبت من النواة ) الواحدة شرية ( والشرى كعلى ووهم الجوهرى ) أي في تسكينه ( رذال المال ) ونص الجوهرى والشرى أيضا رذال المال شواه وقال البدر القرافى اسناد هذا الوهم الى الجوهرى لا يتم الا أن يكون منصوص أهل اللغة منع ورود ذلك فيها والا فمن حفظ حجة على من لم يحفظ ( و ) أيضا ( خياره كالشراة ) ونص المحكم وابل شراة كسراة خيار ( ضد ) نص عليه ابن السكيت ( و ) الشرى ( الطريق عامة ( و ) أيضا ( طريق في ) جبل ( سلمى كثيرة الاسد ) نقله الجوهرى ومنه قولهم للشجعان ما هم الا اسود الشرى ومنه قول الشاعر * أسود الشرى لاقت أسود خفية * ( و ) أيضا ( جبل بنجد لطيئ و ) أيضا ( جبل بتهامة كثير السباع ) نقلهما نصر في معجمة ( و ) أيضا ( وادبين كبكب ونعمان على ليلة من عرفة و ) الشرى ( الناحية ) وخص بعضهم به ناحية اليمين ومنه شرى الفرات ناحيته قال الشاعر لعن الكواعب بعد يوم وصلتني * بشرى الفرات وبعد يوم الجوسق ( وتمد ) والقصر أعلى ( ج اشراء ) ومنه اشراء الحرم قال الجوهرى الواحد شرى مقصور ( وذو الشرى صنم لدوس ) بالسراة قاله نصر ( واشراه ملأه ) يقال أشرى حوضه إذا ملأه وأشرى جفانه ملأها للضيفان نقله الجوهرى عن أبى عمر وقال الشاعر * ومشرى الجفان ومقرى النزيلا * ( و ) أشراه في ناحية كذا ( أماله ) ومنه قول الشاعر الله يعلم انا في تلفتنا * يوم الفراق الى أحبابنا صور واننى حيثما يشرى الهوى بصرى * من حوثما سلكوا أرنو فانظور ويروى أثنى فانظور ( و ) أشرى ( الجمل تفلقت عقيقته ) نقله الصاغانى ( و ) أشرى ( بينهم ) مثل ( أغرى ) نقله الازهرى ( والشريان ) بالفتح ( ويكسر ) نقلهما الجوهرى والكسر أشهر ( شجر ) من عضاه الجبال تعمل منه ( القسى ) واحدته شريانة ينبت نبات السدر ويسمو كسموه ويتسع وله نبقة صفراء حلوة قاله أبو حنيفة قال وقال أبو زياد نصنع القياس من الشريان وقوسه جيدة الا انها سوداء مستشربة حمرة وهو من عتق العيدان وزعموا ان عوده لا يكاد يعوج وقال المبرد النبع والشوحط والشريان شجر واحد لكن تختلف أسماؤها وتكرم بمنابتها فما كان منها في قلة الجبل فهو النبع وما كان منها في سفحه فالشريان ( و ) الشريان ( واحد الشرايين للعروق النابضة ) ومنبتها من القلب نقله الجوهرى والذى صرح به أهل التشريح ان منبت الشرايين من الكبد وتمر على القلب كما ان الوريد منبته القلب ويمر على الكبد ( والشرية كغنية الطريقة و ) أيضا ( الطبيعة و ) الشرية ( من النساء اللاتى يلدن الاناث ) يقال تزوج في شرية نساء أي في نساء يلدن الاناث ( والمشترى طائر و ) أيضا ( نجم م ) معروف من السبعة وأنشدنا شيخنا السيد العيدروس لبعضهم فوجنته المريخ والخد زهرة * وحاجبه قوس فهل أنت مشترى
( وهو يشاريه ) مشاراة أي ( يجادله ) وفى المحكم يلاحه ومنه الحديث كان صلى الله عليه وسلم لا يشارى ولا يمارى قال ثعلب أي لا يستشرى بالشر وقال الازهرى ( أصله يشارره فقلبت ) احدى ( الراء ) ين ياء وقال الشاعر وانى لا ستبقى ابن عمى وأتقى * مشاراته كيما يريع ويعقلا ( واشرورى اضطرب والشراء كسماء جبل ) في بلاد كعب وقال نصر وقيل هما شراآن البيضاء لا بى بكر بن كلاب والسوداء لبنى عقيل في أعراف غمرة في أقصاه جبلان وقيل قريتان وراء ذات عرق فوقهما جبل طويل يسمى مسولا ( و ) شراء ( كقطام ع ) قال النمر بن تولب تأبد من اطلال جمرة مأسل * فقد أقفرت منها شراء فيذبل ( والشر وان محركة جبلان ) بسلمى كان اسمهما فخ ومخزم قاله نصر ( والشراة ع بين دمشق والمدينة ) وقال نصر صقع قريب من دمشق وبقرية منها يقال لها الحميمة كان سكن ولد على بن عبد الله بن عباس أيام بنى مروان ( منه على بن مسلم ) بن الهيثم عن اسمعيل بن مهران وعنه الحسن بن على العنزي ( وأحمد بن محمود ) عن أبى عمرو الحوضى عنه سعيد بن أحمد العراد ( الشرويان ) (1/8452)
بالتحريك ( المحدثان ) * وفاته محمد بن عبد الرحمن الشروى صاحب أبى نواس روى عنه محمد بن العباس بن زرقان ( وشريان ) بالفتح ( واد ) ومنه قول أخت عمرو ذى الكلب بأن ذا الكلب عمرا خيرهم حسبا * ببطن شريان يعوى عنده الذيب ( وتشرى تفرق ) ونص المحكم تشرى القوم تفرقوا قال ( واستشرت ) بينهم ( الامور ) إذا ( تفاقمت وعظمت ) ونقله الازهرى أيضا ( والشر والعسل ) الابيض نقله الصاغانى مقلوب الشور ( ويكسر ) * ومما يستدرك عليه شرى زمام الناقة كرضى اضطرب وفى الصحاح كثر اضطرابه وشرى الفرس في لجامه مده كما في الاساس واستشرى لج في التأمل وبه فسر قول الشاعر إذا أو قدت نارلوى جلد أنفه * الى النار يستشرى ذراكل حاطب وفعل به ما شراه أي ساءه والشرى بالتسكين ما كان مثل شجر القثاء والبطيخ وقد أشرت الشجرة واستشرت والمثل كالشروى قال الشاعر وترى مالكا يقول ألا تبصر * في مالك لهذا شريا وشريت عينه بالدمع أي لجت وتتابع الهملان والشريان بالكسر الشق وهو الثت جمعه ثتوت نقله الازهرى وشرى الرجل كغرى زنة ومعنى ويقال لحاه الله وشراه والشارى أحد الشراة للخوارج وليست الياء للنسب وانما هو صفة ألحق به ياء النسب تأكيدا للصفة كاحور واحورى وصلب وصلبى وشرورى اسم جبل بالبادية قال الجوهرى هو فعوعل وقال نصر جبال لنبى سليم وشراوة بالضم موضع قرب تريم دون مدين قال كثير عزة ترامى بنامنها بحزن شراوة * مفوزة أيد اليك وأرجل والشرى كغنى الفائق الخيار من الخيل وفى الاساس المختار واستشرى في دينه جد واهتم وأشرى القوم صاروا كالشراة في فعلهم عن ابن الاثير كتشرى نقله الجوهرى وهما يتشار يان يتقاضيان كما في الاساس ويجمع الشرا بالكسر مقصورا أي مصدر شرى يشرى كرمى على أشرية وهو شاذ لان فعلا لا يجمع على أفعلة نقله الجوهرى وفى المصباح إذا نسبت الى المقصور قلبت الياء واوا والشين باقية على كسرها وقلت شروى كما يقال ربوي وحموى وإذا انسبت الى الممدود فلا تغيير والشريان بالفتح الحنظل أو ورقه وهى لغة في الشرى كرهو ورهوان للمطمئن من الارض نقله الزمخشري في الفائق والشراة بالفتح جبل شامخ من دون عسفان كذا في النهاية وقال نصر على يسار الطائف وذو الشرى بالتسكين موضع قرب مكة وشرى كسمى طريق بين تهامة واليمن عن نصر والشرية كغنية ماء قريب من اليمن وناحية من بلاد كلب بالشام وأشرى البعير أسرع نقله ابن القطاع و ( شزا ) أهمله الجوهرى وقال غيره أي ( ارتفع ) نقله الصاغانى في التكملة لغة في شصا و ( شصا بصره ) يشصو ( شصوا ) كعلو ( شخص ) كأنه ينظر اليك والى آخر وأعين شواص شاخصات ومنه قول الراجز وربرب خماص * ينظرن من خصاص بأعين شواص * كفلق الرصاص ( وأشصاه ) صاحبه رفعه ( و ) شصا ( السحاب ارتفع ) نقله الجوهرى زاد الازهرى في نشئه ( و ) شصت ( القربة ) شصوا ( ملئت ماء فارتفعت قوائهما ) وكذا الزق إذا ملئ خمرا فارتفعت قوائمه وشالت قال الشاعر وهو الفند الزمانى من الحماسة وطعن كفم الزق * شصا والزق ملان وكذلك إذا نفخ في القرب فارتفعت قوائمها وكل ما ارتفع فقد شصا نقله الازهرى ( والشاصلى ) ذكر ( في اللام ووهم الجوهرى ) في ذكره هنا ونصه والشاصلى مثال الباقلى نبت إذا شددت قصرت وإذا خففت مددت يقال له بالفارسية دكرواند وقد سبق المصنف في هذا التوهيم ابن برى وغيره فقالوا صوابه أن يكون في باب اللام وما أعلم كيف وقع هنا في هذا الباب ونبه عليه الصاغانى في شصل بان ذكره غى تركيب شصا سهو وأتى شيخنا بجواب عن الجوهرى بقوله عادة المحققين ذكره هنا فلم يفعل شيأ ( والشصو
الشدة ) نقله الازهرى * ومما يستدرك عليه الشصو السواك نقله الازهرى عن ابن الاعرابي وكأنه مقلوب الشوص ى ( شصى الميت كرضى ودعا ) يشصى ويشصو ( شصيا كصلى ) انتفخ و ( ارتعفت يداه ورجلاه ) حكاه اللحيانى عن الكسائي والمعروف يشصو كما في الصحاح عن الكسائي يقال للميت إذا انتفخ فارتفعت يداه ورجلا قد شصى يشصى شصيا فهو شاص وقال للزقاق المملوءة الشائلة القوائم والقرب إذا كانت مملوءة أو نفخ فيها فارتفع قوائمها شاصية والجمع شواص قال الاخطل يصف الزقاق أناخوا فخروا شاصيات كأنها * رجال من السودان لم يتسربلوا اه وقد ضبط الفعل مثل رمى يرمى على ما هو في النسخ وصحح عليه فقول المصنف كرضى محل تأمل وكذا ذكره اللغة الثانية كأنه استطراد والا فلا وجه لها هنا وذكر الجوهرى المثل إذا ارحجن شاصيا فارفع يدا أي إذا سقط ورفع رجليه فاكفف عنه * ومما يستدرك عليه شصى برجله شصيا رفعها ى ( شطاة ة بمصر ووهم الجوهرى ) في ذكره اياها بغير هاء فقال شطا قرية بناحية مصر تنسب إليها الثياب الشطوية وفى التهذيب عن الليث الثياب الشطوية ضرب من الكتان تعمل بأرض يقال لها الشطاة هكذا هو نص الليث في العين وأورده الازهرى هكذا مثل ما ذكره المصنف فقول شيخنا ولعله الصواب يعنى بغير هاء لانه (1/8453)
الذى نقله الازهرى عن الليث وهو الموجود في كتاب الليث وغيره فلا وهم غير مسموع لانه لم يراجع نسخه العين ولا نسخة التهذيب فان فيهما الشطاة بالهاء كما للمصنف ومثله في كتاب الاساس نعم وجد في نسخ المحكم شطا أرض والشطوية ضرب من ثياب الكتان تصنع هناك وانما قضينا على ألف شطا بانها ياء لكونها لاما واللام ياء أكثر منها واوامع وجود ش ط ى وعدم ش ط و فالذي في المحكم موافق لما في الصحاح ويؤيد هما الشهرة على الا لسنة فان المسموع على السنة أهلها خلفا عن سلف بغير هاء وهى احدى قرى دمياط على بحيرة تنيس سميت بشطابن الهاموك من قرابة المقوقس الذى أسلم على يدى عمرو بن العاص واستشهد فدفن هناك ونسبت القرية إليه وكانت كسوة الكعبة تحمل من شطا وأما الان فهى يباب خراب ليس بها الا مدفن شطا وعليه قبة لطيفة وقد زرته ثلاث مرات فتأمل ما نقلناه فان مثل هذا لا يكون وهما ( والشطى كغنى دبرة من دبار الارض ) لغة في الظاء المعجمة ( ج شطيان بالكسر ) كذا في المحيط لابن عباد ( وانشطى ) الشئ ( انشعب وشطينا الجزور تشطية سلخناها وفرقنا لحمها ) نقله الازهرى ( و ) شطينا ( الطعام رزأناه ) وفى النوادر ما شطينا هذا الطعام أي ما رزأنا منه ( وشطى الميت كرضى ) مثل ( شصى ) الذى في المحكم وشطى الميت يشطى شطى انتفخ فارتفعت قوائمه كشصاو ضبطه من حد رمى وهكذا هو نص الكسائي عن الاحمر شطى يشطى شطيا فهو شاط وكانه تصحف على المصنف * ومما يستدرك عليه ثوب شطى كغنى بمعنى شطوى وأنشد الجوهرى * تجلل بالشطى والحبرات * و ( الشطو ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( الجانب والناحية ) لغة في الشطء بالهمز ى ( الشظى عظيم ) مستدق ( لازق بالركبة ) كما في المحكم ( أو ) ملزق ( بالذارع ) كما في الصحاح عن الاصمعي ( أو بالوظيف ) كما في الاساس ( أو عصب صغار فيه ) أي في الوظيف كما في التهذيب ( و ) شظى القوم خلاف صميمهم وهو ( اتباع القوم الدخلاء عليهم في الحلف ) نقله الجوهرى وأنشد بمصرعنا النعمان يوم تألبت * علينا تميم من شظى وصميم وفى المحكم هم الموالى والتباع ( و ) الشظى ( الدبرة على أثر الدبرة في المرزعة حتى تبلغ اقصاها ) والجمع أشظية وربما كانت عشر دبرات حكاه بن شميل عن الطائفي كما في التهذيب ( و ) في الصحاح عن الاصمعي وبعض الناس يجعل الشظى ( انشقاق العصب ) وأنشد لامرئ القيس سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا * له حجبات مشرفات على الفال وفى التهذيب قال أبو عبيدة تحرك الشظى كانتشار العصب غيران الفرس لانتشار العصب أشدا حتمالا منه لتحرك الشظى ( كالتشظي ) عن ابن سيده ( و ) الشظى ( جبل ) قال الشاعر ألم ترعصم رؤس الشظى * إذا جاء قانصها تجلب ( و ) في الصحاح عن الاصمعي فإذا تحرك الشظى عن موضعه قيل ( شظى الفرس كرضى ) يشظى ( شظى ) فهو شاظ إذا ( قلق شظاه ) وكذلك تشظى عن ابن سيده وفى الاساس شظى الفرس زوى شظاه ( والشظية ) صريحه انه بفتح فسكون والصواب كغنية ( القوس ) لان خشبتها شظيت أي فلقت عن أبى حنيفة ( و ) الشظية ( عظم الساق وكل فلقة من شئ ) شظية كما في المحكم ومنه الحديث ان الله تعالى لما أراد أن يخلق لابليس نسلا وزوجة ألقى عليه الغضب فطارت منه شظية من نار فخلق منها امرأته أي فلقه وفى الصحاح الشظية الفلقة من العصا ونحوها ( ج شظايا ) وفى التهذيب الشظية شقة من خشب أو قصب أو فضة أو عظم ( وشظى ) كغنى جمع شظية التى هي عظم الساق مثل ركى وركية وهو اختيار ابن سيده وبه فسر قول الشاعر محاها السنان اليعملى فأشرفت * سناسن منها والشظى لزوق
قال وزعم ابن الاعرابي انها جمع شظى وليس كذلك لان فعلا ليس مما يكسر على فعيل الا أن يكون اسما للجمع فيكون من باب عبيد وكليب وأيضا فانه إذا كان جمع شظى والشظى لا محالة جمع شظاة فانما الشظى جمع الجمع وليس بجمع وقد بينا انه ليس كل جمع يجمع ( و ) الشظية ( فنديرة الجبل ) كأنها شظية انشظت ولم تنقصم أي انكسرت ولم تنفرج وأيضا قطعة قطعت منه كالدار والبيت وبه قسر الحديث تعجب ربك من راع في شظية يؤذن ويقيم الصلاة والجمع الشظايا ( كالشظية بالكسر ) هكذا في سائر النسخ والصواب كالشنظية بزيادة النون كما هو نص التهذيب وذكره الهروي في الغريبين أيضا ( وتشظى العود ) تشقق كما في الاساس وفى الصحاح تشظى الشئ إذا ( تطاير شظايا ) وأنشد لفروة بنت ابان يا من أحس بنيى اللذين هما * كالدرتين تشظى عنهما الصدف وفى الاساس تشظى اللؤلؤ عن الصدف مجاز ( وأشظاه أصاب شظاه ) قال الصاغانى والقياس شظاه ( ووادى الشظام ) معروف ( والتشظية التفريق ) قال الشاعر فصده عن لعلع وبارق * ضرب يشظيهم على الخنادق أي يفرقهم ويشق جمعهم وهو مجاز ( و ) الشظى ( كغنى ع ) نقله الصغانى ( وشظى الميت ) مثل ( شصى ) ضبطه كرضى والصواب شظى يشظى شظيا من حد رمى كشصا كما هو نص الازهرى وكذلك شظى السقاء يشظى وهو إذا ملئ فارتفعت قوائمه ( والشنظاة (1/8454)
رأس الجبل ) كانه شرفة مسجد والجمع الشناظى نقله الازهرى * ومما يستدرك عليه شظى الفرس تشظية جعله يقلق شظاه والتشظى التفرق والتشقق وشظى العود فلق وانشظت الرباعية انكسرت والشظاء كسماء جبل قال عنترة كمدلة عجزاء تلحم ناهضا * في الوكر موقعها الشظاء الا رفع وشواظى الجبال رؤسها وقال أبو عبيدة في رؤس المرفقين ابرة وهى شظية لازقة بالذراع ليست منها والشظى بكسرتين مع تشديد الياء جمع شظية كغنية للفلقة عن الكسائي نقله الصغانى و ( أشعى به ) اشعاء ( اهتم ) به نقله الصغانى عن ابن حبيب ( و ) أشعى ( القوم الغارة أشعلوها ) نقله الجوهرى وابن سيده ( وغارة شعواء ) أي فاشية ( متفرقة ) كما في الصحاح وأنشد لا بن قيس الرقيات كيف نومى على كالفراش ولما * تشمل الشام غارة شعواء ( وشجرة شعواء منتشرة الاغصان ) عن ابن سيده ( والشاعى البعيد ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( الشائع من الانصباء ) مقلوب منه ( و ) قال الاصمعي ( جاءت الخيل شواعى ) وشوائع ( أي متفرقة ) وأنشد لا بى مسروق الا جدع بن مالك الوادعى من همدان وكأن صرعيها كعاب مقامر * ضربت على شزن فهن شواعى أراد شوائع فقلبه كما في الصحاح ( والشعو انتفاش الشعر ) عن ابن الاعرابي قال ( والشعى كهدى خصل الشعر المشعان والشعوانة الجمة منه ) أي من الشعر المشعان ( و ) شعوانة ( امراة ) وهى العابدة المشهورة ذكرها ابن نقطة ( والشعواء ) اسم ( ناقة ) للعجاج ابن رؤبة ( والشعيا في ش ع ى ) كذا في النسخ والصواب وشعيا في س ع ى وقد مر هناك ان الشين لغة فيه وهو اسم نبى من انبياء بنى اسرائيل ( وشعية كحمزة ) هكذا ضبطه السليمانى ( أو ) مثل ( سمية ) كما ضبطه غير واحد ( بنت حبيب أو هو الحميس ) بدل حبيب هكذا هو في كتاب الذهبي بالوجهين في ضبط اسمها وفى والدها ولم يذكر من روت عنه ولا من روى عنها ( و ) شعية ( كسمية بنت الجلندى ) وفى التكملة بنت الجليد ( روت عن أبيها عن أنس ) وعن أمها عن أم سلمة و ( الشغا اختلاف ) الاسنان أو اختلاف ( نبتة الاسنان ) كما في المحكم ( بالطول والقصر والدخول والخروج ) وفى الاساس هو اختلاف النبتة والتراكب أو ان لا تقع الاسنان العليا على السفلى وقد ( شغت سنه شغوا ) كعلو ( وشغا كدعا ورضى ) وعلى الاخير اقتصر الجوهرى ومصدره شغا مقصور ورجل أشغى بين الشغا ( وهى شغياء وشغواء ) وفى الصحاح السن الشاغية هي الزائدة على الاسنان وهى التى تخالف نبتتها نبتة غيرها من الاسنان يقال رجل أشغى وامرأة شغواء والجمع شغو انتهى ووجدت في حاشية الكتاب بخط أبى زكريا الشاغية هي التى نخالف نبتتها نبتة غيرها سواء كانت زائدة أو غير زائدة ولا يختص الشق بالزائدة دون غيرها ووجدت على حاشية نسخة أبى سهل الهروي مانصه الشاغية المعوجة لا الزائدة وهذا خطأ من المصنف وانما غره قول ابن قتيبة في أدب الكاتب تبرأت إليهم من الشغا فردوها على بالزيادة ولم يعرف المعنى انتهى ( والشغواء العقاب ) لفضل منقارها الأعلى على الاسفل عن الجوهرى وأنشد * شغواء توطن بين الشيق والنيق * زاد ابن سيده وقيل لتعقف منقارها ( والتشغية تقطير البول ) قليلا قليلا عن الليث ( وأشغوا به خالفوا الناس في أمره ) وكأنه مأخوذ من شغا الاسنان * ومما يستدرك عليه أشغى ببوله اشغاء قطر قليلا قليلا عن
ابن الاثير والمشتغى المفارق لكل الف والذى نغضت سنه وبهما فسر قول رؤبة * فاعسف بناج كالرباع المشتغى * ( ى ) هكذا في النسخ والحرف يائى واوى ( الشفاء ) ككساء ( الدواء ) وأصله البرء من المرض ثم وضع موضع العلاج والدواء ومنه قوله تعالى فيه شفاء للناس وقال الراغب الشفاء من المرض موافاة شفاء السلامة وصار اسما للبرء ( ج أشفية ) كسقاء وأسقية و ( جج ) جمع الجمع ( أشافى ) كاساقى ومنه سجعة الاساس مواعظه لقلوب الاولياء أشافى وفى أكباد الاعداء اشافى ( و ) قد ( شفاه ) الله من مرضه ( يشفيه ) شفاء ( برأه ) كذا في النسخ وفى المحكم أبرأه ( و ) شفاه ( طلب له الشفاء كاشفاه ) كذا في المحكم ( و ) شفت ( الشمس ) شفى ( غربت ) وقال ابن القطاع غابت وذهبت الا قليلا ومثله في التهذيب ( كشفيت شفى ) كرضى ويقال أتيته بشفى من ضوء الشمس قال الشاعر وما نيل مصر قبيل الشفى * إذا نفحت ريحه النافحه أي قبيل غروب الشمس ( و ) من المجاز ( ما بقى ) منه ( الاشفى ) أي ( الا قليل ) وفى الاساس أي طرف ونبذ وفى حديث ابن عباس ما كانت المتعة الا رحمة رحم الله بها أمة محمد فلو لا نهيه عنها ما احتاج أحد الى الزنا الاشفى قال عطاء والله لكانى أسمع قوله الا شفى أي الا ان يشفى أي يشرف على الزنا ولا يواقعه فأقام الاسم وهو الشفى مقام المصدر الحقيقي وهو الاشفاء على الشئ نقله ابن الاثير عن الازهرى والذى في التهذيب قوله الا شفى أي الا خطيئة من الناس قليلة لا يجدون شيأ يستحلون به الفرج ( والا شفى ) بالكسر والقصر ( المثقب ) يكون للاساكفة وقال ابن السكيت الا شفى ما كان للاساقى والمزاود وأشباهها والمخصف للنعال كما في الصحاح وحكى ثعلب عن العرب ان لا طمته لا طمت الا شفى أي لا طمه كان عليه لاله وقول الشاعر * ميبرة العرقوب اشفى المرفق * أي مر فقها حديد كالاشفى والجمع الا شافي ( و ) الا شفى أيضا ( السراد يخرز به ) كما في التهذيب يذكر ( ويؤنث والشفى ) مقصور ( بقية الهلال ) والبصر والنهار وشبهها كما في التهذيب وفى الصحاح يقال للرجل عند موته وللقمر عند امحاقه وللشمس عند غروبها ما بقى منه الا شفى أي قليل قال العجاج ومر بأعل لمن تشرفا * أشرفته بلا شفى أو بشفى (1/8455)
قوله بلا شفا أي قد غابت الشمس أو بشفا أي وقد بقيت منها بقية ( و ) الشفا ( حرف كل شئ ) والجمع اشفاء ويضرب به المثل في القرب من الهلكة قال الله تعالى على شفا جرف هار وقوله تعالى وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ويقال هو على شفا الهلاك وهو مجاز وتثنيته شفوان قال الا خفش لما لم تجز فيه الا مالة عرف انه من الواو لان الاملة من الياء كذا في الصحاح ( وأشفى عليه أشرف ) وحصل على شفاه وهو يستعمل في الشر غالبا ويقال في الخير لغة قاله ابن القطاع ( و ) أشفى ( الشئ اياه ) إذا ( أعطاه يستشفى به ) وقال ابن القطاع أشفاه العسل جعله له شفاء ونقله الجوهرى عن أبى عبيدة وقال الازهرى أشفاه وهب له شفاء من الدواء ( واشتفى بكذا ) نال الشفاء ( وتشفى من غيظه ) كما في الصحاح وفى التهذيب تشفى من عدوه إذا نكى فيه نكاية تسره ( وسموا شفاء ) وغالب ذلك في أسماء النساء فمنهن الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية والشفاء بنت عبد الرحمن الانصارية والشفاء بنت عوف أخت عبد الرحمن صحا بيات ( والا شفياء أكمة ) كذا في التكملة وقال أبو عمر والا شفيان كانه مثنى الا شفى وهما ظربان مكتنفا ماء يقال له الطنى لبنى سليم قاله نصر * ومما يستدرك عليه استشفى طلب الشفاء واستشفى المريض من علته بر أو يقال شفاء العمى السؤال وهو مجازو أشفى سار في شفا القمر وهو آخر الليل وأشفى أشرف على وصية أو وديعة وأشفى زيد عمرا إذا وصف له دواء يكون شفاؤه فيه وأشفى إذا أعطى شيأ ما قال الشاعر ولا تشفى أباها لو أتاها * فقيرا في مباءتها صماما وأخبره فلان فاشتفى به أي نفع بصدقه وصحته وشفاه بكل شئ تشفية عالجه بكل ما يشتفى به وما شفى فلان أفضل مما شفيت أي ما ازداد وربح قيل هو من باب الابدال كتقضى وشفية كسمية بئر قديمة بمكة حفرتها بنو أسد والا شافي كانه جمع اشفى الذى يخزز به واد في بلاد بنى شيبان قال الاعشى أمن جبل الأمرار صرت خيامكم * على نبا ان الا شافي سائل قال ياقوت هذا مثل ضربه الاعشى لان أهل جبل الامرار لا يرحلون الى الا شافي ينتجعونه لبعده الا ان يجدبوا كل الجدب ويبلغهم انه مطر وسال ( وشفت الشمس تشفو ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده أي ( قاربت الغروب ) قال ومر في الياء لان الكلمة يائية واوية ( و ) شفا ( الهلال ) إذا ( طلع و ) شفا ( الشخص ) إذا ( ظهرو ) أبوا الحصين ( الهيثم بن شف كعم ) الرعينى ( محدث ) عن أبى ريحانة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضالة بن عبيد وعبد الله بن عمرو وعنه يزيد بن أبى حبيب وعباس القتبانى ( وقول المحدثين شفى كرضى أو سمى لحن ) والصواب الاول كما قاله النسائي وغيره ( وشفى كسمى ابن ماتع ) الاصبحي ( محدث ) عن أبى هريرة وعبد الله بن عمرو وعنه ابنه حسين وعقبة بن مسلم وربيعة بن سيف مات سنة 105 وابنه ثمامة بن شفى محدث أيضا ( والشفة ) للانسان معروفة و ( نقصانها ) اما ( واو ) تقول ثلاث شفوات ( أو هاء ) وتجمع شفاها ومنه المشافهة ( وتقدم ) في الهاء * ومما يستدرك عليه الشفا حرف الشئ حكى الزجاج في تثنيته شفوان والحروف الشفوية منسوبة الى الشفة عن الخليل وشفية كغنية ركية على بحيرة الاحساء ورجل أشفى هو الذى لا تنضم شفتاه وامرأة شفياء كذا ذكره ابن عباد وذو شفى كسمى ابن مشرق بن زيد بن جشم الهمداني ( والشقا ) بالقصر ( الشدة والعسر ) نقله الازهرى ( ويمد ) وقد ( شقى كرضى ) انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها يشقى انقلبت في المضارع ألفا لفتحة ما قبلها وتقول يشقيان فيكونان كالماضي كما في الصحاح ( شقاوة ويكسر ) وبه قرأ قتادة ربنا غلبت علينا شقاوتنا وهى لغة وانما جاء بالواو لانه بنى على التأنيث في أول أحواله وكذلك النهاية فلم تكن الياء والواو حرفي اعراب ولو بنى على التذكير لكان مهموزا كقولهم عظاءة وعباءة وصلاءة وهذا أعل قبل دخول الهاء ( وشقا ) بالقصر ( وشقاء ) بالمد ( وشقوة ويكسر ) وبهما قرئ أيضا قال الراغب الشقاوة خلاف السعادة والشقوة كالردة والشقاوة كالسعادة من حيث الاضافة وكما أن السعادة في الاصل ضربان سعادة أخروية وسعادة دنيوية ثم السعادة الدنيوية ثلاثة أضرب سعادة نفسية وبدنية وخارجية كذلك الشقاوة على هذه الا ضرب وهى الشقاوة الاخروية والدنيوية قال وقال بعضهم قد يوضع الشقاء موضع التعب نحو شقيت في كذا وكل شقاوة تعب وليس كل تعب شقاوة فاتعب أعم من الشقاوة ( وشقاه الله وأشقاه ) ضد أسعده الله وهو شقى من قوم أشقياء بين الشقوة بالكسر والفتح وقوله تعالى ولم أكن بد عائك رب شقيا أراد كنت مستجاب الدعوة ( والمشقى ) بالكسر ( المشط لغة في الهمز وأشقى ) إذا ( سرح به ) كلاهما عن أبى زيد ( وشاقاه ) مشاقاة وشيقاء ( عالجه في الحرب ونحوه ) صوابه ونحوها
كما في التهذيب وفى الصحاح عاناه وما رسه ( و ) شاقاه ( غالبه في الشقاء فشقاه يشقوه ) أي ( غلبه ) نقله الجوهرى وفى المحكم كان أشد شقاء منه ( والشاقى من الجبال الحيد الطالع الطويل ) لا يستطاع ارتقاؤه ( ج شواق ) قال الصغانى والقياس الهمز * ومما يستدرك عليه المشاقاة وأيضا المصابرة وهو مجاز قال الراجر إذا يشاقى الصابرات لم يرث * يكاد من ضعف القوى لا ينبعث يعنى جملا يصابر الجمال مشيا وهو أشقى من أشقى ثمود وأشقى من رائض مهر أي أتعب وهو مجاز ويجمع الشاقى من الجبال على شقيان بالضم أيضا وشقا ناب البعير شقيا طلع لغة في الهمز عن ابن سيده ( يوشكا ) فلان ( أمره الى الله ) تعالى يشكو ( شكوى (1/8456)
وينون وشكاة وشكاوة وشكية ) كغنية ( وشكاية بالكسر ) على حد القلب كعلاية الا ان ذلك علم فهو أقبل للتغيير وانما قلبت واوه ياء لان أكثر مصادر فعالة من المعتل انما هو من قسم الياء كالجراية والولاية والوصاية فحملت الشكاية عليه لقلة ذلك في الواو والمعنى أخبره بضعف حاله وشكى فلانا إذا أخبره بسوء فعله به ( وتشكى واشتكى ) كشكا وقال الراغب الشكاية اظهار البث يقال شكوت واشتكيت ومنه قوله تعالى انما أشكو بثى وحزني الى الله وقوله تعالى وتشتكى الى الله وأصل الشكو فتح الشكوة واظهار ما فيها وهى سقاء صغير وكانه في الاصل استعارة كقولهم بثثت له ما في وعائي ونفضت له ما في جرابى إذا أظهرت ما في قلبك ( وتشاكوا شكا بعضهم الى بعض والشكو والشكوى والشكواء ) بالمدعن الازهرى ( والشكاة والشكاء المرض ) نفسه قال أبو المجيب لابن عمته ما شكاؤك يا ابن حكيم قال انتهاء المدة وانقضاء العدة وأنشد الازهرى أخ ان تشكى من أذى كنت طبه * وان كان ذاك الشكوبى فأخى طبى ( وقد شكاه ) شكوا وشكاة وشكوى وتشكى واشتكى ( والشكى كغنى المشكو والموجع ) أي الذى يشتكى فعيل أو مفعول قال الطرماح * وسمى شكى ولساني عارم * ( و ) الشكى أيضا ( من يمرض أقل مرض وأهونه كالشاكي ) كما في المحكم ( وأشكى فلانا وجده شاكيا ) وفى التهذيب أشكى صادف حبيبه يشكو ( و ) أشكى ( فلانا من فلان أخذله منه ما يرضيه ) نقله ابن سيده ( و ) أشكى ( فلانا زاده أذى وشكاية ) يقال شكانى فأشكيته إذا زدته أذى وشكوى نقله الازهرى وفى المحكم أتى إليه ما يشكو به فيه وفى الصحاح أشكيت فلانا إذا فعلت به فعلا أحوجه الى أن يشكوك ( و ) أشكى أيضا إذا ( أزال شكايته ) وفى الصحاح إذا أعتبه عن شكواه ونزع من شكاية فأزاله عما يشكوه وفى المصباح فالهمزة للسلب ( ضد ) ومنه الحديث شكونا الى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حر الرمضاء في جباهنا فلم يشكنا أي لم يزل شكايتنا ( وهو يشكى بكذا ) أي ( يتهم به ) حكاه يعقوب في الالفاظ وأنشد قالت له بيضاء من أهل ملل * رقراقة العينين تشكى بالغزل ( والشكوة وعاء من أدم للماء واللبن ) وقال الراغب وعاء صغير يجعل فيه الماء وفى الصحاح هو جلد الرضيع وهو للبن فإذا كان جلد الجذع فما فوقه سمى وطبا وفى المحكم مسك السخلة مادام يرضع وقيل وعاء من أدم يبرد فيه الماء ويحبس فيه اللبن وفى التهذيب مادامت ترضع فإذا فطم فمسكه البدرة فإذا أجذع فمسكه السقاء ( ج شكوات ) محركة ( وشكاء ) بالكسر والمد ( وشكت النساء تشكية ) في قول الرائد ( واشتكت ) اشتكاء ( و ) قال ثعلب انما هو ( تشكت ) النساء أي ( اتخذتها المخض اللبن ) لانه قليل أي أن الشكوة صغيرة قال يمخض فيها الا القليل وفى التهذيب شكى وتشكى اتخذ الشكوة قال الشاعر وحتى رأيت العنز تشرى وشكت الأيامى وأضحى الريم بالد وطاويا قال العنز تشرى للخصب سمنا ونشاطا وأضحى الريم طاويا أي طوى عنقه من الشبع فربض وشكت الأيامى أي كثر الرسل حتى صارت الايم يفضل لها لبن فتحقنه في شكوتها ( والشكو الحمل الصغير ) نقله ابن سيده ( و ) شكو ( أبو بطن ) من العرب عن ابن دريد ( والمشكاة بالكسر كل كوة غير نافذة ) كما في المحكم ونقله الجوهرى عن الفراء وفى الاساس طوبق في الحائط غير نافذ وقال ابن جنى ألفها منقلبة عن واو بدليل أنهم قد تنحوابها منحاة الواو كما يفعلون بالصلوة ومنه قوله تعالى كمشكوة فيها مصباح وقال الزجاج قيل هي بلغة الحبشة وهى في كلام العرب وذكره ابن الجواليقى في المعرب والخفاجي في شفاء الغليل وجمهور المفسرين كابن جبير وسعيد بن عياض يقولون هي الكوة في الحائط غير النافذة وهى أجمع للضوء والمصباح فيها أكثر انارة في غيرها وقال مجاهد المشكاة العمود الذى يكون المصباح على رأسه وقال أبو موسى المشكاة الحديدة أو الرصاصة التى يكون فيها الفتيل وقال الازهرى بعد ما نقل كلام الزجاج أراد والله أعلم بالمشكاه قصبة الزجاجة التى يستصبح فيها وهى موضع الفتيلة شبهت بالمشكاة وهى الكوة
انتهى وقال مجاهد أيضا المشكاة الحديدة التى يعلق بها القنديل قال ابن عطية وقول ابن جبير أصح الاقوال ونقل السهيلي عن المفسرين في تفسير الاية أي مثل نوره في قلب المؤمن كمشكاة فهو إذا نور الايمان والمعرفة المجلى لكل ظلمة وشك وقال كعب المشكاة صدر محمد صلى الله تعالى عليه وسلم والمصباح لسانه والزجاجة فمه ( و ) رجل ( شاكى السلاح ) أي ( ذوشوكة وحد في سلاحه ) قالب الاخفش هو مقلوب من شائك قاله الجوهرى وقد تقدم تحقيقه في الكاف ( والشاكى الاسد والشكى بتشديد الكاف ) مع ضم الشين من السلاح معرب ( ذكر في ش ك ك ووهم الجوهرى ) في ذكره هنا نبه عليه الصاغانى ( وشكى كحتى ة بارمينية منها اللجم والجلود ) الشكية ( وشكى شاكيه تشكية كف عنه و ) أيضا ( طيب نفسه ) هكذا في النسخ وهو تصحيف قبيح وقع فيه المصنف والصواب وسلى شاكيه أي طيب نفسه وعزاه عما عراه وكل شئ كف عنه فقد سلى شاكيه كذا في التكملة فتأمل * ومما يستدرك عليه الشكية كغنية اسم للمشكو كالرمية اسم للمرمى والجمع شكايا ويجمع الشكوى على شكاوى وتشكى واشتكى مرض ويستعمل الشكو في الوجد أيضا وأشكاه أبثه شكواه وما كابده من الشوق والشكاة العيب ومنه قول ابن الزبير حين عيره رجل بأمه ذات النطاقين * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها * ويقال للبعير إذا أتعبه السير فمد عنقه وكثر أنينه قد شكا ومنه قول الشاعر شكى الى جملى طول السرى * صبرا جميلا فكلا نا مبتلى (1/8457)
والشكية كسمية تصغير الشكوة للسقاء وسلى شاكى أرض كذا إذا تركها فلم يقربها وشكا فلان تشققت أظفاره نقله الأزهري وشاكاه مشاكاة شكاه أو أخبر عن مكروه أصابه وجمع الشكوة شكى وأشكى اتخذا الشكوة نقله ابن القطاع وذو الشكوة أبو عبد الرحمن بن كعب بن ثعلبة القينى كان يوم أجنادين مع أبى عبيدة بن الجراح وكانت تكون له شكوة إذا قاتل ( ى شكيت ) أهمله الجوهرى وقال غيره هي ( لغة في شكوت والشكية ) كرمية ( البقية ) من الشئ نقله الصاغانى ( والشلو بالكسر العضو ) من أعضاء اللحم كما في الصحاح ومنه الحديث ائتنى بشلوها الايمن جمعه أشلاء كحمل وأحمال قال الازهرى انما سمى شلوا لانه طائفة من الجسد ( و ) أيضا ( الجسد من كل شئ ) قال ابن دريد شلو الانسان جسده بعد بلاه وفى الصحاح أشلاء الانسان أعضاؤه بعد البلى والتفرق وأنشد الليث للراعي فادفع مظالم عيلت أبناء نا * عنا وأنقذ شلونا المأكولا ( كالشلا ) عن ابن سيده قال هو الجلد والجسد من كل شئ وفى الحديث قال في الورك ظاهره نسا وباطنه شلا يريد لالحم على باطنه ( وكل مسلوخ أكل منه شئ وبقيت منه بقية ) شلو وشلا ( ج أشلاء ) ومنه حديث على وأشلاء جامعة لا عضائها ( وأشلى دابته أراها المخلاة لتأتيه و ) أشلى ( الناقة دعاها ) باسمها ( للحلب ) قال حاتم يذكر ناقة دعاها فاقبلت إليه اشليتها باسم المزاج فأقبلت * رتكا وكانت قبل ذلك ترسف وكذلك أشلى الشاة قاله ابن السكيت وأنشد الجوهرى للراعي وان بركت منها عجاساء جلة * بمحنية أشلى العفاس وبروعا وقال آخر أشليت عنزي ومسحت قعبى * ثم تهيأت لشرب قأب ( واستشلى ) الرجل ( غضب و ) استشلى ( غيره دعاه لينجيه ) ويخرجه ( من ضيق أو هلاك ) وفى الصحاح من موضع أو مكان ( كاشتلاه ) وأنشد الجوهرى للقطامي يمدح رجلا قتلت كلبا وبكرا واشتليت بنا * فقد أردت بان يستجمع الوادي ( و ) استشلاه واشتلاه ( استنقذه ) وهو مجاز ومنه حديث مطرف بن عبد الله وجدت هذا العبد بين الله وبين الشيطان فان استشلاه ربه نجا وان خلاه والشيطان هلك أي ان أغاث عبده ودعاه فأنقذه من الهلكة فقد نجا فذلك الا ستشلاء وأصله في الدعاء وشاهد الاشتلاء الحديث اللص إذا قطعت يده سبقت الى النار فان تاب اشتلاها أي استنقذ بنيته حتى يده ( والمشلى بفتح اللام مشددة ) أي مع ضم الميم ولو قال كمعلى كان أخصر ( القضيف ) وهو الخفيف اللحم من الرجال ( وشلا كدعاسارو ) أيضا إذا ( رفع شيأ ) عن ابن الاعرابي نقله الازهرى ( والشلية ) كغنية ( الفدرة ) أي القطعة ( و ) أيضا ( بقية المال ) والجمع شلايا عن ابن الاعرابي يقال بقيت له شيلة من المال أي بقية ولا يقال الا في المال ونقله الجوهرى عن أبى زيد ( وأشلاء اللجام سيوره ) كما في الاساس ( أو التى تقادمت فدق حديدها ) وفى المحكم حدائده بلا سيور وأراه على التشبيه بالعضو من اللحم قال كثير رأتنى كأشلاء اللجام وبعلها * من القوم أبزى منحن متطامن * ومما يستدرك عليه الشلو البقية قال أوس بن حجر يشير الى يوم جبلة فقلتم ذاك شلو سوف نأكله * فكيف أكلكم الشلو الذى تركا والشلوة العضوو الشلى كغنى بقايا كل شئ وهو من أشلاء القوم أي بقاياهم وأشلى الكلب وقرقس به إذا ادعاه وأشلاه على الصيد مثل أغراه زنة ومعنى عن ابن الاعرابي وجماعة ومنه قول زياد الاعجم
أتينا أبا عمرو فأشلى كلابه * علينا فكدنا بين بيتيه نؤكل ويروى فأغرى كلابه ومنعه ثعلب وابن السكيت قال يقال أو سدت الكلب وآسدته إذا أغريته به ولا يقال أشليته انما الا شلاء الدعاء كما في الصحاح والمصباح ويجمع الشلو بمعنى العضو على أشل أيضا كدلو وأدل ووزنه أفعل كأضرس حذفت الضمة والواو استثقالا والحق بالمنقوص ومنه الحديث وأشل من لحم والمشالى بلغة الحجاز اسم لما يشرط به على الخدود كأنها جمع مشلاة وبنو المشلى باليمن ( وشما يشمو شموا ) كسما يسموا سموا أهمله الجوهرى وقال الازهرى والصاغانى عن ابن الاعرابي أي ( علا أمره ) قال ( والشما مقصورة الشمع ) * قلت وكأنه على التخفيف البدلى ( ى شانيا ) بالقصر أهمله الجوهرى وقال الصاغانى هي ( ناحية بالكوفة والشوانئ ) ذكرت ( في الهمز ) ( وشنوة ) بضم النون وتشديد الواو أهمله الجوهرى هنا ولكن صرح به في الهمزة أنها ( لغة في شنوءة ) ولا يخفى أن مثل هذا لا يكتب بالحمرة وكأن المصنف تبع ابن سيده في تفريقهما في موضعين ( وهو شنوى ) قال ابن سيده ولذا قضينا نحن أن قلب الهمزة واوا في شنوة من قولهم ازد شنوة بدل لا قياس لانه لو كان قياسا لم تثبت في النسب واوا فان جعلت تخفيفها قياسيا قلت شنئ كشنعى لانك كأنك انما نسبت الى شنوءة فتفطن قال ( و ) حكى اللحيانى ( رجل مشنو ومشني ) أي ( مشنوء ) لغة فيه أي مبغض وأنشد (1/8458)
الا يا غراب البين مم تصيح * فصوتك مشنو الى قبيح فمشنى يدل على أنه لم يرد في مشتو الهمز بل قد ألحقه بمرضو ومرضى ومدعو ومدعى * قلت وفى الحديث عليكم بالمشنية النافعة وهى الحساء وهى كمرضية بمعنى البغيضة وهو شاذ * ومما يستدرك عليه شنيت بالامر كرضى اعترفت به كما في المصباح ( ى شوى اللحم ) يشويه ( شيا فاشتوى وانشوى ) كما في المحكم وقال الجوهرى يقال انشوى اللحم ولا تقل اشتوى وأنشد قد انشوى شواؤنا المرعبل * فاقتربوا الى الغداء فكلوا ومثله في المصباح فقال ولا يقال في المطاوع فاشتوى على افتعل لان الافتعال فعل الفاعل ( وهو الشواء بالكسر ) وهو فعال بمعنى مفعول ككتاب بمعنى مكتوب ( والضم ) لغة فيه كغراب وأنشد القالى ويخرج للقوم الشواء يجره * بأقصى عصاه منضجا وملهوجا قال والكسر أكثر وأفصح ونقل الصاغانى الضم عن الكسائي ( و ) الشوى ( كغنى ) أنشد ابن سيده ومحسبة قد أخطأ الحق غيرها * تنفس عنها حينها فهى كالشوى ( و ) قد يستعمل شوى في تسخين الماء فيقال شوى ( الماء ) يشويه إذا ( أسخنه ) عن ابن الاعرابي ومنه قول الشاعر بتنا عذوبا وبات البق يلسبنا * نشوى القراح كأن لاحى بالوادي أي نسخن الماء فنشربه لانه إذا لم يسخن قتل من البرد أو آذى وذلك إذا شرب على غير غذاء ( وشواهم تشوية وأشواهم أعطاهم لحما ) طريا ( يشوون منه ) عن أبى زيد وقال غيره أطعمهم شواء ( وما يقطع من اللحم شواية بالضم ) وقيل هو ما يقطعه الجازر من أطراف الشاة ( وأشوى القمح افرك وصلح ان يشوى ) عن ابن سيده ( و ) من المجاز ( الشوى ) كالنوى ( الامر الهين ) الحقير ومنه كل ذلك شوى ما سلم دينى قال ابن الاثير هو من الشوى الاطراف ومنه حديث مجاهد كل ما أصاب الصائم شوى الا الغيبة أي كل شئ أصابه لا يبطل صومه الا الغيبة فانها تبطله فيه له كالمقتل والشوى ما ليس بمقتل ( و ) من المجاز اعطاه من الشوى وهو ( رذال المال ) الابل والغنم وصغارها قال الشاعر أكلنا الشوى حتى إذا لم ندع شوى * أشرنا الى خيراتها بالاصابع ( و ) الشوى ( اليدان والرجلان و ) قيل جماعة ( الاطراف و ) الشوى ( قحف الرأس ) من الادميين كما في الصحاح واحدتها شواة ( و ) كل ( ما كان غير مقتل ) فهو شوى وفى الصحاح شوى الفرس قوائمه لانه يقال عبل الشوى ولا يكون هذا للرأس لانهم وصفوا الخيل باسالة الخدين وعتق الوجه وهو رقته ( وأشواه ) الرامى ( أصاب شواه ) أي الاطراف ( لا مقتله ) والاسم الشوى وأنشد الجوهرى لخالدين بن زهير فان من القول التى لا شوى لها * إذا زل عن ظهر اللسان انفلاتها يقول ان من القول كلمة لا تشوى ولكن تقتل ( كشواه ) تشوية كذا في النسخ والصواب بالتخفيف كما في التكملة وفى النهاية شويته أصبت شواته ( والمشوى كالمهدى الذى أخطأه الحجر ) من الحية فهو حى ومنه قول الشاعر كأن لدى ميسورها متن حية * تحرك مشواها ومات ضريبها شبه ما كان بالارض غير متحرك بما أصابه الحجر منها فهو ميت ( والشواية مثلثه بقية قوم أو مال هلك ) وفى التهذيب الشواية البقية من المال أو القوم الهلكى ( كالشوية ) كغنية وهذه عن الجوهرى ( ج شوايا ) وهم بقايا قوم هلكواو وأنشد فهم شر الشوايا من ثمود * وعوف شر منتعل وحافى ( و ) الشواية ( من الابل والغنم رديئها ) ورذالها ضبطه ابن سيده بالكسر والفتح ( و ) الشواية ( من الخبز القرص ) وفى الصحاح
والمحكم شواية الخبز القرص ( والشوى ) كغنى ( والشية كعدة الشاء ) عن ابن الاعرابي والواحد شاة للذكر والانثى قال ابن الاثير الشوى اسم جمع للشاة أو جمع لها نحو كليب ومعيز ومنه حديث ابن عمر مالى وللشوى وقال الراغب الشاة أصلها شاهة بدلالة قولهم شياه وشويهة وقد ذكر في موضعه ( والشاوى صاحبه ) أي صاحب الشاء وأنشد الجوهرى لمبشربن هذيل الشمخى لا ينفع الشاوى فيها شانه * ولا حماراه ولا علاته ويقال تعشى فلان ( وأشوى ) أي ( أبقى من عشائه بقية ) نقله الجوهرى وفى الاساس فأبقى شوى منه وهو مجاز ( و ) أشوى ( اقتنى رذال المال و ) أشوى ( القوم أطعمهم شواء كشواهم ) تشوية ( و ) أشوى ( العسف ) إذا ( اصفر لليبوس ) كأنه أصابه شئ ( وسعفه شاوية ) بتشديد الياء أي ( يابسة ) فاعلة بمعنى مفعولة ( و ) هو ( عيى شيى ) عن الكسائي ( و ) عوى ( شوى ) على المعاقبة ( اتباع وما أعياه و ) ما ( أشياه و ) ما أعياه ( وأشواه وجاء بالعى والشى ) كل ذلك اتباع قال ابن سيده واوشى مدغمة في يائها ( والشاة المرأة ) يكنى بها عنها كما يكنى عنها بالنعجة قال عنترة يا شاة ما قنص لمن حلت له * حرمت على وليتها لم تحرم فأنثها ( و ) الشاة ( كواكب صغار ) بين القرحة والجدى ( و ) الشاة ( الثور الوحشى خاص بالذكر ) ولا يقال للانثى ( والشى ع ) (1/8459)
ذكر في الجمهرة والتكملة الا انه بلا لام ( والشيان دم الاخوين ) قال الجوهرى وهو فعلان ( و ) أيضا ( البعيد النظر ) نقله الجوهرى أيضا ( والشوشاء ) وفى الصحاح الشوشاة كموماة ( الناقة السريعة ) * ومما يستدرك عليه اشتوى اللحم مثل شواه أو اتخذه وأشواه لغة فيه كما في المصباح وشواه لحما اعطاه اياه والشواية بالضم الشئ الصغير من الكبير نقله الجوهرى وتقوله العامة بحذف الالف والشواة جلدة الرأس الجمع شوى ومنه قوله تعالى نزاعة للشوى ويقال الشواة ظاهر الجلد كله ويستعمل الشوى في كل ما أخطأ غرضا وان لم يكن له مقتل ولا شوى ومنه قول عمرو ذى الكلب * فقلت خذها لا شوى ولاشرم * والشوى الخطأ والبقية والابقاء والشواة القطعة من الشواء وأنشد أبو عمرو وانصب لنا الدهماء طاهى وعجلن * لنا بشواة مر معل ذؤوبها ( وشهيه كرضيه ودعاه ) يشهاه ويشهو شهوة الاخير لغة عن أبى زيد ( واشتهاه وتشهاه أحبه ورغب فيه ) في المصباح الشهوة اشتياق النفس الى الشئ والجمع شهوات وأشهية وقال الراغب أصل الشهوة نزوع النفس الى ما تريده وذلك في الدنيا ضربان صادقة وكاذبة فالصادقة ما يحتل البدن من دونه كشهوة الطعام عند الجوع والكاذبة مالا يختل من دونه وقد يسمى المشتهى شهوة وقد يقال للقوة التى لها تشتهى الشئ شهوة وقوله تعالى زين للناس حب الشهوات يحتمل الشهوتين وقوله عز وجل واتبعوا الشهوات فهذا من الشهوات الكاذبة ومن المشتهيات المستغنى عنها انتهى والشهوة الخفية كل شئ من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وان لم يعمل وقيل حب اطلاع الناس على العمل وقوله تعالى وحيل بينهم وبين ما يشتهون أي يرغبون فيه من الرجوع الى الدنيا ( والرجل شهى ) كغنى ( وشهوان وشهوانى ) إذا كان شديد الشهوة ومنه قول رابعة يا شهواني ( وهى شهوى ج شهاوى ) كسكارى يقال قوم شهاوى أي ذو وشهوة شديدة للأكل وقال العجاج * فهى شهاوى وهو شهواني * ( وأشهاه أعطاه مشتهاه و ) أشهاه ( أصابه بعين ) مقلوب أشآه ( وتشهى ) على فلان كذا ( اقترح شهوة بعد شهوة ورجل شاهى البصر ) أي ( حديده ) مقلوب شائه البصر نقله الجوهرى ( وموسى شهوات شاعر م ) معروف هو موسى بن يسار مولى بنى تيم لقب به بقوله ليزيد بن معاوية لست منا وليس خالك منا * يا مضيع الصلاة للشهوات ( وشاهاه ) مشاهاة ( أشبه ) * ومما يستدرك عليه الشهوة كما تجمع على شهوات تجمع على أشهية كما في المصباح وعلى شها كغرف نقهل أبو حيان نقله أبو حيان في شرح التسهيل وأنشد لامرأة من بنى نصر بن معاوية فولا الشهى والله كنت جديرة * بان أترك اللذات في كل مشهد ثم قال والنحاة لم يذكروا جمع فعلة معتل اللام على فعل * قلت وهو جمع نادر ونظيره صهوة وصها كما سيأتي وماء شهى لذيذ زنة ومعنى وما أشهاها وما أشهانى لها قال سيبويه إذا قلت ما أشهاها الى فانما تخبر انها متشهاه وكانه على شهى وان لم يتكلم به فما أشهاها كما أحظاها وإذا قلت ما أشهانى فانما تخبر أنك شاه وهذا شئ يشهى الطعام أي يحمل على استهائه نقله الجوهرى والمشتهى الشهوة وقصر المشتهى في روضة مصر خرب الان وفيه يقول سيدى عمر بن الفارض قدس سره وطنى مصروفيها وطرى * ولنفسي مشتهاها مشتهاها والشاهية الشهوة مصدر كالعاقبة ورجل شهاء كثير الشهوة وقال ابن الاعرايى شاهاه في اصابة العين وشاهاه إذا مازحه وشها بالضم مقصورا وبالكسر قرية أسفل المنصورة في البحر الصغير وقد وردتها ( ى شياء ) ككساء أهمله الجماعة وهى ( ة
بخارا منها أبو نعيم عبد الصمد بن على ) بن محمد ( الشيائى ) البخاري من أصحاب الرأى روى عن غنجارو الحضرمي ذكره الامير وقال ابن الاثير فقيه صالح عن أبى شعيب صالح بن محمد البخاري وأبى القاسم على بن أحمد الخزاعى كذال في اللباب ( والقياس شيوى ) وهذا إذا كان شيا بالقصر كالنسبة الى الربا والحما ربوي وحموى وأما إذا كان ممدودا فالقياس شيائى ككسائي وما أشبهه فتأمل ( فصل الصاد ) مع الواو والياء ( ى الصئى ) على فعيل ( مثلثة ) اقتصر الجوهرى وغيره على الفتح والضم والكسر عن الكسائي ( صوت الفرخ ونحوه ) كالخنزير والفار واليربوع والسنور والكلب وقد ( صأى كسعى صئيا ) كذا في الصحاح ( صاح ) وأنشد الجوهرى مالى إذا أنزعها صأيت * أكبر غيرني أم بيت وأنشد غيره لجرير لحاالله الفرزدق حين يصأى * صئى الكلب بصبص للعظال وقال العجاج * لهن في شباته صئى * هكذا ضبط بكسر الصاد ( واصأيته ) أنا ( و ) يقال ( جاء بما صأى وصمت ) أي ( بالمال الناطق ) كالرقيق والدواب ( والصامت ) كالثياب والورق قاله الاصمعي وقال ابن الاعرابي بالشاء والابل والذهب والفضة ( والصآة ) كالصعاة عن أبى عبيد ( والصاءة ) كالصاعة ( الماء ) الذى ( يكون في المشيمة ) عن ابن الاعرابي والجمع صاء قال الشاعر * على الرجلين صاء كالخدام * وفى التهذيب هو ماء ثخين يخرج مع الولد وفى المحكم الذى يكون على السلى أو على رأس الولد ثم قال وقيل ان أبا عبيد صحف في قوله صآة كصعاة وقيل له انما هو صاءة كصاعة فقلبته * قلت قد تقدم الضبطان عن ابن الاعرابي فلا يكون أبو عبيد مخطئا في ضبطه * ومما يستدرك عليه يقال للكلبة صئى على فعيل بالكسر لانها تصئ (1/8460)
أي تصوت وصأى يصئى كرمى يرمى لغة في صأى كسعى ومنه ما نقله الجوهرى عن الفراء قال والعقرب أيصا تصئ ومنه المثل تلدغ العقرب وتصئ والواو للحال حكاه الاصمعي في كتاب الفرق وعن أبى الهيثم صاء يصئ كصاع بصيع ومن لغات الصآة الصيأة كضيعة عن ابن الاعرابي ويقال بعت الناقة بصيئتها بالكسر أي بحدثان نتاجها وصيا رأسه تصييأ بله قليلا لغة في الهمز ويروى جاء بما صاء وصمت كصاع عن ابن الاعرابي ( والصبوة جهلة الفتوة ) كمغا في المحكم زاد الليث واللهو من الغزل ( صبا ) يصبو ( صبوا ) بالفتح ( وصبوا ) كعلو ( وصبى ) بالكسر منقوص ( وصباء ) كسحاب يقال كان ذلك في صباه وصبائه قال الجوهرى إذا افتحت الصاد مددت وإذا كسرت قصرت ( والصبى من لم يفطم بعد ) وفى المحكم من لدن يولد الى الفطام وفى التهذيب قال بعضهم صبى بمعنى فعول وهو الكثير الاتيان للصبا قال أبو الهيثم وهذا خطأ لو كان كذلك لقالوا صبو كما قالوا دعو وسمو ولهو في ذوات الواو وأما البكى فهو بمعنى فعول أي كثير البكاء لان أصله بكوى ( و ) الصبى ( ناظر العين ) وعزاه كراع الى العامة ( و ) الصبى رأس ( عظم أسفل من شحمة الاذنين ) بنحو من ثلاث أصابع مضمومة ( و ) الصبى ( حد السيف ) يقال ضربت بصبى السيف وهو مجاز ( أو غيره ) هكذا هو في النسخ بالغين المعجمة وكسر الراء وهو غلط والصواب أو عيره ( الناتئ في وسطه ) وكذا السنان وفى الاساس صبى السيف ما دون ظبته ( و ) الصبى ( رأس القوم ) هكذا في النسخ والصواب رأس القدم كما هو نص المحكم والاساس قال وبه وجع في صبى قدمه وهو ما بين حمارتها الى الاصابع ( و ) الصبى ( طرف اللحيين ) وهما صبيان من البعير وغيره وقيل هما الحرفان المنحنيان من وسط اللحيين من ظاهرهما وأنشد الجوهرى لأبى صدقة العجلى يصف فرسا عار من اللحم صبيا اللحيين * مؤلل الاذن اسيل الخدين وفى الاساس اضطرب صبياه رأدا حنكه وقيل ما استدق من طرفيهما وهو مجاز ( ج أصبية ) كرمى وأرمية وهو في المحكم وأنكره الجوهرى فقال ولم يقولوا أصبية استغناء بصبية كما لم يقولوا أغلمة استغناء بغلمة ( وأصب ) كأدل ( وصبوة ) بالكسر ومنه الحديث رأى حسينا يلعب مع صبوة في السكة قال ابن الاثير الواو والقياس ( وصبية ) بالفتح ( وصبية وصبوان وصبيان ) الثلاثة بالكسر ( وتضم هذه الثلاثة ) قلبوا الواو في صبيان ياء للكسرة التى قبلها ولم يعتدوا بالساكن حاجزا حصينا لضعفه بالسكون وقد يجوز أن يكونوا آثروا الياء لخفتها وأنهم لم يراعو قرب الكسرة والاول أحسن وأما قول بعضهم صبيان بالضم والياء ففيه من النظر أنه ضمها بعد قلب الواو ياء في لغة من كسر فلما قلبت الواو ياء للكسرة وضمت الصاد بعد ذلك أقرت الياء بحالها التى عليها في لغة من كسر كذا في المحكم ( وصبى كرضى فعل فعله ) أي فعل الصبا وفى المحكم فعل الصبيان وفى الصحاح صبى صباء مثال سمع سماعا أي لعب مع الصبيان ( و ) صبى ( إليها ) أي الى المرأة ولم يسبق لها ذكر ( حن كصبا ) كدعا ( صبوة ) بالفتح ( وصبوة ) بالضم
( وصبوا ) كعلو واقتصر الجوهرى على اللغة الاخيرة ( وأصبته المرأة وتصبته ) أي ( شاقته ودعته الى الصبا فحن إليها ) وكذا صبيت إليه ( وتصباها وتصاباها ) إذا ( خدعها وفتنها ) ومنه قول الشاعر لعمرك لا أدنو لأمر دنية * ولا أتصبى آصرات خليلي ( وصبت النخلة ) تصبو هكذا هو في المحكم إذا ( مالت الى الفحال البعيد منها و ) صبيت ( الراعية صبوا ) كعلو ( أمالت رأسها فوضعته في المرعى ) كذا في المحكم ( وصابى رمحه ) مصاباة ( أما له للطعن ) به نقله الجوهرى وابن سيده وفى التهذيب إذا حد رسنانه الى الارض للطعن ( والصبا ) بالفتح والقصر ( ريح ) معروفة تقابل الدبور سميت بذلك لانها تستقبل البيت وكانها تحن إليه قال ابن الاعرابي ( مهبها من مطلع الثريا بنات نعش ) تكون اسما وصفة وفى الصحاح مهبها المستوى أن تهب من موضع مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار وتزعم العرب أن الدبور تزعج السحاب وتشخصه في الهواء ثم تسوقه فإذا علا كشفت عنه واستقبلته الصبا فوزعت بعضه على بعض حتى يصير كسفا واحد والجنوب تلحق روادفه به وتمده من المددو الشمال تمزق السحاب ( وتثنى صبوان وصبيان ) بالتحريك فيهما ( ج صبوات ) بالتحريك ( وأصباءو ) تقول منه ( صبت ) تصبو ( صباء ) هكذا في النسخ بالمدو في المحكم بالقصر ( وصبوا ) كعلو واقتصر الجوهرى على الاخير ( هبت وصبى القوم كعنى اصابتهم ) الصبا ( وأصبوا دخلوا فيها وصابى البيت ) من الشعر ( أنشده فلم يقمه ) في انشاده ( و ) صابى ( الكلام لم يجره على وجهه ) يقال مالك تصابى الكلام ( و ) صابى ( بناءه أماله و ) صابى ( البعير مشافره ) إذا ( قلبها عند الشرب ) ومنه قول ابن مقبل يذكر ابلا تصابينها وهى مثنية * كثنى السبوت حذين المثالا ( و ) صابى ( اليف أغمده ) في القراب ( مقلوبا ) وفى الاساس صابى سيفه وسكينه قربه على غير وجهه المستقيم وتقول لمن يناولك السكين صاب سكينك أي اقلبه واجعل مقبضه الى وتقول إذا ناولت السكين فصابه ومل الى أخيك بنصابه * قلت ومناولته طولا من النصاب لم يرتضه الظرفاء وقالوا انما يناول عرضا جهة النصاب ( والمصابية الداهية ) التى تغير حال الانسان ( وامرأة مصبية ومصب ) بلا هاء الاخيرة عن الكسائي ( ذات صبى ) وقد أصبت وفى الصحاح أصبت المرأة إذا كان لها صبى وولد ذكر أو أنثى وامرأة مصيبة ذات صبية وفى الاساس ذات صبيان واقتصر الازهرى على مصب ( والصابية النكباء ) التى ( تجرى بين الصبا والشمال ) (1/8461)
نقله الجوهرى ( وصبى كسمى ابن معبد ) الثعلبي ( تابعي ) ثقة روى عن عمر في العمرة وعنه النخعي والشعبى وزر بن حبيش ( و ) صبى ( بن أشعث ) بن سالم السلولى ) ( تابع التابعي ) روى عن أبى اسحق وعنه الحدثانى ( وأم صبية كسمية صحابية جهنية ) واسمها خولة بنت قيس ومولاها عطاء روى عن أبى هريرة وعنه المقبرى * ومما يستدرك عليه يقال للجارية صبية وصبى والصبايا للجماعة كما في التهذيب وتصغير صبية صبية وفى القياس وقد جاء في الشعر أصيبية كانه تصغير أصبية قال الحطيئة ارحم أصبيبتى الذين كأنهم * حجلى تدرج في الشربة وقع كما في الصحاح وفى المحكم تصغير صبية أصيبية وتصغير أصبية صبية كلا هما على غير قياس هذا قول سيبويه وعندي أن تصغير صبية صبية وأصيبية تصغير أصبية ليكون كل شى منهما على بناء مكبره وصابى السيف قلبه واماله وصابوا عن الحمض عدلوا عنه وتصبى المرأة دعاها الى الصبوة وتصبى الشيخ وتصابى عمل عمل الصبا وهو صاب أي صبى كقادر وقدير وأصبى عرس فلان استمالها والصابى صاحب الصبوة وابن الصابى شاعر مشهور هو وأولاده وكانت اليهود يسمون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الصباة وقرئ والصابين على تخفيف الهمزة وهى قراءة نافع وصبيا من أكبر أودية اليمن والنسبة إليه صبياوى وصبيائى واليه نسبت الحمر الفارهة ورجل مصب ذو صبية نقله الراغب ومن المجاز وقعت صبيان الجليد وهى ما تحبب منه كاللؤلؤ وغدوت أنفض صبيان المطر وهى صغار قطره قال الزمخشري ورواه صاحب الخصائل صئبان بتقديم الهمزة وأبو الكرم المبارك بن عمر بن صبوة حدث عن الصريفنى وعنه ابن بوش وصبى رأسه تصبية أماله الى الارض والصبى كربى جمع صاب وهم الذين يميلون الى الفتن ويحبون التقديم فيها والبراز ويام بن أصبى بن رافع في همدان والجوارى يصابين في الستر أي يطلعن وقال أبو زيد صابينا عن الحمض أي عدلنا ( وصتاصتوا ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده إذا ( مشى مشيا فيه وثب ) ونقله الصاغانى عن ابن دريد ( والصحو ذهاب الغيم ) وقد صحايومنا صحوا فهو صاح وفى المصباح قال السجستاني العامه تظن أن الصحو ذهاب الغيم لا يكون
الا كذلك وانما الصحو تفرق الغيم مع ذهاب البرد ( و ) أيضا ذهاب ( السكر ) وقد صحا من سكره صحوا كعلو فهو صاح ( و ) أيضا ( ترك الصبا والباطل ) وهو مجاز ومنه قول الشاعر * صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله * ( يوم ) صحي ( وسما صحي ) أي ( صحيا ) من الغيم ( وأصحيا ) كذلك فهى مصحية وقال الكسائي فهى صحو ولا تقل مصحية ( وصحي السكران كرضى ) صحا ( وأصحى ) لغة عن ابن القطاع أفاق من غشيته ( وكذا المشتاق والمصحاة كمسحاة أناء م ) معروف قال الاصمعي لا أدرى من أي شئ هو وقال غيره من فضة وقيل ( طاس أوجام ) يشرب به يقال وجه كمصحاة اللجين وقال الاعشى بكأس وابريق كأن شرابه * إذا صب في المصحاة خالط بقما * ومما يستدرك عليه المصحاة كالمسلاه زنة ومعنى الا ان المصحاة من سكر الغم والمسلاة من الكرب والهم وفي المثل يريد أن يأخذها بين الصحوة والسكر يضرب لطالب الامر يتجاهل وهو عالم وأصحيته من سكره ومن نومه وقد يستعمل الاصحاء موضع التنبيه والتذكير عن الغفلة وأصحينا صرنا في صحو وصحت العاذلة تركت العذل ( وصخا النار ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده أي ( فتح عينها ) والسين أعلى ( وصخى الثوب كرضى ) يصخى ( صخا اتسخ ) زاد الازهرى ( ودرن وهو صخ ) كعم ( و ) الاسم ( الصخاة ) وهو ( الدرن ) قال الازهرى وربما جعلت الواو ياء لانه بنى على فعل فعل ( و ) الصخاة وفى نسخة التهذيب بالمد ومر للمصنف في س خ ى بالمد ايضا فماهنا غلط ( بقلة ) ترتفع على ساق لها كهيئة السنبله فيها حب كحب الينبوت ولباب حبها دواء للجروح والسين فيها أعلى ( ى الصدى ) له اثنا عشر وجها الاول ( الرجل اللطيف الجسد ) وفى التكملة الجسم ويقال فيه أيضا الصدأ بالهمز محركة عن الازهرى وترك الهمز عن أبى عمرو ( و ) الثاني ( الجسد من الادمى بعد موته ) وفى الجمهرة ما يبقى من الميت في قبره وهو جثته قال النمر بن تولب أعاذل ان يصبح صداى بقفرة * بعيدا نانى ناصرى وقريبي فصداه بدنه وجثته ونآنى نأى عنى ( و ) الثالث ( حشو الرأس ) وفى الجمهرة حشوة الرأس ويقال لها الهامة أيضا وفى بعض نسخ هذا الكتاب حشو الرحل وهو غلط ( و ) الرابع ( الدماغ ) نفسه قال رؤبة لها مهم أرضه وأنقخ * أم الصدى عن الصدى وأصمخ ( و ) الخامس ( طائر يصر بالليل ) و ( يقفز قفزانا ) ويطير الناس يرونه الجندب وانما هو الصدى فأما الجندب فهو أصغر من الصدى نقله الجوهرى عن العدبس ( و ) السادس ( طائر يخرج من رأس المقتول إذا بلى ) نقله أبو عبيد ( بزعم الجاهلية ) وفى نسخة يزعم الجاهلية وكان بعضهم يقول ان عظام الموتى تصير هامة فتطير والجمع أصداء ومنه قول أبى داود سلط الموت والمنون عليهم * فلهم في صدى المقابر هام ( و ) السابع ( فعل المتصدي ) وهو الذى رفع رأسه وصدره يتصدى للشئ ينظر إليه وقد تصدى له إذا تعرض ( و ) الثامن ( العام بمصلحة المال ) يقال هو صدى مال إذا كان رفيقا بسياستها ومثله ازاء مال كذا في الجمهرة وخص بعضهم به العالم بمصلحة الابل (1/8462)
فقط ( و ) التاسع ( العطش ما كان وقيل شدته قال الشاعر * ستعلم ان متنا صدى أينا الصدى * يقال انه لا يشتد العطش حتى ييبس الدماغ ولذلك تنشق جلدة جبهة من يموت عطشا وقد ( صدى كرضى ) يصدى ( صدى فهو صد ) كعم ( وصادو صديان وهى صديا ) زاد الازهرى ( وصادية ) والجمع صداء ( و ) العاشر ( ما يرده الجبل على المصوت فيه ) وفى الجمهرة ما يرجع اليك من صوت الجبل وفى الصحاح الذى يجيبك بمثل صوتك في الجبال وغيرها وأنشد ابن دريد لامرئ القيس يصف دارا درست صم صداها وعفار سمها * واستعجمت عن منطق السائل ( و ) الحادى عشر ( ذكر البوم ) وكانوا يقولون إذا قتل قتيل فلم يدرك با الثأر خرج من رأسه طائر كالبومة وهى الهامة والذكر الصدى فيصحيح على قبره اسقوني اسقوني فان قتل قاتله كف عن صياحه ( و ) الثاني عشر ( سمكة سوداء طويلة ) ضخمة الواحدة صداة ( والصوادى النخيل الطوال ) وقد تكون التى لا تشرب الماء كما في الصحاح واحدتها صادية قال ذو الرمة * مثل صوادى النخل والسيال * وقال غيره بنات بناتها وبنات أخرى * صوادى ما صدين وقد روينا وقيل هي الطوال من النخيل وغيرها كما في المحكم ( و ) من المجاز يقال صم صداه و ( أصم الله صداه ) أي ( أهلكه ) لان الرجل إذا مات لم يسمع الصدى منه شيأ فيجيبه كما في الصحاح وقال الراغب هو دعاء بالخرس والمعنى لا جعل الله له صوتا حتى لا يكون له صدى يرجع إليه بصوته ( والتصدية التصفيق ) وقد صدى بيديه إذا صفق بهما وقال الراغب هو ما كان يجرى مجرى الصدى في أن لا غناء فيه وبه فسر قوله تعالى وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدية ( كالصدو ) وهذه عن الصاغانى ( أو ) هو ( تفعلة من الصد لانهم كانوا يصدون عن الاسلام ) فهو من محول التضعيف ومحله في المضاعف ( وصاداه ) مصاداة ( داجاه وداراه وساتره ) كل ذلك بمعنى نقله الجوهرى وأنشد لابن أحمر يصف قدورا
ودهم تصاديها الولائد جلة * إذا جهلت أجوافها لم تحلم وقال كثير أيا عز صادى القلب حتى يودني * فؤادك أوردي على فؤاديا ومن سجعات الاساس من صاداك فقد صادك ( و ) صاداه أيضا ( عارضه ) نقله الجوهرى ( وتصدى له تعرض ) رافعا رأسه إليه وقال الجوهرى وهو الذى تستشرفه ناظرا إليه وقال الراغب التصدى ان يقابل الشئ مقابلة الصدى أي الصوت الراجع من الجبل ( وأصدى ) الرجل ( مات ) الهمزة هنا للسلب والازالة فكأنه أزال صداه ( و ) أصدى ( الجبل أجاب بالصدى ) نقله الجوهرى ( وصديان ) كسحبان ( ع و ) صدى ( كسمى ماءو ) أيضا ( فرس ) النعمان بن قيس بن فطرة وكان يلقب ابن الزلوق ( و ) صدى ( بن عجلان ) أبو أمامة الباهلى ( صحابي ) وهو آخر الصحابة موتا بالشام ( والصدى مخففة سيف أبى موسى الاشعري رضى الله تعالى عنه ) ومما يستدرك عليه الصدى موضع السمع من الدماغ ولذا يقال أصم الله صداه ورجل مصداء كثير العطش عن اللحيانى وكاس مصداة أي كثيرة الماء والصدى الصوت مطلقا والصداة فعل المتصدي قال الطرماح * لها كلما صاحت صداة وركدة * والمصدية التى تصدى الوسادة بالأرندج أي الخطوط السود على الأدم وصاداه مصاداة قابله وعادله وبه فسر قوله تعالى صاد عند من يقول انه أمر من المصاداة وقال الاصمعي المصاداة العناية بالشئ وقال رجل وقد نتج ناقته لما مخضت بت أصاديها طول ليلى وذلك انه كره أن يعقلها فيعنتها أو يتركها فتند في الارض فيأكل الذئب ولدها فذلك مصاداته اياها وكذا الراعى يصادى ابله إذا عطشت قبل تمام ظمئها يحبسها على القرب والصدو سم تسقاه النصال كدم الاسود نقله ابن سيده والتصدي التغافل والتلهى وبه فسر البخاري الاية في صحيحه وقال غيره التصدى هو التصدية وأنشد أبو الهيثم لحسان * صلاتهم التصدى والمكاء * ( ى صراه يصريه ) صريا ( قطعه ) وفى الصحاح صرى بوله قطعه وفى الصحاح صرى بوله قطعه وفى الحديث ما يصريك منى أي عبدى أي ما يقطع مسئلتك منى ( و ) صراه ( دفعه ) يقال صرى الله عند الشرأى دفع ( و ) صراه ( منعه ) ومنه قول ذى الرمة وودعن مشتاقا أصبن فؤاده * هواهن ان لم يصره الله قاتله وقال ابن مقبل ليس الفؤاد براء أرضها أبدا * وليس صاريه من ذكرها صارى ( و ) صراه ( حفظه ) ومنه الصارى للحافظ ( و ) قيل ( كفاه و ) قيل ( وقاه ) وقيل نجاه من هلكة وقيل أعانه وكله قريب بعضه من بعض ( و ) صرى ( ماء حبسه في ظهره ) زمانا ( بامتناعه ) وفى المحكم بامتساكه ( عن النكاح ) وأنشد الجوهرى للراجز رب غلام قد صرى في فقرته * ماء الشباب عنفوان سنبته * أنعظ حتى استدسم سمته وقال ابن القطاع صرى الماء اللبن والدمع صريا حبسه في مستقر أو اناء ( و ) صرى ( تقدم و ) أيضا ( تأخروا ) أيضا ( علاو ) أيضا ( سفل ضد ) كل ذلك عن ابن الاعرابي وشاهد الاخير قول الشاعر والناشئات الماشيات الخيزرى * كعنق الارام أو في أوصرى أو في علا وصرى سفل ( و ) صرى ( عطف ) قال الشاعر (1/8463)
وصرين بالاعناق في مجدولة * وصل الصوانع نصفهن جديدا ( و ) صرى ( أنجى انسانا من هلكة ) ومنه قول الشاعر * بين الفراعل ان لم يصره الصارى * ( و ) صرى ( فلان في يد فلان بقى ) رهنا ( محبوسا ) قال رؤبة * رهن الحروريين قد صريت * ( و ) صرى ( بينهم ) صريا ( فصل ) يقال اختصمنا الى الحاكم فصرى ما بيننا أي فصل ما بيننا وقطع ( ولبن صرى ) وصف بالمصدر أي ( متغير الطعم ) لطول مكثه وقال ابن الاعرابي الصرى اللبن يترك في ضرع الناقة فلا يحلب فيصير ملحا ذارياح قال الازهرى وحلبت ليلة ناقة مغزرة فلم يتهيأ لي شرب صراها لخبث طعمه فهرقته وقيل لابنة الخس ما أثقل الطعام قالت بيض النعام وصرى عام بعد عام ( و ) قيل ( الصرى البقية ) من اللبن والماء ( وناقة صريا محفلة ج صرايا ) على غير قياس ( والصراية الحنظل ) إذا اصفر ومنه قول امرئ القيس كان سراته لدى البيت قائما * مداك عروس أو صراية حنظل ( و ) أيضا ( نقيع مائه ج صراء ) بالفتح والمد وصرايا ( والصارى الملاح ) لحفظه السفينة ( ج صراء ) كرمان ( وصرارى وصراريون ) كلاهما جمع الجمع قال شيخنا ايرادهما ليس في محلها الراء قلت ولذا قال الجوهرى وأما الصرارى فقد ذكرناه في باب الراء ( و ) الصارى ( خشبة معترضه في وسط السفينة ) نقله ابن سيده وقال ابن الاثير هو دقل السفينة الذى ينصب في وسطها ويكون عليه الشراع والجمع صوار وقد جاء ذكر هذه اللفظة في بناء البيت ( والصراة نهر بالعراق ) وهى العظمى والصغرى كما في الصحاح وفى المصباح مخرجه من الفرات وميمر بمدينة من سواد العراق يسمى النيل من أرض بابل ولا يسمى نهر الصراة حتى يجاوز النيل ثم يصب في دجلة تحت مصب نهر الملك بقرب صرصر ( و ) الصراة ( المحفلة ) من الابل والشاء ( و ) الصرى ( كغنى المقدم )
كمكرم ( على امرأة أبيه ) وكان ابن مقبل صريا ( والصرى كربى والمصراة الشاة المحفلة ) وكذلك الناقة والبقرة يصرى اللبن في ضروعهن أي يحبس ويجمع وفى الحديث من اشترى مصراة فهو بخير النظرين ان شاء ردها ورد معها صاعا من تمر وقد صريتها تصريه إذا لم تحلبها أياما حتى يجتمع اللبن في ضرعها وقال شيخنا وفسرها بعض بالمصرورة والصواب ان المصرورة التى على خلفها صرار يمنع الفصيل من رضاعها قال السهيلي في الروض وليست المصراة من هذا انما هي التى جمع لبنها في ضرعها من الماء المصرى وغلط أبو على في البارع فجعلها بمعنى المصرورة وله وجه بعيد وذلك أن يحتج له بقلب احدى الراءين ياء كقصيت أظفاري الا انه بعيد عن المعنى انتهى * قلت وهذا الذى أنكره السهيلي هو قول سيدنا الامام الشافعي رضى الله عنه واستشهد له الخطابى بقول الشاعر فقلت لقومي هذه صدقاتكم * مصررة أخلافها لم تجرد كذا في مقدمة الفتح للحافظ ( وأصرى ) الرجل ( باعها الصارية الركية البعيدة العهد بالماء الاجنة ) المعرمضه نقله الازهرى ( والصرى كعلى والى الماء يطول مكثه ) وفى الصحاح استنقاعه نقله عن الفراء وقال أبو عمرو طال مكثه وتغير * ومما يستدرك عليه نطفة صراة حبسها صاحبها في ظهره زمانا أو نطفة صراة متغيرة وقد صرى اللبن كعلم يصرى صرى فهو صر إذا لم يحلب ففسد طعمه وصرى الماء طال استنقاعه وصرى الدمع اجتمع فلم يجر قالت الخنساء فلم أملك غداة نعى صخر * سوابق عبرة حلبت صراها وصرى فلان في يد فلان بقى رهنا محبوسا نقله الجوهرى وابن القطاع وكل ذلك بالكسر وصريت الناقة صرى وأصرت تحفل لبنها في ضرعها وصريتها وأصريتها وصريتها حفلتها الكسر في صريت عن الفراء وقال ابن برزج صرت تصرى كرمى يرمى والصرية اللبن المجتمع قال الشاعر * وكل ذى صرية لا بد محلوب * وقال آخر من للجعاقر يا قومي وقد صريت * وقد يساق لذات الصرية الحلب وناقة صريه كغنية نقله صاحب المصباح والصرى في الناقة كالى ان تحمل اثنى عشر شهرا وتنتج فتلبئ نقله الازهرى وصرى يصرى إذا انقطع عن ابن الاعرابي وقال ابن برزج صرت الناقة عنقها إذا رفعته من ثقل الوقر وأنشد * والعيس بين خاضع وصارى * والصريان من الرجال والدواب الذى اجتمع الماء في ظهره قال الراجز * فهو مصك صميان صريان * وهذه الابيات بصراهن وبصراوتهن أي بجدتهن وغضاضتهن والصارى جبل قبلى المدينة عن نصر والصريان اليمامة والسمامة واصدراه وازدراه بمعنى و ( صرايصرو ) صروا أهمله الجوهرى وقد تقدم مرار أن ذكر المضارع يدل على انه من حد رمى كما هو اصطلاحه فكان ينبغى أن يقول صراصر وإذا ( نظرو الصروة بالكسر من صغار النبت ) وفى نسخة النبات ومر قريبا عن الازهرى هذه الابيات بصراوتهن أي بغضاضتهن و ( الصعو عصفور صغير ) أحمر الرأس ( وهى بهاء ) وقيل هو مقلوب الوصع وهو طائر كالعصفور وقد تقدم ( ج صعوات وصعاء ) وفى الصحاح الصعوة طائر والجمع صعو وصعاء وفى المصباح الصعو صغار العصافير الواحدة صعوة كتمر وتمرة ( و ) في المحكم قيل الصعوة طائر لطيف ومنه صعا ( كسعى ) إذا ( دق و ) إذا ( صغر ) كلا هما عن ابن الاعرابي ( و ) يقال ( ناقة صعوة ) أي ( صغيرة الرأس ) نظرا الى ما تقدم ( وابن أبى الصعوة محدث ) كذا في النسخ والصواب ابن أبى الصعو وهو أبو بكر جعفر بن محمد بن ابراهيم بن حبيب الصيد لانى صعوى عن ابى موسى الزمن والدورقى وعنه أبو حفص بن شاهى توفى سنة 317 * ومما يستدرك عليه (1/8464)
الا صعاء الاصول وأيضا جمع الصعو لصغار الطيور و ( صغا ) الى الشئ ( يصغو ) كدعا يدعو ( ويصغى ) كسعى يسعى هكذا هو في النسخ ومثله في نسخ المحكم وفى الصحاح يصغى بالكسر وهو الصحيح ( صغوا ) مصدر للبابين ( وصغى يصغى ) كرضى يرضى ( صغا ) بالقصر ( وصغيا ) كعتى ( مال ) ومنه صغت إليه أذنه إذا مالت ( أو ) صغا الرجل ( مال حنكه أو أحد شقيه ) كذا في النسخ والصواب احدى شفتيه كما هو نص المحكم والاساس يصغو صغوا ويصغى صغا والاسم والصغا ( وهو أصغى ) وهى صغواء ( و ) سغت ( الشمس مالت للغروب و ) يقال لها حينئذ ( هي صغواء ) وقد يتقارب ما بين الواو والياء في أكثر هذا الباب ( وصغوة وصغوة ) كذا في النسخ معربا بالرفع فيهما فيظن الغبى انهما معطوفان على صغواء وهو غلط والصواب وصغوه وصغوه بهاء الضمير ( وصغاه معك أي ميله ) معك فهو تفسير للالفاظ الثلاثة وهكذا نقله الجوهرى عن ابى زيد ( وصاغيتك الذين يميلون اليك ) ويأتونك ( في حوائجهم ) يقال أكرموا فلانا في صاغيته وصغت الينا صاغية من بنى فلان قال ابن سيده وأراهم انما أنثوا على معنى الجماعة وقيل الصاغية كل من ألم بالرجل من أهله ( وأصغى ) فلان ( استمع و ) أصغى ( إليه مال بسمعه ) نحوه كما في الصحاح وفى المحكم أصغى إليه سمعه أماله ( و ) أصغى
( الاناء ) للهرة ( أماله ) وفى المحكم حرفه على جنبه ليجتمع ما فيه ( و ) من المجاز أصغى ( الشئ ) إذا ( نقصه ) كان الاولى أن يقول أصغى حقه نقصه كما في الاساس أوان يقول بعد أماله ونقصه كما في الصحاح ونصه يقال فلان مصغى اناؤه إذا نقص حقه وأنشد ابن سيده للنمر بن تولب وان ابن أخت القوم مصغى اناؤه * إذا لم يزاحم خاله باب جلد وقيل أصغى اناءه إذا وقع فيه نقله الزمخشري ( و ) أصغت ( الناقة ) اصغاء إذا ( أمالت رأسها الى الرجل ) وفى بعض نسخ الصحاح الى الرحل ( كالمستمع شيأ ) وذلك حين يشد عليها الرحل نقله الجوهرى وأنشد لذى الرمة تصغي إذا شدها بالكور جانحة * حتى إذا ما استوى في غرزها تثب ( والصغو بالكسر من المغرفة جوفها ومن البئر ناحيتها ومن الدلوما تثنى من جوانبه ) كل ذلك في المحكم وجمع الكل أصغاء كقدح وأقداح ( والاصاغى د ) قال ساعدة بن جؤية لهن بما بين الاصاغى ومنصح * تعاوكما عج الحجيج الملبد * ومما يستدرك عليه صغا الرجل مال على أحد شقيه أو انحنى في قوسه والصواغى هن النجوم التى مالت للغروب وأقام صغاه ميله وأصغى اناء فلان أي هلك نقله الراغب وفى المثل الصبى أعلم بمصغى خده أي هو أعلم الى من يلجأ إليه أو حيث ينفعه والصغواء القطاة التى مال حنكها وأحد منقاريها قال الشاعر لم يبق الا كل صغواء صغوة * لصحراء تيه بين أرضين مجهل وقوله صغوة على المبالغة كليل لائل وان اختلف البناآن ى ( صغى كرضى ) كتبه بالاحمر مع ان الجوهرى ذكره فقال وكذلك صغى بالكسر يصغى وقال ابن سيده قد سمع وفى المصباح صغا يصغو لغة القرآن يشير الى قوله تعالى فقد صغت قلوبكما ( صغيا ) هكذا في النسخ والصواب صغا كما هو نص الصحاح والمحكم ( وصغيا ) كعتى ويقال هو مصدر صغى يصغى
كسعى يسعى وأصله صغوى ولذا اقتصر الجوهرى وغيره على صغا ( مال واستمع ) * ومما يستدرك عليه صغى على القوم صغا إذا كان هواه مع غيرهم و ( الصفو نقيض الكدر كالصفا ) هكذا في النسخ بالقصر وفي الصحاح بالمد يقال صفا الشراب يصفو صفاء وقال الراغب الصفاء خلوص الشئ من الشوه ( والصفو ) كعلو والصفوة مثله ( وصفوة الشئ مثلثة ما صفا منه ) وخلص ومنه محمد صلى الله عليه وسلم صفوة الله من خلقه أي خالصه ( كصفوه ) قال أبو عبيدة يقال له صفوة مالى وصفوة مالى وصفوة مالى فإذا نزعوا الهاء قالوا له صفو مالى بالفتح لا غير كذا في الصحاح وفي التهذيب صفوة كل شئ خالصه من صفوة المال والاخاء وهو صفوة الماء بالفتح والكسر وكذا المال وهو صفو الاهالة لا غير ( وصفا الجو ) صفواو صفاء ( لم يكن فيه لطخة غيم ويوم صاف وصفوان ) أي ( بارد ) أو شديد البرد ( بلاغيم ) فيه ( ولا كدر ) وفى الصحاح يوم صفوان إذا كان صافى الشمس شديد البرد ( واستصفاه أخذ منه صفوه ) أي خياره وفى التهذيب استخلصه ( كاصطفاه ) قال الراغب الاصطفاء تناول صفوا لشئ كما ان الاختيار تناول خيره ومنه محمد صلى الله عليه وسلم مصطفاه أي مختاره واصطفاء الله عبده قد يكون بايجاده اياه صافيا عن الشوب الموجود في غيره وقد يكون باختياره وحكمه ومن الاول ان الله اصطفى آدم ونوحا وقوله تعالى وانه لمن المصطفين الاخيار واصطفيت كذا على كذا اخترته ومنه قوله تعالى اصطفى البنات على البنين ( و ) استصفاه ( عده صفيا ) كذا في النسخ والصواب أعده صفيا كما هو نص المحكم ولكنه قاله في الاصطفاء دون الاستصفاء وأنشد لابي ذؤيب عشية قامت بالفناء كأنها * عقيلة نهب تصطفى وتعوج ( و ) استصفى ( ماله أخذه كله ) وهو مجاز ( وصافاه ) مصافاة ( صدقه الاخاء ) والمودة والاسم منه الصفاء وهو مجاز ( كاصفاه ) يقال أصفاه المودة أي أخلصها اياه وهو مجاز أيضا ( والصفى كغنى الحبيب المصافى ) الذى يصافيك الاخاء وهو صفيى من بين اخواني وهم اصفيائي وهو مجاز ( و ) الصفى ( من الغنمية ما اختاره الرئيس لنفسه قبل القسمة ) من فرس أو سيف أو جارية وهو مجاز والجمع الصفايا ومنه قول الشاعر وهو عبد الله بن عنمة الضبى (1/8465)
لك المرباع منها والصفايا * وحكمك والنشيطة والفضول وفى المصباح قال الاصمعي الصفايا جمع صفى وهو ما يصطفيه الرئيس لنفسه دون أصحابه مثل الفرس ومالا يستقيم ان يقسم على الجيش لقلته وكثرة الجيش وقال أبو عبيدة كان رئيس القوم في الجاهلية إذا غزا بهم فغنم أخذ المرباع من الغنمية ومن الاسرى ومن السبى قبل القسمة على أصحابه فصار هذا الربع خمسا في الاسلام قال والصفى ان يصطفى لنفسه بعد الربع شيأ كالناقة والفرس والسيف والجارية والصفى في الاسلام على تلك الحالة ( و ) الصفى ( خالص كل شئ ) ومختاره ومنه آدم صفى الله أي خالصه
ومختاره ( و ) الصفى ( الناقة الغزيرة ) اللبن ( ج صفايا ) قال سيبويه لا تجمع بالالف والتاء لان الهاء لم تدخل في حد الافراد ( و ) يقال ما كانت الناقة والشاة صفيا و ( قد صفت ) تصفو عن أبى عمرو وعليه اقتصر الجوهرى ( وصفوت ) أيضا ككرمت عن ابن سيده ( و ) الصفى ( النخلة الكثيرة الحمل ) والجمع صفايا وما أخصر سياق الزمخشري حيث قال وناقة ونخلة صفى كثيرة اللبن والحمل وهن صفايا ( ومحمد بن المصفى ) الحمصى على صيغة اسم المفعول عن بقية وابن عيينة وعنه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأبو عروبة وابن فيل حافظ ( ثقة ) توفى سنة 246 ( والصفاة الحجر الصلد الضخم ) الذى ( لا ينبت ) شيأ كذا في المحكم وفى الصحاح الصفاة صخرة ملساء يقال في المثل ما تندى صفاته ( ج صفوات ) محركة ( وصفا ) مقصور ( جج ) جمع الجمع ( أصفاء ) هو جمع صفا ( وصفى ) على فعول ( وصفى ) بالكسر مع تشديد الياء وبهما روى قول رؤبة كان متنى من النفى * مواقع الطير على الصفى ( كالصفواء والصفوانة ج صفوان ) بالفتح ( ويحرك ) وقال الحافظ في الفتح وهم من فتح الفاء قال ابن سيده وانما حكمنا بان اصفاء وصفيا انما هو جمع صفا لا جمع صفاة لان فعلة لا تكسر على فعول انما ذلك لفعلة كبدرة وبدور وكذا اصفاء جمع صفا لا صفاة لان فعلة لا تجمع على أفعال والصفواء كالشجراء واحدتها صفاة وكذا الصفوان واحدته صفوانة ومنه قوله تعالى كمثل صفوان عليه تراب وفى التهذيب والصفواء والصفوان والصفا مقصور كله واحد قاله الاصمعي وقال ابن السكيت الصفا العريض من الحجارة الا ملس جمع صفاة يكتب بالالف واذ اثنى قيل صفوان وهى الصفواء أيضل وفى الصحاح الصفاة جمعها صفا واصفاء وصفى على فعول والصفواء الحجارة اللينة الملس قال الشاعر * كما زلت الصوفاء بالمتنزل * وكذلك الصفوان الواحدة صفوانة عن أبى عبيدة ( و ) من المجاز ( أصفى ) فلان ( من المال و ) من ( الادب ) إذا ( خلا ) عنهما نقله الجوهرى كانه خلص منهما ( و ) أصفى الرجل إذا ( انفدت النساء ماء صلبه ) نقله الازهرى وقال ابن القطاع إذا انقطع عن الجماع وهو مجاز ( و ) أصفى فلان ( فلانا بكذا ) إذا ( آثره ) به واختصه وهو مجاز ( و ) أصفى ( الشاعر لم يقل شعرا ) كذا في التهذيب وفى الصحاح والمحكم والاساس انقطع شعره وهو مجاز وتقول أنا شاكرك الذى يصفى وشاعرك الذى لا يصفى ( و ) أصفت ( الدجاجة انقطع بيضها ) كأنها صفت وأصفى الشاعر مأخوذ منه قاله الراغب ( والصفامن مشاعر مكة ) شرفها الله تعالى وهو جبل صغير ( بلحف ) جبل ( أبى قبيس ) ومنه قوله تعالى ان الصفا والمروة من شعائر الله ( وابتنيت على متنه دا ا فيحاء ) أي واسعة وبها ختم المصنف كتابه هذا كما سيأتي في خاتمة الكتاب ( و ) الصفا ( نهر بالحرين ) يختلج من عين محلم قال لبيد يصف نخلا سحق يمتعها الصفا وسريه * عم نواعم بينهن كروم ( والمصفاة ) بالكسر ما يصفى منه وهو ( الرووق ) والجمع المصافى والعامة تقول المصفية ( وأول أيام البرد ) يقال له ( صفية كسمية وثانيها صفوان ) لصفاء السماء فيهما عن الغيم وهو معرفة لا ينصرف ( و ) صفية ( كسمية ماء ) لبنى جعفر بن كلاب وأيضا ماءة لبنى أسد بها هضب أحمر ينسب إليها قاله نصر ( و ) صفاية ( كثمامة ع و ) صفوي ( كجمزى ع ) * ومما يستدرك عليه صفاه تصفية أزال القذى عنه ومنه العسل المصفى وصفى الشراب بالراووق وفى الاناء صفوة من ماء أو خمر بالكسر أي قليل وكلأصاف بقى من الاغثاء وصفا الشئ أخذ صفوه ومنه صفوت القد إذا أخذت صفوتها قال الاسود بن يعفر بها ليل لا تصفو الاماء قدورهم * إذا النجم وافاهم عشاء بشمأل وجناة صفاة اللون أي صافيته على النسب والصفية من مال المغنم كالصفى والجمع الصفايا كعطية وعطايا نقله الجوهرى وهذه صوافي الامام لما يصطفيه من قرى من استعصى عليه وهو مجاز كما في الاساس وفى التهذيب الصوافى ما يستخلصه السلطان لخاصته وقيل الصوافى الاملاك والاراضي التى جلا عنها أهلها أو ماتوا ولا وراث لها واحدها صافية والصافى سمكة تجتر والجمع الصوافى وآل الصافى باليمن وقرئ فاذكروا اسم الله عليها صوافي بالياء يعنى انها خالصة لله تعالى وأصفى عياله بشئ قليل أرضاهم وصادف الصياد خفقا فاصفى أولاده بالغبيراء وهما خليلان متصافيان وصفى عرمته تصفية ذراها وأصفى الامير دار فلان أخذ ما فيها وأصفى الحافر بلغ الصفا فارتدع أي بلغ حجرا منعه من الحفر وكذلك أكدى وأحجر وأصفاه الشئ جعله خالصا له وأصفى القوم صارت ابلهم وشاؤهم أي غزار اللبن والصفى كغنى اسم أبى قيس بن الاسلت السلمى وصفوان اسم وصفية أربع عشرة من الصحابيات وبالتصغير صفية بنت زهير بن قنفذ الاسدية روت عن أبيها كذا في تاريخ الفاكهى مجودا مضبوطا وأبو العباس (1/8466)
أحمد بن المصفى الاسكندرى بضم وكسر الفاء محدث وأبو الحسن محمد بن أحمد بن صفوة شيخ لابن جميع والصافية الاصفياء وأيضا
قرية بمصر على النيل وقد وردتها وتل الصافية قرية أخرى وما أصفيت له أناء أي ما أملته هكذا نقله الزمخشرمى في هذا التركيب والمعروف بالغين كما تقدم وصفاوة بالضم موضع و ( صكاه ) أهمله الجوهرى وقال غيره أي ( لزمه ) وهو مقلوب صاكه نقله الصغانى عن ابن الاعرابي ويقال لم يزل يصا كينى ويحا كينى منذ اليوم وهو مقلوب يكايصنى وهو مستدرك عليه ى ( صلى اللحم ) وغيره بالنار ( يصليه صليا ) إذا ( شواه ) فهو مصلى كمرمى ومنه الحديث أتى بشاة مصلية أي مشوية وفى الاساس أطيب مضغة صيحانية مصلية أي مشمسة ( أو ) صلاه ( ألقاه في النار للاحراق كاصلاه وصلاه ) تصلية وقرئ ويصلى سعيرا بالتشديد وقال الشاعر ألا يا اسلمي يا هند هند بنى بدر * تحية من صلى فؤادك بالجمر أرادانه قتل فاحرق فؤادها بالحزن عليهم وقراءة التشديد هذه نسبت الى على رضى الله عنه وكان الكسائي يقرأ بها وليس من الشى بل هو من القائك اللحم في النار وشاهد صلى مشددا قوله تعالى وتصلية جحيم ( و ) صلى ( يده بالنار ) صليا ( سخنها ) هكذا مقتضى سياقه والصواب صلى بالتشديد كما هو نص المحكم ودليله ما أنشد من قول الشاعر أتانا فلم يقدح بطلعة وجهه * طروقا وصلى كف اشعث ساغب ( و ) من المجاز صلى ( فلانا ) صليا ( داراه أو خاتله و ) قيل ( خدعه ) وفى الصحاح صليت لفلان مثال رميت وفى التهذيب مثل ما للمصنف صليت فلانا ثم اتفقا فقالا إذا عملت له في أمر تريد ان تمحل به فيه وتوقعه في هلكة ومنه المصالى للاشراك وفى التهذيب والاصل فيه المصالى وجمع بينهما ابن سيده فقال وصليته وله محلت به وأوقعته في هلكة وليس في كل من الاصول الثلاثة ما ذكره المصنف من المداراة والمخاتلة وكانه أخذ ذلك من لفظه المحل وفى الاساس ومن المجاز صليت بفلان إذا سويت عليه منصوبة لتوقعه ( وصلى ) فلان ( النار كرضى و ) صلى ( بها ) وعليه اقتصر الجوهرى ( صليا وصليا ) بالضم والكسر مع تشديد الياء فيهما ( وصلاء ) هكذا بالمد في النسخ والصواب صلى بالقصر كما هو نص المحكم والمصباح ( ويكسر ) عن ابن سيده أيضا ( قاسى حرها ) وشدتها ( كتصلاها ) وأنشد ابن سيده فقد تصليت حرحربهم * كما تصلى المقرور من قرس وفرق الجوهرى بين صلى النار وبين صلى بها فقال صلى النار يصلى صليا احترق ومنه قوله تعالى هم أولى بها صليا وقول العجاج * تالله لو لا النار ان نصلاها * قال ويقال أيضا صلى بالامر إذا قاسى حره وشدته ومنه قول أبى الغول الطهوى ولا تبلى بسالتهم وان هم * صلوا بالحرب حينا بعد حين وفى المصباح صلى بالنار وصليها صلى من باب تعب وجدحرها وقال الراغب صلى بالنار وبكذا أي بلى به ومنه يصلى نارا حامية وسيصلون سعيرا اصلوها اليوم لا يصلاها الا الاشقى ( وأصلاه النار وصلاه اياها و ) صلاه ( فيهاو ) صلاه ( عليها ) صليا وصليا ( أدخله اياها وأثواه فيها ) ومنه قوله تعالى فسوف نصليه نارا وسيصلون سعيرا وقرئ هذه بالتشديد أيضا وإذا عدى بفى أو على فانما هو بمعنى شواه وأحرقه ( والصلاء ككساء الشواء ) لانه يصلى بالنار كما في الصحاح ( و ) الصلاء ( الوقود ) على فعول وهو ما توقد به النار ( أو النار ) يقال هو أحسن من الصلاء في الشتاء ( كالصلى ) بالقصر ( فيهما ) أي في الوقود والنار وقال الازهرى إذا كسرت مددت وإذا فتحت قصرت ومثله في الصحاح ( واصطلى ) بالنار ( استدفأ ) بها ومنه قوله تعالى لعلكم تصطلون أي انهم كانوا في شتاء فلذا احتاجوا الى الاصطلاء ( وصلى عصاه على النار تصلية وتصلاها لوح ) وفى الصحاح لينها وقومها قال قيس بن زهير فلا تعجل بأمرك واستدمه * فما صلى عصاك كمستديم وفى الاساس صليت القناة قومتها بالنار ( وأرض مصلاة كثيرة الصليان لنبت ذكر في ) حرف ( اللام ) لاختلافهم في وزنه فعلان أو فعليان وهذا النبت يسمى خبزة الابل وقد تقدم ( والصلاية ويهمز ) قال سييويه وانما همزت ولم يكن حرف العلة فيها طرفا لانهم جاؤا بالواحد على قولهم في الجميع صلاء وأما من قال صلاية فانه لم يجئ بالواحد على الصلاء ( الجبهة ) على التشبيه ( و ) أيضا ( اسم ) فبالياء جماعة وبالهمز صلاءة بن عمرو النميري أحد القلعين ذكره الجوهرى ( و ) الصلاءة بالوجهين ( مدق الطيب ) وفى الصحاح افهر وأنشد لامية يصف السماء سراة صلاية خلقاء صيغت * تزل الشمس ليس لها رئاب قال وانما قال امرؤ القيس * مداك عروس أو صلاية حنظل * فأضافها إليه لانه يفلق بها إذا يبس ( ج صلى وصلى ) بالضم والكسر مع تشديد الياء فيهما * ومما يستدرك عليه المصلاة بالكسر شرك ينصب للصيد وفى التهذيب للطير والجمع المصالى والصلاية شريجة خشنة غليظة من القف نقله الازهرى عن ابن شميل وصلى الرجل كرضى لزم كاصطلى قال الزجاج وهذا هو الاصل في الصلاة ومنه من يصلى في النار أي يلزم سميت بها لانها لزوم ما فرض الله تعالى بها وصلى ظهره بالنار أدفأه وفلان لا يصلطلى إذا كان
شجاعا لا يطاق نقله الجوهرى ونظرت الى مصطلاه أي وجهه وأطرافه نقله الزمخشري و ( الصلا وسط الظهر منا ومن كل ذى أربع و ) قيل ( ما انحدر من الوركين أو الفرجة بين الجاعرة والذنب أوما عين يمين الذنب وشماله وهما صلوان ) بالتحريك الاخير (1/8467)
نقله الجوهرى وقال الزجاج الصلوان مكتنفا الذنب من الناقة وغيرها أول موصل الفخذين من الانسان فكأنهما في الحقيقة مكتنفا العصعص ( ج صلوات ) بالتحريك ( واصلاء وصلوته أصبت صلاه ) أو ضربته هذه لغة هذيل وغيرهم يقول صليته بالياء وهو نادر قاله ابن سيده ( واصلت الفرس استرخى صلاها ) وفى الصحاح صلواها ( لقرب نتاجها ) وفى التهذيب أصلت الناقة فهى مصلية إذا وقع ولدها في صلاها وقرب نتاجها ( كصليت ) من حد علم وهذه عن الفراء ( والصلاة ) اختلف في وزنها ومعناها أما وزنها فقيل فعلة بالتحريك وهو الظاهر المشهور وقيل بالسكون فتكون حركة العين منقولة من اللام قاله شيخنا وأما معناها فقيل ( الدعاء ) وهو أصل معانيها وبه صدر الجوهرى الترجمة ومنه قوله تعالى وصل عليهم أي ادع لهم يقال صلى على فلان إذا دعاله وزكاه ومنه قول الاعشى * وصلى على دنها وارتسم * أي دعالها ان لا تحمض ولا تفسد وفى الحديث وان كان صائما فليصل أي فليدع بالبركة والخير وكل داع مصل ( و ) قال ابن الاعرابي الصلاة من الله ( الرحمة ) ومنه هو الذي يصلى عليكم أي يرحم ( و ) قيل الصلاة من الملائكة ( الاستغفار ) والدعاء ومنه صلت عليه الملائكة عشرا أي استغفرت وقد يكون من غير الملائكة ومنه حديث سودة إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون أي استغفر وكان قد مات يومئذ ( و ) قيل الصلاة ( حسن الثناء من الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم ) ومنه قوله تعالى أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ( و ) الصلاة ( عبادة فيها ركوع وسجود ) هذه العبادة لم تنفك شريعة عنها وان اختلفت صورها بحسب شرع فشرع ولذلك قال عزوجل ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا قاله الراغب قال شيخنا وهذه حقيقة شرعية لادلالة لكلام العرب عليها الا من حيث اشتمالها على الدعاء الذى هو أصل معناها وفي كلام الشهاب ما يقتضى ان الصلاة الشرعية حقيقة معروفة للعرب وفى المزهر انها من الكلمات الاسلامية وفى الكل نظر انتهى وقال ابن الاثير سميت ببعض أجزائها الذى هو الدعاء وفى المصباح لاشتمالها على الدعاء وقال الراغب سميت هذه العبادة بها كتسمية الشئ باسم بعض ما يتضمنه قال صاحب المصباح وهل سبيله النقل حتى تكون الصلاة حقيقة شرعية في هذه الافعال مجازا لغويا في الدعاء لان النقل في اللغات كالنسخ في الاحكام أو يقال استعمال اللفظ في المنقول إليه مجاز راجح وفى المنقول حقيقة مرجوحة فيه خلاف بين أهل الاصول وقيل الصلاة في اللغة مشتركة بين الدعاء والتعظيم والرحمة والبركة ومنه اللهم صلى على آل أبى أو في أي بارك عليهم أو ارحمهم وعلى هذا فلا يكون قوله يصلون على النبي مشتركا بين معنيين بل مفرد في معنى واحد وهو التعظيم انتهى ونقل المناوى عن الرازي مانصه الصلاة عند المعتزلة من الاسماء الشرعية وعند اصحابنا من المجازات المشهورة لغة من اطلاق اسم الجزء على الكل فلما كانت مشتملة على الدعاء أطلق اسم الدعاء عليها مجاز قال فان كان مراد المعتزلة من كونها اسما شرعيا هذا فهو حق وان أراد وا ان الشرع ارتجل هذه اللفظة فذلك ينافيه قوله تعالى انا أنزلناه قرآنا عربيا وفى الصحاح الصلاة واحدة الصلوات المفروضة وهو ( اسم يوضع موضع المصدر وصلى صلاة ) و ( لا ) يقال صلى ( تصلية ) أي ( دعا ) قال شيخنا ولهج به السعد في التلويح وغيره وقاله السيد وجماعة تقليدا وتبعهم أبو عبد الله الحطاب أول شرح المختصر وبالغ عن الكنانى ان استعماله يكون كفرا وذلك كله باطل يرده القياس والسماع أما القياس فقاعدة التفعلة من كل فعل على فعل معتل اللام مضعفا كزكى تزكية وروى تروية ومالا يحصر ونقله الزوزنى في مصادره وأما السماع فانشدوا من الشعر القديم تركت المدام وعزف القيان * وأدمنت تصلية وابتهالا وقد وسع الكلام في ذلك الشهاب في مواضع من شرح الشفاء والعناية وهذا خلاصة ما هناك انتهى ( و ) صلى ( الفرس ) تصلية ( تلا السابق ) وفى الصحاح إذا جاء مصليا وهو الذى يتلو السابق لان رأسه عند صلا الفرس السابق انتهى وفى الحديث سبق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى أبو بكر وثلث عمرو خبطتنا فتنة فما شاء الله وأصله في الخيل فالسابق الاول والمصلى الثاني قال أبو عبيد ولم أسمع في سوابق الخيل ممن يوثق بعلمه أسماء لشى منها الا الثاني والسكيت وما سوى ذينك انما يقال الثالث والرابع الى التاسع ( و ) صلى ( الحمار أتنه ) تصلية ( طردها وقحمها الطريق ) نقله الصاغانى ( والصلوات كنائس اليهود ) هذا تفسير ابن عباس قاله
ابن جنى سميت بذلك لكونها مواضع عبادتهم لعنوا ومنه قوله تعالى لهدمت صومع وبيع وصلوات ومساجد ( و ) قيل أصله بالعبرانية صلوتا ) بعفح الصادو التاء الفوقية قال ابن جنى في المحتسب وقرأه الجحدرى بخلاف وصلوت بالضم وروى عنه وصلوات بكسر فسكون بالتاء فيهما وقرأو صلوث أبو العالية بخلاف والحجاج بن يوسف بخلاف والكلبي وقرأ وصلوب الحجاج ورويت عن الجحدرى وقرأو صلوات بضم فسكون جعفر بن محمد وقرأ وصلوثا مجاهد وقرأو صلواث بضم ففتح الجحدرى والكلبي بخلاف وقرأو صلويتا وأقوى القراآت في هذا الحرف ما عليه العامة وهو وصلوات ويلى ذلك وصلوات وصلوات وصلوات وأما بقية القرا آت فيه فتحريف وتشبث باللغة السريانية واليهودية وذلك أن الصلاة عندنا من الواو لكونها من الصلوين وكون جمهعا صلوات كقناة وقنوات وأما صلوات وصلوات فجمع صلوة وان كانت غير مستعملة ونظيرها حجرة وحجرات وأما صلوات فكأنه جمعغ صلوة كرشوة ورشوات وهى أيا مقدرة غير مستعمله قال ومعنى صلوات هنا المساجد وهى على حذف المضاف أي مواضع الصلوات قال أبو حاتم ضاقت صدور هم لما سمعوا لهدمت صلوات فعد لوا الى بقية القرا آت وقال الكلبى صلوات مساجد اليهود وقال الحجدرى صلوث (1/8468)
مساجد النصارى وقال قطرب صلوث بالثاء بعض بيوت النصارى قال والصلوت الصوامع الصغار لم يسمع لها بواحد انتهى وقد ذكرنا شيأمن ذلك في حرف الثاء المثلثة ويظهر مما قد مناه مافى سياق المصنف من القصور * تذنيب * الذى عرف من سياق الجوهرى والمصنف ان الصلاة واوية مأخوذة من صلى إذا ادعا وهو اسم وضع موضع المصدر وهناك وجوه أخر تركها المصنف فاحتاج أننا ننبه عليها فقيل انها من الصلوين وهما مكتنفا ذنب الفرس وغيره مما يجرى مجرى ذلك وهو رأى أبى على قال واشتقاقه منه أن تحريك الصلوين أول ما يظهر من أفعال الصلاة فاما الاستفتاح ونحوه من القراءة والقيام فامر لا يظهر ولا يخص ما ظهر منه الصلاة لكن الركوع أول ما يظهر من أفعال المصلى هكذا نقله عن ابن جنى في المحتسب وقيل ان الاصل في الصلاة اللزوم صلى واصطلى إذا لزم وهى من أعظم الفرض الذى أمر بلزومه وهذا قول الزجاج وقيل ان أصلها في اللغة التعظيم وسميت هذه العبادة صلاة لما فيها من تعظيم الرب جل وعز وهذا القول نقله ابن الاثير في النهاية وقيل انها من صليت العود بالنار إذا لينته لان المصلى يلين بالخشوع وهذا قول ابن فارس صاحب المجمل نقله صاحب المصباح وعلى هذا القول وكذا قول الزجاج السابق هي يائية لاواوية وقيل هي من الصلى ومعنى صلى الرجل أزال عن نفسه بهذه العبادة الصلى الذى هو نار الله الموقدة وبناء صلى كبناء مرض وقرد لازالة المرض والقراد وهذا القول كره اراغب في المفر دات لبعضهم وعلى هذا القول أيضا فهى يائية وقال الفخر الرازي اختلف في وجه تسميتها على أقوال والاقرب أنها مأخوذة من الدعاء إذ لا صلاة الا وفيها الدعاء وما يجرى مجراه * فائدة * قولنا اللهم صل على محمد معناه عظمه في الدنيا باعلاء ذكره واظهار دعوته وابقاء شريعته وفى الاخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته وقيل المعنى لما أمرنا الله عز وجل بالصلاة عليه ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله اللهم صل أنت على محمد لانك أعلم بما يليق به وقال بعض العارفين الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم جعلت وسيلة للتقرب منه كما جعلت هدايا الفقراء الى الامراء وسائل ليتقربوا بها إليهم وليعود نفعها إليهم إذ هو صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الله عليه لا يحتاج الى أحد وانما شرعت تعبدا لله وقربة إليه ووسيلة للتقرب الى الجناب المنيع ومقامه الرفيع وحقيقتها منه إليه اذما صلى على محمد الا محمد صلى الله عليه وسلم لانها صدرت منهم بأمره من صورة اسمه انتهى وقد اختلف في الدعاء هل يجوز اطلاقه على غير النبي أم لا والصحيح انه خاص به فلا يقال لغيره وقال الخطابى الصلاة التى بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره ومنه اللهم صل على آل أبى أو في وقيل فيه انه خاص به ولكنه هو آثر به غيره فأما سواه فلا يجوز له ان يخص به أحدا * ومما يستدرك عليه المصلى كمعلى يطلق على موضع الصلاة وعلى الدعاء وعلى الصلاة وقوله تعالى واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى يحتمل أحد هذه المعاني وأيضا موضع بالمدينة وبنو المصلى على صيغة اسم الفاعل بطين بمصر وأبو بكر محمد بن محمد بن عبد الحميد البلخى كان يقال له الصلواتى لان أحد أجداده كان يكثر الصلاة أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه ابن السمعاني وجئت في أصلائهم أي أدبارهم وصلت الفرس استرخى صلواها مثل أصلت وصليت عن الزجاج ى ( الصميان محركة التقلب والوثب ) نقله الجوهرى وابن سيده ( و ) قال أبو اسحق أصل الصميان لغة ( السرعة ) والخفة وقد ( صمى وأصمى ) إذا أسرع ( و ) الصميان ( الشجاع الصادق الحملة ) جمعه
صميان عن كراع وقال الزمخشري هو الرجل التمضاء على الامور وفى التهذيب ذو التوثب على الناس ( وأصمى الصيد رماه فقتله مكانه ) أي وهو يراه ومنه حديث الصيد كل ما أصميت ودع ما أنميت قال أبو اسحق الاصماء ان ترميه فيموت بين يديك لم يغب عنك والانماء ان يغيب فيوجد ميتا وقيل معناه كل ما أصابه السهم وأنت تراه فاسرع في الموت فرأيته ولا محالة أنه مات برميك واقتصر الازهرى في التفسير على الكلب فقال المعنى كل ما قتله كلبك وأنت تراه وانما هو على سبيل التمثيل والسهم ملحق به وظاهر الحديث عام فيهما نبه عليه صاحب المصباح ( و ) أصمى ( الفرس على لجامه ) إذا ( عض ) عليه ( ومضى ) نقله الجوهرى والزمخشري ( وصمى الصيد يصمى ) من حد رمى إذا ( مات مكانه ) وفى الصحاح وأنت تراه ( و ) صمى ( الامر فلانا ) يصميه ( حل به ) نقله الليث وأنشد لعمران بن حطان وقاضي الموت يعلم ما عليه * إذا مامت منه ما صمانى أي ما حل بى ( و ) يقال ( ما صماك عليه ) أي ( ما حملك ) عليه ( وانصمى عليه انصب ) أنشد الجوهرى لجرير انى انصميت من السماء عليكم * حتى اختطفتك يا فرزدق من عل وفى المحكم انصمى عليه انقض وأقبل نحوه زاد الازهرى كما ينصمى البازى إذا انقض * ومما يستدرك عليه الصميان من الرجال الشديد المحتنك السن أو الذى ينصمى على الناس بالاذى وقال ابن الاعرابي هو الجرئ على المعاصي وأصمت القوس الرمية أنفذتها ومنه * كالقوس تصمى الرمايا وهى مرنان * وصامى منيته وأصماها ذاقها وقال ابن بزرج يقال لاصمياء له ولا عمياء من ذاك إذا أكب على الامر يقطع منه و ( الصنو ) بالفتح ( العود الخسيس بين الجبلين أو الماء القليل بينهما أو الحجر يكون بينهما ج ) الكل ( صنو ) بضمتين وتشديد ( كنحوو نحو ) كل ذلك عن ابن الاعرابي ( و ) الصنو ( بالكسر الحفر المعطل ) جمعه صنوان عن ابن بزرج ( و ) الصنو ( قليب لبنى ثعلبة و ) من المجاز الصنو ( الاخ الشقيق ) ومنه الحديث عم الرجل صنو أبيه قال الازهرى يقال هذا صنو فلان إذا كان أخاه وشقيقه لابيه وقال أبو عبيد في معنى الحديث (1/8469)
يعنى أصلهما واحد وأصل الصنو انما هو في النخل وقال شمر فلان صنو فلان أي أخوه ولا يسمى صنواحتى يكون معه آخر ( و ) في المحكم الصنو ( الابن و ) أيضا ( العم ) * قلت أما العم فمأخوذ من الحديث السابق وأما الابن فلكونه تشعب من أصل واحد ( ج أصناء وصنوان ) بالكسر ورفع النون ( وهى بهاء ) صنوة ( والنخلتان فما زاد ) ثلاث أو خمس أوست يكن ( في الاصل الواحد ) وفروعهن شتى ( كل واحد منهما ) أي من النخلتين والاولى كل واحدة منها ( صنو ) بالكسر ( ويضم ) حكاه الزجاج ( أو عام في جميع الشجر ) إذا شابه والجمع كالجمع ( وهما صنوان وصنيان مثلثين ) بكسر النون فيهما قال أبو زيد هاتان نخلتان صنوان ونخيل صنوان يقال للاثنين صنوان وللجماعة صنوان يفرق بينهما باعراب النون ومنة قوله تعالى صنوان وغير صنوان وجاء في التفسير عن البراء بن عازب أي مجتمع ومتفرق ( والصانى اللازم للخدمة ) والناصى المعربد عن ابن الاعرابي نقله ابن سيده في الياء ( وتصنى وأصنى قعد عند القدر شرها ) أي حرصا ( يكبب ) ووقع في نسخ التهذيب يكسب ( ويشوى حتى يصيبه الصناء ) ككساء ( للرماد ويقصر ) عن ابن الاعرابي ويكتب بياء وألف وكتابته بالف أجود كذا في المحكم ( والصنى كسمى حسى صغير لا يرده أحد ) ولا يؤبه له وهو تصغير صنو قاله الجوهرى وأنشد لليلى الا خيلية أنابغ لم تنبغ ولم تك أولا * وكنت صنيا بين صدين مجهلا وهو مجاز ( و ) يقال ( أخذه بصنايته بالكسر ) أي ( بجميعه ) نقله الجوهرى عن الفراء والسين لغة فيه وقد تقدم ( و ) من المجاز ( ركيتان صنوان ) أي ( متجاورتان ) وقال أبو زيد إذا تقاربتا ( أو تنبعان من عين واحدة ) * ومما يستدرك عليه الصنا بالكسر مقصور ويمد الوسخ وخص بعضهم به وسخ النار والصنوة بالفتح الفسيلة عن ابن الاعرابي والصنى كسمى شق في الجبل أو شعب يسيل فيه الماء بين جبلين وصنى لقب محمد بن عيسى بن عبد الحميد بن عبد الله بن عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومى له قصة في زمن المهدى قاله الحافظ والاصناء الامثال عن ابن الاعرابي وأصنى النخل أنبت الصنوان عن ابن القطاع واصطى إذا احتفر عن ابن برزج واصطناها قرية بمصر في الغربية وقد وردتها والصنى بكسر فسكون الثمد وقد صنوته وصنيته و ( الصوة بالضم ) أهمله الجوهرى وقال كراع ( جماعة السباع ) كذا في المحكم ( و ) أيضا ( حجر يكون علامة في الطريق ) وهذا قد نقله الجوهرى عن أبى عمرو قال الصوى الاعلام من الحجارة الواحدة صوة فلا يصح كتابة هذا الحرف بالحمرة ( و )
الصوة ( مختلف الريح ) نقله الجوهرى أيضا وأنشد لامرى القيس وهبت له ريح بمختلف الصوى * صبا وشمالا في منازل قفال ولكن شكك أبو زكريا في هامش كتابه على الريح ( و ) الصوة ( صوت الصدى ) نقله الازهرى ولكن ضبطه بالفتح ( و ) أيضا ( ما غلظ وارتفع من الارض ) ولم يبلغ أن يكون جبلا نقله الجوهرى عن الاصمعي ( ج صوى ) ومنه الحديث ان للاسلام صوى ومنارا كمنار الطريق كما في الصحاح قال ابن الاثير هي الاعلام المنصوبة من الحجارة في المفازة المجهولة يستدل بها على الطرق أرادان للاسلام طرائق وأعلاما يهتدى بها ( جج ) جمع الجمع ( أصواء ) كرطب وأرطاب وقيل هو جمع لاجمع جمع وقيل الصوى والاصواء الاعلام المنصوبة المرتفعة في غلظ ( وذات الصوى كهدى ع ) قال الراعى تضمنهم وارتدت العين عنهم * بذات الصوى من ذى التنانير ماهر ( والصوة بالفتح الفارغ ) والذى في التكملة الصو الفارغ ( و ) يقال ( أخذه بصواه بالضم ) أي ( بطراءته ) * قلت هذا تصحيف والصواب بصراه بفتح الصادو الراء وهكذا ضبطه الازهرى وقد نبهنا عليه في موضعه * ومما يستدرك عليه الاصواء القبور وقد جاء ذكره في الحديث ونقله الجوهرى أيضا وصوى صوى في الطريق إذا عملها وأصوى القوم نزلوا الصوى عن ابن القطاع وهى الاراضي المرتفعة وصوة قرية بشرقية مصر ى ( الصاوى اليابس ) من العطش أو من الهزال يقال ( صوت النخلة تصوى ) من حد رمى ( صويا ) كعتى نقله الازهرى وهو قول الليث ( و ) قال الازهرى اللغة الجيدة ( صويت ) النخلة كرضى صوى مقصورا إذا عطشت وضمرت وجمع ابن سيده بين القولين وتبعه المصنف ( فهى صاويه وصوية ) كفرحه كذا هو مضبوط في نسخ المحكم قال وقد يكون ذلك في غيرها من الشجرو قد يكون في الحيوان قال ساعدة يصف بقر وحش قد أوتيت كل ماء فهى صاوية * مهما تصب أفقا من بارق تشم ( وأصوت وصوت ) كلا هما بمعنى يبست ( والتصوية في الاناث ان لا تحلب لتسمن ) ولا تضعف ويقال هو مثل التصرية ومنه الحديث التصوية خلابة وقد صوى الناقة إذا حفلها لتسمن وقيل أيبس لبنها قال الشاعر إذا الدعرم الدفناس صوى لقاحه * فان لناذود اعظيم المحالب وهذا هو الاصل أي استعمال التصوية في الاناث ( و ) قد يستعمل ( في الفحل ) من الابل وهو ( ان لا يحمل عليه ولا يعقد فيه ) حبل ) والاولى لا يشد بحبل ( ليكون أنشط وأقوى للضراب ) نقله الجوهرى عن العدبس الكنانى أي ترك من العمل وعلف حتى رجعت نفسه إليه وسمن ( وصوى كرضى ) أي ( قوى ) فهو صاو أنشد الجوهرى لابي ذؤيب منفلق انساؤها عن قانئ * كالقرط صاو غبره لا يرضع (1/8470)
* ومما يستدرك عليه الصوى السنبل الفارغ والقنبع خلافه نقله الازهرى وصوى لابله فحلا إذا اختاره ورباه للفحلة قال الفقعسى يصف الراعى والابل صوى لها ذا كدنة جلذيا * أخيف كانت أمه صفيا وصوت الشاة صويا سمنت والصوى ان يترك الناقة أو الشاة لا يحلبها وهو اسم من التصوية ومنه قول الراجز يجمع للرعاء في ثلاث * طول الصوى وقلة الارغاث وأصوى القوم هزلت ما شيتهم مثل أضووا عن ابن القطاع وصا مدينة أزلية من أعمال مصر بالغربية والنسبة إليها الصاوى ومحلة صا قرية أخرى و ( الصهوة ما أسهل من ناحيتى سراة الفرس أو مقعد الفارس منه ) أو موضع اللبدمنه ( و ) قيل ( مؤخر السنام ) وقيل الرادفة تراها فوق العجز ( ج صهوات ) بالتحريك كتمرة وتمرات ( وصهاء ) بالكسر والمد ( و ) المصهوة ( البرج ) يتخذ ( في أعلى الرابية ج صها ) بالضم مقصور نادر * قلت ونظيره شهوة وشها نقله أبو حيان ( و ) الصهوة ( المطمئن ) الغامض ( من الارض تأوى إليه ضوال الابل و ) أيضا ( كالغار في الجبل ) يكون ( فيه ماء ) من المطر ( ج صهاء ) بكسر ممدود وفى الصحاح عن أبى عمرو الصهاء منابع الماء الواحدة صهوة وفى المجمل الصهاء جمع صهاة صهوة أيضا وصهوة أيضا ووجد بخط الازهرى الصها منابع الماء جمع صهوة ( وأصهى الصبى دهنه بالسمن ووضعه في الشمس من مرض يصيبه ) كذا في المحكم وليس فيه يصييه ( وصاهاه ) مصاهاة ( ركب صهوته ) عن ابن الاعرابي يكون في الجبل والحيوان ( وأصهى ) الفرس ( اشتكاها ) أي الصهوة ( وصهى كسعى كثر ماله ) نقله الازهرى ( و ) أيضا ( أصابه جرح فندى ) والذى في الصحاح عن أبى عبيدة صهى الجرح يصهى صهيا إذا ندى ( كصهى كرضى ) نقله الجوهرى عن الخليل ( وصهيون كبرذون بيت المقدس ) عن أبى عمرو ( أوع به ) واليه أضيف أحد أبوابها وهو مشرف على الخندق المسمى بوادي النار ( أو الروم ) عن أبى عمرو أيضا وأنشد للاعشى وان أحلبت صهيون يوما عليكما * فان رحى الحرب الدكوك رحاكما ( وصهى كسمى فرس للنمربن بن تولب ) الشاعر الصحابي * ومما يستدرك عليه أعلى كل جبل صهوته نقله الجوهرى وأنشد لعارق فاقسمت لا أحتل الا بصهوة * حرام على رمله وشقائقه
وتيس ذو صهوات أي سمين وهو مجاز والصهاوية بالضم موضع متطامن أحدقت به الجبال نقله الازهرى والصهوات أوساط المتنين الى القطاة وصهى كسعى إذا أسن وصهوى كسكرى فرس حاجز بن عوف الازدي ( فصل الضاد ) المعجمة مع الواو والياء ى ( ضأى كسعى ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى أي ( دق جسمه ) أو عظمه خلقة أو هزالا لغة في ضوى بالواو كما سيأتي ونقله الصغانى أيضا و ( ضبته النار ) والشمس ( تضبوه ) قال شيخنا ذكر المضارع مستدرك إذ لا فائدة فيه * قلت وكانه تبع الجوهرى هنا ونسى اصطلاحه ( ضبوا ) بالفتح ( غيرته وشوته ) وفى المحكم لفحته ولوحته الا انه ذكر مصدره ضبيا بالياء وجمع بينهما ابن القطاع فاذن الكلمة واوية يائية ( و ) ضبا ( إليه لجأ ) لغة في الهمز ( والمضباة بالضم ) هكذا هو مضبوط في نسخ الصحاح بالقلم ( خبزة الملة ) وفى المحكم ويسمى بعض أهل اليمن خبزة الملة مضباة من هذا أي من ضبته النار ولا أدرى كيف ذلك الا ان تسمى باسم الموضع ( والضابى الرماد ) نقله الجوهرى ( وأضبى ) الرجل على مافى يديه ( أمسك ) لغة في أضبأ عن اللحيانى ( و ) أضبى ( رفع ) وفى التكملة دفع ( و ) أيضا مثل أضوى ) زنة معنى ( و ) قال الكسائي أضبى ( عليه ) إذا ( أشرف ليظفر به ) نقله الجوهرى والازهري ( و ) عن الهجرى أضبى ( بهم السفر ) إذا ( أخلفهم فيما رجوا ) فيه ( من ربح ) ومنفعة وأنشد لا يشكرون إذا كنا بميسرة * ولا يكفون ان أضبى بنا السفر كذا في المحكم * ومما يستدرك عليه أضبى على الشئ كتم عليه وسكت ن ابن القطاع و ( الضحوو الضحوة والضحية كعشية ) الاخيرة لغة في الضحوة كما أن الغدية لغة في الغداة ( ارتفاع النهار ) وفى الصحاح ضحوة النهار بعد طلوع الشمس ( والضحى ) كهدى ( فويقه ) وهو حين تشرق الشمس كما في الصحاح وقيل هو من طلوع الشمس الى أن يرتفع النهار وتبيض جدا كما في المحكم والاكثر على أنها مرادفة لما قبلها نقله شيخنا وقال الراغب الضحى انبساط الشمس وامتداد النهار وسمى الوقت به ومنه قوله تعالى والضحى والليل إذا سجى وأن يحشر الناس ضحى قال شيخنا واختلف في وزنها فقيل فعل بضم ففتح كما قاله المبرد وقيل فعلى كبشرى كما قاله ثعلب في مناظرتة مع المبرد عند محمد بن عبد الله بن طاهر قال الجوهرى مقصور يؤنث ( ويذكر ) فمن أنث ذهب الى أنه جمع ضحوة قال شيخنا فيلحق بشهوة وشهى الذى مر عن أبى حيان * قلت وكذا صهوة وصهى ثم قال الجوهرى ومن ذكر ذهب الى أنه اسم على فعل مثل صرد ونغر ( ويصغر ضحيا ) كسمى ( بلاهاء ) قال الفراء كرهوا ادخال الهاء لئلا يلتبس بتصغير ضحوة ( والضحاء بالمد ) قال الهروي ان ضمت قصرت وان فتحت مددت ( إذا قرب انتصاف النهار ) قال الجوهرى ثم بعده أي بعد الضحى الضحاء ممدود مذكر وهو عند ارتفاع النهار الاعلى وفى المصباح هو امتداد النهار وهو مذكر كأنه اسم للوقت وفى النهاية إذا علت الشمس الى ربع السماء ( و ) الضحى ( بالضم والقصر الشمس ) يقال ارتفعت الضحى أي الشمس وفى المصباح ثم استعملت الضحى (1/8471)
استعمال المفرد وسمى بها حتى صغرت على ضحى وفى المحكم وقد تسمى الشمس ضحى لظهورها في ذلك الوقت ( وأتيتك ضحوة ) أي ( ضحى ) لا تستعمل الاظرفا إذا عنيتها من يومك وكذا جميع الاوقات إذا عنيتها من يومك أو ليلتك فان لم تعن بها ذلك صرفتها بوجوه الاعراب وأجريتها مجرى سائر الاسماء كذا ى المحكم ومثله في الصحاح قال هو ظرف غير متمكن مثل سحر تقول لقيته ضحى وضحى إذا أردت به ضحى يومك لم تنونه ( وأصحى ) الرجل ( صار فيها ) أي في الضحى وبلغها وفى الصحاح تقول من الضحاء أقمت بالمكان حتى أضحيت كما تقول من الصباح أصبحت ومنه قول عمر أضحوا عباد الله بصلاة الضحى أي صلوها لوقتها ولا تؤخروها الى ارتفاع الضحى ( و ) أضحى ( الشئ أظهره ) وأبداه ( وضاحاه ) مضاحاة ( أتاه فيها ) كغاداه وراوحه ( وأضحى ) فلان ( يفعل كذا ) أي ( صار فاعله فيها ) وفى المحكم صار فاعلا له في وقت الضحى وفى الصحاح هو كما تقول ظل يفعل كذا وقال ابن القطاع فعله من أول النهار ( وتضحى أكل فيها ) وفى الصحاح هم يتضحون أي يتغدون وفى حديث ابن الاكوع بينا نحن نتضحى مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أي نتغدى قال ابن الاثير والاصل فيه ان العرب كانوا يسيرون في ظعنهم فإذا مروا ببقعة من الارض فيها كلاء وعشب قال قائلهم الا ضحوا رويدا أي ارفقوا بالابل حتى تتضحى أي تنال من هذا المرعى ثم وضعت التضحية مكان لرفق لتصل الابل الى المنزل وقد شبعت أم اتسع فيه حتى قيل لكل من أكل وقت الضحى هو يتضحى أي يأكل في هذا الوقت كما يقال يتغدى ويتعشى من الغداء والعشاء انتهى ( وضحيته أنا تضحية أطعمته فيها ) وقيل غديته في أي وقت كان والاعرف أنه في الضحى
والاصل فيه للابل ثم اتسع فيه كما تقدم ( و ) ضحيت ( بالشاة ) تضحية ( ذبحتها فيها ) أي في ضحى النحر هذا هو الاصل فيه وقد تستعمل التضحية في جميع أوقات أيام النحر وعداه بحرف وقد لا يتعدى فيقال ضحى تضحيه إذا ذبح الا ضحية وقت الضحى ( و ) ضحيت ( الغنم ) وكذا الابل ( رعيتها بها ) وفى الاساس ضحيت الابل عن الورد وعشيتها عنه أي رعيتها الضحاء والعشاء حتى ترد وقد شبعت ( والأضحية ويكسر ) المتبادر من سياقه ان اللغة الاولى بالفتح كما هو مقتضى اصصلاحه ولا قائل به بل هي بالضم كما صرح به أرباب المتون وزنها أفعولة وفى المصباح كسرها اتباعا لكسرة الحاء ( شاة يضحى بها ج أضاحى كالضحية ) كغنية ( ج ضحايا ) كعطية وعطايا ( كالأضحاة ج أضحى ) كأرطاة وأرطى فهذه أربع لغات ذكرها الجوهرى عن الاصمعي ( وبها سمى يوم النحر ) يوم الا ضحى قال يعقوب سمى اليوم أضحى بجمع الاضحاة التى هي الشاة وفى الصحاح قال الفراء الا ضحى يذكر ويؤنث فمن ذكر ذهب به الى اليوم وأنشد لابي الغول الطهوى رأيتكم بنى الخذواء لما * دنا الا ضحى وصللت اللحام ( وضاحية المال ) من الابل والغنم ( التى تشرب ضحى وضاحية البصرة ) ذكرت ( في ب ط ن وضحا ) الرجل ( ضحوا ) بالفتح ( وضحوا ) كعلو ( وضحيا ) كعتى ( برز الشمس ) كذا في المحكم وظاهره أنه من حد دعا ( و ) ضحى ( كسعى ورضى ضحوا ) بالفتح وضبطه في المحكم كعلو ( وضحيا ) كعتى ( أصابته الشمس ) ومنه قوله تعالى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى أي لك أن تتصون من حر الشمس ( وأرض مضحاة ) كمسعاة ( لا تكاد تغيب عنها الشمس ) وهى الارض البارزة ( وضواحيك ما برزمنك لها ) أي للشمس ( كالكتفين والمنكبين ) جمع ضاحية ( و ) الضواحى ( من الحوض نواحيه و ) الضواحى ( من الروم ما ظهر من بلادهم و ) الضواحى ( السموات ) لبروز نواحيها قاله الراغب ونقله الجوهرى أيضا قال ابن سيده وهذه الكلمة واوية يائية ( وليلة ضحياء ) هكذا هو بالمد في سائر النسخ ومثله في نسخ الصحاح وأنكره شيخنا وقال الذى في المطالع والمشارق وغير هما من مصنفات الغريب ليلة ضحيا بالقصر * قلت وهذا الانكار لاوجه له فقد جمع بينهما ابن سيده فقال ليلة ضحيا وضحياء ومن حفظ حجة على من لم يحفظ الا أن المصنف قصر عن ذكر المقصور ( واضحيانة واضحية بكسرهما ) ذكر الجوهرى وغيره الاضحيانة ولم أجد للاخيرة ذكرا فيما رأيت في الكتب ولعل اصواب واضحيان واضحيانة بكسرهما كما هو نص كتب الغريب وسيأتى بيانه في المستدركات ( مضيئة ) لا غيم فيها كما في الصحاح وخص بعضهم به التى يكون القمر فيها من أولها الى آخرها ( ويوم ضحياة ) هكذا في النسخ والصواب اضحيان بالكسر وآخره النون أي مضئ لا غيم فيه كما هو نص المحكم وقال الراغب مضيئة اضاءة الضحى ( والضحياء فرس ) عمرو بن عامر كما سيأتي ( أو ) الضحياء ( الشهباء منه ) أي من الفرس ( وهو أضحى ) ونص الصحاح والا ضحى من الخيل الاشهب والانثى ضحياء وفى الاساس فرس أضحى وجمل هجان ولا يقال أبيض ( وقلة ضحيانة ) أي ( بارزة للشمس ) قال الجوهرى جاء ذلك في قول تأبط شرا وبه فسر ( وفعله ضاحية ) أي ( علانية ) كما في الاساس وأنشد عمى الذى منع الدينار ضاحية * دينار نخة كلب وهو مشهود وفى المحكم أي ظاهرا بينا ( وضحا الطريق ضحوا ) كعلو ( وضحيا ) كعتى ( بداو ظهر ) واقتصر ابن سيده وابن القطاع على أول المصادر ونقله الجوهرى عن أبى زيد وضبط مصدره بالفتح ( و ) ضحى ( كرضى ) ضحا مقصور ( عرق ) نقله الجوهرى ( والضاحى واد ) في ديار كلاب عن نصر وفى التكملة لهذيل ( و ) قيل ( رملة ) وفى المحكم ضاح موضع وفى التكملة غربي سلمى فه ماءة يقال لها مخربة ( والصحيان ع ) على جادة ( في طريق حضر موت ) وهى طريق مختصر منها ( الى مكة ) بين نجران وتثليث قاله نصر ( و ) أيضا ( أطم ) بالمدينة ( لا حيحة ) بن الجلاح بناه بالعصبة في أرضه التى يقال لها القنانة قاله نصر ( والضحى كغنى ع باليمن ) بل قرية كبيرة عامرة في (1/8472)
تهامة اليمن وهى احدى منازل حاج زبيد وقد نزلت بها مرتين وسكنتها الفقهاء من بنى كنانة العلويين منهم الفقية المشهور قطب الدين اسمعيل بن على الحضرمي الشافعي أحد الائمة المشهورين بالعلم والصلاح والولاية والكرامات سكن بها وأعقب ولدين محمدا وعليا فلمحمد قطب الدين اسمعيل صاحب المؤلفات ولى القضاء الاكبر بااليمن توفى سنة 605 وعقبه بالضحى وأما على فانه سكن زبيد وبها عقبه منهم محمد بن على الملقب بالشافعي الصغير من ولده محمد بن عبد الله بن محمد أقام مفتيا بزبيد نحو أربعين سنة ومنهم صالح ابن على من ولده محمد وعلى ابنا ابراهيم بن صالح وبالجملة فهم من مشاهير بيوت اليمن والعجب للمصنف كيف لم يشر إليهم مع شهرتهم
وجلا لتهم ومع ذكره لمن دونهم ( و ) من المجاز ( ضحا ظله ) أي ( مات ) ومنه حديث فإذا نضب عمره وضحا ظله قال ابن الاثير يقال ضحا الظل إذا صار شمسا فإذا صار ظل الانسان شمسا فقد بطل صاحبه ( والضحياء امرأة لا ينبت شعر عانتها ) فكأن عانتها ضاحية أي بارزة عارية من الشعر لاظل عليها ( و ) أيضا ( فرس عمرو بن عامر ) بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وهو فارس الضحياء وأنشد الجوهرى أبى فارس الضحياء يوم هبالة * إذا الخيل في القتلى من القوم تعثر قال الصاغانى والرواية فارس الحواء وهى فرس أبى ذى الرمة والبيت لذى الرمة وقوله الضحياء فرس عمرو بن عامر صحيح والشاهد عليه بيت خداش بن زهير أبى فارس الضحياء عمرو بن عامر * أبى الذم واختار الوفاء على الغدر وهو خداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر ( ورجل ضحيان يأكل في الضحى ) والقياس فيه ضحوان لانه من الضحوة ( وهى بهاء ) مثل غديان وغديانة قاله شمر ( و ) رجل ( متضح ومستضح ومضطح إذا أضحى ) أي دخل في وقت الضحوة ( والاضحيان بالكسر نبت كالا قحوان ) في الهيئة ( وما لكلامه ضحى كهدى ) أي ( بيان ) وظهور كذا في المحكم وهكذا ضبطه بالكسر والذى في الاساس وأنشدني شعرا ليس فيه حلاوة ولاضحاء أي ليس بواضح المعنى وضبطه بالمد فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه ضحى الرجل تغدى بالضحى وأنشدا بن سيده ضحيت حتى أظهرت بملحوب * وحكت الساق ببطن العرقوب يقول ضحيت لكثرة أكلها حتى تغديت تلك الساعة انتظارا لها والاسم الضحاء كسماء وفى الصحاح الضحاء الغداء سمى بذلك لانه يؤكل في الضحاء قال ذو الرمة ترى الثور يمشى راجعا من ضحائه * بها مثل مشى الهبرزى المسرول وضحى عن الامر بينه وأظهره ويقال أضح لى عن أمرك بفتح الهمزة أي أوضح وأظهر كذا في المحكم وضحينا هم مثل صبحناهم وضحى قومه غداهم أودعاهم الى ضحائه وبدا بضاحى رأسه أي ناحيته والضحيان من كل شئ البارز للشمس قال ابن جنى القياس ضحوان لانه من الضحوة الا انه استخف بالياء والضحيان لقب عامر بن سعد بن الخزرج من بنى النمر بن قاسط سمى بذلك لانه كان يقعد لقومه في الضحاء فيقضى بينهم والضحيانه عصا نبتت في الشمس حتى طحنتها و أنضجتها وهى أشد ما تكون ومنه قول الشاعر يكفيك جهل الاحمق المستجهل * ضحيانة من عقدات السلسل وضحى للشمس كرضى ضحاء ممدود برز وكذلك ضحى كسعى ومستقبلهما يضحى في اللغتين جميعا نقله الجوهرى وزاد ابن القطاع في مصادره ضحيا وفى الحديث أن أبن عمر رأى رجلا محرما قد استظل فقال أضح لمن أحرمت له قال الجوهرى هكذا يرويه المحدثون بفتح الألف وكسر الحاء من أضحيت وقال الاصمعي انما هو بكسر الالف وفتح الحاء من ضحيت أضحى لانه انما أمره بالبروز للشمس وضحيته عن الشئ رفقت به وضح رويدا أي لا تعجل قال زيد الخيل الطائى فلو أن نصرا أصلحت ذات بينها * لضحت رويدا عن مطالبها عمرو ونصر وعمروا بناقعين بطنان من أسد كما في الصحاح وفى الاساس ومن المجاز ضحى عن الامر وعشى عنه إذا تأنى عنه واتأد ولم يعجل وفى مثل ضح رويدا وعش رويدا وأصله من تضحية الابل عن الورد انتهى وفى كتاب على الى ابن عباس رضى الله تعالى عنهم ألاضح رويدا فقد بلغت المدى أي اصبر قليلا وفى المحكم في مثل ضح ولا تغتر ولا يقال ذلك الا للانسان قاله الاصمعي وجعله غيره للناس والابل واستضحى للشمس برزلها وقعد عندها في الشتاء خاصة وضحى الشمس ضوؤها وبه فسر قوله تعالى والشمس وضحاها كذا في مقدمة الفتح والضواحي من النخل ما كان خارج السور صفة غالبة لانها تضحى للشمس وليلة ضحيا بالقصر والمد وذكر المصنف الممدود وضحيان وضحيانة واضحيان واضحيانة بكسرهما ولم يأت في الصفات افعلان الا هذا وفى ارتشاف الضرب لابي حيان أنه يقال أضحيان بالفتح قال شيخنا وهو غريب ويوم اضحيان وضحيان وسراج ضحيان وقمر ضحيان واضحيان كل ذلك أي مضئ وبنو ضحيان بطن وضحياء موضع وقد ضحيت الليلة كرضى لم يكن فها غيم وضحى الفرس ابيض وأضحى صلى النافلة في ذلك الوقت وهو من أهل الضاحية أي البادية وضواحي قريش النازلون بظواهر مكة وضاحت البلاد برزت للشمس فيبس نباتها فاعلت من ضحا والاصل ضاحيت وقال الاصمعي يستحب من الفرس أن يضحى عجانه أي يظهر نقله الجوهرى وأضحى عن الامر بعد عنه والقطا يضحى عن الماء أي يبعد وهو مجاز وشجرة ضاحية الظل أي لاظل لها ومفازة ضاحية الظلال وفى الدعاء لا أضحى الله لنا ظلك وأبو الضحى مسلم بن صبيح الهمداني الكوفى عن مسروق وعنه الاعمش وضحى لقب جماعة بشربين من أرض مصر منهم سلامة بن أحمد الشربينى الفرضى تفقه على المزاحى وعنه شيخ مشايخنا أبو حامد البديري توفى سنة 1087 ومنهم صاحبنا (1/8473)
المعمر عبد الخالق بن عبد الخالق بن محمد بارك الله فيه وما أدرى أي الضحياء هو أي أي الناس نقله الازهرى في تركيب ط ه ى ( ى الضاخية ) أهمله الجوهرى والازهري وقال ابن سيده هي ( الداهية ) ونقله الصاغانى أيضا هكذا ( ى ضدى بالكسر
ضدى ) مقصور أهمله الجوهرى وقال غيره أي ( غضب ) أو امتلأ غضبا وهى لغة في ضدئ ضدأ بالهمز ( والضوادى الكلام القبيح وقال ابن الاعرابي الفحش ( أوما يتعلل به ) من الكلام قال ابن سيده ( ولا يحقق له فعل ) قال أمية ومالى لا أحييه وعندي * قلائص يطلعن من النجاد الى وانه للناس نهي * ولا يعتل بالكلم الضوادى لم يحك هذه الكلمة الا ابن درستويه ولا أصل لها في اللغة ( وأضدى ) الرجل ( ملأ اناءه فأترعه ) كأضده ( وضاداه ) مضاداة ( ضاده وانه لصاحب ضدى كقفى ) وهو اسم من المضاداة ( وضدوان محركة ) أهمله الجوهرى وهما ( جبلان ) بشق اليمامة ( ى ضرى به كرضى ضرا ) مقصور ( وضراوة وضرياو ضراءة ) أي ( لهج ) به كذا في المحكم الا انه اقتصر على المصدرين الاولين وزاد شمر واعتاد به فلا يكاد يصبر عنه فهو ضار وفى الحديث ان للاسلام ضراوة أي عادة ولهجا به لا يصبر عنه وفى حديث عمر اياكم وهذه المجاز رفان لها ضراوة كضراوة الخمر أي عادة ينزع إليها كعادة الخمر مع شاربها فمن اعتاد اللحم لم يكد يصبر عنه فدخل في حد المسرف في نفقته ( وضراه به تضرية وأضراه ) عوده به وألهجه وأغراه قال زهير * وتضرى إذا ضر يتموها فتضرم * وشاهد الاضراء قول الحريري واصبر إذا هو أضرى * بك الخطوب وألب ( و ) من المجاز ( عرق ضرى ) كغنى سيال ( لا يكاد ينقطع دمه ) كأنه ضرى بالسيلان وأنشد الجوهرى للعجاج * مما ضرى العرق به الضرى * ( وقد ضرا ) يضرو ( ضروا كسمو ) وضبطه في الصحاح بالفتح ( فهو ضار ) أيضا إذا ( بدامنه الدم ) وفى التهذيب إذا هتز ونعر بالدم قال الزمخشري غيروا البناء لتغير المعنى وأنشد الجوهرى للاخطل لما أتوه بمصباح ومبزلهم * سارت إليهم سؤرو الابجل الضارى ( والضرو بالكسر الضارى من أولاد الكلاب ) والانثى ضروة ( كالضرى ) كغنى ( و ) الضرو ( شجرة الكمكام ) وهو شجر طيب الريج يستاك به ويجعل ورقة في العطر وهو المحلب قاله الليث قال النابغة الجعدى تستن بالضرو من براقش أو * هيلان أو ناضر من العتم قال أبو حنيفه أكثر منابت الضرو باليمن وهو من شجر الجبال كالبلوط العظيم له عناقيد كعناقيد البطم غير انه أكبر حبا ويطبخ ورقه فإذا نصج صفى ورد ماؤه الى النار فيعقد يتداوى به من خشونة الصدر ووجع الحلق ( لا صمغه وغلط الجوهرى ) ونصه في الصحاح صمغ شجرة تدعى الكمكام تجلب من اليمن انتهى وفى التهذيب عن أبى حنيفة الكمكام قرف شجر الضرو وقيل هو علك الضرو وفى المحيط لابن عباد الكمكام قرف شجرة الضرو وقيل لحاؤها وهو من أفواه الطيب وقد تقدم ذلك في الميم ( و ) قال ابن الاعرابي الضرو والبطم ( الحبة الخضراء ) وقد يستاك به أيضا وأنشد هنيأ لعود الضرو شهد يناله * على خضرات ماؤهن رفيف أراد عود سواك من شجر الضرو إذا استاكت به الجارية كان الريق الذى يبتل به السواك من فيها كالشهد ( وتفتح ) عن الليث هكذا وجد مضبوطا بالوجهين في نسخ المحكم عند قوله الضرو شجر طيب الريح ويستاك به ( و ) الضرو ( من الجذام اللطخ منه ) ومنه الحديث أن أبا بكر أكل مع رجل به ضرو من جذام وهو من الضراوة كأن الداء ضرى به قال ابن الاثير ويروى بح الفتح أيضا فيكون من ضرا الجرح يضرو إذا لم ينقطع سيلانه أي به قرحة ذات ضرو ( وسقاء ضار بالسمن ) كذا في النسخ والصواب باللبن كما هو نص المحكم ( يعتق فيه ويجود طعمه وكلب ضار بالصيد ) أي متعودبه ( وقد ضرى كرضى ) ضراوة كما في الصحاح وهو قول الاصمعي و ( ضرا ) بالقصر ( وضراء بالكسر والفتح ) الاخيرة عن أبى زيد وكلبة ضارية ( و ) ضرى العرق ( كرمى ) إذا ( سال ) وجرى عن ابن الاعرابي نقله الازهرى ومنه قول العجاج الذى تقدم ذكره * مما ضرى العرق به الضرى * ( والضراء ) كسماء ( الاستخفاء ) عن أبى عمرو ( و ) في الصحاح الضراء ( الشجر الملتف في الوادي ) يقال توارى الصيد منى في ضراء وفلان يمشى الضراء إذا مشى مستخفيا فيما يوارية من الشجر ويقال للرجل إذا ختل بصاحبه هو يدب له الضراء ويمشئ له الخمر قال بشر عطفنا لهم عطف الورس من الملا * بشهباء لا يمشى الضراء رفيبها انتهى ( و ) الضراء ( أرض مستوية تأويها السباع وبها نبذ من الشجر ) فإذا كانت في هبطة فهى الغيضة وقال أبو عمرو وما واراك من أرض فهو الضراء ( وضرية ) كغنية ( ة ) لبنى كلاب ( بين البصرة ومكة ) وفى الصحاح على طريق البصرة وهى الى مكة أقرب انتهى ويضاف إليها الحمى المشهور وهو أكبر الاحماء وضرية سميت بضرية بنت ربيعة بن نزار وأول من حماه في الاسلام عمر رضى الله تعلى عنه لابل الصدقة وظهر الغزاة وكان ستة أميال من كل ناحية من نواحى ضرية وضرية في وسطها نقله شيخنا وقال نصيب ألا يا عقاب الوكر وكر ضرية * سقيت الغوادى من عقاب ومن وكر (1/8474)
وقال نصر ضرية صقع واسع بنجد ينسب إليه الحمى يليه أمراء المدينة وينزل به جاح البصرة بين الجديلة وطخفة ( واضرورى ) الرجل اضريراء انتفخ بطنه من الطعام واتخم صوابه ( بالظاء ) وبالطاء جميعا عن أبى زيد وأبى عمرو وابن الاعرابي وغيرهم ( وغلط الجوهرى ) ونبه عليه أبو زكريا وقبله أبو سهل الهروي بأبسط بمن هذا والمصنف تبعهم الا انه قصر في ذكر الظاء فقط والكلمة بالظاء والطاء جميعا كما سيأتي له ( وتضرية الغرارة فتل قطرها ) وقد ضراها ( والضرى ) كغنى ( الماء من البسر الاحمر والاصفر يصبونه على النبق فيتخذون منه نبيذا وأضرى ) الرجل ( شربه ) * ومما يستدرك عليه جرة ضارية بالخل والنبيذ وقد ضريت بهما وجمع الضرو للكلب الضارى أضر وضراء كذئب وأذؤب وذئاب قال ابن أحمر حتى إذا ذر قرن الشمس صبحه * أضرى ابن قران بات الوحش والعزبا أراد بات وحسشاو عزبا والعرق الضارى السائل أو المعتاد بالفصد فإذا حان حينه وفصد كان أسرع لخروج دمه والاناء الضارى السائل وقد نهى عن الشرب فيه في حديث على لانه ينغص الشرب هذا تفسير ابن الاعرابي وقال غيره هو الدن الذى ضرى بالخمر فإذا جعل فيه النبيذ صار مسكرا وضرا النبيذ يضرى اشتد وكلب ضار بالصيد إذا تطعم بلحمه وبيت ضار باللحم كثر اعتياده حتى يبقى فيه ريحه والضارى المجروح وبه فسر قول حميد نزيف ترى ردع العبير بجيبها * كما ضرج الضارى النزيف الكلما وأضرى كلبه عوده بالصيدو استضريت للصيد إذا ختلته من حيث لا يعلم والضراء ككساء الشجعان ومنه الحديث ان قيسا ضراء الله والضواري الاسود والمواشى الضاريه المعتادة لرعى زروع الناس كذا في النهاية وضرا الرجل ضروا استخفى عن ابن القطاع وضروة قرية من مخلاف سنحان وضرى كربى بئر قرب ضرية ( وضعا ) أهمله الجوهرى هكذا هو في النسخ بالاحمر وهو موجود في نسخ الصحاح وقال ابن سيده أي ( اختبأ واستتر ) قال ( والضعة ) بالفتح ( شجر ) بالبادية أو كالثمام أو نبت آخر ولا نكسر الضاد والجمع ضعوات محركة ( والنسبة ) إليه ( ضعوى ) بالتحريك وأما التى بكسر الضاد فهى في الحسب وليس من هذا الباب وقد قيل فيه بالفتح أيضا وقد تقدم في وض ع ومنه الاضعاء اللسفل وقال الجوهرى أصل ضعة ضعو والهاء عوض لانه يجمع على ضعوات قال جرير * متخذا في ضعوات تولجا * والنسبة إليها ضعوى وقال بعضهم الهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله وقد ذكرناه في باب وضع * ومما يستدرك عليه أضاعى بالضم والقصر وادفى بلاد عذرة عن ياقوت ( وضغا ) يضغو ضغوا ( استخذى ) نقله الصاغانى ( و ) ضغا ( المقامر ) ضغوا ( خان ) ولم يعدل وقال الازهرى أظنه بالصاد ( و ) ضغا ( السنور ونحو ) كالثعلب والذئب والكلب والحية ( ضغوا ) بافتح ( وضغاء ) كغراب ( صاح ) ثم كثر حتى قيل للانسان إذا ضرب فاستغاث ضغا وفى الصحاح وكذلك صوت كل ذليل مقهور وفى حديث قصة لوط عليه السلام حتى سمع أهل السماء ضغاء كلابهم ( وأضغاه حمله على الضغاء ) * ومما يستدرك عليه الضاغية الصائحة والجمع الضواغى وهم يتضاغون أي يتصايحون وجاءنا بثريدة تضاغى أي تراجع من الدسم وضغاة تضغية حمله على الضغاء ( والضفو السبوغ ) يقال ضفا الشئ يضفو ( و ) أيضا ( الكثرة ) يقال ضفا المال يضفو وكذلك الشعر والصوف قال أبو ذؤيب إذا الهدف المعزال صوب رأسه * وأعجبه ضفومن الثلة الخطل ومنه رجل ضافى الرأس أي كثير شعره كذا في الصحاح ( و ) أيضا ( فيضان الحوض ) يقال ضفا الحوض إذا فاض من امتلائه قال الراجز وما كد تمأده من بحره * يضفو ويبدى تارة عن قعره يقول يمتلئ فتشرب الابل ماءه حتى يظهر قعره ( وثوب ضاف ) سابغ قال بشر أو الا خطل ليالى لا أطاوع من نهانى * ويضفو تحت كعبي الازار وفرس ضافى السبيب سابغه ( والضفا الجانب وهما ضفواه ) بالتحريك أي جانباه ( وضفوة العيش بلهنيته ) أي سعته * ومما يستدرك عليه ديمة ضافية تخصب منها الارض والضفو الخير والسعة وهو ضافى الفضل على المثل والضفو كعلو الكثرة * ومما يستدرك عليه ضقى الرجل كرمى افتقر نقله الازهرى في ض ى ق والصاغانى عن ابن الاعرابي ( وضلا ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي ( هلك وتضلى ) الرجل ( لزم الضلال واختارهم ) أصله تضلل قلبت احدى اللامين ألفا فهو مثل تظنى وتقضى البازى ذكره ابن الاعرابي ( ى ضمى ) الرجل ( كرضى ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( ظلم ) كأنه مقلوب ضام ( ى ضنت ) المرأة ( ضنى ) مقصور ( وضناء ) بالمد ( كثر ولدها ) قال الجوهرى يهمز ولا يهمز واقتصر على المصدر الاخير ( كضنيت ) كرضى ( و ) ضنا ( نصيبه تريع وزاد ) نقله الصاغانى ( والضنوو يكسر ) بلاهمز ( الولد ) كما في الصحاح ومر في باب الهمزة انه
يقال بالهمزة أيضا ( وضنى كرضى ) يضنى ( ضنى ) مقصور ( فهو ضنى ) أي كغنى كما هو هو في النسخ والصواب ضنى مقصور كالمصدر ( وضن ) كعم منقوص ( كحرى ) صوابه كحبى ( وحر ) أي ( مرض مرضا مخامرا ) شديدا ( كلما ظن برؤه نكس ) في الصحاح يقال تركته ضنى وضنيا فإذا قلت ضنى استوى فيه المذكر والمؤنث والجمع لانه مصدر في الاصل وإذا كسرت النون ثنيت وجمعت كما قلناه في حروفى المحكم الضنى السقيم الذى طال مرضة وثبت فيه بعضهم لا يثنيه ولا يجمعه يذهب به مذهب المصدر وبعضهم يثنيه (1/8475)
ويجمعه قال عوف بن الاحوص الجعفري أودى بنى فما برحلي منهم * الاعلاما بيئة ضنيان كذا أنشده أبو على الفارسى بفتح النون وفى التهذيب قال الفراء العرب تقول رجل ضنى ودنف وقوم ضنى ودنف لانه مصدر كقولهم قوم زور وعدل وصوم وقال ابن الاعرابي رجل ضنى وامرأة ضنى وقوم ضنى ( وأضناه المرض ) أثقله فهو مضنى ( والمضاناة المعاناة ) نقله الجوهرى ( وأبو ضنى سعيد بن ضنى كسمى ) في الاسم والكنية ( محدث ) سكسكى حدث عنه صفوان بن عمرو * ومما يستدرك عليه تضنى الرجل إذا تمارض وامرأة ضنية كفرحة وقوم أضناء وقال ابن الاعرابي الضنى بالضم الاولاد وبالكسر الاوجاع المخيفة وأضنى إذا لزم الفراش من الضنى والضنى بالكسر الرماد نقله شيخنا وهو بالصاد المهملة وقد مر واضطنى بخل افتعل من الضنى ( ى الضوى دقة العظم وقلة الجسم خلقة أو الهزال ) وقد ( ضوى كرضى ) ضوى قال الشاعر أخوها أبوها والضوى لا يضيرها * وساق أبيها أمها عقرت عقرا يصف زندا وزندة لانهما من شجرة واحدة وقال آخر فتى لم تلده بنت عم قريبة * فيضوى كما يضوى رديد الغرائب ( فهو غلام ) ضاوو ( ضاوى بالتشديد ) وزنه فاعول أي نحيف الجسم قليله خلقة وكذا غير الانسان من أنواع الحيوان وفى التهذيب الضاوى هو الذى يولد بين الاخ والاخت وبين ذوى محرم وسئل شمرعن الضاوى فقال جاء مشددا وأنشد الجوهرى * فحملت فولدت ضاويا * ( وهى بهاء وأضوى ) الرجل ( دق ) جسمه ( و ) أضوى مثل ( أضعف و ) أضوت ( المرأة ولدت ) غلاما ( ضاويا ) وكذلك أضوى الرجل وفى الحديث اغتربوا لا تضووا أي تزوجوا في الاجنبيات ولا تتزوجوا في العمومة وذلك ان العرب تزعم أن ولد الرجل من قرابته يجئ ضاويا نحيفا غير انه يجئ كريما على طبع قومه نقله الجوهرى ( و ) أضوى ( حقه اياه نقصه اياه ) هكذا في النسخ ولاولى حذف اياه الاولى ونص المحكم وأضواه حقه نقصه اياه ( و ) من المجاز أضوى ( الامر ) إذا أضعفه و ( لم يحكمه ) نقله الجوهرى والزمخشري ( وضوى ) إليه ( يضوى ) كرمى ( ضبا ) بالفتح ( وضويا ) كعتى ( انضم ولجأ ) وفى التهذيب وسمعت بعضهم يقول ضوى الينا البارحة رجل فأعلمنا كذا وكذا أي أوى ( و ) ضوى الينا خبره ( أتى ليلا ) كذا في المحكم ( و ) ضوى ( الى خبره سال ) هكذغا في النسخ والصواب الى خيره سال ففى المحكم ضوى الى منه خير ضياو ضويا سال ( والضاوى الطارق ) نقله ابن سيده ( و ) الضاوى ( فرس ) كان لغنى وظاهر سياق المصنف يقتضى انه بتخفيف الياء كالذى مر بمعنى الطارق والصواب انه بتشديد الياء كما في التهذيب وأنشد غداة صبحنا بطرف أعوجى * من نسب الضاوى ضاوى غنى ( والضواة غدة تحت شحمة الاذن فوق النكفة ) كذا في المحكم قال الازهرى تشبه الغدة ( و ) أيضا ( هنة تخرج من حياء الناقة قبل خروج الولد ) وفى التهذيب قبل أن يزايلها ولدها كأنها مثان البول * ومما يستدرك عليه الضاوى بالتخفيف لغة في التشديد والضاوية بالتشديد الضوى نقله الجوهرى والضاوى مشددا الحارض والضعيف الفاسد وأضواه الليل إليه ألجأه والضوى ورم يصيب البعير في رأسه يغلب على عينيه ويصعب لذلك خطمه وقد ضوى فهو مضوى وربما يعترى الشدق قاله الليث والضواة السلعة في البدن في أي مكان كانت قال مزرد قذيفة شيطان رجيم رمى بها * فصارت ضواة في لهازم ضرزم ( والضوة ) الصوت و ( الجلبة ) قال سمعت ضوة القوم نقله الجوهرى عن الاصمعي وأبى زيد ( كالضوضاة ) نقله الجوهرى أيضا يقال ضوضوا بلا همزو ضوضيت أبدلوا من الواو ياء ( والضواضي بالضم الصخم ) العظيم ( والضويضية ) بالتصغير ( الداهية ) لعظمها ( كالضواضية ) بالضم أيضا ( و ) الضويضية ( الفحل الهائج ) نقله الصاغانى ( والضهوة ) أهمله الجوهرى وفى المحكم هي ( بركة الماء ج أضهاء ) وكأنه مقلوب الوهضة لما اطمأن من الارض ( و ) قال الليث ( الضهواء التى لم تنهد ) أي لم تبرز ثدياها ضبط في نسختنا بكسر الهاء من تنهدو في نسخ العين بفتحها والمعنى واحد ( ى الضهياء ) بالمد ( وتقصر ) هي ( المرأة التى لا تحيض ولا تحمل ) فكأنها رجل شبها وهى فعلاء الهمزة زائدة كزيادتها في شمأل وغرقئ البيض ولا نعلمها زيدت غير أول الا في هذه الاسماء ويجوز كون الصهيا بوزن الضهيع فعيلا وان كانت لا نظير لها فقد قالوا كنهبل ولا نظير له قاله الزجاج وفى الصحاح وحكى أبو عمرو
امرأة ضهيات وضهياة بالتاء والهاء قال وهى التى لا تطمث قال وهذا يقتضى أن يكون الضهيا مقصورا وقال شيخنا ضهيا المقصور المنون همزته زائدة عند سيبويه وان لم تكن أولا لقولهم بمعناه ضهياء ممدودا ممنوع الصرف فأصولهما واحدة لامتناع زيادة الياء واصالة الهمزة في الممدود الممنوع الصرف ( أو ) التى ( تحيض ولا تحمل ) أو التى لا تلد وان حاضت ومنه قول امرأة للحجاج في ابنها وهو محبوس انى أنا الضهياء الذناء والذناء المستحاضة ( أو ) التى ( لا ينبت ثدياها ) فإذا كانت كذا فهى لا تحيض وقيل بالمد التى لا تحيض وهى حبلى قال ابن جنى مرأة ضهيأة وزنها فعلأة لقولهم في معناها ضهياء وأجاز الزجاج في همزة ضهيأة كونها أصلا وتكون الياء هي الزائدة فعلى هذا تكون فيعلة وذهب فيه مذهبا حسنا في الاشتقاق لو لا شئ اعترضه لانه قال ضاهيت زيدا وضاهأته بياء وهمزة قال والضهيأة التى لا تحيض وقيل التى لا ثدى لها قال وفى هذين معنى المضاهأة لانها قد ضاهأت الرجال فيهما بأن لا تحيض ولا ثدى لها قال فتكون فعيلة من ضاهأت بهمز قال ابن جنى الا انه ليس في الكلام فعيل بالفتح انما هو بكسرها كحذيم (1/8476)
وطريم وغرين ولم يأت الفتح في هذا الفن ثبتا انما حكاه قوم شاذا * قلت وقد جاء على فعيل ضهيد اسم موضع وعتيد وحمل عليه بعض مريم ان كان عربيا ( وقد ضهيت ) كرضى ( ضها ) مقصور ( و ) الضهيا مقصور ( الارض ) التى ( لا تنبت ) شيأ ( و ) قيل هو ( شجر عضاهى ) له برمة وعلفة وهو كثير الشوك ( وأضهى ) الرجل ( رعى ابله فيها و ) أيضا ( تزوج بضهياء ) نقلهما أبو عمرو ( وضاهاه ) مضاهاة ( شاكله ) يهمزو لا يهمز وقرى يضاهؤن قول الذين كفروا أي يشاكلون وقال الفراء أي يضارعون لقولهم اللات والعزى ( و ) هو ( ضهيك ) على فعيل أي ( شبيهك ) * ومما يستدرك عليه الضهى بالضم جمع لضهياء للمرأة نقله الراغب وضاهى الرجل وغيره رفق به والمضاهاة المعارضة وقال خالد بن جنبه فلان يضاهى فلانا أي يتابعه وضهاء كغراب موضع ذكره ابن سيده هنا وقد تقدم في الهمزة ( فصل الطاء ) مع الواو والياء ( والطاة كطعاة الحمأة ) قال الجوهرى هكذا قرأته على أبى سعيد في المصنف * قلت وحكاه كراع أيضا هكذا وكانه مقلوب الطاءة كالطاعة ( و ) يقال ( ما بها ) أي بالدار ( طوئى كطوعى ) هكذا في الصحاح ووجد في بعض النسخ كطعوى ومثله في التهذيب وجمع بينهما ابن السكيت ( وطووى ) محركة كذا في النسخ ولعل الصواب طؤوى كطعوى الذى ذكره ابن السكيت والازهري ( وطاوى ) بلا همز ( وطؤوى كجهنى ) نقله ابن سيده أي ( أحد ) قال العجاج * وبلدة ليس بها طوئى * قل شيخنا ينبغى أن يعلم أن مادة هذه الكلمة طا وألف وواو في بعض لغاتها وهو طورى وطاوى بلا همز خاصة ففى كلام ابن السيد ان طؤويا من طاء كطاح إذا ذهب في الارض غير انه مقلوب وقياسه طوئى كطعى قيل وعليه فطووى وطاوى وطؤى من مادة طاء وواو وهمزة ولو كانت اللام معتلة كما زعم المصنف كالجوهري كيف يورد منها طوئى بتأخير الهمزة ولعل ايراده طوئيا هنا لتكميل اللغات فقد قال في باب الهمزة وما بها طوئى أي أحد وقد اعترض عليه جماعة بمثل هذا وبسط ذلك عبد القادر البغدادي في شرح شواهد الرضى اه ( ى طبيته عنه ) أطبيه طبيا ( صرفته ) عنه كذا في الصحاح وقال الليث طبيته عن رأيه وأمره أطبيه وكلما صرف شيأ عن شئ فقد طباه عنه ثم ان اصطلاح المصنف إذا لم يذكر الاتى يدل غالبا انه من حدفعل يفعل بضم العين في المضارع وهنا ليس كذلك لانه من حد رمى فتنبه لذلك ( و ) طبيته ( إليه دعوته ) نقله الجوهرى ومنه قول ذى الرمة ليالى اللهو يطبينى فأتبعه * كأنني ضارب في غمرة لعب يقول يدعوني اللهو فأتبعه ( كاطبيته ) نقله ابن سيده وضبطه بتشديد الطاء وسيأتى ( و ) طبيته أيضا ( قدته ) عن اللحيانى وبه فسر قول ذى الرمة السابق وقال أي يقودنى ( والطبى بالكسر والضم حلمات ) كذا في النسخ وفى المحكم حلمتا ( الضرع التى ) فيها اللبن ( من خف وظلف وحافر وسبع ) وفى الصحاح الطبى للحافرو للسباع كالضرع لغيرها وقد يكون أيضا لذوات الخف والطبى بالكسر مثله وفى التهذيب قال الاصمعي للسباع كلها الطبى وذوات الحافر مثلها وللخف والظلف خلف ( ج أطباء ) كزند وأزناد وقفل وأقفال واستعاره الحسين بن مطير الاسدي للمطر على التشبيه فقال كثرت ككثرة وبله أطباؤه * فإذا تجلت فاضت الأطباء ( وطبيت الناقة ) كرصى ( طبا ) مقصور ( استرخى طبيها ) عن الفراء ( و ) في حديث عثمان كتب الى على رضى الله تعالى عنهما قد بلغ السيل الزبا و ( جاوز الحزام الطبيين ) أي ( اشتد الامر وتفاقم ) لان الحزام إذا انتهى الى الطبيين فقد انتهى الى بعد غاياته فكيف إذا جاوز ( فهى ) أي الناقة ( طبية ) كغنية كذا في النسخ والصواب كفرحة كما هو نص الفراء ( وطبواء ) كذا قاله الفراء
( وذو الطبيين وثيل بن عمرو ) الرياحي الشاعر وهو أبو سحيم بن وثيل ( وخلف طبى كغنى مجيب ) هكذا ضبط في نسخ الصحاح كمعظم * ومما يستدرك عليه الطباة الاحمق ويقال لا أدرى من أين طبيت بالضم واطبيت أي من أين أتيت نقله الازهرى في ع ق ى وطبا طبا لقب الشريف اسمعيل بن ابراهيم الحسنى الرسى وقد ذكره المصنف في الموحدة وطبا بالكسر قرية باليمن منها الخطيب أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن عدى الطبائى روى عنه هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي ( وطباه ) يطبوه ( طبوا دعاه ) عن اللحيانى وهى لغة في يطبيه زاد شمر دعاء لطيفا وأنشد اللحيانى بيت ذى الرمة السابق ليالى اللهو يطبوني بالواو ( كاطباه ) على افتعله نقله الجوهرى وهو قول شمر ( و ) يقال أيضا ( اطبى القوم فلانا ) على افتعل إذا ( خالوه ) من الخلاء ( وقتلوه ) هكذا في نسخ الصحاح بالتاء الفوقية وفى بعضها وقبلوه بالموحدة والصواب الاول وقال ابن القطاع اطبيته صادقته ثم قتلته وفى حديث ابن الزبير ان مصعبا اطبى القلوب حتى ما تعدل به أي تحبب الى قلوب الناس وقربها منه كذا في النهاية * ومما يستدرك عليه اطباه إذا استماله ومنه قول الراجز * لا يطبينى العمل المقذى * أي لا يستميلنى ( وطتا ) فلان طتوا أهمله الجوهرى والليث وقال غير هما أي ( ذهب ) في الارض يقال لا أدرى أين طتا وفى التهذيب عن ابن الاعرابي طتا إذا هرب ( وطثا ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى ( لعب بالقلة ) بضم القاف وتخفيف اللام ( والطثى ) كهدى ( الخشبات الصغار ) يلعب بهن * ومما يستدرك عليه الطثية شجرة تسمو نحو القامة شوكة من أصلها الى أعلاها شوكها غالب على ورقها وورقها صغار ولها نويرة بيضاء تجرسها النحل وجمعها طثى كذا في المحكم ( وطحا كسعى ) يطحى طحيا ( بسط ) هكذا ذكره ابن سيده وفيه لغة أخرى طحاه طحوا كدحاه (1/8477)
دحوا بسطه فهى يائية واوية فاشارة المصنف بالواو فقط قصور لا يخفى ( و ) طحا أيضا ( انبسط ) فهو لازم متعد ) ( و ) أيضا ( اضطجع ) نقله الجوهرى عن أبى عمرو ( و ) قال أبو عمرو طحا الرجل ( ذهب في الارض ) يقال ما أدرى أين طحا نقله الجوهرى ( و ) يقال طحا ( به قلبه ) ادا ( ذهب به في كل شئ ) ومنه قول علقمة بن عبدة طحابك قلب في الحسان طروب * بعيد الشباب عصر حان مشيب ( وطحا يطحو بعد ) قال شيخنا ذكر يطحو مستدرك موهم * قلت ولعله ذكره هنا اشارة الى انه من حد دعا لا كسعى فهو لازالة الوهم فتأمل ( و ) أيضا ( هلك و ) أيضا إذا ( ألقى انسانا على وجهه ) وقيل بطحه وقيل صرعه ( والطحا ) مقصور ( المنبسط من الارض ) نقله الجوهرى ( و ) طحا ( بلا لام ويمد أربع قرى بمصر ) اثنتان في الشرقية احداهما طحا المرج والثالثة من أعمال الفيوم وتعرف بطحا الخرب والرابعة بالاشمونين وهى طحا المدينة وتعرف أيضا بأم عامودين وهى مدينة عامرة واليها نسب الامام الكبير أبو جعفر أحمد بن سلامة بن اسمعيل القضاعى الطحاوي الحنفي ابن أخت الامام المزني له مؤلفات جليلة منها شرح معاني الاثار توفى بمصر سنة 329 وله مقام معروف بالقرافة يزار ويستجاب عنده الدعاء وذكر ابن الاثير من هذه المدينة يعقوب بن عريب بن عبد كلال الرعينى الطحاوي وقال شهد فتح مصر وفى التكملة بعد ما ذكر الطحاوي قال وهذه تدل على أنها ممدودة ولو لم يكن كذلك لقيل طحوى كما يقال في النسبة الى الرحا رحوى أو يكون من تغييرات النسب ( والطاحى الجمع العظيم ) عن ابن الاعرابي ( و ) في يمين بعض العرب لا والقمر الطاحى أي ( المرتفع و ) الطاحى أيضا ( المنبسط ) على وجه الارض ( و ) الطاحى ( الذى ملاء كل ء شئ كثرة ) ومنه قول أبى صخر الهذلى * له عسكر طاحى الضفاف عرمرم * ( و ) يقال ( مظلة طاحية ومطحية ومطحوة ) أي ( عظيمة ) منبسطة ونص التهذيب يقال للبيت العظيم مظلة مطحوه ومطحية وطاحية وهو الضخم ( والبقلة المطحية كمحدثه النابتة على وجه الارض ) قد افترشتها ( و ) ما في السماء ( طحية من سحاب ) أي ( قطعة منه ) واعجام الخاء لغة فيه * ومما يستدرك عليه طحاه يطحوه كدحاه يدحوه زنة ومعنى والطحى من الناس الرذال والقوم يطحى بعضهم بعضا أي يدفع والمدومة الطواحى هي النسور تستدير حول القتلى وطحابك همك ذهب بك في مذهب بعيد وطحا بالكرة رمى بها وطحا الجارح بالارنب ذهب بها وطحا بفلان شحمه أي سمن ونام فلان فتطحى اضطجع في سعة من الارض والمطحى كمحدث اللازق بالارض ورأيته مطحيا كمحدث أي منبطحا وقال الاصمعي إذا ضربه حتى يمتد من الضربة على الارض قيل طحا منها وقال الفراء يقال شرب حتى طحى أي مد رجليه وطحى البعير الى الارض اما خلاء واما هزالا أي لزق بها والرجل إذا دعوه لنصر أو معروف فلم يأتهم كله بالتشديد وكأنه رد على الاصمعي التخفيف وفرس طاح أي مشرف وطاحية بن سود بن الحجر بن عمران أبو بطن ممن الازد والنسبة إليه الطاحى والطحاوى وطاحية محلة
بالبصرة نزلها هذا البطن وقال أبو زيد في كتاب خبئة أقبل التيس في طحيائه يريد هبيبه ( ى كطخية ) من سحاب أي قطعة منه وفى المحكم الطخية السحابة الرقيقة وصنيع المصنف يقتضى انه بالفتح ومثله في المحكم وفى الصحاح قال اللحيانى مافى السماء طخيه بالضم أي شئ من سحاب قال وهو مثل الطخرور وقال الليث الطخية من الغيم مارق منه وانفرد ( والطخاء كسماء السحاب المرتفع ) وكذلك الطهاء نقله الازهرى والجوهري عن أبى عبيد وفى المحكم هو السحاب الرقيق وقال الليث الطخاءة من الغيم كل قطعة مستديره تسد ضوء القمر ( و ) الطخاء ( الكرب على القلب ) في الصحاح يقال وجدت على قلبى طخاء وهو شبه الكرب وفى التهذيب الطخاء ثقل أو غشى وفى المحكم كل شئ ألبس شيأ طخاء وعلى قلبه طخاء وطخاءة أي غشية وفى الحديث ان للقلب طخاء كطخاء القمر أي شيأ يغشاه كما يغشى القمر وفيه أيضا إذا وجد أحدكم في قلبه طخاء فليأكل السفرجل ( والطخياء الليلة المظلمة ) نقله الجوهرى وقال ابن سيده ليلة طخياء شديدة الظلمة قد وارى السحاب قمرها ( و ) الطخياء ( من الكلام مالا يفهم ) وفى الصحاح تكلم بكلمة طخياء لا تفهم ( وظلام طاخ ) أي ( شديد ) وفى بعض نسخ الصحاح أي حندس ( والطخية الاحمق ج طخيون ) نقله الازهرى وابن سيده ( و ) الطخية ( الظملة ويثلث ) نقله ابن سيده ( وطاخية نملة كلمت سليمان عليه السلام ) نقله ابن سيده عن الضحاك ونقله البغوي وقال مقاتل اسمها حرمى وفى النهاية اسمها عيجلوف وفى اعلام السهيلي اسمها حرميا ( والطخى كسمى الديك ) نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه ليال طاخيات مظلمة على الفعل أو النسب إذ فاعلات لا تكون جمع فعلاء والطخياء ظلمة الغيم عن الليث وأطخت السماء علاها الطخاء وهو السحاب والظلمة وطخى طخيا حمق وطخا الليل أظلم فهو طاخ وطخى ( والطخوة ) أهمله الجوهرى وفى المحكم وفى المحكم هي ( السحابة الرقيقة ) * ومما يستدرك عليه طخا الليل طخوا وطخوا أظلم وليلة طخواء مظلمة ( والطادية الثابتة الديمة يقال عادة طادية ) أي ثابته قديمة قال الجوهرى ويقال هو مقلوب من واطدة قال القطامى ما اعتاد حب سليمى حين معتاد * وما تقضى بواقى دينها الطادى والدين الدأب والعادة وفى المحم الطادى الثابت من وطد يطد فقلب من فاعل الى عالف ( وطرا ) عليهم طراو ( طروا ) كعلو وضبطه في المحكم بالفتح ( أتى ) من غير أن يعلموا قاله أبو زيد وقال الليث خرج عليهم ( من مكان بعيد ) لغة في الهمز ( و ) قالوا ( الطرا ) والثرا فالطرا كل ( ماكان من غير جبلة الارض و ) قيل الطرا ( مالا يحصى عدده من صنوف الخلق ) وقال الليث الطرا يكثر به عدد (1/8478)
الشئ يقال هم أكثر من الطرا والثرى وقال بعضمهم الطرا في هذه الكلمة كل شى من الخلق لا يحصى عدده وأصنافه وفى أحد القولين كل شئ على وجه الارض مما ليس من جبلة الارض من الحصباء والتراب ونحوه فهو الطرا ( والطرى ) كغنى ( الغض ) الجديد وبه فسر قوله تعالى تأكلون لحما طريا وقد ( طرو ) اللحم ككرم ( وطرى ) كعلم ( طراوة وطراءة ) وهذا عن ابن الاعرابي ( وطرا ) مقصور ( وطراة ) كحصاة ذكر الجوهرى البابين عن قطرب مع المصادر ما عدا الثالث ( وطراه تطرية جعله طريا ) قال الراجز قلت لطاهينا المطرى للعمل * عجل لنا هذا فألحقنا بذل * بالشحم انا قد أجمناه بجل ( و ) طرى ( الطيب ) تطرية ( فتقه باخلاط وخلطه وكذا الطعام ) إذا خلطه بالافاوية وقال الليث المطراة ضرب من الطيب قال الازهرى يقال للالوة المطراة إذا طريت بطيب أو عنبر أو غيره ( وأطراه أحسن الثناء عليه ) كذا في المحكم وقال الراغب الا طراء مدح يجدد ذكرهم وقال أبو عمرو أطراه زاد في الثناء عليه وفى الصحاح أطراه مدحه ومثله للزبيدي وابن القطاع وقال ابن فارس مدحه بأحسن ما فيه ومثله الزمخشري وقال الازهرى مدحه بما ليس فيه وقال الهروي وابن الاثير الاطراء مجاوزة الحدفى المدح والكذب فيه وبه فسر الحديث لا تطرونى كما أطرت النصارى المسيح بن مريم لانهم مدحوه بما ليس فيه فقالوا ثالث ثلاثة وانه ابن الله وشبه ذلك من شركهم وكفرهم * قلت فقد اختلفت العبارات في الا طراء فمنها ما يدل على الثناء فقط ومنها ما يدل على المبالغة ومنها ما يدل على مجاوزة الحد فيه قال الهروي والى الوجه الاخير نحا الاكثرون ( والاطرية بالكسر ) وقال الجوهرى مثال الهبرية وروى عن الليث الفتح أيضا وتبعه الزمخشري قال الازهرى الفتح لحن ( طعام كالخيوط ) يتخذ ( من الدقيق ) وقال شمر شئ يعمل من النشاستج المتلبقة وقال الليث طعام يتخذه أهل الشام لا واحد له وقال الجوهرى ضرب من الطعام ويقال هو لا خشه بالفارسية قلت تفسر المصنف يقتضى انه المسمى بغزل البنات في مصرو تفسير شمر والليث يدل على انه المسمى بالكنافة فانه الذى يتخذه أهل الشام ويتقنونه من النشاستج فاعرف ذلك ( واطرورى ) الرجل اطريراء ( اتخم ) من كثرة الاكل ( وانتفخ بطنه ) والظاء
لغة فيه كما سيأتي وذكره الجوهرى بالضاد وتبعه ابن القطاع والصواب ما ذكرنا ( وأطروان الشباب بالضم أوله وغلواؤه ) فهو كالعنفوان زنة ومعنى * ومما يستدرك عليه هو مطرى في نفسه أي متجبر وطرى البناء تطرية طينه لغة مكية نقله الزمخشري والطرى كغنى الغريب وطرا إذا مضى وطرى إذا تجدد وحكى أبو عمرو رجل طارى بالتشديد أي غريب ويقال لكل شئ أطروانية بالضم يعنى الشباب وأطريت العسل أعقدته وأخثرته عن أبى زيد وغسلة مطراة أي مرباة بالافاويه يغسل بها الرأس أو اليد والعود المطرى مثل المطير يتبخر به والطريان بكسرتين وتشديد الياء الذى يؤكل عليه وهو الخوان عن ابن السكيت جاء به في باب ما شدد فيه الياء كالبازي والبخاتي والسرارى وقال ابن الاعرابي هو الطبق وقد جاء ذكره في الحديث وفى الاساس الطريان السمك والرطب والطبق الذى يؤكل عليه روى بشد الراء كصليان وروى بشد الياء كعفتان * قلت ونسب الفراء شد الراء الى لغة العامة وابن الطراوة من نحاة الاندلس وطرا بالضم قرية قرب مصر على النيل وبقربه مسجد موسى عليه السلام تقطع من جبالها الحجارة البيض وبالقرب منها قرية أخرى تعرف بالمعصرة وقد رأيتهما قال المنذرى وقد دخلت طرا مع والدى ومنها أبو محمد عبد القوى بن عبيد بن محمد بن على الطرائى توفى سنة 633 ( ى طرى كرضى ) أهمله الجوهرى وابن سيده ونقل الازهرى عن ابن الاعرابي قال طرى يطرى إذا ( أقبل أو ) إذا ( مر ) ومضى ( والطرية ) كغنية ( ة باليمن ) وقال ابن سيده في طر ووانما قضينا على ما لم يظهر فيه الواو من هذا الباب بالواو لوجود ط ر ووعدم ط ر ى ولا نلتفت الى ما تقلبه الكسرة فانه غير حجة * قلت فإذا طرى والطرية محل ذكرهما في ط ر ولا ط ر ى فتأمل ( ى طسى كرضى ) كتبه بالاسود وليس هو موجودا في نسخ الصحاح فالاولى كتبه بالاحمر ( طسى ) مقصور ( غلب الدسم على قلبه ) أي الاكل ( فاتخم ) نقله الازهرى وأورده ابن سيده في الهمز * ومما يستدرك عليه أطساه الشبع وطسيت نفسه فهى طاسية تغيرت من أكل الدسم فرأيته متكر ها لذلك يهمز ولا يهمز ورجل طسى متخم ( وكسطا ) من حد دعا إذا اتخم عن دسم وهذا أيضا ليس بموجود في نسخ الصحاح فالاولى كتبه بالاحمر * ومما يستدرك عليه طست نفسه لغة في طسيت وأطسا بالفتح قرية من أعمال الاشمونين بالصعيد عن ياقوت ( والطاعية ) أهمله الجوهرى وهى ( العليله الكبد ) من النساء * ومما يستدرك عليه طعا إذا تباعد والطاعي بمعنى الطائع مقلوب وطعا إذا ذل والا طعاء الطاعة ( ى طغى كرضى ) يطغى ( طغيا ) بالفتح كذا في النسخ والصواب طغى بالقصر كما هو نص المصباح أو سقط منه بعد قوله كرضى وسعى فان طغيا انما هو من مصادره فتأمل ( وطغيانا بالضم والكسر ) الاخير عن الكسائي نقله عن بعض بنى كلب ( جاوز القدر ) أو الحد في العصيان وقال الحر الى الطغيان الاعتداء في حدود الاشياء ومقاديرها ( و ) طغى ( ارتفع وغلافى الكفر ) ومنه قوله تعالى ونذرهم في طغيانهم يعمهون أي بطغيانهم وقوله تعالى فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا وقوله تعالى للطاغين مآبا ( و ) طغى ( اسرف في المعاصي والظلم و ) طغى ( الماء ارتفع ) وعلا حتى جاوز الحد في الكثرة ثم ان هذه المعاني التى ذكرها المصنف انما هي تفاسير لقولهم طغى كسعى لا كرضى كما هو نص المحكم وكأنه سقط سنه ذلك أو هو من النساخ والا فهو واجب الذكر ودليل ذلك قولة تعالى انا لما طغى الماء أي علا وارتفع وهاج وهو في الماء مجاز ( و ) طغى به ( الدم تبيغ ) (1/8479)
وهو مجاز ( و ) طغت ( البقرة ) تطغى ( صاحت وطغيا ) بالفتح ( علم لبقرة الوحش ) من ذلك جاء شاذا ومنه قول أمية بن أبى عائذ الهذلى والا النعام وحفانه * وطغيا مع اللهق الناشط قال الا صمعى طغيا بالضم كما في الصحاح وقال ابن الاعرابي يقال للبقرة الخائرة الطغياو ضمه المفضل وقال ثعلب طغيا بالفتح الصغير من بقر لوحش نقله الجوهرى ( والطغا الصوت ) هكذا في النسخ والصواب والطغى الصوت وهى هذلية يقال سمعت طغى فلان أي صوته وفى النوادر سمعت طغى القوم وطهيهم ودغيهم أي صوتهم ( والظغية نبذة من كل شئ ) الاولى من كل شى نبذة منه كما هو نص الجوهرى عن أبى زيد ( و ) أيضا ( المستصعب من الجبل ) كذا في النسخ والصواب من الخيل كما هو نص المحكم قيل لابنة الخس مامائة من الخيل قالت طغى عند من كانت ولا توجد قال ابن سيده فاما أنها أرادت الطغيان أي تطغى صاحبها واما عنت الكثيرة ( و ) أيضا ( الصفاة الملساء ) ومنه قول الهذلى يصف مشتار العسل صب اللهف لها السبوب بطغية * تنبى العقاب كما يلط المجنب قوله تنبى أي تدفع لانها لا تثبت عليها مخالبها لملاستها ( والطاغية الجبار ) العنيد ( و ) أيضا ( الاحمق المتكبر ) الظالم ( و ) أيضا ( الصاعقة ) نقله الجوهرى وقوله تعالى فأهلكوا بالطاغية فقال قتادة بعث الله عليهم صيحة وقال الجوهرى هي صيحة العذاب وقال
الزجاج الطاغية طغيانهم اسم كالعافية والعاقبة ( و ) أيضا ( ملك الروم ) نقله الجوهرى وهوصار لقبا عليه لكثرة طغيانه وفساده * ومما يستدرك عليه طغى يطغى كسعى يسعى لغة صحيحة ذكرها الجوهرى والازهري وابن سيده ولا معنى لتركها ان لم يكن سقطا من النساخ فتنبه ومنه قوله تعالى انه طغى وقوله تعالى انا لما طغى الماء وأما مضارع هذ الباب فيحتمل ان يكون من باب رضى ومن باب سعى منه قوله تعالى كلا ان الانسان ليطغى وقوله تعالى أن يفرط علينا أو أن يطغى وقوله تعالى ولا تطغوا فيه وطغى البحر هاجت أمواجه وطغى السيل إذا جاء بماء كثير والطغية أعلى الجبل وكل مكان مرتفع طغية نقله الجوهرى والطاغية الذى لا يبالى ما أتى يأكل الناس ويقهرهم لا يثنيه تحرج ولا فرق عن شمرو أيضا الطوفان المعبر عنه بقوله انا لما طغى الماء وبه فسرت الاية قاله الراغب وتطاغى الموج نقله الزمخشري ( وطغا يطغو ) تقدم مرارا ان ذكر الاتى مما يوهم أنه من حد رمى وليس كذلك فهو مخالف لاصطلاحه السابق ( طغوا ) كعلو ( وطغوانا بضمهما ) قال الجوهرى الطغوان والطغيان بمعنى وقال الازهرى الطغوان لغة في الطغيان طغوت وطغيت ( كطغى يطغى ) أي كرضى كما هو في النسخ ولو كان كسعى جاز فانها لغات ثلاث صحيحة ( والطغوى الاسم ) منه ومنه قوله عز وجل ( كذبت ثمود بطغواها ) تنبيها انهم لم يصدقوا إذا خوفوا بعقوبة طغيانهم وفى شرح البخاري بطغوا ها أي معاصيها وفى التهذيب أي بطغياها وهما مصدران الا ان الطغوى أشكل برؤس الاى فاختير لذلك الا تراه قال وآخر دعواهم والمعنى آخر دعائهم وقال الزجاج أصلها طغياها وفعلى إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واوا ليفصل بين الاسم والصفة تقول هي التقوى وانما هي من تقيت وبقوى من بقيت ( و ) الجبت ( والطاغوت ) اختلف في تفسرهما فقيل هما ( اللات والعزى و ) قيل اطاغوت ( الكاهن ) والساحر عن عكرمة وبه فسر قوله تعالى يريدون أن يتحاكموا الى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به وكذلك الجبت أيضا نقله الزجاج ( و ) قال أبو العاليه والشعبى وعطاء ومجاهد الجبت السحر والطاغوت ( الشيطان ) وقد جاء ذلك عن عمر بن الخطاب أيضا وبه فسرت الاية المتقدمة أيضا وقال الراغب هو المارد من الجن ) ( و ) قيل ( كل رأس ضلال ) طاغوت نقله الجوهرى ( و ) قال الاخفش الطاغوت يكون من ( الاصنام ) ويكون من الجن والانس ( و ) قال الزجاج ( كل ما عبد من دون الله ) جبت وطاغوت ( و ) قيل ( مردة أهل الكتاب ) يكون ( للواحد والجمع ) ويذكر ويؤنث وشاهد الجمع قوله تعالى والذين كفرو أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم وشاهد التأنيث قوله تعالى الذين اجتنبو الطاغوت ان يعبدوها قال ابن سيده وزنه ( فلعوت ) بفتح اللام لانه ( من طغوت ) قال وانما آثرت طوغوتا في التقدير على طيغوت لان قلب الواو عن موضعها أكثر من قلب الياء في كلامهم نحو شجر شاك ولاث وهار وقيل وزنه فعلوت لكن قدمت اللام موضع العين واللام واو محركة مفتوح ما قبلها فقلبت الفا فبقى في تقدير فلعوت وهو من الطغيان قاله لزمخشري والقلب للاختصاص إذ لا يطلق على غير الشيطان وفى التهذيب ما يوافقه فانه قال الطاغوت تاؤها زائدة وهى مشتقة من طغا انتهى وقال بعض ان تاءها عوض عن واو زنه فاعول وقيل على الزيادة انه فاعلوت وأصله طاغيوت وفى الصحاح وطاغوت وان جاء على وزن لا هوت فهو مقلوب لانه من طغا ولا هوت غير مقلوب لانه من لاه بمنزلة الرغبوت والرهبوت ( ج طواغيت ) عله اقتصر الجوهرى ( وطواغ ) نقله ابن سيده ( أو الجبت حى بن أخطب والطاغوت كعب بن الاشرف ) اليهوديان قال الزجاج وهو غير خارح عن قول أهل اللغة لانهم إذا اتبعوا أمرهما فقد أطاعوهما من دون الله ( وأطغاه ) المال ( جعله طاغيا ) نقله الجوهرى ( والطغوة المكان المرتفع ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه الطاغوت الصارف عن طريق الخير نقله الراغب والطواغيت بيوت الا صنام وكذا الطواغي نقله الحافظ ف مقدمة الفتح ( وطفا ) الشئ ( فوق الماء طفوا ) بالفتح ( وطفوا ) كعلو ( علا ) ولم يرسب ومنه السمك الطافى وهو الذى يموت في الماء ثم يعلو فوق وجه ( و ) من المجاز طفت ( الخوصة فوق الشجر ) إذا ( ظهرت و ) من المجاز طفا ( الثور ) الوحشى إذا (1/8480)
( علا الاكم ) والرمال قال العجاج إذا تلقته الدهاس خطرفا * وان تلقته العقاقيل طفا ( و ) من المجاز مر ( الظبى ) يطفو إذا خف على الارض و ( اشتد عدوه ) نقله الجوهرى ( و ) طفا ( فلان مات ) وهو على المثل ( و ) طفا فلان إذا ( دخل في الامر ) وفى التكملة يقال خفى في الاض وطفافيها أي دخل فيها اما واغلا واما راسخا ( والطفاوة بالضم ) هكذا في سائر النسخ وهو غلط ينبغى التنبيه عليه لان الحرف حيث انه واوى فما موجب افراده من التركيب الاول وانما هذا من تحريف النساخ فالصواب ان هذه الواو عاطفة والحرف واو ى الى قوله والطفية بالضم فاشتبه على النساخ الطفيه بالطفاوة والياء بالواو
تفطن لذلك والطفاوة هي ( دارة القمرين ) الشمس والقمر واقتصر الجوهرى على الشمس فقال هي دارة الشمس وهو قول الفراء وقال أبو حاتم هي الدارة حول القمر والمصنف جمع بين القولين ( و ) هي أيضا ( ما طفا من زبد القدر ) ودسمها ( و ) أيضا ( حى من قيس عيلان ) * قلت وهى طفاوة بنت جرم بن ربان أم ثعلبة ومعاويه وعامر أولاد أعصر بن سعد بن قيس عيلان ولا خلاف انهم نسبوا الى أمهم وانهم من أولاد أعصر وان اختلفوا في أسماء أولادها وفى المقدمة الفاضلية لابن الجوانى الحافظ في النسب ان طفاوة اسمه الحرث بن أعصر إليه ينسب كل طفاوى وحكى أبو جعفر محمد بن حبيب ان راسبا وطفاوة اختصموا الى هبنقة الذى يضرب به المثل في الحمق كل منهما يدعى رجلا انه منهم فقال القوة في نهر البصرة فان طفا فطفاوى وان رسب فراسبى فقال الرجل لا حاجة لى في الحيين وانصرف يعدو ( والطفوة ) ظاهره انه بالفتح ووجد في نسخ المحكم بالضم ( النبت الرقيق والطافي فرس ) عمرو بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة الى هنا فالحرف واوى وما يأتي بعده يائى ولذا وقفنا عليه ولم نبال بتغيير النساخ وتحريفهم فنقول * ومما يستدرك عليه الطافى من السمك الذى يطفو فوق الماء ويظهر وأطفى داوم على أكله وفى حديث الدجال كان عينه عنبة طافية قال ثعلب الطافية من العنب الحبة التى قد خرجت عن حد نبتة اخواتها من الحب ونتأت وظهرت وقال الاصمعي الطفوة بالضم خوصة المقل والجمع طفا أصبنا طفاوة من الربيع أي شيأ منه نقله الجوهرى وفرس طاف شامخ برأسه وطفوت فوقه وثبت والظعن تطفو وترسب في السراب وأنشد ابن الاعرابي * عبد إذا ما رسب القوم طفا * قال طفا أي نزا بجهله إذا ترزن الحليم والطفاوة بالضم موضع بالبصرة سمى بالقبيلة التى نزلته قاله الرشاطى * ( والطفية بالضم ) هذه الواو غلط وينبغى أن يكتب هنا ياء حمراء فان الحرف يائى ( خوصة المقل ) جمعها طفى وأنشد الجوهرى لابن ذؤيب عفا غير نؤى الدارمان ان تبينه * وأقطاع طفى قد عفت في المنازل ( و ) ذو الطفيتين ( حية خبيثة على ظهرها خطان ) أسودان ( كالطفيتين أي الخوصتين ) ومنه الحديث اقتلوا من الحيات ذا الطفيتين والابتر قال الجوهرى وربما قيل لهذه الحية الطفية على معنى ذات طفية والجمع الطفى وقال وهم يذلونها من بعد عزتها * كما تذل الطفى من رقية الراقي أي ذوات الطفى وقد يسمى الشئ باسم ما يجاوره انتهى ( والطقو ) أهمله الجوهرى وقال االصاغانى هو ( سرعة المشى ) مقلوب عن القطوو قال ابن دريد الطقو زعموا لغة يمانية وهو سرعة المشى ( والطلاوة مثلثة ) الفتح والضم عن الجوهرى وابن سيده والازهري وقال الاخير الضم اللغة الجيدة ( الحسن والبهجة ) كما في التهذيب والمحكم ( والقبول ) كما في الصحاح زاد ابن سيده يكون في النامى وغير النامى يقال ما على وجهه حلاوة ولا طلاوة ( و ) الطلاوة بالضم ( السحر ) نقله ابن سيده ( و ) أيضا ( جلدة رقيقة ) تكون ( فوق اللبن أو الدم ) عنه أيضا وفى التهذيب هي دواية اللبن ( و ) أيضا ( بقية الطعام في الفم ) قال اللحيانى يقال في فمه طلاوة أي بقية من طعام ( و ) أيضا ( الريق يعصب بالفم ) ويحثر ( لعارض أو مرض ) وفى المحكم من عطش أو مرض ويفتح ( كالطلاو الطلوان بالضم ) في الاخير ( ويحرك ) عن شمر وقال غيره الطلوان بالفتح الريق يجف على الا سنان من الجوع لا جمع له وأما الطلى فهو مصدر طلى فوه بالكسر يطلى نقله الجوهرى فالحرف واوى يائى ( والطلواء كغلواء الانتظار و ) أيضا ( الا بطاء كالطلاوة ) بالفتح ( و ) قال أبو سعيد ( الطلو بالكسر القانص اللطيف الجسم ) وأنشد للطرماح صادفت طلوا طويل الطوى * حافظ العين قليل السام نقله الازهرى ( و ) أيضا ( الذئب ) وقيل ان القانص شبه به قاله أبو سعيد أيضا ( والطلا بالفتح ) ذكر الفتح مستدرك كما مر الايماء إليه مرارا ( ولد الظبى ساعة يولد ) وفى المحكم ولد الظبية ساعة تضعه ونقل الازهرى عن الاعراب هو طلا ثم خشف ( و ) أيضا ( الصغير من كل شئ كالطلو ) وهذه عن ابن دريد وفسرها بولد الوحشية ( ج اطلاء ) وفى الصحاح الولد من ذوات الظلف والخف وأنشد الاصمعي لزهير بها العين والارام يمشين خلفة * وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم ( وطلاء ) بالكسر والمد ( وطلى ) كعتى ( وطليان ) بالضم ( ويكسر ) الاخيرتان عن الليث ( والطلوة بالضم بياض الصبح ) والنوار ( وبالكسر الصغيرة من الوحش ) عن ابن دريد * ومما يستدرك عليه طلاوة الكلا بالضم القليل منه وطلوت الطلى حبسته والطلو والطلوة الخيط الذى تشد به رجل الطلى الى الوتد والطلوة بالضم عرض العنق لغة في الطلية والطلاوة ما يطلى به الشئ وقياسه طلاية لانه من طليت فدخل الواو هنا على الياء كما حكاه الاحمر عن العرب من قولهم ان عندك لأشاوى وأطلت الوحشية كان (1/8481)
معها طلا وهو ولدها عن ابن القطاع والطلواء كغلواء الطحلب كالطلاوة بالضم نقله الصاغانى ( ى طلى البعير الهناء يطليه و ) يطلى
( به ) طليا ( لطخه به ) وشاهد طلاه اياه من غير حرف قول مسكين الدار مى كأن الموقدين بها جمال * طلاها الزيت والقرطان طالى ( كطلاه ) تطليه قال أبو ذؤيب وسرب يطلى بالعبير كأنه * دماء ظباء بالنحور ذبيح ( وقد اطلى به وتطلى ) ويروى بيت أبى ذؤيب وسرب تطلى ( وناقة طلياء ) أي ( مطلية والطلاء ككساء القطران وكل ما يطلى به و ) بعض العرب يسمى ( الخمر ) الطلاء يريد بذلك تحسين اسمها الا انها الطلاء بعينه قال عبيد بن الابرص للمنذر حين أراد قتله هي الخمر تكنى الطلاء * كما الذئب يكنى أبا جعدة هكذا هو معروف في الانشاد وهكذا أنشده ابن قتيبة وهو لا يستقيم في الوزن ووقع في نسخ الصحاح وقالوا هي الخمر وليس بمشهور ووقع في المحكم هي الخمر يكنونها بالطلاء قال الجوهرى ضربه مثلا أي تظهر لى الاكرام وأنت تريد قتلى كما ان الذئب وان كانت كنيته حسنة فان عمله ليس بحسن وكذلك الخمر وان سميت طلاء وحسن اسمها فان عملها قبيح ( و ) الطلاء أيضا ( خاثر المنصف ) وهو ما طبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه ويسميه العجم الميجنتج كما في الصحاح وفى الاساس شرب الطلاء أي المثلث شبه في خثورته بالقطران ( و ) الطلاء ( الشتم ) القبيح ( و ) الطلاء ( الحبل الذى يشد به رجل الطلى ) وهو الصغير من ذوات الظلف والخف وقال اللحيانى هو الخيط الذى يشد في رجل الجدى ما دام صغيرا فإذا كبر ربق والربق في العنق ( و ) الطلاء ( بالظم قشرة الدم و ) الطلاء ( كمكاء الدم ) نفسه يقال تركته يتشحط في طلائه أي يضطرب في دمه مقتولا وقال أبو سعيد هو شئ يخرج بعد شؤبوب الدم يخالف لون الدم وذلك عند خروج النفس من الذبيح وهو الدم الذى يطلى به ( و ) الطلى ( بالفتح والقصر الشخص ) يقال انه لجميل الطلى وأنشد أبو عمرو وخدكمتن الصلبى جلوته * جميل الطلى مستشرب اللون أكحل كذا في الصحاح ( و ) الطلى أيضا ( المطلى بالقطران ) نقله الجوهرى أيضا ( و ) أيضا ( الرج الشديد المرض ) لا يثنى ولا يجمع قال أفاطم فاستحى طلى وتحرجى * مصابامتى يلجج به الشر يلجج وربما قيل ان ( ج اطلاء وهما طليان ) بالتحريك ( و ) الطلى ( الهوى ) يقال ( قصى طلاه ) من حاجته أي ( هواه و ) الطلى ( بالكسر اللذة ) ومنه قول الهذلى كما تمنى حميا الكاس شاربها * لم يقض منها طلاه بعد انفاد يروى بالكسر بمعنى اللذة وبالفتح بمعنى الهوى ( و ) الطلى ( بالضم الاعناق ) كما في الصحاح ( أو أصولها ) كما في لمحكم أو ما عرض من أسفل الخششاء وقال ابن السكيت صفحات الاعناق وقال الاعشى متى تسق من أنيابها بعد هجعة * من الليل شربا حين مالت طلاتها ( جمع طلية ) بالضم كما قاله الاصمعي ( أو ) جمع ( طلاة ) بالضم أيضا كما هو مضبوط في نسخ التهذيب ووقع في نسخ الصحاح بالفتح وهو غلط وهو قول أبى عمرو والفراء ونقله سيبويه عن أبى الخطاب وقال هو من باب رطبة ورطب لا من باب تمرة وتمر ولا نظير لها الا حرفان حكاة وحكى ومهاة ومهى ( والطلياء الناقة الجرباء ) وتقدم أن الطلياء هي المطلية بالقطران فكأنها سميت كذلك لانها لا تطلى الا وفيها الجرب ( و ) الطلياء ( خرقة العارك ) ومنه المثل أهون من الطلياء والذى عن ابن الاعرابي أن خرقة العارك هي الطلية ( والتطلية التمريض ) يقال طلى فلانا إذا مرضه وقام عليه في مرضه نقله الازهرى ( و ) التطلية ( الشتم ) القبيح عن ابن الاعرابي وقد طلى ( و ) أيضا ( الغناء ) وهو المطلى أي المغنى عن أبى عمرو ( والمطلى بكسر الميم ) مقصور ( ع ) في ديار بنى أبى بكر بن كلاب قال السكب المازنى انى أرقت على المطلى واشأزنى * برق يضئ امام البيت أسكوب ( و ) المطلى ( كالمهنى المريض الدنف ) الذى أماله المرض ( و ) أيضا ( المحبوس ) الذى ( لا يرجى خلاصه والطل كربى الشربة من اللبن ) فعلى من الطلاء ( و ) في الحديث ( ما أطلى نبى قط ) أي ( ما مال الى هواه ) هكذا فسره أبو زيد في نوادره قال ابن الاثير وأصله من ميل الطلى وهى الاعناق * قلت ورواه بعض بتشديد الطاء وحمله على الاطلاء بالنورة وهو غلط ( والطليا ) مقصور هكذا في النسخ وهو مقتضى سياقه والصواب الطليا بفتح فكسر فثشديد ياء كما ضبطه الصاغانى في التكملة ( الجرب و ) أيضا ( قرحة شبيهة بالقوباء ) تخرج في جنب الانسان فيقال للرجل انما هي قوباء وليست بطليا يهون بذلك عليه ( و ) قال ابن الاعرابي ( تطلى ) فلان إذا ( لزم اللهو والطرب ومنهل طال ) أي ( مطحلب ) قدر كب عليه الطحلب كالطلاء ( و ) قال أبو عمرو ( ليل طال ) أي ( مظلم ) كأنه ) طلى الشخوص فغطاها وقد طلى الليل الافاق وهو مجاز ( والمطلى ) بالكسر ( ويمد مسيل ضيق من الارض أو ) هي ( الارض السهلة ) اللينة ( تبت الغضى ) كذا في نسخ التهذيب وفى المحكم والصحاح تنبت العضاه وقد وهم أبو حنيفة حين أنشد بيت هميان
* وزغل المطلابه لواهجا * فقال المطلاء ممدود لاغير وانما قصره الراجز ضرورة وليس هميان وحدة قصرها بل حكى الفارسى عن أبى زياد الكلابي قصرها أيضا والجمع المطالى ( والمطالى المواضع ) السهلة للينة وقيل هي التى ( تغذو فيها الوحش اطلاءها ) واحدتها مطلاء عن أبى عمرو ( وطليته ) أي الطلى طليا وطلوته لغة فيه وقد تقدم ( ربطته ) برجله الى الوتد يقال اطل طليك أي (1/8482)
اربطه برجله حكاه الفراء عن أبى الجراح قال وغيره يقول اطل بالضم ( و ) طليت الشئ ( حبسته ) فهو طلى ومطلى ( والطلى كغنى الصغير من أولاد الغنم ) عن ابن السكيت قال وانما سمى طليا لانه يطلى أي تشد رجله بخيط الى وتد اياما ( ج طليان كرغفان ) كذا في الصحاح وقال الفارسى الطلى صفة غالبة كسروه تكسير الاسماء فقالوا لطليان كقولهم للجدول سرى وسريان ( وأطلى ) الرجل والبعير فهو مطل ( مالت عنقه للموت ) أو غيره قال الشاعر تركت أباك قد أطلى ومالت * عليه القشعمان من النسور نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه الطلية بالضم صوفة تطلى بها الابل الجربى وهى الربذة أيضا عن ابن الاعرابي ومنه قولهم ما يساوى طلية وهى أيضا خرقة العارك وأيضا الخيط الذى تشد به رجل الجدى مادام صغيرا ويفتح في هذه كالطلى بالفتح والطلا والطليان بالتحريك بياض يعلو الاسنان من مرض أو عطش قال الشاعر لقد تركتني ناقتي بتنوفة * لساني معقول من الطليان ويقال باسنانه طلى وطليان مثلا صبى وصبيان أي قلح تقول منه طلى فوه كرضى يطلى طلى نقله الجوهرى وهو قول الاحمر و المصنف ذكر الطلا في الواوى وأغفله هنا والحرف مشترك بينهما والطلاية بالضم دواية اللبن عن كراع وأيضا ما يطلى به والطلى الرماد بين الا ثافى على التشبيه وطلى يطلى إذا شتم عن ابن الاعرابي وطلى الليل الافاق أي غشاها قال ابن مقبل ألاطر قتنا بالمدينة بعدما * طلى الليل أذناب البجاد فاظلما أي غشاها كما يطلى البعير بالقطران وقال أبو سعيد أمر مطلى أي مشكل مظلم كأنه قد طلى بما لبسه وطليا قرية بمصر من المنوفية والطلاء الفضة الخالصة وعود مطلى أي غير مقشور وطلى البقل ظهر على وجه الارض وأطلى الرجل مال عنقه الى أحد الشقين ( ى طمى الماء يطمى طميا ) بالفتح هكذا هو مضبوط في كتاب ابن السكيت وفى الصحاح والمحكم طميا كعتى ( علا ) وفى الصحاح ارتفع وملا النهر ( و ) طمى ( النبت طال ) وعلا ( و ) طمت به ( همته ) أي ( علت ) به ( و ) طمى ( البحر ) أو النهر أو البئر ( امتلا ) نقله الليث * ومما يستدرك عليه طمى يطمى مثل طمى يطم إذا مر مسرعا نقله الجوهرى ومنه طمى الفرس إذا أسرع وطمى به الهم والغم والخوف اشتد وأنشد الزمخشري لنفسه قد طما بى خوف المنية لكن * خوف ما يعقب المنية أطمى ( وكيطمو طموا ) كعلو ( في الكل ) مما ذكر ( وطموية ) كعموية ( قريتان بمصر ) احداهما بالمرتاحية ( وطمية ) كغنية ( جبل بالبادية ) في ديار أسد قريب من شطب قال امرؤ القيس كأن طمية المجيمر غدوة * من السيل والا غثاه فلكة مغزل ( و ) طمية ( ع على نيل مصر ) وهى قرية من أعمال الفيوم الان * ومما يستدرك عليه البحر الطامى هو الغزير وطمت المرأة بزوجها ارتفعت به نقله الجوهرى وقال الزمخشري نشرت عليه وهو مجاز وطما بالكسر قرية من أعمال أسيوط وقد وردتها وطمى كسمى جبل أو واد بقرب اجأ وطموه قرية بجيزة مصر ( ى الطنى ) بالفتح مقصورا ( التهمة ) والريبة ومر في الهمزة أيضا ( و ) أيضا ( الرماد الهامد و ) أيضا ( المرض و ) أيضا ( غلفق الماء ) قال ابن دريد ولست منه على ثقة ( و ) أيضا ( شراء الشجر أو ) هو ( بيع ثمر النخل خاصة وكالرضا العافية من لدغ العقرب ) وغيرها عن ابن الاعرابي ( والطنى كحسى الفجور كالطنو بالضم ) والذى في المحكم الطنى والطنو الفجور قلبوا فيه الياء واوا كالمضو في المضى ( و ) الطنى بكسر فسكون ( ماءم ) معروف لبنى سليم ( وطنى إليها كرضى ) طنى ( فجربها و ) طنى ( في فجوره ) إذا ( مضى ) فيه ( كاطنى و ) طنى ( زيد لزق طحاله ورئته بالاضلاع من الجانب الا يسر ) حتى ربما عفنت واسودت وأكثر ما تصيب الابل وفى الصحاح الطنى لزوق الطحال بالجنب من شدة العطش تقول طنى البعير طنى ( كاطنى فهو طن ) منقوص ( وطنى ) مقصور ( وطناه تطنية عالجه من طناه ) قال الحرث بن مضرب الباهلى أكويه اما أراد الكى معترضا * كى المطنى من النحز الطنى الطحلا ( و ) طنى ( بعيره كواه في جنبه ) ونص اللحيانى في النوادر طنى بعيره في جنبيه كواه من الطنى ودواء الطنى ان يؤخذ وتد فيضجع على جنبه فيحز بين أضلاعه احزاز لا تخرق ( والطناة الزناة ) زنة ومعنى ( وأطنيتها بعتها واشتريتها ضد ) * قلت الصواب أطنيتها بعتها واطنيتها على افتعلتها اشتريتها كما هو نص المحكم فليس بضد ( و ) أطنيت ( فلانا أصبته في غير المقتل و ) أطنى ( زيد مال الى التهمة
والريبة ) وقد يهمز ( و ) أيضا ( مال الى الطنو ) بالكسر وفى المحكم للطنى اسم ( للبساط فنام كسلاو ) قولهم هذه ( حيه لا تطنى ) أي ( لا يبقى لديغها ) وقال ابن السكيت أي لا يعيش صاحبها تقتل من ساعتها وأصله الهمز وقد ذكرناه في موضعه وقال أبو الهيثم أي لا تخطئ * ومما يستدرك عليه الطنى بالكسر الريبة ويهمز والطنى الظن ما كان وأيضا أن يعظم الطحال عن الحمى يقال رجل طن عن اللحيانى وقال غيره رجل طن يحم غبا فيعظم طحاله وفى البعيران يعظم طحاله عن النجاز عنه أيضا والاطناء أن يدع المرض المريض وفيه بقية عن ابن الاعرابي يقال أطناه المرض إذا أبقى فيه بقية وضربه ضربة لا تطنى أي لا تلبثه حتى تقتله (1/8483)
والاسم من الكل الطنى وأطنيته بعت عليه نخله وطنى الرجل مثل ضنى زنة ومعنى قال رؤبة * من داء نفسي بعدما طنيت * ولدغته حية فاطنته إذا لم تقتله والاطناء كالاشواء والاطناء الاهواء وقال أبو زيد رمى فلان في طنيه وفى نيطه إذا رمى في جنازته ومعناه إذا مات ويقال اطن الكتاب أي اختمه واعنه عنونه والطنى مقصور المكان الذى يكون معلما و محمة لا يطف به أحد الا حم ومنه اطناء الهيام وهى حمى الابل ( ى طوى الصحيفة يطويها ) طيا فالطى المصدر وهو نقيض نشرها ( فاطوى ) على افتعل نقله الازهرى ( وانطوى ) نقله الجوهرى وابن سيده ( وانه لحسن الطية بالكسر ) يريدون ضربا من الطى كالجلسة والمشية قال ذو الرمة * كما تنشر بعد الطية الكتب * فكسر الطاء لانه لم يريد به المرة الواحدة ( و ) من المجاز طوى عنى ( الحديث ) والسر ( كتمه ) ويقال اطو هذا الحديث أي اكتمه ( و ) من المجاز طوى ( كشحه عنى ) إذا ( أعرض مهاجرا ) وهو كقولهم ضرب صفحه عنى وفى الصحاح أعرض بوده وفى المحكم مضى لوجهه وأنشد وصاحب قد طوى كشحا فقلت له * ان انطواءك هذا عنك يطوينى ( و ) طوى ( القوم جلس عندهم ) يقال مر بنا فطوانا أي جلس عندنا ( أو ) طواهم إذا ( أتاهم أو ) إذا ( حازهم ) كلاهما عن ابن الاعرابي وكل ذلك مجاز ( و ) من المجاز طوى ( كشحه على أمر ) إذا ( أخفاه ) وفى المحكم أضمره وعزم عليه قال زهير وكان طوى كشحا على مستكنة * فلاهو أبداها ولم يتقدم ( و ) من المجاز طوى ( البلاد ) طيا إذا ( قطعها ) بلدا عن بلد ( و ) من المجاز طوى ( الله البعد لناقربه ) وفى التهذيب البعيد ( و ) الاطواء في الناقة طارئق شحم سنامها ) وقال الليث طرائق جنبيها وسنامها طى فوق طى ( و ) الاطواء ( ة باليمامة ) قرب قرقرى ذات نخل وزرع كثير قال ياقوت كأنه جمع طوى وهو البئر المبنية ( ومطاوى الحية والامعاء والشحم والبطن والثوب اطواؤها الواحد مطوى ) كذا في التهذيب وفى المحكم اطوا الثوب والصحيفة والبطن والشحم والا معاء والحية وغير ذلك طرائقه ومكاسر طيه واحده طى بالكسر وبالفتح وطوى وفى الاساس وجدت في طى الكتاب وفى اطواء الكتب ومطاويها كذا وللحية اطواء ومطاو وما بقيت في مطاوى امعائها ثميلة ( وطوى بالضم والكسر وينون واد بالشام ) وبه فسر قوله تعالى انك بالواد المقدس طوى التنوين قراءة حمزة والكسائي وعاصم وابن عامر وفى الصحاح طوى اسم موضع بالشام يكسر ويضم ويصرف ولا يصرف فمن صرفه جعله اسم وادو مكان وجعله نكرة ومن لم يصرفه جعله اسم بلدة وقعة وجعله معرفة انتهى وقال الزجاج في طوى أربعة أوجه ضم أوله وكسره منو ناوغير منون فمن نون فهو اسم الوادي وهو مذكر سمى بمذكر على فعل كحطم وصرد وسئل المبرد عن واد يقال له طوى أنصرفه قال نعم لان احدى العلتين قد انخرمت عنه وفى المحكم طوى بالضم والكسر جبل بالشام أو واد في أصل الطور فمن لم يصرفه فلوجهين أحد هما ان يكون معدولا عن طاو فيصير كعمر المعدول عن عامر والثانى يكون اسما للبقعة ومن ضم ونون جعله اسما للوادي أو للجبل مذكر اسمى بمذكر ومن كسر ونون فهو كمعى وضلع وفى الصحاح قال بعضهم طوى مثل طوى وهو الشئ المثنى وقالوا في قوله تعالى المقدس طوى أي طوى مرتين أي قدس وقال الحسن ثنيت فيه البركة والتقديس مرتين وقال الراغب وقال الراغب معناه ناديته مرتين ( وذو طوى مثلثة الطاء وينون ع قرب مكة ) يعرف الان بالزاهر واقتصر الجوهرى كغيره على الضم وذكر التثليث السهيلي في الروض قال والفتح أشهر مقصور منون وقد لا ينوه يروى ان آدم عليه السلام كان إذا أتى البيت خلع نعليه بذى طوى ( والطوى كغنى بئر بها ) بأعلاها حفرها عبد شمس بن عبد مناف ( و ) أيضا ( الحزمة من البر ) كذا في النسخ وفى التكملة من البز ( و ) أيضا ( الساعة من الليل ) يقال أتيته بعد طوى من الليل نقله ابن سيده ( و ) الطوية ( بهاء الضمير ) لانه يطوى على السر أو يطوى فيه السر ( و ) الطوية ( النية كالطيه بالكسر ) يقال مضى لطيته أي لنيته التى انتواها ( و ) الطوية ( البئر ) المطوية بالحجارة
جمعه اطواء والذى في الصحاح والمحكم الطوى البئر المطوية ولم أر أحدا ذكر فيه الطوية قال ابن سيده مذكر فان أنث فعلى المعنى فكان المناسب ان يقدم ذكره على الطوية ( والطاية السطح ) نقله الجوهرى زاد الازهرى الذى ينام عليه ( و ) أيضا ( مريد التمر ) نقهل الجوهرى ( و ) أيضا ( صخرة عظيمة في أرض ذات رمل ) أو التى لا حجارة بها نقله ابن سيده ( ورجل طيان لم يأكل شيأ ) وقد ( طوى كرضى طوى ) بالكسر والفتح معا عن سيبويه ( وأطوى فهو طاو وطو ) خمص ( فان تعمد ذلك فطوى ) يطوى طيا ( كرمى ) نقله الجوهرى وابن سيده والازهري ( وهى طيى وطاوية ) جمع الكل طواء ( والطوى كعلى السقاء ) طوى وفيه بلل فتقطع وقد طوى طوى فكأنه سمى بالمصدر * ومما يستدرك عله طوى الثوب طية بالكسر وطية كعدة وهذه عن اللحيانى وهى نادرة وحكى صحيفة جافية الطية بالتخفيف أيضا أي الطى وطويته فتطوى وحكى سيبوية تطوى انطواء وأنشد * وقد تطويت انطواء الخصب * لضرب من الحيات أو الوتر والطاوى من الظباء الذى يطوى عنقه عند الربوض ثم يربض قال الراعى أغن غضيض الطرف باتت تعله * صرى ضرة شكرى فأصبح طاويا ومنه قولهم مررت بظبى طاو طوى عنقه ونام آمننا والطية بالكسر الهيئة التى يطوى عليها ويقال طواه طية جيدة وطية واحدة والطية بالكسر يكون منزلا يقال بعدت عنا طيته وهو المنزل الذى انتواه وفى الاساس وهى الجهة التى يطوى إليها البلاد (1/8484)
وله طيات شتى ولقيته بطيات العراق أي نواحيه وجهاته وطية بعيدة أي شاسعة وقد تخفف الطية ومنه قول الشاعر * أصم القلب حوشى الطيات * وطوى البطن بالكسر كسره وطوى الحية انطواؤها وتطوت الحية تحوت ومطاوى الدرع غضونها إذا ضمت واحدها مطوى والمطوى شئ يطوى عليه الغزل وأيضا السكينة الصغيرة عامية والمنطوى الضامر البطن كالطوى على فعل عن ابن السكيت وأنشد للعجير السلولى فقام فأدنى من وسادى وساده * طوى البطن ممشوق الذر اعين شرحب وسقاء طوطوى وفيه بلل أو رطوبة أو بقية لبن فتغير ولجن وتقطع عفنا وقد طوى طوى والطى في العروض حذف الرابع من مستفعلن ومفعولات فيبقى مستعلن ومفعلات فتنقل مستعلن الى مفتعلن ومفعلات الى فاعلات يكون ذلك في البسيط والرجز والمنسرح وطوى الركية طيا عرشها بالحجارة والاجرو كذا البلن تطويه في البناء ويسمى ذلك البئر طوياو طياو طوى المكان الى المكان جاوزه وطويت طيته بعدت عن اللحيانى والطية الوطر والحاجة وقال أبو حنيفه الاطواء الاثناء في ذنب الجراد وهى كالعقد واحدها طوى كالى وذو طواء كغراب موضع بطريق الطائف أو واد وما بالدار طووى بالضم أي أحد ويعبر بالطى عن مضى العمر فيقال طوى الله عمره قال الشاعر * طوتك خطوب دهرك بعد نشر * وعليه حمل قوله تعالى والسموات مطويات بيمينه أي مهلكات قاله الراعب وطوى فلان وهو منشور إذا بقى له حسن ذكرا وأثر جميل وهو مجاز وطواه السير هزله والغل في طى قبله وانطوى قلبه على غل وعلى جبينها أطواء الشحم أي طرائقه وأدرجني في طى النسيان وكل ذلك من المجاز والطاء حرف هجاء وهو مجهور مستعل يكون أصلا ويكون بدلا ولا يكون زائد أو شعر طاوى قافيته الطاء قال الخليل ألفها ترجع الى الياء وطييت طاء كتبتها ويجوز مدها وقصرها وتدكيرها وتأنيثها والطاء الرجل الكثير الوقاع وأنشد الخليل انى وان قل عن كل المنى أملى * طاء الوقاع قوى غير عنين والطاء قرية بمصر من أعمال قويسنا وأخرى بالغربية ومن الاولى الامام المحدث محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الطائى الجعفري حدث عن الولى العراقى والحافظ بن حجر وغيرهما وطوى حديثا الى حديث أسره في نفسه فجازه الى آخر كما يطوى المسافر منزلا الى منزل فلا ينزل وكذلك طى الصوم وقال أبو زياد من مياه عمرو بن كلاب الاطواء في جبل يقال له شرا نقله ياقوت وجاءت الابل طايات أي قطعانا واحدها طاية وقال أنشد الازهرى لعمر بن لجأ يصف ابلا * تربع طايات وتمشى همسا * وقرن الطوى جبل لمحارب عن نصر والطيية كسمية موضع قى شعر عن نصر وطواء كسحاب موضع بين مكة والطائف وطوة بالضم من كور بطن الريف والطى السقاء والطوا الجوع ( وطها اللحم يطهوه ويطهاه ) من حد دعا وسعى ( طهوا ) بالفتح ( وطهوا ) كعلو ( وطهيا ) كعتى ( وطهاية ) ظاهره انه بالفتح وضبطه في المحكم بالكسر ( عالجه بالطبخ أو الشى ) والطهو أيضا الخبرز ( والطاهى الطباخ والشواء والخباز و ) قيل ( كل معالج لطعام ) أو غيره مصلح له طاهى ( ج طهاة وطهى ) كعتى ( والطهو العمل ) ومنه الحديث قيل لابي هريرة أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال وما كان طهوى أي وما كان عملي قال أبو عبيد الرواية أنا ما طهوى قال وهذا مثل ضربه في احكامه للحديث واتقانه اياه كالطاهى المجيد والمنضج لطعامه يقول فما كان عملي ان كنت لم أحكم
هذه الرواية التى رويتها كاحكام الطاهي للطعام ( والطهاوة بالضم الجلدة الرقيقة ) التى ( فوق اللبن أو الدم ) نقله ابن سيده ( وطهية كسمية قبيلة ) من تميم نسبوا الى طهية بنت عبشمش بن سعد بن زيد مناة بن تميم وهى أم عوف وأبى سود ربيعة وحنش ويقال خنيس بنى مالك بن حنظلة بن مالك بن تميم قال جرير أثعلبة الفوارس أو رياحا * عدلت بهم طهية والخشابا ( والنسبة طهوى بالضم ) ساكنة الهاء نقله الجوهرى وهو قول سيبويه ( والفتح ) نقله الكسائي كأنه جعل الاصل طهوة ( وتفتح هاؤهما ) أي مع ضم الطاء وفتحها فهى أربعة أوجه الموافق للقياس منها ضم الطاء وفتح الهاء ( والطها ) مثل ( الطخا ) هكذا في النسخ بالقصر فيهما والصواب انهما ممدودان قال الجوهرى الطهاء ممدود لغة في الطخاء وهو السحاب المرتفع ( وطها ) الرجل طهوا ( ذهب في الارض ) منتشرا مثل طحا وأنشد الجوهرى طها هذريان قل تغميض عينه * على دبة مثل الخنيف المرعبل ( والطهى كهدى الذنب ) هكذا هو بتحريك نون الذنب في النسخ وهو غلط والصواب تسكينها كما هو نص التهذيب وعليه حمل بعض حديث أبى هريرة وما طهوى أي ما ذنبي وانما قاله النبي صلى الله عليه وسلم ( و ) الطهى ( الطبيخ ) عن ابن الاعرابي ونقله الازهرى ( و ) الطهى ( كعلى دقاق التبن ) وحطامه ( والطهيان محركة قلة الجبل و ) أيضا ( جبل ) بعينه باليمن عن نصر ( و ) الطهيان ( البرادة ) بالتشديد وبكل هذه المعاني فسر قول الاحول الكندى فليت لنامن ماء زمزم شربة * مبردة باتت على الطهيان ( وأطهى ) الرجل ( حذق في صناعته ) نقله الازهرى ( وما أدرى أي الطهياء هو ) وأى الضحياء هو أي ( أي الناس ) هو نقله الازهرى (1/8485)
* ومما يستدرك عليه طهت الابل تطهى طهوا وطهوا انتشرت فذهبت في الارض وأنشد الجوهرى للاعشى فلسنا لبا غى المهملات بقرفة * إذا ماطها بالليل منتشراتها قال ويبعدان يقال انه من ماط يميط وما في السماء طهاة أي قزعة والطهى بالضم الاسم من طها اللحم وطهى في الارض طهيا مثل طها طهوا والطهى الغيم الرقيق والذنب وقد طهى طهيا أذنب وليل طاه مظلم وامرأة طاهية من الطواهى وأمر مطهو محكم منضج وهو مجاز وطهوية محركة قرية بمصر من المنوفية وفى النوادر سمعت طهيهم ودغيهم وطغيهم أي صوهم ويقال فلان في طهى ونهى وطها طهوا وثب عن ابن الاعرابي وقول أبى النجم * مد لنا في عمره رب طها * أراد رب طه السورة ( فصل الظاء ) المشالة مع الواو والياء ( والظبة كثبة حد سيف أو سنان أو نحوه ) كالنصل والخنجر وشبهه قال الجوهرى أصلها ظبو والهاء عوض من الواو قال ابن سيده وليست بمحذوفة الفاء ولا بمحذوفة العين ( ج أظب ) في أقل العدد مثل أدل ( وظبات ) بالضم والتاء مطولة كما في النسخ وأيضا مقصورة وهو الصحيح ومنه قول بشامة بن حزن إذا الكماة تنحوا أن ينالهم * حد الظباة وصلناها بأيد ينا ( وظبون بالضم والكسر ) قال كعب تعاور أيمانهم بينهم * كؤوس المنايا بحد الظبينا ( وظبا كهدى ) نقله ابن سيده ومنه حديث على نافحوا بالظبا * ومما يستدرك عليه الظبة كثبة منعرج الوادي جمعه ظباء كرخال وهوأ حد الجموع الشاذة وبه فسر قول أبى ذؤيب عرفت الديار الانم الرهين بين الرظباء فوادى عشر عن ابن جنى ( ى الظبى ) حيوان ( م ) معروف وهو اسم للمذكر والتثنيه ظبيان والانثى ظبية ( ج ) في أقل العدد ( أظب ) كادل وهو أفعل فأبدلوا ضمة العين كسرة لتسلم الياء ( وظبيات ) بالتحريك ومنه قول الشاعر بالله يا ظبيات القاع فلن لنا * ليلاى منكن أم ليلى من البشر وهو جمع الانثى كسجدة وسجدات ( وظباء ) جمع يعم الذكور والاناث مثل سهم وسهام وكلبة وكلاب قاله الفارابى ( وظبى ) على فعول مثل ثدى ( و ) ظى ( واد ) لبنى تغلب على الفرات قاله نصر ( و ) الظبى ( سمة لبعض العرب ) واياها أراد عنترة في قوله عمرو بن أسود فاز باءقاربة * ماء الكلاب عليها الظبى معناق ( و ) الظبى اسم ( رجل و ) ظبى ( ع ) كما في المحكم قال أو كثيب رمل وأنشد الجوهرى لامرئ القيس وتعطو برخص غير شثن كأنه * أساريع ظبى أو مساويك اسحل قيل اسم رملة أو اسم وادوبه جزم شراح ديوانه أو اسم كثيب ( والظبية الانثى ) وهى عنز وما عزة والذكر ظبى ويقال له تيس وذلك اسمه إذا أثنى ولا يزال ثنيا حتى يموت قاله أبو حاتم وقال الفارابى الظبية أنثى الظباء وبها سميت المرأة وكنيت فقيل أم ظبية والجمع ظبيات والمصنف أورده في جموع الظبى وفيه تخليط لا يخفى ( و ) الظبية ( الشاة و ) أيضا ( البقرة ) * قلت هذا غلط عظيم وقع فيه المصنف فان الذى في المحكم بعد ذكره فرج المرأة وان بعضهم يجعل الظبية للكلبة أي لحيائها قال وخص ابن الاعرابي به الاتان والشاة والبقرة فالمراد من هذا السياق أن ابن الاعرابي عنده الظبية تطلق على حياء هؤلاء وكان فيه ردا على الفراء حيث خصها
بالكلبة فتأمل ذلك ( وفرج المرأة ) قال الاصمعي هي لكل ذات حافر وقال الفراء هي للكلبة كما في الصحاح ولو قال المصنف وفرج المرأة والشاة والبقرة لسلم من الغلط الذى أشرنا إليه ( و ) الظبية ( الجراب أو الصغير ) خاصة وقيل من جلد الظبى وقيل هي شبه الخريطة والكيس ومنه الحديث أهدى الى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ظبية فيها خرز ( و ) الظبية ( منعرج الوادي ) جمعه ظباء وقد روى بيت أبى ذؤيب عرفت الديار لام الرهين بين الظباء فوادى عشر هكذا رواه أبو عبيدة وأبو عمرو الشيباني بالكسر وفسراه بما ذكرنا ( و ) الظبية ( رجل بليد ) كان يسمى بذلك ( و ) وظبية ( ثلاثة أفراس ) أحداها لقمامة المزني والثانية فرس خالد بن عمرو بن حذلم الاسدي والثالثة لهواس الاسدي وفيها يقول ألائمتى خزيمة في أخيهم * قدامة قد عجلتم بالملام ظنتم أن ظبية لن تردى * ورأى السوء يظرى باللئام الاخيرة من كتاب ابن الكلبى ( و ) الظبية ( ما آن ) أحدهما ماء لبنى أبى بكر بن كلاب قديم قال أبو زياد ومن الجبال التى في بلاد أبى بكر بن كلاب أجبل يقال لهن ابراد وهن بين الظبية والحوأب نقله ياقوت ونصر والثانى ماء لبنى سحيم وبنى عجل ( وموضعان ) أحدهما بين ينبع وغيقة قال قيس بن ذريح فغيقة قالا خياف اخياف ظبية * لها من لبينى مخرف ومرابع وهو الذى أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم عو سجة الجهنى أو هو موضع آخر في ديارهم ( والظبا بالضم ) مقصور هكذا هو في النسخ وانما مده أبو ذؤيب ضرورة وتقدم شعره ورده ابن جنى وقال انما هو بالمد واد تهامى * قلت وهكذا ذكره نصر أيضا ( وموج الظباء (1/8486)
بالكسر ) أي مع المد هكذا في النسخ والصواب مرج الظباء كما هو نص نصر في معجمه ( وعرق الظبية بالضم ) بين مكة والمدينة قرب الروحاء على ثلاثة أميال مما يلى المدينة وثم مسجد للنبى صلى الله عليه وسلم وقيل هي الروحاء نفسها قاله نصر ( وظبى كربى ) هكذا في النسخ ومثله في التكملة وقال موضع قرب المدائن قال شيخنا هذا وزنه فعلى فموضعه الباء * قلت ولم يذكر نصر هذا الا بالطاء المهملة وقال ناحية بالعراق قرب المدائن وليس هذا محله والصواب وظبى كسمى وهذا قد ذكره نصر انه ماء على يوم من النقرة منحرف على جادة حاج العراق فحينئذ لا اشكال ( وظبى كدلى ) لم يذكره نصر ولا غيره ولعله كسمى ( مواضع ) * ومما يستدرك عليه أرض مظباة كثيرة الظباء ويقال لك عندي مائة سن الظبى أي هن ثنيان لان الظبى لا يزيد على الاثناء قال الشاعر فجاءت كسن الظبى لم أر مثلها * بواء قتيل أو حلوبة جائع والظبية من الفرس مشقها وهو مسلك الجردان فيها ويقال للمبشر بالشر أنت ظبية الدجال وهى امرأة تخرج قبل الدجال تدخل الكور فتنذر به قاله الليث والزمخشري ومن دعائهم عند الشماتة به لا بظبى أي جعل الله ما أصابه لا زماله ومنه قول الفرزدق أقول له لما أتانى نعيه * به لا بظبى بالصريمة اعفرا كما في الصحاح وفى المثل لا تركنك ترك ظبى ظله لانه إذا انفر من محل لم يعد إليه يقال عند تأكيد رفض أي شئ كان وأتيته حين شد الظبى ظله أي حبسه لشدة الحر ويروى حين نشد الظبى ظله أي طلبه وفى الحديث إذا أتيتهم فاربض في دارهم ظبيا أي كالظبي الذى لا يربض الا وهو متباعد فإذا ارتاب نفر هذا كان أرسله جاسوسا وظبيا منصوب على التفسير والظبية الخباء والظبية تصغير الظبية للكيس والجمع ظباء قال الشاعر بيت خلوف طيب ظله * فيه ظباء ودواخيل خوص وبفلان داء ظبى قال أبو عمرو أي لاداء به كما ان الظبى لاداء به أنشد الاموى لا تجهمينا أم عمرو فانما * بنا داء ظبى لم تخنه عوامله قال وداء الظبى انه إذا أراد أن يثب سكت ساعة ثم وثب والظبية كسمية موضع ذكره ابن هشام في السيرة وقال نصر جاء في شعر حاجز الازدي وخليق أن يكون في بلاد قومه وقرن ظبى جبل بنجد في ديار أسد بين السعدية ومعاذة وعين ظبى موضع بين الكوفة والشام وظبى ماء لغطفان لبنى جحاش بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان بالقرب من معدن سليم وظبى على التصغير ماء على يوم من النقرة وظبية من أسماء بئر زمزم جاء ذكره في حديث حفره وقد سموا ظبيان وهو ابن غامد بن عبد الله بن كعب أبو بطن من الازد منهم جندب الخير بن عبد الله الظبيانى الصحابي وضبطه ابن ما كو لا بكسر الظاء وأبو ظبيان حصين بن جندب الجنبى عن ابن عباس وعنه الاعمش وأبو ظبية السلفي ثم الكلاعى الحمصى روى عن معاذ وعنه شهر بن حوشب ويقال فيه أبو طيبة ومحمد بن أبى العباس الظبائى محدث صالح مات سنة 749 وظبية بنت المعلل روت عن عائشة وظبية بنت نافع وبنت أبى كثيرة ومولاة الزبير ومولاة ابن رواج محدثات وبنت البراء بن معرور امرأة أبى قتادة الانصاري لها صحبة ومولاة أبى دلف لا سحق الموصلي فيها شعر وبنت عجل بن لجيم والد القبيلة في الجاهلية وأحمد بن محمد بن صدقة الموصلي يعرف بابن ظبية شاعر مات سنة 606
وظبيان موضع باليمن والظبيان شرة شبيهة بالقتاد ( ى الظارى ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى هو ( العاض ) قال ( وظرى يظرى ) من حد رمى إذا ( جرى ) وقال أبو عمرو لان ( و ) ظرى ( بطنه ) يظرى ( لم يتمالك ليناو ) ظرى ( كرضى ) يظرى ( كاس ) أي أبو عمرو وأبو عبيد بالطاء وقد تقدم ( ى الظاعية ) أهمله الجوهرى والجماعة وهى ( الداية والحاضنة ) وعلى الاول اقتصر ابن الا عرابى ( ى تظلى ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( لزم الظلال والدعة ) قال الازهرى وكان في الاصل تظلل فقلبت احدى اللامات ياء كما قالوا تظنيت من الظن ( ى الظمياء من النوق السوداء ) وهو أظمى والجمع ظمى نقله الازهرى ( ومن الشفاه الذابلة في سمرة ) وقد يكون ذبول الشفة من العطش قاله الليث قال الازهرى هو قلة لحمه ودمه وليس من ذبول العطش ولكنه خلقة محمودة وفى الصحاح شفة ظمياء بينة الظمى إذا كان فيها سمرة وذبول ( ومن العيون الرقيقة الجفن ) نقله الجوهرى وابن سيده ( ومن السوق القليلة اللحم ) وفى المحكم معترقة اللحم ( ومن اللثات القليلة الدم ) كذا في الحاح زاد في المحكم واللحم وهو يعترى الحبش وقال الليث الظمى قلة لحم اللثة ويعتريه الحسن ( والمظمى كمرمى من الزرع ما سقته السماء ) والمسقوى ما يسقى بالسيح كذا في الصحاح * ومما يستدرك عليه رجل أظمى أسود الشفة وقال اللحيانى أي أسمر وظل أظمى أي أسود ورمح أظمى أي أسمر نقله الا صمعى وقناة ظمياء بينة الظمى منقوص وكل ذابل من الحرظم وأظمى وشفة ظمياء ليست بوارمة كثيرة الدم والظمياء السوداء الشفتين وفعل الكل ظمى ظما كرضى وإذا ضمر الفرس قيل أظمى اظماء وظمى تظمية والظميا كالثريا نبت وهى اللاعية يمانية سمعتها من الاعراب وفرس أظمى الشوى أي معرقها والظمو بالكسر لغة في الظم ء بالهمز قاله الازهرى وابن سيده ( وتظني ) الرجل أي ( ظن ) وهو تفعل منه فابدل من احدى النونات ياء مثل تقضى من تقضض قاله الجوهرى (1/8487)
( ى أظوى ) الرجل أهمله الجوهرى والجماعة وقال ابن الاعرابي أي ( حمق ) نقله الصاغانى ( ى الظاء حرف ) لثوى مخرجه من أصول الاسنان جوار مخرج الذال يمد ويقصر ويذكر ويؤنت وفعله من اللفيف ظييت ظاء حسنة وحسنا جمعه على التذ كير أظواء وعلى التأنيث ظاآت وقال الخليل هو حرف عربي ( خاص بلسان العرب ) لا يشركهم فيه غيرهم من سائر الامم قال شيخنا وصرح بمثله أبو حيان وشيخه ابن أبى الاحوص وغير واحد فلا يعتد بمن قال انما الخاص الضاد * قلت وكانه تعريض على البدر القرافى حيث قال انما المختص بهم الضاد وقال ابن جنى اعلم أن الظاء لا توجد في كلام النبط وإذا وقعت فيه قلبوها طاء ( والظية ) بالكسر ( الجيفة أول ما تنفقأ والظيان العسل ) وهو فعلان وقال الليث شئ من العسل وبه فسر قول أبى ذؤيب تالله يبقى على الايام ذوحيد * بمشمخر به الظيان والاس قال والاس بقية العسل في الخلية وأنكره الازهرى ورد عليسه وقال ليس الظيان من العسل في شئ انما هو ما فسره الاصمعي كما سيأتي ( كالظى ) قال الليث يجئ في بعض الشعر الظى بلانون ولا يشتق منه فعل فيعرف ياؤه ( و ) الظيان ( ياسمين البر ) وبه فسر الاصمعي قول الهذلى واحدته ظيانة ( و ) قيل هو ( نبت آخر ) باليمن ( يدبغ بورقه ) نقله ابن سيده يقال انه يشبه النسرين وهو ضرب من اللبلاب ويلتف بعضه على بعض ( وأديم مظين ) بالنون ( ومظيى ) بالياء ( ومظوى ) بالواو كل من الثلاثة على زنة معظم ( دبغ به وأرض مظياة ) على المعاقبة ( ومظوات ) تنبته أو ( كثيرته ) * ومما يستدرك عليه ظييت ظاء عملتها والظيان من أشجار الجبل ذكره الا صمعى مع النبع والنشم والعر عرو مظيان اسم وتصغير ظيان ظييان وبعضهم يقول ظويان والظاء موضع وأيضا العجوز المثنية ثديها وأنشد الخليل أنكحت من حيى عجوزا هرمه * ظاء الثدى كالخى هذرمه ( فصل العين ) المهملة مع الواو والياء ( وعبا ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى عبا الرجل ( يعبو أضاء وجهه ) وأشرق ولو قال كدعا لسلم من مخالفة اصطلاحه وكأنه من العب وهو ضوء الشمس لان أصله عبو فنقص ( والعابية ) المرأة ( الحسناء ) من ذلك ( وعبو المتاع تعبيته ) كما سيأتي نقله ابن سيده وقال ابن القطاع وهى لغة يمانية * ومما يستدرك عليه العبا مقصور الرجل العبام وهو الجافي العى نقله ابن سيده وعبويه ترخيم لعبد الرحيم وعبد الرحمن كعمرويه في عمرو والعبوة ضوء الشمس جمعه عبى والعبو الثقل وقيل كل حمل من غرم أو حمالة ( ى العباية ضرب من الاكسية ) واسع فيه خطوط سود كبار ( كالعباءة ) وهى لغة فيه وقيل العباء ضرب من الا كسية والجمع أعبية فالعباء على هذا واحد وفى الصحاح العباءة والعباوة ضرب من الاكسية والجمع العباآت هكذا هو بالواو في النسخ ( و ) العباية ( فرس ) حرى بن ضمرة النهشلي ( و ) أيضا ( الرجل الجافي الثقيل ) الاحمق
العى ( وقصره أفصح ) * قلت هذا يحتاج الى تحرير فان الليث ذكر العبا مقصورا وقال هو الرجال العبام وهو الجافي العبى قال ومده الشاعر فقال * كجبهة الشيخ العباء الثط * قال الازهرى ولم أسمع العباء بمعنى العبام لغير الليث وأما الرجز فالرواية عندي فيه كجبهة الشيخ العياء بالياء ويقال شيخ عياء وعيا ياء وهو العبام الذى لا حاجة له الى النساء ومن قاله بالباء فقد صحف انتهى فتأمل مع كلام المصنف ( وعباية بن رفاعة ) بن رافع بن خديج ( تابعي ) عن جده وابن عمرو عنه ليث بن أبى سليم ثقة ( و ) عبية ( كسمية ماء ) لبنى قيس بن ثعلبة في ناحية اليمامة عن نصر ( و ) عبية ( امرأة ) وهى عبية بنت هلال العبدية لها ذكر قاله الحافظ وقال الصاغانى عبية بنت ابراهيم بن على بن سلمة بن عامر بن هرمة ( وتعبية الجيش تهيئته في مواضعه ) وفى بعض نسخ الصحاح في مواقعه نقله عن يونس وعن أبى زيد بالهمز ( وعبيك ) على فعيل ( من الجزور ) أي ( نصيبك ) منه ( والتعابى أن يميل رجل مع قوم والاخر مع آخرين وذلك إذا صنعوا طعاما فخبز أحد الفريقين لهذا والاخر لاخر ) * ومما يستدرك عليه تعبية المتاع جعل بعضه فوق بعض والعباه من السطاح الذى ينفرش على الارض وتجمع العباية على عبى كعتى والاعتباء الاحتشاء وابن عباية من شعرائهم وكمحدث الحسن بن نصر بن المعبى شيخ لابن السمعاني وأحمد بن على بن أحد بن سلامة البصري ابن المعبى عن ابى على البشيري وأبو بكر محمد بن خطاب الكوفى المعبى عن أبى سعد المالينى وعبية كسمية فرس لهم نجيب وكانها من ولد العباية التى ذكرها المصنف وعبيان جبل باليمن عن نصر وقال ابن دريد عبوت المتاع لغة في عبيته يمانية وقال غيره العب ضوء الشمس وحسنها يقال ما أحسن عبها والاصل العبو فنقص والعابية الحسناء وعبا الرجل يعبو إذا اضاء وجهه وأشرق وكسمى عبى بن ابراهيم أخو عبية وقبل ابن أخى ابن هرمة ( وعتا ) يعتو ( عتيا ) بضم فكسر فتشديد قال الجوهرى الاصل عتو ثم أبدلوا من احدى الضمتين كسرة فانقلبت الواو ياء فقالوا عتيا ثم اتبعوا الكسرة الكسرة ( و ) قالوا ( عتيا ) ليؤ كدوا البدل ( وعتوا ) كسمو وهذا هو الاصل في الباب ( استكبر وجاوز الحد ) قال الراغب العتو النبوة عن الطاعة ومنه قوله تعالى وعتوا عتوا كبيرا فعتوا عن أمر ربهم بل لجوا في عتو ونفور أي حالة لاسبيل الى اصلاحه ومداواته وقيل الى رياضته وهى الحالة المشار إليها بقوله * ومن العناء رياضة الهرم * ( فهوعات ) جمعه عتاة ( وعتى ) كغنى ( ج عتى بالضم ) فالكسر فالتشديد وقوله تعالى انهم أشد على الرحمن عتيا قيل العتى هنا مصدر وقيل هو جمع عات قال الجوهرى رجل عات وقوم عتى قلبوا الواو ياء قال محمد بن السرى وفعول إذا كان جمعا فحقه القلب وإذا كان مصدرا فحقه التصحيح لان الجمع أثقل عندهم من الواحد وقال أبو عبيدة وكل مبالغ في كبر أو فساد أو كفر فقد عتا يعتو (1/8488)
عتيا ( و ) عتا ( الشيخ عتيا بالضم ويفتح ) إذا ( ولى وكبر ) وكذلك عسا عسيا وعسوا وقرئ وقد بلغت من الكبر عتيا بكسر العين نقله ابن سيده فهو اذن مثلث ونقله سعدى في حاشية الكشاف ( وعتى لغة ) هذيل وثقيف ( في حتى ) وقرئ عتى حين وفى حديث عمر بلغه ان ابن مسعود يقرئ الناس عتى حين يريد حتى حين فقال ان القرآن لم ينزل بلغة هذيل فاقرئ الناس بلغة قريش * ومما يستدرك عليه عتوة اسم فرس والعاتى الجبار وعتت الريح جاوزت مقدار هبوبها عن ابن القطاع وليل عات شديد الظلمة ( ى عتيت ) كرضيت بمعنى ( عتوت ) وقد أنكره الجوهرى وغيره فانهم قالوا ولا تقل عتيت وضبطوه كسعيت ( كتعتيت ) يقال تعتى إذا لم يطع ( وعتى بن ضمرة ) السعدى ( كسمى تابعي عن أبى بن كعب وابن مسعود وعنه ابنه والحسن ( والاعتاء الدعار من الرجال ) عن ابن سيده * ومما يستدرك عليه عبيد الله بن عتى العقيلى شيخ لقرة بن خالد وعتى بن يزيد بن مالك العقيلى شاعر وعاتية بن نمر قبيلة دخلت في سليم وعتية بنت هلال العبدية كسمية لها ذكر وقيل هي عبية بالموحدة وقد تقدم قريبا ( والعثوة اللمة الطويلة ) وهى الوفرة والوفضة والعسنة ( ج عثى كربى ) جمع ربوة هكذا في النسخ وضبطه بعض بالتشديد في كليهما وكل ذلك غلط والصواب عثى كالى كما هو نص المحكم فانه قال والعثى اللمم الطوال ( وعثى كرمى وسعى ورضى ) وهذه لغة الحجاز ومصدره عثاو ( عثيا ) كعتى ( وعثيا ) بالكسر مع التشديد ( وعثيانا ) بالتحريك ( وعثا يعثو عثوا ) كسمو كل ذلك معناه ( أفسد ) أشد الافساد ومن احدى اللغات قوله تعالى ولا تعثوا في الارض مفسدين وقيل عثا يعنى مقلوب من عاث يعيث وقال ابن سيده قيل هو نادر وقال الراغب العيث والعثى متقاربان بحو جذب وجبذ الا ان العيث أكثر ما يقال في الفساد الذى يدرك حسا والعثى فيما يدرك حكما ( والا عثى
لون الى السواد ) ونص المحكم العثالون الى السواد مع كثرة شعر ( و ) الا عثى ( من يضرب لونه الى السوادو ) هو أيضا ( الاحمق ) الثقيل نقله الجوهرى ( و ) أيضا ( الكثير الشعر ) من الرجال ( و ) أيضا ( الضبعان ) وهو ذكر الضباع ( والعثواء الضبع ) الانثى لكثرة شعرها ( وشاب عثا الارض ) كعلى مقصور قيل هو بضم العين كما في التكملة ( هاج نبتها ) قاله ابن السكيت وأصل العثا الشعر ويستعار فيما تشعث من النبات مثل النصى والبهمى والصليان * ومما يستدرك عليه العثيان بالكسر الضبعان والاعثى الجافي السمج والعثوة بالضم جفوف شعر الرأس والتباده وبعد عهده بالمشط وعثى عثا كرضى والعثو بالضم والعثى على المعاقبة جماعة الضباع والا عثى الكثيف اللحية وقيل للعجوز عثواء ( والعجوة والمعاجاة ان تؤخر الام رضاع الولد عن مواقيته ) ويورث ذلك وهنا وظاهر سياقه ان العجوة هنا بها المعنى مفتوح العين ونص المحكم بضمها وهو اسم من المعاجاة وفيه ان المعاجاة ان لا يكون للام لبن يروى صبيها فتعاجيه بشئ تعلله به ساعة وكذا ان ولى منه ذلك غيرها وقيل عاجيته إذا أرضعته بلبن غير أمه أو منعته اللبن وغذيته بالطعام وأشد الجوهرى للجعدى إذا شئت أبصرت من عقبهم * يتامى يعاجون كالاذؤب وأنشد الليث في صفة أولاد الجراد إذا ارتحلت من منزل خلفت به * عجايا يحاثى بالتراب صغيرها ( وقد عجته ) أمه سقته اللبن كما في الصحاح تعجوه عجوا وفى المحكم أخرت رضاعه عن مواقيته وقيل عجته داوته بالغذاء حتى نهض ( فهو عجى كصلى ) أصله عجوى ( وهى عجية ) ولم يقل وهى بهاء وكانه نسى اصطلاحه وقيل الذكر والانثى بلا هاء ( ج عجايا بالضم والفتح ) والفتح أقيس ( والعجى كغنى فاقد أمه من الابل ومنا ) والجمع عجايا وفى الحديث كنت يتيما ولم أكن عجيا قال الجوهرى العجى هو الذى تموت أمه فيربيه صاحبه بلبن غيرها وفى النهاية هو الذى لا لبن لامه أو ماتت أمه فعلل بلبن غيرها أو بشئ آخر فأورثه ذلك وهنا وفى المحكم وذلك الولد الذى يغذى بغير لبن أمه عجى فهؤلاء أقوالهم كلها متفقة على معنى العجى منا وأنشد الجوهرى عدانى ان أزورك أن بهمى * عجايا كلها الا قليلا فقد استعمله الشاعر في البهم ولم أر من فرق بين العجو والعجى الا المصنف وهو غريب فتأمل ( وعجا البعير ) يعجو عجوا ( رغاو ) عجا ( فاه ) إذا ( فتحه و ) عجا ( وجهه زواه وأماله ) وفى التهذيب عجا شدقه لواه وقيل فتحه وأماله ( كعجاه ) بالتشديد ( و ) عجا ( البعير شرس خلقه و ) قال الاصمعي ( العجاوة ) و ( العجاية ) لغتان وهما قدر مضغة من لحم تكون موصولة بعصبة تنحدر من ركبة البعير الى الفرسن ( والعجوة بالحجاز التمر المخشى ) وهى أم التمر الذى إليه المرجع كالشهريز بالبصرة والتبى بالبحرين والجدامى باليمامة ( و ) أيضا ( تمر بالمدية ) يقال هو مما غرسه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بيده قال ابن الاثير هي أكبر من من الصيحانى يضرب الى السواد وقال الازهرى العجوة التى بالمدينة هي الصيحانية وبها ضروب من العجوة ليس لها عذوبة الصيحانية ولاريها وامتلاؤها وقيل نخلتها تسمى لينة وقيل لا حيحة بن الجلاح ما أعددت للشتاء فقال ثلثمائة وستين صاعا من عجوة تعطى الصبى منها خمسا فيرد عليك ثلاثا ( والعجى كهدى الجلود اليابسة تطبخ وتؤكل الواحدة عجية بالضم ) وأنشد الجوهرى للبراء بن ربعى الاسدي ومعصب قطع الشتاء وقوته * أكل العجى وتكسب الاشكاد ( والعجوة بالضم لبن يعاجى به الصبى اليتيم أي يغذى كالعجاوة بالضم والكسر ) الكسر عن الفراء وقيل العجوة اسم من المعاجاة وهو (1/8489)
الذى اقتضاه صدر الترجمة والعجاوة اسم ذلك اللبن فتأمل * ومما يستدرك عليه المعاجاة المعاناة والمعالجة في الامر ومنه قول بعض الاعراب لما قال له الحجاج انى أراك بصير بالزرع انى طالما عاجيته ولقى فلان ما عجاه أي شدة وبلاء ولقاه الله ما عجاه وما عظاه أي ما ساءه نقله الجوهرى ورجل أعجى غليظ ما بين العينين نقله الصغانى ( ى العجاية بالضم عصب مركب فيه فصوص من عظام كفصوص الخاتم يكون عند رسغ الدابة ) وإذا جاع أحدهم دقها بين فهرين فأكلها والعجاوة لغة فيه ( أو ) هي ( كل عصبة في يد أو رجل أو ) هي ( عصبة في باطن الوظيف من الفرس والثور ) وقيل هي من الفرس العصبة المستطيلة من الوظيف ومنتهاها الى الرسغين وفيها يكون الخطم والرسغ منتهى العجاية ومن الناقة عصبة في باطن يدها ومن الفرس مضيغة وقال الجوهرى العجايتان عصبتان في باطن يدى الفرس وأسفل منهما هنات كأنها الاظفار وتسمى السعدانات ويقال لكل عصب يتصل بالحافر عجاية قال الراجز وحافر صلب العجى مدملق * وساق هيق أنفها معرق وقال الا صمعى العجاية والعجاية لغتان وهما قدر مضغة من لحم تكون موصولة بعصبة تنحدر من ركبة البعير الى الفرسن وقال ابن
الاثير العجايات أعصاب قوائم الابل والخيل قال كعب * سمر العجايات يتر كن الحصى زيما * ( ج عجى ) كهدى ومنه قول الراجز السابق ( وعجى ) كعتى ( وعجايا ) بالفتح والضم وعجايات * ومما يستدرك عليه أعجت السنة البهم جعلتها عجايا وهى السيئة الغذاء وعجت المرأة صبيها عجيا لغة نقله ابن القطاع ( وعدا يعدو ) ذكر المضارع مستدرك كما مر الايماء إليه مرارا ( عدوا ) بالفتح ( وعدوا ) كعلو ( وعدوانا محركة وتعداء ) بالفتح ( وعدا ) مقصور ( أحضر ) يكون منا ومن الخيل وحكى أتاه عدواو هو مقارب الهرولة ودون الجرى ( وأعداه غيره ) يقال أعديت الفرس أي حملته على الحضر ( والعدوان محركة والعداء ) كشداد كلاهما ( الشديدة ) هكذا في النسخ والصواب الشديده بهاء الضمير أي الشديد العدو في الصحاح يقال انه لعدوان أي شديد العدو ( وتعادوا تباروا فيه ) أي في العدو وقال الراغب أصل العدو التجاوز ومنافاة الا لتئام فتارة يعتبر بالمشى فيقال له العدو وتارة بالقلب فيقال له العداوة الى آخر ما قال ( والعداء ككساء ويفتح الطلق الواحد ) للفرس فمن فتح قال جاوز هذا الى ذاك ومن كسر فمن عادى الصيد من العدو وهو الحضر حتى يلحقه ( و ) العدى ( كغنى جماعة القوم ) بلغة هذيل ( يعدون لقتال ) ونحوه أو الذين يعدون على أقدامهم كما في الصحاح قال وهو جمع عاد كغاز وغزى ( أو أول من يحمل من الرجالة ) لانهم يسرعون العدوو أنشد الجوهرى لمالك بن خالد الخناعى لما رأيت عدى القوم يسلبهم * طلح الشواجن والطرفاء والسلم ( كالعادية فيهما ) والجمع العوادى ( أو هي للفرسان ) أي لاول من يحمل منهم في الغارة خاصة ( وعدا عليه عدوا وعدوا ) كفلس وفلوس وبهما قرئ قوله تعالى فيسبوا الله عدوا بغير علم وعدو كعلو قراءة الحسن وقرئ عدوا يعنى بجماعة وقيل هو واحد في معنى جماعة ( وعداء ) كسحاب ( وعدوانا بالضم والكسر ) عن ابن سيده ( وعدوى بالضم ) فقط ( ظلمه ) ظلما جاوزفيه القدر وهذا تجاوز في الاخلال بالعدالة فهو عاد ومنه قولهم لا أشمت الله بك عاديك أي الظالم لك وقولة تعالى ولا عدوان الا على الظالمين أي لا سبيل وقيل العدوان أسوأ الاعتداء في قوة أو فعل أو حال ومنه قوله تعالى ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وقوله تعالى بل أنتم قوم عادون أي معتدون ( كتعدي واعتدى وأعدى ) ومن الاخير أعديت في منطقك أي جرت كما في الصحاح قال الراغب الاعتداء مجاوزة الحق قد يكون على سبيل الابتداء وهو المنهى عنه ومنه قوله تعالى ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين وقد يكون على سبيل المجازاة ويصح ان يتعاطى مع من ابتدأ كقوله تعالى فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم أي قابلوه بحق اعتدائه سمى بمثل اسمه لان صورة الفعلين واحد وان كان أحدهما طاعة والاخر معصية ( وهو معدو ) عليه ( ومعدى عليه ) على قلب الواو ياء للخفه وأنشد الجوهرى وقد علمت عرس مليكة أننى * أنا الليث معديا عليه وعاديا ( والعدوى الفساد ) والفعل كالفعل ( وعدا اللص على القماش عداء ) كسحاب ( وعدوانا بالضم والتحريك ) وفى المحكم بالضم والفتح معا وهكذا ضبطه أي ( سرقه ) وهذا أيضا تجاوز فيما يخل بالعدالة ( وذئب عدوان محركة ) أي ( عاد ) وفى الصحاح يعدو على الناس ومن سجعات الاساس وما هو الا ذئب عدوان دينه الظلم والعدوان ( وعداه عن الامر عدوا ) بالفتح ( وعدوانا ) بالضم ( صرفه وشغله كعداه ) بالتشديد يقال عد عن كذا أي اصرف بصرك عنه ( و ) عدا ( عليه ) عدوا ( وثب و ) عدا ( الامر و ) عدا ( عنه جاوزه وتركه ) وعداه الامر ( كتعداه ) تجاوزه ( وعداه تعدية أجازه وأنفذه ) فتعدى والتعدى مجاوزة الشئ الى غيره ومنه تعدية الفعل عند النحاة وهو جعل الفعل لفاعل يصير من كان فاعلا له قبل التعدية منسوبا الى الفعل نحو خرج زيد فاخرجته ( والعداء كسما وغلواء البعد ) وفى الصحاح بعد الدار * قلت ومنه قول الراجز * منه على عدواء الدار تسقيم * ( و ) أيضا ( الشغل يصرفك عن الشئ ) قال زهير * وعادك ان تلاقيها العداء * وقيل العدواء عادة الشغل وقيل عدواء الشغل موانعه وأنشد الجوهرى للعجاج وان أصاب عدواء حرورفا * عنها وولاها ظلوفا ظلفا والتعادى الامكنة الغير المتساوية وقد تعادى المكان ) إذا تفاوت ولم يستو ومنه الحديث وفى المسجد جراثيم وتعاد أي أمكنة (1/8490)
مختلفة غير مستوية وفى الصحاح قال الاصمعي نمت على مكان متعاد إذا كان متفاوتا ليس بمستو وهذه أرض متعاديه ذات حجرة ولخاقيق وفى الاساس وبعنقي وجع من تعادى من المكان المتعادى غير المستوى ( و ) العدى ( كالى المتباعدون ) عن ابن سيده ( و ) أيضا ( الغرباء ) والاجانب ومنه حديث حبيب بن مسلمة لما عزله عمر عن حمص قال رحم الله عمر ينزع قومه ويبعث القوم العدى وقوله ( كالاعداء ) يقتضى ان يكون كالعدى في معانيه وليس كذلك والذى في المحكم بعد قوله وقيل الغرباء وهم
الاعداء أيضا لان الغريب بعيد فالصواب ان يقول والاعداء ويدل له أيضا مافى الصحاح قال ابن السكيت ولم يأت فعل في النعوت الا حرف واحد يقال هؤلاء قوم عدى أي غرباء وقوم عدى أي أعداء وأنشد إذا كنت في قوم عدى لست منهم * فكل ما علفت من خبيث وطيب ( والعدوة بالضم المكان المتباعد ) نقله ابن سيده ( والعدواء كالغلواء الارض اليابسة الصلبة ) وربما جاءت في البئر إذا حفرت وربما كانت حجرا فيحيد عنها الحافر ويقال أرض ذات عدواء إذا لم تكن مستقيمة وطيئة وكانت متعادية وقيل هو المكان الخشن الغليظ وقيل هو المكان المشرف يبرك عليه البعير فيضطجع عليه والى جنبه مكان مطمئن فيميل فيه فيتوهن وتوهنه مد جسمه الى المكان الوطئ فتبقى قوائمه على العدواء وهو المشرف فلا يستطيع القيام حتى يموت فتوهنه اضطجاعه قال الراغب وهذا من التجاوز في أجزاء المقر ( و ) أيضا ( المركب الغير المطمئن ) في الصحاح قال الاصمعي العدواء المكان الذى لا يطمئن من قعد عليه يقال جئت على مركب ذى عدواء أي ليس بمطمئن وأبو زيد مثله وفى المحكم جلس على عدواء أي على غير استقامة قال ابن سيده وفى نسخة المصنف لابي عبيد ذى عدواء مصروف وهو خطأ منه ان كان قائله لان فعلاء بناء لا ينصرف معرفة ولا نكرة ( واعدي الامر جاوز غيره إليه ) وفى المحكم أعداه الداء جاوز غيره إليه وأعداه من علته وخلقه وأعداه به جوزه إليه والاسم من كله العدوى ( و ) أعدى ( زيد اعليه ) إذا ( نصره وأعانه ) والاسم العدوى وهى النصرة والمعونة ( و ) أعداه ( قواه ) ومنه قول الشاعر ولقد أضاء لك الطريق وانهجت * سبل المكارم والهدى بعدى أي ابصارك الطريق يقويك على الطريق ( واستعداه استعانه واستنصره ) يقال استعديت على فلان الامير فاعدانى أي استعنت به عليه فأعاننى عليه والاسم منه العدوى وهى المعونة كما في الصحاح فيكون الاستعداء طلب العدوى وهى المعونة ( وعادى بين الصيدين معاداة وعداء والى وتابع ) بان صرع أحدهما على اثر الاخر ( في طلق واحد ) وكذلك المعاداة بين رجلين إذا طعنهما طعنتين متواليتين وأنشد الجوهرى لا مرى القيس فعادى عداء بين ثور ونعجة * دراكا ولم ينضح بماء فيغسل ( وعداء كل شئ كسماء ) وعليه اقتصر الجوهرى ( وعداه وعدوه وعدوته بكسرهن وتضم الاخيرة ) إذا فتحته مددته وإذا كسرته قصرته ( طواره ) وهو ما انقاد مع من عرضه وطوله يقال لزمت عداء الطريق أو النهر أو الجبل أي طواره ( والعدى كالى الناحية ويفتح ) كما في المحكم ( ج أعداء ) وقيل أعداء الوادي جوانبه ( و ) أيضا ( شاطئ الوادي ) وشفيره وجانبه ( كالعدوة مثلثة ) التثليث عن ابن سيده جمعه عدى بالكسر والفتح وفى الصحاح العدوة والعدوة جانب الوادي وحافته قال الله تعالى وهم بالعدوة القصوى وفى المصباح ضم العين لغة قريش والكسر لغة وقرئ بهما في السبعة وقال الراغب العدوة القصوى الجانب المتجاوز للقرب ( و ) العدا ( كل خشبة ) تجعل ( بين خشبتين و ) أيضا ( حجر رقيق يستر به الشئ كالعداء ) ككتاب ( واحدته ) عدو ( كجرو ) وهو حينئذ جمع والذى في نسخ المحكم العدى والعداء كالى وسجاب هكذا ضبطه بالقلم ( والعدوة بالكسر والضم المكان المرتفع ) نقله الجوهرى عن أبى عمرو ( ج عداء ) كبرمة وبرام ورهمة ورهام ( وعديات ) بالتحريك كما في النسخ وفى الصحاح بكسر العين وفتح الدال ( والعدو ضد الصديق ) وفى الصحاح ضد الولى يكون ( للواحد والجمع والذكر والانثى ) بلفظ واحد ( وقد يثنى ويجمع ويؤنث ) في الصحاح قال ابن السكيت فعول إذا كان في تأويل فاعل كان مؤنثه بغير هاء نحو رجل صبور وامرأة صبور الا حرفا واحدا جاء نادرا قالوا هذه عدوة الله قال الفراء انما أدخلوا فيها الهاء تشبيها بصديقة لان الشئ قد يبنى على ضده ( ج أعداء جج ) جمع الجمع ( أعادو العدا بالضم والكسر اسم الجمع ) هكذا هو في النسخ بالالف والصواب انه يكتب بالياء وان كان واويا لكسرة أوله وفى الصحاح العدى بالكسر الاعداء وهو جمع لا نظير له وقال ابن السكيت ولم يأت فعل في النعوت الا حرف واحد يقال هؤلاء قوم عدى أي أعداء ويقال قوم عدى مثل سوى وسوى قال الا خطل ألا يا اسلمي يا هند هند بنى بدر * وان كان حيانا عدى آخر الدهر يروى بالضم وبالكسر وقال ثعلب قوم أعداء وعدى بكسر العين فان أدخلت الهاء قلت عداة بضم العين ( والعادي العدو ) قالت امرأة من العرب أشمت رب العالمين عاديك أي عدوك ( ج عداة ) كقاض وقضاة ( وقد عاداه ) معاداة ( والاسم العداوة ) يقال عدو بين المعاداة والعداوة فالعداوة اسم عام من العدو ومنه قوله تعالى وألقينا بينهم العداوة والبغضاء ( وتعادى تباعد ) والاسم العداء كسحاب وأنشد الجوهرى للاعشى يصف ظبية وطلاها (1/8491)
وتعادى عنه النهار فما تعجوه الا عفافة أو فواق يقول تباعد عن ولدها في المرعى لئلا يستدل الذئب بها عليه ( و ) تعادى ( ما بينهم اختلف ) وفى الصحاح فسد ( و ) تعادى ( القوم
عادى بعضهم بعضا ) من العداوة ( وعديت له كرضيت أبغضته ) نقله ابن سيده ( وعادى شعره أخذ منه أو رفعه ) عند الغسل أو حفاه ولم يدهنه أو عاوده بالوضوء والغسل ( وابل عادية وعواد ترعى الحمض ) كما في المحكم وهو ما فيه ملوحة وفى الصحاح العادية من الابل المقيمة في العضاه لا تفارقها وليست ترعى الحمض قال كثير وان الذى يبغى من المال أهلها * أو ارك لما تأتلف وعوادى يقول أهل هذه المرأة يطلبون من مهرها مالا يكون ولا يمكن كما لا تأتلف الا وارك والعوادي وكذلك العاديات قال النعمان بن الا عرج رأى صاحبي في العاديات نجيبة * وأمثالها في الواضعات القوامس ( وتعدوا وجدوا لبنا ) يشربونه ( فاغناهم عن الخمر ) كذا في النسخ والصواب عن اللحم أي عن اشترائه كما هو نص المحكم ( و ) أيضا ( وجدوا مرعى ) لمواشيهم ( فاغناهم عن شراء العلف و ) عدى ( كغنى قبيلة ) بل قبائل أشهرهن التى في قريش رهط عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو عدى بن كعب بن لؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وفى الرباب عدى بن عبد مناة بن أد بن طلحة رهط ذى الرمة وفى حنيفة عدى بن حنيفة وعدى في فزارة هؤلاء ذكرهم الجوهرى وفى مرة بن أدد عدى بن الحرث بن مرة وفى السكون عدى بن أشرس بن شبيب بن السكون وفى خزاعة عدى بن سلول بن كعب وفى ربيعة الفرس عدى بن عميرة بن أسد وفى كلب عدى بن جناب ابن هبل ( وهو ) الى كل من هذه القبائل ( عدوى ) وعليه اقتصر الجوهرى ( وعديى كحنفي ) هكذا في النسخ والصواب كحنيفى كما هو نص المحكم ( وبنو عدي كالى حى ) من مزينة ( وهو عداوى ) نادر هكذا في المحكم وهو عدى بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة وأم عمرو تسمى مزينة وبها عرفواو ضبطه الشريف النسابة عدأء كشداد ( وعدوان ) بالتسكين ( قبيلة ) من قيس واسمه الحرث بن عمرو ابن قيس وانما قيل له ذلك لانه عدا على أخيه فهم بقتله وفى غطفان عدوان بن سهم بن مرة ومنهم ذو الاصبع العدواني حكيم العرب ( وبنو عداء ) كشداد ( قبيلة ) قيل هم الذين تقدم ذكرهم من مزينة وهكذا ضبطه الشريف النسابة في المقدمة الفاضلية ( ومعدى كرب وتفتح داله اسم ) في المحكم من جعله مفعلا كان له مخرجح من الياء والواو قال شيخنا وفتح داله غريب ولا يعرف فيما ركب تركيب مزج معتل وآخر الجزء الاول مفتوح وفتح الدال مع حذف الياء وعدم ابدالها ألفا مع دعوى اصالة الميم أشد غرابة * قلت وهذا الذى استغربه شيخنا فقد ذكره الصاغانى في التكملة عن ابن الكلبى وقال هو بلغة اليمن ( وعدا فعل يستثنى به مع ما وبدونه ) تقول جاءني القوم ما عدا زيدا وجاؤني عدا زيدا تنصب ما بعدها بها والفاعل مضمر فيها كذا في الصحاح قال شيخنا وانما يكون فعلا إذا كان ما بعده منصوبا فان كان ما بعده مجرورا فهو حرف باتفاق انتهى وفى المحكم رأيتهم عدا أخاك وما عداه أي ما خلا وقد يخفض بها دون ما وقال الازهرى إذا حذفت نصبت بمعنى الا وخفضت بمعنى سوى ( والعدوى ما يعدى من جرب أو غيره وهو مجاوزته من صاحبه الى غيره ) يقال أعدى فلان فلانا من خلقه أو من علة به أو جرب وفى الحديث لا عدوى ولا طيرة أي لا يعدى شئ شيأ كذا في الصحاح وفى النهاية وقد أبطله الاسلام لانهم كانوا يظنون ان المرض بنفسه يتعدى فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم انه ليس الامر كذلك وانما الله هو الذى يمرض وينزل الداء ولهذا قال في بعض الاحاديث فمن أعدى الاول أي من أين صار فيه الجرب ( والعدوية ) محركة ( من نبات الصيف بعد ذهاب الربيع ) يختصر صغار الشجر فترعاه الابل يقال أصابت الابل عدوية كذا في الصحاح وقيل العدوية الربل ( و ) العدوية أيضا ( صغار الغنم ) وقيل هي ( بنات اربعين يوما ) فإذا جزت عنها عقيقتها ذهب عنها هذا الاسم قاله الليث وقد غلطه الازهرى ( أو هي بالغين ) والذال المعجمتين أو باعجام الاول فقط واحدها غذى كذا في المحكم وسيأتى للمصنف في غدى وفى غذى وقد نبه الازهرى على تغليط الليث وتصويب القول الأخير ( و ) العدوية ( ة قرب مصر ) وهى تعرف الان بدير العدوية والعدوية قرية أخرى بالغربية قرب ابيار ( والعادي الاسد ) لظلمه وافتراسه الناس وقد جاء في الحديث ذكر السبع العادى ( و ) عدية ( كسمية امرأة ) من العرب وهى أم قيس وعوف ومساور وسيار ومنجوف ( و ) بنو عدية ( قبيلة ) وهم بنو هؤلاء نسبوا الى أمهم المذكورة وهم من أفخاد صعصعة بن معاوية بن بكر بن وائل ( و ) عدية ( هضبة ) نقله الصاغانى هكذا ( وتعدى مهر فلانة أخذه وعدوة ع وعاديا اللوح طرفاه ) كل منهما عادى كالعدى ( والعوادي من الكرم ما يغرس في أصول الشجر العظام ) الواحدة عادية ( وعادية أم أهبان ) بن أوس الا سلمى بن عقبة ( مكلم الذئب ) رضى الله تعالى عنه ويعرف
بابن عادية ( والعداء بن خالد ) بن هوذة من بكر بن هوازن ( صحابي ) له وفادة بعد حنين ورواية رضى الله تعالى عنه * ومما يستدرك عليه العادية الخليل المغيرة ومنه قوله تعالى والعاديات ضبحاو هو منى عدوة القوس والعادي المعتدى والمعادى والمتجاوز الطور وعدا طوره جاوزه وقوله تعالى غير باغ ولا عاد أي غير متجاوز سد الجوعة أو غير عاد في المعصية طريق المحسنين وقال الحسن أي ولا عائد فقلب وعدى عليه كعنى سرق ماله وظلم والاعتداء في الدعاء الخروج عن السنة المأثورة والعادي المختلس والعادية الشغل يعدوك عن الشئ والجمع العوادى وهى الصوارف يقال عدت عواد عن كذا أي صرفت صوارف وقول الشاعر (1/8492)
عداك عن ريا وأم وهب * عادى العوادى واختلاف الشعب فسر ابن الاعرابي عادى العوادى بأشدها أي أشد الاشغال وهو كزيد رجل الرجال أي أشد الرجال وعدواء الدهر صرفه واختلافه والتعدى في القافية حركة الهاء التى للمضمر المذكر الساكنة في الوقف والمتعدي الواو التى تلحقه من بعدها كقوله * تنفش منه الخليل ما يغزلهو * فحركة الهاء هي التعدي والواو بعدها هي المتعدى سميت بذلك لانه تجاوز للحد وخروج عن الواجب ولا يعتد به في الوزن لان الوزن قد تناهى قبله جعلوه آخر البيت بمنزلة الخرم أو له وقال ابن فارس العدوى طلبك الى وال ليعديك على من ظلمك أي ينتقم منه باعتدائه عليك والفقهاء يقولون مسافة العدوى وكانهم استعاروها من هذه العدوى لان صاحبها يصل فيها الذهاب والعود بعدو واحد لما فيه من القوة والجلادة كما في المصباح وقولهم أعدى من الذئب من العدو والعداوة والاول أكثر والمعاداة الموالاة والمتابعة وقالوا في جمع عدوة عدايا في الشعر وتعادى القوم مات بعضهم اثر بعض اثر بعض في شهر واحد وفى عام واحد أو إذا أصاب هذا داء هذا وأنشد الجوهرى فمالك من أروى تعاديت بالعمى * ولا قيت كلا با مطلا وراميا والعدوة بالضم الخلة من النبات وهى ما فيه حلاوة والنسب إليها عدويه على القياس وعدويه على غيره وعواد على النسب بغير ياء النسب وابل عدوية بالضم وعدوية بضم ففتح ترعى الحمض وتعدى الحق واعتداه جاوزه وكذا عن الحق وفوق الحق والعدى كالى ما يطبق على اللحد من الصفائح عن أبى عمرو وبه فسر قول كثير وحال السفابينى وبينك والعدى * ورهن السفا غمر النقيبة ماجد والسفا تراب القبر وطالت عدواؤهم أي تباعدهم وتفرقهم والعدواء اناخة قليلة وجئتك على فرس ذى عدواء غير مجرى إذا لم يكن ذا طمأنينة وسهولة وعدواء الشوق مابرح بصاحبه وعديت عنى الهم نحيته وتقول لمن قصدك عدعنى الى غيرى أي اصرف مركبك الى غيرى والعادية الحدة والغضب وأيضا الظلم والشر وهو مصدر كالعاقبه وعادية الرجل عدوه عليك بالمكروه وعدا الماء يعدو إذا جرى وتعادى القوم على بنصرهم أي توالوا وتتابعوا وعدوة الا مد مد البصر ويقال عاد رجلك عن الارض أي جافها وعادى الوسادة ثناها والشئ باعده وتعادى عنه تجافى وفلان لا يعاديني ولا يوادينى أي لا يجافينى ولا يواتيني وتعادت الابل جمعا موتت وقد تعادت بالقرحة وعادى القدر إذا طامن احدى الا ثافى لتميل على النار وعدانى منه شر أي بلغني وفلان قد أعدى الناس بشر أي ألزق بهم شرا وفعل كدا عدوا بدوا أي ظاهرا جهارا وقبول العامة ما عدا من بدا خطأ والصواب أما عدا بالف الاستفهام أي ألم يتعد الحق من بدأ بالظلم ومالى عنه معدى أي لا تجاوز الى غير ولا قصور دونه ويقال السلطان ذو عدوان وذو بدوان وبنو العدوية قوم من حنظلة وتميم نسبوا الى أمهم واسمها الحزام بنت خزيمة بن تميم بن الدول ويقال فيهم بلعدوية أيضا وعادياء والد السموأل ممدود قال النمر بن تولب هلا سألت بعادياء وبيته * والخل والخمر التى لم تمنع وجاء مقصورا في قول السموأل بنى لى عاديا حصنا حصينا * إذا ما سامنى ضيم أبيت وعادية بن صعصعة من هذيل وفى هوازن بنو عادية وفى بجيلة بنو عادية بن عامر وفى أفخاذ صعصعة بنو عادية وهم بنو عبد الله والحرث نسبوا الى أمهم وأبو السيار عادى بن سند كتب عنه السلفي وبر العدوة بالضم بالاندلس واليه نسب شهاب بن ادريس العدوى عن قاسم بن اصبغ قيده الرشاطى وزياد بن عدى كسمى عن ابن مسعود قال الحافظ وحكى فيه البخاري عتى بالتاء الفوقية وقال ابن حبيب كل شئ في العرب عدى بفتح العين الا الذى في طئ وهو عدى بن ثعلبة بن حيان بن جرم وعدى بكسر فسكون هو ابن الحرث ابن عوف النخعي جد زرارة بن قيس بن الحرث بن عدى وجد عزيز بن معاوية بن سنان بن عدى ومثله عدى بن ربيعة بن عجل وكسمية عدية بن أسامة في آل عجل هكذا ضبطه الدار قطني وبنو عدى كغنى بليدة في الا شمونين سميت باسم النازلين بها وهم عدى قريش فيما زعموا وقد خرج منها في الزمن القريب أهل العلم والصلاح وأعدى الشئ الشئ والصاحب الصاحب أكسبه مثل ما به
وفى المثل قرين الشئ يعدى قرينه وبنو عاداة قبيلة وأمور عدوة بالكسر أي بعيدة ( وعذا البلد يعذو طاب هواؤه ) عن ابن الاعرابي ( والعذاة الارض الطيبة ) التربة الكريمة المنبت وقيل هي ( البعيدة ) من الناس أو ( من الماء والوخم ) والوباء أوهى البعيدة عن الاحساء والنزوز أو التى لم يكن فيها حمض ولا قريبة من بلاده ( كالعذية ) هو مضبوط كغنية والصواب كفرحة كما ضبطه الجوهرى ( ج عذوات ) محركة وعذى وفى الحديث ان كنت لابد نازلا بالبصره فانزل عذواتها ولا تنزل سرتها وقال الكميت وبالعذوات منبتنا نضار * ونبع لا فصافص في كبينا وأنشد الجوهرى لذى الرمة بأرض هجان الترب وسمية الثرى * عذاة نأت عنها الملوحة والبحر ( وقد عذوت ) الارض ككرم وهذه عن أبى زيد ( وعذيت ) كفرح ( أحسن العذاة ) * ومما يستدرك عليه العذوان محركة النشيط الخفيف الذى ليس عنده كبير حلم ولا اصالة والانثى بالهاء ويروى بالغين كما سيأتي ( ى العذى بالكسر ويفتح الزرع ) الذى ( لا يسقيه الا المطر ) وكذا النخل الفتح عن ابن الاعرابي ( و ) العذى ( ع ) بالبادية نقله الجوهرى تبعا لليث وقد (1/8493)
توقف فيه الازهرى فقال لا أعرفه ولم أسمعه لغيره ( و ) العذى ( كل مكان لا حمض فيه ) ولا سبخ ( واستعذيت المكان وافقنى ) هواؤه ( واستطبته ) وكذا استقميته ( وابل عواذ ) على النسب ( وعاذية وعذوية ) بالتحريك ( إذا كانت في مرعى لا حمض فيه ) * ومما يستدرك عليه العذى كالعذاة والجمع أعذاء والاسم العذاء والعذاة الخامة من الزرع وعذى الكلا ما بعد عن الريف ونبت من ماء السماء والعذى الموضع الذى ينبت في الشتاء والصيف من غير نبع ماء عن الليث ( وعراه يعروه ) عروا ( غشيه طالبا معروفه ) وذكر المضارع مستدرك لما مر من مخالفته لا صطلاحه ( كاعتراه ) وفى الصحاح عروت الرجل أعروه عروا إذا ألممت به وأتيته طالبا فهو معرو وفلان تعروه الا ضياف وتعتريه أي تغشاه ومنه قول النابغة أتيتك عار يا خلقا ثيابي * على خوف تظن بى الظنون ( وأعروا صاحبهم تركوه ) في مكانه وذهبوا عنه ( والعرواء كالغلواء قرة الحمى ومسها في أول رعدتها ) وفى الصحاح في أول ما تأخذ بالرعدة وقال الراغب العرواء رعدة تعترض من العرى ) ( و ) قد ( عرى ) الرجل ( كعنى ) أي على ما لم يسم فاعله قال ابن سيده وأكثر ما يستعمل فيه هذه الصيغة فهو معرو ( أصابته ) وقيل عرته وهى تعروه جاءت بنافض ( و ) العرواء ( من الاسد حسه و ) أيضا ( ما بين اصفرار الشمس الى الليل إذا هاجت ريح عرية ) أي باردة وهى ريح الشمال ونص المحكم العرواء اصفرار الشمس وليس فيه لفظة ما بين ( والعروة ) بالضم ( من الدلو والكوز ) ونحوه معروفة وهى ( المقبض و ) العروة ( من الثوب ) وفى المحكم وعروة القميص ( أخت زره ) وفى المحم مدخل زره ( كالعرى ) كهدى هكذا في النسخ وفى بعضها كالعرى أي كغنى والصواب بضم فسكون كما هو نص التكملة ( ويكسر ) وكأنهما جمع عروة ( و ) العروة ( من الفرج لحم ظاهره يدق فيأخذ يمنة ويسرة مع أسفل البظر ) وهما عروتان ( وفرج معرى ) كمعظم إذا كان كذلك ( و ) قيل العروة ( الجماعة من العضاو ) خاصة يرعاها الناس إذا أجدبوا وقيل بقية العضاء ( والحمض يرعى في الجدب ) ولا يقال لشئ من الشجر عروة الا لها غير انه يشتق لكل ما بقى من الشجر في الصيف ( و ) العروة ( الاسد ) وبه سمى الرجل عروة نقله الجوهرى ( و ) العروة أيضا ( الشجر الملتف ) الذى ( تشتو فيه الابل فتأكل منه و ) قيل هو ( ما لا يسقط ورقه في الشتاء ) كالاراك والسدر وقيل هو ما يكفى المال سنته وقيل الذى لا يزال باقيا في الارض لا يذهب والجمع العرى ( و ) من المجاز العروة ( النفيس من المال كالفرس الكريم ) ونحوه وهو في الاصل لما يوثق به ويعول عليه ( و ) العروة ( حوالى البلد ) يقال رعينا عروة مكة أي ما حولها وريح عرية وعرى باردة ) قال الكلابي يقال ان عشيتنا هذه لعرية نقله الجوهرى ( والعرو بالكسر الناحية ) جمعه اعراء كقدح واقداح ( و ) أيضا ( من لا يهتم بالامر ) وفى الصحاح وأنا عرو منه بالكسر أي خلومنه قال ابن سيده وأراه من العرى فبابه الياء ( ج أعراء ) وفى التكملة الاعراء القوم الذين لا يهمهم ما يهم أصحابهم ( و ) من المجاز ( عرى الى الشئ كعنى ) عروا ( باعه ثم استوحش إليه ) ويقال عريت الى مال لى أشد العرواء إذا بعته ثم تبعته نفسك ( وأبو عروة ة بمكة و ) أيضا ( رجل ) زعموا ( كان يصيح بالاسد ) وفى المحكم بالسبع وفى الاساس بالذئب ( فيموت فيشق بطنه فيوجد قلبه قد زال عن موضعه ) نقله ابن سيده والزمخشري ونص الاخير وكانوا يشقون عن قؤاده فيجدونه خرج من غشائه وقال ( قال النابغة الجعدى زجر ابى عروة السباع إذا * أشفق أن يختلطن ) وفى المحكم يلتبسن ( بالغنم ) قال شيخنا كتب بعض على حديث أبى عروة ما نصه كأنه خبر لم يروه ثقة * وليس يقبله في الناس من أحد
لكن ذكر بعض من أرخ الملوك ان أسد اقتحم بيتا فيه الامين وهو إذ ذاك خليفة وكان لا سلاح معه فلما تجاوز الاسد قبض الامين ذنبه ونثره نثرة أقعى لها الاسد فمات مكانه وزاغت أنامل الامين من مفصلها فأحضر الطبيب فأعادها وعالجها في خبر طويل انتهى وكتب البدر القرافى عند هذا البيت ولا دلالة في البيت على ما ذكر * قلت وهو مدفوع بأدنى تأمل وهذا كلام من لم يصل الى العنقود ( وعروى كسكرى ع ) قال نصر هو ماء لابي بكر بن كلاب وقيل جبل في ديار ربيعة بن عبد الله بن كلاب وقيل جبل في ديار خثعم ( و ) عروى ( اسم و ) أيضا ( هضبة ) بشمام عن نصر ( وعروان اسم و ) أيضا ( ع ) وقيل جبل ( وابن عروان جبل ) آخر ( وعرى المزادة اتخذ لها عروة ) هكذا هو مضبوط في النسخ عرى بالتشديد أو عرا بالتخفيف كما هو نص المحكم وفى التكملة عر المزادة أي اتخذ لها عروة ( والا عروان بالضم نبت ) * ومما يستدرك عليه عراه الامر يعروه غشيه واصابه واعتراه خبله وأيضا قصد عراه أي ناحيته وأعرى الرجل إذا حم وليلة عرية باردة وأعرينا أصابنا ذلك وقيل بلغنا برد العشى ومن كلامهم أهلك فقد أعريت أي غابت الشمس وبردت وعراه البرد أصابه وعرا القميص وأعراه جعل له عرى والعروة الوثقى قول لا اله الا الله وهو على المثل وأصل العروة من الشجر ماله أصل باق في الارض كالنصى والعرفج وأجناس الخلة والحمض فإذا أمحل الناس عصمت العروة الماشية ضربها الله مثلا لما يعتصم به من الدين في قوله فقد استمسك بالعروة الوثقى وعرى هواه الى كذا كعنى أي حن إليه وعروة الصعاليك عمادهم واسم رجل معروف وأنشد الجوهرى للحكم بن عبدل ولم أجد عروة الخلائق الا الدين لما اعتبرت والحسبا (1/8494)
والعرى كهدى قوم ينتفع بهم تشبيها بذلك الشجر الذى يبقى وأنشد الجوهرى لمهلهل خلع الملوك وسار تحت لوائه * شجر العرى وعراعر الاقوام شبهوابها النبل من الناس والعرو بالكسر الجماعة من الناس يقال بها اعراء من الناس وعروة بن الاشيم رجل كان مشهورا بطول الذكر وقولهم في جمع العروة عراوى عامية والعرى عرى الاحمال والرواحل ومنه الحديث لا تشد العرى الا الى ثلاث مساجد وعرى الرجل كعنى أصابته رعدة الخوف وأعراه صديقه تباعد منه ولم ينصره عن ابن القطاع والجوهري ويقال عرية النخل فعيلة بمعنى مفعولة من عراه يعروه إذا قصده وسيأتى في الذى يليه وعرا يعرو طلب ومنه قول لبيد أنشده الجوهرى والنيب ان تعرمنى رمة خلقا * بعد الممات فانى كنت أتئز ويقال لطوق القلادة عروة ونزل بعروته أي ساحته وأرض عروة خصيبة ( ى العرى بالضم خلاف اللبس عرى ) الرجل من ثيابه ( كرضى عرياو عرية بضمهما ) وفى الصحاح عريا بضم فكسر مع تشديد وبكسر العين أيضا هكذا ضبط في النسخ ( وتعرى ) هو مطاوع اعراه وعراه ( واعراه الثوب و ) اعراه ( منه وعراه تعرية فهو عريان ج عريانون و ) رجل ( عار ج عراة وهى بهاء ) يقال امرأة عريانة وعارية قال الجوهرى وما كان على فعلان فمؤنثه بالهاء ( وفرس عرى بالضم بلا سرج ) ولا أداة والجمع الاعراء ولا يقال عريان كما لا يقال رجل عرى ومن سجعات الاساس رأيت عريا تحت عريان وفى المصباح فرس عرى وصف بالمصدر ثم جعل اسما وجمع فقيل خيل اعراء كقفل وأقفال ( وجارية حسنة العرية بالضم والكسرو ) حسنة ( المعرى والمعراة أي ) حسنة ( المجرد ) أي حسنة إذا جردت وفى هذا المعنى قال بعض حسن الغصون إذا اكتست أوراقها * وتراه أحسن ما يكون مجردا والجمع المعارى وضبط في المحكم المعرى والمعراة على صيغة اسم المفعول ومثله في الاساس وجعل المعرى والعرية كالمجرد والجردة زنة ومعنى ( و ) يقال ما أحسن معارى هذه المرأة قيل ( المعارى حيث يرى كالوجه واليدين والرجلين ) وقيل هي مبادى العظام حيث ترى من اللحم وأنشد الجوهرى لابي كبير الهذالى متكورين على المعارى بينهم * ضرب كتعطاط المزاد الاثجل وقيل معارى المراة مالا بد من اظهاره واحدها معرى ( و ) المعارى ( المواضع ) التى ( لا تنبت و ) المعارى ( الفرش ) بضمتين جمع فراش وبه فسر قول الهذلى أبيت على معارى واضحات * بهن ملوب كدم العباط واختارها على معار للوزن وفى الصحاح ولو قال معار لم ينكسر البيت ولكن فرمن الزحاف ( والعريان ) بالضم ( الفرس المقلص الطويل ) القوائم ( و ) عريان ( اسم ) رجل ( و ) أيضا ( أطم بالمدينة ) لبنى النجار من الخزرح ( و ) العريان ( من الرمل نقا أو عقد لا شجر عليه ) نقله ابن سيده ( واعرورى سار في الارض وحده و ) اعرورى أمرا ( قبيحا ) ركبه و ( أتاه ) ولم يجئ افعوعل مجاوزا غيره واحلوليت المكان استحليته ( و ) اعرورى ( فرسا ركبه عريانا ) هكذا في النسخ والصواب ركبه عريا كما هو نص الجوهرى وابن سيده وتقدم أنه لا يقال فرس عريان كما لا يقال رجل عرى ويمكن أن يجعل عريانا حالا من ضمير الفاعل وهو بعيد وجعله المولى سعد
الدين في شرحه على التصريف واويا ووجهه محشيه الناصر اللقانى بكونه من العرو وهو الخلو واستبعده * قلت وهو كذلك صرحوا انه من العرى لامن العرو ( والمعرى من الاسماء ما لم يدخل عليه عامل كالمبتدا ) كذا نص المحكم وقال البدر القرافى الاولى الابتداء لانه العامل الرفع في المبتدا * قلت وهو ساقط من أصله ومنشؤه عدم الفهم في عبارات المحققين ( و ) المعرى ( شعر سلم من الترفيل والاذالة والاسباغ ) نقله ابن سيده ثم ذكر هذا وما قبله ليس من اللغة في شئ وانما هما من قواعد النحو والعروض وكأنه تبع صاحب المحكم فيه وأحب ان لا يخلى بحره المحيط ويستوفيه ( والعراء ) كسماء المكان ( الفضاء لا يستر فيه بشئ ) وفى المحكم لا يستتر فيه شئ وقال الراغب لا سترة به ومثله في الصحاح ومنه قوله تعالى لنبذ بالعراء وهو سقيم ( ج أعراء ) وقيل العراء بالمد هو وجه الارض الخالى أو هي الارض الاسعة ( وأعرى ) الرجل ( سار فيه و ) أيضا ( أقام ) فيه ( و ) العرا ( بالقصر الناحية ) يقال نزل في عراه أي ناحيته ( و ) أيضا ( الجناب ) وفى الصحاح الفناء والساحة ( كالعراة ) قال الازهرى العرا يكتب بالالف لان أنثاه عروة نزل بعراه وعروته أي بساحته ( وهى ) أي العراة ( شدة البرد ) نقله الجوهرى وأصله عروة ( وأعراه النخلة وهبه ثمرة عامها والعرية ) كغنية ( النخلة المعراة و ) قيل هي ( التى أكل ما عليها ) أو التى لا تمسك حملها يتناثر عنها ( و ) قيل ( ما عزل من المساومة عند بيع النخل ) والجمع العرايا وقال الجوهرى العرية النخلة يعريها صاحبها رجلا محتاجا فيجعل له ثمرها عاما فيعروها أي يأتيها وهى فعيلة بمعنى مفعولة وانما أدخلت فيها الهاء لانها أفردت فصارت في عداد الاسماء مثل النطيحة والا كيلة ولو جئت بها مع النخلة قلت نخلة عرى وفى الحديث انه رخص في العرايا بعد نهيه عن المزابنة لانه ربما تأذى المعرى بدخوله عليه فيحتاج الى ان يشتريها منه بثمن فرخص له في ذلك قال شاعر من الانصار هو سويد بن الصامت وليست بسنهاء ولا رجبية * ولكن عرايا في السنين الجوائح يقول انا نعريها الناس المحاويج انتهى وفى النهاية قد تكرر ذكر العرية والعرايا في الحديث واختلف في تفسيرها فقيل انه لما نهى عن (1/8495)
المزابنة وهو بيع الثمرة في رؤس النخل بالتمر رخص في جملة المزابنة في العرايا وهو ان من لانخل له من ذوى الحاجة يدرك الرطب ولا نقد بيده يشترى به الرطب لعياله ولا نخل له يطعمهم منه وقد فضل له من قوته تمر فيجئ الى صاحب النخل فيقول له بعنى ثمر نخلة أو نخلتين بخرصها من التمر فيعطيه ذلك الفاضل من التمر بثمر تلك النخلات ليصيب من رطبها مع الناس فرخص فيه إذا كان دون خمسة أوسق ثم قال والعريه فعيلة بمعنى مفعولة من عراه يعروه إذا قصده أو فعيلة بمعنى مفعولة من عرى يعرى إذا خلع ثوبه كأنها عريت من جملة التحريم أي خرجت انتهى ( و ) العرية ( المكتل و ) أيضا ( الريح الباردة كالعرى ) بغير هاء وهذا قد تقدم فالحرف واوى ويائي ( واستعرى الناس ) في كل وجه وهو من العريه أي ( أكلوا الرطب ) نقله الجوهرى وابن سيده ( و ) قولهم ( نحن نعارى ) أي ( نركب الخيل أعراء ) جمع عرى ( والنذير العريان رجل من خثعم ) حمل عليه يوم ذى الخلصة عوف بن عامر بن أبى عوف بن عويف بن مالك بن ذبيان بن ثعلبة بن يشكر فقطع يده ويد امرأته وكانت من بنى عتوارة قاله ابن السكيت وجاء في الحديث انما مثلى ومثلكم كمثل رجل أنذر قومه جيشا فقال انا النذير العريان لانه أبين للعين وأغرب وأشنع عند المبصر وذلك ان ربيئة القوم وعينهم يكون على مكان عال فإذا رأى العدو قد أقبل نزع ثوبه وألاح به لينذر قومه ويبقى عريانا قاله ابن الاثير ( وعريته غشيته كعروته ) واوى يائى * ومما يستدرك عليه عرى الرجل عرية شديدة وعروة شديدة وعرى البدن من اللحم وعاري الثندوتين لم يكن عليهما لحم وفرس معرور لا سرج عليه لازم متعد ويقال معرورى على صيغة المفعول أيضا وقيل معارى المرأة العورة والفرج وبه فسر قول كثير لا تجن العاريا واستعار تأبط شرا الا عريراء للمهلكة وعراه من الامر خلصه وجرده فعرى كرضى وهو ما يعرى من هذا الامر أي ما يخلص ومنه لا يعرى من الموت أحد وأعراء الارض ما ظهر من متونها الواحدة عرى والعرى الحائط ويقال لكل شئ أهملته وخليته قد عريته والمعرى الذى يرسل سدى ولا يحمل عليه ويقال للمرأة عريان النجى ومنه قول الشاعر ولما رأني قد كبرت وأنه * أخو الجن واستغنى عن المسح شاربه أصاخ لعريان النجى وانه * لأزور عن المقالة جانبه أي استمع الى امرأته وأعانني وفى كلام الاساس ما يقتضى انه يطلق على كل من لايكتم السر واعرورى السراب الاكام ركبها وطريق أعروروى غليظ والعريان من النبت الذى قد استبان لك وأعرى أقام بالناحية وأعريت واستعريت واعتريت أي اجتنيت نقله
الصاغانى ( والعزة كعدة العصبة من الناس ) فوق الحلقة وفى الصحاح الفرقه من الناس وقال الراغب الجماعة المنتسبة بعضهم الى بعض اما في الولادة واما في المظاهرة وقيل من عزى عزاء إذا صبر كأنهم الجماعة التى يتأسى بعضهم ببعض قال الجوهرى والهاء عوض عن الواو الاصل عزو ( ج عزون ) بكسر ففتح وعزون أيضا بالضم وعزى بكسر ففتح ولم يقولوا عزات كما قالوا ثبات ومنه قوله تعالى عن اليمين وعن الشمال عزين أي جماعات في تفرقة قال الشاعر فلما أن أتين على أضاخ * ضرحن حصاه أشتاتا عزينا قال الا صمعى في الدار عزون أي أصناف من الناس كما في الصحاح ( وعزاه الى أبيه ) يعزوه عزوا ( نسبه إليه وانه لحسن العزوة والعزية مكسورتين ) أي الانتساب ( وعزا هو إليه و ) عزا ( له واعتزى وتعزى ) كله ( انتسب ) له واليه ( صدقا ) كان ( أو كذبا ) والاسم العزوة والعزاء وفى الحديث من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا يعنى انتسب الى الجاهلية وانتمى كيالفلان ويا لبنى فلان ( وعزوى وتعزى كلمتا استعطاف ) وهى لغة لمهرة بن حيدان مرغوب عنها ونص ابن دريد في الجمهرة والعزو لغة مرغوب عنها يتكلم بها بنومهرة بن حيدان يقولون عزوى وهى كلمة يتلطف بها وكذلك يقولون يعزى فتأمل ( وعزويت بالكسر ع ) وهو كعفريت ونفريت أي فعليت ولا يكون فعويلا لانه لا نظير له وضبطه أبو حيان بالعين والغين قال وتاؤه زائدة إذا ليس فعليان لان الواو لا تكون أصلا في رباعى غير مضعف ولافعويلا لكونه مفقودا فتعين كونه فعليتا نقله شيخنا ( وبنو عزوان حى من الجن ) عن ابن سيده * ومما يستدرك عليه عزوان بن زيد الرقاشى روى عن الحسن البصري وعزوان رجل آخر من التابعين ( ى العزاء ) كسماء ( الصبر ) عن كل ما فقدت ( أو حسنه ) ومنه قولهم أحسن الله عزاءك ( كالتعزوة ) كذا في النسخ والصواب كالتعزية وأنشد الحماسي لاعرابي قتل أخوه ابنا له أقول للنفس تأساء وتعزية * احدى يدى أصابتني ولم ترد وقد ( عزى كرضى ) يعزى ( عزاء فهو عز ) منقوص ( وعزاه تعزية ) أمره العزاء ( وتعاز واعزى بعضهم بعضا وعزاه ) إليه ( يعزيه كيعزوه ) ومنه الى من تعزى هذا الحديث أي تسنده وتنميه ( والاعتزاء الادعاء والشعار في الحرب ) كأن يقول يالفلان ويالبنى فلان وقد نهى عن ذلك ( و ) من لغة أهل الشجر كلمة شنعاء يقولون ( يعزى ماكان كذا ) وكذا ( كقولك لعمري لقد كان كذا ) وكذا * ومما يستدرك عليه التعزى التصبر وبه فسر الحدى من لم يتعز بعزاء الله فليس منا أي لا يتأسى ولا يتصبر والعزاء اسم قام مقام المصدر كأعطاه عطاء أي اعطاء والتعزاء التعزية ووجد في بعض نسخ الحماسة * أقول للنفس تعزاء وتسلية * في قول الاعرابي الذى تقدم انشاده ( وعسا الشيخ يعسو عسوا ) بالفتح ( وعسوا ) كعلو ( وعسيا ) كعتى ( وعساء ) (1/8496)
بالمد قال الخليل ( و ) فيه لغة أخرى ( عسى عسا ) كرضى ( كبر ) وولى مثل عتى ( و ) عسا ( النبات عساء وعسوا ) كعلووعسى عسا ( غلظ ويبس ) واشتد ( و ) عسا ( الليل اشتدت ظلمته ) والغين أعرف ( والعسو الشمع ) في لغة ( وأبو العسا رجل كان جلادا لصاحب شرطة البصرة ومما يستدرك عليه العسوة بالكسر الكبر وعست يده عسوا اغلظت من عمل نقله الجوهرى عن الاحمر والعاسى الجافي والأعساء الأرزان الصلبة ( ى عسى ) قيل ( فعل مطلقا أو حرف مطلقا ) قال شيخنا كلا القولين غير محرر بل عسى فيها تفصيل الحرفية إذا دخلت على ضمير متصل كعساه وهو مدهب سيبويه وجماعة وفعل من أفعال المقاربة إذا دخلت على ظاهر كما هو رأى المبرد والاخفش وغيرهما ولكل من الاستعمالين شروط في التسهل وشروحه وكلام المصنف غاية في القصور والتقصير وعدم التحرير فلا يعتد به انتهى ( للترجي في المحبوب والاشفاق في المكروه واجتمعا في ) قوله تعالى عسى أن تكرهوا شيأ الاية ) قال الجوهرى وعسى من أفعال المقاربة وفيه طمع واشفاق ولا يتصرف لانه وقع بلفظ الماضي لما جاء في الحال تقول عسى زيد أن يخرج فزيد فاعل عسى وأن يخرج مفعولها وهو بمعنى الخروج الا أن خبره لا يكون اسما لا يقال عسى زيد منطلقا انتهى وقال الراغب عسى طمع وترج وكثير من المفسرين فسروا عسى ولعل في القرآن باللازم وقالوا ان الطمع والرجاء لا يصح من الله تعالى وهو قصور وذلك ان الله تعالى إذا ذكر ذلك فذكره ليكون الانسان منه على رجاء لا أن يكون هو تعالى راجيا قال الله تعالى عسى أن تكرهوا شيأ وهو خير لكم الاية ( و ) تأتى ( للشك واليقين ) شاهد اليقين قول ابن مقبل ظنى بهم كعسى وهم بتنوفة * يتنازعون جوائز الامثال ( وقد تشبه بكاد * ويستعمل الغعل بعده بغير أن قالوا عسى زيد ينطلق وقال الشاعر عسى الله يغنى عن بلاد ابن قارب * بمنهمر جون الرباب سكوب ( و ) عسى ( من الله ايجاب ) في جميع القرآن الا قوله تعالى عسى ربه ان طلقكن أن يبدله أزواجا وقال أبو عبيدة جاء على احدى
لغتي العرب لان عسى في كلا مهم رجاء ويقين كما الصحاح ( و ) تكونه ( بمنزلة كان في المثل السائر عسى الغوير أبؤسا ) لم تستعمل الافيه قال الجوهرى وهو شاذ نادر وضع أبؤسا موضع الخبر وقد يأتي في الامثال ما لا يأتي في غيرها ( وعسى النبات ) كرضى ( عسى ) يبس واشتد لغة في عسا يعسو نقله الجوهرى عن الخليل ( والعاسى النخل ) قال أبو عبيد شمراخ النخل نقله الجوهرى وهى لغة بلحرث بن كعب ( والغسا للبلح بالغين وغاط الجوهرى ) في ذكره هنا نبه على ذلك أبو سهل الهروي كما وجد بخط أبى زكريا وقد ذكره سيبويه في كتاب النخل وأبو حنيفة في كتاب النبات بالعين والغين ( والمعسية كمحسنة الناقة ) التى ( يشك أبها لبن أم لا ) عن ابن الاعرابي وأنشد إذا المعسيات منعن الصبو * ح خب جريك بالمحصن قال جريه وكيله والمحصن ما ادخر من الطعام وقال الراغب المعسيات من الابل ما انقطع لبنه فيرجى أن يعود ( وانه لمعساة بكذا أي مخلقة ) يكون للمذكر والمؤنث والاثنين والجمع بلفظ واحد ( وأعس به ) أي ( أخلق ) به كأحربه عن اللحيانى ( وهو عسى به ) كغنى ( وعس ) منقوص ولا يقال عسا أي ( خليق وبالعسى أن تفعل ) أي ( بالحرى والمعساء كمكسال الجارية المراهقة ) التى يظن انها قد بلغت عن اللحيانى وأنشد ألم ترنى تركت أبا يزيد * وصاحبه كمعساء الجوارى ( وقوله تعالى فهل عسيتم الاية ) قرئ بفتح السين وبكسرها ( أي هل أنتم قريب من الفرار ) ويقال للمرأة عست أن تفعل ذاك وعسيتن وعسيتم ولا يقال منه يفعل ولا فاعل ( والعشا مقصورة سوء البصر بالليل والنهار ) يكون في الناس والدواب والابل والطير كما في المحكم وقال الراغب ظلمة تعترض العين وفى الصحاح هو مصدر الاعشى لمن لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار ( كالعشاوة أو ) هو ( العمى ) أي ذهاب البصر مطلقا و قد ( عشى كرضى ودعا ) يعشى ويعشو ( عشى ) مقصور مصدر عشى ( وهوعش ) منقوص ( وأعشى وهى عشواء ) ورجلان أعشيان وامر أتان عشواوان وقد أعشاه الله فعشى وهما يعشيان ولم يقولوا يعشوان لان الواو لما صارت في الواحد ياء لكسرة ما قبلها تركت في التثنية على حالها كما في الصحاح وقوله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن أي يعم ( وعشى الطير تعشية أو قد لها نار التعشى ) منها ( فتصاد ) كذا في الحكم ( وتعاشى ) عن كذا ( تجاهل ) كانه لم يره كتعامى على المثل ( و ) من المجاز ( خبطه خبط عشواء ) لم يتعمده كما في المحكم وفى الصحاح ركب فلان العشواء إذا خبط أمره و ( ركبه على غير بصيرة ) وبيان وقيل حمله على أمر غير مستبين الرشد فربما كان فيه ضلاله ( و ) صله من ( العشواء ) وهى ( الناقة ) التى ( لاتبصر أمامها ) فهى تخبط بيديها كل شئ ولا تتعهد مواضع أخفافها وقيل أصله من عشواء الليل أي ظلمائه ويضرب هذا مثلا للشارد الذى يركب رأسه ولا يهتم لعاقبته ( وعشا النارو ) عشا ( إليها عشوا ) بالفتح ( وعشوا ) كعلو ( رآها ليلا من بعيد فقصدها مستضيئا ) بها يرجو بها هدى وخيرا قال الجوهرى وهذا هو الاصل ثم صار كل قاصد عاشيا وقيل عشوت الى النار عشوا إذا استدللت عليها ببصر ضعيف قال الحطيئة متى تأته تعشو الى ضوء ناره * تجد خير نار عندها خير موقد (1/8497)
والمعنى متى تأته عاشيا ( كاعتشاها و ) اعتشى ( بها والعشوة بالضم والكسر تلك النار ) التى يستضاء بها أو ما أخذ من نار لتقتبس وقال الجوهرى شعلة النار وأنشد * كعشوة القابس ترمى بالشرر * ( و ) العشوة ( ركوب الامر على غير بيان ) وبصيرة ( ويثلث ) يقال أو طأتنى عشوة وعشوة وعشوة أي أمرا ملتبسا وذلك إذا أخبرته بما أوقعته به في حيرة أو بلية كما في الصحاح ( و ) العشوة ( بالفتح الظلمة ) تكون بالليل وبالسحر ( كالعشواء أو ) العشوة ( ما بين أول الليل الى ربعه ) ومنه قولهم مضى من الليل عشوة ( والعشاء ) ككساء ( أول الظلام أو من ) صلاة ( المغرب الى العتمة أو من زوال الشمس الى طلوع الفجر ) قال الجوهرى زعمه قوم وأنشدوا غدونا عدوة سحرا بليل * عشاء بعد ما انتصف النهار ( والعشي ) كغنى ( والعشية ) كغنية ( آخر النهار ) وفى الصحاح من صلاة المغرب الى العتمه تقول أتيته عشى أمس وعشية أمس انتهى وقيل العشى بلاهاء آخر النهار فإذا قلت عشية فهو ليوم احد ويقال جثته عشية وعشية وأتيتها العشية ليومك وأتيته عشى غد بلا هاء إذا كان للمستقبل وأتيتك عشيا غير مضاف وأتيته بالعشى والغد أي كل عشيه وغداة ولهمم رزقهم فيها بكرة وعشيا انما هو في مقدار ما بين الغداة والعشي وقال الراغب العشى من زوال الشمس الى الصباح قال عز وجل عشية أو ضحاها وقال الازهرى صلاة العشاء هي التى بعد صلاة المغرب وإذا زالت الشمس دعى ذلك الوقت العشى ويقع العشى على ما بين الزوال والغروب كل ذلك عشى فإذا غابت فهو العشاء وقوله تعالى لم يلبثوا الا عشية أو ضحاها ان قلت هل للعشية ضحى قيل هذا جيد من كلامهم يقال آتيك
العشية أو غداتها والغداة أو عشيتها فالمعنى لم يلبثوا الا عشية أو ضحى العشية أضاف الضحى الى العشية * قلت وقد يراد بالعشى الليل لمكان العشاء وهى الظلمة وبه فسر قول الشاعر هيفاء عجزاء خريد بالعشى * تضحك عن ذى أشر عذب نقى أراد المبالغة في استحيائها لان الليل قد يعدم فيه الرقباء أي إذا كان ذلك مع عدم هؤلاء فما ظنك بتجردها نهار أو يجوز أن يريد استحياءها عند المباعلة لانها أكثر ما تكون ليلا ( ج عشاياو عشيات ) شاهد عشيات قول الشاعر ألا ليت خطى من زيارة أميه * غديات قيظ أو عشيات أشتيه وأصل عشايا عشايو قلبت الواو ياء لتطرفها بعد الكسرة ثم قلبت الياء الاولى همزة ثم أبدلت الكسرة فتحة ثم الياء ألفا ثم الهمزة ياء فصار عشايا بعد خمسة أعمال كذا في شروح الشافية والالفية ( و ) العشى ( السحاب ) يأتي عشيا ( و ) حكى ( لقيته عشيشة وعشيشانا وعشانا ) بالتشديد كذا في النسخ والصواب عشيانا ( وعشيشيه ) كجويرية ( وعشيشيات وعشيشيانات ) وعشيانات كله نادر وفى الصحاح تصغير العشى عشيان على غير قياس مكبره كأنهم صغروا عشيانا والجمع عشيانات وقيل أيضا في تصغيره عشيشيان والجمع عشيشيانات وتصغير العشية عشيشية والجمع عشيشيات انتهى وقال الازهرى ولم أسمع عشية فيث تصغير عشية لانه تصغير عشوة أول ظلمة الليل فأرادوا أن يفرقوا بينهما ( والعشي بالكسر والعشاء كسماء طعام العشى ) قال الجوهرى العشاء بالفتح والمد الطعام بعينه وهو خلاف الغداء ( ج أعشية وعشى ) هكذا في النسخ بضم العين وكسر الشين وتشديد الياء وهو غلط والصواب أن الكلام تم عند قوله أعشية ثم ابتدأ في معنى اخر فقال وعشى أي كرضى وعشى كدعا وهذا قد أهمله ( وتعشى ) كله ( أكله ) أي العشاء ( وهو ) عاش و ( عشيان ) وأصله عشوان وكذا غديان وأصله غدوان ومن كلامهم لا يعشى الا بعد ما يعشو أي بعد ما يتعشى ( ومتعش ) يقال إذا قيل تعش قلت ما بى من تعش ولا تقل ما بى من عشاء ( وعشاه ) يعشوه ( عشوا و ) يعشيه ( عشيانا ) كذا في النسخ والصواب عشيا كما في المحكم ( أطعمه اياه ) أي العشاء ( كعشاه ) بالتشديد ( وأعشاه والعواشى الابل والغنم التى ترعى ليلا ) صفة غالبة وفى الصحاح العواشى هي التى ترعى ليلا قال ترى المصك يطرد العواشيا * جلتها والأخر الحواشيا ( وبعير عشى ) كغنى ( يطيل العشا وهى بهاء وعشا الابل ) كدعا ( وعشاها ) بالتشديد ( رعاها ليلا وعشى عليه عشا كرضى ظلمه ) نقله ابن سيده ( و ) قال ابن السكيت عشيت ( الابل ) تعشى عشا إذا ( تعشت فهى عاشيه ) نقله الجوهرى ( و ) من المجاز ( عشى عنه تعشيه ) إذا ( رفق به ) وكذلك ضحى عنه وفى الاساس عش رويدا وضح رويدا أمر برعى الابل عشيا وضحى على سبيل الأناة والرفق ثم صار مثلا في الامر بالرفق في كل شئ انتهى كذلك عش ولا تغتر ( والعشوان بالضم تمرا أو نخل ) أي ضرب منهما الاولى عن ابن دريد ( كالعشواء ) وهو ضرب من متأخر النخل حملا ( وصلاتا العشى الظهر والعصر ) نقله الازهرى لكونهما في آخر النهار بعد الزوال ( والعشا آن المغرب والعتمة ) نقله الجوهرى وابن فارس وهو على قول من قال ان العشى والعشاء من صلاة المغرب الى العتمة كما في المصباح ( وأعشى أعطى واستعشاه وجده ) عاشيا أي ( جائرا ) في حق أصحابه ( و ) استعشى ( نارا اهتدى بها والعشو بالكسر قدح لبن يشرب ساعة تروح الغنم أو بعدها وعشا ) الرجل ( فعل فعل الأعشى واعتشى سار وقت العشاء ) كاهتجر سار في الهاجرة ( و ) المسمى بالاعشى عدة شعراء في الجاهلية والاسلام منهم ( أعشى باهلة ) جاهلي واسمه ( عامر ) يكنى أبا قحفان ( وأعشى بنى نهشل ) بن دارم هو ( الاسود بن يعفر ) النهشلي جاهلي وتقدم الاختلاف في ضبط اسم والده في ع ف ر ( و ) أعشى (1/8498)
( همدان ) هو ( عبد الرحمن ) بن الحرث من بنى مالك بن جشم بن حاشد ( و ) أعشى ( بنى أبى ربيعة ) كذا في النسخ وفى التكملة أعشى بنى ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبه واسمه عبد الله بن خارجة من بنى قيس بن عمرو بن أبى ربيعة المذكور ( و ) أعشى ( طرود ) كدرهم وبنو طرود من بنى فهم بن عمرو بن قيس بن فهم ( و ) أعشى ( بنى الحرمار ) بن مالك بن عمرو بن تميم ويعرف أيضا بأعشى بنى مازن ومازن وحرماز أخوان وقال الامدي أهل الحديث يقولون أعشى بنى مازن والثبت انه أعشى بنى الحرماز وصوبه الصاغانى ( وأعشى ( بنى أسدو ) أعشى بنى ( عكل ) من تيم الرباب اسمه ( كهمس و ) أعشى ( ابن ) كذا في النسخ ومثله في التكملة ( معروف ) اسمه ( خيثمة و ) أعشى ( بنى عقيل ) واسمه معاذ ( و ) أعشى ( بنى مالك ) بن سعد ( و ) أعشى ( بنى عوف ) اسمه ( ضابئ ) من بنى عوف بن همام ( و ) أعشى ( بنى ضورة ) اسمه ( عبد الله و ) أعشى ( بنى جلان ) من بنى عنزة اسمه ( سلمة و ) أعشى ( بنى قيس أبو بصير ) جاهلي ( والاعشى التغلبي ) هو ( النعمان ) ويقال له ابن جاوان وهو من الاراقم من بنى
معاوية بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب ( شعراء وغيرهم من العشى ) جمع الأعشى كاحمر وحمر ( جماعة ) ذكر المصنف منهم ستة عشر رجلا تبعا للصاغاتى في تكملته وابن سيده اقتصر على السبعة المشاهير وأوصلها أرباب النظائر الى عشرين وقد وجدت أنا واحدا من بنى سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبه الاعشى الشاعر واسمه ميمون بن قيس وقرأت في كتاب الحماسة ما نصه ودخل أعشى ربيعة وهو من شيبان من بطن منهم يقال لهم بنو أمامة على عبد الملك بن مروان فقال له يا أبا المغيرة ما بقى من شعرك الى آخر ما قال فلا أدرى هو أعشى بنى أبى ربيعة الذى ذكره المصنف أو لا أم غيره فلينظر * ومما يستدرك عليه عشا عن الشئ يعشو ضعف بصره عنه وتعاشى أظهر العشا وليس به وفى الصحاح أرى من نفسه انه أعشى والعاشية كل شئ يعشو بالليل الى ضوء نار من أصناف الخلق والعاشى القاصد وأعشاه الله جعله أعشى وجاء عشوة أي عشاء لا يتمكن لا تقول مضت عشوة وعشا يعشو تعشى والعشوة العشاء كالغدوة في الغداء عامية وعشى الابل بالكسر ما تتعشاه وأصله الواو وفى المثل العاشية تهيچ الابية أي إذا رأت التى تأبى العشاء التى تتعشى تبعتها فتعشت معها وبعير عش وناقة عشية كفرحة يزيدان على الابل في العشا كلاهما على النسب دون الفعل والعقاب العشواء التى لا تبالي كيف خبطت وأين ضربت بمخالبها وعشا عن كذا صدر عنه قيل ومنه قوله تعالى ومن يعش عن ذكر الرحمن وعشا عن النار أعرض ومضى عن ضوئها وعشى عن حقه كعمي زنة ومعنى وانم لفى عشوى أمرهم أي في حيرة وقلة هداية والعشواء فرس حسان بن مسلمة بن خزز بن لوذان وتعشاه أعطاه عشوة ( والعصا العود ) أصلها من الواو لان أصلها عصوو على هذا تثنيته عصوان قبل سميت بها لان الاصابع واليد تجتمع عليها من قولهم عصوت القوم أعصوهم إذا جمعتهم رواه الاصمعي عن بعض البصريين قال ولا يجوز مد العصا ولا ادخال التاء معها وقال الفراء أول لحن سمع بالعراق هذه عصاتى ( أنثى ج أعص ) مثل زمن وأزمن ( وأعصاء ) كسبب وأسباب ( وعصى ) كعتى ( وعصى ) بالكسر قال الجوهرى وهو فعول وانما كسرت العين اتباعا لما بعدها من الكسرة وقال سيبويه جعلوا أعصيا بدل اعصاء وأنكر أعصاء ( وعصاه ) يعصوه ( ضربه بها ) نقله الجوهرى ( وعصى ) بها ( كرضى أخذهاو ) عصى ( بسيفه أخذه أخذها أو ضرب به ضربها كعصا كدعا عصا أو عصوت بالسيف وعصيت بالعصا أو عكسه أو كلاهما في كليهما ) كل ذلك أقوال لائمة اللغة نقلها ابن سيده في المحكم وأنشد الجوهرى تصف السيوف وغيركم يعصى بها * يا ابن القيون وذاك فعل الصيقل ( واعتصى الشجرة قطع منها عصاو ) قولهم ( عاصانى فعصوته ) أعصوه أي ( ضاربني ) وفى المحكم خاشننى أو عارضنى ( بها فغلبته ) وهذا قليل في الجواهر انما بابه الأعراض ككرمته وفخرته من الكرم والفخر ( وعصاه العصا تعصية أعطاه اياها و ) من المجاز ( ألقى ) المسافر ( عصاه ) إذا ( بلغ موضعه وأقام ) يضرب مثلا لكل من وافقه شئ فأقام عليه ( أو ) ألقى عصاه ( أثبت أوتاده ثم خيم ) تصورا بحال من عاد من سفره وأنشد الجوهرى والراغب فألقت عصاها واستقرت بها النوى * كما فر عينا بالاياب المسافر هو لمعقر بن حمار البارقى وقيل عبد ربه السلمى ( و ) يقال ( هو لين العصا ) أي ( رفيق لين حسن السياسة ) لما ولى وأنشد الجوهرى لمعن بن أوس المزني يذكر رجلا على ماء يسقى ابلا عليه شريب وادع لين العصا * يسا جلها جماته وتساجله وقال ابن سيده يكنون به عن قلة الضرب بالعصا ( وضعيفها ) أي ضعيف العصا أي ( قليل ضرب الابل ) بالعصار وهو محمود وصليبها وصلبها إذا كان يعنف بالابل فيضربها بالعصا وهذا مذموم قال * لا تضرباها واشهرا لها العصا * أي أخيفاها بشهر كما العصا ( والعصا اللسان و ) أيضا ( عظم الساق ) على التشبيه بالعصا ( وأفراس ) منها فرس عوف بن الاحوص بن جعفر وأيضا لقصير بن سعد اللخمى ومنه المثل ركب العصا قصير وأيضا لشبيب بن عمرو بن كريب الطائى وأيضا للا خنس بن شهاب التغلبي ولرجل من بنى ضبيعة بن ربيعة بن نزار وقال أبو على القالى في المقصور والممدود ولبنى تغلب أيضا فرس يقال لها العصا ( و ) العصا ( جماعة الاسلام و ) منه ( شق العصا ) وهو ( مخالفة جماعة الاسلام ) وأيضا تفريق جماعة الحى وفى الصحاح يقال في الخوارج قد شقوا (1/8499)
عصا المسلمين أي اجتماعهم وائتلافهم ( و ) العصا ( الخمار للمرأة وعصوت الجرح ) عصوا ( شددته ) نقله الجوهرى ( و ) عصوت ( القوم جمعتهم على خير أو شر ) وأصل العصا الاجتماع الائتلاف ( والعصا فرس لجذيمة ) الابرش وعليها نجا قصير وفيها ضربت الامثال ولها يقول عدى بن زيد فخبرت العصا الأنباء عنه * ولم أر مثل فارسها هجينا ( والعصية كسمية أمها ) كانت لاياد لاتجارى ( ومنه المثل ان العصا من العصية ) يقال ذلك إذا شبه بأبيه وقيل ( أي بعض الامر
من بعض ) وقيل يراد به ان الشئ الجليل انما يكون في بدئه صغيرا كما قالوا ان القرم من الأفيل ( وأعصى الكرم خرج ) كذا في النسخ وفى المحكم خرجت ( عيدانه ) أو عصيه ( ولم يثمر ) وفى بعض الاصول أخرج عيدانه ( و ) من المجاز ( العاصى العرق ) الذى ( لا يرقأ ) واوى يائى والجمع العواصى وانشد الجوهرى صرت نظرة لو صادفت جوزدارع * غدا والعواصى من دم الجوف تنعر ( و ) العاصى ( نهر حماة ) وحمص ( واسمه الميماس والمقلوب ) * قلت الميماس قرية بالشام ( لقب به لعصيانه وأنه لا يسقى الا بالنواعير ) فهو إذا يائى وصواب ذكره في التركيب الذى يليه ( والعنصوة ) بالضم ( وتفتح عينها والعنصية بالكسر الخصلة من الشعر وذكر في ع ن ص ) وانما أعادها هنا كالجوهري بناء على زيادة نونها وفى عنص بناء على اصالتها والقولان مشهوران أوردهما أبو جيان وغيره ( وهم عبيد العصا أي يضربون بها ) قال ابن مفرغ : العبد يضرب بالعصا * والحر تكفيه الملامة وفى الاساس الناس عبيد العصا أي انما يهابون من آذاهم * ومما يستدرك عليه انشقت العصا أي وقع الاختلاف قال الشاعر إذا كانت الهيجاء وانشقت العصا * فحسبك والضحاك سيف مهند وقولهم لا ترفع عصاك عن أهلك يراد به الادب ويقال انه لضعيف العصا أي ترعية وأنشد الاصمعي للراعي : ضعيف العصا بادى العروق ترى له * عليها إذا ما أجدب الناس اصبعا والعصى العظام التى في الجناح قال الشاعر : * وفى حقها الادنى عصى القوادم * واعتصى على عصا توكأ عليها واعتصى بالسيف جعله عصا ومنه العاصى بن وائل على قول المبرد كما سيأتي وقشرت له العصا أي أبديت له مافى ضميري وقولهم اياك وقتيل العصا أي أياك أن تكون قاتلا أو مقتولا في شق عصا المسلمين وقرعه بعصا الملامة إذا بالغ في عذله وفلان يصلى عصا فلان أي يدبر أمره وفى المثل * ان العصا قرعت لذى الحلم * ذكر في ح ل م ويقال للقوم إذا استذلوا ما هم الاعبيد العصا وعصا عصوا صلب كأنه عاقب به عسا فقلبت السين صادا والعصى كواكب كهيئة العصا وعصا الطائر يعصو طار وعصا العبد الذى تحرك به الملة ولا تدخل بين العصا ولحائها أي فيما لا يعنيك وبرج العصا على شاطئ الفرات بين هيت والرحبة منسوب الى العصا فرس جذيمة الابرش قاله نصر ( ى العصيان ) بالكسر ( خلاف الطاعة ) يقال ( عصاه يعصيه عصيا ) بالفتح وعصيانا ( ومعصية ) فهو عاص خرج عن طاعته وعصى العبد ربه خالف أمره ( وعاصاه ) معاصاة ( فهو عاص عصى ) كغنى لم يطعه ( واعتصت النواة اشتدت ) نقله الجوهرى ( وابن أبى عاصية شاعر وتعصى الامر اعتاص ) ويقال أصله تعصص كتظنى وتقضى ( و ) عصية ( كسمية بطن ) من بنى سليم ومنه الحديث عصية عصت الله ورسوله وهم بنو عصية بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم * ومما يستدرك عليه استعصى على أميره امتنع عليه ولم يطعه وفان يعصى الريح إذا استقبل مهبها ولم يتعرض لها والعاصي اسم الفصيل إذا عاصي أمه فلم يتبعها والعاصي بن وائل السهمى والد عمرو قال النحاس سمعت الاخفش يقول سمعت المبرد يقول هو العاصى بالياء لا يجوز حذفها وقد لهجت العامة بحذفها قال النحاس هذا مخالف لجميع النحاة يعنى أنه من الاسماء المنقوصة فيجوز فيه اثبات الياء وحذفها والمبرد لم يخالف النحويين في هذا وانما زعم أنه سمى العاصى لانه اعتصى بالسيف أي أقام السيف مقام العصا و ليس هو من العصيان كذا حكاه الامدي عنه قال الحافظ في التبصير بعد نقله هذا الكلام قلت وهذا ان مشى في العاصى بن وائل لكنه لا يطرد لان النبي صلى الله تعالى عليه وسلم غير اسم العاصى بن الاسود والد عبد الله فسماه مطيعا فهذا يدل على انه من العصيان وقال جماعة لم يسلم من عصاة قريش غيره فهذا يدل لذلك أيضا انتهى وعوف بن عصية في الانساب ومحمد بن طالب بن عصية الفاروقى مقدم الباطنية الذين قتلوا بواسطته سنة ستمائة وكانوا أربعين رجلا وبفتح العين وكسر الصاد أبو محمد عبد الواحد بن أبى الفتح المبارك بن عبد الرحمن بن على بن عصية بن هبة الله الكندى البغدادي حدث عن أبى القاسم الحربى وأخوه أبو الرضا محمد سمع أبا الوقت وأجاز المنذرى كتابة وولده أبو بكر مواهب بن محمد سمع من عبد المغيث الحربى توفي سنة 638 قال الحافظ وكان أبو الرضا المذكور يقول نحن بنو عصية أي تصغير العصا قال المنذرى والفتح أصح والحافظ الدمياطي ضبطهم بالضم وكانه نظرا الى دعوى قرييهم المذكور ( والعضو بالضم والكسر ) واحد الاعضاء كقفل واقفال وقدح وأقداح وفى المصباح ضم العين أشهر من كسرها وهو ( كل لحم وافر بعظمه ) وفى المحكم كل عظم وافر اللحم ( والتعضية التجزئة ) يقال عضيت الشاة إذا جزيتها اجزاء ( و ) أيضا ( التفريق ) والتوزيع ومنه الحديث لا تعضية في ميراث الا فيما حمل القسم يعنى أن ما لا يحتمل القسم كالحبة من الجوهر (1/8500)
ونحوها لا يفرق وان طلب بعضا الورثة القسم لان فيه ضررا عليهم أو على بعضهم ولكنه يباع ثم يقسم ثمنه بينهم بالفريضة كما في الصحاح والنهاية ( كالعضو ) يقال عضاه يعضو عضوا إذا فرقه ( والعضة كعدة الفرقة ) من الناس ( و ) أيضا ( القطعة ) من الشئ ( و ) أيضا ( الكذب ج عضون ) بكسر فضم ومنه قوله تعالى الذين جعلوا القرآن عضين قال الجوهرى واحدهما عضة ونقصانها الواو والهاء أي هما لغتان فمن قال أصلها الواو استدل بان جمعه عضوات ومن قال الهاء استدل بقولهم عضيهة وقال الكسائي في الدار فرق من الناس وعزون وعضون وأصناف بمعنى واحد وقال الراغب جعلوا القرآن عضين أي مفرقا فقالوا كهانة وقالوا أساطير الاولين الى غير ذلك مما وصفوه به وقيل معنى عضين ما قال تعالى أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض خلاف من قال فيه وتؤمنون بالكتاب كله ( والعضون السحر جمع عضه بالهاء و ) قد ( ذكر ) في الهاء والعاضه الساحر من ذلك ( ورجل عاض بين العضو كسمو ) أي ( كأس طعم مكفى ) نقله ابن سيده * ومما يستدرك عليه العضو السحر في كلام العرب والعاضى هو البصير بالجراح وبه سمى العاضى بن ثعلبة بن سليم الدوسى جد الطفيل بن عمرو والدوسى الصحابي قاله الوزير المغربي وضبطه هكذا كالقاضي وفى الاغانى لابي الفرج في ترجمة الطفيل أن الطفيل كان يعضو الجراح قال والعاضى هو البصير بها فذكر قصته قال الحافظ وضبط ابن ما كولا جدا الطفيل العاض بتشديد الضاد ( والعطو التناول ) يقال عطاء الشئ واليه عطواتنا وله وعطا بيده الى الاناء تناوله قبل ان يوضع على الارض ( و ) العطو ( رفع الرأس واليدين ) لتناول شئ ( وظبى عطو مثلثه ) وكذا جدى عطو عن كراع ولم يذكر فيهما الا الفتح قال ابن سيده كأنه وصفهما بالمصدر ( و ) ظبى عطو ( كعدو يتطاول الى الشجر ليتناول منه والعطا ) بالقصر ( وقد يمد نولك السمح ) قال الجوهرى هو اسم من الاعطاء وأصله عطا وبالواو ولانه من عطوت الا أنا العرب تهمز الواو والياء إذا جاءتا بعد ألف لان الهمزة أحمل للحركة منهما ولانهم يستثقلون الوقف على الواو كذلك الياء مثل الرداء وأصله رداى فإذا ألحقوا فيها الهاء فنهم من يهمزها بناء على الواحد فيقول عطاءة ورداءة ومنهم من يردها الى الاصل فيقول عطاوة ورداية وكذلك في التثنية عطاآن وردا آن وعطاوان وردايان ( و ) العطاء ( ما يعطى كالعطية ) كغنية ( ج أعطية حج ) جمع الجمع ( أعطيات ) وفى الصحاح العطية المعطى والجمع العطايا فالذي ذكره المصنف من الجموع لعطاء وغفل عن ذكر جمع العطية وهو واجب الذكر وقيل العطاء اسم جامع فإذا أفرد قيل العطية ( ورجل ) معطاء ( وامرأة معطاء ) أي ( كثير العطاء ) وفى الصحاح كثير الاعطاء قال ومفعال يستوى فيه المذكر والمؤنث ( ج معاط ومعاطي ) يتشديد الياء قال الاخفش هذا مثل قولهم مفاتيح ومفاتح وأمانى وأمان ( واستعطى وتعطى سأله ) أي العطاء كما في الصحاح وفى المحكم استعطى الناس بكفه وفى كفه طلب إليهم وسألهم ( والاعطاء المناولة ) قال شيخنا هو على جهة التقريب وفسر الاعطاء بالايتاء كما مر وفرق جماعة بينهما بان الايتاء قد يكون واجبا وقد يكون تفضلا بخلاف الاعطاء فانه لا يكون الا بمحض التفضل كما قاله الفخر الرازي ولا يعرف أكثر أئمة اللغة هذه التفرقة ( كالمعاطاة والعطاء ) بالكسر وقد أعطاه الشئ وعاطاه اياه معاطاة وعطاء ( و ) من المجاز الاعطاء ( الانقياد ) يقال أعطى بيده إذا انقاد وفى الصحاح أعطى البعير انقاد ولم يستصعب وقال الراغب أصله أن يعطى رأسه فلا يتأبى ( والتعاطي التناول ) يقال هو يتعاطى كذ أي يتناوله ( و ) قيل هو ( تناول ما لا يحق و ) قيل هو ( التنازع في الاخذ ) يقال تعاطو الشئ إذا تناوله بعض من بعض وتناز عوه ( و ) قيل هو ( القيام على أطراف أصابع الرجلين مع رفع اليدين الى الشئ ) ( ومنه ) تعالى ( فتعاطى فعقر ) أي قام على أطراف أصابع رجليه ثم رفع يديه فضربها كما في الصحاح ( و ) قيل التعاطى ( وكوب الامر ) القبيح ) ( كالتعطى ) يقال تعاطى أمرا قبيحا تعطى كلاهما ركبه ( أو التعاطى في الرفعة والتعطى في القبيح ) وقبل هما لغتان ( وعاطى الصبى أهله ) إذا ( عمل لهم وناولهم ما أرادو ) ه نقله ابن سيده والزمخشري ( و ) يقال ( هو يعاطينى ويعطيني ) هو في النسخ كيكرمنى والصواب بالتشديد كما هو مضبوط في المحكم والصحاح أي ( ينصفني ويخدمني ) ويقوم بأمرى كيناعمنى وينعمنى وتقول من يعطيك أي من يتولى خدمتك ( و ) من المجاز ( قوس عطوى كسكرى ) أي سهلة ) مواتية ( وسموا عطاء وعطية ) والنسبة الى عطية عطوى ( وعطيتة ) بالتشديد ( فتعطى ) أي عجلته فتعجل ) نقله الصاغانى ( وتعاطينا فعطوته ) أعطوه أي ( غلبته ) نقله الجواهري * ومما يستدرك
عليه ظبى عاط يرفع رأسه لتناول الاوراق ومنه المثل عاط بغير أنواط يضرب لمنتحل علما لا يقوم به وقيل يتناول ما لا مطمع فيه ويجمع العطاء على المعاطى شذوذا والتعاطي الجرأة وهو يتعاطى كذا يخوض فيه وطويل لا تعطوه الايادي أي لا تتناوله وقوس معطية كمحسنة لينة ليست بكزة على من يمد وترها ولا ممتنعة وقيل هي التى عطفت فلم تنكسرو يقال للبعير الذلول إذا انفسخ خطمه عن مخطمه أعط فيعوج رأسه الى راكبه فيعيد خطمه والمعاطاة أن يستقبل رجلا معه سيف فيقول أرنى سيفك فيعطيه فيهزه هذا ساعة وهذا ساعة وهما في سوق أو مسجد وقد نهى عنه وقولهم ما أعطاه للمال كما قالوا ما أو لاه للمعروف وما أكرمه لى وهذا شاذ لا يطرد لان التعجب لا يدخل على أفعل وانما يجوز من ذلك ما سمع من العرب ولا يقاس عليه قاله الجوهرى قال وإذا أردت من زيد أن يعطيك شيأ تقول هل أنت معطيه بياء مفتوحة مشددة وكذلك تقول للجماعة هل أنتم معطيه لان النون سقطت للاضافة وقلبت الواو ياء وأدغمت وفتحت ياءك لان قبلها ساكنا وللاثنين هل أنتما معطيايه
بفتح الياء فقس على ذلك وإذا صغرت عطاء حذفت (1/8501)
اللام فقلت عطى وكذلك كل اسم اجتمعت فيه ثلاث يأت مثل عدى وعلى حذف منه اللام إذا لم يكن مبنيا على فعل فإذا كان مبنيا على فعل ثبتت نحو محيى من حيا يحيى تحية نقله الجوهرى وألقى فلان عطو يا سلح كثيرا وأصله أن رجلا من بنى عطية جلد فسلح نقله الزمخشري وأبو محمد عطاء بن عجلان العطائي محدث ضعيف والعطوية طائفة من الخوارج نسبوا الى عطية بن الاسود اليمامى الحنفي وأبو عبد الرحمن محمد بن عطية العطوى شاعر محدث متكلم وعطوان بن مسكان محركة روى حديثه يحيى الحمانى ( وعظاه يعظوه ) ذكر المستقبل مستدرك كما مر الايماء إليه مرارا والذى في المحكم عظاه الشئ ( ساءه ) وفى الصحاح لقى فلان ما عجاه وما عظاه إذا لقى شدة ولقاه الله ما عظاه أي ما ساءه وفى المحكم مثل طلبت ما يلهيني فلقيت ما يعظينى أي ما يسوءني يضرب للرجل يريد أن ينصح صاحبه فيخطئ فيلقى ما يكرهه ومثله أراد ما يعظيها فقال ما يعظيها فهذا يدل على ان الحرف يائى فانظر ذلك ( و ) قيل عظاه عظوا ( اغتاله فسقاه سما ) وفى المحكم ما يقتله ( و ) عظاه ( صرفه عن الخيرو ) أيضا ( اغتابه ) يعظوه عظوا أو قطعه بالغيبة ( أو تناوله بلسانه ) وامرأة عظية أي مغتابة ( ى عظى الجمل كرضى عظى ) مقصور ( فهو عظ ) منقوص وعظيان انتفخ بطنه من أكل العنظوان ) اسم ( لشجر ) فلا تستطيع أن تجتره ولا أن تبعره وقيل أكثر من أكله فتولد وجع في بطنه ( والعظاية دويبة كسام أبرص ) أعيظم منه شيأ والعظاءة لغة فيه لاهل العالية والاولى لغة تميم ( ج عظاء ) بالمدو عظايا أيضا وقالت اعرابية وضربها مولاها رماك الله بداء لا دواء له الا أبوال العظاء وذلك ما لا يوجد * ومما يستدرك عليه عظاه عظيا ساءه بامر يأتيه إليه والعظاءة بئر بعيدة القعر عذبة بالمضجع بين رمل السرة وبيشة وقال نصر العظاءة ماء مستوى بعضه لبنى قيس بن جزء وبعضه لبنى مالك بن الاخرم بن كعب بن عوف بن عبد ( والعفو عفو الله عزوجل عن خلقه و ) أيضا ( الصفح ) عن الجاني ( وترك عقوبة المستحق ) وقد ( عفا عنه وعفا له ذنبه وعن ذنبه ) تركه ولم يعاقبه قال شيخنا كون العفو لا يكون الا عن ذنب وان اشتهر في التعارف غير صحيح فانه يكون بمعنى عدم اللزوم وأصل معناه الترك وعليه تدور معانيه فيفسر في كل مقام بما يناسبه من ترك عقاب وعدم الزام مثلا وفى كلام المفسرين وأرباب الحواشى ايماء لذلك وفرق عبد الباسط البلقينى بينه وبين الصفح بكلام لا يظهر له كبير جدوى انتهى * قلت الصفح ترك التأنيب وهو أبلغ من العفو فقد يعفوو لا يصفح وأما العفو فهو القصد لتناول الشئ هذا هو المعنى الاصلى وعليه تدور معانيه على ما سيأتي الايماء الى ذلك كما حققه الراغب وغيره لا ما قرره شيخنا من أن أصل معناه الترك فتأمل قال الراغب فمعنى عفوت عنك كأنه قصد ازالة ذنبه صارفا عنه فالمفو المتروك وعنك متعلق بمضمر فالعفو هو التجافي عن الذنب ( و ) العفو ( المحو ) قيل ومنه عفا الله عنك أي محامن عفت الرياح الاثر أي درسته ومحته ومنه الحديث سلوا الله العفو والعافية والمعافاة فالعفو محوه الذنب ( و ) العفو أيضا ( الامحاء ) يقال عفا الاثر أي امعى تعدى ولا يتعدى ( و ) العفو ( أحل المال وأطيبه ) كذا في النسخ وفى المحكم أجمل المال وأطيبه وفى الصحاح عفو المال ما يفضل عن النفقة يقال أعطيته عفو المال يعنى بغير مسألة وأنشد خذى العفو منى تستديمى مودتي * ولا تنطقي في سورتي حين أغضب ( و ) العفو ( خيار الشئ وأجوده ) وما لا تعب فيه ( و ) العفو ( الفضل ) وبه فسر قولة تعالى خذ العفو وقيل ما أتى بلا مسألة ولا كلفة
والمعنى اقبل الميسور من أخلاق الناس ولا تستقص عليهم فيستقصوا عليك فيتولد منه البغضاء والعداوة وقوله تعالى قل العفو أي الكثرة والفضل أمروا ان ينفقوا الفضل الى أن فرضت الزكاة ( و ) العفو ( المعروف و ) العفو ( من الماء ما فضل عن الشاربة ) وأخذ بلا كلفة ولا مزاحمة ( و ) العفو من البلاد ما لا أثر لاحد فيها بملك ) وفى الصحاح هي الارض الغفل لم توطأ وليست بها آثار وقال الاخطل قبيلة كشراك النعل دارجة * ان يهبطو العفو لم يوجد لهم أثر ( و ) العفو ( ولد الحمار ويثلث ) نقله الجوهرى ( كالعفا ) بالقصر ( فيهما ) أي في الجحش وفى البلاد ومنه الحديث ويرعون عفاها والعفا بمعنى الجحش يروى فيه الكسر أيضا وبهما روى ما أنشده المفضل لحنظلة بن شرقي بضرب يزيل الهام عن سكناته * وطعن كتشهاق العفاهم بالنهق ( ج عقوة ) هكذا في النسخ بفتح فسكون وهو غلط والصواب عفوة بكسر ففتح قال ابن سيده وليس في الكلام واو متحركة بعد فتحة في آخر البناء غير هذه ( وعفاء ) بكسر ممدود نقله ابن سيده أيضا وأعفاء كذلك نقله ابن سيده أيضا وأغفله المصنف ( والعفوة الدية ) لانه بها يحصل العفو من أولياء المقتول ( ورجل عفو عن الذنب ) كعدو أي ( عاف ) وفى الصحاح العفو على فعول الكثير العفو وهو من أسمائه جل وعز ( وأعفاه من الامر ) أي ( برأه وعفت الابل المرعى ) تعفوه عفوا ( تناولته قريبا و ) عفا ( شعر ) ظهر ( اليعير ) إذا ( كثر وطال فغطى دبره ) وقول الشاعر : هلا سألت إذ الكواكب أخلفت * وعفت مطية طالب الأنساب معنى عفت أي لم يجد أحد كريما يرحل إليه فعطل مطيته فسمنت وكثر وبرها ( وقد عفيته ) بالتشديد ( وأعفيته ) يقال عفوا ظهر هذا الجمل أي ورعوه حتى يسمن ( و ) عفا ( أثره عفاء ) كسحاب ( هلك ) كأنه قصد هو البلى ( و ) عفا ( الماء لم يطأه ما يكدره ) نقله الجوهرى ( و ) عفا عليه في العلم ) إذا ( زاد ) عليه فيه وكذا في الجرى ( و ) عفت ( الارض غطاها النبات و ) عفا ( الصوف ) إذا (1/8502)
وفره ثم ( جزه والعافي الرائد ) للمعروف أو الكلا ( و ) أيضا ( الوارد ) على الماء وقد عفاء إذا أتاه رورد عليه ( و ) أيضا ( الطويل الشعر ) نقل الجوهرى ( و ) أيضا ( ما يرد في القدر من مرقة إذا استعيرت ) وفى المحكم عافى القدر ما يبقى المستعير فيها لمعيرها وفى الصحاح قال الاصمعي العافى ما ترك في القدر وأنشد لمضرس بن ربعى الاسدي : 3 فلا تصر مينى واسألي ما خليقتى * إذا رد عافى القدر من يسعيرها ( و ) العافى ( الضيف وكل طالب فضل أو رزق ) عاف ( كالمعتفى ) وقد عفاه واعتفاه أتاه يطلب معروفه ( والعفاء كسماء التراب ) قال صفوان بن محرز إذا دخلت بيتى فأكلت رغيفا وشربت عليه ماء فعلى الدنيا العفاء ( و ) العفاء ( البياض على الحدقة و ) قال أبو عبيد العفاء ( الدروس ) والهلاك وأنشد لزهير يذكر دارا تحمل أهلها عنها فبانوا * على آثار من ذهب العفاء قال وهذا كقولهم عليه الدبار إذا دعا عليه بان يدبر فلا يرجع ( كالعفو ) كعلو ( والتعفي ) يقال عفت الدار ونحوها تعفو عفاء وعفوا وتعفت درست ويقال في السب بفيه العفاء وعليه العفاء ( و ) العفاء ( المطر ) لانه يمعو آثار المنازل ( و ) العفاء ( بالكسر ما كثر من ريش النعام ) ووبر البعير يقال ناقة ذات عفاء كذا في الصحاح والواحدة عفاءة وقيل لا يقال للريشة الواحدة عفاءة حتى تكون كثيفة كثيرة ( و ) العفاء ( الشعر الطويل الوافى ) وقد عفا إذا طال وكثر ( وابو العفاء الحمار ) والعفاء جمع عفو وهو الجحش ( والاستعفاء طلبك ممن يكلفك ان يعفيك منه ) يقال استعفاه من الخروج معه أي سأله الا عفاء ( وأعفى ) يعفى اعفاء ( أنفق العفو من ماله ) وهو الصافى وقيل الفاضل عن نفقته ( و ) أعفى ( اللحية وفرها ) حتى كثرت وطالت ومنه الحديث أمر أن تحفى الشوارب وتعفى اللحى وفى المصباح في الحديث احفوا الشوارب واعفوا اللحى يجوز استعماله ثلاثيا ورباعيا ( وأعطيته عفوا ) أي ( بغير مسألة ) وقيل بلا كلفة ( وعفوة القدر وعفاوتها مثلثين زبدها ) وصفوها وفى الصحاح العفاوة بالكسر ما يرفع من لمرق أولا يخص به من يكرم قال الكميت وبات وليدا لحى طيان ساغبا * وكاعبهم ذات العفاوة أسغب وقال بعضهم العفاوة بالكسر أول المرق وأجوده والعفاوة بالضم آخره يردها مستعير القدر مع القدر ( وناقة عافية اللحم كثيرته ج عافيات ) يقال نوق عافيات ( والمعفى كمحدث ) هكذا في النسخ والصواب كمكرم كما هو نص المحكم ( من يصحبك ولا بتعرض لمعروفك ) تقول اصطحبنا وكلا نا معفى ومنه قول ابن مقبل فانك لا تبلو امرأ دون صحبة * وحتى تعيشا معفيين وتجهدا ( و ) في الحديث سلوا الله العفو والعافية والمعافاة فالعفو سبق معناه و ( العافية دفاع الله عن العبد ) وهو اسم من الا عفاء والمعافاة
وقد يوضع موضع المصدر يقال ( عافاه الله تعالى من المكروه عفاء ) بالكسر ( ومعافاة وعافية ) إذا ( وهب له العافية من العلل والبلاء ) فالعافية هنا مصدر على فاعلة كسمعت راغية الابل وثاغية الشاء ( كأعفاه ) عافية ( والمعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ) قال ابن الاثير أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف أذاك عنهم وقبل هي مفاعلة من العفوو هو أن يعفو عن الناس ويعفوا هم عنه ( وعفى عليهم الخيال تعفية ) إذا ( ماتوا ) على المثل نقله الزمخشري ( واستعفت الابل اليبيس واعتفته أخذته بمشافرها ) من فوق التراب ( مستصفية ) * ومما يستدرك عليه العفوة الجحشة كالعفاوة بالكسر وأعفني من هذا الامر دعني منه والعافية طلاب الرزق من الدواب والطير والجمع العوافي وأيضا الا ضياف كالعفاة والعفى وفلان تعفوه الاضياف وتعتفيه وهو كثير العفاة وكثير العافية وكثير العفى وأدرك الامر عفوا صفوا أي في سهولة وسراح وعفا القوم كثروا وعفوته أنالغة في عفيته وأعفيته إذا فعلت ذلك به وعفا النبت وغيره كثر وطال وأرض عافية لم يرع نبتها فوفرو كثرو عفوة المرعى ما لم يرع فكان كثيرا وعفوة الماء جمته قبل أن يستقى منه وعفوة المال والطعام والشراب بالفتح والكسر خياره وما صفا منه وكثر ويقال ذهبت عفوة هذا النبت أي لينه وخيره كما في الصحاح وفى المحكم العفوة بالضم من لكل النبات لينه ومالا مؤنة فيه على الراعية وعفوت له من المرق إذا غرفت له أولا وآثرته به وعفوت القدر إذا تركت العفاوة في أسفلها وعفوة الرجل بالضم والكسر شعر رأسه وعفت الريح الدار قصدتها متناولة آثارها وبهذا النظر قال الشاعر أخذ البلى آياتها وعفت الدار كأنها قصدت هي البلى وعفتها الريح تعفية درستها شدد للمبالغة وأنشد أهاجك ربع دارس الرسم باللوى * لأسماء عفى آيه المور والقطر وعفت هي كذلك درست وعفاء السحاب بالكسر كالحمل في وجهه لا يكاد يخلف وهو يعفو على منية المتمنى وسؤال السائل أي يزيد عطاؤه عليهما ويفضل وعفا يعفو إذا أعطى وإذا ترك حقا أيضا وقال شيخنا من الاكيد معرفة أن عفا من الا ضداد يقال عفا إذا كثروا إذا قل وعفا إذا ظهر وإذا خفى نقله القرطبى في شرح مسلم وعافية الماء وراده والعفى كعتى جمع عاف وهو الدارس نقله الجوهرى وعفوت له بمالى إذا أقضلت له فأعطيته وعفوت له عملي عليه إذا تركته له وسموا معافى وابن أبى العافية من أمراء (1/8503)
3 - فاس معروف والتعافى التجاوز وأعفى كثر ماله واستغنى والعافي الغلام الكثير اللحم الوافيه وأعفى المريض عوفي ومنية العافية قرية بمصر وقد وردتها ( والعقوة شجرو ) أيضا ( ما حول الدار ) يقال اذهب فلا أرينك بعقوتى ويقال ما يطور بعقوته أحدكما في الصحاح زاد ابن سيده ( و ) ما حول ( المحلة ) أيضا ( كالعقاة ج عقاء ) بالكسر والمد هو جمع العقوة وجمع العقاة عقا كحصاة وحصا ( وعقا ) يعقو ( عقوا احتفر البئر فأنبط من جانبها كاعتقى ) وفى الصحاح الاعتقاء ان يأخذ الحافر في البئر يمنة ويسرة إذا لم يمكنه ان ينبط الماء من قعرها ( و ) عقا ( العلم ) وهو البند عقوا ( علا ) في الهواء ( وارتفع ) عن ابن الاعرابي ( و ) عقا ( الامر كرهه يعقو ويعقى ) فهو عاق ( والمعقى كمحدث الحائم على الشئ المرتفع كالعقاب ) أي كما يرتفع العقاب قد عفى الطائر إذا ارتفع في طيرانه * ومما يستدرك عليه عقاه واعتقاه حبسه وفى الصحاح عقاه يعقوه أي عاقه على القلب وأنشد أبو عبيد لذى الخرق الطهوى : ولو أنى رميتك من بعيد * لعاقك من دعاء الذئب عقاى والاعتقاء الاحتباس وهو قلب الاعتياق انتهى واعتقاه أمضاه وعقت الدلو في البئر إذا ارتفعت وهى تستدير وعقوة الدار ساحتها والاعتقاء الاخذ في شعب الكلام ومنه قول رؤبة * ويعتقى بالعقم التعقيما * وكذلك العقو وهى قليلة واعتقى في كلامه استوقاه ( ى العقى بالكسر مايخرج من بطن الصبى حين يولد ) وفى الصحاح قبل ان يأكل قال ابن سيده وكذا المهر والجحش والفصيل والجدى وقيل ما كان من السخلة والمهر يسمى الردج ( ج اعقاء ) قال الازهرى وقيل الحولاء مضمنة لما يخرج من جوف الولد وهو فيها وهى أعقاءه جمع عق وهو شئ يخرج من دبره وهو في بطن أمه أسود بعضه وأصفر بعضه وقيل أسود لزج كالغراء وقد ( عقى كرمى عقيا ) بالفتح إذا أحدث أول ما يحدث وبعد ذلك مادام صغيرا وفى المثل أحرص من كلب على عقى صبى نقله الجوهرى وفى حديث ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وسئل عن المرأة ترضع الصبى الرضعة فقال إذا عقى حرمت عليه المرأة وما ولدت وانما ذكر العقى ليعلم أن اللبن قد صار في جوفه لانه لا يعقى من ذلك اللبن حتى يصير في جوفه ( وعقاه تعقية سقاه ما يسقط عقيه ) يقال هل عقيتم صبيكم أي حل سقيتموه عسلا ليسقط عقيه ( والعقيان بالكسر ) من الذهب الخالص أو ( ذهب ينبت ) نباتا وليس
مما يحصل من الحجارة كما في الصحاح وفى المحكم وفى المحكم والاساس وليس مما يستذاب من الحجارة والالف والنون زائدتان ( وأعقى صار مرا أو اشتدت مرارته ) ومنه المثل لا تكن حلوا فتسترط ولا مرا فتعقى يروى بكسر القاف وبفتحها فبالكسر معناه فتشتد مرارتك وبالفتح فتلفظ لمرارتك * قلت وفى هذا المعنى قال بعضهم لا تكن سكرا فيأكلك النا * س ولا حنظلا تذاق فترمى ( و ) أعقى ( الشئ أزاله من فيه لمرارته ) والهمزة للسلب والازالة كما تقول أشكيت الرجل إذا أزلته عما يشكوه كما في الصحاح ( وعقى بسهمه تعقية رمى به في الهواء ) لغة في عقه وأنشد الجوهرى للمتنخل : عقو ابسهم فلم يشعر به أحد * ثم استفاؤ أو قالوا حبذا الوضح * قلت ويروى بفتح القاف المشددة فموضعه هنا ويروى بضمها فموضعه في القاف وقد مر هناك ( و ) عقى ( الطائر ارتفع في طيرانه ) ومنه المعقى للعقاب الحائم وقد ذكره في الذى يليه ( و ) يقال ما أدرى ( من أين عقيت بالضم ) ومن أين طبيت ( و ) من أين ( اعتقيت ) ومن أين اطبيت ( أي ) من أين ( أتيت ) * ومما يستدرك عليه المعقى بالكسر الطفل ومنه قول الزمخشري فلان له عقيان وليس عنده عقيان أي له طفلان وليس عنده ذهب وبنو العقى بالكسر قبيلة وهم العقاة نقله ابن سيده ( و ) العكوة بالضم وتفتح ) كذا ضبطه ابن سيده معا ونقل شيخنا فيه التثليث ( النونة ) وهى الثقبة في ذقن الصبى الصغير ( و ) العكوة بالضم فقط ( الوسط ) لغلظه ( و ) بالضم والفتح ( أصل اللسان ) والاكثر العكدة ( و ) بهما معا ( أصل الذنب ) حيث عرى من الشعر من المغرز واقتصر الجوهرى على الضم فقط والفتح نقله الأزهري ( و ) بهما معا ( عقب يشق فيجعل فتلتين كالمخراق ) أي كما يفتل المخراق ( و ) أيضا ( الحجزة الغليظة ) ضبطه ابن سيده بالضم فقط ( و ) لا لضم فقط ) غلظ كل شئ ومعظمه ج عكا ) مقصور وعليه اقتصر الجوهرى وأنشد هلكت ان شربت في أكبابها * حتى توليك عكا أذنابها ( وعكاء ) بالكسر والمدعن ابن سيده ( و ) عكوة ( بالفتح ) فقط ( شاعر تميمي وعكا الذنب بعكوه ) عكوا ( عطفه الى العكوة و ) في الصحاح ( عقده ) يقال الضب يعكو بذنبه أي يلويه ويعقده هنالك ( و ) عكا ( بازاره ) عكوا ( أعظم حجزته وغلظها ) وقيل شده قالصا عن بطنه لئلا يسترخى لضخم بطنه ( و ) عكت ( الابل ) عكوا ( غلظت وسمنت ) من الربيع وقبل اشتدت من السمن ( و ) عكا ( بخرئه ) إذا ( خرج بعض وبقى بعض ) ولكن ابن سيده ضبطه بتشديد الكاف وهو الصواب ( و ) عكا ( الدخان تصعد ) في السماء وهذا أيضا قيده بتشديد الكاف ( و ) عكا ( الفحل الناقة ألقحهاو ) ربما قالوا عكا فلان ( على قومه ) إذا ( عطف ) مثل قولهم عك عليهم نقله الجوهرى ( و ) عكا ( فلانا في الحديد ) إذا ( قيده وشده ) وهو العاكى وأنشد الصاغانى لامية بن أبى الصلت أيما شاطن عصاه عكاه * ثم يلقى في السجن والأكبال ( وابل معكاء بالكسر سمينة ) غليظة ممتلئة وفى الصحاح يقال مائة معكاء أي سمان غلاظ وفى التهذيب وقيل هي الغلاظ الشداد (1/8504)
وقيل هي المجتمعة لا يثنى ولا يحمع ( أو كثيرة ) يكون ( رأس ذا عند عكوة ذا والاعكى الشديد العكوة ) التى هي أصل الذنب ( و ) قد يكون ( الغليظ الجنبين ) والعظيم الوسط وبكل ذلك فسر قول ابنة الخس حين شاورها أبوها في شراء فحل اشتره سلجم اللحيين أسحج الخدين غائر العينين أرقب أحزم أعكى أكوم ان عصى غشم وان أطيع اجرنثم ( وشاة عكواء بيضاء الذنب ) وفى الصحاح بيضاء المؤخر ( وسائرها أسود خاص بالانثى ) ولا يكون صفة للذكر ولا فعل له ولو استعمل لقيل عكى يعكى فهو أعكى ( وعكى على سيفه ورمحة تعكيه شد عليهما علباء رطبا ) نقله ابن سيده ( والعكى كغنى اللبن المخض و ) أيضا ( وطبه ) وقيل الخاثر منه وقيل النئ منه ساعة ما يحلب والعكى بعد ما يخثر وفى الصحاح العكى من ألبان الضأن ما حلب بعضه على بعض فاشتد وغلظ قال الراجز وشربتان من عكى الضأن * ألين مسافى حوايا البطن * وما يستدرك عليه برذون معكو معقور الذنب والعاكى المولع بشرب العكى ذلك اللبن وبعير عكوانى ممتلى اللحم والشحم وقال الفراء هو عكوان الشحم كعثمان وعكت المرأه شعرها عكوا إذا لم ترسله نقله الجوهرى والعكوة بالضم المغزل هنال محل ذكره وناقة عكواء الذنب أي غليظة العقد ( ى عكى بازاره يعكى عكيا ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده ( أغلظ معقده ) واوى يائى ( و ) عكى ( زيد مات كعكى ) بالتشديد ( وأعكى ) الثلاثة عن أبى عمرو ( والعاكى الميت ) عنه أيضا ( و ) أيضا الغزال ( الذى يبيع العكا ) بالضم ( جمع عكوة ) وهو الغزل الذى يخرج من المغزل قبل ان يكبب على الدجاجة وهى الكبة قاله الصاغانى وهذا المعنى لم يسبق له حتى يحيل عليه فهو احالة على مجهول وأيضا فان الاحرى ذكره في الواوى ( و ) العاكى ( المولع بشرب العكى ) كغنى وفى المحكم بضم
العين والكاف المفتوحة ( لسويق المقل ) عن أبى عمرو ( وأعكاه أو ثقه ) في الحديد * ومما يستدرك عليه عكى بالمكان أقام والعاكى المقيم وعكى الضب بذنبه يعكيه لواه وجاء معكيا كمحدث أي عند عكوة الذنب ( وعلو الشئ مثلثة وعلاوته بالضم وعاليته أرفعه ) تقول قعدت علوه وفى علوه يتعدى إليه الفعل بحرف وبغير حرف وفى الصحاح علو الدار وعلوها نقيض سفلها و ( علا ) الشئ ( علوا ) كسمو ( فهو على ) كغنى ( وعلى كرضى وتعلى ) وقيل تعلى إذا علا في مهلة ( وعلاه و ) علا ( به ) علوا ( واستعلاه واعلولاه وأعلاه وعلاه ) بالتشديد ( وعالاه و ) عالى ( به ) كل ذلك إذا ( صعده ) جبلا كان أو دابة ( والحروف المستعلية ) سبعة الصادو الغين والقاف والضاد والخاء والطاء والظاء يجمعها قولك ( صغق ضخطظ ) وما عداها منخفص ومعنى الاستعلاء ان تتصعد في الحنك الاعلى فأربعة باطباق والغين والخاء والقاف لا اطباق فيها ( و ) العلاء ( كسماء الرفعة و ) أيضا ( اسم ) رجل سمى بذلك وهو معرفة بالوضع دون اللام فمن ذلك العلاء بن الحضرمي من الصحابة ( وعلا النهار ارتفع كاعتلى و استعلى وعلا الدابة ) يعلوها ( ركبها ) وكذلك كل شئ ( وأعلى عنه ) إذا ( نزل ) عنه كذا في النسخ والصواب عنها ( وعلى في المكارم كرضى علا ) مقصور وفى الصحاح بالمد ( وعلا علوا ) كسمو لغتان قال الشاعر * لما علا كعبك لى عليت * فجمع بين اللغتين قاله الجوهرى ورجل عالى الكعب ) أي ( شريف ) وفى حديث قيلة لا يزال كعبك عاليا أي لا تزالين شريفة مرتفعة على من يعاديك ( والمعلاة ) كمسعاة ( كسب الشرف ) والجمع المعالى ( و ) المعلاة ( مقبرة مكة في الحجون ) مشهورة ( و ) المعلاة ( باليمامة ) من قرى الخرج ( و ) ايضا ( ع قرب بدر ) بينهما بريد الاثيل جاء ذكره في كتب السير ( وعلية الناس وعليهم مكسورين ) أي ( جلتهم ) وأشرافهم وعلية جمع على كصبية وصبى أي شريف رفيع كما في الصحاح ( وعلابه وأعلاه وعلاه ) بالتشديد أي ( جعله عاليا ) ومنه أعلى الله كعبه ( والعالية أعلى القناة ) وأسفلها السافلة ( أو رأسه ) كذا في النسخ والصواب رأسها وفى المحكم عالية الرمح رأسه ( أو النصف الذى يلى السنان ) وقال الراغب عالية الرمح ما دون السنان وقال غيره عالية الرمح ما دخل في السنان الى ثلثه والجمع العوالي وقيل عوالي الرماح أسنتها ( و ) العالية ( ما فوق ) وهى بلاد واسعة ( و ) المسمى بالعالية ( قرى بظاهر المدينة ) المشرفة ( وهى العوالي ) وأدناها من المدينة على أربعة أميال وأبعدها من جهة نجد ثمانية ( والنسبة ) إليها ( عالى ) على القياس ( و ) يقال أيضا ( علوى بالضم ) وهى ( نادرة ) عى غير قياس كما في الصحاح وإذا قلنا ان العلوى منسوب الى عليا نجد فلا ندرة ( و ) يقال ( عالى ) الرجل ( وأعلى ) إذا ( أتاها ) كأعرق وأتهم وأنجد ( والعلاوة بالكسر أعلى الرأس أو ) أعلى ( العنق ) وفى الصحاح العلاوة رأس الانسان مادام في عنقه يقال ضرب علاوته أي رأسه ( و ) العلاوة ( ما وضع بين العدلين ) بعد شدهما على البعير وغيره وفى الصحاح العلاوة كل ما عليت به على البعير بعد تمام الوقر أو علقته عليه نحو السقاء والسفود والجمع العلاوى ومثله اداوة وأداوى ( و ) العلاوة ( من كل ء شئ ما زاد عليه ) يقال أعطاه ألف دينار ودينارا علاوة وألفين وخمسمائة علاوة ( و ) العلاوة ( فرس ) التوأم بن عمرو اليشكرى ( والعلياء السماء ) وهو اسم لها لاصفة ( و ) أيضا ( رأس الجبل ) وقيل رأس كل جبل مشرف ( و ) أيضا اسم ( المكان العالي ) وفى شعر العباس رضى الله تعالى عنه حتى احتوى بيتك المهيمن من * خندف علياء تحتها النطق قال ابن الاثير هو اسم للمكان المرتفع كاليفاع وليست بتأنيث الاعلى لانها جاءت منكرة وفعلاء أفعل يلزمها التعريف ( و ) قبل ( كل ما علا من شئ ) فهو علياء اسم ( الفعلة العالية ) على المثل ( وعليا مضر بالضم أعلاها ) وقيل قريش (1/8505)
وقيس وما عداهم سفلى مضر والعليا تأنيث الاعلى والجمع علا ككبرى وكبر قال ابن الانباري والضم مع القصر أكثر استعمالا ( وعلى المتاع عن الدابة تعلية نزله ) لا يقال أعلاه في هذا المعنى الا مستكرها ( و ) على ( الكتاب ) إذا ( عنونه كعلونه علونة وعلوانا ) بالضم وكذلك عنونه وقد مر ذكره في النون وعليته أقيس اللغتين ( وعالوا نعيه ) بفتح اللام أي ( أظهروه ) ولا يقال أعلوه ولا علوه ( والعليان بالكسر الضخم ) الطويل منا ومن الابل والانثى بالهاء ( و ) أيضا ( الطويل ) من الضباع وقيل بعير عليان قديم ضخم ورجل عليان طويل جسيم هكذا ضبطه ابن سيده والازهري بكسر العين في الكل وضبطه الجوهرى بفتح العين فقال ورجل عليان كعطشان وكذلك المرأة ليستوي فيه المذكر والمؤنث وأنشد أبو على : ومتلف بين موماة بمهلكة * جاوزته بعلاة الخلق عليان ( و ) أيضا ( المتاع و ) قيل العليان ( الناقة المشرفة ) وقيل الطويلة الجسمية وقيل مرتفعة السير لا تراها أبد الا أمام الركاب
( و ) العليان ( من الاصوات الجهير كالعليان بكسرتين وشد اللام فيهما ) أي في الصوت والناقة ولو قال كصليان لسلم من هذا وبالنون ( والعلاية ع ) وكأنه في الاصل علاوة ( و ) العلاية ( كل موضع مرتفع ) رؤى فيه معنى العلو ( كالعلي كظبى والعلى ) كغنى الصلب ( الشديد القوى وبه سمى ) الرجل عليا فهو من الشدة والقوة ويكون أيضا من الرفعة والشرب وأفضل من سمى به أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه ( والعلاة السندان ) حجرا كان أو حديد واو الجمع العلا ومنه حديث عطاء في مهبط آدم عليه السلام هبط بالعلاة وقيل هي الزبرة التى يضرب عليها الحداد الحديد ( و ) العلاة ( حجر يجعل عليه الا قط ) وأنشد الجوهرى لمبشر بن هذيل الشمخى لا تنفع الشاوى فيها شاته * ولا حماراه ولا علاته وقيل هي صخرة يجعل لها اطار من الاخثاء ومن اللبن والرماد ثم يطبخ فيها الا قط والجمع العلا ( و ) أيضا ( كالعلبة يجعل حولها الخثى يحلب بهاو ) أيضا ( الناقة المشرفة ) العالية وفى الصحاح ويقال للناقة علاة تشبه بالسندان في صلابتها قال الشاعر ومتلف وسط موماة بمهلكة * جاوزتها بعلاة الخلق عليان أي طويلة جسمية ( و ) العلاة ( فرس ) عمرو بن جبلة اليشكرى ( و ) أيا ( جبل ) في أرض النمر بن قاسط لبنى جشم بن زيد مناة منهم قاله نصر ( وعليون جمع على ) بكسرتين وشد اللام والياء موضع ( في السماء السابعة تصعد إليه أرواح المؤمنين ) ويقابله سجين في جهنم أعاذنا الله منها تصعد إليه أرواح الكافرين وقوله تعالى لفى عليين أي في أعلى الا مكنة وقبل عليون شئ فوق شئ غير معروف واحده ولا أنثاه وهو ارتفاع بعد ارتفاع وقبل عليون السماء السابعة وقيل هو اسم لديوان الملائكة الحفظة ترفع إليه أعمال الصالحين ( ويعلى بن أمية ) أبو صفوان التميمي الحنظلي ويقال أبو خالد حليف لبنى عبد المطلب ( ومعلى بن أبى أسد صحابيان أما يعلى بن أمية فمشهور ولم أجد لمعلى بن أبى أسد ذكرا في الصحابة ثم رأيت الذهبي ذكره في الكنى فقال أبو المعلى جد أبى الاسد السلمى له في الا ضحية ولم يصح ومعلى بن لوذان بن حارثة الانصاري الخزرجي ذكره ابن الكلبى في الصحابة ( ويعلى بكسر المثناة التحتية ) اسم ( امرأة ) والصواب فيه تعلى بكسر التاء كما في التكملة ( وعبيد بن يعلى ) الطائى هكذا في سائل النسخ والصواب ان والد عبيد هذا تعلى بكسر التاء الفقية كما ضبطه الحافظ في التبصير وقال فيه انه ( تابعي ) فردوذ كره الذهبي في الكاشف بين عبيد بن البراء وعبيد بن ثمامة وقال انه روى عن أبى أيوب وعنه بكير بن الاشج وغيره وثقه النسائي ( و ) يقال ( أخذه علوا ) بالفتح أي ( عنوة ) وقهرا ( والتعالى الارتفاع إذا أمرت منه قلت تعال بفتح اللام ) أي اعل ولا يستعمل في غير الامر ( ولها تعالى ) ولهم تعالوا ولهن تعالين ويقولون أيضا تعاله يا رجل وللاثنين تعاليا ولا يبالون أن يكون المدعو أعلى أو أسفل قال الجوهرى ولا يجوز أن يقال منه تعاليت والى أي شئ أتعالى وفى المصباح وأصله أن الرجل العالي كان ينادى السافل فيقول تعال ثم كثر في كلامهم حتى استعمل بمعنى هلم مطلقا وسواء كان موضع المدعو أعلى أو أسفل أو مساويا فهو في الاصل لمعنى خاص ثم استعمل في معنى عام وتتصل به الضمائر باقيا على فتحه وربما ضمت اللام مع جمع المذكر السالم وكسرت مع المؤنثة وبه قرأ الحسن البصري قل يا أهل الكتاب تعالوا لمجانسة الواو ( وتعلى علا في مهلة ) نقله الجوهرى ( و ) تعلت ( المرأه من نفاسها أو ) من ( مرضها ) إذا ( سلمت ) وقيل تعلت المرأة من نفاسها طهرت والمريض من علته أفاق منها ( وأتيته من عل الدار بكسر اللام وضمها و ) أتيته ( من على ومن عال ) كل ذلك ( أي من فوق ) شاهد عل بكسر اللام قول امرئ القيس : مكر مفر مقبل مدبر معا * كجلمود صخر حطه السيل من عل وشاهد عل بضم اللام قول عدى بن زيد أنشده يعقوب في كناس ظاهر يستره * من عل الشفان هداب الفنن والشفان القطر القليل وشاهد علا قول أبى النجم أو غيلان بن حريث الربعي * باتت تنوش الحوض نوشا من علا * وشاهد من عال قول دكين بن رجاء أنشده يعقوب * ظمأى النسا من تحت ريا من عال * قال الجوهرى وأما قول أوس (1/8506)
فملك بالليط الذى تحت قشره * كغرقئ بيض كنه القيظ من علو فان الواو زائدة وهى لا طلاق القافية ولا يجوز مثله في الكلام وقال ابن هشام والتزم في عل مخففه اللام جره بمن قطعه عن الاضافة فلا يقال أخذته من عل السطح كما ثيقال من علوه خلافا للجوهري وابن مالك وأما قوله * أرمض من تحت وأضحى من على * فالهاء للسكت لانه مبنى ولا وجه للبناء لو كان مضافا وإذا أريد به المعرفة فبناء على الضم كما في البيت تشبيها له بالغايات أو النكرة فهو معرب كما في قوله حطه السيل من عل نقله البدر القرافى في حاشيته ( وعال على أي احمل ) قال الجوهرى وقول الشاعر وهو أمية بن أبى
كما في قوله حطه السيل من عل نقله البدر القرافى في حاشيته ( وعال على أي احمل ) قال الجوهرى وقول الشاعر وهو أمية بن أبى الصلت سلع ما ومثله عشر ما * عائل ما وعانت البيقورا أي ان السنة المجدبة أثقلت البقر بما حملته من السلع والشعر ( والعلية بالضم والكسر ) مع تشديد اللام المكسورة والياء ( الغرفة ج العلالى ) قال الراغب هي فعاليل وفى الصحاح وهى فعيلة مثل مريقة وأصله عليوة فأبدلت الواو ياء وأدغمت لان هذه الواو إذا سكن ما قبلها صحت كما ينسب الى الدلو دلوى وهى من علوت وقال بعضهم هي العلية بالكسر على فعلية جعلها من المضاعف قال وليس في الكلام فعيلة ( والمعلى كمعظم سابع سهام الميسر ) حكاه أبو عبيد عن الاصمعي هذا نص الجوهرى فقول شيخنا هذا غلط محض موهم غير المراد بل المعلى هو السهم الذى له سبعة أنضباء كما هو ضروري لمن له أدنى المام انتهى غفلة عن النصوص ولا مخالفة بين قوله وقول المصنف فان سابع سهام الميسر له سبعة أنضباء ودليل ذلك قول ابن سيده المعلى القدح السابع في الميسر وهو أفضلها إذا فاز حاز سبعة أنضباء وله سبعة فروض وعليه غرم سبعة ان لم يفز فتأمل ذلك ( و ) المعلى ( فرس الاشعر ) بن حمران الجعفي الشاعر واسمه مرثد وكنيته أبو حمران ( وغلظ الجوهرى فكسر لامه ) قال شيخنا وبالكسر رواه غيره ممن صنف في خيل العرب والمصنف اغتر بكلام الصاغانى وهو مبحوث فيه غير مستند لثبت انتهى * قلت والذى قرأته في كتاب انساب الخيل لابن الكلبى بفتح اللام وهى نسخه قديمة مضبوطة تاريخها سنة ثلثمائة وعشرة قال فيه وكان الاسعر يطلب بنى مازن من الازد فكان يصحبهم فيقتل منهم ثم يهرب فلا يدرك وكانت خالته فيهم ناكحا فقالت انى سأدلكم على مقتله إذا رأيتموه فصبوا لفرسه اللبن فانه قد عوده سقيه اياه فلن يضبطه حتى يكرع فيه ففعلوا فلم يضبطه حتى كرع فيه فتنادى فلما غشيته الرماح قال واثكل أمي وخالتي فصاحت اضرب قنبه ففعل فوثب به فلم يدرك فنجا فقالوا لها ما دعاك الى ما فعلت وأنت دللتينا عليه فقالت رابتنى عليه الثواكل فانشأ الاسعر يقول أريد دماء بنى مازن * وراق المعلى بياض اللبن خليلان مختلف شأننا * أريد العلاء ويهوى اليمن إذا ما رأى وضحا في الاناء * سمعت له زمجرا كالمغن ( و ) المعلى ( بكسر الام الذى يأتي الحلوبة من قبل يمينها ) نقله الجوهرى وفى المحكم للناقة حالبان أحدهما يمسك العلبة من الجانب الايمن والاخر يحلب من الجانب الايسر فالذي يحلب يسمى المعلى والمستعلي والممسك يسمى البائن وسيأتى لذلك مزيد في المستدركات ( و ) المعلى ( فرس ) آخر غير الذى ذكر ( ويعيلى ) مصغر يعلى اسم ( رجل ) وقول الراجز قد عجبت منى ومن يعيليا * لما رأتنى خلقا مقلوليا أراد يعيلى فحرك الياء ضرورة لانه رده الى أصله وأصل اليا آت الحركة وانما لم بنون لأنه ينصرف كذا في الصحاح ( والمعتلى الاسد ) لشدته وقوته ( وعلى بن رباح ) بن قصير اللخمى ( كسمى ) وقبل هو لقبه واسمه على مكبرا وكان يقول لا أجعل في حل من قال لى على روى عن أبى هريرة وزيد بن ثابت وكان في المكتب إذ قتل عثمان وعنه ابنه موسى وبه كان يكنى ويزيد بن أبى حبيب وكان ذا منزلة وحرمة من عبد العزيز بن مروان مات بأفريقية سنة 114 وله ولدان آخران عبد الرحمن وعبد العزيز ( وعليان بالفتح ) لم أجده في المحدثين وانما ذكر ابن حبيب عليان بن أرحب في بنى دهمان وذكر السلمى في الصوفية محمد بن على النسوي ويعرف بابن عليان ( وعليان بالضم وشد الياء ) هو الموسوس الكوفى له أخبار ( وابراهيم بن علية كسمية ) هكذا في النسخ والمشهور بالحديث انما هو ابنه اسمعيل لا ابراهيم وهو اسمعيل بن ابراهيم بن مقسم البصري وعلية والدته امام حجة كنيته أبو بشر روى عن أيوب وابن جدعان وعطا بن السائب وعنه أحمد واسحق وابن معين مات سنة 193 واخوته اسحق وربعي 3 بنى ابراهيم بن علية الاخير عن سعيد بن مسروق داود بن أبى هند وعنه أحمد والزعفراني ثقة توفى سنة 197 ( محدثون ) والذى في التكملة وقد سموا عليان بالفتح وعليان وعلية مصغرين ( والعلى كهدى د بناحية وادى القرى ) بينه وبين الشام نزله النبي صلى الله عليه وسلم في طريقه الى تبوك وبنى هناك مسجد بمكان مصلاة وهو اليوم أحد منازل حاج الشام وعليه قلعة حصينة وبه عين ماء عذب ( و ) أيضا ( ع بديار غطفان ) قال نصر وموضع أحسب في ديار تميم ( و ) أيضا ( ركيات ) عند الحصاء ( بديار ) بنى ( كلاب و ) العلاء ( كسماء ع بالمدينة ) قال نصر أظنه أطما أو عنده أطم ( وسكة العلاء ببخارا ) ومنها أبو سعيد الكاتب العلائى روى عنه أبو كاهل البصري وغيره ( وكورة العلاتين ) مثنى العلاة ( بحمص والعلواء القصة العالية عن ابن الاعرابي ونصه العلوى ( وبلاد لام ) علوى اسم ( امرأة و ) علوى ( فرسان ) أحدهما لخفاف بن ندبة والثانى للسليك بن السلكة ( والعلى بكسرتين ) مع شد الياء ( العلو ) (1/8507)
ومنه قراءة ابن مسعود ظلما وعليا * ومما يستدرك عليه من أسمائه تعالى العلى والمتعالي فالعلى الذى ليس فوقه شى وعلا الخلق فقهرهم بقدرته والمتعالي الذى جل عن افك المفترين ويكون بمعنى العالي والاعلى الذى هو أعلى من كل على من كل عال وعلا في الارض طغى وتكبر وقوله تعالى ولتعلن علوا كبيرا أي لتبغن ولتعظمن وعلوت الرجل غلبته وعلوته بالسيف ضربته وأتيته من معال بضم الميم قال ذو الرمة * ونغضان الرحل من معال * وأما قول أعشى باهلة : انى أتتنى لسان لا أسر بها * من علو لا عجب منها ولا سخر فيروى بضم الواو وفتحها وكسرها أي أتانى خبر من أعلى نجد وعال عنى وأعل عنى أي تنح وفى حديث مقتل أبى جهل أعلى عنج أي تنح عنى واعل عنى موصولة لغة في اعل عنى مقطوعة عن الفراء واعل الوسادة اقعد عليها واعل عنها انزل عنها قالت امرأة من العرب فقدتك من بعل علام تدكنى * بصدرك لا تغى فتيلا ولا تعلى أي لا تنزل وعلاوة الريح بالضم ما كان فوق الصيد وسفالتها تحته وعلوت على فلان الريح كنت في علاوتها ويقال لا تعل الريح على الصيد فيراح ريحك وينفر والعلا كهدى الشرف والرفعة وأبو العلاء من كناهم والعالية قرية باليمن وعالاه الله رفعه قال العجاج عاليت أنساعى وجلب الكور * على سراة رائح ممطور وعليت الحبل تعلية رفعته الى مجراه من البكرة والرشاء فهو معل والرشاء معلى وعلا بالامر استقل به واضطلع قال على بن الغدير الغنوى فاعمد لما تعلو فمالك بالذى * لا تستطيع من الامور يدان والعالية القناة المستقيمة وأعل عنا وعال اطلب حاجتك عند غيرنا فلا نقدر عليها وعلا حاجته واستعلاها ظهر عليها وقرنه كذلك ورجل علو للرجال كعدو والعلو بالفتح ارتفاع أصل البناء والعليون في كلامهم الذين ينزلون عالى البلاد فإذ انزلوا أسافلها فهم سفليون والعليون أيضا أهل الثروة والشرف والمتضعون سفليون والتعلية ان ينتأ بعض الى أسفل البئر فيزل رجل فيعلى الدلو عن الحجر الناتئ وقبل المعلى الذى يرفع الدلو مملوءة الى فوق يعين المستقى بذلك والعلاية بلد بالروم منها الصلاح خليل بن كيكلدى العلائى حافظ بيت المقدس والعلائي أيضا من ولد العلاء بن الحضرمي منهم عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي وابنه محمد وآخرون واعتلى الشئ قوى عليه وعلاه والعلية من الابل والمعتلية والمستعلية القوية على حملها ويقال ناقة حليه عليه فالحلية حلوة المنظر والسير والعلية الفائقة والمستعلي الذى يقوم على يسار الحلوبة أو الذى يأخذ العلبة بيساره ويحلب بيمينه وقيل هو الذى يحلبها من الشق الايسر والعلاة الصخرة وعولى السمن والشحم في كل ذى سمن صنع حتى ارتفع في الصنعة وفلان هنى على أي يتأنث للنساء وسموا علوان والنسبة الى معلى معلوى وعلاء بنى هزان باليمامة على طريق الحاج وعلاءة كلب بالشام والعلا بالضم موضع في ديار بنى تميم وتعالى اسم امرأة ويقال للكثير المال اعل به أي ابق بعده أو دعاء له بالبقاء ويقال هو غير مؤتل في الامر ولا معتل أي غير مقصر وتعلى فلان إذا هجم على قوم بغير اذن وفلان تعلو عنه العين أي تنبو وإذا نبا الشئ عن الشئ ولم يلصق به فقد علا عنه وعالية الوادي حيث ينحدر الماء منه وعالية تميم هم بنو عمرو بن تميم وهم بنو الهجيم والنبر ومازن وذو العلا ذو الصفات العلا أو هو جمع الصفة العليا والكلمة العليا ويكون جمعا للاسم الاعلى واليد العليا المتعففة أو المنفقة والنسبة الى على علوى وهم العلويون وآل باعلوى قبيلة من العلويين بحضر موت وأتيت الناقة من قبل مستعلاها أي من قبل انسيبها وهذه الكلمة تستعل لساني إذا كانت تجرى عليه كثيرا والحائض عالية الدم يعلو دمها الماء وهم بهم أعلى عينا أي أبصر بهم وأعلم بحالهم وإذا بلغ الفرس الغاية في الرهان قيل استعلى على الغاية والمعتلى المطيق كالمستعلى وغنى النعمان بشئ من دالية النابغة فقال هذا شعر علوى أي عالى الطبقة أو من عليا نجد وما سألتك ما يعلوك ظهرا أي ما يشق عليك وهو أعلى بكم عينا أي أشد لكم تعظيما فأنتم أعزة عنده وأبو يعلى من كناهم وبنو على قبيلة من كنانة وهم بنو عبد مناة وانما قيل لهم بنو على عزوة الى على بن مسعود الازدي وهو أخو عبد مناة لأمه فخلف على أم ولد عبد مناة وهم بكر وعامر ومرة وأمهم هند بنت بكر بن وائل النزارية فرباهم في حجرة فنسبوا إليه والعرب تنسب ولد المرأة الى زوجها الذى يخلف عليها بعد أبيهم وذلك عنى حسان بن ثابت رض الله تعالى عنه بقوله ضربوا عليا يوم بدر ضربة * دانت لوقعتها جميع نزار أراد بنى هؤلاء من كنانة قاله ابن الجوانى وبنو على قبيلة ينزلون أفريقية وأخرى ينزلون وادى برقة وكسمى على بن عيسى بن حمزة بن دهاس الحسنى أمير مكة الذى ذكره الزمخشري في خطبة الكشاف ومسملة بن على الحسنى وكان يكره تصغيرا اسمه وانما صغر
في أيام بنى أمية مراغمة من الجهلة وأصبغ بن علقمة بن على بن شريك بن الحرث أبو المقدام الحنظلي البصري روى عنه ابن المبارك وابن عمه خالد بن هزيم بن على بن شريك مات بخراسان وروى عن حميد بن مرة تاريخ مرو وعلى بن عباد بن الحرث في الجاهلية فهؤلاء كلهم بالتصغير وسموا علياء وجلال الدين أبو العلياء جد أشراف سمهود بالصعيد وعالية بنت أيفع زوج أبى اسحق السبيعى وأم ابنه يونس وعالية بنت سبع عن ميمونة وعالية أخت عبد المحسن الشيحى وأبو العالية الرياحي محدثون وأبو الحسين أحمد بن محمد ابن منصور بن حسين بن العالي بن سليمان البوشنجى روى عن شيخ الاسلام الهروي والرشيد فضل الله بن أبى الخير بن عالى الهمداني (1/8508)
وزير سلطان المشرق مشهور والعلويون بطن باليمن ينتسبون الى على بن راشد بن بولان من بنى عك بن عدنان منهم النفيس سليمان بن ابراهيم بن عمر التعزى المحدث توفى سنة 825 وأهل يته ونسبه الحافظ الى على بن بكر بن وائل وهو غلط وسلم العلوى 3 الى علم الهيئة وقيل الى على بن سود بن الحجر الازدي وبنو على أيضا بطن من مذحج وبتثقيل اللام محمد بن على بن علويه العلوى الجرحانى تفقه على المزني وأبو القاسم على بن الحسن بن علويه العلوى تفقه على أبى عثمان الصابونى وأبو النضر محمد بن بكر بن محمد بن مسعود بن علويه العلوى السمرقندى روى عن عمر بن محمد النجيرمى وبسكون اللام عمرو بن سلمة الهمداني العلوى الارحبي صاحب على ذكره الرشاطى وعليان مصغر فحل كان لكليب بن وائل وفيه أحرى المثل دون عليان خرط القتاد ومعليا من نواحى الاردن وجاء من أعل وأروح أي من السماء ومهب الرياح ويقال في زجر العنز عل عل وعلا علا فلان للشئ يعلوله إذا أطاقه والعالية فرس عمر وبن ملقط الطائى وقال ابن حبيب علة بن جلد بن مالك ( ى على السطح يعليه ) من حد ضرب وضبط في المحكم على السطح كرضى ( عليا ) بالفتح وبالكسر ( وعليا ) كعنى ( صعده وعلى حرف ) من حروف الاضافة وهى الجارة وانما سميت حروف الاضافة لانها تضيف الفعل أو شبهه الى ما يليه وقال الجار بردى لانها تضيف معاني الا فعال الى الاسماء فمن الحروف ما يكون حرفا فقط ومنها ما يكون تارة حرفا وتارة اسما ومنها ما يكون تارة حرفا وتارة فعلا ( وعن سيبويه ) على ( اسم للاستعلاء ) وتدخل من عليها وحينئذ يتأول بمعنى الفوق نحو قولة تعالى ( وعليها وعلى الفلك تحملون ) وفى الصحاح وعلى حرف خافض وقد يكون اسما يدخل عليه حرف جر قال الشاعر غدت من عليه تنفض الطل بعدما * رأت حاجب الشمس استوى فترفعا أي غدت من فوقه لان حرف الجر لا يدخل على حرف الجر وقال المبرد على لفظة مشتركة للاسم والفعل والحرف لا ان الاسم هو الحرف أو الفعل ولكن قد يتفق الاسم والحرف في اللفظ الا ترى انك تقول على زيد ثوب فعلى هذه حرف وتقول علا زيد اثوب فعلى هذه فعل لانه من علا يعلو قال طرفة فتساقى القوم كأسا مرة * وعلا الخليل دماء كالشقر ويروى وعلى الخليل قال سيبويه ألفها منقلبة من واو الا أنها تقلب مع المضمر ياء تقول عليك وبعض الرب يتركها على حالها قال الراجز * طاروا علاهن فطر علاها * ويقال هي لغة بلحرث بن كعب انتهى وقال السبكى الاصح انها قد تكون اسما بمعنى فوق أي بقلة وتكون حرفا بكثرة للاستعلاء حسا نحو كل من عليها فان أو معنى نحو فضلنا بعضهم على بعض ( والمصاحبة كمع ) نحو قوله تعالى ( وآتى المال على حبه ) أي مع حبه * قلت وبه فسر الحديث زكاة الفطر على كل حر وعبد صاع قال ابن الاثير قبل على هنا بمعنى مع لان العبد لا تجب عليه الفطرة وانما تجب على سيده ( والمجاوزة ) كعن كقول القحيف العقيلى ( إذا رضيت على بنو قشير ) * لعمر الله أعجبني رضاها أي عنى وانما عداه بعلى لانه اذار ضيت عنه أحبته أقبلت عليه فلذا استعمل على بمعنى عن قال ابن جنى وكان أبو على يستحسن قول الكسائي في هذا لانه قال لما كان رضيت ضد سخطت عداه بعلى حملا للشئ على نقيضه كما يحمل على نظيره وقد سلك سيبويه هذه الطريق في المصادر كثيرا فقال وقالوا كذا كما قالوا كذا وأحدهما ضد للاخر * قلت ومنه أيضا الحديث من صام الدهر ضيقت عليه جهنم أي عنه فلا يدخلها ولا يجوز حمله على حقيقته لان صوم الدهر بالجملة قربة كذا حديث أبى سفيان لولان أن يأثروا على الكذب لكذبت أي يرووا عنى ( والتعليل كاللام ) نحو قوله تعالى ( ولتكبروا الله على ما هداكم ) أي لما هداكم ( والظرفيه ) كفى نحو قوله تعالى ( ودخل المدينة على حين غفلة ) أي في حين غفلة ( وبمعنى من ) كقوله تعالى ( إذا اكتالوا على الناس يستوفون ) أي من الناس نقله الجوهرى وفى التهذيب عن الناس ( و ) تكون بمعنى ( الباء ) كقوله تعالى ( على أن لا أقول على الله الا الحق ) أي بأن لا ومنه أيضا قول أبى ذؤيب الهذلى يفيض على القداح الى آخره أي بالقداح ( والاستدراك ) مثل لكن نحو قولهم
( فلان جهنمى ) ونص السبكى فلان لا يدخل الجنة ( على أنه لا ييأس من رحمة الله ) أي لكنه ( وتكون زائدة للتعويض كقوله ( فلان جهنمى ) ونص السبكى فلان لا يدخل الجنة ( على أنه لا ييأس من رحمة الله ) أي لكنه ( وتكون زائدة للتعويض كقوله ان الكريم وأبيك يعتمل * ان لم يجد يوما على من يتكل أي من يتكل عليه فحذف عليه وزاد على قبل الموصول عوضا ) وقال السبكى وتكون للزيادة كقوله لا أحلف على يمين أي يمينا ( وتكون اسما بمعنى فويق ) كقول الشاعر وهو مزاحم العقيلى يصف قطاة ( غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها ) * تصل وعن قيظ بييداء 3 مجهل وتقدم مثل ذلك عن الجوهرى قريبا ومنه أيضا الحديث فإذا انقطع من عليها رجع الايمان أي من فوقها ( وعليك ) من أسماء الفعل المغرى به يقال عليك ( زيدا ) ويزيد أي ( الزمه ) وفى الصحاح أي خذه لما كثر استعماله صار بمنزلة هلم وان كان أصله من الارتفاع * ومما يستدرك عليه تأتى على بمعنى في كقولهم كان ذلك على عهد فلان أي في عهده وبمعنى عند وبه فسر الاصمعي قول مزاحم العقيلى السابق وعلى زيد أو بزيد أعطني ومريده عليه كانه طواه مستعليا وكذا مر الماء عليه وأما مررت على فلان فجرى كالمثل وعلينا أمير كقولك علينا مال وهذا كالمثل كما يثبت الشئ على المكان كذا يثبت هذا عليه وفى شرح الجار بردى قولهم (1/8509)
عليه مال من الاستعلاء المجازى لانه تعلق بذمته كأنه استعلاه وقالوا ثبت عليه مال كثر ورأيته على أو فاض إذا كان يريد النهوض ( ى عمى كرضى عمى ) مقصور ( ذهب بصره كله ) أي من كلتا العينين ولا يقع هذا النعت على الواحدة بل عليهما تقول عميت عيناه ( كاعماى يعماى اعمياء ) كارعوى يرعوى ارعواء قال الصاغانى أرادوا حذوا دهام يدهام فأخرجوه على لفظ صحيح وكان في الاصل ادهام فادغموا فلما بنوا اعمايا على أصل ادهامم اعتمدت الياء الاخيرة على فتحة الياء الاولى فصارت ألفا فلما اختلفا لم يكن للادغام فيه مساغ كمساغه في الميمين ( وقد تشدد الياء ) فيكون كادهام يدهام ادهيما ما قال الصاغانى وهو نكلف غير مستعمل ( وتعمى ) في معنى عمى ( فهو أعمى وعم ) منقوص ( من ) قوم ( عمى وعميان وعماة ) بالضم في الكل الاخير ( كأنه جمع عام ) كرماة ورام ( وهى عمياء وعمية ) كفرحة ( و ) أما ( عمية ) فكفخذ في في فخذ خففوا الميم وامرأتان عمياوان ونساء عمياوات ( وعماه تعمية صيره أعمى ) ومنه قول ساعدة بن جؤية * وعمى عليه الموت بابى طريقه * وبابى طريقه يعنى عينيه ( و ) عمى ( معنى البيت ) تعمية أي ( أخفاه ) ومنه المعمى من الاشعار كما في الصحاح وقيل التعمية ان تعمى على انسان شيأ فتلبسه عليه تلبيسا ( والعمى أيضا ذهاب بصر القلب ) وفى المحكم نظر القلب ( والفعل والصفة مثله في غير افعال ) أي لا يبنى فعله على افعال لانه ليس بمحسوس انما هو على المثل تقول رجل عمى القلب أي جاهل وامرأة عمية عن الصواب وعمية القلب وقوم عمون ( وتقول ما أعماه في هذه ) أي انما يراد به ما أعمى قلبه لان ذلك ينسب إليه الكثير الضلال ( دون الاولى ) لان مالا يتزيد لا يتعجب منه كما في الصحاح وقوله تعالى ومن كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا قال الراغب الاول اسم الفاعل والثانى قبل مثله وقيل هو أفعل من كذا أي للتفضيل لان ذلك من فقدان البصيرة ويصح أن يقال فيه ما أفعله فهو أفعل من كذا ومنهم من جعل الاول من عمى القلب والثانى على عمى البصر والى هذا ذهب أبو عمرو رحمه الله تعالى فأمال الاول لما كان من عمى القلب وترك الامالة في الثاني لما كان اسما والاسم أبعد من الامالة ( وتعامى ) الرجل ( أظهره ) يكون في العين والقلب وفى الصحاح أرى من نفسه ذلك ( والعماءة والعماية كغنية ويضم ) في الاخير ( الغواية واللجاج ) في الباطل ( والعمية بالكسر والضم مشددتى الميم واليا الكبر أو الضلال ) وهو من ذلك ومنه الحديث من قتل تحت راية عمية أي في فتنة أو ضلال وهى فعيلة من العمى الضلالة كالقتال في العصبية والأهواء روى بالوجهين ( وقتل فلان ( عميا ) وهو فعيلى من العمى ( كرميا ) من الرمى وخصيصى من التخصيص وهى مصادر أي ( لم يدر من قتله ) ومن قتل كذلك فحكمه حكم قتيل الخطا تجب فيه الدية ( والأعماء الجهال جمع أعمى ) كذا في النسخ وفى المحكم الأعماء المجاهل يجوز كون واحدها عمى ووقع في بعض نسخ المحكم الجاهل وهو غلط وكذلك سياق المصنف فيه غلط من وجهين الاول تفسير الأعماء بالجهال وانما هي المجاهل والثانى جعله جمعا لا عمى وانما هي جمع عمى فتأمل ( و ) الأعماء ( أغفال الارض التى لاعمارة بها ) أو لا أثر للعمارة بها كما في الصحاح قال رؤبة وبلد عاميه أعماؤه * كأن لون أرضه سماؤه ( كالمعامى ) الواحدة معمية قياسا قال ابن سيده ولم أسمع بواحدتها * قلت واحدتها عمى على غير قياس ( و ) الاعماء ( الطوال من
الناس ) عن ابن الاعرابي هو جمع عام كناصر وأنصار ( وأعماء عامية مبالغة ) كما في قول رؤبة السابق أي متناهية في العمى كليل لائل وشغل شاغل كأنه قال أعماؤه عامية فقدم وأخر وقلما يأتون بهذا الضرب من المبالغ به الا تابعا لما قبله لكنه اضطر ( ولقيته صكة عمى كسمى ) هذا هو المشهور في المثل وبه جاء لفظ الحديث ( و ) صكة ( عمى ) بالضم وسكون الميم جاء هكذا ( في الشعر ) يعنى قول رؤية صكة عمى زاخرا قد أترعا * إذا الصدى أمسى بها تفجعا أراد صكة عمى فلم يستقم له فقال عمى ( و ) يقال أيضا صكة ( أعمى ) وفى الحديث نهى عن الصلاة إذا قام قائم الظهيرة صكة عمى ( أي في أشد الهاجرة حرا ) ولا يقال الافى القيظ لان الانسان إذا خرج وقتئذ لم يقدر أن يملا عينيه من ضوء الشمس وقال ابن سيده لان الظيى يطلب الكناس إذا اشتد الحر وقد برقت عينه من بياض الشمس ولمعانها فيسدر بصره حتى يصك كناسه لا يبصره وفيه أيضا انه كان يستظل بظل جفنة عبد الله بن جدعان صكة عمى يريد الهاجرة والاصل فيها ان عميا مصغر مرخم كأنه تصغير أعمى قاله ابن الاثير أي انه يصير كالاعمى وقبل حين كاد الحر يعمى من شدته ( أو عمى اسم للحر ) بعينه ( أو ) عمى ( رجل ) من عدوان ( كان ) يفيض بالحاج عند الهاجرة وشدة الحر كما في النهاية أو كان ( يفتى في الحج فجاء في ركب ) معتمرا ( فنزلوا منزلا في يوم حار فقال من جاءت عليه هذا الساعة من غد وهو حرام ) لم يقض عمرته ( بقى حراما الى قابل فوثبوا ) يضربون ( حتى وافوا البيت من مسيرة ليلتين جادين ) فضرب مثلا كما في المحكم ( أو ) عمى ( اسم رجل ) من العمالقة ( أغار على قوم ظهرا فاجتاحهم ) أي استأصلهم فنسب الوقت إليه كما في الصحاح وفى النهاية فضرب به المثل فيمن يخرج في شدة الحر ولهم كلام واسع في شرح المثل والحديث غالب ما ذكروه يرجع الى ما شرحناه ( والعماء ) بالمد ووجد في النسخ بالقصر وقد جاء في رواية هكذا ( السحاب المرتفع ) وبه فسر الحديث أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه فقال كان في عماء تحته هواء وفوقه هواء ( أو ) هو السحاب الكثيف أو ) اليم الكثيف ( الممطر أو ) هو ( الرقيق أو الاسود أو الابيض أو هو الذى هراق ماءه ) ولم يتقطع تقطع الجفال أو الذى حمل الماء وارتفع وقال أبو زيد هو شبه الدخان يركب (1/8510)
رؤس الجبال كما في الصحاح وقال أبو عبيد : في تفسير الحديث لا ندرى كيف كان ذلك العماء وعلى رواية القصر قيل كان في عمى أي ليس معة شئ وقيل هو كل أمر لا تدركه العقول ولا يبلغ كنهه الوصف ولابد في قوله أين كان ربنا من مضاف محذوف فيكون التقدير أين كان عرش ربنا ويدل عليه قوله وكان عرشه على الماء وقال الازهرى نحن نؤمن به ولا نكيفه بصفة أي تجرى اللفظ على ما جاء عليه من غير تأو يل ( وعمى ) الماء وغيره ( يعمى ) من حدر مى ( سال ) وكذلك همى يهمى ( و ) عمى ( الموج ) يعمى ( رمى بالقذى ) ودفعه الى أعاليه وفى الصحاح إذا رمى القذى والزبد ( و ) عمى ( البعير بلغامه ) يعمى إذا ( هدر فرمى به على هامته أو ) رمى به ( أيا كان ) نقله ابن سيده ( واعتماه اختاره ) وهو قلب اعتامه نقله الجوهرى ( والاسم العمية ) بالكسر ( و ) اعتماه اعتماء ( قصده و ) في الحديث تعوذوا بالله من الاعميين قيل ( الأعميان السيل والحريق ) لما يصيب من يصيبانه من الحيرة في أمره أولا نهما إذا وقعا لا يبقيان موضعا ولا يتجنبان شيأ كالاعمى الذى لا يدرى أين يسلك فهو يمشى حيث أدته رجله ( أو ) هما السيل ( والليل أو ) ما السيل المائج ( والجمل الهائج و ) قال أبو زيد يقال ( تركناهم عمى كربى إذا أشرفوا على الموت ) نقله الجوهرى وفى بعض نسخ الصحاح تركناهم في عمى ( وعماية جبل ) في بلاد هذيل كما في الصحاح ( وثناه الشاعر ) المراد به جرير بن الخطفى ( فقال عمايتين ) أراد عماية وصاحبه وهما جبلان قاله شراح التسهيل وغيرهم نقله شيخنا وقال نصر في معجمه عمايتان جبلان العليا اختلطت فيها الحريش وقشير وبلعجلان والقصياهى لهم شرقيها كله ولباهلة جنوبيها ولبلعجلان غربيها وقيل هي جبال حمر وسود سميت به لان الناس يضلون فيها يسيرون فيها مرحلتين ( و ) يقولون ( عما والله ) وهما والله ) ( كأما والله ) يبدلون من الهمزة عينا وهاء ومنهم من يقول غما والله بمعجمة كما سيأتي ( وأعماه وجده أعمى ) كأحمده وجده محمودا ( والعمى ) مقصور ( القامة والطول ) يقال ما أحسن عمى هذا الرجل أي طوله أو قامته ( و ) أيضا ( الغبار والعامية البكاءة ) من النساء ( والمعتمى الاسد ) * ومما يستدرك عليه العامية الدارسة والعمياء اللجاجة في الباطل والامر الاعمى العصبية لا يستبين ما وجهه والعمية كغنية الدعوة العمياء وقول الراجز يصف اللبن لبياضه يحسبه الجاهل ما كان عما * شيخا على كريسه معمما
أي ينظر إليه من البعيد فالعمى هنا البعد ورجل عام رام وعمانى بكذا رماني من التهمة وعمى النبت يعمى واعتم واعتمى ثلاث لغات وعميت الى كذا عميانا وعطشت عطشانا إذا ذهبت إليه لا تريد غيره وعمى عن رشده وحجته إذا لم يهتد وعمى عليه طريقه كذلك وعمى عليه الامر التبس وكذا عمى بالتشديد وبهما قرئ قوله تعالى فعميت عليهم الانباء والعماية والعماة السحابة الكثيفة المطبقة ويقولون للقطعة عماءة وبعضهم ينكره ويجعل العمى اسما جامعا والعامي الذى لا يبصر طريقه وأرض عمياء وعامية ومكان أعمى لا يهتدى فيه والنسبة الى الاعمى أعموى والى عم عموى والعماية بقية ظلمة الليل وأعماه الله جعله أعمى نقله الجوهرى ( والعمو ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هو ( الضلال و ) قال ابن الاعرابي هو ( الذلة والخضوع ) وقد عما يعمو عموا وفى الحديث مثل المنافق مثل شاة بين ربيضين تعمو الى هذه مرة والى هذه مرة أي تخضع وتذل والاعرف تعنو ( ج أعماء ) * ومما يستدرك عليه عمويه بضم الميم المشددة لقب عبد الله الجد الاعلى للشهاب السهروردى وقبل موضعه ع م م وقد تقدم ( وعنوت فيهم عنوا ) بالفتح وضبطه في المحكم كسمو ( وعناء صرت أسيرا كعنيت ) فيهم ( كرضيت ) لغتان ذكرهما ابن سيده وفى الصحاح عنا فيهم فلان أسيرا أي أقام فيهم على اساره واحتبس فاقتص على لغة واحدة ( و ) عنوت للحق ( خضعت ) وأطعت ومنه قوله تعالى وعنت الوجوه للحى القيوم وقيل كل خاضع لحق أو غيره عان وقيل معنى عنت الوجوه استأسرت وقيل ذلت وقيل نصبت له وعملت له وقيل هو وضع الجبهة والركبة واليد في الركوع والسجود ( وأعنيته أنا ) أي أبقيته أسيرا وأخضعته ( و ) عنوت ( الشئ أبديته ) وأظهرته ) ( و ) عنوت ( به أخرجته ) وفى الصحاح عنوت الشى أخر جته وأظهرته ( والعنوة الاسم منه ) أي من كل مما ذكر كما في المحكم ( و ) العنوة ( القهر ) يقال أخذره عنوة أي قسرا وفتحت هذه المدينة عنوة أي بالقتال قوتل أهلها حتى غلبوا عليها وعجزوا عن حفظها فتركوها وجلوا من غير أن يجرى بينهم وبين المسلمين فيها عقد صلح فالاجماع على ان العنوة هي الاخذ بالقهر والغلبة ( و ) تأتى العنوة بمعنى ( المودة ) أيضا نقله ابن سيده وهى في معنى الطاعة والتسليم فهو ( ضد ) قالوا وقد تكون عن طاعة وتسليم ممن يؤخذ منه الشئ وأنشد الفراء فما أخذوها عنوة عن مودة * ولكن ضرب المشرفى استقالها قالوا وهذا على معنى التسليم والطاعة بلا قتال ونسب عبد القادر بن عمر البغدادي في بعض رسائله القول المشهور للعامة وانهم زعموا ذلك وان العنوة تكون عن طاعة وتسليم أيضا واستدل بالبيت الذى أنشده الفراء * قلت المعنيان صحيحان والاجماع على الاول وهى لغة الخاصة وقد تكرر ذكرها في الحديث وفسرت بما ذكرنا ونسبتها للعامة بمجرد قول الشاعر غير صواب وقد قرر العلامة ياقوت الرومي في معجمه قول الشاعر فقال هذا تأويل في هذا البيت على أن العنوة بمعنى الطاعة ويمكن ان يؤول تأويلا يخرجه عن أن يكون بمعنى الغصب والغلبة فيقال ان معناه فما أخذوها غلبة وهناك مودة بل القتال أخذها عنوة كما تقول (1/8511)
ما أساء اليك زيد عن محبة أي وهناك محبة بل بغضة وكما تقول ما صدر هذا الفعل عن قلب صاف أي وهناك قلب صاف بل كدر ويصلح أن يجعل قوله أخدوها دليلا على الغلبة والقهر ولو لا ذلك لقال فما سلموها فان قائلا لو قال أخذ الامير حصن كذا لسبق الوهم وكان مفهومه انه أخذه قهرا ولو ان قائلا قال ان أهل حصن كذا سلموه لكان مفهومه انهم اذعنوا به عن ارادة واختيار وهذا ظاهر ثم قال والاجماع على ان العنوة بمعنى القهر والغلبة ( والعواني النساء لانهن يظلمن فلا ينتصرن ) ومنه الحديث اتقوا الله في النساء فانهم عوان عندكم قال ابن الاثير أي أسراء أو كالاسراء الواحدة عانية ( والتعنية الحبس ) وقد عناه إذا حبسه حبسا طويلا مضيقا عليه وقيل كل حبس طويل تعنية وفى حديث على يوم صفين استشعروا الخشية وعنوا بالاصوات أي احبسوها واخفوها كأنه نهاهم عن اللغط في الاصوات ( و ) التعنية ( اخلاط من بول وبعر ) يحبس مدة ثم ( يطلى بها البعير الجرب كالعنية ) كغنية ) وقيل العنية أبوال الابل تستبان في الربيع حين تجزأ عن الماء ثم تطبخ حتى تخثر ثم يلقى عليها من زهر ضروب العشب وحب المحلب فيعقد بذلك ثم يجعل في بساتيق صعار وقيل هو البول يؤخذ وأشياء معه فيخلط ويحبس زمنا وفى الصحاح العنية على فعيلة بول البعير يعقد في الشمس يطلى به الا جرب عن أبى عمرو وفى المثل العنية تشفى الجرب انتهى وقيل العنية الهناء ما كان وكله مأخوذ من الخلط وقيل من الحبس ( و ) التعنية ( طلى البعير بها ) عناه تعنية إذا طلاه بها نقله الجوهرى ( والاعناء من السماء نواحيها ) وجوانبها وكذا عناء البلاد قال ابن مقبل لا يحرز المرء اعناء البلاد ولا * تبنى له في السموات السلاليم
( و ) الاعناء ( من القوم ) الناس ( من قبائل شتى واحدهما عنو بالكسر ) كما في الصحاح ويقال واحد اعناء السماء عنا بالكسر مقصور نقله الجوهرى عن ابن الاعرابي ( وعنت الارض بالنبات ) تعنو عنوا ( أظهرته ) وفى الصحاح عن ابن السكيت إذا ظهر نبتها يقال لم تعن بلادنا بشئ إذا لم تنبت شيأ قال ذو الرمة ولم يبق بالخلصاء مما عنت به * من الرطب الا يبسها وهجيرها ( كاعنته ) يقال ما أعنت الارض شيأ أي ما أنبتت كما في الصحاح ( و ) عنا ( الكلب للشئ ) يعنوه عنوا ( أتاه فشمه ) قبل هذا يعنو هذا أي يأتيه فيشمه ( و ) عنت ( القربة بماء كثير ) تعنو ( لم تحفظه فظهر ) وقيل عنت القربة سال ماؤها ( و ) عنت ( به أمور نزلت ) نقله الجوهرى ( و ) عنا ( الامر عليه ) إذا ( شق ) عليه نقله ابن سيده ( والعانى الاسير ) ومنه الحديث وفكوا العانى أي الاسير وكأنه مأخذ من الذل والخضوع وكل من ذل واستكان فقد عنا والجمع عناة وهى عانية والجمع العوانى ( والدم ) العانى هو ( السائل ) نقله الجوهرى وقد عنا عنوا إذا سال عن ابن القطاع وقيل العانى السائل من دم أوماء ( وعنوان الكتاب ) بالضم والكسر ( سمته ) كمعناه ) كمعظم ( وقد عنونته ) عنونة وعنوانا إذا وسمته * ومما يستدرك عليه العناء الحبس في شدة وذل والتعنى التطلى بالعنية ومنه قول الشعبى لان أتعنى بعنية أحب الى من ان أقول في مسألة برأيى وفى المثل عنيه تشفى الجرب يضرب للرجل إذا كان جيد الرأى واعناء الوجه جوانبه وأعنى الولى الارض أمطرها فأنبتت عن ابن القطاع والولى الغيث الذى بعد الوسمى وأنشد الجوهرى لعدى ويأكلن ما أعنى الولى فلم يلت * كأن بحافات النهاء المزارعا قوله فلم يلت أي لم ينقص منه شيأ ويروى لم يلث بالمثلثة وهكذا هو في تهذيب الاصلاح أي لم يبطئ نباته وعناه الامر يعنوه أهمه وفى جبهته عنوان من كثرة السجود أي أثر قال الشاعر وأشمط عنوان به من سجوده * كر كبة عنز من عنوز بنى نصر وفى مرثية سيدنا عثمان رضى الله تعالى عنه ضحوا با شمط عنوان السجود به * يقطع الليل ترتيلا وقرآنا وأعنى الاسير أبقاه في اساره والعواني العوامل وبه فسر قول الجعدى * واعضاد المطى عوانى * قلت ولعله منه العوانى للمكاسين فانهم عوامل للظلمة واعتنى الرجل صادف أرضا قد أمشرت وكثر كلؤها والعنى كعتى الاسر لغة في العنو ومنه الحديث الخال وارث له يفك عنيه أي أسره والمعنى ما يلزمه ويتعلق به بسبب الجنايات التى سبيلها ان يتحملها العاقلة كذا في النهاية وعنا فيه الاكل يعنو عنوا نجع عن ابن القطاع وعنا يعنو عنوا أقام عنه أيضا وعنا الكتاب يعنوه عنونه عنه أيضا والعنوان بالكسر لغة في الضم وسألته فلم يعن لى بشئ أي لم يند ولم يبض ( ى عناه الامر يعنيه ويعنوه عناية ) بالكسر ( وعناية ) بالفتح ( وعنيا ) كعتى وضبطه بعض بالضم ( أهمه ) وقرئ لكل امرئ يومئذ شأن يعنيه معناه له شأن لا يهمه معه غيره وكذا بالمعجمة والمعنى لا يقدر مع الاهتمام به على الاهتمام بغير وفى الحديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه أي مالا يهمه وفى حديث الرقية بسم الله أرقيك من كل داء يعنيك أي يهمك ويشغلك ( واعتنى به اهتم ) و ( وعنى ) فلان بحاجته ( بالضم ) أي مبنيا للمفعول وهو أحد أوزانه المشهورة في هذا الكتاب يعنى بها ( عناية ) بالكسرو هذه اللغة هي المشهورة التى اقتصر عليها ثعلب في فصيحه ووافقه الجوهرى وغيره ( و ) يقال أيضا عنى بحاجته ( كرضى ) وهو ( قليل ) حكاه جماعة منهم ابن درستويه (1/8512)
وغيره من شراح الفصيح والهروى في غريبيه والمطرزى قاله شيخنا * قلت وابن القطاع عن الطوسى ( فهو به عن ) منقوص عن ابن الاعرابي وفى الصحاح هو بها معنى على مفعول قال أبو عبيدة الامر من عنيت به اعن لحاجتي وقال أبو عثمان لتعن بحاجتي وعنى الامر يعنى ) عنيا ( نزل و ) قبل عنى به الامر ( حدث و ) عنى ( فيه الاكل ) عنيا وعنى وعنيا ( نجع يعنى كيرمى ويرضى ) لغتان ذكرهما ابن القطاع في تهذيبه وقال شيخنا الثانية غير جارية على القياس ولا هي مسموعة من أحد من الناس ومن أثبتها جعل لها ماضيا كرضى * قلت هي مسموعة وماضيها كرضى كما نقله ابن القطاع وقال فلان ما يعنى فيه الاكل أي ما ينجع وشرب اللبن شهرا فلم يعن فيه وذكر فيه لغة أخرى عنا يعنو نجع أيضا ذكرناها في الذى سبق ثم رأيت ابن سيده وكذا الصاغانى ذكرا هذه اللغة فقالا وعنى فيه الاكل يعنى شاذة نجع واياهما تبع المصنف فقول شيخنا غير مسموعة من أحد مردود ( و ) عنت ( الارض بالنبات ) تعنى ( أظهرته ) أو ظهر فيها النبات وهذه اللغة ذكرها الجوهرى عن الكسائي يقال لم تعن بلادنا بشئ إذا لم تنبت شيأ وفيه لغة أخرى عنت تعنو بهذا المعنى تقدم عن ابن السكيت ( و ) عنى ( بالقول كذا ) يعنى ( أراد ) وقصد قال الزمخشري ومنه المعنى
( ومعنى الكلام ومعنية ) بكسر النون مع تشديد الياء ( ومعناته ومعنيته واحد ) أي فحواه ومقصده والاسم العناء وفى الصحاح تقول عرفت ذلك في معنى كلامه وفى معناة كلامه وفى معنى كلامه أي في فحواه انتهى وفي معنيته ذكره ابن سيده وقال الازهرى معنى كل شئ محنته حالته التى يصير إليها أمره وقال الراغب المعنى اظهار ما تضمنه اللفظ من قولهم عنت الارض بالبنات أظهرته حسنا وفى المصباح قال أبو حاتم وتقول العامة لاى معنى فعلت والعرب لا تعرف المعنى ولا تكاد تتكلم به نعم قال بعض العرب ما معنى هذا بكسر النون وتشديد الياء وقال أبو زيد هذا معناة ذاك وفى معناه سواء أي في مماثلته ومشابهته دلالة ومضمونا ومفهوما وقال الفارابى أيضا ومعنى الشئ ومعناته واحد ومعناه وفحواه ومقتضاه ومضمونه كله هو ما يدل عليه اللفظ وفى التهذيب عن ثعلب المعنى والتفسير والتأويل واحد وقد استعمل الناس قولهم هذا معنى كلامه وشبهه ويريدون هذا مضمونه ودلالته وهو مطابق لقول أبى زيد والفارابي وأجمع النحاة وأهل اللغة على عبارة تداولوها وهى قولهم هذا بمعنى هذا وهذا وهذا في المعنى واحد وفى المعنى سواء وهذا في معنى هذا أي مماثل له أو مشابه انتهى ويجمع المعنى على المعاني وينسب إليه فيقال المعنوي وهو مالا يكون للسان فيه حظ وانما هو معنى يعرف بالقلب وقال المناوى في التوقيف المعاني هي الصور الذهنية من حيث وضع بازائها الالفاظ والصورة الحاصلة من حيث انها تقصد باللفظ تسمى معنى ومن حيث حصولها من اللفظ في العقل تسمى مفهوما ومن حيث انها مقولة في جواب ما هو تسمى ماهية ومن حيث ثبوتها في الخارج تسمى حقيقة ومن حيث امتيازها عن الاعيان تسمى هوية وقال أيضا علم المعاني علم يعرف به ايراد المعنى الواحد بطرق مختلفة في وضوح الدلالة عليه ( وعنا عناء ) هكذا هو بالفتح في الماضي في النسخ ومثله في المحكم وفى الصحاح وتهذيب ابن القطاع عنى بالكسر عناء ( وتعنى نصب ) أي تعب ( وأعناه وعناه ) تعنية وفى الصحاح عنيته تعنية فتعنى انتهى وقول الشاعر * عنسا تعنيها وعنسا ترحل * أي تحرثها وتسقطها ( والعنية بالفتح العناء ) نقله ابن سيده ( وتعناها تجشمها ) وفى الصحاح تعنيته فتعنى أي يتعدى ولا يتعدى وأنشد الجوهرى في المتعدى قوله الشاعر فقلت لها الحاجات يطرحن بالفتى * وهم تعنانى معنى ركائبه ( وعناء عان ومعن ) كمحدث وفى نسخ المحكم كمكرم ( مبالغة ) كشعر شاعر وموت مائت ( وعاناه ) معاناة ( شاجره ) يقال لاتعان أصحابك أي لا تشاجرهم ( و ) أيضا ( قاساه ) يقال هو يعانى كذا أي يقاسيه ( كتعناه ) وقد سبق شاهده قريبا ( والعنيان ) بالضم لغة في ( العنوان ) وهو سمة الكتاب ( وقد أعناه وعناه ) بالتشديد ( وعنه ) موضعه النون وقد ذكر هناك 2 ومن الاولى قولهم أعن الكتاب وأطنه أي عنونه واختمه وأنشد يونس فطن الكتاب إذا أردت جوابه * واعن الكتاب لكى يسر ويكتما ( وعنى ) الرجل ( كرض نشب في الاسار ) وهذا قد تقدم له في أول التركيب الذى يليه وفسره هناك بقوله صرت أسيرا ومالهما واحد ( والمعنى كمعظم فرس ) المغيرة بن خليفة الجعفي وضبطه الصاغانى كمحدث ( و ) هم ( ما يعانون مالهم ) أي ( ما يقومون عليه ) نقله الجوهرى فالمعاناة هنا حسن السياسة * ومما يستدرك عليه عنيت الشئ أبديته لغة في عنوت عن ابن القطاع والمعاناة المداراة واعتنى الامر نزل وهو به أعنى أي أكثر عناية وعنى الله به حفظه كذا في المصباح ومنه العناية وقال ابن نباته يقولون في الوصف شملت عنايته قال أبو البقاء فيه تسامح لان العناية من العناء وهو المشقة ولا يطلق على الله الا أن يراد المراعاة بالرحمة وصلاح الحال من عنى بحاجته نقله عبد القادر البغدادي ثم قال قال شيخنا يعنى به الخفاجى استعمال العناية في جانب الله صحيحة إذا كانت من عناه بمعنى قصده اللهم الا أن نقول لم يسمع بخصوصه انتهى * قلت قد جاء في الحديث لقد عنى الله بك قال ابن الاثير معنى العناية هنا الحفظ فان من عنى بشئ حفظه وحرسه والهموم تعانى فلانا أي تأتيه وتعنى أي قصدت وما أعنى شيأ أي ما أغنى وعنانى أمرك قصدني وهو تتعناه الحمى أي تتعهده ولا يقال في غير الحمى وعنيت في الامر إذا تعنيت فانا أعنى وأنا عن وإذا سألت قلت كيف من تعنى بامره مضمو مالان الامر عناه ولا يقال تعنى نقله الازهرى وعنيت الكتاب عنيا كتبت عنيانه عن ابن (1/8513)
القطاع ومنهم من قال عن التى للبعد والمجاوزة أصلها عنى كما قالوا في من أصلها منى فموضع ذكرها ها وقد ذكرها المصنف في النون وخذ هذا وما عاناه أي شاكله والمعنى كمعظم جمل كان أهل الجاهلية ينزعون سناسن فقرته ويعقرون سنامه لئلا يركب ولا ينتفع
بظهره وذلك إذا ملك صاحبه مائة بعير وهو البعير الذى أمأت ابله به ويسمى هذا الفعل الاغلاق يجوز كونه من العناء التعب وكونه من الحبس عن التصرف والمعنى أيضا فحل مقرف يقمط إذا هاج لانه يرغب عن فحلته وقال الجوهرى هو الفحل اللئيم إذا هاج وبه فسر قول الوليد بن عقبة يخاطب معاوية قطعت الدهر كالسدم المعنى * تهدر في دمشق فما تريم قال ويقال أصله معنن من العنة وقد ذكر قال والمعنى في قول الفرزدق غلبتك بالمفقئ والمعنى * وبيت المحتبى والخافقات يقول غلبتك باربع قصائد الاولى قوله فانك لو فقأت عينك لم تجد * لنفسك جدا مثل سعد ودارم والثانية قوله فانك إذا تسعى لتدرك دار ما * لانت المعنى يا جرير المكلف والثالثة قوله بيتا زرارة محتب بفنائه * ومجاشع وأبو الفوارس نهشل والرابعة قوله وأين تقضى المالكان أمورها * بحق وأين الخافقات اللوامع كل ذلك في الصحاح والمعنية قرية بمصر وكمعظم المعنى بن حارثة أخو المثنى بن حارثة له ذكر في الفتوح ( وعوى ) الكلب والذئب وابن آوى ( يعوى عيا وعواء بالضم وعوة وعوية ) بفتح فسكون كذا هو ضبط المحكم وفى نسخ القاموس كغنية ( لوى خطمه ثم صوت ) واقتصر الجوهرى في المصادر على العواء وقال صاح ( أو مد صوته ولم يفصح ) وقيل في العوة صوت تمده وليس
بنج وجاء في الحديث كأنى أسمع عواء أهل النار أي صياحهم قال ابن الاثير وهو بالذئب والكلب أخص ( و ) عوى ( الشئ ) كالشعرو الحبل عيا ( عطفه ) ولواه ومنه حديث أنيف وقد سأله عن نحر الابل فأمره بأن يعوى رؤسها أي يعطفها الى أحد شقيها ليبرز المنحر وأنشد الجوهرى فكأنها لما عويت قرونها * ادماء سارقها أغر نجيب ويقال عويت رأس الناقة أي عجتها والناقة وتعوى برتها في سيرها إذا الوتها بخطامها قال رؤبة * تعوى البرى مستوفضات وفضا * وقيل العى أشد من اللى ( كاعتوى فيهما ) أي في الصوت وعطف الشئ شاهد الصوت قول الراجز الا انما العكلى كلب فقل له * إذا ما اعتوى اخسأ وألق له العرقا ( و ) عوى ( الرجل بلغ ثلاثين سنة فقويت يد فعوى يد غيره أي لواها ) ليا ( شديدا ) نقله ابن سيده ( و ) عوى ( البرة ) أي برة الناقة ( و ) كذا عوى كذا عوى ( القوس ) أي ( عطفها كعواها ) تعوية ( فانعوى ) انعطف ( و ) عوى ( عن الرجل كذب ورد ) وفى المحكم عوى عن الرجل كذب عنه ورده وضبطه بالتشديد في عوى وفى كذب ومثله في الصحاح قال عويت عن الرجل إذا كذبت عنه ورددت على مغتابه وفى الاساس ومن المستعار عويت عن الرجل إذا اغتيب فرددت عنه عواء المغتاب فهذه كلها نصوص في التشديد فلينظر ذلك ( و ) عوى القوم ( الى الفتنه ) إذا ( دعا ) هم ( والعواء ) ككتان ( ويقصر الكلب ) يعوى كثيرا ومنه قولهم في الدعاء عليه العفاء والكلب العواء ولم يذكر الجوهرى فيه الا المد وهو الصواب ( و ) انما ذكر المد والقصر في معنى ( الاست ) وهى سافلة الانسان والمد فيه أكثر كما قاله الازهرى وهو أيضا مفهوم عبارة الجوهرى وقال شيخنا ظاهره أن المد هو الافصح الارحج والقصر مرجوح غير فصيح والصواب عكسه فان أبا على الفارسى أنكر المد بالكلية وقال لو مدت لقيل العياء كما قيل فيه من العلوا العلياء لا نها ليست بصيغة وانما هي مقصورة وقال القالى من مدها فهى عنده فعال من عويت الشئ إذا لويت طرفه انتهى * قلت الظاهر من عوى يعوى إذا صاح وشاهد القصر فهلا شددت العقد أوبت طاويا * ولم تفرج العوا كما يفرج القتب ( كالعوة بالضم والفتح ) في معنى الدبر الفتح عن الليث والضم عن ابن دريد ويجمع المفتوح على وعوات قال الشاعر قياما يوارون عواتهم * بشتمي وعواتهم أظهر وفى ياقوتة الوقت العو الاستاه عن ابن الاعرابي ( و ) من المجاز العواء بالمد والقصر ( منزل للقمر ) والقصرأ كثر وألفها للتأنيث كحبلى وعينها ولامها واو وان وهى مؤنثة وهى ( خمسة كواكب ) يقال انها ورك الاسد كما في الصحاح ( أو أربعة كأنها كتابة ألف ) وتعرف أيضا بعرقوب الاسد وفى الاساس سمى به لانه يطلع في ذنب البرد فكأنه يعوى في اثره يطرده ولذلك يسمونه طاردة البرد ( و ) العواء ( الناب من الابل ) عن أبى عمرو ( و ) من المجاز ( استعواهم ) إذا ( استغاث بهم ) وفى الصحاح نعق بهم الى الفتنة قال الزمخشري أي طلبهم أن يعووا وراءه ( والمعاوية الكلبة ) المستحرمة التى تعوى الى الكلاب إذا صرفت ويعوين إليها قاله الليث وفى الاساس التى تستحرم فتعاوى الكلاب وقال شريك بن الاعور لمعاوية وما معاوية الاكلبة عوت فاستعوت قيل وبه سمى الرجل وهو اسم منقول منه ( و ) المعاوية أيضا ( جرو الثعلب ) ويقال اسم الرجل منقول منه ( وبلا لام ) معاوية ( بن أبى سفيان ) (1/8514)
صخر بن حرب الاموى ( الصحابي ) الخليفة بدمشق رحمه الله تعالى وتسقط ألفه في الرسم كثيرا يكنى أبا عبد الرحمن وهو من مسلمة
الفتح روى عنه خالد بن معدان وعبد الله بن عامر والاعرج وعاش ثمانيا وسبعين سنة ومات في رجب سنة 60 والمسمى بمعاوية سواه من الصحابة سبعة عشر رجلا ومن المحد ثين كثيرون ومعاوية بن عبد الله بن جعفر الطيار يقال ان معاوية بن أبى سفيان بذل لوالده عبد الله بن جعفر ألف ألف درهم أن يسمى ولدا من أولاده بهذا الاسم فسماه به ( وأبو معاوية ) كنية ( الفهد وتصغيرها ) أي معاوية ( معيوة ) على قول من يقول أسيود ( ومعية ) هذا قول أهل البصرة لان كل اسم اجتمع فيه ثلاث يا آت أو لاهن ياء التصغير حذفت واحدة منهن فان لم تكن أولاهن ياء التصغير لم تحذف منه شيأ تقول في تصغير مية ميية ( و ) اما أهل الكوفة فلا يحدفون منه شيأ يقولون في تصغير معاوية ( معيية ) على قول أسيد ومنهم من يقول معيوية كذا في الصحاح ( ومعوية بالفتح وسكون العين ) وكسر الواو ( ابن امرئ القيس بن ثعلبة ) بن مالك كنانة بن القين بن جسر أبو بطن في قضاعة وكل ما في العرب معاوية بضم الميم وعين مفتوحة الا هذا والنسبة إليه معوى كما ان النسبة الى معاوية معاوى ( وعا ) مقصور ( و ) ربما قالوا ( عو وعاى ) وعاء كله ( زجر للضئين ) جمع الضأن ( والفعل ) منه ( عاعى يعاعى معاعاة ) وعاعاة ( وعوعى يعومى ) عوعاة ( وعيعى يعيعى عيعاة وعيعاء ) وأنشد الليث وان ثيابي من ثياب محرق * ولم أستعرها من معاع وناعق ( وعوة اسم ) رجل وهو عوة بن حجية من بنى سامة ( واعواء وعوى كسمى موضعان ) الاول ذكره ابن سيده وقال ياقوت روى بالمد وبالقصر وكل منهما في قول الشاعر فلا أدرى أهما موضعان أم اصله المد فقصر ضرورة على رأى الجماعة أم أصله القصر فمد على رأى الكوفيين ( وعاواهم ) معاواة ( صايحهم ) وهم يعاوى الكلاب يصايحهم ( وتعاووا عليه ) بالعين والغين ( اجتمعوا ) ومنه الحديث ان مسلما قتل مشركا سب النبي صلى الله عليه وسلم فتعاوى المشركون عليه حتى قتلوه أي تعاونوا وتساعدوا * ومما يستدرك عليه عليه استعواه طلب منه تعوية الحبل أو الشعر وقال أبو زيد العوة الصوت والجلبة مثل الصوة يقال سمعت عوة القوم وصوتهم أي أصواتهم وجلبتهم والاصمعى مثله والعواء مقصور الذئب وفى المثل لولك أعوى ما عويت أصله ان الرجل كان إذا أمسى بالقفر عوى ليسمع الكلاب فان كان قربة أنيس أجابته فاستدل بعوائها فعوى هذا الرجل فجاءه الذئب فقاله يضرب للمستغيث بمن لا يغيثه وماله عاو ولا نابح أي ماله غنم يعوى فيها الذئب وينبح دونها الكلب وربما سمى رغاء الفصيل إذا ضعف عواء قال الشاعر بها الذئب محزونا كأن عواءه * عواء فصيل آخر الليل محثل وتعاوت الكلاب تصايحت وعوى القوم صدور ركابهم وعووها إذا عطفوها وعواه عن الشئ صرفه ويقال للرجال الحازم الجلد ما ينهى ولا يعوى وعوى العمامة عية لواهالية وعبد الله بن معية السوائى العامري كسمية أدرك الجاهلية وله صحبة روى عنه سعيد بن المسيب وحكيم بن معية شاعر وبنو معية بطن من العلويين منهم أبو الفوارس ناصر بن الحسن شيخ لابي النرسى وأخوه عبد الجبار بن الحسن الذى نسب إليه المسجد بالكوفة وقد روى عن الشريف محمد بن على العلوى ومنهم محمد بن أحمد بن المحسن حدث بواسط فسمع منه عبد الله بن على بن نغوبا وأخوه الحسن أحمد يعرف بالزكي ظهير الدولة النقيب من ولده الامام تاج الدين ابن معية أحد الحفاظ في علم النسب ومعية هذه التى انتسبوا إليها امرأة من الانصار وهى جدتهم وهى معية بنت محمد بن حارثة الاوسية الكوفية وبنو صبح بن عوية بن كعب كسمية أبو بطن وحسين بن عوية الكوزى هو الذى أسر شبيبا وحعبيا ابني الهذيل بذى بهدى والعوة بالضم علم ينصب من حجارة عن ابن دريد وقد غلظ فيه والصواب بالفتح وقد سموا عويان مصغرا ( والعهو بالكسر ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هو ( الجحش ) وكذلك العفو والجمع عهاء ( و ) العهو أيضا ( الجمل النبيل الثبج ) وفى بعض نسخ المحكم البليل الثبج ( اللطيفه وهومع ذلك شديد وأعهى ) الرجل ( وقعت في ماله ) وفى المحكم في زرعه ( العاهة ) وكذلك أعاه وأعوه وعاه وعوة عن ابن الاعرابي كذا في التكملة ( ى عى ) الرجل ( بالامر ) بالادغام ( وعى كرضى ) بفكه عجز به ولا يقال أعيابه قال الجوهرى والادغام أكثر ( و ) عيى عن حجته وعى يعيا عيا وأعيا عليه الامر و ( تعايا واستعيا وتعيا ) إذا ( لم يهتد لوجه مراده ) أو وجه عمله ( أو عجز عنه ولم يطق احكامه وهو عيان ) وقد عيوا بالتخفيف ويقال أيضا عيوا بالتشديد قال الشاعر عيوا بأمرهم كما * عيت ببيضتها الحمامه ( وعاياء ) كذا في النسخ ولعله عياياء ( وعى ) على فعل ( وعيى ) على فعيل والاول أكثر ( وجمعه ) نسى هنا اصطلاحه وهو أن يشير للجمع بحرف الجيم وسبحان من لا يسهو ( أعياء وأعيياء ) كاشراف وانصبا قال سيبويه أخبرنا بهذه اللغة يونس قال وسمعنا من العرب
من يقول أعيباء وأعيية فيسين كذا في الصحاح ( وعي في المنطق كرضى عيا بالكسر حصر ) قال الجوهرى العى خلاف البيان وقد عى وعي فهو عى وعى وقال الراغب العى عجز يلحق من تولى الامر والكلام ( وأعيا الماتى كل ) فهو معى منقوص ولا تقل عيان كما في الصحاح ( و ) أعيا ( السير البعير أكله ) فهو يتعدى ولا يتعدى ( وابل معايا ومعاى ) كلاهما جمع معى أي ( معيبة ) قد كلت من السير ( وفحل عياء ) كسحاب ( وعياياء ) وعليه اقتصر الجوهرى ( لا يهتدى للضراب أو ) الذى ( لم يضرب قط ) ولم يلقح أو الذى لا يحسن أن يضرب ( وكذا الرجل ) يقال رجل عياياء منه حديث أم زرع زوجي عياياء أي عيى عاجز وفى الصحاح رجل عياياء إذا عى (1/8515)
بالامر والمنطق ( ج اعياء على حذف الزائد ) هذا إذا كان جمعا للعياياء واما إذا كان جمعا للعياء كسحاب فلا يحتاج الى هذا القيد وهو الذى يفهم من عبارة المحكم فانه قال وجمل عياء وجمال أعياء ( وداء عياء لا يبرأ منه ) وفى الصحاح صعب لا دواء له كأنه أعيا الا طياء ( وأعياه الداء ) أعجزه عن مداواته ( والمعاياة أن تأتى بكلام لا يهتدى له كالتعمية ) والا لغاز أو بعمل لا يهتدى لوجهه وتقول اياك ومسائل المعاياة فانها صعبة المعاناة وقد عاياه معاياة ( والأعيية كاثقية ماعاييت به ) صاحبك مثال الا حجية ( وبنو عياء ) كسحاب ( حى من جرم ) والمسمى بجرم عدة قبائل منها جرم قضاعة وجرم بجيلة وجرم طئ ولم أجد لبنى عياء ذكرا في كتاب والصحيح ما سنورده في المستدركات قريبا ( وعيعاية ) حى ( من عدوان ) قيس والصواب عياية كما هو نص التكملة ( والمعيا كمعظم ع وعياية ) كسحابة ( حى ) هو الذى تقدم ذكره ( وعييته كرضيته جهلته ) يقال لا يعياه أحد أي لا يجهله أحد وأصله أن تعيا عن الاخبار عنه إذا سئلت جهلا به ( والعى بن عدنان أخو معد ) كذا ضبطه الصاغانى وهو في المقدمة الفاضلية لابن الجوانى النسابة الغنى بن عدنان هكذا هو مضبوط بالغين والنون على فعيل فانظر ذلك * ومما يستدرك عليه أعيا على الامر وأعيانى وأعيانى عياؤه قال المرار * وأعيت أن تجيب رقى لراق * وأنشد الجوهرى لعمرو بن حسان فان الكثر أعيانى قديما * ولم أقتر لدن انى غلام وأعيابه بعيره وأذم سواء وهو يعيى كيحيى ومنهم من أدغم قال الحطيئة فكأنها بين النساء سبيكة تمشى بسدة بيتها فتعى وفى المثل أعيا من باقل والداء العياء الحمق وأعييته فأعيا أتعبته فتعب لازم متعد وبنو أعيا قبيلة من أسد وهو فقعس وهما ابنا طريف بن عمرو بن الحرث به ثعلبة بن دودان به أسد والنسبة إليهم اعيوى كذا نص الصحاح وقال ابن الكلبى أعيا هو الحرث بن عمرو بن طريف بن عمرو بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن دودان منهم فروة بن حميضة الشاعر وسموا عويان كأنه مصغر عيان للذى كل في المشى ( فصل الغين ) المعجمة مع الواو والياء ( ى الغبية المطرة غير الكثيرة ) وفى الصحاح ليست بالكثيرة وهى فوق البغشة ( أو ) هي ( الدفعة الشديدة ) من المطر ) ( و ) أيضا ( الصب الكثير من الماء و ) أيضا من ( السياط ) قال ابن سيده وأراه على التشبيه بغبيات المطر قال الراجز ان دواء الطامحات السحل * السوط والرشاء ثم الحبل * وغبيات بينهن هطل وفى الصحاح بينهم وبل ( و ) الغبية ( من التراب ما سطع من غباره ) قال الاعشى إذا حال من دونها غبية * من الترب فانجال سربالها ( كالغباء ) ككساء كذا في النسخ والصواب بالفتح وهو شبيه بالغبرة تكون في السماء وقيل الغباء هو التراب الذى يسد به فم البئر على الغطاء ( وشجرة غبيا ملتفة وغصن أغبى ) كذلك ( والتغبية الستر ) يقال غباه عن الشئ أي ستره ( و ) أيضا ( تقصير الشعر ) يقال غبى شعره إذا قصر منه لغة لعبد القيس وقد تكلم بها غيرهم قال سيده وانما قضينا بأن ألفها ياء لانها لام واللام ياء أكثر منها واوا ( و ) قبل تغبية الشعر ( استئصاله ) بالمرة ( وجاوا على غبية الشمس أي غيبتها ) قال ابن سيده أراه على القلب * ومما يستدرك عليه أغبت السماء فهى مغبية أمطرت مطرا ليس بالكثير والغبية الجرى الذى يجئ بعد الجرى الاول على التشبيه وقال أبو عبيد الغبية كالزبية في السير وحفر مغباة أي مغطاة ودفن لى فلان مغباة ثم حملني عليها وذلك إذا ألقاك في مكر أخفاه وحكى الاصمعي عن بعضهم الحمى في أصول النخل وشر الغبيات غبية النبل وغبى البئر غطى رأسها ثم جعل فوقها ترابا والمغباة المغواة زنة ومعنى والاغباء الاغبياء جمع غبى كيتيم وأيتام عن ابن الاثير ( وغبى الشى و ) غبى ( عنه ) كرضى وكذا غبى عليه الشئ ( غبا ) مقصور ( وغباوة لم يفطن لم ) ولم يعرفه ( فهو غبى ) على فعيل قليل الفطنة وفى التهذيب لم يفطن للخب ونحوه ( و ) غبى ( الشئ منه خفى ) عنه فلم يعرفه ( وفيه غبوة ) بالفتح ( وغبوة ) بالضم مشدد الواو ( وغبى كصلى ) وهذه عن الفراء أي ( غفلة ) قيل ومنه
الغبى بمعنى الغفل والغبى من الواو كما صرح به الجوهرى وغيره فأما أبو على فاشتقه من شجرة غبياء كأن جهله غطى منه ما وضح الى غيره ( والغباء ) كسحاب ( الخفاء من الارض ) وما خفى عنك * ومما يستدرك عليه تغابى عنه تغافل وادخل في الناس فانه أغبى لك أي أخفى وهو ذو غباوة تخفى عليه الامور وهم الاغبياء جمع غبى والغباء التراب يجعل فوق الشئ ليواريه عنك وغبية ذى طريف موضع ( ى الغاتية ) أهمله الجوهرى والجماعة وهى ( المرأة البلهاء ) وهى الحمقاء عن ابن الاعرابي ( والغثاء كغراب وزنار القمش والزبد ) والقذر ( والهالك والبالى ) وفى بعض النسخ والهالك البالى وهو نص الزجاج ( من ورق الشجر المخالط زبد السيل ) إذا جرى وقال الجوهرى الغثاء والغثاء ما يحمله السيل من القماش والجمع الاغثاء اه وقوله تعالى فجعله غثاء أحوى أي جففه حتى صيره هشيما جافا كالغثاء الذى تراه فوق السيل وقيل معناه أخرج المرعى أحوى أي أخضر فجعله غثاء أي يابسا بعد ذلك ويقال ماله غثاء وعمله هباء وسعيه جفاء وقد ( غثا الوادي ) يغثو ( غثوا ) إذا كثر فيه البعر والورق والقصب * ومما يستدرك عليه غثا اللحم غثوا فسد من هزاله عن ابن القطاع ( ى وغثى يغثى غثيا ) أي غثا الوادي واوية يائية ولذا أتى بواو العطف ولكن (1/8516)
مقتضى اصطلاحه في هذا الكتاب أن يقول في مثل هذا الموضع كغثى غثيا وهذه اللغة ذكرها ابن جنى فهمزة الغثاء على هذا منقلبة عن ياء وسهله ابن جنى بأن جمع بينه وبين غثيان المعدة لما يعلوها من الرطوبة ونحوها فهو مشبه بغثاء الوادي والمعروف عند أهل اللغة غثا الوادي يغثو ( و ) غثى ( السيل المربع ) كذا في النسخ بالموحدة والصحيح المرتع بالفوقية كما هو نص الصحاح ( جمع بعضه الى بعض وأذهب حلاوته ) هناذ كره ابن سيده وأما الجوهرى فذكره بالواو فقال غثا السيل المرتع يغثوه غثوا ( كاغثى ) وفى الصحاح وأغثاه مثله ( و ) غثى ( الكلام بغثيه ) من حد رمى ( و ) غثيه ( يغثاه ) من حد رضى غثيا ( خلطه ) مع بعضه على التشبيه بغثى السيل ( و ) غثى ( المال والناس خبطهم ) مع بعض ( وضرب فيهم و ) غثت ( النفس ) تغثى ( غثيا ) بالفتح ( وغثيانا ) بالتحريك إذا ( خبثت ) وجاشت أو اضطربت حتى تكاد تتقيأ من خلط ينصب الى فم المعدة وقال بعضهم الغثيان هو تحلب الفم فربما كان منه القئ ( و ) غثت ( السماء بالسحاب ) تغثى ( غيمت ) أو بدأت تغيم ( وغثيت الارض بالنبات كرضى ) إذا ( كثر فيها ) أو بدأت به ( والاغثى الاسد ) * ومما يستدرك عليه غثيت النفس كرضى تغثى غثى لغة فيه غثت تغثى عن الليث قال الازهرى هذه مولدة وكلام العرب غثت نفسه تغثى وغثى شعره غثى تلبد هكذا ذكره ابن القطاع وقد مر هذا في عثى بالعين المهملة فلعلهما لغتان وغثاء الناس أرذالهم وسقطهم ( والغدوة بالضم البكرة ) وغدوة من يوم بعينه غير مجراة علم للوقت وقال الجوهرى يقال أتيته غدوة يا هذا غير مصروفة لانها معرفة مثل سحر الا انها من الظروف المتمكنة تقول سر على فرسك غدوة وغدوة وغدوة فمانون من هذا فهو نكرة وما لم ينون فهو معرفة وقال أبو حيان في الارتشاف والمشهور أن منع صرف غدوة وبكرة للعلمية الجنسية كاسامة فيستويان في كونهما أريد بهما انهما من يوم معين أو لم يرد بهما التعيين فتقول إذا قصدت التعميم غدوة وقت نشاط وإذا قصدت التعيين لا سيرن الليلة الى غدوة وبكرة في ذلك كغدوة وقال الزجاج إذا أردت بكرة يومك وغدوة يومك لم تصرفهما وإذا كانا نكرتين صرفتهما وإذا منعا الصرف فهل ذلك لعلميتة بالجنس كاسامة أو لعلمية انه يراد بهما الوقت المعين من يوم معين وقد وسع الكلام فيه عبد القادر البغدادي فيه حاشية الكعبية ( أو ) الغدوة ( ما بين صلاة الفجر ) وفى الصحاح صلاة الغداة وفى المصباح صلاة الصبح ( وطلوع الشمس ) والجمع غدى كمدية ومدى ( كالغداة ) يقال آتيك غداة غد وفى المصباح الغداة الضحوة وهى مؤنثة قال ابن الانباري ولم يسمع تذكيرها ولو حملها حامل على معنى أول النهار جاز له التذكير وقوله تعالى بالغداة والعشي أي بعد صلاة الفجر وصلاة العصر وقيل يعنى بهما دوام عبادتهم قال ابن هشام في شرح الكعبية أصل الغداة غدوة بالتحريك لقولهم في جمعها غدوات أي فقلبت الواو والفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وقرأ ابن عامر وأبو عبد الرحمن السملى بالغدوة والعشي وقراءة العامة بالغداة قال أبو عبيد نراهما قرآ كذلك اتباعا للخط لانها رسمت في جميع المصاحف بالواو كالصلاة والزكاة وليس في اثباتهم الواو وفى الكتابة دليل على انها القراءة لانهم قد كتبوا الصلاة والزكاة بالواو ولفظهما على تركها فكذلك الغداة على هذا وجدنا
ألفاظ العرب وقال ابن النحاس وحق باب غدوة أن يكون معرفة الا انه يجوز أن ينكر كما ننكر الاسماء والاعلام ( والغدية ) كغنية عن ابن الاعرابي قال هي لغة الغدوة كضحية لغة في ضحوة ( ج غدوات ) محركة هو جمع غداة كقطاة وقطوات نقله الجوهرى ( وغديات ) هو جمع غدية وأنشد ابن الاعرابي في نوادره ألا ليت حظى من زيارة أمية * غديات قيظ أو عشيات أشتيه قال كان قائل هذا مشتاقا الى زيارة أمه فتمنى أن يجعل الله زيارتها نهار الصيف أو ليالي الشتاء لطول كل منهما حتى يتملى برؤيتها والهاء في اميه للسكت ( وغدايا ) هو أيضا جمع غدية على قول ابن الاعرابي فإذا كان كذا فهو على القياس والاصل فيه غدا يوعمل به كما تقدم في عشايا خمسة أعمال فراجعة ومنهم من قال هو جمع غدوة وقد أنكره ابن هشام في شرح الكعبية وقال يابى هذا أمران فذكرهما وحاصل أحدهما ان الغدايا إذا جعلت جمعا الغدوة كان القياس غذاوى باثبات الواو قال محشيه البغدادي ويأباه أمر ثالث أيضا وهو كون غدوة ثلاثيا ومفرد فعائل لابد أن يكون على أربعة أحرف لين غير تاء التأنيث لانها في حكم الكلمة المستقلة ( وغدو ) جمع غدوة بحذف الهاء وفى المحكم جمع غداة نادر ففى الكلام نشر ولف غير مرتب وقال الجوهرى قوله تعالى بالغدو والاصال أي بالغدوات فعبر بالفعل عن الوقت كما يقال أتيتك طلوع الشمس أي وقت طلوع الشمس ( أو لا يقال غدايا الا مع عشايا ) قال الجوهرى قولهم انى لاتيه بالغدايا والعشايا هو لازدواج الكلام كما قالوا هنأني الطعام ومرأنى وانما هو أمر أنى انتهى * قلت فهذا ايماء الى القول المشهور فانهم قالوا لا تجمع الغداة على غدايا وانما هو للازداوج وهذا عند من لم يثبت الغدية وبهذا سقط اعتراض الشهاب في شرح الدرة على المصنف والجوهري اقتصر على الغداة ولم يذكر الغدية فذكر الازدواج والمصنف جمع بين الاقوال فاحتاج الى أن يشير إليه وقال أبو حيان في تذكرته مانصه يزيلون اللفظ عما هو به أولى لاجل التوافق والازدواج نحو أنفق بلالا ولا تحش من ذى العرش اقلا لا وارجعن مأزورات غير مأجوراب وليس من من ذلك انى لاتيه بالغدايا والعشايا لان الغدايا ليس جمع غداة وانما هو جمع غدية بمعنى غداة * قلت فهذا كله تأييد لما ذهب إليه ابن الاعرابي وقد وسع الكلام فيه البغدادي في حاشية الكعبية ( وغدا عليه ) غدوا بالفتح كما في المحكم و ( غدوا ) كسمو كما في الصحاح ( وغدوة بالضم و ) كذلك ( اغتدى ) (1/8517)
أي ( بكر ) ومنه قولة تعالى غدوها شهر ورواحها شهر وقوله تعالى أن اغدوا على حرثكم وقول الشاعر * وقد أغتدى والطير في وكاتها * وتقدم الكلام على غدوة قريبا وفى المصباح غدا غدوا من باب قد ذهب غدوة هذا أصله ثم كثر حتى استعمل في الذهاب والانطلاق أي وقت كان ومنه الحديث واغديا بليس أي انطلق ( وغاداه ) مغاداة ( باكره ) نقله ابن سيده وفى الصحاح غاداه غدا عليه ( والغد أصله غدو ) خذفوا الواو بلا عوض قال لبيد أو ذو الرمة وما الناس الا كالديار وأهلها * بها يوم حلوها وغدوا بلاقع فجاء به على أصله كما في الصحاح وفى النهاية الغد وأصل الغدو وهو اليوم الذى يأتي بعد يومك فحذفت لامه ولم يستعمل نا ما الا في الشعر ومنه قول عبد المطلب في قصة الفيل لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك قال ولم يرد عبد المطلب الغد بعينه وانما أراد القريب من الزمان انتهى وفى المحكم يقال غدا غدك وغدا غدوك ناقص وتام ومنه ما قدمت لغد بلا واو فإذا صرفوها قالوا غدوت أغدو غدوا فاعادوا الواو وفى المصباح الغد اليوم الذى بعد يومك على اثره ثم توسعوا فيه حتى أطلق على البعيد المترقب وأصله غدو كفلس لكن حذفت اللام وجعلت الدال حرف اعراب قال الشاعر لا تعلواها واد لواها دلوا * ان مع اليوم أخاه غدوا ( وهو ) أي المنسوب الى الغد ( غدى ) على الاصل ( و ) ان شئت ( غدوى ) باثبات الواو ( والغادية السحابة تنشأ غدوة ) وفى الصحاح صباحا ( أو مطرة الغداة ) هذا قول اللحيانى وقيل لابنة الخس ما أحسن شئ قالت في اثر غادية في اثر سارية في مثياء رابية والجمع الغوادى ومنه قول الشاعر من قبل ان ترشف شمس الضحى * ريق الغوادى من ثغور الاقاح ( والغداء ) كسحاب ( طعام الغدوة ) وفى الصحاح الطعام بعينه وهو خلاف العشاء ( ج أغدية وتغدى أكل أول النهار كغدى كرضى ) غداء وهذه عن ابن القطاع ( وغديته تغدية ) أطعمتة في ذلك الوقت ( فهو غديان وهى غديا ) وأصلها الواو لكن قلبت استحسانا لا عن قوة علة كما في المحكم قال الجوهرى إذا قيل لك ادن فتغد قلت ما بى من تغد ولا تعش ولا تقل مابى غداء ولا عشاء لانه الطعام بعينه ( وأبو الغادية يسار بن سبع ) الجهنى ( صحابي ) بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاتل عمار بن ياسر رضى الله عنهما مذكور في تاريخ دمشق وفى الصحابة أبو الغادية المزني قيل هو غير الاول وقيل هو مختلف في اسمه ( والغادي الاسد ) لغدوه على الصيد
( والغداء بن كعب ) بن بهوش بن عامر بن غنمة بن ثعلبة بن تيم الله ( مشدد ) وهو جد عمرو بن عروة الشاعر ( وما ترك من أبيه مغدى ولا مراحا ومغداة ولا مراحة ) أي ( شبها ) نقله ابن سيده ( والغدوى كعربي كل ما في بطون الحوامل ) من الابل والشاء عن أبى عبيدة ( أو خاص بالشاء ) كذا هو في لغة النبي صلى الله عليه وسلم ( أو ) هو ( ان يباع البعير أو غيره بما يضرب الفحل أو ان تباع الشاة بما نزا به الكبش ) وفى الصحاح ان يباع الشئ بمانزا به الكبش ذلك العام قال الفرزدق ومهور نسوتهم إذا ما أنكحوا * غدوى كل هبنقع تنبال قال منسوب الى غد كأنهم بمنونه فيقولون تضع ابلنا فنعطيك غدا وفى النهاية في حديث يزيد من مرة نهى عن الغدوى وهو كل ما في بطون الحوامل كان الرجل يشترى بالجمل أو العنز أو الدراهم مافى بطون الحوامل وهو غرر فنهى عنه انتهى وقال الشاعر أعطيت كبشا وارم الطحال * بالغدويات وبالفصال وعاجلات آجل السخال * في حلق الارحام ذى الاقفال * ومما يستدرك عليه الغدى كهدى جمع غدوة ومنه قول الشاعر بالغدى والاصائل ونقل شيخنا في الغدوة الفتح والكسر فهو مثلث قال والفتح مشهور والكسر قليل أو منكر وقال ابن الاثير بالفتح المرة من الغدو وهو سير أول النهار ويقابلها الروحة ويسمى السحور غداء لانه للصائم بمنزلته للمفطر ومنه تغدى في رمضان أي تسحر والغداء رعى الابل في أول النهار وقد تغدت عن أبى حنيفة وهو ابن غداتين أي ابن يومين واركب إليه غدية كسمية تصغير غداة وامرأة غديانة عشيانه نقله الزمخشري وأتيته غديانات على غير قياس كعشيانات حكاهما سيبويه وقال هما تصغير شاذ وغادية بنت قزعة امرأة من بنى دبير وأبو الغادى الحسن بن أحمد بن عبد الله روى عنه الحاكم وأبو السيار غادى سند كتب عنه السلفي ( وكالغذى ) كغنى ( والغذوى ) محركة ( في الكل ) مما ذكر من المعاني أي من عند قوله والغدوى كعربي الى آخره وهنا ذكره الجوهرى وغيره من الائمة قال ابن الاعرابي الغذوى البهم الذى يغذى قال وأخبرني اعرابي من بلهجيم ان الغذوى الحمل أو الجدى لا يغذي بلبن أمه بل يعاحى بلبن غيرها أو بشئ آخر وروى بيت الفرزدق بممعجة وفى الصحاح قال خلف الاحمر غذى المال وغذويه صغاره كالسخال ونحوها ويقال الغذون ان يباع بنتاج مانزا به الكبش ذلك وأنشد بيت الفرزدق ( والغذى كغنى السخلة ج غذاء ) كفصيل وفصال ومنه قول عمرو رضى الله عنه احتسب عليهم بالغذاء كما في الصحاح أي قاله لعامل الصدقات وقال ابن فارس غذى المال صغاره كالسخال ونحوها قال صاحب المصباح فعلى هذا يكون الغذى من الابل والبقر والغنم قال ويقال غذى المال وغذويه ثم نقل قول اعرابي من بلهجيم الذى ذكره الجوهرى وقال فعلى هذا الغذوى غير الغذى وعليه كلام الازهرى قال ابن فارس وقد يتوهم المتوهم ان الغذوى من الغذوى وهو السخلة (1/8518)
وكلام العرب المعروف عندهم أولى من مقاييس المولدين ( والغذاء ككساء ما به نماء الجسم وقوامه ) وفى الصحاح والمصباح ما يغتذى به من الطعام والشراب يقال ( غذاه ) أي الصبى باللبن ( غذوا ) بالفتح رباه به ( وغذاه ) تغذية مبالغة واستعمل أيوب بن عباية لغذاء في سقى النخل فقال فجاءت يدامع حسن الغذا * إذ غرس قوم طويل قصير ( واغتذى تغذى ) مطاوعان ( والغذا مقصورة ) كذا هو النسخ بالالف والصواب رسمه بالياء ( بول الجمل و ) قد ( غذاوه ) غذا ( به ) يغذوه غذوا ( قطعه كغذاه ) تغذية ( و ) غذا البول نفسه ( انقطع ) كما في الصحاح ( و ) في المحكم يغذو غذوا وغذوانا ( سال ) فهو لازم متعد وقال ابن القطاع هو من الاضداد ( و ) غذا الفرس يغذو غذوا وغذوانا ( أسرع ) نقله الجوهرى وفى المحكم مرمرا سريعا ( و ) غذا ( العرق ) يغذو غذوا ( سال دما ) وقيل كل ما سال فقد غذا ماء أو دما أو عراقا ( كغذى تغذية ) في العرق عن الجوهرى ( والغذون محركة الفرس النشيط المسرع ) أو الذى يغذى ببوله إذ اجرى وبهما فسر قول الشاعر صخر بن عمرو بن الشريد كأنه * أخو الحرب فوق القارح الغذوان وروى بيت امرئ القيس * كتيس ظباء الحلب الغذوان * وفسر بالمسرع ( و ) الغذوان من الرجال ( السليط الفاحش وهى بهاء ) قال الفراء امرأة غذوانة فاحشة ( و ) الغذوان اسم ( ماء بين البصرة والمدينة ) كأنه مثنى غذا وضبطه نصر الفتح ( واستغذاه صرعه فشد صرعه والغاذية عرق ) سميت به لانها تغذو دما ( وهو غاذى مال ) أي ( مصلحه وسائسه ) كأنه يغذوه أي يربيه ( والتغدية التربية ) التثقيل للمبالغة * ومما يستدرك عليه غذا الجرح يغذو دام سيلانه وغذي الكلب ببوله يغذى ألقاه دفعة دفعة والغاذى الجرح لا يرقأ وفلان خيره يتغذى كل يوم أي ينمو ويزيد والنار تغذى بالحطب وغذوا بلبان الكرم والثلاثة من المجاز وغذي كسمى تصغير الغذى للسخلة عن خلف الاحمر وقيل غذى بهم لقب رجل عن شمر وغذي حد أبى هالة زوج خديجة والغاذية من
الصبى الرماعة ما دامت رطبة فإذا صلبت عظما فهى يافوخ والجمع الغواذى عن أبى زيد والمغذية والمغذاة من أسماء بئر زمزم والغيذاء فيعل من غذا يغذو إذا سال اسم للسحاب جاء ذكره في الحديث قال الزمخشري ولم أسمع بفيعل في معتل اللام غير هذا والكيهاء للناقة الضخمة ( ى غذيته ) غذاء مثل ( غذوته ) غذاء أي ربيته عرفه ابن سيده ( ولم يعرفه الجوهرى فانكره ) ونصه غذوت الصبى باللبن فاغتذى أي ربيته به ولا يقال غذيته بالياء ( وغرا السمن قلبه ) يغروه غروا ( لزق به وغطاه ) نقله ابن سيده ( و ) غرا ( الجلد ) يغروه غروا ( الصقه بالغراء وقوس مغروة ومغرية ) أيضا حكاها ابن السكيت كما في الصحاح قال ابن سيده بنيت الاخيرة على غربت والا فاصله الواو ( وغرى به كرضى غرا ) مقصور عن ابى الخطاب ( وغراء ) ككساء وضبطه في المحكم كسحاب وجعله الجوهرى اسما ( أولع ) به ولزمه من حيث لا يحمله عليه حامل فهو غربة منقوص ( كاغرى به وغرى مضمومتين ) الاخيرة مشددة كما هو نص المحكم ( و ) غرى ( الغذير برد ماؤه ) هكذا النسخ والصواب غرى العد برد كما هو نص المحكم وأنشد لعمرو بن كلثوم كان متو نهن متوعد * تصفقه الرياح إذا غرينا ( وأغراه به ) لا غير أي لا يقال فيه غراه به ( والاسم الغروى ) أي ( ولعه ) به فهو غرى به ومنه اغراء الكلب بالصيد ( و ) من المجاز اغرى ( بينهم العدواة ) والبغضاء والاسم الغراة كما في الصحاح أي ( ألقاها كأنه ألزقها بهم والغرا ) كالعصا ( ماطلى به ) عن شمر ( أو لصق به ) كما في الصحاح وهو معمول من الجلود كما في المصباح ( أو شئ يستخرج من السمك كالغراء ككساء ) إذا فتحته قصرت وإذا كسرته مددت قال شمر الغراء ممدود الطلاء الذى يطلى به ويقال انه الغرا بفتح الغين مقصور وقال أبو حنيفيه قوم يفتحون الغراء فيقصرونه وليست بالجيدة ( و ) الغرا ( والد البقرة ) وخص بعض بالوحشية تثنيتة غروان والجمع اغراء ويرسم بالالف ويقال للحوار أول ما يولد غرا أيضا وقيل هو الولد الرطب جدا ( و ) قيل ( كل مولود ) غرا حتى يشتد لحمه يقال ايكلمنى وهو غرا ( و ) الغرا ( المهزول ) جدا على التشبيه ( كالغراة ) ومنه الحديث لا تذبحوه غراة حتى يكبر ( ج اغراء و ) الغرا ( الحسن و ) منه الغرى ( كغنى الحسن ) الوجه ( مناو ) الحسن ( من غيرنا و ) الغرى ( البناء الجيد ) الحسن ( ومنه الغريان ) وهما ( بنا آن مشهوران بالكوفة ) عند الثوية حيث قبر أمير المؤمنين على رضى الله عنه زعموا انهما بناهما بعض ملوك الحيرة قاله نصرو فيهما يقول الشاعر لو كان شئ له ألا يبيد على * طول الزمان لما باد الغريان وقال الجوهرى هما بناآن طويلان يقال هما قبرا مالك وعقيل نديمى جذيمة الابرش وسميا غريين لان النعمان بن المنذر كان يغريهما بدم من يقتله إذا خرج في يوم بؤسه فسياق الجوهرى يقتضى انهما سميا بالتغرية وهو الالصاق وسياق المصنف انه من الحسن ( ولا غرو ولا غروى ) وعلى الاول اقتصر الجوهرى أي ( لا عجب ) وفى الصحاح أي ليس بعجب ( ورجل غراء ككساء لا دابة له ) ومنه قول كثير إذا قلت أسلو فاضت العين بالبكى * غراء ومدتها مدامع حفل قال وقال أبو عبيدة هي فاعلت من غريت بالشئ أغرى به كذا في الصحاح ( و ) غارى ( فلانا ) يغاريه مغاراة وغراء ( لاجه ) عن أبى الهيثم وأنكر غرى به غراء ( والتغرية التطلية ) يقال مطلى مغرى بالتشديد ( والغراوى كالر غامى الرغوة ج ) غراوى ( بالفتح ) وكانه (1/8519)
مقلوب منه فانه تقدم له الرغاوى الرغوة وجمعه بالفتح ( و ) غرية ( كغنية ع ) بحوران وأيضا موضع قرب فيد بينهما مسافة يوم وثم ماء يقال له غمر غرية ويقال هو بالزاى ( و ) غرية ( كسمية ماء الغنى ) قرب جبلة وهو اغزر ماء لهم ( و ) غرى ( كسمى ماء قرب اجأ ) لطيئ * ومما يستدرك عليه الغرى كغنى صبغ أحمر كانه يغرى قال الشاعر * كانما جبينه غرى * وأيضا اسم صنم كان يطلى به ويذبح عليه ومشهد الغرى بالعراق والغريان خيالان من أخيلة حمى فيد بطؤهما طريق الحاج بينهما وبين فيد ستة عشر ميلا ومنه قول خطام المجاشعى أهل عرفت الدار بالغريين وصاليات ككما يؤثفين والغرى كغنى موضع ومنه قول الشاعر * وبقل با كناف الغرى تؤان * أراد تؤام فابدل والغر وموضع آخر وفى المثل ادركي ولو بأحد المغروين أي بأحد السهمين وقال ثعلب أدركني بسهم أو برمح كذا في الصحاح والقول الاول هو الذى ذكره أبو على في البصريات ويقال أيضا أنزلنى ولو بأحد المغروين أي بأحد السهمين وأصله ان رجلا ركب بعير افتقحم به فاستغاث بصاحب له معه سهمان فقال ذلك والغرا الغرس ينزل مع الصبى وغريت السهم مثل غروتة وغريان بالكسر أو بالفتح كورة بالمغرب من أعمال طرابلس ينبت بها الزعفران منها عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبى القاسم الغريانى أحد الفضلاء بتونس وكان أبوه
قاضيا بطرابلس قاله الحافظ ونفيس بن عبد الرحمن الغروى سمع ابن قدامة وكانه منسوب الى الغرى الذى بالكوفة وغرى فلان إذا تمادى في غضبه وغروت أي عجبت نقلهما الجوهرى وأغرى الله تعالى الشئ حسنه عن ابن القطا (1/8520)
( و غزاه غزوا ) بالفتح ( أراده وطلبه و ) غزاه غزوا ( قصده ) كغازه غوزا ( كاغتزاه ) أي قصده نقله ابن سيده ( و ) غزا ( العدو ) يغزوهم ( سار إلى قتالهم وانتهابهم ) وقال الراغب خرج الى محاربتهم ( غزوا ) بالفتح ( وغزوانا ) بالتحريك وقيل بالفتح عن سيبويه ( وغزاوة ) كشقاوة وأكثر ما تأتى الفعالة مصدر إذا كانت لغير المتعدى فأما الغزاوة ففعلها متعد فكأنها انما جاءت على غزو الرجل جاد غزوة وقضو جاد قضاؤه وكما قولهم ما أضرب زيدا كأنه على ضرب زيد جاد ضربه قال ثعلب ضربت يده جاد ضربها ( وهو غاز ج غزى ) كسابق وسبق ومنه قوله تعالى أو كانوا غزى ( وغزى كدلى ) على فعول ( والغزى كغنى اسم جمع ) وجعله الجوهرى جمعا كقاطن وقطين وحاج وحجيج ( وأغزاه حمله عليه ) أي على الغزو وفى الصحاح جهزه للغزو ( كغزاه ) بالتشديد ( و ) أغزاه ( أمهله وأخر ماله عليه من الدين ) نقله الجوهرى ( و ) أغزت ( الناقة عسر لقاحها ) فهى مغز نقله الازهرى والجوهري ( و ) أغزت ( المرأة غزا بعلها ) فهى مغزية نقلة الازهرى والجوهري ومنه حديث عمر لا يزال أحدكم كاسرا وساده عند مغزية ( ومغزى الكلام مقصده ) وعرفت ما يغزى من هذا الكلام أي ما يراد نقله الجوهرى وهو من عزا الشئ إذا قصده ( والمغازى مناقب الغزاة ) و منه قولهم هذا كتاب المغازى قيل انه لا واحد له وقيل واحده مغزاة أو مغزى ( وناقة مغزية ) كمحسنة ( زادت على السنة شهرا ) أو نحوه ( في الحمل ) كذا في المحكم وقال الاموى هي التى جازت السنة ولم تلد مثل المدراج كذا في الصحاح وقال الازهرى هي التى جازت الحق ولم تلد قال وحقها الوقت الذى ضربت فيه ( وغزوى كذا ) أي ( قصدي ) كذا ( وغزوان محلة بهراة و ) أيضا ( جبل بالطائف ) وفى التكملة الجبل الذى على ظهره مدينة الطائف ( و ) غزوان اسم ( رجل ) وهو غزوان بن جرير تابعي عن على ثقة ( وسموا غازية ) مخففا ( وغزية كغنية و ) غزية ( كسمية و ) غزى مثل ( سمى ) أمامن الاول فالحسن بن أحمد بن غازية الواسطي روى عن خاله أحمد بن الطيب الطحان ومن الثاني غزية بن الحرث الانصاري وغزية بن عمرو بن عطية الانصاري صحابيان وأبو غزية الانصاري صحابي أيضا روى عنه ابنه غزية يعد في الشاميين ومن الثالث ابن غزية من شعراء هذيل وغزية بنت دودان أم شريك من بنى صعصعة بن عامر وهى التى وهبت نفسها للنبى صلى الله عليه وسلم ويقال اسمها غزيلة وغزية بنت الحرث أم قدامة بن مظعون واخوته ومن الرابع عمرو بن غزى روى عن عمه علباء بن أحمد عن على ( وابن غزو كدلو محدث ) هو عبد الرحمن بن غز وذكره الصاغانى ( وربيعة بن الغازى ) ويقال هو ربيعة بن عمرو بن الغازى الجرشى الدمشقي ( تابعي ) على الصحيح وقد اختلف في صحبته روى عن عائشة وسعد وعنه ابنه أبو هشام الغازى وعطية بن قيس وكان يفتى الناس زمن معاوية قتل بمرج الراهط سنة 64 وهو جد هشام بن الغازى وقد نزل صيداء من ولده أبو الليث محمد بن عبد الوهاب بن غاز روى عنه ابن جميع الصيداوي ( واغتزى بفلان اختص به من بين أصحابه ) كاغتز به قال الشاعر * قد يغتزى الهجران بالتجرم * قدى يغتزى الهجران بالتجرم * التجرم هنا ادعاء الجرم * ومما يستدرك عليه الغزاة كحصاة اسم من غزوت العدو قال ثعلب إذا قيل غزاة فهو عمل سنة وإذا قيل غزوة فهى المرة الواحدة من الغزو ولا يطرد وقالو رجل مغزى والوجه في هذا النحو الواو والاخرى عربية كثيرة والنسبة الى الغزو غزوى كما في نسخ الصحاح أي بالفتح وقال ابن سيده غزوى بالتحريك قال وهو من نادر معدول النسب وغزا إليه غزوا قصده والمغازى مواضع الغزو واحدها مغزاة ومغازى رسول الله صلى الله عيه وسلم غزواته والغزوة بالكسر الطلبة وجمع الغازى غزاة كقاض وقضاة وغزاء كفسق وفساق نقلهما الجوهرى وأنشد لتأبط شرا فيوما بغزاء ويوما بسرية * ويوما بخشخاش من الرجل هيضل وأتان مغزية متأخرة النتاج ثم تنتج نقله الجوهرى وأنشد الازهرى لرؤبة (1/8521)
رباع أقب البطن جأب مطرد * بلحييه صك المغزيات الرواكل والاغزاء والمغزى نتائج الصيف عن ابن الاعرابي وهو مذموم وحواره ضعيف أبدا والمغزى من الغنم الذى يتأخر ولادها بعد الغنم بشهر أو شهرين لانها حملت باخرة وبنو غزية كغنية قبيلة من طئ وأيضا من هوازن ومنهم دريد بن الصمة وهو القائل وهل أنا الامن غزية ان غوت * غويت وان ترشد غزية أرشد وعمرو بن شمر بن غزية الغزوى كان مع يزيد بن أبى سفيان بالشام والغزوات محركة جمع غزوة كشهوة شهوات والغزاء ككتان الكثير الغزوا واشتهر به أبو محمد غنام بن عبد الله العنبري المحدث وابو الحسين ابراهيم بن شعيب الطبري الغازى روى عنه الحاكم وبنو غازى
بطن من العلويين في ريف مصر واليهم نسبت زاوية غازى بالبحيرة وغزوان جبل بالمغرب أو قبيلة نسبوا إليه وسليمن بن غزى بضم الغين وتشديد الزاى والياء مخففة فقية شافعي سمع مع الذهبي وأحمد بن غزى بن عربي بن غزى بن جميل الموصلي ذكره ابن سليم وغزويت بالكسر موضع مر له الايماء في ع ز ووغزية كسمية موضع قرب فيد ويروى كغنية ويروى أيضا بالراء كل ذلك ذكره نصر والغازية جماعة الغزاة وغزى بن فريج مقدم سنبس في البحيرة من أعمال مصر ذكره المقريزى ودرب الغزية احدى محلات مصر حرسها الله ( وغسا الليل ) يغسو ( غسوا ) بالفتح وفى الصحاح والمحكم غسوا كسموا ( أظلم ) وأنشد الجوهرى لابن أحمر فلما غسا ليلى وأيقنت أنها * هي الاربى جاءت بام حبوكرى ( كاغسى والغساة ) البلحة الصغيرة وقال أبو حنيفة الغسا ( البلح ) فعم به وذكره الجوهرى بالعين وتقدم ( ج غسا ) كحصاة وحصا ( وغسيات ) محركة هكذا في التكملة عن الدينورى أو غسوات كما هو نص المحكم ( والغسوة النبقة ج غسو ) بحذف الهاء ويروى بالشين أيضا كما سيأتي * ومما يستدرك عليه غسا الليل يغسى كأبى يأبى حكاه يأبى حكاه ابن جنب قال لانهم شبهوا ألفه بهمزة قرأ يقرأ وهدأ يهدأ وأغسيت يا رجل وذلك إذا دخل عليه المغرب أو بعيده وأغس من الليل أي لا تسر أو له حتى يذهب غسوه كافحم عليك الليل أي لا تسر حتى تذهب فحمته وشيخ غاس قد طال عمره عن الليث والمعروف بالعين والغاسى أول ما يخرج من التمر فيكون كابعار الفصال ( ى غسى الليل كرضى ) يغسى غسى إذا ( أظلم ) والشين لغة فيه ( وأغساه الليل ألبسه ظلامه ) نقله الصاغانى ( ى غشى عليه كعنى غشية و ( غشيا ) بالفتح وضمه لغة عن صاحب المصباح ( وغشيانا ) محركة ( أغمى ) عليه ( فهو مغشى عليه ) نقله الجوهرى ومنه قوله تعالى ينظرون اليك نظر المغشى عليه من الموت ( والاسم الغشية ) بالفتح وجعله الجوهرى مصدرا وجعله صاحب المصباح للمرة ويقال ان الغشى تعطل القوى المحركة والاوردة الحساسة لضعف القلب بسبب وجع شديد أو برد أو جوع مفرط وفرقوا بينه وبين الاغماء بوجوه يأتي ذكرها وقوله تعالى لهم من جهنم مها ( ومن فوقهم غواش أي أغماء ) جمع غاشية والاغماء هي الاغشاء وزعم الخليل وسيبويه ان الواو عوض عن ياء لان غواش لا تنصرف وأصلها غوشى حذفت الضمة لثقلها على الياء وعوضت التنوين ( وعلى بصره وقلبه ) واقتصر الجوهرى على البصر ( غشوة وغشاوة مثلثتين ) التثليث في غشوة ذكره الجوهرى وفى غشاوة ذكره ابن سيده ( وغاشية وغشية وغشاية مضمومتين وغشاية ) بالكسر أي ( غطاء ) ومنه قوله تعالى وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة الغشاوة ما يغشى به الشئ وقال الازهرى ما غشر القلب من الطبع وقرئ غشوة وكانه رد الى الاصل لان المصادر كلها ترد الى فعلة والقراءة الجيدة غشاوة وكل ما اشتمل على شئ فمبنى على فعالة كعمامة وعصابة وكذا الصناعات لاشتمالها على ما فيها كالخياطة والقصارة ( و ) قد ( غشى الله على بصره تغشية وأغشى ) أي غطى ومنه قوله تعالى فأغشينا هم فهم لا يبصرون ( وغشيه الامر ) كرضى يغشى غشاوة ( وتغشاه ) أتاه اتيان ما قد غشيه أي ستره ( وأغشيته اياه وغشيته ) ومنه قوله تعالى يغشى الليل النهار وقرئ يغشى الليل النهار وقرئ يغشى وفى الانفال يغشيكم وقرئ يغشيكم ويغشاكم وقوله تعالى فغشيهم من اليم ما غشيهم وقوله تعالى إذ يغشى السدرة ما يغشى ( والغاشية القيامة ) لانها تغشى الخلق فتعم وبه فسر قوله تعالى هل أتاك حديث الغاشية وفى الصحاح لانها تغشى بافزاعها ( و ) قيل ( النار ) لانها تغشى وجوه الكفار ( و ) الغاشية ( قميص القلب ) وهو جلد غشى به فإذا اخلع منه مات صاحبه ( و ) أيضا ( جلد ألبس جفن السيف من أسفل شاربه الى ) أن يبلغ ( نعله أو ) غاشية السيف ( ما يتغشى قوائمة من الاسفار ) وفى المحكم من الاسفان قال جعفر بن علبة الحارثى نقاسمهم أسيا فناشر قسمة * ففيناغوا شيها وفيهم صدورها ( و ) الغاشية ( داء ) يأخذ ( في الجوف ) عن الاصمعي ومنه قولهم رماه الله بالغاشية قال الراجز * قفى بطه غاشية تتمه * أي تهلكه ( و ) الغاشية ( السؤال ) جمع سائل ( يأتونك ) مستجدين ( و ) أيضا ( الزوار والاصدقاء ينتابونك ) ويقصدونك ( و ) الغاشية ( حديدة فوق مؤخرة الرحل ) نقله الجوهرى قال الازهرى وهى الدامغة ( وغشاء القلب ) بالكسر ( و ) كذا غشاء ( السرج والسيف وغيره ما يغشاه ) ويغطيه فغشاء القلب قميصه الذى تقدم ذكره وغشاء السرج ما يغطى به من جلد وغيره وغشاء السيف غلافه * ومما يستدرك عليه الغاشية من العذاب العقوبة المجلة والغشاوة بالكسر جلدة القلب وغشى الليل كرضى أظلم ومنه قوله تعالى والليل إذا يغشى وأغشى كذلك والغاشية الداهية وغشية الحمى لمتها وغشية الموت هو ما ينوب الانسان مما يغشى فهمه (1/8522)
( والغشواء فرس م ) معروف لحسان بن سلمة صفة غالبة ( و ) الغشواء ( من المعز التى يغشى وجهها بياض ) وفى الصحاح عنز غشواء بينة الغشا ( وفلرس أغشى كذلك ) وهو ما ابيض رأسه من بين جسده مثل الا رخم كما في الصحاح وفى المحكم الذى غشيت غرته وجهه واتسعت ( والغشو النبق ) وفى المحكم الغشوة السدرة قال الشاعر * غدوت لغشوة في رأس نيق * وتقدم للمصنف قريبا ( وغشيه بالسوط كرضيه ضربه ) به ( و ) غشى ( فلانا ) يغشاه إذا ( أتاه ) وفى الصحاح غشيه غشيانا جاءه وأغشاه اياه غيره ( كغشاه يغشوه ) من حد دعا ( و ) غشى ( فلانة ) يغشاها ( جامعها ) كنى به عنه كما كنى بالاتيان والمصدر الغشيان ( واستغشى ثوبه ) كما في التهذيب ( و ) استغشى ( به ) كما في الصحاح إذا ( تغطى به ) زاد في المحكم ( كيلا يسمع ولا يرى ) ومنه قولة تعالى ألا حين يستغشون ثيابهم الاية قيل ان طائفة من المنافقين قالت إذا أغلقنا الابواب وأرخينا الستور واستغشينا ثيابنا وثنينا صدورنا على عداوة محمد صلى الله عليه وسلم كيف يعلم بنا فنزلت هذه الاية وقال الراغب استغشوا ثيابهم أي جعلوها غشاوة على أسماعهم وذلك عبارة عن الامتناع من الاصغاء وقبل هو كناية عن العدو كقولهم شمر ذيله وألقى ثوبه ( و ) غشى ( كسمى ع ) عن ابن سيده * ومما يستدرك عليه تغشى المرأة علاها وتجللها وهو كناية عن الجماع وغشيته سيفا أو سوطا كقولك كسوته سيفا أو عممته سيفا ( ى الغضاة شجرة م ) معروفة ( ج الغضى ) قال ثلعب يكتب بالالف قال ابن سيده ولا أدرى لم ذلك وقال أبو حنيفة وقد تكون الغضاة جمعا وأنشد لنا الجبلان من أزمان عاد * ومجتمع الا لاءة والغضات والغضى من نبات الرمل له هدب كالارطى ( ومنه ذئب غضا ) هكذا هو في نسخ الصحاح وعندنا في النسخ بالياء وجد بخط أبى زكريا ذئب الغضى وأخبث الذئاب ذئب الغضى لانه لا يباشر الناس الا إذا أراد أن يغير يعنون بالغضى هنا الحمر وقيل الشجر ( وارض غضياء ) بالمد أي ( كثيرته ) نقله الجوهرى ( وبعير غاض يأكله وابل غاضية وغواض ) كما في الصحاح والتهذيب ( وبعير غض ) منقوص ( اشتكى بطنه من أكلها ) كذا في النسخ والصواب من أكله وفى المحكم يشتكى عنه ( وابل غشية وغضايا ) مثال رمثة ورماثا كما في الصحاح ( وقد غضيت غضى ) كذا في المحكم ( والغضياء ) ممدود ( مجتمعها ) أي الغضى ومنبتها أنث الضمير هنا نظر الى ان الغضى جمع ( ويقصر ) لم يذكر ابن سيده الا المد ( وغضيا كسلمى ) معرفة مقصور ( مائة من الامل ) مثل هنيدة لها لا تنصرفان قاله ابن الاعرابي وقال ابن السكيت شبهت عندي بمنابت الغضى قال الشاعر ومستبدل من بعد غضيا صريمة * فاحربه من طول فقر وأحريا قال الازهرى أراد وأحرين فعل النون الفا ساكنة وقال أبو عمرو الغضيا مائة هكذا أورده بالالف واللام ( وغضيان ع ) بين وادى القرى والشام ظاهر المصنف انه بالفتح وضبطه ابن سيده ونصر بالضم وهو الصواب قال الشاعر عين بغضيان ثجوج العنبب * وقد تقدم في ع ن ب ( والغاضية المظلمة ) من الليالى ( و ) الغاضية ( المضيئة ) من النيران ( ضد ) هكذا هو في الصحاح ولا يظهر ذلك عند التأمل وقال الازهرى ليلة غاضية شديدة الظلمة ( و ) الغاضية ( العظيمة من النيران ) قال الازهرى أخذت من نار الغضى وهو من أجود الوقود وفى المصباح شجر وخشبه من أصلب الخشب ولهذا يكون في فحمه صلابة وأنشدنا شيوخنا في الاستخدام فسقى الغضى والساكنيه وان هم * شبوه بين جوانحي وضلوعي اعاد ضمير شبوه الى الغضى وأراد به ناره إذ هو من أجود الوقود ( وتغاضى عنه ) أي ( تغافل ) مثل تغابى عنه نقله الازهرى ( والغضى أرض لبنى كلاب ) كانت بها وقعة عن نصر ( و ) ذو الغضى ( واد بنجد ) عن نصر ( و ) الغضى ( الغيضة ) وقيل الخمر وهو ماواراك من الشجر ومنه قولهم أخبث من ذئب الغضى كما تقدم ( وأهل الغضى أهل نجد ) لكثرتة هناك قالت أم خالد الخثعمية ليت سماكيا يطير ربابه * يقاد الى أهل الغضى بزمام وقالت أيضا رأيت لهم سيماء قوم كرهتهم * وأهل الغضى قوم على كرام ( وذئاب الغضى بنو كعب بن مالك بن حنظلة ) شبهوا بتلك الذئاب لخبثهم ( وأغضى أدنى الجفون ) كما في الصحاح وفى المحكم أطبع جفنيه على حدقته وفى المصباح أغضى عينه قارب بين جفنيها ثم استعمل في الحلم فقيل أغضى على القذى إذا أمسك عفوا عنه وفى المحكم أغضى على قذى صبر على أذى ( و ) أغضى ( على الشئ سكت ) وهو من ذلك ( و ) أغضى ( الليل أظلم ) فهو غاض على غير قياس ومغض على القياس الا انها قليلة قاله الجوهرى وصاحب المصباح ( أو ) أغضى الليل ( ألبس ) ظلامه ( كل شئ ) عن ابن سيده ( كغضا يغضو فيهما ) أي في اظلام الليل والسكوت يقال غضا الليل وقد وجد هذا أيضا في بعض نسخ الصحاح ولكن الذى بخط الجوهرى أغضى وغضا اصلاح بعد ذلك وغضوت على الشئ سكت ( و ) أغضى ( عنه طرفه ) إذا ( سده أو صده )
كذا في المحكم وهما متقاربان ( والغضيانة الجماعة من الابل الكرام ) نقله الازهرى عن ابى عمرو ( وشئ غاض حسن الغضو ) كسمو أي ( جام وافر ورجل غاض ) كاس طاعم مكفى ( وقد غضا ) يغضو كذا في المحكم * ومما بستدرك عليه ابل غضوية (1/8523)
بالتحريك منسوبة الى الغضى وليل غاض مظلم من أغضى أنشد الجوهرى لرؤبة * يخرجن من أجواز ليل غاض * وغضى الرجل أطبق جفنيه على حدقته لغة في أغضى نقله ابن سيده وغضى يغضى كسعى يسعى لغة فيه ومنه قول الزمخشري في الاساس الكريم ربما يغضى وبين جفنيه نار الغضى والغضو كسمو شدة ظلام الليل وأيضال أكل الغضى وغضيت الارض كرضى كثر فيها الغضى الثلاثة عن ابن القطاع والغضياء الارض الغليظة ورجل غضى عن الخنا كغنى يجوز كونه من غضا وكونه من أغضى كعذاب أليم وضرب وجيع والاول أجود ومنه قول الطرماح * غضى عن الفحشاء يقصر طرفه * نقلها بن سيده ( ى غطى الشباب كرمى ) يغطى ( غطيا ) بالفتح ( ويضم ) وضبطه ابن سيده غطيا كعتى ومثله في كتاب ابن القطاع والصاغانى امتلاء ) وفى الصحاح قال الفراء وإذا امتلاء الرجل شبابا قيل غطى يغطى غطيا وغطيا بالفتح والتشديد 2 وأنشد يحملن سربا غطى فيه الشباب معا * وأخطأته عيون الجن والحسده ( و ) غطت ( الناقة ) غطيا ( ذهبت في سيرها ) وانبسطت ( و ) غطى ( الليل ) يغطى ويغطو ( أظلم ) يائية واوية ( و ) غطت ( الشجرة طالت أغصانها وانبسطت على الارض ) فالبست ما لها فهى غاطية ( كاغطت ) فهى غاطية أيضا على خلاف القياس ( و ) غطى ( الليل فلانا ألبسه ظلمته ) يتعدى ولا يتعدى ( كغطاه ) بالتشديد ( و ) غطى ( الشئ ) غطيا ( و ) غطى ( عليه ) إذا ( ستره وعلا ه ) وقال حسان بن ثابت رب حلم أضاعه عدم الما * ل وجهل غطى عليه النعيم حكى انه صاح يا بنى قيلة فجاء الانصار يهرعون عليه قالوا ما دهاك قال قلت بيتا خشيت ان أموت فيدعيه غيرى قالوا هاته فانشده والشئ مغطى كمر مى وأنشد الجوهرى أنا ابن كلاب وابن أوس فمن يكن * قناعه مغطيا فانى مجتلى ( كاغطاه وغطاه ) بالتشديد ( واغتطى ) و ( تغطى ) بمعنى واحد قال رؤبة عليه من أكناف قيظ يغتطى * شبك من الال كشبك المشط * ومما يستدرك عليه غطاه الشباب غطيا وغطيا ألبسه كغطاه والغاطية الدالية من الكرم لسموها وبسوقها وانتشارها ومنه قول الشاعر ومن تعاجيب خلق الله غاطية * يعصر منها ملاحى وغربيب وفعل به ما غطاه أي ساءه كذا في المحكم ومر للمصنف هذا المعنى في ع ظ ى فلعلهما لغتان أو هذا تصحيف منه ويقولون اللهم اغط على قلبه أي اغش وهو مغطى القناع إذا كان خامل الذكر وماء غاط كثير وقد غطى يغطى وغطيان البحر فيضانه زنة ومعنى نقله السهيلي في الروض و ( غطا الليل ) يغطو ( غطوا ) بالفتح ( وغطوا ) كسمو ( أظلم ) وقيل ارتفع وغشى كل شئ وألبسه فهو غاط ( و ) غطا ( الماء ارتفع ) واوية يائية وقال الجوهرى وكل شئ ارتفع وطال على شئ فقد غطا عليه أنشد لساعدة بن جؤية كذوائب الحفا الرطيب غطابه * غيل ومد بجانبيه الطحلب ( و ) غطا ( الشئ ) غطوا ( واراه وستره ) كغطاه واويه يائية وقد تغطى ( والغطاء ككساء ما يغطى به ) وفى الصحاح ما تغطيت به وفى المحكم ما تغطى به أو غطى به غيره وقال الراغب هو ما يجعل فوق الشئ من طبق ونحوه كما ان الغشاء ما يجعل فوق الشئ من لباس ونحوه وقد استعير للجهالة ومنه قوله عز وجل فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وفى المصباح الغطاء الستر والجمع أغطية ( والغطاية بالكسر ما تغطت به المرأة من حشو الثياب ) تحت ثيابها ( كغلالة ونحوها ) قلبت الواو فيها ياء طلب الخفة مع قرب الكسرة ( وأغطى الكرم جرى فيه الماء ) وزاد ونما ( وانه لذو غطوان محركة ) أي ذو ( منعة وكثرة ) والغفو والغفوة والغية ) بالياء ( الزبية ) للصائد الاولان عن اللحيانى والغفيه يذكرها المصنف فيما بعد ( وغفا غفوا ) بالفتح ( وغفوا ) كسمو ( نام ) نومة خفيفة ( أو نعس كاغفى ) قال ابن السكيت لا يقال غفوت نقله الجوهرى وقال ابن سيده جاء غفوت في الحديث والمعروف أعفيت وقال الازهرى كلام العرب أغفيت وقلما يقال غفوت ( و ) غافا الشئ غفوا وغفوا ( طفا على الماء ) عن ابن دريد * ومما يستدرك عليه الغفوة النومة الخفيفة وقد جاء في الحديث واغفاءة الصبح نومته وأغفى الشجر تدلت أغصانه عن ابن القطاع والغفوة بالضم لغة في الغفوة بالفتح للزبية عن الصاغانى ( ى وغفى الطعام كرمى ) يغفيه غفيا هكذا جاء بواو العطف ولا أدى ما نكتته ( نقاه لغه في الغفوة بالفتح للزبية عن الصاغانى ( ى وغفى الطعام كرمى ) يغفيه غفيا هكذا جابوا والعطف ولا أدرى مانكتته ( نقاه من الغفى ) كعصى اسم ( لشئ ) يكون في الطعام ( كالزوان ) والقصل ( أو ) الغفى اسم ( التبن كاغفى ) قال الفراء وكله مما يخرج من الطعام ويرمى به ( والغفاء ) كغراب ( الغثاء ) وهو البالى الهالك من القمش وضبطه الازهرى بالفتح فقال قال ابن الاعرابي قصل
الطعام وغفاؤه ممدود وفغاه مقصور وحثالته كله الردئ المرمى به ( و ) الغفاء ( آفة للنخل ) تصيبه ( كالغبار يقع على البسرفما يدرك ) وفى الصحاح فيمنعه من الادراك والنضج ويمسخ طعمه وضبطه بالفتح مقصورا ( و ) العفاء ( حطام البر ) وما تكسر منه أو عيدانه ( و ) الغفاء ( ما ينفونه من ابلهم ) أورد ابن سيده كل ذلك بالفتح مقصورا ( وأغفى الطعام كثرت نخاله ) كذا في النسخ والاولى نفايته ( و ) أغفى الرجل ( نام على الغفى أي التبن في بيدره ) عن ابن الاعرابي نقله الازهرى ونقله الصاغانى عن أبى عمرو ( وانغفى ) الشئ ( انكسر والغفاءة بالضم البياض ) يغشى ( على الحدقه وغفى ) الرجل ( كرصى غفية ) إذا ( نعس ) كاغفى ( والغفية الزبية ) أو (1/8524)
الحفرة التى يكمن فيها الصائد * ومما يستدرك عليه أغفى الرجل نام وهى اللغة الفصيحة والغفى الردئ من كل شئ والسفلة من الناس وحنطة غفية كفرحة على النسب فيها اغفى والغفى قشر غليظ يعلوا البسر وقيل هو التمر الفاسد الذى يغلظ ويصير كاجنحة الجراد والغفى داء يقع في التبن يفسده والغفية بالضم والكسر لغتان في الغفية بالفتح للزبية نقلهما الصاغانى ( وغلا ) السعر يغلو ( غلاء ) بالمد ( فهو غال وغلى ) كغنى وهذه عن ابن الاعرابي ارتفع ( ضد رخص ) وفى المصباح غلا السعر يغلو والاسم الغلاء بالفتح والمد ( وأغلاه الله ) ضد أرخصه أي جعله غاليا ( و ) يقال ( بعته بالغالى والغلى كغنى أي الغلاء ) قال الشاعر ولو أنا نباع كلام سلمى * لا عطينا به ثمنا غليا ( وغالاه و ) غالى ( به سام فابعط ) كذا في المحكم وفى الصحاح غالى باللحم أي اشتراه بثمن غال وقال نغالى اللحم للاضياف نيأ * ونرخصها إذا نضج القدور فحذف الباء وهو يريدها ( وغلا في الامر غلوا ) كسمو من باب قعد ( جاوز حده ) وفى الصحاح جاوز في الحد وفى المصباح غلا في الدين غلوا تشدد وتصلب حتى جاوز الحد ومنه قوله تعالى لا تغلوا في دينكم غير الحق وقال ابن الاثير الغلو في الدين البحث عن مواطن الاشياء والكشف عن عللها وغوامض متعبداتها وقال الراغب أصل الغلو تجاوز الحد يقال ذلك إذا كان في السعر غلاء وإذا كان في القدر والمنزلة غلو وفى السهم غلو وافعالها جميعا غلا يغلو ( و ) غلا ( بالسهم ) يغلو ( غلوا ) بالفتح وعليه اقتصر الجوهرى والراغب ( وغلوا ) كسمو ( رفع ) به ( يديه ) مريدا ( لا قصى الغاية ) وفى المصباح رمى به أقصى الغاية وفى الصحاح رمى به أبعد ما يقدر عليه وأنشد صاحب المصباح * كالسهم أرسله من كفه الغالى * ( كغالاه و ) غالى ( به مغالاة وغلاء ) بالكسر ( فهو رجل غلاء كسماء أي بعيد الغلو بالسهم ) وضبط في نسخ المحكم رجل غلاء بالتشديد فلينظر ( و ) غلا ( السهم ) نفسه ( ارتفع في ذها به وجاوز المدى ) وكذا الحجر ( وكل مرماة غلوة ) وكله من الارتفاع والتجاوز قال الجوهرى الغلوة الغاية مقدار رمية قال صاحب المصباح الغلوة هي الغاية وهى رمية سهم أبعد ما يقدر يقال هي قدر ثلاثمائة ذراع الى أربعمائة ذراع وقال ابن سيده الفرسخ التام خمس وعشرون غلوة ومثله للزمخشري ( ج غلوات ) كشهوة وشهوات ( وغلاء ) بالكسر والمد ( وفى المثل جرى المذكيات غلاء ) هو من ذلك وهو في الصحاح هكذا ويروى غلاب أي مغالبة ( والمغلى بالكسر ) أي كمنبر ( سهم يغلى به ) أي ترفع به اليد حتى يجاوز المقدار أو يقارب وفى المحكم يتخذ لمغالاة الغلوة وهى المغلاة أيضا والجمع المغالى ( والغلواء بالضم وفتح اللام ) وعليه اقتصر الجوهرى ( ويسكن ) عن أبى زيد ذكره في زيادات كتاب خبئة وكانه للتخفيف ( الغلو ) وهو التجاوز يقال خفف من غلوائك ( و ) أيضا ( أول الشباب وسرعته ) نقله الجوهرى عن أبى زيد ( كالغلوان بالضم ) عن ابن سيده يقال فعله في غلواء شبابه وغلوان شبانه قال الشاعر لم تلتفت للداتها * ومضت على غلوائها وقال آخر * كالغصن في غلوائه المتاود * ( والغالي اللحم السمين ) قال أبو وجزة توسطها غال عتيق وزانها * معرس مهرى به الذيل يلمع أي شحم عتيق في سنامها وغلا بالجارية والغلام عظم غلوا وذلك في سرعة شبابهما قال أبو وجزة خمصانة قلق موشحها * رؤد الشباب غلابها عظم ( والغلاء كسماء سمك قصير ) نحو شبر ( ج أغلية والغلوى كسكرى الغالية ) وبه فسر قول عدى بن زيد ينفح من أردانها المسك والعنبر والغلوى ولبنى قفوص ( وأما اسم الفرس فبالمهملة وغلط الجوهرى ) * قلت وهذا من أغرب ما يكون فان الجوهرى رحمة الله تعالى ما ذكره الافى المهملة وأما هنا فانه ليس له ذكر في كتابه مطلقا قال في المهملة بعد ما ذكر المعلى وعلوى اسم فرس آخر وتبعه المصنف هناك وأما بالمعجمة فانما ذكره ابن دريد وكانه أراد يقول وغلط ابن دريد فرجعه للجوهري فتأمل ذلك ( وتغالى النبت ارتفع ) هكذا في سائر النسخ وسيأتى له قريبا والنبت التف فهو تكرار وفى المحكم ارتفع وطال ( و ) في الصحاح تغالى ( لحم الناقة ) أي ارتفع و ( ذهب )
قال لبيد فإذا تغالى لحمها وتحسرت * وتقطعت بعد الكلال خدامها ورواه ثعلب بالعين المهملة انتهى وفى التهذيب تغالى لحم الدابة إذا تحسر عند التضمر وتغالى لحمها ارتفع وصار على رؤس العظام وفى المحكم وكل ما ارتفع فقد غلا وتغالى وتغالى لحمه انحسر عند الضمار كانه ضد ( و ) تغالى ( النبت التف وعظم ) وهو الارتفاع بعينه ( كغلا ) قال لبيد فغلا فروع الايهقان وأطفلت * بالجلهتين ظباؤها ونعامها ( وأغلى ) الكرم التف ورقه وكثرت نواميه وطال ( واغلولى ) النبت كذلك ( وأغلاه ) أي الكرم ( خفف من ورقه ) ليرتفع ويجود ( واغتلى ) البعير ( أسرع ) وارتفع فجاوز حسن السير وكذلك كل دابة وفى الصحاح الاغتلاء الاسراع وأنشد كيف تراها تغتلى ياشرج * فقد سهجناها فطال السهج وأنشد الازهرى * فهى امام الفرقدين تغتلى * ومما يستدرك عليه غلت الدابة غلوا ارتفعت فجاوزت حسن السير وغلابها (1/8525)
عظم إذا سمنت وغالى في الصداق أغلاه ومنه قول عمر رضى الله عنه الا لا تغالوا في صدقات النساء وغلا الشئ ارتفع قال ذو الرمة فما زال يغلو حب مية عندنا * ويزداد حتى لم نجد ما نزيدها وغالاه مغالاه طاوله وقتر الغلاء ككساء اسم سهم للنبى صلى الله عليه وسلم كان أهداه له يكسوم في سلاح وأغلى الماء واللحم اشتراه بثمن غال عن ابن القطاع وفى الصحاح ويقال أيضا أغلى باللحم وأنشد * كأنها درة أغلى التجار بها * وأغلاه وجده غاليا أو عده غاليا كاستغلاه وقد تستعمل الغلوة في سباق الخيل والغلو في القافية حركة الروى الساكن بعد تمام الوزن والغال نون زائدة بعد تلك الحركة كقوله عند من أنشده هكذا * وقاتم الاعماق خوى المخترقن * فحركة القاف هي الغلو النون بعد ذلك الغالى وهو عندهم أفحش من التعدي قاله ابن سيده وناقة مغلاة الوهق تغتلى إذا تواهقت أخفافها قال روبه * تنشطته كل مغلاة الوهق * ومن الغلو أبو الغمر الغالى شاعر ومحمد بن غالى الدمياطي عن النجيبب الحرانى وغالى بن وهيبة بكفر بطنا سمع من أبى مشرف والمغلوانى من يبيع الشئ غاليا أبدا عامية وغلى كانه أمر من وغل يغل السم رجل وهو أخو منبه والحرث وسحبان وشمران وهفان ويقال لجميعهم جنب ( ى غلت القدر تغلى غليا ) بالفتح ( وغليانا ) محركة ولا يقال غلبت وأنشد الجوهرى لابي الاسود الدؤلى ولا أقول لقدر القوم قد غلبت * ولا أقول لباب الدار مغلوق أي انى فصيح لا ألحن والمصنف ترك هذه اللغة وقد ذكرها غير واحد الا انها مرجوحة الا ان المصنف لم يلتزم في كتابه الراحج والفصيح قال شيخنا ومنهم من فسر بيت أبى الاسود بالنزاهة عن التعرض لابواب الناس وقال الصاغانى لم أجده في شعر أبى الاسود ( وأغلاها وغلاها ) بالتشديد وعلى الاولى اقتصر الجوهرى قال ابن دريد في بعض كلام الاوائل أن ماء وغله ( والغالية طيب م ) معروف أول من سماها بذلك سليمن بن عبد الملك كما في الصحاح وانما سميت لانها اخلاط تغلى على النار مع بعضها وقال عبد القادر البغدادي في بعض مسوداته هي ضرب من الطيب سماه به معاوية وذلك ان عبد الله بن جعفر دخل عليه ورائحة الطيب تفوح منه فقال له ما طيبك يا عبد الله فقال مسك وعنبر جمع بينهما دهن بان فقال معاوية غالية أي ذات ثمن غال كذا في شرح الحماسة للتبريزي انتهى * قلت ذكره عنده قول امرأة من الانصار اسمها حميدة بنت النعمان بن بشير الانصاري من قصيدة نكحت المدينى إذ جاء نى * فيالك من نكحة غالية له ذفر كصنان التبو * س أعيى على المسك والغالية ( وتغلى ) الرجل ( تخلق بها ) كتغلل بها وذكر في اللام ( والغلانية ) كالعلانية ( التغالى بالشئ والنون زائدة ) * قلت الصواب ذكره في غ ل وفانه من مصادر غلوت في الامر غلانية إذا جاوزت فيه الحد ( والتغلية ان تسلم من بعدو تشير ) * ومما يستدرك عليه غلى الرجل تغلية خلقه بالغالية وبنو غل بكسرتين قبيلة من أصول جنب وهو غلى بن يزيد بن حرب وتقدم ذكره وابن المغلى بضم الميم وكسر اللام هو العلاء على بن محمود السلمانى الحموى الحنبلى قاضى حماة حلب ثم الديار المصرية أحد أذكياء العصر مات في أو ئل سنة 882 ولم يكمل السنتين وغلى الرجل كرضى اشتد غضبه عن ابن القطاع وهو مجازو يحيى بن سعد القطفتى ابن غالية عن أبى الفتح ابن المنى وأم الوفاء غالية بنت محمد الاصبهانية عن هبة ابن حنة ويوسف بن أحمد الفسولى يعرف بابن غالية آخر من روى عن موسى ابن الشيخ عبد القادر وأبو منصور محمد بن حامد بن محمد النيسابوري يعرف بالغالى وهى أم جده وهى أم الوفاء المذكورة روى عنه الحاكم ( وغما البيت يغموه ) غموا ( غطاه بالطين والخشب ) وما يغطى به الغماء وتثنيته غموان نقله ابن دريد وغيره وهو واوى يائى ( ى غمى على المريض وأغمى مضمومتين ) للمفعول ( غشى عليه أفاق ) فهو مغمى عليه ومغمى عليه وفى التهذيب أغمى عليه ظن انه مات ثم يرجع حيا وقال الاطباء الاغماء امتلاء بطون الدماغ من بلغم بارد غليظ وقيل
سهو يلحق الانسان مع فتور الاعضاء لعله نقله صاحب المصباح ( ورجل غمى ) مقصور ( مغمى عليه للواحد ) والاثنين ( والجميع ) والمؤنث وأنشد الازهرى فراحوا بحيبور تشف لحاهم * غمى بين مقضى عليه وهائع ( أوهما غميان ) محركة للاثنين ( وهم اغماء ) للجماعة كذا في الصحاح قال الازهرى أي بهم مرض ( والمغمى كعلى وككساء ) ان كسرت العين مددت ( سقف البيت ) كما في التهذيب ( أو ما فوقه من ) القصب و ( التراب وغيره ) كما في الصحاح ( ويثنى غميان وغموان ) محركتين بالياء والواو ( ج أغمية ) وهو شاذ كندى وأندية والصحيح ان أغمية جمع غماء كرداء وأردية ( و ) ان جمع غمى انما هو ( اغماء ) كنقا وانقاء ( وقد غميت البيت ) أغميه غميا نقله الجوهرى أي سقفته ( وغميته ) بالتشديد كذلك وبيت مغمى مسقف ( والغمى ما غطى به الفرس ليعرق ) نقله ابن سيده ( وأغمى يومنا بالضم دام غيمه ) فلم ير فيه شمس ولا هلال ( و ) أغمت ( ليلتنا غم هلالها ) وفى الحديث فان أغمى عليكم قال السرقسطى معناه فان أغمى يومكم أو ليلتكم فلم تروا الهلال فاتموا شعبان ( وفى السماء غمى ) كفلس ( وغمى ) مقصور ( إذا غم عليهم الهلال وليس من غم ) فيه تعريض على الجوهرى فانه نقل عن الفراء يقال صمنا للغمى وللغمى إذا غم عليهم الهلال وهى ليلة الغمى ويروى الحديث فان غم عليكم بهذا المعنى وقد تقدم فهذا موضعه الميم وقد نبه عليه الصاغانى ( وغما والله ) مثل ( أما والله ) ويروى بالعين المهملة أيضا وقد تقدم عن الفراء لغات ( والغامياء من حجرة اليربوع ) (1/8526)
وقد ذكر في ق ص ع ون ف ق * ومما يستدرك عليه الغمية بالضم هي التى يرى فيها الهلال فيحول بينه وبين السماء ضبابه نقله صاحب المصباح وغمى الليل واليوم كعنى دام غيمهما كأغمى نقله السرقسطى ومنه رواية الحديث قان غمى عليكم وأغمى عليه الخبر أي استعجم نقله الجوهرى وفى المصباح إذا خفى وليلة غمى طامس هلالها ( والغنوة بالضم ) أهمله الجوهرى وقال الكسائي هو ( الغنى تقول لى عنه غنوة ) أي غناو المعروف الغنية بالياء قاله ابن سيده وضبطه الصاغانى بالكسر عن ابن الاعرابي قلت وتقول العامة الغنوة بالفتح بمعنى النوع من الغناء بالكسر والمد 3 فان ما قاله الكسائي فلا يبعد هذان يكون لغة فتأمل ( ى الغنى كالى التزويج ) ومنه قولهم الغنى حصن للعزب نقله الازهرى ( و ) الغنى ( ضد الفقر ) وهو على ضربين أحدهما ارتفاع الحاجات وليس ذلك الا الله تعالى والثانى قلة الحاجات وهو المشار إليه بقوله تعالى ووجدك عائلا فاغنى ( وإذا فتح مد ) ومنه قول الشاعر سيغنينى الذى أغناك عنى فلا فقر يدوم ولاغناء يروى بفتح وكسر فمن كسر أراد مصدر غانيت غناء من فتح أراد الغنى نفسه وقيل انما وجهه ولا غناء لان الغناء غير خارج عن معنى الغنى قاله ابن سيده فلا عبرة بانكار شيخنا على المصنف في ايراد المفتوح الممدود بمعنى المكسور المقصور ( غنى ) به كرضى ( غنى ) بالكسر مقصور ( واستغنى واغتنى وتغانى وتغنى ) كل ذلك بمعنى صار غنيا فهو غنى ومستغن وشاهد الاستغناء قوله تعالى واستغنى الله والله غنى حميد وشاهد التغني الحديث ليس منا من لم يتغن بالقرآن قال الازهرى قال سفيان بن عيينة معناه من لم يستغن ولم يذهب به الى معنى الصوت قال أبو عبيد هو فاش في كلام العرب يقولون تغنيت تغانيا بمعنى استغنيت وقال الاعشى وكن امر أزمنا بالعراق * عفيف المناخ طويل التغن أي الاستغناء ( واستغنى الله تعالى سأله أن يغنيه ) ومنه الدعاء اللهم انى أستغنيك عن كل حارم واستغينك ( وغناه الله تعالى ) هو بالتشديد كما هو ضبط المحكم ( وأغناه ) حتى غنى صار ذامال ومنه قوله تعالى وأنه هو أغنى وأقنى وقبل غناه في الدعاء وأغناه في الخبر ( والاسم الغنية بالضم والكسر والغنوة ) هذه عن الكسائي وقد مر ( والغنيان مضمومتين والغنى ) على عفيل ( ذو الوفر ) أي المال الكثير والجمع أغنياء وهو في القرآن والسنة كثير مفردا وجمعا ( كالغانى ) ومنه قول عقيل بن علقمة أرى المال يغشى ذا الوصوم فلا ترى * ويدعى من الاشراف ما كان غانيا وقال طرفة فان كنت عنها غانيا فاغن وازدد ( وماله عنه غنى ) بالكسر ( ولا مغنى ولا غنية ولا غنيان مضمومتين ) أي ( بدو الغانية ) من النساء ( المرأة التى تطلب ) هي أي يطلبها الناس ( ولا تطلب أو ) هي ( الغنيه بحسنها ) وجمالها ( عن الزينة ) بالحلى والحلل ( أو التى غنيت ) أي أقامت ( ببيت أبويها ولم يقع عليها سباء ) هذه أغربها وهى عن ابن جنى ( أو ) هي ( الشابة العفيفة ذات زوج أولا ) هذه أربعة أقوال ذكر هن ابن سيده وقال الازهرى وقيل هي التى تعجب الرجال ويعجبها الشبان وقال الجوهرى هي التى غنيت بزوجها وأنشد لجميل أحب الايامى إذ بثينه أيم * وأحببت لما ان غنيت الغوانيا قال وقد تكون التى غنيت بحسنها وجمالها واقتصر على هذين القولين ( ج غوان ) وقول الشاعر
وأخو الغوان متى يشا يصرمنه * ويعدان اعداء بعيد وداده أراد الغوانى فحذف تشبيها للام المعرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الاشياء من خواص الاسماء قال الجوهرى وأما قول ابن الرقيات لا بارك الله في الغوانى هل * يصحن الا لهن مطلب فانما حرك الياء بالكسر للضرورة ورده الى أصله وجائز في الشعر ان يرد الى أصله ( وقد غنيت كرضى ) غنى ( و ) يقل ( أغنى عنه غناء فلان ) كسحاب ( ومغناة ومغناته ويضمان ) أي ( ناب عنه ) كما في المحكم ( و ) في التهذيب والصحاح أي ( أجزأ ) عنك مجزأه ) ومجزأة ومجزاته وقال الراغب أغنى عنه كذا إذا كفاه ومنه قولة تعالى ما أغنى عنى ماليه ولن تغنى عنهم أموالهم وحكى الازهرى ما أغنى فلان شيأ بالعين والغين أي لم ينفع في مهم ولم يكف مؤنة وقال أيضا الغناء كسحاب الاجزاء ورجل مغن أي مجز كاف وسمعت بعضهم يؤنب عبده ويقول اغن عنى وجهك بل شرك أي اكفني شرك وكف عنى شرك ومنه قوله تعالى شأن يغنيه أي يكفيه شغل نفسه عن شغل غيره ( و ) يقال ( ما فيه غناء ذاك ) أي ( اقامته والاضطلاع به ) نقله ابن سيده ( و ) غنى بالمكان ( كرضى أقام ) به غنى وفى التهذيب غنى القوم في دارهم إذا طال مقامهم فيها وقال الراغب غنى في مكان كذا إذا طال مقامه مستغنيا به عن غيره ومنه قوله تعالى كأن لم يغنوا فيها أي يقيموا فيها ( وغنى أي ( عاش ) نقله الجوهرى ( و ) غنى ( لقى ) هكذا في النسخ والعلة بقى وسيأتى قريبا ما يحققه ( والمغنى المنزل الذى غنى به أهلم ثم ظعنوا ) عنه قال الراغب يكون للمصدر والمكان والجمع المغانى ( أوعام ) أي في مطلق المنزل وكانه استعمال ثان ( وغنيت لك منى بالمودة ) والبرأى ( بقيت ) نقله ابن سيده وهذا يحقق ما تقدم من قوله وغنى بقى ( و ) قول الشاعر ( غنيت دارنا تهامة ) في الدهر وفيها بنو معد حلولا أي ( كانت ) منه قول ابن مقبل أأم تميم ان ترينى عدوكم * وبيتي فقد أغنى الحبيب المصافيا (1/8527)
أي أكون الحبيب وقال الازهرى يقال للشئ إذا فنى كان لم يغن بالامس أي كان لم يكن ( و ) غنيت ( المرأة بزوجها غنيانا ) بالضم وغناء ( استغنت ) به ومنه اشتقاق الغانية وأنشد الجوهرى لقيس بن الخطيم أجد بعمرة غنيانها * فتهجر أم شاننا شانها ( والغناء ككساء من الصوت ما طرب به ) قال حميد بن ثور * عجبت به انى يكون غناؤها * وفى الصحاح الغناء بالكسر من السماع وفى النهاية هو رفع الصوت وموالا ته وفى المصباح وقياسه الضم لانه صوت ( و ) الغناء ( كسماء رمل ) بعينه هكذا ضبطه الازهرى وأنشد لذى الرمة تنطقن من رمل الغناء وعلقت * باعناق ادمان الظباء القلائد أي اتخذن من رمل الغناء عجازا كالكثبان وكان أعناقهن اعناق الظباء وهو في كتاب المحكم بالكسر مع المد مضبوط بالقلم وأنشد للراعي لها خصور وأعجاز ينوء بها * رمل الغناء وأعلى متنها ورد ( وغناه الشعرو ) غنى ( به تغنية ) و ( تغنى به ) بمعنى واحد قال الشاعر تغن بالشعر اما كنت قائله * ان الغناء بهذا الشعر مضمار أي ان التغني فوضع الاسم موضع المصدر وعليه حمل قوله صلى الله عليه وسلم ما أذن الله لشئ كاذنه لنبى ان يتغنى بالقرآن قال الازهرى أخبرني عبد الملك البغوي عن الربيع عن الشافعي ان معناه تحزين القراءة وترقيقها ويشهد له الحديث الاخر زينوا القرآن بأصواتكم وبه قال أبو عبيد وقال أبو العباس الذى حصلناه من حفاظ اللغة في هذا الحديث أنه بمعنى الاستغناء وبمعنى التطريب وفى النهاية قال ابن الاعرابي كانت العرب تتغنى بالركبان إذا ركبت وإذا جلست فأحب النبي صلى الله عليه وسلم ان يكون هجيراهم بالقرآن مكان التغني بالركبان ( و ) غنى ( بالمرأة تغزل ) بها أي ذكرها في شعره قال الشاعر الاغننا بالزاهرية اننى * على النأى ممان ألم بها ذكرا ( و ) غنى ( بزيد مدحه أو هجاه كتغنى فيهما ) أي في المدح والهجو ويروى ان بعض بنى كليب قال لجرير هذا غسان السليطى يتغنى بنا أي يهجونا قال جرير غضبتم علينا أم تغنيتم بنا * ان اخضر من بطن التلاع غميرها قال ابن سيده وعندي ان الغزل والمدح والهجاء انما يقال في كل واحد منها غنيت وتغنيت بعد ان يلحن فيغنى به ( و ) غنى ( الحمام صوت ) قال القطامى خلا انها ليست تغنى حمامة * عل ساقها الا ادكرت ربابا ( وبينهم أغنية كأثفية ) وعليه اقتصر الجوهرى ( ويخفف ) عن ابن سيده قال وليست بالقوية إذ ليس في الكلام أفعله الا أسنمة فيمن رواه بالضم * قلت الضم في أسنمة روى عن ثعلب وابن الاعرابي وقد ذكر في محله ( ويكسران ) نقله الصاغانى عن الفراء ( نوع من الغناء ) يتغنون به والجمع الاغانى وبه سمى أبو الفرج الاصبهاني كتابه لاشتماله على تلاحين الغناء وهو كتاب جليل استفدت منه كثيرا ( وتغانوا اتسغنى بعضهم عن بعض ) وأنشد الجوهرى للمغيرة بن حبناء التميمي كلا نا غنى عن أخيه حياته * ونحن إذا متنا أشد تغانيا
( والاغناء ) بالفتح ( املاكات العرائس ) نقله الازهرى ( ومكان كذا غنى من فلان ) بالفتح مقصور ( ومغنى منه أي مئنة ) منه ( وغنى ) على فعيل ( حى من غطفان ) كذا في الصحاح والنسبة إليه غنوى محركة قال شيخنا وقد اغتر المصنف بالجوهري والذى ذكرة أئمة الانساب انه غنى بن أعصر واعصر هو ابن سعد بن قيس بن عيلان وغطفان بن سعد بن قيس بن عيلان كما قاله الجوهرى نفسه فاعصر أخو غطفان وباهلة وغنى ابنا أعصر فليس غنى حيا من غطفان كما توهم المصنف تقليدا * قلت هو كما ذكر فان سياقهم يدل على ان غطفان عم غنى وقد يجاب عن الجوهرى والمصنف انه قد يعتزى الرجل الى عمه في النسب وله شواهد كثيرة في النسب مع تأمل في ذلك ( وسموا غنية وغنيا كسمية وسمى ) أما الاول فلم أجد له ذكرا في الاسماء وضبطه الصاغانى على فعلية وأما الثاني فمشترك بين أسماء الرجال والنساء فمن الرجال غنى بن أبى حازم الذهلى سمع ابن عمر وناصر بن مهدى بن نصر بن غنى عن عبدان الطائى عن على بن شعيب الدهان وعنه السفلى ومن النساء غنى بنت شيبان زوج مخزوم بن يقظة وغنى بنت منقذ بن عمرو وغنى بنت عمرو بن جابر وغنى بنت حراق ( وتغنيت استغنيت ) وهذا قد تقدم في أول سياقه فهو تكرار * ومما يستدرك عليه تغنى الحمام مثل غنى قال الشاعر فجمع بين الغتين ألا قاتل الله الحمامة غدوة * على الغصن مادا هيجت حين غنت تغننت بصوت أعجمى فهيجب * هواى الذى كانت ضلوعي أجنت وقيل سمى المغنى مغنيا لانه يتغنن وأبدلت النون الثانية كذا ذكره ابن هشام في النون المفردة من المغنى عن ابن يعيش ونقله شيخنا وعليه فموضعه النون وغنى بن الحرث على فعيل عن حاتم الاصم والغنى في أسماء الله تعالى الذى لا يحتاج الى أحد في شئ والمغنى الذى يغنى من يشاء من عباده وفى حديث الصدقة ما كان عن ظهر غنى أي ما فضل عن قوت العيال وكفايتهم وغنبة بنت رضى الجذامية على فعيلة روت عن عائشة وعنها حوشب بن عقيل وحميد بن أبى غنية عن الشعبى وابنه عبد الملك وقد ينسب الى جده عن أبى اسحق السبيعى وعنه ابنه يحيى وثلاثتهم ثقات وغنية بنت أبى اهاب بن عزيز بن قيس بن سويد الدارمي وغنية بنت سمعان العدوية عن (1/8528)
أم حبيبة قيدها ابن نقطة ( وغوى ) الرجل ( يغوى غيا ) هذه هي اللغة الفصحية واقتصر عليها الجوهرى قال أبو عبيد ( و ) بعضهم يقول ( غوى ) يغوى كرضى غوى وليست بالمعروفة ( وغواية ) بالفتح ) ( ولا يكسر ) هو مصدر غوى يغوى كما في الصحاح وسياق المصنف يقتضى انه مصدر غوى كرضى وكذلك سياق المحكم وقد فرق بينهما أبو عبيد فجعل الغواية والغى من مصادر غوى كرمى والغوى الذى أهمله المصنف من مصادر غوى كرضى ) ( فهوغاو ) والجمع غواه ( وغوى ) كغتى ومنه قوله تعالى انك لغوى مبين ( وغيان ) أي ( ضل ) زاد الجوهرى وخاب أيضا وقال الازهرى أي فسد وقال ابن الاثير الغى الضلال والا نهماك في الباطل وقال الراغب الغى جهل من اعتقاد فاسد وذلك لان الجهل قد يكون من كون الانسان غير معتقد اعتقاد الا صالحا ولا فاسدا وهذا النحو الثاني يقال له غى وأنشد الا صمعى للمرقش فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره * ومن يغو لا يعدم على الغى لائما وقال دريد بن الصمة وهل أنا الامن غزية ان غوت * غويت وان ترشد غزية أرشد ( وغواه غيره ) حكاه المؤرج عن بعض العرب وأنشد وكائن ترى من جاهل بعد علمه * غواه الهوى جهلا عن الحق فانغوى قال الازهرى ولو كان غواه الهوى بمعنى فانغوى كان أشبه بكلامهم وأقرب الى الصواب ( وأغواه ) فهو غوى على فعيل قال الا صمعى لا يقال غيره وعليه اقتصر الجوهرى ومنه قول الله تعالى حكاية عن ابليس فما أغويتني أي أضللتني وقيل فيما دعوتني الى شئ غويت به وأما قوله تعالى ان كان الله يريد أن يغويكم فقيل معناه أن يعاقبكم على الغى وقيل يحكم عليكم بغيكم ( وغواه ) تغوية لغة ( و ) قوله تعالى والشعراء ( يتبعهم الغاوون ) جاء في التفسير ( أي الشياطين أو من ضل من الناس أو الذين يحبون الشاعر إذا هجا قوما ) بما لا يجوز نقله الزجاج ( أو يحبونه لمدحه اياهم بما ليس فيهم ) ويتابعونه على ذلك عن الزجاج أيضا ( والمغواة مشددة ) الواو أي مع ضم الميم ( المضلة ) وهى المهلكة وأصله في الزبية تحفر للسباع ومنه قول رؤبة * الى مغواة الفتى بالمرصاد * يريد الى مهلكته ومنيته ( كالمغواة كمهواة ) أي بالفتح يقال أرض مغواة أي مضلة ( ج مغويات ) بالالف والتاء هو جمع المغواة بالتشديد وأما جمع المغواة فالمغاوى كالمهاوى ( والاغوية كأثفية المهلكة و ) أيضا حفرة مثل ( الزبية ) تحفر للذئب ويجعل فيها جدى إذا انظر إليه سقط يريده فيصاد ( وتغاووا عليه ) أي تجمعوا عليه و ( تعاونوا عليه ) وأصله في الشر لانه من الغى والغواية وقوله ( فقتلوه ) هو من حديث قتلة عثمان فتغاووا عليه والله حتى قتلوه ومنه قول أخت المنذر بن عمرو
الانصاري فيه حين قتله الكفار تغاوت عليه ذئاب الحجاز * بنو بهثة وبنو جعفر ( أو جاؤا من ههنا ومن ههنا وان لم يقتلوه ) ونقله ابن سيده ويروى بالعين أيضا وقد تقدم وقال الزمخشري تغاووا عليه تألبوا عليه تألب الغواة ( وغوى الفصيل ) وكذا السخلة ( كرضى ورمى ) مثل هوى وهوى الاولى لغة ضعيفة ( غوى ) مقصور فهو غو ) منقوص ( بشم من اللبن ) أي شربه حتى اتخم وفسد جوفه أو إذا أكثر منه حتى اتخم وقال ابن السكيت الغوى هو أن لا يشرب من لبا أمه ولا يروى من اللبن حتى يموت هزا لا نقله الجوهرى ( أو ) غوى الجدى ( منع الرضا ع ) حتى يضربه الجوع ( فهزل ) نقله أبو زيد في نوادره ( و ) في التهذيب إذا لم يصب ريا من اللبن حتى ( كاد يهلك ) وقال ابن شميل الصبى والفصيل إذا لم يجدا من اللبن علقة فلا يروى وتراه مختلا قال مختلا قال شمر هذا هو الصحيح عند أصحابنا وشاهد الغوى قول عامر المجنون يصف قوسا وسهما معطفة الاثناء ليس فصيلها * برازئها درا ولا ميت غوى أنشده الجوهرى وهو من اللغز * قلت وعلى اللغة الثانية نقل الزمخشري عن بعض في قوله تعالى وعصى آدم ربه فغوى أي بشم من كثرة الاكل قال البدر القرافى هذا وان صح في لغة لكنه تفسير خبيث * قلت وأحسن من ذلك ما قاله الازهرى والراغب فغوى أي فسد عليه عيشه أو غوى هنا بمعنى خاب أو جهل أو غير ذلك مما ذكره المفسرون ( و ) يقال هو ( ولدغية ) بالفتح ( ويكسر ) قال اللحيانى وهو قليل أي ولد ( زنية ) كما يقال في نقيضه ولد رشدة ( و ) يقولون إذا أخصب الزمان جاء ( الغاوى ) والهاوى فالغاوي ( الجراد ) والهاوى الذئب وسيأتى له في هوى خلاف ذلك ( و ) قوله تعالى فسوف يلقون غيا قيل ( غى رادفى جهنم أو نهر ) أعده للغاوين ( أعاذنا الله من ذلك ) وقال الراغب أي يلقون عذابا فسماه الغى لما كان الغى هو سببه وذلك تسمية الشئ بما هو من سببه كما يسمعون النبات ندى وقبل معناه 3 أي سوف ( وكغني غنية وسمية أسماء وبنو غيان حى ) من جهينة ( وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماهم بنى رشدان ) وهم بنو غيان بن قيس بن جهينة منهم بسبس بن عمرو وكعب بن حمار وغنمة بن عدى ووديعة بن عمرو شهدوا بدرا ( والغوغاء الجراد ) يذكر ويؤنث ويصرف ولا يصرف هو أولا سروة فإذا تحرك فدبى فإذا نبتت أجنحته فغوغاء كذا في التهذيب وقال الا صمعى إذا انسلخ الجراد من الالوان كلها واحمر فهو الغوغاء ( و ) الغوغاء ( الكثير المختلط من الناس ) سموا بغوغاء الجراد على التشبيه ( كالغاغة ) نقله الجوهرى ( وغاوة جبل ) وأنشد الجوهرى للمتلمس يخاطب عمرو بن هند فإذا حللت ودون بيتى غاوة * فابرق بارضك ما بدالك وارعد (1/8529)
( و ) في نوادر الأعراب ( بت غوى ) مقصور ( وغويا ) كغنى ( ومغويا ) كمحسن كذا في النسخ ونص التهذيب مغوى وكذا قاويا وقويا ومقويا اذابت ( مخليا ) موحشا ( ومغوية كمعصية لقب أجرم بن ناهس ) بن عفرس بن أفتل بن أنمار في بنى خثعم ( وأبو مغوية كمحسنة عبد العزى ) رجل من الازد ( سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن ) وكناه أبار راشد وفى الصحابة رجل آخر كان يعرف بعبد العزى بن سخبر فغيره النبي صلى الله عليه وسلم بعبد العزيز ( والغاغة نبات ) يشبه الهرنوى وقيل هو واحدة الغاغ للحبق وقد ذكر في الغين ( والغاوية الراوية ) نقله الصاغانى ( وانغوى انهوى ومال ) وهو مطاوع غواه الهوى إذا أماله وصرفه نقله الازهرى ( وغويت اللبن تغوية صيرته رائبا ) كأنه أفسده حتى خثر ( و ) من المجاز ( رأس غالو أي ( صغير ) وفى الاساس رأس غاو كثير التلفت * ومما يستدرك عليه رجل غوضال والمغواة الزبية ومنه المثل من حفر مغواة أو شك أن يقع فيها والاغوية الداهية وقال أبو عمرو كل بئر مغواة والغية واحد ورأيته غويا من الجوع وتويا وضويا وطويا إذا كان جائعا والغوغاء شيئا شبيه بالبعوض لا يعض ولا يؤذى وهو ضعيف نقله الجوهرى عن أبى عبيدة والغوغاء الصوت والجلبة ومنه قول الحرث بن حلزة أجمعوا أمر هم بليل فلما * أصبحوا أصبحت لهم غوغاء وفى نوادر قطرب مذكر الغوغاء أغوغ وهذا نادر غير معروف وتغاغى عليه الغوغاء ركبوه بالشر وغاوة قرية بالشام قريبة من حلب عن نصر ووجد أيضا بخط أبى زكريا في هامش الصحاح والغوى العطش وفى الاوس بنو غيان بن عامر بن حنظلة وفى الخرزج بنو غيان ابن ثعلبة بن طريف وغيان بن حبيب أبو قبيلة أخرى ( ى الغياية ضوء شعاع الشمس ) وليس هو نفس الشعاع أنشد الجوهرى فتد ليت عليه قافلا * وعلى الارض غيايات الطفل وقيل هو ظل الشمس بالغداة والعشي ( و ) الغياية ( قعر البئر ) كالغيابة نقله الجوهرى ( و ) قال أبو عمرو الغياية ( كل ما أظل الانسان من فوق رأسه كالسحابة ) والغبرة والظلمة ( ونحوها ) ومنه الحديث تجئ البقرة وآل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان
أو غيايتان ( و ) غياية ( ع باليمامة ) وهو كثيب قربها في ديار قيس بن ثعلبة عن نصر ( وغايا القوم فوق رأسه بالسيف ) مغاياة كأنهم ( أظلوا ) به نقله الجوهرى عن الا صمعى ( والغاية المدى ) وألفه واو وتأليفه من غين وياء ين وفى المحكم غاية الشئ منتهاه وفى الحديث سابق بين الخيل فجعل غاية المضمرة كذا ( و ) الغاية ( الراية ) ومنه الحديث في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا وقال لبيد قدبت سامرها وغاية تاجر * وافيت ارفعت وعز مدامها قيل كان صاحب الخمر يرفع راية ليعرف أنه بائعها ( ج غاى ) كساعه وساع وتجمع أيضا على غايات ( وغييتها ) تغييا ( نصبتها ) وكذلك ربيتها إذا نصبت الراية ( وأغيا ) عليه ( السحاب ) أي ( أقام ) مضلا عليه قال الشاعر * وذو حومل أغيا عليه وأغيما * * ومما يستدرك عليه غى لقوم نصب لهم غاية أو عملها لهم وأغياها نصبها والغاية السحابة المنفردة أو الواقعة وتغايت الطير على الشئ حامت وغيت رفرفت والغاية الطير المرفرف وأيضا القصبة التى يصطاد بها العصافير وتغايوا عليه حتى قتلوه مثل تغاووا والعلة الغائية عند المتكلمين ما يكون المعلول لاجلها ويقال في صواب الرأى أنت بعيد الغاية وغايتك أن تفعل كذا أي نهاية طاقتك أو فعلك ورجل غياياء ثقيل الروح كانه ظل مظلم متكاثف لا اشراق فيه وأغيا الرجل بلغ الغاية في الشرف والامر وأغيا الفرس في سباقه كذلك عن ابن القطاع وقولهم المغيا كمعظم لانتهاء الغاية هكذا يقوله الفقهاء والاصوليون وهى لغة مولدة ( فصل الفاء ) مع الواو والياء ( والفأ والضرب والشق كالفأى ) يقال فأوته بالعصا أي ضربته عن ابن الاعرابي نقله ابن سيده وقال أبو زيد فأوت رأسه فأوا وفأيته فأيا إذا فلقص بالسيف نقله الجوهرى والازهري وقال الليث فأوت رأسه وفأيته هو ضربك قحفه حتى ينفرج عن الدماغ ( و ) الفأو ( الصدع ) في الجبل عن اللحيانى وفى الصحاح الفأ وما ( بين الجبلين و ) أيضا ( الوطئ ) هكذا في النسخ أي الموضع اللين ( بين الحرتين ) ونص المحكم الوطء بين الحرتين ( و ) قيل هي ( الدارة الرمال ) قال التمر بن تولب لم يرعها أحدوا كتم روضتها * فأومن الارض محفوف بأعلام وكله من الانستقاق والانفراج ( و ) قال الاصمعي الفأو ( بطن من الارض طيب تطيف به الجبال ) يكون مستطيلا وغير مستطيل وانما سمى فأو الانفراج الجبال عنه ( و ) فو ( ة بالصعيد ) شرقي النبل من أعمال اخميم قد وردتها وسيذكرها المصنف أيضا في ف وى ( و ) الفأو ( الليل ) حكاه أبو ليلى وبه فسر قول ذى الرمة الاتى قال ابن سيده ولا أدرى ما صحته ( و ) قيل ( المغرب ) وبه فسر قول ذى الرمة أيضا ( و ) الفأو ( ع يناحية الدولج ) هكذ في سائر النسخ وهو تصحيف قبيح ونص الازهرى في التهذيب الفأ وفى بيت ذى الرمة طريق بين قارتين بناحية وبينهما فج واسع يقال له فأو الريان وقد مررت به وبيت ذى الرمة المشار إليه هو قوله راحت من الخرج تهجيرا فما وقعت * حتى انفأى الفأو عن أعناقها سحرا وفسره الجوهرى بما بين الجبلين ( و ) قيل الفأو في قوله هو ( المضيق في الوادي يفضى الى سعة ) لا مخرج لاعلاه ( و ) قيل ( الموضع الا ملس ) وكل ذلك أقوال متقاربة ( أفأى ) الرجل ( وقع فيه أو ) أفأى إذا ( شج وضحة والانفياء الانفتاح والانفراج والانصداع ) كل ذلك مطاوع أوته وفأيته وانفأى القدح النشق ( و ) من الانفياء بمعنى الانفراج اشتق لفظ ( الفئة كعدة ) (1/8530)
وهى ( الجماعة ) والفرقة من الناس كانت في الاصل فئوة فنقص ( ج مئات وفئون ) على ما يطرد في هذا النحو وأنشد الجوهرى للكميت فجعجعنا بهن وكان ضرب * ترى منهم جماجمهم فئينا أي فرفا متفرقة ( والفأوى كسكرى الفيشة ) ومنه قول الشاعر وكنت أقول جمجمة فأضحوا * هم الفأوى وأسفلها قفاها ( والفائية المكان المرتفع المنبسط ) * ومما يستدرك عليه تفأى القدح إذا تصدع وهو مطاوع فأوته ثقله ابن سيده وانفأى انكشف والفأوان موضع أنشد الا صمعى تربع القلة فالغبيطين * فذا كريب فجنوب الفأوين ( ى الفتاء كسماء الشباب ) زنة ومعنى يقال قد ولد له في فتاء سنه أولاد وأنشد الجوهرى للربيع بن ضبع الفزارى إذا عاش الفتى مائتين عاما * فقد ذهب اللذاذة والفتاء ( والفتى الشاب ) يكون اسما وصفة وفى المصباح الفتى في الاصل يقال للشاب الحديث ثم استعير للعبد وان كان شيخنا مجازا لتسميته باسم ما كان عليه وقوله تعالى واذ قال موسى لفتاه جاء في التفسير أنه يوشع بن نون سماه بذلك لانه كان يخدمه في سفره ودليله قوله آتنا غداءنا وقال الراغب ويكنى بالفتى والفتاة عن العبد والامة ومنه قولة ومنه قوله تعالى تراود فتاها عن نفسه ( و ) الفتى أيضا
( السخى الكريم ) وهو من الفتوة يقال فتى بين الفتوة نقله الجوهرى ( وهما فتيان ) بالتحريك ومنه قوله تعالى ودخل معه السجن فتيان جائز كونهما حدثين أو شيخين لاهم كانوا يسمون المملوك فتى ( و ) يقال أيضا ( فتوان ) بالواو وبالتحريك أيضا ( جفتيان ) بالكسر ومنه قوله تعالى وقال لفتيانه أي لمماليكه ( وفتوة ) بالكسر أيضا وهذه عن اللحيانى ( وفتو ) على فعول ( وفتى ) مثل عصى قال جذيمة في فتوأ نارابئهم * من كلال غزوة ماتوا وقال آخر وفتو هجراوا ثم سروا * ليلهم حتى إذا انجاب حلوا قال سيبويه أبدلو الواو في الجمع والمصدر بدلا شاذا كما في الصحاح ولم يذكر المصنف من جموع الفتى فتية وكانه سقط من قلم النساخ ومنه قوله تعالى إذ أوى الفتية الى الكهف انهم فتية آمنوا بربهم وهو موجود في الصحاح والمحكم وفى المحكم قال سيبويه ولم يقولوا أفتاء استغنوا عنه بفتية ( وهى فتاة ) وهى الشابة وتطلق على الامة والخادمة وقال الاسود ما بعد زيد في فتاة فرقوا * قتلا وسبيا بعد حسن تآدى أي انهم قتلوا بسبب جارية وذلك أن بعض الملوك خطب الى زيد بن مالك بن حنظلة بن مالك أو الى بعض ولده ابنه له يقال لها أم كهف فلم يزوجة فغزاهم وقتلهم وزيد هنا قبيلة ( ج فتيات ) بالتحريك ومنه قوله تعالى ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء أي اماءكم قال شيخنا اختلفوا في لام الفتى هل هي ياء أو واو وكلام المصنف يقتصى كلامنهما وأما الصرفيون فخلافهم مشهور فقيل أصله الياء لقولهم فتيان وعليه سيبويه ففتوان بالواو شاذ وقيل أصله الواو لجمعه على فتو ولقولهم في مصدره الفتوة وعليه ففتيان بالياء شاذ انتهى * قلت الذى نقله الجوهرى عن سيبويه انهم أبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلا شاذا وفى المحكم والاصل من الكل الفتوة انقلبت الياء فيه واوا على حد انقلابها في موقن وكقضو وقال السيرافى انما قلبت الوا وفيه ياء لان أكثر هذا الضرب من المصادر على فعولة انما هومن الواو كالاخوة فحملوا ما كان من الياء عليه فلزم القلب وأما الفتق فشاذ من وجهين أحدهما انه من الياء والثانى انه جمع وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو ياء كعصى ولكنه حمل على مصدره انتهى وبما ذكرنا يظهر لك ما في كلام شيخنا من المخالفة ( و ) الفتى ( كغنى الشاب من كل شئ ) وقد فنى يفتى فنى فهو فتى السن بين الفتاء وقال أبو عبيد الفتاء ممدود هو مصدر الفتى من السن ( وهى فتية ) قدنسى هنا اصطلاحه ( ج فتاء ) بالكسر والمد قال عدى بن الرقاع يحسب الناظرون ما لم يفروا * انها جلة وهن فتاء ( وفتيت البنت تفتية ) إذا خدرت وسترت و ( منعت من اللعب مع الصبيان ) والعدو معهم ( فتفتت ) أي تشبهت بالفتيات وهى صغرا هن كما في الصحاح ويأتى في ق ن ى في الصحاح انكار ذلك عن أبى سعيد وان الجوهرى سأله عن ذلك فلم يعرفه ( و ) من المجاز لا افعله ماكر ( الفتيان ) أي ( الليل والنهار ) كما يقال لهما الاجدان والجديدان وهما الفتى ووجد بخط أبى سهل الهروي في نسخة الصحاح الفتيان كغنيان وغلطه أبو زكريا وقال الصحيح الفتيان بالتحريك ( وأفتاه ) الفقيه ( في الامر ) الذى يشكل ( أبانه له ) ويقال أقيت فلانا في رؤيا رآها إذا عبرتها له وأفتيته في مسألة إذا أجبته عنها ومنه قوله تعالى قل الله يفتيكم في الكلالة ( والفتياو الفتوى ) بضمهما ( وتفتح ) أي الاخيرة ( ما أفتى به الفقيه ) في مسألة قال الراغب هو الجواب عما يشك فيه من الاحكام وقال الجوهرى هما اسمان من أفتى واقتصر على ضم الفتيا وفتح الفتوى وفى المصباح الفتوى بالواو 3 تفتح وتضم اسم من أفتى العالم إذا بين الحكم ويقال أصله من الفتى وهو الشاب القوى والجمع الفتاوى بكسر الواو على الاصل وقيل يجوز الفتح للتخفيف وقال شيخنا الكلمة الاولى التى هي الفتيا لايعرف ضبطها من كلامه والثانية أفهم كلامه أنها بالضم راجحة وان الفتح فيها مرجوح (1/8531)
وليس الامر كذلك بل المصرح به في أمهات اللغة وأكثر مصنفات الصرف ان الفتيا باليا لا تكون الا مضمومة وان الفتوى بالواو لا تكون الا مفتوحة على ما اقتضته قواعد الصرف ففى كلامه نظر وتقصير فتأمل * قلت الامر في كون كلام المصنف دل على مرجوحية الفتح كما ذكره شيخنا وأما قوله لا يعرف ضبط الاولى من كلامه فان قوله فيما بعد وتفتح هو يدل على أنهما بالضم والمصنف يفعل ذلك أحيانا مراعاة للاختصار وقوله ان الفتيا بالياء لا تكون الا مضمومة هو صحيح ولكن قوله وبالواو ولا تكون الا مفتوحة غير 3 صحيح فقد صرح بالوجهين صاحب المصباح كما قدمنا كلامه وابن سيده فانه ضبطه بالوجهين وقال الفتح لاهل المدينة أي وما عداهم يضمون الفاء فلا تقصير في كلام المصنف فتأمل ( والفتيان بالكسر قبيلة من بجيلة ) وهم بنو فتيان بن معاوية بن زيد بن الغوث وفيهم يقول ابن مقبل إذا انتجعت فتيان أصبح سربهم * بخد جاء عيش آمنا أن ينفرا
( منهم ) أبو عاصم ( ربيعة ) كذا في النسخ والصواب رفاعة بن شداد بن عبد الله بن قيس بن حيال بن بد ابن فتيان ( الفتيانى ) من أصحاب على رضى الله تعالى عنه قاله ابن الكلبى وقال مسلم سمع عمرو بن الحمق وعنه السدى وعبد الملك بن عمير وبيان بن بشر ( والفتوة ) بالضم والتشديد وانما أعراه عن الضبط لشهرته وقد تقدم الكلام على واوه ( الكرم ) والخاء هذا لغة وفى عرف أهل التحقيق أن يؤثر الخلق عل نفسه بالدنيا والاخره وصاحب الفتوة يقال له الفتى ومنه لا فتى الا على وقول الشاعر فان فتى الفتيان من راح واغتدى * لضر عدو أو لنفع صديق وعبر عنها في الشريعة بمكارم الاخلاق ولم يجئ لفظ الفتوة في الكتاب والسنة وانما جاء في كلام السلف وأقدم من تكلم فيها جعفر الصادق ثم الفضيل ثم الامام أحمد وسهل والجنيد ولهمم في التعبير عنها ألفاظ مختلفة والمال واحد ويقال هو فتى بين الفتوة ( وقد تفتى وتفاتى ) نقله الجوهرى ( وفتوتهم ) أفتوهم ( غلبتهم فيها ) أي في الفتوة ( والفتى كسمى ) هكذا هو مضبوط في نسخ التهذيب وفى ياقوتة الغمر بخط توزون مستملى أبى عمر بكسر التاء ( قدح الشطار ) عن ابن الاعرابي نقله الازهرى وهو ما يكال به الخمر قال الزمخشري يقال شرب بالفتى وهو قدح الشطار سمى به لصغره وهو مجاز ( والمفتى ) كمحسن ( مكيال هشام بن هبيرة ) نقله ابن سيده والازهري عن الاصمعي قال والعمرى هو مكيال اللبن والمد الهشامى هو الذى كان يتوضأ به سعيد بن المسيب وفى الحديث أن امرأة سألت أم سلمة أن تريها الاناء الذى كان يتوضأ منه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأخرجته فقالت المرأة هذا مكوك المفتى قال ابن الاثير أرادت تشبيه الاناء بمكوك هشام أو أرادت مكوك صاحب المفتى فحذفت المضاف أو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر فتأمل ذلك ( والفتة كعدة الحرة ج فتون ) بالكسر * ومما يستدرك عليه أفتى شرب بالفتى عن ابن الاعرابي ويقال للبكرة من الابل فتية وتصغيرها فتية والفتاء كسحاب الفتوة والأفتاء من الدواب خلاف المسان واحدها فتى كغنى مثل يتيم وأيتام نقله الجوهرى وتفاتوا الى الفقيه ارتفعوا إليه الفتيا نقله الجوهرى واستفيته فأفتانى أي طلبت منه ومنه قوله تعالى ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم وقولة تعالى فاستفتهم ألربك البنات وفتيان بن أبى السمح الفقيه المصرى من كبار أصحاب مالك وأبو الفتيان عمرو بن عبد الكريم بن سعدويه الدهستانى الحافظ ويعرف بالرواسي أيضا روى عن الخطيب البغدادي مات بسرخس سنة 553 وبنو فتيان أيضا قبيلة في أشجع وهو فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع منهم معقل بن سنان الا شجعي الفتيانى الصحابي وفى بيت المقدس جماعة يعرفون بالفتيانيين فلا أدرى أهم من بجيلة أو أشجع أو نسبوا الى جد لهم يقال له فتيان وأبرد من شيخ يتفتى أي يتشبه بالفتيان والمفاتاة والتفاتى المحاكمة وأقمت عنده فنى من نهار رأى صدرا منه وهو مجاز وهبة الله ابن سلمان بن عبد الله بن الفتى النهرواني الشافعي الاصبهاني سمع ابن ماجه الابهري وأخوه أبو على الحسن درس بنظامية بغداد وحدث عن الرئيس الثقفى مات سنة 525 وأبوهما ذكره ابن ماكولا ووصفه بالادب وأخوهما على حدث عن أبيه وسليمان ابن معاذ الفتى السعدى روى عن نصر بن أحمد بن اسمعيل الكشانى وعمر الفتى أحد الفقهاء العاملين بزبيد أخذ عن الشرف اسمعيل المقرئ وسموا فاتية والفتى جمع الفتوى والفتيا عن ابن القوطية وتصغير الفتية أفيتية ( وى أفثى افثاء ) أهمله الجوهرى والازهري والصاغانى وقال ابن سيده يقال عدا الرجل حتى أفثى أي حتى ( أعيا ) وفتر قالت الخنساء الامن لعين لا تجف دموعها * إذا قلت أفثت تبتهل فتحفل أرادت أفثأت فحففت ( والفجوة الفرجة ) والمتسع بين الشيئين كما في الصحاح وفى المحكم الفجوة في المسكان فتح فيه ( و ) أيضا ( ما اتسع من الارض كالفجواء ) بالمد وقيل ما اتسع منها وانخفض وبه فسر ثعلب قوله تعالى وهم في فجوة منه وقال الراغب أي في ساحة واسعة ( و ) الفجوة ( ساحة الدارو ) الفجوة ( مابين حوامى الحوافر ) نقله ابن سيده ( ج فجوات ) كشهوة وشهوات ( وفجاء ) بالكسر والمد ( وفجابابه ) فجوا ( فتحه فانفجى ) انفتح بلعة طيئ نقله شمر ( و ) فجا ( قوسه ) فجوا ( رفع وترها عن كبدها ففجيت ) كرضى تفجى فجا نقله الجوهرى ( فهى فجواء ) نقله الجوهرى وابن سيده ( والفجا تباعد ما بين الفخذين أو ) ما بين ( الركبتين أو ) مابين ( الساقين ) وهو أفجى وهى فجواء ( أو هو تباعد ) ما بين ( عرقوبى البعير ) كما في الصحاح وفى الانسان تباعد ما بين (1/8532)
الركبتين وقال الازهرى الافجى هو المتباعد الفحذين الشديد الفعج وهو الافح ويقال ان بفلان فجا شديد إذا كان في رجليه انفتاح * ومما يستدرك عليه انفجت القوس بان وترها عن كبدها نقله ابن سيده وتفاجى الشئ صار له فجوة نقله الجوهرى وقوس
فجاء وفجوء كالفجواء نقله الراغب ( ى فجى ) الرجل ( كرضى ) فجى ( فهو أفجى وهى فجواء ) قد تقدم معناه قريبا وانما أعاده لانه واوى يائى ( وعظم بطن الناقة ) هكذا في النسخ أي والفجى مقصور عظم الناقة ولم يتقدم له ذكر حتى يعطف عليه الا أن يكون أشار به الى الفجا الذى ذكره في التركيب الاول فيه بعد والظاهر أن في العبارة سقطا فتأمل ( والفعل كالفعل ) قال ابن سيده فجيت الناقة فجى عطم بطنها ولا أدرى ما صحته ( والتفجية الكشف والتنحية ) والدفع وبه فسر قول الهذلى نفجى خمام الناس عنا كأنما * يفجيهم ختم من النار ثاقب ( وأفجى وسع النفقة غلى عياله ) نقله الازهرى * ومما يستدرك عليه أفجى إذا صادف صديقه على فضيحة نقله الازهرى ( والفحا ) بالفتح مقصور ( ويكسر ) قال الجوهرى والفتح أكثر ( البزر ) يجعل في الطعام أنشد أبو على القالى في الممدود والمقصور للراجز كأنما يسردن بالغبوق * كيل مداد من فحا مدقوق ( كالفحواء ) بالمد ( أو يابسه ج أفحاء ) قال ابن الاثير هي توابل القدر كالفلفل أو الكمون ونحوها وقيل الفحا البصل خاصة ومنه حديث معاوية قال لقوم قدموا عليه كلوا من فحا أرضنا فقلما أكل قوم من فحا أرض فضرهم ماؤها ( وفحى القدر تفحية كثر أبا زيره ) كذا في النسخ والصواب أبا زيرها قال الزمخشري هو من ذوات الوا ومقلوب من تركيب فوح وقال أبو على القالى فحى قدره ألقى فيها الابازير وهى التوابل ( و ) فحى ( بكلامه الى كذا ) وكذا أي ( ذهب ) نقله الجوهرى وضبطه هكذا بالتشديد وهو في نسخ التهذيب انه ليفحى بكلامه بالتخفيف من حدر مى فلينظر ( والفحوة الشهدة ) وكأنه مقلوب الفوحه ( وفحوى الكلام وفحواؤه ) بالقصر والمد ( وفحوائه كغلوائه ) نقله ابن سيده والصاغانى عن الفراء وعلى الاولين اقتصر الجوهرى والازهري وقال أبو على القالى في المقصور والمسدود وقال أبو زيد سمعت من العرب من يقول فحوى بفتح الحاء مقصورة ولا يجوز مدها فتأمل ذلك ( معناه ومذهبه ) وفى الصحاح معناه ولحنه وقال الزمخشري عرفته من كلامه بالقصر والمد أي فيما تنسمت من مراده فيما تكلم به وقال المقادى الفحوى هو مفهوم الموافقة بقسميه الاولى والمساوي وقيل هو تنبيه اللفظ على المعنى من غير نطق به كقوله تعالى فلا تقل لهما أف ( والفحية ) بالفتح ( كجرية و ) بالتشديد مثل ( ركية ) الاولى عن أبى عمرو والثانية عن ابن الاعرابي ( الحسو ) هكذا في النسخ بفتح فسكون والصواب الحسو ( الرقيق ) على وزن فعول وهو ما يتحسى به ( أوعام ) في الحساء * ومما يستدرك عليه فحا بكلامه الى كذا يفحو فحوا من باب علا إذا ذهب إليه كما في المصباح وفاحيته مفاحاة خاطبته ففهمت مراده كما في الاساس وبكى الصبى حتى فحى كرضى وهو المأقة بعد البكاء والافحى الابخ نقله الصاغانى ( ى فداه ) بنفسه ( يفد به فداء ) ككساء ( وفدى ) بالكسر مقصور ( ويفتح ) قال أبو على القالى في المقصور والممدود قال الفراء إذا فتحوا الفاء قصروا فقالوا فدى لك وإذا كسروا الفاء مدوا وربما كسروا الفاء وقصروا فقالوا هم فدى لك قال متمم بن نويرة فدء لممساك ابن أمي وخالتي * وأمى وما فوق الشراكين من نعل وبزى وأبوابى ورحلي لذكره * ومالى لو يجدى فدى لك من بذل وانشد الفراء أقول لها وهن ينهزن فروتي * فدى لك عمى ان ربحت وخالى وأنشد الاصمعي فدى لك والدى وفدتك نفسي * ومالى انه منكم اتانى قال أبو على وسمعت على بن سليمان الاخفش يقول لا يقصر الفداء بكسر الفاء الا للضرورة وانما المقصور هو المفتوح الفاء انتهى ونقل الازهرى عن الفراء ما نقله أبو على بعينه ثم قال وقال مرة ومنهم من يقول فدى لك فيفتح الفاء وأكثر الكلام كسرها والقصر وأنشد للنابغة * فدى لك من رب طريفي وتالدى * وقال القالى أيضا في باب الممدود عن يعقوب تقول العرب لك الفدى والحمى فيقصرون الفداء إذا كان مع الحمى للازدواج فإذا أفردوه قالوا فداء لك وفدى لك وحكى الفراء فدى لك * قلت وكأن قول المصنف ويفتح ينظر الى هذا القول الذى نقله الازهرى عن الفراء بان الكسر مع القصر هو الراحج والفتح مرجوح وما نقله أبو على عن الفراء والاخفش يخالف ذلك وكلام الجوهرى موافق لما قاله الاخفش حيث قال الفداء إذا كسر أوله يمد ويقصر وإذا فتح فهو مقصور ومن العرب من يكسر فداء بالتنوين إذا جاور لام الجرخاصة فيقول فداء لك لانه نكرة يريدون به معنى الدعاء وأنشد الاصمعي للنابغة ممهلا فداء لك الاقوام كلهم * وما أثمر من مال ومن ولد وقال الراغب الفدى والفداء حفظ الانسان عن النائبة بما يبذله عنه ( وافتدى به ) ومنه بكذا استنقذه بمال وأنشد ابن سيده فلو كان ميت يفتدى لفديته * بما لم تكن عنه النفوس تطيب وقال الراغب افتدى إذا بذل ذلك عن نفسه ومنه قوله تعالى فيما افتدت به تلك حدود الله ( وفاداه ) مفاداة وفداء ( أعطى شيأ
فأنقذه ) وقيل فاداة أطلقه وأخذ فديته وقال المبرد المفاداة ان تدفع رجلا وتأخذ رجلا والفداء أن تشتريه وقيل هما واحد فقول (1/8533)
المصنف شيأ يشمل المال والاسير جمعا بين القولين وقولة تعالى وان يأتوكم أسارى تفادوهم قرأ ابن كثير وأبو عمرو ابن عامر تفدوهم وقرأ نافع وعاصم والكسائي ويعقوب الحضرمي بألف فيهما أي في أسارى وتفادوهم وحمزة بلا ألف فيهما قال نصير الرازي فاديت الاسير والاسارى هكذا تقوله العرب ويقولون فديته بأبى وأمى وفديته بما كأنك اشتريته وخلصته به إذا لم يكن أسيرا وإذا كان أسيرا مملوكا قلت فاديته كذا تقوله العرب قال نصيب ولكننى فاديت أمي بعدما * علا الرأس منها كبرة ومشيب قال وان قلت فديت الاسير فجائز أيضا بمعنى فديته مما كان فيه أي خلصته وفاديت ( حسن في هذا المعنى وفدبناه بذبح أي جعلنا الذبح فداء له وخلصناه به من الذبح وقال أبو معاذ من قرأ تفدوهم فمعناه تشتروهم من العدو وتنقذوهم وأما تفادوهم فكون معناه تماكسون من هم في أيديهم في الثمن ويما كسونكم ( والفداء ككساء وعلى والى و ) الفدية ( كفتية ذلك المعطى ) وفى المصباح هو عوض الاسير وقال أبو البقاء هو اقامة شئ مقام شئ دفع المكروه وقال الراغب ما يقى الانسان به نفسه من مال يبذله في عبادة يقصر فيها يقال له فدية ككفارة اليمين وكفارة الصوم ومنه قوله تعالى ففدية من صيام أو صدقة أو نسك وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ( فداه ) بنفسه ( تفديه قال له جعلت فداك ) نقله الجوهرى وغيره ومنه قول الشاعر وفديننا بالا بينا ( وأفداه الاسير قبل منه فديته ) ومنه الحديث لا نفد يكموهما حتى يقدم صاحباى يعنى سعد بن وقاص وعتبة بن غزوان قاله لقريش حسين أسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان ( و ) أفدى ( فلان رقص صبيه ) يقال دلك لما أنه يفدى في كلامه فيقول فدى لك أبى وأمى ( و ) أفدى ( جعل لتمره أنبار أو ) أيضا ( باع التمر ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( عضم بدنه ) عنه أيضا كأنه صار كالفداء ( والفداء كسماء حجم الشئ ) عن ابن سيده ( و ) أيضا ( أنبار الطعام ) وهو الكدس من البر كما في المحكم ( أو جماعة الطعام من شعير ) وبر ( وتمره نحوه ) كما في الصحاح وقال ابن سيده هو مسطح التمر بلغه عبد القيس وأنشد أبو عمرو الشيباني كأن فداءها إذ جردوه * وطافوا حوله سلف يتيم وروى أبو عبيد أطافوا قال ابن الانباري السلف طائر واليتيم المنفرد وفى الصحاح يتيم وقال أبو على القالى السلف والسلك الذكر من أولاد الحجل والفداء موضع التمر ومعنى البيت أنه شبه قلة تمرهم في فدائهم وهو موضع تمره بسلف يتيم أي منفرد ( و ) يقال ( خذ على هديتك وفديتك مكسورتين ) قى ( فيما كنت فيه ) وأورده الجوهرى في قدا فقال خذ في هديتك وقديتك أي فيما كنت فيه وكأن المصنف قلد الصاغانى حيث ذكره هنا ( و ) من المجاز ( تفادى منه ) إذا ( تحاماه ) وانزوى عنه وأنشد الجوهرى لذى الرمة مرمين من ليث عليه مهابة * تفادى الاسود الغلب منا تفاديا وفى المصباح تفادى القوم اتقى بعضهم ببعض كأن كل واحد يجعل صاحبه فداءه * ومما يستدرك عليه فداه يفديه فداء قال له جعلت فداك نقله الجوهرى وتفادوا فدى بعضهم بعضا وجمع الفدية فدى وفديات كسدرة وسدرو سدرات وفدت المرأة نفسها من زوجها وافتدت أعطت مالا حتى تخلصت منه بالطلاق وأبو الفداء كنية اسمعيل عليه السلام والفداوية طائفة من الخوارج الدرزية وفدوية بضم الدال المشددة جد أبى الحسن محمد بن اسحق بن محمد بن فدوية الفدوين الكوفى شيخ لابي عبد الله الصوري مات سنة 446 وأبو القاسم محمد بن الفدوى من أهل الطابران قصبة طوس من شيوخ ابن المسعانى ( والفروة لبس م ) معروف قيل باثبات الهاء وقيل بحدفها والجمع فراء كسم وسهام وهو على أنواع فمنها السمور والاظق والقاقون والسنجاب والنافه والقرسق أولاهن أعلاهن وهى جلود حيوانات تدبع فتخيط ويلبس بها الثياب فيلبسونها اتقاء البرد وقال الزهري الجلدة إذا لم يكن عليها بر ولا صوف تسمى فروة وقال أبو على القالى ثلاث أفر فإذا كثرت فهى الفراء قال والفراء أيضا جمع فرا لحمار الوحس * قلت وهذا تقدم في الهمزة ) ( و ) الفروة ( جلدة الرأس ) بما عليه من الشعر يكون للانسان وغيره قال الراعى دنس الثياب كأن فروة رأسه * غرست فأنبت جانباها فلفلا وقد تستعار لجلدة الوجه ومنه الحديث أن الكافر إذا قرب المهل من فيه سقطت فروة وجهله ( و ) الفروة ( الارض البيضاء ) اليابسة ( ليس بها نبات ) ولا برش ومنه الحديث ان الخضر جلس على فروة بياء فاهتزت تحته خضراء ( و ) الفروة ( الغنيو الثروة ) ابدال قال الفراء انه لذو فروة من المال وثرة بمعنى والا صمعى مثله كذا في الصحاح ( و ) فروة ( رجل ) وهو فروة بن سميك المرادى الصحابي
روى عنه الشعبى وجماعة وفروة بن قيس عن عطاء وفروة بن مجاهد اللخمى من شيوخ ابراهيم بن أدهم فروة بن أبى المغراء الكندى من شيوخ البخاري والدار مى وفروة بن نوفل الا شجعي عن على وفروة بن يونس الكلابي عن هلال بن جبير وجماعة آخرون يسمون بذلك ( و ) قال الجوهرى الفروة ( قطعة نبات مجتمعة يابسة ) قال * وهامة فروتها كالفروه * ( و ) الازهرى الفروة ( جبة شمر كماها ) قال الكميت إذا التف دون الفتاة الكميع * ووحوح ذو الفروة الاول ( و ) قيل الفروة ( نصف كساء يتخذ من أوبار الابل ) وهو المعروف الان بالجبة ( و ) الفروة ( الوفضة ) شبه الخريطة من الجلد ( يجعل السائل فيها صدقته و ) الفروة ( التاج ) ومنه قول الزمخشري هو فقير وان كنز الابريز ولبس فروة أبرويز أي تاجه وانما سميت (1/8534)
به لانه كان متخذا من الجلود ( و ) الفروة ( خمار المرأة ) ومنه الحديث الامه ألقت فروة رأسها من وراء رأسها من وراء الجدار قاله عمر حين سئل عن حدها أيقناعها أو خمارها أي تبذلت وخرجت بغير تلفع كالحرة ( وجبة مغراة ) بالتشديد أي ( عليها فروة وافترى فروا ) حسنا ( لبسه ) ومنه قولهم المفترى لا يجد البرد أي لابس الفروة قال العجاج يلقب أولاهن لطم الاعسر * قلب الخراساني فرو المفترى ( وذو الفروة السائل ) لانه يأتي مشتملا بفروته وهى الوفضة التى تقدم ( وذو الفروين ) مثنى الفرو ( جبل بالشام ) وفى معجم نصر جبال بالشام ( وساق الفروين جبل بنجد ) في ديار بنى أسد وساق جبل آخر يذكر مفرد أو مضافا كما تقدم ( وذو الفرية كسمية فارس ) كان إذا أراد القتال أعلم بفروة كأنه مصغر فروة ( و ) ذو الفرية وهب بن الحرث القرشى الزهري ( شاعر ) نقله الحافظ ( وفروان اسم ) رجل ) ( وفاريانان ) وفى كتاب السمعاني فريانان بالكسر وإذا فموضعه التركيب الذى يلبه ( ة ) بمرو ( منها محمد بن تميم و ) أبو عبد الرحمن ( أحمد بن ) عبد الله بن ( حكيم ) الهمداني عن أنس بن عياض وغيره روى عنه الثقات وقد تكلم فيه ( وفراوة د بخراسان ) قال الحافظ اختلف في ضمها وفتحها قال ابن نقطة الفتح أكثر وأشهر وهى بليدة بثغر خراسان مما يلى خوارزم وتعرف في العجم بفراووه بواوين أولاهما مضمومة وبها رباط بناه عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون منها أبو نعيم محمد بن القاسم الفراوى صاحب رباطها عن حميد بن زنجويه وغيره ومنها أبو الفضل محمد بن الفضل الفراوى الامام المشهور ذو الكنى راوية صحيح مسلم وفه يقولون الفراوي ألف راوي وترجمته واسعة مشهورة * ومما يستدرك عليه فروة الرأس أعلاه وبه فسر قول الراعى السابق وضربه على أم فروته أي هامته وأم فروة ثلاثة من الصحابيات وأبو فروة البلوط مصرية سمى بذلك لان في داخل قشره كهيئة وبر الابل والفراء من يصنع الفراء وأيضا من يبيعها وقد نسب كذلك جماعة من المحدثين منهم أبو القاسم نوح بن صالح النيسابوري عن مالك ومسلم الزنجي وابن المبارك وأبو يعلى محمد بن الحسين خلف بن أحمد الفراء فقيه حنبلي روى عن أبى القاسم البغوي ويحيى ابن صاعد وعنه أبو بكر الانصاري وغيره مات في رمضان سنة 458 وأخوه أبو حازم عن الدار قطني وعنه الخطيب مات بتنيس سنة 438 ودفن بدمياط واختلط آخر عمره وأما أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله الكوفى اللغوى فانه قيل له الفراء لانه كان يفرى الكلام فهو إذا من فرى يفرى محله في التركيب الذى بعده يقال هو ومحمد بن الحسن ابنا خالة ثقة روى عن الكسائي ومات سنة 307 عن ثلاث وستين واسحق بن محمد بن اسمعيل بن عبد الله بن أبى فروة القرشى الفروى مولى عثمان ثقة عن مالك وعنه أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري وفروان بلد بفارس منها أبو وهب منبه بن محمد الواعظ مات في حدود سنة خمسمائة وفروة محركة قرية بسرخس منها أبو على لقمان بن على الفروى حدث عنه أبو أحمد بن عدى * ومما يستدرك عليه فزاوة بالفتح جد أبى بكر محمد بن على بن الحسين بن يوسف بن النضر بن فزاوة الفزوى النسفى من أهل افران نسب الى جده سمع ابراهيم بن سعد النسفى وعنه حفيده أبو الازهر أحمد بن أحمد بن عمر الافرانى مات سنة 330 ( ى فراه يفريه ) فريا ( شقه ) شقا ( فاسد أو صالحا كفراه ) بالتشديد ( وأفراه ) وفى الصحاح فريت الشئ أفريه فريا قطعته لا أصلحه وفى المحكم فرى الشى فريا وفراه شقه وأفسده وقال الازهرى الافراء هو التشقيق على وجه الفساد وقال الا صمعى أفرى الجلد مزقه وخرقه وأفسده يفريه افراء وفى الاساس يقال قد أفريت وما فريت أي أفسدت وما أصلحت ومثل هذا نقله الجوهرى أيضا عن الكسائي وكأن المصنف جمع بين القولين ولكن قال ابن سيده المتقنون من أئمة اللغة يقولون فرى للافساد وأفرى للاصلاح ومعناهما الشق وقول الشاعر ولأنت تفرى ماخلقت وبعض القوم يخلق ثم لا يفرى معناه تنفذ ما تعزم عليه وتقدره وهو مثل ( و ) فرى ( الكذب اختلقه ) عن الليث ( كافتراه ) وفى الصحاح فرى فلان كذبا خلقه
وافتراه اختلقه وقال الراغب استعمل الافتراء في القرآن في الكذب وللظلم والشرك نحو قوله تعالى ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما انظر كيف يفترون على الله الكذب ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب ( و ) فرى ( المزادة ) فريا ( خلقها وصنعها ) وأنشد الجوهرى لصريح الركبان شلت يدا فارية فرتها * مسك شبوب ثم وفرتها * لو كانت الساقى أصغرتها ( و ) فرى ( الارض ) فريا ( سارها وقطعها ) نقله الجوهرى وهو مجاز ( و ) فرى الرجل ( كرضى فرى ) بالفتح مقصور ( تحيرو دهش ) نقله الجوهرى وقال الا صمعى فرى يفرى إذا نظر فلم يدر ما يصنع نقله الازهرى وأنشد اين سيده للا علم الهذلى وفريت من فزع فلا * أرمى ولا ودعت صاحب ( وأفراه أصلحه أو أمر صلاحه ) كانه رفع عنه ما لحقه من آفة افلفرى وخلله نقله ابن سيده وتقدم عن الكسائي والا صمعى ما يخالف ذلك ( و ) أفرى ( فلانا لامه ) نققله ابن سيده ( والفرية ) بالفتح ( الجبلة ) عن ابن سيده ( و ) الفرية ( بالكسر الكذب ) وهو اسم من الافتراء والجمع فرى كسدره وسدر ( و ) الفرى ( كغنى الامر المختلق المصنوع أو العظيم ) نقلهما الجوهرى أو العجيب نقله الراغب وبكل ذلك فسر قوله تعالى لقد جئت شيأ فريا ( و ) الفرى ( الواسعة ) الكبيرة ( من الدلاء ) كأنها شقت ( كالفريه ) كغينية ( و ) الفرى ( الحليب ساعة يحلب وتعرى ) الاديم ( انشق ) وهو مطاوع أفرى ومنه تفتري الليل عن صبحه وهو مجاز ( و ) من المجاز (1/8535)
تفرت ( العين ) وكذا الارض بالعين كما هو نص الصحاح والاساس أي ( انبجست فرية بن ماطلل كسمية ) كأنه مصفر فريه ( تابعي ) روى عن عمر رض الله تعالى عنه له ذكر ( و ) يقال ( هو يفرى الفرى كغنى ) أي ( يأتي بالعجب في عمله ) أو في سقيه هذه رواية أبى عبيده ورواه الخليل تركته يفرى فريه بالفتح والتخفيف وكان يقول التشديد غلط وفى الحديث فلم أر عبقريا يفرى فريه روى بالوجهين قال أبو عبيد وأنشدنا الفراء قد أطعمتني وقلا حوليا * قد كنت تفرين به الفريا أي كنت تكثرين فيه القول وتغظمينه * ومما يستدرك عليه نفرى جلده انشق وأفرى الاوداج بالسيف شقها وحكى ابن الاعرابي وحده فراها وجلد قرى كغنى مشقوق وكذلك الفرية ورجل فرى كغنى ومفرى كمنبر مختلق عن اللحيانى والفريهة الامر العظيم وفى الحديث من أفرى الفرى أفرى أفعل التفضيل من فرى يفرى والفرى جمع فرية أي من أكذب الكذبات ويقولون الفرى الفرى كغنى فيهما أي العجلة لعلجة نقله الصاغانى وأفرى الجلة شقها وأخرج ما فيها والمفرية المزادة المعمولة المصلحة وأفرى الجرح بطه وفرى البرق يفرى فريا وهو تلألؤة ودوامه في السماء وفراه يفريه قطعه بالهجاء وقد يكنى به عن المبالغة في القتل وفريان بالضم وكسر الرا المشددة بلد بالمغرب أو قبيلة منها عبد الله بن احمد بن عبد الله بن عبد الرحمن اللخمى التونسى المالكى مات سنة 813 وابن عمه محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الفريانى ولد سنة 780 وسمع من مسند المغرب أبى الحسن البطرنى بتونس وفريان بالكسر جد أبى بكر محمد بن عبد بن خالد بن فريان النخعي البلخى الفريانى ثقة حدث ببغداد عن فتيبة بن سعيد وغيره والفرا الجبان وأيضا العجب ( وفسافسوا ) بالفتح ( وفساء ) كغراب ( أخرج ريحا من مفساه ) أي دبره ( بلا صوت ) وقيل الفساء هو الاسم وهذا الذى عبر به المصنف فيه تطويل ولو قال معروف لكفى عنه ( وهو فاء ) ككتان ومنه قيل لامرأة أي الرجال أبغض اليك قالت العثن النواء القصير الفساء الذى يضحك في بيت جاره واذ أوى بيته وجم ( وفسو ) كعدو ومنه قول بعض العرب أبغض الشيوخ الى الا قلح الا ملح الحسو أي ( كثيره والفاسياء والفاسة الخنفساء ) ومنه المثل أفحش من فاسية ( وفسوات الضباع ) بالتحريك ( كماة ) قال أبو حنيفة هي القعبل من الكمأة ومثله في المنهاج وقال هو نبات كريه الرائحة له رأس يطبخ ويؤكل باللبن فإذا يبس خرج منه مثل الورس وفى حديث شريح سئل عن الرجل يطلق المرأة ثم يرتجعها قفيكتمها رجعتها حتى تنقضي عدتها فقال ليس له الا قسوة الضبع أي لا طائل لهه في ادعاء الرجعة بعد انقضاء العدة وانما خص الضبع لحمقها وخبثها وقيل هئ شجرة مثل الخشخاش ليس في ثمرها كبير طائل قاله ابن الاثير ( الفسو لقب ) وفى الصحاح نبز ( حى من ) العرب قال ابن سيده هم ( عبد القيس ) وفى التهذيب وعبد القيس يقال لهم الفساة يقال ( نادى زيد بن سلامة منهم ) وفى الصحاح جاء رجل منهم ( على عار هذا اللقب في عكاظ ) وهو سوق معروف ( ببردى حيرة فاشتراه عبد الله بن بيدرة بن مهو ولبس البردين ) وفى الصحاح من يشترى منا الفسو بهذين البرد فقام شيخ من مهو فارتدى بأحدهما واتزر بالاخر وهو مشترى الفسو ببردى حبرة فضرب به المثل فقيل أخيب صفقة من شيخ بهو ( وفساد بفارس ) معرب پسا ( منه ) الامام ( أبو على ) الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن محمد بن سليمان بن أبان
الفارس ( النحوي الفسوى ) وهو منسوب الى ذلك البلد قال ابن سيده على غير قياس ولد بفسا سنة 388 وانتقل الى بغداد وكان اماما في النحو وتجول في البلاد وأقام بحلب عند سيف الدولة بن حمدان ثم انتقل الى بلاد فارس وصحب عضد الدولة بن بويه وصنف له كتاب الايضاح والتكملة ومن تصانيفه كتاب العوامل المائة والمسائل الحلبيات والمسائل البغداديات والشيرازيات وتوفى ببغداد سنة 377 وهو شيخ أبى الفتح بن جنى ( ومنه الثياب الفسا سارية ) منسوبة إليه على غير قياس قال أبو بكر الزبيدى في كتابه الواضح قالوا في الثوب المنسوب الى فسا فساسيرى والرجل فسوى * قلت وهذه المدينة تعرف عند العجم بسا وينسبون إليها بساسيرى على خلاف القياس ( وابن فسوة شاعر والفسالغة في الهمز ) * ومما يستدرك عليه تفاسى الجرل أخر عجيزته وتفاست الخنفساء إذا أخرجت استها للفساء قال الشاعر * بكرا عواساء تفاسى مقربا * وقال الا صمعى هو بالهمز وقد تقدم والفساة تلك القبيلة المذكورة وجمع الفسوة فسا فهو نظير شهوة وشها فانظر هناك والقساءة الخنفساء لنتنها ويقولون أفسى من الظربان وهى دابة تجئ الى حجر الضب فتضع قب استها عند فم الحجر فلا تزال تفسو حتى تسخرجه وتصغير الفسوة فسية وجمع الفاسية قواس ( وفشاخبره و ) كذا ( عرفه وفضله ) يفشو ( فشوا ) بالفتح ) ( وفشوا ) كعلو ( وفشيا ) كصلى ذاع و ( انتشر وأفشاه ) هو ( والفواشى ما انتشر من المال كالغنم السائمة والابل وغيرها ) واحدتها فاشية ومنه الحديث ضموا فواشيكم بالليل حتى تذهب فحمة العشاء وحكى اللحيانى انى لأحفظ فلانا في فاشيته وهو ما انتشر من ماله ماشية وغيرها ( وأفشى زيد كثر فواشية ) وفى التهذيب كثرت فواشيه أي ماله كذلك أمشى وأوشى ( وتفشاهم المرض و ) تفشى ( بهم ) أي ( كثر فيهم ) وانتشر وفى التهذيب عمهم وأنشد تفشى باخوان الثقات فعمهم * فأسكت عنى المعولات البواكيا وأورده أبو زيد بالهمز وانشد بالهمز وأنشد تفشأ وقد تقدم ( و ) القرحة اتسعت ) وأرضت ( والفشاء كسماء تناسل المال وكثرته ) وكذلك المشاء والوشاء ( والفشيان ) بالفتح كما في النسخ وهو في كتاب الازهرى بالتحريك ( غشية تعترى الانسان فارسيته تاسا ) قاله الليث * ومما يستدرك فشت عليه ضيعته أي انتشرت عليه أموره لا يدرى بأيها يبدأ وإذا نمت من (1/8536)
الليل نومة ثم فتلك الفاشية وتفشى الحبر إذا كتب على كاغذ رقيق فتمشى فيه ( ى فصا الشئ ) كذا في النسخ والصواب أن يكتب بالياء ( يفصيه ) فصيا ( فصله ) ومنه فصى اللحم عن العظم ( وفصية ما بين الحرو البرد سكتة بينهما ) وفى المحكم سكنة بينهما وهو من ذلك ( ويوم فصية وليلة فصية ) على النعت ( ويضافان ) فيقال يوم فصية وليلة فصية ( وأفصى تخلص من خير أو شر ) نقله الازهرى ( كتفصى ) وقال الجوهرى التفصى التخلص من المضيق أو البلية ويقال ما كدت أتفصى منه أي أتخلص وتفصيت من الديون إذا خرجت منها وتخلصت وفى حديث القرآن لهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من النعم أي أشد تفلتا ( والاسم الفصية كرمية ) وعليه اقتصر الجوهرى وجماعة ( و ) أيضا الفصية مثل ( غنية ) ومنه قولهم قضى الله لى بالفصية من هذا الامر كما في الاساس وفى حديث قيلة قالت الحد يباء الفصية والله لا يزال كعبك عاليا وأصل الفصية الشئ تكون فيه ثم تخرج منه نقله الجوهرى ( و ) أفصى ( عنا الشتاء أو الحر ذهبا أو سقطا ) نقله الازهرى عن ابن الاعرابي هكذا ونقل ابن سيده عن ابن الاعرابي أفصى عنك الشتاء وسقط عنك الحر ونقل الجوهرى عن ابن السكيت قد أفصى عنك الحر أي خرج ولا تقول أفصى عنك البرد ونقله ابن سيده والازهري أيضا والمصنف اكتفى بما نقله الازهرى عن ابن الاعرابي ( و ) أفصى ( المطر ) أي ( أقلع ) نقله الجوهرى ( و ) أفصى ( الصائد لم ينشب بحبالته صيد ) فكأنه ذهب عنه ( وفصيته ) منه ( تفصية خلصته ) منه نقله الجوهرى ( فانفصى ) قال الليث كل لازق خلصته قلت قدا نفصى واللحم المتهرى ينفصى عن العظم ( وأفصى جماعة ) وهما أفصيان أفصى بن دعمى بن جديلة أسد بن ربيعة وأفصى بن عبد القيس بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة نقله الجوهرى ( وبنو فصية كسمية ) عن ابن دريد وضبطه ابن سيده كغنية ( بطن ) من العرب ( والفصا ) كذا في النسخ والصواب أن يكتب بالياء ( حب الزبيب الواحدة فصاة ) هكذا ضبطه ابن سيده بالصاد المهملة قال وأنشد أبو حنيفة * فصى من فصى العنجد * وأعاده أيضا في الذى يليه ووجب في هامش المقصور والممدود لا بى على القالى وقد ذكر عن ابن سيده قوله هذا افقال ولست منه على يقين * قلت رهى لغة حجازية ويسمون نوى التمر فصية أيضا ( وفضا المكان فضاء وفضوا ) كعلو ( اتسع ) فهو فاض وأنشد الا زهرى لرؤبة أفرخ قيض بيضها المنقاض * عنكم كراما بالمقام الفاضى ( كأفصى ) وهو مفض وأنشد ابن سيده لثعلبة بن عبيد العدوى يصف نخلا
شتت كثة الأوبار لا القر تتقى * ولا الذئب يخشى وهو بالبلد المفضى ومنه حديث معاذ في عذاب القبر حتى يفضى كل شئ أي يصير فضاء كذا في النهاية ( و ) فضا ( دراهمه لم يجعلها في صرة والفضا الفصا ) هكذا في النسخ والصواب كتابتهما بالياء كما هو نص المقصور والممدود لابي على القالى ووجد في نسخ الصحاح كتابة الفضا بالالف وكأن المصنف تبعه على أن الحرف واوى والصحيح أنه واوى يائى ( و ) قال الجوهرى والقالي الفضى ( الشئ المختلط ) زاد القالى مثل التمر مع الزبيب وتحوهما إذا خلطتهما في اناء واحد يقال هو فضى في جراب يكتب بالياء قال أبو عمر وتقول تمر فضى وتمران فضيان وتمور أفضاء وأنشد الفراء فقلت لها يا عمتا لك ناقتي * وتمر فضى في عيبتي وزبيب وهكذا أنشده الجوهرى أيضا وفيه يا عمتا كذا بخطه وأنشده ابن سيده والازهري يا خالتي قال ابن سيده ورواه بعض متأخرى النحويين يا عمتى ( و ) الفضاء ( بالمد الساحة وما اتسع من الارض ) كذا في الصحاح والاخير قول ابن شميل وفى المحكم هو الواسع من الارض وقال الراغب المكان الواسع وهو نص الازهرى أيضا وقال شمر هو ما استوى من الارض واتسع وقال أبو على القالى الفضاء السعة وأنشد بارض فضاء لا يسدو صيدها * على ومعروفي بها غير منكر وقال الآخر ألا ربما ضاق الفضاء بأهله * وأمكن من بين الاسنة مخرج قال ابن شميل وجمع الفضاء أفضية ( و ) الفضاء ( ع بالمدينة ) تكررت فيه الحرب قاله نصر ( و ) الفضاء ككساء الماء يجرى على الارض ) وفى المحكم في الياء الفضية الماء المستنقع والجمع فضاء ممدود عن كراع وقال أبو على القالى في المقصور والممدود الفضاء كالحساء وهو ماء يجرى على وجه الارض واحدته فضية ومنه قول الفرزدق فصجن قبل الواردات من القطا * ببطحاء ذى قار فضاء مفجرا ( وأفضى المرأة ) افضاء جامعها و ( جعل مسلكيها ) مسلكا ( واحدا ) وذلك إذا انقطع الحتار الذى بين مسلكيها ( فهى مفضاة ) وهو من فضاء المكان يفضوا إذا اتسع ( و ) من الكناية أفضى الرجل ( إليها ) إذا ( جامعها ) قال الراغب هو أبلغ وأقرب الى التصريح من قولهم خلابها قال ابن الاعرابي والافضاء في الحقيقة الانتهاء ومنه وقد أقضى بعضكم الى بعض أي انتهى وأوى ( أو ) أفضى بها إذا ( خلابها جامع أم لا ) نقله ابن سيده ( و ) أفضى الساجد بيده ( الى الارض مسها براحته في سجوده ) نقله الزمخشري والجوهري ( و ) قال أبو عمرو ( سهم فضا وهو في كتاب أبى على بالياء أي ( واحد ) ونص أبى عمرو إذا كان منفرد اليس في الكنانة غيره نقله أبو على القالى ( وبقيت فضا ) أي ( وحدي ) من الاقران نقله الازهرى وقال أبو الحسن الاخفش أي فردا من اخوتى وأهلي وأنشد لعبيد بن أيوب فاصبحت مثل الشمس في قعر جعبة * فضيا فضا قد طال فيها فلافله (1/8537)
( ومحمد وخالد ابنا فضا معبران ) بصريان ومحمد روى عن أبيه * ومما يستدرك عليه أفضى فلان الى فلان وصل وأفضى صار الى الفضاء وأفضى إليه الامر وصل إليه وألقى ثوبه فضالم يودعه وأمرهم بينهم فضا أي سواء ومتاعهم فوضى فضا أي مشترك وهذا قد تقدم للمصنف في حرف الضاد وفى الصحاح أمرهم فضا بينهم أي لا أمير عليهم ومثله لأبى على القالى والفاضى البارز والخالى والواسع كالمفضي والفضوا الخلو وأفضى إذا افتقر عن ابن الاعرابي كأنه وصل الى الارض والافضاء ان تسقط الثنايا من تحت ومن فوق عن ابن الاعرابي ومنه المفضاة والمفضى المتسع وأفضى بهم بلغ بهم مكانا واسعا وترك الامر فضا أي غير محكم ويقولون لا يفضى الله فاك من أفضيت وهكذا روى حديث الدعاء للنابغة أي لا يجعله فضاء واسعا خاليا ومنه أخذ ابن الاعرابي قوله المتقدم والفضى بالكسر والفتح جمع فضية للماء المستنقع كبدرة وبدرو بالفتح من باب حلقة وحلق ونشفة ونشف وبها روى قول عدى بن الرقاع فأوردها لما انجلى الليل أودنا * فضى كن للجون الحوائم مشربا وأفضى إليه بالسرا علمه به نقله الجوهرى وفضا الشجر بالمكان فضوا كثر عن ابن القطاع ( والفطو ) أهمله الجوهرى والازهري وقال الصاغانى هو ( السوق الشديد ) وقد فطاه يفطوه فطوا ساقة سوقا شديدا * ومما يستدرك عليه فطاه يفطوه فطوا ضرب بيده وشدخه وفطوت المرأة نكحتها نقله ابن سيده ( ى أفظى ) الرجل أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( ساء خلقه والفضاء ) هكذا هو بالمد في النسخ كما في التكملة والصواب أنه بالقصر كما ضبطه الازهرى ( الرحم ) نقله الفراء وقال يكتب بالياء وقال غيره أصله الفظ فقلبت الظاء ياء وهو ماء الكرش كذا في التهذيب وقال ابن سيده هو ماء الرحم وضبطه بالقصر ومثله في الفرق لابن السيد وقد نقلوه عن اللحيانى وأنشد تسر بل حسن يوسف في فظاه * وألبس تاجه طفلا صغيرا
وحكاه ابن سيده عن كراع قال وانما قضينا بان ألفها منقلبة عن ياء لانها مجهولة الانقلاب وهى في موضع اللام وإذا كانت ياء في موضع اللام فانقلابها عن الياء أكثر منه عن الواو ( ى ) وفى نسخة و ( الأفعاء الروانح الطيبة والفاعى الغضبان المزبد ) كلاهما عن ابن الاعرابي كذا في المحكم ( والفاعية النمامة ) من النساء ( و ) أيضا ( زهر الحناء ) لغة في الغين ( والأفعى هضبة لبنى كلاب ) في ديارهم نقله ابن سيده قال بعض للكلابيين هل تعرف الدار بذى البنات * الى البريقات الى الافعاة * أيام سعدى وهى كالمهاة قال الصاغانى أدخل الهاء في الافعاة لانه رغب بها الهضبة ( و ) الافعى ( حية خبيثة ) وهى رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس وربما كان لها قرنان ( كالأفعو ) بلغة الحجاز ومنه الحديث سئل ابن عباس رضى الله تعالى عنهما عن قتل المحرم الحيات فقال لا بأس بقتله الأفعو والحد وقلب ألفهما واوا على لغته ( يكون وصفا واسما ) والاسم أكثر وقيل الافعى التى لا تبرح انما هي مترحية وترحيها استدارتها على نفسها وتحويها قيل لا ينفع منها رقية ولا ترياق وقال الجوهرى أفعى أفعل تقول هذه أفعى بالتنوين وكذلك أروى ( ج أفاعى وأرض مفعاة كثيرتها ) وفى الصحاح ذات أفاع ( والمفعاة مشددة ) أي مع ضم الميم ( السمة التى تكون على صورة الافعى ) نقله الجوهرى ( وجمل مفعى ) كمعظم ( وسم بها ) وقد فعاه تفعية ( ونفعي ) الرجل ( صار كالافعى ) في الشر نقله الجوهرى وفى الاساس تشبه بالافعى في سوء خلقه ( وأفاعية بالضم واد ) يصب ( بمنى ) قال ياقوت وذكر الحاتمى أنه في طريق مكة عن يمين المصعد من الكوفة ( والافاعي عروق تتشعب من الحالبين ) على التشبيه * ومما يستدرك عليه الأفعوان بالضم ذكر الافاعى نقله الجوهرى والمفعاة هي الابل سمتها كالافعى وفعافلان شيأ فتته وأفعى الرجل صار ذا شر بعد خير والافاعي واد قرب القلزم من مصر جاء ذكره في حديث هشام بن عمار قال حدثنا البحترى بن عبيد قال هشام ذهبنا إليه أي القلزم في موضع يقال له الافاعى حدثنا أي حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سموا أسقاطكم فانهم فرطكم قال ابن عساكر قوله الى القلزم تصحيف من عبد العزيز أي أحد رواة الحديث وانما هو الى ياقوت الصواب ما قاله عبد العزيز سألت عنه من رآه وعرفه وأفيعية مصغر منهل لسليم من أعمال المدينة نقله ياقوت وعمرة بنت أفعى عن أم سلمة وسلامة بنت أفعى عن عائشة وأفعى نجران جاء ذكره في كتاب الشفاء لعياض عند ذكر الكيمان ( و ) كذا في النسخ ومثله في كتاب أبى على القالى ويأتى عن ابن سيده أنه يائى والحق أنه واوى يائى ( الفغا ) بتقديم الفاء على الغين مثل ( الغفا ) بتقديم الغين على الفاء ( في معانيه ) التى ذكرت فمن ذلك الردئ من كل شئ أنشد الاصمعي إذا فئة قدمت للقتا * ل فر الفغا وصلينا بها ومن ذلك حثالة الطعام وغبار يعلوا لبسر فيفسده ويصيره مثل أجنحة الجنادب ( و ) الفغا ( العلبة والجفنة ) هكذا في النسخ وهو غلط ( و ) الصواب الذى لا محيد عنه الفغا ( ميل في الفم ) والعلبة والجفنة أي في العلبة والجفنة كما هو نص ابن سيده وقال كراع الفغا داء قال ابن سيده وأراه الميل في الفم هو قول ابن الاعرابي نقله أبو على القالى في المقصور والممدود قال ابن سيده وانما قضينا على هذا كله بالياء لانها لام واللام ياء أكثر منها واوا ( والفغو والفاغية نور الحناء ) كذا في الصحاح وهو قول الفراء وقيل نور كل شئ فغوه وفاغيته وفى الحديث سيد ريحان أهل الجنة الفاغية وقال شمر الفغو نور رائحته طيبة وقال ابن الاعرابي (1/8538)
الفاغية أحسن الرياحين وأطيبها رائحة ( أو يغرس غصن الحناء مقلوبا فيثمر زهرا أطيب من الحناء فذلك الفاغية وأفغى ) النبات ( خرجت فاغيته ) كما في الصحاح ( و ) أفغى ( زيد دام على أكل الفغا ) وهو البسر المتغير ( و ) أفغت ( النخلة فسدت ) نقله الجوهرى ( و ) أفعى الرجل ( افتقر بعد غنى و ) أيضا ( سمج بعد حسن و ) أيضا ( عصى بعد طاعة ) كل ذلك عن ابن الاعرابي كأنه فسد حاله كفساد البسر ( و ) أفغى ( فلانا أغضبه ) وأو رمه يقال ما الذى أفغاك ( وعلقمة بن الفغواء ) الخزاعى ( أو ) هو ( ابن أبى الفغوا صحابي ) سكن المدينة قيل كان دليل المسلمين الى تبوك ( وفغا الشئ ) فغوا ( فشا ) وظهرت رائحته ومنه حديث الحسن وسئل عن السلف في الزعفران فقال إذا فغا ويروى إذا أفغى أي نور ( و ) فغا ( الزرع يبس ) * ومما يستدرك عليه فغا التمر يفغى فغا إذا حشف عن أبى على القالى والفعوة انتشار رائحة الطيب وفغا الابل حشوها ( وفقوت أثره قفوته ) حكاه يعقوب في المقلوب
كذا في المحكم ( والفقوع ) وتقدم في الهمز أيضا ان الفق ء موضع وقال نصر الفقو قرية باليمامة بها منبر وأهلها ضبة والعنبر ( والفقا ماء ) عن ثعلب ولم يحده كذا وجد بخط ابن السيد البطليوسى ( وفقوة السهم ) بالضم ( فوقه ) نقله الجوهرى وهى مجرى الوتر في السهم ( ج فقى ) كذا في نسخ الصحاح وفى كتاب أبى على بالالف وأنشد أبو عمرو بن العلاء للفند الزمانى ونبلي وفقاها ك * عراقيب قطاطحل أرادو فوقها * ومما يستدرك عليه الفقو شئ أبيض يخرج من النفساء أو الناقة الماحض وهو غلاف فيه ماء كثير وحكاه أبو عبيد بالهمز وقال هو السا بياء وقد تقدم ( ى الفقى ) أهمله الجوهرى والجماعة وهو ( واد باليمامة ) الذى قدمنا ذكره عن نصر يروى بالواو وبالياء وبالهمزة ( و ) فقى ( كسمى محارث ونخل لبنى العنبر ) باليمامة * ومما يستدرك عليه أفقى بفتح فكسر القاف جد حسين بن محمد بن أفقى المحدث قال الحافظ هكذا ضبطه ابن نقطة ( وفلا الصبى والمهر ) يفلوهما ( فلوا ) بالفتح ( وفلاء ) كسحاب وضبط في المحكم بالكسر ( عزله عن الرضاع أو فطمه كافلاه وافتلاه ) يقال فلاه عن أمه وافتلاه أي فطمه وأنشد الجوهرى للاعشى ملمع لاعة الفؤاد الى جحش فلاه عنها فبئس الفالى وقيل فلاه فطمه وافتلاه اتخذه ( و ) فلاه ( بالسيف ) فلوا وفليا ( ضربه ) به واوى يائى وفى المحكم ضرب رأسه ( و ) فلا ( زيد سافر و ) أيضا ( عقل بعد جهل ) كلاهما عن ابن الاعرابي ( والفلو بالكسر و ) الفلو ( كعدو وسموا الجحش والمهر ) إذا ( فطما أو بلغا السنة ) وقال الجوهرى الفلو بتشديد الواو المهر لانه يفتلى أن يفطم قال دكين * كان لنا وهو فلو نرببه * وقد قالوا للانثى فلوه كما قالوا عدو وعدوة وقال أبو زيد فلو إذا شددت الواو فتحت الفاء وإذا كسرت خففت فقلت فلو مثل جرو وقال مجاشع بن دارم جرول يا فلو بنى الهمام * فأين عنك القهر بالحسام ( ج أفلاء ) كعدو وأعداء وحبر وأحبار ( وفلاوى ) أيضا مثل خطايا وأصله فعائل وقد تقدم ذكره في الهمز كل ذلك في الصحاح وقال سيبويه لم يكسروه على فعل كراهية الاخلال ولا كبروه على فعلان كراهية الكسرة قبل الواو وان كان بينهما حاجز لان الساكن ليس بحاجز حصين ( والفلاة القفر ) من الارض لانها فليت عن كل خير أي فطمت وعزلت كما في المحكم ( أو المفازة ) كما في الصحاح زاد غيره التى ( لا ماء فيها ) ولا أنيس وان كانت مكلئة قاله النضر ( أو ) التى ( أفلها للابل ربع وللحمير والغنم غب ) وأكثرها ما بلغت مما لا ماء فيه قاله أبو زيد ( أو ) هي ( الصحراء الواسعة ج فلا ) بحذف الهاء كحصاة وحصى ومنه قول حميد بن ثور وتأوى الى زغب مراضيع دونها * فلا لا تخطاه الرقاب مهوب وقال أبو على القالى الفلا يكتب بالالف لانه من الواو وأنشد الفراء باتت تنوش الحوض نوشا من علا * نوشابه تقطع أجواز الفلا ( وفلوات ) بالتحريك في أدنى العدد كحصاة وحصوات ومنه قولهم أترك الناس للصلوات أهل الفلوات ( وفلى ) كعتى على فعول وجعله الجوهرى جمعا لفلا ونظره بعصا وعصى وأنشد أبو زيد موصولة وصلابها القلى * ألقى ثم القى ثم القى ( وفلى ) بكسر الفاء واللام مع تشديد الياء ( جج ) أي جمع الجمع ( أفلاء ) قال ابن سيده وقول الحرث بن حلزة مثلها يخرج النصيحة للقو * م فلاة من دونها أفلاء ليس جمع فلاة لان فعلة لا تكسر على افعال انما افلاء جمع فلا الذى هو جمع فلاة ( وأفلى صار إليها ) كما في الصحاح ( أو ) أفلى ( دخلها ) عن الزمخشري وهما متقاربان ( و ) أفلت ( الفرس ) والاتان ( بلغ ولدها أن ) يفلى أي ( يفطم وافتلاء المكان رعيه ) وطلب ما فيه من لمع الكلا وهو مجاز قال الازهرى سمعتهم يقولون نزل بنو فلان على ماء كذا وهم يفتلون الفلاة من ناحية كذا أي يرعون كلا البلد ويردون الماء من تلك الجهة ثم ان الاولى ان يذكر هذا في التى تليه لانه مشبه بفلى الرأس كما لا يخفى ( وفلا ع بطوس ) * ومما يستدرك عليه حكى الفراء في جمع فلو فلو بالضم وأنشد فلو ترى فيهن سر العتق * بين كماتى وحو بلق (1/8539)
وقال أبو على القالى الفلاء جمع فلو للمهر وأنشد تنازعنا الريح أرواقه * وكسريه يرمحن رمح الفلاء والفلاء أيضا العظام وأنشد لابي النجم * بقارح نوعم في فلائه * وفرس مفل ومفلية ذات فلو وفلوته ربيته قال الحطيئة يصف رجلا سعيد وما يفعل سعيد فانه * نجيب فلاه في الرباط نجيب وكذلك افتليته وقال وليس يهلك منا سيد أبدا * الا افتلينا غلاما ما سيد افينا وقال الازهرى افتلاه لنفسه اتحذه وأنشد نقود جيادهن ونفتليها * ولا نغذوا التيوس ولا القهادا وفلانة بدوية فلوية وابن الفلو بالفتح هو الحسن بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن سورة الفلوى الواعظ البغدادي سمع أباه وأبا بكر الفطيعى مات سنة 426 وبتشديد اللام المضمومة أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين الكتبى الفلوى البغدادي سمع
النجاد وعنه الخطيب قال الحافظ هكذا ذكر السمعاني هاتين الترجمتين متواليتين وعندي فيهما نظر وفلا من قرى خابران قرب ميهنة منها أحمد بن محمد الفلوى زاهد ورع أقام بخانقاه سرخس خمسين سنة يختم القرآن كل يوم مات سنة 465 وفلوت القوم تخللتهم وكذلك فليت ( ى فلاه بالسيف يفليه ) فليا قطع به رأسه ( كيفلوه ) فلوا ( و ) فلى ( رأسه ) فليا ( بحثه عن القمل كفلاه والاسم الفلاية بالكسر ) ومن هنا يقال للنساء الفاليات والفوالى ومنه قول عمرو بن معد يكرب تراه كالثغام يعل مسكا * يسؤ الفاليات إذا فلينى قال الجوهرى قال الاخفش أراد فليننى فحذف النون الاخيرة لان هذه النون وقاية للفعل وليست اسما وأما النون الاولى فلا يجوز طرحها لانها الاسم المضمر ( و ) من المجاز فلى ( الشعر ) يفليه فليا إذا ( تدبره واستخرج معانيه ) وغريبه عن ابن السكيت كذا في الصحاح وفى الاساس أي فتش عن معانية يقال افل هذا البيت فانه صعب ( و ) فلى ( فلا نافى عقله ) يفليه فليا ( رازه ) وفى التهذيب إذا نظر ما عقله وهو مجاز أيضا ( واستفلى رأسه وتفالى ) هو ( اشتهى أن يفلى ) نقله الجوهرى ( و ) فلى ( كرضى انقطع ) عن ابن الاعرابي ( و ) فلى ( كحتى جبل ) وهو غلط والصواب بفتح فسكون كما هو نص التكملة ( وفالية الافاعى أوائل الشر ) قال ابن الاعرابي يقولون أتتكم فالية الافاعى يضرب مثلا لاول الشر ينتظر والجمع الفوالى ( و ) أيضا ( خنفساء رقطاء تألف العقارب والحيات فإذا خرجت من حجرها آذنت بها ) وفى الاساس من جنس الخنافس منقطة تكون عند حجرة الحيات تفليهن وفى المحكم هي سيدة الخنافس وقيل فالية الافاعى دواب تكون عند حجرة الضباب فإذا خرجت علم أن الضب خارج لا محالة فيقال أتتكم فالية الافاعى فدل هذا على انها جمع على قد يخير في مثل هذا بالجمع عن الواحد * ومما يستدرك عليه استفلاه تعرض منه فلى رأسه بالسيف وأنشد أبو عبيد أما نرانى رابط الجنان * أفليه بالسيف إذا استفلانى والتفلى التكلف للفلاية قال إذا أتت جاراتها تفلى * تريك أشغى قلحا أفلا وتفالت الحمراء حتكت كأن بعضها يفلى بعضا قال ذو الرمة ظلت تفالى وظل الجون مصطخما * كأنه عن تناهى الروض محجوم وفلى الامر تأمل وجوهه ونظر الى عاقبته وفليت القوم بعينى وفليت خبرهم وأفليتهم وفليتهم أي تخللتهم وفلى المفازة تخللها والفالية السكين والفلاء ككساء فلاء الشعر وهو أخذك ما فيه رواه ابن الانباري عن أصحابه ( ى فامية ) أهمله الجوهرى ( أو ) هي ( أفامية ) بزيادة الالف وعليه اقتصر ياقوت قال ويسميها بعضهم فامية بغير همزة ( د بالشام ) من سواحله وكوزة من كور حمص بينها وبين انطاكية قال أبو العلاء المعرى * ولو لاك لم تسلم أفامية الردى * وهذه المدينة بنيت في السنة السادسة بعد موت الاسكندرية من بناء سلوقوس ( و ) قال ابن السمعاني فامية ( ة بواسط ) عند فم الصلح منها أبو عبد الله عمربن ادريس الصلحى الفامى عن أبى مسلم الكجى وغيره ( ى فنى ) الشئ ( كرضى ) هذه هي اللغة المشهورة ( و ) حكى كراع فنى يفنى مثل ( سعى ) يسعى وهو نادر قال وهى بلغة بلحرث بن كعب ( فناء ) مصدر البابين فهو فان ( عدم ) وفى المحكم الفناء ضد البقاء وقال أبو على القالى الفناء نفاد الشئ قال نابغة بنى شيبان ستبقى الراسيات وكل نفس * ومال سوف يبلغه الفناء وقال الآخر كتب الفناء على الخلائق ربنا * وهو المليك وملكه لا ينفد ( وأفناه غيره و ) فنى ( فلان ) يفنى إذا ( هرم ) وفى التهذيب أشرف على الموت هر ما قال لبيد حبائله مبثوثة بسبيله * ويفنى إذا ما أخطاته الحبائل أي يحرم فيموت ( والفاني الشيخ الكبير ) الهرم ( وتفانوا أفنى بعضهم بعضا ) في الحرب ( وفناء الدار ككساء ما اتسع من أمامها ) وفى الصحاح ما امتد من جوانبها وفى المحكم هو سعة أمام الدار نعنى بالسعة الاسم لا المصدر ( ج أفنية وفنى ) كعتى بالضم والكسر (1/8540)
وتبدل الثاء من الفاء فيقال ثناء الدار وفناؤها وقد مر وقال ابن جنى هما أصلان وليس أحدهما بدلامن صاحبه لان الفناء من فنى يفنى وذلك ان الدار هناك تفنى لانك إذا تناهيت الى أقصى حدودها فنيت وأما ثناؤها فمن ثنى يثنى لانها هناك أيضا تنثني عن الانبساط لمجئ آخرها واستقصاء حدودها قال ابن سيده وهمزتها بدل من الياء وجوز بعض البغداد بين أن تكون ألفها واوا لقولهم شجرة فنواء وليس بقوى لانها ليست من الفناء وانما هي من الأفنان ( وفاناه داراه ) نقله الجوهرى عن أبى عمرو وأنشد للكميت تقيمه تارة وتقعده * كما يفانى الشموس قائدها وقال الاموى فاناه سكنه نقله الجوهرى أيضا وقال ابن الاعرابي فاناه داجاه ( وأرض مفناة ) أي ( موافقة لنازليها ) بلغة هذيل نقله
الا صعمى ويروى بالقاف كما سيأتي ( والافاني نبت ) مادام رطبا فإذا يبس فهو الحماط ( واحدتها ) أفانية ( كثمانية ) نقله الجوهرى وهو قول أبى عمرو قال الازهرى هذا غلط فان الافانى نبت على حدة وهو من ذكور البقل يحيج فيتناثر وأما الحماط فهو الحلية ولا هيج له لانه من الجنبة والعروة قال الجوهرى ويقال أيضا هو عنب الثعلب * ومما يستدرك عليه يقال بنو فلان ما يعانون ما لهم ولا يفانونه أي ما يقومون عليه ولا يصلحونه والمفاناة التسكين عن الاموى والفانية المسنة من الابل وقد جاء ذكرها في الحديث ( والفناة البقرة ج فنوات ) بالتحريك هذا قول أبى عمرو وذكره الجوهرى وغيره ويروى بالقاف أيضا كما سيأتي وقال أبو على القالى الفنا جمع فناة وهى البقرة الوحشية يكتب بالالف لانهم يجمعونها فنوات أيضا ( و ) الفناة ( عنب الثعلب ج فنا ) هكذا في النسخ بالالف ومثله في التهذيب والصحاح ووجد في المحكم بالياء ومثله في كتاب أبى على القالى وقال مقصور يكتب بالياء قال أبو بكر بن الانباري قال زهير كأن فتات العهن في كل منزل * نزلن به حب الفنالم يحطم وأنشده الجوهرى أيضا هكذا قال ويقال هو شجر له حب أحمر تتخذ منه القلائد وفى المحكم تتخذ من حبه قراريط يوزن بها أوهى حشيشة تنبت في الغلظ ترتفع عن الارض قيس الاصبع وأقل يرعاها المال ( و ) الفناة ( ماء لجذيمة و ) يقال ( شعر أفنى ) أي ( فينان ) أي طويل ( وامرأة فنواء أثيثة الشعر وشجرة ) فنواء ( واسعة الظل ) وقال أبو عمر وذات أفنان قال ابن سيده ولم نسمع أحدا يقول ان الفنواء من الفناء انما قالوا انها ذات الافنان أو الطويلة الافنان قال الجوهرى وهو على غير قياس ( والقياس فناء ) وقد ذكر في النون ( وفنى ) بالفتح مقصور منون ( جبل بنجد ) وقال نصر جبل قرب سميراء وعنده ماء يقال له قنان كغراب * ومما يستدرك عليه الأفناء من الناس الأخلاط واحدها فنو بالكسر عن ابن لاعرابي ويقال هؤلاء من أفناء الناس ولايقال في الواحد رجل من أفناء الناس وتفسيره قوم نزاع من ههنا وههنا ولم تعرف أم الهيثم للأفناء واحدا وقول الراجز * يقول ليت الله قد أفناها * أي أنبت لها الفنى وهو عنب الثعلب حتى تغزر وتسمن وهو قال أبى النجم يصف راعى الغنم عن ابن الاعرابي ( والفوة كالقوة عروق يصبغ بها ) قاله الليث قال أبو حنيفة هي عروق حمرد قاق لها نبات يسمو في رأسه حب أحمر شديدة الحمرة كثير الماء يكتب بمائه وينقش قال الاسود بن يعفر جرت بها الريح أذيا لا مظاهرة * كما تجر ثياب الفوة العرس وقال غيره هو ( دواء مسقط ) للاجنة ( مدر ) للبول والطمث ( مفتح جلاء ينقى الجلد من كل أثر كالقوباء والبهق الابيض وثوب مفوى ) كمعظم ( صبغ بها ) والهاء ليست بأصلية هي هاء التأنيث قاله الليث وقد ذكره المصنف في الهاء أيضا ( وأرض مفواة كثيرتها ) عن أبى حنيفة أو ذات فوة ( و ) فوة ( بلا لام د بمصر ) قرب رشيد وقد دخلته وألفت في تحقيق لفظه ومن دخل به أو ولد فيه من الصلحاء والمحدثين رسالة جليلة نافعة ( والفوسا كنة الواو ودواء نافع من وجع الجنب وداء الثعلب وفاو ة بالصعيد تجاه قاو بالقاف ) وقد تقدم له ذكرها في أول هذا الباب قريبا ( وفاو مخلاف بالطائف ) * ومما يستدرك عليه المفاوى هي الارضون التى تنبت الفوة وفوة بالفتح قرية بالبصرة عن ابن السمعاني ومنها أبو الحسن على بن محمد بن أحمد بن بدران الفوى البصري من شيوخ الخطيب البغدادي وقد بينت في الرسالة المذكورة أن الصواب فيه أنه من فوة مصر وأنه بالضم وانما نزل البصرة فاشتبه على ابن السمعاني وأفوى مفتوح الاول مقصور قرية من كوزة البهنسا من نواحى صعيد مصر ( وفهوت عنه ) أهمله الجوهرى وقال غيره أي ( سهوت ) عنه قال ابن سيده فها فؤاده كهفا ولم يسمع له بمصدر فأراه مقلوبا ( وأفهى ) الرجل ( فال رأيه ) عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه فها إذا فصح بعد عجمة والأفهاء البله عن ابن الاعرابي ( ى في ) بالكسر ( حرف جر ) من حروف الاضافة قال سيبويه أما في فهى للوعاء تقول هو في الجراب وفى الكيس وهو في بطن أمه وكذا هو في الغل لانه جعله إذ أدخله فيه كالوعاء وكذا في القبة وفى الداروان اتسعت في الكلام فهى على هذا وانما تكون كالمثل يجاء بها لما يقارب الشئ وليس مثله انتهى قال الميلاني في الشرح المغنى للجار بردى ومعنى الظرفية حلول الشئ في غيره حقيقة نحو الماء في الكوز أو مجازا نحو النجاة في الصدق انتهى وقال الجوهرى في حرف خافض وهو للوعاء والظرف وما قدر تقدير الوعاء تقول الماء في الاناء وزيد في الدار والشك في الخبر انتهى وفى المصباح وقولهم فيه عيب ان أريد النسبة الى ذاته فهى حقبقة وان أريد انسبة الى معناه فمجاز الاول كقطع يد السارق والثانى كاباقه ( وتأتى للظرفين ) المكانى نحو قوله تعالى وأنتم عاكفون في المساجد والزماني نحو قوله تعالى في أيام معدودات (1/8541)
( والمصاحبة ) قيل أي بمعنى مع كقوله تعالى ادخلوا في أمم وقوله تعالى في أصحاب الجنة أي معهم وقول المصنف فيما بعد وبمعنى مع يخالفه وفى شرح المنار لابن ملك أن باء المصاحبة لاستدامة المصاحبة ومع لابتدائها قال شيخنا قولهم باء المصاحبة بمعنى مع يعنون في الجملة لامن كل وجه لتباين معنى الاسم والحرف وقد تبع المصنف الجمهور فيما يأتي إذ قال في الباء وللمصاحبة اهبطوا بسلام أي معه فتأمل ( والتعليل ) لمسلم نحو قوله تعالى فيما أفضتم فيه أي لاجل ما أفضتم ( والاستعلاء ) كقوله تعالى ولأصلبنكم في جذوع النخل أي عليها وزعم يونس ان العرب تقول نزلت في أبيك يريدون عليه نقله الجوهرى وقال الميلاني وقيل انها في الآية بمعنى الظرفية أيضا للمبالغة انتهى وقال عنترة بطل كأن ثيابه في سرحة * يحذى نعال السبت ليس بتوأم أي على سرحة وجاز ذلك من حيث كان معلوما ان ثيابه لا تنكون في داخل سرحة لان السرحة لا تشق فتستودع الثياب ولا غيرها وهى بحالها سرحة وليس كذا قولك فلان في الجبل لانه قد يكون في غار من أغواره أو لصب من لصابه فلا يلزم على هذا أن يكون عليه أي عاليا فيه أي الجبل ومثله قول امرأة من العرب همو صلبوا العبدى في جذع نحلة * فلا عطست شيبان الا بأجدعا أي على جذع نخلة ( ومرادفة الباء ) كقوله تعالى يذرؤكم فيه أي يكثركم به نقله الفراء وأنشد وأرغب فيها عن عبيد ورهطه * ولكن بها عن سنبس لست أرغب أي أرغب بها وقال آخر يعثرن في حد الظبات كانما * كسيت برودبنى تزيد الاذرع أي بحد الظبات وقال بعض الاعراب نلوذ في أم لنا ما تعتصب * من الغمام ترتدى وتنتقب أي نلوذ بها وأراد بالام هنا سلمى أحد جبلى طيئ لانهم إذا لاذوا بها فهم فيها لا محالة ألا ترى انهم لا يعتصمون بها الا وهم فيها اذلو كانوا بعداء فليسوا لائذين بها فلذا استعمل في مكان الباء وقال زيد الخيل ويركب يوم الروع 2 فيها فوارس * بصيرون في طعن الاباهرو الكلى أي بطعن الاباهر نقله الجوهرى وقال آخر وخضخض فينا البحر حتى قطعنه * على كل حال من غمار ومن وحل قالوا أراد بنا وقد يكون على حذف المضاف أي في سيرنا ومعناه في سيرهن بنا ( و ) مرادفة ( الى ) كقوله تعالى فردوا أيديهم في أفواههم أي إليها ( و ) مرادفة ( من ) كقوله تعالى في نسع آيات قال الزجاج أي من تسع آيات ومثله قولهم خذلى عشرا من الابل فيها فحلان أي منها ( وبمعنى مع ) كقوله وجعل القمر فيهن نورا أي معهن عن ابن الاعرابي وأنشد ابن السكيت للجعدى ولوح ذراعين في بركة * الى جؤجؤر هل المنكب أي مع بركة وقال أبو النجم يدفع عنها الجوع كل مدفع * خمسون بسطافى خلايا أربع أي مع خلايا وقال امرؤ القيس وهل يعمن من كان آخر عهده * ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال قيل أراد مع ثلاثة أحوال قال ابن جنى وطريقه عندي انه على حذف المضاف يريدون ثلاثين شهرا في عقب ثلاثة أحوال قبلها وتفسيره بعد ثلاثة أحوال انتهى وفسره بعضهم عن ثلاثة أحوال ( وللمقايسة وهى الداخلة بين مفضول سابق وفاضل لا حق ) نحو قوله تعالى ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة الا قليل وللتوكيد ) نحو قوله تعالى ( وقال اركبوا فيها وللتعويض وهى الزائدة عوضا عن أخرى محذوفة كضربت فيمن رغبت أي ضربت من رغبت فيه ويا فيما تعجب ) قال ابن سيده في كلمة معناها التعجب يقولون يا في مالى أفعل كذا وقيل معناها الاسف على الشئ يفوت وقال الكسائي لا تهمز ومعناها باعجبى مالى قال وكذلك يا فيما أصحابك قال وما من كل ذلك في موضع رفع انتهى ونقل غيره عن الكسائي من العرب من يتعجب بهى وشئ وفى ومنهم من يزيد ويقول يا هيما ويا فيما ويا شيما أي ما أحسن هذا وبه تعلم ما في كلام المصنف من القصور والاجحاف والايهام وغير ذلك ( وفايا كورة بمنبج منها رافع بن عبد الله الفايائى ) المحدث ( فصل القاف ) مع الواو والياء ( ى قأى كسعى ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي ( إذا أقر لخصم بحق ) وفى اللسان إذا أقر لخصمه وذل ( وقباه ) قبوا ( جمعه باصابعه ) نقله ابن سيده ( و ) قبا ( البناء رفعه ) ومنه السماء مقبوة أي مرفوعة ولا يقال مقبوبة من القبة ولكن مقببة نقله الجوهرى ( و ) قبا ( الزعفران ) والعصفر ( جناه ) نقله الازهرى عن أبى عمرو ( والقبا بالقصر نبت ) وقال الازهرى ضرب من الشجر ( و ) أيضا ( تقويس الشئ ) وقد قباه قبا ( والقبوة انضمام ما بين الشفتين ) قال ابن سيده ( ومنه القباء ) كسحاب ( من الثياب لاجتماع أطرافه وأنشد أبو على القالى لأبى النجم * تمشى الرامح في قبائه * وفى المصباح أنه مشتق من قبوت الحرف قبوا إذا ضممته وقال شيخنا القباء يمدو يقصر ويؤنث ويذكر قيل فارسي وقيل عربي من قبوت الشئ إذا ضممت عليه أصابعك سمى به لانضمام أطرافه وروى كعب أن أول من لبسه سليمان عليه السلام وأغرب بعض أهل الغريب فقال ويصرف ويمنع فانه لا يظهر وجه لمنعه ولو صار علما الا أن يكون علم امرأة فتأمل قلت أما كونه فارسيا أو عربيا (1/8542)
فقد نقلهما ابن الجواليقى في المعرب وقال القاضى المعافى هو من ملابس الاعاجم في الاغلب ومن قال انه عربي فاما لما فيه من الاجتماع واما لجمعة وضمه اياه عند لبسه ومنه قول سحيم عبد بنى الحسحاس فان تهزئى منى فيارب ليلة * تركتك فيها كالقباء المفرج ( ج أقبية وقباه تقبية عباه ) كذا في النسخ ونص الازهرى عن أبى تراب وعبا الثياب يعباها وقباها يقباها عباها وهذا على لغة من يرى تليين الهمزة فقوله تقبية غير معروف ( كاقتباه ) يقال اقتبى المتاع واعتباه إذا جمعه نقله الازهرى ( و ) قبا ( عليه ) إذا ( عدا عليه في أمره ) وهذا أيضا بالتخفيف ( و ) قبى ( الثوب جعل منه قباء ) وهذا بالتشديد عن اللحيانى وفى المحكم قطع منه قباء عن اللحيانى ( وتقباه لبسه ) وأنشد أبو على القالى لذى الرمة تجلوا لبوارق عن مجر مزلهق * كأنه متقبى يلمق عزب ( و ) تقبى ( زيدا أتاه من ) قبل ( قفاه ) نقله الازهرى ( و ) تقبى ( الشئ صار كالقبة ) في الارتفاع والانضمام ( وامرأة قابية تلفظ العصفر وتجمعه ) وأنشد ابن سيده للشاعر يصف قطا معصوصبا في الطيران دوامك حين لا يخشين ريحا * معا كبنان أيدى القابيات ( والقا بياء اللئيم ) لكزازته كذا في المحكم وقال الازهرى يقال للئيم قابياء وقابعاء ( وبنوقا بياء المجتمعون لشرب الخمر ) نقله ابن سيده وكذلك بنو قوبعة ( وقباء بالضم ) ممدودا يؤنث ( ويذكر ويقصر ) ويصرف ولا يصرف قال أبو على القالى قال أبو حاتم من العرب من يصرفه ويجعله مذكرا ومنهم من يؤنثه فلا بصرفه ( ع قرب المدينة ) المشرفة بظاهرها من الجنوب نحو ميلين كما في المصباح أو ستة كما في الانساب للسمعاني به المسجد المؤسس على التقوى نزله رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل أن يسير الى المدينة وقد نسب إليه أفلح بن سعيد وعبد الرحمان بن أبى شميلة الانصاري وعبد الرحمان بن عباس الانصاري وبشر بن عمران بن كيسان القبائيون المحدثون ( و ) أيضا ( ع بين مكة والبصرة ) أنشد أبو على القالى لعبد الله بن الزبعرى حين حلت بقباء بركها * واستحر القتل في عبد الأشل ( و ) قبا ( بالقصر ) مع الضم ( د بفرغانة ) ينسب إليه الخليل بن أحمد القباوى الفرغانى حدث ببخارا ذكره ابن السمعاني ومسعدة ابن اليسع القباوى عن يحيى بن ابراهيم ذكره المالينى لكنه ذكره بالهمز كالاول وقال انه من قبا فرغانة قال الحافظ فكأنه يجوز فيها ما يجوز في الاولى من المدو القصر ( وانقبى ) عنا فلان ( استخفى ) نقله الازهرى ( وقبى قوسين ) بالكسر ( وقباء قوسين ككساء ) وفى التكملة بالفتح مقصورا أي ( قاب قوسين ) لغات ( والمقبى ) كمرمى ( الكثير الشحم ) نقله الازهرى وبه فسر شمر قوله * من كل ذات ثبج مقبى * ( والقباية ) كسحابة ( المفازة ) بلغة حمير نقله الازهرى وأنشد * وما كان عنزتر تعى بقباية * ومما يستدرك عليه القبوة الضمة بلغة أهل المدينة وقال الخليل نبرة مقبوة أي همزة مضمومة والقبو الطاق المعقود بعضه الى بعض عن ابن الاثير وقبا بالضم قرية باليمن دون زبيد ومدينة بقرب الشاش منها أبو المكارم رزق الله بن محمد القباوى نزيل بخارا كتب عنه ابن السمعاني وهى غير التى في فرغانة وقال نصر قبا في شعر عبد الرحمان بن عويمر قرية لبنى عمرو بن عوف وبفتح القاف حفص ابن داود القبائى البخاري وأبو نصر أحمد بن سهل بن حمدويه القبائى ذكرهما المالينى هكذا ( والقتو ) بالفتح ( والقتا ) كقفا ( مثلثة حسن خدمة الملوك ) تقول هو يقتو الملوك أي يخدمهم وقيل لرجل ما صنعتك قال إذا صفت نصفت وإذا شتوت قتوت فأنا ناصف قاتى في جميع أو قاتى من نصف ينصف إذا خدم كذا في الاساس وأنشد الجوهرى انى امرؤ من بنى فزارة لا * أحسن قتو الملوك والخببا وفى التهذيب انى امرؤ من بنى خزيمة ( كالمقتى ) يقال قتوت أقتو قتوا ومقتى كغزوت أغزو غزوا ومغزى كما في الصحاح والتهذيب ( و ) القتوة ( بهاء النميمة ) نقله الازهرى عن ابن الاعرابي ( والمقتوون ) بفتح الميم ( والمقاتوة ) بالواو ( والمقاتية ) بالياء ( الخدام ) وقيل الذين يعملون للناس بطعام بطونهم نقله ابن سيده والجواهري وابن السيد في أبيات كتاب المعاني ( الواحد مقتوى ) بفتح الميم وتشديد الياء كانه منسوب الى المقتى وهو مصدر كما قالوا ضيعة عجزية للتى لا تفى غلتها بخراجها قال الجوهرى ويجوز تخفيف ياء النسبة كما قال عمرو بن كلثوم تهددنا وتوعدنا رويدا * متى كنا لأمك مقتوينا ( و ) قيل الواحد ( مقتى أو مقتوين ) بفتح ميمهما وكسر الواو الاخير نقله ابن سيده ( وتفتح الواو ) أي من مقتوين ( غير مصروفين ) أي ممنوعين من الصرف ( وهى للواحد ) والاثنين ( والجمع والمؤنث ) والمذكر ( سواء ) قال الجوهرى قال أبو عبيدة قال رجل من بنى الحرما زهذا رجل مقتوين وهذان رجلان مقتوين ورجال مقتوين كله سواء وكذلك المؤنث * قلت رواه المفضل *
وأبو زيد عن ابن عون الحرمازى قال ابن جتى ليست الواو في هؤلاء مقتوون ورأيت مقتوين ومررت بمقتوين اعرابا أو دليل اعراب إذ لو كانت لوجب أن يقال هؤلاء مقتون ورأيت مقتين ولجرى مجرى مصطفين قال سيبويه سألت الخليل عن مقتوو مقتوين فقال هذا بمنزلة الاشعري والاشعرين وكان القياس إذ حذفت ياء النسب منه أن يقال مقتون كما قالوا في الاعلى الأعلون (1/8543)
الا ان اللام في صحت في مقتوين لتكون صحتها دلالة على ارادة النسب ليعلم ان هذا الجمع المحذوف منه النسب بمنزلة المثبت فيه قال سيبويه وان شئت قلت جاؤا به على الاصل كما قالوا مقاتوة وليس كل العرب يعرف هذه الكلمة قال وان شئت قلت بمنزلة مذروين حيث لم يكن له واحد يفرد وقال أبو عثمان لم أسمع مثل مقاتوة الاسواسوة في سواسية ومعناه سواء ( أو الميم فيه أصلية ) فيكون ( من مقت ) إذا ( خدم ) فعلى هذا بابه م ق ت ولم يذكره المصنف هناك ونبهنا عليه ( واقتواه اسنخدمه ) جاء ذلك في حديث عبيد الله بن عبد الله بن عتبة سئل عن امرأة كان زوجها مملوكا فاشترته فقال ان اقتوته فرق بينهما وان أعتقته فهما على النكاح أي استخدمته هكذا فسره ابن الاثير وغيره قال ابن سيده وهذا ( شاذ ) جدا ( لان ) بناء ( افتعل لازم البتة ) قال شيخنا هذا كلام الزمخشري فانه قال هو افتعل من القتو للخدمة كارعوى من الرعو قال الا أن فيه نظر الان افتعل لم يجئ متعديا قال والذى سمعته اقتوى إذا صار خادما قال شيخنا هو موافق لكلام الجماهير الا أن في كلامهم نظرا من وجهين الاول ادعاؤهم في اقتوى انه افتعل وان جزم به جميع من رأيناه من أئمة اللغة فانه غير ظاهر فان افتعل التاء فيه زائدة اتفاقا والتاء في اقتوى أصلية لانه من القتو فالتاء هي عينه فوريه في الظاهر افعلل كارعوى من الرعو كما مثل به الزمخشري والعجب كيف نظره به وذلك افعلل اتفاقا وجعل اقتوى افتعل مع انه مصرح بانه من القتو وهو الخدمة فهل هو الا تناقض لا يتوهم متوهم انه افتعل بوجه من الوجوه فتأمله فانى لم أقف لهم فيه على كلام محرر والصواب ما ذكرته الثاني بناؤهم عليه أنه افتعل وأن افتعل لا يكون الا لازما البتة فان دعواهم لزومه البتة فيه نظر بل هو أغلبي فيه قال الشيخ أبو حيان في الارتشاف أكثر بناء افتعل من اللازم فدل قوله أكثر على انه غالب فيه أكثرى لا انه لازم له وصرح بذلك غيره من أئمة الصرف وقالوا ابتنى الشى بناه واقتفى أثرا تبعه واقتحاه أخذه واقتضاه طلبه كما مرو يأتي له وهو كثير في نفسه كما في شروح التسهيل وغيرها اه * قلت وقد صرح ابن جنى بأن مقتو وزنه مفعلل ونظره بمرعو ومن الصحيح المدغم محمر ومخضر وأصله مقتوو مثله رجل مغزو ومغزاو وأصلهما مغزو ومغزاو والفعل اغزو يغزاو كاحمروا حمار والكوفيون يصحعون ويد غمون ولا يعلون والدليل على فساد مذهبهم قول العرب ارعوى ولم يقولوا ارعو هذا كلام ابن جنى نقله ابن سيده فحيث ثبت هذا فلاولى أن يقال لان هذا البناء لازم البتة أي بناء افعلل لا افتعل وكون بناء افعلل لازما البتة لا شك فيه باتفاق أئمة الصرف وبه يرتفع الاشكال عن عبارة المصنف واما إذا كان اقتوى افتعل فهو من بناء ق وى لا ق ت وفتأمل ذلك ترشد والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله * ومما يستدرك عليه يقال اقتويت من فلان الغلام الذى بيننا أي اشتريت حصته نقله الزمخشري ( والقثو ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هو ( جمع المال وغيره كالاقتثاء ) يقال قثاه واقتثاه وجثاه واجتثاه وقباه وعباه وجباه كله ضمه إليه ضما ( و ) قال أيضا القثو ( أكل القثدوا الكزبرة ) كذا في النسخ والصواب الكربز كزبرج كما هو نص التهذيب قال فالقثد الخيار والكربز القثاء الصغار 2 ( والقثوى كسكرى الاجتماع والقثا ) كقفا ( أكل ماله صوت تحت الاضراس ) عن المطرز كالخيار وشبهه وألف القثاء عن واو بدليل القثو أو عن ياء ( ى الققثى ) بالفتح أهمله الجوهرى وقال الازهرى هو ( القثو ) بمعانيه يقال قثاه قثوا وقثيا قاله ابن الاعرابي ( والاقحوان بالضم البابونج ) عند العجم وهو القراص عند العرب قال الجوهرى على أفعلان وهو بنت طيب الريح حواليه ورق أبيض ووسطه أصفر وقال الازهرى هو من نبات الربيع مفرض الورق دقيق العيدان له نور أبيض كأنه ثغر جارية حدثة السن الواحدة أقحوانة ( كالقحوان بالضم ) ولم ير الا في شعر ولعله على الضرورة كقولهم في حد الاضطرار سامة في أسامة قال الجوهرى يصغر على اقيحى لانه ( ج ) أي يجمع على ( أفاحى ) بحذف الالف والنون ( و ) ان شئت قلت ( أقاح ) بلا تشديد قال ابن برى وهذا غلط منه والصواب انه يصغر على أقيحيان والواحدة أقيحيانة لقولهم أقاحى كما قلت ظريبان في تصغير ظربان لقولهم ظرابى ( ودواء مقحو ومقحى ) كمدعو ومعظم أو مرمى نقلهما الازهرى واقتصر الجوهرى على الاولى ( فيه ذلك والا قحوانة ع قرب مكة ) قال الا صمعى هي ما بين بئر ميمون الى بئر ابن هشام ( و ) أيضا ( ع
بالشام ) وهى ضيعة على شاطئ بحيرة طبرية نقله الشريف أبو طاهر الحلبي في كتاب الحنين الى الاوطان وذ كرقصة ساقها ياقوت في معجمه ( و ) أيضا ( ع بين البصرة والنباج ) قال الازهرى في بلاد بنى تميم وقد نزلت به ( وأقاحى الامر تباشيره ) وأوائله يقال رأيت أقاحى أمره كما تقول رأيت تباشير أمره نقله الازهرى عن العرب ( وقحا المال ) قحوا ( أخذه كاقتحاه ) وكذلك ازدفه واجتفه نقله الازهرى عن نوادر الاعراب ( والمقحاة ) كمقحاة ( المجرفة ) * ومما يستدرك عليه الاقحوانة ماء ببلاد بنى يربوع عن نصر وقد جمعه عميرة بن طارق اليربوعي بما حوله في قوله فمرت بجنب الزور ثمت أصبحت * وقد جاوزت للاقحوانات محزما ومن المجاز افترت عن نور الاقحوان والاقاحى وبدا أقحوان الشيب كبدا ثغام الشيب وقحوت الدواء قحوا جعلت فيه الاقحوان وأقحت الارض أنبتته ( يو قخى ) الرجل ( تقخية ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده والزهرى ( تنخع تنخعا قبيحا ) وجعل الازهرى التقخية حكاية تنخعه ونقله عن الليث وأشار المصنف الى انه يائى واوى وهو كذلك لم يأت فيه الا ما هو يائى فقط فان مصدره القخى كسعى فيستدرك عليه من الواوى قخا بطنه قخوا إذا فسد من داء نقله الازهرى وقال هو مقلوب قاخ فتأمل (1/8544)
( والقدوة مثلثة و ) القدة ( كعدة ما تسننت به واقتديت به ) قال الجوهرى القدوة الاسوة يقال فلان قدوة يقتدى به ويضم فيقال لى بك قدوة وقدوة وقدة كما يقال حظوه وحظوة وحظة ومثله في التهذيب وقد اقتصروا على الكسر والضم وفى المصباح الضم أكثر من الكسر ( وتقدت به دابته لزمت سنن الطريق ) نقله ابن سيده ( وتقدى هو عليها ) قال أبو زبيد الطائى فلما أن رآهم قد توافوا * تقدى وسط أرحلهم يريس قال ابن سيده ومن جعله من الياء أخذه من القديان ويجوز في الشعر تقدو به دابته وقال أبو عبيدة تقدى الفرس استعانته بهاديه في مشيه برفع يديه وقبض رجليه شبه الخبب ( وطعام قدى ) كغنى ( وقد ) منقوص ( طيب الطعم والريح ) يكون ذلك في الشواء والطبيخ وقد ( قدى كرضى ) يقدى ( قدى ) بالفتح مقصور ( وقداوة ) كما في المحكم ( وقدا يقدو قدوا ) كما في الصحاح كله إذا شممت له رائحة طيبة ( وما أقداه ) أي ( ما أطيبه ) وفى الصحاح ما أقدى طعام فلان أي ما أطيب طعمه ورائحته ( وأقدى ) الرجل ( أسن وبلغ الموت و ) أيضا ( استقام في الخير ) نقلهما الازهرى عن ابن الاعرابي ( و ) قيل أقدى استقام ( في طريق الدين ) عن أبى عمرو وفى التهذيب استوى به طريق الدين ( و ) أقدى ( المسك فاحت رائحته والقدو ) بالفتح قال الازهرى هو أصل البناء الذى يتشعب منه تصريف الاقتداء ياتي بمعنى ( القرب و ) بمعنى ( القدوم من السفر كالاقداء ) كلاهما عن ابن الاعرابي ( و ) القدو ( بالكسر الاصل ) الذى ( تتشعب منه الفروع ) عن ابن فارس ( والقدوى كسكرى الاستقامة ) نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه مر يقدو به فرسه أي يسرع نقله الجوهرى وقد والطعام ككرم قداة وقداوة عن ابن سيده ويقال شممت قداة القدر فهى قدية على فعلة أي طيبة الريح شهية كما في الصحاح وانى لاجد لهذا الطعام قدا أي طيبا حكاه كراع والقدوة بالفتح التقدم عن الازهرى والمقتدى بالله من الخلفاء مشهور ( ى قدت قادية جاء قوم قد أقحموا من ) وفى المحكم في ( البادية ) وفى الصحاح أتتنا قادية من الناس أي جماعة قليلة وهم أول من يطرأ عليك وجمعها قواد تقول منه قدت تقدى قديا ومثله في المحكم ( و ) قدى ( الفرس ) يقدى ( قديانا ) بالتحريك ( أسرع ) نقله الجوهرى وابن سيده ( والقدة ) كعدة ( حية ج قدات والقدية الهدية ) وهو في النسخ كغنية فيهما وهو غلط والصواب بكسرهما كما هو مضبوط في الصحاح والمحكم يقال خذ في هديتك وقديتك أي فيما كنت فيه وقد ذكره المصنف أيضا في ف د ى تبعا للصغانى وهما لغتان ( و ) يقال هو منى ( قدارمح ) بالكسر أي ( قيده ) وقدره وهو في الصحاح قدى بالياء قال ابن سيده كانه مقلوب قيد وأنشد الجوهرى لهدبة بن الخشرم وانى إذا ما الموت لم يك دونه * قدى الشبر أحمى الانف أن أتأخرا وأنشد الازهرى ولكن اقدامي إذا الخيل أجحمت * وصبرى إذا ما الموت كان قدى الشبر ( و ) فلان ( لا يقاديه أحد ) ولا يماديه و ( لا يباريه ) ولا يجاريه وذلك إذا برز في الخلال كلها كذا في التهذيب ( والمتقدى الاسد و ) أيضا ( المتبختر ) المختال ( والقنداوة ) من النوق الجريئة قاله الفراء وقال الكسائي هو الخفيف وذكر ( في ق دأ ) قال شمر يهمز ولا يهمز وقال أبو الهيثم هو فنعالة والنون زائدة * ومما يستدرك عليه القدية بالكسر القدوة قلبت الواو فيه ياء للكسرة القريبة منه وضعف الحاجز وهم قدى واقداء للناس يتساقطون بالبلد فيقيمون به ويهدؤن ( ى القذى ما يقع في العين ) وما ترمى به ( و ) القذى ( في الشراب ) ما يقع فيه من ذباب أو غيره وقال أبو حنيفة القذى ما يلجأ الى نواحى الاناء فيتعلق به قذى الشراب قذى
وقال الا خطل وليس القذى بالعود يسقط في الانا * ولا بذباب قذفه أيسر الامر ولكن قذاها زائر لا نحبه * ترامت به الغيطان من حيث لا ندرى ( و ) القذى ( ما هراقت الناقة والشاة من ماء ودم قبل الولد وبعده ) وقيل هو شئ يخرج من رحمها بعد الولادة وفد قذت وحكى اللحيانى ان الشاة تقذى عشرا بعد الولادة ثم تطهر فاستعمل الطهر في الشاة ( و ) القذى ( كالى التراب المدقق ) عن ابن الاعرابي وهو الذى يقع في العين ( ج اقذاء ) كحبر وأحبار ( وقذى ) كصلى قال أبو نحيلة * مثل القذى يتبع القذيا * وقد ( قذيت عينه كرضى ) تقذى ( قذى ) وقذيا ( وقذيانا ) بالتحريك ( وقع فيها القذى ) أوصار فيها ( وهى قذية ) كغنية ( وقذية ) كفرحة وأنكر بعضهم التشديد ( ومقذية ) خالطها القذى ( و ) قال الاصمعي ( قذت ) عينه ( تقذى قذيا ) زاد غيره ( وقديانا ) بالتحريك ( وقذيا ) كعتى ( وقذى ) بالفتح مقصور ( قذفت بالغمص والرمص ) ونص الا صمعى رمت بالقذى ( وقذى عينه تقذية وأقذاها ألقى فيها القذى أو أخرجه منها ) والذى في الصحاح أقذاها جعل فيها القذى وقذاها أخرج منها القذى وفى المحكم وقذاها أيضا أخرج ما فيها من قذى أو كحل وهو ( ضد وقذت قاذية ) من الناس أي ( قدمت جماعة ) قليلة هكذا رواه أبو عمرو قال ابن برى وهذا الذى يختاره على بن حمزة الاصبهاني ورواه أبو عبيد بالدال المهملة وقد تقدم وهو الاشهر نقلهما الجوهرى ( و ) قذت ( الشاة ) تقذى قذى ( ألقت بياضا من رحمها حين تريد الفحل ) يقال كل ذكر يمذى وكل أنثى تقذى أي ترمى بياضها من شهوة الفحل وهو مجاز ( وقاذاه ) مقاذاة ( جاراه ) كذا في النسخ والصواب جازاه كما في الصحاح وأنشد فسوف أقاذى القوم ان عشت سالما * مقاذاة حر لا يقر على الذل ( والاقتذاء نظر الطير ثم اغماضه ) عن ابن الاعرابي وبه فسر قول حميد يصف برقا (1/8545)
خفى كاقتذاء الطير والليل واضع * بأوراقه والصبح قد كاد يلمع وقال غيره يريد كما غمض الطائر عينه من قذاة وقعت فيها وقال الاصمعي لا أدرى ما معنى قوله كاقتذاء الطير فتحها عيونها وتغميضها كأنها تجلى بذلك قذاها ليكون أبصر لها وفى الاساس وذلك حين يحك الراس وقد أكثروا تشبيه لمع البرق به ( و ) من المجاز ( هو يغضى على القذاء ) كذا في النسخ والصواب على القذى أي ( يسكت على الذل والضيم ) وفساد القلب نقله الازهرى * ومما يستدرك عليه القذاة كالقذى أو الطائفة منه ولا يصيبك منى ما يقذى عينك بفتح الياء والاقذاء السفلة من الناس وفلان في عينه قذاة إذا ثقل عليه ورجل قذى العين ككتف إذا سقطت في عينه قذاة وفى الحديث هدنة على دخن وجماعة على اقذاء يريد اجتماعهم على فساد من القلوب قاله أبو عبيد * ومما يستدرك عليه في الواو مر يقذو إذا مشى سيرا ضعيفا نقله الصاغانى ( ى القرية ) بالفتح وهى اللغة المشهورة الفصحى ( ويكسر ) يمانية نقلهما الليث وقال غيره الكسر خطأ ( المصر الجامع ) وفى كفاية المتحفظ القرية كل مكان اتصلت به الابنية واتخذ قرارا وتقع على المدن وغيرها اه ومنه قوله تعالى واسأل القرية التى كنا فيها قال سيبويه هذا مما جاء على اتساع الكلام والاختصار وانما يريد أهل القرية فاختصر وعمل الفعل في القرية كما كان عاملا في الاهل لو كان ههنا قال ابن جنى فيه ثلاث معان الاتساع والتشبيه والتوكيد اما الاتساع فلانه استعمل لفظ السؤال مع ما لا يصح في الحقيقة سؤاله واما التشبيه فلانها شبهت بمن يصح سؤاله لما كان بها ومؤالفا لها وأما التوكيد فلانه في ظاهر اللفظ احالة بالسؤال على من ليس من عادته الاجابة فكأنهم تضمنوا لابيهم عليه السلام انه ان سأل الجمادات والجمال أجابت بصحة قولهم وهذا تناه في تصحيح الخبر أي لو سألتها لا نطقها الله بصدقنا فكيف لو سألت من عادته الجواب ( والنسبة قرئى ) بالهمزة وهو في النسخ بالتحريك وضبط في المحكم بفتح فسكون قال وهذا قول أبى عمرو * قلت وهو مذهب سيبويه ويوافقه القياس ( وقروي ) بالواو في قول يونس وعليه اقتصر الجوهرى ( ج قرى ) بالضم مقصور على غير قياس قال ابن السكيت لان ما كان على فعلة بفتح الفاء من المعتل فجمعه ممدود مثل ركوة وركاء وظبية وظباء وجاء القرى مخالفا لبابه لا يقاس عليه وقال الليث بعد ما نقل الكسر الذى هو لغة اليمن ومن ثم اجتمعوا على قرى فجمعوها على لغة من يقول كسوة وكسا وقال الجوهرى ولعلها جمعت على ذلك مثل ذروة وذرا ولحية ولحى وقول بعضهم ما رأيت قرويا أفصح من الحجاج انما نسبه الى القرية التى هي المصر ( وأقرى ) الرجل ( لزمها ) أي القرى ( والقارى ساكنها ) كما يقال لساكن البادية البادى ومنه قولهم جاءني كل قاروباد ( والقريتين مثنى ) القرية في قوله تعالى الى رجل من القريتين عظيم ( وأكثر ما يتلفظ به بالياء ) هكذا ( مكة والطائف ) قاله المفسرون ونقله نصر وغيره ( و ) أيضا ( ة قرب النباج ) وقال نصر موضع دون النباج ( بين مكة والبصرة ) تنسب الى
ابن عامر بن كريز ( و ) أيضا ( ة بحمص و ) أيضا ( ع باليمامة ) وهما قران وملهم لبنى سحيم ( وقرية النمل مجتمع ترابها ) والجمع قرى قال أبو النجم وأتت النمل القرى بعيرها * من حسك التلع ومن خافورها وهو مجاز ( وقرية الانصار المدينة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ( والقارية الحاضرة الجامعة كالقاراة ) يقال أهل القارية للحاضرة وأهل البادية لاهل البداء ( وقرى الماء في الحوض يقريه قريا وقرى ) إذا ( جمعه ) في الحوض وقال الازهرى يجوز في الشعر قرى فجعله في الشعر خاصة ( و ) قرى ( البعير وكل ما اجتر ) كالشاة والضائنة والوبر يقرى قريا ( جمع جرته في شدقه ) وفى الصحاح البعير يقرى العلف في شدقه أي يجمعه ( و ) قرى ( الضيف قرى بالكسر والقصر ) كقليته قلى ( والفتح والمد ) قال الجوهرى إذا كسرت القاف قصرت وإذا فتحت مددت ( أضافه ) وفى الصحاح أحسن إليه وقال أبو على القالى قال الكسائي سمعت القاسم بن معن يروى عن العرب هو قراء الضيف ( كاقتراه ) وقيل اقتراه طلب منه القرى ( و ) قرت ( الناقة ) تقرو وتقري ( ورم شدقاها من وجع الاسنان ) وفى التهذيب قال بعضهم يقال للانسان إذا شتكى شدقه قرى يقرى ( و ) قرا ( البلاد ) يقروها إذا ( نتبعها يخرج من أرض الى أرض ) ينظر حالها وأمرها وقراها قريا كذلك واوى يائى ( كاقتراها واستقراها ) وقال اللحيانى قروت الارض سرت فيها وهو ان تمر بالمكان ثم تجوزه الى غيره ثم الى موضع آخر وقال الاصمعي قروت الارض إذا تتبعت ناسا بعد ناس ( والمقرى والمقراة ) صريح سياقه انه بفتحهما والصواب بالكسر فيهما كما هو نص الصحاح وغيره ( كل ما اجتمع فيه الماء ) من حوض وغيره وخصه بعضهم بالحوض وفى الصحاح المقراة المسيل وهو الموضع الذى يجتمع فيه ماء المطر من كل جانب وفى التهذيب المقرى الاناء العظيم يشرب به الماء والمقراة الموضع الذى يقرى فيه الماء وقيل المقراة شبه حوض ضخم يقرى فيه من البئر ثم يفرغ في المقراة والجمع المقارى ( وقرى الماء كغنى مسيله من التلاع ) وفى الصحاح مجرى الماء في الروض وقال غيره في الحوض وفى التهذيب الى الرياض ( أو موقعه ) كذا في النسخ والصواب مدفعه ( من الربو الى الروضة ) كما هو النص اللحيانى هكذا قال الربو بغير هاء ( ج أقرية ) ومنه قول الجعدى ومن أيامنا يوم عجيب * شهدناه بأقرية الرداع ( واقراء ) كشريف وأشراف ومنه قول معاوية بن شكل يذم حجل بن نضلة بين يدى النعمان انه مقبل النعلين منتفخ الساقين قعوالا ليتين مشاء باقراء قتال ظباء بياع اماء فقال له النعمان أردت ان تذيمه فمدهته وصفه بانه صاحب صيد لا صاحب (1/8546)
ابل ( وقريان ) بالضم وهو الاكثر ومنه قول ذى الرمة تستن أعداء قريان تسنمها * غر الغمام ومرتجاته السود واقتصر الجوهري على الاول والاخير والاخير مضبوط في كتابه بالضم والكسر وفي حديث قس وروضة ذات قريان وفي الحديث ظبيان رعوا قريانه ( و ) القرى كغنى أيضا ( اللبن الخاثر ) الذي ( لم يمخض وقرى الخيل ) اسم ( واد والقريان ) مثنى قرى ( ع ) لبنى سليم بديار مضر يفرق بينهما واد عظيم قاله نصر ( واستقرى واقترى وأقرى طلب ضيافة ) كذا في المحكم ( وهو مقرى للضيف ) كمنبر ( ومقراء ) كمحراب ( وهي مقراة ومقراء ) كمسحاة ومحراب الاخيرة عن اللحيانى يقال انه لمقرى للضيف ومقراء للاضياف ( والمقراة أيضا القصعة ) أو الجفنة ( يقرى فيها ) الضيف وأنشد ابن برى حتى تبول عبور الشعر بين دما * صردا ويبيض في مقراته القار وقال اللحيانى المقرى مقصور بغير هاء كل ما يؤتى به من قرى الضيف من قصعة أو جفنة أو عس ومنه قول الشاعر * ولا يضنون بالمقرى وان ثم دار * ( والمقارى القبور ) كذا في النسخ والصواب القدور كما هو نص ابن الاعرابي وهو في المحكم هكذا وأنشد ترى فصلانهم في الورد هزلى * وتسمن في المقارى والحبال أي انهم إذا نحروا لم ينحروا الا سمينا وإذا وهبوا الا كذلك هكذا فسره ابن الاعرابي ( والقرية كغنية العصا و ) أيضا ( قرية النمل و ) أيضا ( أعواد فيها فرض يجعل فيها رأس عود البيت ) كذا في النسخ والصواب رأس عمود البيت كما هو نص الصحاح عن ابن السكيت وفى المحكم القرية ان يؤتى بعودين طولهما ذراع ثم يعرض على أطرافهما عويد يؤسر اليهما من كل جانب بقد فيكون ما بين العصيتين قدر أربع أصابع ثم يؤتى بعويد فيه فرض فيعرض في وسط القرية ويشد طرفاه اليهما بقد فيكون فيه رأس العمود قال كذا حكاه يعقوب وعبر عن القرية بالمصدر الذى هو قوله ان يؤتى وكان حقه ان يقول القرية عودان طولهما ذراع يصنع بهما كذا * قلت ونص الصحاح عن يعقوب القرية على فعيله خشيات فيها فرض يجعل فيها رأس عمود البيت ( و ) القرية أيضا ( عود الشراع الذى ) يكون ( في عرضه من أعلاه ) * قلت والعامة تقول القرية بالتخفيف ( أو في أعلى الهودج ) والجمع القريات
( و ) قرية ( كسمية ثلاث محال ببغداد ) من الجانب الغربي واحدة وثنتان من الجانب الشرقي ( و ) أيضا ( ع لطئ ) بين الجبلين عن ابن الكلبى ( وقريت الصحيفة فهى مقرية لغة في قرأتها ) بالهمزة عن أبى زيد وحكى ثعلب صحيفة مقرية ( والقارية أسفل الرمح أو ) قارية السنان ( أعلاه ) كما في المحكم وفى الصحاح قارية السنان أعلاه ( وحده ) عن أبى عبيد ( و ) كذلك ( حد السيف ) ونحوه نقله الجوهرى أيضا ( و ) القارية ( بالتشديد طائر ) قصير الرجل طويل المنقار أصفره أخضر الظهر تحبه الاعراب وتتيمن به ويشبهون الرجال السخى به قال الجواهري وهى مخففة قال يعقوب والعامة تشدده وأنشد أمن ترجيع فارية تركتم * سبايا كم أبتم بالعناق يقال ( إذا رأوه استشر وابالمطر كانه رسول الغيث أو مقدمة السحاب ج قوارى ) وأنشد ابن سيده لا بن مقبل لبرق شام كلما قلت قدونى * سنا والقوارى الخضر في الدجن جنح * ومما يستدرك عليه القروية الثمرة وبه فسر قعلب قول الشاعر رمتني بسهم ريشه قروية * وفوقاه سمن النضى سويق وأم القرى مكة شرفها الله تعالى واكالة القرى المدينة على كنها أفضل الصلاة والسلام وقرية النمل من أسماء زمزم والقرى المباركة قيل بيت المقدس وقيل الشام وقرى الجرح يقرى نفجر وقرى الطريق كغنى سننه عن ابن الاعرابي وقريت في شدقى جوزة خبأتها والمدة تقرى في الجرح أي تجتمع وأقرت الناقة فهى مقر اجتمع الماء في رحمها واستقرو قرى كغنى اسم رجل قال ابن جنى يحتمل لامه ان تكون من الياء ومن الواو ومن الهمزة على التخفيف وقريت لهم مطيتي نقله الزمخشري والمسلمون قوارى الله في الارض أي أمناؤه وشهداؤه الميامين شبهوا بالقوارى من الطير أو هومأ خوذ من يقرون الناس يتتبعونهم فينظرون الى أعمالهم فإذا شهد والانسان بخير أو شر فقد وجب واحدهم فار وهى أحد ما جاء من فاعل الذى للمذكر الادمى مكسرا على فواعل نحو فارس وفوارس وناكس ونواكس ووادى القرى بلد بين المدينة والشام والقرى بفتح فسكون موضع في شعر والقرية كسمية قرية باليمن وقد دخلتها وأيضا باليمامة قال امر والقيس تبيت لبونى بالقرية آمنا * وأسرحها غبالا كناف حائل وقريه اسم لليمامة كلها وقيل بلد بين الفلج ونجران وتقري المياه تتبعها واقترى فلانا بقوله تتبه والقرى بالكسر مقصور ذلك الماء المجموع في الحوض وأقرى إذ الزم الشئ وأيضا طلب القرى وقد ذكره المصنف في التى تليه وهذا موضعه وقال ابن شميل قال لى اعرابي اقتر سلامى حتى ألقاك بلا همزأى كن في سلام وفى خير وفى سعة وقرى كرضى اجتمع والناقة تقرى ببولها على فخذها من العطش مشدد ( والقر والقصد ) نحو الشئ يقال قر إليه يقر وقروا إذا قصده عن الليث ( ر ) القرو ( التتبع كالاقتراء والاستقراء ) (1/8547)
يقال قرا الامر واقتراه تتبعه وقروت البلاد قروا تتبعتها أرضا وسرت فيها كاقتر يتها واستفريتها وتقريتها وقال اللحيانى قروت الارض سرت فيها وهوان تمر بالمكان ثم تجوزه الى ثم الى موضع آخر وقال الاصمعي قروت الارض إذا تتبعت ناسا بعد ناس ( و ) القرو ( الطعن ) يقال قراه إذا طعنه فرماه عن الهجرى قال ابن سيده وأراه من القصد كأنه قصده بين أصحابه قال * والخيل تقروهم على اللحيات * ( و ) القرو ( حوض طويل ) مثل النهر ( ترده الابل ) كما في الصحاح وفى التهذيب شبه حوض ممدود مستطيل الى جنب حوض ضخم بفرغ فيه من الحض الضخم ترده الابل والغنم وكذلك ان كان من خشب قال الطرماح * منتاى كالقرور هن انثلام * ( و ) القرو ( الارض ) التى ( لا تكاد تقطع ج قرو ) كعلو ( و ) القرو ( مسيل المعصرة ومثعبها ) ولا فعل له وقال الجوهرى وقول الكميت فاستل خصييه ايغالا بنافذة * كأنما فجرت من قروعصار يعنى المعصرة ( و ) قال الاصمعي القرو ( أسفل النخلة ينقر فينتبذ فيه ) ومنه قول الاعشى ارمى بها البيداء إذ أعرضت * وأنت بين القرو والعاصر وقيل هو أصل النخلة وقيل هو نقير يجعل فيه العصير من أي خشب كان ( أو يتخذ منه المركن والا جانة للشرب ) وقال ابن أحمر لها حبب يرى الراووق فيها * كما أدميت في القروا الغزالا يصف حمرة الخمر كأنه دم غزال في قرو النخل قال أبو حنيفة ولا يصح ان يكون القدح لان القدح لا يكون راووقا انما هو مشربة ( و ) القرو أيضا ( قرح ) من خشب ومنه حديث أم معبد وهات له قروا ( أو اناء صغير ) يردد في الحوائج * قلت والعامة تقوله القروة ( و ) القرو ( ميلغة الكلب ويثلث ) الضم والكسر عن ابن الاعرابي ( جمع الكل اقراء وأقرو ) حكى أبو زيد ( اقروة ) مصحح الواو وهو نادر من جهة الجمع والتصحيح ( وقرى ) كدلو وأدلاء وأدل ودلى ( و ) القرو ( ان يعظم جلد البيضتين لريح ) فيه ( أو ماء أو نزول الا معاء كالقروة ) بالهاء فيه وفى ميلغة الكلب ( ورجل قروانى ) بالفتح به ذلك نقله الجوهرى ( وقرى كفعلي ماء بالبادية ) يقال له قرى سحبل في بلاد الحرث بن كعب وأنشد أبو على القالى لطفيل
غشيت بقرى قرط حول مكمل * رسوم ديار من سعاد ومنزل ( والقرا الظهر ) وقيل وسطه قال الشاعر ازاحمهم بالباب إذ يدفعونني * وبالظهر منى من قرا الباب عاذر وتثنيته قريان وقروان بالتحريك فيهما عن اللحيانى والجمع اقراء وقروان قال مالك الهذلى يصف الضبع إذا نفشت قروانها وتلفتت * أشب بها الشعر الصدور القراهب ( كالقروان ) بالكسر والجمع قروانات نقله الصاغانى ( و ) القرا ( القرع ) الذى ( يؤكل ) عن ابن الاعرابي كان عينه مبدلة من الالف ( وناقة قرواء طويلة ) القرا وهو الظهر وفي الصحاح طويلة ( السنام ) ويقال الشديدة الظهر بينة القرا ( ولا نقل جمل أقرى ) هذا نص الجوهرى وقال غيره جمل أقرى طويل القرا والانثى قرواء وقد قال ابن سيده لا يقال أقرى كما قال الجوهرى وقال اللحيانى ولقد قرى مقصور ( والقرواء ) بالفتح ممدودا ( العادة ) يقال رجع فلان الى قروائه أي عادته الاولى قال أبو على في المقصور والممدود وحكى الفراء لا ترجع الامة على قروائها أبدا كذا حكى عنه ابن الانباري في كتابه ولم يفسره واستفسرناه فقال على اجتماعها فلا أدرى اشتقه أم رواه انتهى وقال ابن ولاد أي على أول أمرها وما كانت عليه ومثله في النهاية ( و ) القرواء جاء به الفراء ممدودا في حروف ممدودة مثل المصواء وهى ( الدبر والقرورى كخجوجى ع بطريق الكوفة ) وفي الصحاح على طريق الكوفة وهو متعشى بين النقرة والحاجز وقال * بين قرورى ومرورياتها * وأنشد ابن سيده للراعي تروحن من حزم الجفون فأصبحت * هضاب قرورى دونها والمضيح وهو فعوعل عن سيبويه قال ابن برى قرورى منونة لان وزنها فعوعل وقال أبو على وزنها فعلعل من قروت الشئ إذا تتبعته ويجوز أن يكون فعوعلا من القرية وامتناع الصرف فيه لانه اسم بقعة بمنزلة شرورى وأنشد أقول إذا أتين على قرورى * وآل البيد يطردا طرادا ( وأقرى ) الرجل ( اشتكى قراه ) أي ظهره عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( طلب القرى ) وهى الضيافة ( و ) أيضا ( لزم القرى ) جمع قرية وهذا قد تقدم أولا فهو تكرار ( و ) أقرى ( الجل على الفرس ألزمه ) أياه نقله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أقرى إذا لزم الشئ وألح عليه ( ومقرى كسكرى ة بدمشق ) تحت جبل قاسيون قال الذهبي أظن بزلها بنو مقرى بن سبيع بن الحرث قال ابن الكلبى بنو مقرى بفتح الميم والنسب إليه مقرى قال ابن ناصر في حاشية الا كمال والمحدثون يضمونه وهو خطأ قال الحافظ بن حجر وأما الرشاطى فنقل عن الهمداني ان القبيلة بوزن معطى فإذا انسبت إليه شددت الياء وقال عبد الغنى بن سعيد المحدثون يكتبونه بالالف يعنى بدل الهمزة ويجوز ان يكون بعضهم سهل الهمزة وقد تقدم تحقيق ذلك في الهمزة وقول المصنف كسكرى فيه نظر من وجوه تظهر (1/8548)
بالنامل ( و ) مقرى ( الضم د بالنوبة ومقرية كمحمية حصن باليمن ) وهو مخفف ( والمقارى رؤس الا كام ) واحدها مقرى ( والقيروان ) بفتح الراء ( القافلة ) أو معظمها عن الليث ( معرب ) كاروان نقله ابن الجواليقى في المعرب عن ابن قتيبة ونقل ابن دريد فيه ضم الراء أيضا ( و ) القيروان أيضا ( د بالمغرب ) بفتح الراء ضمها وهو بلد بافريقية بينه وبين تونس ثلاثة أيام لا بالاندلس كما توهمه الشهاب فلا يعتد به قاله شيخنا * قلت افتتحه عقبة بن نافع الفهرى زمن معاوية سنة خمسين والنسبة إليه قروى بالتحريك وقيروانى على الاصل ( وتركتهم قروا واحدا ) أي ( على طريقة واحدة ) وفى الصحاح رأيت القوم على قرو واحد أي على طريقة واحدة ( وشاة مقروة جعل رأسها في خشبة لئلا ترضع نفسها والمقروري الطويل الظهر ) وقد اقرورى اقريراء ( وقروة الرأس طرفه واستقرى الدمل صارت فيه المدة ) * ومما يستدرك عليه يقال ما في الدار لاعى قرواى أحدو القرو والقرى كغنى كل شئ على طريق واحد يقال ما زال على قرو واحد أو قرى واحد وتركت الارض قروا واحدا إذا طبقها المطر نقله الجوهرى وقال غيره أصبحت الارض قروا واحدا إذا تغطى وجهها بالماء والكسر لغة عن الفراء واقراء الشعر طرائقه وأنواعه واحدها قرو وقرى وقرى واستقرى الاشياء تتبع اقراءها لمعرفة أحوالها وخواصها والقرا مجرى الماء الى الرياض والقرورى الظهر وقرا الاكمة ظهرها والقروى كسكرى العادة يمدو يقصر نقله المطرز عن ثعلب وقال ابن ولا درجع على قرواه أي الى خلق كان تركه وقال ابن شميل قال لى أعرابي اقتر سلامى حتى ألقاك أي كن في سلام وفى خير وسعة والقيروان الكثرة من الناس ومعظم الامر وقيل هو موضع الكتيبة وقال ابن دريد هو بفتح الراء الجيش وقال الليث معظم العسكر وأنشد ثعلب في هذا المعنى فان تلقاك بقيروانه * أو خفت بعض الجور من سلطانه * فاسحد القرد السوء في زمانه قال ابن خالويه والقيروان الغبار وهذا غريب ويشبه أن يكون شاهده بيت الجعدى وعادية سوم الجراد شهدتها * لها قيروان خلفها متنكب
وقال ابن مفرغ أغريوارى الشمس عند طلوعها * قنا بله والقيروان المكتب وقرى القصيدة كغنى رويها نقله الزمخشري ورجع الى قرواه بالفتح مقصور الغة في الممدود واحتبست الابل أيام قرواتها بالكسر وذلك أول ما تحمل حتى يستبين فإذا استبان ذهب عنها اسم القروة والقرو الهلال المستوى وقرت الناقة نقر وتورم شدقاها لغة في قرت تقرى ( والقزو ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده عن ابن الاعرابي قو ( التفزز ) والتنطس ( وفزا بعصاه الارض ) قزوا ( نكتها و ) قال ابن الاعرابي ( أقرى ) الرجل ( تلطخ بعيب بعد استواء والقزة كثبة الحية ) عن ابن برى ( أو حية بتراء عوجاءج قزات ) قال أبو خزام العكلى فيا قزلست أحفل ان تفحى * نديد فحيح صهصلق ضغوط ( و ) قال ابن برى القزة ( لعبة ) للصبيان تسمى في الحضر يا مهلهله هلله ( وقزا ) قزوا ( لعب بها ) * ومما يستدرك عليه القرو العزهاة أي الذى لا يلهو ( ى القزى بالكسر ) أهمله الجوهرى وقال كراع هو ( اللقب ) قال ابن سيده لم سحكه غيره يقال بئس القزى هذا أي بئس اللقب ونقله الصاغانى عن اللحيانى ( والتقزية الصرع والقتل ) كذا في التكملة للصاغاني ( وقسا قلبه ) يقسو ( قسوا وقسوة وقساوة وقساء ) بالمد ( صلب وغلظ ) فهو قاس وقوله تعالى ثم قست قلو بكم من بعد ذلك أي غلظت ويبست وعست فتأويل القسوة في القلب ذهاب اللين والرحمة والخشوع منه وأصل القسوة الصلابة من كل شئ ( و ) من المجاز قسا ( الدرهم ) يقسو قسوا ( زاف ) أي ردأ ( فهو قسى ) كغنى ( ج قسيان ) كصبى وصبيان قلبت الواو ياء للكسرة قبلها وقال الاصمعي كانه اعراب قاسى ومثله لابن السيد في كتاب الفرق وظاهر كلام المصنف وقيره انه عربي قال شيخنا ووجهه على انه فعيل من القسوة أي أنه شديد صلب لقلة فضته وقيل درهم قسى ضرب من الزيوف أي فضته صلبه رديئة ليست بلينة وفى الحديث وكانت زيوفا وقسيانا وقال مزرد وما زودوني غير سحق عمامة * وخمسمئى منها قسى وزائف ويقال أيضاا درهم قسية وقسيات وأنشد الجوهرى لابي ذؤيب لها صواهل في صم السلام كما * صاح القسيات في أبدى الصباريف ( و ) يقال ( الذنب مقساة للقلب ) نقله الجوهرى ( أي يقسيه اقساء ) وقد أقساه الذنب أي جعله قاسيا وعندي مقساة أي ما يحمله على القساوة ( و ) من المجاز ( قاساه ) مقاساة إذا ( كابده ) وعالج شدته ( ويوم ) قسى ( وقرب ) قسى ( وعام قسى كغنى ) في الكل أي ( شديد من حر أو برد أو قحطو نحوه ) وفى الصحاح يوم قسى أي شديد من حرب أو شر وبخط أبى سهل من حر أو شر وقرب قسى شديد قال أبو نخيلة وهن بعد القرب القسى * مستر عفان بشمر ذلى وعام قسى ذو قحط نقله الازهرى وأنشد للراجز وطعمون الشحم في العام القسى * قدما إذا ما احمر آفاق السمى * وأصبحت مثل حواشى الا تحمى وقال شمر العام القسى الشديد لا مطر فيه ( وقساة بمصر ) من أعمال جزيرة قوبسنا ( و ) أيضا ( قارة لتميم ) جاء في شعر أي في قول ابن أحمر بجو من قسا ذخر الخزامى * تهادى الجر بياء به الحنينا (1/8549)
وهو حبل من حبال الدهناء وأنشد الجوهرى لرجل من بنى ضبة لنا ابل لم تدر ما الذعر بيتها * بتعشار مرعاها قسا فصرائمه هكذا هو في الصحيح وفى التهذيب قسا غير مجرى اسم موضع وقال ذو الرمة سرت تخيط الظلماء من جانبى قسا * وحب بها من خابط الليل زائر وقال أيضا ولكننى أفلت من جانبى قسا * أزور امر أمحضا كريما يمانيا يقصر ( ويمد ) كلاهما عن ثعلب قال ابن سيده وقساء موضع أيضا وقد قيل هو قسى بعينه ( و ) قساء ( كغراب جبل ) عن ابن برى قال الوزير المغربي قساء اسم موضع غير مصروف قال ابن الاعرابي وكل اسم على فعال فانه ينصرف فأما قساء فلا ينصرف لانه في الاصل قسواء على فعلاء ( وأقسى سكنه ) أي هذا الموضع عن ابن الاعرابي ( و ) قساء ( ككساء ع ) عند ذات العشر من منازل حاج الرصرة بين ماوية والينسوعة كذا في التكملة وهو ينصرف قاله الوزير قال أبو على القالى قساء اسم جبل ينصرف كذا قال ابن الانباري وقد قصره ذو الرمه فقال أولئك أشباه القلاص التى طوت * بنا البعد من نعفى قسا فالمصانع ( والا قسيان نبت و ) أيضا ( علم وقسى بن منبه كغنى أخو ثفيف ) كذا في المحكم وفى الصحاح لقب ثقيف قال أبو عبيد لانه مر على أبى رغال وكان مصدقا فقتله فقيل قسا قلبه فسمى قسيا قال شاعرهم * نحن قسى وقسا أبونا * قلت وهذا الذى ذكره الجوهرى هو الموافق لقول أئمة النسب قال أبو عبيد القاسم بن سلام من النسابة ولد منبه بن بكر بن هوازن ثقيفا واسمه قسى وأمه أميمة بنت سعد بن هذيل بن مدركة الى آخر ما قال ( وذو قسى ) كعنى ( طريق اليمن الى البصرة وقسياء كشركاء جبل ) أو واد باليمامة ( وقسيان كعليان واد ) قرب اليمامة ( أو صحراء ) بها ( و ) قسيان ( كعثمان ع بالعقيق ) * ومما يستدرك عليه حجر قاس
صلب وأرض قاسية لا تنبت شيأ ورجل قسياوة على فعلاوة حكاه أبو حيان عن اللحياني والقسية الشديدة وعشية قسية باردة وليلة قاسية شديدة الظلمة والقسى الشئ المرذول ومن مجاز قول الشعبى لابي الزناد تأتينا بهذه الاحاديث قسية وتأحذها منا طازجة أي تأتينا بها رديئة وتأخذها خالصه منقاة وسرنا سير اقسيا أي شديدا وكلام قسى كما يقال زائف وبهرج وذو قساء بالضم جبل عند ذات العشر منزل لحاج البصرة بين ماوية والينسوعة قال الفرزدق وقفت باعلى ذى قساء مطيتي * أميل في مروان وابن زياد وقال نهشل بن حرى تضمنها مشارف ذى قساء * مكان النصل من بدن السلاح وقرئ وجعلنا قلوبهم قسية وهى التى ليست بخالصة الايمان وفى ياقوت القسى كالى موضع كذا عن ابن السيد ( وقشا العود ) يقشوه قشوا ( قشره ) فهو مقشو أي مقشور عن الفراء والفاعل قاش وفى حديث قيلة ومعه عسيب نخلة مقشو غير خوصتين من أعلاه أي مقشور عنه خوصه ( و ) قيل قشاه ( حرطه ) وهو قريب من الاول ( و ) قشا ( الوجه ) قشوا ( مسحه ) وفى المحكم قشره ومسح عنه ( و ) قشا ( الحبه تزع عنها لباسها ) وفى بعض النسخ الحبة بالباء ( كقشاها ) باتشديد ( وعدس مقشى ) كمعظم ( ومقشو ) أي مقشور قال بعض الاغفال * وعدس قشى من قشير * ويقال للصبية الملحية كأنها لياءة مقشوة وفى الحديث أهدى له بودان لياء مقشى أي مقشور ( وقشاه عن حاجته تقشية رده ) عنها ( والقشوة قفة من خوص ) يجعل فيها مواضع للقوارير بحواجز بينها ( لعطر المرأة وقطنها ) وأداتها قال الشاعر لها قشوة فيها ملاب وزنبق * إذا عزب أسرى إليها تطيبا ( ج قشوات ) بالتحريك ( وقشاء ) بالكسر والمد وقال الارهزى هي شبه العتيدة المغشاة بجلد وهى أيضا حقة للنفساء ( والقشاء ) كغراب ( البزاق ) وضبطه ابن الاعرابي كعصا ( وأقشى ) الرجل ( افتقر بعد غنى ) كان الهمزة فيه للازالة والسلب ( والقاشى ) في كلام أهل السواد ( الفلس الردئ و ) منه ( درهم قشى ) أي ( قسى ) عن الاصمعي وقد تقدم ما فيه ( والقشاوة بالضم المسناة المستطيلة في الارض و ) أيضا ( ماءة بنجد ) في أعاليه ( والقشوان الدقيق الضعيف ) القليل اللحم قال أبو سوداء العجلى ألم تر للقشوان يشتم اسرتي * وانى به من واحد لخبير ( وهى بهاء ) * ومما يستدرك عليه تقشى الشئ ؟ تقشر قال كثير عزة دع القوم ما احتلوا جنوب قراضم * بحيث تقشى بيضه المتفلق والقشوة دواية اللبن عامية والقشواء حى من العرب عن يونس وأنشد للنهشلى ألا لا يشغل القشواء عن ذكودنا * قلائص للقشواء حمر دوارس وأراد بالذود والقلائض النساء وبعير دارس به جرب ويوم قشاوة باضم من أيامهم ( وقصا عنه ) يقصو ( قصوا ) بالفتح ( وقصوا ) كعلو ( وقصا ) بالفتح مقصور ( وقصاء ) بالمد ( وقصى ) عن جواره يقصى قصى أي ( بعد ) وكذلك قصا المكان ( فهو قصى وقاص ) للبعيد و ( جمعهما أقصاء ) كنصير وانصار وشاهد وأشهاد وكل شئ فقد قصا يقصو قصوا فهو قاص والارض قاصيه وقصية (1/8550)
( والقصوى والقصيا ) بضمهما ( الغاية البعيدة ) قلبت فيه الواو ياء لان فعلى إذا كانت اسما من ذوات الواو أبدلت واوه ياء كما أبدلت الواو مكان الياء في فعلى فادخلوها عليه في فعلى ليتكافا في التغيير قال ابن سيده هذا قول سيبويه وزدته بيانا قال وقد قالوا القصوى فاجروها على الاصل لانها قد تكون صفة بالالف واللام ومنه قوله تعالى إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى قال الفراء الدنيا مما يلى المدينة والقصوى مما يلى مكة قال ابن السكيت ما كان من النعوت مثل العليا والدنيا فانه يأتي بضم أوله وبالياء لانهم يستثقلون الواو مع ضمة أوله فليس فيه اختلاف الا ان أهل الحجاز قالوا القصوى فاظهروا الواو وهو نادر وأخرجوه على القياس إذ سكن ما قبل الواو وتميم وغيرهم يقولون القصيا ( و ) قال ثعلب القصوى والقصيا ( طرف الوادي ) فالقصوى على قول ثعلب في الاية بدل ( واقصاه ) اقصاء ( أبعده ) فهو مقصى ولا تقل مقصى كما في الصحاح ( وقاصانى ) مقاصاة ( فقصوته ) اقصوه أي ( غلبته والقصا ) مقصور ( فناء الدار ويمد ) قال ابن ولاد هو بالقصر والمد ما حول الدار وقال ابن السكيت الممدود مصدر قصا يقصو قصاء كبدا يبدو بداء والمقصور مصدر قصى عن جوارنا قصا إذا بعد ويقال أيضا قصى الشئ قصا وقصاء ( و ) القصا ( النسب البعيد ) وأنشد أبو على القالى بلا نسب قصا منهم بعيد * ولا خلق يذم به ذمارى ( و ) القصا ( الناحية ) يقال ذهبت قصا فلان أي ناحيته كما في الصحاح وفي الاساس نحوه وقال الاصمعي يقال حاطهم القصا إذا كان في طرتهم وناحيتهم وفي التهذيب حاطهم من بعيد وهو يتبصرهم ويتحرز منهم قال بشر فحاطونا القصا ولقد رأونا * قريبا حيث يستمع السرار أي تباعدوا عنا وهم حولنا وما كنا بالبعد عنهم لو أرادوا أن يدنوا منا وقال ثعلب فلان يحبو قصاهم ويحوط قصاهم بمعنى واحد
وأنشد أفرغ لجوف وردها أفراد * عباهل عبهلها الذواد * يحبو قصاها مخدر سناد يحبو أي يحوط ( كالقاسية ) يقال كنت منه في قاصيته أي في ناحيته ( و ) القصا ( حذف في طرف أذن الناقة و ) كذلك ( الشاة ) عن ابى زبد قال أبو على القالى يكتب بالالف ( بأن يقطع قليل ) منه يقال ( قصاها ) يقوها ( قصوا ) بالفتح ( وقصاها ) بالتشديد ( فهى قصواء ومقصوة ومقصاة ) مقطوعة طرف الاذن وقال الاحمر المقصاة من الابل التى شق من أذنها شئ ثم ترك معلقا ( والجمل أقصى ومقصو ومقصى ) وقال الاصمعي ولا يقال بعير أقصى وجاء به اللحيانى وهو نادر قاله أبو على القالى وفى الصحاح ولا يقال جمل أقصى وانما يقال مقصو ومقصى تركوا فيها القياس لان أفعل الذى أنثاه على فعلاء انما يكون من باب فعل يفعل وهذا انما يقال فيه قصوت البعير وقصواء بائنة عن بابه ومثله امرأة حسناء ولا يقال رجل أحسن انتهى قال ابن برى قوله تركوا فيها القياس يعنى قوله ناقة قصواء وكان القياس مقصوة وقياس الناقة أن يقال قصوتها فهى مقصوة وقصوت الجمل فهو مقصو ( وحطنى القصا ) أي ( تباعد عنى ) نقله ابن ولاد في المقصور والممدود ( وتقصية الاظفار قصها ) حكاء اللحيانى والفراء عن القنانى قال الكسائي أراد انه أخذ من قاصيتها ولم يحمله الكسائي على محول التضعيف وحمله أبو عبيد عن القنانى انه من محول التضعيف وقد مر ذكره وقيل يقال ان ولدلك ولد فقصى أذنيه أي احذفي منهما قال ابن برى هو أمر للمؤنث من قصى ( والقصية ) كغنية ( الناقة الكريمة النجيبة ) المودعة ( المبعدة عن الاستعمال ) أي التى لا تجهد في حلب ولا حمل ولا تركب وهى متدعة وعليه اقتصر الجوهرى ( و ) قيل هي ( الرذلة ) وذلك إذا جهدت فهو ( ضد ج قصايا ) وأنشد ابن الاعرابي في القصايا بمعنى خيار الابل تذود القصايا عن سراة كأنها * جماهير تحت المد جنات الهواضب ( وأقصى ) الرجل ( اقتناها ) أي قصايا الابل وهى النهاية في الغزارة والنجابة ومعناه ان صاحب الابل إذا جاء المصدق أقصاها ضنا بها ( و ) أقصى إذا ( حفظ قصا العسكر ) وهو ما حوله ( ونعجه قاصية ) أي ( هرمة واستقصى في المسألة وتقصى بلغ ) قصواها أي ( الغاية ) وهو مجاز وكذا تقصيت الامر واستقصيته ( وكسمى قصى بن كلاب ) بن مرة وهو الجد الخامس لرسول الله صلى الله عليه وسلم و ( اسمه زيد ) وكنيته أبو المغيرة قاله ابن الاثير ويقال يزيد حكاه أبو أحمد الحاكم عن الامام الشافعي ( أو مجمع ) كحدث والصحيح ان مجمعا لقبه لجمعه قريشا بالرحلتين أو لانه أول من جمع يوم الجمعة فحطب وقيل لانه جمع قبائل قريش بمكة حين انصرافه إليها قال مطرود ابن كعب الخزاعى أبوكم قصى كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من قهر ويروى * وزيد أبوكم كان يدعى مجمعا * وانما قيل له قصى لانه قصا أي بعد عن عشيرته في بلاد قضاعة حين احتملته أمه فاطمة بنت سعد بن سبتل الخزاعية ( والنسبة ) الى قصى ( قصوى ) تحذف احدى الياءين وتقلب الاخرى ألبا ثم تقلب واوا كما مر في عدوى وأموى قاله الجوهرى ( وكسمى ثنية باليمن ) هكذا في النسخ وهو غلط والصواب القصا بالضم مقصور كما ضبطه نصر في معحمه والصاغانى في تكملته ( والقصوة سمة باعلى الاذن ) نقله الصاغانى ( وقصوان بالضم ) كما ضبطه ابن سيره ( ويفتح ) كما هو في معجم نصر ( ع ) في ديار تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل أو ما قال جرير نبئت غسان بن واهصة الخصى * بقصوان في مستكلئين بطان * ومما يسدرك عليه القصاء ممدود البعد والناحية ويروى بيت بشر * فحاطونا القصاء وقد رأونا * وهكذا ذكره ابن (1/8551)
ولا دانه يمدو يقصر والقصاء أيضا ما حول العسكر يمدو يقصر عن ابن ولاد وهو بالمكان الاقصى أي الا بعدو يرد عليه أقصاهم أي أبعدهم والمسجد الاقصى مسجد بيت المقدس يكتب بالالف والقاصية من الشاه المنفردة عن القطيع وأقصاه يقصيه باعده وهلم أقاصيك أينا أبعد من الشر والقصاة البعد والناحية وقال الكسائي لاحوطنك القصا ولا غزونك القصا كلاهما بالقصر أي ادعك فلا أقربك ويقال نزلنا منزلا لا نقصيه والابل أي لا نبلغ أقصاه وتقصاهم طلبهم واحدا واحدا من أقاصيهم وكان له صلى الله عليه وسلم ناقه تدعى القصواء ولم تكن مقطوعة الاذن نقله الجوهرى أي كان هذا القبالها وقيل بل كانت مقطوعة الاذن وإذا حمدت ابل الرجل قيل فيها قصايا يثق بها أي فيها بقية إذا اشتد الدهر وتقصاه صار في اقصاه ويقال لمن أبعد في ظنه أو تأويله رميت المرمى انقصى وهو مجاز وقصية كسمية موضع في شعر ( ى القضاء ) بالمد ( ويقصر الحكم ) قال الجوهرى أصله قضاى لانه من قضيت الا أن الياء لما جاءت بعد الالف همزت قال ابن برى صوابه بعد الالف الزائدة طرفا همزت ( قضى عليه ) وكذا بين الخصمين ( يقضى
قضيا ) بالفتح ( وقضاء ) بالمد ( وقضية ) كغنية مصدر ( وهى الاسم أيضا ) أي حكم عليه وبينهما فهو قضا وذاك مقضى عليه ويقال القضاء الفصل في الحكم ومنه قوله تعالى ولو لا أجل مسمى لقضى بينهم أي لفصل الحكم بينهم ومنه فضى الفاضى بين الخصوم أي قطع بينهم الحكم ومن ذلك قد قضى فلان دينه تأويله انه قد قطع ما لغر يمه عليه واداه إليه وقطع ما وبينه وشاهد القضاء بالمد قول نابغة بنى شيبان طوال الدهر الا في كتاب * لمقدار يوافقه القضاء ( و ) يكون القضاء بمعنى ( الصنع ) والتقدير يقال قضى الشئ قضاء إذا صنعه وقدره ومنه قوله تعالى فقضاهن سبع سموات في يومين أي خلقهن وعملهن وصنعهن وقدرهن وأحكم خلقهن ومنه الفضاء المقرون بالقدر وهما أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الا خرلان أحدهما بمنزلة الاساس وهو القدر والاخر بمنزلة البناء وهو القضاء فمن رام الفصل بينهما فقدر ام هدم البناء ونقضه ومنه قول أبى ذويب وعليهما مسرودتان قضاهما * داود أو صنع السوابغ تبع ( و ) بمعنى ( الحتم ) والامر ومنه قوله تعالى وقضى ربك أن لا تعبدوا الا اياه أي حتم وأمر وكذا قوله تعالى ثم قضى أجلا أي حتم بذلك وأتمه ( و ) بمعنى ( البيان ) ومنه قوله تعالى من قبل أن يقضى اليك وحيه أي يبين لك بيانه وقال أبو اسحق الفضاء في اللغة على ضروب كلها ترجع الى معنى انقطاع الشئ وتمامه ( والقضية الموت ) وقيل المنية التى تقضى وحيا ( كالقضى كغنى ) وهو الموت القضى وأنشد ابن الاعرابي * سم ذراريح جهيزا بالقضى * أراد القضى فحذف احدى الياءين ( و ) القضية ( من الابل ما يكون جائزا في الدية وفريضة الصدقة ) قال ابن أحمر لعمرك ما أعان أبو حكيم * بقاضية ولا بكر نجيب نقله الليث ( وقضى ) نحبه قضاء ( مات ) وهو مجاز ( و ) ضربه فقضى ( عليه ) أي ( قتله ) كأنه فرغ منه ( و ) قضى ( وطره اتمه ) ومنه قوله تعالى فلما قضى زيد منها وطرا ( و ) قيل ناله و ( بلغه كقضاه تقضيه وقضاء ككذاب ) أنشد أبو زيد لقد طال ما لبئنى عن صحابتي * وعن حوج قضاؤها من شفائيا قال ابن سيده هو عندي من قضى ككذاب من كذب قال ويحتمل أن يريد اقتضاؤها فيكون باب قتال كما حكاه سيبويه في اقتال ( و ) قضى ( عليه عهدا أوصاه وأنفذه ) ومعناه الوصية وبه يفسر قوله تعالى وقضينا الى بنى اسرائيل في الكتاب أي عهدنا ( و ) قضى ( إليه أنهاه ) ومنه هوله تعالى وقضينا إليه ذلك الامر أي أنهيناه إليه وأبلغناه ذلك ( و ) قضى ( غريمه دينه أداه ) إليه قال صاحب المصباح القضاء بمعنى الاداء لغة ومنه قوله تعالى فإذا قضيتم مناسككم فإذا قضيتم الصلاة واستعمل العلماء القضاء في العبادة التى تفعل خارج وقتها المحدود شرعا والاداء إذا افعلت في الوقت المحدود وهو مخالف للوضع اللغوى ولكنه اصطلاحي للتميز بين الوقتين ( واستقضى فلا ناطلب إليه أن يقضيه ) وفى المصباح طلب قضاءه ( وتقاضاه الدين قبضه ) منه هكذا في المحكم وأنشد إذا ما تقضى المرء يوم وليلة * تقاضاه شئ لا يمل التقاضيا أراد إذا ما تقاضى المرء نفسه يوم وليلة قال الشهاب في شرح الشفاء أصل التقاضى الطلب ومنه قول الحماسي لحى الله دهرا شره قبل خيره * تقاضى فلم يحسن الينا التقاضيا قال شراح الحماسة أي طالبنا ومثله كثير فقول شيخنا المقدسي في الرمز التقاضى معناه لغة القبض لانه تفاعل من قضى يقال تقاضيت دينى واقتضيته بمعنى أخذته وفى العرف الطلب لا وجه له والذى غره قصور كلام القاموس فظنه غير لغوى بل معنى عرفيا وهو غريب منه انتهى قال شيخنا هو كلام ظاهر لا غبار عليه والنور المقدسي كثيرا ما يغتر بكلام المصنف فيي مواد كثيرة والله أعلم * قلت هذا الذى ذكره المصنف هو بعينه نص المحكم كما أسلفناه فلا يتوجه على المقدسي ملام فتأمل ( ورجل قضى ) كغنى ( سريع القضاء يكون في ) قضاء ( الذين ) الذى هو أداؤه ( و ) في قضاء ( الحكومة ) الذى هو احكامها وامضاءها ( والقضاة بالضم جلدة رقيقة ) تكون ( على وجه الصبى حين يولد ) نقله ابن سيده ( والقضة كعدة نبتة ) سهلية وهى من الحمض منقوصة والهاء عوض ( ج قضى ) بالكسر مقصورا وقال الاصبعى من بات السهل الرمث والقضة ( و ) يقال في جمعه ( قضات ) وقال ابن السكيت (1/8552)
جمعه قضون ( وتقضى ) الشئ ( فنى ) وذهب ( وانصرم كانقضى ) قال الراجز وقربو اللبين والتقضى * من كل عجاج ترى للغرض * خلف رحى حيزومه كالعمض ( و ) تقضى ( البازى انقض ) وأصله تقضض فلما كثرت الضادات أبدلت من احداهن ياء قال العجاج إذا الكرام ابتدروا الباع بدر * تقضى البازى إذا البازى كسر هكذا ذكره الجوهرى هنا وتبعه المصنف ووجدت في هامش الصحاح ما نصه صوابه أن يذكر في باب الضاد وذكره هنا وهم ولا اعتبار باللفظ ( وسم قاض ) أي ( قاتل واستقصى ) فلان ( صير قاضيا ) نقله الجوهرى زاد غيره يحكم بين الناس ( وقضاه السلطان
تقضية ) كما تقول أمر أميرا ( والقضاء كشداد الدرع المحكمة ) أو الصلبة سميت لانه قد فرغ من عملها وأحكمت هكذا نقله أبو عبيد وأنشد للنابغة وكل صموت نثلة تبعية * ونسج سليم كل قضاء ذائل قال الازهرى جعل القضاء فعالا من قضى أي أتم وغيره يجعله فعلاء من قض يقض وهى الخشنة من اقضاض المضجع * قلت وهكذا ذكره ابن الانباري ونقل القولين أبو على القالى في كتابه وقد ذكر في الضاد شئ من ذلك ( والقضى ) بالفتح مقصور ( العنجد ) وهم عجم الزبيب قال ثعلب وهو بالقاف قاله ابن الاعرابي ومر أن الفاء لغة فيه ( وسموا فضاء ) بالمد والقصر من ذلك أبو جعفر محمد بن أحمد بن يحيى بن قضاء الجوهرى من شيوخ الظبرانى وعمه عبيد من شيوخ الخراساني وجعفر بن محمد بن قضاء عن أبى مسلم الكجى * ومما يستدرك عليه القضى هو القاطع للامور المحكم لها والجمع قضاة وجمع القضاء أقضية وجمع القضية القضايا على فعالى وأصله فعائل واستقضاه السلطان طلبه للقضاء والمقاضاة مفاعلة من القضاء بمعنى الفصل والحكم وقاضاه رافعه الى القاضى وعلى مال صالحه عليه وكل ما أحكم عمله وأتم أو أوجب أو أعلم أو أنفذ أو أمضى فقد قضى وقد جاءت هذه الوجوه كلها في الاحاديث والقضاء العمل ومنه فاقض ما أنت قاض وقضاه فرغ من عمله ومنه قضيت حاجتى وقضى عليه الموت أي اتمه رقضى فلان صلاته فرغ منها وقضى عبرته أخرج كل ما في رأسه قال أوس أم هل كثير بكى لم بقض عبرته * اثر الاحبة يوم البين معذور وقضى الرجل تقضية مات وأنشد ابن برى لذى الرمة إذا الشخص فيها هزه الال أغمضت * عليه كاغماض المقضى هجولها ويقال قضى على وقضانى باسقاط حرف الجر قال الكلابي تحن فتبدى ما بها من صبابة * وأخفى الذى لو لا الاسى اقضاني وقضى الامر أي أتم هلاكهم وكل ما أحكم فقد قضى تقول قضيت هذا الثوب صفيقا وقضيت دار واسعة أي أحكمت عملها وهو مجاز وقضو الرجل ككرم حسن قضاؤه والقواضي المنايا وقال الجوهرى قضوا بينهم منا يا بالتشديد أي أنفذوها وقضى اليانة أيضا بالتشديد وقضاها بالتخفيف بمعنى وتقاضيته حقى فقضاني أي طالبته فأعطاني أو تجازيته فجزانيه واقتضيت مالى عليه أي أخذته وقبضته والقضة كعدة موضع كانت به وقعة تحلاق اللمم والمصنف ذكره مشددا في حرف الضاد تبعا لابن دريد وذو قضين موضع قال أمية بن أبى الصلت عرفت الدار قد أقوت سنينا * لزينب إذ تحل بذى قضينا وقضى الرجل ساد القضاة وفاقهم حكاه ابن خالويه وقضى التشديد أكل القضى وهو عجم الزبيب عن أبى عمرو ودار القضاء دار الامارة وافعل ما يقتضيه كرمك وسهل الاقتضاء أي الطلب وقال أبو على القالى قضاء على مثال فعلال اسم من قضبيت قال الكسائي إذا فتحت القاف فهو اسم وإذا كسرتها فهو مصدر وهو مثال آخر قال ابن الانباري ولم يفسره قال أبو على وأصل قضييت قضضت أبدلوا من الضادين ياءين وأبقوا الضاد الاولى الساكنه فلما بنوا منه فعلا لا صار قضيا يافأ بدلوا من الياء الاخرة همزة لما وقعت طرفا بعد ألف ساكنه فصارت قضياء والقضيان كعثمان بمعنى القضاء لغة عامية وسنقر القضائى محدث واقتضى الامر الوجوب دل عليه وقولهم لا أقضى منه العجب قال الاصمعي لا يستعمل الا منعيا ( ى القطى ) بالفتح مقصور وفى المحكم بفتح فسكون ( داء ) يأخذ ( في العجز ) عن كراع ( وتقطت الدلو خرجت من البئر قليلا قليلا ) عن ثعلب قيل ( لملئها ) وأنشد قد أنزع الدلو تقطى في المرس * توزغ من مل ء كايزاغ الفرس ( والقطيات ) لغة في ( القطوات ) قال الكسائي وربما قالوا في جمع قطاة قطيات ولهيات لان فعلت منهما ليس بكثير فيجعلون الالف التى أصلها واو ياء لقلتها في الفعل قال ولا يقولون في غزوات عزيات لان غزوت أغزو كثير معروف في الكلام ( وقطيات كسميات واد ) في قول امرئ القيس أسال قطيات فسال اللوى له * فوادى البدى فانتحى ليريض وقال آخر * بين القطيات فالذنوب * ( وقطية ة بطريق مصر ) قرب الفرمى من آخر أعمال شرقيتها هكذا تقوله العامة (1/8553)
( والمعروف قطيا ) بالالف ( مخففة ) وهكذا هو في كتب الديوان ( والقطيا مشددة الكنبار الصينى فان سمى به خفف ) ( وقطا ) يقطو قطوا وقطوا ( ثقل مشيه ) كذا في المحكم ( و ) قطت ( القطا صوتت وحدها ) فقالت ( قطاقطا ) وبه سميت قطا وبعض يقول صوتها القطقطة وبعض يقول قطت تقطو في مشيها ( و ) قطا ( الماشي قارب ) الخطو ( في مشيه ) مع النشاط يقطو قطوا كما في الصحاح ( كاقطوطى فهو قطوان ) بافتح عن شمر ( يحرك ) عن ابى عمرو وعليه اقتصر الجوهرى ( وقطوطى كخجوجى ) وزنه فعو عل لانه ليس في الكلام فعولى وفيه فعوعل مثل عثوثل وذكر سييويه ان قطوطى مثل فعلعل مثل ؟ قال ولا تجعله فعو علا لان فعلعلا أكثر من فعوعل وذكر في موضع آخر انه فعوعل قال السيرا في هذا هو الصحيح لانه يقال اقطوطى افعوعل لا غير
* قلت رأطال في ذلك ابن عصفور وأبو حيان وغيرهما من أئمة الصرف وملوا الى كنها فعوعلا لا نه ظاهر كلام سيبويه ورجحوه عن غيره كما نقله شيخنا ( وهو ) أي قطوطى ( ع ) ببغداد قيل محلة منها بنواحي الدور ( و ) أيضا القصير الرجلين وقال ابن ولادفى المقصور والممدود ( الطويل الرجلين ) وغلطه فيه على بن حمزة زاد غيره ( المتقارب الخطو ) وقال بعض هو الطويل الرجلين الا أنه لا يقارب خطوه كمشى القطا ( والقطاة المعجز ) ومنه المثل فلان من رطائه لا يعرف لطاته من قطاته أي قبله من دبره يضرب للاحمق ومنه قول الشاعر وأبوك لم يك عارفا بلطاته * لافرق بين قطاته ولطاته ( و ) قيل هو ( ما بين الوركين أو مقعد ) الردف وهو ( الرديف من الدابة ) خلف الفارس ويقال هي لكل خلق قال الشاعر * وكست المرط قطاة رجاجا * وأنشد الجوهرى لا مرئ القبس وصم صلاب ما يقين من الوجى * كان مكان الردف منه على رال يصفه باشراف القطاة ( و ) القطاة ( طائر ) مشهور ومنه المثل انه لا صدق من قطاة وذلك لانها تقول قطاقطا وفيه أيضا لو ترك القط النام بضرب لمن يهيج إذا تهيج وقال الازهرى دل بيت النابغة ان القطاة سميت بصوتها حيث يقول تدعو قطا وبه تدعى إذا نسبت * يا صدقها حين تدعوها فتنتسب وقال أبو وجزة يصف حميرا وردت ليلا ماء فمرت بقطا واثارتها مازلن ينسبن وهنا كل صادقة * باتت تباشر عرما غير أزواج يعنى انها تمر بالقطا فتشيره فتصيح قطاقطا وذلك انتسابه قال الفراء ويقال في المثل انه لادل من قطاة لانها ترد الماء ليلا من الفلاة البعيدة ( ج قطا وقطوات ) وقطيات كما تقدم ( وتقطى تبطى ) قال أبو تراب سمعت الحصيبى يقول تقطيت على القوم وتلطيت عليهم إذا كانت لى طلبه فأحذت من مالهم شيأ فسبقت به ( و ) تقطى ( لا صحابه ختلهم و ) تقطى عنى ( بوجهه صدف ) فكأنه أراه عجزه حكاه ابن الاعرابي وأنشد الكنى الى المولى الذى كلما رأى * غنيا تقطى وهو للطرف قاطع ( و ) تقطى ( الفرس ركب قطاتها ) وهو موضع الردف منها ( وكسمية ) قطية بيت بشر الكلابية ( امرأة مروان بن الحكم ) الاموى أم بشر بن مروان ( وروض القطاع ) قال الشاعر دعتها التناهى بروض القطا * الى وحفتين الى جلجل ( وقطوان محركة ع بالكوفة ) عن الجوهرى ( منه الاكسية ) القطوانية ومنه الحديث فسلم على وعليه عباءة قطوانية وهى عباءة بيضاء قصيرة الخمل قال أبو الوليد الباجى قال لى أهل الكوفة قطوان قرية بباب الكوفة ( والقطاداء في الغنم وشاة قطية مخففة ) كفرحة بها ذلك وقال أبو عمرو في كتاب الجيم القطاداء يأخذ في كتفي الشاة وما والاهما فيقال انها لقطواء كذا وجدني هامش كتاب المقصور لابي على * ومما يتدرك عليه اقطوطى في مشيه إذا استدار وتجمع قال الشاعر * يمشى معا مقطوطيا إذا مشى * وامرأة قطوانة وقطوطاة مقاربة المشي والقطوات جمع القطاة لموضع الردف وفى المثل ليس قطا مثل قطى أي ليس النبيل كالدنئ قال ليس قطا مثل قطى ولا ال * مرعى في الا قوم كالراعي أي ليس الا كابر كالاصاغر وقال ثعلب المقطوطى الذى يختل وأنشد للزبرقان مقطوطيا يشتم الافوام ظالمهم * كالعفو ساف رقيقي أمه الجذع مقطوطيا أي يختل جاره أو صديقه والعفو الجحش والرقيقان مراق البطن أي يريد أن ينزو على أمه وقطاتان موضع ويروى قول الشاعر * أصاب قطاتين فسال لواهما * ويروى أصاب قطيات وقد ذكر ورياض القطا موضع قال الشاعر فما روضة من رياض القطا * ألت بها عارض ممطر وذو القطا موضع آخر وقطوان بالفتح ويحرك موضع بسمر قند وقطوة لقب أحمد بن على بن صالح المصرى سمع منه على بن الحسن ابن قديد وسليمن بن قطوة الرقى متأخر له كرامات وبتثقيل الواو وفتحات خليفة بن أبى بكر بن أحمد البغدادي عرف بابن القطوة روى عن اسمعيل بن السمر قندى مات سنة 595 ( والقعو البكرة ) أو جانبها أو خدها وبه فسر قول النابغة * له صريف القعو بالمسد * ( أو ) هو ( من خشب ) خاصة ( أو شبهها أو ) هو ( المحور من الحديد ) خاصة يستقى عليه (1/8554)
الطيانون مديية ( القعون الخشبشان ) تكتنفان البكرة و ( فيهما المحور ) زاد الجوهرى فان كان من حديد فهو خطاف وقال الاعم القعو ما ندور فيه البكرة إذا كان من خشب والمحور العود الذى تدور عليه البكرة ( أو ) هما ( الحديثان ) اللتان ( تجرى بينهما البكرة ) وكل ذلك أقول متقاربة ( جمع الكل قعى كدلى ) لا يكسر الا عليه وقال الاصمعي الخطاف الذى تدور فيه البكرة إذا كان من حديد فان كان من خشب فهو القعو وأنشد غيره ان تمنعى قعوك أمنع محوري * لقعو أخرى حسن ما تدور ( وقعا الفعل الناقة ) يقعوها ( و ) قعا ( عليها ) أيضا ( قعوا ) بالفتح ( وقعوا ) كسمو ( أرسل نفسه عليها ضرب أم لا ) وقال أبو زيد قعا الفعل على الناقة مثل قاع وهو القعو والقوع ومثله للاصمعي أيضا ( كاقتعارها ) قعا ( الطائر )
قعوا إذا ( سفد ورجل قعوا العجزين ) كعدو أي ( ارمح أو ) قعو الا ليتين ( غليطهما ) أو ناتهما منبسطهما ) وهذا عن يعقوب وفى التكملة قعو الا ليتين إذا كان منبسطهما ( والعقواء الدقيقة ) من النساء عامة ( أو الدقيقة الفخذين ) وفيى الصحاح الساقين ( وأقعى ) الرجل ( في جلوسه ) ألصق اليتيه بالارض ونصب ساقيه و ( تائد الى ما وراءه ) هذا قول أهل اللغة وقد جاء النهى عن الاقعاء في الصلاة وفسره الفقهاء بان يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين قال الازهرى وروى هذا عن العبادلة يعنى عبد الله بن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن مسعود وقال ما ذكره أهل اللغة أشبه بكلام العرب قال المخبل يهجو الزبرقان فأقع كما أقعى أبوك على استه * رأى ان ريما فوقه لا يعادله ( و ) أقعى ( الكلب ) والسبع ( جلس على استه ) وفى الحديث أنه أكل مقيعا قال ابن شميل هو ان يجلس على وركيه مستوفزا غير متمكن ( و ) أقعى ( فرسه رده القهقرى والقعا ) مقصور ردة في رأس الانف وهو ( ان تشرف الارنبة ثم يقعى نحو القصبة والفعل ) قعى ( كرضى ) قعا ( وهو أقعى قهواء وقد أقعى أنفه ) وأقعت أرنبته كذا في كتاب أبي علي القالي * ومما يستدرك عليه القعوة أصل الفخذ والجميع القعى على ابن الاعرابي وبنو القعو بطين بمصر ( والقفا ) مصقور ( وراء العنق ) وفي الصحاح مؤخر العنق ( كالقافية ) وهي قليلة وقيل قافية الرأس مؤخره وقيل وسطه وفي الحديث يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد قال أبو عبيد يعني بالقافية القفا وقال أبو حاتم زعم الاصمعي ان القفا مؤنثة لا تذكر قال يعقوب أنشد الفراء وما المولى وان عرضت قفاه * باحمل للملاوم من حمار ( و ) قال اللحياني القفا ( يذكر ) ويؤنث وحكى عن عكل هذه ققايا بالتأنيث ( وقد يمد ) حكاه ابن بري عن ابن جني ل قاوليست بالفاشية قال ابن جني ولهذا اجمع على أقفية وأنشد حتى إذا قلنا تيفع مالك * سلقت رقية مالكا لقفائه ( ج ) في أدنى العدد ( أقف ) أبو على القالى على أبي حاتم قال الجوهري ( و ) وقد جاء عنهم ( أقفية ) وهو على غير قياس لانه جمع المدود مثل سماء واسمية ونسبه ابن سيده الى ابن الاعرابي ( و ) يجمع في القلة على ( اقفاء ) مثل رحاوا رحاء ونقله أبو علي عن الاصمعي وأنشد يا عمر بن يزيد انني رجل * أكوى من الداء اقفاء المجانين قال أبو حاتم ( و ) ربما قالوا ( قفى وقفى ) بضم القاف وكسرها والاخيرة أنكرها الاصمعي وقال لم أسمعهم يقولون ذلك ( وقفين ) وهذه نادرة لا يوجبها القياس ( وقفوته وقفوا ) بالفتح ( وقفوا ) كسمو ( تبعته ) عن الليث ومنه قوله تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم قال الفراء أكثر القراء من قفوت كما تقول لا تدع من دعوت قال وقرأ بعضهم ولا تقف مثل ولا تقل وقال الاخفش في تفسير الاية أي لا تتبع مالا تعلم وقال مجاهد أي لا ترم وقال ابن الحنفية معناه لا تشهد بالزور وقال أبو زيد هو يقفو ويقوف ويقتاف أي يتتبع الاثر وقال ابن الاعرابي قفوت فلا انا اتبعت اثره وفى نوادر الاعراب قفا أثره أي تبعه ( كتقفيته واقتفيته ) نقله الجوهري ( و ) قفوته أيضا ( ضربت قفاه ) وقفيته كذلك ( و ) أيضا ( قدفته بالفجور صريحا ) ومنه الحديث أي عن القاسم بن محمد لا حد في القفو البين نقله الجوهري أي القذف الظاهر وفي الحديث نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أبانا ولا نقفو أمنا معنى نقفو نقذف وفي رواية لا نقتفي عن أبينا ولا نقفوا منا أي لا نتهمها ولا نقذفها يقال فلانا إذا قذقه بما ليس فيه وقيل معناه لا نترك النسب الى الاباء وننتسب الى الامهات ( و ) أيضا ( رميته بامر قبيح ) عن ابن الاعرابي ونقله الجوهرى أيضا وقال ابن دريد قولهم قد قفا بذلك فلانا معناه أتبعه كلاما قبيحا ويقال ما هجا فلانا ولا قفا ومالك تقفو صاحبك ( والاسم القفوة ) بالكسر وعليه اقتصر الجوهري وغيره وقوله ( والقفى ) كعتى صريحة انه معطوف على ما قبله أي انه الاسم كالقفوة ولم أره لاحد من الائمة والظاهر انه اشتبه على المصنف سياق الجوهرى ونصه ونصه والاسم القفوة بالكسر والقفى والقفية ما يؤثر به الضيف والصبي فظن ان القفى معطوف على الاول معطوف على الاول وليس كذلك بل تمام كلامه عند قوله بالكسر ثم ابتد أقفال والقفى والقفية أي كغنى وغنية فتأمل ( و ) قفوت ( فلانا بامر آثرته به كاقفيته ) يقال هو مقفي به والاسم القفوة ( و ) يقولون في الدعاء قفا ( الله أثره ) مثل ( عفاه وتقفاه بالعصا واستقفاه ) أي ( ضربه بها ) أو جاء من خلف فضرب بها قفاه ومنه حديث ابن عمر أخذ المسحاة فاستقفاه فضربه بها حتى قتله أي أتاه من قبل فقاه ( وشاة قفية ذبحت من قفاها ) ومنهم من يقول قفية والنون زائدة كما في الصحاح قال ابن بري (1/8555)
النون بدل من الياء التي هي لام الكلمة وقد مر ذلك في ق ف ن وفي حديث النخعي سئل عن ذبح فابان الرأس قال تلك القفية لا بأس بها هي المذبوحة من قبل القفا وقال أبو عبيدة هي التي يبان رأسها بالذبح ( و ) من المجاز قولهم ( لا أفعله قفا الدهر ) أي أبدا كما في الصحاح وفي الحكم أي ( طوله ) وفي الاساس أي آخره ( وقفيته زيد أو به تقفيته أتبعته اياه ) ومنه قوله تعالى ثم قفينا على آثارهم برسلنا أي أتبعنا نوحا وابراهيم رسلا بعدهم وقال امرؤ القيس وقفى على آثارهن بحاصب * أي اتبع آثارهن حاصبا ( وهو قفيهم أي الخلف منهم ) مأخوذ من قفوته إذا تبعته كانه يقفو آثارهم في الخير ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه في الاستسقاء اللهم انا اتقرب اليك بعم نبيك وقفيه آبائه وكبر رجاله يعنى العباس أي خلف آبائه وتلوهم وتابعهم كأنه ذهب الى استسقاء أبيه عبد المطلب لاهل الحرمين حين أجدبوا فقاهم الله به ( والقافية ) من الشعر الذي يقفو البيت سميت لانها تقفوه وفي الصحاح لان بعضها يتبع أثر بعض وقال الاخفش القافية ( آخر كلمة في البيت ) وانما قيل لها قافية لانها يقفو الكلام وفي قولهم قافية دليل على انها ليست بحرف لان القافية مؤنثة والحرف مذكر وان كانوا قد يؤنثون المذكر قال وهذا قد سمع من العرب وليست تؤخذ الاسماء بالقياس والعرب لا تعرف الحروف قال ابن سيده أخبرني من أثق به انهم قالوا العربي فصبح أنشدنا قصيدة على الذال فقال وما الذال وسئل أحدهم عن قافية * لا يشتكين عملا ما أنفقن * فقال انقين وقالوا لابي حية أنشدنا قصيدة على القاف فقال * كفى بالتأي من أسماء كاف * فلم يعرف القاف قال صاحب اللسان أبو حية على جهله بالقاف في هذا كما ذكر أفصح منه على معرفتها وذلك لانه راعى لفطة قاف فحملها على الظاهر وأتاه بما هو على وزن قاف من كاف ومثلها وهذا نهاية العلم بالالفاظ وان دق عليه ما قصد من قافية القاف ولو أنشده شعرا على غير هذا الروي مثل قوله * آذنتنا ببيها أسماء * أو مثل قوله * لخولة اطلال ببرقة ثمهد * كان يعد جاهلا وانما هو أنشده على وزن القاف وهذه معذرة لطيفة عن أبي حية والله أعلم انهى ( أو ) القافية من ( آخر حرف ساكن فيه ) أي في البيت ( الى أول ساكن يليه مع الحركة التي قبل الساكن ) هذا قول الخليل ويقال مع المتحرك الذي قبل الساكن كأن القافية على قوله من قول لبيد * عفت الديار محلها فقامها * من فتحة القاف الى آخر البيت وعلى الحكاية الثانية من القاف نفسها الى آخر البيت ( أو هي الحرف ) الذى ( تبنى عليه القصيدة ) وهو المسمى رويا هذا قول قطرب وقال ابن كيسان القافية كل شئ لزمت اعادته في آخر البيت وقد لاذ هذا بنحو من قول الخليل لو لا خلل فيه قال ابن جني والذى ثبت عندي صحته من هذه الاقوال هو قول الخليل قال ابن سيده وهذه الاقوال انما يخص بتحقيقها صناعة القافية ونحن ليس من غرضنا هنا الا ان نعرف ما القافية على مذهب هؤلاء كلهم من غير اسهاب ولا اطناب وقد بيناه في كتابنا الوافي في أحكام علم القوافي وأما حكاية الاخفش من انه سأل من أنشد * لا يشتكين عملا ما أنقين * فلا دلالة فيه على ان القافية عندهم الكلمة لانه نحا نحو ما يريده الخليل فلطف عليه ان يقول هي من فتحة القاف الى آخر البيت فجاء بما هو عليه أسهل وبه آنس وعليه أقدر فذكر الكلمة المنطوية على القافية في الحقيقة مجار أو إذا جاز لهم أن يسموا البيت كله قافية لان في آخره قافية فتسميتهم الكلمة التي فيها القافية نفسها قافية أجدر بالجوار وذلك قول حسان فنحكم بالقوافي من هجانا * ونضرب حين تختلط الدماء وذهب الاخفش الى انه أراد بالقوافي هنا الابيات قال ابن جني ولا يمتنع عندي انه أراد القصائد كقول الخنساء وقافية مثل حد السنا * ن تبقى وتهلك من قالها تعني قصيدة وقال آخر نبئت قافية قيلت تناشدها * قوم سأترك في اعراضهم ندبا وإذا جاء أن تسمى القصيدة كلها قافية كانت تسمية الكلمة فيها القافية قافية أجدر وعندي ان تسمية الكلمة والبيت والقصيدة قافية انما هو على ارادة والقافية وبه ختم ابن جني رأيه في تسميتهم الكل قافية وقال الازهري العرب تمسي البيت من الشعر قافية وربما سموا القصيدة قافية ويقولون رويت لفلان كذا وحذا قافية ( والقفوة بالكسر الذنب ) ومنه المثل رب سامع عذري لم يسمع قفوتي العذرة المعذرة أي ربما اعتذرت الى رجل من شئ قد كان مني وأنا أظن ان قد بلغه ولم يكن بلغه يضرب لمن لا يحفظ شره ولا يعرف عيبه ( أو ) القفوة ( أن تقول للانسان ما فيه وما ليس فيه وأقفاه عليه ) أي ( فضله ) ومنه قول غيلان الربعي يصف فرسا * مقفى على الحي قصير الاظماء * ( و ) أقفاه ( به خصه ) به وميزة وفي المحكم اختصه ( والقفية كغنية المزية تكون لك على الغير ) تقول له عندي قفية ومزبة إذا كانت له منزلة ليس لغيره ويقال أقفيته ولا يقال أمزيته ( و ) القفى
( كغنى الحفى ) المكرم له ( وأنا قفي به ) أي ( حفى و ) القفى ( الضيف المكرم ) لانه يقفي بالبر واللطف فهو فعيل بمعنى مفعول ( و ) القفى ( ما يكرم به ) الضيف ( من الطعام ) وفي الصحاح الشئ يؤثر به الضيف والصبي وأنشد لسلامة بن جندل يصف فرسا ليس باسفى ولا أقنى ولا سغل * يسقي دواء قفى السكن مربوب وانما جعل اللبن دواء لانهم يضمرون الخيل لسقي اللبن والخذ انتهى وروى بعضهم هذا البيت يسقي دواء بكسر الدال مصدر دوايته وقال أبو عبيد اللبن ليس باسم ولكنه كان رفع لانسان خص به يقول فآثرت به الفرس وقال الليث قفى السكن ضيف أهل (1/8556)
البيت ( واقفى أكلها ) أي القفية ( و ) القفى خيرتك من اخوانك أو المتهم منهم ضد وتقفى به ) اي ( تحفى ) به ( والاسم القفارة ) بالفتح ( واقتفى به اختص ) اي خص نفسه به قال الشاعر ولا أتحرى ود من لا يودني * ولا أقتفي بالزاد دون زميلي ( و ) اقتفى ( الشئ اختاره ) نقله الجوهري ومنه المقتفى للمختار ( والتقافي البهتان ) يرمى به الرجل صاحبه عن أبي عبيد ( والقفا أو قفا آدم جبل ) قرب عكاظ لبني هلال بن عامر ونص التكملة والقفا جبل له قفا آدم والقفوع والقفية بالضم زبية الصائد ) وقال اللحياني هي القفية والعفية وقيل هي كالزبية الا ان فوقها شجرا ( والقفو وهج يثور عند المطر ) ونص الحكم القفوة وهجة تثور عند أول المطر ( وعويف القوافي شاعر ) مشهور هو عويف بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة بن بدر وانما لقب بذلك ( لقوله سأكذب من قد كان يزعم انني * إذا قلت قولا لا أجيد القوافيا و ) من المجاز ( رد ) فلان ( قفا أو على قفاه ) إذا ( هرم ) نقله الزمخشري وفي الحكم يقال للشيخ إذا كبر رد على قفاه وفي التهذيب إذا هرم رد قفا وأنشد ان تلق ريب المنايا أو ترد قفا * لا أبك منك على دين ولا حسب * ومما يستدرك عليه قفيته رميته بالزنا ويقال قفا قفوان ولم يسمع قفيان والتصغير قفية وقال أبو حاتم أنشدنا الاصمعي * وهل علمت يا قفي اتنقله * فقلت له اين التأنيث هلا قال يا قفية فقال ان هذا الرجز ليس بقديم كانه يقول هو من كلام المولد بن نقله أبو علي القالي وفي حديث طلحة فوضعوا اللج على قفى اي السيف على قفاي وهي لغة طائية يشددون ياء المتكلم وهم قفا الا كمة ويقفاها أي بطهرها وركبت قفا الجبل وقافيته وجئت من قافية الجبل وفي حديث عمر كتب إليه صحيفة فيها فما قلص وجدن معقلات * قفا سلع بمختلف التجار أي وراء سلع وخلفه والقفو البهتان واستقفاه قفا أثره ليسلبه عن الحوفي وقفى عليه تقفية أتى قال ابن مقبل كم دونها من قلات مطرد * قفى عليها سراب راسب جاري أي أتى عليها وغشيها وقال ابن الاعراني قفى عليه ذهب بن وأنشد * ومأرب قفى عليه العرم * والاسم القفوة منه الكلام المقفى وفي الحديث لي خمسة أسماء منا كدا وأنا المقفى وفي حديث آخر وأنا العاقب قال شمر المقفى نحو العاقب وهو المولى الذاهب يقال قفى عليه أي ذهب فكأن المعنى انه آخر الانبياء وقيل المقفى المتبع للنبيين وقفى الرجل ذهب موليا أي أعطاه قفاه وقول ابن أحمر لا تقتفي بهم الشمال إذا * هبت ولا آفاقها الغبر أي لا تقيم الشمال عليهم يريد تجاوزهم الى غيرهم لخصبهم وكثرة خيرهم والقفية المختار وقفيت الشعر تقفية أي جعلت له قافية والقفى القاذف والقفارة الاثرة قال الكميت وبات وليدا الحي طيان ساغبا * وكاعبهم ذات القفاوة أسغب وقيل هو حسن الغذاء وهو مقتفى به إذا كان مكرما وأقفاه أعطاه القفاوة قال الشاعر وتقفى وليد الحي ان كان جائعا * وتحسبه ان كان ليس بجائع أي عطيه حى يقول حسبي والقفية الطعام يخص به الرجل وتقفاه اختاره تقفى الثنية أو الاكمة ركب قفاها والقفية القذيفة والقفوة ما اخترت من شئ وهو قفوني أي خيرتي ممن أوثره وأيضا تهمتى كأنه من الاضداد وقال بعضهم قرفتي وقال أبو عمرو القفو أن يصيب النبت المطر ثم يركبه فيقسد وهمزه أبو زيد وقال أبو زيد قفيت الارض قفا إذا مطرت وفيها نبت فجعل المطر على النبت الغبار فلا تأكله الماشية حتى يجلو الندى قال الازهري وسمعت بعض العرب يقول قفى العشب فهو مقفو وقد قفاه السيل وكذلك إذا حمل الماء التراب عليه فصار موبئا والقفية بالكسر العيب عن كراع والقفية الناحية عن ابن الاعرابي وأنشد فأقبلت حتى كنت عند قفية * من الجال والانفاس مني أصونها أي في ناحية من الجال والقفيان كعلبان موضع ويقال في تثنية قفا قفوان قال أبو الهيم ولم أسمع قفيان وقفا الله أثره مثل عفا وقفى عليهم الخيال إذ ماتوا ( والقلو بالكسر الخفيف من كل شئ ) عن ابن سيده ( و ) قيل هو ( الحمار الفتى ) وفي الصحاح الحمار الخفيف زاد ابن سيده وقيل هو الجحش الفتى زاد الازهري الذي قد أركب وحمل ( و ) القلواة ( بهاء الدابة تتقدم بصاحبها ) وقد قلت به
فلو لو هو تقديها به في السير في سرعة قاله الليث ( والقلة ) بالضم مخففة أصلها قلوا والهاء عوض قال الفراء وانما ضم أولها ليدل على الواو نقله الجوهري ( ولقلى والمقلى مكسورتين ) هكذا في سائر النسخ وهو غلط والصواب والمقلى والمقلاء مكسورتين في أصل من الاصول القلى على ما في النسخ قال ابن سيده والقلة والمقلى والمقلاء على مفعال ( عودان يلعب بهما الصبيان ) فالمقلى العود الكبير الذي يضرب به والقلة الخشبة الصغيرة التي تنصب وهي قدر ذراع قال ابن بري شاهد المقلاء قول امرئ القيس فأصدرها تعلو التجاد عشية * أقب كمقلاء الوليد خميص ( ج قلات ) بالكسر وفي الصحاح قلاة بالضم والهاء مدورة ( وقلون ) بالضم ( وقلون ) بالكسر على ما يكثر في أول هذا النحو من التغير (1/8557)
وأنشد الفراء * مثل المقالي ضربت قلينها * قال الازهري جعل النون كالاصلية فرفعها وذلك على التوهم ووجه الكلام فتح النون لانها الجمع ( وقلاها ) قلوا كما في الصحاح ( و ) قلا ( بها ) قلوا ( رمى بها ) وقلاها فليا لغة الجوهري كما سيأتي وقال الاصمعي قلوب بالقلة والكرة ضربت ( و ) قلا ( الابل ) قلوا ( ساقها ) سوقا ( شديد أو ) قلا ( اللحم ) يقلوه فلو اشواه حتى ( أنضجه في المقلى ) وكذلك الحب يقلى على المقلى وقال ابن السكيت قليت البر والبسر وبعضهم يقول قلوت وقال الكسائي قليت الحب على المقلى وقلوته قال الجوهري قليت السويق واللحم فهو مقلى وقلوته فهو مقول لغة ( و ) قلا ( زيدا قلا ) بالكسر مقصور عن ابن الاعرابي ( وقلاه ) بالفتح ممدود ( أبغضه ) قال ابن السكيت ولا يكون في البغض يعي بالياء ( واقلولى ) الرجل ( رحل ) وكذلك القوم كلاهما عن اللحياني ( و ) قلولى ( قلق ) واستوفز ( وتجافي ) عن محله وفي الحديث لو رأيت ابن عمر ساجدا لرأيته مقلوليا هو المتجتافي المستوفر وقيل هو من يتقلى على فراشه أي يتململ ولا يستقر قال أبو عبيد وبعض المحدثين كان يفسر مقلوليا كأنه على مقلى وليس هذا بشئ انما هو من التجافي في السجود المستوفز المتجافي وأنشد ابن بري لذي الرمة سمعن غناء بعد ما غن نومة * من الليل فافلولين فوق المضاجع يجوز ان يكون معناه خفقن لصوته قلقن فزال عنهن نومهن فقد اقلوليته قال ابن سيده وهذا نادر لانا لا نعرف افعوعل متعدية الا اعروى واحلولى ( و ) اقعولى ( الطائر وقع على أعلى الشجر ) هذه عن اللحياني ( والقولى كخجوجى الطائر ) الذي ( يرتفع في طيرانه ) وقد اقلولى أي ارتفع نقله الجوهري ووجدت في هامش الصحاح ما نصه هذا مما خطئ فيه الفراء في المقصور والممدود وهو قوله القلولى الطائر وانما يقال اقلولى فجعل الفعل اسما وأدخل عليه الالف واللام انتهى وفي المحكم قال أبو عبيد قلولى الطائر جعله علما أو كالعلم فأخطأ وقال ابن بري أنكر المهلبي وغيره قلولى قال ولا يقال الا مقلول في الطائر مثل محلول وقال أبو الطيب أخطأ من رد على الفراء قلولى وأنشد لحميد بن ثور يصف قطا وقعن بجوف الماء ثم تصوبت * بهن قلولاة العدو ضروب وفي التكملة والقطاة القلولاة التي تقلولى في السماء * ومما يستدرك عليه القلة عود يجعل في وسطه حبل ويدفن ويجعل للحيل كفة فيها عيدان فإذا وطئ الطبي عليها عضت على أطراف أكارعه نقله ابن سيده والقالي الذي يضرب القلة بالمقلى والجمع قلاة وقالوان قال ابن مقبل كان نزو فراخ الهام بينهم * نزو القلاة زهاها قال قالينا أراد قلو قالينا فقلت وقال الاصمعي القال هو القلاء والقالون الذين يلعبون بها وجمع المقلى المقالي وأنشد الفراء * مثل المقالي ضربت قلينها * وقلا العير أنته فو اشلها وطردها قال ذو الرمة يقلو نحائض أشباها محملجة * ورق السرابيل في ألوانها خطب وكل شديد السوق قلو بالكسر واقلولت الدابة تقدمت بصاحبها وجاء يقلو به حماره واقلولت الحمر في سرعتها واقلولى عليها نزا وأنشد الاحمر للفرزدق يهجو جريرا وقومه كليبا يرميهم بأنهم يأتون الاتن واقيلاؤه نزوه عليها واقرادها سكونها وقبله وليس كليبى إذا جن ليله * إذا لم يجد ريح الاتان بنائم يقول إذا اقلولى عليها وأقردت * الاهل أخو عيش لذيذ بدائم وقال ابن الاعرابي هذا كان يزنى بها فانقضت شهوته قبل انقضاء شهوتها وأفردت ذلت واقلولى ذهب وبه فسر أبو عمرو قول الطرماح حوائم يتخذن الغب رفها * إذا قلولين بالقرب البطين أي ذهبن والقلو الذي يستعمله الصباغ في العصفر واوي يائي ( ي قلاه كرماه ) وفي اللغة المشهورة ( و ) حكى ابن جني قليه مثل ( رضيه ) قال وأرى يقلى انما هو على قلى ( قلى ) مكسور مقصور يكتب بالياء ( وقلاء ) بالفتح والمد قال ابن بري وشاهد يقلبه قول أبي محمد الفقعسي * يقلى الغواني والغواني تقليه * وشاهد القلاء بالفتح ممدودا قول نصيب عليك السلام لا مهلك قريبة * وملك عندي ان نأيت قلاه وشاهد المقصور قول ابن الدمينة أنشده أبو علي القالي حذار القلى والصرم منك وانثنى * على العهد ما داومتني لطبيب
( ومقلية ) مصدر كمحمدة نقله ابن سيده والمطرز ( أبغضه وكرهه غاية الكراهة فتركه أو قلاه في الهجر ) قلى مكسور مقصور ( وقلية في البغض ) كرضيه يقلاه على القياس حكاه ابن الاعرابي وكذلك عنه ثعلب وفي الصحاح لغة طئ وأنشد ثعلب (1/8558)
* أيام أم الغمر لانقلاها * وقال ابن هرمة * فأصبحت لا أقلى الحياة وطولها * وقوله تعالى ما ودعك ربك وما قلى أي لم يقطع الوحي عنك ولا أبغضك فاكتفى بالكاف الاولى عن اعادة الاخرى وفي الحديث وجدت الناس أخبر تقله الهاء في نقله هاء السكت ولفظه لفظ الامر ومعناه الخبر أي من خبرهم أبغضهم وتركهم ومعنى نظم الحديث وجدت الناس مقولا فيهم هذا القول ( وقلاه أنضجه في المقلى ) فهو مقلى واوي يائي والمقلى الذي عليه وهما مقليان والجمع المقالي ( والقلاء ) كشداد ( صانعه ) وفي المحكم الذي حرفته ذلك ( و ) قلى ( فلانا ضرب رأسه ) عن ابن سيده ( وكشداد صانع المقلى ) هو مع ما تقدم كالتكرار لانه لا يظهر الفرق بيهما عند التأمل ( والقلاءة ) ممدودة ( الموضع ) الذي ( تتخذ فيه المقالي ) وفي التهذيب مقالي البر قال ونظيره الحراضة للموضع الذي يطبخ فيه الحرض ( والقلى بالكسر ) وهي اللغة المشهورة وقد تنطف به العامة بكسرتين ووجد في نسخ الصحاح مضبوطا بالكسر والفتح ( وكالى وضو ) الاخيرة ذكرت في الواجب يشيب به العصفر وقال أبو حنيفة ( شئ يتخذ من حريق الحمص ) وأجوده ما اتخذ من الحرض ويتخذ من أطراف الرمث وذلك إذا استحكم في آخر الصيف واصفر وأورس وقال الليث يقال لهذا الذي تغسل به الثياب قلى وهو رماد الغضى والرمث يحرق رطبا ويرش بالماء فينعقد قليا وقال الجوهري يتخذ من الاشنان ( وقالى قلا ) بفتح القاف الثانية وقد تضم ( ع ) كما في الصحاح وقال ابن السمعاني من مدن ارمينة وقال الحافظ قرية من ديار بكر قال الجوهري وهما اسمان جعل اسما واحدا قال ابن السراج بنى كل واحد منهما على الوقف لانهم كرهوا الفتحة في الياء والالف انتهى وقال سيبويه هو بمنزلة خمسة عشر وأنشد سيصبح فوقي أقتم الريش واقفا * بقالى قلا أو من وراء دبيل ومن العرب من يضيف فينون والنسبة إليها القالى منها الامام أبو على اسماعيل بن القاسم بن عبدون هرون بن عيسى بن محمد بن سليمن مولى الامير محمد بن الملك بن مروان الحكم الاموي مولاهم وقد سأله أبو بكر بن الزبيدي عن نسبه فسرده كذلك ومن تصانيفه الامالى والمقصور والمدود كلاهما عندي الاخير نسخه صحيحة بخط يحيى بن سعيد بن مسعود بن سهل الانصاري قال في آخرها انه أفرغها كتابة تصحيحا من نسخة الامام اللغوي عمر بن محمد بن عديس المنقولة من نسخة ابن السيد البطليوسي وذلك في سنة 556 وقد نقلت منها في هذا الكتاب جملة صالحة وجعفر بن اسمعيل القالى وهو ولد المذكور أديب شاعر ( والقلى ) بالضم مقصور ( رؤس الجبال ) في التهذيب ( هامات الرجال ) كلاهما عن ابن الاعرابي ( ومقلاء القنيص ) اسم ( كلب ) * ومما يستدرك عليه قلى يقلى كأبى حكاه سيبويه وهو نادر شبهو الالف بالهمزة وله نظائر تقدمت وتقلى الشئ تبغض قال ابن هرمة فأصبحت لا أقلى الحياة وطولها * أخيرا وقد كانت الى نقلت أنشد الجوهري لكثير أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة * لدنيا وال مقلية ان تقلت خاطب ثم غايب ويقال للرجل إذا أقلقه أمر مهم قبات ليله ساهرا بات يتقلى أي يتقلب على فراشه كانه على المقلى ومنه مثل العامة العصفور يتفلى والصياد يتقلى والقلية كغنية مرقة تتخذ من لحوو الجزوو وأكبادها وقال ابن الاعرابي القلى القصير من الجوري قال الازهري هذا فعلى والقلية كغنية مرقه تتخذ من لحوم الجزور وأكبادها وقال ابن الاعرابي القلى القصير من الجواري في كنيسة النصارى والجمع القلالي وقد جاء ذكرها في الحديث وهي القلاية عند النصارى معرب كلاذة وهي من بيوت عباداتهم والمقلاة المقلى والعامة تقول مقلاية بالياء والمقيلى تصغير المقليى جعل علما على قول يبل بالماء ثم يقلى عامية وابراهيم بن الحجاج بن نسير الحمصى القلاء كان يقلى الحمص قفة ورى عن أبيه وبالتخفيف بو عبد الله بن أحمد بن محمد المعروف بقلاء أصبهاني ورى عن الحداد ومكي بن أبي طالب بن أحمد بن قلاية كسحابة البروجردي عن أبى بكر بن خلف وعنه أبو الفتح الميداني ونهر قلى كربى من نواحي بغداد ونهر القلائين محلة كبيرة ببغداد في شرق الكرخ نسب إليه جماعة من المحدثين وتقالوا بنا غضوا ( ي المقاماة ) أهمله الجوهري والصغاني وهي ( الموافقة ) يقال ( ما يقاميني الشئ ) وما يقانينى أي ( ما يوافقني عن أبي عبيد ) وقاماني فلان وافقني وذكر الجوهري ما يقانينيي بالنون ولم يذكره بالميم وذكره ابن سيده وغيره وكأن الميم مقلوبة عن النون وقد ذكره ابن السكيت أيضا فاقتصاره في القتل على أبي عبيد قصور فتأمل ومنهم من رواه بالهمز وقد تقدم * ومما يستدرك عليه في الى منزلة قيا دخل
عن ابن الاعرابي وفي الحديث كان يقمو الى منزل عائشة كثير أي يدخل وما أحسن قو هذه الابل وفيها أي سمنها والقمى تنطيف الدار من الكبا وقال الفراء القامية من النساء في نفسها وقال ابن الاعرابي أقى الرجل سمن بعد هزال وأقي إذا لزم البيت قرار من الفتن وأقز عدوه إذا اذله والمقماة والمقموة كالمقناة والمقنوة ومعنى ( والقنوة بالكسر والضم الكسبة ) يقال ( قنوته قنوا ) بالفتح ( وقنوانا ) بالضم وفي المحكم بالكسر ( وقنوا ) كعلو ( كسبته كاقتنيته و ) قنا ( العنز ) قنوا ( اتخذها للحلب ) واوى يائي وفي الصحاح قنوت الغنم وغيرها قنوة وقنوة توقنيتها قنية إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة ( و ) يقال ( غنمه قنوة بالكسر والضم ) اي ( خالصه ثابتة عليه ) واوى يائي ( وقنى الغنم كغنى ما يتخذ منها لولدا ولبن ) ومنه الحديث انه نهى عن ذبخ قنى الغنم قال أبو موسى هي التي تقتني للدرو الولد واحدتها قنوة بالضم والكسر وقنية بالياء ايضا يقال هي غنم قنوة وقنية وقال الزمخشري القنى والقنية ما شاة أو ناقة فجعله واحدا كانه فعيل بمعنى مفعول وهو الصحيح والشاة فان كان جعل الفتى (1/8559)
جنسا للقنية فيجوز وأما وفعلة فلا يجمعان على فعيل ( وقنى الحياء قنوا ) بالفتح وفي المحكم كعلو وقال الجوهري قنيانا بالضم وقال أبو علي القالي لم يعرف الاصمعي لهذا مصدرا ( كرضى ) وعليه اقتصر الجوهري وأبو علي القالي ( و ) يقالى فنى الحياء مثل ( رمى ) عن الكسائي ( لزمه ) وحفظه قال ابن شميل قناني الحياء أن أفعل كذا اي ردني ووعظني وهو يقنينى وأنشد وانى ليقنينى حياؤك كلما * لقيتك يوما ان أثبك مابيا وقال حاتم إذ قل مالي أو نكبت بنكبة * قنيت حيائي عفة وتكرما وأنشد الجوهري والقالي لعنترة فافنى حياءك لا أبالك واعلمي * اني امرؤ سأموت ان لم أقتل وأنشد ابن بري فافنى حياءك لا أبالك اننى * في أرض فارس موثق أحوالا ( كاقنى واقتنى وقنى ) الاخيرة بالتشديد كل ذلك عن الكسائي الا ان نصفه استقنى بدل اقتنى ( وقنا الانف ) مفتوح مقصور يكتب بالالف لانه من الواو قاله القالي ( ارتفاع أعلاه واحد يداب وسطه وسبوغ طرفه أو نتووسط القصبة ) واشرافه ( وضيق المنخرين ) من غير قبح ( هو أقنى وهي قنواء ) بينه القنا وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان أقنى العرنين وفي الحديث بملك رجل أقنى الانف وفي قصيد كعب قنواء في ضربتها للبصير بها * عتق مبين وفي الخدين تسهيل ويقال فرس أقنى وهو ( في الفرس عيب ) قال أبو عبيد القنا في الخيل احديداب في الانف في الهجين وأنشد لسلامة بن جندل ليس بأسفى ولا أقنى لا سغل * يسقى دواء قفى السكن مربوب ( وفى الصقر والبازي ) اعوجاج في منقاره لان في منقاره جحنة وهو ( مدح ) والفعل قنى يقنى قنا قا لذو الرمة نظرت كما جلى على رأس رهوة * من الطير أقنى الطل أزرق ( والقناة الرمح ) قال الليث ألفها واو وقال الازهري القناة من الرماح ما كان أجوف كالقصبة ولذلك قيل للكظائم التي تجري تحت الارض قنوات ويقال لمجاري مائها القصب تشبيها بالقصب الاجوف ( ج قنوات ) بالتحريك ( وقنى ) كعصاة وعصى ( وقنى ) على فعول ويكسر ويقال هو جمع الجمع كما يقال دلاة ودلا ثم دلى ودلى لجمع الجمع ( و ) حكى كراع ( قنيات ) بالتحريك قال ابن سيده وأراه على المعاقبة طلبا للخفة ( وصاحبها قناء ) كشداد ( ومقن ) كمعط كذا في النسخ والصواب بالتشديد ومنه قول الشاعر * عض الثقاف خرص المقنى * ( و ) قيل ( كل عصى مستوية ) فهي قناة ( قيل ولو معرجة ) فهي قناة والجمع كالجمع أنشد ابن الاعرابي في صفحة بحر وتارة يسندني في أوعر * من السراة ذى قنى وعرعر وفي التهذيب قال أبو بكر وكل خشبة عند العرب قناة وعصا ( و ) القناة ( كظيمة تحفر في الارض ) تجري بها المياه وفي الابار التي تحفر في الارض متتابعة لتستخرج ماؤها ويسيح على وجه الارض ( ج قنى ) على فعول ومنه الحديث فيما سقت السماء والقنى العشر وقال ابن الاثير وهذا الجمع انما يصح إذا جمعت القناة على قنى وجمع الفنى على قنى فيكون جمع الجمع فان فعله لم يجمع على فعول ( و ) يقال ( الهدهد قناء الارض ومقنيها ) كلاهما بالتشديد ( اي عالم بمواضع الماء منها والقنو بالكسر ) وعليه اقتصر الجوهري ( والضم ) عن الفراء ( والقناء ) هكذا هو في النسخ ممدود والصواب مقصور ( بالكسر ) عن الزجاج ( والفتح ) لغة فيه عن أبي حنيفة اي مع القصر ( الكباسة ) وهو العذق بما فيه من الرطر ( ج أقناء ) قال قد أبصرت سعدى بها كائلى * طويلة الاقناء والاثاكل وفي الحديث خرج فرأى اقناء معلقة قنو منها حشف ( وقنيان وقنوان مثلثين ) قلبت الواو ياء لقرب الكسرة لو يعت بالساكن حاجزا كسروا فعلا على فعلان كما كسروا فعالا لاعتقابهما على المعنى الواحد وقوله تعالى قنوان دانية قلا الزجاج اي قريبة
المتناول قال ومن قال قنو فانه يقول للاثنين قنوان بالكسر والجمع قنوان بالضم مثله صنو وصنوان وقال الفراء أهل الحجاز يقولون قنوان بالكسر وقيس قنوان بالضم وتميم قنيان بالضم وأنشد * ومالي بقنيان من البسر أحمرا * ويجتمعون فيقولون قنو وقنو ولا يقولون قنى قال وكلب تقول قنيان بالكسر ( والمقناة المضحاة ) يهمز ولا يهمز كما في الصحاح وفي بعض نسخه نقيض المضحاة وتقدم ان المضحاة الموضع تطلع عليه الشمس دائما فإذا ان نقيضه فهو الذي لا تطلع عليه الشمس في الشتاء وقد تقدم هذا في الهمزة ( كالمقنوة ) مخففا والجمع المقاني وأنشد أبو عمرو للطرماح في مقان أقن بينها * عرة الطير كصوم النعام ( و ) يقال ( تقنى ) فلان ( اكتفى بنفقته ففضلت فضلة فادخرها ) عن ابن الاعرابي ( وقنوة كقنوة د بالروم ) وضبطه الصغاني بضم فكون ( وقناء كغراب ماء ) كذا في النسخ والصواب قناة بالتاء في آخره كذا ضبطه نصر في معجمع وقال هو ماء عند فنى الجبل قرب سميراء ( و ) قنا ( كالى د بالصيد ) الاعلى يكتب بالالف ووجد بخط الحافظ قطب الدين الحيضري كتابته بالياء وكاله اغتر بقول المصنف كالى فظن انه يرسم بالياء وليس كذلك نبه على ذلك الحافظ السخاوي في ترجمة المذكور من تاريخه ثم رأيته في التكملة مرسوما بالياء كما في خط الحيضري واليها نسب القطب عبد الرحيم بن أحمد القنائي نزيلها أحد الصالحين المشهورين ترجمته (1/8560)
واسعة وولده أبو محمد الحسن سمع من الفقيه شيث وتوفي بقنا سنة 610 وله ذرية فيهم سخاء وكرم وأبو الفضل جعفر بن محمد بن عبد الرحيم عن المجد القشيرى وعنه أبو حيان وولده أبو البقاء محمد مسند صالح شيخ خانقاه رسلان بمنشية المهراني على شاطئ النبيل بين مصر والقاهرة سمع من أصحاب السلفي وهو الذي بشر والد الحافظ زين الدين العراقي بولده عبد الرحيم وسمعاه به ( و ) قنا ( كعلى ع باليمن ) عن نصر لكنه ضبطه بتنوين النون وقال أبو علي القالى اسم جبل يكتب بالانف لانه يقال في تثنيته قنوان ( وقنى بكسر النون ) مع فتح القاف ( ة ) على ساحل بحر الهند مما يلي بلاد العرب ( قرب ميفع و ) يقال ( قناة الله ) على حبه يوم قناه أي ( خلقه ) وجبله وهو مقلوب قاله الله على حبه نبه عليه ابن السيد البطليوسي ونقله ابن عديس في هامش كتاب أبي علي القالي ( والقنو ) كعلو ( السواد ) عن حمرة ( وسقاء قن ) منقوص أي ( متغير وقنوان محركة ) والنون مكسورة ( جبلان ) بين فزارة وطيئ قاله بعقوب وأنشد الاصمعي لبعض الرجاز كأنها وقد بدا عوارض * والليل بين قنوين رابض * بجلهة الوادي قطا نواهض قال ابن الانباري هو مثنى قنواسم جبل وقال غيره قنوين موضع يقال صدنا بقنوين وصدنا وحش قنوين وكذا فسر في هذه الابيات وهي للشماخ قال القالي وهذا هو الصحيح عندنا ( وقناء الحائط كسماء الجانب ) الذي ( يفئ عليه الفئ كالقناء وأقنعت السماء أقلع مطرها ) * ومما يستدرك عليه اقتناء المال وغيره اتخاذه وفي المثل لا تقتن من كلب سوء جروا قال الشاعر وان قنائي ان سألت وأسرتي * من الناس قوم يقتنون المزعا واستقنى لزم حياءه وقنى الحياء كرضى استحيى والقنية كغنية ما اقتنى من شاء أو ناقة ومنه حديث عمر لو شئت لامرت بقنية سمينة فألقى عنها شعرها واقتنيت كذا وكذا علمته في انه يكون عندي لا أخرجه من يدي ماله قناية لزمه وقول الملمس القيته بالثني من جنب كافر * كذلك أقنو كل قط مضلل اختلف فيه فقيل أقنو أي أحفظ وألزم وقيل أجزى وأكافئ وقيل ارضى ويقال قنوته أقنوه قناوة أي جزيته ولا قنوتك قناوتك أي لا جزينك جزاءك ويجمع القنا للرمح على قناء كجبل وجبال كما في الصحاح وفي بعض نسخه على أقتناء كجبل وأجبال وهو جمع الجمع وقناة الظهر التي تنتظم الفقار وفلان صلب القناة أي القامة عن ابن دريد وأنشد سباط البنان والعراني والقنا * لطاف الخصور في تمام واكمال أراد بالقنا القامات وشجرة قنواء طويلة والقناة البقرة الوحشية عن ابن الاعرابي قال لبيد وقناة تبغي بحربة عهدا * من ضبوح قفى عليه الخبال وتقدم في ف ن ى انه بالفاء وقنالون الشئ يقنو قنوا وهو أحمر قان وقنا كعلى جبل قرب الهاجر لبني مرة بن قزارة وقناة ناحيسة من ديار بني سليم ووادي قناة أحد أودية المدينة الثلاثة عليه حرث ومال وزرع وهو غير مصروف قال البرج بن مسهر الطائي سرت من لوى المروت حتى تجاوزت * الى ودوني من قناة شجونها وقنوني على فعوعل موضع حكاه ابن دريد قال القالى غير مصورف وزنه فعلعل وقال نصر جبل في بلاد غطفان وأنشد ابن دريد حلفت على ان قد أجنتك حفرة * ببطن قنوني لو نعيش فنلتقى وذكره المصنف في ن ن وهذا موضع ذكره والقنى بضم فكسر قرية قرب رشيد كثيرة الرمان النسبة إليها قنواني على غير قياس والمقتنى المدخر وأيضا المختار والقناة حفرة توضع فيها النخلة عن أبي عمرو وقنيت قناة عملتها والقناة كشداد حفار القنا وأبو علي
قرة بن حبيب بن زيد القشري القنوي ويقال له الرماح أيضا من رجال البخاري مات سنة 224 وقال اللحياني قال بعضهم لا والذي أنا من قناة أي من خلقه القالي والقنا الاوصال وهي العظام النوام بما عليها من اللحم وأنشد القالي لذي الرمة وفي العاج منها والد ماليج والبري * قنا مالئ للعين ريان عبهر والقناة من كور سنجار والاقنى القصير والقنوان محركة الضخم التام وقناه الله أقناه ( ي بالكسر والضم ما اكتسب ج قنى ) بالكسر والضم أيضا أقرب الياء في القنية بحالها التي كانت عليها في لغة من كسر هذا قول البصريين وأما الكوفيين فجعلوا قنيت وقنوت لغتين فمن قال قنيت على قلتها فلا نظر في قنية في قوله ومن قال قنوت فالكلام في قوله هو الكلام في قول من قال صبيان ( وقنى المال كرمى قنيا ) بالفتح عن اللحياني ( وقنيانا بالكسر والضم اكتسبه ) ومال قنيان اكتسبته لنفسك واتخذته قال أبو المثلم الهذلي يرثي صخرا لغى لو كان الدهر مال كان متلده * لكان الدهر صخر مال قنيان ( والقنى كالى الرضا ) عن أبي زيد وقد ( قناه الله ) تعالى بالتشديد ( وأقناه ) أي ( أرضاه ) وبه فسر قوله تعالى وأنه أغنى وأقنى وفي حديث وابصة والاثم في صدرك وان أقناك الناس عنه وأقنوك أي أرضوك نقله الزمخشري في الفائق ( وأقناه الصيد أقنى ( له ) أي ( أمكنه ) عن الهجري وأنشد (1/8561)
يجوع إذا ما جاع في بطن غيره * ويرمي إذا ما الجوع أقنت مقاتله ( وقاناه ) مقاناة ( خلطه ) عن الاصمعي وقال الليث هو اشراب لون بلون قوني هذا بذاك أي أشرب أحدهما بالاخر وأنشد أبو الهيثم لامرئ القيس كبرك المقاناة البياض بصفرة * غذاها غير الماء غير محلل قال أراد كالبكر المقاناة البياض بصفرة أي كالبيضة التي هي أول باضتها النعامة ثم قال المقاناة البياض بصفرة أي التي قوني بياضها بصفرة أي خلط فكانت صفراء بيضاء فترك الالف واللام من البكر وأضاف البكر الى نعتها وقال غيره أراد كبكر الصدفة المقاناة البياض بصفرة لان في الصدفة لونين من بياض وصفرة أضاف الدرة إليها ( و ) قاني ( فلانا ) مقاناة ( واقفه ) يقال ما يقانيني هذا الشئ أي ما يوافقني عن ابن السكيت وهذا يقاني هذا أي يوافقه ( وأحمر قان ) شديد الحمرة ( صوابه بالهمز ووهم الجوهري ) قال شيخنا لاوهم فقد ذكره الجوهري في المهموز كا في أصوله الصحيحة وأعاده هنا اشارة الى الخلاف أو اشارة الى جواز تخفيفه كما ذكر المصنف شنوة مع تصريحهم بانه مهموز * قلت هو كما ذكر الا ان ذكر المصنف اياه في هذا الحرف بعيد عن الصواب فانه من قنا يقنو قنوا إذا اشتدت حمرته وأحمر قان شديد الحمرة * ومما يستدرك عليه قنيت الغنم اتخذتها للحب عن الليحاني وقنى قنى مثل رضى رضازنة ومعنى عن أبي عبيدة قال ابن بري ومنه قول الطماحي كيف رأيت الحمق الدلنظى * يعطى الذي ينقصه فيقنى أي فيرضى به وفي الحديث فاقنوهم أي علموهم واجعلو لهم قنية من العلم يستغنون به إذا احتاجوا إليه وله غنم قنية وقنية إذا كانت خالصة له ثابتة عليه قال ابن سيده ولا يعرف البصريون قنيت وقال أبو علي القالي كالى من القنية وهو ان يقتني مالا قال أبو المثلم الهذلي * وجدتهم أهل القنى فاقتنيتهم * ونقل أبو زيد عن العرب من أعطى مائة من المعز فقد أعطى القنى ومن أعطى مائة من الضأن فقد أعطى الغنى ومن أعطى مائة من الابل فقد أعطى المنى وأقناه الله أعطاه ما يسكن إليه وقيل أعطاه ما يقتنى من القنية والنشب وقال ابن الاعرابي أعطاه ما يدخره بعد الكفاية وأرض مقناة موافقة لكل من نزلها وبه فسر قول قيس ابن العيزارة الهذلي بما هي مقناة أنيق نباتها * مرب فتهواها المخاض النوازع قال الاصمعي ولغة هذيل مفناة بالفاء وقد ذكر هناك وقال أبو عبيد المقاناة في النسخ أبيض وخيط أسود وقال ابن بزرج هو خلط الصوف بالوبر وبالشعر من الغزل يؤلف بين ذلك ويبرم وقانى له الشئ دام وأنشد الازهري يصف فرسا قاني له بالقيظ ظل بارد * ونصى باعجة ومحض منقع وقال أبو تراب سمعت الحصيبي يقول هم لا يقانون ما لهم ولا يعانونه أي ما يقومون عليه وقنيت الجارية تقنى قنية على ما لم يسم فاعله إذا امنعت من اللعب مع الصبيان وسترت في البيت رواه الجوهري عن أبي سعيد عن أبي بكر بن الازهر عن بندار عن ابن السكيت قال وسألته عن فتيت الجارية تفقية فلم يعرفه وتقدم له في ف ت ى ذلك من غير انكار والقنيان بالضم فرس قرابة الضبي وفيه يقول إذا القنيان ألحقني بقوم * ولم أطعن فشل إذا بناني وقافية موضع قال بشر بن أبي حازم فلا ياما قصرت الطرف عنهم * بقانية وقد تلع النهار والقنية بالكسر حيوان على هيئة الارنب بالاندلس يلبس فراؤها قال ابن سعيد وقد جلبه في هذه المدة الى تونس حاضرة افريقية
قال شيخنا وهي أفخر من القاقوم وأبيض وأنفع وكرم بن أحمد بن عبد الرحمن بن قنية كسمية حدث عن أبي المواهب وطبقته مات سنة 574 ( والقوة بالضم ضد الضعف ) يكون في البدن وفي العقل قال الليث هو من تأليف ق وي ولكنها حملت على فعلة فاذغمت الياء في الواو وكراهية تغير الضمة ( ج قوي بالضم والكسر ) الاخيرة عن الفراء وقوله تعالى يا يحيى خذ الكتاب بقوة أي بجد وعون من الله تعالى ( كالقواية ) بالكسر يقال ذلك في الحزم ولا يقال في البدن وهو نادر وانما حكمه القواوة أو القواء قال الشاعر ومال باعناق الكرى غالباتها * واني على أمر القواية حازم و ( قوى ) الضعيف ( كرضى ) قوة ( فهو قوي ) والجمع أقوياء ( وتقوى ) مثله كما في الصحاح ( واقتوى ) كذلك قال رؤية * قوة الله بها اقتوينا * وقيل اقتوى جادت قوته ( قواه الله ) تعالى تقوية وفي الحكم قوى الله ضعفك أي أبدلك مكان الضعف قوة وقد جاء كذلك في الدعاء للمريض ومنعه الامام الشافعي ذكره ابن السبكي في الطبقات ( و ) حكى سيبويه ( فلان يقوى ) بالتشديد أي ( يرمي بذلك وفرس مقو ) كمعط أي ( قوى ) ورجل مقوذ ودابة قوية ( وفلان قوي مقوأي ) قوي ( في نفسه و ) مقو في ( دابته ) وفي حديث غزوة تبوك لا يخرجن معنا الا رجل مقوأي ذو دابة قوية ومنه قول الاسود بن يزيد في تفسير قوله عزوجل وانا لجميع حاذرون قال مقوون مؤدون أي أصحاب دواب قوية كاملو أداة الحرب ( والقوى بالضم العقل ) أنشد ثعلب وصاحبين حازم قاهما * نبهت والرقاد قد علاهما * الى أمونين فعد ياهما ( و ) القوى ( طاقات الحبل وجمع قوة ) للطاقة من طاقات الحبل أو الوتر ويقال في جمعه القوى بالكسر أيضا وأنشد أبو زيد وقيلى لها ان القوى قد تقطعت * وما للقوى ما لم يجد بقاء (1/8562)
( وحبل قو ) ووتر قو كلاهما ( مختلف القوى ) وفي حديث ابن الديلمي ينقض الاسلام عروة عروة كما ينقض الحبل قوة قوة ( وأقوى ) إذا ( استغنى و ) أيضا إذا ( افتقر ) كلاهما عن ابن الاعرابي ( ضد ) فالاول بمعنى صار ذا قوة وغنى الثاني بمعنى زالت قوته والهمزة للسلب ( و ) أقوى ( الحبل ) والوتر ( جعل بعضه ) أي بعض قواه ( أغلظ قوافيه برفع بيت وجر آخر ) قال أبو عمرو بن العلاء الاقواء ان يختلف حركات الروي فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أو مجرور وقال أبو عبيد الاقواء في عيوب الشعر نقصان الحرف من الفاصلة يعني من عروض البيت وهو مشتق من قوة الحبل كانه نقص قوة من قواه وهو مثل القطع في عروض الكامل وهو كقول الربيع بن زياد أفبعد مقتل مالك بن زهير * ترجو النساء عواقب الاطهار فنقص من عروضه قوة والعروض وسط البيت وقال أبو عمرو والاقواء اختلاف اعراب القوافي وكان يروي بيت الاعشى * ما بالها بالليل زال زوالها * بالرفع ويقول هذا اقواء وهو عند الناس الاكاء هو اختلاف اعراب القوافي وقد أقوى الشاعر اقواء وقال ابن سيده أقوى في الشعر خالف بين قوافيه هذا قول أهل اللغة وقال الاخفش هو رفع بيت وجر آخر نحو قول الشاعر لا بأس بالقوم من طول ومن عظم * جسم البغال وأحلام العصافير ثم قال كأنهم قصب جون أسافله * منقب نفخت فيه الا عاصير قال وسمعت هذا من العرب كثير الا أحصى ( وقلت قصيدة لهم ) ينشدونها ( بلا اقواء ) ثم لا يستنكرونه لانه لا يكسر الشعر وأيضا فان كل بيت منها كانه شعر على حياله قال ابن جني اما سعة الاقواء عن العرب فبحيث لا يرتاب بها لكن ذلك في اجتماع الرفع مع الجر ( واما الاقواء بالنصب فقليل ) وذلك لمفارقة الالف والياء والواو ومشابهة كل واحدة منهما جميعا أختها فمن ذلك ما أنشده أبو علي فيحيى كان أحسن منك وجها * وأحسن في المعصفرة ارتداء ثم قال * وفي قلبي على يحيى البلاء * وأنشد ابن الاعرابي عشيت جابان حتى استد مغرضه * وكاد يهلك لولا انه طلفا قولا لجابان فليلحق بطيته * نوم الضحى بعد نوم الليل اسراف قال ابن جني وبالجملة ان الاقواء وان كان عيبا لاختلاف الصوت به فانه قد كثر في كلامهم ( واقتواه اختصه لنفسه والتقاوي تزايد الشركاء ) تفاعل من القوة وفي حديث ابن سيرين لم يكن يرى بأسا بالشركاء يتقاوون المتاع بينهم فيمنى ويزيد التقاوي بين الشركاء ان يشتروا سلعة رخيصة ثم يتزايد بينهم حتى يبلغ غاية ثمنها يقال بيني وبين فلان ثوب فتقا ويناه أعطيته به ثمنا فاخذته أو أعطاني به ثمنا فاخذه ( و ) التقاي ( البيتوتة على القوى ) بالفتح وهو الجوع نقله الزمخشري ( والقى بالكسر قفر الارض ) أبدلوا الواو ياء طلبا للخفة وكشروا القاف لمجاورتها الياء قال العجاج وبلدة نياطها نطى * في تناصيها بلاد قي ومنه الحديث من صلى بقي من الارض ( كالقواء بالكسر والمد ) هكذا في النسخ والصواب بالقصر والمد كما هو نص الصحاح
وغيره ولم يذكر الكسر في أصل من الاصول وهمزة القواء منقلبة عن واو وانما لم يدغم قوى وأدغمت في لاختلاف الحرفين وهما متحركان وأدغمت في قولك لويت ليا وأصله لويا مع اختلافهما لان الاولى منهما ساكنة قبلت ياء وأدغمت وشاهد القواء قول جرير الا حييا الربع القواء سلما * وربعا كجثمان الحمامة أدهما وأنشد أبو علي القالي خليلي من عليا هوازن سلما * على طلل بالصفتحين قواء ( والقواية ) وهي نادرة وهي ي القفرة لا أحد فيها ( وأقوى نزل فيها ) عن أبي اسحق وفي الصحاح أقوى القوم نزولوا بالقواء وفي المحكم وقعوا في قي من الارض وقوله تعالى متاعا للمقوين أي منفعة للمسافرين إذا نزولوا بالارض القي ( و ) أقوت ( الدار خلت ) عن أهلها ( كقويت ) نقله الجوهري وقال أبو عبيد قويت الدار قوى مقصور وأقوت اقواء إذا أقفرت رخلت وقال الفراء أرض قي وقد قويت وأقويت قواية وقوى وقواء ( وقوة بالضم اسم ) رجل ( وقاويته ) مقاواة ( فقويته ) أي ( غلبته ) نقله الجوهري ( وقوى كرضى جاع شيديدا ) والاسم القوا ومنه قول حاتم الطائي واني لاختار القواطاوى الحشا * محافظة من أن يقال لئيم قال ابن بري وحكى ابن ولاد عن الفراء قوا مأخوذ من القي وأنشد بيت حاتم قال المهلبي لا معنى للارض هنا ونما القوا هنا بمعنى الطوى ( و ) وقوى ( المطر ) يقوى إذا ( احتبس ) نقله الجوهري ( وبات ) القواء ) وبات القفر ( أي ) بات ( جائعا ) على غير مطعم ( وقاواه أعطاه ) يقال قاوه أي أعطه نصيبه ( والقاوي الاخذ ) عن الاسدي ( و ) القاوية ( بهاء البيضة ) سميت لانها قويت عن فرخها أي خلت نقله الازهري وقال أبو عمرو القابية والقاوية البيضة فإذا نقبها الفرخ فخرج فهو القوب والقوى ( والسنة ) القاوية هي ( القليلة المطرو ) القاوية ( روضة ) من رياض العرب ( والقوى كسمى واد بقر بها و ) القوي أيضا ( الفرخ ) الصغير (1/8563)
تصغير قاوي سمى قويا لانه زايل البيضة فقويت عنه وقوى عنا أي خلا وخلت ( وقاوة بالصعيد ) الاعلى من أعمال اخيم وقد ذكرها المصنف أيضا في فأو استطراد وهي تعرف بقا والخراب واشتقاقها من قولهم بلد قاولا أنيس به ( والقيقاء بالكسر ) والقيقاية لغتان ( مشربة كالتلتلة ) عن ابن الاعرابي وأنشد * وشرب بقيقاة وأنت بغير * قصره الشاعر ( و ) القيقاءة ( الارض الغليظة ) وقد ذكر في حرف القاف الجمع القياقي قال رؤية إذا جرى من آلها الرقراق * ريق وضخضاح على القياقي ويقال اليقاءة القاع المستديرة في صلابة من الارض الى جانب سهل ( وقوقي قوقاة وقيقاء صاح ) والياء مبدلة من الواو لانها بمنزلة ضعضعت كر رفيه الفاء والعين قال ابن سيده يستعمل في صوت الدجاجة عند البيض وربما استعمل في الديك وحكاه السيرافي في الانسان وعبارة المصنف محتملة للجميع وبعضهم يهمز فيبدل الهمزة من الواو المتوهمة فيقول قوقأت الدجاجة ( والاقتواء المعتبة ) * ومما يستدرك عليه القوى من أسماء الله الحسنى وهو أيضا لقب أمير المؤمنين عمر رضى الله تعالى عنه كان علي رضي الله تعالى عنه يقول هو القوي الامين وأيضا لفب أبي يونس الحسين بن سعيد الضمري وفي التكملة لحسبن بن يزيد عن سعيد ابن جبير وعنه الثوري قدم مكة فصام حتى خوى وبكى حتى عمى حتى أقعد فلذلك لقب بالقوي ورجل شديد القوى أي شديد اسر الخلق ممره وقال سبحانه شديد القوى قيل هو جبريل عليه السلام والقوى من الحروف ما لم يكن حرف لين وأقوى الحبل فهو مقولازم متعد أقوى الرجل نقد زاده وهو بأرض قفر وكذلك أرمل وأقفر إذا جاع فلم يكن معه شئ وان كان في بيته وسط قومه وفي حديث الدعاء وان معادن احسانك لا تقوى أي لا تخلو من الجوهر يريد العطاء والاتصال والقواية الارض التي لم تمطر عن أبي عمرو كالقواء وهي التي بين ممطرتين وقال شمر بلد مقو لم يكن فيه مطر وبلد قا وليس به أحد وقال ابن شميل المقوية الارض التي لم يصبها مطر وليس بها كلا ولا يقال لها مقوية وبها يبس من يبس عام أول والمقوية الملساء التي ليس بها شئ وتقاوى الامطار قلتها أنشد شمر لابي الصوف الطائي لا تكعن بعدها بالاغبار * رسلا وان خفت تقاوى الامطار والاقواء جمع قواء للقفر الخالي من الارض والتقاوى من الحبوب ما يعزل لاجل البذر عامية والاقتواء تزايد الشركاء والمقوى البائع الذي باع ولا يكون الاقواء نم البائع ولا التقاوى من الشركاء ولا الاقتواء ممن يشتري من الشركاء الا والذي يباع من العبد أو الجارية أو الدابة من اللذين تقاويا فاما في غير الشركاء فليس اقتواء ولا تقاو ولا اقواء قال ابن بري لا يكون الاقتواء في السلعة الا بين الشركاء قيل أصله من القوة لانه بلوغ بالسلعة أعلى ثمنها وأقواء قال شمر ويروي بيت عمرو * متى كنا لامك مقتوينا * أي متى اقتوتنا أمك فاشترتنا وقد تقدم في ق ث وفي التهذيب يقولون للسقاة إذا كرعوا في دلو ملان ماء فشربوا ماءه قد
تقاووه وتقاوينا الدلو تقاويا وقال الاصمعي من أمثالهم انقطع قوى من فاوية إذا انقطع ما بين الرجلين أو وجبت بيعة لا تستقال ومثله انقضت قابية من قوب ويقولون للدنئ قوى من قاوية وقو موضع بين فيد النباج وأنشد الجوهري لامرئ القيس سمالك شوق بعدما كان أقصرا * وحلت سليمي بطن قو فعرعرا وقتوى شيأ بشئ بدله وابل قاويات جائعات وقيا بكسر وتشديد قرية من ديار سليم بالحجاز بيها وبين السوارقية ثلاثة فراسخ ماؤها أجاج قاله نصر وقاى قرية بمصر من البهنساوية ( ي قهى من الطعام كرضى اجتواه ) قال الزجاج قهيت عن الطعام إذا عفته ( كاقهى ) إذا اجتواه وقل طعمه مثل أقهم كما في الصحاح وقيل هو ان يقدر على الطعام فلا يأكله وان كان مشتهيا له وقال أبو السمح المقهى الذي لا يشتهي الطعام من مرض أو غيره ( والقاهي المخصب في رحله ) عن ابن سيده ويقال هو بتشديد الياء وقد ذكر في ق وه ( و ) أيضا ( الحديد الفؤاد المستطار ) عن الجوهري وأنشد الرجز راحت كما راح أبو رئال * قاهى الفؤاد دائب الاجفال * ومما يستدرك عليه اقتهى عن الطعام ارتدت شهوته عنه من غير مرض وأقهاه الشئ عن الطعام كفه عنه أو زهده فيه وقهى عن الشراب وأقهى عنه تركه وعيش قاه خصيب يائي واوي والقهة من أسماء النرجس عن أبي حنيفة قال ابن سيده على انه يحتمل أن يكون ذاهبها واو وهو مذكور في موضعه وقول أبي الطمحان يذكر نساء فأصبحن قد أقهين عني كما أنت * حياض الامدان الهجان القوامح أي ذهبت شهوتهن عني ( والقهوة الخمر ) يقال سميت بذلك لانها تقهى شاربها على الطعام أي تذهب بشهوته كما في الصحاح وفي التهذيب أي تشبعه * قلت هذا هو الاصل في اللغة ثم أطلقت على ما يشرب الان نم البن لثمر شجر باليمن تعدم ذكره في النون يقلى على النار قليلا ثم يدق يغلى بالماء وقد سبق لي في خصوص ذلك تأليف لطيف سميته تحفة بني الزمن في حكم قهوة اليمن ولهم في حلها وحرمتها وطبائعها وخواصها أقوال سطت غالبها فيه ( و ) القهوة ( الشبعة المحكمة ) قيل وبه سميت الخمر قهوة لانها تشبع شاربها ( و ) تطلق على ( اللبن المحض ) لانه يدار كما تدار القهوة أو هو مقلوب القوقة لبياض لونه وقد تقدم (1/8564)
( كالقهة كعدة ) ويحتمل أن يكون ذاهبها واو وقد تقدم ( و ) القهوة ( الرانحة والقهو ان التيس الضخم القرنين المسن ) سمي بذلك لسقوط شهوته ( وأقهى دام على شرب القهوة و ) أيضا أطلع السلطان ) هو مقلوب أقاه وأيقه وقد تقدم * ومما يستدرك عليه عيش قاه بين القهو والقهوة وفيه خصيب واوي يائي وقها بالفتح وقهويه قريتان بشرقية مصر الاولى مررت بها ( وقيوان ) أهمله الجوهري والجماعة وهو ( ع باليمن ببلاد خولان ) وقال نصر طريق باليمن بين الفلج وعثر يقطع في خمسة عشر يوما ( فصل الكاف ) مع الواو والياء ( ى كأي كسعى ) أهمله الجوهري وفي التهذيب عن ابن الاعرابي كأي إذا ( اوجع بالكلام ) انتهى ( واكأي عنه كرهه ) أو قذره أو اجتواه ( وكباكبوا ) بالفتح ( وكبوا ) كلعو ( انكب على وجهه ) يكون ذلك لكل ذي روح كذا في المحكم وقال الجوهري كبا لوجهه يكبوا كبوا سقط فهو كاب ( و ) من المجاز كبا ( الزند ) يكبو كبوا وكبوا ( لم يور ) أي لم تخرج ناره ( كاكبى و ) كبا ( الجمر ) يكبو ( ارتفع ) عن ابن الاعرابي قال ومنه قول أبي عارم الكلابي في خبر له ثم أرثت ناري ثم أوقدت حتى دفئت حظيرتي وكبا جمرها أي كبا جمر ناري ( واسم الكل الكبوة ) ومنه قولهم لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة ( و ) كبا ( الفرس كتم الربو ) نقله الجوهري وهي التي تلقى بفناء البيت وفي الحديث وكان قبر عثمان بن مظعون عند كبا بني عمرو بن عوف أي كناستهم قال سيبويه ( يثني كبوان ) بكسر ففتح يذهب الى ان ألفها واو قال وأما مالتهم الكبا فليس لان ألفها من الياء ولكن على التشبيه بما يمال من الافعال من ذوات الواو نحو غزا ( ج اكباء ) كمعى أمعاء ومنه المثل لا تكونوا كاليهود تجمع اكباءها في مساجدها وفي الحديث لا تشبهوا باليهود تجمع الاكباء في دورها أي الكناسات ( كالكبة كثبة ) قال الازهري هو من الاسماء الناقصة أصلها كبوة بضم الكاف مثل القلة والثبة ( ج كبون ) بضم الكاف وكسرها كقولك ثبون وثبون في جمع ثبة وفي النصب والجر كبين بضم الكاف عن ابن دريد وأنشد للكميت وبالغدوات منبتنا نضار * ونبع لا فصافص في كبينا أراد انا عرب نشأنا في نزه البلاد ولسنا بحاضرة نشؤا في القرى قال ابن بري والغدوات جمع غدوة وهي الارض الطيبد والفصافص هي الرطبة ( و ) الكبا أيضا ( المزبلة ) نقله أبو علي ومنه حديث العباس قلت يا رسول الله ان قريشا جلسو فتذكر أو احسابهم فجعلوا مثلك نخلة في كبا ويروي في كبوة من الارض بالضم جاء هكذا على الاصل وضبطه المحدثون بالفتح وليس له وجه ( و ) الكباء ( ككساء عود البخور ) الذي يتبخر به عن أبي حنيفة ونقله القالي عن اللحياني ( أو ضرب منه ) كما في الصحاح وأنشد
أبو حنيفة والجوهري لا مرئ القيس وبانا والويا من الهند ذاكيا * ورندا ولبني والكباء المقترا ومنه الحديث خلق الله الارض السفلى من الزبد الجفاء والماء الكباء ( ج كبى ) بالضم مقصورا ( و ) الكباء ( بالضم المرتفع ) الذي لا يستقر على وجه الارض ( كالكابي ) وأنشد أبو علي لمرقش الاصغر في كل ممسى لها مقطرة * فيها كباء معدو حميم المقطرة المجمرة ( و ) الكباء ( كسماء النزو ما ينبث من القمر ) كما ينبث من الشمس ( وتكبى على المجمرة أكب عليها بثوبه كالتبى ) وذلك عند التبخر قال أبو داود يكتبين اليخجوج في كبة المشتى * وبله أحلامهن وسام أي يتبخرن اليخجوج وهو العود وكبة الشتاء شدة ضرره وقوله بله أحلامهن أراد انهن غافلات عن الخنا والحب وأنشد أبو علي لابن الا طنابة قد تقطرن بالعبير ومسك * وتكبين بالكباء كيا ( وكبى النار تكبية ألقى عليها رمادا ) ونص المحكم كبا النار ألقى عليها الرماد هكذا هو بالتخفيف ( وأكبى وجهه غيره ) عن ابن الاعرابي وأنشد لا يغلب الجهل حلمي عند مقدرة * ولا العظيمة من ذي الظعن تكبيني ( والكبوة الغبرة ) كالهبوة ( و ) من المجاز الكبوة مثل ( الوقفة ) تكون ( منك لرجل عند الشئ تكرهه ) نقله الجوهري ومنه سألته فما كان له كبوة وفي الحديث ما أحد عرضت عليه الاسلام الا كانت له كبوة عند غير أبي بكر فانه لم يتلعثم قال أبو عبيد هي مثل الوقفة تكون منك عند الشئ يكرهه الانسان يدعي إليه أو يراد منه كوقفة العاثر ( و ) الكبوة ( بالضم المحمرة ) يتبخر بها ( والهيثم بن كابي ) بن طئ بن طهو الفارابي أبو حمزة ( محدث ) سكن بخارا وروي عن يعقوب بن أبي خيران وعنه أبو القاسم عبد الرحمن بن ابراهيم مات سنة 310 ذكره الامير ( و ) من المجاز ( هو كابي الرماد ) أي ( عظيمه ) مجتمعة في المواقد ينهال لكثرته أي مضياف * ومما يستدرك عليه كبا يكبو وكبوة كبا الفرس يكبو إذا وانتفخ من فرق أوعد وفهو كاب قال العجاج جرى ابن ليلى جرية السبوح * جرية لا كاب ولا أنواح وقال الليب الفرس الكابي الذي إذا أعيا قام فلم يتحرك من الاعياء وكبا الفرس إذا حنذبا لجلال فلم يعرق وقال أبو عمرو إذا حنذ (1/8565)
الفرس فلم يعرق قيل كبا نقله الجوهري وكبوت البيت كبوا كسحته وكنسته وكبالون الصبح والشمس أظلم وهو كابى اللون والوجه كمده متغيره كأنما عليه غبرة والايم من كل ذلك الكبوة ورجل كاب يندب للخير فلا ينتدب له وزند كاب لا يورى وهو كابى الزناد نقيض واريه وغبار كاب ضخم قال ربيعة الاسدي أهوى لها تحت العجاج بطعنة * والخيل تردى في الغبار الكابى وعلية كابية فيها عليه رغوة وقال ابن السكيت خبت النار سكن لهبها وكبت إذا غطاها الرماد والجمر تحته وهمدت إذا طفئت ولم يبق منها شئ البته نقله الجوهرى وكبا وجهه ربا وانتفخ من الغيظو أكبى الرجل لم تخرج نار زنده وأكبا صاحبه إذا دخن ولم يور ومنه حديث أم سلمة قالت لعثمان لا تقدح بزند كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكباها أي عطلها من الفدح فلم يوربها وكبى ثوبه تكبية بخره والكبة كثبة العود المتبخر به عن اللحياني والكبوة المرة الواحدة من الكسح وتطلق على الكناسة وبه وجه ابن الاثير رواية الحديث المتقدم والكبا كالى القما ش جمعه الاكباء عن ابن ولاد في كتابه المقصور والممدود والكبا بالضم جمع كبة وهى الكاف وقال خالد الكبين السرجين والواحدة كبة والكبة عند ثعلب واحدة الكبا وليس بلغة فيها فيكون بمنزلة لثة ولثا ونار كابية غطاها الرماد والجمر تحتها وفي المثل الهابي شر من الكابى الكابى الفحم الذي قد خمدت ناره فكبا أي خلا من النار والهابى سيأتي والكبا كالى هو الزيد المتكاثف في جنبات الماء قاله القتيبى وكبا السهم لم يصب وكبا بلد للسودان وكبوان بالكسر موضع بين الرغوة وكبوت ما في الوعاء نثرته وكابيت السيف أغمدته ( والكتو ) أهمله الجوهرى وقال أبو مالك هو ( مقاربة الخطو ) وقد كتا ( و ) قال ابن الاعرابي ( أكتى علا على عدوه ) وفي بعض النسخ غلا بالمعجمة ( ى اكتوتى ) الرجل ( امتلا غيظا و ) قال الخليل اكتوتى ( تتعتع و ) أيضا ( بالغ في صفة نفسه ) من غير فعل ولا عمل نقله الجوهرى ويقال هو عند العمل يكتوتى أي كأنه يتقمع نقله الليث ( والثو بالضم ) كتبه بالاحمر مع ان الجوهرى ذكر هذه الترجمة والكثو هو ( التراب المجتمع ) والذى في المحكم والتكملة الكثوة بالهاء بهذا المعنى كالجثوة ( و ) الكثو ( القليل من اللبن ) والذي في المحكم كثوة اللبن ككثأته وهو الخاثر المجتمع عليه ( و ) الكثو ( القطاة و ) الكثوة ( بهاء ع والكثا ) بالفتح مقصور شجر مثل الغبيراء سواء في كل شئ الا انه لا ريح له وله ثمرة مثل صغار ثمر الغبراء قيل ان يحمر حكاه أبو حنيفة قال ابن سيده وهو بالواو لانا لا نعرف في الكلام ل ؟ ث ى وقال اعرابي
هو الكثاة مقصورا ( و ) قال أبو مالك ( الكثاة ) لا همز ( الايهقان ) وهو الجرجير ورواه أبو حنيفة بالمد ( ج كثا ) بالضم مقصور ( أو ) الكثاة ( شجر كالغبيراء ) تقدم بيانه قريبا ( وكثة ) كثبة ( اسم مدينة حومة يزد أصلها كثوة ) بالضم * ومما يتدرك عليه كثوة اسم رجل عن ابن الاعرابي قال ابن سيده أراه سمى بكثوة التراب وأبو كثوة زيد بن كثوة شاعر يقال هي أمه وقيل أبوه وكثوى اسم رجل قيل اسم أبى صالح عليه السلام ( ى كحى ) أهمله الجوهرى وابن سيده وفى التهذيب عن ابن الاعرابي كحى ( أفسد ) هكذا في النسخ والصواب فسد كما هو نص النوادر والتكملة قال وهو حرف غريب ( ى الكدية بالضم شدة الدهر كالكادية ) كذا في المحكم ( و ) الكدية ( الارض الغليظة ) كما في المحكم أو الصلبة كما في الصحاح أو المربفعه يقال ضب كدية والجمع كدى ( و ) قيل هي ( الصفاة العظيمة الشديدة و ) قيل قى ( الشئ الصلب بين ) كذا في النسخ وفى المحكم من ( الحجارة والطين و ) الكدية كل ( ما جمع من طعام أو شراب ) كذا في النسخ والصواب أو تراب أو نحوه ( فجعل كثبة كالكداية ) بالضم ( والكداة ) بالفتح ( و ) أكدى الحافر إذا بلغ الكدية من الارض فلا يمكنه أن يحفر يقال ( حفر ) فلان ( باكدى ) إذا ( صادفها ) وفى الصحاح بلغ الى الصلب ( وسأله فاكدى وجده مثلها ) أي مثل الكدية عن ابن الاعرابي وقد كان قياس هذا ان يقال فاكداه ولكن هكذا حكاه ( وأكدى ) الرجل ( بخل ) نقله ابن سيده وابن القطاع ولا توقف فيه كما زعمه شيخنا ( أقول خيره ) نقله الجوهرى ( أو قلل عطاءه ) نقله ابن سيده ( ككدى كرمى ) يكدى كديا ولا قلاقة في العبارة كما زعمه شيخنا ( و ) أكدى ( المعدن لم يتكون به جوهر ) وقال ابن القطاع لم يخرج منه شئ ( ومسك كدى كغنى وكد ) كعم الاخيرة عن الزمخشري ( لا رائحه له ) وقد كدى كدى وتقول كدى بعد ما قدى وهو مجاز ( وامرأة مكدية ) كمحسنة ( رتقاء ) * ومما يستدرك عليه الكدية بالضم شدة البرد كالكادية وأكدى ألح في المسألة قال الشاعر تضن فنعفيها ان الدار ساعفت * فلا نحن نكديها اولا هي تبدل والمكدى من الرجال من لا يثوب له مال ولا ينمى وقد أكدى أنشد ثعلب وأصبحت الزوار بعدك أمحلوا * وأكدى باغى الخيروا نقطع السفر والكدية بالضم حرفة السائل الملح وأكديت الرجل عن الشئ رددته عنه ويقال للرجل عند قهر صاحبه أكدت أظفارك وأكدى أمسك عن العطية وقطع عن الفراء وقول الخنساء فتى الفتيان ما بلغوا مداه * ولا يكدى إذا بلغت كداها (1/8566)
أي لا يقطع عطاءه ولا يمسك عنه إذا قطع غيره وأمسك وأكدى المطر قل ونكد وقوله تعالى أعطى قليلا وأكدى أي قطع القليل كما في الصحاح وقال أبو عمرو أكدى منع وأكدى قطع وأكدى انقطع وأكدى النبت قصر من البر وأكدى العام أجذب وأكدى خاب وقال ابن الاعرابي أكدى افتقر بعد غنى وأكدى قمئ خلقه وبلغ الناس كدية فلان إذا أعطى ثم منع وأمسك وقال أبو زيد كدى الجر ويكدى كدى وهو داء يأخذ الجراء خاصة يصيبها منه قئ وسعال حتى يكون بين أعينها نقله الجوهرى وغيره قال القالى يكتب بالياء وفى كتاب الجيم للشيباني يقال انه لسريع الكدى إذا كان سريع الغضب وقال ابن القوطية كدى الغراب كدى إذا حرك رأسه عند نعيقه وقال ابن القطاع كدى الرجل بخل زنة ومنعي وكديت أصابعه كلت من الحفر نقله الجوهرى وكدى المعدن كا كدى عن ابن القطاع ( وكداه كرماه حبسه وشغله ) يقال ما كداك عنى أي ما حبسك وشغلك ( و ) كدا ( وجهه ) كدوا ( خدشه و ) قال أبو زيد كدت ( الارض ) تكدو ( كدوا ) بافتح ( وكدوا ) كعلو فهى كادية والجمع الكوادى ( ابطأ ) عنها ( نباتها ) نقله الجوهرى ( و ) كدا ( الزرع ) وغيره من النبات ( ساءت نبتته وضباب الكدى سميت به لولعها بحفرها ) أي بحفر الكدى وهى جمع كدية للارض الصلبة ويقال ضب كدية والكدى يكتب بالياء فالاولى ذكره في الذى تقدم ( و ) الكداء ( ككساء المنع والقطع ) اسم من أكدى عن ابن الاعرابي حكاه عنه ابن ولاء في المقصور والممدود وحكى القالى عن ابن الانباري الكداء القطع وبه فسر الاية قال وعندي هو المنع من أكدى الحافر إذا بلغ الكدية ومحل ذكره الذى تقدم ( و ) كداء ( كسماء اسم لعرفات ) كلها عن ابن الاعرابي نقله ابن عديس ( أو جبل بأعلى مكة ) وهى الثنية التى عندي المقبرة وتسمى تلك الناحية المعلاة ولا ينصرف للعلمية والتأنيث كذا في المصباح وقال نصر قال محمد بن حزم كداء الممدودة بأعلى مكة عند ذي طوى قرب شعب الشافعيين وابن الزبير عند قعيقان ( ودخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منه ) كذا في النسخ والصواب منها ( و ) كدى ( كسمى جبل باسفلها وخرج منه )
وكونه صلى الله عليه وسلم خرج منه هكذا هو في كتاب الجواهر لابن شاس والذخيرة للقرا في ونازعه ابن دقيق العيد في شرح العمدة وقال ان الثنية السفلى التى خرج منها هي كدى باضم والقصر وليس كديا كسمى هو السفلى على ما هو المعروف وقد سلمه ابن مرزوق في شرحه على العمدة وقال هو كما قاله الامام فتأمل ذلك ( وجبل آخر بقرب عرفة و ) كدى ( كقرى ) جمع قرية وليس هذا من أوزانه ولو قال كهدى كعادته كان أنص على المراد نبه عليه شيخنا وهو يكتب بالياء ويضاف إليها فيقال ثنية كدى للتخصيص قال صاحب المصباح ويجوز ان يكتب بالالف ( جبل مسفلة على طريق اليمن وكدى منقوصة كفتى ثنية بالطائف وغلط المتأخرون ( من المحدثين وغيرهم ) في هذا التفصيل واختلفوا فيه على أكثر من ثلاثين قولا ) * قلت أصل الاختلاف في هذه الاقوال من اختلاف روايات حديث دخوله صلى الله عليه وسلم مكة وخروجه منها وتكرارها وقد أبعد المصنف المرمى في سياقه وخالف أئمة الحديث واللغة والذى صرح به الحافظ بن حجر في مقدمة الفتح انه دخل من كداء بالفتح ممدودا وخرج من كدى بالضم مقصورا وهما جبلان ونقل نصر في معجمه عن محمد بن حزم أنه صلى الله عليه وسلم بات بذى طوى ثم نهض الى أعلى مكة فدخل منها وفى خروجه خرج الى أسفل مكة ثم رجع الى المحصب وأما كدى مصغرا فانما هو لمن خرج من مكة الى اليمن وليس من هذين الطريقين في شئ قال أخبرني بذلك كله أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري عن كل من لقى من أهل المعرفة بمكة لمواضعها من أهل العلم الواردة انتهى ومثله في النهايه والمصباح ففى النهاية مانصه في الحديث انه دخل مكة عام الفتح من كداء ودخل في العمرة من كدى * قلت وفى العين ودخل خالد بن الوليد من كدى وكداء بالفتح والمد الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر وكدى بالضم والقصر الثنية السفلى مما يلي باب العمرة وأما كدى بالتصغير فهو موضع بأسفل مكة وقال صاحب المصباح كداء بالفتح والمد الثنية العليا بأعلى مكة وكدى جمع كدية كمدية ومدى وبالجمع سمى موضع بمكة قرب شعبة الشافعيين وبالقرب من الثنية السفلى موضع يقال له كدى مصغرا وهو على طريق الخارج من مكة الى اليمن النتهى وفى نسخة من شعر حسان كداء الثنية التي في أصلها مقبرة مكة ومنها دخل الزبير يوم الفتح ودخل النبي صلى الله عليه وسلم من شعب آخر قاله ابن عديس وقد تكرر ذكر الممدود والمقصور في الاحاديث وليس للمصغرذ كر فيها فقول المصنف وكسمى جبل بأسفلها وخرج منه منظور فيه على ان الحافظ بن حجرذ كر في المقدمة أنه يقال في المقصور بصيغة التصغير والاصح ان الذى بالتصغير موضع آخر في جهة اليمن فظهر من ذلك انه قوله مرجوح وكذا قوله كقرى الى آخره غير مشهور ولا معروف والاصح أنه بالتصغير فتأمل ذلك قال ابن قيس الرقيات : أنت ابن معتلج البطا * ح كديها وكدائها وقال أيضا اقفرت بعد عبد شمس كدا * فكدى فالركن فالبطحاء وقال حسان بن ثابت عدمنا خيلنا ان لم نروها * تثير انقع موعدها كداء وقال بشير بن عبد الرحمن الانصاري فسل الناس لا أبالك عنا * يوم سالت بالمعلمين كداء ( و ) الكدا ( كالفتى أيضا لبن ينقع فيه التمر تسمن به البنات ) وفى التكملة الجوارى ( وكدى بالعظم كرضى ) كدا إذا ( غص ) به حكاه ابن شميل وقال شمر إذا نشب في حلقه ( و ) كدى ( الفيصل ) كدا ( شرب اللبن ففسد جوفه ) نقله الجواهري * ومما يستدرك (1/8567)
عليه الكادى البطئ الجرى من الماء عن أبى زيد وأصاب النبات برد فكداه أي في الارض والكدا كالفتى المنبع قال الطرماح بلى ثم لم بملك مقادير سديت * لنا من كداهند على قلة الثمد وكدى الكلب كدا نشب العظم في حلقه عن شمر وكدا بالقصر موضع وقبل جبل عن ابن سيدة وقال ابن الاعرابي دكا إذا سمن وكدا إذا قطع ( وكذا كناية عن الشئ ) تقول فعلت كذا وكذا ويكون كناية عن العدد فينصب ما بعده على التمييز تقول له عندي كذا درهما كما تقول له عندي عشرون درهما كذا في الصاح قال الليث ( الكاف حرف التشبيه وذا للاشارة ) وقال ابن الاثير هو من ألفاظ الكناية ومعناه مثل ذا ويكنى به عن المجهول وعما لا يراد التصريح به قال شيخنا التفاتة الى كونه مر كامن كاف الجروذا الا شارية لا التفات إليه وان قال به طائفة لانه لم يبق لذلك بل سلبت الكلمة ذلك وصارت كناية كما قال وسيعود الى ذكره في الحروف اللينة ( والكاذى دهن ) معروف وهو بتشديد الياء كما في التكملة ( و ) قيل ( نبت طيب الرائحة ) منه يصنع الدهن والمعروف ان الكاذى شجرشبه النخل في أقصى بلاد اليمن وطلعه هو الذى يصنع منه الدهن ويوضع في الثياب فتطيب رائحتها ذكره غير واحد وفى التكملة الكاذى نخلة ولها طلع فيقلع طلعها قبل ان ينشق فيلقى في الدهن ويترك حتى يأخذ الدهن ريحه ويطيب
وله خوص على طرفيه شوك ( و ) الكاذى ( الاحمر ) يقال رأيته كاذيا كركا أي احمر عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه أكذى الشئ احمروأ كذى الرجل احمر لونه من خجل أو فزع والكاذى والجريال البقم كل ذلك عن ابن الاعرابي ( ى كرى ) الرجل ( كرضى ) يكرى ( كرى ) نام وأنشد الجوهرى لجميل لا تستمل ولا يكرى مجالسها * ولا يمل من النجوى مناجيها وقال القالى الكرى مقصور النوم يكتب بالياء وأنشد الاصمعي * وأطرق اطراق الكرى من أحاربه * وقال له مذهبان يجوز أن يكون المصدر ويجوز ان يكون الاسم أي كما يطرق النوم بصاحبه وقال الحطيئة الا هبت امامة بعد هدء * على لومى وما قضت كراها وقال بشر فلاة قد سريت بها هدوأ * إذا ما العين طاف بها كراها ( فهو كر ) منقصوص ( وكريان وكرى ) كغنى يقال أصبح فلان كريان الغداة أي ناعسا وقال الشاعر متى تبت ببطن واد أو تقل * تترك به مثل الكرى المنجدل أي متى تبت هذه الابل في مكان أو تقل به نهارا تترك به زقا مملوأ لبنا كأنه رجل نائم يصف ابلا بكثرة الحلب ( وهى كرية مخففة ) أي على فعلة تقله الجوهرى ( نعس ) تفسير لكرى ( و ) كرى الرجل ( عدا ) عدوا ( شديدا ) صريحه انه كرضى وليس كذلك بل هو من حدرمى قال ابن دريد في الجمهرة كرى كريا قال وليس باللغة العالية ( و ) كرى ( النهر ) كريا وهذا أيضا من حدرمى ( استحدث حفره ) وفى الصحاح كريت النهر بالفتح كريا حفرته ( و ) كرت ( الناقة برجليها ) كريا ( قلبتهما في العدو ) وكذلك كرى الرجل بقدميه وهذا أيضا من حدرمى قال ابن سيده وهذه الكلمات يأئية لان ياءها لام وانقلاب الالف ياء عن اللام أكثر من انقلابها عن الواو ( وأكرى ) الشئ ( زاد ونقص ضد ) نقله الجوهرى وأنشد ابن الاعرابي للبيد كذى زاد متى ما يكرمنه * وليس وراءه ثقه بزاد يقال أكرى زاده أي نقص وقال ابن أحمر وتواهقت أخفافها طبقا * والظل لم يقلص ولم يكر أي لم ينقص وذلك عند انتصاف النهار ويروى لم يفضل ولم يكرو قال آخر يصف قدرا يقسم ما فيها فان هي قسمت * فذاك وان أكرت فعن أهلها تكرى أي ان نقصت فعن أهلها تنقص ( و ) أكرى ( سهر في طاعة الله ) عزوجل عن ابن الاعرابي ( و ) أكرى ( العشاء أخره ) وكذلك غير العشاء وأنشد الجوهرى للحطيئة وأكريت العشاء الى سهيل * أو الشعرى فطال بى الاناء قيل هو يطلع سحر أو ما أكل بعده فليس بعشاء يقول انتظرت معروفك حتى أيست كما في الصاح وقال فقيه العرب من سره البقاء ولا بقاء فليكر العشاء وليبا كر الغداء وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء ( و ) أكرى ( الحديث ) الليلة ( أطاله ) ومنه حديث ابن مسعود كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأكرينا في الحديث أي أطلناه وأخرناه ( و ) الكرى ( كغنى المكارى ) وهو الذى يكريك دابته فعيل بمعنى مفعل قال عذافر الكندى ولا أعود بعدها كريا * أمارس الكهلة والصبيا ( و ) الكرى ( نبت ) قال أبو حنيفة عشبة من المرعى ولم أجد من بصفها وقد ذكرها العجاج في وصف ثور وحش فقال حتى غدا واقتاده الكرى * وسر سرو قسور بصرى وهذه نبوت غضة وقوله اقتاده أي دعاه ( واحدته بهاء ) ويقال الكرية غير الكرى الكرية على فعيلة شجرة تنبت في الرمل في (1/8568)
الخصب بنجد ( و ) الكرى ( الكثير من الشئ ) يقال كرى من براى كثير منه ( والكرو يا ويمد برزم ) معروف ( وزنه فعولل ) ألفها منقلبة عن ياء ولا يكون فعولى ولا فعليا لانهما بنآن لم يثبتا في الكلام الا أنه قد يجوز أن يكون فعولى في قول من ثبت عنه قهوباة والمد حكاه أبو حنيفة وقال لا ادري مرة أيمد الكرويا أم لا فان مد فهى أنثى قال وليست الكرويا بعربية * قلت وهو الذى تقول العامة الكراويا بزيادة الالف وقال ابن برى الكرويا من هذا الفصل قال وذكره الجوهرى في قردم مقصورا على وزن زكريا قال ورأيتها أيضا الكروياء بسكون الراء وتخفيف الياء ممدودة قال ورأيتها في النسخة المقرؤة على ابن الجواليقى الكروياء بسكون الواو وتخفيف الياء ممدودة قال وكذا رأيتها في كتاب ليس لابن خالويه كرويا كما رأيتها في التكملة لابن الجواليقى وكان يجب على هذا أن تنقلب الواو ياء لاجتماع الواو والياء وكون الاول منهما ساكنا الا أن يكون مما شذ نجوضيون وحيوة وصيوان وغوية فتكون هذه لفظه خامسة ( والكروة والكراء بكسرهما أجرة المستأجر ) الاخير ممدود لانه مصدر ( كاراه مكاراة وكراء ) والدليل على ذلك انك تقول رجل مكار ومفاعل انما هو من فاعلت وهو من ذاوت الواو فذكر المنصف اياه هنا كالكرى وهم ( و ) يقال كاراه و ( اكتراه وأكرانى دابته ) وداره فهى مكراة البيت مكرى ( والاسم الكروة والكرو ) بفتحهما الاخيرة عن اللحيانى
تم
بسمه تعالى
برنامج المعجم - الاصدار الثالث
- موضوع اصلى : تاج العروس01 - 5 -
( ويضم ) أي الاخير والذى يظهر من سياق المحكم أن الكروة تثلث ويقال أعط الكرى كروته حكاها أبو زيد بالكسر أي كراءه ( وجمع المكارى أكرياء مكارون ) هكذا في النسخ وهو غلط والصواب أن الاكرياء انما هو جمع كرى على فعيل يقال هو كرئ من الاكرياء صرح به ابن سيده والازهري والزمخشري كانه سقط من العبارة وجمع الكرى والمكارى أكرياء مكارون كما هو نص ابن سيده قال الجوهرى جمع المكارى مكارون سقطت الياء لاجتماع الساكنين تقول هؤلاء المكارون وذهبت الى المكارين ولا تقل المكاريين بالتشديد وإذا أضفت المكارى الى نفسك قلت هذا مكارى بياء مفتوحة مشددة
كذلك الجمع تقول هؤلاء مكارى سقطت نون الجمع للاضافة وقلبت الواو ياء فتحت ياءك وأدغمت لان قبلها ساكنا وهذان مكارياى تفتح ياءك وكذلك القول في قاضى ورامي ونحوهما انتهى * ومما يستدرك عليه الكرى كغنى الذى أكريته بعيرك والجمع كالجمع لا يكسر على غير ذلك وأنا كريك وأنت كريى قال الراجز كرية ما تطعم الكريا * بالليل الاجر جرا مقليا واكتريت منه دابة واستكريتها بمعنى ويقال استكرى وتكارى بمعنى والمكارى الذى يكرو يده في مشيه وبه فسر قول جرير لحقت وأصحابي على كل جسرة * مروح تبارى الا حبشي المكاريا وفسر الا حبشي بظل الناقة ويروى الاحمسي منسوب الى أحمس رجل من بجيلة والمكارى على هذا الحادى نقله ابن برى وأكراه أطاله وأيضا قصره ضد عن ابن القطاع وأكرى طال وأيضا قصر لازم متعد وأكرى الزاد نقصه صاحبه نقله الزمحشرى وأكرى الكاس أبطأ بها وأكرت الكاس ابطأت عن ابن القطاع وأكرى الرجل ذهب ماله عن ابن القطاع والمكرى من الابل كمحدث اللين السير البطئ نقله الجوهرى وأنشد للقطامي وكل ذلك منها كلما دفعت * منها المكرى ومنها اللين السادى ويروى كلما رفعت أي في سيرها ونص أبى عبيد المكرى السير اللين البطئ وقال الاصمعي هذه دابة تكرى تكرية إذا كان كانه يتلقف بيده إذا مشى والا كراء جمع كرى للنوم قال الراجز * ماتكته حتى انجلت أكراؤه * ويقال للغافل هو طويل الكرى والكرى كالرمي فناء الزاد عن ابن خالويه وأكرى منهل على طريق حاج مصر ماؤه أجاج بينه وبين الوجه ثلاث مراحل الاولى وادى عرجاء والثانية وادى الاراك ( وكرا الارض يكروها ) كروا ( حفرها ) كالحفرة ككراها يكريها واوى يائى ومنه الحديث سألوه في نهر يكرونه لهم سيحا أي يحفرونه ويخرجون طينه ( و ) كرا ( البئر ) كروا ( طواها ) زاد أبو زيد ( بالشجر ) وعرشها بالخشب واما طواها طيا فبالحجارة وقيل المكروة من الابار المطوية بالعرفج والثمام والسبط ( و ) كرا ( الامر ) يكروه ويكريه كرواو كريا ( أعاده مرارا ) أي مرة بعد أخرى ( و ) كرت ( الدابة ) كرواو كريا ( أسرعت ) وكذلك المرأة إذا أسرعت في مشيتها ( والكرا ) مقصور يكتب بالالف ( فجمع في الساقين ) والفخذين ( أو دقتهما ) عن ابن دريد والقالي ( و ) قيل ( ضخم الذراعين ) كذا في النسخ والذى في المحكم دقة الساقين والذراعين يقال رجل أكرى و ( امرأة كرواء ) وهى الدقيقة الساقين كما في الصحاح وأنشد ليست بكرواء لكن خدلم * ولا بزلاء ولكن ستهم * ولا بكحلاء ولكن زرقم ( وقد كريت كرا ) دقت ساقاها ( والكراوان ) بالفتح ( ة بطوس ) كذا في النسخ والذى في كتاب ابن السمعاني بطرسوس منها الحسن بن أحمد بن حبيب الكروانى عن أبى الربيع الزهراني بطرسوس وعنه أبو القاسم الطبراني قال شيخنا اسم القرية كروان بلا لام فقيه بحثه المعروف في سلع ( و ) الكروان طائرو يدعى ( القبج والحجل وهى ) كروانة ( بهاء ) قال شيخنا المعروف في ضبط الطائر التحريك كما في الصحاح والمصباح وغيرهما وتفسيره بالقبج وهو الحجل فيه نظر بل الكروان غير الجحل انتهى * قلت (1/8569)
اما التحريك فقد صرح به غير واحد من الائمة وبدل له قول الراجزا أنشده الجوهرى يا كروانا صك فاكبأنا * فشن بالسلح فلما شنا * بل الذنابى عبسا مبنا قالو أراد به الحبارى يصكه البازى فيتقيه بسلحه ويقال هو الكركي انتهى والراجز هو مدرك بن حصن الاسدي وقال أبو الهيثم سمى الكروان كروانا بضده لانه لاينام بالليل وقيل هو طائر يشبه البط وقيل طويل الرجلين أغبر دون الدجاجة في الخلق وله صوت يكون بمصر مع الطيور الداجنة وهى من طيور الريف والقرى لا تكون في البادية * قلت وهذا القول الاخير هو الصحيح ( ج كراوين ) قالوا ذلك كما قالوا وراشين وهو قيل وينشد في صفة صقر لابي زغب دلم العبشمى عن له أعرف ضافى العثنون * داهية صل صفادر خمين * حتف الحباريات والكراوين قال ابن سيده ( و ) لم يعرف سيبويه في جمع الكروان الا ( كروان بالكسر ) فوجهه على انهم جمعوا كرا وقال الجوهرى هو على غير قياس كما إذا جمعت الورشان قلت ورشان وهو جمع بحذف الزوائد كأنهم جمعوا كرا مثل أخ واخوان ( ويقال للذكر الكرا ) وهو يكتب بالالف قاله القالى وأنشد للراجز
أطرق كرا أطرق كرا * ان النعام في القرى يقال ذلك له إذا صيد كما في الصحاح وفى الاساس يقال للكروان أطرق كرا انك لن ترى فإذا سمعها لبد بالارض فيلقى عليه ثوب فيصاد ( و ) في المحكم ( أطرق كرا ) أطرق كرا * ان انعام في القرى مثل ( يضرب لمن يخدع بكلام يلطف له ويرادبه الغائلة ) وقيل يضرب لمن يتكلم عنده بكلام فيظن أنه هو المراد بالكلام أي اسكت فانى أريد من هو أنبل منك وأرفع منزلة وقال أحمد بن عبيد يضرب للرجل الحقير إذا تكلم في الموضع الذى لا يشبهه وأمثاله الكلام فيه فيقال له اسكت يا حقير فان الا جلاء أولى بهذا الكلام منك والكرا هو الكروان وهو طائر صغير فخوطب الكروان والمعنى لغيره ويشبه الكروان بالذليل والنعام بالاعزة ومعنى أطرق أي غض مادام عزيز في القرى فاياك ان تنطق أيها الذليل ولا تتشرف للذى لست له بند نقله ابن سيده والقالي وقد جعله محمد بن يزيد ترخيم الكروان فغلط وقال ابن هانئ في قولهم أطرق كرا رخم الكروان وهو نكرة كما قال بعضهم يا قنف يريد يا قنفذ قال وانما يرخم في الدعاء المعارف نحو مالك ولا ترخم النكرة نحو غلام فرخم كروان وهو نكرة وجعل الواو ألفا فصار نادرا وقال الرستمى الكرا هو الكروان حرف مقصور والصواب الاول لان الترخيم لا يستعمل الا في النداء ( والكرة كثبة ) معروفة وهى ( ما أدرت من شئ ) وفى الصاح هي التى تضرب بالصولجان وأصلها كرو والهاء عوض ( ج كربن ) بالضم ( وكرين ) بالكسر ( وكرى وكرات بضمهما ) الثالثة عن الزمخشري شاهد الكرة قول بعضهم كرة طرحت بصوالجة * فتلقفها رجل رجل وشاهد الكرين قول الاخر يدهدين الرؤس كايد هدى * حزاورة بايديها الكرينا وشاهد كرات قول ليلى الا خيلية تصف قطاة تدلت على فراخها تدلت على حص ظماء كأنها * كرات غلام في كساء مؤرنب ( وكرابها يكرو ويكرى ) كرواو كريا لغتان ضرب بهاو ( لعب ) قال المسيب بن علس مرحت يداها للنجاء كاغا * تكرو بكفى لاعب في صاع ( و ) كراء ( كسماء ع ) كما في الصاح وأنشد منعنا كم كراء وجانبيه * كما منع العرين وحى اللهام وأنشد ابن ولاد في المقصور والممدود كأغلب من أسود كراء ورد * يرد خشانة الرجل الظلوم وقال أبو على القالى كراء ممدود غير مصروف وادى بيشه قال ابن أحمر وهن كأنهن ظباء مرد * ببطن كراء يشققن الهدالا ( يضاف إليه عقبه شاقة بطريق الطائف ) وقال أبو بكر بن الانباري كراء ثنية بالطائف عليها طريق مكة ممدود وقال غيره مقصور نقله القالى في باب الممدود وقال في باب المقصور كرا ثنية بين مكة والطائف عليها طريق مكة مقصور واما كراء وادى بيشة فممدود كذا قال بعض أهل اللغة وقال أبو بكر بن الانباري هما جميعا ممدودان فتأمل في ذلك وقال نصر في معجمه الممدود واد يدفع سيله الى تربة وقيل أرض ببيشة كثيرة الاسد وبالقصر عقبة بين مكة والطائف وقد تمد ( وتكرى ) الرجل ( نام ) وتمضمض الكرى في عينيه نقله الزمخشري وأنشد ابن برى للراجز لما رأت شيخا له دود رى * ظلت على فراشها تكرى * ومما يستدرك عليه الكرى كهدى القبور جمع كروة أو كرية من كروت الارض ومنه الحديث لعلك بلغت معهم الكرى ويروى بالدال أيضا وتجمع الكرة على أكرو أصله وكر مقلوب اللام الى موضع الفاء ثم أبدلت الواو همزة لانضمامها وقد (1/8570)
ذكر في الراء والكرو في الخليل أن يخبط بيده في استقامه لا يقبلها نحو بطنه وهو عيب يكون خلقة نقله الجوهرى وكروان بالفتح بفرغانة وهى غير التى ذكرها المصنف منها أبو عمر محمد بن سليمان بن بكر الكروانى الخطيب سكن اخسيكت روى عنه أبو المظفر المشطب بن محمد بن أسامة الفرغانى وعيره ويقال في زجر الديك كريا ديك نقله الصاغانى ( ى كزى ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي كزى إذا ( أفضل على معتقه ) كذا في النسخ والصواب على معتقيه كذا في التكملة والمحكم وزاد في الاخير رواه أبو العباس عنه ( والكسوة بالضم ة بدمشق ) والمشهور على الالسنة بالكسر وهو الموضع الذى كانت تعمل فيه كسوة الحرمين الشريفين سابقا وهى أول منزل للخارج من دمشق الى مصر ( و ) الكسوة ( الثوب ) الذى يلبس ( ويكسر ) والضم أشهر كما قاله ابن السيد وعند العامة الكسر أشهر ( ج كسا ) بالضم هو جمع الكسوة بالضم والكسر كما هو نص الصحاح ( وكسا ) بالكسر جمع كسوة نقله الصاغانى ومثله بشبرمة وبرام وبرقة وبراق وفى كتاب القالى كسا جمع كسوة هكذا مضبوط ( وكسى ) العريان ( كرضى لبسها ) قال الشاعر يكسى ولا يغرث مملوكها * إذا تهرت عندها الهاريه أنشده يعقوب ( كا كتسى وكساه ) اياه كسوا ( ألبسه ) قال ابن جنى اما كسى زيد ثوبا وكسوته ثوبا فانه وان لم ينقل بالهمزة فانه نقل بالمآل ألا تراه نقل من فعل الى فعل وانما جاز نقله لفعل لما كان فعل وأفعل كثيرا ما يعتقبان على المعنى الواحد نحو جد في الامر وأجد وصددته عن كذا وأصددته وقصر عن الشئ وأقصر وسحته الله وأسحته ونحو ذلك فلما كان فعل وافعل على
ماذ كرنا من الاعتقاب والتعاوض ونقل بأفعل نقل أيضا فعل نحو كسى وكسوته وشترت عينه وشترتها ( ورجل كاس ذوكسوة ) حمله سيبويه على النسب وجعله كطاعم وأنشد الجوهرى للحطيئة دع المكارم لا ترحل لبغيتها * واقعد فانك أنت الطاعم الكاسى * قلت وفيه خلاف لما أنشدناه من قوله يكسى ولا يغرث قال ابن سيده وقد ذكرنا في غير موضع أن الشئ انما يحمل على النسب إذا عدم الفعل قال الجوهرى قال الفراء يعنى المطعم المكسو كقولك ماء دافق وعيشة راضية لانه يقال كسى العريان ولا يقال كسا وفى الاساس كسا فهو كاس كحلا فهو حال ( والكساء بالكسر ) ممدودا ( م ) وهو اسم موضوع يقال كساء وكسا آن وكساوان والنبة إليه كسائي وكساوى قال الجوهرى أصله كسا ولانه من كسوت الا أن الواو لما جاءت بعد الالف همزت وأنشد القالى جزاك الله خيرا من كساء * فقد أدفأتني في ذا الشتاء فانك نعجة وأبوك كبش * وأنت الصوف من غزل النساء ( ج أكسية ) بغير همز ( و ) الكساء ( بالفتح ) ممدودا ( المجد والشرف والرفعة ) حكاه أبو موسى هرون بن الحرث قاله ابن دريد وتبعه القالى قال الازهرى وهو غريب ( و ) يقال ( هوأ كسى منه ) أي ( أكثرا كتساء ) منه ( أو أكثر منه اعطاء للكسوة ) من كسوته أكسوه ( وكاساه ) إذا ( فاخره ) وسا كاه إذا اضيق عليه في المطالبة عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه اكتسيته ثوبا ككسوته وتكسى بالكساء لبسه وهو أكسى من بصلة إذا لبس اثياب الكثيرة وهذا من النوادر واكتسى النصى بالورق لبسه عن أبى حنيفة واكتست الارض تم نباتها والتف حتى كأنها لبسته وهو مجاز وقول عمرو بن الاهتم فبات له دون الصبا وهى قرة * لحاف ومصقول الكساء رقيق له أي للضيف وأراد بمصقول الكساء اللبن تعلوه الدواية نقله الجوهرى وكسى كرضى كساء بالفتح شرف عن ابن القطاع وكساه شعرا مدحه به عنه أيضا وأبو الحسن الكسائي الامام المشهور هو على بن حمزة مولى بنى أسد لقبه بذلك شيخه حمزة كان إذا غاب يقول أين صاحب الكساء أو لانه أحرم في كساء مات بالرى هو ومحمد بن الحسن في يوم واحد والكسائي أيضا نسبة الى بيع الكساء ونسجه فمن ذلك محمد بن يحيى الكسائي الصغير قرأ عليه ابن شنبوذ واسمعيل بن سعيد الكسائي الجرجاني مؤلف كتاب البيان وآخرون وكسويه بفتح فضم جد أبى عثمان عمرو بن أحمد بن كسويه الكسوئى البغدادي روى عنه ابن يونس بمصر ومحمد ابن أحمد بن كسا الواسطي بالضم عن هشام بن عمار وعنه الاسماعيلي وابن السقاء ويسمى انظفر كسوة آدم وقال الفراء ومن العرب من يقول في تثنية الكساء كساوان ( ى الكسى بالضم ) أهمله الجوهرى وفى المحكم هو ( مؤخر العجز و ) قيل مؤخر ( كل شئ ج أكساء ) قال الشماخ كأن على اكسائها من لغامها * وخيفة خطمى بماء مبحزج ( و ) حكى ثعلب ( ركب أكساءه ) كذا في النسخ والصواب ركب كساءه إذا ( سقط على قفاه ) قال ابن سيده وهو يائى لان ياءه لام ولو حمل على الواو لكان وجها فان الواو في كساء أكثر من الياء والذى ذكره ابن الاعرابي ركب بالهمز وقد تقدم وقال الازهرى الا كساء النواحى واحدها كسو وقد ذكر في الهمز وهو يائى ( وكشوته ) اكشوه ( كشوا ) أهمله الجوهرى وفى المحكم إذا ( عضضته فانتزعته بفيك ) وقال ابن القطاع كشوت الشئ كشوا عضضته كالقثاء ونحوه ( ى الكشية بالضم (1/8571)
وقيل ( معقد حمالتها أو ) كليتها مقدار ( ثلاثة أشبار من مقبضها ) وقال أبو حنيفة كليتا القوس مثبت معلق حمالتها كل ذلك وقيل ( معقد حمالتها أو ) كليتها مقدار ( ثلاثة أشبار من مقبضها ) وقال أبو حنيفة كليتا القوس مثبت معلق حمالتها كل ذلك في المحكم وفى الاساس كليتاها عن يمين الكبد وشمالها وهو مجاز ( و ) من مجاز المجاز الكلية ( من السحاب أسفله ) والجمع كلى يقال انبعجت كلاه وسحابة واهية الكلى نقله الجوهرى والازهري والزمخشري قال الشاعر : يسيل الربا واهى الكلا عارض الذرى * أهلة نضاح الندى سابغ القطر ( و ) من المجاز الكليه ( من المزادة ) والراوية ( رقعة ) كما في التهذيب وفى الصحاح والمحكم والاساس جليدة ( مستديرة تخرز عليها ) مع الاديم ( تحت العروة ) وفى كتاب القالى الكلية رفعة تكون عروة الاداوة والمزادة وجمعها كلى قال ذو الرمة : ما بال عينيك منها الدمع ينسكب * كأنها من كلى مفرية سرب * قلت ومنه قول الحماسي * وما شنتا خرقاء واه كلاهما * ( وكليته كرميته ) كليا ( فكلى كرضى ) وهو مكلى ( واكتلى أصبت
كليته فألمتها ) اقتصر الجوهرى على اكتلى وفى المحكم كلى الرجل واكتلى تألم لذلك وأنشد للعجاج : لهن من شباته صئى * إذا اكتلى واقتحم المكلى ويروى كلى وأنشده الجوهرى هكذا أي بالرواية الاخيرة وجاء به شاهدا لقوله كليته أصبت كليته وقال يقوله إذا طعن الثور الكلب في كليته وسقط الكلب المكلى الذى أصيبت كليته وفى سياق المحكم انه شاهد لقوله كلى إذا تألم لذلك فظهر من ذلك أن قول المصنف كرضى غير متجه وانما هو كلى واكتلى من حدرمى فعلى هذا يتعدى ولا يتعدى فتأمل ( و ) من المجاز ( غنم حمراء الكلى ) أي ( مهازيل ) وفى الصحاح جاء فلان بغنمه حمرا الكلى أي مهازيل قال ابن سيده وقوله : إذا الشوى كثرت ثوائجه * وكان من عند الكلى مناتجه يقول كثرت ثوائجه من الجدب لا تجد ما ترعى ومن الكلى مناتجه يعنى سقطت من الهزال فصاحبها يبقر بطونها من خواصرها في مواضع كلاها فيستخرج أولادها منها ( وكلية كسمية ع ) قال نصرهما موضعان أحدهما على طريق حاج البصرة بين أثرة وطخفة والثانى بالحجاز واد بين الحرمين * قلت ومن الثاني ما أنشده ابن سيده للفرزدق : هل تعلمون غذاة يطرد سبيكم * بالسفح بين كلية وطحال ( وكلى تكلية أتى مكانا فيه مستتر ) هكذا جاء به أبو نصر غير مهموز ( و ) من مجاز المجاز ( و ) من مجاز المجاز ( كلى الوادي جوانبه ) وأسافله يقال حللنا على ركايافى كلى الوادي ( و ) من المجاز ( لقيته بشحم كلاه أي بحد ثانه ونشاطه وكليان كعليان ع ) قال المقتل الكلابي * لظبية ربع بالكليين دارس * أنشده ابن سيده * ومما يستدرك عليه الكليتان ما عن يمين نصل السهم وشماله نقله الجوهرى وابن سيده وفى الاساس فلان لا يفرق بين كليتي السهم وكليتي القوس ودبر البعير في كلاه أي في خاصرتيه وهو مجاز والكلى ريشات أربع في آخر جناح الطائر يلين جنبه نقله ابن سيده والقالي واكتلاه أصاب كليته عن الزمخشري فهو لازم متعد وكلى الرجل كعنى أصابه وجع الكلى عن ابن القطاع وقول أبى حية النميري : حتى إذا شربت عليه وبعجت * وطفاء سارية كلى مزاد قال ابن سيده يحتمل كونه جمع كلية على كلى كما جاء حلية وحلى في قول بعضهم لتقارب البناءين ويحتمل كونه جمعه على اعتقاد حذف الهاء كبرد وبرود وكلية بالضم موضع في ديار تميم عن نصر ( وكلا بالكسر موضوعة للدلالة على اثنين ككلتا ) قال شيخنا ظاهره انهما بمعنى مطلقا وقد تقرر أن كلا للمذكرين وكلتا للمؤنثتين فما هذا التشبيه انتهى وقد رد عليه صاحبنا الفاضل العلامة الشهاب أحمد ابن الشيخ العلامة أحمد السجاعى الشافعي حفظهما الله تعالى فقال الانصاف أن مثل هذا لا يعد من سقطات المصنف إذ المشبه لا يعطى حكم المشبه به من كل وجه على التزل وارخاء العنان والا فالظاهر أن مراده أن كلا ككلتا في استعماله للمثنى كما لا يخفى انتهى وقد بسط فيه الجوهرى وابن سيده والازهري غاية البسط فقال الجوهرى كلا في تأكيد الاثنين نظير كل في المجموع وهو اسم مفرد غير مثنى فإذا ولى اسما ظاهرا كان في الرفع والنصب والخفض على حالة واحدة بالالف تقول رأيت كلا الرجلين وجاءني كلا الرجلين ومردت بكلا الرجلين فإذا اتصل بمضمر قلبت الالف ياء في موضع الجر والنصب فقلت رأيت كليهما ومررت بكليهما كما تقول عليهما ولديهما وتبقى في الرفع على حالها وقال الفراء هو مشى وهو مأخوذ من كل فخففت اللام وزيدت الالف للتثنية وكذلك كلتا للمؤنث ولا يكونان الا مضافين ( و ) في المحكم ( لا ينفصلان عن الاضافة ) قال الجوهرى قال الفراء ولا يتكلم منهما بواحد ولو تكلم به لقيل كل وكلت واحتج بقول الراجز يصف نعامة : في كلت رجليها سلامى واحده * كلتاهما مقرونة بزائده أراد في احدى رجليها فافرد قال وهذا القول ضعيف عند أهل البصرة لانه لو كان مثنى لوجب أن تنقلب ألفه في النصب والجر ياء مع الاسم الظاهر ولان معنى كلا مخالف لمعنى كل لان كلا للاحاطة وكلا يدل على شئ مخصوص وأما هذا الراجز فانما حذف الالف للضرورة وقدر أنها زائدة وما يكون ضرورة لا يجوز أن يجعل حجة فثبت انه اسم مفرد كمعى الا انه وضع ليدل على التثنية كما أن قولهم (1/8573)
نحن اسم مفرد وضع ليدل على الاثنين فما فوقهما يدل على ذلك قول جرير : كلا يومى أمامة يوم صد * وان لم نأتها الالماما أنشدنيه أبو على فان قال قائل فلم صار كلا بالياء في الجرو النصب مع المضمر ولزمت الالف مع المظهر كما لزمت في الرفع مع المضمر قيل له قد كان من حقها ان تكون بالالف على كل حال مثل عصا ومعى الا انها لما كانت لا تنفك عن الاضافة شبهت بعلى والى ولدى فجعلت بالياء مع المضمر في النصب والجر لان على لا تقع الا منصوبة أو مجرورة ولا تستعمل مرفوعة فبقيت كلا في الرفع على أصلها في المضمر لانها لم تشبه بعلى في هذه الحال وأما كلتا التى للتأنيث فان سيبويه يقول ألفها للتأنيث والتاء بدل من لام الفعل وهى واو والاصل كلوا
وانما أبدلت تاء لان في التاء علم التأنيث والالف في كلتا قد تصير ياء مع المضمر فيخرج عن علم التأنيث فصار في ابدال الياء تاء تأكيد للتأنيث وقال أبو عمر الجرمى التاء ملحقة والالف لام الفعل وتقديرها عنده فعتل ولو كان الامر كما زعم لقالوا في النسبة إليه كلتوى ولما قالوا كلوى وأسقطوا التاء دل أنهم أجروها مجرى التاء التى في أخت التى إذا نسبت إليها قلت اخوى انتهى نص الجوهرى قال ابن برى في هذا الموضع كلوى قياس من النحويين إذا سميت بها رجلا وليس ذلك مسموعا فيحتج به على الجرمى انتهى وقال ابن سيده في المحكم كلا كلمة مصوغة للدلالة على اثنين كما ان كلا مصوغة للدلالة على جميع وليست كلا من لفظ كل كل صحيحة وكلا معتلة ويقال للاثنتين كلال بهذه التاء حكم على أن الف كلا منقلبه عن واو لان بدل التاء من الواو أكثر من بدلها من الياء وقول سيبويه جعلوا كلا كمعى لم يردان الف كلا منقلبة عن ياء كالف معى بدليل قولهم معى وانما أراد ان ألفها كالفها في اللفظ لا أن ما انقلبت عنه ألفاهما واحد فافهم ولا دليل لك في امالتها على انها من الياء لانهم قد يميلون بنات الواو قال ابن جنى اما كلتا فذهب سيبويه الى أنها فعلى بمنزلة الذكرى واحفرى وأصلها كلوى فأبدلت الواو تاء كما أبدلت في أخت وبنت والذى يدل على ان لام كلتا معتلة قولهم في مذكرها كلا وكلا فعل ولامه معتله بمنزلة لام حجا ورضا وهما من الواو ولذا مثلها سيبويه بما اعتلت لامه فقال هي بمنزلة شروى وأما أبو عمر الجرمى فذهب الى انها فعتل وخالف سيبويه ويشهد لفساد هذا القول ان التاء لا تكون علامة تأنيث الواحد الا وقبلها فتحة كطلحة وحمزة وقائمة وقاعدة أو يكون قبلها ألف كسعلاة وغزهاة ولام كلتا ساكنة كما ترى فهذا وجه وآخر أن علامة التأنيث لا تكون أبدا وسطا انما تكون آخرا بلا محالة وكلتا اسم مفرد يفيد معنى التثنية باجماع البصريين فلا يجوز ان يكون علامة تأنيثه التاء وما قبلها ساكن وأيضا فان فعتلا مثال لا يوجد في الكلام أصلا فيحمل هذا عليه وان سميت بكلتا رجلا لم تصرفه في قول سيبويه معرفة ونكرة لان ألفها للتأنيث بمنزلتها في ذكرى وتصرفه نكرة في قول أبى عمر لان أقصى أحواله عنده ان يكون كقائمة وقاعدة وعزة وحمزة هذا نص ابن سيده في المحكم وقد أنعم في كتابه المخصص شرحه بابسط من هذا وقال الازهرى العرب إذا أضافت كلا الى اثنين لينت لامها وجعلت معها ألف التثنية ثم سوت بينها في الرفع والنصب والخفض فجعلت اعرابها بالالف واضافتها الى اثنين وأخبرت عن واحد فقالت كلا أخويك كان قائما لا كانا وكلا عميك كان فقيها وكلتا المرأتين كانت جميلة لا كانتا جميلتين آتت أكلها ولم يقل آتتا ومررت بكلا الرجلين وجاءني كلا الرجلين يستوى فيها إذا أضفتها الى ظاهر الرفع والنصب والخفض فإذا كنوا عن مخفوضها أجروها بما يصيبها من الاعراب فقالوا أخواك مررت بكليهما يجعلون نصبها وخفضها بالياء وأخواى جاءني كلاهما جعلوا رفع الاثنين بالالف قال لا عشى في موضع الرفع * كلا أبويكم كان فرداد عامة * أي كل واحد منهما وكذا قال لبيد : وغدت كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها يعنى بقرة وحشية وأراد كلا فرجيها فأقام الالف واللام مقام الكناية ثم قال تحسب أي البقرة أنه ولم يقل أنهما مولى المخالة أي ولى مخافتها ثم ترجم عن كلا الفرجين فقال خلفها وأمامها وكذا تقول كلا الرجلين قائم وكلتا المرأتين قائمة قال * كلا الرجلين أفاك أثيم انتهى ( وكلوة باكسر د بالزنج ) * مما يستدرك عليه كلا بالفتح قرية بمصر من الغربية وتعد من أعمال جزيرة قويسنا وتعرف بكلا الباب ومنها الامام أبو عبد الله الكلائى صاحب المجموع في الفرائض من القرن التاسع وكلا أيضا قرية أخرى من أعمال الدنجاوية وكلا الدين وغيره كلوا تأخر عن ابن القطاع ( ى كمى ) فلان ( شهاده كرمى ) يكميها إذا ( كتمها ) نقله الجوهرى وابن سيده زاد الاخير وقعها ( كأ كمى ) نقله الازهرى وابن سيده عن ابن الاعرابي ( و ) كمى ( نفسه سترها بالدرع والبيضة ) ظاهر سياقه انه كرمى ونص الصحاح انه كمى بالتشديد ( والكمى كغنى الشجاع ) الجرئ كان عليه سلاح أم لا ( أو لابس السلاح ) وفى الروض الفارس الذى تستر بالسلاح ( كالمتكمى ) يقال تكمى في سلاحه إذا تغطى به ونص الصحاح الكمى الشجاع المتكمى في سلاحه وقال الازهرى اختلف في الكمى مم أخذ فقيل لانه يكمى شجاعته لوقت حاجته إليها ولا يظهرها متكثرا بها بل إذا احتاج إليها أظهرها وقيل لانه لا يقتل الا كميا لانهم يأنفون من قتل الخسيس قال ابن سيده وقيل الكمى هو الذى لا يحيد عن قرنه ولا يروغ عن شئ ( ج كماة وأكماء ) أما الاخير فظاهر وأما الكماة فقال الجوهرى كأنهم جمعوا كام مثل قاض وقضاة قال شيخنا زعم أبو العلاء أن الكماة في الحقيقة جمع كام كغاز وغزاة من كمى نفسه في السلاح سترها فيه وأهل العلم يتجوزون بقولهم الكماة جمع كمى وفعيل (1/8574)
لا يجمع كذلك وانما استجازوه لتشارك فاعل وفعيل كثيرا كعالم وعليم وشاهد وشهيد قاله التبريزي عند شرح قول الحماسي : انا لمن معشر أفنى أوائلهم * قول الكماة ألا أين المحامونا وشاهد الاكماء أنشد ابن برى لضمرة بن حمزة تركت ابنتيك للمغيرة والقنا * شوارع والاكماء تشرق بالدم ( وأكمى قتل كمى العسكر ) نقله الازهرى ( وقد تكموا بالضم ) قتل كميهم وكذلك تشرفوا وتزوروا إذا قتل شريفهم وزويرهم قال * بل لو شهدت القوم إذ تكموا * ( و ) أكمى ( ستر منزله ) نقله الازهرى أي ( عن العيون ) ومنه الحديث انه مر على أبواب دور متسفلة فقال أكموها لئلا تقع عيون الناس عليها وروى أكيموها أي ارفعوها لئلا يهجم السيل عليها ( و ) اكمى ( على الامر عزم ) عليه ( وتكمى تعهد ) قال الازهرى كل من تعمدته فقد تكميته وقيل سمى الكمى كميا لكونه يتكمى الاقران أي يتعهدهم ( و ) تكمى الشئ ( ستر ) ه عن ابن سيده وبه تأول بعضهم قول الشاعر * بل لو شهدت الناس اذتكموا * أنه من تكميت الشئ ( والكمياء بالكسر والمد م ) معروف قال الجوهرى اسم صنعة وهو عربي وقال ابن سيده أحسبها أعجميه فلا أدرى أهى فعلياء أم فيعلاء * قلت وتقدم للمصنف في الميم ذلك وفسرناه باكثر مما هنا * ومما يستدرك عليه انكمى الرجل استخفى نقله الجوهرى وتكمى قرنه قصده وقيل كل مقصود معتمد متكمى وتكمتهم الفتن غشيتهم نقله الجوهرى وابن سيده وكميت إليه تقدمت عن ابن سيده والكم الحافظ لسره يقال ما فلان بكمى ولا نكى أي لا يكمى سره ولا ينكى عدوه نقله الازهرى والكماية بالفتح فعل الكماة واكتمي استتر ( والكموى كسكرى ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هي ( الليلة القمراء المضيئة ) وأنشد : فباتوا بالصعيد لهم أجاج * ولو صحت لنا الكموى سرينا ( ى كنى به عن كذا يكنى وبكنو ) كيرمى ويدعو ( كناية ) بالكسر ( تكلم يستدل به عليه ) كالرفث والغائط نقله الازهرى ومنه الحديث من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بأير أبيه ولا تكنوا ( أو ) الكناية ( أن تتكلم بشئ وأنت تريد ) به ( غيره ) وقد كنيت عن كذا بكذا وكنوت نقله الجوهرى وأنشد أبو زياد : وانى لاكنو عن قذور بغيرها * وأعرب احيانا بها فأصارح قال ابن برى وشاهد كنيت قول الشاعر : وقد أرسلت في السر أن قد فضحتني * وقد بحت باسمى في النسيب ولا تكنى واستعمل سيبويه الكناية في علامة المضمر ( أو ) أن تتكلم ( بلفظ يجاذبه جانبا حقيقة ومجاز ) وقال المناوى الكناية كلام استتر المراد منه بالاستعمال وان كان معناه ظاهرا في اللغة سواء كان المراد به الحقيقة أو المجاز فيكون تردده فيما أريد به فلابد فيه من النية أو ما يقوم مقامها من دلالة الحال ليزول التردد ويتغير ما أريد به وعند علماء البيان أن يعبر عن شئ بلفظ غير صريح في الدلالة عليه لغرض من الاغراض كالابهام على السامع أو لنوع فصاحته وعند أهل الاصول ما يدل على المراد بغيره لا بنفسه ( و ) كنى ( زيد أبا عمرو وبه ) لغتان الاولى على تعدية الفعل بعد اسقاط الحرف والثانية عن الفراء وقال هي فصيحة ( كنية بالكسر والضم ) أي ( سماه به ) والجمع الكنى ( كأ كناه ) وهذه لم يعرفها الكسائي ( وكناه ) بالتشديد عن اللحيانى قال الليث قال أهل البصرة فلان يكنى بأبى فلان وغيرهم يكنى بفلان وقال الفراء أفصح اللغات أن تقول كنى أخوك بعمرو الثانية بأبى عمرو الثالثة أبا عمرو قال ويقال كنيته وكنوته وأكنيته وكنيته وقال غيره الكنية على ثلاثة أوجه أحدها يكنى عنى شئ يستفحش ذكره الثاني أن يكنى الرجل توقيرا له وتعظيما الثالث أن تقوم الكنية مقام الاسم فيعرف صاحبها بها كما يعرف باسمه كأبى لهب عرف بكنيته فسماه الله تعالى بها ( وأبو فلان كنيته وكنوته ) بالضم فيهما ( ويكسران ) الضم والكسر في الكنوة عن اللحيانى والكنية على ما اتفق عليه أهل العربية هو ما صدر بأب أو أم أو ابن أو بنت على الاصح في الاخيرين وهو قول الرضى وسبقه إليه الفخر الرازي وفى المصباح الكنية اسم يطلق على الشخص للتعظيم نحو أبى حفص وأبى حسن أو علامة عليه والجمع كنى بالضم في المفرد والجمع والكسر فيها لغة مثل برمة وبرم وسدرة وسدر وكنيته أبا محمد وبأبى محمد قال ابن فارس في المجمل قال الخليل الصواب الاتيان بالباء انتهى والفرق بينها وبين اللقب والعلم والاسم تكفل به شراح الالفية وشراح البخاري وقد ألفت رسالة جليلة سميتها مزيل نقاب الخفا عن كنى ساداتنا بنى الوفا ضمنتها فوائد جمة ومطالب مهمة فمن أراد أن يتوسع لمعرفة كنه أسررارها فليراجعها فانها نفيسة في بابها لم أسبق إليها ( وهو كنيه ) كغنى ( أي كنيته كنيته ) كما يقال هو سميه إذا كان اسمه اسمه ( وتكنى بالضم ) اسم ( امرأة ) قال العجاج : طاق الخيالان فهاجا سقما * خيال تكن وخيال تكتما * ومما يستدرك عليه اكتنى فلان بكذا وتكنى بمعنى وقوم كناة وكانون جمعا كان وتكنى ذكر كنيته ليعرف بها وأيضا تستر
وكنى الرؤيا هي الامثال التى يضربها ملك الرؤيا يكنى بها عن أعيان الامور نقله الجوهرى والزمخشري قال ابن الاثير كقولهم في تعبير النخل انها رجال ذوو أحساب من العرب وفى الجوز انها رجال من العجم ( ى كواه ) البيطار وغيره ( يكويه كيا أحرق جلده بحديدة ونحوها ) ومنه قولهم آخر الدواء الكى ولا تقل آخر الداء كما في الصحاح ( وهى ) أي الا آلة التى يكون بها ( المكواة ) بالكسر (1/8575)
حديدة كانا أو رضفة ومنه المثل قد يضرط العير والمكواة في النار يضرب لمتوقع أمر قبل حلوله به وقال ابن برى يضرب للبخيل إذا أعطى شيأ مخافة ما هو أشد منه ( والكية موضع الكى ) عن ابن سيده وقد تستعمل بمعنى الكى ومنه قولهم بنو أمية منهم في القلب كية ( والكاو ياء ميسم ) يكوى به ( واكتوى استعمل الكى في بدنه ) وفى الصحاح انه مطاوع كويته ( و ) من المجاز اكتوى إذا ( تمدح بما ليس فيه ) وفى المحكم بما ليس من فعله ( واستكوى طلب الكى ) وفى التهذيب طلب أن يكوى ( و ) من المجاز ( الكواء كشداد الخبيث ) اللسان ( الشتام ) كأنه يكوى بلسانه كيا ( وأبو الكواء من كناهم ) نقله ابن سيده ( وكاواه شاتمه ) مثل كاوحه نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه كواه بعينه إذا أحد النظر إليه وكوته العقرب لدغته كلاهما عن الجوهرى وهو مجاز وأكوى لسع انسانا بلسانه وابن الكواء تابعي روى عن على رضى الله تعالى عنه والمكوى المكواة قال الجوهرى وأما كى فانه مخفف وهو جواب لقولك لم فعلت كذا فتقول كى يكون كذا وهو للعاقبة كاللام وتنصب الفعل المستقبل وأما كيت فقد ذكر في التاء والكيا بفتح الكاف المصطكى ذكره صاحب المصباح وقال انه دخيل ( والكوة ) بالفتح ( ويضم ) لغة نقله الجوهرى ( والكو ) بغيرها عن ابن الانباري ( الخرق في الحائط ) ونحوه وفى الصحاح ثقب البيت ( أو التذكير للكبير والتأنيث للصغير ) قال ابن سيده وليس بشئ قال الليث تأسيس بناء الكو والكوة من كاف وواوين وقيل من كاف وواو وياء كان أصلها كوى ثم أدغمت الواو في الياء فجعلت واوا مشددة ( ج كوى وكواء ) هكذا هو في النسخ كهدى وغراب ولم يرته ببعض موازينه حتى يزول الالتباس والذى في الصحاح جمع الكوة بالفتح كواء بالمد وكوى أيضا مقصور مثال بدرة وبدر وجمع الكوة بالضم كوى * قلت وهذا الاخير هو الذى اقتصر عليه الفراء واستغنى به عن جمع المفتوح وفى المحكم جمع كوة بالقصر نادر وكواء بالمد والكاف مكسورة فيهما وقال اللحيانى من فتح كوة فجمعه كواء بالمدو من ضم كوة فكوى مكسور مقصور قال ابن سيده ولا أدرى كيف هذا ( وتكوى ) الرجل ( دخل مكانا ضيقا فتقبض فيه ) كذا في المحكم كأنه دخل في كوة من كوى البيت ( و ) تكوى ( بامرأته ) إذا ( تدفأ واصطلى بحر جسدها ) ومنه الحديث انى لاغتسل ثم أتكوى بجاريتي أي أستدفئ بها ( وكوى كسمى نجم ) من الانواء وليس بثبت ( وكاوان جزيرة في بحر البصرة ) كافه فارسية والنون علامة الجمع وتفسيره جزيرة الابقار * ومما يستدرك عليه كوى في البيت كوة عملها وهو بالتشديد وابن كاوان ويقال بالقاف تقدم في ق ون والكوات جمع كوة كحبة وحبات ( ى الكهاة والكيهاء ) بالمد كذا في النسخ والصواب بالتاء بدل الهمز كذا في التكملة واقتصر الجوهرى على الاول ( الناقة السمينة ) كما في المحكم وفى الصحاح العظيمة قال ابن سيده ( أو الضخمة ) التى ( كادت تدخل في السن ) وأنشد الجوهرى : إذا عرضت منها كهاة سمينة * فلا تهدمنها واتشق وتججبب ( أو الواسعة جلد الاخلاف ) ولاجمع لها من لفظها وفى النهاية قال الزمخشري لم أسمع بفيعل في معتل اللام غير غيذاء للسحاب وكيهاء للناقة الضخمة ( والا كهى الا كلف الوجه ) نقله الصاغانى ( و ) أيضا ( الا بخرو ) أيضا ( الحجر ) الذى ( لا صدع فيه و ) أيضا ( الضعيف الجبان ) من الرجال قال الشنفرى : ولاجبا أكهى مرب بعرسه * يطالعها في شأنه كيف يفعل وقد فسر به وبالابخر وقد ( كهى كرضى كهى كهدى ) وفى التكملة بفتح الكاف ( والاكهاء نبلاء الرجال وكاهاه ) مكاهاة ( فاخره ) أيهما أعظم بد نا وهاكاه استصغر عقله كل ذلك عن ابن الاعرابي ( وأكتهيك بمسألة أشافهك ) كذا في النسخ والذى في النهاية في حديث ابن عباس جاءته امرأة فقالت في نفسي مسألة وأنا أكتهيك أن أشافهك بها فقال اكتبيها في بطاقة أي أجلك واحتشمك من قولهم للجبلان أكهى وقد كهى يكهى واكتهى لان المحتشم تمنعه الهيبة عن الكلام فانظر هذا مع سياق المصنف تجده مخالفا والصواب ما أورده ابن الاثير وقد أجحف به المصنف حتى أخرجه عن معناه فتأمل ( وأكهى عن الطعام امتنع ) منه ولم يرده كاقهى ( و ) أيضا ( سخن أطراف أصابعه بنفس ) عن أبى عمرو وكان في الاصل أكهه فقلبت احدى الهاء ياء * ومما يستدرك عليه أكهى هضبة وفى الصحاح صخرة أكهى جبل قال ابن هرمة : كما أعيت على الراقين أكهى * تعيت لا مياه ولا فراغا
واكتهاه أن يشافهه أي أعظمه وأجله نقله الصاغانى وأما قول الشنفرى : فان يك من جن فأبرح طارقا * وان يك انساما كها الانس يفعل يريد ما هكذا الانس يفعل فترك ذا وقدم الكاف : ( فصل اللام ) مع الواو والياء ( ى اللاى كالسعي الابطاء ) يقال لاى لايا إذا أبطأ ( و ) اللاى ( الاحتباس و ) أيضا ( الشدة ) يقال فعل ذلك بعد لاى أي احتباس وشدة عن أبى عبيد وأنشد لزهير * فلايا عرفت الدار بعد توهم * وقال الليث لم أسمع العرب تجعلها معرفة يقولون لايا عرفت وبعد لاى أي بعد جهد ومشقة وما كدت أحمله الالا ئا ( كاللاى كاللعى ) بالفتح مقصور وهو الابطاء وأيضا شدة العيش وأنشد الجوهرى : (1/8576)
وليس يغير خلق الكريم * خلوقة أئوابه واللاى قال ابن سيده اللاى من المصادر التى يعمل فيها ما ليس من لفظها كقولهم قتلته صبرا ورأيته عيانا ( واللاواء ) وهى الشدة قال الاصمعي وغيره يقال أصابتهم لأوا ولولاء وشصاصا ممدودة كلها الشدة وتكون اللاواء من شدة المرض وفى الحديث من كان له ثلاث بنات فصبر على لأوائهن كن له حجابا من النار قال ابن الاثير اللاواء الشدة وضيق المعيشة وفى حديث آخر من صبر على لاواء المدينة ( وألاى وقع فيها ) أي في اللاواء عن ابن السكيت ( والتأى ) الرجل ( أفلس ) نقله الجواهري ( و ) أيضا ( أبطأ ) نقله الجواهري وابن سيده ( واللاى كاللعى ) أي بفتح فسكون كذا في النسخ والصواب بالتحريك مقصور كما هو نص الصحاح ( الثور الوحشى ) عن أبى عبيد ونقل عن اللحيانى أيضا ( أو البقرة ) الوحشية وهو قول أبى عمرو ورواية عن اللحيانى واختاره أبو حنيفة وأنشد ابن الانباري : يعتاد أدحية يقين بقفرة * ميثاء يسكها اللاى والفرقد وحكى أبو عمرو بكم لاك هذه أي بكم بقرتك هذه وأنشد للطرماح : كظهر اللاى لو يبتغى ربه بها * لعنت وشقت في بطون الشواجن وفى كتاب أبى على لو تبتغى رية به * نهار العيت وهى رواية يعقوب وأبى موسى ومن قال لعنت فمن العناء ( ج ) ألاء ( كألعاء ) عن ابن الاعرابي ووزنه الجوهرى بأجبال في جبل ومنه الحديث وذكر فتنة والرواية يومئذ يستقى عليها أحب الى من ألآء يريد بعير يستقى عليه يومئذ خير من اقتناء البقر والغنم كأنه أراد الزراعة لان أكثر من يقتنى الثيران والغنم الزراعون كذا في النهاية ( وهى بهاء ) قال ابن الاعرابي لاة وألاة زنة لعاة وعلاة ( و ) اللاى ( الترس و ) اللاى ( ع بالمدينة ) على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ( و ) لاى ( كلعى ع آخر بها أيضا ) قال ابن سيده هو نهر من بلاد مزينة يدفع في العقيق ومنه قول كثير عزة : عرفت الدار قد أقوت بريم * الى لاى فدفع ذى يدوم زاد الصاغانى وليس أحد اللفظين تصحيفا عن الاخر ( ولاى اسم ) رجل وهو بسكون الهمزة كما هو المشهور به عليه أبو زكريا ووقع في نسخة الصحاح مضبوطا كلعا والصحيح الاول وهو لاى بن عصم بن شمخ بن فزارة وفى أسماء العرب أيضا لاى بن شماس ولاى بن دلف العجلى ولاى بن قحطان وآخرون ( تصغيره لؤى ) ووقع في المقدمة الفاضلية لابن الجوانى أنه تصغير اللاى كقف وهو ثور الوحش وقد قدمنا ان المعروف انه تصعير لاى بسكون الهمزة ( ومنه لؤى بن غالب بن فهر ) الجد التاسع لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهمز ولا يهمز والهمز أشبه قال علي بن حمزة العرب في ذلك مختلفون من جعله من اللاى همزه ومن جعله من لوى الرمل لم يهمزه قال شيخنا قال الشيخ على الشبر املسى في حواشيه على المواهب اقتصر عليه لان النقل عن الاسم أولى من اسم الجنس قال شيخنا ونقله شراحه وأقروه وفيه بحث أوردناه في شرح السيرة الجزرية وبينا ان الاعلام لا تنقل من الاعلام وانما تنقل من النكرات كما لا يخفى * ومما يستدرك عليه التأت على الحاجة تعسرت ولايت في حاجتى بالتشديد أبطأت ( لبى بالحج ) تلبية لم يشرله بحرف لكون أصله لبب وقد ذكر ( في ل ب ب ) قال الجوهرى وربما قالوا لبأت بالهمز وأصله غير الهمز ولبيت الرجل قلت له لبيك قال يونس بن حبيب الضبى النحوي لبيك ليس بمثنى وانما هو بمنزلة عليك واليك وحكى أبو عبيد عن الخليل ان أصل التلبية الاقامة بالمكان يقال ألببت بالمكان ولببت لغتان إذا أقمت به ثم قلبوا الباء الثانية الى الياء استثقالا كما قالوا تظنيت وانما أصله تظننت ( ى لبى من الطعام كرضى ) أهمله الجوهرى ولم يقل الصاغانى في التكملة ان الجوهرى أهمله وضبطه كرمى فتأمل ( لبيا ) بالفتح إذا ( أكثر منه و ) قال ابن الاعرابي ( اللباية بالضم شجر الامطى ) ونقله الفراء أيضا وأنشد * لباية من همق عيشوم * الهمق نبت والعيشوم اليابس والامطى الذى يعمل منه العلك ( ولبى مصغرا كسمى ) ولو اقتصر على قوله كسمى كان كافيا وهكذا ضبطه ابن الصلاح وضبطه ابن قانع على وزن فعلى ابن الصلاح ووهم ابن قانع فذكره في حرف الالف
فيمن اسمه أبى وهو ( ابن لبى ) كعلى هكذا ضبطه ابن الدباغ وهو من بنى أسد ( ولابي بن ثور صحابيان ) أما الاول فقد ذكره غير واحد في معجم الصحابة وذكروا الاختلاف الذى ذكرناه في اسمه وأما الثاني فلم أجدله ذكرا في معاجم الصحابة وأورده الحافظ في التبصير فقال لابي بن شقيق بن ثور السدوسى من أعراب الحجاج ولم يذكر فيه أنه صحابي فانظر ذلك وفى التكملة لابي بن ثور بن شقيق السدوسى ولم يذكر أنه صحابي ( ولبى كحتى ويثلث ع ) قال نصر لبى بضم وتشديد البا والياء ممالة جبل نجدى ثم المناسب ذكر هذا اللفظ في ل ب ب فان وزنه فعلى ويشهد لذلك وزنه بحتى وتقدم للمصنف هناك دير لبى كحتى مثلثة اللام موضع بالموصل وتقدم ان الصاغانى ونصرا ضبطاه بالكسر وأعاده هنا كأنه يشير بقوله موضع الى ذلك الذى بالموصل وهو غريب وقد نبهنا عليه هناك فانظره * ومما يستدرك عليه اللباية بالضم البقية من النبت عامة وقيل من الحمض وقيل هو دقيق الحمض والمعنيان متقاربان ذكره ابن سيده وحكى أبو ليلى لبيت الخبزة في النار أنضجتها ونقل الجوهرى عن الاحمر يقال بينهم الملتبية غير مهموز أي متفاوضون لا يكتم بعضهم بعضا انكارا وان كان المصنف أورده في الهمزة فالصواب ايراده هنا ونقله الازهرى أيضا وليس فيه انكارا قال وبنو فلان لا يلتبون فتاهم ولا يتغيرون شيخهم المعنى لا يزوجون الغلام صغير ولا الشيخ كبير اطلبا للنسل ومن هنا ظهر لك أن (1/8577)
كتابة هذا الحرف بالاحمر سهو ولبيان كعليان مثنى كسمى ما آن لبنى العنبر من تميم بين قبر العبادي والمثعلبية على يسار الحاج من الكوفة عن نصر ( واللبو كعدو ) أهمله الجوهرى ثم هو هكذا في النسخ والصواب في ضبطه بفتح فسكون كما هو نص المحكم فقال اللبو ( بن عبد القيس ) قبيلة من العرب النسب إليه لبوى بالتحريك على غير قياس ( وقد يهمز ) وقد تقدم هناك ( ولبوان جبل ) نجدى يقال له لبوان القبائل قاله نصر قال الصاغانى ونونه ذات وجهين ( واللبوة كعنوة ويكسرو وكسمرة وكقناة واللبة ) بالفتح ( واللب ) بالضم ( مخففين ) كل ذلك ( الاسدة ) لغات في اللبؤة بالهمز وقد مرت بتفصيلها هناك وعزوها الى من حكيت عنه في أول الكتاب فراجعه وفى المصباح الهاء في اللبوة لتأ كيد التأنيث كما في ناقة ونعجة لانه ليس لها مذكر من لفظها حتى تكون فارقة ويقال أجرى من اللبوة * ومما يستدرك عليه لبوان بن مالك بن الحرث أبو قبيلة من المعافر منهم عقبة بن نافع اللبوانى المحدث مات سنة 196 ( ى التى ) اسم مبهم للمؤنث وهو معرفة لا يجوز نزع اللام والالف منه للتنكير ولا يتم الا بصلة كما في الصحاح وفيه ثلاث لغات ( و ) أما قوله ( اللاتى ) كما في سائر النسخ فلا يعرف ولا أصل له ولا ذكره أحد من الائمة في المفرد ففيه تخليط لا يخفى نبه عليه شيخنا * قلت بل ذكره ابن سيده واياه قلد المصنف فصارت اللغات أربعة هاتان اللتان ذكرتا ( واللت ) بكسر التاء ( واللت ) باسكانها حكاهما اللحيانى يقال هي اللت فعلت وهى اللت فعلت وأنشد لا قيش بن ذهل العكلى : وأمنحه اللت لا يغيب مثلها * إذا كان نيران الشتاء نوائما قال ابن سيده التى واللاتي ( تأنيث الذى على غير صيغته ) ولكنها منه كبنت من ابن غير أن التاء ليست ملحقة كما تلحق تاء بنت ببناء عدل وانما هي للدلالة على التأنيث ولذا استجاز بعض النحويين ان يجعلها تاء تأنيث والالف واللام فيهما زائدة لازمة داخلة لغير التعريف وانما هن متعرفات بصلاتهن كالذى وسيذكر ( ج اللاتى ) ومنه قوله تعالى واللاتي يأتين الفاحشة ( واللات ) بحذف الياء وابقاء الكسر ومنه قول الشاعر : اللات كالبيض لما تعد أن درست * صفر الانامل من قرع القواقيز ( واللواتي ) بالياء وأنشد أبو عبيد من اللواتى والتى واللاتي * زعمن أن قد كبرت لداتى ( واللوات ) بلا ياء ومنه قول الشاعر : الا انتيابته البيض اللوات * ما ان لهن طوال الدهر ابدال ( واللائى ) بالهمزة كالقاضي ومنه قوله تعالى واللائى يئسن من المحيض قال ابن سيده ورأيت كثيرا استعمل اللائى لجماعة الرجال فقال أبى لكم أن تقسروا ونقوتكم * بسيل من اللائى تعادون شامل وقال الجوهرى في لوى وأما قول الشاعر من النفر اللاء الذين اذاهم * يهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا فانما جاز الجمع بينهما لاختلاف اللفظين أو لالغاء أحدهما ( واللاء ) كالباب هكذا في النسخ وبه ضبط بعضهم ويقال اللاء بسكون الالف ومنه قول الشاعر وهو الكميت وكانت من اللالا يعيرها ابنها * إذا ما الغلام الاحمق الام عيرا وفى الصحاح في لوى وان شئت قلت للنساء اللاء بالكسر بلاياء ولا مد ولا همز ومنهم من يهمز ( واللوى ) بحذف التاء ومنه قول الشاعر : جمعتها من أنؤق خيار * من اللوا شرفن بالصرار ( واللات ) ومنه قول الشاعر : أولئك اخواني وأخلال شيمتي * وأخدانك اللات تر بن بالكتم
فهى ثمانية لغات في الجمع اقتصر الجوهرى منها على خمسة وهى اللاتى واللات واللواتي واللوا وما عداهن عن ابن سيده قال وكله جمع التى على غير قياس ( و ) في ( تثنيتها ) ثلاث لغات ( اللتان ) بكسر النون وتخفيفها ( واللتان ) بتشديد النون ( واللتا ) بحذف النون نقله الجوهرى واقتصر ابن سيده على الاولى والاخيرة قال يقال هما اللتان فعلتا واللتا فعلتا قال الجوهرى وبعض الشعراء أدخل على التى حرف النداء وحروف النداء لا تدخل على ما فيه الالف واللام الا في قولنا يا ألله وحده فكأنه شبههابه من حيث كانت الالف واللام غير مفارقتين لها وقال : من اجلك يا التى تيمت قلبى * وأنت بخيلة بالود عنى ( وتصغيرها ) أي اللتى واللاتي واللات كما في المحكم واقتصر الجوهرى على التى ( اللتيا ) بالفتح والتشديد وهو المعروف وعليه اقتصر الجوهرى وهو مختار الفراء ( واللتيا ) بالضم والتشديد حكاه ابن سيده وابن السكيت من أهل البصرة ومنصه الحريري في درة الفواص تبعا لجماعة قال شيخنا وقد بينت في شرح الدرة انه لغة جائزة الا انها قلية وأنشد الجوهرى للراجز : بعد اللتيا واللتيا والتى * إذا علتها نفس تردت ( ومن أسماء الداهية اللتيا والتى ) يقال وقع فلان في اللتيا والتى نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه التى بضم الياء المشددة وكسرها لغة مثل الذى في الذى نقله شيخنا وقال ابن الاعرابي اللتى كغنى الملازم للموضع وقال غيره هو المرمى وتصغير اللاء واللائى اللؤيا واللويا وتصغير اللاتى اللتيات واللويات كما في المحكم وإذا ثنيت المصغر أو جمعته حذفت الالف وقلت اللتيان واللتيات وحكى (1/8578)
ابن السكيت في تصغير اللت بسكون التاء الليت ومختار الفراء والليت ولتالتى إذا نقص عن ابن الاعرابي قال الازهرى كأنه مقلوب من لات أوألت ( ى اللثى كاللعى ) بالفتح مقصور يكتب بالياء قاله المقالى ( شئ يسقط من شجر السمر ) كما في المحكم وفى الصحاح هو ماء يسيل من الشجر كالصمغ فإذا جمد فهو صعرور وقال القالى عن أحمد بن يحيى اللثى الصمغ وأنشد لبعض الاعراب : نحن بنو سواءة بن عامر * أهل اللثى والمغد والمغافر وفى التهذيب اللثى ما سال من ماء الشجرة من ساقها خاثرا وقيل شئ ينضحه الثمام فما سقط منه على الارض أخذ وجعل في ثوب وصب عليه الماء فادا سال من الثوب شرب حلوا وربما عقد قاله ابن السكيت قال الازهرى يسيل من الثمام وغيره وللعرفط لثى حلو يقال له المغافير وفى كتاب الجيم لثى الثمام ما يقع من دسمه الى الارض وأنشد يخبطها طاح من الخدام * جخادب فوق لثى الثمام ( و ) قال أبو حنيفة اللثى ( مارق من العلوك حتى يسيل ) فيجرى ويقطر وقد ( لثيت الشجرة كرضى لثا ) كذا في النسخ والصواب أن يكتب بالياء ( فهى لثية ) كفرحة ( خرج منها اللثى ) وفى التهذيب سال ( كألثت ) عن ابن سيده ( و ) لثيت الشجرة ( نديت وخرجنا نلتثى ونتلثى ) أي ( نأخذها ) وفى المحكم نأخذه ( وألثاه أطعمعه ذلك و ) اللثى ( كغنى المولع بأكله ) وفى التهذيب بأكل الصمغ وقال ابن الاعرابي والقياس لثوى ( وامرأة لثية ) كفرحة ( ولثياء ) وفى المحكم لثواء ( يعرق قبلها وجسدها ) وفى التهذيب امرأة لثية إذا كانا رطبة المكان ونساء العرب يتساببن به وإذا كانت يابسته فهى الرشوف ويحمد ذلك منها وفى كتاب أبى على القالى يقال للرجل يا ابن اللثية إذا شتم وعير بأمه يعنى العرق في هنها ( واللثى كالفتى الندى ) نفسه كذا في كتاب الجيم ( أو شبيهه ) قال الاخفش أصل اللثى الصمغ يخرج من السمرة قاطرا ثم يجمد ثم تتسع العرب فتسمى كل ندى وقاطر لثى ( و ) اللثى ( وطء الاخفاف ) وفى التكملة الاقدام ( في ماء أو دم ) وفى المحكم إذا كان مع ذلك ندى من ماء أو دم وأنشد * به من لثى أخفافهن نجيع * ( و ) اللثى ( اللزج من دسم اللين ) عن كراع وقال ابن ولاد اللثى وسخ الوطب وفى التكملة هو ما يلزق بالسقاء أو الا ناء من لثق وبلل ووسخ ( واللثاة اللهاة ) وسيأتى اللهاة قريبا ( و ) أيضا ( شجرة ) كالسدر ( كاللثة ) كعدة فيهما قال الجوهرى اللثة بالتخفيف ما حول الاسنان وأصلها لثى والهاء عوض من الياء وجمعها لثات ولثى ومثله في المصباح وفى المحكم اللثة مغرز الاسنان وجمعها لثى عن ابن الاعرابي وقال الازهرى في اللثة الدردور وهو مخارج الاسنان وفيها العمور وهو ما تصعد بين الاسنان وفى النهاية اللثة عمور الاسنان وهى مغارزها ( ولثى ) كرضى ( شرب الماء قليلا ) عن ابن الاعرابي ولكنه مكتوب بالالف قال ( و ) أيضا ( لحس القدر شديدا ) وليس في نصه شديدا * ومما يستدرك عليه تلثى الشجر سال منه اللثى وألثت الشجرة ما حولها ندته وفى الصحاح ألثت الشجرة ما حولها إذا كانت يقطر منها ماء زاد القالى بعد قوله ما حولها لثى شديد أو لثى الثوب وسخه وكذا من الوطب وقد لثى الثوب يلثى لثى ابتل من العرق
واتسخ ولثيت رجلى من الطين تلثى تلطخت به عن الازهرى وثوب لث على فعل إذا ابتل من العرق عن الجوهرى زاد الاخفش ولاث مثل حذرو حاذر واللثى يشبه به الريق ومنه قول الشاعر * عذب اللثى تجرى عليه البرهما * ويروى عذب اللثى بالكسر جمع لثة وفى كتاب الجيم أرض قد ألثاها الندى أي نداها قال واللثى ما لصق من البول وأنشد : يحابى بنافى الحق كل حبلق * لثى البول عن عرنينه يتفرق وذات اللثى واد عن نصر ولثى الكلب ولحدو لحن إذا ولغ في الاناء حكاه سلمة عن الفراء عن الدبيرية وتجمع اللثة على لثى كعتى عن الفراء ( ى التجى الى غير قومه ) أهمله الجوهرى والصاغانى وقال غيره أي ( ادعى ) وانتسب وتقدم في الهمزة التجأ إليه اعتصم به وذكر ابن سيده هنا اللجا هو الضفدع وهى لجاة والجمع لجوات قال وانما جئنا بهذا الجمع وان كان جمع سلامة ليتبين لك أن ألف اللجاة منقلبة عن واو والا فجمع السلامة في هذا مطرد ( ولحاه يلحوه ) لحوا ( شتمه ) وحكى أبو عبيد لحيته ألحاه لحوا وهى نادرة وسيأتى ( و ) لحا ( الشجرة ) لحوا ( قشرها ) وفى الصحاح لحوت العصا ولحيتها قشرتها ( كالتحاها ) عن الليث ومنه الحديث فالتحوكم كما يلتحى القضيب * ومما يستدرك عليه التحى جران البعير إذا قورمنه سير اللسوط وصحفه الليث بالخاء المعجة نبه عليه الصاغانى ( ى اللحية بالكسر ) هذا هو المشهور المعروف وحكى الزمخشري فيه الفتح وقال قرئ به قوله تعالى لا تأخذ بلحيتي وهو غريب نقله شيخنا ( شعر الخدين والذقن ) وقال الجوهرى اللحية معروف ( ج لحى ) بالكسر ( ولحى ) أيضا بالضم مثل ذروة وذرى عن يعقوب قال شيخنا هو من نظائر جزية وحلية لا رابع لها كما مر ( والنسبة لحوى ) بكسر ففتح الذى في المحكم قيل النسبة الى لحى الانسان لحوى ومثله في الصحاح وضبط لحويا بالتحريك قال ابن برى القياس لحى ( ورجل ألحى ولحيانى ) بالكسر ( طويلها أو عظيمها ) والمعنيان متقاربان ( واللحى ) بالفتح فالسكون ( منبتها ) من الانسان وغيره ( وهما لحيان ) قال الليث وهما العظمان اللذان فيهما الاسنان من كل ذى لحى ( وثلاثة ألح ) على أفعل الا انهم كسروا الحاء لتسلم الياء ( والكثير لحى ) على فعول مثل ثدى وظبى ودلى كما في الصحاح ( واللحيان بالكسر الوشل ) والصديع في الارض يخرفيه الماء ( و ) قيل ( خدود ) في الارض مما ( خدها السيل ) الواحدة لحيانة قاله شمر ( و ) أيضا ( اللحيانى ) وهو الطويل اللحية يقال رجل لحيان وهو مجرى في النكرة لانه لا يقال (1/8579)
للانثى لحيانة ( و ) لحيان ( أبو قبيله ) وهو لحيان بن مدركة بن هذيل سمى باللحيان بمعنى الصديع في الارض وليس تثنية للحى وقال الهمداني لحيان من بقايا جرهم دخلت في هذيل ( و ) اللحاء ( ككساء قشر الشجر ) ونقل عن الليث فيه القصر قال الازهرى والمدهو المعروف وفى المثل لا تدخل بين العصا ولحائها ( و ) لحيته ( كسعيته ) ألحاه لحيا ولحوا ( قشرته ) وأنشد الجوهرى لاؤس : لحينهم لحى العصا فطردنهم * الى سنة قرد انها لم تحلم ( و ) من المجاز لحيت ( فلانا ألحاه ) لحيا إذا ( لمته فهو ) لاح وذاك ( ملحى ) كمرمى قال الكسائي لحيت الرجل من اللوم لا غير ولحيت العود ولحوت بالياء والواو ( و ) من المجاز قولهم لحى ( الله فالانا ) أي ( قبحه ولعنه ) وفى المحكم لحاه الله قشره * قلت ومنه قول الحريري في المقامات : لحاك الله هل مثلى يباع * لكيما يشبع الكرش الجياع ( ولا حاه ملاحاة ولحاء ) ككتاب ( نازعه ) وخاصمه ومنه الحديث نهيت عن ملا حاة الرجال وفى المثل من لا حاك فقد عاداك ( وألحى ) الرجل ( أتى ما يلحى عليه ) أي يلام وألحت المرأة قال رؤبة * فابتكرت عادلة لا تلحى ( و ) ألحى ( العود آن له ا يقشر ولحى كهدى ويمد واد بالمدينة ) كذا في التكملة وفى كتاب نصر باليمامة واقتصر على المد قال هو واد فيه نخل كثير وقرى لبنى شكر يقال له ولحجر والهزمة والحضرمة الاعراض والعرض من أودية اليمامة ( ولحيان بالضم ) كذا في النسخ والصواب بالفتح والنون مكسورة ( واديان ) كأنهما باليمامة ( و ) لحيان ( بالفتح قصر النعمان ) بن المنذر بن ساوى ( بالحيرة وذو لحيان أسعد بن عوف ) بن عدى ابن مالك بن زيد بن شدد بن زرعة بن سبا الاصغر مقتضى سياقه انه بالفتح وقيده الهمداني كالصاغاني بالضم وقال هو في نسب أبرض ابن حمال المأربى نقله الحافظ ( وذو اللحية رجلان ) أحد هما الحميرى وكان ثطا فقلبوا ذلك وكذلك تفعل العرب والثانى كلابي واسمه شريح بن عامر بن عوف بن كعب ( ولحية التيس نبت ) معروف * ومما يستدرك عليه التحى الغلام نبتت لحيته والرجل صار ذا لحية وكرهها بعضهم ويقال للثمرة انها لكثيرة اللحاة وهو ما كسا النواة واللحاء اللعن والسباب واللواحى العذال وقال ابن الاعرابي في جمع اللحية لحى بالكسر ولحى على فعول ولحى بالكسر مع التشديد زاد غيره واللحاء ككساء ومنه قول الشاعر
* لا يغرنك اللحاء والصور * والتحلى بالعمامة ادارة كور منها تحت الحنك وقال الجوهرى هو تطويق العمامة تحت الحنك وقد جاء في الحديث وأبو الحسن على بن خازم اللحيانى ليس من بنى لحيان وانما كان عظيم اللحيه فلقب بها والتلاحى التنازع نقله الجوهرى ولا حاه ملاحاة لحاء استقصى عليه وأيضا دافعه ومانعة وأيضا لاومه وتلاحيا تشاتما وتلاوما وتباغضا ولحيا الغدير جانباه تشبيها باللحيين الذين هما جانبا الفم قال الراعى : وصبحن للصقرين صوب غمامة * تضمنها لحيا غدير يرو خانقه وذو لحا بالكسر مقصور موضع بين البصرة والكوفة عن نصرو عمرو بن لحى كسمى أول من سيب السوائب في الجاهلية ولحى جمل بالفتح موضع بين الحرمين وقيل عقبة وقيل ماء واللحية كسمية ثغر من ثغور اليمن والملحاء بالكسر ما يقشر به اللحاء وبنو لحية بالكسر بطن النسب إليهم لحوى على حد النسب الى اللحلية ( ى اللخى ) بالفتح مقصور يكتب بالياء على ما هو في المحكم والصحاح وهو في كتاب أبى على يكتب بالالف ومثله في التهذيب ( كثرة الكلام في باطل ) نقله الجوهرى والازهري ( وهو ألخى وهى لخواء ) وقد لخى بالكسر لخا ونقله القالى عن أبى زيد ( واللخى أيضا ) أي مقصور وهو مكتوب بالالف في الصحاح وكتاب أبى على ( ويمد ) نقله ابن سيده عن اللحيانى ونقله الازهرى أيضا وهو في كتاب الجيم بالمدو القصر واقتصر الجوهرى وغيره على القصر ( المسعط ) كما في الصحاح ( أو ضرب من جلود دابة بحرية ) مثل الصدف ( يستعط به ) نقله القالى عن الاصمعي وأنشد * وما التخت من سوء جسم بلخا * ( كالملخى ) كمنبر نقله الجوهرى وحده ومده اللحيانى ( ولخيته كرميته وألخيته أعطيته مالى ) وأنشد الازهرى لخيتك مالى ثم لم تلف شاكرا * فعش رويدا لست عنك بغافل فلخيته عن أبى عمرو نقله الازهرى وألخيته عن الجوهرى ( و ) أيضا ( سعطته ) وأنشد القالى للراجز فهن مثل الامهات يلخين * يطعمن أحيانا وحينا يسقين أراد يسعطن ( أو ) لخيته وألخيته ( أو جرته الدواء ) نقله ابن سيده ( والتخى صدر البعير قد منه سيرا ) للسوط وبه فسر قول جران العود : عمدت لعود فالتخيت جرانه * وللكيس أمضى في الامور وأنجح يذكر أنه اتخذ سيرا من صدر البعير لتأديب نسائه كذا في المحكم وقال الازهرى الصواب بالحاء وهو من لحوت العود ولحيته إذا قشرته ونبه عليه الصاغانى أيضا ( ولاخى ملاخاة ولخاء ) ككتاب ( صادق و ) في التهذيب ( حالف ) كذا في النسخ والصواب خالف ( و ) أيضا ( صانع ) كلاهما عن الليث وأنشد ولا خيث الرجال بذات بينى * وبينك حين أمكنك للخاء أي وافقت وقال أبو حزام زيرزور عن القذاريف نور * لا يلاخين ان لصون الغسوسا ( و ) أيضا ( حرش و ) لاخى ( به وشى ) كلاهما عن ابن سيده وقال الطرماح : فلم نجزع لمن لاخى علينا * ولم يذر العشيرة للجناب وقال الليث اللخاء الملاخاة وهو التحريش والتحميل تقول لا خبت بى عند فلان أي أثبت بى عنده ملاخاة ولخاء قال الازهرى هو (1/8580)
بهذا المعنى تصحيف من الليث ونقله الصاغانى عن الليث وأقره عليه ( ضد ) قال ابن سيده وانما قضينا بأن كل هذا ياء لما مر من أن اللام ياء أكثر منها واوا ( وبعير لخ ) منقوص نقله الجوهرى ( وألخى احدى ركبتيه أعظم من الاخرى ) مثل الا ركب كما في الصحاح وقد لخى لخا ويكتب بالالف كما في كتاب أبى على ( واللخواء للانثى ) يقال ناقة لخواء ( و ) اللخواء ( المرأة الواسعة الجهاز ) عن الاصمعي والذى في الصحاح اللخى نعت القبل المضطرب الكثير الماء وفى المحكم امرأة لخواء في فرجها ميل ( و ) اللخواء ( من العقبان التى منقارها الاعلى أطول من الاسفل ) نقله الجواهري ( والتخى الصبى أكل خبزا مبلولا والاسم اللخاء كالغذاء ) زنة ومعنى نقله الجوهرى والازهري * ومما يستدرك عليه اللخى بالفتح مقصور أن تكون احدى خاصرتي الرجل أعظم من الاخرى نقله الازهرى وهو قول الاصمعي وقال القالى هو استرخاء أحد شقى البطن يقال امرأة لخواء ورجل ألخى ونساء لخو يكتب بالالف والتخى يلتخى إذا سعط ومنه قول الراجز * وما التخت من سوء جسم بلخا * وقد تقدم وقال ابن الاعرابي اللخاميل في الفم وقال ابن سيده اللخاميل في العلبة والجفنة قال اللخا غار الفم وقال الجوهرى الالخى المعوج وفى كتاب الجيم اللخواء العلبة وأنشد للسليك : ولخواء أعياها الاطارد ميمة * بها لخن أشفارها لاتقلم والملخاء كمحراب المسعط عن اللحيانى ( ولخوتة ) ألخوه لخوا ( سعطته ) لغة في لخيته نقله الجوهرى وغيره ( ولخوة بن جشم ابن مالك م ) معروف أي عند أئمة النسب وهو لخوة ابن جشم بن مالك بن كعب بن القين ( ى لدى لغة في لدن ) قال الله تعالى وألفيا سيدها لدى الباب واتصاله بالمضمرات كاتصال عليك واليك وقد أغرى به الشاعر في قوله : فدع عنك الصبا ولديك هما * توقش في فؤادك واختيالا
وفى المصباح لدن ولدى ظرفا مكان بمعنى عند الا انهما لا يستعملان الا في الحاضر وقد يستعمل لدى في الزمان ( واللدة كعدة الترب ج لدات هنا يذكر لا في ول د ووهم الجوهرى ) فذكره في ول د وقال الهاء عوض من الوا والذاهبة من أوله لانه من الولادة قال شيخنا وكذلك ذكره ابن فارس هناك كغيره من المصنفين من أهل اللغة واعترضه الصاغانى ( و ) قالى ويبطل ما ذهبا إليه قول ابن الاعرابي انه يقال ( ألدى ) فلان إذا ( كثرت لدانه ) ولو كان كما قال الجوهرى وغيره لقيل أولد فلان وتكلف المقدسي في حاشيته للجواب فقال ويمكن أن يجاب عنهم بانه لو قيل أولد لحصل التباس بمعنى أوجد أولاد أو نحوه قال شيخنا قد تبع المصنف الجوهرى هناك غير منبه عليه بل كلامه هناك صريح في اصالته لانه قال انه يصغر على وليدات ويجمع وليدون لالدياء ولديون كما غلط فيه بعض العرب فهذا صريح في أن فاءه واو كعدة لان التصغير والتكسير يردان الاشياء الى أصولها ثم أقول يجوز كون قولهم ألدى مقلوب أولد وقد يقال وهو الظاهر ان كلا من القولين صحيح وانهما مادتان كل واحدة صحيحة في نفسها لكمال تصرفها وهو الظاهر الجارى على قواعد هم فلاغلط والله أعلم ( ى الذى اسم موصول ) مبهم للمذكر ( صيغ ليتوصل به الى وصف المعارف بالجمل ) ولا يتم الا بصلة وأصله لذى فأدخل عليه الالف واللام ولا يجوز أن ينزعا منه لتنكير كما في الصحاح وقيل أصله لذزنة عم قال الجوهرى وزعم بعضهم ان أصله ذا لانك تقول ماذا رأيت بمعنى ما الذى رأيت وهذا بعيد لان الكلمة ثلاثية ولا يجوز أن يكون أصلها حرفا واحد وفيه لغات ( كاللذ بكسر الذال وسكونها ) وأنشد الفراء : فكنت والامر الذى قد كيدا * كاللذ ترى ربيئة فاصطيدا ( والذي مشددة الياء مضمومة ومكسورة ولذي مخففة الياء محذوفة اللام ) على الاصل فهى ست لغات وشاهد اللذى مشددة الياء قول الشاعر : وليس المال فاعلمه بمال * من الاقوام الا للذى يريد به العلاء ويمتهنه * لا قرب أقربيه وللقصى ( وتثنيته اللذان ) بكسر النون الخفيفة وبتشديدها ( و ) منهم من يقول هذان ( اللذا ) هذا على من يقول في الواحد اللذ باسكان الذال فانهم لما أدخلوا في الاسم لام المعرفة طرحوا الزيادة التى بعد الذال وأسكنت الذال فلما ثنوا حذفوا النون فأدخلوا على الاثنين بحذف النون ما أدخلوا على الواحد باسكان الذال ففى التثنية ثلاث لغات وقد أغفل المصنف ذكر تشديد النون وهو في الصحاح وغيره وأنشد الجوهرى للاخطل : أبنى كليب ان عمى اللذا * قتلا الملوك وفككا الا غلالا ( ج الذين ) في الرفع والنصب والجر ومنهم من يقول في الرفع اللذون وقول الشاعر : فان أدع اللواتى من أناس * أضاعو هن لا أدع الذينا فانما تركه بلا صلة لانه جعله مجهولا كما في الصحاح وروى ان الخليل وسيبويه قالا ان الذين لا يظهر فيه الاعراب لان الاعراب انما يكون في أواخر الاسماء والذى والذين مبهمان لا تتم الا بصلاتها فلذا منعت الاعراب فان قيل فما بالك تقول أتانى اللذان في الدار ورأيت الذين في الدار فتعرب كل مالا يعرب في الواحد وفى تثنيته نحو هذان وهذين وانت لا تعرب هذا ولا هؤلاء فالجواب ان جميع مالا يعرب في الواحد مشبه بالحرف الذى جاء لعنى فان ثنيته فقد بطل شبه الحرف الذى جاء لمعنى فان حروف المعاني (1/8581)
لا تثنى فان قيل فلم منعته الاعراب في الجمع قلت لان الجمع الذى ليس على حد التثنية كالواحد ألا ترى انك تقول في جمع هذا هؤلاء يافتى فجعلته اسما واحدا للجمع وكذا قولك الذين اسم للجمع قال ومن الذين على حد التثنية قال جاءني اللذون في الدار ورأيت الذين في الدار وهذا لا ينبغى أن يقع لان الجمع يستغنى فيه عن حد التثنية والتثنية ليس لها الا ضرب واحد ( والذى كالواحد ) ففى جمعه لغتان قال الراجز : يا رب عبس لا تبارك في أحد * في قائم منهم ولا فيمن قعد * الا الذى قاموا بأطراف المسد وأنشد الجوهرى لا شهب بن رميلة وان الذى حانت بفلج دماؤهم * هم القوم كل القوم يا أم خالد وبه احتج ابن قتيبة على الاية وهى قوله مثلهم كمثل الذى استوقد نارا فقال أي كمثل الذين استوقدوا نارا فالذي مؤد عن الجمع هنا قال ابن الانباري احتجاجه على الاية بهذا البيت غلط لان الذى في القرآن اسم واحد ربما أدى عن الجمع ولا واحد له والذى في البيت جمع واحده اللذ وتثنيته اللذا قال والذى يكون مؤديا عن الجمع وهو واحد لا واحد له مثل قول الناس * أوصى بمالى للذى غزا وحج * معناه للغازين والحجاج وقوله تعالى ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذى أحسن قال الفراء معناه تماما للمحسنين أي للذين أحسنوا قال ومعنى كمثل الذى استوقد أي مثل هؤلاء المنافقين كمثل رجل كان في ظلمة فأوقد نارا فأبصر بها ما حوله فبينا هو كذلك طفئت فرجع الى ظلمته الاولى فكذا المنافقون كانوا في الشرك فأسلموا فلما نافقوا رجعوا
الى الحيرة التى كانوا فيها ( ولذي به كرضى سدك ) أي لزم وأقام * ومما يستدرك عليه اللذان بتشديد النون مثنى الذى ذكره الجوهرى وغيره وقد أشرنا إليه قال ابن السكيت في كتاب التصغير تصغير اللذ بكسر الذال الليذ مشددة الياء مكسورة الذال ومن قال هما اللذا قال هما الليذا انتهى وقال غيره تصغير الذى اللذيا بالفتح والتشديد فإذا ثنيت المصغر أو جمعته حذفت الالف فقلت اللذيان واللذيون * ومما يستدرك عليه اللذوى فعلى من اللذة وهو الاكل والشرب بنعمة وكفاية وفى حديث عائشة وقد ذكرت الدنيا قد مضت لذواها وبقيت بلواها وقال ابن سيده ليس من لفظها وانما هو من باب سبطر ولال وما أشبهه ( ولسا ) أهمله الجوهرى وفى التهذيب عن ابن الاعرابي لسا ( أكل أكلا شديد ) وفى التكملة كثيرا وفى التهذيب أكلا يسيرا ولعله غلط أو تصحيف قال الازهرى أصله اللس وهو الاكل * ومما يستدرك عليه اللسى كغنى الكثير الاكل من الحيوان عن ابن الاعرابي ( ولشا ) أهمله الجوهرى والليث وقال ابن الاعرابي إذا ( خس بعد رفعة ) قال ( واللشى كغنى الكثير الحلب ) * ومما يستدرك عليه تلاشى الشئ اضمحل وقد ذكرته في الشين ( واصاه ) أهمله الجوهرى وفى التهذيب لصاه يلصوه ( و ) يلصو ( إليه ) إذا ( انضم إليه لريبة و ) لصا ( المرأة ) لصوا ( قذفها ) عن ابن دريد وقيل اللصو والقفو القذف للانسان بريبة ينسبه إليها لصاه يلصوه ويلصبه إذا قذفه وقيل لامرأة ان فلانا قد هجاك فقالت ما قفا ولا لصا أي لم يقذف يقال منه رجل لاص مثل قاف وفيه لغة أخرى لصاه يلصاه قال ابن سيده وهى نادرة ( ى لصى إليه كرمى ورضى ) أهمله الجوهرى وقال الازهرى ( انضم إليه لريبة ) ونصه لصى فلانا يلصوه ويلصيه قال ويلصى أعرفهما وأنشد : انى امرؤ عن جارتي غبى * عف فلا لاص ولا ملصى أي لا يلصى الى ريبة ولا يلصى إليه وقيل أي لا قاذف ولا مقذوف وفى المحكم لصيا قذفه وفى التكملة وبعضهم يقول لصى يلصى ( و ) قولهم ( خصى بصى لصى اتباع ) * ومما يستدرك عليه لصاه لصيا عابه والملصى المقذوف والمعيوب والاسم منهما اللصاة وقيل اللصا واللصاة أن ترمى الانسان بما فيه وبما ليس فيه واللاصى العسل والجمع لواص قال أمية الهذلى : أيام أسألها النوال ووعدها * كالراح مخلوطا بطعم لواصى قال ابن جنى لام اللاصى ياء لقولهم لصاه اعابه وكأنهم سموه به لتعلقه بالشئ وتدنيسه له وقال مخلوطا ذهب به الى الشراب ولصى يلصى أثم وأنشد أبو عمرو لراجز من بنى قشير توبى من الخطا فقد لصيت * ثم اذكرى الله إذا نسيت ( ولضا ) أهمله الجوهرى وقال غيره إذا ( حذق الدلالة ) ومثله في التكملة ووقع في نسخ التهذيب بالدلالة ( ى اللطاة الارض والموضع ) وأنشد الازهرى لابن أحمر فألقى التهامى منهما بلطاته * وأحلط هذا الا أعود ورائيا قال أبو عبيدى أي أرضه وموضعه قال شمرلم يجد أبو عبيد في لطاته قال ويقال ألقى لطاته إذا قام فلم يبرح كألقى أرواقه وجراميزه ( و ) اللطاة ( الجهة ) يقال بيض الله لطاتك أي جهتك عن ابن الاعرابي ( أو وسطها ) يستعمل في الفرس وربما استعمل في الانسان ( و ) قال أبو عمرو اللطاة ( اللصوص يكونون باقرب منك ) فإذا فقدت شيأ قيل لك أنتم أحدا فتقول لقد كان حولي لطاة سوء ولا واحد لها نقله أبو على القالى ( والملطاة ) بالكسر ( السمحاق من الشجاج ) وهى التى بينها وبين العظم القشرة الرقيقة نقله الجوهرى عن أبى عبيد وفى المصباح اختلفوا في الميم فمنهم من يجعلها زائدة ومنهم من يجعلها أصلية ويجعل الالف زائدة فوزنها على الزيادة مفعلة وعلى الاصالة فعلاة ولهذا تذكر في البابين ( كالملطية ) كذا في النسخ وفى التكملة الملطية الملطاء عن ابن الاعرابي وضبطه كمحسنة (1/8582)
وفى الحديث ان الملطى بدمها قال أبو عبيد معناه انه حين يشج صاحبها يؤخذ مقدارها تلك الساعة ثم يقضى فيها بالقصاص أو الارش لا ينظر الى ما يحدث فيها بعد ذلك من زيادة أو نقصان قال هذا قول أهل الحجاز وليس بقول أهل العراق ( ولطى كسعى ) وفى التكملة عن شمر لطى يلطى إذا ( لزق بالارض ) فلم يكد يبرح هكذا رواه بلا همز وقد تقدم ذلك في الهمزة ومنه قول الشماخ : فوافقهن أطلس عامري * لطى بصفائح متساندات أراد الصياد أي لزق بالارض ( ولطينى كرضينى أثقلني ) ويكون ذلك إذا حمله مالا يطيق ( ولطيته بذلك ظننت عنده ذلك ) قال ابن القطاع لطيته بمال كثير لطيا أزننته ( وتلطى على العدوا انتظر غرتهم أو كان له عندهم طلبة فأخذ من ما لهم شيأ فسبق به ) * ومما يستدرك عليه الملطاء كمحراب لغة في الملطى بالقصر في لغة الحجاز نقله الجوهرى عن أبى عبيد عن الواقدي واللطاة الثقل جمعه اللطى ومنه ألقى عليه لطاته أي ثقله وقيل أي نفسه وقال أبو عمرو لطاته متاعه وما معه ويقال في الاحمق من رطاته لا يعرف قطاته من لطاته أي مقدمه من مؤخره أو أعلاه من أسفله ولطا موضع في شعر عن نصر وفى الحديث بال فمسح ذكره بلطى قال ابن
الاثير هو قلب ليط جمع ليطة كما قيل في جمع فوقة فوق ثم قلبت فقيل فقا والمراد به هنا ما قشر من وجه الارض من المدر والملطى كمنبر لغة في الملطاة نقله الجوهرى ( ولطا يلطو ) أهمله الجوهرى وقال غيره إذا ( التجأ الى صخرة أو غار ) نقله الصاغانى في التكملة ( ى اللظى كالفتى ) يكتب بالياء وفى كتاب أبو على بالالف ( النار ) نفسها غير مصروفة قال الله تعالى كلا انها لظى ( أو لهبها ) الخالص وفى كتاب أبى على التهابها قال الافوه : في موقف ذرب الشبا وكأنما * فيه الرجال على الاطائم واللظى ( ولطى معرفة ) لا تنصرف اسم من أسماء ( جهنم ) أعاذنا الله تعالى منها ( ولظيت كرضيت لظى والتظت وتلظت ) أي ( تلهبت ولظاها تلظية ) وفى الصحاح التظاء النار التهابها وتلظيها ومنه قول تعالى نارا تلظى ( وذو لظى ع ) كذا في النسخ وفى كتا أبى على ذات لظى موضع وأنشد * بذات اللظى خشب تجرالى خشب * وقال نصر ذات اللظى موضع من حرة النار بين خيبر وتيماء وروى عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن ابن المسيب أن رجلا أتى عمر فقال ما اسمك قال جمرة فقال ابن من قال ابن شهاب فقالب ممن قال من الحرفة قال أين تسكن قال حرة النار بأيها قال بذات اللظى قال أدرك الحى لا يحترقوا وفى رواية أن الرجل عاد الى أهله فوجد النار قد أحاطت بهم فأطفأها * قلت صاحب هذه القصة حزام بن مالك بن شهاب بن جمرة وفيه قال عمر انى لا ظن قومك قد احترقوا ثم قال نصرو غالب ظنى أن ذات اللظى أيضا موضع قرب مكة * ومما يستدرك عليه التظت الحراب اتقدت على المثل قال الشاعر : وهو إذا الحرب هفا عقابه * كره اللقاء تلتظى حرابه وتلظت المفازة اشتد لهبها وتلظى غضبا والتظى توقد حتى صار كالجمر وقال يعقوب في نوادر الكلام لظى الحديدة أسلتها وطرفها ( واللعو السئ الخلق ) نقله الصاغانى ( والفسل ) الذى لا خير فيه ( و ) أيضا ( الشره ) وفى الصحاح الشهوان ( الحريص كاللعا ) مقصور يكتب بالالف كما في كتاب أبى على والصحاح قا الفراء رجل لعو ولعا وهو الشره الحريص وأنشد ابن برى للراجز : فلا تكونن ركيكا ثيتلا * لعو امتى رأيته تقهلا ( وهى بهاء ) يقال امرأة وكلبة وذئبة لعوة كله حريصة تقاتل على ما يؤكل ( ج لعاء ) بالكسر والمد ولعوات بالتحريك أيضا ( واللعوة السواد حول حلمة الثدى ) وبه سمى ذو لعوة نقله الجوهرى عن الفراء ( ويضم ) عن كراع واللوعة لغة فيه ( و ) اللعوة ( الكلبة ) من غير أن يخصوها بالشرهة الحريصة والجمع كالجمع ( كاللعاة ) والجمع اللعا كالحصاة والحصا ( وذو لعوة قيل ) من أقيال حمير للعوة كانت في ثديه ( و ) أيضا ( رجل آخر ) يعرف كذلك ( واللاعى الذى يفزعه أدنى شئ ) عن ابن الاعرابي ويقال هاع لاع أي جبان جزوع وأنشد لابي وجزة لاع يكاد خفى الزجر يفرطه * مستربع لسرى الموماة هياج ( وتلعى العسل ) ونحوه ( تعقدو ) يقال خرج يتلعى ( اللعاع ) وهو أول نبت الربيع إذا ( خرج يأخذه ) قال الجوهرى أصله يتلعع فكرهوا ثلاث عينات فابدلوا الثالثة ياء ( والالعاء السلاميات ) عن ابن الاعرابي ( واللاعية شجيرة في سفح الجبل لها نور أصفر ولها لين وإذا ألقى منه شئ في غدير السمك أطفاها وشرب ورقه مدقوقا يسهل قويا ولبنه أيضا يسهل ويقئ البلغم والصفراء ) * قلت هذه الشجرة تعرف في اليمن بالظمياء * ومما يستدرك عليه يقال للعاثر لعالك عاليا دعاء له بأن ينتعش من سقطته وأنشد الجوهرى للاعشى : بذات لوث عفرناة إذا عثرت * فالتعس أدنى لها من أن أقول لعا زاد ابن سيده ومثله دع دعا قال رؤبة وان هوى العاثر قلنا دع دعا * له وعالينا بتنعيش لعا فقلت ولم أملك لعالك عاليا * وقد يعثر الساعي إذا كان مسرعا ويقال لالعا لفلان أي لا اقامه الله ويقال هو يلعى به أي يتولع به يروى بالعين وبالغين ولعوة الجوع حدته ويقال ما بها لاعى قرو أي ما بها من يلحس عسا معناه ما بها أحد عن ابن الاعرابي وبنو لعوة قوم من العرب وألعى ثديها إذا تغير للحمل وألعت الارض أنبتت اللعاع كلا هما عن ابن القطاع والاخير نقله الجوهرى أيضا ( واللغة ) بالضم وانما أطلقه اشهرته وان اغتر بغض بالاطلاق (1/8583)
فظن الفتح لغة فلا يعتد بذلك أشار له شيخنا قال ابن سيده اللغة اللسن وحدها أنها ( أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ) وقال غيره هو الكلام المصطلح عليه بين كل قبيل وهى فعلة من لغوت أي تكلمت أصلها لغوة ككرة وقلة وثبة لاماتها كلها واوات وقال الجوهر أصلها لغى أو لغو والهاء عوض زاد أبو البقاء ومصدره اللغو وهو الطرح فالكلام لكثرة الحاجة إليه يرمى به وحذفت الواو تخفيفا ( ج لغات ) قال الجوهرى وقال بعضهم سمعت لغاتهم بفتح التاء وشبهها بالتاء التى يوقف عليها بالهاء انتهى وفى المحكم قال أبو عمرو لابي خيرة سمعت لغاتهم قال وسمعت لغاتهم فقال يا أبا خيرة أريد أكشف منك جلدا جلدك قدرق ولم يكن أبو عمرو
سمعها ( ولغون ) بالضم نقله القالى عن ابن دريد ونقله الجوهرى وابن سيده ( ولغا لغوا تكلم ) ومنه الحديث من قال في الجمعة ضه فقد لغا أي تكلم ( و ) لغا لغوا ( خاب ) وبه فسر ابن شميل حديث الجمعة فقد لغا ( ثريدته ) لغوا ( رواها بالدسم ) كلوغها ( وألغاه خيبه ) رواه أبو داود عن ابن شميل ( واللغو واللغى كالفتى السقط وما لا يعتد به من كلام وغيره ) ولا يحصل منه على فائدة ولا نفع كذا في المحكم وأنشد الجوهرى للعجاج * عن اللغا ورفث التكلم * وقال القالى اللغا واللغو صوت الطائر وكذلك كل صوت مختلط قال الجعدى : كأن قطا العين الذى خلف ضارج * جلاب لغا أصواتها حين تقرب قال الذى لانه أراد الماء ( كاللغوى كسكرى ) وهو ما كان من الكلام غير معقود عليه قاله الازهرى قال ابن برى وليس في كلام العرب مثل اللغو واللغا الا قولهم الا سو والاسا أسوته أسوا وأسا أصلحته * قلت ومثله النجو والنجا للجلد كما سيأتي ( و ) اللغو واللغا ( الشاة لا يعتد بها في المعاملة ) وقد ألغى له شاة وكل ما أسقط فلم يعتد به ملغى قال ذو الرمة : ويهلك وسطها المرئى لغوا * كما ألغيت في الدية الحوارا وفى الصحاح اللغو مالا يعد من أولاد الابل في دية أو غيرها لصغرها وأنشد البيت المذكور قال ابن سيده عمله له جرير فلقى الفرزدق ذاالرمة فقال أنشدني شعرك في المرئى فانشده فلما بلغ هذا البيت قال له الفرزدق حس أعد على فأعاد فقال لاكها والله من هو أشد فكين منك ( و ) معنى قوله تعالى ( لا يؤخذ كم الله باللغو ) في أيمانكم ( أي ) لا يؤاخذ كم ( بالاثم في الحلف إذا كفرتم ) كما في المحكم وفى النهاية اللغو سقوط الاثم عن الحالف إذا كفر يمينه وفى الصحاح اللغو في الايمان مالا يعقد عليه القلب كقول الرجل في كلامه بلى والله ولا والله وفى التهذيب حكاه الفراء عن عاشة رضى الله تعالى عنها قال وهو ما يجرى في الكلام على غير عقد قال وهو أشبه ما قيل فيه من كلام العرب وقال الحر الى اللغو ما تسبق إليه الا لسنة من القول على غير عزم قصد إليه وقال الراغب اللغو من الكلام مالا يعتد به وهو الذى لا يورد عن روية وفكر وهو صوت العصافير ونحوها من الطيور ولغا الرجل تكلم باللغو وهو اختلاط الكلام ويستعمل اللغو فيما لا يعتد به ومنه اللغو في الايمان أي مالا يعقد عليه القلب وذلك ما يجرى وصلا للكلام بضرب من العادد كلا والله وبلى والله قال ومن الفرق اللطيف قول الخليل اللغط كلام بشئ ليس من شأنك والكذب كلام بشئ تغربه والمحال كلام بشئ مستحيل والمستقيم كلام بشئ منتظم واللغو كلام بشئ لم ترده انتهى وفى التهذيب قال الاصمعي ذلك الشئ لك لغوا ولغا ولغوى وهو الشئ الذى لا يعتد به وقال ابن الاعرابي لغا إذا حلف بيمين بلا اعتقاد وفى الصحاح لغا يلغو لغوا أي قال باطلا يقال لغوت باليمين وقال ابن الاثير قيل لغو اليمين هي التى يحلفها الانسان ساهيا أو ناسيا أو هو اليمين في المعصية أو في الغضب أو في المراء أوفى الهزل ( ولغى في قوله كسعى ودعا ورضى ) يلغو لغوا ويلغى الاولى عن الليث ( لغا ولا غية وملغاة ) أي ( أخطأ ) أنشد ابن برى لعبد المسيح بن عسلة : باكرته قبل ان تلغى عصافره * مستحفيا صاحبي وغيره الحافى قال هكذا روى تلغى وهو يدل على ان فعله لغا الا ان يقال فتح لحرف الحلق فيكون ماضيه لغا ومضارعه يلغو ويلغى فاللاغية هنا مصدر بمعنى اللغو كالعاقبة والجمع اللواغى كراغية الابل ورواغيها وفى الحديث والحمولة المائرة لهم لاغية المائرة الابل التى تحمل الميرة ولاغية أي ملغاة لا يلزمون عليها صدقة وفى حديث سلمان اياكم وملغاة أول الليل يريد السهر فيه فانه يمنع من قيام الليل مفعلة من اللغو بمعنى الباطل وقرئ والغوا فيه والغوا فيه بالفتح والضم ( وكلمة لاغية ) أي ( فاحشة ) ومنه قوله تعالى لا تسمع فيها لاغية قال ابن سيده وأراه على النسب أي ذات لغو واليه ذهب الجوهرى وقال هو مثل تامر ولابن لصاحب التمر واللبن وقال الازهرى كلمة لاغية أي قبيحة أو فاحشة وقال قتادة في تفسير الاية أي باطلا وقال مجاهد أي شتما ( واللغوى ) كسكرى ( لغط القطا ) وأنشد ابن سيده للراعي : صفر المناخر لغواها مبينة * في لجة الليل لما راعها الفزع ( ولغى به كرضى لغا ) إذا ( لهج به ) كما في الصحاح والمحكم زاد الراغب لهج العصفور بلغاه ومنه قيل للكلام الذى تلهج به فرقة لغة واشتقاقه من ذلك وفى كتاب الجيم لغى به لغا أولع به ( و ) لغى ( بالماء ) وفى الصحاح بالشراب إذا ( أكثر منه ) زاد ابن سيده ( وهو لا يروى مع ذلك و ) قال أبو سعيد إذا أردت أن تنتفع بالاعراب ف ( استلغ العرب ) أي ( استمع لغاتهم من غير مسألة ) وفى الاساس وإذا أردت ان تسمع من الاعراب فاستلغهم أي استنطقهم فعلى هذا القول السين للطلب ( وقول الجوهرى لنباح الكلب لغو
واستشهاده بالبيت باطل وكلاب في البيت هو ابن ربيعة بن عامر ) بن صعصعة ( لا جمع كلب ) * قلت نصه في الصحاح ونباح الكلب لغو أيضا وقال * فلا تلغى لغيرهم كلاب * أي لا تقتنى كلاب غيرهم كذا وجد بخطه وفى بعض النسخ أي لا تعتني كلاب (1/8584)
غيرهم قال شيخنا والبيت نسبوه لناهض الكلابي وصدره * وقلنا للدليل أقم إليهم * ورواه السيرافى عن أبيه مثل رواية الجوهرى قال وقد غلطوه وقالوا الرواية تلغى بفتح التاء ومعناه تولع * قلت وهكذا هو في نسخ الصحاح بفتح التاء ويروى بغيرهم وأما قول المصنف لا جمع كلب فهو غريب وقال ابن القطاع ولغيت بالشئ لهجت به قال * فلا تلغى بغير هم الركاب * فتأمل وقرأت في كتاب الاغانى لابي الفرج الاصبهاني في ترجمة ناهض ما نصه هو ابن ثومة بن نصيح بن نهيك بن ابام بن جهضم بن شهاب بن أنس بن ربيعة ابن كعب بن أبى بكر بن كلاب شاعر بدوى فصيح اللسان من شعراء الدولة العباسية وكان يقدم البصرة فيكتب عنه شعره وتؤخذ عنه اللغة روى ذلك عنه الرياشى وغيره من البصريين ثم قال أخبرني جعفر بن قدامة الكاتب حدثنى أبو هفان حدثنى غدير بن ناهض بن ثومة الكلابي قال كان شاعر من بنى نمير يقال له رأس الكبش قد هجا عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير زمانا فلما وقعت الحرب بيننا وبين غير قال عمارة يحرض كعبا وكلابا ابني ربيعة على بنى نمير : رأيتكما يا ابني ربيعة خرتما * وغردتما والحرب ذات هدير في أبيات أخر قال فار تحلت كلاب حين أتاها هذا الشعر حتى أتوا نميرا وهى بهضبات يقال لهن واردات فقتلوا واجتاحوا وفضحوا نميرا ثم انصرفوا فقال ناهض بن ثومة يجيب عمارة عن قوله : يحضضنا عمارة في نمير * لشغلهم بنا وبه أرابوا سلوا عنا نميرا هل وقعنا * ببرزتها التى كانت تهاب ألم تخضع لهم أسد ودانت * لهم سعد وضبة والرباب ونحن نكرها شعثا عليهم * عليها الشيب منا والشباب رعينا من دماء بنى قريع * الى القلعين أيهما اللباب صبحناهم بأرعن مكفهر * يدب كأن رايته عقاب أخش من الصواهل ذى دوى * تلوح البيض فيه والحراب فاشعل حين حل بواردات * وثار لنقعه ثم انتصاب صبحناهم بها شعث النواصي * ولم يفتق من الصبح الحجاب فلم تغمد سيوف الهند حتى * تعيلت الحليلة والكعاب انتهى والبيت الذى ذكره الجوهرى من هذه القصيدة الا أنى لم أجده فيها في نسخة الاغانى وسياقه دال على ان المراد بكلاب في قوله القبيلة لا جمع كلب وهو ظاهر والله أعلم * ومما يستدرك عليه لغى بشئ لزمه فلم يفارقه والطير تلغى بأصواتها أي تنغ واللغو الباطل عن الامام البخاري وبه فسر الايه وإذا مروا باللغو وألغى هذه الكلمة رآها باطلا وفضلا وكذا ما يلغى من الحساب وألغاه أبطله وأسقطه وألقاه وروى عن ابن عباس انه ألغى طلاق المكره واستلغاه أراده على اللغو ومنه قول الشاعر : وانى إذا استلغانى القوم في السرى * برمت فألفوني على السر أعجما ويقال ان فرسك لملاغى الجرى إذا كان جريه غير جرى جد قال * جد فلا يلهو ولا يلاغى * وفى الاساس الملاغاة المهازلة وهو يلاغى صاحبه وما هذه الملاغاة واللغى الصوت مثل الوغى نقله الجوهرى وزاد في كتاب الجيم هو بلغة الحجاز ولغى عن الطريق وعن الصواب مال وهو مجاز واللغى الالغاء كما في كتاب الجيم يريد انه بمعنى الملغى يقال ألغيته فهو لغى والنسبة الى اللغة لغوى بضم ففتح ولا تقل لغوى كما في الصحاح واللغى بضم مقصور جمع لغة كبرة وبرى نقله الجوهرى في جموع اللغة والعجب من المصنف كيف أهمله هنا وذكره في أول الخطبة فقال منطق البلغاء في البوادى فتنبه واللغاة بالفتح الصوت ( واللفاء كسماء التراب والقماش على وجه الارض ) كذا في المحكم يقال عليه العفاء واللفاء ( وكل خسيس يسير حقير ) فهو لفاء نقله الجوهرى وفى المحكم هو الشئ القليل قال أبو زبيد الطائى : فما أنا بالضعيف فيظمونى * ولا خطى اللفاء ولا الخسيس وفى كتاب أبى على والمحكم فتزدريني بدل فيظلموني وفى المحكم اللفاء دون الحق يقال ارض من الوفاء باللفاء مثله في كتاب أبى على وأنشد البيت المذكور وقال الجوهرى رضى فلان من الوفاء باللفاء أي من حقه الوافى بالقليل ( وألفاه ) كاذبا ( وجده ) كذلك وقوله تعالى وألفيا سيدها لدى الباب أي وجداه ( وتلافاه ) أي التقصير إذا ( تداركه ) وافتقده وهذا أمر لا يتلافى وتقول جاء بالعمل المتنافى ولم يعقبه بالتلافى وذكر ابن سيده ألفاه وتلافاه في الياء دون الواو * ومما يستدرك عليه لفاه حقه أي بخسه نقله الجوهرى وفى التهذيب لفاه حقه ولكاه أعطاه كله ولفاه حقه أعطاه أقل منه قاله أبو سعيد وقال أبو تراب أحسبه من الاضداد وقيل لفاه نقصه حقه فأعطاه دون الوفاء ولفاه بالعصا لفا ضربه ولفا اللحم عن العظم قشره واللفيه كغنية البضعه من اللحم والجمع لفايا واللفا الشئ المتروك عن ابن سيده واللفا النقصان عن ابن الاثير والتلافى ادراك وبه فسر ابن الاعرابي قول (1/8585)
الشاعر : يخبرني انى به ذو قرابة * وأنبأته انى به متلافى * واللفاة الاحمق والهاء للمبالغة ( ى لقيه كرضيه ) يلقى ( يلقا ) ككتاب ( ولقاءة ) بالمد قال الازهرى وهى أقبحها على جوازها ( ولقاية ) بقلب الهمزة ياء ( ولقيا ) مشدد الياء ( ولقيانا ) وأنشد القالى أعد الليالى ليلة بعد ليلة * للقيان لاه لا يعد اللياليا ( ولقيانة بكسرهن ولقيانا ولقيا ) مشددة الياء ( ولقية ولقى بضمهن ) قال القالى إذا ضممت أوله قصرت وكتبته بالياء وهو مصدر لقيته وأنشد : وقد زعموا حلما لقاك فلم تزد * بحمد الذى أعطاك حلما ولا عقلا وأنشد الفراء : وان لقاها في المنام وغيره * وان لم تجد بالبذل عندي لرابح ( ولقاءة مفتوحة ) ممدودة فهذه احد عشر مصدرا نقلها ابن سيده والازهري وانفرد كل منهما ببعضها كما يظهر ذلك لمن طالع كتابيهما وذكر الجوهرى منها ستة وهى اللقاء واللقى واللقى واللقيان واللقيانة واللقاءة وقال شيخنا هذا الحرف قد انفرد بأربعة عشر مصدرا ذكر المصنف بعضها وأغفل البعض قصورا ومرت عن ابن القطاع وشروح الفصيح النتهى * قلت ولم يبين الثلاثة التى لم يذكرها المصنف وانا قد تتبعت فوجدت ذلك فمن ذلك اللقية واللقاة بفتحهما كلاهما عن الازهرى وقال في الاخير انها مولدة ليست بفصيحة واللقاة بالضم ذكره ابن سيده عن ابن جنى قال واستضعفها ودفعها يعقوب فقال هي مولده ليست من كلامهم فكمل بهذه الثلاثة أربعة عشر على ما ذكره شيخنا ولكن يقال ان عدم ذكر الاخيرين لكونهما مولدين غير فصيحين فلا يكون تركهما قصورا من المنصف كما لا يخفى وعلى قول من قال ان التلقاء مصدر كما سيأتي عن الجوهرى فيكون مجموع ذلك خمسة عشر وحكى ابن درستويه لقى ولقاة مثل قذى وقذاة مصدر قذيت تقذى وقال شيخنا وقوله في تفسير لقيه ( رآه ) مما نقدوه وأطالوا فيه البحث ومنعوه وقالوا لا يلزم من الرؤية اللقى ولا من اللقى الرؤية فتأمل انتهى وفى مهمات التعاريف للمناوى اللقاء اجتماع باقبال ذكره الحر الى وقال الامام الرازي اللقاء وصول أحد الجسمين الى الاخر بحيث يماسه شخصه وقال الراغب هو مقابلة الشئ ومصادفته معا ويعير به عن كل منهما ويقال ذلك في الادراك بالحس والبصر انتهى وقال ابن القطاع لقيت الشئ صادفته وقال الازهرى كل شئ استقبل شيأ فقد لقيه وصادفه ( كتلقاه والتقاه ) عن ابن سيده ( والاسم التلقاء بالكسر ) وليس على الفعل إذ لو كان عليه لفتحت التاء ( و ) قيل هو مصدر نادر ( لا نظير له غير التبيان ) هذا نص المحكم وبه تعلم ما في كلام المصنف من خلط اسم المصدر والمصدر بالفعل فان قوله أولا والاسم دل على انه اسم المصدر وتنظيره بالتبيان ثانيا دل على انه مصدر بالفعل قال شيخنا ولا قائل في تبيان انه اسم مصدر انتهى ولكن حيث أوردنا سياق ابن سيده الذى اختصر منه المصنف قول هذا ارتفع الاشكال وفى العناية اثناء الاعراف تلقاء مصدر وليس في المصادر تفعال بالكسر غيره وتبيان وقال الجوهرى والتلقاء أيضا مصدر مثل اللقاء وقال : أملت خيرك هل تأتى مواعده * فاليوم قصر عن تلقائه الامل ( و ) من المجاز ( توجه تلقاء النار وتلقاء فلان ) كما في الاساس وفى الصحاح جلست تلقاءه أي حذاءه وقال الخلفا جى قد توسعوا في التلقاء فاستعملوه ظرف مكان بمعنى جهة اللقاء والمقابلة ونصبوه على الظرفية ( وتلاقينا والتقينا ) بمعنى واحد ( ويوم التلاقي القيامة ) التلاقي أهل الارض والسماء فيه كما في المحكم ( واللقى كغنى الملتقى ) بكسر القاف ( وهما لقيان ) للملتقيين كما في المحكم ( ورجل لقى ) كفتى كما في النسخ وضبط في نسخة المحكم كغنى وهو الصواب ( وملقى ) كمكرم ( وملقى ) كمعظم ( وملقى ) كمرمى ( ولقاء ) كشداد يكون ذلك ( في الخير والشر وهو ) في الشر ( أكثر ) كما في المحكم وفى التهذيب رجل ملقى لا يزال يلقاه مكروه وفى الاساس فلان ملقى أي ممتحن ويقال الشجاع موقى والجبان ملقى ( ولاقاه ملاقاة ولقاء ) قابله ( والا لاقى الشدائد ) يقال لقيت منه الا لاقى أي الشدائد هكذا حكاه اللحيانى بالتخفيف كذا في المحكم ( والملاقى شعب رأس الرحم ) يقال امرأة ضيقة الملاقى وهو مجاز ( جمع ملقى وملقاة ) وقيل هي أدنى الرحم من موضع الولد وقيل هي الاسك وفى التهذيب الملقاة جمعها الملاقى شعب رأس الرحم وشعب دون ذلك أيضا والمتلاحمة من النساء الضيقة الملاقى وهى مآزم الفرج ومضايقه ( وتلقت المرأة فهى متلق علقت ) وقلما جاء هذا البناء للمؤنث بغير هاء كذا في المحكم ( ولقاه الشئ ) تلقية ( ألقاه إليه ) وبه فسر الزجاج قوله تعالى ( وانك لتلقى القرآن ) من لدن حكيم عليم أي ( يلقى اليك ) القرآن ( وحيامن ) عند ( الله تعالى ) وفى التهذيب الرجل يلقى الكلام أي يلقنه ( واللقى كفتى ) الملقى وهو ( ما طرح ) وترك لهوانه وأنشد الجوهرى * وكنت لقى تجرى عليك السوابل * وأنشد القالى لابن أحمر يذكر القطاة وفرخها :
تروى لقى ألقى في صفصف * تصهره الشمس وما ينصهر وتروى معناه تسقى ( ج القاء ) وأنشد القالى للحرث بن حلزة فتأوت لهم قراضبة من * كل حى كأنهم القاء ( ولقاة الطريق وسطه ) وفى المحكم وسطها وفى التكملة لقمه وممره ( والا لقية كاثفية ما ألقى من التحاجى ) يقال ألقيت عليه ألقية وألقيت إليه أححية كل ذلك يقال كما في الصحاح أي كلمة معاياة ليستخرجها وهو مجاز وقيل الا لقية واحدة الا لاقى من قولك لقى (1/8586)
الا لاقى من شر وعسر وهم يتلاقون بألقية لهم ( والملقى ) بالفتح ( مقام الاروية من الجبل ) تستعصم به من الصياد وفى التهذيب أعلى الجبل والجمع الملاقى ويروى قول الهذلى * إذا سامت على الملقاة ساما * وفسر بهذا والرواية المشهورة على الملقات بالتحريك وقد ذكر في القاف ( واستلقى على قفاه نام ) وقال الازهرى كل شئ كان فيه كالانبطاح ففيه استلقاء ( وشقي لقى كغنى اتباع ) كما في الصحاح وفى التهذيب لا يزال يلقى شرا * ومما يستدرك عليه اللقا بالقصر لغة في اللقاء بالمد ولقاه يلقاه لغة طائية قال شاعرهم : لم تلق خيل قبلها ما قد لقت * من غب هاجرة وسير مسأد وقول الشاعر : ألا حبذا من حب عفراء ملتقى * نعم والا لا حيث يلتقيان أراد ملتقى شفتيها لان التقاء نعم ولا انما يكون هنا لك أو أراد حبذا هي متكلمة وساكتة يريد بملتقى نعم شفتيها وبالالا تكلمها والمعنيان متجاوران كذا في المحكم والملاقى من الناقة لحم باطن حيائها ومن الفرس لحم باطن طبييها وألقى الشئ القاء طرحه حيث يلقاه ثم صارفى التعارف اسما لكل طرح قاله الراغب قال الجوهرى تقول القه من يدك والق به من يدك وألقيت إليه المودة وبالمودة وتلقاه استقبله ومنه الحديث نهى عن تلقى الركبان والالتقاء المحاذاة ومنه الحديث إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل وتلاقوا مثل تحاجوا وتلقاه منه أخذه منه ولاقيت بين فلان وفلان وبين طرفي قضيب حنيته حتى تلاقيا والتقيا ولوقى بينهما ولقيته لقى كثيرة جمع لقية بالضم وملاقى الاجفان حيث تلتقي وهو ملقى الكناسات وفناؤه ملقى الرحال وركب متن الملقى أي الطريق وهو جارى ملاقي أي مقابلي ويا ابن ملقى أرحل الركبان يريد يا ابن الفاجرة ولقاء فلان لقاء أي حرب وألقيت إليه خيرا اصطنعته عنده وألق الى سمعك أي تسمع وتلقت الرحم ماء الفحل قبلته وارتجت عليه واللقى الطيور والاوجاع والسريعات اللقح من جميع الحيوانات واللقى كفتى ثوب المحرم يلقيه إذا طاف بالبيت في الجاهلية والجمع القاء واللقى المنبوذ لا يعرف أبوه وأمه قال جرير يهجو البعيث * لقى حملته أمه وهى ضيفة * وألقى الله تعالى الشئ في القلوب قذفه وألقى القرآن أنزله وأبو الحسن يوسف بن اسحق الجرجاني الفقيه يعرف بالملقى لانه كان يلقى الدرس عند أبى على بن أبى هريرة حدث عن أبى نعيم الجرجاني وسمع منه الحاكم قال الحافظ وهى أيضا نسبة بعض النساخين من الاسكندية ( واللقوة ) بالفتح ( داء في الوجه ) زاد الازهرى يعوج منه الشدق وقالت الاطباء اللقوة مرض ينجذب له شق الوجه الى جهة غير طبيعية ولا يحسن التقاء الشفتين ولا تنطبق احدى العينين قال الجوهرى يقال منه ( لقى ) الرجل ( كعنى ) لقا ومثله لابن القوطية وفى المحكم وافعال ابن القطاع لقى كرضى لقوة ( فهو ملقو ) اصابته اللقوة ( ولقوته أجريت عليه ذلك ) كذا في المحكم ( واللقوة ويكسر المرأة السريعة اللقاح كالناقة ) وهى التى تلقح لاول قرعة وكذلك الفرس الفتح في المرأة والنافة عن ابن الاعرابي وهو الافصح والكسر في الناقة عن ابن الاعرابي وفى المرأة عن الفراء وأنشد : حملت ثلاثة فولدت تما * فأم لقوة وأب قبيس وفى المثل لقوة صادفت قبيسا يضرب لسرعة اتفاق الاخوين في التحابب والمودة والقبيس الفحل السريع الالقاح أي لا ابطاء عند هما في النتاج ( و ) اللقوة ( العقاب الانثى ) بالفتح والكسر عن الجوهرى وفى كتاب القالى اللقوة بالكسر العقاب وقد يقال بالفتح أيضا وقال أبو عبيدة سميت لقوة لسعة أشداقها ( أو ) هي ( الخفيفة السريعة ) الاختطاف ( ج لقاء ) عن الاموى ( والقاء ) الاخير على حذف الزائد وليس بقياس ( وذو اللقوة عقاب الغدانى ) التميمي من بنى غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم له ذكر * ومما يستدرك عليه دلو لقوة لينة لا تنبسط سريعا للينها قال الراجز : شر الدلاء اللقوة الملازمه * والبكرات شرهن الصائمه والصحيح الولقة واللقاء كغراب الاسم من قولهم رجل ملقو حكاه ابن الانباري كذا نقله القالى وحكاه ابن برى عن المهلبى ( ى لكى به بالكسر لكى ) مقصور ( أولع به ) كما في الصحاح وأنشد لرؤبة * الملغ يلكى بالكلام الاملغ * ( أو ) لكى به
إذا ( لزمه ) كما في الصحاح وقال أبو على مصدره يكتب بالياء وفى كتاب ابن القطاع لازمه وفى المحكم بالمكان إذا أقام ( واللاكى اللائك ) مقلوب نقله الصغانى * ومما يستدرك عليه لكاه حقه أعطاه كله ( ولما لموا ) أهمله الجوهرى وفى المحكم أي ( أخذ الشئ بأجمعه ) وهو مذكور في الهمز أيضا ( واللمة ) كثبة ( الجماعة ) من الناس وأيضا الاصحاب ( من الثلاثة الى العشرة ) وهذا قد ذكره الجوهرى وقال الهاء عوض عن الواو فكتابته بالاحمر غير صواب وقيل اللمة المثل يكون في الرجال والنساء وخص أبو عبيدة به المرأة ( و ) اللمة أيضا ( ترب الرجل ) ومنه الحديث ليتزوج الرجل لمته كما في الصحاح وكان رجل قد تزوج جارية شابة زمن عمر ففركته فقتلته فلما بلغ عمر دلك قاله ومعنا أي امرأة على قدر سنه ( و ) لمة الرجل ( شكله ) حكى ثعلب لاتسافرن حتى تصيب لمة أي شكلا ( و ) اللمة ( الاسوة ) يقال فيه لمة أي أسوة * ومما يستدرك عليه اللمات الا تراب والامثال قال الشاعر : قضاء الله يغلب كل حى * وينزل بالجزوع وبالصبور فان نعبر فان لنا لمات * وان نبقى فنحن على نذور واللمات المتوافقون من الرجال يقال أنت لى لمة وأنا لك لمة قاله ابن الاعرابي وقال في موضع آخر اللمى الا تراب والناقص من (1/8587)
اللمة واو أو ياء وألمى على الشئ ذهب به قال : سامرني أصوات صنج ملميه * وصوت صحنى قينة مغنية واللمة في المحراث ما يجربه الثور يثير به الارض وهى اللومة نقله الصغانى ( ى اللما ) هكذا في النسخ بالالف وصرح القالى انه يكتب بالياء ومثله في نسخ الصحاح والمحكم والتهذيب مضبوطا ( مثلثه اللام ) الفتح هو الذى اقتصر عليه الجوهرى وغيره من الائمة والضم نقله ابن سيده عن الهجرى قال وزعم انها لغة الحجاز ( سمرة في الشفة ) تستحسن كذا في الصحاح في كتاب القالى في الشفتين واللثات وليس في المحكم ذكر الثات ( أو شربة سواد فيها ) قال الازهرى قال أبو نصر سألت الاصمعي عن اللمى فقال هي سمرة في الشفة ثم سألته ثانية فقال هو سواد يكون في الشفتين وأنشد : يضحكن عن مثلوجة الاثلاج * فيها لمى من لعسة الادعاج وقد ( لمى كرضى لمى و ) حكى سيبويه لمى ( كرمى ) يلمى ( لميا ) بالفتح كما في النسخ وهو في المحكم لميا كعتى ( اسودت شفته وهو ألمى وهى لمياء ) قال طرفة : وتبسم عن ألمى كأن منورا * تحلل حر الرمل دعص له ند أراد عن ثغر ألمى اللثات فاكتفى بالنعت عن المنعوت ( و ) قد يكون اللمى في غير اللثات والشفة يقال ( رمح المأ ) كذا في النسخ والصواب ألمى كما هو نص المحكم ( شديد سمرة الليط صليب و ) يقال ( ظل ألمى ) أي ( كثيف ) أسود نقله الجوهرى ( و ) يقال ( شجر ألمى ) أي ( كثيف الظل ) قال الجوهرى من الخضرة وقال القالى اسود ظله من كثافة أغصانه وأنشد الحميد بن ثور : الى شجر ألمى الظلال كانه * رواهب أحر من الشراب عذوب ( والتمى لونه مجهولا ) مثل ( التمع ) وقد يهمز نقله الجوهرى وقد تقدم في الهمزة ( وتلمى ) لغة في ( تلمأ ) بالهمز يقال تلمأت به الارض وعليه اشتملت وقد ذكر في الهمز ( وألمى اللص ) لغة في ( ألمأ ) بالهمزة يقال المأ اللص على الشئ ذهب به خفية وقد تقدم ( والا لما ) كذا في النسخ والصواب الالمى ( البارد الريق ) قاله بعضهم نقله الازهرى * ومما يستدرك عليه لثة لمياء لطيفة قليلة الدم وقيل قليلة اللحم وانها لتلمى شفتيها وظل ألمى بارد والتمى به استأثر به وغلب عليه وليمياء ككيمياء بلد بالروم * ومما يستدرك عليه اللنة بضم ففتح النون المخففة اسم جمادى الاخرة نقله ابن برى وأنشد * من لنة حتى توافيها لنه * ( ى لواه ) أي الحبل ونحوه ( يلويه ليا ) بالفتح ( ولويا بالضم ) مع تشديد الياء كذا في النسخ وهو غلط صوابه لويا بالفتح كما هو نص المحكم قال وهو نادر جاء على الاصل قال ولم يحك سيبويه لويا فيما شذ ( فتله ) وفى المحكم جدله ( و ) قيل ( ثناه فالتوى وتلوى والمرة منه ( لية ج لوى ) بالكسر ككوة وكوى عن أبى على ( و ) لوى ( الغلا بلغ عشرين ) وقويت يده فلوى يد غيره ( و ) لوى ( عن الامر ) ليا ( تثاقل كالتوى ) عنه ( و ) من المجاز لوى ( أمره عنى ليا وليانا طواه ) وليان بالفتح من الافراد ومرانه لا نظير له في المصادر الا شنان في لغة لا ثالث لهما ( و ) لوى ( عليه عطف ) ومنه قول أبى وجزة الاتى ذكره على احدى الروايتين ( أو انتظر ) وفى المحكم وانتظر وفى التهذيب أو تحبس يقال مر مايلوى على أحد أي لا ينتظره ولا يقيم عليه وهو مجاز ( و ) لوى ( برأسه أمال و ) لوت ( الناقة بذنبها حركت كألوت فيهما ) أي في الرأس والناقة وقال اليزيدى ألوت الناقة بذنبها ولوت ذنبها وألوى الرجل برأسه ولوى
رأسه وكذلك أصر الفرس بأذنيه وصر أذنيه كذا في التهذيب وفى الصحاح لوت الناقة ذنبها وألوت بذنبها إذا حركته وفى نسخة رفعته الباء مع الالف فيها قال ولوى الرجل رأسه وألوى برأسه أمال وأعرض وقوله تعالى وان تلووا أو تعرضوا بواوين قال ابن عباس هو القاضى يكون ليه واعراضه لاحد الخصمين على الاخر وقد قرئ بواو واحدة مضمومة اللام من وليت قال ابن سيده الاولى قراءة عاصم وأبى عمرو وفى قراءة تلوا بواو واحدة وجهان أحد هما أن أصله تلووا أبدل من الواو الهمزة فصارت تلؤوا بسكون اللام ثم طرحت الهمزة وطرحت حركتها على اللام فصارت تلوا الثاني أن يكون من الولاية لامن اللى ( و ) لوى ( فلانا على فلان آثره ) عليه وأنشد الجوهرى لابي وجزة : ولم يكن ملك للقوم ينزلهم * الا صلاصل لا تلوى على حسب أي لا يؤثر بها أحد لحسبه للشدة التى هم فيها ويروى لا تلوى أي لا تعطف أصحابها على ذوى الاحساب من لوى عليه أي عطف بل يقسم بالمناصفة على السوية وقوله ملك المراد به الماء ومنه قولهم الماء ملك الامر * ومما يستدرك عليه لوى خبره كتمه وأكثر من اللو بالتشديد إذا اتمنى ولوى الثوب يلويه ليا عصره حتى يخرج ما فيه من الماء واللو الباطل وهو لايعرف الحو من اللو الحق من الباطل واللوة السوأة واللو الكلام الخفى ولوه تلوية فالتوى وتلوى ( ولوى القدح والرمل كرضى ) يلوى ( لوا ) كذا في النسخ وفى كتاب أبى على لوى وقال يكتب بالياء ( فهو لو ) منقوص ( اعوج كالتوى ) فيهما عن أبى حنيفة ( واللوى كالى ) الاسم منه وهو ( ما التوى من الرمل ) وقال الجوهرى وهو الجدد بعد الرملة ونقله القالى عن الاصمعي وأنشد لامرئ القيس * بسقط اللوى بين الدخول فحومل * وفى التهذيب اللوى منقطع الرملة وفى الاساس منعطفه ( أو مسترقه ) كما في المحكم ( ج الواءو ) كسره يعقوب على ( ألوية فقال يصف الضمخ ينبت في ألوية الرمل ودكاد كه واياه (1/8588)
تبع الجوهرى فقال وهما لويان والجمع الالوية قال ابن سيده وفعل لا يجمع على أفعلة ( وألو يناصرنا ليه ) يقال ألو يتم أي بلغتم لوى الرمل ( ولواء الحية ) كذا في النسخ والصواب لوى الحية حواؤها وهو ( انطواؤها ) كما هو نص المحكم والقالي زاد الاخير والتواؤها قال وهو اسم لا مصدر ( ولاوت الحية الحية ) ملاواة و ( لواء التوت عليها وتلوى ) الماء في مجراه ( انعطف ) ولم يجر على الاستقامة ( كالتوى و ) تلوى ( البرق في السحاب اضطرب على غير جهة وقرن ألوى ) أي ( معوج ج لى بالضم ) حكاها سيبويه قال وكذلك سمعناها من العرب قال ولم يكسر واو ان كان ذلك القياس وخالفوا باب بيض لانه لما وقع الادغام في الحرف ذهب المد وصار كأنه حرف متحرك ( والقياس الكسر ) لمجاورتها الياء ( ولواه ) دينه و ( بدينه ليا ) بالفتح ( وليا وليانا بكسرهما ) الذى في المحكم بالكسر والفتح فيهما معا واقتصر الجوهرى على الفتح في ليان وهى اللغة المشهورة وعجيب من المصنف كيف تركه مع شهرته وما ذلك الا قصور منه وحكى ابن برى عن أبى زيد قال ليان باكسر لغية ( مطله ) وأنشد الجوهرى لذى الرمة : تريدين ليانى وأنت مليئة * وأحسن يا ذات الوشاح التقاضيا ويروى تسيئين ليانى وفى التهذيب تطيلين وفى الحديث لى الواجد يحل عرضه وعقوبته وقال الاعشى يلويننى دينى النهار وأقتضى * دينى إذا وقد النعاس الرقدا ( وألوى الرجل خف ) كذا في النسخ والصواب جف ( زرعه ) بالجيم كما هو نص التهذيب ( و ) ألوى ( خاط لواء الامير ) نقله الازهرى وقيل عمله ورفعه عن ابن الاعرابي ولا يقال لواه كذا في المحكم ( و ) ألوى ( أكثر التمنى ) نقله الازهرى أيضا أي إذا أكثر من حرف لو في كلامه وهو من حروف التمنى ( و ) ألوى ( أكل اللوية ) كغنية وهو ما يدخره الرجل لنفسه أو للضيف كما سيأتي ( و ) ألوى ( بثوبه ) إذا لمع و ( أشار ) كما في الصحاح وبيده كذلك في الاساس وفى التهذيب قيل ألوى بثوبه الصريح والمرأة بيديها ( و ) ألوى ( البقل ) ذبل و ( ذوى ) وجف ( و ) ألوى ( بحقه ) إذا ( جحده اياه كلواه ) حقه ليا وهذه عن ابن القطاع ( و ) ألوى ( به ذهب ) ومنه الحديث ان جبريل عليه السلام رفع أرض قوم لوط بها حتى سمع أهل السماء ضغاء كلابهم أي ذهب بها وفى الصحاح ألوى فلان بحقى ادا ذهب به ( و ) ألوى ( بما في الاناء ) من الشراب ( استأثر به وغلب على غيره ) وقد يقال ذلك في الطعام وقول ساعده الهذلى ساد تجرم في البضيع ثمانيا * يلوى بعيقات البحار ويجنب أي يشرب ماء ها فيذهب به ( و ) ألوت ( به العقاب ) أخذته ( طارت به ) وفى الاساس ذهبت وفى الصحاح ألوت به عنقاء مغرب أي ذهبت به وفى التهذيب مثل أيهات ألوت به العنقاء المغرب كأنها داهية لم يفسر الاصمعي أصله ( و ) من المجاز ألوى ( بهم الدهر ) أي ( أهلكم ) قال الشاعر أصبح الدهر وقد ألوى بهم * غير تقوالك من قيل وقال
( و ) ألوى ( بكلامه خالف به عن جهته ) نقله ابن سيده ( واللوى كغنى يبيس الكلا ) والبقل كما في المحكم وقال الجوهرى هو على فعيل ما ذبل من البقل ( أو ) ما كان منه ( بين الرطب واليابس ) عن ابن سيده ( وقد لوى ) كرضى ( لوى وألوى ) صار لويا وتقدم ألوى قريبا فهو تكرار ( والالوى من الطريق البعيد المجهول ) وقد لوى لوى ( و ) الالوى ( الشديد الخصومة الجدل ) السليط الذى يلتوى على خصمه بالحجة ولا يقر على شئ واحد وفى المثل لتجدن فلانا ألوى بعيد المستمر يضرب في الرجل الصعب الخلق الشديد اللجاجه قال الشاعر : وجدتني ألوى بعيد المستمر * أحمل ما حملت من خير وشر ( و ) الالوى ( المنفرد المعتزل ) عن الناس قال الشاعر يصف امرأة : حصان تقصد الالوى * بعينيها وبالجد ( وهى لياء ) قال الازهرى ونسوة ليان وان شئت بالتاء لياوات والرجال ألوون والتاء والنون في الجماعات لا يمتنع منهما شئ من أسماء الرجال والنساء ونعوتهما وان فهو لوى يلوى ولكن استغنوا عنه بقولهم لوى رأسه ( و ) الالوى ( شجرة ) تنبت حبالا تعلق بالشجر وتلتوى عليها ولها في أطرافها ورق مدور في طرفه تحديد ( كاللوى كسمى ) كذا في المحكم ( واللوية كغنية ما خبأته ) لغيرك من الطعام قاله الجوهرى وأنشد : قلت لذات النقبة النقيه * قومي فغدينا من اللويه وفى التهذيب ما يدخره الرجل لنفسه أو للضيف قال : آثرت ضيفك باللوية والذى * كانت له ولمثله الاذخار وفى المحكم اللوية ما خبأته عن غيرك ( وأخفيته ) وقيل هي الشئ يخبأ للضيف وقيل هي ما أتحفت به المرأة زائرها أو ضيفها والولية لغة فيها مقلوبة ( ج لوايا ) وولايا يثبت القلب في الجمع أيضا وأنشد ابن سيده : الاكلون اللوايا دون ضيفهم * والقدر مخبوءة منها أثافيها قال الازهرى وسمعت كلابيا يقول لقعيدة له أين لواياك وحواياك لاتقد مينها الينا أراد أين ما خبأت من شحمة وقديدة وشبههما من شئ يدخر للحقوق ( واللوى ) بالفتح مقصور ( وجع ) يكون ( في المعدة ) وفى كتاب القالى في الجوف ومثله في الصحاح زاد القالى عن (1/8589)
تخمة يكتب بالياء ( و ) اللوى ( اعوجاج في الظهر ) يقال فرس به لوى إذا كان ملتوى الخلق وهذا فرس ما به لوى ولاعصل وأنشد القالى للعجاج : شديد جلز الصلب معصوب الشوى * كالكر لا شخب ولا به لوى وقد ( لوى كرضى لوى ) يكتب بالياء ( فهو لو ) منقوص ( فيهما ) أي في الوجع والاعوجاج يقال لوى الرجل ولوى الفرس ( واللواء بالمد ) أي مع الكسر وانما أطلقه لشهرته وأنشد القالى لليلى الا خيلية : حتى إذا رفع اللواء رأيته * تحت اللواء على الخميس زعيما وقال كعب بن مالك : انا قتلنا بقتلانا سراتكم * أهل اللواء ففيم يكثر القيل ( واللواى ) قال الجوهرى هي لغة لبعض العرب وأنشد : غداة تايلت من كل أوب * كتائب عاقدين لهم لوايا ( العلم ) قال القالى هو الذي يعقد للامير ( ج ألوية ) و ( جج ) جمع الجمع ( ألويات ) وأنشد ابن سيده * جنح النواصي نحو ألو ياتها * ( وألواه ) عمله و ( رفعه ) ولا يقال لواه كما في المحكم ( واللواء كشداد طائر ) نقله ابن سيده كانه سمى باسم الصوت ( واللاو يا نبت ) وهو في المحكم وكتاب القالى ممدود وقالا ضرب من النبت ( و ) أيضا ( ميسم يكوى به ) عن ابن سيده وقال القالى هي الكاوياء وقد تقدم ( واللوى بمعنى اللاتى ) التى هي ( جمع التى ) أصله اللواتى سقطت منه التاء والياء ثم رسمت بالياء يقال هن اللوى فعلن حكاه اللحيانى وأنشد : جمعتها من أينق غزار * من اللوى شرفن بالصرار وقد تقدم هذا للمصنف في التى ( و ) اللوى ( بالضم الا باطيل و ) قال الجوهرى ( اللاؤون ) جمع الذى من غير لفظه وفيه ثلاث لغات اللاؤون في الرفع واللائين في النصب والخفض ( واللاؤو ) بلانون قال ابن جنى حذفوا النون تخفيفا كله ( بمعنى الذين ) قال الجوهرى واللائى باثبات الياء في كل حال يستوى فيه الرجال والنساء ولا يصغر لانهم استغنوا عنه باللتيات للنساء وباللذيون للرجال وقد تقدم ذلك ( واللوة الشرهة ) كذا في النسخ والصواب الشوهة بالواو كما هو نص التهذيب وفى المحكم السوأة ويقال هذه والله الشوهة واللوأة واللوة وقد لوأ الله به بالهمز أي شوة قال الشاعر : وكنت أرجى بعد نعمان جابرا * فلو أبا لعينين والوجه جابر ( و ) اللوة ( بالضم العود ) القمارى الذى ( يتبخر به ) لغة في الالوة فارسي معرب ( كاللية بالكسر ) قال ابن سيده وهو فارسي معرب ( واللياء كشداد الارض البعيدة عن الماء ) هكذا ضبطه القالى في كتابه وقال هي الارض التى بعد ماؤها واشتد السير فيها وأنشد للعجاج : نازحة المياه والمستاف * لياء عن ملتمس الا خلاف * ذات فياف بينها فياف قال وأنشدناه أبو بكر بن الانباري قال المستاف الذى ينظر ما بعدها والاخلاف الاستقاء أي هي بعيدة الماء فلا يلتمس بها الماء
من يريد استقاءه ( غلط الجوهرى في قصره وتخفيفه ) ونصه في كتابه والليا مقصور الارض البعيدة من الماء فالقصر ضبطه كما ترى وأما التخفيف والكسر فهو من ضبطه بخطه في النسخ الصحيحة فقول شيخنا ليس في كلامه ما يدل على قصر وتخفيف وكان نسخة المصنف محرفة فاعتمد التحريف على الاعتراض غير متجه فتأمل ( ولوية كسمية ع ) بالغور قرب مكة ( دون بستان ابن عامر ) في طريق حاج الكوفة وكان قفر اقيا فلما حج الرشيد استحسن فضاءه فبنى فيه وغرس في خيف الجبل وسماه خيف السلام قاله نصر ( ولية بالكسر ) وتشديد التحتية ( واد لثقيف ) بالحجاز في المحكم مكان بوادي عمان ( أو جبل بالطائف أعلاه لثقيف وأسفله لنصر بن معاوية ) وفرق بينهما الصاغانى فضبط الاول بالتخفيف والثانى بالتشديد ( والليه أيضا ) بالتشديد ( القرابات ) الادنون وقد جاء في الحديث هكذا بالتشديد في بعض واياته وهو من اللى كان الرجل يلويهم على نفسه ويروى بالتخفيف أيضا قاله ابن الاثير ( وألواء الوادي احناؤه ) جمع لوى بالكسر ( و ) كذا الالواء ( من البلاد نواحيها ) جمع لوى أيضا ( و ) يقال ( بعثوا بالسواء واللواء مكسورتين أي بعثوا يستغيثون واللواية بالكسر عصا تكون على فم العكم ) يلوى بها عليها ( وتلاووا عليه اجتمعوا ) تفاعلوا من اللى كأنهم لوى بعضهم على بعض ( ولوليت مدبرا ) أي ( وليت واللات صنم لثفيف ) وهى صخرة بيضاء مربعة بنوا عليه بنية ويذكر مع العزى وهى اليوم تحت منارة مسجد الطائف ( فعلة ) بالتحريك ( من لوى ) عليه أي عطف وأقام ( عن أبى على ) الفارسى قال يدلك عليه قوله تعالى وانطلق الملا منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم ( و ) قد ذكر في ل ا ه وفى ل ت ت وزج لاوة ع بنا حية ضرية ) * ومما يستدرك عليه تلوت الحية انطوت وتلوى من الجوع تلوى الحية وألوت الارض صار بقلها لويا ولوى لوية والتواها اتخذها وعود لو أي ملتو وحكى ثعلب لويت لاء حسنة أي عملتها ونقله اللحيانى عن الكسائي ومدلاء لانه قد صيرها اسمها والاسم لا يكون على حرفين وضعا قال وإذا نسبت إليها قلت لووى وقصيدة لووية قافيتها لا قال الكسائي وهذه لاء ملواة أي مكتوبة ولاوى اسم رجل أعجمى قيل هو من ولد يعقوب عليه السلام ولاوى فلانا خالفه ولاويت قلت لا وقال ابن الاعرابي لوليت بهذا المعنى وكبش الوى وشاة لياء من شاء ليين والوى عطف على مستغيث والوت الحرب بالسوام إذا ذهبت بها وصاحبها ينظر إليها وهو مجاز والالوى الكثير الملاوى وأيضا الشديد الا لتواء ولووا رؤسهم قرئ بشد وخف والتشديد (1/8590)
للكثرة ولويت عن هذا الامر كرضيت أي التويت عنه قال : إذا التوى بى الامر ألويت * من أين آتى الامر إذا أتيت ولوى بن غالب بلا همز لغة العامة نقله الازهرى ولوى عليه الامر تلوية عرضه كما في التهذيب وفى الاساس عوصه عليه والتوى عليه الامر اعتاص والتوت على حاجتى تعسرت وملتوى الوادي منحناه ويقال للرجل الشديد ما يلوى ظهره أي لا يصرعه أحد وهو يلوى أعناق الرجال أي يغلبهم في الجدال والملاوى الثنايا الملتوية التى لا تستقيم يقال سلكوا الملاوى وملوة بتشديد اللام مدينة بالصعيد والالوية المطارد وهى دون الاعلام والبنود نقله الجوهرى ولواء لحمد مما اختص به صلى الله عليه وسلم يوم القيامة واللواء العلامة وبه فسر الحديث لكل غادر لواء يوم القيامة أي علامة يشتهر بها ولوى عنه عطفه إذا اثناه وأعرض عنه أو تأخر ويشدد واللى التشدد والصلابة واللوى بالكسر واد في جهنم أعاذنا الله منه واللوا بالكسر مقصور لغة في اللواء بالمد وقد جاء في شعر حسان أصحاب اللوا ايضا نقله الخطابى وقال يعقوب اللوى وريام واديان لنصر وجشم وأنشد للحقيق وانى من بغضى مولاء واللوى * وبطن ريام محجل القيد نازع ولوى الرجل لوى اشتد بخله وألوى بالحجر رمى به واللوى موضع بين ضرية والجديلة على طريق حاج البصرة واللواء كشداد عقبة بين مكة والطائف عن نصرو اللياء كشداد موضع في شعر عن نصر أيضا وألوى الامير له لواء عقده واستلوى بهم الدهر كالوى قال ابن برى وقد يجئ الليان بمعنى الحبس وضد التسريح وأنشد : يلقى غربمكم من غير عسرتكم * بالبذل مطلاو بالتسريح ليانا وذنب ألوى معطوف خلقه مثل ذنب العنز وجاء بالهواء واللواء أي بكل شئ وسيأتى للمصنف في ه ى ا ( ولها ) يلهو ( لهوا ) أي ( لعب ) قال شيخنا قضيته اتحادهما وقد فرق بينهما جماعة من أهل الفروق فقيل اللهو واللعب يشتركان في انهما اشتغال بما لا يعنى من هوى أو طرب حراما أو لا قيل واللهو أعم مطلقا فاستماع الملاهي لهو لا لعب وقيل اللعب ما قصد به تعجيل المسرة والاسترواح به واللهو ما شغل من هوى وطرب وان لم يقصد به ذلك لهم فروق أخر بينهما وبين العبث مر بعضها اثناء المواد * قلت وقيل أصل اللهو الترويح عن النفس بما لا تقتضيه الحكمة وقال الطرسوسى اللهو الشئ الذى يلتذ به الانسان ثم ينقضى وقيل ما يشغل
الانسان عما يهمه وأما العبث فهو ارتكاب أمر غير معلوم الفائدة وقيل هو الاشتغال بما ينفع وبما لا ينفع وقيل ان يخلط بعمله لعبا ويقال لما ليس فيه غرض صحيح ( كالتهى والهاه ذلك ) أي شغله ( والملاهي آلاته ) جمع لهو على غير قياس أو جمع ملهاة لما من شأنه أن يلهى به ( وتلاهى بذلك ) أي اشتغل ( والالهوة والالهية ) بالضم فيهما ( والتلهية ) كل ذلك ( ما يتلاهى به ) كما في المحكم قال الشاعر : بتلهيه أريش بها سهامي * نبذ المرشيات من القطين وفى الصحاح الالهية من اللهو يقال بينهم ألهية كما تقول أححية وتقديدها أفعولة ( ولهت المرأة الى حديثه ) أي الرجل تلهو ( لهوا ) بالفتح ( ولهوا ) كعلو ( أنست به وأعجبها ) نقله ابن سيده قال * كبرت والا يحسن اللهو أمثالى * ( واللهوة المرأة الملهو بها ) وبه فسر قول الشاعر * ولهوة اللاهى ولو تنطا * ( كاللهو ) بغير هاء وبه فسر قوله تعالى لو أردنا أن نتخذ لهو قالوا أي امرأة تعالى الله عن ذلك نقله الجوهرى ( و ) اللهوة ( بالضم والفتح ) واقتصر الجوهرى على الضم ( ما ألقيته في فم الرحا ) وفى الصحاح ما ألقاه الطاحن في فم الرحا بيده وأنشد القالى لعمر وبن كلثوم يكون ثفالها شرقي نجد * ولهوتها قضاعة أجمعينا ( و ) اللهوة بالضم والفتح ( العطية ) واقتصر الجوهرى على الضم وقال دراهم كانت أو غيرها ( أو أفضل العطايا وأجزلها ) عن ابن سيده ( كاللهية ) بالضم وهذه على المعاقبة ( و ) اللهوة بالضم ( الحفنة من المال ) يقال اشتراه بلهوة من المال ( أو ) اللهوة ( الالف من الدنانير والدراهم لا غير ) وفى المحكم ولا يقال لغيرها عن أبى زيد ( ولهى به كرضى أحبه ) قال ابن سيده وهو من الاول لان حبك الشئ ضرب من اللهوبه ( و ) لهى ( عنه سلا ) ونسى ( وغفل وترك ذكره ) تقول اله عن الشئ أي اتركه وفى الحديث إذا استأثر الله بشئ فاله عنه وكان ابن الزبير إذا سمع صوت الرعد لهى عن حديثه أي تركه وأعرض عنه ( كلها ) عنه ( كدعا لهيا ) كعتى ( ولهيانا ) بالكسر وهما مصدر الهى كرضى كما هو نص المحكم والصحاح وابن الاثير ( وتلهى ) مثل لها أي لعب كما في الصحاح وفى المحكم لهى وتلهى غفل عنه ونسيه ومنه قوله تعالى فأنت عنه تلهى وأصله تتلهى أي تتشاغل يقال تله ساعة أي تشاغل وتعلل وتمكث ( واللهاة ) من كل ذى حلق ( اللحمة المشرفة على الحلق أو ما بين منقطع أصل اللسان الى منقطع القلب من أعلى الفم ) كما في المحكم وقال الجوهرى هي الهنة المطبقة في أقصى سقف الفم ( ج لهوات ) أنشد القالى للفرزدق يمدح بنى تميم : ذباب طارفى لهوات ليث * كذاك الليث يزدرد الذبابا وفى حديث الشاة المسمومة فمازلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ولهيات ) مثال القطيات نقلهما الجوهرى ( ولهى ولهى ) بالضم والكسر مع تشديد يائهما نقلهما ابن سيده ( ولهاء ولهاء ) كسحاب وكتاب قال ابن سيده وبهما روى قول الشاعر : يالك من تمرو من شيشاء * ينشب في المسعل واللهاء (1/8591)
قال فمن فتح ثم مد فعلى اعتقاد الضرورة وقد رآه بعض النحويين والمجتمع عليه عكسه وزعم أبو عبيدة انه جمع لها على لهاء وهذا لا يعرج عليه ولكنه جمع لهاة لان فعلة تكسر على فعال ونظيره اضاة واضاء وفى السالم رحبة ورحاب ورقبة ورقاب انتهى وقال الجوهرى انما مده ضرورة ويروى بكسر اللام قال أبو عبيدة هو جمع لها مثل الاضاء جمع اضا والاضا جمع أضاة قال ابن برى انما مد اللها ضرورة عند من رواه بالفتح لانه مد المقصور وذلك مما ينكره البصريون قال وكذلك ما قبل هذا البيت : قد عملت أم أبى السعلاء * أن نعم مأكولا على الخواء فمد السعلاء والخواء ضرورة ( واللهواء ) ممدود ( ع ) عن أبى زيد ( ولهوة ) اسم ( امرأة ) عن ابن سيده قال : أصد وما بى صدود ومن غنى * ولا لاق قلبى بعد لهوة لائق ( ولهاء مائة بالضم ) مع المد مثل ( زهاؤها ) ونهاؤها زنة ومعنى أي قدرها وأنشد ابن برى للعجاج : كأنما لهاؤه لمن جهر * ليل ورز وغره لمن وغر ( ولاهاه ) ملاهاة ولهاء ( قاربه و ) قيل ( نازعه و ) قيل ( داناه ) هو بعينه بمعنى قاربه فهو تكرار ونص ابن الاعرابي لاهاه إذا دنا وهالاه إذا نازعه فتأمل هذه العبارة مع سياق المصنف ( و ) لاهى ( الغلام الفطام ) أي ( دنامنه ) وقرب ( واللاهون ) جاء ذكره في الحديث ونصه سألت ربى أن لا يعذب اللاهين ( من ذرية البشر ) فأعطانيهم قيل هم البله الغالفون وقيل هم ( الذين لم يتعمدوا الذنب ) ونص النهاية الذنوب ( وانما أتوه ) وفرط منهم سهواو ( نسيانا أو غفلة أو خطأ أو ) هم ( الاطفال ) الذين ( لم يقترفوا ذنبا ) أقوال وهو جمع لاه ( و ) بيت ( لهيا ) بفتح فسكون ( ع بباب دمشق ) ومنه محمد بن بكار بن يزيد السكسكى اللهيى ذكره المالينى ( والهى شغل ) هذا قد تقدم في قوله والهاء ذلك ( و ) الهى ( ترك الشئ ) ونسبة أو تركه ( عجزا أو ) ألهى ( اشتغل بسماع ) اللهو أي
( الغناء ) * ومما يستدرك عليه اللهو الطبل وبه فسر قول تعالى وإذا رأو تجارة أو لهوا نقله ابن سيده ويكنى باللهو عن الجماع نقله الجوهرى ومنه سجع العرب إذا طلع الدلوا نسل العفو وطلب اللهو الخلو واللهو في لغة حضر موت الولد واللها بالفتح جمع لهاة يكتب بالالف أنشد القالى لابي النجم يلقيه في طرف أتتها من عل * قذف لها جوف وشدق أهدل وقد ذكره الجوهرى أيضا واللها بالضم جمع لهوة الرحى ولهوة العطية ومنه قولهم اللها تفتح اللها أي العطايا تفتح اللهوات ويقال انه لمعطاء إذا كان جوادا يعطى الشئ الكثير واللهوة أيضا الدفعة من رأى أو حلم والجمع لها وأنشد القالى لعبدة بن الطبيب ولها من الكسب الذى يغنيكم * يوما إذا احتضر النفوس المطمع وألهيت في الرحى ألقيت فيها لهوة كما في الصحاح ونقل القالى عن أبى زيد ألهيت الرحا الهاء فهى ملهاة ألقيت فيها قبضة من بر وفى المحكم الهى الرحا وفى الرحا بمعنى وألهى أجزل العطية عن ابن القطاع وتلاهوا أي لهى بعضهم ببعض عن الجوهرى ولهاه به تلهية علله قال العجاج * دار للهو للملهى مكسال * أراد باللهو الجارية وبالملهى رجلا يعلل بها أي لمن يلهى بها ولهو الحديث الغناء لانه يلهى عن ذكر الله تعالى وقيل الشرك وبهما فسرت الاية ولهى عنه وبه كرهه وقال الاصمعي اله عنه ومنه بمعنى وهو لهو عن الخير على فعول وقيل لهوة الرحى فمها عن ابن القطاع والملهى الملعب زنة ومعنى والتهى عنه أعرض ومن المجاز فلان تسد به لهوات الثغور ويقال اله له كما يلهى بك أي اصنع معه كما يصنع بك وملهى القوم موضع اقامتهم وملهى الاثافي مكانها واستلهاه استوقفه وانتظره ومنه قول الفرزدق * طريد ان لا يستلهيان قرارى * وسموا ملهى كمعطي واللاهون جبل بالفيوم وقد ذكر في النون واللواهي الشواغل جمع لاهية وتلهى بالشئ تعلل به وأقام عليه ولم يفارقه وقال النضر يقال لاه أخاك يا فلان أي افعل به نحو ما فعل معك من المعروف والهه سواك واللهيا تصغير لهوى فعلى من اللهو قال العجاج * دارلهيا قبلك المتيم * وتلهت الابل بالمرعى تعللت به وتلهى بناقة تعلل بسيرها واستلهى الشئ استكثر منه ( ى اللياء ككساء شئ كالحمص شديد البياض ) يكون بالحجاز يؤكل عن أبى عبيد وفى الحديث دخل على معاوية وهو يأكل لياء مقشرا وقد ذكره المصنف في الهمزة أيضا ( توصف به المرأة ) في البياض تقول كأنها لياءة قاله الفراء وقيل اللياء اللوبياء ( و ) اللياء ( سمكة ) في البحر ( تتخذ منها الترسة الجيدة ) ولا يحيك فيها شئ ( و ) اللياء ( الارض البعيدة عن الماء كاللياء كشداد ووهم الجوهرى ) في قوله هو مقصور وقد تقدم ذكره ( ولية ) موضع بالطائف ذكر ( في ل وى واليا ) بالكسر اسم بيت المقدس ذكره ( في أي ل ) ( فصل الميم ) مع الواو والياء ( ومأوت السقاء والدلو مأ وامددته ليتسع فتمأى اتسع ) وأنشد الجوهرى * دلو تمأى دبغت بالحلب * ( وتمأى الشر بينهم ) أي ( فشا ) واتسع وفى بعض النسخ السر بالسين المهملة المكسورة وهو غلط وفى الصحاح تمأى ما بينهم أي فسد ( والمأوة أرض منخفضة ج مأو ) نقله ابن سيده ( ومأى السنور يمؤمواء بالضم ) كغراب ( صاح وفى الصحاح مأت السنور صاحت مثل أمت تأموا ماء ( والمأوى الشدة وذو المأوين ع ) * ومما يستدرك عليه هرة مؤوءزنة معوع وأموى صاح صياح السنور عن أبى عمرو يقال للسنور مائية زنة ماعية وماءة زنة ماعة ومأوت بينهم إذا اضربت بعضهم ببعض عن الليث ( ى مأى فيه كسعى بالغ وتعمق ) والمصدر مأى كسعى ( و ) مأى ( الشجر طلع أو أورق ) كل ذلك في المحكم ( و ) يقال (1/8592)
مأى ما ( بينهم ) أي ( أفسد ) زاد ابن سيده ونم وأنشد الجوهرى للعجاج * يعتلون من مأى في الدحس * وفى التهذيب مأيت بين القوم إذا دببت بينهم بالنميمة قال ومأى بينهم أخو نكرات * لم يزل ذانميمة ماء ( و ) مأى ( القوم تممهم بنفسه مائة فهم ممئيون ) وإذا تممهم بغيره فقد أما هم عن ابن الاعرابي نقله الازهرى ( وتمأى السقاء ) تمئيا ( توسع وامتد ) وهو تفعل وقد تقدم عن الجوهرى وهو مطاوع مأيته مأيا والاول الذى ذكر في الواو مطاوع مأوته مأوا فليس بتكرار كما يظنه بعض ووقع في نسخ التهذيب تماى الجلد والسقاء على تفاعل وهو صحيح أيضا ( وامرأة ماءة كماعة ) أي ( نمامة ) مقلوب وقياسه مأة كمعاة ) كذا هو نص المحكم وفى التهذيب امرأة ماءة كمعاعة نمامة ( والمائة ) بالكسر وانما أطلقه لشهرته ( عدد ) معروف قال الزمحشرى واشتقاقه من مأيت الجلد مددته لانه عدد ممتد وهو ( اسم يوصف به ) حكى سيبويه ( مررت برجل مائة ابله ) قال ( والوجه الرفع ) وقال الجوهرى أصله مأى كمعى والهاء عوض من الياء ونقل الازهرى عن الليث المائة
حذف من آخرها ياء وقيل حرف لين لا يدرى أواو هو أو ياء ونقل الجوهرى عن الاخفش قال بعض العرب يقولون مائة درهم يشمون شيأ من الرفع في الدال ولا يبينون وذلك الاخفاء ونقل عن ابن السكيت قال الاخفش لو قلت في ( ج ) جمع مائة ( مئات ) كمعات لكان جائزا ( و ) إذا جمعت بالواو والنون قلت ( مئون ) بكسر الميم وبعضهم يقول مؤون بضم الميم ( ومئ كمع ) وأنكر هذه سيبويه لان بنات الحرفين لا يفعل بها كذا يعنى انهم لا يجمعون عليها ما قد ذهب منها في الافراد ثم حذف الهاء في الجمع لان ذلك اجحاف في الاسم وانما هو عند أبى على مئى وقول الشاعر * وحاتم الطائى وهاب المئى * انما أراد المئى فحذف وفى المحكم فخفف كما قال : ألم تكن تحلف بالله العلى * ان مطاياك لمن خير المطى ومثله قول مزرد ومازودونى غير سحق عمامة * وخمسمئ منها قسى وزائف أراد مئى فعول كحلية وحلى ( و ) قالوا ( ثلثمائة أضافوا أدنى العدد الى الواحد لدلالته على الجمع ) كقوله * في حلقكم عظم وقد شجينا * وهو ( شاذو ) قال سيبويه يقال ثلثمائه وكان حقه أن ( يقال ثلاث مئات و ) ثلاث ( مئين ) كما تقول ثلاثة آلاف لان مابين الثلاثة الى العشرة يكون جماعة نحو ثلاثة رجال وعشرة رجال ولكنهم شبهوه باحد عشر وثلاثة عشر نقله الجوهرى قال ابن سيده ( والاول أكثر ) على شذوذه قال الجوهرى ومن قال مئين ورفع النون بالتنوين ففى تقديد قولان أحد هما فعلين مثال غسلين وهو قول الاخفش وهو شاذ والاخر فعيل كسر الفاء لكسرة ما بعده وأصله مئى ومئى مثال عصى وعصى فأبدل من الياء نونا واما قول الشاعرين وهاب المئى وخمسمئ فهما عند الاخفش محذوفان مرخمان وحكى عن يونس انه جمع بطرح الهاء مثل تمرة وتمر وهذا غير مستقيم لانه لو أراد ذلك لقال مأى مثال معى كما قالوا في جمع لثة لثى وفى جمع ثبة ثبى اه ( والنسبة ) الى المائة في قول سيبويه ويونس جمعيا فيمن رد اللام ( مئوى ) كمعوى ووجهه ان مائة أصلها عند الجماعة مئية ساكنة العين فلما حذفت اللام تحفيفا جاورت العين تاء التأنيث فانفتحت على العادة والعرف فقيل مائة فإذا رددت اللام فمذهب سيبويه أن تقرا العين بحالها متحركة وقد كانت قبل الرد مفتوحه فتنقلب لها اللام ألفا فيصير تقديرها مئا كثنا فإذا أضفت إليها أبدلت الالف واوا فقلت مئوى كثنوى واما مذهب يونس فانه كان إذا نسب فعلة أو فعلة مما لامه ياء أجراه مجرى ما أصله فعلة أو فعلة فيقول في الاضافة الى ظبية ظبوى ويحتج بقول العرب في النسب الى بطية بطوى والى زنية زنوى فقياس هذا أن يجرى فئة وان كانت فعلة مجرى فيقول منها مئوى فيتفق اللفظان من أصلين مختلفين ( وامأى القوم صاروا مائة ) نقله الجوهرى ( فهم ممؤون ) كمعطون أصله ممأون ( وامأيتهم أنا ) تممتهم مائة وتقدم عن ابن الاعرابي الفرق بين مأى القوم وامأى وقال الكسائي كان القوم تسعة وتسعين فامأيتهم بألف مثل أفعلتهم وكذا في الالف آلفتهم وكذا إذا صارواهم كذلك قلت امأوا وآلفوا إذا صاروا مائة وألفا نقله الازهرى وفى المحكم أمأت الدراهم والابل وسائر الانواع صارت مائة وامأيتها جعلتها مائة ( وشارطته مماآة أي على مائة ) عن ابن الاعرابي ( كمؤالفة على ألف ) * ومما يستدرك عليه مأيت الجلد مأيا مددته وتماءى الجلد على تفاعل ورجل ماء كشداء نمام وأنشد الليث : ومأى بينهم أخو نكرات * لم يزل ذانميمة ماء ( ومتوت في الارض ) مثل ( مطوت و ) متوت ( الحبل ) متوا ( مددته ) والهمز لغة فيه وقد تقدم ( والتمتى في نزع القوس مد الصلب ) وأنشد الجوهرى الامرئ القيس فأنته الوحش واردة * فتمتى النزع في يسره ( وأمتى ) الرجل ( مشى مشية قبيحة ) كأنه يمد فيها ( و ) أمتى ( امتد رزقه وكثر ) عن ابن الاعرابي ( وابن ماتى ) هو ( على بن عبد الرحمن ) بن عيسى بن زيد بن ماتى الكوفى الكاتب ( محدث ) مشهور روى عنه أبو على بن شاذان ( ومتى ) يأتي ذكره ( في الحروف اللينة ) * ومما يستدرك عليه متاه بالعصا ضربه بها كمطاه نقله الازهرى ودارى بميتاء داره أي بحذائها نقله ابن سيده وتمتى كتمطى على البدل وقيل لاعرابي ما هذا الاثر بوجهك فقال من شدد التمتى في السجود وأمتى طال عمره عن ابن الاعرابي ( ى متيته ) متيا لغة في ( متوته ) متوا هكذا كتبه بالاسود والجوهري لم يشر إليه فتأمل * ومما يستدرك عليه مجا علم وميجا (1/8593)
بالكسر في أجداد النعمان بن مقرن الصحابي وسيأتى للمصنف في وج ى ( ومحاه يمحوه ويمحاه ) محوا فيهما ( أذهب أثره فمحى هو ) لازم متعد ( وامحى كادعى وامتحى ) لغة فيه ( قليلة ) وفى الصحاح ضعيفة ( والمحو السواد في القمر ) يقال انه أثر مسحة سيدنا جبريل عليه السلام ( و ) من المجاز ( المحوة المطرة ) التى ( تمحو الجدب ) عن ابن الاعرابي يقال أصاب الارض محوة وقد
محت الجدب ( و ) المحوه ( العارو ) أيضا ( الساعة و ) من المجاز مجوة ( بلالام اسم الدبور ) غير مصروفة وفى الصحاح ومحوة ريح الشمال لانها تذهب السحاب وهى معرفة لا تنصرف ولا يدخلها ألف ولام قال الراجز : قد بكرت محوة بالعجاج * فدمرت بقية الرجاج وفى المحكم وهبت محوة اسم للشمال معرفة سميت لانها تمحوا السحاب وتذهب بها وكونه اسما للشمال لا الدبور هو الذى صرح به ابن السكيت في الاصلاح وبه جزم التبريزي في تهذيبه للاصلاح ومثله أيضا في كفاية المتحفظ وغيره وقال ابن برى أنكر على بن حمزة اختصاص محوة بالشمال لكونها تقشع السحاب وتذهب به قال وهذا موجود في الجنوب وأنشد للاعشى ثم فاؤا على الكريهة والصبر * كما يقشع الجنوب الجهاما ( و ) محوة ( ع ) هكذا مقتضى سياقه والصواب محو بلاهاء كما هو نص الصحاح والمحكم قال يعقوب وأنشدني أبو عمرو للخنساء : لتجرى المنية بعد الفتى * المغادر بالمحواذ لالها ( والماحي ) من أسماء ( النبي صلى الله عليه وسلم ) سمى به لانه ( يمحو الله به الكفر ) ويعفى آثاره كذا في النهاية وفى التهذيب محا الله به الكفر وآثاره وفى المحكم لانه يمحو الكفر باذن الله تعالى ( والممحاة بالكسر خرقة يزال بها المنى ونحوه ) وفى بعض نسخ الصاح وغيره * ومما يستدرك عليه انمحى انفعل من المحو نقله الجوهرى ويقال تركت الارض محوة واحدة إذا طبقها المطر وفى التهذيب أصبحت الارض محوة واحدة إذا تغطى وجهها بالماء وكتاب ماح ذو محوو محت الريح السحاب أذهبته ومحا الصبح الليل كذلك ومنه قوله تعالى فمحونا آية الليل والاحسان يمحو الاساءة والمحو ما يرقى به المعيون والمصاب لغة يمانية وربما محى بالماء فيسقاه ولذلك سمى ويقال تمح منهم يا فلان أي تحلل أي اطلب منهم أن يمحوا عنك ما جنيت عليهم وهو مجاز نقله الزمخشري ( ى محاه يمحيه ويمحاه محيا ) فيهما الاخيرة لغة طيئ ( أذهب أثره فهو ممحى وممحو ) قال الجوهرى صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها فأدغمت في الياء التى هي لام الفعل وأنشد الاصمعي * كما رأيت الورق الممحيا * ( ى تمحيت منه تبرأت وتحرجت ) نقله الجوهرى ( و ) تمخيت ( إليه اعتذرت ) نقله الازهرى عن ابن بزرج في النوادر ( كامخيت ) كاكرمت كذا في النسخ والصواب بتشديد الميم كما هو نص الصحاح والتهذيب قال الجوهرى امخيت من الشئ إذا تبرأت منه وتحرجت وأنشد الاصمعي للنضربن بن سعيد القيسي : قالت ولم تقصد له ولم تخه * ولم تراقب مأثما فتمخه * من ظلم شيخ آض من تشيخه زاد الازهرى بعد ذلك * أشهب مثل النسر بين أفرخه * قال امخى من ذلك الامر امخاء إذا خرج منه تأثما والاصل انمخى قال ابن برى صواب انشاده ما بال شيخي آض من تشيخه * أزعر مثل النسر عند مسلخه ( و ) تمخيت ( العظم تمخخته ) قلبت احدى الخاءين ياء ( ومخا ) مقصور ( ة بساحل بحر اليمن ) تجاه باب المندب وقد دخلتها وسمعت بها الحديث قال الصاغانى ترفأ بمكلئها السفن تقول العرب مخا بلد الرخا فيقصرون الرخا للقرينة انتهى وبها قبر الولى الكامل أبى الحسن على بن عمر الشاذلى القرشى المعروف بالصغير ( ومخيته عن الامر تمخية أقصيته عنه ) وأبعدته وفى التكملة فصيته منه ( ى المدل كالفتى الغاية ) وفى الفائق للزمخشري ان المدى المسافة وانما أطلقت على الغاية لا متداد المسافة إليها وأنشد القالى للاخطل فهل أنت ان مد المدى لك خالد * موازنه أو حامل ما يحمل ( كالمدية بالضم والميداء بالكسر ) قال ابن الاعرابي هو مقعال من المدى وهو الغاية والقدر وأنشد لرؤبة في الغاية : مشته متيه تيهاؤه * إذا المدى لم يدر ما ميداؤه ويقال ما أدرى ما ميداء هذا الامر يعنى قدره وغايته قال الازهرى قوله هو مفعال من المدى غلط لان الميم أصلية وهو فيعال من المدى كانه مصدر مادى ميداء على لغة من يقول فاعلت فيعالا * قلت وقد زعم ابن السكيت أيضا مثل ما ذهب إليه ابن الاعرابي ونبه على رفض هذا القول شيخنا فقال لو كان كما ذكر لكان موضع ذكره يدا ( و ) المدى ( للبصر منتهاه ) يقال قطعة أرض قدر مدى البصر وقدر مد البصر أيضا عن يعقوب كما في الصحاح وفى المحكم هو منى مدى البصر ( ولا تقل مد البصر ) أي مضعفا وقد عبر به المصنف في م د د ونسى قوله هنا ولا تقل على ان المصرح به عن يعقوب جوازه كما دل عليه كلام الجوهرى ( و ) المدى ( العرمض ) يكون على الماء ( والمدية مثلثة ) قال الجوهرى بالضم ( الشفرة ) وقد يكسر وفى المحكم قوم يقولون مدية بالكسر وآخرون بالضم والفتح لغة ثالثة عن ابن الاعرابي قال الفارسى قال أبو اسحق سميت لان انقضاء المدى يكون بها قال ولا يعجبنى ( ج مدى ومدى ) بالكسر والضم وهو مطرد عند سيبويه لدخول كل واحدة كل واحدة منهما على الاخرى وقال الجوهرى الجمع مديات ومدى كما قلناه في كلية ( و ) المدية بالضم ( كبد القوس ) عن ابن الاعرابي وأنشد : (1/8594)
أرمى واحدى سيتيها مديه * ان لم نصب قلبا أصابت كليه
( و ) يقال فلان ( أمدى العرب ) أي ( أبعدهم غاية في العز ) كذا في النسخ والصواب أبعدهم عزيمة في الغزو كما هو نص المحكم عن الهجرى قال عقيل تقوله فان صح ما حكاه فهو من باب أحنك الشاتين ( والمدى كغنى حوض لا تنصب حوله حجارة ) وعبارة الصحاح الحوض الذى ليست له نصائب فلو قال حوض لا نصائب له كان أخصر قال الشاعر * إذا أميل في المدى قاضا * وقال الراعى يذكر ماء ورده : أثرت مديه وأثرت عنه * سواكن قد تبوأن الحصونا ( و ) المدى أيضا ( ما سال من ماء الحوض فخبث ) فلا يقرب عن أبى حنيفة أو ما اجتمع في مقام الساقى كما في التكملة ( و ) قيل هو ( جدول صغير يسيل فيه ما هريق من ماء البئر ) وقيل ما سال من فروغ الدلو يسمى مديا مادام يمد فإذا استقر وأنتن فهو غرب وجمع الكل أمدية ( والمدى بالضم مكيال ) ضخم ( للشام ومصر ) عن ابن الاعرابي وقال الازهر مكيال يأخذ جريبا وفى الصاح هو القفيز الشامي ( وهو غير المد ) وقال ابن الاثير هو مكيال لاهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا والمكوك صاع ونصف وقيل أكثر من ذلك وقال ابن برى يسع خمسة وأربعين وطلا ومنه حديث على أنه أجرى للناس المديين والقسطين يريد مديين من الطعام وقسطين من الزيت والقسط نصف صاع أخرجه الهروي عن على والزمخشري عن عمر ( ج أمداء ) كقفل وأقفال قال سيبويه لا يكسر على غير ذلك ( وأمدى ) الرجل ( أسن ) نقله الازهرى عن ابن الاعرابي قال الازهرى هو من مدى الغاية ومدى الاجل منتهاه ( و ) أمدى ( أكثر من شرب اللبن ) ونص ابن الاعرابي إذا سقى لبنا فأكثر ( وماديته وأمديته ) مماداة وامداء ( أمليت له ) أي أمهلت ( ومداية ) كسحابة ( ع وابن مدى كفتى ) اسم ( واد ) في قول الشاعر * فابن مدى روضاته تأنس * عن ياقوت ( و ) يقال دارى ( ميداء داره بالكسر ) أي ( حذاؤه ) وقد تقدم في ماد وفى التهذيب عن ابن الاعرابي هو بميداء أرض كذا إذا كان بحذائها يقول إذا سار لم يدر أما مضى أكثر أم ما بقى * ومما يستدرك عليه فلان لا يماديه أحد أي لا يجاريه الى مدى وتمادى في غيه لج فيه وفى الاساس تماد فيه الى الغاية وتمادى به الامر تطاول وتأخر وأمديت له وأنميت وأمضيت بمعنى وسيأتى في م ض ى ( ى المذى ) بفتح فسكون والياء مخففة ( والمذى كغنى والمذى ساكنة الياء ) الاخيرتان عن ابن الاعرابي قال والاولى أفصحها ولذا اقتصر عليه الجوهرى وفى المحكم التخفيف أعلى وقال الاموى المذى مشدد وغيره يخفف وقال أبو عبيد المنى وحده مشدد والمذى والودى مخففان ( ما يخرج منك عند الملاعبة والتقبيل ) قال الليث هوارق ما يكون من النطفة وقال ابن الاثير هو البلل اللزج الذى يخرج من الذكر عند ملاعبة النساء ولا يجب فيه الغسل وهو نجس يجب غسله وينقض الوضوء ( والمذى ) بالفتح ( الماء ) الذى ( يخرج من صنبور الحوض ) نقله ابن سيده ( والمذية كغنية أم شاعر ) من شعراء العرب ( يعير بها ) نقله ابن سيده ( و ) المذية ( المرآة ) المجلوة ومنه قول أبى كبير الهذلى : وبياض وجه لم تحل أسراره * مثل المذية أو كشنف الا نضر ( كالمذية ) بالفتح والتخفيف وهذه عن الازهرى ( ج مذيات ومذاء ) بالكسر والمدو في التهذيب وتجمع أيضا مذيا ومذيات ومذى ( وأمذى ) الرجل ( قادعلى أهله ) عن ابن الاعرابي ونقله ابن القطاع وابن الاثير ( و ) أمذى ( شرابه زاد في مزجه ) حتى رق جدا وهو مجاز ( و ) من المجاز أيضا أمذى ( الفرس ) إذا ( أرسله يرعى ) وفى الصحاح أرسله في المرعى ( كمذاه ) بالتخفيف قال الجوهرى وربما قالوا ذلك حكاه أبو عبيده ( ومذاه ) بالتشديد عن ابن سيده ( والمذاء كسماء ) هكذا في سائر النسخ قال شيخنا هو قصور ولعله ككساء * قلت وهو الصواب وهكذا هو مضبوط في النهاية والمحكم في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم الغيره من الايمان والمذاء من النفاق نعم روى في الحديث بالفتح أيضا كما أشار له ابن الاثير وباللام أيضا بدل الهمزة كما أشار له الزمخشري وابن الاثير وهو مذكور في محله الا ان هذا التفسير الذى سيذكره انما هو للمذاء بالكسر مصدر ماذاه مذاء قال ابن سيده هو ( جمع الرجال والنساء وتركهم يلاعب بعضهم بعضا ) ونص الصحاح قال أبو عبيد هو أن يجمع الرجل بين رجال ونساء يخليهم يماذى بعضهم بعضا ( أو هو الدياثة ) قاله أبو سعيد وضبطه بالفتح ( كالمماذاة فيهما ) يقال ماذى على أهله إذا قاد ( والماذى ) بتشديد الياء ( العسل ) الابيض الرقيق نقله الجوهرى وهو قول أبى عمرو ( وكل سلاح من الحديد ) الدرع والمغفر فهو ماذى عن أبى خيرة وابن شميل قال الشاعر : يمشون في الماذى فوقهم * يتوقدون توقد النجم ويقال الماذى خالص الحديد وجيده قال أبو على الفارسى الماذى عندي وزنه فاعول وصف به العسل والدرع ( و ) الماذية
( بهاء الخمرة ) السلسة ( السهلة ) في الحلق قيل شبهت بالعسل ( و ) الماذية ( الدرع اللينة ) السهلة عن الاصمعي ( أو ) هي ( البيضاء ) الرقيقة النسج ( والماذيانات وتفتح ذالها مسايل الماء أو ما ينبت على حافتى مسيل الماء أو ما ينبت حول السواقى ) وقد جاء ذكره في حديث رافع بن خديج كنا نكرى الارض بما على الماذيانات والسواقى قال ابن الاثير هي جمع ماذيان وهو النهر الكبير وليست بعربية وهى سوادية وقد تكرر في الحديث مفرد أو مجموعا وقول المصنف أو ما ينبت الى آخره تفسير غير موافق لما في الحديث فتأمل ( و ) يقال ( أمذ بعنان فرسك ) بهمزة القطع أي ( اتركه ) * ومما يستدرك عليه مذى الرجل يمذى مذيا وأمذى امذاء خرج منه المذى نقلهما الجوهرى ومذى تمذية كذلك والاول أفصحها يقال كل ذكر يمذى وكل أنثى تقذى والمذاء كشداد الرجل (1/8595)
الكثير المذى وماذاها مماذاة لا عبها حتى خرج المذى ويقول الرجل للمرأة ماذينى وسافحينى والمذاء كسماء اللين والرخاوة وأمذى الرجل إذا تجرفى المذاء وهى المرايا عن ابن الاعرابي والمذى كغنى مسيل الماء من الحوض نقله ابن برى وأنشد للراجز : لما رأها ترشف المذيا * ضج العسيف واشتكى الونيا ( والمرو حجارة بيض براقة تورى النار ) الواحدة مروة نقله الجوهرى عن الاصمعي قال أبو ذؤيب : الواهب الادم كالمرو الصلاب إذا * ما حارد الخورو اجتث المجاليح قال الازهرى يكون المرو أبيض ولا يكون أسود ولا أحمر وقد يقدح بالحجر والاحمر ولا يسمى مروا وتكون المروة كجمع الانسان وأعظم وأصغر قال وسألت عنها اعرابيا من بنى أسد فقال هي هذه القداحات التى تقدح منها النار وقال أبو خيرة المروة الحجر الابيض الهش تكون فيه النار ( أو ) المرو ( أصل الحجارة ) في النسخ والصواب أصلب الحجارة كما هو نص المحكم وهو قول أبى حنيفة وزعم ان النعام تبتلعه وزعم ان بعض الملوك عجب من ذلك ودفع حتى أشهده اياه المدعى ( و ) المرو ( شجر ) طيب الريح وفى الصحاح هو ضرب من الرياحين وأنشد للاعشى وآس وخيري ومرو وسوسن * إذا كان هنز من ورحت مخشما ( و ) مرو بلالام ( د بفارس ) يقال له أم خراسان افتتحه حاتم بن النعمان الباهلى في خلافة عمر رضى الله تعالى عنه سنة 31 ( والنسبة ) إليه ( مروى ) بالفتح على القياس ( ومروى ) بالتحريك ( ومروزى ) بزيادة الزاى مع سكون الراء وكلاهما من نادر معدول النسب قال الجوهرى والنسبة مروزى على غير قياس والثوب مروى على القياس ومثله لابي بكر الزبيدى ونسب الى هذا البلد جماعة من الائمة منهم الامام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى والامام أبو زيد المروزى شيخ المراوزة وهو محمد بن أحمد بن عبد الله حافظ مذهب الشافعي سمع البخاري من الفربرى وحدث به بمكة عنه روى عنه الدار قطني وغيره ولهم بلد آخر يقال له مرر ( الروذو النسبة إليه مروذى وقد تقدم في الذال وآخر يقال له مرو الشاهجان ( و ) المروة ( بهاء جبل بمكة ) يذكر مع الصفا وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز ان الصفا والمروة من شعائر الله قال الاصمعي سمى لكون حجارته بيضا براقة ( ومروان ) اسم ( رجل ) وهو والد عبد الملك وعبد العزيز من بن أمية يقال لولده بنو مروان وآخرهم في الملك مروان الحمار ( و ) مروان ( جبل ) قال ابن دريد أحسب ذلك وقال نصر مروان موضع أحسبه باكناف الربذه وقيل جبل وقيل حصن باليمن ورب مروان هو الشليل جسد جرير بن عبد الله البجلى رضى الله تعالى عنه ( والمروراة الارض لا شئ فيها ) وفى الصحاح المفازة لا شئ فيها وهى فعوعلة ( ج مرورى ) قال سيبويه هو بمنزلة صمحمح وليس بمنزلة عثوثل لان باب صمحمح أكثر من باب عثوثل ( ومروريات ) قال الحماسي بين قرورى ومرورياتها * قسى نبع رد من سياتها ( ومراري ) بتشديد الياء وتخفيفها ( و ) المرواة ( أرض ) بعينها ( م ) معروفة قال أبو حية النميري : وما منزل يحنو لا كحل أشعث * لها بمروراة السروج الدوافع * ومما يستدرك عليه مروة مدينة بالحجاز نحو وادى القرى منها أبو غسان محمد بن عبد الله المروى قاله ابن الاثير والمروة من اعراض المدينة كان سكن ابى نصير عتبة بن أسيد الصحابي وقرية أخرى من أعمال مكة منها حر ملة بن عبد العزيز الجهنى ومن المجاز قرع مروته ( ى مرى الناقة يمريها ) مريا ( مسح ضرعها ) لتدر ( وأمرت هي درلبنها وهى المرية ) أي ما حلب منها ( بالكسر والضم ) الضم أعلى عن ابن سيده قال سيبويه وقالوا حلبتها مرية لا تريد فعلا ولكنك تريد نحوا من الدرة وفى الصحاح قال ثعلب وأما مرية الناقة فليس فيه الا الكسر الضم غلط ( و ) مرى ( الشئ ) يمريه مريا ( استخرجه كامتراه ) ومنه مريت الفرس إذا اسخرجت ما عنده من الجرى بسوط أو غيره والاسم المرية بالكسر وقد يضم كما في الصحاح ( و ) مراه ( حقه جحده ) نقله الجوهرى
قال وقرئ قوله تعالى أفتمرونه على ما يرى أي أفتجحدونه وفى التهذيب قال المبرد أي تدفعونه عما يرى وعلى في موضع عن وفى الاساس معناه أفتغلبونه في المماراة مع ما يرى من الايات أو أفتطمعون في غلبته أوتد عونها مع ما يرى وهو انكار لتأتى الغلبة وهو مجاز وأنشد ابن برى : ما خلف منك يا أسما فاعترفي * معنه البيت تمرى نعمة البعل أي تجحد ( و ) مرى ( فلا نا مائة سوط ) أي ( ضربه ) نقله الازهرى ( و ) مرى ( الفرس ) مريا ( جعل يمسح الارض بيده أو رجله ويجرها من كسر أو ظلع ) كذا في المحكم وفى التهذيب مرى الفرس مريا وكذا الناقة إذا قام على ثلاثة ومسح الارض باليد الاخرى قال : إذا حط عنها الرحل ألقت برأسها * الى شذب العيدان أو صفنت تمرى وقال الجوهرى مرى الفرس بيديه إذا حركهما على الارض كالعابث وفى الاساس مرى الفرس يمرى قام على ثلاث وهو يمسح الارض بالرابعة وهو مجاز قال ابن القطاع وهو من أحسن أوصافه ( وناقة مرى ) كغنى ( غزيرة اللبن ) حكاه سيبويه وهى عنده بمعنى فاعلة ولا فعل وفى الصحاح كثيرة اللبن عن الكسائي وفى الاساس درور ( أو ) التى ( لا ولدلها فهى تدر بالمرى ) أي المسح على ضرعها ( على يد الحالب ) وقد أمرت فهى ممر قاله ابن سيده ولا تكون مريا ومعها ولدها قاله الازهرى وفى الصحاح ويقال هي التى تدر على المسح قال أبو زيد هو غير مهموز والجمع مرايا ( والممرى الناقة التى جمعت ماء الفحل في رحمها ) نقله ابن سيده ( والمرية بالكسر (1/8596)
والضم ) لغتان نقله الجوهرى عن ثعلب ( الشك ) وبهما قرئ قوله تعالى فلاتك في مرية منه ومرية وقال الراغب المرية التردد في الامر وهو أخص من الشك وفي المحكم المرية الشك ( والجدل ) ويفهم من سياق الاساس انه مجاز من مرية الناقة ( وماراه مماراة ومراء ) جادله ولاحه ومنه قوله تعالى أفتمارونه على ما يرى أي أفتلا حونه مع ما يرى من الايات المثبتة لنبوته كما في الاساس قال وهو مجاز وأصل المماراة المحالبة كان كل واحد يحلب ما عند صاحبه وفى الحديث كان لا يمارى ولا يشارى معنى لا يمارى لا يدافع الحق ولا يردد الكلام وقال المناوى المراء طعن في كلام الغير لاظهار خلل فيه من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير وقال ابن الاثير المراء الجدال والمماراة المجادلة على مذهب الشك والريبة ويقال للمناظرة مماراة لان كل واحد يستخرج ما عند صاحبه ويمتريه كما يمترى الحالب من الضرع ( وامترى فيه وتمارى شك ) نقله الجوهرى وفى المحكم قال سيبويه وهذا من الافعال التى تكون للواحد وفى التهذيب قوله تعالى فبأى آلاء ربك تتمارى قال الزجاج أي تتشكك وقال الفراء أي تكذب انها ليست منه ( والمارية ) بتشديد الياء ( القطاة الملساء ) نقله الجوهرى زاد الاصمعي الكثيرة واللحم ( و ) أيضا ( المرآة البيضاء البراقة ) كذا في النسخ وفى المحكم وامرأة مارية بيضاء براقد قال الاصمعي لا أعلم أحد أنى بهذه اللفظة الا ابن أحمر ( والمارى ) بتشديد الياء أيضا ( ولد البقرة الابيض الاملس ) وخص بعضهم به الوحشية ( وهى بهاء ) وأنشد أبو زيد : مارية لؤلؤ ان اللون أودها * طل بين عنها قرقد خصر ( و ) المارى ( كساء صغير له خطوط مرسلة و ) أيضا ( ازار الساقى من الصوف المخطط و ) أيضا ( صائد ) المارية وهى ( القطاو ) أيضا ( ثوب خلق الى المأكمتين ) وفى التهذيب قال ابن بزرج المارى الثوب الخلق وأنشد * قولا لذا الخلق المارى * ( والممرية كمحسنة والمارية البقرة ذات الولد المارى ) واقتصر ابن سيده على الاولى وقال الجعدى كممرية فرد من الوحش حرة * أنا مت بذى الدنين بالصف جؤذرا ( ومارية ) اسم امرأة سميت بذلك وهى ( بنت أرقم ) بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عوف بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مز يقياء ابن عامر ما السماء وابنها الحرث الاعرج الذى عناه حسان بقوله : أولاد جفنة حول قبر أبيهم * قبر ابن مارية الكريم المفضل كذا في الصحاح عن ابن السكيت وفى بعض النسخ بين حارثة ومزيقياء ثعلبة العنقاء وقال ابن برى في مارية بنت الارقم بن ثعلبة بن عمرو بن جفنة بن عمرو هو مزيقياء بن عامر ماء السماء وأما العنقاء فهو ثعلبة بن عمرو مزيقياء ( أو ) هي مارية بنت ( ظالم كان في قرطها ) ونص المحكم في قرطيها ( مائتا دينار أو جوهر قوم باربعين ألف دينار أو درتان كبيضتي حمامة لم ير مثلهما قط فاهدتهما الى الكعبة فقيل ) لاجل ذلك ( خذه ولو بقرطى مارية ) وفى الصحاح خذها ( أو على كل حال ) في المحكم يضرب في الشئ يؤمر يأخذه على أي حال كان ووقع في كتب الامثال لا تبعه ولو بقرطى مارية ( والمرية كغنية د بالاندلس ) وهى مرية البيرة نسب إليه أكابر المحدثين منهم أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس المريى تقدم ذكره في د ل ى ( و ) أيضا ( ع آخربها ) وهى مرية
بلش ( و ) أيضا ( ة بين واسط والبصرة والمرايا العروق التى تمتلئ وتدر باللبن ) جمع مرى كغنى ( و ) يقال ( تمرى به ) أي ( تزين و ) من المجاز ( أمر ممر ) أي مستقيم ) * ومما يستدرك عليه الريح تمرى السحاب وتمتريه أي تستخرجه ومرية الفرس بالكسر ما استخرج من جريه فدر لذلك عرقه وكذلك مريه كغنى وامترى الناقة حلبها وامرأة مرى كغنى درور ومرى في الامر شك واستمرى اخلاف الناقة امتراها ومرت الناقة في سيرها تمرى أسرعت ونوق موار ومريت فلانا فمادر وهو مجاز ومرى مقلته بانسانه أي باغلته ومراه مائه درهم نقده اياها والتمارى التجادل والتخاصم وقال ابن الاعرابي المارية خفيف الياء البقرة والقطاة وقال أبو عمرو هي اللؤلؤية اللون ومارية القبطية أم ابراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أهداها له المقوقس توفيت زمن عمرو ثلاثة صحابيات أخر ومرى بالكسر والقصر الجدالا على للامام أبى زكريا النووي وأبو مراية كثمامة عبد الله بن عمرو العجلى تابعي روى عنه قتادة والمرية كغنية الناقة الغزيرة الدر وأحجار المرى هي قباء والمرا بالضم داء يصيب النخل عن ابن الاثير ومرى الدم بالسيف أساله ومرى البعير ظلع ونهر مارى بين بغداد والنعمانية مخرجه من الفرات وعليه قرى كثيرة عن ياقوت ومرى الحلقوم كغنى رواه المنذرى عن أبى الهيثم هكذا وقد ذكر في الهمز ومحلة مارية قرية بمصر من أعمال البحيرة ( والمزية كغنية الفضيلة ) يمتاز بها على الغير قال الجوهرى يقال له على فلان مزية ولا يبنى منه فعل والجمع المزايا ( كالمازية ) يقال له عليه مازية أي فضل * ومما يستدرك عليه المزية الطعام يخص به الرجل عن ثعلب وتمزيت علينا يا فلان تفضلت أي رأيت لك الفضل علينا ومزيت فلانا قرظته وفضلته ومزيت متاعه حتى نفقته له كما في الاساس وهذا يدل على انه قد يبنى منه فعل خلافا لما ذكره الجوهرى وقال ابن برى أمزيته عليه أي فضلته ونقله ابن سيده عن ابن الاعرابي قال وأباها ثعلب وفى التهذيب روى ثعلب عن ابن الاعرابي له عندي قفية ومزية إذا كانت له منزلة ليست لغيره ويقال أقفيته ولا يقال أمزيته وتمازى القوم تفاضلوا وقال الليث المزى كغنى في كل شئ تمام وكمال ووقع في نسخ المحكم المزى والكسر معا ( ى مزى كرى ) مزوا ( تكبر ) (1/8597)
وهو ماز ( والمزاة الجبابرة ) جمع ماز كقاض وقضاة ( والمزى كغنى الظريف والتمزية المدح ) والتقريظ ( وقعد عنى مازيا ومتمازيا ) أي ( مخالفا بعيدا ) كذا في اللسان * ومما يستدرك عليه المزو والمزى في كل شئ التمام والكمال والفضيلة كالمزية كغنية وتمازو اتفاضلوا وأمزيته عليه فضلته عن ابن الاعرابي وأباها ثعلب ولا يبنى فعل من المزية ومزايا خيل الغارة مواقعها التى تنصب عليها والمازية الفضل والمزية الطعام بخص به الرجل عن ثعلب ( ومسوت على الناقة ) أمسوها مسوا ( إذا أدخلت يدك في حيائها ) ونص اللحيانى في رحمها ( فنقيته ) استلئا ما للفحل كراهة ان تحمل له وكذلك مسا رحمها فهو ماس وقيل مسا الناقة والفرس إذا سطا عليهما ومنه قول الراجز ان كنت من أمرك في مسماس * فاسط على أمك سطو الماسى ومسيت لغة فيه كما سيأتي ( ومسا الحمار ) مسوا ( حرن والمساء والامساء ضد الصباح والاصباح ) وهو بعد الظهر الى صلاة المغرب وقال بعضهم الى نصف الليل والجمع أميه عن ابن الاعرابي ( والممسى ) كمكرم ( الامساء ) تقول أمسينا ممسى وأنشد الجوهرى لامية بن أبى الصلت : الحمدلله ممسانا ومصبحنا * بالخير صبحنا ربى ومسانا فهما مصدران ( والاسم المسى بالضم والكسر ) كالصبح من الصباح قال الاضبط بن قريع الاسدي لكل هم من الامور سعه * والمسى والصبح لافلاح معه ( و ) يقال ( أتيته مساء أمس ومسيه بالضم والكسر ) لغة أي أمس عند الماء ( و ) أتيته أصبوحة كل يوم و ( أمسيته بالضم وجا مسيانات أي مغير بانات ) نادرو لا يستعمل الاظرفا وفى الصحاح أتيته مسيانا هو تصغير مساء ( و ) قال سيبويه ( أتى صباح مساء ) مبنى ( و ) صباح ( مساء بالاضافة و ) القالى اللحيانى ( إذا تطيروا من أحد قالوا مساء الله لامساؤك ) وان شئت نصبت ( ومسيته تمسية قلت له كيف أمسيت ) ومعناه كيف أنت في وقت المساء ( أو ) مسيته قلت له ( مساك الله بالخير ) أي جعل مساءك في خير وهو مجاز ( وامتسى ما عنده أخذه كله ) نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه مساو أمسى ومسى كله إذا وعدك بامر ثم ابطأ عنك عن ابن الاعرابي وقد يكون للمسى كمكرم موضعا وأنشد الجوهرى لا مرى القيس يصف جارية : تضئ الظلام بالعشاء كأنها * منارة ممسى راهب متبتل يريد صومعته يمسى فيها وأمسينا صرنا في وقت المساء وقول الشاعر * حتى إذا ما أمسجت وأمسجا * انما أراد أمست وأمسى فأبدل مكان الياء حرفا جلدا شبيها بها لتصح له القافيه والوزن وأمسى فلان فلانا إذا أعانه بشئ عن ابن الاعرابي وقال
أبو زيد ركب فلان مساء الطريق إذا ركب وسط الطريق وماساه سخر منه عن ابن الاعرابي ومسى به الليل جاء مساء وهو مجاز نقله الزمخشري وممسى مقصور قرية بالمغرب عن ياقوت ( ى مسى الناقة والفرس كرمى ) يمسيهما مسيا ( نقى رحمهما ) من نطفة أوسطا عليهما باخراج ولدهما قال رؤبة : ان كنت من أمرك في مسماس * فاسط على أمك سطو الماسى وقال ذو الرمة : مستهن أيام العبور وطول ما * خبطن الصوى بالنعلات الرواعف وكذلك مسى على الناقة والفرس ( و ) مسى ( الحر المال ) مسيا ( هزله و ) مسى ( السير ) مسيا ( رفق به و ) مسى ( الشئ مسحه بيده ) وقال ابن القطاع الضرع مسحه ليدر ( وكل استلال مسى ) عن ابن سيده ومنه قول ذى الرمة يكاد المراح العرب يمسى عروضها * وقد جرد الاكناف مور الموارك ( ورجل ماس ) زنة ماش ( لا يلتفت الى موعظة أحد ) ولا يقبل قوله وقال أبو عبيد رجل ماس زنة مال وهو خطأ ( وامتسى عطش وتمسى تقطع كتماسى و ) قال أبو عمرو ( التماسى الدواهي بلا واحد ) يعرف وأنشد لمرداس أداورها كيما تلين واننى * لالقى على العلات منها التماسيا ( ومسينى ) بكسر الميم والسين المشددة وسكون التحتية وفتح النون مقصور وضبطه في التكملة بفتح الميم ( د في بر قسطنطينية ) بينها وبين ادرنة * ومما يستدرك عليه رجل ماس خفيف وما أمساه أي ما أخفه قال الازهرى هو مقلوب ومسى يمسى مسيا إذا ساء خلقه بعد حسن عن ابن الاعرابي نقله الصاغانى وقد سموا ماسيا وابن ماسى محدث مشهور له جزء وقع لنا عاليا ( ى مشى يمشى ) مشيا ( مر ) قال الراغب المشى الانتقال من مكان الى بارادة ( كمشى تمشية ) قال الجوهرى وأنشد الاخفش أي للشماخ ودوية قفر تمشى نعامها * كمشى النصارى في خفاف الارندج وقال آخر * ولا تمشي في فضاء بعدا * قلت ومثله قول الحطيئة عفى مسحلان من سليمى فخامره * تمشى به ظلمانه وجاذره وقال ابن برى ومثله قول الاخر تمشى بها الدرماء تسحب قصبها * كأن بطن حبلى ذات أونين متئم ( و ) مشى يمشى مشاء ( كثرت ماشيته ) يقال مشى على آل فلان مال إذا تناتج وكثر وهو مجاز ( كامشى ) وأنشد الجوهرى للنابغة (1/8598)
وكل فتى وان أثرى وأمشى * ستنجله عن الدنيا منون وكذلك أفشى وأوشى ( و ) من المجاز مشى إذا ( اهتدى ) قيل ( ومنه ) قوله تعالى ( نورا تمشون به ) أي تهتدون به وفى التكملة المشى الهدى وذكر الاية ( والاسم المشية بالكسر ) عن اللحيانى يقال هو حسن المشية ( وهى ضرب منه أيضا ) إذا مشى ( والتمشاء بالكسر المشى ) حكاه اللحيانى وقال ان نساء الاعراب يقلن في الاخذة أخذته بدباء مملا من الماء معلق بترشاء فلا يزال في تمشاء وفسره بالمشى قال ابن سيده وعندي أنه لا يستعمل الا في الاخذة ( و ) من الكناية ) ( المشاء النمام ) زنة ومعنى يقال هو يمشى ينهم بالنمائم مشيا ( والمشاة الوشاء ) جمع ماش من ذلك ( و ) المجاز ( الماشية الابل والغنم ) على التفاؤل والجمع المواشى وهو اسم يقع على الابل والبقر والغنم قال ابن الاثير وأكثر ما يستعمل في الغنم وقيل كل مال يكون سائمة للنسل والقنية من ابل وشاء وبقر فهى ماشية وأصل المشاء النماء والكثرة ( ومشت ) الماشية ( مشاء كثرت أولادها ) قال الراجز * العير لا يمشى مع الهملع * وأنشد الليث للحطيئة فيبنى مجدها ويقيم فيها * ويمشى ان أريد به المشاء ( وأمشى القوم وامتشوا ) كثر مالهم قال طريح : فأنت غيثهم نفعا وطودهم * دفعا إذا ما مر ادا لممتشى جدبا ( وامرأة ماشية كثيرة الولد ) وكذلك ناقة ماشية وقد مشت مشيا * ومما يستدرك عليه تمشى إذا مشى وبه روى قول الحطيئة * تمشى به ظلمانه وجا ذره * ويكنى به أيضا عن التغوط وهى عامية وتمشت فيه حميا الكاس دبت وأمشاه هو ومشاه بمعنى وحكى سيبويه أتيته مشيا جاؤوا بالمصدر على غير فعله وليس في كل شئ يقال ذلك يحكى منه ما سمع وكل مستمر ماش وان لم يكن من الحيوان فيقال قد مشى هذا الامر والمشاة خلاف الركبان ورجل مشاء الى المساجد كثير المشى والمشائيون فرقة من الحكماء كانوا يمشون في ركاب افلاطون وتماشوا مشى بعضهم الى بعض ومنه التماشا اسم لما يتفرج عليه أخذ من المصدر والمشى موضع المرور على المحل والمشى كالى جمع للحالة نقله القالى ( والمشو بالفتح و ) المشو ( كعدوو ) المشى مثل ( غنى و ) المشاء مثل ( سماء ) الاولى عن ابن عباد في المحيط والرابعة نقلها الصاغانى واقتصر الجوهرى على الثانية والثالثة ( الدواء المسهل ) وأنشد ابن سيده * شربت مشو اطعمه كالشرى * قال الجوهرى يقال شربت مشوا ومشيا ولا تقل شربت دواء المشى وقال ابن السكيت شربت مشوا ومشاء ومشيا وهو الدواء الذى يسهل مثل الحسوو الحساء قاله بفتح الميم وذكر المشى أيضا وهو صحيح سمى بذلك لانه
يحمل شاربه على المشى والتردد الى الخلاء وفى الحديث خير ماندا ويتم به المشى قال ابن دريد والمشى خطأ قال وقد حكاه أبو عبيد قال ابن سيده والواو عندي في المشو معاقبة فبابه الياء وقال أبو زيد شربت مشيا فمشيت منه مشيا كثيرا قال ابن برى المشى مشددة الدواء والمشى بياء واحدة اسم لما يجئ من شاربه قال الراجز : شربت مرا من دواء المشى * من وجع بحثلتى وحقوى قيل ومنه مشت المرأة إذا تناسلا كثيرا ( واستمشى ) شرب المشى ومنه حديث اسماء قال لها بم تستمشين أي بم تسهلين بطنك ( وأمشاه الدواء ) أطلق بطنه ( والمشا ) بالفتح مقصورا ( الجزر ) الذى يؤكل عن ابن الاعرابي ( أو نبت يشبهه ) واحدته مشاة كذا في كتاب أبى على والجامع للقزاز ( وأمشى الرجل ارتجى دواؤه ) كذا في النسخ وهو قول ابن الاعرابي ومثله في التكملة وهو في اللسان عن الازهرى عنه أمشى يمشى إذا أنجى دواؤه ونقل الارموى في كتابه عن الازهرى عنه مشى يمشى إذا أنجى دواؤه كذا هو بخطه في مسودته فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه مشى بطنه استطلق والمشية كغنية اسم الدواء واستمشى طلب المشى الذى يعرض عند شرب الدواء وامتشى بمعناه وذات المشا موضع نقله ابن سيده وأنشد هو والقالي للاخطل أجد وانجاء غيبتهم عشية * خمائل من ذات المشا وهجول ( والمصواء الدبر ) قاله الفراء وأنشد * وبل حنو السرج من مصوائه * نقله أبو على وابن سيده ( و ) قال الجوهرى المصواء ( امرأة لا لحم على فخذيها ) ونقله أبو على أيضا وقال أبو عبيدة والاصمعى المصواء هي الرسحاء ( والمصاية بالضم ) هي ( القارورة الصغير ) وأما الكبيرة يقال لها حوجلة * ومما يستدرك عليه مصيت المرأة مصاقل لحم فحذنيها عن ابن القطاع ( ى مضى ) الشئ ( يمضى مضيا ومضوا ) الاخيرة على البدل ( خلا ) وذهب ( و ) مضى ( في الامر مضاء ومضوا نفذ ) وفى الصحاح مضى في الامر مضاء أنفذه ( وأمر ممضو عليه ) نادر جئ به في باب فعول بفتح الفاء ( و ) مضى ( سبيله مات ) وفى المحكم بسبيله ( و ) مضى ( السيف مضاء قطع ) في الضريبة وله مضاء قال الجوهرى وقول جرير فيو ما يجازين الهوى غير ماضى * ويوما ترى منهن غول تغول قال فانما رده الى أصله للضرورة لانه يجوز في الشعر ان يجرى الحرف المعتل مجرى الحرف الصحيح من جميع الوجوه لانه الاصل قال ابن برى ويروى يجارين بالراء قال ويروى غير ماصبا وصححه ابن القطاع ونقل كلام الجوهرى هذا الصاغانى في التكملة فقال وقد تبع في هذا أقاويل النحويين ووثق بنقلهم وتأويلهم والرواية غير ماصبا أي من غير صبا الى ولا ضرروة فيه والرواية في عجز (1/8599)
البيت ترى منهن غولا ( وأمضاه أنفذه ) ومنه الحديث ليس لك من مالك الا ما تصدقت فأمضيت أي أنفذت فيه عطاءك ولم تتوقف فيه ( والمظواء كغلواء التقدم ) وأنشد الجوهرى للقطامي وإذا خنسن مضى على مضوائه * وإذا لحقن به أصبن طعانا وقال أبو على مضى على مضوائه المضواء مضيت عليه وأنشد البيت المذكور فإذا خنسن الخ قال وهذا البناء يكثر في الجمع وينقاس وذكره أبو عبيد في باب فعلاء وأنشد البيت البيت قال ابن سيده وقال بعضصهم أصله مضاء فابدلوه ابد الاشاذا أرادوا ان يعوضوا لواو من كثرة دخولب الياء عليها ( وأبو المضاء كسماء الفرس ) هي كنيته ( والمضاء الفاشى تابعي ) كذا في النسخ والصواب الفايشى وبنو فايش قبيلة والمضاء هذا يكنى أبا ابراهيم يروى عن عائشة وعنه أبو اسحق السبيعى كذا في كتاب ابن حبان ( وضيت على بيعي وأمضيته أجزته ) بالجيم والزاى وقد وقع في نسح التهذيب للازهري أخرته من التأخير وهو تصحيف نبه عليه الصاغانى ( والماضي الاسد ) لجرأته وتقدمه ( والسيف ) لنفاذه في الضريبة * ومما يستدرك عليه مضوت على الامر مضوا ومضوا مثل الوقود والصعود نقله الجوهرى وتمضى تفعل منه وأنشد الجوهرى للراجز * وقر بوا للبين والتمضى * ويقال مضى وتمضى تقدم قال عمرو ابن شاس : ثمضت الينا لم يرب عينها القذى * بكثرة نيران وظلماء حندس ويقال مضيت بالمكان ومضيت عليه وكان ذلك في الزمن الماضي وهو خلاف المستقبل وأبو ماضى من كنا هم والمضاء بن حاتم محدث والمضاء بن أبى نخيلة وفيه يقول أبوه : يا رب من عاب المضاء أبدا * فاحرمه امثال المضاء ولدا وامضى من السيف وسيوف مواض وأمضيت له تركته في قليل الخطا حتى يبلغ به أقصاه فيعاقب في موضع لا يكون لصاحب الخطا فيه عذر وكذلك أمديت له وأنميت له نقله الازهرى والتمضية في الامر الامضاء ( ومطا ) مطوا ( جدفى السيرو أسرع ) وقيل مطايمطو إذا سار سير حسنا ( و ) مطاء مطوا ( أكل الرطب من ) المطو وهى ( الكاسة و ) مطا مطوا أي ( صاحب صديقا ) في السفر ( و ) مطااذا ( فتح عينيه ) وأصل المطوا المد في هذا ( و ) مطا ( بالقوم ) مطوا ( مدبهم في السير ) نقله الجوهرى ومنه قول امرئ القيس مطوت بهم حتى يكل غريمهم * وحتى الجياد مايقدن بارسان
( و ) مطا ( المرأة ) مطوا ( نكحها وتمطى النهار وغيره ) كالسفر والعهد ( امتد وطال ) وهو مجاز ( والاسم ) من كل ذلك ( المطواء ) كغلواء وقال أبو على القالى المطواء التمطى عند الحمى ( والمطا التمطى ) عن الزجاجي حكاه في الجمل قرنه بالمطا الذى هو الظهر وأنشد ابن برى لذروة بن جحفة الصموتى * شممتها إذ كرهت شميمى * فهى تمطى كمطا المحموم ( و ) المطا ( الظهر ) لامتداده وقيل هو حبل المتن من عصب أو عقب أو لحم ( ج امطاء والمطية الدابة ) تمط نقله الجوهرى عن الاصمعي وفى المحكم ( تمطو في سيرها ) واحد وجمع قال الجوهرى قال أبو العميثل المطية تذكر وتؤنث وأنشد أبو زيد لربيعة بن مقروم الضبى جاهلي ومطيته ملث الظلام بعثته * يشكو الكلال الى دامى الا ظلل وقيل المطية الناقة يركب مطاها أو البعير يمتطى ظهره ( ج مطاياو مطى ) ومن أبيات الكتاب متى أنام لا يؤرقني الكرى * ليلا ولا أسمع اجراس المطى وأنشد الاخفش ألم تكن حلفت بالله العلى * ان مطاياك لمن خير المطى قال الجوهرى والمطايا فعالى وأصله فعائل الا انه فعل به ما فعل بخطايا ( وامتطاها وامطاها جعلها مطية ) قال الاموى امتطيناها جعلناها مطايانا وقال أبو زيد امتطيتها اتخذتها مطية ( والمطو ) بالفتح ( ويكسر جريدة تشق شقين ويحزم بها القت من الزرع ) وذلك لامتدادها ( و ) أيضا ( الشمراخ ) بلغة بلحرث بن كعب ( كالمطا ) مقصور لغة فيه عن ابن الاعرابي وقال أبو حنيفة المطو والمطو عذق النخلة وهى أيضا الكباسة والعاسى واقتصر الجوهرى على الكسر وأنشد أبو زياد وهتفوا وصرحوايا أجلح * وكان همى كل مطو املح هكذا ضبطه ابن برى بكسر الميم ( ج مطاء ) كجرو وجراء كما في الصحاح وأنشد ابن برى للراجز * تحدر عن كوافره المطاء * ( وامطاء ) يكون جمعا للمفتوح وللمكسور ( ومطى ) كغنى اسم للجمع ( والامطى كتركي صمغ يؤكل ) سمى به لامتداده ويقال لشجره اللباية وقيل هو ضرب من نبات الرمل يمتد وينفرش وقال أبو حنيفة شجر ينبت في الرمل قضبانا وله علك يمضغ ( و ) الامطى أيضا ( المستوى القامة المديدها والمطوة الساعة ) لامتدادها ( والمطو بالكسر النظير والصاحب ) وأنشد الجوهرى : ناديت مطوى وقد مال النهار بهم * وعبرة العين جارد معها سجم وقال رجل من أزد السراة يصف برقا وقال الاصبهاني انه ليعلى بن الاحول : فظلت لدى البيت العتيق أخيله * ومطواى مشتاقان له أرقان أي صاحباى ويقال المطوا الصاحب في السفر خاصة وقال الراغب هو الصاحب المعتمد عليه وتسميته بذلك كتسميته بالظهر (1/8600)
( و ) المطو ( سنبل الذرة ) المتداده قاله النضر * ومما يستدرك عليه المتطى التبختر ومد اليدين في المشى ويقال هو مأخوذ من المطيطة وقد ذكر في الطاء قوله ذهب الى أهله يتطى أي يمد مطاه أو يتبختر وفى حديث تعذيب بلال وقد مطى في الشمس أي مد وبطح وتمطى سار سيرا طويلا ممدودا ومنه قول رؤبة : به تمطت غول كل ميله * بناحر اجيج المهارى النفه وقوله أنشده ثعلب تمطت به أمة في النفاس * فليس بيتن ولا توأم فسره فقال يريد انها زادت على تسعة أشهر حتى نضجته وجرت حمله والمطاة الاسم من التمطى والتمطية الشمراخ والمطو بالضم عذق النخلة عن على بن حمزة البصري عن أبى زياد الكلابي كذا وجده صاحب اللسان بخط الشيخ رضى الدين الشاطبي * قلت فهو إذا مثلث والمطا مقصور الصاحب والجمع أمطاء ومطى الاخيرة اسم للجمع قال أبو ذؤيب لقد ألقى المطى بنجد عفر * حديث ان عجبت له عجيب ( والمعو الرطب ) عن اللحيانى وأنشد تعلل بالنهيدة حين تمسى * وبالمعو المكمم والقميم ( أو ) هو ( البسر ) الذى ( عمه الارطاب ) وفى الصحاح قال أبو عبيد إذا أرطب النخل كله فذلك المعو قال وقياسه أن تكون الواحدة معوة ولم أسمعه وقال ابن دريد المعوة الرطبة إذا دخلها بعض اليبس قال ابن برى وأنشد ابن الاعرابي يا بشر يا بشر ألا أنت الولى * ان مت فادفني بدار الزينبي * في رطب معو وبطيخ طرى ( و ) المعو أيضا ( الشق في مشفر البعير الاسفل ) والنعو في الاعلى ( و ) قال الليث ( معا السنور ) يمعو ( معاء ) كغراب ( صوت ) وهو أرفع من الصئ ويروى بالغين أيضا ( وتمعى ) السقاء ( تمدد ) واتسع لغة في تمأى بالهمز ( و ) تمعى ( الشر ) فيما بينهم ( فشا ) كتمأى بالهمز وقد ذكر * ومما يستدرك عليه أمعت النخلة صار ثمرها معوا نقله الجوهرى عن اليزيدى ومعوة السمرة ثمرتها إذا أدركت على التشبيه وأمعى البسر طاب عن ابن القطاع ( ى المعى بالفتح و ) المعى ( كالى من أعفاج البطن ) الاولى عن ابن سيده واقتصر الجوهرى وغيره على الاخيرة وبه جاء الحديث المؤمن يأكل في معى واحد وأنشد القالى لحميد بن ثور خفيف المعى الا مصيرا يبله * دم الجوف أو سؤر من الحوض ناقع وهو مذكر ( وقد يؤنث ) قال الفراء أكثر الكلام على تذكيره وربما ذهبوا به الى التأنيث كأنه واحد دل على الجمع وأنشد
للقطامي كأن نسوع رحلى حين ضمت * حوالب غزرا ومعى جياعا أقام الواحد مقام الجمع كما قال تعالى ثم نخرجكم طفلا ( ج أمعاء ) ومنه الحديث والكافر يأكل في سبعة امعاء قال القالى الهاء في سبعة تدل على التذكر في الواحد قال الليث الامعاء المصارين وقال الازهرى هو جميع ما في البطن مما يتردد فيه من الحوايا كلها ( والمعى كالى ) المذنب من مذانب الارض نقله الجوهرى وقال ابن سيده هو من مذانب الارض ( كل مذنب بالحضيض ينادى ) كذا في النسخ والصواب يناصى ( مذنبا بالسند ) والذى في السفح هو الصلب قال الازهرى وقد رأيت بالصمان في قيعانها مساكات للماء واخاذا متحوية تتسمى الامعاء وتسمى الحوايا وهى شبه الغدران غير أنها متضايقه لا عرض لها وربما ذهبت في القاع علوة وقال الازهرى الامعاء مالان من الارض وانخفض قال رؤبة * يحنو الى اصلابه أمعاؤه * قال أبو عمرو وأمعاؤه أي أطرافه ( و ) حكى ابن سيده عن أبى حنيفة المعى ( سهل بين صلبين ) قال ذو الرمة : بصلب المعى أو برقة الثور لم يدع * لها جدة حول الصبا والجنائب قال الازهرى أظن واحده معاة وقيل المعى المسيل بين الحرار وقالى الاصمعي الامعاء مسايل صغار وقال القالى المسيل الضيق الصغير ( ومعى الفأر تمر ردئ ) بالحجاز ( والماعى اللين من الطعام ) عن أبى عمرو ( و ) قال الازهرى العرب تقول ( هم ) في ( مثل المعى والكرش أي أخصبوا وحسنت حالهم ) وصلحت قال الراجز : يا أيهذا النائم المفترش * لست على شئ فقم وانكمش لست كقوم أصلحوا أمرهم * فاصبحوا مثل المعى والكرش ( والماعية المدمدة ) كذا في التكملة ( ومعى كسمى ع ) أو رمل قال الصاغانى وليس بتصحيف المعى قال العجاج * وخلت أنقاء المعى ربربا * ومما يستدرك عليه المعيان بالكسر واحد الامعاء عن الليث والمعى كالى موضع وأنشد القالى لذى الرمة : على ذروة الصلب الذى واجه المعى * سواخط من بعد الرضا للمراتع قال الصلب والمعى موضعان * قلت وقد تكرر ذكرهما في شعر ذى الرمة فمنه ما أنشده القالى هذا ومنه ما أنشده أبو حنيفة بصلب المعى أو برقة الثور وقد تقدم ومنه ما أنشده الازهرى تراقب بين الصلب عن جانب المعى * معى واحف شمسا بطيأ نزولها وقد فسرا بأن المعى سهل بين صلبين والصلب ما صلب من الارض فتأمل وقال نصر المعى أرض في بلاد الرباب وهو رمل بين الجبال (1/8601)
وقالوا جاآ معا وجاؤا معا جميعا قال أبو الحسن معا هذا اسم وألفه منقلبة عن ياء كرحى لان انقلاب الالف في هذا الموضع عن الياء أكثر من انقلابها عن الواو وهو قول يونس وقد تقدم ذلك في حرف العين وابن معية في عوى ( ومغا السنور يمغو ) مغاء أهمله الجوهرى وقال الليث أي ( صاح ) قال الازهرى معا يمعو ومغا يمغو صوتان أحد هما يقرب من الاخر وهو أرفع من الصئ * ومما يستدرك عليه المغو بالفتح والمغو كعلو والمغاء كغراب كله صياح السنور وقال ابن الاعرابي مغا يمغو بمعنى نغى ( ى المغى ) أهمله الجوهرى وقال غيره هو ( في الاديم رخاوة وقد تمغى تمغيا ) ارتخى ( و ) المغى ( في الانسان ان تقول فيه ما ليس فيه اما هازلا أو جادا ) وقد مغى فيه مغيا وهو مجاز ( والماغية المريبة ) من ذلك وفى بعض النسخ المربية ( و ) قال ابن الاعرابي ( مغيت كسعيت ) أمغى بمعنى ( نغيت ) وقيل هو من باب رمى لغة في مغا يمغو ( ومقا الفصيل أمه ) مقوا ( رضعها ) رضعا ( شديداو ) مقا ( السيف ) يمقوه مقوا حكاه يونس عن ابن الخطاب ( و ) كذلك ( السن ونحوه ) كالطست والمرآة كل ذلك إذا ( جلاه ) كما في الصحاح وسيف ممقو مجلو ومن سجعات الاساس أنا اشتفى بلقائك اشتفاء الملقو بالنظرقى السجنجل الممقو ( و ) يقال ( امقه مقوك ) مالك نقله الجوهرى عن ابن دريد وهو على وزن ادعه زاد غيره ( ومقوتك مالك و ) في المحكم ( مقاوتك ) مالك ( بالضم ) كل ذلك أي ( صنه صيانتك مالك ) واحفظه * ومما يستدرك عليه مقوت الطست غسلته ومنه حديث عائشة وذكرت عثمان رضى الله عنهما فقالت مقوتموه مقو الطست ثم قتلتموه أردادت أنهم عتبوه على أشياء فأعتبهم وأزال شكواهم وخرج نقيا من العتب ثم قتلوه بعد ذلك ( ى مقيت أسناني ) مقيا أهمله الجوهرى وقال ابن السكيت لغة في ( مقوتها ) مقوا ( ومقى الطست مقيا جلاه ) كمقاه مقوا ( و ) يقال ( امقه ) كارمه ( مقيتك مالك ) بفتح الميم وسكون القاف ( أي صنه ) صيانتك مالك ( والمقية ) بالضم ( الماق ) عن كراع وقد مر ذكره في م وق وأشبعنا الكلام هنا لك ( ومكا ) يمكو ( مكوا ) بالفتح ( ومكاء ) كغراب ( صفر بفيه أو شبك باصابعه ) أي أصابع يديه ثم أدخلها في فيه ( ونفخ فيها ) وبه فسر قوله تعالى وما كان صلاتهم عند البيت الامكاء وتصديه قاله الجوهرى أي صفير أو تصفيقا بالا كف قال ابن السكيت والاصوات مضمومة الا النداء والغناء أبو الهيثم لحسان
* صلاتهم التصدى والمكاء * وقال الليث كانوا يطوفون بالبيت عراة يصفرون بافواههم ويصفقون بايد يهم وقال عنتره يصف رجلا طعنه وخليل غانية تركت مجدلا * تمكو فريصته كشدق الاعلم أي تصفر ( و ) مكت ( استه ) تمكو مكاء ( نفخت ولا يكون ) ذلك ( الاوهى مكشوفة مفتوحة ) وفى الصحاح عن أبى عبيدة مكت استه مكاء إذا كانت مفتوحة ( أو خاصة بالدابة ) أي باستها ( والمكوة الاست ) سميت بذلك ( والمكا مقصورة ) يكتب بالالف ( حجر الثعلب والارنب ) ونحوهما وقيل مجثمهما وأنشد القالى : وكم دون بيتك من صفصف * ومن حنش جاحر في مكا ( كالمكو ) وأنشد الجوهرى للطرماح كم به من مكو وحشية * قيظ في منتثل أوشيام قال ابن سيده وقد يهمز وقد تقدم هناك ذكره والجمع أمكاء ( و ) مكا ( جبل ) لهذيل ( يشرف على نعمان و ) المكاء ( كزنار طائر ) صغير يزقو في الرياض قال الازهرى يألف الريف وقيل سمى بذلك لانه يجمع يديه ثم يصفر فيهما صفيرا حسنا قال الشاعر : إذا غرد المكاء في غير روضة * فويل لاهل الشاء والحمرات ( ج مكاكى ) بتشديد الياء وأنشد ياقوت لاعرابي ورد الحضر فرأى مكاء يصيح فحن الى بلاده فقال : ألا أيها المكاء مالك ههنا * ألاء ولا شيح فاين تبيض فأصعد الى أرض المكاكى واجتنب * قرى الشام لا تصبح وأنت مريض ( وتمكى ) الفرس تمكيا ( ابتل بالعرق ) عن أبى عبيدة وأنشد * والقود بعد القود قد تمكين * أي ضمرن لما سال من عرقهن ( و ) في الصحاح تمكى ( الفرس ) تمكيا ( حك عينه بركبته و ) يقال ( مكيت يده تمكى مكا ) كرضيت إذا ( مجلت من العمل ) قال يعقوب سمعتها من الكلابي كذا في الصحاح وفى المحكم أي غلظت ( و ) ذكر الجوهرى في هذا الحرف ( ميكائيل ) قال يعقوب ( ويقال ميكال وميكائين ) بالنون لغة قال الاخفش يهمز ولا يهمز وقال حسان : ويوم بدر لقينا كم لنا مدد * فيه مع النصر ميكال وجبريل ( ملك م ) موكل بالارزاق وقد تقدم ذكره في اللام وفى النون ( و ) ميكائيل ( اسم ) رجل ( ومكوة جبل في بحر عمان ) والذى في التكملة مكو جبل أسود في بحر عمان قرب كمزاد * ومما يستدرك عليه المكوان بالتحريك مثنى مكو لححر الضب قال الشاعر : * بنى مكوين ثلما بعد صيدن * وقد يكون المكو للطائر والحية وقال أبو عمرو تمكى الغلام إذا تطهر للصلاة وأنشد لعنترة الطائى انك والجور على سبيل * كالمتمكى بدم القتيل يريد كالمتوضى والمتمسح وبنو ميكال قوم بنيسابور بيت امارة وحديث منهم ممدوح ابن دريد في المقصورة وقد ذكروا في اللام ( وملا ) البعير ( يملو ملوا سار ) سيرا ( شديدا ) ومنه قول مليح الهذلى : (1/8602)
فألقوا عليهن السياط فشمرت * سعال عليها الميس تملو وتقدف ( أو ) ملا ملوا إذا ( عدا ) ومنه حكاية الهذلى فرأيت الذى ذما يملو أي الذى نجا بذمائه يعدو ( وملاك الله حبيبك تملية ) أي ( متعك به وأعاشك طويلا ) نقله الجوهرى قال ( و ) يقال ( تملى عمره و ) كذلك ( مليه ) أي ( استمتع منه ) ويقال لمن لبس الجديد أبليت جديدا وتمليب حبيبا أي عشت معه ملاوة من دهرك وتمتعت به وأنشد الجوهرى للتميمي في يزيد بن مزيد الشيباني : وقد كنت أرجو أن أملاك حقبة * فحال قضاء الله دون رجائيا الا فليمت من شاء بعدك انما * عليك من الاقدار كان حذاريا ( وأملاه الله اياه ) وملاه ( و ) أقت عنده ( ملاوة من الدهر وملوة ) من الدهر ( مثلثتين ) نقلهما الجوهرى والتثليث في الاخير حكاه الفراء أي ( برهة منه ) وحينا ( والملى ) كغنى ( الهوى من الدهر ) ومنه قوله تعالى واهجرني مليا أي طويلا ( و ) أيضا ( الساعة الطويلة من النهار ) يقال مضى ملى من النهار نقله الجوهرى ( والملا ) غير مهموز يكتب بالالف عند البصريين وغيرهم يكتبه بالياء ( الصحراء ) وهو المتسع من الارض وقال الراغب هي المفازة الممتدة قال الشاعر : الاغنيانى وارفعا الصوب بالملا * فان الملا عندي يزيد المدى بعدا وقال الاصمعي الملا برث أبيض ليس برمل ولاجلد ( والملوان ) بالتحريك مثنى الملا ( الليل والنهار ) يقال لا أفعله ما اختلف الملوان وقال الراغب وحقيقة ذلك تكررهما وامتدادهما بدلالة أنهما أضيفا اليهما في قول الشاعر : نهار وليل دائم ملواهما * على كل حال المرء يختلفان فلو كانا الليل والنهار لما أضيفا اليهما ( أوطر فاهما ) قال ابن مقبل : ألا يا ديار الحى بالسبعان * أمل عليها بالبلى الملوان ( وأمليت له في غيه ) أي ( أطلت ) نقله الجوهرى ( و ) أمليت ( البعير ) إذا ( وسعت له في قيده ) وأرخيت وفى الصحاح للبعير ( و ) أمليت ( الكتاب ) أملى و ( أمللته ) أمله لغتان جيدتان جاء بهما القرآن قاله الجوهرى ( و ) أملى ( الله ) الكافر ( أمهله ) وأخره وطول له ومنه قوله عز وجل وأملى لهم ان كيدى متين ( واستملاه سأله الاملاء ) عليه ومنه المستملى للذى يطلب املاء
الحديث من شيخ واشتهر به أبو بكر محمد بن أبان بن وزير البلخى أحد الحفاظ المتقنين لانه استملى على وكيع ( والملاة كقناة فلاة ذات حر وسراب ج ملا ) وأنشد الازهرى لتأبط شرا ولكننى أروى من الخمر هامتي * وأنضو الملا بالشحب المتشلشل * ومما يستدرك عليه الملاوة بالتثليث والملا والملى كالى وغنى كله مدة العيش وقد تملى العيش ومر ملى من الليل كغنى وملا من الليل وهو ما بين أوله الى ثلثه وقيل هو قطعة منه لم تحدوا الجمع أملاء وقال الاصمعي أملى عليه الزمن أي طال عليه وقال ابن الاعرابي الملا الرماد الحار والملا الزمان من الدهر والملا موضع وبه فسر ثعلب قول قيس بن ذريح : أتبكى على لبنى وأنت تركتها * وكنت عليها بالملا أنت أقدر قلت وأنشد ياقوت لذى الرمة وقيل لامرأة يهجومية ألا حبذ أهل الملا غير أنه * إذا ذكرت مى فلا حبذا هيا وقال ابن السكيت الملا موضع بعينه في قول كثير ورسوم الديار تعرف منها * بالملا بين تغلمين فريم وقال في تفسير قول عدى بن الرقاع يقود الينا ابني نزار من الملا * وأهل العراق ساميا متعظما سمعت الطائى يقول هي قرية من ضواحي الرمل متصلة الى طرف أجا وقيل الملا مدافع السبعان لطيئ أعلاه الملا وأسفله الاجيفر والملوة قد حان وهو نصف الربع لغة مصرية ( ى مناه الله يمنيه ) منيا ( قدره ) والماني القادر وأنشد الجوهرى لابي قلابة الهذلى : فلا نقولن لشئ سوف أفعله * حتى تلاقى مايمنى لك المانى أي ما يقدر لك القادر وفى التهذيب * حتى تبين ما يمنى لك المانى * وقال ابن برى البيت لسويد بن عامر المصطلقى وهو : لا تأمن الموت في حل ولا حرم * ان المنايا توافي كل انسان * واسلك طريقك فيها غير محتشم * حتى تلاقى ما يمنى لك المانى وفى الحديث أن منشدا أنشد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : لا تأمنن وان أمسيت في حرم * حتى تلاقى ما يمنى لك المانى فالخير والشر مقرونان في قرن * بكل ذلك يأتيك الجديدان فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو أدرك هذا لاسلم * قلت وفى أمالى السيد المرتضى ما نصه أن مسلما الخزاعى ثم المصطلقى قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أنشد منشده منشد قول سويد بن عامر المصطلقى لانأمنن الخ وفيه (1/8603)
فكل ذى صاحب يوما يقارفه * وكل زاد وان أبقيته فانى ثم ساق بقية الحديث كذا وجدته بخط العلامة عبد القادر بن عمر البغدادي رحمه الله تعالى ويقال منى الله لك ما يسرك أي قدره لك قيل وبه سميت المنيه للموت لانها مقدرة بوقت مخصوص وقال آخر : منت لك أن تلاقيني المنايا * أحاد أحاد في الشهر الحلال ( و ) مناه الله بحبها يمنيه منيا ( ابتلاه ) بحبها ( و ) قيل مناه يمنيه إذا ( اختبره والمنا ) كذا في النسخ والصواب أن يكتب بالياء ( الموت كالمنية ) كغنية لانه قدر علينا وقد منى الله له الموت يمنى وجمع المنية المنايا وقال الشرقي بن القطامى المنايا الاحداث والحمام الاجل والحتف القدر والمنون الزمان وقال ابن برى المنية قدر الموت ألا ترى الى قول أبى ذؤيب : منايا تقربن الحتوف لاهلها * جهارا ويستمتعن بالانس الجبل فجعل المنايا تقرب الموت ولم يجعلها الموت وقال الراغب المنية الاجل المقدر للحيوان ( و ) المنى ( قدر الله ) تعالى يكتب بالياء قال الشاعر * دريت ولا أدرى منى الحدثان * وقال صخر الغى لعمر أبى عمرو لقد ساقه المنى * الى جدث يوزى له بالاهاضب ومنه قولهم ساقه المنى الى درك المنى ( و ) المنى ( القصد ) وبه فسر قوله الا خطل أمست منا ها بأرض لا يبلغها * لصاحب الهم الا الجسرة الاجد قيل أراد قصدها وأنث على قولك ذهبن بعض أصابعه ويقال انه اراد منازلها فحذف ومثله قول لبيد * درس المنا بمتالع فأبان * قال الجوهرى وهى ضرورة قبيحة * قلت وقد فسر الشيباني في الجيم قول الا خطل بمعنى آخر سيأتي قريبا ( ومعنى بكذا كعنى ابتلى به ) كأنما قدر له وقدر لها ( و ) منى ( لكذا وفق ) له ( والمنى كغنى ) وهو مشدد والمذى والودى مخففان وقد يخفف في الشعر ( و ) قوله ( كالى ) غلط صوابه يخفف ( والمنية كرمية ) للمرة من الرمى وضبطه الصاغانى في التكملة بضم الميم وهو الصواب ( ماء الرجل والمرأة ) واقتصرا الجوهرى وجماعة على ماء الرجل وشاهد التشديد قوله تعالى ألم يك نطفة من منى يمنى أي يقدر بالعدة الالهية ما تكون منه وقرئ تمنى على النطفة وسمى المنى لانه يقدر منه الحيوان وأنشد ابن برى للاخطل يهجو جريرا منى العبد عبد أبى سواج * أحق من المدامة أن يعابا وشاهد التخفيف قول رشيد بن رميض أنشده ابن برى : أتحلف لا تذوق لنا طعاما * وتشرب منى عبد أبى سواج ( ج منى كقف ) حكاه ابن جنى وأنشد أسلمتموها فباتت غير طاهرة * منى الرجال على الفخذين كالموم ( ومنى ) الرجل يمنى منيا ( وأمنى ) امناء ( ومنى ) تمنية كل ذلك ( بمعنى ) وعلى الاولين اقتصر الجوهرى والجماعة ( واستمنى طلب
خروجه ) واستدعاه ( ومنى كالى ة بمكة ) تكتب بالياء ( وتصرف ) ولا تصرف وفى الصحاح موضع بمكة مذكر يصرف وفى كتاب ياقوت منى بالكسر والتنوين في الدرج ( سميت ) بذلك ( لما يمنى بها من الدماء ) أي يراق وقال ثعلب هو من قولهم منى الله عليه الموت أي قدره لان الهدى ينحر هنا لك وقال ابن شميل لان الكبش منى به أي ذبح وقال ابن عيينه أخذ من المنايا أو لان العرب تسمى كل محل يجتمع فيه منى أو لبلوغ الناس فيه مناهم نقله شيخنا وروى عن ( ابن عباس ) رضى الله تعالى عنهما انه قال سميت بذلك ( لان جبريل عليه السلام لما أراد أن يفارق آدم ) عليه السلام ( قال له تمن قال أتمنى الجنة فسميت منى لامنية آدم ) عليه السلام وهذا القول نقله ياقوت غير معز وقال شيخنا مكة نفسها قرية ومنى قرية أخرى بينها وبين مكة أميال ففى كلام المصنف نظر انتهى وقال ياقوت منى بليدة على فرسخ من مكة طولها ميلان تعمر أيام الموسسم وتخلو بقية السنة الا ممن يحفظها وقل أن يكون في الاسلام بلد مذكور الا ولاهله بمنى مضرب ومنى شعبان بينهما أرقة والمسجد في الشارع الايمن ومسجد الكبش بقرب العقبة التى ترمى عليها الجمرة وبها مصانع وآبار وخانات وحوانيت وهى بين جبلين مطلين عليها قال وكان أبو الحسن الكرخي يحتج بجواز الجمعة بها أنها من مكة كمصر واحد فلما حج أبو بكر الجصاص ورأى بعد ما بينهما استضعف هذه العلة وقال هذه مصر من أمصار المسلمين تعمر وقتا وتخلو وقتا وخلوها لا يخرجها عن حد الامصار وعلى هذه العلة كان يعتمدا القاضى أبو الحسين القزويني قال البشارى وسألني يوما كم يسكنها وسط السنة من الناس قلت عشرون الى الثلاثين رجلا وقل ان تجد مضربا الا وفيه امرأة تحفظه فقال صدق أبو بكر وأصاب فيما علل قال فلما لقيت الفقيه أبا حامد البغولنى بنيسابور حكيت له ذلك فقال العلة ما نصها الشيخ أبو الحسن ألا ترى الى قول الله عز وجل ثم محلها الى البيت العتيق وقال هديا بالغ الكعبة وانما يقع النحر بمنى ( و ) منى ( ع آخر ينجد ) قال نصر هي هضبة قرب ضرية في ديار غنى بن أعصر زاد غيره بين طخفة وأضاخ وبه فسر قول لبيد : عفت الديار محلها فقامها * بمنى تأبد غولها فرجامها ( و ) أيضا ( ماء قرب ضرية ) في سفح جبل أحمر من جبال بنى كلاب للضباب منهم قاله نصر وضبطه كغنى بالتشديد (1/8604)
ونقل ياقوت عن الاصمعي ان منى جبل حول حمى ضرية وأنشد : أتبعتهم مقلة انسانها غرق * كالفض في رقراق الدمع مغمور حتى تواروا بشعف والجبال بهم * عن هضب غول وعن جنبى منى زور ( وأمنى ) الرجل عن ابن الاعرابي ( وامتنى ) عن يونس ( أتى منى أو نزلها ) التفسير الاول ليونس والثانى لابن الاعرابي ومن ذلك لغز الحريري في فتيا العرب هل يجب الغسل على من أمنى قال لا ولو ثنى ( وتمناه ) تمنيا ( أراده ) قال ثعلب التمنى حديث النفس بما يكون وبما لا يكون وقال ابن الاثير التمنى تشهى حصول الامر المرغوب فيه وقال ابن دريد تمنيت الشئ أي قدرته وأحببت أن يصير الى من المنى وهو القدر وقال الراغب التمنى تقدير شئ في النفس وتصويره فيها وذلك قد يكون عن تخمين وظن ويكون عن روية وبناء على أصل لكن لما كان أكثره عن تخمين صار الكذب له أملك فأكثر التمنى تصور مالا حقيقة له ( ومناه اياه ) مناه ( به تمنية ) جعل له أمنيته ومنه قوله تعالى ولا ضلنهم ولا منينهم ( وهى المنية بالضم والكسر والامنية بالضم ) وهى أفعولة وجمعها الامانى قال الليث ربما طرحت الهمزة فقيل منيه على فعلة قال الازهرى وهذا لحن عند الفصحاء انما يقال منية على فعلة وجمعها منى ويقال أمنية على أفعولة وجمعها أمانى بتشديد الياء وتخفيفها وقال الراغب الامنية الصورة الحاصلة في النفس من تمنى الشئ وشاهد المنى أنشد القالى : كأنا لا ترانا تاركيها * بعلة باطل ومنى اغترار وشاهد الامانى قول كعب : فلا يغرنك ما منت وما وعدت * ان الامانى والاحلام تضليل ( وتمنى ) تمنيا ( كذب ) وهو تفعل من منى يمنى إذا قدر لان الكاذب في نفسه الحديث وقال الراغب لما كان الكذب تصور مالا حقيقة له وايراده باللفظ صار التمنى كالمبد اللكذب فصح أن يعبر عن الكذب بالتمني وعلى ذلك بالتمني وعلى ذلك ما روى عن عثمان رضى الله تعالى عنه ما تمنيت منذ أسلمت أي ما كذبت انتهى ويقال هو مقلوب تمين من المين وهو الكذب ( و ) تمنى ( الكتاب قرأه ) وكتبه وبه فسر قوله تعالى الا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته أي قرأ وتلا فألقى في تلاوته ما ليس فيه قال الشاعر يرثى عثمان رضى الله تعالى عنه : تمنى كتاب الله أول ليله * وآخره لاقى حمام المقادر وقال آخر : تمنى كتاب الله آخر ليلة * تمنى داود الزبور على رسل
أي تلا كتاب الله مترسلا فيه قال الازهرى والتلاوة سميت أمنية لان تالى القرآن إذا مر باية رحمة تمناها وإذا مر باية عذاب تمنى أن يوقاه وقال الراغب قول تعالى ومنهم لا يعلمون الكتاب الا أمانى قال مجاهد معناه الا كذبا وقال غيره الا تلاوة وقوله تعالى ألقى الشيطان في أمنيته قد تقدم أن التمنى كما يكون عن تخمين وظن قد يكون عن روية وبناء على أصل ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما كان يبادر الى ما نزل به الروح الامين على قلبه حتى قيل له ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه لا تحرك به لسانك لتعجل به سمى تلاوته على ذلك تمنيا ونبه ان للشيطان تسلطا على مثله في أمنيته وذلك من حيث بين أن العجلة من الشيطان ( و ) تمنى ( الحديث اخترعه وافتعله ) ولا أصل له ومنه قول رجل لابن دأب وهو يحدث هذا شئ رويته أم شئ تمنيته أي افتعلته واختلقته ولا أصل له ويقول الرجل والله ما تمنيت هذا الكلام ولا اختلقته ( والمنية بالضم ويكسر ) عن ابن سيده واقتصر الجوهرى على الضم ونقل ابن السكيت عن الفراء الضم والكسر معا ( والمنوة ) بالفتح كذا في النسخ والصواب المنوة بفتح فضم فتشديد واو ( أيام الناقة التى لم يستيقن ) وفى المحكم لم يستبن ( فيها لقاحها من حيالها ) ويقال للناقة في أول ما تضرب هي في منيتها وذلك ما لم يعلموا بها حمل أم لا ( فمنية البكر التى لم تحمل عشر ليال ومنية المثنى وهو البطن الثاني خمس عشرة ليلة ) قيل وهى منتهى الايام ( ثم ) بعد مضى ذلك ( تعرف ألاقح هي أم لا ) هذا نص ابن سيده وقال الجوهرى منية الناقة الايام التى يتعرف فيها ألا قح هي أم لا وهى ما بين ضراب الفحل اياها وبين خمس عشرة ليلة وهى الايام التى يستبرأ فيها لقاحها من حيالها يقال هي في منيتها انتهى وقال الاصمعي المنية من سبعة أيام الى خمسة عشر يوما تستبرأ فيها الناقة ترد الى الفحل فان قرت علم أنها لم تحمل وان لم تقر علم انها قد حملت نقله القالى وقال ابن شميل منية القلاص سواء عشر ليال وقال غيره المنية التى هي المنية سبع وثلاث للقلاص وللجلة عشر ليال ( و ) قال أبو الهيثم قرئ على نصير وأنا حاضر ( أمنت ) الناقة ( فهى ممن وممنية ) إذا كانت في منيتها ( وقد استمنيتها ) قال ابن الاعرابي البكر من الابل تستمنى بعد أربع عشرة واحدى وعشرين والمسنة بعد سبتعة أيام قال والاستمناء أن يأتي صاحبها فيضرب بيده على صلاها وينقربها فان اكتارت بذنبها أو عقدت رأسها وجمعت بين قطريها علم أنها لاقح وقال في قول الشاعر : قامت تريك لقاحا بعد سابعة * والعين شاحبة والقلب مستور كأنها بصلاها وهى عاقدة * كور خمار على عذراء معجور قال مستور إذا القحت ذهب نشاطها ( ومنيت به بالضم منيا ) بالفتح أي ( بليت به ) وقد مناه منيا بلاه ( وماناه ) مماناة ( جازاه ) عن أبى سعيد ( أو ) ماناه ( ألزمه ) كذا في النسخ والصواب لزمه ( و ) ماناه ( ما طله ) كذا في النسخ والصواب طاوله كما في الصحاح وغيره وأنشد الجوهرى لغيلان بن حريث فالا يكن فيها هرار فانني * بسل يمانيها الى الحول خائف (1/8605)
أي يطاولها وأنشد ابن برى لابي صخيرة اياك في أمرك والمهاواه * وكثرة التسويف والمماناه ( و ) ماناه ( داراه ) أيضا ( عاقبه في الركوب وتمن د بين الحرمين ) الشريفين قال نصر هي ثنية هو شى على نصف طريق مكة والمدينة روى ابن أبى ذئب عن عمران بن قشير عن سالم بن سبلان سمعت عائشة وهى بالبيض من تمن بسفح هو شى وأخذت مروة من المرو فقالت وددت أنى هذه المروة انتهى وقال كثير عزة : كأن دموع العين لما تحلت * مخارم بيضا من تمن جمالها قلين غروبا من سميحة أترعت * بهن السوانى فاستدار محالها * ومما يستدرك عليه امتنيت الشئ اختلقته والمتمني جماعة من العرب عرفوا بذلك منهم عامر بن عبد الله بن الشجب عبد ود لقب به لكون تمنى رقاش امرأة من عامر الاجدار وأسربداء بن الحرث فنالهما وبفتح النون نضر بن حجاح السلمى وكان وسيما تفتتن به النساء وفيه تقول الفريعة بنت همام : هل من سبيل الى خمر فأشربها * أم هل سبيل الى نصر بن حجاج وهى المتمنية وهى أم الحجاج بن يوسف فنفاه عمر قائلا لا تتمناك النساء وكتب عبد الملك الى الحجاج يا ابن المتمنية أراد أمه هذه والمنى كغنى ماء بضرية ضبطه نصر وتبعه ياقوت والاماني الاكاذيب والاحاديث النى تنمنى وامتنى للفحل بالضم نقله الجوهرى وأنشد لذى الرمة يصف بيضة نتوج ولم تقرف بما يمتنى له * إذا نتجت ماتت وحى سليلها وأنشد نصر لذى الرمة أيضا وحتى استبان الفحل بعد امتنائها * من الصيف ما اللاتى لقحن وحولها وامتنت الناقة فهى ممتنية إذا كانت في منيتها رواه أبو الهيثم عن نصير قال قرئ عليه ذلك وأنا حاضر ومناه يمنيه جزاه والمناوة بالكسر الجزاء يقال لامنينك مناوتك أي لا جزينك جزاءك عن أبى سعيد ونقله الجوهرى أيضا ويقال هو بمنى منه وحرى ومناه
أي مطله والمماناة المكافأة نقله الجوهرى عن أبى زيد وأنشد ابن برى لسبرة بن عمرو : نماني بها أكفاءنا ونهبنها * ونشرب في أثمانها ونقامر وقال آخر : أمانى بها الاكفاء في كل موطن * واقضى فروض الصالحين وأقترى والمماناة الانتظار وأنشد أبو عمرو : علقتها قبل انضباح لوني * وجبت لماعا بعيدا ليون * من أجلها بفتية مانونى أي انتظروني حتى أدرك بغيتى كما في الصحاح قال ابن برى المماناة في هذا الرجز بمعنى المطاولة لا الانتظار ونقل ابن السكيت عن أبى عمر ومانيتك مذ اليوم أي انتظرتك ومنى تمنية نزل من لغة في أمنى وامتنى نقله الصغانى وكذلك منى بالتخفيف عنه أيضا والمنية بالكسر اسم لعدة قرى بمصر جاءت مضافة الى أسماء ومنها ما جاءت بلفظ الافراد ومنها ما جاءت بلفظ التثنية ومنها ما جاءت بلفظ الجمع ونحن نذكر ذلك مرتبين على الاقاليم * فما جاءت بلفظ الافراد من الشرقية منية مسعود وناجية وروق وجحيش وردينى وقيصر وفراشة واشنة وكنانة وفيها ولد السراج البلقينى ومنية سهيل وأبى الحسين وعاصم وقد دخلتها والسباع وتعرف بمنية الخنازير الان ومنية بصل ومحسن وراضي وبوعزى وثعلب ونما وجابر والنشاصى والدراج وصرد والاملس وربيعة البيضاء وبو خالد ويربوع وبو على وعقبة وهى غير التى في الجيزة وطيئ والذويب وورعان ومقلد والقرشي ولوز وغراب وبشارو يزيد ورمسيس وخيار ويعيش وسعادة وصيفى ويا لله والمعلى والامراء والفرماوى * ومما جائت بصيغة التثنية من هذا الا قليم منيتا الشرف والعامل ومنيتا عمر وحماد ومنيتا العطارو الفزاريين ومنيتا حمل وحبيب ومنيتا فرج وهما الطرطيرى والراشدي ومنيتا يمان ومحرز * وما جاءت بصيغة الجمع منى مرزوق ومنى جعفر ومنى مغنوج ومنى غصين * وفى المرتاحية على صيغة الافراد منية الشاميين ومنية سمنود وقد دخلتها ومنية بزو وقد دخلتها ومنية شحيرة ونقيطة وعوام وخيرون والعامل وشافع والصارم وقوريل وغرون وهى منية أبى البدر وقرموط وغشماشة وبجانة والشبول وعاصم وهى غير التى ذكرت وجلموه ومعاندو على والبلقى والمفضلين وصالح وحماقة وفضالة وفوسا والاخرس وبصيغة الجمع منى سندوب * وفى الدقهلية على صيغة الافراد منية السودان والحلوج وعبد المؤمن وكرسوس والنصارى وهما اثنتان وطلوس وحازم وبوز كرى وجديلة وبو عبد الله وقد دخلتها وشعبان ومرجا بن سلسيل والغرو بدر ابن سلسيل والجفاريين والشاميين ورومي والخياريين والزمام * وبصيغة التثنية منيتا طاهر وامامة ومنيتا فاتك ومزاح ومنيتا السويد والطبل * وفى جزيرة قويسنا منية زفتي جواد وتاج العجم والعبسي وعافية وقد دخلتها والامير والفزاريين وهى شبر اهارس وسلكا وحيون واسحق وسراج وقد دخلتها وأبو شيخة وقد دخلتها والموز والشريف والحرون وهى البيضاء وأبو الحسين * وبصيغة التثنية منيتا الوفيين والجمالين ومنيتا خشيبة والرخاء * وفى الغربية منية السودان وهى غير التى ذكرت ومنية مسير ورداد وأبى قحافة وديبية والاشراف وقد دخلتها وحبيب وأولاد شريف والديان وسراج وهى غير التى ذكرت والقيراط ومنها البرهان القيراطى الشاعر وابشان ويزيد والكتاميين * وبصيغة التثنية منيتا الليث وهاشم ومنيتا أمويه والجنان * وفى السمنودية منية (1/8606)
حوى وميمون وأبيض لجامه وشنتنا والبز وخيار والسودان وهى غير التي ذكرت وعياش والبندر والليث وهاشم والطويلة وحسان وأبو السيار وخضر وغزال وطوخ والنصارى وتعرف بمنية بركات وحويت وسيف الدولة والداعى والقصرى ويزيد وبدر وقد دخلتها وخميس وقد دخلتها وجكو * وبصيغة التثنية منيتا بدر وحبيب ومنيتا سلامين وأبو الحرث وقد دخلت الاخيرة ومنيتا حبيش القبلية والبحرية * وبصيغة الجمع منى أبو ثور * وفى الدنجاوية منية الاخلاف ودبوس وقد دخلتها وحجاج * وفى المنوفية منية زوبرو قد دخلتها وعفيف وقد دخلتها وأم صالح وموسى والقصرى وصرد وهى غير التى ذكرت وسود والعزو خلف وقد دخلتها * وبصيغة التثنية منيتا خاقان وتعرف بالمنيتين وقد دخلتها * وبصيغة الجمع منى واهله وقد دخلتها * وفى جزيرة بنى نصر منية الملك وفطيس والكرام وشهالة وحرى * وفى البحيرة منية سلامة وبنى حماد وزرقون وبنى موسى وطراد والزناطرة وفى حوف رمسيس منية يزيد وعطية والجبالي * وفى الجيزية منية القائد فضل وعقبة وأبى على ورهينة والشماس وهى دير الشمع والصيادين وتاج الدولة وبوحميد * وبصيغة التثنية منيتا قادوس وأندونه * وبصيغة الجمع منى البوهات ومنى الامير * وفى الاطفيحية منية الباساك * وفى الفيومية منية الديك والبطس وأقنى والاسقف * وفى البهنساوية منية الطوى والديان وعياش * وفى الاشمونين منية بنى خصيب وهذه بضم الميم خاصة وقد دخلتها ومنية العز وقد ذكر ياقوت في معجمه بعض قرى تسمى هكذا منها منية الاصبغ شرقي
مصر الى الاصبغ بن عبد العزير ومنية أبى الخصيب على شاطئ النيل بالصعيد الادنى قال أنشأ فيها بنو اللمطى أحد الرؤساء جامعا حسنا وفى قبلتها مقام ابراهيم عليه السلام ومنية بولاق والزجاج كلا هما بالاسكندرية وفى الاخيرة قبر عتبة ابن أبى سفيان ومنية زفتا ومنية غمر على فوهة النبل ومنية شنشنا شمالى مصر ومنية الشيرج على فرسخ من مصر ومنية القائد على يومين من مصر في قبلتها ومنية قوص هي ربض مدينة قوص ومنى جعفر لعدة ضياع شمالى ومصر ومنية عجب بالاندلس منها خلف بن سعيد المتوفى بالاندلس سنة 305 * قلت والنسبة الى الكل منياوى بالكسر والى منية أبى الخصيب مناوى بالضم والى منية عجب منيى * وأبو المنى كعدي جد البدر محمد بن سعيد الحلبي الحنبلى نزيل القاهرة رفيق الذهبي في السماع ومحمد بن أحمد بن أبى المنى البر وجردي عن أبى يعلى بن الفراء وعمر بن حميد بن خلف بن أبى المنى البند نيجى عن ابن البسرى وأبو المنى بن أبى الفرج المسدى سمع منه ابن نقطة ( والمنا ) يكتب بالالف ( والمناة ) يشبه ان يكون واحد المنا وجعله الصاغانى لغة فيه خاصه واياه تبع المصنف ( كيل ) يكال به السمن وغيره وقد يكون من الحديد ( أو ميزان ) يوزن به كما في الصحاح والمصباح قال الجوهرى هو أفصح من المن * قلت هي لغة بنى تميم يقولون هذا من بتشديد النون ومنان وأمنان كثيرة نقله القالى ( ويثنى منو ان ومنيان ) بالتحريك فيهما والاول أعلى قال ابن سيده وأرى الياء معاقبة لطلب الخفة ( ج أمناه ) قال الاصمعي يقال عندي منا ذهب ومنوا ذهب وأمناء ذهب قال الشاعر : وقد أعددت للغرماء عندي * عصا في رأسها منوا حديد نقله القالى ( و ) يجمع أيضا على ( أمن ) كأدل ( ومنى ) كعى ( ومنى ) بكسر الميم والنون مع تشديد الياء كعصا وعصى وعصى ( ومناه يمنوه ) منوا ( ابتلاه و ) أيضا ( اختبره ) كميينه منيا فيهما ( والمنوة ) بفتح فضم فشد واو ( الامنية ) في بعض اللغات نقله ابن سيده ( و ) يقال ( دارى منا داره ) أي ( حذاؤها ) وفى الصحاح مقابلتها ومنه الحديث البيت المعمور منا مكة أي بحذائها في السماء قال ابن برى وأنشد ابن خالويه : تنصيت القلاص الى حكيم * جوارح من تبالة أو مناها وقال الشيباني في كتاب الجيم يقال ذاك منى أن يكون به ومدى ان يكون به لم ينون أي منتهاه وأنشد للاخطل : أمست مناها بأرض لا تبلغها * لصاحب الهم الا الرسلة الاجد وقد تقدم هذا البيت وفسرناه بغير هذا ( ومناة ع بالحجاز ) بالقرب من ودان عن نصر ( و ) أيضا ( صنم ) كان بالمشلل على سبعة أميال من المدينة واليه نسبوا زيد مناة وعبد مناة قاله نصر وقال الجوهرى كان لهذيل وخزاعة بين مكة والمدينة والهاء للتأنيث وتسكت عليها بالتاء وهى لغة والنسبة إليها ومنوى وعبد مناة بن أد بن طابخة وزيد مناة بن تميم بن مر يقصر ( ويمد ) قال هو بر الحارثى : ألا هل أتى التيم بن عبد مناءة * على الشن فيما بيننا ابن تميم ( والممناة الارض السوداء ) نقله الصاغانى ( والممانى الديوث ) عن ابن الاعرابي وهو القليل الغيرة على الحرم وهو المماذل والمماذى أيضا ( ومان الموسوس شاعر ) مصرى ( مرق ) أي له شعر رقيق رائق سكن بغداد واسمه محمد بن القاسم في زمان المبرد ( وآخر زنديق ) مشهور وقال الحافظ ضبط عمر بن مكى في تثقيف اللسان الزنديق بالتخفيف والاخر بالتشديد ( والتمانى المخارجة ) * ومما يستدرك عليه مانى مصور من العجم يضرب به المثل وهو غير الزنديق وقول الشاعر : تنادوا بجد واشمعلت رعاؤها * لعشرين يوما من منوتها تمضى جعل المنوة للنخل ذهابا الى التشبيه لها بالابل وأراد لعشرين يوما من منوتها مضت فوضع تفعل في موضع فعلت وهو واسع حكاه سيبويه ومنواة محركة قرية بالجيزة من مصر ومنا وجيل من الناس ( والموماء والموماة الفلاة ) التى لاماء ولا أنيس الاولى (1/8607)
عن أبى خيرة واقتصر الجوهرى على الثانية ( ج الموامى ) قال الجوهرى الموماة واحدة الموامى وهى المغاوز قال ابن السراج الموماة أصلها موموة على فعللة وهو مضاعف قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وفى المحكم يقال علونا موماة وأرض موماة وقيل الموامى كالسباسب وقال أبو خيرة الموماء والموماة وبعضهم يقول الهومة والهوماة وهو اسم يقع على جميع الفلوات وقال المبرد يقال الموماة والبوباة بالميم والباء ( والموميا بالضم وسكون الواو ) اسم ( دواء ) أعجمى ( نافع لو جمع المفاصل والكبد شربا وطلاء ومن عسر البول ومن أوجاع المثانة والرحم والمغص والنفخ ) وغير ذلك مماد ذكره الاطباء ( والمهو الرطب ) وفى المحكم المهوة من التمر كالمعوة والجمع مهو ( و ) في النوادر المهو ( اللؤلؤ و ) أيضا ( حصى أبيض ) يقال له بصاق القمر ( و ) أيضا ( البرد ) كل ذلك في النوادر ( و ) أيضا ( السيف الرقيق ) وأنشد الجوهرى لصخر الغى : وصارم أخلصت خشيبته * أبيض مهو في متنه ربد
( أو ) هو ( الكثير الفرند ) وزنه فلع مقلوب من ماه قال ابن جنى لاه أرق حتى صار كالماء وقال الفراء الامهاء السيوف الحادة ( و ) مهو ( أبو حى من عبد القيس ) كانت لهم قصة يسمج ذكرها قد ذكرها المصنف في ف س و ( و ) المهو ( اللبن الرقيق الكثير الماء ) يقال منه مهو اللبن ككرم مهاوة كما في الصحاح ( و ) المهو ( الضرب الشديد وأمهى السمن ) امهاء ( و ) كذا ( الشراب ) إذا ( أكثر ماءه ) وقد ( مهو السمن ) والشراب ( ككرم ) مهاوة ( فهو مهورق وأمهى الحديدة أحدها ) وأنشد الجوهرى لامرى القيس : راشه من ريش ناهضة * ثم أمهاه على حجره ( و ) قيل ( سقاها الماء ) نقله الجوهرى عن أبى زيد ( و ) أمهى ( الفرس طول رسنه ) قال أبو زيد أمهيت الفرس أرخيت له من عنانه ومثله أملت به يدى امالة ( والاسم المهى ) بفتح فسكون على المعاقبة ( ومها الشئ يمهاه ) مهوا ( ويمهى مهيا ) واوى يائى الاخيرة على المعاقبة ( موهه ) أي طلاه بذهب أو فضة ( والمهاة الشمس ) قال أمية بن أبى الصلت ثم يجلوا الظلام رب رحيم * بمهاة شعاعها منشور وأنشد ابن برى رب قدير بدل رحيم * بمهاة لها صفاء ونور * ( و ) المهاة ( البقرة الوحشية ) لبياضها شبهت بالبلورة والدرة ( و ) المهاة ( البلورة ) التى تبض من بياضها وصفائها فإذا شبهت المرأة بالمهاة في البياض فانما أرادوا صفاء لونها فإذا شبهت بها في العين فانما تعنى البقرة في حسن عينيها وأنشد القالى لجميل : وجيد جداية وبعين أرخ * تراعى بين أكثبة مهاها ( ج مها ومهوات ) بالتحريك نقلهما الجوهرى قال ابن ولاد ( و ) حكى ( مهيات ) بالياء أيضا ( والمهاة بالضم ماء الفحل ) في رحم الناقة قال ابن سيده مقلوب أيضا وقال الجوهرى هو من الياء و ( ج مهى ) كهدى عن ابن السراج قال ونظيره من الصحيح رطبة ورطب وعشرة وعشر انتهى وفى المحكم حكاه سيبويه في باب ما لا يفارق واحده الا بالهاء وليس عنده بتكسير قال وانما حمله على ذلك أنه سمع العرب تقول في جمعه هو المهى فلو كان مكسرا لم يسغ فيه التذكير ولا نظير له الا حكاة وحكى وطلاة وطلى فانهم قالوا هو الحكى وهو الطلى ونظيره من الصحيح رطبة ورطب وعشرة وعشر ( وناقة ممهاء ) كمحراب ( رقيقة اللبن ) نقله الجوهرى ( و ) قال الخليل ( المهاء ) ممدود عيب و ( أود ) يكون ( في القدح ) : نقله الجوهرى ومنه قول الشاعر * يقيم مهاءهن باصبعيه * ومما يستدرك عليه ثوب مهوأى رقيق شبه بالماء عن ابن الاعرابي وأنشد لأبى عطاء * قميص من القوهى مهو نبائقه * ومهو الذهب ماؤه والمهاوة الرقة وأمهى قدره أكثر ماءها وأمهى النصل على السنان أحده ورققه وحفر البئر حتى أمهى أي بلغ الماء لغة في أماه على القلب وقال أبو عبيد حفرت البئر حتى أمهت وأموهت وان شئت حتى أمهيت وهى أبعد اللغات كلها إذا انتهيت الى الماء وقال ابن الاعرابي مها إذا بلغ من حاجته ما أراد وأصله أن يبلغ الماء إذا حفر بئرا وأمهى بالغ في الثناء واستقصى وأمهى الفرس امهاء أجراه ليعرق وفى الصحاح أجراه وأحماه والمهو شدة الجرى وأمهى الحبل أرخاه ومنه المثل أمهى في الامر حبلا طويلا ويروى قوله طرفة * لكالطول الممهى وثنياه باليد * وقال الاموى أمهيت إذا عدوت ويقال للكواكب مها قال أمية رسخ المها فيها فأصبح لونها * في الوارسات كأنهن الاثمد ويقال للثغر النقى إذا ابيض وكثر ماءه مها قال الاعشى ومها ترف غروبه * يشفى المتيم ذا الحراره وأنشد الجوهرى للاعشى وتبسم عن مهاشبم غرى * إذا تعطى المقبل يستزيد أورده شاهدا على البلورة ومثله في المجمل لابن فارس وكل شئ صفا وأشبه المها فهو ممهى ونطفة مهوة رقيقة نقله الجوهرى وامتهى النصل حدده مثل أمهاه تفرد بها ابن دريد ذكرها في مقصورته والمهو شجر سهلى أكبر ما يكون له ثمر حلو يؤكل وفيه رائحة طيبة يكون بارض الهند ومهت المهاة مها ابيضت وأمهى القدح أصلح عوجه عن ابن القطاع ( ى المهى ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هو ( ترقيق الشفرة ) يقال ( مها ها يمهيها ) مهيا لغة في يمهوها مهوا على المعاقبة ( وأمهاها وامتهاها ) كذلك ( والمهى ) كمنبر ( ماء لعبس ) قال الاصمعي من مياه بنى عميلة بن طريف بن سعيد الممهى وهى في حرف جبل يقال له سواج وسواج (1/8608)
من أخيلة الحمى نقله ياقوت وأنشد ابن سيده لبشرين أبى خازم : وباتت ليلة وأديم ليل * على الممهى يجر لها الثغام * قلت والمصنف ذكره هنا كانه جعله مفعلا من المهى وهو ترقيق الشفرة ( و ) قال عدى بن الرقاع ( هم ) يستجيبون للداعى ويكرههم * حد الخميس و ( يستمهون في البهم ) قد قيل في تفسيره أي يستخرجون ما عند خيلهم من الجرى يقال استمهى الفرس إذا استخرج ما عنده من الجرى قال الصاغانى وقيل معنى قول عدى أي ( يخرقون الصفوف في الحروب ولا يقدر عليهم ) ونص التكملة فلا يقدر عليهم * ومما يستدرك عليه
مهى الشئ مهيا موهه عن ابن سيده وأشار له المصنف في الذى تقدم والمهاة ماء الفحل يائية كما ذكره الجوهرى فكتابة المصنف هذا الحرف بالاحمر غير وجيه ويدل لذلك قول أبى زيد وهى المهية أي لماء الفحل وقد أمهى إذا أنزل الماء عند الضراب وقال الليث المهى ارخاء الحبل * قلت ويجوز أن يكون الممهى للموضع مفعلامنه * ومما يستدرك عليه الماوية المرأة كأنها نسبت الى الماء لصفائها وان الصور يرى فيها هنا ذكره صاحب اللسان وتقدم للمصنف في م وه والجمع ماوى عن ابن الاعرابي وقيل الماوية حجر البلور والجمع ماو وقال الازهرى ماوية أصلها مائية قلبت الهمزة واوا وماوية من أسماء النساء وأنشد ابن الاعرابي : ماوى ياربتما غارة * شعواء كاللذعة بالميسم أراد يا ماوية فرخم قال الازهرى ورأيت بالبادية على جادة البصرة الى مكة منهلة بين حفر أبى موسى وينسوعة يقال لها ماوية وفى المحكم ماوية ماء لبنى العنبر ببطن فلج وأموى صاح صياح السنور ( ى مية ومى من أسمائهن ) كما في الصحاح وقال الليث أمامى ففى الشعر خاصة ( وميا بنت أد ) بن أدد ( بنت مدينة فارقين فاضيفت إليها ) فقيل ميا فارقين وبين بنت وبنت جناس ومنه قول الشاعر : فان يك في كيل اليمامة عسرة * فما كيل ميا فارقين بأعسرا وهى مدينة بالجزيرة من ديار بكر وقالوا في النسبة إليها فارفى أسقطوا بعض الحروف لكثرتها ويقال أيضا فارقينى قال ابن الاثير مياهى بنت أد وفارقين هو خندق المدنية وبالعجمية پاركين فعرب يقال ما هو بالصخر من بناء أنو شروان وما هو بالاجرمن بناء أبرويز وذكر ياقوت في تعريبه وجها آخر استبعدته راجعه في المعجم * ومما يستدرك عليه قال ابن برى المية القردة عن ابن خالويه وقال الليث زعموا أن القردة الانثى مية ويقال منه وبها سميت المرأة والمائية حنطة بيضاء الى الصفرة وحبها دون حب البرنجانية حكاه أبو حنيفة وقال ابن القطاع يقال للهرة مائية كماعية ( فصل النون ) مع الواو والياء ( ى نأيته و ) نأيت ( عنه ) نأيا ( كسعيت ) أي ( بعدت ) ومنه قوله تعالى أعرض ونأى بجانبه أي أناى جانبه عن خالقه متغابيا معرضا عن عبادته ودعائه وقيل نأى بجانبه أي تباعد عن القبول يقال للرجل إذا تكبرو أعرض بوجهه نأى بجانبه أي نأى جانبه من وراء أي نحاه قال ابن برى وقرأ ابن عامر ناء بجانبه على القلب وقد تقدم في الهمزة قال المنذرى وأنشد نى المبرد : أعاذل ان يصبح صواى بقفرة * بعيد نانى زائري وقريبي قال المبرد فيه وجهان أحدهما انه بمعنى أبعدني كقولك زدته فزاد ونقصته فنقص والاخر انه بمعنى نأى عنى قال الازهرى وهذا القول هو المعروف الصحيح ( وأنأيته فانتأى ) أي أبعدته فبعد هو افتعل من النأى ( وتناءوا تباعدوا ) ومصدره التنائى ( والمنتأى الموضع البعيد ) وأنشد الجوهرى للنابغة : فانك كالليل الذى هو مدركى * وان خلت ان المنتأى عنك واسع ( والنأى والنؤى ) بالضم ( والنئ ) بالكسر ( والنؤى كهدى ) وهذه عن ثعلب وأنشد الجوهرى وموقد فتية ونؤى رماد * واشذاب الخيام وقد بلينا ( الحفير حول الخباء أو الخيمة يمنع السيل ) يمينا وشمالا ويبعده وفى الصحاح النؤى حفرة حول الخباء لئلا يدخله ماء المطر وفى التهذيب النؤى الحاجز حول الخيمة قال ابن برى ومنهم من قال النؤى الاتى الذى دون الحاجز وهو غلط قال النابغة * ونؤى كجذم الحوض أثلم خاشع * فانما ينثلم الحاجز لا الاتى وكذلك قوله * وسفع على آس ونؤى معثلب * والمعثلب المهدوم ولا ينهدم الا ما كان شاخصا ( ج آناء ) على القلب كابار ( وأناء ) كأبار على الاصل ( ونؤى ) على فعول ( ونئ ) يتبع الكسرة الكسرة كما في الصحاح ( وانأى الخيمة عمل لها نؤيا ونأيت النؤى وأنأيته وانتأيته ) أي ( عملته ) واتخذته * ومما يستدرك عليه النأى المفارقة وبه فسر قول الحطيئة * وهند أتى من دونها النأى والبعد * ونأى في الارض ذهب وقال الكسائي ناءيت عنك الشر على فاعلت أي دافعت وأنشد : واطفأت نيران الحروب وقد علت * وناءيت عنهم حربهم فتقربوا ونأيت الدم عن خدى باصبعي مسحته ودفعته عن الليث وأنشد : إذا ما التقينا سال من عبراتنا * شآبيب ينأى سيلها بالاصابع (1/8609)
وأنشده الجوهرى عند قوله نايت نؤيا عملته والمنتأى موضع النؤى وأنشد الجوهرى لذى الرمة : ذكرت فاهتاج السقام المضمر * ميا وشاقتك الرسوم الدثر * آريها والمنتأى المدعثر وقال الطرماح * منتأى كالقرور هن انثلام * وكذلك النئ زنة نعى ويجمع النؤى نؤى على فعل ونؤيان زنة نعيان قال الجوهرى تقول ن نؤيك أي أصلحه فإذا وقفت عليه قلت نه مثل رزيدا فإذا وقفت عليه قلت ره انتهى قال ابن برى هذا انما يصح إذا قدرت فعله نأيته أناه فيكون المستقبل ينأى ثم تخفف الهمزة على حديرى فتقول ن نؤيك ويقال انأ نؤيك كقولك انع نعيك إذا أمرته أن يسوى حول خبائه نؤيا مطيفابه كالطوف يصرف عنه ماء المطر والنهير الذى دون النؤى هوالا تى والنأى
قرية بشرقي مصر وقد دخلتها ( ونأوت ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هي ( لغة في نأيت ) بمعنى بعدت ونقلها الصاغانى أيضا ( ونبا بصره ) ينبو ( نبوا ) كعلو ( ونبيا ) كعتى ( ونبوة ) تجافى وشاهد النبي قول أبى نخلة * لما نبابى صاحبي نبيا * ومنه حديث الاحنف قد منا على عمر في وقد فنبت عيناه عنهم ووقعت على أي تجافى ولم ينظر إليهم كانه حقرهم ولم يرفع لهم رأسا ويقل النبوة للمرة الواحدة ثم نبا بصره مجاز من نبا السيف عن الضريبة قاله الراغب ( و ) نبا ( السيف عن الضريبة نبوا ) بالفتح ( ونبوة ) قال ابن سيده لا يراد بالنبوة المرة الواحدة ( كل ) وارتد عنها ولم يمض ومنه قولهم ولكل صارم نبوة ويقال أيضا نباحد السيف إذا لم يقطع وفى الاساس نبا عليه السيف وجعله مجازا ( و ) نبت ( صورته ) أي ( قبحت فلم تقبلها العين و ) من المجاز نبا ( منزله به ) إذا ( لم يوافقه ) ومنه قول الشاعر * وإذا نبابك منزل فتحول * ويقال نبت بى تلك أي لم أجد بها قرارا ( و ) من المجاز نبا ( جنبه عن الفراش ) إذا ( لم يطمئن عليه ) وهو كقولهم أقض عليه مضجعه ( و ) من المجاز نبا ( السهم عن الهدف ) نبوا ( قصر والنابية القوس ) التى ( نبت عن وترها ) أي تجافت عن ابن الاعرابي ( والنبى كغنى الطريق ) الواضح والانبياء طرقا الهدى قاله الكسائي وقد ذكره المصنف أيضا في الهمزة ( والنبية كغنية سفرة من خوض ) كلمة ( فارسية معربها النفية بالفاء وتقدم في ن ف ف ) ونص التكملة قال أبو حاتم وأما أهل البصرة فيقولون النبية بالفارسية فان عربتها قلت النفية بالفاء أي السفرة المنسوجة من خوص انتهى * قلت تقدم له هنا لك انها سفرة من خوص مدورة ومقتضاه انه بتشديد الفاء ثم قال في آخره ويقال لها أيضا نفية جمعه نفى كنهية ونهى أي بالكسر وأحاله على المعتل وسيأتى له في ن ف ى النفية بالفتح وكغنية سفرة من خوص يشرر عليها الافط وفى كلامه نظر من وجوه الاول التخالف في الضبط فذكره في ن ف ف دل على انه بتشديد الفاء وقوله في الاخرو يقال الى آخره دل على انه بالكسر ثم ضبطه في المعتل بالفتح وقال هنا كغنية واقتصر عليه ولم يتعرض لفتح ولا لكسر فإذا كانت الكلمة متفقة المعنى فما هذه المخالفة الثاني اقتصاره هنا على سفرة من خوص وفى الفاء سفرة تتخذ من خوص مدورة وقوله فيما بعد سفرة من خوص يشرر عليها الاقط فلو أحال الواحدة على ما بقى من لغاتها كان أجود لصنعتة الثالث ذكره هنا في هذا الحرف تبعا للصاغاني وقيل هو النثية بالثاء المثلثة المشددة المكسورة كما قاله أبو تراب والفاء تبدل عن ثاء كثيرا وفاته لغاته النفتة بالضم والتاء الفوقية نقله الزمخشري عن النضر وسيأتى لذلك مزيد ايضاح في ن ف ى فتأمل ذلك حق التأمل ( والنباوة ما ارتفع من الارض كالنبوة والنبى ) كغنى ومنه الحديق فأتى بثلاثة قرصة فوضعت على نبى أي شئ مرتفع من الارض وفى حديث آخر لا تصلوا على النبي أي على الارض المرتفعة المحدودبة ومن هنا يستظرف ويقال صلوا على النبي ولا تصلوا على النبي وقد ذكر ذلك في الهمز ويقال النبي علم من أعلام الارض التى يهتدى بها قال بعضهم ومنه اشتقاق النبي لانه أرفع خلق الله ولانه يهتدى به وقد تقدم في الهمزة وقال ابن السكيت فان جعلت النبي ماخوذا من النباوة أي انه شرف على سائر الخلق فأصله غير الهمز وهو فعيل بمعنى مفعول وتصغيره نبى والجمع أنبياء وأما قول أوس بن حجر يرثى فضالة بن كلدة الاسدي على السيد الصعب لو أنه * يقوم على ذروة الصاقب لاصبح رتما دقاق الحصى * مكان النبي من الكاثب قال النبي المكان المرتفع والكاثب الرمل المجتمع وقيل النبي مانبا من الحجارة إذا نحلتها الحوافر ويقال الكاثب جبل وحوله رواب يقال لها النبي الواحد ناب مثل غاز وغزى يقول لو قام فضالة على الصاقب وهو جبل لذلله وتسهل له حتى يصير كالرمل الذى في الكاثب ونقله الجوهرى أيضا قال ابن برى الصحيح في النبي هنا أنه اسم رمل معروف وقيل الكاثب اسم قنة في الصاقب وقيل يقوم بمعنى يقاوم انتهى وقال الزجاج القراءة الجمع عليها في النبيين والانبياء طرح الهمز وقد همز جماعة من أهل المدينة جميع ما في القرآن من هذا واشتقاقه من نبأ وأنبأ أي أخبر قال والاجود ترك الهمز لان الاستعمال يوجب أن ما كان مهموزا من فعيل فجمعه فعلاء مثل ظريف وظرفاء فإذا كان من ذوات الياء فجمع افعلاء نحو غنى ونبى وأنبياء بغير همز فإذا همزت قلت نبى ونباء كما تقول في الصحيح قال وقد جاء أفعلاء في الصحيح وهو قليل قالوا خميس وأخمساء ونصيب وانصباء فيجوز أن يكون نبى من أنبأت مما ترك همزه لكثرة الاستعمال ويجوز أن يكون من نبا ينبوا إذا ارتفع فيكون فعيلا من الرفعة ( و ) النباوة ( ع بالطائف ) وقد جاء في الحديث خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنباوة من الطائف ( و ) النباوة ( بالكسر النبوة ) أي اسم منه على رأى من (1/8610)
قال ان النبي مأخوذ من النباوة ( ونابى بن ظبيان محدث و ) نابى بن زيد بن حرام الانصاري ( جد عقبة بن عامر وجد والد ثعلبة ابن عنمة بن عدى ) بن نابى عمرو بن سواد بن غنم كعب بن سلمة السملى ( الصحابيين ) أما عقبة بن عامر فانه بدرى شهد العقبة الاولى وقتل باليمامة وأما ثعلبة بن عنمة فانه شهد بدرا والعقبة وقتل يوم الخندق أو يوم خيبر وهو خال جابر بن عبد الله * قلت وابن أخى الاول بهيربن الهيثم بن عامر صحابي أيضا ومن أولاد نابى بن عمرو السلمى من الصحابة عمر بن عمير وعبس بن عامر وأسماء بنت عمروبنى عدى بن نابى فهؤلاء كلهم لهم صحبة رضى الله عنهم ( وكسمى نبى بن هرمز ) الباهلى أو الذهلى ( تابعي ) عن على وعنه سماك بن حرب ( وذو النبوان محركه وديعة بن مرثد ) اليربوعي من الفرسان ( ونبوان ) محركة ( ماء ) نجدى لبنى أسد وقيل لبنى السيد من ضبة قاله نصر ومنه قول الشاعر : شرج رواء الكما وزنقب * والنبوان قصب مثقب يعنى بالقصب مخارج ماء العيون ومثقب مفتوح بالماء ( وأنبيته ) انباء ( نبأته ) أي أخبرته لغة في أنبأته ومنه قول الشاعر : * فمن أنباك أن أباك ذيب * وعليه أخرج المثل الصدق ينبى عنك لا الوعيد أي ان الفعل يخبر عن حقيقتك لا القول نقله الجوهرى وهنا قول آخر نذكره فيما بعد ( وأبو البيان نباين محمد بن محفوظ ) بن أحمد القرشى الدمشقي الزاهد ( شيخ البيانيين ) ذكره أبو الفتوح الطاوسى في رسالة الخرق ولقبه بقطب العارفين وقال انه رأى النبي صلى الله عليه وسلم عيانا وألبسه الخرقة الشريفة مع بعد العصر وكان الملبوس معه معاينا للخلق ونسب إليه الخرقة يقال لها النبائية والبيانية قال الحافظ توفى سنة 551 * قلت وذكر الطاوسى سند لبسه لخرقته إليه فقال لبستها من يد الشيخ عبد الكريم الجرهى عن قاضى القضاة كمال الدين محمد بن أحمد بن عبد العزيز القرشى عن العز بن جماعة عن والده عن جده البرهان ابراهيم بن عبد الرحمن عن عمه أبى الفتح نصر الله ابن جماعة عن قطب الوقت أبى عبد الله بن الفرات عنه وقد ذكرنا ذلك كتابنا عقد الثمين وفى اتحاف الاصفياء وأوصلنا سندنا الى الطاوسى المذكور فراجعهما وابن أخيه أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن بن محمد توفى سنة 591 وابنه محمد بن نصر سمع منه الحافظ المنذرى * ومما يستدرك عليه نبا الشئ عنى نبوا تجافى وتباعد وأنبيته أنا أي أبعدته عن نفسي قال الجوهرى ومنه المثل الصدق ينبى عنك لا الوعيد أي يدفع عنك الغائلة في الحرب دون التهديد قال أبو عبيد هو غير مهموز قال ساعدة بن جؤية : صب اللهيف لها السبوب بطغية * تنبى العقاب كما يلط المجنب ويقال هو بالهمز من الانباء وقد تقدم للمصنف قريبا ونبا فلان عن فلان لم ينقد له وهو مجاز وكذلك نبا عليه وفى الحديث قال طلحة لعمر رضى الله عنهما أنت ولى من وليت ولا تنبو في يديك أي ننقاد لك ولا نتمنع عما تريد منا ونبا عن الشئ نبوا ونبوة زايله وإذا لم يستمكن للسرج أو الرحل قيل نبا ويقال قد نبوت من أكله أكلتها أي سمنت عن ابن برزج والنابى السمين ونبابى فلان نبيا جفاني ومنه قول أبى نخيلة * لما نبابى صاحبي نبيا * والنبوة الجفوة يقال بينى وبينه نبوة وهو يشكو نبوات الدهر وجفواته وهو مجاز والنبوة الاقامة والنبوا العلوو والارتفاع ونباة كحصاة موضع عن الاخفش وأنشد لساعدة بن جؤية : فالسدر مختلج وغودر طافيا * ما بين عين الى نباة الاثاب ويروى نباتى كسكارى ونبات كسحاب وهما مذكوران في موضعهما وتنبى الكذاب ادعى النبوة وليس بنى يهمزو لا يمهز وقد ذكر في أول الكتاب وقال أبو بكر بن الانباري في الزاهر في قول القطامى : لما وردن نبيا واستتب بنا * مسحنفر كخطوط النسج منسحل ان النبي في هذا البيت هو الطريق وقد رد ذلك عليه أبو القاسم الزجاجي وقال كيف يكون ذلك من أسماء الطريق وهو يقول لما وردن نبيا وقد كانت قبل وروده على طريق فكأنه قال لما وردن طريقا وهذا الا معنى له الا أن يكون أراد طريقا بعينه في مكان مخصوص فيرجع الى اسم مكان بعينه قيل هو رمل بعينه وقيل هو اسم جبل * قلت وقد صرح ابن برى انه في قول أوس بن حجر الذى تقدم ذكره اسم رمل بعينه وصوبه وقال الجوهرى انه جمع ناب كغاز وغزى لرواب حول الكاثب وهو اسم جبل وقال ابن سيده في قول القطامى انه موضع بالشام دون السر وقال نصر النبي كغنى ماء بالجزيرة من ديار تغلب والنمر بن قاسط ويقال هو كسعى وأيضا موضع من وادى ظبى على القبلة منه الى أهيل وأيضا واد بنجد قال ياقوت ويقوى ما ذهب إليه الزجاجي قول عدى بن زيد : سقى بطن العقيق الى افاق * ففا ثور الين البيت الكثيب فروى قلة الاوجال وبلا * ففلجا فالنبى فذا كريب والنباوة طلب الشرف والرياسة والتقدم ومنه قول قتادة في حميد بن هلال ما بالبصرة اعلم منه غيران النباوة أضرت به ونبى كسمى
رمل قرب ضرية شرقي بلاد عبد الله بن كلاب عن نصرو ذو نبوان موضع في قول أبى صخر الهذلى : ولها بذى نبوان منزلة * قفر سوى الارواح والرهم ( ونتا ) أهمله الجوهرى هنا واورده في الهمزة وقال ابن سيده نتا ( عضوه ينتو ) نتوا بالفتح و ( نتوا ) كعلو ( فهو نات ورم ) (1/8611)
ونقله الازهرى كذلك عن بعض العرب وتقدم للمصنف في الهمزة نتأت القرحة ورمت ( والنوتاة محركة ) الرجل ( القصير ج النواتى ) بتشديد الياء ( و ) قال ابن الاعرابي ( انتى ) إذا ( تأخروا ) أيضا ( كسر أنف انسان فورمه ) قال ( و ) انتى ( فلانا وافق شكله وخلقه ) كل ذلك عن ابن الاعرابي ( وتنتى تبرى ) كذا في النسخ والصواب تنزى كما هو نص التكملة ( واستنتى الدمل استقرن ) * ومما يستدرك عليه المثل تحقره وينتو قال اللحيانى أي تستصغره ويعظم وقيل معناه تحقره ويندرى عليك وقد تقدم في الهمز لانه يقال فيه ينتو وينتأ بهمز وغير همز ونتا بالفتح قرية بشرقي مصر بها قبر المقداد بن الاسود يزار ( ى النواتى الملاحون ) واحدهم نوتى بالضم كما في الصحاح ذكره هنا بتشديد الياء على انه معتل وسبق له في ن وت أيضا وهناك مضبوط بتخفيف الياء فهو من نات ينوت وقال هو من كلام أهل الشام وصرح غيره بانها معربة وسبق الكلام هناك فراجعه والمصنف تبعه في المواضعين ووجدت بخط أبى زكريا في هامش الصحاح مانصه ذكره هنا اياه سهو لانه قد ذكره في ن وت ( ونثا الحديث ) والخبر ينثوه نثوا ( حدث به وأشاعه ) وأظهره وأنشد ابن برى للخنساء * قام ينثو رجع اخباري * وفى حديث أبى ذر فجاء خالنا فنثا علينا الذى قيل له أي أظهره اليناو حدثنا به وفى حديث مازن * وكلكم حين ينثى عيبنا فطن * وفى حديث الدعاء يا من تنثى عنده بواطن الاخبار وفى حديث أبى هالة في صفة مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تنثى فلتاته أي لا تشاع ولا تذاع قال أبو عبيد معناه لا يتحدث بتلك الفلتات وقال أحمد بن جبلة فيما أخير عنه ابن هاجك معناه انه لم يكن لمجلسه فلتات فتنثى قال والفلتات السقطات والزلات ( و ) نثا ( الشئ ) نثوا ( فرقه وأذاعه ) عن ابن جنى ومنه أخذ النثى كغنى كما يأتي ( والنثا ) مقصور ( ما أخبرت به عن الرجل من حسن أوسئ ) وتثنيته نثوان ونثيان يقال فلان حسن النثا وقبيح النثا ولا يشتق منه فعل وهذا قد أنكره الازهرى فقال الذى قال لا يشتق من النثا فعل لم نعرفه قال ابن الاعرابي أنثى إذا قال خيرا أو شرا قال القالى وقال ابن الانباري سمعت أبا العباس يقول النثا يكون للخير والشر وكذا كان ابن دريد يقول ويقال هو ينثو عليه ذنوبه ويكتب بالالف وأنشد : فاضل كامل جميل نثاه * أريحى مهذب منصور وقال جميل : ألوب الخدرو اضحة المحيا * لعوب دلها حسن نثاها وقال كثير : وأبعده سمعا وأطيبه نثا * وأعظمه حلما وأبعده جهلا وقال شمر عن ابن الاعرابي يقال ما أقبح نثاه وقال الجوهرى النثا مقصور مثل الثناء الا انه في الخير والشر جميعا والثناء في الخير خاصة قال شيخنا وقد مال الى هذا العموم جماعة وصوب أقوام انه خاص بالسوء وتقدم شئ من ذلك في ث ن ى ( و ) النثى ( كغنى ما نثاه الرشاء من الما ء عند الاستقاء ) كالنفي بالفاء قال ابن حنى هما أصلان وليس أحد هما بدلامن الاخر لانا نجد لكل واحد منهما أصلا نرده إليه واشتقاقا بحمله عليه فأما نثى ففعيل من نثا الشئ ينثوه إذا أذاعه وفرقه لان الرشاء يفرقه وينثره ولام الفعل واو بمنزلة سرى وقصى والنفى فعيل من نفيت لان الرشاء ينفيه ولامه واو بمنزلة رمى وعصى ( ونثاؤوه ) كذا في النسخ والصواب تناثوه ( تذاكروه ) كذا في الصحاح يقال هم يتناثون الاخبار أي يشيعونها ويذكرونها ويقال القوم يتناثون أيامهم الماضية أي يذكرونها وتناثى القوم قبائحهم أي تذاكروها قال الفرزدق : بما قد أرى ليلى وليلى مقيمة * في جميع لا تناثى جرائره * ومما يستدرك عليه قال سيبويه نثا ينثو نثاء ونثا كما قالوا بذا يبذو بذاء وبذا فهذا يدل على النثا قد يمد والنثوة الوقيعة في الناس والناثى المغتاب وقد نثا ينثو ونثا الشئ ينثوه نثى ومنثى أعاده ( ى نثيت الخبر ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هو مثل ( نثوته ) إذا أشعته وأظهرته ( وأنثى اغتاب ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( انف من الشئ ) * ومما يستدرك عليه النثاءة ممدود موضع بعينه قال ابن سيده وانما قضينا بأنها ياء لانها لام ولم نجعله من الهمز لعدم ن ث أ * قلت وتقدم للمصنف في ن ت أذكر هذا الموضع بعينه وهكذا ضبطه نصر وياقوت ولم أره بالثاء الا لابن سيده فان كان ما ذكره صحيحا فهذا موضع ذكره والله تعالى أعلم ( ونجا ) من كذا ينجو ( نجوا ) بالفتح ( ونجاء ) ممدود ( ونجاة ) بالقصر ( ونجاية ) كسحابة وهذه عن الصاغانى ( خلص ) منه وقيل النجاة الخلاص مما فيه المخافة ونظيرها السلامة ذكره الحر الى وقال غيره هو من النجوة وهى الارتفاع
من الهلاك وقال الراغب أصل النجاء الانفصال من الشئ ومنه نجا فلان من فلان ( كنجى ) بالتشديد ومنه قول الراعى : فالا تنلني من يزيد كرامة * أنج وأصبح من قرى الشام خاليا ( واستنجى ومنه قول أبى زبيد الطائى أم الليث فاستنجوا وأين نجاؤكم * فهذا ورب الراقصات المزعفر ( وأنجاه الله ونجاه ) بمعنى وقرئ بهما قوله تعالى فاليوم ننجيك ببدنك قال الجوهرى المعنى ننجيك لا بفعل بل نهلكك فأضمر قوله لا بفعل قال ابن برى قوله لا بفعل يريد انه إذا نجى الانسان ببدنه على الماء بلا فعل فانه هالك لانه لم يفعل طفوه على الماء وانما يطفو على الماء حيا بفعله إذا كان حاذقا بالعوم انتهى وقال ثعلب في قوله تعالى انا منجوك وأهلك أي نخلصك من العذاب وأهلك ( ونجا الشجرة ) ينجوها ( نجوا ) إذا ( قطعها ) من أصولها وكذا إذا قطع قضيبا منها ( كانجاها واستنجاها ) وهذه عن أبى زيد نقله الجوهرى قال شمر (1/8612)
وأرى الاستنجاء في الوضوء من هذا القطعه العذره بالماء وفى الصحاح عن الاصمعي نجوت غصون الشجرة أي قطعتها وأنجيت غيرى وقال أبو زيد استنجيت الشجر قطعته من أصوله وأنجيت قضيبا من الشجر أي قطعت ويقال انجنى غصنا أي اقطعه لى وأنشد القالى للشماخ يذكر قوسا : فما زال ينجو كل رطب ويابس * وينقل حتى نالها وهو بارز ( و ) نجا ( الجلد نجوا ونجا ) مقصور ( كشطه كأنجاه ) وهو مجاز قال على بن حمزة يقال نجوت جلد البعير ولا يقال سلخته وكذلك قال أبو زيد قال ولا يقال سلخته الا في عنقه خاصة دون سائر جسده وقال ابن السكيت في آخر كتابه اصلاح المنطق جلد جزوره ولايقال سلخه ( والنجو والنجا اسم المنجو ) وفى الصحاح النجا مقصور من قولك نجوت جلد البعير عنه وأنجيته إذا سلخته وقال عبد الرحمن بن حسان يخاطب ضيفين طرقاه : فقلت انجوا عنها نجا الجلد انه * سيرضيكما منها سنام وغاربه * قلت أنشده الفراء عن أبى الجراح ثم قال الجوهرى قال الفراء أضاف النجا الى الجلد لان العرب تضيف الشئ الى نفسه إذا اختلف اللفظان كقوله تعالى الحق اليقين ولدار الاخرة والجلد نجا مقصور أيضا انتهى قال ابن برى ومثله ليزيد بن الحكم : تفاوض من أطوى طوى الكشح دونه * ومن دون من صافيته أنت منطوى قال ويقوى قول الفراء بعد البيت قولهم عرق النسا وحبل الوريد وثابت قطنة وسعيد كرز وقال الزجاجي ما سلخ عن الشاة أو البعير * قلت ومثله للقالى وقال يكتب بالالف ( و ) من الكناية ( نجا فلان ) ينجو نجوا إذا ( أحدث ) من ريح أو غائط يقال مانجا فلان منذ أيام أي ما أتى الغائط ( و ) نجا ( الحدث ) وفى الصحاح الغائط نفسه ( خرج ) عن الاصمعي ( واستنجى منه حاجته تخلصها ) عن ابن الاعرابي ( كانتجى ) قال ثعلب انتجى متاعه تخلصه وسلبه ( والنجا ) هكذا في النسخ والصواب والنجاة ( ما ارتفع من الارض ) فلم يعله السيل فظننته نجاءك ( كالنجوة والمنجى ) الاخيرة عن أبى حنيفة قال وهو الموضع الذى لا يبلغه السيل وفى الصحاج النجوة والنجاة المكان المرتفع الذى تطن انه نجاؤك لا يعلوه السيل وقال الراغب النجوة المكان المنفصل بارتفاعه عما حوله وقيل سمى بذلك لكونه ناجيا من السيل انتهى والذى نقله الجوهرى هو قول أبى زيد وقال ابن شميل يقال للوادي نجوة وللجبل نجوة فأما نجوة الوادي فسنداه جميعا مستقيما ومستلقيا كل سند نجوة وكذلك هو من الاكمة سند مشرف لا يعلوه السيل فهو نجوة ونجوة الجبل منبت البقل والنجاة هي النجوة من الارض لا يعلوها السيل وأنشد : وأصون عرضى أن ينال بنجوة * ان البرئ من الهنات سيعد وأنشد الجوهرى لزهير بن أبى سلمى ألم تريا النعمان كان بنجوة * من الشر لو أن امرأ كان ناجيا ( و ) النجا ( العصا والعود ) يقال شجرة جيدة النجا وحرجة جيدة النجا نقله يعقوب قال أبو على النجا كل غصن أو عود أنجيته من الشجرة كان عصا أو لم يكن ويكتب بالالف من الواو ( وناقة ناجية ونجية ) كذا في النسخ والصواب ناجية ونجاة كما هو نص المحكم والصحاح ( سريعة ) وقيل تقطع الارض بسيرها وفى الصحاح الناجية والنجاة الناقة السريعة تنجو بمن يركبها انتهى و ( لا يوصف به البعير ) نقله ابن سيده ( أو يقال ) بعير ( ناج ) كما في الصحاح وأنشد : أي قلوص راكب تراها * ناجية وناجيا أباها وجمع الناجية نواج ومنه الحديث أتوك على قلص نواج أي مسرعات وقد تطلق الناجية على الشاة أيضا ومنه الحديث انما يأخذ الذئب القاصية والشاذة الناجية أي السريعة قال ابن الاثير هكذا روى عن الحربى بالجيم ( وأنجت السحابة ولت ) نقله الجوهرى عن ابن السكيت وولت هو بتشديد اللام كما في نسخ الصحاح والمعنى أدبرت بعد أن أمطرت أو بتخفيفها ومعناه أمطرت من الولى المطر حكى عن أبى عبيد أين أنجتك السماء أي أين أمطرتك وأنجيناها بمكان كذا وكذا أي أمطرناها ( و ) أنجت ( النهلة ) مثل
( أجنت ) حكاه أبو حنيفة أي حان لقط رطبها كاجنت حان جناها وبين أنجت وأجنت جناس القلب ( و ) أنجى ( الرجل عرق ) عن ابن الاعرابي ( و ) أنجى ( الشئ كشفه ) ومنه أنجى الجل عن ظهر فرسه إذا كشفه ( والنجو السحاب ) أول ما ينشأ وحكى أبو عبيد عن الاصمعي هو السحاب الذى ( قد هراق ماءه ) ثم مضى وأنشد فسائل سبرة الشجعى عنا * غداة تخالنا نجوا جنيبا أي مجنوبا أي أصابته الجنوب نقله القالى ( و ) النجو ( ما يخرج من البطن من ريح أو غائط ) وقال بعض العرب أفل الطعام نجوا اللحم النجو هنا العذرة نفسها وفى حديث عمرو بن العاص قيل له في مرضه كيف تجدك قال أجد نجوى أكثر من رزى أي ما يخرج منى أكثر مما يدخل ( واستنجى اغتسل بالماء منه أو تمسح بالحجر ) منه وقال كراع هو قطع الاذى بأيهما كان وفى الصحاح استنجى مسح موضع النجو أو غسله وهذه العبارة أخصر من سياق المصنف وقدم المسح على الغسل لانه هو المعروف كان في بدء الاسلام وانما التطهر بالماء زياده على أصل الحاجة فما أدق نظر الجوهرى رحمه الله تعالى وفى الاساس الاستنجاء أصله الاستتار بالنجوة ومنه نجا بنجو إذا اقضي حاجته وهو مجاز وقال الراغب استنجى تحرى ازالة النجو أو طلب نجوة أي قطعة مدر لازالة الاذى كقولهم استجمر (1/8613)
إذا طلب جمارا أو حجرا وقال ابن الاثير الاستنجاء استخراج النجو من البطن أو ازالته عن بدنه بالغسل والمسح أو من نجوت الشجرة وأنجيتها إذا قطعتها كانه قطع الاذى عن نفسه أو من النجوة للمرتفع من الارض كانه يطلبها ليجلس تحتها ( و ) استنجى ( القوم ) في كل وجه ( أصابوا الرطب أو أكلوه ) قيل ( وكل اجتناء استنجاء ) يقال استنجيت النخلة إذا القطتها وفى الصحاح لقطت رطبها ومنه الحديث وانى لفى عذق استنجى منه رطبا أي ألتقط ( ونجاه نجوا ونجوى ) إذا ( ساره ) قال الراغب أصله ان يخلو به في نجوة من الارض وقيل أصله من النجاة وهو ان يعاونه على ما فيه خلاصه وان تنحو بسرك من ان يطلع عليه ( و ) نجاه نجوا ( نكهه ) وفى الصحاح استنكهه قال الحكم بن عبدل : نجوت مجالدا فوجدت منه * كريح الكلب مات حديث عهد فقلت له متى استحدثت هذا * فقال أصابني في جوف مهدى وقد رده الراغب وقال ان يكن حمل النجو على هذا المعنى من أجل هذا البيت فليس في البيت حجة له وانما أرادنى ساررته فوجدت من نجره ريح الكلب الميت فتأمل ( و ) النجوو ( النجوى السر ) يكون بين اثنين نقله الجوهرى ( كالنجى ) كغنى عن ابن سيده ( و ) النجوى ( المسارون ) ومنه قوله تعالى واذهم نجوى قال الجوهرى جعلهم هم النجوى وانما النجوى فعلهم كما تقول قوم رضا وانما الرضا فعلهم انتهى ( اسم ومصدر ) قاله الفراء وقال الراغب أصله المصدر وقد يوصف به فيقال هو نجوى وهم نجوى ( وناجاه مناجاة ونجاء ) ككتاب ( ساره ) وأصله ان يخلو به في نجوة من الارض كما تقدم قريبا وفى حديث الشعبى إذا عظمت الحلقه فهى بذاء أو نجاء أي مناجاة يعنى يكثر فيها ذلك والاسم المناجاة ومنه قوله تعالى إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدى نجواكم صدقة ( وانتجاه خصه بمنا جات ) وقال الراغب استخلصه لسره والاسم النجوى نقله الجوهرى ومنه حديث ابن عمر قيل له ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى يريد مناجاة الله تعالى العبد يوم القيامة ( و ) انتجى ( قعد على نجوة ) من الارض ( و ) انتجى ( القوم تساروا ) والاسم النجوى أيضا ومنه حديث على رضى الله عنه وقد دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الطائف فانتجاه فقال الناس لقد طال نجواه فقال ماا نتجيته ولكن الله انتجاه أي أمرنى ان أناجيه ومنه أيضا الحديث لا ينتجى اثنان دون صاحبهما وأنشد ابن برى قالت جواري الحى لما جينا * وهن يلعبن وينتجينا * مالمطايا القوم قد وجينا ( كتنا جوا ) ومنه قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى وفى الحديث لا يتناجى اثنان دون الثالث والاسم النجوى ( و ) النجى ( كغنى من تساره ) وهو المناجى المخاطب للانسان والمحدث له ومنه موسى نجى الله صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم يكون للواحد الجمع شاهد الواحد قوله تعالى وقربناه نجيا وحينئذ ( ج أنجية ) وشاهد الجمع قوله تعالى فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا أي اعتزلوا يتناجون ونقل الجوهرى عن الاخفش قال وقد يكون النجى جماعة مثل الصديق واستدل بالاية وقال أبو اسحق النجى لفظ واحد في معنى جمع كالنجوى ويجوز قوم نجى وقوم أنجية وقوم نجوى وشاهد الانجية قول الشاعر * وما نطقوا بأنجية الخصوم * وأنشد الجوهرى لسحيم بن وثيل الير بوعى انى إذا ما القوم كانوا أنجيه * واضطرب القوم اضطراب الارشيه * هناك أوصيني ولا توصى بيه قال ابن برى وروى عن ثعلب * واختلف القوم اختلاف الارشيه * قال وهو الاشهر في الرواية * ورواه الزجاج واختلف القول
وقال سحيم أيضا : قالت نساؤهم والقوم أنجية * يعدى عليها كما يعدى على النعم ( ونجا كهناد بساحل بحر الزنج ) وضبطه ياقوت بالهاء في آخره بدل الالف وقال هي مدينة بالساحل بعد مركة ومركة بعد مقد شوه في الزنج ( والنجاءك النجاءك ) يمدان ( ويقصران أي أسرع أسرع ) أصله النجاء النجاء أدخلوا الكاف للتخصيص بالخطاب ولا موضع لها من الاعراب لان الالف واللام معاقبة للاضافة فثبت أنهما ككاف ذلك ورأيتك زيد أبو من هو ( والنجاة الحرص و ) أيضا ( الحسد ) وهما لغتان في النجأة بالضم مهموزا ومنه الحديث رد وانجأة السائل باللقمة وتقدم في الهمزة ويقال أنت تنجأ أموال الناس وتنجوها أي تتعرض لتصيبها بعينك حسدا وحرصا على المال ( و ) النجاة ( الكمأة ) نقله الصاغانى ( وتنجى التمس النجوة من الارض ) وهى المرتفع منها قاله الفراء وقال ابن دريد قعد على نجوة من الارض ( و ) تنجي ( لفلان تشوه له ليصيبه بالعين ) لغة في تنجأله بالهمز ( كنجاله ) نجوا ونجيا وهى أيضا لغة في نجأ له بالهمز ( وبيننا نجاوة من الارض ) أي ( سعة ) نقله الجوهرى عن ابن الاعرابي ( والنجواء للمتمطى ) كذا في النسخ والصواب للتمطى ( بالحاء المهملة وغلط الجوهرى ) حيث ذكره قال الجوهرى والنجواء التمطى مثل المطواء وأنشد لشبيب بن البرصاء : وهم تأخذ النجواء منه * يعل بصالب أو بالملال قال ابن برى صوابه بالحاء المهلملة وهى الرعدة وكذا ذكر ابن السكيت عن ابن عمرو بن العلاء وابن ولاد وأبو عمرو والشيبانى وغيرهم * قلت وهكذا ضبطه القالى في باب الممدود وأنشد الشعر وفيه تعد بصالب ورواه يعقوب والمهلبى تعك بالكاف وضبطه أبو عبيد بالحاء أيضا عن ابى عمرو وضبطه ابن فارس بالجيم والحاء معا ( وينجى كيرضى ع ) وقال ياقوت واد في قول قيس بن العيزارة (1/8614)
أبا عامر ما للخوانف أوحشا * الى بطن ذى ينجى وفيهن أمرع ( والمنجى للمفعول سيف ) عمرو بن كلثوم التغلبي ( و ) أيضا ( اسم ) رجل وأبو المعالى أسعد بن المنجا بن أبى البركات بن الموصلي التنوخى الحنبل حدث عنه الفخر ابن النجارى وأخوه عثمان وابنه أسعد بن عثمان وابنه أبو الحسن على سمعوا من ابن طبرزد وحفيده محمد بن المنجا بن أسعد بن المنجا شرف الدين أبو عبد الله سمع منه الذهبي والمسندة المعمرة ست الوزراء وزيرة بنت عمر بن أسعد بن المنجا حدثت عن ابن الزبيدى وعنها الذهبي وابن أبى المجد وجماعة والمنجا أيضا جد ابن اللتى المحدث المشهور وأبو المنجا رجل من اليهود كان يلى بعض الاعمال للظاهر بيبرس واليه نسبت القناطر بين مصر وقليوب وهى من عجائب الابنية ( وناجية ماءة لبنى أسد ) لبنى قرة منهم أسفل من الحبس قاله الاصمعي وقال العمرانى ناجية مويهة صغيرة لبنى أسد وهى طوية لهم من مدافع القنان ومات رؤبة بن العجاج بنا جية لاأدرى بهذا الموضع أو بغيره ( و ) ناجية ( ع بالبصرة ) وهى محلة بها مسماة باسم القبيلة وقال السكوني منزل لاهل البصرة على طريق المدينة بعدأثال ( و ) نجى ( كسمى اسم ) رجل وهو نجى بن سلمة بن حشم الحشمى الحضرمي روى عن على وعنه ابنه عبد الله ثمانية أولاد منهم عبد الله قتلوا مع على بصفين وقد ذكره المصنف في ح ض ر م استطرادا ومر ذكره في ح ش م أيضا ( والنجوة ة بالبحرين ) لعبد القيس تعرف بنجوة بنى فياض عن ياقوت ( و ) نجوة ( بلا لام اسم ) رجل ( والناجي لقب لابي المتوكل على بن داود ) ويقال دواد عن عائشة وابن عباس وعنه ثابت وحميد وخالد الحذاء مات سنة 102 ( ولابي الصديق بكر بن عمر ) صوابه عمرو ويقال أيضا بكر بن قيس عن عائشة وعنه قتادة وعاصم الاحول مات سنة 108 ( ولابي عبيدة الراوى عن الحسن ) البصري ( ولريحان بن سعيد ) الراوى عن عباد بن منصور ( المحدثين ) هؤلاء ذكرهم الحافظ الذهبي وهم منسوبون الى بنى ناجية بن لؤى القبيلة التى بالبصرة قال الحافظ بن حجر ومن كان أهل البصرة من المتقدمين فهو بالنون وفى المتأخرين من يخشى لبسه عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الغنى الناجى البغدادي سمع ابن كاره وكان بعد الثلاثين والستمائة انتهى * قلت وقول المصنف انه لقب لهؤلاء فيه نظر فتأمل ( و ) أبو الحسن ( على بن ) ابراهيم بن طاهر بن ( نجا ) الدمشقي ( الواعظ ) بمصر ( الحنبلى يعرف بابن نجية كسمية ) مات سنة 599 وترجمته واسعة في تاريخ القدس لابن الحنبلى وابنه عبد الرحيم سمع من أبيه ومات سنة 643 ( وكغنية نجية بن ثواب ) البرمكى ( الاصفهانى المحدث ) حدث قديما باصبهان * ومما يستدرك عليه المنجاة ومنه الحديث الصدق منجاة ونجوت الشئ نجو اخلصته والقيته ونجاه تنجيه تركه بنجوة من الارض وبه فسر قوله تعالى اليوم ننجيك ببدنك أي نجعلك فوق نجوة من الارض فنظهرك أو نلقيك عليها لتعرف لانه قال ببدنك ولم يقل بروحك وقال الزجاج أي نلقيك عريانا ونجى أرضه تنجية إذا كبسها مخافة الغرق نقله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أنجى إذا شلح أي عرى
الانسان من ثيابة وعليه قراءة من قرأ ننجيك ببدنك بالتخفيف ويناسبه تفسير الزجاج ونجا نجاء بالمد أسرع وهو ناج أي سريع وقالوا النجاء النجاء يمدان ويقصران قال الشاعر * إذا أخذت النهب فالنجا النجا * وفى الحديث أنا النذير العريان فالنجاء النجاء أي انجوا بأنفسكم قال ابن الاثير هو مصدر منصوب بفعل مضمر أي انجوا النجاء وقائم نواج أي سراع وبه فسر الجوهرى قول الاعشى : تقطع الامعز المكوكب وخدا * بنواج سريعة الايغال واستنجى أسرع ومنه الحديث إذا سافرتم في الجدب فاستنجوا معناه أسرعو السير فيه وانجوا ويقال للقوم إذا انهزموا قد استنجوا ومنه قول لقمان بن عاد أو لنا إذا نجونا وآخرنا إذا استنجينا أي هو حامينا إذا انهزمنا يدفع عنا والنجاء ككتاب جمع النجو للسحاب قال القالى وأنشد الاصمعي دعته سليمى ان سلمى حقيقة * بكل نجاء صادق الوبل ممرع ويجمع النجو بمعنى السحاب أيضا على نجو كعلو ومنه قول جميل : أليس من الشقاء وجيب قلبى * وايضاعى الهموم مع النجو فأحزن ان تكون على صديق * وأفرح ان تكون على عدو يقول نحن ننتجع الغيث فإذا كانت على صديق حزنت لانى لاأصيب ثم بثينة دعالها بالسقيا ونجو السبع جعره وقال الكسائي جلست على الغائط فما أنجيت أي ما أحدثت وقال الزجاج ما أنجى فلان منذ أيام أي لم يأت الغائط وقال الاصمعي أنجى فلان إذا جلس على الغائط يتغوط ويقال أنجى الغائط نفسه وفى حديث بئر بضاعة تلقى فيها المحايض وما ينجى الناس أي يلقونه من العذرة يقال انجى ينجى إذا ألقى نجوه وشرب فما أنجاه أي ما أقامه وأنجى النخلة لقط رطبها والمستنجى العصا يقال شجرة جيدة المستنجى نقله القالى وقال أبو حنيفة النجا الغصون واحدته نجاة وفلان في ارض نجاة يستنجى من شجرها العصى والقسى نقله الجوهرى والراغب والنجا عيد ان الهودج نقله الجوهرى ونجوت الوتر واستنجيته خلصته واستنجى الجازر وتر المتن قطعه وأنشد لعبد الرحمن بن حسان فتبازت وتبازيت لها * جلسة الجازر يستنجى الوتر ويروى جلسة الاعسر وقال الجوهرى استنجى الوتر أي مد القوس وبه فسر البيت قال وأصله الذى يتخذ أو تار القسى لانه يخرج ما في المصارين من النجو والنجا ما ألقى عن الرجل من اللباس نقله القالى ونجوت الجلد إذا ألقيته على البعير وغيره نقله الازهرى ونجوت (1/8615)
الدواء شربته عن الفراء وأنجاني الدواء أقعدنى عن ابن الاعرابي ونجا فلان ينجو إذا أحدث ذنبا والنجى كغنى صوت الحادى السواق المصوت عن ثعلب وأنشد * يخر جن من نجيه للشاطى * والنجا آخر ما ظهر البعير من الرحل قاله المطرز والنجا أيضا : موضع وأنشد القالى للجعدى سنورثكم ان الترات اليكم * حبيب فراران النجا فالمغاليا قال وروى عبد الرحن الخجا وناجية بن كعب الاسلمي صحابي وناجية بن كعب الاسدي تابعي عن على وبنو ناجية قبيلة حكاها سيبويه قال الجوهرى بنو ناجية قوم من العرب والنسبة إليهم ناجى حذف منه الهاء واليا * قلت وهم بنو ناجية بن سامة بن لؤى قال ياقوت ناجية أم عبد البيت بن الحرث بن سامة بن لؤى خلف عليها بعد أبيه نكاح مقت فنسب إليها ولدها وترك اسم أبيه وهى ناجية بنت جرم بن ربان في قضاعة اه وفى جعفى ناجية بن مالك بن حزيم بن جعفى منهم أبو الجنوب عبد الرحمن بن زياد بن زهير بن خنساء بن كعب ابن الحرث بن سعد بن ناجية الناجى شهد قتل الحسين رضى الله تعالى عنه ولعن أبا الجنوب وجميل بن عبد الرحمن بن سوادة الانصاري الناجى مولى ناجية بنت غزوان أخت عتبة روى عنه مالك ويقال هو بمنجاة من السيل واجتمعوا أنجية اضطربت أعناقهم كالارشية ويقال انه من ذلك الامر بنجوة إذا كان بعيد امنه بريئا سالما وبات الهم بناجيه وبات له نجيا وباتت في صدره نجية أسهرته وهى ما يناجيه من الهم واصابته نجواء حديث النفس ( والنحو الطريق و ) أيضا ( الجهة ) يقال نحوت نحو فلان أي جهته ( ج انحاء ونحو ) كعتل قال سيبويه وهذا قليل شبهوها بعتو والوجه في مثل هذه الواو إذا جاءت في جمع الياء كقولهم في جمع ثدى وعصا وحقوثدى وعصى وحقى ( و ) النحو ( القصد يكون ظرفاو ) يكون ( اسما ) قال ابن سيده استعملته العرب ظرفا وأصله المصدر ( ومنه نحو العربية ) وهو اعراب الكلام العربي قال الازهرى ثبت عن أهل يونان فيما يذكر المترجمون العارفون بلسانهم ولغتهم انهم يسمون علم الالفاظ والعناية بالبحث عنه نحواو يقولون كان فلان من النحويين ولذلك سمى يوحنا الاسكندرانى يحنى النحوي الذى كان حصل له من المعرفة بلغة اليونانيين اه وقال ابن سيده أخذ من قولهم انتخاه إذا اقصده انما هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من اعراب وغيره كالتثينة والمجمع والتحقير والتكسير والاضافة والنسب وغير ذلك ليلحق به من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وان لم يكن منهم أو ان شذ بعضهم عنها رد به إليها وهو في الاصل مصدر شائع
أي نحوت نحوا كقولك قصدت قصداثم خص به انتحا هذا القبيل من العلم كما ان الفقه في الاصل مصدر فقهت الشئ أي عرفته ثم خص به علم الشريعة من التحليل والتحريم وكما ان بيت الله عز وجل خص به الكعبة وان كانت البيوت كلها لله عز وجل قال وله نظائر في قصر ما كان شائعا في جنسه على أحد أنواعه اه قال شيخنا واستظهر هذا الوجه كثير من النجاة وقيل هو من الجهة لانه جهة من العلوم وقيل لقول على رضى الله تعالى عنه بعد ما علم أبا الاسود الاسم والفعل وأبو ابا من العربية انح على هذا النحو وقيل غير ذلك مما هو في أوائل مصنفات النحو وفى المحكم بلغنا ان أبا الاسود وضع وجوه العربية وقال للناس انحوا نحوه فسمى نحوا ( وجمعه نحو كعتل ) كذا في النسخ ونسى هنا قاعدة اصطلا حه وهو الاشارة بالجيم للجمع وسبحان من لا يسهو وتقدم الكلام فيه قريبا وأطال ابن جنى البحث فيه في كتابه شرح التصريف الملوكى قال الجوهرى وحكى عن أعرابي أنه قال انكم لتنظرون في نحو كثيرة أي في ضروب من النحو ( و ) يجمع أيضا على ( نحية كدلو ودلية ) ظاهر سياقه انه جمع لنحو وهو غلط والصواب فيه انه أشاربه الى ان النجو يؤنث ونظر بدلو ودلية لان التصغير يرد الاشياء الى أصولها قال الصاغانى في التكملة وكان أبو عمرو الشيباني يقول الفصحاء كلهم يؤنثون النحو فيقولون نحو ونحية ميزانه دلو ودلية قال وأحسبهم ذهبوا بتأنيثها الى اللغة اه فانظر هذا السياق يظهر لك خبط المصنف ( نحاه ينحوه وينحاه ) نحوا ( قصده كانتحاه ) ومنه حديث حرام بن ملحان فانتحى له عامر بن الطفيل فقتله أي عرض له وقصد وفى حديث آخر فانتحاه ربيعة أي اعتمده بالكلام وقصده ( ورجل ناح من ) قوم ( نحاة ) أي ( نحوى ) وكان هذا انما هو على النسب كقولك تامر ولابن ( ونحا ) الرجل ( مال على أحد شقيه أو انحنى في قوسه وتنحى له اعتمد ) وأنشد ابن الاعرابي : تنحى له عمرو فشك ضلوعه * بمدر نفق الجلحاء والنقع ساطع ومنه حديث الحسن قد تنحى في برنسه وقام الليل في حندسه أي تعمد العبادة وتوجه لها وصار في ناحيتها وتجنب الناس وصار في ناحية منهم وفى حديث الخضر عليه السلام وتنحى له أي اعتمد خرق السفينة ( كانتحى في الكل ) من الميل والانحناء والتعمد وفى حديث ابن عمر أنه رأى رجلا يتنحى في سجوده فقال لا تشينن صورتك وقال شمر الانتحاء في السجود الاعتماد على الجبهة والانف حتى يؤثر فيها ذلك وقال الازهرى في ترجمة ترح عن ابن مناذر الانتحاء أن يسقط هكذا وقال بيده بعضها فوق بعض وهو هي السجود أن يسقط جبينه على الارض ويشده ولا يعتمد على راحتيه ولكن يعتمد على جنبيه قال الازهرى حكى شمر هذا عن عبد الصمد بن حسان عن بعض العرب قال شمرو كنت سألت ابن مناذر عن الانتحاء في السجود فلم يعرفه فذكرت له ما سمعت فدعا بدواته فكتبه بيده ( وأنحى عليه ضربا أقبل ) عليه بالضرب ( والانتحاء اعتماد الابل في سيرها على أيسرها ) عن الاصمعي ( كالانحاء ) قال الجوهرى أنحى في سيره أي اعتمد على الجانب الايسر والانتحاء مثله هذا هو الاصل ثم صار الانتحاء الاعتماد والميل في كل وجه ومثله لابن سيده قال رؤبة * منتحيا من نحوه على وفق * ( ونحاه ) ينحوه نحوا ( صرفه ) قال العجاج * لقد نحاهم جدنا والناحى * (1/8616)
( و ) في المحكم نحا ( بصره إليه ينحاه وينحوه ) نحوا ( رده ) وصرفه ( وانحاه عنه ) أي بصره ( عدله ) كما في الصحاح ( والنحواء كالغلواء الرعدة والتمطى ) عن أبى عمر وهنا ذكره ابن سيده وغيره من المصنفين وأورده الجوهرى بالجيم وقد تقدم الكلام عليه هنالك ( وبنو نحو ) بطن ( من الازد ) وهم بنو نحو بن شمس بن عمرو بن غالب بن عيمان بن نصرين زاهران بن كعب بن عبد الله بن الحرث بن كعب بن مالك بن نصر بن الازد وروى الخطيب عن ابن الاشعث لم يرو من هذا البطن الحديث الا رجلان احدهما يزيد بن ابى سعيد والباقون من نحو العربية واختلف في شيبان بن عبد الرحمن النحوي فقيل الى القبيلة وقيل الى علم النحو * ومما يستدرك عليه النحو بمعنى المثل وبمعنى المثل وبمعنى المقدار وبمعنى القسم وقالوا هو على ثلاثة انحاء ونحا الشئ ينحوه وينحاه حرفه قيل ومنه سمى النحوي لانه يحرف الكلام الى وجوه الاعراب وانحى عليه اعتمد كنحى عن ابن الاعرابي وانحيت على حلقه السكين أي عرضت وانشد ابن برى : أنحى على ود أنثى مرهفة * مشحوذة وكذاك الاثم يقترف ونحى عليه بشفرته كذلك وانتحى له ذلك الشئ اعترضه عن شمر وأنشد للاخطل : وأهجرك هجرانا جميلا وتنتحي * لنا من ليالينا العوارم أول وقال ابن الاعرابي تنتحى لنا ونحا شعب بتهامة والنحية كغنية النحو نقله الصاغانى ( ى التحق بالكسر الزق ) عامة كذا في المحكم ( أو ماكان للسمن خاصة ) كذا في الصحاح والتهذيب وكذلك قاله الاصمعي وغيره ( كالنحى ) بالفتح ( والنحى كفتى )
نقلهما ابن سيده والفتح عن الفراء وهى لغة ضعيفة ( و ) قيل النحى ( جرة فحار يجعل فيها لبن ليمغض ) عن الليث وفى التهذيب يجعل فيها اللبن الممخوض قال الازهرى والعرب لا تعرف النحى غير الزق والذى قاله الليث انه الجرة يمخض فيها اللبن غير صحيح ( و ) النحى ( نوع من الرطب ) عن كراع ( و ) النحى ( سهم عريض النصل ) الذى إذا أردت ان ترمى به اضطجعت له حتى ترسله ( ج انحاء ونحى ) كعتى ( ونحاء ) بالكسر واقتصر الجوهرى على الاول ونقله عن ابى عبيدة ( ونحى اللبن ينحيه وينحاه مخضة و ) نحى ( الشئ ) ينحاه نحيا ( أزاله كنحاه ) بالتشديد ( فتخى ) وقال الازهرى نحيته فتنحى وفى لغة نحيته نحيا بمعناه وأنشد : ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه * بشئ نحته عن يديك المقادر أي باعدته واقتصر الجوهرى على المشدد وانشد للجعدى : أمرو نحى عن زوره * كتنحية القتب المجلب ( و ) نحى ( بصره إليه صرفه ) نقله الجوهرى ( والناحية والناحاة الجانب ) المتنحى عن القرار الثانية لغة في الاولى كالناصاة في الناصية والجمع النواحى وقول عتى بن مالك : لقد صبرت حنيفة صبر قوم * كرام تحت اظلال النواحى أي نواحى السيوف وقال الكسائي اراد النوائح فقلب يعنى الرايات المتقابلات ويقال الجبلان يتناوحان إذا كانا متقابلين كما في الصحاح ( وابل نحى كغنى متنحية ) عن ابن الاعرابي وانشد : ظل وظلت عصبا نحيا مثل النجى استبرز النجيا ( والمنحاة المسيل الملتوى ) من الماء عن ابن الاعرابي والجمع المناحى وانشد : وفى ايمانهم بيض رقاق * كباقي السيل أصبح في المناحى ( وأهل المنحاة القوم البعداء ) الذين ليسوا بأقارب نقله الجوهرى عن الاموى ( و ) المنحاة ( بالضم القوس الضخمة ) أي من اسمائها نقله الصاغانى ( و ) ايضا ( العظيمة السنام من الابل ) نقله الصاغانى ( وانحى له السلاح صربه به ) أو طعنه أو رماه ويقال انحى له بسهم أو غيره ( وانتحى ) في الشئ ( جد ) كانتحاء الفرس في جريه عن الليث ( و ) قيل انتحى ( في الشئ اعتمد ) عليه ( و ) من المجاز ( هو نحية القوارع ) كغنية ( أي الشدائد تنتحيه ) والجمع نحايا قال الشاعر : نحيه أحزان جرت من جفونه * بضاضة دمع مثل ما دمع الوشل ويقال هم نحايا الاحزان * ومما يستدرك عليه نحاه نحيا صيره في ناحية وبه فسر قول طريف العبسى : نحاه للحد زبرقان وحارث * وفى الارض للاقوام بعدك غول أي صيرا هذا الميت في ناحية القبر والمنحاة مابين البئر الى منتهى السانية قال جرير : لقد ولدت أم الفرزدق فخة * ترى بين فخذيها مناحى أربعا وقال الازهرى المنحاة منتهى مذهب السانية وربما وضع عنده حجر ليعلم قائد السانية انه فيئيا منعطفا لانه إذا جاوزه تقطع الغرب وأدانه وأنشد برى : كأن عينى وقد بانونى * غربان في منحاة منجنون وفى المثل أشغل من ذات النحيين تركه المصنف هنا وفى ش غ ل وهو واجب الذكر قال الجوهرى هي امرأة من تميم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن في الجاهلية فأتها خوات بن جبير الانصاري فساومها فحلت نحيا مملوأ فقال امسكيه حتى أنظر الى غيره فلما (1/8617)
شغل بديها ساورها قضى ما أراد وقال في ذلك : وذات عيال واثقين بعقلها * خلجت لها جاراستها خلجات وشدت يديها إذ أردت خلاطها * بنحيين من سمن ذوى عجرات فكانت لها الويلات من ترك سمنها * ورجعتها صفرا بغير بتات فشدت على النحيين كفا شحيحة * على سمنها والفتك من فعلاتي ثم اسلم خوات وشهد بدرا قال ابن برى قال على بن حمزة الصحيح انها امرأة من هذيل وهى خولة أم بشير بن عائد ويحكى ان أسديا وهذيلا افتخرا ورضيا بانسان يحكم بينهما فقال يا اخا هذيل كيف تفاخرون العرب وفيم خلال ثلاثة منكم دليل الحبشة على الكعبة ومنكم خولة ذات النحيين وسألتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يحلل لكم الزنا والرواية الصحيحة كفى شحيحة مثنى كف قال ابن برى ويقوى قول الجوهرى قول العديل بن الفرخ يهجو رجلا من تميم الله فقال : تزحزح يا ابن تيم الله عنا * فما بكر أبوك ولا تيم لكل قبيلة بدر ونجم * وتيم الله ليس لها نجوم أناس ربة النحيين منهم * فعدوها إذا عد الصميم اه وناحيته مناحاة صرت نحوه وصار نحوى ويقال تنح عنى يا رجل أي ابعد وانحنى على باللوائم اقبل عليه وهو مجاز ويقال استخذ فلان فلانا أنحبه أي انتحى عليه حتى هلك ماله أو ضره أو جعل به شرا وهى افعولة وروى قول سحيم بن وثيل : * انى إذا ما القوم كانوا انحيه * بالحاء أي انتحوا على عمل يعملونه ووانه لمنحى الصلب بضم الميم وفتح الحاء ( ونخا ينخو نخوة افتخر وتعظم كنخى كعنى ) وهو أكثر قال الاصمعي زهى فلان فلان فهو مزهو ولا يقال زها ونخى فلان ( وانتخى ) ولا يقال نخا ويقال انتخى علينا فلان أي افتخر وتعظم وأنشد الليث * وما رأينا معشرا فينتخوا * والنخوة الكبر والعظمة ( و ) نخا ( فلانا مدحه ) ينخوه نخوا
( وأنخى ) الرجل ( زادت نخوته ) أي عظمته وكبره * ومما يستدرك عليه استنخى منه استأنف والعرب تتنخى من الدنايا أي تستنكف نقله الزمخشري في الاساس ( يوندا القوم ندوا اجتمعوا كانتدوا وتنادوا ) وهصه بعضهم بالاجتماع في النادى ( و ) ندا ( الشئ تفرق ) وكانه ضد ( و ) ندا ( القوم حضروا الندى ) كعنى للمجلس ( و ) ندت ( الابل ) ندوا ( خرجت من الحمض الى الخلة ( كذا في المحكم وفى الصحاح رعت فيما بين النهل والعلل فهى نادية وانشد شمر أكلن حمضا ونصيا يابسا * ثم ندون فاكلن وارسا ( ونديتها انا ) تندية ( و ) قال الاصمعي ( التندية ان توردها ) أي الابل ( الماء فتشرب قليلا ثم ترعاها ) أي تردها الى المرعى ( قليلا ) ونص الاصمعي ساعة ( ثم تردها الى الماء ) وهوو يكون للابل والخيل واستدل أبو عبيد على الاخير بحديث ابى طلحة خرجت بفرس لى انديه وفسره بما ذكرناه ورد القتيبى هذا عليه وزعم انه تصحيف وان صوابه لا بديه بالموحدة أي لا خرجه الى البدو وزعم ان التندية تكون للابل دون الخيل وان الابل تندى لطول ظمئها فاما الخيل فانها تسقى في القيظ شربتين كل يوم قال الازهرى وقد غلط القتيبى فيما قال والصواب ان التندية تكون للخيل وللابل قال سمعت العرب تقول ذلك وقد قاله الاصمعي وابو عمرو وهما امامان ثقتان * قلت ليس قول القتيبى غلطا كما زعمه الازهرى بل الصحيح ما قاله ولا روايج ان صحت بالنون فان معناه التضمير والاجراء حتى تعرف ويذهب رهلها كما سيأتي عن الازهرى نفسه ايضا والتندية بالتفسر المذكور لا تكون الا للابل فقط فتأمل ذلك وانصف قال الجوهرى والموضع مندى قال علقمة بن عبدة : ترادى على دمن الحياض فان تعف * فان المندى رحلة فركوب وأول البيت : اليك أبيت اللعن اعملت ناقتي * لكلكلها والقصريين وجيب ورحلة وركوب هضبتان قال الاصمعي ( و ) اختصم حيان من العرب في موضع فقال احدهما ( هذا ) مركز رماحنا ومخرج نسائنا ومسرح بهمنا و ( مندى خيلنا ) أي موضع تنديتها وهذا يقوى قولهم ان التندية تكون في الخيل ايضا ( وابل نواد ) أي ( شاردة ) وكانه لغة في نواد بتشديد الدال ( ونوادى النوى ما تطاير منها ) تحت المرضخة ( عند رضخها والندوة الجماعة ) من القوم ( ودار الندوة بمكة م ) معرفة بناها قصى بن كلاب لانهم كانوا يندون فيها أي يجتمعون للمشاورة كما في الصحاح وقال ابن الكلبى وهى اول دار بنيت بمكة بناها قصى ليصلح فيها بين قريش ثم صارت لمشاورتهم وعقد الالوية في حروبهم قال شيخنا قال الاقشهرى في تذكرته وهى الان مقام الحنفي ( و ) الندوة ( بالضم موضع شرب الخيل ) نقله الجوهرى وانشد لهميان : قريبة ندوته من محمضه * بعيدة سرته من مغرضه يقول موضع شربه قريب لا يتعب في طلب الماء * قلت ورواه أبو عبيد بفتح الندوة وضم ميم المحمض ( وناداه ) مناداة ( جالسه ) في النادى وانشد الجوهرى * أنادى به آل الوليد وجعفرا * ( أو ) ناداه ( فاخره ) قيل المراد منه دار الندوة وقيل للمفاخرة (1/8618)
مناداة كما قيل لها منافرة قال الاعشى : فتى لو ينادى الشمس ألقت قناعها * أو القمر السارى لالقى القلائدا أي لو فاخر الشمس لذلت له وقناع الشمس حسنها ( و ) نادى ( بسره أظهره ) عن ابن الاعرابي قال وبه يفسر قول الشاعر : إذا ما مشت نادى بما في ثيابها * ذكى الشذى والمندلي المطير ( و ) المجاز نادى ( له الطريق ) وناداه ( ظهر ) وهذا الطريق يناديك وبه فسر الازهرى والراغب قول الشاعر * كالكرم إذ نادى من الكافور * قال الازهرى أي ظهر وقال الراغب أي ظهر ظهور صوت المنادى ( و ) نادى ( الشئ رآه وعلمه ) عن ابن الاعرابي ( والندى كعنى والنادى والندوة والمنتدى ) على صيغة المفعول من انتدى وفى نسخ الصحاح المنتدى من تندى ( مجلس القوم ) ومتحدثيهم وقيل الندى مجلس القوم ( نهارا ) عن كراع ( أو ) الندى ( المجلس ماداموا مجتمعين فيه وإذا تفرقوا عنه فليس بندى كما في المحكم والصحاح وفى التهذيب النادى المجلس يندون إليه من حواليه لا يسمى ناديا حتى يكون فيه اهله واذ ا تفرقوا عنه لم يكن ناديا وفى التنزيل العزيز وتأتون في ناديكم المنكر قيل كانوا يحذفون الناس في المجالس فاعلم الله تعالى ان هذا من المنكر وانه لا ينبغى ان يتعاشروا عليه ولا يجتمعوا على الهزء والتلهى وان لا يجتمعوا الافيما قرب من الله وباعد من سخطه وفى حديث ابى زرع قريب البيت من النادى أي ان بيته وسط الحلة أو قريبا منه لتغشاه الاضياف والطراق وفى حديث الدعاء فان جار النادى أي جار المجلس ويروى بالباء الموحدة من البدو وفى الحديثث واجعلني في الندى الاعلى أي مع الملا الاعلى من الملائكة ( و ) قول بشر بن ابى خازم و ( ما يندوهم النادى ) ولكن * بكل محلة منهم فئام أي ( ما يسمعهم ) كذا في النسخ والصواب ما يسعهم المجلس من كثرتهم كما في الصحاح والاسم الندوة ( و ) من المجاز ( نندى ) فلان
على اصحابه إذا تسخى ) ولا تقل ندى كما في الصحاح ( و ) ايضا ( أفضل ) عليهم ( كاندى ) إذا كثرنداه على اخوانه أي عطاؤه ( فهو ندى الكف ) كغنى إذا كان سخيا نقله الجوهرى عن ابن السكيت قال تأبط شرا يابس الجنين من غير بؤس * وندى الكفين شهم مدل وحكى كراع ندى اليد وأباه غيره ( والندى ) بالفتح مقصور على وجوه فمنها ( الثرى و ) ايضا ( الشحم و ) ايضا ( المطر ) وقد جمعها عمرو بن احمر في قوله : كثور العداب الفرد يضربه الندى * تعلى الندى في متنه وتحدرا فالندى الاول المطر والثانى الشحم ( و ) قال القتيبى الندى المطر و ( البلل و ) الندى ( الكلا ) وقيل للنبت ندى لانه عن ندى المطر ينبت ثم قيل للشحم ندى لانه عن ندى النبت يكون واحتج بقول ابن أحمر السابق * قلت فالندى بنمعنى الشحم على هذا القول من مجاز المجاز وشاهد الندى للنبات قول الشاعر : يلس الندى حتى كان سراته * غطاها دهان أو ديابيج تاجر وقال بشر : وتسعة آلاف بحر بلاده * تسف الندى ملبونة وتضمر قالوا اراد بالندى هنا الكلا ( و ) الندى ( شئ يتطيب به كالبخور ) ومنه عود مندى إذا فتق بالندى أو ماء الورد ( و ) الندى الغاية مثل ( المدى ) نقله الجوهرى وزعم يعقوب ان نونه بدل من الميم قال ابن سيده وليس بشئ ( ج اندية وانداء ) قدم غير المقيس على المقيس وهو خلاف قاعدته قال الجوهرى وجمع الندى انداء وقد يجمع على اندية وانشد لمرة بن محكان التيمى في ليلة من جمادى ذات اندية * لا يبصر الكلب من ظلمائها الطنبا وهو شاذ لانه جمع ما كان ممدود مثل كساء واكسية انتهى قال ابن سيده وذهب قو م الى انه تكسير نادر وقيل جمع نداء على انداء وانداء على نداء ونداء على اندية كرداء وأردية وقيل لا يريد به افعله نحو أحمرة وأقفزة كما ذهب إليه الكافة ولكن يجوز ان يريد أفعلة بضم العين تأنيث أفعل وجمع فعلاء على افعل كما قالوا احبل وازمن وارسن واما محمد بن يزيد فذهب الى انه جمع ندى وذلك انهم يجتمعون في مجالسهم لقرى الاضياف ( و ) من المجاز ( المندية كمحسنة الكريمة ) التى ( يندى ) أي يعرق ( لها الجبين ) حياء ( والنداء بالضم والكسر ) وفى الصحاح النداء ( الصوت ) وقد يضم مثل الدعاء والرغاء وما ادق نظر الجوهرى في سياقه وقال الراغب النداء رفع الصوت المجرد واياه قصد بقوله عز وجل ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء أي لا يعرف الا الصوت المجرد دون المعنى الذى يقتضيه ترتيب الكلام ويقال للحرف الذى فهم منه المعنى ذلك قال واستعاره النداء للصوت من حيث ان من تكثر رطوبة فمه حسن كلامه ولهذا يوصف الفصيح بكثرة الريق ( وناديته و ) ناديت ( به ) مناداة ونداء صاح به ( والندى ) كفتى ( بعده ) أي بعد مذهب الصوت ( و ) منه ( هو ندى الصوت كغنى ) أي ( بعيده ) أو طريه ( ونخلة نادية بعيدة عن الماء ) والجمع النوادي والناديات ( والناديات ( والنداتان من الفرس ) ما فوق السرة وقيل ( ما يلي ) وفى المحكم الغر الذى يلى ( باطن الفائل الواحدة نداة ) وقد تقدم ذكر القائل في اللام ( وتنادوا نادى بعضهم بعضا و ) ايضا ( تجالسوا في النادى ) كما في الصحاح وأنشد للمرقش : والعدو بين المجلسي إذا * آد العشى وتنادى العم (1/8619)
( و ) ندت ( ناقة تندو الى نوق كرام ) والى اعراق كريمة أي ( تنزع ) إليها ( في النسب ) وانشد الليث * تندو نواديها الى صلاخدا * ( والمنديات المخزيات ) عن ابى عمرو وهى التى يعرق منها صاحبها عرقا وهو مجاز وقد تقدم وأنشد ابن برى لاوس بن حجر طلس العشاء إذا ماجن ليلهم * بالمنديات الى جاراتهم ولف قال وقال الراعى : وان ابا ثوبان يزجر قومه * عن المنديات وهو احمق فاجر ( وندى ) الشئ ( كرضى فهو ند ) أي ( ابتل وانديته ونديته ) انداء وتندية بللته ومنه نديت ليلتنا فهى ندية كفرحة ولايقال ندية وكذلك الارض وانداها المطر قال * انداه يوم ماطر فطلا * ( و ) من المجاز ( اندى ) الرجل ( كثر عطاياه ) على اخوانه كذا في النسخ والصواب كثر عطاؤه ( أو ) أندى ( حسن صوته والنوادي الحوادث ) التى تندو ( وناديات الشئ أوائله ) * ومما يستدرك عليه الندى ما يسقط بالليل وفى الصحاح ويقال الندى ندى النهار والسدى ندى الليل يضربان مثلا للجود ويسمى بهما ومصدر ندى يندى كعلم الندوة قال سيبوية هو من باب الفتوة قال ابن سيده فدل بهذا على ان هذا كله عنده ياء كما ان واو الفتوة ياء وقال ابن جنى واما قولهم في فلان تكرم وندى فالامالة فيه تدل على ان لام الندوة ياء وقولهم النداوة الواو فيه بدل من ياء واصله نداية لما ذكرناه من الامالة في الندى ولكن الواو قلبت ياء لضرب من التوسع وفى حديث عذاب القبر وجريدتي النخل لن يزال يخفف عنهما ما كان فيهما ند ويريد نداوة قال ابن الاثير كذا جاء في مسند احمد وهو غريب انما يقال نداوة ونداله النادى حال له شخص أو تعرض له شبح وبه فسر أبو سعيد قول القطامى :
لو لا كتائب من عمرو يصول بها * ارديت يا خير من يندوله النادى وتقول رميت ببصرى فماند الى شئ أي ما تحرك لى شئ ويقال ماندينى من فلان شئ اكرهه أي ما بلنى ولا اصابني ومانديت له كفى بشر ومانديت بشئ تكرهه قال النابغة : ما ان نديت بشئ انت تكرهه * إذا فلا رفعت صوطى الى يدى ومانديت منه شيئا أي ما اصبت ولا علمت وقيل ما اتيت ولا قاربت عن ابن كيسان ولم يصبه ولم ينله منه شئ وندى الحضر بقاؤه وندى الارض نداوتها وشجر نديان والندى السخاء والكرم ورجل ند جواد وهو اندى منه إذا كان اكثر خيرا منه وندى على اصحابه تسخى وانتدى وتندى كثر نداه وما انتديت أي ما اصبت منه خيرا وندوت من الجود يقال سن للناس الندى فندوا كذا بخط ابى سهل وابى زكريا والصقلى فندوا بفتح الدال وصححه الصقلى يقال فلان لا يندى الوتر بالتخفيف والتشديد أي لا يحسن شيأ عجزا عن العمل وعيا عن كل شئ وقيل إذا كان ضعيف البدن وعود مندى وندى فتق بالندى أو ماء الورد انشد يعقوب : الى ملك له كرم وخير * يصبح باليلنجوج الندى ويوم التناد يوم القيامة لانه ينادى فيه اهل الجنة اهل النار ويقال بتشديد الدال وقد ذكر وهو اندى صوتا من فلان أي ابعد مذهبا وارفع صوتا وانشد الاصمعي لمدثار بن شيبان النمري : فقلت ادعى وادع فان اندى * لصوت ان ينادى داعيان وقيل احسن صوتا واعذب وناداه اجابه وبه فسرقول ابن مقبل * بحاجة محزون وان لم تناديا * وفى حديث يأجوج ومأجوج اذنودوا نادية أتى امر الله يريد بالنادية دعوة واحدة فقلب نداة الى نادية وجعل اسم الفاعل موضع المصدر وفى حديث ابن عوف * واودى سمعه الاندايا * اراد الانداء فابدل الهمزة ياء تخفيفا وهى لغة لبعض العرب ونادى النبت وصاح إذا بلغ والتف وبه فسر قول الشاعر * كالكرم إذ نادى من الكافور * والندى كغنى قرية باليمن والنداة الندوة وندية كسمية مولاة ميمونة حكاه أبو داود في السنن عن يونس عن الزهري أو هي ندبة والنادى العشيرة وبه فسر قوله تعالى فليدع ناديه وهو بحذف مضاف أي اهل النادى فسماه به كما يقال تقوض المجلس كما في الصحاج ومثله الندى كغنى قرية باليمن والنداة الندوة ونديج كسمية مولاة ميمونة حكاه أبو داود في السنن عن يونس عن الزهري أو هي ندبة والنادى العشيرة وبه فسر قوله تعالى فليدع ناديه مضاف أي اهل النادى فسماه به كما يقال تقوض المجلس كما في الصحاح ومثله الندى كغنى للقوم المجتمعين وبه فسر حديث سوية بن سليم ما كانوا ليقتلوا عامر أو بنى سليم وهم الندى وجمع النادى انداء ومنه حديث ابى سعيد كما انداء ومنه حديث ابى سعيد كنا انداء ونداهم الى كذا دعاهم ونداهم يندوهم جمعهم في النادى يتعدى ولا يتعدى وندى وانتدى حضر الندى والمناداة المشاورة وانديت الابل انداء مثل نديت عن الجوهرى وتندية الخيل تضميرها وركضها حتى تعرق نقله الازهرى وندى الفرس سقاه الماء والندى العرق الذى يسيل من الخيل عند الركض قال طفيل * ندى الماء من اعطافها التحلب * وتندت الابل رعت مابين النهل والعلل والنداوة السخاء وايضا المشاورة وايضا الا كلة بين السقيتين والندى الا كلة بين الشربتين ونوادى الكلام وما يخرج وقتا بعد وقت والنوادي النواحى عن ابى عمرو وايضا النوق المتفرقة في النواحى وندا يند وندوا اعيزل وتنحى ويقال لم يند منهم ناد أي لم يبق منهم احد وندوة فرس لابي قيد بن حرمل وتندى المكان ندى والنداء الاذان وفلان لا تندى صفاته ولا تندى احدى يديه الاخرى يقال ذلك للبخيل وتندى تروى وهو في امر لا ينادى وليدة تقدم في ول دوند والرجل ككرم صار ذا ندى واندى الكلام عرق قائله وسامعه فرقا من سوء عاقبته واندى الشئ اخزى وندا موضع في بلاد خزاعة ( والنروة ) أهمله الجوهرى وفى التهذيب قال ابن (1/8620)
الاعرابي هو ( حجر ابيض رقيق وربما ذكى به ) قال شيخنا يلحق بنظائر نرس وبابه وقد اشرنا إليه في ه ن ر ون ر س * ومما يستدرك عليه نريان كسحبان قرية بين فارياب واليهودية عن ياقوت ( ونزا ) ينزوا ( نزوا ) بالفتح ( ونزاء بالضم ونزوا ) كعلو ( ونزوانا ) محركة ( وثب ) وخص به الوثب الى فوق ومه نزو التيس ولا يقال الا للشاء والدواب والبقر في معنى السفاد ويقال نزوت على الشئ وثبت قال ابن الاثير وقد يكون في الاجسام والمعاني وقال صخر بن عمرو السلمى اخو الخنساء : اهم بامر الحزم لو استطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان وقد صار ذلك مثلا وفى المثل ايضا * نزوا الفرار استجهل الفرارا * وقد ذكر في الراء ( كنزى ) بالتشديد ومنه قول الراجز : انا شماطيط الذى حدثت به * متى انبه للغداء انتبه * ثم انزى حوله واحتبه ( وانزاه ونزاه تنزية وتنزيا ) ومنه حديث على امرنا ان لا ننزى الحمر على الخيل أي لا نحملها عليها للنسل أي لعدم الانتفاع بها في
الجهاد وغيره وقال الشاعر : باتت تنزى دلوها تنزيا * كما تنزى شهلة صبيا ( و ) من المجاز ( نزا قلبه ) أي ( طمح ) ونازع الى الشئ ( و ) نزت ( الحمر ) تنزو نزوا ) وثبت من المراح ) أي مرحت فوثبت ( و ) من المجاز نزا ( الطعام ) ينزو نزوا ( غلا ) أي علا سعره وارتفع ( والنزوان محركة التقلب ) كذا في النسخ والصواب التفلت ( والسورة ) يكون من الغضب وغيره ( وانه لنزى الى الشر كغنى ونزاء ) كشداد ( ومنتز ) كذا في النسخ وفى بعضها ومتنز أي ( سوار إليه ) وفى الاساس متسارع إليه وهو مجاز ويقولون إذا نزابك الشر فاقعد يضرب مثلا للذى يحرص على ان لا يسأم الشر حتى يسأمه صاحبه ( والنازية الحدة ) وقال الليث حدة الرجل المنبرى الى الشر وهى النوازى ( و ) النازية ( البادرة و ) النازية ( القعيرة من القصاع ) يقال قصعة نازية القعر أي قعيرة وفى الصحاح والاساس النازية قصعة قريبة القعر ( كالتنزية ) كغنية ( و ) النازية ( عين ) ثرة على طريق الاخذ من مكة الى المدينة ( قرب الصفراء ) وهى الى المدينة اقرب واليها مضافة قال ياقوت وقد جاء ذكرها في سيرة ابن اسحاق وكذا قيد ابن الفرات كانه من نزا ينزو وإذا طفر النازية فيما حكى عنه رحبه واسعة فيها عضاة ومروج ( والنزاء كسماء وكساء هكذا في النسخ والصواب كغراب وكساء كما وجد مضبوطا في نسخ المحكم والكسر نقله الكسائي ( السفاد ) يقال ذلك في الظلف والحافر والسبع وعم بعضهم به جميع الدواب وقد نزا الذكر على الانثى بالكسر ( وتنزى توثب وتسرع ) الى الشر وانشد الجوهرى النصيب : كان فؤاده كرة تنزى * حذار البين لو نفع الحذار ( ونزى كعنى نزق ) كذا في النسخ والصواب نزف بالفاء زنة ومعنى يقال اصابه جرح فنزى منه فمات وذلك إذا اصابته جراحة فجرى دمه ولم ينقطع ومنه حديث ابى عامر الاشعري انه رمى بسهم في ركبته فنزى منه فمات ( والنزوة القصير ) عن الفراء ( و ) نزوة ( جبل بعمان ) وليس بالساحل عنده عدة قرى كبار يسمى مجموعها بهذا الاسم فيها قوم من العرب خوارج اباظية يعمل بها صنف من ثياب الحرير فائقه عن ياقوت ( و ) النزيه ( كغنية السحاب ) وقال ابن الاعرابي النزية بغير همز ما فاجأك من مطر * ومما يستدرك عليه الانزاء حركات التيوس عند السفاد عن الفراء ويقال للفحل انه لكثير النزاء بالكسر أي النزو والنزاء كغراب داء يأخذ فتنزو منه حتى تموت نقله الجوهرى وكذلك النقاز قال ابن برى عن ابى على النزاء في الدابة مثل القماص ونزا عليه نزوا وقع عليه الانزاء وانتزى على ارض كذا فاخذها أي تسرع إليها ونوازى الخمر جنادعها عند المزاج وفى الرأس والنزية كغنية ما فاجأك من شوق عن ابن الاعرابي وانشد : وفى العارضين المصعدين نزيه * من الشوق مجنوب به القلب اجمع وهو ايضا ما فاجأك من شر وايضا غراب الفأس وانزنى من ظبى قال ابن حمزة هو من النزوان لا النزو ونزوا بالكسر مقصور ناحية بعمان عن نصر والنسبة الى النزوة التى بعمان نزوى ونزوانى ( والنسوة بالكسر والضم والنساء والنسوان والنسون بكسرهن ) الاربعة الاولى ذكرهن الجوهرى والاخيرة عن ابن سيده وزاد ايضا النسوان بضم النون كل ذلك ( جموع المرأة من غير لفظها ) كالقوم في جمع المرء وفى الصحاح كما يقال خلفة ومخاض وذلك واولئك وفى المحكم ايضا النساء جمع نسوة إذا كثرن وقال القالى النساء جمع امرأة ليس لها من لفظها ( و ) لذلك قال سيبويه في ( النسبة ) الى نساء ( نسوي ) فرده الى واحدة ( والنسوة بالفتح الترك للعمل ) وهذا اصله الياء كما يأتي ( و ) ايضا ( الجرعة من اللبن ) عن ابن الاعرابي وكانها لغة في المهموز ( وناد بفارس ) قال ياقوت هو بالفتح مقصور بينه وبين سرخس يومان وبينه وبين ابيورد يو م وبينه وبين مرو خمسة ايام وبينه وبين نيسابور ست أو سبع قال وهى مدينة وبيئة جدا يكثر بها خروج العرق المديثى والنسبة الصحيحة إليها نسائى ويقال نسوي ايضا وقد خرج منها جماعة من ائمة العلماء منهم منهم أبو عبد الرحمن احمد بن شعيب بن على بن بحر بن سنان النسائي القاضى الحافظ صاحب كتاب السنن وكان امام عصره في الحديث وسكن مصر وترجمته واسعة وابو احمد حميد بن زنجوية الازدي النسوي واسم زنجوية مخلد بن قتيبة وهو صاحب كتاب الترغيب ولاموال روى عنه البخاري وملسم وابو داود والنسائي وغيرهم ( و ) نسا ( ة بسرخس ) وكانها هي المدينة المذكورة كما يفهم من سياق ياقوت وهى على مرحلتين منها ( و ) ايضا ( بكرمان ) من (1/8621)
رساتيق بم وقال أبو عبد الله احمد البناء هي مدينة بها ( و ) أيضا ( بهمذان ) وقيل هي مدينة بها ( والنسا عرق من الورك الى الكعب ) قال الاصمعي هو مفتوح مقصور عرق يخرج من الورك فيستبطن الفخذ ثم يمر بالعرقوب حتى يبلغ الحافر فإذا سمنت الدابة انفلقت فخذاها بلحمتين عظيمتين وجرى النسا بينهما واستبان وإذا هزلت الدابة اضطربت الفخذ وماجت الربلتان
وخفى النسا وانما يقال منشق النسا يريد موضع النسا وإذا قالوا انه لشديد النسا فانما يراد به النسا نفسه نقله الجوهرى ( و ) قال أبو زيد ( يثنى نسوان ونسيان ) أي ان ألفه منقلبة عن واو وقيل عن ياء وانشد ثعلب : من نسا الناشط إذ ثورته * أو رئيس الاخدريات الاول وانشد الاصمعي لا مرؤ القيس : وأنشب أظفاره في النسا * فقلت هبلت ألا تنتصر وقال أيضا : سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا * له حجبات مشرفات على الفال قال شيخنا والصواب جوازه وحمله على اضافة العام الى الخاص انتهى * قلت وحكاه الكسائي وغيره أبو العباس في الفصيح وان كان ابن سيده خطأه قال ابن برى جاء في التفسير عن ابن عباس وغيره كل الطعام كان حلالا لبنى اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه قالوا حرم اسرائيل لحوم الابل لانه كان به عرق النسا فإذا ثبت انه مسموع فلا وجه لانكار قولهم عرق النسا قال ويكون من باب اضافة المسمى الى اسمه كحبل الوريد ونحوه ومنه قول الكميت : اليكم ذوى آل النبي تطلعت * نوازع من قلبى ظماء وألبب أي اليكم يا اصحاب هذا الاسم قال وقد يضاف الشئ الى نفسه إذا اختلف اللفظان كحبل الوريد وحب الحصيد وثابت فطنة وسعيد كرز ومثله فقلت انجوا عنها نجا الجلد والنجا هو الجلد المسلوخ وقول الاخر * تفاوض من اطوى طوى الكشح دونه * وقال فروة بن مسيك : لما رأيت ملوك كندة أعرضت * كالرحل خان الرحل عرق نسائها قال ومما يقوى قولهم عرق النسا قول هميان * كانما ييجع عرقا انبضه * والانبض هو العرق انتهى وقد مر بعض ذلك في ن ج وقريبا وفى ق ط ن ك ر ز واورده ابن الجبان في شرح الفصيح * ومما يستدرك عليه تصغير نسوة نسية ويقال نسيان وهو تصغير الجمع كما في الصحاح وجمع النسا للعرق أنساء وأنشد الجوهرى لابي ذؤيب : متفلق أنساؤها عن قانئ * كالقرط صا وغبره لا يرضع اراد تنفلق فخذاه عن موضع النسا سمنت تفرجت اللحمة فظهر النسا وارق النسا في ديار فزارة وقد ذكر في القاف وقد يمد نسا للمدينة التى بفارس قال شاعر في الفتوح : فتحنا سمرقند العريضة بالقنا * شتاء وارعنا نؤوم نساء فلا تجعلنا يا قتيبة والذى * ينام ضحى يوم الحروب سواء نقله ياقوت ( ى نسيه ) كرضى وانما اطلقه عن الضبط لشهرته ينساه ( نسيانا ونسيانا ونسايه بكسرهن ونسوة ) بالفتح كذا مقتضى سياقه ووجد في نسخ المحكم بالكسر ايضا وكذا في التكملة بالكسر ايضا وانشد ابن خالويه في كتاب اللغات : فلست بصرام ولاذى ملالة * ولانسوة للعهد يا أم جعفر ( ضد حفظه ) وذكره وقال الجوهرى نسيت الشئ نسيانا ولا تقل نسيانا بالتحريك لان النسيان انما هو تثنية نسا العرق ( وانساه اياه ) انساء ثم ان تفسير النسيان بضد الحفظ والذكر هو الذى في الصحاح وغيره قال شيخنا وهو لا يخلو عن تأمل واكثر اهل اللغة فسروه بالترك وهو المشهور عندهم كما في المشارق وغيره وجعله في الاساس مجازا وقال الحافظ بن حجر هو من اطلاق الملزوم وارادة اللازم لانه من نسى الشئ تركه بلا عكس * قلت قال الراغب النسيان ترك الانسان ضبط ما استودع اما لضعف قلبه واما عن غفلة أو عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره انتهى والنسيان عند الاطباء نقصان أو بطلان القوة الذكاء وقوله عز وجل ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسى معناه ايضا ترك لان الناسي لا يؤاخذ بنسيانه والاول أقيس وقوله تعالى سنقرئك فلا تنسى اخبار وضمان من الله تعالى ان يجعله بحيث انه لا ينسى ما يسمعه من الحق وكل نسيان من الانسان ذمه الله تعالى فهو ما كان اصله عن تعمد (1/8622)
منه لا يعذر فيه وما كان عن عذر لا يؤاخذ به ومنه الحديث رفع عن امتى الخطأ والنسيان فهو ما لم يكن سببه منه وقوله عز وجل فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم هو ما كان سببه عن تعمد منهم وتركه على طريق الاستهانة وإذا نسب ذلك الى الله فهو تركه اياهم استهانة بهم ومجازاة لما تركوه وقوله تعالى لا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم فيه تنبيه على ان الانسان بمعرفته لنفسه يعرف الله عز وجل فنسيانه لله هو من نسيانه نفسه وقوله تعالى واذكر ربك إذا نسيت حمله العامة على النسيان خلاف الحفظ والذكر وقال ابن عباس معناه إذا قلت شيأ ولم تقل ان شاء الله فقله إذا تذكرته قال الراغب وبهذا أجاز الاستثناء بعد مدة وقال عكرمة معناه ارتكبت ذنبا أي اذكر الله إذا اردت أو قصدت ارتكاب ذنب يكن ذلك كافاك وقال الفراء في قوله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها عامة القراء يجعلونه من النسيان والنسيان هنا على وجهين احدهما على الترك المعنى نتركها فلا ننسخها ومنه قوله أو ننسها على وجهين احدهما على الترك أو ننسها وقرئ ننسها وقرى ننساها قال وقول اهل اللغة في قوله أو ننسها على وجهين يكون من النسيان واحتجوا بقوله تعالى سنقرئك فلا تنسى
الا ما شاء الله فقد اعلم الله انه يشاء أن ينسى قال وهذا القول عندي غير جائز لان الله تعالى قد اخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في قوله ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا انه لا يشاء ان يذهب بما اوحى به الى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال وقوله فلا تنسى أي فلست تترك الا ما شاء الله ان يترك قال ويجوز ان يكون الا ما شاء الله مما يلحق بالبشرية ثم يذكر بعد ليس انه على طريق السلب للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم شيأ اوتيه من الحكمة قال وقيل في قوله تعالى أو ننسها قول آخر وهو خطأ ايضا أو نتركها وهذا انما يقال فيه نسيت إذا تركت ولا يقال انسيت تركت قال وانما معنى أو ننسها أي نامركم بتركها قال الازهرى ومما يقوى هذا ماروى عن ثعلب عن ابن الاعرابي انه أنشده : ان على عقبة أقضيتها * لست بناسيها ولا منسيها قال بناسيها بتاركها ولا منسيها ولا مؤخرها فوافق قول ابن الاعرابي قوله في الناسي انه التارك لا المنسى واختلفا في المنسى قال الازهرى وكان ابن الاعرابي ذهب في قوله ولا منسيها الى ترك الهمز من أنسأت الدين إذا أخرته على لغة من يخفف الهمزة هذا ما ذكره اهل اللغة في النسيان والانساء واما اطلاق المنسى على الله تعالى هل يجوز اولا فقد اختلف فيه اهل الكلام وغاية من احتج بعدم اطلاقه على الله تعالى انه خلاف الادب وليس هذا محل بسطه وانما اطلت الكلام في هذا المجال لانه جرى ذكر ذلك في مجلس أحد الامراء في زماننا فحصلت المشاغبة من الطرفين وألفوا في خصوص ذلك رسائل وجعلوها للتقرب الى الجاه وسائل والحق أحق ان يتبع وهو اعلم بالصواب ( والنسى بالكسر ويفتح ) وهذه عن كراع ( مانسى ) وقال الاخفش هو اغفل من شئ حقير ونسى وقال الزجاج هو الشئ المطروح لا يؤبه له قال الثنفرى : كان لها في الارض نسيا تقصه * على امها أوان تخاطبك تبلت وقال الراغب النسى اصله ما ينسى كالنفض لما ينفض وصار في التعارف اسما لما يقل الاعتداد به ومنه قوله تعالى حكاية عن مريم وكنت نسيا منسيا واعقبه بقوله منسيا لان النسى قد يقال لما يقل الاعتداد به وان لم ينس قال وقرئ نسيانا بالفتح وهو مصدر موضوع موضع المفعول ( و ) قال الفراء النسى بالكسر والفتح ( ما تلقيه المرأة من خرق اعتلاها ) مثل تر وتر قال لو اردت بالنسى مصدر النسيان لجاز أي في الاية وقال ثعلب قرئ بالوجهين فمن قرأ بالكسر فعنى خرق الحيض التى يرمى بها فتنسى ومن قرأ بالفتح فمعناه شيأ منسيا لا اعرف وفى حديث عائشة وددت انى كنت نسيا منسيا أي شيأ حقيرا مطرحا حالا لا يلتفت إليه ( والنسى كغنى من لا يعد في القوم ) لانه منسى ( و ) ايضا ( الكثير النسيان ) يكون فعيلا ايضا ( الكثير النسيان ) يكون فعيلا وفعولا وفعيل اكثر لانه لو كان فعولا لقيل نسوا أيضا ( كالنسيان بالفتح ) نقله الجوهرى ( ونسيه نيسيا ( ونسى كرصى نسى ) مقصور ( فهو ) نس على فعل هذا نص الجوهرى وفى المحكم هو ( أنسى و ) الانثى نساء وفى التهذيب ( هي نيساء ) وفى كتاب القالى عن ابى زيد هاج به النسا وقد نسى ينسى نسى ورجل انسى وامرأة نسياء ( شكا نساه والانسى عرق في الساق السفلى ) والعامة تقوله عرق الانثى * ومما يستدرك عليه نسيه نسيانا بالفتح ونسوة ونساوة بكسرهما ونساوة بالفتح الاخيرتان على المعاقبه نقلهما ابن سيده والنسى بالفتح والنساوة والنسوة بكسرهما حكاهن ابن برى عن ابن خالويه في كتاب اللغات ونساه تنسيه مثل انساه نقله الجوهرى ومنه الحديث وانما انسى لاسن أي لا ذكر لكم ما يلزم الناسي لشئ من عبادته وافعل ذلك فتقتد وابى وفى حديث آخر لا يقولن احدكم نسيت آية كيت وكيت بل هو نسى كره نسبه النسيان الى النفس لمعنيين احدهما ان الله عز وجل هو الذى انساه اياه لانه لم يكن باختياره ولو روى نسى بالتخفيف لكان معناه ترك من الخير وحرم وانساه امره بتركه والنسوة الترك للعمل وذكره المصنف في الذى تقدم والنسى كغنى الناسي قال ثعلب هو كعالم وعليم وشاهد وشهيد وسميع وحاكم وحكيم وقوله تعالى وما كان ربك بسيا أي لا ينسى شيأ (1/8623)
وتناساه ارى من نفسه انه نسيه نقله الجوهرى وأنشد لامرئ القيس : ومثلك بيضاء العوارض طفلة * لعوب تناسانى إذا قمت سربالى أي تنسينى عن ابى عبيدة وتناسيته نسيته وتقول العرب إذا ارتحلوا من المنزل تتبعوا انساءكم يريدون الاشياء الحقيرة التى ليست ببال عندهم مثل العصا والقدح والشطاط أي أي اعتبروها لئلا تنسوها في المنزل وهو جمع النسى لما سقط في منازل المرتحلين قال دكين الفقيمى : بالدار روحي كاللقى المطرس * كالنسى ملقى بالجهاد البسبس وفى الصحاح قال المبرد كل واو ومضمومة لك ان تهمزها الا واحدة فانهم اختلفوا فيها وهى قوله تعالى ولا تنسوا الفضل بينكم وما أشبهها
من واو الجمع واجاز بعضهم الهمز وهو قليل والاختيار ترك الهمز واصله تنسيوا فسكنت الياء واسقطت لاجتماع الساكنين فلما احتيج الى تحريك الواو وردت فيها ضمة الياء انتهى وقال ابن برى عند قول الجوهرى فسكنت الياء واسقطت صوابه فتحركت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت الفا ثم حذفت لالتقاء الساكنين ورجل نساء كشداد كثير النسيان وربما يقولون نسابة كعلامة وليس بمسموع وناساه مناساة ابعده عن ابن الاعرابي جاء به غير مهموز واصله الهمز والمنساة العصا وأنشد الجوهرى : إذا دببت على المنساة من هرم * فقد تباعد عنك اللهو والغزل قال واصله الهمز وقد ذكر وروى شمر أن ابن الاعرابي أنشده : سقوني النسى ثم تكنفونى * عداة الله من كذب وزور بغير همز وهو كل ما ينسى العقل قال وهو من اللبن حليب يصب عليه ماء قال شمر وقال غيره هو النسى كغنى بغير همز وأنشد : لا تشربن يوم ورود حازرا * ولا نسيا فتجى فاترا ونسى كعنى شكانساه هكذا مضبوط في نسخة القالى ونقله ابن القطاع ايضا وقد سموا منسيا ومينسيا والمنسى الذى يصر خلفين أو ثلاثة ( ى ) هكذا في سائر والصحيح انه واوى لان اصل نشيت واو قلبت ياء للكسرة فتأمل ( نشى ريحا طيبة ) من حد رمى كما في النسخ والذى في الصحاح من حد علم ( أو عام ) أي سواء كانت ريحا طيبة أو منتنة ( نشوة مثلثة ) اقتصر الجوهرى على الكسر وزاد ابن سيده الفتح ( شمها ) وفى المحكم النشا مقصور نسيم الريح الطيبة وقد نشى منه ريحا طيبة نشوة ونشوة أي شمها عن اللحيانى قال أبو خراش الهذلى : ونشيت ريح الموت من تلقائهم * وخشيت وقع مهند قرضاب وهكذا انشده الجوهرى ايضا للهذلى وهو أبو خراش وقال ابن برى قال أبو عبيدة في المجاز في آحر سورة ن والقلم ان البيت لقيس ابن جعدة الخزاعى قال ابن سيده وقد تكون النشوة في غير الريح الطيبة ( كاستثنى ) نقله الجوهرى وانشد لذى الرمة : وادرك المتنقى من ثميلته * ومن ثمائلها واستثنى الغرب والغرب الماء الذى يقطر من الدلائين للبئر والحوض ويتغير ريحه سريعا ( وانتثى وتنثى ) ونقل شيخنا عن شرح نوادر القالى لابي عبيد البكري ان استثنى من النشوة وهى الرائحة ولا حظ لها في الهمزة ولم يسمع استنشأ الا مهموزا كالقرقئ للبيض لم يسمع الا مهموزا وهو من الغرق وتقيضهما الخابية لا تهمز وهى من خبأ انتهى * قلت واصل هذا الكلام نقله يعقوب فانه قال الذئب يستثنئ الريح بالهمز وانما هو من نشيت غير مهموز كما في الصحاح وتقدم ذلك الهمزة وقد ذكره ابن سيده في خطبة المحكم ايضا وبعكسه نشوت في بنى فلان أي ربيت وهو نادر محول من نشأت ( و ) نشى ( الخبر علمه ) زنة ومعنى وفى الصحاح ويقال ايضا نشيت الخبر إذا تخيرت ونظرت من اين جاء يقال من اين نشيت هذا الخبر أي من اين علمته وقال ابن القطاع نشيت الخبر نشيا ونشيه تخبرته ( و ) نشى من الشراب كعلم ( نشوا ) بالفتح ( ونشوة مثلثة ) الكسر عن اللحيانى ( سكر ) انشد ابن الاعرابي : انى نشيت فما استطيع من فلت * حتى اشقق اثوابي وابرادى ( كانتشى وتنشى ) قال سنان بن الفحل الطائى : وقالوا قد جننت فقلت كلا * وربى ما جننت ولا انتشيت ويروى ما بكيت ولا انتشيت وانشده الجوهرى وقال يريد ولا بكيت من سكر ويقال الانتشاء اول السكر ومقدماته ( و ) نشى ( بالشئ ) نشا ( عاوده مرة بعد اخرى ) وأنشد أبو عمرو لشوال بن نعيم * وأنت نش بالفاضحات الغوائل * أي معاود لها ( و ) نشى ( المال ) نشا ( اخذه داء من نشوة العضاه ) وهى اول ما يخرج ( وانشاه وجد نشوته ) نقله ابن القطاع عن اللحيانى ( والنشية كغنية الرائحة كالنشوة ) هكذا في النسخ وهو غير محرر من وجهين الاول الصواب في النشية كسر النون وتخفيف الياء وهو المنقول عن ابن الاعرابي وفسره بالرائحة وثانيا قوله كالنشوة مستدرك لا حاجة الى ذكره وسياق المحكم في ذلك اتم فقال وهو طيب النشوة والنشوة والنشية الاخيرة عن ابن الاعرابي فتأمل ذلك ولم يذكر احد النشية كغنية وانما هو تصحيف وقع فيه المصنف ( ورجل نشوان ونشيان ) على المعاقبة ( بين النشوة بالفتح ) انما ذكر الفتح ولو ان الاطلاق يكفيه مراعاة لما يأتي بعده من قوله بالكسر يقال استبانت نشوته قال الجوهرى وزعم يونس انه سمع فيه نشوة بالكسر ( و ) رجل ( نشيان بالاخبار ) وفى الصحاح للاخبار (1/8624)
وهو الصواب قال وانما قالوا بالياء للفرق بينه وبين النشوان من الشراب واصل الياء في نشيب واو قلبت ياء للكسرة انتهى وقال غيره هذا على الشذوذ وانما حكمه نشوان ولكنه من باب جبوت الماء جباية وقال شمر رجل نشيان للخبر ونشوان من السكر واصلهما الواو ففرقوا بينهما وقال الكسائي رجل نشيان للخبر ونشوان وهو الكلام المعتمد ( بين النشوة بالكسر ) هكذا فصله شمر وفرق بينه وبين نشوة الخمر ( يتخير الاخبار اول ورودها والنشا ) مقصور ( وقد يمد ) ظاهره الاطلاق والصحيح انه يمد عند النسبة إليه شئ
يعمل به الفالوذ ويقال له ( النشا ستج ) فارسي ( معرب ) قال الجوهرى ( حذف شطره ) تخفيفا كما قالوا للمنازل منا ثم كونه معربا هو الذى يقتضيه سياق الائمة في كتبهم وبه صرح الجوهرى وابن سيده في المحكم وفى المخصص ايضا وابن الجواليقى في المعرب الا انه قال معرب نشاسته وفى المخصص سمى بذلك لخموم رائحته وقال أبو زيد النشا حدة الرائحة طيبة كانت أو خبيثة فمن الطيب قول الشاعر : بآية ما أن النقاطيب النشا * إذا ما اعتراه آخر الليل طارقه ومن النتن النشا سمى بذلك لنتنه في حال عمله قال ابن برى فهذا يدل على ان النشا عربي وليس كما ذكره الجوهرى قال ويدلك على ان النشا ليس هو النشاستج كما زعم أبو عبيد في باب ضروب الالوان من كتاب الغريب المصنف الارجوان الحمرة ويقال الارجوان النشاستج وكذلك ذكره الجوهرى في فصل رجا فقال والارجوان صبغ احمر شديد الحمرة قال أبو عبيد وهو الذى يقال له النشاستج والبهرمان دونه قال ابن برى فثبت بهذا ان النشاستج غير النشا ( ومحمد بن حبيب النشائى محدث ) هكذا في النسخ والصواب محمد بن حرب قال الحافظ في التبصير هو من المشايخ النبل نسب الى عمل النشا ( ونشوى ) كسكرى كذا في النسخ والصواب محمد بن ( د بأزربيجان ) اومن ارا أن بلصق ارمينية منه الامام أبو الفضل خداد ابن عاصم بن بكران النشوي خازاندار الكتب بخبزة روى عن أبى نصر عبد الواحد بن بسرة القزويني وعنه ابن ماكولا ( ولا تقل نخجوان ) بالخاء والجيم ( ولا نخشوان ) بقلب الجيم شينا ( ولا نقشوان ) بقلب الخاء قافا فانها من اطلاقات العامة وصحح بعض نخجوان وجعل النسب إليه نشوى على غير القياس ( واترجه نشوة ) إذا كانت ( لسنتها والنشاة الشجرة اليابسة ج نشا ) 3 كعصاة عصاد ذكره المطرز قال ابن سيده اما ان يكون على التحويل واما ان يكون على ما حكاه قطرب من ان نشا ينشو لغة في نشأ قال الهذلى : تدلى عليه من بشام وايكة * نشاة فروع مرثعن الذوائب * ومما يستدرك عليه مقصور ومصدر نشا ريحا كعلم إذا شمها كالنشاة يقال للرائحة نشاة ونشا نقله ابن برى عن برى عن على بن حمزة والجمع انشاء وانشاك الصيد شم ريحك وانشاك الشراب أسكرك ومنه قهوة الانشاء وامرأة نشوى والجمع نشاوى كسكارى قال زهير : وقد أغدو على ثبة كرام * نشاوى واجدين لما نشاء والاستثناء في الوضوء هو الاستنشاق وقال الاصمعي يقال استنش هذا الخبر واستوش أي تعرفه والمستنثية الكاهنة لانها تبحث الاخبار ويروى بالهمز وقد ذكر في محله ونشوت في بنى فلان نشوة ونشوا كبرت عن ابن القطاع قال قطرب هي لغة وليس على التحويل والنشو اسم لجمع نشاة للشجرة اليابسة ومنه قول الشاعر : كأن على اكتافهم نشو وغرقد * وقد جاوزو انيان كالنبط الغلف والناشى شاعر معروف والنشوة بالكسر الخبر اول ما يرد ونشوة قرية بمصر من الشرقية ونشا قرية من اعمال الغربية وقد وردتها ومنها الشيخ كمال الدين النشائى مصنف جامع المختصرات وابوه من كبار الفضلاء وغيرهما وانشى الرجل تناسل ماله والاسم النشاء عن ابن القطاع والمناشى قرى بمصر ومنتشا بلد بالروم والمنشية مدينة عظيمة تجاه اخميم وقد دخلتها ( والناصية والناصاة ) الاخيرة لغة طائية وليس لها نظير الابادية وباداة وقارية وقاراة وهى الحاضرة وناحية وناحاه ( قصاص الشعر ) في مقدم الرأس والجمع النواصي وشاهد الناصاة قول حريث بن عتاب الطائى : لقد آذنت اهل اليمامة طئ * بحرب كناصاة الحصان المشهر كذا انشده الجوهرى وقال الفراء في قوله تعالى لنسفعن بالناصية مقدم رأسه أي لنهصرنها لنأخذن بها أي لنقمنه ولنذلنه قال الازهرى الناصية في كلام العرب منبت الشعر في مقدم الرأس لا الشعر الذى تسميه العامة الناصية وسمى الشعر ناصية لنباته من ذلك الموضع وقيل في قوله تعالى لنسفعن بالناصية أي لنسودن وجهه بكفت الناصية لانها في مقدم الوجه من الوجه والدليل على ذلك قول الشاعر : وكنت إذا نفس الغوى نزت به * سفعت على العرنين منه بميسم وقوله تعالى ما من دابة الا هو اخذ بناصيتها قال الزجاج أي في قبضته تناله بما شاء قدرته وهو سبحانه لا يشاء الا العدل ( ونصاه ) ينصوه نصوا ( قبض بناصيته ) وفى الصحاح على ناصيته وفى حديث ابن عباس انه قال للحسين رضى الله تعالى عنهم حين اراد العراق لو لا انى اكره لنصوتك أي اخذت بناصيتك ولم ادعك تخرج ( كانصى أو ) نصا الناصية ( مدبها ) وبه فسر حديث عائشة حين سئلت عن تسريح رأس الميت فقالت علام تنصون ميتكم ارادت ان الميت لا يحتاج الى تسريح الرأس وذلك بمنزلة الناصية وقال الجوهرى أي علام تمدون ناصيته كأنها كرهت تسريح رأس الميت ( و ) نصت ( المفازة بالمفازة ) تنصو نصوا ( اتصلت و ) نصا ( الثوب ) (1/8625)
نصوا ( كشفه ) كانه لغة في نضا بالضاد كما سيأتي ( وناصيته مناصاة ونصاء ) بالكسر ( نصوته ونصانى ) أي جاذبته فاخذ
كل منا بناصية صاحبه وفى الصحاح المناصاة والنصاء الاخذ بالنواصى انتهى وانشد ثعلب : فأصبح مثل الحلس يقتاد نفسه * خليعا تناصيه امور جلائل وقال ابن دريد ناصيته جذبت ناصيته وأنشد : قلال مجد فرعت اصاصا * وعزة قعساء لن تناصى وفى حديث عائشة لم تكن واحدة من نساء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ثناصينى غير زينب أي تنازعني وتبارين وهو ان يأخذ كل واحد من المتنازعين بناصية الآخر وقال عمرو بن معد يكرب : أعباس لو كانت شيارا جيادنا * بتثليث ما ناصيت الا حساما ( والمنتصى اعلى الواديين ) وبه فسر السكرى قول أبى ذؤيب : لمن طلل بالمنتصى غير حائل * عفا بعد عهد من قطار ووابل ( و ) قيل ( ع ) وبه فسر قول ابى ذؤيب ايضا وضبطه ياقوت بالضاد المعجمه وسيأتى قريبا ( وابل ناصية ارتفعت في المرعى ) عن ابن الاعرابي ( و ) النصاء ( ككساء ع ) نقله الصاغانى ( والنصو مثل المغص ) عن ابن الاعرابي يقال انى لاجد نصوا قال و ) انما سمى به لانه ينصوك أي يحصل به ( الانزعاج ) عن القرار وقال أبو الحسن ولا ادرى ما وجه تعليله له بذلك وقال غيره وانى لاجد في بطني نصوا ووحرا أي وجعا وقال الفراء وجدت في بطني نصوا وحصوا وقبصا بمعنى واحد ( و ) من المجاز ( نواصى الناس اشافهم ) كما يقال للسفلة الاذناب وانشد الجوهرى لام قبيس الضبية ومشهد قد كفيت الغائبين به * في مجمع من نواصى الناس مشهود ويقال هو ناصية قومه وهو من ناصيتهم ونواصيهم * ومما يستدرك عليه هذه الفلاة تناصى ارض كذا أي تتصل بها ونصت الماشطة المرأة ونصتها سرحت شعرها فتنصت هي ومنه الحديث فأمرها ان تنصى وتكتحل أي تنتصى وبه روى حديث عائشة ايضا ما لكم تنصون ميتكم ونصوت الشئ بالشئ وصلته عن ابن القطاع يتعدى ولا يتعدى واذل ناصية فلان أي عزه وشرفه وهو مجاز وتناصيا تواخذ نا بالنواصى ( ى النصية من القوم ) كغنية ( الخيار ) الاشراف وكذلك من الابل وغيرها كما في الصحاح وهو مجاز وهو اسم من انتصاصهم اختار من نواصيهم ومنه حديث ذى المعشار نصية من همدان من كل حاضر وباد ( ج نصى ) بحذف الهاء و ( جج ) جمع الجمع ( انصاء ) كشريف واشراف ( واناص وانصت الارض كثر نصيها ) ولم يذكر النصى ما هو ولو قال وهو نبت لسلم من التقصير وقد تكرر ذكره في كتابه هذا في عدة مواضع استطرادا فتارة وحدة وتارة مع الصليان وهو نبت مادام رطبا فإذا ابيض فهو الطريفة فإذا ضخم ويبس فهو الحلى نقله الجوهرى وانشد : لقد لقيت 3 خيل بجبنبى بوانه * نصيا كاعراف الكوادن اسحما وأنشد الراجز : نحن منعنا منبت النصى * ومنبت الضمران والحلى وفى الحديث رأيت قبور الشهداء جثا قد نبت عليها النصى قال ابن الاثير هو نبت ابيض ناعم من افضل المرعى ( وانتصاه اختاره ) يقال انتصيت من القوم رحلا والاسم النصية ويقال هذه نصيتى وهو مجاز وانشد ابن برى : لعمرك ما ثوب ابن سعد بمخلق * ولا هو منا ينتصى فيصان يقول ثوبه من الغدر لا يخلق ( و ) انتصى ( الجبل والارض طالا وارتفاعا ) وفى الصحاح انتصى الشعر أي طال ( وتنصى ) الشئ بالشئ ( اتصل و ) من المجاز تنصى ( بنى فلان ) وتذراهم إذا ( تزوج في نواصيهم ) والذروة منهم أي الخيار والاشراف وكذلك تفرعهم وفى الاساس تزوج سيدة نسائهم * ومما يستدرك عليه النصى كغنى عظم العنق والجمع انصية عن ابن دريد وانشد لليلى الاخيلية : يشبهون ملوكا في تجلتهم * وطول انصية الاعناق والامم ويروى بالضم وسيأتى والمنتصى المختار وانشد ابن برى لحميد بن ثور يصف الظبية : وفى كل نشز لها ميفع * وفى كل وجه لها منتصى والا نصية الاشراف ومنه حديث وقد همدان فقالوا نحن انصية من همدان والانصاء السابقون عن الفراء ونصبه المال بقيته والنصية من كل شئ البقية وانشد ابن السكيت للمرار الفقعسى : تجرد من نصيتها نواج * كما ينجو من البقر الرعيل وقال كعب بن مالك الانصاري : ثلاثة آلاف ونحن نصية * ثلاث مئين ان كثرنا واربع ويجمع النصى بمعنى النبت على انصاء واناص جمع الجمع قال * ترعى اناص من جرير الحمض * ونصيت الشئ نصيا مثل نصصته أي رفعته عن ابن القطاع وتنصيت الدابة اخذت بناصيتها وبه فسر قول الشاعر * لجاءت على مشى التى قد تنصبت * والمشهور بالضاد كما سيأتي ( ونضاه من ثوبه ) ينضوه نضوا ( جرده ) قال أبو كبير الهذلى (1/8626)
ونضيت مما كنت فيه فأصبحت * نفسي الى اخوانها كالمقدار ومن ذلك نضا ثوبه عنه نضوا إذا خلعه وألقاه عنه ( و ) من المجاز نضا ( الفرس ) الخيل ينضوها نضواو نضيا تقدمهاو ( سبق ) وانسلخ منها وخرج من بينها وكذلك الناقة ومنه حديث جابر جعلت ناقتي تنضو الرفاق أن تسبقهم ( و ) نضا ( السيف ) نضوا ( سله ) من عمده ( كانتضاه و ) نضا ( البلاد ) نضوا وفى بعض نسخ الصحاح الفلاة بدل البلاد ( قطعها ) وأنشد الجوهرى لتابط شرا ولكننى أروى من الخمرها متى * وأنضو الفلا بالشاحب المتشلشل
( و ) نضا ( الخضاب ) نفسه ( نضوا ) بالفتح ( ونضوا ) كعلو ( ذهب لونه ) ونصل ( يكون ) ذلك ( في اليد والرجل والرأس واللحية أو يخصهما ) أي الرأس واللحية وقال الليث نضا الحناء ينضو عن اللحية أي خرج وذهب عنها وقال كثير ويا عز للوصل الذى كان بيننا * نضا مثل ما ينضو الخضاب فيخلق ( و ) نضا ( البدن ) ينضو ( نضوا ) كذا في النسخ والصواب الجرح كما هو نص المحكم ( سكن ورمه و ) نضا ( الماء ) نضوا ( نشف والنضو بالكسر حديده اللجام ) بلاسير قال دريد بن الصمة أما ترينى كنضو اللجام * أعض الجوامح حتى نحل أراد عضته الجوامح فقلت والجمع أنضاء قال كثير رأتنى كأنضاء اللجام وبعلها * من المل ء أبزى عاجز متباطن ويروى كأشلاء اللجام ( و ) النضو ( المهزول من الابل وغيرها ) وفى الابل أكثر وهو الذى أهر له السفر وأذهب لحمه ( كانضى ) كغنى قال الراجز : وانشنج العلباء فاقفعلا * مثل نضى السقم حين بلا ( وهى بهاء ج أنضاء ) قال سيبويه لا يكسر نضو على غير ذلك وهو جمع نضوة أيضا كالمذكر على توهم طرح الزائد حكاه سيبويه وقد يستعمل في الانسان قال الشاعر : انا من الدرب أقبلنا نؤمكم * أنضاء شوق على أنضاء أسفار ( و ) النصو ( القدح الرقيق ) كذا في النسخ والصواب الدقيق حكاه أبو حنيفة ( و ) النضو ( سهم فسد من كثرة ما رمى به ) حتى أخلق ( و ) النضو ( الثوب الخلق ) نقله الجوهرى وهو مجاز ( والنضى كغنى السهم بلا نصل ولا ريش ) قال أبو حنيفة هو نضى ما لم ينصل ويريش ويعقب ( و ) النضى ( من الرمح ما فوق المقبض من صدره ) وأنشد الازهرى وظل لثيران الصريم غماغم * إذا دعسوها بالنضى المعلب والجمع أنضاء قال أوس بن حجر : تخيرن أنضاء وركبن أنصلا * كجزل الغضافى يوم ريح تزيلا ( و ) من المجاز النضى ( العنق ) على التشبيه ( أو أعلاه ) مما يلى الرأس ( أو عظمه ) عن ابن دريد ( أو ما بين العاتق الى الاذن ) وفى الصحاح ما بين الرأس والكاهل من العنق والجمع أنضية وأنشد يشبهون سيوفافى صرائهم * وطول أنضية الاعناق واللمم قال ابن برى البيت لليلى الاخيلية ويروى للشمر دل بن شريك اليربوعي والذى رواه أبو العباس * يشبهون ملو كافى تجلتهم * والتجلة الجلالة والصحيح والامم جمع أمة وهى القامة قال وكذا قال على حمزة ولكن هذه الرواية في الكامل في المسألة الثامنة وقال لا تمدح الكهول بطول المم انما تمدح وبه النساء والاحداث وبعد البيت إذا غدا المسك يجرى في مفارقهم * راحوا تخالهم مرضى من الكرم وقال القتال الكلابي : طوال أنضية الاعناق لم يجدوا * ريح الاماء إذا راحت بارفاد قلت البيت الذى أنشده الجوهرى يقال هو للحرث بن شريك اليربوعي قيل هو الشمر دل بعينه أو هو غيره ويروى في صرامتهم والذى في الجمهرة أنه لليلى الاخيلية واقتصر على الرواية التى ذكرها المبرد في الكامل ( و ) النضى ( من الكاهل نضده ) كذا في النسخ وفى المحكم صدره ( و ) النضى أيضا ( ذكر الرجل ) وقد يكون للحصان من الخيل وعم به بعضهم جميع وقد يقال أيضا للبعير وقال السيرا في هو ذكر الثعلب خاصة ( أنضاه ) أي بعيره إذا ( هزله ) بالسير فذهب لحمه وفى الحديث ان المؤمن لينضى شيطانه كما ينضى أحدكم بعيره أي يهزله ويجعله نضوا وفى حديث على كلمات لور حلتم فيهن المطى لأنضيتموهن وفى حديث ابن عبد العزيز أنضيتم الظهر أي أهزلتموه ( و ) أنضا ( أعطاه نضوا ) أي بعيرا مهزولا ( و ) من المجاز أنضى ( الثوب ) أي ( أبلاه ) وأخلقه بكثرة اللبس ( كانتضاه ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه نضا الثوب الصبغ عن نفسه إذا ألقاه ونضت المرأة ثوبها ونضته بالتشديد أيضا للكثرة وبهما روى قول امرى القيس فجئت وقد نضت لنوم ثيابها * لدى الستر الالبسة المتفضل ونضوت الجل عن الفرس نضوا ونضاوة الخضاب بالضم ما يؤخذ منه بعد النصول ونضاوة الحناء ما يبس منه فألقى هذه عن اللحيانى وفى الاساس نضاوة الحناء سلاتته ونضا السهم مضى قال (1/8627)
ينضون في أجوز ليل غاضى * نضو قداح النابل النواضى وقال ابن القطاع نضا السهم الهدف جاوزه ويقال رملة تنضو الرمال أي تخرج من بينها وفى حديث على وذكر عمر فقال تنكب قوسه وانتضى في يده أسهما أي أخذ واستخرجها من كنانته والاناضى ما بقى من انبات نضو القلته وأخذه في الذهاب ويقال لانضاء الابل نضوات أيضا والمنضاة بالضم هي النضوة نقله الجوهرى وتنضى بعيره هزله أنشد الجوهرى 2 لو اصبح في يمنى يدى زمامها * وفى كفى الاخرى وبيل تحاذره لجاءت على مشى التى قد تنضيت * وذلت وأعطت حبلها لا تعاسره قال ويروى تنصيت بالصاد يعنى بذلك امرأة بعلها والنضى من الرماح كغنى الخلق وقال أبو عمرو النضى نصل السهم وتضو السهم قدحه قال الجوهرى وهو ما جاوز الريش الى النصل وفى المحكم نضى السهم قدحه وما جاوز من السهم الريش الى النصل
وقيل هو النصل وقيل هو القدح قبل أن يعمل وقيل هو ما عرى من عوده وهو سهم عن أبى حنيفة قال الاعشى فمر نضى السهم تحت لبانه * وجال على وحشيه لم يعتم ويقال نضى مفلل كذا في النسخ الصحاح وبخط أبى سهل مفلفل وفى الحديث الخوارج فينظر في نضية قيل النضى منصل السهم وقيل هو السهم قبل أن ينحت إذا كان قدحا قال ابن الاثير وهو أولى لانه قد جاء في الحديث ذكر النصل بعد النضى قالوا سمى نضيا لكثرة البرى وتحت فكأنه جعل نضوا والجمع أنضية وأنشد الجوهرى للبيد يصف الحمار وأتنه وألزمها النجاد وشايعته * هواديها كأنضية المغالى قال ابن برى صوابه المغالى جمع مغلاة السهم ونضى كل شى طوله عن ابن دريد ونضا الفرس ينضو نضوا إذا أدلى فأخرج جردانه واسم الجردان النضى عن أبى عبيد ونضا موضع كذا ينضوه جاوزه وخلفه وأنضى وجه فلان على كذا وكذا ونضا أي أخلق وهو مجاز ( ى نضيت السيف ) من غمده مثل ( نضوته و ) نضيت ( الثوب أبليته كأنضيته وانتضيته والمنتضى ع ) هكذا ضبطه ياقوت بالضاد به فسر قول الهذلى الذى ذكرناه في ن ص ووقال ابن السكيت هو واد بين الفرق والمدينة وأنشد لكثير فلما بلغن المتضى بين غيقة * ويليل مالت فاحز ألت صدورها وقال الاصمعي المنتضى أعلى الواديين هكذا أورده ياقوت هنا وتقدم في ن ص و ( والنطو المد ) يقال نطوت الحبل نطوا إذا مددته ( و ) النطو ( البعد ) يقال أرض نطية ومكان نطى أي بعيد نقله الجوهرى وأنشد للعجاج وبلدة نياطها نطى * قى تناصيها بلاد قى أي طريقها بعيد ( و ) النطو ( السكوت ) وفى حديث زيد بن ثابت كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يملى على كتابا وأنا أستفهمه فدخل رجل فقال له انط أي اسكت بلغة حمير قال ابن الاعرابي لقد شرف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه اللغة وهى حميرية ( و ) النطو ( تسدية الغزل ) وقد نطت غزلها تنطوه وهى ناطية والغزل منطو ونطى المسدى قال الراجز وهن يذر عن الرقاق السملقا * ذرع النواطى السجل المدققا ( والنطاة قمع البسرة أو الشمروخ ج أنطاء ) عن كراع وهو على حذف الزائد ( و ) نطاة ( بلا لام خيبر ) نفسها علم لها ومنه الحديث غدا الى النطاة قال ابن الاثير وق تكرر ذكرها في الحديث وادخال اللام عليها كادخلها على حرث وعباس كان النطاة وصف لها غلب عليها ( أو عين بها ) واستظهره الازهرى كما يأتي ( أو حصن بها ) تقله الزمخشري وابن الاثير وقال الجوهرى أطم بها ( أو ) نطاة خبير ( حماها ) خاصة قاله الليث وعم به بعضهم فال الازهرى وهذا غلط ونطاة عين بخيبر تسقى نخيل بعض قراها وبئة وقد ذكرها الشماخ : كان نطاة خيبر زودته * بكور الوردر يثه القلاع فظن الليث انها اسم للحمى وانما نطاة عين بخيبر * قلت وقول الزمخشري والصاغانى مثل قول الازهرى وأنشد الجوهرى لكثير حزيت لى بحزم فيدة فيدة تحدى * كاليهودي من نطاة الرقال قوله حزيت أي رفعت وأراد كنخل اليهودي الرقال ( وأنطى ) لغة في ( أعطى ) قال الجوهرى هي لغة اليمن وقال غيره هي لغة سعد ابن بكرو الجمع بينهما انه يجوز كونها لهما نقله شيخنا عن شرح الشفاء * قلت هي لغة سعد بن بكر وهذيل والازد وقيس والانصار يجعلون العين الساكنة نونا إذا جاورت الطاء وقد مر ذكر ذلك في المقصد الخامس من خطبة هذا الكتاب وهؤلاء من قبائل اليمن ما عدا هذيل وقد شرفها النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى الشعبى انه صلى الله تعالى عليه وسلم قال لرجل أنطه كذا وكذأى أعطه وفى الحديث آخر وان مال الله مسؤل ومنطى أ معطى وفى حديث الدعاء لا مانع لما أنطيت وفى حديث آخر اليد المنطية خير من اليد السفلى وفى كتابه لوائل وأنطوا الثبجة وفى كتابه لتميم الدارى هذا ما أنطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الى آخره ويسمون هذا الانطاء الشريف وهو محفوظ عند أولاده قال شيخنا وقرئ بها شاذا انا أنطيناك الكوثر ( وتناطى تسابق ) في الامر ( و ) تناطى ( فلانا مارسه ) وحكى أبو عبيد تناطيت الرجال تمرست بهم ( و ) تناطى ( الكلام تعاطاه ) على لغة اليمن ( و ) المعنى ( تجاذبه (1/8628)
والمناطاة المنازعة والمطاولة ) عن ابن سيده وفى الصحاح يقال لا تناط الرجال أي لا تمرس بهم ( و ) المناطاة أيضا ( أن تجلس المرأتان فترمى كل واحدة ) منهما ( الى صاحبتها كبة غزل حتى تسديا الثوب ) وقد تقدم أن النطو هو التسدية * ومما يستدرك عليه النطوة السفرة البعيدة والنطاء بالكسر البعد وبلد منطى أي بعد قال المفضل وزجر للعرب تقوله للبعير تسكينا له إذا نفر انط فيسكن وهى أيضا اشلاء للكلب انتهى وأنطى سكت والانطاء العطيات والنطى كغنى الغزل ( والنعو الدائرة تحت الانف و ) أيضا ( الشق في مشفر البعير الاعلى ) ثم صار كل فصل نعوا وقال اللحيانى النعو مشق البعير فلم يحض الاعلى ولا الاسفل وقال الجوهرى النعو شق المشفر وهو للبعير بمنزلة التفرة للانسان وأنشد للطرماح خريع النعو مضطرب النواحى * كأخلاق الغريفة ذى غضون
قلت وأوله : تمر على الوراك إذا المطايا * تقايست النجاد من الوجهين وخريع النعو أي لينه أي تمر مشفرا خريع النعو على الوراك والغريفة النعل وصوابه ذا غضون والجمع من كل ذلك نعى لا غير عن اللحيانى ( و ) النعو ( الفتق في ألية حافر الفرس و ) أيضا ( فرج مؤخر الحافر ) عن ابن الاعرابي ( و ) النعو ( الرطب ) كأن نونه بدل من الميم ( و ) النعوة ( بهاء ع ) زعموا ( والنعاء كدعاء صوت السسنور ) قال ابن سيده وانما قضينا على همزتها أنها بدل من الواو لانهم يقولون في معناه المعاء وقد معا يمعو قال وأظن نون النعاء بد لا من ميم المعاء ( ونعوان ) كسحبان ( واد ) باضاح عن ياقوت ( ى نعاه له نعيا ) بالفتح ( ونعيا ) على فعيل ( ونعبانا بالضم ) ظاهر هذا السياق كما للجوهري أيضا أنه من حد نصر على ما يقتضيه اصطلاحه عند عدم ذكر المضارع والصواب أنه من جد سعى ففى المحكم نعاه يناه نعيا ونعيانا ( أخبره بموته ) وقال الزمخشري في الفائق إذا أذاع موته وأخبر به والنعى على فعيل نداء الداعي وقيل هو الدعاء بموت الميت والاشعار به وأوقع ابن محكان النعى على الناقة العقير فقال : زيافة بنت زياف مذكره * لما نعوها لراعي سرحنا انتحبا ( و ) من المجاز ( هو ينعى على زيد ذنوبه ) كما في الصحاح وفى الاساس هفواته أي ( يظهرها ويشهرها ) وفى الاساس يشهره بها ويقال فلان ينعى على نفسه بالفواحش إذا شهر نفسه بتعاطيها وكان امر والقيس من الشعراء الذين نعوا على أنفسهم بالفواحش وأظهر والتعهر وكان الفرزدق فعولا لذلك ( والنعى كغنى ) يكون مصدرا كما تقدم يقال جاء نعى فلان أي نعيه ويكون بمعنى ( الناعي ) وهو الذى يأتي بخبر الموت قال الشاعر : قام النعى فأسمعا * ونعى الكريم الا روعا ( و ) قال أبو زيد النعى ( المنعى ) وهو الرجل الميت والنعى الفعل ( واستنعت الناقة تقدمت ) قال أبو عبيد في ياب المقلوب استنعى واستناع إذا تقدم وأنشد : وكانت ضربة من شد قمى * إذا ما استنت الابل استناعا وأنشد أيضا : ظللنا نعوج العيس في عرصاتها * وقوفاو نستنعى بها فنورها وفال شمر استنعى إذا تقدم ليتبعوه قال ورب ناقة يستنعى بها الذئب أي يعدو بين يديها وتتبعه حتى إذا أماربها عن الحوار عفق على حوارها محضرا فافترسه ( أو ) استنعت الناقة إذا ( تراجعت نافرة ) وقال أبو عبيد عطفت ( أو عدت بصاحها أو تفرقت ) نافرة ( وانتشرت ) وفى الصحاح الاستنعاء شبه النفار يقال استنعى الابل والقوم إذا تفرقوا من شئ وانتشروا انتهى ولو أن قوما مجتمعين قيل لهم شئ ففزعوا منه وتفرقوا نافرين قلت استنعوا زاد الزمخشري كما ينتشر النعى وهو مجاز ( و ) استنعى ( الرجل الغنم ) إذا تقدمها و ( دعاها لتتبعه ) نقله الجوهرى ( وتناعى القوم ) وفى الصحاح ينو فلان إذا ( نعوا اقتلاهم ليحرض بعضهم بعضا ) هذا نص الجوهرى وفى المحكم تناعوا في الحرب نعوا قتلاهم ليحرضوا على القتل وطلب الثار ( المنعى والمنعاة ) كمسعى ومسعاة ( خبر الموت ) يقال ما كان منعى فلان منعاة واحدة ولكنه كان مناعى ( و ) في الصحاح قال الاصمعي كانت العرب إذا مات فيهم ميت له قدر ركب راكب فرسا وجعل يسير في الناس ويقول ( نعاء فلانا كقطام أي انعه ) بكسر الهمزة وفتح العين ( وأظهر خبر وفاته ) وهى مبنية على الكسر مثل دراك ونزال بمعنى أدرك وانزل وفى الحديث يا نعاء العرب أي انعهم وأنشد أبو عبيد للكميت نعاء جذا ما غير موت ولا قتل * ولكن فراقا للدعائم والاصل وقال ابن الاثير قولهم يانعاء العرب مع حرف النداء تقديره يا هذا انع العرب * ومما يستدرك عليه استنعوا قى الحرب مثل تناعوا ونعى فلان طلب بثاره ونعى عليه الشئ يناه قبحه وعابه عليه ووبخه ومنه حديث عمر ان الله نعى على قوم شهواتهم أي عاب عليهم ونعى ذنوبه تنعية مثل نعى حكاه يعقوب في المبدل وقال أبو عمرو يقال أنعى عليه ونعى عليه شيأ قبيحا إذا قاله تشنيعا عليه وقول الاجدع الهمداني : خيلان من قومي ومن أعدائهم * خفضوا أستنتهم فكل ناعى قال الجوهرى قال الاصمعي هو من نعيت أي ينعى من قتل له وقيل معناه وكل نائع أي عطشان الى دم صاحبه فقبله وفى حديث شداد أوس يانعايا العرب ان أخوف ما أخاف عليكم الرياء والشهوة الخفية وفى رواية يانعبان العرب قال الزمخشري في نعايا ثلاثة أوجه أحدها أن يكون جمع نعى وهو المصدر كصفى وصفايا والثانى أن يكون اسم جمع كما جاء في أخية وأخايا والثالث أن يكون جمع نعاء التى هي اسم الفعل والمعنى يانعايا العرب جئن فهذا وقتكن وزمانكن يريد أن العرب قد هلكت والنعيان مصدر (1/8629)
بمعنى النعى قال الازهرى ويكون النعيان جمع الناعي كما يقال لجمع الراعى رعيان قال وسمعت بعض العرب يقول لخدمه إذا جن عليكم الليل فثقبوا النيران فوق القيران تضوى اليهار عياننا ونعياننا قال وقد يجمع النعى نعايا كما يجمع المرى من النوق مرايا
والصفى صفايا وقال الاحمر ذهبت تميم 2 فلا تنعى ولا تشهر أي لا تذكر والناعي المشيع والجمع نعاة واستنعى ذكر فلان شاع وقال الاصمعي استنعى بفلان الشر إذا الشر واستنعى به حب الخمر إذا تمادى به نقله الجوهرى والانعاءان تستعير فرسا تراهن عليه وذكره لصاحبه حكاه ابن دريد وقال لا أحقه ( ى نغى ) إليه ( كرمى ) نغيا إذا ( تكلم بكلام يفهم ) وفى المحكم نغ إليه نغية قال له قولا يفهمه عنه ( كأنغى ) عن ابن الاعرابي وفى قول سيدنا على رضن الله تعالى عنه الذى تقدم في المقصد التاسع من الخطبة حتى لا أنغى المشهور على الاسنة من حد سعى والصواب أنغى كأمرمى ونجوز أن يكون من أنغى المزيد فيكون بضم الهمزة ولم أر أحدا تعرض لذلك فتأمل وف الصحاح عن ابن السكيت سكت فلان فما نغى أي مانبس ( والنغية كالنغمة ) نقله الجوهرى عن الفراء والاصمعى وسمعت منه نغية وهو من الكلام الحسن عن الكسائي قال الجوهرى قال أبو عمر الجرمى النغية ( أول ) ما يبلغك من ( الخبر قبل ان تستثبته ) وفى الصحاح قبل ان تستثبينه وقال غيره النغية من الكلام والخبر الشئ تسمعه ولا تفهمه وقيل النغية ما يعجبك من صوت أو كلام وسمعت نغية من كذا وكذا أي شيأ من خبر نقله الجوهرى عن ابن السكيت وأنشد لابي نخيلة لما سمعت نغمة كالشهد * كالعسل الممزوج بعد الرقد رفعت من أطمار مستعد * وقلت للعيس اغتدى وجدى يعنى ولاية بعض ولد عبد الملك بن مروان قال ابن سيده أظنه هشاما ( و ) من المجاز ( ناغاه ) مناغاة ( داناه ) يقال هذا الجبل يناغى السماء أي يدانيها لطوله نقله الجوهرى ( و ) ناغاه ( باراه ) وهوان يلقى كل واحد من الرجلين الى صاحبه كلمة ( و ) ناغى ( المرأة غازلها ) بالمحادثة والملاطفة ( ونغيا ) ظاهره بالفتح والصواب بكسر النون كما ضبطه ياقوت ( ة بالانبار ) نسب إليها أحمد بن اسرائيل وزير المعتز وأبو الحسين محمد بن أحمد النغيانى هكذا بالنون الثانية في النسبة كما وجد بخط بعض الائمة ومثله في صنعاء صنعاني وفى بهراء بهرانى كان أديبا جليلا توفى سنة 310 نقله ياقوت من كتاب الجهشيارى وسيأتى له أيضا في ن ق ى نقيا قرية بالانبار وهى غير هذه أو الصواب أن التى بالانبار هي بالقاف لا غير كما نبه عليه الصاغانى ( و ) نغيا أيضا ( د ) بل كورة من أعمال كسكر ( بين واسط والبصرة ) نقله ياقوت أيضا * ومما يستدرك عليه المناغاة تكليمك الصبى بما يهواه قال ولم يك في بؤس إذا بات ليلة * يناغى غز الا فاتر الطرف أكحلا وفى الحديث كان يناغى القمر في صباه أي يحادثه وناغت الام صبيها لا طفته وشاغلته ويقال للموج إذا ارتفع كاد يناغى السحاب وأنشد ابن سيده : كانك بالمبارك بعد شهر * يناغى موجه غر السحاب المبارك موضع ويقال ان ماء ركتنا يناغى الكواكب وذلك إذا نظرت في الماء بريق الكواكب فإذا نظرت الى الكواكب رأيتها تتحرك بتحريك الماء قال الراجز : أرخى يديه الادم وضاح اليسر * فترك الشمس يناغيه القمر أي صب لبنا فتركه يناغيه القمر قال والادم السمن والناغية الكلمة ومنه قول ناعلى حتى لا أنغى ناغية وقد ذكر ف الخطبة ( والنغوة ) أهمله الجوهرى وقال أبو عمرو النغوة و ( النغية ) النغمة ( و ) ويقال ( نغوت ) و ( نغيت ) نغوة ونغية وكذلك مغوت ومغيت وما سمعت له نغوة أي كلمة * ومما يستدرك عليه نغائى بالضم والمد مم لا جبل من الاكراد ( ى نفاه ينفيه ) نفيا ( وينوه ) أيضا لغة ( عن ) الامام ( أبى حيان ) في الارتشاف كما يأتي ( نحاه ) وطرده وأبعده ومنه قوله تعالى أو ينوفوا من الارض أي يطردوا وقيل معناه يقاتلون حيث توجهوا منها وقيل نفيهم إذا لم يقتلوا ولم يأخذ وامالا أن يخلد وافى السجن الا ان يتوبوا قبل أن يقدر عليهم ونفى الزانى الذى لم يحصن أن ينفى بلده الذى هو به اليآخر سنة وهو التغريب الذى جاء في الحديث ونفى المحنث أن لا نقرفى مدن المسلمين وفى الحديث المدينة كالكير تنفى خبثها أي تخرجه عنها ( فنفى هو ) لازم متعد ومنه القطامى : فاصبح جاراكم قتيلا ونافيا * أصم فزادوا في مسامعه وقرا أي منقفيا ومن هذا يقال نفى سعر فلان ينفى إذا ثار واشعان وشعث وتساقط ( وانتفى تنحى ) وهو مطاوع نفاه إذا نحاه وطرده ( و ) نفى ( السيل الغثاء حمله ) ودفعه قال أبو ذؤيب يصف يراعا : سبى من اباءته نفاه * أتى مده سحر ونوب ( و ) نفى ( الشئ ) نفيا ( جحده و ) منه نفى الابن يقال ( ابن كغنى ) إذا نفاه أبوه ) عن أن يكون له ولدا ( و ) نفت ( الريح الترب نفيا ونفيانا ) بفتحهما ( أطارته و ) نفى ( الدراهم ) نفيا ( أثارها للانتقاد ) قال الشاعر تنفى يداها الحصافى كل هاجرة * نفى الدارهم تنقاد الصياريف ( و ) نفت ( السحابة ماءها ) نفيا ( مجته ) أي صبته ودفعته ( و ) النفى ( كغنى ما جفأت به القدر عند الغليان و ) النفى أيضا ( ما تطاير
من الماء عن الرشاء ) عند الاستقاء كالنثى وقيل ما وقع من الماء عن الرشاء على ظهر المستقى لان الرشاء تنفيه وفى الصحاح ما تطاير من الرشاء على ظهر المانح وأنشد للاخيل : كأن متنيه من النفى * مواقع الطير على الصفى (1/8630)
قال ابن سيده كذا أنشده أبو على وأنشده ابن دريد في الجمهرة كأن متنى قال وهو الصحيح لقوله بعده * لطول اشرافي على الطوى * قال الازهرى هذا ساق كان أسود الجلدة فاستقى من بئر ملح وكان يبيض نفى الماء على ظهوه إذا ترشش لانه كان ملحا ونفى الماء ما انتضح منه إذا نزع من البئر ( و ) النفى أيضا ( ما نفته الحوافر من حصى وغيرها ) في السير ( و ) أيضا ( ترس يعمل من خوص و ) أيضا ( ما تنفه الريح في أصول الشجر من التراب ) من أصول الحيطان ونحو ( كانفيان ) محركة نقله الجوهرى قال ( و ) يشبه به ( ما يتطرف من معظم الجيش ) وأنشد للعامرية وحرب يضج القوم من نفانها * ضجيج الجمال الجلة الدبرات ( و ) يقال ( أتانا نفيكم ) أي ( وعيدكم ) الذى توعد وننا نقله الجوهرى ( نفاية الشئ ) كسحابة ( ويضم ) وهى اللغة المشهورة ونفاته ونفوته ونفته ) كغنى ( ونفاؤه بفتحهن ) الا أن الصاغانى ضبط النقوة بالكسر خاصة ( ونفاته بالضم رديئه وبقيته ) وخص ابن الاعرابي به ردئ الطعام قال ابن سيده وذكرنا النقوة والنفاوة في هذا الحرف لانه ليس فيالكلام ن ف ووضعا ( والنفية بالفتج و ) النفية ( كغنية سفرة من خوص ) شبه الطبق عريض مدور واسع ( يشر عليها القط ) * قلت هذه اللفظة قد اختلفوا في يضبطها اختلافا وقد جاء ذكرها في حديث زيد بن أسلم أرسلني أبى الى ابن عمر فقلت له ان أبى أرسلني اليك نكتب الى عاملك بخيبر يصنع لنا نفيتين نشرر عليهما الاقط فامر قيمه لنا ذلك قال أبو هيثم أراد بنفيتين سفرتين من خوص قال ابن الاثير يروى نفيين بوزن بعيرين وانما هو نفيتين على وزن سقيتين واحدتهما نفية كطوية قاله أبو موسى وقال الزمخشري قال النضر هي النفتة بوزن الظلمه وعوض الياء تاء فوقها نفطتان وقال غيره هي النفية بالياء وجمعها نفى كنهية ونهى ومعنى الكل واحد * قلت وروى عن ابن الاعرابي النفية بالضم أيضا وكغنية وقال يسميا الناس النثية وهى النفية وذكره المصنف في ن ب ا وجعله معربا وليس كما ذكرو انما هو النثة بالثاء لغة في النفية وظهر بما تقدم انه بالضم لا الفتح وغلط المضنف وأنه عربي لا معرب ووهم المصنف وفد ترك من لغاته المروية عن النضر فتأمل ذلك وأنصف * ومما يستدرك عليه انيفى شعر الانسان إذا تساقط ونفيان السيل بالتحريك ما فاض من مجتمعه كأن يجتمع في الانهار الاخاذات ثم تفيض إذا ملاها فذلك نفيانه وانتفى منه تبرأ وأيضا رغب عنه أنفا واستنكافا ويقال هذا ينافى ذلك وهما يتنافيان والمنفى المطرود والجمع المنافى ونفى المطر كغنى ما تنفيه الريح وترشه ونقله الجوهرى والنفيان محركة السحاب ينفى أول شئ رشا أو بردا قال سيبويه وانما عاهم للتحريك ان بعدها ساكنا فحركوا كما قالوا رميا وغزوا وكرهوا الحذف مخافة الالتباس فيصر كانه فعال من غير بيان الواو والياء وهذا مطرد الا ما شذ وقال الازهرى نفيان السحاب ما نفاه السحابة من مائها فأساله قال اساعدة لهذلى يقروبه نفيان كل عشية * فالماء فوق متونه يتصبب والطائر ينفى بجناحيه كما نفى السحابة الرش والبرد والنفيان أيضا ما وقع عن الرشاء من الماء على ظهر المستقى وقال أبو زيد النفية والنفوة أي بكسرهما الاسم لنفى الشئ إذا نفيته وقال الجوهرى والنفوة بالكسر والنفية أيضا كل ما نفيت وقال ابن شمل يقال للدائرة التى في قصاص الشعراء النافية وقصاص الشعر مقدمه ويقال نفيت الشئ أنفيه نفاية ونفيا إذا رددته وكل ما رددته فقد نفييته ويقال ما جربت عليه نفية في كلامه أي سقطة وفضيحة ونفى الرحى لما امت من الطحين وانتفى الشجر من الوادي ذهب ويقال هو من نفايات القوم ونفاتهم أي رزالهم وهو مجاز ونفا بالكسر قرية بمصر من أعمال الغربية وقد دخلتها مرارا والنقلية بلدة مشهورة بساحل بحر الزئج عن ياقوت ( ونفاه ينفوه ) أهمله الجوهرى وهى ( لغة نفيه عن ) الامام أبى حيان في ( الارتشاف ) وهو ارتشاف ) وهو ارتشاف الضرب من كلام العرب وهو كتاب جليل والعجب من المصنف في نسبة هذه اللغة إليه مع ان ابن سيده في المحكم صرح به فقال ونفوته لغة في نفيته وصاحب الارتساف انما نقله عنه لتقد عل وقال أيضا وانما ذكرنا النفوة والنفاوة في هذا الباب يعنى في الياء لانه ليس في الكلام ف ووضعا فتأمل ذلك ( ونفى ) الشئ ( كرضى نقاوة ونقاء ) ممدود ( ونقاءة ونقاوة ونفاية ) بضمهما واطلاقهما عن الضبط موهم أي نظف ( فهو نقى ) أي نظيف ( ج نقاء ) بالكسر والمد ( ونقواء ) ككرماء وهذه ( نادرة وأنقاه وتنقاه وانثقاه اختاره ) ويقال تخيره والمعنى واحد ومنه الحديث تنقه وتوقه
قال ابن الاثير رواه الطبراني بالنون أي تخير الصديق ثم احذره وقال غيره تبقه بالباء أي أبق المال ولا تسرف في الانفاق وتوق في الاكتساب ( ونقوة الشئ ونقاوته وبفتحهن ونفاوته و نقايته بضمهما خياره ) وأفضله يكون ذلك في كل شئ الاخيرتان عن اللحانى وقال الجوهرى نقاوة الشئ خيارة وكذلك النقاية بالضم فيهما كانه بين على ضده وهو النفاة لان فعالة تأتى كثير فيما يسقط من فضلة الشئ قال اللحيانى ( وجمع النقاوة ) بالضم ( نقى ) كهدى ( ونقاء ) بالضم والمد ( وجمع النقاية ) بالضم ( نقايا ونقاء ) بالضم ممدودا ( ونقاة الطعام ) بالفتح ( ونقاته ويضمان رديئه وما القى منه ) الضم في القاة عن اللحيانى وهى قليلة قال وهو ما يسقط من قماشه وترابه والفتح فيهما عن ثعلب وفسرهما بالردئ وفى الصحاح النقاة مثل القناة ما يرمى من الطعام إذا نقى حكاه الاموى وقال بعضهم نقاة كل شئ رديئه ما خلا التمر فان نقاته خياره وقال ابن سيده والاعرف في ذلك نقاته ونقايته ( والنقامن (1/8631)
الرمل ) مفتوح مقصور ( القطعة تنقاد محدودبة ) وفى الصحاح الكثيب من الرمل وقال غيره يقال هذه نقاة من الرمل للكثيب المجمع الابيض الذى لا ينبت شيأ قال القالى يكتب بالالف وبالياء وأنشد كمثل النقى يمشى الوليدان فوقه * بما احتسبا من لين مس وتسهال ( و ) حكى يعقوب ف تثنيته ( هما نقوان ونقيان ) أيضا ( ج أنقاء ونقى ) كعتى قال أبو نحيلة * واستزورت من عالج نقيا * وفى الحديث خلق الله جؤجؤ آدم من نقاصرية أي من رملها وضرية ذكر في محله ( وبنات النقاد ويبة تسكن الرمل ) كأنها سمكة ملساء فيها بياض وحمرة وه الحلكة قال ذو الرمة وشبة بنان العذارى بها وأبدت لنا كفا كأن بنانها * بنات النقا تخفى مرارا وتظهر وأنشد القالى للراعي : وفى القلب والحناء كف كأنها * بنات النقالم تطها الزند قادح ويقال لها أيضا شمحة النقا ( وانقو والنقا ) بفتحهما كما هو مقتضى اطلاقه ( عظم العضد ) وقيل كل عظم من قصب اليدين والرجلين نقو على حيالة ( أو ) النقو بالكسر ( كل عظم ذى مخ ) نقله الجوهرى عن الفراء وفى كتاب القالى النقى العظم الممخ مقصور يكتب بالياء ( ج أنقاء ) وقال الاصمعي الانقاء كل عظم فيه مخ وهى القصب قيل واحدها نقو ونقى أي بكسرهما وقال غيره يقال في واحدها نقى بالكسر والفتح قال القالى وأنشد أبو محمد بن رستم لابن لجا * طويلة والطول من أقائها * أي من عظامها الممخة ( والنقى ) بالكسر واطلاقه عن الضبط غير صحيح ( المخ ) أي مخ العظام وشحمها وشحم العين من السمن والجمع أنقاء ( ورجل أنقى وامرأة نقوة دقيقا وفى التهذيب رجل أنقى عظم اليدين والرجلين والفخذو امرأة نقواء ( و ) قالوا ( ثقة نقة ) وهو ( اتباع ) كأنهم حذفوا واو نقود حكى ذلك ابن الاعرابي ( والنقاوة بالضم نبت ) يخرج عيدانا سلته ليس فيها ورق وإذا يبس ابيض ( يغسل به الثياب فيتر كها بياضا شديدا ( ج نقاوى ) بالضم أيضا هذا قول أبى حنيفة وقال ابن الاعرابي هو أحمر كالنكعة وهى ثمرة النقاوى وهو نبت أحمر وأنشد اليكم لا يكون لكم خلاة * ولا نكع النقاوى اذأ حالا وقال ثعلب النقاوى صرب من النبت وجمعه نقاويات والواحدة نقاواة نقاوى نبت بعينه له زهر أحمر وفى الصحاح النقاوى ضرب من الحمض * قلت هو قول ابن الاعرابي وأنشد للحذلمى حتى شئت مثل الاشاء الجون * الى نقاوى أمعز الدفين ( وأنقت الابل ) أي ( سمنت ) وصار فيها وكذلك غيرها قاله الجوهرى وأنشد للراجزفى صفة الخيل لا يشتكين عملا ما أنقين * مادام مخ في سلامى أو عين وقال غيره الانقاء في أول السمن في الاقبال وآخر الشحم في الهزال وناقة منقية ونوق منان أي ذوات شحم ويقال هذه شاة لا تنقى ومنه حديث الاضيحة الكسير الذى لا ينقى أي لا مخ له لضعفه وهزاله ( و ) من المجاز أنقى ( البر ) إذا ( سمن ) وجرى فيه الدقيق * ومما يستدرك عليه التنقية التنظيف وانتاقة انتقاه مقلوب قال * مثل القياس انتاقها المنقى * وقال بعضهم هو من النيقة وقد تقدم ويجمع نقا الرمل أيضا نقيار بالضم وفحذ نقواء دقيقة القصب نحيفة الجسم قليلة اللحم في طول وقال أبو سعيد نقة الرجل كعدة خياره ويقال أخذت نقتى من المال أي ما أعجبني منه وآنقنى قال الازهرى أصله وهو ما انتقى منه وليس من الانق في شئ والمنقى الذى نقى الطعام أي يخرجه من قشره وتبنه وبه فسر حديث أم زرع ودائس ومنق ويروى بكسر النون والاول أشبه وهو أيضا لقب أبى بكر أحمد بى طلحة المحدث روى عنه ابن البطر وأحمد بن محمد بن أبى سعيد المنقى عن ابن طورى وعنه ابن عساكر وعبد العزيز على بن المنقى عن نصر الله القزاز وبفتح الميم وسكون النون محمد بن الفضل المرابط المنقى عن حسن بن محمد الخولانى قيده السلفي ونقوت العظم وانتقيته استخرجت مخه وأنشد ابن برى ولا يسرق الكلب نعالنا * ولا ننتقي المخ الذى في الجماجم
وفى حديث أم زرع ولا سمين فيمتقى أي ليس له نقى فيستخرج وفى بن العاص يصف عمر رضى الله تعالى عنهما ونقت له مختها يعنى الدنا يصف ما فتح له منها وأنقى العود جرى فيه الماء وابتل والنقواء ممدود قرب مكة من يلملم قال ياقوت هو فعلاء من النقو سمى بذلك اما لكثرة عشبها فتمسن به الماشية فتصير ذلت أنقاء واما لصعوبتها فتذهب ذلك وأنشد للهذلى ونزعت من غصن تحركه الصبا * بثنية النقواء ذات الا عبل ونقو بالفتح قرية بصنعاء اليمن والمحدثون يحركونه منها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد النقوي سمع اسحق الدبرى وعنه حمزة بن يوسف السهمى وكورة بمصر بحوفها يقال لها نقو أيضا عن ياقوت وأنقى إذا بلغ النقاء ( ى النقية ) أهمله الجوهرى وقال أبو تراب هي ( الكلمة ) يقال سمعت نقية حق ونغية حق أي كلمة حق ( و ) النقى ( كغنى ) الخبز ( الحوارى ) ومنه الحديث يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء كقرصة النقى وأنشد أبو عبيد (1/8632)
يطعم الناس إذا أمحلوا * من نقى فوقه أدمه ( والمنقى ) على صيغة اسم المفعول ( الطريق ) ظاهره انه اسم لمطلق الطريق كما هو في التكملة ويقال بل هو طريق للعرب الى الشام كان في الجاهلية يسكنه أهل تهامة كما قاله ياقوت ( و ) أيضا ( ع بين أحد والمدينة ) جاء ذكره سيرة ابن اسحق وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى انتهى بعضهم الى المنقى دون الاعوص وقال ابن هرمة فكم بين الاقارع فالمنقى * الى أحد الى ميقات ريم ( ونفيا بالكسرة بالانبار ) بالسواد من بغداد ( منها ) الامام ( يحيى بن معين ) الحافظ تقدمت ترجمته في النون ( وبانقياة بالكوفة ) على شاطئ الفرات يقال نزل بها سيدنا ابراهيم عليه السلام ولذا تتبرك بها اليهود بدفن موتاهم فيها ويزعمون انه عليه السلام قال يحشر من ولده من ذلك الموضع سبعون ألف شهيد في قصة فيها طول وقد ذكرها الاعشى فقال فما نيل مصر إذ تسامى عبابه * ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما بأجود منه نائلا ان بعضهم * إذا سئل المعروف صدو حمحما وقال أيضا : قد سرت ما بين بانقيا الى عدن * وطال في العجم تكراري وتسياري وجاء ذكرها في الفتوح ومنه قول ضرار بن الازور الاسدي أرقت ببا نقيا ومن ويلق مثل ما * لقيت ببا نقيا من الحرب يأرق ( ونقيته ) بمعنى ( لقيته ) زنة ومعنى لغة أو لثغة * ومما يستدرك عليه نقيت العظم نقيا لغة في نقوت نقله الجوهرى فحينئذ الاولى كتابة هذا الحرف بالسواد به روى الحديث المدينة كاكير تنقى خبثها أي تستخرج ويروى بالتشديد فهو من التنقية وهى افراز الجيد من الردئ والرواية المشهورة بالفاء وقد تقدم والنقى كغنى الدكرو أيضا لقب جماعة من العلويين وأيضا لقب عباس ابن الوليد بن عبد الملك الغافقي أحد عدول مصر سنة 232 ذكره ابن يونس والنقية كغنية قرية بالبحرين لبنى عامر بن عبد القيس ونقى بالكسر موضع عن ياقوت وبانقيا ستاق من رساتبق منبج على اميال منها عن ياقوت ( ى نكى العدو و ) نكى ( نكاة ) بالكسر إذا أصاب منه و ( قتل ) فيه ( وجرح ) فوهن لذلك قال أبو النجم نحن منعنا واديى لصافا * ننكى العدى ونكرم الاضيافا ( و ) نكى ( القرحة ) لغة في ( نكأها ) بالهمزة وذلك إذا قشرها قبل أن تبر أفنديت لذلك ومر له في أول الكتاب نكأ العدو ونكاهم فهذا يدل على ان كلا منهما سواء في العدو والقرحة والذى في الفصيح نكأ القرحة بالهمز ونكى العدو بالياء زاد المطرز لا غير وقال ابن السكيت في باب الحروف التى تهمز فيكون لها معنى آخر نكأت القرحة انكؤها نكأها نكأ إذا قرفتها وقد نكيت في العدو أنكى نكاية أي هزمته وغلبته ( و ) يقولون في الدعاء هنئت و ( لا تنك ) بضمالتاء وفتح الكاف ( أي ) ظفرت و ( لا نكيت ) أي ( ولا جعلت منكيا ) وقيل هناك ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ولا أصابك بوجع ويروى ولا تنكه بزيادة الهاء وقد بينا ذلك في الهمزة فرجعه * ومما يستدرك عليه نكى الرجل كفرح ينكى نكا إذا انهزم وغلب وقهرو حكى ابن الاعرابي الليل طويل ولا ينكنا يعنى لا ننك من همه وأرقه بما ينكينا ويغمنا ( ونما ) المال وغيره ( ينمونموا ) كعلو ( زاد ) قال شيخنا ذكر المضارع مستدرك وفى الصحاح ثمى المال ينمى نماء وربما قالوا ينمونموا قال الكسائي ولم أسمعه بالواو الا من أخوين من بنى سليم ثم سألت عنه في بنى سليم فلم يعرفوه بالواو وحكى أبو عبيدة ينمور ينمى انتهى وفى المحكم قال الكسائي فساق العبار كسياق الجوهرى قم قال هذا قول أبى عبيد وأما يعقوب فقال ينمو وينمى فسوى بينهما قال شيخنا واقتصر ثعلب في فصيحة على ينمى وأما ينمو فأنكرها بعض ( و ) نما ( الخضاب ) في اليد والشعر ينمو ( ازداد حمرة وسوادا ) وهو مجاز قال اللحيانى وزعم الكسائي ان أبا ياد أنشده يا حب ليلى لا تغير وازدد * وانم كما ينمو الخضاب في اليد
قال ابن سيده والرواية المشهورة وانم كما ينمى * ومما يستدرك عليه النموة الزيادة وهو ينمو الى الحسب لغة في ينمى ونما نموا ارتفع والنمو بالفتح القمل الصغار لغة في النم ء بالهمز وقد تقدم ونموت الحديث نموا أي أسندته ونقلته على وجه الاصلاح عن ابن القطاع ( ى كنمى ينمى نميا ) بالفتح ( ونميا ) كعتى ( ونماء ) بالمد ( ونمية كعطية أي زاد وكثر ( وأنمى ونمى ) بالتشديد وهما لازمان ( و ) نمى ( النار ) ينميها نميا ( رفعها وأشبع وقودها ) وذلك بأن ألقى عليها حطبا فذكاهابه ظاهر سياقه ان نمى النار بالتخفيف والصواب بالتشديد يقال نمى النار تنمية كما هو نص المحكم والاساس والصحاح وهو مجاز ( و ) من المجاز الرجل نمى ( الرجل ) ( سمن ) فهو نام كما في الاساس وكذلك الناقة كما يأتي ( و ) نمى ( الماء ) ينمى ( طما ) وارتفع من المجاز نمى إليه ( الحديث ) أي ( ارتفع نميئه ونميته ) بالتخفيف والتشديد ( رفعته ) وأبلغته لازم متعد ( و ) نميت الرجل الى أبيه ( عزوته ) إليه ونسبته وهو بالتخفيف فقط ( وانماه ) أي الحديث ( اذاعه على وجه النميمة ) وقيل ان نميته ونميته بالتشديد سواء في الاذاعة على وجه النميمة والصحيح ان نميته بالتخفيف رفعته على وجه الاصلاح وهذه محمودة وهذه ونميته بالتشديد بلغته على جهة النميمة وهذه مذمومة وفى الصحاح قال الاصمعي نميت (1/8633)
الحديث نميا مخفف إذا بلغته على وجه الاصلاح والخير وأصله الرفع ونميت الحديث تنميه إذا بلغته على وجه النميمة والا فساد انتهى وفى الحديث ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا ونمى خير أي بلغ خيرا ورفع خيرا قال ابن الاثير قال الحربى نمى مشددة ولكن المحدثين يخففونها قال وهذا لا يجوز وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن ومن خفف لزمه أن يقول خير بالرفع قال وهذا ليس بشئ فانه ينتصب بنمى كما انتصب بقال وكلاهما على زعمه لازمان وانما نمى متعد * قلت وهذا الفرق الذى تقدم بين نمى ونمى هو الصحيح نقله أبو عبيد وابن قتيبة وغيرهما ولا خلاف بينهم في ذلك ( و ) من المجاز أنمى ( الصيد ) انما إذا ( رماه فأصابه ثم ذهب عنه فمات ) ومنه الحديث كل ما أصميت ودع ما أنميت وانما نهى عنها لانك لا تدرى هل ماتت برميك أو بشئ غيره والاصماد ذكر في موضعه ( وانتمى إليه انتسب ) هو مطاع نماه نميا والمعنى ارتفع إليه في النسب ومنه الحديث من ادعى الى غير أبيه أو انتمى الى غير مواليه أي انتسب إليهم ومال وصار معروفا بهم ( و ) انتمى ( البازى ) والصقر وغيرهما ( ارتفع من موضعه الى ) موضع ( أخر ) وكل انتماء ارتفاع ومنه انتمى فلان فوق الوسادة قال الجعدى إذا انتميا فوث الفراش علاهما * تضوع ريا ريح مسك وعنبر ( كتنمى قال أبو ذؤيب : تنمى بها اليعسوب حتى أقرها * الى مألف رحب المباءة عاسل وقال القطامى : فأصبح سيل ذلك قد تنمى * الى من كان منزله يفاعا ( والنامية خلق الله تعالى ) ومنه حديث عمر لا تمثلوا بنامية الله وهو من نما ينمى إذا زاد وارتفع ( و ) النامية ( من الكرم القضيب ) الذى ( عليه العناقيد ) وقيل هو عين الكرم الذى يتشقق عن ورقه وحبه وقد أنمى الكرم وقال المفضل يقال للكرمة انها لكثيرة النوامى وهى الاغصان واحدتها نامية وإذا كانت الكرمة كثيرة النوامى فهى عاطبة ( و ) نامية ( ماءة م ) معروفة * قلت هي من مياه بنى جعفر بن كلاب ولهم جبال يقال لها جبال النامية كما نقله ياقوت ومثل هذا لا يقال فيه معروف فتأمل ( والانمى كنركى حشية فيها تبن ) هكذا الصاغانى والحشية كغنية من حشا يحشور التبن معروف ( والنماه النملة الصغيرة ) وهى لغة في النماة بالهمز كما تقدم في أول الكتاب ( ج نمى ) كحصاه وحصى ( والناميان المصيصى والغزى شاعران ) أما المصيصى فهو أبو العباس أحمد بن محمد النامى الشاعر مات بحلب على رأس البسعين وثلثمائة نقله الحافظ قال الذهبي وأبو العباس النامى الصغير شاعر غزى روى عنه على بن أحمد بن على شيأ من شعره ( والنمية كغنية نصلان من الغزل يقا بلان فيكبان ) فكأنهما ينميان أي يزيدان ويرتفعان ( والنم ) بالضم وكسر الميم المشددة بالرمية وقد ذكر ( في ن مم ) * ومما يستدرك عليه انماه الله انما زاده نقله الجوهرى زاد ابن برى ونماه الله كذلك يعدى بغير همزة ونماه تنمية وأنشد للاعور الشنى وقيل لابن خذاق لقد علمت عميرة أن جارى * إذا ضن المنمى من عيالي وأنماه ونماه جعله ناميا والاشياء كلها على وجه الارض نام وصامت فالنامي مثل النبات والشجر ونحوه والصامت كالحجر ونحوه وفى الحديث الغز وأنمى للودى أي ينميه الله للغازي ويحسن خلافته عليه ونميت الشئ على الشئ رفعته عليه قال النابغة فعد عما ترس اذلا ارتجاع له * وانم القتود على عيرانة أجد أنشده الجوهرى هكذا ونمى الشئ نميا تأخر ونمى الخضاب في اليد والشعر وارتفع وعلا وقيل ازداد حمزة وسواداد حمرة وسدادا وفى الصحاح نمى
الخضاب والسعر ارتفع وغلا وفى الاساس نمى الحبر في الكتاب اشتد سواده وهو مجاز الى الجبل صعد وأنماه الى أبيه عزاه ونسبه وهو ينمى الى الحسب وينمو لغتان نقله الجوهرى ونماه الى جده ااذا رفع إليه نسبه ومنه قوله * نماني الى العياء كل سميدع * ونمى الصيد غاب بالسهم ولم يمت مكانه ينمى أنشد القالى لامرى القيس فهو لا رميته تنمى رميته * ماله لا عد في نفره ونمت الابل تباعدت تطلب الكلافى القيظ وقد أنماها الراعى إذا باعدها ونمت الابل سنمت وأنماها الكلا فهى نامية من نوق نوام وأنميت له وأمديت له وأمضيت له كله تركته في قليل الخظاء حتى يبلغ به أقصاه فيعاقب في موضع لا يكون لصاحب الخطأ فيه عذر والنامي الناجى وأنشد الجوهرى للتغلبي وقافية كأن السم فيها * وليس سليمها أبدا بنامى قال وقول الاعشى : لا يتنمى لها في القيظ يهبطها * الا الذين لهم فيما أتوامهل قال أبو سعيد لا يعتمد عليها ونامين كأنه جمع نام موضع عن ياقوت ومنية نما قرية قرب مصر شرفيها ونامون السدر قرية أخرى بها ونمى قرية بالجيزة وذكر الازهرى في هذا التركيب نمى الرجل بالضم فميم مكسورة مشددة قال الصاغانى وأحربه أن يكون موضعه الميم وسموانميا كسمى وأبانمى ( ى ننى مخففة ) أهمله الجوهرى والجماعة وقال الذهبي وغيره هو ( والد أبى محمد بن محمود الاصفهانى الفقيه المحدث ) فعلى هذاننى لقب محمود فكان ينبغى أن يقول لقب والد أبى بكر والذى في التبصير وغيره انه اسم جد أبى بكر المذكور وقد روى أبو بكر هذا عن أبى عمرو بن مندة وعنه عبد العظيم الشرابى مات سنة 557 * ومما يستدرك عليه (1/8634)
ننى قرية من أعمال البهنسا نقله ياقوت ( ى نوى الشئ ينويه نية ) بالسر تشديد الياء ( ويخفف ) عن الحياني وحده وهو نادر الا أن يكون على الحذف كذا في المحكم ( قصيده ) وعزمه ومنه النية فانها عزم القلب وتوجهه وقصيده الى الشئ قال شيخنا النية أصلها نوية أدغمت الواو في الياء ووزنها فعلة واللغة الثانية خففت بحذف الواو ووزنها فلة بحذف العين على ما هو ظاهر كلام المصنف وأصلها وصرح به غيره وقال جماعة المشددة من نوى والمخففة من ونى كعدة من وعد يقال ونى إذا أبطا وتاخرو لما كانت النية تحتاج فس تصحيحها الى ابطأ وتأخر اشفقت من ونى على هذا القول كما ذهب إليه أكثر شراح البخاري وهو في التوشيح والتنقيح وغيرهما وقيل مأخوذة من النوى البعد كان الناوى يطلب بعزمه ما لم يصل إليه وقيل غير ذلك مما أطالوا به وكلها تمحلات وليس في كلام أهل اللغة الا انها من نوى الشئ إذا قصده وتوجه إليه ( كانتواه وتنواه ) أي قصده واعتقده الاخيرة عن الزمخشري وكذلك نوى المنزل وانتوه وأنشد الجوهرى : صرمت أميمة خلنى وصلاتي * ونوت ولما تنتوى كنواتى ويروى بنواتى ( و ) نوى ( الله فلا نا حفظه ) قال ابن سيده ولست منه على ثقة وفى التهذيب قال الفراء نواك الله أي حفظك وأنشد يا عمرو أحسن نواك الله بالرشد واقرأ سلاما على الانقاء والثمد وفي الصحاح نواك الله أي صحبك في سفرك وحفظك وأنشد البيت المذكور وفيه على الزلفاء والثمد ( والنية ) بالكسر ( الوجه الذى يذهب فيه ) من سفر أو عمل وفى الصحاح الوجه الذى ينويه المسافر من قرب أو بعد ( و ) قد تطلق على ( البعد ) نفسه قال الشاعر * عدته نية عنها قذوف * ( كالنوى فيهما ) أي في البعد والحه قال الجوهرى النوى بهذا المعنى مؤنثة لا غير وقال القالى النوى مؤنثة النية للموضع الذى نووه وأراد والاحتمال إليه فيه قال الشاعر وهو معقر بن حمار البارقى وقيل الطرماح بن حكيم فلقت عصاها واستقرت بها النوى * وهم لنا منها كهم المراهن قال القالى ( و ) سمعت أبا بكر بن دريد يقول ( النوى الدار ) فإذا قالوا شطت نواهم فمعناه بعدت دارهم ولم نسمع هذا الامنه وأحسبه انما قال ذلك لا نهم ينوون المنزل الذى يرحلون إليه فان نو والبعيد كانت دارهم بعيدة وان نوو القريب كانت قريبة فأما الذى ذكره عامة اللغويين فهو ما أنبأتك به والنوى عندي ما نويت من قرب أو بعد انتهى ( و ) النوى ( التحول من مكان الى أخر ) أو من دار الى غيرها أنثى وكل ذلك يكتب بالياء ( و ) أما النوى الذى هو ( جمع نواة التمر ) فهو يذكر ويؤنث كما في الصحاح ويكتب أيضا بالياء ( حج ) أي جمع الجمع ( انواء ) قال المليح الهذلى : منير تحور العيس من بطنانه * حصى مثل أنواء الرضيخ المفلق وفى الصحاح جمع نوى التمر انواء عن ابن كيسان ( و ) قال الاصمعي يقال في جمع نواة ثلاث نويات ومنه حديث عمرانه نويات من الياء فيهما كصلى وصل فالصحيح انهما جمعا جمع قتأمل ( و ) النوى ( مخفض الجارية ) وهو الذى يبقى من بظرها إذا قطع المتك وقالت اعرابية ما ترك النخج لنا من نوى وقال ابن سيده النوى ما يبقى من المخفض بعد الختان وهو البظر ( و ) نوى ( ة بالشام ) وقال ياقوت بليدة بحروان من أعمالها وقيل هي بينها وبين دمشق يومان وهى منزل أيوب عليه السلام وبها
قبر سام بن نوح فيما زعموا انتهى وتكتب بالياء ومنهم يكتبها بالالف والنسية إليها نواوى ونوائى ونووى و ( منها ) في المتأخرين ( شيخ الاسلام أستاذ المتأخرين حجة الله على اللاحقين ( أبو زكريا ) يحيى بن شرف بن مرابن جمعة بن حزام ( النووي ) الاصل الدمشقي الشافعي ( قدس الله ) سره و ( روحه ) وأوصل الينابره وفتوحه ترجمه الحافظ الذهبي في تاريخه واتابج السبكى في طبقاته الكبرى والواسطى الى أن في آخر كلامه فكان قطب زمانه وسيد وأوانه وسر الله بين التويل بذكر كرماته تطويل في مشهور واسهاب في معروف قال ومازال الوالد كثير الادب معه والمحبة له والاعتقاد فيه * قلت ونسب الى والده قوله وفى دار الحديث لطيف معنى * أطوف في جوانبه وآوى لعلى ان أمس بحر وجهى * مكانا مسه قدم النواوى وقد ألف كل من الحافظين السخاوى والسيوطي في ترجمته مجلد اتوفى ليلة الاربعاء 14 رجب سنة 276 بقريته وبها دفن قال التاج السبكى وقد سافرت إليها وزرت بها قبره الشريف وتبركت به ( و ) نوى أيضا ( ة بسرقند ) على ثلاثة فراسخ منها نسب إليها أبو الحسين سعيد بن عبد الله النوائى حدث عن ابى العباس أحمد بن على البردعى وعنه أبو الخبر نعمة الله بن هبة الله الجاسمي الفقيه ( وأنو ) الرجل ( تباعد أو ) إذا ( كثرت أسفاره و ) أنوى ( حاجته قضاها ) له ( و ) أنوت البرة عقدت نواها كنوت تنوية فيهما ) أي في البسر وقضاوء الحاجة كل ذلك عن ابن الاعرابي ( والنواة من العدد عشرونه أو عشرة و ) قيل هي ( الاوقيه من الذهب أو أربعة نانير أو مازنته خمسة دارهم ) وعلى هذا القول الاخير اقتصر الجوهرى وهو قول أبى عبيد وبه فسر حديث عبد الرحمن ابن عوف تزوجت امرأة من الانصاري على زاد من ذهب قال أبو غبيد أي خمسة دارهم قال بعض الناس يحمله على معنى قدر نواة (1/8635)
من ذهب كانت قيمتها خمسه دارهم ولم يكن قم ذهب انما هي خمسة دارهم سميت نواة كما تسمى الاربعون أوقية والعشرون نشا قال الازهرى ونص حديث ابن عوف يدل على انه تزوج امرأة قيمته خمسة دراهم ألا تراه قال على من ذهب رواه جماعة عن حميد عن أنس ولا أدرى لم أنكره أبو عبيد وقال المبرد العرب تريد بالنواه خمسة دراهم قال وأصحاب الحديث على نواة من ذهب قيمتها خمسة دراهم قال وهو خطأ وغلط ( أو ثلاثة ونصف ) وقال اسحق لاحمد حنبل كم وزن نواة من ذهب قال ثلاثة دراهم وثلث ( وبنو نوى قبيلة ) من العرب وهم بنو نوى بن مالك نقل الصاغانى ( ونا وقلعة ) والنسبة إليها الناوى ( والننى ) بالفتح ( الشحم ) وأصله نوى وأنشد الجوهرى لابي ذؤيب قصر الصبوح لها فشرج لحمها * بالنى فيها الاصبع ويروى فيه فيكون الضمير الى لحمها ( ونيان ع ) وأنشد الجوهرى للكميت من وحش نيان أو من وحش ذى بقر * أفنى حلاوله الا شاء والطرد وقال ياقوت كانه فعلان من النى ضد النضيج في بادية الشام وبه فسر قول الكميت المذكور قال وقال أب
ومحمد الاعرابي الفند جانى نيان جبل في بلاد قيس وأنشد الا طرقت ليلى بنيان بعدما * كسا الليل بيد افايتوت واكاما وقال ابن ميادة : وبالغمر قد جازت وجاز حمولها * لسقى الغوادى بطن نيان فالغمرا وهذه مواضع قرب يماء بالشام ( وابل نووية ) إذا كانت ( تأكل النوى ) نقله الجوهرى ( ونوى ) الرجل ( ألقى النواة كنوى ) بالتشديد ( وأنوى واستنوى ) يقال أكلت التمر ونوبت النوى وأنويته إذا رميت به عليهما اقتصر الجوهرى ويقال أنويت النوى إذا أكلت التمر وجمعت نواه ( و ) نوت ( الناقة ) تنوى ( نيا ونواية ) بفتحهما ( ويكسر ) وهو الذى وجد في نسخ الصحاح مضبوطا أي كسر نون نواية ( سميت فهى ناوية وناوج نواء ) كجائع وجياع ومنه حيث حمزة * الا يا حمز للشرف النواء * أي السمان وكذلك الجمل والمرأة والفرس قال أبو النجم أو كاكمسر لا تؤوب جاده * الاغوانم وهى غير نواء ( وقد أنواها السمن والاسم ) من ذلك كله ( النى بالكسر ) * ومما يستدرك عليه النى بالكسر جمع نية وهو نادر قيل ذلك في تفسير قول النابعة الجعدى : انك أنت المحزون في أثزر الحى فان تنونيهم تقم وانتوى القوم انتقلوا من بلد الى بلد وأنشد ابن برى الخطيم ولم أركامرى يدنو الخسف * له في الارض سير وانتواء واستقرت نواهم أي أقاموا نقله الجوهرى والناوى الذى أزمع على التحول قال الطرماح آذن الناوى ببينونة * ظلت منها كمريغ المدام ونواه جد في طلبه ومنه جديث ابن مسعود من ينو الد نيا تعجزه أي من يسع لها وناويت وبه كذا أي قصدت قصده فتبركت به نقله الازهرى والنواة العزم يقال نويت نواة وانتويت والنية والنوا الحاجة ونواه بنواته أي رده بحاجته وقضا هاله ومنه النجعة المحمودة والنوى كغنى الرفيق أو في السفر خاصة يقال أنا نويك المسافرة معك ومرافقتك وقيل نويك صاحبك الذى نيته نيتك نقله الجوهرى وأنشد للراجز وقد علمت إذ دكين لى نوى * ان الشقى له الشقى
ونويته تنوية وكلته الى نيته نقله الجوهرى وفى نوادر الاعراب فلان نوى القوم وناويهم ومنتويهم أي صاحب أمرهم ورأيهم والنوى الحاجات عن ابن الاعرابي وفى المثل عند النوى يكذبك الصادق يضرب في الرجل يعرف بالصدق ضطر الى الكذب عن أبى عبيد والنواة ما نبت علير النوى كالحشيشة النائة عن نواها أبو حنيفة عن بى زياد الكلابي وأنوى ونوى ونوى من النية وأنوى ونوى ونوى في السفر وناواه ونواء عاداه قال الجوهرى وأصله الهمز لانه من النوء وهو النهوض وقد مر الكلام عليه مفصلا في أول الكتاب ونواك الله بالخير قصدك به وأوصله اليك نقله الزمخشري قال وهو مجاز الاوية اسم لقربتين بمصر احدهما في كورة البهنسا والاخر في الغربية وناى ونوى بشرقية مضر ونواى قرية بالاشمونين وأنوى التمر صار له نوى عن ابن القطاع والنواء كشداد من يبيع نوى التمر واشتهر به جماعة من المحدثين كعلى بن محمد بن الفضل النواء روى عنه أبو القاسم السهمى وبنو نواء ككتاب قبيلة من العرب ( ى نهاه ينهاه نهيا ضد أمره ) قال شيخنا لو لا الشهرة ومراعاة الخظ لا قتضى كسر المضارع ولو قثال كسعى لا جاد * قلت وهو نص المحكم قال النهى خلاف الامر نهاه يناه نهيا ( فانتهى وتناهى ) كف أنشد سيبويه لزيادة بن زيد العذري : إذا ما انتهى علمي تناهيت عنده * أطال فأملى أو تناهى فأقتصرا (1/8636)
وفي الصحاح نهيته عن كذا فانتهى عنه وتناهى أي كف ( و ) يقال ( هو نهو عن المنكر أمور بالمعروف ) على فعول كذا في الصحاح قال ابن برى كان قياسه ان يقال نهى لان الواو والياء إذا اجتمعتا وسبق الاول بالسكون قلبت الواو ياء قال ومثل هذا في الشذوذ قولهم في جمع فتى فتو * قلت وقد تقدم ذلك هناك ( والنهية بالضم الاسم منه و ) النهية أيضا ( غاية الشئ وآخره ) وذلك لان آخره ينهاه عن التمادي فيرتدع قال أبو ذؤيب رميناهم حتى إذا اربث جمعهم * وعاد الرصيع نهية للحمائل قال الجوهرى يقول انهزموا حتى انقلبت سيوفهم فعاد الرصيع على المنكب حيث كانت الحمائل انتهى والرصيع سير مضفور ويروى الرصوع وهذا مثل عند الهزيمة والنهية حيث انتهت إليه الرصوع وهى سيور تضفر بين حمالة السيف وجفنه ( كالنهاية والنهاء مكسورتين ) قال الجوهرى النهاية الغاية يقال بلغ نهايته وفى المحكم النهاية كالغاية حيث ينتهى إليه الشئ وهو النهاء ممدود ( وانتهى الشئ وتناهى ونهى تنهية ) أي ( بلغ نهايته ) وقول أبى ذؤيب ثم انتهى بصرى عنهم وقد بلغوا * بطن المخيم فقالوا الجوا وراحوا أراد انقطع عنهم ولذلك عداه بعن ( و ) حكى اللحيانى عن الكسائي ( اليك أنهى المثل ونهى ) تنهية ( وانتهى ونهى وأنهى مضمومتين ونهى ) خفيفة ( كسعى ) وهى ( قليلة ) قال وقال ابن جعفر لم أسمع أحدا يقول بالتخفيف و ( النهاية ) بالكسر ( طرف العران ) الذى ( في أنف البعير ) وذلك لانتهائه ( و ) قال أبو سعيد النهاية ( الخشبة ) التى ( تحمل فيها ) أي عليها ( الاحمال ) قال وسألت عن الخشبة التى تدعى بالفارسية ناهو فقالوا النهايتان والعاضدتان والحاملتان ( والنهى بالكسر والفتح ) وفى الصحاح النهى بالكسر ( الغدير ) في لغة أهل نجد وغيرهم يقوله بالفتح وقال الازهرى النهى الغدير حيث يتحير السيل فيوسع وبعض العرب يقول نهى وأنشد ابن سيده ظلت بنهي البردان تغتسل * تشرب منه نهلات وتعل وأنشد ابن برى لمعن بن أوس تشج بى العوجاء كل تنوفة * كأن لها بوا بنهي تعاوله وفى الحديث انه أتى على نهى من ماء ضبط بالكسر وبالفتح هو الغدير ( أو شبهه ) وهو كل موضع يجتمع فيه الماء أو الذى له حاجز ينهى الماء ان يفيض منه ( ج أنه ) كادل ( وانهاء ) كادلاء ( ونهى ) بالضم كدلى ( ونهاء ككساء ) الاول كدلاء قال عدى بن الرقاع ويأكلن ما أغنى الولى فلم يلث * كأن بحافات النهاء المزارعا ويقال درع كالنهي ودروع كالنهاء وأنشد القالى علينا كالنهاء مضاعفات * من الماذى لم تؤو المتونا ( والتنهاء ) كذا في النسخ والصواب والتنهاة كما هو نص التهذيب ( والتنهية حيث ينتهى ) إليه ( الماء من ) حروف ( الوادي ) وهى أحد الاسماء التى جاءت على تفعلة وانما باب التفعلة أن يكون مصدر أو الجمع التناهى وقال الشيخ أبو حيان التنهية الارض المنخفضة يتناهى إليها الماء والتاء زائدة ( وأنهى ) الرجل ( أتى نهيا ) وهو الغدير ( و ) أنهى ( الشئ أبلغه ) وأوصله يقال أنهيت إليه الخبر والكتاب والرسالة والسهم كل ذلك أوصلته إليه ( وناقة نهية بالكسر و ) نهية ( كغنية بلغت غاية السمن ) هذا هو الاصل ثم يستعمل لكل سمين من الذكور والاناث الا أن ذلك انما هو في الانعام أنشد ابن الاعرابي
سولاء مسك فارض نهى * من الكباش زمر خصى وحكى عن أعرابي انه قال والله للخبز أحب الى من جزور نهية في غداة عرية وفى الصحاح جزور نهية على فعيلة أي ضخمة سمينة وفى الاساس تناهى البعير سمنا وجمل نهى وناقة نهية ( والنهية بالضم الفرضة ) التى ( في رأس الوتد ) تنهى الحبل أن ينسلخ عن ابن دريد ( و ) النهية ( العقل ) سميت بذلك لانه ينهى عن القبيح ومنه حديث أبى وائل قد علمت ان التقى ذو نهية أي عقل ينتهى به عن القبائح ويدخل في المحاسن وقال بعضهم ذو النهية الذى ينتهى الى رأيه وعقله وأنشد ابن برى للخنساء فتى كان ذا حلم أصيل ونهية * إذا ما الحبا من طائف الجهل حلت ( كالنهي ) كهدى ( وهو ) واحد بمعنى العقل و ( يكون جمع نهية أيضا ) صرح به اللحيانى فاغنى عن التأويل وفى الحديث ليلينى منكم أو لو الاحلام والنهى هي العقول والالباب وفى الكتاب العزيز ان في ذلك لآيات لاولى النهى ( ورجل منهاة ) أي ( عاقل ) ينتهى الى عقله ( ونهو ) الرجل ( ككرم فهو نهى ) كغنى ( من ) قوم ( انهياء و ) رجل ( نه من ) قوم ( نهين و ) يقال رجل ( نه بالكسر على الاتباع ) كل ذلك ( متناهى العقل ) قال ابن جنى هو قياس النحويين في حروف الحلق كقولك فخذ في فخذ وصعق في صعق ( و ) يقال ( نهيك من رجل ) بفتح فسكون ( وناهيك منه ونهاك منه ) أي كافيك من رجل كله ( بمعنى حسب ) قال الجوهرى وتأويله انه بجده وغنائه ينهاك عن تطلب غيره وأنشد هو الشيخ الذى حدثت عنه * نهاك الشيخ مكرمة وفخرا وهذه امرأة ناهيتك من امرأة تذكر وتؤنث وتثنى وتجمع لانه اسم فاعل وإذا قلت نهيك من رجل كما تقول حسبك من رجل لم تثن (1/8637)
ولم تجمع لانه مصدر وتقول في المعرفة هذا عبد الله ناهيك من رجل فتنصب ناهيك على الحال ( والنهاء ككساء أصغر محابس المطر ) وأصله من انتهاء الماء إليه نقله الازهرى وقد يكون جمع نهى كما تقدم ( و ) النهاء ( من النهار والماء ارتفاعهما ) أما نهاء النهار فارتفاعه قراب نصفه ضبطه ابن سيده بالكسر كما للمصنف وأما نهاء الماء فضبطه الجوهرى بالضم فتأمل ذلك ( و ) النهاء ( الزجاج ) عامة يمد ( ويقصر أو ) النهاء ( القوارير ) قيل لا واحد لها من لفظها وقيل ( جمع نهاءة ) عن كراع وفى الصحاح النهاء بالضم القوارير والزجاج قاله ابن الاعرابي وأنشد ترد الحصى اخفافهن كأنما * تكسر قيض بينها ونهاء انتهى زاد غيره قال ولم يسمع الا في هذا البيت قال ابن برى والذى رواه ابن الاعرابي ترض الحصى ورواه النهاء بكسر النون قال ولم أسمع النهاء مسكور الاول الا في هذا البيت قال ابن برى ورواية نهاء بكسر النون جمع نهاة للودعة قال ويروى بفتح النون أيضا جمع نهاة جمع الجنس ومده لضرورة الشعر قال وقال القالى النهاء بضم أوله الزجاج وأنشد البيت المتقدم قال وهو لعتى بن مالك وقبله ذرعن بنا عرض الفلاة وما لنا * عليهن الا وخدهن سقاء * قلت الذى في كتاب المقصور والممدود لابي على القالى النهى بالفتح جمع نهاة وهى خرزة ويقال انها الودعة مقصور يكتب بالياء ( و ) النهاء ( حجر أبيض أرخى من الرخام ) يكون بالبادية ويجاء به من البحر واحدته نهاءة ( و ) النهاء ( دواء ) يكون ( بالبادية ) يتعالجون به ويشربونه ( و ) النهاء ( ضرب من الخرز ) واحدته نهاءة ( ونهاء فرس ) لا حق بن جرير ( و ) نهية ( كسمية ) انبة سعيد بن سهم ( أم ولد أسد بن عبد العزى ) بن قصى وهى أم خويلد بن أسد المذكور جدة السيدة خديجة رضى الله تعالى عنها ( و ) أيضا ( أم ولد عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه ) هي أم ولده عبد الرحمن ابى شحمة قال الحافظ في التبصير وقيل هي لهية باللام ( و ) يقال ( طلب حاجة حتى نهى عنها ) كرضى وعليه اقتصر الجوهرى ( أو أنهى ) عنها نقله ابن سيده ( أي تركها ظفر بها أو لم يظفر ونهيا بالكسر وبالتحريك ) قال ابن جنى قال لى أبو الوفاء الاعرابي نهيا وحركه لمكان حرف الحلق قال لانه أنشدني بيتا من الطويل لا يتزن الا بنهيا ساكنة العين * قلت لعله يعنى البيت الذى يأتي في نهى الا كف ( ماء ) لكلب في طريق الشام ( ونهاء مائة بالضم ) أي ( زهاؤها ) أي قدرها اقتصر على الضم والجوهري ضبطه بالضم وبالكسر أيضا فهو قصور بالغ ( ودير نهيا بالكسر بمصر ) * قلت وهى قرية بجيزة مصر ويضاف إليها سفط وضبطه ياقوت بفتح النون وممن نسب إليها الامام أبو المهند مرهف بن صارم بن فلاح بن راشد الجذامي السفطى النهيائى قال المنذرى كتبت عنه شيأ من شعره وشعر غيره توفى سنة 634 ( ونهى كهدى ة بالبحرين ) وقال ياقوت هي بين اليمامة والبحرين لبنى الشعيراء غير انه ضبطه بكسر فسكون وهو الصواب ( والتنهاة بالكسر ما يرد به وجه السيل من تراب ونحوه ) والتاء في أوله زائدة * ومما يستدرك عليه نفس نهاة أي منتهية عن الشئ وتناهوا
عن الامر وعن المنكر نهى بعضهم بعضا وقوله تعالى كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه قد يجوز أن يكون معناه لا ينتهون ونهاه تنهية بمعنى نهاه نهيا شدد للمبالغة ومنه قول الفرزدق * فنهاك عنها منكر ونكير * نقله الجوهرى وفى حديث قيام الساعة هو قربة الى الله ومنهاة عن الآثام أي حالة من شأنها تنهى عن الاثم وهى مفعلة من النهى والميم زائدة والناهي والناهية مصدران يقال ماله ناهية أي نهى ويقال ما ينهاه عنا ناهية أي ما يكفه عنا كافة وقال ابن شميل استنهيت فلانا عن نفسه فابى أن ينتهى عن مساءتى واستنهيت فلانا من فلان إذا قلت له انهه عنى وفى الاساس روى بنو حنيفة أهاجي الفرزدق في جرير فاحفظوه فاستنهاهم أي قال انتهوا وجمع الناهي نهاة كرام ورماة وقال الكلابي يقول الرجل للرجل إذا وليت ولاية فانه أي كف عن القبيح قال وانه بكسر الهاء بمعنى انته قال وإذا وقف فانهه أي كف وفلان يركب الناهي أي يأتي ما نهى عنه وأنهى الرجل انتهى وفى الحديث ذكر سدرة المنتهى وهو مفتعل من النهاية أي ينتهى ويبلغ بالوصول إليها فلا يتجاوز وتناهى الماء إذا وقف في الغدير وسكن نقله الجوهرى وأنشد للعجاج حتى تناهى في صهاريج الصفا * خالط من سلمى خياشيم وفا وتناهى الخبر وانتهى أي بلغ وبلغت منهى فلان ومنهاته يفتحان ويكسران عن اللحيانى ونهى الرجل من اللحم كرضى وأنهى إذا اكتفى منه وشبع ومنه قول الشاعر * ينهون عن أكل وعن شرب * أي يشبعون ويكتفون وقال الآخر لو كان ما واحدا هواك لقد * أنهى ولكن هواك مشترك وهم نهاء مائة بالكسر لغة في الضم عن الجوهرى والنهاة كحصاة الودعة جمعها النهى عن القالى وحوله من الاصوات نهية أي شغل وذهبت تميم فلا تسهى ولا تنهى أي لا تذكر ونهى بالكسر اسم ماء عن ابن جنى نقله ابن سيده وقال ياقوت رأيت بين الرصافة والقريتين من طريق دمشق على البرية بلدة ذات آثار وعمارة وفيها صهاريج كثيرة وليس عندها عين ولا نهر يقال لها نهيا بالكسر وذكرها أبو الطيب فقال وقد نزح الغوير فلا غوير * ونهيا والنبيضة والحفار ونهيا زباب ما آن بديار الضباب بالحجاز وفيهما يقول الشاعر (1/8638)
بنهيى زباب نقضى منها لبانة * فقد مر رأس الطير لو تريان ونهى ابن خالد باليمامة ونهى تربة موضع آخر وهو المعروف بالاخضر ونهى غراب قليب بين العبامة والعنابة في مستوى الغوطة قاله أبو محمد الاسود الاعرابي وبه فسر قول جامع بن عمرو بن مرخية وموقدها بالنهي سوق ونارها * بذات المواشى ايما نار مصطلى ونهى الاكف بكسر ففتح موضع ومنه قول الشاعر وقالت تبين هل ترى بين ضارج * ونهى الاكف صارخا غير أعجما ونهى الزولة بالكسر قرية بالبحرين غير التى ذكرها المصنف ونهية كغنية موضع كل ذلك عن ياقوت ونهوت لغة في نهيت نقله ابن سيده وقال ابن الاعرابي الناهي الشبعان الريان يقال شرب حتى نهى وأنهى ونهى ( فصل الواو ) مع نفسها ومع الياء ومن الاول لم يأت الا واو كما سيأتي ( ى وأى ) الرجل ( كوعى رعد ) ومصدره الوأى وهو الوعد الذى يوثق الرجل على نفسه ويعزم على الوفاء به ومنه حديث أبى بكر من كان له عند رسول الله وأى فليحضر ( و ) وأى وأيا ( صمن ) يقال وأى له على نفسه يئى وأيا إذا ضمن له عدة وأنشد أبو عبيد وما خنت ذا عهد وأيت بعهده * ولم أحرم المضطر إذ جاء قانعا وفى حديث وهب قرأت في الحكمة ان الله تعالى يقول انى قد وأيت على نفسي أن أذكر من ذكرني عداه بعلى لانه بمعنى جعلت على نفسي قال الليث والامر منه أو للاثنين ايا وللجمع أو اعلى تقدير ع وعيا وعوا وتلحق به الهاء فتقول اه وتقول ا بما وعدت وايا بما وعدتما و ( الوأى ) كالوعد ( العدد الكثير من الناس و ) أيضا ( الوهم والظن ) يقال ذهب وأيى الى كذا أي وهمى نقله وما قبله الصاغانى في التكملة ( و ) الوأى ( بتحريك الهمزة السريع الشديد ) الخلق ( من الدواب ) وفى التهذيب الفرس السريع المقتدر الخلق وأنشد أبو عبيد للاسعر الجعفي راحوا بصائرهم على أكتافهم * وبصيرتي يعد وبها عتد وأى ( و ) الوأى ( الحمار الوحشى ) زاد الجوهرى المقتدر الخلق وأنشد لذى الرمة إذا انشقت الظلماء أضحت كأنها * وأى منطو باقى الثميلة قارح قال ثم يشبه به الفرس وغيره ومنه قول الاسعر الذى تقدم وأنشد ابن برى إذا جاءهم مستثير كان نصره * دعاء ألا طيروا بكل وأى نهد ( وهى وآة ) يقال للفرس النجيبة والناقة النجيبة وأنشد الجوهرى كل وآة ووأى ضافى الخصل * معتدلات في الرقاق والجرل وأنشد ابن برى ويقول ناعتها إذا أعرضتها * هذى الوآة كصخرة الوعل ( والوئية كغنية الدرة ) وهى فعلية مهموزة العين معتلة اللام وقال بعضهم هي المثقوبة من الدرارى والجمع وئى وهذا نقله القتيبى عن الرياشى قال الازهرى لم يصب القتيبى في هذا والصواب الونية بالنون الدرة وكذلك الوناة هي الدرة المثقوبة ( و ) الوئية
( القدرة ) هكذا في النسخ والصواب القدر لانها من المؤنثات السماعية لا تلحقها الهاء كما ذكر في محله ( و ) أيضا ( القصعة الواسعتان ) القعيرتان وقال ابن شميل قصعة وئية مفلطحة واسعة وقيل قدروئية تضم الجزور وقال الازهرى قدروئية كبيرة وفى الصحاح قال الكلابي قدروئية ضخمة وقال وقدر كرأل الصحصحان وئية * أنخت لها بعد الهدوء الا ثافيا * قلت أنشده الاصمعي للراعي ( كالوأية ) بسكون الهمزة نقله ابن سيده وقال أبو الهيثم قدروئية ووئيبة فمن قال وئية فمن الفرس الوأى وهو الضخم الواسع ومن قال وئيبة فمن الحافر الوأب والقدح المقعب يقال له وأب وأنشد * جاء بقدر وأبة التصعيد * فتأمل ذلك ( و ) الوئية ( الجوالق الضخم ) نقله الجوهرى وأنشد لاوس وحطت كما حطت وئية تاجر * وهى عقدها فارفض منها الطوائف قال ابن برى حطت الناقة في السير اعتمدت في زمامها ويقال مالت قال وحكى ابن قتيبة عن الرياشى ان الوئية في البيت الدرة وقال ابن الاعرابي شبه سرعة الناقة بسرعة سقوط هذه من النظام وقال الاصمعي هو عقد وقع من تاجر وانقطع خيطه وانتثر من نواحيه انتهى * قلت ووجدت في هامش الصحاح ما نصه ليس الوئية في بيت أوس الجوالق الضخم كما زعم الجوهرى وانما هي الدرة وحطت أسرعت وطوائف جانبا النظام يقول هي في سرعتها كسلك انقطع فتتابع انتثارا ( و ) الوئية ( الناقة الضخمة البطن ) نقله الجوهرى ( و ) الوئية ( المرأة الحافظة لبيتها ) المصلحة له لغة في الوعية بالعين قال أبو الهيثم ( و ) الافتعال من وأى يئى ( اتأى ) يتئى فهو متئ ( و ) الاستفعال منه ( استوأى ) يستوئى فهو مستوءأى ( اتعد واستوعد والتوائى ) كالترامي ( الاجتماع ) (1/8639)
هو وما قبله نقله الصغانى وهو من الوأى العدد الكثير * ومما يستدرك عيله قدح وئينة قعيرة وكذلك ركية وئية عن ابن شميل وفى المثل كفت الى وئية يضرب فيمن حمل رجلا مكروها ثم زاده أيضا والكفت بالضم القدر الصغيرة وهذا مثل قولهم ضغث على ابالة وقالوا هو يئى ويعى أي يحفظ ولم يقولوا وأيت كما قالوا وعيت انما هو آت لا ماض والوأى السيف وجدته في شعر أبى حزام العكلى فلما انتتأت لدريهم * نزأت عليه الوأى أهذؤه الدرى العريف نزأت نزعت والوأى السيف واهذؤه أقطعه وقد مر ذلك في ن ت أ * مهمة * قال الجوهرى قال سيبويه سألت الخليل عن فعل من وأيت فقال وؤى فقلت فمن خفف فقال أوى فابدل من الواو همزة وقال لا يلتقى واوان في أول الحرف قال المازنى والذى قاله خطأ لان كل واو مضمومة في أول الكلمة فانت بالخيار ان شئت تركتها على حالها وان شئت قلبتها همزة فقلت وعد وأعد ووجوه وأجوه ووورى وأورى لا لاجتماع الساكنين ولكن لضمة الاولى انتهى قال ابن برى انما خطأه المازنى من جهة ان الهمزة إذا خففت وقلبت واوا فليست واوا لازمة بل قلبها عارض لا اعتداد به فلذلك لم يلزمه ان يقلب الواو الاولى همزة بخلاف أو يصل في تصغير واصل قال وقوله في آخر الكلام لا لاجتماع الساكنين صوابه لا لاجتماع الواوين ( ى الوتى ) أهمله الجوهرى وهو مضبوط عندنا في النسخ بالفتح والصواب الوتى بالضم كهدى كما هو نص التهذيب والتكملة وقوله ( الجيئات ) هكذا في النسخ ومثله في التكملة ووقع في نسخ التهذيب الجبات وهو غلط * ومما يستدرك عليه واتاه على الامر مواتاة ووتاء طاوعه لغة في الهمز وقد تقدم ( ى الوثى ) بالفتح مقصور أهمله الجوهرى وقال الليث هي لغة في ( الوث ء ) بالهمز وهو شبه الفسخ في المفصل ويكون في اللحم كالكسر في العظم وقد تقدم ( ووثيت يده بالضم ) ونص الليث وثيت يده كرميت ( فهى موثية ) كمرمية ( أي موثوءة ) وسبق للمصنف في الهمزة وبه وث ء ولا تقل وثى وهى عبارة الجوهرى هناك وذكرنا هناك ان الوثى من لغة العامة فما أنكره أو لا كيف يستدركه ثانيا وسبق أيضا عن صاحب المبرز انه نقل عن الاصمعي أصابه وث ء فان خففت قلت وث ولا يقال وثى ولا وثو وتقدم أيضا وثئب يده كعنى فهى موثوءة ووثئة فتأمل ذلك ( والوثى كالهدى الاوجاع و ) قال ابن الاعرابي ( أوثى الرجل انكسر به مركبه من حيوان أو سفينة والميثاءة المرزبة ) وذكر في الهمز وفسره الزمخشري بالميتدة * ومما يستدرك عليه وثى به الى السلطان إذا وشى وهو المواثى للساعي الى السلطان بكلام نقل ذلك عن ابن الاعرابي ورده ابن سيده بما هو مذكور في المحكم والوثى المكسور اليد عن ابن الاعرابي ( ى الوجى الحفا أو أشد منه ) وهو أن يرق القدم أو الحافر أو الفرسن وينسجج وقد ( وجى كرضى وجى فهو وج ) كعم ( ووجى ) كغنى أنشد ابن الاعرابي * ينهضن نهض الغائب الوجى * وأنشد القالى للاعشى غراء فرعاء مصقول عوارضها * تمشى الهوينى كما يمشى الوجى الوجل ( وهى وجياء ) وجمع الوجى أوجياء ووجيت الدابة توجى وجى ( وتوجى ) في مشيته كوجى ( وأوجيته ) أنا ( وأوجى أعطى ) عن
أبى عبيد والكسائي وأنكره شمر ( و ) يقال سألته فأوجى ( على ) أي ( بخل ) وهو ( ضد و ) أوجى إذا ( باع الاوجية ) اسم ( للعكوم الصغار ج وجاء ) ككساء على القياس عن ابن الاعرابي وفى نسخ المحكم جمع وجى وقيل الوجاء وعاء تجعل المرأة فيه غسلتها وقماشها ( و ) أوجى ( الصائد أخفق ) أي لم يصب الصيد كاوجأ بالهمز وقد تقدم ( و ) أوجى ( الحافر ) إذا ( انتهى الى صلابة ولم ينط ) يقال حفر فأوجى ( و ) أوجى ( عن كذا أضرب ) عنه ( وانتزع ) وسياق التكملة أوجت نفسه عن كذا أضربت وانتزعت فهى موجية ( و ) يقال ( سألناه ) أو أتيناه ( فوجيناه وأوجيناه ) كذلك أي ( وجدناه وجيالا خير عنده وميجى كعيسى جد النعمان بن مقرن ) بن عائذ ( الصحابي ) رضى الله تعالى عنه واخوته هكذا هو بالياء في النسخ وفى التبصير ميجا بالالف وذكره في هذا الحرف مما يدل على انه مفعل من الوجى فكان الاولى ان يزنه بمنبر أو ما شاكله ( ووجيته ) وجيا ( خصيته ) لغة في وجأته بالهمز ومنه الحديث ضحى بكبشين موجيين وقد سبق الكلام عليه في الهمزة * ومما يستدرك عليه يقال تركته وما في قلبى منه أوجى أي يئست منه نقله الجوهرى وأوجى جاء لحاجة فلم يصبها والهمز لغة وطلب حاجة فأوجى أخطأ وبه فسر قول أبى سهم الهذلى فجاء وقد أوجت من الموت نفسه * به خطف قد حذرته المقاعد وقال أبو عمرو جاء فلان موجى أي مردودا عن حاجته وقد أوجيته وأوجت الركية لم يكن فيها ماء أو انقطع ماؤها والهمز لغة فيه وما يوجى أي ما ينقطع وأوجى عنه الظلم رده ومنعه قال الشاعر كأن أبى أوصى بكم ان أضمكم * الى وأوجى عنكم كل ظالم والوجينة كغنية جراد يدق ثم يلت بسمن أو زيت ثم يؤكل عن كراع وقد تقدم الكلام عليه في الهمزة وأوجيت الرجل زجرته عن ابن القطاع ( ى الوحى الاشارة ) يقال وحيت لك بخبر كذا أي أشرت وصوت به رويدا نقله الجوهرى وقال الراغب الاشارة السريعة ( والكتابة ) ومنه حديث الحرث الاعور قال لعلقمة القرآن هين الوحى أشد منه أراد بالقرآن القراءة وبالوحى الكتابة والخط يقال وحيت الكتاب وحيا فانا واح وأنشد الجوهرى للعجاج حتى نحاهم جدنا والناحى * لقدر كان وحاه الواحى (1/8640)
( و ) الوحى ( المكتوب ) وفى الصحاح الكتاب ( و ) الوحى ( الرسالة و ) أيضا ( الالهام والكلام الخفى وكل ما ألقيته الى غيرك ) يقال وحيت إليه الكلام وهو أن تكلمه بكلام تخفيه وأنشد الجوهرى للعجاج وحى لها القرار فاستقرت * وشدها بالراسيات الثبت وقال الحر الى هو القاء المعنى في النفس في خفاء ( و ) الوحى ( الصوت يكون في الناس وغيرهم ) قال أبو زبيد * مر تجز الجوف بوحى أعجم * ( كالوحي ) قال الجوهرى هو مثل الوغى وأنشد منعناكم كراء وجانبيه * كما منع العرين وحى اللهام وأنشد ابن الاعرابي يذود بسحما وين لم يتفللا * وحى الذئب عن طفل منا سمه نحل وأنشد القالى للكميت وبلدة لا ينال الذئب أفرخها * ولا وحى الولدة الداعين عرعار وقال حميد كأن وحى الصردان في جوف ضالة * تلهجم لحييه إذا ما ترنما ( و ) كذلك ( الوحاة ) بالهاء وأنشد الجوهرى للراجز يحدو بها كل فتى هيات * تلقاه بعد الوهن ذا وحاة * وهن نحو البيت عامدات قال الاخفش نصب عامدات على الحال وقال النضر سمعت وحاة الرعد وهو صوته الممدود الخفى قال والرعد يحيى وحاة ( ج ) أي جمع الوحى بمعنى الكتاب كما في الصحاح ( وحى ) كحلى وحلى أنشد الجوهرى للبيد فمدافع الريان عرى رسمها * خلقا كما ضمن الوحى سلامها أراد ما يكتب في الحجارة وينقش عليها ( وأوحى إليه بعثه ) ومنه الوحى الى الانبياء عليهم السلام قال ابن الاعرابي يقال أوحى الرجل إذا بعث برسول ثقة الى عبد من عبيده ثقة انتهى واللغة الفاشية في القرآن أوحى بالالف والمصدر المجرد ويجوز في غير القرآن وحى إليه وحيا والوحى ما يوحيه الله الى أنبيائه قال ابن الانباري سمى وحيا لان الملك أسره عن الخلق وخص به النبي المبعوث إليه ( و ) أصل الايحاء ان يسر بعضهم الى بعض كما في قوله تعالى يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا هذا أصل الحرف ثم قصر أوحاه على معنى ( ألهمه ) وقال أبو اسحق أصل الوحى في اللغة اعلام في خفاء ولذلك صار الالهام يسمى وحيا قال الازهرى وكذلك الاشارة والايماء يسمى وحيا الكتابة تسمى وحيا وقوله عز وجل وما كان لبشر أن يكلمه الله الا وحيا أو من وراء حجاب معناه الا ان يوحى إليه وحيا فيعلمه بما يعلم البشر انه أعلمه اما الهاما أو رؤيا واما ان ينزل عليه كتابا كما أنزل على موسى أو قرآنا يتلى عليه كما أنزله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكل هذا اعلام وان اختلفت أسبابها والكلام فيها وقال الراغب أصل الوحى الاشارة السريعة وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض ويكون بصوت مجرد عن التركيب وباشارة بعض الجوارح وبالكتابة وغير ذلك
ويقال للكلمة الالهية التى تلقى الى أنبيائه وأوليائه وحى وذلك اما برسول مشاهد ترى ذاته ويسمع كلامه كتبليغ جبريل في صورة معينة واما بسماع كلام من غير معاينة كسماع موسى كلامه تعالى واما بالقا في الروع كحديث ان جبريل نفث في روعى واما بالهام نحو وأوحينا الى أم موسى واما بتسخير نحو وأوحى ربك الى النحل واما بمنام كما دل عليه حديث انقطع وبقيت المبشرات رؤيا المؤمن ( و ) أوحت ( نفسه ) إذا ( وقع فيها خوف والوحى ) كالفتى ( السيد الكبير ) من الرجال قال الشاعر وعلمت أنى ان علقت بحبله * نشبت يداى الى وحى لم يصقع يريد لم يذهب عن طريق المكارم مشتق من الصقع ( و ) الوحى ( النار و ) قال ثعلب سألت ابن الاعرابي ما الوحى قال ( الملك ) فقلت ولم سمى بذلك قال كانه مثل النار ينفع ويضر ( و ) الوحى ( العجلة ) يقولون الوحى الوحى العجلة العجلة ( و ) الوحى ( الاسراع ) وفى الصحاح والتهذيب السرعة قال الجوهرى يقصر ( ويمد ) والوحاء الوحاء يعنى البدار البدار واقتصر الازهرى على المد والصحيح انهم إذا جمعوا بينهما مدوا وقصروا فإذا أفردوه ولم يقصروه قال أبو النجم * يفيض عنه الربو من وحائه * وربما أدخلوا الكاف مع الالف واللام فقالوا الوحاك الوحاك وتقدم انهم يقولون النجا النجا والنجاء النجاء والنجاك والنجاك والنجاءك النجاءك ( ووحى ) بالشئ وحيا عن ابن القطاع ( وتوحى أسرع ) يقال توح يا هذا أي أسرع وهذه عن الجوهرى وفى الحديث إذا أردت أمرا فتدبر عاقبته فان كانت شرا فانته وان كانت خيرا فتوحه أي أسرع إليه والهاء للسكت ( وشئ وحى ) كغنى ( عجل مسرع ) قال الراغب ولتضمن الوحى السرعة قيل أمر وحى أي مسرع وقال الجوهرى موت وحى أي سريع ( واستوحاه حركه ودعاه ليرسله ) ومنه استوحيت الكلب إذا دعوته لترسله على الصيد وكذلك آسده واستوشاه ( و ) استوحاه ( استفهمه ) عن ابن الاعرابي ( ووحاه توحية عجله ) نقله الجوهرى * ومما يستدرك عليه أو حى إليه كلمه بكلام يخفيه وأيضا أشار كأومأ وومأ قيل ومنه وحى الانبياء وأيضا أمر وبه فسر قوله تعالى واذ أوحيت الى الحواريين أي أمرت وأيضا كتب نقله الجوهرى ووحى القوم وحيا وأوحوا صاحوا وأوحى كلم عبده بلا رسول وأوحى إذا صار ملكا بعد فقر وأوحى ووحى وأحى إذا ظلم في سلطانه وقرأ جؤية الاسدي قل أحى الى من وحيت همز الواو والوحاة صوت الطائر هكذا خصه ابن الاعرابي ووحى ذبيحته توحية ذبحها ذبحا سريعا قال الجعدى (1/8641)
أسيران مكبولان عند ابن جعفر * وآخر قد وحيتموه مشاغب واستوحاه استصرخه وأيضا استعجله والايحاء البكاء يقال هو يوحى أباه أي يبكيه والنائحة توحى الميت تنوح عليه قال الشاعر توحى بمال أبيها وهو متكئ * على سنان كأنف النسر مفتوق ويقال استوح لنا بنى فلان ما خبرهم أي استخبرهم هكذا نقله الازهرى عن ابن السكيت بالحاء المهملة وكذا الزمخشري وغيرهما وأورده الجوهرى في الذى يليه وتبعه المصنف كما سيأتي وقال ابن كثوة من أمثالهم ان من لا يعرف الوحا أحمق يقال للذى يتواحى دونه بالشئ وقال أبو زيد من أمثالهم وحى في حجر يضرب لمن يكتم سره قال الازهرى وقد يضرب للشئ الظاهر البين يقال كالوحي في الحجر إذا انقر فيه ومنه قول زهير * كالوحي في حجر المسيل المخلد * وأوحى العمل أسرع فيه عن ابن القطاع ( ى الوخى ) بفتح فسكون ( القصد ) يقال وخيت وخيك أي قصدت قصدك كما في الصحاح وهو قول ثعلب وأنشد فقلت ويحك أبصر أين وخيهم * فقال قد طلعوا الأجماد واقتحموا قال الازهرى وسمعت غير واحد من العرب الفصحاء يقول لصاحبه إذا أرشده الا وخذ على سمت هذا الوخى أي على هذا القصد والصوب وفى الصحاح هذا وخى أهلك أي سمتهم حيث ساروا ( و ) الوخى ( الطريق المعتمد و ) قيل هو الطريق ( القاصد ج وخى ووخى ) بضم وكسر مع كسر خائهما وتشديد الياء فيهما نقله ثعلب قال ابن سيده ان كان عنى ثعلب بالوخى القصد الذى هو المصدر فلا جمع له وان كان عنى الوخى الذى هو الطريق القاصد فهو صحيح لانه اسم ( و ) الوخى أيضا ( السير القصد ) يقال وخت الناقة تخى وخيا أي سارت سيرا قصدا نقله الجوهرى وأنشد للراجز افزع لأمثال معى الاف * يتبعن وخى عيهل نياف * وهى إذا ما ضمها ايجافى ( والفعل ) وخى يخى وخيا ( كوعى ) يعى وعيا قال أبو عمر وأى توجه لوجه ويقال ما أدرى أين وخى أي أين توجه وبه فسر الازهرى قال الشاعر في ترجمة صلخ لو أبصرت أبكم أعمى أصلخا * إذا تسمى واهتدى أنى وخى ( ووخاه للأمر توخية وجهه له ) نقله الليث ( واستوخى القوم استخبرهم ) يقال استوخ لنا بنى فلان ما خبرهم أي استخبرهم قال الجوهرى هذا الحرف هكذا رواه أبو سعيد بالخاء معجمة * قلت ورواه الازهرى عن ابن السكيت بالحاء مهملة وتقدمت الاشارة
إليه ( وتوخى رضاه ) وكذا محبته إذا ( تحراه ) وقصد إليه وتعمد فعله وقال الليث توخيت أمر كذا تيممته وفى الحديث قال لهما اذهبا فتوخيا واستهما أي اقصد الحق فيما تصنعانه من القسمة وليأخذ كل منكما ما تخرجه القرعة من الشئ وفى شرح أمالى القالى لابي عبيد البكري التوخى طلب الافضل في الخير نقله شيخنا ( كوخاه ) وخيا وأنشد الاصمعي * قالت ولم تقصد له ولم تخى * أي لم تتحر فيه الصواب * قلت وأنشده الليث قالت ولم تقصد له ولم تخه * ما بال شيخ آض من تشيخه * كالكرز المربوط بين أفرخه والهاء للسكت * ومما يستدرك عليه تأخيت محبتك أي تحريت لغة في توخيت وقد ذكر في أخ واستوخاه عن موضع كذا سأله عن قصده عن النضر وأنشد يمانين نستوخيهم عن بلادنا * على قلص تدمى أخشتها الحدب والوخى حسن صوت مشى الابل نقله ابن برى عن أبى عمرو وبه فسر قول الراجز * يتبعن وخى عيهل نياف * ( ى الدية بالكسر حق القتيل ) والهاء عوض من الواو ( ج ديات ووداه كدعاه ) يديه وديا ودية إذا ( أعطى ديته ) الى وليه وإذا أمرت منه قلت دفلانا وللاثنين ديا وللجماعة دوا فلانا ( و ) ودى ( الامر ) وديا ( قربه و ) ودى ( البعير ) وديا ( أدلى ) وفى الصحاح ودى الفرس يدى وديا إذا أدلى ( ليبول أو ليضرب ) قال اليزيدى ودى ليبول وأدلى ليضرب ولا تقول أودى انتهى وقريب من ذلك سياق ابن سيده وفيه ودى الفرس والحمار وقيل ودى قطر وفى التهذيب قال الكسائي ودأ الفرس يدأ بوزن ودع يدع إذا أدلى قال الازهرى وقال أبو الهيثم هذا وهم ليس في ودى الفرس إذا أدلى همز وقال شمر ودى الفرس إذا أخرج جردانه ويقال ودى الحمار فهو واد إذا أنعظ قال ابن برى وفى تهذيب غريب المصنف للتبريزي ودى وديا أدلى ليبوك بالكاف قال وكذلك هو في الغريب * قلت هذا ان صح فقد تصحف على الجوهرى وقبله اليزيدى فتأمل ذلك ( والوادى ) كل ( مفرج ما بين جبال أو تلال أو آكام ) سمى بذلك لسيلانه يكون مسلكا للسيل ومنفذا قال الجوهرى وربما اكتفوا بالكسرة عن الباء كما قال أبو الربيس لا صلح بينى فاعلموه ولا * بينكم ما حملت عاتقي سيفى ما كنا بنجد وما * قرقر قر الواد بالشاهق وقال ابن سيده حذف لان الحرف لما ضعف عن تحمل الحركة الزائدة عليه ولم يقدر أن يتحامل بنفسه دعا الى احترامه وحذفه ( ج أوداء ) كصاحب وأصحاب قال ابن الاعرابي أسدية قال امرؤ القيس سالت بهن نطاع في وأد الضحى * والامعزان وسالت الاوداء (1/8642)
( وأودية ) قال الجوهرى على غير قياس كانه جمع ودى مثل سرى وأسرية للنهر وفى التوشيح لم يسمع أفعلة جمعا لفاعل سواه نقله شيخنا ثم قال وظفرت بناد وأندية * قلت قد سبقه لذلك ابن سيده ومر لنا هناك كلام نفيس فراجعه وزاد السمين في عمدة الحفاظ تاج وأنجية ومر الكلام عليه كذلك ( وأوداة ) على القلب لغة طيئ قال أبو النجم فجمع بين اللغتين وعارضتها من الاوداة أودية * قفر تجزع منها الضخم والشعبا وقال الفرزدق ولو لا أنت قد قطعت ركابي * من الأوداة أودية قفارا ( وأوداية ) ومنه قول الشاعر * وأقطع الابحر والاودايه * قال ابن سيده وبعضهم يروى والاواديه قال وهو تصحيف لان قبله * أما ترينى رجلا دعكايه * ( وأودى ) الرجل ( هلك ) فهو مود وفى حديث ابن عوف * وأودى سمعه الاندايا * أي هلك ويريد صممه وذهاب سمعه ( و ) أودى ( به الموت ذهب ) به قال عتاب بن ورقاء أودى بلقمان وقد نال المنى * في العمر حتى ذاق منه ما اتقى ( و ) قال بعضهم أودى الرجل إذا ( تكفر بالسلاح ) وأنشد لرؤبة * مودين يحمون السبيل السابلا * ونقله الصاغانى عن ابن الاعرابي قال ابن برى وهو غلط وليس من أودى وانما هو من آدى إذا كان ذا أداة وقوة من السلاح ( واستودى ) فلان ( بحقى ) أي ( أقر ) به وعرفة قال أبو وجزة وممدح بالمكرمات مدحته * فاهتز واستودى بها فحبانى قال الازهرى هكذا رأيت لبعضهم ولا أعرفه الا أن يكون من الدية كانه جعل حباه له على مدحه دية لها ( والودى كفتى الهلاك ) اسم من أودى إذا هلك وقلما يستعمل وكذلك الودأ مقصور مهموز وتقدم والمصدر الحقيقي الايداء ( و ) الودى ( كغنى صغار الفسيل الواحدة كغنية ) ولو قال بهاء وافق اصطلاحه ومنه حديث أبى هريرة لم يشغلني عن النبي صلى الله عليه وسلم غرس الودى أي صغار النخل ( و ) الودى ( ما يخرج ) من الذكر من البلل اللزج ( بعد البول ) نقله الجوهرى بتشديد الياء عن الاموى ( كالودى ) بسكون الدال نقله الجوهرى أيضا والتشديد أفصح اللغتين وقيل بل التخفيف أفصح وفى التهذيب المذى والمنى والودى مشددات وقيل تخفف وقال أبو عبيدة المنى وحده مشدد والآخران مخففان قال ولا أعلمني سمعت التخفيف في المنى ( وقد ودى ) الرجل وديا ( و ) قال الفراء وابن الانباري أمنى الرجل و ( أودى ) وأمذى ومذى وأدلى الحمار انتهى ( وودى ) تودية كل ذلك بمعنى واحد ومنهم
من أنكر أودى والاخيرة نقلها الصاغانى عن ابن الاعرابي ( والتودية خشبة تشد على خلف الناقة إذا صرت ) وهو اسم كالتنهية والتاء زائدة قال الشاعر فان أودى ثعالة ذات يوم * بتودية أعد له ديارا ( ج التوادى ) قال الراجز يحملن في سحق من الخفاف * تواديا شوبهن من خلاف ( و ) التودية ( الرجل القصير ) على التشبيه بتلك الخشبة ( والمودى الاسد ) كانه متكفر بالسلاح في جرأته وقوته * ومما يستدرك عليه واداه مواداة الدية وهى مفاعلة من الدية ومنه الحديث ان أحبوا فادوا وان أحبوا وادوا وودى الذكر يدى انتشر قال ابن شميل سمعت أعرابيا يقول انى أخاف أن تدى قال يريد أن ينتشر ما عندك قال يريد ذكره وودى سال منه الماء عند الانعاظ وودى الشئ وديا سال أنشد ابن الاعرابي للاغلب كأن عرق أيره إذا ودى * حبل عجوز ضفرت سبع قوى وأودى بالشئ ذهب به قال الاسود بن يعفر أودى ابن جلهم عباد بصرمته * ان ابن جلهم أمسى حية الوادي ويقال أودى به العمر أي ذهب به وطال قال المرار بن سعيد وانما لي يوم لست سابقه * حتى يجئ وان أودى به العمر ووددى الناقة بتوديتين أي صرأ خلافها بهما وشد عليها التودية وقول الشاعر * سهام يثرب أو سهام الوادي * يعنى وادى القرى نقله الجوهرى * قلت هو واد بين المدينة والشام كثير القرى ويعد من أعمال المدينة والنسبة إليه الوادي وكذلك نسب عمر الوادي وهو عمر بن داود بن زاذان مولى عثمان بن عفان كان مغنيا ومهندسا في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك ولما قتل هرب وهو استاذ حكم الوادي وأبو محمد يحيى بن أبى عبيدة الوادي ثقة روى عنه أبو عروبة مات سنة 240 والوادى ناحية بالاندلس من أعمال بطليوس وأيضا ناحية باليمن ومنها شيخنا السيد عبد الله بن محمد بن الحسن الحسنى ويعرف بصاحب الوادي ووادى أجل موضع بالحجاز في طريق حاج مصر ووادى الأراك قرب أكرى ووادى بنا أيضا باليمن مجاور للحقل ووادى الحجارة بالاندلس ووادى الأحرار بالحجاز ووادى الجمل من قرى اليمامة ووادى خبان من أعمال ذمار باليمن ووادى الدوم بخيبر ووادى دخان بين كفافة وازنم ووادى الرس بين المويلحة والوجه ووادى زمار ككتان قرب الموصل ووادى السباع بين مكة والبصرة وأيضا ناحية بالكوفة ووادى سبيع موضع في قول غيلان بن ربع اللص ووادى الشرب بالزاى من قرى مشرق جهران باليمن من أعمال صنعاء * قلت ويعرف الآن بشزهب ووادى الشعبين قرب المويلحة ووادى الشياطين بين الموصل وبلط ووادى الظباء قرب سلمى (1/8643)
في طريق الحجاز وبه شجر التمر الهندي من الجناب الا يسر وبه كانت صومعة بحيرا الراهب ووادى عفان موضع بالحجاز في طريق حاج مصر ووادى القصور في بلاد هذيل ووادى القريض قرب عقبة أيلة ووادى قر بين الشرفه وعيون القصب ووادى القضيب موضع له يوم معروف ووادى موسى قبلى بيت المقدس كثير الزيتون ووادى المياه باليمامة وأيضا بين الشام والعراق ووادى النسور طاهر بيت المقدس ووادى النمل بين جبرين وعسقلان ووادى هبيب بالمغرب وأيضا بمصر وهو المعروف الآن بالطرانة ووادى يكلا ناحية بصنعاء اليمن والواديان كورة عظيمة من أعمال زبيد وأيضا بلدة من جبال السراة قرب مدائن لوط واياها عنى المجنون بقوله أحب هبوط الواديين واننى * لمستهتر بالواديين غريب والوديان مثنى ودى كغنى أرض بمكة لها ذكر في المغازى وقد يجمع الوادي أيضا على وديان بالضم وتصغير الوادي ودى وبه سمى الرجل واتدى ولى القتيل على افتعل أخذ الدية نقله الجوهرى يقال اتدى ولم يثأر ويستعمل الوادي بمعنى الارض ومنه قولهم لا تضل بوادي غيرك نقله الزمخشري في الكشاف ويقولون حل بواديك إذا نزل بك المكروه وضاق بك الامر وهو مجاز ويقولون أنا في واد وأنت في واد للمختلفين في شى وبنو عبد الواد من البربر ملوك بالمغرب جدهم الاعلى اسمه عبد الواحد فاختصروه وأودى الرجل قوى وجد عن ابن القطاع ( ى الوذى ) بالسكون ( الخدش ) والجمع وذى كصلى ( و ) الوذية ( بها الوجع و ) قيل ( المرض ) يقال ما به وذية أي وجع أو مرض وفى المحكم يقال ذلك إذا برأ من مرضه أي ما به داء وقال ابن الاعرابي أي ما به علة ( و ) الوذية ( الماء القليل و ) أيضا ( العيب ) يقال ما به وذية أي عيب نقله الجوهرى ( والوذاة ما يتأذى به ) ويروى بالهمز ومنه قولهم ما به وذأة ولا ظبظاب أي لا علة به وقد تقدم * ومما يستدرك عليه الوذى هو الودى لما يخرج من الذكر بعد البول لغة فيه عن ابن الاعرابي ويشدد أيضا وقد وذى واوذى ونقل ابن القطاع عن ابن دريد وذى الحمار أدلى بالذال المعجمة وشهوة وذية كغنية أي حقيرة وفى الصحاح قال ابن السكيت سمعت غير واحد من الكلابيين يقولون أصبحت وليس بها وحصة وليس بها وذية
أي برد يعنى البلاد والايام انتهى وفى التهذيب ابن السكيت قالت العامرية ما به وذية أي ليس به جراح وفى التكملة أي ما يتاذى به ( ى الورى ) بالسكون ( قيح ) يكون ( في الجوف أو قرح شديد يقاء منه القيح والدم ) وحكى اللحيانى عن العرب تقول للبغيض إذا سعل وريا وقحابا وللحبيب إذا عطس رعيا وشبابا وأنشد اليزيدى * قالت له وريا ذا تنحنحا * وقد ( ورى القيح جوفه كوعى ) يريه وريا ( أفسده ) وفى الصحاح أكله ومنه الحديث لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا قال الاصمعي أي حتى يدوى جوفه قال الجوهرى تقول منه ريا رجل وريا للاثنين وللجماعة روا وللمرأة رى ولهما ريا ولهن رين ( و ) ورى ( فلان فلانا أصاب رئته ) فهو مورى وبه فسر بعض الحديث أيضا والمعنى حتى يصيب رئته وأنكره آخرون وقالوا الرئة مهموزة وقال الازهرى الرئة أصلها من ورى وهى محذوفة منه قال والمشهور في الرواية الهمز وأنشد الجوهرى لعبد بنى الحسحاس وراهن ربى مثل ما قد وريننى * وأحمى على أكبادهن المكاويا ( و ) ورت ( النار ) ترى ( وريا ورية ) حسنة ( اتقدت و ) ورت ( الابل ) وريا ( سمنت وكثر شحمها ونقيها ) فهى وارية ( وأوراها السمن ) وأنشد أبو حنيفة وكانت كناز اللحم أورى عظامها * بوهبين آثار العهاد البواكر ( والوارية داء ) يأخذ ( في الرئة ) يأخذ منه السعال فيقتل صاحبه ( وليست من لفظها ) أي الرئة ( والوارى الشحم السمين ) صفة غالبة ( كالورى ) كغنى ويقال الوارى السمين من كل شئ ولحم ورى أي سمين وأنشد الجوهرى للعجاج * يأكلن من لحم السديف الوارى * قال ابن برى والذى في شعره وانهم هاموم السديف الوارى * عن جرز منه وجوز عاري وقد تقدم في الزاى ( وورى الزند كوعى وولى ) نقل اللغتين الجوهرى ( وريا ) بالفتح ( ووريا ) كعتى ( ورية ) كعدة ( فهو وار وورى خرجت ناره ) وفى المحكم اتقد وسياق المصنف في ذكر الفعلين المذكورين موافق للجوهري حيث قال ورى الزند بالفتح يرى وريا إذا خرجت ناره قال وفيه لغة أخرى ورى الزند يرى بالكسر فيهما وهكذا هو في المحكم أيضا الا أنه زاد فعلا ثالثا فقال وورى يورى أي مثل وجل يوجل وأنشد وجدنا زند جدهم وريا * وزند بنى هوازن غير وارى وأنشد أبو الهيثم * أم الهنيين من زند لها وارى * ويقال الزند الوارى الذى تخرج ناره سريعا ( وأوريته ) أنا ( و ) كذلك ( وريته ) تورية ( واستوريته ) كل ذلك في الصحاح والمعنى أثقبته ومنه فلان يستورى زناد الضلالة وأنشد ابن برى شاهد الأوريته لشاعر وأطف حديث السوء بالصمت انه * متى تور نارا للعتاب تأججا ( وورية النار وريتها ) كعدة ( ما تورى به من خرقة أو حطبة ) كذا في النسخ والصواب أو عطبة وهى القطنة وقال الطرماح يصف أرضا جدبة لا نبات فيها كظهر اللأى لو يبتغى رية بها * لعيت وشقت في بطون الشواجن أي هذه الصحراء كظهر بقرة وحشية ليس فيها أكمة ولا وهدة وقال الازهرى الرية ما جعلته ثقوبا من خثى أو روث أو ضرمة أو حشيشة وفى الاساس هل عندك رية أي شئ تورى به النار من بعرة أو قطنة انتهى وقال أبو حنيفة الرية كل ما أوريت به النار من (1/8644)
خرقه أو عطبة أو قشرة وحكى ابغنى رية أرى بها نارى قال ابن سيده وهذا كله على القلب عن ورية وان لم نسمع بورية ( والتوراة تفعلة منه ) عند أبى العباس ثعلب وهو مذهب الكوفيين من وريت بك زنادى لانه اضاءة وعند الفارسى فوعلة قال لقلة تفعلة في الاسماء وكثرة فوعلة وتأوها عن واولانها من ورى الزاند إذ هي ضياء من الضلال وهذا مذهب سيبويه والبصريين وعليه الجمهور وقيل من ورى أي عرض لان أكثرها رموز كما عليه مدرج السدوسى وسأل محمد بن طاهر ثعلبا والمبرد عن وزنها فوقع الخلاف بينهما والمصنف اختار قول الكوفيين وهو غير مرضى وقال الفراء في كتاب المصادر التوارة من الفعل التفعلة كأنها أخذت من أوريت الزناد ووريتها فتكون تفعله في لغة طيئ لانهم يقولون في التوصية توصاة وللجارية الجاراة وللناصية الناصاة وقال أبو اسحق الزجاج قال البصريون توراة أصلها فوعلة وفوعلة كثير في الكلام مثل الحوصلة والدوخلة وكل ما قلت فيه فوعلت فمصدره فوعلة فالاصل عندهم ووراة قلبت الواو الاولى تاء كما قلبت في تولج وانما هو فوعل من ولجت ومثله كثير ونقل شيخنا المذهبين واختلاف وزن الكلمة عندهما وقال في آخره ما نصه وقد تعقب المحققون كلامهم بأسره وقالوا هو لفظ غير عربي بل هو عبرانى اتفاقا وإذا لم يكن عربيا فلا يعرف له أصل من غيره الا أن يقال انهم أجروه بعد التعريب مجرى الكلم العربية وتصرفوا فيه بما تصرفوا فيها والله أعلم ( ووراه تورية أخفاه ) وستره ( كواراه ) مواراة وفى الكتاب العزيز ما وورى عنهما أي ستر على فوعل قورئ ورى عنهما
بمعناه ( و ) ورى ( الخبر ) تورية ستره وأظهر غيره كانه مأخوذ من وراء الانسان لانه إذا قال وراه كأنه ( جعله وراءه ) حيث لا يظهر كذا في الصحاح وقال كراع ليس من لفظ وراء لان لام وراء همزة ( و ) ورى ( عن كذا أراده وأظهر غيره ) ومنه الحديث كان إذا أراد سفر اورى بغيره أي ستره وكنى عنه وأوهم انه يريد غيره ومنه أخذ أهل المعاني والبيان التورية ( و ) ورى ( عنه بصره ) إذا ( دفعه ) هكذا في النسخ وهو غلط صوابه ورى عنه تورية نصره ودفعه عنه وهو نص ابن الاعرابي ومنه قول الفرزدق فلو كنت صلب العود أوذا حفيظة * لوريت عن مولاك والليل مظلم يقول نصرته ودفعت عنه ( وتوارى ) الرجل ( استتر ) واختفى ( والترية كغنية ) اسم ( ما تراه الحائض عند الاغتسال وهو الشئ الخفى اليسير ) وهو ( أقل من الصفرة والكدرة ) وهو عند أبى على فعلية من هذا لانها كأن الحيض وارى بها من منظر العين قال ويجوز أن تكون من ورى الزناد إذا أخرج النار كأن الطهر أخرجها وأظهرها بعدما كان أخفاها الحيض * قلت وقد تقدم ذكره في رأى فراجعه ( ومسك وار رفيع جدا ) كذا في النسخ والصواب رفيع جيد وفى نص النوادر لابن الاعرابي جيد رفيع وأنشد * تطر بالجادى والمسك الوارى * ( والورى كفتى الخلق ) مقصور يكتب بالياء يقال ما أدرى أي الورى هو أي أي الخلق وأنشد ابن سيده والقالي لذى الرمة وكائن ذعرنا من مهاة ورامح * بلاد الورى ليست له ببلاد قال ابن برى قال ابن جنى لا يستعمل الورى الا في النفى وانما سوغ لذى الرمة استعماله واجبا لانه في المعنى منفى كانه قال ليست بلاد الورى له ببلاد ( ووراء مثلثة الآخر مبنية والوراء معرفة يكون ) بمعنى ( خلف و ) قد يكون بمعنى ( قدام ) فهو ( ضد ) كما في الصحاح وقوله تعالى كان وراءهم ملك أي أمامهم وأنشد ابن برى لسوار بن المضرب أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي * وقومي تميم والفلاة ورائيا أي أمامى وقال لبيد أليس ورائي ان تراخت منيتى * لزوم العصا تثنى عليها الاصابع أي أمامى وقال مرقش ليس على طول الحياة ندم * ومن وراء المرء ما يعلم أي قدامه الشيب والهرم وقال جرير أتوعدنى وراء بنى رباح * كذبت لتقصرن يداك دوني قال الجوهرى قال الاخفش يقال لقيته من وراء فترفعه على الغاية إذا كان غير مضاف تجعله اسماء وهو غير متمكن كقولك من قبل ومن بعد وأنشد لعتى بن مالك العقيلى إذا أنا لم أو من عليك ولم يكن * لقاؤك الا من وراء وراء وقولهم وراءك أوسع نصب بالفعل المقدر أي تأخر انتهى وفى حديث الشفاعة يقول ابراهيم انى كنت خليلا من وراء وراء هكذا يقال مبنيا على الفتح أي من خلف حجاب وفى الاساس قيل للمخبل قاوم الزبرقان فقال هو أندى متى صوتا وأكثر ريقا ولا أقوم له بالمواجهة ولكن دعوني أهاديه الشعر من وراء وراء ( أولا ) أي ليس بضد ( لانه بمعنى ) واحد ( وهو ما توارى عنك ) يكون خلف ويكون قدام واليه ذهب الزجاج والآمدي في الموازنة وقد ذكر المصنف هذا اللفظ في المهموز وجزم بانه مهموز ووهم الجوهرى في ذكره هنا وتراه قد تبعه من غير تنبيه عليه وهو غريب وجزم هناك بالضدية كالجوهري وهنا ذكر القولين وذكر هناك تصغير وراء وأهمله هنا وهو قصور لا يخفى ثم قوله لانه بمعنى وهو ما توارى عنك فيه تأمل والذى صرح به المحققون انه في الاصل مصدر جعل ظرفا فقد يضاف الى الفاعل فيراد به ما يتوارى به وهو خلف والى المفعول فيراد به ما يواريه وهو قدام فانظر ذلك ( والوراء أيضا ولد الولد ) سبق ذكره في الهمز وبه فسر الشعبى قوله تعالى ومن وراء اسحق يعقوب وفى حديثه انه رأى مع رجل صبيا فقال هذا ابنك قال ابن ابني قال هو ابنك من الوراء ( وورى المخ كولى ) يرى وريا ( اكتنز ) نقله الجوهرى وفى الاساس ورى النقى وريا خرج منه ودك كثير وهو مجاز * ومما يستدرك عليه الورى كفتى داء يصيب الرجل والبعير في أجوافهما مقصور يكتب بالياء يقال في دعاء للعرب (1/8645)
به الورى وحمى خيبر وشر ما يرى فانه خنسرى وكان أبو عمر الشيباني والاصمعى يقولان لا نعرف الورى من الداء بفتح الراء وانما هو الورى بتسكين الراء وقال أحمد بن عبيد الداء هو الورى بتسكين الراء فصرف الى الورى وقال ثعلب هو بالتسكين المصدر وبالفتح الاسم وقال يعقوب انما قالوا الورى للمزاوجة وقد يقولون فيها ما لا يقولون في الافراد كل ذلك نقله القالى ومثله للازهري وقد ورى الرجل فهو مورو وبعضهم يقول مورى ويقال ورى الجرح سابره تورية أصابه الورى قال العجاج * عن قلب ضجم تورى من سبر * كانه يعدى من عظمه ونفور النفس عنه كذا في الصحاح * قلت هكذا أنشده الاصمعي للعجاج يصف الخراجات وصدره * بين الطراقين ويفلين الشعر * أي ان سبرها انسان أصابه منه الورى من شدتها وقال ابن جبلة سمعت ابن الاعرابي يقول في
قوله تورى من سبر أي تدفع يقول لا يرى فيها علاجا من هولها فمنعه ذلك من دوائها وقلب وارتغشى بالشحم والسمن وأنشد شمر في صفة قدر ودهماء في عرض الرواق مناخة * كثيرة وذر اللحم وارية القلب ووراه تورية مرغه في الدهن كأنه مقلوب رواه تروية ووريت الزنادترى بالكسر فيهما صارت وارية عن أبى حنيفة ووريت تورى اتقدت عن أبى الهيثم وهو كثير الرماد وارى الزناد ويقال هو أوراهم زندا يضرب مثلا لنجاحه وظفره ويقال لمن رام أمرا فأدركه انه لوارى الزند وفى حديث على حتى أورى قبسا لقابس أي أظهر نورا من الحق لطالبي الهدى واستوريته رأيا سألته أن يستخرج لى رأيا أمضى عليه وهو مجاز كما يقال أستضئ برأيه ووريته وأوريته وأورأته أعلمته وأصله من ورى الزند إذا ازهرت نارها ومنه قول لبيد تسلب الكالس لم يور بها * شعبة الساق إذا الظل عقل أي لم يشعر بها وقد تقدم ذلك في الهمزه وورى الثور الوحشى الكلب طعنه بقرنه وورى الكلب وريا سعر أشد السعار نقلهما ابن القطاع والورى كغنى الضيف وهو ورى فلان أي جاره الذى تواريه بيوته وتستره قال الاعشى وتشد عقد وربنا * عقد الحبجر على الغفاره ويقال الورى الجار الذى يورى لك النار وتورى له وورى عليه بساعده تورية نصره عن ابن الاعرابي وتورى استثر وتقول أورنيه بمعنى أرنيه وهو من الورى أي أبرزه لى نقله الزمخشري ووراوى بكسر الواو الثانية بليدة بين أردبيل وتبريز عن ياقوت ( و ) هكذا في النسخ وكأنه اغتر بما في نسخ الصحاح من كتابة الوزا بالالف فحسب أنه واوى وقد صرح ابن عديس وغيره من الائمة نقلا عن البطليوسى أن الوزى يكتب بالياء لان الفاء واللام لا يكونان واوا في حرف واحد كما كرهوا أن تكون العين واللام واوا في مثل قووت من القوة فردوه الى فعلت فقالوا قويت فتأمل ذلك يقال ( وزى كوعى ) يزى وزيا ( اجتمع ) وتقبض ( وأوزى ظهره ) الى الحائط ( أسنده و ) أوزى ( لداره جعل حول حيطانها الطين ) ومنه قول الهذلى لعمر أبى عمرو لقد ساقه المنى * الى جدث يوزى له بالاهاضب ( و ) في النوادر ( استوزى في الجبل ) واستولى أي ( سند فيه والوزى كفتى الحمار المصك الشديد ) كما في الصحاح وفى المحكم المصك النشيط ( و ) أيضا ( الرجل القصير ) كما في كتاب القالى الشديد كما في الصحاح وفى المحكم ( الملزز الخلق ) المقتدر وأنشد الجوهرى للاغلب العجلى قد أبصرت سجاح من بعد العمى * تاح لها بعد حنزاب وزى * ملوح في العين مجلوز القرى ونص القالى قد علقت بعدك حنزابا وزى * من اللحيميين أرباب القرى ( والمستوزى المنتصب ) المرتفع يقال مالى أراك مستوزيا وأنشد الجوهرى لابن مقبل يصف فرساله ذعرت به العير مستوزيا * شكير جحافله قد كتن ( و ) المستوزى ( المستبد برأيه ) * ومما يستدرك عليه أوزى الشئ أشخصه وأسنده ونصبه وعير مستوزأى نافر ووزاه الامر غاظه يقال وزاه الحسد قال يزيد بن الحكم إذا ساف من أعيار صيف مصامة * وزاه نشيج عندها وشهيق والوزى المنتصب عن القالى وأيضا الطيور عن الازهرى والموازاة المقابلة والمواجهة والاصل فيه الهمز وتقدم عن الجوهرى ولا تقل وازيته وغيره أجازه على تخفيف الهمزة وقلبها فتأمل ذلك وأوزى إليه لجأ إليه وأوزيته إليه ألجأته ( ى أوساه ) أي رأسه ( حلقه ) بالموسى كما في الصحاح والمحكم ( و ) أوسى الشئ ( قطعه ) به وعن ابن القطاع ونقله الصاغانى ولم يقل به ( والموسى ) بالضم ( ما يحلق به ) ويقطع وهو ( فعلى ) يذكر ويؤنث نقله الجوهرى ( عن الفراء ) وأنشد فان تكن الموسى جرت فوق بظرها * فما ختنت الاومصان قاعد * قلت هو لزياد الاعجم يهجو خالد بن عتاب ويروى فما خفضت قال ابن برى ومثله قول الوضاح بن اسمعيل وان شئت فاقتلنا بموسى رميضة * جميعا فقطعنا بها عقد العدا وقال عبد الله بن سعيد الاموى هو مذكر لا غير يقال هذا موسى كما ترى وهو مفعل من أوسيت رأسه إذا حلقته بالموسى وقال أبو (1/8646)
عبيد ولم يسمع التذكير فيه الامن الاموى وقال أبو عمرو بن العلاء موسى اسم رجل مفعل يدل على ذلك انه يصرف في النكرة وفعلى لا ينصرف على حال ولأن مفعلا أكثر من فعلى لانه يبنى من كل أفعلت وكان الكسائي يقول هو فعلى وتقدم في السين ( و ) موسى ( حفر لبنى ربيعة ) الجوع كثير الزروع والنخل ( و ) الموسى ( من القونس طرف البيضة ) على التشبيه بهذه الموسى التى تحلق لحدته أو لكونه على هيئتها ( وبندر موسى ع ) نسب الى موسى وهو من مراسي بحر الهند مما يلى البربرة ذكره الصاغانى ( وواساه ) بمعنى ( آساه ) يبنى على يواسى ( لغة رديئة ) وفى الصحاح ضعيفة ( واستوسيته قلت له راسنى ) نقله الجوهرى هكذا ( والصواب استأسيته وآسيته ) * ومما يستدرك عليه الوسى الحلق وقد وسى رأسه كأوسى وجمع موسى الحديد مواس قال
الراجز * شرابه كالحز بالمواسى * وموسى اسم نبى من أنبياء الله صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم والنسبة موسى وموسوي وقد ذكر في عيسى ووادى موسى ذكر في ودى ومنية موسى ذكرت في السين وموسى آباد قرية بهمذان وأخرى بالرى نسبت الى موسى الهادى ومراكع موسى موضع قرب السويس وهو أول محجر يوجد في درب الحجاز ومحلة موسى بالبحيرة وقد ذكر بعض ما هنا في السين المهملة فراجعه ( ى الوشى نقش الثوب ) وهو ( م ) معروف ( ويكون من كل لون ) قال الاسود بن يعفر حتمها رماح الحرب حتى تهولت * بزاهر نور مثل وشى النمارق ( و ) الوشى ( من السيف فرنده ) الذى في متنه ( وشى الثوب كوعى ) يشيه ( وشيا وشية حسنة ) كعدة هكذا في النسخ على أن حسنة صفة لشية وليس في المحكم هذه الزيادة وانما جعله تفسير الوشاه فقال حسنة ثم قال ووشاه بالتشديد ( نمنمه ونقشه وحسنه ) وليس في العبارتين كبير اختلاف الا انه ليس في أصول كتب اللغة هذه الزيادة فتأمل ( كوشاه ) توشية قال الجوهرى شدد للكثرة ( و ) من المجاز وشى النمام ( كلامه ) يشيه وشيا إذا ( كذب فيه ) وذلك لانه يصوره ويؤلفه ويزينه ( و ) من المجاز وشى ( به الى السلطان وشيا ووشاية ) هذه بالكسر أي ( نم ) عليه ( وسعى ) به يقال هو ما زال يمشى ويشى ( و ) من المجاز وشى ( بنو فلان ) إذا ( كثروا ) أي كثر نسلهم ( وشية الفرس كعدة لونه ) كذا في المحكم وفى الصحاح الشية كل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله والجمع شيات يقال ثور أشيه كما يقال فرس أبلق وتيس أذرأ وقوله تعالى لا شية فيها أي ليس فيها لون يخالف سائر لونها انتهى كذا في النسخ والصواب ثوب أشيه ( و ) يقال ( فرس حسن الأشى كصلى أي الغرة والتحجيل ) همزته بدل من واووشى حكاه اللحيانى وقال هو نادر ( و ) من المجاز ( توشى فيه الشيب ) أي ( ظهر ) فيه ( كالشية ) عن ابن الاعرابي وأنشد * حتى توشى في وضاح وقل * ( و ) يقال ( الليل طويل ولا آش ) بالمد ويقصر ( شيته ) أي ( لا أسهره للفكر وتدبير ما أريد أن أدبره ) فيه من وشيت الثوب أو يكون من معرفتك بما يجرى فيه لسهرك فتراقب نحوه وهو على الدعاء ( ولا تعرف ) هو قول ابن سيده في المحكم فانه قال بعد سياق هذه العبارة ولا أعرف ( صيغة آش ولا وجه تصريفها ) وهو ضبط الكلمة بمد الالف وبقصرها والمصنف أغفل عن أحدهما * قلت معنى قولهم غدالا أش شيته بقصر الاف كان أصله لا أشى أي لا أسهر مشتغلا بشيته أي لونه وهو كناية عن التدبير في أمر مهم وعلى تقدير مد الالف يكون من آشاه الذى هو مبدل من واشاه مفاعلة من الوشى على بابها أو بمعنى وشاه فيرجع الى المعنى الاول فتأمل والعجب من ابن سيده مع تبحره في التصريف كيف لم يعرف صيغتها ( و ) من المجاز ( أوشت الارض ) إذا ( خرج أول نبتها ) وفى الاساس ظهر فيها وشى من النبات ( و ) من المجاز أوشت ( النخلة ) إذا ( رؤى ) وفى الاساس بدا ( أول رطبها و ) من المجاز أوشى ( الرجل ) إذا ( كثر ماله ) وتناسل عن ابن الاعرابي ( والاسم الوشاء كسماء ) وكذلك المشاء والفشاء عن ابن الاعرابي قال ابن جنى هو فعال من الوشى كأن المال عندهم زينة وجمال لهم كما يلبس الوشى للتحسن به * قلت ويدل لذلك قوله تعالى ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ( و ) أوشى ( استخرج معنى كلام أو شعر ) بالبحث عنه ( و ) أوشى ( المعدن وجد فيه ) شئ ( يسير من ذهب و ) أوشى ( الشئ استخرجه برفق ) قال ابن برى أنشد الجوهرى في فصل جذم * يوشونهن إذا ما آنسوا فزعا * قال أبو عبيد قال الاصمعي يوشى يخرج برفق قال ابن برى قال على بن حمزة غلط أبو عبيد على الاصمعي انما قال يخرج بكره * قلت وهو قول ساعدة بن جؤية الهذلى وبعده * تحت السنور بالاعقاب والجذم * ( و ) أوشى ( فرسه استخرج ) وفى نسخة أخرج ( ما عنده من الجرى ) وفى الصحاح استحثه بمحجن أو بكلاب وأنشد للراعي جنادف لاحق بالرأس منكبه * كأنه كودن يوشى بكلاب قلت هو لجندل بن الراعى يهجو ابن الرقاع وبعده من معشر كحلت باللؤم أعينهم * وقص الرقاب موال غير طياب ( كاستوشاه ) وذلك إذا ضرب جنبه بعقبه أو بدرة ليركض ( و ) أوشى ( في الشئ ) كذا في النسخ والصواب أوشى الشئ إذا ( علمه ) كما هو نص ابن الاعرابي وفى بعض النسخ عمله وهو سهو وأنشد ابن الاعرابي غراء بلهاء لا يشقى الضجيع بها * ولا ينادى بما يوشى ويستمع لا ينادى به أي لا يظهره ( و ) أوشى ( في الدراهم ) إذا ( أخذ منها ) ونص التكملة أوشيت في الدراهم والجوالق أخذت منها ونقصتها (1/8647)
( و ) أوشى ( الدواء المريض ) إذا ( أبرأه و ) قوله أنشده ابن الاعرابي وما هبرزى من دنانير ابله * بايدى الوشاة ناصع يتأكل بأحسن منه يوم أصبح غاديا * ونفسني فيه الحمام المعجل
قال ( الوشاة الضرابون للذهب ) ونفسني فيه رغبني ( و ) يقال ( حجر به وشى أي ) حجر ( من معدن فيه ذهب والواشى الكثير الولد وهى بهاء ) يقال ذلك في كل ما يلد ويقال ما وشت هذه الماشية عندي بشئ أي ما ولدت وهو مجاز ( والحائك ) واش يشى الثوب وشيا أي نسجا وتأليفا ( وكل ما دعوته وحركته لترسله فقد استوشيته ) والسين لغة فيه وقد تقدم ( وائتشى العظم ) جبر وقال الفراء وأبو عمر وإذا ( برأ من كسر كان به ) قال الازهرى هو افتعال من الوشى وفى الحديث عن القاسم بن محمد أن أبا سيارة ولع بامرأة أبى جندب فأبت عليه ثم أعلمت زوجها فكمن له وجاء فدخل عليها فأخذه أبو جندب فدق عنقه الى عجب ذنبه ثم ألقاه في مدرجة الابل فقيل له ما شأنك فقال وقعت عن بكر لى فحطمني فايتشى محدودبا معناه انه برأ من الكسر الذى أصابه والتأم مع احديداب حصل فيه * ومما يستدرك عليه الوشى من الثياب جمعه وشاء ككساء نقله الجوهرى وقال على فعل وفعال وثوب موشى وموشى والنسبة الى الشية وشوى ترد إليه الواو المحذوفة وهو فاء الفعل وتترك الشين مفتوحا هذا قول سيبويه وقال الاخفش القياس تسكين الشين وإذا أمرت منه قلت شه بهاء تدخلها عليه لان العرب لا تنطق بحرف واحد نقله الجوهرى وثور موشى القوائم فيه سفعة وبياض وفى النخل وشى من طلع أي قليل واستوشى المعدن مثل أوشى واستوشى الحديث بحث عنه وجمعه وفى حديث عمر والمرأه العجوز أجاءتني النائد الى استيشاء الاباعد أي ألجأتني الدواهي الى مسألة الاباعد واستخراج ما في أيديهم والوشاء ككتان الذى يبيع ثياب الابريسم وقد عرف بذلك جماعة من المحدثين وهو أيضا النمام والكذاب وقد وشاه برد أي ألبسه والموشية بالضم وكسر الشين وتشديد الياء قرية كبيرة في غربي النيل بالصعيد عن ياقوت وضبطها الصاغانى بفتح الميم ( ى وصى كوعى ) وصيا ( خس بعد رفعة و ) أيضا ( اتزن بعد خفة ) * قلت لم أر هذا لاحد من الائمة وقد مر هذا المعنى بعينه في لشاعن ابن الاعرابي ( و ) وصى الشئ وصيا ( اتصل و ) أيضا ( وصل ) ونص الاصمعي وصى الشئ يصى اتصل ووصاه غيره يصيه وصله أي فهو لازم متعد وفى الاساس وصى الشئ بالشئ وصله ووصى النبت اتصل وكثر وقال أبو عبيد وصيت الشئ ووصلته سواء وأنشد لذى الرمة نصى الليل بالايام حتى صلاتنا * مقاسمة يشتق أنصافها السفر يقول رجعت صلاتنا من أربعة الى اثنتين في أسفارنا لحال السفر ( و ) وصت ( الارض وصيا ) بالفتح ( ووصيا ) كصلى ( ووصاء ووصاءة ) بمدهما كما في النسخ وفى المحكم وصاء ووصاة الاخيرة كحصاة قال وهى نادرة حكاها أبو حنيفة كل ذلك ( اتصل نباتها ) وفى الصحاح أرض واصية متصلة النبات وقد وصت الارض إذا اتصل نبتها انتهى وقال غيره فلاة واصية تتصل بفلاة أخرى قال ذو الرمة بين الرحا والرحا من جنب واصية * يهماء خابطها بالخوف معكوم وقال طرفة يرعين وسميا وصى نبته * فانطلق اللون ودق الكشوح ( وأوصاء ) ايصاء ( ووصاه توصية ) إذا ( عهد إليه ) وفى الصحاح أوصيت له بشئ وأوصيت إليه إذا جعلته وصيك وأوصيته ووصيته توصية بمعنى قال رؤبة * وصاني العجاج فيما وصنى * أراد فيما وصاني فحذف اللام للقافية ( والاسم الوصاة والوصاية ) بالكسر والفتح كما في الصحاح ( والوصية ) كغنية قال الليث الوصاة كالوصية وأنشد ألا من مبلغ عنى يزيدا * وصاة من أخى ثقة ودود ( وهو ) أي الوصية ( الموصى به أيضا ) سميت وصية لاتصالها بأمر الميت ( والوصى ) كغنى ( الموصى و ) أيضا ( الموصى وهى وصى أيضا ) له وهو من الاضداد ( ج أوصياء ) هو جمع للمذكر والمؤمنث جميعا كما في المحكم ( أو لا يثنى ولا يجمع ) ونص المحكم ومن العرب من لا يثنى الوصي ولا يجمعه ( و ) قوله تعالى ( يوصيكم الله ) في أولادكم ( أي يفرض عليكم ) لان الوصية من الله انما هي فرض والدليل على ذلك قوله تعالى ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ذلكم وصاكم به وهذا من الفرض المحكم علينا ( وقوله تعالى أتواصوا به ) قال الازهرى ( أي أوصى به أولهم آخرهم ) والالف ألف استفهام ومعناها التوبيخ ( والوصاة ) كحصاة ( والوصية ) كغنية ( جريدة النخل ) التى ( يحزم بها ) وقيل من الفسيل خاصة ( ج وصى ) كحصى ( ووصى ) كغنى ( ويوصى ) بفتحات مع تشديد الصاد وقيل بكسر الصاد المشددة وقيل هو بالتاء الفوقية ( طائر ) قيل هو الباشق وقيل هو الحر عراقية ليست من أبنية العرب وكلامه هنا صريح في زيادة الياء في أوله وقد مر له في الصاد المهملة في فصل الياء كأنها أصل قال شيخنا وكأنه أشار الى الخلاف في مادته ووزنه كما أشرنا إليه والله أعلم * ومما يستدرك عليه تواصى القوم أوصى بعضهم بعضا وفى الحديث استوصوا بالنساء خيرا فانهن عندكم عوان كما في الصحاح وتقدم في ع ن ى والوصى كغنى لقب على رضى الله تعالى عنه سمى به لاتصال سببه ونسبه وسمته بنسب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وسببه وسمته وأيضا لقب محمد بن الحنفية وفيه
يقول كثير وصى النبي المصطفى وابن عمه * وفكاك أغلال وقاضي مغارم (1/8648)
وقال بعضهم أراد به الحسن بن على أو الحسين بن على أي ابن وصى النبي وابن ابن عمه فأقام الوصي مقامهما قال ابن سيده أنبأنا بذلك أبو العلاء عن أبى على الفارسى قال والصحيح ان الممدوح بتلك القصيدة محمد بن الحنفية ويدل لذلك البيت الذى قبله تخير من لا قيت انك عائذ * بل العائذ المحبوس في سجن عارم والذى سجن في حبس عارم هو محمد بن الحنفية حبسه عبد الله بن الزبير فتأمل والوصى أيضا لقب السيد أبى الحسن محمد بن على ابن الحسين بن الحسن بن القاسم الحسنى الهمداني لانه كان وصى الامير نوح السامانى صاحب خراسان وما وراء النهر صحب جعفر ابن محمد بن نصير الخلدى وسمع أبا محمد الجلاب وعنه الحاكم أبو عبد الله وأبو سعد الكنجروذى ومات ببخارا في سنة 395 والوصى أيضا النبات الملتف كالواصى قال الراجز في ربرب خماصى * يأكلن من قراص * وحمصيص واص وربما قالوا تواصى النبت إذا اتصل نقله الجوهرى وسنام واص مجتمع متصل وأنشد ابن برى له موفد وفاه واص كأنه * زرابى قيل قد تحومى مبهم الموفد السنام والقيل الملك وأوصى دخل في الواصى وقد يكون الواصى اسم الفاعل من أوصى على حذف الزائد أو على النسب وبه فسر ما أنشده ابن الاعرابي أهل الغنى والجرد والدلاصى * والجود وصاهم بذاك الواصى وواصى البلد البلد واصله ومن المجاز أوصيك بتقوى الله كما في الاساس * ومما يستدرك عليه توضيت لغة في توضأت لهذيل أو لغية وقد تقدم ذلك في الهمزة * ومما يستدرك عليه وطيته لغة في وطأته عن سيبويه وقد تقدم ( ى وعاه ) أي الشئ والحديث ( يعيه ) وعيا ( حفظه ) وفهمه وقبله فهو واع ومنه حديث أبى أمامة لا يعذب الله قلبا وعى القرآن قال ابن الاثير أي عقله ايمانا به وعملا فأما من حفظ ألفاظه وضيع حدوده فانه غير واع له وقول الا خطل وعاها من قواعد بيت راس * شوارف لاحها مدر وغار انما معناه حفظها يعنى الخمر وعنى بالشوارف الخوابى القديمة وفى الحديث نضر الله امر أسمع مقالتي فوعاها أي حفظها ( و ) وعاه يعيه وعيا ( جمعه ) في الوعاء ومنه الحديث الاستحياء من الله حق الحياء أن لا تنسوا المقابر والبلى والجوف وما وعى أي ما جمع من الطعام والشراب حتى يكونا من حلهما ( كاوعاه فيهما ) أي في الحفظ والجمع فمن الاول حديث الاسراء فأوعيت منهم ادريس في الثانية أي حفظت ومن الثاني قوله تعالى والله أعلم بما يوعون قال الازهرى عن الفراء الايعاء ما يجمعون في صدورهم من التكذيب والاثم وقال الجوهرى في معنى الآية أي يضمرون في قلوبهم من التكذيب وقال أبو محمد الحذلمى * تأخذه بدمنة فتوعيه * أي تجمع الماء في أجوافها قال الازهرى أوعى الشئ في الوعاء يوعيه ايعاء فهو موع وقال الجوهرى أوعيت الزاد والمتاع إذا جعلته في الوعاء وقال عبيد ابن الابرص الخير يبقى وان طال الزمان به * والشر أخبث ما أوعيت من زاد ( و ) وعى ( العظم ) وعيا ( برأ على عثم ) قال الشاعر كأنما كسرت سواعده * ثم وعى جبرها وما التأما قال أبو زيد إذا جبر العظم بعد الكسر على عثم وهو الاعوجاج قيل وعى يعى وعيا ووعى العظم انجبر بعد الكسر قال أبو زبيد خبعثنة في ساعديه تزايل * نقول وعى بعدما قد تجبرا كذا نص الازهرى وهو في حواشى ابن برى من بعدما قد تكسرا قاله صاحب اللسان وقال الحطيئة حتى وعيت كوعى عظم * الساق لأمته الجبائر ( والوعى ) بالفتح ( القيح والمدة ) نقله الجوهرى عن أبى عبيد وقال أبو زيد الوعى القيح ومثله المدة ( و ) الوعى أيضا ( الجلبة ) والاصوات أو الاصوات الشديدة عن ابن سيده ( كالوعى ) كفتى قال يعقوب عينه بدل من غين الوغى أو بالعكس واقتصر الجوهرى على الوعى ( أو يخص ) جلبة صوت ( الكلاب ) في الصيد قال الازهرى ولم أسمع لها فعلا ( و ) يقال ( مالى عنه وعى ) أي ( بدو ) يقال ( لاوعى ) لك ( عن ذلك الامر ) أي ( لا تماسك دونه ) قال ابن أحمر تواعدن ان لاوعى عن فرج راكس * فرحن ولم يغضرن عن ذاك مغضرا ( والوعاء ) بالكسر وعليه اقتصر الجوهرى ( ويضم ) عن ابن سيده ( والاعاء ) على البدل كل ذلك ( الظرف ) للشئ وفى حديث أبى هريرة حفظت عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وعاءين من العلم أراد الكناية عن محل العلم وجمعه فاستعار له الوعاء ( ج أوعية ) وأما الاواعى فجمع الجمع ( وأوعاه وأوعى عليه قتر عليه ومنه ) الحديث ( لا توعى فيوعى الله عليك ) أي لا تجمعي وتشحى بالنفقة فيشح عليك وتجازى بتضييق رزقك هكذا روى هذا الحديث والمشهور من حديث أسماء رضى الله تعالى عنها أعطى ولا توكى فيوكى عليك أي لا تدخرى وتشدي ما عندك وتمنعي ما في يدك فتنقطع مادة الرزق عنك وهكذا أورده ابن لاثير (1/8649)
وغيره فتأمل ( و ) أوعى ( جدعه أوعبه ) أي جدع أنفه ( كاستوعاه ) ومنه الحديث في الانف إذا استوعى جدعه الدية هكذا حكاه الازهرى ( والواعية الصراخ ) على الميت عن الليث وأيضا نعيه ولا يبنى منه فعل قاله ابن الاثير ( والصوت ) يقال سمعت واعية القوم أي أصواتهم كما في الاساس ( لا الصارخة ووهم الجوهرى ) قال الصاغانى قال الجوهرى الواعية الصارخة وليس كما زعم وانما الواعية الصوت اسم مثل الطاغية والعاقبة وقال أبو عمر والواعية والوعى والوغى كلها الصوت قال البدر القرافى قد يكون مراده بالصارخة المصدر لا اسم الفاعل كما في لاغية وواقية فلا وهم انتهى وقال شيخنا الصارخة تكون مصدرا كالصراخ مثل العاقبة ونحوه وجاء بها الجوهرى لمشاكلة الواعية ولو أريد حقيقة الصارخة لم يكن ذلك وهما كما قال لان باب المجاز واسع في تصحيح الكلام ( و ) قال الاصمعي يقال بئس ( واعى اليتيم ) و ( واليه ) وهو الذى يقوم عليه ( وهو موعى الرسغ ) كمرمى أي ( موثقه وفرس وعى ) كفتى ( شديد ) لغة في وأى بالهمز وقد تقدم * ومما يستدرك عليه هو أوعى من فلان أي أحفظ وأفهم ومنه الحديث فرب مبلغ أوعى من سامع وأوعى من النملة أي أجمع منها والوعى كغنى الحافظ الكيس الفقيه والوعية كغنية المستوعب للزاد كما يوعى المتاع وأيضا الزاد يدخر حتى يخنز كما يخنز القيح في الجرح واستوعى منه حقه أخذه كله واستوفاه ووعى الجرح وعيا سال قيحه وفى الاساس انضم فوه على مدة ووعت المدة في الجرح وعيا اجتمعت وبرئ جرحه على وعى أي نغل وقال النضرانه لفى وعى رجال أي في رجال كثير وأذن واعية حافظة ( ى الوغى كالفتى ) قال شيخنا صرح المصنفون في آداب الكتاب بان الوغى انما يكتب بالياء لان الالف تؤذن انها عن واو وليس في الاسماء اسم آخره واو وأوله واو الا الواو * قلت وكذلك الوزى مثله ولذلك عدوه من الافراد وقالوا لا ثالث لهما * قلت ولعل مرادهم في الاسماء لا المصادر والاورد الونى وأشباهه انتهى ( و ) الوغى ( كالرمي ) كلاهما ( الصوت والجلبة ) مثل الوعى بالعين وقال يعقوب أحدهما بدل عن الآخر ومنهم من خصه في الحرب فقال هو غمغمة الابطال في حومة الحرب وقال المتنخل الهذلى كان وغى الخموش بجانبيه * وغى ركب أميم دوى زياط ورواية الاصمعي ذوى هياط ورواه الجوهرى كأن وغى الخموش بجانبيه * مآتم يلتد من على قتيل قال ابن برى البيت على غير هذا الانشاد والصواب في الانشاد ما تقدم وصدره وماء قد وردت أميم طام * على ارجائه زجل الغطاط * قلت وهكذا قرأته في أشعار الهذليين جمع أبى سعيد السكرى ولعل الذى أنشده الجوهرى لغير الهذلى والله أعلم ( ووغية من خير ) أي ( نبذة منه ) وفى التكملة نبذا منه وفى بعض النسخ من خبر * ومما يستدرك عليه الوغى الحرب نفسها لما فيها من الصوت والجلبة نقله الجوهرى ومنه قولهم شهدت الوغى والواغية كالوغى اسم محض وقال ابن سيده الوغى أصوات النحل والبعوض ونحو ذلك إذا اجتمعت وأنشد قول الهذلى وقال ابن الاعرابي الوغى الخموش الكثير الطنين يعنى البق والاواغى مفاجر الدبار نقله الجوهرى هنا وسبق للمصنف في أول الباب لان واحدتها آغية يخفف ويثقل وذكره صاحب العين هنا وقد تقدم الكلام هناك فراجعه ( ى وفى بالعهد كوعى ) يفى ( وفاء ) بالمد فهو واف ( ضد غدر ) كما في الصحاح وقال غيره الوفاء ملازمة طريق المواساة ومحافظة عهود الخلطاء ( كاوفى ) قال ابن برى وقد جمعهما طفيل الغنوى في بيت واحد في قوله أما ابن طوق فقد أوفى بذمته * كما وفى بقلاص النجم حاديها قال شمر يقال وفى وأو في فمن قال وفى فانه يقول تم كقولك وفى لنا فلان أي تم لنا قوله ولم يغدر ووفى هذا الطعام قفيز أي تم قفيزا ومن قال أو في فمعناه أوفانى حقى أي أتمه ولم ينقص منه شيأ وكذلك أوفى الكيل أي أتمه ولم ينقص منه شيأ قال أبو الهيثم فيما رد به على شمر الذى قال شمر في وفى وأو في باطل لا معنى له انما يقال أوفيت بالعهد ووفيت بالعهد وكل شئ في كتاب الله يقال من هذا فهو بالالف قال الله تعالى أوفوا بالعقود وأوفوا بعهدي ويقال وفى الشئ ووفى الكيل أي تم ووافيته أنا أي أتممته قال الله وأوفوا الكيل انتهى ( و ) وفى ( الشئ وفيا كصلى ) أي ( تم وكثر ) نقله الجوهرى ( فهو وفى وواف ) بمعنى واحد وفى الصحاح الوفى الوافى انتهى وكل شئ بلغ تمام الكمال فقد وفى وتم ( و ) منه وفى ( الدرهم المثقال ) إذ ( عدله ) فهو واف قال شيخنا وفى لحن العوام لابي بكر الزبيدى انهم يقولون درهم واف للزائد وزنه وانما هو الذى لا يزيد ولا ينقص وهو الذى وفى بزنته أي فلا يقال وفى أي كثر وزاد وقد يقال انه يصدق على الزائد انه وفى بزنته فتأمل ( وأوفى عليه أشرف ) واطلع ومنه حديث كعب بن مالك أو في على سلع ( و ) أوفى ( فلانا حقه ) إذا ( أعطاه
وافيا كوفاه ) توفيه نقله الجوهرى وقال غيره أي أكمله له ( ووافاه ) موافاة كذلك وقد جاء فاعلت بمعنى أفعلت وفعلت في حروف بمعنى واحد تعاهدت الشئ وتعهدته وباعدته وأبعدته وقاربت الصبى وقربته وهو يعاطينى الشئ ويعطيني ومنه الموافاة التى يكتبها كتاب دواوين الخراج في حسباناتهم ( فاستوفاه وتوفاه ) أي لم يدع منه شيأ فهما مطاوعان لا وفاه ووفاه ووافاه ( و ) من المجاز أدركته ( الوفاة ) أي ( الموت ) والمنية وتوفى فلان إذا مات ( وتوفاه الله ) عز وجل إذا ( قبض ) نفسه وفى الصحاح ( روحه ) وقال غيره (1/8650)
توفى الميت استيفاء مدته التى وفيت له وعدد أيامه وشهوره وأعوامه في الدنيا ومنه قوله تعالى الله يتوفى الانفس حين موتها أي يستوفى مدد آجالهم في الدنيا وقيل يستوفى تمام عددهم الى يوم القيامة وأما توفى النائم فهو استيفاء وقت عقله وتميزه الى أن نام وقال الزجاج في قوله تعالى قل يتوفاكم ملك الموت قال هو من توفية العدد تأويله أي يقبض أرواحكم أجمعين فلا ينقص واحد منكم كما تقول قد استوفيت من فلان وتوفيت منه مالى عليه تأويله أي لم يبق عليه شئ وقوله تعالى حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قال الزجاج فيه والله أعلم وجهان يكون حتى إذا جاءتهم ملائكة الموت يتوفونهم سألوهم عند المعاينة فيعترفون عند موتهم انهم كانوا كافرين لانهم قالوا لهم أينما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا أي بطلوا وذهبوا ويجوز أن يكون والله أعلم حتى إذا جاءتهم ملائكة العذاب يتوفونهم فيكون يتوفونهم في هذا الموضع على ضربين أحدهما يتوفونهم عذابا وهذا كما تقول قد قتلت فلانا بالعذاب وان لم يمت ودليل هذا القول قوله تعالى ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت قال ويجوز أن يكون يتوفون عدتهم وهو أضعف الوجهين والله أعلم ( و ) من المجاز ( وافيت العام ) أي ( حججت ) نقله الزمخشري صارت الموافاة عندهم اسما للحج كما قالوا نزلت أي أتيت منى قاله الصاغانى ( و ) وافيت ( القوم أتيتهم ) كأنه أتاهم في الميعاد ( كاوفيتهم والموفية ) كمحسنة وفى التكملة بفتح الميم ( ة ) قرب بلاد كذا في التكملة فيها نخيلات نقله الحفصى عن الاصمعي قاله ياقوت ( و ) الموفية ( كمحدثة اسم طيبة صلى الله على ساكنها وسلم ) كأنها سميت بذلك لانها استوفت حظها من الشرف ( والوفاء ) ممدود ( ع ) في شعر الحرث بن حلزة عن ياقوت * قلت هو قوله فالمحياة فالصفاح فأعنا * ق قنان فعاذب فالوفاء ( والميفاء ) كمحراب كذا في النسخ والصحيح انه مقصور كما هو نص التهذيب والتكملة ( طبق التنور ) قال رجل من العرب لطباخه خلب ميفاك حتى ينضج الرودق قال خلب أي طبق والرودق الشواء ( و ) أيضا ( ارة توسع للخبز ) أي لخبز الملة ( و ) أيضا ( بيت يطبخ فيه الآجر ) رواه أبو الخطاب عن ابن شميل ( و ) أيضا ( الشرف من الارض ) يوفى عليه ( كالميفاة ) وهما مقصوران ( والوفى ) وهو بفتح فسكون وضبط في سائر النسخ كغنى وهو غلط والدليل على ذلك قول كثير وان طويت من دونه الارض وانبرى * لنكب الرياح وفيها وصغيرها ( وأوفى بن مطر وعبد الله بن أبى أوفى ) علقمة بن خالد بن الحرث الاسلمي أبو معاوية أو أبو ابراهيم أو أبو محمد ( صحابيان ) رضى الله تعالى عنهما هكذا في سائر النسخ والصواب ان أوفى بن مطر شاعر وليست له صحبة كما هو نص التكملة فتأمل ( وتوافى القوم تتاموا ) نقله الجوهرى ( والوفاء الطول ) وتمام العمر ( يقال مات فلان وأنت بوفاء أي بطول عمر ) وتمامه ( تدعو له بذلك ) عن ابن الاعرابي وفى التكملة أي تستوفى عمرك ( والوافى درهم وأربعة دوانيق ) وقال شمر بلغني عن ابن عيينة انه قال الوافى درهم ودانقان وقال غيره هو الذى وفى مثقالا وقد تقدم عن أبى بكر الزبيدى قريبا * ومما يستدرك عليه الوفى بفتح فسكون مصدر وفى يفى سماعا وبه فسر قول الهذلى إذا قدموا مائة واستأخرت مائة * وفيا وزادوا على كلتيهما عددا قال ابن سيدة وقد يجوز أن يكون قياسا غير مسموع فان أبا على قد حكى ان للشاعر أن يأتي لكل فعل بفعل وان لم يسمع والوفى كغنى الذى يعطى الحق ويأخذ الحق والجمع أوفياء وأوفى الله باذنه أظهر صدقه في اخباره عما سمعت أذنه ورجل وفى وميفاء ذو وفاء وقد وفى بنذره وأوفاه وأوفى به قال الله تعالى يوفون بالنذر وحكى أبو زيد وفى نذره وأوفاه أي أبلغه وقوله تعالى وابراهيم الذى وفى فيه وجهان أحدهما أي بلغ أن ليست تزر وازرة وزر أخرى والثانى وفى بما أمر به وما امتحن به من ذبح ولده وهو أبلغ من وفى لان الذى امتحن به من أعظم المحن وتوافينا في الميعاد ووافيته فيه وتوفى المدة بلغها واستكملها وأوفى المكان أتاه قال أبو ذؤيب أنادى إذا أوفى من الارض مربأ * لانى سميع لو أجاب بصير
وأوفى فيه أشرف ووفى ريش الجناح فهو واف والوافى من الشعر ما استوفى في الاستعمال عدة أجزائه في دائرته وقيل هو كل جزء يمكن أن يدخله الزحاف فسلم منه وانه لميفاء على الاشراف أي لا يزال يوفى عليها وعير ميفاء على الاكام إذا كان من عادته ان يوفى عليها قال حميد الارقط يصف حمارا * أحقب ميفاء على الرزون * نقله الجوهرى والميفاة الموضع الذى يوفى فوقه البازى لا يناس الطير أو غيره وأوفى على الخمسين أي زاد وكان الاصمعي ينكره ثم عرفه وقال الزمخشري أوفى على المائة زاد عليها وهو مجاز وتوفيت عدد القوم إذا عددتهم لهم وأنشد أبو عبيدة لمنظور العنبري ان بنى الادرد ليسوا من أحد * ولا توفاهم قريش في العدد أي لا تجعلهم قريش تمام عددهم ولا تستوفى بهم عددهم ووافاه حمامه أدركه وكذا كتابه ووزن له بالوافية أي بالصنجة التامة والموافى المفاجئ ومنه قول بشر كان الاتحمية قام فيها * لحسن دلالها رشأ موافى قاله أبو نصر الباهلى واستدل بقول الشاعر وكأنما وافاك يوم لقيتها * من وحش وجرة عاقد متربب أي فاجأك وقيل موافى أي قد وافى جسمه جسم أمه أي صار مثلها والموفيات بنجد بالحمى من جبال بنى جعفر قال الشاعر الاهل الى شرب بناصفة الحمى * وقيلولة بالموفيات سبيل (1/8651)
والمستوفى من الكتاب والحساب معروف وقد عرف به جماعة منهم أبو الحسن على بن أبى بكر بن أبى زيد النيسابوري روى عن اسمعيل بن عبد الرحمن العصايدى وعنه نجم الدين الرازي الملقب بالداية وأوفى بن دلهم العدوى محدث ثقة من رجال الترمذي وأبو الوفا كنية جماعة من المحدثين وغيرهم ووفاء بن شريح المصرى تابعي عن رويفع بن ثابت وعنه زياد بن نعيم ( ى وقاه ) يقيه ( وقيا ) بالفتح ( ووقاية ) بالكسر ( وواقية ) على فاعلة ( صانه ) وستره عن الاذى وحماه وحفظه فهو واق ومنه قوله تعالى ما لهم من الله من واق أي من دافع وشاهد الوقاية قول البوصيرى وقاية الله أغنت عن مضاعفة * من الدروع وعن عال من الاطم وشاهد الواقية قول أبى معقل الهذلى فعاد عليك ان لكن حظا * وواقية كواقية الكلاب وفى حديث الدعاء اللهم واقية كواقية الوليد وفى حديث آخر من عصى الله لم تقه منه واقية الا باحداث توبة ( كوقاه ) بالتشديد والتخفيف أعلى ومنه قوله تعالى فوقاهم الله شر ذلك اليوم وشاهد المشدد قول الشاعر * ان الموقى مثل ما وقيت * ( والوقاء ) كسحاب ( ويكسر الوقاية مثلثة ) وكذلك الواقية كل ( ما وقيت به ) شيأ وقال اللحيانى كل ذلك مصدر وقيته الشئ ( والتوقية الكلاءة والحفظ ) والصيانة والحفظ ( واتقيت الشئ وتقيته أتقيه وأتقيه تقى ) كهدى ( وتقية ) كغنية ( وتقاء ككساء ) وهذه عن اللحيانى أي ( حذرته ) قال الجوهرى اتقى يتقى أصله اوتقى يوتقى على افتعل قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها وأبدلت منها التاء وأدغمت فلما كثر استعماله على لفظ الافتعال توهموا ان التاء من نفس الحرف فجعلوه اتقى يتقى بفتح التاء فيهما ثم لم يجدوا له مثالا في كلامهم يحلقونه به فقالوا تقى يتقى مثل قضى يقضى قال أوس تقاك بكعب واحد وتلذه * يداك إذا ما هز بالكف يعسل وقال خفاف بن ندبة جلاها الصيقلون فأخلصوها * خفافا كلها يتقى باثر وقال آخر من بنى أسد ولا أتقى الغيور إذا رأني * ومثلى لزبا لحمس الربيس ومن رواها بتحريك التاء فانما هو على ما ذكرته من التخفيف انتهى نص الجوهرى قال ابن برى عند قوله مثل قضى يقضى أدخل همزة الوصل على تقى والتاء متحركة لان أصلها السكون والمشهور تقى يتقى من غير همزة وصل لتحرك التاء وقال أيضا الصحيح في بيت الاسدي وبيت خفاف يتقى واتقى بفتح التاء لا غير قال وقد أنكر أبو سعيد تقى يتقى تقيا وقال يلزم في الامر اتق ولا يقال ذلك قال وهذا هو الصحيح ثم قال الجوهرى وتقول في الامر تق وللمرأة تقى قال عبد الله بن همام السلولى زيادتنا نعمان لا تنسينها * تق الله فينا والكتاب الذى تتلو بنى الامر على المخفف فاستغنى عن الالف فيه بحركة الحرف الثاني في المستقبل انتهى وأنشد القالى تقى الله فيه أم عمرو ونولى * مودته لا يطلبنك طالب وقوله تعالى يا أيها النبي اتقى الله أي اثبت على تقوى الله ودم عليها وفى الحديث انما الامام جنة يتقى به ويقاتل من ورائه أي يدفع به العدو ويتقى بقوته وفى حديث آخر كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أي جعلناه وقاية لنا من العدو واستقبلنا العدو به وقمنا خلفه وقاية وفى حديث آخر وهل للسيف من تقية قال نعم تقية على أقذاذ وهدنة على دخن يعنى انهم يتقون بعضهم بعضا ويظهرون الصلح والاتفاق وباطنهم بخلاف ذلك وفى التهذيب اتقى كان في الاصل اوتقى والتاء فيها تاء الافتعال فادغمت
الواو في التاء وشددت فقيل اتقى ثم حذفوا ألف الوصل والواو التى انقلبت تاء فقيل تقى يتقى بمعنى استقبل الشئ وتوقاه وإذا قالوا تقى يتقى فالمعنى انه صار تقيا ويقال في الاول تقى يتقى ويتقى ( والاسم التقوى ) و ( أصله تقيا ) التاء بدل من الواو والواو بدل من الياء وفى الصحاح التقوى والتقى واحد والواو مبدلة من الياء على ما ذكرناه في ريا انتهى ( قلبوه للفرق بين الاسم والصفة كخزيا وصديا ) وقال ابن سيده التقوى أصله وقوى وهى فعلى من وقيت وقال في موضع آخر أصله وقوى من وقيت فلما فتحت قلبت الواو تاء ثم تركت التاء في تصريف الفعل على حالها قال شيخنا وقد اختلف في وزنه فقيل فعول وقيل فعلى والاول هو الوجه لان الكلمة يائية كما في كثير من التفاسير ونظر فيه البعض واستوعبه في العناية ( وقوله عز وجل هو أهل التقوى ) وأهل المغفوة ( أي ) هو ( أهل ان يتقى عقابه ) وأهل أن يعمل بما يؤدى الى مغفرته وقوله تعالى وآتاهم تقواهم أي جزاء تقواهم أو الهمهم تقواهم ( ورجل تقى ) كغنى قال ابن دريد معناه انه موق نفسه من العذاب والمعاصي بالعمل الصالح من وقيت نفسي أقيها قال النحويون والاصل وقى فابدلوا من الواو الاولى تاء كما قالوا متزر والاصل موتزر وأبدلوا من الواو الثانية ياء وأدغموها في الياء التى بعدها وكسروا القاف لتصح الياء قال أبو بكر والاختيار عندي في تقى انه من الفعل فعيل فادغموا التاء الاولى في الثانية والدليل على هذا قولهم ( من اتقياء ) كما قالوا ولى من الاولياء ومن قال هو فعول قال لما أشبه فعيلا جمع كجمعه ( وتقواء ) وهذه نادرة ونظيرها سخواء وسرواء وسيبويه يمنع ذلك كله وقوله تعالى انى أعوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا تأويله ان أعوذ بالله ان كنت تقيا فستتعظ بتعوذى بالله منك ( والا وقية بالضم ) مع تشديد الياء وزنه أفعولة والالف زائدة وان جعلتها فعلية فهى من غير هذا الباب واختلف فيها فقيل هي ( سبعة مثاقيل ) زنتها (1/8652)
أربعون درهما وهكذا فسر في الحديث وكذلك كان فيما مضى كما في الصحاح ويعنى بالحديث لم يصدق امرأه من نسائه أكثر من اثنتى عشرة اوقية ونش قال مجاهد هي أربعون درهما والنش عشرون وفى حديث آخر مرفوع ليس فيما دون خمس أواق من الورق صدقة قال الازهرى خمس اواق مائتا درهم وهذا يحقق ما قال مجاهد وقد ورد بغير هذه الرواية لا صدقة في أقل من خمس أواق وهى في غير الحديث نصف سدس الرطل وهى جزء من اثنى عشر جزأ ويختلف باختلاف اصطلاح البلاد وقال الجوهرى فاما اليوم فيما يتعارفها الناس ويقدر عليه الاطباء فالاوقية عندهم وزن عشرة دراهم وخمسة أسباع درهم وهو استار وثلثا استار ( كالوقية بالضم ) وكسر القاف ( وفتح المثناة التحتية مشددة ) ربما جاء في الحديث وليست بالعالية وقيل لغة عامية وقيل قليلة ( ج أواقى ) بالتشديد ( و ) ان شئت خففت فقلت ( اواق ) مثل أثفية وأثافى واثاف ( و ) جمع الوقية ( وقاياو ) من المجاز ( سرج واق بين الوقاء ككساء ) وعليه اقتصر الجوهرى والزمخشري زاد اللحيانى ( ووقى ) كغنى ( بين الوقى كصلى ) أي ( غير معقر ) وفى التهذيب لم يكن معقرا وما أوقاه وكذلك الرحل ( و ) من المجاز ( وقى ) الفرس ( من الحفا ) يقى وقيا ( كوجى ) عن الاصمعي فهو واق إذا كان يهاب المشى من وجع يجده في حافره وقيل إذا حفى من غلظ الارض ورقة الحافر فوقى حافره الموضع الغليظ قال امرؤ القيس وصم صلاب ما يقين من الوجى * كأن مكان الردف منه على رال وقال ابن أحمر تمشى باوظفة شداد أسرها * شم السنابك لا تقى بالجدجد أي لا تشتكى حزونة الارض لصلابة حوافرها وفى بعض النسخ ووقى من الحفا كوجى بالتنوين فيهما وفى كتاب أبى على يقال بالفرس وقى من ظلع إذا كان يظلع ( والواقى الصرد ) قاله أبو عبيدة في باب الطيرة ووزنه بالقاضي كما في التهذيب وأنشد لمرقش ولقد غدوت وكنت لا * أغدو على واق وحاتم وإذا الاشائم كالايا * من والايا من كالاشائم وقال أبو الهيثم قيل للصرد واق لانه لا ينبسط في مشيه فشبه بالواقى من الدواب إذا حفى وفى المصباح هو الغراب وبه فسر بعضهم قول المرقش وفى الصحاح ويقال هو الواق بكسر القاف بلا ياء لانه سمى بذلك لحكاية صوته ويروى قول الشاعر وهو الرقاص الكلبى وليست بهياب إذا شد رحله * يقول عدانى اليوم واق وحاتم وقال ابن سيده وعندي ان واق حكاية صوته فان كان كذلك فاشتقاقه غير معروف * قلت وقد قدمنا ذلك في حرف القاف فراجعه ( وابن وقاء كسماء وكساء رجل ) من العرب كذا في المحكم * قلت وكأنه يعنى به بجير بن وقاء بن الحرث الصريمى الشاعر أو غيره والله أعلم ( و ) يقال ( ق على ظلعك أي الزمه واربع عليه ) مثل ارق على ظلعك كما في الصحاح ( أو ) معناه ( أصلح أولا أمرك فتقول قد
وقيت وقيا ) بالفتح ( ووقيا ) كصلى كذا في المحكم ( ويقال للشجاع موقى ) كمعظم أي موقى جدا كذا في الصحاح وجعله الزمخشري مثلا وقال الشاعر * ان الموقى مثل ما وقيت * ( وككساء وقاء بن اياس ) الوالبى ( المحدث ) عن سعيد بن جبير ومجاهد وعنه ابنه اياس والقطان وقال لم يكن بالقوى وقال أبو حاتم صالح ( والتقى كسمى ع ) كذا في النسخ ومثله في التكملة ( وأبو التقى كهدى محمد ابن الحسن ) المصرى ( وعبد الرحمن بن عيسى بن تقى منونا ) المدنى ثم المصرى الخراط الشافعي المفتى ( رويا عن سبط السلفي ) كذا في النسخ والذى في التبصير للحافظ ان الذى روى عن سبط السلفي هو عبد الرحمن هذا وأما محمد بن الحسن فانه روى عن بحر بن نصر الخولانى وهو متقدم عنه فتأمل ( وتقية الارمنازية شاعرة بديعة النظم ) في حدود الثمانين وخمسمائة ولم يذكر المصنف ارمناز في موضعه وقد نبهنا على في حرف الزاى ( و ) تقية ( بنت أحمد ) بن محمد بن الحصين روت بالاجازة عن ابن بيان الرزاز ( و ) تقية ( بنت أموسان ) عن الحسين بن عبد الملك الخلال أدركها ابن نقطة ( محدثتان ) * ومما يستدرك عليه توقى واتقى بمعنى واحد كما في الصحاح وفى حديث معاذ وتوق كرائم أموالهم أي تجنبها ولا تأخذها في الصدقة لانها تكرم على أصحابها وتعز فخذ الوسط وفى حديث آخر تبقه وتوقه أي استبق نفسك ولا تعرضها للتلف وتحرز من الآفات واتقها وجمع الواقية الاواقى والاصل وواقى لانه فواعل الا انهم كرهوا اجتماع الواوين فقلبوا الاولى ألفا وأنشد الجوهرى لعدى أخى المهلهل ضربت صدرها الى وقالت * يا عديا لقد وقتك الاواقى والوقية كغنية ما توقى به من المال والجمع الوقيات ومنه قول المتنخل الهذلى لاتقه الموت وقيائه * خط له ذلك في المهبل وقوله تعالى الا ان تتقوا منهم تقاة يجوز أن يكون مصدر أو أن يكون جمعا والمصدر أجود لان في القراءة الاخرى منهم تقية التعليل للفارسي كذا في المحكم وفى التهذيب قرأ حميد تقية وهو وجه الا ان الاولى أشهر في العربية * قلت قول ابن سيده وان يكون جمعا قال الجوهرى التقاة التقية يقال اتقى تقية وتقاة مثل اتخم تخمة وحكمي ابن برى عن القزاز تقى جمع تقاة مثل طلى وطلاة * قلت ورواه ثعلب عن ابن الاعرابي وقال هما حرفان نادران وقالوا ما أتقاه لله أي أخشاه وهو أتقى من فلان أي أكثر تقوى منه ويقال للسرج الواقى ما أتقاه أيضا وقول الشاعر (1/8653)
ومن يتق فان الله معه * ورزق الله مؤتاب وغادى قال الجوهرى أدخل جزما على جزم وحكى سيبويه أنت تتقى الله بالكسر على لغة من قال تعلم بالكسر وأتقاه استقبل الشئ وتوقاه وبه فسر أبو حيان قوله تعالى ان اتقيتن ورجل وقى تقى بمعنى واحد والوقاية بالكسر ويفتح التى للنساء كما في الصحاح وأيضا ما يوقى به الكتاب وابن الوقاياتى محدث هو أبو القاسم عثمان بن على بن عبيد الله البغدادي عن ابن البطر وعنه الحافظ أبو القاسم الدمشقي مات سنة 525 ورجل وقاء ككتان شديد الاتقاء وموقى كمعظم جد عبد الرحمن بن مكى سبط السلفي وفرس واقية من خيل أواق إذا كان بها ظلع نقله القالى والواقى مصدر كالواقية عن ابن برى وأنشد لا فنون التغلبي لعمرك ما يدرى الفتى كيف يتقى * إذا هو لم يجعل له الله واقيا ومن المجاز اتقاه بجحفته ومنه قول الشاعر رام ان يرمى فريسته * فاتقته من دم بدم والتقوى موضع عن القالى وأنشد لكثير ومرت على التقوى بهن كأنها * سفائن بحر طاب فيه مسيرها ووقى العظم وقيا وعى وانجبر والوقى الظلع والغمز والتقيا شئ يتقى به الضيف أدنى ما يكون ووقاء بن الا سعر بالكسر اسم لسان الحمرة الشاعر قال الحافظ كذا قرأت بخط مغلطاى الحافظ وجلدك التقوى منسوب الى تقى الدين عمر صاحب حماة روى عن السلفي وعبد الله بن ريحان التقوى عن ابن رواج وابن المقير وأبو تقى كغنى عبد الحميد بن ابراهيم وهشام بن عبد الملك اليزنى الحمصيان محدثان والاخير ذكره المصنف في ى ز ن وصحف في كنيته كما تقدمت الاشارة إليه وحفيد الاخير الحسن بن تقى بن أبى تقى حدث عن جده وعنه الطبراني وعلى بن عمر بن تقى روى جامع الترمذي عنه وعنه أبو على الطبسى وأبو طالب محمد بن محمد العلوى يعرف بابن التقى سمع منه ابن الدبيشى * قلت والتقى المذكور الذى عرف به هو على بن محمد بن على بن موسى الكاظم وتقى بن سلامة الموصلي روى عن عبد الله بن القاسم بن سهل الصواف وأبو التقى كهدى صالح ثلاثة من شيوخ المنذرى وعبد المنعم بن صالح ابن أبى التقى وعبد الدائم بن تقى بن ابراهيم كلاهما من شيوخ المنذرى أيضا والمتقي أحد الخلفاء العباسية وأيضا لقب الشيخ على ابن حسام الدين المكى الحنفي مبوب الجامع الصغير اجتمع به القطب الشعرانى وأثنى عليه والتقاوى اسم لما يدخر من الحبوب للزرع
كأنه جمع تقويه وهو اسم كالتمتين لغة مصرية وواقية جبل ببلاد الديلم عن ياقوت ( ى الوكاء ككساء رباط القربة وغيرها ) الذى يشد به رأسها ومنه الحديث احفظ عفاصها ووكاءها وقوله وغيرها كالوعاء والكيس والصرة وفى الحديث ان العين وكاء السه فإذا نام أحدكم فليتوضأ جعل اليقظة للاست كالوكاء للقربة وكنى بالعين عن اليقظة لان النائم لا عين له تبصر وفى قول الحسن يا ابن آدم جمعا في وعاء وشدا في وكاء جعل الوكاء هنا كالجراب وفى حديث آخر إذا نامت العين استطلق الوكاء وكل ذلك على المثل ( وقد وكاها وأوكاها و ) أوكى ( عليها ) شدها بالوكاء قال وأوكى رباعيا أفصح من الثلاثي كما في الفصيح وغيره * قلت ولذا اقتصر عليه الجوهرى ويقال أوكى على ما في سقائه إذا شده بالوكاء وفى الحديث أوكوا الا سقية أي شدوا رؤسها بالوكاء لئلا يدخلها حيوان أو يسقط فيها شئ وسقاء موكى وفى الحديث نهى عن الدباء والمزفت وعليكم بالموكى أي السقاء المشدود الرأس لان السقاء الموكى قلما يغفل عنه صاحبه لئلا يشتد فيه الشراب فينشق فهو يتعهده كثيرا وفى حديث أسماء لا توكى فيوكى عليك أي لا تدخرى وتشدي ما عندك وتمنعي ما في يدك فتنقطع مادة الرزق عنك ويروى لا توعى وقد ذكره المصنف هناك ( وكل ما شد رأسه من وعاء ونحوه وكاء ) هذا قد تقدم ففيه تكرار مخل بالاختصار ( و ) من المجاز ( سئل فأوكى ) عليه أي ( بخل ) نقله الزمخشري والجوهري ( واستوكت الناقة امتلأت شحما ) نقله الجوهرى عن أبى زيد وقال غيره سمنا وكذلك استوكت الابل ( و ) استوكى ( البطن لا يخرج منه النجو ) عن ابن شميل ( و ) استوكى ( السقاء امتلأ ) * ومما يستدرك عليه ان فلانا لوكاء ما يبض بشئ نقله الجوهرى أي بخيل ويقال أوك حلقك أي سد فمك واسكت وهو يوكى فلانا يأمره بسد فمه والايكاء السعي الشديد والزوازية الموكى الذى يتشدد في مشيه وأوكى الفرس الميدان جريا ملأه ويروى التوكية بمعنى الايكاء والمواكاة والوكاء التحامل على اليدين ورفعهما عند الدعاء وقد جاء في حديث جابر وأصله الهمز وإذا كان فم السقاء غليظ الاديم قيل هو لا يستوكى ولا يستكتب ( ى الولى ) بفتح فسكون ( القرب والدنو ) يقال تباعدنا بعد ولى وأنشد أبو عبيد وشط ولى النوى ان النوى قذف * تياحة غربة بالدار أحيانا وأنشد الجوهرى لساعدة الهذلى * وعدت عواد دون وليك تشغب * قال يقال منه وليه يليه بالكسر فيهما وهو شاذ ( و ) الولى ( المطر ) يأتي ( بعد المطر ) المعروف بالوسمى سمى به لانه يلى الوسمى وقد ( وليت الارض بالضم ) وليا إذا مطرت بالولي ( والولى ) كغنى ( الاسم منه ) هو نص الاصمعي قال الولى على مثال الرمى المطر الذى يأتي بعد المطر وإذا أردت الاسم فهو الولى وهو مثل النعى والنعى وقال كراع الولى بالتخفيف والتشديد لغتان على فعل وفعيل ومثله للفراء وللبدر القرافى هذا كلام منشؤه عدم اطلاعه على كتب اللغة فلذا أعرضنا عن ذكره ( و ) الولى له معان كثيرة فمنها ( المحب ) وهو ضد العدو اسم من والاه إذا أحبه ( و ) منها ( الصديق (1/8654)
و ) منها ( النصير ) من والاه إذا نصره ( وولى الشئ و ) ولى ( عليه ولاية وولاية ) بالكسر والفتح ( أوهى ) أي بالفتح ( المصدر وبالكسر ) الاسم مثل الامارة والنقابة لانه اسم لما توليته وقمت به فإذا أرادوا المصدر فتحوا هذا نص سيبويه وقيل الولاية بالكسر ( الخطة والامارة ) ونص المحكم كالامارة ( و ) قال ابن السكيت الولاية بالكسر ( السلطان ) قال ابن برى وقرئ قوله تعالى ما لكم من ولايتهم بالفتح وبالكسر بمعنى النصرة قال أبو الحسن الكسر لغة وليست بذلك وفى التهذيب قال الفراء كسر الواو في الآية أعجب الى من فتحها لانها انما يفتح أكثر ذلك إذا أريد بها النصرة قال وكان الكسائي يفتحها ويذهب بها الى النصرة قال الازهرى ولا أظنه علم التفسير وقال الزجاج يقرأ بالوجهين فمن فتح جعلها من النصرة والسبب قال والولاية التى بمنزلة الامارة مكسورة ليفصل بين المعنيين وقد يجوز كسر الولاية لان في تولى بعض القوم بعضا جنسا من الصناعة والعمل وكل ما كان من جنس الصناعة نحو القصارة والخياطة فهى مكسورة ( وأوليته الامر ) فوليه أي ( وليته اياه ) تولية ( والولاء ) كسماء ( الملك ) وهو اسم من المولى بمعنى المالك ( والمولى ) له مواضع في كلام العرب وقد تكرر ذكره في الآية والحديث فمن ذلك المولى ( المالك ) من وليه ولاية إذا ملكه ( و ) يطلق على ( العبد ) والانثى بالهاء ( و ) أيضا ( المعتق ) كمحسن وهو مولى النعمة أنعم على بعتقه ( والمعتق ) ككرم لانه ينزل منزلة ابن العم يجب عليك ان تنصره وأن ترثه ان مات ولا وارث له ومنه حديث الزكاة مولى القوم منهم ( و ) أيضا ( الصاحب و ) أيضا ( القريب كابن العم ونحوه ) قال ابن الاعرابي ابن العم مولى وابن الاخت مولى وقول الشاعر هم المولى وان جنفوا علينا * وانا من لقائهم لزور
قال أبو عبيدة يعنى الموالى أي بنى العم وهو كقوله تعالى ثم يخرجكم طفلا كذا في الصحاح وقال اللهبى يخاطب بنى أمية مهلا بنى عمنا مهلا موالينا * امشوا رويدا كما كنتم تكونونا ( و ) قال ابن الاعرابي المولى ( الجار والحليف ) وهو من انضم اليك فعز بعزك وامتنع بمنعتك قال الجعدى موالى حلف لا موالى قرابة * ولكن قطينا يسألون الاتاويا يقول هم حلفاء لا ابناء عم وقول الفرزدق فلو كان عبد الله مولى هجوته * ولكن عبد الله مولى مواليا لان عبد الله بن اسحق مولى الحضرميين وهم حلفاء بنى عبد شمس بن عبد مناف والحليف عند العرب مولى وانما قال مواليا فنصبه لانه رده الى أصله للضرورة وانما لم ينون لانه جعله بمنزلة غير المعتل الذى لا ينصرف كذا في الصحاح ( و ) قال أبو الهيثم المولى ( الابن والعم ) والعصبات كلهم ( و ) قال غيره المولى ( النزيل و ) أيضا ( الشريك ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( ابن الاخت ) عنه أيضا ( و ) أيضا ( الولى ) الذى يلى عليك أمرك وهما بمعنى واحد ومنه الحديث أيما امرأة نكحت بغير اذن مولاها ورواه بعضهم بغير اذن وليها وروى ابن سلام عن يونس ان المولى في الدين هو الولى وذلك قوله تعالى ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم أي لا ولى لهم ومنه الحديث من كنت مولاه فعلى مولاه أي من كنت وليه وقال الشافعي يحمل على ولاء الاسلام ( و ) أيضا ( الرب ) جل وعلا لتوليه أمور العالم بتدبيره وقدرته ( و ) أيضا ( الناصر ) نقله الجوهرى وبه فسر أيضا حديث من كنت مولاه ( و ) أيضا ( المنعم و ) أيضا ( المنعم عليه و ) أيضا ( المحب ) من والاه إذا أحبه ( و ) أيضا ( التابع و ) أيضا ( الصهر ) وجد ذلك في بعض نسخ الصحاح فهذه احد وعشرون معنى للمولى وأكثرها قد جاءت في الحديث فيضاف كل واحد الى ما يقتضيه الحديث الوارد فيه وقد تخلف مصادر هذه الاسماء فالولايه بالفتح في النسب والنصرة والعتق والولاية بالكسر في الامارة والولاء في المعتق والموالاة من والى القوم ( و ) النسبة الى المولى مولوى ويقال ( فيه مولوية أي يشبه الموالى وهو يتمولى ) علينا أي ( يتشبه بالسادة ) الموالى وما كان بمولى ولقد تمولي ( وتولاه ) توليا ( اتخذه ولياو ) تولى ( الامر ) والعمل إذا ( تقلده ) وهو مطاوع ولاه الامير عمل هذا وبه فسر قوله تعالى فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض أي توليتم أمور الناس والخطاب لقريش وقرئ ان توليتم بالضم أي وليكم بنو هاشم قاله الزجاج ( وانه لبين الولاءة ) كسحابة كذا في النسخ وفى المحكم بالكسر والقصر ( والولية ) بالتشديد كذا في النسخ وفى المحكم بالتخفيف ( والتولى والولاء ) كسحاب ( والولاية ) بالفتح ( ويكسرو ) يقال ( دار ولية ) بفتح فسكون أي ( قريبة ) وصفت بالمصدر ( و ) يقال ( القوم على ولاية واحدة ) بالفتح ( ويكسر أي يد ) واحدة في الخير والشر وفى الصحاح عن ابن السكيت هم على ولاية أي مجتمعون في النصرة يروى بالكسر والفتح جميعا وأنشد الفراء دعيهم فهم الب على ولاية * وحفرهم ان يعلموا ذاك دائب ( وداره ولى دارى ) بفتح فسكون أي ( قريبة منها وأولى على اليتيم ) أي ( أوصى ) عن ابن سيده ( ووالى بين الامرين موالاة وولاء ) بالكسر ( تابع ) بينهما يقال افعل هذه الاشياء على الولاء أي متتابعة ويقال والى فلان برمحه بين صدرين وعادى بينهما وذلك إذا طعن واحدا ثم آخر من فوره وكذلك الفارس يوالى بطعنتين متواليتين فارسين أي يتابع بينهما قتلا ويقال أصبته بثلاثة اسهم ولاء أي تباعا ( و ) والى ( غنمه ) موالاة ( عزل بعضها عن بعض وميزها ) قال الازهرى سمعت العرب تقول والوا حواشى نعمكم عن جلتها أي اعزلوا صغار عن كبارها وأنشد بعضهم (1/8655)
وكنا خليطى في الجمال فأصبحت * جمالي توالى ولها من جمالها توالى أي تميز منها ومن هذا قول الاعشى ولكنها كانت نوى أجنبية * توالى ربعى السقاب فأصحبا أي يفصل عن أمه فيشتد ولهه إليها ثم يستمر على الموالاة ويصحب أي ينقاد ويصبر بعدما كان اشتد عليه من مفارقته اياها ( وتوالى ) عليه شهران ( تتابع ) نقله الجوهرى ومنه توالت الى كتب فلان أي تتابعت وقد والاها الكاتب أي تابعها ( و ) توالى ( الرطب ) أي ( أخذ في الهيج كولى ) تولية كذا في النسخ والذى في المحكم وغيره يقال للرطب إذا أخذ في الهيج قد ولى وتولى وتوليه شهيته فتأمل ذلك ( وولى ) هاربا ( تولية أدبر ) وذهب موليا ( كتولي و ) ولى ( الشئ ) تولية ( و ) ولى ( عنه ) أي ( أعرض أو نأى ) وكذلك تولى عنه وقول الشاعر إذا ما امرؤ ولى على بوده * وأدبر لم يصدر بادباره ودى فانه أراد ولى عنى ووجه تعديته ولى بعلى انه لما كان إذا ولى عنه بوده تغير عليه جعل ولى بمعنى تغير فعداه بعلى وجاز أن يستعمل هنا على لانه أمر عليه لاله وقول الاعشى إذا حاجة ولتك لا تستطيعها * فخذ طرفا من غيرها حين تسبق
فانه أراد ولت عنك فحذف وأصل وقد يكون وليت الشئ ووليت عنه بمعنى والتولية قد تكون اقبالا وتكون انصرافا فمن الاول قوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام أي وجه وجهك نحوه وتلقاه وكذلك قوله تعالى ولكل وجهة هو موليها قال الفراء هو مستقبلها والتولية في هذا الموضع استقبال وقد قرئ هو مولاها أي الله تعالى يولى أهل كل ملة القبلة التى تريد ومن الانصراف قوله تعالى ثم وليتم مدبرين وكذلك قوله تعالى يولوكم الادبار وقوله تعالى ما ولاهم عن قبلتهم أي ما عدلهم وصرفهم ( والولية كغنية البرذعة ) وانما تسمى بذلك إذا كان على ظهر البعير لانها حينئذ تليه ( أو ما تحتها ) نقله الجوهرى عن أبى عبيد وقيل كل ما ولى الظهر من كساء أو غيره فهو ولية وفي حديث ابن الزبير أنه بات بقفر فلما قام ليرحل وجد رجلا طوله شبران عظيم اللحية على الولية فنفضها فوقع والجمع الولايا ومنه قول أبى زبيد كالبلايا رؤسها في الولايا * ما نحات السموم حر الخدود قال الجوهرى يعنى الناقة التى كانت تعكس على قبر صاحبها ثم تطرح الولية على رأسها الى أن تموت وفى الحديث نهى ان يجلس الرجل على الولايا هي ما تحت البراذع أي لانها إذا بسطت وفرشت تعلق بها الشوك والتراب وغير ذلك مما يضر الدواب ولان الجالس عليها ربما أصابه من وسخها ونتنها ودم عقرها ( أو ) الولية ( ما تخبؤه المرأة من زاد لضيف ينزل ) عن كراع والاصل لوية فقلب ( ج ولايا ) ثبت القلب في الجمع أيضا ( و ) من المجاز ( استولى على الامر ) كذا في النسخ والصواب على الامد كما في الصحاح وغيره أي ( بلغ الغاية ) ومنه قول الذبيانى * سبق الجواد إذا استولى على الامد * واستيلاؤه على الامدان يغلب عليه بسبقه إليه ومن هذا يقال استولى فلان على مالى أي غلبنى عليه ويقال استبق الفارسان على فرسيهما الى غاية تسابقها إليها فاستولى أحدهما على الغاية إذا سبق الآخر ( و ) قولهم ( أولى لك تهدد ووعيد ) وأنشد الجوهرى فأولى ثم أولى ثم أولى * وهل للدر يحلب من مرد قال الاصمعي ( أي قاربه ما يهلكه ) أي نزل به وأنشد فعادى بين هاديتين منها * وأولى أن يزيد على الثلاث ومنه قوله تعالى أولى لك فأولى معناه التوعد والتهدد أي الشر أقرب اليك وقال ثعلب دنوت من الهلكة وكذلك قوله تعالى فأولى لهم أي وليهم المكروه وهو اسم لدنوت أو قاربت قال ثعلب ولم يقل أحد في أولى لك أحسن مما قال الاصمعي وقال غيرهما أولى يقولها الرجل لآخر يحسره على ما فاته ويقول له يا محروم أي شئ فاتك وفى مقامات الحريري أولى لك يا ملعون أنسيت يوم جيرون وقيل هي كلمة تلهف يقولها الرجل إذا أفلت من عظيمة وفى حديث أنس قام عبد الله بن حذافة فقال من أبى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوك حذافة وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال أولى لكم والذى نفسي بيده أي قرب منكم ما تكرهون وقول الشاعر فلو كان أولى يطعم القوم صدتهم * ولكن أولى يترك القوم جوعا أولى في البيت حكاية وذلك انه كان لا يحسن الرمى وأحب أن يتبدح عند أصحابه فقال أولى وضرب بيده على الاخرى فقال أولى فحكى ذلك ( و ) يقال ( هو أولى ) بكذا أي ( أحرى ) به وأجدر ( و ) يقال ( هم الاولى ) كذا في النسخ ووقع كذلك في بعض نسخ الصحاح والصواب هو الاولى ( و ) هم ( الاوالى والاولون ) مثال الاعلى والاعالي والاعلون وقوله تعالى من الذين استحق عليهم الاوليان هي قراءة على رضى الله تعالى عنه وبها قرأ أبو عمرو ونافع وكثير وقال الزجاج الاوليان في قول أكثر البصريين يرتفعان على البدل مما في يقومان المعنى فليقم الاوليان بالميت مقام هذين الجانبين ومن قرأ الاولين رده على الذين وكان المعنى من الذين استحق عليهم أيضا الاولون قال وهى قراءة ابن عباس وبها قرأ الكوفيون واحتجوا بان قال ابن عباس أرأيت ان كان الاوليان (1/8656)
صغيرين ( و ) تقول ( في المؤنث ) هي ( الوليا و ) هما ( الولييان و ) هن ( الولى و ) ان شئت ( الولييات ) مثل الكبرى والكبريان والكبر والكبريات ( والتولية في البيع ) هي ( نقل ما ملكه بالعقد الاول وبالثمن الاول من غير زيادة ) أي تشترى سلعة بثمن معلوم ثم توليها رجلا آخر بذلك الثمن ونص التكملة بالعقد الاول بالثمن الاول من غير واو العطف * ومما يستدرك عليه الولى في أسماء الله تعالى هو الناصر وقيل المتولي لامور العالم القائم بها وأيضا الوالى وهو مالك الاشياء جميعها المتصرف فيها قال ابن الاثير وكأن الولاية تعشر بالتدبير والقدرة والفعل وما لم يجتمع ذلك فيه لم ينطلق عليه اسم الوالى وولى اليتيم الذى يلى أمره ويقوم بكفالته وولى المرأة الذى يلى عقد النكاح عليها ولا يدعها تستبد بعقد النكاح دونه والجمع الاولياء والولى فعيل بمعنى فاعل من توالت طاعته من غير
تخلل عصيان أو بمعنى مفعول من يتوالى عليه احسان الله وافضاله والمولى العصبة ومنه قوله تعالى وانى خفت الموالى من ورائي والمولى الاخ عن أبى الهيثم والمولى السيد والمولى العقيد والمولى الذى يلى عليك أمرك ورجل ولاء وقوم ولاء بمعنى ولى وأولياء لان الولاء مصدر قاله أبو الهيثم وولاه تولية نصره كتولاه ووالاه والموالاة المحبة وأن يتشاجر اثنان فيدخل بينهما ثالث للصلح عن ابن الاعرابي وتوالت الغنم عن المعز تميزت عن بعضها وفى نوادر الاعراب تواليت مالى وامتزت مالى بمعنى واحد قال الازهرى جعلت هذه الاحرف واقعة والظاهر منها اللزوم والنسبة الى المولى مولوى ومنه استعمال العجم المولوي للعالم الكبير ولكنهم ينطقون به ملا وهو قبيح ومنه المولوية طائفة من الناس نسبوا الى المولى جلال الدين الرومي دفين قونية الروم من رجال السبعمائة والنسبة الى الولى من المطر ولوى كما قالوا علوى لانهم كرهوا الجمع بين أربع يا آت فحذفوا الياء الاولى وقلبوا الثانية واو قاله الجوهرى وكذلك النسبة الى الولى إذا كان لقبا الولاء بالفتح القرابة وبالكسر ميراث يستحقه المرء بسبب عتق شخص في ملكه أو بسبب عقد الموالاة وقول لبيد فغدت كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها فانه أراد أولى موضع يكون فيه الخوف وفى بعض النسخ الحرب كما في الصحاح وأولاه الامر ولاه وولته الخمسون ذنبها عن ابن الاعرابي أي جعلت ذنبها يليه وولاها ذنبا كذلك وتولى الشئ لزمه والولى جمع ولية للبرذعة ومنه قول كثير * وحاركها تحت الولى نهود * وأولاه معروفا أسداه إليه كانه ألصق به معروفا يليه أو ملكه اياه وقال الفراء يقولون من الولية أي البرذعة أوليت ووليت ويقال في التعجب ما أولاه للمعروف وهو شاذ قال ابن برى شذوذه كونه رباعيا والتعجب انما يكون من الافعال الثلاثية وتقول ولى فلان وولى عليه كما تقول ساس وسيس عليه وكل مما يليك أي يقاربك وحكى ابن جنى أولاة الآن في التهدد فأنث أولى قال ابن سيده وهذا يدل على انه اسم لا فعل والاولية جمع الولى للمطر وأيضا جمع الولية للبرذعة وبهما فسر قول النمر بن تولب عن ذات أولية أساود ريها * وكأن لون الملح فوق شفارها يريد انها أكلت وليا بعد ولى من المطر أي رعت ما نبت عنهما فسمنت نقله ابن السكيت عن بعضهم وقال الاصمعي شبه ما عليها من الشحم وتراكمه بالولايا وهى البراذع والولية المعروف قال ذو الرمة لنى ولية تمرع جنابي فانني * لما نلت من وسمى نعماك شاكر لنى أمر من الولى أي أمطرني ولية منك أي معروفا بعد معروف قال ابن برى وذكر الفراء الولا المطر بالقصر واتبعه ابن ولاد ورد عليهما على بن حمزة وقال هو الولى بالتشديد لا غير والاصل في الى حرف الجر ولى كما قالوا أحدو وحد وامرأة أناة ووناة واستولى على الشئ إذا صار في يده وولى وتولى بمعنى واحد عن أبى معاذا النحوي يقال تولاه اتبعه ورضى به ومنه قوله تعالى ومن يتولهم منكم فانه منهم وولاه صدفه وصرفه وتولى عنه أعرض ومنه قوله تعالى وان تتولوا يستبدل قوما غيركم أي تعرضوا عن الاسلام وكل من أعطيته ابتداء من غير مكافأة فقد أوليته والموالي بطن من العرب سمعت بعض الثقات يقول انهم من أعقاب خفاجة ومنازلهم بلاد الشام وأطراف العراق وعبد الرحمن بن أبى الموالى من أتباع التابعين روى عن الباقر وعنه القعنبى والمتولي أحد أئمة الشافعية والولى لقب أبى بكر أحمد بن عبد الرحمن بن الفضل العجلى الدقاق البغدادي من شيوخ أبى اسحق الطبري مات سنة 355 وقال أبو زيد فلان يتمول علينا أي يتسلط وأوليته أدنيته والمولية كمرمية الارض الممطورة والولية كغنية موضع في بلاد خثعم قالت امرأة منهم وبنو أمامة بالولية صرعوا * ثملا يعالج كلهم أنبوبا نقله ياقوت والمواليا نوع من الشعر وهو من بحر البسيط أول من اخترعه أهل واسط اقتطعوا من البسيط بيتين وقفوا شطر كل بيت بقافية تعلمه عبيدهم المتسلمون عمارتهم والغلمان وصاروا يغنون به في رؤس النخل وعلى سقى المياه ويقولون في آخر كل صوت يا مواليا اشارة الى ساداتهم فسمى بهذا الاسم ثم استعمله البغداديون فلطفوه حتى عرف بهم دون مخترعيه ثم شاع نقله عبد القادر بن عمر البغدادي في حاشية الكعبية * ومما يستدرك عليه وما أهمله الجوهرى وقلده المصنف وفى اللسان يقال ما أدرى أي الومى هو أي أي الناس هو وأوميت لغة في أو مأت عن ابن قتيبة وأنكرها غيره وقال الفراء أو مى يومى وومى يمى كأوحى ووحى وأصل الايماء الاشارة بالاعضاء كالرأس واليد والعين والحاجب ويقال استولى على الامر واستومى عليه أي غلب عليه قال الفراء (1/8657)
ومثله لولا ولو ما قال الاصمعي خاللته وخالمته إذا صادقته وهو خلى وخلمى ويقال ومى بالشى تومية إذا ذهب به ( ى الوئى كفتى التعب و ) أيضا ( الفترة ضد ) يقصر ( ويمد ) هذا نص المحكم وفى الصحاح الونى الضعف والفتور والكلال والاعياء قال امروء القيس
مسح إذا ما السابحات على الونى * أثرن الغبار بالكديد المركل وأنشد القالى شاهد اللممدود قول الشاعر وصيدح يفتر هاوناء * وان ونت الركاب جرت أماما وقد ( ونى ) في الامر ( يتى ونيا ) بالفتح ( وونيا ) كصلى على فعول وأنشد ابن دريد لذى الرمة فأى مزور أشعث الرأس هاجع * الى دف هو جاء الونى عقالها ( ووناء ) ككساء ( وونية ) بالكسر ( ونية ) كعدة ( وونى ) كفتى وهذه عن كراع واقتصر الجوهرى على هذه والاولى أي ضعف وفى حديث عائشة تصف أباها رضى الله تعالى عنهما سبق إذ ونيتم أي قصرتم وفترتم وفى حديث على رضى الله تعالى عنه لا تنقطع أسباب الشفقة فينوا في جدهم أي يفترون في عزمهم واجتهادهم وحذف نون الجمع لجواب النفى بالفاء وقوله عز وجل ولا تنيا في ذكرى أي لاتفترا ( وأوناه ) غيره أتعبه وأضعفه ( وتوانى هو ) يقال توانى في حاجته إذا قصر قال الجوهرى وقول الاعشى ولا يدع الحمد بل يشترى * بوشك الظنون ولا بالتون أراد بالتوانى فحذف الالف لاجتماع الساكنين لان القافية موقوفة قال ابن برى والذى في شعر الاعشى ولا يدع الحمد أو يشتريه * بوشك الفتور ولا بالتون أي لا يدع الحمد مفترا فيه ولا متوانيا فالجار والمجرور في موضع الحال وأنشد ابن برى لآخر انا على طول الكلال والتون * نسوقها سنا وبعض السوق سن ( وناقة وانية فاترة طليح ) وقيل وانية إذا أعيت وأونيتها أنا أتعبتها وأضعتها قال * ووانية زجرت على دجاها * ( وامرأة وناة و ) قد تقلب الواو همزة فيقال ( أناة ) نقله الجوهرى زاد ابن سيده ( وانية ) بالكسر وفى بعض النسخ كغنية أي ( حليمة بطيئة القيام ) وفى الصحاح فيها فتور زاد الازهرى لنعمتها وقال اللحيانى هي التى فيها فتور عند القيام ( والقعود والمشى ) وتقدم شاهد أناة في أ ن ى قال ابن برى أبدلت الواو المفتوحة همزة في أناة حرف واحد قال وحكى الزاهد أين أخيهم أي سفرهم وقصدهم وأصله وخيهم وزاد أبو عبيد كل مال زكى ذهبت أبلته أي وبلته وهى شره وزاد ابن الاعرابي واحد آلاء الله الى وأصله ولى وزاد غيره أزيز في وزيز وحكى ابن جنى أج في وج اسم موضع وأجم في وجم ( والمينا ) بالكسر مقصور ( مرفأ السفينة ) سمى بذلك لان السفن تنى فيه أي تفتر عن جريها وقال الازهرى المينى مقصور يكتب بالياء موضع ترفأ إليه السفن ( ويمد ) هكذا ذكره بهما القالى في كتابه وقال ثعلب هو مفعل أو مفعال من الونى والمد أكثر وعليه اقتصر ابن ولاد ومنه قول كثير تأطرن بالميناء ثم خر عنه * وقد لج من أحمالهن شجون وقال نصيب في المد أيضا تيممن منها ذاهبات كانه * بدجلة في الميناء فلك مقير ( و ) المينا ( جوهر الزجاج ) الذى يعمل منه الزجاج هكذا ذكره ابن ولاد بالقصر ويكتب بالياء وحكى ابن برى عن القالى قال الميناء جوهر الزجاج ممدود لا غير قال وأما ابن ولاد فجعله مقصورا وجعل مرفأ السفن ممدودا قال وهذا خلاف ما عليه الجماعة * قلت أورده القالى في باب ما جاء من الممدود على مثال مفعال فذكر الميناء لجوهر الزجاج وقال هو ممدود عن الفراء ثم قال فاما مينا البحر فيمد ويقصر وما نقله عن ابن ولاد فصحيح هكذا رأيته في كتابه وفى التكملة المينى جوهر الزجاج يكتب بالياء قاله العسكري وهو مما انقلب على القراء حيث قال انه ممدود ( والونية ) كغنية ( اللؤلؤة كالوناة ) عن أبى عمرو وقال ابن الاعرابي سميت بذلك لثقبها فان ثقبها مما يضعفها وحكى القالى عن ثعلب الونى واحدته ونية وهى اللؤلؤة ورد عليه الازهرى فقال واحدة الونى وناة لا ونية ويقال جمع ونية ونى وأنشد ابن الاعرابي لأوس بن حجر فحطت كما حطت ونية تاجر * وهى نظمها فارفض منها الطوائف ويروى وئية وقد تقدم ويروى وهية وسيأتى ( أو ) الونية ( العقد من الدرو ) قيل هي ( الجوالق ) وبكل ذلك فسر البيت المذكور ( و ) الونية ( ع ) نقله ياقوت وقال كانه نسبة الى الونى وهو ترك العجلة ( ووناه القوم ) ونى ( تركوه ) ونى ( الكم ) ونى ( شمره ) الى فوق ( وونى تونية إذا لم يجد في العمل ) وفى التكملة إذا لم يجد العمل * ومما يستدرك عليه الوانى الضعيف البدن ونسيم وان ضعيف الهبوب وأنشد الجوهرى لحجدر اليمامى وكان من اللصوص وظهر تنوفة للريح فيها * نسيم لا يروع الترب وانى وفلان لا ينى يفعل كذا أي لا يزال ومنه قول الشاعر * وزعمت أنك لا تنى بالصيف تامر * وقال غيره فما ينون إذا طافوا بحجهم * يهتكون لبيت الله أستارا (1/8658)
وافعل ذلك بلا ونية أي بلا توان وجمع مينا البحر موان بالتخفيف ولم يسمع فيه التشديد نقله ابن برى وامرأة ونى كفتى وزينة عن ابن القوطية وقال غيره جارية وناة كأنها الدرة والونوة الاسترخاء في العقل نقله الازهرى وونت السحابة أمطرت وهو مجاز نقله الزمخشري ووناء كسحاب أوهى ونى بالقصر قرية بمصر بالصعيد الأدنى منها الشمس محمد بن اسمعيل الونائى أحد الاذكياء
روى عن السمى محمد بن عبد الدائم البرماوى وغيره ترجمه الحافظ السخاوى في الضوء وأونت الناقة والشاة صار بطنهما كالاونين وهما العد لان نقله ابن القطاع قال وكان القياس آونت ويقال أونت ( الواو ) أهمله الجوهرى هنا وأورد أحكامه في الحروف اللينة وهو ( حرف هجاء ) مجهور يكون أصلا وبدلا وزائدا وقال الخليل شفوى يحصل من انطباق الشفتين جوار مخرج الفاء قد تقدم ما يتعلق به في أول هذا الباب ( ويقال ووثنائية ) هكذا في النسخ ونص المحكم الواو من حروف المعجم ووو حرف هجاء وواو حرف هجاء وليست الواو ان فيهما للعطف كما زعمه المصنف وانما هما لغتان ووو وواو ولم أر أحدا قال فيه ووثنائية وانما هي ثلاثية في الوجهين فتأمل ذلك حق التأمل وأنصف ( والواو مؤلفة من واو وياء وواو ) هذا هو المختار عند أئمة الصرف وذلك لان ألف الواو لا تكون الا منقلبة فإذا كانت كذلك فلا تخلو من أن تكون عن الواو أو عن الياء ولا تكون عن الواو لانه ان كان كذلك كانت حروف الكلمة واحدة ولا نعلم ذلك في الكلام البتة الا ببة وما عرب كالكك فإذا بطل انقلابها عن الواو ثبت أنه عن الياء فخرج الى باب وعوت على الشذوذ وحملها أبو الحسن الاخفش على أنها منقلبة عن واو واستدل على ذلك بتفخيم العرب اياها وأنه لم تسمع الامالة فيها فقضى لذلك بانها من الواو وجعل حروف الكلمة كلها واوات قال ابن جنى ورأيت أبا على ينكر هذا القول ويذهب الى أن الالف فيها منقلبة عن ياء واعتمد ذلك على أنه ان جعلها من الواو كان العين والفاء واللام كلها لفظا واحدا قال أبو على وهو غير موجود قال ابن جنى فعدل الى القضاء بأنها من الياء قال ولست أرى بما أنكره أبو على على أبى الحسن بأسا وذلك ان أبا على وان كره ذلك لئلا تصير حروفه كلها واوات فانه إذا قضى بان الألف من ياء لتختلف الحروف فقد حصل بعد ذلك معه لفظ لا نظير له الا ترى أنه ليس في الكلام حرف فاؤه واو ولامه واو الا قولنا واو فإذا كان قضاؤه بان الالف من ياء لا يخرجه من أن يكون الحرف فذا لا نظير له فقضاؤه بان العين واو أيضا ليس بمنكر ويعضد ذلك شيئان أحدهما ما وصى به سيبويه من أن الالف إذا كانت في موضع العين فأن تكون منقلبة عن الواو أكثر من أن تكون منقلبة عن الياء والآخر ما حكاه أبو الحسن من أنه لم يسمع عنهم فيها الا مالة وهذا أيضا يؤكد أنها من الواو قال فلا جل ما ذكرناه من الاحتجاج لمذهب أبى على تعادل عندنا المذهبان أو قربا من التعادل انتهى وقال الكسائي ما كان من الحروف على ثلاثة أحرف وسطه ألف ففى فعله لغتان الواو والياء كقولك دولت دالا وقوفت قافا أي كتبتهما الا الواو فانها بالياء لا غير لكثرة الواوات تقول فيها وييت واو احسنة وغير الكسائي يقول أويت أو وويت وقال الخليل وجدت كل واو وياء في الهجاء لا يعتمد على شئ بعدها يرجع في التصريف الى الياء نحو ياء وفاء وطاء ونحوها * قلت حكى ثعلب وويت واوا حسنة عملتها فان صح هذا جاز أن تكون الكلمة من واو وواو وياء وجاز أن تكون من واو وواو وواو فكان الحكم على هذا وووت غير ان مجاوزة الثلاثة قلبت الواو الاخيرة ياء ( وتذكر أقسامها في الحروف اللينة ) ان شاء الله تعالى * ومما يستدرك عليه الواو اسم للبعير الفالج قاله الخليل وأنشد وكم محتذ أغنيته بعد فقره * فآب بواو جمة وسوام كذا في البصائر للمصنف ونقله شيخنا عن البرماوى في شرح اللامية وفسره فقال هو الذى ليس له سنام والنسبة الى الواو واوى ويقال هذه قصيدة واوية إذا كانت على الواو وتحقيرها ووية ويقال أوية ويقال واو مواوأة وهمزوها كراهة اتصال الواوات ويقال كلمة مأواة كمعواة أي مبنية من بنات الواو ويقال أيضا موياة من بنات الواو وميواة من بنات الياء وجمعها على أفعال أواء في قول من جعل ألفها منقلبة عن واو وأصلها أواو فلما وقعت الواو طرفا بعد ألف زائدة قلبت ألفا ثم قلبت تلك الالف همزة وان جمعتها على أفعل قلت أو وأصلها أووو فلما وقعت الواو طرفا مضموما ما قبلها أبدل من الضمة كسرة ومن الواو ياء وقلت أو كأدل وأحق وفى قول من جعل ألفها منقلبة عن ياء يقول في جمعه على أفعال أياء وأصلها عنده أو ياء فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الواو بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء التى بعدها فصارت أياء كما ترى وعلى أفعل آى وأصلها أو يو فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الواو بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الاولى في الثانية فصارت أيو فلما وقعت الواو طرفا مضموما ما قبلها أبدل من الضمة كسرة ومن الواو ياء فصار التقدير أييى فلما اجتمعت ثلاث يا آت والوسطى منهمن مكسورة حذفت الياء الاخيرة فصار أيى كأدل ويقال وويت واوا حسنة قاله الكسائي وحكى ثعلب عن بعضهم أويت وقد تقدم والواوا الدمشقي شاعر هو أبو الفرج محمد بن أحمد
الغساني والواوا صياح ابن آوى ( ى الوهى ) بالفتح ( الشق في الشئ ) يقال في السقاء وهى أي تخرق وانشقاق وأنشد ابن برى ولا منا لوهيك راقع ( ج وهى ) كصلى وقيل الوهى مصدر مبنى على فعول ( و ) حكى ابن الاعرابي في جمع وهى ( أوهية ) وهو نادر وأنشد حمال ألوية شهاد أنجية * سداد أوهية فتاح أسداد وقد ( وهى ) الشئ والسقاء ( كوعى وولى ) يهى فيهما جميعا وهيا ( تخرق وانشق ) نقله الجوهرى واقتصر على الباب الاول ( و ) يقال وهى الشئ ( استرخى رباطه ) قال الشاعر * أم الحبل واه بها منجذم * ( و ) من المجاز وهى ( السحاب ) إذا تبعق بالمطر (1/8659)
تبعقا أو ( انبثق ) انبثاقا ( شديدا ) وقد وهت عزاليه قال أبو ذؤيب وهى خرجه واستجيل الربا * ب منه وغرم ماء صريحا ووهت عزالى السماء بمائها ( و ) قال ابن الاعرابي وهى ( الرجل ) إذا ( حمق ) وهو من حد رضى كما ضبطه الصاغانى ( و ) أيضا ( سقط ) وضعف وهو من حد رمى فهو واه ومنه الحديث المؤمن واه راقع أي مذنب تائب شبه بما يهى وهيا إذا بلى وتخرق والمراد بالواهى ذو الوهى وفى حديث على ولا واهيا في عزم ويروى ولا وهى في عزم أي ضعيف أو ضعف ( والوهية ) كغنية ( الدرة ) سميت بذلك لثقبها لان الثقب مما يضعفها عن ابن الاعرابي وأنشد لاوس فحطت كما حطت وهية تاجر * وهى نظمها فارفض منها الطوائف ويروى ونية تاجر وقد تقدم ( و ) الوهية أيضا ( الجزور الضخمة ) السمينة ( والأوهية كرومية النفنف وما بين أعلى الجبل الى مستقر الوادي ) نقله الصاغانى * ومما يستدرك عليه وهى الشئ وهيا كصلى بلى وأوهاه أضعفه ويقال ضربه فأوهى يده أي أصابها كسر أوما أشبه ذلك وأوهيت السقاء فوهى وهو ان يتهيأ للتخرق وفى السقاء وهية على التصغير أي خرق قليل نقله الجوهرى ويروى المؤمن موه راقع كانه يوهى دينه بمعصيته ويرقعه بتوبته وفى المثل خل سبيل من وهى سقاؤه * ومن هريق بالفلاة ماؤه يضرب لمن لا يستقيم أمره ووهى الحائط يهى إذا تقزر واسترخى وكذلك الثوب والحبل وقيل وهى الحائط إذا ضعف وهم بالسقوط ويقال أوهيت وهيا فارقعه ويقولون غادر وهية لا ترقع أي فتقا لا يقدر على رتقه ووهى السماء كولى لغة في وهى كوعى قال ابن هرمة فان الغيث قد وهيت كلاه * ببطحاء السيالة فالنظيم وقولهم رجل واه وحديث واه أي ساقط أو ضعيف ( وى كلمة تعجب تقول ويك ووى لزيد ) كما في الصحاح وفى المحكم وى حرف معناه التعجب وأنشد الازهرى وى لامها من دوى الجو طالبة * ولا كهذا الذى في الارض مطلوب قال انما أراد وى مفصولة من اللام ولذلك كسر اللام قال الجوهرى ( و ) قد ( تدخل ) وى ( على كأن المخففة والمشددة ) تقول وى ثم تبتدئ فتقول كأن قاله الخليل ( و ) قال الليث ( وى يكنى بها عن الويل ) فيقال ويك استمع قولى قال عنترة ولقد شفى نفسي وأذهب سقمها * قيل الفوارس ويك عنتر أقدم وقد تقدم ذلك في الكاف ( وقوله تعالى ويك أن الله يبسط الرزق ) لمن يشاء ( زعم سيبويه أنها وى مفصولة من كأن ) قال والمعنى وقع على ان القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم أو نبهوا فقيل لهم انما يشبه أن يكون عندكم هذا هكذا وأنشد لزيد بن عمرو بن نفيل وقيل لنبيه بن الحجاج وى كأن من يكون له نشب يحبب * ومن يفتقر يعش عيش ضر ( وقيل معناه ألم تر ) عزاه سيبويه الى بعض المفسرين وقال الفراء في تفسير الآية ويكأن في كلام العرب تقرير كقول الرجل أما ترى الى صنع الله واحسانه قال وأخبرني شيخ من أهل البصرة أنه سمع أعرابية تقول لزوجها أين ابنك ويلك فقال ويكانه وراء البيت معناه أما ترينه وراء البيت ( وقيل ) معناه ( ويلك ) حكاه ثعلب عن بعضهم وحكاه أبو زيد عن العرب وقال الفراء وقد يذهب بعض النحويين الى أنها كلمتان يريدون ويك كأنهم أرادوا ويلك فحذفوا اللام ويجعل أن مفتوحة بفعل مضمر ( وقيل اعلم ) حكاه ثعلب أيضا عن بعضهم وقال الفراء تقديره ويلك اعلم أنه فاضمرا علم قال الفراء ولم نجد العرب تعمل الظن مضمرا ولا العلم ولا اشباهه في ذلك وأما حذف اللام من ويلك حتى يصير ويك فقد تقوله العرب لكثرتها قال أبو اسحق الصحيح في هذا ما ذكره سيبويه عن الخليل ويونس قال سألت الخليل عنها فزعم أن وى مفصولة من كأن وأن القوم تنبهوا فقالوا وى متندمين على ما سلف منهم وكل من تندم أو ندم فاظهار ندامته أو تندمه أن يقول وى كما يعاتب الرجل على ما سلف فيقول كانك قصدت مكر وهى فحقيقة الوقوف عليها وى وهو أجود وفى كلام العرب وى معناه التنبيه والتندم قال وتفسير الخليل مشاكل لما جاء في التفسير لان قول المفسرين أما ترى هو تنبيه ( فصل الهاء ) مع الواو والياء ( والهبوة الغبرة ) نقله الجوهرى وابن سيده والجمع هبوات وأنشد الجوهرى لرؤبة
تبدو لنا أعلامه بعد الغرق * في قطع الآل وهبوات الدقق قال ابن برى الدقق ما دق من التراب والواحد منه الدقى كما تقول الجلى والجلل وفى حديث الصوم وان حال بينكم وبينه سحاب أوهبوة فأكملوا العدة أي دون الهلال ( والهباء ) كسماء ( الغبار ) مطلقا ( أو ) غبار ( يشبه الدخان ) ساطع في الهواء ( و ) قيل هو ( دقاق التراب ساطعة ومنثورة على وجه الارض ) وقال ابن شميل هو التراب الذى تطيره الريح فتراه على وجوه الناس وجلودهم وثيابهم يلزق لزوقا وقال أقول أرى في السماء هباء ولا يقال يومنا ذو هباء ولا ذو هبوة وفى الصحاح هو الشئ المنبث الذى تراه في البيت من ضوء الشمس ومنه قوله تعالى فجعلناه هباء منثورا أي صارت أعمالهم بمنزلة الهباء المنثور ونقل الازهرى عن أبى اسحق معناه أن الجبال صارت غبارا وقيل الهباء هو ما تثيره الخيل بحوافرها من دقاق الغبار وقيل ما يظهر في الكوى من ضوء الشمس (1/8660)
( و ) من المجاز الهباء ( القليلو العقول من الناس ) وبه فسر حديث الحسن ثم اتبعه من الناس هباء رعاع قال ابن سيده هم الذين لا عقول لهم وقال ابن الاثير هو في الاصل ما ارتفع من تحت سنابك الخيل والشى المنبث الذى تراه في الشمس فشبه بها أتباعه ( ج أهباء ) على غير قياس ومنه اهباء الزوبعة لما يرتفع في الجو ( و ) يقال للغبار إذا ارتفع ( هبا ) يهبو ( هبوا ) كعلو أي ( سطع و ) هبا أيضا ( فر ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( مات ) عنه أيضا ( وأهبى الفرس ) اهباء ( أثار الهباء ) عن ابن جنى ( والهابى تراب القبر ) وأنشد الاصمعي وهاب كجثمان الحمامة أجفلت * به ريح ترج والصبا كل مجفل ( و ) في الحديث ان سهيل بن عمرو ( جاء يتهبى ) كانه جمل آدم ( أي ) جاء فارغا ( ينفض يديه ) قاله الاصمعي وهذا كما يقال جاء يضرب أصدريه ( ونجوم هبى كربى ) أي ( هابية ) قد ( استترت بالهباء ) واحدها هاب وبه فسر قول الشاعر وهو أبو حية النيمرى أنشده أبو الهيثم يكون بها دليل القوم نجما * كعين الكلب في هبى قياع قباع بكسر القاف القنافذ الواحد قباع قال ابن قتيبة في تفسيره شبه النجم بعين الكلب لكثرة نعاس الكلب لانه يفتح عينيه تارة ثم يغفى فكذلك النجم يظهر ساعة ثم يخفى بالهباء وقباع تابعة في الهباء أي داخلة فيه وفى التهذيب وصف النجم الهابى الذى في الهباء فشبهه بعين الكلب نهارا وذلك أن الكلب بالليل حارس وبالنهار ناعس وعين الناعس مغمضة ويبدو من عينيه الخفاء فكذلك النجم الذى يهتدى به هو هاب كعين الكلب في خفائه وقال في هبى هو جمع هاب كغزى جمع غاز والمعنى ان دليل القوم نجم هاب في هبى تخفى فيه الا قليلا منه يعرف منه الناظر أي نجم هو وفى أي ناحية هو فيهتدى به وهو في نجوم هبى أي هابية الا انها قباع كالقنافذ إذا قبعت فلا يهتدى بهذه القباع انما يهتدى بهذا النجم الواحد الذى هو هاب غير قابع في نجوم هابية قابعة وجمع القابع على قباع كصاحب وصحاب ( والمتهبى ) الرجل ( الضعيف البصر ) كانه غطى بصره بالهباء ( والهبو ) بالفتح ( حى ) من العرب ومر له في الهمز بعينه ( والهباءة ) كسحابة ( أرض لغطفان ولها يوم ) قال الجوهرى يوم الهباءة لقيس بن زهير العبسى على حذيفة بن بدر الفزارى قتله في جفر الهباءة وهو مستنقع بها وقال ياقوت قتل بها حذيفة وأخوه بدر وقال عرام الجفر جبل في بلاد بنى سليم فوق السوارقية وفيه ماء يقال له الهباءة وهى أفواه آبار كثيرة مخرقة الاسافل يفرغ بعضها في بعض الماء العذب الطيب ويزرع عليها الحنطة والشعير وما أشبهه وقرأت في الحماسة لقيس بن زهير نعلم أن خير الناس ميت * على جفر الهباءة لا يريم ولو لا ظلمه مازلت أبكى * عليه الدهر ما طلع النجوم ولكن الفتى حمل بن بدر * بغى والبغى مصرعه وخيم أظن الحلم دل على قومي * وقد يستجهل الرجل الحليم ومارست الرجال ومارسوني * فمعوج على ومستقيم ( وهبى ) بكسر الموحدة المخففة ( زجر للفرس أي ) توسعى و ( تباعدي ) قال الكميت نعلمها هبى وهلا وأرحب * وفى أبياتنا ولنا افتلينا ( والهبى بفتح الهاء والباء ) مع تشديد الياء ( الصبى الصغير وهى هبية ) كذا نص المحكم وقد غفل عن اصطلاحه هنا سهوا قال ابن سيده حكاهما سيبويه قال ووزنها فعل وفعلة وليس أصل فعل فيه فعللا وانما بنى من أول وهلة على السكون ولو كان الاصل فعللا لقلت هبيا في المذكر وهبياة في المؤنث قال فإذا جمعت هبيا فلت هبائي لانه بمنزلة غير المعتل نحو معد وجبن وفى الصحاح الهبى والهبية الجارية الصغيرة ولم يضبطهما وهو في أكثر نسخها كغنى وغنية والصواب ما للمصنف ( وهباية الشجر بالضم قشرها ) * ومما يستدرك عليه أهبى الغبار أثاره نقله الجوهرى ومنه أهبى الفرس التراب وأنشد ابن جنى * أهبى التراب فوقه اهبايا *
جاء باهبايا على الاصل وهى الأهابى قال أوس بن حجر * أهابي سفساف من الترب توأم * وهبا الرماد يهبو اختلط بالتراب وهمد قال الاصمعي إذا صارت النار رمادا قيل يهبو وهو هاب غير مهموز قال الازهرى فقد صح هبا للتراب وللرماد معا * قلت ومنه هبو النار لما همد من لهيبها قدر ما يستطيع انسان أن يقرب يده منها وهو استعمال عامى ولكن له أصل صحيح وهبا يهبو إذا مشى مشيا بطيأ ومنه التهبى لمشى المختال المعجب نقله ابن الاثير وموضع هابى التراب كأن ترابه مثل الهباء في الدقة والهابى من التراب ما ارتفع ودق ومنه قول هوبر الحارثى تزود منا بين أذنيه ضربة * دعته الى هابى التراب عقيم والهبو الظليم وتهبية الثريد تسويته والهباتان موضع عن ياقوت ( ى هات يارجل ) إذا أمرت أن يعطيك شيأ ( أي أعط ) وللاثنين هاتيا وللمرأة هاتى فزدت ياء للفرق بين الذكر والانثى وللمرأتين هاتيا ولجماعة النساء هاتين مثل عاطين ( والمهاتاة مفاعلة منه ) يقال هاتى يهاتى مهاتاة الهاء فيها أصلية ويقال بل مبدلة من الالف المقطوعة في آتى يواتى لكن العرب قد أماتت كل شئ من فعلها غير الامر في هات ولا يقال منه هاتيت ولا ينهى بها وأنشد ابن برى لابي نخيلة (1/8661)
قل لفرات وأبى الفرات * ولسعيد صاحب السوآت * هاتوا كما كنا لكم نهاتى أي نهاتيكم فلما قدم المفعول وصله بلام الجر وتقول هات لا هاتيت وهات ان كانت بك مهاتاة ( وما أهاتيك ) أي ( ما أنا بمعطيك ) نقله الجوهرى ( و ) مضى ( هتى من الليل ) كغنى أي ( هت ء ) حكاه اللحيانى وهمزه ابن السكيت ومر للمصنف تعبيره بالوقت * ومما يستدرك عليه هاتاه مهاتاة ناوله وقال المفضل هات وهاتيا وهاتوا أي قربوا ومنه قوله تعالى قل هاتوا برهانكم أي قربوا والأهتاء ساعات الليل عن ابن الاعرابي والهتى كسمى بلدا وماء عن ياقوت ( وهتوته ) هتوا أهمله الجوهرى وفى المحكم أي ( كسرته وطأ برجلي ) وتقدم في الهمزة هتأه بالعصى ضربه وقال ابن القطاع هتوت الشئ هتوا كسرته ولم يقيده بالرجل ( وهاتى أعطى وتصريفه كتصريف عاطى ) وتقدم الاختلاف قريبا في اصالة الهمزة أو انها منقلبة * ومما يستدرك عليه هاتى إذا أخذو به فسر قول الراجز * والله ما يعطى وما يهاتى * أي وما يأخذ ( ى الهثيان محركة ) أهمله الجوهرى وقال كراع هو ( الحشو ) هكذا هو في النسخ بالشين معجمة والصواب الحثو بالمثلثة وقد ذكر الازهرى في تركيب قعبث هثت له هيثا إذا حثوت له وقال ابن القطاع هاث له من المال هيثا وهيثانا حثاله فالظاهر من سياق عبارته أن الهثيان مقلوب الهيثان فتأمل ذلك * ومما يستدرك عليه هاثاه إذا مازحه ومايله عن ابن الاعرابي وهثى إذا احمر وجهه نقله الازهرى ( وهجاه هجوا وهجاء ) ككساء ( شتمه بالشعر ) وعدد فيه معايبه وهو مجاز قال الليث هو الوقيعة في الاشعار وأنشد القالى وكل جراحة توستى فتبرا * ولا يبرا إذا جرح الهجاء وفى الحديث ان فلانا هجاني فاهجه اللهم مكان هجائي أي جازه على هجائه اياى جزاء هجائه وهذا كقوله جل وعز وجزاء سيئة سيئة مثلها وفى حديث آخر اللهم ان عمرو بن العاص هجاني وهو يعلم أنى ليست بشاعر فاهجه اللهم والعنه عدد ما هجاني وقال الجوهرى هجوته فهر مهجو ولا تقل هجيته ( وهاجيته هجوته وهجاني وبينهم أهجية وأهجوة ) بالضم فيهما ومهاجاة ( يتهاجون بها ) أي يهجو بعضهم بعضا والجمع الا هاجى وهو مجاز ( والهجاء ككساء تقطيع اللفظة بحروفها و ) قد ( هجيت الحروف ) تهجية ( وتهجيتها ) بمعنى ومنه حروف التهجى لما يتركب منه الكلام ( و ) من المجاز ( هذا على هجاء هذا ) أي ( على شكله ) كذا في المحكم وفى الاساس على قدره طولا وشكلا ( وهجو يومنا كسرو ) وكرم ( اشتد حره ) نقله ابن سيده وابن القطاع وابن دريد ( والهجاة الضفدع ) والمعروف الهاجة ( وأهجيت ) هذا ( الشعر وجدته هجاء والمهتجون المهاجون ) * ومما يستدرك عليه هجوت الحروف هجوا قطعتها قال الجوهرى أنشد ثعلب يا دار أسماء قد أقوت بأنشاج * كالوحي أو كامام الكاتب الهاجى * قلت هو لابي وجزة السعدى والتهجاء الهجو وأنشد الجوهرى للجعدى يهجو ليلى الاخيلية دعى عنك تهجاء الرجال وأقبلي * على أذلغى يملأ استك فيشلا ورجل هجاء ككتان كثير الهجو والمرأة تهجو زوجها أي تذم صحبته نقله الجوهرى وفى التهذيب تهجو صحبة زوجها أي تذمها وتشكو صحبته وقال أبو زيد الهجاء القراءة قال وقلت لرجل من بنى قيس أتقرأ من القرآن شيأ فقال والله ما أهجو منه شيأ يريد ما أقرأ منه حرفا قال ورويت قصيدة فما أهجو منها بيتين أي ما أروى ( ى هجى البيت كرضى هجيا ) بالفتح أهمله الجوهرى وقال ابن سيده أي ( انكشف ) قال ( و ) هجيت ( عين البعير ) هجى أي ( غارت ) ونقله ابن القطاع أيضا * ومما يستدرك عليه
هجى الرجل هجى اشتد جوعه عن ابن القطاع ومر في الهمز هجئ كفرح التهب جوعه وقال ابن الاعرابي هجى هجى شبع من الطعام * قلت وكانه ضد فتأمل ( ى الهدى بضم الهاء وفتح الدال ) ضبطه هكذا لانه من أوزانه المشهورة ( الرشاد والدلالة ) بلطف الى ما يوصل الى المطلوب أنثى ( و ) قد ( يذكر ) كما في الصحاح وأنشد ابن برى ليزيد بن خذاق ولقد أضاء لك الطريق وأنهجت * سبل المكارم والهدى تعدى قال ابن جنى قال اللحيانى الهدى مذكر قال وقال الكسائي بعض بنى أسد تؤنثه تقول هذه هدى مستقيمة ( و ) الهدى ( النهار ) ومنه قول ابن مقبل حتى استبنت الهدى والبيد هاجمة * يخشعن في الآل غلفا أو يصلينا وقد ( هداه ) الله للدين يهديه ( هدى وهديا وهداية وهدية بكسرهما ) أي ( أرشده ) قال الراغب هداية الله عز وجل للانسان على أربعة أوجه الاول الهداية التى عم بجنسها كل مكلف من العقل والفطنة والمعارف الضرورية بل عم بها كل شئ حسب احتماله كما قال عز وجل الذى أعطى كل شئ خلقه ثم هدى الثاني الهداية التى تجعل للناس بدعائه اياهم على ألسنة الانبياء كانزال الفرقان ونحو ذلك وهو المقصود بقوله عز وجل وجعلنا منهم أئمة يهدون بامرنا الثالث التوفيق الذى يختص به من اهتدى وهو المعنى بقوله عز وجل والذين اهتدوا زادهم هدى ومن يؤمن بالله يهد قلبه الرابع الهداية في الآخرة الى الجنة المعنى بقوله عز وجل ونزغنا ما في صدورهم من غل الى قوله الحمد لله الذى هدانا لهذا وهذه الهدايات الاربع مترتبة فان من لم يحصل له الاولى لم يصحل له الثانية بل لا يصح تكليفه ومن لم يحصل له الثانية لا يحصل له الثالثة والرابعة ومن حصل له الرابع فقد حصل له الثلاث التى قبله ومن (1/8662)
حصل له الثالث فقد حصل له اللذان قبله ثم لا ينكعس فقد يحصل الاول ولا يحصل الثاني ويحصل الثاني ولا يحصل الثالث انتهى المقصود منه ( فهدى ) لازم متعد ( واهتدى ) ومنه قوله تعالى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى أي يزيدهم في يقينهم هدى كما أضل الفاسق بفسقه ووضع الهدى موضع الاهتداء وقوله تعالى وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى قال الزجاج أي أقام على الايمان وهدى واهتدى بمعنى واحد ( وهداه الله الطريق ) هداية أي عرفه قال الجوهرى هذه لغة الحجاز قال ابن برى فيعدى الى مفعولين ( و ) هداه ( له ) هداية دله عليه وبينه له ومنه قوله تعالى أو لم يهد لهم قال أبو عمرو بن العلاء أي أو لم يبين لهم نقله الجوهرى وهى لغة أهل الغور قال ( و ) غير أهل الحجاز يقولون هداه ( إليه ) حكاها الاخفش أي أرشده إليه قال ابن برى فيعدى بحرف الجر كأرشد ( ورجل هدو كعدو ) أي ( هاد ) حكاها ابن الاعرابي ولم يحكها يعقوب في الالفاظ التى حصرها كحسو وفسو ( وهو لا يهدى الطريق ولا يهتدى ولا يهدى ) بفتح الياء والهاء وكسر الدال المشددة ( ولا يهدى ) بكسر الياء وفتحها معا مع كسر الهاء والدال المشددة ومنه قوله تعالى أمن لا يهدى الا أن يهدى بالتقاء الساكنين فيمن قرأبه قال ابن جنى هو لا يخلو من أحد أمرين اما أن تكون الهاء مسكنة البتة فتكون التاء من يهتدى مختلسة الحركة واما أن تكون الدال مشددة فتكون الهاء مفتوحة بحركة التاء المنقولة إليها أو مكسورة لسكونها أو سكون الدال الاولى وقال الزجاج وقرئ أمن لا يهدى باسكان الهاء والدال قال وهى قراءة شاذة وهى مروية قال وقال أبو عمرو أمن لا يهدى بفتح الهاء والاصل لا يهتدى وقرأ عاصم بكسر الهاء بمعنى يهتدى أيضا ومن قرأ بسكون الهاء معناه يهتدى أيضا فان هدى واهتدى بمعنى ( وهو على مهيديته ) أي ( حاله ) حكاها ثعلب ( ولا مكبر لها ) ورواه الجوهرى عن الاصمعي بالهمز وقد تقدم للمصنف هناك ( ولك ) عندي ( هدياها مصغرة ) أي ( مثلها ) يقال رمى بسهم ثم رمى بآخر هدياه أي مثله ( وهدية الامر مثلثة جهته ) يقال نظر فلان هدية أمره أي جهة أمره وضل هديته وهديته أي لوجهه قال ابن أحمر نبذ الجوار وضل هدية روقه * لما اختلست فؤاده بالمطرد أي ترك وجهه الذى كان يريده وسقط لما أن صرعته وضل الموضع الذى كان يقصده من الدهش بروقه واقتصر الجوهرى على الكسر والضم عن الصاغانى ( والهدى والهدية ويكسر الطريقة والسيرة ) يقال فلان يهدى هدى فلان أي يفعل مثل فعله ويسير سيرته وفى الحديث واهدوا بهدى عمار أي سيروا بسيرته وتهيؤا بهيئته وما أحسن هديه أي سمته وسكونه وهو حسن الهدى والهدية أي الطريقة والسيرة وما أحسن هديته وقل أبو عدنان فلان حسن الهدى وهو حسن المذهب في أموره كلها وقال زياد بن زيد العدوى ويخبرني عن غائب المرء هديه * كفى الهدى عما غيب المرء مخبرا وقال عمران بن حطان وما كان في هدى على غضاضة * وما كنت في مخزاته أتقنع وقيل هدى هدية مثل تمر وتمرة ( و ) من المجاز ( الهادى المتقدم ) من كل شئ ( وبه ) سمى ( العنق ) هاديا لتقدمه على سائر البدن
قال المفضل اليشكرى جموم الشد شائلة الذنابى * وهاديها كأن جذع سحوق ( والجمع الهوادى ) يقال أقبلت هوادى الخيل إذا بدت أعناقها ( و ) من المجاز الهوادى ( من الليل أو ائله ) لتقدمها كتقدم الاعناق قال سكين بن نضرة البجلى دفعت بكفى الليل عنه وقد بدت * هوادى ظلام الليل فالظل غامره ( و ) يقال الهوادى ( من الابل أول رعيل يطلع منها ) لانها المتقدمة وقد هدت تهدى إذا تقدمت ( و ) من المجاز ( الهدية كغنية ما أتحف به ) قال شيخنا وربما أشعر اشتراط لا تحاف ما شرطه بعض من اللاكرام وفى الاساس سميت هدية لانها تقدم أمام الحاجة ( ج هدايا ) على القياس أصلها هدايى ثم كرهت الضمة على الياء فقيل هداى ثم قلبت الياء ألفا استخفافا لمكان الجمع فقيل هذا آ ثم كرهوا همزة بين ألفين فصوروها ثلاث همزات فأبدلوا من الهمزة ياء لخفتها ( و ) من قال ( هداوى ) أبدل الهمزة واو هذا كله مذهب سيبويه ( وتكسر الواو ) وهو نادر ( و ) أما ( هداو ) فعلى انهم حذفوا الياء من هداوى حذفا ثم عوض منها التنوين وقال أبو زيد الهداوى لغة عليا معدو سفلاها الهدايا ( وأهدى ) له ( الهدية ) واليه ( وهدى ) بالتشديد كله بمعنى ومنه قوله * أقول لها هدى ولا تذخرى لحمى * قال الباهلى هدى على التكثير أي مرة بعد مرة وأهدى إذا كان مرة واحدة وأما الحديث من هدى زقاقا كان له مثل عتق رقبة فيروى يا لتخفيف من هداية الطريق أي من عرف ضالا أو ضريرا طريقة ويروى بالتشديد وله معنيان أحدهما المبالغة من الهداية والثانى من الهديه أي من تصدق بزقاق من النخل وهو السكة والصف من أشجاره ( والمهدى ) بالكسر مقصور ( الاناء ) الذى ( يهدى فيه ) قال ابن الاعرابي ولا يسمى الطبق مهدى الا وفيه ما يهدى نقله الجوهرى قال الشاعر مهداك ألأم مهدى حين تنسبه * فقيرة أو قبيح العضد مكسور ( و ) المهدى ( المرأة الكثيرة الاهداء ) هكذا في النسخ والصواب المهداء بالمد في هذا المعنى ففى التهذيب امرأة مهداء بالمد إذا كانت تهدى لجاراتها وفى المحكم إذا كانت كثيرة الاهداء قال الكميت وإذا الخرد اغبررن من المحل * وصارت مهداءهن عقيرا ( والهداء ) ككساء ومقتضى اطلاقه الفتح ( أن تجئ هذه بطعام وهذه بطعام فتأكلا معا في مكان ) واحد وقد هادت تهادى (1/8663)
هداء ( و ) الهدى ( كغنى الاسير ) ومنه قول المتلمس يذكر طرفة ومقتل عمرو بن هنداياه كطريفة بن العبد كان هديهم * ضربوا صميم قذاله بمهند ( و ) أيضا ( العروس ) سميت به لانها كالاسير عند زوجها أو لوكنها تهدى الى زوجها قال أبو ذؤيب برقم ووشى كما نمنمت * بمشيتها المزدهاة الهدى وأنشد ابن برى ألا يا دار عيلة بالطوى * كرجع الوشم في كف الهدى ( كالهدية ) بالهاء ( وهداها الى بعلها ) هداء ( وأهداها ) وهذه عن الفراء ( وهداها ) بالتشديد ( واهتداها ) زفها إليه الاخيرة عن أبى على وأنشد * كذبتم وبيت الله لا تهتدونها * وقال الزمخشري أهداها إليه لغة تميم وقال ابن بزرج اهتدى الرجل امرأته إذا جمعها إليه وضمها ( و ) الهدى ( ما أهدى الى مكة ) من النعم كما في الصحاح زاد غيره لينحر وقال الليث من النعم وغيره من مال أو متاع والعرب تسمى الابل هديا ويقولون كم هدى بنى فلان يعنون الابل ومنه الحديث هلك الهدى ومات الودى أي هلكت الابل ويبست النخيل فاطلق على جميع الابل وان لم تكن هديا تسمية الشئ ببعضه ( كالهدى ) بفتح فسكون ومنه قوله تعالى حتى يبلغ الهدى محله قرى بالتخفيف والتشديد والواحدة هدية وهدية كما في الصحاح قال ابن برى الذى قرأه بالتشديد هو الاعرج وشاهده قول الفرزدق حلفت برب مكة والمصلى * وأعناق الهدى مقلدات وشاهد الهدية قول ساعدة بن جؤية انى وأيديهم وكل هدية * مما تثج له ترائب تثعب وقال ثعلب الهدى بالتخفيف لغة أهل الحجاز وبالتثقيل على فعيل لغة بنى تميم وسفلى قيس وقد قرئ بالوجهين حتى يبلغ الهدى محله وقوله ( فيهما ) لا يظهر له وجه وكأنه سقط من العبارة شئ وهو بعد قوله الى مكة والرجل ذو الحرمة كالهدى فيهما فانه روى فيه التخفيف والتشديد فتأمل ( و ) الهداء ( ككساء الضعيف البليد ) من الرجال كذا في المحكم وقال الاصمعي رجل هدان وهداء للثقيل الوخم وأنشد للراعي هداء أخو وطب وصاحب علبة * يرى المجد أو يلقى خلاء وأمرعا ( و ) من المجاز ( الهادى النصل ) من السهم لتقدمه ( و ) أيضا ( الراكس ) وهو الثور في وسط البيدر تدور عليه الثيران في الدياسة كذا في الصحاح ( و ) أيضا ( الاسد ) لجراءته وتقدمه ( والهادية العصا ) وهو مجاز سميت بذلك لان الرجل يمسكها فهى تهديه أي تتقدمه وقد يكون من الهداية لانها تدل على الطريق قال الاعشى
إذا كان هادى الفتى في البلا * د صدر القناة أطاع الاميرا ذكر ان عصاه تهديه ( و ) هادية الضحل ( الصخرة ) الملساء ( الناتئة ) كذا في النسخ وفى التكملة النابئة ( في الماء ) ويقال لها أتان الضحل أيضا ومنه قول أبى ذؤيب فما فضلة من أذرعات هوت بها * مذكرة عنس كهادية الضحل ( والهداة الاداة ) زنة ومعنى والهاء منقلبة عن الهمزة حكاه اللحيانى عن العرب ( والتهدية التفريق ) وبه فسر أيضا قوله * أقول لها هدى ولا تذخرى لحمى * ( والمهدية ) كمرمية ( د بالمغرب ) بينه وبين القروان من جهة الجنوب مرحلتان اختطه المهدى الفاطمي المختلف في نسبه في سنة 303 وقد نسب إليه جماعة من المحدثين والفقهاء والادباء من كل فن ( وسموا هدية كغنية وكسمية ) فمن الاول يزيد بن هدية عن ابن وهب وهدية بن عبد الوهاب المروزى شيخ لابن ماجه وفى بنى تميم هدية بن مرة في أجداد أبى حاتم بن حبان وعمر بن هدية الضراب عن ابن بيان مات سنة 571 وعبد الرحمن بن أحمد بن هدية عن عبد الوهاب الانماطى وهدية في النساء عدة ومحمد بن منصور بن هديه الفوى شيخنا العالم الصالح حدث ببلده وكان مفيدا توفى سنة 1183 ببلده تقريبا ومن الثاني محمد بن هدية الصدفى عن عبد الله بن عمرو وعبد الله ويوسف ابنا عثمان بن محمد بن حسن الدقاق يعرف كل منهما بسبط هدية ( و ) من المجاز ( اهتدى الفرس الخيل ) إذا ( صار في أوائلها ) وتقدمها ( وتهادت المرأة تمايلت في مشيتها ) من غير أن يماشيها أحد قال الاعشى إذا ما تأتى تريد القيام * تهادى كما قد رأيت البهيرا ( وكل من فعل ذلك بأحد فهو يهاديه ) قال ذو الرمة يهادين جماء المرافق وعثة * كليلة حجم الكف ريا المخلخل ومنه تهادى بين رجلين إذا مشى بينهما معتمدا عليهما من ضعف * ومما يستدرك عليه الهادى من أسماء الله تعالى هو الذى بصر عباده وعرفهم طريق معرفته حتى أقروا بربوبيته وهدى كل مخلوق الى ما لابد منه في بقائه ودوام وجوده والهادي الدليل لانه يتقدم القوم ويتبعونه أو لكونه يهديهم الطريق والهادي العصا ومنه قول الاعشى إذا كان هادى الفتى في البلا * د صدر القناة أطاع الاميرا والهادي ذو السكون وأيضا لقب موسى العباسي والهادي لدين الله أحد أئمة الزيدية واليه نسبت الهدوية والمهدى الذى قد هداه الله الى الحق وقد استعمل في الاسماء حتى صار كالاسماء الغالبة وبه سمى المهدى الذى بشر به أنه يجئ في آخر الزمان جعلنا الله من (1/8664)
أنصاره وهو أيضا لقب محمد بن عبد الله العباس الخليفة والذى نسبت إليه المهدية هو المهدى الفاطمي تقدمت الاشارة إليه وفى أئمة الزيدية من لقب بذلك كثير قال ياقوت وفى اشتقاق المهدى عندي ثلاثة أوجه أحدها أن يكون من الهدى يعنى أنه يعنى أنه مهتد في نفسه لا انه هدية غيره ولو كان كذلك لكان بضم الميم وليس الضم والفتح للتعدية وغير التعدية والثانى انه اسم مفعول من هدى يهدى فعلى هذا أصله مهدوي أدغموا الواو في الياء خروجا من الثقل ثم كسرت الدال والثالث ان يكون منسوبا الى المهد تشبيها له بعيسى عليه السلام فانه تكلم في المهد فضيلة اختص بها وانه يأتي في آخر الزمان فيهدى الناس من الضلالة * قلت ومن هنا تكنيتهم بأبى مهدى لمن كان اسمه عيسى والمهدية مدينة قرب سلا اختطها عبد المؤمن بن على وهى غير التى تقدمت والهدية كسمية ماء باليمامة من مياه أبى بكر بن كلاب واليه يضاف رمل الهدية عن أبى زياد الكلابي قاله ياقوت وتهدى الى الشئ اهتدى واهتدى أقام على الهداية وأيضا طلب الهداية كما حكى سيبويه قولهم اخترجه في معنى استخرجه أي طلب منه أن يخرج وبه فسر قول الشاعر أنشده ابن الاعرابي ان مضى الحول ولم آتكم * بعناج تهتدى أحوى طمر والهدى اخراج شئ الى شئ وأيضا الطاعة والورع وأيضا الهادى ومنه قوله تعالى أو أجد على النار هدى أي هاديا والطريق يسمى هدى ومنه قول الشماخ قد وكلت بالهدى انسان ساهمة * كأنه من تمام الظم ء مسمول وذهب على هديته أي على قصده في الكلام وغيره وخذ في هديتك أي فيما كنت فيه من الحديث والعمل ولا تعدل عنه وكذا خذ في قديتك عن أبى زيد وقد تقدم وهدت الخيل تهدى تقدمت قال عبيد يذكر الخيل وغداة صبحن الجفار عوابسا * تهدى أوائلهن شعث شزب أي يتقدمهن وفى الصحاح هداه تقدمه قال طرفة للفتى عقل يعيش به * حيث تهدى ساقه قدمه وتسمى رقبة الشاة هادية وهاديات الوحش أوائلها قال امرؤ القيس كأن دماء الهاديات بنحره * عصارة حناء بشيب مرجل وهو يهاديه الشعر وهادانى فلان الشعر وهاديته مثل هاجانى وهاجيته واستهداه طلب منه الهداية واستهدى صديقه طلب منه الهدية والتهادى المهاداة ومنه الحديث تهادوا تحابوا ورجل مهداء بالمد من عادته أن يهدى نقله الجوهرى وهداء ككتان كثير الهدية للناس كما في الاساس وأيضا كثير الهداية للناس والمهدية العروس وقد هديت الى بعلها هداء وأنشد الجوهرى لزهير
فان تكن النساء مخبآت * فحق لكل محصنة هداء ويقال مالى هدى ان كان كذا وهى يمين نقله الجوهرى وأهديت الى الحرم اهداء أرسلت وعليه هدية أي بدنة والهدى والهدى بالتخفيف والتشديد الرجل ذو الحرمة يأتي القوم يستجير بهم أو يأخذ منهم عهدا فهو ما لم يجر أو يأخذ العهد هدى فإذا أخذ العهد منهم فهو حينئذ جار لهم قال زهير فلم أر معشرا أسروا هديا * ولم أر جار بيت يستباء قال الاصمعي في تفسير هذا البيت هو الرجل الذى له حرمة كحرمة هدى البيت وقال غيره فلان هدى فلان وهديهم أي جارهم يحرم عليهم منه ما يحرم من الهدى قال هديكم خير أبا من أبيكم * أبرو أوفى بالجوار وأحمد والهدى السكون قال الاخطل * وما هدى هدى مهزوم ولا نكلا * يقول لم يسرع اسراع المنهزم ولكن على سكون وهدى حسن والتهادى مشى النساء والابل الثقال وهو مشى في تمايل وسكون والمهاداة المهادنة وجئته بعد هدى من الليل أي بعد هدء عن ثعلب والمهتدى بالله العباسي من الخلفاء والهدة بتخفيف الدال موضع بمر الظهران وهو ممدرة أهل مكة ويقال له أيضا الهداة بزيادة ألف وقوله تعالى ان الله لا يهدى كيد الخائنين أي لا ينفذه ولا يصلحه قاله ابن القطاع ( ى هذى يهذى هذيا ) بالفتح ( وهذيانا ) محركة ( تكلم بغير معقول لمرض أو غيره ) وذلك إذا هدر بالكلام لا يفهم ككلام المبرسم والمعتوه ( والاسم ) الهذاء ( كدعاء ورجل هذاء وهذاءة ) بالتشديد فيهما ( كثيره ) في كلامه أو الذى يهذى بغيره أنشد ثعلب هذريان هذر هذاءة * موشك السقطة ذولب نثر ( وأهذيت اللحم أنضجته حتى ) صار ( لا يتماسك ) * ومما يستدرك عليه هذى به يهذى إذا ذكره في هذائه وقعد يهاذى أصحابه وسمعتهم يتهاذون ومن المجاز سراب هاذ أي جار ( وهذوت السيف ) كذا في النسخ والصواب بالسيف كما هو نص الجوهرى أي ( هذذته ) ومر له في الهمزة هذأه بالسيف قطعه قطعا أوحى من الهذ ( و ) هذوت ( في الكلام ) مثل ( هذيت ) نقله الجوهرى أيضا وأما هذا وهذان فالهاء للتنبيه وذا اشارة الى شئ حاضر والاصل ذا ضم إليها هاء وقد تقدم في موضعه ( والهراوة بالكسر فرسان ) احدهما فرس الريان بن حويص العبدى والثانية هراوة الاعزاب كانت لعبد القيس بن أفصى وقد تقدم ذكرها في الموحدة قاله أبو سعيد السيرافى وأنشد للبيد يهدى أوائلهن كل طمرة * جرداء مثل هراوة الاعزاب قال ابن برى البيت لعامر بن الطفيل لا للبيد ( و ) الهراوة ( العصا ) الضخمة ومنه حديث سطيح وخرج صاحب الهراوة أراد به سيدنا (1/8665)
رسول الله صلى الله عليه وسلم لانه كان يمسك القضيب بيده كثيرا وكان يمشى بالعصا بين يديه وتغرز له فيصلى إليها صلى الله عليه وسلم ( ج هراوى ) بفتح الواو مثل المطايا كما مر في الاداوة ( وهرى ) بالضم ( وهرى ) بالكسر مع كسر رائهما وتشديد يائهما وكلاهما على غير قياس كأنه على طرح الزائد وهى الالف في هراوة حتى كأنه قال هروة ثم جمعه على فعول كقولهم مائة ومئون وصخرة وصخور قال كثير ينوخ ثم يضرب بالهراوى * فلا عرف لديه ولا نكير وأنشد أبو على الفارسى رأيتك لا تغنين عنى نقرة * إذا اختلفت في الهراوى الدمامك قال ويروى الهرى بكسر الهاء ( وهراه ) بالهراوة يهروه ( هروا وتهراه ضربه بها ) وأنشد الجوهرى لعمرو بن ملقط الطائى يكسى ولا يغرث مملوكها * إذا تهرت عبدها الهارية * ومما يستدرك عليه هر اللحم هروا أنضجه حكاه ابن دريد عن أبى مالك وحده قال وخالفه سائر أهل اللغة فقالوا هرأ بالهمز وهراوة الشئ شخصه وجثته تشبيها بالعصا ومنه الحديث قال لحنيفة النعم وقد جاء معه بيتيم يعرضه عليه وكان قد قارب الاحتلام ورآه نائما لعظمت هذه هراوة يتيم أي شخصه وجثته كانه حين رآه عظيم الجثة استبعد ان يقال له يتيم لان اليتم في الصغر وهرا إذا قتل عن ابن الاعرابي ( ى كهراه ) يهريه ( هريا ) إذا ضربه بالهراوة عن ابن الاعرابي وأنشد * وان تهراه بها العبد الهارى * ( والهرى بالضم ) وكسر الراء وتشديد الياء ( بيت كبير يجمع فيه طعام السلطان ج اهراء ) قال الازهرى ذكره الليث ولا أدرى أعربي هو أم دخيل * قلت والعامة تكسر الهاء والراء ومنها الاهراء التى بمصر في بنمسويه من الصعيد الادنى تجمع فيها الحبوب ميرة الحرمين الشريفين في زماننا ( وهراة ) بالفتح والعامة تكسر الهاء ( د بخراسان ) من أمهات مدنها قال ياقوت لم أر بخراسان حين كونى بها في سنة 614 مدينة أجل ولا أعظم ولا أعمر ولا أفخم ولا أحصن ولا أكثر أهلا منها بساتين كثيرة ومياه غزيرة وخيرات واسعة محشوة بالعلماء مملوءة بأهل الفضل والثراء أصابها عين الزمان ونكبتها طوارق الحدثان وجاء الكفار من التتر
فخربوها حتى أدخلوها في خبر كان فانا لله وانا إليه راجعون وذلك في سنة 618 انتهى وقال ابن الجواليقى هراة اسم كورة من كور العجم وقد تكلمت بها العرب وأنشد * عاود هراة وان معمورها خرابا * قلت وهكذا أنشده الجوهرى أيضا والمصراع من أبيات الكتاب قاله رجل من ربيعة يرثى امرأته وعجزه * واسعد اليوم مشغوفا إذا طربا * قاله حين افتتحها عبد الله بن خازم سنة ست وستين وبعده وارجع بطرفك نحو الخندقين ترى * رزأ جليلا وامرا مفظعا عجبا هاما ترقى وأوصالا مفرقة * ومنزلا مقفرا من أهله خربا قال ياقوت وفى هراة يقول أبو أحمد السامى الهروي هراة أرض خصبها واسع * ونبتها التفاح والنرجس ما أحد منها الى غيرها * يخرج الا بعد ما يفلس وفيها يقول الاديب البارع الزوزنى هراة أردت مقامي بها * لشتى فضائلها الوافره نسيم الشمال وأعنابها * وأعين غزلانها الساحرة ( و ) هراة أيضا ( ة بفارس ) قرب اصطخر كثيرة البساتين والخيرات ويقال ان نساءهم يغتلمن إذا أزهرت الغبيراء كما تغتلم القطاط قاله ياقوت ( والنسبة ) اليهما ( هروى محركة ) قلبت الياء واوا كراهية توالى الياآت قال ابن سيده وانما قضينا على ان لام هراة ياء لان اللام ياء أكثر منها واوا وإذا وقفت عليها وقفت بالهاء ( وهرى ثوبه تهرية اتخذه هرويا أو ) صبغه ( صفره ) وبكل منهما فسر قول الشاعر أنشده ابن الاعرابي رأيتك هريت العمامة بعدما * أراك زمانا حاسرا لا تعصب ولم يسمع بذلك الا في هذا الشعر واقتصر الجوهرى على المعنى الاخير وكانت سادة العرب تلبس العمائم الصفر وكانت تحمل من هراة مصبوغة فقيل لمن لبس له عمامة صفراء قد هرى عمامته ومنه قول الشاعر * يحجون سب الزبرقان المزعفرا * وقال ابن الاعرابي ثوب مهرى إذا صبغ بالصبيب وهو ماء ورق السمسم ( و ) انما قيل ( معاذ الهراء لبيعه الثياب الهروية ) كذا في الصحاح وقد يقال أيضا للذى يبيع تلك الثياب فلان الهروي ومن ذلك أبو زيد سعيد بن الربيع الحرشى العامري البصري فانه قيل له الهروي لكونه يبيع تلك الثياب صرح به الذهبي في الكاشف ومن سجعات الاساس سمعت من رواة الهراء عن الفراء كذا وقال ابن الاعرابي ( هاراه ) إذا ( طانزه ) وراهاه إذا حامقه ( و ) الهراء ( ككساء الفسيل ) من النخل عن أبى حنيفة عن الاصمعي يقال في صغار النخل أول ما يقلع شئ منها الجثيث وهو الودى والهراء والفسيل وقد تقدم له في الهمز ذلك وذكرنا شاهده * ومما يستدرك عليه الهراء ككساء السمح الجواد وأيضا الهذيان وأيضا شيطان وكل بالنفوس ( وهزا ) أهمله الجوهرى وصاحب اللسان وقال ابن الاعرابي أي ( سار ) والعجب من صاحب اللسان كيف أغفله مع انه ذكره في هبا استطرادا فانظره ( وأبو هزوان النبطي ) كسحبان رجل ( من حاشية هشام بن عبد الملك ) بن مروان له ذكر اسمه حسان كان يستخرج لهشام الضياع * ومما يستدرك عليه هزو بضمتين وسكون الواو قلعة على جبل في ساحل البحر الفارسى مقابلة لجزيرة كيش لها ذكر في أخبار آل بويه وأصحابها قوم من العرب يقال لهم بنو عمارة يتوارثونها وينتسبون الى الجلندى بن كركر عن ياقوت ( والا هساء ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هم (1/8666)
( المتحيرون من الناس ) وليس في نصه من الناس * ومما يستدرك عليه هشا قال ابن الاعرابي هاشاه إذا مازحه نقله الصاغانى في التكملة وقد أهمله الجوهرى والجماعة ( وهصاهصوا ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( أسن وكبر ) قال ( والاهصاء الاشداء ) قال ( وهاصاه ) إذا ( كسر صلبه ) وصاها ركب صهوته كذا في التكملة واللسان ( وهاضاه ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي أي ( استحمقه واستخف به ) قال ( والاهضاء الجماعات من الناس و ) قال غيره ( الهضاة بالكسر الذؤابة و ) أيضا ( الاتان ) وضبط الصاغانى الهضاة بالفتح في المعنيين ( وهطاهطوا ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي إذا ( رمى ) وطها إذا وثب قال ( والهطى كهدى الصراع أو الضرب الشديد ) كذا في التكملة واللسان ( ى الهاغية ) أهمه الجوهرى وصاحب اللسان وهى ( المرأة الرعناء ) نقله الصاغانى عن ابن الاعرابي ( وهفا ) في المشى يهفو ( هفوا وهفوة وهفوانا ) بالتحريك ( أسرع ) وخف فيه ومنه مر الظبى يهفو أي اشتد عدوه وقال بشر يصف فرسا يشبه شخصها والخيل تهفو * هفوا ظل فتخاء الجناح ( و ) هفا ( الطائر ) هفوا ( خفق بجناحيه ) وطار وأنشد الجوهرى وهو إذا الحرب هفا عقابه * مر جم حرب تلتظى حرابه ( و ) هفا ( الرجل ) هفوا وهفوة ( زل ) وهى الهفوة للزلة والسقطة ومنه لكل عالم هفوة والانسان كثير الهفوات ( و ) هفا أيضا إذا ( جاع ) يهفو هفوا فهو هاف نقله الجوهرى وانما سمى الجائع هافيا لكونه يخفق فؤاده عند الجوع ( و ) هفت ( الصوفة في الهواء )
تهفو ( هفوا ) بالفتح ( وهفوا ) كعلو ( ذهبت ) وكذلك الثوب ورفارف الفسطاط إذا حركته الريح ( و ) هفت ( الريح بها حركتها ) وذهبت بها ( و ) من المجاز هفا ( الفؤاد ) يهفو هفوا ( ذهب في اثر الشئ و ) أيضا ( طرب والهفا ) مقصور ( مطر يمطر ثم يكف والهفو المرء الخفيف ) كذا في النسخ والصواب الهفوة المر الخفيف ( وهوا في الابل ضوالها ) واحدتها هافية ومنه حديث عثمان انه ولى أبا غاضرة الهوافى أي الابل الضوال وفى الصحاح والاساس هوا في النعم مثل الهوامى ( والهفاءة ) بالفتح والمد ( المطرة لا النظرة وغلط الجوهرى ) هكذا في نسخ الصحاح المضبوطة وفى هامشها المطرة تصحيح بعض المقيدين قال الصاغانى أخذه الجوهرى من كتاب ابن فارس ولم يضبطه ابن فارس فتبعه الجوهرى وهو تصحيف الصواب الهفاءة المطرة كما حكى عن أبى زيد ( و ) قال أبو زيد الهفاءة ( نحو من الرهمة ) جمعها الهفاء قال العنبري أفاء وافاءة وقال النضر هي الهفاءة والافاءة والسد والسماحيق والجلب والجلب وقيل ان الهمزة بدل من الهاء وقال أبو سعيد الهفاءة خلقة تقدم الصبير ليست من الغيم في شئ غير انها تستر الصبير فإذا جاوزت فذلك الصبير وهو أعناق الغمام الساطعة في الافق ثم يردف الصبير الحبى وهو رحى السحابة ثم الرباب تحت الحبى وهو الذى يقدم الماء ثم روادفه بعد ذلك وأنشد ما رعدت رعدة ولا برقت * لكنها أنشأت لنا خلقه فالماء يجرى ولا نظام له * لو يجد الماء مخرجا خرقه ( والا هفاء الحمقى من الناس وهافاه مايله الى هواه ) كلاهما عن ابن الاعرابي * ومما يستدرك عليه يقال للظليم إذا عدا قد هفا ويقال الالف اللينة هافية في الهواء وهو مجاز وهفا القلب خفق وهفت الريح بالمطر طردته والاسم الهفاء ممدود ومنه قول الراجز يا رب فرق بيننا يا ذا النعم * بشتوة ذات هفاء رديم والهفاء الغلط والزلل ومنه قول أعرابي وقد خير امرأته فاختارت نفسها الى الله أشكو ان ميا تحملت * بعقلي مظلوما ووليتها الامرا هفاء من الامر الدنئ ولم أرد * بها الغدر يوما فاستجازت بى الغدرا والهوا في موضع بارض السواد ذكره عاصم بن عمرو التميمي وكان فارسا مع جيش أبى عبيد الثقفى فقال قتلناهم ما بين مرج مسلح * وبين الهوافى من طريق البذارق والهفو الجوع والذهاب في الهواء وهفت هافية من الناس أي طرأت عن جدب ورجل هفاة أحمق وهفا القلب من الحزن أو الطرب استطير نقله الزمخشري ( و ) كذا في النسخ والصواب ان يكتب الياء ( هقا ) الرجل هقيا أهمله الجوهرى وفى المحكم إذا ( هذى ) فأكثرو كذلك هرف يهرف وأنشد لوان شيخا رغيب العين ذا ابل * يرتاده لمعد كلها لهقا وقال ثعلب فلان يهقى بفلان أي يهذى ومنه قول الشاعر أيترك عير قاعد وسط ثلة * وعالتها يهقى بأم حبيب وفى كلام المصنف نظر من وجوه الاول أشار الى انه واوى وهو يائى والثانى دل عدم ذكر مضارعه انه من حد نصر وهو من حد رمى والثالث كتبه بالالف وصوابه يكتب هقى بالياء فتأمل ( و ) هقى فلان ( فلانا ) إذا ( تناوله بقبيح ) وبمكروه يهقيه هقيا قاله ابن الاعرابي والباهلي ( و ) هقى ( قلبه ) أي ( هفا ) عن الهجرى وأنشد * فغص بريقه وهقى حشاه * ( وأهقى أفسد ) وفى بعض النسخ أفند ( والاهكاء ) أهمله الجوهرى وقال ابن الاعرابي هم ( المتحيرون ) من الناس كالاهساء قال ( وها كاه استصغر عقله ) وكاهاه (1/8667)
فاخره كذا في اللسان والتكملة ( وهالاه ) أهمله الجوهرى هنا وذكره في باب الالف اللينة وقال انه باب مبنى على ألفات غير منقلبة من شئ وقضى ابن سيده ان لام هلى ياء واياه تبع المصنف في ذكره هنا الا ان اشارته بالواو غير مرضى كما ان كتابته بالاحمر غير صحيح فتأمل ومعنى هالاه ( فازعه ) وهو ( قلب هاوله ) وكان اشارته بالواو لهذه الكلمة فقط هكذا في النسخ فازعه بالفاء والذى في نص ابن الاعرابي هالاه نازعه ولاهاه دنا وحينئذ لا يكون قلب هاوله فتأمل ( وهلا زجر للخيل ) ويكتب بالالف وبالياء وقد يستعار للانسان قال أبو الحسن المدايني لما قال الجعدى لليلى الاخيلية الا حييا ليلى وقولا لها هلا * فقد ركبت أمرا أغر محجلا قالت له تعير ناداء بامك مثله * وأى حصان لا يقال له هلا فغلبته قال وهلا زجر يزجر به الفرس الانثى إذا أنزى عليها الفحل لتقر وتسكن وقال أبو عبيد يقال للخيل هي أي أقبلي وهلا أي قرى وارحبى أي توسعى وتنحى وقال الجوهرى هلا زجر لليخل أي توسعى وتنحى وللناقة أيضا وقال حتى هدوناها بهيد وهلا * حتى يرى أسفلها صار علا ( وذهب بذى هليان وذى بليان بكسرتين وشد لامهما وقد يصرفان أي حيث لا يدرى ) أين هو وقد تقدم شرحه في ب ل ى بأكثر من ذلك وهليون بالكسر ذكر في النون وهلا بالتشديد سيأتي في الحروف اللينة * ومما يستدرك عليه الهلية كغنية قرية من
أعمال زبيد عن ياقوت ( ى همى الماء والدمع يهمى هميا ) بالفتح ( وهميا ) كصلى وهده عن ابن سيده ( وهميانا ) محركة واقتصر عليها والاولى الجوهرى أي سالا وقال ابن الاعرابي همى وعمى كل ذلك إذا سال قال مساور بن هند حتى إذا لقحتها تقمما * واحتملت أرحامها منه دما * من آيل الماء الذى كان همى ( و ) همت ( العين ) تهمى هميا وهميا وهميانا ( صبت دمعها ) عن اللحيانى وقيل سال دمعها وكذلك كل سائل من مطر ومنه قول الشاعر فسقى ديارك غير مفسدها * صوب الربيع وديمة تهمى يعنى تسيل وتذهب ( و ) همت ( الماشية ) هميا ( ندت للرعى ) نقله الجوهرى ( و ) همى ( الشئ هميا سقط ) عن ثعلب ( وهوامى الابل ضوالها ) نقله الجوهرى وقد همت تهمى هميا إذا اذهبت على وجهها في الارض مهملة بلا راع ولا حافظ فهى هامية وفى الحديث ان رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال انا نصيب هوامي الابل فقال ضالة المؤمن حرق النار وقال أبو عبيدة الهوامى الابل المهلمة بلا راع ناقة هامية وبعير هام وكل ذاهب وجار من حيوان أو ماء فهو هام ومنه هما المطر ولعله مقلوب هام يهيم ( والهيمان بالكسر شداد السراويل ) كذا في المحكم قال ابن دريد أحسبه فارسيا معربا ومثله لابن الجواليقى ( و ) أيضا ( وعاء للدراهم ) قال الجوهرى معرب وقال أبو الهيثم الهميان المنطقة كن يشددن به أحقيهن وبه فسر قول الجعدى مثل هميان العذارى بطنه * يلهز الروض بنقعان النفل يقول بطنه لطيف يضم بطنه كما يضم خصر العذراء وانما خص العذراء بضم البطن دون الثيب لان الثيب إذا ولدت مرة عظم بطنها ( و ) هميان ( شاعر ) وهو هيمان بن قحافة السعدى ( ويثلث ) واقتصر الجوهرى على الكسر والضم فعلى الكسر يكون من هميان النفقة أو المنطقة وعلى الضم كانه جمع بعير هام كراع ورعيان أو اسم من همى كعثمان من عثم وعلى الفتح اسم من همى كسحبان من سحب ومر للمصنف ذكر الهميان في النون وأعاده هنا اشارة الى القولين وذكر هناك في اسم الشاعر الكسر أو الضم أو التثليث هكذا بأو اشارة الى أنها أقوال فتأمل ( و ) الهميات ( كالغثيان محركة ) ولو قال وبالتحريك أغناه عن هذا التطويل في غير موضعه ( ع ) عن ثعلب وأنشد وان امرأ أمسى ودون حبيبه * سواس فوادى الرس فالهميان لمعترف بالنأى بعد اقترابه * ومعذورة عيناه بالهملان وهو مما أغفله ياقوت وفى التكملة قال أبو سعيد الهميان واد به قوائم شاخصة وهى قوائم من صخر خلقها الله تعالى وانهم يبردون الماء عليها فيبرد ويفرط وكان ينشد قول الاحول الكندى فليت لنا من ماء زمزم شربة * مبردة باتت على الهميان وكان ينكر الطهيان ( و ) يقال ( هما والله ) لقد كان كذا بمعنى ( أما والله ) عن الفراء * ومما يستدرك عليه الاهماء المياه السائلة وكل شئ ضاع عنك فقد هما عن ابن السكيت وهمى مقصور اسم صنم عن الليث وهماء بالضم والمد وقد يكتب بالياء في آخره هو العقاب أو طائر آخر من وقع ظله عليه صار ملكا وتتخذ الملوك من ريشه في تيجانهم لعزته وكانها فارسية والهماء كسماء موضع بين مكة والطائف نقله السكرى في شرح شعر هذيل وأنشد أبو الحسن المهلبى للنميري فأصبحن ما بين الهماء فاصاعدا * الى الجزع جزع الماء ذى العشرات ( وهما الدمع يهمو ) أهمله الجوهرى وحكى اللحيانى وحده انه ( كيهمى ) بالياء أي سال قال ابن سيده والمعروف يهمى ( والهنو بالكسر الوقت ) ياقل مضى هنو من الليل أي وقت ويقال هن ء بالهمز كما مر للمصنف في أول الكتاب ( و ) الهنو (1/8668)
( أبو قبيلة ) أو قبائل وهو ابن الازد وضبطه ابن خطيب الدهشة بالهمزة في آخره وهو أعقب سبعة أفخاذ وهم الهون وبديد ودهنة وبرقا وعوجا وأفكة وحجر أولاد الهنو بن الازد قاله ابن الجوانى ( وهن كاخ ) كلمة كناية و ( معناه شئ ) وأصله هنو ( تقول هذا هنك أي شيئك ) هكذا بفتح الكاف فيهما في النسخ وفى نسخ الصحاح بكسر الكاف وفتحها معا وهما هنوان والجميع هنون ( وفى الحديث ) الذى رواه البخاري في صحيحه في باب ما يقول بعد التكبير عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير والقراءة اسكاتة قال أحسبه ( هنية ) وهو ( مصغر هنة ) أوهنت بسكون النون وهو على القياس قال الحافظ ابن حجر هكذا في رواية الاكثرين ( أصلها هنوة ) فلما صغرت صارت هنيوة فاجتمعت الواو والياء وسبقت احداهما بالكسون فقلبت الواو ياء ثم أدغمت ( أي شئ يسير ) ويروى هنيئة بالهمز وعليها أكثر رواة مسلم وخطأه النووي وتبعه المصنف في أول الكتاب ( ويروى هنيهة بابدال الياء هاء ) هكذا وقع في رواية الكشميهنى وهى أيضا رواية اسحق والحميدي في مسنديهما عن جرير وفى الصحاح
وتقول للمرأة هنة وهنت أيضا ساكنة النون كما قالوا بنت وأخت وتصغيرها هنية تردها الى الاصل وتأتى بالهاء كما تقول أخية وبنية وقد تبدل من الياء الثانية هاء فيقال هنيهة ومنهم من يجعلها بدلا من التاء التى في هنت ( وهن المرأة فرجها ) قيل أصله هنو والذاهب منه واو والدليل على ذلك انه يصغر على هنيو وقيل أصله هن بالتشديد فيصغر هنينا وهذا القول قد مر للمصنف في ه ن ن وتقدم شاهده هناك قال أبو الهيثم وهو كناية عن الشئ يسفتحش ذكره تقول لها هن تريد لها حر كما قال العماني لها هن مستهدف الاركان * أقمر تطليه بزعفران * كأن فيه فلق الرمان فكنى عن الحر بالهن وظاهر المصنف ان الهن انما يطلق على فرج المرأة فقط والصحيح الاطلاق ومنه الحديث أعوذ بك من شر هنى يعنى الفرج وفى حديث معاذ هن مثل الخشبة غير انى لا أكنى يعنى انه أفصح باسمه فيكون قد قال اير مثل الخشبة فلما أراد أن يحكى كنى عنه وفى حديث آخر من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا أي قولوا له عض اير أبيك وقولهم من يطل هن أبيه ينتطق به أي يتقوى باخوته وقد مر في ن ط ق وفى الصحاح قال الشاعر رحت وفى رجليك ما فيهما * وقد بداهنك من المئزر قال سيبويه انما سكنه للضرورة * قلت هو للاقيشر وقد جاء في شعر الفرزدق أيضا وصدره وأنت لو باكرت مشمولة * صهباء مثل الفرس الاشقر قاله وقد رأته امرأة وهو يتمايل سكرا قال الجوهرى وربما جاء مشددا في الشعر كما شدد والوا قال الشاعر ألا ليت شعرى هل أبيتن ليلة * وهنى جاذ بين لهزمتى هن و ( هما هنان ) على القياس ( وهنوان ) وعليه اقتصر الجوهرى ( ويقال ) في النداء ( للرجل ) من غير أن يصرح باسمه ( يا هن أقبل ) أي يا رجل أقبل وياهنان أقبلا وياهنون أقبلوا ( ولها ياهنة أقبلي و ) يقال يا ( هنت ) أقبلي ( بالفتح ) وسكون النون والتاء مبسوطة ( لغة ) في هنة وعليها اقتصر ابن الانباري قال الجوهرى جعلوه كاخت وبنت قال وهذه اللفظة تختص بالنداء كما يختص به قولهم يافل ويا نومان وفى المحكم قال بعض النحويين هنان وهنون أسماء لا تنكر أبدا لانها كنايات وجاريه مجرى المضمرة فانما هي أسماء مصوغة للتثنية والجمع بمنزلة اللذين والذين وليس كذلك سائر الاسماء المثناة نحو زيد وعمرو ألا ترى تعريف زيد وعمر وانما هو بالوضع والعلمية فإذا ثنيتهما تنكرا فقلت رأيت زيدين كريمين وعندي عمران عاقلان فان آثرت التعريف بالاضافة أو باللام قلت الزيدان والعمران وزيداك وعمراك فقد تعرفا بعد الثنية من غير وجه تعرفهما قبلها ولحقا بالاجناس ففارقا ما كانا عليه من تعريف العلمية والوضع وقال الليث هن كلمة يكنى بها عن اسم الانسان كقولك أتانى هن وأتتنى هنة النون مفتوحة في هنة إذا وقفت عندها لظهور الهاء فإذا أدرجتها في كلام تصلها به سكنت النون لانها بنيت في الاصل على السكون فإذا ذهبت الهاء وجاءت التاء حسن تسكين النون مع التاء ثم تصرفها لانها معرفة للمؤنث ( ج هنات و ) من رد قال ( هنوات ) وأنشد الجوهرى أرى ابن نزار قد جفاني وملنى * على هنوات شأنها متتابع فهنات على اللفظ وهنوات على الاصل قال ابن جنى أما هنت فيدل على ان التاء فيها بدل من الواو وقولهم هنوات وأنشد ابن برى أريد هنات من هنين وتلتوى * على وآبى من هنين هنات وأنشد أيضا للكميت وقالت لى النفس اشعب الصدع واهتبل * لاحدى الهنات المعضلات اهتبالها ( والهنات الداهية ) كذا في النسخ ببسط تاء هنات والصواب انها الهناة بالهاء المربوطة كما في المحكم وغيره وفى حديث سطيح ستكون هناة وهناة أي شدائد وأمور عظام وفى حديث آخر ستكون هناة وهناة أي شرور وفساد ( ج هنوات ) وقيل واحدها هنت أو هنة تأنيث الهن فهو كناية عن كل اسم جنس * ومما يستدرك عليه حكى سيبويه في تثنية هن المرأة هنانان ذكره مستشهدا على ان كلا ليس من لفظ كل وشرح ذلك ان هنانان ليس تثنية هن وهو في معناه كسبطر ليس من لفظ سبط وهو في معناه وقول العجاج يصف ركابا قطعت بلدا جافين عوجا من جحاف النكت * وكم طوين من هن وهنت (1/8669)
يريد من أرض ذكر وأرض أنثى والهنات الكلمات والاراجيز ومنه حديث ابن الاكوع ألا تسمعنا من هناتك ويروى من هنياتك على التصغير وفى أخرى من هنيهاتك وفى حديث عمرو في البيت هنات من قرظ أي قطع متفرقة ويقال ياهنة أقبل تدخل فيه الهاء لبيان الحركة كما تقول لمه وماليه وسلطانيه ولك ان تشبع الحركة فتقول ياهناه اقبل بضم الهاء وخفضها حكاهما الفراء فمن ضم الهاء قدر أنها آخر الاسم ومن كسرها فلاجتماع الساكنين ويقال في الاثنين على هذا المذهب ياهنانيه أقبلا قال الفراء كسر النون واتباعها الياء أكثرو يقال في الجمع على هذا المذهب يا هنوناه أقبلوا ومن قال للذكر يا هناه قال للمؤنث يا هنتاه أقبلي وللاثنين
يا هنتانيه ويا هنتاناه أقبلا وللجمع من النساء با هناناه كذا لابن الانباري وقال الجوهرى يا هناتوه وفى الصحاح ولك أن تقول ياهناه أقبل بهاء مضمومة ويا هنانيه أقبلا ويا هنوناه اقبلوا وحركة الهاء فيهن منكرة ولكن هكذا رواه الاخفش وأنشد أبو زيد في نوادره لامرئ القيس وقد رابنى قولها ياهنا * ويحك الحقت شرابشر قال وهذه الهاء عند أهل الكوفة للوقف ألا ترى انه شبهها بحرف الاعراب فضمهما وقال أهل البصرة هي بدل من الواو في هنوك وهنوات فلذلك جاز أن تضمها قال ابن برى ولكن حكى ابن السراج عن الاخفش ان الهاء في هناه هاء السكت بدليل قولهم ياهنانيه واستبعد قول من زعم انها بدل من الواو لانه يجب أن يقال يا هنا هان في التثنية والمشهور ياهنانيه ثم قال الجوهرى وتقول في الاضافة يا هنى أقبل ويا هنى أقبلا بفتح النون ويا هنى أقبلوا بكسر النون وقال ابن سيده قال بعض النحويين في قول امرئ القيس يا هناه أصله هنا وفأبدل الهاء من الواو في هنوات وهنوك ولو قال قائل ان الهاء في هناه انما هي بدل من الالف المنقلبة من الواو الواقعة بعد ألف هنا إذ أصله هنا وثم صار هناء ثم قلبت الالف الاخيرة هاء فقالوا هناه لكان قويا وقال أبو على ذهب أحد علمائنا ان الهاء من هناه انما ألحقت لحقا للالف كما تلحق بعد ألف الندبة نحو وازيداه ثم شبهت بالهاء الاصلية فحركت وقد يجمع هن على هنين جمع سلامة ككرة وكرين ومنه حديث الجن فإذا هو بهنين كأنهم الزط أراد الكناية عن أشخاصهم قاله أبو موسى المدينى ووقع في مسند أحمد مضبوطا مقيدا عن ابن مسعود ثم ان هنينا أتوا عليهم ثياب بيض طوال وفى الحديث وذكر هنة من جيرانه أي حاجة ويعبر بها عن كل شئ وفى حديث الافك قلت لها ياهنتاه أي يا هذه تفتح النون وتسكن وتضم الهاء الاخيرة وتسكن وقيل معنى يا هنتاه يا بلهاء كأنها نسبت الى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم وقولهم هاهنا وهنا ذكره المصنف في آخر الكتاب وهنا بالضم موضع في شعر امرئ القيس وحديث القوم يوم هنا * وحديث ما على قصره وقال المهلبى يوم هنا اليوم الاول وأنشد ان ابن عائشة المقتول يوم هنا * خلى على فجاجا كان يحميها وهنى كسمى موضع دون معدن اللقط قال ابن مقبل سيوفان من قاع الهنى كرامة * ادام بها شهر الخريف وسيلا والهنوات والهنيات الخصال السوء ولا يقال في الخير ( ى هنيت ) هكذا هو في النسخ بالاحمر وقد ذكره الجوهرى في آخر تركيب ه ن ا ( كناية عن فعلت ) ونص الجوهرى قال الفراء يقال ذهبت وهنيت كناية عن فعلت من قولك هن فتأمل ذلك ( والهوة كقوة ما انهبط من الارض أو الوهدة الغامضة منها ) كذا في المحكم وحكى ثعلب اللهم أعذنا من هوة الكفر ودواعى النفاق قال ضربه مثلا للكفر وفى الصحاح الهوة الوهدة العميقة ومنه قول الشاعر * كأنه في هوة تقحدما * وقال ابن شميل الهوة ذاهبة في الارض بعيدة القعر مثل الدحل غير ان له الجافا ورأسها مثل رأس الدحل وقال غيره هي الحفرة البعيدة القعر كالمهواة وقيل هي المطمئن من الارض ( كالهواءة كرمانة ) أصلها هواية وقيل هو المهواة بين الجبلين ( والهو بالفتح الجانب ) من الارض كذا في النوادر لابن الاعرابي ( و ) الهوة ( الكوة ) ظاهره انه بضم الهاء كما يقتضيه سياقه والصواب انه بالفتح كالكوة زنة ومعنى نقله ابن شميل عن ابى الهذيب وضبطه * ومما يستدرك عليه جمع الهوة هوى كقوة وقوى عن الاصمعي وهو أيضا جمع الهوة بالفتح كقرية وقرى عن ابن شميل وقال ابن الفرج للبيت كواء كثيرة وهواء كثيرة الواحدة كوة وهوة وتجمع الهوة أيضا على هو بحذف الهاء وعلى هوى كصلى ومنه الحديث إذا غرستم فاجتنبوا هوى الارض وبه فسرو تصغير الهوة هوية وهكذا روى قول الشماخ ولما رأيت الامر عرش هوية * تسليت حاجات الفؤاد بشمرا وقيل الهويه هنا تصغير الهوة بمعنى البئر البعيدة المهواة قال ابن دريد وقع في هوة أي بئر مغطاة وأنشد انك لو أعطيت ارجاء هوة * مغمسة لا يستبان ترابها بثوبك في الظلماء ثم دعوتني * لجئت إليها ساد مالا أهابها وانما صغرها الشماخ للتهويل وعشرها سقفها المغمى عليها بالتراب فيغتر به واطئه فيقع فيها فيهلك وهوة بن وصاف دحل بالحزن لبنى الوصاف وهو مالك بن عامر بن كعب بن سعد بن ضبيعة وهوة بن وصاف مثل تستعمله العرب لمن يدعون عليه قال رؤبة (1/8670)
* في مثل مهوى هوة الوصاف * وهو بالضم وتشديد الواو كأنه جمع هوة بليدة أزلية على تل بالصعيد بالجانب الغربي دون قوص تضاف إليها كورة ويقال لها هو الحمراء كذا قاله ياقوت وضبطه بسكون الواو والصواب انها بالجانب الشرقي وواوها مشددة وقد رأيتها وبها قبر ضرار بن الازور الصحابي على ما يزعمون وقد نسب إليها بعض المحدثين والادباء ومن متأخريهم أبو السرور الهوى
الشاعر ترجمه الخفاجى في الريحانة وقال هو من هو وما أدراك ما هو وفى النوادر هو هوة بالفتح أي أحمق لا يمسك شيأ في صدره ( ى الهواء ) بالمد ( الجو ) ما بين السماء والارض وأنشد القالى ويلمها من هواء الجو طالبة * ولا كهذا الذى في الارض مطلوب والجمع الاهوية يقال أرض طيبة الهواء والاهوية ( كالمهواة والهوة ) بالضم ( والاهوية ) بالضم وتشديد الياء على أفعولة ( والهاوية ) وقال الازهرى المهواة موضع في الهواء مشرف على ما دونه من جبل وغيره والجمع المهاوى وقال الجوهرى المهوى والمهواة ما بين الجبلين ونحو ذلك انتهى والهاوية كل مهواة لا يدرك قعرها قال عمرو بن ملقط الطائى يا عمرو لو نالتك أرما حنا * كنت كمن تهوى به الهاويه ( وكل فارغ ) هواء وأنشد الجوهرى لزهير كأن الرحل منها فوق صعل * من الظلمان جؤجؤه هواء وأنشد ابن برى ولا تك من أخدان كل يراعة * هواء كسقب البان جوف مكاسره وبه فسر قوله تعالى وأفئدتهم هواء أي فارغة ( و ) الهواء ( الجبان ) لخلو قلبه من الجرأة وهو مجاز وأنشد القالى الا أبلغ أبا سفيان عنى * فانت مجوف نخب هواء ( و ) الهوى ( بالقصر العشق ) وقال الليث هوى الضمير وقال الازهرى هو محبة الانسان للشئ وغلبته على قلبه ومنه قوله تعالى ونهى النفس عن الهوى أي عن شهواتها وما تدعو إليه من المعاصي قال ابن سيده ( يكون في ) مداخل ( الخير والشر ) وقال غيره من تكلم بالهوى مطلقا لم يكن الا مذموما حتى ينعت بما يخرج معناه كقولهم هوى حسن وهوى موافق للصواب ( و ) الهوى ( ارادة النفس ) والجمع الاهواء ( و ) الهوى ( المهوى ) ومنه قول أبى ذؤيب زجرت لها طير السنيح فان يكن * هواك الذى تهوى يصبك اجتنابها ( وهوت الطعنة ) تهوى ( فتحت فاها ) بالدم قال أبو النجم فاختاض أخرى فهوت رجوحا * للشق يهوى جرحها مفتوحا ( و ) هوت ( العقاب ) تهوى ( هويا ) كصلى ( انقضت على صيد أو غيره ) ما لم ترغه فإذا اراغته قيل أهوت اهواء ( و ) هوى ( الشئ ) يهوى ( سقط ) من فوق الى أسفل كسقوط السهم وغيره ( كاهوى وانهوى ) قال يزيد بن الحكم الثقفى وكم منزل لولاى طحت كما هوى * باجرامه من قلة النيق منهوى فجمع بن اللغتين ( و ) هوت ( يدى له امتدت وارتفعت كأهوت ) وقال ابن الاعرابي هوى إليه من بعد وأهوى إليه من قرب وفى الحديث فأهوى بيده إليه أي مدها نحوه وأمالها إليه ليأخذه قال ابن برى الاصمعي ينكر أن يأتي أهوى بمعنى هوى وقد أجازه غيره ( و ) هوت ( الريح ) هويا ( هبت ) قال * كأن دلوى في هوى ريح * ( و ) هوى ( فلان مات ) قال النابغة وقال الشامتون هوى زياد * لكل منية سبب متين ( و ) هوى يهوى ( هويا بالفتح والضم ) أي كغنى وصلى ( وهويانا ) محركة ( سقط من علو الى سفل ) كسقوط السهم وغيره ( كانهوى ) وهذا قد تقدم قريبا ففيه تكرار ( و ) هوى ( الرجل ) يهوى ( هوة بالضم صعد وارتفع أو الهوى بالفتح ) أي كغنى ( للاصعاد والهوى بالضم ) أي كصلى ( للانحدار ) قاله أبو زيد في صفته صلى الله عليه وسلم كأنما يهوى من صبب أي ينحط وذلك مشية القوى من الرجال وهذا الذى ذكره من الفرق هو سياق ابن الاعرابي في النوادر قال ابن برى وذكر الرياشى عن أبى زيدان الهوى بالفتح الى أسفل وبضمها الى فوق وأنشد * والدلو في اصعادها عجلى الهوى * وأنشد * هوى الدلو اسلمها الرشاء * فهذا الى أسفل ( وهويه كرضيه ) يهوى ( هوى فهو هو ) كعم ( أحبه ) وفى حديث بيع الخيار يأخذ كل واحد من البيع ما هوى أي ما أحب وقوله تعالى فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم فيمن قرأ هكذا انما عداه بالى لان فيه معنى تميل والقراءة المشهورة تهوى بكسر الواو أي ترتفع إليهم وقال الفراء أي تريدهم ومن فتح الواو قال المعنى تهواهم كما قال ردف لكم وردفكم وقال الاخفش تهوى إليهم زعموا انه في التفسير تهواهم ( و ) قوله تعالى كالذى ( استهوته الشياطين ) في الارض حيران أي ( ذهبت بهواه وعقله ) وقال القتيبى أي هوت به وأذهبته جعله من هوى يهوى ( أو استهامته وحيرته أو زينت له هواه ) وهذا قول الزجاج جعله من هوى يهوى ( و ) قالوا إذا أجدب الناس أتى ( الهاوى ) والعاوى فالهاوى ( الجراد ) والعاوى الذئب وقال ابن الاعرابي انما هو الغاوى بالغين معجمة هو الجراد وهو الغوغاء والهاوى الذئب لان الذئاب تهوى الى الخصب قال وقالوا إذا أخصب الزمان جاء الغاوى والهاوى قال (1/8671)
وقالو إذا جاءت السنة جاء معها اعوانها يعنى الجراد والذئاب والامراض وتقدم له في ع وى على ما ذكره ابن الاعرابي ( وهاوية ) بلا لام معرفة وعليه اقتصر الجوهرى ( والهاوية ) أيضا بلام نقله ابن سيده اسم من أسماء ( جهنم أعاذنا الله منها ) آمين وفى الصحاح اسم من أسماء النار وهى معرفة بغير ألف ولام قال ابن برى لو كانت هاوية اسما علما للنار لم ينصرف في الآية
وقوله تعالى فأمه هاوية أي مسكنه جهنم وقيل معناه أم رأسه تهوى في النار وهذا قد تقدم في الميم وقال الفراء عن بعضهم هو دعاء عليه كما يقولون هوت أمه وأنشد لكعب بن سعد الغنوى يرثى أخاه هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا * وماذا يؤدى الليل حين يؤب أي هلكت أمه حتى لا تأتى بمثله نقله الجوهرى عن ثعلب ويقال هوت أمه فهى هاوية أي ثاكلة وقال بعضهم أي صارت هاوية مأواه ( و ) مضى ( هوى ) من الليل ( كغنى ويضم و ) كذا ( تهواء من الليل ) أي ( ساعة ) ممتدة منه ويقال الهوى الحين الطويل أو هزيع من الليل أو من الزمان أو مختص بالليل كل ذلك أقوال ( وأهوى وسوقه أهوى ودارة أهوى مواضع ) * ومما يستدرك عليه الهواء كل شئ منخرق الاسفل لا يعى شيأ كالجراب المنخرق الاسفل وما أشبهه وبه فسر قوله تعالى وأفئدتهم هواء قاله الزجاج والقالي وهوى صدره يهوى هوى خلا قال جرير ومجاشع قصب هوت أجوافهم * لو ينفخون من الخؤورة طاروا والمهوى هو المهواة وتهاووا في المهواة سقط بعضهم في اثر بعض وأهوت العقاب انقضت على الصيد فأراغته وذلك إذا ذهب هكذا وهكذا وهى تتبعه والاهواء الضرب باليد والتناول وأهوى بالشئ أومأ به وأهوى إليه بسهم واهتوى إليه به والهاوى من حروف سمى به لشدة امتداده وسعه مخرجه وأهواه ألقاه من فوق ومنه قوله تعالى والمؤتفكة أهوى أي أسقطها فهوت وهوى الشئ هويا وهى وهوت الناقة تهوى هويا فهى هاوية عدت عدوا شديدا قال فشذبها الاماعز وهى تهوى * هوى الدلو اسلمها الرشاء والمهاواة الملاجة وأيضا شدة السير وتهاوى سار شديدا قال ذو الرمة فلم تستطيع مى مهاواتنا السرى * ولا ليل عيس في البرين سوام وأنشد ابن برى لابي صخر اياك في أمرك والمهاواه * وكثرة التسويف والمماناه والهوى كغنى المهوى قال أبو ذؤيب فهن عكوف كنوح الكريم * قد شف أكبادهن الهوى أي فقد المهوى قال ابن برى وقد جاء هوى النفس ممدودا في الشعر قال وهان على أسماء ان شطت النوى * نحن إليها والهواء يتوق ورجل هو ذو هوى مخامره وامرأة هوية كفرحة لا تزال تهوى فإذا بنى منه فعلة بسكون العين تقول هية مثل طية وإذا أضفت الهوى الى النفس تقول هواى الا هذيلا فانهم يقولون هوى كقفى وعصى وأنشد ابن حبيب لابي ذؤيب سبقوا هوى وأعنقوا لهواهم * فتخرموا ولكل جنب مصرع وهذا الشئ أهوى الى من كذا أي أحب الى وأنشد الجوهرى لابي صخر الهذلى ولليلة منها تعود لنا * في غير مارفث ولا اثم أهوى الى نفسي ولو نزحت * مما ملكت ومن بنى سهم والمهواه البئر العميقة ومنه قول عائشة تصف أباها رضى الله عنها وامتاح من المهواة أي انه تحمل ما لم يتحمل غيره وهو كناية عن الواحد المذكور وفى التثنية هما وللجماعة هم وقد تسكن الهاء إذا جاءت بعد الواو أو الفاء أو اللام وسيأتى له مزيد بيان في الحروف والهوية الاهوية وبه فسر ابن الاعرابي قول الشماخ * فلما رأيت الامر عرش هوية * قال أراد أهوية فلما سقطت الهمزة ردت الضمة الى الهاء والهوية عند أهل الحق هي الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق وأهوى اسم ماء لبنى حمان واسمه السبيلة أتاهم الراعى فمنعوه الورد فقال ان على الاهوى لألأم حاضر * حسبا وأقبح مجلس ألوانا قبح الاله ولا أحاشى غيرهم * أهل السبيلة من بنى حمانا واهوى كذكري قرية بالصعيد ( والهاء حرف مهموس ) مخرجه من أقصى الحلق من جوار مخرج الالف ( وتبدل ) من الياء كهذه في هذى ومن الهمزة كهراق واراق وهنرت الثوب وأنرته ومهيمن ومؤيمن ومن الالف نحو أنه في أنا ولمه في لما وهنه في هنا ( وتزاد ) في الاول نحو هذا وهذه وفى الآخر مثل ها الوقف للتنفس ولا تزاد في الوسط أبدا وسيأتى ذلك مبسوطا في آخر الكتاب ( والهوهاة ) بالفتح ( وتضم ) وهذه عن الفراء ( الاحمق ) الاخرق الذاهب اللب والجمع الهواهى ( و ) أيضا ( البئر التى لا متعلق لها (1/8672)
ولا موضع لرجل نازلها البعد جاليها ) عن ابن السكيت كالهوة والمهواة ( والهوية كغنية ) الحفرة ( البعيدة القعر ) عن الاصمعي وبه روى قول الشماخ ولما رأيت الامر عرش هوية * تسليت حاجات الفؤاد بشمرا وقد تقدم الكلام عليه ( و ) يقال ( سمع لأذنيه هويا ) أي ( دويا ) زنة ومعنى ( وقد هوت أذنه ) تهوى ( و ) يقال ( هيك ) يارجل بكسر الياء المشددة أي ( أسرع فيما أنت فيه ) نقله ابن دريد عن العرب ( و ) يقال ( ماهيانه ) بالتشديد أي ( ما أمره ) نقله الفراء ( وهاواه ) مهاواة ( داراه ويهمز ) هكذا نقله الكسائي في باب ما يهمز ولا يهمز وكذلك دار أته ودار ايته ولم يذكر المصنف هاوأته في الهمزة وقد نبهنا عليه هناك ( والهواء واللواء مكسورتين أن تقبل بالشئ وتدبر أي تلاينه مرة وتشاده أخرى ) قال الفراء أرسل
إليه بالهواء واللواء فلم يأته والهواء واللواء أن يقبل ويدبر ومعناه في اللين والشدة يلاينه مرة ويشاده أخرى انتهى ولم يذكره في ل وى والذى ذكره القالى في آخر الممدود من كتابه وقولهم جاء بالهواء واللواء إذا جاء بكل شئ فتأمل ( و ) من خفيف هذا الباب ( هي ) بكسر الهاء وتخفيف الياء ( وتشدد ) قال الكسائي هي لغة همدان ومن والاهم يقولون هي فعلت قال وغيرهم من العرب يخففها وهو المجمع عليه فتقول هي فعلت قال وأصلها أن تكون على ثلاثة أحرف مثل أنت ( كناية عن الواحد المؤنث ) كما ان هو كناية عن الواحد المذكور قال الكسائي ( وقد تحذف ياؤه ) إذا كان قبلها ألف ساكنة ( فيقال حتى ه ) كذا في النسخ والصواب حتاه ( فعلت ذلك ) وهكذا هو نص الكسائي ومثله وانماه فعلت ( ومنه ) قال اللحيانى قال الكسائي لم أسمعهم يلقون الياء عند غير الالف الا أنه أنشدني هو ونعيم قول الشاعر ( * ديار سعدى اذه من هواكا * ) فحذف الياء عند غير الالف قال وأما سيبويه فجعل حذف الياء الذى هنا للضرورة وسيأتى له مزيد بيان في الحروف ( وهى بن بى وهيان بن بيان كناية عمن لا يعرف ) هو ( ولا يعرف أبوه ) يقال لا أدرى أي هي بن بى هو معناه أي الخلق هو ( أو كان هي ) بن بى ( من ولد آدم ) عليه السلام ( وانقطع نسله ) ولو قال فانقرض كان أخصر وكذلك هيان بن بيان * قلت جاء ذلك في نسب جرهم عمرو بن الحرث بن مضاض بن هي بن بى بن جرهم حكاه ابن برى ( وياهى مالى كلمة تعجب ) معناه يا عجبا وأنشد ثعلب ياهى مالى قلقت محاوري * وصار أشباه الفغا ضرائري ( لغة في المهموز ) وقال اللحيانى قال الكسائي ياهى مالى وياهى ما أصحابك لا يهمزان وما في موضع رفع كانه قال يا عجبى ( وهيا هيا ) كلمة ( زجر ) للابل أنشد سيبويه ليقربن قربا جلذيا * ما دام فيهن فصيل حيا * وقد دجا الليل بهيا هيا * ومما يستدرك عليه الها بالقصر لغة في الهاء بالمد للحرف المذكور والنسبة هائى وهاوى وهوى والفعل منه هييت هاء حسنة والجمع أهياء وأهواء وها آت كادواء واحياء ودايات وانهاء بياض في وجه الظبى وأنشد الخليل كأن خديها إذا لثمتها * هاء غزال يافع لطمتها نقله المصنف في البصائر وقال ابن الاعرابي هي بن بى وهيان بن بيان وبى بن بى يقال ذلك للرجل إذا كان خسيسا وأنشد ابن برى فأقعصتهم وحطت بركهابهم * وأعطت النهب هيان بن بيان وقال أبن أبى عيينة بعرض من بنى هي بنى بى * وأنذال الموالى والعبيد وياهى مالى معناه التأسف والتهلف عن الكسائي وأنشد أبو عبيد يا هي مالى من يعمر يفنه * مر الزمان عليه والتقليب وقيل معناه ما أحسن هذا ويقولون هيا هيا أي أسرع إذا جدوا بالمطى ومنه قول الحريري فقلنا للغلام هيا هيا وهات ما تهيا وقال أبو الهيثم ويقولون عند الاغراء بالشئ هي هي بكسر الهاء وقد هيهيت به أي أغريته وهيهيه بالكسر والهاء للسكت قرية بمصر في الشرقية وهيا بالتخفيف من حروف النداء هاؤه بدل من الهمزة وسيأتى وقال الفراء العرب لا تقول هياك ضربت ويقولون هياك وزيدا إذا نهوك والاخفش يجيز هياك ضربت وسيأتى وقال بعضهم أصله اياك فقلبت الهمزة هاء نقله الازهرى قال اللحيانى وحكى عن بعض بنى أسد وقيس هي فعلت ذلك باسكان الياء وقد يسكنون الهاء ومنه قول الشاعر فقمت للطيف مرتاعا وأرقني * فقلت أهى سرت أم عادني حلم وذلك على التخفيف وسيأتى ان شاء الله تعالى والهواهى الباطل من القول واللغو كذا قاله الجوهرى فعبر عن الجمع بالمفرد وأنشد لابن أحمر أفى كل يوم تدعوان أطبة * الى وما يجدون الا الهواهيا ( فصل الياء ) المثناة التحتية مع نفسها والواو * مما يستدرك عليه يابى بكسر الموحدة جد محمد بن سعيد بن قند البخاري عن ابن السكين الطائى وعنه محمد بن حليس بن أحمد ذكره الامير ( ى اليد ) بتخفيف الدال وضمها ( الكف أو من أطراف الاصابع الى الكف ) كذا في النسخ والصواب الى الكتف وهذا قول الزجاج وقال غيره الى المنكب وهى أنثى محذوفة اللام ( أصلها يدى ) على فعل بتسكين العين فحذفت الياء تخفيف فاعتقبت حركة اللام على الدال ( ج أيد ) على ما يغلب في جمع فعل في أدنى العدد (1/8673)
( ويدى ) كثدي قال الجوهرى وهذا جمع فعل مثل فلس وأفلس وفلوس ولا يجمع فعل بتحريك العين على افعل الا في أحرف يسيرة معدودة مثل زمن وأزمن وجبل وأجبل وعصا وأعص وأما قول مضرس بن ربعى الاسدي أنشده سيبويه فطرت بمنصلى في يعملات * دوامى الأيد يخبطن السريحا فانه احتاج الى حذف الياء فحففها وكان يوهم التكثير في هذا فشبه لام المعرفة بالتنوين من حيث كانت هذه الاشياء من خواص الاسماء فحذفت الياء لاجل اللام تخفيفا كما تحذفها كما تحذفها لاجل التنوين ومثله وما * قرقر قمر الواد بالشاهق * وقال الجوهرى هي
لغة لبعض العرب يحذفون الياء من الاصل مع الالف واللام فيقولون في المهتدى المهتد كما يحذفونها مع الاضافة في مثل قول الشاعر وهو خفاف بن ندبة * كنواح ريش حمامة نجدية * أراد كنواحى فحذف الياء لما أضاف كما كان يحذفها مع التنوين قال ابن برى والصحيح أن حذف الياء في البيت لضرورة الشعر لا غير وكذلك ذكره سيبويه انتهى وشاهده من القرآن قوله تعالى أم لهم أيد يبطشون بها وقوله تعالى وأيديكم الى المرافق وقوله تعالى مما كتبت أيديهم ومما عملت أيدينا وبما كسبت أيديكم ( جج ) أي جمع الجمع ( أياد ) هو جمع أيد كأكرع وأكارع وخصه الجوهرى فقال وقد جمعت الايدى في الشعر على أياد قال الشاعر وهو جندل ابن المثنى الطهوى يصف الثلج كانه بالصحصحان الا ثجل * قطن سخام بأيادى غزل قال ابن برى ومثله قول الشاعر فأما واحدا فكفاك مثلى * فمن أيد تطاوحها الايادي وفى المحكم وأنشد أبو الخطاب ساءها ما تأملت في أيادينا * وأشناقها الى الاعناق وقال أبو الهيثم اليد اسم على حرفين وما كان من الاسامي على حرفين وقد حذف منه حرف فلا يرد الا في التصغير أو في التثنية أو الجمع وربما لم يرد في التثنية ويبنى على لفظ الواحد ( واليدى كالفتى بمعناها ) أي بمعنى اليد وفى الصحاح وبعض العرب يقول لليد يدى مثل رحى قال الراجز يا رب سار سار ما توسدا * الاذراع العنس أو كف اليدا وفى المحكم اليد الغة في اليد جاء متمما على فعل عن أبى زيد وأنشد قول الراجز أو كف اليدا وقال آخر قد أقسموا الا يمنحونك نفعه * حتى تمد إليهم كف اليدا قال ابن برى ويروى لا يمنحونك بيعه قال ووجه ذلك انه رد لام الكلمة إليها لضرورة الشعر كما رد الآخر لام دم إليه عند الضرورة وذلك في قوله * فإذا هي بعظام ودما * قلت وهكذا حققه ابن جنى في أول كتابه المحتسب وقيل في قوله تعالى تبت يدا أبى لهب انها على الاصل لانها لغة في اليد أو هي الاصل وحذف ألفه أو هي تثنية اليد كما هو المشهور ( كاليدة ) هكذا في النسخ والصواب كاليده بالهاء كما في التكملة ( واليد مشددة ) فهى أربع لغات وقال ابن بزرج العرب تشدد القوافى وان كانت من غير المضاعف ما كان من الياء وغيره وأنشد فجازوهم بما فعلوا اليكم * مجازاة القروم يدا بيد تعالوا يا حنيف بنى لجيم * الى من فل حدكم وحدي ( وهما يدان ) على اللغة الاولى ومنه قوله تعالى بل يداه مبسوطتان وأما على اللغة الثانية فيديان كما قيل في تثنية عصا ورحى ومنا عصيان ورحيان ومنوان وأنشد الجوهرى يديان بيضاوان عند محرق * قد يمنعانك منهما أن تهضما ويروى عند محلم قال ابن برى صوابه كما أنشده السرافى * قد تمنعانك أن تضام وتضهدا * ( و ) من المجاز ( اليد الجاه و ) أيضا ( الوقار و ) أيضا ( الحجر على من يستحقه ) أي المنع عليه ( و ) أيضا ( منع الظلم ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( الطريق ) يقال أخذ فلان يد بحر أي طريقه وبه فسر قولهم تفرقوا أيادى سبالان أهل سبا لما مزقهم الله تعالى أخذوا طرقات شتى ويقال أيضا أيدى سبا وفى حديث الهجرة فأخذ بهم يد البحر أي طريق الساحل ( و ) أيضا ( بلاد اليمن ) وبه فسر بعض أيادى سبا لان مساكن أهل سبا كانت بها ولا يخفى ما في تعبير الواحد بالجمع على هذا الوجه من مخالفة ( و ) أيضا ( القوة ) عن ابن الاعرابي يقولون مالى به يد أي قوة وبه فسر قوله تعالى أولى الايدى والابصار معناه أولى القوة والعقول وكذا قوله تعالى يد الله فوق أيديهم أي قوته فوق قواهم ( و ) أيضا ( القدرة ) عن ابن الاعرابي يقولون لى عليه يد أي قدرة ( و ) أيضا ( السلطان ) عن ابن الاعرابي ومنه يد الريح سلطانها قال لبيد * لطاف أمرها بيد الشمال * لما ملكت الريح تصريف السحاب جعل لها سلطان عليه ( و ) أيضا ( الملك بكسر الميم ) عن ابن الاعرابي يقال هذه الصنعة في يد فلان أي في ملكه ولا يقال في يدى فلان وقال الجوهرى هذا الشئ في يدى أي في ملكى انتهى ويقولون هذه الدار في يد فلان وكذا هذا الوقف في يد فلان أي في تصرفه وتحدثه ( و ) أيضا ( الجماعة ) من قوم الانسان وأنصاره عن ابن الاعرابي وأنشد أعطى فاعطاني يدا ودارا * وباحة خولها عقارا ومنه الحديث هم يد على من سواهم أي هم مجتمعون على أعدائهم لا يسعهم التخاذل بل يعاون بعضهم بعضا قاله أبو عبيد ( و ) أيضا ( الاكل ) عن ابن الاعرابي يقال ضع يدك أي كل ( و ) أيضا ( الندم ) عن ابن الاعرابي ومنه يقال سقط في يده إذا ندم وسيأتى قريبا (1/8674)
( و ) أيضا ( الغياث ) عن ابن الاعرابي ( و ) أيضا ( الاستلام ) كذا في النسخ والصواب الاستسلام وهو الانقياد كما هو نص ابن الاعرابي ومنه حديث المناجاة وهذه يدى لك أي استسلمت اليك وانقدت لك كما يقال في خلافه نزع يده من الطاعة وفى حديث
عثمان هذه يدى لعمار أي أنا مستسلم له منقاد فليحتكم على بما شاء وقال ابن هانئ من أمثالهم * أطاع يدا بالقود وهو ذلول * إذا انقاد واستسلم وبه فسر أيضا قوله تعالى حتى يعطوا الجزية عن يد أي عن استسلام وانقياد ( و ) أيضا ( الذل ) عن ابن الاعرابي وبه فسر قوله تعالى حتى يعطوا الجزية عن يد أي عن ذل نقله الجوهرى قال ويقال معناه نقدا لا نسيئة * قلت روى ذلك عن عثمان البزى ونصه نقدا عن ظهر يد ليس بنسيئة وقال أبو عبيدة كل من أطاع لمن قهره فاعطاها عن طيبة نفس فقد أعطاها عن يد وقال الكلبى عن يد أي يمشون بها وقال أبو عبيد لا يجيؤن بها ركبانا ولا يرسلون بها وفى حديث سليمان وأعطوا الجزية عن يد مواتية مطيعة غير ممتنعة لان من أبى وامتنع لم يعط يده وان أريد بها يد الآخذ فالمعنى عن يد قاهرة مستولية ( و ) أيضا ( النعمة ) السابغة عن الليث وابن الاعرابي وانما سميت يدا لانها انما تكون بالاعطاء والاعطاء انالة باليد وبه فسر أيضا قوله تعالى عن يد وهم صاغرون أي عن انعام عليهم بذلك لان قبول الجزية وترك أنفسهم عليهم نعمة عليهم ويد من المعروف جزيلة ( و ) أيضا ( الاحسان تصطنعه ) نقله الجوهرى ومنه قولهم للرجل هو طويل اليد وطويل الباع إذا كان سمحا جوادا وفى الحديث أسرعكن بى لحوقا أطو لكن يدا كنى بطول اليد عن العطاء والصدقة وفى حديث قبيصه ما رأيت أعطى للجزيل عن ظهر يد من طلحة أي عن انعام ابتداء من غير مكافأة وقال ابن شميل له على يد ولا يقولون له عندي يد وأنشد له على أياد لست أكفرها * وانما الكفر أن لا تشكر النعم ( ج يدى مثلثة الاول ) ومنه قول النابغة فان أشكر النعمان يوما بلاءه * فان له عندي يديا وأنعما هكذا رواية الجوهرى وفى المحكم قال الاعشى فلن أذكر النعمان الا بصالح * فان له عندي يديا وأنعما ويروى الا بنعمة وهو جمع لليد بمعنى النعمة خاصة وقال ابن برى البيت لضمرة بن ضمرة النهشلي وبعده تركت بنى ماء السماء وفعلهم * وأشبهت تيسا بالحجاز مزنما قال الجوهرى وتجمع على يدى ويدى مثل عصى وعصى ويروى يديا بفتح الياء وهى رواية أبى عبيد قال الجوهرى وانما فتح الياء كراهة لتوالى الكسرات ولك ان تضمها قال ابن برى يدى جمع يد وهو فعيل مثل كلب وكليب ومعز ومعيز وعبد وعبيد قال ولو كان يدى في قول الشاعر يديا فعولا في الاصل لجاز فيه الضم والكسر وذلك غير مسموع فيه قال الجوهرى ( و ) تجمع أيضا على ( أيد ) وأنشد لبشر بن أبى حازم تكن لك في قومي يد يشكرونها * وأيدي الندى في الصالحين قروض ( ويدى ) الرجل ( كعنى ورضى وهذه ) أي اللغة الثانية ( ضعيفة ) أي ( أولى برا ) ومعروفا ( ويدى ) فلان ( من يده كرضى ) أي ( ذهبت يده ويبست ) وشلت يقال ماله يدى من يده وهو دعاء عليه كما يقال تربت يداه نقله الجوهرى عن اليزيدى قال ابن برى ومنه قول الكميت فأى ما يكن بك وهو منا * بأيد ما وبطن ولا يدينا قال وبطن ضعفن ويدين شللن ( ويديته ) يديا ( أصبت يده ) أو ضربتها فهو ميدى ( و ) أيضا ( اتخذت عنده يدا كأيديت عنده وهذه أكثر ) ولذا قدمها الجوهرى في السياق ( فانا مود وهو مودى إليه ) والاولى لغة وأنشد الجوهرى لبعض بنى أسد يديت على ابن حسحاس بن وهب * باسفل ذى الجذاة يد الكريم وأنشد شمر لابن أحمر يد ما قد يديت على سكين * وعبد الله إذ نهش الكفوف ويديت إليه كذلك نقله ابن القطاع عن أبى زيد وأبى عبيد ( وظبى ميدى وقعت يده في الحبالة ) وتقول إذا وقع الظبى في الحبالة أميدى أم مرجول أي أوقعت يده فيها أم رجله ( وياداه ) مياداة ( جازاه يدا بيد ) أي على التعجيل ( وأعطاه مياداة ) أي ( من يده الى يده ) نقلهما الجوهرى قال ( و ) قال الاصمعي أعطاه مالا ( عن ظهر يد أي فضلا ) ونص الصحاح تفضلا ( لا ببيع و ) لا ( مكافأة و ) لا ( قرض ) أي ابتداء كما مر في حديث قبيصة ( وابتعت الغنم بيدين ) وفى الصحاح باليدين وقال ابن السكيت اليدين أي ( بثمنين مختلفين ) بعضها بثمن وبعضها بثمن آخر وقال الفراء باع فلان غنمه اليدان وهو أن يسلمها بيد ويأخذ ثمنها بيد ( و ) يقال ان ( بين يدى الساعة ) أهوا لا أي ( قدامها ) نقله الجوهرى يقال بين يديك لكل شئ أمامك ومنه قوله تعالى من بين أيديهم ومن خلفهم ( و ) قال أبو زيد يقال ( لقيته أول ذات يدين ) ومعناه ( أول شئ ) نقله الجوهرى وحكى اللحيانى أما أول ذات يدين فانى أحمد الله قال الاخفش ( و ) يقال ( سقط في يديه وأسقط ) بضمهما أي ( ندم ) ومنه قوله تعالى ولما سقط في أيديهم أي ندموا نقله الجوهرى وتقدم ذلك في س ق ط وعند قوله والندم قريبا ( وهذا ) الشئ ( في يدى أي ) في ( ملكى ) بكسر الميم نقله الجوهرى وتقدم (1/8675)
قريبا عند قوله والملك ( والنسبة ) الى اليد ( يدى و ) ان شئت ( يدوى ) نقله الجوهرى قال ( وامرأة يدية ) أي كغنية ( صناع والرجل
يدى ) كغنى كأنهما نسبا الى اليد في حسن العمل ( و ) يقال ( ما أيدى فلانة ) نقله الجوهرى أي ما أصنعها ( و ) هذا ( ثوب يدى وأدى ) أي ( واسع ) وأنشد الجوهرى للعجاج في الدار إذ ثوب الصبا يدى * واذ زمان الناس دغفلى وأدى مر للمصنف في أول باب المعتل وذكر اليدى هناك أيضا استطرادا كذكره الأدى هنا وتقدم انه نقل عن اللحيانى ( وذو اليدية كسمية ) نقله الجوهرى عن الفراء قال بعضهم يقول ذلك ( وقيل هو بالثاء المثلثة ) وهو المشهور المعروف عند المحدثين رئيس للخوارج ( قتل بالنهروان ) اسمه حرقوص بن زهير كما تقدم للمصنف في ث د ى وقد أوضحه شراح الصحيحين خصوصا شراح مسلم في قضايا الخوارج وحكى الوجهين الجوهرى والحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح ( وذو اليدين خر باق ) بن عمرو كما في المصباح أو ابن سارية كما لشيخنا أو اسمه حملاق كما وقع لأبى حيان في شرح التسهيل قال شيخنا وهو غريب ( السلمى الصحابي ) كان ينزل بذى خشب من ناحية المدينة يروى عنه مطير وهو الذى نبه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم على السهو في الصلاة وتأخر موته وقيل هو ذو الزوائد قاله ابن فهد ويقال هو ذو الشمالين وقيل غيره قال الجوهرى سمى بذلك لانه كان يعمل بيديه جميعا ( و ) ذو اليدين أيضا ( نفيل بن حبيب ) بن عبد الله الخثعمي ( دليل الحبشة ) الى مكة ( يوم الفيل ) سمى بذلك لطولهما ( و ) اليداء ( كدعاء وجع اليد ) نقله ابن سيده ( ويد الفاس نصابها ) وقال الليث يد الفاس ونحوها مقبضها وكذلك يد السيف مقبضه ( و ) اليد ( من القوس سيتها ) اليمنى رواه أبو حنيفة عن أبى زياد الكلابي وقيل يد القوس أعلاها على التشبيه كما سموا أسفلها رجلا وقيل يدها أعلاها وأسفلها وقيل يدها ما علا عن كبدها ( ومن الرحى عود يقبضه الطاحن فيديرها ) على التشبيه ( ومن الطائر جناحه ) لانه يتقوى به كما يتقوى الانسان باليد ( ومن الريح سلطانها ) لما ملكت الريح تصريف السحاب جعل لها سلطان عليه وقد تقدم قريبا ( ومن الدهر مد زمانه ) يقال لا أفعله يد الدهر أي أبدا كما في الصحاح وقيل أي الدهر وهو قول أبى عبيد وقال ابن الاعرابي لا آتيه يد الدهر أي الدهر كله وكذلك لا آتيه يد المسند أي الدهر كله وقد تقدم ان المسند الدهر وأنشد الجوهرى للاعشى رواح العشى وسير الغدو * يد الدهر حتى تلاقى الخيارا الخيار المختار للواحد والجمع قال ابن سيده ( و ) قولهم ( لا يدين لك بهذا ) أي ( لا قوة ) لك به لم يحكه سيبويه الا مثنى ومعنى التثنية هنا الجمع والتكثير قال ولا يجوز ان تكون الجارحة هنا لان الباء لا تتعلق الا بفعل أو مصدر انتهى وأجاز غير سيبويه مالى به يد ويدان وأيد بمعنى واحد وفى حديث يأجوج ومأجوج قد أخرجت عباد الى لا يدان لاحد بقتالهم أي لا قدرة ولا طاقة يقال مالى بهذا الامر يد ولا يدان لان المباشرة والدفاع انما يكون باليد فكأن يديه معدومتان لعجزه عن دفعه وقال كعب بن سعد الغنوى فاعمد لما فعلوا فمالك بالذى * لا تستطيع من الامور يدان ( ورجل ميدى ) كمرمى أي ( مقطوع اليد ) من أصلها * ومما يستدرك عليه اليد الغنى وأيضا الكفالة في الرهن يقال يدى لك رهن بكذا أي ضمنت ذلك وكفلت به وأيضا الامر النافذ والقهر والغلبة يقال اليد لفلان على فلان كما يقال الريح لفلان وقال ابن جنى أكثر ما تستعمل الايادي في النعم قال شيخنا وذكرها أبو عمرو بن العلاء ورد عليه أبو الخطاب الاخفش وزعم انها في علمه الا أنها لم تحضره قال والمصنف تركها في النعم وذكرها في الجارحة واستعملها في الخطبة فتأمل وقول ذى الرمة * وأيدي الثريا جنح في المغارب * أراد قرب الثريا من المغرب وفيه اتساع وذلك ان اليد إذا مالت للشئ ودنت إليه دلت على قربها منه ومنه قول لبيد * حتى إذا ألقت يدا في كافر * يعنى بدأت الشمس في المغيب فجعل للشمس يد الى المغيب ويد الله كنايه عن الحفظ والوقاية والدفاع ومنه الحديث يد الله مع الجماعة واليد العليا هي المعطية وقيل المتعففة والسفلى السائلة أو المانعة وتجمع الايدى على الايدين وأنشد أبو الهيثم يبحثن بالارجل والايدينا * بحث المضلات لما يبغينا وتصغير اليد يدية كسمية ويدى كعنى شكايده على ما يطرد في هذا النحو وفى الحديث ان الصدقة تقع في يد الله هو كناية عن القبول والمضاعفة ويقال ان فلانا لذو مال يبدى به ويبوع به أي يبسط يده وباعه قال سيبويه وقالوا بايعته يدا بيد وهى من الاسماء الموضوعة موضع المصادر كأنك قلت نقدا ولا ينفرد لانك انما تريد أخذ منى وأعطاني بالتعجيل قال ولا يجوز الرفع لانك لا تخبر أنك بايعته ويدك في يده وفى المصباح بعته يدا بيد أي حاضرا بحاضر والتقدير في حال كونه مادا يده بالعوض في حال كونى مادا يدى
بالمعوض فكأنه قال بعته في حال كون اليدين ممدودتين بالعوضين * قلت وعلى هذا التفسير يجوز الرفع وهو خلاف ما حققه سيبويه فتأمل وهو طويل اليد لذى الجود والعامة تستعمله في المختلس وفى المثل ليد ما أخذت المعنى من أخذ شيأ فهو له وقولهم في الدعاء على الرجل بالسوءة لليدين والفم أي كبه الله على وجهه وكذا قولهم بكم اليدان أي حاق بكم ما تدعون به وتبسطون أيديكم وردوا أيديهم الى أفواههم أي عضوا على أطراف أصابعهم وهذا ما قدمت يداك هو تأكيد كما يقال هذا ما جنت يداك أي جنيته (1/8676)
أنت الا انك تؤكد بها ويقولون في التوبيخ يداك أو كتاو فوك نفخ وكذلك بما كسبت يداك وان كانت اليدان لم تجنيا شيأ الا انهما الاصل في التصرف نقله الزجاج وقال الاصمعي يد الثوب ما فضل منه إذا التحفت به وثوب قصير اليد يقصر عن ان يلتحف به وقميص قصير اليدين أي الكمين وقال ابن برى قال التوزى ثوب يدى واسع الكم وضيقه من الاضداد وأنشد * عيشي يدى ضيق ود غفلي * ورجل يدى وأدى رفيق ويدى الرجل كرضى ضعف وبه فسر قول الكميت * بأيد ما وبطن ولا يدينا * وقال ابن برى قولهم أيادى سبا يراد به نعمهم وأموالهم لانها تفرقت بتفرقهم ويكنى باليد عن الفرقة يقال أتانى يد من الناس وعين من الناس أي تفرقوا ويقال جاء فلان بما أدت يد الى يد عند تأكيد الاخفاق والخيبة ويده مغلولة كناية عن الامساك ونفض يده عن كذا خلاه وتركه وهو يد فلان أي ناصره ووليه ولا يقال للأولياء هم أيدى الله ورد يده في فمه أمسك عن الكلام ولم يجب * ومما يستدرك عليه ياسا بالسين مقصور كلمة يعبر بها عن السياسة السلطانية وهو اليسق وقد مر مفصلا في آخر القاف * ومما يستدرك عليه يافا بالفاء مقصور مدينة على ساحل بحر الشام من أعمال فلسطين بين قيسارية وعكا افتتحها صلاح الدين عند فتحه الساحل سنة 583 ثم استولى عليها الفرنج في سنة سبع ثم استعادها منهم الملك العادل أبو بكر بن أيوب في سنة 593 وخربها وقد دخلتها وربما نسب إليها يافونى منها أبو العباس محمد بن عبد الله بن ابراهيم اليافونى وأبو بكر بن أحمد بن أبى نصر اليافونى سمع منهما الطبراني بيافا * ومما يستدرك عليه ياما بالميم مقصور وهى كلمة تستعملها العامة في الصعيد مما لا على الشئ الكثير ( ى يهيا ) أهمله الجوهرى وقال ابن سيده هو ( من كلام الرعاء ) يقولون يه يه ويهيا عند الزجر للابل وقد يهييت بالابل وتقدم في آخر الهاء * ومما يستدرك عليه يهيا حكاية الشارب عن ابن برى وأنشد تعادوا بيهيا عن مواصلة الكرى * على غائرات الطرف هدل المشافر ( ى يوى كسمى ) أهلمه الجوهرى وابن سيده وهو ( كأنه اسم ) رجل ( إليه نسب اليوييون من أهل ساوة منهم نصر بن أحمد اليويى كتب عنه ) الحافظ أبو طاهر ( السلفي ) بعض أناشيد ونقله الحافظ في التبصير هكذا * ومما يستدرك عليه الياء حرف هجاء معروف والنسبة إليه يائى وياوي ويوى وقد ياييت ياء حسنا وحسنة والاصل ييت اجتمعت أربع يأت متوالية قلبوا الياءين المتوسطتين ألفا وهمزة تخفيفا والياء الناحية عن الخليل وأنشد تيممت ياء الحى حين رأيتها * تضئ كبدر طالع ليلة البدر وأحكامها تأتى في آخر الكتاب وييا بالتشديد جد محمد بن عبد الجبار وأخته بانوية كلاهما من مشايخ السلفي هذا محل ذكره على ما ضبطه الحافظ والمصنف ذكره في ب ى ى وقد تقدم ويى يى كلمة تقال عند التعجب * ومما يستدرك عليه يو يو بالضم موضع إليه نسب يوم يويو من أيامهم عن ياقوت * وبه تم حرف المعتل والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات وصلى الله تعالى على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ما أشرقت شموس النهايات وكتبه العبد المقصر محمد مرتضى الحسينى عفا الله عنه في 11 جمادى سنة 1188 ويتلوه ان شاء الله تعالى باب الالف اللينه ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وصلى الله على سيدنا محمد وسلم الله ناصر كل صابر ( باب الالف اللينة ) قال شيخنا هي صفة كاشفة لان القصد هنا الالف التى هي من حروف المد واللين ويقال لها الالف الهاوية وهى التى لا تقبل الحركات بل ساكنة دائما هوائية واحترز بذلك عن الهمزة فانها عبارة عما يقبل الحركات وقد أشرنا الى ان هذا اصطلاح للمتأخرين كما نبه عليه ابن هشام وغيره وقاعدته ان الباب يكون لآخر الكلمة وهو في هذا الباب غالب عنده لا لازم كما ان الالف اللينة انما تصح في الآخر لا الاول وقد ذكر في هذا الباب كلمات أوائلها همزة وآخرها ليس كذلك كاذ مثلا فذكره هنا ليس من هذا الباب باعتبار اصطلاحه بل موضعه الذال المعجمة وقد أشار إليه هناك ومثل أو لو فان آخره واو ساكنة وذكره هنا باعتبار أوله فلم يبق له ضابط وكالالفات المفردة التى لم تركب مع شئ فان أكثرها متحرك ولا زائد عليه فاعتبر أوله وهكذا فاعرف ذلك وفيه غير ذلك
في بقية الحروف يحتاج الكشف عنه الى تأمل ودقة نظر انتهى * قلت وقد يجاب عن المصنف بانه لم يذكر إذ الا استطرادا في إذا ويدلك على ذلك انه لم يفرد له تركيبا وقد ذكره في الذال المعجمة مبسوطا واما اولو فانما ذكره لمناسبته بأولا كهدى في كون كل واحد منهما جمعا لا واحد له ويدلك على ذلك انه ذكره في اللام مفصلا مع ان الجوهرى ذكر كلا من إذ وأولا وانما هو نظرا لما قلنا وكفى به قدوة فتأمل وفى الصحاح الالف على ضربين لينة ومتحركة فاللينة تسمى ألفا والمتحركة تسمى همزة وقد ذكرنا الهمزة وذكرنا أيضا ما كانت الالف فيه منقلبة عن الواو أو الياء وهذا الباب مبنى على ألفات غير منقلبات عن شئ فلهذا أفردناه انتهى وقال (1/8677)
ابن برى الالف التى هي أحد حروف المد واللين لا سبيل الى تحريكها على ذلك اجتماع النحويين فإذا أرادوا تحريكها ردوها الى أصلها في مثل رحيان وعصوان وان لم تكن منقلبة عن واو ولا ياء وأرادوا تحريكها أبدلوا منها همزة في مثل رسالة ورسائل فالهمزة بدل من الالف وليست هي الالف لان الالف لا سبيل الى تحريكها والله أعلم ( أ حرف هجاء ) مقصورة موقوفة ( ويمد ) ان جعلته اسما وهى تؤنث ما لم تسم حرفا كذا في الصحاح وفى المحكم الالف تأليفها من همزة ولام وفاء وسميت ألفا لانها تألف الحروف كلها وهى أكثر الحروف دخولا في المنطق وقد جاء عن بعضهم في قوله تعالى الم ان الالف اسم من أسماء الله تعالى والله أعلم بما أراد والالف اللينة لا حرف لها انما هي جرس مدة بعد فتحة ( و ) آ ( بالمد حرف لنداء البعيد ) تقول آزيد أقبل وقال الجوهرى وقد ينادى بها تقول أزيد أقبل الا أنها للقريب دون البعيد لانها مقصورة وقال الازهرى تقول للرجل إذا ناديته آفلان وأفلان وآيا فلان بالمد انتهى ( و ) روى الازهرى عن أبى العباس أحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد قالا ( أصول الالفات ثلاثة وتتبعها الباقيات ) ألف ( أصلية ) وهى في الثلاثي من الاسماء والافعال ( كألف ) أي كألف ألف ( و ) ألف ( أخذ ) الاخير مثال الثلاثي من الافعال ثم قال ( و ) ألف ( قطعية ) وهى في الرباعي ( كأحمد وأحسن ) الاخير مثال الرباعي من الافعال قال ( و ) ألف ( وصلية ) وهى فيما جاوز الرباعي ( كاستخرج واستوفى ) هذا مثال ما جاوز الرباعي من الافعال وأما من الاسماء فألف استنباط واستخراج وقال الجوهرى الالف على ضربين ألف وصل وألف قطع فكل ما ثبت في الوصل فهو ألف قطع وما لم يثبت فهو ألف وصل ولا تكون الا زائدة وألف القطع قد تكون زائدة مثل ألف الاستفهام وقد تكون أصلية مثل ألف أخذ وأمر انتهى ثم قالا ومعنى ألف الاستفهام ثلاثة يكون بين الآدميين يقولها بعضهم لبعض استفهاما ويكون من الجبار لوليه تقريرا ولعدوه توبيخا فالتقرير كقوله عز وجل للمسيح أأنت قلت للناس قال أحمد بن يحيى وانما وقع التقرير لعيسى عليه السلام لان خصومه كانوا حضورا فأراد الله عز وجل من عيسى أن يكذبهم بما ادعوا عليه وأما التوبيخ لعدوه فكقوله عز وجل أصطفى البنات على البنين وقوله أأنتم أعلم أم الله أأنتم أنشأتم شجرتها قال الازهرى فهذه أصول الالفات ( وتتبعها الالف الفاصلة ) قال الازهرى وللنحويين ألقاب لالفات غيرها تعرف بها فمنها الالف الفاصلة وهى في موضعين أحدهما الالف التى ( تثبت بعد واو الجمع في الخط لتفصل بين الواو ) أي واو الجمع ( و ) بين ( ما بعدها كشكروا ) وكفروا وكذلك الالف التى في مثل يغزوا ويدعوا وإذا استغنى عنها لاتصال المكنى بالفعل لم تثبت هذه الالف الفاصلة ( و ) الاخرى الالف ( الفاصلة بين نون علامات الاناث وبين النون الثقيلة ) كراهة اجتماع ثلاث نونات ( كافعلنان ) بكسر النون وزيادة الالف بين النونين في الامر للنساء ( و ) منها ( ألف العبارة ) لانها تعبر عن المتكلم ( وتسمى العاملة ) أيضا ( كأنا استغفر الله ) وأنا أفعل كذا ( و ) منها ( الالف المجهولة كألف فاعل وفاعول ) وما أشبههما ( وهى كل ألف ) تدخل في الاسماء والافعال مما لا أصل لها انما تأتى ( لاشباع الفتحة في الاسم والفعل ) وهى إذا لزمتها الحركة كقولك حائم وحوائم صارت واوا لما لزمتها الحركة بسكون الالف بعدها والالف التى بعدها هي ألف الجميع وهى مجهولة أيضا ( و ) منها ( ألف العوض ) وهى ( تبدل من التنوين ) المنصوب إذا وقفت عليها ( كرأيت زيدا ) وفعلت خيرا وما أشبههما ( و ) منها ( ألف الصلة ) وهى ألف ( توصل بها فتحة القافية ) كقوله * بانت سعاد وأمسى حبلها انقطعا * وتمسى ألف الفاصلة فوصل ألف العين بألف بعدها ومنه قوله عز وجل وتظنون بالله الظنونا الألف التى بعد النون الاخيرة هي صلة لفتحة النون ولها أخوات في فواصل الآيات كقوله عز وجل قواريرا وسلسبيلا وأما فتحة هاء المؤنت فكقولك ضربتها ومررت بها ( والفرق بينها وبين ألف الوصل أن
ألفها ) أي ألف الصلة ( اجتلبت في أواخر الاسماء ) كما ترى ( وألفه ) أي ألف الوصل انما اجتلبت ( في أوائل الاسماء والافعال و ) منها ( ألف النون الخفيفة كقوله تعالى لنسفعا بالناصية ) وكقوله تعالى وليكونا من الصاغرين الوقوف على لنسفعا وعلى وليكونا بالالف وهذه الالف خلف من النون والنون الخفيفة أصلها الثقيلة الا أنها خففت من ذلك قول الاعشى * ولا تحمد المثرين والله فاحمدا * أراد فاحمدن بالنون الخفيفة فوقف على الالف ومثله قول الآخر يحسبه الجاهل ما لم يعلما * شيخا على كرسيه معمما فنصب بلم لانه أراد ما لم يعلمن بالنون الخفيفة فوقف بالألف وقال أبو عكرمة الضبى في قول امرئ القيس * قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل * قال أراد قفن فأبدل الالف من النون الخفيفة قال أبو بكر وكذلك قوله عزو جل ألقيا في جنهم أكثر الرواية ان الخطاب لما لك خازن جهنم وحده فبناه على ما وصفناه ( و ) منها ( ألف الجمع كمساجد وجبال ) وفرسان وفواعل ( و ) منها ( ألف التفضيل والتقصير كهو أكرم منك ) وألأم منك ( و ) فلان ( أجهل منه و ) منها ( ألف النداء ) كقولك ( أزيد تريد يا زيد ) وهو لنداء القريب وقد ذكر قريبا ( و ) منها ( الف الندبة ) كقولك ( وازيداه ) أعنى الالف التى بعد الدال ( و ) منها ( ألف التأنيث كمدة حمراء ) وبيضاء ونفساء ( وألف سكرى وحبلى و ) منها ( ألف التعايى بان يقول ) الرجل ( ان عمر ثم يرتج عليه ) كلامه ( فيقف قائلا ان عمرا فيمدها مستمدا لما ينفتح له من الكلام ) فيقول منطلق المعنى ان عمر منطلق إذا لم يتعاى ويفعلون ذلك في الترخيم كما تقول يا عمار هو يريد يا عمر فيمد فتحه الميم بالالف ليمتد الصوت ( و ) منها ( ألفات المدات ككلكال وخاتام (1/8678)
وداناق في الكلكل والخاتم والدانق ) قال أبو بكر العرب تصل الفتحة بالالف والضمة بالواو والكسرة بالياء فمن الاول قول الراجز قلت وقد جرت على الكلكال * يا ناقتي ما جلت عن مجالي أراد عن الكلكل ومن الثاني ما أنشده الفراء لو أن عمرا هم أن يرقودا * فانهض فسد المئزر المعقودا أراد ان يرقد وأنشد أيضا واننى حيثما يثنى الهوى بصرى * من حيث ما سلكوا أدنوا فأنظور أراد فأنظر ومن الثالث قول الراجز لا عهد لى بنيضال * أصبحت كالشن البال أراد بنضال وقال آخر * على عجل منى أطأطئ شيمالى * أراد شمالى وأما قول عنترة * ينباع من ذفرى عضوب جسرة * فقول أكثر أهل اللغة أنه أراد ينبع فوصل الفتحة بالالف وقال بعضهم هو ينفعل من باع يبوع ( و ) منها ( ألف المحولة ) قال شيخنا هو من اضافة الموصوف الى الصفة أي والالف المحولة أي كل ألف أصله واو أو ياء متحركتان ( كباع وقال ) وقضى وغزا وما أشبهه ( و ) منها ( ألف التثنية في ) الافعال كألف ( يجلسان ويذهبان و ) في الاسماء كألف ( الزيدان ) والعمران ( و ) قال ابن الانباري ألف القطع في أوائل الاسماء على وجهين أحدهما أن تكون في أوائل الاسماء المفردة والوجه الآخر أن تكون في أوائل الجمع فالتى في أوائل الاسماء تعرفها بثباتها في التصغير بان نمتحن الالف فلا تجدها فاء ولا عينا ولا لاما وكذلك فحيوا بأحسن منها والفرق بين ألف القطع والوصل ان ألف الوصل فاء من الفعل وألف القطع ليست فاء ولا عينا ولا لا ما وأما ( ألف القطع في الجمع كألوان وأزواج ) وكذلك ألف الجمع في الستة ( و ) أما ( ألفات الوصل في ) أوائل الاسماء فهى ألف ) ابن وابنين وابنة وابنتين وأثنين واثنتين وابنم وامرئ وامرأة واسم واست وايمن ) بضم الميم ( وايمن ) بكسر الميم فهذه ثلاثة عشر اسما ذكر ابن الانباري منها تسعة ابن وابنة وابنين وابنتين وامرأ وامرأة واسم واست وقال هذه ثمانية يكسر فيها الالف في الابتداء ويحذف في الوصل والتاسعة الالف التى تدخل مع اللام للتعريف وهى مفتوحة في الابتداء ساقطة في الوصل كقولك الرحمن القارعة الحاقة تسقط هذه الالفات في الوصل وتنفتح في الابتداء * ومما يستدرك عليه ألف الالحاق وألف التكسير عند من أثبتها كالف قبعثرى وألف الاستنكار كقول الرجل جاء أبو عمرو فيجيب المجيب أبو عمراه زيدت الهاء على المدة في الاستنكار كما زيدت في وافلاناه في الندبة وألف الاستفهام وقد تقدم والالف التى تدخل مع لام التعريف وقد تقدم وفى التهذيب تقول العرب أأاذا أرادوا الوقوف على الحرف المنفرد أنشد الكسائي دعا فلان ربه فأسمعا * الخير خيرات وان شرافأأ * ولا أريد الشر الا ان تأأ قال يريد الا ان تشاء فجاء بالتاء وحدها وزاد عليها أأ وهى في لغة بنى سعد الا ان تا بالف لينة ويقولون الا تا تقول الا تجى فيقول الآخر بلا فا أي فاذهب بنا وكذلك قوله وان شرافأأ يريد ان شرا فشر وقال ابن برى آأ يصغر على أيية فيمن أنت على قول من يقول زييت زايا وذيلت ذالا وعلى قول من يقول زويت زايا فانه يقول في تصغيرها أوية وقال الجوهرى في آخر تركيب آ أ الالف من
حروف المد واللين فاللينة تسمى الالف والمتحركة تسمى الهمزة وقد يتجوز فيها فيقال أيضا ألف وهما جميعا من حروف الزيادات ( إذا ) بالكسر وانما أطلقه للشهرة ( تكون للمفاجأة فتختص بالجمل الاسمية ولا تحتاج لجواب ولا تقع في الابتدا ومعناها الحال كخرجت فإذا الاسد بالباب ) وكقوله تعالى ( فإذا هي حية تسعى ) قال الجوهرى وتكون للشئ توافقه في حال أنت فيها وذلك نحو قولك خرجت فإذا زيد قائم المعنى خرجت ففاجأني زيد في الوقت بقيام وقال ( الاخفش ) إذا ( حرف ) وقال ( المبرد ظرف مكان ) قال ابن برى قال ابن جنى في اعراب أبيات الحماسة في باب الادب في قوله فبينا نسوس الناس والامر أمرنا * إذا نحن فيهم سوقة نتنصف قال إذا في البيت هي المكانية التى للمفاجأة وقال ( الزجاج ظرف زمان يدل على زمان مستقبل ) وقال الجوهرى إذا اسم يدل على زمان مستقبل ولم تستعمل الا مضافة الى جملة تقول أجيئك إذا احمر البسر وإذا قدم فلان والذى يدل على انها اسم وقوعها موقع قولك آتيك يوم بقدم فلان وهى ظرف وفيها مجازاة لان جزاء الشرط ثلاثة أشياء أحدها الفعل كقولك ان تأتني آتك والثانى الفاء كقولك ان تأتني فانا محسن اليك والثالث إذا كقوله تعالى وان تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون انتهى وقال الليث إذا جواب تأكيد للشرط ينون في الاتصال ويسكن في الوقف وفى شرح الفنجديهى على المقامات عن شيخه ابن برى ما نصه والفرق بين إذا الزمانية والمكانية من أوجه أحدها ان الزمانية تقتضي الجملة الفعلية لما فيها من معنى الشرط والمكانية تقع بعدها الجملة الابتدائية أو المبتدأ وحده والثانية أن الزمانية مضافة الى الجملة التى بعدها والمكانية ليست كذلك بدليل خرجت فإذا زيد فزيد مبتدأ وإذا خبره والثالثة ان الزمانية تكون في صدر الكلام نحو إذا جاء زيد فأكرمه والمكانية لا يبتدأ بها الا أن تكون جوابا للشرط كالفاء في قوله وان تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون والرابعة ان الزمانية تقتضي معنى الحضور لانها للمفاجأة والمفاجأة للحاضر دون المستقبل انتهى ( وتجئ ) إذا ( للماضي ) وان كان أصل وضعها لما يستقبل كقوله تعالى ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها ) قال ابن الانباري وانما جاز للماضي ان يكون بمعنى المستقبل إذا وقع الماضي صلة لمبهم غير موقت فجرى مجرى قوله تعالى ان الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله معناه ان الذين يكفرون ويصدون قال ويقال لا تضرب الا (1/8679)
الذى ضربك إذا سلمت عليه فنجئ باذا لان الذى غير موقت فلو وقته فقال اضرب هذا الذى ضربك إذ سلمت عليه لم يجز إذا في هذا اللفظ لان توقيت الذى أبطل أن يكون الماضي في معنى المستقبل انتهى ( و ) تجئ إذا ( للحال وذلك بعد القسم ) نحو قوله تعالى ( ولليل إذا يغشى ) وكقوله تعالى ( والنجم إذا هوى وناصبها شرطها أو ما في جوابها من فعل أو شبهه و ) أما ( إذ ) فانه ( لما مضى من الزمان ) وقد ذكر في حرف الذال مفصلا ( وقد تكون ) إذا ( للمفاجأة ) ولا يليها الا الفعل الواجب ( وهى التى تكون بعد بينا وبينما ) تقول بينما أنا كذا إذ جاء زيد وأنشد ابن جنى للافوه الاودى بينما الناس على عليائها إذ * هو وافى هوة فيها فغاروا قال إذ هنا غير مضافة الى ما بعدها كذا التى للمفاجأة والعامل في إذ هووا * ومما يستدرك عليه قد تجئ إذ للمستقبل ومنه قوله تعالى ولو ترى إذ فزعوا معناه ولو ترى إذ يفزعون يوم القيامة قال الفراء وانما جاز ذلك لانه كالواجب إذ كان لا يشك في مجيئه والوجه فيه إذا وأما إذ الموصولة بالاوقات فان العرب تصلها في الكتابة بها في أوقات معدودة في حينئذ ويومئذ وليلتئذ وغداتئذ وعشيتئذ وساعتئذ وعامئذ ولم يقولوا الآنئذ لان الآن أقرب ما يكون في الحال فلما لم يتحول هذا الاسم عن وقت الحال ولم يتباعد عن ساعتك التى أنت فيها لم يتمكن ولذلك نصبت في كل وجه واذ يقع موقع إذا وإذا يقع موقع إذ كقوله تعالى ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت معناه إذ الان هذا الامر منتظر لم يقع وقال أوس في إذا بمنعى إذ الحافظو الناس في تحطو إذا * لم يرسلوا تحت عائد ربعا أي إذ لم يرسلوا وقال آخر ثم جزاه الله عنا إذ جزى * جنات عدن والعلا الى العلا أراد إذا جزى قال الجوهرى وقد تزادان جميعا في الكلام كقوله تعالى واذ وعدنا موسى أي وعدنا وقال عبد مناف الهذلى حتى إذا أسلكوهم في قتائدة * شلا كما تطرد الجمالة الشردا أي حتى أسلكوهم في قتائدة لانه آخر القصيدة أو يكون قد كف عن خبره لعلم السامع قال ابن برى جواب إذا محذوف وهو الناصب لقوله شلا تقديره شلوهم شلا وإذا منونة جواب وجزاء وعملها النصب في مستقبل غير معتمد على ما قبلها كقولك لمن تقول أنا
أكرمك إذا أجيئك وانما تعمل إذا بشرطين أحدهما أن يكون الفعل مستقبلا لكونه جوابا وجزاء والجزاء لا يمكن الا في الاستقبال وثانيهما أن لا يعتمد ما بعدها على ما قبلها ويبطل عملها إذا كان الفعل المذكور بعدها حالا لفقد أحد الشرطين المذكورين كقولك لمن حدثك إذا أظنك كاذبا وكذا إذا كان الفعل بعدها معتمدا على ما قبلها لفقد الشرط الثاني كقولك لمن قال أنا آتيك أنا إذا أكرمك وتلغيها أيضا إذا فقد الشرطان جميعا كقولك لمن حدثك أنا إذا أضنك كاذبا ( الى ) بالكسر وانما أطلقه للشهرة ( حرف جر ) من حروف الاضافة ( تأتى لانتها الغاية ) والفرق بينها وبين حتى أن ما بعد الى لا يجب أن يدخل في حكم ما قبلها بخلاف حتى ويقال أصل الى ولى بالواو وقد تقدم وقال سيبويه ألف الى وعلى منقلبتان من واوين لان الالفات لا تكون فيها الامالة ولو سمى به رجل قيل في تثنيته الوان وعلوان وإذا اتصل به المضمر قلبته ياء فقلت اليك وعليك وبعض العرب يتركه على حاله فيقول الاك وعلاك ( زمانية ) كقوله تعالى ( ثم أتموا الصيام الى الليل ومكانية ) كقوله تعالى ( من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ) والنهاية تشمل أول الحد وآخره وانما يمتنع من مجاوزته ( و ) تأتى ( للمعية وذلك إذا ضممت شيأ الى آخر ) كقوله تعالى ( من أنصارى الى الله ) أي مع الله وكذلك قوله تعالى ولا تأكلوا أموالهم الى أموالكم أي مع أموالكم وكقوله تعالى وإذا خلوا الى شياطينهم أي مع شياطينهم وكقولهم ( الذود الى الذودابل ) وكذلك قولهم فلان حليم الى أدب وفقه وحكى ابن شميل عن الخليل في قولك فانى أحمد اليك الله قال معناه أحمد معك وأما قوله عز وجل فاغسلوا وجوهكم وأيديكم الى المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم الى الكعبين فان جماعة من النحويين جعلوا الى بمعنى مع ههنا وأوجبو غسل المرافق والكعبين وقال المبرد وهو قول الزجاج اليد من أطراف الاصابع الى الكتف والرجل من الاصابع الى أصل الفخذين فلما كانت المرافق الكعبان داخلة في تحديد اليد والرجل كانت داخلة فيما يغسل وخارجة مما لا يغسل قال ولو كان المعنى مع المرافق لم يكن في المرافق فائدة وكانت اليد كلها يجب أن تغسل ولكنه لما قيل الى المرافق اقتطعت في حد الغسل من المرفق قال الازهرى وروى النضر عن الخليل أنه قال إذا استأجر الرجل دابة الى مرو فإذا أتى أدناها فقد أتى مرو وإذا قال الى مدينة مرو فإذا أتى الى باب المدينة فقد أتاها وقال في قوله تعالى الى المرافق ان المرافق فيما يغسل وقال ابن سيده في قوله تعالى من أنصارى الى الله وأنت لا تقول سرت الى زيد تريد معه فانما جاز من أنصارى الى الله لما كان معناه من يضاف في نصرتي الى الله فجاز لذلك ان يأتي هنا بالى ( و ) تأتى ( للتبيين وهى المبينة لفاعلية مجرورها بعدما يفيد حبا أو بغضا من فعل تعجب أو اسم تفضيل ) نحو قوله تعالى ( رب السجن أحب الى و ) تأتى ( لمرادفة اللام ) كما في حديث الدعاء ( والامر اليك ) أي لك ( ولموافقة في ) نحو قوله تعالى ( ليجمعنكم الى يوم القيامة ) أي في يوم القيامة وكذلك قوله تعالى هل لك الى أن تزكى أي في أن لتضمنه معنى الدعاء ومنه قول النابغة فلا تتركني بالوعيد كأننى * الى الناس مطلى به القار أجرب ( و ) تأتى ( للابتداء بها ) كمن ( قال ) الشاعر (1/8680)
( تقول وقد عاليت بالكوز فوقها * أتسقى فلا تروى الى ابن أحمرا أي منى و ) تأتى ( لموافقة عند ) يقال هو أشهى الى من الحياة أي عندي و ( قال ) الشاعر أنشده الجوهرى ( أم لا سبيل الى الشباب وذكره * أشهى الى من الرحيق السلسل ) ومثله قول أوس فهل لكم فيها الى فانني * طبيب بما أعيا النطاسى حذيما وقال الراعى يقال إذا رأد النساء خريدة * صناع فقد سادت الى الغوانيا أي عندي ( و ) تأتى ( للتوكيد وهى الزائدة ) كقوله تعالى ( فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم بفتح الواو أي تهواهم ) وهذا على قول الفراء وغيره واختار غيره أن الفعل ضمن معنى تميل فعدى بما يتعدى به وهو الى وقد تقدم في ه وى مبوسطا وأورده ابن جنى في المحتسب وبسطه ( و ) قولهم ( اليك عنى أي أمسك وكف و ) تقول ( اليك كذا ) وكذا ( أي خذه ) ومنه قول القطامى إذا التيار ذو العضلات قلنا * اليك اليك ضاق بها ذراعا ( و ) إذا قالوا ( اذهب اليك ) فان معناه ( أي اشتغل بنفسك ) وأقبل عليها ومنه قول الاعشى فاذهبي ما اليك أدركني الحلم * عدانى عن هيجكم اشفاقي * ومما يستدرك عليه قالوا اليك إذا قلت تنح قال سيبويه وسمعنا من العرب من يقال له اليك فيقول الى كأنه قيل له تنح فقال أتنحى ولم يستعمل الخبر في شئ من أسماء الفعل الا في قول هذا الاعرابي وفى حديث الحج ولا اليك واليك معناه تنح وابعد وتكريره
للتأكيد وأما قول أبى فرعون يهجو نبطية استقاها ماء * إذا طلبت الماء قالت ليكا * فانما أراد اليك أي تنح فحذف الالف عجمة وفى الحديث اللهم اليك أي أشكو اليك أو خذنى اليك وقولهم أنا منك واليك أي انتمائي اليك وقول عمرو اليكم يا بنى عمرو اليكم * ألما تعلموا منا اليقينا قال ابن السكيت معناه اذهبو اليكم وتباعدوا عنا ( ألا ) بالفتح ( حرف استفتاح ) أي يفتتح به الكلام تقول ألا ان زيدا خارج كما تقول اعلم أن زيدا خارج ( يأتي على خمسة أوجه ) الاول ( للتنبيه ) نحو قوله تعالى ( ألا انهم هم السفهاء وتفيد التحقيق لتركبها من الهمزة ولا وهمزة الاستفهام إذا دخلت على النفى أفادت التحقيق ) قال ثعلب عن سلمة عن الفراء عن الكسائي قال ألا تكون تنبيها ويكون ما بعدها أمرا أو نهيا أو اخبارا تقول من ذلك ألا قم ألا لا تقم ألا ان زيدا قد قام وقال الفارسى قاذا دخلت على حرف تنبيه خلصت للاستفتاح كقوله * ألا يا اسلمي يا دارمي على البلى * فخلصت ههنا للاستفتاح وخص التنبيه بيا كما سيأتي في آخر الكتاب ( و ) الثاني ( للتوبيخ والانكار ) والتقريع ويكون الفعل بعدها مرفوعا لا غير تقول من ذلك ألا تندم على فعالك ألا تستحى من جيرانك ألا تخاف ربك ومنه قول الشاعر ( ألا ارعواء لمن ولت شبيبته * وآذنت بمشيب بعده هرم ) ( و ) الثالث ( للاستفهام عن النفى ) كقول الشاعر ( الا اصطبار لسلمى أم لها جلد * إذا الاقى الذى لاقاه أمثالى ) ( و ) الرابع ( للعرض ) قالوا هي المركبة من لا وهمزة الاستفهام ويكون الفعل بعدها جزما ورفعا قال الكسائي كل ذلك جاء عن العرب تقول من ذلك ألا تنزل تأكل وألا تنزل تأكل ( و ) الخامس ( التحضيض ومعناهما ) أي العرض والتحضيض ( الطلب لكن العرض طلب بلين ) بخلاف التحضيض كقوله تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) قال الليث وقد تردف ألا بلا أخرى فيقال ألا لا وأنشد فقام يذود الناس عنها بسيفه * وقال ألا لا من سبيل الى هند ويقال للرحل هل كان كذا وكذا فيقال ألا لا جعل ألا تنبيها ولا نفيا ( أو لو ) بضمتين ( جمع لا واحد له من لفظه ) نقله الجوهرى ومر للمصنف في اللام ( وقيل اسم جمع واحدة ذو وألات للاناث واحدها ذات ) كذا في النسخ والصواب واحدتها كما هو نص الجوهرى تقول جاءني أولو الالباب وألات الاحمال ( وأولا ) هكذا في النسخ والصواب أولى كهدى كما هو نص الصحاح ( جمع ) أو اسم يشار به الى الجمع ( ويمد ) فيكون على وزن غراب فان قصرته كتبته بالياء وان مددته بنيته على الكسر ويستوى فيه المذكر والمؤنث وشاهد الممدود قول خلف بن حازم الى النفر البيض الا لاء كأنهم * صفائح يوم الروع أخلصها الصقل والكسرة التى في ألاء كسرة بناء لا كسرة اعراب وعلى ذلك قول الشاعر * وان الألاء يعلمونك منهم * قال ابن سيده وهذا يدل على ان أولى وأولاء نقلتا من أسماء الاشارة الى معنى اللذين قال ولهذا جاء فيهما المد والقصر وبنى الممدود على الكسر ( لا واحد له من لفظه ) أيضا ( أو واحده ذا للمذكر وذه للمؤنث وتدخله ها التنبيه ) تقول ( هؤلاء ) قال أبو زيد ومن العرب من يقول هؤلاء قومك ورأيت هؤلاء فينون ويكسر الهمزة قال وهى لغة بنى عقيل ( و ) تلحقه ( كاف الخطاب ) تقول ( أولئك وأولاك ) قال الكسائي من قال اولئك فواحده ذلك ومن قال أولاك فواحده ذاك ( وأولالك ) مثل أولئك وأنشد يعقوب (1/8681)
أولا لك قومي لم يكونوا أشابة * وهل يعظ الضليل الا أولالكا واللام فيه زائدة ولا يقال هؤلالك وزعم سيبويه ان اللام لم تزد الا في عبدل وفى ذلك ولم يذكر أو لالك الا ان يكون استغنى عنها بقوله ذلك إذ أولا لك في التقدير كانه جمع ذلك قال الجوهرى وربما قالوا أولئك في غير العقلاء قال محمد بن عبد الله بن نمير الثقفى ذم المنازل بعد منزلة اللوى * والعيش بعد أولئك الايام وقوله تعالى ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا ( والاك بالتشديد لغة ) في أولئك ( قال ) الراجز ( * ما بين ألاك الى الاكا * وأما ) قولهم ( ذهبت العرب الاولى ) كذا في النسخ والصواب الالى كما هو نص الصحاح قال والألى بوزن العلى هو أيضا جمع لا واحد له من لفظه واحده الذى وأما قولهم ذهبت العرب الألى ( فقلوب الاول لانه جمع أولى كاخرى وآخر ) وفى التهذيب الالى بمعنى الذين ومنه قوله فان الالى بالطف من آل هاشم * تأنسوا فسنوا للكرام التآسيا قال وأتى به زياد الاعجم نكرة بغير ألف ولام في قوله فأنتم ألى جئتم مع البقل والدبى * فطار وهذا شخصكم غير طائر وأنشد ابن برى شاهد الالى رأيت موالى الالى يخذلونني * على حدثان الدهر إذ يتقلب قال فقوله يخذلونني مفعول ثان أو حال ليس بصلة وقال عبيد بن الابرص نحن الالى فاجمع جمو * عك ثم وجههم الينا قال وعليه قول أبى تمام من أجل ذلك كانت العرب الالى * يدعون هذا سوددا محدودا وقال صاحب اللسان وجدت بخط الشيخ رضى الدين الشاطبي قال وللشريف الرضى يمدح الطائع
قد كان جدك عصمة العرب الالى * فاليوم أنت لهم من الاجذام قال قال ابن الشجرى قوله الالى يتحمل وجهين أحدهما أن يكون اسما ناقصا بمعنى الذين أراد الالى سلفوا فخذف الصلة للعلم بها ( الا ) بالكسر والتشديد ( للاستثناء ) وتكون حرف جزاء أصلها لا وهما معا لا يمالان لانهما من الادوات حقا قال الجوهرى يستثنى بها على خمسة أوجه بعد الايجاب وبعد النفى والمفرغ والمقدم والنقطع فتكون في الاستثناء المنقطع بمعنى لكن لان المستثنى من غير جنس المستثنى منه انتهى فمثال الايجاب قوله تعالى ( فشربوا منه الا قليلا ونصب ما بعدها بها ) قال شيخنا نصب المستثنى بالا هو الا صح من أقوال ثمانية كما في التسهيل وشروحه ومثال النفى قوله تعالى ( ما فعلوه الا قليل منهم ورفع ما بعدها على أنه بدل بعض ) ففى هذه الآية وقع في كلام غير موجب والتقدير الاناس قليل أي الا ناسا قليلا فالا حرف الاستثناء وقليل بدل والمبدل منه هو الواو ولو كان في كلام موجب لم يجز البدل لفساد المعنى وانما يختار البدل لعدم فساد المعنى حينئذ وإذا جعل بدلا كان اعرابه كاعراب المبدل فلا يحتاج الى تكلف وإذا كان مستثنى كان منصوبا فيحتاج الى تكلف وهو تشبيهه بالمفعول به من حيث ان كل واحد منهما فضلة واقعة بعد كلام تام ثم ان غير الموجب قد يكون استفهاما ونهيا وهذا الاستفهام يلزم ان يكون على سبيل الانكار مثاله قوله تعالى ومن يغفر الذنوب الا الله ومثال النهى لا يقم أحد الا أحد قاله الرضى ( وتكون ) الا ( صفة بمنزلة غير فيوصف بها وبتاليها ) أو بهما ( جمع منكر أو شبهه ) اعلم ان أصل الا أن يكون للاستثناء وأصل غير ان يكون صفة تابعة لما قبله في الاعراب وقد يجعلون الا صفة حملا على غير إذا امتنع الاستثناء وذلك إذا كانت الا تابعة لجمع منكور غير محصور ( نحو ) قوله تعالى ( لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا ) فقوله الا تابعة لقوله آلهة وقوله الا الله صفة لقوله آلهة تقديره لو كان فيهما آلهة غير الله لفسدتا لان الجمع المنكور غير محصور يحتمل ان يتناول ثلاثة فقط ولم يكن المستثنى من جملة الثلاثه حينئذ لعدم افادته التعميم والاستغراق ولانه لو جعلت الا للاستثناء لكان الله مستثنى داخلا في المستثنى منه وهو آلهة فخرجا منها بالا فيلزم وجود الآلهة وهو كفر فإذا امتنع الاستثناء جعلت الا للصفة كغير كما جعل غير للاستثناء حملا على الا ( و ) كذا في ( قوله ) أي الشاعر وهو ذو الرمة وهو مثال للجمع شبه المنكر ( أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة * قليل بها الاصوات الا بغامها ) فان تعريف الاصوات تعريف الجنس كما مر ذلك للمصنف في ا ل ل وقال الجوهرى وقد يوصف بالافان وصفت بها جعلتها وما بعدها في موضع غير واتبعت الاسم بعدها ما قبله في الاعراب فقلت جاءني القوم الا زيد كقوله تعالى لو كان فيها آلهة الا الله لفسدتا وقال عمرو بن معد يكرب وكل أخ مفارقه أخوه * لعمر أبيك الا الفرقدان كأنه قال غير الفرقدين وأصل الا الاستثناء والصفة عارضة وأصل غير صفة والاستثناء عارض ( و ) قد ( تكون ) الا ( عاطفة بمنزلة الواو ) كقوله تعالى ( لئلا يكون للناس عليكم حجة الا الذين ظلموا ) وقوله تعالى ( لا يخاف لدى المرسلون الا من ظلم ) ثم بدل حسنا بعد سوء ( أي ولا الذين ظلموا ) ولا من ظلم وأنشد الجوهرى وأرى لها دارا بأغدرة السيدان * لم يدرس لها رسم الا رمادا هامدا دفعت * عنه الرياح خوالد سحم (1/8682)
وقد ذكر المصنف الا وأحكامها في تركيب ال ل ومر الكلام عليه هناك * ومما يستدرك عليه المستثنى المفرغ الذى يجئ بعد الا في كلام غير موجب إذا كان المستثنى منه غير مذكور نحو ما جاءني الا زيد ويعرب المستثنى على حسب مقتضى العوامل وسمى مفرغا لانه فرغ العامل عن العمل فيما قبل الا أو لتفريغ العامل عن المعمول للمستثنى وإذا كان المستثنى ليس من الاول وكان أوله منفيا يجعلونه كالبدل ومن ذلك قول الشاعر وبلدة ليس بها أنيس * الا اليعافير والا العيس وأما قوله تعالى الا قوم يونس فقال الفراء نصب لانهم منقطعون مما قبل وتأتى الا بمعنى لما كقوله تعالى ان كل الا كذب الرسل وهى في قراءة عبد الله ان كلهم لما كذب الرسل كما ان لما تأتى بمعنى الا في قوله تعالى ان كل نفس لما عليها حافظ وقال ثعلب حرف من الاستثناء ترفع به العرب وتنصب لغتان فصيحتان وهو قولك أتانى اخوتك الا أن يكون زيدا وزيد فمن نصب أراد الا ان يكون الامر زيدا ومن رفع جعل كان تامة مكتفية عن الجزاء باسمها وسئل ثعلب عن حقيقة الاستثناء إذا وقع بالا مكررا مرتين أو ثلاثا أو أربعا فقال الاول حط والثانى زيادة والثالث حط والرابع زيادة الا ان تجعل بعض الا إذا جزت الاول بمعنى الاول فيكون ذلك الاستثناء زيادة لا غير قال وأما قول أبى عبيدة في الا الاولى انها تكون بمعنى الواو فهو خطأ عند الحذاق ( ألا بالفتح ) والتشديد ( حرف
تحضيض مختص بالمجل الخبرية ) ومر له في هلل ان هلا تختص بالجمل الفعلية الخبرية ولها معنيان تكون بمعنى هلا يقال ألا فعلت ذا معناه لم لم تفعل كذا وتكون بمعنى ان لا فأدغمت النون في اللام وشددت اللام تقول امرته الا يفعل ذلك بالادغام ويجوز اظهار النون كقولك أمرتك أن لا تفعل ذلك وقد جاء في المصاحف القديمة مدغما في موضع ومظهرا في موضع وكل ذلك جائز وقال الكسائي ان لا إذا كانت اخبار نصبت ورفعت وإذا كانت نهيا جزمت وقد ذكره المصنف في ال ل وأعاده هنا ثانيا * ومما يستدرك عليه أما بالتخفيف من حروف التنبيه ولا تدخل الا على الجملة كالا تقول أما انك خارج ومنه قول الشاعر أما والذى أبكى وأضحك والذى * أمات وأحيى والذى أمره الامر لقد تركتني أحسد الوحش ان أرى * اليفين منها لا يروعهما الذعر وقد تبدل الهمزة هاء وعينا فيقال هما والله وعما والله وأما بالتشديد وقد تقدم الكلام عليهما في حرف الميم ( أنى ) كحتى ( تكون بمعنى أين ) تقول انى لك هذا أي من أين لك هذا ومنه قوله تعالى انى لهم التناوش من مكان بعيد وقوله تعالى يا مريم انى لك هذا وقد جمعهما الشاعر تأكيدا فقال * انى ومن أين آتك الطرب * ( و ) بمعنى ( متى ) ومنه قوله تعالى قلتم انى هذا أي متى هذا نقله الازهرى ( و ) بمعنى ( كيف ) تقول انى لك أن تفتح الحصن أي كيف لك ذلك نقله الجوهرى وقال الليث في قول علقمة ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه * انى توجه والمحروم محروم أراد أينما توجه وكيفهما توجه قال الجوهرى ( وهى من الظروف التى يجازى بها ) تقول ( أنى تأتني آتك ) معناه من أي جهة تأتني آتك وقال ابن الانباري قرأ بعضهم أنى صببنا الماء صبا بفتح الهمزة قال من قرأ بهذه القراءة قال الوقف على طعامه تام ومعنى انى اين الا ان فيها كناية عن الوجوه وتأويلها من أي وجه صببنا الماء وقوله تعالى انى شئتم يحتمل المعاني الثلاثة ( و ) أما ( انا ) فقد ذكرناه ( في ) باب ( النون ) ومرت أحكامه مفصلة فراجعه ( أيا ) بالفتح والتخفيف ( حرف لنداء البعيد لا القريب ووهم الجوهرى ) لم أره في الصحاح فلينظر ذلك ( وتبدل همزته هاء ) فيقال هيا وقد تقدم في موضعه قال ابن الحاجب في الكافية في بيان حروف النداء ما نصه يا أعم الحروف تستعمل في القريب والبعيد والمتوسط وأيا وهيا للبعيد واى والهمزة للقريب وقال الفخر الجار بردى موافقا لصاحب المفصل ان ايا وهيا للبعيد أو من هو بمنزلته من نائم وساه وإذا نودى بهذه الحروف الثلاثة من عدا البعيد والنائم والساهى فلحرص المنادى على اقبال المدعو عليه ( وايا بالكسر ) مع تشديد الياء وعليه اقتصر الجوهرى ( والفتح ) رواه قطرب عن بعضهم ومنه قراءة الفضل الرقاشى أياك نعبد وأياك نستعين بفتح الهمزتين نقله الصغانى زاد قطرب ثم تبدل الهمزة هاء مفتوحة أيضا فيقولون هياك قال الجوهرى ( اسم مبهم تتصل به جميع المضمرات المتصلة التى للنصب ) تقول ( اياك واياه واياى ) وايانا وجعلت الكاف والهاء والياء والنون بيانا عن المقصود ليعلم المخاطب من الغائب ولا موضع لها من الاعراب فهى كالكاف في ذلك وأرأيتك وكالالف والنون التى في أنت فتكون ايا الاسم وما بعدها للخطاب وقد صارا كالشئ الواحد لان الاسماء المبهمة وساير المكنيات لا تضاف لانها معارف وقال بعض النحويين انا ايا مضاف الى ما بعده واستدل على ذلك بقولهم إذا بلغ الرجل الستين فاياه وايا الشواب فاضافوها الى الشواب وخفضوها وقال ابن كيسان الكاف والهاء والياء والنون هي الاسماء وايا عماد لها لانها لا تقوم بانفسها كالكاف والهاء والياء في التأخير في يضربك ويضربه ويضربنى فلما قدمت الكاف والهاء والياء عمدت بايا فصار كله كالشئ الواحد ولك ان تقول ضربت اياى لانه يصح ان تقول ضربتني ولا يجوز ان تقول ضربت اياك لانك انما تحتاج الى اياك إذا لم يمكنك اللفظ بالكاف فإذا وصلت الى الكاف تركتها ويجوز أن تقول ضربتك اياك لان الكاف اعتمد بها على الفعل فإذا أعدتها احتجت الى ايا وأما قول الشاعر وهو ذو الاصبع (1/8683)
العدواني كانا يوم قرى انما تقتل ايانا * قتلنا منهم كل * فتى أبيض حسانا فانه انما فصلها من الفعل لان العرب لا توقع فعل الفاعل على نفسه باتصال الكناية لا تقول قتلتنى انما تقول قتلت نفسي كما تقول ظلمت نفسي فاغفر لى ولم تقل ظلمتني فاجرى ايانا مجرى أنفسنا انتهى كلام الجوهرى قال ابن برى عند قول الجوهرى ولك ان تقول ضربت اياى الى آخره صوابه ان تقول ضربت اياى لانه لا يجوز ان يقال ضربتني ( وتبدل همزته هاء ) كأراق وهراق تقول هياك قال الجوهرى وأنشد الاخفش فهياك والامر الذى ان توسعت * موارده ضاقت عليك مصادره وفى المحكم ضاقت عليك المصادر والبيت لمضرس وقال آخر يا خال هلا قلت إذ أعطيتني * هياك هياك وحنواء العنق
( و ) تبدل ( تارة واو تقول وياك ) وقد اختلف النحويين في اياك فقال ( الخليل ) بن أحمد ( أيا اسم مضمر مضاف الى الكاف ) وحكى عن المازنى مثل ذلك قال أبو على وحكى أبو بكر عن أبى العباس عن أبى الحسن ( الاخفش ) انه ( اسم مفرد مضمر يتغير آخره كما يتغير آخر المضمرات لاختلاف أعداد المضمرين ) وان الكاف في اياك كالتى في ذلك في انه دلالة على الخطاب فقط مجردة من كونها علامة المضمر وحكى سيبويه عن الخليل انه قال لو قال قائل اياك نفسك لم أعنفه لان هذه الكلمة مجرورة وقال بعضهم ايا اسم مبهم يكنى به عن المنصوب وجعلت الكاف والهاء والياء بيانا عن المقصود ليعلم المخاطب من الغائب ولا موضع لها من الاعراب وهذا بعينه مذهب الاخفش قال الازهرى وقوله اسم مبهم يكنى به عن المنصوب يدل على انه لا اشتتقاق له وقال أبو اسحق الكاف في اياك في موضع جر باضافة ايا إليها الا انه ظاهر يضاف الى سائر المضمرات ولو قلت ايا زيد حدثت لكان قبيحا لانه خص بالمضمر قال ابن جنى وتأملنا هذه الاقوال على اختلافها والاعتلال لكل قول منها لم نجد فيها ما يصح مع الفحص والتنقير غيرقول الاخفش أما قول الخليل ان ايا اسم مضمر مضاف فظاهر الفساد وذلك انه إذا ثبت انه مضمر لم تجز اضافته على وجه من الوجوه لان الغرض من الاضافة انما هو التعريف والتخصيص والمضمر على نهاية الاختصاص فلا حاجة به الى الاضافة وأما قول من قال ان ايا بكمالها اسم فليس بقوى وذلك ان اياك في ان فتحه الكاف تفيد للخطاب المذكر وكسرة الكاف تفيد للخطاب المؤنث بمنزلة أنت في أن الاسم هو الهمزة والنون والتاء المفتوحة تفيد للخطاب المذكر والتاء المكسورة تفيد للخطاب المؤنث فكما ان ما قبل التاء في أنت هو الاسم والتاء هو الخطاب فكذا ايا اسم والكاف بعدها حرف خطاب وأما من قال ان الكاف والهاء والياء في اياك واياه واياى هي الاسماء وان ايا انما عمدت بها هذه الاسماء لقلتها فغير مرضى أيضا وذلك ان ايا في انها ضمير منفصل بمنزلة أنا وأنت ونحن وهو وهى في ان هذه مضمرات منفصلة فكما ان أنا وأنت ونحوهما يخالف لفظ المرفوع المتصل نحو التاء في قمت والنون والالف في قمنا والالف في قاما والواو في قاموا بل هي ألفاظ أخر غير ألفاظ الضمير المتصل وليس شئ منها معمودا له غيره وكما ان التاء في أنت وان كانت بلفظ التاء في قمت وليست اسمها مثلها بل الاسم قبلها هو ان والتاء بعدها للمخاطب وليست أن عمادا للتاء فكذلك ايا هي الاسم وما بعدها يفيد الخطاب والغيبة تارة أخرى والتكلم أخرى وهو حرف خطاب كما ان التاء في أنت غير معمود بالهمزة والنون من قبلها بل ما قبلها هو الاسم وهى حرف خطاب فكذلك ما قبل الكاف في اياك اسم والكاف حرف خطاب فهذا هو محض القياس وأما قول أبى اسحق ان ايا اسم مظهر خص بالاضافة الى المضمر ففاسد أيضا وليس ايا بمظهر كما زعم والدليل على ان ايا ليس باسم مظهر اقتصارهم به على ضرب واحد من الاعراب وهو النصب ولم نعلم اسما مظهر اقتصر به على النصب البتة الا ما اقتصر به من الاسماء على الظرفية وذلك نحو ذات مرة وبعيدات بين وذا صباح وما جرى مجراهن وشيأ من المصادر نحو سبحان الله ومعاذ الله ولبيك وليس ايا ظرفا ولا مصدر فيلحق بهذه الاسماء فقد صح اذن بهذا الايراد سقوط هذه الاقوال ولم يبق هنا قول يجب اعتقاده ويلزم الدخول تحته الا قول أبى الحسن الاخفش من ان ايا اسم مضمر وأن الكاف بعده ليست باسم وانما هي للخطاب بمنزلة كاف ذلك وأرأيتك وأبصرك زيدا والنجاك قال وسئل أبو اسحق عن معنى قوله عز وجل اياك نعبد واياك نستعين ما تأويله فقال تأويله حقيقتك نعبد قال واشتقاقه من الآية التى هي العلامة قال ابن جنى وهذا غير مرضى وذلك ان جميع الاسماء المضمرة مبنى غير مشتق نحو أنا وهى وهو وقد قامت الدلالة على كونه اسما مضمرا فيجب أن لا يكون مشتقا ( وايا الشمس بالكسر والقصر ) أي مع التخفيف ( وبالفتح والمد ) أيضا ( واياتها بالكسر والفتح ) فهى أربع لغات ( نورها وحسنها ) وضوءها ويقال الاياة للشمس كالهالة للقمر وشاهد اياة قول طرفة سقته اياة الشمس الا لثاته * أسف ولم تكرم عليه باثمد وشاهد ايا بالكسر مقصورا وممدودا قول معن بن أوس أنشده ابن برى رفعن رقما على ايلية جدد * لاقى اياها اياء الشمس فائتلقا فجمع اللغتين في بيت ( وكذا ) الاياء ( من النبات ) حسنه وبهجته في اخضراره ونموه ( وايايا ويايا ويايه ) كل ذلك ( زجر للابل ) واقتصر الجوهرى على الاولى ( وقد أيابها ) وأنشد لذى الرمة (1/8684)
إذا قال حاديهم ايايا اتقينه * بميل الذرا مطلنفئات العرائك قال ابن برى والمشهور في البيت * إذا قال حادينا ايا عجست بنا * خفاف الخطا الخ ثم ان ذكره يايه هنا كانه استطراد والا
فموضع ذكره الهاء وتقدم هناك يه يه ويايه وقد يهيه بها فتأمل * ومما يستدرك عليه وقد تكون ايا للتحذير تقول اياك والاسد وهو بدل من فعل كانك قلت باعد ويقال هياك بالهاء هياك بالهاء وأنشد الاخفش لمضرس * فهياك والامر الذى ان توسعت * وقد تقدم وتقول اياك وان تفعل كذا ولا تقل اياك ان تفعل بلا واو كذا في الصحاح وقال ابن كيسان إذا قلت اياك وزيدا فانت محذر من تخاطبه من زيد والفعل الناصب لا يظهر والمعنى أحذرك زيدا كانه قال أحذرك اياك وزيدا فاياك محذر كانه قال باعد نفسك عن زيد وباعد زيدا عنك فقد صار الفعل عاملا في المحذر والمحذر منه انتهى وقد تحذف الواو كما في قول الشاعر فاياك اياك المراء فانه * الى الشر وللشر جالب يريد اياك والمراء فحذف الواو لانه بتأويل اياك وأن تمارى فاستحسن حذفها مع المراء وقال الشر يشى عند قول الحريري فإذا هو اياه ما نصه استعمل اياه وهو ضمير منصوب في موضع الرفع وهو غير جائز عند سيبويه وجوزه الكسائي في مسألة مشهورة جرت بينهما وقد بينها الفنجديهى في شرحه على المقامات عن شيخه ابن برى بما لا مزيد عليه فراجعه في الشرح المذكور ( الباء حرف ) هجاء من حروف المعجم ومخرجها من انطباق الشفتين قرب مخرج الفاء تمد وتقصر وتسمى حرف ( جر ) لكونها من حروف الاضافة لان وضعها على ان تضيف معاني الافعال الى الاسماء ومعانيها مختلفة وأكثر ما ترد ( للالصاق ) لما ذكر قبلها من اسم أو فعل بما انضمت إليه قال الجوهرى هي من عوامل الجر وتختص بالدخول على الاسماء وهى لالصاق الفعل بالمفعول به اما ( حقيقيا ) كقولك ( أمسكت بزيد و ) اما ( مجازيا ) نحو ( مررت به ) كانك ألصقت المرور به كما في الصحاح وقال غيره التصق مرورى بمكان بقرب منه ذلك الرجل وفى اللباب الباء للالصاق اما مكملة للفعل نحو مررت بزيد وبه داء ومنه أقسمت بالله وبحياتك أخبرني قسما واستعطافا ولا يكون مستقرا الا ان يكون الكلام خبرا انتهى ودخلت الباء في قوله تعالى واشركوا بالله لان معنى أشرك بالله قرن به غيرا وفيه اضمار والباء للالصاق والقران ومعنى قولهم وكلت بفلان قرنت به وكيلا ( وللتعدية ) نحو قوله تعالى ( ذهب الله بنورهم ) ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم أي جعل اللازم متعديا بتضمنه معنى التصيير فان معنى ذهب زيد صدر الذهاب منه ومعنى ذهبت بزيد صيرته ذاهبا والتعدية بهذا المعنى مختصة بالباء وأما التعدية بمعنى الصاق معنى الفعل الى معموله بالواسطة فالحروف الجارة كلها فيها سواء بلا اختصاص بالحرف دون الحرف وفى اللباب ولا يكون مستقرا على ما ذكر يوضح ذلك قوله ديار التى كادت ونحن على منى * تحل بنا لو لا نجاء الركائب وقال الجوهرى وكل فعل لا يتعدى فلك أن تعديه بالباء والالف والتشديد تقول طار به وأطاره وطيره قال ابن برى لا يصح هذا الاطلاق على العموم لان من الافعال ما يعدى بالهمزة ولا يعدى بالتضعيف نحو عاد الشئ وأعدته ولا تقل عودته ومنها ما يعدى بالتضعيف ولا يعدى بالهمزة نحو عرف وعرفته ولا يقال أعرفته ومنها ما يعدى بالباء ولا يعدى بالهمزة ولا بالتضعيف نحو دفع زيد عمرا ودفعته بعمرو ولا يقال أدفعته ولا دفعته ( وللاستعانة ) نحو ( كتبت بالقلم ونجرت بالقدوم ) وضربت بالسيف ( ومنه باء البسملة ) على المختار عند قوم ورده آخرون وتعقبوه لما في ظاهره من مخالفة الادب لان باء الاستعانة انما تدخل على الآلات التى تمتهن ويعلم بها واسم الله تعالى يتنزه عن ذلك نقله شيخنا وقال آخرون الباء فيها بمعنى الابتداء كانه قال ابتدئ باسم الله ( وللسببية ) كقوله تعالى ( فكلا أخذنا بذنبه ) أي بسبب ذنبه وكذلك قوله تعالى ( انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل ) أي بسبب اتخاذكم ومنه الحديث لن يدخل أحدكم الجنة بعمله ( وللمصاحبة ) نحو قوله تعالى ( اهبط بسلام منا أي معه ) وقد مر له في معاني في انها بمعنى المصاحبة ثم بمعنى مع وتقدم الكلام هناك ومنه أيضا قوله تعالى ( وقد دخلوا بالكفر ) أي معه وقوله تعالى فسبح بحمد ربك وسبحانك وبحمدك ويقال الباء في فسبح بحمد ربك للالتباس والمخالطة كقوله تعالى تنبت بالدهن أي مختلطة وملتبسة به والمعنى اجعل تسبيح الله مختلطا وملتبسا بحمده واشتريت الفرس بلجامه وسرجه وفى اللباب وللمصاحبة في نحو رجع بخفى حنين ويسمى الحال قالوا ولا يكون الا مستقرة ولا صاد عن الالغاء عندي ( وللظرفية ) بمعنى في نحو قوله تعالى ( ولقد نصركم الله ببدر ) أي في بدر ( ونجيناهم بسحر ) أي في سحر وفلان بالبلد أي فيه وجلست بالمسجد أي فيه ومنه قول الشاعر ويستخرج اليربوع من نافقائه * ومن حجره بالشيحة اليتقصع أي في الشيحة ( و ) منه أيضا قوله تعالى ( بايكم المفتون ) وقيل هي هنا زائدة كما في المغنى وشروحه والاول اختاره قوم ( وللبدل ) ومنه قول الشاعر ( فليت لى بهم قوما إذا ركبوا * شنوا الاغارة ركبانا وفرسانا )
أي بدلا بهم وفى اللباب وللبدل والتجريد نحو اعتضت بهذا الثوب خيرا منه وهذا بذاك ولقيت بزيد بحرا ( وللمقابلة ) كقولهم ( اشتريته بالف وكافيته بضعف احسانه ) الاولى ان يقول كافيت احاسنه بضعف ومنه قوله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون قال البدر القرافى في حاشيته وليست للسببية كما قالته المعتزلة لان المسبب لا يوجد بلا سببه وما يعطى بمقابلة وعوض قد يعطى بغيره (1/8685)
مجانا تفضلا واحسانا فلا تعارض بين الآية والحديث الذى تقدم في السببية جمعا بين الادلة فالباء في الحديث سببية وفى الآية للمقابلة ونقله شيخنا أيضا هكذا ( وللمجاوزة كعن وقيل تختص بالسؤال ) كقوله تعالى ( فاسأل به خبيرا ) أي عنه يخبرك وقوله تعالى سأل سائل بعذاب واقع أي عن عذاب قاله ابن الاعرابي ومنه قول علقمة فان تسألوني بالنساء فانني * بصير بادواء النساء طبيب أي عن النساء قاله أبو عبيد ( أو لا تختص ) به ( نحو ) قوله تعالى ( ويوم تشقق السماء بالغمام ) أي عن الغمام وكذا قوله تعالى السماء منفطر به أي عنه ( و ) قوله تعالى ( ما غرك بربك الكريم ) أي ما خدعك عن ربك والايمان به وكذلك قوله تعالى وغركم بالله الغرور أي خدعكم عن الله تعالى والايمان به والطاعة له الشيطان ( وللاستعلاء ) بمعنى على كقوله تعالى ومنهم ( من ان تأمنه بقنطار ) أي على قنطار كما توضع على موضع الباء في قول الشاعر إذا رضيت على بنو قشير * لعمر الله أعجبني رضاها أي رضيت بى قاله الجوهرى وكذلك قوله تعالى وإذا مروا بهم يتغامزون بدليل قوله وانكم لتمرون عليهم ومنه قول الشاعر أرب يبول الثعلبان برأسه * لقد ذل من بالت عليه الثعالب وكذلك قولهم زيد بالسطح أي عليه وقوله تعالى لو تسوى بهم الارض أي عليهم ( وللتبعيض ) بمعنى من كقوله تعالى ( عينا يشرب بها عباد الله ) أي منها ومنه قول الشاعر * شربن بماء البحر ثم ترفعت * وقول الآخر فلثمت فاها آخذا بقرونها * شرب الشريب ببرد ماء الحشرج وقيل في قوله تعالى يشرب بها عباد الله ذهب بالباء الى المعنى لان المعنى يروى بها عباد الله وعليه حمل الشافعي قوله تعالى ( وامسحوا برؤسكم ) أي ببعض رؤسكم وقال ابن جنى واما ما يحكيه أصحاب الشافعي من ان الباء للتبعيض فشئ لا يعرفه أصحابنا ولا ورد به ثبت * قلت وهكذا نسب هذا القول للشافعي ابن هشام في شرح قصيدة كعب وقال شيخ مشايخ مشايخنا عبد القادر بن عمر البغدادي في حاشيته عليه الذى حققه السيوطي ان الباء في الآية عند الشافعي للالصاق وأنكر ان تكون عنده للتبعيض وقال هي للالصاق أي ألصقوا المسح برؤسكم وهو يصدق ببعض شعره وبه تمسك الشافعي ونقل عبارة الام وقال في آخرها وليس فيه ان الباء للتبعيض كما ظن كثير من الناس قال البغدادي ولم ينسب ابن هشام هذا القول في المغنى الى الشافعي وانما قال فيه ومنه أي من التبعيض وامسحوا برؤسكم والظاهر ان الباء للالصاق أو للاستعانة وان في الكلام حذفا وقلبا فان مسح يتعدى الى المزال عنه بنفسه والى المزيل بالباء والاصل امسحوا رؤسكم بالماء فقلب معمول مسح انتهى قال البغدادي ومعنى الالصاق المسح بالرأس وهذا صادق على جميع الرأس وعلى بعضه فمن أوجب الاستيعاب كمالك أخذ بالاحتياط وأخذ أبو حنيفة بالبيان وهو ما روى انه مسح ناصيته وقدرت الناصية بربع الرأس ( وللقسم ) وهى الاصل في حروف القسم وأعم استعمالا من الواو والتاء لان الباء تستعمل مع الفعل وحذفه ومع السؤال وغيره ومع المظهر والمضمر بخلاف الواو والتاء قاله محمد بن عبد الرحيم الميلاني في شرح المغنى للجاربردى في شرح الانموذج للزمخشري الاصل في القسم الباء والواو تبدل منها عند حذف الفعل فقولنا والله في المعنى أقسمت بالله والتاء تبدل من الواو في تالله خاصة والباء لاصالتها تدخل على المظهر والمضمر نحو بالله وبك لافعلن كذا والواو لا تدخل الا على المظهر لنقصانها عن الباء فلا يقال وك لافعلن كذا والتاء لا تدخل من المظهر الا على لفظة الله لنقصانها عن الواو انتهى * قلت وشاهد المضمر قول غوية بن سلمى الا نادت امامة باحتمالى * لتحزنني فلا بك ما أبالى وقد ألغز فيها الحريري في المقامة الرابعة والعشرين فقال وما العامل الذى نائبه أرحب منه وكرا وأعظم مكرا وركثر لله تعالى ذكرا قال في شرحه هو باء القسم وهى الاصل بدلالة استعمالها مع ظهور فعل القسم في قولك ( أقسم بالله ) ولدخولها أيضا على المضمر كقولك بك لافعلن ثم أبدلت الواو منها في القسم لانهما جميعا من حروف الشفة ثم لتناسب معنييهما لان الواو تفيد الجمع والباء تفيد الالصاق وكلاهما متفق والمعينان متقاربان ثم صارت الواو المبدلة منها أدور في الكلام وأعلق بالاقسام ولهذا ألغز بأنها
أكثر لله ذكرا ثم ان الواو أكثر موطنا لان الباء لا تدخل الا على الاسم ولا تعمل غير الجر والواو تدخل على الاسم والفعل والحرف وتجر تارة بالقسم وتارة باضمار رب وتنتظم أيضا مع نواصب الفعل وأدوات العطف فلهذا وصفها برحب الوكر وعظم المكر ( وللغاية ) بمعنى الى نحو قوله تعالى وقد ( أحسن بى أي أحسن الى وللتوكيد وهى الزائدة وتكو زيادة واجبة كاحسن بزيد أي أحسن زيد ) كذا في النسخ والصواب حسن زيد ( أي صار ذا حسن وغالبة وهى في فاعل كفى ككفى بالله شهيدا و ) تزاد ( ضرورة كقوله ألم يأتيك والانباء تنمى * بما لاقت لبون بنى زياد ) وفى اللباب وتكون مزيدة في الرفع نحو كفى بالله والنصب في ليس زيد بقائم والجر عند بعضهم نحو * فأصبحن لا يسألنه عن بما به * انتهى وقد أخل المصنف في سياقه هنا وأشبعه بيانا في كتابه البصائر فقال العشرون الباء الزائدة وهى المؤكدة وتزاد في الفاعل كفى بالله شهيد أحسن بزيد أصله حسن زيد وقال الشاعر (1/8686)
كفى ثعلا فحرا بانك منهم * ودهر الان امسيت في اهله اهل وفى الحديث كفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع وتزاد ضرورة كقوله * بما لاقت لبون بنى زياد * وقوله مهما لى الليلة مهما ليه * اودى بنعلى وسر باليه وتزاد في المفعول نحو لا تلقوا بايديكم الى التهلكة وهزى اليك بجذع النخلة وقول الراجز نحن بنو جعدة اصحاب الفلج * نضرب بالسيف ونرجو بالفرج وقول الشاعر * سود المحاجر لا يقر ان بالسور * وقلت في مفعول لا يتعدى الى اثنين كقوله تبلت فؤادك في المنام خريدة * تسقى الضجيع ببارد بسام وتزاد في المبتدا بايكم المفتون بحسبك درهم خرجت فإذا بزيد وتزاد في الخبر ما الله بغافل جزاء سيئة بمثلها وقول الشاعر * ومنعكها بشئ يستطاع * وتزاد في الحال المنفى عاملها كقوله فما رجعت بجانبه ركاب * حكيم بن المسيب منتهاها وكقوله * وليس بذى سيف وليس بنبال * وتزاد في توكيد النفس والعين يتربصن بانفسهن انتهى وقال الفراء في قوله تعالى وكفى بالله شهيدا دخلت الباء للمبالغة في المدح وكذلك قولهم ناهيك باخينا وحسبك بصديقنا ادخلوا الباء لهذا المعنى قال ولو اسقطت الباء لقلت كفى الله شهيدا قال وموضع الباء رفع وقال أبو بكر انتصاب وقوله شهيدا على الحال من الله أو على القطع ويجوزان يكون منصوبا على التفسير معناه كفى بالله من الشاهدين فيجرى في باب المنصوبات مجرى الدرهم في قوله عندي عشرون درهما ( وحركتها الكسر ) ونص الجوهرى الباء حرف من حروف الشفة بنيت على الكسر لاستحالة الابتداء بالموقوف قال ابن برى صوابه بنيت على حركة لاستحالة الابتداء بالساكن وخصه بالكسر دون الفتح تشبيها بعملها وفرقا بينها وبين ما يكون اسما وحرفا ( وقيل الفتح مع الظاهر نحو مر بزيد ) قال شيخنا هذا لا يكاد يعرف وكانه اغتر بما قالوه في بالفضل ذو فضلكم الله به في به الانية المنقولة من بها وهى نقلوا فيها فتحة هاء التأنيث على ما عرف بل الكسرة لازمة للباء المناسبة عملها وعكس تفصيله ذكروه في اللام وهو مشهور اما الباء فلا يعرف فيه الا الكسر انتهى * قلت هذا نقله شمر قال قال الفراء سمعت اعرابيا يقول بالفضل ذو فضلكم الله به والكرامة ذات اكرمكم الله بها وليس فيه ما استدل به شيخنا فتأمل * ومما يستدرك عليه الباء تمد وتقصر والنسبة باوى وبائى وقصيدة بيوية رويها الباء وبييت باء حسنا وحسنة وجمع المقصور ابواء وجمع الممدود باآت والباء النكاح وايضا الرجل الشبق وتاتى الباء للعوض كقول الشاعر ولا يؤاتيك فيما ناب من حدث * الا اخو ثقة فانظر بمن تثق اراد من تثق به وتدخل على الاسم لارادة التشبيه كقولهم لقيت بزيد الاسد ورايت بفلان القمر وللتقليل كقول الشاعر فلئن صرت لا تحير جوابا * ابما قد ترى وانت خطيب وللتعبير وتتضمن زيادة العلم كقولة تعالى قل اتعلمون الله بدينكم وبمعنى من اجل كقول لبيد غلب تشذر بالذحول كأنهم * جن البدى رواسيا اقدامها أي من اجل الذحول نقله الجوهرى وقد اضمرت في الله لافعلن وفى قول رؤبة خير لمن قال له كيف اصبحت وفى الحديث انابها انابها أي انا صاحبها وفى آخر لعلك بذلك أي المبتلى بذلك وفى آخر من بك أي من الفاعل بك وفى آخر فيها ونعمت أي فبالرخصة اخذ وقد تبدل ميما كبكة ومكة ولازب ولازم ( التاء حرف هجاء ) من حروف المعجم لثوى من جوار مخرج الطاء يمدو يقصر والنسبة الى الممدود تائى والى المقصور تاوى والجمع اتواء ( وقصيدة ) تائية ويقال ( تاوية و ) كان أبو جعفر الرواسى يقول ( تيوية ) بالتحريك رويها التاء وقال أبو عبيد عن الاحمر تاوية قال وكذلك اخواتها ( و ) قال اللحيانى يقال ( تييت تاء حسنة ) أي ( كتبتها ) وهى من حروف الزيادات ( والتاء المفردة محركة في اوائل الاسماء وفى اواخر ها وفى اواخر الافعال ومسكنة في اواخراها
والمحركة في اوائل الاسماء حرف جر للقسم ) وهى بدل من الواو كما ابدلوا منها في تترى وتراث وتجاه وتخمة والواو بدل الباء ولا يظهر معها الفعل كما تقدم ( وتختص بالتعجب وباسم الله تعالى ) على الصحيح تقول تالله لافعلن كذا ( وربما قالوا تر بى وترب الكعية وتالرحمن ) روى ذلك عن الاخفش وهو شاذ ( والمحركة في اواخرها حرف خطاب كانت وانت ) للمذكر والمؤنث ان خاطبت مذكرا فتحت وان خاطبت مؤنثا كسرت ( والمحركة في اواخر الافعال ضمير كقمت ) انا ( والسا كنة في اواخر ها علامة للتانيث كقامت ) قال الجوهرى وقد تزاد التاء للمؤنث في اول المستقبل وفى آخر الماضي تقول هي تفعل وفعلت فان تأخرت عن الاسم كانت ضميرا وان تقدمت كانت علامة قال ابن برى تاء التأنيث لا تخرج عن ان تكون حرفا تأخرت أو تقدمت ثم قال الجوهرى وقد تكون ضمير الفاعل في قولك فعلت يستوى فيه المذكر والمؤنث فان خاطبت مذكر افتحت وان خاطبت مؤنثا كسرت ( وربما وصلت بثم ورب ) يقال ثمت وربت ( والاكثر تحريكها معهما بالفتح ) يقال ثمت وربت وقد ذكر كل منهما في موضعه ( وتا اسم يشاربه الى المؤنث مثل ذا ) للمذكر وانشد الجوهرى للنابغة (1/8687)
ها ان تا عذرة الا تكن نفعت * فان صاحبها قدتاه في البلد فقوله تا اشارة الى القصيدة والعذرة بالكسر اسم من الاعتذار وتاه تحير والبلد المفازة وكان النابغة قد هجا النعمان فاعتذر إليه بهذه ( وته ) للمؤنث ( وذه ) للمذكر ( وتان للتثنية والاء ) كغراب ( للجمع وتصغير تاتيا ) بالفتح والتشديد لانك قلبت الالف ياء وادغمتها في ياء التصغير قاله الجوهرى قال ابن برى صوابه وادغمت ياء التصغير فيها لان ياء التصغير لا تتحرك ابدا فالياء الاولى في تيا هي ياء التصغير وقد حذفت من قبلها ياء هي عين الفعل واما الياء المجاورة للالف فهى لام الكلمة انتهى وفى الحديث ان عمر راى جارية مهزولة فقال من يعرف تيا فقال له ابنه هي والله احدى بناتك قال ابن الاثير بيا تصغير تاوهى اسم اشارة للمؤنث وانما جاء بها مصغرة تصغير الامرها والالف في آخر ها علامة التصغير وليست التى في مكبرها ومنه قول بعض السلف واخذتبنة من الارض فقال تيامن التوفيق خير من كذا وكذا من العمل انتهى وقال الليث وانما صار تصغيرته وذه وما فيها من اللغات تيالان كلمة التاء والذال من ته وذه كل واحدة هي نفس وما لحقها من بعدها فانه عما دللتاء لكى ينطق به اللسان فلما صغرت لم تجدياء التصغير حرفين من اصل البناء تجئ بعدهما كما جاءت في سعيد وعمير ولكنها وقعت بعد التاء فجاءت بعد فتحة والحرف الذى قبل ياء التصغير بجنبها لا يكون الا مفتوحا ووقعت التاء الى جنبها فانتصبت وصار ما بعدها قوة لها ولا ينضم قبلها شئ لانه ليس قبلها حرفان وجميع التصغير صدره مضموم والحرف الثاني منصوب ثم بعدهما ياء التصغير ومنعهم ان يرفعوا التاء التى في التصغير ان هذه الحروف دخلت عماد اللسان في آخر الكلمة فصارت التاء التى قبلها في غير موضعها لانها قلبت للسان عمادا فإذا وقعت في الحشو لم تكن عمادا وهى في تيا الالف التى كانت في ذا انتهى وقال المبرد هذه الاسماء المبهمة مخالفة لغيرها في معناها وكثير من لفظها فمن خلافها في المعنى وقوعها في كلما أو مات إليه واما مخالفتها في اللفظ فانها يكون منها الاسم على حرفين احدهما حرف لين نحوذا وتافلما صغرت هذه الاسماء خولف بها جهة التصغير فلا يعرب المصغر منها ولا يكون على تصغيره دليل والحقت الف في اواخرها تدل على ما كانت تدل عليه الضمة في غير المبهمة الا ترى ان كل اسم تصغره من غير المبهمة تضم اوله نحو فليس ودريهم وتقول في تصغير ذاذيا وفى تاتيا انتهى ( و ) يقال ( تياك وتيالك ويدخل عليها هاء فيقال ) ونص الصحاح ولك ان تدخل عليها ها التنبيه فتقول ( هاتا ) هندها تان وهؤلاء والتصغير هاتيا ( فان خوطب بها جاء الكاف فقيل تيك وتاك وتلك وتلك بالكسر وبالفتح ) الاخيرة ( رديئة ) قاله الجوهرى ( وللتثنية تالك وتانك وتشدد ) النون وعلى التشديد اقتصر الجوهرى قال ( والجمع اولئك ولاك والا لك ) فالكاف لمن تخاطبه في التذكير والتانيث والتثينة والجمع وما قبل الكاف لمن تشير إليه في التذكير والتانيث والتثنية والجمع ( وتدخل الهاء على تيك وتاك فيقال هاتاك ) هند ( وهاتيك ) هندو انشد الجوهرى لعبيد يصف ناقة هاتيك تحملني وابيض صارما * ومذر بافى مارن محموس وقال أبو النجم جئنا نحييك ونستجديكا * فافعل بناها تاك اوهاتيكا أي هذه أو تلك تحية أو عطية ولا تدخل ها على تلك لانهم جعلوا اللام عوضا من ها التنبيه نقله الجوهرى قال ابن برى انما امتنعوا من دخول ها التنبيه على ذلك وتلك من جهة ان اللام تدل على بعد المشار إليه وها التنبيه تدل على قربه فتنا فيا وتضادا
* ومما يستدرك عليه التاء تدخل على اول المضارع تقول انت تفعل وتدخل في امر الغائبة تقول لتقم هندو ربما ادخلوها في امر المخاطب كقوله تعالى فبذلك فلتفرحوا وقال الراجر قلت لبواب لديه دارها * تيذن فانى حمؤها وجارها اراد لتاذن فحذف اللام وكسر التاء على لغة من يقول انت تعلم وتدخلها ايضا في امر ما لم يسم فاعله فتقول من زهى لتزه يا رجل ولتعن بحاجتي قال الاخفش ادخال اللام في امر المخالف لغة رديئة للاستغناء عنها وتالك لغة في تلك وانشد ابن السكيت للقطامي يصف سفينة نوح عليه السلام وعامت وهى قاصدة باذن * ولو لا الله جار بها الجوار الى الجودى حتى صار حجرا * وحان لتالك الغمر انحسار وهى اقبح اللغات * ومما يستدرك عليه الثاء حرف من حروف التهجى لثوى يظهر من اصول الاسنان قريبا من مخرج الذال يمد ويقصر والنسبة ثاوى وثائى وثوى وقد ثييت ثاء حسنة وحسنا والجمع اثواء واثياء وثاآت وقد يكتفى به عن ذكر الثناء والثواب ونحوه قال الشاعر في ثاء قومه يرى مبالغا * وعن ثناء من سواهم فارغا وقد تبدل من الفاء كثوم وفوم وجدف وجدث والثاء الخيار من كل شئ عن الخليل وانشد إذا ما اتى ضيف وقد جلل الدجى * اتيت بثاء البر واللحم والسكر ( الحا ) بالقصر ( حرف هجاء ) مخرجه وسط الحلق قرب مخرج العين ( ويمد ) وقال الليث هو مقصور موقوف فإذا جعلته اسما مددته كقولك هذه حاء مكتوبة ومدتها ياآن قال وكل حرف على خلقتها من حروف المعجم فالفها إذا مدت صارت في التصريف ياءين قال والحاء وما اشبهها تؤنث ما لم تسم حرفا فإذا صغرتها * قلت حيية وانما يجوز تصغيرها إذا كانت في الخط أو خفية والا (1/8688)
فلا وذكر ابن سيده الحاء في المعتل وقال ان الفها منقلبة عن واوو في البصائر النسبة حائى وحاوى وحوى وتقول منه حييت حاء حسنة وحسنا والجمع اخواء واحياء وحاآت ( و ) حاء ( حى من مذحج ) وانشد الجوهرى * طلبت الثار في حكم وحاء * وقال الازهرى هي في اليمن حاء وحكم وقال ابن برى بنوحاء من جشم بن معد وفي حديث انس شفاعتي لاهل الكبائر من امتى حتى حكم وحاء قال ابن الاثير هما حيان من اليمن من وراء رمل يبرين قال أبو موسى يجوزان يكون حاء من الحوة وقد حذفت لامه وان يكون من حوى يحوى وان يكون مقصورا غير ممدود ( و ) الحاء ( المراة السليطة ) البذية اللسان ( عن الخليل ) وانشد جدودي بنو العنقاء وابن محرق * وانت ابن حاء بظرها مثل منجل ( و ) حاء ( اسم رجل نسب إليه بئر حاء بالمدينة وقد يقصر أو الصواب بيرحى كفيعلى وقد تقدم ) في ب ر ح وذكر هناك تغليط المحدثين فيه ونسبتهم للتصحيف وهنا مال فيه الى الصواب فهو اما غفلة ونسيان أو تفنن في الترجيح أو عدم جزم بالقول الصحيح نبه عليه شيخنا والبدر القرا في وفي الروض للسهيلي نقلا عن بعضهم انها سميت بزجر الابل عنها والله اعلم ( وحاء زجر للابل ) بنى على الكسر لا لتقاء الساكنين ( وقد يقصر ) فان اردت التنكير نونت فقلت حاء وعاء ( وحاحيت بالمعز حيحاء وحيحاءة ) إذا ( دعوتها ) نقله الجوهرى عن ابى زيد قال يقال ذلك للمعز خاصة وقال ابن برى صوابه حيحاء وحاحاة * قلت الجوهرى ناقل عن ابى زيد فان كان في نسخ النوادر مثل ما نقله الجوهرى فقد برى من عهدته ثم قال الجوهرى قال سيبويه ابدلوا الالف بالياء لشبهها بها قال ابن برى الذى قال سيبويه انما هو ابدلوا الالف لشبهها بالياء لان الف حاحيت بدل من الياء في حيحيت ( و ) قال أبو عمرو يقال ( حاء بضانك ) وحاح بضانك ( أي ادعها ) نقله الجوهرى ( ويقال لابن المائة لا حاء ولا ساء أي لا محسن ولا مسئ أو لا رجل ولا امراة ) قاله الليث ( اولا يستطيع ان يزجر الغنم بحاء ) عند السقى ( ولا الحمار بساء ) * ومما يستدرك عليه حاء امر للكبش بالسفاد نقله ابن سيده وقال غيره زجر له ( خاء ) مر ذكره ( في الهمز ) قال شيخنا لا تظهر نكتة لا حالته وحده على الهمز دون بقية الحروف ولعله لقلة معانيه وعدم وروده بمعنى حرفي كغيره والله اعلم * قلت لم يصنع شيخنا في الجواب شيا والذى يظهران قولهم خاء بك علينا بمعنى اسرع واعجل روى بالهمزة وروى خائى بك بالياء هكذا مفصولا عن بك كما وجد في كتاب النوادر لابن هاني وفي رواية شمر عن ابى عبيد موصولا والمعنى واحد فلما كان الامر كذلك اورد المصنف ذكره في الهمزة مع انه لم يذكر هناك الاخاء فقط ولم يذكر خائى ففيه قصور وكتبه في الهمزة بالاحمر على انه مستدرك على الجوهرى مع ان الجوهرى ذكره ههنا فقال عن ابى زيد خاء بك معناه اعجل جعله صوتا مبنيا على الكسر قال ويستوى فيه الاثنان والجمع والمونث وانشد للكميت إذا ما شحطن الحاديين سمعتهم * بخاء بك الحق يهتفون وحيهل وقال ابن سلمة معناه خبت وهو دعاء منه عليه تقول بخاء بك أي بامرك الذى خاب وخسرو هذا خلاف قول ابى زيد كما ترى انتهى نص
الجوهرى قال الازهرى وهو في كتاب النوادر لابن هاني غير موصول وهو الصواب ويقال خائى بك اعجلي وخائى بكن اعجلن كل ذلك بلفظ واحد الا الكاف فانك تثنيها وتجمعها * ومما يستدرك عليه الخاء حرف هجاء من حروف الحلق يمد ويقصر وهو خائى وخاوى وخوى وقد خييت خاء حسنة وحسنا يذكر ويونث ويجمع على اخواء واخياء وخاآت والخاء شعر العانة وما حواليها وانشد الخليل بجسمك خاء في التواء كأنها * حبال بايدى صالحات نوائح وقول الشاعر هو خائى واننى لا خوه * لست ممن يضيع حق الخليل أي هو اخى ( ذا اشارة الى المذكر تقول ذا وذاك ) الكاف للخطاب وهو للبعيد قال ثعلب والمبرد ذا يكون بمعنى هذا ومنه قوله تعالى من ذا الذى يشفع عنده الا باذنه أي من هذا الذى يشفع وقال أبو الهيثم ذا اسم كل مشار إليه معاين يراه المتكلم والمخاطب قال والاسم فيها الذال وحدها مفتوحة وقالوا الذال وحدها هي الاسم المشار إليه وهو اسم مبهم لا يعرف ما هو حتى يفسره ما بعده كقولك ذا الرجل وذا الفرس ( وتزاد لا ما ) للتأكيد ( فيقال ذلك ) والكاف للخطاب وفيها دليل على ان المشار إليه بعيد ولا موضع لها من الاعراب وقوله تعالى ذلك الكتاب لا ريب فيه قال الزجاج معناه هذا الكتاب * قلت وقال غيره انما قال ذلك لبعد منزلته في الشرف والتعظيم ( أو همزا فيقال ذائك ) هذه الهمزة بدل من اللام وكلاهما زائدتان ( ويصغر فيقال ذياك ) هو تصغير ذاك ( و ) اما تصغير ذلك ( ذيالك ) وانشد الجوهرى لبعض الرجاز أو تحلفي بربك العلى * انى أبو ذيا لك الصبى * قلت هو لبعض العرب وقدم من سفره فوجد امراته قد ولدت غلاما فانكره فقال لها لتقعدن مقعد القصى * منى ذا القاذورة المقلى أو تحلفي بربك العلى * انى أبو ذيالك الصبى قدر ابني بالنظر الركى * ومقلة كمقلة الكركي لا والذى ردك يا صفيى * ما مسنى بعدك من انسى (1/8689)
غير غلام واحد قيسى * بعد امر اين من بنى عدى وآخرين من بسنى بلى * وخمسة كانوا على الطوى وستة جاؤا مع العشى * وغير تركي وبصروى ( وقد تدخل ها التنبيه على ذا ) فتقول هذا زيد فها حرف تنبيه وذا اسم المشار إليه وزيد هو الخبر ( رذى ) بالكسر ( و ) ان وقفت عليه قلت ( ذه ) بهاء موقوفة وهى بدل من الياء وليست للتانيث وانما هي صلة كما ابدلوا في هنية فقالوا هنيهة وكلاهما ( للمونث ) تقول ذى امة الله وذه امة الله وانشد المبرد امن زينب ذى النار * قبيل الصبح ما تخبو إذا ما خمدت يلقى * عليها المندل الرطب قال ثعلب ذى معناه ذه ولا تدخل الكاف على ذى للمونث وانما تدخلها على تا تقول تيك وتلك ولا نقل ذيك فانه خطا * ومما يستدرك عليه تصغير ذاذيا لانك تقلب الف ذاياء لمكان الياء قبلها فتدغمها في الثانية وتزيد في آخره الفا لتفرق بين تصغير المبهم والمعرب وذيان في التثنية وتصغير هذا هذيا ولا يصغر ذى للمونث وانما يصغر تاو قدا كتفوا به وان ثنيت ذا قلت ذان لانه لا يصح اجتماعهما لسكونهما فتسقط احدى الالفين فمن اسقط الف ذا قرا ان هذين لساحران فاعرب ومن اسقط الف التثنية قرا ان هذان لساحران لان الف ذا لا يقع فيها اعراب وقد قيل انها لغة بلحرث بن كعب كذا في الصحاح قال ابن برى عند قول الجوهرى من اسقط الف التثنية قرا ان هذان لساحران هذا وهم من الجوهرى لان الف التثنية حرف زيد لمعنى فلا تسقط وتبقى الالف الاصلية كما لم يسقط التنوين في هذا قاض وتبقى الياء الاصلية لان التنوين زيد لمعنى فلا يصح حذفه انتهى وتدخل الهاء على ذاك فتقول هذاك زيد ولا تدخلها على ذلك ولا على اولئك كما تقدم وتقول في التثنية رايت ذينك الرجلين وجاء نى ذانك الرجلان وربما قالوا ذانك بتشديد النون قال ابن برى قلبت اللام نونا وادغمت النون في النون ومنهم من يقول تشديد النون عوض من الالف المحذوفة من ذا قال الجوهرى وانما شدد وا النون في ذانك تأكيد أو تكثير اللاسم لانه بقى على حرف واحد كما ادخلوا اللام على ذلك وانما يفعلون مثل هذا في الاسماء المبهمة لنقصانها واماما انشده اللحيانى عن الكسائي لجميل واتى صواحبها فقلن هذا الذى * منح المودة غيرنا وجفانا فانه اراد إذا الذى فابدل الهاء من الهمزة وسياتى للمصنف في الهاء المبدلة قريبا وقد استعملت ذا مكان الذى كقوله تعالى يسالونك ماذا ينفقون أي ما الذى فما مرفوعة بالابتداء وذا خيرها وينفقون صلة ذاو كذلك هذا بمعنى الذى ومنه قول الشاعر عدس ما لعباد عليك امارة * نجوت وهذا تحملين طليق أي الذى وقد تكون ذى زائدة كما في حديث جرير يطلع عليكم رجل من ذى يمن على وجهه مسحة من ذى ملك قال ابن الاثير كذا اورده أبو عمر الزاهد وقال انها صلة أي زائدة ويقال في تأنيث هذا هذه منطلقة وقال بعضهم هذى منطلقة قال ذوالرمة فهذى طواها بعد هذى وهذه * طواها لهذى وخدها وانسلالها وقال بعضهم هذات منطلقات وهى شاذة مرغوب عنها قال أبو الهيثم وقول الشاعر
تمنى شبيب منة ينفلت به * وذا قطرى لفه منه وائل يريد قطر يا وذا زائدة ( ذو معناها صاحب ) وهى ( كلمة صيغت ليتوصل بها الى الوصف بالاجناس ) واصلها ذوا ولذلك إذا سمى به تقول هذا ذوا قد جاء كذا في المحكم والتثنية ذوان ( ج ذوون وهى ذات ) للمونث تقول هي ذات مال قال الليث فإذا وقفت فمنهم من يدع التاء على حالها ظاهرة في الوقوف لكثرة ما جرت على اللسان ومنهم من يرد التاء الى هاء التأنيث وهو القياس ( و ) تقول ( هما ذواتان ) وتسقط النون عند الاضافة تقول هما ذواتا مال ويجوز في الشعر ذواتا مال والتمام احسن ومنه قوله تعالى ذواتا افنان ( ج ذوات ) وقال الجوهرى واما ذو الذى بمعنى صاحب فلا يكون الا مضافا فان وصفت به نكرة اضفته الى نكرة وان وصفت به معرفة اضفته الى الالف و اللام ولا يجوزان تضيفه الى مضمر ولا الى علم كزيد وعمرو وما اشبههما تقول مررت برجل ذى مال وبامراة ذات مال وبرجلين ذوى مال بفتح الواو كما قال تعالى واشهد وا ذوى عدل منكم وبرجال ذوى مال بالكسر وبنسوة ذوات مال ويا ذوات الجمام تكسر التاء في الجمع في موضع النصب كما تكسر تاء المسلمات تقول رايت ذوات مال لان اصلها هاء لانك لو وقفت عليها في الواحد لقلت ذاه بالهاء ولكنها لما وصلت بما بعدها صارت تاء واصل ذوذو امثال عصا يدل على ذلك قولهم هاتان ذواتا مال قال الله تعالى ذواتا افنان في التثنية ونرى ان الالف منقلبة من واو قال ابن برى صوابه من ياء ثم حذفت من ذوى عين الفعل لكراهتهم اجتماع الواوين لانه كان يلزم في التثنية ذووان مثل عصوان فبقى ذا منونا ثم ذهب التنوين للاضافة في قولك ذو مال والاضافة لازمة له ولو سميت رجلا ذو لقلت هذا ذوا قد اقبل فتردما ذهب لانه لا يكون اسم على حرفين احدهما حرف لين لان التنوين يذهبه فيبقى على حرف واحد ولو نسبت إليه لقلت ذووى كعصوى وكذلك إذا نسبت الى ذات لان التاء تحذف في النسبة فكانك اضفت الى ذى فرددت الواو ولو جمعت ذو مال لقلت هولاء ذوون لان الاضافة قد زالت هذا كله كلام الجوهرى قال ابن (1/8690)
برى عند قول الجوهرى يلزم في التثنية ذووان صوابه ذويان لان عينه واوو ما كان عينه واو افلامه ياء حملا على الاكثر والمحذوف من ذوى هو لام الكلمة لا عينها كما ذكر لان الحذف في اللام اكثر من الحذف في العين انتهى وقال الليث الذوون هم الادنون الا خصون وانشد للكميت * وقد عرفت مواليها الذوينا * ( و ) قوله تعالى فاتقوا الله واصلحوا ( ذات بينكم ) قال الزجاج ( أي حقيقة وصلكم ) أي وكونوا مجتمعين على امر الله ورسوله قال الجوهرى قال الاخفش في تفسير الاية وانما انثوا ذات لان بعض الاشياء قد يوضع له اسم مونث ولبعضها اسم مذكر كما قالوا دار وحائط انثوا الدار وذكروا الحائط ( أو ذات البين الحال التى بها يجتمع المسلمون ) وبه فسر ثعلب الاية وكذلك الحديث اللهم اصلح ذات البين ( و ) قال ابن جنى وروى احمد بن ابراهيم استاذ ثعلب عن العرب ( هذا ذو زيد ) ومعناه هذا زيد ( أي هذا صاحب هذا الاسم ) الذى هو زيد قال الكميت اليكم ذى آل النبي تطلعت * نوازع قلبى من ظماء والبب أي اليكم يا اصحاب هذا لاسم الذى هو قوله ذوو آل النبي انتهى * قلت وهو مخالف لما نقلناه عن الجوهرى آنفا ولا يجوز ان تضيفه الى مضمر ولا الى علم وما اشبههما فتأمل ذلك مع ان ابن برى قد نازعه في ذلك فقال إذا خرجت ذو عن ان تكون وصلة الى الوصف باسماء الاجناس لم يمتنع ان تدخل على الاعلام والمضمرات كقولهم ذو الخلصة والخلصة اسم علم لصنم وذو كناية عن بيته ومثله قولهم ذور عين وذو جدن وذو يزن وهذه كلها اعلام وكذلك دخلت على المضمر ايضا قال كعب بن زهير صحنا الخزر جية مرهفات * اباد ذوى ارومتها ذووها وقال الاحوص ولكن رجونا منك مثل الذى به * صرفنا قديما من ذويك الاوائل وقال آخر انما يصطنع المع * روف في الناس ذووه ( و ) يقال ( جاء من ذى نفسه ومن ذات نفسه أي طبعا ) كذا في النسخ والصواب أي طيعا كسيد ( وتكون ذو بمعنى الذى ) في لغة طيئ خاصة ( تصاغ ليتوصل بها الى وصف المعارف بالجمل فتكون ناقصة لا يظهر فيها اعراب كما ) لا يظهر ( في الذى ولا تثنى ولا تجمع تقول اتانى ذو قال ذلك ) وذو قالا ذلك وذو قالوا ذلك وفي الصحاح واما ذو التى في لغة طيئ فحقها ان توصف بها المعارف تقول انا ذو عرفت وذو سمعت وهذه امراة ذو قالت كذا فيستوى فيه التثنية والجمع والتانيث قال الشاعر وهو بجيربن عثمه الطائى احد بنى بولان وان مولاى ذو يعاتبني * لا احنة عنده ولا جرمه ذاك خليلي وذو يعاتبني * يرمى ورائي بامسهم وامسلمه يريد الذى يعاتبني والوا والتى قبله زائدة واراد بالسهم والسلمة وانشد الفراء لبعض طيئ
فان الماء ماء ابى وجدى * وبئري ذو حفرت وذو طويت ( و ) قالوا ( لا افعل ذلك بذى تسلم وبذي تسلمان ) وبذي تسلمون وبذي تسلمين وهو كالمثل اضيفت فيه ذوالى الجملة كما اضيفت إليها اسماء الزمان ( والمعنى لا وسلامتك ) ما كان كذا وكذا ( اولا والذى يسلمك ) ونص ابن السكيت لا والله يسلمك ما كان كذا وكذا وهو في نوادر ابى زيد وذكره المبرد وغيره * ومما يستدرك عليه قولهم ذات مرة وذات صباح قال الجوهرى هو من ظروف الزمان التى لا تتمكن تقول لقيته ذات يوم وذات ليلة وذات غداة وذات العشاء وذات مرة وذات الزمين وذات العويم وذا صباح وذا مساء وذا صبوح وذا غبوق هذه الاربعة بغيرها وانما سمع في هذه الاوقات ولم يقولوا ذات شهر ولا ذات سنة انتهى وقال ثعلب اتيتك ذات العشاء اراد الساعة التى فيها العشاء وروى عن ابن الاعرابي اتيتك ذات الصبوح وذات الغبوق إذا اتيته غدوة أو عشية واتيتهم ذات الزمين وذات العويم أي مذ ثلاثة ازمان وثلاثة اعوام والاضافة الى ذو ذوى ولا يجوز في ذات ذاتي لان ياء النسب معاقبة لهاء التأنيث ولقيته ذات يدين أي اول كل شئ وقالوا اما اول ذات يدين فانى احمد الله والذوون الاذواء وهم تتابعة اليمن وانشد سيبويه للكميت فلا اعني بذلك اسفليكم * ولكني اريد به الذوينا وفي حديث المهدى قرشي ليس من ذى ولا ذو أي ليس من الاذواء بل هو قرشي النسب وقال ابن برى ذات الشئ حقيقته وخاصته * قلت ومن هنا اطلقوه على جناب الحق جل وعزو منعه الا كثرون وقال الليث قولهم قلت ذات يده ذات هنا اسم لما ملكت يداه كأنها تقع على الاموال وعرفه من ذات نفسه يعنى سريرته المضمرة وقوله تعالى بذات الصدور أي بحقيقة القلوب من المضمرات قاله ابن الانباري وذات الشوكة الطائفة وذات اليمين وذات الشمال أي جهة ذات يمين وشمال وقد يضعون ذات منزلة التى قال شمر قال الفراء سمعت اعرابيا يقول بالفضل ذو فضلكم الله به والكرامة ذات اكرمكم الله بها قال ويرفعون التاء على كل حال قال الفراء ومنهم من يثنى ذو بمعنى الذى ويجمع ويونث فيقول هذان ذوا قالا وهولاء ذوو قالوا ذلك وهذه ذات قالت ذلك وانشد جمعتها من اينق سوابق * ذوات ينهضن بغير سائق ومن امثالهم اتى عليه ذواتي على الناس أي الذى وقد يكون ذوو ذوى صلة أي زائدة قال الازهرى سمعت غير واحد من العرب (1/8691)
يقول كنا بموضع كذا وكذا مع ذى عمرو وكان ذو عمرو بالصمان أي كنا مع عمرو وكان عمرو بالصمان قال وهو كثير في كلام قيس ومن جاورهم ومنه قول الكميت الذى تقدم * اليكم ذوى آل النبي تطلعت * قالوا ذوى هنا زائدة ومثله قول الاخر إذا ما كنت مثل ذوى عويف * ودينار فقام على ناعى وذوو الارحام لغة كل قرابة وشرعا كل ذى قرابة ليس بذى سهم ولا عصبة ووضعت المراة ذات بطنها إذا ولدت ويقال نثرت له ذا بطنها والذئب مغبوط بذى بطنه أي بجعوه والقى الرجل ذا بطنه أي احدث واتينا ذا يمين أي اتينا اليمين وذات الرئة وذات الجنب مرضان مشهوران اعاذنا الله منهما وقد تطلق الذات على الطاعة والسبيل كما قاله السبكى والكرماني وبهما فسرا قول خبيب الذى انشده البخاري في صحيحه وذلك في ذات الاله وان يشا * يبارك على اوصال شلو ممزع وذات الاسم وذات ميل قريتان بشرقية مصرو ذات الساحل وذات الكوم بالجيزة وذات الصفا بالفيوم * ومما يستدرك عليه الراء حرف من حروف المعجم تمد وتقصر ورييت راء حسنة وحسنا كتبتها والجمع ارواء وراآت وقصيدة رائية رويها الراء ويقال الراوية ويقال الرئية ومن امثال العامة الراء حمار الشعراء اشارة الى سعة وقوعها في كلام العرب والراء بالمد للشجرة قد تقدم في الهمزة وكان على المصنف ان يشير له هنا * ومما يستدرك عليه الطاء من حروف الهجاء مخرجه طرف اللسان قريبا من مخرج التاء يمد ويقصرو يذكرو يونث وقد طييت طاء حسنة وحسنا كتبتها والجمع اطواء وطاآت وقال الخليل الطاء الرجل الكثير الوقاع وانشد انى وان قل عن كل المنى املى * طاء الوقاع قوى غير عنين * ومما يستدرك عليه الظاء قال ابن برى هو حرف مطبق مستعل وفى البصائر لثوى مخرجه من اصول الاسنان جوار مخرج الذال يمد ويقصرو يذكرو يونث وظييت ظاء حسنة وحسنا كتبتها والجمع اظواء وظاآت والظاء العجوز المنثنية ثديها عن الخليل وقال ابن برى الظاء صوت التيس ونبيبه ( الفاء ) حرف من حروف التهجى مهموس يكون اصلا ولا يكون زائدا مصوغا في الكلام وفييت فاء عملتها والفاء ( المفردة حرف مهمل ) أي ليست من الحروف العاملة وقال شيخنا لايرادا هما لها في أي حالة من احوالها ( أو تنصب نحو ما تأتينا فتحدثنا ) قال شيخنا الناصب هو ان مقدرة بعدها على ما عرف في العربية * قلت وهذا قد صرح به الجوهرى كما سيأتي ( أو تخفض نحو ) قول الشاعر ( فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع ) * فالهيتها عن ذى تمائم محول
( بجر مثل ) قال شيخنا الخافض هو رب المقدرة بعدها لا هي على ما عرف في العربية * قلت وهذا قد صرح به صاحب اللباب قال في باب رب وتضمر بعد الواو كثير أو العمل لهادون الواو خلافا للكوفيين وقد يجئ الاضمار بعد الفاء نحو فمثلك حبلى فتأمل ( وترد الفاء عاطفة ) ولها مواضع يعطف بها ( وتفيد ) وفى الصحاح وتدل على ( الترتيب وهو نوعان معنوى كقام زيد فعمرو وذكرى وهو عطف مفصل على مجمل نحو ) قوله تعالى ( فازلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه ) وقال الفراء انها لا تفيد الترتيب واستدل بقوله تعالى وكم من قرية اهلكناها فجاءها باسنا بياتا واجيب بان المعنى اردنا اهلاكها أو للترتيب الذكرى قاله القرافى ( و ) تفيد ( التعقيب وهو في كل شئ بحسبه كتزوج فولد له ولد وبينهما مدة الحمل ) وفى الصحاح للفاء العاطفة ثلاثة مواضع الاول تعطف بها وتدل على الترتيب والتعقيب مع الاشراك تقول ضربت زيدا فعمرا وياتى ذكر الموضعين الاخرين ( و ) تأتى ( بمعنى ثم ) وتفيد الجمع المطلق مع التراخي ( نحو ) قوله تعالى ( ثم خلقنا النطفة علقة فحلقنا العلقة مضغة فحلقنا لا مضغة عظاما فكسونا العظام لحما ) والفرق بين ثم والفاء ان الفاء لمطلق الجمع مع التعقيب وثم له مع التراخي ولذا قيل ان المرور في نحو مررت برجل ثم امراة مروران بخلافه مع الفاء ( و ) تأتى ( بمعنى الواو ) وتفيد الجمع المطلق من غير ترتيب ومنه قول امرئ القيس قفانبك من ذكرى حبيب ومنزل * بسقط اللوى ( بين الدخول فحومل ) قال شيخنا هكذا ذكروه واستدلوا بقول امرئ القيس وقال ارباب التحقيق الصواب ان هناك مقدراينا البينية والتقدير بين مواضع الدخول فمواضع حومل فالفاء على بابها كما مال إليه سيبويه وجماعة وبسطه ابن هشام في المغنى انتهى * قلت وذكر السهيلي في الروض ان الفاء في قوله هذا واشباهه تعطى الاتصال يقال مطرنا بين مكة فالمدينة إذا تصل المطر من هذه الى هذه ولو كانت الواو لم تعط هذا المعنى انتهى وقال صاحب اللباب وقوله بين الدخول فحومل على وسط الدخول فوسط حومل ولو قلت بين الفرس فالثور لم يجز ( وتجئ للسببية ) وهذا هو الموضع الثاني الذى ذكره الجوهرى فقال هو ان يكون ما قبلها علة لما بعدها ويجرى على العطف والتعقيب دون الاشراك كقولك ضربه فبكى وضربه فاوجعه إذا كان الضرب علة للبكاء والوجع انتهى وفى اللباب ولافادتها الترتيب من غير مهلة استعملوها للسببية ( وذلك غالب في العاطفة جملة ) كقوله تعالى ( فوكزه موسى فقضى عليه اوصفة ) نحو فوله تعالى ( لا كلون من شجر من زقوم فما لئون منها البطون فشار بون عليه من الحميم ) فشاربون شرب الهيم ( وتكون رابطة للجواب والجواب جملة اسمية ) وفى اللباب رابطة للجزاء بالشرط حيث لم يكن مرتبطا بذاته ( نحو ) قوله تعالى (1/8692)
( وان يمسسك بحير فهو على كل شئ قدير ) وقوله تعالى ( وان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم ) وهذا هو الموضع الثالث الذى ذكره الجوهرى فقال هو الذى يكون للابتداء وذلك في جواب الشرط كقولك ان تزرنى فانت محسن يكون ما بعد الفاء كلاما مستانفا يعمل بعضه في بعض لان قولك انت ابتداء ومحسن خبره وقد صارت الجملة جوابا بالفاء ( أو تكون جملة فعلية كالاسمية وهى التى فعلها جامد نحو ) قوله تعالى ( ان ترنى انا اقل منك مالا وولدا ) وقوله تعالى ( فعسى ربى ان يؤتينى ) وقوله تعالى ( ان تبدوا الصدقات فنعما هي أو يكون فعلها انشائيا ) كقوله تعالى ( ان كنتم تحبون الله فاتبعوني ) يحببكم الله ( أو يكون فعلا ماضيا لفظا ومعنى اما حقيقة ) نحو قوله تعالى ( ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل أو مجازا ) نحو قوله تعالى ( ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار نزل الفعل اتحققه منزلة الواقع ) قال البدر القرافى ذكر المصنف من مثل الفاء الرابطة للجواب اربعة وبقيت خامسة وهى ان تقترن بحرف استقبال نحو قوله تعالى من يرتدد منكم عن دينه فسوف ياتي الله بقوم الاية وما تفعلوا من خير فلن تكفروه وسادسة وهى ان تقترن بحرف له الصدر نحو * فان اهلك فذو لهب لظاه * انتهى * قلت والضابط في ذلك ان الجزاء إذا كان ماضيا لفظا وقصد به معنى الاستقبال نحو ان اسلمت لم تدخل النار وان كان مضار بما مثبتا أو منفيا بلا جاز دخولها وتركها نحوان تكرمني فأكرمك تقديره فانا اكرمك ويجوز ان تقول ان تكرمني اكرمك إذ لم تجعله خبر مبتدا محذوف ومثال المنفى بلا ان جعلت لنفى الاستقبال كان تكرمني فلا اهينك لعدم تأثير حرف الشرط في الجزاء وان جعلت لمجرد النفى جاز دخولها كان تكرمني لا اهنك ويجب دخولها في غير ما ذكرنا كان يكون الجزاء جملة اسمية نحوان جئتني فانت مكرم وكما إذا
كان الجزاء ماضيا محققا بدخول قد نحوان اكرمتني فقد اكرمتك امس ومنه قوله تعالى في قصة سيدنا يوسف من قبل فصدقت أي فقد صدقت زليخا في قولها أو كما إذا كان الجزاء امرا نحوان اكرمك زيد فأكرمه أو نهيا كان يكرمك زيد فلا تهنه أو فعلا غير متصرف نحوان اكرمت زيدا فعسى ان يكرمك أو منفيا بغير لا سواء كان بلن نحوان اكرمت زيدا قلن يهينك أو بما نحوان اكرمت زيدا فما يهينك فانه يجب دخول الفاء في هذه الامثلة المذكورة فتأمل ذلك وقد تحذف ) الفاء ( ضرورة ) نحو قول الشاعر ( * من يفعل الحسنات الله يشكرها * أي فالله ) يشكرها ( اولا يجوز مطلقا والرواية ) الصحيحة ( * من يفعل الخير فالرحمن يشكره * أو ) الحذف ( لغة فصيحة ومنه ) قوله تعالى ( ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين ) أي فالوصية ( و ) منه ايضا ( حديث اللقطة قان جاء صاحبها والا استمتع بها ) أي فاستمتع بها * ومما يستدرك عليه الفاء في اللغة زيد البحر عن الخليل وانشد لما مزبد طام يجيش بفائه * باجود منه يوم ياتيه سائله وقد تزاد الفاء لاصلاح الكلام كقوله تعالى هذا فليذوقوه حميم وتكون استئنافية كقوله تعالى كن فيكون على بحث فيه وتاتى للتأكيد ويكون في القسم يحو فبعزتك فوربك وتكون زائدة وتدخل على الماضي نحو فقلنا إذ هبا وعلى المستقبل فيقول رب وعلى الحرف فلم يك ينفعهم ايمانهم وقال الجوهرى وكذلك القول إذا اجبت بها بعد الامر والنهى والاستفهام والنفى والتمنى والعرض الا انك تنصب ما بعد الفاء في هذه الاشياء الستة باضماران تقول زرنى فاحسن اليك لم تجعل الزيارة علة للاحسان وقال ابن برى فان رفعت احسن فقلت فاحسن اليك لم تجعل الزيارة علة للاحسان ثم قال الجوهرى ولكنك قلت ذاك من شانى ابدا ان افعل وان احسن اليك على كل حال قلت هذا الذى ذكره مثال الامر واما مثال النفى فكقوله تعالى ما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم وهذا هو الذى مر في اول التركيب وجعل المصنف فيها الفاء ناصبة وانما النصب باضمار ان ومثال النهى قوله تعالى لا تمسوها بسوء فيأخذكم ومثال الاستفهام قوله تعالى هل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ومثال التمنى يا ليتنى كنت معهم فافوز فوزا عظيما ومثال العرض قوله تعالى لو لا اخرتني الى اجل قريب فاصدق وفات الجوهرى ما إذا اجيب بها بعد الدعاء كقولهم اللهم وفقني فاشكرك فهى مواضع سبعة ذكر المنف منها واحدا وقوله تعالى وربك فكبر على تقدير ومهما يكن من شئ فكبر ربك والا ما جامعت الواو وكررت في قوله * وإذا هلكت فعند ذلك فاجزعى * لبعد العهد ( كذا اسم مبهم ) تقول فعلت كذا كذا في الصحاح ومر للمصنف في المعتل وفسره بانه كناية وهنا قال اسم مبهم ولا منافاة ويرسم بالالف قال الجوهرى ( وقد يجرى مجرى كم فينتصب ما بعده على التمييز ) تقول عندي كذا درهما لانه كالكناية قال شيخنا قد يفهم منه انه يدل على الاستفهام ولا قائل به وكانه قصد يجرى مجراه في الدلالة على الكناية الدالة على العدد وقد تكلم ابن مالك على استعمالها مفرده ومركبة ومتعاطفة وبسط فيه فليراجع قال ومن غرائب كذا انها تلحقها الكاف فيقال كذاك وتكون اسم فعل بمعنى دع واترك فتنصب مفعولا قال جرير يقلن وقد تلاحقت المطايا * كذاك القول ان عليك عينا أي دع القول وهى مركبة من كاف التشبيه واسم الاشارة وكاف الخطاب وزال معناها التركيبي وضمنت معنى دع كذا في طراز المجالس للخفاجي ورجل كذاك أي خسيس اودنئ وقيل حقيقة كذالك مثل ذاك أي الزم ما انت عليه ولا تتجاوزه وعليه خرج الحديث كذاك مناشدتك ربك بنصب الدال كما نقله ابن دحية في التنوير عن شيخه ابن قرقول وروى برفعها ويروى كفاك وهى (1/8693)
رواية البخاري والمعنى حسبك وقد اغفله المصنف وهو واجب الذكر واورده صاحب اللسان في الكاف واشرنا الى بعض ذلك هناك فراجعه ( كلا تكون صلة لما بعدها و ) تكون ( رد عاوزجرا ) معناها انته لا تفعل كقوله تعالى ايطمع كل امرئ منهم ان يدخل جنة نعيم كلا أي لا يطمع في ذلك ( و ) قد تكون ( تحقيقا ) كقوله تعالى كلا لئن لم ينته لنسفعا أي حقا كما في الصحاح ( و ) يقال ( كلاك والله وبلاك والله أي كلا والله وبلى والله ) قال أبو زيد سمعت العرب تقول ذلك قال الازهرى والكاف لا موضع لها من الاعراب ( ولابن فارس ) احمد بن الحسين بن زكريا صاحب المجمل وغيره ( في احكام كلا مصنف مستقل ) وحاصل ما فيه وغيره من الكتب ما اورده المصنف في البصائر قال هي عند سيبويه والخليل المبرد والزجاج واكثر نحاة البصرة حرف معناه الردع والزجر لا معنى له سواه حتى انهم يجيزون الوقف عليها ابدا والابتداء بما بعدها حتى قال بعضهم إذا سمعت كلا في سورة فاحكم بانها مكية لان فيها معنى التهديد والوعيد واكثر ما نزل ذلك بمكة لان اكثرا لعتو كان بها وفيه نظر لان لزوم المكية انما يكون عن اختصاص العتو بها لا عن غلبة
ثم انه لا يظهر معنى الزجر في كلا المسبوقة بنحو في أي صورة ما شاء ركبك يقوم الناس لرب العالمين ثم ان علينا بيانه وقول من قال فيه ردع عن ترك الايمان بالتصوير في أي صورة شاء الله وبالبعث وعن العجلة بالقرآن فيه تعسف ظاهر والوارد منها في التنزيل ثلاثة وثلاثون موضعا كلها في النصف الاخير وروى الكسائي وجماعة ان معنى الردع ليس مستمرا فيها فزادوا معنى ثانيا يصح عليه ان يوقف دونها ويبتدا بها ثم اختلفوا في تعيين ذلك المعنى على ثلاثة اقوال فقيل بمعنى لا يتاتى في آينى المؤمنين والشعراء وقول من قال بمعنى حقا لا يتاتى في نحو كلا ان كتاب اللبحار كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون لان ان تكسر بعد الا الاستفتاحية ولا تكسر بعد حقا ولا بعد ما كان بمعناها ولان تغير حرف بحرف اولى من تغير حرف باسم وإذا صلح الموضع للردع وتغيره جاز لوقف عليها والابتداء بها على اختلاف التقديرين والارجح حملها على الردع لانه الغالب عليها وذلك نحو اطلع الغيب ام اتخد عند الرحمن عهدا كلا سنكتب ما يقول واتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا كلا سيكفرون بعبادتهم وقد يتعين للردع أو الاستفتاح نحو رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة لانها لو كانت بمعنى حقا لما كسرت همزة ان ولو كانت بمعنى نعم لكانت للوعد بالرجوع لانها بعد الطلب كما يقال اكرم فلانا فيقول نعم ونحو قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا ان معى ربى سيهدين وذلك لكسران ولان نعم بعد الخبر للتصديق وقد يمتنع كونها للزجر وللردع نحو وما هي الا ذكرى للبشر كلا والقمر إذ ليس قبلها ما يصح رده وقوله تعالى كلا سيكفرون بعبادتهم قرئ بالتنوين على انه مصدر كل إذا اعيا وجوز الزمخشري كونه حرف الردع نون كما في سلاسلا ورد بان سلاسلا اسم اصله التنوين فرد الى اصله ويصحح تأويل الزمخشري قراءة من قرا والليل إذا يسر بالتنوين إذا لفعل ليس اصله التنوين وقال ثعلب كلا مركبة من كاف التشبيه ولا النافية وانما شددت لامها لتقوية المعنى ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين وعند غيره بسيطة كما ذكرنا هذا آخرم اورده المصنف في البصائر وقال ابن برى قد تأتى كلا معنى لا كقول الجعدى فقلت لهم خلوا النساء لاهلها * فقالوا لنا كلا فقلنا لهم بلى ( لا تكون نافية ) أي حرف ينفى به ويجحد به واصل الفهاياء عند قطرب حكاية عن بعضهم انه قال لا افعل ذلك فامال لا وقال الليث يقال هذه لا مكتوية فتمدها لتتم الكلمة اسما ولو صغرت لقلت هذه لوية مكتوبة إذا كانت صغيرة الكتبة غير جليلة وحكى ثعلب لويت لاء حسنة عملتها ومدلا لانه قد صيرها اسما والاسم لا يكون على حرفين وضعا واختار الالف من بين حروف المد واللين لمكان الفتحة قال وإذا نسبت إليها قلت لووى وقصيدة لووية قافيتها لا ( وهى على خمسة اوجه ) الاول ( عاملة عمل ان ) وانما يظهر نصب اسمها إذا كان خافضا نحو لا صاحب جود ممقوت ومنه قول المتنبي فلا ثوب مجد غير ثوب ابن احمد * على احد الا بلؤم مرقع أو رافعا نحو لا حسنا فعله مذموم أو ناصبا نحو لا طالعا جبلا حاضر ومنه لاخير من زيد عندنا وقول المتنبي قفا قليلا بها على فلا * اقل من نظرة ازود ها ( و ) الثاني عاملة ( عمل ليس ) وهو نفى غير العام نحو لا رجل في الدار ولا امراة والفرق بين نفى العام ونفى غير العام ان نفى العام نفى للجنس تقول لا رجل في الدار أي ليس فيها من جنسه احد ونفى غير العام نفى للجزء فان قولك لارجل في الدار ولا امراة يجوز ان يكون في الدار رجلان أو رجال وامراتان أو نساء ( ولا تعمل الا في النكرات كقوله ) أي الشاعر وهو سعد بن ناشب وقيل سعد بن مالك يعرض بالحرث بن عباد اليشكرى وكان قد اعتزل حرب تغلب وبكر ابني وائل ( من صد عن نيرانها * فانا ابن قيس لابراح ) والقصيدة مرفوعة وفيها يقول بئس الخلائف بعدنا * اولاد يشكر واللقاح واراد باللقاح بنى حنيفة وتقدم المصنف في الحاء وقولهم لابراح منصوب كقولهم لاريب ويجوز رفعه فتكون لا منزلة ليس * قلت وهذه عندهم تسمى لا التبرئة ولها وجوه في نصب المفرد والمكرر وتنوين ما ينون ومالا ينون كما سيأتي والاختيار عند جميع النحويين (1/8694)
ان ينصب بها مالا يعاد فيه كقوله عز وجل الم ذلك الكتاب لا ريب فيه اجمع القراء على نصبه وفى المصباح وجاءت بمعنى ليس نحو لا فيها غول أي ليس فيها ومنه قولهم لاهاء الله ذا أي ليس والله ذا والمعنى لا يكون هذا الامر ( و ) الثالث ان ( تكون عاطفة بشرط ان يتقدمها اثبات كجاء زيد لاعمر اوامر كاضرب زيد الاعمرا ) أو نداء نحويا ابن اخى لاابن عمى ( و ) بشرط ( ان يتغاير متعاطفاها فلا يجوز جاءتى رجل لازيد لانه يصدق على زيد اسم الرجل ) بخلاف جاءني رجل لا امراة وبشرط ان لا تقترن بعاطف فهى شروط ثلاثة
ذكر منها الشرطين واغفل عن الثالث وقد ذكره الجوهرى وغيره كما سيأتي وفى المصباح وتكون عاطفة بعد الامر والدعاء والايجاب نحو اكرم زيدا لاعمر أو اللهم اغفر لزيد لا عمرو وقام زيد لا عمرو ولا يجوز ظهور فعل ماض بعدها لئلا يلتبس بالدعاء فلا يقال قام زيد لاقام عمرو قال عمرو قال ابن الدهان ولا تقع بعد كلام منفى لانها تنفى عن الثاني ما وجب للاول فإذا كان الاول منفيا فماذا ينفى انتهى وفى الصحاح وقد تكون حرف عطف كقولك لم يقم زيد ولا عمرو لان حروف النسق لا يدخل بعضها على بعض فتكون الواو للعطف ولا انما هي لتوكيدا لنفى انتهى وفى المصباح قال ابن السراج وتبعه ابن جنى معنى لا العاطفة التحقيق للاول والنفى عن الثاني فتقول قام زيد لا عمرو واضرب زيدا لاعمر أو لذلك لا يجوز وقوعها بعد حروف الاستثناء فلا يقال قام القوم الا زيدا ولاعمرا وشبه ذلك وذلك انها للاخراج مما دخل فيه الاول والاول هنا منفى ولان الواو للعطف ولا للعطف ولا يجتمع حرفان بمعنى واحد قال والنفى في جميع العربية متسق بلا الا في الاستثناء وهذا القسم داخل في عموم قولهم لا يجوز وقوعها بعد كلام منفى قال السهيلي ومن شرط العطف ان لا يصدق المعطوف عليه على المعطوف فلا يجوز قام رجل لازيد ولا قامت امراة لا هند وقد نصوا على جواز اضرب رجلا لا زيدا فيحتاج الى الفرق انتهى الغرض منه وللحافط تقى الدين السبكى في هذه المسألة رسالة بالخصوص سماها نيل العلا في العطف بلا وهى جواب عن سؤال لولده القاضى بهاء الدين ابى حامد احمد بن على السبكى وقد قراها الصلاح الصفدى على التقى في دمشق سنة 753 وحضر القراءة جملة من الفضلاء وفى آخرها حضره القاضى تاج الدين عبد الوهاب ولد المصنف وفيها يقول الصفدى مقرظا يا من غدا في العلم ذا همة * عظيمة بالفضل تملا الملا لم ترق في النحو الى رتبة * سامية الا بنيل العلا وساختصر لك السؤال والجواب واذكر منهما ما يتعلق به الغرض * قال يخاطب ولده سالت اكرمك الله عن قام رجل لازيد هل يصح هذا التركيب وان الشيخ ابا حيان جزم بامتناعه وشرط ان يكون ما قبل لا العاطفة غير صادق على ما بعدها وانك رايت سبقه لذلك السهيلي في نتائج الفكر وانه قال لان شرطها ان يكون الكلام الذى قبلها يتضمن بمفهوم الخطاب نفى ما بعد ها وان عندك في ذلك نظرا لامور منها ان البيانيين تكلموا على القصر وجعلوا منه قصرا لافراد وشرطوا في قصرا لموصوف افراد اعدم تنافى الوصفين كقولنا زيد كاتب لاشاعر وقلت كيف يجتمع هذا مع كلام السهيلي والشيخ ومنها ان قام رجل لازيد مثل قام رجل وزيد في صحة التركيب فان امتنع قام رجل وزيد ففى غاية البعد لانك ان اردت بالرجل الاول زيدا كان كعطف الشئ على نفسه تأكيدا ولا مانع منه إذا قصد الا طناب وان اردت بالرجل غير زيد كان من عطف الشئ على غيره ولا مانع منه ويصيره في هذا التقدير مثل قام رجل لازيد في صحة التركيب وان كان معناهما متعاكسين بل قد يقال قام رجل لازيد اولى بالجواز من قام رجل وزيد لان قام رجل وزيد ان اردت بالرجل فيه زيدا كان تأكيدا وان اردت غيره كان فيه الباس على السامع وايهام انه غيره والتاكيد والالباس منتفيان في قام رجل لازيد واى فرق بين زيد كاتب لاشاعر وقام رجل لازيد وبين رجل وزيد عموم وخصوص مطلق وبين كاتب وشاعر عموم وخصوص من وجه كالحيوان وكالابيض وإذا امتنع جاء رجل لازيد كما قالوه فهل يمتنع العطف بلا في نحو ما قام الازيد لاعمرو وهو عطف على موجب لان زيدا موجب وتعليلهم بانه يلزم نفيه مرتين ضعيف لان الاطناب قد يقتضى مثل ذلك لا سيما والنفى الاول عام والنفى الثاني خاص فاسوا درجاته ان يكون مثل ما قام الناس ولا زيد هذا جملة ما تضمنه كتابك في ذلك بارك الله فيك * والجواب اما الشرط الذى ذكره أبو حيان في العطف بلا فقد ذكره ايضا أبو الحسن الابدي في شرح الجزولية فقال لا يعطف بلا الا بشرط وهو ان يكون الكلام الذى قبلها يتضمن بمفهوم الخطاب نفى الفعل عما بعدها فيكون الاول لا يتناول الثاني نحو قوله جاءني رجل لا امراة وجاءني عالم لا جاهل ولو قلت مررت برجل لا عاقل لم يجز لانه ليس في مفهوم الكلام الاول ما ينفى الفعل عن الثاني وهى لا تدخل الا لتاكيد النفى فان اردت ذلك المعنى جئت بغير فتقول مررت برجل غير عاقل وغير زيد ومررت بزيد لاعمرو لان الاول لا يتناول الثاني وقد تضمن كلام الابدي هذا زيادة على ما قاله السهيلي وابو حيان وهى قوله انها لا تدخل الالتاكيد النفى وإذا ثبت ان لا لا تدخل الالتاكيد النفى اتضح اشتراط الشرط المذكور لان مفهوم الخطاب اقتضى في قولك قام رجل نفى المراة فدخلت لا للتصريح بما اقتضاه المفهوم وكذلك قام زيد لاعمرو اما قام رجل لازيد فلم يقتض المفهوم نفى زيد فلذلك لم يجز العطف بلا لانها لا تكون لتاكيد نفى بل لتاسيسه وهى وان كان يوتى بها لتاسيس النفى فكذلك في نفى يقصد تأكيده بها بخلاف (1/8695)
غيرها من ادوات كلم وما وهو كلام حسن وايضا تمثيل ابن السراج فانه قال في كتاب الاصول وهى تقع لاخراج الثاني مما دخل فيه الاول وذلك قوله ضربت زيد الا عمرا ومررت برجل لا امراة وجاءني زيد لاعمرو فانظر امثلته لم يذكر فيها الا ما اقتضاه الشرط المذكور وايضا تمثيل جماعة من النحاة منهم ابن الشجرى في الامالى قال انها تكون عاطفة فتشرك ما بعدها في اعراب ما قبلها وتنفى عن الثاني ما ثبت للاول كقولك خرج زيد لابكر ولقيت اخاك لا اباك ومررت بحميك لا ابيك ولم يذكر احد من النحاة في امثلته ما يكون الاول فيه يحتمل ان يندرج فيه الثاني وخطر لى في سبب ذلك امر ان احد هما ان العطف يقتضى المغايرة فهذه القاعدة تقتضي انه لابد في المعطوف ان يكون غير المعطوف عليه والمغايرة عند الاطلاق تقتضي المباينة لانها المفهوم منها عند اكثر الناس وان كان التحقيق ان بين الاعم والاخص والعام والخاص والجزء والكل مغايرة ولكن المغايرة عند الاطلاق انما تنصرف الى مالا يصدق احدهما على الاخر وإذا صح ذلك امتنع العطف في قولك جاء رجل وزيد لعدم المغايرة فان اردت غير زيد جاز وانتقلت المسألة عن صورتها وصار كانك قلت جاء رجل غير زيد لازيد وغير زيد لا يصدق على زيد ومسئلتنا انما هي فيما ذا كان رجل صادقا على زيد محتملا لان يكون اياه فان ذلك ممتنع للقاعدة التى تقررت وجرت للمغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه ولو قلت جاء زيد ورجل كان معناه ورجل آخر لما تقرر من وجوب المغايرة وكذلك لو قلت جاء زيد لا رجل وجب ان يقدر لا رجل آخر والاصل في هذا انا نريد ان نحافظ على مدلولات الالفاظ فيبقى المعطوف عليه على مدلوله من عموم أو خصوص أو اطلاق أو تقييد والمعطوف على مدلوله كذلك وحرف العطف على مدلوله وهو قد يقتضى تغيير نسبه الفعل الى الاول كاو فانها تغير نسبته من الجزم الى الشك كما قال الخليل في الفرق بينها وبين اما وقيل بالاضراب عن الاول وقد لا تقتضي تغيير نسبة الفعل الى الاول بل زيادة عليه بل زيادة حكم آخر ولا من هذا القبيل فيجب علينا المحافظة على معناها مع بقاء الاول على معناه من غير تغيير ولا تخصيص ولا تقييد وكانك قلت قام اما زيد واما غيره لا زيد وهذا لا يصح الشئ الثاني ان مبنى كلام العرب على الفائدة فحيث حصلت كان التركيب صحيحا وحيث لم تحصل امتنع في كلامهم وقولك قام رجل لازيد مع ارادة مدلول رجل في احتماله لزيد وغيره لا فائدة فيه ونقول انه متناقض لانه ان اردت الاخبار بنفى قيام زيد وبالاخبار بقيام رجل المحتمل له ولغيره كان متناقضا وان اردت الاخبار بقيام رجل غير زيد كان طريقك ان تقول غير زيد فان قلت لا بمعنى غير لم تكن عاطفة وتحن انما نتكلم على العاطفة والفرق بينهما ان التى بمعنى غير مقيدة للاولى مبينة لوصفه والعاطفة مبينة حكما جديد الغيره فهذا هو الذى خطر لى في ذلك وبه يتبين انه لا فرق بين قولك قام رجل لازيد وقولك قام زيد لارجل كلاهما ممتنع الا ان يراد بالرجل غير زيد فحينئذ يصح فيهما ان كان يصح وضع لافى هذا الموضع موضع غير وفيه نظر وتفصيل سنذكره والا فنعدل عنها الى صيغة غير إذا اريد ذلك امعنى وبين العطف ومعنى غير فرق وهو ان العطف يقتضى النفى عن الثاني بالمنطوق ولا تعرض له للاول الا بتاكيد ما دل عليه بالمفهوم ان سلم ومعنى غير يقتضى تقييد الاول ولا تعرض له للثاني الا بالمفهوم ان جعلتها صفة وان جعلتها استثناء فحكمه حكم الاستثناء في ان الدلالة هل هي بالمنطوق أو بالمفهوم وفيه بحث والتفصيل الذى وعدنا به هو انه يجوز قام رجل غير زيد وامرر برجل غير عاقل وهذا رجل لا امرأة ورايت طويلا غير قصير فان كانا علمين جاز فيه لا وغير وهذان الوجهان اللذان خطر الى زائد ان على ما قاله السهيلي والابدى من مفهوم الخطاب لانه انما ياتي على القول بمفهوم اللقب وهو ضعيف عند الاصوليين وما ذكرته ياتي عليه وعلى غيره على ان الذى قالاه ايضا وجه حسن يصير معه العطف في حكم المبين لمعنى الاول من انفراده بذلك الحكم وحده والتصريح بعدم مشاركة الثاني له فيه والا لكان في حكم كلام آخر مستقل وليس هو المسألة وهو مطرد ايضا في قولك قام رجل لا زيد وقام زيد لارجل لان كلا منهما عند الاصوليين له حكم اللقب وهذا الوجه مع الوجهين اللذين خطر الى انما هو في لفظة لا خاصة لاختصاصها بسعة النفى ونفى المستقبل على خلاف فيه ووضع الكلام في عطف المفردات لا عطف الجمل فلو جئت مكانها بما اولم أو ليس وجعلته كلاما مستقلا لم يات المسألة ولم يمتنع واما قول البيانين في قصر الموصوف افراد ازيد كاتب لا شاعر فصحيح ولا منافاة بينه وبين ما قلناه وقولهم عدم تنافى الوصفين معناه انه يمكن صدقهما على ذات واحدة كالعالم والجاهل فان الوصف باحدهما ينفى الوصف بالاخر لاستحالة اجتماعهما واما شاعر وكاتب فالوصف باحدهما
لا ينفى الوصف بالاخر لامكان اجتماعهما في شاعر كاتب فانه يجئ نفى الاخر إذا اريد قصر الموصوف على احدهما بما تفهمه القرائن وسياق الكلام فلا يقال مع هذا كيف يجتمع كلام البيانيين مع كلام السهيلي والشيخ لظهور امكان اجتماعهما واما قولك قام رجل وزيد فتركيب صحيح ومعناه قام رجل غير زيد وزيد واستفدنا التقييد من العطف لما قدمناه من ان العطف يقتضى المغايرة فهذا المتكلم اورد كلامه اولا على جهة الاحتمال لان يكون زيدا وان يكون غيره فلما قال وزيد علمنا انه اراد بالرجل غيره وله مقصود قد يكون صحيحا في ابهام الاول وتعيين الثاني وتحصل للسامع به فائدة لا يتوصل إليها الا بذلك التركيب أو مثله مع حقيقة العطف بخلاف قولك قام رجل لازيد لم تحصل به قط فائدة ولا مقصود زائد على المغايرة الحاصلة بدون العطف في قولك قام رجل غير زيد وإذا امكنت الفائدة المقصود بدون العطف يظهران يمتنع العطف لان مبنى كلام العرب على الايجاز والاختصار وانما نعدل الى الاطناب بمقصود لا يحصل بدونه فإذا لم يحصل مقصود به فيظهرا متناعه ولا يعدل الى الجملتين ما قدر على جملة واحدة ولا الى (1/8696)
العطف عليه بدونه فلذلك قلنا بالامتناع وبهذا يظهر الجواب عن قولك ان اردت غيره كان عطفا وقولك يصير على هذا التقدير مثل قام رجل لا يزيد في صحة التركيب ممنوع لم اشرنا ليه من الفائدة في الاول دون الثاني والتأكيد يفهم بالقرينة والا لباس ينتفى بالقرينة والفائدة حاصلة مع القرائن في قام رجل وزيد وليست حاصلة في قام رجل ولا زيد مع العطف كما بيناه واما قولك هل يمتنع ذلك في العام والخاص مثل قام الناس لا زيد فالذي اقوله من هذا انه ان اريد الناس غير زيد جاز وتكون لا عاطفة بما قررناه من قبل وان اريد العموم واخرج زيد بقولك لا زيد على جهة الاستشماء فقد كان يخطر لي انه يجوز لكن لم ار سيبويه ولا غيره من النحاة عدلا من حروف الاستثناء فاستقر رأئي على الامتناع الا إذا اريد بالناس غير زيد ولا يمنع اطلاق ذلك حملا على المعنى المذكور بدلالة قرينة العطف ويحتمل ان يقال يمتنع كما امتنع الاطلاق في قام رجل الا زيد فان احتمال ارادة الخصوص جائز في الموضعين فان كان مسوغا جاز فيها والا امتنع فيهما ولا فرق بينهما الا ارادة معنى الاستثناء من لا ولم يذكره النحاة فان صح ان يراد بها ذلك افتراقات الاستثناء من العام جائز من المطلق وفي ذهني من كلام بعض النحاة في قام الناس ليس زيدا انه جعلها بمعنى لا فان جعلت للاستثناء صح ذلك وظهر الفرق والا فهما سواء في الامتناع عند العطف وارادة العموم بلاشك وكذا عند الاطلاق حملا على الظاهر حتى تاتي قرينة تدل على الخصوص واما الناس وزيد فجوزاه ظاهرة مما قدمناه من ان العطف يفيد المغايرة فافاد ارادة الخصوص بالاولى وارادة تأكيد نسبه الى زيد والاخبار عنه مرتين بالعموم والخصوص وهذا المعنى لا ياتي في العطف بلا واما قولك ولاي شي يمتنع بلا نحو ما قام الا زيد لا عمر وهو عطف على موجب فلما تقدم ان لا عطف بها ما اقتضى مفهوم الخطاب فيه ليدل عليه صريحا وتاكيد المفهوم والمنطوقف في الاول الثبوت والمستثنى عكس ذلك لا الثبوت فيه بالمفهوم لا بالمنطوق ولا يمكن عطفها على المنفى لما قيل انه يلزم نفيه مرتين وقولك الن النفى الاول عام والنفي الثاني خاص صحيح لكنه ليس مثل جاء زيد ولا عمر ولما ذكرنا ان النفي غير مفهوم وفي منطوق عمر ومنطوق وفي الناس المستثنى منه منطوق فخالف ذلك الباب وقولك فاسوأ درجاته ان يكون مثل ما قام الناس ولا زيد ممنوع وليس مثله لا العطف في ولا زيد بل الواو وللعطف بلا حكم يخصه لواو وليس في قولنا ما قام الناس ولا زيد اكثر من خاص بعد عام هذا ما قدره الله لي من كتابي جوابا للولد بارك الله فيه والله اعلم * قلت هذا خلاصة السؤال والجواب نقلتهما من نسخة فليكن الناظر فيما ذكرت على هبة التأمل في سياق الالفاظ ان يجد فيه نقصا ومخالفة ثم قال المصنف ( وتكون جوابا مناقضا لنعم وبلى ونص وقد تكون ضد البلى ونعم وتحذف الجمل بعدها كثيرا وتعرض بين المخفوض نحو جئت بلا زاد وغضبت من لاشي ) وحينئذ تكون بمعنى غير لان المعنى جئت بغير شى يغضب منه كما في المصباح وعليه حمل بعضهم قوله تعالى والضالين على بحث فيه وقال المبرد انما جاز ان تقع لا في قوله ولا الضالين لا معنى غير متضمن معنى النفي فجاءت لا تسدد من هذا النفي الذي تضمنه غير لانها تقارب الداخلة الا ترى انك تقول جاءني زيد وعمرو فقيل السامع ما جاءك زيد وعمرو فجاز ان يكون جاءه احدهما فذا قال ما جاءني زيد ولا عمرو فقد بين انه لم ياته واحد منهما انتهى وإذا جعل بمعنى سوى في الاية كانت لا صلة في الكلام كما ذهب إليه أبو عبيد فتأمل ( و ) الرابع ان ( تكون موضعه لطلب الترك ) قال شيخنا هذا من عدم الاصطلاح فان مراده الناهية انتهى * قلت يبعد هذا الظن على المصنف
وكأنه اراد التفنن في التعبير وفي الصحاح وقد تكون للنهي كقولك لا تقم ولا يقم زيد ينهي به كل منهي من غائب وحاضر ( وتختص بالدخول على المضارع وتقتضي جزمه واستقباله ) نحو قوله تعالى ( لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء ) قال صاحب المصباح لا تكون للنهى على المقابلة الامر لانه يقال اضرب زيد افتقول لا تضربه ويقال اضرب زيدا وعمرا فتقول لا تضرب زيدا ولا عمرا بتكريرها لانه جواب عن اثنين فكان مطابقا لما بنى عليه من حكم الكلام السابق فان قولك اضرب زيدا وعمرا جملتان في الاصل قال ابن السراج لو قلت لا تضرب زيدا وعمرا لم يكن هذا نهيا عن الاثنين على الحقيقة لانه لو ضرب احدهما لم يكن مخالفا لا الني لا يشملهما فإذا اردت الانتهاء عنهما جميعا فنهي ذلك لا تضرب زيدا ولا عمرا فمجيئهما هنا لا نتظام النهي بأسره وخروجها اخلال به انتهى قال صاحب المصباح ووجه ذلك ان الاصل لا تضرب زيدا ولا تضرب عمرا لكنهم حذفوا الثاني اتساعا لدلالة المعنى عليه لان لا الناهية لا تدخل الا على فعل فالجملة الثانية مستقلة بنفسها مقصودة بالنهي كالجملة الاولى ويقد يظهر الفعل وتحذف لالفهم المعنى ايضا نحو لا تضرب زيدا وتشتم عمرا ومنه لا تأكل السمك وتشرب اللبن اي لا تفعل واحدا منهما وهذا بخلاف لا تضرب زيدا وعمرا حيث كان الظاهر ان النهي لا يشملهما الجواز ارادة الجمع بينهما وبا لجملة فالفرق غامض وهو ان العامل في لا تأكل السمك وتشرب اللبن متعين وهو لا وقد يجو حذف العامل لقرينة والعامل في لا تضرب زيدا وعمرا غير متعين إذا يجوز ان نكون الواو بمعنى مع فوجب اثبات لا رفعا للبس وقا المتأخرين يجوز الشعر لا تضرب زيدا وعمرا على ارادة ولا عمرا قال وتكون لنفي الفعل ( قوله فإذا دخلت الخ سقط قبل هذا من عبارة المصباح جملة ونصها فإذا دخلت على اسم نفت متعلقه لا ذاته لان الذوات لا تنفى فقولك لا رجل في الدار أي لا وجود رجل في الدار وإذا دخلت الخ
فإذا دخلت على المستقبل عمت جميع الازمنة الا إذا خص بقيد ونحوه نحو والله لا اقوم وإذا دخلت على الماضي نحو والله قمت قلبت معناه الى الاستقبال وصار معناه والله لا اقوم فان اريد الماضي قيل والله ما قمت وهذا كما تقلب لم معنى المستقبل الى الماضي نحو لم اقم والمعنى ما قمت ( و ) الخامس ان ( تكون زائدة ) للتأكيد كقوله تعالى ( ما منعك إذ رايتهم ضلوا الا تتبعن ) اي ان تتبعني (1/8697)
وقال الفراء العرب تقول لا صلة كل كلام دخل في اوله جحدا اوفي آخره غير مصرح فالجحد السابق لم يصرح به كقوله تعالى ( ما منعك ان لا تسجد ) اي ان تسجد وقال السهيلي اي من السجود اذلو كانت غير زائدة لكان التقدير ما منعك من عدم السجود فيقتضي انه سجدو الامر بخلافه وقوله تعالى وما يشعركم انها إذا جاءت لا يومنون ومثال ما دخل الجحد اخره قوله تعالى ( لئلا يعلم اهل الكتاب ) الا يقدرون على شئ من فضل الله قال واما قوله عز وجل وحرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعون فلان في الحرام معنى جحد ومعنى قال وفي قوله تعالى وما بشعركم مثله فالذلك جعلت بعده صلة معناها السقوط من كلام وقال الجوهري وقد تكون لا لغوا وانشد للعجاج : في بئر لا حور سرى وما شعر * بافكه حتى رأى الصبح جشر وقال أبو عبيدة ان في قوله غير المغضوب عليهم بمعنى وان لافي ولا الضالين صلة واحتج بقول العجاج هذا قال الفراء وهذا جائز لا المعنى وقع فيما لا يتبين عمله فهو جحد محض لانه اراد بئر ماء لا يحير عليه شيأ كأنك قلت الى غير رشد بوجه وما يدري قال وغير في الاية بمعنى لا ولذلك ردت عليها كما تقول فلان غير محسن ولا مجمل فإذا كانت غير بمعنى سوى لم يجز ان يكر عليه الا ترى انه لا يجوز ان يقول عندي سوى عبد الله ولا زيد وروى ثعلب انه سمع ابن الاعرابي يقول في قول العجاج اراد حؤو رأى رجوع المعنى وقع هلكه لا رجوع فيها وما شعر بذلك وقوله تعالى ولا تستوي الحسنة ولا السيئة قال المبرد لا صلة اي والسيئة وقل الشاعر انشده الفراء : ما كان يرضى رسول الله دينهم * والا طيبان أبو بكر ولا عمر قال اراد عمرو لا صلة وقد اتصلت بجحد قبلها وانشد أبو عبيدة للشماخ : اعايش ما لأهلك لا اراهم * يضعون الهجان مع المضيع قال لا صلة والمعنى اراهم يضعون السوام وقد غلطو وفي ذلك لانه ظن انه انكر فساد المال وليس الامر كما ظن لان امر اته قالت له لم تشدد على نفسك في العيش وتكرم الابل فقال اهلك يتعهدون اموالهم ولا يضيعونها وانت تأمريني باضاعة المال وقال أبو عبيدة انشد الاصمعي السااعدة الهذلي : أفعنك لا برق كأن وميضة * غاب تسمنه ضرام مثقب قال يريد اعنك برق ولا صلة وقال الازهري وهذا يخالف ما قاله الفراء لالا تكون صلة الا مع حرف نفي تقدمه * ومما يستدرك عليه قد تاتي لا جوابا للاستفهام يقال هل قام زيد فيقال لا وتكون عاطفة بعد الامر والدعاء اكرم زيد الاعمر واللهم اغفر
لزيد ولا عمر ولا يجوز ظهور فعل ماض بعدها لئلا يلتبس بالدعاء فلا يقال قام زيد لا قام عمرو وتكون عكضا من البيان والقصة ومن احدى النونين في ان خفف نحو قوله تعالى افلا يرون ان الا يرجع إليهم قولا وتكون للدعاء نحو لا سلم ومنه ولا تحمل علينا أو تجزم الفعل في الدعاء جزمه في النهي ومهيئة نحو لو لا زيد لكان كذا الان لو كانت تلي الفعل فلما دخلت لا معها غيرت معناها ووليت الاسم وتجئ بمعنى غير كقوله تعالى مالكم لا تناصرون فانه في موضع نصب على الحال المعنى مالكم غير متناصرين قال الزجاج وقد تزاد فيها فيقال لا وقد مر للمصنف في التاء قال أبو زيد التاء فيها صلة والعرب تصل هذه التاء في كلامها وتنزعها والاصل فيها لا والمعنى ليس ويقولون ما استطيع وما استطيع يقولون ثمت في موضع ثم وربت في وضع رب وياو يلتنا وياويلنا وذكر أبو الهيثم عن نصير الرازي انه قال قولهم لات هنا اي ليس حين ذلك وانما هولا هنا فأنث لا فقيل لاء ثم اضيف فتحوات الهاء تاء كما انثوارب ربت وثم قال وهذا قول الكسائي وينصب بها لا نها في معنى ليس وانشد الفراء : تذكر حب ليلي لات حينا * قال ومن العرب من يخفض بلات وانشد : طلبوا صلحنا ولات اوان * فأجبنا ان ليس حين بقاء ونقل الاجماع من البصريين والكوفيين ان هذا التاء هاء وصلت بلا لغير حادث تاتي لا بمعنى ليس ومنه حديث العزل عن النساء فقال لا عليكم ان لا تفعلول اي ليس عليكم وقال ابن الاعرابي لا وي فلان فلانا إذا خالفه وقال الفراء لا ويت قلت لا قال ابن الاعرابي يقال لوليت بهذا المعنى * قلت ومنه قول العامة ان الله لا يحب العبد الللاوي اي الذي يكثر قول لافي كلامه قال الليث وقد يردف الا بلا فيقال الا لا وانشد : فقام يذود الناس عنها بسيفه * وقا الا لا من سبيل الى هند ويقال للرجل هل كان كذا وكذا فيقال الا لا جعل الا تنبيها ولا نفيا واما قول الكميت كلا وكذا تغميضه ثم هجتم * لدى حين ان كانوا الى النوم افقرا فيقول كان نومهم في القلة كقول القائل لا وذا والعرب إذا اراد تقليل مدة فعل أو ظهور شئ خفي كان فعله كلا وربما كرروا فقالوا كلا ولا من الاول قول ذي الرمة اصاب خصائصه فبدا كليلا * كلا وانفل سائره انفلالا ومن الثاني قول الاخر * يكون نزول القوم فيها كلا ولا * ومن سجعات الحريري فلم يكن لا كلا ولا اشارة الى تقليل المدة (1/8698)
ومنها الحميصه بورك فيك من طلا كما بورك في لا ولا اشارة الى قوله تعالى لا شرقية ولا غربية يقولون اما نعم مريحة امالا مريحة ويقولون لا احدى الراحتين وفي قول الا بو صيري يمدح النبي صلى الله عليه وسلم نبينا الآمر الناهي فلا احد * ابر في قول لا منه ولا نعم وقال آخر * لولا التشهد كانت لأه نعم * فمدها * مهمة * اختلف في لا في مواضع من التنزيل هل هي نافية أو زائدة الاول قوله تعالى لا اقسم بيوم القيامة قال الليث تاتي لا زائدة مع اليمين كقولك لا اقسم بالله وقال الزجاج لا اختلاف بين الناس ان معنى قوله تعالى لا اقسم بيوم القيامة واشكاله في القران معناه اقسم واختلفوا في تفسيره لا فقال بعض لا لغووان كانت في اول السورة لان القرآن كله كالسوره الواحدة لانه متصل بعضه ببعض وقال الفراء لا رد لكلام تقدم كانه قيل ليس الامر كماذ كربتم فجعلها نافية وكان ينكر على من يقول صلة وكان يقول لا يبتدأ بجحد ثم يجعل صلة يراد به الطرح لا هذا لو جاز لم يعرف خبر جحد من خبر فيه ولكن القران نزل بالرد على الذين انكروا البعث والجنة والنار فجاء الاقسام عليهم في كثير من الكلام المبتدا منه غير كقولك في الكلام لا والله لا افعل ذلك جعلوا لا وان رأيتها مبتدا رد الكلام قد مضى فلو الغيت لا مما ينوي له الجواب لم يكن بين اليمين التي تكون جوابا واليمين تستانف فرق انتهى وقال التقي السبكي في رسالته المذكورة عند قول الابدي ان لالا تدخل الا لتاكيد النفي معتذرا عنه في هذه المقالة بما نصه ولعل مراده انها لا تدخل في اثناء الكلام لا للنفي المؤكد بخلاف ما إذا جاءت في اول الكلام قد يراد بها اصل كقوله لا اقسم وما اشبه فهذا اميل منه ما ذهب إليه الفراء ومنهم من قال انها لمجرد التوكيد وتقوية الكلام فتأمل * الثاني قوله تعالى قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم ان لا تشركوا به شيا فقيل لا نافية وقيل ناهية وقيل زائدة والجمع محتمل وما خبر به المعنى الذي منصوبة بأقل وحرم ربكم صلة عليكم ومتعلق بمحرم * الثالث قوله تعالى وما يشركم انها إذا جاءت لا يؤمنون فيمن فتح الهمزة فقال الخليل والفارسي لا زائدة والا لكان عذرا لهم اي للكفار ورده الزجاج وقال انها في قراءة الكسر فيجب ذلك الفتح وقيل نافية وحذف المعطوف اي اوانهم يؤمنون وقال الخليل مرة ان بمعنى لعل وهي لغة فية * الرابع قوله تعالى حرام على قرية اهلكناها انهم لا يرجعونه قيل زائدة والمعنى ممتنع على
اهل قرية قدرنا اهلاكهم لكفرهم انهم يرحعون عن الكفر الى القيامة وهذا قريب من تقرير الفراء الذي تقدم وقيل نافية والمعنى ممتنع عليهم انهم لا يرجعون الى الآخرة * الخامس قوله تعالى ولا يامركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا قرئ في السبع برفع يامركم ونصبه فمن رفعه قطعة عما قبله وفاعله ضميره تعالى أو ضمير الرسول ولا على هذه نافية لا من غير ومن نصبه فهو معطوف على يوتية الله الكتاب وعلى هذا لا زائدة موكدة لمعنى النفي * السادس قوله تعالى فلا افتحم القبة قيل لا بمعنى لم ومثله فلا صدق ولا صلى الا ان لا بهذا المعنى إذا كررت اسوغ وافصح منها إذا لم تكرر وقد قال الشاعر * واى عبد لك لا الما * وقال بعضهم لا في الاية بمعنى ما وقيل فلا بمعنى فهلا ورجح الزجاج الاول * مهمة وفيها فوائد * الاولى قول الشاعر : ابي جودة لا البخل واستعجلت نعم * به من فتى لا يمنع الجوع قاتله ذكر يونس ان ابا عمر بن العلاء كان يجر البخل ويجعل لا مضافة الية لان قد تكون للجود وللبخل لا ترى انه لو قيل له امنع الحق فقال لا كان جودا منه فاما ان جعلتها الغوا نصبت البخل با لفعل وان شئت نصبته على البدل قل أبو عمر واراد ابي جودة لا التي تبخل الانسان كانه إذا قيل لا تسرف ولا تبذر ابي جودة قول لا هذا واستعجلت به نعم افعل ولا اترك الجودة قال الزجاج وفية قولان اخران على رواية من روى ابي جودة لا البخل بنصب اللام احدهما معناه ابي جودة البخل وتجعل لا صله والثاني ان مكون لا غير ويكون البخل منصوبا بدلا من المعنى ابي جودة لا التي هي للبخل فكانك قلت ابي جودة وعجلت به نعم قال ابن بري من خفض البخل الاضافة ومن نصب جعله نعتا للا ولا في مفعول لابي وانما اضاف لا الى البخل لان لا قد تكون للجود قال قوله وان شئت نصبته على البدل قال يعني البخل تنصبه على البدل من لالان لاهي البخل في المعنى فلا تكون لغوا على هذا القول * الثانية قال الليث العرب تطرح لا وهي منوية كقولك والله اضربك تريد والله اضربك وانشد : واليت آسي على هالك * واسال نائحة مالها اراد لا آسي ولا اسال قال الزهري وافاد ابن المنذري عن اليزيدي عن ابي قوله يبين الله لكم ان تضلوا قال مخافة ان تضلوا وحذار ان تضلوا ولو كان ان لا تضلوا لكان صوابا قال الازهري بمعنى واحد وقال مما جاء في القران من هذا تزولا يريد لان لا تزولا وكذلك قوله تعالى ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون اي ان لا تحبط قوله تعالى ان تقولوا انما انزل الكتاب على طائفتين من قبلناه ان لا تقولوا * الثالثة ان لا إذا كانت الجنس جاز حذف الاسم لقرينة نحو لا عليك اي لا باس عليك وقد يحذف الخبر إذا كان معلوما نحو لا باس * الرابعة انشد الباهلي للشماخ إذا ما اد لجت يداها * لها الا دلاج ليلة هجوع اي عملت يداها عمل الليلة التي تهجع فيها يعني الناقة ونفي بلا الهجوع ولم يعمل وترك هجوع مجرورا على ما كان عليه من الاضافة (1/8699)
ومثله قول رؤبة * لقد عرفت حين لا اعتراف * نفى بلا كه مجرورا ومثله * امسى ببلدة لا عم ولا خال * الخامسة قد تحذف الفت لا تخفيفا كقراءة من قرأ واتقوا فتنة لتصيبن الذين ظلموا خرج على حذف الف لا والقراءة العمة لا تصيبن وهذا كما قالوا ام والله اما والله * السادسة المنفي بلا قد يكون جود الاسم نحو لا اله الا الله والمعنى لا اله موجود أو معلوم لا الله وقد يكون النفي بلا نفي الصحة وعليه حمل الفقهاء لا نكاح الا بولي وقد يكون لنفي الفائدة والانتفاع والشبة ونحوه نحو لا ولدلي ولا مال أي لا ولد يشبهني في خلق أو كرم ولامال انتفع به وقد يكون لنفي الكمال ومنه لا وضوء لمن لم يسم الله وما يحتمل المعنيين فالوجه تقدير نفي الصحة لا نفيها اقرب الى الحقيقة وهي لنفي الوجود ولان في العمل وبه وفا بالعمل بالمعنى الاخر دون عكس * السابعة قال ابن بزرج لا صلاة ركوع فيها جاء بالتبرئة مرتين وإذا اعدت لا كقوله لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة فانت بالخياران ان شئت نصبت بلا تنوين واتن شئت رفعت ونونت وفيها الغات كثيرة سوى ما ذكرنا * الثامنة يقولون الق زيدا والا فلا معناه والا تلق زيد فدع قال الشاعر : فطلقها فلست لها لكفو * والا يعل مفرقك الحسام فاضمر فيه والا تطلقها يعل وغير البيان احسن وساتي قولهم اما لا فافعل قريبا في بحث ما * ومما يستدرك عليه لي بالكسر قال الليث هما حرفان متباينان وقرنا واللام لا الملك والياء ياء الاضافة * قلت وكذلك القول في لنا ولها وله فان اللام في كل واحدة منها الملك والنون والالف والهاء ضمائر للمتكلم مع الغير والمؤنث الغائب والمذكر وان كان مشهور فانه واجب الذكر في هذا الموضع ( لو حرف يقتضي في الماضي امتناع ما يليه واستلزمه لتاليه ) ثم ينتفي الثاني ناسب ولم يخلف المقدم غيره نحو
لو كان فيهما الهة الا الله لفسدتا لا ان الله خلفه نحو لو كان انسانا لكان حيوانا ويثبت لم يناف وناسب بالاولى كلو لم يحف الله لم يعصه المساواة كلو لم تكن ربيبته ماحلت للرضاع أو لا درن كقولك لو انتفت اخوة النسب لما حلت للرضاع وهذا القول هو الصحيح من الاقوال وقال ( سيبوية لو حرف لما كان لوقوع غيره ) وقال هو حرف شرط للماضي ويقل في المستقبل وقيل لمجرد الربط وقال المبرد لو توجب الشي من اجل وقوع غيره وفي اللباب لو للشرط في الماضي على ان الثاني منتف فيلزم انتفاء الاول هذا اصلها وقد تستعمل فيما كان الثاني مثبتا ولطبها الفعل امتنع في خر ان الواقعة بعدها ان يكون اسما مشتقا لا مكان الفعل بخلاف مااذا كان جامد نحو ولو ان ما في الارض من شجرة افلام انتهى ( وقول المتأخرين ) من النحويين انه ( حرف امتناع لا متناع ) اي امتناع الشي لا متناع غيره كما هو نص المحكم الثاني لا جل امتناع الاول كما هو نص الصحاح ( خلف ) اي مخالف فيه قال المصنف في البصائر وقد اكثر الخائضون في لو الا متناعية وعبارة سيبوية مقتضية ان التالي فيها كان بتقدير وقوع المقدم قريب الوقوع لاتيانه بالسين في قوله سيقع واما عبارة المعربين انها حرف فقد ردها جماعة من مشايخنا المحققين فالوادي دلالتها على الامتناع منقوضة بما لا قبل به ثم نقضو بمثل قوله تعالى ولو ان الارض من شجرة اقلام والبحر بمده من بعده سبعة ابحر كلمات الله قالوا كانت حرف امتناع لا متناع لزم نفاد الكلمات مع عدم كون كل ما في الارض من شجرة اقلام تكتب الكلمات وكون الرحر الاعظم بمنزلة الدواة وكون السبعة الابحر مملؤة مدادا وهي تمد ذلك البحر وقول عمر رضي الله عنه نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه قالوا ثبوت المعصية مع ثبوت الخوف وهو عكس المراد قال ثم اضطربت عباراتهم وكان اقربها الى التحقيق قول شيخنا ابي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي فانه قال تتبعت مواقع لو من الكتاب العزيز والكلام الفصيح فوجدت المستمر فيها انتفاء الاول كون وجوده لو فرض مستلزما لوجود الثاني فان كان الترتيب بينه وبين الاول مناسبا لوم يخلف فالثاني منتف هذه الصور كقوله تعالى لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا وكقول القائل لو جئتني لاكرمتك لكن المقصود الاعظم في المثال الاول نفي الشرط ردا على من ادعاه وفي المثال الثاني الموجب لانتفاء الثاني هو انتفاء الاول لا غير وان لم يكن بين الاول والثاني مناسبا لم يدل على انتفاء الثاني على وجوده من باب الاولى مثل نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه فان المعصية منفية عند عدم الخوف فعند الخوف اولى وان كان الترتيب مناسبا ولكن الاول عند انتفائه شي آخر يخلفه بما يقتضي وجود الثاني كقولنا لو كان انسانا لكان حيوانا فانه عند انتفاء الانسانية قد يخلفها غيرها مما يقتضي وجود الحيوانية وهذا كميزان مستقيم مطرد حيث وردت لو وفيها معنى الامتناع انتهى الغرض منه ( وترد على خمسة اوجه احدها المستعملة في نحو لو جاءني اكرمته وتفيد ) حينئذ ( ثلاثة امور احدها الشرطية ) اي تفيد عقد السببية والمسببية بين الجملتين بعدها وبهذا تجامع ان الشرطية وقال الفراء لو إذا كانت تخويفا وتشويقا وتمثيلا وشرطا لاسم ( الثاني تقييد الشرطية بالزمن الماضي وبهذا تفارق ان فانها للمستعمل مع تنصيص النحاة على قلة ورود لو للمستقبل فانهم اوردوا لها امثله منها قول الشاعر ولو تلتقي اصداؤنا بعد موتنا * ومن دون رمسينا من الارض سبسب لظل صدى صوتي وان كنا رمة * لصوت صدى ليلى يهش ويطرب وقول الاخر : لا يلفك الرجواك لا مظهرا * خلق الكرام ولو تكون عديما وفي اللباب وتستعمل لو في الا الاستقبال عند الفراء كان ( الثالث الامتناع ) اي امتناع التالي المقدم مطلقا كقوله تعالى ولو (1/8700)
شاء الله لجعلكم امة واحدة ليبلوكم وقولة تعالى ولو تواعدتم لا ختلاف الميعاد لكن ليقضي الله امرا كان مفعولا وقول امرئ القيس : ولو انما اسعي لادنى معيشة * كفاني ولم اطلب قليل من المال ولكنما اسعى لمجد مؤثل * وقد يدرك المجد المؤثل امثالي وغير فهذه صريحة في انها للامتناع لانها عقبت بحرف الاستدراك داخلا على فعل الشرط منفيا لفظا أو معنى فهي بمنزلة وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى فإذا كانت دالة على الامتناع ويصح بحرف الاستدراك على ان ذلك عام جميع مواردها والا يلزم الاشتراك وعدم صحه تعقيبها بالاستدراك ذلك ظاهر كلام سيبوية السبكي وما اورد نقضا وانه يلزم نفاد الكلمات عند انتفاء كون ما في الارض شجرة اقلام وهو الواقع فيلزم هو مستحيل فالواجب ان النفاذ يلزم انتفاؤه لو كان المقدم مما لا يتصور العقل انه مقتض للانتفاء اما إذا كان مما قد يتصوره العقل مقتضيا فان لا يلزم عند اولى واحرى وهذا
لان الحكم إذا كان لا يوجد مع وجود المقتضي فان لا يوجد عند انتفائه اولى في الاية انه لو وجد الحكم المقتضي لما وجد الحكم لكن لم يوجد فكيف يوجد وليس المعنى لكن لم يوجد فوجد لامتناع وجود الحكم بلا مقتض فالحاصل ان ثم امرين احدهما امنتاع الحكم لا متناع المقتضى وهو مقرر في بدائه العقول وثانيهما وجوده وهو الذي انت لو للتنبيه على انتفائه مبالغة في الامتناع فلو لا تمكنها في الدلاله على الامتناع مطلقا اتى بها فمن زعم انها والحالة هذه لا تدل عليه فقد عكس ما يقصده العرب بها فاانما تاتي بلونها للمبالغه في الدلالة على الانتفاء لما للومن التمكن في الامتناع انتهى ثم ان المصنف قال انها ترد على خمسة اوجه فذكر منها وجها ولم يذكر البقية وهي ورودها للتمني كقولك لو تأتيني فتحدثني قال الليث فهذا قد يكتفي به عن الجواب ومنه قوله تعالى فلو ان لنا كره اي فليت ولهذا نصب فيكون كما انتصب فافوز في جواب كنت في قوله تعالى ياليتني كنت معهم فافوز * وتاتي للعرض كقوله تنزل عندنا فتصيب ذكره بعض خيرا وللتقليل ذكره بعض النحاة استعمال الفقهاء له وشاهد قوله تعالى ولو على انفسكم والحديث اولم ولو بشاة واتقوا النار ولو بشق تمرة والتمس ولو خاتما من حديد وتصدقوا ولو بظلف محرق وتاتي للجحد نقله لم يذكره الفراء ولم يذكر له مثالا فهذه اربعة اوجه مع ذكره المصنف فصارت خمسة وفيها * الاولى قال الجوهري ان جعلت لو اسما شددته فقلت قد اكثرت من اللولان حروف المعاني والاسماء الناقصة إذا صيرت اسماء تامة بادخال الالف واللام عليها أو اعرابها بها شدد ما هو منها على حرفين لانه يزاد في اخره حرف من جنسه فيدعم ويصرف الا الالف فانك تزيد عليها مثلها افتمدها لانها تنقلب عند التحريك لاجتماع الساكنين همزة فتقول في لا كتبت لاء جيدة قال أبو زبيد ليت شعري واين منى ليت * ان ليتاوان لو اعناء انتهى ومثله قول الفراء فيما روى عنه سلمة وانشد علقت لو امكررة * ان لواذاك اعيانا وانشد غيره : وقد ما اهلكت لو كثيرا * وقبل القوم عالجها قدرا واما الخليل فيهمز هذا النحو إذا سمى به كما يهمز النؤور * الثابتة قول عمر رضي الله تعالى عنه لو لم يخف الله لم يعصه إذ جعلنا لو للامتناع فهو صريح في جود المعصية مستند الى وجود الخوف وهذا لا يقبله العقل والجواب المعنى لو انتفى خوفه انتفى عصيانه لكنه لم ينتف خوفه فلم ينتف عصيانه مستند الى امر وراء الثالثة قوله تعالى ولو علم الله فيهم خير الا سمعهم ولو اسمعهم لتولوا قد يقال ان الجملتين يتركب منها قياس وحينئذ لو علم الله فيهم خيرا لتولوا هذا يستحيل الجواب التقدير لا يسمعهم اسماعا نافعا ولو اسمعهم اسما غير نافع لتولوا * جواب ثان يقدر اسمعهم على تقدير عدم علم الخبر فيهم * جواب ثالث التقدير ولو علم الله خيرل وقتا ما لتولوا بعد ذلك السبكي * ومما يستدرك عليه لو لا قال الجواهري مركبة من معنى ان ولو ذلك ان لو لا تمنع الثاني من اجل وجود الاول تقول لو لا زيد لهلك عمر واى امتنع وقوع الهلاك من اجل وجود زيد هناك قال ابن بري ظاهر كلام الجوهري يقضي بان لو لامر مركبة من ان المفتوحة ولو لان لو للامتناع وان للجود فجعل لولا حرف امتناع لوجود النتهى وقال المبرد ولو لا تمنع الشي من اجل وقوع غيره وقال ابن كيسان المكنى بعد لو لا له وجهان ان شئت جئت بمكنى المرفوع فقلت لو لا هو ولو لا هم ولو لا هي انت وان شئت وصلت المكي بها فكان كمكنى الخفض والبصريون يقولون هو خفض الفراء يقول وان كان في لفظ الخفض فهو في موضع الرفع وهو اقيس القولين تقول لولاك ما قمت ولولاي ولولاه ولولاها ولولاهم ولا جود لو لا انت (1/8701)
واما الحديث لو لا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة فالتقدير لو لا مخافة ان اشق لامرتهم امر ايجاب والا لانعكس معناه إذا الممتنع المشقة والموجود الامر * الثاني تكون للتخصيص والعرض فتختص بالمضارع أو ما في تأويله نحو لو لا تسغفورن الله ولو لا اخرتني الى اجل قريب الفرق بينهما ان التحضيض طلب بحث والعرض برفق وتادب * الثالث تكون للتوبيخ والتنديد فتخصص بالماضي كقوله تعالى لو لا جاؤا عليه باربعة شهداء فلو لا نصرفهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا الهة ومنه لو الا سمعتموه قلتم الا ان الفعل اخر وقول جرير تعدون عقر النيب افضل مجدكم * بني ضوطري لو لا الكمى المقنعا الا ان الفعل اضمري اي لو لا عددتم أو لا ولو لا تعدون عقر الكمى المقنع من افضل مجدكم وقد فصلت من الفعل باذ وإذا معمولين له وبجملة شرط معترضة فالاول نحو لو لا إذا سمعتموه قلتم والثاني والثالث فلو لا إذا بلغت الحلقوم فلو لا ان كنتم غير مدينين ترجعونها الرابع الاستفهام نحو ولو لا اخرتني الى اجل قريب لو لا انزل إليه ملك كذا مثلوا والظاهر ان الاولى للعرض والثانية مثل لو لا جاوا عليه باربعة شهدا * الخامس ان تكون نافية بمعنى لم عن الفراء ومثله كان من القرون من قبلكم اولو بقية
ينهون قال لم يكن احدا كذلك الا قليلا فان هؤلاء كانوا ينهون فنجوا وهو استثناء على الانقطاع مما قبله كما قال عز وجل الاقوام يونس ولو كان رفعا لكان صوابا هذا نص الفراء بقولة تعالى فلو لا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس والظاهر ان المعنى على التوبيخ الي فهلا كانت قرية واحدة من القرى المهلكة ثابت عن الكفر قبل مجئ العذاب فنفعها ذلك هكذا فسره الاخفش والكسائي وعلي بن عيسى والنحاس ويؤيده قراءة ابي وعبد الله فهلا يلزم من هذا النفي لان التوبيخ يقتضي عدم الوقوع وذكر الزمخشري في قوله تعالى فلو لا إذا جاءهم باسنا تضر عواجي بلولا ليفاد انهم لم يكن لهم عذر في ترك التضرع الا عنادهم وقسوة قلوبهم واعجابهم باعمالهم التي زينها الشيطان وقول الشاعر الا زعمت اسماء ان لا احبها * فقلت بلى لو لا ينازعوني شغل قيل انها الامتناعية والفعل بعدها على اضمار ان وقيل ليست من اقسام لو لا هما كلمتان بمنزلة قولك لو لم قال ابن سيده واما قول الشاعر : للو لا حصين عيبه ان اسوءه * وان بني سعد صديق ووالد فانه اكد الحرف باللام * ومما يستدرك عليه لو ما وهي من حروف التحضيض قال ثعلب إذا وليتها الاسماء كانت جزاء وإذا وليتها الافعال كانت استفها ما كقوله تعالى لو ما تأتينا با لملائكة وقال الشاعر * لو ماهوى عرس كميت لم ابل * وقيل هي مركبة من لو ما النافية ( و ) قال اللحياني مونثة وان ذكرت جاز وقد الف انواعها الامام أبو الحسين احمد بن فارس بن زكريا رسالة مستقلة ونحن نورد لك ان شاء الله تعالى خلاصتهما في اثناء المصنف ( تاتي اسمية وحرفية فالاسمية ثلاثه اقسام الاول ) تكون ( معرفة بمعنى الذي ولا بدلها من صلة كما لا بد للذي من صلة ( وتكون ناقصة ) كقوله تعالى ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق و ) تكون ( نامة وهي نوعان وهي مقدرة بقولك للشئ وهي التي لم تقدمها اسم ) كقوله تعالى ( ان تبدوا الصدقات فنعما هي اي فنعم الشي هي ) وقيل التقدير في الاية فنعم الشي شيأ ابداؤها فحذف الابداء واقيم المكنى مقامه اعني هي فما حينئذ نكرة قاله ابن فارس ( خاصة وهي التي يتقدمها ذلك ويقدر من لفظ ذلك الاسم نحو ) قولهم ( غسلته غسلا نعما اي نعم الغسل ) القسم ( الثاني ) من الاقسام الثلاثة تكون ( نكرة مجردة عن معنى الحرف وتكون ناقصة وهي الموصوفة ) وقال الجوهري يلزمها النعت ( وتقدر بقولك شي نحو مررت بما معجب لك اي بشي معجب لك و ) وتكون ( تامة وتقع ثلاثة ابواب التعجب ) كقولك ( ما احسن زيد اي شي احسن زيدا ) وقال ابن فارس قال بعض النحويين ما التي تكون نكرة قولهم في التعجب ما احسن زيد أو نحن نخالف هذا القول لان اصل ما هذه الاستفهام فهمس نكرة ومنه تعالى فنعما هي ( و ) من ذلك ( باب نعم وبئس نحو غسلته غسلا نعما اي نعم شيأ ) قال بن فارس ومن وجوه ما التي تتصل بنعم وبئس كقوله تعالى بئسما اشتروا به انفسهم وقوله ان الله نعما يعظكم به فما في الايتين جميعا اسم وقال بعض علمائنا يحتمل ان يكون معرفة وان يكون نكرة فان قلنا انه معرفة فموضعه رفع وان قلنا انه نكرة ففي موضع نصب وقالوا تقديره ان الله نعم الذي يعظكم به موعظته وفي النكرة نعم شيا يعظكم به موعظة واما حذف ذكر الموعظة لان الكلام دال عليه وقوله مثلا ما بعوضة فقال قوم مانكرة وبعوضة نعت له قالوا فما نكرة ايضا تقديره ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا شيا بعوضة فشيا قال ومن النكرة قوله * ربما نكرة النفوس من الامر * فما هذه نكرة تقديره رب شئ تكرهه ( إذا ارادو المبالغة في الاخبار عن احد بالا كثار فعل كالكتابة به قالوا ان زيدا مما ان يكتب اي انه مخلوق من امر ذلك الامر هو الكتابة ) القسم ( الثالث ) من الاقسام الثلاثة ( ان تكون نكرة مضمنة معني الحرف وهي نوعان ) ذكر النوع الاول كما ترى ولم يذكر الوع الثاني الا بعد ماذا فلينتبه لذلك ( احدهما الاستفهامية ومعناها اي شي نحو ) قوله تعالى ( ماهي ) وقوله تعالى ( ما لونها ) قوله تعالى ( وما تلك بيمينك ) قال ابن بري ما يسئل بها عما لا يعقل وعن صفات من يعقل تقول ما عبد الله فقتول احمق أو عاقل وقال الازهري بما كقولك ما قولك في كذا والاستفهام ما من الله لعباده على وجهين هو للمؤمن (1/8702)
تقرير وللكافر تقريع وتوبيخ فالتقرير كقوله عزوجل لموسى وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي قرره الله انها عصا كراهة ان يحافها إذا حولها حية قال وتجئ ما بمعنى أي كقوله عزوجل ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها المعنى اي شي لونها وما في هذا الموضع رفع لانها ابتداء ورفعها قوله لونها وقال ابن فارس الاستفهام عما يعقل وعما لا يعقل إذا قال القائل ما عندك مستفهما فجوابه الاخبار بما شاء المجيب من قوله رجل أو فرس أو غير ذلك من سائر الانواع فاما ان يقول زيدا وعمرا فلا يجوز ذلك وناس فداومؤا
الى جازته نية ان تكون ما بمعنى من سيأتي تفصيل ذلك اخر التركيب ( ويجب حذف الفها ) اي إذا كانت استفهامية تاتي محذوفة الالف ( إذا جرت ) اي جررتها بحرف جار ( وابقاء الفتحة ) على ما قبل المحذوف لتكون ( دليلا عليها ) اي على الالف المحذوفة ( كفيم والام وعلام ) ولم وبم وعتم وربما تبعت الفتحة الالف في الشعر ) ضرورة ( نحو ) قول الشاعر : ( * يا ابا الاسود لم خلفتني * ) بسكون الميم ( وإذا ركبت ما الاستفهامية مع ذا ) للاشارة ( لم تحذف الفها ) ثم شرع في بيان ماذا وانما لم يفرد له تركيبا مستقلا لكونه مركبا من ما وذا ولذا ذكره بعض الائمة في تركيب ذا فقال ( ماذا تاتي على اوجه احدها ) ان ( تكون ما استفهاما وذا اشارة نحو ) قولهم ( ماذا الوقوف ) تقدريره اي شي هذا التواني وهذا لوقوف ( الثاني ) ان ( تكون ما استفهاما وذا موصولة كقول لبيد : الا تسألان المرء ماذا يحاول * انحب فيقضى ام ضلال وباطل الثالث يكون ماذا كله استفهاما على التركيب كقولك لماذا جئت الرابيع ان يكون ماذا كله اسم جنس بمعنى شي أو بمعنى الذي ) قال الليث يقال ماذا صنعت فتقول خير وخيرا الرفع معنى الذي صنعت خير وكذلك رفع قول الله عزوجل ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو أي الذين ينفقون هو العفو من اموالكم وقال الزجاج معنى ماذا ينفقون على ضربين احدهما يكون ذا في معنى الذي ويكون ينفقون من صلته المعنى يسئلونك أي شي ينفقون كأنه بين وجه الذي ينفقون لانهم يعلمون لانهم يعلمون ما المنفق ولكنهم ارادا علم وجهه قال وجائز ان يكون ما مع ذا بمنزلة اسم واحد ويكون الموضع نصبا ينفقون المعنى اي شي ينفقون قا لو هذا اجماع النحويين وكذلك الاول اجماع ايضا وقولهم ماذا بمنزلة اسم واحد ( كقوله دعى ماذا علمت ساتقيه * ولكن بالمغيب فنبئيني ) ويروي لكن بالمغيب نبئني ويروي خبر كانه بمعنى ذعى الذي عملت وقال ابن فارس فاما قوله تعالى ماذا انزل ربكم فقال قوم ماوذا اسم واحد وقال اخرون ذا بمعنى الذي معناه ما الذي انزل ربكم ( وتكون ما زائدة وذا اشارة نحو ) قول الشاعر هو مالك ابن رغبة الباهلي ( انور اسرع ماذا يا فروق ) * وحبل الوصل منكث حذيق اراد فخفف والمعنى انوارا ونفارايا فروق اراد سرع ذا نواروا وقد ذكر في س ر ع ( تكون ما استفهاما ما وذا زائدة في نحو قولك ( ماذا صنعت ) اي اي شي صنعت * قلت منه قول جرير * يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم * قال ابن فارس فليس ذا بمنزلة الذي ولا يصلح ما الذي بال نسوتكم وكان ذا زيادة ومستغنى عنها الا في اقامة وزن الشعر ( وتكون شرطية زمانية هذا هو النوع الثاني للنكرة المضمنة معنى الحرف نحو قوله تعالى ( ما تفعلوا خير يعلمه الله ) وقوله تعالى ( ما ننسخ من اية أو ننسأها ) وقوله تعالى ما ينفخ الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له ( ارزمانية ) كقوله تعالى ( فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم ) قال ابن فارس ماذا كانت شرطا وجزما فكقول المتلكم ما تفعل افعل قال علماؤنا موضعها من الاعراب حسب العامل فان كان الشرط فعلا لا يتعدى الى المفعول فموضع ما رفع يقول البصريون هو رفع بالابتداء ويكون رفعا عندنا بالغاية وان كان الفعل متعد يا كانت ما منصوبة به وان دخل عليه حرف خفض أو اضيف إليه اسم فهو موضع خفض ( واما وجه الحرية ) لما فرغ من بيان ما الاسمية شرع يذكر ما الحرفية ووجهها الاربعة وهي ان تكون نافية وان تكون الفعل بمنزلة المصدر ان تكون زائدة وان تكون كافة فقال ( فاحدها ان تكون نافية ) للحال نحو ما يفعل الان وللماضي القريب من الحال نحو ما فعل ولا يتقدمها شي مما في حيزها فلا يقال طعامك يا زيد آكل خلافا للكوفيين نحو قول الشاعر : إذا هي قامت حاسرا مشتعلة * نخيب الفوادر اسهما ما تقنع مع شذوذ محتمل للتأويل ( فان ادخلت على الجملة الاسمية اعمالها الحجازيون والتهاميون والنجديون عمل ليس بشروط معروفة ) عند ائمة النحو في كتبهم وفي الصحاح فان جعلتها حرف نفي لم تعملها في لغة اهل نجد لانها دوارة وهو القياس واعملتها في لغه اهل الحجاز تشبيها بليس ( نحو ) ما زيد خارجا وقوله تعالى ( ما هذا بشرا ) وقوله تعالى ( ما هن امهاتهم ) قال ابن فارس قول العرب ما زيد منطلقا فيه لغتان ما زيد منطلقا أو ما زيد منطلق فلانه اسقط الباء اراد بمنطلق فلما ذهبت الباء انتصب وقوم يجعلون بما بمعنى ليس كانه زيد منطلقا ( وندر تركيبها مع النكرة تشبيها بلا كقوله اي الشاعر : ( وما بأس لو ردت علينا تحية * قليل من يعرف الحق عابها وقد استثنى بما ) قال ابن فارس وذكر لي ابي عن ابي عبد الله محمد بن سعدان النحوي قال تكون ما بمعنى الا في قول العرب ( كل شي (1/8703)
مهمة ما النساء وذكرهن نصب على الاستثناء ) اي الا النساء وذكرهن هذا كلامه وقد يروي مهاه ومهاهة واتقدم للمصنف
في حرف الهاء هذا المثل بخلاف هنا فانه قال ما خلا النساء وذكرهن وذكرنا هناك ان ابن بري قال الرواية بحذف خلا وقول شيخنا انه منصوب بعدا محذوفة دل عليها المقام ولا يعرف استعمال ما في الاستثناء انتهى غير صحيح لما قدمناه عن ابن فارس ويدل له رواية بعضهم الا حديث النساء وقد مر تفصيله في حرف الهاء فراجعه ( وتكون ) ما مصدرية غير زمانية نحو ) قوله تعالى ( عزيز على ما عنتم ) وقوله تعالى ( ود واما عنتم ) وقوله تعالى ( فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم وزمانيه نحو ) قوله تعالى ( ما دمت حيا ) وقوله تعالى ( فاتقوا الله ما استطعتم ) قال ابن فارس ما إذا كانت مع الفعل بمنزلة المصدر وذلك قولك اعجبني ما صنعت اي اعجبني صنعك وتقول ائتني بعدما تفعل ذاك اي بعد فعلك ذاك وقال قوم من اهل العربيه ومن اهل العربية ومن هذا الباب قولهم مررت برجل ما شئت من رجل قالوا وتاويله مررت برجل مشيئك من رجل قالوا ومنه قولك اتاني القوم ما عدا زيد فما مع عدا بمنزلة المصدر وتاويله اتاني القوم مجاوزتهم زيد الان اصلة المجاوزة ومثله في الكلام كثيرا جلس ما جلست ولا اكلمه ما اختلف الملوان وقوله تعالى ما دمت فيهم ولا بد ان يكون في قولهم اجلس ما جلست اضمار لزمان أو من اشبه كانك قلت اجلس قدر جلوسك أو زمان جلوسك قالوا ومنه قوله تعالى كلما اضاء لهم مشوافية كلما اوقدوا نارا وكلما خبت زدناهم سعيرا حقيقة ذلك ان ما مع الفعل مصدر ويكون الزمان محذوفا وتقديره كل وقت اضاءة مشوا فية واما قوله تعالى فاصدع بما تؤمر فمحتمل ان يكون بمعنى الذي ولابد من ان يكون معه عائد كانه قال بما تؤمر به ويحتمل يكون الفعل الذي بعد ما مصدرا كانه قال فاصدع بالامر ( وتكون ما زائدة وهي نوعان كافة وهي على ثلاثة انواع كافة عن عمل الرفع لا نتصل لا بثلاثة افعال وكثر وطال ) يقال قلما كثر وطالما ( وكافة عن عمل النصب والرفع وهي المتصلة بان واخواتها ) وهي ان بالفتح ولكن وكان وليت ولعل وتسمى هؤلاء الستة المشبة بالفعل نم ذلك قوله تعالى ( انما الله اله واحد ) وقوله تعالى انما انت منذر وقوله تعالى ( كانما يساقون الى الموت ) وتقول في الكلام كانما زيدا اسد وليتما زيد منطلق ومن الباب انما يخشى الله من عباده العلماء وانما نملي لهم ليزدادوا اثما قال المبرد وقد تاتي ما لمنع العامل عمله وهو كقولك كانما وجهك القمر وانما زيد صديقنا قال الازهري انما قال النحويون ان اصل انما منعت ان من العمل ومعنى انما اثبات لما يذكر بعدها ونفى لما سواه كقوله وانما * يدافع عن احسابهم انا أو مثلي * المعنى ما يدافع عن احسابهم الا انا أو من هو مثلي وكافة عن عمل الجر وتتصل باحرف وظروف فالاحرف رب ) وربت ومنه قوله تعالى ربما يود الذين كفروا اقرب وضعت للاسماء فلما ادخل فيها ما جعلت للفعل وقال الشاعر ( ربما اوفيت في علم * ترفعن ثوبي شمالات ) اوفيت اشرفت صعدت في علم الي على جبل والشالات جمع شمال وهي الريح التي تهب من ناحية القطب وهو فاعل ترفعن والجملة في محل النصب على الحال من فاعل أو فيت وكقول الشاعر : ماوى يار بتما غارة * شعواء كاللذعة بالميسم يريد ياربت غارة وربما اعلمت رب مع ما كقول الشاعر : ربما ضربة بسيف صقيل * دون بصرى بطعنة نجلاء ( والكاف ) كقول الشاعر ( * كما سيف عمر ولم تخنه مضاربة * ) يريد كيف عمرو ( الباء ) كقول الشاعر ( فلئن صرت لا تحير جوابا * لما قد ترى وانت خطيب ) ( ومن ) نحو اني لمما افعل قال المبرد اريد لربما افعل وانشد : ( وان لمما نضرب الكبش ضربة ) * على راسه تلقى اللسان من الفم ( الظروف بعد ) كقول الشاعر هو المرار الفقعسي يخاطب نفسه : : ( اعلاقة ام الوليد بعدما * افنان راسك كالثغام المخلس وبين ) كقول الشاعر : ( بينما نحن بالاراك معا * اذاتى راكب على جملة و ) الزائدة ( غير الكافة نوعان عوض ) عن فعل ( وغير عوض فالعوض في موضعين احدهما في قولهم اما انت منطلقا انطلقت ) معك كانه قال إذا صرت منطلقا ومن ذلك قول الشاعر : ابا خراشة اما انت ذا نفر * فان قومي لم تأكلهم الضبع كانه قال أأن كنت ذا نفر ( والثاني ) في قولهم ( افعل هذا ما لا ومعناه كنت لا تفعل غيره ) فهو يدل على امتناعه من فعل ما امر به وقال الجوهري في التركيب لا وقولهم امالي فافعل كذا بالا مالة اصالة ومعناه ان لا يكن الامر فافعل كذا وفي اللباب ولا لنفي الاستقبال نحو لا تفعل وقد حذف الفعل فجرت مجرى النائب في قولهم افعل هذا اما لا ولهذا اما لو الفها انتهى وقال ابن الاثير وقد امالت العرب لا امالة خفيفة والعوام يشبعون امالتها فتصير الفها ياء وهو خطا وهذه كلمة ترد في المحاورات كثيرا وقد جاءت (1/8704)
في غير موضع الحديث ومن ذلك في حديث بيع الثمر اما لا فلا تبايعوا حتى يبدو صلاح الثمر وفي حديث جابر راى جملا نادا فقال
لمن هذا الجمل وفيه فقال اتبيعونه قالوا الابل هو لك فقال اما لا فاحسنوا إليه حتى ياتي اجله قال الازهري اراد ان لا تبيعوه فاحسنوا إليه وما صلة والمعنى لا فوكدت بما ران حرف جزاء هنا قال أبو حاتم العامة ربما قالوا في موضع افعل ذلك اما لا افعل ذلك باري وهو فارسي مردود والعامة تقول ايضا امالي فيضمون الالف وهو خطا ايضا قال والصواب اما لا غير لان الادوات لا تمال * قلت وتبدل العامة ايضا الهمزة مع ضمها وقال الليث قولهم اما لا فافعل كذا انما هي على معنى ان لا تفعل ذلك فافعل ذا ولكنهم لما جمعوا هولاء الاحرف فصرن في مجرى اللفظ مثقلة فصار لا في اخرها كانه عجز كلمة فيها ضمير ما ذكرت لك كلام طلبت فيه شيا فرد عليك امرك فقلت اما لا فافعل ذا وفي المصباح الاصل في هذه الكلمة ان الرجل يلزمه اشياء ويطالب بها فيمتنع منها فيقع منه ببعضها ويقال له امالا فافعل هذا اي ان لم تفعل الجميع فافعل هذا ثم حذف الفعل لكثرة الاستعمال وزيدت ما على ان توكيد المعناها قال بعضهم ولهذا تمال لا هنا لنيابتها عن الفعل كما امليت بلى ويافي النداء ومثلة من اطاعك فأكرمه ومن لا فلا تعأبه وقيل الصواب عدم الامالة لان الحروف لاتمال ( وغير العوض ) عن الفعل ( يقع بعد الرفع نحو شتان ما زيد وعمرو ) وشتان ماهما وهو ثابت في الفصيح وصرحوا بان ما زائدة وزيد فاعل شتان عمرو عطف عليه وشاهد قول الاعشى شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان اخي جابر كذا في ادب الكتاب لابن قتيبة واما قولهم شتان بينهما فاثبته ثعلب الفصيح وانكره الاصمعي تقدم البحث فيه في ش ت ت ( وقوله ) أي مهلهل بن ربيعة اخي كليب لما نزل بعد حرب البسوس في قبائل جنب فخطبوا إليه اخته فامتنع فاكرهوه حتى زوجهم وقال : انكحها فقدها الا راقم في * جنب وكان الخباء من ادم ( لو بأبانين جاء يخطبها * ضرج ما انف خاطب بدم ) هان على تغلب الذي لقيت * اخت بني المالكين من جشم ليسوابأ كفائنا الكرام ولا * يغنون من غلة ولا كرم ( وبعد الناصب الرافع ) كقولك ( ليتما زيد قائم وبعد الجازم ) كقوله تعالى ( واما ينزغنك ) نم الشيطان نزغ فاستعذ بالله وقوله تعالى ( اياما تدعوا ) فله الاسماء الحسنى وصل الجزاء بما فإذا كان استفهاما لم يوصل بما وانما يوصل إذا كان جزاء ( وبعد الخافض حرفا كان ) كقوله تعالى ( فبما رحمة نم الله ) لنت لهم وكذلك قوله تعالى فيما نقضهم ميثاقهم وقوله تعالى ومما خطيا وقال ابن الانباري في قوله عز وجل عما قليل وليصحبن نادمين يجوز ان يكون عن قليل وما توكيد ويجوز ان يكون عن شي قليل وعن وقت قليل فيكون ما سما غير توكيد قال ومثله مما خطاياهم يجوز ان يكون من اساءة خطاياهم ومن اعمال خطاياهم فتحكم على ما من هذا الجهة بالخفض وتحمل الخطايا على اعرابها وجعلنا معرفة لا تباعنا المعرفة اياها اولى واشبه كذلك فيما نقضهم ميثاقهم وما توكيد ويجوز ان يكون التأويل فباساءتهم نقضهم ميثاقهم وقال ابن فارس وكثير من علمائنا ينكرون زيادة ما ويقولون لا يجوز ان يكون في كتاب الله جل عزه حرف يخلو من فائدة ولها تأويل يجوز ان يكون جنسا من التأكيد ويجوز ان يكون مختصرا من الخطاب وتاويله فيما اتوه من نقض الميثاق وتكون الباء في معنى من اجل كقوله تعالى والذين هم به مشركون اي من اجله وله ( أو اسما ) كقوله تعالى ( ايما الاجلين ) قضيت تقديره اي الاجلين ( وتستعمل ما موضع من ) كقوله تعالى ( ولا تنكحوا ما نكح اباؤكم ) من النساء الاما قد سلف التقدير من نكح وكذلك قوله تعالى ( فانكحوا ما طاب لكم ) معناه من طاب لكم نقلة الازهري قال ابن فارس ومن ذلك قوله تعالى ويعبدون نم دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم فوحد ثم قال يقولون هولاء شفعاؤنا عند الله فجرت ما مجرى من فانها تكون للمفردة والجمع قال وحدثني علي ابن ابراهيم عن جعفر بن الحرث الاسدي عن ابي حاتم عن ابي زيد انه سمع العرب تقول سبحان ما يسبح الرعد بحمده ( و ) إذا نسبت الى ما قلت مووي و ( قصد مووية وماوية اخرها ) وحكى الكسائي عن الرواسي هذه قصيدة مائية وماوية ولائية ولاوية * ومما يستدرك عليه قد تبدل من الف ما الهاء قال الراحز قد وردت من امكنه * من ههنا ومن هنة * ان رادها فمه يريد فما وقيل ان مه هنا للزجراى فاكفف عني قاله ابن جني وقال أبو النجم من بعدها ما وبعد ما بعدمت * صارت نفوس القوم عند الغلصمت * وكادت ان تدعى امت اراد بعد ما ابدل الالف هاء فلما صارت في التقدير وبعدمه اشبهت الهاء التأنيث في نحو مسلمة وطلحة واصل تلك انما هو التاء فشبه الهاء في بعدمه بها التأنيث فوقف عليها بالتاء كما وقف على ما اصله التاء بالتاء في الغلصمت هذا قياسه وحكى ثلعب مويت ماء حسنه كتبتها والماء الميم ممالة ولا الف ممدودة واصوات الشاة نقله الجوهري هنا ووقد تقدم في حرف الهاء وابن ماما مدينة قال
ياقوت هكذا في كتاب العمر اني ولم يزد * مهمة * وفيها فوائد الاولى قوله تعالى فلا تعلم نفس ما اخفى لهم قال ابن فارس يمكن ان تكون بمعنى الذي وتكون نصبا بتعلم نفس ومن جعلها استفهاما وقراما اخفى بسكون الباء كان ما نصابا باخفى قال الفراء إذا قري ما اخفي (1/8705)
لهم وجعل ما في مذهب أي كانت ما رافعا با خفى لانك لم تسم فاعله ومن قرا اخفى بارسال الياء ما في مذهب الذي كانت نصبا وزعم بعض اهل البصرة ان من قرا ما اخفى فما ابتداء واخفى خبره وقال ولا يكون رفعا با خفى كماا انا نقول ضرب لا يكون زيد رفعا بضرب الثانية قال ابن فارس في كتاب سيبوية كلمة قد اشكل معناها وهو قوله ما اغفله عنك شيا دع الشك واظطرب اصحابه في تفسيره ولكن سمعت ابي يقول سالت ابا عبد الله محمد بن سعدان البصير النحوي بهمذان عنهما فقال اما اصحابه من المبرد وغيره فلم يفسروها وذكر منهم ناس ان ما استفهام في اللفظ وتعجب في المعنى وينتصب شيا بكلام اخر كانه قال دع هو غير معنى به ودع الشك في انه غير معنى به فهذا اقرب ما قيل في ذلك الثالثة ما قد تكون زائدة بين الشرط والجزاء كقوله تعالى فاماترين من البشر احد افقولي وقوله تعالى فاما نذهبن بك فانا منهم منتقمون المعنى ان نذهب بك وتكون النون جلبت للتأكيد في قول بعض النحويين وحائز في الكلام اسقاط النون انشد أبو زيد زعمت تماضر انني اما امت * تسد ولشوهاء الا صاغر خلني الرابعة ماذا قد تاتي بمعنى التكثير كما اثبته ابن حبيش واستدل له بنحو مائة شاهد نقلها المقري في نفخ الطيب واغفلها المصنف واكثر النحويين ولم يعلق بذهني من تلك الشواهد الاقوال الشاعر * وما ذا بمصر من المضحكات * فراجع الكتاب المذكور فانه بعد عهدي به الخامسة ذكر في انواع الكافة المتصله بالظروف ما يتصل ببعد وبين وقد تكف اذو حيث بما عن الاضافة والاول للزمان والثاني للمكان ويلزمهما النصب كما في اللباب السادسة قد تاتي فيما بمعنى ربما انشد ابن الاعرابي قول حسان ان يكن غث من رقاش حديث * فيما ياكل الحديث السمينا قال فما راى ربما قال الازهري وهو صحيح معروف في كلامهم وقد جاء في شعر الاعشى وغيره ( مهما بسيطة لا مركبة من مه ) بمعنى اكفف ( وما ) صلة ( ولا من ماما خلا فالزا عميهما ) وفي الصحاح زعم الخليل ان مهما اصلها ما ضمت إليها ما لغوا أو ابدلوا الالف هاء وقال سيبوية يجوز ان تكون مه كاذ ضم إليها ما انتهى وقد الغزا لحريري في مقاماته عن مهما فقال وما الاسم الذي لا يفهم الا باستضافة كلمتين أو الاقتصار منه على حرفين وهو مهما وفيها قولان احدهما انها مركبة من مه ومن ما والقول الثاني هو الصحيح ان الاصل فيها ما فزيدت عليها ما اخرى كما تزاد ما على ان فصار لفظها ماما فثقل عليهم توالي كلمتين بلفظ واحد فابدلوا نم الالف الاولى هاء فصارتا مهما قال من اداوات الشرط الجزاء ومتى لفظت بها لم يتم الكلام الا بايراد كلمتين بعدها كقولك مهما تفعل أفعل ويكون حينئذ ملتزما للفعل وان اقتصرت منها على حرفين وهمامه التي بمعنى اكفف فهم المعنى انتهى ( ولها ثلاثة معان الاول ما لا يعقل غير الزمان مع تضمن معنى الشرط ) نحو قوله تعالى ( مهما تاتنا به من آية ) قال ابن فارس هي ما ضمت الى مثلها ثم جعلت الالف في ما الاولى هاء كراهة لالتقاء الساكنين وقال قوم ان مه بمعنى اكفف وتكون ما الثانية للشرط والجزاء وتقدير ذلك قالوا مه اي اكفف ثم قال تاتنا به من ايه ( الثاني الزمان الشرط فتكون ظرفا لفعل الشرط كقوله ) اي الشاعر : ( وانك مهما تعط بطنك سؤله * وفرجك نالا منتهى الذم اجمعا ) وفي اللباب في ذكر الاسماء المتضمنة معنى ان في كونها تجزم المضارع وهي ماو يتصل بها ما المزيدة فتنقلب الفها هاء نحومهما على الاصح من القولين وقد يستعمل للظورف نحو * مهما تصب افقا من بارق تشم * ( الثالث الاستفهام ) نحو قول الشاعر : مهما لى الليلة مهما ليه * اودي بنعلي وسر باليه ) قال ابن فارس قالوا هي ما التي للاستفهام ابدلت الفها هاء كما ذكر آنفا وقالوا معناه اي اكفف ثم قال مالي الليلة ( متى وتضم ) وقتصر الجوهري وغيره على الفتح وقضى ابن سيده عليها بالياء لان بعضهم حكى الامالة فيها مع ان الفهالام قال وانقلاب الالف عن الياء لا ما اكثر وقال ابن الانباري متى حرف استفهام يكتب بالياء قال الفرء ويجوز ان يكتب بالالف نالا نعرف فيها فعل قال الجوهري متى ( ظرف غير متمكن ) وهو ( سوال عن زمان ) كقوله تعالى ( متى نصر الله ) أي في اي زمان ( ويجازي به ) وفي التهذيب متى من حروف المعاني ي ولها وجوه شتى احدها انه سوال عن وقت فعل فعل أو يفعل كقولك متى فعلت ومتى تفعل أي في وقت والعرب تجازي بها كما تجازي باي فتجزم الفعلين تقول متى تاتي اتك وكذلك إذا ادخلت عليها ما كقولك متى ياتني اخوك ارضه وفي المحكم متى كلمة استفهام عن وقت امر اسم مغن عن الكلام الكثير المتناهي في البعد والطول
وذلك انك إذا قلت متى تقوم اغناك ذلك عن ذكر الازمنة على بعدها وفي المصباح متى ظرف يكون استفهاما عن زمان فعل فيه أو يفعل ويستعمل في الممكن فيقال متى القتال اي متى زمانه لا في المحقق متى طلعت الشمس وتكون شرطا فلا تقتضي التكرار لانه واقع موقع ان وهي لا تقتضيه أو يقال متى ظرف لا يقتضي التكرار في الاستفهام فلا يقتضية في الشرط قياسا عليه وبه صرح الفراء وغيره فقالوا إذا قال متى دخلت الدار كان كذا فمعناه أي وقت هو على مرة وفرقوا بينه وبين كلما فقالوا كلما تقع على الفعل والفعل جائز تكراره ومتى تقع على الزمان والزمان لا يقبل التكرار فإذا قال كلما دخلت فمعناه كل دخلة دخلتها وقال بعض العلماء إذا وقعت متى في المين كانت للتكرار فقوله متى دخلت بمنزله كلما دخلت والسماع لا يساعده وقال (1/8706)
بعض النحاة إذا زيد عليها ما كانت للتكرار فإذا قال متا ما سألتنى أجبتك وجب الجواب ولو ألف مرة وهو ضعيف لان الزائد لا يفيد غير التأكيد وهو عند بعض النحاة لا يغير المعنى ويقول قولهم انما زيد قائم بمنزلة الشأن زيد قائم فهو العموم كما يحتمله ان زيد اقائم وعند الاكثرين ينفل المعنى من احتمال العموم الى معنى الحصر فإذا قيل انما زيد قائم فالمعنى لا قائم الا زيد قال وإذا وقعت شرطا كانت للحال في النفى وللحال والاستقبال في الاثبات انتهى قال الاصمعي ( وقد تكون ) متى ( بمعنى من ) في لغة هذيل يقولون ( أخرجها متى كمه ) أي من كمه وأنش الاصمعي لابي ذؤيب شربن بماء البحر ثم ترفعت * متى لجج خضر لهن نئيج أي من لجج وأنشد الفراء - إذا أقول صحا قلبى أتيج له * سكر متى قهوة سارت الى الرأس أي من قهوة وأنشد أيضا - متى ما تنكروها تعرفوها * متى أقطارها علق نفيت أراد من أقطارها ونفيت أي منفرج ( واسم شرط ) كقوله أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * ( متى أضع العمامة تعرفوني ) ( و ) تأتى ( بمعنى ولا تضم ) وسمع أبو زيد بعضهم يقول وضعته متى كمى أي في وسط كمى وأنشد بيت أبى ذؤيب أيضا وقال أراد وسط لجج * ومما يستدرك عليه متى تأتى للاستنكار تقول للرجل إذا حكى عنك فعلا تنكره متى كان هذا بمعنى الانكار والنفى أي ما كان هذا ومنه قول جرير * متى كان حكم الله في كرب النخل * واما قول امرئ القيس متى عهدنا بطعان الكما * ة والمجد والحمد والسودد يقول متى لم يكن كذلك يقول ترون انا لا نحسن طعن الكماة وعهدنا به قريب ومتاما تكتب بالالف لتوسطها على ذلك ابن درستويه ( وا تكون حرفا وتحتص في النداء بالندبة ) تقول النادبة وازيداه والهفاه واغربتاه ( أو ينادى بها ) تقول وازيد ( وتكون اسما لاعجب نحو ) قول الشاعر ( وا بأبى أنت وفوك الاشنب * كأنما ذر عليه الزرنب ) وحكم المندوب المتفجع عليه في الاعراب حكم المنادى والاكثر أن تلحق آخراه ألفا وجاز تركه نحو واغلامهموه وواغلا مكموه هربا من الالنباس وتلحق المضاف إليه نحووا أمير المؤمنيناه ولا تلحق الصفة خلافا ليونس ولا يندب الا الاسم المعروف الا ان يكون متفجعا به نحووا حسرتاه ولا يقال وارجلاه لان معناه ليس معنى مبكيا بخلاف العلم فانه ربما اشتهر بالخير فإذا سمع بذكره يتفجع لفقده ( الواو المفردة ) من حروف المعجم وقد تقدم ذكرها وهى على ( أقسام الاولى العاطفة لمطلق الجمع ) من غير ترتيب ( فتعطف الشئ على مصاحبه ) كقوله ( فأنجيناه وأصحاب السفينة و ) تعطف الشئ ( على سابقه ) كقوله تعالى ( ولقد أرسلنا نوحا وابراهيم وعلى لا حقه ) كقوله تعالى ( كذلك يوحى اليك والى الذين من قبلك ) والفرق بينها وبين الفاء ان الواو يعطف بها جملة على جملة ولا تدل على الترتيب في تقديم المقدم ذكره على المؤخر ذكره واما الفراء فانه يوصل بها ما بعدها بالذي قبلها والمقدم هو الاول وقال الفراء إذا قلت زرت عبد الله وزيد افايهما شئت كان هو المبتدا بالزيارة وان قلت زرت عبد الله فزيدا كان الاول هو الاول والاخر هو الاخر انتهى ( وإذا قيل قام زيد وعمر احتمل ثلاثة معان المعية ومطلق الجمع والترتيب ( وكونها للمعية راجح ) لما بينهما من المناسبة لان مع للمصاحبة ومنه الحديث بعثت أنا والساعة كهاتين أي مع الساعة ( وللترتيب كثير ولعكسه قليل ويجوز ان يكون بين متعاطفيها تقارب أو تراخ ) كقوله تعالى ( أنا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين ) فان بين رد موسى الى أمه وجعله رسولا زمان متراخ ( وقد تخرج الواو عن افادة مطلق الجمع وذلك على أوجه أحدها تكون بمعنى أوو ذلك على ثلاثة أوجه أحدها ) أن ( تكون بمعناها في التقسيم نحو الكلمة اسم وفعل وحرف و ) الثاني ( بمعناها في الاباحة ) كقولك ( جالس الحسن وابن سيرين أي أحدهما و ) الثالث ( بمعناها في التخيير ) كقول الشاعر ( * وقالوا نأت فاختر لها الصبر والبكا * والوجه الثاني ) أن تكون ( بمعنى باء الجر نحو أنت أعلم ومالك ) أي بمالك ( وبعت
الشاء شاة ودرهما ) أي بدرهم ) الثالث بمعنى لام التعليل نحو ) قوله تعالى ( يا ليتنا نرد ولا نكذب ) أي لئلا نكذب ( قاله الخارزنجى ) مصنف تكملة العين وقد مضت ترجمته عند ذكره في حرف الجيم ( الرابع واو الاستئناف ) كقولهم ( لا تأكل السمك وتشرب اللبن فيمن رفع ) وقد ذكر ذلك في بحث لا قريبا ( الخامس واو المفعول معه كسرت والنيل السادس واو القسم ) كقولهم والله لقد كان كذا وهو بدل من الباء وانما أبدل منه لقربه منه في المخرج إذا كان من حروف الشفة ( ولا تدخل الا على مظهر ) فلا يقال وك استغنا بالباء عنها ( ولا تتعلق الا بمحذوف نحو ) قوله تعلى ( والقرآن الحكيم ) ولا يقال اقسم والله ( فان تلتها واو أخرى ) كقوله تعالى والطور وكتاب مسطور ( فالثانية للعطف ) والاولى للقسم ( والا لاحتاج كل الى جواب نحو ) قوله تعالى ( والتين والزيتون ) وطور سنين ( السابع واو رب ولا تدخل الاعلى منكر ) موصوف لان وضع رب لتقليل نوع من جنس فيذكر الجنس ثم يختص بصفة تعرفة ومنه قول الشاعر - وبلدة ليس بها أنيس * الا اليعافير والا العيس (1/8707)
أي ورب بلدة ( الثامن الزائدة ) كقوله تعالى ( حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها ) جوزه الجوهرى وقال غيره هي واو الثمانية وفى الصحاح قال الاصمعي قلت لابي عمرو بن العلاء وقولهم ربنا ولك الحمد فقال يقول الرجل للرجل بعنى هذا الثوب فيقول وهو لك وأظنه أراد هو لك وأنشد الاخفش - فإذا أو ذلك يكا كبيشة لم يكن * بلى وغيرها الارواح والديم يريد بلى غيرها كذا في الصحاح قال ابن برى وقد ذكر بعض أهل العلم ان الواو زائدة في قوله تعلى وأوحينا إليه لتنبئهم بامرهم هذا لانه جواب لما في قوله فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب ( التاسع واو الثمانية يقال ستة سبعة وثمانية منه ) قوله تعالى سبعة وثامنهم كلبهم تدل على تصديق القائلين بانهم سبعة لانها عاطفة على كلام مضمر تقديره نعم وثامنهم كلبهم وذلك ان قائلا لو قال ان زيد اشاعر فقلت له وفقيه كنت قد صدقته كانك قلت نعم هو كذلك وفقيه أيضا وكذا الحديث أيتوضأ بما أفضلت الحمر قال وبما أفضلت السباع يريد نعم وبما أفضلت السباع خرجه الدارقطني قال وقد أبطل واو الثمانية هذه ابن هشام وغيره من المحققين وقالوا لا معنى له وبحثوا في أمثلة وقالوا انها متناقضة ( العاشروا وضمير الذكور نحو ) قولهم ( الرجال قاموا ) ويقومون وقوموا أيها الرجال وهو ( اسم ) عند الاكثرين وقال ( الاخفش والمازني ) هو ( حرف الحادى عشر واو علامة المذكرين في لغة طيئ أو ازد شنوءة أو بلحرث ) على اختلاف في ذلك ( ومنه ) الحديث ( يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار الثاني عشر واو الانكار نحو الرجلوه بعد قول القائل قام الرجل ) فقوله الرجلوه هو قول المنكر يمده بالواو والهاء للوقفة ومنه كذلك الحسنوه وعمروه وتسمى أيضا واو الاستنكار ( الثالث عشر الواو المبدلة من همزة الاستفهام المضموم ما قبلها كقراءة قنبل واليه النشور وأمنتم ) وكذلك ( قال فرعون وآمنتم الرابع عشر واو التذكير ) كذا في النسخ والصواب التذكر ففى التكملة وتكون للتعايى والتذكر كقولك هذا عمر وفتستمد ثم تقول منطلق وكذلك الالف والياء قد تكونان للتذكر انتهى ( الخامس عشر واو ) الصلة و ( القوافي ) كقوله * قف بالديار التى لم يعفها القدمو * فوصلت ضمة الميم بواو تم بها وزن البيت ( السادس عشر واو الاشباع كالبرقوع ) والمعلوق والعرب تصل الضمة بالواو وحكى الفراء أنظور في موضع أنظر وأنشد * من حيث ما سلكوا أدنوفا فانظور * وقد ذكر في الراء وأنشد أيضا لو ان عمراهم ان يرقودا * فانهض فشد المئرز المعقودا أراد ان يرقد فأشبع الضمة ووصلها بالواو ونصب يرقود على ما ينصب به الفعل ( السابع عشر مد الاسم بالنداء ) كقولهم يا قورط يريد قرطا فمدوا ضمة القاف بالواو ليمتد الصوت بالنداء ( الثامن عشر الواو المحولة ) نحو ( طوبى أصلها طيبى ) قلبت الياء واوا لانضمام الطاء قبلها وهى من طاب يطلب ومن ذلك واو الموسرين من أيسر ومن أقسام الواو المحولة واو الجزم المرسل كقوله تعالى ولتعلن علوا كبيرا فأسقطت الواو لالتقاء الساكنين لان قبلها ضمة تخلفها ومنها واو الجزم المنبسط كقوله تعالى لتبلون في أموالكم فلم تسقط الواو وحركوها لان قبلها فتحة لا تكون عوضا عنها قال الازهرى هكذا رواه المنذرى عن ابي طالب النحوي ( التاسع عشر واوات الابنية كالجورب والتورب ) للتراب والجدول والحشور وما أشبهها ( العشرون واو الوقت وتقرب من واو الحال ) كقولك ( اعمل وأنت صحيح ) أي في وقت صحتك والان وانت فارغ ( الحادى والعشرون واو النسبة كاخوى في النسبة الى الخ ) بفتح الهمزة
والخاء وكسر الواو هكذا كان ينسبه أبو عمرو بن العلاء وكان ينسب الزنا زنوى والى أخت أخوى بضم الهمزة والى ابن نبوى والى عالية الحجاز علوى والى عشية عشوى والى اب ابوى ( الثاني والعشرون واو عمرو ) زيدت ) لتفرق بينه وبين عمر ) في الرفع والخفض وفى النصب تسقط تقول رأيت عمرا لانه حصل الا من الالتباس وزيدت في عمرو دون المشبه له في الخط ( كواو أولئك وأولى لئلا يشتبه باليك والى ) كقوله تعالى أولئك على هدى من ربهم وقوله تعالى غير أولى الضرر زيدت فيهما الواو في الخط ليفرق بينهما وبين ماشا كلهما في الصورة ( الرابع والعشرون واو الهمزة في الخلط ) واللفظ فاما ما الخلط ( كهذه نساؤك وشاؤك ) صورت الهمزة واو الضمتها ( و ) اما ( في اللفظ كحمرا وان وسودا وان ) ومثل قولك أعيد بأسماوات الله وابناوات سعد ومثل السموات وما أشبهها ( الخامس والعشرون واو النداء والندبة ) الاول كوازيد والثاني كواغربتاه وقد تقدم وفى التكملة وهى غير واو الندبة فتأمل ( السادس والعشرون واو الحال ) كقولك ( أتيته والشمس طالعة ) أي في حال طلوعها ومنه قوله تعالى إذ نادى وهو مكظوم ومثل الجوهرى لواو الحال بقولهم قمت وأصك وجهه أي قمت صاكا وجهه وكقولهم قمت والناس قعود ( السابع والعشرون واو الصرف ) قال الفراء ( وهو أن تأتى الواو معطوفة على كلام في أوله حادثه لا تستقيم اعادتها على ما عطف عليها كقوله ) أي الشاعر وهو المتوكل الليثى - ( لاتنه عن خلق وتأتى مثله * عار عليك إذا فعلت عظيم فانه لا يجوز اعادة وتأتى مثله على تنه ) هكذا في النسخ ونص الفراء ألا ترى أنه لا يجوز اعادة لاعلى وتأتى مثله فلذلك ( سمى صرفا إذ (1/8708)
كان معطوفا ولم يستقم أن يعاد فيه الحادث الذى فيما قبله ) * ومما يسدرك عليه واو الاعراب كما في الاسماء الستة وبمعنى إذ نحو لقيتك وأنت شاب أي إذ أنت وعليه حمل قوله تعالى وطائفة قد أهمتهم أي إذ طائفة وللتفصيل كقوله تعالى ومنك ومن نوح وخل ورمان وتدخل عليها ألف الاستفهام كقوله تعالى أو عجبتم أن جاء كم ذكر من ربكم كما نقول أفعجبتم نقله الجوهرى وكذلك قوله تعالى أو لم ينظروا أو لم يسيروا وللتكرار كقوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ومنها الواوات التى تدخل في الاجوبة فتكون جوابا مع الجواب ولو حذفت كان الجواب مكتفيا بنفسه أنشد الفراء : حتى إذا قلمت بطونكم * ورأيتم أبناء كم شبوا وقلبتم ظهر المجن لنا * ان اللئيم العاجز لخب أراد قلبتم ومثله في الكلام لما أتانى وأثب عليه كانه قال وثبت عليه وهذا لا يجوز الا مع لما وحتى إذا ومنها الواو الدائمة وهى كل واو تلابس الجزاء ومعناها الدوام كقولك زرنى وأزورك وأزورك بالنصب والرفع فالنصب على المجازاة ومن رفع فمعناه زيارتك على واجبة أديمها لك على كل حال ( الهاء ) بالامالة حرف هجاء ( من حروف المعجم ) وهى من حروف الزيادات مخرجه من أقصى الحلق من جوار مخرج الالف يمد ويقصر والنسبة هائى وهاوى وهوى وقد هييت هاء حسنة والجمع اهياء واهواء وهاآت وفى المحكم الهاء حرف هجاء وهو حرف مهموس يكون أصلا وبد لا وزائدا فالاصل نحو هند وفهد وشبه وتبدل من خمسة أحرف وهى الهمزة والالف والتاء والواو والياء وقال سيبويه الهاء وأخواتها من الثنائي إذا تجيت مقصورة لانها ليست باسماء وانما جاءت في التهجى على الوقف وإذا أردت أن تتلفظ بحروف المعجم قصرت وأسكنت لانك لست تريد أن تجعلها اسماو لكنك أردت أن تقطع حروف الاسم فجاءت كأنها أصوات تصوب بها الا أنك تقف ؟ عندها بمنزلة عه وتأتى ( على خمسة أوه ضمير للغائب وتسمعمل في موضع النصب والجر ) كقوله تعالى ( قال له صاحبه وهو بحاوره ) فالهاء في صاحبه في موضع جروفى يحاوره في موضع نصب وكلاهما ضميران للغائب المذكر وفى الصحاح والهاء قد تكون كناية عن الغائب والغائبة تقول ضربه وضربها ( الثاني تكون حرفا للغيبة وهى الهاء في اياه ) تعبدون واياها قصدت ( الثالث هاء السكت وهى اللاحثة لبيان حركة أو حرف نحو ماهيه وها هناه وأصلها أن يوقف عليها وربما وصلت بنية الوقف ) وفى اللباب هاء السكت تلحق المتحرك بحركة غير اعرابية للوقف نحو ثمه وكيفه وقيل لم أبله لتقدير الحركة كما أسقط ألف ها في هلم لتقدير سكون اللام وهى ساكنهة وتحريكها لحن ونحو يا مرحباه بحمار عفراء ويامر حباه بحمار ناجية مما لا يعتد به انتهى وفى الصحاح وقد تزاد الهاء في الوقف لبيان الحركة نحو لمه وسلطانيه وماليه وثم مه بمعنى ثم ماذا وقد أتت هذه الهاء في ضروة الشعر كما قال : هم القائلون الخير والا مرونه * إذا ما خشوا من معظم الامر مفظعا فأجراها مجرى هاء الاضمار انتهى وتسمى هذه الهاء يعنى التى في سلطانيه وماليه هاء الاستارحة كما في البصائر للمصنف ( الرابع ) الهاء ( المبدلة من ) الهمزة قال ابن برى ثلاثة أفعال أبدلوا من همزتها هاء وهى هرقت الماء هنرت الثوب وهرحت الدابة
والعرب يبدلون ( ( همزة الاستفهام ) هاء وأنشد الجوهرى : ( وأتى صواحبها فقلن هذا الذى * منح المودة غيرنا وجفانا ) أي أذا الذى ووجد بخط الازهرى في التهذيب : وأتت صواحبها فقلن هذا الذى * رام القطيعة بعدنا وجفانا وقال البدر القرافى زعم بعضهم ان الاصل هذا الذى فحذفت الالف للوزن ( الخامس هاء التأنيث نحو رحمه في الوقف ) وهى عند الكوفيين أصل وفى الوصل بدل والبصريون بعكس ذلك قاله القرافى وفى الصحاح قال الفراء والعرب تقف على كل هاء مؤنث بالهاء الاطيئا فانهم يقفون عليها بالتاء فيقولون هذه أمت وجاريت وطلحت ( وها ) وفخامة الالف ( كلمة تنبيه ) للمخاطب ينبه بها على ما يساق إليه من الكلام وقالوا ها السلام عليكم فها منبهة مؤكدة قال الشاعر : وقفنا فقلنا ها السلام عليكم * فأنكر ها ضيق المحم غيور وفى الصحاح حرف تنبيه قال النابغة : ها ان تاعذرة الا تكن نفعت * فان صاحبها قدتاه في البلد ( ودخل في ذا ) للمذكر ( وذى ) للمؤنث ( تقول هذا وهذه وهاذاك وهاذيك ) إذا لحق بهما الكاف قال الازهرى وأما هذا إذا كان تنبيها فان أبا الهيثم قال هاتنبيه تفتتح العرب بها الكلام بال معنى سوى الافتتاح تقول هذا أخوك ها ان ذا أخوك ( أو ذا لما بعد وهذا لما قرب ) وقد تقدم البحث فيه مفصلا في تركيب ذا ( وها كناية عن الواحدة كرأيتهاو ) أيضا ( زجر للابل ودعاء لها ) ويبنى على الكسر إذا مد تقول هاهيت بالابل إذ دعوتها كما تقدم في حاحيت ( و ) ها أيضا ( كلمة اجابة ) وتلبية وفى التهذيب يكون جواب النداء يمدو يقصر وأنشد : لابل يجيبك حين تدعو باسمه * فيقول هاء وطالما لبى قال يصلون الهاء بالف تطو يلا للصوت قال وأهل الحجاز يقولون في موضع لبى في الاجابة لبى خفيفة * قلت وهى الان لغة الغجم (1/8709)
قاطبة ( وها تكون اسما لفعل وهو خذوتمد ) ومنه حديث الربا لا تبيعوا الذهب بالذهب الاهاء وهاء قال بعضهم هو أن يقول كل واحد من البائعين هاء أي خذ فيعطيه مافى يده ثم يفترقان وقيل معناه هاك وهات أي خذو أعط وقال الازهرى الاهاء وهاء أي الايدا بيد يعنى مقابضة في المجلس والاصل فيه هاك وهات وقال الخطابى أصاحب الحديث يروونه ها وهاسا كنة الالف والصواب مدها وفتحها لان أصلها هاك أي خذ فحذف الكاف وعوض منها المدة والهمزة وغير الخطابى يجيز فيها السكون على حذف العوض وتنزل منزلة ها التى للتنبيه ( ويستعملان بكاف الخطاب ) يقال هاك وهاءك قال الكسائي من العرب من يقول هاك يا رجل وها كما هذا يارجلان وها كم هذا يا رجال وهاك هذا يامرأة وها كما هذا يا مرأتان وها كن يا نسوة قال الازهرى قال سيبويه في كلام العرب هاء وهاءك بمنزلة حيهل وحيهلك وكقولهم النجاءك قال وهذه الكاف لم تجئ علما للمأمورين والمنهيين والمضمرين ولو كانت علما للمضمرين لكانت خطأ لان المضمر هنا فاعلون وعلامة الفاعلين الواو كقولك افعلوا واما هذه الكاف تخصيص وتوكيد وليست باسم ولو كانت اسما لكان النجاءك محالا لانك لا تضيف فيه الفا ولا ما قال وكذلك كاف ذلك ليس باسم ( ويجوز في الممدودة أن يستغنى عن الكاف بتصريف همزتها تصاريف الكاف ) وفيها لغات قال أبو زيد ( تقول هاء ) يارجل ( للمذ كروهاء ) يا امراة ( للمؤنث ) في الاول بفتح الهمزة وفى الثاني بكسرها من غيرياء قال ابن السكيت ( و ) يقال ( هاؤما ) يا رجلان ( وهاؤن ) يا نسوة ( وهاؤم ) يا رجال ( ومنه ) قوله تعالى ( هاؤم اقرؤا ) كتابيه قال الليث قد تجئ الهاء خلفا من الالف التى تبنى للقطع قال الله عز وجحل هاؤم اقرؤا كتابيه جاء في التفسير ان الرجل من المؤمنين يعطى كتابه بيمينه فإذ قرأه رأى فيه تبشيره بالجنة فيعطيه أصحابه فيقول هاؤم اقرؤا كتابي أي خذوه واقرؤا ما فيه لتعلموا وزى بالجنة يدل على ذلك قوله انى ظننت أي علمت أنى ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية وقال أبو زيد يقال في التثنية هائيا في اللغتين جميعا وهاءن يا نسوة ولغة ثانية هاء يارجل وها آبمنزلة ها عا وللجميع هاؤا وللمرأة هائى وللثنتين هائيا وللجميع هائين وأنشد أبو زيد : قوموا فهاؤا الحق تنزل عنده * إذ لم يكن لكم علينا مفخر وقال أبو حزام العكلى * فهاؤا مضابئة لم تؤل * وقد ذكر في ض ب أ ( الثاني تكون ضمير اللمؤنث فتستعمل مجرورة الموضع ومنصوبته نحو ) قوله تعالى ( فألهمها فجورها وتقواها ) فالضمير في ألهمها منصوب الموضع وفى فجورها وتقواها مجروره ( الثالث تكنن للتنبيه فتدخل على أربعة أحدها الاشارة غير المختصة بالبعيد كهذا ) بخلاف ثم وهنا بالتشديد وهنالك ( الثاني ضمير الرفع المخبر عنه باسم الاشارة نحوها أنتم أولاء ) تحبونهم وها أنتم هؤلاء حاججتم ويقال ان هذه الهاء تسمى هاء الزجر ( الثالث نعت أي في النداء نحويا أيها الرجل وهى في هذا واجبة للتنبيه على انه المقصود بالنداء ) قيل وللتعويض عما تضاف إليه أي قال
الازهرى قال سيبويه وهو قول الخليل إذا قلبت يا أيها الرجل فأى اسم مبهم مبنى على الضم لانه منادى مفرد والرجل صفة لاى تقول يا أيها الرجل أقبل ولا يجوز يا الرجل لان يا تنبيه يمنزلة التعريف في الرجل ولا يجمع بين ياو وبين الالف واللام قيتصل الى الالف واللام باى وها لازمة لاى البتة وهى عوض من الاضافة في أي لان أصل أي أن تكون مضافة الى الاستتفهام والخبر وتقول للمرأة ( ويجوز في هذه في لغة بنى أسد أن تحذف ألفها وأن تضم هاؤها اتباعا وعليه قراءة ابن عامر أيه الثقلان ) أيه المؤمنون ( بضم الهاء في الوصل ) وكلهم ما عداه قرؤا أيها الثقلان وأيها المؤمنون وقال سيبويه ولا معنى لقراءة ابن عامر وقال ابن الانباري هي لغة وخص غيره ببنى أسد كما للمصنف ( الرابع اسم الله في القسم عند حذف الحرف تقول ها الله بقطع الهمزة ووصلها وكلاهما مع اثبات ألف ها وحذفها ) وفى الصحاح وها للتنبيه قد يقسم بها يقال لاها الله ما فعلت أي لا والله أبدلت الهاء من الواو وان شئت حذفت الالف التى بعد الهاء وان شئت أثبتت وقولهم لاها الله ذا أصله لا والله هذا ففرقت بين هاوذا وجعلت الاسم بينهما وجررته بحرف التنبيه والتقدير لا والله ما قعلت هذا فحذف واختصر لكثرة استعمالهم هذا في كلام وقدم ها كما قدم في قولهم هاهوذا وها أنا ذا قال زهير : تعلمن ها لعمر الله ذا قسما * فاقصد لذرعك وانظر أين تنسك انتهى وفى حديث أبى قتادة يوم حنين قال أبو بكر لاها الله إذا لا نعمد الى أسد من أسد الله يقاتل عن االه ورسوله فنعطيك سلبه هكذا جاء الحديث لاها الله إذا والصواب لاها الله ذا بحذف الهمزة ومعناه لا والله لا يكون ذا ولا والله الامر ذا فحذف تخفيفا ولك في ألفها مذهبان أحدهما تثبت ألفها لان الذى بعدها مدغم مثل دابة والثانى أن تحذفها لالتقاء الساكنين قاله ابن الاثير ( وهو بالضم د بالصعيد ) الاعلى على تل بالجانب الغربي دون قوص وقد ذكرناه في هو المشددة لانه جمع هوة وهو الاليق باسماء المواضع ( وهيوة حصن باليمن ) لبنى زبيد كما قاله ياقوت ولم يضبطه وهو في التكملة بفتح فسكون والخيرة مضمومة * ومما يستدرك عليه قال الجوهرى والهاء تزاد في كلام العرب على سبعة أضرب أحد ها للفرق بين الفاعل والفاعلة مثل ضارب وضابة وكريم وكريمة والثانى للفراق بين المذكر والمؤنث في الجنس نحو امرئ وامرأة والثالث للفرق بين الواحد والجمع مثل بقرة وبقر وتمرة وتمر والرابع التأنيث اللفظة وان لم يكن تحتها حقيقة تأنيث نحو غرفة وقرية والخامس للمبالغة نحو علامة ونسابة وهذا مدح وهلبا جة وعقاقة وهذا ذم وما كان منه مدحا يذهبون بتأنيثه الى تأنيث الغاية والنهاية والداهية وما كان ذما يذهبون به الى (1/8710)
تأنيث البهيمة ومنه ما يستوى فيه المذكر والمؤنث نحو رجل ملولة وامرأة ملولة والسادس ما كان واحدا من جنس يقع على الذكر والانثى نحو بطة وحية والسابع تدخل في الجمع لثلاثة أوجه أحدها أن تدل على النسب نحو المهالبة والمسامعة والثانى أن تدل على العجمة نحو الموازجة والجواربة وربما لم تتدخل فيها الهاء كقولهم كيالج والثالث ان تكون عوضا من حرف محذوف نحو المرازبة والزنادقة والعبادلة وقد تكون الهاء عوضا من الواو الذاهبة من فاء الفعل نحو عدة وصفة وقد تكون عوضا من الواو والياء الذاهبة من عين الفعل نحو ثبة الحوض أصله من ثاب الماء يثوب إذا رجع وقولهم أقام اقامة أصله اقوا ما وقد تكون عوضا من الياء الذاهبة من لام الفعل نحو مائة ورئة وبرة انتهى ومنها هاء العماد كقوله تعالى ان الله هو الرزاق ان كان هذا هو الحق انه هو يبدئ ويعيد وهاء الاداة وتكون للاستبعاد نحو هيهات أو للاستزادة نحوايه أو للانكفاف نحو ايها أي كف أو للتحضيض نحوويها أو للتوجع نحوآه واوه أو للتعجب نحوواه وهاه وقال الجوهرى في قوله تعالى ها أنتم هؤلاء انما جمع بين التنبيهين للتوكيد وكذلك ألا يا هؤلاء وقال الازهرى يقولون ها انك زيد معناه أانك في الاستفهام ويقصرون فيقولون هانك زيد في موضع أانك زيد وفى الصحاح وهو للمذ كر وهى للمؤنث وانما بنوا الواو في هو والياء في هي على الفتح ليفرقوا بين هذه الواو والياء التى هي من نفس الاسم المكنى وبين الياء والواو اللتين يكونان صلة في نحو قولك رأيتهو ومررت بهى لان كل مبنى فحفه ان يبنى على السكون الا ان تعرض علة توجب له الحركة والتى تعرض ثلاثة أشياء أحدها اجتماع الساكنين مثل كيف وأين والثانى كونه على حرف واحد مثل الباء الزائدة والثالث للفرق بينه وبين غيره مثل الفعل الماضي بنى على الفتح لانه ضارع الاسم بعض المضارعة ففرق بالحركة بينه وبين ما لم يضارع وهو فعل الامر المواجه به نحو افعل وأما قول الشاعر : ماهى الا شربة بالحوأب * فصعدى من بعدها أو صوبي وقول بنت الحمارس : هل هي الاحظة أو تطليق * أوصلف من بين ذاك تعليق
فان أهل الكوفة يقولون هي كناية عن شئ مجهول وأهل البصرة يتأولونها القصة قال ابن برى وضمير القصة والشأن عند أهل البصرة لا تفسره الا جماعة دون المفرد وفى المحكم هو كناية عن الواحد المذكر قال الكسائي هو أصله ان يكون على ثلاثة أحرف مثل أنت فيقال هو فعل ذلك قال ومن العرب من يخففه فيقول هو فعل ذلك قال اللحيانى وحكى الكسائي عن بنى أسد وتميم وقيس هو فعل ذلك باسكان الواو وأنشد لعبيد : وركضك لولا هو لقيت الذى لقوا * فأصبحت قد جاورت قوما أعاديا وقال الكسائي بعضهم يلقى الواو من هو إذا كان قبلها ألف ساكنة فيقول حتاه فعل ذلك وانماه فعل ذلك قال وأنشد أبو خالد الاسدي * اذاه لم يؤذن له لم ينبس * قال وأنشدني لحشاف : اذاه سام الخسف الا فقسم * بالله لا يأخذ الاما احتكم قال وأنشد نا أبو مجالد للعجير السلولى فبيناه يشرى رحله قال قائل * لمن جمل رخو الملاط نجيب وقال ابن حنى انما ذلك لضرورة الشعر والتشبيه للضمير المنفصل بالضمير المتصل في عصاه وفتاه ولم يقيد الجوهرى حذف الواو من هو بما إذا كان قبلها ألف ساكنة بل قال وربما حذفت من هو الواو في ضرووة الشعر وأورد قول العجير السلولى السابق قال وقال آخر : ان ه لا يبرئ داء الهديد ؟ * مثل القلايا من سنام وكبد وكذلك الياء من هي وأنشد * دار لسعدى اذه من هوا كا * انتهى وقال الكسائي لم أسمعهم يلقون الواو والياء عند غير الالف * قلت وقول العجير السلولى الذى تقدم هكذا هو في الصحاح وسائر كتب اللغة والنحو رخو الملاط نجيب وقال ابن السيرافى الذى وجد في شعره رخو الملاط طويل وقبله : فباتت هموم الصدر شتى تعدنه * كما عيد شلو بالعراء قتيل بعده : محلى باطواق عتاق كأنها * بقايا لجين جرسهن صليل انتهى * قلت ويروى ؟ أيضا رخو الملاط ذلول وتثنية هو هما وجمعه همو فاما قوله هم فمحذوفة من همو كما ان مذ محذوفة من منذ واما قولك رأيتهو فانما الاسم هو الهاء وحئ بالواو ولبيان الحركة وكذلك لهو مال انما الاسم منها الهاء والواو لما قد منا ودليل ذلك انك إذا وقفت حذفت الواو فقلت رأيته والمال له ومنهم من يحذفها في الوصل مع الحركة التى على الهاء ويسكن الهاء حكى اللحيانى عن الكسائي له مال أي لهو مال قال الجوهرى وربما حذفوا الواو مع الحركة قال الشاعر وهو يعلى الاحول : أرقت لبرق دونه شروان * يمان واهو البرق كل يمان فظلت لدى البيت العتيق أخيلهو * ومطواى مشتاقان له أرقان فليت لنا من ماء زمزم شربة * مبردة باتت على طهيان قال ابن جنى ؟ جمع بين اللغتين يعنى اثبات الواو في اخيلهووا سكان الهاء في له عن حذف لحق الكلمة بالضعة قال الجوهرى قال (1/8711)
الاخفش وهذا في لغة أزد السراة كثير قال ابن سيده ومثله ماروى عن قطرب في قول الاخر واشرب الماء مابى نحو هو عطش * الا لان عيونه سيل واديها فقال نحو هو عطش بالواو وقال عيونه باسكان الهاء وأما قول الشماخ له زجل كأنها صوت حاد * إذا طلب الوسيقة أو زمير فليس هذا لغتين لانا لا نعلم رواية هذه الواو وابقاء الضمة قبلها لغة فينبغي ان يكون ذلك ضرورة وضعة لا مذهبا ولا لغة ومثله الهاء في قوله بهى هي الاسم والياء لبيان الحركة ودليل ذلك انك إذا وقفت قلت به ومن العرب من يقول بهى وبه في الوصل قال اللحياني قال الكسائي سمعت اعراب عقيل وكلاب يتكلمون في حال الرفع والخفض وما قبل الهاء متحرك فيجزمون الهاء في الرفع ويرفعون بغير تمام ويجزمون في الخفض ويخفضون بغير تمام فيقولون ان الانسان لربه لكنود بالجزم ولربه لكنود بغير تمام وله مال وله مال وقال التمام أحب الى ولا ينظرون في هذا الى جزم ولا غيره لان الاعراب انما يقع فيما قبل الهاء وقال كان أبو جعفر قارئ المدينة يخفض ريرفع لغير تمام قال وأنشدني أبو حزام العكلى لى والد شيخ تحصنه غيبتي * وأظن ان نفاد عمره عاجل فخفف في موضعين وكان حمزة وابو عمر ويجزمون الهاء في مثل نؤده اليك ونؤته منها ونصله جهنم وسمع شيخا من هوازن يقول عليه مال وكان يقول عليهم وفيهم وبهم قال وقال الكسائي هي لغات يقال فيه وفيهى وفيه وفيهو وغير تمام قال وقال لا يكون الجزم في الهاء إذا كان ما قبلها ساكنا وفى التهذيب قال الليث هو كناية تذكير وهى كناية تأنيث وهما للاثنين وهم للجماعة من الرجال وهن للنساء فإذا وقفت على هو وصلت الواو وقلت هوه وإذا أدرجت طرحت هاء الصلة وروي عن ابى الهيثم انه قال مررت به ومررت به ومررت بهى قال وان شئت مررت به وبه وبهو كذلك ضربه فيه وهذه اللغات وكذلك يضربه ويصربهو فإذا أفردت الهاء من الاتصال بالاسم أو بالفعل أو بالاداة وابتدأت بها كلامك قلت هو لكل مذكر غائب وهى لكل مؤنثة غائبة وقد جرى ذكرهما فردت واوا أو ياء استثقالا للاسم على حرف واحد لان الاسم لا يكون أقل من حرفين قال ومنهم من يقول الاسم إذا كان
على حرفين فهو ناقص قد ذهب منه حرف فان عرفت تثنيته وجمعه وتضغيره وتصريفه عرف الناقص منه وان لم يصغر ولم يصرف ولم يعرف له اشتقاق زيد فيه مثل آخره فتقول هو أخوك فزاد وامع الواو واوا أنشد وان لساني شهدة يشتفى بها * وهو على من صبه الله علقم كما قالوا في من وعن ولا تصريف لهما فقالوا منى أحسن من منك فزاد وانو نامع النون وقال أبو الهيثم بنو أسد تسكن هو وهى فيقولون هو زيد وهى هند كأنهم حذفوا المتحرك وهى قالته وهو قاله وأنشد وكنا إذا ما كان يوم كريهة * فقد علموا اني وهو فتيان فاسكن ويقال ماه قاله وماه قالته يريدون ما هو وما هي واما قول جرير تقول لي الاصحاب هل أنت لا حق * باهلك الزاهرية لاهيا أي لاسبيل إليها وكذلك إذا ذكر الرجل شيئا لا سبيل إليه قال له المجيب لاهو أي لا سبيل إليه فلا تذكره ويقال هو هو أي قد عرفته ويقال هي هي أي هي الداهية التى قد عرفتها وهم هم أي هم الذين قد عرفتهم قال الهذلي رفونى وقالوا يا خويلد لم ترع * فقلت وأنكرت الوجوه هم هم * مهمة * وفيها فوائد الاولى قال الجوهرى إذا أدخلت الهاء في الندبة أثبتها في الوقف وحذفتها في الوصل وربما ثبتت في ضرورة الشعر فتضم كالحرف الاصلى قال ابن برى صوابه فتضمها كهاء الضمير في عصاه ورحاه قال الجوهرى ويجوز كسره لالتقاء الساكنين هذا على قول أهل الكوفة وأنشد الفراء يا رب يا رباه اياك أسل * عفراء يا رباه من قبل الاجل وقال قيس بن معاذ العامري - فناديت يا رباه أول سألتي * لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها وهو كثير في الشعر وليس شئ منه بحجة عند أهل البصرة وهو خارج عن الاصل الثانية ها مقصور للتقريب إذا قيل لك أين أنت فقول ها أناذا والمرأة تقول ها أناذه فان قيل لك اين فلان قلت إذا كان قريبا هاهو ذا وإذا كان بعيد اقلت ها هو ذاك وللمرأة إذا كانت قريبة هاهي ذه وإذا كانت بعيدة هاهي تلك الثالثة يقال هاء بالتنوين بمعنى خذو منه قول الشاعر ومربح قال لى هاء فقلت له * حياك ربى لقد أحسنت بى هائى الرابعة قد تلحق التاء بها فتكون بمعنى أعط يقال هات هاتيا وهاتى هاتين ومنه قوله تعالى هاتوا برهانكم وقيل ان الهاء بدل من همزة آت وقد ذكر في موضعه قال الشاعر وجدت الناس نائلهم قروض * كنقد السوق خذ منى وهات (1/8712)
الخامسة في حديث عمر قال لابي موسى رضى الله عنهما ها والا جعلتك عظة أي هات من يشهد لك على قولك السادسة قوله تعالى وهذا بعلى شيخنا فهذا مبتدأ وبعلى خبره وشيخا منصوب على الحال والعامل فيه الاشارة والتنبيه وقرأ ابن مسعود وابى وهذا بعلى شيخ بالرفع قال النحاس هذا مبتدأ وبعلى بدل منه وشيخ خبران لهذا كما يقال الرمان حلو حامض وحكى المبردان بعض الرء ساء عزم عليه مع جماعة فغنت جارية من وراء الستر وقالوا لها هذا حبيبك معرض * فقالت ألا اعراضه يسر الخطب فما هي الا نظرة بتبسم * وتصطك رجلاه ويسقط للجنب فطرب الحاضرون الا المبرد فعجب منه رب المنزل فقالت هو معذور لانه أراد ان أقول حبيبك معرضا فظننى لحنت ولم يدران ابن مسعود قرأو هذا بعلى شيخ بالرفع فطرب المبرد من هذا الجواب حتى شق ثوبه نقله القرافي ( هلا ) بالتخفيف ( زجل للخيل ) أي توسعى وتنحى قال * وأى جواد لا يقال له هلا * وللناقة أيضا قال الجعدى * الا حييا ليلى وقولا لها هلا * وقد ذكر في المعتل لان هذا باب مبنى على ألفات غير منقلبات من شئ وقال ابن سيده هلا لامه ياء فذكرناه في المعتل ( و ) هلا ( بالتشديد للتحضيض ) والحث ( مركب من هل ولا ) قال الجوهرى أصلها لا بنيت مع هل فصار فيها معنى لا تحضيض كما بنوا لو لا وألا وجعلوا كل واحدة مع لا بمنزلة حرف واحد وأخلصوهن للفعل حيث دخل فيهن مع التحضيض ( وتهلا الفرس أسرع ) كذا في النسخ وفى التكملة تهلى هكذا بالياء * قلت كان ينبغي ذكره في المعتل لان ألفه عن ياء * ومما يستدرك عليه المهلى بالتشديد اسم والمهلى ابن سعيد بن على الينائي ثم الشرفى الخزرجي جد عبد الله الماضي ترجمته في السين ( هنا ) بالضم وتخفيف النون ( وههنا إذا أردت القرب ) وفى الصحاح للتقريب إذا أشرت الى مكان وقال الفراء يقال اجلس ههنا أي قريبا وتنح ههنا أي تباعد أو أبعد قليلا وفى المحكم هنا ظرف مكان تقول جعلته هنا أي في هذا الموضع وفى حديث على ان ههنا علما واومأ بيده الى صدره ( وهنا وههنا وهناك وها هناك مفتوحات مشددات إذا أردت البعد ) كذا نص المحكم والذى في الصحاح وهنا بالفتح والتشديد معناه ههنا وهناك أي هناك وقال بعض الرجاز لما رأيت محمليها هنا * مخدرين كدت ان أجنا ومنه قولهم تجمعوا من هنا ومن هنا أي من ههنا ومن ههنا انتهى وفيه نوع مخالفة لما سبق من سياق ابن سيده لان سياق الجوهرى صريح في ان هنا مشددة مفتوحة للقرب وانه بالكاف للبعد فتأمل ( و ) يقال ( جاء من هنى بكسر النون ساكنة الياء أي
من هنا ) نقله ابن سيده ( وهنا ) بالضم مقصورا ( معزفة اللهو ) واللعب وأنشد الاصمعي لا مرئ القيس وحديث الركب يوم هنا * وحديث ما على قصره و ) أيضا ( ع ) وبه فسر ابن برى قول المرئ القيس السابق قال وهو غير مصروف لانه ليس في الاجناس معروفا فهو كجحا وقد ذكرناه في المعتل ( ويقال للحبيب ههنا وهنا أي تقرب وادن وللبغيض ههنا وهنا أي تنح بعيدا ) قال الحطيئة يهجو أمه فههنا اقعدي من بعيدا * أراح الله منك العالمينا وقال ذو الرمة يصف فلاة بعيدة الارجاء كثيرة الخير هنا وهنا ومن هنا لهن بها * ذات الشمائل والايمان هينوم ( و ) من العرب من يقول ( هنا وهنت بمعنى أنا وأنت ) يقبلون الهمزة وينشدون بيت الاعشى ياليت شعرى هل أعودن ناشثا * مثلى زمين هنا ببرقة أنقدا ويروى ثانيا ناشئا وقد مرت رواية ذلك عن الحفصى في تركيب ب ر ق ( والهنا النسب الدقيق الخسيس ) كذا في النسخ ونص ابن الاعرابي الحسب الدقيق الخسيس وأنشد حاشا لفرعيك من هنا وهنا * ه ويحك ألحقت شرا بشر كذا في الصحاح وقد ذكرناه في تركيب هنو مفصلا وفى اللباب وللنداء أحكام أخر تختص به من الزيادة والحذف واختلاف الصيغة فالاول الحاقهم الزيادة بآخرهن في احواله لغير الندبة والاستغاثة وتكون كجانسة لحركة المنادى الا في الواحد فانها فيه ألف نحو يا هناه وانها بدل من الواو التى هي لام على رأى ومن الهمزة المنقلبة عن الواو على رأى وأصلية رأى وزائدة لغير الوقف على رأى وللوقف على رأى وضعفوا الاخير لجواز تحريكه حال السعة والثلاثة الاول يبطلها ان العلامات لا تلحق قبل اللام انتهى * ومما يستدرك عليه هناك بالضم للمكان البعيد وتزاد اللام فيقال هنا لك والكاف فيهما للخطاب وفيها دليل على التبعيد تفتح (1/8713)
للمذكر وتكسر للمؤنث ونقل الفراء يقال ههنا بكسر الهاء مع تشديد النون وعزاها لقيس وتميم قال الازهرى سمعت جماعة من قيس يقولون اذهب ههنا بفتح الهاء ولم أسمعها بالكسر سن أحو ويقال أيضا من هنا بكسر الهاء وقد تبدل ألف هنا هاء أنشد ابن جنى - قد وردت من أمكنه * من هنا ومن هنه وقول الشاعر هو شبيب بن جعبل التغلبي أنشده الجوهرى حنت نوار ولات هنا حنت * وبدا الذى كانت نوار أجنت يقول ليس ذاموضع حنين قال ابن برى الشعر لحجل بن نضلة وكان سبى النوار بنت عمرو بن كلثوم وقول الراعى أفى أثر الاظعان عينك تلمح * نعم لات هنا ان قلبك متيح يعنى ليس الامر حيث ما ذهبت قال الفراء ومن أمثالهم * هنا وهنا عن جمال وعوعه * كما تقول كل شئ ولا وجع الرأس وكل شئ ولا سيف فراشة ومعنى هذا الكلام إذا سلمت وسلم فلان فلم أكثرت لغيره ويوم مقصورا اليوم الاول وبه فسر المهلبى وابن برى قول الشاعر - ان ابن غاضية المقتول يوم هنا * خلى على فجاجا كان يحميها وتقدم شئ من ذلك في المعتل ( هيا من حروف النداء أصله أيا ) مثل هراق وأراق قال الشاعر فأصاح يرجو أن يكون حبا * ويقول من طرب هياربا وقال آخر - هيا أم عمر وهل لى اليوم عندكم * بغيبة أنصار الوشاة رسول قال الزمخشري في المفصل يا وأيا وهيا لنداء البعيد أو لمن هو بمنزلة البعيد من نائم أو ساه فإذا نودى بها من عداهم فللحرص على اقبال المدعو عليه * ومما يستدرك عليه هياك ان تفعل كذا لغة في اياك وقد ذكر في محله ( الياء حرف هجاء من المهموسة وهى التى بين الشديدة والرخوة ) قوله من المهموسة سهو من قلم الناسخ نبه عليه غالب المحشين ولكن هكذا وجد في التكملة ثم قال ( ومن المنفتحة ومن المنخفضة ومن المصمتة ) قال وقد ذكر الجوهرى المهموسة وذكرت بقيتها في مواضعها وفى البصائر للمصنف الياء حرف هجاء شجري مخرجه من مفتتح الفم جواز مخرج الصاد والنسبة إليه يأتي وياوي ويوى ( يقال بيت ياء ) حسنة وحسناء أي ( متبتها ) وفى البصائر للمصنف الفعل منه يا بيت والاصل يييت اجتمعت أربع يا آت متوالية قلبوا الياءين المتوسطين ألفا وهمزة طلبا للتخفيف * قلت ومشى المصنف في كتابه هذا على رأى الكسائي فانه أجاز يييت ياء ( وتأتى على ثلاثة أوجه تكون ضميرا للمؤنث كتقومين ) للمخاطبة ( وقومي ) للامر وفى الصحاح وقد تكون علامة التأنيث كقولك مررت بالحسن فيقول المجيب مستنكرا لقوله الحسنيه مدا لنون بياء والحق بها هاء الوقف ( وحرف تذكار نحو قدى ) ومنه قوله * قدنى من نصر الخبيبين قدى * وقد مر في الدال ( ويا حرف لنداء البعيد ) واياه أبغز الحريري في مقاماته فقال وما العامل الذى يتصل آخره باوله ويعمل معكوسه مثل عمله وهو ياو معكوسها أي كلتاهما من حروف النداء وعملهما في الاسم المنادى على حكم واحد وان كانت يا أجمل في الكلام وأكثر في الاستعمال وقد اختار بعضهم أن ينادى بأى القريب فقط كالهمزة انتهى وقال ابن الحاجب في الكافية حروف النداء خمسة يا وأيا
وهيا وأى الهمزة ويا أعمها لانها تستعمل في المنادى القريب والبعيد من نائم أوساه واليه يشير قول المصنف ( حقيقة أو حكما وقد ينادى بها القريب توكيدا ) ومن ذلك قول الداعي يا الله يا رب وقد يكون ذلك هضما لنفس الداعي لكمال تقصيره وبعده عن مظان القبول وهذا لا يتمحض الا على ما مشى عليه المصنف كونه لنداء البعيد واما على قول ابن الحاجب القائل بالاعمية فلا يحتاج الى ذلك ( وهى مشتركة بينهما ) أي بين البعيد والقريب ( أو بينهما وبين المتوسط ) وقال ابن كيسان في حروف النداء ثمانية أوجه يا زيد وازيد وأيا زيد وهيا زيد وأى زيد وآزيد وآى زيد ولكل شواهد مر ذكرها ( وهى أكثر حروف النداء استعمالا ولهذا لا يقدر عند الحذف سواها نحو ) قوله تعالى ( يوسف أعرض عن هذا ) أي يا يوسف قال الازهرى وربما قالوا فلان بلا حرف النداء أي يا فلان ( ولا ينادي اسم الله تعالى والاسم المستغاث وأيها وأيتها الا بها ولا المندوب الا بها أوبوا ) كما تقدم وفى اللباب ولا يجوز حذف حرف النداء الا من اسم الاشارة والمستغاث والمندوب لما في الاولين من وجوه الحذف وفى الثانيين من التخفيف المنافى لمقتضاهما نحو يوسف أعرض عن هذا وأيها الرجل ومثل أصبح ليل وافتد مخنوق وأعور عينك والحجر شاذ والتزم حذفه في اللهم لوقوع الميم خلفا عنه ( وإذا ولى يا ما ليس بمضاف كالفعل في ) قوله تعالى ( ألا يا اسجدوا ) بالتخفيف في قراءة من قرأبه ( وقوله ) أي الشماخ ( الا يا اسقياني قبل غارة سنجال ) * وقبل منايا غاديات وأوجال ويروى الا يا اصبحاني ويروى وآجال وسنجال موضع ذكر في موضعه ( والحرف في نحو ) قوله تعالى ( يا ليتنى كنت معهم ) والحديث ( يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة ) قد ذكر في المعتل ( والجملة الاسمية نحو ) قول الشاعر ( يا لعنة الله والاقوام كلهم * والصالحين على سمعان من جار ) (1/8714)
( فهى ) كل ما ذكر ( للنداء والمنادى محذوف ) عند الدلالة قال الجوهرى واما قوله تعالى الا يا اسجد والله بالتخفيف فالمعنى الا يا هؤلاء اسجدوا فحذف المنادى اكتفاء بحرف النداء كما حذف حرف النداء اكتفاء بانادى في قوله تعالى يوسف أعرض عن هذا إذ كان المراد معلوما وقال بعضهم ان يا في هذا الموضع انما هو للتنبيه كانه قال ألا اسجدوا فلما أدخل عليه يا للتنبيه سقطت الالف التى في اسجدوا لانها المصنف من تقدير المنادى الا يا خليلي اسقياني ويا قوم ليتى ورب ( أو لمجرد التنبيه لئلا يلزم الاجحاف بحذف الجملة كلها ) وهو اشارة الى ما ذكره الجوهرى من القول الثاني في الاية ( أوان وليها دعاء أوامر فللنداء ) كقول ذى الرمة * الا ايا اسلمي يا دارمي على البلى * ( والا فللتنبيه ) قال شيخنا وهذا القول هو المختار من الثلاثة لوجوه ذكرها شراح التسهيل ثم اعلم ان المصنف ذكر حرف النداء واستطرد لبعص أحكام المنادي مع اخلال بأكثرها ونحن نلم بها بالقول الموجز قال صاحب اللباب إذا قلت يا عبد الله فالاصل يا اياك أعنى نص عليه سيبويه فاقيم المظهر مقام المضمر تنبيها للمخاطب ان القصد يتوجه إليه لا غير ثم حذف الفعل لازما لنيابة يا عنه ولما في الحذف من رفع اللبس بالخبر وحكى ياى اياك وقد قالوا أيضا يا أنت الى اللفظ قال الشاعر - يا اقرع بن جابس يا أنتا * أنت الذي طلقت عام جعتا وقيل انما نصب ايا لانه مضاف ولا يجوز نصب أنت لانه مفرد ثم انه ينتصب لفظا كالمضاف والمضارع له وهو ما تعلق بشئ هو من تمام معناه نحو يا خيرا من زيد ويا ضار بازيد أو يا مضر وباغلامه ويا حسنا وجه الاخ ويا ثلاثة وثلاثين اسم رجل وانتصب الاول للنداء والثاني ثباتا على المنهاج الاول الذي قبل التسمية أعنى متابعة المعطوف المعطوف عليه في الاعراب وان لم يكن فيه معنى عطف على الحقيقة والنكرة اما موصوفة نحو يا رجلا صالحا وعود الضمير الخطاب ولم يبن المضاف لانه انما وقع موقعه مع قيد الاضافة فلو بنى وحده كان تقديما للحكم على العلة ونداء العلم بعد تنكيره على رأى واما قوله * سلام الله يا مطر عليها * فقبيح بعيد عن القياس شبهه بباب مالا ينصرف أو الداخل عليه اللام الجارة للاستغاثة أو التعجب واللام مفتوحة بخلاف ما عطف عليه فرقا بين المدعو إليه والفتحة به اولى منها بالمدعو إليه كقول عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يا لله للمسلمين ويا للعجب وقولهم يا للبهية ويا للعضيهة على ترك المدعو ويدخل الضمير نحو فيالك من ليل و * يا لك من قبره بمعمر * أو الالف للاستغاثة فلا لام أو الندبة فانه يفنح نحو يا زيداه والهاء للوقف خاصة ولا يجوز تحريكه الا لضرورة نحو * يا رب يا رباه اياك أسل * أو ما كان مبنيا قبل النداء تحقيقا أو تقديرا نحو يا خمسة عشر ويا حذام ويا لكاع
ويجوز وصف المنادي المعرفة مطلقا على الاعرف خلافا للاصمعي لانه وان وقع موقع ما لا يوصف لم يجر مجراه في كل حال ولم يصرفوه عن حكم الغيبة رأسا لجواز عود الضمير إليه بلفظ الغيبة واستثنى بعضهم النكرة المتعرفة بالنداء مثل يا رجل فانه ليس مما يوصف وقد حكى يونس يا فاسق الخبيث وليس بقياس والعلة استطالتهم اياه بوصفه مع ما ذكر في امتناع بناء المضاف واما العلم فلما لم يكن مفيدا من الالفاظ ولا معنى له الا الاشارة لم يستطل فإذا انتهيت الى الظريف من قولك يا زيد الظريف كانك قلت يا ظريف فالمفرد منه اوما هو في حكم المفرد إذا كان جاريا على مضموم غير مبهم جاز فيه النصب حملا على الموضع منه قوله فما كعب بن مامة وابن سعدى * بأكرم منك يا عمر الجوادا فالرفع حملا على اللفظ لان الضم لاطراده هنا اشبه الرفع وعلى هذا زيد الكريم الخيم رفعا ونصبا وإذا كان مضافا أو لمضاف فالنصب ليس الا نحو يا زيد ذا الجمة ويا عبد الله الظريف وكذا سائر التوابع الا البدل ونحو زيد وعمرو من المعطوفات فان حكمهما حكم المنادى بعينه مطلقا كسائر التوابع مضافة تقول يا زيد زيد ويا زيد صاحب عمرو إذا ابدلت ويا زيد وعمرو ويا زيد وعبد الله تقول يا تميم أجمعين وأجمعون وكلهم أو كلكم ويا غلام بشر أو بشر وابا عبد الله وجاز في قوله انى وأسطار سطون سطرا * لقائل يا نصر نصر نصرا أربعة اوجه ويا عمرو والحرث ويختار الخليل في المعطوف الرفع وابو عمر والنصب وابو العباس الرفع فيما يصح نزع اللام عنه كالحسن والنصب فيما لا يصح كالنجم والصعق وكذلك الرجل حيث لم يسوغوا يا زيد ورجل كأنهم كرهوا بناء من غير علامة تعريف بخلاف العلم وإذا وصف المضموم بابن وهو بين عملين بنى المنادى معه على الفتح اتباعا لحركة الاول حركة الثاني وتنزيلا لهما منزلة كلمة واحدة بخلاف ما إذا لم يقع وكذا في غير النداء فيحذف التنوين في الضرورة نحو * جارية من قيس بن ثعلبه * ولا ينادى ما فيه الالف واللام كراهة اجتماع علامتى التعريف بل يتوسل إليه بالمبهم نحو يا أيها الرجل ويا هذا الرجل وأيهذا الرجل ولا يسوغ في الوصف هنا الا الرفع لانه المقصود بالنداء وكذا في توابعه لانها توابع معرب ويدل على اعرابه نحو (1/8715)
* يا أيها الجاهل ذو التنزى * ولهذا وجه آخر وهو ان يكون بمنزلة غيره من الاسماء المستقلة بأنفسها فجاز في وصفه النصب نحو يا هذا الطويل وينبغى ان لا يكون الوصف في هذا اسم جنس ولكن مشتقا لانه لا يوصف باسم الجنس الا وهو غير ومعلوم بتمامه ولا مستقل بنفسه وقالوا يا الله خاصة حيث تمحصت اللام للتعويض مضمحلا عنها معنى التعريف استغناء بالتعريف الندائى وقد شذ من اجلك يا التى تميت قلبى * وانت بخيلة بالوصل عنى فيا الغلامان اللذان فرا * ايا كما ان تكسبا ناشرا وإذا كرر المنادي في حال الاضافة جاز فيه نصب الاسمين على حذف المضاف إليه من الاول أو على اقحام الثاني بين المضاف والمضاف إليه وضم الاول نحو * ياتيم تيم عدى لا ابا لكم * وإذا أضيف المنادي الى ياء المتكلم جاز اسكان الياء وفتحه كما في غير النداء وحذفه اجتزاء بالكسرة إذا كان قبله كسرة وه في تاء تأنيث في يا أبت ويا أمت خاصة وجاز فيه الحركات الثلاث وحكى يونس يا أب ويا أم والوقف عليه بالهاء عند أصحابنا وجاز الالف دون الياء نحو * يا أبتا علك أو عسا كا * وقولها يا أمتا أبصرني راكب * يسير في مسحنفر لا حب ويا ابن أم ويا ابن عن خاصة مثل باب يا غلام وجاز الفتح كخمسة عشر تجعل الاسمين اسما واحدا انتهى ما أورده صاحب اللباب وانما ذكرته بكماله لتمام الفائدة هو تاج الدين محمد بن محمد بن احمد المعروف بالفاضل رحمه الله تعالى وعلى كتابه هذا شروح عدة وقال الجوهرى الياء من حروف الزيادات وهى من حروف المد واللين وقد يكنى بها عن المتكلم المجرور ذكرا كان أو انثى نحو قولك ثوبي وغلامي وان شئت فتحتها وان شئت سكنت ولك ان تحذفها في النداء خاصة تقول يا قوم ويا عباد بالكسر فان جاءت بعد الالف فتحت لا غير نحو عصاي ورحاى وكذلك ان جاءت بعد ياء الجمع كقوله تعالى وما انتم بمصرخي واصله بمصرخينى سقطت النون للاضافة فاجتمع الساكنان فحركت الثانية بالفتح لانها ياء المتكلم ردت الى اصهلا وكسرها بعض القراء توهما ان الساكن إذا حرك حرك الى الكسر وليس بالوجه وقد يكنى بها عن المتكلم المنصوب الا انه لابد من ان تزاد قبلها نون وقاية للفعل ليسلم السكون الذى بنى الاسم عليه انتهى وفى المحكم باحرف نداء وهى عاملة في الاسم الصحيح وان كانت حرفا والقول في ذلك ان ليافى قيامها مقام الفعل خاصة ليست للحرف وذلك ان الحروف قد تنوب عن الافعال كهل فانها تنوب عن أستفهم وكما ولا فانهما ينوبان عن انفي
والا ينوب عن استنثى وتلك الافعال النائبة عنها هذه الحروف هي الناصبة في الاصل فلما انصرفت عنها الى الحرف طلبا للايجاز ورغبة عن الاكثار أسقطت عمل تلك الافعال ليتم لك ما انتحيته من الاختصار وليس كذلك يا وذلك ان يا نفسها هي العامل الواقع على زيد وحالها في ذلك حال أدعو وانادي فيكون كل واحد منهما هو العامل في المفعول وليس كذلك ضربت وقتلت ونحوه وذلك ان قولك ضربت زيدا وقتلت بشرا العامل الواصل المعبر بقولك ضربت عنه وليس هو نفس ض ر ب انما ثم أحداث هذه الحروف دالة عليها وكذلك القتل والشتم والاكرام ونحو ذلك وقولك انادى عبد الله واكرم عبد الله ليس هنا فعل واقع على عبد الله غير هذا اللفظ ويا نفسها في المعنى كادعو الا ترى انك انما تذكر بعد يا اسما واحدا كما تذكره بعد الفعل المستقبل بفاعله إذا كان متعديا الى واحد كضربت زيدا وليس كذلك حرف الاستفهام وحرف النفى وانما تدخلها على الجملة المستقلة فتقول ما قام زيد وهل زيد أخوك فلما قويت يا في نفسها واو غلت في شبه الفعل تولت بنفسها العمل انتهى وفى التهذيب ( ولليا آت القاب تعرف بها ) كالقاب الافات فمنها ( ياء التأنيث ) تكون في الافعال وفى الاسماء ففى الافعال ( كاضربى ) وتضربين ولم تضربى وهذا القسم قد ذكره المصنف في اول التركيب ومثل هنا بتقومين وقومي وهما واحد وهذا غير مقبول عند أرباب التصنيف لاسيما عند مراعاة الاختصار منهم ( و ) في الاسماء مثل ( يا حبلى وعطشى وجمادى ) يقال هما حبليان وعطشيان وجماديان وما أشبههما ( و ) من هذا القسم ياء ( ذكرى ويسمى و ) منها ( ياء التثنية وياء الجمع ) كقولك رأيت الزيدين والزيدين ورأيت الصالحين والصالحين والمسلمين ( و ) منها ( ياء الصلة في القوافى ) كقوله * يا دارمية بالعلياء فالسندي * فوصل كسرة الدال بالياء والخليل يسميها ياء الترنم يمد بها القوافي والعرب تصل الكسرة بالياء أنشد الفراء لا عهد لي بنيضال * أصبحت كلشن البالي أراد بنضال وقال * على عجل منى أطأ طئ شيمالى * أراد شمالي فوصل الكسرة بالياء ( و ) منها ( ياء المحولة كالميزان ) والميعاد وقيل ودعى ومحى وهى في الاصل واو فقلبت ياء الكسرة ما قبلها ( و ) منها ( ياء الاستنكار كقول المستنكر أبحسنيه ) كذا في النسخ وفى بعضها الحسنيه ( للقائل مررت بالحسن ) فمد النون بياء والحق بها هاء الوقف وهذا القسم ايضا قد مر للمصنف في اول التركيب وجعله هناك حرف انكار ومثله با زيدنيه وهما واحد ففيه تكرار لا يخفى ( و ) منها ( ياء العتابي ) كقولك مررت بالحسنى ثم تقول أخى بنى فلان وقد فسرت في الالفات ( و ) منها ( ياء المنادى ) كندائهم يا بشر يمدون ألف يا ويشددون باء بشر ومنهم من (1/8716)
يمد الكسرة حتى تصير ياء فيقول يا بيشر فيجمع بين ساكنين ويقولون يا منذير ويريدون يا منذر ومنهم من يقول يا بشير يكسر الشين ويتبعها الياء يمدها بها كل ذلك قد يقال ( و ) منها ( الياء الفاصلة في الابنية ) مثل ياء صيقل وياء بيطار وعيهرة وما أشبهها ( و ) منها ) ياء الهمزة في الخط ) مرة ( وفي اللفظ ) أخرى فأما الخط فمثل ياء قائم وسائل صورت الهمزة ياء وكذلك من شركائهم وأولئك وما أشبهها وأما اللفظ فقولهم في جمع الخطيئة خطايا وفى جمع المرآة مرايا اجتمعت لهم همزتان فكتبوهما وجعلوا احداهما ألفا ( و ) منها ( ياء التصغير ) كقولك في تصغير عمر عمير وفى تصغير رجل رجيل وفى تصغير ذاذيا وفى تصغير شيخ شويخ ( و ) منها ) الياء المبدلة من لام الفعل كالخامى والسادى في الخامس والسادس ) يفصلون ذلك في القوافى وغير القوافى قال الشاعر إذا ما عد أربعة فسال * فزوجك خامس وأبوك سادى ( و ) من ذلك ( ياء الثعالى ) والضفادى أي الثعالب والضفادع قال * ولضفادى جمه نقانق * ( و ) منها ( الياء الساكنة تترك على حالها في موضع الجزم ) في بعض اللغات وأنشد الفراء ألم يأتيك والانباء تنمى * بما لاقت لبون بنى زياد فأثبت الياء في يأتيك وهى في موضع جزم ومثله قوله * هزى اليك الجذع يجنيك الجنى * كان الوجه أن يقول يجنك بلاياء وقد فعلوا مثل ذلك في الواو وأنشد الفراء هجوت زبان ثم جئت معتذرا * من هجو زبان لم تهجو ولم تدع ( و ) منها ( ياء نداء ما لا يجيب تشبيها بمن يعقل ) ونص التهذيب تنبيها لمن يعقل من ذلك وهو الصواب كقوله تعالى ( يا حسرة على العباد ) وقوله تعالى ( يا ويلتا أألدو أنا عجوز ) والمعنى أن استهزاء العباد بالرسل صار حسرة عليهم فنوديت تلك الحسرة تنبيها للمتحسرين المعنى يا حسرة على العباد أين أنت فهذا أو انك وكذلك ما أشبهه ( و ) منها ( ياء الجزم المرسل ) كقولك ( أقص الامر وتحذف لان قبلها كسرة تخلفها ) أي تخلف منها ( و ) منها ( ياء الجزم المنبسط ) كقولك ( رأيت عبدى الله ) ومررت بعبدي الله
( لم تسقط لانه لا خلف عنها ) أي لم تكن قبل الياء كسرة وتكون عوضا منها فلم تسقط وكسرت لالتقاء الساكنين وقد ختم المصنف كتابه بقوله لاخلف عنها والظاهر انه قصد بذلك التفاؤل كما فعله الجوهرى رحمه الله تعالى حيث ختم كتابه بقول ذى الرمة ألا يا اسملى يادارمى على البلى * ولا زال منهلا بجرعائك القطر فانه قصد ذلك تقاؤلا به وتبعه صاحب اللسان فختم كتابه أيضا بما ختم به الجوهرى رجاء ذلك التفاؤل وقد ختمنا نحن أيضا به كتابنا تفاؤلا والحمد لله رب العالمين حمدا يفوق حمد الحامدين وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين * ومما يستدرك عليه ياء الاشباع في المصادر والنعوت كقولك كاذبته كيذا باو ضاربته ضيرابا أراد كذابا وقال الفراء أرادوا الالف التى في ضاربته في المصدر فجعلوها ياء لكسرة ما قبلها ومنها ياء الاعراب في الاسماء نحو رب اغفر لي ولابي ولا أملك الا نفسي وأخى ومنها ياء الاستقبال في حال الاخبار نحو يدخل ويخرج ومنها ياء الاضافة كغلامي وتكون مخففة ومنها ياء النسب وتكون مشددة كقرشي وعربى ومنها الياء المبدلة قد تكون عن ألف كحملاق وحمليق أو عن ثاء كالثالى في الثالث أو عن راء كقيراط في قراط أو عن صاد كقصيت أطفاري والاصل قصصت أو عن ضاد كتقضى البازى والاصل تقضض أو عن كاف كالمكاكى في جمع مكوك أو عن لام نحو أمليت في أمللت أو عن ميم نحو ديماس في دماس أو عن نون كدينار في دنار أو عن هاء كدهديت الحجر في دهدهته ومنها ياء آيات تدل على أفعال بعدها في أوائلها يا آت وأنشد بعضهم ما للظليم عال كيف لايا * ينقد عنه جلده إذا يا * يذرى التراب خلفه اذرايا أراد كيف لا ينقد جلده إذا يذرى التراب خلفه وقال ابن السكيت إذا كانت الياء زائدة في حرف رباعى أو خماسى أو ثلاثى فالرباعي كالقهقرى والخوزلى وثور جلعبى فإذا ثنته العرب أسقطت الياء فقالوا الخوزلان والقهقران ولم يثبتوا الياء استقثالا وفى الثلاثي إذا حركت حروفه كلها مثل الجمزى والوثبى ثم ثنوه فقالوا الجمزان والوثبان ورأيت الجمزين والوثبين قال الفراء ما لم تجتمع فيه يا آن كتب بالياء للتأنيث فإذا اجتمع اليا آن كتبت احداهما ألفا لثقلهما ( قال مؤلفه رحمه الله تعالى ) هكذا في النسخ الصحيحة ووجد في بعضها قال مؤلفه الملتجئ الى حرم الله محمد بن يعقوب الفيروزا بادى عفا الله عنهم وهكذا هو في نسخة شيخنا وعليها شرح قال شيخنا ختم المصنف هنا بامور عادتهم اتمام المصنفات بها منها تسميته نفسه والاكثرون يذكرون ذلك في أوائل المصنفات كما أنشرنا إليه أولا والمصنف خالف ذلك للتواضع ولتكون الحكاية صحيحة غير محتاجة للتأويل ومنها تتميم تسمية الكتاب التى أشار الى صدرها في الخطبة كما أشرنا إليه هناك ومنها بعض أوصافه الواقعة له زيادة على ما مر في الخطبة جاء بها استطرادا ايماء الى عدم تقصيره في جمعه وتهذيبه ومنها ذكر الموضع الذى ختم فيه كتابه وابتدأه وهو مكة المشرفة والدعاء لهم ومنها الدعاء لنفسه بالقبول ومنها وهو أعظمها حمد الله تعالى جمعا لشكر النعمة أولا وآخرا ومنها الصلاة والسلام على سيد الكائنات وسر الموجودات سيدنا ومولانا محمد صلى الله تعالى عليه وسلم وعلى آله وأصحابه والترضى عن الآل والصحب والزوجات لتحصل بركة ذلك أولا وآخرا وآثر التأليف لانه أخص من التصنيف والجمع لانه جمع مع مراعاة الالفة والمناسبة وعلى النسخة الثانية التى (1/8717)
شرح عليها شيخنا وفيها الزيادة التى مر ذكرها وهو قوله الملتجئ أي المستند وحرم الله مكة المشرفة لانه كان مجاورا بها وذلك مما يعده الاكابر من المفاخر ولذا اشتهر الزمخشري بجار الله ومحمد اسم المؤلف يدل من قوله مؤلفه ويعقوب والده وفيروز اباد التى نسب إليها هي قرية بفارس منها والده وجده وأما هو بنفسه فولد بكازرين كما صرح به في تركيب كزر فقال وبها ولدت وكلتاهما من أعمال شيراز ومضافاتها وتقدمت ترجمة المصنف مستوفاة في المقدمة وكذا الاختلاف في ضبط بلده في تركيب فرز فاستغنينا هنا عن الاعادة ثانيا وقوله عفا الله عنهم يرسم هكذا بالالف على الصحيح لانه من عفا عفوا وما يوجد بخط بعض العلماء والمقيدين من كتابته بالياء غلط يجب التنبيه عليه قال شيخنا وهى جملة دعائية اعتراضية أو مستأنفة وآثر الدعاء بالصفح لانه عبارة عن محو الذنوب وازالة آثارها بالكلية بخلاف الغفر فانه الستر ولا يلزم منه الازالة كما مرت الاشارة إليه ( هذا ) اشارة الى النقوش واستبعدوه بل أبطلوه وقالوا الصواب في أمثاله الاشارة الى الفاظ المرتبة ذهنا باعتبار دلالتها على المعاني قاله شيخنا ( آخر ) أي غاية وتمام ( القاموس المحيط ) قد مر أن القاموس هو البحر أو وسطه أو معظمه وأن المحيط من أحاط بالشئ إذا أطاف به من كل ناحية وعم
جميع جهاته ( والقابوس الوسيط ) تقدم أن القابوس هو الجميل المضئ من القبس والوسيط المرتفع العالي القدر وبقى من التسمية فيما ذهب من اللغة شماطيط أي متفرقا وهل هو من الجموع التى لا مفرد لها كعباديد أوله مفرد مقول أو مقدر أقوال سبق ذكرها قال شيخنا والسجعات الثلاث هو الاسم العلم على هذا الكتاب وهى تسمية جامعة شبهه في جمعه للغرائب والعجائب التى أوردها بالبحر المحيط ولما تكلفه من حسن صنيعه وتهذيبه وكمال تنبديعه وترتيبه بالقابوس الوسيط والاعلام الموضوعة للمصنفات التى خصت بالتصنيف هل هي اعلام أشخاص أو أجناس أو غير ذلك مما أوضحه الشهاب في طراز المجالس وأشار إليه في العناية وشرح الشفاء وغيرها ( عنيت ) مبنيا للمجهول في الافصح أي اعتنيت ( بجمعه ) ويقال عنى كرضى كما مر للمصنف وأنكرة ثعلب ( وتأليفه ) عطف التأليف على الجمع من عطف الخاص على العام ومعناه جعل الاشياء الكثيرة بحيث يطلق عليها اسم الواحد سواء كان لبعض أجزائه نسبة الى بعض بالتقدم والتأخر أم لا ذكره السيد الجرجاني وقال أبو البقاء أصله الجمع بين شيئين فصاعدا على وجه التناسب ( وتهذيبه ) هو التنقية والاصلاح كما مر ( وترصيفه ) وهو الاحكام والاتقان ( ولم آل ) أي لم أقصر من الالو وقد ذكر في المعتل وقوله ( جهدا ) أي طاقة ولهم فيه كلام حررة السعد وحققه محشوه ( في تلخيصه ) أي اختصاره المستوفى للمقاصد مع حذف الحشو والزوائد ( وتخليصه ) أي ازالة ما يضر بالمعاني والالفاط ( واتقانه ) أي احكامه ( راجيا ) حال من فاعل قال أي طامعا من فضله وكرمه ( أن يكون ) هذا الكتاب الموصوف بما مر من الاوصاف الكاملة ( خالصا ) من الشوائب الدنيوية من الرياء والسمعة وطلب الدنيا والجاه وغير ذلك مما يتعوذ منه العارفون فان مقصودهم رضى الله تعالى عنهم الاخلاص أي عدم الشريك في أعمالهم والتوجه بها ( لوجه الله كريم ) أي ذاته المقدسة عند الاكثر أو المعنى المراد له تعالى لان الوجه من المتشابه والقولان فيه مشهوران ( ورضوانه ) أي رضاه وهو أفضل ما يناله العبد يوم القيامة من ربه فانها الغاية كما في حديث المناجاة وروى بكسر الراء وضمها وهما لغتان كما مر ( وقد يسر الله تعالى اتمامه ) هذه جملة حالية أو مستأنفة قصد بها بيان الموضع الذى تهيأ له اتمام الكتاب فيه ( بمنزلي ) البكائن بناؤه ( على ) جبل ( الصفا ) وهو المشعر المعروف أحد أركان السعي وقد أشار الى منزله هذا في ص ف وفقال بنيت على متنه دارا هائلة أي زمن مجاورته ( بمكة المشرفة ) وذلك بعد رجوعه من اليمن ومعنى المشرفة أي شرفها الله تعالى وفضلها بكون بيته فيها وقبلة الاسلام وتضعيف الاعمال وغير ذلك مما هو مشهور قال شيخنا ولو قال المكرمة بدل المشرفة ليوافق المعظمة في الفقرة لكان أولى فان كثيرا من أهل القوافى يمنعون كون هاء التأنيث رويا وزاد بيانا فقال ( تجاه ) أي مقابلة ( الكعبة ) وهى علم على البيت الشريف كما سبق المعظمة ) أي التى عظمها الله تعالى وأمر عباده بتعظيمها بالصلاة إليها لجعلها قبلة والنظر إليها والطواف بها وغير ذلك مما هو مشهور في فضائلها المخصوصة بالتصنيف ( زادها الله تعالى تعظيما ) على تعظيم ( وشرفا ) على شرف وهذه الجملة من الدعاء مما وردت في لسان الشارع صلى الله تعالى عليه وسلم ( وهيأ ) أي يسر ( لقطان ) أي سكان ( باحتها ) أي ساحتها والمراد بهم من أهلها أو المجاورين فيها ( من بحابح ) جمع بحبوحة بالضم وفيها مع الباحة جناس الاشتقاق أو شبهه قاله شيخنا ( الفراديس ) جمع فردوس وهو أعلى الجنة كما مر ( غرفا ) جمع غرفة بالضم وهو المرتفع من الاماكن وفى قوله غرفا وشرفا التزام مالا يلزم ثم التفت للدعاء لكتابه فقال ( ونفع بهذا الكتاب ) أي القاموس ( المكتسى ) أي الذى اكتسى ( من بركتها ) أي الكعبة خيرا كثيرا فمن بيانية والمفعول محذوف أي كساء الله من بركاتها خيرا كثيرا أو غير ذلك وحذف المفعول نفع فصل بينه وبين فعله بالجار والمجرور ووصفه أي ونفع اخواني بهذا الخ والنفع عام بالقراءة والكتابة والمطالعة والمراجعة وغير ذلك من وجوه النفع ( وحسنه بالقبول ) أي جعل فيه الحسن وحصر حسنه في القبول لانه المطلوب في مثله والمراد القبول العام من الله تعالى فانه قبله ضاعف له الجوائز عليه ومن الخلق ليكثر نفعهم به وتداولهم اياه فيكثر الدعاء منهم له واشادة ذكره وذلك مما يضاعف له الحسنات ويبقى ذكره على ممر الزمان ( لتستعبر من حسنه ) أي زيادة في كمال حسنه أي حسنا زائدا يستعير (1/8718)
منه من لا يحتاج الى الحسن والزينة وأعظم ذلك ( الغوانى ) جمع غانية والمراد بها التى تستغنى بحسنها عن الزينة لانه منها أبلغ
وان مر أنها تطلق بمعنى التى استغنت بزوجها عن الرجال كما لا في العفة أو ببيت أبيها عن الازواج زيادة في التصون فان المعنى الاول هنا أنسب ولم اكانت المحاسن أنواعا وأحسنها عند ذوى الاذواق المحاسن المعنوية ولا سيما المتصفة باللطف قال ( لطائف المعاني ) وهو من اضافة الموصوف الى الصفة أي المعاني اللطائف ( وأجزل ) أي أكثر ( من فضله العميم ) أي العام الشامل ( ثوابي ) أي جزائي على هذا الخير ( وجعله نورا ) يضئ لى ( بين يدى ) لانه من الاعمال التى لا تنقطع بالموت ( يوم حسابى ) أي يوم القيامة لانه الذى يحاسب فيه الخلائق ثم ختم بما حصل به الابتداء فقال ( والحمد لله رب العالمين ) فهو من أبدع رد العجز على الصدر ولذلك كان أول القرآن وآخر دعوى أهل الجنان و ( على فضله ) متعلق بأحمد محذوف لان المصدر لا يعمل مع الفصل وان أجازه السعد في بعض المباحث والفضل الاحسان و ( الموفور ) الكثير ( وقبوله منا عفو خاطرنا ) عفو الخاطر ما يصدر عنه بلا كلفة و ( المنزور ) القليل اشارة الى انه تعالى لكمال كرمه وفضله يقبل القليل ويجازى عليه جل شأنه بالجزيل الجليل ثم بعد الحمد أردف بالصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم لانها الذخر الاعظم والوسيلة الكبرى في قبول الاعمال وبلوغ الآمال فقال ( والصلاة والسلام الاتمان الاكملان ) وصفهما بالتمام والكمال مبالغة ان قلنا بتراد فهما على ما هو رأى أكثر أهل اللغة وزيادة في التعظيم والمبالغة على القول باختلافهما ( على حبيبه وصفيه وخليله ونبيه ) والمحبة والصفوة والخلة والنبوة كلها أوصاف له صلى الله تعالى عليه وسلم وقد شرحت في مواضعها والقول في التفاضل بين الخلة والمحبة أمر مشهور وقد أشرنا لبعضه في مواضع من هذا الكتاب ثم ذكر اسمه الشريف فقال ( محمد ) صلى الله عليه وسلم وأشار بقوله ( الذى لا نرضى لبيان استحقاقه من الوصف جهدنا ) الى أن الانسان وان قال ما قال وبلغ من البلاغة أقصى المقال فان جهده جهد مقل بالنسبة الى فضائله صلى الله عليه وسلم التى لا يحصيها العدد وتنتهى المدد ولا ينتهى لفيضها مدد ولذلك نستعين على ذلك بطلبه من خالق القوى والقدر ونستمد بعض كمالاته من مدد القضاء والقدر لا رب غيره ( ونبتهل الى الله الكريم ) أي نتوجه ونتضرع إليه في ( أن يوصل إليه صلاتنا ) وفى يوصل وصلاتنا جناس الاشتقاق ( ويقرب منه بعدنا ) يمكن ان يراد به التقريب الحسى والمعنوي ( وأن يصلى على آله ) وهم أقاريه المؤمنون من بنى هاشم على الاصح من أقوال سبعه لمالك ويراد بهم في الدعاء كل مؤمن تقى أو كل الامة ( وأزواجه ) أمهات المؤمنين من ماتت منهن في عصمته حيا كالسيدة خديجة رضى الله عنها وأم المساكين على الاصح ومن بقين بعده في عصمته كامهات المؤمنين التسع رضى الله تعالى عنهن ويلحق بهن سراريه ( وأصحابه ) رضى الله عنهم كل من اجتمع به مؤمنا به على الاصح ولا تشترط الرؤية وال الرواية ولا الطول ولا غير ذلك خلافا لزاعمه ووصفهم بقوله ( ولاة الحق ) جمع وال أي الذين يلون الحق أي يتصفون به ( وقضاة الخلق ) جمع قاض أي شأنهم الاتصاف بذلك وان لم يلوه بالفعل لان النبي صلى الله عليه وسلم قال أصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم ( ورتقة الفتق ) الرتقة محركة جمع راتق وهو الذى يضم الشئ ويلامه والفتق الشق وفسر المصنف الرتق بانه ضد الفتق فالجمع بينهما من أنواع البديع ( وغرر السبق ) الغرر جمع غرة والسبق التقدم ( وفتحة الغرب والشرق ) الفتحة بالتحريك جمع فاتح والمراد بالغرب والشرق قطراهما لانهم رضى الله تعالى عنهم جاهدوا في الله حق جهاده حتى مهدوا الدنيا باسرها واستولوا على الارضين كلها بفتحها بقتل كفرتها وأخذها وأسرها جزاهم الله خيرا عن الاسلام وبوأهم الجنة دار السلام ورزقنا محبتهم الخالصة والانقياد الى ودهم والاستسلام آمين ( وسلم ) هكذا في سائر النسخ وكانه معطوف على صلى المقدر من قوله وأن يصلى عليه ( تسليما كثيرا ) دائما أبدا ( وحسبنا الله ونعم الوكيل ) هكذا وجد في النسخ الموجودة عندنا ختام هذه الخاتمة بهذا الآية الكريمة وفى بعضها بدون هذه الآية وتقدم أن الجوهرى ختم كتابه بقول ذى الرمة السابق وقلده صاحب اللسان وأما الازهرى فقال في آخر كتابه ما نصه وهذا آخر الكتاب الذى سميته تهذيب اللغة وقد حرصت أن لا أودعه من كلامهم الا ما صح لى سماعا من أعرابي فصيح أو محفوظا الامام ثقة واماما وقع في تضاعيفه لابي بكر محمد بن دريد الشاعر ولليث مما لم أحفظه لغيرهما من الثقات فقد ذكرت أول الكتاب أنى واقف في تلك الحروف ويجب على الناظر فيها ان يفحص عن تلك الغرائب التى استغربناها وأنكرنا معرفتها فان وجدها محفوظة في كتب الائمة أو شعر جاهلي أو بدوى اسلامي علم صحتها وما لم يصح له من هذه الجهة توقف عن تصحيحه وأما النوادر التى رواها أبو عمر الزاهد وأودعها كتابه فانى تأملتها ولم أعثر منها على كلمة مصحفة ولا لفظة مزالة عن وجهها أو محرفة عن معناها ووجدت عظم ما روى لابن الاعرابي وأبى عمر والشيبانى وأبى زيد وأبى عبيدة والاصمعى معروفا في الكتب التى رواها الثقات عنهم والنوادر المحفوظة لهم ولا يخفى ذلك على من درس كتبهم وعنى بحفظها والتفقد لها ولم أذهب فيما ألفت وجمعت في كتابي مذهب من تصدى للتأليف فجمع ما جمع من كتب لم يحكم معرفتها ولم يسمعها ممن أتقنها وحمله الجهل وقلة المعرفة على تحصيل ما لم يحصله وتكملة ما لم يكمله حتى أفضى به ذلك الى أن صحف فاكثرو غير فأخطأ ولما تأملت ما ألفه هذا الطبقة وجنايتهم على لسان العرب الذى به نزل الكتاب ووردت السنن والاخبار وازالتهم كلام العرب عما عليه صيغة ألسنتها وادخالهم فيه ما ليس من لغاتها علمت ان المميزين من علماء اللغة قد قلوا في أقطار الارض وأن من درس تلك الكتب ربما اغتر بها واستعملها واتخذها أصولا فبنى عليها فألفت هذا الكتاب وأعفيته من الحشو وبينت (1/8719)
الصواب بقدر معرفتي ونقيته من التصحيف والمغير والخطا المستفحش والتفسير المزال عن جهته ولو أنثى كثرت كتابي وحشوته بما حوته دفاتري واشتمل عليه الكتب التى أفسدها الوراقون وغيرها المصحفون لطال وتضاعف على ما انتهى إليه وكنت أحد الجانين على لغات العرب والله يعيدنا من ذلك ويوفقنا للصواب ويؤم بنا سمت الحق ويتغمد زللنا برأفته واعلم أيها الناظر فيه أنى لا أدعى انى حصلت فيه لغتهم كلها ولا طمعت في ذلك غير انى حرصت يكون ما دونته مهذبا من آفة التصحيف منقى من فساد التغيير ومن نظر فيه من ذوى المعرفة فلا يعجلن الى الرد والانكار وليتثبت فيما يخطر بباله فانه يبين له الحق وينتفع بما استفاد وأسأل الله ذا المن والطول ان يعظم لى الاجر على حسن النية ولا يحرمني ثواب ما توخيته من النصيحة واياه أسأل مبدئا ومعيدا ان يصلى على محمد وعلى آله الطيبين أطيب الصلوت وأزكاها وان يحلنا دار كرامته ومستقر رضاه انه أكرم مسؤل وأقرب مجيب انتهى ما وجد في آخر نسخة التهذيب * وختم شيخنا رحمه الله شرحه فقال وقد أنجزنا وعد السائل وأنجزنا الجواب عما سأله من المسائل رغبة في جلب الدعاء منه وممن شاركه في السؤال من أهل الحضرة الفاسية من أعيان الافاضل ومن شاركهم في بقايا الآفاق من كل فاضل فانهم أدام الله تعالى صعود سعودهم ممن يجب انجاز وعودهم ويرجى صالح أدعيتهم وخصوصا إذا ظفروا بما ليس في أوعيتهم مع اغتنام ما أشاروا إليه من الثواب إذا تبين الخطأ من الصواب واستغنت تلك المسألة الاكيدة بما اقترحوه من العلوم الوافرة المديدة واسستمدت من بركات أبى الحسن بكل معنى بديع ولفظ حسن وقد حقق الله رجاءهم لحسن نياتهم فجاء ما سألوه وفق أمنياتهم ولم نتكلف فيه كما سألوه مشقة تحتاج الى طول زمان بل أوردنا ما حضرو سهل وحصل به الفتح من الرحمن واقتصرنا على الاهم فالاهم من المباحث ولم نستوعب جميع ما يبحث فيه الباحث وترجمنا ما حررناه باضاءة الراموس وافاضة الناموس على أضاة القاموس وأشرنا في الخطبة الى انا لم نشترط البيع على البراءة وأبدينا موجبات العذر لمن القى سمعنه وأنقى آراءه والله سبحانه المسئول ان يعم به النفع وينصبه للجزم بالرفع ويجعله كاصله ويصله بوصله ويمنحني ثمرة أدعيتهم الصالحة وينتج لى بسببها آمالا ناحجة وأعمالا صالحة وهو المأمول تعالى جده في جعله خالصا لوجهه الكريم نافعا عنده يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم بمحمد وآله وكانت مدة املائه مع شواغل الدهر وابلائه ضعف ميعاد موسى الكليم على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ختم الله بالصالحات أعمالنان وبلغنا في الدارين آمالنا وجعلنا ووالد ينا ومحبينا من أهل ولائه ونظمنا في سلك أخصائه وأوليائه انه على ما يشاء قدير وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين انتهى ما وجدته * وقال الصغانى في آخر تكملته مانصه قال الملتجئ الى حرم الله تعالى الحسن بن محمد بن الحسن الصغانى تجاوز الله عنه هذا آخر ما أملاه الحفظ وأمله الخاطر من اللغات التى وصلت الى وغرائب الالفاظ التى انثالت على وهذا بعد أن علتنى كبرة وأحطت بما جمع من كتب اللغة خبرا وخبرة ولم آل جهدا في التقرير والتحرير والتحقيق وايراد ما هو حقيق واطراح ما لا تدعو الضرورة الى ذكره حذرا من اضجار متأمليه وتخفيفا على قارئيه وان كان ما من الله تعالى به من التوسعة ومنحه من الاقتدار على البسط وزيادة الشواهد من فصيح الاشعار وشوارد الالفاط الى غير ذلك مما أعجز عن أداء شكره ليكون للمتأدبين معينا
ولهم على معرفة غوامض لغات الكلام الالهى واللفظ النبوى معينا فمن رابه شئ مما في هذا الكتاب فلا يتسارع الى القدح والتزييف والنسبة الى التصحيف والتحريف حتى يعاود الاصول التى استخرجته منها والماخذ التى أخذت على تلك الاصول وانها تربى على ألف مصنف ومن كتب غرائب الحديث كغريب أبى عبيدة وأبى عبيدة والقتيبي والخطابى والحربي والفائق للزمخشري والملخص للباقر حى والغريب للسمعاني وجمل الغرائب للنيسابوري ومن كتب اللغة والنحوود واوين الشعر وأراجيز الرجاز وكتب الابنية وتصانيف محمد بن حبيب كالمنمق والمنمنم والمحبر والموشى والمفوف والمختلف والمؤتلف وما جاء اسمين أحدهما أشهر من صاحبه وكتاب الطير وكتاب النخلة وجمهرة النسب لابن الكلبى وأخبار كندة له وكتاب افتراق العرب له وكتاب المعمرين له وكتاب أسماء سيوف العرب المشهورة وكتاب اشتقاق أسماء البلدان له وكتاب ألقاب الشعراء له وكتاب الاصنام له والكتب المصنفة في أسماء خيل العرب وكتاب أيام العرب وكتب المذكر والمؤنث والكتب المصنفة في أسامي الاسد وفى الاضداد وفى أسامي الجبال والمواضع والبقاع والاصقاع والكتب المؤلفة في النبات والاشجار وفيما جاء على فعال مبنيا والكتب التى صنفت فيما اتفق لفظه وافترق معناه والكتب المؤلفة في الآباء والامهات والبنين والبنات ومعاجم الشعراء لدعبل والآمدي والمرزباني والمقتبس له وكتاب الشعراء وأخبارهم له وكتاب التصغير لابن السكيت وكتاب المثى والمكنى له وكتاب معاني الشعر له وكتاب الفرق له وكتاب القلب والابدال له وكتاب اصلاح المنطق له وكتاب الالفاط له وكتاب الوحوش للاصمعي وكتاب الهمز له وكتاب خلق الانسان له وكتاب الهمز لابي زيد وكتاب يافع ويفعة له وكتاب خبئة له وكتاب يمان عيمان له وكتاب نابه ونبيه له وكتاب النوادر له وللاخفش لابن الاعرابي ولمحمد بن سلام الجمحى ولابي الحسن اللحيانى ولا بى مسحل وللفراء ولا بى زياد الكلابي ولا بى عبيدة وللكسائي وكتاب المكنى والمبنى لابي سهل الهروي والمثلث أربع مجلدات له (1/8720)
والمنمق له وكتاب معاني الشعر لا بى بكر بن السراج والمجموع لابي عبد الله الخوارزمي ثلاث مجلدات وكتاب الآفق لابن خالويه وكتاب اطرغش وابرغش له وكتاب النسب للزبير بن بكار وكتاب المعمرين شبة ولابي حاتم والمجرد للهنائى والزينة لابي حاتم وكتاب المفسد من كلام العرب والمزال عن جهته له واليواقيت لابي عمر الزاهد والموشح له والمداخل له وديوان الادب وميدان العرب لابن عزيز والتهذيب للعجلى والمحيط لابن عباد وحدائق الآداب للابهرى والبارع للمفضل بن سلمة والفارخ له واخراج ما في كتاب العين من الغلط له والتهذيب للازهري والمجمل لابن فارس وكتاب الاتباع والمزاوجة له وكتاب المدخل الى علم التحت له وكتاب المقاييس له وكتاب الموازنة له وكتاب علل مصنف الغريب له وكتاب ذو وذات وكتاب الترقيص للازدي والجمهرة لابن دريد والزبرج للفتح بن خاقان وكتاب الحروف لابي عمرو الشيباني وكتاب الجيم له والزاهر لابن الانباري والغريب المصنف لابي عبيد وكتاب التصحيف للعسكري وكتاب الجبال لابن شميل وضالة الاديب لابي محمد الاسود وفرحة الاديب له ونزهة الاديب له وسقطات ابن دريد في الجمهرة لابي عمرو وفائت الجمهرة وجامع الافعال فان لم يجد لما رابه في هذه الكتب ما ينادى بصحته فليصحله زكاة لعمله الذى هو خير من المال يربح في الحال والمال ومن الله وأرجو حسن الثواب وبرحمته أعتصم من هول يوم المآب وصلى الله على سيدنا محمد وآله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا انتهى ما وجدته وأنا أقول تقليد المن مضى من الائمة الفحول الى هنا انتهى بناما أردنا جمعه وتيسر لنا وضعه من كتاب تاج العروس من جواهر القاموس بعد أن لم آل جهدا في ضبط كلمات التن وتصحيحها واتقانها وتمييز صحيحها من سقيمها ولا أدعى أننى لم أغلط ولا أشمخ بأننى لم أك في عشواء أخبط والمقر بذنبه يسال الصفح فان أصبت فهو بتوفيق الله وان أخطأت فهو من عوائد البشر فلما لم أنته من هذا الكتاب الى غاية ارضاها وأقف منه عند غلوة على تواتر الرشق فأقول هي اياها ورأيت تعثر قمر ليل الشباب بأذيال كسوف شمس المشيب وانهزامه وولوج ربيع العمر على قيظ انقضائه بأمارات الهرم واقتحامه استخرت الله تعالى ذا الطول والقوة ووقفت هنا راجيا نيل الامنية باهداء عروسه الى الخطاب قبل المنية وخفت الفوت فسابقت بابرازه الموت وانى بانهزام العمر قبل ابرازه الى المبيضة لجد حذر ولفلول حد الحرص لعدم الراغب المحرص عليه منتظر وكيف ثقتى بجيش زمان أصابتني خطوبه بالسهم الصائب أو أركن الى صباح ليل أمسيت فقد اعترضتني الاعراض من كل جانب ومع ذلك فانى أقول ولا أحتشم وأدعوا الى النزال كل بطل في العلم علم ولا أنهزم ان كتابي هذا أوحد في بابه موسر على جميع أضرابه واترابه لا يقوم لمثله الا من أيد بالتوفيق وركب في طلب الفوائد
والفرائد كل طريق فغار وأنجد وتغرب فيه وأبعد وتفرغ له في عصر الشباب وحرارته وساعده والعمر بامتداده وكفايته وظهرت عليه علامات الحرص و أمارته نعم وان كنت أستصغر هذه الغاية فهى كبيرة وأستقلها وهى لعمر الله كثيرة وأما الاستيعاب فأمر لا يفى به طول الاعمار ويحول دونه مانعا العجز والبوار فقطعته والعين طامحة والهمة الى طلب الازدياد جامحة ولو وثقت بمساعدة العمر وامتداده وركنت الى أن يعضدني التوفيق لبغيتى منه واستعداده لضاعفت حجمه أضعافا وزدت في فوائده مئين بل آلافا وخير الامور أوساطها ولو أردن نفاق هذا الكتاب وسيرورته واعتمدت اشاعة ذكره وشهرته لصغرته بقدر همم أهل العصر ورغبات أهل النفوس في كل مصر ولكني أنفذت فيه نهمتى وجررت رسنى له بقدر همتي وسألت الله أن لا يحرمنا ثواب التعب فيه ولا يكلنا الى أنفسنا فيما نعمله وننويه بمحمد وآله الكرام البررة * وكان مدة املائي في هذا الكتاب من الاعوام أربع عشرة سنة وأيام مع شواغل الدهر وتفاقم الكروب بلا انفصام وكان آخر ذلك في نهار الخميس بين الصلاتين ثانى شهر رجب من شهور سنة 1188 بمزلى في عطفة الغسال بخط سويقة المظفر بمصر وأنا أسأل الله تعالى الهداية الى مراضيه والتوفيق لمابه بمنه وكرمه وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وأزواجه وأصحابه وسلم تسليما وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وكتبه العبد العاجز المقصر محمد مرتضى الحسينى الواسطي الزبيدى نزيل مصر عفا الله عنه وسامحه بمنه وكرمه آمين م المطبعه الخيريه بمصر (1/8721)
بسم الله الرحمن الرحيم ( نحمدك ) يا من زينت الانسان بتاج عروس الادب واللسان وأطلعت شموس البراعة في سماء اللغة العربية وحصصتها بالترجمة عن معاني الغزير الراخر ومصباح الفصاحة المنير الزاهر سيدنا محمد الذى أظهر الدين المبين وأيده ببيض الصفاح وصحاح البراهين وعلى آله المحرزين غاية التكملة والتهذيب وأصحابه الحائزين جمهرة الفضائل ونهاية التقريب ( وبعد ) فيقول من نعمة الله تعالى عليه أجدت ملتزم طبعه الفقير السيد على جودت انه من العلوم المسلم ان علم اللغة لسائر العلوم سلم وكيف لا وعلى محورها تدور فنون لاادب وهى لفهم معاني التنزيل العزيز والسنة السنية أقوى سبب واليها المرجع في استنباط المجتهدين الاعلام فروع الشريعة وقواعد الاسلام مادة كل ناثر وشاعر وعمدة كل خطيب مصقع ماهر وقد اعتنى بها أكابر العلماء وتنافست فيها مشاهير جها بذد الفضلاء فألفوا وأجادوا وصنفوا وأفادوا فقيدوا أو ابدها في بطون الدفاتر والصحائف واقتنصوا شواردها من رؤس الشواهق وظهور التنائف وأوضحوا معالمها بعد ان كانت غامضة وفجروا أنهارها بعد ان كانت غائضة وذللوا مصاعبها وقربوا مطالبها وان أسنى ما ألف فيه وأبدعه وأعذبه موردا وأحكمه وأجمعه الشرح المسمى بتاج العروس من جواهر القاموس لامام اللغة وابن بجدتها وجذيلها المحكك وحامى حوزتها العلامة المفرد العلم من جورى لادراك شأوه فلم الحقيق بان يباهى عصره به ويفاخر قائلا الله أكبر كم ترك الاول للاخر مولانا المحقق السيد محمد مرتضى أفاض الله تعالى عليه هوامع الرحمة والرضا ولعمري ان نطاق التعبير ليضيق عن حصر ما أنداه من جواهر البيان وشذور التحرير تتحلى بفرائده صدور المحافل والمحاضر ويتسلى بفوائده كل بادو حاضر جمع فأوعى وأحاط بالنوادر والنظائر جنسا ونوعا وأنشأ غروس الافكار وجمع غريب القرآن والآثار واستخرج من القاموس دره ودره وقرب للمجتنى أزهاره وثمره وزينه بتاجه وأطلع شموسه من أبراجه وأبرزد فائنه وكنوزه وحل غوامضه ورموزه وغاص في غوره العميق وكلل تاجه بنفائس جمان التحقيق وأودع فيه من بدائع الامثال ما هو عديم اشباه وأمثال وزاد عليه من الجواهر المكنونة مما تركه المصنف ما بلغ عدده عشرين ألفا زيادة على مواده الاصلية البالغة ستين ألفا حتى استغرق ما في اللسان والمحكم والمخصص والتهذيب والعباب ونظمها في سموط أبوابه أبدع نظام وأدرحها في ادراج فصوله مع حسن انسجام وأكمل تاجه وأتمم نتاجه وصيره جامعا لمجامع اللغات العربية الفصيحة وحاصر الامهاتها المعتبرة الصحيحة فاحكم ضوابط أركانه وأعلى على رؤس المؤلفات السالفة عزيز شانه وجعله مجلة جليلة عديمة المثال ليكون أثرا وحيدا في الاستقبال وانه لحقيق ان لا يأتي الزمان بثانيه في عالم الامكان ولا تبرز الايام ما يدانيه في ميدان العبان خليق بقول مؤلفه فيه بديع الاتقان صحيح الاركان سليما من لفظة لو كان فلله براعة عبارة ولطافة اشارته وسهولة منزعه وعذوبة مترعه وتحقيقاته الفائقة وتدفيقاته الرائفة وتنبيهاته النافعة وتنويراته الساطعة الشاهدة له بعلو درجته وزيادة مزيته ولمؤله بسعة اطلاعه ووفردة آدابه وطول باعه
وطالمات تشوف العلماء الى بزوغ بدره وتشوق الادباء الى ترشف ثغره حتى كانت اهتمت بطبعه سابقا هيئة علمية معنونة باسم جمعية المعارف بالقاهرة المعزية وطبعت منه الخمسة الاجزاء الاول ولم يساعدها الزمان باتمام طبعه لوضع كامل ثمرته في طبق العيان وانتشر ما طبع منه من هذه الاجزاء وتداول في سائر الامصار بين الفضلاء والادباء والنبهاء وتلقوه بالقبول مع ما فيه من التحريف والغلطات والتصحيف والسقطات ولكن جزى الله تعالى هذه الجمعية الجزاء الجزيل على ما أبدت من سعيها المشكور الجميل إذ بذلت ما في وسعها وشمرت عن ساعد الجد بقدر امكانها وبقيت النفوس من ذلك الوقت متطلعة الى طلعة بدره الكاملة والانظار متوجهة الى تخلصه من حجبه الحائلة فرغب كثير من ذوى البرر العوارف المحبين لنشر آثار المعارف في تتميم طبعه لتعميم نفعه مسابقة الى عمل الخيرات واغتناما لصالح الدعوات ولكن لم يوفقوا لما عزموا عليه ولم يظفروا بما هامت همتهم إليه لجاسمته وكثرة نفقته وصعوبة الحصول على نسخه وغيرها من الامهات المعتمدة في التحرى والتحرير وتخليصه من شوائب التحريف والتغيير فانقطعت آمال رغابته من تحصيله ومناله وأيست طلابه من نيل وصاله حتى وفق الله تعالى له ذا المعارف الموفورة والهمم العلية والعوارف المشهورة العلم الشامخ المفرد والمقدام البازخ الراسخ الا وحد رب السيف القاطع والقلم البارع الهمام الشجاع والهزبر المناع أعنى الوزير الاكرم والمشير الافخم محرز قصبات السبق في ميادين الفخار الغازى أحمد باشا مختار المندوب العالي السلطاني فلما علم له حصول التعطيل في اتمام هذا الشرح الجليل ذى النفع الجزيل تأسف من تأخير طبعه وتأثر من عدم انتشار نفعه فاخذ حفظه الله في أسباب تسهيله باذلاهمته نحو المساعدة في تكميله وباطلاع دولته على ما وقع في الاجزاء الخمسة الاول المطبوعة على طرف الجمعية المذكورة من السقط (1/8722)
أوله برمته مع استكمال ما يلزم من المحسنات والفوائد المهملة كشكل ما بهوا مشه رجودة حروفه ومتانة ورقه وضبطه وتصحيحه بكامل الدقة ليكون على نسق واحد ورونق زائد كما هو معلوم لدولته أن هذا الكتاب حقيق أن تتحلى الالباء بجوده طبعه وتسرح الادباء أنظارهم في حدائق ثمره وينعه فأمر أن يحتار له من كل شئ أحسنه فمن الورق أصقله وأمتنه ومن الادوات أعلاها والمعدات أنظمها وأغلاها واستحضر له غالب نسخة المؤلف بحطه من شاسع الجهات مع نسخ أخر مختلفة الاشكال والصفات وأمهات في اللغة كثيرة لتكون حجة بالغة في المراجعة ومحجة مستنيرة علما منه بان هذا الفن في هذا الزمان قد صار عرضة للتحريف والتصحيف والاوهام وأحال تحمل أعباء تصحيحه وتحريره وتنقيحه على حضرة الاستاذ الفاضل اللوذعى الالمعى الكامل من أحرز السبق في مضمار العلوم الى أسنى المقاسم العلامة التحرير الشيخ محمد قاسم وذلك لسبق خدمته بالمطبعة الاميرية ببولاق التى اشتهرت محاسنها في سائر الآفاق وحوزه بهار ياسة التصحيح مدة مديدة من الزمان وبذله جهده في حسن أداء تلك الوظيفة الشريفة بغاية الدقة والاتقان فباشر تصحيحه مع عصابة أولى نجابة وبراعة واصابة ممن مارس هذه اللغة الشريفة وأحرز دقائق الانظار وأبرزمن أشكال ضروب الفنون المنيفة نتائج الافكار فاشتغل كل منهم بما ندب إليه وبذل جهده بقدر مالديه وكابدوا في تصحيحه شدائد عرق لها منهم الجبين واستسهلوا الصعب ليدركوا المنى ويكونوا من السابقين ولتمام العناية بتصحيح هذا الكتاب وترقيه الى أوج الدقة والصواب كان كلما طبع شئ من الاجزاء يرسل على التتابع والولاء من طرف دولته الى حضرة العالم الالمعى والفاضل البارع اللوذعى الاستاذ الماجد الشيخ محمد أبى راشد ليسرح فيه أنظاره ويحيل بمراجعته أفكاره فاجتهد هذا النحرير أيضا في تدارك ما فات وجعله في جدول مبينا أمامه صواب مالا يسلم منه انسان من الهفوات فكمل بذلك نتقيحه وتحريره وحسن بما هنالك وشيه وتحبيره حتى ثم بحمده تعالى على أحسن الوجوه طبعا يروق ببهجته الانظار والقلوب أسلوبا وصنعا بالغامن الصحة كمال التحقيق ونهاية التحرى ومزيد التدقيق ومن حسن الصنعة تمام الاتقان وغاية الامكان مصدقا من يقول فيه ليس في الامكان أبدع مما كان وكان طبعه اللطيف ووضعه الانيق الظريف بالمطبعة الخيرية بخطة الجمالية من القاهرة المعزية ذات الادوات الفائقة والاوضاع الشائقة الرائقة د تعلق كل من حضرتي الكامل السيد عمر حسين الخشاب والفاضل السيد محمد عبد الواحد الطوبى وذلك في عهد سلطان البرين وخاقان البحرين وخليفة رسول الثقلين وخادم الحرمين الشريفين حامى حمى الدين ومروج شريعة سيد المرسلين أمير المؤمنين مولانا السلطان الغازى عبد الحميد خان ابن السلطان الغازى عبد المجيد خان ابن السلطان الغازى محمود خان خلده الله تعالى في سرير
سلطنتة السنيه مؤيدا بالتأييدات الصمدانيه والتوفيقات الربانيه وفى أيام حكومة الحضرة الخديويه الفخيمة ذى السجايا العلية والاخلاق الكريمة السنية منبع مناهل المكارم والحود ومطلع بوارق بدور السعود محمد توفيق باشا خديوى مصر الاكرم لا زال محفوظا بعناية الملك العلام على ممر السنين والايام متمتعا بكمال العز والاحتشام في ظل ظليل خليفة الزمان مادام الشمس والقمر في الفلك يسبحان ولما فاح مسك الختام وتعطرف منه المشام قال مصححه العلامة النحرير الفهامة مقالة بليغة حرية أن تكتب بماء الذهب وقصيدة غرائق يحق أن تقرأ بلسان الوجد والطرب ان أسنى ما تحلت به أجياد الطروس حمد الله تعالى الذى زين اللغة العربية بتاج العروس والصلاة والسلام على من شرف لسان العرب بفصيح لسانه وفصل خطابه وبليغ بيانه وعلى آله المتحلين من قاموسه بصحاح جواهر الاسرار وأصحابه المقتبسين من مشكاة مصباحه سواطع الانوار وبعد فيقول المتوسل بالنبي الخاتم الفقير الى الله تعالى محمد قاسم ان مما سمح به الزمان وجادت بابرازه يد الاوان تمام طبع هذا الشرح الذى يعبق التحقيق من عبير عباراته ويتدفق التدفيق من نمير اشاراته وتجتني ثمار الفوائد من نضير رياضه ويشفى الغليل بسلسبيل رحيق حياضه لما أبرز من جواهر النفائس وأسفر عن مخدرات العرائس وسار مسير النيرين وأشرقت طوالعه بأرجاء المشرقين والمغربين وكيف لا ومؤلفه العلامة الهمام والفهامة الاما الذى أحاط بفنون الادب واللغة احاطة السوار بالمعصم ونادته في ميادين الفخار بأن أقدم فأنت المقدم الجامع بين منصبى النسب الشريف والعلم الباهر المنيف السيد محمد مرتضى الزبيدى نزيل القاهرة لا زالت غيوث الرضوان عليه هاطلة متواترة وقصارى القول أنه شرح يقصر لسان البراعة عن وصف ما حواه من بلاغة العبارة وحسن البراعة مجمع بحار وروض أزهار وثمار نعم الجليس السمير لكل أديب نحرير قد أوضح معالم معالم غريبى التنزيل والآثار وصيرها كالشمس في رابعة النهار وأنار منار الشواهد اللغوية والامثال البليغة الاديبة قد طالما تمناه المتمنون ليرتوي من مورده السائغ الواردون وتشوقت الى تسريح النظر في أنيق حدائقه الباء وتشوفت الى التحلى بفرائده جهابذة الفضلاء حتى أتم الله تعالى منحته وأسبغ على الراغبين نعمته فالتزم طبعه من براعة براعته لنفائس الآداب أبدت الامير الكامل والاديب الفاضل حضرة على بك جودت الذى طالما باشرا وظائف المنيفة كنظارة المطبعة الاميريه وادارة المطبوعات المصرية وقد أقام في النظارة المذكورة مع ادارة جريدة الوقايع المصرية التركية نحو الخمس عشرة سنة وطبع على يديه كتب شتى من الفنون المتنوعة (1/8723)
والمؤلفات النفيسة النافعة أكثر من أن تحصى بغاية الضبط والصحة وكمال الحسن والبهجة وتشهد بذلك تلك المجلدات المطبوعة الفاخرة والآثار المعتبرة الزاهرة وهى الى الآن متناولة بين أهل الفضائل والعرفان بحسن القبول ومزيد الرغبة يتسابقون في الحصول عليها بزيادة القيمة والاثمان وناهيك بمساعيه في طبع هذا الكتاب الجليل واتمامه على هذا الوجه الجميل بهمة ومساعة الغازى المشار إليه فشكر الله تعالى له هذه الهمه ومنحه عليها جزيل الفضل والمنه حيث ان دولته قد أساغ موارده وأنال فوائده وأمد موائده بعد ان تعسرت الطرق الى تحصيله وتوفرت العوائق الى تعطيله ولما تزين طبعه بتاج الكمال قرظته وان لم أكن من هذا المجال فقلت روض الا زاهر وشيه لبى سحر * أم بلبل الاغصان غرد في سحر أم غادة حسناء يخجل قدها * غصن النقالطف النسيم له هصر أم هذه شمس الضحى قد أشرقت * أم أنجم الجوز اسناها قد بهر أم ذى صحائف كونت من عسجد * فتناسبت فيها المعاني والصور أم ذاك تاج عروس واحداد هره * شمس التقى بحر العلوم إذا ذخر المرتضى السند الشريف محمد * ذاك الذى بعلومه اليمن افتخر الوارث المجد الاثيل لهاشم * وبراعة الفصحاء من عليا مضر هو أوحد الادباء تاج رؤسهم * معنى اللبيب إذا بداو إذا حضر جادت قريحته بنظم فرائد * قد كان يذخر كنزها فيما ذخر حلى بهار القاموس أنفس حلية * فغدا عروسا ساحبا ذيل الفخر وأو ابد ما ان ترام لغيره * سقطت لها حسرى أمانى الفكر أهدى لنا شرحا به شرح الصدو * ربراعة تغنى الاديب عن السمر هو جنة الادب البهى رواؤها * قدأ ينعت منها الا زاهر والثمر هو عمدة العلماء كعبة قصدهم * في حل ألفاظ الغريب من الاثر سرحت طرف في محاسن روضه * الباهى فذكرني بخاتمة الزمر لله ما أوفى محيط عبابه * جمع المطول والوجيز المختصر قل للاولى زعموا كفاية غيره * هيهات هل تجدى النجوم مع القمر وإذا بدا الاصباح من آفاقه * ما موقع المصباح والضوء انتشر والجوهري صحاحه محصورة * لكن در البحر ما أحد حصر وابن المكرم ما أحاط لسانه * بشهير بلدان واعلام غرر وبروجه في العلم شامخة البنا * وأساس جار الله أوهاه القصر
أتظن أن الصوف جاوز حده * عند العيان يصغر الخبر الخبر فاضرب له ما قيل كل الصيد في * جوف الفرا مثلا تواتر واشتهر لما تشوفت النفوس لو رده * ذى المنهل الصافى الهنئ بلا كدر فعلى عرفان بجودة فضله * أهدى لنا من لطفه طبعا بهر بسنى همة أحمد مختار دا * رخلافة مبدى المعالى والغرر السيد الشهم المشير من ارتقى * أوج الكمال بما غزوا بما نصر أثاره في الخافقين حميدة * وإذا زكت شيم الفتى حسن الاثر ومضاؤه في العزم والاقدام قد * سارت به الركبان في بحر وبر وسعوده سعدت بها أيامنا * ولواؤه من أمه أمن الخطر في السلم ذو خلق كريم باهر * ولدى الوغى منه الوقائع تنتظر لله جودة علمه وذكائه * ولزومه تقوى لاله كما أمر حفظ الاله بقاءه وبهاءه * مصحوب عز في البداوة والحضر وجزاه مولانا بحسن طباعه * أسنى الجزاء مدى العشايا والبكر وأدام دولته العليه في حمى * سلطاننا الملك المؤيد بالظفر (1/8724)
عبد الحميد خان خليفة الله الذى * بهر الزمان بعد له وبه افتخر فاظفر به فلقد تكامل بدره * وازينت روضاته تحلى الزهر وغدت جواهره تؤرخ طبعه * تاج العروس لحليه باهى الدور 435 18 83 367 404 سنة 1307 وفاح مسك الختام في أواخر شعبان المعظم عام سبع وثلثمائة والف من هحرة خير الانام صلى الله تعالى وسلم عليه وعليه آله الابرار وأصحابه المنتجبين الاخيار ما طلعت شموس ومازين بالتاج عروس ( ترجمة ) ( مؤلف تاج العروس شرح القاموس ) هو أبو الفيض السيد محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضى الحسينى الحنفي الواسطي البلجرامى الزبيدى نزيل مصر أصله من السادة الواسطية من قصبة بلجرام على خمسة فراسخ من قنوج وراء نهر جنج بالهند ولد بها سنة 1145 ونشأ ببلاده واشتغل بطلب العلم على علماء الهند منهم الشيخ المحدث العلامة محمد فاخر بن يحيى الاله آبادى المتخلص بالزائر ومنهم الشيخ المحدث البلهوى صاحب كتاب حجة الله البالغة وارتحل في طلب العلم حتى انه تلقى عن نحو من ثلثمائة شيخ ذكر أسماءهم في برنامجه ودخل اليمن وأقام يزبيد مدة طويلة حتى قيل له الزبيدى واشتهر بذلك وأجازه مشايخ المذاهب الاربعة وعلماء البلاد الشاسعة وحج مرارا واجتمع بالشيخ عبد الله السندي والشيخ عمر بن أحمد بن عقيل المكى وعبد الله السقاف والمسند محمد بن علاء الدين المزجاجى وسليمان بن يحيى وابن الطيب واجتمع بالسيد عبد الرحمن العيدروس بمكة المشرفة وقرأ عليه مختصر السعد ولازمه ملازمه كلية وألبسه الخرقة وأجازه بمرو ياته ومسموعانه وقرأ عليه طرفا من الاحياء وهو الذى شوقه الى مصر بما أجادله في وصفها فورد إليها في تاسع صفر سنة 1167 وسكن بخان الصاغة وحضر دروس أشياخ الوقت كالشيخ أحمد الملوى والجوهري والحفنى والبليدى والصعيدي والمدابغي وغيرهم وتلقى عنهم وأجازوه وشهدوا بعلمه وفضله وجودة حفظه وسافر الى الجهات البحرية مثل رشيد ودمياط وسمع الحديث من علمائها وكذلك سافر الى أسيوط وبلاد الصعيد وتلقى عن علمائها ثم تزوج وسكن بعطفة الغسال وشرع في تأليف الكتاب الذى شاع ذكره وطار فيسائر الامصار والاقطار الدال على علو كعبه ورسوخ قدمه في علم اللغة وكونه فيها اماما مقداما وشهماهما ما المغنى عن حمل جملة من الكتب والدفاتر المؤلفة في فن اللغة المسمى تاج العروس حتى أئمه عشر مجلدات كوامل في أربعة عشر عاما وشهرين وعند اتمامه أولم وليمة حافلة جمع فيها طلبة العلم وأشياخ الوقت وأطلعهم عليه فشهدوا بفضله وسعة اطلاعه ورسوخه في علم اللغة وكتبوا عليه تقاريظهم نثرا ونظما فمن قرظ عليه شيخ الكل في عصره الشيخ على الصعيدي والشيخ أحمد الدرد يرو السيد عبد الرحمن العيدروس والشيخ محمد الامير والشيخ أحمد البيلى والشيخ عطية الاجهوري والشيخ محمد عبادة العدوى والشيخ أبوا الانوار السادات وغيرهم من الافاضل حتى اشتهر أمر هذا الشرح جدا فاستكتب منه ملك الروم نسخة وسلطان دار فور نسخة وملك الغرب نسخة وطلب منه أمير اللواء محمد بيك أبو الذهب نسخة وجعلها في خزانة كتب مسجده المعروف به الذى أنشأه بالقرب من الازهر وبذل في تحصيله ألف ريال وللمترجم تأليف غير هذا الشرح تزيد على مائة كتاب قد ذكرها في برنامجه منها شرح كتاب الاحياء للغزالي وتكملة القاموس مما فاته من اللغة وشرح حديث أم زرع ورفع الكل عن العلل وتخريج حديث شيبتني هود وتخريج حديث نعم الادام الخل والمواهب الجلية فيما بحديث الاولية والمرقاة العلية بشرح الحديث المسلسل بالاولية والعروس المجليه في طرق حديث الاوليه وشرح الحزب الكبير للشاذلي المسمى بتنبيه العارف البصير على أسرار الحزب الكبير وانالة لمنى في سر الكنى والقول المبتوت في تحقيق لفظ التابوت وحسن المحاضرة
في آداب البحث والمناظرة ورسالة في أصول الحديث ورسالة في أصول المعمى وكشف الغطا عن الصلاة الوسطى والاحتفال بصوم الست من شوال وايضاح المدارك عن نسب العوائك واقرار العين بذكر من نسب الى الحسن والحسين والابتهاج بذكر الثمين في طرق الالباس والتلقين واتحاف الاصفياء بسلاسل الاولياء واتحاف بنى الزمن في حكم قهوة اليمن واتحاف الاخوان في حكم الدخان والمقاعد العندية في المشاهد النقشبندية مائة وخمسون بيتا والدرة المضية في الوصية المرضية مائتان وعشرون بيتا وارشاد الاخوان الى الاخوان الى الاخلاق الحسان مائة وعشرون بيتا وألفية السند في ألف وخمسمائة بيت وشرحها في عشرة كراريس وشرح صيغة ابن مشيش وشرح صيغة السيد البدوى وشرح ثلاث صيغ لابي الحسن البكري وشرح سبع صيع (1/8725)
المسمى بدلائل القرب للسيد مصطفى البكري والازهار المتأثرة في الاحاديث المتواترة وتحفة العيد في كراس وتفسير سورة يونس على لسان القوم ولقطة العجلان في ليس في الامكان أبدع مما كان والقول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح والتحبير في الحديث المسلسل بالتكبير والامالي الحنفية في مجلد والامالي الشيخونية في مجلدين ومعالرف الابرار فيما للكنى والالقاب من الاسرار والعقد المنظم في أمهات النبي صلى الله عليه وسلم والفوائد الجليلة على مسلسلات ابن عقيلة والجواهر المنيفة في أصول أدلة مذهب الامام أبى حنيفة مما وافق فيه الائمة الستة والنفحة القدسية بواسطة البضعة العيدروسية وحكمة الاشراق الى كتاب الآفاق وشرح الصدر في شرح أسماء أهل بدر والتفتيش في معنى لفظ درويش ورفع نقاب الخفا عمن انتمى الى وفاء أبيوفا وبلغة لاريب في مصطلح آثار الحبيب واعلام الاعلام بمناسك حج بيت الله الحرام ورشف سلاف الرحيق في نسب حضرة الصديق والقول المبتوت في تحقيق لفظة ياقوت ولقط الآلي من الجوهر الغالى وهى في أسانيد الاستاذ الحفنى وكتب له اجازته عليها سنة قدومه الى مصر وهدية الاخوان في شجرة الدخان واتحاف سيد الحى بسلاسل بنى طى وترويح القلوب بذكر ملوك بنى أيوب ونشوة الارتياح في بيان حقيقة الميسر والقداح وغير ذلك مما رق وراق وكلها حلت محل القبول والاستحسان لدى الحذاق ولم يزل يخدم العلم ويحرص على جمع الفنون التى أغفلها المتأخرون كعلم الانساب والاسانيد وتخاريج الاحاديث واتصال طرائق المحدثين المتأخرين بالمتقدمين وألف في ذلك كتاب ورسائل ومنظومات وأراجيز جمة ثم انتقل الى منزل بسويقة اللالا وذلك في أوائل سنة 1189 فاقبل عليه أكابر تلك الخطة وأعيانها ورغبو في معاشرة لانه كان لطيف الشكل والذات حسن الصفات بشوشا بسوما وقورا محتشما فكان يعتم مثل أهل مكة عمامة منحرفة بشاش أبيض ولها عذبة مرخية على قفاء ولها حبكة وشراريب حرير طولها قريب من فتر وكان ربعة نحيف البدن ذهى اللون متناسب الاعضاء معتدل اللحية قد وخطه الشيب في أكثرها مترفها في ملبسه مستحضرا للنوادر والمناسبات ذكيا فطنا واسع الحفظ عارفا باللغة التركية والفارسية فاستأنس به أهل تلك الخطة وأحبوه وصار يعظهم ويفيدهم بفوائد ويجيزهم بقراءة أوراد وأحزاب فتناقلوا خبره وحديثه فأقبل عليه الناس من كل جهة فشرع في املاة الحديث على طريق السلف في ذكر الاسانيد والرواة والمخرجين من حفظه على طرق مختلفة وكل من قدم عليه يملى عليه الحديث المسلسل بالاولية وهو حديث الرحمة برواته ومخرجيه ويكتب له سندا بذلك واجازة بسماع الحاضرين فيعجبون من ذلك ثم ان بعضا من أفاضل علماء الازهر ذهبوا إليه وطلبوا منه اجازة فقال لهم لابد من قراءة أوائل الكتب واتفقوا على الاجتماع بجامع شيخون بالصليبة كل يوم اثنين وخميس من كل جمعة فشرع في صحيح البخاري بقراءة السيد حسين الشيخونى وصار يسعى إليه للاخذ عنه علماء الازهر كالشيخ أحمد السجاعى والشيخ مصطفى الطائى وغير هما من الافاضل وصار يملى عليهم بعد قراءة شئ من الصحيح حديثا من المسلسلات أو فضائل الاعمال ويسر درجال سنده ورواته من حفظه ويتبعه بابيات من الشعر كذلك فيتعجبون من ذلك فازداد شأنه وعظم قد ره واجتمع عليه أهل تلك النواحى وغيرها من العامة والاكابر والاعيان والتمسوا منه تبيين المعاني فانتقل من الروية الى الدراية وصار درسا عظيما وازدادت شهرته وأقبلت الناس من كل ناحية لسماعه ومشاهدة ذاته ودعاه كثير من الاعيان الى بيوتهم وعملوا من أجله ولائم فاخرة فيذهب إليهم مع خواص الطلبة والمقرئ والمستملي وكاتب الاسماء فيقرأ لهم شيأ من الاجزاء الحديثية كثلاثيات البخاري أو الدارمي أو بعض المسلسلات بحضور الجماعة وصاحب المنزل وأصحابه وأحبابه وأولاده وبناته ونسائه من خلف الستائر وبين أيديهم مجامر البخور بالعنبر والعود مدة القرءة ثم يحتمون ذلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه
وسلم على النسق المعتاد ويكتب الكاتب أسماء الحاضرين والسامعين حتى النساء والصيبات والبنات واليوم والتاريخ ويكتب الشيخ تحت ذلك صح ذلك وهذه كانت طريقة المحدثين في الزمن السابق وطلب الى الدولة العلية في سنة 94 فأجاب ثم امتنع وطار ذكره في الآفاق وكاتبه ملكوك النواحى من الترك والحجاز والهند واليمن والشام والبصرة والعراق وملوك المغرب والسودان وفزان والجزائر والبلاد البعيدة وكثرت عليه الوفود من كل ناحية يستجيزونه فيجيزهم وقد استجازه أمير المؤمنين السلطان عبد الحميد الاول ملك القسطنطينية فاجازه بكتب الحديث وكتب له الاجازه وكتب اجازة أيضا لمحمد باشا الراغب صدر الوزارة ونظام الملك وكتب اجازة الى غرة ودمشق وحلب وأذر بيجان وتونس وديار العلماء ولما بلغ مالا مزيد عليه من الشهرة وعظم الجاه عند الخاص والعام لزم داره واحتجب عن أصحابه واعتكف بداخل الحريم وأعلق الباب وترك الدروس والاقراء واستمر على هذه الحالة الى ان آذنت شمسه بالزوال وغربت بعد ما لسانه تلك الليلة وتوفى يوم الاحد في شعبان سنة 1205 ولم يترك ابنا ولا بنتا ولم يرثه أحد من الشعراء ولم يعلم بموته أهل الازهر ذلك اليوم لاشتغال الناس بامر الطاعون فخرجوا بجنازته وصل عليه ودفن بقبرا عده لنفسه بالمشهد المعروف بالسيدة رقية رحمه الله تعالى (1/8726)